تبليغ البشرى بأحاديث داريا الكبرى
تأليف
المحدث شمس الدين محمد بن طولون الدمشقي الصالحي
المولود سنة 880 هـ - والمتوفى سنة 953 هـ
رحمه الله تعالى
حققه وعلق عليه
رياض حسين عبد اللطيف الطائي
قدم له
الشيخ حسين سليم أسد الداراني
دار النوادر
الطبعة الأولى
1429 هـ - 2008 م(/)
تبليغ البشرى بأحاديث داريا الكبرى
لخاتمة المتأخرين ابن طولون الحنفي عامله الله بلطفه الخفي(1/39)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه ومحبيه.
وبعد:
فهذا تعليق سميته:
تبليغ البشرى بأحاديث داريا الكبرى
وهي ما:- أخبرنا شيخنا المحدث ناصر الدين أبو البقاء محمد بن أبي بكر بن أبي عمر الصالحي -بقراءتي عليه، وأنا(1/41)
أنتخب لجامعها:-
أنا حافظ العصر أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر -مشافهةً-: أنا أبو الحسن علي بن أبي بكر الداراني -مكاتبةً-: أنا أبو الفرج داود بن محمد بن عربشاه، وأبو اليسر شاكر بن(1/42)
إسماعيل بن أبي اليسر، قالا: أنا التقي إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر، وأبو محمد أيوب بن أبي بكر الحمامي. ح
قال شيخنا: وأنبأتنا به عالياً أم يوسف خديجة ابنة علي بن أبي(1/43)
عمر، عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن الخباز، عن التقي إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر. ح
قال ابن حجر: وأنا الزين عمر بن محمد البالسي -شفاهاً-: أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن غانم:(1/44)
أنا أبو محمد أيوب بن أبي بكر الحمامي، قالا: أنا أبو طاهر بن إبراهيم الخشوعي، قال أيوب: سماعاً. ح
قال شيخنا: وأخبرنا النظام عمر بن إبراهيم بن مفلح -سماعاً عليه بداريا-: أنا الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن المحب.(1/45)
قال -هو، والبالسي، والداراني-: ثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن المحب من لفظه -وهو والد أولهم-: أنا أبو علي الحسن بن علي الخلال: أنا أبو حميد محمود بن حميد بن خضير وأبو إبراهيم شعبان بن إبراهيم بن أبي طالب،(1/46)
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن زهيرٍ الدارانيون، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر، قالا: أنا أبو محمد هبة [الله] بن أحمد الأكفاني، قال الخشوعي: -إجازةً إن لم يكن شفاهاً-: أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني: أنا(1/47)
أبو الحسن علي بن محمد بن طوق:
أنا أبو علي عبد الجبار بن عبد الله الخولاني -مؤرخ داريا-:
حدثنا محمد بن سليمان بن موسى: ثنا أحمد بن عمير: ثنا عبد الجبار بني يحيى بن الفضل بن يحيى بن عبد القيوم: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أبي راشد: أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له: ((ما اسمك؟))، قال: قلت: عبد العزى أبو مُغْوِية.(1/48)
فقال: ((بل أنت عبد الرحمن أبو راشدٍ))، قال: ((فمن هذا معك؟))، قلت: مولاي، قال: ((ما اسمه؟))، قلت: قيوم، قال: ((كلا، ولكنه عبد القيوم أبو عبيدٍ)).
قال أبو علي: أبو راشد هذا من ولد رحب بن بكر بن حلوان،(1/49)
وليس بداريا رحبي غيره وولده.
* وبه إلى أبي علي:
ثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد: حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي: ثنا عمرو بن أبي سلمة: ثنا صدقة بن عبد الله، عن عبيد الله بن علي، عن سليمان بن حبيب: حدثني أسود بن أصرم المحاربي، قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! أوصني، قال: ((تملك يديك؟))، قلت: فماذا أملك إذا لم أملك يدي؟ قال: ((تملك لسانك؟))، قلت: فما أملك إذا لم أملك لساني؟ قال: ((فلا تبسط يدك إلا إلى خيرٍ، ولا تقل بلسانك إلا معروفاً)).(1/50)
قال أبو علي: ما أعلم لأسود حديثاً مسنداً غير هذا الحديث، ولا رواه عند أحدٌ من أهل العلم غير سليمان، وهو قاضي الخلفاء.(1/51)
ولأسود بها قطايع تعرف به.
* وبه إليه:
ثنا محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي: ثنا سعدان بن نصر: ثنا إسماعيل بن علية، عن الجريري، عن قيس بن عباية، عن ابن لعبد الله بن مغفل، قال: سمعني أبي وأنا أقرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فقال: أي بني! إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكرٍ، وعمر، فلم أسمع أحداً يقرأ بها، إذا أنت قرأت، قل: {الحمد لله}.(1/52)
قال: قيس بن عباية هو ابن عبيد بن الحارث بن عبيد، من خولان قضاعة، حليف بني حارثة بن الحارث، من الأوس، يكنى: أبا محمد، شهد بدراً وهو حدث السن، وشهد فتوح الشام مع(1/53)
أبي عبيدة بن الجراح وهو كهلٌ يستشيره أبو عبيدة في أموره.
سكن درايا.
ومن ولده جماعةٌ بها.
قال عبد الرحمن بن إبراهيم: توفي في أيام معاوية بن أبي سفيان.
* وبه إليه:
ثنا عون بن الحسن: ثنا بكر بن سهل: ثنا عبد الله بن يوسف: ثنا كلثوم بن زياد، عن سليمان بن حبيب، قال: خرجت غازياً، فلما مررت بحمص، دخلت إلى سوقها أشتري ما لا غنى للمسافر عنه، فلما نظرت إلى باب المسجد، قلت: لو أني دخلت، فركعت ركعتين، فلما دخلت، نظرت إلى ثابت بن معبد، وابن أبي زكريا،(1/54)
ومكحولٍ -وليس مكحولنا هذا- في نفرٍ من أهل دمشق، فلما رأيتهم، أتيتهم فجلست إليهم، فتحدثنا شيئاً، ثم قالوا: إنا نريد أبا أمامة، فقاموا وقمت معهم، حتى دخلنا عليه، فإذا شيخٌ قد كبر ورق، وإذا عقله ومنطقه أفضل ما ترى من عقلٍ ومنطقٍ، قال: إن في جهنم جسراً له سبع قناطر على أوسطهن القضاء، فيجاء بالعبد، حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى، قيل له: ماذا عليك من الدين؟ قال: فيحسبه، ثم تلا هذه الآية: {ولا يكتمون الله حديثاً}، قال: فيقول: يا رب! علي كذا وكذا. قال: فيقال: اقض دينك، قال فيقول: ما لي شيءٌ، ما أدري(1/55)
ما أقضي به، قال: فيقال: خذوا من حسناته، [قال:] فما يزال يؤخذ من حسناته حتى ما يبقى له حسنةٌ، فإذا فنيت حسناته، قيل له: قد ذهبت حسناتك، قال: فيقال: خذوا من سيئات من يطلبه، فركبوا عليه.
(فلقد بلغني) أن رجالاً يجيئون بأمثال الجبال من الحسنات، فما يزال يؤخذ لمن يطلبهم، حتى ما يبقى لهم حسنةٌ، [قال:] ثم تركب عليهم سيئات من يطلبهم حتى يرد عليهم أمثال الجبال. الحديث.(1/56)
قال: كلثوم هذا محاربيٌ، كان كاتباً لسليمان بن حبيبٍ(1/57)
المحاربي، وولي بعد موته، وكان فاضلاً خياراً، سكن داريا، وروى عن أبي مسلم الخولاني من كلامه.
* وبه إليه:
ثنا جعفر بن محمد بن هشام: ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله القرشي، ثنا سلميان بن عبد الرحمن: ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابرٍ الأزدي: حدثني أبو محمد الحكمي، عن قتادة، عن أنس (قال:) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عليكم بالسواك، فنعم الشيء السواك، يذهب بالحفر، وينزع البلغم، ويجلو البصر، ويشد اللثة، ويذهب بالبخر، ويصلح المعدة، ويزيد في درجات الجنة، وتحمده الملائكة، ويرضي الرب، ويسخط الشيطان)).
قال: عبد الله بن عبد الرحمن يكنى: أبا إسماعيل، سكن(1/58)
داريا هو وولده، وحدث عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، وأبيه.
وعنه: عبد الله بن يوسف، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار.
* وبه إليه:
حدثني أبو عبد الله محمد بن هارون العنسي -بداريا- ثنا موسى بن أبي عوف: ثنا هشام بن عمار: ثنا سليمان بن عتبة: ثنا يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنكم ستجندون أجناداً: جنداً بالعراق، وجنداً باليمن، وجنداً بالشام، وجنداً بمصر)).
قلنا: فخر لنا يا رسول الله.
قال: ((عليكم بالشام)).
قالوا: إنا أصحاب ماشيةٍ وعمودٍ، ولا نطيق الشام.
قال: ((فمن لم يطق الشام، فليلحق بيمنه، وليسق بغدره،(1/59)
فإن الله -جل وعلا- قد تكفل لي بالشام وأهله)).(1/60)
قال: سليمان بن عتبة هو الغساني، سكن داريا، وروى عن يونس بن حلبس.(1/62)
وعنه: سليمان بن عبد الرحمن.
* وبه إليه:
ثنا علي بن يعقوب: ثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم: ثنا أبو النضر –يعني: إسحاق بن إبراهيم-: ثنا يحيى بن حمزة: حدثني زيد بن أرقم، عن خالد بن معدان: أن عمرو بن الأسود العنسي حدثه: أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحل حمص، وهو في بناء له، ومعه امرأته؛ أم حرام، فأخبرت أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أول جيشٍ من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفورٌ لهم))، قالت أم حرام: وأنا منهم؟ قال: ((لا)).(1/63)
قال: عمرو بن الأسود يكنى: أبا عياض، نزل داريا، وولد له بها جماعة.
* وبه إليه:
ثنا محمد بن أيوب الخشاب الرملي -بالرملة-: ثنا سعيد بن(1/64)
أبي زيدون: ثنا محمد بن يوسف الفريابي: ثنا سفيان، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة الجرمي، عن رجلٍ من قومه؛ يقال له: أنس بن مالك، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى، فقال: ((ادن))، فقلت: إني صائم، قال: ((ادن أحدثك: إن الله -تبارك وتعالى- وضع عن المسافر الصوم، وشطر الصلاة، وعن الحبلى -أو المرضع-))، قال سفيان: أيوب الذي شك-.(1/65)
قال: أبو قلابة الجرمي، (وهو) عبد الله بن زيد بن عامر ابن ناتل بن مالك بن عبيد بن علقمة بن سعد بن كثير بن غالب، مولده بالبصرة، وقدم الشام، ونزل بداريا، وسكن بها عند ابن عمه (بيهس بن صهيب بن عامر بن ناتل)؛ لأنه كان لعامر بن ناتل ثلاثة أولاد؛ هذان، والثالث أبو المهلب عمرو.(1/67)
وأبو قلابة قرب للقضاء بالبصرة، فلحق بالشام، فغاب زماناً، ثم قدم البصرة، فقال له أيوب السختياني: لو وليت القضاء، فعدلت بين الناس، رجوت لك أجراً عظيماً.
قال: يا أيوب! السابح إذا وقع في البحر كم يسبح؟ آخرتها الغرق.
ثم عاد أبو قلابة إلى الشام، وبها مات.
وقال: حدثني عشرةٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأنسٌ الذي روى عنه؛ قيل: إنه عمه.
* وبه إليه:
ثنا أحمد بن عمير بن يوسف: ثنا عمرو بن عثمان: ثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني، عن ثابت بن العجلان: حدثني أبو كثير المحاربي: سمعت خرشة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ستكون بعدي فتنٌ، النائم فيها خيرٌ من اليقظان، والجالس فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، ألا فمن أتت عليه، فليمش بسيفه إلى صفاةٍ، فليضربه حتى ينكسر، ثم ليضطجع حتى تنجلي عما انجلت)).(1/68)
قال: أبو كثير المحاربي حدث عن أبي هريرة عدة أحاديث، وغيره، وهو من ساكني داريا.
* وبه إليه:
ثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد: ثنا أبو محمد عبد الصمد بن عبد الوهاب النصري -بحمص-: ثنا أبو اليمان: ثنا إسماعيل، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن معاوية بن طويع اليزني، عن عائشة،(1/69)
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كل شيءٍ للرجل حلٌ من المرأة في صيامة ما خلا ما بين رجليها)).
قال: معاوية بن طويع، وأخوه عمر من ساكني داريا.
* وبه إليه:
أنا أبو الجهم: ثنا عباس: ثنا مروان بن محمد: حدثني مسلمة(1/70)
العدل: حدثني عمير بن هانئ، عن [أبي العذراء]، عن أم الدرداء (عن أبي الدرداء، قال:) قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أجلوا الله يغفر لكم)).(1/71)
قال: مسلمة هو ابن عبد الله الجهني، شيخٌ من أهل داريا،(1/72)
كان على بيت المال زمن هشام، وكان على تابوت الصدقة بدمشق.
* وبه إليه:
ثنا محمد بن أحمد بن عمارة: ثنا المسيب بن واضح: ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن يزيد بن السمط، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، قال: كثر المستأذنون إلى الحج في غزوة تبوك، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لغزوةٌ في سبيل الله أحب إلي من أربعين حجة)).(1/73)
قال: النعمان: هو الغساني، روى عن سليمان بن موسى، وغيره، وسكن داريا، ولم يعقب بها.
* وبه إليه:
ثنا أحمد بن عمير: ثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي: ثنا عمرو بن أبي سلمة: ثنا إسماعيل بن عياش: أخبرني(1/74)
عبد الرحمن بن سليمان العنسي، عن أبي المغيرة عمرو بن شراحيل العنسي: سمعت حيان بن وبرة المري، وأنا مع عمير بن هانئ العنسي، فقلت: يا عمير! من هذا؟ قال: حيان بن وبرة صاحب أبي بكر. فسمعته يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلوا هذا المال ما طاب لكم، فإذا عاد رشاً، فدعوه؛ فإن الله سيغنيكم من فضله، ولن تفعلوا حتى يأتيكم الله بإمامٍ عادلٍ ليس من بني أمية)).(1/75)
قال: قال أبو زرعة: أبو المغيرة عمرو بن شراحيل من الثقات، وروى عن بلال بن سعد، وغيره، وهو من أهل داريا.
* وبه إليه:
ثنا أبو الوليد هشام بن أحمد بن هشام: ثنا العباس بن الوليد: ثنا محمد بن شعيب: أخبرني عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي: ثنا مقاتل بن حسين الخراساني، عن شرحبيل بن سعد،(1/76)
عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ((من جمع القرآن، فإن له عند الله دعوةً مستجابةً، إن شاء عجلها له في الدنيا، وإن شاء ادخرها له في الآخرة)).(1/77)
قال: عبد الرحمن بن أبي الجون روى عن ليث بن أبي سليم، ومسعر بن كدامٍ، وغيرهما، وهو ممن سكن داريا.
* وبه إليه:
حدثنا أبو العباس بن ملاس: ثنا إبراهيم بن يعقوب(1/78)
الجوزجاني: حدثني يحيى بن صالح: ثنا سعيد بن يزيد بن ذي عصوان العنسي، عن أبي عطاء يزيد بن أبي عطاء السكسكي، عن معاذ بن سعدٍ السكسكي، عن جنادة بن أبي أمية: أنه سمع عبادة بن الصامت يقول: إن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله! ما مدة أمتك من الرجاء -أو الرخاء-؟ فلم يرد عليه شيئاً، حتى سأل ثلاث مرات؛ كل ذلك لا يجيبه، فانصرف الرجل، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أين السائل؟))، فرد عليه، قال: ((لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ من أمتي، [مدة أمتي من] الرجاء -أو الرخاء- مئة سنةٍ))، قالها مرتين، قال الرجل: يا رسول الله! فهل(1/79)
قال: قال أبو زرعة: سعيدٌ هذا من أهل داريا ممن سكن(1/80)
بها؛ هو وولده، ومنهم عبد الرحمن بن عمرو بن سعيد، وهو من الثقات.
* وبه إليه:
ثنا ابن ملاس: ثنا شعيب: ثنا أبو المغيرة: ثنا الأوزاعي: ثنا سالم بن عبد الله المحاربي: [أن مكحولاً سمع أعرابياً ينادي لصلاة الفجر، وهو في سفر، فقام خلفه، فلم يقرأ الأعرابي، فأعاد مكحول الصلاة.
أخبرنا أبو عبد الله الهروي: حدثني أحمد بن العباس بن الوليد البيروتي: حدثنا هشام بن عمار: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا ابن ثوبان، عن سالم بن عبد الله]: أنه سمع أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أتاني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء فيها نكتةٌ سوداء، قلت: ما هذه يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة، بعث بها إليك ربك عيداً لك ولأمتك من بعدك)).(1/81)
قال: سالم بن عبد الله هو ابن عصمة المحاربي، من ساكني داريا، ذكره عبد الرحمن بن إبراهيم في كتاب ((الطبقات)).
وروى عن مكحولٍ، وغيره.
وعداده في قضاة التابعين.
* وبه إليه:
ثنا أحمد بن سليمان: ثنا أبي: ثنا سليمان بن عبد الرحمن: ثنا إسماعيل بن عياش: حدثني الوليد بن عباد، عن(1/82)
عاصم الأحول، عن أبي مسلم الخولاني، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تزال عصابةٌ من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة)).
قال: أبو مسلم الخولاني اسمه عبد الله بن ثوب، وقيل:(1/83)
ثواب، ابن عبد الله بن رحب بن عمرو بن خولان.
أدرك الجاهلية، وكان من الأفاضل الأخيار.
روى عن جماعة من الصحابة. وكان فاضلاً، ديناً، ورعاً، يتكلف حضور صلاة الجماعة من داريا إلى المسجد الجامع بدمشق التماس الفضيلة.
وغزا الروم وغيره.
* وبه إليه:
ثنا أحمد بن عمير: ثنا محمد بن خلف بن طارق: ثنا الوليد بن الوليد العنسي القلانسي، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، وإبراهيم بن عامر، عن الشعبي، قال: دخلت المدينة، فجلست عند المنبر، فجاء رجلٌ فجلس إلي، فقلت له: هل تدلني على أحدٍ يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فانطلق بي إلى فاطمة بنت قيس، فقدمت لنا عجوةً، فقالت لنا: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فسمع الناس به أنه قد قام على المنبر، فأقبل الناس يشتدون إليه،(1/84)
فكنت أنا ممن أتاه، فسمعته يقول:
((حدثني تميمٌ الداري: أن بني عمٍ له من لخمٍ ركبوا سفينةً في البحر تجاراً، فقربت بهم إلى جزيرةٍ، قال: فخرجنا إليها أو من خرج منهم يلتمسون هل يرون أحداً، حتى لقيهم من قد غطاه الشعر لا يستبين منه شيء، قالوا: الخبر؟ قال: الخبر عند صاحب هذا الدير، وأنا الجساس -أو قال: الجساسة-، قال: فأتوا الدير، فإذا رجلٌ موثقٌ بالحديد، فسألهم: من هم؟ فأخبروه، فقال: ما فعل نبي العرب؟ أخرج بعد؟
قالوا: نعم.
قال: من تبعه؟ السفلة أم أشراف الناس؟
قالوا: تبعه السفلة.
قال: يكثرون أم يقلون؟
قال: بل يكثرون.
قال: فيرجع أحدٌ ممن أيده؟
قالوا: لا.
قال: ذلك خيرٌ لهم. ما فعلت بحيرة الطبرية؟ هل فيها ماءٌ؟(1/85)
قالوا: نعم.
قال: ما فعل نخل بيسان، هل يحمل؟
قالوا: نعم.
قال: ما فعلت عين زغر، أفيها ماءٌ؟
قالوا: نعم.
قال: أما إنه لو قد أذن [لي]، لوطئت برجلي هذه [الأرض] كلها غير طابة، على كل نقبٍ من أنقابها ملكٌ شاهرٌ سيفه.
هو من نحو العراق ما هو، من العراق ما هو)).(1/86)
قال: محمد بن خلف من أهل داريا، وولده بها.
* وبه، إلى أبي محمد الأكفاني: أنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم الأسدي -إجازةً-: حدثني عبد الوهاب بن عبد الله بن محمد بن حريش الداراني في داريا -سنة 413-: ثنا أبو عبد الله أحمد بن(1/87)
عطاء؛ المعروف بالروذباري -بصور-: ثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن راشد العدوي: ثنا خراشٌ مولى أنسٍ، عن(1/88)
أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الحياء والإيمان مقرونان في قرنٍ، فمن سلب أحدهما، تبعه الآخر)).
عبد الوهاب من أهل داريا، ويكنى: أبا الفرج،(1/89)
وفي نسبه اضطراب.
حدث عن أبي علي الحسن بن إبراهيم الفرائضي، والقاضي يوسف بن القاسم الميانجي، وغيرهما.(1/90)
وممن نزل داريا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين والعلماء:
1- بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كان من مولدي جمح، فاشتراه أبو بكر رضي الله عنه، وأعتقه.
سكن داريا، وتزوج امرأةً من أهلها، يقال لها: هند الخولانية، وقيل: اسمها ليلى.
ومات بداريا سنة عشرين عن بضعٍ وستين، وحمل فقبر في باب الصغير، وقيل: إنه دفن في داريا؛ في مقبرة خولان، وقيل:(1/91)
بحلب. والصحيح: أن الذي بحلب قبر أخيه أبي عبد الله خالد.
وكان بلالٌ آدم شديد الأدمة، نحيفاً، طوالاً، أقنى، له شعرٌ كثير.
وروى عنه من أهل داريا: زوجته المذكورة، وأبو مسلم الخولاني، وأبو قلابة الجرمي، وأبو إدريس الخولاني -وسيأتي-.
ومنهم -من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -:
2- أبو ثعلبة الخشني، واسمه جرثوم بن ناشب:(1/92)
نزل بداريا في المسجد، وكان معه فيه عمير بن هانئ العنسي.
ومنهم -من الطبقة الخامسة من التابعين-:
3- الأسود بن بلالٍ المحاربي:
ذكره عبد الرحمن بن إبراهيم من ساكني داريا.
وكان على الأبواب، وحدث عنه أبو الجماهر.
ومنهم -من التابعين-:
4- ثابت بن معبدٍ المحاربي:(1/93)
5- وأخوه عطية:(1/94)
ذكرهما عبد الرحمن بن إبراهيم من ساكني داريا.
روى عنهما: الأوزاعي إمام أهل الشام.
ومنهم:
6- سعيد بن عكرمة الخولاني:
كان على حرس عمر بن عبد العزيز، فقال: يا حرسي، ما لي أراك تصلي نصف النهار من يوم الجمعة؟ فقال: بلغني أن جهنم لا تسعر يوم الجمعة، فسكت.
ومنهم:
7- محمد بن الحجاج بن أبي قتلة الخولاني:(1/95)
من أهل داريا، ذكره أبو زرعة في كتاب ((الطبقات)).
وولده بها.
وروى عن الزهري، وغيره.
ومنهم:
8- أبو سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي الداراني:(1/96)
ومن كلامه: ليس الزاهد من ألقى الهموم الدنيوية، واستراح منها، إنما ذلك راحةٌ. إنما الزاهد من زهد في الدنيا، وتعب فيها للآخرة.
وإذا أردت قضاء حاجة من حاجات الدنيا، فلا تأكل شيئاً حتى تقضيها؛ فإن الأكل يغير العقل.
وقال أبو علي عبد الجبار بن المهنا: كان أبو إدريس -مع جلالته، وكثرة روايته عن الصحابة، ومن حدث عنه من التابعين؛ مثل الزهري، وأبي قلابة الجرمي، وغيرهما من التابعين، وعظم منزلته عند عبد الملك بن مروان، وإثباته إياه على القضاء بدمشق، وإعداده للوعظ لأهل العصر، وما وهبه الله له من الفضل-لا يقول: حدثني معاذ بن جبل، وقد رآه.(1/97)
ولما عزله عبد الملك من الوعظ، وأقره على القضاء، قال: عزلوني عن رغبتي، وتركوني في رهبتي.
مات سنة خمس وثلاثين ومئتين.
وعاش ابنه سلميان بعده سنتين وأشهراً، ومات.
ومنهم:
9- عمرو بن عبدٍ الخولاني:
تزوج بزوجة أبي مسلمٍ الخولاني0بعد وفاته - المدعوة: أم مسلم.
وسئلت، فقيل لها: أي الرجلين كان أفضل؟ فقالت: أما أبو مسلم، فإنه لم يكن يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه، وأما (عمرو بن(1/98)
عبد)، فإنه كان ينار عليه في محرابه، حتى إني كنت أختدم على ضوئه من غير مصباح.
وكان عمرو من أفاضل المسلمين عند أهل زمانه.
وتوفي بداريا، ولم يعقب.
ومنهم:
10- عمير بن هانئ العنسي، أبو الوليد:
قتله الصقر بن حبيب المري.
قال مروان بن محمد: حدثني أبي، قال: رأيت في أيام(1/99)
زامل رأس عمير وقد أدخل محمولاً على رمحٍ، فقلت لحامله: ويلك! أتدري رأس من تحمل؟
وأيام زاملٍ كانت بعد موت يزيد بن الوليد في سنة سبع وعشرين ومئة.
وقال: خرجت -في أيام غيره- من المسجد أريد باب الجابية، فلقيت ابن مرة الداراني مسمطاً رأس عميرٍ على برذونٍ، فقال لي الناس: يا شيخٌ! هذا رأس عمير، فقلت لحامله: أما إن قتلته، لقد كان يصعد له إلى الله في كل يوم سبعون ألف تسبيحة.
وكان من أفاضل التابعين.
وحدث عن عبد الله بن عمر، ومعاوية بن أبي سفيان، وغيرهما.
وله ولد اسمه يعقوب كان من أجلة أصحاب يزيد، و[كان] رفيع المنزلة عنده؛ يرسله في المهمات، [وكان على] شرطة(1/100)
عبد العزيز بن الحجاج.
وتوفي -هو ووالده- بداريا، ولم يعقب.
ومنهم:
11- سليمان بن حبيب المحاربي، قاضي الخلفاء، أبو ثابت:
قال يحيى بن معينٍ: ثقة.
وأقام قاضياً بالشام من عمر بن عبد العزيز حتى قتل الوليد، يقضي باليمين مع الشاهد ثلاثين سنة.
وكان قاضياً لعبد الملك، والوليد، وسليمان، وليزيد -هو والزهري-.(1/101)
وروى عن أنس، وأبي أمامة، وأبي هريرة، ومعاوية، وكرز الخزاعي، وغيرهم.
وله بداريا وقف على مساكينها. مات سنة ست وعشرين ومئة.
ومنهم:
12- عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي:
من الطبقة الثانية من التابعين، من قضاتهم، وأعقب ولداً بداريا.
ومنهم:
13- عبد الرحمن بن أبي كبيرة العنسي الداراني:
حدث عنه عمرو بن شراحيل.
وحدث هو عن أبي الدرداء. وروى عنه: أن المرور بين يدي(1/102)
المصلي يهدم من عمل المار بنيان سنةٍ أو سنتين.
ومنهم:
14- يزيد بن يزيد بن جابرٍ الأزدي:
أخو عبد الرحمن.
حدث عن الزهري، ومكحول.
قال الواقدي: مات يزيد بالمدينة سنة أربع وثلاثين ومئة ولم يبلغ سبعين، وكان أخوه عبد الرحمن أكبر منه، مات سنة ثلاث وخمسين، وهو ورثه.(1/103)
ومنهم:
15- إدريس بن [أبي] إدريس الخولاني الداراني:
روى عنه علي بن أبي حملة: أنه قال لأبيه: يا أبت! ما يعجبك طول سمت ابن يسار؟ فقال: تكلمٌ بالحق خيرٌ من سكوتٍ عنه. فذهبت إلى مسلم فأخبرته، فقال: يا ابن أخي! سكوتٌ عن الباطل خيرٌ من التكلم به.
ومنهم:
16- عبد الرحمن بن يزيد بن جابرٍ الداراني، أبو عتبة، أخو يزيد:(1/104)
قال يحيى بن معين: وكان عبد الرحمن أكبر من يزيد.
وكان عبد الرحمن على بيت المال عند باب الخضراء والياً على المقاسم زمن هشام بن عبد الملك.
وسمع بلال بن سعد، وعمير بن هانئ، ومكحول، وغيرهم.
وهو وأخوه جليلان نبيلان.
وقال يحيى: ومات عبد الرحمن سنة ست.
وقال أبو مسهر: سنة أربع وخمسين ومئة.
وأعقب ولداً بداريا.
ومنهم:
17- سليمان بن داود الخولاني، أبو داود:(1/105)
18- وأخوه عثمان:
حدث سليمان عن الزهري، وأيوب، وغيرهما.
وكان هو وأخوه من جلة أصحاب عمر بن عبد العزيز.
وروى عن سليمان: الوضين بن عطاء، وصدقة السمين، وغيرهما.(1/106)
وأعقب ولداً بداريا، كما أعقب أخوه بالساحل.
ومنهم:
19- كعب بن حامد بن سلمة بن جابر بن شراحيل بن ربيعة العنسي:
كان على شرطة عمر بن عبد العزيز، وأعقب بداريا.
ومنهم:
20- محمد بن عثمان بن مرة الداراني:(1/107)
ذكره عبد الرحمن بن إبراهيم في كتاب ((الطبقات)) في عداد التابعين من الشاميين، وكان الوليد بن عبد الملك ولاه غزاة الصائفة والمقاسم.
قال (جده): صلى بنا أبو مسلم الخولاني، واسمه عبد الله بن ثوب، في مسجد خولان ستين سنة.
وهو من ولد غرس بن خولان، وليس بداريا غرسيٌ غيره وولده.
ومنهم:
21- القاسم بن هزان الخولاني:
من أصحاب الزهري، وهو الذي بنى مسجد خولان، ولم نعلم أنه أعقب.(1/108)
ومنهم:
22- تميم بن عطية العنسي:
من أهل داريا.
حدث عن عبد الله بن قيس الهمداني، وغيره.
وعده أبو زرعة من الثقات.
ومنهم:
23- عمرو بن جزء الخولاني:
حدث عن أبي مسلم الخولاني، وصحبه إلى الروم.
وحدث عنه: عمرو بن شراحيل، وغيره.
وكان ثقة.(1/109)
ومنهم:
24- عائذ الله بن عبد الله بن إدريس بن عائذ بن عبد الله بن عتبة بن غيلان بن مكين -من خولان-، أبو إدريس الخولاني:
مولده عام حنين.
وأدرك عبادة بن الصامت، وأبا الدرداء، وشداد بن أوس، واختلف في روايته عن معاذ.
واستعمله عبد الملك على قضاء دمشق.
وقال يحيى بن معين: مات سنة ثمانين.(1/110)
ومنهم:
25- حميد بن هشامٍ العنسي [أبو] هشامٍ:
من أهل داريا.
صحب أبا سليمان الداراني بمرو.
سليمان بن أبي سليمان.
وعبد الرحيم بن صالح.(1/111)
ومنهم:
26- محمد بن خلف بن طارقٍ الداراني:
حدث عنه أحمد بن عمير.
وحدث محمدٌ عن الوليد بن الوليد العنسي، وأعقب بها ولداً.
ومنهم:
27- خلف بن محمد بن القاسم بن عبد السلام بن محمدٍ العنسي الداراني:
حدث عن أبي يعقوب الأذرعي، وعنه: عبد العزيز بن أحمد (العنسي)، توفي بداريا سنة أربع عشرة وأربع مئة.(1/112)
ومنهم:
28- محمد بن هارون بن (عبد الرحمن) بن عبيد بن زكريا العنسي الداراني:
مات سنة أربع وعشرين وثلاث مئة.
وخلقٌ.
وقال الشيخ محيي الدين النووي في ((التهذيب)).
داريا: القرية المعروفة، تحت دمشق على دون ثلاثة أميال، وهي بفتح الراء وتشديد الياء المثناة من تحت. وكان فضلاء السلف يسكنونها، وممن سكنها من الصحابة: بلالٌ المؤذن رضي الله عنه، وبها قبران مشهوران يقصدان للزيارة(1/113)
لسيدين جليلين، أبي مسلم الخولاني، وأبي سليمان الداراني رضي الله عنهما.
قال أبو الفتح الهمداني: داريا: وزنها فعليا؛ من الدار، والألف للتأنيث، إنما زيدت هذه الزوائد دلالةً على التكثير؛ لأنها كانت مجمعاً لدور آل جفنة الغسانيين ومنازلهم، ومثلها من الكلام: مرحيا، وبرديا، حكاهما سيبويه. انتهى.(1/114)
[أحاديث داريا]
وهاك عشرة آثارٍ -في ضمنها تسعة أحاديث مرفوعةٍ عن ثمانيةٍ من الصحابة- مرويةٍ من طرق سبعةٍ من أشياخ السماع بداريا اتصلت بهم عن شيوخ ستةٍ من أشياخ أشياخي، رويتها عن خمسةٍ من الأشياخ ممن أخذ عنهم بالسماع بأربعة أسماء من طرق ثلاثةٍ ممن روى بداريا، وأشياخي فيها اثنان من أنواع المذاهب؛ حنابلة وحنفي، في مكانٍ واحدٍ، وهو ضريح أبي مسلم الخولاني رضي الله عنه:
الحديث الأول
أخبرنا المسند بدر الدين حسن بن علي الماتاني الحنبلي(1/115)
-بقراءتي عليه، عند ضريح سيدي أبي مسلم بداريا-: أنا النظام ابن مفلح: أنا أبو بكر بن المحب: أنا ابن الجوخي، وست العرب، قالا: أنا الفخر بن البخاري. ح
وأنا -عالياً- الجمال بن المبرد: أنا(1/116)
جدي: أنا الصلاح بن أبي عمر، عن الفخر بن البخاري: أنا ابن الحرستاني، والخشوعي، قالا: أنا أبو محمد(1/117)
السلمي: أنا أبو محمد الكتاني: أنا أبو القاسم الرازي: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الرحيم المؤذن بداريا ودمشق، وكان ضريراً: أنا أبو محمد عبد الصمد بن عبد الله: ثنا أبو موسى(1/118)
إسحاق بن موسى الأنصاري: ثنا تليد بن سليمان، عن عبد الملك بن عمير، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: أتى العباس وعليٌ أبا بكر لما استخلف، فجاء عليٌ يطلب نصيب فاطمة، وجاء العباس يطلب بحصته مما كان في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان في يده نصف خيبر؛ ثمانية عشر سهماً، وكانت ستاً وثلاثين سهماً، وأرض بني قريضة وفدك، فقالا: ادفعها إلينا؛ فإنها كانت في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لهما أبو بكر: لا أرى ذلك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((إنا -معاشر الأنبياء- لا نورث، ما تركنا فهو صدقةٌ))، فقام قومٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشهدوا بذلك.(1/119)
قالا: فدعها تكون في أيدينا تجري على ما كانت في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/120)
الحديث الثاني
أخبرنا المحدث جمال الدين يوسف بن حسن بن عبد الهادي الحنبلي -بقراءتي عليه، عند ضريح سيدي أبي مسلم بداريا-: أنا جماعةٌ من شيوخنا، منهم ابن جوارش -بقراتي عليه-: أنا ابن المحب: أخبرنا جماعة كثيرون، منهم ابن البخاري، عن أبي ( .. .. )، ومنهم أبو الفداء القيسي، عن السخاوي، ومنهم جماعة عن ابن مكي، قالوا -كلهم-: أنا السلفي(1/121)
الحافظ: أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن حجيجة بداريا: أنا أبو محمد الكتاني: أنا عبد الرحمن بن عثمان: أنا أحمد بن سليمان:(1/122)
ثنا هشام بن عمار: ثنا صدقة بن خالد: ثنا ابن جابر: ثنا أبو عبد رب، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاءٌ وفتنةٌ)).
الحديث الثالث
أخبرنا أبو المحاسن يوسف بن البدر العمري الحنبلي -بقراءتي عليه، عند ضريح سيدي أبي مسلم بداريا-: أنا(1/123)
جماعة من شيوخنا، منهم فاطمة بنت الحرستاني: أنا ابن المحب، وابن البالسي، وابن الحرستاني، قالوا: أنا الحافظ أبو الحجاج المزي: أنا برهان الدين أبو إسحاق بن الدرجي(1/124)
-بقراتي عليه بداريا سنة 678-: أنا أبو جعفر الصيدلاني: أنا فاطمة بنت عبد الله: أنا أبو بكر بن ريذة: أنا أبو القاسم الطبراني: ثنا يحيى بن عثمان: ثنا سعيد بن أبي مريم: ثنا(1/125)
عبد العزيز بن محمد: ثنا الحارث بن فضيل، عن جعفر بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن المسور، عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن عبد الله بن مسعود: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما كان من نبيٍ إلا كان له حواريون يهدون بهديه، و[يستنون] بسنته، ثم يكون من بعدهم خلوفٌ يقولون ما لا يفعلون، ويعملون ما ينكرون، من جاهدهم بيده، فهو مؤمنٌ، ومن جاهدهم بلسانه، فهو مؤمنٌ، ومن جاهدهم بقلبه، فهو مؤمنٌ، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردلٍ)).
الحديث الرابع
وبه إلى المزي: أنا أبو إسحاق بن الدرجي -بقراءتي عليه بقرية(1/126)
داريا-: أنا أبو النجيب إسماعيل بن عثمان، أنا أبو الأسعد هبة الرحمن القشيري: أنا جدي أبو القاسم القشيري: أنا أبو الحسين الخفاف: أنا أبو العباس السراج: ثنا قتيبة بن سعيد:(1/127)
ثنا الليث بن سعد، عن خير بن نعيم الحضرمي، عن ابن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني، عن أبي بصرة الغفاري، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمخمص، فقال: ((إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها، فمن حافظ عليها، كان له أجره مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد)) -والشاهد: النجم-.(1/128)
الحديث الخامس
أخبرنا الشيخ غرس الدين خليل بن يعقوب الفراديسي الحنبلي -بقراءتي عليه عند ضريح سيدي أبي مسلم بداريا-: أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الراميني: أنا أبو بكر بن المحب: أنا أبو الحجاج المزي: أنا أبو إسحاق بن الدرجي -بقراءتي عليه بقرية داريا-: أنا [أبو] مسلم المؤيد ابن الأخوة: أنا أبو عبد الله(1/129)
الحسين بن عبد الملك الخلال: أنا إبراهيم بن منصور: أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم: أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى: ثنا أبو خيثمة: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا أبي: حدثني حسين المعلم: حدثني يحيى بن أبي كثير: أن أبا سلمة حدثه: أن عطاء بن يسار حدثه: أن زيد بن خالد الجهني حدثه: أنه سأل عثمان عن الرجل يجامع فلا ينزل، قال: ليس عليه غسل، ثم قال عثمان:(1/130)
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الحديث السادس
أخبرنا المحدث ناصر الدين محمد بن أبي بكر بن أبي عمر الحنبلي -بقراءتي عليه عند ضريح سيدي أبي مسلم بداريا-: أنا أبو الحسن الصواف: أنا أبو زكريا الرحبي: أنا الجمال يوسف [بن] الزكي القضاعي: أنا أبو إسحاق بن الدرجي(1/131)
-بقراءتي عليه بقرية داريا-: أنا المؤيد (القواس): أنا أبو عبد الله الفراوي: أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي: أنا محمد بن عيسى: ثنا إبراهيم بن محمد: ثنا مسلم بن(1/132)
الحجاج: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير: ثنا عبد الله بن يزيد: حدثني حيوة: [حدثني] أبو صخر، عن يزيد بن عبد الله: أنه حدثه: أن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص حدثه عن أبيه: أنه كان قاعداً عند عبد الله بن عمر، إذ طلع خبابٌ صاحب المقصورة، فقال: يا عبد الله بن عمر! ألا تسمع ما يقول أبو هريرة: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من خرج مع جنازةٍ من بيتها، وصلى عليها، ثم تبعها حتى تدفن، كان له قيراطان من أجرٍ، كل قيراطًُ مثل أحدٍ. ومن صلى عليها، ثم رجع، كان له من الأجر مثل أحدٍ))؟.
فأرسل ابن عمر خباباً إلى عائشة يسألها عن قول أبي هريرة، ثم يرجع إليه فيخبره ما قالت، وأخذ ابن عمر قبضةً من حصى(1/133)
المسجد يقلبها في يده، حتى رجع إليه الرسول، فقال: قالت عائشة: صدق أبو هريرة، فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في يده الأرض، ثم قال: لقد فرطنا في قراريط كثيرةٍ.
الحديث السابع
وبه إلى ابن الزكي: أنا أبو إسحاق الدرجي -بقراءتي عليه بقرية داريا-: أنا أبو المجد الثقفي: أنا الحسين بن عبد الملك(1/134)
الخلال: أنا إبراهيم بن منصور: أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم: أنا أبو يعلى الموصلي: ثنا أبو خيثمة: ثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن زينب، عن حبيبة، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحشٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومٍ محمراً وجهه وهو يقول: ((لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه))، قالت زينب: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم، إذا كثر الخبث)).(1/135)
الحديث الثامن
أخبرنا المسند أبو البقاء محمد بن العماد الصالحي الحنبلي -بقراءتي عليه عند ضريح سيدي أبي مسلم بداريا-: أنا الجمال(1/137)
ابن قريج: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله: أنا أبو الحجاج بن عبد الرحمن الكلبي: أنا ابن الدرجي -بقراءتي عليه بقرية داريا-: أنا أبو جعفر الصيدلاني: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت: أنا أبو بكر بن ريذة: أنا أبو القاسم الطبراني: ثنا المطلب بن شعيب: ثنا عبد الله بن صالح: [حدثني الليث]: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اهجوا قريشاً؛ فإنه أشد عليهم من رشق النبل)).(1/138)
الحديث التاسع
وبه: إلى الكلبي: أنا أبو إسحاق -بقراءتي عليه بقرية داريا-: أنا أبو جعفر الصيدلاني: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله: أنا أبو بكر بن ريذة: أنا أبو القاسم الحافظ: ثنا المطلب ابن شعيب: ثنا عبد الله بن صالح: حدثني الليث: حدثني خالد، عن سعيد، عن عمارة، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة: أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان: ((إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله)).
الحديث العاشر
أخبرنا العلامة عمي جمال الدين يوسف بن محمد بن طولون الحنفي -بقراءتي عليه عند ضريح سيدي أبي مسلم بداريا-: أنا الفخر عثمان بن محمد الخطيب: أخبرتنا عائشة بنت الشرائحي، قالت: أنا أبو حفص بن أميلة: أنا أبو الحسن ابن البخاري. ح(1/139)
وأنا به -عالياً-: أبو حفص عمر بن علي بن الصيرفي: أنا أبو الفرج بن الطحان: أنا الصلاح بن أبي عمر: أنا الفخر بن البخاري: أنا ابن الحرستاني، والخشوعي، قالا: أنا أبو محمد السلمي: أنا أبو محمد الكتاني: أنا أبو القاسم الرازي: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن (محمد بن عبد الرحيم) الأنصاري الضرير المؤذن بداريا: ثنا أبي عبد الرحيم بن محمد المؤذن، قال: رأيت الوليد بن مسلمٍ شيخاً أبيض الوجه، وكان كثير الصلاة.
قلت: داريا: ياؤه مشددة. والنسبة إليه دارانيٌ -بفتح(1/140)
الدال المهملة، وبعد الألف راء مفتوحة، وبعد الألف الثانية نون- من شواذ النسب، وهي قرية من غوطة دمشق، قاله ابن خلكان في ((وفياته)).
آخره. والحمد لله وحده.(1/141)