ترتيب الأولوية
لمتن
الأربعين النووية
للإمام :
أبي زكريا يحيى بن شرف النووي – رحمه الله –
مع زيادات ابن رجب الحنبلي – رحمه الله –
ترتبيه :
بدر بن نايف الرغيان.
رفحاء.
مقدمة :
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ... أما بعد :
فهذا ترتيب لمتن الأربعين النووية ، مع زوائد ابن رجب . وطريقة هذا الترتيب ... عدد الأحاديث
أولاً : أني أبدا بذكر الأحاديث المتفق عليها ، ... 17 ... 1- 17
ثانياً : ثم بذكر أحاديث البخاري، ... 4 ... 18- 21
ثالثاً : ثم بذكر أحاديث مسلم. ... 13 ... 22- 34
رابعاً : ثم بذكر الأحاديث التي رواها الترمذي وغيره، ... 9 ... 35- 43
خامساً : ثم بذكر الأحاديث التي رواها ابن ماجه وغيره ، دون السابق، ... 3 ... 44- 46
سادساً : ثم بذكر الأحاديث التي لم ترو في الكتب الستة. ... 4 ... 47- 50
علماً بأني جعلت التخريج في الحاشية ، تسهيلاً للقاري، وتيسيراً للمبتدئ .
وأما الطبعة المعتمدة ، فهي طبعة دار طيبة 1424هـ، تحقيق نظر محمد الفاريابي.
هذا والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين (1) .
الِإمَام النَّوَوِيُّ مقدمة
الحمد لله رب العالمين ، قيوم السَّموات والأرضين. مدبر الخلائق أجمعين. باعث الرُّسل - صلواته وسلامه عليهم أجمعين - إلى المكلفين لهدايتهم وبيان شرائع الدين، بالدلائل القطعية،وواضحات البراهين. أحمده على جميع نعمه. وأسأله المزيد من فضله وكرمه.
وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار. الكريم الغفار.
__________
(1) تنبيه : ما بين المعكوفتين في هذا التهذيب فهو من الكاتب . ].(1/1)
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله أفضل المخلوقين، المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين، وبالسنن المستنيرة للمسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين صلوات الله عليه وسلامه وعلى سائر النبيين وآل كل وسائر الصالحين.
أما بعد : فقد روينا عن علي بن أبي طالب، وعبد الله ابن مسعود ومعاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وابن عمر، وابن عباس، وانس بن مالك وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري (1) - رضي الله عنهم - من طرق كثيرات بروايات متنوعات أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء " .
وفي رواية: " بعثه الله فقيهاً عالماً " .
وفي رواية أبي الدرداء: " وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً " .
وفي رواية ابن مسعود: " وقيل له أدخل من أي أبواب الجنة شئت " .
وفي رواية ابن عمر :" كُتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء " .
واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه.
وقد صنف العلماء - رضي الله عنهم - في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات:
فأول من علمته صنّف فيه هو عبد الله بن المبارك، ثم محمد بن أسلم الطوسي العالم الرباني، ثم الحسن بن سفيان النسوي، وأبو بكر الآجرّي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الأصفهاني، والدارقطني، والحاكم، وأبو نعيم، وأبو عبد الرحمن السُّلمي، وأبو سعيد الماليني، وأبو عثمان الصابوني، وعبد الله بن محمد الأنصاري، وأبو بكر البيهقي، وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين،
*وقد استخرت الله تعالى في جمع أربعين حديثاً اقتداءً بهؤلاء الأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام.
__________
(1) ... اعلم أن الحديث معناه هنا : أن ينقلها إلى المسلمين ، وإن لم يحفظها ولا عرف معناها هذا حقيقة معناه ، وبه يحصل انتفاع المسلمين، لا بحفظ ما ينقله إليهم ، والله أعلم بالصواب.(1/2)
*وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
*ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث، بل على قوله - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الصحيحة: " ليُبلغ الشاهد منكم الغائب " . وقوله - صلى الله عليه وسلم - : " نضّر الله (1) أمرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها " .
*ثم من العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في الفروع، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الزهد، وبعضهم في الآداب، وبعضهم في الخُطب، وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها.
*وقد رأيت جمع أربعين أهم من هذا كله، وهي أربعون حديثاً مشتملة على جميع ذلك، وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه، أو هو نصف الإسلام أو ثلثه أو نحو ذلك.
ثم ألتزم في هذه الأربعين أن تكون صحيحة، ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم، وأذكرها محذوفة الأسانيد، ليسهل حفظها، ويعم الانتفاع بها إن شاء الله تعالى، ثم أتبعها بباب في ضبط خفي ألفاظها.
*وينبغي لكل راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث، لما اشتملت عليه من المهمات، واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره.
وعلى الله اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي وله الحمد والنعمة، وبه التوفيق والعصمة.
الأحاديث المتفق عليها في البخاري ومسلم
[الأعمال بالنيات]
__________
(1) روي بتشديد الضاد وتخفيفها ، والتشديد أكثر ، ومعناه : حسّنه وجمّله.(1/3)
1 - (1) عَنْ أَمَيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِيْ حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - (1) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ (2) ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى , فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ , فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ (3) , وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا, فَهِجْرَتُهُ إلَى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ (4) .
[أركان الإسلام]
2- (3) عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ.
[تقدير رزق ابن آدم وأجله وعمله]
__________
(1) ... هو أول من سمي بأمير المؤمنين . [قلت : من الخلفاء لا مطلقاً].
(2) ... المراد لا تحسب الأعمال الشرعية إلا بالنية.
(3) ... معناه : مقبولة.
(4) رَوَاهُ إِمَامَا الْمُحَدِّثِينَ:
*أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغِيرَة بن بَرْدِزبَه الْبُخَارِيُّ الْجُعْفِيُّ ،
*وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمٌ بنُ الْحَجَّاج بن مُسْلِم الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ . فِي "صَحِيحَيْهِمَا" اللذَينِ هُمَا أَصَحُّ الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ.(1/4)
3 –(4) عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ-: إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ،ثمَّ يكون عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إلَيْهِ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٍّ أَمْ سَعِيدٍ؛ فَوَاَللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ غَيْرُهُ إنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا. وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا.
[الابتداع في الدين مردود]
4 - (5) عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ ، فَهُوَ رَدٌّ (1) .
*وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا ، فَهُوَ رَدٌّ .
[البعد عن مواطن الشبهات]
__________
(1) ... أي مردود كالخلق بمعنى المخلوق.(1/5)
5 - (6) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ اَلنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: إِنَّ اَلْحَلَالَ بَيِّنٌ, وَإِنَّ اَلْحَرَامَ بَيِّنٌ, وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ, لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ اَلنَّاسِ, فَمَنِ اتَّقَى اَلشُّبُهَاتِ, اِسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ, وَمَنْ وَقَعَ فِي اَلشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي اَلْحَرَامِ, كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ اَلْحِمَى, يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ, أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى, أَلَا وَإِنَّ حِمَى اَللَّهِ مَحَارِمُهُ, أَلَا وَإِنَّ فِي اَلْجَسَدِ مُضْغَةً, إِذَا صَلَحَتْ, صَلَحَ اَلْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ اَلْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلَا وَهِيَ اَلْقَلْبُ .
[ما يعصم دم المسلم وماله]
6- (8) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أُمِرْت أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ؛ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى.
[لا تكليف إلا بقدر الإستطاعة ، والنهي عن كثرة السؤال والتنطع]
7 - (9) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَخْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلَوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ وَاخْتِلَافُهُمْ (1) عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ .
__________
(1) ... هو بضم الفاء لا بكسرها.(1/6)
[من علامات كمال الإيمان]
8- (13) عَنْ أَبِي حَمْزَةَ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ اَلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ .
[متى يهدر دم المسلم]
9 - (14) عَنْ اِبْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - َ: لَا يَحِلُّ دَمُ اِمْرِئٍ مُسْلِمٍ, إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: اَلثَّيِّبُ اَلزَّانِي (1) , وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ, وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ; اَلْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ .
[من خصال الإيمان : القول الحسن ، ورعاية حق الجار والضعيف]
10 - (15) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ (2) ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ.
[صدقة لازمة على كل سلامى]
__________
(1) ... معناه المحصن إذا زنى ، وللحصان شروط معروفة في كتب الفقه.
(2) ... بضم الميم.(1/7)
11 - (26) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : كُلُّ سُلَامَى (1) مِنْ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ: تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ .
[الترغيب في فعل الحسنات]
12 - (37) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً. (2) .
__________
(1) ... بضم السين ، وتخفيف اللام ، وفتح الميم وجمعه : سلاميات- فتح الميم – وهي المفاصل والأعضاء ، وهي ثلاثمائة وستون مفصلاً ، وثبت ذلك في صحيح مسلم عن رسول - صلى الله عليه وسلم - .
(2) ... رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ في صحيحيهما بهذه الحروف.
فانظر يا أخي وفقنا الله وإياك إلى عظيم لطف الله تعالى، وتأمل هذه الألفاظ:
*وقوله: "عنده" إشارة إلى الاعتناء بها، *وقوله: "كاملة": للتأكيد وشدة الاعتناء بها،
*وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها"كتبها الله عنده حسنة كاملة": فأكدها بكاملة ،
*"وإن عملها كتبها سيئة واحدة" فأكد تقليلها بواحدة ولم يؤكدها بكاملة،
فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناءً عليه، وبالله التوفيق.(1/8)
[تقديم ذوي الفروض على العصبات في الميراث]
13 - (43) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ َ: أَلْحِقُوا اَلْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا , فَمَا أَبْقَتَ الْفَرَائِضُ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ .
[يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب]
14 - (44) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: الرَّضَاعَةُ تُحَرِّمُ مَا تُحَرِّمُ الْوِلَادَةُ.
[إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه]
15 - (45) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - َ يَقُولُ عَامَ اَلْفَتْحِ, وَهُوَ بِمَكَّةَ: إِنَّ اَللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ: اَلْخَمْرِ, وَالْمَيْتَةِ, وَالْخِنْزِيرِ, وَالْأَصْنَامِ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ! أَرَأَيْتَ شُحُومَ اَلْمَيْتَةِ, فَإِنَّهُ يُطْلَى بِهَا اَلسُّفُنُ, وَيُدْهَنُ بِهَا اَلْجُلُودُ, وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا اَلنَّاسُ? قَالَ: لَا. هُوَ حَرَامٌ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - َ عِنْدَ ذَلِكَ: قَاتَلَ اَللَّهُ اَلْيَهُودَ, إِنَّ اَللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْهِم الشُحُومَ، فَأَجْمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ, فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ.
[كل مسكر حرام]
16 - (46) عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ تُصْنَعُ بِهَا، فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: الْبِتْعُ وَالْمِزْرُ، فَقِيلَ لِأَبِي بُرْدَةَ: مَا الْبِتْعُ؟ قَالَ: نَبِيذُ الْعَسَلِ، وَالْمِزْرُ نَبِيذُ الشَّعِيرِ، فَقَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ (1) .
[خصال المنافق]
__________
(1) ... رَوَاهُ البخاري. [وكذا رَوَاهُ مسلم].(1/9)
17 - (48) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا، وَإِنْ كَانَتْ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ فِيهِ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا:
مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ.
الأحاديث التي انفرد بها البخاري
[النهي عن الغضب]
18 - (16) عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَجُلاً قَالَ: للنَّبِي - صلى الله عليه وسلم - : أَوْصِنِي. قَالَ: لَا تَغْضَبْ, فَرَدَّدَ مِرَارًا. قَالَ: لَا تَغْضَبْ .
[الحياء من الإيمان]
19 - (20) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ الْبَدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ اَلنَّاسُ مِنْ كَلَامِ اَلنُّبُوَّةِ اَلْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ, فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ (1) .
[الاجتهاد في العبادة طريق إلى ولاية الله]
__________
(1) ... معناه إذا أردتَ فعل شيءٍ ، فإن كان لا يستحي من الله عز وجل ، ومن الناس في فعله فافعله ، وإلا فلا ، وعلى هذا مدار الإسلام.(1/10)
20 - (38) عَن أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : إِن اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتُهُ (1) بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَما يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِيْ عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَنَا أكْرَهُ مُسَاءَتَهُ .
[الحث على الزهد]
21 - (40) عَنِ اِبْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : بِمَنْكِبِي, فَقَالَ: كُنْ فِي اَلدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ (2) , أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ .
وَكَانَ اِبْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ اَلصَّبَاحَ, وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ اَلْمَسَاءَ, وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لمرضك , وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.
الأحاديث التي انفرد بها مسلم
[مراتب الدين]
__________
(1) ... بهمزة ممدودة ، إي أعلمته أنه محاربٌ لي.
(2) ... أي لا تركن إليها ، ولا تتخذها وطناً ، ولا خلف نفسك بطول البقاء فيها ، ولا بالاعتناء بها ، ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه ، ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى بلده.(1/11)
22 - (2) عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَيْضًا قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ، إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى (1) عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ. حَتَّى جَلَسَ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - . فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ،
وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْت. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ!.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ. قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ (2) . قَالَ: صَدَقْت.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ. قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ.
__________
(1) ... هو بضم الياء من يرى.
(2) ... معناه : تعتقد أن الله قدر الخير والشر قبل خلق الخلق ، وأن جميع الكائنات بقضاء الله وقدره ، وهو مريد لها.(1/12)
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا (1) ؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا (2) ، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ (3) رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ.
ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْنَا مَلِيًّا (4) ،
ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟. قَلَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ .
[الدين النصيحة]
23 – (7) عَنْ أَبِي رُقَيَّةَ (5) تَمِيمٍ بنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ (6) - رضي الله عنه - : أَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - : قَالَ: اَلدِّينُ اَلنَّصِيحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ ? قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ اَلْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ .
[أكل الحرام يمنع إجابة الدعاء]
__________
(1) ... هو بفتح الهمزة أي علامتها ، ويقال : "أمار" بلا ها لغتان ، لكن الرواية بالهاء.
(2) ... أي سيدتها ، ومعناه أن تكثر السراري حتى تلد الأمة السرية بنتاً لسيدها ، وبنت السيد في معنى السيد ، وقيل : يكثر بيع السراري حتى تشتري المرأة أمها ، وتستعبدها جاهلية بأنها أمها ، وقيل ، غير ذلك ، وقد أوضحته في شرح مسلم بدلائله ، وجميع طرقه.
(3) ... أي الفقراء ، ومعناه : أسافل الناس يصيرون أهل ثروة ظاهرة .
(4) ... هو بتشديد الياء أي زمان كثيراً ، وكان ذلك ثلاثاً ، هكذا جاء مبيناً في رواية أبي داود والترمذي وغيرهما.
(5) ... هو بضم الراء ، وفتح القاف ، وتشديد الياء .
(6) ... منسوب إلى جد له اسمه : الدار ، وقيل : إلى موضع يقال له : دارين ، ويقال فيه أيضاً : الدّيري نسبه إلى دير كان يتعبد فيه ، وقد بسطتُ القول في إيضاحه في أوائل شرح صحيح مسلم.(1/13)
24 - (10) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا } ، وَقَالَ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } . ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ! يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ (1) بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ؟.
[الإحسان في كل شيء]
25 - (17) عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِنَّ اَللَّهَ عَزَ وَجَلَّ كَتَبَ اَلْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ, فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا اَلْقِتْلَةَ (2) , وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ ، وَلْيُحِدَّ (3) أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ, فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ .
[الإستقامة على الإيمان]
26 - (21) عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَقِيلَ: أَبِي عَمْرَةَ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ: قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَك؛ قَالَ: قُلْ: آمَنْت بِاَللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ (4) .
[أداء الواجبات طريق إلى الجنة]
__________
(1) ... هو بضم الغين ، وكسر الذال المعجمة المخففة .
(2) ... بكسر أولها .
(3) ... هو بضم الياء ، وكسر الحاء وتشديد الدال ، يقال : أحد السكين وحدها واستحدها بمعنى واحد.
(4) ... أي استقم كما أمرت ممتثلاً أمر الله ، مجتنباً نهيه .(1/14)
27 - (22) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَرَأَيْت إذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَاتِ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا؛ أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ: نَعَمْ (1) .
[من جوامع العمل الصالح]
__________
(1) ... *ومعنى حرمت الحرام: اجتنبتُهُ. ومعنى أحللتُ الحلالَ: فَعَلتُهُ مُعتقداً حِلَهُ، والله أعلم.(1/15)
28 - (23) عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحَارِثِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ (1) ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ (2) -أَوْ: تَمْلَأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ (3) ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ (4) ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ (5) ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَك أَوْ عَلَيْك، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ (6) فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا.
[عظمة الله تعالى]
__________
(1) ... المراد بالطهور الوضوء ، يقال معناه : ينتهى تضعيف ثوابه إلى نصف أجر الإيمان ، وقيل : الإيمان يجب ما قبله من الخطايا ، وكذا الوضوء ، ولكن الوضوء تتوقف صحته على الإيمان فصار نصفاً ، وقيل : المراد بالإيمان : الصلاة ، والطهور شرط لصحتها ، فصار كالشطر ، وقيل غير ذلك .
(2) ... أي لو قدر ثوابهما جسماً لملأ ، وسببه ما اشتملتا عليه من التنزيه والتفويض إلى الله تعالى.
(3) ... تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء ، وتهدي إلى الصواب ، وقيل : يكون ثوابها نوراً لصاحبها يوم القيامة ، وقيل : لأنها سبب لاستنارة القلب .
(4) ... أي حجة لصحابها في أداء حق المال ، وقيل : حجة في إيمان صاحبها ، لأن المنافق لا يفعلها غالباً.
(5) ... أي الصبر المحبوب ، وهو الصبر على طاعة الله تعالى ، والبلاء ، ومكاره الدنيا ، وعن المعاصي ، ومعناه : لا يزال صاحبه مستضيئاً مستمراً على الصواب.
(6) ... كل إنسان يسعى بنفسه ، فمنهم من يبعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ، ومنهم من يبعها للشيطان والهوى باتباعهما . فيوبقها : أي يهلكها ، وقد بسطت شرح هذا الحديث في أول شرح صحيح مسلم ، فمن أراد الزيادة فليراجعه ، وبالله التوفيق.(1/16)
29 - (24) عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ - رضي الله عنه - عَنْ اَلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ - عز وجل - أَنه قَالَ:
يَا عِبَادِي! إِنِّي حَرَّمْتُ اَلظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي (1) , وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا, فَلَا تَظَّالَمُوا (2) ،
يَا عِبَادِي! كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَنْ هَدَيْته، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ.
يَا عِبَادِي! كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَنْ أَطْعَمْته، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ.
يَا عِبَادِي! كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَنْ كَسَوْته، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ.
يَا عِبَادِي! إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا؛ فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ.
يَا عِبَادِي! إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي.
يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا.
يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا.
يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْت كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ (3) إذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ.
__________
(1) ... أي تقدست عنه ؛ فالظلم مستحيل في حق الله تعالى لأنه مجاوزة للحد ، أو التصرف في غير ملك ، وهما جميعاً محال في حق الله تعالى .
(2) ... هو بفتح التاء ، أي لا تتظالموا.
(3) ... هو بكسر الميم وإسكان الخاء ، وفتح الياء : الإبرة ، ومعناه : لا ينقص شيئا.(1/17)
يَا عِبَادِي! إنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيْهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إيَّاهَا؛ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَن إلَّا نَفْسَهُ.
[من أنواع الصدقة]
30 - (25) عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - أَيْضًا، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ (1) بِالْأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ (2) أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ، كَانَ لَهُ أَجْرٌ.
[تعريف البر والإثم]
__________
(1) ... بضم الدال والثاء المثلثة : الأموال ، واحدها : دثر ، كفلس وفلوس .
(2) ... هو بضم الباء وإسكان الضاد المعجمة ، وهو كناية عن الجماع ، إذا نوى به العبادة ، وهو قضاء حق الزوجية ، وطلب ولد صالح ، واعفاف النفس ، وكفها عن المحرام.(1/18)
31 - (27) عَن النَّوَّاسِ (1) بن سِمْعَان (2) - رضي الله عنه - قَالَ: عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ (3) فِي نَّفْسِك ، وَكَرِهْت أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ . رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
* وَعَنْ وَابِصَةَ (4) بْنِ مَعْبَدٍ - رضي الله عنه - قَالَ: أَتَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ الْبِرِّ؟ قُلْت: نَعَمْ. فقَالَ: استفت قلبك، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إلَيْهِ الْقَلْبُ،
وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاك النَّاسُ وَأَفْتَوْك (5) .
[مراتب تغيير المنكر]
32 – (34) عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ (6) ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ (7) الْإِيمَانِ.
[أخوة الإسلام وحقوق المسلم]
__________
(1) ... بفتح النون وتشديد الواو .
(2) ... بكسر السين وفتحها .
(3) ... بالحاء والكاف : أي تردد.
(4) ... بكسر الباء الموحدة .
(5) ... حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَيْنَاهُ في مُسْنَدَي الْإِمَامَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَالدَّارِمِيّ. بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
(6) ... معناه : فليكره قبله .
(7) ... أي أقله ثمرة .(1/19)
33 - (35) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا, وَلَا تَبَاغَضُوا, وَلَا تَدَابَرُوا, وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ, وَكُونُوا عِبَادَ اَللَّهِ إِخْوَانًا, اَلْمُسْلِمُ أَخُو اَلْمُسْلِمِ, لَا يَظْلِمُهُ, وَلَا يَخْذُلُهُ (1) , وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ,
اَلتَّقْوَى هَا هُنَا, وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مِرَاتٍ, بِحَسْبِ (2) اِمْرِئٍ مِنْ اَلشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ اَلْمُسْلِمَ, كُلُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ حَرَامٌ, دَمُهُ, وَمَالُهُ, وَعِرْضُهُ .
[قضاء حوائج المسلمين وطلب العلم]
34 - (36) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ اَلدُّنْيَا, نَفَّسَ اَللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ ,
وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ, يَسَّرَ اَللَّهُ عَلَيْهِ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ,
وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا, سَتَرَهُ اَللَّهُ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ,
وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ اَلْعَبْدِ مَا كَانَ اَلْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ،
وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إلَى الْجَنَّةِ،
وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَينهم، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِم السَّكِيْنَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللهُ فِيْمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ.
__________
(1) ... هو بفتح الياء ، وضم الذال المعجمة .
(2) ... هو بإسكان السين المهملة ، أي يكفيه من الشر .(1/20)
الأحاديث التي رواها الترمذي وغيره
[دع ما يريبك]
35 - (11) عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ سِبْطِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَيْحَانَتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: حَفِظْت مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : دَعْ مَا يُرِيبُك (1) إلَى مَا لَا يُرِيبُك (2) .
[حث المسلم على ترك ما لا يعنيه]
36 - (12) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ اَلْمَرْءِ, تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ (3) (4) .
[الأمر بتقوى الله وحسن الخلق]
37 - (18) عَنْ أَبِي ذَرٍّ جُنْدُبِ (5) بْنِ جُنَادَةَ (6) ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ (7) .
[مراقبة الله تعالى
والإيمان بالقضاء والقدر]
__________
(1) ... هو بفتح الياء وضمها لغتان ، الفتح أفصح وأشهر ، ومعناه : اترك ما شككت فيه واعدل إلى ما لا تشك فيه. .
(2) ... رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيّ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
(3) ... بفتح أوّله .
(4) ... حَدِيثٌ حَسَنٌ. رَوَاهُ اَلتِّرْمِذِيُّ, وَغَيْرُهُ هَكَذَا .
(5) ... بضم الجيم ، وبضم الدال وفتحها .
(6) ... بضم الجيم .
(7) ... رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.(1/21)
38 – (19) عَنِ أبي العَبَّاسِ عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَقَالَ: يَا غُلَامُ! إنِّي أُعَلِّمُك كَلِمَاتٍ: اِحْفَظِ اَللَّهَ يَحْفَظْكَ, اِحْفَظِ اَللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ (1) , إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اَللَّهَ, وَإِذَا اِسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ.
وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوك بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوك إلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَك،
وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوك بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوك إلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْك؛ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ، وَجَفَّتْ الصُّحُفُ (2) .
وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِ التِّرْمِذِيِّ (3) : احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ أمامك، تَعَرَّفْ إلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ (4) يَعْرِفُك فِي الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَخْطَأَك لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَك، وَمَا أَصَابَك لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَك، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنْ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.
[الالتزام بالسنة]
__________
(1) ... بضم التاء وفتح الهاء أي "أمامك" كما في الرواية الأخرى .
(2) ... رَوَاهُ اَلتِّرْمِذِيُّ, وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
(3) ... [أخرجها العقيلي في الضعفاء (3-398) ، بهذا اللفظ ، وقال : الأسانيد في هذا لينة].
(4) ... أي تحبب إليه بلزوم طاعته ، واجتناب مخالفته .(1/22)
39 - (28) عَنْ أَبِي نَجِيحٍ الْعِرْبَاضِ (1) بْنِ سَارِيَةَ (2) - رضي الله عنه - قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ (3) مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا، قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، وَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ (4) ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ (5) ضَلَالَةٌ (6) .
[طريق النجاة]
40 - (29) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ!
أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدْنِي مِنْ النَّارِ، قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ:
تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ،
__________
(1) ... بسكر العين وبالموحدة .
(2) ... بالسين المهملة والياء المثناة من تحت .
(3) ... بفتح الذال المعجمة والراء : أي سالت .
(4) ... هو بالذال المعجمة ، وهي الأنياب ، وقيل : الأضراس .
(5) ... ما عمل على غير مثال سابق .
(6) ... رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَاَلتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.(1/23)
ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّك عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ تَلَا: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ- حَتَّى بَلَغَ- يَعْمَلُونَ } ،
ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُك بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ قُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ (1) الْجِهَادُ،
ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ (2) ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذَا.
قُلْت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ (3) النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟! (4) .
[سعة مغفرة الله - عز وجل - ]
41 - (42) عَنْ أَنَسِ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
يَا ابْنَ آدَمَ ! إِنَّكَ مَا دَعَوْتنِي وَرَجَوْتنِي غَفَرْتُ لَك عَلَى مَا كَانَ مِنْك وَلَا أُبَالِي،
يَا ابْنَ آدَمَ ! لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُك عَنَانَ السَّمَاءِ (5) ثُمَّ اسْتَغْفَرْتنِي غَفَرْتُ لَك،
__________
(1) ... بكسر الذال وضمها : أعلاه .
(2) ... بكسر الميم : أي مقصوده .
(3) ... هو بفتح الياء وضم الكاف.
(4) ... رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
(5) ... بفتح العين ، قيل : هو السحاب ، وقيل : ما عنَّ لك منها، أي ما ظهر، إذا رفعت رأسك .(1/24)
يَا ابْنَ آدَمَ ! إنَّك لَوْ أتَيْتنِي بِقُرَابِ (1) الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُك بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً (2) .
[الاقتصاد في الطعام والشراب]
42 - (47) عَنْ اَلْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيْ كَرِبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ (3) .
[التوكل على الله]
43 - (49) عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلُوْنَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزَقُ الطَّيْرَ: تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا (4) .
الأحاديث التي رواها ابن ماجة وغيره ، إلا الترمذي
[الزهد في الدنيا]
__________
(1) ... هو بضم القاف وكسرها لغتان ، رُوي بهما ، والضم أشهر ، ومعناه : ما يقارب ملئها .
(2) ... رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
(3) ... رَوَاهُ أَحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ،والنَّسَائِيُّ ، وابْنُ مَاجَهْ،وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
(4) ... رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحيحهِ، وَالْحَاكِمُ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.(1/25)
44 – (31) عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيّ - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى اَلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اَللَّهُ, وَأَحَبَّنِي اَلنَّاسُ. فَقَالَ: اِزْهَدْ فِي اَلدُّنْيَا يُحِبُّكَ اَللَّهُ, وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ اَلنَّاسِ يُحِبُّكَ اَلنَّاسُ (1) .
[ لا ضرر ولا ضرار]
45 - (32) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيّ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ (2) (3) .
[التجاوز عن الخطأ والنسيان]
46 - (39) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي اَلْخَطَأَ , وَالنِّسْيَانَ , وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ (4) .
الأحاديث التي ليست في الكتب الستة
[الوقوف عند حدود الشرع]
__________
(1) ... رَوَاهُ اِبْنُ مَاجَه وَغَيْرُهُ , وَسَنَدُهُ حَسَنٌ بِأَسَانِيدَ حَسَنَةٍ.
(2) ... هو بكسر الضاد .
(3) حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَغَيْرُهُمَا مُسْنَدًا.
*وَرَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّإِ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا، فَأَسْقَطَ أَبَا سَعِيدٍ، وَلَهُ طُرُقٌ يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا.
(4) ... حَدِيثٌ حَسَنٌ ، رَوَاهُ اِبْنُ مَاجَهْ.وَالْبَيْهَقِيّ وغيرهما.(1/26)
47 - (30) عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ (1) جُرْثُومِ (2) بن نَاشِرٍ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَال: إنَّ اللَّهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا (3) ، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيَانٍ فَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا.
*حَدِيثٌ حَسَنٌ ، رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيْرُهُ.
[البينة على المدعي]
48 - (33) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ اَلنَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - َ قَالَ: لَوْ يُعْطَى اَلنَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ, لَادَّعَى رِجَالٌ أَمْوَالَ قَوْمٍ وَدِمَاءَهُمْ، لَكِنَّ اَلْبَيِّنَة عَلَى اَلْمُدَّعِي, وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ.
*حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَغَيْرُهُ هَكَذَا (4) .
[ اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - ]
49 - (41) عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ.
*حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رُوِّيْنَاهُ فِي كِتَابِ الْحُجَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.
[ ملازمة ذكر الله ]
__________
(1) ... بضم الخاء ، وفتح الشين المعجمتين ، وبالنون : منسوب إلى خشينة قبيلة معرفة .
(2) ... بضم الجيم والثاء المثلة وإسكان الراء بينهما ، وفي اسمه واسم أبيه اختلاف كثير .
(3) ... انتهاك الحرمة : تناولها بما لا يحل .
(4) ... *وَبَعْضُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.(1/27)
50 - (50) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْنَا، فَبَابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جَامِعٌ؟ قَالَ: لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ - عز وجل - .
*خَرَّجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ ، بِهَذَا اللَّفْظُ.(1/28)