ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِتَحْرِيمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْجَنَّةَ عَلَى الْأَنْفُسِ الَّتِي لَمْ تُسْلِمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا
7458- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ1 مَسْعُودٍ يَقُولُ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا كُلُّ نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ وَإِنَّ مَثَلَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْكُفَّارِ فِي الْعَدَدِ كَمَثَلِ الشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ أَوِ الشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الأبيض" 2. [3: 78]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "أبو".
2 إسناده صحيح. عبيد بن جناد: روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" 8/432، وقال أبو حاتم: صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" "65" من طريق أحمد بن خليد الحلبي، وأبو عوانة 1/88 عن محمد بن علي بن ميمون الرقي، كلاهما عن عبيد بن جناد بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بتحقيقي "363"، وأبو عوانة 1/88 من طرق عن عبيد الله بن عمرو، به. وانظر الحديث المتقدم برقم "7245".(16/497)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ", لَيْسَ بِعَدَدٍ أُرِيدَ بِهِ النَّفْيُ عَمَّا وَرَاءَهُ
7459- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرٍ أَبُو يَعْلَى بِالْأُبُلَّةِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَهْلَ الجنة عشرون ومئة صف هذه الأمة منها ثمانون صفا" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضرار بن مرة، وابن بريدة – وهو سليمان- فكلاهما من رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/470-471، والترمذي "2546" في صفة الجنة: باب ما حاء في وصف أهل الجنة، والحاكم 1/81-82 من طريق محمد بن فضيل بن غزوان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسنٌ، وصحَّحه الحاكم على شرطِ مُسلمٍ، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 5/347، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بتحقيقي "336" من طريق عفإن، وأحمد 5/355 من طريق عبد الصمد، كلاهما عن ضرار بن مرة، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1420 من طريق عن عبد الله بن معاوية، عن عبد العزيز بن مسلم، عن ضرار بن عمرو، عن محارب بن دثار، به.
ذكره ابن عدي في ترجمة ضرار بن عمرو الملطي، وقال: منكر الحديث. وقد تعقبه الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 3/202، فقال: وحديث بريدة ليس هو من منكراته كما هنا، فقد رواه ضرار بن مرة الثقة الثبت عن محارب بن دثار، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه به. وانظر. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/498)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحديث الآتي.
وفي الباب عن ابن مسعود عند أحمد 1/453، وأبي يعلى "5358"، والبزار "3534"، والطبراني في "الكبير" "10350" و "10398" وفي "الصغير" 1/34 والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بتحقيقي "365"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "239"، وابن أبي شيبة 15/471 من طريق عبد الواحد بن زياد عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن جده ابن مسعود. وقال الهيثمي في "المجمع" 10/403: رجاله رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة، وقد وثق.
وعن ابن عباس عند الطبراني "10682"، وابن عدي 3/885 من طريق خالد بن يزيد، عن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه عن جده. وقال الهيثمي 10/403: وفيه خالد بن يزيد الدمشقي، وهو ضعيف وقد وثق.
وعن معاوية بن حيدة عند الطبراني 19/"1012" من طريق حماد بن عيسى الجهني، عن سفيان الثوري، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده.
وقال الهيثمي: وحماد بن عيسى الجهني ضعيف.(16/499)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ
7460- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ1 قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَهْلَ الجنة عشرون ومئة
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "يزيد"، والتصويب من "التقاسيم" 3/474.(16/499)
صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سائر الأمم" 1. [3: 78]
__________
1 حديث صحيح. أبو عبيدة بن فضيل بن عياض: ذكره المؤلف في "الثقات"، ووثقه الدارقطني كما في "اللسان" 7/79. وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم غير مؤمل بن إسماعيل، فقد روى له أصحاب السنن وهو إن كان سيئ الحفظ قد توبع. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الحاكم 1/82 من طريق الحسن بن الحارث، عن مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإسناد، وقال: أرسله يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي عن الثوري.
وأخرجه الحسين المروزي في زيادات "الزهد" لابن المبارك "1572" عن مؤمل بن إسماعيل، به مرسلاً.
وأخرجه الدارمي 2/337 من طريق معاوية بن هشام، وابن ماجة "4289" في الزهد: باب صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 1/275، والحاكم 1/82 من طريق الحسين بن حفص، والحاكم 1/82 من طريق عمرو بن محمد العنقزي، ثلاثتهم عن سفيان، به. وانظر الحديث السابق.(16/500)
ذِكْرُ نَفْيِ دُخُولِ الْجَنَّةِ عَنْ أَقْوَامٍ بِأَعْيَانِهِمْ مِنْ أَجْلِ أَعْمَالٍ ارْتَكَبُوهَا
7461- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ،(16/500)
ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن مِثْلُ أَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدُونَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مسيرة كذا وكذا" 1.
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم, ورجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل, فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم"2128" في اللباس والزينة: باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات, وص2192 في الجنة يدخلها الضعفاء, والبيهقي2/234, والبغوي"2578" من طريقين عن جرير, بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد2/355-356 و440 من طريقين عن شريك, عن سهيل, به.
وقوله: "قوم معهم سياط مثل أذناب البقر يضربون بها الناس" هم: غلمان والي الشرطة ونحوه, وقد تحقق.
وقوله: "كاسيات عاريات" يريد اللائي يلبسن ثياباً رقاقاً تصف ما تحتها, فهن كاسيات في الظاهر, عاريات في الحقيقة. وقيل: هن اللائي يُسدلن الخُمُر من ورائهن, فتنكشف صدورهن, فهن كاسيات بمنزلة العاريات إذا كان لا يستر لباسُهن جميع أجسامهن, وقيل: أراد كاسيات من نعم الله تعالى, عاريات من الشكر, والأول أصح.
وقوله: "مائلات" أي: زائغات عن استعمال طاعة الله سبحانه وتعالى وما يلزمهن وقيل: متبخترات في مشيهن.
وقوله: "مميلات" أي: يعلمن غيرهن الدخول في مثل فعليهن, كما يقال: أخبث فلان فلاناً, فهو مخبث, إذا علمه الخبث, وادخله فيه, وقيل: يٌملن أكتافهن وأعطافهن.
وقوله: "رؤوسهن كأسنمة البخت" قيل: معناه: أنهن يٌعظمن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/501)
المائلة من التبختر والمميلات من السمن. [2: 109]
__________
= رؤوسهن بالخمر والعمائم حتى تشبه أسنمة البخت- وهي الإبل الخراسانية, وقيل: يطمحن إلى الرجال, لا يغضضن من أبصارهن, انظر "شرح السنة"10/272.(16/502)
بَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَهْلِهَا
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ النَّارِ الَّتِي أُعِدَّتْ لِمَنْ عَصَى اللَّهَ وَتَمَرَّدَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا
7462- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: "نَارُكُمُ الَّتِي تُوقِدُونَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ", قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قَالَ: "إِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بتسعة وستين جزءا" 1. [3: 79]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البغوي"4398" من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر, بهذا الإسناد.
وهو في" الموطأ" 2/994 باب ما جاء في صفة جهنم, ومن طريقه أخرجه البخاري"3265" في بدء الخلق: باب صفة النار وأنها مخلوقة, والبيهقي في"البعث""497".
وأخرجه مسلم"2843" في صفة الجنة" باب في شدة حر نار جهنم, والبيهقي"497" من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي,. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/503)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والآجري في "الشريعة" ص 395 من طريق شعيب، كلاهما عن أبي الزناد، به.
وأخرجه عبد الرزاق "20897"، ومن طريقه أحمد 2/313، ومسلم"2843"، والبيهقي "498"، وأخرجه ابن المبارك من رواية نعيم في "الزهد""308"، ومن طريقه الترمذي "2589" في صفة جهنم: باب ماجاء أن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، كلاهما "عبد الرزاق وابن المبارك" عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة. وهو في "صحيفة همام" "12".
وأخرجه أحمد 2/467، وهناد بن السري في "الزهد" "236" من طريقين عن حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة.
وأخرجه الدارمي 2/340 من طريق الهجري عن ابن عياض، عن أبي هريرة.
وأخرجه البيهقي "501" من طريق عبد العزيز، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة بلفظ: "تحسبون أن نار جهنم مثل ناركم هذه؟! هي أشد سواداً من القار، وهي حزء من بضعة وستين جزءاً منها أو نيف وأربعين جزءاً" شك أبو سهيل. وانظر الحديث الآتي.(16/504)
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا صَارَ النَّاسُ يَنْتَفِعُونَ بِهَذِهِ النَّارِ الَّتِي عِنْدَهُمْ
7463- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ضرب بِمَاءِ الْبَحْرِ وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا جَعَلَ اللَّهُ فيها منفعة لأحد" 1. [3: 79]
__________
1 إسناده صحيح. إبراهيم بن بشار - وهو الرمادي الحافظ - روى له أبو داود
والترمذي، وقد توبع ومن فوقه على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه البيهقي في "البعث" "500" من طريق إبراهيم بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "1129"، وأحمد 2/244 عن سفيان، به. وانظر الحديث السابق.(16/504)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي فِيهِ رَأَى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّارَ مِنَ الدُّنْيَا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا
7464- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَامَ عَلَى سُوَرِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ الشَّرْقِيِّ فَبَكَى, فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا يبكيك يا أبا الوليد؟ قال: من ها هنا أَخْبَرَنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رأى جهنم1. [3: 79]
__________
1 إسناده ضعيف، سعيد بن عبد العزيز قد أختلط قبل موته، وزياد بن أبي سودة قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 3/534: لا أراه سمع من عبادة بن الصامت.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/478-479 عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، حدثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، حدثنا أحمد بن هاشم الرملي، حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن محمد بن ميمون، عن بلال بن عبد الله مؤذن بيت المقدس، قال: رأيت عبادة بن الصامت رضي الله عنه في مسجد بيت المقدس مستقبل الشرق أو السور – أنا أشك- وهو يبكي، وهو يتلو هذه الآية: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} ثم قال: ها هنا أرانا رسول الله صلى الله عليه وسلم جهنم. وقال: هذا....=(16/505)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: بل منكر وآخره باطل، لأنه ما اجتمع عبادة برسول الله صلى الله عليه وسلم هناك، ثم من هو ابن ميمون وشيخه، وفي نسخة أبي مسهر عن سعيد، عن زياد بن أبي سودة، قال: رؤي عبادة على سور بيت المقدس يبكي، وقال: من ها هنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جهنم، فهذا المرسل أجود. وانظر "مجمع الزوائد" 10/386.(16/506)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ زِيَادُ بْنُ أَبِي سَوْدَةَ
7465- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ النَّحَّاسُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رثى عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ عَلَى سُوَرِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ الشرقي يبكي فقيل له, فقال: من ها هنا نَبَّأَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رأى مالكا يقلب جمرا كالقطف1. [3: 79]
__________
1 إسناده ضعيف، الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، وأبو سلمة لم يدرك عبادة، أبو عمير: هو عيسى بن محمد بن إسحاق النحاس الرملي ثقة من رجال أصحاب السنن. وانظر ما قبله.(16/506)
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ يَشْتَدُّ الْحَرُّ وَالْقُرُّ فِي الْفَصْلَيْنِ
7466- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ(16/506)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا, فَنَفِّسْنِي, فَجَعَلَ لَهَا فِي كُلِّ عَامٍ نَفَسَيْنِ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَشِدَّةُ الْبَرْدِ الَّذِي تَجِدُونَ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا وَشِدَّةُ الْحَرِّ الَّذِي تَجِدُونَ مِنْ حر جهنم" 1. [3: 66]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد 2/238، والبخاري "527" في مواقيت الصلاة" باب الإبراد بالظهر في شدة الحر، والبيهقي في "السنن" 1/437، وفي "البعث" "502"، والبغوي "361" من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3260" في بدء الخلق: باب صفة النار، والدارمي 2/340، والبيهقي في "البعث" "173" من طريق شعيب، ومسلم "617" "185" في المساجد: باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر لمن يمضي إلى جماعة من طريق يونس، وأحمد 2/277 من طريق معمر، ثلاثتهم عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وأخرجه مالك 1/16 في وقوت الصلاة: باب النهي عن الصلاة بالهاجرة، ومن طريقه أحمد 2/462، ومسلم "617" "186"، والبيهقي 1/437 عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن أبي سلمة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم "617" "187" من طريق محمد بن إبراهيم، وهناد في "الزهد" "240"، وأحمد 2/503 من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/158، والترمذي "2592" في صفة جهنم: باب ما جاء أن للنار نفسين، وابن ماجة "4319" في الزهد: باب صفة النار، من طريق الأعمش، والدارمي 2/340 من طريق عاصم ابن بهدلة، كلاهما عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه هناد "241" عن يعلى، عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة.(16/507)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْوَيْلِ الَّذِي أَعَدَّهُ الله جل علا لِمَنْ حَادَ عَنْهُ وَتُكَبِّرَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا
7467- أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ1 أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "وَيْلٌ وَادٍ 2 فِي جَهَنَّمَ يَهْوِي بِهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أن يبلغ قعرها" 3. [3: 79]
__________
1 سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 3/499.
2 في الأصل و"التقاسيم": "وادي"، والجادة ما أثبت.
3 إسناده ضعيف، دارج في روايته عن أبي الهيثم ضعيف.
وأخرجه الطبري "1387"، وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير في "تفسيره"1/121 من طريق يونس، والحاكم 4/596، والبيهقي في "البعث" "466" من طريق بحر بن نصر، والحاكم 2/507، والبيهقي "465" من طريق أبي عبيد الله احمد بن عبد الرحمن بن وهب، ثلاثتهم عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!.
وأخرجه نعيم بن حماد في زيادات "الزهد" "334"، ومن طريقه البغوي "4409" عن رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، به.
وأخرجه أحمد 3/75, والترمذي"3164" في التفسير: باب ومن سورة الأنبياء، وأبو يعلى "1383" من طريق الحسن بن موسى، والبيهقي في "البعث" "487" من طريق كامل، كلاهما عن ابن لهيعة، عن دارج، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث ابن لهيعة، وتعقبه ابن كثير في "تفسيره" 1/121 بقوله: لم ينفرد به ابن لهيعة كما ترى، ولكن الآفة ممن بعده، وهذا الحديث بهذا الإسناد مرفوعاً منكر، والله أعلم.(16/508)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ الْقَعْرِ الَّذِي يَكُونُ لِجَهَنَّمَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَكْرَتِهَا 1
7468- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ أَنَّ حَجَرًا يُقْذَفَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ هَوَى سَبْعِينَ خَرِيفًا قبل أن يبلغ قعرها" 2. [3: 79]
__________
1 في "التقاسيم" 3/499: سكونها.
2 حديث صحيح لغيره رجال ثقات، لكن رواية جرير عن عطاء بعد الاختلاط.
وأخرجه البزار "3494" هن يوسف بن موسى، عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد في "الزهد" "251" عن أبي الأحوص، والبيهقي في "البعث" "483" من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه، كلاهما عن عطاء، به.
وفي الباب حديث عتبة بن غزوان وقد تقدم برقم "7121".
وحديث أبي هريرة الآتي.
وحديث بريدة عند البزار "3493" والطبراني "1158" وفيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف.
وحديث أنس عند هناد في "الزهد" "252"، وابن أبي شيبة 13/161و 162، وأبو يعلى "4103"، والآجري في "الشريعة" ص394، وفيه الرقاشيي وهو ضعيف.
وحديث أبي سعيد الخدري عند ابن أبي شيبة 13/162.
وحديث معاذ بن جبل عند نعيم بن حماد في زوائد "الزهد" "301" مرفوعاً وعند عبد الرزاق في "المصنف" "20892" موقوفاً.(16/509)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ إِهْوَاءِ حَجَرٍ فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا
7469- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "هَذِهِ حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خريفا فالآن انتهى إلى قعر النار" 1. [3: 53]
__________
1 حديث صحيح، رجاله رجال الصحيح، وخلف بن خليفة - وإن اختلط بأخرة - قد توبع.
وأخرجه البيهقي في "البعث" "482" من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/371، ومسلم "2844" في الجنة: باب في شدة حر نار جهنم، والآجري في "الشريعة" ص494، والبيهقي في "البعث" "482" من طرق عن خلف بن خليفة، به.
وأخرجه مسلم "2844" من طريقين عن مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنَ كَيْسَانَ، به.
وأخرجه الحاكم 4/606 من طريق محمد بن أبي بكر، عن أبي قتيبة، عن فرقد بن الحجاج، عن عقبة بن أبي الحسناء، عن أبي هريرة. وقال الذهبي: سنده صالح.
وأخرجه 4/597 من طريق عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وقوله: "وجبة" أي: سقطة.(16/510)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الزَّقُّومِ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ شَرَابَ مَنْ حَادَ عَنْهُ فِي دَارِ هَوَانِهِ
7470- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قَطَرَتْ فِي الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ مَعِيشَتَهُمْ فَكَيْفَ بمن ليس له طعام غيره؟ " 1. [3: 79]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: محمد بن إبراهيم، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش.
وأخرجه ابن ماجة "4325" في الزهد: باب صفة النار، عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2643"، وأحمد 1/300-301 و 8\338، والترمذي "2585" في صفة جهنم: باب ما جاء في صفة شراب أهل النار، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 5/219، والطبراني "11068"، والحاكم 2/294 و 451، والبيهقي في "البعث" "543" من طرق عن شعبة، به.
وأورده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" عن المسند، ثم قال: وهكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة، وابن حبان في "صحيحه" والحاكم في. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/511)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "مستدركه" من طرق عن شعبة به، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: على شرط الشيخين ولم يخرجاه، قلت: وأقره الذهبي.
وذكره السيوطي في "الدر" 2/284، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/161، والبيهقي "544" من طريق يحيى بن عيسى الرملي، وأحمد 1/338 من طريق فضيل بن عياض، كلاهما عن الأعمش، عن أبي يحيى ى، عن مجاهد، به. موقوفاً.
وابن يحيى - وهو القتات-: لين الحديث.(16/512)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْحَيَّاتِ الَّتِي يَنْتَقِمُ اللَّهُ بِهَا فِي دَارِ هَوَانِهِ مِمَّنْ تَمَرَّدَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا
7471- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ يَقُولُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ فِي النَّارِ لَحَيَّاتٍ أَمْثَالَ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ تَلْسَعُ أَحَدَهُمُ اللَّسْعَةَ فَيَجِدُ حموتها أربعين خريفا" 1. [3: 79]
__________
1 إسناده حسن، دارج: صدوق في غير روايته عن أبي الهيثم، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن.
وأخرجه الحاكم 4/593، والبيهقي في "البعث" "561" من طريقين عن ابن وهب، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 4/191 من طريقين عن ابن لهيعة، عن دارج، به.
وأخرجه هناد بن السري في "الزهد" "259"، وابن أبي شيبة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/512)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 13/160 عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد قال: إن لجهنم جباباً فيها حيات كأمثال أعناق البخت، وعقارب كأمثال البغال الدهم، فيهرب أهل جهنم من تلك الحيات والعقارب، فتأخذ تلك الحيات والعقارب بشفاههم فتكشط ما بين الشعر إلى الظفر، فما ينجيهم منها إلا الهرب في النار وقوله: "البخت" هي: إبل خراسانية طوال الأعناق، تنتج من بين عربية وفالج، والفالج: هو البعير ذو السنامين.(16/513)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ وَصْفِ الْعُقُوبَةِ الَّتِي يُعَاقِبُ بِهَا أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا
7472- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِمِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا الَّذِي يُجْعَلُ لَهُ نَعْلَانِ مِنْ نَارٍ يغلي منهما دماغه" 1. [3: 79]
__________
1 إسناده حسن، رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن عجلان - وهو محمد- فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق.
وأخرجه أحمد 2/432 و 439 والدارمي 2/340، والحاكم 4/5 من طرق عن ابن عجلان بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووفقه الذهبي.
وفي الباب عن النعمان بن بشير عند البخاري "6561" و "6562" ومسلم "213"، والترمذي "2604"، والبيهقي في "البعث" "492"و "493"و "494"، والحاكم 4/580و 580-581و 581، وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم "211"، والبيهقي في "البعث" "495"، والحاكم 4/581، وعن ابن عباس عند مسلم "212"، والبيهقي في "البعث" "496"، والحاكم 4/581، ولفظه: "أهون أهل النار عذاباً أبو طالب وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه".(16/513)
ذِكْرُ وَصْفِ الْمَاءِ الَّذِي يُسْقَى أَهْلُ جَهَنَّمَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ
7473- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} [الكهف: 29] "كَعَكَرِ الزَّيْتِ فَإِذَا قَرَّبَهُ إِلَيْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وجهه" 1. [3: 79]
__________
1 إسناده ضعيف، دارج في روايته عن أبي الهيثم ضعيف.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" 15/239، والحاكم 2/501، والبيهقي "550" من طريقين عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه نعيم بن حماد في زوائد "الزهد" "316"، والترمذي "2581" في صفة جهنم: باب ما جاء في صفة شراب أهل النار، و "3322" في تفسير القرآن: باب ومن سورة سأل سائل، من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، به.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين.
وأخرجه أحمد 3/70-71، وأبو يعلى "1375" من طريق الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دارج، به.
وذكره السيوطي في "الدر" 5/385، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في "الشعب".
وقوله: "فروة وجهه" أي: جلدته، والأصل فيه: فروة الرأس، أي: جلدته بما عليها من الشعر، ثم استعيرت من الرأس للوجه.
وفي الباب عن أبي أمامة عند نعيم بن حماد في زوائد "الزهد" "314"،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/514)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأحمد 5/265، والترمذي "2583"، والطبري في "تفسيره" 15/240-241، والطبراني "7460"، والبيهقي في "البعث" "549" من طريق صفوان بن عمرو، عن عبيد الله بن بسر، عنه مرفوعاً في قوله: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ} قال: يقرب إلى فيه فيكرهه، فإذا أدني منه شوى وجهه، ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى تخرج من دبره، ويقول الله تعالى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} ، ويقول: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ} ، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب.(16/515)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ غَيْرَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا دَخَلُوا النَّارَ يُرْفَعُ الْمَوْتُ عَنْهُمْ وَيَثْبُتُ لَهُمُ الْخُلُودُ فِيهَا
7474- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَيْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ أُتِيَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ يُذْبَحُ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ 1 يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ وَيَزْدَادُ أهل النار حزنا إلى حزنهم" 2. [3: 79]
__________
1 في الأصل و "التقاسيم" 3/502: "منادي" والجادة ما أثبت.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هارون بن سعيد الأيلي، عمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "2850" "43" في الجنة وصفة نعيمها: باب النار. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/515)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَبَرُ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: "يجاء بالموت كأنه كبش أملح" 1
__________
= يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء، والبيهقي في "البعث" "585" من طريق هارون بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2850" "43" عن حرملة بن يحيى ى، عن ابن وهب، به.
وأخرجه أحمد 2/118و 120-121، والبخاري "6548" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، وأبو نعيم في "الحلية" 8/183-184، والبغوي "4367" من طريق عبد الله بن المبارك، عن عمر بن محمد بن زيد، به.
وأخرجه البخاري "6544" في الرقاق: باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، ومسلم "2850" "42" من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه، عن صالح، وابن أبي داود في "البعث" "55" من طريق الوليد، عن عمر بن محمد، كلاهما عن نافع، عن ابن معمر.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه هناد في "الزهد" "213"، وأحمد 3/9 من طريق محمد بن عبيد، وهناد "213"، والبيهقي في "البعث" "584" من طريق يعلى بن عبيد، وأحمد 3/9، ومسلم "2849" "40"، وابن جرير الطبري 16/87-88، والآجري في "الشريعة" ص401، والبيهقي في "البعث" "584" من طريق أبي معاوية، والبخاري "4730"، والبغوي "4366" من طريق حفص بن غياث، ومسلم "2849" "41"، وأبو يعلى "1175" من طريق جرير، خمستهم عن الأعمش، به. وصرح حفص بن غياث بتحديث الأعمش عن أبي صالح، ولم يذكر من هو أوثق من شجاع بن الوليد المذكور ما ذكره من قوله: "عن الأعمش قال: سمعتهم يذكرون".
وأخرجه الآجري ص400-401 من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، به.
وأخرجه الترمذي "2558"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "106" من طريقين عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد.(16/516)
تَنَكَّبْنَاهُ1 لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمُتَّصِلٍ قَالَ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ: عَنْ أَبِي صَالِحٍ.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ: "يُجَاءُ بِالْمَوْتِ" يُرِيدُ: يُمَثِّلُ لَهُمُ الْمَوْتُ، لَا أَنَّهُ يُجَاءُ بِالْمَوْتِ.
__________
1 أي: تجنبناه.(16/517)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَ الْمُنَادِي: "يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ" إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ خُرُوجِ الْمُوَحِّدِينَ مِنْهَا جَعَلْنَا اللَّهُ مِمَّنْ أُخْرِجَ مِنْهَا بِرَحْمَتِهِ إِنْ لَمْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْنَا بِالسَّلَامَةِ مِنْهَا قَبْلَهُ
7475- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ, فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأي, فيقال: يَا رَبِّ قَدْ وَجَدْتُهَا مَلْأَى, فَيَقُولُ لَهُ: اذْهَبْ فَارْجِعْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى, فَيَرْجِعُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ وَجَدْتُهَا مَلْأَى فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: اذْهَبْ(16/517)
فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي أَوْ تَضْحَكُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ"، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ ذلك الرجل أدنى أهل الجنة منزلة1. [3: 79]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم "186" "308" في الإيمان: باب آخر أهل النار خروجاً، وابن منده في "الإيمان" "842"، والبيهقي في "البعث" "95" من طريق إسحاق بن إبراهيم –وهو ابن راهويه- بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6571" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، ومسلم "186" "308"، وابن ماجة "4339" في الزهد: باب صفة الجنة، من طريق عثمان بن أبي شيبة، وابن خزيمة في "التوحيد" ص159، 317 من طريق يوسف بن موسى، وابن منده "842" من طريق قتيبة بن سعيد، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "444" من طريق زكريا بن عدي، أربعتهم عن جرير، به. وقد تقدم برقم "7427" و "7431".(16/518)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ - يَكُونُ - الْمُتَكَبِّرُونَ وَالْجَبَّارُونَ
7476- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ: حَدَّثَنَا1 أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ يَقُولُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اختصمت الجنة
__________
1 فوقها في الأصل: سمعت.(16/518)
وَالنَّارُ, فَقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَأَسْقَاطُهُمْ 1 فَقَالَ اللَّهُ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ, وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أشاء ولكل واحدة 2 منكما ملؤها" 3. [3: 79]
__________
1 ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 3/496.
2 في الأصل و"التقاسيم": "واحد"، والجادة ما أثبت.
3 إسناده على شرط البخاري. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن المقدام العجلي وشيخه محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، فمن رجال البخاري. وقد تقدم برقم "7447" وانظر الحديث الآتي.(16/519)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْبَعْضِ الْآخَرِ الَّذِينَ يَكُونُونَ أَكْثَرَ سُكَّانِ أَهْلِ النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا
7477- أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ, فَقَالَتِ الْجَنَّةُ: مَا بَالِي 1 يَدْخُلُنِي الْفُقَرَاءُ وَالضُّعَفَاءُ, وَقَالَتِ النَّارُ: مَا بَالِي يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ فَقَالَ اللَّهُ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ, وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مِلْؤُهَا" 2. [3: 79]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "أبالي"، والتصويب من "التقاسيم" 3/501.
2 إسناده صحيح. إبراهيم بن بشار - وهو الرمادي الحافظ - روى له أبو داود......=(16/519)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والترمذي وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، سفيان هو ابن عيينة.
وأخرجه الحميدي "1137"، ومسلم "2846" "34" في الجنة: باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، والآجري في "الشريعة" ص391، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص158 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2846" "35"، والبيهقي ص350 محمد بن رافع، عن شبابة، عن ورقاء، عن أبي الزناد، به.
وأخرجه البخاري "7449" في التوحيد: باب ما جاء في قول الله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} ، من طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وقد تقدم برقم "7447" و "7476".(16/520)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ النَّاسِ الَّذِينَ يَكُونُونَ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فِي الْعُقْبَى
7478- أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ حِزَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّسَاءَ بِالصَّدَقَةِ وَحَثَّهُنَّ عَلَيْهَا فَقَالَ: "تَصَدَّقْنَ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ"، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: بِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ? قَالَ: "لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتُسَوِّفْنَ الْخَيْرَ وَتَكْفُرْنَ العشير" 1.
__________
1 حديث صحيح. زيد بن رفيع مختلف فيه، قال أحمد: ما به بأس، وقال أبو داود: جزري ثقة، وذكره المؤلف في "الثقات" 6/304، وقال: كان فقيهاً ورعاً، ابن شاهين في "الثقات"، وضعفه الدارقطني، وقال النسائي: ليس بالقوي، وحزام بن حكيم لم يوثقه غير المؤلف.
وقد تقدم برقم "3320"، وانظر الحديث الآتي.(16/520)
والعشير: الزوج. [3: 79]
7479- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ1 بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ حِزَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّسَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالطَّاعَةِ لِأَزْوَاجِهِنَّ، وَقَالَ: "إِنَّ مِنْكُنَّ مَنْ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ" وَجَمَعَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، "وَمِنْكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ", وَفَرَّقَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَقَالَتِ الْمَارِدِيَّةُ أَوِ الْمُرَادِيَّةُ: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "تَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَتُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتُسَوِّفْنَ الْخَيْرَ" 2. [2: 88]
__________
1 في الأصل: "عبيد الله" وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم" 2/209.
2 إسناده كالذي قبله. وله شاهد من حديث ابن مسعود وقد تقدم برقم "3323"و "4234".
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري "304" و "1462"، ومسلم "80"، والبغوي "19".
وثالث من حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود عند الترمذي "635" و "636"، والنسائي في "عشرة النساء" "318".
ورابع من حديث جابر عند مسلم "885" والنسائي في "السنة"3/186-187، وفي "عشرة النساء" "373"، والدارمي 1/377، وأحمد 3/318، والفريابي في"أحكام العيدين" "98" و "99"، وابن خزيمة "1460" وأبي يعلى "2033"، والبيهقي في "سننه" 3/296.
وخامس من حديث ابن عمر عند أحمد 2/66-67، ومسلم "79"، وابن ماجة"4003".
وسادس من حديث أبي هريرة عند الترمذي "2613" ومسلم "80".(16/521)
ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صناعة العلم أن الموؤدة لَا مَحَالَةَ فِي النَّارِ
7480- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بِعُكْبَرَاءَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي(16/521)
عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "الوائدة والموؤدة في النار".
[....] أخبرناه بن ذَرِيحٍ فِي عَقِبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا أن أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: قَالَ أَبِي: فَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّ عَامِرًا حَدَّثَهُ بِذَلِكَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. [2: 43]
__________
1 رجاله ثقات. ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا، وأبو زكريا سماعه من أبي إسحاق بأخرة.
وأخرجه الطبراني "10059" عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن مسروق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود"4717" في السنة: باب في ذراري المشركين، والطبراني "10059" من طريقين عن ابن أبي زائدة، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم فيما نقله عنه الحافظ ابن كثير في "تفسيره". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/522)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: خِطَابُ هَذَا الْخَبَرِ وَرَدَ فِي الْكُفَّارِ دُونَ الْمُسْلِمِينَ يُرِيدُ بِقَوْلِهِ: الْوَائِدَةُ والموؤدة من الكفار في النار1.
__________
= 8/357 طبعة الشعب عن أحمد بن سنان الواسطي، عن أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن علقمة وأبي الأحوص، عن ابن مسعود. وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن إسرائيل سمع من أبي إسحاق مثل زكريا بأخرة.
وله طريق ثالث عند الطبراني "10236" عن علي بن عبد العزيز، عن يحيى الحماني، عن محمد بن أبان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود.
ومحمد بن أبان ضعفه أبو داود، وابن معين، وقال البخاري: ليس بالقوي وله شاهد من حديث سلمة بن يزيد الجعفي، وأخرجه أحمد 3/478، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 4/55 من طريقين عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن سلمة بن يزيد الجعفي، قال: انطلقت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلنا: يارسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم، وتقري الصيف، وتفعل وتفعل، هلكت في الجاهلية، فهل ذلك نافعها شيئاً؟ قال: "لا"، قلنا: فإنها كانت أودت أختاً لنا في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئاً؟ قال: "الوائدة والموؤدة في النار، إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فيعفو الله عنها" 0 وهذا سند صحيح على شرط مسلم.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 8/430 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
1 قلت: فيه أن الموؤدة - وهي البنت التي تدفن حية - تكون غير بالغة،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/523)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ونصوص الشريعة متضافرة على أنه لا تكليف قبل البلوغ.
والمذهب الصحيح المختارعند المحققين من اهل العلم أن أطفال المشركين الذين يموتون قبل الحنث هم من أهل الجنة، وقد استدلوا بما أخرجه ابن أبي حاتم فيما نقله عنه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 8/357 عن أبي عبد الله الطهراني - وهو محمد بن حماد - حدثنا حفص بن عمر العدني، حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: أطفال المشركين في الجنة، فمن زعم أنهم في النار، فقد كذب، يقول الله عز وجل: {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} قال: هي المدفونة. وبقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} فإذا كان لايعذب العاقل بكونه لم تبلغه الدعوة، فلأن لايعذب غير العاقل من باب الأولى.
وبما أخرج أحمد 5/58 من طريق حسناء بنت معاوية بن صريم عن عمها، قال: قلت: يارسول الله من في الجنة؟ قال: "النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والموؤدة في الجنة", وحسن الحافظ إسناده في "الفتح" 3/246.
وبما أخرج ابن أبي حاتم في ما ذكر ابن كثير في تفسيره-عن أبيه، عن مسلم بن إبراهيم عن قرة قال: سمعت الحسن يقول: قيل: يارسول الله من في الجنة؟ قال: "الموؤودة في الجنة" قال ابن كثير: هذا حديث مرسل من مراسيل الحسن ومنهم من قبله.
وبما أخرج البخاري في "صحيحه" "7047" من حديث سمرة. وفيه: "وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم، وأما الوالدان الذين حوله، فكل مولد مات على الفطرة"، قال: فقال بعض المسلمين: يارسول الله: وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأولاد المشركين".
وبما أخرجه البخاري"1385" ومسلم "2658" من حديث. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/524)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي هريرة رفعه: "كل مولود يولد على الفطرة" والفطرة هنا الإسلام" "فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه".
وفي مستخرج البرقاني على البخاري من حديث عوف الأعرابي، عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل مولود يولد على الفطرة"، فقال الناس: يارسول وأولاد المشركين؟ قال: "وأولاد المشركين".
وانظر "طريق الهجرتين وباب السعادتين" ص 512-516.(16/525)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَوَّلِ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ النَّارَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا
7481- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ الْعُقَيْلِيِّ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عُرِضَ عَلَيَّ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ: أَمِيرٌ مُسَلَّطٌ وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ وَفَقِيرٌ فخور" 1. [3: 79]
__________
1 إسناده ضعيف. وقد تقدم تخريجه ضمن الحديث رقم"4312" و "7248".(16/525)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ خَمْسَةِ أَنْفَسٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ
7482- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قال: حدثنا الحسين بْنُ حُرَيْثٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ مَطَرٍ حَدَّثَنِي قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَهْلُ النار خمسة:(16/525)
الضَّعِيفُ الَّذِي لَا يُؤْبَهُ لَهُ 1 وَهُوَ فِيكُمْ تَبَعٌ لَا يَبْغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا", قُلْتُ: وَيَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ لَقَدْ أَدْرَكْتُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْعَى عَلَى الْحَيِّ مَا بِهِ إِلَّا وليتهم يَطَؤُهَا, "وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكِ وَمَالِكِ وَرَجُلٌ لَا يُخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ إِلَّا خَانَهُ وَإِنَّ دَقَّ", وذكر الكذب وذكر البخل2. [3: 79]
7483- سَمِعْتُ الْهَيْثَمَ بْنَ خَلَفٍ الدُّورِيَّ بِبَغْدَادَ يَقُولُ سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ مُوسَى الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أذنيه: "يخرج الله قوما من النار
__________
1 كذا الأصل و "التقاسيم" أي: لايفطن له، وعند غير المصنف "الذي لازبر له" أي: لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي، وقيل: هو الذي لامال له، وقيل: الذي ليس عنده ما يعتمده.
2 إسناده على شرط مسلم. وقد تقدم تخريجه ضمن حديث رقم "7453" وقوله: "ويكون ذلك با أبا عبد الله" أبو عبد الله: هو مطرف بن عبد الله أحد رجال الإسناد، والقائل له هو قتادة.
وقوله: "لقد أدركتهم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ." لعله يريد أواخر أمرهم وآثار الجاهلية، وإلا فمطرف صغير عن إدارك زمن الجاهلية حقيقة، وهو يعقل.
ولفظ أحمد 4/266، والطبراني 17/"992": "فقال رجال: يا أبا عبد الله أمن الموالي هم أن من العرب؟ قال: هو التابعة يكون للرجل فيصيب من حرمته سفاحاً غير نكاح".(16/526)
فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ", فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ فِي حَدِيثِ عَمْرٍو إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا} ، فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكُمْ تَجْعَلُونَ الْخَاصَّ عَامًّا هَذِهِ لِلْكُفَّارِ اقْرَؤُوا مَا قَبْلَهَا ثُمَّ تَلَا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا} [المائدة: 36 - 37] هذه للكفار. 1 [3: 80]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن موسى الأنصاري، فمن رجال مسلم.
وأخرجه بطولة أبو حنيفة في "مسنده" ص 503-و 505 عن يزيد بن صهيب، عن جابر.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 334، وابن أبي حاتم فيما ذكر ابن كثير في "تفسيره" 2/56 من طريق مبارك بن فضالة، وابن مردويه فيما ذكر ابن كثير من طريق المسعودي، كلاهما عن يزيد بن صهيب الفقير عن جابر بن عبد الله.
وأخرجه بنحوه البخاري في "الأدب المفرد" "818"، وابن مردويه فيما ذكر ابن كثير، من طريق سعيد بن المهلبن عن طلق بن حبيب، عن جابر.
وأخرج الطرف الأول منه الحميدي "1425"، والطيالسي "1804"، وأحمد 3/381، ومسلم "191" "317" في الإيمان: باب أدنى أهل الجنة منزلة، وابن أبي عاصم في "السنة" "839" و "840"، والآجري في "الشريعة" ص 344، وأبو يعلى "1831" و "1973"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/212، من طريق سفيان، بهذا الإسناد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/527)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مختصراً أيضاً: الطيالسي "1703"، ومسلم "191" "318"، والبخاري "6558" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، والآجري ص 344، وابن أبي عاصم "841" وأبو يعلى "1992" و "1993" من طريق حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه مطولاً بغير هذه السياقة: مسلم "191" و "319" و"320"، والآجري ص 333-334 من طريق يزيد بن صهيب الفقير، عن جابر.
وأخرجه أحمد 3/326 و 379، ومسلم "191" "316" من طريق أبي الزبير، عن جابر.
وفي الباب عند الطبري "11906" من طريق الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، أن نافع بن الأزرق قال لابن عباس: أعمى البصر أعمى القلب يزعم أن قوماً يخرجون من النار، وقد قال الله جل وعز: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا} ؟ فقال ابن عباس: ويحك اقرأ مافوقها: هذه للكفار.(16/528)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ مَنْ أُدْخِلَ النَّارَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يُخَلَّدُ فِيهَا مِنْ غَيْرِ خُرُوجٍ مِنْهَا
7484- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَأَبُو يَعْلَى قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً".
قَالَ يَزِيدُ: فَلَقِيتُ شُعْبَةَ، فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ شُعْبَةُ:(16/528)
حَدَّثَنِي بِهِ قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ، إِلَّا أَنَّ شُعْبَةَ جَعَلَ مَكَانَ الذَّرَّةِ ذَرَّةً قَالَ يَزِيدُ: صَحَّفَ فِيهِ أَبُو بِسْطَامٍ.
قَالَ يَزِيدُ: فَلَقِيتُ عِمْرَانَ الْقَطَّانَ أَبَا الْعَوَّامِ1 فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ فَقَالَ عِمْرَانُ: حَدَّثَنِي بِهِ قَتَادَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَدِيثِ قَالَ يَزِيدُ: أخطأ فيه عمران ووهم فيه2. [3: 80]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "العوان"، والتصويب من "التقاسيم" 3/503.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وهشام هو الدستوائي. وهو في "مسند أبي يعلى" "2955" و "2956" و "2957".
وأخرجه مسلم "193" "325" في الإيمان: باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، عن محمد بن المنهال، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/116، وابن ماجة "4312" في الزهد: باب ذكر الشفاعة، وأبو يعلى "2889" و "2993"، وابن أبي عاصم في "الزهد" "849" من طرق عن سعيد، به.
وأخرجه الطيالسي "1966"، والبخاري "40" في الإيمان: باب زيادة الإيمان ونقصانه، ومسلم "193" "325"، والترمذي"2593" في صفة جهنم: باب ماجاء أن للنار نفسين وماذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد، وابن أبي عاصم "850"، وأبو يعلى "2927" و "2977" و "3273"، وأبو عوانة 1/184 من طرق عن هشام، به.
وأخرجه الطيالسي "1966"، وأحمد 3/173 و276، والترمذي"2593"، وابن أبي عاصم"851"، وأبو يعلى "3273"، وأبو عوانة 1/184 من طريق شعبة، به. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/529)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري تعليقاً بإثر الحديث "44" عن ابان بن يزيد العطار، عن قتادة، به. ووصله الحاكم فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 1/104-في "الأربعين" من طريق ابي سلمة، عن ابان، به.
وأخرجه أحمد 3/247-248 من طريق ثابتن عن أنس.
وأخرجه البخاري "7509" في التوحيد: باب كلام الرب عزوجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، والآجري في "الشريعة" ص 345 من طريق أبي بكر بن عياش، عن حميد، عن أنس.
وأخرجه الحاكم 1/70 من طريق عبيد الله بن أبي بكر عن جده أنس.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" 2/41 من طريق عبد الله بن الحارث، عن أنس. وانظر الحديث المتقدم برقم "6464".(16/530)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ حَالَةِ مَنْ يُخَلَّدُ فِي النَّارِ وَمَنْ يُعَاقَبُ ثُمَّ يَتَفَضَّلُ عَلَيْهِ فَيُخْرَجُ مِنْهَا
7485- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ1 بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ وَلَا يَحْيَوْنَ وَلَكِنَّ أُنَاسًا تُصِيبُهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ فَيُمِيتُهُمْ حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا اذن في الشفاعة" 2. [3: 78]
__________
1 في الأصل: "أبو العباس" وهو خطأ.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة –وهو المنذر بن مالك بن قطعة-فمن رجال مسلم. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن علية، وأبو مسلمة: هو سعيد بن يزيد الأزدي. وهو في "مسند أبي يعلى" "1097" وقد تقدم بأطول منه برقم "7379".(16/530)
ذِكْرُ وَصْفِ غِلَظُ الْكَافِرِ فِي النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا
7486- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "غِلَظُ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ 1 ذراعا بذراع الجبار وضرسه مثل أحد" 2.
__________
1 في الأصل و "التقاسيم" 3/500: "اثنين واربعين"، والجادة ما أثبت.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي النحوي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" "610" عن ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "2577" في صفة جهن: باب ماجاء في عظم أهل النار، والحاكم 4/595، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص342 من طرق عن عبيد الله بن موسى، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
وأخرجه احمد 2/334و537، وابن أبي عاصم "611"، والبيهقي في "البعث" "566" من طريقين عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة بلفظ: "ضرس الكافر مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء ومقعده من النار كما بين قديد ومكة، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعاً بذراع الجبار".
وأخرجه أحمد 2/328، والحاكم 4/595، والبيهقي "568" من. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/531)
الجبار: مَلِكٌ باليمن يقال له: الجبار1. [3: 79]
__________
= طريقين عن عبد الرحن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة بلفظ: "ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون، وعضده مثل البيضاء، وفخذه ورقان، ومقعده من النار مثل مابيني وبين الربذة". والبيضاء: موضع أو اسم جبل، ورقان كقطران: جبل أسود على يمين المار من المدينة على مكة.
وأخرجه الترمذي "2578" عن علي بن حجر، عن محمد بن عمار، عن جده محمد بن عمار وصالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه نعيم بن حماد في زوائد"الزهد" ط303" ومن كريقه البغوي "4413" من طريق سعيد بن المسيب، وابن المبارك"304"، والحاكم 4/595-596 من طريق سعيد المقبري، كلاهما عن أبي هريرة موقوفاً. وانظر الحديثين الآتيين.
1 قال الحاكم في "المستدرك" 4/595 قوله: بذارع الجبار، أي: جبار من جبارة الآدميين ممن كان في القرون الأولى ممن كان أعظم خلقاً وأطول أعضاء وذراعاً من الناس.
وقال البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 342: قال بعض أهل النظر في قوله: "بذارع الجبار": إن الجبار ها هنا لم يعن به القديم، وإنما عني به رجل جبار كان يوصف بطول الذراع وعظم الجسم، ألا ترى إلى قوله: {كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} ، وقال: {مَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} . وقوله: " بذراع الجبار" أي: بذراع ذلك الجبار الموصوف بطول الذراع وعظم الجسد، ويحتمل أن يكون ذلك ذراعاً طويلاً يذرع به، يعرف بذراع الجبار، على معنى التعظيم والتهويل، لا أن له ذراعاً كذراع الأيدي المخلوقة.(16/532)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجْعَلُ اللَّهُ غِلَظَ جُلُودِ الْكَافِرِ فِي النَّارِ بِهِ
7487- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ(16/532)
إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ضِرْسُ الْكَافِرِ أَوْ نَابُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ وَغِلَظُ جِلْدِهِ مسيرة ثلاث" 1. [3: 75]
__________
1 إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال مسلم غير إسحاق بن إبراهيم، فروى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود، والنسائي. حميد بن عبد الرحمن: هو ابن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، وهارون بن سعد: هو العجلي، وأبو حازم هو سلمان الأشجعي.
وأخرجه مسلم "2851" في الجنة وصفة نعيمها: باب النار يدخلها الجبارون، والبيهقي في "البعث" "565" من طريق سريج بن يونس، عن حميد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي"2579" في صفة الجنة: باب ماجاء في عظم أهل النار. من طريق فضيل بن غزوان، عن أبي حازم، به.(16/533)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجْعَلُ اللَّهُ ضِرْسَ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مِثْلَهُ
7488- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ حُمَيْدٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ1 يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ضرس الكافر
__________
1 في الأصل: "أن" سليمان بن حميد حدثه أنه سمع أبا هريرة حدثه والتصويب من "التقاسيم" 3/398.(16/533)
مثل أحد", يعني في النار1. [3: 79]
__________
1 حديث صحيح. سليمان بن حميد: ذكره المؤلف في "الثقات" 6/385 وقال: يروي عن محمد بن كعب القرظي، روى عنه عمرو بن الحارث، وإبراهيم بن نشيط الوعلاني.
وأبوه حميد ذكره أيضاً فيه 4/151، فقال: والد سليمان بن حميد، يروي عن سعيد بن العاص، عداده في أهل مصر، روى عنه سماك بن حربن وهو الذي روى عنه عمرو بن الحارث، عن سليمان بن حميد، عن أبيه، عن أبي هريرة. قلت: باقي رجاله ثقات رجال مسلم.
وانظر الحديثين الآتيين.(16/534)
ذِكْرُ اطِّلَاعِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّارِ عَلَى مَنْ يُعَذَّبُ فِيهَا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ
7489- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءُ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ 1 فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ 2 وَرَأَيْتُ فِيهَا ثَلَاثَةً 3 يُعَذَّبُونَ امْرَأَةً مِنْ حِمْيَرَ طُوَالَةً رَبَطَتْ هِرَّةً لَهَا لَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تأكل من خشاش الأرض فهي
__________
1 قوله: "فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءُ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ" سقط من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/273.
2 في الأصل و "التقاسيم" كلمة رسمها هكذا "والشنا" لم أتبينها، ولا وجدتها عند غير المؤلف.
3 في الأصل: "ثلاثاً" والمثبت من التقاسيم.(16/534)
تَنْهَشُ قُبُلَهَا وَدُبُرَهَا وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دَعْدَعٍ الَّذِي كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ فَإِذَا فُطِنَ لَهُ قَالَ: إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي وَالَّذِي سَرَقَ بَدَنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" 1. [3: 2]
__________
1 حديث صحيح. شريك- وهو ابن عبد الله بن أبي شريك النخعي القاضي-سيء الحفظ، لكنه توبع، وباقي رجاله ثقات. وقد تقدم برقم "2838".(16/535)
ذِكْرُ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النار بن قَمَعَةَ يُعَذَّبُ فِيهَا
7490- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ1 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ فَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيِّ بْنِ قَمَعَةَ بْنِ خِنْدِفٍ يَجُرُّ قصبه في النار وكان أول منغير عَهْدَ إِبْرَاهِيمَ وَسَيَّبَ السَّوَائِبَ وَكَانَ أَشْبَهَ شَيْءٍ بِأَكْثَمَ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ الْخُزَاعِيِّ" فَقَالَ الْأَكْثَمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَضُرُّنِي شَبَهُهُ؟ فَقَالَ: "إنك مسلم وهو كافر" 2. [3: 2]
__________
1 جاء في الأصل زيادة بعد هذا: "أخبرنا إبراهيم" والصواب حذفها كما في "التقاسيم" 2/273.
2 إسناده حسن. محمد بن عمرو- وهو ابنُ عَلقمه الليثيِّ-روى له البخاري مقروناً ومسلم في المتابعات، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
واخرجه ابن أبي شيبة14/70، والطبري في "جامع البيان". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/535)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "12822"، وابو يعلى"6121" من طريق محمد بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2856" "50" في الجنة وصفة نعيمها: باب النار يدخلها الجبارون، عن زهير بن حرب، عن جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" "83"، والطبري "12820" من طريقين عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وقد تقدم برقم "6260".(16/536)
ذِكْرُ وَصْفِ عُقُوبَةِ أَقْوَامٍ مِنْ أَجْلِ أَعْمَالٍ ارْتَكَبُوهَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا
7491- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بن بكر حدثني بن جَابِرٍ حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ فَأَتَيَا بِي جَبَلًا وَعْرًا فَقَالَا لِي: اصْعَدْ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ فَإِذَا أَنَا بِصَوْتٍ شَدِيدٍ فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ؟ قَالَ: هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ, ثُمَّ انْطَلَقَ بِي فَإِذَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا, فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ, ثُمَّ انْطَلَقَ بِي فَإِذَا بِقَوْمٍ أَشَدِّ شَيْءٍ انْتِفَاخًا وَأَنْتَنِهِ رِيحًا وَأَسْوَئِهِ مَنْظَرًا, فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ: الزَّانُونَ وَالزَّوَانِي, ثُمَّ انْطَلَقَ بِي فَإِذَا بِنِسَاءٍ تَنْهَشُ ثَدْيَهُنَّ1 الْحَيَّاتُ, قُلْتُ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ:
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "ثديهم"، والتصويب من "التقاسيم" 2/282.(16/536)
هَؤُلَاءِ اللَّاتِي يَمْنَعْنَ أَوْلَادَهُنَّ أَلْبَانَهُنَّ, ثُمَّ انْطَلَقَ بِي, فَإِذَا أَنَا بِغِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ بَيْنَ نَهْرَيْنِ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ ذَرَارِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ شَرَفَ بِي شَرَفًا فَإِذَا أَنَا بِثَلَاثَةٍ يَشْرَبُونَ مِنْ خَمْرٍ لَهُمْ, فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: هَذَا إِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى وَهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ" 1. [3: 2]
__________
1 إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشر بن أبي بكر، فمن رجال البخاري، وسليم بن عامر- وهو أبو يحيى الكلاعي- فمن رجال مسلم.
ابن جابر: هو عبد الرحن بن يزيد بن جابر. وهو في "صحيح ابن خزيمة" "1986" بأطول منه.
وأخرجه ابن خزيمة "1986"، والحاكم مختصراً 1/430 ومن طريقه البيهقي 4/216 من طريق بحر بن نصر بن سابق الخولاني، عن بشر بن بكر، به، وصححه الحاكم على مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني "7667" من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 4/166 من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.
واخرجه الطبراني "7666" من طريق معاوية بن صالح عن سليم، به.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/76-77 وقال: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح.(16/537)
جاء في الورقة الأخيرة من المجلد التاسع من "الإحسان" ما نصه: آخر "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" رحمه الله،
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا(16/538)