ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ خَدِيجَةَ مِنْ أَفْضَلِ نِسَاءِ أهل الجنة في الجنة
...
ذكر البيان بأن خديحة مِنْ أَفْضَلِ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ
7010 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبان الواسطي، حدثنا داود بن أبي فرات، عَنْ عِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَرْضِ خُطُوطًا أَرْبَعَةً قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا هَذَا"؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح، محمد بن أبان الواسطي ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/293، و"الفضائل" "250" و"252"و"259"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "148"، وأبو يعلى "2722"، والطبراني "11928" و22/"1019" و23/"1"، والحاكم 2/594و3/160و185 من طرق عن داود بن الفرات، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.(15/470)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَاتَتْ خَدِيجَةُ بِمَكَّةَ قَبْلَ هِجْرَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة بثلاث سنين"1".
__________
"1"وذلك في رمضان، ودفنت في الحجون "جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها" عن خمس وستين سنة انظر "سير أعلام النبلاء" 2/111 - 112.(15/471)
ذِكْرُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ"2" بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7011 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
عَنْ أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ أَنَّهُمْ وَاعَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْقَوْهُ مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ بِمَكَّةَ فِيمَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، فَخَرَجُوا مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ سَبْعُونَ رَجُلًا فِيمَنْ خَرَجَ مِنْ أَرْضِ الشِّرْكِ مِنْ قَوْمِهِمْ، قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَاهِرِ الْبَيْدَاءِ، قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ - وَكَانَ كَبِيرَنَا وَسَيِّدَنَا -: قَدْ رَأَيْتُ رَأَيًا وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أتوافقوني عليه
__________
"2" هو السيد النقيب أبو بشر الأنصاري الخزرجي أحد النقباء ليلة العقبة، وهو ابن عمة سعد بن معاذ، وكان نقيب قومه بني سلمة، وكان أول من بايع ليلة العقبة الأولى، وكان فاضلا، تقيا، فقيه النفس، مات فيصفر قبل قدوم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ بشهر. "سير أعلام النبلاء" 1/267 - 268.(15/471)
أَمْ لَا؟ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ لَا أَجْعَلَ هَذِهِ الْبَنِيَّةَ "1" مِنِّي بِظَهْرٍ- يُرِيدُ الْكَعْبَةَ - وَإِنِّي أُصَلِّي إِلَيْهَا فَقُلْنَا: لَا تَفْعَلْ، وَمَا بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَّا إِلَى الشَّامِ، وَمَا كُنَّا نُصَلِّي إِلَى غَيْرِ قِبْلَتِهِ، فَأَبَيْنَا عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَأَبَى عَلَيْنَا، وَخَرَجْنَا فِي وَجْهِنَا ذَلِكَ، فَإِذَا حَانَتِ الصَّلَاةُ صَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ، وَصَلَّيْنَا إِلَى الشَّامِ، حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ.
قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ لِي الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: وَاللَّهِ يا بن أَخِي قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مَا صَنَعْتُ فِي سَفَرِي هَذَا، قَالَ: وَكُنَّا لَا نَعْرِفُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنَّا نَعْرِفُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْنَا بِالتِّجَارَةِ وَنَرَاهُ، فَخَرَجْنَا نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَطْحَاءِ، لَقِينَا رَجُلًا فَسَأَلْنَاهُ عَنْهُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفَانِهِ؟ قُلْنَا: لَا وَاللَّهِ، قَالَ: فَإِذَا دَخَلْتُمْ، فَانْظُرُوا الرَّجُلَ الَّذِي مَعَ الْعَبَّاسِ جَالِسًا فَهُوَ هُوَ، تَرَكْتُهُ مَعَهُ الْآنَ جَالِسًا.
قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى جِئْنَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ مَعَ الْعَبَّاسِ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِمَا، وَجَلَسْنَا إِلَيْهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَلْ تَعْرِفُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَا عَبَّاسُ"؟ قَالَ: نَعَمْ، هَذَانِ الرَّجُلَانِ مِنَ الْخَزْرَجِ - وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ إِنَّمَا تُدْعَى فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَوْسَهَا وَخَزْرَجَهَا- هَذَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ رِجَالِ قَوْمِهِ، وَهَذَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ،
__________
"1"البنية: وزان فعلية: هي الكعبة، سميت بذلك لشرفها، إذ هي أشرف مبنى، وكانت تدعى بنية إبراهيم عليه السلام، لأنه بناها، وقد كثر قسمهم برب هذه البنية.(15/472)
فَوَاللَّهِ مَا أَنْسَى قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الشَّاعِرُ" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ صَنَعْتُ فِي سَفَرِي هَذَا شَيْئًا أَحْبَبْتُ أَنْ تُخْبِرَنِي عَنْهُ، فَإِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ لَا أَجْعَلَ هَذِهِ الْبَنِيَّةَ مِنِّي بِظَهْرٍ، وَصَلَّيْتُ إِلَيْهَا، فَعَنَّفَنِي أَصْحَابِي وَخَالَفُونِي، حَتَّى وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ مَا وَقَعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَا إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا"، وَلَمْ يَزِدْهُ عَلَى ذَلِكَ.
قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى مِنًى، فَقَضَيْنَا الْحَجَّ، حَتَّى إِذَا كَانَ وَسَطُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، اتَّعَدْنَا نَحْنُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَقَبَةَ، فَخَرَجْنَا مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ نَتَسَلَّلُ مِنْ رِحَالِنَا، وَنُخْفِي ذَلِكَ ممن معنا مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِنَا، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعْنَا عِنْدَ الْعَقَبَةِ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَتَلَا عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ، فَأَجَبْنَاهُ وَصَدَّقْنَاهُ، وَآمَنَّا بِهِ، وَرَضِينَا بِمَا قَالَ، ثُمَّ إِنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَكَلَّمَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إِنَّ مُحَمَّدًا مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ، وَإِنَّا قَدْ مَنَعْنَاهُ مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي عَشِيرَتِهِ وَقَوْمِهِ مَمْنُوعٌ، فَتَكَلَّمَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، وَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: بَايِعْنَا، قَالَ: " أُبَايعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَنِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ"، قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، فَنَحْنُ وَاللَّهِ أَهْلُ الْحَرْبِ، وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عن كابر "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده قوي، سلمة بن الفضل وثقه قوم وضعفه آخرون، وقال يحيى بن معين: سمعت جريرا يقول: ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل، وقد توبع، وباقي رجال السند ثقات، وابن إسحاق صرح التحديث. وهو في سيرة ابن هشام 2/81 - 85 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وفيه بعض الزيادات.
وأخرجه أحمد 3/460 - 462 من طريق إبراهيم بن سعد، والطبراني 19/174، والحاكم 3/441، وعنه البيهقي في "الدلائل" 2/444 - 337 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، به.
وقال الهيثمي في "المجمع" 6/45 بعد أن نسبه إلى أحمد والطبراني: ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع.(15/473)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَاتَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ قُدُومِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا بِشَهْرٍ، وَأَوْصَى أَنْ يُوَجَّهَ فِي حُفْرَتِهِ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَفُعِلَ بِهِ ذَلِكَ، وَأَمَّا تَرْكُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ بِإِعَادَةِ الصَّلَاةِ الَّتِي صَلَّاهَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ، حَيْثُ كَانَ الْفَرْضُ عَلَيْهِمُ اسْتِقْبَالَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، كَانَ ذَلِكَ، لِأَنَّ الْبَرَاءَ أَسْلَمَ لَمَّا شَاهَدَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمِنْ أَجْلِهِ لم يأمره بإعادة تلك الصلاة "1".
__________
"1"وقال السهيلي في "الروض الأنف" 2/200: إنه لم يأمره بإعادة ما قد صلى لأنه كان متأولا.(15/474)
ذِكْرُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7012 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سليم "2"عن بن خثيم، عن أبي الزبير
__________
"2" تحرف في الأصل إلى: سليمان، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 380، =(15/474)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِثَ عَشْرَ سِنِينَ يَتَتَبَّعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ فِي الْمَوْسِمِ وَمَجَنَّةَ وعكاظ، [و] في مَنَازِلِهِمْ [بِمِنًى] يَقُولُ: "مَنْ يُؤْوِينِي وَيَنْصُرَنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّي، وَلَهُ الْجَنَّةُ" فَلَا يَجِدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا يَنْصُرُهُ وَلَا يُؤْوِيهِ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْحَلُ مِنْ مِصْرَ أَوْ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى ذِي رَحِمِهِ، فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ، فَيَقُولُونَ لَهُ: احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنُكَ، وَيَمْشِي بَيْنَ رِحَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ فَيُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ، حَتَّى بَعَثَنَا اللَّهُ لَهُ مِنْ يَثْرِبَ، فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ فَيُؤْمِنُ بِهِ، وَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ، فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ يَثْرِبَ إِلَّا وَفِيهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ.
فَائْتَمَرَنَا وَاجْتَمَعْنَا، فَقُلْنَا: حَتَّى مَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطْرَدُ فِي جِبَالِ مَكَّةَ وَيَخَافُ؟ فَرَحَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ، فَوَاعَدَنَا شِعْبَ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ: يَا أَهْلِ يَثْرِبَ، فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ، فلما نظر فِي وجُوهِنَا، قَالَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا أَعْرِفُهُمْ، هَؤُلَاءِ أَحْدَاثٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى مَا نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: "تُبَايعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللَّهِ لَا يَأْخُذْكُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِيَ إذا قدمت
__________
= ويحيى بن سليم هذا هو الطائفي - وهو إن كان في حفظه شيء قد توبع عليه.(15/475)
عَلَيْكُمْ، وَتَمْنَعُونِي مَا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ، فَلَكُمُ الْجَنَّةُ"، فَقُمْنَا نُبَايِعُهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَهُوَ أَصْغَرُ السَّبْعِينَ إِلَّا أَنَا، قَالَ: رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ، إِنَّا لَمْ نَضْرِبْ إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْمَطِيِّ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً، وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ وَأَنْ تَعَضَّكُمُ السُّيُوفُ، فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَيْهَا إِذَا مَسَّتْكُمْ، وَعَلَى قَتْلِ خِيَارِكُمْ وَمُفَارَقَةِ الْعَرَبِ كَافَّةً، فَخُذُوهُ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ، وَإِمَّا أَنْتُمْ تَخَافُونَ مِنْ"1" أَنْفُسِكُمْ خِيفَةً، فَذَرُوهُ، فَهُوَ أَعْذَرُ عِنْدَ اللَّهِ، قَالُوا: يَا أَسْعَدُ، أَمِطْ عَنَّا يَدَكَ، فَوَاللَّهِ لَا نَذَرُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ، وَلَا نَسْتَقِيلُهَا، قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ رَجُلٌ رَجُلٌ، فَأَخَذَ عَلَيْنَا شَرِيطَةَ الْعَبَّاسِ، وَضَمِنَ عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ "2". [3: 8]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَاتَ أَسْعَدُ بَعْدَ قَدُومِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة
__________
"1"في الأصل: عن، وهو تحريف، والتصويب من "التقاسيم".
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن خثيم: هو عبد الله بن عثمان بن خثيم، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس، وقد صرح بالسماع عند البيهقي، وما بين الحاصرتين من "المستدرك" "الدلائل".
وأخرجه الحاكم 2/624 - 625، وعنه البيهقي في "الدلائل" 2/443 - 444 عن محمد بن إسماعيل المقرئ، عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرج أحمد 3/339 - 340 عن إسحاق بن عيسى، عن يحيى بن سليم، به. وقد تقدم عند المؤلف. برقم "6274" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم.(15/476)
بأيام، والمسلمون"1" يبنون المسجد "2".
__________
"1"لفظة "والمسلمون" لم ترد في الأصل، واستدركت من "التقاسيم".
"2" تقدم في الكلام على الحديث "6080" عند المؤلف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرراة من الشوكة، فمات.(15/477)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ هُوَ الَّذِي جَمَّعَ أَوَّلَ جُمُعَةٍ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ قُدُومِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا
7013 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ أَبِيهِ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ"3" بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: كُنْتُ قَائِدَ أَبِي بَعْدَمَا ذَهَبَ بَصَرُهُ، وَكَانَ لَا يَسْمَعُ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ إِلَّا قَالَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَتِ إِنَّهُ لَتُعْجِبُنِي صَلَاتُكَ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ كُلَّمَا سَمِعْتَ بِالْأَذَانِ بِالْجُمُعَةِ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَّعَ الْجُمُعَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ، فِي نَقِيعٍ يُقَالُ لَهُ: الْخَضَمَاتُ، قُلْتُ: وَكَمْ أنتم يومئذ؟ قال أربعون رجلا"4". [3: 8]
__________
"3" كذا الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 380، وعند غير المصنف"عبد الرحمن" وعبد الله وعبد الرحمن: ابنا كعب بن مالك، كلاهما ثقة.
"4" إسناده قوي.
وأخرجه ابن خزيمة "1724" عن محمد بن عيسى، عن سلمة بن الفضل، بهذا الإسناد. ولم يسم محمد بن عيسى في حديثه ابن كعب بن مالك. وأخرجه أبو داود "1069" في الصلاة: باب الجمعة في القرى، وابن ماجة "1082" في إقامة الصلاة: باب فيفرض الجمعة، والمروزي في "الجمعة وفضلها" "1"، وابن خزيمة "1724"، والطبراني "900"، والحاكم 1/281 و3/187، والدارقطني 2/5 - 6و6، والبيهقي 3/176 - 177 و177، من طرق عن محمد بن إسحاق، به، وصحَّحه الحاكم على شرطِ مُسلمٍ، ووافقه الذهبي!
وقال البيهقي: حديث حسن الإسناد صحيح.
قلت: حرة بني بياضة: قرية على ميل من المدينة، والنقيع: بطن من الأرض يستنقع فيه الماء مدة، فإذا نضب أنبت الكلأ.(15/477)
ذِكْرُ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7014 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى"1" بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ قِرَاءَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، كَذَاكُمُ الْبِرُّ، كذاكم البر" "2". [3: 8]
__________
"1"تحرف في الأصل إلى: عبد الله، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 381.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد 6/36، والحميدي "285"، وابن وهب في "الجامع" "22"، وأبو يعلى "4425"، والحاكم 3/208، والبغوي "3418" من طرق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" "548" من طريق محمد بن أبي عتيق، عن الزهري، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/313 ونسبه إلى أحمد وأبي يعلى، وقال: رجاله رجال الصحيح.(15/478)
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ مُدِحَ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بِالْبِرِّ
7015 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَيْنَا أَنَا أَدُورُ فِي الْجَنَّةِ سَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، كَذَلِكَ الْبِرُّ" قَالَ: وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بأمه" 1". [3: 8]
__________
"1"حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رواة "الصحيحين"، وهو في "مصنف عبد الرزاق" "20119"، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "المسند" 6/151 - 152 و166 - 167، وفي "الفضائل" "1507"، والنسائي في "الفضائل" "129"، والبغوي "3419".
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري في "أفعال العباد" "547" والنسائي في "الفضائل" "130"، وإسناده صحيح.(15/479)
ذِكْرُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7016 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حدثنا أبي عن بن إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ"2" بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن يسار،
__________
"2" تحرف في الأصل إلى: عبيد الله، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 381.(15/479)
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ"1" بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ، فَأَدْرَبْنَا مَعَ النَّاسِ، فَلَمَّا قَفَلْنَا وَرَدْنَا حِمْصَ، فَكَانَ وَحْشِيٌّ مَوْلَى جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَدْ سَكَنَهَا، وَأَقَامَ بِهَا، فَلَمَّا قَدِمْنَاهَا، قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ: هَلْ لَكَ فِي أَنْ نَأْتِيَ وَحْشِيًّا، فَنَسْأَلَهُ عَنْ حَمْزَةَ: كَيْفَ كَانَ قَتْلُهُ لَهُ؟ قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى جِئْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ بِفِنَاءِ دَارِهِ عَلَى طِنْفِسَةٍ، وَإِذَا هُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ، سَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: ابْنٌ لِعَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ؟ قَالَ"2": نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُكَ منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذوي طُوًى، فَإِنِّي نَاوَلْتُهَا إِيَّاكَ وَهِيَ عَلَى بَعِيرِهَا فَأَخَذَتْكَ، فَلَمَعَتْ لِي قَدَمَاكَ حِينَ رَفَعَتْكَ إِلَيْهَا، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ وَقَفَتْ عَلَى فَرَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا.
فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: جِئْنَاكَ لِتُحَدِّثَنَا عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ: كَيْفَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمَا كَمَا حَدَّثْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَأَلَنِي عَنْ ذَلِكَ، كُنْتُ غُلَامًا لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ عَمُّهُ طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ قَدْ أُصِيبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَمَّا سَارَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أُحُدٍ، قَالَ لِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ عَمَّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَمِّي طُعَيْمَةَ فَأَنْتَ عَتِيقٌ، قَالَ: فَخَرَجْتُ وَكُنْتُ حَبَشِيًّا أَقْذِفُ بِالْحَرْبَةِ قَذْفَ الْحَبَشَةِ، قلما أخطىء بِهَا شَيْئًا، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ، خَرَجْتُ أَنْظُرُ
__________
"1"في "سيرة ابن هشام": خرجت أنا وعبيد الله بن الخيار، أخو بني نوفل بن عبد مناف.
"2" في الأصل و"التقاسيم": قلت، والجادة ما أثبت.(15/480)
حَمْزَةَ، حَتَّى رَأَيْتُهُ فِي عَرَضِ النَّاسِ مِثْلَ الْجَمَلِ الْأَوْرَقِ يَهُزُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ هَزًا، مَا يَقُومُ لَهُ شَيْءٌ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَتَهَيَّأُ لَهُ أُرِيدُهُ وَأَتَأَنَّى عَجْزًا، إِذْ تَقَدَّمَنِي إِلَيْهِ سِبَاعُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى، فَلَمَّا رَآهُ حَمْزَةُ، قَالَ: هَلُمَّ يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ، قَالَ: ثُمَّ ضَرَبَهُ، فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّمَا أَخْطَأَ رَأْسَهُ، قَالَ: وَهَزَزْتُ حَرْبَتِي، حَتَّى إِذَا رَضِيتُ مِنْهَا، دَفَعْتُهَا عَلَيْهِ، فَوَقَعَتْ فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، فَذَهَبَ لِيَنُوءَ نَحْوِي فَغُلِبَ، وَتَرَكْتُهُ وَإِيَّاهَا حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَأَخَذْتُ حَرْبَتِي، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى النَّاسِ فَقَعَدْتُ فِي الْعَسْكَرِ، وَلَمْ يَكُنْ لِي بَعْدَهُ حَاجَةٌ، إِنَّمَا قَتَلْتُهُ لِأُعْتَقَ، فَلَمَّا قدمت مكة عتقت"1". [3: 8]
__________
"1"إسناده قوي، محمد بن إسحاق صرح السماع وقد توبع، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين، غير وحشي بن حرب صاحب القصة، فقد أخرج له البخاري هذه القصة. وهو في "سيرة ابن هشام" 3/74 - 77 عن ابن إسحاق، بأطول مما هنا.
وأخرجه الطبراني "2946"، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/609 - 610 من طريق عبد الله بن إدريس، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/438 - 440 من طريق يونس، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد، ولم يسق ابن عبد البر إلا طرفا يسيرا من أوله.(15/481)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ وَحْشِيًّا لَمَّا أَسْلَمَ أَمَرَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُغَيِّبَ عَنْهُ وَجْهَهُ لِمَا كَانَ مِنْهُ فِي حمزة ماكان
...
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ وَحْشِيًّا لَمَّا أَسْلَمَ أَمَرَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغيب عن وَجْهَهُ لِمَا كَانَ مِنْهُ فِي حَمْزَةَ مَا كَانَ
7017 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ - وَكَانَ وَاحِدَ زَمَانِهِ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُشْكَانَ السرخسي، حدثنا حجين بن المثنى أبو عمرذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ وَحْشِيًّا لَمَّا أَسْلَمَ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُغَيِّبَ عَنْهُ وَجْهَهُ لِمَا كَانَ مِنْهُ فِي حَمْزَةَ ماكان
...
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ وَحْشِيًّا لَمَّا أَسْلَمَ أَمَرَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغيب عن وَجْهَهُ لِمَا كَانَ مِنْهُ فِي حَمْزَةَ مَا كَانَ
[7017] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ - وَكَانَ وَاحِدَ زَمَانِهِ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُشْكَانَ السَّرَخْسِيُّ، حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ(15/481)
الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ أَخِي الْمَاجِشُونِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ، قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ: هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ، قال: فسألناه عَنْهُ، فَقِيلَ لَنَا: هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ كَأَنَّهُ حَمِيتٌ، قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ، فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ السَّلَامَ، قَالَ: وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَةٍ مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهُ وَرِجْلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ: يَا وَحْشِيُّ، أَتَعْرِفُنِي؟ فَنَظَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ: لَا وَاللَّهِ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: أُمُّ الْقِتَالِ بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا بِمَكَّةَ فَاسْتَرْضَعَهُ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ.
قَالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ، قَالَ: فقال لي مولاي جبير بن معطم: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ: فلما أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ – قَالَ: وَعَيْنَيْنُ جبل تحت أحد، بينه وبين واد "1" _ قال: فخرجت مع الناس"2" إلى
__________
"1"كذا في الأصل و"التقاسيم"، وفي البخاري: بينه وبينه واد.
"2" في الأصل و"التقاسيم": فخرجنا مع رسول إلى القتال، وهو تحريف.(15/482)
الْقِتَالِ، فَلَمَّا اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ، خَرَجَ سِبَاعٌ أَبُو"1" نِيَارٍ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: يَا سِبَاعُ، يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ، يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ، تُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ قَالَ: ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ، فَكَانَ كَأَمْسِ الذاهب، قال: وانكمنت لحمزة مَرَّ عَلَيَّ، فَلَمَّا أَنْ دَنَا مِنِّي، رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنَ وَرِكَيْهِ.
قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ الْعَهْدُ بِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ، رَجَعْتُ مَعَهُمْ، فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى نَشَأَ فِيهَا الْإِسْلَامُ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ، قَالَ: وَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُسُلًا، قَالَ: وَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ لَا يَهِيجُ الرُّسُلَ، قَالَ: فَجِئْتُ فِيهِمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَنْتَ وَحْشِيٌّ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ"؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ الْأَمْرِ مَا بَلَغَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ عَنِّي وَجْهَكَ؟ ".
قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ، قَالَ: قُلْتُ: لَأَخْرُجَنَّ إلى مسيلمة لعلي أقتله، فأكافىء بِهِ حَمْزَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا كَانَ، قَالَ: وَإِذَا رُجَيْلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ مَا نَرَى رَأْسَهُ، قَالَ: فَأَرْمِيهِ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، قَالَ: وَدَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ على هامته.
__________
"1"تحرف في الأصل و"التقاسيم" إلى: ابن.(15/483)
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بن يسار أنه سمع عبد الله ابن عُمَرَ"1" يَقُولُ: قَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ الْبَيْتِ: إن أمير المؤمنين قتله العبد الأسود "2". [3: 8]
__________
"1" في الأصل و"التقاسيم": ابن عمرو، بواو وهو خطأ.
"2" حديث صحيح، محمد بن مشكان وثقه المؤلف 9/127، وقال: كان ابن حنبل رحمه الله يكاتبه، وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، غير وحشي بن حرب، فقد أخرج له البخاري فقط هذه القصة.
وأخرجه أحمد 3/501 عن حجين بن المثنى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "4072" في المغازي: باب قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، عن أبي جعفر محمد بن عبد المبارك المخرمي، والبيهقي في "الدلائل" 3/241 - 242 من طريق محمد بن عبد الله بن أبي الثلج، كلاهما عن حجين بن المثنى، به.
وأخرجه الطيالسي "1314" عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به، غير أنه قال فيه: "عن سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، قال: أقبلنا من الروم ... "فذكره.
قوله: كأنه "حميت" أي زق كبير، وأكثر ما يقال إذا كان مملوءا.
قوله: "مقطعة البظور"، بالظاء المعجمة جمع بظر، وهي اللحمة التي تقطع من فرج المرأة عند الختان، قال ابن إسحاق: كانت أمه ختانة بمكة تختن النساء، والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذم، والثنة بضم المثلثة وتشديد النون: العانة، وقيل: ما بين السرة والعانة.
وقوله: "لا يهيج الرسل"، أي: لا ينالهم منه إزعاج.
قوله: "فأكافئ به حمزة"، أي أساويه به، وقد فسره بعد بقوله: "فقتلت خير الناس وشر الناس".
وقول الجارية: "إن أمير المؤمنين قتله العبد الأسود". قال الحافظ: هذا فيه تأييد لقول وحشي: إنه قتله، لكن في قول الجارية: أمير المؤمنين =(15/484)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= نظر، لأن مسيلمة كان يدعي أنه نبي مرسل من الله، وكانوا يقولون له: يا رسول الله ونبي الله، والتلقيب بأمير المؤمنين حدث بعد ذلك، وأول من لقب به عمر، وذلك بعد قتل مسيلمة بمدة، فليتأمل هذا، وأما قول ابن التين: كان مسيلمة تسمى تارة بالنبي، وتارة بأمير المؤمنين، فإن كان أخذه من هذا الحديث فليس بجيد، وإلا فيحتاج إلى نقل بذلك، والذي في رواية الطيالسي: قال ابن عمر: كنت في الجيش يومئذ، فسمعت قائلا يقول في مسيلمة: قتله العبد الأسود، ولم يقل: أمير المؤمنين، ويحتمل أن تكون الجارية أطلقت عليه الأمير باعتبار أن أمر أصحابه كان إليه، وأطلقت على أصحابه المؤمنين باعتبار إيمانهم به ولم تقصد إلى تلقيبه بذلك، والله أعلم.(15/485)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِمَا كُفِّنَ فِيهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَئِذٍ
7018 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سمعت أَبِي يَقُولُ:
أُتِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - وَكَانَ صَائِمًا - بِطَعَامٍ فَجَعَلَ يَبْكِي، فَقَالَ: قُتِلَ حَمْزَةُ فَلَمْ يُوجَدْ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ، وَقُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فَلَمْ يُوجَدْ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ"1"، وَلَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَكُونَ قَدْ عُجِّلَتْ طَيِّبَاتُنَا في حياتنا الدنيا، قال: وجعل يبكي"2". [3: 8]
__________
"1" من قوله: "وقتل مصعب" إلى هنا، سقطت من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/لوحة 384.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البخاري "1275" في الجنائز: باب إذا لم يوجد إلا ثوب واحد، و"4045" في المغازي: باب غزوة أحد، من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "1274"، والبيهقي في "الدلائل" 3/299 من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه سعد بن إبراهيم، به.(15/485)
ذِكْرُ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7019 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: أَتَيْنَا خَبَّابًا نَعُودُهُ فَقَالَ: إِنَّا هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ أُجُورُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْكُلْ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ بُرْدَةً، فَكُنَّا إِذَا جَعَلْنَاهَا عَلَى رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، وَإِذَا جَعَلْنَاهَا عَلَى رَأْسِهِ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ ثَمَرَتُهُ، فَهُوَ يَهْدِبُهَا، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَجْعَلَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ نَجْعَلَ على رجليه شيئا من إذخر"1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن بشار الحافظ، فقد روى له أبو داود والترمذي، وقد توبع. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وقول: "فهو يهدبها" أي: يجنيها ويقطفها.
وأخرجه عبد الرزاق "6195"، والحميدي "155"، والبخاري "3897" في مناقب الأنصار: باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، و"6448" في الرقاق: باب فضل الفقر، ومسلم "940" في الجنائز: باب كفن الميت، والطبراني "3660" من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 5/109، 111 - 112 و6/395، والبخاري "1276" في الجنائز: باب إذا لم يجد كفنا إلا ما يواري رأسه أو قدميه غطى رأسه، و"3913" و"3914" في مناقب الأنصار: باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، و"4047" في المغازي: باب غزوة أحد، و"4082": باب من قتل من المسلمين يوم أحد، و"6432" في الرقاق: باب ما يحذر من زهرة الحياة الدنيا والتنافس فيها، ومسلم "940"، وأبو داود "3155" في الجنائز: باب كراهية المغالاة في الكفن، والترمذي "3853" في المناقب: باب في مناقب مصعب بن عمير رضي الله عنه، والنسائي 4/38 - 39 في الجنائز: باب القميص في الكفن، وابن الجارود "522"، والطبراني "3657" و"3658" و"3659" و"3661" و"3662" و"3663" و"3664"، والبيهقي 3/401، والبغوي "1479" من طرق عن الأعمش، به.(15/486)
ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَبُو جَابِرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7020 - أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَرْكِينَ الْفَرْغَانِيُّ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ"1" بْنُ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَمَرَ أَبِي بِخَزِيرَةٍ، فَصُنِعَتْ، ثُمَّ أَمَرَنِي، فَحَمَلْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتيته وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا جَابِرُ، أَلْحَمٌ ذَا"؟ قُلْتُ: لَا، وَلَكِنَّهَا خَزِيرَةٌ، فأمر بها
__________
"1" في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 384: أحمد، ويغلب على طني أنه تحريف أو سهو من الناسخ، ولم ترد في كتب التراجم ترجمة لأحمد بن حبيب، والحديث لا يعرف إلا بإبراهيم بن حبيب، وهو قد روى عن أبيه، وروى عنه أحمد بن إبراهيم الدورقي وغيره.(15/487)
فَقُبِضَتْ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى أَبِي قَالَ: هَلْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: هَلْ قَالَ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "مَا هَذَا يَا جَابِرُ أَلْحَمٌ ذَا"؟ فَقَالَ أَبِي: عَسَى أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ اشْتَهَى اللَّحْمَ، فَقَامَ إِلَى دَاجِنٍ لَهُ فَذَبَحَهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَشُوِيَتْ، ثُمَّ أَمَرَنِي، فَحَمَلْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا جَابِرُ"؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجَعْتُ إِلَى أَبِي فَقَالَ: هَلْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: هَلْ قَالَ شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "مَا هَذَا أَلْحَمٌ ذَا"؟ فَقَالَ أَبِي: عَسَى أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ اشْتَهَى اللَّحْمَ، فَقَامَ إِلَى دَاجِنٍ عِنْدَهُ، فَذَبَحَهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَشُوِيَتْ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَحَمَلْتُهَا إِلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "جَزَى اللَّهُ الْأَنْصَارَ عَنَّا خَيْرًا، وَلَا سِيَّمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بن حرام، وسعد بن عبادة" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح، رجاله ثقا رجال الصحيح، غير إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وهو ثقة روى له النسائي. عمرو بن دينار: هو المكي.
وأخرجه أبو يعلى "2080" عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في الفضائل "176"، والبزار "2706"، والمزي في "تهذيب الكمال" 2/68 - 69 عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، وأبو يعلى "2079"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" "276"عن محمد بن يحيى بن أبي سمينة، والحاكم 4/111 - 112 من طريق إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، ثلاثتهم عن إبراهيم بن حبيب، به.
رواية النسائي مختصرة جدا، وسقط من سند الحاكم حبيب بن الشهيد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/317، وقال: رواه البزار، ورجاله ثقات.
وأخرجه بنحوه مختصرا أحمد 3/334 من طريق إسحاق بن عبد الله، قال: صنعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخارة، فأتيته بها، فوضعتها بين يديه فاطلع فيها، فقال: "حسبته لحما" فذكرت ذلك لأهلنا، فذبحوا له شاة.
والخزيرة: لحم يقطع صغارا، ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق. والداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم.(15/488)
ذِكْرُ إِظْلَالِ الْمَلَائِكَةِ بِأَجْنِحَتِهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ إِلَى أَنْ دُفِنَ
7021 - أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: لَمَّا قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ جَعَلْتُ أَبْكِي وَأَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، وَجَعَلَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَوْنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَبْكِهِ، مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا تُظِلُّهُ حتى دفنتموه" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الوليد الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 3/ 397 من طريق أبي بكر الإسماعيلي، عن أبي خليفة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/407 من طريق الباغندي، عن أبي الوليد الطيالسي، به. وعلقه البخاري "4080" في المغازي: باب من قتل من المسلمين يوم أحد، عن أبي الوليد الطيالسي، وذكره البيهقي في حديثه أن النهي عن البكاء كان لفاطمة بنت عمرو عمة جابر.
وأخرجه الطيالسي "1711"، وأحمد 3/298، والبخاري "1244" في الجنائز: باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه، ومسلم "2471" "130" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام، والنسائي 4/13 في الجنائز: باب البكاء على الميت، وفي "الفضائل" "143"، وابن سعد 3/561 من طرق عن شعبة، به. وكلهم ذكر فيه قصة فاطمة بنت عمرو.
وأخرجه عبد الرزاق "6693" وأحمد 3/307، والحميدي "1261"، والبخاري "1293" في الجنائز: باب رقم "34"، و"2816" في الجهاد: باب ظل الملائكة على الشهيد، ومسلم "2471"، والنسائي 4/11 - 12 من طرق عن محمد بن المنكدر، به.(15/489)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا كَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ بَعْدَ أَنْ أَحْيَاهُ كِفَاحًا"1"
7022 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ بِفَمِّ الصِّلح، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: لَقِيَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: "يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا"؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ أَبِي وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، فَقَالَ: "أَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ"؟ قلت: بلى يا رسول
__________
"1" لفظة "كفاحا" تحرفت في الأصل إلى: "كلما جاء"، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 385.(15/490)
اللَّهِ، قَالَ: "مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إلا من وراء حجاب، وإن الله أحيى أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ أُعْطِكَ، قَالَ: تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ قَتْلَةً ثَانِيَةً، قَالَ اللَّهُ: إِنِّي قَضَيْتُ أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ"، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169] "1". [3: 8]
__________
"1" إسناده جيد. وأخرجه الترمذي "3010" في تفسير القرآن: باب سورة آل عمران، والحاكم 3/203 - 204 عن يحيى بن حبيب، بهذا الإسناد. وقرن الحاكم بيحيى بن حبيب عبدة بن عبد الله الخزاعي، ولم يسق لفظه بتمامه، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه ابن ماجه "2800" في الجهاد: باب فضل الشهادة في سبيل الله، وابن أبي عاصم في "السنة" "602" عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، والواحدي في "أسباب النزول" ص "86"، والبيهقي في "الدلائل" 3/298 - 299 من طريق علي ابن المديني، كلاهما عن موسى بن إبراهيم الأنصاري، به.
وأخرجه بنحوه مختصرا أحمد 3/361، والحميدي "1265"، وأبو يعلى "2002"، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" "8214" من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر.
وله شاهد حسن في الشواهد من حديث عائشة عند البزار "2706"، والحاكم 3/203، والبيهقي في "الدلائل" 3/298، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!(15/491)
ذِكْرُ أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ الْأَنْصَارِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7023 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثابتذكر أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ الْأَنْصَارِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7023] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ(15/491)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ - سُمِّيتُ بِهِ - وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَبُرَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيَّبَتُ عَنْهُ، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ أَرَانِي مَشْهَدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما بَعْدُ لَيَرَيَّن اللَّهُ مَا أَصْنَعُ. قَالَ: فَهَابَ أَنْ يَقُولَ غَيْرَهَا، فَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو، أَيْنَ؟ قَالَ"1": وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّةِ، أَجِدُهَا دُونَ أُحُدٍ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتلَ، فَوُجِدَ فِي جَسَدِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَطَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ، فَقَالَتْ عَمَّتِي أُخْتُهُ: فَمَا عَرَفْتُ أَخِي إِلَّا بِبَنَانِهِ، قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب:23] "2". [3: 8]
__________
"1" "قال" سقطت من الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 385.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. حبان: هو ابن موسى بن سوار المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه النسائي في "الفضائل" "186" عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن حبان بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "3200" في تفسير القرآن: باب سورة الأحزاب، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، به، وقال حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود الطيالسي "2044"، ومن طريقه النسائي في التفسير كما في "التحفة" 1/135، وأخرجه مسلم "1903" في الإمارة: باب ثبوت الجنة للشهيد، والواحدي في "أسباب النزول" ص 237 - 238 من طريق بهز بن أسد، كلاهما "الطيالسي وبهز" عن سليمان بن المغيرة، به. غير أنه في "مسند الطيالسي" أن أنسا قال: جاء خالي أنس بن النضر!.
وأخرجه أحمد 3/253، والنسائي في التفسير، والطبري 21/146 - 147 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، به.
وأخرجه بنحوه البخاري "2805" في الجهاد: باب قول الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} ، و"4048" في المغازي: باب غزوة أحد، والترمذي "3201"، والنسائي في التفسير كما في"التحفة" 1/213، والطبراني "769"، وابن جرير الطبري 21/147، والبيهقي في "الدلائل" 3/244 - 245 من طرق عن حميد، عن أنس.
وقوله: "واها لريح الجنة" قال: في "اللسان": وواه: تلهف وتلوذ، وقيل: استطابة، وينون، فيقال: واها لفلان، قال أبو النجم:
واها لريا ثم واها واها
ياليت عيناها لنا وفاها
بثمن نرضي به أباها
فاضت دموع العين من جراها
هي المنى لو أننا نلناها(15/492)
ذِكْرُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7024 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ فَاكِهٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: "جَاءَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ قُتِلَ الْيَوْمَ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا عَمْرُو، لَا تَألَّ عَلَى اللَّهِ، فقالذكر عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7024] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ فَاكِهٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: "جَاءَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أُحُدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ قُتِلَ الْيَوْمَ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا عَمْرُو، لَا تَألَّ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ(15/493)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَهْلًا يَا عُمَرُ، فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ: مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ، يخوض في الجنة بعرجته" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده جيد. موسى بن إبراهيم بن كثير روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" وحديثه عند الترمذي، وابن ماجة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" وباقي السند ثقات: ولم أجد هذا الحديث من رواية جابر عند غير المصنف، وهو في "المسند" من حديث أبي قتادة، فقد أخرجه 5/299 عن أبي عبد الرحمن المقرئ، حدثنا حيوة، قال: حدثنا أبو صخر حميد بن زياد أن يحيى بن النضر حدثه عن أبي قتادة أنه حضر ذلك، قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل، أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟ وكانت رجله عرجاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم" فقتل أحد هو وابن أخيه ومولى لهم، فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة ... ".
وقال الهيثمي: "المجمع" 9/315 ونسبه إلى أحمد: رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن النضر الأنصار، وهو ثقة، وحسن الحافظ ابن حجر إسناده في "الفتح" 3/216.
قلت: وقوله: "ابن أخيه" قال ابن عبد البر في "التمهيد": ليس هو ابن أخيه، وإنما هو ابن عمه، قال الحافظ: وهو كما قال، فلعله كان أسن منه. قلت: ذكر ابن إسحاق أن عمرو بن الجموح كان سيدا من سادات بني سلمة وشريفا من أشرافهم، وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يعظمه. فلما أسلم فتيان بني سلمة منهم ابنه معاذ، ومعاذ بن جبل كانوا يدخلون على صنم عمرو، فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة، فيغدو عمرو، فيجده منكبا لوجهه في العذرة، فيأخذه ويغسله ويطيبه، ويقول: لو أعلم من صنع هذا بك، لأخزيته، ففعلوا ذلك مرارا، ثم جاء بسيفه وعلقه عليه، وقال: إن كان فيك خير، فامتنع، فلما أمسى أخذوا كلبا ميتا، فربطوه في عنقه، وأخذوا السيف، فأصبح، فوجده كذلك، فأبصر رشده، فأسلم، وقال في ذلك أبياتا منها:
تالله لو كنت إلها لم تكن ... أنت وكلب وسط بئر في قرن
قلت: وروى البخاري في "الأدب المفرد" "296" وغيره من طريق حجاج الصواف عن أبي الزبير حدثنا جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سيدكم يا بني سلمة؟ " قلنا: الجد بن قيس على أنا نبخله، قال: "وأي داء أدوأ من البخل" بل سيدكم عمرو بن الجموح".
قال: وكان عمرو يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج. وسنده حسن وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/255.(15/494)
ذِكْرُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7025 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَقَدْ كَانَ النَّاسُ انْهَزَمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَى بَعْضُهُمْ إِلَى دُونِ الْأَعْرَاضِ "1" عَلَى جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْتَقَى هُوَ وَأَبُو سفيان بن حرب،
__________
"1"تحرفت في الأصل إلى: الأعراض، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 386، وأعراض المدينة: قال الأصمعي: هي قراها التي في أوديتها، وقال شمر: أعراض المدينة: هي بطون سوادها حيث الزرع والنخل.(15/495)
فَلَمَّا اسْتَعْلَاهُ حَنْظَلَةُ رَآهُ شَدَّادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، فَعَلَاهُ شَدَّادٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ، وَقَدْ كَادَ يَقْتُلُ أَبَا سُفْيَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ حَنْظَلَةَ تُغَسِّلُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَسَلُوا صَاحِبَتَهُ"، فَقَالَتْ: خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ لَمَّا سَمِعَ الْهَائِعَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَذَاكَ قَدْ غَسَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ" "1". [3: 8]
__________
"1"حديث صحيح، رجاله ثقات، وابن إسحاق قد صرح بالتحديث، وجد يحيى بن عباد –وهو عبد الله بن الزبير - لم يشهد هذه القضية، فإن عمره إذ ذاك أقل من ثلاث سنوات، فهو مرسل صحابي، وهو حجة على الصحيح.
وأخرجه الحاكم 3/204 - 205، وعنه البيهقي في "السنن" 4/15 عن أبي الحسين بن يعقوب، عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وقال ابن حجر في "الإصابة" 1/360: وأخرج السراج من طريق ابن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ... فذكره بهذا الإسناد.
قلت: وأخرجه ابن إسحاق في "السيرة" ص 312 عن عاصم بن عمرو بن قتادة، عن محمود بن لبيد رضي الله عنه ... فذكر الحديث.
وأخرجه من طريق ابن إسحاق عن عاصم بن عمر مرسلا البيهقي في "السنن" 4/15، وفي "الدلائل" 3/246.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني "12094"، ولفظه: "لما أصيب حمزة بن عبد المطلب وحنظلة بن الراهب وهما جنبان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت الملائكة تغسلهما"، وسنده حسن كما قال الهيثمي في "المجمع" 3/23.(15/496)
ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7026 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدثناذكر سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7026] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا(15/496)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ بَنِي قُرَيْظَةَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَعْدٍ، فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُومُوا إِلَى خَيْرِكُمْ، أَوْ إِلَى سَيِّدِكُمْ"، قَالَ: "إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ" قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرِّيَّتُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ" وَقَالَ مرة: "لقد حكمت بحكم الملك" "1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "مسند أبي يعلى" "1188".
وأخرجه مسلم "1768" في الجهاد: باب جواز قتال من نقض العهد ... ، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/22 عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه أحمد 3/22 و 71، والبخاري "3043" في الجهاد: باب إذا نزل العدو على حكم رجل، و"3804" في مناقب الأنصار: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، و"4121" في المغازي: باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، و"6262" في الاستئذان: باب قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ"، ومسلم "1768" 064"، وأبو داود "5215" ,"5216" في الأدب: باب ما جاء في القيام، والنسائي في "الفضائل" "118"، وابن سعد 3/424، والطبراني "5323"، والبيهقي 6/57 - 58 و9/63، والبغوي "2718" من طرق عن شعبة، به.(15/497)
ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ بِالْكَوْنِ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ تِلْكَ الْأَيَّامَ قَصْدًا لِعِيَادَتِهِ
7027 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن المتوكلذكر أَمْرِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ بِالْكَوْنِ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ تِلْكَ الْأَيَّامَ قَصْدًا لِعِيَادَتِهِ
[7027] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن المتوكل(15/497)
القارىء، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنِي هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ ليعوده من قريب"1". [3: 8]
__________
"1" حديث صحيح. عبد الرحمن بن المتوكل القارئ ذكره المؤلف في "الثقات" 8/379، فقلت: من أهل البصرة يروي عن الفضل بن سليمان، حدثنا عنه أبو خليفة مات بعد سنة ثلاثين ومئتين بقليل. وقد توبع. ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد 6/56، والبخاري "463" في الصلاة: باب الخيمة في المسجد للمرضى وغيرهم، و"4122" في المغازي: باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم، ومسلم "1769" "65" في الجهاد: باب جواز قتال من نقض العهد ... ، وأبو داود "3101" في الجنائز: باب في العيادة مرارا، والنسائي 2/45 في المساجد: باب ضرب الخباء في المساجد، وابن سعد 3/425 من طرق عن عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.(15/498)
ذِكْرُ وَصْفِ دُعَاءِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ لَمَّا فَرَغَ مِنْ قَتْلِ بَنِي قُرَيْظَةَ
7028 - أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ أَقْفُو أَثَرَ النَّاسِ، فَسَمِعْتُ وَئِيدَ الْأَرْضِ مِنْ وَرَائِي، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَمَعَهُ بن أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ"2" يَحْمِلُ مِجَنَّهُ، فَجَلَسْتُ إلى
__________
"2" تحرفت في الأصل إلى: "يونس"، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 387.(15/498)
الْأَرْضِ، فَمَرَّ سَعْدٌ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا أَطْرَافُهُ، فَأَنَا"1" أَتَخَوَّفُ عَلَى أَطْرَافِ سَعْدٍ، وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، قَالَتْ: فَمَرَّ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ:
لبِّثْ قَلِيلًا يُدْرِك الهَيْجا حَمَلْ ... مَا أحسنَ الموتَ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ
قَالَتْ: فَقُمْتُ فَاقْتَحَمَتُ حَدِيقَةً، فَإِذَا فِيهَا نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: ويحكِ، مَا جَاءَ بكِ، لَعَمْرِي وَاللَّهِ إِنَّكِ لَجَرِيئَةٌ، مَا يُؤْمِنُكِ أَنْ يَكُونَ تَحَوُّزٌ"2" أَوْ بَلَاءٌ، قَالَتْ: فَمَا زَالَ يَلُومُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الْأَرْضَ قَدِ انْشَقَّتْ، فَدَخَلْتُ فِيهَا، وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ نَصِيفَةٌ لَهُ، فَرَفَعَ الرَّجُلُ النَّصِيفَ عَنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا عُمَرُ، إِنَّكَ قَدْ أَكْثَرْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ، وَأَيْنَ الْفِرَارُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ؟
قَالَتْ: وَرَمَى سَعْدًا رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ العَرِقَة، بِسَهْمٍ، قَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ العَرِقَة، فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ فَقَطَعَهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ قُرَيْظَةَ، وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ وَمَوَالِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَرَأَ كَلْمُه، وَبَعَثَ اللَّهُ الرِّيحَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ، وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا، فَلَحِقَ أَبُو سُفْيَانَ بتِهامة، وَلَحِقَ عُيَيْنَةَ وَمَنْ مَعَهُ بِنَجْدٍ، وَرَجَعَتْ بَنُو قريظة، فتحصنوا
__________
"1" لفظة "فأنا" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم".
"2" في الأصل و"التقاسيم": كونا، والمثبت من "مصنف ابن أبي شيبة" و "مسند أحمد".(15/499)
بِصَيَاصِيهِمْ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَضُرِبَتْ عَلَى سَعْدٍ فِي الْمَسْجِدِ وَوَضَعَ السِّلَاحَ.
قَالَتْ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: أَوَقَد وَضَعْتَ السِّلَاحَ، فَوَاللَّهِ مَا وَضَعَتِ الْمَلَائِكَةُ السِّلَاحَ، اخْرُجْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَاتِلْهُمْ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّحِيلِ وَلَبِسَ لَأْمَتَهُ، فَخَرَجَ، فَمَرَّ عَلَى بَنِي غَنْمٍ وَكَانُوا جِيرَانَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: "مَنْ مَرِّ بِكُمْ"؟ قَالُوا: مَرَّ بِنَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَاصَرَهُمْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا، فَلَمَّا اشْتَدَّ حَصْرُهُمْ، وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ عَلَيْهِمْ، قِيلَ لَهُمُ: انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَشَارُوا أَبَا لُبَابَةَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ: أَنَّهُ الذَّبْحُ، فَقَالُوا: نَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَعْدٍ فَحَمَلَ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ، وَحَفَّ"1" بِهِ قَوْمُهُ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا عَمْرٍو، حُلَفَاؤُكَ وَمَوَالِيكَ وَأَهْلُ النِّكَايَةِ وَمَنْ قَدْ عَلِمْتَ، فَلَا يُرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ ذَرَارِيِّهِمُ، الْتَفَتَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: قَدْ آنَ لِسَعْدٍ أَنْ لَا يُبَالِي فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَلَمَّا طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزِلُوهُ"، قَالَ عُمَرُ: سَيِّدُنَا اللَّهُ، قَالَ: "أَنْزِلُوهُ"، فَأَنْزَلُوهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احْكُمْ فِيهِمْ"، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيِّهِمْ، وَتُقْسَمُ أَمْوَالُهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الله ورسوله".
__________
"1" في الأصل: "وحر"، والتصويب من "التقاسيم".(15/500)
ثُمَّ دَعَا اللهَ سعدٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْئًا، فَأَبْقِنِي لَهَا، وَإِنْ كُنْتَ قَطَعْتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ، فَانْفَجَرَ كَلْمُه، وَكَانَ قَدْ بَرَأَ مِنْهُ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُ إِلَّا مِثْلَ الْحِمَّصِ، قَالَتْ: فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَجَعَ سَعْدٌ إِلَى بَيْتِهِ الَّذِي ضَرَبَ عَلَيْهِ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَحَضَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، قَالَتْ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَعْرِفُ بكاءَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ بُكَاءِ عُمَرَ وَأَنَا فِي حُجْرَتِي، وَكَانُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29] ، قَالَ عَلْقَمَةُ: فَقُلْتُ: أَيْ أُمَّهْ، فَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ؟ قَالَتْ: كَانَ عَيْنَاهُ لَا تَدْمَعُ عَلَى أَحَدٍ، وَلَكِنَّهُ إِذَا وَجَدَ"1" إنما هو آخذ بلحيته"2". [3: 8]
__________
"1" في الأصل و"التقاسيم": "وجب"، بالياء، وهو خطأ.
"2" حديث حسن. وأخرجه أحمد 6/141 - 142، وأبو بكر بن أبي شيبة 14/408 - 411، وابن سعد 3/421 - 423 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد تقدم القسم الأخير منه وهو أخذه صلى الله عليه وسلم بلحيته إذا وجد عند - عند المؤلف. برقم "6439".(15/501)
ذِكْرُ اسْتِبْشَارِ الْعَرْشِ وَارْتِيَاحِهِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ
7029 - أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى السِّخْتِيَانِيُّ، حَدَّثَنَا مَحْفُوظُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَّارُ"3"، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا بن جريج، أخبرني أبو الزبير
__________
"3" تحرف في الأصل إلى: العطار، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 388.(15/501)
أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجِنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ: "اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ" "1". [3: 8]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "اهتز له عرش الرحمن" يريد به: استبشر وارتاح، كقوله اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا: {فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} [الحج:5] يُرِيدُ بِهِ: ارْتَاحَتْ وَاخْضَرَّتْ "2".
__________
"1" حديث صحيح، محفوظ بن أبي توبة ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/422 - 423 ونقل عن أبيه أنه ضعف أمره جدا، لكن تابعه محمد بن عبد الله العصار، ومحمد هذا روى عنه جمع، وكان مع أحمد بن حنبل في الرحلة إلى اليمن وغيره وهو أول من أظهر مذهب الحديث بجرجان. وذكره المؤلف في ثقاته 9/103، فقال: يروي عنه عبيد الله بن موسى وعبد الرزاق، حدثنا عنه شيوخنا، عمران بن موسى السختياني وغيره، وهو مترجم أيضا في "تاريخ جرجان" ص 376، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" "6747".
وأخرجه من طريق عبد الرزاق: أحمد 3/296، ومسلم "2466""123" في فضائل الصحابة: باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه، والترمذي "3848". في المناقب: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، والطبراني "5336". وقال الترمذي حسن صحيح.
وأخرجه أحمد 3/349، والطبراني "5337" و "5338" من طريقين عن أبي الزبير، به.
وأخرجه الطبراني "5339" من طريقين يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر. وانظر "7031".
"2"وقال أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري فيما نقله عنه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 397: الصحيح من التأويل في هذا أن يقال: =(15/502)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الاهتزاز: هو الاستبشار والسرور، يقال: إن فلانا يهتز للمعروف، أي يستبشر ويسر به، وذكر ما يدل عليه من الكلام والشعر، قال: وأما العرش، فعرش الرحمن على ما جاء في الحديث، ومعنى أن حملة العرش الذين يحملونه، ويحفون حوله، فرحوا بقدوم روح سعد عليهم، فأقام العرش مقام من يحمله ويحف به من الملائكة كما قال صلى الله عليه وسلم: "هذا جبل يحبنا ونحبه" يريد أهله، كما قال عز وجل: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} يريد أهلها، وقد جاء في الحديث: "وإن الملائكة تستبشر بروح المؤمن، وإن لكل مؤمن بابا في السماء يصعد فيه عمله، وينزل منه رزقه، ويعرج فيه روحه إذا مات".
وكأن حملة العرش من الملائكة فرحوا واستبشروا بقدوم روح سعد بن معاذ عليهم لكرامته وطيب رائحته، وحسن عمله صاحبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اهتز عرش الرحمن تبارك وتعالى" والله أعلم.
وقال البغوي في "شرح السنة" 14/180: قوله: اهتز، أي: ارتاح بروحه حين صعد به، قيل: أراد الاهتزاز: السرور والاستبشار، ومعناه أن حملة العرش فرحوا بقدوم روحه، فأقام العرش مقام من حمله، كقوله: "هذا جبل يحبنا ونحبه"، أي: أهله.
قلت: "القائل هو: البغوي" والأولى إجراؤه على الظاهر، وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "أحد جبل يحبنا ونحبه" ولا يمكر اهتزاز ما لا روح فيه بالأنبياء والأولياء، كما اهتز أحد وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر عثمان، وكما اضطربت الأسطوانة على مفارقته.(15/503)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اهْتَزَّ لَهَا" أَرَادَ بِهِ وَفَاتَهُ دُونَ جنازته
...
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اهْتَزَّ لَهَا" أَرَادَ بِهِ وَفَاتَهُ دُونَ الْجَنَازَةِ
7030 - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا محمد بن قدامة، حدثنا عبيدة بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أسيد بن حضير يقول: سمعتذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اهتز لها" أراد به وفاته دون جنازته
...
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اهْتَزَّ لَهَا" أَرَادَ بِهِ وَفَاتَهُ دُونَ الْجَنَازَةِ
[7030] أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا محمد بن قدامة، حدثنا عبيدة بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ(15/503)
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ" "1". [3: 8]
__________
"1"حديث حسن لغيره، وأخرجه أحمد 4/352، وابن أبي شيبة 12/142، وابن سعد 3/434، والطبراني "553" من طريق يزيد بن هارون، والطبراني "553" و"5332" من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وبعضهم يذكر فيه قصة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/308 و 309، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: وأسانيدها كلها حسنة.(15/504)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْعَرْشَ فِي هَذَا الْخَبَرِ هُوَ السَّرِيرُ
7031 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ، حدثني أبي، عن الأعمش، عن أَبِي صَالِحٍ وَأَبِي سُفْيَانَ
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ" "2 ". [3: 8]
__________
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" "2963"، وأحمد 3/316، وابن أبي شيبة 12/142، والبخاري "3803" في مناقب الأنصار: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، ومسلم "2466""124" في فضائل الصحابة: باب من فضائل سعد بن معاد رضي الله عنه، وابن ماجة "158" في المقدمة: باب في فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابن سعد 3/433 - 434، والطبراني "5335"، والبغوي "3980" من طرق عن الأعمش، عن أبي سفيان بهذا الإسناد. وزاد أبو عوانة في حديثه عن الأعمش عند البخاري: وعن أبي صالح، عن جابر، وذكر زيادة.(15/504)
ذِكْرُ طَعْنِ الْمُنَافِقِينَ فِي جِنَازَةِ سَعْدٍ لِخِفَّتِهَا
7032 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَجِنَازَةُ سَعْدٍ مَوْضُوعَةٌ: "اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ" فَطَفِقَ الْمُنَافِقُونَ فِي جِنَازَتِهِ، وَقَالُوا: مَا أَخَفَّهَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "إنما كانت تحمله الملائكة معهم" "1". [3: 8]
__________
"1"حديث صحيح، محمد بن عبد الرحمن العلاف: ذكره المؤلف في "ثقاته" 9/98، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني "5342" من طريق محمد بن ثعلبة بن سواء، عن عمه محمد بن سواء، عن سعيد، وهو ابن أبي عروبة – عن قتادة، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه قصة المنافقين وحمل الجنازة.
وأخرجه كذلك أحمد 3/234، ومسلم "2467" من طريق عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي عروبة، به.
وقصة حمل الجنازة أخرجها عبد الرزاق "20414"، ومن طريق الترمذي "3849" في المناقب: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، عن معمر، عم قتادة، عن أنس بن مالك، قال: لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف جنازته لحكمه في قريظة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "لا، ولكن كانت تحمله الملائكة".
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(15/505)
ذِكْرُ فَتْحِ أَبْوَابِ السَّمَاءِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7033 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، حَدَّثَنَا محمد بن عمرو، عن يحيى بنذكر فَتْحِ أَبْوَابِ السَّمَاءِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
[7033] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ(15/505)
سَعِيدٍ وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ"1" بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَعْدٍ: "هَذَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ شُدِّدَ عَلَيْهِ ثُمَّ فُرِّجَ عنه" "2". [3: 8]
__________
"1"من قوله: "بن خالد" إلى هنا سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/ لوحة 388، وقد وقع فيه: "يحيى بن سعيد عن يزيد ... " والمثبت من مصادر التخريج.
"2" إسناده حسن. عمرو بن عثمان: هو ابن سعيد بن كثير أبو حفص الحمصي، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه أحمد في "المسند" 3/327، وفي "الفضائل" "1496" و"1497"، والطبراني "5340" من طريق محمد بن بشر، والنسائي في "الفضائل" "120"، والحاكم 3/206 من طريق الفضل بن موسى، والحاكم أيضا 3/206 من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو بهذا الإسناد. لم يذكر أحمد في الموضع الثاني من "الفضائل" في سنده يحيى بن سعيد، متابع يزيد بن عبد الله، وصحح إسناده الحاكم، ووافقه الذهبي.(15/506)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ عَمَّا شَدَّدَ عَلَيْهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ بِدُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7034 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبره يعني سعد بنذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ عَمَّا شَدَّدَ عَلَيْهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ بِدُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[7034] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهُ يَعْنِي سَعْدَ بْنَ(15/506)
مُعَاذٍ فَاحْتَبَسَ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: "ضُمَّ سَعْدٌ فِي القبر ضمة، فدعوت الله، فكشف عنه" "1". [3: 8]
__________
"1" إسناده ضعيف، ابن فضيل –وهو محمد - سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط.
وأخرجه ابن سعد 3/433، وابن أبي شيبة 12/142 - 143، ومن طريقه الحاكم 3/206 عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد، وصحح إسناده الحاكم، ووافقه الذهبي!
قلت: وقد صح الحديث من طريق آخر عن ابن عمر بغير هذا اللفظ: فقد أخرجه النسائي 4/100 - 101، وابن سعد 3/430، والطبراني "5333"، والبيهقي في "الدلائل" 4/28، و"إثبات عذاب القبر" له "109" من طريق عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هذا الذي تحرك له العرش –يعني سعد بن معاذ - وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفا من الملائكة، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه". وهذا الإسناد صحيح، وسقط من المطبوع من "إثبات عذاب القبر" في الإسناد عبيد الله بن عمر، ونافع.
وأخرج الطحاوي في "مشكل الآثار" "276"، وأبو نعيم في "الحلية" 3/173 - 174 من طريق سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أحدا نجا من عذاب القبر، لنجا منه سعد"، ثم قال بأصابعه الثلاثة يجمعها كأنه يقلبها، ثم قال: "لقد ضغط، ثم عوفي".(15/507)
ذِكْرُ وَصْفِ مَنَادِيلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ
7035 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا"2" شُعْبَةُ، عن أبي إسحاق
__________
"2" قوله: "أبو داود، حدثنا" سقط من الأصل واستدرك من "التقاسيم" 2/لوحة 390.(15/507)
عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: لَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبًا مِنْ حَرِيرٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمَسُونَهُ وَيَعْجَبُونَ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ، مَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهُ" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود – وهو الطيالسي – فمن رجال مسلم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسماع شعبة منه قديم. وهو في "مسند الطيالسي" "710".
وأخرجه مسلم "2467" في فضائل الصحابة: باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه، عن أحمد بن عبيدة الضبي، عن أبي داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/302، والبخاري "3802" في مناقب الأنصار: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، ومسلم "2468" من طريق محمد بن جعفر غندر، ومسلم "2468" من طريق أمية بن خالد، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 4/301، وفي "الفضائل" "1487"، والبخاري "3249" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، و"5836" في اللباس: باب مس الحرير من غير لبس، و"5540" في اليمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم؟ والترمذي "3847" في المناقب: باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، والنسائي في "الفضائل" "117"، وابن ماجة "157" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن سعد 3/435، والبغوي "3981" من طرق عن أبي إسحاق، به.(15/508)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنَ الْبَرَاءِ
7036 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حدثناذكر الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنَ الْبَرَاءِ
[7036] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حدثنا(15/508)
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ:
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبِ حَرِيرٍ، فَجَعَلُوا يَلْمَسُونَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ لِينِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَلْيَنُ مِنْ هَذَا، أَوْ خَيْرٌ مِنْ هَذَا" "1".
قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بمثل هذا "2". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي داود، فمن رجال مسلم. وانظر ما قبله.
"2" إسناده صحيح. وهو في"مسند الطيالسي" "1990"، ومن طريقه أخرجه أحمد 3/209 و 277، ومسلم "2468".
وأخرجه أحمد 3/206 - 207، ومسلم "2468" من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/234، والبخاري "2615" في الهبة: باب قبول الهدية من المشركين، و"3248" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، ومسلم "2469" من طرق عن قتادة، به. وانظر ما بعده.(15/509)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ ذَلِكَ الثَّوْبَ الَّذِي لَبِسَهُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَنْسُوجًا بِالذَّهَبِ
7037 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: دخلت على أنسذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ ذَلِكَ الثَّوْبَ الَّذِي لَبِسَهُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَنْسُوجًا بِالذَّهَبِ
[7037] أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: دَخَلْتُ على أنس(15/509)
بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ"1": إِنَّكَ بِسَعْدٍ لَشَبِيهٌ، ثُمَّ بَكَى فَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ، قَالَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى سَعْدٍ، كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا إِلَى أُكَيْدِرِ دُومَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحبة دِيبَاجٍ مَنْسُوجٌ فِيهَا الذَّهَبُ"2"، فَلَبِسَهَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، أَوْ جَلَسَ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، ثُمَّ نَزَلَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمَسُونَ الْجُبَّةَ، وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا"؟ قَالُوا: مَا رَأَيْنَا ثَوْبًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مما ترون" "3". [3: 8]
__________
"1"من قوله: "دخلت على أنس" إلى هنا ساقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/لوحة 390.
"2" في الأصل "ديباجا منسوج فيه الذهب" والمثبت من "الفضائل" ولفظ "المصنف": "بحلة من ديباج منسوج فيها الذهب"، ولفظ الترمذي: "جبة من ديباج منسوج فيها الذهب"، لفظ "الطبقات" "بحبة من ديباج منسوجا بالذهب" ولفظ النسائي: "بحبة ديباج منسوجة فيها الذهب".
"3" إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن عمرو –وهو ابنُ عَلقمه الليثيِّ - وهو حسن الحديث صدوق، وحديثه في "الصحيحين" مقرون.
وأخرجه أحمد في "الفضائل" "1495"، وابن سعد 3/435 - 436 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/144، والترمذي "1723" في اللباس: باب رقم "3"، والنسائي 8/199 في الزينة: باب لبس الديباج المنسوج بالذهب. من طرق عن محمد بن عمرو، به. وقال الترمذي: حديث صحيح. وأكيدر دومة: هو ابن عبد الملك الكندي صاحب دومة الجندل مدينة بين الشام والحجاز قرب تبوك ذكره ابن منده وأبو نعيم في الصحابة، وقال: كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسل إليه سرية مع خالد بن الوليد، ثم إنه أسلم، وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء، فوهبها لعمر، وتعقب ذلك ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/135، فقال: إنما أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وصالحه، ولم يسلم، وهذا لا خلاف فيه بين أهل السير، وأما من قال: إنه أسلم، فقد أخطأ خطأ ظاهرا، بل كان نصرانيا، ولما صالح النبي صلى الله عليه وسلم، عاد إلى حصنه، وبقي فيه، ثم إن خالد بن الوليد أسره في أيام أبي بكر، فقتله كافرا.(15/510)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ لُبْسَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُبَّةَ الْمَنْسُوجَةَ بِالذَّهَبِ كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لُبْسَهَا عَلَى الرِّجَالِ مِنْ أُمَّتِهِ
7038 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّةَ سُنْدُسٍ، فَلَبِسَهَا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُحَرَّمَ الْحَرِيرُ، فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ حُسْنِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بن معاذ أحسن منها في الجنة" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن ثعلبة بن سواء، فقد روى له ابن ماجة، وروى عنه جمع، وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقد روى الشيخان من حديث محمد بن سواء عنه.
وأخرجه أحمد 3/234 عن عبد الوهاب –وهو ابن عطاء - عن سعيد، بهذا الإسناد. وعلق طرفا من أوله البخاري "2616" في الهبة: باب قبول الهدية من المشركين، عن سعيد، به.(15/511)
ذِكْرُ خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7039 - أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ نُزُولًا، فَذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ، فَاتَّبَعُوهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، حَتَّى نَزَلُوا مَنْزِلًا نَزَلُوهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، فَقِيلَ: هَذَا مِنْ تَمْرِ أَهْلِ يَثْرِبَ، فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ فَلَمَّا آنَسَهُمْ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَصْحَابُهُ لَجَؤُوا"1" إِلَى فَدْفَدٍ، وَجَاءَ الْقَوْمُ فَأَحَاطُوا بِهِمْ، فَقَالُوا: لَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنَا أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا، فَقَالَ عَاصِمٌ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ قَوْمٍ كَافِرِينَ، اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا رَسُولَكَ، فَقَاتَلُوهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ حَتَّى قَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ، وَبَقِيَ خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ، وَرَجُلٌ آخَرُ، فَأَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ يَنْزِلُوا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ، حَلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ، فَرَبَطُوهُمْ بِهَا، فَنَادَى الرَّجُلُ الثَّالِثُ الَّذِي مَعَهُمَا، هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَجَرُّوهُ، فَأَبَى أَنْ يَتَّبِعَهُمْ، وَقَالَ: لِي في هؤلاء أسوة، فضربوا عنقه.
__________
"1"لفظ "لجؤوا" سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/لوحة 391.(15/512)
وَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ، فَاشْتَرَى خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنُ عَامِرٍ، وَكَانَ الْحَارِثُ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ، اسْتَعَارَ مُوسًى مِنْ إِحْدَى بَنَاتِ الْحَارِثِ يَسْتَحِدُّ بِهِ، فَأَعَارَتْهُ، قَالَتْ: فَغَفَلْتُ عَنْ صَبِيٍّ لِي حَتَّى أَتَاهُ، فَأَخَذَهُ فَأَضْجَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى فِي يَدِهِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، فَزِعْتُ فَزَعًا شَدِيدًا، فَقَالَ: خَشِيتِ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَكَانَتْ تَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ، وَمَا بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ ثَمَرَةٌ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا كَانَ إِلَّا رِزْقًا رَزَقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ، فقَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنْ تَرَوْا أَنَّ مَا بِي جَزْعٌ مِنَ الْمَوْتِ، لَزِدْتُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ"1" الْقَتْلِ، ثُمَّ قَالَ:
وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا"2" ... عَلَى أَيِّ شَقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ إِلَى مَوْضِعِ عَاصِمٍ تُرِيدُ الشَّيْءَ مِنْ جَسَدِهِ لِيَعْرِفُوهُ، وَكَانَ قَتَلَ عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِثْلَ الظُّلَّةِ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى شَيْءٍ منه"3".
__________
"1"في الأصل: قبل، والمثبت من "التقاسيم" و "المصنف".
"2" في الأصل و"التقاسيم": "شهيدا" وعلى هامش التقاسيم ما نصه: الصواب مسلما بدل شهيدا.
"3" حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال =(15/513)
هَكَذَا حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ مِنْ كِتَابِهِ: "فَقَاتَلُوهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ"، وَإِنَّمَا هُوَ: "فَقَاتَلُوهُمْ مِنْ ثُبُوتِهِمْ".
7040 - أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إبراهيم
__________
= الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" "9730".
وأخرجه البخاري "4086" في المغازي: باب غزوة الرجيع، عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3045" في الجهاد: باب هل يستأسر الرجل؟ و"7402" في التوحيد: باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله عز وجل، وأبو داود "2661" في الجهاد: باب في الرجل يستأسر، من طريق أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به. ولم يسق أبو داود لفظه، والرواية الثانية عند البخاري مختصرة جدا، وقد زاد شعيب في حديثه عن الزهري قال: فأخبرني عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى ... الحديث.
وأخرجه الطيالسي "2597"، وأحمد 2/294 - 295، والبخاري "3989" في المغازي: باب رقم "10"، وأبو داود "2660" و"3112" في الجنائز: باب المريض يؤخذ من أظفاره وعانته، والطبراني "4192" و17/"463"، والبيهقي في "الدلائل" 3/323 - 325 من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به.
وقوله: "فلما آنسهم"، أي: أبصرهم وأحسهم، وفي التنزيل: {آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً} يعني موسى أبصر نارا، ولفظ "المصنف": "فلما أحسهم".
وقوله: "فقاتلوهم من بيوتهم": ذكر المصنف في آخر الحديث أن الصواب "فقاتلوهم من ثبوتهم" وهذه الجملة لم ترد في مصنف عبد الرزاق، ولا عند من خرج الحديث من طريقه.(15/514)
الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: "فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِثْلَ الظُّلَّةِ من الدبر، فلم يقدروا على شيء"1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر ما قبله.(15/515)
ذِكْرُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7041 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ"2" بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ وَقَالَ: "إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ، تَبِعَهُ الْبَصَرُ"، فَصَاحَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: "لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ عَلَى مَا تَقُولُونَ"، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمُقَرَّبِينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عقبه في الغابرين،
__________
"2" في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 392: سوى، والمثبت من "مسند أبي يعلى"، ومصادر الحديث التي خرجته، قال النووي في "شرح مسلم" 6/222: هو بفتح الشين، ورفع بصره، وهو فاعل "شق" هكذا ضبطناه، وهو المشهور، وضبطه بعضهم "بصره" بالنصب وهو صحيح أيضا، والشين مفتوحة بلا خلاف، وقال القاضي: قال صاحب "الأفعال": يقال: شق بصر الميت، وشق الميت بصره، ومعناه: شخص كما في الرواية الأخرى، وقال ابن السكيت في "الاصلاح" والجوهري حكاية عن ابن السكيت، يقال: شق بصر الميت، ولا تقل: شق الميت بصره، وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه.(15/515)
وَاغْفِرْ لَهُ وَلَنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو الأزدي أبو عمرو البغدادي، وأبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وهو في "مسند أبي يعلى" ورقة 326/1.
وأخرجه مسلم "920""7" في الجنائز: باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر، ومن طريقه البغوي "1468" عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/297، وابن ماجة "1454" في الجنائز: باب ما جاء في تغميض الميت، والبيهقي 3/384 من طريق معاوية بن عمرو، به.
ورواية ابن ماجة مختصرة.
وأخرجه أبو داود "3118" في الجنائز: باب تغميض الميت، والنسائي في "الفضائل" "180"، والطبراني 23/"712" من طرق عن أبي إسحاق الفزاري، بعه.
وأخرجه مسلم "920""8"، والطبراني 23/"714" من طريقين عن خالد، به.(15/516)
ذِكْرُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7042 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
أَنَّ بن عُمَرَ قَالَ: مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بن محمد، حتى نزلذكر زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7042] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بن عبد الله بن عمر
أن بن عُمَرَ قَالَ: مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، حَتَّى نَزَلَ(15/516)
الْقُرْآنُ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: 5] "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد. وهو في "مصنف بن أبي شيبة" 12/140.
وأخرجه أحمد 2/77، وابن سعد 3/43 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2425" في فضائل الصحابة: باب فضائل زيد بن الحارثة وأسامة بن زيد رضي الله عنهما، عن أحمد بن سعيد الدارمي، عن حبان، عن وهيب، به.
وأخرجه البخاري "2782" في تفسير سورة الأحزاب: باب {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} ، ومسلم "2425""62"، والترمذي "3209" في التفسير: باب سورة الأحزاب، و"3814" في المناقب: باب مناقب زيد بن حارثة، والنسائي في التفسير كما في "التحفة" 5/161 من طرق عن موسى بن عقبة، به.(15/517)
ذِكْرُ مَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ
7043 - أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَكْثَرَ مِمَّا فَرَضَ لِي، فَقُلْتُ: إِنَّمَا هِجْرَتِي وَهِجْرَةُ أُسَامَةَ وَاحِدَةٌ، قَالَ: إِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أَبِيكَ، وَإِنَّهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكَ، وَإِنَّمَا هَاجَرَ بك أبواك"2". [3: 8]
__________
"2" رجاله رجال الصحيح غير مصعب بن عبد الله الزبيري، فقد روى له النسائي وابن ماجة وهو ثقة، وهو في "مسند أبي يعلى" "162". وأخرجه بنحوه ابن سعد 4/70 عن خالد بن مخلد البجلي، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، به. وعبد الله بن عمر ضعيف.
وأخرجه الترمذي "3813" في المناقب: باب مناقب زيد بن حارثة، عن سفيان بن وكيع، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر أنه فرض لأسامة.. فذكره بنحوه، وفيه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف، وتدليس ابن جريج، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حسن غريب.
وأخرجه البزار "1736" ضمن حديث مطول من طريق أبي معشر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، وعن عمر بن عبد الله مولى غفرة ... قال الهيثمي في "المجمع" 6/6: رواه البزار، وفيه أبو معشر نجيح، ضعيف يعتبر بحديثه.(15/517)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ كَانَ مِنْ أَحَبَّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7044 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ
أنه سمع بن عُمَرَ يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا، وأمَّر عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمْرَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمْرَتِهِ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمْرَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَأَيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ خَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ الناس إلي بعده" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن أيوب المقابري، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "2426""63" في فضائل الصحابة: باب فضائل زيد بن الحارثة....، عن يحيى بن أيوب المقابري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/110، والبخاري "6627" في الإيمان والنذور: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وايم والله"، ومسلم "2426""63"، والترمذي بإثر الحديث "3816" في المناقب: باب مناقب زيد بن حارثة، من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به.
وأخرجه البخاري "3730" في فضائل الصحابة: باب مناقب زيد بن حارثة، و"4469" في المغازي: باب رقم "86"، "7187" في الأحكام: باب من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثا، والترمذي "3816" من طرق عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه أحمد 2/89/106، والبخاري "4468" في المغازي: باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه، ومسلم "2426""64"، وابن سعد 4/65 - 66 من طريق سالم بن عبد الله، وابن سعد 4/66 من طريق نافع، كلاهما عن ابن عمر، وبعضهم يزيد فيه على بعض، وانظر الحديث رقم "7059".(15/518)
7045 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو زَيْنَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمْسِكْ عَلَيْكَ أَهْلَكَ" فَنَزَلَتْ {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37] "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح على شرط البخاري رجاله ثقات، غير محمد بن عبد الرحيم، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الحاكم 2/417 من طريق الحسين بن الفضل البجلي، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد وأخرجه أحمد 3/149 - 150، والبخاري "4787" في تفسير سورة الأحزاب: باب: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} ، و"7420" في التوحيد: باب: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} ، والترمذي "3212" في التفسير: باب سورة الأحزاب، والنسائي في التفسير كما في"التحفة" 1/112، والبيهقي 7/57 من طرق عن حماد بن زيد، به، وبعضهم يزيد فيه على بعض، وقال الترمذي: حديث صحيح.(15/519)
ذِكْرُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7046 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ"1" بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ وهانئ بن هانيء
عَنْ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَعْفَرٍ: "أشبهت خلقي وخلقي" "2". [3: 8]
__________
"1"في الأصل: عبد الله، والتصويب من "التقاسيم" 2/392.
"2" حديث صحيح إسناده قوي. رجاله ثقات رجال الشيخين غير هبيرة بن يريم وهانئ بن هانئ فقد روى لهما أصحاب السنن، وكلاهما لا بأس به. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/105. وقد وقع في المطبوع منه "هبيرة عن هانئ"، وهو تحريف.
وأخرجه ابن سعد 4/36، والحاكم 3/120 من طريق عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. وذكر الحاكم فيه قصة، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 1/98 - 99 و108 و115 من طرق عن إسرائيل، به. وفي الحديث قصة.
وفي الباب عن البراء بن عازب عند ابن أبي شيبة 12/105، والبخاري "2699"، والترمذي "3765"، وابن سعد 4/36، وعن ابن عباس عند أحمد 1/230، وابن أبي شيبة 12/105.(15/520)
ذِكْرُ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَرًا يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ
7047 - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ زَاجٌ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُرِيتُ جعفرا ملكا يطير بجناحيه في الجنة" " 1". [3: 8]
__________
"1"حديث صحيح، يحيى بن نصر بن حاجب روى عنه جمع، ووثقه المؤلف 9/254، وقال ابن عدي في "الكامل" 7/2702 وقد روى له أحاديث حسنة: أرجو أنه لا بأس به، وقال أبو زرعة فيما نقله عنه أبي حاتم 9/193: ليس بشيء له ترجمة في "تاريخ بغداد" 14/159 - 160، وأبو نصر بن حاجب، قال أبو حاتم وغيره: صالح الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال ابن معين: ثقة، وروى عباس عن ابن معين أنه قال: ليس بشيء. مترجم في"تاريخ بغداد" 13/277 - 278، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي "3763" في المناقب: باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، عن علي بن حجر السعدي، والحاكم 3/209 من طريق علي بن عبد الله بن جعفر المديني، كلاهما عن عبد الله بن جعفر والد علي، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب من حديث أبي هريرة، لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن جعفر، وقد ضعفه يحيى بن معين وغيره، وصحح إسناده الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: المديني "أي: عبد الله بن جعفر" واه.
وأخرجه الحاكم 3/212 من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الله بن المختار، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مر بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة وهو مخضب الجناحين بالدم". وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني "1466"و"1467"، والحاكم 3/209.
وعن البراء عند الحاكم 3/40، وعن علي عند ابن سعد 4/39.
وعن ابن عمر عند البخاري "3709" و"4294"، والنسائي في "الفضائل" "55"، والطبراني "1474" أنه كان إذا سلم على عبد الله بن جعفر، قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.(15/521)
ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7048 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خالد بن سمير، قال:
قدم علنيا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ تُفَقِّهُهُ، فَأَتَيْتُهُ وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشَ الْأُمَرَاءِ، قَالَ: "عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ، فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ" فَوَثَبَ جَعْفَرٌ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَرْغَبُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا، فَقَالَ: "امْضِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي فِي أَيِّ ذَلِكَ خَيْرٌ" فَانْطَلَقُوا فَلَبِثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَقَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هَذَا الْغَازِي، انْطَلَقُوا فَلَقَوَا الْعَدُوَّ، فَأُصِيبَ زَيْدٌ شَهِيدًا، اسْتَغْفِرُوا لَهُ" فَاسْتَغْفَرَ لَهُ النَّاسُ "ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى قتل شهيدا، ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7048] أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خالد بن سمير، قال:
قدم علنيا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ تُفَقِّهُهُ، فَأَتَيْتُهُ وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشَ الْأُمَرَاءِ، قَالَ: "عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ، فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ" فَوَثَبَ جَعْفَرٌ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَرْغَبُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا، فَقَالَ: "امْضِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي فِي أَيِّ ذَلِكَ خَيْرٌ" فَانْطَلَقُوا فَلَبِثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَقَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هَذَا الْغَازِي، انْطَلَقُوا فَلَقَوَا الْعَدُوَّ، فَأُصِيبَ زَيْدٌ شَهِيدًا، اسْتَغْفِرُوا لَهُ" فَاسْتَغْفَرَ لَهُ النَّاسُ "ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى قتل شهيدا،(15/522)
اسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَثَبَتَتْ قَدَمَاهُ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، اسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأُمَرَاءِ، هُوَ أَمَّرَ نَفْسَهُ" ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَبْعَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ هُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ انْتَصِرْ بِهِ" فَمِنْ يَوْمَئِذٍ سُمِّيَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: سَيْفَ اللَّهِ "1". [3: 8]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مِنْ ذِكْرِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ إِلَى هَاهُنَا هُمُ الَّذِينَ مَاتُوا أَوْ قُتِلُوا فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أن قبض الله جل وعلا رسوله الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَنَّتِهِ، ثُمَّ إِنَّا ذَاكِرُونَ بَعْدَهُ هَؤُلَاءِ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ مَنْ صَحَّتْ لَهُ الْفَضِيلَةُ مَرْوِيَّةً، ثُمَّ نُعْقِبُهُمُ الأنصار إن يسر الله ذلك وسهله.
__________
"1"إسناده صحيح، خالد بن سمير، وثقه النسائي والمؤلف والعجلي والذهبي، وحديثه عند أهل السنن، وباقي رجاله ثقات على شرط مسلم.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/367 - 368 من طريق أبي عمرو بن مطر، عن الفضل بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرا جدا إلى قوله: "الصلاة جامعة": الدارمي 2/218 - 219 عن سليمان بن حرب، به.
وأخرجه أحمد 5/299 و300 - 301، والنسائي في "الفضائل" "145" عن عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي "56" و "177" من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن الأسود بن شيبان، به.(15/523)
ذِكْرُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عنه
7049 - أخبرنا بن قتيبة، حدثنا بن أبي السري، حدثنا عبدذكر الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
[7049] أخبرنا بن قتيبة، حدثنا بن أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ(15/523)
الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلَّا أَنَا وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَزِمْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، وَرُبَّمَا قَالَ: بَيْضَاءَ، أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ، وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ، وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ عَلَى بَغْلَتِهِ قِبَلَ الْكُفَّارِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكُفُّهَا وَهُوَ لَا يَأْلُو يُسْرِعُ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِغَرْزِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"يَا عَبَّاسُ نَادِ: يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ" وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا، وَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ"1" فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا، يَقُولُونَ: يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ، فَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ، فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ، فَنَادَتِ الْأَنْصَارُ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعْوَةُ"2" عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَنَادُوا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ"، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وجُوهَ الكفار،
__________
"1"من قوله: "وكنت رجلا" إلى هنا ساقطة من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/لوحة 394.
"2" في الأصل و"التقاسيم": "الدعاوي"، والمثبت من "مصنف عبد الرزاق".(15/524)
ثُمَّ"1" قَالَ: "انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ" قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَصَيَاتِهِ، فَمَا أَرَى حَدَّهُمْ إِلَّا كَلِيلًا، وَأَمْرَهُمْ إِلَّا مُدْبِرًا حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ، قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يركض خلفهم على بغلته "2". [3: 8]
__________
"1"ساقطة من الأصل و"التقاسيم"، والمثبت من "صحيح مسلم".
"2" حديث صحيح. ابن أبي السري – وهو محمد بن المتوكل – قد توبع ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" "9741"، ومن طريقه أخرجه أحمد في "المسند" 1/207، وفي "فضائل الصحابة" "1775". ومسلم "1775""77" في الجهاد: باب في غزوة حنين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 4/270 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "1775" و"76"، والنسائي في "الكبرى"، والحاكم 3/327، والبغوي في "تفسيره" 2/278 - 288 من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، به.
وأخرجه ابن سعد 4/18 - 19 من طريق محمد بن عبد الله، عن عمه ابن شهاب، به.
وأخرجه بنحوه أحمد في "المسند" 1/207، وفي "فضائل الصحابة" "1776"، والحميدي "459"، ومسلم "1775""77" من طريق سفيان بن عيينة، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 4/وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
أبو "سفيان بن الحارث": هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفروة بن نفاثة – =(15/525)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ويقال له: ابن نباتة، وابن نعامة، وابن عامر، وبن عمرو - كان عاملا للروم على من يليهم من العرب، وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام، أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينقل أنه اجتمع به، وبعث إليه رسولا بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، فبلغ الروم ذلك، فحبسوه ثم قتلوه. انظر "الإصابة" 3/207.
وقوله: "لا يألو" أي: لا يقصر، و"الغرز": الركاب.
وقوله: "أصحاب السمرة": هي الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان، ومعناه ناد أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية. وزاد سفيان بن عيينة في روايته: يا أصحاب سورة البقرة.
وقوله: "الوطيس": هو شبه تنور يسجر فيه، ويضرب مثلا لشدة الحرب التي يشبه حرها حره، وقيل هو الضرب في الحرب، وقيل: هو الحرب الذي يطيس الناس، أي: يدقهم. وهذه اللفظة من فصيح الكلام وبديعه الذي لم يسمع من أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: "فما أرى حدهم إلا قليلا"، أي: ما أرى قوتهم إلا ضعيفة.(15/526)
ذِكْرُ قَوْلِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ "إِنَّهُ صِنْوُ أَبِيهِ"
7050 - أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أرَّكين الْفَرْغَانِيُّ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن عم الرجل صنو أبيه" "1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن إبراهيم الدورقي.
وهو في "مسند سعد بن أبي وقاص" "106" لأحمد الدورقي، ومن طريقه أخرجه الترمذي "3761" في المناقب: باب مناقب الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ولفظه: "العباس عَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ عم الرجل صنو أبيه، أو من صنو أبيه"، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وقد تقدم مطولا برقم "3273".
وأزيد هنا في تخريجه: وأخرجه ابن خزيمة "2330" من طريق الحسن بن الصباح، عن شبابة، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/322، وفي "فضائل الصحابة" "1778"، والبيهقي 4/111 من طريق علي بن حفص، عن ورقاء، به.
وأخرجه ابن خزيمة "2330"، والدولابي في "الكنى" 1/184، والبيهقي 6/164 من طريق شعيب، وابن خزيمة "2329" من طريق موسى بن عقبة، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/501 من طريق أويس وابن أبي الزناد، أربعتهم عن أبي الزناد، به.
وقوله: "إن عم الرجل صنو أبيه" أي: مثله ونظيره، يعني أنهما من أصل واحد.(15/526)
ذِكْرُ نَقْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْحِجَارَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ
7051 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ"1"، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ:
سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ، ذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعَبَّاسُ يَنْقُلَانِ الْحِجَارَةَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ، فَفَعَلَ، فَخَرَّ إِلَى الْأَرْضِ، وطَمَحَت عَيْنَاهُ إِلَى السماء،
__________
"1" تحرفت في الأصل إلى: "الرملي" والتصويب من "التقاسيم" 2/ لوحة 394.(15/527)
ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ: "إِزَارِي إزَاري"، فَشَدَّ عَلَيْهِ إزاره"1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح على شرط البخاري رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن يحيى –وهو ابن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي - فمن رجال البخاري وقد تقدم برقم "1603".(15/528)
ذِكْرُ وَصْفِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ الْعَبَّاسَ بِالْجُودِ وَالْوَصْلِ
7052 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي"2" سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَهِّزُ بَعْثًا فِي مَوْضِعِ سُوقِ النَّخَّاسِينَ الْيَوْمَ، إِذْ طَلَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْعَبَّاسُ عم نبيكم، أجود قريش كفا وأوصلها" "3". [3: 8]
__________
"2" "أبي" ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/394.
"3" إسناده حسن. محمد بن طلحة: وهو ابن عبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله التيمي، روى عنه جمع، وحديثه عند النسائي وابن ماجه، وذكره المؤلف في "الثقات"، وقال أبو حاتم: محله الصدق يكتب حديثه، ولا يحتج به، وفي "التقريب": صدوق يخطئ، ومات سنة ثمانين ومئة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن حمزة، فروى البخاري مقرونا. أبو سهيل: هو نافع بن مالك.
وأخرجه من طرق عن محمد بن طلحة، بهذا الإسناد: أحمد في "المسند" 1/185، وفي "فضائل الصحابة" "1768"، والدورقي في "مسند سعد بن أبي وقاص" "104" و"105"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "71"، والدولابي في "الكنى" 2/60، وأبو يعلى "820"، والبزار "2673"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/502، والطبراني في "الأوسط" "1947"، والحاكم 3/328 و328 - 329، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وقال البزار: لا نعلمه مرفوعا إلا من هذا الوجه ولا له إلا هذا الإسناد، ومحمد بن طلحة مدني مشهور.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/269، وقال: وفيه محمد بن طلحة التيمي، وثقه غير واحد، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح.(15/528)
ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7053 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي يَزِيدَ يُحَدِّثُ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَى النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخلاءَ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءا، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: "مَنْ وَضَعَ هَذَا"؟ قالوا: ابن عباس، قال: "اللهم فقهه" "1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم "2477" في فضائل الصحابة: باب فضائل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/327، وفي "الفضائل" "1859"، والبخاري "143" في الوضوء: باب وضع الماء عند الخلاء، ومسلم "2477"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "74"، والطبراني "11204" من طريق هاشم بن القاسم، به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد "الفضائل" "1888" من طريق وكيع بن الجراح، عن ورقاء، به. وانظر الحديثين الآتيين.(15/529)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِابْنِ عَبَّاسٍ بِالْحِكْمَةِ
7054 - أَخْبَرَنَا شَبَّابُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَمَّنِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، فقال: "اللهم علمه الحكمة" "1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح على شرط الصحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن بقية فمن رجال مسلم، وعكرمة فمن رجال البخاري، وروى له مسلم مقرونا. خالد الأول: هو ابن عبد الله الواسطي الطحان، والآخر: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه الطبراني "11961" عن حسين بن إسحاق التستري، عن وهب بن بقية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/214 و359، وفي "الفضائل" "1835" و"1923"، والبخاري "75" في العلم: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم علمه الكتاب". و"3756" في فضائل الصحابة: باب ذكر ابن عباس رضي الله عنهما، و"7270" في فاتحة الاعتصام، والترمذي "3824" في المناقب: باب مناقب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وابن ماجه "166" في المقدمة: باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنسائي في "فضائل الصحابة" "76"ن والفسوي 1/518، والطبراني "10588" من طرق عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/269، وفي "الفضائل" "1883"، والطبراني "11531" من طريق سليمان بن بلال، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، به. وأخرجه الترمذي "3823"، والنسائي "75" من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس.
وأخرجه مطولا أبو نعيم في "الحلية" 1/315 من طريق يونس، عن أبي إسحاق، عن عبد المؤمن الأنصاري، عن ابن عباس، وانظر الحديث السابق والآتي.(15/530)
ذِكْرُ وَصْفِ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ اللَّذَيْنِ دَعا الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِابْنِ عَبَّاسٍ بِهِمَا
7055 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فوَضَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَهُورا فَقَالَ: "مَنْ وَضَعَ هَذَا"؟ قَالَتْ مَيْمُونَةُ: عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدين وعلمه التأول" "1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وعبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 1/328 و335، وفي "الفضائل" "1858"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/493 - 494، والطبراني "10587" من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/266 و314، وفي "الفضائل" "1856" و"1882"، والفسوي 1/494 من طريق زهير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، به.
وأخرجه الطبراني "10614" من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه أحمد في "الفضائل" "1857"، والفسوي 1/518 و518 - 519 من طريق عمرو بن دينار، عن كريب، عن ابن عباس، ولفظه: "أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا الله لي أن يزيدني علما وفهما"، وانظر الحديثين السابقين.(15/531)
ذِكْرُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7056 - أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولَابِيُّ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيح، عَنِ البَهِي
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: عَثَر أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ بعتبةِ الْبَابِ، فشُجَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ: "أَمِيطِي عَنْهُ الْأَذَى"، فقَذِرَتْه، قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُجُّهَا، وَيَقُولُ: "لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جارية لحليته وكسوته حتى أُنَفِّقَه" "1". [3: 8]
__________
"1" حديث حسن لغيره، شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات. البهي: هو عبد الله بن يسار، وهو في "مسند أبي يعلى" "4597".
وأخرجه أحمد 6/139 و222، وابن أبي شيبة 12/139، وابن سعد 4/61 - 62، وابن ماجه "1976" في النكاح: باب الشفاعة في التزويج، من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 2/111 - 112: هذا إسناد صحيح إن كان البهي سمع من عائشة، سئل أحمد عنه: هل سمع من عائشة؟ فقال: ما أدري في هذا شيئا، إنما يروي عن عروة.
قال العلائي في "المراسيل": أخرج مسلم في "صحيحه" لعبد الله البهي عن عائشة "حدثنا" وكأن ذلك على قاعدته. وأخرجه أبو يعلى "4458" عن زكريا بن يحيى الواسطي، حدثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عن عائشة قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغسل وجه أسامة بن زيد يوما وهو صبي، قالت: وما ولدت ولا أعرف كيف يغسل الصبيان، قالت: فآخذه فأغسله غسلا ليس بذاك، قالت: "فأخذه فجعل يغسل وجهه، ويقول: لقد أحسن بنا إذ لم تك جارية، ولو كنت جارية لحليتك وأعطيتك". ورجاله ثقات غير مجالد - وهو ابن سعيد - ففيه ضعف.
وأخرجه ابن سعد 4/62 عن يحيى بن عباد، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: حدثنا أبو السفر مرسلا. ورجاله ثقات رجال الشيخين.(15/532)
ذِكْرُ سُرُورِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ مُجَزِّزٍ فِي أُسَامَةَ مَا قَالَ
7057 - أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْرُورًا، فقال: "يا عائشة، ألم تري إِلَى مُجَزِّزٍ الْمُدْلِجِيِّ دَخَلَ عَلَيَّ، فَرَأَى أُسَامَةَ وزيدا عليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما، وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا من بعض" "1". [3: 8]
__________
وأخرجه الحميدي "239"، والبخاري "6771" في الفرائض: باب القائف، ومسلم "1459""39" في الرضاع: باب العمل بإلحاق القائف الولد، وأبو داود "2267" في الطلاق: باب في القافة، والترمذي "2129" في الولاء والهبة: باب ما جاء في القائف، والنسائي 6/184 - 185 في الطلاق: باب القافة، وابن ماجة "2349" في الأحكام: باب القافة، والدارقطني 2/240، والبيهقي 10/262، والبغوي "2381" من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "13835" عن سفيان الثوري، عن الزهري، به وقد تقدم برقم "4102".
ومجزر: بضم الميم، وكسر الزاي، والمدلجي: بضم الميم وسكون الدال وكسر اللام وفي آخرها جيم، نسبة إلى مدلج بن مرة بن عبد مناف بن كنانة بطن كبير من كنانة، وكانت القيافة فيهم وفي بني أسد، والعرب نعترف لهم بذلك، وليس ذلك خاصا بهم على الصحيح، فقد أخرج يزيد بن هارون في "الفرائض" بسند صحيح إلى سعيد بن المسيب أن عمر كان قائفا أورده في قصته، وعمر قرشي، ليس مدلجيا ولا أسديا، لا أسد قريش ولا أسد خزيمة، ومجرز هذا: هو والد علقمة بن مجزز أحد عمال النبي صلى الله عليه وسلم، له ذكر عند البخاري في المغازي في باب: سرية عبد الله بن حذافة، وكر مصعب الزبيري والواقدي أنه سمي مجززا، لأنه كان إذا أخذ أسيرا في الجاهلية جز ناصيته، وأطلقه، وكان مجزز عارفا بالقيافة، وذكره ابن يونس في من شهد فتح مصر، وقال: لا أعلم له رواية.(15/533)
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِمَحَبَّةِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ إِذِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحِبُّهُ
7058 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا الحسن بْنُ حُرَيْثٍ أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَمْسَحَ مُخَاطَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: دَعْنِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَفْعَلُهُ، قَالَ: "يَا عائشة، أحبيه فإني أحبه" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير طلحة بن يحيى، من رجال مسلم، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. وأخرجه الترمذي "3818" في المناقب: باب مناقب أسامة بن زيد، عن الحسين بن حريث، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن غريب.(15/534)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ مِنْ أَحَبَّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَبِيهِ
7059 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى قَوْمٍ، فَطَعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَأَيْمُ اللَّهِ، لَقَدْ كَانَ خَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ من بعده" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن خلاد الباهلي، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أحمد في "المسند" 2/20، وفي "الفضائل" "1525"، والبخاري "4250" في المغازي: باب غزوة زيد بن حارثة، من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم "7044".(15/535)
ذِكْرُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7060 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ
عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ ابْنَةَ أبي جهل، فوعدذكر أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
[7060] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ
عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جهل، فوعد(15/535)
النِّكَاحَ، فَأَتَتْ فَاطِمَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَإِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا"، وَذَكَرَ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَأَحْسَنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ، وَقَالَ: "لَا يُجْمَعُ بَيْنَ بِنْتِ نبي الله وبين بنت عدو الله" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النعمان بن راشد، فمن رجال مسلم، وهو وإن وصف بسوء الحفظ، قد توبع.
المقدمي: هو محمد بن أبي بكر بن علي، وعلي بن الحسين: هو ابن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين، وهو في"صحيح مسلم" "2449""96" في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة، عن أبي معن الرقاشي، عن وهب، به، وقد تقدم برقم "6956" و"6957".(15/536)
ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7061 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا غُلَامٌ، فَقَالَ لِي: "يَا غُلَامُ، هل من لبن"؟ قلت: نعم، ولكن مُؤْتَمَنٌ، قَالَ: "فَهَلْ مِنْ شَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ"؟ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَمَسَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرْعَهَا، فَنَزَلَ اللَّبَنُ، فَحَلَبَهُ فِي إِنَاءٍ، فَشَرِبَ وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: "انْقَلِصِي"، فَانْقَلَصَتْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: "يرحمك الله، إنكذكر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
[7061] أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا غُلَامٌ، فَقَالَ لِي: "يَا غُلَامُ، هَلْ من لبن"؟ قلت: نعم، ولكن مُؤْتَمَنٌ، قَالَ: "فَهَلْ مِنْ شَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ"؟ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَمَسَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرْعَهَا، فَنَزَلَ اللَّبَنُ، فَحَلَبَهُ فِي إِنَاءٍ، فَشَرِبَ وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: "انْقَلِصِي"، فَانْقَلَصَتْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: "يرحمك الله، إنك(15/536)
غلام معلم" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده حسن. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش فاحتج به البخاري، وروى له مسلم في المقدمة، وقد توبع، وعاصم – وهو ابن بهدلة – روى له الشيخان مقرونا، وهو حسن الحديث.
وأخرجه أحمد 1/379 عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد، وقد تقدم برقم "6504".(15/537)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ سُدُسَ الْإِسْلَامِ
7062 - أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَادِسَ سِتَّةٍ ما على الأرض مسلم غيرنا"2". [3: 8]
__________
"2" إسناده صحيح على شرط الصحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن أبي عبيدة وأبيه، فمن رجال مسلم، والقاسم بن عبد الرحمن فمن رجال البخاري.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/115، ومن طريق أخرجه الطبراني "8406"، وابو نعيم في "الحلية" 1/126، والحاكم 3/313. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البزار "2676" من طريق علي بن مسلم الطوسي، والطبراني "8406" من طريق أبي كريب، كلاهما عن محمد بن أبي عبيدة، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/287، وقال: رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.(15/537)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يُشَبَّهُ فِي هَدْيِهِ وَسَمْتِهِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7063 - أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ قَالَ:
قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: أَنْبِئْنَا بِرَجُلٍ قَرِيبِ الْهَدْيِ وَالسَّمْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَأْخُذُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ حَتَّى يُوَارِيهِ جِدَارُ بَيْتِهِ، وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن بن أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ وَسِيلَةً"1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/154 عن أبي الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "426"، وأحمد 5/ 395 و402، والبخاري "3762" في "فضائل الصحابة": باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والنسائي في "فضائل الصحابة" "161"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/540 و540 - 541 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد 5/389 و401، والترمذي "3807" في المناقب: باب مناقب عبد الله بن مسعود، والفسوي 2/543 - 544 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/115، واحمد 5/394، وابن سعد 3/154، والبخاري "6098" في الأدب: باب الهدي الصالح، والحاكم 3/315، والبغوي "3945"، والفسوي 2/545 من طرق عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة.
قال البغوي: والدل والسمت والهدي قريب بعضها من بعض، وهو السكينة والوقار وحسن الهيئة والمنظر، يريد شمائله في الحركة والمشي والتصرف في الدين لا في الزينة والجمال. وأصل السمت: الطريق، يقال: الزم هذا السمت، ويقال: فلان حسن السمت، أي حسن القصد.(15/538)
ذِكْرُ عِنَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لِحِفْظِ الْقُرْآنِ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ
7064 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعَةً وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَإِنَّ زَيْدًا لَهُ ذُؤَابَتَانِ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ"1". [3: 8]
__________
"1" حديث صحيح، وإسناده حسن. هبيرة بن يريم قال أحمد والنسائي: لا بأس بحديثه، وذكره المؤلف في "الثقات"، وقال يحيى بن معين وابن أبي حاتم مجهول، وقد توبع.
وأخرجه الطبراني "7437" من طريق إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 8/134 في الزينة: باب الذؤابة، والطبراني "7437" من طريقين عن عبدة بن سليمان، به.
وأخرجه أحمد 1/389 و405 و414 و442، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 21 و22، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/539، والطبراني "8434" و"8435" و"8436"، والحاكم 2/228 من طرق عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك "ذكره ابن حبان في "الثقات""، عن ابن مسعود.=(15/539)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي داود ص 24، والطبراني "8441" من طريق الأعمش، عن أبي رزين، وأحمد 1/379 و453 و457، والطبراني "8442" من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، كلاهما عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود.
وأخرجه أحمد 1/411، والبخاري "5000" في فضائل القرآن: باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم "2462" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه، والنسائي 8/134، وفي فضائل الصحابة "22"، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 22 - 23 و23، من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، بنحوه.
وأخرجه ابن أبي داود ص 24، والطبراني "8439"، والحاكم 2/228 من طريق أبي سعيد الأزدي، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني "8443" من طريق الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني "8446" و"8447" من طريقين عن زاذان، عن ابن مسعود بنحوه وفيهما زيادة.
أخرجه الطبراني "8433" من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن الأسود، قال: قيل لعبد الله، اقرأ على قراءة زيد، قال.....
وأخرجه الطبراني "8438" من طريق عمرو بن قيس، عن عمرو بن شرحبيل – أو ابن شراحيل - أبي ميسرة الهمداني، عن ابن مسعود بلفظ: "بضعا وسبعين مرة".
وأخرجه الطبراني "8440" من طريق الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن علقمة، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني "8444" من طريق الأعمش، و"8445" من طريق إسرائيل، كلاهما عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن ابن مسعود.(15/540)
ذِكْرُ اسْتِمَاعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ
7065 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقْرَأْ عَلَيَّ سُورَةَ النِّسَاءِ"، فَقَرَأْتُ حَتَّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} [النساء: 41] قَالَ: إِمَّا غَمَزَنِي وَإِمَّا الْتَفَتُّ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَسِيلَانِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "5049" في فضائل القرآن: باب من أحب أن يستمع القرآن من غيره، ومسلم "800""247" في صلاة المسافرين: باب فضائل استماع القرآن، وأبو داود "3668" في العلم: باب القصص، والنسائي في "فضائل الصحابة" "100" من طرق عن حفص بن غيات، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/380 و433، والبخاري "4582" ي تفسير سورة النساء: باب {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} ، و"5050" في فضائل القرآن: باب قول المقرئ للقارئ: حسبك، و"5050" و"5056" باب البكاء عند قراءة القرآن، ومسلم "800""247"، والترمذي "3025" في تفسير سورة النساء، وفي "الشمائل" "316"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "103"و "104"، والطبراني "8460" و"8461"، وأبو يعلى "5228"، والبيهقي 10/231، والبغوي "1220" من طرق عن العمش، به.
وزاد أحمد 1/380، والبخاري "4582" و"5055"، والنسائي "104" في روايتهم عن يحيى، عن سفيان، عن العمش، به. قال يحيى - وعند أحمد: سليمان - وبعض الحديث عن عمرو بن مرة.=(15/541)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني في "الصغير" "204"، وفي "الكبير" "8462" و"8463" من طريقين عن إبراهيم، به.
وأخرجه مسلم "800""248"، وأبو يعلى "5019" من طريقين عن أبي أسامة، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود: "اقرأ علي" ... فذكره.
وأخرجه الترمذي "3024"، والنسائي "101"، والطبراني "8467" من طريق أبي الأحوص، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وإنما هو إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله.
قلت: وأخرجه الطبراني "8465" من طريق شعبة عن إبراهيم ابن المهاجر عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود.
وأخرجه أحمد 1/375، وأبو يعلى "5150" من طريق أبي حيان الأشجعي، وأحمد 1/375، والطبراني "8466" من طريق أبي رزين، والنسائي "102"، والطبراني "8466" من طريق أبي رزين، والنسائي "102"، والطبراني "4859" من طريق زر، ثلاثتهم عن ابن مسعود.(15/542)
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عَلَى مَا كَانَ يَقْرَؤُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ
7066 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا بَشَّرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ على قراءة ابن أم عبد" "1". [3: 8]
__________
"1"حديث صحيح إسناده حسن. عاصم - وهو ابن بهدلة - صدوق، وحديثه في "الصحيحين" مقرون، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فمن رجال البخاري. وهو في "المسند" 1/7، وفي "فضائل الصحابة" "1554"، وسقط من إسناد المطبوع من "الفضائل": "يحيى بن آدم".
وأخرجه ابن ماجة "138" في المقدمة: باب فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو يعلى"17" و"5059"، والبزار "2681" من طرق عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "8423" من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه "8465" من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعا.
وأخرجه الطبراني "8462" و"8463" من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن عبيدة، عن ابن مسعود مرفوعا، وانظر الحديث الآتي.(15/542)
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْقَوْلَ
7067 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَعَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي، فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ النِّسَاءِ فَسَحَلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ"، ثُمَّ قَعَدَ، ثُمَّ سَأَلَ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ"، فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ، فَأَتَى عُمَرُ عَبْدَ اللَّهِ لِيُبَشِّرَهُ، فَوَجَدَ أَبَا بكر قد سبقه، قال: إنك إنذكر السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْقَوْلَ
[7067] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَعَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي، فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ النِّسَاءِ فَسَحَلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ"، ثُمَّ قَعَدَ، ثُمَّ سَأَلَ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ"، فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ، فَأَتَى عُمَرُ عَبْدَ اللَّهِ لِيُبَشِّرَهُ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَهُ، قَالَ: إِنَّكَ إِنْ(15/543)
فعلت إنك لسابق بالخير"1". [3: 8]
__________
"1"إسناده حسن من أجل عاصم – وهو ابن بهدلة – وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو كريب: هو محمد بن العلاء بن كريب، وحسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة. وهو في "مسند أبي يعلى" "16" و"5058".
وأخرجه أحمد 1/445 - 446، والطبراني "8417" من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/454 من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، به.
وأخرجه أحمد 1/386 و400 و437، والطيالسي "334"، والطبراني "8413" و"8414" و"8415" و"8416"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/127 من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود. وأبو عبيدة لا يصح له سماع من أبيه ابن مسعود.
وفي الباب عن عمر عند أحمد 1/25 - 26 و38، والطبراني "8420" و"8421" و"8422" و"8424" و"8425"، والحاكم 2/227، وأبي نعيم في "الحلية" 1/124، والفسوي في "المعرفة" 2/228. وعن علي عند الحاكم 3/317، وعن عمار بن ياسر عند الحاكم 2/228، والبزار "2680"، وعن عمرو بن الحارث بن المصطلق عند أحمد في "فضائل الصحابة" "1553".
وقوله: "فسحلها": أي: قرأها كلها قراءة متتابعة متصلة.(15/544)
ذِكْرُ وَصْفِ اسْتِئْذَانِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَلَى رَسُولِ الله صل الله علية وسلم
...
ذِكْرُ وَصْفِ اسْتِئْذَانِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7068 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بن إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، ذِكْرُ وَصْفِ اسْتِئْذَانِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَلَى رَسُولِ الله صل الله علية وسلم
...
ذِكْرُ وَصْفِ اسْتِئْذَانِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[7068] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بن إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ،(15/544)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ يُرْفَعَ الْحِجَابُ، وَأَنْ تَسْمَعَ سوادي حتى أنهاك" "1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبيد الله وشيخه إبراهيم بن سويد، فمن رجال مسلم.
ابن إدريس: هو عبد الله، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/112.
وأخرجه ابن سعد 3/153 - 154، وابن ماجة "139" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفسوي في "المعرفة" 2/536، من طرق عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/404، والطبراني "8449"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/126، وأبو يعلى من طريق زائدة، ومسلم "2169" في الإسلام: باب جواز جعل الإذن رفع الحجاب أو نحوه من العلامات، والنسائي في "فضائل الصحابة" "157" من طريق عبد الواحد بن زياد، والبغوي "3322" من طريق حفص، ثلاثتهم عن الحسن، به.
وأخرجه أحمد 1/388 و394، والنسائي "158"، وأبو يعلى "4989" و"5265" من طريق سفيان، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن ابن مسعود، ولم يذكر فيه عبد الرحمن بن يزيد.
وأخرجه أحمد 1/404، والطبراني "8450"، وأبو يعلى "5357" من طرق عن معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة قال: قال سليمان: سمعتهم يذكرون عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذنك علي أن تكشف الستر".
وقوله: "سوادي" السواد: السِّرَار، يقال: ساودت الرجل سوادا ومساودة، إذا ساررته، وهو من إدناء سوادك من سواده، أي شخصك من شخصه.(15/545)
ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَاعَاتِ ابْنِ مَسْعُودٍ الَّتِي كَانَ بِسَبِيلِهَا مِنْ قَدَمَيْهِ بِأُحُدٍ فِي ثِقَلِ الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
7069 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَحْتَزُّ"1" لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سوكا مِنْ أَرَاكٍ، وَكَانَ فِي سَاقَيْهِ دِقَّةٌ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا يُضْحِكُكُمْ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ" "2". [3: 8]
__________
"1" في هامش الأصل و"التقاسيم": "يجتني" خ، وفي أبي يعلى: "يجني".
"2" إسناده حسن من أجل عاصم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وهو في "مسند أبي يعلى" "5310".
وأخرجه ابن سعد 3/155، وأبو نعيم 1/127 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "355"، وأحمد 1/420 - 421، وفي "فضائل الصحابة" "1552"، وأبو يعلى "5310"، والفسوي 2/545 - 546، والبزار "2678"، والطبراني "8452" من طرق عن حماد بن سلمة، به. وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/289، وقال: وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبي النجود، وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح: وأخرجه الطبراني "8453" من طريق أبي وائل، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني "8454" من طريق سارة بنت عبد الله بن مسعود عن أبيها ابن مسعود قال: بينما هو يمشي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ همزه أصحابه أو بعضهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لعبد الله في الموازين يوم القيامة أثقل من أحد"، كأنهم عجبوا من خفته.
وأخرجه "8517" من طريق الأزهر بن الأسود عن ابن مسعود، بنحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/113 من طريق زائدة عن عاصم، عن زر، قال: جعل القوم يضحكون مما تصنع الريح بعيد الله تلقيه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لهو أثقل عند الله يوم القيامة ميزانا من أحد".
وفي الباب عن علي عند ابن أبي شيبة 12/114، وأحمد 1/114، وابن سعد 3/155، والفسوي 2/546 و547، وأبي نعيم في "الحلية" 1/127.
وقال الهيثمي 9/288: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة.
وعن قرة بن إياس عند البزار "26779ن والطبراني "8516"، والفسوي 2/546، والحاكم 3/317 وصححه، وقال الهيثمي 9/289: رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.(15/546)
ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7070 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ
عَنِ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا، عَزَبًا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي، فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ مرتين، فلقيهما ملكذكر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7070] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ
عَنِ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا، عَزَبًا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي، فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ مَرَّتَيْنِ، فلقيهما ملك(15/547)
آخَرُ، فقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ"1"، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا".
قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا"2". [3: 8]
__________
"1" في الأصل و"التقاسيم" 2/لوحة 398: "ترع"، والمثبت من "المسند" 2/146 ومعناه: لا روع عليك ولا ضرر.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه احمد 2/146، والبخاري "1121" و"1122" في التهجد: باب فضل قيام الليل، و"3838" و"3839" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، والبيهقي 2/501 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "1121" و"1122" و"7030" و"7031" في التعبير: باب الأخذ على اليمين في النوم، وابن ماجه "3919" في تعبير الرؤيا، من طريقين عن معمر، به.
وأخرجه الدارمي 2/127، والبخاري "440" في المساجد: باب نوم الرجال في المسجد، و"7028" و"7029" في التعبير: باب الأمن وذهاب الروع في المنام، من طرق عن نافع، عن ابن عمر. وانظر الحديثين الآتيين.(15/548)
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِالصَّلَاحِ
7071 - أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابن عمرذكر شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِالصَّلَاحِ
[7071] أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ(15/548)
عَنْ حَفْصَةَ أُخْتِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: "إِنَّ عَبْدَ الله بن عمر رجل صالح" "1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم.
وأخرجه البخاري "3740" "3741" في فضائل الصحابة: باب فضائل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عن يحيى بن سليمان، عن ابن وهب، بهذا الإسناد, وانظر الحديث السابق والآتي.(15/549)
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم هذا القول لابن عمر
...
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْقَوْلَ
7072 - أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ سَرَقة مِنْ حَرِيرٍ لَا أَهْوِي بِهَا إِلَى مَكَانٍ فِي الْجَنَّةِ إِلَّا طَافَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَخَاكَ رَجُلٌ صَالِحٌ" أَوْ قَالَ: "إِنَّ عبد الله رجل صالح" "2". [3: 8]
__________
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "7015" و"7016" في التعبير: باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام، عن معلى بن أسد، عن وهيب، عن أيوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/146 - 147، والبخاري "1156" و"1157" في التهجد: باب فضل من تعار من الليل فصلى، ومسلم "2478" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، من طريق حماد بن زيد، وأحمد 2/5، والترمذي "3825" في المناقب: باب مناقب عبد الله بن عمر، وابن الأثير في "أسد الغابة" من طريق إسماعيل بن إبراهيم كلاهما عن أيوب، به. وانظر الحديثين السابقين.(15/549)
ذِكْرُ هِبَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَعِيرَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
7073 - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنِ دِينَارٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَكُنْتُ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ، فَكَانَ يَغْلِبُنِي، فَيَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْقَوْمِ، فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ، وَيَرُدُّهُ، ثُمَّ يتقدم فيزجره وعمر وَيَرُدُّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: "بِعْنِيهِ" قَالَ: هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "بِعْنِيهِ" فَبَاعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، فَاصْنَعْ بِهِ مَا شِئْتَ" 1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح. والد عمر: هو محمد بن بجير الهمداني، ذكره المؤلف في "الثقات" 9/143، وكان صاحب حديث، ومن أصحاب عارم وطبقته، وهو متابع، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وهو في "مسند الحميدي" "674/2"، ومن طريقه أخرجه البيهقي 5/316.
وعلقه البخاري "2115" في البيوع: باب إذا اشترى شيئا فوهب من ساعته قبل أن يتفرقا، و"2611" في الهبة: باب إذا وهب بعيرا لرجل وهو راكبه فهو جائز، فقال: وقال الحميدي: حدثنا سفيان ... ، ومن طريق البخاري أخرجه البغوي "2090".
وأخرجه البخاري "2610" في الهبة: باب من أهدى له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق، من طريق عبد الله بن محمد، والبيهقي 6/170 من طريق ابن أبي عمر، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.(15/550)
ذِكْرُ تَتَبُّعِ ابْنِ عُمَرَ آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتِعْمَالِهِ سُنَّتَهُ بَعْدَهُ
7074 - أخبرنا بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجِشُونِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ"1" قَالَ:
كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتَتَبَّعُ آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُلُّ مَنْزِلٍ نَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ فِيهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ سَمُرَةٍ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَجِيءُ بِالْمَاءِ، فَيَصُبُّهُ فِي أَصْلِ السمرة كي لا تيبس"2". [3: 8]
__________
"1"في الأصل و"التقاسيم"2/لوحة 398 زيادة: "ابن عمر"، والجادة حذفها.
"2" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجالُه ثِقاتٌ رجال الشيخين غيرَ الحسن بن محمد بن الصباح، فمن رجال البخاري.
وأخرجه بنحوه الحميدي "665" عن سفيان بن عيينة، عن صدقة بن يسار، عن نافع، بهذا الإسناد.(15/551)
ذِكْرُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7075 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَمَّارٌ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب" "3". [3: 8]
__________
"3" إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ فقد روى له أصحاب السنن، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره المؤلف في "الثقات" 5/509، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وقال: وكان يتشيع. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/118.
وأخرجه أحمد 1/99 - 100 و130، وفي "الفضائل" "1599"، وابن ماجة "146" في المقدمة: باب في فضائل أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/125 - 126، وفي "الفضائل" "1599"، والترمذي "3798" في المناقب: باب مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه، والحاكم 3/388، وأبو نعيم في "الحلية"1/140 و7/135، والبغوي "3951" من طرق عن سفيان، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 1/123 و138، وفي "الفضائل" "1605"، والطيالسي "117" من طريق شعبة عن أبي إسحاق، به. وسقط من المطبوع من "مسند الطيالسي": "عن علي".(15/551)
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ بِأَخْذِهِ الْحَظَّ مِنْ جَمِيعِ شُعَبِ الْإِيمَانِ
7076 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا عَثَّام بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ
قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ عَلَى عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ المُطيَّب سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "عمار مليء إيمانا إلى مشاشه" أي مثانته"1". [3: 8]
__________
"1" إسناده حسن كالذي قبله، رجاله ثقات رجال الصحيح غير هانئ بن هانئ.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/139 من طريق أحمد بن المقدام، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان" "93"، و"المصنف" 12/121، وابن ماجه "147"، وأبو نعيم 1/139، من طريق عثام، به.
وفي الباب عن عمرو بن شرحيل، عن رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند النسائي في "السنن" 8/111، وفي "فضائل الصحابة" "168"، والحاكم 3/392 - 393.
وأخرجه الحاكم 3/392 من طريق عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله مرفوعا. والمشاش: رؤوس العظام اللينة، وفي رواية لأبي نعيم "إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه" يعني مشاشه.(15/552)
ذِكْرُ وَصْفِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلَةَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ
7077 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ بِحَلَبَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تقتل عمارا الفئة الباغية" "1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم "6736".
وأخرجه الطبراني 23/"857" عن عبدان بن أحمد وزكريا بن يحيى الساجي قالا: حدثنا محمد بن بشار، بهذا الإسناد.(15/553)
ذكر الخبر الدال على أن عمار وَمَنْ كَانَ مَعَهُ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ فِي تلك الأيام
...
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ
7078 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ويحَذكر الخبر الدال على أن عمار وَمَنْ كَانَ مَعَهُ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ فِي تلك الأيام
...
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ
[7078] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ويحَ(15/553)
ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ" "1".
قَالَ ابْنُ الْمِنْهَالِ: فحدثت به أبا"2" داود فدلسه عني. [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري. خالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه أحمد 3/28، وابن سعد 3/22 من طريق شعبة، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/28، وابن سعد 3/252 من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن هشام، عن أبي سعيد. وانظر الحديث الآتي.
"2" في الأصل: "فحدثت بها أبو" وهو خطأ، والتصحيح من "التقاسيم" 2/لوحة 399.(15/554)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِكْرِمَةَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
7079 - أَخْبَرَنَا شَبَابُ بْنُ صَالِحٍ بِوَاسِطَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لِي وَلِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ، فَأَتَيْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ، فَلَمَّا رَآنَا، جَاءَ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ قَعَدَ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أَتَى عَلَى ذِكْرِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْن لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ، وَيَقُولُ: "يَا عَمَّارُ، أَلَا تَحْمِلُ مَا يَحْمِلُ أَصْحَابُكَ"؟ قَالَ: إني أريد الأجر من الله، ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِكْرِمَةَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
[7079] أَخْبَرَنَا شَبَابُ بْنُ صَالِحٍ بِوَاسِطَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لِي وَلِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ، فَأَتَيْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ، فَلَمَّا رَآنَا، جَاءَ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ قَعَدَ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أَتَى عَلَى ذِكْرِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْن لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ، وَيَقُولُ: "يَا عَمَّارُ، أَلَا تَحْمِلُ مَا يَحْمِلُ أَصْحَابُكَ"؟ قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْأَجْرَ مِنَ اللَّهِ،(15/554)
فَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ وَيَقُولُ: "وَيْحُ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ". فَقَالَ عَمَّارٌ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الفتن"1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح على شرط الصحيح. وهب بن بقية: من رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري، وباقي السند على شرطهما.
وأخرجه أحمد 3/90 - 91، والبخاري "447" في الصلاة: باب التعاون في بناء المسجد، و"2812" في الجهاد: باب مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله، من طرق عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/252 - 253، ومسلم "2915" في الفتن وأشراط الساعة: باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، من طريق شعبة، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري. وزاد فيه: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة.
وأخرجه أحمد 3/5، والطيالسي "2168" من طريق داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد. وزاد في حديث الطيالسي: فحدثني أصحابي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفض التراب عن رأسه، ويقول: ويحك ... وانظر الحديث السابق.(15/555)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قِتَالَ عَمَّارٍ كَانَ بِالرَّايَةِ الَّتِي قَاتَلَ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7080 - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلِمَة يَقُولُ:
رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ - شَيْخٌ آدَمَ طُوَالٌ- أَخَذَ الْحَرْبَةَ بِيَدِهِ، وَيَدُهُ تَرْعُدُ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثذكر الْبَيَانِ بِأَنَّ قِتَالَ عَمَّارٍ كَانَ بِالرَّايَةِ الَّتِي قَاتَلَ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[7080] أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلِمَة يَقُولُ:
رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ - شَيْخٌ آدَمَ طُوَالٌ- أَخَذَ الْحَرْبَةَ بِيَدِهِ، وَيَدُهُ تَرْعُدُ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ(15/555)
مَرَّاتٍ وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعْفَاتِ هَجَرَ، عَرَفْنَا أَنَّ مُصْلِحِينَا عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ"1". [3: 8]
__________
"1" رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن سلمة، فقد روى له أصحاب السنن، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، ووثقه المؤلف والعجلي ويعقوب بن شيبة.
وأخرجه أحمد 4/319 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/384 من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/292 مختصرا، ونسبه على الطبراني، وحسن إسناده.
وسعفات: جمع سعفة –بالتحريك - وهي أغصان النخيل، قال ابن الأثير: وإنما خص هجر للمباعدة في المسافة، ولأنها موصوفة بكثرة النخيل.(15/556)
ذكر إثبات بغض الله جل وعلا من أبغض عمار بن ياسر رضي الله عَنْهُ
7081 - أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ
عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارِ بْنِ ياسر كلام، فانطلق عمار يشكوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَجَعَلَ خَالِدٌ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا غِلْظَةً وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ، قَالَ: فَبَكَى عَمَّارٌ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَسْمَعُهُ؟ قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رأسه، وقال: "منذكر إثبات بغض الله جل وعلا من أبغض عمار بن ياسر رضي الله عَنْهُ
[7081] أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ
عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ كلام، فانطلق عمار يشكوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَجَعَلَ خَالِدٌ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا غِلْظَةً وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ، قَالَ: فَبَكَى عَمَّارٌ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَسْمَعُهُ؟ قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَأْسَهُ، وَقَالَ: "مَنْ(15/556)
عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ أبغضهُ أَبْغَضَهُ اللَّهُ" قَالَ: فَخَرَجْتُ فَمَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إلي من رضا عمار، فلقيته فرضي"1". [3: 8]
ذِكْرُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
__________
"1" إسناده صحيح على الشرط الشيخين. علقمة: هو ابن قيس النخعي، وقد جاء التصريح بسماعه من خالد عند الطبراني.
وأخرجه أحمد 4/89، والنسائي في "الفضائل" "164"، والحاكم في "المستدرك" 3/390 - 391 من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: حديث العوام بن حوشب هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين لاتفاقهما على العوام بن حوشب وعلقمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" "3835" من طريق هشيم، حدثنا العوام بن حوشب، به.
وأخرجه بنحوه أحمد 4/90، والنسائي "165" و"166" و"167"، والحاكم 3/389 و390، والطبراني "3830" و"3831" و"3832" و"3833" من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأشتر، عن خالد بن الوليد.
وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي، وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/293 ونسبه إلى أحمد، وقال: ورجاله رجال الصحيح.(15/557)
ذِكْرُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7082 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، وَرَوْحٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
أَنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتَنَا"2" صُعْلُوكًا، فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا، وَبَلَغْتَ ما بلغت، ثم تريد أن
__________
"2" تحرفت في الأصل إلى: لقيتنا، والتصويب من "التقاسيم" 2/لوحة 400.(15/557)
تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ، وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مَالِي أَتُخَلُّونَ سَبِيلِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُمْ مَالِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صهيب" "1". [3: 8]
__________
"1"رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مرسل، أبو عثمان النهدي – وهو عبد الرحمن بن مل - لم يسمع من صهيب.
وأخرجه أحمد في "الفضائل" "1509" عن محمد بن جعفر، عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/227 - 228 عن هوذة بن خليفة، عن عوف، عن أبي عثمان النهدي قال: بلغني أن صهيبا حين أراد الهجرة ... فذكره.
وقال ابن هشام في "السيرة" 2/121: وذكر لي عن أبي عثمان النهدي، أنه قال: بلغني أن صهيبا.
وفي الباب عن أنس عند الحاكم 3/398، وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وعن عكرمة مرسلا عنده أيضا 3/398 وإسناده إلى عكرمة صحيح.(15/558)
ذكر بلاب بن رباح المؤذن رضي الله عنه
...
ذكر بلال بن رباح المؤذن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7083 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةً: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ، فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، وَأُلْبِسُوا أَدْرَاعَ الحديدذكر بلاب بن رباح المؤذن رضي الله عنه
...
ذكر بلال بن رباح المؤذن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
[7083] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةً: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ، فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، وَأُلْبِسُوا أَدْرَاعَ الحديد(15/558)
وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَآتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إِلَّا بِلَالٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَخَذُوهُ، فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ، فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ"1". [3: 8]
__________
"1"إسناده حسن. رجاله ثقات رجال الشيخين، غبر عاصم – وهو ابن أبي النجود - فقد روى له الشيخان مقرونا، وهو صدوق. زائدة: هو ابن قدامة، وزر: هو ابن أبي حبيش.
وهو في "مصنف بن أبي شيبة" 12/149.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/404، وفي "الفضائل" "191"، وابن ماجة "150" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن يحيى بن أبي بكر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/284، والبيهقي في "الدلائل" 2/281 - 282 من طريق الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة، به، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.(15/559)
ذِكْرُ إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِبِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7084 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ خَشْفَةً أَمَامِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ جبريل عليه السلام: هذا بلال" "2". [3: 8]
__________
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. قبيصة: هو ابن عقبة السوائي.
وأخرجه أحمد 3/372 و389 – 390، والبخاري "3679" في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب، ومسلم "2457" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أم سليم وبلال، والنسائي في "الفضائل" "131"، والبغوي "3950" من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة، بهذا الإسناد.(15/559)
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ وَقَعَتْ هَذِهِ الْمُسَابَقَةُ لِبِلَالٍ
7085 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ: "يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمِلٍ عَمِلْتَهُ عِنْدَكَ فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خشفة نعليك بن يَدَيِ الْجَنَّةِ"، فَقَالَ: مَا عَمَلٌ عَمِلْتُهُ أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ لِرَبِّي مَا قُدِّرَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ.
فَأَقَرَّ به "1" أبو أسامة، وقال: نعم "2". [3: 8]
__________
"1" "أبو" سقطت من الأصل، واستدركت من التقاسيم 2/لوحة 401.
"2" إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، وقيل: اسمه هرم، وقيل: عمرو، وقيل: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن، وقيل جرير.
وأخرجه البخاري "1149" في التهجد: باب فضل الطهور بالليل والنهار، وفضل الصلاة بعد الوضوء بالليل والنهار، ومسلم "2458" في فضائل الصحابة: باب فضائل بلال، والنسائي في "الفضائل" "132"، والبغوي "1011" من طرق عن أبي أسامة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 2/333 و439، ومسلم "2458" من طريقين عن أبي حيان، به.(15/560)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ بِلَالًا كَانَ لَا تُصِيبُهُ حالة حدث إلا توضأ بعقبها وصلى
...
ذكر البيان بأن بلال كَانَ لَا تُصِيبُهُ حَالَةُ حَدَثٍ إِلَّا تَوَضَّأَ بِعَقِبِهَا وَصَلَّى
7086 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلِيلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحباب، أخبرني حسين بن واقد، حدثني بْنِ بُرَيْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَةً، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: بِلَالٌ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِقَصْرٍ مُشَيَّدٍ بَدِيعٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ، فَقُلْتُ: أَنَا عَرَبِيٌّ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ"، فَقَالَ لِبِلَالٍ: "بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ"؟ قَالَ: مَا أَحْدَثْتُ إِلَّا تَوَضَّأْتُ، وَمَا تَوَضَّأْتُ إِلَّا صَلَّيْتُ، وَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لَوْلَا غَيْرَتُكَ لَدَخَلْتُ الْقَصْرَ"، فَقَالَ: يَا رسول الله، لم أكن لأغار عليك"1". [3: 8]
__________
"1"إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو كريب: هو محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، وابن بريدة: هو عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي.
وأخرجه أحمد في "المسند" 5/354، وفي "الفضائل" "1731" عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. ولم يذكر في "الفضائل" قصة عمر.
وأخرجه أحمد في "المسند" 5/360، و"الفضائل" "713" عن علي بن الحسن بن شقيق، والترمذي "3689" في المناقب: باب في مناقب عمر بن الخطاب، والبغوي "1012" من طريق علي بن الحسين بن واقد، كلاهما عن الحسين بن واقد، به، وقال الترمذي: صحيح.(15/561)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلاَلٍ لَمَّا"1" قَالَ لَهُ ذَلِكَ: بِهَا، وَصَوَّبَ قَوْلَهُ
7087 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم سَمِعَ خَشْخَشَةً أَمَامَهُ، فَقَالَ: "مَنْ هَذَا"؟ قَالُوا: بِلالٌ، فَأَخْبَرَهُ، وَقَالَ: "بِمَ سَبَقْتَنِي إِِلَى الْجَنَّةِ"؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَحْدَثْتُ إِِلا تَوَضَّأْتُ، وَلاَ تَوَضَّأْتُ إِِلا رَأَيْتُ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ أُصَلِّيهُمَا. قَالَ صلى الله عليه وسلم: "بها" "2". [3: 8]
__________
"1"في الأصل: ما، والتصحيح من "التقاسيم" 2/لوحة 401.
"2" إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله، وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/150.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/150 من طريق الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/313 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، به، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي(15/562)
ذِكْرُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَهَ بْنِ رَبِيعَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
7088 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَزِيدَ بْنَ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلَى بَدْرٍ، فَسُحِبُوا إِِلَى الْقَلِيبِ، فَطُرِحُوا فِيهِ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: "يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ ما وعدنيذكر أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَهَ بْنِ رَبِيعَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ
[7088] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَزِيدَ بْنَ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلَى بَدْرٍ، فَسُحِبُوا إِِلَى الْقَلِيبِ، فَطُرِحُوا فِيهِ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: "يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي(15/562)
رَبِّي حَقًّا"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تُكَلِّمُ قَوْمًا مَوْتَى؟! قَالَ: "لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ مَا وَعَدْتُهُمْ حَقًّا"، فَلَمَّا رَأَى أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ أَبَاهُ يُسْحَبُ إِِلَى الْقَلِيبِ عَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: "كَأَنَّكَ كَارِهٌ لِمَا تَرَى"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِِنَّ أَبِي كَانَ رَجُلا سَيِّدًا حَلِيمًا، فَرَجَوْتُ أَنْ يَهْدِيَهُ اللَّهُ إِِلَى الإِِسْلامِ، فَلَمَّا وَقَعَ بِالْمَوْقِعِ الَّذِي وَقَعَ بِهِ أَحْزَنَنِي"1" ذَلِكَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي حذيفة بخير"2". [3: 8]
__________
"1"في الأصل و"التقاسيم"2/لوحة 402: أخذني، والمثبت من المستدرك وغيره.
"2" إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن إسحاق، وهو صدوق، روى له مسلم في المتابعات، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه الحاكم 3/224، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/71 - 72 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وصحَّحه الحاكم على شرطِ مُسلمٍ، ووافقه الذهبي!
وأورده ابن هشام في "السيرة" 2/294 عن ابن إسحاق من غير إسناد(15/563)
ذِكْرُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7089 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصباح الْجَرْجَرَائِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ:
قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: لَقَدِ انْدَقَّ في يدي يوم مؤتة تسعةذكر خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
[7089] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصباح الْجَرْجَرَائِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ:
قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: لَقَدِ انْدَقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ(15/563)
أَسْيَافٍ، مَا بَقِيَتْ فِي يَدِي إِِلا صَفِيحَةٌ لي يمانية "1". [3: 8]
__________
"1"حديث صحيح، إسناده قوي، محمد بن الصباح روى له أبو داود وابن ماجة، وهو صدوق، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وإسماعيل: هو ابن خالد الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم البجلي.
وأخرجه البخاري "4265" في المغازي: باب غزوة مؤتة من أرض الشام، عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "الفضائل" "1475"، والبخاري "4266"، وابن سعد 4/253 و7/395، والطبراني "3875"، والحاكم 3/42، والبيهقي في"الدلائل" 4/373 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!(15/564)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ كَانَ عَلَى خَيْلِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين
7090 - أخبرنا بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ يُحَدِّثُ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ"2" فَكَانَ عَلَى خَيْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، قال بن الْأَزْهَرِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: "مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خالد بن الوليد"؟ قال بن الْأَزْهَرِ: فَمَشَيْتُ -أَوْ قَالَ: سَعَيْتُ - بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَا مُحْتَلِمٌ أَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خالد بن الوليد؟ حتى دللنا
__________
"2" قوله "يوم حنين" سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم"2/لوحة 402.(15/564)
عَلَى رَحْلِهِ، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ مُسْتَنِدٌ إِلَى مُؤَخَّرِ رَحْلِهِ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَسَبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَنَفَثَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"1". [3: 8]
__________
"1" حديث صحيح، ابن أبي السري متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن أزهر، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو صحابي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" "9741".
وأخرجه أحمد 4/88 و350 - 351، والبيهقي في "الدلائل" 5/139 - 140 عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرا أحمد 4/88 و350، وأبو داود "4487" و"4489" في الحدود: باب إذا تتابع في شرب الخمر، والحاكم 4/374 - 375 من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن الزهري، أنه سمع عبد الرحمن بن أزهر يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وهو يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد، فأتي بسكران ... ثم ذكر قصة شارب الخمر.(15/565)
ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سيف الله المسلول
...
ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سَيْفَ اللَّهِ
7091 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: شَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لم تدركذكر تَسْمِيَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سيف الله المسلول
...
ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سَيْفَ اللَّهِ
[7091] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: شَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لم تدرك(15/565)
عَمَلَهُ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَقَعُونَ فِيَّ، فَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تُؤْذُوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ" "1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح. أبو إسماعيل المؤدب: هو إبراهيم بن سليمان بن رزين البغدادي، أصله من الشام من الأردن، روى عنه جمع، ووثقه أبو داود والعجلي والدارقطني وابن حبان، وقال أحمد ويحيى بن معين والنسائي: ليس به بأس، وقال ابن خراش: كان صدوقا، وقال ابن عدي: هو من أهل الصدق، وروى له ابن ماجه، وباقي السند رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عون الخزار، فمن رجال مسلم.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "الفضائل" "13"، والبزار "2592" و"2719" عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد. وقد وقع في الإسناد عند البزار في الموضعين "إسماعيل بن إبراهيم بن سليمان" وهو خطأ، صوابه "أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان".
وأخرجه عبد الله بن أحمد "13"، والطبراني في "الكبير" "3801"، وفي "الصغير" "580"، والحاكم 2983، الخطيب في "تاريخه" 12/149 - 150 من طريق الربيع بن ثعلب، عن أبي إسماعيل المؤدب، به، وصحح إسناده الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: رواه ابن إدريس، عن ابن أبي خالد، عن الشعبي مرسلا، وهو أشبه. قلت: وأخرجه هكذا مرسلا أحمد في "الفضائل" "12" عن محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/350، وقال: رواه الطبراني في "الصغير" و"الكبير" باختصار، والبزار بنحوه، ورجال الطبراني ثقات.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، وقدري تقدم عند المؤلف في فضائل عبد الرحمن بن عوف برقم "6994".(15/566)
ذِكْرُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ السَّهْمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه
...
ذكر عمر بْنِ الْعَاصِ السَّهْمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7092 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: فَزِعَ النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَفَرَّقُوا، فَرَأَيْتُ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ احْتَبَى بِسَيْفِهِ، وَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ فَعَلْتُ مِثْلَ الَّذِي فَعَلَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَآنِي وَسَالِمًا، وَأَتَى النَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا كَانَ مَفْزَعُكُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ أَلَا فَعَلْتُمْ كَمَا فعل هذان الرجلان المؤمنان"؟ "1". [3: 8]
__________
"1" إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه النسائي في "الفضائل" "196" عن محمد بن حاتم، عن حبان بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/203 عن عبد الرحمن بن مهدي، عن موسى بن علي، به.(15/567)
المجلد السادس عشر
تابع لكتاب إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
مناقب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
ذِكْرُ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وعن أبيها
...
ذكر عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عَنْهَا وَعَنْ أَبِيهَا
7093- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَأَيْتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ إِذَا رَجُلٌ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةِ حَرِيرٍ فَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَأَكْشِفُهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا1 مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يمضيه" 2. [3: 8]
__________
1. في الأصل: "هذه"، والتصويب من "التقاسيم" 2/403.
2. إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه مسلم "2438" في فضائل الصحابة: باب قي فضل عائشة رضي الله عنها، عن أبي كريب بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/161، والبخاري "5078" في النكاح: باب نكاح الأبكار، و"7011" في التعبير: باب كشف المرأة في المنام، والبغوي "3292" من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 6/41 و 128، وفي "فضائل. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/5)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الصحابة" "1638"، وابن سعد في "الطبقات" 8/64، والبخاري "3795"في مناقب الأنصار: باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها، و"5125" في النكاح: باب النظر إلى المرأة قبل التزويج، و "7012" في التعبير: باب ثياب الحرير في المنام، ومسلم "2438"، وأبو يعلى "4498" و "4600"، والطبراني 23/"41" و "42" و"43"، والخطيب في "تاريخه" 5/428، والبيهقي 7/85 من طرق عن هشام، به. وانظر الحديث الآتي.
وقوله: "سرقة حرير" السرقة: بفتح السين والراء والقاف: القطعة، وجمعها سرق، أي: في قطعة من جيد الحرير.(16/6)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَةُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا لَا فِي الْآخِرَةِ
7094- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ1 بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ الْمَكِّيُّ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ بِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خِرْقَةِ حَرِيرٍ فَقَالَ: "هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدنيا والآخرة" 2. [3: 8]
__________
1. تحرف في الأصل إلى: "عبيد الله"، والتصويب من "التقاسيم" 2/403.
2. إسناد صحيح. عبد الله بن عمرو بن علقمة: روى له الترمذي في "جامعه" وأبو داود في "المراسيل". وهو ثقة، وباقي السند ثقات من رجال الشيخين غير ابن خثيم – وهو عبد الله بن عثمان، فمن رجال مسلم. ابن مليكة: هو عبد الله بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مليكة التيمي.
وأخرجه الترمذي "3880" في المناقب: باب فضل عائشة رضي الله..... =(16/6)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عنها، عن عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمرو بن علقمة المكي، عن ابن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عمرو بن علقمة.(16/7)
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
7095- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي أَبُو الْعَنْبَسِ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ذَكَرَ فَاطِمَةَ قَالَتْ: فَتَكَلَّمْتُ أَنَا فَقَالُ: "أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"؟ قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ قَالَ: "فَأَنْتِ زَوْجَتِي فِي الدنيا والآخرة" 1. أبو العنبس: كوفي. [3: 8]
__________
1. إسناد صحيح. سعيد بن يحيى: هو ابن سعيد بن أبان بن سيعد بن العاص. هو وأبوه من رجال الشيخين، وأبو العنبس سعيد بن كثير: روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود في "المراسيل"، وهو ثقة، وأبوه – وهو كثير بن عبيد التيمي مولى أبي بكر الصديق الكوفي – روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" 5/332.
وأخرجه الحاكم 4/10 من طريق أحمد بن شعيب النسائي، عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، بهذا الإسناد. وقال: والحديث صحيح، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.(16/7)
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَالِثٍ يُصَرِّحْ بِأَنَّ عَائِشَةَ تَكُونُ فِي الْجَنَّةِ زَوْجَةَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7096- أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْمَاجِشُونِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَزْوَاجُكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ: "أَمَا إِنَّكِ مِنْهُنَّ" قَالَتْ فَخُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّ ذَاكَ أَنَّهُ لم يتزوج بكرا غيري1. [3: 8]
__________
1. إسناد صحيح على شرط مسلم، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن بكار، ويعقوب بن أبي سلمة الماجشون، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الحاكم 4/13 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، والطبراني 23/"99"، والحاكم 4/13 من طريق محمد بن بكار، كلاهما عن يوسف بن يعقوب بن الماجشون، بهذا الإسناد. وصححه ووافقه الذهبي.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 8/65 عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أويس، حدثني سليمان بن بلال، عن أسامة بن زيد الليثي، عن أبي سلمة الماجشون، عن أبي محمد مولى الغفاريين أن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: من أزواجك في الجنة؟ قال: "أنت منهن".
وأخرج أبو حنيفة في "مسنده" ص13، ومن طريق الطبراني 23/"98" عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه ليهون علي الموت أني رأيتك زوجتي في الجنة". وهذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي حنيفة الإمام وهو ثقة.(16/8)
ذِكْرُ وَصْفِ زِفَافِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ الله تعالى عَنْهَا وَعَنْ أَبِيهَا
7097- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِست سِنِينَ وَبَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ وَوُعِكْتُ فَوَفَى شَعْرِي جُمَيْمَةً فَأَتَتْنِي أُمُّ رُومَانَ وَأَنَا عَلَى أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا مَا أَدْرِي مَاذَا تُرِيدُ فَأَخَذَتْ بِيَدِي، وَأَوْقَفَتْنِي عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ: هَهْ هَهْ1 شِبْهَ الْمُنْبَهِرَةِ فَأَدْخَلَتْنِي بَيْتًا فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَغَسَلْنَ رَأْسِي وَأَصْلَحْنَنِي فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى فأسلمنني إليه2. [3: 8]
__________
1 هه، بإسكان الهاء الثانية: كلمة يقولها المبهور حتى يتراجع إلى حالة سكونه، وهي حكاية تتابع النفس من التهيج، وقد تحرفت في الأصل و "التقاسيم" 2/404 إلى: "مه هذه".
2. إسناده صحيح على شرط مسلم، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن سعيد الجوهري، فمن رجال مسلم. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه البيهقي 7/253 من طريق أحمد بن سهل بن بحر، عن إبراهيم بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3896" في مناقب الأنصار: باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، ومسلم "1422" "69" في النكاح: باب تزويج الأب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/9)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البكر الصغيرة، وأبو داود "4933" و "4934" و "4936" في الأدب: باب في الأرجوحة، وأبو يعلى "4897"، والبيهقي 7/114 و 253 و 10/220 من طرق عن أبي أسامة، به، وبعضهم يزيد على بعض.
وأخرجه الطيالسي "1454"، والدارمي 2/159، وابن سعد 8/59، والبخاري "3894" و "5133" في النكاح: باب إنكاح الرجل ولده الصغار، و "5134" باب تزويج الأب ابنته من الإمام، و "5156" باب الداء للنسوة اللاتي يهدين العروس وللعروس، و "5158" باب من بنى بامرأة وهي بنت تسع سنين، و "5160" باب البناء بالنهار بغير مركب ولا نيران، ومسلم "1422" "70" و "71"، وأبو داود "2121" في النكاح: باب في تزويج الصغار، و "4933" و "4935"، والنسائي 6/82 في النكاح: باب إنكاح الرجل ابنته الصغيرة، وابن ماجة "1876" في النكاح: باب نكاح الصغار يزوجهن الآباء، وأبو يعلى "4600"، والطبراني 23/ "41" و "44" و "45" و "46" و "47" و "48" و "49" و "50"، والبيهقي 7/148-149 من طرق عن هشام بن عروة، به، مطولاً ومختصراً.
وأخرجه الطبراني 23/ "44" من طريق الزهري، عن عروة، به مختصراً.
وأخرجه أبو داود "4937"، والبيهقي 10/ 220 من طريق محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة بنحوه.
وأخرجه مسلم "1422" "72"، والنسائي 6/82- 83، والطبراني 23/ "51" والبيهقي 7/114 من طرق عن الأعمش، عن أبراهيم النخعي، عن أسود، عن عائشة مختصراً.
وأخرجه النسائي 6/82، والطبراني 23/ "53" و"54" و "55" و"56" من طريق أبي إسحاق، عن عبيدة، عن عائشة مختصراً..... =(16/10)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني 23/ "52" من طريق سعد بن إبراهيم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة مختصراً.
وقولها: "وعكت" أي: أخذني ألم الحمى، وفي الكلام حذف تقديره: فتساقط شعري بسبب الحمى، فلما شفيت تربى شعري فكثر، وهو معنى قولها: "فوفى شعري".
و"جميمة": تصغير جمة، وهي الشعر النازل إلى الأذنين ونحوهما، أي: صار إلى هذا الحد بعد أن كان قد ذهب بالمرض.
وأم رومان: هي امرأة أبي بكر، وأم عائشة وعبد الرحمن، وكانت تحت عبد الله بن الحارث بن سخبرة الأزدي، وكان قد قدم بها مكة، فحالف أبا بكر قبل الإسلام، وتوفى بمكة عن أم رومان بعد أن ولدت له الطفيل، فتزوجها أبو بكر قديماً، أسلمت وبايعت وهاجرت، وعاشت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم دهراً على الأصح.
وقولهن: "وعلى خير طائر" قال النووي في "شرح مسلم" 9/207: الطائر: الحظ، يطلق على الحظ من الخير والشر، والمراد هنا: على أفضل حظ وبركة، وفيه استحباب الدعاء بالخير والبركة لكل واحد من الزوجين، ومثله في حديث عبد الرحمن بن عوف: "بارك الله لك".(16/11)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَقْرَأَ عائشة رضي الله تعالى عَنْهَا السَّلَامَ
7098- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ"، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ(16/11)
وَبَرَكَاتُهُ تَرَى مَا لَا نَرَى يَا رَسُولَ الله 1. [8:3]
__________
1. إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن المديني، وهشام بن يوسف – وهو الصنعاني – فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري "3217" في بدء الخلق: باب ذكر الملائكة، عن عبد الله بن محمد، عن هشام بن يوسف بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري"6249" في الاستئذان: باب تسليم الرجال على النساء، والنساء على الرجال، والترمذي "3881" في المناقب: باب مناقب عائشة رضي الله عنها، من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
وأخرجه أحمد 6/88 و 177، والبخاري "3768" في فضائل الصحابة: باب فضل عائشة، و "6201" في الأدب: باب من دعا صاحبه، فنقص من اسمه حرفاً، ومسلم "2447" "91" في فضائل الصحابة: باب في فضل عائشة رضي الله عنها، والنسائي 7/69-70 في عشرة النساء: باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض، والطبراني 23/ "88" و "89" من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/132-133، وأحمد في "المسند" 6/55 و 112 و 208- 209 و 224 – 255، وفي "فضائل الصحابة" "1634"، والبخاري "6253" في الاستئذان: باب إذا قال: فلان يقرئك السلام، ومسلم "2447" "90"، وأبو داود "5232" في الأدب: باب في الرجل يقول: فلان يقرئك السلام، والترمذي "3882"، وابن ماجة "3696" في الأدب: باب رد السلام، وابن سعد 8/68، والطبراني 23/"91" و "92"، وأبو نعيم في "الحلية" 2/46 من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن أبي سلمة، عن عائشة.
وأخرجه الترمذي "277"، وأحمد في "المسند" 6/74 – 75. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/12)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و 146، وفي "فضائل الصحابة" "1635"، والطبراني 23/ "90"، وأبو نعيم في "الحلية" 2/46 من طريق مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن أبي سلمة، عن عائشة، وفي زيادة على ما هنا.
وأخرجه الطبراني 23/ "86" من طريق النعمان بن راشد، عن أبي سلمة، عن عائشة.
وأخرجه عبد الرزاق "20917"، ومن طريقه أحمد 6/150، وفي "فضائل الصحابة" "1627"، والنسائي 7/69، والطبراني 23/ "87" عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/130- 131، وابن سعد 8/67 – 68، والطبراني 23/ "94" و "95" من طريق الشعبي، عن مسروق، عن عائشة.
وأخرجه النسائي 7/69 من طريق صالح بن ربيعة بن هدير، عن عائشة.
وأخرجه الطبراني 23/ "84" من طريق سعيد بن كثير مولى عمر بن الخطاب، عن أبيه، عن عائشة.
وأخرجه الطبراني 23/ "93" من طريق محمد بن عبد الله، عن عائشة.(16/13)
ذِكْرُ إِنْزَالِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْآيَ فِي براءة عائشة رضي الله تعالى عَنْهَا عَمَّا قُذِفَتْ بِهِ
7099 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَعِدَّةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللهذكر إِنْزَالِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْآيَ فِي بَرَاءَةِ عائشة رضي الله تعالى عَنْهَا عَمَّا قُذِفَتْ بِهِ
[7099] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَعِدَّةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ(16/13)
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتُ لَهُ اقْتِصَاصًا وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا.
زَعَمُوا أَنَّ عائشة رضي الله تعالى عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ, فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا فخرج سهمي، فخرجت معه بعد ما أُنْزِلَ الْحِجَابُ وَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي وَأَنْزِلَ فِيهِ فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ قَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ فَآذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ فَقُمْتُ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أقبلت إلى الرحل فلمست عِقْدِي فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ بِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ فَاحْتَمَلُوهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ فَأَقَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ(16/14)
بِهِ وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْتُ.
وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي وَاللَّهِ مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ1 حتى أناخ راحلته فوطىء يجدها فَرَكِبْتُهَا فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا مُعَرِّسِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ.
وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الْإِفْكِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ بها شهرا والناس يفضيون فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الْإِفْكِ وَيُرِيبُنِي فِي وَجَعِي إِنِّي لَا أَرَى مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ "كَيْفَ تِيكُمْ" وَلَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى نَقَهْتُ فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بِنْتُ أَبِي رُهْمٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ وَكَانَ مُتَبَرَّزَنَا لَا نُخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا وَأَمْرُنَا إلى الْعَرَبِ الْأُوَلِ فِي الْبَرِيَّةِ أَوْ فِي التَّبَرُّزِ فأقبلت أنا وأم
__________
1 من قوله: "حين عرفني" إلى هنا سقط من الأصل و "التقاسيم" 2/ 405، واستدرك من "مسند أبي يعلى" "4927".(16/15)
مِسْطَحٍ بِنْتُ أَبِي رُهْمٍ نَمْشِي فَعَثَرَتْ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ فَقُلْتُ: لَهَا بِئْسَ مَا قُلْتِ أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟ فَقَالَتْ: يا هناه أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالُوا, فَأَخْبَرَتْنِي بِمَا يَقُولُ أَهْلُ الْإِفْكِ فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضٍ.
فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "كَيْفَ تِيكُمْ؟ " فَقُلْتُ: ائْذَنْ لِي آتَى أَبَوَيَّ قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لِأُمِّي: مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ؟ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ لَقَدْ تَحَدَّثَ الناس بهذا, قالت: نعم, فبت تلك اللية حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ.
ثُمَّ أَصْبَحْتُ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالب وأسامة فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْوُدِّ لَهُمْ, فَقَالَ: أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا نَعْلَمُ وَاللَّهِ إِلَّا خَيْرًا وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ, فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ فَقَالَ: "يَا بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئًا 1 مَا يَرِيبُكِ"؟ فَقَالَتْ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق إن رأيت منها أمرا
__________
1 في الأصل: "شيء"، والتصويب من "التقاسيم" 2/406.(16/16)
أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنِ الْعَجِينِ فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ.
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ فَقَالَ: "مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَ أَذَاهُ فِي أَهْلِي وَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي"، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا وَاللَّهِ أَعْذِرُكَ مِنْهُ إِنْ كَانَ مِنَ الْأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ, فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ الله لا تقتله عَلَى ذَلِكَ, فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ فَثَارَ الْحَيَّانِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَجَعَلَ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا.
وَمَكَثْتُ يَوْمِي لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ فَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتِي وَيَوْمِي حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي قَالَتْ: فَبَيْنَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي إِذِ اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مِنْ يَوْمِ قِيلَ لِي مَا قِيلَ قَبْلَهَا وَقَدْ مَكَثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شَيْءٌ قَالَتْ:(16/17)
فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ". فَلَمَّا قَضَى رسول الله صلى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ بِقَطْرَةٍ وَقُلْتُ لِأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقُلْتُ: لِأُمِّي أَجِيبِي عَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قال, قلت: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَتْ: وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ فَقُلْتُ: إِي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ مَا تَحَدَّثَ النَّاسُ وَوَقَرَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي بَرِيئَةٌ - لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ وَإِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ - وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ - لَتُصَدِّقُنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ إِذْ قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ عَلَى فِرَاشِي وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِيَ اللَّهُ وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يَنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ وَلَأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا تُبَرِّئُنِي. فَوَاللَّهِ مَا رَامَ فِي مَجْلِسِهِ وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنَ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَنْحَدِرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(16/18)
وَهُوَ يَضْحَكُ1 فَكَانَ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ احْمَدِي اللَّهَ فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ" فَقَالَتْ لِي أُمِّي: قُومِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فقلت: لَا وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي قَالَ أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عَنْهُ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ: وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَمَا قَالَ لِعَائِشَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ بِالَّذِي كَانَ يُجْرِي عَلَيْهِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عن أمي, فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ [أَحْمِي] سَمْعِي وَبَصْرِي وكانت تساميني فعصمها الله بالورع2.
7100- قَالَ أَبُو الرَّبِيعِ وَحَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَعَبْدِ الله بن الزبير مثله3.
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "هو فضحك"، والتصويب من "التقاسيم" 2/407.
2 حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وفليح بن سليمان – وإن كان فيه كلام ينزله عن رتبة الصحة – قد توبع. أبو الربيع الزهراني: هو سليمان بن داود العتكي، وهو في "مسند أبي يعلى" "4927"، وقد تقدم عند المؤلف برقم "4212".
3 حديث صحيح، كسابقه، وهو في "مسند أبي يعلى" "4929". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/19)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري "2661" في الشهادات: باب تعديل النساء بعضهن بعضاً، والطبراني 23/"136" من طريق أبي الربيع الزهراني، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 23/"136" من طريق حجاج بن إبراهيم الأزرق، عن فليح، به.
وأخرجه أبو يعلى "4931" من طريق حوثرة بن أشرس، والطبراني 23/"149" من طريق حجاج بن المنهال، أبو داود "5219" في الأدب: باب في قبلة الرجل ولده، والبيهقي 7/101 من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. ولفظ موسى بن إسماعيل مختصر.
وأخرجه البخاري "4757" في تفسير النور: باب {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ ... } ، وبإثر "7369" في الإعتصام: باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} تعليقاً عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، ووصله مسلم "2770" "58"، والترمذي "3180" في تفسير سورة النور، والطبراني 23/"150" من طرق عن أبي أسامة، به.
وأخرجه الطبراني 23/"151" من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
وأخرجه أيضاً 23/"151" من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة.
وأخرجه الطبراني أيضاً 23/"152" من طريق خصيف، عن مقسم، عن عائشة.
وأخرجه 23/ "153" من طريق أبي سعد البقال، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة. وأخرجه 23/"160" من طريق يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة(16/20)
7101- قَالَ أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ مثله1. [3: 8]
__________
1 صحيح كالذي قبله، وهو في "مسند أبي يعلى" "4928".
وأخرجه البخاري "2661"، والطبراني 23/"137" من طريق أبي الربيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 23/"137" من طريق حجاج، عن فليح، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم، به.(16/21)
ذِكْرُ تَفْوِيضِ عَائِشَةَ الْحَمْدَ إِلَى الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا لِمَا أَنْعَمَ عَلَيْهَا مِمَّا بَرَّأَهَا عَمَّا قُذِفَتْ بِهِ
7102- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقُطَيْعِيُّ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا أُنْزِلَ عُذْرِي مِنَ السَّمَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَبْشِرِي فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عذرك". قلت: بحمد الله لا بحمدك2. [3: 8]
__________
1إسناده حسن، عمر بن أبي سلمة - وهو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري - مختلف فيه، وهو كما قال ابن عدي: حسن الحديث لا بأس به، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين. أبو معمر القطيعي: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر.
وأخرجه أحمد 6/30، ومن طريقه الطبراني 23/ "155" عن هشيم، بهذا الإسناد. ووقع في "المسند" خطأ في إسناده فيستدرك من هنا. وأخرجه أحمد 6/103، والطبراني 23/"156" من طريق أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، به، وانظر ما قبله، والحديث الآتي.(16/21)
ذكر نفي عائشة رضي الله تعالى عَنْهَا مَعْرِفَةَ النِّعْمَةِ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ وَإِضَافَتِهَا بِكُلِّيَّتِهَا إِلَى خَالِقِ السَّمَاءِ وَحْدَهُ دُونَ خَلْقِهِ
7103- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ شَقِيقٍ1 عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ رُومَانَ وَهِيَ أُمُّ عَائِشَةَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ قِيلَ لَهَا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَهَا يَعْنِي عَائِشَةَ قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ دَخَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَإِذَا هِيَ تَقُولُ: فَعَلَ اللَّهُ بِفُلَانٍ كَذَا, فَقَالَتْ: لم؟ قالت: لأنه كان فيمن حديث الْحَدِيثَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَيُّ حَدِيثٍ؟ فَأَخْبَرْتُهَا قَالَتْ: فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ قَالَتْ: نَعَمْ فَخَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا فَمَا أَفَاقَتْ إِلَّا وَعَلَيْهَا حُمَّى نَافِضٌ2 قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "ما هذا"؟ قالت: فقلنا:
__________
1 تحرفت في الأصل و "التقاسيم" 2/ 407 إلى: "سفيان"، والتصويب من مصادر التخريج.
2 النافض: حمى الرعدة، يقال: أخذته حمى نافض، وحمى نافض، وحمى بنافض.(16/22)
حُمَّى أَخَذَتْهَا قَالَ: "فَلَعَلَّهُ مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ تُحَدِّثَ بِهِ" قَالَتْ: فَقَعَدَتْ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَئِنْ حَلَفْتُ لَا تُصَدِّقُونِي وَلَئِنِ اعْتَذَرْتُ لَا تَعْذِرُونِي فَمَثَلِي وَمَثَلُكُمْ مِثْلُ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] قَالَتْ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَا أَنْزَلَ فَأَخْبَرَهَا فَقَالَتْ: بِحَمْدِ اللَّهِ لا بحمد أحد1. [3: 8]
__________
1 رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيته أم رومان، فقد روى لها البخاري.
ابْنُ فُضَيْلٍ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غزوان، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي، وشقيق: هو أبو وائل شقيق بن سلمة، ومسروق: هو ابن الأجدع.
قلت: وقد استشكل قول مسروق: سألت أم رومان ... فإن أم رومان ماتت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسروق ليست له صحبة، لأنه إنما قدم المدينة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر أو عمر؟ قال الخطيبب فيما نقله عنه المزي في "الأطراف" 13/79: هذا حديث غريب من رواية أبي وائل، عن مسروق، عن أم رومان، لانعلم رواه عنه غير حصين بن عبد الرحمن، وفيه إرسال، لأن مسروقاً لم يدرك أم رومان، وكانت وفاتها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مسروق يرسل رواية هذا الحديث عنها، ويقول: "سئلت أم رومان"، فوهم حصين فيه، إذ جعل السائل لها مسروقاً، اللهم إلا أن يكون بعض النقلة كتب: "سألت" بالألف، فإن من الناس من يجعل الهمزة في الخط ألفاً وإن كانت مكسورة أو مرفوعة، فيبرأ حينئذ حصين من الوهم فيه، على أن بعض الرواة قد رواه عن حصين على الصواب. قال: وأخرج البخاري هذا الحديث في "صحيحه" لما رأى فيه "عن مسروق" قال: "سألت أم رومان"، ولم تظهر له علته.
وقد تعقب كلام الخطيب هذا غير واحد من الأئمة، فقالوا: بل الذي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/23)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ظهر للبخاري أن قول من قال: إنها توفيت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهم، وأن قول مسروق: "حدثتني أم رومان" هو الصحيح، فقال في "تاريخه الأوسط" و "الصغير" لما ذكر أم رومان في فصل من مات في خلافة عثمان: روى علي بن زيد، عن القاسم، قال: ماتت أم رومان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم سنة ست. قال البخاري: وفيه نظر، وحديث مسروق أسند.
قلت: حديث علي بن زيد رواه ابن سعد في "الطبقات" 8/277 عن يزيد بن هارون وعفإن بن مسلم، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن القاسم بن محمد، قال: لما دليت أم رومان في قبرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان"، وفي حديث عفان: نزل رسول الله في قبرها. قلت: وهذا حديث لا يصح، فيه علتان، إحدهما: علي بن زيد - وهو ابن جدعان - فإنه ضعيف الحديث لا يحتج بحديثه، والثانية: رواية القاسم بن محمد، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة، لأنه لم يدرك زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج أحمد 6/211- 212 عن محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة، عن عائشة، قالت: لما نزلت آية التخيير، قال: بدأ بعائشة، فقال: "ياعائشة، إني عارض عليك أمراً فلا تفتاتن فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان"، قالت: أي رسول الله، وماهو؟ قال: "ياعائشة، إني عارض عليك أمراً، فلا تفتاين فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان"، قالت: يار سول الله، وماهو؟ قال "ياعائشة، إني عارض عليك أمراً، فلا تفتاين فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان"، قالت: يارسول الله ماهو؟ قال: قال الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فإن اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً} قالت: إني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، ولا أؤامر في ذلك أبوب أبا بكر وأم رومان، قال:....=(16/24)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم استقرأ الحجر، فقال: "إن عائشة قالت: كذا وكذا"، قال: "فقلن مثل الذي قالت عائشة".
وقلت: وهذا سند جيد كما قال الحافظ في "التهذيب"، والتخيير كان في سنة تسع، وهو دال على أن أم رومان كانت إذ ذاك موجودة، وقد جزم إبراهيم الحربي بأن مسروقاً سمع من أم رومان وله خمس عشرة سنة يعني في خلافة عمر، لأن مولد مسروق في السنة الأولى من الهجرة، ولهذا قال أبو نعيم الأصبهاني: عاشت أم رومان بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهراً وانظر "زاد المعاد" 3/266- 267.
وأخرج حديث الباب البخاري "3388" في الأنبياء: باب قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} ، عن محمد بن سلام، عن ابن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1665"، وأحمد 6/367-368، والبخاري "4143" في المغازي: باب حديث الإفك، و "4691" في تفسير سور يوسف: باب {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} و "4751" في تفسير سورة النور: باب {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، والطبراني 23/"161" من طرق عن حصين، به. وانظر الأحاديث السابقة والحديث رقم "4212".(16/25)
ذِكْرُ قَوْلِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلصِّدِّيقَةِ بِنْتِ الصِّدِّيقِ: "إِنَّهُ لَهَا كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ"
7104- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُصْعَبُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لَا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا.(16/25)
قَالَتِ الْأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لَا سَهْلٌ فَيُرْتَقَى وَلَا سَمِينٌ فَيُنْتَقَلُ1
وَقَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَذَرَهُ2، إِنْ أَذْكُرْهُ عجره وبجره3.
__________
1 قولها: "زوجي لحم جمل غث" أي: مهزول، على رأس جبل: تصف قله خيره وبعد مع القلة، كالشيء في قلة الجبل الصعب لا ينال إلا بالمشقة، فكذلك هذا لا يوصل إلى خيره إلا بموته لبخله.
وقولها: "ولا سمين فينتقل" أي: بنقله الناس إلى منازلهم للأكل، ويروى "فينتفى" أي: لا نقي له فيستخرج، يقال: نقوت العظم ونقيته وانتقيته: إذا استخرجت النقي منه، وهو المخ، تقول: ليس فيه نفع، تتحمل سوء عشرته لذلك، تشكو سوء خلقه، وقلة خيره.
ويروى: "زوجي لحم جمل غث على جبل وعر" أي: غليظ حزن يصعب الصعود إليه، ويروى: "لحم جمل غث على رأس قوز وعث"، والقوز: العالي من الرمل كأنه جبل، فالصعود فيه شاق، وجمعه أقواز وقيزان، والوعث: الرمل الرقيق يشتد على صاحبه المشي فيه.
2 تحرفت في الأصل إلى: "أن لا أذن"، والتصويب من "التقاسيم" 2/408.
3 قولها: "لا أبث خبره" أي: لا أنشره لقبح آثاره، "إني أخاف أن لا أذره"، أي: لا أبلغ صفته من طولها، وقيل: لا أقدر على فراقه للأولاد والأسباب التي بيني وبينه، "إن أذكر عجره وبجره" أي: همومي وأحزاني، وأصل العجرة: الشيء يجتمع في الجسد كالسلعة، والبجرة نحوها، يقال: أفضيت إليه بعجري وبجري، أي: أطلعته على أسراري. قال أبو العباس: العجر في الظهر، والبجر في البطن. قال. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/26)
وَقَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِيَ الْعَشَنَّقُ إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ1.
وَقَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ لَا حَرٌّ وَلَا قُرٌّ وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ2.
وَقَالَتِ الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ3.
وَقَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ وإن شرب اشتف وإن
__________
=أبو عبيد: العجر: أن يعتقد العصب أو العروق حتى تراها ناتئة من الجسد، والبجر نحوها، إلا أنها في البطن خاصة، واحدتها بجرة، ومنه قيل: رجل أبجر، إذا كان عظيم البطن.
1 قولها: "زوجي العشنق" أي: الطويل، تريد أنه منظر لا خير فيه، إن ذكرت ما فيه، طلقني، وإن سكت، تركني معلقة، لا أيما ولا ذات بعل، فهذا معنى قولها: "وإن سكت أعلق" من قوله سبحانه وتعالى: {فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} .
2 قولها: "زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر" فالقر: البرد، تريد حسن خلقه وسهولة أموره، أي: لا ذو حر ولا ذو قر، لأن في كل واحد منهما أذى، وليس عنده أذى ولا مكروه. "ولامخافة" أي: لا أخاف شره "ولا سآمة" أي: لا يسأمني فيمل صحبتي.
3 قولها: "زوجي إن دخل فهد" أي: نام وغفل عن معايب البيت التي يلزمني إصلاحها، الفهد: كثير النوم، يقال: أنوم من فهد، تصفه بالكرم، وحسن الخلق. وقولها: "إن خرج أسد" تقول: إذا خرج إلى لقاء العدو، خافه كل شجاع، وكان كالاسد الذي يخافه كل سبع. "ولايسأل عما عهد" أي: عمار رأى في البيت من طعام ومأكول، لسخائه، وسعة قلبه.(16/27)
اضْطَجَعَ الْتَفَّ 1 وَلَا يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ2.
وَقَالَتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي غَيَايَاءُ أَوْ عَيَايَاءُ طَبَاقَاءُ كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ أو جمع كلا لك3.
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "ألف"، والتصويب من "التقاسيم" 2/408.
2 قولها: "زوجي إن أكل لف" تريد الإكثار مع التخليط، أي: قمش وخلط من كل شيء، يقال للقوم إذا اختلفوا: لف ولفيف، وقوله سبحانه وتعالى: {جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً} ، أي: من كل قبيلة. "وإن شرب اشتف" أي: شرب ما في الإناء كله، فلم يبق شيئاً، أخذ من الشفافة، وهي البقية من الشراب تبقى في الإناء، فإذا شربها صاحبها، قيل: اشتفها. "وإن اضطجع التف" أي: نام في ناحية، ولم يضاجعني.
وقولها: "ولا يولج الكف ليعلم البث" تريد: لايضطجع معي ليعلم حزني على بعده، وما عندي من المحبة له. وقال أبو عبيد: أرى أنه كان بجسدها عيب أو داء تكتئب به، لأن البث هو الحزن، فكان الزوج لا يدخل يده، فيمس ذلك الموضع، لعلمه أن ذلك يؤذيها، تصفه بالكرم، وأنكر القتبي هذا، وقال: كيف تمدحه بهذا وقد ذمته في صدر الكلام؟ وقرره غيره، وقال: إنما شكت المرأة قلة تعهده إياها، تقول: إنه يتلفف منتبذاً عنها إذا نام، ولا يدخل كفه داخل ثوبها فعل الرجل بزوجته. ومعنى البث: ما تضمره من الحزن على عدم الحظوة منه. قال أبو بكر الأنباري: لا حجة على أبي عبيد فيه، لأن النسوة كن تعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً، فمنهن من كان أمور زوجها بعضها حسنة، وبعضها قبيبحة، فأخبرت به. وقال أحمد بن عبيد: أرادت أنه لا يتفقد أموري ومصالح أسبابي كقولهم: ما أجخل يده في الأمر، أي: لم يتفقده.
3 قولها: "زوجي عياياء" العياياء: العنين العاجز عن مباضعة النساء، أما الغياياء - بالغين المعجمة - فقال أبو عبيد: ليس بشيء. قال النووي: قال. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/28)
وقالت الثامنة: زوجي الشمس مَسُّ أَرْنَبٍ وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ1.
قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رُفَيْعُ الْعِمَادِ طَوِيلُ النِّجَادِ عَظِيمُ الرَّمَادِ قريب البيت من الناد2.
__________
= عياض وغيره: الغياياء بالمعجمة صحيح، وهو مأخوذ من الغياية، وهي الظلمة، وكل ما أظل الشخص، ومعناه: لا يهتدي إلى مسلك، أو أنها وصفته بثقل الروح، وأنه كالظل المتكاثف الظلمة الذي لا إشراق فيه، أو انها أرادت أنها غعطت عليه أمور. والطباقاء: الذي أموره مطبقة عليه، وقيل: هو العيي الفدم الأحمق، قولها: "كل داء له داء" أي: كل شيء من أدواء الناس، فهو فيه، معناه: كل عيب يكون في الرجال، فهو فيه.
وقولها: "شجك أو فلك" الشج في الرأس خاصة، وهو أن يعلو الرأس بالعصا، والفل: الكسر في سائر البدن تقول: إن زوجها إذا غضب، لم يملك نفسه، فإما أن يشج رأسي أو يكسر عضواًمن أعضائي، أو يجمعها علي. وقيل: "فلك" أي: كسرك بالخصومة والعذل. وقولها: "أو جمع كلا لك" أي: جمع الضرب والخصومة لك.
1 قولها: "زوجي المس مس أرنب والريح ريح زرنب" الزرنب: نوع من الطيب، تريد زوجي لين العريكة، شبهته بالأرنب في لين مسه، وتريد بالريح طيب ريح جسده، ويجوز إن تريد طيب الثناء في الناس، تقول: هو طيب الذكر أو العرض.
2 قولها: "زوجي رفيع العماد": تصفه بالشرف، تريد عماد بيت الشرف، أي: بيته وحبه رفيع في قومه، والعرب تضع البيت موضع الشرف في النسب والحسب. وقولها: "طويل النجاد" فالنجاد: حمائل السيف، تصفه بطول القامة، لأن القامة إذا طالت، طال النجاد. وقولها: "عظيم الرماد" أرادت أن قدره لاتنزل عن النار لأجل الضيف فيكر زماده، تصفه بالجود. وقولها: "قريب البيت ن الناد" فالنادي والندي: المجلس، قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَحْسَنُ نَدِيّاً} ، وقوله عز وجل: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} . والندوة: الاجتماع للمشورة تريد أنه ينزل وسط الجلة أو قريبا منه، ليعملوا مكانه فيغشاه الأضياف.(16/29)
قَالَتِ الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ فَمَا مَالِكٌ مَالِكٌ خير من ذلك له إيل كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ قَلِيلَاتُ الْمَسَارِحِ إِذَا سَمِعْنَ أَصْوَاتَ الْمَزَاهِرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ1.
قَالَتِ الْحَادِيَةُ 2 عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ أَنَاسَ مِنْ حُلِيِّ أُذُنِي وَمَلَأَ مِنْ شَحْمِ عَضُدَيَّ فَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشَقٍّ فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ3 فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ وَأَرْقُدُ فأتصبح،
__________
1 قولها: "له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح" يقال: سرحت الإبل فسرحت، اللازم والواقع واحد، ومنه قوله سبحانه وتعالى: {حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} تريد أن إبله تكون باركة بفناء داره قلما تسرح، لا يسرحها جميعاً لأجل الضيف حتى ينحرها لهم، أو يسقيهم ألبانها، وقيل: معناه أن إبله كثيرة في حال بروكها، فإذ سرحت كانت قليلة لكثرة ما نحر منها للأضياف في مباركها، وقولها: "إذا سمعن صوت المزهر، أيقن أنهن هوالك" فالمزهر: العود، وهو المعزف، أرادت أن الإبل إذا سمعت صوت المعازف، علمت بنزول الضيف، وأيقنت أنها منحورة لهم.
2 في الأصل: "الحادي"، والتصويب من "التقاسيم".
3 في الأصل: "وممنق"، والتصويب من "التقاسيم".
وقولها: "أناس من حلى أذني" من النوس، وهو الحركة، وكل شيء تحرك متدلياً يقال له: ناس ينوس نوساً ونوساناً، وأناسه غير إناسة، تقول: حلاني بالقرطة والشنوف حتى تنوس بأذنيها، أي: ترحكهما.
"وملأ من شحم عضدي" تريد: أحسن إلى حتى سمنت، ولم ترد......=(16/30)
وأشرب فأتقمح1
__________
= به العضد خاصة، بل أرادت الجسد كله، وقولها: "بجحني" أي: فرحني. وقال ابن الأنباري: معناه: عظمني، فعظمت عندي نفسي، ويروى: "بجحني فبجحت" أي: فرحني ففرحت.
وقولها: "وجدني في أهل غنيمة بشق" الرواية بالفتنح، وقال أبو عبيد بالخفض، وقال: هو موضع بعينة، وقيل: بشق: بمشقة. قال: سبحانه وتعالى: {لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} ، ومن فتح قال: معناه: وجدني في شق جبل ليس لنا من المال إلا الغنم، وهي قليلة، فحملني إلى أهله وهم أهل صهيل وأطيط، أي: أهل خيل وإبل.
والصهيل: صوت الخيل، والأطيط: صوت الأبل.
ودائس: الذي يدوس الطعام، يقال: داسه يدوسه، ودرسه يدرسه، تريد أنهم أصحاب زرع وكدس يدوسونه وينقونه. وقال عيسى: الدائس: الأندر.
والمنقي: الغربال، وأصحاب الحديث يقولون: ومنق - بكسر النون - قال أبو عبيد: لا أعرف المنق، وأحسبه المنقي - بفتح النون - من تنقية الطعام. وقال اإسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه: المنق - بكسر النون - نقيق أصوات المواشي والأنعام تصف كثرة ماله.
1 قولها: "أقول فلا أقبح" أي: لا يرد علي قولي لكرامتي عليه، يقال: قبحت فلاناً: إذا قلت له: قبحك الله، وقولها: "وأرقد فأتصبح" أي: أنام الصبحة، لأنها مكفية، والصبحة: نوم أول النهار، بفتح الصاد وضمها. وقولها: "وأشرب فأتقنح" قال ابن السكيت: أي: أقطع الشراب، وقال أبو زيد: التقنح: أن يشرب فوق الري، يقال: قنحت من الشراب، أقنح قنحاً: إذا تكارهت على شربه بعد الري، وأما التقمح بالميم: أن تشرب حتى تروى، فترفع رأسها، يقال: بعير قامح، وإبل قماح، ومنه قوله سبحانه وتعالى: {فَهُمْ مُقْمَحُونَ} القمح: الرافع رأسه، الغاض بصره.(16/31)
أُمُّ أَبِي زَرْعٍ فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ عُكُومُهَا رَدَاحٌ وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ1.
ابْنُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ2.
وَابْنَةُ أَبَى زَرْعٍ فَمَا ابْنَةُ أَبِي زَرْعٍ طَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا وَمِلْءُ كِسَائِهَا وَغَيْظُ جَارَتِهَا3.
جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا
__________
1 وقولها: "عكومها رداح" العكوم: الأعدال والغرائز التي فيها الثياب، وضروب الأمتعة، رداح، أي: عظيمة ثقيلة من كثرة ما فيها من الأمتعة.
"وبيتها فساح" أي: واسع، يقال: بيت فسيح وفساح.
2 وقولها: "مضجعه كمسل شطبة" تشبهه في الدقة بما شطب من جريد النخل، وهو سعفه، وذلك أنه يشقق منه قضبان دقاق ينسج منها الحصر، أرادت أنه ضرب"أي: خفيف" اللحم، دقيق الخصر. وقال ابن الأعرابي: أرادت بمسل الشطبة سيفاً يسل من غمده، شبهته به.
وقولها: "يشبعه ذراع الجفرة" تصفه بقلة الأكل، والجفرة تأنيث الجفر، وهو من ولد المعز الذي أتى عليه أربعة أشهر، وفصل عن أمه، وأخذ في الرعي.
3 وقولها: "ملء كسائها" تريد عظيمة العجز والفخذين، أي: هي ذات لحم تملأ كساءها. و"غيظ جارتها" أي: تحسدها جارتها لجمالها وكمالها.(16/32)
تبثيثا ولا تنفث مِيرَتَنَا1 تَنْقِيثًا وَلَا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا2.
قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالْأَوْطَابُ تُمْخَضُ فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خصرها برمانتين3،
__________
1 في الأصل: "وميرتها"، والتصويب من "التقاسيم".
2 وقولها: "لا تبث حديثنا" أي: لا تشيعه ولا تنم، ويروى "لاتنث" بالنون، ومعناه قريب من الأول.
وقولها: "لاتنقث ميرتنا" أي: لا تسرق، والميرة: ما يمتار البدوي من الحضر من دقيق وغيره، تريد أنها أمينة على ما ائتمنت عليه من حفظ الطعام.
وقولها: "ولاتملأ بيتنا تعشيشاً" أرادت أنها لا تخوننا في الطعام، فتخبئ في كل زاوية شيئاً كالطير تعشش في مواضع شتى، وقيل: أراد أنها تقم البيت، ولا تدع فيه القمامة، فيصير مثل عش الطائر. ويروى: "تغشيشا" - بالغين المعجمة - فيكون تفعيلاً من الغش والخيانة، وقال ابن السكيت: التغشيش: النميمة، أي: لا تنقل حديثناً ولا حديث غيرنا إلينا.
3 وقولها: "والأوطاب تمخض" فالأوطاب: أسقية اللببن، واحدها وطب.
وقولها: "يلعبان تحت خصرها برمانتين" قيل: أرادت بالرمانتين الثديين، معناه: كانت ناهد الثديين. قال أبو عبيد: معناه: أنها ذات كفل عظيم، إذا استلقت نتأ الكفل بها من الأرض حتى يصير تحتها فجوة يجري فيها الرمان.
قلت: قال القاضي عياض في "بغية الرائد" ص 158-159: ويؤيد تأويل أبي عبيد ما ورد فى أحد الروايات المتقدمة: "يرمي من تحت خصرها بالرمانتين" ولا يقال في الثديين "يريمان" ويعضده أيضاً ما وقع مفسراً في حديث أبي معاوية عن هشام ... وفيه: "فمر بجارية يعلب معها أخواها وهي مستلقية على قفاها، وأخواها معهما رمانة يلعبان بها، ويرميان =(16/33)
فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا رَكِبَ شَرِيًّا وَأَخَذَ خَطِّيًّا وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا1 وأعطاني من كل رائحة زوجا، وقال:
__________
= بها من تحتها، فتخرج من الجانب الآخر من عظم أليتيها، ففسر الأمر كما تراه، فإن سلمت هذه الرواية من علة ارتفع الاحتمال، على أن هذا الكلام بعيد من نمط كلام أم زرع جداً، ويعضد التأويل الآخر "أي: تأويل الرمانتين بالثديين" قولها في الرواية الأخرى: "يلعبان من تحتها" و "من تحت صدرها"، وقوله في رواية غندر: "يلعب من تحت درعها برمانتين" ... ثم قال: والأشبه ان يكون المراد بهما النهدين، ويكون قوله: "يلعبان من تحت خصرها أو صدرها أو درعها" أي: أن ذلك مكان الولدين لا مكان الرمانتين يدل على نهودهما وكعوبهما، وذلك لصغرها وفتاء سنها، وأنها بعد ممن لم تسن وتترهل وتهبل، فينكسر ثدياها وتتدلى، وليسا يشبهان حينئذ بالرمان.
1 وقولها: "ركب شريا" أي: فرساً يستشري في سيره، أي: يلج ويمتادى، وقال أبو عبيد: أي: حاد الجري، يقال: شري الرجل في غضبه، واستشرى: إذا جد، قال ابن السكيت: معناه: فرسا خياراً فائقاً، وسراة المال وشراته - بالسني والشين -: خياره.
وقولها: "خطياً" تعنى الرمح، سمي خطياً، لأنه يحمل من بلد بناحية البحرين، يقال له: الخط، فنسب إليه، وأصل الرماح من الهند، ولكنهما تحمل منها إلى الخط في البحر، ثم منها تتفرق في البلاد، وإنما قيل لقرى عمان والبحرين خط، لأن ذلك السيف كالخط على جانب البحرين البدو والبحر، فإذا انتهت السفن المملوءة رماحاً إليها، فرغت ووضعت في تلك القرى.
وقولها: "نعماً ثرياً" أي: كثيراً، يقال: أثرى بنو فلان: إذا كثرت أموالهم.(16/34)
كلي أم رزع وَمِيرِي أَهْلَكِ.
فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِيهِ مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ" 1.
قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: سَأَلْتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ عَنِ الدَّائِسِ فَقَالَ: هُوَ الْأَنْدَرُ والمنق الغربال2. [3: 8]
__________
1 أي: في الألفة والرفاء لا في الفرقة والخلاء، والرفاء: الموافقة، والخلاء: المباعدة والمجانبة.
وقال الحافظ في "الفتح" 9/275: وزاد الزبير - وهو ابن بكار - في آخره: "إلا أنه طلقها وإني لا أطلقك"، مثله في رواية للطبراني، وزاد النسائي في رواية له والطبراني: قالت عائشة: "يا رسول الله، بل أنت خير من أبي زرع"، وفي أول رواية الزبير: بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع. انظر "شرح السنة" 9/168-180 و "الفتح" 9/255-278.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. مصعب بن سعيد: ذكره المؤلف في "الثقات" 9/175، فقال: مصعب بن سعيد أبو خيثمة المصيصي، يروي عن موسى بن أعين وعبيد الله بن عمر ربما أخطأ، يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات، وبين السماع في خبره، لأنه كان مدلساً، وقد كف في آخر عمره. قلت: وقد تابعه هنا هشام بن عمار وعلي بن حجر، والأول روى له البخاري تعليقاً، وهو صدوق، والثاني ثقة، اتفقا على إخراج حديثه.
وأخرجه البخاري "5189" في النكاح: باب حسن المعاشرة مع الأهل، ومسلم "2448" في فضائل الصحابة: باب ذكر حديث أم زرع، والترمذي في "الشمائل" "251"، والنسائي كما في "التحفة" 12/12،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/35)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=والبغوي "2340"، والقاضي عياض في "بغية الزوائد" ص 3و4و6 من طريق علي بن حجر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/"266" عن أحمد بن المعلى، عن هشام بن عمار، به. وأسند فيه القصة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه البخاري "5189"، ومسلم "2448"، وأبو يعلى "4701"، والطبراني 23/"265" من طريقين عن موسى بن إسماعيل، عن سعيد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أخيه عبد الله بن عروة "ليس في الطبراني" عن أبيه، عن عائشة. وأسند الطبراني القصة هنا أيضاً للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه الطبراني 23/"267" من طريق حامد بن يحيى البلخي، عن سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور، عن عبد الله نب عروة، به.
وأسند القصة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أبو يعلى "2702"، والطبراني 23/"269" من طريق زهير بن حرب، والنسائي في "مسنده" - كما ذكر القاضي عياض ص 17 - عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام، كلاهما عن ريحان بن سعيد، عن عباد بن منصور، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. وأسند الطبراني والنسائي القصة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أبو يعلى "2703"، والطبراني 23/ "273" من طريق داود بن شابور، و "272"، والفاضي عياض ص 5 من طريق القاسم بن عبد الواحد بن أيمن، كلاهما عن عمر بن عبد الله بن عروة، عن جده عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكر القصة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/36)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني 23/"268" من طريق عقبة بن خالد، عن هشام بن عروة، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكر القصة.
وأخرجه "268" أيضاً من طريق عقبة، به. إلا أنه أسقط يزيد بن رومان.
وأخرجه 23/ "270" من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أ، رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ياعائشة، كنت لك كأبي زرع لأم إلا أن أبا زرع طلق وأنا لم أطلق".
وأخرجه أيضاً 23/ "271" يونس بن أي إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة مختصراً.
وأخرجه أيضاً 23/"274"، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 528-530، والقاضي عياض ص 12-16 من طريق الزبير بن بكار، عن محمد بن الضحاك، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي بعض نسائه، فقال: "يا عائشة، أنا لك كأبي زرع لأم زرع" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن قرية من قرى اليمن كان بها بطن من بطون أهل اليمن، وكان منهن إحدى عشرة امرأة.." فذكره وذكر أسماء النساء فيه.
وأخرجه القاضي عياض ص 4 من طريق أبي معشر، عن هشام بن عروة وغيره من أهل المدينة، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ونقل القاضي عياض ص21 عن أبي الحسن الدارقطني قوله: الصحيح عن عائشة أنها هي حدثت النبي صلى الله عليه وسلم بقصة النسوة، فقال لها حينئذ: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع".
قلت: ويقوي رفع جميعه أن التشبيه المتفق على رفعه - وهو "كنت لك كأبي زرع لأم الزرع" - يقتضي أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم سمع القصة وعرفها، فأقرها، فيكون كله مرفوعاً من هذه الحيثية، ويكون المراد بقول الدارقطني وغيره أن المرفوع منه: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع"، والباقي موقوف من قول عائشة، هو أن الذي تلفظ به النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع القصة من عائشة هو التشبيه فقط، ولم يريدوا أنه ليس بمرفوع حكماً.
"تنبيه": أفرد القاضي عياض لشرح هذا الحديث كتاباً سماه "بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد"وهو نفيس في بابه، وقد طبع في المغرب سنة 1975م.(16/37)
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِمَحَبَّةِ عَائِشَةَ إِذِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحِبُّهَا
7105- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اجْتَمَعَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلْنَ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَ لَهَا: قُولِي لَهُ إِنَّ نِسَاءَكَ قَدِ اجْتَمَعْنَ إِلَيَّ وَهُنَّ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ, قَالَتْ عَائِشَةُ: فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَعِي فِي مِرْطٍ فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ نِسَاءَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وقد اجتمعن وهو ينشدك الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتُحِبِّينِي"؟ قَالَتْ: نَعَمْ, قَالَ: "فَأَحِبِّيهَا"، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِنَّ فَأَخْبَرَتْهُنَّ بِمَا قَالَ لَهَا, فَقُلْنَ: إِنَّكِ لَمْ تَصْنَعِي شَيْئًا فَارْجِعِي إِلَيْهِ فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَتْ بِنْتُ أَبِيهَا حَقًّا.
فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ قَالَتْ عَائِشَةُ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ بَيْنَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ،(16/38)
فَشَتَمَتْنِي فَسَكَتُّ أُرَاقِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْظُرُ إِلَى طَرْفِهِ هَلْ يَأْذَنُ لِي أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا فَلَمْ يَتَكَلَّمْ فَشَتَمَتْنِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا فاستقبلها فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَفْحَمْتُهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ أَكْثَرَ خَيْرًا وَأَكْثَرَ صَدَقَةً وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ وَأَبْذَلَ لِنَفْسِهَا فِي شَيْءٍ تَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ زَيْنَبَ مَا عَدَا سُورَةً1 مِنْ غَرْبِ حِدَّةٍ كَانَ فِيهَا يُوشِكُ منها الفيئة2. [3: 8]
__________
1 تحرفت في الأصل و "التقاسيم" 2/410 إلى: "سودة"، وما بعدها سقط من الأصل، و "التقاسيم"، واستدرك من المصنف.
2 حديث صحيح. ابن أبي السري: هو محمد بن المتوكل، وقد روى له أبو داود، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو في "مصنف عبد الرزاق" "20925".
وأخرجه من طريق عبد الرزاق: أحمد 6/150 - 151، والنسائي 7/67 – 68 في عشرة النساء: باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض، والبغوي "3964".
وأخرجه البخاري "2581" في الهبة: باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة أطول منه.
وأخرجه أحمد 6/88، ومسلم "2442" في فضائل الصحابة: باب في فضل عائشة، والنسائي 7/64- 66 و66-67، والبيهقي 7/299 من طرق عن الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عائشة.
وأخرجه البخاري تعليقاً بإير "2581" عن هشام بن عروة، عن رجل، عن الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن.
وقوله: "ما عدا سورة من غرب" قال البغوي: أي: ما خلا ثورة من حدة، والغرب: الحدة، يقال: في فلان غرب، أي: حدة، يقال للمعربد: سوار، لأنه يثور على الناس ويؤذيهم(16/39)
ذِكْرُ خَبَرٍ وَهِمَ فِي تَأْوِيلِهِ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ
7106- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حِجْرٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ: "عَائِشَةُ" فَقُلْتُ: إِنِّي لَسْتُ أَعْنِي النِّسَاءَ إِنَّمَا أَعْنَى الرِّجَالَ فقال: "أبو بكر", أو قال: "أبوها" 1 [3: 8]
__________
1 إسناد صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أي حازم.
وأخرجه ابن عساكر - فيما ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/26 من طريق علي بن مهر، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم "4540".(16/40)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَخْرَجَ هَذَا السؤال والجواب1 معا كانعن أَهْلِهِ دُونَ سَائِرِ النِّسَاءِ مِنْ فَاطِمَةَ وَغَيْرِهَا
7107- أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أحب الناس إليك؟
__________
1 "والجواب" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/410.(16/40)
قَالَ. "عَائِشَةُ" قِيلَ لَهُ. لَيْسَ عَنْ1 أَهْلِكِ نسألك, قال "فأبوها" 2 [3: 8]
__________
1 في الأصل "على"، والتصويب من "التقاسيم".
2 حديث صحيح. المسيب بن واضح: ذكره المؤلف في "الثقات"، وضعفه الدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق كان يخطئ كثيراً، فإذا قيل له لم يقبل، وساق ابن عدي له عدة أحاديث تستنكر، وقال: أرجو أن باقي حديثه مستقيم، وكان النسائي حسن الرأي فيه، وقال الساجي: تكلموا فيه في أحاديث كثيرة، قلت: وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي "3890" في المناقب: باب فضل عائشة رضي الله عنها، عن أحمد بن عبدة الضبي، وابن ماجة "101" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أحمد بن عبدة والحسين بن الحسن المروزي، كلاهما عن المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أنس.(16/41)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ
7108- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِي حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: جَاءَ عَائِشَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا قَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي بِهِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيكَ جَاءَكِ يَعُودُكِ, قَالَتْ: فَأْذَنْ لَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا, فَقَالَ: يَا أُمَّاهُ أَبْشِرِي فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَحِبَّةَ إِلَّا أَنْ تُفَارِقَ رُوحُكِ جَسَدَكِ كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وَلَمْ(16/41)
يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا طَيْبَةً قَالَتْ: وَأَيْضًا؟ قَالَ: هَلَكَتْ قِلَادَتُكِ بِالْأَبْوَاءِ فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَكَانَ ذَلِكَ بِسَبَبِكِ وَبَرَكَتِكِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ فَكَانَ مِنْ أَمْرِ مِسْطَحٍ مَا كَانَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَلَيْسَ مَسْجِدٌ يُذْكَرُ فِيهِ اللَّهُ إِلَّا وَشَأْنُكِ يُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ فَقَالَتْ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ دَعْنِي مِنْكَ وَمِنْ تَزْكِيَتِكَ فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا1 [3: 8]
__________
1 حديث صحيح. الهيثم بن جناد: ذكره المؤلف في "الثقات" 9/237، ويحيى بن سليم – وهو الطائفي – روى له الستة، وقد وصف بسوء الحفظ، وكلاهما قد توبع، ومن فوقها من رجال الصحيح.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/45 من طريق الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/220 من طريق معمر، والحاكم 4/8-9 من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري "4753" في تفسير سورة النور: باب {وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} ، وابن سعد 8/74، وأحمد في "فضائل الصحابة" "1644" من طريق عمر بن سعيد بن أبي الحسين، عن ابن أبي مليكة، به.
وأخرجه أحمد في" فضائل الصحابة" "1636" من طريق هارون بن أبي إبراهيم، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، به.
وأخرجه أحمد في "المسند" 1/276 و 349، وفي "فضائل الصحابة" "1639"، وابن سعد 8/75، والطبراني "10783"، وأبو يعلي "2648" من طريق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن ابن أبي مليكة، عن ذكوان المدني مولى عائشة أن ابن عباس جاء يستأذن ... وقد تحرف "ابن خثيم" في "مسند أحمد" 1/349 إلى: "أبي خثيم" و"عبد الله بن أبي مليكة" في "مسند أبي يعلي" إلى: "عبيد الله بن أبي مليكة".
ووقع في"فضائل الصحابة": "أخبرنا معمر وابن خثيم"، وهو خطأ، وصوابه: "وأخبرنا معمرعن ابن خثيم".
وأخرجه البخاري "3771" مختصراً في فضائل الصحابة: باب فضل عائشة، و "4754" من طريقين عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن ابن عون، عن القاسم بن محمد أن ابن عباس استأذن على عائشة ...(16/42)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَكُنْ يَنْزِلُ عَلَى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتِ وَاحِدَةٍ مِنْ نِسَائِهِ خَلَا عَائِشَةَ
7109- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ عَنْ رُمَيْثَةَ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد أَبِي عَتِيقٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَلَّمْنَنِي1 صَوَاحِبِي أَنْ أُكَلِّمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ فَيُهْدُوا2 لَهُ حيث كان فإن الناس يتحرون
__________
1 كذا الأصل و"التقاسيم" 2/410، وهي كذلك في "المستدرك"، والجادة: "كلمني" بحذف النون، وإن كان ما هنا له وجه في العربية، بأن تجعل النون علامة الجمع، والفاعل هو "صواحبي"، وهو مذهب طائفة من العرب، ومنه قول عبد الله بن قيس الرقيات:
توَّلى قتالَ المارقين بنفسه ... وقد أسلماه مُبعد وحميمُ
وقول محمد بن عبد الله بن العتبي:
رَأَيْن الغواني الشيبَ لاح بعارضي ... فأعرْضنَ عني بالخدود النواضرِ
في الأصل و "التقاسيم": "فيهدون" بإثبات النون، والجادة حذفها.(16/43)
بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُحِبُّ الْخَيْرَ كَمَا تُحِبُّ عَائِشَةَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُرَاجِعْنِي فَجَاءَنِي صَوَاحِبِي فَأَخْبَرْتُهُنَّ أَنَّهُ لَمْ يُكَلِّمْنِي فَقُلْنَ: وَاللَّهِ لَا نَدَعُهُ قَالَتْ1: فَكَلَّمْتُهُ مِثْلَ الْمَقَالَةِ الْأُولَى مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَسْكُتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: "يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيَّ وَأَنَا فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِي غَيْرَ عَائِشَةَ"، قَالَتْ: فَقُلْتُ: أعوذ بالله أن أسوءك في عائشة2. [3: 8]
__________
1 في الأصل: "قال" وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم"2/410.
2 حديث صحيح. عوف بن الحارث بن الطفيل: روى له البخاري وأصحاب السنن، وذكره المؤلف في "الثقات"، وروى عنه جمع، وقول الحافظ في "التقريب" فيه: مقبول، غيرُ مقبول، ورميثة- وهي أخت عوف الراوي عنها- روى لها النسائي، وذكرها المؤلف في "الثقات" وباقي السند ثقات من رجال الشيخين. أبو كريب: هو محمد بن العلاء بن كريب، وأبو أسامة: هو حمادة بن أسامة.
وأخرجه أحمد 6/293عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/293، والنسائي 7/69 في عِشرة النساء: باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض، والطبراني في "الكبير" 23/"850"، والحاكم 4/9 من طريق عن هشام بن عروة، به.
وأخرجه الطبراني 23/"976" من طريق ابن أبي شيبة، عن أبي أسامة، و "975" من طريق حمادة سلمة، كلاهما عن هشام بن عروة، عن عوف، عن أم سلمة مختصراً.
وقد ورد الحديث من طريق عائشة، فأخرجه البخاري "2580" و "2581" في الهبة: باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض و "3775" في فضائل الصحابة: باب فضل عائشة، والترمذي "3879"في المناقب: باب فضل عائشة، والنسائي 7/68 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عنها.
1 تحرف في الأصل إلى: "السوداء"، والتصويب من "التقاسيم" 2/411.(16/44)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ لَا يَدْخُلُ عَلَى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَهُ إِذَا وَضَعَتْ عَائِشَةُ ثِيَابَهَا
7110- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَّارُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا: بَلَى قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَتِي انْقَلَبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ نَعْلَيْهِ عَنْ رِجْلَيْهِ وَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنِّي قَدْ رَقَدْتُ ثُمَّ انْتَعَلَ رُوَيْدًا وَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا ثُمَّ فَتْحَ الْبَابَ فَخَرَجَ وَأَجَافَهُ رُوَيْدًا فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي ثُمَّ تَقَنَّعْتُ بِإِزَارِي فَانْطَلَقْتُ فِي إِثْرِهِ حَتَّى أَتَى الْبَقِيعَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ فَلَيْسَ إِلَّا أَنِ اضْطَجَعْتَ دَخَلَ فَقَالَ: "مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ"؟ قُلْتُ: لَا شَيْءَ, قَالَ: "لَتُخْبِرِنِّي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ قَالَ: "أَنْتِ السَّوَادُ 1 الَّذِي رَأَيْتُ أمامي"؟ قلت:(16/45)
نَعَمْ, قَالَتْ: فَلَهَزَ فِي صَدْرِي لَهْزَةً أَوْجَعَتْنِي 1 ثُمَّ قَالَ: "أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ" قَالَتْ: فَقُلْتُ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ فَقَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ قَالَ: "فَإِنَّ جِبْرِيلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ فَنَادَانِي فَأَخْفَى مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ وَظَنَنْتُ أَنَّكِ قَدْ رَقَدْتِ وَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِيَ فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَأَسْتَغْفِرَ لَهُمْ" قُلْتُ: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ الله بكم لاحقون" 2.
3 -
__________
1 في الأصل و "التقاسيم": "أوجعني"، والمثبت من مصادر التخريج.
2 حديث صحيح، محمد بن عبد الله: هو ابن الحسن العصار أبو عبد الله، ترجمه المؤلف في "الثقات" 9/103، فقال: من أهل جرجان، يروي عن عبيد الله بن موسى وعبد الرزاق، حدثنا عنه شيوخنا عمران بن موسى السختياني وغيره. وقال السمعاني في "الأنساب" 8/462: كان مع أحمد بن حنبل في الرحلة إلى اليمن وغيره، وهو أول من أظهر مذهب الحديث بجوجان، روى عبد الرزاق وإبراهيم بن الحكم وغيرهما، روى عنه أبو إسحاق عمران بن موسى السختياني وعبد الرحمن بن عبد المؤمن وإبراهيم بن نومرد وغيرهم. ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. عبد الله بن كثير: هو انب المطلب بن أبي وداعة السهمي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" "6712"، وقد سقط من سنده: "عبد الله بن كثير" فيستدرك من هنا.
وأخرجه مسلم "974" في الجنائز: باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها، والنسائي 7/72-73 في عشرة النساء: باب الغيرة،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/46)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وفي "الكبرى" كما في "التحفة" 12/300 من طريق وهب، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/211، ومسلم "974"، والبيهقي 4/79 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عبد الله رجل من قريش، عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن عائشة.
وأخرجه النسائي 4/91 -93 في الجنائز: باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين، و 7/73-74 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن محمد بن قيس، عن عائشة.
وأخرجه مختصراً النسائي 7/75، وابن ماجة "1546"، وأحمد 6/71، وأبو يعلى "4593" و "4748"، وابن السني "596" من طريق شريك بن عبد الله، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عائشة.
وأخرجه أحمد 6/71 و 111، وأبو يعلى "4619" من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة مختصراً أيضاً. وأنظر الحديث رقم "3172" و "4523".
ومعنى "أجافه": أغلقه، و"الدرع": القميص، و "أحضر": من الإحضار، وهو العدو، وهو فوق الهرولة، و "لهز": دفع , وفي مسلم وغيره: "لهدني" بتخفيف الهاء وتشديدها، وهما بمعنى. و "الحيف" بمعنى الجور، أي: بأن يدخل الرسول في نوبتك على غيرك، وذكر الله لتعظيم الرسول، والدلالة على الرسول لا يمكن أن يفعل بدون إذن من الله تعالى، ولو كان منه جور، لكان بإذن الله تعالى له فيه، وهذا غير ممكن.(16/47)
ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا ذُنُوبَ عَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ
7111- أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ عَنْ عُرْوَةَ.(16/47)
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ نَفْسٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي, فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ"، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيَسُرُّكِ دُعَائِي"؟ فَقَالَتْ: وَمَا لِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدُعَائِي لِأُمَّتِي فِي كل صلاة" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده حسن. أبو صخر - واسمه حميد بن زياد - روى له مسلم وأصحاب السنن وحديثه حسن، ابن قسيط: هو يزيد بن عبد الله بن قسيط.
وأخرجه البزار "2658" من طريق هارون بن معروف، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وقال: لا نعلم رواه إلا عائشة، ولا روي عنها إلا بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/243-244 وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي، وهو ثقة.
وأورده الحافظ ابن حجر في "معرفة الخصال المفكرة" ص 32 عن ابن حبان، وسكت عنه.
وأخرجه الحاكم 4/11 من طريق ابن أبي عمر، عن سفيان، عن موسى الجهني، عن أبي بكر بن حفص، عن عائشة أنها جاءت هي وأبواها أبو بكر وأم رومان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالا: إنا نحب أن تدعو لعائشة بدعوة ونحن نسمع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر الصديق مغفرة واجبة ظاهرة باطنة"، فعجب أبواها لحسن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها، فقال: "تعجبان، هذه دعوتي لمن شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله". قلت: وأبو بكر بن حفص –واسمه عبد الله بن حفص بن عمر- لا تعرف له رواية عن عائشة.
وقال الذهبي في "مختصره": منكر على جودة إسناده!(16/48)
ذِكْرُ الْعَلَامَةِ الَّتِي بِهَا كَانَ يَعْرِفُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِضَا عَائِشَةَ مِنْ غَضَبِهَا
7112- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى"، قَالَتْ: وَبِمَ تَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَحَلَفْتِ قُلْتِ: لَا وَرَبُّ مُحَمَّدٍ وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ: لَا وَرَبُّ إِبْرَاهِيمَ". قُلْتُ: أَجَلْ مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسمك1.
__________
1 إسناد صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن شجاع، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني 23/"121" من طريق منجاب بن الحارث، عن علي بن مسهر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/61 و 213، والبخاري "5228" في النكاح: باب غيرة النساء ووجدهن، و "6078" في الأدب: باب ما يجوز من الهجران لمن عصى، ومسلم "2439" في فضائل الصحابة: باب في فضل عائشة رضي الله عنها، والطبراني 23/"119" و "120" و "122"، والبيهقي 10/27، والبغوي "2238" من طريق عن هشام بن عروة، به.
قال الحافظ في "الفتح" 9/326: يؤخذ منه استقراء الرجل حال المرأة من فعلها وقولها فيما يتعلق بالميل إليه وعدمه، والحكم بما تقتضيه القرائن في ذلك، لأنه صلى الله عليه وسلم جزم برضا عائشة وغضبها بمجرد ذكرها لاسمه وسكوتها، فبنى على تغير الحالتين من الذكر والسكوت تغير الحالتين من الرضا والغضب، ويحتمل أن يكون انضم إلى ذلك شيء آخر أصرح منه، لكن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/49)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لم ينقل. وقول عائشة: "أجل يا رسول الله ما أهجر إلا أسمك" قال الطيبي: هذا الحصر لطيف جداً، لأنها أخبرت أنها إذا كانت في حال الغضب الذي يسلب العاقل اختياره، لا تغيير عن المحبة المستقرة، فهو كما قيل:
إني لأمنحك الصدود وإنني ... قسماً إليك مع الصدود لأميل
وقال ابن المنير: مرادها أنها كانت تترك التسمية اللفظية، ولا يترك قلبها التعلق بذاته الكريمة مودة ومحبة.
وفي اختيار عائشة ذكر إبراهيم عليه الصلاة والسلام دون غيره من الأنبياء دلالة على مزيد فطنتها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس به، كما نص عليه القرآن، فلما لم يكن لها بد من هجر الاسم الشريف أبدلته بمن هو منه بسبيل حتى لا تخرج عن دائرة التعلق في الجملة.(16/50)
ذِكْرُ فَضْلِ عَائِشَةَ عَلَى سَائِرِ النِّسَاءِ
7113- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كفضل الثريد على الطعام" 1. [3: 8]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الله بن عبد الرحمن: هو أبو طوالة الأنصاري. وهو في "مسند أبي يعلى" "3673".
وأخرجه أحمد 3/264، ومسلم "2446" في فضائل الصحابة: باب في فضل عائشة رضي الله عنها، والترمذي "3670"، والبغوي "3963" من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/156، والدارمي 2/106، والبخاري "3770" في فضائل الصحابة: باب فضل عائشة، و "5419" في الأطعمة: باب الثريد، و "5428" باب ذكر الطعام، ومسلم "2446"، وابن ماجة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/50)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "3281" في الأطعمة: باب فضل الثريد على الطعام، والطبراني في "الكبير" 23/"109" و "110" و "111" و "112"، وفي "الصغير" "260" من طرق عبد الله بن عبد الرحمن، عن أنس. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/"112"، وفي "الصغير" "260" من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس. وقال: لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا إسماعيل بن عياش، تفرد به يحيى بن يحيى.(16/51)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ مَا رَوَاهُ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ
7114- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ1 عَنْ مرة الهمذاني عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كثير ولم يكمل النساء إلا مريم بنت عمران وآسنة امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثريد على الطعام" 2 [3: 8]
__________
1 "عن مرة" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/412.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد: هو ابن جعفر الملقب بغندر.
وأخرجه البخاري "5418" في الأطعمة: باب الثريد، ومسلم "2421" في فضائل الصحابة: باب فضائل خديجة أم المؤمنين، وابن ماجة "3280" في الأطعمة: باب فضل الثريد على الطعام، من طريق بن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/394 و 409، وفي "فضائل الصحابة" "1632"، وابن أبي شيبة 12/128، والبخاري "3411" في الأنبياء: باب {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} ، و "3433" باب قوله. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/51)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= تعالى {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ ... } ، و "3769" في فضائل الصحابة: باب فضل عائشة رضي الله عنها، والنسائي في "السنن" 7/68 في عشرة النساء: باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض، وفي "فضائل الصحابة" "248" و "275"، والطبراني 23/"106"، والبغوي "3962" من طرق عن شعبة، به، وسقط من النسائي 7/68 و "فضائل الصحابة" "275" والطبراني: "مرة الهمداني".
وأخرجه الطيالسي "504" عن شعبة، عن عمرو بن مرة سمع من يحدث عن أبي موسى.(16/52)
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَالِثٍ يُصَرِّحُ بِأَنَّ أَبَا طُوَالَةَ لَمْ يَكُنِ الْمُنْفَرِدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْخَبَرِ
7115- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثريد على سائر الطعام" 1. [3: 8]
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صفوان بن صالح، فقد روى له أصحاب السنن. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب.
وأخرجه أحمد 6/159، وفي "فضائل الصحابة" "1628" عن عثمان بن عمر، والنسائي 7/68 في عشرة النساء: باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض، من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة.(16/52)
ذكر جمع الله بين ريق صفيه وبين ريق عائشةرضي الله تعالى عَنْهَا فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا
7116- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيته وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ رَطْبٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ فِيهِ حَاجَةً فَأَخَذْتُهُ فَلَقَطْتُهُ وَمَضَغْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ فَاسْتَنَّ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ مُسْتَنًّا قَطُّ ثُمَّ ذَهَبَ يَرْفَعُهُ إِلَيَّ1 فسقط من يده فأخذت أدعو كَانَ يَدْعُو بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ فَلَمْ يَدْعُ2 بِهِ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: "الرَّفِيقَ الْأَعْلَى الرَّفِيقَ الْأَعْلَى"، فَفَاضَتْ نَفْسُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا3. [3: 8]
__________
1 في الأصل و "التقاسيم" 2/413: "ريقه"، والمثبت من مصادر التخريج.
2 في الأصل و "التقاسيم" 2/413: "فلم يدعو"، والجادة ما أثبت.
3 إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عُلية: هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.
وأخرجه أحمد 6/48، والحاكم 4/7 من طريق ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "4451" في المغازي: بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، بهذا الإسناد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/53)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/131-132، والبخاري "3100" في فرض الخمس: باب ماجاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، والطبراني 23/"82"، والحاكم 4/6 من طرق عن ابن أبي مليكة، به مختصراً ومطولاً.
وأخرجه البخاري "4449" و "6510" في الرقاق: باب سكرات الموت، والطبراني 23/"78" من طريق عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره أن عائشة كانت تقول.... فذكرته.
وأخرجه أحمد 6/121-122 و 200، والبخاري "890" في الجمعة: باب من تسوك بسواك غيره، و "1389" في الجنائز: باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، و"3774" في فضائل الصحابة: باب فضل عائشة رضي الله عنها، و "4450"، و "5217" في النكاح: باب إذا استأذن الرجل نساءه في أن يمرض في بيت بعضهن، فأذن له، ومسلم "2443" في فضائل الصحابة: باب في فضل عائشة رضي الله عنها، والطبراني 23/"81" من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مطولا ومختصراً.
وأخرجه أحمد 6/274، والطبراني 23/"80" من طريق ابن إسحاق عن يعقوب بن عتبة، عن الزهري "لم يذكر الطبراني" عن عروة، عن عائشة.
وأخرجه البخاري "4438" في المغازي: باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، والطبراني 23/"79" من طريقين عن القاسم بن محمد، عن عائشة.(16/54)
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ كَانَتْ عَائِشَةُ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ
7117- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا بُكَيْرٌ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ.(16/54)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَفَلَ فِي فِيهِ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ وَقَالَ: "هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَنْتِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ"، فَمَا زِلْتُ أُكَنَّى بها وما ولدت قط1. [8:3]
__________
1 إسناده قوي. يونس بن بكير: روى له مسلم متابعة، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن مكرم - وهو ابن عقبة بم مكرم الضبي الهلالي الكوفي - وهوثقة.
وأخرجه البخاري "3910" في مناقب الأنصار: باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، من طريق أبي أسامة، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد بلفظ: أول مولود في الإسلام عبد الله بن الزبير أتوا به النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم تمرة، فلاكها ثم أدخلها في فيه، فأول ما دخل بطنه ريق النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد الرزاق "19858"، وأحمد 6/107 و 151 و 186 و 260، وأبو داود "4970" في الأدب: باب في المرأة تكنى، والطبراني 23/"34" و "35" من طرق عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، كل نسائك لها كنية غيري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتني، أنت أم عبد الله"، فكان يقال لها: أم عبد الله حتى ماتت ولم تلد قط. وهذا إسناد صحيح عل شرط الشيخين.
وأخرجه بنحوه أحمد 6/213، والطبراني 23/"38" من طريق وكيع عن هشام عن رجل من ولد الزبير، عن عائشة.
وأخرجه بنحوه أيضا مختصراً الطبراني 23/"39" من طريق سفيان، عن هشام، عن بعض أصحابه قال: كنى رسول الله ...
وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" "850" و "851"، وابن سعد 8/36 و 64، والطبراني 23/"36" و "37" من طرق عن هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة، عن عبد الله بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت: يا نبي الله، ألا تكنيني؟ فقال: "اكتني بابنك" يعني....=(16/55)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
عبد الله بن الزبير - فكانت تكنى أم عبد الله. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه من حديث أسماء: أحمد 6/347، والبخاري "3909"، و "5469" في العقيقة: باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه، ومسلم "2146" "26" في الآداب: باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله إلى صالح يحنكه، والحاكم 3/548 من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه عنها أنها حملت بعبد الله بن الزبير قالت: فخرجت وأنا متم، فأتيت المدينة، فنزلت بقباء، فولدته بقباء، ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بتمرة، ثم دعا له وبرك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام. لفظ البخاري.
وأخرجه مسلم "2146" "25" من طريق هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير وفاطمة بنت المنذر بن الزبير أنهما قالا: خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت ...(16/56)
ذِكْرُ الْقَدْرِ الَّذِي مَكَثَتْ فِيهِ عَائِشَةُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7118- أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سِتٍّ وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعٍ وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تسعا1. [3: 8]
__________
1 إسناده صحيح. زكريا بن الحكم: وثقة المؤلف، وروى عنه جمع، والفريابي: هو محمد بن يوسف بن واقد الضبي، روى له الستة وقد توبع، ومن فوقه من رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وقد تقدم تخريجه ضمن الحديث رقم "7097".(16/56)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: إِلَى هَاهُنَا هُمُ الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ وَإِنَّا نَذْكُرُ بَعْدَ هَؤُلَاءِ حُلَفَاءَ قريش إن الله يسر ذلك وسهله.(16/57)
ذِكْرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ حَلِيفِ أَبِي سُفْيَانَ
7119- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا مَرْثَدٍ السُّلَمِيَّ وَكِلَانَا فَارِسٌ قَالَ: "انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً وَمَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَأْتُونِي بِهَا"، فَأَدْرَكْنَاهَا وَهِيَ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا حَيْثُ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَيْنَ الْكِتَابُ الَّذِي مَعَكِ؟ فَقَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ, قَالَ: فَأَنَخْنَا بَعِيرَهَا وَفَتَّشْنَا رحلها, فقال صحابي: مَا نَرَى مَعَهَا شَيْئًا فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ عَلِمْتَ مَا كَذِبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لَتُخْرِجِنَّهُ1 أَوْ لَأَجُزَّنَّكِ2 بِالسَّيْفِ فَلَمَّا رَأَتِ الْجِدَّ أَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا وَعَلَيْهَا إِزَارٌ مِنْ صُوفٍ فَأَخْرَجَتِ الْكِتَابَ فأتينا به
__________
1 في الأصل: "لتخرجينه"، والتصويب من "التقاسيم" 2/413.
2 أي: لأقطعنك، من جز الشعر والنخل والحشيش: إذا قطعه، وفي "مسند أبي يعلى": "لأجزرنك" وفي رواية أخرى: "لنعرينك"، وفي مسلم: "لتلقين الثياب"، وفي البخاري وغيره: "لأجردنك" وقال الحافظ في "الفتح" 12/307: وفي رواية ابن فضل: "أو لأقتلنك".(16/57)
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا حَاطِبُ مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ"؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بِي أَنْ لَا أَكُونَ مُؤْمِنًا بالله ورسوله ولكني أردت أن يكون عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَدَقَ لَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا" فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي حَتَّى أَضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ مَا يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ" فَدَمَعَتْ عَيْنُ عُمَرَ وقال: الله ورسوله أعلم1. [3: 8]
__________
1 إسناده صحيح، إسحاق بن إسماعيل الطالقاني: ثقة روى له أبو داود، وباقي رجاله رجال الشيخين. ابْنُ فُضَيْلٍ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غزوان، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب. وهو في "مسند أبي يعلى" "396".
وأخرجه مسلم "2494" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/105، والبخاري "3081" في الجهاد: باب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن، و "3983" في المغازي: باب فضل من شهد بدراً، و "6259" في الاستئذان: باب من نظر في كتاب من يحذر على المسلمين ليستبين أمره، ومسلم "2494" وأبو داود "2651" في الجهاد: باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلماً، والبيهقي في "الدلائل" 3/152-153 من طرق عن حصين، به. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/58)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري "6939" في استتابة المرتدين: باب ما جاء في المتأولين، عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، عن حصين، عن فلان، عن أبي عبد الرحمن، به.
وأخرجه أبو يعلى "397"، والطبري في "تفسيره" 28/59من طريق ابن سنان، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن الحارث، عن علي، والحارث: ضعيف، لكن يتقوى بالطريق التي قبله. وقد تقدم تخريجه أيضاً من طريق أخرى برقم "6499".
وروضة خاخ: موضع بين مكة والمدينة بقرب المدينة، وذكر الواقدي أنها بالقرب من ذي الحليفة على بريد من المدينة. "الفتح" 12/306.(16/59)
ذِكْرُ نَفْيِ دُخُولِ النَّارِ عَنْ حَاطِبِ بْنِ أبي بلتعة رضي الله تعالى عَنْهُ
7120- أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ بِعَسْقَلَانَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله ليدخلن النَّارَ, فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَذَبْتَ إِنَّهُ لَا يَدْخُلُهَا فَإِنَّهُ قد شهد بدرا والحديبية" 1. [3: 8]
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير يزيد بن موهب –وهو يزيد بن خالد بن يزيد بن موهب- فقد روى له أصحاب السُّنن، وهو ثقة. وقد تقدم برقم "4799".(16/59)
ذكر عتبة بن غزوان رضي الله تعالى عَنْهُ
7121- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عمير قال:(16/59)
خَطَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدَ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصُرْمٍ وَوَلَّتْ حَذَّاءَ وَإِنَّمَا بَقِيَ مِنْهَا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ صَبَّهَا أَحَدُكُمْ وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا فَانْتَقِلُوا مَا بِحَضْرَتِكُمْ - يُرِيدُ مِنَ الْخَيْرِ - فَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَمَا يَبْلُغُ لَهَا قَعْرًا سَبْعِينَ عَامًا وَايْمُ اللَّهِ لَتُمْلَأَنَّ أَفَعَجِبْتُمْ وَلَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ عَامًا وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى قَرِحَتْ مِنْهُ أَشْدَاقُنَا وَلَقَدِ الْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدٍ فاتزرت بنصفيها واتزر سعد بنصفيها مَا مِنَّا أَحَدٌ الْيَوْمَ حَيٌّ إِلَّا أَصْبَحَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ عَظِيمًا فِي نَفْسِي صَغِيرًا عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ إِلَّا تَنَاسَخَتْ حَتَّى تَكُونَ عَاقِبَتُهَا مُلْكًا سَتُبْلُونَ الْأُمَرَاءَ بَعْدَنَا1. [3: 8]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أحمد 4/174، ومسلم "2967" "14" في الزهد والرقائق في أوله، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 7/234، والطبراني في "الكبير" 17/280، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/145-146 في ترجمة خالد بن عمير، من طريق سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/174 و 5/61، ومسلم "2967" "15"، والطبراني 17/"281" و "282"، والحاكم 3/261 من طرق عن حميد بن هلال، به مختصراً ومطولاً.
وأخرجه ابن ماجة "4156" في الزهد: باب معيشة أصحاب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/60)
قَالَ الشَّيْخُ: هَكَذَا حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى1 فَقَالَ: عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عمير وإنما هو خالد بن سمير2.
__________
= النبي صلى الله عليه وسلم، والطبراني 17/"281" من طريق وكيع، عن أبي نعامة عمرو بن عيسى العدوي، عن خالد بن عمير، به مختصراً.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" "136"، والطبراني في "الكبير" 17/"283"، والمزي 8/146-147 من طريق أبي نعامة عمرو بن عيسى، عن خالد بن عمير وشويس أي الرقاد "وفي الطبراني والمزي: وشويس بن كيسان" قالا: بعث عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان ... فذكر الحديث.
وأخرجه الترمذي "5575" في صفة جهنم: باب ما جاء في صفة قعر جهنم، والطبراني 17/"284" من طريقين عن الحسن، عن عتبة بن غزوان مختصراً. قال الترمذي: لا نعرف للحسن سماعاً من عتبة بن غزوان، وإنما قدم عتبة بن غزوان البصرة في زمن عمر، وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر.
وأخرجه الطبراني 17/"278" و "279" من طريقين عن أبي نصر، عن عتبة بن غزوان.
وأخرجه 17/"285" من طريق قيس بن أبي حازم، عن عتبة.
وأخرجه 17/"286" من طريق ابن الشخير، عن عتبة.
وقوله: "آذنت" أي: أعلمت، والصوم: الانقطاع والذهاب، وحذاء، أي: مسرعة الانقطاع، والصبابة: البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء، وكظيظ: مليء، و "قرحت منه أشداقنا" أي: صار فيها قروح وجراح من خشونة الورق الذي نأكله وحراراته، وسعد: هو سعد بن أبي وقاص. "شرح النووي".
1 تحرفت في الأصل إلى: "العلاء"، والتصويب من "التقاسيم" 2/414.
2 هذا وهم من المؤلف رحمه الله، والصواب خالد بن عمير كما قال أبو يعلى، وقد ذكره المؤلف في "الثقات" 4/204 كذلك على الصواب، ولفظه: خالد بن عمير العدوي، يروي عن عتبة بن غزوان، عداده في أهل البصرة، روى عنه حميد بن هلال وأبو نعامة.(16/61)
ذِكْرُ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ
7122- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَذَكَرْنَا1 حَدِيثًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ مَا أَزَالُ أُحِبُّهُ مُنْذُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2 يقول: "اقرؤوا القرآن من أربعة: من بن أُمِّ عَبْدٍ وَمِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمِنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَمِنْ مُعَاذِ بْنِ جبل" 3 [3: 8]
__________
1 في الأصل و "التقاسيم": "فذكر"، والمثبت من "صحيح مسلم".
2 قوله: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ساقط من الأصل واستدرك من "التقاسيم" 2/414-415.
3 إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مسلم "2464" "117" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما، عن قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة، قالوا: حدثنا جرير، بهذا الإسناد.
وقد تقدم تخريجه من طريق أخرى برقم "737". وانظر "7128".(16/62)
ذكر سلمان الفارسي رضي الله تعالى عَنْهُ
7123- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو طاهر حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38] قَالُوا: يا رسول الله من هؤلاء الذي إِنْ تَوَلَّيْنَا اسْتُبْدِلُوا بِنَا ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَنَا فَضَرَبَ عَلَى فَخِذِ سَلْمَانَ الْفَارِسَيِّ ثُمَّ قَالَ: "هَذَا وَقَوْمُهُ لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثريا لتناوله رجال من فارس" 1. [3: 8]
__________
1 حديث صحيح. مسلم بن خالد - هو المخزومي المكي الزنجي- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الطاهر: هو أحمد بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن السرح، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن الحرقي.
وأخرجه الطيري في "جامع البيان" 26/66-67، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/3 من طريقين عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 26/66 و 67، وأبو نعيم 1/2-3 و 3 من طرق عن مسلم بن خالد، به.
وأخرجه الترمذي "3261" في تفسير القرآن: باب ومن سورة محمد، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/3 من طريقين عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر بن نجيح، عن العلاء، به. وعبد الله بن جعفر هذا: ضعيف.
وأخرج أبو نعيم 1/3 من طرق عن عبد الله بن جعفر، به.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/334 من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، به.
وأخرجه الترمذي "3260" من طريق عبد الرزاق، عن شيخ من أهل المدينة عن العلاء به. وقال: هذا حديث غريب في إسناده مقال.
وأخرجه أبو نعيم 1/3-4 من طريق عبد الله بن جعفر، و 1/5 من طريق إبراهيم بن محمد المدني، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه طرفه الأخير: أحمد 2/309، ومسلم "2546" "230"، وأبو نعيم 1/4 من طريق يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو نعيم 1/4 و 5 و6، وابن شيبة 12/207 من طرق عن أبي هريرة. وانظر الحديث رقم "7308" و "7309".(16/63)
7124- أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي قُرَّةَ الْكِنْدِيِّ.
عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَبْنَاءِ الْأَسَاوِرَةِ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى الْكِتَابِ وَكَانَ مَعِي غُلَامَانِ إِذَا رَجَعَا مِنَ الْكِتَابِ دَخَلَا عَلَى قَسٍّ فَدَخَلْتُ مَعَهُمَا فَقَالَ لَهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا أَنْ تَأْتِيَانِي بِأَحَدٍ قَالَ فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ حَتَّى كُنْتُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْهُمَا فَقَالَ لِي يَا سَلْمَانُ إِذَا سَأَلَكَ أَهْلُكَ مَنْ حَبَسَكَ فَقُلْ مُعَلِّمِي وَإِذَا سَأَلَكَ مُعَلِّمُكَ مَنْ حَبَسَكَ فَقُلْ أَهْلِي وَقَالَ لِي1: يَا سَلْمَانُ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَحَوَّلَ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا مَعَكَ. قَالَ: فَتَحَوَّلَ فَأَتَى قَرْيَةً فَنَزَلَهَا وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ فَلَمَّا حَضَرَ قَالَ: يَا سَلْمَانُ احْتَفِرْ قَالَ: فَاحْتَفَرْتُ فَاسْتَخْرَجْتُ جَرَّةً مِنْ دَرَاهِمَ قَالَ: صُبَّهَا عَلَى صَدْرِي فَصَبَبْتُهَا فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي وَيَقُولُ ويل للقس،
__________
1 من قوله: "ياسلمان إذا سالك" إلى هنا سقط من الأصل، واستدرك من "الموارد" "2255"، ووهو أيضاً في "طبقات ابن سعد" 4/81-82، وابن أبي شبية.(16/64)
فَمَاتَ فَنَفَخْتُ فِي بُوقِهِمْ ذَلِكَ فَاجْتَمَعَ الْقِسِّيسُونَ وَالرُّهْبَانُ فَحَضَرُوهُ وَقَالَ: وَهَمَمْتُ بِالْمَالِ أَنْ أَحْتَمِلَهُ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ صَرَفَنِي عَنْهُ فَلَمَّا اجْتَمَعَ الْقِسِّيسُونَ وَالرُّهْبَانُ قُلْتُ: إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ مَالًا فَوَثَبَ شَبَابٌ مِنْ أَهْلِ الْقَرْيَةِ وَقَالُوا: هَذَا مَالُ أَبَيْنَا كَانَتْ سُرِّيَّتُهُ تَأْتِيَهِ فَأَخَذُوهُ فَلَمَّا دُفِنَ قُلْتُ: يَا مَعْشَرَ الْقِسِّيسِينَ دُلُّونِي عَلَى عَالِمٍ أَكُونُ مَعَهُ قَالُوا: مَا نَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ كَانَ يَأْتِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَإِنِ انْطَلَقْتَ الْآنَ وَجَدْتَ حِمَارَهُ عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا أَنَا بِحِمَارٍ فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ حَتَّى خَرَجَ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ: اجْلِسْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ قَالَ: فَلَمْ أَرَهُ إِلَى الْحَوْلِ وَكَانَ لَا يَأْتِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ إِلَّا فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي ذَلِكَ الشَّهْرِ فَلَمَّا جَاءَ قُلْتُ مَا صَنَعْتَ فِيَّ؟ قَالَ: وَإِنَّكَ لَهَا هُنَا بَعْدُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: لَا أَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنْ يَتِيمٍ خَرَجَ فِي أَرْضِ تِهَامَةَ وَإِنْ تَنْطَلِقِ الْآنَ تُوَافِقْهُ وَفِيهِ ثَلَاثٌ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَعِنْدَ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ الْيُمْنَى خَاتَمُ نُبُوَّةٍ مِثْلُ بَيْضَةٍ لَوْنُهَا لَوْنُ جِلْدِهِ وَإِنِ انْطَلَقْتَ الْآنَ وَافَقْتَهُ فَانْطَلَقْتُ تَرْفَعُنِي أَرْضٌ وَتَخْفِضُنِي أُخْرَى حَتَّى أَصَابَنِي قَوْمٌ مِنَ الْأَعْرَابِ فاستعبدوني فَبَاعُونِي حَتَّى وَقَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَسَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ الْعَيْشُ عَزِيزًا فَسَأَلْتُ أَهْلِي أَنْ يَهَبُوا لِي يَوْمًا فَفَعَلُوا فَانْطَلَقْتُ فَاحْتَطَبْتُ فَبِعْتُهُ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ ثُمَّ جِئْتُ بِهِ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا هُوَ"؟ فَقُلْتُ: صَدَقَةٌ, فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: "كُلُوا" وَأَبَى(16/65)
أَنْ يَأْكُلَ قُلْتُ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ, ثُمَّ مَكَثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَوْهَبْتُ أَهْلِي يَوْمًا فَوَهَبُوا لِي يَوْمًا فَانْطَلَقْتُ فَاحْتَطَبْتُ فَبِعْتُهُ بِأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ فَصَنَعْتُ طَعَامًا فَأَتَيْتُهُ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "مَا هَذَا"؟ قُلْتُ: هَدِيَّةٌ فَقَالَ بِيَدِهِ: "بِاسْمِ اللَّهِ خُذُوا"، فَأَكَلَ وَأَكَلُوا مَعَهُ وَقُمْتُ إِلَى خَلْفِهِ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فَإِذَا خَاتَمُ النُّبُوَّةِ كَأَنَّهُ بَيْضَةٌ قُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟ ". قَالَ فَحَدَّثْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْقَسُّ هَلْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَإِنَّهُ زَعَمَ أَنَّكَ نَبِيٌّ؟ قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبَرَنِي أَنَّكَ نَبِيٌّ, قَالَ: "لَنْ يَدْخُلَ الجنة إلا نفس مسلمة" 1. [5: 33]
__________
1 أبو قرة الكندري: ذكره المؤلف في "الثقات" 5/587، وقال: يروي عن سلمان، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وذكره ابن سعد في "الطبقات" 6/148 وقال: كان قاضياً بالكوفة، روى عن عمر بن الخطاب وسلمان وحذيفة بن اليمان، وكان معروفا قليل الحديث، وفي "تاريخ ابن معين" ص 277، ونقله عنه الدولابي في "الكنى" 2/87: أبو قرة الكندي: هو سلمة بن معاوية بن وهب بن قيس بن حجر. وكذلك سماه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة ابنه عمرو بن أبي قرة، فقول الحافظ في "تعجيل المنفعة": لا يعرف اسمه، قصور منه رحمه الله، وباقي رجاله ثقات. عبد الله بن رجاء: هو ابن عمر الغداني، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وأخرجه أحمد 5/438، وابن أبي شيبة 14/321-324، وابن سعد 4/81، والطبراني في "الكبير" "6155" من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه وبأطول منه: أحمد 5/441-444، وابن سعد ... =(16/66)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 4/75-80، وابن هشام في "السيرة النبوية" 1/228-235، والطبراني "6065"، والخطيب في "تاريخه" 1/164-169، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" "199"، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" "9"، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/92-97، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/417-419، والذهبي في "السير" 1/506-500 من طرق عن ابن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس، عن سلمان، وهذا إسناد قوي، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث فإنتفت شبهة تدليسه.(16/67)
ذكر حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عَنْهُ
7125- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ أَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُ مَعَهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنْتَ كُنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وقُر, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ"؟ قَالَ: فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ: "أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ" قَالَ: فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ فَسَكَتْنَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُمْ يَا حُذَيْفَةُ فَأْتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَلَا تَذْعَرْهُمْ" فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يُصْلِي ظَهْرَهُ بِالنَّارِ فَوَضَعْتُ سَهْمًا فِي كَبِدِ الْقَوْسِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ فَذَكَرْتُ قَوْلِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا(16/67)
تَذْعَرْهُمْ"، وَلَوْ رَمَيْتُهُ لَأَصَبْتُهُ فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَمْشِي فِي مِثْلِ الْحَمَّامِ فَلَمَّا أَتَيْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ الْقَوْمِ فَأَلْبَسَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلَ عَبَاءَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ يُصَلِّي فِيهَا فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحْتُ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "قم يا نومان" 1. [3: 8]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وإبراهيم: هو ابن يزيد بن شريك التيمي.
وأخرجه مسلم "1788" في الجهاد والسير: باب غزوة الأحزاب، من طريق زهير بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "1788"، وأبو نعيم في "الحلية 1/354، والبيهقي في "السنن" 9/148-149، وفي "الدلائل" 3/499-450 من طريقين عن جرير، به.
وأخرجه بنحوه البزار "1809"، والحاكم 3/31، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/450 من طريق موسى بن أبي المختار، عن بلال العبسي، عن حذيفة بن اليمان، وصححه الحاكم، وذكره الهيثمي 6/136 وقال: رواه البزار ورجاله ثقات.(16/68)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ بِالْمَغْفِرَةِ
7126- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِيِّ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَتْ لِي أُمِّي:1 مَتَى عَهْدُكَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مَا لِي بِهِ عَهْدٌ مُذْ كَذَا أَوْ كَذَا فَنَالَتْ مِنِّي فَقُلْتُ:
__________
1 سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/415.(16/68)
فَإِنِّي أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُصَلِّي مَعَهُ, وَيَسْتَغْفِرُ لِي وَلَكَ فَأَتَيْتُهُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ فَصَلَّى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَهُمَا ثُمَّ مَضَى وَتَبِعْتُهُ فَقَالَ لِي: "مَنْ هَذَا؟ ", فَقُلْتُ: حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ فَقَالَ: "مَا جَاءَ بِكَ"؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَتْ لِي أُمِّي فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غفر الله لك ولأمك" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ميسرة بن حبيب النهدي، فقد روى له أصحاب السُّنن، وهو ثقة. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه أحمد 5/391، والترمذي "3781" في المناقب: باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام، والنسائي في "فضائل الصحابة" "193"، والحاكم مختصراً 3/381 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل. وصححه الذهبي في "تلخيص المستدرك".(16/69)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُذَيْفَةَ كَانَ صَاحِبَ سِرِّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7127- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيُّ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَتَى عَلْقَمَةُ الشَّامَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فِيهِ ثُمَّ مَالَ إِلَى حَلْقَةٍ فَجَلَسَ فِيهَا قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدِ اسْتَجَابَ دَعْوَتِي قَالَ: وَذَلِكَ الرَّجُلُ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ فَقَالَ عَلْقَمَةُ: دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِيَ جَلِيسًا صَالِحًا فَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ أَنْتَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَوْ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ثُمَّ(16/69)
مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ, فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ أَحَدٌ- يَعْنِي حُذَيْفَةَ- قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَتَحْفَظُ كَمَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل: 1-2] قَالَ عَلْقَمَةُ: فَقُلْتُ: "وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى" فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ فَمَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يَرُدُّونَنِي عَنْهَا1.
قال الشيخ أبو حاتم: إِلَى هَاهُنَا حُلَفَاءُ قُرَيْشٍ وَإِنَّا نَذْكُرُ بَعْدُ هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارَ مَنْ هَاجَرَ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يهاجر إن قضى الله ذلك وشاءه.
__________
1. إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني فقد روى له أبو داود، وهو ثقة. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومغيرة: هو ابن مقسم الضبي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس. وقد تقدم تخريج الحديث برقم "6331".(16/70)
ذكر معاذ بن جبل رضي الله تعالى عَنْهُ
7128- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا1 شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ. عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: ذَكَرُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:2 "اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ،
__________
1. في الأصل: "بن"، والتصويب من "التقاسيم" 2/416.
2. سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم".(16/70)
وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ومعاذ بن جبل" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر الملقب بغندر. وقد تقدم تخريجه برقم "736" و "7122".(16/71)
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ بِالصَّلَاحِ
7129- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَعَمْ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ, نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ, نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ, نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ, نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ, وَبِئْسَ الرَّجُلُ حَتَّى عد سبعة" 1. [3: 8]
__________
1. حديث صحيح. محمد بن الوليد الزبيري –المدني- روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات"، وقد توبع، وقال ابن أبي حاتم 8/112-113: سألت أبي عنه، فقال: شيخ كتبت عنه بالمدينة، ما رأينا به بأساً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهل - وهو ابن أبي صالح - فروى له البخاري مقروناً وتعليقاً، واحتج به مسلم. ابن أبي حازم: هو عبد العزيز.
وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة "126"، والحاكم 3/233 من طريق عبد الرحمن، والحاكم أيضاً 3/268 من طريق سهل بن بكار، والبخاري في "الأدب المفرد" "337" من طريق عبد العزيز بن عبد الله، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن أي حازم، بهذا الإسناد. وزاد فيه النسائي: ثابت بن قيس وسهل بن بيضاء، وزاد الحاكم الأول فقط، وزاد البخاري =(16/71)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والحاكم في الموضع الثاني: أسيد بن حضير وثابت بن قيس، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 2/419، والترمذي "3795" في المناقب: باب مناقب معاذ بن جبل و ... ، والحاكم 3/289 و 425 من طريق قتيبة، وابن سعد 3/605 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سهيل، به. وزاد أحمد والترمذي: أسيد بن حضير وثابت بن قيس بن شماس، ومن بعدهما ألفاظهم مختصرة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث سهيل، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي "139" من طريق سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، به. وزاد فيه: أسيد بن حضير.(16/72)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ مِمَّنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7130- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ: كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثابت وأبو زيد رحمهم الله1. [3: 8]
__________
1. إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود والطيالسي "2018"، وأحمد 3/277، والبخاري "3810" في مناقب الأنصار: باب مناقب زيد بن ثابت رضي الله عنه، ومسلم "2465" "119" في فضائل الصحابة: باب في فضائل أبي بن كعب، والترمذي "3794" في المناقب: باب مناقب معاذ، وزيد، وأبي، =(16/72)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأبي عبيدة، وأبو يعلى "3198" و "3255"، والبيهقي 6/211 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "5003" في فضائل القرآن: باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم "2465" "120"، وأبو يعلى "2878" من طريق همام، عن قتادة، به.
وأخرجه أبو يعلى مطولاً "2953"، والبزار "2802" من طريق سعيد، عن قتادة، به. وفيه: وقالت الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم: زيد بن ثابت ... وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/41، وقال: رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ورجالهم رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري "5004" عن معلى بن أسد، عن عبد الله بن المثنى، عن ثابت البناني وثمامة، عن أنس.
قلت: وأبو زيد هذا قال أنس: هو أحد عمومتي، واختلفوا في اسمه، فقيل: أوس، وقيل: ثابت بن زيد، وقيل: معاذ، وقيل: سعد بن عبيد، وقيل: قيس بن السكن بن زعوراء بن حرام الأنصاري، ويرجح هذا الأخير قول أنس: "أحد عمومتي"، فإنه من قبيلة حرام، ذكره موسى بن عقبة فيمن شهداً بدراً، وفيمن استشهد يوم جسر أبي، عبيد الله ولم يدع عقباً. انظر "الإصابة" 3/240 و 4/78.
وقول أنس هذا لا مفهوم له، فلا يلزم أن لا يكون غيرهم جمعه، فقد ذكر أبو عبيد القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة، وطلحة وسعداً، وابن مسعود، وحذيفة، وسالماً، وأبا هريرة، وعبد الله بن السائب، والعبادلة، ومن النساء: عائشة، وحفصة، وأم سلمة، وعد ابن أبي داود في كتاب "الشريعة" من المهاجرين أيضاً: تميم بن أوس الداري، وعقبة بن عامر، ومن الأنصار: عبادة بن الصامت، ومعاذاً الذي يكنى أبا حليمة، ومجمع بن جارية، وفضالة بن عبيد، ومسلمة بن مخلد وغيرهم، وصرح بأن بعضهم إنما جمعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم. انظر "فضائل القرآن" ص 46-47 لابن كثير، و "فتح الباري" 9/52.(16/73)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ مِنْ أَعْلَمِ الصَّحَابَةِ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ
7131- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ حدثنا علي بْنُ الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وَأَشَدُّهُمْ فِي اللَّهِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن المديني، فمن رجال البخاري، أبو قلابة: هو عبد الله نب زيد الجرمي.
وأخرجه النسائي في "فضائل الصحابة" "182"، والحاكم 3/422، والبيهقي 6/210 من طرق عن عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد 3/184، وابن ماجة "155" في المقدمة: باب في فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/351، وأبو نعيم في "الحلية" 3/122، والبيهقي 6/210، والبغوي "3930" من طريق سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه أحمد 3/281، والطيالسي "2096"، والنسائي في "فضائل....=(16/74)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذِهِ أَلْفَاظٌ أُطْلِقَتْ بِحَذْفِ الْـ "مِنْ" مِنْهَا يُرِيدُ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أَمَّتِي" أَيْ: مِنْ أَرْحَمِ أُمَّتِي وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ" يُرِيدُ: مِنْ أَشَدِّهِمْ ومن أصدقهم حياء ومن أقرأهم لِكِتَابِ اللَّهِ وَمِنْ أَفْرَضِهِمْ وَمِنْ أَعْلَمِهِمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ يُرِيدُ أَنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ جَمَاعَةٍ فِيهِمْ تِلْكَ الْفَضِيلَةُ وَهَذَا كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِ: "أَنْتُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ", يُرِيدُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ مِنْ جَمَاعَةٍ أُحِبُّهُمْ وَهُمْ فيهم.
__________
= الصحابة" "138"، والطحاوي في "المشكل" 1/350-351، والبيهقي 6/210 من طريق وهيب، عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/122، والبيهقي 6/210 من طريقي عاصم "وهو الأحول" عن أبي قلابه، به.
وأخرجه الترمذي "3790" في المناقب: باب مناقبب معاذ وزيد وأبي وأبي عبيدة، من طريق معمر، عن قتادة، عن أنس، وسيأتي برقم "7137" و "7252".
وأخرج القسم الأخير منه وهو "إن لكل أمة أميناً ... " المؤلف، وقد تقدم تخريجه برقم "7001".
وأخرج الطرف الأول منه: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر بن الخطاب"، ابن أبي عاصم في "السنة" "1252" من طرق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، وأخرجه "1283" بهذا الإسناد بلفظ: "أرحم أمتي أبو بكر وأصدقهم حياء عثمان".
وأخرج قوله: "أصدق أمتي حياء عثمان" ابن أبي عاصم "1281" و "1282" من طريقين عن أبي قلابة، عن أنس.(16/75)
ذكر أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عَنْهُ
7132- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ1 حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْكَ يَا أبا ذر" 2. [3: 8]
__________
1. في الأصل: "اليماني"، والمثبت من "التقاسيم" 2/417.
2. حديث حسن لغيره. مالك بن مرثد وأبوه لم يوثقهما غير المؤلف والعجلي، وباقي رجاله رجال مسلم.
وأخرجه الترمذي "3802" في المناقب: باب مناقب أبي ذر رضي الله عنه، والحاكم 3/342 عن العباس بن عبد العظيم، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وصحَّحه الحاكم على شرطِ مُسلمٍ، ووافقه الذهبي!
وفي الباب ما يقويه عن عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/163 و 175 و 223، وابن سعد 4/288، وابن أبي شيبة 12/124، والترمذي "3801"، وابن ماجة "156" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحاكم 3/342، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/357 من طريق عن الأعمش، عن عثمان بن عمير، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن ابن عمرو. وعثمان بن عمير - ويقال: ابن قيس - ضعيف.
وعن أبي الدرداء عند أحمد 6/442، وابن سعد 4/228، وابن أبي شيبة 12/125، والبزار "2713"، والحاكم 3/342 من طريق ... =(16/76)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ هَذَا خِطَابًا1 خَرَجَ عَلَى حَسَبِ الْحَالِ فِي شَيْءٍ بِعَيْنِهِ إِذْ مُحَالٌ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْخَطَّابُ عَلَى عُمُومِهِ وَتَحْتَ الْخَضْرَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم والصديق والفاروق رضي الله تعالى عنهما.
__________
= حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء. وعلي بن زيد: ضعيف.
وأخرجه أحمد 5/197 من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الله بن غنم، عن أبي الدرداء. وشهر بن حوشب فيه ضعيف.
وعن أبي هريرة عند ابن سعد 4/228 عن يزيد بن هارون، عن أبي أمية بن يعلى، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأبو أمية ضعيف.
وعن علي عند أبي نعيم في "الحلية" 4/172 من طريق بشر بن مهران، عن شريك، عن الأعمش، عن زيد "وهو ابن وهب" قال: قال علي ... فذكره مرفوعاً. وبشر بن مهران ترك أبو حاتم حديثه. وقال ابنه: وأمرني أن لا أقرأ عليه حديثه.
وأخرجه ابن سعد 4/228 عن مسلم بن إبراهيم، عن سلام بن مسكين، عن مالك بن دينار مرسلاً.
وأخرجه 4/228 عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، عن أبي حرة، عن محمد بن سيرين مرسلاً.
1. في الأصل: و "التقاسيم": "خطاب".(16/77)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ
7133- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى وَعِدَّةٌ قَالُوا حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ:(16/77)
قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَرَجْنَا فِي قَوْمِنَا غِفَارٍ وَكَانُوا يَحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَّا فَنَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ فَقَالُوا: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكَ خَالَفَكَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسٌ فَجَاءَ خَالُنَا فَذَكَرَ الَّذِي قِيلَ لَهُ فَقُلْتُ أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفِكَ فَقَدْ كَدَّرْتَهُ وَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيمَا بَعْدُ قَالَ: فَقَدَّمْنَا صِرْمَتَنَا1 فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مكة.
قال: وقد صليت يا بن أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ قُلْتُ: فَأَيْنَ تَوَجَّهُ؟ قَالَ: أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي أُصَلِّي عَشِيًّا حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ2 حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ.
قَالَ أُنَيْسٌ: إِنَّ لِيَ حَاجَةً بِمَكَّةَ فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ قَالَ: ثُمَّ جَاءَ فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ, قَالَ: قُلْتُ: فَمَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: شَاعِرٌ, كَاهِنٌ, سَاحِرٌ, قَالَ: فَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ.
قَالَ أُنَيْسُ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ وَمَا هو بقولهم ولقد
__________
1. الصرمة: القطعة من الإبل.
2. في "صحيح مسلم": "ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس"، والخفاء: هو الكساء.(16/78)
وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشَّعْرِ1 فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ وَاللَّهِ أنه صدق وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ.
قَالَ: قُلْتُ: فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَيَّفْتُ2 رَجُلًا مِنْهُمْ فَقُلْتُ: أين هذا الذي تدعونه الصابىء؟ قال: فأشار إلي وقال: الصابىء, قَالَ: فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلِّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نَصْبٌ3 أَحْمَرٌ فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا وَقَدْ لَبِثْتُ مَا بَيْنَ ثَلَاثِينَ مِنْ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَالِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي4 وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جوع5.
__________
1. أقراء الشعر: طرقه وأنواعه.
2. كذا الأصل و"التقاسيم" 2/418، وفي مصادر التخريج: "فتضعفت" ... قال النووي في "شرح مسلم" 16/28: يعني نظرت إلى أضعفهم، فسألته، لأن الضعيف مأمون الغائلة غالباً، وفي رواية ابن ماهان: "فتضيف" بالياء، وأنكرها القاضي وغيره، قالوا: لا وجه له هنا.
3. سقطت في الأصل و "التقاسيم"، واستدركت من مصادر التخريج. والنصب: الحجر أو الصنم الذي كانوا ينصبونه في الجاهلية ويذبحون عليه، فيحمر من كثرة دم القربان والذبائح، أراد أنهم ضربوه حتى أدموه.
4. "عكن" جمع عكنة، وهو الطي في البطن من السمن، و "تكسرت" أي: انثنت.
5. أي: رقة الجوع وضعفه وهزاله.(16/79)
قال: فبينا أهل مكة في لية قمراء إضحيان1 إذا2 ضُرِبَ عَلَى أَسْمِخَتِهِمْ3، فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ وَامْرَأَتَانِ4 مِنْهُمْ تَدْعُوَانِ إِسَافًا5 وَنَائِلَةَ قَالَ: فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا فَقُلْتُ أَنْكِحَا أَحَدَهُمَا الْآخَرَ قَالَ: فَمَا تَنَاهَتَا عَنْ قَوْلِهِمَا فَأَتَتَا عَلَيَّ فَقُلْتُ: هُنَّ مِثْلُ الْخَشَبَةِ6، فَرَجَعَتَا تَقُولَانِ: لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ7. فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَانِ فقال: "ما لكما"؟ قالتا: الصابىء بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا قَالَا: "مَا قَالَ لَكُمَا؟ " قَالَتَا: إِنَّهُ قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلَأُ الْفَمَ8.
__________
1. يقال: ليلة إضحيان وإضحيانة، أي: مضيئة لا غيم فيها، فقمرها ظاهر يضيئها.
2. في الأصل: "أو"، والتصويب من "التقاسيم".
3. أسمخة: جمع سماخ، يقال: صماخ، وهو أشهر، وهو الخرق الذي في الأذن، والمراد بأسمختهم هنا: آذانهم، أي: ناموا.
4. في الأصل: "وامرأتين"، والمثبت من "التقاسيم". وفي "صحيح مسلم": "وامرأتان". قال النووي: هكذا هو في معظم النسخ بالياء، وفي بعضها: "وامرأتان" بالألف، والأول منصوب بفعل محذوف، أي: ورأيت امرأتين.
5. في الأصل و "التقاسيم": "إساف"، والجادة ما أثبت.
6. الهن والهنة - بتخفيف النون - كناية عن كل شيء، وأكثر ما يستعمل كناية عن الفرج والذكر، وأراد بذلك سب إساف ونائلة وغيظ الكفار بذلك.
7. زاد غير المؤلف: "من أنفارنا".
8. أي: عظيمة، لاشيء أقبح منها كالشيء الذي يملأ الشيء ولا يسع غيره، وقيل: معناه لا يمكن ذكرها وحكايتها، كأنها تسد فم حاكيها، وتملؤه لا ستعظامها.(16/80)
قَالَ: وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبُهُ ثُمَّ صَلَّى فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ قَالَ: "وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ" ثُمَّ قَالَ: "مِمَّنْ أَنْتَ"؟ فَقُلْتُ: مِنْ غِفَارٍ, قَالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِّي انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ, قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ رأسه وقال: "مذمتي كُنْتَ هَاهُنَا"؟ قَالَ: كُنْتُ هَاهُنَا مِنْ ثَلَاثِينَ بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ, قَالَ: "فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ"؟ قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ" 1 فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زبيب الطائف فكان ذلك أول لطعام أَكَلْتُهُ بِهَا ثُمَّ غَبَرْتُ مَا غَبَرْتُ2 ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "إِنَّهُ قَدْ وُجِّهَتْ لِي أَرْضٌ ذَاتُ نَخْلٍ مَا أُرَاهَا إِلَّا يَثْرِبَ فَهَلْ أَنْتَ مُبَلَّغٍ عَنِّي قَوْمَكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمُ بِكَ وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ".
قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَلَقِيتُ أُنَيْسًا3 قال: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، [قَالَ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكِ فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ] قَالَ: فَأَتَيْنَا أمَّنَا، فقالت: ما بي رغبة عن
__________
1. أي: تشبع شاربها كما يشبعه الطعام.
2. أي: بقيت ما بقيت.
3. في الأصل: "أنيس" وهو خطأ. والتصويب من "التقاسيم".(16/81)
دينكما فإني قد أسلمت وصدقت فاحتلمنا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا1، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ إِيمَاءُ بْنُ رَحَضَةَ وَكَانَ سَيِّدَهُمْ وَقَالَ نِصْفُهُمْ: إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَسْلَمَ نِصْفُهُمُ الْبَاقِي وَجَاءَتْ أَسْلَمُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِخْوَانُنَا نُسَلِّمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غِفَارٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ" 2. [3: 8]
__________
1. في الأصل و "التقاسيم": "غفار"، والمثبت من "صحيح مسلم" وأحمد.
2. إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة وعبد الله بن الصامت: من رجال مسلم، وباقي رجاله على شرطهما.
وأخرجه أحمد 5/174، ومسلم "2473" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي ذر، عن هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي مختصراً "458"، وأحمد 5/147، وابن سعد 4/219-222، ومسلم "2473"، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" "197"، وفي "الحلية" مختصراً 1/157-159 من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.
وأخرجه مسلم "2473"، وأبو نعيم في "الحلية" مختصراً 1/157 و 159 من طريق حميد بن هلال، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "المعجم الكبير" "773"، وفي "الأحاديث الطوال" "5"، والحاكم 3/341، وأبو نعيم في "الحلية" 1/157-158 من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا عباد بن الريان اللخمي، عن عروة بن رويم، عن عامر بن لدين، عن أبي ليلى الأشعري، عن أبي ذر. وقال الذهبي في "تلخيصه": إسناده صالح.(16/82)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ كَانَ رُبُعَ الْإِسْلَامِ
7134- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ رُبُعَ1 الْإِسْلَامِ أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلَاثَةٌ وَأَنَا الرَّابِعُ أَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, فَرَأَيْتُ الِاسْتِبْشَارَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "مَنْ أَنْتَ؟ " فَقُلْتُ: إِنِّي جُنْدُبٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ2.
قَالَ الشَّيْخُ: قَوْلُ أَبِي ذَرٍّ: كُنْتُ رَابِعَ الْإِسْلَامِ أَرَادَ مِنْ قَوْمِهِ لِأَنَّ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أسلم الخلق من قريش وغيرهم.
__________
1. في "التقاسيم" 2/419: رابع.
2. مالك بن مرثد وأبوه: لم يوثقهما غير مؤلف والعجلي، وباقي رجاله رجال مسلم. عبد الله بن الرومي: هو عبد الله بن محمد، وأبو زميل: هو سماك بن الوليد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" "1617"، والحاكم 3/342، وأبو نعيم في "الحلية" 1/157 من طرق عن عبد الله بن الرومي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "1618"، والحاكم 3/341-342 من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد الله، عن نصر بن علقمة، عن أخيه، عن ابن عائذ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أنه كان يقول: لقد رأيتني ربع الإسلام، لم يسلم قبلي إلا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وبلال رضي الله عنهما. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي مع أن فيه صدقة بن عبد الله، وهو ضعيف.(16/83)
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ لِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ
7135- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ نَوْفَلٍ بِمَرْوَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا تُقِلُّ الْغَبْرَاءُ وَلَا تُظِلُّ الْخَضْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ وَأَوْفَى مِنْ أبي ذر شبيه عيسى بن مَرْيَمَ" عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ - قَالَ فَقَامَ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عَنْهُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَفَنَعْرِفُ ذَلِكَ له؟ قال: "نعم، فاعرفوا له" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده كسابقه. وقد تقدم برقم "7132".(16/84)
ذِكْرُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7136- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتُحْسِنُ السُّرْيَانِيَّةَ؟ " قُلْتُ: لَا، قَالَ: "فَتَعَلَّمْهَا فَإِنَّهُ تَأْتِينَا كُتُبٌ" قَالَ: فتعلمتها في سبعة1 عشر يوما.
__________
1. في الأصل: "سبع" وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم" 2/420.(16/84)
قَالَ الْأَعْمَشُ: كَانَتْ تَأْتِيهِ كُتُبٌ لَا يَشْتَهِي أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهَا إِلَّا مَنْ يَثِقُ بِهِ1. [3:8]
__________
1. إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي.
وأخرجه أحمد 5/182، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/483-484، والطبراني "4928"، والحاكم 3/422، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 7، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"، وأبو يعلى في "مسنده"، وعلى بن المديني في "العلل" كما في "تغليق التعليق" 5/308 من طريق جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/358، والطبراني "4927" و "4928" من طريق يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وله طريق آخر بسند حسن أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/358-359، والبخاري في "تاريخه" 3/380-381، وأحمد 5/186، وأيو داود "3645" والترمذي "2715"، والطبراني "4856" و "4857"، والفاكهي في "فوائده" فيما ذكره الحافظ في "تغليق التعليق" 5/307 من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم له كتاب يهود، قال: "إني والله ما آمن يهود على كتاب"، قال: فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته، قال: فلما تعلمته، كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم، وإذا كتب إليه، قرأت له كتابهم، هذا لفظ الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وعلقة البخاري في "صحيحه" "7195" بصيغة الجزم في الأحكام: باب ترجمة الحكام.(16/85)
ذكر البيان بأن زد بْنَ ثَابِتٍ كَانَ مِنْ أَفْرَضِ الصَّحَابَةِ
7137- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكر(16/85)
الْمُقَدَّمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَأَبُو مُوسَى قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر اللَّهِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بن الجراح" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو موسى: هو محمد بن المثنى، وخالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه الترمذي "3791" في المناقب: باب مناقب معاذ وزيد وأبي وأبي عبيدة، من طريق محمد بن بشار، وابن ماجة "154" في المقدمة: باب في فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من طريق محمد بن المثنى، كلاهما عن عبد الوهاب، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد تقدم برقم "7131"، وسيأتي برقم "7252".(16/86)
ذِكْرُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ
7138- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ أَبَاهُ هَلَكَ وَتَرَكَ تِسْعَ بَنَاتٍ أَوْ سَبْعَ بَنَاتٍ قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: "تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:(16/86)
"بِكْرًا أَوْ ثَيِّبًا"؟ قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا قَالَ: "فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ"؟ فَقُلْتُ: إن عبد الله مات وترك سبع بَنَاتٍ أَوْ سَبْعَ بَنَاتٍ وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ وَأَرَدْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ فَقَالَ لي: "بارك الله لك" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط مسلم. أحمد بن عبدة - وهو ابن موسى الضبي - من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي "1706"، والبخاري "5367" في النفقات: باب عون المرأة زوجها في ولده، و "6387" في الدعوات: باب الدعاء للمتزوج، ومسلم ص 1087 "56" في الرضاع: باب استحباب نكاح البكر، وأبو يعلى "1990" و "1991"، والبيهقي 7/80 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو بكر والحميدي "1227"، وأحمد 3/308، والبخاري "4052" في المغازي: باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ... } ، ومسلم ص 1087 "56"، وأبو يعلى "1974" من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه أحمد 3/369 من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه البخاري "5080" في النكاح: باب تزويج الثيبات، ومسلم ص 1087 "55"، والبيهقي 7/80، والبغوي "2245" من طريق شعبة، عن محارب، عن جابر بن عبد الله قال: تزوجت امرأة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تزوجت؟ " قلت: نعم، قال: "أبكراً أم ثيباً؟ " قلت: ثيباً، قال: "فأين أنت من العذارى ولعابها؟ " قال شعبة: فذكرته لعمرو بن دينار، فقال: قد سمعته من جابر، وإنما قال: "فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك؟ ".
وأخرجه الدارمي 2/146، والبخاري "5079" في النكاح: باب تزويج الثيبات، و "5245" باب طلب الولد، و "5247" باب تستحد ... =(16/87)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المغيبة وتمتشط الشعثة، ومسلم ص 1088 "57"، وأبو يعلى "1850" من طريق هشيم، عن سيار، عن الشعبي، عن جابر.
وأخرجه البخاري "2406" في الاستقراض: باب الشفاعة في وضع الدين، و "2967" في الجهاد: باب استئذان الرجل الإمام من طريقين عن المغيرة، عن الشعبي، عن جابر.
وأخرجه أحمد 3/302، والبخاري "2309" في الوكالة: باب إذا وكل رجل رجلاً أن يعطى شيئاً، ومسلم ص 1087 "54" في الرضاع: باب استحباب نكاح ذات الدين، والنسائي 6/56 في النكاح: باب على ما تنكح المرأة، وابن ماجة "1860" في النكاح: باب نكاح تزويج الأبكار، والبيهقي 7/80 من طريقين عن عطاء، عن جابر.
وأخرجه أحمد 3/373-374، ومسلم ص 1089"58" من طريق سليمان التيمي، عن أبي نضرة، عن جابر.
وأخرجه أحمد 3/314، وأبو داود "2048" في النكاح: باب في تزويج الأبكار، وأبو يعلى "1898" من طريقين عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر.
وأخرجه أحمد 3/294 من طريق سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر.
وأخرجه أحمد 3/362 من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، وانظر الحديث رقم "2706" و "6517" و "6518" و "7143".
1 تحرفت في الأصل إلى: "وهيب"، والتصويب من "التقاسيم" 2/421.(16/88)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَرَكَةِ فِي جَدَادِ جَابِرٍ
7139- أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ وَهْبِ1 بْنِ كَيْسَانَ(16/88)
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبِي وَعَلَيْهِ دَيْنٌ فَعَرَضْتُ عَلَى غُرَمَائِهِ أَنْ يَأْخُذُوا التَّمْرَ بِمَا عَلَيْهِ فَأَبَوْا وَلَمْ يُعْرَفُوا أَنَّ فِيهِ وَفَاءً فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذلك فَقَالَ: "إِذَا جَدَدْتَهُ وَوَضَعْتَهُ فَآذِنْ لِي"، فَلَمَّا جَدَدْتُ وَوَضَعْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ آذَنْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَجَلَسَ فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ وَقَالَ: "ادْعُ غُرَمَاءَكَ وَأَوْفِهِمْ" فَمَا تَرَكْتُ أَحَدًا لَهُ عَلَى أَبِي دَيْنٌ إِلَّا قَضَيْتُهُ وَفَضَلَ لِي ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَسْقًا عَجْوَةً, قَالَ: فَوَافَيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْمَغْرِبَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَضَحِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "ائْتِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فأخبرهما"، فقالا: قد علمنا إذا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا صنع أن يكون ذلك1.
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين. بندار: هو محمد بن بشار، وعبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وعبيد الله بن عمر: هو العمري. وقد تقدم برقم "6536".(16/89)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَابِرٍ بِالْمَغْفِرَةِ
7140- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ1 حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ فِي مَسِيرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عَلَى نَاضِحٍ إِنَّمَا هُوَ فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ فَضَرَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ كَانَ مَعَهُ فَجَعَلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَقَدَّمُ الناس يسارعني حتى اني لأكفه،
__________
1. تصحف في الأصل و "التقاسيم" 2/لوحة 421 إلى "شريح".(16/89)
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَبِيعُنِي بِكَذَا وَكَذَا؟ وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَكَ", قَالَ: قُلْتُ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "أَتَبِيعُنِيهِ بِكَذَا وَكَذَا وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَكَ", قَالَ: قلت: يا رسول الله هو لك1.
__________
1. حديث صحيح. الحارث بن سريج: هو النقال، مختلف فيه، وقد تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم "6740"، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير أبي نضرة –وهو المنذر بن مالك بن قطعة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 3/373-374 من طريق محمد بن أبي عدي، ومسلم ص1089 "58" في الرضاع: باب استحباب نكاح البكر، والنسائي 7/299-300 في البيوع: باب البيع يكون فيه الشرط فيصح البيع والشرط، من طريق محمد بن عبد الأعلى، كلاهما عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم "4891" و "6517" و"6518"، وانظر الأحاديث الثلاثة الآتية.(16/90)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَابِرٍ بِالْمَغْفِرَةِ مِرَارًا مَعَ ذِكْرِ وَصْفِ ثَمَنِ ذَلِكَ الْبَعِيرِ الَّذِي بَاعَهُ جَابِرٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7141- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْعَبْدِيُّ بِمَرْوَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن عثمان بن جلبة بْنِ أَبِي1 رَوَّادٍ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي نَضْرَةَ يَعْنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: "نَاضِحَكَ تَبِيعُنِيهِ إِذَا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ بدينار? والله
__________
1. "أبي" ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/لوحة 421.(16/90)
يَغْفِرُ لَكَ", قَالَ: قُلْتُ: هُوَ نَاضِحُكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "تَبِيعُنِيهِ إِذَا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِدِينَارَيْنِ", قَالَ: قُلْتُ: نَاضِحُكُمْ يا رسول الله, فما زال يَقُولُ حَتَّى بَلَغَ عِشْرِينَ دِينَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: "وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَكَ", فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ جِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ قُلْتُ: دُونَكُمْ نَاضِحَكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "يَا بِلَالُ أَعْطِهِ مِنَ الْغَنِيمَةِ عِشْرِينَ دِينَارًا، وَارْجِعْ بِنَاضِحِكَ إِلَى أَهْلِكَ" 1.
__________
1. حديث صحيح. خلف بن عبد العزيز بن عثمان: أورده ابن أبي حاتم 3/371 ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً. وعبد الملك بن أبي نضرة: ذكره المُؤلِّف في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ، وقال الدارقطني: لا بأس به، وقال الحاكم في "المستدرك": من أعز البصريين، وكلاهما قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وعلقه البخاري بإثر الحديث "2718" في الشروط: باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمى جاز، عن أبي نضرة، عن جابر، ووصله مسلم ص 1223 "112" في المساقاة: باب بيع البعير واستثناء ركوبه، من طريق عبد الواحد بن زياد، وابن ماجة "2205" في التجارات: باب السوم، من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن الجريري، عن أبي نضرة، به. وانظر الحديث السابق.(16/91)
ذِكْرُ عَدَدِ اسْتِغْفَارِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَابِرٍ لَيْلَةَ الْبَعِيرِ
7142- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: اسْتَغْفَرَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ليلة البعير خمسا(16/91)
وعشرين مرة1
__________
1. حديث صحيح إبراهيم بن محمد الصفار: لم أقف له على ترجمة، وهو متابع، ومن فوقه رجاله ثقات على شرط مسلم.
وأخرجه الترمذي "3852" في المناقب: باب في مناقب جابر بن عبد الله، والنسائي في "فضائل الصحابة" "144"، والحاكم 3/565 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، إلا أن لفظ الحاكم: "ليلة العقبة" بدل: "ليلة البعير"، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وصححه الحاكم.
وأخرج القصة دون ذكر الاستغفار خمسا وعشرين: الحميدي "1285" والنسائي 7/299 في البيوع: باب البيع يكون فيه الشرط فيصح البيع والشرط، من طريق سفيان، ومسلم ص 1223 "113" في المساقاة: باب بيع البعير واستثناء ركوبه، من طريق أيوب، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر، وانظر الحديثين السابقين.(16/92)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ الْبَعِيرَ عَلَى جَابِرٍ هِبَةً لَهُ بَعْدَ أَنْ أَوْفَاهُ ثَمَنَهُ
7143- أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَأَبْطَأَ عَلَيَّ جَمَلِي فَأَعْيَا عَلَيَّ فَأَتَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "يَا جَابِرُ! " 1 قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: "مَا شَأْنُكَ"؟ قُلْتُ: أَبْطَأَ بِي جَمَلِي وَأَعْيَا فَتَخَلَّفْتُ فَنَزَلْتُ فَحَجَنَهُ بِمِحْجَنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ارْكَبْ" فَرَكِبْتُهُ فلقد
__________
1. في الأصل: "يا جبر"، والتصويب من "التقاسيم" 2/422.(16/92)
رَأَيْتُنِي أَكُفُّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تَزَوَّجْتَ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "بِكْرًا أَوْ ثَيِّبًا"؟ قَالَ: قُلْتُ: ثَيِّبًا، قَالَ: "فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ"، قُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ أَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ مَنْ تَجْمَعُهُنَّ وَتُمَشِّطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ قَالَ: "أَمَا إِنَّكَ قَادِمٌ فَإِذَا قَدِمْتَ فَالْكَيْسَ الْكَيْسَ" ثُمَّ قَالَ: "أَتَبِيعُ جَمَلَكَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ فَاشْتَرَاهُ مِنِّي بِأُوقِيَّةٍ ثُمَّ قَدِمَ الْمَسْجِدَ فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: "الْآنَ قَدِمْتَ؟ ", قُلْتُ: نَعَمْ, قَالَ: "فَدَعْ جَمَلَكَ وَادْخُلْ الْمَسْجِدَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ"، فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَزِنَ لِي أُوقِيَّةً فَوَزَنَ لِي قَالَ: فَأَرْجَحَ فِي الْمِيزَانِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى إِذَا وَلَّيْتُ قَالَ: "ادْعُ لِي جَابِرًا"، قُلْتُ: الْآنَ يَرُدُّ عَلَيَّ الْجَمَلَ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْهُ، قَالَ: "خُذْ جَمَلَكَ وَلَكَ ثَمَنُهُ" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "2079" في البيوع: باب شراء الدواب والحمير، من طريق محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ص 1089 "57" في الرضاع: باب استحباب نكاح البكر، من طريق أبي موسى محمدبن المثنى، عن عبد الوهاب، به.
وأخرجه أحمد 3/375-376 من طريق محمد نب إسحاق، عن وهب بن كيسان، به. وانظر "2706" و "4891" و "6517" و "6518" و "7138" و "7140" و "7141" و "7142".
وقوله: "فحجنه" أي: طعنه.
وقوله: "فالكيس الكيس" فسره المؤلف بالجماع، وفسره البخاري وغيره بطلب الولد والنسل، قال عياض: وهو صحيح، قال صاحب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/93)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الأفعال": كاس الرجل في عمله: حذق، وكاس: ولد ولداً كيسا، وقال الكسائي: كاس الرجل: ولد له ولد كيس، وقال ابن الأعرابي: الكيس: العقل، كأنه جعل طلب الولد عقلاً.(16/94)
ذِكْرُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7144- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ", فَقَالَ أُبَيٌّ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: "اللَّهُ سَمَّاكَ لي" قال: فجعل أبي يبكي1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى بن دينار العَوَذَي.
وأخرجه مسلم "799" "245" في صلاة المسافرين: باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل والحذاق فيه، وص 1915 "121" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي بن كعب، وأبو يعلى "2843"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/251 من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته" "59"، وأحمد 3/185 و284، وابن سعد 2/340-341، و 3/499-500، والبخاري "4960" في التفسير: سورة {لَمْ يَكُنِ} ، من طريق عن همام، به.
وأخرجه أحمد 3/130 و 273، والبخاري "3809" في مناقب الأنصار: باب مناقب أبي بن كعب، و "4959"، ومسلم "799" "246" وص1915 "122"، والترمذي "3792" في المناقب: باب مناقب معاذ وزيد وأبي وأبي عبيدة، وأبو يعلى "2995" و "3246"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "134" من طرق عن....=(16/94)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= شعبة، عن قتادة، به. ولفظهم غير النسائي: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} ...
وأخرجه أحمد 3/218 و 233، والبخاري "4961" من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.
وأخرجه عبد الرزاق "20411"، ومن طريقه أبو يعلى "3033" عن معمر، عن قتادة وأبان، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/137 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، ن الزهري، عن قتادة به.
تنبيه: وقد وقع في "تحفة الأحوذي" 4/344، و "أسد الغابة" لابن الأثير بإسناده إلى الترمذي: حدثنا محمد بن بشار، أنبأنا عبد الوهاب الثقفي، أنبأنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس، وذكرا هذا الحديث. وهذا وهم كما نبه عليه المزي في "التحفة" 1/259" فقال: والذي رواه الترمذي بهذا الإسناد: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر" – وهو الذي قبله- وأما هذا الحديث فإنما رواه عن بندار، عن غندر، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس.(16/95)
ذِكْرُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7145- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَيْفَ بِنَسَبِي؟ " قَالَ حَسَّانُ: لَأَسُلَنَّكَ مِنْهُمْ كما تسل الشعرة من العجين1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد تقدم برقم "5787".(16/95)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ مع حسان بن ثابت ما دام يهاجي الْمُشْرِكِينَ
7146- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ: "إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ مَعَكَ ما هاجيتهم" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح. عيسى بن عبد الرحمن: ثقة روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود في "القدر" والنسائي في "مسند علي"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي يحيى بن محمد بن عبد الرحيم، فروى له البخاري. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين الملائي.
وأخرجه الطبراني "3590"، والحاكم 3/487 من طريقين عن أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "3590"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/298 من طريقين عن عيسى بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه الطيالسي "730"، وأحمد 4/299 و 302، والبخاري "3213" في بدء الخلق: باب ذكر الملائكة، و "4123" في المغازي: باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، و"6153" في الأدب: باب هجاء المشركين، ومسلم "2486" في فضائل الصحابة: باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه، والطبراني "3588" و "3589"، والطحاوي 4/298، والبيهقي 10/237، والبغوي "3407" وفي "تفسيره" 3/404 من طرق عن شعبة، عن عدي، به.
وأخرجه أحمد 4/276 , 203، والبخاري "4124"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "189"، والطحاوي 4/298 من طريق أبي إسحاق سليمان الشيباني عن عدي بن ثابت، به.
وأخرجه أحمد 4/298 و301، والنسائي "190" من طريقين عن إسرائيل، عن أبي إسحاق السبيعي، عن البراء.(16/96)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ مَعَكَ", أَرَادَ بِهِ: يُؤَيِّدُكَ.
7147- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ1 يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لحسان ثَابِتٍ: "إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ ما نافحت عن الله وعن رسوله" 2. [3: 8]
__________
1. في الأصل و "التقاسيم" 2/422: "ويعلى بن شداد"، وهو خطأ، والصواب ما أثبت.
2. حديث صحيح. مروان بن عثمان: هو ابن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري الزرقي، روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" 7/482، وقال ابن أبي حاتم 8/272: سئل أبي عنه، فقال: ضعيف، قلت: قد توبع. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعلى بن شداد، فروى له أبو داود، وابن ماجة، وهو ثقة. أحمد بن عيسى: هو ابن حسان المصري العسكري.
وأخرجه في حديث مطول: مسلم "2490" في فضائل الصحابة: باب فضائل حسان بن ثابت، والطبراني "3582"، والبيهقي 10/238، والبغوي في "تفسيره" 3/404 من طريق الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة..... =(16/97)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أحمد 6/72، وأبو داود "5015" في الأدب: باب ماجاء في الشعر، والترمذي "2746" في الأدب: باب ماجاء في إنشاد الشعر، وفي "الشمائل" "249"، والطبراني "3580"، والحاكم 3/487 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، وأبو داود، والترمذي، والحاكم، والبغوي في "شرح السنة" "3408"، وفي "تفسيره" 3/404 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام، كلاهما عن عروة، عن عائشة: بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبراً في المسجد، فيقوم عليه يهجو من قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن روح القدس مع حسان ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم". وهذا سند حسن.(16/98)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ كَوْنَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مع حسان بن ثابت ما دام يهاجي الْمُشْرِكِينَ إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ بِدُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7148- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ وَهُوَ يُنْشِدُ فِي الْمَسْجِدِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَالْتَفَتَ حَسَّانُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ هَلْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَجِبْ عَنِّي اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ؟ " قال: نعم1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم "1651".(16/98)
ذِكْرُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7149- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي خُزَيْمَةُ بْنُ ثابت بن(16/98)
خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الَّذِي جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ أَنَّ خزيمة بن ثابت أري في النوم فَحَدَّثَهُ قَالَ فَاضْطَجَعَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: "صَدِّقْ رُؤْيَاكَ"، فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم1. [3: 8]
__________
1. إسناده ضعيف. خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف 4/215، ولم يَروِ عنه غير الزهري، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 5/215، وابن سعد في "الطبقات" 4/380، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/128، والبغوي "3285" من طريق عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، عن ابن خزيمة بن ثابت، عن عمه أن خزيمة بن ثابت رأى.. فذكره.
وأخرجه أحمد 5/216 عن عامر بن صالح الزبيري، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عمه أن خزيمة بن ثابت رأى في النوم أنه يسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك، فاضطجع له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسجد على جبهته، وعامر بن صالح الزبيري: متروك الحديث كما في "التقريب".
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/78، وابن سعد 4/380-381، وأحمد 5/214 و 215، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/128 من طريق حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت أن أباه قال: رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بذلك، فقال: إن الروح لتلقى الروح، فأقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه هكذا، فوضع جبهته على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا سند صحيح رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني "3717" من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا....=(16/99)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإسناد. وفيه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: "اجلس واسجد واصنع كما رأيت" قال الهيثمي 7/182: ورجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 5/214، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/128 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي جعفر الخطمي. قال: سمعت عمارة بن عثمان بن سهل بن حنيف يحدث عن خزيمة بن ثابت أنه رأى في منامه أنه يقبل النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بذلك، فناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فقبل جبهته. وعمارة بن عثمان بن سهل بن حنيف: قال الحافظ في "التهذيب": هو معروف النسب، لكن لم أر فيه توثيقاً، وقرأت بخط الذهبي في "الميزان": إنه لا يعرف.
وأخرجه أحمد 5/216 عن سكن بن نافع أبي الحسن الباهلي، حدثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، أخبرني عمارة بن خزيمة أن خزيمة رأى.. وصالح بن أبي الأخضر: ضعيف.
قلت: وخزيمة بن ثابت هذا من بنى خطمة من الأوس يعرف بذي الشهادتين يكنى أبا عبادة، شهد بدراً وما بعدها من المشاهد، وكانت راية خطمة بيده يوم الفتح، وكان مع علي رضي الله عنه يوم صفين، واستشهد بها.(16/100)
ذِكْرُ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7150- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إبراهيم الدروقي حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ يَعْنِي عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مِنَ اللَّيْلِ إِذَا رَجُلٌ يُكَبِّرُ فَأَلْحَقْتُهُ بَعِيرِي قُلْتُ: مَنْ هَذَا الْمُكَبِّرُ؟ قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ, قُلْتُ: مَا هَذَا التَّكْبِيرُ? قَالَ: شُكْرًا قُلْتُ: عَلَى مَهْ? قَالَ: عَلَى أَنِّي(16/100)
كُنْتُ أَجِيرًا لِبُسْرَةَ بِنْتِ1 غَزْوَانَ بعُقْبَةِ رِجْلِي وَطَعَامِ بَطْنِي فَكَانَ الْقَوْمُ إِذَا رَكِبُوا سُقْتُ لَهُمْ وَإِذَا نَزَلُوا خَدَمْتهم فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ فَهِيَ امْرَأَتِي الْيَوْمَ فَأَنَا إِذَا رَكِبَ الْقَوْمُ رَكِبْتُ وإذا نزلوا خُدِمْت2ُ. [3: 8]
__________
1. ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/423.
2. إسناده صحيح. مضارب بن حزن: روى له ابن ماجة، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/380 من طريق يعقوب الدورقي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجة "2445" في الرهون: باب إجارة الأجير على طعام بطنه، وابن سعد 4/326، وأبو نعيم في "الحلية" 1/379، والبهقي 6/120 من طرق عن سليم بن حيان، عن أبيه، عن أبي هريرة يقول: نشأت يتيماً وهاجرت مسكيناً، وكنت أجيراً لابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي، أحطب لهم إذا نزلوا، وأحدو لهم إذا ركبوا، فالحمد لله الذي جعل الدين قواماً، وجعل أبا هريرة إماماً. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 2/261: هذا إسناد صحيح موقوفاً، وحيان: هو ابن بسطام بن مسلم بن نمير، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. قلت: وحيان هذا: لم يرو عنه غير ابنه سليم.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/326 و 326-327 من طريقين عن محمد –هو ابن سيرين- عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/379 من طريق قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن أبي يونس، عن أبي هريرة أنه صلى بالناس يوماً، فلما سلم رفع صوته، فقال: الحمد لله الذي جعل الدين قواماً، وجعل أبا هريرة إماماً بعد أن كان أجيراً لابنة غزوان على شبع بطنه وحمولة رجله.
وقوله: "عقبة رجلي": العقبة: النوبة، أي: نوبة ركوبه.
وبسرة بنت غزوان: ذكرها الحافظ في "الإصابة" 4/246 وقال: هي أخت عتبة بن غزوان المازني الصحابي المشهور أمير البصرة، وقصة أبي هريرة معها صحيحة، وكانت قد استأجرت في العهد النبوي، ثم تزوجها، بعد ذلك لما كان مروان يستخلفه في إمرة المدينة.(16/101)
ذِكْرُ وَصْفِ جَهْدِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ مَعَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7151- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَصَابَنِي جَهْد شَدِيدٌ فَلَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الخطاب رضي الله تعالى عَنْهُ فَاسْتَقْرَأْتُهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَدَخَلَ دَارَهُ وَفَتَحَهَا عَلَيَّ قَالَ: فَمَشَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَخَرَرْتُ لِوَجْهِي مِنَ الجَهْدِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي فَقَالَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ" قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ, قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي وَعَرَفَ الَّذِي بِي فَانْطَلَقَ إِلَى رَحْلِهِ فَأَمَرَ لِي بعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ ثُمَّ قَالَ: "عُدْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ"، فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي وَصَارَ كالقِدْحِ قَالَ: وَرَأَيْتُ عُمَرَ فَذَكَرْتُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي وَقُلْتُ لَهُ: مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ يَا عُمَرُ, وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَقْرَأْتُكَ الْآيَةَ وَلَأَنَا أَقْرَأُ لَهَا مِنْكَ, قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَأَنْ أَكُونَ أَدْخَلْتُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمْرُ النعم1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح. عبد الله بن عمر - وهو ابن محمد بن أبان الملقب بمشكدانة- ثقة روى له مسلم. وباقي رجاله ثقات رجال الشخين. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/102)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابْنُ فُضَيْلٍ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غزوان.
وأخرجه البخاري "5375" في الأطعمة: باب قول الله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ، عن يوسف بن عيسى، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مطولاً: هناد بن السري في "الزهد" "764"، وأحمد 2/515، والبخاري "6452" في الرقاق: باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي "2477" في صفة القيامة: باب "36"، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/315، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 77-78، وأبو نعيم في "الحلية" 1/377 من طريق عمر بن ذر، عن مجاهد، عن أبي هريرة.
والعس - بضم العين المهملة-: هو القدح الكبير، والقدح –بكسر القاف وسكون الدال-: هو السهم الذي لاريش له.(16/103)
ذكر كثرة الرواية أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7152- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَخِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنِّي إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَكُنْتُ لا أكتب1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين. أخو وهب: هو همام بن منبه، وسفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/412 عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/248-249، والبخاري "113" في العلم: باب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/103)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كتابة العلم، والترمذي "2668" في العلم: باب ماجاء في الرخصة، و "3841" في المناقب: باب مناقب لأبي هريرة، من طريق سفيان، به.
وأخرجه أحمد 2/403 من طريق محمد نن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن مجاهد والمغيرة بن حكيم عن أبي هريرة. ولفظه: "فإنه كان يكتب بيده ويعيه بقلبه، وكنت أعيه بقلبي ولا أكتب بيدي" وحسنه الحافظ في "الفتح" 1/207.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/334 من طريق عبد الرحمن بن سليمان، عن عقيل، عن المغيرة بن حكيم، عن أبي هريرة.(16/104)
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَثُرَتْ رِوَايَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7153- أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَلَا يُعْجِبُكَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى بَابِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْمِعُنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ1 يُكْثِرُ أَوْ قَالَ: أَكْثَرَ وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ وَيَقُولُونَ: مَا بَالُ الْمُهَاجِرِينَ2 وَالْأَنْصَارِ لَا يَتَحَدَّثُونَ بِمِثْلِ أَحَادِيثِهِ وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ إِنَّ إِخْوَانِي مِنَ الأنصار كان يشغلهم عمل أرضيهم، وأما
__________
1. قوله: "قال: يقولون إن أبا هريرة "سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 2/424.
2. تحرف في الأصل إلى: "والمهاجرون"، والمثبت من "التقاسيم".(16/104)
إِخْوَانِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَكَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ وَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي فَأَشْهَدُ مَا غَابُوا وَأَحْفَظُ إِذَا نَسُوا وَلَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا: "أَيُّكُمْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ فَيَأْخُذُ حَدِيثِي هَذَا ثُمَّ يَجْمَعُهُ إِلَى صَدْرِهِ، فَإِنَّهُ لَنْ يَنْسَى شَيْئًا يَسْمَعُهُ"، فَبَسَطْتُ بُرْدَةً عَلَيَّ حَتَّى جَمَعْتُهَا إِلَى صَدْرِي فَمَا نَسِيتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ شَيْئًا حَدَّثَنِي بِهِ وَلَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حُدِّثْتُ شَيْئًا أَبَدًا {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط مسلم. حرملة بن يحيى: ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم "2493" و "2492" "160" عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد. وفيه "إلى آخر الآيتين".
وأخرج الطرف الأول منه أبو داود "3655" في العلم: باب من سرد الحديث من طريق سليمان بن داود المهري، عن ابن وهب، به.
وأخرجه أيضاً البخاري "3568" تعليقاً في المناقب: باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وأحمد 6/118 و257 من طرق عن يونس، به.
وأخرجه أحمد 6/138 و 257، وأبو داود "4839" في الأدب: باب الهدي في الكلام، والترمذي "3639" في المناقب: باب في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، من طريق أسامة بن زيد، عن الزهري، به. بلفظ: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث سردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام يبينه فصل، يحفظه من جلس إليه".
وأخرجه أبو داود "3654" في العلم، من طريق ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة قال: جلس أبو هريرة إلى جنب حجرة عائشة رضي الله. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/105)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُ عَائِشَةَ: وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لرددت عليه أرادت به
__________
= عنها وهي تصلي، فجعل يقول: اسمعي يا ربة الحجرة مرتين، فلما قضت صلاتها، قالت: ألا تعجب إلى هذا وحديثه، إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحدث الحديث لو شاء العاد أن يحصيه أحصاه.
وأخرج الطرف الثاني منه أحمد 2/240، والبخاري "2047" في البيوع: باب ماجاء في قول الله عز وجل: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فإنتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} ، ومسلم "2492" "160"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/378-379 من طريق شعيب، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/240 و 274، وأبو خيثمة في "العلم" "96"، والبخاري "118" في العلم: باب حفظ العلم، و "2350" في الحرث والمزارعة: باب ماجاء في الغرس، و "7354" في الإعتصام: باب الحجة على من قال: إن أحكام النبي صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة، ومسلم "2492" "159" من طريق الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن سعد 4/329، والبخاري "119"، والترمذي "3835" في المناقب: باب مناقب لأبي هريرة رضي الله عنه، من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/334 و 427 من طريقين عن الحسن، عن أبي هريرة نحوه.
وأخرجه أبو خيثمة في "العلم" "107" عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عطاء عن أبي هريرة.
وأخرجه بنحوه أبو نعيم في "الحلية" 1/381 من طريق سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة.(16/106)
سَرْدَ الْحَدِيثِ لَا الْحَدِيثَ نَفْسَهُ وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا تَعْقِيبُهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ.(16/107)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَحَبَّةَ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنَ الْإِيمَانِ
7154- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ السُّحَيْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ مُؤْمِنًا يَسْمَعُ بِي وَيَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي قُلْتُ: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: إِنَّ أُمِّي كَانَتِ امْرَأَةً مُشْرِكَةً وَكُنْتُ أَدْعُوهَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ وَأَدْعُوهَا1 فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي2 هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ اهْدِهَا", فَلَمَّا أَتَيْتُ الْبَابَ إِذَا هُوَ مُجَافٌ3، فَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ وَسَمِعْتُ خَشْفَ رَجُلٍ, أَوْ رِجُلٍ فَقَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كَمَا أَنْتَ وَفَتَحَتِ الْبَابَ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَلَى خِمَارِهَا فَقَالَتْ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله فرجعت إلى
__________
1. في البغوي: "وإني دعوتها"، ولفظ مسلم: "فدعوتها اليوم".
2. في الأصل: "أبا"، والتصويب من "التقاسيم" 2/425.
3. في الأصل و "التقاسيم": "مجوف"، والمثبت من مصادر التخريج.(16/107)
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ, كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الْحُزْنِ, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ فَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعَوْتَكَ قَدْ هَدَى اللَّهُ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيَّ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ1 وَحَبِّبْهُمْ إِلَيْهِمَا" 2.
أَبُو كَثِيرٍ السُّحَيْمِيُّ: اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن3. [3: 8]
__________
1. من قوله: "ويحببهم إلي" إلى هنا سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم".
2. إسناده حسن على شرط مسلم. عكرمة بن عمار ينزل حديثه عن رتبة الصحيح. أبو الوليد الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك.
وأخرجه البغوي "3726" من طريق علي بن الحسن الدار بجردي، عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/319-320، وابن سعد 4/328، ومسلم "2491" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي هريرة، من طرق عن عكرمة بن عمار، به. وحسن إسناده الإمام الذهبي في "السير" 2/593.
وقوله: "مجاف" أي: مغلق، تقول: أجفت الباب: إذا رددته، والخضخضة: صوت تحريك الماء، والخشف: الحس والحركة والصوت.
3. ذكره المؤلف في "الثقات" 5/539 فقال: يزيد بن عبد الرحمن بن أذنيه السحيمي أبو كثير الغبري، وكذا في "الجرح والتعديل" 9/276 وزاد: ويقال: ابن غفيلة. وفي "التهذيب": يزيد بن عبد الرحمن الضرير، وقيل: يزيد بن عبد الله بن أذنيه، وقيل: ابن غفيلة.(16/108)
ذِكْرُ شَهَادَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ لِأَبِي هُرَيْرَةَ بِكَثْرَةِ السَّمَاعِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7155- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَرِيئًا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسأله عن أشياء لا نسأله عنها1.
__________
1. إسناده ضعيف. أبو معاذ وجده: مجهولان، لم يوثقهما غير المؤلف 7/378 و 5/422، ولم يرو عنهما غير واحد. وفي "التهذيب" في ترجمة معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبي، قال: وقال ابن المديني في "العلل" في مسند أبى في حديث "أول ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم من النبوة" رواه مالك بن محمد بن معاذ بن أبي، عن أبيه، عن جده، حديث مدني، وإسناده مجهول كله، ولا نعرف محمداً ولا أباه ولا جده.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/510 من طريق إبراهيم نب سعيد الجوهري، بهذا الإسناد. وسقط من إسناده: "محمد بن عيسى بن الطباع".
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" 5/139 من طريق يونس بن محمد، عن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب، حدثني أبي محمد بن معاذ، عن معاذ، عن محمد، عن أبي بن كعب أن أبا هريرة ...(16/109)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يَصْحَبِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا سَنَةً وَاحِدَةً
7156- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ(16/109)
الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قدمت المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر ورجل مِنْ بَنِي غِفَارَ يَؤُمُّهُمْ فِي الصُّبْحِ, فَقَرَأَ فِي الْأُولَى: {كهيعص} وَفِي الثَّانِيَةِ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} وَكَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ لَهُ مِكْيَالَانِ: مِكْيَالٌ كَبِيرٌ وَمِكْيَالٌ صَغِيرٌ يُعْطِي بِهَذَا وَيَأْخُذُ بِهَذَا فَقُلْتُ: ويل1 لفلان2. [3: 8]
__________
1. تحرفت في الأصل إلى: "فقل"، والتصويب من "التقاسيم" 2/425.
2. إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الجبار بن العلاء وعثمان بن أبي سليمان من رجال مسلم، وباقي رجاله من رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/17 عن علي بن عبد الله، عن سفيان، بهذا الإسناد مختصراً.
وأخرجه ابن سعد 4/327-328، والبخاري في "التاريخ الصغير" 1/18، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/160، والبزار "2281"، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/198-199 من طرق عن خثيم بن عراك بن مالك، عن أبيه عن أبي هريرة، وذكروا فيه أن اسم الرجل الذي صلى خلفه هو سباع بن عرفطة. قال البزار: لا نعلم رواه عن أبي هريرة إلا عراك، وذكره الهيثمي في "المجمع" 7/135 فقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن مسعود الجحدري –وهو شيخ البزار في الحديث – وهو ثقة.
قلت: وغزوة خبير كانت في المحرم أول سنة سبع.
وأخرج أحمد 2/475، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 3/161، والحميدي "1056" من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا هريرة يقول: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين..... =(16/110)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج يعقوب بن سفيان 3/161 عن سعيد بن منصور، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن حدثهم، قال: لقيت رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبه أربع سنين كما صحبه أبي هريرة.
وأخرجه ابن سعد في"الطبقات"4/723من طريق يعقوب بن إسحاق وسعيد بن منصور، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: صحب أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين.
قال الإمام الذهبي في "السير" 2/590: وهذا أصح، فمن فتوح خيبر إلى الوفاة أربعة أعوام وليال. والويل: قال الزجاج: كلمة تقولها العرب لكل من وقع في هلكة، ويستعملها الذي يقع في الهلكة ايضاً، ومنه قوله تعالى: {يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} وأصلها في اللغة: العذاب والهلاك.
والمطفف: الذي لا يوفي الكيل، يقال: إناء طفإن: إذا لم يكن مملوءاً، قال الزجاج: إنما قيل: مطفف، لأنه لا يكاد يسرق في الميزان والمكيال إلاالشيء الطفيف، وإنما أخذ من طف الشيء وهو جانبه.(16/111)
ذكر أبي الدحداح الأنصاري رضي الله تعالى عَنْهُ
7157- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ أَبِي الدَّحْدَاحِ فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهَا أُتِيَ بِفَرَسٍ فَرَكِبَهُ وَنَحْنُ نَسْعَى خَلْفَهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَمْ مِنْ عِذْقٍ مُدَلًّى1 لِأَبِي الدَّحْدَاحِ في
__________
1. في الأصل: "مدللا" وقد تكون محرقة عن "مذلل"، والمثبت من "التقاسيم" 2/425.(16/111)
الجنة" 1.
__________
1. إسناده حسن على شرط مسلم. أبو داود- وهو سليمان بن داود الطيالسي وسماك من رجال مسلم، وباقي رجاله رجال الشيخين. وهو في"مسند الطيالسي"مختصرا"760".
وأخرجه من طريق أبي داود: الترمذي"1013"في الجنائز: باب ماجاء في الرخصة من ذلك، والطبراني"1900".
وأخرجه أحمد5/90و98-99، ومسلم"965" في الجنائز: باب ركوب المصلي على الجنازة إذا انصرف، والطبراني"1799"و"1901"، والبيهقي4/22-23من طرق عن شعبة، به بطوله ومختصرا.
وأخرجه أحمد5/99و102، والطيالسي"760"، ومسلم"965"، والترمذي"1014"، والنسائي 4/85-86 في الجنائز: باب الركوب بعد الفراغ من الجنازة، والبيهقي4/22من طرق عن سماك بن حرب به مختصرا. وانظر الحديث الآتي.
والعذق-بكسر العين المهملة-: هو الغصن من النخلة، ومدلى: معلق، وفي مسلم"معلق أو مدلى".
وأبو الدحداح: هو ثابت بن الدحداح أو ابن الدحداحة، بن نعيم بن غنم بن إياس، وكان في بني أنيف أو في بني العجلان بن بلي حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف.(16/112)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ سماك بن حرب لم يسمع هذا مِنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ
7158- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى(16/112)
أَبِي الدَّحْدَاحِ وَنَحْنُ شُهُودٌ فَأُتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَرَسٍ فَرَكِبَهُ فَجَعَلَ يَتَوَقَّصُ به ونحن نسعى حوله فقال: "كَمْ مِنْ عِذْقٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ مُعَلَّقٍ فِي الجنة" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده حسن على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير سماك-وهو ابن حرب- فإنه من رجال مسلم، وهو صدوق لايرقى حديثه إلى الصحة.
وأخرجه الطبراني"1899"عن سليمان بن الحسن، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود"3178" في الجنائز: باب الركوب في الجنازة، عن عبيد الله بن معاذ، به.
وقوله: "يتوقص به", أي: يتوثب به.(16/113)
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْقَوْلَ
7159- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا فَمُرْهُ يُعْطِينِي أُقِيمُ بِهَا حَائِطِي, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْطِهِ إِيَّاهَا بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ", فَأَبَى فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي، فَفَعَلَ2، فَأَتَى أَبُو الدَّحْدَاحِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إني قد ابتعت النخلة بحائطي وقد أعطيتكما فَاجْعَلْهَا لَهُ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَمْ مِنْ عِذْقٍ دَوَّاحٍ3 لِأَبِي الدحداح في الجنة" مرارا، فأتى
__________
1. إسناده حسن على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير سماك-وهو ابن حرب- فإنه من رجال مسلم، وهو صدوق لايرقى حديثه إلى الصحة.
وأخرجه الطبراني"1899"عن سليمان بن الحسن، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود"3178" في الجنائز: باب الركوب في الجنازة، عن عبيد الله بن معاذ، به.
وقوله: "يتوقص به"أي: يتوثب به.
2. من قوله: "فأتاه" إلى هنا سقط من الأصل، واستدرك من"التقاسيم"2/426.
3. تحرفت في الأصل إلى: "دولع"، والتصويب من "التقاسيم". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/113)
أَبُو الدَّحْدَاحِ امْرَأَتَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ فَقَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الجنة, فقالت: ربح السعر1 [3: 8]
__________
= والدواح: هو العظيم، الشديد العلو، وكل شجرة عظيمة: دوحة.
1. إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نصر التمار- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- وحماد بن سلمة من رجال مسلم، وباقي رجاله من رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد3/146عن حسن، والطبراني22/"763"، والحاكم 2/20من طريق أبي نصر التمار، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وذكره الهيثمي في"المجمع"9/323-324 وقال: رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.(16/114)
ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ
7160- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ1 إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ سُفْيَانَ بْنَ نُبَيْحٍ الْهُذَلِيَّ جَمَعَ لِيَ النَّاسَ ليعزوني وهو بنخلة أبو بِعُرَنَةَ فَأْتِهِ", قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ انْعَتْهُ لِي حَتَّى أَعْرِفَهُ, قَالَ: "آيَةُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَنَّكَ إِذَا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ لَهُ إِقْشَعْرِيَرَةً" قَالَ: فَخَرَجْتُ مُتَوَشِّحًا بِسَيْفِي حَتَّى دُفِعْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي ظُعُنٍ يَرْتَادُ لَهُنَّ مَنْزِلًا حِينَ كَانَ وَقْتُ الْعَصْرِ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَجَدْتُ مَا وَصَفَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
__________
1. تحرفت في الأصل إلى: "أبي" والتصويب من"التقاسيم"2/426.(16/114)
الإقشعريرة فأخذت نحوه وخشيتان يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مُحَاوَلَةٌ تَشْغَلُنِي عَنِ الصَّلَاةِ فصليت وأنا أمشي نحوه وأومىء برأسي, فلما انتهت إِلَيْهِ قَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ سَمِعَ بِكَ وَبِجَمْعِكَ لِهَذَا الرَّجُلِ, فَجَاءَ لِذَلِكَ, قَالَ: فَقَالَ: أَنَا فِي ذَلِكَ فَمَشَيْتُ مَعَهُ شَيْئًا حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلْتُهُ ثُمَّ خَرَجْتُ وَتَرَكْتُ ظَعَائِنَهُ مُنْكَبَّات عَلَيْهِ, فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَآنِي قَالَ: "قَدْ أَفْلَحَ الْوَجْهُ" قُلْتُ: قَتَلْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "صَدَقْتَ"، قَالَ: ثُمَّ قَامَ مَعِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْخَلَنِي بَيْتَهُ وَأَعْطَانِي عَصًا فَقَالَ: "أَمْسِكْ هَذِهِ الْعَصَا عِنْدَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ" قَالَ: فَخَرَجْتُ بِهَا عَلَى النَّاسِ فَقَالُوا: مَا هَذِهِ الْعَصَا؟ قُلْتُ: أَعْطَانِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَهَا قَالُوا: أَفَلَا تَرْجِعُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَسْأَلَهُ لِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمَ أَعْطَيْتَنِي هَذِهِ الْعَصَا؟ قَالَ: "آيَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّ أَقَلَّ النَّاسِ الْمُتَخَصِّرُونَ يَوْمَئِذٍ"، فَقَرَنَهَا عَبْدُ اللَّهِ بِسَيْفِهِ فَلَمْ تَزَلْ مَعَهُ حَتَّى إِذَا مَاتَ أَمَرَ بِهَا فَضُمَّتْ مَعَهُ فِي كَفَنِهِ ثُمَّ دُفِنَا جميعا1. [3: 8]
__________
1. ابن عبد الله بن أنيس: هو عبد الله بن عبد الله بن أنيس، جاء ذلك مبينا من رواية محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق عند البيهقي في"الدلائل"4/42-43.وعبد الله هذا ذكره المؤلف في "الثقات"5/37، وابن أبي حاتم5/90، والبخاري في"تاريخه"5/125 ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وهو في "سيرة ابن هشام"4/267-268....=(16/115)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن ابن إسحاق وقد سقط من السند"ابن عبد الله بن أنيس"وباقي رجاله ثقات وهو في"مسند أبي يعلى" "905".
وأخرجه أحمد3/496من طريق يعقوب، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في"المجمع"6/203فقال: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وفيه راو لم يسم، وهو ابن عبد الله بن أنيس، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" "445" من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه أحمد3/496من طريق ابن إدريس، وأبو داود"1249"في صلاة السفر: باب صلاة الطالب، من طريق عبد الوارث، والبيهقي في"السنن"3/256، وفي "الدلائل"4/42-43، من طريق محمد بن سلمة، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه مختصرا البيهقي في"الدلائل"4/40من طريق محمد بن عمرو بن خالد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو الأسود، عن عروة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس السلمي إلى سفيان بن خالد الهذلي ثم اللحياني ليقتله وهو بعرنة وادي مكة.
وأخرجه البيهقي 4/40-41 بنحوه مختصرا من طريق ابن أبي أويس، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة قال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس السلمي ...
وقوله: "عرنة"بوزن همزة وضحكة، قال الأزهري: بطن عرنة واد بحذاء عرفات. انطر معجم البلدان 4/111.
وقوله: "المتخصرون" أي: المتكئون على المخاصر، جمع مخصرة، وهي ما يأخذه الرجل بيده ليتوكأ عليه مثل العصا ونحوه.
قلت: وقد ذكر ابن هشام بإثر الحديث شعرا لعبد الله بن أنيس قاله في ذلك وهو:
تركت ابن ثور كالحوار وحوله ... نوائح تفري كل جيب مقدد(16/116)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=
تناولته والظعن خلفي وخلفه
...
بأبيض من ماء الحديد مهند
عجوم لهام الدار عين كأنه
...
شهاب غضى من ملهب متوقد
أقول له والسيف يعجم رأسه
...
أنا ابن أنيس فارسا غير قعدد
أنا ابن الذي لم ينزل الدهرقدره
...
رحيب فناء الدار غير مزند
وقلت له خذها بضربة ماجد
...
حنيف على دين النبي محمد
وكنت إذا هم النبي بكافر
...
سبقت إليه باللسان وباليد(16/117)
ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7161- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَّامٍ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْدَمَه الْمَدِينَةَ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَلْ", قَالَ: مَا أَوَّلُ أَمْرِ السَّاعَةِ أَوْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ وَمِمَّ يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ وَإِلَى أُمِّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهِنَّ آنِفًا" قَالَ: جِبْرِيلُ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَوْ أَمْرِ السَّاعَةِ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْمَشْرِقِ تَحْشُرُ النَّاسَ إِلَى الْمَغْرِبِ وَأَمَّا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ وَأَمَّا مَا يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ وَإِلَى أُمِّهِ فَإِذَا بق مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَ الْوَلَدُ إِلَى أُمِّهِ".
فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قال: يا(16/117)
رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتَةٌ اسْتَنْزِلْهُمْ وَسَلْهُمْ أَيُّ رَجُلٍ أَنَا فِيهِمْ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي فَجَاءَ مِنْهُمْ رَهْطٌ فَسَأَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ الله بن سلام"؟ قالوا: أخبرنا وَابْنُ خَيْرِنَا وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ" قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ وَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا قَالَ: يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ: هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَتَخَوَّفُ1. [3: 8]
7162- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَشِيطٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ النَّخَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حدثني
__________
1. إسناده صحيح على شرط البخاري، زياد بن أيوب من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى "3856"من طريق زهير بن حرب، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد3/108، والبخاري"3329"في أحاديث الأنبياء: باب خلق آدم وذريته، و"3938"في مناقب الأنصار: باب51و"4480"في تفسير سورة البقرة باب: {مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ} ، والنسائي في"عشرة النساء""189"، والبيهقي في "الدلائل"2/528-529، والبغوي في "شرح السنة""3769"، وفي"معالم التنزيل"4/165من طرق عن حميد، به.
وأخرج القسم الأخير منه وهو إسلام عبد الله بن سلام ... أحمد3/211، والبخاري"3911"في مناقب الأنصار: باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، والبيهقي في"الدلائل"2/526-528من طريق عبد الوارث بن سعيد العنبري، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، وسيأتي برقم"7423".(16/118)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ.
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا كَنِيسَةَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عِيدِهِمْ وَكَرِهُوا دُخُولَنَا عَلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ أَرُونِي إِثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ يُحْبِطُ اللَّهُ عَنْ كُلِّ يَهُودِيٍّ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الْغَضَبَ الَّذِي غَضِبَ عَلَيْهِ"، قَالَ: فَأَمْسَكُوا وما أجابه منهم أحد ثم رد علهيم فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ثُمَّ ثَلَّثَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ1 فَقَالَ: "أَبَيْتُمْ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَنَا الْحَاشِرُ وَأَنَا الْعَاقِبُ وَأَنَا الْمُقَفِّي آمَنْتُمْ أَوْ كَذَّبْتُمْ"، ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى دَنَا أَنْ يَخْرُجَ2 فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ خَلْفِنَا يَقُولُ: كَمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ قَالَ: فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: أَيُّ رَجُلٍ تَعْلَمُونِي فِيكُمْ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ؟ قَالُوا: مَا نَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ فِينَا رَجُلٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَلَا أَفْقَهُ مِنْكَ وَلَا مِنْ أَبِيكَ مِنْ قَبْلِكَ وَلَا مِنْ جَدِّكَ قَبْلَ أَبِيكَ3 قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ لَهُ بِاللَّهِ أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ الَّذِي تَجِدُونَهُ فِي التَّوْرَاةِ قَالُوا: كَذَبْتَ ثُمَّ رُدُّوا عَلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ شَرًّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَذَبْتُمْ لَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ أَمَّا آنِفًا فَتُثْنُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا أَثْنَيْتُمْ وَأَمَّا إذا آمن كذبتموه وقلتم
__________
1. قوله: "ثم ثلث فلم يجبه أحد"سقط في الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 3/197.
2. في مصادر التخريج: "حتى كدنا أن نخرج".
3. قوله: "مِنْ قَبْلِكَ وَلَا مِنْ جَدِّكَ قَبْلَ أَبِيكَ" ساقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم".(16/119)
مَا قُلْتُمْ فَلَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ"، قَالَ: فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ ثَلَاثَةٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ} [الأحقاف: 10] الآية1. [3: 64]
__________
1. إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن هارون النخعي، فقد روى له ابن ماجة في "التفسير"، وهو ثقة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه أحمد 6/25، والطبري في "جامع البيان" 26/11، والطبراني 18/"83"، والحاكم 3/415 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!.(16/120)
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ
7163- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَا حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ: "إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجنة" إلا لعبد الله بن سلام2. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن هارون النخعي، فقد روى له ابن ماجة في "التفسير"، وهو ثقة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه أحمد 6/25، والطبري في "جامع البيان" 26/11، والطبراني 18/"83"، والحاكم 3/415 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!.
2. إسناده صحيح. عبد الله بن أحمد – وهو ابن بشير بن ذكوان – روى له أبو داود وابن ماجة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن يوسف، فمن رجال البخاري. أبو مهر: هو عبد الأعلى بن مهر الغساني، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية مولى عمر بن عبيد الله التيمي.
وأخرجه البخاري "38112" في مناقب الأنصار: باب مناقب عبد الله بن سلام، والطبري في "جامع البيان" 26/10، والبغوي "3990"، من طريق عبد الله بن يوسف، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: قال: وفيه نزلت هذه الآية: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} الآية. قال: لا أدري قال مالك الآية أو في الحديث.
وأخرجه أحمد 1/169، ومسلم "2483" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، من طريق إسحاق بن عيسى، والنسائي في فضائل الصحابة "148" من طريق أبي مسهر، كلاهما عن مالك، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 7/438 وزاد نسبته لابن المنذر وابن مردويه.(16/120)
ذكر خبر ثان يصرح بصحبة مَا ذَكَرْنَاهُ
7164- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ فَأَصَبْنَا مِنْهَا فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَطْلُعُ رَجُلٌ مِنْ هَذَا الْفَجِّ يَأْكُلُ هَذِهِ الْقَصْعَةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" فَقَالَ سَعْدٌ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَخِي عُمَيْرًا يَتَطَهَّرُ فَقُلْتُ: هُوَ أَخِي، فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فأكلها1. [3: 8]
__________
1. إسناده حسن، عاصم بن أبي النجود: روى له الشيخان مقروناً، وأخرج له أصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 1/169 و 183، والبزار "2712"، والحاكم 3/416 من طرق عن حما بن سلمة، بهذا الاسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/326، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه عاصم ابن بهدلة – وهو ابن النجود- وفيه خلاف، وبقية رجالهم رجال الصحيح.(16/121)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ عَاشِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةِ
7165- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ1 أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَوْصِنَا, قَالَ: أَجْلِسُونِي ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعَمَلَ وَالْإِيمَانَ مَظَانَّهُمَا مَنِ الْتَمَسَهُمَا وَجَدَهُمَا وَالْعِلْمُ وَالْإِيمَانُ مَكَانَهُمَا مَنِ الْتَمَسَهُمَا وَجَدَهُمَا فَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّهُ عاشر عشرة في الجنة" 2. [3: 8]
__________
1. في الأصل "عمير". والتصويب من "التقاسيم" 2/428.
2. إسناده قوي. يزيد بن عميرة روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة، وباقي رجاله على شرط مسلم. أبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله بن عبد الله.
وأخرجه أحمد 5/242-243، والترمذي "3804" في المناقب باب مناقب عبد الله بن سلام، والنسائي في فضائل الصحابة "149"، والحاكم 3/270 و 416 من طريق الليث، والبخاري في "التاريخ الصغير" 1/73، والطبراني "8514" و 20 "229"، من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وجود إسناده الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 2/ 313.... =(16/122)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/352 و 325-353 عن حماد بن عمرو النصيبي، أخبرنا زيد بن رفيع، عن معبد الجهني قال: كان رجل يقال له يزيد بن عميرة السكسكي وكان تلميذاً لمعاذ بن جبل فحدث أن معاذ بن جبل ...
وأخرجه الطبراني 20/"228" من طريق أنس بن سوار، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن يزيد بن عميرة، به.
وأخرجه الفسوي في "المعرفة" 2/550-551 من طريق حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل كان يخذم معاذاً فذكره.(16/123)
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالِاسْتِمْسَاكِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ إلى إن مات
7166- أخبرنا ابن يَعْلَى ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي حَلْقَةٍ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ فِيهَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا حَسَنًا فَلَمَّا قَامَ قَالَ الْقَوْمُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا, قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَتْبَعَنَّهُ فَلَأَعْلَمَنَّ بَيْتَهُ, قَالَ: فَتَبِعْتُهُ فَانْطَلَقَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لِي فقال: ما حاجتك يا بن أَخِي؟ قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ الْقَوْمَ يَقُولُونَ لَمَّا قُمْتَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا فَأَعْجَبَنِي أَنْ أَكُونَ مَعَكَ, قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَسَأُخْبِرُكَ مِمَّا قَالُوا ذَلِكَ إِنِّي بَيْنَا أنا(16/123)
نَائِمٌ1 أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: قُمْ فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَإِذَا أَنَا بِجَوَادٍ عَنْ شِمَالِي فَأَخَذْتُ لِآخُذَ فِيهَا فَقَالَ لِي: لَا تَأْخُذْ فِيهَا فَإِنَّهَا طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ قَالَ وَإِذَا جَوَادٌ مَنْهَجٌ2 عَنْ يَمِينِي قَالَ لِي: خُذْ ها هنا فَأَتَى بِي جَبَلًا فَقَالَ لِي: اصْعَدْ فَوْقَ هَذَا فَجَعَلْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَصْعَدَ خَرَرْتُ عَلَى اسْتِي حَتَّى فَعَلْتُهُ مِرَارًا ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى بِي عَمُودًا رَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ وَأَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ حَلْقَةٌ فَقَالَ لِي: اصْعَدْ فَوْقَ هَذَا فَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْعَدُ فَوْقَ هَذَا وَرَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَحَلَ بِي فَإِذَا أَنَا مُتَعَلِّقٌ بِالْحَلْقَةِ ثُمَّ ضَرَبَ الْعَمُودَ فَخَرَّ وَبَقِيتُ مُتَعَلِّقًا بِالْحَلْقَةِ حَتَّى أَصْبَحْتُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: "أَمَّا الطَّرِيقُ الَّذِي رَأَيْتَ عَلَى يَسَارِكَ فَهِيَ طَرِيقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ وَأَمَّا3 الطَّرِيقُ الَّذِي رَأَيْتَ عَنْ يَمِينِكَ فَهِيَ طَرِيقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّذِي رَأَيْتَ عَنْ يَمِينِكَ فَهِيَ طَرِيقُ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَالْجَبَلُ هُوَ مَنَازِلُ الشُّهَدَاءِ وَلَنْ تَنَالَهُ وَأَمَّا الْعَمُودُ فَهُوَ عَمُودُ الْإِسْلَامِ وَأَمَّا الْعُرْوَةُ فَهِيَ عُرْوَةُ الْإِسْلَامِ وَلَنْ تزال مستمسكا بها حتى تموت" 4. [3: 8]
__________
1. في الأصل: "بينا كنت أنا نائم" والمثبت من "التاقسيم" 2/428.
2. في الأصل و "التقاسيم": "منهم"، والمثبت من مصادر التخريج، وجواد منهج: أي طرق واضحة بينة مستقيمة، والمنهج: الطريق المستقيم.
3. من قوله: "الطريق الذي رأيتها" إلى هنا سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم".
4. إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن مسهر، فمن رجال مسلم. ... =(16/124)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الصَّوَابُ "فَزَجَلَ", وَالسَّمَاعُ "فَزَحَلَ", بالحاء.
__________
= وأخرجه مسلم "2484" "150" في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، والحاكم 3/414-415 من طرق عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/452-423، وابن ماجة "3920" في تعبير الرؤيا: باب تعبير الرؤيا، من طريق حسن بن موسى، والنسائي في التعبير من "الكبرى" كما في "التحفة" 4/353 من طريق عفإن، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن المسيب بن رافع، عن حرشة بن الحر، به.
وأخرجه بنحوه أحمد 5/452، والبخاري "3813" في مناقب الأنصار: باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه، و "7014" في التعبير: باب التعليق بالعروة والحلقة، ومسلم "2484" "148" من طرق عن عبد الله بن عون، والبخاري "7010" في التعبير: باب الخضر في المنام والروضة الخضراء، ومسلم "2484" "149" من طريق قرة بن خالد، كلاهما عن محمد بن سيرين، عن قيس بن عباد قال: كنت في المسجد ... فذكره.(16/125)
ذِكْرُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ
7167- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ1 لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ هَلَكْتُ, قَالَ: "لِمَ؟ ", قَالَ: قَدْ نَهَانَا الله عن أن
__________
1. ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/429.(16/125)
نُحِبَّ أَنْ نُحْمَدَ بِمَا لَمْ نَفْعَلْ وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْحَمْدَ وَنَهَى اللَّهُ عَنِ الْخُيَلَاءِ1 وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْجَمَالَ وَنَهَى اللَّهُ أَنْ نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا فَوْقَ صَوْتِكَ وَأَنَا امْرُؤٌ جَهِيرُ الصَّوْتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا ثَابِتُ أَلَا تَرْضَى أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا وَتُقْتَلَ شَهِيدًا وَتَدْخُلَ الْجَنَّةِ"؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ فَعَاشَ حَمِيدًا وَقُتِلَ شَهِيدًا يَوْمَ مسيلمة الكذاب2. [3: 8]
__________
1. قوله: "وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْحَمْدَ وَنَهَى اللَّهُ عَنِ الْخُيَلَاءِ" ساقط من الأصل واستدرك من "التقاسيم".
2. إسماعيل بن ثابت: هو إسماعيل بن محمد بن ثابت نسب إلى جده. قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص37: ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/16، وقال: روى عن أنس، روى عنه أبو ثابت من ولد ثابت بن قيس بن الشماس، ثم قال 4/15: إسماعيل بن ثابت يروى عن ثابت بن قيس، وعنه الزهري، فنسب إسماعيل إلى جده وظنهما اثنين، فوهم، ولم يدرك إسماعيل جده فإنه قتل باليمامة.
قلت: وجزم البخاري في "التاريخ" 1/371 بأنه مرسل، فقال: روى عنه الزهري مرسل، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين غير ثابت بن قيس فمن رجال البحاري. وانظر "الفتح" 6/621.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" "1314" من طريق عنبسه، عن يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً "1312" من طريق سعيد بن عفير، عن مالك، عن ابن شهاب، عن إسماعيل بن محمد بن ثابت، عن ثابت بن قيس بن شماس أنه قال ...
وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" "520" من طريق عمرو بن مرزوق، عن مالك، عن ابن شهاب، عن إسماعيل بن محمد الأنصاري، أن ثابت بن قيس ... فذكره.... =(16/126)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني "1315" من طريق عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عن إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس أن ثابت بن قيس ...
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" 26/119 من طريق ابن ثور، وعبد الرزاق "20425" ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/355، كلاهما عن معمر، عن الزهري أن ثابت بن قيس بن شماس قال: يا رسول الله ... فذكره، وهو معضل كما ذكر الحافظ.
وأخرجه الحاكم 3/234، والبيهقي في "الدلائل" 6/355 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثني أبي، عن ابن شهاب قال: أخبرني إسماعيل بن محمد بن ثابت الأنصاري، عن أبيه، أن ثابت بن قيس قال.. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، كذا قالا مع أن إسماعيل وأباه لم يخرجا لهما ولا أحدهما.
وأخرجه الطبراني "1310" و "1311" و "1313" من طرق عن الزهري، عن محمد بن ثابت، عن ثابت بن قيس بن شماس.
وأخرجه الطبري 26/118 عن أبي كريب قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا أبو ثابت بن قيس بن الشماس، قال: حدثني عمي إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه قال: نزلت هذه الآية {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} قال: قعد ثابت في الطريق يبكي.. فذكره مطولاً.
وأخرجه الطبراني "1316" من طريق أبي كريب، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا أبو ثابت بن ثابت بن قيس بن شماس، حدثني أبي ثابت بن قيس، عن أبيه قال.. فذكره، قال الهيثمي في "المجمع" 9/321: وأبو ثابت بن قيس بن شماس: لم أعرفه، ولكنه قال: حدثني أبي ثابت بن قيس، فالظاهر أنه صحابي، ولكن زيد بن الحباب لم يسمع من أحد من الصحابة والله أعلم ... =(16/127)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مطولاً الحاكم 3/234، والبيهقي 6/356-357، والطبراني "1320" من طريق عطاء الخرساني، عن ابنة ثابت بن قيس بن شماس فذكرت قصة أبيها. وذكره السيوطي ف "الدر المنثور" 7/550 وزاد نسبته إلى البغوي، وابن المنذر، وابن مردويه، والخطيب في "المتفق والمفترق"، وقال الهيثمي في "المجمع" 9/322: رواه الطبراني وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح، والظاهر أن بنت ثابت بن قيس صحابية، فإنها قالت سمعت أبي.
قلت: وثابت بن قيس بن شماس كنيته أبو محمد، وكان خطيب الأنصار وخطيب النبي صلى الله عليه وسلم، شهد أحداً وما بعدها من المشاهد استشهد في اليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، فقد أخرج الحاكم في "المستدرك" 3/235 من طريق حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس أن ثابت بن قيس جاء بوم اليمامة وقد تحنظ ولبس أكفإنه، وقد أنهزم أصحابه، وقال: اللهم أني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء، فبئس ما عودتم أقرانكم، خلوا بيننا وبين أقراننا ساعة، ثم حمل، فقاتل ساعة فقتل، وكانت درعه قد سرقت، فرآه رجل فيما يرى النائم، فقال: إن درعي في قدر تحت إكاف بمكان كذا وكذا، وأوصى بوصايا، فطلب الدرع، فوحد حيث قال، فإنفذوا وصيته، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.(16/128)
ذِكْرُ خَبَرٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
7168- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [الحجرات: 2] قَعَدَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ في بيته(16/128)
وَقَالَ: أَنَا الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي وَأَجْهَرُ لَهُ بِالْقَوْلِ وَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ: "بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".
قَالَ أَنَسٌ: فَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ وَكَانَ ذَلِكَ الِانْكِشَافُ لَبِسَ ثِيَابَهُ وَتَحَنَّطَ وتقدم فقاتل حتى قتل1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم وهو في "مسند أبي يعلى" "3331".
وأخرجه أحمد 3/137، ومسلم "119" "188" في الأيمان: باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله، والبيهقي في "الدلائل" 6/354 من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/137، ومسلم "119" "187"، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/209 من طريق حماد بن سلمة، ومسلم "119" "188"، وأبو يعلى "3427"، والواحدي في "أسباب النزول" ص258 من طريق جعفر بن سليمان، كلاهما عن ثابت، به.
وأخرجه البخاري "3613" في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، و"4846" في تفسير سورة الحجرات: باب {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/375 من طريقين عن أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن موسى بن أنس، عن أنس.
وأخرجه الطبراني "1309" من طريق ابن معين، عن أزهر، عن ابن عون، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس.
وأخرجه طرفه الأخير بنحوه: الحاكم 3/235، والطبراني "1307" من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/129)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري "2845" في الجهاد: باب التحنط عند القتال، من طريق ابن عون، عن موسى بن أنس، قال: وذكر اليمامة قال: أتى أنس بن مالك ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط ...
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 7/548 وزاد نسبته إلى البغوي في "معجم الصحابة" وابن المنذر، وابن مردويه. وانظر الحديث الآتي.(16/130)
ذِكْرُ حَزْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ عِنْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ
7169- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} قَالَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ: أَنَا وَاللَّهِ الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ غَضِبَ عَلَيَّ فَحَزِنَ وَاصْفَرَّ فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّهُ يَقُولُ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ إِنِّي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ", فَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا رَجُلٌ مِنْ أهل الجنة1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط مسلم، رجال ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الأعلى، فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي في "فضائل الصحابة" "123" عن محمد بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "119" "188"، وأبو يعلى "2381" من طريق هريم بن عبد الأعلى، عن معتمر بن سليمان، به. وانظر الحديث السابق.(16/130)
ذكر أبي زيد بن عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7170- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بِتُسْتَرَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي زَيْدِ بْنِ أَخْطَبَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا له بالجمال1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن أخزم، فمن رجال البخاري، وصحابيه فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني 17/"43" من طريق علي بن عبد العزيز، عن مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/340، ابن سعد 7/28 عن حجاج بن نصر، عن قرة، به. وانظر الحديثين الآتيين.(16/131)
ذِكْرُ مَسْحِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَ أَبِي زَيْدٍ حَيْثُ دَعَا لَهُ بِمَا وَصَفْنَا
7171- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ وَجْهَهُ ودعا له بالجمال1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو نب الضحاك بن مخلد فقد روى له ابن ماجة وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني 17/"45" من طريق الحسن بن علي، عن عمرو بن....=(16/131)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الضحاك، بهذا الإسناد. وفيه زيادة: "قال عزرة: فأخبرني بعض أهلي أنه بلغ مئة وسبع سنين وليس في رأسه ولحيته إلا نبذات من شعر أبيض".
وأخرجه أحمد 5/341، والترمذي "3629" في المناقب: باب 6، من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، به. وفيها زيادة كالسابقة إلا أن لفظ أحمد: "بلغ بضعاً ومئة سنة" ولفظ الترمذي: "عاش مئة وعشرين سنة". وقال الترمذي: هذا: حديث حسن غريب.
وأخرجه أحمد 5/77، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 6/211 من طريق حرمي بن عمارة، عن عزرة، به. ولفظ زيادته كلفظ أحمد السابق، وصححه البيهقي، وانظر الحديث السابق والآتي.(16/132)
ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجَلِهِ دَعَا الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي زَيْدٍ بِالْجَمَالِ
7172- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَا حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي أَبُو نَهِيكٍ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ قَالَ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَفِيهِ شَعْرَةٌ فَرَفَعْتُهَا فَنَاوَلْتُهُ فَنَظَرَ إِلَيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ جَمِّلْهُ".
قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَهُوَ بن ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمَا فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ شَعْرَةٌ بيضاء1. [3: 8]
__________
1. إسناده قوي. أبو نهيك: هوعثمان بن نهيك.
وأخرجه أحمد 5/340، والحاكم 4/139، والبيهقي في "الدلائل" 6/212، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/190 من طريق علي بن.... =(16/132)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، بهذا الإسناد. ولفظ الحاكم: وهو ابن أربع وتسعين، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 5/340، وابن أبي شيبة 11/493-494، والطبراني 17/"47"، وأبو نعيم في "الدلائل" "384" من طريق زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد، به. ولفظ أبي نعيم: "ثلاث وتسعين" ولفظ أحمد وابن شيبة: "أربع وتسعين"، ولفظ الطبراني: "فلقد رأيته أتى عليه ستون سنة".
1. معناه: أن يورد الماشية الماء، فتسقى قليلاً، ثم ترسل في المرعى، ثم ترد الماء فترد قليلاً ثم ترد إلى المرعى.(16/133)
ذِكْرُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7173- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجْتُ أَنَا وَرَبَاحٌ غُلَامُهُ أنديه1 مع الإبل فَلَمَّا كَانَ بِغَلَسٍ أَغَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ عَلَى إِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَتْلَ رَاعِيَهَا وَخَرَجَ يَطْرُدُ بِهَا وَهُوَ فِي أُنَاسٍ مَعَهُ فَقُلْتُ يَا رَبَاحُ اقْعُدْ عَلَى هَذَا الْفَرَسِ وَأَلْحِقْهُ بِطَلْحَةَ وَأَخْبِرْ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قَدْ أُغِيرَ عَلَى سَرْحِهِ, قَالَ: وَقُمْتُ عَلَى تَلٍّ فَجَعَلْتُ وَجْهِي قِبَلَ الْمَدِينَةِ ثُمَّ نَادَيْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: يَا صَبَاحَاهُ ثُمَّ اتَّبَعْتُ الْقَوْمَ مَعِي سَيْفِي وَنَبْلِي فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَرْتَجِزُهُمْ وَذَلِكَ حين كثر الشجر فإذا رجع الي
__________
1. معناه: أن يورد الماشية الماء، فتسقى قليلاً، ثم ترسل في المرعى، ثم ترد الماء فترد قليلاً ثم ترد إلى المرعى.(16/133)
فَارِسٌ جَلَسْتُ لَهُ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَمَيْتُهُ وَلَا يُقْبِلُ عَلَيَّ1 فَارِسٌ إِلَّا عَقَرْتُ بِهِ فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِ وَأَقُولُ:
أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ
فَأَلْحَقُ بِرَجُلٍ فَأَرْمِيهِ وَهُوَ عَلَى رَحْلِهِ فَيَقَعُ سَهْمِي فِي الرَّحْلِ حَتَّى انْتَظَمْتُ كَتِفَهُ قُلْتُ: خُذْهَا.
وَأَنَا2 ابْنُ الْأَكْوَعِ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ
فَإِذَا كُنْتُ فِي الشَّجَرِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ وَإِذَا تَضَايَقَتِ الثَّنَايَا عَلَوْتُ الْجَبَلَ وَرَدَّيْتُهُمْ بِالْحِجَارَةِ فَمَا زَالَ ذَلِكَ شَأْنِي وَشَأْنَهُمُ أَتْبَعُهُمْ وَأَرْتَجِزُ حَتَّى مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا مِنْ ظَهْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا خلقته وَرَاءَ ظَهْرِي وَاسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ.
ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ رُمْحًا وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً يَسْتَخِفُّونَ بِهَا لَا يُلْقُونَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا جَمَعْتُ عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ وَجَمَعْتُهُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا امْتَدَّ الضُّحَى أَتَاهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ مُمِدًّا لَهُمْ وَهُمْ فِي ثَنِيَّةٍ ضَيِّقَةٍ ثُمَّ عَلَوْتُ3 الْجَبَلَ قَالَ عُيَيْنَةَ وَأَنَا فَوْقَهُمْ: مَا هَذَا الذي أرى؟ قالوا:
__________
1. في الأصل و "التقاسيم" 2/430: "عني" والتصويب من "مصنف ابن شيبة" وغيره.
2. ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم".
3. في الأصل "علوة" والتصويب من ابن ابي شيبة.(16/134)
لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحَ1 مَا فَارَقَنَا مُنْذُ سَحَرَ حَتَّى الْآنَ وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَيْدِينَا وَجَعَلَهُ وَرَاءَهُ فَقَالَ عُيَيْنَةُ: لَوْلَا أَنَّ هَذَا يَرَى وَرَاءَهُ طَلَبًا لَقَدْ تَرَكَكُمْ فَلْيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ فَقَامَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ فَلَمَّا أَسْمَعْتُهُمُ الصَّوْتَ قُلْتُ لَهُمْ: أَتَعْرِفُونِي؟ قَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَطْلُبُنِي2 رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكُنِي وَلَا أَطْلُبُهُ فَيَفُوتُنِي فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَظُنُّ.
قَالَ: فَمَا بَرِحْتُ مَقْعَدِي حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى فَوَارِسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ وَإِذَا أَوَّلُهُمُ الْأَخْرَمُ الْأَسَدِيُّ وَعَلَى إِثْرِهِ أَبُو قَتَادَةَ وَعَلَى إِثْرِهِ الْمِقْدَادُ الْكِنْدِيُّ, قَالَ: فَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ مُدْبِرِينَ فَأَنْزِلُ مِنَ الْجَبَلِ فَأَعْتَرِضُ الْأَخْرَمَ فَقُلْتُ: يَا أَخْرَمُ احْذَرْهُمْ فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَقْتَطِعُوكَ فَاتَّئِدْ حَتَّى يَلْحَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ قَالَ: يَا سَلَمَةُ إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ فَلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ قَالَ: فَخَلَّى عِنَانَ فَرَسِهِ فَلَحِقَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ وَيَعْطِفُ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَاخْتَلَفَا فِي طَعْنَتَيْنِ فَعَقَرَ الْأَخْرَمُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ وَتَحَوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى فرس الأخرم فلحق أبو
__________
1. ساقطة من الأصل و "التقاسيم" واستدركت من مصادر التخريج. والبرح: الشدة.
2. في الأصل و "التقاسيم": "لا يدركني"، والمثبت من مصادر التخريج.(16/135)
قَتَادَةَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَاخْتَلَفَا فِي طَعْنَتَيْنِ فَعَقَرَ بِأَبِي قَتَادَةَ وَقَتْلَهُ أَبُو قَتَادَةَ وَتَحَوَّلَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ ثُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ أَعْدُو فِي إِثْرِ الْقَوْمِ حَتَّى مَا أَرَى مِنْ غُبَارِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا وَيُعْرِضُونَ قَبْلَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ: ذُو قرد فأرادوا أن يشربوا منه فأبصروني اعدوا وراءهم فعطفوا عنه وشدوا في الثنية ذِي ثَبِيرٍ1 وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَأَلْحَقُ رَجُلًا فَأَرْمِيهِ قُلْتُ خُذْهَا.
وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ
قَالَ: يَا ثَكِلَتْنِي أُمِّي أَأَكُوعُ بَكْرَةَ؟ 2 قُلْتُ: نَعَمْ أَيْ عَدُوَّ نَفْسِهِ وَكَانَ الَّذِي رَمَيْتُهُ بَكْرَةَ وَأَتْبَعْتُهُ بِسَهْمٍ آخَرَ فَعَلِقَ فِيهِ سَهْمَانِ وَخَلَّفُوا فَرَسَيْنِ فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عَلَى الْمَاءِ الَّذِي عِنْدَ ذِي قَرَدٍ فَإِذَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جماعة وإذا بلال
__________
1. كذا في الأصل و"التقاسيم" وابن أبي شيبة، وعند ابن سعد: "ذي دبر"، وعند أحمد: "ذي بئر"، وعند الطبري: "ذي أثير"، وعند البيهقي: "ذي شر".
2. وعند مسلم: "اكوعه بكرة" وعند ابن سعد والطبري وابن أبي شيبة: "أكوعي بكرة" أي: أنت الأكوع الذي قد تبعنا من بكرة، فإنه كان أول ما لحقهم قال: "أنا ابن الأكوع. واليوم يوم الرضع" فلما عاد قال لهم هذا القول، فقال له: أنت الذي كنت معنا بكرة؟ قال له في الجواب: نعم أكوعك بكرة.(16/136)
قَدْ نَحَرَ جَزُورًا1 مِمَّا خَلَّفْتُ وَهُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا.
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلِّنِي فَأَنْتَخِبَ مِنْ أَصْحَابِكَ مِائَةَ رَجُلٍ وَآخُذَ عَلَى الْكُفَّارِ فَلَا أُبْقِي مِنْهُمْ مُخْبِرًا إِلَّا قَتَلْتُهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكُنْتَ فَاعِلًا ذَلِكَ يَا سَلَمَةُ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ وَالَّذِي أَكْرَمَ وَجْهَكَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُمْ يُقْرَوْنَ الْآنَ إِلَى أَرْضِ غَطَفَانَ" 2، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ فَقَالَ: نَزَلُوا عَلَى فُلَانٍ الْغَطَفَانِيِّ فَنَحَرَ لَهُمْ جَزُورًا فَلَمَّا أَخَذُوا يَكْشِطُونَ جِلْدَهَا رَأَوْا غَبَرَةً فَتَرَكُوهَا وَخَرَجُوا هُرَّابًا فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ3 رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ"، فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمَ الرَّاجِلِ وَالْفَارِسِ جَمِيعًا ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْدَفَنِي وَرَاءَهُ عَلَى الْعَضْبَاءِ4 رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ قَرِيبٌ5 مِنْ ضَحْوَةٍ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ لَا يُسْبَقُ فَجَعَلَ ينادي هل من مسابق ألا
__________
1. في الأصل: "جزور" وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم".
2. كذا في الأصل و "التقاسيم"، وفي مصادر التخريج: "بأرض غطفإن".
3. في الأصل و"التقاسيم": "فقال"، والتصويب من مصادر التخريج.
4. هو لقب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، والعضباء: مشقوقة الأذن، ولم تكن ناقته صلى الله عليه وسلم كذلك وإنما هو لقب لزمها.
5. في الأصل و"التقاسيم": "قريباً"، والتصويب من ابن أبي شيبة.(16/137)
رَجُلٌ يُسَابِقُ إِلَى الْمَدِينَةِ؟ فَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا وَأَنَا وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي خَلِّنِي فَلِأُسَابِقَ الرَّجُلَ قَالَ: "إِنْ شِئْتَ"، قُلْتُ: اذْهَبْ إِلَيْكَ فَطَفَرَ1 عَنْ رَاحِلَتِهِ وَثَنَيْتُ رِجْلِي فَطَفَرْتُ عَنِ النَّاقَةِ ثُمَّ إِنِّي رَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ2 يَعْنِي اسْتَبْقَيْتُ نَفْسِي ثُمَّ عَدَوْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ فَأَصُكُّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِيَدِي وَقُلْتُ: سُبقت وَاللَّهِ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ3. [3: 8]
__________
1. أي وثب وقفز.
2. الشرف: ما ارتفع من الأرض.
3. إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة بن عمار، فمن رجال مسلم، وحديثه لا يرقى إلى الصحة.
وهو في "مصنف بن أبي شيبة" 14/533-538.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 4/182-186 من طريق الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "1807" في الجهاد: باب غزوة ذي قرد وغيرها، عن أبي بكر بن أبي شيبة، به.
وأخرجه ابن سعد 2/81-84، وأحمد 4/52-54، وأبو داود "2752" في الجهاد: باب في السرية ترد على أهل العسكر، من طريق هاشم بن القاسم، به.
وأخرجه مسلم "1807"، والطبري في "تاريخه" 2/596-600، والبيهقي 4/186 من طرق عن عكرمة بن عمار، به. وانظر الحديث رقم "4529".(16/138)
ذِكْرُ غَزَوَاتِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ مَعَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7174- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ تِسْعَ غَزَوَاتٍ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا1.
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد.
وأخرجه ابن سعد 4/305، والطبراني "6282"، والحاكم 3/218، والبيهقي 9/40-41 من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "4272" في المغازي: باب بعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ إلى الحرقات من جهينة، من طريق أبي عاصم، به، بلفظ: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم تسع غزوات، وغزوت مع ابن حارثة استعمله علينا.
وأخرجه البخاري "4270"، ومسلم "1815" في الجهاد: باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، والبيهقي 9/40، والبغوي "3941" من طريق حاتم بن أبي إسماعيل، والبخاري "4271" من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن يزيد بن ابي عبيد، به. بلفظ: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، مرة علينا أبو بكر، ومرة علينا أسامة بن زيد، ولفظ: البيهقي وإحدى روايتي مسلم: "سبع" في كلتيهما.
وأخرجه ابن سعد 4/305، وأحمد 4/54، والبخاري "4273"، والطبراني "6283" من طريق حماد بن مسعدة، عن يزيد، به بلفظ: "غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات –فذكر خيبر والحديبة ويوم حنين ويوم القرد- قال يزيد: ونسيت بقيتهم. وزاد في الطبراني: "أحد". ... =(16/139)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال الحافظ في "الفتح" 7/518: وأما بقية الغزوات التي نسيهن يزيد فهن: غزوة الفتح، وغزوة الطائف، وغزوة تبوك، وهي آخر الغزوات النبوية. فهذه سبع غزوات كما ثبت في أكثر الروايات، وإن كانت الرواية الأولى وهي رواية حاتم بن إسماعيل بلفظ "التسع" محفوظة، فلعله عد غزوة وادي القرى التي وقعت عقب خيبر، وعد أيضاً عمرة القضاء غزوة كما تقدم من صنيع البخاري، فكمل بها التسعة. وأما ما وقع عند أبي نعيم في "المستخرج" من طريق نصر بن علي عن حماد بن مسعدة فذكر هذا الحديث فقال في أوله: "أحد وخيبر" ففيه نظر، لأنهم لم يذكروا سلمة فيمن شهد أحداً، وقد أخرجه الإسماعيلي من وجه آخر عن حماد بن مسعدة ولم يذكر فيه "أحداً" والله أعلم.
وقوله: "ومع زيد بن حارثة تسع غزوات" رواه أبو مسلم الكجي عن أبي عاصم بلفظ: وغزوت مع زيد بن حارثة سبع غزوات يؤمره علينا، وكذلك أخرجه الطبراني "6282" عن ابي مسلم بهذا اللفظ، وأخرجه أبو نعيم في "المستخرج" عن أبي شعيب الحراني، عن أبي عاصم كذلك، وكذا أخرجه الإسماعيلي من طرق عن أبي عاصم.
قال الحافظ في "الفتح" 7/498: وقد تتبعت ما ذكره أهل المغازي من سرايا زيد بن حارثة، فبلغت سبعاً كما قاله سلمة، وإن كان بعضهم ذكر ما لم يذكره بعض، فأولها في جمادى الآخرة سنة خمس قبل نجد في مئة راكب، والثانية في ربيع الآخر سنة ست إلى بني سليم، والثالثة في جمادى الأولى منها في مئة وسبعين، فتلقى عيراً لقريش وأسروا أبا العاص بن الربيع، والرابعة في جمادى الآخرة منها إلى بني ثعلبة، والخامسة إلى حسمى بضم المهملة وسكون المهملة مقصور في خمس مئة إلى أناس من بني جذام بطريق الشام كانوا قطعوا الطريق على دحية وهو راجع من عند هرقل، والسادسة إلى وادي القرى، والسابعة إلى ناس من =(16/140)
7175- أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُدَيْبِيَةَ ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا الْيَوْمَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ"، ثُمَّ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمَ الْفَارِسِ وَسَهْمَ الرَّاجِلِ1. [5: 39]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ سَلَمَةُ بْنُ الأكوع في تلك الغزوة رَاجِلًا فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سهم الراحل لِمَا اسْتَحَقَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَسَهْمَ الْفَارِسِ مِنْ خُمُسِ خُمُسِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَ أَنْ يَكُونَ سَلَمَةُ أُعْطِيَ سَهْمَ الْفَارِسِ مِنْ سهام المسلمين.
__________
=بني فزارة، وكان خرج قبلها في تجارة فخرج عليه ناس من بني فزارة، فأخذوا ما معه، وضربوه فجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فأوقع بهم، وقتل أم قرفة بكسر القاف وسكون الراء بعدها فاء وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر زوج مالك بن حذيفة بن بدر عم عيينة بن حصن بن حذيفة وكانت معظمة فيهم.
1. إسناده حسن. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة بن عمار، فمن رجال مسلم أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك.
وأخرجه ابن سعد 4/306 عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم "7173" مطولاً.(16/141)
ذكر البراء بن عازب رضي الله تعالى عَنْهُ
7176- أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ(16/141)
عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً أَنَا وَعَبْدُ الله بن عمر1 [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عثمان - وهو ابن كرامة - العجلي، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن سعد 4/368 عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/292، والبخاري "4472" في المغازي: باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم، من طلايقين عن إسرائيل، به.
وأخرجه أحمد 4/292، و 301 من طريق الجراح بن مليح والطيالسي "720"، وابن سعد 4/368، وأبو يعلى "1693" من طريق حديج بن معاوية، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وأخرج أحمد 4/295 عن يونس بن محمد، عن فليح، عن صفوان بن سليم، عن أبي بسرة، عن البراء، قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة غزوة، فما رأيته ترك ركعتين حين تميل الشمس.(16/142)
ذِكْرُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7177- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ حَدَّثَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَزَّرَتْنِي بِخِمَارِهَا وَرَدَّتْنِي1 بِبَعْضِهِ قَالَتْ: يا رسول الله،
__________
1. في الأصل و "التقاسيم": "وارتدتني"، والمثبت من مصادر التخريج.(16/142)
هَذَا أَنَسٌ أَتَيْتُكَ بِهِ لَيَخْدُمَكَ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ", قَالَ أَنَسٌ: فَوَاللَّهِ إِنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ وَإِنَّ وَلَدِي وولد ولدي يتعاقبون على نحو المئة1.
__________
1. إسناده حسن على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة بن عمار، فمن رجال
وأخرجه البيهقي في"الدلائل"6/194من طريق محمود بن غيلان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم"2481" "143"في فضائل الصحابة: باب من فضائل أنس بن مالك، عن أبي معن الرقاشي، عن عمر بن يونس، به.
وأخرجه الطبراني25/"301"من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، عن أمه.
وأخرجه أحمد3/194و248، ومسلم "660"في المساجد: باب جواز الجماعة في النافلة، و"2481" "142"، وأبو يعلى"3328"، والطبراني25/"302"، والبيهقي في"السنن"3/53-54من طريقين عن ثابت، عن أنس.
وأخرجه ابن سعد 7/19، والبخاري في"الأدب المفرد"653"، وأبو يعلى"4236"من طريقين عن سنان بن ربيعة، عن أنس0وفيه: فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي خمسا وعشرين ومئة.
وأخرجه الطبراني"710"من طريق هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أنس بنحوه.
وأخرجه البيهقي في"الدلائل"6/196من طريق نوح بن قيس، عن ثمامة بن "عبد الله بن" أنس، عن أنس.
وأخرج ابن سعد7/19-20، وأبو يعلى"4221"من طريقين عن سلام بن مسكين، عن عبد العزيز بن أبي جميلة، عن أنس قال: إني لأعرف دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفي مالي وفي ولدي.... =(16/143)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج مسلم"24" "144"، والترمذي"3827" في المناقب: باب مناقب لأنس بن مالك، وأبو يعلى"4354"، والبيهقي6/196 من طريقين عن جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت أمي أم سليم صوته، فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله، أنيس، فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات قد رأيت منها اثنتين في الدنيا، وأنا أرجو الثالثة في الأخرة0وانظر الحديث الآتي، والحديث رقم"7186".(16/144)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِالْبَرَكَةِ فِيمَا آتَاهُ اللَّهُ
7178- أَخْبَرَنَا عُمَرُ1 بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَسٌ خَادِمُكَ ادْعُ اللَّهَ لَهُ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فيما أعطيته" 2. [3: 8]
__________
1. تحرف في الأصل إلى: "عمير"، والتصويب من "التقاسيم" 2/433.
2. إسناده صحيح على شرط الشيخين. بندار: هو محمد بن بشار، ومحمد: هو ابن جعفر.
وأخرجه البخاري"6378" "6379"في الدعوات: باب الدعاء بكثرة المال مع البركة، ومسلم"2480" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أنس بن مالك، والترمذي"3829"في المناقب: باب مناقب لأنس بن مالك، والبغوي "3990"من طريق بندار، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم"2480"والطبراني25/"303" من طريقين، عن محمد بن جعفر، به.
وأخرجه أبو يعلى"3238"و"3239"من طريق حجاج، عن.....=(16/144)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= شعبة، عن قتادة وهشام بن زيد، عن أنس، عن أم سليم.
وأخرجه الطيالسي"1987"، ومن طريقه مسلم"2480"والبيهقي في "الدلائل"6/194، وأخرجه البخاري"6334"في الدعوات: باب قول الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} ، و"6380" و"6381" باب الدعاء بكثرة الولد مع البركة، من طريق سعيد بن الربيع، والبخاري"6344"باب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر وبكثرة ماله، وأبو يعلى"3200" من طريق حرمي، ثلاثتهم عن شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: قالت أم سليم ...
وأخرجه البخاري"6379"، ومسلم"2480" عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن هشام بن زيد، سمعت أنس بن مالك يقول مثل ذلك0واظر الحديث السابق برقم"7186"، وانظر"الفتح"11/128.(16/145)
ذِكْرُ الْمُدَّةِ الَّتِي خَدَمَ فِيهَا أَنَسٌ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7179- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى مِنْ كِتَابِهِ1 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَ سِنِينَ فَمَا بَعَثَنِي فِي حَاجَةٍ لَمْ تَتَهَيَّأْ إِلَّا قَالَ: "لَوْ قُضِيَ لَكَانَ أَوْ لَوْ قُدِّرَ لكان" 2. [3: 8]
__________
1. تحرف في الأصل إلى"بن كنانة"، والتصويب من"التقاسيم"2/433.
2. إسناده صحيح على شرط الشيخين0ثمامة: هو ابن عبد الله بن أنس. وقد تقدم برقم"2893"و"2894".(16/145)
ذكر أبي طلحة الأنصاري رضي الله تعالى عَنْهُ1
7180- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبيد الله
__________
1. هو زيد بن سهيل الأنصاري النجاري، كان من فضلاء الصحابة من الرماة ... =(16/145)
ابن الْمُنَادِي حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَالَ: غَشِيَنَا النُّعَاسُ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّنَا يَوْمَ بَدْرٍ1 قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: فَكُنْتُ فِيمَنْ غَشِيَهُ النُّعَاسُ يَوْمَئِذٍ فَجَعَلَ سَيْفِي يَسْقُطُ مِنْ يَدِي وَآخُذُهُ وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى المنافقون لَهُمْ هَمٌّ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ أَجْبَنُ قَوْمٍ وَأَذَلُّهُ لِلْحَقِّ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ أهل شك وريبة في أمر الله2 [3: 8]
__________
= المشهورين والشجعان المذكورين وله يوم أحد مقام مشهود، وهو زوج أم سليم أم أنس بن مالك، خطبها، فقالت له: ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا مسلمة لاتحل لي، فإن تسلم، فذلك مهري، فأسلم فكان ذلك مهرها، وشهد المشاهد كلها، واختلف في وفاته، فقال الواقدي وتبعه غير واحد: مات سنة أربع وثلاثين، وقال المدائني: مات سنة إحدى وخمسين.
1. كذا وقع عند المصنف يوم بدر، وكذلك هو في"مسند أحمد"، ووقع عند غيرهما يوم أحد قال ابن كثير في"البداية"4/29: إن أحدا وقع فيها أشياء مما وقع قي بدر فذكر منها حصول النعاس حال التحام الحرب، قال: وهذا دليل على طمأنينة القلوب بنصر الله وتأييده وتمام توكلها على خالقها وبارئها، قال الله تعالى في غزوة بدر: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} وقال في غزوة أحد: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً} يعني المؤمنين الكمل.
2. إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبيد الله، فروى له البخاري. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي نسبة إلى نحوه: بطن من الأزد، لا إلى علم النحو.
وأخرجه البيهقي في"الدلائل"3/273-274 من طريق محمد بن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/146)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد الله بن المبارك، عن يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع من قوله: "يونس" إلى: "وحدثنا أنس"، واستدرك من "تفسير ابن كثير"1/427.
وأخرجه أحمد4/29 عن يونس، حدثنا شيبان وحسين في تفسير شيبان عن قتادة، به.
وأخرجه البخاري"4562" في تفسير آل عمران: باب {أَمَنَةً نُعَاساً} ، والبغوي في"تفسيره"1/363 من طريق حسين بن محمد، عن شيبان، به.
وأخرجه البخاري"4068" في المغازي: باب {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً} ، والترمذي "3008" في تفسير سورة آل عمران، والطبري في "حامع البيان" "8077"، والطبراني "4700"، والبيهقي في "الدلائل" 3/272 من طريق سعيد، والطبري "8076"، والطبراني "4699" من طريق عمران القطان، كلاهما عن قتادة، به.
وأخرجه ابن سعد 3/505، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/247، والطبري "8074" من طريق حميد، عن أنس، به.
وأخرجه ابن سعد 3/505، وابن أبي شيبة 14/406-407، والترمذي "3007"، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/247، والطبري "8075"، والحاكم 2/297، والبيهقي في "الدلائل" 3/272، وأبو نعيم في "الدلائل" "421"، من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي طلحة قال: رفعت رأسي يوم أحد، فجعلت أنظر، وما منهم يومئذ أحد إلا يميد تحت جحفته من النعاس، فذلك قوله عز وجل: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً} . لفظ الترمذي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 2/353 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه.(16/147)
ذِكْرُ اتِّرَاسِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي طَلْحَةَ
7181- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرفع رأيه مِنْ خَلْفِهِ لَيَنْظُرَ أَيْنَ يَقَعُ نَبْلُهُ فَيَتَطَاوَلُ أَبُو طَلْحَةَ بِصَدْرِهِ يَقِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ: هَكَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ نَحْرِي دُونَ نحرك1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم "4582".(16/148)
ذِكْرُ تَصَدُّقِ أَبِي طَلْحَةَ بِأَحَبِّ مَالِهِ إِلَيْهِ
7182- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةَ مَالًا وَكَانَ أَحَبَّ أمواله إليه بيرحاء1 وكانت مستقبلة
__________
1. هو بفتح الموحدة، وسكون التحتانية، وفتح الراء وبالمهملة والمد. وجاء في ضبطه أوجه كثيرة، جمعها ابن الأثير في "النهاية"، فقال: يروى بفتح الباء وبكسرها، وبفتح الراء وضمها والمد فيهما، وبفتحهما والقصر، فهذه ثمان لغات. وفي رواية حماد بن سلمة، "بريحا" مثله، بفتح أوله وكسر الراء، وتقديمها على التحتانية، وفي سنن أبي داود "باريحا" مثله، لكن بزيادة ألف. وقال الباجي: أفصحها بفتح الباء، وسكون الياء، وفتح الراء مقصور، وكذا جزم به الصغاني، وقال: إنه "فيعلى" من "البراح". قال: "ومن ذكره بكسر الموحدة، وظن أنها بئر من آبار المدينة، فقد صحف". "الفتح" 3/326.(16/148)
الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ شِئْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1: "بَخٍ ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ بَخٍ ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ2، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهَا وَإِنِّي أَرَى أَنْ تجعلها في
__________
1. من هنا إلى آخر الحديث مثبت من "التقاسيم" 2/434، وأما في الأصل، فقد وقع مكانه قوله: نسمع ما تقول أم سليم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ياأم سليم إن الله قد كفى وأحسن" وهذه قطعة من حديث آخر تقدم تخريجه فيما سبق، وليس له علاقة بهذا الحديث.
2. قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 7/85: قال أهل اللغة: يقال: بخ بإسكان الخاء وتنوينها مكسورة، وحكى القاضي الكسر بلا تنوين، وحكى الأحمر التشديد فيه، قال القاضي: وروي بالرفع فإذا كررت، فالاختيار تحريك الأول منوناً، وإسكان الثاني، قال ابن دريد: معناه تعظيم الأمر وتفخيمه وسكنت الخاء فيه كسكون اللام في هل وبل، ومن قال بخ بكسره منوناً شبه بالأصوات كصه ومه، قال ابن السكيت: بخ بخ وبه به بمعنى واحد، وقال الداوودي: بخ كلمة تقال إذا حمد الفعل، وقال غيره: تقال عند الإعجاب.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "رابح"، فضبطناه هنا بوجهين بالياء المثناة وبالموحدة، وقال القاضي: روايتنا فيه من كتاب مسلم بالموحدة، واختلف الرواة فيه عن مالك في البخاري و"الموطأ" وغيرهما، فمن رواه بالموحدة فمعناه ظاهر، ومن رواه "رايح" بالمثناة، فمعناه رايح عليك أجره ونفعه في الآخرة.(16/149)
الْأَقْرَبِينَ". قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عمه1 [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" "1683"، وفي "التفسير" 1/325 من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، بهذا الإسناد.
وهو في "الموطأ" 2/995-996 في الصدقة: باب الترغيب في الصدقة، ومن طريقه أخرجه أحمد 3/141، والبخاري "1416" في الزكاة: باب الزكاه على الأقارب، و "2318" في الوكالة: باب إذا قال الرجل لوكيله: ضعه حيث أراك الله، و "2752" في الوصايا: باب إذا وقف أوصى لأقاربه، و "2769" باب إذا وقف أرضاً ولم يبين الحدود، فهو جائز، و "4554" في تفسير سورة آل عمران: باب: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ، و "5611" في الأشربة: باب استعذاب الماء، ومسلم "998" "42" في الزكاة: باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج، والدارمي 1/390، والبيهقي 6/164-165 و 275.
وأخرجه أحمد 3/256، والطيالسي "2080" من طريقين عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، به.
وعلقة البخاري "2758" في الوصايا: باب من تصدق إلى وكيلهثم رد الوكيل إليه، عن إسماعيل، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن إسحاق بن عبد الله، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 2/259، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وأخرجه أحمد 3/115 و 174 و 262، والترمذي "2997" في تفسير آل عمران، والطبري "7394" من طرق عن حميد، عن أنس قال: لما نزلت هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ، أو {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} قال أبو طلحة وكان له حائط، فقال: يارسول الله، حائطي لله، ولو استطعت أن أسره لم أعلنه، فقال: "واجعله في قرابتك أو أقربيك".
وذكره السيوطي في "الدر" وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه. وانظر الحديث الآتي.(16/150)
ذِكْرُ أَسَامِي مَنْ قَسَمَ أَبُو طَلْحَةَ مَالَهُ فِيهِمْ
7183- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَسْأَلُنَا مِنْ أَمْوَالِنَا فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ أَرْضِي وَقْفًا, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اجْعَلْهَا فِي قَرَابَتِكَ"، فَقَسَمَهَا بَيْنَ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ وَأُبَيِّ بْنِ كعب1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم.
وعلقه البخاري 5/379 في الوصايا: باب إذا وقف أو أوصى لأقاربه، عن ثابت، به، ووصله أحمد 3/285، ومسلم "998" "43" في الزكاة: باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج، وأبو داود "1689" في الزكاة: باب في صلة الرحم، والنسائي 6/231-232 في الإحباس: باب كيف يكتب الحبس، والطبري في "تفسيره" "7395"، والبيهقي 6/165 من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، به.
وأخرجه البخاري "4555" في تفسير سورة آل عمران: باب {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة، عن أنس. وانظر الحديث السابق.(16/151)
ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ
7184- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَرَأَ سُورَةَ بَرَاءَةً فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} [التوبة: 42] فقال: ألا ترى رَبِّي يَسْتَنفِرُنِي شَابًّا وَشَيْخًا جَهِّزُونِي فَقَالَ لَهُ بَنُوهُ: قَدْ غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ وَغَزَوْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ وَغَزَوْتُ مَعَ عُمَرَ فَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ, فَقَالَ: جَهِّزُونِي, فَجَهَّزُوهُ وَرَكِبَ الْبَحْرَ فَمَاتَ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَةً يَدْفِنُونَهُ1 فِيهَا إِلَّا بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ فَلَمْ يَتَغَيَّرْ2. [3: 8]
__________
1. في الأصل: يدفنوه، والجادة ما أثبت.
2. إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "مسند أبي يعلى" "3413"، وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/182 من طريق أبي يعلى، به.
وأخرجه ابن سعد 3/507، والطبراني "4683"، والحاكم 3/353 من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت وعلي بن زيد، عن أنس بن مالك، وصححه الحاكم على شرط مسلم.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/312-313 وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 4/209 وزاد نسبته إلى ابن أبي عمر العدني في "مسنده"، وعبد الله بن أحمد في زوائد "الزهد"، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه.(16/152)
ذِكْرُ أُمِّ سُلَيْمٍ أُمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
7185- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا(16/152)
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمِ خَرَجَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهَا خِنْجَرٌ فَقَالَ لَهَا أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا؟ قَالَتِ: اتَّخَذْتُهُ وَاللَّهِ إِنْ دَنَا مِنِّي رَجُلٌ بَعَجْتُ بِهِ بَطْنَهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَلَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ، [تَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ] 1 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وأحسن" 2. [3: 8]
__________
1. ما بين حاصرتين سقط من الأصل والتقاسيم، واستدرك من مصادر التخريج.
2. إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 3/286، وابن سعد 8/425، ومسلم "1809" في الجهاد والسير: باب غزوة النساء مع الرجال، والطبراني 25/"291" من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/108-109 عن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، وانظر الحديث "4838".
وقول أم سليم: "اقتل من بعدنا" قال النووي في "شرح مسلم" 12/188: أي: من سوانا، والطلقاء: هم الذين أسملوا من أهل مكة يوم الفتح، سموا بذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم من عليهم وأطلقهم، وكان في إسلامهم ضعف، فاعتقدت أم سليم أنهم منافقون، وأنهم استحقوا القتل بانهزامهم وغيره. وقولها: "انهزموا بك" الباء في "بك" هنا بمعنى "عن" أي: انهزموا عنك على حد قوله تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} أي: عنه، وربما تكون للسببية، أي: انهزموا بسببك لنفاقهم.(16/153)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا بِالْخَيْرِ
7186- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ فَقَالَ: "أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ فَإِنِّي صَائِمٌ"، ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَصَلَّى صَلَاةً غَيْرَ مَكْتُوبَةٍ وَدَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي خُوَيْصَةً قَالَ: "مَا هِيَ"؟ قَالَتْ: خُوَيْدِمُكَ أَنَسٌ فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا وَبَارِكْ لَهُ" قَالَ: فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أُمَيْنَةُ1 قَالَتْ: قَدْ دُفِنَ لِصُلْبِي إِلَى مَقْدَمِ الْحَجَّاجِ الْبَصْرَةَ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ ومئة2. [3: 8]
__________
1. تحرفت في الأصل إلى: "آمنة"، والتصويب من "التقاسيم" 2/434.
2. إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "1982" في الصوم: باب من زار قوماً، فلم يفطر عندهم، عن محمد بن المثنى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/108 و 188، وابن سعد 8/429، والبخاري بإثر الحديث "1982" تعليقاً، وأبو يعلى "3878"، والبيهقي في "الدلائل" 6/195 من طرق عن حميد، به. لفظ ابن سعد والبيهقي: "تسعة وعشرون ومئة".
وأخرجه الطبراني 25/"300" من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ... =(16/154)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي طلحة الأنصاري،، عن أنس، عن أم سليم، وفيه: "ولقد دفنت بيدي هاتين مئة من ولدي لا أقول سقطاً، ولا ولد ولد".
قال الحافظ في "الفتح" 4/299 عند رواية البخاري: "بضع وعشرين ومئة": في رواية ابن عدي: "نيف على عشرين ومئة"، وفي رواية الأنصاري عن حميد عند البيهقي في "الدلائل": "تسع وعشرون ومئة" وهو عند الخطيب في رواية الآباء عن الأبناء من هذا الوجه بلفظ: "ثلاث وعشرون ومئة"، وفي رواية حفصة بنت سيرين: "ولقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي خمسة وعشرين ومئة"، وفي "الحلية" أيضاً من طريق عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: "دفنت مئة لا سقطاً ولا ولد ولد". ولعل هذا الاختلاف سبب العدول إلى البضع والنيف، وفي ذكر هذا دلالة على كثرة ما جاء من الولد، فإن هذا القدر هو الذي مات منهم، وأما الذين بقوا، ففي رواية إسحاق بن أبي طلحة عن أنس عند مسلم: "وإن ولدي وولد ليتعادون على نحو المئة".
وانظر الحديثين اللذين سلفا "7177" و "7178".(16/155)
ذِكْرُ وَصْفِ تَزَوَّجِ 1 أَبِي طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ
7187- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ لَهُ: مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ وَلَكِنِّي امْرَأَةٌ مَسْلِمَةٌ وَأَنْتَ رَجُلٌ كَافِرٌ وَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَلِكَ مَهْرِي لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَأَسْلَمَ فَكَانَتْ لَهُ فَدَخَلَ بِهَا فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلَامًا صَبِيحًا وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا فَعَاشَ حَتَّى تَحَرَّكَ فَمَرِضَ فحزن
__________
1. في الأصل "تزويج" والمثبت من "التقاسيم" 2/435.(16/155)
عَلَيْهِ أَبُو طَلْحَةَ حُزْنًا شَدِيدًا حَتَّى تَضَعْضَعَ قَالَ: وَأَبُو طَلْحَةَ يَغْدُو عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَرُوحُ فَرَاحَ رَوْحَةً وَمَاتَ الصَّبِيُّ فَعَمَدَتْ إِلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ فَطَيَّبَتْهُ وَجَعَلَتْهُ فِي مِخْدَعِنَا فَأَتَى أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: كَيْفَ أَمْسَى بُنَيَّ؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ مَا كَانَ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهُ اللَّيْلَةَ, قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ وَسُرَّ بِذَلِكَ فَقَرَّبَتْ لَهُ عَشَاءَهُ فَتَعَشَّى ثُمَّ مَسَّتْ شَيْئًا مِنْ طِيبٍ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ حَتَّى وَاقَعَ بِهَا فَلَمَّا تَعَشَّى وَأَصَابَ مِنْ أهله قلت: يَا أَبَا طَلْحَةَ رَأَيْتَ لَوَ أَنَّ جَارًا لَكَ أَعَارَكَ عَارِيَّةً فَاسْتَمْتَعْتَ بِهَا ثُمَّ أَرَادَ أَخْذَهَا مِنْكَ أَكُنْتَ رَادَّهَا عَلَيْهِ, فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ إِنِّي كُنْتُ لَرَادُّهَا عَلَيْهِ قَالَتْ:1 طَيْبَةً بِهَا نَفْسُكَ؟ قَالَ: طَيْبَةً بِهَا نَفْسِي, قَالَتْ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَارَكَ بُنَيَّ وَمَتَّعَكَ بِهِ مَا شَاءَ ثُمَّ قُبِضَ إِلَيْهِ فَاصْبِرْ وَاحْتَسَبَ, قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ أَبُو طَلْحَةَ وَصَبَرَ ثُمَّ أَصْبَحَ غَادِيًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَهُ حَدِيثَ أُمِّ سُلَيْمٍ كَيْفَ صَنَعَتْ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا" قَالَ: وَحَمَلَتْ تِلْكَ الْوَاقِعَةَ فَأَثْقَلَتْ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي طَلْحَةَ: "إِذَا وَلَدَتْ أم سليم فجئني بولدها"، قَالَ: فَمَضَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرَةً فَمَجَّهَا فِي فِيهِ فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي طَلْحَةَ: "حِبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ"، فَحَنَّكَهُ وسمى عليه، ودعا له،
__________
1. ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم".(16/156)
وسماه عبد الله1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطيالسي "2056"، ومن طريقه البيهقي 4/65-66 عن جعفر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرج طرفه الأول: عبد الرزاق "10417"، والنسائي 6/114 في النكاح: باب التزويج على الإسلام، والطبراني 25/"273" من طريق جعفر بن سليمان، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً: الطيالسي "2056"، وابن سعد 8/426-427 و 432، وأحمد 3/196 و 287-288، ومسلم "2144" "22" في الآداب: باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته، و "107" ص1909-1910 في فضائل الصحابة: باب من فضائل أي طلحة الأنصاري، وأبو يعلى "3283" , والبيهقي 4/65-66 و 9/305 من طريق حماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة، عن ثابت، به.
وأخرجه ابن سعد 8/431-432، وأحمد 3/105-106، وأبو يعلى "3882" من طريق حميد، عن أنس.
وأخرجه ابن سعد 8/433، وأحمد 3/106، والبخاري "5470" في الأطعمة: باب تسمية المولود غداة يولد، ومسلم "2144" "23" من طريق محمد بن سيرين، وأنس بن سيرين، كلاهما عن أنس.
وأخرجه ابن سعد 8/426 و 431 و433-434، والنسائي 6/114، والطبراني 25/"274" من طريق محمد بن موسى، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس مختصراً.
وأخرجه طرفه الأخير ابن سعد 8/433 عن خالد بن مخلد، عن عبد الله بن عمر، عن أم يحيى الأنصارية، عن أنس بن مالك، وانظر الحديث الآتي، والحديث المتقدم برقم "4531".
وقوله: "يتلمظ" أي: يتتبع بلسانه بقيتها ويمسح بها شفتيه.
وقوله: "حب الأنصار التمر" قال النووي في "شرح مسلم" ... =(16/157)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 4/852: روي بضم الحاء وكسرها، فالكسر بمعنى المحبوب كالذبح بمعنى المذبوح، وعلى هذا فالباء مرفوعة، أي: محبوب الأنصار التمر. وأما من ضم الحاء، فهو مصدر، وفي الباء على هذا وجهان: النصب من الأشهر، والرفع، فمن نصب، فتقديره: انظروا حب الأنصار التمر، فينصب التمر أيضاً، ومن رفع قال: هو مبتدأ حذف خبره، أي: حب الأنصار التمر لازم أو هكذا، أو عادة من صغرهم، والله أعلم.(16/158)
ذِكْرُ كُنْيَةِ هَذَا الصَّبِيِّ الْمُتَوَفَّى لِأَبِي طَلْحَةَ وَأُمِّ سُلَيْمٍ
7188- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ لَهُ ابْنٌ يُكَنَّى أَبَا عُمَيْرٍ قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ"؟ قَالَ: فَمَرِضَ وَأَبُو طَلْحَةَ غَائِبٌ فِي بَعْضِ حِيطَانِهِ فَهَلَكَ الصَّبِيُّ فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فَغَسَّلَتْهُ وَكَفَّنَتْهُ وَحَنَّطَتْهُ وَسَجَّتْ عَلَيْهِ ثَوْبًا وَقَالَتْ: لَا يَكُونُ أَحَدٌ يُخْبِرُ أَبَا طَلْحَةَ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أُخْبِرُهُ فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ كَالًّا وَهُوَ صَائِمٌ فَتَطَيَّبَتْ لَهُ وَتَصَنَّعَتْ لَهُ وَجَاءَتْ بِعَشَائِهِ فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَبُو عُمَيْرٍ؟ فَقَالَتْ: تَعَشَّى وَقَدْ فَرَغَ قَالَ: فَتَعَشَّى وَأَصَابَ مِنْهَا مَا يُصِيبُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ أَهْلَ بَيْتٍ أَعَارُوا أَهْلَ بَيْتٍ عَارِيَّةً فَطَلَبَهَا أَصْحَابُهَا أَيَرُدُّونَهَا أَوْ يَحْبِسُونَهَا 1؟ فقال: بل يردونها1
__________
1. في الأصل و "التقاسيم" 2/436: "أيردوها أو يحبسوها" , "بل يردوها" والمثبت من "مسند أبي يعلى"، وهو الجادة.(16/158)
عَلَيْهِمْ قَالَتْ: احْتَسِبْ أَبَا عُمَيْرٍ قَالَ: فَغَضِبَ وَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ أُمِّ سُلَيْمٍ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا"، قَالَ فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ حَتَّى إِذَا وَضَعَتْ وَكَانَ يَوْمُ السَّابِعِ قَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَنَسُ اذْهَبْ بِهَذَا الصَّبِيِّ وَهَذَا الْمِكْتَلِ وَفِيهِ شَيْءٌ مِنْ عَجْوَةٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يُحَنِّكُهُ وَيُسَمِّيهِ قَالَ: فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجْلَيْهِ وَأَضْجَعَهُ فِي حِجْرِهِ وَأَخَذَ تَمْرَةً فَلَاكَهَا ثُمَّ مَجَّهَا فِي فِيِّ الصَّبِيِّ فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَبَتِ الْأَنْصَارُ إلا حب التمر" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده حسن. عمارة بن زاذان مختلف فيه، روى له أصحاب السنن، ووثقه أحمد، ويعقوب بن سفيان والعجلي، وابن حبان، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو زرعة وابن عدي: لا بأس به، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به، وقال البخاري: ربما يضطرب في حديثه، وقال الدارقطني: ضعيف يعتبر به. قلت: فمثله يكون حسن الحديث، والطريق الذي قبل هذا يقويه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير شيبان بن أبي شيبة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى "3398"، وأبو الشيخ مختصراً في "أخلاق النبي" ص33 من طريق شيبان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 8/431 عن يحى بن عباد، عن عمارة بن زاذان، به.
وأخرجه طرفه الأول: "أبا عمير ما فعل النغير" الطيالسي "2088"، وأحمد 3/119 و 171 و 190 و 212، والبخاري "6129" في الأدب: باب الانبساط إلى الناس، و "6203" باب الكنية للصبي، وفي "الأدب ... =(16/159)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المفرد" "269"، ومسلم "2150" في الأدب: باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته، والترمذي "333" في الصلاة: باب ما جاء في الصلاة على البسط، و "1989" في البر: باب ما جاء في المزاح، وابن ماجة "3720" في الأدب: باب في المزاح، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" "411"، وأبو عوانة في "المسند" 2/72، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص32 و32-33، والبغوي في "شرح السنة" "3377" من طريق أبي التياح، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/288، وأبو داود "4969" في الأدب: باب ما جاء في الرجل يتكنى وليس له ولد، وأبو يعلى "3347" من طريق حماد بن سلمة، أحمد 3/222-223 من طريق سليمان بن المغيرة، كلاهما عن ثابت، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/188 و 201، والبغوي "3378" من طرق عن حميد، عن أنس.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/310 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس.
وأخرجه ابن سعد 8/427، والطيالسي "2147" من طريق الجارود، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/278 من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس.
وأخرجه أبو يعلى "2836"، وأبو الشيخ ص32 من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين، عن أنس. وانظر "4531". والنغير: تصغير النغر، وهو طائر صغير.(16/160)
ذِكْرُ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهَا
7189- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ(16/160)
عَنْ أُمِّ حَرَامٍ قَالَتْ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عِنْدَنَا فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: "رَأَيْتُ قَوْمًا مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ"، ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ, قَالَتْ: فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ قُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: "أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ"، فَتَزَوَّجَهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ فَرَكِبَ وَرَكِبَتْ مَعَهُ فَلَمَّا قُدِّمَتْ إِلَيْهَا بَغْلَةٌ لِتَرْكَبَهَا اندقت عنقها فماتت1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم "4608"، ونزيد هنا في تخريجه:
أخرجه الدارمي 2/210 من طريق حماد بن زيد، به.
وأخرجه مسلم "1912" "62" عن محمد بن رمح بن المهاجر، ويحيى بن يحى، عن الليث، عن يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه أحمد 3/264 من طريق زائدة، ومسلم "1912" "162" من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أنس.
وأخرجه الطبراني 25/"322" من طريق المختار بن فلفل، أنس.
وأخرجه البخاري "2624" في الجهاد: باب ما قيل في قتال الروم، والطبراني 25/"323" من طريق يحيى بن حمزة، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحة حمص وهو في بناء له ومعه أم حرام، قال عمير: فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.... فذكرته مختصراً. ... =(16/161)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرج عبد الرزاق "9629"، ومن طريقه أحمد 6/435 عن معمر، وأخرجه أبو داود "2492" من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، والطبراني 25/"325" من طريق حفص بن ميسرة، كلاهما "معمر وحفص" عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار أن امرأة حدثته قالت: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ، فذكرته بزيادة ونقصان. هذا لفظ أحمد وبنحوه الطبراني وعند عبد الرزاق: "أن امرأة حذيفة"، وعند أبي داود: "عن أخت أم سليم الرميصاء".(16/162)
ذِكْرُ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَرَامٍ 1 فِي الْجَنَّةِ
7190- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ موسى بن المجاشع حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: الرُّمَيْصَاءُ بنت ملحان" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني 25/"317" من طريق هدبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/239 و 268، ومسلم "2456" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أُمِّ سُلَيْمٍ أُمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عنها، وابن سعد 8/430، وأبو يعلى "3505" من طرق عن حماد بن سلمة، به. وورد عند بعضهم "الرميصاء"، وعند الآخرين "الغميصاء".
وأخرجه ابن سعد 8/429-430، وأحمد 3/106 و 125، والنسائي في "فضائل الصحابة" "278"، والطبراني 25/"318"، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/212 من طرق عن حميد، عن أنس. ولفظ: "الغميصاء بنت ملحان".
والرميصاء "أو الغميصاء" بنت ملحان: هي أم سليم، وأم أنس بن =(16/162)
قال أبو حاتم: إلى هنا وهم الْأَنْصَارُ وَإِنَّا نَذْكُرُ بَعْدَ هَؤُلَاءِ مِنْ سَائِرِ قَبَائِلِ الْعَرَبِ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَلَا الْأَنْصَارِ إِنَّ اللَّهَ يَسَّرَ ذلك وسهله.
__________
= مالك، كما جاء مصرحاً به في معظم مصادر التخريج، وكذا ذكرها ابن سعد، وابن الأثير، والذهبي في "السير" وغيرهم، فتكنية المصنف الرميصاء في العنوان بأم حرام وهم منه رحمه الله، فإن هذه كنية خالة أم أنس بن مالك.
قال الحافظ في "الإصابة" 4/423: أم حرام بنت ملحان خالة أنس بن مالك، ويقال: إنها الرميصاء - بالراء أو بالغين المعجمة- كذا أخرجه أبو نعيم، ولايصح، بل الصحيح أن ذلك وصف أم سليم.
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/424: أم حرام بنت ملحان بن خالد: زوج عبادة بن الصامت وأخت أم سليم، وخالة أنس بن مالك: لا أقف لها على اسم صحيح.
وقوله: "خشفة" بشين معجمة ساكنة، ويقال بفتحها، أي: حركة المشي وصوته.(16/163)
ذِكْرُ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7191- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَزْرَبِ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ لِأَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ عَلَى خَيْلِ الطَّلَبِ1، فَلَمَّا انهزمت هوازن
__________
1. في الأصل و "التقاسيم" 2/437: الطائف، والمثبت من أبي يعلى.(16/163)
طَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ فَأَسْرَعَ بِهِ فَرَسُهُ فَقَتَلَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَبَا عَامِرٍ قال أبو موسى: فشددت على بن دُرَيْدٍ فَقَتَلْتُهُ وَأَخَذْتُ اللِّوَاءَ وَانْصَرَفْتُ بِالنَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآنِي وَاللِّوَاءُ بِيَدِي قَالَ: "أَبَا مُوسَى قُتِلَ أَبُو عَامِرٍ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو لَهُ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَبَا عَامِرٍ اجْعَلْهُ فِي الْأَكْثَرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" 1. [3: 8]
__________
1. حديث صحيح. يحيى بن عبد العزيز: هو أبو عبد العزيز الأردني حديثه عند أبي داود، وروى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" 9/250، وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، وذكره أبو زرعة الدمشقي في تسمية نفر أهل زهد وفضل، وشيخه عبد الله بن نعيم هو: ابن همام القيني الأردني، ويقال: الدمشقي، ذكره المؤلف في"الثقات" 7/9، ونقل ابن خلفون، أن ابن نمير وثقه، وقال أبو الحسين الرازي في نفر ذوي زهد وفضل، وباقي رجاله ثقات وهو في "مسند أبي يعلى" ورقة 337/1.
ولابن عائذ والطبراني في "الأوسط" كما في "الفتح" 8/42-43: لما هزم الله المشركين يوم حنين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل الطلب أبا عامر الأشعري وأنا معه، فقتل ابن دريد أبا عامر، فعدلت إليه، فقتلته وأخذت اللواء.. قال الحافظ: سنده حسن. وانظر "7198".(16/164)
ذكر أبي 1 موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه
7192- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عن حميد
__________
1. في الأصل: "أبو" وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم" 2/437.(16/164)
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَقْدَمُ قَوْمٌ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً"، فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ فِيهِمْ أَبُو مُوسَى فَجَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ وَيَقُولُونَ: [3: 8]
غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّةَ ... مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ1
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/122.
وأخرجه أحمد 3/182، وأبو يعلى "3845"، والبيهقي في "الدلائل" 5/351 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/106، وأحمد 3/105 و 182 و 262، والنسائي في "فضائل الصحابة" "247" من طرق عن حميد به. وانظر الحديث الآتي.(16/165)
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
7193- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ أَرَقُّ مِنْكُمْ قُلُوبًا"، فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ وَفِيهِمْ أَبُو مُوسَى فَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ الْمُصَافَحَةَ فِي الْإِسْلَامِ فَجَعَلُوا حِينَ دَنَوَا الْمَدِينَةَ يَرْتَجِزُونَ وَيَقُولُونَ: [3: 8]
غدا نلقى الأحبه ... محمداً وحزبه1
__________
1. إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن سعيد الهمداني، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة.
وأخرجه أحمد 3/155 و 223 من طريق يحيى بن إسحاق، عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد 3/212 من طريق عبد الصمد، و 251من طريق عفإن، كلاهما عن حماد، عن حميد، به وانظر الحديث السابق.(16/165)
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَشْعَرِيِّينَ بِهِجْرَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ
7194- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الْبَحْرِ حَتَّى جِئْنَا مَكَّةَ وَإِخْوَتِي مَعِي فِي خَمْسِينَ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ وَسِتَّةٍ مِنْ عَكٍّ قَالَ أَبُو مُوسَى: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ لِلنَّاسِ هِجْرَةً وَاحِدَةً ولكم هجرتين" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير طلحة بن يحيى –وهو ابن طلحة التيمي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن سعد 4/106، والبخاري "3136" في الخمس: باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعه فيهم، فتحلل من المسلمين، و "3876" في مناقب الأنصار: باب هجرة الحبشة، من طريقين عن أبي أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أبيه بنحوه.
وأخرجه البخاري "4230" "4231" في المغازي: باب غزوة خيبر، ومسلم "2502" "2503" في فضائل الصحابة: باب من فضائل جعفر وأسماء وأهل سفينتهم رضي الله عنهم، والبغوي "2721" من طريقين عن أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبيه مطولاً. وزاد فيه قصة أسماء بنت عميس، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لها: "ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان"، وهذه القطعة قال الحافظ في "الفتح". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/166)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 7/486: يحتمل أن تكون من رواية أبي موسى عنها، فتكون من رواية صحابي عن مثله، ويحتمل أن تكون من رواية أبي بردة عنها، ويؤيده قوله بعد هذا: "قال أبو بردة" قالت أسماء".
قلت: وقد جعلها المزي في "التحفة" من حديث أبي بردة، عن أسماء.
وأخرجه أحمد 4/395 و 412 من طريقين عن المسعودي، عن عدي بن ثابت، عن أبي بردة، عن أبي موسى أن أسماء لما قدمت، لقيها عمر بن الخطاب.... فذكره.(16/167)
ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا أَبَا مُوسَى مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ
7195- أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى فَقَالَ: "لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ داود" 1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان ابن عيينة.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/107 عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أو عن عمرة، عن عائشة.
وأخرجه أحمد 6/37، والدارمي 1/349، وابن أبي شيبة 10/463 و12/112 والنسائي 2/180-181 في افتتاح الصلاة: باب تزيين القرآن بالصوت، من طريق سفيان، بهذا الإسناد، إلا أنهم ذكروا "عروة" بدل "عمرة".
وأخرجه أحمد 6/167، والنسائي في "السنن" 2/181، وفي "فضائل القرآن" "76" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/167)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وفي الباب حديث بريدة عند أحمد 5/349 و351 و359، وابن سعد 2/344 و4/107، وابن أبي شيبة 10/463 و 12/122، والدارمي 2/473، ومسلم "793" "235" في صلاة المسافرين: باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، والنسائي في "فضائل القرآن" "83"، والبيهقي 10/230 من طريق مالك بن مغول، عن ابن بريدة، عن أبيه.
وانظر الحديثين الآتيين.
والمزامير جمع مزمار: وهو الآلة التي يزمر بها، والمراد هنا الصوت الحسن، شبه حسن صوته، وحلاوة نغمته بصوت المزمار.
قال البغوي في "شرح السنة" 4/489: قوله: "من مزامير آل داود" قيل: أراد به داود نفسه خاصة،، لأن لم يذكر أن أحداً من آل داود أعطي من حسن الصوت ما أعطي داود، وقيل: يجوز أن يكون أراد بآل داود: أهل بيته، ولا ينكر أن يكونوا أشجى أصواتاً من غيرهم أكرمهم الله به، فإنا نجد حسن الصوت يتوارث.(16/168)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الزُّهْرِيَّ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ إِلَّا مِنْ عَمْرَةَ
7196- أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سمع قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَقَالَ: "قَدْ أُوتِيَ هذا من مزامير آل داود" 1.
__________
1. إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي 2/180 في افتتاح الصلاة: باب تزيين القرآن بالصوت، عن سليمان بن داود، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/369من طريق محمد بن أبي حفصة، عن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/168)
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله تعالى عَنْهُ يَقُولُ لِأَبِي مُوسَى - وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَجْلِسِ -: يَا أَبَا مُوسَى ذَكِّرْنَا رَبَّنَا فَيَقْرَأُ عِنْدَهُ أَبُو مُوسَى وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَجْلِسِ ويتلاحن1. [3: 8]
__________
= ابن شهاب، به.
وأخرجه أحمد 2/450، وابن سعد 4/107، وابن أبي شيبة 10/463، والدارمي 2/473، وابن ماجة "1341" في إقامة الصلاة: باب في حسن الصوت بالقرآن، والبغوي "1219" من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه الدارمي 2/472 من طريق يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لأبي موسى ...
فذكره مرسلاً.
1. هو بالإسناد المتقدم، لكنه مرسل، أبو سلمة لم يسمع من عمر.
وأخرجه الدارمي 2/472، وابن سعد 4/109 من طريق يونس، والبيهقي 10/231 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه ابن سعد4/109 عن كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، قال: حدثنا حبيب بن أبي مرزوق، قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب ربما قال لأبي موسى الأشعري: ذكرنا ربنا، فقرأ عليه أبو موسى وكان حسن الصوت بالقرآن.
وقوله: "ويتلاحن": من اللحن وهو التطريب وترجيع الصوت وتحسين القراءة.(16/169)
ذِكْرُ قَوْلِ أَبِي مُوسَى لِلْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَوَ عَلِمَ مَكَانَهُ لَحَبَّرَ لَهُ
7197- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ(16/169)
جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: اسْتَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَتِي مِنَ اللَّيْلِ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ: "يَا أَبَا مُوسَى اسْتَمَعْتُ قِرَاءَتَكَ اللَّيْلَةَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لو علمت مكانك لحبرت لك تحبيرا1. [3: 8]
__________
1. إسناده على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم "793" "236" في صلاة المسافرين: باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، والبيهقي 10/230-231 من طريق داود بن رشيد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "5048" في فضائل القرآن: باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن، والترمذي "3855" في المناقب: باب في مناقب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، من طريق أبي يحيى الحماني، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، به.
وأخرجه الحاكم 3/466 من طريق خالد بن نافع الأشعري، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، وصححه ووافقه الذهبي، وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/359-360 وقال: رواه الطبراني ورجاله على شرط الصحيح غير خالد بن نافع الأشعري، ووثقه ابن حبان، وضعفه جماعة.
ولابن سعد 4/108 بإسناد على شرط مسلم من حديث أنس أن أبا موسى الأشعري قام ليلة يصلي، فسمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم صوته - وكان حلو الصوت - فقمن يستمعن، فلما أصبح، قيل له: إن النساء كن يستمعن، فقال: لو علمت لحبرته لهن تحبيراً، والتحبير: أي التحسين.(16/170)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي مُوسَى بِمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ
7198- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسَ فَلَقِيَ دُرَيد بْنَ الصِّمَّةِ فَقَتَلَ دُرَيْدًا1 وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ وَرُمِيَ أبو عامر في ركبته رماه رجل
__________
1. كذا في الأصل و"التقاسيم" 2/437 ومسند أبي يعلى "دريداً" بالنصب على المفعوليه، وفاعله ضمير مستتر يعود إلى أبي عامر، وفي البخاري ومسلم وغيرهما "فقتل دريد" قال الحافظ في "الفتح" 8/42: وقوله: "فقتل" رويناه على البناء للمجهول، واختلف في قاتله، فجزم محمد بن إسحاق بأنه ربيعة بن رفيع –بفاء مصغر- بن وهبان بن ثعلبة بن ربيعة السلمي، وكان يقال له: ابن الذعنة بمعجمة ثم مهملة، ويقال: بمهملة ثم معجمة وهي أمه، وقال ابن هشام: يقال اسمه عبد الله بن قبيع بن أهبان، وساق بقية نسبه، ويقال له أيضاً: ابن الدعنة وليس هو ابن الدعنة المذكور في قصة أبي بكر في الهجرة، وروى له البزار في مسند أنس بإسناد حسن ما يشعر بأن قاتل دريد بن الصمة في ست مئة نفس على أكمة، فرأوا كتيبة، فقال: خلوهم لي، فخلوهم، فقال: هذه قضاعة، ولا بأس عليكم، ثم رأوا كتيبة مثل ذلك، فقال: هذه سليم، ثم رأوا فارساً وحده، فقال: خلوه لي، فقالوا: معتجر بعمامة سوداء، فقال: هذا الزبير بن العوام، وهو قاتلكم ومخرجكم من مكانكم هذا، قال: فالتفت الزبير فرآهم فقال: علام هؤلاء ههنا؟ فمضى إليهم، وتبعه جماعة فقتلوا منهم.... =(16/171)
مِنْ بَنِي جُشَمٍ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ فاتهيت إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَى أَنْ ذَاكَ قَاتِلِي, يُرِيدُ ذَلِكَ الَّذِي رَمَانِي, قَالَ أَبُو مُوسَى: فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى عَنِّي ذَاهِبًا فَاتَّبَعْتُهُ وَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَلَا تَسْتَحِي أَلَا تَثْبُتُ؟ أَلَا تَسْتَحِي ألست عَرَبِيًّا؟ فَكَفَّ فَالْتَقَيْتُ أَنَا وَهُوَ فَاخْتَلَفْنَا فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ ثُمَّ رَجَعْتُ فَقُلْتُ: قَدْ قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبِكَ, قَالَ: فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ فَنَزَعْتُهُ فَنَزَلَ مِنْهُ الْمَاءُ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ: اسْتَغْفِرْ لِي, قَالَ: وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ وَمَكَثَ يَسِيرًا ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي بَيْتٍ عَلَى سَرِيرٍ وَقَدْ أَثَّرَ السَّرِيرُ بِظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَنْبَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَنَا وَخَبَرَ أَبَى عَامِرٍ وَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَالَ: قُلْ لَهُ: يَسْتَغْفِرْ لِي قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ وَرَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لعبيدٍ أَبِي عَامِرٍ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ"، فَقُلْتُ: وَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاسْتَغْفِرْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ وَأَدْخِلْهُ مُدْخَلًا كَرِيمًا"، قَالَ أَبُو بردة: أحدهما لأبي عامر،
__________
= ثلاث مئة، فجز رأس دريد بن الصمة، فجعله بين يديه ويحتمل أن يكون ابن الدعنة كان في جماعة الزبير، فباشر قتله، فنسب إلى الزبير مجازاً، وكان دريد من الشعراء الفرسان المشهورين في الجاهلية، ويقال: إنه كان لما قتل ابن عشرين –يقال ابن ستين- ومئة سنة.(16/172)
وأحدهما لأبي موسى1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وهو في "مسند أبي يعلى" ورقة 341/2.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/152-153 من طريق أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "2884" في الجهاد: باب نزع السهم من البدن، و "4323" في المغازي: باب غزوة أوطاس، و "6383" في الدعوات: باب الدعاء عند الوضوء، ومسلم "2498" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين، والبغوي "1398" من طريق محمد بن العلاء، به.
وأخرجه مسلم "2498" عن عبد الله بن براد، عن أبي عامر الأشعري، عن أبي أسامة، به. وانظر الحديث رقم "7191".(16/173)
ذِكْرُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ
7199- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنْ مَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَخْتُ رَاحِلَتِي وَحَلَلْتُ عَيْبَتِي فَلَبِسْتُ حُلَّتِي فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمْرِي شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ ذَكَرَكَ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ بَيْنَمَا هُوَ(16/173)
يَخْطُبُ إِذْ عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ, فَقَالَ: "إِنَّهُ سَيَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ أَوْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ وَإِنَّ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةَ مَلَكٍ"، فَحَمِدْتُ اللَّهَ على ما أبلاني1. [3: 8]
__________
1. إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يونس بن أبي إسحاق، فمن رجال مسلم.
وأخرجه البيهقي 3/222 من طريق ابن خزيمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "فضائل الصحابة" "199"، والحاكم 1/285، والبيهقي 3/222 من طريق أبي عمار الحسين بن حريث، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي "199" عن محمد بن عبد العزيز بن غزوان، عن الفضل بن موسى، به.
وأخرجه أحمد 4/359 و360 و 364، وابن أبي شيبة 12/152-153، والطبراني "2483"، والحاكم 1/285 من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، به.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/372 وقال، رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و "الأوسط" باختصار عنهما , وأسانيد الكبير ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه مختصراً الحميدي "800"، والنسائي "197"، والطبراني "2258" من طريق سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله. وزاد في أوله: "ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي".
وأخرجه الطبراني "2498" من طريق أبي كدينة بحيى بن المهلب، عن قابوس بن ِأبي ظبيان، عن أبيه عن جرير.
وقوله: "عيبتي" العيبة: ما يجعل فيه الثياب، والجمع عياب وعيب.(16/174)
ذِكْرُ تَبَسُّمِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِ جَرِيرٍ أَيَّ وَقْتٍ رَآهُ
7200- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ وَأَبُو عَرُوبَةَ وَعِدَّةٌ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَا رَآنِي إلا تبسم في وجهي1. [3: 8]
__________
1. حديث صحيح. أبو حاتم سهل بن محمد روى له أبو داود والنسائي، وهو صدوق، وأبو جابر: هو محمد بن عبد الملك الأزدي، صاحب شعبة، ذكره المؤلف في "الثقات" 9/64 وقال: أصله من واسط، يروي عن ابن عون وهشام بن حسان، سكن مكة، وروى عنه أبو حاتم السجستاني وأهل العراق، مات سنة 211هـ، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه الطبراني "2222" عن أحمد بن عمرو البزار، عن أبي حاتم سهل بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/152، وأحمد 4/358 و 362، والبخاري "3035" في الجهاد: باب من لايثبت على الخيل، و "6089" في الأدب: باب التبسم والضحك، ومسلم "2475" "135" في فضائل الصحابة: باب من فضائل جرير بن عبد الله، والطبراني "2219" و "2220" و "2221" و "2223" من طرق عن إسماعيل، به.
وأخرجه أحمد 4/359، والترمذي "3820"، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/334 من طرق زائدة، والبخاري "3822" في مناقب الأنصار: باب ذكر جرير بن عبد الله، ومسلم "2475" "134" من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن بيان، عن قيس، به. وانظر الحديث السابق.(16/175)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْهِدَايَةِ
7201- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا تُرِيحُنِي 1 مِنْ ذي الخصلة"، بَيْتًا كَانَ لِخَثْعَمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمَّى الْكَعْبَةَ الْيَمَانِيَّةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ, قَالَ: فَمَسَحَ صَدْرِي ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا", حتى وجدت بردها2. [3: 8]
__________
1. في الأصل: "ألا ترحني" وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم" 2/438.
2. إسناده صحيح على شرط الشيخين. هو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/153.
وأخرجه البخاري "3036" في الجهاد: باب من لايثبت على الخيل، و "6090" في الأدب: باب التبسم والضحك، ومسلم "2475" "135" في فضائل الصحابة: باب من فضائل جرير بن عبد الله، والنسائي في "فضائل الصحابة" "198" وفي "عمل اليوم والليلة" "524"، وابن ماجة "2254" من طرق عن إسماعيل بهذا الإسناد. وانظر الحديث الآتي..... =(16/176)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقوله: "ذو الخلصة" قال ياقوت في "معجم البلدان" 2/383: "الخلصة" مضاف إليها "ذو" بفتح أوله وثانيه، ويروي بضم أوله وثانيه، والأول أصح، والخلصة في اللغة: نبت طيب الريح يتعلق بالشجر له حب كعنب الثعلب، وجمع الخلصة: خلص: وهو بيت أصنام كان لدوس وخثعم وبجيلة ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة، وهو صنم لهم فأحرقه جرير بن عبد الله البجلي حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ... وانظر "الفتح" 7/71-72.(16/177)
ذِكْرُ تَبْرِيكِ 1 الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَحْمَسَ وَخَيْلِهَا مِنْ أَجْلِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
7202- أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ2 بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم عن جَرِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: "يَا جَرِيرُ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ طَوَاغِيتِ الْجَاهِلِيَّةِ إِلَّا بَيْتُ ذِي الْخَلَصَةِ فَاكْفِينِهِ", قال: فخرجت في سبعين ومئة مِنْ قَوْمِي فَأَحْرَقْنَاهُ وَبَعَثْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُبَشِّرُهُ يُكَنَّى أَبَا أَرْطَاةَ, فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهُ مِثْلَ الْبَعِيرِ الْأَجْرَبِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي خيل أحمس ورجالها" 3. [3: 8]
__________
1. في الأصل و "التقاسيم" 2/438: "تبرك"، والجادة ما أثبت.
2. "بن محمد" ساقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم".
3. إسناده صحيح. الربيع بن ثعلب: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/240 ووثقه الدارقطني وصالح جزرة فيما نقله عنهما الخطيب في..... =(16/177)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "تاريخه" 8/418، وقال يحيى بن معين: رجل صالح، وقال أبو العباس السراج: كان من خيار المسلمين توفي سنة 238هـ. وأبو إسماعيل المؤدب - هو إبراهيم بن سليمان الأردني - روى له ابن ماجة، وثقة الدارقطني والعجلي وأبو داود، وقال أحمد وابن معين والنسائي: ليس به بأس، وذكره المؤلف في "الثقات" وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي "801"، وأحمد 4/360 و 362، والبخاري "3020" في الجهاد: باب حرق الدور والنخيل، و "3076" باب البشارة في الفتوح، و "4356" و "4357" في المغازي: باب غزوة ذي الخلصة، و "6333" في الدعوات: باب قول الله تبارك وتعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} ، ومسلم "2476" "137" في فضائل الصحابة: باب من فضائل جرير بن عبد الله، وأبو داود "3772" في الجهاد: باب في بعثة البشراء، والطبراني "2252" و "2253" و "2255" و "2256" و "2257"، والبيهقي 9/174 من طرق عن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3823" في مناقب الأنصار: باب ذكر جرير، و "4355"، ومسلم "2476" "136" من طريقين عن بيان، عن قيس، به.(16/178)
ذِكْرُ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
7203- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حدثنا حجاج بْنُ حَسَّانَ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى الْعَبْدِيُّ أَبُو مُنَازِلٍ أَحَدُ بَنِي غَنْمٍ عَنِ الْأَشَجِّ الْعَصَرِيِّ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رُفْقَةٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ لِيَزُورَهُ فَأَقْبَلُوا فَلَمَّا قَدِمُوا رَفَعَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنَاخُوا(16/178)
رِكَابَهُمْ فَابْتَدَرَ الْقَوْمُ وَلَمْ يَلْبَسُوا إِلَّا ثِيَابَ سَفَرِهِمْ وَأَقَامَ الْعَصَرِيُّ فَعَقَلَ رَكَائِبَ أَصْحَابِهِ وَبَعِيرَهُ ثُمَّ أَخْرَجَ ثِيَابَهُ مِنْ عَيْبَتِهِ وَذَلِكَ بِعَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ 1 يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ", قَالَ: مَا هُمَا؟ قَالَ: "الْأَنَاةُ وَالْحِلْمُ", قَالَ: شَيْءٌ جُبِلْتُ عَلَيْهِ أَوْ شَيْءٌ أَتَخَلَّقُهُ؟ قَالَ: "لَا بَلْ جُبِلْتَ عَلَيْهِ", قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "معشر عبد القيس، ما لي أَرَى وجُوهَكُمْ قَدْ تَغَيَّرَتْ", قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ نَحْنُ بِأَرْضٍ وَخِمَةٍ كُنَّا نَتَّخِذُ مِنْ هَذِهِ الْأَنْبِذَةِ مَا يَقْطَعُ اللُّحْمَانَ فِي بُطُونِنَا فَلَمَّا نُهِينَا2 عَنِ الظُّرُوفِ فَذَلِكَ الَّذِي تَرَى فِي وُجُوهِنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الظُّرُوفَ لَا تَحِلُّ وَلَا تُحَرِّمُ وَلَكِنْ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَلَيْسَ أَنْ تَحْبِسُوا فَتَشْرَبُوا حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتِ الْعُرُوقُ تَنَاحَرْتُمْ فَوَثَبَ الرجل على بن عَمِّهِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَتَرَكَهُ أَعْرَجَ", قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي الْقَوْمِ الْأَعْرَجُ الَّذِي أَصَابَهُ ذَلِكَ3. [3: 8]
__________
1. في "التقاسيم" 2/439: نحلتين.
2. في "التقاسيم": نهينا.
3. المثنى العبدي: هو المثنى بن ماوي العبدي أبو المنازل أحد بني غنم ذكره المؤلف في "الثقات" 5/444، وأورده البخاري 7/420، وابن أبي حاتم 8/326، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وباقي رجاله ثقات. محمد بن مرزوق: هو محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير الباهلي، والأشج العصري: اسمه المنذر بن عائذ العبدي المعروف بأشج عبد القيس كان سيد قومه، وقد رجع مع قومه بعد وفادته على النبي صلى الله عليه وسلم وإسلامه إلى ... =(16/179)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البحرين، ثم نزل البصرة بعد ذلك، ومات بها، وهو في "مسند أبي يعلى" ورقة/316.
وأخرج قوله: "إن فيك خصلتين.. إلى قومه الحمد لله" أحمد 4/205-206، وابن سعد 5/558 و 7/85، وابن أبي شيبة 12/202، والبخاري في "الأدب المفرد" "584"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "201"، وفي النعوت من "الكبرى" كما في "التحفة" 8/513، وأبو يعلى ورقة 316، وابن الأثير 1/117 من طرق عن يونس، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة البصري، عن الأشج العصري.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/387-388 وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن ابن أبي بكرة لم يدرك الأشج.
وأخرجه أبو داود "5225" في الأدب: في قبلة الجسد، والطبراني "5313"، والبزار "2746"، والبيهقي في "السنن" 7/102، وفي "دلائل النبوة" 5/327-328 من طريقين عن مطر بن عبد الرحمن الأعنق، عن أم أبان بنت الوازع، عن جدها زارع، وكان في وقد عبد القيس قال: لما قدمنا المدينة جعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله، قال: وانتظر المنذر الأشج حتى أتى عيبته فلبس ثوبيه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة"، قال: يارسول الله، أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: "بل الله جبلك عليهما", قال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله.
وهذا سند حسن في الشواهد.
وأخرج قوله: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة" مسلم "18" في الإيمان: باب الأمر بالإيمان بالله تعالى، والبيهقي في "السنن" 10/104 و 194، وفي "الدلائل" 5/325-326 من طريق سعيد بن.....=(16/180)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي عروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري.
وفي الباب عن ابن عمر ذكره الهيثمي في "المجمع" 9/388 وقال: رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير نعيم بن يعقوب وهو ثقة، ورواه في "الأوسط" من طريق حسنة الإسناد.
وعن مزيدة بن جابر العبدي العصري عند أبي يعلى ورقة 316/2، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/327، وابن الأثير 5/151من طريقين عن طالب بن حجير العبدي، عن هود بن عبد الله بن سعيد العصري عن جده مزيدة ... وهذا سند حسن في الشواهد. ذكره الهيثمي في "المجمع" 9/388 وقال: رواه الطبراني وأبو يعلى ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف. وانظر الحديث الآتي.(16/181)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو الْمُنَازِلِ الْعَبْدِيُّ
7204- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ1. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: "إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يحبهما الله الحلم والأناة" 2. [3: 8]
__________
1. تصحف في الأصل إلى: "أبي حمزة".
2. إسناده صحيح على شرط مسلم، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الله بن بزيع فمن رجال مسلم. أبو جمرة: هو نصر بن عمران بن عصام الضبعي.
وأخرجه الترمذي "2011" في البر والصلة: باب ما جاء في التأني والعجلة، عن محمد بن عبد الله بن بزيع، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب ... =(16/181)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "586"، والطبراني "12969"، والبيهقي 10/104من طريق عبد الله بن عبد الوهاب، عن بشر بن المفضل، به.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" "17" "25" في الإيمان، من طريقين عن قرة بن خالد، به.
وأخرجه ابن ماجة "4188" في الزهد: باب الحلم، من طريق العباس بن الفضل، عن قرة بن خالد، به. ولفظه: "الحلم والحياء".(16/182)
ذكر وائل بن حجر رضي الله تعالى عَنْهُ
7205- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعْهُ أَرْضًا وَأَرْسَلَ مَعَهُ مُعَاوِيَةَ أَنْ أَعْطِهَا إِيَّاهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَرْدِفْنِي خَلْفَكَ, قَالَ: لَا تَكُنْ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ, فَقَالَ: أَعْطِنِي نَعْلَكَ, فَقَالَ: انْتَعِلْ ظِلَّ النَّاقَةِ فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ مُعَاوِيَةُ أَتَيْتُهُ فَأَقْعَدَنِي مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ وَذَكَرَ لِي1 الْحَدِيثَ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي كنت حملته بين يدي2. [3: 8]
__________
1. تحرفت في الأصل إلى: "وذكر في" والتصويب من "التقاسيم" 2/439.
2. إسناده صحيح على شرط مسلم، وسماع شعبة بن سماك قديم، وقول الحافظ في "التقريب" في ترجمة علقمة: صدوق إلا أنه لم يسمع من أبيه مردود، فقد صرح بسماعه من أبيه في "صحيح مسلم" "1680" وغيره، وانظر التفصيل في تعليقنا على "السير" 2/573 وحجاج بن محمد: هو الأعور. ... =(16/182)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقوله: "قال: وددت ... " فاعل "قال": هو وائل كما جاء مصرحاً به في رواية البيهقي.
وأخرجه أحمد 6/399، والبيهقي 6/144 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 12/"13"، وابن زنجويه في "الأموال" "1019" من طريقين عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي "1017"، وأبو داود "3058" في الخراج: باب في إقطاع الأرضين، والترمذي "1381" في الأحكام: باب ماجاء في القطائع، والطبراني 22/"12"، وابن زنجويه "1018" من طرق عن شعبة، به. بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه أرضاً بحضرموت، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود "3059"، والطبراني 22/"4" من طريق جامع بن مطر، عن علقمة، به.(16/183)
ذِكْرُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ
7206- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ حُبَيْشٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: جَاءَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ رُسُلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخَذُوا عَمَّتِي وَنَاسًا فَلَمَّا أَتَوْا بِهِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَفُّوا لَهُ, قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله نأى الوافد1 وانقطع الولد وأنا
__________
1. في الأصل و"التقاسيم" 2/439: "الوفد"، والمثبت من مصادر التخريج.(16/183)
عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ مَا بِي مِنْ خِدْمَةٍ فمُنَّ عَلَيَّ مَنّ اللَّهُ عَلَيْكَ, قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَمَنْ وَافِدُكِ"؟ قَالَتْ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ, قَالَ: "الَّذِي فَرَّ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ"؟ قَالَتْ: فَمُنَّ عَلَيَّ, قَالَتْ: فَلَمَّا رَجَعَ وَرَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ تَرَى أَنَّهُ عَلِيٌّ1 قَالَ: سَلِيهِ حُمْلَانًا, قَالَتْ: فَسَأَلْتُهُ فَأَمَرَ لَهَا قَالَتْ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: لَقَدْ فَعَلْتَ فَعَلَةً مَا كَانَ أَبُوكِ يَفْعَلُهَا فَأْتِهِ رَاغِبًا أَوْ رَاهِبًا فَقَدْ أَتَاهُ فُلَانٌ فَأَصَابَ مِنْهُ وَأَتَاهُ فُلَانٌ فَأَصَابَ مِنْهُ فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا عِنْدَهُ امْرَأَةٌ وَصِبْيَانٌ أَوْ صَبِيٌّ ذُكِرَ قُرْبُهُمْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمِلْكِ كِسْرَى وَلَا قَيْصَرَ فَقَالَ لِي: "يَا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ مَا أَفَرَّكَ أَنْ تَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَهَلْ مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ؟ مَا أَفَرَّكَ مِنْ أَنْ تَقُولَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَهَلْ مِنْ شَيْءٍ أَكْبَرُ مِنَ اللَّهِ؟ " قَالَ: فَأَسْلَمْتُ وَرَأَيْتُ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ اسْتَبْشَرَ، وَقَالَ: "إِنَّ {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} اليهود، و {الضَّالِّينَ} النصارى" 2. [3: 8]
__________
1. في الأصل و "التقاسيم": "عدي"، وهو خطأ، وجاء على الصواب في هامش "التقاسيم".
2. عباد بن حبيش: لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف 5/142 ولم يَروِ عنه غير سماك.
وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الترمذي "2954" في التفسير: باب ومن سورة فاتحة الكتاب، عن بندار محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/378-379، والطبراني 17/"237"، والبيهقي في "الدلائل" 5/339-341 من طريق غندر، به. وذكره الهيثمي في "المجمع" 5/335 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير عباد بن حبيش، وهو ثقة!.... =(16/184)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الترمذي بإثر الحديث "2953" من طريق عمرو بن أبي قيس، والطبراني 17/"236" من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن سماك، به. وفي متنه زيادة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب.
وأخرجه الطيالسي "1040" عن عمرو بن ثابت، عن سماك بن حرب، عن من سمع عدي بن حاتم يقول.... فذكره مختصراً. وانظر الحديث المتقدم برقم "6257".(16/185)
ذِكْرُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ
7207- أَخْبَرَنَا شَبَابُ بْنُ صَالِحٍ بِوَاسِطَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَانْتَهَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَكَانِهِ وَإِذَا أَصْحَابُهُ كَأَنَّ عَلَى رؤوسهم الطَّيْرُ وَإِذَا الْإِبِلُ قَدْ وَضَعَتْ جِرَانَهَا قَالَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِخَيَالٍ فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَدْ تَصَدَّى لِي فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وَرَائِي وَإِذَا أَنَا بِخَيَالٍ فَإِذَا هُوَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وَرَائِي.
فَحَدَّثَنِي1 حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: فَسَمِعْتُ خَلْفَ أَبِي مُوسَى هَزِيزًا كَهَزِيزِ الرَّحَى فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقُلْتُ: يَا رسول الله إن
__________
1. القائل هو خالد بن عبد الله الواسطي.(16/185)
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ كَانَ عَلَيْهِ حَرَسٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَانِي آتٍ فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الجنة وبين الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ"، فَقَالَ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلِي فَاجْعَلْنِي مِنْهُمْ، قَالَ: "أَنْتَ مِنْهُمْ"، قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ وَأَبُو مُوسَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْتَ أَنَّا تَرَكْنَا أَمْوَالَنَا وَأَهْلِينَا وَذَرَارِيَّنَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ, قَالَ: "أَنْتُمَا مِنْهُمْ" قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ وَقَدْ ثَارُوا1 فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة"، فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْنَا مِنْهُمْ فَقَالَ: "أَنْصِتُوا"، فَنَصَتُوا حَتَّى كَأَنَّ أَحَدًا لَمْ يَتَكَلَّمْ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هِيَ لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا" 2. [3: 8]
__________
1 في الأصل و"التقاسيم": "نادوا" والمثبت من مصادر التخريج.
2إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بقية فمن رجال مسلم. خالد الأول: هو ابن عبد الله الواسطي، وخالد الآخر: هو ابن مهران الحذاء، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وهو ثقة فاضل، لكنه كثير الإرسال، وأخطأ من رماه بالتدليس ممن ينتحل صناعة الحديث في عصرنا، اعتماداً على قول الذهبي في "الميزان" الذي لم يأثره عن أحد ممن تقدمه، بل جاء التصريح بنفي ذلك عنه، فقد نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"5/58 عن أبيه قوله: "لايعرف لأبي قلابة تدليس"، وقال الذهبي في "السير" 4/473: معنى هذا أنه إذا روى شيئاً عن عمر أو أبي هريرة مثلاً مرسلاً لايدري من الذي حدثه به، بخلاف تدليس الحسن البصري، فإنه كان يأخذ عن كل ضرب، ثم يسقطهم. ....=(16/186)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي عاصم في"السنة" "819" من طريق وهب بن بقية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 267، والحاكم 1/67 من طريق خالد الواسطي، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين!.
وأخرجه عبد الرزاق "20865" عن معمر، عن قتادة وعاصم، عن أبي قِلابة، عن عوف بن مالك، به. وقد تقدم برقم "6463" و "6470".
والجِران: مُقدَّم عنق البعير من مذبحة إلى منحره، فإذا برك البعير، ومَدَّ عُنُقه على الأرض، قيل: ألقي جِرانه بالأرض.
وهزيز الوحي: صوت دورانها.(16/187)
ذِكْرُ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ
7208- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: لَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي طُوًى قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لَابْنَةٍ لَهُ مِنْ أَصْغَرِ وَلَدِهِ: أَيْ بُنَيَّةُ أَظْهِرِينِي عَلَى أَبِي قُبيس,1 قَالَتْ: وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ فَأَشْرَفْتُ بِهِ عَلَيْهِ, قَالَ: يَا بُنَيَّةُ مَاذَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا, قَالَ: تِلْكَ الْخَيْلُ, قَالَتْ: وَأَرَى رَجُلًا يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ السَّوَادِ مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا, قَالَ: ذَاكَ يَا بُنَيَّةُ الْوَازِعُ الَّذِي يَأْمُرُ الْخَيْلَ وَيَتَقَدَّمُ إليها ثم
__________
1 ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/440.(16/187)
قَالَتْ: قَدْ وَاللَّهِ انْتَشَرَ السَّوَادُ, فَقَالَ: قَدْ وَاللَّهِ دُفِعَتِ الْخَيْلُ فَأَسْرِعِي بِي إِلَى بَيْتِي فَانْحَطَّتْ بِهِ فَتَلَقَّاهُ الْخَيْلُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى بَيْتِهِ وَفِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرَقٍ فَتَلَقَّاهَا رَجُلٌ فَاقْتَلَعَهُ مِنْ عُنُقِهَا, قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله تعالى عَنْهُ بِأَبِيهِ يَقُودُهُ, فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ", قال أبو بكر رضي الله تعالى عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِي إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِي إِلَيْهِ, قَالَ: فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ: "أَسْلِمْ", فَأَسْلَمَ قَالَتْ: وَدَخَلَ بِهِ أبو بكر رضي الله تعالى عَنْهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غَيِّرُوا هَذَا مِنْ شَعْرِهِ" ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ وَأَخَذَ بِيَدِ أُخْتِهِ, فَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ وَالْإِسْلَامَ طَوْقَ أُخْتِي, فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ فَقَالَ: يَا أُخَيَّةُ احْتَسِبِي طَوْقَكِ فَوَاللَّهِ إِنَّ الْأَمَانَةَ الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لقليل1. [3: 8]
__________
1 إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، ويحيى بن عباد، فروى لهما أصحاب السنن، والأول صدوق، وقد صرح باتحديث، وثاني ثقة، وأخرجة أحمد 6/349-350 عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 24/"236" من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، به، وهو في "سيرة ابن هشام" 4/84، ومن طريق ابن اسحاق أخرجه: ابن سعد 5/451، والطبراني 24/"237"، والحاكم 3/46، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/95-96، وابن الأثير ... ..=(16/188)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=في "أسد الغابة" 3/582. وذكره الهيثمي في "المجمع" 6/173-174 وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجالهما ثقات.
وأخرج الطبراني 24/"238" من طريق يونس بن بُكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء، قالت: لما كان يوم الفتح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي قحافة: "أسلم تسلم".
وذو طوى: موضع بمكة، وأبو قبيس: جبل مشرف على مكة، والوازع: هو الذي يرتب الجيش ويصفه ويحبس أوله على آخره، فكأنه يكفهم عن التفرق والإنتشار.
والثغامة: نبت أبيض الثمر والزهر يشبه بياض الشيب به.(16/189)
ذِكْرُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ
7209- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّرْقِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَلَا يُجَالِسُونَهُ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَلَاثَ خِصَالٍ أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْطِيَنِيهِنَّ1 قَالَ: "وَمَا هِيَ"؟ قَالَ: عِنْدِي أَجْمَلُ الْعَرَبِ وَأَحْسَنُهَا أُمُّ حَبِيبَةَ أُزَوِّجُكَهَا, قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: وَمُعَاوِيَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ وَتُؤَمِّرُنِي حَتَّى أُقَاتِلَ الْمُشْرِكِينَ كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: "نعم" 2. [3: 8]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "تعطينهن" والتصويب من "التقاسيم" 2/441.
2 هذا الحدث مع إخراج مسلم إياه في "صحيحه"قد اعلع بعضهم بعكرمة بن.....=(16/189)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عمار، فقد قال يحيى بن سعيد الأنصاري: ليست أحاديثه بصحاح، وقال الإمام أحمد: أحاديثه ضعاف، وقال أبو حاتم: عكرمة هذا صدوق وربما وهم وربما دلس.
وأعله الآخرون بنكارة متنه، فقالوا: أم حبيبة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بالحبشة ,أصدقها النجاشي، والقصة مشهورة، ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم أبوها، فكيف يقول بعد الفتح: أُوجك أم حبيبة، واما إمارة أبي سفيان، فقد قال الحفاظ: إنهم لايعرفونها.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي فيما نقله عنه ابن القيم في "جلاء الأفهام" ص132: هذا الحديث وهم من بعض الرواة لاشكفيه ولاتردد، وقد اتهموا به عكرمة بن عمار راوي الحديث قال: وإنما قلنا: إن هذا وهم، لان أهل التاريخ أجمعوا على أن أم حبيبة كانت تحت عبيد الله بن جحش، وولدت له، وهاجر بها وهما مسلمان إلى أرض الحبشة، ثم تنصر، وثبتت أم حبيبة على دينها، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي يخطبها عليه، فزوجه إياها وأصدقها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف درهم، وذلك في سنة سبع من الهجرة، وجاء أبو سفيان في زمن الهدنة، فدخل عليها، فثنت بساط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لايجلس عليه. ولاخلاف أن أبا سفيان ومعاوية اسلما في فتح مكة سنة ثمان، ولايعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا سفيان.
وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/116 في ترجمة رملة بنت أبي سفيان: وهذا مما يعد من أوهام مسلم، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد تزوجها وهي بالحبشة قبل إسلام أبي سفيان، لم يختلف أهل السير في ذلك، ولما جاء أبو سفيان إلى المدينة قبل الفتح لما أوقعت قريش بخزاعة، ونقضوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخاف فجاء على المدينة ليجدد العهد، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلم تتركه يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت: أنت مشرك. ....=(16/190)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال أيضاً 7/316 في ترجمة أم حبيبة: لا اختلاف بين اهل السير وغيرهم في أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة وهي بالحبشة إلا مارواه مسلم بن الحجاج في "صحيح" أن أبا سفيان لما أسلم طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها، فأجابه إلى ذلك، وهو وهم من بعض رواته.
وقال أبو محمد بن حزم: هذا الحديث وهم من بعض الرواة، لأنه لاخلاف بين الناس ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة قبل الفتح بدهر وهي بأرض الحبشة وابوها كافر.
وقال القاضي عياض: والذي وقع في مسلم من هذا غريب جداً عند أهل الخبر، وخبرها مع أبي سفيان عند وروده المدينة بسبب تجديد الصلح في حال كفره مشهور.
وقال ابن القيم في"جلاء الأفهام" ص 135 بعد أن فصل القول فيه: والصواب أن الحديث غير محفوظ، بل وقع فيه تخليط.
وقال الذهبي في "الميزان" 3/93: وفي صحيح مسلم قد ساق له أصلاً منكراً عن سماك الحنفي عن ابن عباس في الثلاثة التي طلبها أبو سفيان.
وأخرجه مسلم "2501" في فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه، والطبراني "12885"، والبيهقي 7/140 من طرق عن النضر بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 7/140 من طريق موسى بن مسعود، عن عكرمة بن عمار، به.
قلت: ولايبرأ عكرمة من عهدة التفرد بمتابعة أبي زميل له عند الطبراني "12886" لأن في السند مجاهيل.(16/191)
ذِكْرُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ
7210- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ(16/191)
الْعَنْبَرِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَعِيِّ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ عَلِّمْ معاوية الكتاب والحساب ووقه العذاب" 1. [3: 8]
__________
1 إسناده صعيف، الحارث بن زياد لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف، ولم يَروِ عنه غير يونس بن سيف، وجهله ابن عبد البر والذهبي. ومعاوية بن صالح، قال ابن عدي: يقع في حديثه إفرادات، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير يونس بن سيف وأبي رهم السمعي – واسمه احزاب بن أسيد - فقد روى لهما أصحابالسنن، وهما ثقتان.
وأخرجه أحمد 4/127 عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي في الكامل 6/2406، والبزار "2723"، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" "437" من طريق معاوية بن صالح، وابن الجوزي أيضاً "438" من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، كلاهما عن يونس بن سيف، به.
وقال البزار: لانعلمه يروي عن العرباض إلا بهذا الإسناد وفيه الحارث بن زياد.
وقال ابن الجوزي: وأما حديث العرباض، ففي الطريق الأول معاوية بن صالح، قال الرازي: لايحتج به، وفي الطريق الثاني عبد الله بن صالح قال أحمد: ليس هو بشيء.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/356 وقال: رواه البزار وأحمد والطبراني وفيه الحارث بن زياد، ولم أجد من وثقه، ولم يرو عنه غير يونس بن سيف، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف.
وأخرجه ابن عدي 5/1810، ومن طريقه ابن الجوزي "436" من....=(16/192)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريق إسحاق بن كعب، عن عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، قال أبو حاتم: لايحتج به، وقال ابن عدي: مكنر الحديث، وساق هذا الحديث من منكراته.
وأخرجه ابن الجوزي "440" من طريق محمد بن يزيد وهو مجهول.
وأخرجه الطبراني 19/"1065" و "1066"، وابن الجوزي "439" من طريق أبي هلال الراسبي، عن جبلة بن عطية، عن سلمة بن مخلد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: "اللهم علمه الكتاب والحساب ومكن له في البلاد".
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/356-357 وقال: وجبلة لم يسمع من سلمة، فهو مرسل، ورجاله وثقوا وفيهم خلاف.
قال ابن الجوزي بعد أن ذكر هذه الطرق للحديث: هذه الأحاديث ليس منها ما يصح.
وذكر الذهبي في" السير" 3/124 شاهداً آخر، وقواه عن أبي مسهر، حديثا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكر الحديث. ونسبه السيوطي إلى الطبراني وتمام.
قلت: ورجاله ثقات إلا أن سعيد بن عبد العزيز قد اختلط.(16/193)
ذِكْرُ تَعْظِيمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ وَرِعَايَتُهُ حَقَّهَا
7211- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ(16/193)
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَلَغَ صَفِيَّةَ أَنَّ حَفْصَةَ قَالَتْ لَهَا: ابْنَةُ يَهُودِيٍّ فَدَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهَا وَسَلَّمَ وَهِيَ تَبْكِي, فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَمَا يُبْكِيكِ"؟ قَالَتْ: قَالَتْ لِي حَفْصَةُ: إِنِّي بِنْتُ يَهُودِيٍّ, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكِ لَابْنَةُ نَبِيٍّ وَإِنَّ عَمَّكِ لِنَبِيٌّ وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ فَبِمَ1 تَفْخَرُ عَلَيْكِ", ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "اتق الله يا حفصة" 2. [5: 6]
__________
1 تحرف في الأصل إلى: "فما" وفي "التقاسيم" 4/229: "فيما"، والجادة ماأثبت، وهو كذلك في مصادر التخريج.
2 إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الملك، فروى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وهو في "مسند ابي يعلي" "3437" و "مصنف عبد الرزاق" "20921".
وأخرجه من طريق عبد الرزاق: أحمد 3/135-136، والترمذي "3894" في المناقب: باب فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي في "عشرة النساء" "33"، والطبراني 24/"186"، وقال الترمذي: هذاحديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.(16/194)
ذِكْرُ وَصْفِ أَخْذِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ مِنَ الصَّفِيِّ
7212- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَإِنَّ قَدَمَيَّ لَتَمَسُّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ وَقَدْ خَرَجُوا بِمَسَاحِيهِمْ وَفُؤُوسِهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ وَقَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(16/194)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ", فَقَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَزَمَهُمْ فَلَمَّا قُسِمَتِ الْمَغَانِمُ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ وَقَعَ فِي سَهْمِ دَحِيَّةَ الْكَلْبِيِّ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ ثُمَّ دَفَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تُهَيِّئُهَا وَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِالْأَنْطَاعِ فَأُحْضِرَتْ فَوَضَعَ الْأَنْطَاعَ وَجِيءَ بِالتَّمْرِ وَالسَّمْنِ فَأَوْسَعَهُمْ حَيْسًا فَأَكَلَ النَّاسُ حَتَّى شَبِعُوا فَقَالَ النَّاسُ: تَزَوَّجَهَا أَمِ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلَدٍ؟ فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ, فَلَمَّا أَرَادَتْ أَنْ تَرْكَبَ حَجَبَهَا حَتَّى قَعَدَتْ عَلَى عَجُزِ الْبَعِيرِ خَلْفَهُ ثُمَّ رَكِبَتْ فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ وَأَوْضَعَ النَّاسُ وَأَشْرَفَتِ النِّسَاءُ يَنْظُرْنَ فَعَثَرَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاحِلَتُهُ فَوَقَعَ وَوَقَعَتْ صَفِيَّةُ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَبَهَا فَقَالَتِ النِّسَاءُ أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُودِيَّةَ وَشَمِتْنَ بِهَا.
قَالَ ثَابِتٌ: فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ أَوَقَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رَاحِلَتِهِ, فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ وَقَعَ مِنْ رَاحِلَتِهِ يَا أبا محمد1. [5: 3]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمةن فمن رجال مسلم. وقد تقدم برقم"4745" و "4746" وانظر الحديث الآتي. وأخرجه أبو يعلى "3777" عن وهب، عن خالد، عن حميد، عن أنس.
والأنطاع جمع نِطع: بساط من الجلد، والحيس: تمر وأقط وسمن تخلط وتعجن، وتسوى كالثريد.
وقوله: "أوضع وأوضع الناس" أي: أغذوا السير وأسرعوا، يقال: وضع البعير يضع وضعاً، وأوضعه راكبه إيضاعاً: إذا حمله على سرعة السير.(16/195)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ
7213- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا يَبْنِي بِصَفِيَّةَ بنت حيي فدعوت المؤمنين إلى وليمة فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ أَمَرَنَا بِالْأَنْطَاعِ فَأُلْقِيَ فِيهَا مِنَ التَّمْرِ وَالْأَقِطِ وَالسَّمْنِ فَكَانَتْ1 وَلِيمَتَهُ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ هِيَ أَوْ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ, وَقَالُوا: إِنْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مِنَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّى لَهَا مِنْ خَلْفِهِ وَمَدَّ الْحِجَابَ بينها وبين الناس2. [5: 6]
__________
1 في الأصل: "فكان"، والتصويب من "التقاسيم" 4/229.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب الغافقي، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد" 3/264، والبخاري "5085" في النكاح: باب اتخاذ السراري ومن أعتق جارية ثم تزوجها، والنسائي6/134في النكاح: باب البناء في السفر، من طرق عن اسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. ... =(16/196)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري "4213" في المغازي: باب غزوة خيبر، والبيهقي 7/259 من طريق محمد بن جعفر، والبخاري" 4212"ن والنسائي 6/134 من طريق يحيى ى، كلاهما عن حميد الطويل، به. ولفظ يحيى مختصر.
وانظر الحديث السابق.
وقوله: "وطَّي" وبالهمز، أي: أصلح لها المكان خلفه.(16/197)
باب فضل الأمة
مدخل
...
1- بَابٌ فَضْلُ الْأُمَّةِ
7214- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِيلٍ الْبَالِسِيُّ أَبُو الطَّاهِرِ بِأَنْطَاكِيَّةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ الطَّائِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا حَظُّكُمْ مِنَ الأنبياء وأنتم حظي من الأمم" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده ضعيف. أبو حبيبة الطائي لم يوثقه غير المؤلف، ولم يروا عنه غير ابي إسحاق، وباقي رجاله ثقات غير زيد بن الحباب، فإنه يخطىء في روايته عن سفيان الثوري.
وأخرجه البزار"2847" عن أبي كريب، بهذا الإسناد. وقال: لانعلمأحداً رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أبو الدرداء، ولا عنه إلا أبو حبيبة، ولا عنه إلا أبو إسحاق، ولا عنه إلا الثوري، ولا عنه إلا زيد، ولاعنه. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/197)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إلا أبو كريب، ولانعلم أحداً تابعه على هذا الحديث.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/68 وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير أبي حبيبة الطائي، وقد صحح له التنرمذي حديثاً، وذكره ابن حبان في "الثقات".
واورده الهيثمي 1/174 في حديث طويل فيه: "والذي نفس محمد بيده لو كان موسى بين أظهركم ثم اتبعتموه وتركتموني، لضللتم ضلالاً بعيداً، أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين" وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه ابو عامر القاسم بن محمد الأسدين ولم أر من ترجمه، وبقية رجاله موثقون.
وأخرجه بهذا الزيادة من حديث عبد الله بن ثابت احمد 3/470-471، و4/265-266 عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن جابر، عن الشعبي، عنه.
وذكره الهيثمي 1/173، وقال: رواه احمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه جابراً الجعفي، وهو ضعيف.(16/198)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ الْخَيْرَ قَبَضَ نَبِيَّهُ قَبْلَهُ حَتَّى يَكُونَ فَرَطًا لَهُ
7215- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَجَرِيُّ بِالْأُبُلَّةِ وَأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ بِدِمَشْقَ وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ 1 رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عِبَادِهِ قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا فَجَعَلَهُ لَهَا فَرَطًا وَسَلَفًا وَإِذَا أَرَادَ هلكةَ أمةٍ عَذَّبَهَا وَنَبِيُّهَا حَيٌّ فَأَقَرَّ عَيْنَهُ بِهَلْكِهَا حِينَ كَذَّبُوهُ،
__________
1 في الأصل: "إن الله إذا أراد الله" وهو خطأ.(16/198)
وعصوا أمره" 1.
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن سعيد الجوهري، فمن رجال مسلم. وهو مكرر الحديث "6647".(16/199)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ هِيَ مِنَ أَعْدَلِ الْأُمَمِ أَسْبَابًا
7216- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ1 عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} [البقرة: 143] قال: "عدلا" 2. [3: 66]
__________
1 "حدثنا الأعمش" ساقطة من الأصل، واستدركت من "مسند أبي يعلى".
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو خثيمة: هو زهير بن حرب، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وهو في "مسند أبي يعلى" "1207".
وأخرجه أحمد 3/9 و58، والترمذي"2961" في التفسير: باب ومن سورة البقرة، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/346، وابن ماجة "4284" في الزهد: باب صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، من طرق عن أبي معاوية بهذا الإسناد مختصراً ومطولاً.
وأخرجه أحمد 3/32، والبخاري "3339" في الأنبياء: باب قول الله عزوجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ} ، و "4487" في تفسير سورة البقرة: باب: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} ، و"7349"في الاعتصام: باب: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} ، والترمذي عقب حديث رقم "2965"، وأبو يعلى "1173" والطبري "2165" و "2166"....=(16/199)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و"2167" و "2179" و "2180"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 216 من طريق عن الأعمش به، مختصراً ومطولاً.
وذكره السيوطي في "الدر المنشور" 1/348 و 349 وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم، والإسماعيلي، والحاكم، وابن المنذر. وانظر الحديث المتقدم برقم "6477" وقوله: "عدلاً" مصدر وصف به، يستوي فيه المذكر والمؤنث والمثنى والجمع، وفي بعض الروايات "عدولاً" بلفظ الجمع قال في "اللسان": فإن رأيته مجموعاً أو مثنى أو مؤنثاً فعلى أنه قد أجرى مجرى الوصف الذي ليس بمصدر.(16/200)
ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آجَالِ مَنْ خَلَا قَبْلَهَا مِنَ الْأُمَمِ
7217- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ خَلَا مِنَ الْأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ قَالَ: فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ, ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ قَالَ: فَعَمِلَتِ النَّصَارَى مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ, ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ؟ , ثُمَّ قَالَ: أَنْتُمُ الَّذِينَ تَعْمَلُونَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ عَلَى(16/200)
قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ, قَالَ: فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَقَالُوا: نَحْنُ كُنَّا أَكْثَرَ عَمَلًا وَأَقَلَّ عَطَاءً قَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ عَمَلِكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا, قَالَ: فَإِنَّهُ فَضْلِي أُوتِيهِ من أشاء" 1. [3: 28]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم تخريجه برقم "6639".(16/201)
ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُضَادُّ لخبر بن عُمَرَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
7218- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ عَنْ2 أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ قَوْمًا يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلًا يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ عَلَى أَجْرٍ إِلَى اللَّيْلِ, فَعَمِلُوا لَهُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ ثُمَّ قَالُوا: لَا حَاجَةَ لَنَا فِي أَجْرِكَ الَّذِي اشْتَرَطْتَ لَنَا وَمَا عَمَلُنَا بَاطِلٌ قَالَ لَهُمْ: لَا تَفْعَلُوا أَكْمِلُوا3 بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَخُذُوا أَجْرَكُمْ كَامِلًا, فَأَبَوْا وَتَرَكُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ فَاسْتَأْجَرَ قَوْمًا آخَرِينَ بَعْدَهُمْ, فَقَالَ: اعْمَلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَلَكُمُ الَّذِي شَرَطْتُ لَهُمْ مِنَ الْأَجْرِ, فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا كَانَ صَلَاةُ الْعَصْرِ قَالُوا: الَّذِي عَمِلْنَا بَاطِلٌ وَلَكَ الْأَجْرُ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ, قَالَ: اعْمَلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ فَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم تخريجه برقم "6639".
2 تحرفت في الأصل و "التقاسيم" 3/91 إلى: "ابن".
3 في الأصل: "كملوا"، والمثبت من "التقاسيم" 3/91.(16/201)
شَيْءٌ يَسِيرٌ" أَحْسَبُهُ قَالَ: "فَأَبَوْا", قَالَ: "ثُمَّ عَمِلْتُمْ مِنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ فَذَلِكَ مَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالَّذِينَ تَرَكُوا مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَمَثَلُ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ قَبِلُوا هَدْيَ اللَّهِ وَمَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" 1. [3: 28]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. بُريد: هو ابن عبد الله بن أبي بردة.
وأخرجه البيهقي 6/119 من طريق أبي يعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "558" في مواقيت الصلاة: باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغرب،. و "2271" في الإجارة: باب الإجارة من العصر إلى الليل، ومن طريقه البغوي "4018" عن محمد بن العلاء بن كريب، به.
وأخرجه البيهقي 6/119 من طرق عن أبي أسامة حماد بن اسامة، به.(16/202)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا وَضَعَ اللَّهُ بِفَضْلِهِ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ
7219- أَخْبَرَنَا وَصِيفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بِأَنْطَاكِيَةَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ1 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عليه" 2. [3: 68]
__________
1 تحرف في الأصل إلى "عمر"، والتصويب من "التقاسيم" 3/343.
2 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشر بن بكر، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/95، والطبراني "الصغير" 1/270، والدارقطني 4/170-171، والبيهقي7/356،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/202)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن حزم في "الإحكام في أصول الأحكام" 5/149 من طريق الربيع بن سليمان المرادي، بهذا الإسناد. وقال الطبراني: "لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر، تفرد به الربيع بن سليمان".
وأخرجه الحاكم 2/198 من طريق بحر بن نصر بن سابق الخولاني، عن بشر بن بكر، ومن طرق الربيع بن سليمان، عن أيوب بن سويد، كلاهما عن الأوزاعي، به. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن ماجه "2045" في الطلاق: باب طلاق المكره والناسي، والبيهقي 7/356-357 من طريق محمد بن المصفى، عن الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن ابن عباس، قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 2/130: "هذا إسناد صحيح إن سلم من الانقطاع، والظاهر أنه منقطع"، قال المزي في "الأطراف" 5/85 رواه بشر بن بكر التنيسي عن الوزاعي، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس.
قال البوصيري: "وليس ببعيدأن يكون السقط من صنعة الوليد بن مسلم فإنه كان يدلس تدليس التسوية.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، وعقبة بن عامر، وأبي ذر، وأبي الدرداء وثوبان، وهي مخرجة في "العواصم والقواصم" 1/192-198. وانظر شرح هذا الحديث في "جامع العلوم والحكم" ص350-356 لابن رجب.(16/203)
ذِكْرُ وَصْفِ مَا ابْتَلَى اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا هَذِهِ الْأُمَّةَ بِمَا دَفَعَ عَنْهُمْ بِهِ تَعْجِيلَ الْعَذَابِ فِي الدُّنْيَا
7220- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعَ عَمْرٌو جَابِرًا قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} ، قال: "أعوذ(16/203)
بوجهك", {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} ، قَالَ: "أَعُوذُ بِوَجْهِكَ", {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65] قَالَ: "هَاتَانِ أَهْوَنُ أو أيسر" 1. [3: 64]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وسفيان هو ابن عيينة. وعمرو: هو ابن دينار. وهو في "مسند أبي يعلى" "1829".
وأخرجه الحميدي "1259"، والإمام أحمد 3/309، والبخاري "7313" في الاعتصام: باب قوله تاعلى: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} ، والترمذي "3065" في التفسير: باب ومن سورة الأنعام، وأبو يعلى "1967"، والطبري "13365" و "13366"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 11، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 302 وفي "الاعتقاد"ص89 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "4628" في تفسير سورة الأنعام: باب قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} ، و "7406" في التوحيد: باب قول الله عزوجل: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ} ، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 2/251، وأبو يعلى"1982" و "1983"، وابن أبي عاصم في "السنة" "300"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 2/26 من طريقين عن عمروبن دينار، به.
وذكره السيوطي في" الدر المنثور" 3/283-284 وزاد نسبته إلى.... =(16/204)
ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الثَّوَابَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى يَسِيرِ الْعَمَلِ أَضْعَافَ مَا يُعْطِي عَلَى كَثِيرِهِ لِغَيْرِهَا مِنَ الْأُمَمِ
7221- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى،(16/204)
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ: "إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَنْ سَلَفَ قَبْلَكُمْ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أُعْطِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ عَجَزُوا عَنْهَا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا وَأُعْطِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى إِذَا بَلَغُوا صَلَاةَ الْعَصْرِ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا وَأُعْطِيتُمُ الْقُرْآنَ فَعَمِلْتُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ أُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ قَالَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ: رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَقَلُّ عَمَلًا مِنَّا وَأَكْثَرُ أَجْرًا فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: هَلْ ظُلِمْتُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ شَيْئًا؟ فَقَالُوا: لَا, فقال: فضلي أوتيه من أشاء" 1. [3: 9]
__________
= عبد الرزاق، وعبد بن حميد، ونعيم بن حماد في "الفتن"، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم. وقد تقدم برقم "6639" و "7218".(16/205)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ الصَّحَابَةُ ثُمَّ التَّابِعُونَ
7222- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ(16/205)
أحدهم يمينه ويمينه شهادته" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه أحمد 1/434، ومسلم "2533" "211" في فضائل الصحابة: باب فضل الصحابة، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 7/92 من طريقين عن سفيان بهذا الإسناد. وانظر الحديث رقم "7223" و "7227" و "7228".(16/206)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي" أَرَادَ بِهِ الصَّحَابَةَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ
7223- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ يَلُونِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي.
وأخرجه مسلم "2533" "210"، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 7/92 عن قتيبة بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2533" "210" عن هناد بن السري، عن أبي الأحوص، به. وانظر الحديث رقم "4328" و"7222" و"7227" و"7228".(16/206)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَهْلَ بَدْرٍ هُمْ أَفْضَلُ الصَّحَابَةِ وَخَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ
7224- أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْدَانَ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ1 يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلُ أَوْ مَلَكٌ فَقَالَ: كَيْفَ أَهْلُ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هُمْ عِنْدَنَا أَفَاضِلُ النَّاسِ", قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ عِنْدَنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ2. [3: 9]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رَوَى هَذَا الْخَبَرَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3 وقد رواه.
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "بن" والتصويب من "التقاسيم" 3/14.
2 حديث صحيح. علي بن قادم وثقه المؤلف والعجلي، وقال أبو حاتم: "محله الصدق، وضعفه ابن معين وغيره"، وقال ابن عدي: "نقموا عليه أحاديث رواها عن الثوري غير محفوظة، قال الحافظ في "التقريب": صدوق.
قلت: وقدتوبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن معدان فقد روى له النسائي وهو ثقة.
وأخرجه أحمد 3/465، وابن ماجة"160" في المقدمة: باب في فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والطبراني "4412" من طريق وكيع، عن سفيا، بهذا الإسناد.
3 أخرجه البخاري "3992" في المغازي: باب شهود الملائكة بدراً، ومن طريقه البغوي "3993" عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، به. ... =(16/207)
سُفْيَانُ1 الثَّوْرِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنْ جَرِيرٍ وَأَتْقَنُ وَأَفْقَهُ كَانَ إِذَا حَفِظَ الشَّيْءَ لَمْ2 يُبَالِ بِمَنْ خالفه.
__________
= ورفاعة بت رافع: هو ابن مالك بن العجلان.
وأخرجه البخاري"3993" عن سليمان بن حرب، حدثنا حماد - وهو ابن زيد - عن يحيى - وهو الأنصاري - عن معاذ بن رفاعة بن رافع، وكان رفاعة من أهل بدر، وكان رافع من أهل العقبةن فكان يقول لابنه: "....." قال الحافظ: "وهذا صورته مرسل، ولكن عند التأمل يظهر أن فيه رواية لمعاذ بن رفاعة بن رافع، عن ابيه، عن جده.
وأخرجه البخاري"3994" عن إسحاق بن منصور، أخبرنا يزيد –وهو ابن هارون-أخبرنا يحيى ى، سمع معاذ بن رفاعة أن ملكاً سال النبي صلى الله عليه وسلم. وعن يحيى أن يزيد الهاد أخبره أنه كان معه يوم حدثه معاذ هذا الحديث، فقال يزيد: فقال معاوية: "إن السائل هو جبريل عليه السلام".
وأخرجه الطبراني "4455" من طريق ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن يحيى بن سعيد، عن رفاعة بن رافع بن ملك قال: "سمعت أبي يقول...."
1 في الأصل و "التقاسيم": "وقد رواه عن سفيان"، والصواب ما أثبت.
2 تحرفت في الأصل إلى: "بن"، والتصويب من "التقاسيم".(16/208)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ مَضَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ الْخَيِّرَ فَالْخَيِّرَ
7225- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ أَنَّ سُحَيْمًا حَدَّثَهُ عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قُرِّبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(16/208)
تَمْرٌ وَرُطَبٌ فَأَكَلُوا مِنْهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا نَوَاةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: "تَذْهَبُونَ الخَيِّرُ فالخَيِّرُ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلَّا مِثْلُ هذا" 1. [3: 66]
__________
1 حديث حسن لغيره، سحيم لم يرو عنه غير بكر بن سوادة، وذكره البخاري 4/193، وابن أبي حاتم 4/303، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يوثقه غير المؤلف 4/343، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم غير صحابيه، فمن رجال أصحاب السنن.
وأخرجه الطبراني "4492" من طريق حرملة بن يحيى ى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/338، والطبراني "4492"، والحاكم 4/434 من طرق عن ابن وهب، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري في "تاريخه" في "الكنى" ص25، وابن ماجه "4038"، والحاكم 4/316 و434 من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي حميد مولى مسافع، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتُنْتَقُنَّ كما ينتقى التمر من أغفاله "أي مما لاخير فيه"، فليذهبن خياركم، وليبقين شراركم، فموتوا إن استطعتم" وصححه الحاكم ووافقه الذهبي مع أن أبا حميد مولى مسافع لايعرف بجرح ولا تعديل.
وله طريق آخر عند المؤلف تقدم برقم"6851".(16/209)
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّ آخِرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي الْفَضْلِ كَأَوَّلِهَا
7226- أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن المبارك العيشي،(16/209)
حدثنا الفضل بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَلْمَانِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَوْ آخِرُهُ" 1. [3: 39]
__________
1 حديث حسن بشواهد. الفضل بن سليمان قال الساجي: كان صدوقاً وعنده مناكير، وقال ابن معين: "ليس بثقة"، وقال أبو زرعة: "لين الحديث، وروى عنه علي بن المديني وكان من المتشددين"، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه وليس بالقوي"، وقال النسائي: "ليس بالقوي روى له الجماعة، إلا أن البخاري روى له بضعة أحاديث قد توبع عليها.
وعبيد بن سليمان الأغر: روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات"، وقال أبو حاتم: "لاأعلم في حديثه إنكاراً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن المبارك، فمن رجال البخاري.
وأخرجه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" ص 109 من طريق عبد الرحمن بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار"2843" عن الحسن بن قزعة، عن الفُضيل بن سليمان، به.
وأخرجه أحمد 4/319 عن عبد الرحمن، حدثنا زياد أبو عمر، عن الحسن، عن عمار.
وأخرجه الطيالسي"647" عن عمران، عن قتادة، عن صاحب لنا، عن عمار.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/68 وقال: "رواه أحمد، والبزار، والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح غير الحسن بنت قزعة، وعبيد بن سلمان الأغر، وهما ثقتان، وفي عبيد خلاف لايضر.
وذكره أيضاً، وقال: رواه الطبراني، وفيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف. ... =(16/210)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وفي الباب عن أنس عند أحمد 3/130 و143، والطيالسي"2023"، والترمذي "2869"، وأبي الشيخ في "الأمثال" "330" و"331"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "1351" و"1352"، والرمهرمزي ص108-109، وابن عدي 3/918و1638، وحسنه الترمذي
وعن ابن عمر عند أبي نعيم في "الحلية" 2/231، والقضاعي في "مسند الشهاب" "1349"و"1350". وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/68 وقال: رواه الطبراني وفيه عيسى بن ميمون وهو متروك.
وعن عمران بن حصين عند البزار "2844" وقال: لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد أحسن من هذا.
وذكره الهيثمي 10/68، وقال: رواه البزار والطبراني في "الأوسط" وإسناد البزار حسن.
وعن عبد الله بن عمر وعند الطبراني، وقال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم وهو ضعيف.(16/211)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عُمُومَ هَذَا الْخَطَّابِ أُرِيدَ بِهِ بَعْضُ الْأُمَّةِ لَا الْكُلُّ
7227- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ يَلُونِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته" 1. [3: 39]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "مصنف ابنأبي شيبة" 12/175. وانظر الحديث رقم "4328" و "7223" و "7228".(16/211)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ النَّاسَ قَدِ اسْتَوَوْا فِي الْفَضِيلَةِ بَعْدَ التَّابِعِينَ
7228- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شهادتهم ايمانهم وايمانهم شهادتهم" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نوح بن حبيب، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. وانظر الحديث رقم "4328" و "7222" و "7223" و "7227".(16/212)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ تَبَعُ الْأَتْبَاعِ
7229- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وكيع، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ يَسَافٍ قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ يَقُولُ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يلونهم" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن ياف، فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/176.
وأخرجه من طريق ابن أبي شيبة: الطبراني 18/"585".
وأخرجه الترمذي بإثر حديث "2221" في الفتن: باب ماجاء في القرن الثالث، والطبراني 18/"585" من طريقين عن وكيع، به. ....=(16/212)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/176-177، والطبراني 18/"584" و "586"، والحاكم 3/471 من طريق عن الأعمش، به.
وأخرجه الترمذي"2221"، والطبراني 18/"583" من طريقين عن الأعمش، عن علي بن مدرك، عن هلال بن يساف، به. وذكر الترمذي أن حديث وكيع أصح. وانظر الحديث رقم "6729".(16/213)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ قَدْ آمَنَ بِالْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ رَوِيّة وَتَلَكُّؤٍ قَدْ يَكُونُ أَفْضَلَ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ بَعْدَ تَلَكُّؤٍ وَرَوِيَّةٍ
7230- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حدثني بن وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رُجُلًا قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طُوبَى لِمَنْ رَآكَ وَآمَنَ بِكَ، قَالَ: "طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي وَطُوبَى ثُمَّ طوبى لمن آمن بي ولم يرني" 1. [3: 9]
__________
1 حديث حسن لغيره. إسناده ضعيف دراج ضعيف في روايته عن ابي الهيثم.
وأخرجه أحمد 3/71، وأبو يعلى "1374"، والخطيب 4/91 من طريق ابن لهيعة، عن دراج، بهذا الإسناد. وفيه زيادة: "فقال رجل: "وماطوبى؟ قال: "شجرة في الجنة مسيرة مئة، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها".
وله شاهد من حديث أنس عند أحمد 3/155، وابي يعلى "3391"، وابن عدي 6/977، والخطب في "تاريخه" 3/306 و 6/200 و 13/127 ولفظه: "طوبى لمن رآني وآمن بي - مرة- وطوبى لمن لم يرني، وآمن بي -سبع مرات-".... =(16/213)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخره من حديث ابن عمر عند الطيالسي "1845" عن العمري، وابن عدي 4/1427 من طريق طلحة بن عمرو، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر. وذكره الهيثمي 10/67 وقال: رواه الطبراني، وفيه محمد بن القاسم الأسدي الكوفي، وهو مجمع على ضعفه.
قلت: والعمري وطلحة بن عمرو ضعيفإن أيضا.
وثالث عن أبي عبد الرحمن الجهني عند أحمد 4/152 من طريق ابن إسحاق، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي عبد الرحمن الجهني، وقال الهيثمي 10/67: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع.
ورابع عن واثلة بن الأسقع عند ابن عدي 6/2327.
وخامس عن عبد الله بن بسر عند الحاكم 4/86 من طريق جميع بن ثوب، عن عبد الله بن بسر. وجميع هذا: واهٍ كما ذكر الذهبي.
وسادس عن علي عند الخطيب 3/49.
وسابع عن أبي عمرة عند الطبراني. قال الهيثمي 10/67: رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير" بنحوه وفيه بيهس الثقفي ولم أعرفه، وابن ولهيعة فيه ضعف، وبيقة رجال الكبير رجال الصحيح. وانظر حديث أبي هريرة وأبي أمامة برقم "7232" و "7233".(16/214)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ قَدْ آمَنَ بِالْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَرَهُ قَدْ يَكُونُ أَشَدُّ حُبًّا لَهُ مِنْ أَقْوَامٍ رَأَوْهُ وَصَحِبُوهُ
7231- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ إِمْلَاءً حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ أَشِدِّ أمتي لي(16/214)
حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ أَنْ لو رآني بأهله وماله" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل – وهو ابن أبي صالح – فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "2832" في الجنة: باب فيمن يود رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بأهله وماله، ومن طريقه البغوي "3843" عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.(16/215)
ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
7232- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنِ أَيْمَنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي وَطُوبَى سَبْعَ مرات لمن آمن بي ولم يرني" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده حسن في الشواهد، أيمن لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف ولم يَروِ عنه غير قتادة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو.
وأخرجه الطيالسي "1132"، وأحمد 5/248 و 257 و 264، والطبراني "8009" من طرق عن همام، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "8010" من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن الجعد، عن قتادة، به. وانظر"7230".(16/215)
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
7233- أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ أَيْمَنَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "طُوبَى لِمَنْ رَآنِي ثُمَّ آمَنَ بِي وَطُوبَى سَبْعَ مَرَّاتٍ لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي" 1. [3: 9]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ أَيْمَنُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي أُمَامَةَ مَعًا وَأَيْمَنُ هَذَا هُوَ أَيْمَنُ بن مالك الأشعري.
__________
1 إسناده حسن في الشواهد كالذي قبله.
وذكره السيوطي في "الجامع الصغير" ونسبه إلى ابن النجار، وانظر "7230".(16/216)
ذِكْرُ مَا وَعَدَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُرْضِيَهُ فِي أُمَّتِهِ وَلَا يَسُوؤَهُ فِيهِمْ
7234- أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حدثه عن عبد الرحمن بن جبير ابن نُفَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ فِي إِبْرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36] وَقَالَ عِيسَى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} [النساء: 118] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ "قَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ،(16/216)
وقل له إنا سنرضيك في أمتكم ولا نسوؤك" 1. [3: 77]
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير يزيد- وهو ابن خالد بن يزيد بن موهب- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. ابن وهب: هو عبد الله.
وأخرجه مسلم "202" في "الإيمان" باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، والطبري في "تفسيره" 13/229، وابن منده في "الإيمان" "924"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 2/341-342، والبغوي "4337" من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وانظر الحديث الآتي.(16/217)
ذِكْرُ وَعْدِ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرْضِيَهُ فِي أُمَّتِهِ وَلَا يَسُوؤُهُ فِيهِمْ
7235- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أن بكر بن سوادة حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي إِبْرَاهِيمَ: {إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وقال عيسى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي" وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم - وربك أَعْلَمُ - فَسَلْهُ مَا يُبْكِيهِ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سنرضيك في أمتك(16/217)
ولا نسوؤك1. [1: 2]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن منده "924" من طريق حرملة، بهذا الإسناد.. وانظر الحديث السابق.(16/218)
ذِكْرُ سُؤَالِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتَهُ بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الْأُمَمَ قَبْلَهُ
7236- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الشَّرْقِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ1 قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ أَنَّ خَبَّابًا قَالَ: رَمَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةٍ صَلَّاهَا حَتَّى كَانَ مَعَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ جَاءَهُ خَبَّابٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لَقَدْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ صَلَاةً مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ نَحْوَهَا, قَالَ: "أَجَلْ إِنَّهَا صَلَاةُ رَغَبٍ وَرَهَبٍ سَأَلْتُ رَبِّي فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَنَا 2 بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الْأُمَمَ قَبْلَهَا فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا مِنْ غَيْرِنَا فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أن لا يلبسنا شيعا فمنعينها" 3. [5: 12]
__________
1 في الأصل: "يوسف" وهو خطأ، والتصويب من "الموارد" "1830".
2 في الأصل: "يهلكها" والمثبت من "الموارد" ومصادر التخريج.
3 إسناده صحيح، عبد الله بن خباب: روى له الترمذي والنسائي وهو ثقة،.... =(16/218)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن يحى الذهلي، فمن رجال البخاري. عبيد الله بن عبد الله بن الحارث: يقال فيه: "عبد الله وعبيد الله مكبراً ومصغراً، ووقع في الترمذي: عبد الله بن الحارث بن نوفل. صالح: هو ابن كيسان.
وأخرجه أحمد 5/109، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/115-116، والطبراني"3622" من طريق محمد بن يحيى ى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/108-109، والترمذي "2175" في الفتن: باب ماجاء في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً في أمته، والنسائي 3/216-217 في قيام الليل: باب إحياء الليل، والطبراني "3621" و "3623" و "3624" و "3626"، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن خباب 14/447-448 من طرق عن الزهري، به، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب صحيح".
وأخرجه الطبراني "3625" من طريق عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، به.
وقوله: "رَمَقْت" أي: أطلت النظر إليه. وقوله: "أن لا يلبسنا شيعاً" أي: لايجعلنا فرقاً مختلفين على أهواه شتى، هو من قوله تعالى: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} قال الطيبي أي: "يجعل كل فرقة منكم متابعة لإمام، وينشب القتال بينكم، وتختلطوا وتشتبكوا في ملاحم القتال، يضرب بعضكم رقاب بعض، ويذيق بعضكم بأس بعض.(16/219)
ذِكْرُ سُؤَالِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتَهُ بالسنة والغرق
7237- وأخبرنا بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ(16/219)
عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أقبل ذات يوم من العيالة حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ فَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلًا ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا فَقَالَ: "سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" 1. [5: 12]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن هاشم وعثمان بن حكيم، فمن رجال مسلم. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن ابي شيبة 10/320، وأحمد 1/181-182، ومسلم "2890" "20" في الفتن: باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد ولفظه: "سألت ربي ثلاثاً فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لايهلك أمتي بالسَّنة فأعطانيها، وسألته أن لايهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لايجعل بأسهم بينهم فمنعنيها".
وأخرجه أحمد 1/175، ومسلم "2890" "21"، والدورقي في "مسند سعد بن أبي وقاص" "39"، وعمر بن شبة مختصراً في "تاريخ المدينة" 1/68، وأبو يعلى "734"، والبيهقي في "الدلائل" 6/526، والبغوي "4014" عن طرق عثمان بن حكيم، به.(16/220)
ذِكْرُ سُؤَالِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِأُمَّتِهِ بِأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ
7238- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي أسماء الرحبي(16/220)
عن ثوبان قَالَ: قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا فَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زَوَى لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ فَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ فَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أُعْطِيكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ: مِنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَهْلِكُ بعض وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا".
قَالَ: قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنَ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ وَحَتَّى تُعْبَدَ الْأَوْثَانُ وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أمتي ثلاثون كذابا كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَإِنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّينَ1 لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَنْ تَزَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ يخذلهم حتى ياتي أمر الله" 2. [5: 12]
__________
1 في الأصل: "وإنه"، والتصويب من الحديث المتقدم برقم "6714".
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي أسماء الرحبي-وهو عمرو بن مرثد الرحبي- فمن رجال مسلم، وكذا صحابيه ثوبان. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/221)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه مسلم "2889" "19" في الفتن: باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض، والترمذي "2176" في الفتن: باب ما جاء في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً في أمته، عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/278 و284، ومسلم "2889" "19"، وأبو داود "4252" في الفتن: باب ذكر الفتن ودلائلها، والبيهقي في "الدلائل" 6/526-527 والبغوي "4015" من طرق عن حماد بن زيد، به. وقد تقدم من طريق أخرى برقم "6714" وانظر "4551".
قال البغوي في "شرح السنة" 14/216: قال أبو سليمان الخطابي: قوله: "زوى لي الأرض" معناه: جمعها وقبضها، يقال: انزوى الشيء: إذا تقبض وتجمع.
وقوله: "ألا يهلكها بسنة عامة" فإن السنة: القحط والجب، وإنما جرت الدعوة بألا تعمهم السنة كافة، فيهلكوا عن آخرهم، فأما أن يجدب قوم ويخصب آخرون، فإنه خارج عما جرت به الدعوة.
وقوله: "يستبيح بيضتهم" يريد جماعتهم وأصلهم، قال الأصمعي: "بيضة الدار وسطها ومعظمها"، وقال الطيبي فيما نقله شارح "المشكاة" عنه 5/362: "أراد عدواً يستأصهم ويهلكهم جميعهم، وقيل: أراد إذا هلك أصل البيضة، كان هلاك كلها فيه من طعم أو فرخ، وإذا لم يهلك أصل البيضة ربما سلم بعض فراخها، والنفي منصب على السبب والمسبب معاً، فيفهم منه أنه قد يسلط عدو، لكن لا يستأصل شأفتهم.
وقوله: "إني قضيت قضاء فإنه لايرد": قال العلماء في تفسير هذا النوع من القضاء: إنه عبارة عما قدره الله سبحانه في الأزل من غير أن يعلقه بفعل، فهو في الوقوع نافذ غاية النفاذ بحيث لايتغير بحال، ولا يتوقف على المقضي عليه ولا المقضي له، لأنه من علمه بما كان ومايكون، وخلاف معلومه مستحيل قطعاً، وهو من قبيل مالا يتطرق إليه المحو والإثبات.(16/222)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ وُرُودِ هَذِهِ الْأُمَّةِ حوض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7239- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِالْفُسْطَاطِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ جَبَلَةَ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَتَزْدَحِمَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى الحوض ازدحام إبل وردت لخمس" 1. [3: 75]
__________
1 إسناده محتمل للتحسين. إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي أثنى عليه ابن معين خيراً، وقال: "لاباس به ولكنهم يحسدونه"، وقال أبو حاتم: "شيخ"، وذكره المؤلف في "الثقات" 8/113، ووثقه مسلمة، ونقل ابن عساكر "2/410ت" عن النسائي: إسحاق ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث، وعمرو بن الحارث هو ابن الضحاك الزبيدي الحمصي روى عنه غير إسحاق مولاته علوة وذكره المؤلف في "الثقات" 8/480، وقال: مستقيم الحديث روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبوداود في "سننه"، وسويد بن جبلة ذكره المؤلف في "الثقات" 4/325، وروى عنه جمع، وباقي رجاله ثقات، والزبيدي: هو محمد بن الوليد بن عامر.
واخرجه الطبراني 18/"632" من طريقين عن إسحاق بن إبرهيم، بهذا الإسناد.. وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/365 وقال: رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن.
وقوله: "وردت لخمس" قال المناوي في"فيض القدير" 5/262: أي: لخمس من الأيام، أي: فطمت عن الماء أربعة أيام حتى اشتد عطشها، ثم أوردت في اليوم الخامس، فكما أنها تزدحم عليه لشدة ظمئها فكذلك الأمة المحمدية تزدحم على الحوض يوم القيامة لشدة ماتقاسيه ذلك اليوم من شدة الحر لدنو الشمس من رؤوسهم وكثرة العرق والكرب.(16/223)
ذِكْرُ الْعَلَامَةِ الَّتِي بِهَا يَعْرِفُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ عِنْدَ وُرُودِهِمْ عَلَى الْحَوْضِ
7240- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبَجٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أن1 رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمَقْبَرَةَ فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ إِخْوَانَنَا"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ألسنا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ يَأْتِي بَعْدَكَ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: "أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لِرَجُلٍ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ فِي خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: "فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَلَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ أَلَا هَلُمَّ فَيُقَالُ:2 إِنَّهُمْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ, فَأَقُولُ فَسُحْقًا فسحقا فسحقا" 3. [3: 75]
__________
1 في الأصل: "قال"، وهو خطأ، والتصويب من "الموطأ" 1/28.
2 في الأصل: "فيول" والتصويب من "التقاسيم" 3/459.
3 إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد تقدم برقم "1047" و "3171". ....=(16/224)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال ابن عبد البر فيما نقله عن الزرقاني في "شرح الموطأ" 1/65: كل من أحدث في الدين مالا يرضاه الله، فهو من المطرودين عن الحوض، وأشدهم من خالف جماعة المسلمين كالخوارج والروافض وأصحاب الأهواء وكذلك الظلمة المسرفون في الجور وطمس الحق، والمعلنون بالكبائر، فكل هولاء يخاف عليهم أن يكونوا ممن عنوا بهذا الخبر.(16/225)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْعَلَامَةَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا هِيَ لِأُمَّةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَ غَيْرِهَا مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ
7241- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أبي سيبة قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ حَوْضِي لَأَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ إِلَى عَدْنَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ وَلَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَذُودُ عَنْهُ الرِّجَالَ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ الْإِبِلَ الْغَرِيبَةَ عَنْ حَوْضِهِ", فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَتَعْرِفُنَا قَالَ: "نَعَمْ تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ لَيْسَ لِأَحَدٍ غَيْرِكُمْ" 1. [3: 75]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَأَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ إِلَى عَدْنَ" تَأْكِيدٌ في القصد لا أنه أبعد منهما.
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد بن طارق، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "248" في الطهارة: باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، وابن ماجه "4302" في الزهد: باب ذكر الحوض، عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.(16/225)
ذِكْرُ وَصْفِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي الْقِيَامَةِ بِآثَارِ وضوءهم فِي الدُّنْيَا
7242- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ? قَالَ: "غُرٌّ محجلون بلق من آثار الطهور" 1. [00: 00]
__________
1 إسناده حسن، عاصم: هو ابن بهدلة، وزر: هو ابن حبيش. وهو في "مسند أبي يعلى" "5048"، وهو مكرر"1048".(16/226)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ التَّحْجِيلَ بِالْوُضُوءِ فِي الْقِيَامَةِ إِنَّمَا هُوَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَطْ وَإِنْ كَانَتِ الْأُمَمُ قَبْلَهَا تَتَوَضَّأُ لِصَلَاتِهَا
7243- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَرِدُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوضوء سيما أمتي ليس لأحد غيرها" 1. [00: 00]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك الأشجعي- وهو سعد بن طارق- فمن رجال مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وهو مكرر الحديث رقم "1049".(16/226)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ دُخُولِ أَقْوَامٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ
7244- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(16/226)
الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ"، قَالَ: فَقَالَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَن ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ" فَقَالَ آخَرُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سبقك بها عكاشة" 1. [3: 42]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي.
وأخرجه أحمد 2/456، ومسلم"216" و "368" في الإيمان: باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، وابن منده في "الإيمان" "973" من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 2/328، وابن منده "973" من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به.
واخرجه أحمد 2/302، ومسلم "216" "367"، وابن منده "974" و "975" من طرق عن محمد بن زياد، به.
وأخرجه أحمد 2/400-401، والبخاري"5811" في اللباس: باب البرود والحبرة والشملة، و "216" "369"، وابن منده "970" و "971"، والبيهقي في "السنن" 10/139، والبغوي "4323" من طريقين عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن ابي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/502 عن يزيد، عن محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.
ولفظ أوله: "أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أحسن كوكب دري إضاءة في السماء، فقام....=(16/227)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "سبقك بها عكاشة", لفظ إِخْبَارٍ عَنْ فِعْلٍ مَاضٍ مُرَادُهَا الزَّجْرُ عَنِ الشَّيْءِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أَطْلَقَ هَذِهِ اللَّفْظَةَ وَذَلِكَ أَنَّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَعَا لِعُكَّاشَةَ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ", ثُمَّ قَامَ الْآخَرُ فَلَوْ دَعَا لَهُ لَقَامَ الثَّالِثُ وَالرَّابِعُ وَخَرَجَ الْأَمْرُ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ وَلَبَطَلَ وَعِيدُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِمَنِ ارْتَكَبَ الْمَزْجُورَاتِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُدْخِلَهُمُ النَّارَ فَحَسَمَهُمْ ذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ بِلَفْظَةِ إِخْبَارٍ مرادها الزجر عنه.
__________
= عكاشة....
وأخرجه بطوله أحمد 2/351 من طريق ابن لهيعة، عن أبي يونس، عن ابي هريرة.
وأخرجه مسلم "217"، وابن منده "972" من طريق ابن وهب، عن حيوة، عن أبي يونس، عن أبي هريرة مختصراً بلفظ: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً، زمرة واحدة منهم على صورة القمر".(16/228)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ عَدَدِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ
7245- أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زيد بن ابة أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ ذَاتُ يَوْمٍ فِي بَيْتِ الْمَالِ إِذْ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ قُبَّةٍ لَهُ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: "أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ،(16/228)
قَالَ: "وَثُلُثُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ مَثَلَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْكُفَّارِ كَالْبَقَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِيهَا الشَّعْرَةُ السَّوْدَاءُ أَوْ كالبقرة السوداء فيها الشعرة البيضاء" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن وهب بن أبي كريمة، فقد روى له النسائي وهو صدوق. محمد بن سلمة: هو ابن عبد الله الباهلي الحرّاني، وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن يزيد بن سماك الحراني، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الطيالسي "324"، وأحمد 1/386 و 437 و 438، والبخاري "6528" في الرقاق: باب كيف الحشر، ومسلم "221" "377" في الإيمان: باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة، والترمذي "2547" في صفة الجنة: باب ماجاء في كم صف أهل الجنة، وابن ماجة "4283" في الزهد: باب صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأبو عوانة في "المسند" 1/87-88، والطبري في "تهذيب الآثار" في مسند ابن عباس "705"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "361"و "362" وابن منده في "الإيمان" "985"، وأبو نعيم في "الحلية" 4/152، وفي "صفة الجنة" "64" من طريق شعبة، والبخاري "6642" في الإيمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، من طريق يوف بن إسحاق بن أبي إسحاق، ومسلم "221" "376"، والطحاوي "364"، وهناد بن السري في "الزهد" "195"، وابن منده "987" من طريق أبي الأحوص، وأحمد 1/445، والطحاوي "360"من طريق إسرائيل، ومسلم "221" "378"، وأبو عوانة 1/88، وابن منده "986" من طريق مالك بن مغول، وأبو يعلى "5386" من طريق عمار بن رزيق، والطبري في "تفسيره" 7/112، وفي "مسند ابن عباس" "704" من طريق معمر، سبعتهم عن أبي إسحاق السبيعي، به. وسيأتي برقم "7458".(16/229)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ عَدَدِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِغَيْرِ حِسَابٍ
7246- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ وَأَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ وعدني أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ"، فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ السُّلَمِيُّ: وَاللَّهِ مَا أُولَئِكَ فِي أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا كَالذُّبَابِ الْأَصْهَبِ فِي الذِّبَّان, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ رَبِّي قَدْ وَعَدَنِي سَبْعِينَ أَلْفًا مَعَ كل ألف سبعين ألفا وزادني حثيات" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح. عمرو الحمصي روى له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وهو ثقة، وثقه النسائي وأبو داود، والمؤلف، ومسلمة بن القاسم، وقال أبو حاتم: صدوق، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح غير أبي اليمان الهوزني متابع سليم بن عامر، فقد روى له أبو داود في "المراسيل" وذكره المؤلف في "الثقات" 5/188، وقال: من أهل الشام يروي عن سلمان وصفوان بن أمية، روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي والشاميون.
اخرجه أحمد 5/250، والطبراني "7672" من طريقين عن صفوان بن عمرو، بهذا الإسناد مطولاً، ولفظهما: "وزادني ثلاث حثيات".
وذكره ابن كثير في "نهاية البداية" 2/91، وقال: قال الضياء: رجاله رجال الصحيح إلا الهوزني، واسمه عامر بن عبد الله بن لحي، وما علمت فيه جرحاً. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/230)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قلت: لايضر هذا، فإنه لم ينفرد به، بل تابعه سليم بن عامر بهذا السند، وهو ثقة رجال مسلم.
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/362-363: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني "7665"، والبيهقي في "البعث والنشور" "134" من طريقين عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة.
اخرجه أحمد 5/268، والترمذي "2437" في صفة القيامة: باب "12"، وابن ماجة "4286" في الزهد: باب صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والطبراني "7520"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 329، من طرق عن إسماعيل بن عياش، والطبراني "7521" من طريق بقية من طرق عن إسماعيل بن عياش، والطبراني "7521" من طريق بقية من الوليد، كلاهما عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة مختصراً. ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل بلده مستقيمه، وهذا منها، فإن محمد بن زياد الألهاني حمصي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وقوله: "كالذباب الأصهب": الأصهب الذي يعلو لونه صهبة وهي كالشقرة، وفي رواية الطبراني: "كالذباب الأزرق".(16/231)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ وَصَفْنَا نَعْتَهُ مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا 1 يَشْفَعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَقَارِبِهِمْ
7247- أَخْبَرَنَا مَكْحُولٌ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلْفٍ الدَّارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ يَعْمُرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَخِي زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ زَيْدٍ الْبِكَالِيُّ2
__________
1 في الأصل: "الألف" والجادة ما أثبت.
2 في الأصل: و "التقاسيم" 3/475 "يزيد" وهو خطأوالتصويب من مصادر التخريج.(16/231)
أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ يُتْبِعُ كُلَّ أَلْفٍ بِسَبْعِينَ أَلْفًا ثُمَّ يَحْثِي بِكَفِّهِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ" فَكَبَّرَ عُمَرُ: فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ السَّبْعِينَ أَلْفًا الْأُوَلَ يُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ فِي آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ وَأَرْجُو أَنْ يجعل أمتي أدنى الحثوات الأواخر" 1. [3: 78]
__________
1 حديث صحيح لغيره. مكحول: هو محمد بن عبد السلام البيروتي، ومحمد بن خلف الداري: هو محمد بن خلف بن طارق بن كيسان الداري، أبو عبد الله الشامي، سكن بيروت. روى عنه أبو داود، وأبو مسهر، وأبو حاتم الرازي، وأبو بكر بن أبي داود، وابن جوصا، وذكره القاضي عبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا"، ومعمر بن يعمر ذكره المؤلف في "ثقاته" 9/192 وقال: يغرب، وروى عنه جمع، وقد توبع هو ومحمد بن خلف، وعامر بن زيد البكالي ذكره المؤلف في "الثقات" 5/191، وقال: يروي عن عتبة بن عبد، وروى عنه أبو سلام، ويحيى بن أبي كثير، عداده في أهل الشام.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/"312"، و "الأوسط" "404"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/341-342، والبيهقي في "البعث" "274"، من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، حدثنا معاوية بن سلام، بهذا الإسناد.
وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على بشر المريسي" ص 395 عن أبي توبة الربيع بن نافع، به.
وأخرجه الدارمي ص 395، والطبراني في "الكبير" 22/"771"، وفي "الأوسط" "406"، وأبو أحمد الحاكم فيما قاله الحافظ في "الإصابة" 4/89، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/137-138 من طرق. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/232)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الله بن عامر اليحصبي، عن قيس بن الحارث الكندي، عن أبي سعد الخير الأنماري، وهذا سند صحيح رجاله رجال الصحيح غير قيس بن الحارث، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. وحديث أبي أمامة المتقدم يشهد له.
وذكر ابن كثير في "النهاية" 2/29، وقال: قال الضياء: لا أعلم لهذا الإسناد علة.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/409 و414، قال: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" من طريق عامر بن زيد البكالي، وقد ذكره ابن أبي حاتم، ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات.(16/233)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَوَّلِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ الزُّمْرَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلُ
7248- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الشَّهِيدُ وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو غِنًى أَوْ مَالٍ" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده ضعيفن عامر العقيلي لم يوثقه غير المؤلف 7/250 ولم يروعنه غير يحيى بن أبي كثير، وقال الذهبي في "الميزان" و "المغني": لايعرف وأبوه كذلك لايعرف، وقد اختلف في أسمه. فقال البخاري والمؤلف في ترجمة ابنه عامر من "الثقات": عقبة، وسماه المؤلف في موضع آخر 5/10 عبد الله بن شقيق العقيلي، وقال الحاكم: اسم أبيه شبيب، قال في "التهذيب": ولعله تصحيف من شقيق وقد تقدم الحديث برقم "4312"، ونزيد هنا في تخريجه: وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" "80"، والمزي في "تهذيب الكمال"، في ترجمة عامر العقيلي.(16/233)
باب فضل الصحابة والتابعين رضي الله تعالى عَنْهُمْ
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا جَعَلَ صَفِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَنَةَ أَصْحَابِهِ وَأَصْحَابَهُ أَمَنَةَ أُمَّتِهِ
7249- أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُهُ يَذْكُرُهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: لَوِ انْتَظَرْنَا حَتَّى نُصَلِّي مَعَهُ الْعِشَاءَ فَانْتَظَرْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: "مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا"؟ قُلْنَا: نَعَمْ نُصَلِّي مَعَكَ الْعِشَاءَ, قَالَ: "أَحْسَنْتُمْ", أَوْ قَالَ: "أَصَبْتُمْ", ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: "النُّجُومُ أَمَنَةُ السَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا أَنَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي(16/234)
أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ" 1 [3: 66]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى هَذَا الْخَبَرِ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا جَعَلَ النُّجُومَ عَلَامَةً لبقاء الْفَنَاءُ الَّذِي كُتِبَ عَلَيْهَا وَجَعَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْمُصْطَفَى أَمَنَةَ أَصْحَابِهِ مِنْ وقُوعِ الْفِتَنِ فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا إِلَى جَنَّتِهِ أَتَى أَصْحَابَهُ الْفِتَنُ الَّتِي أُوعِدُوا وَجَعَلَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ أَمَنَةَ أُمَّتِهِ مِنْ ظُهُورِ الْجَوْرِ فِيهَا فَإِذَا مَضَى أَصْحَابُهُ أَتَاهُمْ مَا يُوعَدُونَ مِنَ ظهور غير الحق من الجور والأباطيل2.
__________
1 إسناده صحيح على شرط الصحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن المديني فمن رجال البخاري، ومجمع بن يحيى ى، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 2/398-399 عن علي بن عبد الله – وهو ابن المديني - بهذا الإسناد.
واخرجه مسلم "2531" في فضائل الصحابة: باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه، وبقاء أصحابه أمان للأمة، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 318-319 من طرق عن الحسين بن علي الجعفي، به.
2 وقال النووي في "شرح مسلم" 16/83: قال العلماء: الأمنة بفتح الهمزة والميم والأمن والأمان بمعنى، ومعنى الحديث: أن النجوم مادامت باقية فالسماء باقية فإذا انكدرت النجوم، وثناثرت في القيامة، وهنت السماء، فإنفطرت وانشقت وذهبتن وقوله صلى الله عليه وسلم: "أنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي مايوعدون", أي: من الفتن والحروب وارتداد من الأعراب ... =(16/235)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= واختلاف القلوب ونحو ذلك مما أنذر به صريحاً وقد وقع كل ذلك.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتي أمتي مايوعدون", معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين، والفتن فيه، وطلوع قرن الشيطان، وظهور الروم وغيرهم عليهم، وانتهاك المدينة ومكة وغير ذلك، وهذه كلها من معجزاته صلى الله عليه وسلم.(16/236)
ذِكْرُ وَصْفِ أَقْوَامٍ كَانُوا يُفَضَّلُونَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7250- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لِسَانِهِ ثِقَلٌ مَا يُبِينُ الْكَلَامَ فَذَكَرَ عُثْمَانَ, فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَقُولُ غَيْرَ أَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ يَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ أَنَّا كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ, وَعُمَرُ, وَعُثْمَانُ, وَإِنِّمَا هُوَ هَذَا الْمَالُ فَإِنْ أَعْطَاهُ رَضِيتُمْ1 [4: 50]
قَالَ أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: مَا رَوَاهُ عَنِ الْوَلِيدِ إِلَّا إِسْحَاقُ،
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود"4628" في السنة: باب في التفضيل، وابن ابي عاصم في "السنة" "1190" و "1191"، والطبراني "13232" من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "13181" من طريق عبد الله بن يسار، عن سالم، به. وانظر الحديث الآتي.(16/236)
وَلَيْسَ لِثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِسْحَاقَ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شيرويه1 وهو غريب جدا.
__________
1 أي: الأزدي شيخ المؤلف.(16/237)
ذِكْرُ وَصْفِ أَقْوَامٍ كَانُوا يُفَضَّلُونَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7251- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نُفَاضِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ, ثُمَّ عُمَرُ, ثُمَّ عثمان, ثم نسكت1. [4: 50]
__________
1 حديث صحيح. محمد بن المتوكل بن أبي السري قد توبع، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين غير سهيل، فمن رجال مسلم. أبو معاوية الضرير: هو محمد بن خازم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/9، وأحمد 2/14، وابن أبي عاصم "1195"، والطبراني"13301" من طريق أبي معاوية الضري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم"1196"، وخثيمة بن سليمان في "فضائل الصحابة" كما ذكر الحافظ في "الفتح" 7/16 من طريق سهيلن به.
وأخرجه البخاري "3655" في فضائل الصحابة: باب فضل أبي بعد النبي صلى الله عليه وسلم، و "3697" باب مناقب عثمان بن عفإن، وابو داود"4627"، والترمذي "3707" في المناقب: باب مناقب عثمان بن عفإن رضي الله عنه، وابن أبي عاصم "1192" و "1193" و "1194" من طرق عن نافع، به.(16/237)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْقَصْدِ بِالتَّخْصِيصِ فِي الْفَضِيلَةِ لِأَقْوَامٍ بِأَعْيَانِهِمْ
7252- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا أَلَا وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجراح" 1. [3: 62]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وهو مكرر الحديث رقم"7131" و "7137".(16/238)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ عُدُولٌ
7253- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا(16/238)
ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه" 1. [2: 3]
__________
1 إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن مروان، فقد روى عنه جمع، وحديثه عند أهل السنن، ذكره المؤلف في "الثقات" وقد توبع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/174-175، وأحمد في "المسند" 3/54، وفي "فضائل الصحابة" "5" و "1735"، والقطيعي في زياداته على فضائل الصحابة: باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم، وابن ماجة "161" في المقدمة: باب فضائل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبيهقي 10/209، والبغوي "3859" من طريق وكيع، بهذا الإسناد. إلا أن رواية ابن ماحة: عن أبي هريرة بدل "أبي سعيد". وانظر الحديث "6884" و "7255".(16/239)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصِيَّةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَيْرَ بِالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بَعْدَهُ
7254- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي فِيكُمْ فَقَالَ: "اسْتَوْصُوا بِأَصْحَابِي خَيْرًا ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يفشوا الكذب حتى أن الرجل ليبتدىء بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا وَبِالْيَمِينِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلُهَا فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ(16/239)
الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ وَلَا يَخْلَوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فهو مؤمن" 1. [3: 69]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه أحمد 1/18، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/150-151، والحاكم 1/114، والبيهقي في "السنن" 7/91 من طرق عن عبد الله، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فإني لاأعلم خلافاً بين أصحاب عبد الله بن المبارك في إقامة هذا الإسناد عنه ولم يخرجاه، ووفقه في تصحيحه الذهبي.
وأخرجه الترمذي "2165" في الفتن: باب ماجاء في لزوم الجماعة، والنسائي في "عشرة النساء" "343"، وابن أبي عاصم في "السنة" "88" و "898"، والحاكم 1/114 من طريق حسن بن صالح والنضر بن إسماعيل، كلاهما عن محمد بن سوقة، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقة، وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه النسائي في "عشرة النساء" "342"ن والبخاري في "تاريخه" 1/102 من طريق يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن شهاب الزهري أن عمر ...
وأخرجه النسائي "344" من طريق عطاء بن مسلم، عن محمد بن سوقة، عن أبي صالح قال: قدم عمر ...
وأخرجه أحمد 1/26، والنسائي "227"، وابن ماجة "2363" في الأحكام: باب كراهية الشهادة لمن لم يستشهد، وأبو يعلى "143"، وابن منده"1087" من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: خطبنا عمر ... وهذا سند صحيح. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/240)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه النسائي "338" و "339"، وأبو يعلى "142"، وابن أبي عاصم في "السنة" "902" و "1489"، وابن منده "1086"، والطيالسي ص7، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/150، والخطيب في "تاريخه" 2/187 من طريق جرير بن حازم، عن عبد الملك، عن جابر بن سمرة قال: خطبنا عمر ... وهذا إسناده صحيح.
وأخرجه الطحاوي 4/150 من طريق إسرائيل، والخطيب 2/187 من طريق شعبة، كلاهما عن عبد الملك، به.
وأخرجه عبد الرزاق "20710" ومن طريقه عبد بن حميد "23" عن معمر، والنسائي "340" من طريق الحسين بن واقد، و "341" من طريق يونس بن ابي إسحاق، وأبو يعلى "201" و "202" من طريق عبد الله بن المختار، أربعتهم عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن الزبيرن عن عمر.
وأخرجه ابن أبي عاصم "899" من طريق عمران بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن عمر مختصراً.
وأخرجه أيضاً "1490" عن أبي بكر يحيى بن ليلى، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر قال: خطبنا عمر ... فذكره مختصراً.
قلت: وذكره الدارقطني في "العلل" 2/112-125 من طرق أخرى، وقال: ويشبه أن يكون الاضطراب في هذا الإسناد. والله اعلم.
وأخرجه ابن أبي عاصم "86" و "896"، والحاكم 1/114-115 من طريق مهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن همر، وصححه الحاكم.
وأخرجه ابن أبي عاصم ط87" و "898" من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عمر مختصراً.
وأخرجه الشافعي في "الرسالة" "1315"، والحميدي"32" عن سفيان، عن عبد الله بن أبي لبيد، عن عبد الله بن يسار، أن عمر خطب الناس ...
واخرجه الطحاوي 4/150 من طريق الطيالسي، عن حماد بن زيد، عن معاوية بن قرة المزني، عن كهمس يقول: سمعت عمر يقول ...
وانظر الحديث رقم "4576" و "5559" و "6728".(16/241)
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ سَبِّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ
7255- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه" 1. [2: 3]
__________
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن الجعد، فمن رجال البخاري. وهو في "مسند علي بن الجعد" "760" و "2553".
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" "3859" من طريق علي بن الجعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2183"، وأحمد في "المسند" 3/54 و55، وفي "فضائل الصحابة" "7"، والبخاري "3673" في فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لوكنت متخذاً خليلاً"، ومسلم "2541" في فضائل الصحابة: باب تحريم سب الصحابة رضي الله ... =(16/242)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عنهم، والترمذي "3861" في المناقب: باب59، والنسائي في "فضائل الصحابة" "203"، وابن أبي عاصم في "السنة" "989" من طريق شعبة، به.
وأخرجه البخاري "3673" تعليقاً، ووصله ابن أبي شيبة 12/174-175، وأحمد 3/11، وفي "فضائل الصحابة" "6"، ومسلم "2540" وأبو داود "4658" في السنة: باب النهي عن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والترمذي "3861"، وابن ماجة "161" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو يعلى "1198"، وابن أبي عاصم في "السنة" "990" و "991" من طريق أبي معاوية به إلا أن مسلماً وابن ماجه قالا: عن أبي هريرة. وهو وهم، كما جزم به خلف، وأبو مسعود، وأبو علي الجياني، وغيرهم.
قال المزي في "تحفة الأشراف" 3/343-344: ومن أدل دليل على أن ذلك وهم وقع منه حال كتبته لا في حفظه: أنه ذكر أولاً حديث معاوية، ثم ثنى بحديث جرير، وذكر المتن وبقية الإسناد عن كل واحد منهما، ثم ثلث بحديث وكيع، ثم ربع بحديث شعبة، ولم يذكر المتن، ولا بقية الإسناد عنهما "أي عن وكيع وشعبة"، بل قال: عن الأعمش بإسناد جرير وأبي معاوية بمثل حديثهما ... إلى آخر كلامه. فلولا أن إسناد جرير وأبي معاوية عنده واحد، لما جمعهما جميعاً في الحوالة عليهما. والوهم يكون تارة في الحفظ، وتارة في القول، وتارة في الكتابة، وقد وقع الوهم هنا في الكتابة- والله أعلم. وقد وقع في يعض نسخ ابن ماجة: "عن ابي هريرة" وهو وهم أيضاً. وانظر الفتح 7/35.
واخرجه البخاري "3673" تعليقاً عن عبد الله بن داود الخريبي ومحاضر، ووصلهما الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/60 و 62.
وأخرجه ابن أبي عاصم "988" من طريق سفيان، وأبو نعيم في "ذكر اخبار أصبهان" 2/122 من طريق أبي مسلم، والخطيب في....=(16/243)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "تاريخه" 7/144 من طريق أبي عوانة، ثلاثتهم عن الأعمش، به.
واخرجه أبو يعلى "1087" من طريق داود بن الزبرقان، عن محمد بن حجادة، عن ابي صالح، به.
وأخرجه النسائي في "فضائل الصحابة" "204"، والبزار "2768" من طريق زائدة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن ابي هريرة. وانظر "6994" و "7253".(16/244)
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ اتِّخَاذِ الْمَرْءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَرَضًا بِالتَّنَقُّصِ
7256- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ بْنُ أَبِي رَائِطَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي لَا تَتَّخِذُوا أَصْحَابِي غَرَضًا مَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ وَمَنْ آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذ اللَّهَ وَمَنْ آذَى اللَّهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ" 1. [2: 109]
__________
1 إسناده ضعيف. عبد الله بن عبد الرحمن، ويقال: عبد الرحمن بن زياد، ويقال عبد الرحمن بن عبد الله، لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف 5/46، ولم يَروِ عنه غير عبيدة بن أبي رائطة، وذكره البخاري في "تاريخه" 5/131، وابن أبي حاتم 5/94، ولم يأثرا عنه جرحاً ولا تعديلاً، وقال الذهبي: لا يعرف. وجاء في "التهذيب" في ترجمة عبد الرحمن بن زياد: قيل إنه أخو عبيد الله بن زياد بن أبيه، وقيل: عبد الله بن عبد الرحمن، وقيل:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/244)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّومِيُّ بَصْرِيٌّ رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بن زيد مات قبل أيوب السختياني1.
__________
= عبد الرحمن بن عبد الله ... روى عن عبد الله بن مغفل حديث "الله الله في اصحابي" وعنه عبيدة بن أبي رائطة، قال المفضل الغلابي عن يحيى بن معين: لا أعرفه....
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد "فضائل الصحابة" "4"، وابن أبي عاصم في "السنة" "992" عن زكريا بن يحيى ى، بهذا الإسناد.
وأخرجه احمد في "المسند" 4/87، وفي "الفضائل" "3"، وعبد الله في زوائد "الفضائل" "2" و "4"، وابو نعيم في "الحلية" 8/287 من طرقعن أبي إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه الترمذي "3862" في المناقب، والبغوي "3860"، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 321 من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن عبيدة بن ابي رائطة ... لكن وقع عندهم عبد الرحمن بن زياد.
واخرجه احمد 5/54 و 57، وفي "الفضائل" "1"، والخطيب 9/123 من طريق سعد بن إبراهيم بن سعد، عن عبيدة بن أبي رائطة، فقالوا: عن عبد الرحمن بن زياد، أو عبد الرحمن بن عبد الله.
1 أخطأ المؤلف-رحمه الله- هنا، فظن أن عبد الله بن عبد الرحمن هو عبد الله بن عبد الرحمن الرومي البصري، مع أنهما اثنان، وقد أصاب في "ثقاته" 5/17 و 46، فترجم لكل واحد منهما على حدة متابعاً بذلك الإمام البخاري في "تاريخه" 5/131-133، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/94 و 95. فعبد الله بن عبد الرحمن لم يرو عنه غير عبيدة بن أبي رائطة، وروى عن عبد الله بن مفغل فقط، أما عبد الله بن عبد الرحمن الرومي، فقد سمع ابن عمر وابا هريرة وأنساً، وروى عنه ابنه عمر وحماد بن زيد.(16/245)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ أَحَبَّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصُّحْبَةِ كَانَ الْمُهَاجِرُونَ 1 وَالْأَنْصَارُ ثُمَّ أَسْلَمُ وَغِفَارُ
7257- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أخبرني بن أَخِي أبِي رُهْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رُهْمٍ الْغِفَارِيَّ يَقُولُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوكا فَلَمَّا قَفَلَ سِرْنَا لَيْلَةً فَسِرْتُ قَرِيبًا مِنْهُ وَأُلْقِيَ عَلَيَّ النُّعَاسُ فَطَفِقْتُ أَسْتَيْقِظُ وَقَدْ دَنَتْ رَاحِلَتِي مِنْ رَاحِلَتِهِ فَيُفْزِعُنِي دُنُوُّهَا خَشْيَةَ أَنْ أُصِيبَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ فَأَزْجُرُ رَاحِلَتِي حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَزَحَمَتْ2 رَاحِلَتِي رَاحِلَتَهُ وَرِجْلُهُ فِي الْغَرْزِ فَأَصَبْتُ رِجْلَهُ فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِقَوْلِهِ: "حَسِّ"، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: "سِرْ"، فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُنِي عَمَّنْ تَخَلَّفَ مِنْ بَنِي غِفَارَ فَأَخْبَرْتُهُ فَإِذَا هُوَ قَالَ: "مَا فَعَلَ النَّفَرُ الْحُمْرُ3 الثِّطاط"؟ فَحَدَّثْتُهُ بِتَخَلُّفِهِمْ, قَالَ: "مَا فَعَلَ النَّفَرُ السود الجعاد
__________
1 "المهاجرون" بالواو والنون، على أنها خبر "أن" و "كان" زائدة.
2 في الأصل: و "التقاسيم": "فزحم" والمثبت من "مصنف عبد الرزاق".
3 في الأصل: و "التقاسيم" 3/25 "السود" والمثبت من "المصنف" وغيره من مصادر التخريج، ولفظ الفسوي "البيض".
والحمر: جمع أحمر والعرب تطلق الأحمر على اللون الأبيض المشوب بحمرة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة: "ياحميراء".(16/246)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= حصين الغفاري.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 6/191 وقال: رواه البزار بإسنادين، وفيه ابن أخي أبي رهم ولم أعرفه، وبقية احد الإسنادين ثقات.
والغرز: ركاب الرحل، ويكون من حديد أو خشب، وكل ما كان مساكاً للرجلين في المركب: غرْز، وغرزرجله في الغرزِ يغرزها غرزاً: وضعهافيه ليركب وأثبتها. و"حس": كلمة معناها: أتألم، يقولها الإنسان إذا أصيب بشيء، وقال الأصمعي: هي بمعنى أوَّه.
والثطاط: جمع ثطَّ، وهو الذي عَرِي وجهه من الشعر إلا طاقات في أسفل الحنك. وقوله: "الجعاد" الجعد من الشعر: خلاف السبط، يقال: رجل جعد الشعر، والأنثى جعدة، وجمعهاجعاد، والقطاط: جمع قطط: شديد الجعودة. وشبكة شرخ: قال ابن الآثير 2/457: هو بفتح الشين وسكون الراءك موضع بالحجاز في ديار غفار، وبعضهم يقوله بالدال، وقال ياقوت في "معجم البلدان" 3/322: وشبكة شدخ بالشين المعجمة والدال المهملة المفتوحتين والخاء المعجمة: اسم ماء لأسلم من بني غفار.(16/248)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ أَحَبَّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصُّحْبَةِ كَانَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ثُمَّ أَسْلَمُ وغفار
...
الْقِطَاطُ أَوِ الْقِصَارُ الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَبَكَةِ شَرْخٍ؟ ", فَتَذَكَّرْتُهُمْ فِي بَنِي غِفَارَ فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ حَتَّى ذَكَرْتُ رَهْطًا مِنْ أَسْلَمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ وَقَدْ تَخَلَّفُوا, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَمَا يَمْنَعُ أُولَئِكَ حِينَ تَخَلَّفَ أَحَدُهُمْ أن يحمل عليه بَعْضِ إِبِلِهِ امْرَأً نَشِيطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ أَعَزَّ أَهْلِي عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنِّي المهاجرون والأنصار وأسلم وغفار" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده ضعيف. ابن أخي رهم لا يعرف، وأبو رهم الغفاري: اسمه كلثوم بن الحصين، قيل: ابن حصن بن عبيد، وقيل: ابن عتبة بن خلف بن بدر بن أحميس بن غفار، أسلم بَعْدَ قَدُومِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، وشهد أحداً، فرمي بسهم في نحره، فسمي المنحور، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبصق عليه، فبرأ، واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة مرتين: مرة في عمرة القضاء، ومرة عام الفتح، فلم يزل عليها حتى انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطائف، وشهد بيعة الرضوان، وبايع تحت الشجرة.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" "19882"، ومن طريقه أخرجه أحمد4/349، والطبراني 19/"415"، والحاكم 3/593-594 وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/117.
واخرجه أحمد 4/349-350، والبخاري في "الأدب المفرد" "754"، والطبراني 19/"416"، "417" والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/394-395، والخطيب في "الكفاية" ص 40-41 من طرق عن الزهري.
وأخرجه ابن إسحاق في "السيرة" 4/172-173، ومن طريقه أحمد 4/350، والطبراني "418"، وأخرجه البزار"1842" من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما "ابن إسحاق وابن أخي الزهري" عن الزهري، عن ابن أكيمة الليثي، عن ابن أخي أبي رهم، عن عمه أبي رهم كلثوم بن...... =(16/237)
ذِكْرُ مَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلِيَهُ فِي الْأَحْوَالِ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ
7258- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ليحفظوا عنه1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بشر بكر بن خلف، فقد روى له أبو داود وابن ماجة، وهو ثقة. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي. ....=(16/248)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= واخرجه أحمد 3/205 عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/100 و199 و263، وابن ماجة "977" في إقامة الصلاة: باب يستحب أن يلي الإمام، وأبو يعلى "3816"، والحاكم 1/218 من طرق عن حميد، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 1/332: هذا إسناد رجاله ثقات.(16/249)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرِينَ بِالْمَغْفِرَةِ
7259- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَقُولُونَ وَهُمْ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا1 مُحَمَّدَا
...
عَلَى الْقِتَالِ مَا بَقِينَا أَبَدَا
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"اللَّهُمَّ إِنَّ العيش عيش الآخرة
...
فاغفر للأنصار والمهاجره"2. [9:3]
__________
1 في الأصل: "بايعنا"، والتصويب من "التقاسيم" 3/17.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وهو في "مسند أبي يعلى" "3324"، وقد تقدم برقم "5789".(16/249)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى
7260- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالطُّلَقَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْعُتَقَاءُ مِنْ ثَقِيفٍ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا والآخرة" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده حسن. عاصم- وهو ابن بهدلة- صدوق، حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه الطبراني "2310"، والخطيب في "تاريخه" 3/44 من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "671"، والطبراني "2311" من طريقين عن عاصم، به.
وأخرجه الطبراني "2302" و "2314" من طريقين عن أبي وائل، به.
وأخرجه الطبراني "2438"، والحاكم 4/80-81 من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جرير، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
واخرجه أحمد 4/363 من طريق سفيان، عن الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن هلال العبسي، عن جرير. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/15: رواه أحمد والطبراني بأسانيد واحد أسانيد الطبراني. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/250)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رجاله رجال الصحيح، وقد جوده رضي الله عنه وعنا، فإنه رواه عن الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير على الصواب. وقد وقع في "المسند": عن موسى بن عبد الله بن هلال العبسي، عن جرير، وفيه وهم. انظر "تعجيل المنفعة" ص414.
واخرجه الطبراني "2456" من طريق شريك، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جرير.
وأخرجه الطبراني "2284" من طريق قيس بن الربيع، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير.
وفي الباب عن ابن مسعود عند أبي يعلى "5033"، والطبراني "10408" من طريق عكرمة بن إبراهيم الأزدي، والبزار"2813" من طريق إسرائيل كلاهما عن عاصم، عن شقيق، عنه. قال البزار: أحسب أن إسرائيل أخطأ فيه، إذ رواه عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، لأن أصحاب عاصم يروونه عن عاصم، عن ابي وائل، عن جرير.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/15 وقال: رواه الطبراني وأبو يعلى والبزار، وفيه عاصم ابن بهدلة وفيه خلاف، وبقية رجال البزار رجال الصحيح!(16/251)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ بِالْهِجْرَةِ وَإِمْضَائِهَا لَهُمْ
7261- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ،(16/251)
فَمَرِضْتُ مَرَضًا أَشْفَى1 عَلَى الْمَوْتِ فَعَادَنِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: "لَا", قُلْتُ: فَبِشَطْرِ مَالِي؟ قَالَ: "لَا", قُلْتُ: فَبِثُلُثِهِ, قَالَ: "الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ إِنَّكَ يَا سَعْدُ أَنْ تَتْرُكَ وَرَثَتَكَ بِخَيْرٍ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةَ يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ إِنَّكَ يَا سَعْدُ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ", قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُخَلَّفُ عَنْ أَصْحَابِي؟ قَالَ: "إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي فَتَعْمَلَ عَمَلًا تُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي فَيَنْفَعَ اللَّهُ بك أقواما ويضر لك آخَرِينَ اللَّهُمَّ امْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ لَكِنَّ الْبَائِسَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ", رَثَى لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد مات بمكة2. [3: 9]
__________
1 كذا الأصل و "التقاسيم" 3/16، و "مصنف عبد الرزاق" وعند غيرهما ممن خرجه: "أشفيت منه".
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" "16357". وقد تقدم برقم "4249" و "6026".(16/252)
ذِكْرُ وَصْفِ مَنَازِلِ الْمُهَاجِرِينَ فِي الْقِيَامَةِ
7262- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1 السَّامِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن حمزة الزبيدي حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الخدري
__________
1 في الأصل: "عبد الله" وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم".(16/252)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لِلْمُهَاجِرِينَ مَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ يَجْلِسُونَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدْ أَمِنُوا مِنَ الْفَزَعِ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: وَاللَّهِ لَوْ حبوت بها أحدا لحبوت بها قومي1. [3: 9]
__________
1 كثير بن زيد-هو الأسلمي- مختلف فيه، قال احمد: ماارى به بأساً، وقال ابن معين في رواية عبد الله بن الدورقي" ليس به بأس، وقال معاوية بن صالح وغيره عن ابن معين: صالح، وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس بذاك، وقال ابن عمار الموصلي: ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: ليس بذاك الساقط وغلى الضعف ماهو، وقال أبو زرعة: صدوق فيه لين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث ليس بالقوي، يكتب حديثه، قال النسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: تروى عنه نسخ، ولم أر به بأساً، وارجو أنه لاباس به، وذكره المؤلف في "الثقات". وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد العزيز بن أبي حازم فهو صدوق. ابن أبي سعيد الخدري: هو عبد الرحمن.
وأخرجه الحاكم 4/76-77 من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثني عمي، أخبرني سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، بهذا الإسناد. وصححه، وتعقبه الذهبي بقوله: أحمد واهٍ. قلت لكنه متابع.(16/253)
ذِكْرُ وَصْفِ الْقُرَّاءِ مِنَ الْأَنْصَارِ
7263- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ شَبَابٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُسَمَّوْنَ الْقُرَّاءَ يَكُونُونَ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ يَحْسَبُ أَهْلُوهُمْ أَنَّهُمْ في المجد وَيُحْسَبُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ أَنَّهُمْ فِي أَهْلِيهِمْ فَيُصَلُّونَ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى إِذَا(16/253)
تَقَارَبَ الصُّبْحُ احْتَطَبُوا الْحَطَبَ وَاسْتَعْذَبُوا مِنَ الْمَاءِ فَوَضَعُوهُ عَلَى أَبْوَابِ حُجَرِ رَسُولِ اللَّهِ فَبَعَثَهُمْ جَمِيعًا إِلَى بِئْرِ مَعُونَةَ فَاسْتُشْهِدُوا فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتَلَتِهِمْ أَيَّامًا1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيو ب المقابرين فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 3/235 من طريق عبيدة بن حميد، والبيهقي 2/199 من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وفي آخره" "فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على قتلتهم خمسة عشر يوماً" وزاد أحمد" في "صلاة الغداة". وانظر الأحاديث "1964" و "1973" و "1976" وتخريجها.(16/254)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ قوله جلا وعلا: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} , نَزَلَ فِي بَنِي هَاشِمٍ
7264- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنِي الْجَهْدُ فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُمْ شَيْئًا, فَقَالَ: "أَلَا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ"؟ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: ضَيْفُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَدَّخِرِي عَنْهُ شَيْئًا فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ, قَالَ: فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ وَتَعَالِي فَأَطْفِئِي السَّرَّاجَ وَنَطْوِي(16/254)
بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ فَفَعَلَتْ ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ أَوْ ضَحِكَ اللَّهُ مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانَةَ"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] 1. [3: 67]
__________
1 إسناده على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن سعيد الجوهري ويزيد بن كيسان، فمن رجال مسلم. أبو أسامة" هو حماد بن أسامة، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وقد تقدم برقم "5286".(16/255)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْأَنْصَارَ كَانَتْ كِرْشَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَيْبَتَهُ
7265- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْجَرَادِيُّ بِالْمَوْصِلِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشِي وَعَيْبَتِي وَإِنَّ النَّاسَ يَكْثِرُونَ وَيَقِلُّونَ فاقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم "2510" في فضائل الصحابة: باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم، وأبو يعلى "2994" عن محمد بن المثنى، بهذا الإسناد.
وأخرجه احمد3/176و272، والبخاري "3801" في مناقب الأنصار: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم"، ومسلم "2510"، والترمذي "3907" في المناقب: باب مناقب الأنصار وقريش، والنسائي في "فضائل الصحابة" "220"، والبغوي "3972" من طريق محمد بن جعفر، به. ... =(16/255)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أحمد 3/176 و 272، وأبو يعلى "3208" من طريق حجاج، والنسائي في "فضائل الصحابة" "219"، عن شعبة، به وانظر الحديث رقم "7266" "7268" وط7271".
وقوله: "كرشي وعيبتي" أي: جماعتي وخاصتي الذين أثق بهم واعتمدهم في أموري. قال الخطابي: ضرب مثلاً بالكرش، لأنه مستقر غذاء الحوان الذي يكون به بقاؤه، والعيبة: وعاء معروف أكبر من المخلاة يحفظ الإنسان فيها ثيابه، وفاخر متاعه، ويصوناه، ضرب بها مثلاً، لأنهم أهل سره وخفي أحواله. "النووي".(16/256)
ذكر قضاء الأنصار ما كان عليهم الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7266- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا عَاصِبًا رَأْسَهُ فَتَلَقَّاهُ ذَرَارِيُّ الْأَنْصَارِ وَخَدَمُهُمْ مَا هُمْ بِوجُوهِ الْأَنْصَارِ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ", مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدْ قَضَوَا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ فَأَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مسيئهم" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين فهو يحيى بن أيوب المقابرين فمن رجال مسلم.
واخرجه النسائي في "فضائل الصحابة" "223"، والبغوي "3977" من طريق علي بن حجر، عن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى "3770" من طريق وهب، عن خالد، عن حميد، به.
وأخرج قوله: "والله إني لأحبكم": أحمد 3/150 و285.
وأبو يعلى "3517" من طريق ثابت، عن أنس. وانظر الحديث السابق والحديث رقم "7271"(16/256)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَحَنُّنَ الْأَنْصَارِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَأَوْلَادِهُمْ كَتَحَنُّنِ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ
7267- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ وَعِدَّةٌ قَالُوا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا ضَرَّ امْرَأَةً نَزَلَتْ بَيْنَ بَيْتَيْنِ مِنَ الأنصار أو نزلت بين أبويها" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن حبيب فمن رجال مسلم.
واخرجه البزار "2806ط عن يحيى بن حبيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/257، والحاكم 4/83، من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد وصححه على شرط الشيخين. وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/40، وقال: رواه أحمد والبزار، رجالهما رجال الصحيح.(16/257)
ذِكْرُ إِرَادَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَعُدَّ نَفْسَهُ مِنَ الْأَنْصَارِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ
7268- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فَأَعْطَى الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَعُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وذكر(16/257)
نَفَرًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُعْطِي غَنَائِمَنَا قَوْمًا تَقْطُرُ سُيُوفُنَا مِنْ دِمَائِهِمْ أَوْ تَقْطُرُ دِمَاؤُهُمْ فِي سُيُوفِنَا فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَجَمَعَ الْأَنْصَارَ, فَقَالَ: "هَلْ فِيكُمْ غَيْرُكُمْ"؟ فَقَالُوا: لا غير بن أُخْتِنَا, قَالَ: "ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ"، ثُمَّ قَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَمَا تَرْغَبُونَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا أَوْ بِالشَّاءِ وَالْإِبِلِ وَتَذْهَبُونَ بِمُحَمَّدٍ إِلَى دِيَارِكُمْ"؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَخَذَ النَّاسُ وَادِيًا وَأَخَذَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَأَخَذْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ الْأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لكنت امرأ من الأنصار" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب المقابري، فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي في "فضائل الصحابة" "221"، والبغوي "3976" من طريق علي بن حجر، عن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/160، وأحمد 3/188 و201 من طريقين عن حميد، به.
وأخرجه أحمد 3/246 عن عفإن، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ.
وأخرجه أبو يعلى "3229" من طريق سليمان بن حرب، عن شعبة، عن أبي التياح، عن أنس.
وأخرج القسم الأخير منه: الحميدي"1201" من طريق علي بن زيد جدعان، وأحمد 3/156 من طريق النضر بن أنس، والترمذي "3901" من طريق قتادة، ثلاثتهم عن أنس.
وانظر الحديث رقم "4769" و "7278" و "7265" و "7266" و "7271".(16/258)
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكَانَ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ
7269- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ وَلَوْ يَنْدَفِعُ النَّاسُ شِعْبًا وَالْأَنْصَارُ فِي شعبهم لاندفعت مع الأنصار في شعبهم" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "صحيفة همام" "57"، و"مصنف عبد الرزاق" "19907".
وأخرجه أحمد 2/315 عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/410 و 414 و 469، والبخاري"3779" في مناقب الأنصار: باب قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امراً من الأنصار"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "214" من طرق عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وأخرجه البخاري "7244" في التمني: باب مايجوز من اللو، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
واخرجه أحمد 2/419، والنسائي في "فضائل الصحابة" "218" عن قتيبة بن سعيد، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن ابيه، عن أبي هريرة.
وأخرجج ابن أبي شيبة 12/157، وأحمد 2/501، والزبير "2792" و "2793"، والبغوي"3970" من طريق محمد بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.(16/259)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ مَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَارَ
7270- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ شُعْبَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءً وَصِبْيَانًا مِنَ(16/259)
الْأَنْصَارِ مُقْبِلِينَ مِنَ الْعُرْسِ, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلملهم: "أنتم أحب الناس إلي" 1.
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/166.
وأخرجه مسلم "2509" في "فضائل الصحابة": باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد بلفظ: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فخلا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "والذي نفسي بيده، إنكم لأحب الناس إلي", ثلاث مرات.
وأخرجه مسلم "2509"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "225"عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن عبد الله بن إدريس، به.
واخرجه الطيالسي"2066"، وأحمد 3/129 و258، والبخري "3789" في مناقب الأنصار: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: "أنتم أحب الناس إلي" و"5234" في النكاح: باب مايجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس، و "6645" في الأيمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم "2509"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "224" من طرق عن شعبة، به.
واخرجه ابن أبي شيبة12/156، وأحمد 3/175-176، ومسلم.... =(16/260)
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: مُعَوَّلُ هَذِهِ الْأَخْبَارِ كُلِّهَا عَلَى "مِنْ" فحذف "من" منها. [3: 26]
__________
= "2508" من طريق إسماعيل بن علية، والبخاري "3785" و "5180" في النكاح: باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس، من طريق عبد الوارث، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بلفظ حديث الباب.(16/261)
ذِكْرُ إِقْسَامِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على محبة الأنصار
7271- اخبرا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ حُمَيْدًا وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ فَتَلَقَّتْهُ الْأَنْصَارُ بِوُجُوهِهِمْ وَفِتْيَانِهِمْ فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدْ قَضَوَا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ فَأَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عن مسيئهم" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مسند أبو يعلى" "3798". وانظر الحديث رقم "7265" و "7266".(16/261)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَحَبَّةَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْإِيمَانِ
7272- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَالْحَوْضِيُّ عَنْ شُعْبَةُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ أَحَبَّ(16/261)
الْأَنْصَارَ فَقَدْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يُحِبُّهُمْ إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحوضي: هو حفص بن عمر بن الحارث.
وأخرجه ابن الجعد في "مسنده" "493"، وابن شيبة 12/157، واحمد 4/283 و292، والبخاري "3783" في مناقب الأنصار: باب جب الأنصار من الإيمان، ومسلم"75" في الإيمان: باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان، والترمذي"3900" في المناقب: باب في فضل الأنصار وقريش، والنسائي في "فضائل الصحابة" "229"، وابن ماجة "163" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبغوي "3967" من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.(16/262)
ذِكْرُ بُغْضِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَنْ أَبْغَضَ أَنْصَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7273- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ سَعْدِ1 بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ زِيَادٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ أَحَبَّهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ أبغضه الله يوم يلقاه" 2. [2: 109]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "سعيد" والتصويب من "التقاسيم" 2/237.
2 إسناده صحيح. سعد بن المنذر بن أبي حميد: روى عنه جمع، وذكره.... =(16/262)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المؤلف في "الثقات" 6/378، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حمزة بن أبي أسيد، فمن رجال البخاري، وصحابيه روى له أبو داود في فضائل الأنصار هذا الحديث الواحد.
وأخرجه أحمد 4/221، والطبراني "3358ط، ومن طريقه المزي في "تهذيب لكمال" 5/229 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/158، ومن طريقه الطبراني "3357" عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، به.
وأخرجه أحمد 3/429، والطبراني "3356" و "3601"، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/392-393، من طريق عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، عن الحارث بن زياد.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/38 وقال: رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح غير محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث.(16/263)
ذِكْرُ نَفْيِ الْإِيمَانِ عَنْ مُبْغِضِ الْأَنْصَارِ
7274- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسمة: هو حماد بن أسامة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/163-164.
وأخرجه مسلم "77" في الإيمان: باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان وعلاماته، وأبو يعلى "1007" عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2182"، وأحمد 3/43 و 45 و 72 و 93،
ومسلم "77" من طرق عن الأعمش، به.(16/263)
ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّبِرِ عِنْدَ وُجُودِ الْأَثَرَةِ بَعْدَهُ
7275- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ لِلْأَنْصَارِ بِالْبَحْرَيْنِ, فَقَالُوا: لَا حَتَّى تَكْتُبَ لِأَصْحَابِنَا مِنْ قُرَيْشٍ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حتى تلقوني على الحوض" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "2377" تعليقاً في المساقاة: باب كتابة القطائع، و"3163" في الجزية والموادعة: باب ما أقطع النبي صلى الله عليه وسلم من البحرين وما وعد من مال البحرين والجزية، و "3794" في مناقب الأنصار: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: "اصبروا حتى تلقوني على الحوض" والحميدي "1195"، وأحمد 3/111 و 182-183، وأبو يعلى "3649"، والغوي "2192" من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه دون ذكر البحرين: أحمد 3/224 من طريق يونس، عن الزهري، عن أنس.
وأخرجه كذلك أحمد 3/171، والبخاري"3793" من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن هشام، عن أنس.
وأخرجه الطيالسي "1969" من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس.
وانظر الحديث الآتي والحديث رقم "4769" و "7278".
وقوله: "أَثَرةً" هو اسم من آثر يؤثر إيثاراً، يريد: يستأثر عليكم، فيفضل غيركم نفسه عليكم. وهذه إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى ماوقع من استئثار الملوك من قريش على الأنصار بالأموال والتفضيل في العطاء وغير ذلك.(16/264)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَ أَنَسٍ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ أَنْ يَقْطَعَ الْبَحْرَيْنِ لِلْأَنْصَارِ
7276- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أَقْطَعَ الْأَنْصَارَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ قَالَ: طَائِفَةً مِنْهَا فَقَالُوا: لَا حَتَّى تُقْطِعَ إِخْوَانَنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَ الَّذِي أَقْطَعْتَنَا قَالَ: "أَمَا إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبُيد بن حساب، فمن رجال مسلم.
وأخرجه البخاري "2376" في المساقاة: باب القطائع، والبيهقي 6/143-144 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وانظر الحديث السابق.(16/265)
ذِكْرُ وَصْفِ الْأَثَرَةِ الَّتِي أَمَرَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِ بِالصَّبِرِ عِنْدَ وُجُودِهَا بَعْدَهُ
7277- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدِ بن زيد بن حارثة حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَى أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ الأشهلي النقيب(16/265)
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ لَهُ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِيهِمْ حَاجَةٌ قَالَ: وَقَدْ كَانَ قَسَمَ طَعَامًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَرَكْتَنَا حَتَّى ذَهَبَ مَا فِي أَيْدِينَا فَإِذَا سَمِعْتَ بِشَيْءٍ قَدْ جَاءَنَا فَاذْكُرْ لِي أَهْلَ الْبَيْتِ"، قَالَ: فَجَاءَهُ بَعْدَ ذَلِكَ طَعَامٌ مِنْ خَيْبَرَ1 شَعِيرٌ وَتَمْرٌ قَالَ: وَجُلُّ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ نِسْوَةٌ, قَالَ: فَقَسَمَ فِي النَّاسِ وَقَسَمَ فِي الْأَنْصَارِ فَأَجْزَلَ, وَقَسَمَ فِي أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ فَأَجْزَلَ, فَقَالَ: لَهُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ يَشْكُرُ لَهُ: جَزَاكَ اللَّهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَنَّا أَطْيَبَ الجزاء - أو قال: خيرا – فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فَجَزَاكُمُ اللَّهُ أَطْيَبَ الْجَزَاءِ - أَوْ قَالَ: خَيْرًا- مَا عَلِمْتُكُمْ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ وَسَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فِي الْأَمْرِ وَالْعَيْشِ فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحوض" 2. [3: 9]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "خبز" والتوصيب من "التقاسيم" 3/20.
2 إسناده حسن. عاصم بن سويد: هو ابن عامر بن زيد-ويقال: زياد، ويقال: يزيد-بن جارية الأنصاري روى له النسائي، ووثقه المؤلفن وقال أبو حاتم: شيخ محله الصدق، وقال ابن معين: لا أعرفه، قال ابن عدي: إنما لم يعرفه. لأنه قليل الرواية جداً، لعله لم يرو غير خمسة أحاديث. محمد بن الصباح: هو الجرجرائي، روى له أبو داود وابن ماجة، وهو ثقة، وباقي رجاله رجال الشيخين.
قلت: وللحديث شاهد يقوية سيأتي برقم "7279".
وأخرجه ابن عدي 5/1879-1880، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عاصم بن سويد، من طريق محمد بن الصباح، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "فضائل الصحابة" "240" عن علي بن حجر، والحاكم4/79 من طريق عبد الله بن عبد الوهاب، كلاهما عن عاصم بن سويد، به. وصححه ووافقه الذهبي.(16/266)
ذِكْرُ قَبُولِ الْأَنْصَارِ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ عَنِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7278- أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا يَوْمَ حُنَيْنٍ حِينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ مَا أَفَاءَ فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ الْمِئَةَ مِنَ الْإِبِلِ, فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ قَالَ أَنَسٌ: فَحَدَّثْتُ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِمْ فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ"؟ فَقَالَ لَهُ قَوْمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَمَّا ذَوُو أَسْنَانِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا, وَأَمَّا نَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ1 أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ يُعْطِي أُنَاسًا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثِي عَهْدٍ بِالْكُفْرِ أَتَأَلَّفُهُمْ أَفَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ وَتَرْجِعُونَ إِلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ فَوَاللَّهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ"، فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ رَضِينَا قَالَ: "فإنكم ستجدون أثرة شديدة، فاصبروا حتى
__________
1 في الأصل و "التقاسيم" "حديث" والجادة ما أثبت.(16/267)
تَلَقَوَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ عَلَى الْحَوْضِ". قَالُوا: سَنَصْبِرُ1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى ى، فمن رجال مسلم. وهو مكرر الحديث رقم"4769"، وانظر الحديث "7268".(16/268)
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِ بِالْعِفَّةِ وَالصَّبْرِ
7279- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنِ ابْنِ شَفِيعٍ وَكَانَ طَبِيبًا قَالَ: دَعَانِي أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فَقُطَعْتُ لَهُ عِرْقَ النَّسَا فَحَدَّثَنِي بِحَدِيثَيْنِ قَالَ: أَتَانِي أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قَوْمِي أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي ظَفَرٍ وَأَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ فَقَالُوا: كَلِّمِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1 يَقْسِمْ لَنَا أَوْ يُعْطِينَا, فَكَلَّمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "نَعَمْ أَقْسِمُ لِأَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهُمْ شَطْرًا وَإِنْ عَادَ اللَّهُ عَلَيْنَا عُدْنَا عَلَيْهِمْ"، قَالَ: قُلْتُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "وَأَنْتُمْ فَجَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا فَإِنَّكُمْ مَا عَلِمْتُكُمْ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ".
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:2 "إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ أَثَرَةً بَعْدِي", فَلَمَّا كَانَ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قسم حُلَلًا بين الناس،
__________
1 قوله: "كلم النبي صلى الله عليه وسلم" سقط من الأصل و "التقاسيم" 3/19، واستدرك من "موارد الظمان" "2298"
2 سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم".(16/268)
فَبَعَثَ إِلَيَّ مِنْهَا بِحُلَّةٍ, فَاسْتَصْغَرْتُهَا فَأَعْطَيْتُهَا أَبِي فَبَيْنَا أَنَا أُصَلِّي إِذْ مَرَّ بِي شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ حُلَّةٌ مِنْ تِلْكَ الْحُلَلِ يَجُرُّهَا فَذَكَرْتُ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً", فَقُلْتُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَجَاءَ وَأَنَا أُصَلِّي فَقَالَ: يَا أُسَيْدُ, فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلَاتِي قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ, قَالَ: تِلْكَ حُلَّةٌ بَعَثْتُ بِهَا إِلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَهُوَ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ عَقَبِيٌّ فَأَتَاهُ هَذَا الْفَتَى فَابْتَاعَهَا مِنْهُ فَلَبِسَهَا أَفَظَنَنْتَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي زَمَانِي؟ قُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ظَنَنْتُ أَنَّ ذَاكَ لَا يكون في زمانك1. [3: 9]
__________
1 ابن شفيع لم يرو عنه غير محمود بن لبيد، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل وابن إسحاق مدلس وقد عنعن وباقي رجاله ثقات. حصين بن عبد الرحمن: هو الأشهلي، وهو في "مسند أبي يعلى" "945".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/439، والطبراني "568" من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/33 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن أبي إسحاق مدلس وهو ثقة. قلت: يغلب على ظني أن الهيثمي رحمه الله وهو في نسبته إلى أحمد، لأنه لم يخرجه.(16/269)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَغْفِرَةِ لِلْأَنْصَارِ وَأَبْنَائِهِمْ
7280- أَخْبَرَنَا أَبُو قُرَيْشٍ مُحَمَّدُ بْنُ جُمُعَةَ الْأَصَمُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلَّاسُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ قَتَادَةَ(16/269)
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ولأبناء أبناء الأنصار" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي قي "فضائل الصحابة" "245" عن عمرو بن علي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "19913"، ومن طريقه أحمد 3/162، وأبو يعلى "3032" عن معمر، عن قتادة، به.
وأخرجه عبد الرزاق "19914"، ومن طريقه أحمد 3/162 عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/139، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" "3316"، والبغوي في "شرح السنة" "3968" من طرق عن المبارك بن فضالة، عن ثابت، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/156 من طريق النضر بن أنس، و 213 من طريق موسى بن أنس، و 216-217 من طريق أبي بكر بن أنس، و 217 من طريق أم الحكم بنت النعمان بن صهباء، والترمذي"3909" في المناقب: باب في فضل الأنصار وقريش، من طريق عطاء بن السائب، جميعهم عن أنس. وانظر الحديثين الآتيين.(16/270)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَغْفِرَةِ لِنِسَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِنِسَاءِ أَبْنَائِهَا
7281- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَتَبَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يُعَزِّيهِ بِوَلَدِهِ وَأَهْلِهِ(16/270)
الَّذِينَ أُصِيبُوا يَوْمَ الْحَرَّةِ فَكَتَبَ فِي كِتَابِهِ: وَإِنِّي مُبَشِّرُكَ بِبُشْرَى مِنَ اللَّهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِنَسَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِنَسَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِنَسَاءِ أَبْنَاءِ أبناء الأنصار" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة وأبو بكر بن أنس من رجال مسلم، وباقي رجاله رجال الشيخين. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/160.
وأخرجه من طريق ابن أبي شيبة: الطبراني "5104".
وأخرجه أحمد 4/374، والطبراني "5105" و "5106" من طريقين عن حماد بن سلمة، عن علي بن يزيد، عن أبي بكر بن أنس، به.
وأخرجه البخاري "4906" في تفسير المنافقين: باب قوله: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} ، والطبراني "4972"، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/57 من طريقين عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل، عن أنس، عن زيد بن أرقم.
وأخرجه الطيالسي "680"، وأحمد 4/369، ومسلم "2506" في فضائل الصحابة: باب فضائل الأنصار رضي الله عنهم، والطبراني "5101" من طريق شعبة، و "5102" من طريق حجاج بن الحجاج، كلاهما عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم.
وأخرجه الطيالسي "683"، وأحمد 4/370 و 373-374،
والترمذي "3902" في المناقب: باب فضل الأنصار وقريش، والطبراني "5103" من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن النضر بن أنس، عن زيد. انظر الحديث السابق والآتي.(16/271)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَغْفِرَةِ لِذَرَارِيِّ الْأَنْصَارِ وَلِمَوَالِيهَا
7282- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله(16/271)
ابن الرُّومِيِّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ حَدَّثَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَلِذَرَارِيِّ الْأَنْصَارِ وَلِذَرَارِيِّ ذراريهم ولموالي الأنصار" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده حسن على شرط مسلم. عبد الله بن الرومي- وهو عبد الله بن محمد اليماني- وعكرمة بن عمار من رجال مسلم، وباقي رجال الشيخين. النضر بن محمد: هو الجرشي اليماني.
وأخرجه مسلم"2507" عن أبي معن الرقاشي، عن عمر بن يونس، عن عكرمة، بهذا الإسناد.(16/272)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَغْفِرَةِ لِجِيرَانِ الْأَنْصَارِ
7283- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ هِشَامِ بْنِ هَارُونَ الْأَنْصَارِيِّ حَدَّثَنِي مُعَاذُ1 بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ ولذراري الأنصار ولذراري ذراريهم ولمواليهم ولجيرانهم" 2. [3: 9]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "معان".
2 حديث حسن لغيره. هشام بن هارون، ذكره المؤلف في "الثقات"، وقد توبع، وباقي رجاله رجال الصحيح، وهو في "مصنف ابن أبي شيبة".....=(16/272)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 12/165، ومن طريقه أخرجه الطبراني "4534".
وأخرجه البزار"2810"، والطبراني"4534"، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة هشام بن الوليد، من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/40 وقال: رواه البزار والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح غير هشام بن هارون وهو ثقة! وأخرجه الطبراني "4533" عن العباس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا إبراهيم بن يحيى الشجري، حدثنا ابي، عن عبيد بن يحيى ى، عن معاذ بن رفاعة، عن أبيه. وهذا سند حسن في المتابعات.(16/273)
ذِكْرُ وَصْفِ خَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ
7284- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دِيَارِ الْأَنْصَارِ"؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: "دِيَارُ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ دِيَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثُمَّ دِيَارُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ دِيَارُ بَنِي سَاعِدَةَ ثُمَّ فِي كُلِّ دِيَارِ الأنصار خير" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط البخاري0 رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسدد، فمن رجال البخاري.
وأخرجه أحمد 3/105، وأبو يعلى "3855" و "3650" من طريق يزيد بن هارون عن حميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "1197"، وأحمد 3/202، ومسلم"2511" "177" في فضائل الصحابة: باب في خير دور الأنصار رضي الله عنهم، والترمذي "3910" في المناقب: باب في أي دور الأنصار خير، والنسائي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/273)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في "فضائل الصحابة" "231" و "232"، وأبو يعلى "3650" و "3855" من طرق عن يحيى بن سعيد، عن أنس.
وأخرجه الطيالسي "1355"، وأحمد 3/496، والبخاري "3789" في مناقب الأنصار: باب فضل دور الأنصار، و "3807" باب منقبة سعد بن عبادة رضي الله عنه، ومسلم "2511" "177"، والترمذي "3911"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "234"، والطبراني 19/"579"، والبيهقي في "السنن" 6/371 من طرق عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن أبي أسيد.
وأخرجه من طرق عن أبي أسيد: أحمد 3/496 و 497، والبخاري "3790"، و "6053" في الأدب: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير دور الأنصار"، ومسلم "2511" "178" و "179"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "235" و "236"، والطبراني "19/588" و "589" و "590"، والحاكم 3/516. وانظر الحديث الآتي.
قلت: وبنو النجار: هم من الخزرج، وكذلك بنو الحارث وبنو ساعدة، أما بنو الأشهل، فهو من الأوس، وهو عبد الأشهل بن جشم بن الحارث، وبنو النجار: هم أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن والده عبد المطلب منهم، وعليهم نزل لما قدم المدينة.(16/274)
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
7285- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ"؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "دَارُ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ دَارُ(16/274)
بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأنصار خير" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب المقابري، فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي في "فضائل الصحابة" "233"، والبغوي "3979" من طريق علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر الحديث السابق.(16/275)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ مَا رَوَاهُ إِلَّا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
7286- أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ"؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَهُمْ رَهْطُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ", قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "ثُمَّ بَنُو النَّجَّارِ"، قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ", قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ", قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ", فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَقَالَ: ذَكَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرُ أَرْبَعَةِ أَدْوُرٍ لَأُكَلِّمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَمَا تَرْضَى أَنْ يَذْكُرَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرُ الْأَرْبَعَةِ فَوَاللَّهِ لقد ترك(16/275)
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَكْثَرَ مِمَّنْ ذَكَرَ, قَالَ: فَرَجَعَ سعد1 [3: 9]
__________
1 حديث صحيح. ابن أبي السري- وهو محمد بن المتوكل- قد توبع، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" "19910".
وأخرجه أحمد 2/267 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2512" في فضائل الصحابة: باب في خير دور الأنصار رضي الله عنهم، والنسائي في "فضائل الصحابة" "238" من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه عن صالح، عن ابن شهاب، به.(16/276)
ذِكْرُ وَصِيَّةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَفْوِ عَنْ مُسِيءِ الْأَنْصَارِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى مُحْسِنِهِمْ
7287- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ يَضْرِبُ عَبَّاسَ بْنَ سَهْلٍ فِي إمرة بن الزُّبَيْرِ فَأَتَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَهُ ضَفِيرَتَانِ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ فَوَقَفَ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ فَقَالَ: يَا حَجَّاج أَلَا تَحْفَظُ فِينَا وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وَمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكُمْ؟ قَالَ: أَوْصَى أَنْ يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِ الْأَنْصَارِ وَيُعْفَى عن مسيئهم2. [3: 9]
__________
1 حديث صحيح. ابن أبي السري- وهو محمد بن المتوكل- قد توبع، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" "19910".
وأخرجه أحمد 2/267 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2512" في فضائل الصحابة: باب في خير دور الأنصار رضي الله عنهم، والنسائي في "فضائل الصحابة" "238" من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه عن صالح، عن ابن شهاب، به.
2 إسناده حسن. عبد الله بن مصعب الزبيري: روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات"، وقال الخطيب في "تاريخه" 10/173: ولاه. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/276)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الرشيد إمارة المدينة واليمن، وكان محموداً في ولايته، جميل السيرة مع جلالة قدره، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني "6082" عن أحمد بن يحيى الحلواني، عن مصعب بن عبد الله، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: "فأرسله".
وأخرجه أيضاً دون قصة الحجاج "5719" عن عبدان بن لأحمد، عن أبي مصعب، عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل، عن أبيه، عن جده سهل بن سعد.
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/36: رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" و "الكبير" بأسانيد في أحدها عبد الله بن مصعب، وفي الآخر عبد المهيمن بن عباس، وكلاهما ضعيف.
وللحديث شواهد تقدم منها أنس برقم "7265" و "726" و "7271".(16/277)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَلِيُّ بَنِي سَلِمَةَ وَبَنِي حَارِثَةَ
7288- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بِطَرَسُوسَ حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْبَلْخِيِّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: فِينَا نَزَلَتْ {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} [آل عمران: 122] بَنُو سَلِمَةَ وَبَنُو حَارِثَةَ قَالَ عَمْرٌو: قَالَ جَابِرٌ: وَمَا أُحِبُّ أَنَّهَا لَمْ تنزل لقول الله: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حامد بن يحيى البلخي، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة.
وأخرجه البخاري "4051" في المغازي: باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ =(16/277)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} ، و "4558" في تفسير سورة آل عمران: باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ ... } ، ومسلم "2505" في فضائل الصحابةك باب من فضائل الأنصار، والطبري "7728" و "7729"، والبيهقي في "الدلائل" 3/221، والبغوي في "تفسيره" 1/347 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وذكره السيوطي في "الدر المنشور" 2/305، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
والفشل: الجبن، وقيل: الفشل في الرأي: العجز، وفي البدن: الإعياء، وفي الحرب: الجبن، والولي: الناصر. وقول جابر: "فينا نزلت" أي: في قومه بني سلمة وهم من الخزرج، وفي أقاربهم بني حارثة وهم من الأوس.(16/278)
ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِغِفَارٍ حَيْثُ نَصَرَتِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7289- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغِفَارٍ: "غَفَرَ اللَّهُ لَهَا وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم"2518" في فضائل الصحابة: باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم، عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2518"، والترمذي "3941" في المناقب: باب مناقب لغفار وأسلم، والبغوي "3851" من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/278)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أحمد 2/20 و 50 و 60 و 107 و 116 و 136 و 153، والدارمي 2/243، والترمذي "3948" و "3949"، والبغوي "3852" من طرق عن عبد الله بن دينار، به.
وأخرجه الطيالسي "1854"، وأحمد 2/130، وأحمد 2/130، والبخاري "3513" في المناقب: باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع، ومسلم "2518" من طرق عن نافع، عن ابن عمر.
وأخرجه الطيالسي "1915"، ومن طريقه مسلم "2518"عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن ابن عمر.
وأخرجه الطيالسي "1953" من طريق سعيد بن العاص، وأحمد 2/126 من طريق بشر بن حرب، كلاهما عن ابن عمر.
واخرجه أحمد 2/117 عن الطيالسي، عن شعبة، عن سعيد بن عمرو، قال: انتهيت إلى ابن عمر وقد حدث الحديث، فقلت: ماحدث؟ فقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره.(16/279)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَسْلَمَ وَغِفَارَ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ
7290- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَجُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَأَسَدٍ وَغَطَفَانَ وَبَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ".
قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي سَيِّدُ بَنِي تَمِيمٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:(16/279)
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَتْ أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَجُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ خَيْرًا1 مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَبَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَأَسَدٍ وَغَطَفَانَ أَخَابُوا وَخَسِرُوا"؟ قَالُوا: نَعَمْ, قَالَ: "فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ" 2. [3: 9]
__________
1 في الأصل: "خير" وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم" 3/25.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وأبو بشر: جهفر بن إياس او بشر بن ابي وحشية.
وأخرجه مسلم "2522" في فضائل الصحابة: باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ... ، من طريقين عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البغوي "3854" عن طريق وهب بن جريرن عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد 5/48، ومسلم "2522" من طرق عن شعبة، عن أبي بشر، به.
وأخرجه البخاري "3516" في المناقب: باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع، و "6635" في الإيمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم؟ ومسلم "2522" من طريقين عن شعبة، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، به.
وأخرجه البخاري "3515"، ومسلم"2522" "1954"، والترمذي "3952"في المناقب: باب مناقب في ثقيف وبني حنيفة, من طريق عبد الملك بن عمير, عن عبد الرحمن بن أبي بكرة, به.(16/280)
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا فَضَّلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَؤُلَاءِ عَلَى بَنِي تَمِيمٍ
7291- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ(16/280)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "غِفَارُ وَأَسْلَمُ وَمُزَيْنَةُ وَمَنْ كَانَ مِنْ جُهَيْنَةَ خَيْرٌ مِنَ الْحَلِيفَيْنِ غَطَفَانَ وَأَسَدٍ وَهَوَازِنُ وَتَمِيمٌ دُونَهُمْ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الْخَيْلِ والوبر" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده حسن. محمد بن عمرو- وهو ابنُ عَلقمه الليثيِّ_ صدوق حسن الحديث, وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن بقية, فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن الواسطي.
وأخرجه أحمد2/450 عن يزيد بن هارون, عن محمد بن عمرو, بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد2/468, ومسلم"2521" "190" في فضائل الصحابة: باب من فضائل غفار وأسلم ... , من طريقين عن شعبة, عن سعد بن إبراهيم, عن أبي سلمة, به.
وأخرجه عبد الرزاق"19877", وأحمد2/420 و422, والبخاري"3523" في المناقب: باب ذكر أسلم وغفار ومزينة ... , وباب قصة زمزم وجهل العرب, ومسلم"2521" "192", والبغوي"3855"من طرق عن أيوب, عن ابن سيرين, عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم"2521" "191", والترمذي"3950" في المناقب: باب مناقب في ثقيف وبني حنيفة, من طريقين عن الأعرج, عن أبي هريرة.(16/281)
ذِكْرُ بُشْرَى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمِيمًا بِمَا بَشَّرَهَا بِهِ
7292- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ محرز الرقاشي(16/281)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: جَاءَ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمْ: "أَبْشِرُوا يَا بَنِي تَمِيمٍ"، قَالُوا1: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَ وَفْدُ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ لَهُمْ: "أَبْشِرُوا يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلِ الْبُشْرَى بَنُو تَمِيمٍ"2. [3: 9]
__________
1 في الأصل: "قال", والتصويب من "التقاسيم" 3/26.
2 إسناده حسن. مؤمل بن إسماعيل - وإن كان سيىء الحفظ – قد توبع, وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير نوح بن حبيب, فقد روى له أبو داود والنسائي, وهو ثقة. وتقدم برقم "6142"(16/282)
ذِكْرُ مَدْحِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي عَامِرٍ
7293- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَالَ: "مَنْ أَنْتُمْ"؟ فَقُلْنَا: مِنْ بَنِي عَامِرٍ, فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "مرحبا بكم أنتم مني" 1.
__________
1 إسناده صحيح على شرط البخاري, رجاله ثقات رجال الشيخين غير يوسف بن موسى- وهو ابن راشد الكوفي- فمن رجال البخاري.
وأخرجه الطبراني22/"21" من طريق يحيى الحماني, عن قيس بن الربيع, عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحيفة, عَنْ أَبِيهِ.
وأخرجه ابن أبي شيبة12/199 وابن سعد1/311, وأبو يعلى"893", والطبراني22/"264" و"265" و"266" من طرق عن حجاج بن أرطاة, عن عون, به.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/51 وقال: رواه كله الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" باختصار عنه, وأبو يعلى أيضاً, وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس, وبقية رجاله رجال الصحيح.(16/282)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَبْدَ الْقَيْسِ مِنْ خَيْرِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ
7294- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتُرَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زِمَامٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ حَدَّثَنَا شُبَيْلُ بْنُ عَزْرَةَ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ1 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ، أسلم الناس كرها وأسلموا طائعين" 2. [3: 9]
__________
1 تصفحت في الأصل إلى: "حمزة", والتصويب من "التقاسيم" 3/27.
2 حديث صحيح. رجاله ثقات غير وهب بن يحيى بن زمام, فلم أقف له على ترجمة, وذكره المزري في "تهذيبه" في شيوخ محمد بن سواء. أبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبعي.
وأخرجه البزار"2821", والطبراني"12970" من طريق وهب بن يحيى بن زمام العلاف, بهذا الإسناد دون قوله: "أسلم الناس كرهاً وأسلموا طائعين". وقال البزار: لم نعلم أحداً رواه بهذا اللفظ إلا ابن عباس, ولا عنه إلا أبو حمزة, ولا عنه ألا شبيل, وشبيل بصري مشهور, ولا رواه عنه إلا ابن سواء.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/49 وقال: رواه البزار والطبراني وفيه وهب بن يحيى بن زمام ولم أعرفه, وبقية رجاله ثقات.
وله شاهد عند أحمد4/206 من طريقين عن عوف, عن أبي القموص زيد بن علي"تحرف في "المسند"إلى: عدي", وقال: حدثني أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا إسناده صحيح.
وللقسم الأول شاهد آخر من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" "1638", قال الهيثمي: ورجاله ثقات.(16/283)
ذِكْرُ نَفْيِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخِزْيَ وَالنَّدَامَةَ عَنْ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ حِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ
7295- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَادِمِينَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ فَحَدِّثْنَا عَمَلًا مِنَ الْأَجْرِ إِذَا أَخَذْنَا بِهِ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ وَنَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ وَرَاءِنَا, فَقَالَ: "آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ", قَالَ: "وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ"؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, قَالَ: "شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وَتُعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ الْغَنَائِمِ وَأَنْهَاكُمْ عَنِ النَّبِيذِ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت" 1. [3: 9]
__________
1إسناده صحيح على شرط الشيخين, أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وقد تقدم برقم"157".(16/284)
بَابُ الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ وَالشَّامِ وَفَارِسٍ وَعُمَانَ
ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَى أَهْلِ الْحِجَازِ
7296- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَبْدَانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "غِلَظُ الْقُلُوبِ وَالْجَفَاءُ فِي الْمَشْرِقِ وَالْإِيمَانُ فِي أرض الحجاز" 1. [3: 27]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير - وهو محمد بن مسلم بن تدرس - فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 3/335، وفي "فضائل الصحابة" "1611"، ومسلم "53" من طريقن عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
واخرجه أحمد 3/345 من طريق موسى بن داود، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، به.
وأخرجه أحمد 3/332 عن يحيى بن آدم، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سليمان، عن جابر. ....=(16/285)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقوله: "غلظ القلوب والجفاء في أهل المشرق"، قال القرطبي فيما نقله عنه المناوي في "فيض القدير" 4/407: شيئان لمسمى واحد، كقوله: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إلى اللَّهِ} ، ويحتمل أن المراد بالجفاء: أن القلب لايميل لموعظة، ولا يخشع لتذكرة، والمراد بالغلظ: أنها لاتفهم المراد، ولاتعقل المعنى.(16/286)
ذِكْرُ إِضَافَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِيمَانَ وَالْفِقْهَ وَالْحِكْمَةَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ
7297- أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِقْهُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَصْحَابِ الإبل والوقار في أصحاب الغنم" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عدي: هو محمد بن إبراهيم، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وذكوان: هو أبو صالح السمان.
وأخرجه البخاري: "4388" في المغازي: باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "52" "91" في الإيمان: باب تفاضل أهل الإيمان فيه، عن مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وعن بشر بن خالد، خدثنا محمد "يعني ابن جعفر"، قالا: حدثنا شعبة، به. وانظر الحديث رقم"5744" و "7299" و "7300".
وقوله: "الإيمان يمان" هو بتخفيف الياء عند جماهير أهل العربية،....=(16/286)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= لأن الألف المزيدة فيه عوض عن ياء النسب المشددة، فلا يجمع بينهما.
وقوله: "والفقه يمان", فالفقه هنا عبارة عن فهم في الدين، واصطلح بعد ذلك الفقهاء وأصحاب الأصول على تخصيص الفقه بإدراك الأحكام الشرعية العملية بالاستدلال على أعيانها.
وقوله: "والحكمة يمانية", فالحكمة عبارة عن العلم المتصف بالأحكام المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النفس، وتحقيق الحق، والعمل به، والصد عن اتباع الهوى والباطل، والحكيم من له ذلك. وقال أبو بكر بن دريد: كل حكمة وعظتك وزجرتك، أودعتك إلى مكرمة، أو نهتك عن قبيح، فهي حكمة وحكم، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من الشعر حكمة" وفي بعض الروايات "حكماً" وانظر شرح مسلم" 2/32-33.(16/287)
ذِكْرُ إِضَافَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحِكْمَةَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ
7298- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادٍ بِبُسْتَ أَبُو عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ إِذْ قَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَجَاءَ الْفَتْحُ وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ قَوْمٌ نَقِيَّةٌ قُلُوبُهُمْ لَيِّنَةٌ طَاعَتُهُمْ الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِقْهُ يَمَانٍ والحكمة يمانية" 1. [3: 9]
__________
1 حديث صحيح لغيره إسناده ضعيف. الحسين بن عيسى الحنفي ضعيف، وأبو حازم: هو نبتل، وثقة المؤلف 5/481، وأحمد فيما ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح" 8/508، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
أبو سعيد الأشج: هو عبد اله بن سعيد بن حصين. .....=(16/287)
7299- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يمانية ورأس الكفر قبل المشرق" 1. [3: 27]
__________
= وأخرجه الطبري 30/332 عن إسماعيل بن موسى، عن الحسين بن عيسى الحنفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني "11903" و "11904"، والنسائي في التفسير من "الكبرى" كما في "التحفة" 5/172-173 من طريقين عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس.
وأخرجه الطبري 30/333 من طريق ابن ثور، عن معمر، عن عكرمة مرسلاً.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/23، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" بأسانيده رجاله رجال الصحيح.
وذكره بنحوه السيوطي في "الدر المنثور" 8/664 ونسبه إلى ابن عساكر. وفي الباب عند أحمد2/277 عن عبد الرزاق، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، وهذا إسناده صحيح على شرط الشيخين. وذكره السيوطي في "الدر" ونسبه إلى ابن مردويه في "تفسيره".
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسدد، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن شيبة 12/182، وأحمد في "المسند" 2/252، وفي "فضائل الصحابة" "1661"، ومسلم "52" "90" في الإيمان: باب تفاضل أهل الإيمان فيه، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/252، وفي "الفضائل" "1658" من طريق ... =(16/288)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يعلى، ومسلم "52" "90" من طريق جرير، كلاهما عن الأعمش، به. وانظر الحديث رقم "5744" و "7297" و "7300".
وقوله: "ورأس الكفر قبل المشرق", قال المناوي: أي أكثر الكفر من جهة المشرق، وأعظم أسباب الكفر منشؤه منه، والمراد كفر النعمة، لأن أكثر فتن الإسلام ظهرت من تلك الجهة، كفتنة الجمل وصفين والنهروان وقتل الحسين، وفتنة مصعب والجماجم، قيل: قتل فيها خمس مئة من كبار التابعين، وإثارة الفتن وغراقة الدماء كفران نعمة الإسلام.
ويحتمل أن المراد كفر الجحود، ويكون إشارة إلى وقعة التتار التي وقع الاتفاق على أنه يقع له في الإسلام نظير، وخروج الدجال، ففي خبر أنه يخرج من المشرق.
وقال الحافظ في "الفتح" 6/405: وفي ذلك إشارة إلى شدة كفر المجوس، لأن مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة للمدينة، وكانوا في غاية القسوة والتكبر والتجبر حتى مزق ملكهم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم استمرت الفتن بعد البعثة من تلك الجهة.(16/289)
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أُطْلِقَ اسْمُ الْإِيمَانِ عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ
7300- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِقْهُ يمان والحكمة يمانية" 1. [3: 27]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الربيع الزهراني: هو سليمان بن داود العتكي، ومحمد: هو ابن سيرين. ....=(16/289)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مسلم" 52" "82" في الإيمان: باب تفاضل أهل الإيمان فيه، عن أبي الربيع الزهراني، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "19888"، ومن طريقه أخرجه أحمد في "المسند" 2/267، وفي "الفضائل" "1618" عن معمر، عن أيوب، به.
وأخرجه أحمد 2/235 و 474. في "الفضائل" "1609"، ومسلم "52" "83" من طريق ابن عون، عن محمد بن سيرين، به.
وأخرجه أحمد 2/277 و 488 من طريق هشام بن حسان، وأبو نعيم في "الحلية" 3/60 من طريق منصور، كلاهما عن محمد بن سيرين، به.
واخرجه أحمد في "الفضائل" "1656"، والبخاري "4390" في المغازي: باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، من طريق ابي الزناد، ومسلم "52" "84" من طريق صالح، كلاهما عن الأعرج، عن أبي هريرة. وانظر الحديث رقم "5744" و "7297" و "7299".(16/290)
ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَرَكَةِ لِلشَّامِ وَالْيَمَنِ
7301- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ بْنِ بِنْتِ أَزْهَرَ قَالَ أَخْبَرَنِي جَدِّي عَنِ ابْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا"، قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا, قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا"، قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا، قَالَ: "هُنَالِكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا" أَوْ قَالَ: "مِنْهَا يخرج قرن الشيطان" 1. [5: 12]
__________
1 حديث صحيح. بشر بن آدم: قال النسائي: ليس به بأس، وذكره المؤلف في "الثقات"، وقال مسلمة بن قاسم: صالح، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال أبو حاتم والدارقطني: ليس بقوي، وقال =(16/290)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحافظ في "التقريب": صدوق فيه لين، قلت: وقد توبع، وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين. جد بشر: هو أزهر بن سعد السمان، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان.
وأخرجه الترمذي "3953" في المناقب: باب في فضائل الشام واليمن، عن بشر بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه احمد 2/118، وفي "فضائل الصحابة" "1724"، والبخاري "7094" في الفتن: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "القتنة من قبل المشرق"، والبغوي "4006" من طريق أزهر بن سعد، به.
وأخرجه الطبراني "13422" من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عون، عن أبيه، به. وفيه: "في عراقنا" بدل: "في نجدنا".
واخرجه أحمد 2/90 من طريق عبد الرحمن بن عطاء، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا" مرتين، فقال رجال: وفي مشرقنا يارسول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هنالك يطلع قرن الشيطان ولها تسعة أعشار الشر".
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/75: ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عطاء وهو ثقة، وفيه خلاف لايضر.
وأخرجه أحمد 2/124 و 126 عن يونس، عن حماد بن زيد، عن بشر بن حرب، عن ابن عمير.
وأخرجه البخاري "1037" في الأستسقاء: باب ماقيل في الزلازل والآياتمن طريق حسين بن الحسنن عن ابن عون، عن نافعن عن ابن عمر موقوفاً. قال الحافظ في "الفتح" 2/522: هكذا وقع في هذه الروايات التي اتصلت لنا بصورة الموقوف عن ابن عمرن وقال القابسي: سقط ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من النسخة، ولابد منه، لأن مثله لايقال بالرأي.
انتهى. وقد تقدم مختصراً برقم "6648ط و "6649".
قال الخطابي فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 13/47: نجد من.... =(16/291)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= جهة المشرق، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة، واصل النجد ما ارتفع من الأرض وهو خلاف الغور، فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من الغور، ومكة من تهامة. وعرف بهذا وهاء ماقاله الدوودي أن نجداً من ناحية العراق، فإنه توهم أن نجداً موضع مخصوص، وليس كذلك، بل كل شيء ارتفع بالنسبة إلى مايليه يمسى المرتفع نجداً والمنخفض غوراً.(16/292)
ذِكْرُ ابْتِغَاءِ الْفَضْلِ وَالصَّلَاحِ لِمُسْتَوْطِنِ الشَّامِ
7302- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ
عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ" 1. [1: 27]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن: المقدمي: هو محمد بن أبي بكر بن علي، ويحيى ى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه احمد 5/34 عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
واخرجه الطيالسي "1076"، وأحمد في "المسند" 5/34، وفي "فضائل الصحابة" "1722"، والترمذي"2192" في الفتن: باب ماجاء في الشام، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/295، والطبراني 19/"56"، والخطيب في "تاريخه" 8/417-418 و 10/182 من طرق عن شعبة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/230 من طرق إياس بن معاوية، عن أبيه، عن جده. وانظر الحديث الآتي.(16/292)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَلَى أَنَّ الْفَسَادَ إِذَا عَمَّ فِي الشَّامِ يَعُمُّ ذَلِكَ فِي سَائِرِ الْمُدُنِ
7303- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ(16/292)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فلا خير فيكم" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح وهو مكرر ماقبله، وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/190.
وأخرجه أحمد 5/436 و 5/35 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.(16/293)
ذِكْرُ بَسْطِ الْمَلَائِكَةِ أَجْنِحَتَهَا عَلَى الشَّامِ لِسَاكِنِيهَا
7304- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أخبرني عمرو بن الحارث - وذكر بن سَلْمٍ آخَرَ مَعَهُ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَنَحْنُ عِنْدَهُ: "طُوبَى لِلشَّامِ", قَالَ: "إِنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ لَبَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عليه" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة وابن شماسة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني "4935" من طريق حرملة، بهذا الإسناد. وفي لفظه: "إن الرحمن لباسط رحمته عليه".
وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/301 من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة وعمرو بن الحارث، عن يزيد، به.
واخرجه ابن أبي شيبة 12/191-192، وأحمد 5/185، والترمذي "3954" في المناقب: باب فضائل الشام واليمن، والطبراني. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/293)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ابْنُ شِمَاسَةَ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيُّ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ مصر.
__________
= "4933"، والحاكم 2/229 من طريقين عن يحيى بن أيوب، وأحمد 5/184، والطبراني"4934" من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن يزيد، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث يحيى بن أيوب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/60 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(16/294)
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِسُكُونِ الشَّامِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِذْ هِيَ مَرْكَزُ الْأَنْبِيَاءِ
7305- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَتَخْرُجُ عَلَيْكُمْ نَارٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنْ حَضْرَمَوْتَ تَحْشُرُ النَّاسَ", قَالَ: قُلْنَا: بِمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "عليكم بالشام" 1. [1: 67]
__________
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن إبراهيم- وهو الملقب بدحيم- فمن رجال البخاري. وقد صرح يحيى بن أبي كثير ومن فوقه بالتحديث عن أحمد وغيره. أبو قالبة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
واخرجه أحمد 2/8، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/303 من طريق الوليد، بهذا الإسناد. =(16/294)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَوَّلُ الشَّامِ بَالِسُ,1 وَآخِرُهُ عريش مصر
__________
= وأخرجه أحمد 2/53، والفسوي 2/302-303، والبغوي "4007" من طرق عن الأوزاعي، به.
واخرجه أحمد 2/69 و 99 و119، والترمذي"2217" في الفتن: باب ماجاء لاتقوم الساعة حتى تخرج نار من قبل الحجاز، من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
1 هي بلدة بالشام شرق حلب ستين ميلاً منها، عندها يتحول مجري الفرات من الجنوب إلى الشرق، فتحها أبو عبيدة الجراح رضي الله عنه.(16/295)
ذِكْرُ الْإِخْبَارُ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ سُكْنَى الشَّامِ عِنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ بِالْمُسْلِمِينَ
7306- أَخْبَرَنَا مَكْحُولٌ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزَيْدَ1 قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَكْحُولٌ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكُمْ سَتُجَنَّدُونَ أَجْنَادًا جُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي؟ قَالَ: "عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْقِ مِنْ غُدَرِهِ، فان الله تكفل لي بالشام وأهله" 2. [3: 69]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: يزيد.
2 إسناده صحيح. سعيد بن عبد العزيز - وإن اختلط بأخرة - قد توبع. ... =(16/295)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله بن عبد الله.
وأخرجه الحاكم 4/510 من طريق بشر بن بكر، عن سعيد بن عبد العزيز، بهذا الإسناد، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الفسوي 2/302 عن صفوان، عن الوليد بن مزيد، عن مكحول وربيعه بن يزيد، عن عبد الله بن حوالة.
وأخرجه أحمد 4/110، وأبو داود "2483" في الجهاد: باب في سكنى الشام، من طريقين عن بقية، عن بحير، عن خالد بن معدان، عن أبي قتيلة، عن ابن حوالة.
وألأخرجه الفسوي 2/288 من طريق معاوية بن صالح، عن أبيه، عن جبير بن نفير، عن عبد الله بن حوالة.
وأخرجه مطولاً الفسوي 2/288-289، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/35-36 من طريق نصر بن علقمة، عن جبير، عن عبد الله بن حوالة.
وأخرجه أحمد 5/288 من طريق حريز، عن سليمان بن شمير، عن عبد الله بن حوالة.
وقوله: "خرلي" أي: اختر لي جنداً ألزمه، و "غدوه": جمع غدير، أي: حياضه.(16/296)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّامَ هِيَ عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
7307- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نفير(16/296)
عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ: فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحٌ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سُيِّبَتِ الْخَيْلُ وَوَضَعُوا السِّلَاحَ فَقَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا وَقَالُوا: لَا قِتَالَ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَذَبُوا الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يُزِيغُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ يُقَاتِلُونَهُمْ وَيَرْزُقُهُمُ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَلَى ذَلِكَ وَعُقْرُ دَارِ المؤمنين الشام" 1. [3: 9]
__________
1 حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا ان فيه عنعنة الوليد بن مسلم وهو مدلس، وقد رواه غير المصنف، فصرح فيه بالتحديث، وجعله من مسند سلمه بن نفيل السكوني وهو الصحيح، فقد جاء من غير طريق الوليد كذلك.
وأخرجه ابن سعد 7/427-428، والطبراني مختصراً "6359" من طريقين عن الوليد بن مسلم. بهذا الإسناد فقالا: عن سلمة بن نفيل. وصرح الوليد بن مسلم ومن فوقه بالتحديث.
وأخرجه النسائي 6/214-215 في أول الخيل، والطبراني "6357" من طريقين عن عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن جبير، عن سلمة بن نفيل، بنحوه.
وأخرجه أحمد 4/104، والطبراني"6358" من طريقين عن إبراهيم عن سليمان الأفطس، عن الوليد بن عبد الرحمن، به.
واخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 4/54، والطبراني "3660" من طريقين عن يحيى بن حمزة الدمشقي، عن نصر بن علقمة يرد الحديث إلى الجبير بن نفير، به. وقوله: "سيبت الخيل" أي: تركت وقوله: "وعقر دار المؤمنين الشام" قال في "النهاية": أي: أصله وموضعه، كأنه أشار به إلى وقت الفتن، أي: يكون الشام يومئذ آمناً منها، وأهل الإسلام به أسلم.(16/297)
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ فَارِسٍ بِقَوْلِ الْإِيمَانِ وَالْحَقِّ
7308- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 3] فَقَالَ رَجُلٌ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ فَعَادَ وَمَضَى سَلْمَانُ فَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْكِبِهِ, وَقَالَ: "لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مُعَلَّقًا بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِ هَذَا" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح. يعقوب بن حميد بن كاسب صدوق روى له ابن ماجة والبخاري تعليقاً، والدراوردي- وهو عبد العزيز بن محمد-احتج به مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً، فقد توبعا، وباقي رجاله على شرط الشيخين.
واخرجه أحمد 2/417، والبخاري "4898" في تفسير سورة الجمعة: باب قوله: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} ، ومسلم "2546" "231" في فضائل الصحابة: باب فضل فارس، والنسائي في "فضائل الصحابة" "173"، وأبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 1/2 من طرق عن الدراوردي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "4897"، وأبو نعيم 1/2 من طريق سليمان بن بلال، والترمذي "3310" في التفسير: باب ومن سورة الجمعة، و "3933" في المناقب: باب فضل العجم، وأبو نعيم 1/2من طريق عبد الله بن جعفر، كلاهما عن ثوربن زيد الديلي، به. وانظر الحديث رقم"7123" والحديث الآتي.(16/298)
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ 1 يُصَرِّحُ بِالْمَعْنَى الَّذِي أَوْمَأْنَا إِلَيْهِ
7309- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ2 عَمْرِو بْنِ بِسْطَامٍ بِمَرْوٍ حَدَّثَنَا حِصْنُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ كَانَ الْعِلْمُ بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ ناس من أبناء فارس" 3. [3: 9]
__________
1 في الأصل و "التقاسيم" 3/31: "ثاني" واجادة ما أثبت.
2 تحرفت في الأصل إلى: "ثنا".
3 حصن بن عبد الحليم المرزوي لم يوثقه غير المؤلف 8/215، يحيى بن أبي الحجاج لين الحديث. عوف: هو انب أبي جميلة العبدي.
وأخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 1/5 من طريق رزق الله بن موسى، عن يحيى بن أبي الحجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/296-297 و420 و422 و 469، وأبو نعيم في "الحلية" 6/46. وفي "تاريخ أصبهان" 1/4 من طرق عوفن عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو نعيم 1/4 من طريق محمد بن إسحاق، حدثنا علي بن مسلم، عن عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وأخرجه أيضاً 1/6 من طريق احمد بن يوسف بن إسحاق المنبجي، عن سهل بن صالح الأنطاكي، عن أبي عامر العقدي، عن مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن جبير، عن أبي هريرة.
وله شاهد من حديث عائشة عند ابي نعيم 1/7-8 رواه من طريق يعقوب بن غيلان، عن محمد بن الصباح، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة.(16/299)
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ عُمَانَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لَهُ
7310- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَازِعِ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فِي شَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا قَالَ, فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا إِلَيْهِ, فَقَالَ: "لَكِنْ أَهْلُ عُمَانَ لَوْ أَتَاهُمْ رَسُولِي مَا سَبُّوهُ ولا ضربوه" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جابر بن عمرو، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم"2544" في فضائل الصحابة: باب فضل أهل عمان، وأحمد في "المسند" 4/420، وفي "فضائل الصحابة""1516" من طرق عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد.(16/300)
باب إخباره صلى الله عليه وسلم عن البعث وأحوال الناس في ذلك اليوم
مدخل
...
4- بَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبَعْثِ وَأَحْوَالِ النَّاسِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ
7311- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ سَمِعَ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ وَهُوَ يَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ فَرَفَعَ يَدَهُ فَلَطَمَهُ, فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قَالَ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ وَأَنْتَ نَبِيُّنَا, فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي أَكَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ أَمْ رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلِي وَمَنْ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يونس بن متى فقد كذب" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده حسن، محمد بن عمرو بن علقمة روى له البخاري مقرونا، ومسلم متابعة وهو صدوق، وباقي رجاله رجال الشيخين غير وهب بن بقية، فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان الواسطي.
وأخرجه أحمد 2/450-451، والترمذي "3245" في التفسير: باب ومن سورة الزمر، وابن ماجة"4274" في الزهد: باب ذكر البعث،.....=(16/301)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن جرير الطبري في "جامع البيان" 24/31 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 3/314: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
وعلقمه مختصراً البخاري "7428" عن الماجثون عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، أبي سلمة، عن أبي هريرة، وأخرجه الطيالسي "2366" عنه به. وانظر "تعليق" 5/345-347.
وأخرجه أحمد 2/264، والبخاري"7428" في الخصومات: باب مايذكر في الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهود، و "6517" في الرقاق: باب نفخ الصور، و"7472" في التوحيد: باب في المشيئة والإرادة، ومسلم "2373" "160" في الفضائل: باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم، وابو داود"4671" في السنة: باب في التخيير بين النبياء عليهم الصلاة والسلام، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/216، والبغوي "4671" من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة.
واخرجه البخاري"3408" في الأنبياء: باب وفاة موسى وذكره بعدهن ومسلم"2373" "161"، والبيهقي في "السماء والصفات" ص 149-150 من طريق أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
واخرجه البخاري "3414" في الأنبياء: باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} ، ومسلم "2373" "159"، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/211، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/315 من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة ... =(16/302)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري "6518ط في الرقاق: باب نفخ الصورن عن أبي اليمان، عن شعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه "4813"في تفسير سورة الزمر: باب {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} ، من طريق زكريا بن أبي زائدةن عن عامر الشعبي، عن أبي هريرة.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 7/249 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن مردويه. وقد تقدم طرف من الحديث برقم "6238".(16/303)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الصُّورِ الَّذِي يُنْفَخُ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
7312- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَسْلَمَ عَنْ1 بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الصُّورُ؟ قال: "قرن ينفخ فيه" 2. [3: 72]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "بن" والتصويب "التقاسيم" 3/437.
2 إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسلم-وهو العجلي الربعي-وبشر بن شغاف، فقد روى لهام أصحاب السنن، وهما ثقتان. ابو الربيع الزهراني: هو سليمانبن داود العتكي.
وأخرجه أحمد 2/162 و 192، والدار مي 2/325، والترمذي430" في صفةالقيامة: باب ماجاء في شأن الصور، و"3244" في التفسير: باب ومن سورة زمر، وأبو داود "4742" في السنة: باب في ذكر البعث والصور، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 6/282، والحاكم 2/436 و 506 و 4/560، وأبو نعيم في "الحلية"7/243، والمزي في "تهذيب الكمال" 4/130 من طرق عن سيلمان التيمي، بهذا الإسناد. وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي ... =(16/303)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا الْخَبَرُ مَشْهُورٌ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ1 وَذَكَرَ أبو يعلى2 عبد الله بن عمرو.
__________
= وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 7/252 وزاد نسبته إلى ابن المبارك في "الزهد" وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في "البعث".
وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن أبي داود في "البعث" "42طن وابن منده "811" و "812" من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، عنه، ولفظه: "ينفخ في الصور والصور كهيئة القرن ... ".
وعن ابن مسعود موقوفاً عند الطبراني "9755" بلفظ: "الصور كهيئة القرن ينفخ فيه"، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ونسبه إلى مسدد، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
1 الحديث عند جميع مخرجين من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص، ولم أجده عند أحد منهم من رواية عبد الله بن سلام.
2 تحرفت في الأصل إلى: "أبو علي" والتصويب من "التقاسيم".(16/304)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَيْهِ مِمَّا انْعَقَدَتْ عَلَيْهِ ضَمَائِرُهُمْ
7313- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ1 مَعْقِلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُ عَلَى ايمانه والمنافق
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "عن" والتصويب من "التقاسيم" 3/438.(16/304)
على نفاقه" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده قوي. وأخرجه البغوي"4207" من طريق أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، عن أبي حذيفة، عن سيفإن الثوري، عن الأعمش، عن ابي سفيان، عن جابر، إلا أنه قال: "المؤمن على إيمانه والكافر على كفره". وسيأتي مختصراً برقم "7319".(16/305)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْخَلْقَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّاتِهِمْ
7314- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّرْقِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الرَّقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْزَلَ سَطْوَتَهُ بِأَهْلِ الْأَرْضِ وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ فَيَهْلِكُونَ بِهَلَاكِهِمْ؟ فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْزَلَ سَطْوَتَهُ بِأَهْلِ نِقْمَتِهِ وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ 1 فَيُصَابُونَ مَعَهُمْ ثُمَّ يُبْعَثُونَ 2 عَلَى نِيَّاتِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ" 3. [3: 65]
__________
1 في الأصل: "الصالحين"، والتصويب من "التقاسيم" 3/245.
2 في الأصل: "فيصيبوا معهم ثم يبعثوا"، والتصويب من "الموارد" "1846".
3 حديث صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن عثمان الرقي، فقد روى له ابن ماجة، وذكره المؤلف في "الثقات"، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة عن زهير وغيره، وقد روى عنه ناس من الثقات، وهو ممن يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث، ولينه العقيلي، وقال أبو حاتم يتكلمون فيه يحدث من حفظه بمناكير.
وأخرجه البخاري"2118ط في البيوع: باب ماذكر في الأسواق،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/305)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ومن طريقه البغوي "4205" عن محمد بن الصباح، عن إسماعيل بن زكريا، عن محمد بن سوقة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم". قالت: قلت: يارسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: "يخسف بأولهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم".
واخرجه أحمد 6/105، ومسلم "2884" من طريق القاسم بن الفضل الحداني، عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، بنحوه، وفي آخره: "فيهم المستبصر، والمجبور، وابن السبيل يهلكون مهلكاً واحداً، ويصدرون مصادر شتى، يبعثهم الله على نياتهم".
وللحديث شواهد، منها حديث ابن عمر الآتي.
ووقع في الأصل و "التقاسيم" 3/311: حميد بن عبد الرحمن وهو –وغن كان من هذه الطبقة وروى عن الزهري-قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق يونس بهذا الإسناد، فقالوا: حمزة بن عبد الله ورواية الجماعة أصح واولى فإن لم يكن في الأصل تحريف، فيكون هذا مما وهم فيه المؤلف.(16/306)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا إِذَا أَرَادَ عَذَابًا بِقَوْمٍ نَالَ عَذَابُهُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ ثُمَّ الْبَعْثُ عَلَى حَسَبِ النِّيَّاتِ
7315- أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ: "إِذَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ ثُمَّ بُعِثُوا(16/306)
على أعمالهم" 1. [3: 66]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة - وهو ابن يحيى - فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم"2879" في الجنة: باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت، عن حرمة.
وأخرجه أحمد 2/40، والبخاري "7108" في الفتن: باب إذا أنزل الله بقوم عذاباً، والخطيب في "تاريخه" 6/88-89، والبغوي "4204" من طريق يونس، به.(16/307)
ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّ حُكْمَ 1 بَاطِنِهِ حُكْمُ ظَاهِرِهِ
7316- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي 2 سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمَيِّتُ يُبْعَثُ فِي ثيابه التي قبض فيها" 3. [3: 41]
__________
1 ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 3/131.
2 ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم".
3 إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب وهو الغافقي المصري، فقد احتج به مسلم، وروى له البخاري في الشواهد، ثم هو مختلف فيه، فقال ابن معين: صالح، وقال مرة: ثقة، وكذا قال الترمذي عن البخاري، وقال يعقوب بن سفيان: كان ثقة حافظاً، وقال أحمد بن صالح المصري: له أشياء يخالف فيها، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال مرة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: محله الصدق..... =(16/307)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "الْمَيِّتُ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا" 1، أَرَادَ بِهِ فِي أَعْمَالِهِ كَقَوْلِهِ: جَلَّ وَعَلَا {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} يُرِيدُ بِهِ وَأَعْمَالَكَ فَأَصْلِحْهَا لَا أَنَّ الْمَيِّتَ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا إِذِ الْأَخْبَارُ الْجَمَّةُ2 تُصَرِّحُ عَنِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حفاة عراة غرلا3.
__________
= يكتب حديثه، ولايحتج به، قال أحمد: كان سيء الحفظ، وقال الساجي: صدوق يهم، وقال الحاكم أبو احمد: كان إذا حدث من حفظه يخطىء، وماحدث من كتابه، فلا باس به.
ابن أبي مريم: هو سعيد بن الحكم بن محمد الجمحي المصري، وابن الهاد: يزيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، وابو سلمةك هو ابن عبد الرحمن.
واخرجه أبو داود"3114" في الجنائز: باب مايستحب من تطهير ثياب الميت عن الموت، والحاكم 1/340، والبيهقي 3/384 من طريقين عن ابن أبي مريم، بهذا الإسناد، ولفظه: عن أبي سعيد الخدري أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد، فلبسها، ثم قال: فذكره، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!.
1 من قوله: "قال أبو حاتم" إلى هنا ساقط من الأصل واستدرك من "التقاسيم" 3/131.
2 تحرفت في الأصل إلى: "الحمد"، والتوصيب من "التقاسيم".
3 قال الخطابي في "معالم السنن" 1/301 تعليقاً على رواية أبو داود: "دعا بثياب جدد فلبسها". أما أبو سعيد، فقد استعمل الحديث على ظاهره، وقد روي في تحسين الكفن أحاديث، وقد تأوله بعض العلماء على خلاف ذلك، فقال: معنى الثياب العمل، كنى بها عنه، يريد أنه يبعث ... =(16/308)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= على مامات عليه من عمل صالح أو عمل سيء، قال: والعرب تقول: فلان طاهر الثياب: إذا وصفوه بطهارة النفس والبراءة من العيب، ودنس الثياب إذا كان بخلاف ذلك، واستدل في ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يحشر الناس حفاة عراة", فدل ذلك على أن معنى الحديث ليس على الثياب التي هي الكفن.
وقال البيهقي فيما نقله عن الحافظ في "الفتح" 11/391: ويجمع بينهما أي حديث أبي سعيد هذا وبين حديث: "يحشر الناس حفاة عراة غرلاً" بأن بعضهم يحشر عارياً، وبعضهم كاسياً، أويحشرون كلهم عراة، ثم يكسى الأنبياء، فأول مايكسى إبراهيم عليه السلام.
أو يخرجون من القبور بالثياب التي ماتوا فيها، ثم تتناثر عنهم عند ابتداء الحشر، فيحشرون عراة، ثم يكون أول من يسكى إبراهيم عليه السلام.
وحمل بعضهم حديث أبي سعيد على الشهداء، لأنهم الذين أمر أن يلزموا في ثيابهم، ويدفنوا فيها، فيحتمل أن يكون أبو سعيد سمعه في الشهيد، فحمله على العموم. وممن حمله على عمومه معاذ بن جبل، فأخرج ابن أبي الدنيا بسند حسن عن عمرو بن الأسود قال: دفنا أم معاذ بن جبل، فأمر بها، فكفنت في ثياب جدد، وقال: احسنوا أكفإن موتاكم، فغنهم يحشرون فيها. قال: وحمله بعض أهل العلم على العمل، وإطلاق الثياب على العمل وقع في مثل قوله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} ، وقوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} على أحد الأقوال، وهو قول قتادة، قال: ومعناه: وعملك فأخلصه، وؤكد ذلك حديث جابر رفعه: "يبعث كل عبد على ما مات عليه" اخرجه مسلم، وحديث فضالة بن عبيد: "من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة" أخرجه احمد.
ورجح القرطبي في "التذكرة" 1/210 قول من خص حديث ... =(16/309)
7317- حَدَّثَنَا1 إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ مِنْ لَفْظِهِ بِبُسْتٍ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ2 إِبْرَاهِيمَ {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4] قال: وعملك فأصلح3. [3: 41]
__________
= أبي سعيد بالشهيد، قال: مما يدل عليه مما يوافق حديث عائشة وابن عباس: "يحشر الناس حفاة عراة غرلاً" قول الحق: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وقوله: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} ولأن الملابس في الدنيا اموال، ولامال في الآخرة، زالت الأملاك بالموت، وبقيت الأموال في الدنيا، وكل نفس يوئمذ فإنما يقيها المكاره ماوجب بحسن عملها أو رحمة مبتدأة من الله عليها..
قال الحافظ: وذهب الغزالي على ظاهر حديث أبي سعيد، واروده بزيادة لم أجد لها أصلاً وهي: "فإن أمتي تحشر في أكفإنها وسائر الأمم عراة"، قال القرطبي: إن ثبت حمل على الشهداء حتى لاتتناقض الأخبار.
1 جاء ترتيب هذا الأثر في الأصل بعد الحديث الآثي، والصواب أن يكون هاهنا كما في "التقاسيم" 3/131.
2 تحرفت في الأصل إلى: "بن" والتوصيب من "التقاسيم".
3 إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرج الطبري 29/145-146 من طريقين عن المغيرة عن إبراهيم: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قال: من الذنوبن وفي إحدى روايتيه: من الإثم.
واخرجه الطبري في "جامع البيان" 29/146 عن يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن مجاهد في قوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قال: عملك فأصلح. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 8/326، وزاد نسبته على سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر فيما ذكره السيوطي في "الدر المنثور" عن أبي رزين في هذه الآيةك قال عملك اصلحه، كان من أهل الجاهلية إذا كان الرجل حسن العمل قالوا: فلان طاهر الثياب.(16/310)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ حُفَاةً وَأَنَّ مَعْنَى خَبَرِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ غَيْرُ اللَّفْظَةِ الظَّاهِرَةِ فِي الْخَطَّابِ
7318- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ1 بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عمر حدثنا عمرو حَدَّثَنَا عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "يُحْشَرُ الناس حفاة عراة غرلا" 2. [3: 41]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "يزيد"، والتصويب من "التقاسيم" 3/131.
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن الحباب فمن رجال مسلم.
واخرجه الطبراني "12550" من طريق سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن عمر، بهذا الإسناد، وسيأتي برقم "7321" وسيأتي من حديث ابن عباس "7322" و "7347"، ومن حديث ابن مسعود "7328".
والغرلة: القلفة التي تقطع من جلدة الذكر، وهو موضع الختان.(16/311)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ أَرَادَ بِهِ فِي عَمَلُهُ
7319- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا(16/311)
جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى ما مات عليه" 1. [3: 41]
__________
1 إسناده صحيح علىشرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان-وهو طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم، روى عنه الأعمش أحاديث مستقيمة. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبي. وهو في "مسند أبي يعلى" "1901".
وأخرجه مسلم"2878" في الجنة وصفة نعيمها: باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت، والحاكم 1/340 من طرق عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/331 و 336، ومسلم"2878"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "255"، والحاكم 2/452، وأبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 2/49، والبغوي "4207" من طريق سفيان الثوري، وأبو يعلى"2269"، والبغوي "4206" من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجة ابن ماجة "4230" في الزهد: باب الثناء الحسن، من طريق شريك عن الأعمش، به، ولفظه: "يحشر الناس على نياتهم".(16/312)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْأَرْضِ الَّتِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَيْهَا
7320- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيُّ1 قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "الزبيدي"، والتصويب من "التقاسيم" 3/437.(16/312)
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ لَيْسَ فيها علم لأحد" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده صحيح. محمد بن الوليد الزبيري: ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/112-113، وقال: روى عن عبد العزيز بن أبي حازم، ومحمد بن طلحة التيمي، وعبد العزيز الدراوردي، وأبي ضمرة أنس بن عياض، روى عنه موسى بن سهل الرملي وأبي، سألت أبي عنه، فقال: شيخ كتبت عنه بالمدينة، ومارأينا به بأساً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
واخرجه الطبراني"5908" من طريق إبراهيم بن محمد الشافعي، عن ابن أبي حازم، بهذا الإسناد.
واخرجه البخاري "6521" في الرقاق: باب يقبض الله الأرض يوم القيامة، ومسلم "2790" في صفات المنافقين: باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة، والطبراني "5831"، والبغوي "4305"، من طريقين عن محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن أبي حازم، به.
وقوله: "عفراء" أي: بيضاء إلى حمرة، والنقي: الدقيق النقي من الغش والنخالة. وقوله: "ليس فيها علم لأحد" أي: ليس بها علامة سكنى أو بناء ولا أثر. يريد تلك الأرض مستوية ليس فيها حدب يرد البصر، ولا بناء يستر ماوراءه.(16/313)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَصْفِ الَّذِي بِهِ يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
7321- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ(16/313)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "يُحْشَرُ النَّاسُ حفاة عراة غرلا" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده صحيح ومكرر"7318". وانظر الحديث الآتي "7347".(16/314)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّاسَ يَلْقَوْنَ اللَّهَ عُرَاةً مُشَاةً بِالْخِصَالِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا قَبْلُ
7322- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: "إِنَّكُمْ مُلَاقُو اللَّهِ حُفَاةً عراة مشاة غرلا" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وابن عيينة: هو سفيان. وهو في "مسند أبي يعلى" "2396".
واخرجه مسلم "2860" "57" في الجنة وصفة نعيمها: باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي"483"، وا؛ مد 1/220، والبخاري"6542" و"6525" في الرقاق: باب الحشر، ومسلم "2860" "57"، والنسائي 4/114 في الجنائز: باب البعث، من طرق عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الطبراني "12439" من طريق عبد الله بن معاوية الجمحي، عن ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
واخرجه الترمذي "3329" في تفسير القران: باب ومن سورة عبس، من طريق محمد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد، عن هلال بن....=(16/314)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس. وانظر الحديث رقم"7318" و "7321" و "7347".
وفي الباب عن عائشة عند البخاري "6527"، ومسلم "2859"، والنسائي 4/114: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يحشر الناس حفاة عراة غرلاً" قالت عائشة: فقلت: الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: "الأمر أشد من أن يهمهم ذلك" وفي رواية: "من أن ينظر بعضهم إلى بعض".(16/315)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يُحْشَرُ الْكُفَّارُ بِهِ
7323- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ؟ قَالَ: "إِنَّ الَّذِيَ أَمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يمشيه على وجهه" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" 19/12، وأبو نعيم في "الحلية" 2/343، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 1/337 من طرق عن الحسين بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/229، والبخاري "4760" في تفسير سورة الفرقان: باب قوله: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إلى جَهَنَّمَ} ، و "6523" في الرقاق: باب الحشر، ومسلم"2806" في المنافقين: باب يحشر الكافر على وجهه، وأبو يعلى "3046"، والبيهقي في.... =(16/315)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "الأسماء والصفات"، من طريق يونس بن محمد البغدادي، عن شيبان، به.
وأخرجه الطبري 19/12، والحاكم 2/402 من طريقين عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، أخبرني من سمع أنس بن مالك، فذكره.
وأخرجه الطبري والحاكم من طريق يزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابي داود السبيعي، عن أنس. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد إذا جمع بن الإسنادين. يعني هذا الإسناد والذي قبله.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 5/341، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وأبي نعيم في "المعرفة"، وابن مردوية.(16/316)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ فِي الْقِيَامَةِ
7324- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: "يَأْخُذُ اللَّهُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدِهِ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا اللَّهُ - وَيَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا- أَنَا الرَّحْمَنُ أَنَا الْمَلِكُ"، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ مِنْهُ حَتَّى أني لأقول: أساقطٌ هو برسول الله 1. [3: 67]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
واخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 6/5 عن قتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم"2788" "25ط في صفة القيامة والجنة والنار: في..... =(16/316)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أوله، وابن خزيمة في "التوحيد" ص72-73، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 339 من طريق سعيد بن منصور، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه مسلم"2788" "26"، وابن ماجة "198" في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية، و "4275" في الزهد: باب ذكر البعث، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 6/5 والطبري في "جامع البيان" 24/27، والطبراني "13327"، وأبو الشيخ في العظمة"131"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص339-340 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، به.
وأخرجه الطبري 24/27، والطبراني "13437" من طريقين عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عبيد بن عمر، عن عبد الله بن عمر.
وأخرجه الطبري 24/26، وابن منده في "الرد الجهمية" ص 81 من طريق ابن وهب، عن اسامة بن زيد-وهو الليثي-عن أبي حازم، به. بنحوه.
واخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 73 من طريق هشام بن سعد، عن عبيد الله بن مقسم، به.
وأخرجه البخاري"7413" في التوحيد: باب قوله الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ، تعليقاً عن عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر، ووصله مسلم"2788" ط24"، وأبو داود "4732" في السنة: باب في الرد على الجهمية، وابن أبي عاصم في "السنة" "547"، وأبو يعلى "5558"، والطبرب 24/28، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 323 و 323-324، وأبو الشيخ في طالعظمة" "139" والبغوي في "تفسيره" 4/87 من طرق عن أبي اسامة، عن عمر بن حمزة، به.
واخرجه البخاري "7412"، والطبري 24/27، واللالكائي ... =(16/317)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَوْلُهُ: يَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا يُرِيدُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا
__________
= "702" و "703"، وابوالشيخ في "العظمة" "132" و"140"، والعقيلي في "الضعفاء" 3/348 من طرق عن نافع، به.
وانظر الحديث رقم "7327".
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 7/246و 247، وزاد إلى نسبته إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردوية.(16/318)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عنْ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا بِجَمِيعِ خَلْقِهِ فِي الْقِيَامَةِ
7325- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إن اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَالْخَلَائِقَ كُلَّهَا عَلَى إِصْبَعٍ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ, فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:67] 1. [3: 66]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وجرير: هو ابن عبد الحميدن وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وهو في "مسند ابي يعلى" "5160". .....=(16/318)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مسلم "2786ط "22" في صفة القيامة والجنة والنار، وابن خزيمة في "لتوحيد"ص76، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 334 من طريقين، بهذا الإسناد.
واخرجه البخاري "7451" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ، ومسلم "2786" "21"، والبيهقي ص 334 من طريق عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، والبخاري "7451" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا} ، وابن خزيمة ص 77، وابن أبي عاصم في "السنة" "544" من طريق أبي عوانة، ومسلم "2786" "22"، وابن أبي عاصم "543"، والطبري في "جامع البيان" 24/26-27، وابن خزيمة ص 76، واللالكائي في "شرح اصول الإعتقاد" "707" و "708"، والبهقي ص333 من طريق أبي معاوية، مسلم "2786" "22"، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 7/100 من طريق عيسى بن يونس، اربعتهم عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني 24/26، والبيهقي ص 335 من طريق منصور، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن علقمة، عن ابن مسعود.
وانظر الحديث الآتي.(16/319)
ذِكْرُ تَرْكِ إِنْكَارِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَائِلٍ مَا وَصَفْنَا مَقَالَتَهُ
7326- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْخَلَائِقَ(16/319)
كُلَّهَا عَلَى إِصْبَعٍ ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ, فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَعَجُّبًا لَمَّا قَالَ الْيَهُودِيُّ تَصْدِيقًا لَهُ ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} 1. [3: 67]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر, وعبيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه مسلم"2786""20" في صفة القيامة والجنة والنار, والنسائي في" الكبرى" كما في "التحفة"7/92 عن إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهوية - بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري"7513" في التوحيد: باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم, ومسلم"2786" "20", والنسائي في" الكبرى" كما في" التحفة7/92, وابن أبي عاصم"541", والآجري في"الشريعة" ص318, وابن خزيمة ص78, واللالكائي"706", والبيهقي ص335 من طرق عن جرير, به.
وأخرجه البخاري"7414" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} , والترميذي"3238" في التفسير: باب ومن سورة الزمر, والنسائي في" الكبرى: كما في" التحفة"7/92, وابن أبي عاصم"542", والطبري24/26, وابن خزيمة ص77, والآجري ص319 من طريق سفيان الثوري, عن منصور وسليمان الأعمش, عن إبراهيم, به.
وأخرجه أحمد1/457, والبخاري"4811" في تفسير سورة الزمر باب قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} , والآجري ص319, والبيهقي ص334, والبغوي في "تفسيره" 4/87 من طريق شيبان ومسلم"2786" "19", والترميذي"3239" والطبري24/26 وابن خزيمة ص77 من طريق فضيل بن عياض, والبيهقي ص335 من طريق عمار بن محمد, ثلاثتهم عن منصور, به. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/320)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 7/246، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
قال الخطابي- ونقله عنه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص335-338، ولخصه الحافظ في "الفتح" 13/398: وذكر الأصابع لم يوجد في شيء من الكتاب ولا من السنة المقطوع بصحتها، وليس معنى اليد في "الصفات" بمعنى الجارحة حتى يتوهم بثبوتها ثبوت الأصابع، بل هو توقيف شرعي أطلقنا الأسم فيه على ماجاء به الكتاب من غير تكييف ولا تشبيه، ولعل ذكر الأصابع من تخليط اليهود، فإن اليهود مشبهة، وفيما يدعونه من التوراة ألفاظ تدخل في باب التشبيه، ولا تدخل في مذاهب المسليمن، واما ضحكه صلى الله عليه وسلم من قول الحبرن فيحتمل الرضا وافنكار، واما قول الراوي: "تصديقاً له" فظن منه وحسبان، وقد جاء الحديث من عدة طرق ليس فيها هذه الزيادة، وعلى تقدير صحتها، فقد يستدل بحمرة الوجهعلى الخجل، وبصفوته على الوجل، ويكون الأمر بخلاف ذللك، فقد تكون الحمرة لأمر حدث في البدن كثوران الدم والصفرة لثوران خلط ونحوه، فالاستدلال بالتبسم والضحك في مثل هذا الأمر الجسيم قدره، الجليل خطره، غير سائغ مع تكافؤ وجهي الدلالة المتعارضين فيه.
وعلى تقدير أن يكون ذلك محفوظاً، فهو محمول على تأويل قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ، أي: قدرته على طيها وسهولةالأمر عليه في جمعها بمنزلة من جمع شيئاً في كفه، واستقل بحمله من غير أن يجمع كفه عليه، بل يقله ببعض أصابعه، وقد جرى في أمثالهم: فلان يقل كذا بأصبعه ويعلمه بخنصره. ويؤكد ماذهبنا إلى حديث أبي هريرة رفعه: "يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض". رواه البخاري في "الصحيح"، وهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه جاء على وفاق الآية من قوله عزوجل: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ليس فيه ذكر الأصابع، وتقسيم الخليقة على أعدادها، فدل أن ذلك من تخليط اليهود وتحريفهم، وأن ضحك النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان على التعجب منه، والنكير لهن والله أعلم.(16/321)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَمْجِيدِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
7327- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَاتِ يَوْمًا عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ، وَرَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ هَكَذَا بِإِصْبَعِهِ يُحَرِّكُهَا يُمَجِّدُ الرَّبَّ جَلَّ وَعَلَا نَفْسَهُ، "أَنَا الْجَبَّارُ أَنَا الْمُتَكَبِّرُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْعَزِيزُ أَنَا الْكَرِيمُ"، فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرُ حَتَّى قُلْنَا لَيَخِرَّنَّ بِهِ1. [3: 67]
__________
1 إسناده صحيح. الحسن بن محمد بن الصباح من رجال البخاري، وحماد بن سلمة من رجال مسلم، وباقي السند على شرطهما، وهو في "التوحيد" لابن خزيمة ص 72.
وأخرجه أحمد 2/72، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 6/5 من طريق عفإن، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/88، والنسائي كما في "التحفة" 6/5، وابن أبي عاصم "546"، وابن خزيمة ص 72 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" "137" و "141" من طريق.....=(16/322)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي كريب، عن سويد الكلبي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طلحة، به.
وأخرجه الطبراني"13321"، وابن عدي في "الكامل" 4/1647، وأبو الشيخ في "العظمة" "130" من طرق عن عبادة بن ميسرة المنقري، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الله بن عمر، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية وهو على المنبر: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} إلى آخر الآية فقال: المنبر هكذا وهكذا، يعني ارتج المنبر. لفظ الطبراني. وانظر الحديث المتقدم برقم "7324".(16/323)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَوَّلِ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّاسِ
7328- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْجَرَادِيُّ بِالْمَوْصِلِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ1 قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ2 بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا وَأَوَّلُ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ" 3. [3: 72]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: شيبة.
2 تحرفت في الأصل إلى: "حسن".
3 رجاله ثقات رجال مسلم غير عمر بن شبة، فقد روى له ابن ماجة، وهو ثقة إلا أنه أخطأ فيه، فدخل له حديث في حديث، وهذا مشهور عن المغيرة، عن الثوري، عن المغيرة بن النعمان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كما تقدم برقم: "7318" و "7321" و "7322". نبه على ذلك الحافظ الثبت ابو الحسن على بن سلم الأصبهاني المتوفي سنة309. نقله عنه ابن حجر في "التهذيب" في ترجمة عمر بن شبة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/323)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البزار في "مسنده" "3428" عن عمر بن شبة، بهذا الإسناد. وقال: لانعلمه يروي عن عبد الله إلا من هذا الوجه، وأحسب أن عمر بن شبة أخطأ فيه، لأنه لم تابعه عليه أحمد، وإنما روى الثوري هذا عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. فأحسب دخل له متن حديث في إسناد غيره، ولم يرو الثوري عن زبيد، عن مرة حديثاً مسنداً.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/332 وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عمر بن شبة، وهو ثقة.(16/324)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ تَبَايُنِ النَّاسِ فِي الْعَرَقِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ
7329- أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ الْأَرْضِ فَيَعْرَقُ النَّاسُ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَبْلُغُ عَرَقُهُ كَعْبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى الْعَجُزِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى الْخَاصِرَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ عُنُقَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ وَسَطَ فِيهِ"، وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَأَلْجَمَ فَاهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ هَكَذَا، "وَمِنْهُمْ مَنْ يُغَطِّيهِ عَرَقُهُ"، وَضَرَبَ بيده إشارة1. [3: 72]
__________
1 إسناده صحيح. رجاله ثقات، أبو عشانة- واسمه حي بن مؤمن. روى له أصحاب السنن، وهو قة، وحرملة من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. .....=(16/324)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الطبراني 17/"834"، والحاكم 4/571 من طريقين عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 4/154، والطبراني 17/"844" من طريقين عن ابن لهيعة، عن أبي عشانة، به.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/335 وقال: رواه أحمد والطبراني/ وإسناده الطبراني جيد.(16/325)
ذِكْرُ الْقَدْرِ الَّذِي تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
7330- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمِقْدَادُ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْعِبَادِ حَتَّى تَكُونَ قِيدَ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ" قَالَ سُلَيْمٌ: لَا أَدْرِي أَيُّ الْمِيلَيْنِ يَعْنِي أَمَسَافَةُ الْأَرْضِ أَمِ الْمِيلَ1 الَّذِي تُكَحَّلُ بِهِ الْعَيْنُ؟ قَالَ: "فَتَصْهَرُهُمُ الشَّمْسُ فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ كَقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى عَقِبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ومنهم من يأخذه إلى حقويه ومنه مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا" قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إلى فيه يقول: "يلجمهم إلجاما" 2. [3: 72]
__________
1 في الأصل و "التقاسيم" 3/439: "ميلاً" والمثبت من مصدار التخرج.
2 إسناده صحيح. عبد الوارث بن عبيد الله: روى له الترمذي وهو ثقة، وباقي..... =(16/325)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليم بن عامر، فمن رجال مسلم. عبد اللهك هو ابن المبارك.
وأخرجه أحمد 6/3-4، والترمذي "2421" في صفة القيامة: باب ماجاء في شأن الحساب والقصاص، والطبراني 20/"602"، والبغوي"4317" وفي "التفسير" 4/458 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2864" في الجنة وصفة نعيمها: باب في صفة يوم القيامة، والطبراني 20/"602" من طريق الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.(16/326)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ طُولِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ نَسْأَلُ اللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ
7331- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ يَتَغَيَّبُ في رشحه إلى أنصاف أذنيه" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك. وأخرجه احمد 2/105، والبغوي "4316" عن صخر بن جويرية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "4938" في تفسير سورة {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ، ومسلم "2862" في الجنة: باب صفة يوم القيامة، والبغوي في "تفسيره" 4/458 من طريق معن، والطبراني 30/94 عن أحمد بن عبد الرحمن،...... =(16/326)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن عمه، كلاهما عن مالك، عن نافع، به.
واخرجه أحمد 2/125، وابن أبي شيبة 13/233، والبخاري "6531" في الرقاق: باب قول الله تعالى: {أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ليوم عظيم} ، ومسلم "2862"، والترمذي"2422" في صفة القيامة: باب ماجاء في شأن الحساب والقصاص/ وابن ماجة "4278" في الزهد: باب ذكر البعث، وهناد بن السري في "الزهد" "326"، والبغوي"4316"، والطبري30/92 و94 من طرق عن ابن عون، عن نافع، به.
وأخرجه أحمد 2/70، مسلم "2862"، والطبري 30/92 من طريق حماد بن سلمة، وأحمد 2/64 و 112 و 126 والترمذي "2422" و "3335" في التفسير: باب ومن سورة المطففين، من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، عن نافع، به.
وأخرجه مسلم "2862" من طريق موسى بن عقبة، ومسلم والطبري 30/92، والبيهقي في "الاعقتاد" ص309 من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، والطبري 30/92 و 93 من طرق عن محمد بن إسحاق، ثلاثتهم عن نافع، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 8/442، وزاد نسبته إلى ملك، وهناد، وعبد بن حميد، وابن مردويه. وانظر الحديث الآتي.(16/327)
ذكر خبر قد يوهم بعض المستمعين اليه أَنَّ طُولَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَى الْمُسْلِمِ وَالْكَافِرِ سَوَاءٌ
7332- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَا: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ1 بْنُ عُمَرَ قَالَ: أخبرني نافع
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "عبد الله"، والتصويب من "التقاسيم" 3/440.(16/327)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} حَتَّى يَقُومَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ اذنيه" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله بن عمر: هو ابن حفص بن عاصم العمري.
وأخرجه أحمد 2/13 و 19، ومسلم"2862"، والطبري في "جامع البيان" 30/93 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري 30/94 من طريق مهرانن عن عبيد الله العمري، به. وانظر الحديث السابق.(16/328)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا بِتَفَضُّلِهِ يُهَوِّنُ طُولَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى لَا يُحِسُّوا مِنْهُ إِلَّا بِشَيْءٍ يَسِيرٍ
7333- أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: "يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ مِقْدَارَ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ يُهَوِّنُ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كَتَدَلِّي الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ إِلَى أَنْ تغرب" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن إبراهيم، فمن رجال البخاري.
وأخرجه أبو يعلى "6025" عن إسماعيل بن عبد الله بن خالد، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/337 وقال: رواه ابويعلى، ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن عبد الله بن خالد، وهو ثقة.(16/328)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يُخَفَّفُ بِهِ طُولُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
7334- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {يَوْمٍ 1 كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] فَقِيلَ: مَا أَطْوَلَ هَذَا الْيَوْمَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ 2 لَيُخَفِّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلِّيهَا في الدنيا" 3. [3: 74]
__________
1 في الأصل و "التقاسيم" 3/449: "يوماً"، وهو خطأ.
2 ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم".
3 إسناده ضعيف. دراج في روايته عن أبي الهيثم ضعيف.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "جامع البيان" 29/72 عن يونس، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/75، وأبو يعلى "1390" من طريق الحسن ابن موسى، عن ابن لهيعة، عن دارج، به.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/337، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن على ضعف في روايه.(16/329)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ طَلَبِ الْكَافِرِ الرَّاحَةَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِمَّا يُقَاسِي مِنْ أَلَمِ عَرَقِهِ
7335- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الْكَافِرَ لَيُلْجِمُهُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ أرحني ولو إلى النار" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده صعيف. شريك سيء الحفظ وسماعه من أبي إسحاق بأخرة.
بشر بن الوليد: هو الكندي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة، وهو في مسند ابي يعلى"4982".
وأخرجه الطبراني"10083" من طريق بشر بن الوليد الكندي، وأبي بكر بن أبي شيبة كلاهما عن شرك، بهذا الإسناد. ولفظه: "إن الرجل.... ".
وأخرجه "10112" من طريق محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن المهاجر البجلي، عن أبي الأحوص، به. ابن إسحاق مدلس، وقد عنعن وإبراهيم بن المهاجر: لين الحفظ.
وأخرجه "8779" من طريق زائدة، عن إبراهيم البجلي"تحرفت في المطبوع إلى: البحري "، عن أبي الأحوص، عن عبدد الله، موقوفاً.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/336 وقال: رواه الطبراني في "الكبير" بإسنادين، ورواه في "الأوسط"، ورجال الكبير رجال الصحيح، وفي رجال"الأوسط" محمد بن إسحاق هو ثقة ولكنه مدلس، ورواه أبو يعلى مرفوعاً بنحو "الكبير".(16/330)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الطَّرَائِقِ 1 الَّتِي يَكُونُ حضر النَّاسِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِهَا
7336- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَدِينِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا وهَيْبٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ اثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُمَا قَالُوا وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُمَا بَاتُوا وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا" 2. [3: 72]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "الطوائف"، والتصويب من "التقاسيم" 3/440.
2 إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غيرعبد الله بن معاوية، فقد روى له أصحاب السُّنن وهو ثقة. وهيب: ابن خالد، وابن طاووس: هو عبد الله بن طاووس بن كيسان.
واخرجه البخاري "6522" في الرقاق: باب كيف الحشر، ومسلم "2861" في الجنة وصفة نعيمها: باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم اليقامة، والنسائي 4/115-116 في الجنائز: باب البعث، والبغوي"4314" من طرق عن وهيب، بهذا الإسناد.
قال البغوي في "شرح السنة" 15/125: هذا الحشر قبل قيام الساعة إنما يكون إلى الشام أحياء، فأما الحشر بعد البعث من القبور على خلاف هذه الصفة من ركوب الإبل والمعاقبة عليها إنما هو كما اخبر أنهم يبعثون حفاة عراة، وقيل: هذا في البعث دون الحشر.
وقوله: "راغبين راهبين", هذه الطريقة الأولى، و "اثنان على بعير ... " الطريقة الثانية، و "تحشر بقيتهم النار.....": الطريقة الثالثة.
وقوله: "اثنان على بعير ... " يريد أنهم يتعقبون البعير الواحد، يركب بعضهم ويمشي بعض. وانظر"الفتح" 11/379-380.(16/331)
ذِكْرُ نَفْيِ نَظَرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى ثَلَاثَةِ أَنْفَسٍ مِنْ عِبَادِهِ
7337- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْإِمَامُ الْكَذَّابُ والشيخ الزاني والعائل المزهو" 1. [2: 109]
__________
1 إسناده قوي، إسماعيل بن مسعود الجحدري: روى له النسائي وهو ثقة ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن إسحاق، فمن رجال مسلم، وقد توبع. وقد تقدم الحديث من طريق أخرى برقم"4413".(16/332)
ذِكْرُ الْخِصَالِ الَّتِي يُرْتَجَى لِمَنْ فَعَلَهَا أَوْ أَخَذَ بِهَا أَنْ يُظِلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ
7338- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ،(16/332)
وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عُبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَى ذَلِكَ وَتَفَرَّقَا وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يمينه" 1. [3: 9]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "الموطأ" 2/952 في الشعر: باب ماجاء في المتحابين في الله، ومن طريقه أخرجه مسلم "1031" في الزكاة: باب فضل إخغاء الصدقة، والترمذي "2391" في الزهد: باب ماجاء في الحب في الله، والبغوي "407". وقد تقدم من طريق آخرى برقم "4486".(16/333)
ذِكْرُ وَصْفِ أَقْوَامٍ يَكُونُ خَصْمَهُمْ فِي الْقِيَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
7339- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أن أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ فِي الْقِيَامَةِ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ أَخْصِمْهُ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ اجيرا فاستوفى منه ولم يوفه أجره" 1. [2: 109]
__________
1 إسناده حسن. يحيى بن سليم- وهو الطائفي- مختلف فيه، فقد وثقه ابن معين في رواية الدوري، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وقال.....=(16/333)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= النسائي: ليس به بأس وهو منكر الحديث عن عبيد اله بن عمر، وذكره العجلي والمؤلف في "الثقات" وقال الثانيطيخطىء، وقال أبو حاتم: شيخ صالح محله الصدق ولم يكن بالحافظ، يكتب حديثه، ولا يحتح به، وقال يعقوب بن سفيان: سني رجال صالح، وكتابه لاباس به. فإذا حدث من كتابه، فحديثه حسن، وإذا حفظاً، فتعرف وتنكر.
وقال الساجي: صدوق يهم في الحديث، وأخطا في احاديث رواها عن عبيد الله بن عمر، وقال الدارقطني: سيء الحفظ، وقال البخاري في "تاريخه" في ترجمة عبد الرحمن بن نافع: ماحدث الحميدي عن يحيى بن سليم، فهو صحيح، قلت: أخرج له البخاري في "صحيحه"هذا الحديث الواحد، واحتج به مسلم واصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي عمر العدني-وهو محمد بن يحيى ى-فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 2/358، والبخاري "2227" في البيوع: باب إثم من باع حرا، و"2270" في الإجارة: باب غثم من منع أجر الأجير، وابن ماجة"2442" في الرهون: باب أجر الأجراء، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/142، وابن الجارود"579"، وأبو يعلى في "مسنده" ورقة 306/2، والبيهقي 6/14 و 121 من طرق عن يحيى بن سليم، بهذا الإسناد.
واخرجه البيهقي 6/14 من طريق أبي جعفر النفيلي، عن يحيى بن سليمن عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد، عن ابيه، عن ابي هريرة. قال الحافظ في "الفتح" 4/418: والمحفوظ قول الجماعة. أي: بإسقاط" عن أبيه".(16/334)
ذِكْرُ نَفْيِ نَظَرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي الْقِيَامَةِ إِلَى أَقْوَامٍ مِنْ أَجْلِ أَفْعَالٍ ارْتَكَبُوهَا
7340- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ(16/334)
مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ والمنان بما أعطى" 1. [2: 109]
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن موهب-وهو يزيد بن خالد بن يزيد بن موهب-فقد روى له أصحاب السُّنن وهو ثقة، وعبد الله بن يسار-وهو المكي الأعرج-فقد روى عنه جمع، ورورى له النسائين وذكره المؤلف في "الثقات". عمر بن محمد: هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 364، والبيهقي في "السنن" 8/288 من طريقين عن ابن وهبن بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد2/134، والنسائي 5/70 في الزكاة: باب المنان بما أعطى، والطبراني "13180"، والمزي في ترجمة عبد يسار، من طرق عن عمر بن محمد، به. وفي أوله زيادة.
واخرجه ابن خزيمة ص 363-364، والحاكم 4/146-147 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان بن بلال، عن عبد الله بن يسار، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البزار"1875" من طريق عمران القطان، عن محمد بن عمرو، عن سالم بن عبد الله، به.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 8/148 وقال: رواه البزار بإسنادين ورجالهما ثقات.
وأخرجه الطبراني "13442" من طريق الحسين بن واقد، عن صالح مولى مازن، عن عبيد بن عمير، عن ابن عمر. إلا أن فيه "والمسبل إزاره"......=(16/335)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مكان: "والعاق لوالديه".
وأخرجه أحمد 2/69 و128 من طريق قطن بن وهب بن عمير بن الأجدع عمن حدثه، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث قد حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث" وفيه راو لم يسم كما قال في "المجمع" 4/327 و 8/147.(16/336)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ كُلَّ غَادِرٍ يُنْصَبُ لَهُ فِي الْقِيَامَةِ لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهَا
7341- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو وائل: هو شقيق سلمة.
وأخرجه البهيقي 8/160 من طريق أبي خليفة الفضل بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري"3186" في الجزية والموادعة: باب إثم الغادر للبر والفاجر وابن ماجة" 2872" في الجهاد: باب الوفاء بالبيعة، من طريق أبي الوليد، به.
وأخرجه احمد 1/411 و417 و441، والطيالسي "254" والدارمي 2/248 ومسلم "1736" "12" في الجهاد والسير: باب تحريم الغدر، وابن ماجه "2872"، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 7/39، والبيهقي 9/142 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم"1736" "13" من طريق يزيد بن عبد العزيز، عن سليمان الأعمش، به.(16/336)
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
7342- أَخْبَرَنَا السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ أَلَا هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحى بن أيوب المقابري، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "1735" "10"في الجهاد: باب تحريم الغدر، عن يحيى بن أيوب المقابري، بهذا الإسناد.
واخرجه مسلم "1735" "10"، والبيهقي 9/230، والبغوي"2480" من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به.
وأخرجه البخاري "6178" في الأدب: باب مايدعى الناس بآبائهم، وأبو داود"2756" في الجهاد: باب الوفاء بالعهد، والبيهقي 9/230 من طريق عبد الله بن مسلمة بن قعنب، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، به.
وذكره ابن عبد البر في "التجريد" ص268 عن مالك به قال" هو عند ابن بكير، ومعن بن عيسى جميعاً في "الموطأ" ورواوه في غير "الموطأ" جماعة.
وأخرجه البخاري "6966" في الحيل: باب إذا غصب جاريته فزعم أنها ماتت، وأحمد 2/56 و 116، والبغوي "2479" من طريق سفيان الثوري، وأحمد 2/103 و 123 و 156 من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به. ....=(16/337)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= واخرجه مسلم، "1735" "11" من طريق ابن شهاب، عن حمزة وسالم ابني عبد الله، عن عبد الله بن عمر.
وأخرجه أحمد 2/49 من طريق أنس بن سيرين، و70و126 من طريق بشر بن حرب، و57 من طريق يحيى عن رجل، ثلاثتهم عن ابن عمر. وانظر الحديث الآتي.(16/338)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِوَاءُ غَدْرٍ يُعْرَفُ بِهَا مِنْ بَيْنِ ذَلِكَ الْجَمْعِ
7343- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ فَيُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فلان" 1. [2: 54]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. جويرية: هو ابن أسماء بن عبيد الضبعي.
وأخرجه أحمد 2/16 و 29 و48 و96 و112 و142، والبخاري "3188" في الجزية والموادعة: باب إثم الغادر للبر وللفاجر، و"6177" في الأدب: باب مايدعى الناس بآبائهم، و"7111" في الفتن: باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه، ومسلم"1735" "9"، والترمذي"1581" في السير: باب ماجاء أن لكل غادر لواء يوم القيامة، والبيهقي8/159و159-160 من طرق عن نافع، بهذا الإسناد.(16/338)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الشَّيْءِ الَّذِي أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
7344- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ(16/338)
الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَّلُ مَا يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ النَّاسِ في الدماء" 1. [3: 74]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الربيع الزهراني: هو سليمان بن داود العتكي، وأبو شهاب: هو عبد ربه بن نافع الكناني أبو شهاب الحناط، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وهو في "مسند أبي يعلى" "5099".
وأخرجه الطيالسي"269"، وأحمد 1/440-441و442، ومسلم"1678" في القسامة: باب المجازاة في الآخرة، والترمذي "1396"في الديات: باب الحكم في الدماء، والنسائي 7/83 في تحريم الدم: باب تعظيم الدم، والقضاعي في "مسند الشهاب" "212" من طريق شعبة، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/426و14/100، واحمد1/442، ومسلم"1678"، والترمذي"1397"، وابن ماجة"2615" في الديات: باب التغليظ في قتل مسلم ظلماً، وابن أبي عاصم في "الأوئل""34"، وفي"الديات" ص16، وأبو يعلى"5215"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "212" من طريق وكيع، عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم "1678"، وابن أبي عاصم في"الأوائل" "34"، وفي "الديات" ص26، والطبراني في "الأوئل" "24" من طريق عبدة بن سليمان، عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري "6864" في الديات" باب قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} ، والبيهقي 8/21، والبغوي"2520" من طريق عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري"6533" في الرقاق: باب القصاص يوم القيامة،....=(16/339)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق حفص بن غياث، وابن المبارك في "الزهد" "1358"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "212" من طريق محمد بن عبدة، وأحمد 1/388 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، و442 من طريق حميد الرؤاسي، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 7/37، وأبو نعيم في "الحلية"7/87 و127 من طريق سفيان الثوري، خمستهم عن الأعمش، به.
وأخرجه النسائي 7/83، وابن ماجة"2617"، وابن أبي عاصم في "الأوئل" "23"، وفي "الديات" ص 27، والطبراني في "الكبير" "10425"، والقضاعي "213" من طريق شريك، عن عاصم، عن أبي وائل، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"7/88 من طريق الثوري، عن منصور، عن أبي وائل، به.
وأخرجه 7/88 من طريق محمد بن عصام، عن أبيه الأعمش، عن أبي وائل، به.
وأخرجه عبد الرزاق "19717" عن معمر، والنسائي 7/83 من طريق أبي داود عن سفيان، و7/84 من طريق أبي معاوية، ثلاثتهم عن الأعمش، به. موقوفاً.
وأخرجه النسائي 7/83-84 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله موقوفاً أيضاً.(16/340)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا تُقْبَلُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَّا مِمَّنْ كَانَ مُخْلِصًا فِي إِتْيَانِهَا فِي الدُّنْيَا
7345- أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ زِيَادِ بْنِ ميناء(16/340)
عَنْ أَبِي سَعِيدِ1 بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي يَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ نَادَى مُنَادِي 2 مَنْ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنَ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ" 3. [3: 72]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الصَّحِيحُ هُوَ أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي فضالة4
__________
1 في الأصل: "عن ابن أبي سعيد" وهوخطأ، والتصويب من "التقاسيم" 3/441.
2 كذا الأصل و"التقاسيم" والجادة منادٍ بحذف الياء وماهنا له وجه.
3 إسناده حسن وقد تقدم برقم "404".
ونزيد في تخريجه: أخرجه الطبراني 22/"778" من طريق إسحاق بن منصور، عن محمد بن بكر البُرساني، بهذا الإسناد.
4 انظر التعليق على "404".(16/341)
ذِكْرُ وَصْفِ الْأَنْبِيَاءِ وَأُمَمِهِمْ فِي الْقِيَامَةِ
7346- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى مَنَازِلِنَا فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(16/341)
"عُرِضَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ الْأَنْبِيَاءُ وَأُمَمُهُمْ وَأَتْبَاعُهَا مِنْ أُمَمِهَا فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ مِنْ أُمَّتِهِ وَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ وَالنَّبِيُّ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلَّا الْوَاحِدُ مِنْ أُمَّتِهِ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِهِ حَتَّى مَرَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي فَقُلْتُ: يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
قلت: يا ربت فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا الظِّرَابُ ظِرَابُ مَكَّةَ قَدِ اسْوَدَّ بِوجُوهِ الرِّجَالِ فَقُلْتُ: يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ, أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: يَا رَبِّ قَدْ رَضِيتُ, قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوجُوهِ الرِّجَالِ, فَقُلْتُ: يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَبِّ رَضِيتُ, قِيلَ: فَإِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا بِلَا حِسَابٍ"، قَالَ: فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ, قَالَ: "فَإِنَّكَ مِنْهُمْ"، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ آخَرُ, فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ, قَالَ: "سَبَقَكَ بِهَا عكاشة بن محصن" 1. [3: 72]
__________
1 حديث صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، والحسن قد توبع عليه، وقد تقدم برقم "6397" من طريق آخر عن قتادة.
وأخرجه أحمد 1/420، والطبراني "9767" من طريقين عن هشام، بهذا الإسناد. ... =(16/342)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه عبد الرزاق"19519" ومن طريقه أحمد 1/401، والطبراني "9766" عن معمر، وأبو يعلى"5339" من طريق شيبان، كلاهما عن قتادة، به.
وأخرجه الطبراني "9765" و "9770"، من طرق قتادة، عن الحسن والعلاء بن زياد، عن عمران، عن ابن مسعود.
وذكره الهيثمي مختصراً في "المجمع" 9/304وقال: رواه أحمد مطولاً ومختصراً، ورواه أبو يعلى ورجالهما في المطول رجال الصحيح، وذكره في موضع آخر 10/406 مطولاً، وقال: رواه أحمد بأسانيد والبزار بأتم منه، والطبراني، وأبو يعلى باختصار كثير-قلت: وروياه مطولاً-وأحد أسانيد أحمد والبزار رجاله رجال الصحيح، وصححه ابن كثير في "تفسيره"1/400. وانظر الحديث رقم "6052" و "6057" و "6440". وله شواهد منها حديث ابن عباس وقد مر برقم "6396".
قوله: وأكرينا الحديث: معناه: أخرناه. والكبكبة –بضم الكافين وفتحهما-: الجماعة المتضامة من الناس وغيرهم. والظراب: جمع ظَرِب، وهي الجبال الصغار.(16/343)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ مَغْفُورًا لَهُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أُخِذَ بِهِ الْقِيَامَةِ ذَاتَ الْيَمِينِ وَمَنْ سُخِطَ عَلَيْهِ أُخِذَ بِهِ ذَاتَ الشِّمَالِ
7347- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلًا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلْقِ(16/343)
يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ أَلَا وَإِنَّهُ 1 سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي, فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} إلى قوله: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [اللمائدة: 117 - 118] فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ" 2. [3: 72]
__________
1 في الأصل: "سيجيء"، والمثبت من مصادر التخريج.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "6526" في الرقاق: باب الحشر، ومسلم "2860" "58" في الجنة وصفة نعيمها: باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، عن محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 1/235و253، ومسلم "2860" "58" من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه أحمد 1/235 و 253، والدارمي 2/326، والبخاري "4625" في تفسير سورة المائدة: باب قوله تعالى: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ} ، و "4740" في تفسير سورة الأنبياء: باب {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} ، ومسلم "2860" "58"، والنسائي 4/117 في الجنائز: باب ذكر أول من يكسى، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 2/138 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد 1/223، و229، والبخاري "3349" في الأنبياء باب قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} ، و"3447" باب قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً} ، و"4626"، والترمذي"2423" في صفة القيامة: باب ماجاء في شأن الحشر، والنسائي4/114 في الجنائز: باب البعث، والطبراني "12312"، والبيهقي في "الأسماء والصفات"2/273 من طريق سفيان الثوري، عن المغيرة بن النعمان، به. وانظر الحديث رقم "7318" و "7321" و "7322"0(16/344)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ فِي الْقِيَامَةِ يَكُونُ سمع مَنْ أَحَبَّهُ فِي الدُّنْيَا
7348- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى قِيَامُ السَّاعَةِ؟ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْقِيَامَةِ"؟ قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: "مَا أَعْدَدْتَ لَهَا"؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ وَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"، فَقَالَ أَنَسٌ: مَا رَأَيْتُ المسلمين فرحوا بشيء بعد السلام مثل1 فرحهم بها2. [3: 72]
__________
1 في الأصل و "التقاسيم": "من" والمثبت من الحديث المتقدم برقم "105".
2 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب المقابري، فمن رجال مسلم. وقد تقدم برقم "8" و "105" و "563" و"564" و "565".(16/345)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمُسْلِمِ وَالْكَافِرِ إِذَا أُعْطِيَا كِتَابَيْهِمَا
7349- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حدثنا سريج بن النعمان بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] قَالَ: "يُدْعَى أَحَدُهُمْ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَيُمَدُّ لَهُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا وَيُبَيَّضُ وَجْهُهُ وَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَتَلَأْلَأُ قَالَ: فَيَنْطَلِقُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَيَرَوْنَهُ مِنْ بَعِيدٍ فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي هَذَا حَتَّى يَأْتِيَهُمْ فَيَقُولُ: أَبْشِرُوا فَإِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هَذَا وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ مُسْوَدًّا وَجْهُهُ وَيُزَادُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا عَلَى صُورَةِ آدَمَ وَيَلْبَسُ تَاجًا مِنْ نَارٍ فَيَرَاهُ أَصْحَابُهُ فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ أَخْزِهِ فَيَقُولُ: أَبْعَدَكُمُ الله فان لك واحد منكم مثل هذا" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده ضعيف. عبد الرحمن - وهو ابن أبي كريمة - لم يرو عنه غير ابنه إسماعيل، ولم يوثقه غير المؤلف. وباقي رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه الترمذي"3136"في التفسير: باب ومن سورة الإسراء، والبزار فيما ذكر ابن كثير في "تفسيره" 3/56، والحاكم 2/242 – 243 من طرق عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال البزار: لايروى إلا من هذا الوجهن وصححه الحاكم على شرط مسلم! وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 5/317 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه.(16/346)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَقْرِيعِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْكَافِرَ فِي الْعُقْبَى بِثَمَرِهِ الَّذِي كَانَ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا
7350- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يُؤْتَى بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَيَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ شَرَّ مَنْزِلٍ فَيَقُولُ: أَتَفْتَدِي مِنْهُ بِطِلَاعِ الْأَرْضِ ذَهَبًا؟ فيقول: نعم يا رَبِّ, فَيَقُولُ: كَذَبْتَ قَدْ سُئِلْتَ مَا هُوَ أهون من ذلك فيرد إلى النار" 1. [3: 79]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، عبد الواحد بن غياث المقترن بهدبة بن خالد في هذا السند: روى له أبو داود وهو صدوق.
وأخرجه أحمد 3/239، والنسائي 6/36 في الجهاد: باب مايتمنى أهل الجنة، والحاكم 2/75 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ولفظه: "يؤتى برجل يوم القيامة من أهل الجنة، فيقول الله عزوجل: يَا ابْنَ آدَمَ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: أي رب خير منزل، فيقول له: سل وتمنه، فيقول: ماأسل وأتمنى إلا أن تردني إلى الدنيا، فأقتل لما أرى من فضائل الشهادة، ثم يؤتى برجل من أهل النار فيقول له...." فذكره وصححه الحاكم على شرط مسلم.
وأخرجه أحمد 3/127 و129، والخاري "3334" في الأنبياء:......=(16/347)
7351- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يُقَالُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ فَيَقُولُ: نَعَمْ, فيقال: قد سئلت أيسر من ذلك" 1. [3: 74]
__________
= باب خلق آدم وذريته، و"6557" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، ومسلم "2805" "51" في صفات المنافقين: باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهباً، وأبو يعلى "4186"، وابن أبي عاصم في "السنة"، وأبو نعيم في "الحلية" 2/315 من طرق عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أنس. وانظر الحديث الآتي.
وقوله: "طلاع الأرض" أي: ماطلعت عليه الشمس، وقيل: ملؤها حتى يطالع أعلاه أعلاها فيساويه.
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم"2805" "52" عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "6538" في الرقاق: باب من نوقش الحساب عذب، ومسلم"2805" "52"، وأبو يعلى "2926" و "2976" و "3021" من طرق عن معاذ بن هشام، به.
وأخرجه أحمد 3/218، والخاري "6538"، ومسلم "2805" "53"، والطبري في "جامع البيان" "7384" من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.(16/348)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَسَافَةِ الَّتِي يَرَى الْكَافِرُ فِي الْقِيَامَةِ نَارَ جَهَنَّمَ مِنْهَا
7352- أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "يُنْصَبُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِقْدَارُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَرَى جَهَنَّمَ وَيَظُنُّ أَنَّهَا 1 مُوَاقِعَتُهُ مِنْ مسيرة أربعين سنة" 2. [3: 72]
__________
1 في الأصل و "التقاسيم" 3/443: "أنه"، والتصويب من مصادر التخريج.
2 إسناده حسن. رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي السمح-وهو دارج بن سمعان-فقدروى له أصحاب السنن، وهو صدوق. ابن حجيرة: هو عبد الرحمن.
وأخرجه الحاكم 4/597 من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، وأحمد 3/75، وأبو يعلى "1385" من طريق حسن بن موسى، عن ابن لهيعة كلاهما عن دارج أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سعيد، وصححه الحاكم، وقال الهيثمي 10/336: وإسناده حسن على مافيه من ضعف.
قلت: قد ذكرت في أكثر من موضع: أن دراجاً أبا السمح يضعف في روايته عن أبي الهيثم فقط.(16/349)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَدْرِ مَنْ يُبْعَثُ لِلنَّارِ مِنَ الْكُفَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
7353- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن(16/349)
بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: إِنَّكَ تَقُولُ: إِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إِلَى كَذَا وَكَذَا, فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أُحَدِّثَكُمْ بِشَيْءٍ إِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ تَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا, فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ فِيهِمْ أَرْبَعِينَ لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً أَوْ أربعين شهرا فيبعث الله إليهم عيسى بن مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ بَعْدَهُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا مِنْ قِبَلِ الشَّامِ فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ كَانَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْ عَلَيْهِ", قَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رسول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
"وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَأْمُرُهُمْ بِالْأَوْثَانِ فَيَعْبُدُونَهَا وَفِي ذَلِكَ دَارَّةٌ أَرْزَاقُهُمْ حَسَنٌ عَيْشُهُمْ.
ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى ثُمَّ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا صَعِقَ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّلُّ أَوِ الظِّلُّ - النُّعْمَانُ يَشُكُّ - فَتَنْبُتُ مَعَهُ أَجْسَادُ النَّاسِ.(16/350)
ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ثُمَّ يُقَالُ: أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى ربكم: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ} [الصافات: 24] ، ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا مِنْ بَعْثِ أَهْلِ النَّارِ فَيُقَالُ: كَمْ؟ فَيُقَالُ: مِنْ كُلُّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فَيَوْمَئِذٍ يُبْعَثُ الْوِلْدَانُ شِيبًا وَيَوْمَئِذٍ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ".
قَالَ مُحَمَّدُ بن جعفر: حدثني شعبة بهذا الحديث مرار وعرضته عليه. 1 [3: 72]
__________
1 إسناده صحيح علىشرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النعمان ويعقوب، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "2940" "117" في الفتن: باب خروج الدجال ومكثه في الأرض، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 6/391، والحاكم 4/550-551، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 213-215 من طريق محمد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/166، عن محمد بن جعفر، به.
وأخرجه مسلم "2940" "116" من طريق معاذ العنبري، والحاكم 4/543 من طريق عبدان بن عثمان، عن أبيه، كلاهما عن شعبة، به.
وقوله: "كبدالجبل" أي: وسطه وداخله، وكبد كل شيئ: وسطه.
وقوله: "في خفه الطير" المراد اضطرابها ونفورها بأدنى توهم، شبه حال الأشرار في تهتكهم، وعدم وقارهم، واختلا رأيهم، وميلهم إلى الفجور والفساد بحال الطير، وأراد "بأحلام السباع" العقول الناقصة.
وفيه إيماء إلى أنهم خالون عن العلم والحلم، بل الغالب عليهم الطيش والغضب والوحشة والإتلاف والإهلاك وقلة الرحمة. و"الطل": الندى الذي ينزل من السماء في الصحو.
وقوله: "يومئذ يكشف عن ساق" أي: يوم يكشف عن شدة وهول عظيم، يقال: كشفت الحرب عن ساقها: إذا اشتدت، وأصله أن من جد في أمره كشف عن ساقه مشمراً في الخفة والنشاط له.(16/351)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ قِلَّةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي كَثْرَةِ أَهْلِ النَّارَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا
7354- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَسِيرٍ لَهُ فَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ حَتَّى ثَابَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ ثُمَّ قَالَ: "أَتَدْرُونَ أَيُّ يوم هذا؟ يوم يقول الله جلا وَعَلَا لِآدَمَ يَا آدَمُ قُمْ فَابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ" 1 فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ وَإِنَّ مَعَكُمْ لَخَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا كَثَّرَتَاهُ: يَأْجُوجَ ومأجوج ومن هلك من كفر الجن والإنس" 2. [3: 72]
__________
1 في الأصل: "وتسعون" والمثبت من "التقاسيم" 3/441.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى"3122"، والحاكم 1/29 و 4/566-567 من....=(16/352)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طرق عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/394 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن مهدي وهو ثقة.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان"17/112، وابن أبي حاتم في "تفسيره" فيما ذكره الحافظ ابن كثير في"تفسيره" 3/214-من طريقين عن معمر، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/5، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري "6530"، ومسلم "222"، وأحمد 3/32-33، وابن جرير الطبري17/112، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص219 من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد.
وعن عمران بن حصين عند أحمد 4/432، والترمذي "3168" و"3169"، والطبري في "جامع البيان" 17/111، والحاكم 4/567 من طريق الحسن وغيره عن عمران بن حصين.
وقوله: "سددوا وقاربوا" أي: اطلبوا القصد والصواب، واتركوا الغلو والإفراط.
و"الرقمة": الهنة الناتئة في ذراع الدابة من داخل، وهما رقمتان في ذراعيها.(16/353)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مُحَاسَبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْمُؤْمِنِينَ الْمُخْبِتِينَ مِنْ عِبَادِهِ فِي الْقِيَامَةِ
7355- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَفْوَانِ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ:(16/353)
بَيْنَا نَحْنُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ نطوف بالبيت إذا عارضه رجل فقال: يا بن عُمَرَ كَيْفَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ النَّجْوَى, فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "يَدْنُو الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ثُمَّ يُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ أَعْرِفُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ, قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ, ثُمَّ يُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ, وَأَمَّا الكافر والمنافق فينادى على رؤوس الأشهاد: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} " [هود: 18] 1. [3: 74]
__________
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسدد، فمن رجال البخاري. أبو عوانة: هو الوضاح اليشكري.
وأخرجه البخاري "6070" في الأدب: باب ستر المؤمن على نفسه، و"7514" في التوحيد: باب كلام الرب عزوجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، وفي "خلق أفعال العباد" ص62، وابن منده في "الإيمان" "790" و "1079"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص219-220 من طريق مسدد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" "605" من طريق أبي كامل، عن أبي عوانة، به.
وأخرجه أحمد 2/74و 105، والبخاري"2441" في المظالم: باب قول الله تعالى: {أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} ، و "4685" في تفسيره سورة هود: باب قوله تعالى: {وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ} ، وفي "خلق أفعال العباد" ص 61، 62، ومسلم "2768" في التوبة: باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله، والنسائي في "الكبرى"....=(16/354)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كما في "التحفة" 5/437، وابن ماجة"183" في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية، وابن أبي عاصم "604"، والطبري "6497" و "18089" و "18090"، والأجري في "الشريعة" ص 268، وابن منده"790"و "1077" و "1078" من طرق قتادة، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 4/412 وزاد نسبته إلى ابن المبارك، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والطبراني، وابي الشيخ. وانظر الحديث الآتي.
والنجوى: هي ماتكلم به المرء يسمع نفسه ولايسمع غيره، أويسمع غيره سراً دون من يليه. والمراد بها هنا: المناجاة التي تقع من الرب سبحانه وتعالى يوم القيامة مع المؤمنين. قال الكرماني: أطلق على ذلك النجوى لمقابلة مخاطبة الكفار على رؤوس الأشهاد هناك. "فتح الباري" 10/488.
والكنف: هو الستر.(16/355)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا عِنْدَ حِسَابِهِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْعُقْبَى يَسْتُرُهُمْ عَنِ النَّاسِ حَتَّى لَا يَطَّلِعَ أَحَدٌ عَلَى عَمَلِ أَحَدٍ
7356- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا آخِذٌ بِيَدِ ابْنِ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ فَيَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ, فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟(16/355)
فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ, حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَظَنَّ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدِ اسْتَوْجَبَ قَالَ: قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ وَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} 1. [3: 74]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
واخرجه ابن أبي عاصم في"السنة" "604" عن هدبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "2441" في المظالم: باب قول الله تعالى: {أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} ، وفي "خلق افعال العباد" ص62 عن موسى بن إسماعيل، عن همام، به. وانظر الحديث السابق.(16/356)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْأَقْوَامِ الَّذِينَ يَحْتَجُّونَ عَلَى اللَّهِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
7357- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَرْبَعَةٌ يَحْتَجُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَصَمُّ وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرِمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ: رَبِّ قَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ(16/356)
وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونَنِي بِالْبَعَرِ وَأَمَّا الْهَرِمُ, فَيَقُولُ: رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ, وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ: رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ رَسُولًا أَنِ ادْخُلُوا النَّارَ قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا كَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا" 1 [3: 74]
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له النسائي وغيره.
واخرجه الطبراني "841" عن جعفر بن محمد الفريابي، عن إسحاق بن راهويه بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد4/24، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 169، والبزار "2174" من طريقين عن معاذ بن هشام، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 5/252، وزاد نسبته إلى إسحاق بن راهويه، وأبي نعيم في "المعرفة"، وابن مردويه.
وأخرجه أحمد4/24 والبيهقي ص169، والبزار"2175"من طريقين عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، وإسناده صحيح كما قال البيهقي.
وأخرجه ابن أبي عاصم "404" من طريق علي بن زيد-وهو ابن جدعان-عن أبي رافع، عن أبي هريرة.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 7/216 وقال: رجال أحمد في طريق الأسود بن سريع وأبي هريرة رجال الصحيح، وكذلك رجال البزار فيهما.
واخرجه ابن جرير الطبري في "جامع البيان" 15/45 من طريقين عن معمر، عن همام عن أبي هريرة موقوفاً بلفظ: "إذ كان يوم القيامة، جمع الله تبارك وتعالى نسم الذين ماتوا في الفترة والمعتوه والأصم والأبكم والشيوخ الذين جاء الإسلام قد خرفوا ... ", فذكر نحوه، وفي آخره: قال. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/357)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} .
وذكره السيوطي في "الدر" وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وفي الباب أيضاً عن أبي سعيد الخدري عند أبي القاسم البغوي في "الجعديات" "2126"، والبزار"2176" بلفظ: "يؤتى بالهالك في الفترة والمعتوه والمولد، فيقول الهالك في الفترة...." فذكره نحوه. وذكره الهيثمي في "المجمع" 7/216، وقال: رواه البزار وفيه عطية وهو ضعيف، قلت: وحديثه حسن في الشواهد، وهذا منها.
وعن أنس عند البزار"2177"، وأبي يعلى "4224"-فيما ذكر الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 3/32-من طريق ليث بن أبي سليم، عن عبد الوارث، عنه، وليث ضعيف.(16/358)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَعْضَاءَ الْمَرْءِ فِي الْقِيَامَةِ تَشْهَدُ عَلَيْهِ بِمَا عَمِلَ فِي الدُّنْيَا
7358- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثقيف قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ1 قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَحِكَ فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مِمَّا أَضْحَكُ"؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, قَالَ: "مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ؟ قَالَ: يَقُولُ: بَلَى, قَالَ: فَإِنِّي لَا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا شَاهِدًا مِنِّي فَيَقُولُ: كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ عَلَيْكَ شَهِيدًا فَيُخْتَمُ عَلَى
__________
1 جملة: "قال: حدثنا أبو النضر" ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 3/448-449.(16/358)
فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ لِأَرْكَانِهِ: انْطِقِي, فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ فَيَقُولُ: بُعْدًا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل" 1. [3: 74]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بكر: هوابن النضر بن أبي النضر، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم بن مسلم، والأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن، وسفيان: هو الثوري، وعبيد: هو ابن مهران، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه مسلم"2969" في الزهد، وأبو يعلى"3977"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص217-218 من طريق أبي بكر بن النضر، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن عبيد الله الأشجعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى"3975" من طريق شريك عن عبيد المكتب، به.(16/359)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَحَدًا فِي الْقِيَامَةِ لَا يَحْمِلُ وِزْرَ أَحَدٌ
7359- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ"؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ لَهُ, فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ فَيَأْتِي وَقَدْ شَتَمَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيَقْعُدُ فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ(16/359)
حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَ مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثم طرح في النار" 1. [3: 74]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم"4411".(16/360)
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْأَرْضِ فِي الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُسْلِمِ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا
7360- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا"؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: "فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا أَنْ تَقُولَ: عَمِلَ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وكذا فهذه أخبارها" 1. [3: 72]
__________
1 إسناده ضعيف. يحيى بن أبي سليمان: وهو أبو صالح المدني - قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بالقوي يكتب حديثه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوارث بن عبيد الله، فقد روى له الترمذي.
وأخرجه أحمد 2/374، والترمذي"3353ط في تفسير القران: باب ومن سورة: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} ، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 9/502، والبغوي في "شرح السنة" "4308"، وفي "تفسيره" 4/515 من طريقين عن ابن المبارك، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/360)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الحاكم 2/532 من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سعيد بن أبي أيوب، به. وصححه، وتعقبه الذهبي بقوله: يحى هذا منكر الحديث قاله البخاري.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 8/592، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في "الشعب" كما ذكر السيوطي في "الدر المنثور".
وحديث ربيعة بن الغز الجرشي عند الطبراني "4596" من طريق ابن لهيعة، حدثني، الحارث بن يزيد أنه سمع ربيعة الجرشي يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "استقيموا ونعما إن استقمتم، وحافظوا على الوضوء، فإن خير عملكم الصلاة، وتحفظوا من الأرض، فإنها أمكم، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيراً وشراً إلا وهي مخبرة" قال الهيثمي في "المجمع" 1/241: وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. قلت: وربيعة الجرشي مختلف في صحبته، قتل يوم مرج راهط سنة أربع وستين وكان فقيهاً، وثقه الدارقطني وغيره.(16/361)
ذِكْرُ أَخْذِ الْمَظْلُومِ فِي الْقِيَامَةِ حَسَنَاتِ مَنْ ظَلَمَهُ فِي الدُّنْيَا
7361- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَمَالِهِ فَلْيَسْتَحِلَّهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَهُ بِهِ حِينَ لَا دِينَارَ وَلَا دِرْهَمَ فَإِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ،(16/361)
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فجعلت عليه" 1. [3: 74]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه الطيالسي "2318"، وعلي بن الجعد"2868"، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" "2943"، واحمد 2/435و 506، والبخاري "2449" في المظالم: باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها له يبين مظلمته؟ والبيهقي 3/369 و 6/83، والبغوي في "شرح السنة" "4163" من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وانظر الحديث الآتي.
وقوله: "فليستحله", قال البغوي: أي: ليسأله أن يجعله في حل من قبله، يقال: تحللته: إذا سالته أن يجعلك في حل، ومعناه: أن يقطع دعواه، ويترك مظلمته.(16/362)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هذا الخبر تفرد به بن أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ
7362- أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ1 عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا كَانَتْ لِأَخِيهِ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ فِي نَفْسٍ أَوْ مَالٍ فَأَتَاهُ فَاسْتَحَلَّ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ له حسنات أخذ من
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "أبي عبد البر"، والتصويب من "التقاسيم" 3/450.(16/362)
سيئات صاحبه فتوضع في سيئاته" 1. [3: 74]
__________
1 إسناده قوي. رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن الحارث الحراني، فقد روى له النسائي في "مسند مالك"، وهو صدوق. محمد بن سلمة: هو ابن عبد الله الحراني، وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد بن سماك الحراني.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/343 من طريقين عن الحسين بن محمد بن حماد، عن محمد بن الحارث، بهذا الإسناد، ولم يذكر: "عن أبيه"، وقال: صحيح في "الموطأ"، غريب من حديث زيد، عن مالك. ورواه إبراهيم بن طهمان، عن يحيى بن سعيد، عن مالك مثله، وخالف إسحاق بن محمد الفروي وأصحاب مالك فيه، فقال: عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا إسحاق الفروي، حدثنا مالك، به.
وأخرجه البخاري "6534" في الرقاق: باب القصاص يوم القيامة، والبيهقي 6/56 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن سعيد، عن أبي هريرة.
وأخرجه الترمذي "2419" في صفة القيامة: باب ماجاء في شأن الحساب والقصاص، من طريق أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن، عن زيد أبي أنيسة، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وأخرجه الطيالسي "2327" عن العمري، عن سعيج المقبري، عن أبي هريرة وأنظر الحديث السابق.(16/363)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَدَاءِ الْحُقُوقِ إِلَى أَهْلِهَا فِي الْقِيَامَةِ حَتَّى الْبَهَائِمِ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ
7363- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِالْفُسْطَاطِ قَالَ حَدَّثَنَا(16/363)
مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي خِيَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا 1 حَتَّى يُقْتَصَّ لِلشَّاةِ 2 الجماء من الشاة القرناء نطحتها" 3. [3: 74]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "إلى أبو بكر"، والتصويب من "التقاسيم" 3/455.
2 في الأصل و"التقاسيم": "الشاة"، والمثبت من مصادر التخريج.
3 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن هشام بن أبي خيرة فقد روى له النسائي وأبو داود، وهو ثقة. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي.
وأخرجه أحمد 2/235 عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 2/235 و301 عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد 2/323 و372 و411، والبخاري في "الأدب المفرد" "183"، ومسلم"2582" في البر والصلة: باب تحريم الظلم، والترمذي "2420" في صفة القيامة: باب ماجاء في شأن الحساب والقصاص، من طرق عن العلاء، به.
والشاة الجماء والجلحاء: هي التي لاقرن لها.(16/364)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سُؤَالِ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا عَبْدَهُ فِي الْقِيَامَةِ عَنْ صِحَّةِ جِسْمِهِ فِي الدُّنْيَا
7364- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ:(16/364)
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَّلُ مَا يُقَالُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَلَمْ أُصَحِّحْ جِسْمَكَ وَأَرْوِيَكَ من الماء البارد"؟ 1. [3: 74]
__________
1 حديث صحيح. الوليد بن مسلم- وإن عنعن-قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال البخاري غير الضحاك بن عبد الرحمن، فقد روى له أصحاب السنن وهو ثقة.
وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" "566"من طريق محمد بن إبراهيم الشامي، عن الوليد، بهذا الإسناد. قلت: ومحمد بن إبراهيم- وهو ابن العلا الشامي الدمشقي - قال ابن عدي: منكر الحديث، وعامة أحاديثه غير محفوظة.
وأخرجه الترمذي"3358" في تفسير القران: باب ومن سورة التكاثر، عبد الله بن أحمد في زوائد"الزهدط ص31، وابن جرير في "جامع البيان" 30/288، والخرائطي في "فضيلة الشكر" "54"، والحاكم في "المستدرك" 4/138، وفي "معرفة علوم الحديث" ص187 من طريقين عن عبد الله بن العلاءبن زير، به، وقال الترمذي: هذا حديث غريب! وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 8/613-614 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان".(16/365)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سُؤَالِ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا عَبْدَهُ فِي الْقِيَامَةِ عَنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ
7365- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بِسْطَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ حبيش يحدث(16/365)
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ لَاقِي اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا فَقَائِلٌ مَا أَقُولُ: أَلَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعًا بَصِيرًا? أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ مَالًا وَوَلَدًا؟ فَمَاذَا قَدَّمْتَ؟ فَيَنْظُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فَلَا يَجِدُ شَيْئًا فَلَا يَتَّقِي النَّارَ إِلَّا بِوَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فبكلمة طيبة" 1. [3: 74]
__________
1 حديث صحيح. عباد بن حبيش: لم يوثقه غير الؤلف 5/142، ولم يرو عنهسماك، وباقي رجاله رجال الشيخين غير سماك، فمن رجال مسلم، وهو صدوق، وانظر ماقبله و"473" و "3300".(16/366)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سُؤَالِ الرَّبِّ عَبْدَهُ فِي الْقِيَامَةِ عَنْ بَذْلِهِ الْمَأْكُولَ وَالْمَشْرُوبَ لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا
7366- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي" قَالَ: "فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ اسْتَطْعَمْتَنِي وَلَمْ أكرمك وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا اسْتَطْعَمَكَ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي, فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا اسْتَسْقَاكَ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِيَ(16/366)
فُلَانًا لَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي? يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي, فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِيَ فُلَانًا مَرِضَ فَلَوْ كنت عدته لوجدت ذلك عندي" 1. [3: 74]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ. وقد تقدم برقم "269ط و "945".(16/367)
ذكر الأخبار عن سؤال الرب جعل وَعَلَا عَبْدَهُ فِي الْقِيَامَةِ عَنْ تَمْكِينِهِ مِنَ الشَّهَوَاتِ فِي الدُّنْيَا
7367- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيَلْقَيَنَّ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَهُ: أَلَمْ أُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ أَلَمْ أَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ أَلَمْ أزوجك فلانة خطبها الخطاب, فمنعتهم وزوجتك" 1. [3: 74]
__________
1 حديث صحيح. محمد بن ميمون الخياط ذكره المُؤلِّف في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال في "مشيخته": أرجو أن لايكون به بأس، وقال مسلمة في "الصلة": لابأس به وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص154 عن محمد بن ميمون، بهذا الإسناد.(16/367)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أحمد 2/492 من طريقين عن حماد عن إسحاق بن عبد الله، عن أبي صالح، عن أبي هريرة بنحوه. وفي آخره: "فأين شكر ذلك".
وأخرجه الترمذي"2428"في صفة القيامة: باب 6، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 155 عن عبد الله بن محمد الزهري، عن مالك بن سعير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وعن أبي سعيد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتي بالعبد يوم القيامة، فيقول الله له: ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً وولداً، وسخرت لك الأنعام والحرث وتركتك ترأس وتربع، فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟! قال: فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني". قال الترمذي: حديث صحيح غريب. وقد تقدم برقم"4642"، وسيأتي برقم"7445" مطولاً.(16/368)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سُؤَالِ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا عَبْدَهُ عَنْ تَرَكِهِ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ
7368- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ بْنِ حَزْمٍ أَنَّ نَهَارًا1 الْعَبْدِيَّ وَكَانَ سَاكِنًا فِي بَنِي النَّجَّارِ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يَذْكُرُ إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ لَهُ: مَا مَنَعَكَ إِذَا رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ؟ فإذا لقن الله عبدا حجته يقول:
__________
1 في الأصل: "نهار العبدي"، والمثبت من "التقاسيم" 3/451.(16/368)
يَا رَبِّ وَثِقْتُ بِكَ وَفَرِقْتُ 1 مِنَ النَّاسِ أو فرقت من الناس ووثقت بك" 2. [3: 74]
__________
1 في الأصل: "وفررت"، والمثبت من "التقاسيم".
2 إسناده قوي. رجاله ثقات رجال الشيخين غير نهار بن عبد الله العبدي، فقد روى له ابن ماجة، وهو صدوق.
وأخرجه الحميدي"739"، وأحمد 3/77، وابن ماجة "4017" في الفتن: باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} ، والبيهقي 10/90 من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وصحح إسناده البوصيري في "مصباح الزجاجة"3/344.
وأخرجه أحمد 3/27 و 29، وأبو يعلى "1089" و "1344" من طرق عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، به.
وقوله: "فرقت من الناس" أي: خفتهم.(16/369)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الَّذِي يَقَعُ بِهِ الْحِسَابُ بِالْمُسْلِمِ وَالْكَافِرِ فِي الْعُقْبَى
7369- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ", قَالَتْ: 1 فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} قَالَ: "ذَاكَ الْعَرْضُ لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ القيامة إلا هلك" 2. [3: 74]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: قال.
2 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/369)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= مؤمل بن هشام، فمن رجال البخاري. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم.
وأخرجه أحمد 6/47، ومسلم "2876" "79" في الجنة وصفة نعيمها: باب إثبات الحساب، والطبري في "تفسيره"30/116 من طرق عن إسماعيلبن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري"4939" في تفسير سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، ومسلم "2876" "79"، والترمذي"3337" في التفسير: باب ومن سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، والقضاعي في "مسند الشهاب" "338" من طرق عن أيوب، به.
وأخرجه أحمد 6/127 و206، والبخاري"103" في العلم: باب من سمع شيئا فراجع حتى يعرفه، و"4939"، و"6537" في الرقاق: باب من نوقش الحساب عذب، ومسلم "2876" "80"، وأبو داود"3093" في الجنائز: باب عيادة النساء، والطبري في "جامع البيان" 30/116، والبغوي في "شرح السنة" "4319"، وفي "تفسيره" 4/464 من طرق عن ابن أبي مليكة.
وأخرجه أحمد 6/108 من طريق عبيد الله بن أبي زياد، والطبري30/116 من طريق مليكة، كلاهما عن القاسم بن محمد، عن عائشة.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 8/456، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه. وانظر الأحاديث الثلاثة الآتية.(16/370)
ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْهَلَاكِ فِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ
7370- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ(16/370)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} قال: "ذاك العرض" 1. [3: 65]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري"6536"، والترمذي"3337"، والبيهقي في "الاعتقاد" ص209-210 من طريق عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري"4939"، والترمذي"2426" في صفة القيامة: باب5، والطبري في "جامع البيان" 30/116 من طرق عن عثمان بن الأسود، به. وانظر الحديث السابق والحديثين الآتيين.
وقوله: "من نوقش الحساب هلك" المراد هنا المبالغة في الاستفياء حتى لايترك منه شيء.(16/371)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هذا الخبر تفرد به عثمان الْأَسْوَدِ
7371- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} قَالَ: "ذَاكَ الْعَرْضُ لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ القيامة إلا هلك" 1. [3: 65]
__________
1 إسناده صحيح على شرط البخاري. وهو مكرر الحديث رقم "7369" وانظر "7370" و "7372".(16/371)
ذِكْرُ وَصْفِ الْعَرْضِ الَّذِي يَكُونُ فِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ لَمْ يُنَاقَشُ عَلَى أَعْمَالِهِ
7372- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا" قَالَتْ:1 قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ؟ قَالَ: "أَنْ يَنْظُرَ فِي سَيِّئَاتِهِ وَيَتَجَاوَزُ لَهُ عَنْهَا إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ هَلَكَ وَكُلُّ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ يُكَفِّرُ عَنْهُ من سيئاته حتى الشوكة تشوكه" 2. [3: 65]
__________
1 في الأصل: "قال"، والتصويب من "التقاسيم" 3/81.
2 في الأصل و "التقاسيم": "تشاكه" والمثبت من مصادر التخريج.
والحديث إسناده حسن، ورجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق - وهو ابن يسار - فروى له مسلم في المتابعات، وأصحاب السنن، وهو صدوق، وقد صرح بالتحديث عند أحمد وغيره، فإنتفت شبهة تدليسه.
واخرجه الطبري 30/115 عن ابن وكيع، عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/48، والطبري 30/115، والحاكم 1/57 و255 و4/249 و579 من طرق عن محمد بن إسحاق، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 6/185، وابن أبي عاصم في "السنة" "885" من طريقين عن عبد الواحد بن زياد، عن عبد الواحد بن حمزة، به. وانظر الأحاديث الثلاثة المتقدمة.
والطرف الأخير من الحديث تقدم برقم "2895" ولفظه: "مامن مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة وحط بها عنه خطيئة".(16/372)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَرْءَ فِي الْقِيَامَةِ يَتَّقِي فِي النَّارِ عَنْ وَجْهِهِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا بِالصَّدَقَةِ وَإِنْ قَلَّتْ 1 مِنْهُ فِي الدُّنْيَا
7373- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بِسْطَامٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن خيثمة ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ ثُمَّ يَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى شَيْئًا قَدَّمَهُ ثُمَّ يَنْظُرُ أَيْسَرَ مِنْهُ فَلَا يَرَى شَيْئًا قَدَّمَهُ ثُمَّ يَنْظُرُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ", قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَقِيَ وَجْهَهُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ" 2. [3: 74]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ الْأَعْمَشَ عَنْ خَيْثَمَةَ وَسَمِعَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ خَيْثَمَةَ رَوَى هَذَا الْخَبَرَ أَبُو مُعَاوِيَةَ وهو من
__________
1 "منه" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 3/452.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم "473" و "3300"، وانظر الحديث الآتي.(16/373)
أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ بَعْدَ الثَّوْرِيِّ وَكَذَلِكَ وَكِيعٌ فِي وَصْلِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ رَوَى قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ خيثمة فالطريقان جميعا صحيحان.(16/374)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَرْءَ يَتَّقِي النَّارَ عَنْ وَجْهِهِ فِي الْقِيَامَةِ بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ عَدَمِ الْقُدْرَةِ عَلَى الصَّدَقَةِ
7374- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَسْكَرِيُّ بِالرَّقَّةِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ الْجُهَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُجَاهِدٍ الطَّائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحِلِّ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء إليه رجلان يشكون أَحَدُهُمَا الْعَيْلَةَ وَيَشْكُو الْآخَرُ قَطْعَ السَّبِيلِ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما قَطْعُ السَّبِيلِ فَلَا يَأْتِي عَلَيْكَ إِلَّا قَلِيلٌ حَتَّى تَخْرُجَ الْعِيرُ مِنَ الْحِيرَةِ إِلَى مَكَّةَ بِغَيْرِ خَفِيرٍ وَأَمَّا الْعَيْلَةُ فَإِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِصَدَقَةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ يَحْجُبُهُ وَلَا تُرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ فَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى, فَيَقُولُ: أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى, ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ، فليتق(16/374)
أَحَدُكُمُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ يجد فبكلمة طيبة" 1. [3: 74]
__________
1 حديث صحيح، رجاله رجال البخاري غير عبدان بن محمد الوكيل، فلم أقف له ترجمة. ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبو مجاهد الطائي: اسمه سعد، وقد تقدم برقم "473" و "3300" و "7373".(16/375)
ذِكْرُ إِبْدَالِ اللَّهِ سَيِّئَاتِ مَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ فِي الْقِيَامَةِ بِالْحَسَنَاتِ
7375- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ يُؤْتَى بِرَجُلٍ فَيُقَالُ: سَلُوهُ عَنْ صِغَارِ ذُنُوبِهِ وَدَعُوا كِبَارَهَا, فَيُقَالُ لَهُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَعَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَا أَرَاهَا هَاهُنَا" قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ, قَالَ: "فَيُقَالُ لَهُ فَإِنَّ لك مكان كل 1 سيئة حسنة 2. [3: 74]
__________
1 ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 3/448.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أحمد 5/170، ومسلم "190" "315" في الإيمان: باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، والترمذي"2596" في صفة جهنم: باب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/375)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 10، وابن منده في "الإيمان" "849" من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد5/157، ومسلم "190" "314" و "315" والترمذي في "الشمائل" "229"، وأبو عوانة في "مسنده" 1/169 و 170، وابن منده"847" و"848"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص54، والبغوي "4360" من طرق عن الأعمش، به.(16/376)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّفَاعَةَ فِي الْقِيَامَةِ قَدْ تَكُونُ لِغَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ
7376- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى قَوْمٍ أَنَا رَابِعُهُمْ فَقَالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ", قَالَ: سِوَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "سِوَايَ".
قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ, فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ: مَنْ هذا؟ قالوا: ابن الجدعاء أبو ابن أبي الجدعاء1. [3: 75]
__________
1 إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق فمن رجال مسلم، وصحابيه عبد الله بن أبي الجدعاء: روى له الترمذي وابن ماجة.
وأخرجه أحمد 3/469و470 و5/366، والدارمي 2/328، والترمذي"2438 في صفة القيامة: باب 12، وابن ماجة"4316" في الزهد: باب ذكر الشفاعة، والبخاري في "التاريخ الكبير"5/26،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/376)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن خزيمة في "التوحيد" ص313، والحاكم 1/70 و71، وابن الأثير في "أسد الغابة"3/196، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن أبي الجدعاء، من طرق عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.(16/377)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَنْ يَشْفَعُ فِي الْقِيَامَةِ وَمَنْ يُشْفَعُ لَهُ
7377- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ إِذَا كَانَ يَوْمَ صَحْوٍ"؟، قُلْنَا: لَا, قَالَ: "هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ إِذَا كَانَ صَحْوًا"؟ قُلْنَا: لَا, قَالَ: "فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ إِلَّا كَمَا لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا يُنَادِي مُنَادٍ 1 فَيَقُولُ: لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ", قَالَ: "فَيَذْهَبُ أَهْلُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ وَأَهْلُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ وَيَبْقَى مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ وَغُبَّرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الكتاب 2.
__________
1 في الأصل: "منادي" والمثبت من "التقاسيم" 3/462.
2 أي: بقاياهم.(16/377)
ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرًا ابْنَ اللَّهِ, فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا, فَيُقَالُ: اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح بن اللَّهِ, فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ1, مَاذَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا, فَيُقَالُ: اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ حَتَّى يَبْقَى مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ فَيُقَالُ: لَهُمْ مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ, فَيَقُولُونَ: قَدْ فَارَقْنَاهُمْ وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَإِنَّا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا, قَالَ: فَيَأْتِيهِمُ الْجَبَّارُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ فَلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ, فَيُقَالُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهَا؟ فَيَقُولُونَ: السَّاقُ, فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لَهُ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ يَسْجُدُ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طبقا واحدا.
ثم يؤتى بالجسر فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَانِي جَهَنَّمَ"، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجِسْرُ؟ قَالَ: "مَدْحَضَةٌ مَزَلَّةٌ 2 عَلَيْهِ خطاطيف وكلاليب
__________
1 في الأصل: "ولد"، والتصويب من "التقاسيم".
2 المدحضة والمزلة بمعنى واحد، وهو الموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر، ومنه دحضت الشمس، أي: مالت، وحجة داحضة، أي: لاثياب لها.(16/378)
وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ1 لَهَا شَوْكٌ عُقَيْفَاءُ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ 2 يَجُوزُ الْمُؤْمِنُ كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَكَالرَّاكِبِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُسَلَّمٌ 3 وَمَكْدُوسٌ فِي جَهَنَّمَ حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا وَالْحَقُّ قَدْ تَبَيَّنَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 4 إِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا وَبَقِيَ إِخْوَانُهُمْ يَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا, فَيَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلَا: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دينار من إيمان
__________
1 الخطاطيف: جمع خطاف، وهو حديدة حجناء تعقل بها البكرة من جانبيها فيها المحور، وكل حديدة حجناء خطاف.
والكلاليب: جمع كلوب، وهي حديدة معوجة الرأس يعلق فيها اللحم، وترسل في التنور. والحسكة: نبات مغروس في الرض ذو شوك، ينشبك به كل من مر به، وربما اتخذ مثله من حديد وهو من الآت الحرب.
2 نبت لهشوكة عظيمة مثل الحسك من كل الجوانب، يضرب به المثل في طيب مرعاه، قالوا "مرعى ولا كالسعدان".
3 في البخاري: "وناج مخدوش"، وفي مسلم: "مخدوش مرسل" والمخدوش: الممزق. والمكدوس: المصروعن فالأقسام ثلاثة: قسم مسلم لايناله شيء أصلاً، وقسم يخدش ثم يسلم ويخلص، وقسم يسقط في جهنم.
4 لفظ البخاري: "فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق، قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار". أي: ليس طلبكم مني في الدنيا في شأن حق يكون ظاهراً لكم اشد من طلب المؤمنين من الله في الآخرة في شأن نجاة إخوانهم من النار.(16/379)
فَأَخْرِجُوهُ وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمَيْهِ وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ ثُمَّ يَعُودُونَ ثَانِيَةً فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرِجُونَ مِنَ النَّارِ ثُمَّ يَعُودُونَ الثَّالِثَةَ فَيُقَالُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ حَبَّةً إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرِجُونَ".
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَؤُوا قَوْلَ اللَّهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء: 39] "فَتَشْفَعُ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي فَيَقْبِضُ الجبار قبضة من النار فيخرج أقوما قَدِ امْتُحِشُوا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَاةُ فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ هَلْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ أَوْ جَانِبِ الشَّجَرَةِ فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ منها كان أخضر فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلَا قَدَمٍ قَدَّمُوهُ فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمُوهُ وَمِثْلُهُ مَعَهُ".
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنَ الشعر وأحد من السيف1.
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن حماد فمن رجال مسلم. ... =(16/380)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البخاري "4919" في تفسير سورة {نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} ، و"7439" في التوحيد: باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، والأجري في "الشريعة"ص 260-261، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" "818"، وابن مندة في "الإيمان" "817"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص344-345 من طرق عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "20857"، وأحمد 3/16، والبخاري "4581" في تفسير سورة النساء: باب {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} ، ومسلم "183" في الإيمان: باب معرفة طريق الرؤية، والترمذي"2598" في صفة جهنم: باب10، والنسائي 8/112في الإيمان: باب زيادة الإيمان، وابن أبي عاصم "457" و "458"، وأبو عوانة في "مسنده" 1/181-183 و183، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 172-173 و173 و174، وابن منده "816" و "818" من طرق عن زيد بن أسلم.
وأخرجه أحمد3/16، وابن ماجة"179" في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية، وابو يعلى "1006"، وابن أبي عاصم في "السنة" "452"، والآجري في "الشريعة" ص 261، وابن خزيمة ص 169، وابن مندة "810" من طريق الأعمش، عن أبي صالح السمان، عن أبي سعيد الخدري مختصراً.
وأخرجه أحمد 3/56 والبخاري"22" في الإيمان: باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال و"6560" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، ومسلم "184" "305"، وابو يعلى "1219"، وابو عوانة 1/185، والبغوي "4357"، وابن مندة"822" و "823" من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري مختصراً. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/381)
قال أبو حاتم: الساق: الشددة1. [3: 75]
__________
= وأخرجه أحمد 3/11 من طريق أبي الهيثم سليمان بن عمرو بن عبد العتواري، عن أبي سعيد الخدري. ووقع في المطبوع منه"حدثني ليث" وهو تحريف والصواب "أحد بني ليث" كما في "تعجيل المنفعة" ص 356.
وأخرجه مختصراً أحمد 3/90 وأبو يعلى "1254" من طريق روح عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي سعيد. وانظر الحديث المتقدم برقم "182" والحديث الآتي برقم "7379".
1 قلت: وقد جاء عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال: عن شدة الأمر، والعرب تقول: قامت الحرب على ساق: إذا اشتدت، ومنه:
قد سن أصحابك ضرب الأعناق ... وقامت الحرب بنا على ساق
وأسند البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 345 الأثر المذكور عن ابن عباس بسندين كل منها حسن، وزاد: إذا خفي عليكم شيء من القرآن، فابتغوه من الشعر فإنه ديوان العرب، ثم أنشد الرجز المتقدم.
واسند البيهقي ص346 من وجه آخر صحيح عن ابن عباس قال: يريد القيامة والساعة لشدتها.
وأنشد الإمام الخطابي كما "الأسماء والصفات" في إطلاق الساعة على الأمر الشديد:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/382)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
عجببت من نفسي ومن إشفاقها ... ومن طرادي الطير عن أرزاقها
في سنة قد كشقت عن ساقها
وفي "جامع البيان" 29/38 للطبري: قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد.
وقال الألوسي في "تفسير" 29/34-35 المراد بذلك اليوم عند الجمهور يوم القيامة، والساق: مافوق القدم: وكشفها والتشمير عنها مثل في شدة الأمر، وصعوبة الخطب، حتى أنه يستعمل بحيث لا يتصور ساق بوجه، كما في قول حاتم:
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
وقال الراجز:
عجبت من نفسي وإشفاقها ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب، فإنهن لايفعلن ذلك إلا إذاعظم الخطب، واشتد الأمر، فيذهلهن عن الستر بذيل الصيانة وإلى نحو هذا ذهب مجاهد، وإبراهيم النخعي، وعكرمة، وجماعة وقد روى أيضاً عن ابن عباس، أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، والبيهقي في "الأسماء والصفات" من طريق عكرمة عن أنه سئل عن ذلك، فقال: إذا خفي عليكم شيء من القران، فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب أما سمعتهم قول الشاعر:
صيراً عناق إنه شر باق ... قد سن لي قومك ضرب الأعناق
وقامت الحرب بنا على ساق(16/383)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ شَفَاعَةِ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ وَلَدِهِ
7378- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عن حذيقة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا رَبَّاهُ, فَيَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلَا:يَا لَبَّيْكَاهُ, فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ حَرَّقْتَ بَنِيَّ, فَيَقُولُ: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ ذَرَّةٌ أَوْ شعيرة(16/383)
من إيمان" 1. [3: 80]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشخين. ابو مالك الأشجعي: هو سعد بن مالك، وفي الباب حديث أنس وسيأتي برقم "7484".(16/384)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ جَوَازِ النَّاسِ عَلَى الصِّرَاطِ نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَةَ ذَلِكَ الْيَوْمَ
7379- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَيَمُرُّ 1 النَّاسُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ وَعَلَيْهِ حَسَكٌ وَكَلَالِيبُ وَخَطَاطِيفُ تَخْطَفُ النَّاسَ يَمِينًا وَشِمَالًا وَبِجَنْبَتَيْهِ مَلَائِكَةٌ يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الرِّيحِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الْفَرَسِ الْمُجْرَى وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْعَى سَعْيًا وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي مَشْيًا وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْبُو حَبْوًا وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْحَفُ زَحْفًا.
فَأَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَلَا يَمُوتُونَ وَلَا يَحْيَوْنَ وَأَمَّا أُنَاسٌ فَيُؤْخَذُونَ بِذُنُوبٍ وَخَطَايَا فَيُحْرَقُونَ فَيَكُونُونَ فَحْمًا ثُمَّ يُؤْذَنُ فِي الشَّفَاعَةِ فَيُؤْخَذُونَ ضِبَارَاتٍ ضِبَارَاتٍ فَيَقْذَفُونَ عَلَى
__________
1 كذا الأصل و"التقاسيم" 3/445. "ليمر" باللامن ولايصح أن تكون هنا لام القسم، لانها لا تدخل على المستقبل إلا مع النون، فتعين أن تكون لام الابتداء، وفي دخولها على الفعل المضارع خلاف، منعه الجمهورن وأجازه ابن مالك والمالقي وغيرهما، انظر"المغني"1/228-229، وفي "مسند أبي يعلى": يمر بإسقاط اللام، وهو الجادة.(16/384)
نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَا رَأَيْتُمُ الصَّبْغَاءَ شَجَرَةً تَنْبُتُ فِي الْفَضَاءِ؟ فَيَكُونُ مِنْ آخِرِ مَنَ أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ رَجُلٌ عَلَى شَفَتِهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ صَرِّفْ وَجْهِي عَنْهَا, فَيَقُولُ: عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لَا تَسْأَلْنِي غَيْرَهَا قَالَ: وَعَلَى الصِّرَاطِ ثَلَاثُ شَجَرَاتٍ, فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا فَيَقُولُ: عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لَا تَسْأَلْنِي شَيْئًا غَيْرَهَا, قَالَ: ثُمَّ يَرَى أُخْرَى أَحْسَنَ مِنْهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا, قَالَ: فَيَقُولُ: عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لَا تَسْأَلْنِي غَيْرَهَا ثُمَّ يَرَى أُخْرَى أَحْسَنَ مِنْهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ آكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا, قَالَ: ثُمَّ يَرَى سَوَادَ النَّاسِ وَيَسْمَعُ كَلَامَهُمْ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ".
قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: اخْتَلَفَ أَبُو سَعِيدٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ فَيُعْطَى الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا, وَقَالَ الْآخَرُ: فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيُعْطَى الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ امثالها1. [3: 73]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة - وهو المنذر بن قطعة - فمن رجال مسلم. أبو خيثمة: هو زهيربن حرب0 وهو في"مسند أبي يعلى""1253".
وأخرجه أحمد 3/26، وابن منده "827" من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. .....=(16/385)
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: هَكَذَا حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى: وَعَلَى الصِّرَاطِ ثَلَاثُ شَجَرَاتٍ وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى جَانِبِ الصِّرَاطِ ثلاث شجرات.
__________
= وأخرجه أحمد 3/25و26، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/467، وابن مندة"828"من طرق عن عثمان بن غياث، به.
وأخرجه أبو يعلى "1255" عن أبي خيثمة زهير، عن روح بن عبادة، عن عوف، عن أبي نضرة، به.
وأخرجه من طرق عن أبي نضرة به: أحمد 3/5 و20 و78و90، ومسلم"185" في الإيمان: باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار، وابن ماجة "4309" في الزهد: باب ذكر الشفاعة، وأبو يعلى"1097" و"1370"، وأبو عوانة في "مسنده"1/186، وابن مندة"824" و "825" و "826" و "829" و "830" و "831" و "832" و "833" و "834" و "835".
وأخرجه ابن مندة "840" من طريق سهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري.
وقوله: "اختلف أبو سعيد ورجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم" الصحابي هو أبو هريرة لما أخرج عبد الرزاق "2056"، وأحمد 2/275و 293 و 533 و 534، والبخاري "6574" و "7438"، واللالكائي "817"، والبغوي "3346" - وسيأتي عند المؤلف برقم "7386" - من طريق الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة بنحو حديث أبي سعيد. وفي آخره: قال عطاء بن يزيد: وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة لايرد عليه من حديثه شيئاً، حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله تبارك وتعالى قال: "وذلك......=(16/386)
7380- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: 48] أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "عَلَى الصِّرَاطِ" 1. [3: 73]
__________
= لك ومثله معه" قال ابو سعيد الخدري: وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة؟ قال أبو هريرة: ماحفظت إلا قوله: "ذلك لك ومثله معه", قال أبو سعيد الخدري: أشهد أني حفظت مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: "ذلك لك وعشرة أمثاله" لفظ البخاري. وانظر الحديثين المتقدمين برقم "182" و "7377".
وقوله: "ضبارات" أي: جماعات، جمع ضبارة، ويجمع أيضاً على ضبائر مثل عمارة وعمائر، وكل شيء جمعته، وضممت بعضه إلى بعض، فقد ضبرته، ومنه قيل: ضبرت الكتب: إذا جمعتها.
والصبغاء: قال في "اللسان": ضرب من نبات القف، وقال أبو حنيفة الدينوري: شجرة تألفها الظباء بيضاء الثمرة، وقال ابن قتيبة في "غريب الحديث"1/336: شبه نبات لحومهم بعد احتراقها بنبات الطاقة من النبت حين تطلع، وذلك أنها حين تطلع تكون صبغاء فيما يلي الشمس من أعاليها أخضر، ومايلي الظل أبيض.
1 إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الصحيح غير موسى بن مروان فقد روى له أصحاب السنن وهو ثقة...... =(16/387)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أحمد 6/35، ومسلم "2791" في صفة القيامة والجنة والنار، باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة، والترمذي"3121" في التفسير: باب ومن سورة إبراهيم عليه السلام، وابن ماجة"4279" في الزهد: باب ذكر البعث، والطبري في "جامع البيان" 13/252 و253، والحاكم 2/352، والبغوي في "تفسيره" 3/41 من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/134 و218، والطبري 13*252 و253 من طرق عن داود بن أبي هند، به، إلا أنهما لم يذكرا "مسروقاً".
وأخرجه أحمد 6/101، والطبري 13/253 من طريقين عن القاسم بن الفضل، عن الحسن، عن عائشة.
وأخرج الطبري 13/253 من طريق قتادة، عن حسان بن بلال المزني، عن عائشة.
واخرجه الطبري من طريقين عن قتادة أنه بلغه عن عائشة.
وذكر السيوطي في "الدر المنثور" 5/56 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم، وابن مردويه.(16/388)
باب وصف الجنة وأهلها
مدخل
...
5 - بَابُ وَصْفِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا
7381- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ وَابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلمذات يَوْمٍ لِأَصْحَابِهِ: "أَلَا هَلْ مُشَمِّر لِلْجَنَّةِ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ وَقَصْرٌ مُشَيَّدٌ وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدًا فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ", قَالُوا: نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "قُولُوا: إِنْ شَاءَ اللَّهُ", ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وحض عليه1. [3: 78]
__________
1 إسناده ضعيف، الضحاك المعافري لَمْ يُوَثِّقْهُ غير المؤلِّف، ولم يَروِ عنه غير محمد بن المهاجرن وقال الذهبي: لايعرف. وسليمان بن موسى: هو.....=(16/389)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الأموي الدمشقي المعروف بالأشدق مختلف فيه وثقه ابن معين ودحيم والدارقطني وابن سعد، وقال أبو حاتم: محله الصدق وفي حديثه بعض الاضطراب، وقال البخاري: عند مناكير، وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث، وقال ابن المديني: خولط قبل موته بيسير. وقد انفرد بإحاديث لم يروها غيره.
وأخرج ابن ماجة "4332" في الزهد: باب صفة الجنة، عن عباس بن عثمان، بهذا الإسناد.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 3/325: هذا إسناد فيه مقال، الضحاك المعافري ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الذهبي في "طبقات التهذيب": مجهول، وسليمان بن موسى الأموي مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات. وقال البزار: لانعلم من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أسامة بن زيد، ولا نعلم له طريقاً عن أسمة إلا هذا الطريق، ولا نعلم رواه عن الضحاك إلا هذا الرجل محمد بن مهاجر.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/336، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/304، والبيهقي في "البعث" "391" وفي "الأسماء والصفات" ص 170، وأبو نعيم في"صفة الجنة" "24" من طريق الوليد بن مسلم، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" "388"، والرامهرمزي في "الأمثال" ص 145، وأبو الشيخ في "العظمة" "601"، وأبو نعيم "24" و "25" من طرق عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن المهاجر، عن سليمان بن موسى، به، بإسقاط "الضحاك" وهذا من تدليس الوليد بن مسلم، وهومعروف بتدليس التسوية.
وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" "72"، وأبو الشيخ"602"، وأبو نعيم"24"، والبغوي في "شرح السنة" "4386" من طريقين عن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/390)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عثمان بن سعيد بن كثؤي بن دينار، عن محمد بن المهاجر، عن الضحاك المعافري، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 1/91، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"، والبزار، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
وقوله: "ألا هل مشمر للجنة" أي: ألا فيكم ساع لها غاية السعي، طالب لها عن صدق ورغبة، ووفور نعمة.
وقوله: "لاخطر لها", أي: لامثل لها، و"مطرد" أي: جار عليها، من اطرد الشيء، أي: تبع بعضه بعضاً وجرى. و"الحبرة": النعمة وسعة العيش.(16/391)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَسَافَةِ الَّتِي تُوجَدُ مِنْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ
7382- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً 1 بِغَيْرِ حَقِّهَا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ ليوجد من مسيرة مائة عام" 2. [3: 78]
__________
1 في الأصل و "التقاسيم": "معاهداً" وهو خطا، لأن النفس مؤنثة، وقد جاء على الصواب عند المصنف برقم "4882" والمعاهد، بكسر الهاء وفتحها، والفتح أشهر وأكثر: من كان بينك وبينه عهد، وأكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة.
2 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، فمن رجال البخاري. وقد تقدم برقم "4881" و"4882". وانظر الحديث الآتي.(16/391)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الْمَوْصُوفَ فِي خَبَرِ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ لَمْ يُرِدْ بِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ النَّفْيَ عَمَّا وَرَاءَهُ
7383- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا فِي عَهْدِهِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ من مسيرة خمس مائة عام" 1. [3: 78]
__________
1 حديث صحيح: مسلم بن أبي مسلم الجرمي: ذكره المُؤلِّف في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. هشام: هو ابن حسان الأزدي القردوسي، وقد تقدم برقم "4881" و "4882" و "7382".(16/392)
ذِكْرُ الِاسْتِدْلَالِ عَلَى مَعْرِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ بِثَنَاءِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ وَالْعَقْلِ عَلَيْهِمْ
7384- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: فِي خُطْبَتِهِ بِالنَّبَاءَةِ أَوِ النَّبَاوَةِ مِنَ الطَّائِفِ: "تُوشِكُونَ أَنْ تَعَلَمُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَوْ خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ", وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ(16/392)
أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "بِالثَّنَاءِ الْحَسَنِ وَالثَّنَاءِ السيء أنتم شهداء بعضكم على بعض" 1. [3: 65]
__________
1 رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي بكر بن أبي زهير الثقفين فقد ذكره المؤلف في "الثقات" 5/562، وروى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وأمية بن صفوان، وهو من رجال ابن ماجة، وأبو زهير: والد أبي بكر ذكره المؤلف في الصحابة3/457، وقال: كان في الوفد، وقال البغوي: سكن الطائف، وقال ابن ماكولا: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه البيهقي 10/123، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة أبي بكر بن أبي زهير، من طرق عن داود بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/416 و 6/466، وابن ماجة"4221" في الزهد: باب الثناء الحسن، والحاكم4/436، والدولابي في"الكنى" 1/32، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/125، والمزي في "تهذيب الكمال" من طرق عن نافع بن عمر، به.
وصححه الحاكم وافقه الذهبي، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 3/301: وإسناد حديثه صحيح رجاله ثقات، وقال الحافظ في "الإصابة"4/77، وزاد في نسبته الدارقطني في "الأفراد": وسنده حسن غريب، وقال الدارقطني: تفرد به أمية بن صفوان، عن أبي بكر، وتفرد به نافع بن عمر عن أمية.(16/393)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ بَعْضِ وَصْفِ النِّعَمِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِمَنْ رَفَعَ مَنْزِلَتَهُ فِي جَنَّاتِهِ
7385- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى(16/393)
الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ وَابْنِ أَبْجَرَ سَمِعَا الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "قَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ مَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْفَعُ مَنْزِلَةً؟ قَالَ: سَأُحَدِّثُكَ عَنْهُمْ أَعْدَدْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا فَلَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ"، ومِصْدَاق ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17] لآية 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حامد بن يحيى البلخي، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة. وابن حجر - وهو عبد الملك بن سعيد بن حيان - روى له مسلم. وقد تقدم برقم "6216" وسيأتي برقم "7426".(16/394)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إعْدَادِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا جِنَانَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ بِمَا فِيهَا مِنَ الْأَوَانِي وَالْآلَاتِ لِمَنْ أَطَاعَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا
7386- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بِسْطَامٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وبين أن(16/394)
يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ عَلَى وجهه في جنة عدن" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب، وعبد الله بن قيس: هو الصحابي أبو موسى الأشعري.
وأخرجه البخاري "4880" في تفسير سورة الرحمن: باب {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} ، وابن أبي عاصم "في السنة""613"، والبغوي"4379" عن محمد بن المثنى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/411، والبخاري"4878" في تفسير سورة الرحمن: باب {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} ، و "7444" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} ، ومسلم "180" في الإيمان: باب قوله عليه السلام: "إن الله لاينام"، والترمذي"2582" في صفة الجنة: باب ماجاء في صفة غرف الجنة، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 6/468، وابن ماجة "186" في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية، وابن أبي عاصم "613"، والدولابي في "الكنى" 2/71، وابن مندة "780"، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" "831"، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 130، وفي "الأسماء والصفات" ص 302، والبغوي "4380" والذهبي في "تذكرة الحافظ"1/270 من طرق عن عبد العزيز بن عبد الصمد، به.
واخرجه ابن أبي شيبة13/148، وأحمد 4/416، والدارمي 2/333، والطيالسي "529"، وابن مندة"781" من طرق أبي قدامة الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجوني، به. وفيه زيادة.
وقوله: "وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن"، قال النووي في "شرح مسلم" 3/16: قال العلماء: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب العرب بما يفهمونه ويقرب الكلام إلى أفهامهمن ويستعمل الاستعارة وغيرها من أنواع المجاز ليقرب متناولها فعبر صلى الله عليه وسلم عن زوال المانع، ورفعه عن الأبصار بإزالة الرداء.
وقوله: " في جنة عدن", أي: الناظرون في جنة عدن، فهي ظرف للناظر.(16/395)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بِنَاءِ الْجَنَّةِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِأَوْلِيَائِهِ وَأَهْلِ طَاعَتِهِ
7387- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبِجٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ رَوَاحَةَ الْمَنْبِجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُدِلَّةِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ رَقَّتْ قُلُوبَنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَوْلَادَ فَقَالَ: "لَوْ تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّكُمْ وَلَوْ أَنَّكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ", قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا, قَالَ: "لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَمِلَاطُهَا 1 الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ أَوِ الْيَاقُوتُ وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ يَدْخُلْهَا يَنْعَمْ فَلَا يَبْؤُسُ وَيَخْلُدْ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ, ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السماوات ويقول الرب: وعزتي
__________
1 في الأصل: وبلاطها، والتصويب من "التقاسيم" 3/480.(16/396)
لأنصرنك ولو بعد حين" 1
__________
1 حديث صحيح بشواهد. إسناده ضعيف. أبو المدلة: هو مولى عائشة، لم يوثقه غير المؤلف 5/72، وسماه عبيد الله بن عبد الله، وقال ابن المديني: أبو مدلة مولى عائشة لايعرف اسمه مجهول، لم يرو عنه غير أبي ماجاهد الطائي. وفرج بن رواحة المنبجي: ذكره المؤلف في "الثقات" 9/13، وقال: مستقيم الحديث جداً، وباقي رجاله ثقات. وقد تقدم طرف منه "ثلاث لاترد......" بهذا الإسناد برقم "3428.
واخرجه الطيالسي "2583" و"2584"، وأحمد 2/340-305 و305، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "100" و "136" من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/445، والدار مي 2/333 من طريق سعدان الجهني، عن أبي مجاهد سعد الطائي، به.
وأخرجه الترمذي"2526"في صفة الجنة: باب ماجاء في صفة الجنة ونعيمها، عن أبي كريب، حدثنا محمد بن فضيل، عن حمزة الزيات، عن زياد الطائي، عن أبي هريرة، وقال: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل، وقد روى هذا الحديث بإسناده آخر عن أبي مدلة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن المبارك في"الزهد" "1075" عن حمزة الزيات، عن سعد الطائي، عن رجل، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 4/346، ومسلم "2750" في التوبة: باب فضل دوام الذكر والفكر في امور الأخرة، من طرق عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن حنظلة الأسيدي مرفوعاً بلفظ: "والذي نفسي بيده، إن لو تدرون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طركم".
وأخرجه الطيالسي "1345"، وأحمد 4/346، والترمذي "2452". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/397)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= في صفة القيامة: باب 20، من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن حنظلة الأسيدي. ولفظه: "لو أنكم تكونون كما تكونون عندي لأظلتكم الملائكة بأجنحتها".
وقوله: "ولو لم تذنبوا لجاء بقوم يذنبون كي يغفر لهم", أخرجه مسلم "2749" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن جعفر الجزري، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة.
وأخرجه الحاكم4/246 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة. وصححه ووافقه الذهبي.
وأخرجه مسلم "2748"، والترمذي "3539" من حديث أبي أيوب الأنصاري. وأخرجه الحاكم 4/246، وأبو نعيم 7/204 من طريق شعبة، عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمرو.
وقوله: "الجنة لبنة...... وترابها الزعفران" أخرجه أحمد 2/362، والبزار"3509"، والطبراني في "المعجم الأوسط" "2553"، وأبو نعيم في "الحلية" 2/248، وفي "صفة الجنة" "137" من طريقين عن عمران القطان، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن أبي هريرة.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/396 وقال: رواه البزار، والطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" "138" من طريق إبراهيم بن طهمان، عن مطر، عنن العلاء بن زياد، عن أبي هريرة مرفوعاً: "إن حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة".
وأخرجه من حديث أبي سعيد الخدري البزار"3508"، وأبو نعيم في "الحلية" 6/204، وفي "صفة الجنة" "140" من طريق عدي بن الفضل، عن الجريري، عن أبي نضرة، عنه. وعدي هذا متروك. إلا أن......=(16/398)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البزار أخرجه أيضاً "3507" عن محمد بن المثنى، عن حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد موقوفاً. وإسناده صحيح على شرط مسلم وحماد بن سلمة سمع من سعيد بن إياس الجريري قبل الاختلاط.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/397، وقال: رواه البزار مرفوعاً وموقوفاً، والطبراني في "الأوسط" ورجال الموقوف رجال الصحيح، وابو سعيد لا يقول هذا إلا بتوقيف.
وأخرجه من حديث ابن عمر ابن أبي شيبة13/95-96، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "96" من طريق علي بن صالح، عن عمر بن ربيعة، عن الحسن، عن ابن عمر. وذكر الهيثمي في "المجمع" 10/397 وقال: رواه الطبراني بإسناد حسن الترمذي لرجاله.
وقوله: "من يدخلها فلا يبؤس، ويخلد لايموت، لاتبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه"، أخرجه أحمد 2/369 و 407 و416 و 462، والدارمي 2/332، ومسلم "2836" في الجنة: باب في دوام نعيم أهل الجنة، والحسين المرزوي في زوئاد "الزهد" لابن المبارك "1456"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "97"، وأبو الشيخ في "العظمة" "605" من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" "104"، وفي "الحلية" 6/275 من طريق محمد بن مروان العقيلي، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة بلفظ: "من اتقى الله عز وجل، دخل الجنة ينعم فيها، لا يبؤس فيها، يخلد لا يموت، لايفنى شبابه، ولا تبلى ثيابه" وقال: غريب من حديث هشام لم نكتبه إلا من حديث محمد بن مروان العقيلي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/399)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه أحمد 3/95، مسلم "2837" في الجنة: باب في دوام نعيم أهل الجنة، والترمذي"3346" في التفسير: باب ومن سورة الزمر، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/329، والدارمي 2/334، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" "14668" من طريقين عن أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 3/ 458، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" "98" و "99" من طريقين عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" "58"، وأبو نعيم "101" و "104" من طريقين عن قتادة، عن عبيد الله بن عمرو، عن أبي هريرة.
وأخرجه الدارمي 2/335، والترمذي "2539" في صفة الجنة: باب ماجاء في صفة ثياب أهل الجنة، من طريق معاذبن هشام، عن أبيه، عن عامر الأحول، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة بلفظ: "أهل الجنة جرد مرد كحل، لايفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم" وهذا حسن بالشواهد. والقسم الأخير منه وهو قوله: "ثلاثة لا يرد ... " تقدم مايشده برقم "3428".
والملاط: الطين الذي يجعل بين سافي البناء، ويملط به الحائط.
والمسك الأذفر: إذا كان طيب الريح، والذفر: يقال في الطيب والكريه.
والحصباء: الحصى.
وقوله: "ينعم فلا يبؤس" أي: لا يصيبه بأس وهو شدة الحال، والبأس والبؤس والبأساء والبؤس بمعنى، وينعم، أي: يدوم له النعيم.(16/400)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَسَافَةِ الَّتِي بَيْنَ كُلِّ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ
7388- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ سَبْعِ سِنِينَ" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح. خالد: هو ابن عبد الله الواسطي، والجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو حكيم: هو معاوية بن حيدة القشيري.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/208 من طريق وهيب، وابن أبي داود في "البعث" "61" من طريق إسحاق بن شاهين، كلاهما عن خالد، بهذا الإسناد. ولفظ أبي نعيم: "مسيرة سبعين عاماً".
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" "239" وابن عدي في "الكامل" 2/500 من طريق علي بن عاصم، عن الجريري، به.
وأخرجه أحمد 5/3 من طريق حماد، عن الجريري، به، بلفظ: "مسيرة أربعين عاماً".
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/29، وأبي يعلى "1275"، والبيهقي في "البعث والنشور" 38 من طريق حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عنه، بلفظ: "مسيرة أربعين"، وابن لهيعة ضعيف، وكذا دارج في روايته عن أبي الهيثم. وعن عتبة بن غزوان وإسناده صحيح، وقد تقدم برقم "7121" بلفظ: "مسيرة أربعين".(16/401)
ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ
7389- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،(16/401)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرَ أَوْ كَمَا بين مكة وبصرى" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بشر: هو العبدي، وأبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/128، وقد تقدم برقم "6465".(16/402)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ دَرَجَاتِ الْجِنَانَ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِمَنْ أَطَاعَهُ فِي حَيَاتِهِ
7390- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَهُوَ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ الْعَرْشُ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أنهار الجنة" 1. [3: 89]
__________
1 هو مكرر الحديث رقم "4611".(16/402)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى لَا يَسْكُنُهُ أَحَدٌ خَلَا الْأَنْبِيَاءُ
7391- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَاجِكٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ حَارِثَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ هَلَكَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمُ غَرْبٍ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْتَ مَوْقِعَ حَارِثَةَ مِنْ قَلْبِي فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ لَمْ أَبْكِ عَلَيْهِ وَإِلَّا سَوْفَ تَرَى ما أصنع, فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ إِنَّمَا هِيَ جِنَانٌ كَثِيرَةٌ وَإِنَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ الأعلى" 1. [3: 8]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم "958".
وقوله: "سهم غرب" بسكون الراء وفتحها، وبجر الباء إضافة ورفعها وصفاً، يقال: أصابه سهم غرب: إذا كان لا يدري من رماه، وقيل: إذا أتاه من حيث لا يدري، وقيل: إذا تعمد به غيره فأصابه.(16/403)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ كَانَ أَكْثَرَ عَمَلًا فِي الدُّنْيَا كَانَتْ غُرْفَتُهُ فِي الْجَنَّةِ أَعْلَى
7392- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ الْغُرْفَةَ مِنْ غَرَفِ الْجَنَّةِ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغارب في(16/403)
الأفق الشرقي أو الغربي" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن أبي الشوارب: هو محمد بن عبد الملك، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج. وقد تقدم برقم "209".
ونزيد في تخريجه: أخرجه الطبراني في "الكبير" "5762" من طريق مسدد، عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/340، والدرامي 2/336، وابن أبي داود في "البعث" "249" من طرق عن أبي حازم، وبه.
وأخرجه ابن أبي داود "74" من طريق أيوب بن سويد، عن مالك بن أنس، عن أبي حازم، به.(16/404)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْغُرَفَ الَّتِي ذَكَرْنَا نَعْتَهَا هِيَ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ دُونَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ
7393- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: "إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ -أَوِ الغائر- في الأفق من المشرق أوالمغرب"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: "بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن المديني، فن رجال البخاري. ......=(16/404)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مسلم "2831" "11" في الجنة وصفة نعيمها: باب ترائي أهل الغرف كما يرى الكوكب في السماء، عن عبد الله بن جعفر بن يحيى ى، عن معن، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3256" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، والبيهقي في "البعث والنشور" "248" من طريق عبد العزيز بن عبد الله وعبد الله بن وهب، عن مالك بن أنس، به. وقال الحافظ في "الفتح" 6/327: وهذا من صحيح أحاديث مالك التي ليست في "الموطأ".
وأخرجه بإثر حديث سهل بن سعد أحمد 5/340، والدرامي 2/336، والبخاري "6556" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، ومسلم "2831" "10" والبيهقي في "البعث" "249" من طريق أبي حازم، عن النعمان بن أبي عايش، عن أبي سعيد الخدري.
وأخرجه أحمد 3/27 و50 و72 و93 و98، وأبو داود "3987" في الحروف والقراءات، والترمذي "3658" في المناقب: باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عن، وابن ماجة "96" في المقدمة: باب في فضائل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبو يعلى "1130"و"1299"، والخطيب في "تاريخه" 3/195 و 11/58، و 12/124، والبيهقي "البعث" "250" من طرق عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري بلفظ: "إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما". لفظ الترمذي. وعطية ضعيف.
وأخرجه أحمد 2/26 و61، وأبو يعلى "1278" من طريق مجالد، عن أبي الوداك جبر بن نوف، عن أبي سعيد. وانظر حديث سهل بن سعد المتقدم برقم "209" و "7392".(16/405)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ كَأَنَّهَا حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ الَّتِي إِذَا لَمْ يَصْبِرِ الْمَرْءُ عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا لَا يَكَادُ يَتَمَكَّنُ مِنَ الْجِنَانِ فِي الْعُقْبَى
7394- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حدثنا أبو نضر التَّمَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ, فَقَالَ: يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا فَحَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ, ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا, فَقَالَ: يَا رَبِّ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلُهَا أَحَدٌ, فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ: يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فيدخلَها, فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ: يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يبقى أحد إلا دخلها" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده حسن، رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن عمرو - وهو ابنُ عَلقمه الليثيِّ – فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهو صدوق. أبو نصر التمار: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه البيهقي في "البعث" "167" من طريق أبي نصر التمار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "4744" في السنة: باب في خلق الجنة والنار، والحاكم 1/26-27، والبيهقي في "البعث" "167" من طريقين عن حماد، به. .....=(16/406)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أحمد 2/332-333 و 2/373، والترمذي "2560" في صفة الجنة: باب ماجاء "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات"، والنسائي 7/3-4 في الأيمان: باب الحلف بعزة الله تعالى، وأبو يعلى "5940"، والآجري في "الشريعة" ص389-390و390، والبيهقي في "البعث" "166" و "167"، والبغوي في "شرح السنة" "4115" من طرق عن محمد بن عمرو، به.(16/407)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ خِيَمِ الْجَنَّةِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِمَنْ أَطَاعَ رَسُولَهُ وَاتَّبَعَ مَا جَاءَ بِهِ
7395- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إِنَّ فِيَ الْجَنَّةِ خِيَمًا مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الْآخَرِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِنَّ الْمُؤْمِنُ" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق- وهو ابن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجرا- فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب.
وأخرجه أحمد 4/411، والبخاري "4879" في تفسير سورة الرحمن، ومسلم "2838" "24" في الجنة: باب ما جاء في صفة غرف الجنة، والبغوي "4379" من طرق عن عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/407)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أحمد 4/400 و419، والدرامي 2/336، والبخاري "3243" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، ومسلم "2838" "23" و "25"، وأبو الشيخ في "العظمة" "606"، والبيهقي في "البعث" "303" من طرق عن أبي عمران الجوني، به. ولفظ البخاري: "ثلاثون ميلاً".(16/408)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ نِسَاءِ الْجَنَّةِ اللَّاتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلْمُطِيعِينَ مِنْ أَوْلِيَائِهِ
7396- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ القطان قال: حدثنا موسى بن هارون الرَّقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لِيُرَى بَيَاضُ سَاقِهَا مِنْ سَبْعِينَ حُلَّةِ حَرِيرٍ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 58] فَأَمَّا الْيَاقُوتُ فَإِنَّهُ حَجَرٌ لَوْ أَدْخَلْتَهُ سِلْكًا ثُمَّ اطَّلَعْتَ لَرَأَيْتَهُ مِنْ وَرَائِهِ" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده ضعيف. عطاء بن السائب قد اختلط. عمرو بن ميمون: هو الأودي.
وأخرجه هناد في "الزهد" "11"، والترمذي "2533" في صفة الجنة: باب في صفة نساء أهل الجنة"، والطبري في "جامع البيان" 27/152، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "379"، وأبو الشيخ في "العظمة" "584" من طرق عن عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد.
وذكره السيوطي في "الدر" 2/712، وزاد إلى ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"، وابن أبي حاتم، وابن مردويه...... =(16/408)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
=وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 13/107، والطبري 27/152 من طريق ابن فضيل، وهناد في "الزهد" "10"، والترمذي "2534" من طريق أبي الأحوص، والترمذي أيضاً من طريق جرير، والطبري 27/152 من طريق ابن علية، أربعتهم عن عطاء بن السائب، عن عمروا بن ميمون، عن ابن مسعود موقوفاً.
وقال الترمذي: وهكذا روى جرير وغير واحد عن عطاء بن السائب ولم يرفعوه، وهذا أصح.
وذكره السيوطي 7/713، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد.
وأخرجه عبد الرزاق "20867"، ونعيم بن حماد في زيادات "الزهد" لابن المبارك: "260" والطبراني في "الكبير" "8864" من طريق معمر، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود موقوفاً. ولفظه: "إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم من تحت سبعين حلة كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء".
وأخرجه هناد "12"، والطبري 27/152 من طريقين عن أبي إسحاق، وعمرو بن ميمون مقطوعاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" "10321"، وفي "الأوسط" "919"، والبزار "3536" من طريق فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود مرفوعاً باللفظ السابق.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/411-412 من حديث أبي سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود 242 وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناد ابن مسعود صحيح! وفي الباب حديث أبي هريرة وسيأتي برقم "7420"، وحديث أبي سعيد الخدري وهو الآتي.(16/409)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَصَفْنَا نَعْتَهَا مِنَ الْمَزِيدِ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَوَعَدَ التَّمَكُّنَ مِنْهُ لِأَوْلِيَائِهِ
7397- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ(16/409)
يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أن الرجل في الجنة ليتكىء سَبْعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ ثُمَّ تَأْتِيهِ الْمَرْأَةُ فَتَقْرُبُ مِنْهُ فَيَنْظُرُ فِي خَدَّهَا أَصْفَى مِنَ المِرآة فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ السَّلَامَ وَيَسْأَلُهَا مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الْمَزِيدِ, وَإِنَّهُ يَكُونُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ1 ثَوْبًا فَيَنْفُذُهَا بَصَرُهُ حَتَّى يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ وَإِنَّ عَلَيْهِنَّ التِّيجَانَ وَإِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا لَتُضِيءُ ما بين المشرق والمغرب" 2. [3: 78]
__________
1 في الأصل و "التتقاسيم" 3/481: "سبعين" وهو خطا.
2 إسناده ضعيف، دارج ضعيف في حديثه عن أبي الهيثم.
وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" "81"، والحاكم 2/475، والبيهقي في "البعث" "339" من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: دراج صاحب عجائب.
وأخرجه الحاكم 2/426 - 427، والبيهقي "301" من طريق عمرو بن سوادة، عن عبد الله بن وهب، به، بلفظ: "أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عز وجل: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} فقال: "إن عليهم التيجان".
وأخرجه نعيم بن حماد في زوائد "الزهد" لابن المبارك. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/410)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
="236" و"258"، والترمذي "2562" في صفة الجنة: باب ما جاء ما لأدنى أهل الجنة من الكرامة، والبغوي "4381" من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، به مختصراً.
وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين.
وأخرجه بطوله: أحمد 3/275، وأبو يعلى "1386" من طريق حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دارج، به.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/419، وحسن إسناده!
وأخرج منه قوله: "على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من ورائها" أحمد 3/16، والترمذي "2535" في صفة أهل الجنة: باب في صفة نساء أهل الجنة، والطبراني في "الأوسط" "919"، وأبو الشيخ في "العظمة" "590"، من طريق فضيل بن مرزوق، والترمذي"2522" في صفة القيامة: باب60، من طريق فراس، كلاهما عن عطية العوفي –وقد تحرف إلى عطاء عند أحمد- عن أبي سعيد الخدري. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح مع أن عطية العوفي الأكثر على تضعيفه، كما قال الهيثمي في "المجمع" 10/411-412.(16/411)
ذِكْرُ مَا يَظْهَرُ فِي الْأَرْضِ مِنَ اطِّلَاعِ المرأة مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَيْهَا لَوِ اطَّلَعَتْ
7398- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ أَوْ مَوْضِعُ قَدَمٍ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً(16/411)
اطَّلَعَتْ إِلَى الْأَرْضِ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فيها" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب المقابري، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 3/263-264، والبخاري "6568" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار والترمذي "1651" في فضل الغدو والرواح في سبيل الله، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "55" من طريق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/141و263 من طريق محمد بن طلحة، و3/157 من طريق يحيى بن أيوب، والبخاري "2796" في الجهاد: باب الحور العين وصفتهن، من طريق أبي إسحاق، وأبو يعلى "3775" من طريق خالد، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "380" من طريق يزيد بن زريع، خمستهم عن حميد، عن أنس.
وأخرجه البخاري "2792" في الجهاد: باب الغدوة والروحة في سبيل الله، وابن ماجة "2757" في أول الجهاد من طريق عبد الوهاب الثقفي، والبغوي "2616" من طريق علي بن عاصم، ثلاثتهم عن حميد، به مختصراً. وتقدم برقم "4602"، وانظر الحديث الأتي.
والقاب: هو القدر، والنصيف: هو الخمار، وقد نصفت المرأة رأسها بالخمار، وانتصفت الجارية وتنصفت، أي: اختمرت.(16/412)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ بَعْضِ وَصْفِ نِسَاءِ الْجَنَّةِ اللَّاتِي أَعَدَّهُنَّ اللَّهُ لِأَوْلِيَائِهِ
7399- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُجَيْنُ(16/412)
ابن الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ1 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوِ اطَّلَعَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خير من الدنيا وما فيها" 2. [3: 78]
__________
1 سقط من الأصل و "التقاسيم" 3/482: "عبد العزيز بن" واستدرك من "المسند".
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو خثيمة: هو زهير بن حرب، وهو مكرر الحديث السابق.
وأخرجه أحمد3/147 عن حجين، بهذا الإسناد.(16/413)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْقُوَّةِ الَّتِي يُعْطِي اللَّهُ لِأَوْلِيَائِهِ لِلطَّوَافِ 1 عَلَى نِسَائِهِمْ وَخَدَمِهِمْ فِيهَا
7400- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يُعْطَى الرَّجُلُ فِي الْجَنَّةِ كَذَا وَكَذَا مِنَ النِّسَاءِ", قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ومن يطيق ذلك؟ قال: "يعطى قوة مائة" 2. [3: 78]
__________
1 في الأصل: "للطوف"، والمثبت من "التقاسيم" 3/482.
2 حديث حسن. رجاله ثقات الصحيح غير عبد الله بن جرير بن جبلة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/413)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فقد ذكره المؤلف في "الثقات" 8/428، وقد توبع، وعمران –وهو ابن داور- روى له أصحاب السنن وهو حسن الحديث.
وأخرجه الطيالسيي "2012"، ومن طريقه الترمذي "2536" في صفة الجنة: باب ماجاء في صفة أهل الجنة، والبيهقي في "البعث" "363" عن عمران، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه من حديث قتادة عن أنس إلا من حديث عمران القطان!
وأخرجه البزار "3526" عن محمد بن هاشم، عن موسى بن عبد الله، عن عمرو بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يزوج العبد في الجنة سبعين زوجة", فقيل: يا رسول الله، أنطيقها؟ قال: "يعطى قوة مئة". وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/417 وقال: رواه البزار، وفيه من لم أعرفهم.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" "372" من طريق الحجاج - وهو ابن الحجاج الباهلي - عن قتادة، عن أنس، ولفظه: "للمؤمن في الجنة ثلاث وسبعون زوجة ... ".
وفي الباب عن زيد بن أبي القاسم وسيأتي برقم "7424".(16/414)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ عَدَدِ النِّسَاءِ وَالْخَدَمِ اللَّاتِي أعدهن 1 الله جلا وَعَلَا لِأَقَلَّ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً
7401- أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً الَّذِي لَهُ ثَمَانُونَ ألف خادم واثنان وسبعون زوجا،
__________
1 في الأصل و"التقاسيم": أعدها.(16/414)
وَيُنْصَبُ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ كما بين الجابية إلى صنعاء" 1. [3: 78]
__________
1 إسناد ضعيف. رواية دراج عن أبي الهيثم فيها ضعف.
وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" "78" عن سليمان بن داود، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي "2563" في الجنة: باب ما جاء ما لأدنى أهل الجنة من الكرامة، والبغوي "4381" من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، به.
وأخرجه أحمد 3/76، وأبو يعلى "1404" من طريق حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دارج، به.
والجابية: من قرى حوران على ثلاثة أميال من نوى من جانب الشمال.(16/415)
ذِكْرُ [الْإِخْبَارِ] بِأَنَّ الْمَرْءَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إذا وطىء جَارِيَتَهُ فِيهَا عَادَتْ بِكْرًا كَمَا كَانَتْ
7402- أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَنَطَأُ فِي الْجَنَّةِ قَالَ: "نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ دَحْمًا دَحْمًا فَإِذَا قَامَ عَنْهَا رَجَعَتْ مُطَهَّرَةً بكرا" 1.
__________
1 إسناده حسن. رجاله ثقات رجال مسلم غير دارج –وهو ابن سمعان- فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق.
وأخرجه المقدسي في "صفة الجنة" 3/83، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "393" من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/415)
7403- حدثناه بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وهب
__________
= وأخرجه البزار "3524"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "366" من طريق عبد الله بن يزيد، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عمارة بن راشد الكناني، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل يمس أهل الجنة أزواجهم؟ قال: "نعم بذكر لا يمل وفرج لا يحفى، وشهوة لا تنقطع".
قال البزار: عمارة لا نعلم حدث عنه إلا عبد الرحمن بن زياد، وعبد الرحمن كان حسن العقل، ولكنه وقع على شيوخ مجاهيل، فحدث عنهم بأحاديث مناكير فضعف حديثه، وهذا ما أنكر عليه مما لم يشاركه فيه غيره.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/417 وقال فيه عبد الرحمن بن زياد، وهو ضعيف بغير كذب.
وأخرجه البيهقي في "البعث" "366" من طريق جعفر بن عون، عن عبد الرحمن بن زياد، به موقوفاً.
وفي الباب حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" "7479" و "7541"و "7674"و "7721"، وابن ماجة "4337"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "367"و "368"و "369"، وابن عدي في "الكمال" 3/884، والبيهقي في "البعث" "367".
وحديث ميمونة عند الخطابي في "غريب الحديث" 2/345.
وحديث أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "المعجم الصغير" 1/91، والبزار "3527".
وقوله: "دحماً دحماً": قال ابن الأثير في "النهاية" 2/106: هو النكاح والوطء بدفع وإزعاج، وانتصابه بفعل مضمر، أي: يمدحون دحماً، والتكرير للتأكيد، وهو بمنزلة قولك: لقيتهم رجلاً رجلاً، أي: دحماً بعد دحم.(16/416)
بإسناده مثله سواء1. [3: 78]
__________
1 إسناده حسن كسابقه. يزيد بن موهب: هو يزيد بن خالد بن يزيد بن موهب، روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.(16/417)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَرْءَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ كَانَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّ فِيهَا مَا تَشْتَهِي الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ
7404- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَشَبَابُهُ كَمَا يشتهي في ساعة" 1. [3: 78]
__________
1 رجاله ثقات رجال الشيخين غير عامر –وهو ابن عبد الواحد الأحول- فمن رجال مسلم، وهو مختلف فيه، وحديثه يحتمل التحسن. القواريري: هو عبيد الله بن عمر بن ميسرة، وأبو الصديق: هو بكر بن عمرو الناجي، وهو في "سند أبي يعلى" "1051".
وأخرجه الدارمي 2/337 من طريق محمد بن يزيد، عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/9و80، والترمذي"2563" في صفة الجنة: باب ما جاء ما لأدنى أهل الجنة من الكرامة، وابن ماجة "4338" في الزهد: باب صفة الجنة، وأبو الشيخ في "العظمة" "585" من طريق معاذ بن هشام، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وقال ابن القيم في "حادي الأرواح" ص167: إسناد حديث أبي سعيد على شرط الصحيح، فرجاله محتج بهم فيه، ولكنه غريب جداً. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/417)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه هناد بن السري في "الزهد" "93" وأبو نعيم في "صفة الجنة" "275" من طريقين عن سفيان الثوري، عن أبان بن أبي عايش، عن أبي الصديق، به. وأبان هذا متروك.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" "397" من طريق سلام بن سليمان، عن سلام الطويل، عن زيد العمي، عن أبي الصديق، به. وقال: هذا إسناد ضعيف بمرة.
وأخرجه البيهقي "398" وأبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 2/296 من طريق أبي عمرو بن العلاء النحوي، عن جعفر بن زيد العبدي، عن أبي الصديق، به.
وقال الترمذي: وقد أختلف أهل العلم غي هذا، فقال بعضهم: في الجنة جماع ولا يكون ولد، هكذا روي عن طاووس، ومجاهد، وإبراهيم النخعي، وقال محمد - يعني البخاري - قال إسحاق بن إبراهيم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة واحدة كما يشتهي ولكن لا يشتهي". قال محمد: وقد روي عن أبي رزين العقيلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد"، وأخرجه أحمد 4/13-14، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "364" وانظر "حادي الأرواح" ص167-73 والبعث ص236 للبيهقي.(16/418)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْفُرُشِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ لِأَوْلِيَائِهِ فِي جَنَّاتِهِ
7405- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: " {وَفُرُشٍ(16/418)
مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34] وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ ارْتِفَاعَهَا لَكَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لِمَسِيرَةِ خَمْسِ مِائَةِ سنة" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده ضعيف. رواية دارج عن أبي الهيثم فيها ضعيف.
وأخرجه الضياء في "صفة الجنة" فيما ذكره عنه ابن كثير في "تفسيره" 4/312 عن حرملة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" 17/185، وأبو الشيخ في "العظمة" "272"، والبيهقي في "البعث" "311"، وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير في "تفسيره" عنه من طرق عن ابن وهب، به.
وأخرجه الترمذي"2540" في صفة الجنة: باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنة، و"3254" في تفسير سورة الواقعة، والنسائي فيما ذكر ابن كثير، والطبري 27/185، وأبو الشيخ "593"، والبغوي في "تفسيره" 4/283، من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. قلت: رشدين بن سعد ضعيف.
وأخرجه أحمد 3/75، وأبو يعلى "1395"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "357" من طريقين عن ابن لهيعة، عن دارج، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 8/15 وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" والروياني، وابن مردويه.(16/419)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْجَنَابِذِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي دَارِ كَرَامَتِهِ لِمَنْ أَطَاعَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا
7406- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:(16/419)
كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسْلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بطست ممتلىء حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ فَلَمَّا جِئْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ سَمَاءِ الدُّنْيَا: افْتَحْ, قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا جِبْرِيلُ, قَالَ: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ مَعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قال: أرسل إليه, قال: نعم ففتح فما عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أسودة وعن ياسره أسوِدة فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ, وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى, قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ, قَالَ: قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ وَهَذِهِ الأسوِدة عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ, فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَالْأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ, فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى, ثُمَّ قَالَ: خَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ: لِخَازِنِهَا افْتَحْ, فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ خَازِنُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَفَتَحَ"، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَاوَاتِ آدَمَ وَإِدْرِيسَ وَعِيسَى وَمُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السادسة.
قال ابن شهاب: وأخبرني بن حزم أن بن عَبَّاسٍ وَأَبَا حَبَّةَ الْأَنْصَارِيَّ كَانَا يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثم عَرَجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ(16/420)
لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الْأَقْلَامِ".
قَالَ ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً فَرَجَعْتُ كَذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ مُوسَى: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ, قَالَ: قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلَاةً, فَقَالَ لِي مُوسَى: فَرَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ, قَالَ: فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ, قَالَ: فَرَاجَعْتُ رَبِّي, فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ, قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ, فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي, قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَى بِي سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لَا أَدْرِي مَا هِيَ ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ وَإِذَا تُرَابُهَا المسك" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فمن رجال مسلم، ويزيد بن عبد الله بن وهب: هو يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الهمداني، روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه مسلم "163" في الأيمان: باب الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى طريق السماوات وفرض الصلوات، وابن مندة في "الإيمان" "714" من طريق حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 9/156، وأبو عوانة في "مسنده" 1/133-135، وابن مندة "714" من طريق. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/421)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يونس بن عبد عبد الأعلى، عن ابن واهب، به.
وأخرجه البخاري"349" في الصلاة: باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، و"1636" في الحج: باب ما جاء في زمزم، و "3342" في الأنبياء: باب ذكر إدريس عليه السلام، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص34، والآجري في "الشريعة" ص481-482، وابن منده "714"، والبغوي "3754" من طرق عن يونس بن يزيد، به.
وأخرجه أبو عوانة 1/135 من طريق عقيل، عن ابن شهاب، به.
وقوله: "أسودة": جمع سواد، وهو شخص الإنسان، وقيل: الجماعات.
وقوله: "نسم بنيه": جمع نسمة، وهي النفس، وكل دابة فيها روح فهي نسمة، والمراد أرواح أولاده.
وقوله: "صريف الأقلام" قال الخطابي: هو صوت ما تكتبه الملائكة من أقضية الله تعالى ووحيه، وما ينسخونه من اللوح المحفوظ.
وقوله: "جنابذ" جمع جنبذة، وهي: القبة. وروى عند بعضهم: "حبائل" كما هو عند البخاري "349" قال الحافظ في "الفتح" 1/463: كذا وقع لجميع رواة البخاري في هذا الموضع بالحاء المهملة ثم الموحدة وبعد الألف تحتانية ثم لام، وذكر كثير من الأئمة أنه تصحيف، وإنما هو "جنابذ". قال ابن الأثير في "النهاية" 1/333: إن صحت الرواية، فيكون أراد به مواضع مرتفعة كجبال الرمل، كأنه جمع حبالة، وحبالة جمع حبل، وهو جمع على غير قياس.(16/422)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَجَامِرِ وَالْأَمْشَاطِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي دَارِ كَرَامَتِهِ لِأَوْلِيَائِهِ
7407- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ(16/422)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَمْشَاطُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الذَّهَبُ ومجامرهم الألوة" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده قوي. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن بشار الرمادي فروى له أبو داود والترمذي، وهو حافظ وقد توبع.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" "1110" عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3246" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن أبي الزناد، به مطولاً. وانظر الحديث رقم "7436" و "7437".
وقوله: "ومجامرهم الألوة" المجامر: جمع مِجْمَر ومُجْمَر، فبالكسر: هو الذي يوضع فيه النار والبخور، وبالضم: الذي يتبخر به، وأعد له الجمر.
والألوة: هو العود الذي يتبخر به.(16/423)
ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ
7408- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ بِالرَّمْلَةِ حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْبَانَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ تِلَالِ - أَوْ مِنْ تحت جبال - مسك" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده حسن. أبو يزيد القراطيسي: هو يوسف بن يزيد بن كامل، وابن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/326 عن يوسف بن يزيد القراطيسي بهذا الإسناد. ....=(16/423)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" "313" من طريق الربيع بن سليمان، عن أسد بن موسى، به.
وفي الباب عن ابن مسعود موقوفاً عليه عند ابن أبي شيبة 13/96و147، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "306"، وهناد في "الزهد" "94" من طريقين عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله.(16/424)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلْمُطِيعِينَ مِنْ أَوْلِيَائِهِ
7409- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَحْرَ الْمَاءِ وَبَحْرَ الْعَسَلِ وَبَحْرَ الْخَمْرِ وَبَحْرَ اللَّبَنِ ثُمَّ ينشق منها بعد الأنهار" 1. [3: 78]
__________
1 رجاله ثقات رجال مسلم غير حكيم بن معاوية، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. الجريري - هو سعيد بن إياس - قد تغير حفظه قبل موته، وقد روى الشيخان له من رواية خالد وهو ابن عبد الله الطحَّان الواسطيُّ.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/204-205، وفي "صفة الجنة" "307" من طريق وهب بن بقية، بهذا الإسناد. وقال: غريب عن الجريري، تفرد به حكيم.
وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" "71"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "307" من طريق إسحاق بن شاهين، عن خالد، به. ......=(16/424)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أحمد 5/5، والدارمي 2/337، والترمذي "2571" في صفة الجنة" باب ما جاء في صفة أنهار الجنة، من طريق يزيد بن هارون، وعبد الحميد في "المنتخب" "410"، وابن عدي في "الكمال" 2/500، والبيهقي في "البعث" "239" من طريق علي بن عاصم، كلاهما عن الجريري، به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(16/425)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَصْفِ الَّذِي بِهِ خَلَقَ اللَّهُ أُصُولَ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ
7410- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطَّانُ بِتِنِّيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي1 عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلَّا سَاقُهَا مِنْ ذهب" 2. [3: 78]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "عدي"، والتصويب من "التقاسيم" 3/487.
2 حديث حسن. رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن الحسن بن فرات وأبيه، فقد أخرج لزياد الترمذي، ولأبيه مسلم وغيره، وقال أبو حاتم في كليهما: منكر الحديث، وقال الدارقطني في زياد: لا بأس به ولا يحتج به، وأبوه وجده ثقات. قالت: وله شواهد تقويه.
وأخرجه الترمذي "2525" في صفة الجنة: باب ما جاء في صفة الجنة، وابن أبي داود "البعث" "66"، والخطيب في "تاريخه" 5/108 من طريق أبي سعيد الأشج، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي سعيد.
وفي الباب عن سليمان موقوفاً عند هناد بن السري في "الزهد". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/425)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
="98"، ووكيع في "الزهد" "215"، وابن أبي شيبة في "المصنع" 13/333، والبيهقي في "البعث" "288"و "289"، وأبي نعيم في "الحلية" 1/202 من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان، عن جرير، عن سلمان، وفيه قوله: "أصولها اللؤلؤ والذهب وأعلاها الثمار". وقال أبو نعيم: ورواه جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه نحوه.(16/426)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَسَافَةِ الَّتِي تَكُونُ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ
7411- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ فِيَ الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وظل ممدود} [الواقعة: 30] 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح. إبراهيم بن بشار حافظ، وفد توبع، ومن فوقه على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه الحميدي "1131"، والبخاري"4881" في تفسير سورة الواقعة، والبيهقي في "البعث" "268" من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/418، ومسلم "2826" "7" في صفة الجنة وصفة نعيمها: باب "إن فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مئة عام لا يقطعها"، من طريق المغيرة بن عبد الوهاب. كلاهما عن أبي الزناد، به. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/426)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أحمد 2/452، ومسلم "2826" "6"، وابن أبي داود في "البعث" "67"، والترمذي "2523" في صفة الجنة: باب ما جاء في صفة شجر الجنة، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/205، والطبري في "جامع البيان" 27/183، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "401" من طريق الليث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/482، والبخاري"3252" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، والطبري 27/138، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "403" من طريق فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة.
وأخرجه عبد الرزاق "20878"، وأحمد 2/469، والطبري 27/138-184، والبيهقي في "البعث" "269" و "270" من طرق عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/438، وهناد بن السري في "الزهد" "113"، والدارمي 2/338، وابن ماجة "4335" في الزهد: باب صفة الجنة، والطبري 27/183و 184 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وأخرجه الطيالسي "2547"، وأحمد 2/445و462، والدارمي 2/338، والطبري 27/183، وأبو نعيم "403" من طريق شعبة، عن أبي الضحاك، عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" "578"، والطبري 27/184 من طريق عوف، عن خلاس ومحمد - وهو ابن سيرين - عن أبي هريرة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/427)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو نعيم "401" من طريق سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: بلغني أن في الجنة شجرة....
وأخرجه هناد "114"، والطبري 27/182 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد المخزومي، عن أبي هريرة.
وأخرجه الطبري 27/183 من طريق الحسين بن محمد، عن زياد، عن أبي هريرة. وانظر الحديث الآتي.(16/428)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ الَّتِي وَصَفْنَا نَعْتَهَا لَا يَقْطَعُ الرَّاكِبُ ظِلَّهَا فِي الْمُدَّةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا
7412- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ1 ابن مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ لا يقطعها" 2. [3: 78]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "هشام"، والتصويب من "التقاسيم" 3/486.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في "صحيفة همام" "5" وفي "مصنف عبد الرزاق" "20877".
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي في "شرح السنة" "4370"، وفي "معالم التنزيل" 4/282. وانظر الحديث السابق.(16/428)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اسْمِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الَّتِي تَقَدَّمَ نَعْتُنَا لَهَا
7413- أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا طُوبَى؟ قَالَ: "شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ مِائَةِ سَنَةٍ ثِيَابُ أهل الجنة تخرج من أكمامها" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده ضعيف، رواية دارج عن أبي الهيثم فيها ضعف.
وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" "68"، والطبري في "جامع البيان" 13/149 من طريق سليمان بن داود، عن أبي واهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/71، وأبو يعلى "1374"، والخطيب في "تاريخه" 4/91 من طريقين عن ابن لهيعة، عن دارج، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 4/644، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه.(16/429)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا تُشْبِهُ شَجَرَةُ طُوبَى مِنْ اشجار الدُّنْيَا
7414- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلْفٍ الدَّارِيُّ1، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ يَعْمُرَ، قَالَ: حدثنا
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: الرازي، والتصويب من "التقاسيم" 3/486.(16/429)
تَدْرُونَ مَنْ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلَقِ اللَّهِ؟ ", قَالُوا" اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, قَالَ: "أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلَقِ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ الْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ يُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ وَتُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ: إِيتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ فَيَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا نَحْنُ سُكَّانُ سَمَاوَاتِكَ وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا يَعْبُدُونِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَتُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ وَتُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً", قَالَ: "فَتَأْتِيهِمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ فيدخلون عليهم منةكل باب: {عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 24] 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح. معروف بن سويد: روى له أبو داود والنسائي، وروى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عشانة –وهو حي بن يومن- فقد روى له أصحاب السُّنن وهو ثقة.
المقرئ: هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد.
وأخرجه أحمد 2/168، وابن أبي عاصم في "الأوائل" "57"، وعبد بن حميد "352"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/347، وفي "صفة الجنة" "81"، والبزار "3665"، والبيهقي في "البعث" "414" من طريق المقرئ، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/259 وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجالهم ثقات، وذكره بلفظ آخر، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عشانة، وهو ثقة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/429)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى الَّتِي هِيَ نِهَايَةُ ظِلَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
7415- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ قَالَ: "رُفِعَتْ لِي سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ وإذا أربعة النهار نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ: فَنَهَرَانِ فِي الجنة, وأما الظاهران: فالنيل والفرات" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري "3207" في بدء الخلق: باب ذكر الملائكة، و "3887" في مناقب الأنصار: باب المعراج، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "302"، والبغوي في "تتفسيره" 3/92-94، وشرح السنة "3752" من طريق هدبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/208-210، والطبراني 19/"598"، وأبو عوانة 1/120-124 من طريق همام بن يحيى، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/305، وهناد بن السري في "الزهد". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/431)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "117"، وأحمد 4/210، ومسلم "164" "264" في الإيمان: باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 8/346، والطبري في "جامع البيان" 27/53، والطبراني 19/"599"، وأبو عوانة 1/116-120، وابن خزيمة في "صحيحه" "301"، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/273-277، والبغوي في "تفسيره" 3/92-94 من طريق سعيد بن أبي عزوبة، عن قتادة، به.
وأخرجه أحمد 4/207-208، ومسلم "164" "265"، والنسائي 1/217-221 في الصلاة: باب فرض الصلاة، والطبري 27/53، وأبو عوانة 1/116، والطبراني 19/"599" والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/377، من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.
وأخرجه أحمد 4/208، وأبو عوانة 1/124، والبيهقي في "البعث" "181" من طريق شيبان، عن قتادة، به.
وأخرجه الطبراني 19/"599" من طريق أبي عوانة والخليل بن مرة، عن قتادة، به.
وقوله: "نبقها" أي: ثمر السدر، والقلال: جمع قلة، والقلة: جرة كبيرة تسع قربتين أو أكثر.(16/432)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ عِنَبِ الْجَنَّةِ الَّذِي أَعَدَّهُ اللَّهُ لِلْمُطِيعِينَ فِي عِبَادِهِ
7416- أَخْبَرَنَا مَكْحُولٌ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلْفٍ الدَّارِيُّ1، قال: حدثنا معتمر2 بْنُ يَعْمُرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَامٍ،
__________
1 تحرف في الأصل إلى: "الرازي" والتصويب من مصادر الترجمة.
2 تحرف في الأصل إلى: "معتمر".(16/432)
قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَزِيدَ الْبَكَالِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: قَامَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: فِيهَا عِنَبٌ - يَعْنِي الْجَنَّةَ - يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ", قَالَ: مَا عِظَمُ الْعُنْقُودِ مِنْهَا؟ قَالَ: "مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ الْأَبْقَعِ لَا يَنْثَنِي وَلَا يَفْتُرُ", قَالَ: مَا عِظَمُ الْحَبَّةِ مِنْهُ؟ قَالَ: "هَلْ ذَبَحَ أَبُوكَ تَيْسًا مِنْ غَنَمِهِ قَطُّ عَظِيمًا؟ ", قَالَ: نَعَمْ قَالَ: "فَسَلَخَ إِهَابَهُ فَأَعْطَاهُ أُمَّكَ، وَقَالَ: ادْبُغِي لَنَا هَذَا [ثُمَّ افْرِي لَنَا مِنْهُ] 1 دَلْوًا نَرْوِي بِهِ مَاشِيَتَنَا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:2 فَإِنَّ تِلْكَ الْحَبَّةَ تُشْبِعُنِي وَأَهْلَ بَيْتِي؟ قَالَ: "نَعَمْ وَعَامَّةُ عشيرتك" 3. [3: 78]
__________
1 مابين حاصرتين زيادة من مصادر التخريج.
2 القائل: هو الأعرابي كما في "مسند أحمد" وغيره.
3 هو صحيح لغيره. انظر "6450" و "7414".
وقوله: "الأبقع" أي: الذي فيه بياض وسواد. والإهاب: هو الجلد.
وقوله: "ثم افري لنا دلواً" أي: اقطعي لنا منه، واصنعي دلواً.(16/433)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْقَلِيلَ مِنَ الْجَنَّةِ لِأَهْلِهَا خير مما طلعت الشمس لأهل الدنيا
...
ذكر الأخبار بأ الْقَلِيلَ مِنَ الْجَنَّةِ لِأَهْلِهَا خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا
7417- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ:(16/433)
حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا جَمِيعًا", اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185] 1. [3: 78]
__________
1 إسناده حسن. محمد بن عمرو - وهو ابنُ عَلقمه الليثيِّ - روى له البخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هناد، فمن رجال مسلم.
وهو في "الزهد" له "113".
وأخرجه الترمذي"3292" في تفسير سورة الواقعة، عن أبي كريب، عن عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/101، وأحمد 2/438، والدارمي 2/32-333، والترمذي"3013" في تفسير سورة آل عمران، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "53"، والحاكم 2/299 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 2/482، والبخاري "2793" في الجهاد: باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم في الجنة و "3253" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة، من طريق فيلح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/17 من طريق.....=(16/434)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عبد الرحمن بن إسحاق، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة.
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ص 160 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/483، والدولابي في "الكنى" 1/103 من طريقين عن أبي أيوب مولى لعثمان بن عفإن، عن أبي هريرة، وانظر الحديث الآتي. والحديث المتقدم برقم "6158".(16/435)
ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ
7418- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي يُونُسَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: "لَقَابُ قَوْسٍ أَوْ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خير من الدنيا" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو يونس: هو سليم بن جبير الدوسي وانظر الحديث السابق والحديث المتقدم برقم "6158".(16/435)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَوَّلِ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ فِي الْعُقْبَى
7419- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ(16/435)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تَجْتَمِعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ: أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَسَاكِينُهَا؟ قَالَ: فَيَقُومُونَ, فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا عَمِلْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا ابْتَلَيْتَنَا فَصَبَرْنَا وَآتَيْتَ الْأَمْوَالَ وَالسُّلْطَانُ غَيْرَنَا, فَيَقُولُ اللَّهُ: صَدَقْتُمْ, قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ، وَيَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الْأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ"، قَالُوا: فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ وَتُظَلِّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ يَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ ساعة من نهار" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده حسن. محمد بن سعيد الأنصاري: روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" 9/102. عبد الله بن الحارث: هو الزبيدي النجراني، وأبو كثير: هو الزبيدي الكوفي، اسمه زهير بن الأقمر، وقيل غير ذلك.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/337 وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير أبي كثير الزبيدي، وهو ثقة.(16/436)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ صُوَرِ الزُّمْرَةِ الَّتِي تَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَوَّلَ النَّاسِ فِي الْقِيَامَةِ
7420- أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ1 الرَّمَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: اخْتَصَمَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ أَيُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ فَأَتَوْا أَبَا2 هُرَيْرَةَ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ أمتي على
__________
1 تحرف في الأصل و "التقاسيم" 3/478 إلى: "بسام".
2 في الأصل: "أبو"، والتصويب من "التقاسيم".(16/436)
صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَضْوَأِ كَوْكَبٍ فِي السَّمَاءِ دُرِّيٍّ أَوْ دُرِّيءٍ -شَكَّ سُفْيَانُ- لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وما في الجنة أعزب" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن بشار الرمادي، فقد روى له أبو داود والترمذي، وهو حافظ وقد توبع، سفيان: هو ابن عيينة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه الحميدي "1143"، وأحمد 2/247، ومسلم "2834" "14" في الجنة وصفة نعيمها، باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق "10879" عن معمر، وأحمد 2/230، والحسين المروزي في زوائد "الزهد" لابن المبارك "1585"، ومسلم "2834" "14"، والبيهقي في "البعث" "335" من طريق إسماعيل بن علية، والخطيب في "تاريخه" 9/87 من طريق حمادة بن سلمة، ثلاثتهم عن أيوب، به.
وأخرجه أحمد 2/345 و420 و422 و507، والدارمي 2/336، وأبو نعيم في "صفة الجنة""244"، والخطيب في "تاريخه" 9/87، والبيهقي في "البعث" "334" من طرق عن محمد، به بطوله ومختصراً.
وأخرجه البخاري "3254" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة، من طريق هلال، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة.
وأخرجه بنحوه مختصراً: أحمد 2/400، والحسين المروزي في زائد "الزهد" "1576"، وأبو نعيم في "الحلية" 8/184-185، وفي "صفة الجنة" "245"، وأبو عوانة 1/140-141، البغوي "4323" من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/437)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أحمد 2/473و504، والحسين المروزي "1574"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "242" من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد المخزومي، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/385، وأبو الشيخ في "العظمة" "579" و"580" من طريق خلاس وأبي رافع، عن أبي هريرة.
وأخرجه الدارمي 2/333، وأبو نعيم "246" و"247" من طريقين عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" "87"، وأبو نعيم "250"من طريق قتادة، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/257، وابن أبي شيبة 14/129، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "249" من طريق محمد بن إسحاق، عن عياض بن دينار "وزاد أحمد هنا: عن أبيه" عن أبي هريرة. وسيأتي أيضاً برقم "7436" و "7437".
وقوله: "دري" فيه لغات: ضم الدال وكسرها وفتحها نسبة إلى الدر، والأخيران على غير القياس، أي: ثاقب ومضيء. ويجوز أن يكون "فعيلاً" على تخفيف الهمزة من "دريء" أي: مندفع في مضيه من المشرق إلى المغرب، وحكي مع الهمز أيضاً تثليث الدال.(16/438)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة""81" عن نافع بن يزيد، عن معروف بن سويد، يه.
وأخرجه أحمد 2/168 عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن أبي عشانة، به.
وأخرجه الحاكم 2/71-72، والطبراني فيما ذكره ابن كثير في "تفسيره" 2/529 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي عشانة، به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وذكره السيوطي في "الدر" 4/57 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في "الشعب".(16/440)
ذِكْرُ وَصْفِ هَذِهِ الزُّمْرَةِ الَّتِي هِيَ أَوَّلُ الْخَلْقِ دُخُولًا الْجَنَّةَ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ
7421- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ معروف قال: حدثنا المقرىء1 قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْرُوفُ بْنُ سُوَيْدٍ الْجُذَامِيُّ عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "هل
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "المقبري"، والتصويب من "التقاسيم" 3/478.(16/428)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَوَّلِ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ1 الْجَنَّةِ عِنْدَ دُخُولِهِمْ إِيَّاهَا تَفَضَّلَ اللَّهُ عَلَيْنَا بِذَلِكَ
7422- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلْفٍ الدَّارِيُّ2 قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ يَعْمُرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ3 الرَّحَبِيُّ أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَالَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ, قَالَ: فدفعتُه دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا, فَقَالَ: لِمَ تَدْفَعُنِي؟ فَقُلْتُ: أَلَا تَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنَّمَا أَدْعُوهُ باسمه الذي
__________
1 "اهل" ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 3/479.
2 تحرف في الأصل إلى: الرازي.
3 تحرف في الأصل و "التقاسيم" إلى: أسامة.(16/440)
سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اسْمِي مُحَمَّدٌ الَّذِي سَمَّانِي بِهِ أَهْلِي", فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "يَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِنْ أَخْبَرْتُكَ"؟ قَالَ: أَسْمَعُ مَا تُحَدِّثُ فَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ بِعُودٍ مَعَهُ، وَقَالَ: "سَلْ"، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ" قَالَ: فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً؟ فَقَالَ: "فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ", فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: فَمَا تُحْفَتُهُمْ حِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "زَائِدَةُ كَبِدِ النُّونِ"، قَالَ: مَا غَدَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا, قَالَ: "يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا"، قَالَ: فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: "مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا", قَالَ: صَدَقْتَ, قَالَ: وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا نَبِيٌّ, قَالَ: "يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ"؟ فَقَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنِي جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الْوَلَدِ, فَقَالَ: "مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ، فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللَّهِ، وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ"، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: لَقَدْ صَدَقْتَ وَإِنَّكَ لِنَبِيٌّ، وَانْصَرَفَ فذهب، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ سَأَلَنِي هَذَا عَنِ الَّذِي سَأَلَنِي وَمَالِي عِلْمٌ بِشَيْءٍ مِنْهُ حَتَّى أَتَانِيَ اللَّهُ بِهِ" 1. [3: 78]
__________
1 حديث صحيح، محمد بن خلف الداري وشيخه قد توبعا، ومن فوقهما على شرط مسلم. أبو سلام: هو ممطور الأسود الحبشي، وأبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد. =(16/441)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه مسلم "315" في الحيض: باب بيان صفة مني الرجل والمرأة، والنسائي في "عشرة النساء" "188"، والطبراني "1414"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "337"، والحاكم 3/481-482، والبيهقي في "البعث" "315" من طرق عن معاوية بن سلام، بهذا الإسناد.
وقوله: "فنكت" أي خط بالعود في الأرض، وأثر به فيها، وهذا يفعله المفكر.
و"الجسر" بفتح الجيم وكسرها، والمراد به الصراط، و "الإجازة" هنا بمعنى الجواز والعبور، و"التحفة" بإسكان الحاء وفتحها –مايهدي إلى الرجل ويخص به ويلاطف، "النون": الحوت.(16/442)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَوَّلِ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الجنة في الجنة عند دخولهم إياها
7423- أخبرا الحسين بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِي نَخْلٍ لَهُ فَأَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ أَشْيَاءَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا نَبِيٌّ, فَإِنْ أَنْتَ أَخْبَرْتَنِي بِهَا آمَنْتُ بِكَ, فَسَأَلَهُ عَنِ الشَّبَهِ وَعَنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يَحْشُرُ النَّاسَ وَعَنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةُ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا"، قَالَ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَا الشَّبَهُ إِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ ذَهَبَ بِالشَّبَهِ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ ذَهَبَ بِالشَّبَهِ وَأَوَّلُ شَيْءٍ يَحْشُرُ النَّاسَ نَارٌ تَجِيءُ مِنْ قبل المشرق،(16/442)
فَتَحْشُرُ النَّاسَ إِلَى الْمَغْرِبِ وَأَوَّلُ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ رَأْسُ ثَوْرٍ وَكَبِدُ حُوتٍ", ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ وَإِنَّهُمْ إِنْ سَمِعُوا بِإِيمَانِي بِكَ بَهَتُونِي وَوَقَعُوا فِيَّ فَأُحِبُّ أَنِّي أَبْعَثُ إِلَيْهِمْ فَبَعَثَ فَجَاؤُوا فَقَالَ: "مَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ"؟ قَالُوا: سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا وَعَالِمُنَا وَابْنُ عَالِمِنَا وَخَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ أَتُسْلِمُونَ"؟ فَقَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ أَنْ يَقُولُ ذَلِكَ مَا كَانَ لِيَفْعَلَ, فَقَالَ: "اخْرُجْ يَا ابْنَ سَلَامٍ"، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ, فَقَالُوا: بَلْ هُوَ شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا وَجَاهِلُنَا وَابْنُ جَاهِلِنَا, قَالَ: أَلَمْ أُخْبِرْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّهُمْ قوم بهت1. [3: 20]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أحمد 3/271، وأبو يعلى "3414"، وأبو نعيم في "الدلائل" "247" من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم "7161".(16/443)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَكُونُ مُتَعَقَّبَ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَشَرَابِهِمْ
7424- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ:(16/443)
يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ فِيهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أن أحدهم ليعطى قوة مائة رَجُلٍ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ"، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَاجَتُهُمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جُلُودِهِمْ مثل المسك فإذا البطن قد ضمر" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هناد، فمن رجال مسلم. وثمامة بن عقبة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي، وهو ثقة، وهو في "الزهد" لهناد "63" و "90".
وأخرجه أحمد 4/367، والبزار "3522"، والطبراني "5007" والبيهقي في "البعث""317" من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/108-109، واحمد 4/381، والدارمي 2/334، وهناد "90"، وعبد بن حميد في "المنتخب" "263"، والحسين المروزي في "زوائد الزهد" "1459"، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/191، والبزار "3523"، والطبراني "5004"و"5005"و"5006"و"5008"و"5009"، وأبو نعيم في "الحلية" 8/116، وفي "صفة الجنة" "329" من طرق عن الأعمش، به.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/216 وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير ثمامة بن عقبة، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني بنحوه "5010" من طريق هارون بن سعد، عن ثمامة، به. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 1/100 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم.(16/444)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سُوقِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّذِي يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُهَا
7425- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ(16/444)
وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقًا يَأْتُونَهُ كُلَّ جُمُعَةٍ فِيهِ كُثْبَانُ الْمِسْكِ فَتَهِيجُ رِيحُ شَمَالٍ فَتَحْثِي أو فتسفي في وجهوهم الْمِسْكَ فَيَأْتُونَ أَهْلِيهِمْ فَيَقُولُونَ لَهُمْ: قَدْ زَادَكُمُ اللَّهُ بَعْدَنَا أَوِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا فَيَقُولُونَ لَهُمْ: وَأَنْتُمْ قَدْ زَادَكُمُ اللَّهُ بَعْدَنَا حسنا وجمالا" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن عبد الجبار، وحماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الدارمي 2/339، ومسلم "3833" في الجنة ونعيمها: باب في سوق الجنة، وأبو نعيم في "الحلية" 6/253، والبيهقي في "البعث" "374"، والبغوي "4389" من طريق سعيد بن عبد الجبار، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/150، وأحمد 3/284-285 من طريق عفإن، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه الدارمي 2/338-339 عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس مرفوعاً.
وأخرجه الحسين المروزي في "زوائد الزهد" "4191" عن محمد بن أبي عدي، عن حميد، عن أنس موقوفاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/102، والمبارك في "الزهد" برواية نعيم بن حماد "241"، والبيهقي في "البعث" "375" من طريق سليمان التيمي، عن أنس موقوفاً. ......=(16/445)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ "20881" عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس موقوفاً.
وقوله: "لسوقا" أراد بالسوق مجمعاً لهم يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا في السوق.
و"الكثبان" جمع كثب، وهو الرمل المستطيل المحدودب.
و"ريح الشمال" هي التي يأتي من دبر القبلة. قال القاضي: وخص ريح الجنة بالشمال، لأنها ريح المطر عند العرب كانت تهب من جهة الشام، وبها يأتي سحاب المطر، وكانوا يرجون السحاب الشامية. "شرح النووي".(16/446)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً فِيهَا
7426- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغُضَائِرِيُّ بِحَلَبَ وَكَانَ حِتْرَ النِّعَالِ1 قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ2 سَمِعَا الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مُوسَى قَالَ: رَبِّ أَيُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَدْنَى مَنْزِلَةً؟ فَقَالَ: رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَمَا يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةَ فَيُقَالُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ, فَيَقُولُ: كَيْفَ أَدْخَلُ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ فَيَقُولُ لَهُ: تَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِنَ الْجَنَّةِ مِثْلُ مَا كَانَ لِمَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا, قال فيقول:
__________
1 في الأصل "جد الرحال" والمثبت من "التقاسيم" 3/489، والحتر: الإحكام والشد، وقد ذكروا في ترجمته أنه حج على رجليه أربعين حجة من بلد إقامته حلب ذهاباً واياباً.
2 في الأصل" "عبد الكريم بن الحسن" وفي "التقاسيم": "عبد الكريم بن أبجر" والتصويب من مصادر التخريج.(16/446)
نَعَمْ أَيْ رَبِّ فَيُقَالُ: لَكَ هَذَا وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ فَيَقُولُ:1 أَيْ رَبِّ رَضِيتُ, فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّ لَكَ هَذَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ مَعَهُ, فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ رَضِيتُ, فَيُقَالُ لَهُ: لَكَ مَعَ هَذَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ" 2. [3: 78]
__________
1 في الأصل: "فيقال"، والمثبت من "التقاسيم".
2 إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير العدني، وأبن أبحر، فمن رجال مسلم. ابن أبي عمر العدني: هو محمد بن يحيى، وسفيان: هو ابن عيينة، وعبد الملك بن أبجر: هو عبد الملك بن سعيد بن حيان، وقد تقدم الحديث برقم "6216".(16/447)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي ذَكَرْنَا نَعَتَهُ هُوَ مِمَّنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ النَّارُ ثُمَّ أُخْرِجَ مِنْهَا
7427- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ الْبَذَشِيُّ1 قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ رَجُلٍ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ رَجُلٌ خَرَجَ زَحْفًا, فَقِيلَ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَدْخُلُ ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ أَخَذَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ فِي الدُّنْيَا فَيَقُولُ: نَعَمْ فَيَقُولُ: تَمَنَّهْ, فَيَقُولُ: يَا رَبِّ تَنَافَسَ أَهْلُ الدُّنْيَا في دنياهم وتضايقوا فيها فأنا
__________
1 تحرفت في الأصل و"التقاسيم" 3/489 إلى: "البلشي" والتصويب من مصادر ترجمته، والبذشي: بفتح الباء والذال نسبة إلى بذش قرية على فرسخين من بسطام، وهي مدخل إقليم خراسان.(16/447)
أَسْأَلُكَ مِثْلَهَا, فَيَقُولُ: لَكَ مِثْلَهَا وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ ذلك فهو أدنى أهل الجنة منزلا" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير نوح بن حبيب البذشي، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، إبراهيم: هو النخعي، وعبيدة" هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه أحمد 1/378-379، وهناد بن السري في "الزهد" "207"، ومسلم "186" "309" في الإيمان: باب آخر أهل النار خروجاً، والترمذي "2595" في صفة جهنم: باب 10، وابن خزيمة في "التوحيد" ص317-318، وابن منده في "الإيمان" "843"، والبغوي "4356" من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن منده "844" من طريق وكيع، عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن خزيمة ص318، وابن منده "844" من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة وعبيدة، عن ابن مسعود مرفوعاً. وسقط رفع الحديث من المطبوع من ابن خزيمة.
وأخرجه بنحوه البخاري"7511" في التوحيد: باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، وابن خزيمة ص317 من طريق إسرائيل، وأحمد 1/460 من طريق شيبان، والطبراني "10339" من طريق أسباط، ثلاثتهم عن منصور، عن إبراهيم، به.
وأخرجه الطبراني "10340" من طريق إبراهيم بن المهاجر، عن إبراهيم النخغي، به. وانظر الحديث الآتي برقم "7431" و "7475".(16/448)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يُعِدُّ اللَّهُ لِلرَّجُلِ الَّذِي ذَكَرْنَا نَعَتَهُ مِنَ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ فِي جَنَّتِهِ
7428- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أبو النضر التَّمَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ(16/448)
أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَكُونُ فِي النَّارِ قَوْمٌ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ فَيُغَسَّلُونَ فِي عَيْنِ الْحَيَاةِ فَيُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: الْجَهَنَّمِيُّونَ لَوْ طَافَ1 بِأَحَدِهِمْ أَهْلُ الدُّنْيَا لَأَطْعَمَهُمْ وَسَقَاهُمْ وَفَرَشَهُمْ -قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَزَوَّجَهُمْ -لَا ينقص ذلك مما عنده" 2. [3: 78]
__________
1 كذا الأصل والتقاسيم: "لو طاف بأحدهم" وفي "مسند أبي يعلى" وابن خزيمة: "لو أضاف أحدهم"، وفي "مسند أحمد" والبيهقي "لو ضاف أحدهم" وسيرد عند المصنف برقم "7433" بلفظ: "استضافهم أهل الدنيا".
2 إسناده قوي. رجاله ثقات رجال مسلم غير عطاء بن السائب، فقد روى له البخاري متابعة، وقد اختلط بأخرة إلا أن حماد بن سلمة سمع منه قبل الاختلاط. أبو نصر التمار: هو عبد الملك بن عبد العزيز القشيري. وهو في "مسند أبي يعلى" "4979".
وأخرجه أحمد 1/454، وابن خزيمة في "التوحيد" ص320، والبيهقي في "البعث""432" من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وسيأتي برقم "7433".
وفي الباب عن أنس موقوفاً - وهو بحكم المرفوع- بإسناد صحيح عند ابن خزيمة ص320.
وعنه أيضاً مختصراً ومرفوعاً عند البخاري "6559" و "7450"، وأحمد 3/133 و134 و147 و208 و269، وأبي يعلى "2886" و"2978" و"3013" و"3054" و"3206" من طريقين عن قتادة، عنه. ولفظه: "يخرج قوم من النار بعدما مسهم منها سفع فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة: الجهنميين".
وعن جابر عن البخاري "6558"، ومسلم "191" وغيرهما.(16/449)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ حَالَةِ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِمَّنْ أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ تَعْذِيبِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِيَّاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ
7429- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٍ؟ " قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: "فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٍ"؟ قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: "فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ فَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ وَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ, فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ هَذَا مَقَامُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا1 رَبُّنَا فَإِذَا جَاءَنَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ قَالَ: فَيَأْتِيهِمْ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ, فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا وَيُضْرَبُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ"، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُهُ، وَدَعْوَةُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَبِهِ كلاليب مثل شوك السعدان، هل
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "ويأتنا" والتصويب من "التقاسيم" 3/506.(16/450)
تَدْرُونَ شَوْكَ السَّعْدَانِ"؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ أَرَادَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ قَالَ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنِ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ", قَالَ: "فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتُحِشُوا 1 فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحَبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ"، قَالَ: "وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ قَشَبَنِي2 رِيحُهَا, وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: فَلَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: يَا رَبِّ قَرِّبْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ, فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلَا: أَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غيره ويلك يا بن آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ! فَلَا يَزَالُ يَدْعُو فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلَا: فَلَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ, وَيُعْطِي اللَّهَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهُ فَيُقَرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فلما
__________
1 من قوله: "أن يخرجوهم", إلى هنا زيادة من "المصنف" لعبد الرزاق، وفي الأصل و"التقاسيم" مكان هذه الزيادة: "فيخرجونهم فيعرفونهم".
2 في الأصل و"التقاسيم": "أقشبني"، والمثبت من مصادر التخريج.(16/451)
قَرَّبَهُ مِنْهَا انْفَهَقَتْ 1 لَهُ الْجَنَّةُ فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ, فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلَا" أَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لا تسألني غيره ويلك يا بن آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ! فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَا تجلعني أَشْقَى خَلْقِكَ, قَالَ: فَلَا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ جَلَّ وَعَلَا فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ دُخُولِ الْجَنَّةِ فَإِذَا دَخَلَ قِيلَ لَهُ تَمَنَّ كَذَا وَتَمَنَّ كَذَا فَيَتَمَنَّى حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الْأَمَانِيُّ فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلَا: هُوَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ".
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "هُوَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ". فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: حَفِظْتُ: "هُوَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخر أهل الجنة دخولا" 2. [3: 80]
__________
1 في الأصل: "انفقهت"، والتصويب من "التقاسيم" 3/507.
2 حديث صحيح، ابن أبي السري –وهو محمد بم المتوكل- قد توبع، ومن فوقه على شرط الشيخين.
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق "208566"، ومن طريقه أخرجه أحمد 2/275-276و533-534، ومسلم "182" "301" في الإيمان: باب معرفة طريق الرؤية، وعبد الله بن أحمد في "السنة" "241" و"242"، وابن أبي عاصم في "السنة" "455"و"476"، والآجري في "التصديق بالنظر" "28"، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" "418"، وابن منده في "الإيمان" "805"، والبغوي "4346".
وأخرجه الآجري "30"، وابن منده "806" من طريق محمد بن ثور، وابن منده أيضاً: 806" من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن معمر،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/452)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/293-294، والبخاري "7437" في التوحيد: باب قول الله تعالى" {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، ومسلم "182" و"299"، وعبد الله بن أحمد في "السنة" "238" و"239"و"240"، وابن أبي عاصم في "السنة" "453"و"475"، والطيالسي "2383"، واللالكائي "817"، وابن منده "804" من طريق إبراهيم بن سعد، وابن أبي عاصم "454"و"477"، وابن منده "408" من طريق الزبيدي، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص460 من طريق سعيد بن عبد العزيز، ثلاثتهم عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري "6573" في الرقاق: باب الصراط جسر جهنم، ومسلم "182" "300"، وابن أبي عاصم "456"و"478"، والآجري في "التصديق" "29"، واللالكائي "815"، وابن منده "807"، والبغوي "4366" من طريق أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد، عن أبي هريرة. وانظر الحديث المتقدم برقم "4623" والآتي برقم "7445".
وقوله: "هل تضارون" بتشديد الراء، والتاء مضمومة فيهما، أي: لا تضرون أحد ولا يضركم بمنازعة ولا مجادلة ولا مضايقة، وجاء بتخفيف الراء من الضير وهو لغة في الضر، أي: لا يخالف بعض بعضاً فيكذبه وينازعه فيضره بذلك. وقيل: المعنى: لا تضايقون، أي: لا تزاحمون كما جاء في الرواية الأخرى: "لا تضامون" بتشديد الميم مع فتح أوله، وقيل المعنى: لا يحجب بعضكم بعضاً عن الرؤية فيضر به.
وقوله: "فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك" المراد تشبيه الرؤية بالرؤية في الوضوح وزوال الشك، ورفع المشقة والاختلاف.
وقوله: "يضرب جسر على جهنم" أي: يمد الصراط عليها. ....=(16/453)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقوله: "وبه كلاليب مثل شوك السعدان"، أما الكلاليب فجمع كلوب ويقال أيضاً: كلاب، وهي حديده معطوفة الرأس، ويعلق فيها اللحم، وترسل في التنور. وهذه الكلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به. وأما السعدان فهو نبت له شوكة عظيمة مثل الحسك من كل الجوانب، يضرب به المثل في طيب مرعاه.
وقوله: "المخردل" أي: المصروع، وقيل هو المقطع، أي: تقطعه كلاليب الصراط حتى تهوي به إلى النار.
وقوله: "قد امتحشوا" أي: احترقوا. والمحش: احتراق الجلد وظهور العظم.
وقوله: "فينبتون نبات الحبة في حميل السيل" الحِبة بكسر الحاء وتشديد الباء: أسم جامع لحبوب البقول التي تنتثر إذا هاجت، ثم إذا مطرت من قابل تنبت، ونباتها في البراري وجوانب السيول، أما الحنطة ونحوها فهو الحبُّ لا غير.
وحميل السيل: ما جاء به السيل من طين أو غثاء، فإذا اتفق فيه الحبة، واستقرت على شط مجرى السيل، فإنها تنبت في يوم وليلة، وهي أسرع نابتةٍ نباتاً، وإنما أخبر بسرعة نباتهم.
وقوله: "قَشَبَني ريحها" بتخفيف الشين، وحكي التشديد، أي: سمني وآذني وأهلكني.
وقوله: "ذكاؤها" أي: لهبها، واشتعالها، وشدة وهجها، وروي: "ذكاها" مقصوراً وهو الأشهر في اللغة.
وقوله: "انفقهت" أي: انفتحت واتسعت. وانظر "شرح السنة" للبغوي 15/176-179، و"شرح مسلم" للنووي، و"فتح الباري" 11/446-461.(16/454)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا قَدْ كَانَ يَعْلَمُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ أَنَّهُ لَوْ قَدَّمَهُ مِمَّا يُرِيدُ لَطَلَبَ غَيْرِهِ
7430- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يُمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ فَهُوَ يَكْبُو مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ أُخْرَى حَتَّى إِذَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَيَقُولُ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْهَا فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ قَالَ: ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا لَعَلِّي أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا, قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَهُ سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَفْعَلَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ فَاعِلُهُ لِمَا يَرَى مِمَّا لَا صَبَرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ أُخْرَى هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى, فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا فَيَقُولُ: أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: بَلَى يَا رَبِّ وَلَكِنْ أَدْنِنِي مِنْهَا لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا, فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا فَيُدْنِيهِ مِنْهَا وَيَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا لِمَا يَرَى مَا لَا صَبَرَ لَهُ عَلَيْهِ قَالَ: فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ أُخْرَى عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَيَيْنِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا(16/455)
وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: بَلَى يَا رَبِّ, وَلَكِنْ أَدْنِنِي مِنْهَا, فَإِذَا دَنَا مِنْهَا سَمِعَ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: أَيُرْضِيكَ يَا ابْنَ آدَمَ أَنْ أُعْطِيكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا, فيقول: أتستهزىء بي وأنت رب العالمين, فيقول: ما استهزىء بِكَ وَلَكِنَّنِي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ".
قَالَ: فكان ابن مسعود إذا ذكر قوله: "أتستهزىء بِي"؟ ضَحِكَ, ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّا أضحك؟ فقيل: مما تَضْحَكُ؟ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذكر ذلك ضحك1. [3: 80]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 1/391-392 و410-411، ومسلم "187" في الإيمان: باب آخر أهل النار خروجاً، وأبو يعلى "4980" و"5290"، والدارمي في "الرد على بشر المريسي" ص532 "عقائد السلف"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص231و318-319، وأبو عوانة 1/142-134و143-144، والطبراني "9775"، وابن منده في "الإيمان" "841"، والبيهقي في "البعث" "96"، وفي "الأسماء والصفات" ص474، والبغوي "4355" من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر الحديث رقم "7427" و "7431".(16/456)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ جَلَّ وَعَلَا إِنْ أَعْطَيْتُكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا لَيْسَ بِعَدَدٍ يُرِيدُ بِهِ النَّفْيُ عَمَّا وَرَاءَهُ
7431- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قال: حدثنا مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْهَا زَحْفًا فَيُقَالُ لَهُ: انْطَلِقْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ, قَالَ: فَيَذْهَبُ فَيَدْخُلُ فَيَجِدُ النَّاسَ قَدِ أَخَذُوا الْمَنَازِلَ, قَالَ: فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ أَخَذَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ, قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ فِي الدُّنْيَا, قَالَ: فَيَقُولُ: نَعَمْ, فَيُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ فَيَتَمَنَّى, فَيُقَالُ لَهُ: لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ الدُّنْيَا, قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ"؟ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحك حتى بدت نواجذه1. [3: 80]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/119-120ن ومن طريقه أخرجه مسلم "186" 309" في الإيمان: باب آخر أهل الجنة خروجا.
وقد تقدم برقم "7427" وسيأتي برقم "7475".(16/457)
ذكر الإخبار بأن من دخل الْجَنَّةَ بَعْدَ أَنْ عُذِّبَ فِي النَّارِ بِذُنُوبِهِ وَسَمُّوا الْجَهَنَّمِيِّينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ فَيُذْهِبُ اللَّهُ ذَلِكَ الِاسْمَ عَنْهُمْ
7432- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي رَوْقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا(16/457)
صَالِحُ بْنُ أَبِي طَرِيفٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] ، فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يُخْرِجُ اللَّهُ أُنَاسًا مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا يَأْخُذُ نِقْمَتَهُ مِنْهُمْ قَالَ: لَمَّا أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ النَّارَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ الْمُشْرِكُونَ: أَلَيْسَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ فِي الدُّنْيَا أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ فَمَا لَكُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ فَإِذَا سَمِعَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ فَيَتَشَفَّعُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ حَتَّى يَخْرُجُوا بِإِذْنِ اللَّهِ فَلَمَّا أُخْرِجُوا قَالُوا: يَا لَيْتَنَا كُنَّا مَثَلَهُمْ فَتُدْرِكُنَا الشَّفَاعَةُ فَنُخْرَجُ مِنَ النَّارِ, فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} . قَالَ: فَيُسَمَّوْنَ فِي الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ مِنْ أَجْلِ سَوَادٍ فِي وُجُوهِهِمْ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَذْهِبْ عَنَّا هذا الاسم, قال: فيأمرهم فيغتلسون في نهر الجنة فيذهب ذلك منهم"1. [3: 80]
__________
1 حديث صحيح. صالح بن أبي طريف: ذكره المؤلف في "الثقات" 4/376 وقال: صالح بن أبي طريف أبو الصيداء، يروي عن أبي سعيد الخدري، روى عنه أبو روق عطية بن الحارث الهمداني. وذكره الدولابي في "الكنى" 2/14 فقال: أبو الصيداء صالح بن طريف الظبي، وباقي رجاله ثقات. عبد الله بن عمر: هو ابن محمد أبان بن صالح وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه الطبراني قيما ذكر الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 2/566 من طريق إسحاق بن راهوية، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وذكره السيوطي في "الدر" 5/63 وزاد نسبته إلى إسحاق بن راهوية،......=(16/458)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن مردويه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/253-254 عن عبد الله بن الحسين بن بالويه، عن محمد بن محمد بن علي، عن محمد بن عبدك، عن مصعب بن خارجة بن مصعب، عن أبيه، عن مسعر، عن عطيه، عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} ، قال: "يخرج الله قوماً من النار من أهل الإيمان والقبلة بشافعة محمد صلى الله عليه وسلم، فذلك المقام المحمود فيؤتى بهم إلى نهر يقال له: الحيوان، فيلقون فيه، فينبتون كما ينبت الثعارير، ويخرجون فيدخلون الجنة، فيسمون الجهنميين فيطلبون إلى الله أن يذهب عنهم ذلك الاسم فيذهب عنهم". وقال غريب من حديث مسعر لم نكتبه إلا من حديث مصعب، عن أبيه. وانظر الحديث المتقدم برقم "182" و "148".
وفي الباب حديث أنس - وهو على شرط الشيخين - عند أحمد 3/144، والدارمي 1/27-28، وابن خزيمة في "التوحيد" ص297-298، وبنحوه من حديثه أيضاً عند الطبراني كما ذكر ابن كثير في "تفسيره"، وقال الهيثمي 10/380: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه من لم أعرفهم.
وحديث أبي موسى الأشعري عند ابن أبي عاصم في "السنة" "843"، وابن جرير الطبري في "تفسيره" 14/2، والطبراني فيما ذكر ابن كثير في "تفسيره" 2/566، والحاكم 2/242 وصححه ووافقه الذهبي، من طريق خالد بن نافع الأشعري، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى. وخالد بن نافع فيه ضعيف.
وحديث جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط"، وابن مردويه فيما ذكر السيوطي في "الدر" 5/62، وقال الهيثمي في "المجمع" 10/379: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح غير بسام الصيرفي، وهو ثقة.
وحديث المغيرة بن شعبة ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/379. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/459)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبد الرحمن بن إسحاق وهو ضعيف.
وحديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عند هناد في "الزهد" "205" وفيه جويبر بن سعيد، وهو ضعيف.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 14/3 من طرق عن القاسم بن الفضل، عن ابن أبي فروة العبدي أن ابن عباس وأنس بن مالك كانا يتأولان هذه الآية: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} يتأولانها يوم يحبس الله أهل الخطايا من المسلمين مع المشركين في النار، قال: فيقول لهم المشركون: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون في الدنيا، قال: فيغضب الله لهم بفضل رحمته فيخرجهم، فذلك حين يقول: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} . انظر "7377".(16/460)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ مَا يَتَفَضَّلُ اللَّهُ بِنَعِيمِ الْجَنَّةِ عَلَى مَنْ أَخْرَجَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ تَعْذِيبِهِ إِيَّاهُ فِيهَا
7433- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَكُونُ قَوْمٌ فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونُوا ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ فَيُخْرِجُهُمْ مِنْهَا فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ فِي نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَوَانُ لَوِ اسْتَضَافَهُمْ أَهْلُ الدُّنْيَا لَأَطْعَمُوهُمْ وَسَقُوهُمْ وأتحفوهم" 1. [3: 80]
__________
1 إسناده قوي، حماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" "834"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "448" من طريق هدبه بن خالد، بهذا الإسناد، وانظر "7428".(16/460)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ هِدَايَةِ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِمَسَاكِنِهِ وَمَنَازِلِهِ فِي الْجَنَّةِ
7434- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ(16/460)
إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيَقَاصُّونَ مَظَالِمَ 1 كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ 2 الْجَنَّةِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الْجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ في الدنيا" 3. [3: 80]
__________
1 في الأصل و"التقاسيم" 3/506: "فطالما"، الجادة ما أثبت.
2 تحرفت في الأصل إلى: "يدخلون" والتصويب من "التقاسيم".
3 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المتوكل الناجي: هو علي بن داود.
وأخرجه البخاري "2440" في المظالم: باب قصاص الظالم، وابن منده في "الإيمان" "838"، والحاكم 2/354 من طريق إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" "857"، وأبو يعلى "1186"، وابن منده في "الإيمان" "838" من طريق معاذ بن هشام، به.
وعلقه البخاري "2440" عن يونس بن محمد، عن شيبان بن عبد الرحمن، حدثنا أبو المتوكل، عن أبي سعيد، ووصله ابن منده في "الإيمان" "839" عن محمد بن أبي داود بن المنادي، عن يونس بن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/461)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= محمد، به.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" "288"، وابن منده "839" من طريق حسين بن محمد المروزي، عن شيبان.
وأخرجه أحمد 3/13 و 63 و 74، والبخاري "6535" في الرقاق: باب القصاص يوم القيامة، وابن أبي عاصم "858"، والطبري 17/37-38-و 38، وابن منده "837" من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأحمد 3/57 من طريق معمر، كلاهما عن قتادة، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 5/84 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.(16/462)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا يَكُونُ لَهُمْ حَالَةُ نَقْصٍ وَتَقَذُّرٍ إِذْ هِيَ دَارُ رِفْعَةٍ وَعَلَاءٍ
7435- أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَهْلُ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَلَا يَبُولُونَ ولا يتغوطون ولا يتمخطون وَلَا يَبْزُقُونَ يُلْهَمُونَ الْحَمْدَ وَالتَّسْبِيحَ كَمَا يُلْهَمُونَ النفس طعامهم له جشاء وريحهم المسك" 1. [3: 78]
__________
1 في الأصل و "التقاسيم" 3/487: "بالمسك"، وفي "شرح السنة" وغيره: "طعامهم جشاء ورشحهم المسك".
والحديث إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان –وهو طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً. سفيان: هو الثوري...... =(16/462)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البغوي في "شرح السنة" "4375" من طريق محمد بن كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" "333" من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، به.
وأخرجه الطيالسي "1776"، وهناد بن السري في "الزهد" "62"، وأحمد 3/316 و 364، ومسلم "2835" "18" في الجنة: باب في صفة الجنة وأهلها، وأبو داود "4741" في السنة: باب الشفاعة، وأبو يعلى "1906" و "2052" و "2270"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "274" و "333"، والبيهقي في "البعث" "316" من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه أحمد 3/384، والدارمي 2/335، ومسلم "2835" "19" و "20" من طريق ابن جريج، وأحمد 3/349، وأبو نعيم "274" من طريق ابن لهيعة، وأبو نعيم "334" من طريق إسماعيل بن عبد الملك، ثلاثتهم عن أبي الزبير، عن جابر.
وأخرجه أحمد 3/354 من طريق صفوان بن عمرو، عن ماعز التميمي، عن جابر.
وأخرجه أبو نعيم "274" من طريق وهب بن منبه، و "334" من طريق الربيع بن أنس، كلاهما عن جابر.
وقوله: "يلهمون التسبيح" أي: أن مجرى التسبيح فيهم كمجرى النفس.(16/463)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ فِي الْجَنَّةِ لَا يَكُونُ تَبَاغُضٌ وَلَا اخْتِلَافٌ بَيْنَ أَهْلِهَا فِيمَا فَضَّلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْكَرَامَاتِ
7436- أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ(16/463)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُوَرُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لا يبصقون فيها ولا يتمخطون فِيهَا وَلَا يَتَغَوَّطُونَ فِيهَا آنِيَتُهُمْ وَأَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ قُلُوبُهُمْ عَلَى قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا" 1. [3: 78]
__________
1 حديث صحيح. ابن أبي السري –وهو محمد بن المتوكل- قد توبع، ومن فوقه من رجال الشيخين. وهو في "صحيفة همام" "85".
وهو في "مصنف عبد الرزاق" "20866"، ومن طريقه أخرجه أحمد 2/316، ومسلم "2834" "17" في الجنة وصفة نعيمها: باب في صفات الجنة وأهلها، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "243" و "244"، والبغوي "4370".
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" من رواية نعيم بن حماد "433"، ومن طريقه البخاري "3257" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة، والترمذي "2537" في صفة الجنة: باب ما جاء في صفة أهل الجنة، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "3246"، وأبو نعيم "248" من طريق عن الأعرج، عن أبي هريرة. وانظر الحديث المتقدم برقم "7420"، والحديث الآتي.(16/464)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الصُّورِ الَّتِي تَكُونُ لأهل الجنة عند دخولهم إياها جعلنا مِنْهُمْ بِفَضْلِهِ
7437- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ(16/464)
إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قَالَ: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى صُورَةِ أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ لَا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يتمخطون أمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعَيْنُ وَأَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ على صورة أبيهم ستون ذراعا" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير البجلي.
وأخرجه البخاري "3327" في أحاديث الأنبياء: باب خلق آدم وذريته، وأبو يعلى "6084"، وأبو نعيم "241"، والبغوي في "شرح السنة" "4373"، وفي "التفسير" 1/57 من طرق عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم "2834" "15" في الجنة وصفة نعيمها: باب أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ ليلة البدر، وابن ماجة "4333" في الزهد" باب صفة الجنة، والبيهقي في "البعث" "333" من طريقين عن عمار بن القعقاع، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/109-110 و 14/130، وهناد بن السري في "الزهد" "55"، وأحمد 2/253، ومسلم "2834" "16"، وابن ماجة "4333"، والحسين المروزي في "زوائد الزهد" لابن المبارك "1575"، وابن أبي عاصم في "الأوائل" "60"، والطبراني في "الأوائل" "31"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/300-301، وفي "صفة الجنة" "240"، والبيهقي في "البعث" "405" من طرق عن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/465)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وأخرجه أحمد 2/231-232، وابن أبي شيبة 14/130، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "241" من طريق ابن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو نعيم "248" من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مختصراً.
وأخرجه مختصراً أيضاً ابن طهمان في "مشيخته" "33" عن مطر، عن أبي رافع، عن أبي هريرة. وانظر الحديث السابق برقم "7420" و "7436".
قلت: ذكر الإمام مسلم بإثر الحديث ما نصه:
قال ابن أبي شيبة: "على خُلُقِ رجل"، وقال أبو كريب: "على خَلْق رجل"، وقال ابن أبي شيبة: "على صورة أبيهم"، قال النووي في "شرح مسلم" 17/172: قد ذكر مسلم في الكتاب اختلاف ابن أبي شيبة وأبي كريب في ضبطه، فإن ابن أبي شيبة يرويه بضم الخاء واللام، وأبو كريب بفتح الخاء وإسكان اللام، وكلاهما صحيح، وقد أختلف فيه رواة صحيح البخاري، ويرجع الضم بقوله في الحديث الآخر: "لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد", وقد يرجح الفتح بقوله صلى الله عليه وسلم في تمام الحديث: "على صورة أبيهم آدم أو على طوله".(16/466)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ زِيَارَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ معَبُّودَهُمْ جَلَّ وَعَلَا
7438- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ بِنَسَا وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ بِمَنْبِجَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي آخَرِينَ قَالُوا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ(16/466)
أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فِي سُوقِ الْجَنَّةِ, قَالَ سَعِيدٌ: أَوَ فِيهَا سُوقٌ؟ قَالَ: نَعَمْ أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا نَزَلُوا فِيهَا بِفَضْلِ أَعْمَالِهِمْ فَيُؤْذَنُ لَهُمْ فِي مِقْدَارِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا فَيَزُورُونَ الله جل وعلا ويبرز لهم عرشه ويبتدي لَهُمْ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ فَيُوضَعُ لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ وَمَنَابِرُ مِنْ لُؤْلُؤٍ مِنْ يَاقُوتٍ وَمَنَابِرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَمَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ وَمَنَابِرُ مِنْ فِضَّةٍ وَيَجْلِسُ أَدْنَاهُمْ وَمَا فهيم دَنِيٌّ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ وَالْكَافُورِ مَا يَرَوْنَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَرَاسِيِّ أَفْضَلُ مِنْهُمْ مَجْلِسًا.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ نَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ: "نَعَمْ هَلْ تَتَمَارَوْنَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ " قُلْنَا: لَا, قَالَ: "كَذَلِكَ لَا تَتَمَارَوْنَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ وَلَا يَبْقَى فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَحَدٌ إِلَّا حَاصَرَهُ اللَّهُ مُحَاصَرَةً حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ لِلرَّجُلِ مِنْهُمْ: يَا فُلَانُ أَتَذْكُرُ يَوْمَ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا يُذَكِّرُهُ بَعْضَ غَدَرَاتِهِ فِي الدُّنْيَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَفَلَمْ تَغْفِرْ لِي فَيَقُولُ: بَلَى فَبِسَعَةِ مَغْفِرَتِي بَلَغْتَ مَنْزِلَتَكَ هَذِهِ, قَالَ: فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ غَشِيَتْهُمْ سَحَابَةٌ مِنْ فَوْقِهِمْ فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ طِيبًا لَمْ يَجِدُوا مِثْلَ رِيحِهِ شَيْئًا قَطُّ ثُمَّ يَقُولُ جَلَّ وَعَلَا: قُومُوا إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لَكُمْ مِنَ الْكَرَامَةِ فَخُذُوا مَا اشْتَهَيْتُمْ, قَالَ: فَنَأْتِي سُوقًا قَدْ حُفَّتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ مَا لَمْ تَنْظُرِ الْعُيُونُ إِلَى مِثْلِهِ وَلَمْ تَسْمَعِ الْآذَانُ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى الْقُلُوبِ قال:(16/467)
فَيُحْمَلُ لَنَا مَا اشْتَهَيْنَا، لَيْسَ يُبَاعُ فِيهِ شَيْءٌ وَلَا يُشْتَرَى وَفِي ذَلِكَ السُّوقِ يَلْقَى أهل الجنة لبعضهم بَعْضًا قَالَ فَيُقْبِلُ الرَّجُلُ ذُو الْمَنْزِلَةِ الْمُرْتَفِعَةِ فيلقي من هو دونه وما فهيم دَنِيٌّ فَيَرُوعُهُ مَا يَرَى عَلَيْهِ1 مِنَ اللِّبَاسِ فيما يَنْقَضِي آخِرُ حَدِيثِهِ حَتَّى يَتَمَثَّلَ عَلَيْهِ بِأَحْسَنَ مِنْهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَحْزَنَ فِيهَا قَالَ: ثُمَّ نَنْصَرِفُ إِلَى مَنَازِلِنَا فَتَلْقَانَا أَزْوَاجُنَا فَيَقُلْنَ مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِحِبِّنَا لَقَدْ جِئْتَ وَإِنَّ بِكَ مِنَ الْجَمَالِ وَالطِّيبِ أَفْضَلَ مِمَّا فَارَقْتَنَا عَلَيْهِ فَيَقُولُ: إِنَّا جَالَسْنَا الْيَوْمَ رَبَّنَا الْجَبَّارَ وَيَحُقُّنَا أَنْ نَنْقَلِبَ بِمِثْلِ مَا انقلبنا" 2. [3: 78]
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عنه: لفظ الخبر للحسن بن سفيان.
__________
1 في الأصل: "عليها"، والتصويب من "التقاسيم" 3/491.
2 إسناده ضعيف. هشام بن عمار كبر فصار يتلقن، وعبد الحميد: وهو ابن الحبيب بن أبي العشرين - قال النسائي: ليس بقوي، وقال البخاري: ربما يخالف في حديثه، وقال ابن حبان: ربما أخطا، وقال ابن عدي: يعرف بغير حديث لا يرويه غيره وهو ممن يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: لم يكن صاحب حديث.
وأخرجه الترمذي "2549" في الجنة: باب ما جاء في سوق الجنة، وابن ماجة "4336" في الزهد: باب صفة الجنة، وابن أبي عاصم في "السنة" "585" و "587"، من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وأخرجه الآجري في "التصديق بالنظر" "31"، وابن أبي عاصم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/468)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= "586" من طريق محمد بن مصفى، عن سويد بن عبد العزيز، عن الأوزاعي، به.
وسويد بن عبد العزيز قال أحمد: متروك الحديث، وضعفه ابن معين، والنسائي، ويعقوب بن سفيان، والخلال، والبزار، وقال البخاري: فيه نظر، وقال الترمذي: سويد بن سعيد كثير الغلط في الحديث، والعجب من المؤلف أنه ضعفه جداً، وأورد له أحاديث، ثم قال: وهو ممن أستخير الله فيه، لأنه يقرب من الثقات.
وقوله: "تتمارون" من المماراة، وهي المجادلة على مذهب الشك والريبة.(16/469)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الشَّيْءِ الَّذِي يُعْطَى أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا
7439- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْخَلَّالُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إذا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ, قَالَ اللَّهُ: أَتَشْتَهُونَ شَيْئًا فَأَزِيدَكُمْ, فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا وَمَا فَوْقَ مَا أعطيتنا؟ قال: فيقول: بلى رضاي أكثر" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده قوي. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عباس بن الوليد الخلال، فقد روى له ابن ماجة، وهو صدوق، وقد توبع.
وأخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 1/282، وفي "صفة الجنة" "283"، والحاكم 1/82، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص115 من طرق عن محمد بن يوسف الفرياني، بهذا الإسناد، وصححه. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/469)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وقال أبو نعيم في "صفة الجنة": ورواه وكيع وغيره فلم يرفعوه.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" "6751" من أبي أحمد الزبيري، والحاكم 1/82-83 من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، كلاهما عن الثوري، به.(16/470)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ رِضَا اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الَّذِي يَتَفَضَّلُ بِهِ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ
7440- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ فَضَالَةَ الشَّعِيرِيُّ بِالْمَوْصِلِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَيْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ, فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكِ, فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا لَنَا لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ, فَيَقُولُ: أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ, فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ بَعْدَهُ أبدا" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هارون بن سعيد الأيلي، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم "2829" في الجنة وصفة نعيمها: باب إحلال الرضوان على أهل الجنة، عن هارون بن سعيد الأيلي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "7518" في التوحيد: باب كلام الرب مع أهل الجنة، وابن منده "820"، وأبو نعيم في "الحلية" 6/342، وفي "صفة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/470)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الجنة" "282"، والبيهقي في "البعث" "445"، والبغوي "4394" من طرق عن ابن وهب، به.
وأخرجه ابن المبارك براوية نعيم بن حماد في "الزهد" "430"، ومن طريقه أحمد 3/88، والبخاري "6549" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، ومسلم "2829"، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/405، والترمذي "2555" في صفة الجنة: باب18، وابن منده "820"، والبيهقي في "البعث" "445".(16/471)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ رُؤْيَةَ الْمُؤْمِنِينَ رَبَّهَمْ فِي الْمَعَادِ مِنَ الزِّيَادَةِ الَّتِي وَعَدَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا عِبَادَهُ عَلَى الْحُسْنَى الَّتِي 1 يُعْطِيهِمْ إِيَّاهَا
7441- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ 2 يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُحِبُّ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ أَلَمْ يُثَقِّلِ اللَّهُ مَوَازِينَنَا وَيُبَيَّضْ وُجُوهَنَا وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُجِرْنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ شيئا أحب إليهم من
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "الذي"، والتصويب من "التقاسيم" 3/465.
2 في الأصل: "منادي"، والمثبت من "التقاسيم".(16/471)
النظر اليه" 1. [3: 76]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 4/333، وأبو عوانة 1/156، وابن منده في "الإيمان" "783" من طرق عن عفإن، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1315"، وهناد بن السري في "الزهد" "171"، وأحمد 4/332، و332-33 و 6/15-16، وعنه ابنه عبد الله في "السنة" "271"، ومسلم"181" في الإيمان: باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى، والترمذي "2552" في صفة الجنة: باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى، و"3105" في التفسير: باب ومن سورة يونس، وابن ماجة "187" في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص54-55، والطبري في "تفسيره" "17626"، وابن أبي عاصم في "السنة" "472"، وأبو عوانة 1/156، وابن خزيمة ص180-181، والآجري في "التصديق بالنظر" "34" و "35" و "36"، والطبراني في "الكبير" "7314" و "7315"، وابن منده "782" و "784" و "875" و "786"، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" "778" و "833"، والبيهقي في "البعث والنشور" "446"، وفي "الاعتقاد" ص124، وفي "الأسماء والصفات" ص307، وأبو نعيم في "الحلية"، والبغوي "4393" من طرق عن جماد بن سلمة، به.
وقال الترمذي: هذا حديث إنما أسنده حماد بن سلمة ورفعه، وروى سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد هذا الحديث عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله.
قلت: وهذا لايضر في رفعه، فحماد بن سلمة ثقة لا سيما في ثابت، وزيادة الثقة مقبولة، والرواية التي أشار إليها الترمذي أخرجها الطبري. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/472)
7442- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ1 عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَقَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَنْ صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا" ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130] 2. [3: 76]
__________
= في "تفسيره" "17619" و "17622" من طريق حماد بن زيد، و "17620" و "17621" من طريق سليمان بن المغيرة، و "17621" و "17623" من طريق معمر، ثلاثتهم عن ثابت البناني، بن عبد الرحمن بن أبي ليلى من قوله مختصراً.
وذكره السيوطي في "الدر" 4/359" وزاد نسبته إلى الدارقطني في "الرؤية".
وذكر المرفوع 4/356 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، والدارقطني في "الرؤية"، وابن مردويه.
1 تحرفت في الأصل "التقاسيم" 3/264 إلى: "سلمة"، والمثبت من مصادر التخريج. وقد روى هذا الحديث من طريق إسماعيل كثيرون، ذكرهم ابن القيم في "حادي الأرواح" ص210-211، وليس فيهم حماد بن سلمة.
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/473)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه أبو داود "4729" في السنة: باب الرؤية، وعبد الله بن احمد في "السنة" "220"، ومن طريقه ابن منده "798"، والطبراني "2227" عن عثمان بن أبي شيبة، هذا الإسناد. ولم يذكر الطبراني جريراً مع حماد بن أسامة.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص167-168 من طريق يوسف بن موسى، عن جرير وحماد بن أسامة، به.
وأخرجه مسلم "633" "212" في المساجد: باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما، والطبراني "2226" من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، وابن منده "794" من طريق أحمد بن الفرات، كلاهما عن أبي أسامة حمادة، به.
وأخرجه البخاري "4851" في تفسير سورة ق: باب {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} ، والطبراني "2228" من طريقين عن جرير، به.
وأخرجه الحميدي "799"، وأحمد 4/360، 365-366، والبخاري "554" في مواقيت الصلاة: باب فضل صلاة العصر، و"7434" و "7435" في التوحيد: باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، ومسلم "633" وأبو داود "4729"، والترمذي "2551" في "صفة الجنة": باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى، وابن ماجة "177" في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 2/427-428، وابن أبي عاصم في "السنة" "446" و "447" و "448" و "449" و "461"، وعبد الله بن أحمد في "السنة" "219" و "221" و "225" و "226" و "227"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص167-168، والآجري في "التصديق بالنظر" "23" و "24" و "25"، والطبراني "2224" و"2225" =(16/474)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و "226" و "2227" و "2229" "2230" و "2231" و "2232" و "2233" "2234" و "2235" و "2236" و "2237"، وابن منده "791" و "793" و "795" و "796" و "797" و "798" و "799" و "800"، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" "825" و "826" و "828" و "829"، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 128و129، والبغوي في "شرح السنة" "378" و"379" من طرق عن إسماعيل، به.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" "226" من طريق مجالد بن سعيد، عن قيس، به. وانظر الحديثين الآتيين.
وقوله: "لا تضامون", بفتح التاء وضمها، وهو بتشديد الميم من الضم، أي: لا ينضم بعضكم إلى بعض، ولا يقول: أرنيه بل كل ينفرد برؤيته.
وروي بتخفيف الميم من الضيم، وهو الظلم، يعني: لا ينالكم ظلم بأن يرى بعضكم دون بعض، بل تستوون كلكم في رؤيته تعالى.(16/475)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ
7443- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بِسْطَامٍ1 قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ: "أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ
__________
1 تحرف في الأصل و "التقاسيم" 3/464 إلى: "بسام".(16/475)
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا", ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} 1 [3: 76]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 2/427، وابن أبي عاصم في "السنة" "450" عن محمد بن المثنى، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/362، والبخاري "573" في مواقيت الصلاة: باب فضل صلاة الصبح، والطبراني "2224"، وابن منده "792"، واللالكائي "827" من طرق عن يحيى القطان، به. وانظر الحديث السابق والآتي.(16/476)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ
7444- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ1 عَنْ زَائِدَةَ2 عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبُّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضَامُونَ فِي رؤيته" 3. [3: 76]
__________
1 في الأصل إلى: "الحجبي" والتصويب من "التقاسيم" 3/464.
2 "عن زائدة" ساقط من الأصل و "التقاسيم".
3 إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عمر - هو ابن محمد بن أبان - فمن رجال مسلم. زائدة: هو ابن قدامة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/476)
قال أبو حاتم رضي الله تعالى عَنْهُ: هَذِهِ الْأَخْبَارُ فِي الرُّؤْيَةِ يَدْفَعُهَا مَنْ لَيْسَ الْعِلْمُ صِنَاعَتَهُ وَغَيْرُ مُسْتَحِيلٍ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يُمَكِّنُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُخْتَارِينَ مِنْ عِبَادِهِ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رُؤْيَتِهِ جَعَلْنَا اللَّهُ مِنْهُمْ بِفَضْلِهِ حَتَّى يَكُونَ فَرْقًا بَيْنَ الْكُفَّارِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْكِتَابُ يَنْطِقُ بِمِثْلِ السُّنَنِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا سَوَاءً قَوْلَهُ جَلَّ وَعَلَا: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] ، فَلَمَّا أَثْبَتَ الْحِجَابَ عَنْهُ لِلْكُفَّارِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ غَيْرَ الْكُفَّارِ لَا يُحْجَبُونَ عَنْهُ فَأَمَّا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا خَلَقَ الْخَلْقَ فِيهَا لِلْفَنَاءِ فَمُسْتَحِيلٌ أَنْ يَرَى بِالْعَيْنِ الْفَانِيَةِ الشَّيْءَ الْبَاقِي فَإِذَا أَنْشَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ وَبَعَثَهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ لِلْبَقَاءِ فِي إِحْدَى الدَّارَيْنِ غَيْرُ مُسْتَحِيلٍ حِينَئِذٍ أَنْ يَرَى بِالْعَيْنِ الَّتِي خُلِقَتْ لِلْبَقَاءِ فِي الدَّارِ الْبَاقِيَةِ الشَّيْءَ الْبَاقِي، لَا يُنْكِرُ هذا
__________
= وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" "222" "223"، ومن طريقه ابن منده "801" عن عبد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "7436" في التوحيد: باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 2/427، وابن خزيمة ص168، والآجري في "التصديق بالنظر" "26"، وابن منده "801" من طريق عبدة بن عبد الله، عن حسين بن علي، به.
وأخرجه عبد الله بن احمد "226" من طريق إسماعيل بم مجالد، واللالكائي "829" من طريق أبي حنيفة، كلاهما عن بيان بن بشر، به. وانظر الحديثين السابقين.(16/477)
الْأَمْرَ إِلَّا1 مَنْ جَهِلَ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ وَمَنَعَ بالرأي المنكوس والقياس المنحوس.
__________
1 ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 3/465.(16/478)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ رُؤْيَةَ الْمُؤْمِنِينَ رَبَّهُمْ فِي الْمَعَادِ إِنَّمَا هِيَ بِقُلُوبِهِمْ دُونَ أَبْصَارِهِمْ
7445- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ نَاسٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: "هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي يَوْمِ صَائِفٍ وَالسَّمَاءُ مُصْحِيَةٌ غَيْرُ مُتَغَيِّمَةٍ لَيْسَ فِيهَا سَحَابَةٌ؟ " قَالُوا: لَا, قَالَ: "فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالسَّمَاءُ مُصْحِيَةٌ غَيْرُ مُتَغَيِّمَةٍ لَيْسَ فِيهَا سَحَابَةٌ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: "فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَذَلِكَ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَلْقَى الْعَبْدُ رَبَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: أَيْ فُلُ, أَلَمْ أَخْلُقْكَ? أَلَمْ أجعلك سميعا بصيرا? ألم أزوجك? ألم أكرمك? أَلَمْ أُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ? أَلَمْ أُسَوِّدْكَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ? فَيَقُولُ: بَلَى أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ: فَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ, فَيَقُولُ: الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي".(16/478)
قَالَ: "وَيَلْقَاهُ الْآخَرُ فَيَقُولُ: أَيْ فُلُ أَلَمْ أَخْلُقْكَ؟ أَلَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعًا بَصِيرًا؟ أَلَمْ أُزَوِّجْكَ? ألم أكرمك? ألم أسخر لك الخيل والإبل? أَلَمْ أُسَوِّدْكَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ فَيَقُولُ: 1 بَلَى يَا رَبِّ, فَيَقُولُ: فَمَاذَا أَعْدَدْتَ لِي, فَيَقُولُ: آمَنْتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرَسُولِكَ وَصَدَّقْتُ وَصَلَّيْتُ وَصُمْتُ, فَيَقُولُ: فَهَا هُنَا إِذًا, ثُمَّ يَقُولُ: أَلَا نَبْعَثُ عَلَيْكَ 2 , قَالَ: فَيُفَكِّرُ فِي نَفْسِهِ مَنْ هَذَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ, قَالَ: وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ الَّذِي يَغْضَبُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَذَلِكَ لِيُعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ: انْطِقِي فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَعِظَامُهُ وَعَصَبُهُ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ.
ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ 3 أَلَا اتَّبَعَتْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ فَيَتْبَعُ عَبْدَةُ الصَّلِيبِ الصَّلِيبَ وَعَبْدَةُ النَّارِ النَّارَ وَعَبْدَةُ الْأَوْثَانِ الْأَوْثَانَ وَعَبْدَةُ الشَّيْطَانِ الشَّيْطَانَ وَيَتْبَعُ كُلُّ طَاغِيَةٍ طَاغِيَتَهَا إِلَى جَهَنَّمَ وَنَبْقَى أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَنَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ فَيَأْتِينَا رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَنَحْنُ قِيَامٌ فَيَقُولُ: عَلَامَ هؤلاء قيام4؟ فنقول: نحن عباد الله
__________
1 من قوله: "لا يا رب" إلى هنا ساقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 3/466.
2 أي: "ألا نبعث عليك شاهدنا"، كما في مصادر التخريج.
3 في الأصل: "منادي"، والمثبت من "التقاسيم" 3/466.
4 في الأصل: "ما هؤلاء قيام"، وفي "التقاسيم": "ما على هؤلاء قيام"، والمثبت من الحميدي "1178"، والحديث المتقدم برقم "4642".(16/479)
الْمُؤْمِنُونَ آمَنَّا بِهِ وَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَهَذَا مَقَامُنَا وَلَنْ نَبْرَحَ حَتَّى يَأْتِينَا رَبُّنَا وَهُوَ رَبُّنَا وَهُوَ يُثَبِّتُنَا فَيَقُولُ: وَهَلْ تَعْرِفُونَهُ؟ فيقول: سُبْحَانَهُ إِذَا اعْتَرَفَ لَنَا عَرَفْنَاهُ". قَالَ سُفْيَانُ: وها هنا كَلِمَةٌ لَا أَقُولُهَا لَكُمْ, قَالَ: "فَنَنْطَلِقُ حَتَّى نَأْتِي الْجِسْرَ وَعَلَيْهِ خَطَاطِيفُ مِنْ نَارٍ تَخْطَفُ النَّاسَ وَعِنْدَهَا حَلَّتِ الشَّفَاعَةُ, اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ فَإِذَا جَاوَزَ الْجِسْرَ فَكُلُّ مَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا مِنَ الْمَالِ مِمَّا يَمْلِكُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكُلُّ خَزَنَةِ الْجَنَّةِ تَدَعُوهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ, يَا مُسْلِمُ هَذَا خَيْرٌ فَتَعَالَ, يَا عَبْدَ اللَّهِ يَا مُسْلِمُ هَذَا خَيْرٌ فَتَعَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ يَا مُسْلِمُ هَذَا خَيْرٌ فَتَعَالَ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهُوَ1 إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذاك العبد لَا تَوَى عَلَيْهِ يَدَعُ بَابًا وَيَلِجُ مِنْ آخَرَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ مَنْكِبَيْهِ: "إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ" 2. [3: 76]
__________
1 في الأصل: "هو" دون واو، والتصويب من "التقاسيم".
2 إسناده صحيح. إبراهيم بن بشار: روى له أبو داود والترمذي، وهو حافظ، وقد توبع، ومن فوقه على شرط مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص152-153 من طريق عبد الجبار بن العلاء العطار، عن سفيان بن عيينة قال: سمعته وروح بن القاسم عن سهيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي "1178"، ومسلم "2968" في الزهد والرقائق، وأبو داود "4730" في السنة: باب في الرؤية، وابن أبي عاصم في "السنة" "445"، وابن خزيمة ص154 و154-155 و155، وعبد الله بن أحمد في "السنة" "228"و"229"و"231"، والآجري في "التصديق بالنظر" "27"، وابن منده "809"، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" "823" من طريق عن سفيان، به. وقد تقدم برقم "4642". وانظر الحديث رقم"7367".
وقوله: "أي فل" معناه: يا فلان، كناية عن علم شخص لرجل معين، حذفت الألف والنون من آخره للتخفيف لا للترخيم، وهي من الأسماء التي لا تكون إلا منادى.(16/480)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَنْ يَكْفُلُ ذَرَارِيِّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ
7446- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنِي بن ثَوْبَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذراري المؤمنين يكفلهم إبراهيم في الجنة" 1. [3: 78]
__________
1 حديث حسن. محمد بن يزيد: هو ابن محمد بن كثير بن رفاعة العجلي ليس بالقوى، قال البخاري: رأيتهم مجتمعين على ضعفه قلت: لكن قد توبع، وابن ثوبان - وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان - حسن الحديث.
وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" "16" عن عبدة بن عبد الله، عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/326، والحاكم 2/370 من طريقين عن ابن ثوبان، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 2/263، والحاكم 1/384، والبيهقي في "البعث" "210" من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة".
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/379 عن وكيع، عن سفيان، به موقوفاً.
قلت: ومثل ها الموقف له حكم المرفوع، لأنه لا يقال من قبل الرأي.(16/481)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِإِنْشَاءِ اللَّهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ حَيْثُ يُرِيدُ دُونَ 1 أَوْلَادِ آدَمَ لِيُسْكِنَهُمُ الْجِنَانَ فِي الْعُقْبَى
7447- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ اللَّخْمِيُّ بِعَسْقَلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ, فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ, وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ, فَقَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي, وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ واحدة منكما2 ملؤها فأما النار فلا تمتلىء حَتَّى يَضَعَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا قَدَمَهُ فِيهَا, فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ فهناك تمتلىء وينزوي بعضها إلى بعض, ولا يظلم أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا ينشىء لها خلقا" 3. [3: 78]
__________
1 في الأصل: "كون"، والتصويب من "التقاسيم" 3/494.
2 في الأصل: "منكم منها" وهو خطأ، والتصويب من "التقاسيم".
3 حديث صحيح. ابن أبي السري - وهو محمد بن المتوكل - قد توبع، ومن فوقه ثقات على شرط الشيخين. وهو في "صحيفة همام" "52".
وهو أيضاً عند عبد الرزاق "20893"، ومن طريقه أخرجه أحمد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/482)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= /314، والبخاري "4850" في تفسير سورة ق: باب قول الله تعالى: {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} ، ومسلم "2846" "36" في الجنة وصفة نعيمها: باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، وابن خزيمة في "التوحيد" ص94، وابن منده في "الرد على الجهمية" "9" والبيهقي في "الاعتقاد" ص158، وفي "الأسماء والصفات" ص349-350. والبغوي "4422".
وأخرجه عبد الرزاق "20894"، وأحمد 2/276 ومسلم "2846" "35"، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/339، والطبري 26/170-171 وفيه تحريف- من طريق معمر، والطبري 26/170 من طريق ابن علية، والطبري 26/170 من طريق محمد بن عبد الوهاب الطفاوي، ثلاثتهم عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/507، والطبري 26/170، وابن خزيمة ص92و93و98 من طرق عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، به.
وأخرجه البخاري "4849" وابن خزيمة ص93 من طرق عن عوف الأعرابي - وقد تحرفت في ابن خزيمة إلى: عون - عن ابن سيرين، به.
وأخرجه ابن خزيمة ص92-93 و93-94 من طريق حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، عن ابن سيرين، به.
وأخرجه أحمد 2/450، والترمذي "2561" في صفة الجنة: باب ما جاء في احتجاج الجانة والنار، من طريقين عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن خزيمة ص95 من طريق جرير، والآجري في "الشريعة" ص391 من طريق ابن فضيل، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة - ووقع عند الآجري: عون بن عبد الله - عن أبي هريرة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . =(16/483)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْقَدَمُ مَوَاضِعُ الْكُفَّارِ1 الَّتِي عبدوا فيها دون الله.
__________
= وأخرج قوله: "يلقى في النار أهلها وتقول: هل من مزيد حتى يأتيها تبارك وتعالى فيضع قدمه عليها فتنزوي، وتقول: قط قط قط" ابن خزيمة ص97 و98 من طريق عمار بن أبي عمار وص98 من طريق زياد مولى بني مخزوم، كلاهما عن أبي هريرة. وسيأتي برقم "7476" و "7477".
قال المؤلف فيما تقدم برقم "268": هذا الخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة، وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي عصي الله عليها، فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعاً من الكفار والأمكنة في النار، فتمتلئ فتقول: قط قط، تريد: حسبي حسبي، لأن العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع، قال الله جل وعلا: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} يريد: موضع صدق، لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار، جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه.
وقال البغوي في "شرح السنة" 15/257: قلت: والقدم والرجلان - كما جاء البخاري "4850" ومسلم "2846" "36" وغيرهما المذكوران في هذا الحديث من صفات الله سبحانه وتعالى المنزه عن التكييف والتشبيه، وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب أو السنة كاليد، والإصبع، والعين والمجيء والإتيان، فالإيمان بها فرض، والامتناع على الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زائغ، والمنكر معطل، والمكيف مشبه، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} سبحان الله رب العزة عما يصفون.
1 في الأصل: "للكفار" وعبارة المؤلف هذه لم ترد في "التقاسيم".(16/484)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ إِنْشَاءَ اللَّهِ الْخَلْقَ الَّذِي وَصَفْنَا إِنَّمَا يُنْشِئُهُمْ لِيُسْكِنَهُمْ مَوَاضِعَ مَنِ الْجَنَّةِ بَقِيَتْ فَضْلًا عَنْ أَوْلَادِ آدَمَ
7448- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَامٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: "يَبْقَى مِنَ الْجَنَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يبقى فينشىء الله لها خلقا ما يشاء" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو يعلى "3358" عن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/270، ومسلم "2848" "39" في الجنة وصفة نعيمها: باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، وأبو يعلى "3524" من طريق عفإن، وأحمد 3/152-265 من طريق عبد الصمد وسليمان بن حرب، وابن أبي عاصم في "السنة" "529" من طريق هدبة بن خالد، أربعتهم عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه مع الحديث المتقدم برقم "268": أحمد 3/134-141 و234، والبخاري "7384" في التوحيد: باب قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ، ومسلم "2848" "38"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص348-349، والبغوي "4421" من طريق قتادة، عن أنس.(16/485)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يُخَلَّدُونَ فِيهَا إِذِ الْمَوْتُ غَيْرُ مَوْجُودٍ فِي الْجَنَّةِ
7449- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِالْفُسْطَاطِ قَالَ: حدثنا(16/485)
عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ: يا أهل الجنة خلود ولا موت فيها وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ لَا مَوْتَ فِيهِ" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح رجاله ثقات، رجال الشيخين غير عيسى بن حماد، وابن عجلان - وهو محمد- فروى للأول مسلم في الأصول، وللآخر متابعة.
وأخرجه أحمد 2/344 من طريق موسى بن داود، و378 من طريق قتيبة، كلاهما عن الليث، بهذا الإسناد. وسقط من رواية موسى بن داود: "الأعرج".
وأخرجه البخاري "6545" في الرقاق: باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن أبي الزناد، به. وانظر الحديث الآتي.(16/486)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ يُنَادِي الْمُنَادِي بِمَا وَصَفْنَا مِنَ الْخُلُودِ لِأَهْلِ الدَّارَيْنِ مَعًا فِيهِمَا
7450- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ القيامة فيوقف على الصراط، المستقيم فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَنْطَلِقُونَ(16/486)
خَائِفِينَ وَجِلِينَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَنْطَلِقُونَ فَرِحِينَ مُسْتَبْشِرِينَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ, فَيُقَالُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ رَبَّنَا هَذَا الْمَوْتُ, فَيَأْمُرُ بِهِ فَيُذْبَحُ عَلَى الصِّرَاطِ ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كِلَاهُمَا: خلود ولا موت فيه أبدا" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده حسن. محمد بن عمرو - وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي - روى البخاري مقروناً ومسلم متابعة، وهو صدوق، وباقي رجاله رجال الشيخين غير علي بن خشرم فمن رجال مسلم.
وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك "1533" عن الفضل بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد بن السري في "الزهد" "212"، وأحمد 2/261 و377 و513، وابن ماجة "4327" في الزهد: باب صفة النار، من طرق عن محمد بن عمرو، به.
وأخرجه أحمد 2/423، والدارمي 2/329، والآجري في "الشريعة" ص401 من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وهذا سند حسن أيضاً.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 16/88 عن عبيد بن أسباط بن محمد، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/368-369، والترمذي "2557" في صفة الجنة: باب في خلود أهل الجنة والنار، من طريقين عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة ضمن حديث مطول، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وانظر الحديث السابق.
وفي الباب حديث أبي سعيد وسيأتي تخريجه عقب الحديث رقم "4747"، وحديث ابن عمرو وسيأتي برقم "7474".(16/487)
ذِكْرُ رُؤْيَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ فِي الْجَنَّةِ
7451- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حدثنا ابن مُشْكَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْرَجُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ [لَوْ أَسَاءَ] لِيَزْدَادَ شُكْرًا، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ 1 الْجَنَّةِ [لَوْ أحسن] 2 ليكون عليه حسرة" 3. [3: 78]
__________
1 من قوله: "النبار" إلى هنا ساقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" 3/495.
2 ما بين الحاصرتين في الموضع زيادة من مصادر التخريج.
3 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن مشكان ذكره المؤلف فى "ثقاته" 9/127 فقال: محمد بن مشكان السَّرْخَسي، يروى عن يزيد عن هارون، وعبد الرزاق، حدثنا عنه محمد بن عبد الرحمن الدغولي وغيره، مات سنة تسع وخمسين ومئتين، وكان ابن حنبل رحمه الله يكاتبه، وهو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه البخاري "6569" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، والبيهقي في "البعث" "244"، والبغوي "4368" من طريق أبي اليمان، عن شعيب، وأحمد 2/541 عن حسن بن محمد، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بأطول مما هنا: ابن ماجة "4268" في الزهد: باب ذكر القبر البلى، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/78 من. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/488)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= طريقين عن ابن أبي ذئب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت يصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح في قبره، غير فزع ولا مشغوف. ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: كنت في الإسلام. فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: محمد صلى الله عليه وسلم، جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: ما ينبغي لأحد أن يرى الله، فيفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله، ثم يفرج له قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك. ويقال له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله.
ويجلس المرء السوء في قبره فزعاً مشغوفاً، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولاً فقلته، فيفرج له قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها. فيقال له: انظر ماذا صرف الله عنك. ثم يفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، فيقال له: هذا مقعدك. على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إنشاء الله تعالى".
وهذا سند صحيح كما قال: البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 271.
وأخرجه ابن ماجة "4341" من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النار رث أهل الجنة منزله" فذلك قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} ، وهذا سند صحيح على شرط الشيخين.(16/489)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَنْ يَتَمَنَّى الْخُرُوجَ مِنَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِهَا
7452- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى بِالْمَوْصِلِ قَالَ: حَدَّثَنَا(16/489)
هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَحَدٌ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ عَشَرَةُ أَمْثَالِهَا إِلَّا الشَّهِيدُ فَإِنَّهُ وَدَّ أَنَّهُ رَجَعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى من الفضل" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مسند أبي يعلى" "2879".
وأخرجه أحمد 3/251و 289 من طريق بهز، و251، والبغوي "2627" من طريق عفإن، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم "4661" و "4662 وأزيد في تخريجه هنا:
وأخرجه أحمد 3/278، والدارمي 2/206، وأبو يعلى "3020" و "3057" و "3224" و "3260"، والبيهقي 9/163 من طرق عن قتادة، به.
وأخرجه أحمد 3/278 من طريق حميد، عن أنس.
وأخرجه أحمد 3/126 و 153 من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس.(16/490)
ذِكْرُ وَصْفِ ثَلَاثَةً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ
7453- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ مَطَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُوَفَّقٌ وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ بِكُلِّ ذِي قُرْبَى(16/490)
ومسلم ورجل فقير عفيف متصدق" 1. [3: 78]
__________
1 إسناده على شرط مسلم، وهو في "صحيحه" برقم "2865" "64" في الجنة وصفة نعيمها: باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة والنار، عن الحسين بن حريث بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/162، وعبد الرزاق "20088"، ومسلم "2865" "63"، والنسائي في "فضائل القرآن" "95"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص30، والطبراني 17/"987" و "994" من طرق عن قتادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "1079" عن همام بن يحيى، عن قتادة، به.
قال الطيالسي: فحدثنا همام قال: كنا عند قتادة فذكرنا هذا الحديث، فقال يونس الهدادي - وما كان فينا أحد أحفظ منه- إن قتادة لم يسمع هذا الحديث من مطرف، فقال: فعبنا ذلك عليه، قال: فاسألوه، فهبناه. قال: وجاء أعرابي، فقلنا للأعرابي: سل قتادة عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عياض بن حمار أسمعه من مطرف؟ فسأله ... فغضب، فقال: حدثنيه ثلاثة عنه، حدثنيه يزيد أخوه ابن عبد الله بن الشخير، وحدثنيه العلاء بن زياد العدوي عنه، وذكر ثالثاً لم يحفظه همام.
قلت: وأخرجه موصلاً: احمد 4/266 من طريق عفإن، والطبراني 17/"992" من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن همام عن قتادة، عن العلاء بن زياد العدوي ويزيد بن عبد الله أخي مطرف، وعقبة –وزاد الطبراني: ورجل آخر- كلهم يقول: حدثني مطرف، عن عياض بن حمار.
وأخرجه الطبراني 17/"992"، والحاكم 4/88 من طريق حفص بن عمر الحوضي، عن همام، عن قتادة، حدثني العلاء بن زياد ويزيد أخو مطرف - في المطبوع من الطبراني: جابر بن يزيد أخو مطرف - وآخران نسي همام أسمائهما، عن مطرف، به
وأخرجه الطبراني 17/"996" من طرق، عن عوف بن أبي جميلة، عن حكيم بن الأثرم، عن الحسن، عن مطرف، به.
وأخرجه "995" من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مطرف، به.(16/491)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا جَعَلَ سُكَّانَ الْجَنَّةِ الْمَسَاكِينَ وَالْمُقِلِّينَ عَلَى أَغْلَبِ الْأَحْوَالِ
7454- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ غُلَامُ طَالُوتَ بْنِ عَبَّادٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ, فَقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُلُوكُ وَالْأَشْرَافُ, وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي الْفُقَرَاءُ وَالْمَسَاكِينُ, فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ, وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي وَسِعْتِ كُلَّ شيء ولكل واحدة 1 منكما ملؤها" 2. [3: 78]
__________
1 في الأصل: "واحد"، والجادة ما أثبت.
2 إسناده قوي. حماد بن سلمة سمع عطاء بن السائب قبل الاختلاط كما صرح بذلك ابن معين وأبو داود والطحاوي وحمزة الكناني وغيرهم، ولم يقل بسماعه بعد الاختلاط غير العقيلي، وقد تعقبه ابن المواق بقوله: لا نعلم من قاله غبر العقيلي، وقد غلط من قال إنه –أي: عطاء- قدم في آخر عره إلى البصرة، وإنما قدم عليها مرتين، فمن سمع منه في القدامة الأولى صح حديثه منه. انظر "الكواكب النيرات" ص72-73. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=(16/492)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه بهذا الإسناد ابن أبي عاصم في "السنة" "528" عن هدبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 13/13 و 78، وأبو يعلى "1313"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص93 و 94-95 و 98 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه أحمد 3/79، ومسلم "2847" في الجنة وصفة نعيمها: باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، وأبو يعلى "1172"، والبيهقي في "البعث" "170" من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري.(16/493)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْفُقَرَاءَ يَكُونُونَ أَكْثَرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
7455- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْمَصَاحِفِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلْمٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ1 أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءُ وَاطَّلَعْتُ فِي الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء" 2. [3: 78]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "بن"، والتصويب من "التقاسيم" 3/476.
2 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود المصافحي، فقد روى له أصحاب السُّنن، وهو ثقة. عوف: هو ابن أبي جميلة، وأبو الرجاء: هو عمران بن ملحان العطاردي.
وأخرجه أحمد 4/429، والبخاري "5198" في النكاح: باب كفران العشيرة، و"6546" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، والنسائي في "عشرة النساء" "377"، والترمذي "2603" في صفة جهنم: باب ما جاء أن أكثر أهل النار النساء، والطبراني 18/"278" و "279"،..=(16/493)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والبيهقي في "البعث" "194" من طرق عن عوف، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهكذا يقول عوف: عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين، ويقول أيوب: عن أبي رجاء، عن ابن عباس، وكلا الإسنادين ليس فيهما مقال، ويحتمل أن يكون أبو رجاء سمع منهما جميعاً، وقد روى غير عوف أيضاً هذا الحديث عن أبي رجاء عن عمران بن حصين.
وأخرجه البخاري "3241" في بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة و "6449" في الرقاق: باب فضل الفقر، والبيهقي في "البعث" "194" من طريق سلم بن زرير، وعبد الرزاق "20610"، والطبراني 18/"275" من طريق قتادة، والنسائي في "العشرة" "378" من طريق أيوب، والطبراني 18/"290" من طريق يحيى بن أبي كثير، أربعتهم عن أبي رجاء، به.
وأخرجه أحمد 4/443 من طريق الضحاك بن يسار، عن يزيد بن عبد الله، عن مطرف، عن عمران.
وأخرجه النسائي "384" من طريق معاذ بن هشام مرفوعاً: "عامة أهل النار النساء".(16/494)
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَكْثَرَ مَا رَأَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّةِ الْمَسَاكِينُ وَفِي النَّارِ النِّسَاءُ
7456- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ غُلَامُ طَالُوتَ بْنِ عَبَّادٍ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَظَرْتُ إِلَى الْجَنَّةِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْمَسَاكِينُ وَنَظَرْتُ فِي النَّارِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا(16/494)
النِّسَاءُ, وَإِذَا أَهْلُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ, وَإِذَا الْكُفَّارُ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ" 1. [3: 2]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: اطِّلَاعُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مَعًا كَانَ بِجِسْمِهِ وَنَظَرِهِ الْعَيَانِ تَفَضُّلًا مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَيْهِ وَفَرْقًا فَرَقَ بِهِ بَيْنَهُ2 وَبَيْنَ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ فَأَمَّا الْأَوْصَافُ الَّتِي وَصَفَ أَنَّهُ رَأَى أَهْلَ الْجَنَّةِ بِهَا وَأَهْلَ النَّارِ بِهَا فَهِيَ أَوْصَافٌ صُوِّرَتْ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَعْلَمَ بِهَا مَقَاصِدَ نِهَايَةِ أَسْبَابِ أُمَّتِهِ فِي الدَّارَيْنِ جَمِيعًا لِيُرَغِّبَ أُمَّتَهُ بِأَخْبَارِ تِلْكَ الْأَوْصَافِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ لِيَرْغَبُوا وَيُرَهِّبَهُمْ بِأَوْصَافِ أَهْلِ النَّارِ لِيَرْتَدِعُوا عَنْ سلوك الخصال التي تؤديهم إليها.
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل.
وأخرجه مسلم "2736" في الذكر والدعاء: باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء، عن هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/205 و 209-210، والبخاري "5196" في النكاح: باب87، و "6547" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، ومسلم "2736"، والنسائي في "عشرة النساء" "383، والطبراني "421"، والبيهقي في "البعث" "193"، والبغوي "4063" و "4064" من طرق عن سليمان التيمي، به.
وقوله: "أهل الجَد" هو بفتح الجيم، قيل: المراد به أصحاب البخت والحظ في الدنيا والغنى والوجاهة بها، وقيل: أصحاب الولايات.
2 ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/272.(16/495)
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ النِّسَاءَ يَكُنَّ مِنْ أَقَلِّ 1 سُكَّانِ الْجِنَّانِ فِي الْعُقْبَى
7457- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ2 أَبِي غَيْلَانَ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ3 عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يُحَدِّثُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَقَلَّ سَاكِنِي الجنة النساء" 4. [3: 78]
__________
1 تحرفت في الأصل إلى: "أهل"، والتصويب من "التقاسيم" 3/476.
2 تحرفت في الأصل إلى: "عن"، والتصويب من "التقاسيم".
3 تحرفت في الأصل إلى: "سعيد"، والتصويب من "التقاسيم".
4 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غبر علي بن الجعد، فمن رجال البخاري. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وهو في "مسند علي الجعد" "1448"، ومن طريقه أخرجه الطبراني 18/"262".
وأخرجه أحمد 4/427و443، ومسلم "2738" في الذكر والدعاء: باب أكثر اهل الجنة الفقراء وأكثر اهل النار النساء، والنسائي في "عشرة النساء" "385"، والطبراني 18/"263" و "264" من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه احمد 4/463 عن يزيد، عن حماد بن سلمة، عن أبي التياح، به.
وأخرجه الطبراني 18/"239" من طريق يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن قتادة، عن مطرف، به.(16/496)