الورع للإمام أحمد بن حنبل (1/1)
عن الامام ابي عبد الله احمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه تصنيف ابي بكر احمد بن محمد المروزي رواية الشيخ ابي بكر احمد بن محمد بن عبد الخالق عنه رواية ابي بكر احمد بن جعفر بن محمد بن سلام الختلي عنه رواية الشيخ الحافظ ابي الفتح محمد بن احمد بن ابي الفوارس عنه رواية الشيخ ابي بكر محمد بن موسى الخياط المقرى الحنبلي عنه رواية الشيخ ابي طالب عبد القادر بن محمد ابن ابي القاسم عنه رواية الشيخين ابي نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق بن احمد ابن عبد القادر والشيخ ابي الحسن علي بن عساكر بن المرحب البطائحي عنه (1/3)
بسم الله الرحمن الرحيم اخبرنا الشيخ الامام العالم الزاهد تقي الدين ابو محمد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي قال انبانا الشيخ الحافظ الثقة ابو الفتح محمد بن احمد بن ابي الفوارس قراءة عليه وانا اسمع في ذي القعده من سنة سبع واربعمائة قال انبانا ابو بكر احمد بن جعفر بن محمد بن سلام الختلي قراءة عليه وانا اسمع بقراءة ابي الحسن بن الفرات قال انبانا ابو بكر احمد بن محمد بن عبد الخالق قال انبانا ابو بكر احمد بن محمد الحجاج المروزي قال سمعت ابا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه وذكر اخلاق الورعين فقال اسال الله ان لا يمقتنا اين نحن من هولاء
وقيل لابي عبد الله هل للورع حد يعرف فتبسم وقال ما اعرفه سمعت ابا عبد الله وذكر ورع عثمان بن زائدة فقال ابو عبد الله قد قيل لسفيان يعني الثوري من نسأل بعدك فقال سلوا زائدة (1/4)
حدثنا ابو بكر قال سمعت فتح بن ابي الفتح يقول لابي عبد الله في مرضه الذي مات فيه ادع الله ان يحسن الخلافة علينا بعدك وقال له من نسأل بعدك فقال سل عبد الوهاب واخبرني من كان حاضرا انه قال له انه ليس له اتساع فى العلم فقال ابو عبد الله انه رجل صالح مثله يوفق لاصابة الحق
قال سمعت ابا عبد الله وذكر ورع عطاء بن محمد الحراني فذكر من ورعه قال كان اذا قدم مكة حمل معه أحمال طعام وقال لا انافس اهل مكة في سعرهم وكان يتأول هذه الايه ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال ابو عبد الله ما بلغني عن احد انه نظر في هذا غير هذا
قال سمعت ابا عبد الله وذكر ورع ايوب بن النجار فقال قد كان خرج من ماله كله قد رايته بمكة ومعه رشاء يسقي به من بئر زمزم
قلت لابي عبد الله قد قادم الديلمي قيل لابراهيم بن ادهم الا تشرب من زمزم فقال لو وجدت رشا او دلوا لاستقيت وقيل لوهيب بن الورد الا تشرب من زمزم فقال باي دلو (1/5)
قال ابو عبد الله ما اظننت ان وهيبا قال هذا ولا ظننت ان احدا نظر فى هذا غير ايوب بن النجار
انبانا الفريابي قال قيل لسفيان او سئل عن الشرب من زمزم فقال ان وجدت دلوا فاشرب
وسمعت ابا عبد الله وذكر ورع شعيب ابن حرب فقال لقد دقق ليس لك ان تطين الحائط من خارج لئلا تخرج في الطريق
سمعت ابن حرب يقول ما احتملوا لاحد ما احتملوا لوهيب وكان يشرب بدلوه حدثنا ابو بكر قال سمعت محمد بن عبد الله البزاز يقول سمعت شعيب بن حرب يقول لك ان تطين الحائط من خارج وليس لك ان تجصصه لعله ان يخرج في الطريق سمعت محمد بن عبد الله يقول رايت قد بنوا درجة لمسجد شعيب في الطريق فقال لا وضعت رجلي عليها حتى تهدم وسمعت ابا عبد الله وذكر ورع يزيد بن زريع فقال قد تنزه عن ميراث ابيه سمعت عبد الوهاب يقول سمعت ابا سليمان الاشقر (1/6)
وكفاك بابي سليمان قال قد تنزه يزيد بن زريع عن خمسمائة الف من ميراث ابيه فلن ياخذه وسمعت امية بن بسطام ابن عم يزيد بن زريع يقول كان يزيد يعمل الخوص وكان يكون في هذا البيت واشار الى بيت لطيف في المسجد
سمعت ابا الخطاب يقول لما اخذ زريع قال يزيد ارفعوا بالشيخ وذكر ان زريعا كان واليا سمعت بشر ابن الحارث يقول ما شبعت منذ خمسين سنة يعني من السواد قال وقال ابو عبد الله كانك بالموت وقد فرق بيننا ما اعدل بالفقر شيئا انا افرح اذا لم يكن عندي شىء اني لاتمنى الموت صباحا ومساءا اخاف ان افتن في الدنيا قال مسروق انما تحفةالمؤمن حفرته
سمعت ابا بكر بن مسلم يقول الدنيا لاى شىء تراد ان كان انما تراد للذة فلا كانت الدنيا ولا كان اهلها انما تراد الدنيا ليطاع الهها فيها
حدثنا ابو بكر قال وسمعت محمد بن ادريس يقول سمعت بشر بن الحارث يقول ما ينبغي للرجل ان يشبع اليوم من الحلال لانه اذا شبع من الحلال دعته نفسه الى الحرام فكيف الى هذه الاقذار اليوم سمعت بشر بن الحارث يقول ينبغي للرجل اذا كان عنده شىء (1/7)
يستطيبه ان يرفعه او قال يتقوته ويتنزه عن هذه الاقذار وسمعت ابا عبد الله احمد بن حنبل يقول كان عندي مولى لابن المبارك فذكر عن ابن المبارك قال الامر ما كان عليه داود الطائي وسمعت ابا عبد الله وذكر ورع بن المبارك فقال انما رفعه الله بمثل هذا قلت لابي عبد الله تعرف سعيد بن عبد الغفار فقال لم أراه وقد بلغني خبره قلت حكى سعيد ان ابن عبينة اعطاه درهمين يشتري له من جده سمكا فلقيه ابن اخي نافع بن محرز او غيره فقال له تعرف موضعا اشتري لسفيان سمكا بدرهمين فقال له يا سعيد وتحمل لفيان بضاعة فتبسم ابو عبد الله وقال رحمه الله قال ابو عبد الله اجتمعوا على سفيان فقالوا له لو اخبرتنا جمعنا لك فقال لهم وجدتم مقالا فقولوا
وسمعت ابا عبد الله وذكر ورع عيسى بن يونس فقال قدم فرفع فى حصن منقوب فامروا له بمائة الف او قال بمال فلم يقبل وتدري ابن كم كان عيسى كانه اراد به انه كان حدثا
وسمعت ابا عبد الله قال وذكر له رجل ورع يوسف بن اسباط انه كان ينزل فيما اقطعوا بطرسوس فلما تبايعوا اعتزل يوسف بن اسباط وكره مبايعتهم فاستحسن ابو عبد الله فعل يوسف رحمه الله وكره ابو عبد الله البيع ولم ير باسا ان يستولي
وسمعت ابن ابي عمر العذلي يقول واشار الى موضع في المسجد الحرام فقال كان الفضل وابن عيينه يجلسون ثم اشار الى ناحية فلما (1/8)
قدم سفيان اعتزل الفضيل وقعد في بيته وقال لنا سفيان قوموا بنا الى ابي علي فجاء الى الفضيل قال الا ترجع الى مو ضعك فقال ليس هذا زمان تلاقى وسمعت عباسا يقول سمعت بشرا يقول قال الفضل ما كان احد احب الي من لقاء هذا الرجل واما اليوم فما احد ابغض الى من لقاء منه يعني ابن عيينة سمعت شعيب بن حرب يقول وقيل له يوسف بن اسباط من اين كان ياكل فقال شعيب البرعشرة اجزاء تسعة في طلب الحلال يوسف احكم التسعة قال وسمعت علي بن شعيب يقول لما فارق شعيب يوسف ابن اسباط زوده طعاما فقال شعيب لابنه طعام يوسف ابقوه لي وكلوا انتم طعامنا
وسمعت علي بن شعيب يقول لما قدم شعيب بن حرب على يوسف بن اسباط راى عنده شابا يكلم يوسف ويغتاظ له او قال يرفع صوته فقال شعيب يرفع صوته فقال له يوسف يا ابا صالح انه محمد بن ادريس انه يدري من اين ياكل قال ابو عبد الله كان محمدبن ادريس رجلا من الثغر قال شعيب بابي انت وامي واني نذرت اذا رايتك ان احدثك سمعت ابا عبد الله وذكر محمد بن ادريس الذى كان بالثغر فقال كان ذلك رجلهم ذاك كان ياكل من الاسل يعني من نتفة ثم قال ابو عبد الله قال ابو يوسف الغسولي قد خلف ابن ادريس يريد بذلك الورع (1/9)
سمعت علي بن شعيب يقول قال لي ابي كنت قلت عند فلان قال فقال لي اكلت عنده قلت نعم قال احمد ربك اكلت ما لا تسال عنه يعني عن كسبه سمعت ابا يوسف الغسولي يقول انه ليكفيني في السنة اثنا عشر درهما في كل شهر درهم وما يحملني على العمل الا السنة هولاء القراء يقولون ابو يوسف من اين ياكل سمعت ابا يوسف الغسولي يقول انا اتفقه في مطعمي من ستين سنة قال سمعت ابا عبد الله يقول قدم داود بن يحي بن يمان وايش كان ما كان انسكه
قال قال بشر بن الحارث سمعت المعافي بن عمران يقول كان عشرة فيمن مضى من اهل العلم ينظرون في الحلال النظر الشديد لا يدخلون بطونهم الا ما يعرفون من الحلال والا استفوا التراب ثم عد بشر ابراهيم بن ادهم وسليمان الخواص وعلي بن الفضيل وابا معاوية الاسود ويوسف بن اسباط ووهيب بن الورد وحزيفة شيخ من اهل حران وداود الطائي فعد عشرة لا يدخلون بطونهم الا ما يعرفون من الحلال والا استفوا التراب سمعت بشرا يقول ينبغي للرجل ان ينظر خبره من اين هو ومسكنه الذي سكنه اصله من ايش هو ثم يتكلم سمعت محمد بن مقاتل يقول ينبغي للرجل ان ينظر رغيفه من اين هو (1/10)
ودرهمه من اين هو قال سفيان اعمل عمل الابطال يعني كسب الحلال حدثني عبد الصمد بن محمد بن مقاتل قال سمعت ابي يقول سقطت نفقة ابراهيم بن ادهم بمكة فمكث خمسة عشر يوما يستف الرمل عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا ايها الناس ان الله طيب لا يقبل الاطيبا وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم وقال يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذى بالحرام فانى يستجاب لذلك وهذا لفظ هاشم بن القاسم عن سليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تنطفوا قال ابو بكر وسمعت ابا صالح بن مشكان يقول قال لي جعفر بن خالد اقرىء بشر بن الحارث مني السلام قال فقال لي قل له انك ثقيل فتخفف يعني من الذنوب قال ابو بكر قلت لابي عبد الله ارويه عنك فأجازه اسباط عن مجاهد قال اوحى الله الى داود عليه السلام اتق ان (1/11)
ياخذك الله على ذنب لا ينظر اليك فيه ابدا فتلقاه حين تلقاه وليس لك حجة قال سمعت عمرو بن ذر يقول يا عباد الله لا تغتروا بطول حلم الله عليكم واحذروا اسفة فانه قال تبارك وتعالى فلما اسفونا انتقمنا منهم سمعت ابا عبد الله يقول كان محمد بن عبد الله بن ادريس يؤمنا وكان منقبضا يصلي ويدخل قلت له اجيز ابن ادريس فقال له اما ان تختارني واما ان تختار المال فرد المال فقال اما الذي كان فإنه بعث اليه بمال يفرقه فرده ولم يقبله وسمعت ابا عبد الله يقول كان محمد افضل من ابيه عبد الله ابن ادريس
وسمعت عبد الوهاب يقول كان ابن ادريس يجري على ابنه محمد وعلى زوجته عشرة في كل شهر من قطيعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال وقدم من الحج واصحاب الحديث عند ابيه فقالوا له جوزيت ان حدثتنا والا شكوناك الى محمد فقال انا احدثكم ولا تشكوني اليه ما يكره لاهل الثغور وبغداد
وذكر لابي عبد الله ان ابا يوسف الغسولي كان يقول من ملك خمسين درهما لم ار له ان يلتقط يعني السبل فقال ابو عبد الله يروي عن ابي الدرداء في اللقاط ولم يرد ابو عبد الله باسا باللقاط يعني وان ملك خمسين (1/12)
درهما قلت لابي عبد الله ارويه عنك فأجازه حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن منصور عن سالم بن ابي الجعد ان رجلا رقي الي ابي الدرداء وهو يلتقط حبا فكأنه استحيا فقال له ارتق او اصعد ان من فقهك رفقك في معيشتك
وسئل ابو عبد الله عن اللقاط من مزارع الخدم فقال نتوقي احب الي واراه قال سنة كنا نحن نتوقي مزارعهم ولم يرابو عبد الله بان يدخل الرجل ياخذ الشوك والكلاء باسا
وسمعت ابا عبد الله يقول رايتهم بطرسوس يتوقون امر الجواميس لا يستثنون المصل ولا غيره قيل لابي عبد الله ان قوما يتوقون ان يوقدوا بخثي الجواميس فقال نعم ان اصلها ليس بصحيح قيل لابي عبد الله انهم يقولون ان معاوية بعث بها اليهم قال اراهم يصححون هذا
وسمعت ابا عبد الله وذكر الجواميس التي بطرسوس فقال اصلها فاسد يقال ان فسادها من قبل بني امية يعني غضبت منهم قلت لابي عبد الله ارويه عنك فاجازه
هاشم بن القاسم عن الحسن قال ان ايسر الناس حسابا يوم القيامة الذين حاسبوا انفسهم لله في الدنيا فوقفوا عند همومهم واعمالهم فان كان (1/13)
الذي هموا به لله مضوا فيه وان كان عليهم امسكوا وانما يثقل الحساب يوم القيامة على الذين جازفوا الامور في الدنيا اخذوها على غير محاسبه فوجدوا الله قد احصى عليهم مثاقيل الذر ثم قرا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيره ولا كبيره الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا حدثني
احمد بن ابي خالد الخطاب قال سمعت ابا العباس الخطاب يقول وزنت عشرين ومائة ذرة بحذاء خردلة او قال شعيرة واكثر ظني انه قال خردلة انبانا معاوية بن قرة ان رجلا اخذ خمسا وعشرين ذرة فوضعها في كفه الميزان فلم تمل بها عين الميزان انبانا معاوية بن قرة قال بعث الي رجل بطعام فاكلت منه ما اكلت وفضلت منه فضله فاصبحت وقد اسود من الذر فوزنته بذره ثم نقبته من الذر ووزنته فلم يزد ولم ينقص
عن ابن عمر قال مر رجل يحمل حشيشا فتناول منه رجل طاقة فقال له ابن عمر ارايت لو ان اهل مني اخذوا من هذا طاقة طاقة بقي منها شىء قال لاقال فلم فعلت
قال وبلغني عن سليمان بن حرب قال سمعت حماد بن زيد يقول كنت مع ابي فاخذت من حائط تبنه قال فقال لي لم اخذت قال قلت انما هي تبنه قال لو ان الناس اخذوا تبنة هل كان يبقي في الحائط تبن او كلاما ذا معناه (1/14)
عن عبادة قال انكم لتعملون اعمالا هي ادق في اعينكم من الشعر ان كنالنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من الموبقات او من الكبائر قال قلت لابي قتادة فكيف لو ادرك زماننا هذا قال كان لذلك اقول
حدثنا ابو بكر بن خلاد الباهلي قال سمعت ابن عيينة يقول قال ابو حازم لوددت ان احدكم يتقي على دينه كما يتقي على نعله سألت ابا عبد الله عن النزول في دور قوم وذكرت من تكره ناحيته بعبادان او بطرسوس فقال لا تنزلها فقلت فمن مرض وهو فيها ترى ان يعاد قال يقال له اخرج منها او تحول عنها
قلت لابي عبد الله ان ابن المبارك قال ان كان عالما لم ار ان ينزل فيها فان كان جاهلا كان امره اسهل قال ابو عبد الله العالم يقتدى به ليس العالم مثل الجاهل
حدثنا ابو بكر قال سمعت ابا العباس الصائغ قال لي بشر بن الحارث اقرىء محمد بن مقاتل السلام وقل له قد ذهب ثلثك بمقامك في دار مبارك التركي قال فاتيت ابا جعفر فاخبرته فلما اردت ان اودعه قال اقرىء بشرا السلام وقل له قد ذهب نصفك بمقامك ببغداد
قال وسمعت عباسا العنبري يقول قال لي بشر بن الحارث ما صدق الله عبد احب المقام بها يعني بغداد (1/15)
وقال سمعت بعض اصحابنا يقول سمعت حسن بن الربيع يقول قلت لبشر ايش مقامك ببغداد فقال لي اني لامشي بينهم وكاني اطأ على الجمر وقال لي عباس العنبري قال لي بشر بن الحارث قد اظلك هذا الشهر يعني شهر رمضان اخرج من ههنا فارتد لصومك قلت يا ابا نصر الى اين قال الى المدائن ونحوه
انبانا سفيان عن فضيل قال يغفر للجاهل سبعين مرة حتى يغفر للعالم مرة سمعت ابراهيم بن الشماس يقول رايت الفضيل واشار الى قصر ام جعفر بمكة فقال يغفر الله لصاحبة هذا القصر سبعين مرة من قبل ان يغفر لي مرة هي تعمل الشىء بجهل وانا اعمله بعلم حدثنا ابوبكر قال قلت لابي عبد الله كتبت عن سيار عن جعفر عن ثابت عن انس عن النبي صلى الله عليه و سلم يعفي عن الاميين قبل ان يعفي عن العلماء قال نعم حدثني اسحاق بن اسماعيل بطرسوس قال شاورت بشرا في الخروج الى طرسوس قال فقال لي اذنت لك امك قال فلت نعم قال لو كنت في غير هذه المدينه ما اشرت عليك بمفارقتها فاما اذا اذنت لك فاخرج سمعت اسحق بن ابي بشر يقول خرجت مع بشر الى باب حرب يعني الصحراء قال فقال لي يا ابا يعقوب تفكرت فى هذه القرية ومن كره الدخول اليها واعلم ان الدباغ اذا كان في المدبغة لم يشم رائحتها انما يشم رائحتها من ورد عليها (1/16)
باب ما يكره من ترك السوق والعمل
حدثنا ابو بكر قال سمعت رجلا يقول لابي عبد الله اني في كفاية قال الزم السوق تصل به الرحم وتعود به وسمعت ابا عبد الله يقول التجارة احب الي من غلة بغداد قلت لابي عبد الله فى عمل الخوص قال ارجو ان يكون حلالا انبانا ابو قدامة عن صدقة المروزي قال قلت ليوسف بن اسباط سوقنا سوق مر وقد فسدت او قال فاسدة فمرني بشىء قال عليك بعمل الخوص
قلت لابي عبد الله الثوري لاي شيء خرج الى اليمن قال خرج للتجارة وللقاء معمر قلت قالوا كان له مائة دينار قال اما سبعون فصحيحة (1/17)
باب ما يستحب من الكسب
حدثنا ابو بكر قال سمعت ابا عبد الله يقول قد امرتهم ان يختلفوا الى السوق وان يتعرضوا للتجارة يعني ولده قال ابو عبد الله قد روى عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ان اطيب ما اكل الرجل من كسبه وان ولده من كسبه
سمعت عبد الوهاب يقول كان ههنا قوم خرجوا الى المدائن الى شعيب بن حرب فما رجعوا الى دورهم ولقد قام بعضهم ثم يستقي الماء وكان شعيب يقول لبعضهم يقول الذى يسقى لو راك سفيان لقرت عينه (1/18)
باب ما يستحب من عمل اليدين
حدثنا ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث وقال كان داودود عليه الصلاة و السلام لا ياكل الا من عمل يديه قلت لابي عبد الله ارويه عنك فاجازه سيار عن الحسن قال كان عطاء سلمان الفارسي رضي الله عنه خمسة الالف وكان اميرا على زهاء ثلا ثين الفا من المسلمين وكان يخطب الناس في عباء يفترش بعضها ويلبس بعضها فاذا خرج عطاؤه امضاه وياكل من شغل يديه قلت لابي عبد الله ارويه فاجازه
ابو جعفر الحذاء عن شعيب بن حرب انه قال لا تحقرن فلسا تطيع الله فى كسبه ليس الفلس يراد انما الطاعة تراد عسى ان تشتري به بقلا فلا يستقر في جوفك حتى يغفر لك
عن ليث عن مجاهد قال من اعز نفسه اذل دينه ومن اذل نفسه اعز دينه (1/19)
باب ما يكره من العزلة عن الناس الا بيقين
قلت لابي عبد الله يقعد الرجل في بيته اعني يترك العمل فقال اخاف ان يخرجه هذا الى امر قلت الى مثل اي شىء قال يتوقع ان يبعث اليه بالشىء لو خرج فاحترف كان اعجب الي قلت فإذا بعث اليه بالشيء فلم يأخذه قال هكذا جيد قلت لابي عبد الله ان رجلا قال لا اكتسب حتى تصح لي النية وله عيال قال اذا كان يجب عليه نفقتهم فمن النية صيانتهم قال وسأل ابا عبد الله رجلان عن الشىء يلتقطانه مثل البقل ونحوه فقال لهما تعرضا للعمل واخبرني ابو عبد الله ان امرأة جاءته فقالت ان رجلا ممن يعمل الخوص فليس يقيمه قال فقلت لها ان الخوص امره ضيق لو تعرض لغيره اراه ذكر المغازل قال انبانا عمرو بن ميمون عن ابيه ان ابن عامر قال لابن عمر يا ابا عبد الرحمن مالك لا تتكلم قال اذا طابت المكسبة زكت النفقه وسترد فتعلم
عن وهب بن كيسان قال مر رجل برجل يتصدق على المساكين فقال ابو همام شريك درهم اصيبه بكد يعرق به جبيني احب الي من صدقة هؤلاء مائة الف ومائة الف ومائة ألف سمعت عبد الوهاب يذكر عن رجل قال قال يونس ابن عبيد ما السارق عندي باسوأ سرقة من التاجر يشتري المتاع الى اجل ثم يضرب فيه الى البلدان لا يكتسب درهما بعد الاجل الا كان حراما (1/20)
باب ترك الكبر ولزوم العمل عن ليث عن مجاهد قال من لم يستح من الحلال خفت مؤونته واراح نفسه وقل كبره
عن ايوب قال كان ابو قلابة يحثنا على السوق انبانا عبد الوهاب السقفي قال خرج علينا ايوب فقال يا معشر الشباب احترفوا لا تحتاجون ان تاتوا ابواب هؤلاء وذكر من يكره (1/21)
باب الشراء من الموضع الذي يكره
قلت لابي عبد الله ما تقول فيمن بني سوقا وحشر الناس اليها غصبا ليكون البيع بها والشراء ترى ان يشتري منها فقال يجد موضعا غيره وكره الشراء منها قيل له فمن اشتري منها يشتري منه قال اذا كان بينك وبينهم رجل فهو اسهل ولم ير به باسنا 8 التنزه عن معاملة من يكره
سألت ابا عبد الله عن معاملة بعض الناس فقال يكون بينك وبينهم رجل لو ذهب رجل يستقضي لضاق عليه وقد روى عن ابن سيرين انه سأل عبيدة فقال ويجد من ذلك بدا قلت لابي عبد الله فقد يحتمل ان يكون عبيدة لما استفهم ابن سيرين قال لا عن هشام قال كان الحسن وابن سيرين يكرهان ان يشتريا من العمال شيئا 9 معاملة من يكره ناحيته واهل البدع
قلت لابي عبد الله بعت ثوبا من رجل اعني اكره كلامه ومبايعته فقال دع حتى انظر فيها فلما كان بعد سألته قال توق ان تبيعه قلت فإن بعته وانا لا اعلم قال ان قدرت ان تسترد البيع فافعل قلت فإن لم (1/22)
يمكني اتصدق بالثمن قال اكره ان احمل الناس على هذا فتذهب اموالهم قلت فكيف اصنع قال ما ادرى اكره ان اتكلم فيها بشىء ولكن اقل ما ههنا ان يتصدق بالربح ويتوقي مبايعتهم قال ابو بكر هذه المسألة في الجهمي وحده قلت لابي عبد الله يروي عن يوسف بن اسباط ان الثوري وابن المبارك اختلفا فى رجل خلف متاعه عند غلامه فباع ثوبا ممن يكره مبايعته قال قال الثوري يخرج قيمته يعني قيمة الثوب وقال ابن المبارك يتصدق بالربح فقال الرجل ما اجد قلبي يسكن الا ان اتصدق بالكيس وقد كان القى الدراهم في الكيس فقال ابو عبد الله بارك الله فيه وسألت ابا عبد الله مرة اخرى فقلت ابيع الثوب ثم يتبين بعد انه ممن اكره قال تصدق بالربح سمعت اسحق بن ابي عمرو يقول سألنا ابن الجراح عن معاملة اهل المعاصي فقال تفسدها (1/23)
باب ما يكره من الشراء من الموضع الذي يكره قلت لابي عبد الله اني اشتريت زادا من موضع وسميته له وهي في يدي قوم ليسوا هم اربابها فما علمت الا بعد وهو الصواقي قال ترجع الى القرية او قال السوق فتنثر الزاد وتخرج قال ابو بكر هذا في الغصب قال حدثني ابو طالب ابن عباد عن محمد بن سيرين انه بعث بغلامه الى الكلاء يشتري طعاما فلما رجع قال ما صنعت اذهب فرده وكرهه لانه من الصواقي
انبانا ابن عون قال كان محمد يقول للذي يشتري له الطعام اتق ذاك قلت لابن عون ما ذاك قال طعام الاحواز (1/24)
باب الشراء من نهر سعيد واشباهه
سألت ابا عبد الله عن الشراء من مثل بستان بن رياح هل يشتري منه قال يتوقى منه وكرهه
قلت لابي عبد الله رجل له والدة مريضة وقد كان ابوه اشترى طوابيق من مكان يكره وهو الغصب وقد فرش الدار بها ترى للابن ان يدخل الى امه قال لا كيف يدخل اليس يريد ان يطأها
وسمعت ابا عبد الله يقول كان ابن المبارك لا يصلي بمرو فى المسجد الجامع الا الجمعة لا يرى ان يتطوع فيه قلت لابي عبد الله لاي علة قال لان ابا مسلم كان اغتصب منه شيئا (1/25)
باب ما يكره من المساجد التي في الطريق والصلاة فيها
قلت لابي عبد الله ترى ان اصلي في مسجد بني على ساباط قال لا هذا طريق المسلمين قال وكان جعفر بن محمد بن علي او قال محمد يكره ان يصلي في هذه المساجد التي في الطرقات قال ابو عبد الله وكان ابن مسعود يكره ان يصلى في المسجد الذى بني على قنطرة
وقال ابو عبد الله يوما خرجت البارحة لاصلي فانتهيت الى مسجد الحلقاني فإذا هو في الطريق فرجعت الى البيت وحدي وقال لي وذكر المساجد التي في الطرقات فقال لي ان احكمها ان تهدم وقال المساجد اعظم حرمة (1/26)
باب ما يكره من الحدث في طريق المسلمين
وسمعت أبا عبدالله مرة أخرى يقول هؤلاء الذين يجلسون على الطريق يبيعون ويشترون ما ينبغي لنا أن نشتري منهم قال أبو بكر بلغني أن أبا عبد الله سئل عن رجل أخذ من الطريق شيئا يكون مقبول الشهادة قال ما هذا بعدل
وذكر أبو عبدالله رجلا أخذ من الطريق شيئا يستغله فأنكره أبو عبدالله انكارا شديدا وقال قد أخذ طريق المسلمين يستغله كالمنكر عليه
سألت أبا عبدالله عن الرجل يحفر في قناته البئر أو المخرج المغلق قال لا هذا طريق المسلمين قلت انها بئر تحفر ويسد رأسها قال أليس في طريق المسلمين أكره هذا كله قد بلغني عن شعيب بن حرب أنه قال لا يطين الحائط مما يلي السكة لعله أن يخرج في الطريق ثم قال أبو عبدالله لقد دقق شعيب رحمه الله
وسأبت أبا عبدالله عن الرجل يحفر في فناء المسجد بئر الماء قال في الطريق قلت هو ذا حريم المسجد قال لا يعجبني أن يحفر بئرا في الطريق (1/27)
باب ما يكره من الشرب من الآبار التي في الطريق
قال أبو عبدالله أكره الشرب من هذه الآبار التي في الطريق قد كان أبو بكر المسكاني أوصى أن تحفر له بئر فسألوني فقلت لهم لا تحفروا في شيء من الطريق
قلت لأبي عبدالله اني أسمع الشارب يقول من بئر فلان ممن أكره أن أشرب منه قال لا قلت ولا أتوضأ للصلوة قال لا قلت فان حضرت الصلاة ولم أجد الا منها أتيمم قال لا أدري
عن بلال بن كعب قال كان طاووس اذا خرج من اليمن الى مكة لم يشرب الا من تلك المياه القديمة الجاهلية (1/28)
باب ما يكره من الشرب من الآبار التي احتفرها من يكره
قلت لأبي عبدالله بئر أحتفرت وقد أوصى مخنث أن يعان فيها ترى الشرب منها قال لا كسب المخنث خبيث يكسبه بالطبل قلت فان رش منها المسجد ترى أن يتوقى فتبسم
وسألت أبا عبدالله عن بئر احتفرها من يكره ناحيته وهي مسبلة وبئر أخرى هي في دار رجل هي مثلها أيهما أعجب اليك الشرب منها قال المسبله اعجب الي قالت فإن كانت المسبله في الطريق قال لا فكأنه كرهها قلت فان كان احتفرها بعض من يكره وهي باردة وبئر احتفرها رجل من سائر الناس وليست باردة قال هذه التي احتفرها هذا الرجل التي ليست بباردة
سألت أبا عبدالله عن بئر احتفرت في السبيل للمسلمين فحفر اليها رجل من داره مجرى يجري الماء من البئر المسبلة الى بئره قال هذا لا يصلح أن يحوزه دون الناس وانما هي مشتركة قلت فيتوقى الشرب منها قال نعم قال أبو عبدالله اذا نقص ماء البئر المسبلة أضر بها
وسمعت أبا عبدالله يقول أكره الشرب من هذه الآبار التي في الطرقات (1/29)
سألت ابا عبد الله عمن اخرج بساتين في هذه الدور والماء يجري في القناة فربما اقتطعوا ماء السقاة يسقون به النخل والبقل قال لا ينبغي ان يقطع عن الناس وكرهه قلت لابي عبد الله قد احتفروا في هذه البساتين بركا وربما اقتطعوا الماء حتى يخرج اليهم ترى ان يتوقى ان يشتري منها شىء قال ينبغي ان يتوقى ان يشتري منها شىء وكأنه كره فعلهم (1/30)
باب ما يكره من المشي على العبارة
قلت لابي عبد الله في المشي على العبارة التي يجري فيها ماء السقية الى آبار الناس قال لا وكره المشي عليها وقال انما صيرت هذه للماء ان يجري فيها وقال هذه تخرب يعني اذا مشى عليها وهذا قال في المغتسل لا يغطي به البئر اذا حفرت في المسجد وقال انما جعل ذلك للموتى قال ابو بكر رايت انا بشر بن الحارث يمشي على العبارة بعد ما صلى على جنازة وكان عندي من ضروة وذاك ان الناس ازدحموا خلفه ينظرون اليه (1/31)
باب ما كره من القعود على بارية المسجد خارج المسجد سألت ابا عبد الله عن بواري المسجد ترى ان يقعد عليها خارج المسجد لجنازة تكون قال لا يقعد عليها خارج المسجد
ورأيت ابا عبد الله قد جاء يعزي رجلا وبارية على الباب فلم يقعد مع الناس على البارية وقعد على التراب
ورايت عبد الوهاب الوراق يوم مات شريح بن يونس وقد جاء فقام على بارية المسجد وهي مطروحة على باب شريح فلما ان اراد ان يقعد قال له محمد بن حاتم ان ابا عبد الله يكره ان يقعد على بارية المسجد في غير المسجد فتنحي وقعد على التراب (1/32)
باب ما كره من فضل غسل الميت ان توضأ به قلت لابي عبد الله اني اغسل الميت في يوم بارد فيفضل من الماء الحار ترى ان اتوضأ منه قال لاذاك قد اسخن بكلفة كأنه ذهب الى امر الوراثة سمعت موسى بن عبد الرحمن بن مهدي يقول لما قبض عمي اغمي على ابي فلما افاق قال البساط نحوه اي ادرجوه لعله للوراثة سمعت ابن ابي خالد الخطاب يقول كنت مع ابي العباس الخطاب وقد جاء يعزي رجلا ماتت امرأته وفي البيت بساط فقام ابو العباس على باب البيت فقال ايها الرجل معك وارث غيرك قال نعم قال فما قعودك على ما لا تملك او كلاما ذا معناه قال فتنحى الرجل عن البساط وبلغني عن الضحاك صاحب بشر بن الحارث قال كان يجيء الى اخته حين مات زوجها فيبيت عندها فيجىء معه بشىء يقعد عليه ولم ير ان يقعد على ما خلف من غلة الورثة (1/33)
باب ما يصنع بما فضل من يواري المسجد والاجر والجص والخشب وما هذا سبيله وسألت ابا عبد الرحمن عن بواري المسجد اذا فضل منه الشىء او الخشبة قال تصدق به وارى انه احتج بكسوة البيت اذا تخزقت تصدق بها قال وسألت ابا عبد الله عن الجص والاجر يفضل من المسجد قال يصير فى مثله (1/34)
باب الرخصة فيما كان لعامة الناس وقلت لابي عبد الله نهر يستقي منه ويصاد فيه وقد سميته له وهو الخندق فقال هذا يصب الى دجلة اذا كان الشىء للعامة فلم ير به باسا
وسمعت ابا عبد الله يقول ثلاثة اشياء لا بد للناس منها الجسور والقناطر وأراه ذكر المصانع او المساجد (1/35)
باب الصلاة داخل المسجد الجامع وفضل الاتباع
قلت لابي عبد الله ان رجلا قال وذكر مسجد الجامع فقال خارج المسجد اعجب الي من ان اصلي فيه فقال ابو عبد الله صاحب هذا نازل ببغداد قلت نعم قال هذا لا يليق بصاحب هذا الكلام ولا يحسن به هو نازل ههنا وهو يتكلم بهذا كيف يصنع هذا يمشي تحت الطاقات اخاف ان يخرجه هذا الى امر وحش ليت لا يكون من وراء هذا الأمر وغلط فى هذا وقال هذا شديد قد كان ههنا قوم اخرجهم هذا الامر الى ان اباحوا السرقة فقالوا لو سرق هذا لم يكن عليه قطع قلت لابي عبد الله ان هؤلاء قد كانوا مرقوا من الاسلام قال نعم قلت لابي عبد الله ان رجلا قال لو ناظروا بشرا في مشيته تحت الطاقات ايش ترى كان يقول فقال ابو عبد الله لو تكلم بشر في مثل هذا لم يكن ينبغي ان ننزل ببغداد وذكر لابي عبد الله حديث ابي ذرعة عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو ان الناس اعتزلوهم قال هو حديث ردىء اراه قال هؤلاء المعتزلة يحتجون به يعني فى ترك حضور الجمعة وقال ابو عبد الله قبل موته بشىء يسير قد دخلت الى داخل المسجد وصليت على الحصير ثم قال ابو عبد الله هذا مسجد الحرام ينفقون عليه ويعمرونه (1/36)
باب من كره ان يشم رائحة الطيب والبخور لمن تكره ناحيته وقلت لابي عبد الله اني اكون فى مسجد في شهر رمضان فيجاء بالعود من الموضع الذي يكره فقال وهل يراد من العود الا رائحته ان خفي خروجك فاخرج
عن عبد الله بن راشد صاحب الطيب قال اتيت عمر بن عبد العزيز بالطيب الذي كان يصنع للخلفاء من بيت المال فامسك على انفه وقال انما ينتفع بريحه قلت لابي عبد الله ارويه عنك فاجازه
ابو سعيد مولى بني هاشم قال انبانا اسماعيل بن محمد بن سعد بن ابي وقاص قال قدم على عمر رضي الله عنه مسك وعنبر من البحرين فقال عمر والله لوددت اني اجد إمرأة حسنة ا تزن لي هذا الطيب حتى افرقه بين المسلمين فقالت له امراته عاتكه بنت زيد بن عمرو بن نفيل انا جيدة الوزن فهلم ازن لك قال لا قالت ولم قال اني اخشى ان تاخذيه هكذا وادخل اصابعه فى صدغيه وتمسحين عنقك فاصيب فضلا عن المسلمين
حدثنا عبد الله بن معاذ العنبري قال حدثني نعيم عن العطار ة قالت كان عمر يدفع الى امراته طيبا من طيب المسلمين قالت فتبيعه امراته قالت فبايعتني فجعلت تقوم وتزيد وتنقص وتكسره باسنانها فيعلق (1/37)
باصبعها شىء منه ففعلت به هكذا باصبعها فى فيها ثم مسحت به على خمارها قالت فدخل عمر فقال ما هذه الريح فاخبرته الذى كان فقال طيب المسلمين تأخذينه انت قتتطيبين به قالت فانتزع الخمار من راسها واخذ جزءا من الماء فجعل يصب الماء على الخمار ثم يدلكه فى التراب ثم يشمه ثم يصب عليه الماء ثم يدلكه فى التراب ثم يشمه ففعل ذلك ما شاء الله فقالت العطارة ثم اتيتها مرة اخرى فلما وزنت لي علق باصبعها منه شىء فعمدت فادخلت اصبعها في فيها ثم مسحت باصبعها التراب قالت فقلت ما هكذا صنعت اول مرة قالت او ما علمت ما لقيت منه لقيت منه كذا لقيت منه كذا (1/38)
باب ما يكره من تفريق السبي
سألت ابا عبد الله قلت مسألة وردت من طرسوس يسأل عن الرجل يشتري السبي في بلاد الروم على انهم اهل بيت فإذا خرجوا تفرقوا فقال ابو عبد الله يسأل عن ذا فان اختلفوا عليه ارى ان يردوا الى المقسم قلت فان فات المقسم وفي ثمنهن فضل قال يقسم على الذين شهدوا الوقعة واظنه ذكر السفط الذى رده عمر بن الخطاب رضي الله عنه على اهل جلولا وابو عبد الله مناولة عن ابي ايوب الانصاري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال من فرق بين الوالد وولده فى البيع فرق الله بينه وبين احبته يوم القيامة (1/39)
باب التنزه عن امر المقسم والفضل منه وقلت لابي عبد الله الجارية ينادي عليها فى المقسم فتشتري بعشرين دينارا ولعلها ان تساوي مئة دينار فيعزل صاحب المقسم من هؤلاء جواري فيدفع الى كل رجل منهم جارية فكيف يصنع فكأنه راى ان يباع ويقسم الفضل على الذين شهدوا الوقعة قلت فمن مات منهم قال يدفع الى ورثته (1/40)
باب ما يكره من اسخان الماء بحطب من يكره
قلت لابي عبد الله يحضر في يوم الجمعة يوم بارد ترى ان يسخن الماء من الموضع الذي اكره قال لا ترك الغسل اعجب الي من هذا (1/41)
باب ما يفسد الطيب من الخبيث
سمعت ابا عبد الله يقول اتفقت على هذا المخرج خمسة وستين درهما بدين وانما لي فيه ربع الكراء قلت فلم لا تدع عبد الله ينفق عليك قال كرهت ان يفسد علي الدراهم
وسمعت ابا عبد الله يقول قد وجدت البرد فى اطرافي ما اراه الا من ادماني اكل الخل والملح
عن طلحة بن مصرف قال اذا اكلنا بالدين ائتدمنا بالخل واذا لم ناكل بالدين ائتدمنا بالادام
سمعت ابا عبد الله يقول الدين اوله هم واخره حرب لقد استقرضت امراة مجمع رغيفين فقال ما اجرأك تبيتين وعليك دين وسمعت ابا عبد الله يقول انا افرح اذا لم يكن عندي شىء وقال ما اعدل بالفقر شيئا واخبرته عن رجل انه قال لو ان ابا عبد الله ترك الغلة وكان يبضع له صديق له كان اعجب الي فقال ابو عبد الله هذه طعمة سوء او قال رديه من تعود هذا لم يصبر عنه ثم قال هذا اعجب الى من غيره يعني الغلة ثم قال لي انت تعلم ان هذه الغلة لا تقيمنا وانما اخذها على الاضطرار وهذا اعجب الي من غيره وذهب ابو عبد الله الى ان ياخذ الرجل من السواد القوت ويتصدق بالفضل قلت لابي عبد الله ما ترى فى رجل يبيع داره فى السواد قال لا يعجبني ان يبيع شيئا (1/42)
قلت والكوفة والبصرة قال لا الكوفه والبصره كأنه عنده معنى اخر ثم قال السواد في المسلمين
قيل لابي عبد الله فيشتري الرجل فيه فقال للسائل ان كنت فى كفاية فلا قلت لابي عبد الله فكيف اشتري فى السواد ولا ابيع قال الشراء عندي خلاف البيع قد روى عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم انهم رخصوا فى شراء المصاحف ونهوا عن بيعها قلت له وهذا شبه هذا قال نعم قلت فكيف يجوز اذا كان فى المسلمين ان اشتري ممن لا يملك فقال القياس كما تقول وليس هو قساس واحتج باصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فى شراء المصاحف والنهي عن بيعها ثم قال لايعجبني ان يبيع الرجل داره وارضا فى شىء من السواد ولا يشتري الا مقدار القوت قلت فإن كان اكثر كيف يصنع قال اذا كان اكثر من قوته تصدق به ثم قال قد ورث ابن سيرين
ارضا من ارض السواد قلت فهذا رخصة قال هذا معروف عن ابن سيرين وسئل ابو عبد الله ايما احب اليك القطيعة ام الربض فقال الربض قلت لابي عبد الله ان القطيعة ارفق بي من سائر الاسواق وقد وقع في قلبي من امرها شىء فقال امرها امر قذر متلوث تعرفها لمن كانت قلت فتكره العمل فيها قال دع ذاعنك ان كان لا يقع فى قلبك شىء قلت قد وقع في قلبي منها شىء فقال قال ابن مسعود الاثم حزاز القلوب قلت انما هذا على المشاورة قال اي شىء يقع فى قلبك قلت قد اضطرب على قلبي قال الاثم حزاز القلوب (1/43)
باب ما يحل ويحرم عليه وكيف سلم له الحلال سمعت ابا عبد الله يقول سمعت ابا ثعلبة الخشني يقول قلت يا رسول الله اخبرني ما يحل لي وما يحرم علي قال فصعد النبي صللى الله عليه وسلم البصر في وصوب فقال النبي صلى الله عليه و سلم البر ما سكنت اليه النفس واطمأن اليه القلب والاثم مالم تسكن اليه النفس ولم يطمئن اليه القلب وان افتاك المفتون عن ميمون بن مهران قال لايسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال
قلت لابي عبد الله في امر الفرضة فقال الفرضة ليست عندي مثل القطيعة كان الفرضة عنده حريم دجلة وكأنه لم ير بالشراء منها باسا (1/44)
باب ما يكره من امر الربا
وسمعت ابا عبد الله يقول الذي يتعامل بالربا يأخذ راس ماله وان عرف اصحابه رد عليهم والا تصدق بالفضل
وسألت ابا عبد الله عن الذي يتعامل بالربا يؤكل عنده قال لا قد روي عن ابن مسعود قلت هذا رواه جواب كيف هو قال ثقة وقد روي عن ابن مسعود خلاف هذه قال ابن مسعود الاثم حزاز القلوب وقد لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم آكل الربا وموكله وقد امر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالوقوف عند الشبهة عن عبد الله قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم آكل الربا وموكله والحال والمحلل له
عن منصور والاعمش عن موسى بن عبد الله ان اباه بعث بغلام له الى اصبهان بمال اربعة الاف فبلغ المال ستة عشر الفا ونحو ذلك فبلغه انه مات فذهب يأخذ ميراثه فبلغه انه كان يقارف الربا فأخذ اربعة الآف وترك البقية (1/45)
عن ابي الزبير عن جابر قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه عن محمد بن عبد الرحمن عن ابيه قال قال عبد الله اياكم وحزائز القلوب وماحز في قلبك من شىء فدعه (1/46)
باب ترك الشبهة وما فيها قال سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ان الحلال بين والحرام بين وبينهما شبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن واقعها واقع الحرام
سألت ابا عبد الله عن الشبهة فقال لي وتعرف الشبهة قلت نعم هو الشىء الذي لا يقال انه حلال ولا يقال انه حرام فقال ابو عبد الله هو الشىء بين الحلال والحرام سألت ابا عبد الله عن الشبهة يشتري الرجل منها الثوب يتحمل به فقال كيف وانما امر الرجل بالوقوف عندها وكأنه كره ذلك (1/47)
باب هل للوالدين طاعة في الشبهة
قلت لابي عبد الله هل للوالدين طاعة في الشبهة فقال في مثل الاكل فقلت نعم قال ما احب ان يقيم معهما عليها وما احب ان يعصيهما يداريهما ولا ينبغي للرجل ان يقيم على الشبهة مع والديه لان النبي صلى الله عليه و سلم قال من ترك الشبهة فقد استبرأ لدينه وعرضه ولكن يداري بالشىء بعد الشيء فأما ان يقيم معهما عليها فلا
وسألت ابا عبد الله عن الرجل له والدان يسلانه ان ياكل معهما اعني من الشبهة فقال يداريهما قلت فإن لم يطعمها عليه فيه شىء قال ما احب ان يعصيهما يداريهما
عن عطية السعدى وكانت له صحبة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يبلغ العبد ان يكون من المتقين حتى يدع ما لا باس به حذارا مما به الباس
عن عباس بن خليد4 قال قال ابو الدرداء ان اتمام التقوى ان يتقى الله العبد في مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى انه حلال خشية ان يكون حراما يكون حجابا بينه وبين الحرام فإن الله عز و جل قد بين للعباد الذي مصيرهم اليه (1/48)
قلت لابي عبد الله أن عيسى الفتاح قال سألت بشر بن الحارث هل للوالدين طاعة في الشبهة قال لا فقال ابو عبد الله هذا سديد
وحدثني ميمون العزال قال سألت بشرا ابن الحارث فقال لا تدخلني بينك وبين والديك
وسألت ابا عبد الله مرة اخرى عن الشبهة فقال حتى تعرف الشبهة ثم قال قال عبد الله الاثم حزاز القلوب (1/49)
باب في الورع
سألت ابا عبد الله عن الرجل يكون معه ثلاثة دراهم منها درهم لا يعرفه قال لا ياكل منه شيئا حتى يعرفه واحتج ابو عبد الله بحديث عدى بن حاتم انه سأل النبي صلى الله عليه و سلم فقال اني ارسل كلبي فاجد معه كلبا آخر فقال لا تاكل حتى تعلم ان كلبك انكلبك قتله قلت له فإن كانت دراهم كثيرة فقال اذا كانت دراهم كثيرة فهو اعجب 2الي اذا كانت ثلاثين او نحوها وفيها درهم واحد اخرج الدرهم قلت له ان بشرا قال يخرج درهما من الثلاثة فقال بشر بن الوليد قلت لا بشر بن الحارث قال ما اظننته الا قول بشر بن الوليد هذا قول اصحاب الرأي وذكر لابي عبد الله عن بعض الناس أنه قال اذا كان الشيء المستهلك مثل الدهن والزيت والذي لا يوصل اليه بعينه اعطى العوض قال نعم هكذا هو
وسمعت سفيان بن عيينة يقول لا يصيب العبد حقيقة الايمان حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال وحتى يدع الاثم وما تشابه منه
عن ابن عمر انه قال أني لاحب ان ادع بيني وبين الحرام سترة من الحلال ولا احرمها وابو عبد الله مناولة
عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حلال (1/50)
بين وحرام بين وشبهات بين ذلك فمن ترك الشبهات فهو للحرام اترك ومحارم الله حمى فمن رتع حول الحمى كان حريا ان يرتع فيه عن عدى بن حاتم قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت انا قوم تضيد بهذه الكلاب قال اذا ارسلت كلبك فذكر الحديث وقال فإن اكل فلا تاكل فإني اخاف ان يكون انما امسك على نفسه وان خالطها كلاب من غيرها فلا تاكل (1/51)
باب طاعة الوالدة والمداراة لها في الشبهة سمعت ابا عبد الله وسأله رجل فقال والدتي ترسل اليها بعض النساء بالشيء فتريدني على اكله قال انها تحرج علي قال دارها ارفق بها قال اتوقاه فأعجبه ان يكون يتوقى
قال ابو عبد الله امر النساء اسهل قال وادخلت على ابي عبد الله رجلا وهو حطاب فقال ان لي اخوة وكسبهم من الشبهة فربما طبخت امنا وتسألنا ان نجتمع ونأكل فقال له هذا موضع بشر لو كان لك حيا كان موضعا تسأله اسأل الله الا يمقتنا ولكن تأتي ابا الحسن عبد الوهاب فتسأله فقال له الرجل فتخبرني بما في العلم قال قد روي عن الحسن اذا استأذن والديه في الجهاد فاذنت له وعلم ان هواها في المقام فليقم
وسمعت ابا عبد الله وسئل عن رجل له والدة يستأذنها ان يرحل يطلب العلم فقال ان كان جاهلا لا يدري كيف يطلق ولا يصلي فطلب العلم اوجب وان كان قد عرف فالمقام عليها احب الي قلت فإن كان يرى المنكر ولا يقدر ان يغيره قال يستأذنها فإن اذنت له خرج (1/52)
باب ما كره من عون القرابة اذا كان ممن يكره
سألت ابا عبد الله عن قريب لي اكره ناحيته يسألني ان اشتري له ثوبا او اسلم له غزل فقال لا تعنه ولا تشتري له الا ان تامرك والدتك فإذا امرتك فهو اسهل لعلها ان تغضب
وسمعت ابا عبد الله وسئل عن رجل له اب مرابي ويرسله يتقاضى له ترى ان يفعل قال لا ولكن يقول لا اذهب حتى تتوب سألت ابا عبد الله عن الرجل يبعث به ابوه يزن له دنانير من دار قد رهنها والمرتهن يسكنها فقال لا يعينه على ما لا يحل له لا يذهب له
قلت لابي عبد الله كيف توبة الرجل اذا اكتسب مالا من غيرجهته قال يخرج ما في يديه سألت ابا عبد الله عن الرجل يتعامل بالمكحلة المزيفة ويذم اذا اشترى ويمدح اذا باع ثم نظر فى مكسبه قال يتصدق منه حتى لا يكون في قلبه منه شيء (1/53)
باب الرجل يعامل بالربا اذا اراد ان يتوب كيف يعمل قال ابو عبد الله الذي يتعامل بالربا يرد على اصحابه ان عرفوا والا تصدق بالفضل
وسألت ابا عبد الله عن امرأة كانت تجري على اخرى وتصلها بعلم زوجها وذكرت المراة شيئا رديا وقد اجتمع عندها منه شيء وليس لها مال غيره وقد امرت ان تتصدق به ولعلها ان اخرجته احتاجت الى المسألة قال زوج المراة قالت لي ما امرني به ابو عبد الله من شيء صرت اليه قال ارى ان تتصدق به وتسأل (1/54)
باب من كره مبايعة نساء من تكره ناحيته
سمعت امراة تقول لابي عبد الله وهي ام جعفر اني ابيع الطيب من نساء قوم سمتهم ممن تكره ناحيته قال تعرضي ان تبيعى من الرجال وذكر نساء التجار
وقال رجل لابي عبد الله اني قد ورثت عن ابي دورا ولي اخ وقد عمد اخي اليها يبيعها وينفقها فيما يكره فترى ان امنعه فقال شيء تنزهت عنه مالك تعرض له (1/55)
باب الرجل يحجر على والده والرجل يريد الصيد
قلت لابي عبد الله رجل له بنات يريد ان يبيع داره ويشتري المغنيات لابنه ان يمنعه قال ارى ان يمنعه ويحجر عليه
قلت لابي عبد الله يرى الرجل السمك فى جزيرة قد نضب الماء عنها قال هو لمن سبق اليه وقال هو لحريم دجلة قال ابو عبد الله السمك الطافيء يؤكل
عن جابران النبي صلى الله عليه و سلم سئل عن البحر فقال هو الطهور ماؤه الحلال ميتته
سألت ابا عبد الله عن الرجل يدفع اليه الدراهم الصحاح ويصوغها قال لا فيها نهي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وعن اصحابه وانا (1/56)
اكره كسر الدراهم والقطعة قلت فان اعطيت دينارا اصوغه كيف اصنع قال تشتري به دراهم ثم تشتري به ذهبا قلت فإن كانت الدراهم من الفى ويشتهي صاحبها ان تكون بأعيانها قال ان اخذت بحذائها فهو مثلها
عن علقمة بن عبد الله عن ابيه ان النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم الا من بأس قال
ابو عبد الله البأس ان تختلف في الدرهم فيقول واحد جيد والاخر ردىء فيكسر هو لهذا المعنى
سألت ابا عبد الله عن الدراهم تدفع الى رجل يشترى بها الحاجة فيرى المسكين ترى ان يتصدق بها ويرد مكانها قال لا يعطى شيء الناس لا ينبغي له ان يفعل (1/57)
باب ما يكره من التجارة في الارض التي تكره
قلت لابي عبد الله فترى للرجل ان يتجرفي الارض التي يكره ناحيتها قال اذا علم فلا قيل له فيصلى قال حسبك (1/58)
باب تعظيم المساجد وما كره من عمل الدنيا فيها
سألت ابا عبد الله عن الرجل يكسب بالاجر فيجلس في المسجد قال اما الخياط واشباهه فما يعجبني انما بني المسجد ليذكر اسم الله فيه وكره البيع والشراء فيه
قال راى عطاء بن يسار رجلا يبيع في المسجد فدعاه فقال هذه سوق الاخرة فإن اردت البيع فأخرج الى سوق الدنيا
انبانا سعيد بن عبد العزيز ان ابا الدرداء راى رجلا يقول لصاحبه في المسجد اشتريت وسق حطب بكذا وكذا فقال ابو الدرداء ان المساجد لا تعمر بهذا
عن سفيان عن رجل عن الحسن قال يأتي على الناس زمان لا يكون لهم حديث في مساجدهم الا في امر دنياهم فليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم
قال حدثني الحسن بن ثوبان ان ابا مسلم الخولاني دخل المسجد فنظر الى نفر قد اجتمعوا جلوسا فرجا ان يكونوا على خير فجلس اليهم فاذا بعضهم يقول قدم غلام لي فاصاب كذا وكذا وقال الاخر وانا قد جهزت غلاما لي فنظر اليهم فقال يا سبحان الله هل تدرون ما مثلي ومثلكم مثلي ومثلكم كمثل رجل اصابه مطر غزير وابل فالتفت فإذا هو (1/59)
بمصراعين عظيمين فقال لو دخلت هذا البيت حتى يذهب عني هذا المطر فدخل فإذا هو بيت لا سقف له جلست اليكم وانا ارجوا ان تكونوا على خير وعلى ذكر فإذا انتم اصحاب دنيا فقام عنهم (1/60)
باب ما كره من عمل الدنيا في المقابر
قلت لابي عبد الله فترى للرجل ان يعمل المغازل ويأتي المقابر فربما اصابه المطر فيدخل في بعض القبات فيعمل فيها فقال المقابر انما هي امر الاخرة وكأنه كره ذلك (1/61)
باب الرجل يشتري الدقيق فيزيد على كيله
قلت لابي عبد الله اشتري الدقيق فيزيد مثل القفيز الملوكي فقال هذا فاحش يرد فى مثل هذا لا يتغابن الناس به قلت فيكلجه او نحوه فقال هذا يتغابن الناس بمثله وأراه قد ذكر فضل الاوزان الدينار ونحوه (1/62)
باب علم البائع والمشتري في البيع
قلت لابي عبد الله فرفاء ي4رفأ الوسائد والانماط يرفأ للتجار وهم يبيعون ولا يخبرون بالرفو قال يعمله العمل الذي يستبين لا يعمل الخفي الذي لا يتبين الا لمن يثق به وقال يعجبني ان يكون علم البائع والمشتري في الثوب واحدا وقال قال رسول النبي الله صلى الله عليه و سلم ان صدقا وبينا بورك لهما قلت فان كان غالبا بينا قال لا
عن حكيم بن حزام قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم البيعان بالخيار ما لم يفترقا فان صدقا وبينا رزقا وبركة بيعها وان كذبا وكتما محق بركة بيعهما
قلت لابي عبد الله الثوب البسه ترى ان ابيعه مرابحة قال لا وإن بعته مساومة فبين انك لبسته والا بعته في سوق الخلق (1/63)
باب انية الفضة تباع والحرير والديباج
سألت ابا عبد الله عن ابريق فضة يباع قال لا حتى يكسر وقال افتراش الديباج كلبسه وكره افتراش الحرير (1/64)
باب كسب الحجام
سألت ابا عبد الله عن كسب الحجام فكرهه وقال لولا ان النبي صلى الله عليه و سلم اعطاه ما اعطيناه
عن جابر ان النبي صلى الله عليه و سلم سئل عن كسب الحجام فقال اعلف به ناضحك عن المغيرة قال سمعت عبد الله بن ابي نعيم يحدث انه سمع ابا هريرة يقول نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كسب الحجام (1/65)
باب الرجل يتخذ الغلة فى السواد قلت لابي عبد الله ترى للرجل ان يتخذ الضيعة فى السواد قال حسبك يكون للرجل يتخذ القوت قلت له فالرجل يبيع بالمزيقة وغير ذلك فقال لا اعجب الي اذا اخذ منها القوت قلت لابي عبد الله فتعطى انت عن الغلة الخراج قال ما اعطى شيئا هو لا يكون قوتنا (1/66)
باب الرجل يعطي الشيء فيتبين انه يكره
قلت لابي عبد الله القوم اذا اعطوا الشيء فتبينوا انه ظلم فيه قوم قال يرد عليهم ان عرف القوم قلت فإن لم يعرفوا قال يفرق في ذلك الموضع قلت فايش الحجة في ان يفرق على المساكين ذلك الموضع فقال عمر بن الخطاب جعل الدية على اهل المكان يعني القرية التي فيها القتيل فاراه قال كما ان عليهم الدية هكذا يفرق فيهم يعني اذا ظلم قوم منهم ولم يعرفوا قال ابو بكر هذه المسئلة في مال بادوريا الذي رددته وذكر ان بعض الخلفاء وجه الى اولاد احمد رحمه الله من مال بادوريا فقلبوه بتستر علمه فلما علم اخذه منهم ثم وجه به الى بادوريا ففرقه (1/67)
مسائل في الورع
قلت لابي عبد الله ما تقول في طيرة انثى جاءت الى قوم فأزوجت عندهم وفرخت لمن الفرخ قال يتبعون الام واظن اني سمعته يقول في الحمام الذي يرعى في الصحراء اكره اكل فراخها وكره ان يرعى في الصحراء وقال تاكل طعام الناس
وسألت ابا عبد الله عن فريك السنبل قبل ان يقسم فقال لا باس ان يأكل غير صاحب الارض فارى انه ذكر الحديث الذي يروي قي الخرص دعوا لهم بقدر ما يأكلون
سألت ابا عبد الله عن الجل الذي يبقى بعد التبن فقال هو لصاحب الارض لم يبق منه شيء ] للسلطان
قيل لابي عبد الله الرجل يشتري من خليطه الشيء يساوي الدرهم بدانق فقال ليس به باس قد امر اذا جاءه الشيء عن غير مسئلة ان يقبله فكيف بالعوض (1/68)
سألت ابا عبد الله عن الجوز ينثر فكرهه وقال لا يعطون يقسم عليهم يعنى الصبيان كما صنع ابن مسعود هذا اسناده جيد عن ابن مسعود
دخلت على ابي عبد الله وقد حذق ابنه وقد اشتري جوزا ير يد ان يعده على الصبيان يقسمه عليهم وكره النثر وقال هذه نهبة
سألت ابا عبد الله عن قرض الرغيف والخمير فلم يربه بأسا سمعت اسحاق بن داود يقول كنت ادعو عبد الوهاب فأضع الطعام بين يديه فآكل واتركه قال فيقول لي يا ابا يعقوب قل لي كل قال فاتغافل عنه وآكل فياخذ بيدي ويقول لي يا ابا يعقوب قل لي آكل قال ذلك مرتين او ثلاثا قلت له فلم دعوتك وقال ابن عبد الوهاب كنت ربما جئت بالشيء وقت إفطاره فأضعه بين يديه قال وقد اشتريته له قال فيقول لي يا حسن هذا لي قال قلت له اشتريته لك قال لي ان اصنع به ما شئت
ودفع الي ابو عبد الله هذه الاحاديث في الورع وغيرها فقلت ارويها عنك فأجازها عبد الوهاب قال هشام قال حسان ابن سنان ما زاولت شيئا ايسر من الورع قال قيل له لاي شيء قال اذا رابني شيء تركته
عن ليث عن طاووس قال ما رايت رجلا اورع من ابن عمر انبانا هشام بن حسام عن العلاء بن زياد قال كان يقول لو كنت متمنيا لتمنيت فقه الحسن وورع ابن سيرين وصواب مطرف وصلاة مسلم بن يسار
انبانا ابو هلال عن بكر ابن عبد الله قال من سره ان ينظر الى اعلم رجل ادركناه في زمانه الى الحسن فما أدركنا أعلم منه ومن سره أن ينظر الى اورع رجل أدركناه في زمانه فلينظر الى ابن سيرين انه ليدع بعض الحلال تأثما عن عاصم عن مورق قال ما رايت رجلا افقه في ورعه ولا اورع في فقهه من محمد قال وقال ابو قلابة اصرفوه كيف شئتم فلتجدنه رجلا (1/69)
عن هشام قال كان انس بن مالك اوصى ان يغسله محمد بن سيرين فلما مات اتى محمد بن سيرين فقيل له ذاك فقال انا محبوس في السجن قالوا قد استاذنا الامير فأذن لك قال ان الامير لم يحبسني انما حبسني الذي له على الحق
عن ابراهيم عن علقمة قال خرجنا ومعنا مسروق وعمر بن عتبة ومعضد غازين فلما بلغنا ما سندان واميرها عتبة بن فرقد قال لنا ابنه عمرو بن عتبة انكم ان نزلتم عليه صنع لكم نزلا ولعله يظلم فيه احدا ولكن ان شئتم قلنا في ظل هذه الشجرة فاكلنا كسرنا ثم رجعنا ففعلنا
انبانا هشام عن محمد قال كان مما يقال للرجل اذا اراد ان يسافر في التجارة اتق الله واطلب ما قدر لك من الحلال فأنك ان طلبنه من غير ذلك لم تصب اكثر مما قدر لك
عن ابن عون قال كان محمد يكره ان يشتري بهذه الدنانير المحدثة والدراهم التي عليها اسم الله
عن يونس بن عبيد قال انك لتعرف ورع الرجل في كلامه اذا تكلم قال قال يونس بن عبيد ما اهم رجلا كسبه حتى اهمه اين يضع درهمه
انبانا جعفر قال سمعت سميطا يقول في كلامه ابناء دنيا يرضعونها لا ينفطمون عن رضاعها قال سمعت سميطا يقول ان الدينار والدرهم ازمة المنافقين بها يقادون الى السوآت
وسمعت ابا عبد الله وذكر بشر ابن الحارث فقال لقد كان فيه انس وما كلمته قط (1/70)
باب ما يكره من الصدقة لبني هاشم
وسمعت ابا عبد الله وقال له رجل من بني هاشم وهو ابن الكردية ما تقول في صدقة الماء ترى ان اشرب منه قال احب ان تتوقوا فإني لا آمن ان تكون من الزكاة قال النبي صلى الله عليه و سلم لا تحل الصدقة لبني هاشم وذكر حديث ابي رافع عن عطاء بن السائب قال حدثتني ام كلثوم ابنة علي قال اتيتها بصدقة كان امر بها قالت احذر شبابنا فإن ميمونا او مهران مولى النبي صلى الله عليه و سلم اخبرني انه امر على النبي صلى الله عليه و سلم فقال ياميمون أو يا مهران أنا أهل بيت نهينا عن الصدقه وان موالينا من انفسنا فلا تاكل الصدقة انبانا عبد الله بن جعفر قال اخبرتني عمتي ام بكر ابنة المسور قالت كان المسور لا يشرب من الماء الذي يسقى فى المسجد ويكرهه ويرى انه صدقة وان المسور كان اذا قدم مكة لم يخرج منها حتى يطوف لكل يوم غاب عنها اسبوعا عن ام بكر ان المسور كان لا يشرب من الماء الذي يوضع في المسجد (1/71)
باب في الصبر وخراب الدنيا
وابو عبد الله قال كان عمر ان القصير يقول لجلسائه الاحر كريم يصبر اياما قلائل وقال وهيب الاحر كريم يغضب على الدنيا فيخربها
سمعت عبد الواحد القنطري يقول قال وكيع نظرت في زادي فلم يصح لي ونظرت في ثوبي احرامي فلم يصح لي فما على رجل ان يخلع ثيابه ويقوم في الماء حتى يرزقه الله
وسمعت قرابه بشر بن الحارث يقول قدم بشر بن الحارث من عبدان ليلا أو قال من سفره وهو متزر بحصير وسمعت بعض اصحابنا يقول قال بشر لاناس هذا او يس عرى حتى قعد فى قوصرة
سمعت عبد الواحد القنطري يقول عيرت بنو اسرائيل عيسى بن مريم عليه السلام بالفقر فقال يا مساكين من الغنى اتيتم هل رايتم احدا عصى الله في طلب الفقرة
قيل لبشر بن الحارث لو اتخذت في مقطوعك لفافة او نحوها وذكر له الندى والبرد فقال لهذا البرد نهاية وينقطع قالوا نعم قال فالامر قريب
سمعت ابا عبد الله يقول لشجاع ابن مخلد يا ابا الفضل انما هو طعام (1/72)
دون طعام ولباس دون لباس وانها ايام قلائل قال سمعت مخلد بن حسين وذكر انسانا استسقى من منزل ابي السوار ماء فقالت امراته ما في الجب قطرة او ما عندنا قطرة من ماء قال فذهب الي عكر الجب او ما في اسفله قال فجاء فصب على راسها وقال يا ام السوار كم ههنا من قطرة
سمعت مخلد بن حسين يقول ان ابا السوار العدوي اقبل عليه رجل بالأذى فسكت حتى اذا بلغ منزله او دخل قال حسبك ان شئت
عن مطرف قال فضل العلم احب الى من فضل العمل وخير دينكم الورع
عن ام بكر ان مروان دعا المسور بن مخرمة يشهده حين تصدق بداره على عبد الملك قال فقال المسور وترث فيها العبسية قال لا قال فلا اشهد قال ولم قال انما اخذت من احدى يديك فجعلته في الاخرى فقال وما انت وذاك احكم انت انما انت شاهد فقال وكلما فجرتم فجرة شهدت عليها قال عبد الملك والعبسية كانت امراة مروان
قال حدثتنا ام بكر قالت احتكر المسور طعاما كثيرا فراى سحابا من الخريف فكرهه فقال لا اراني قد كرهت ما ينفع المسلمين من جائني اوليته كما اخذته قال فبلغ ذلك عمر فقال من لي بالمسور فأتى عمر فقال يا امير المؤمنين اني احتكرت طعاما كثيرا فرايت سحابا قد نشأ فكرهتها فتأليت ان لا اربح فيها شيئا فقال عمر جزاك الله خيرا (1/73)
عن ادم بن علي قال سمعت اخا بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الناس ثلاث اثلاث فسالم وغانم وشاجب فالسالم الساكت والغانم الذي يامر بالخير وينهى عن المنكر فذلك في زيادة من الله والشاجب الناطق بالخنا والمعين علىالظلم
قال ذكرنا عند الربيع بن خيثم رجلا فقال ما انا عن نفسي براض فاتفرغ من ذمها الى ذم الناس ان الناس خافوا الله في ذنوب العباد وامنوه على ذنوبهم
انبانا مالك قال قالت ابنة الربيع بن خيثم يا ابتاه مالي ارى الناس ينامون ولا اراك تنام فقال يا بنيه ان اباك يخاف البيات
عن الربيع بن خيثم قال يا بكر ابن ماعز اخزن لسانك ممالك ولا عليك فإني اتهمت الناس على ديني
عن شقيق ان نسوة مررن على الربيع فغمض عينيه حتى جزنه قال قال الربيع بن خيثم ايها المفتونون انظروا كيف تقتنون لا يقول احدكم ان الله عز و جل احل كذا او امر به فيقول الله كذبت لم احله ولم امر به ولا يقول احدكم ان الله حرم كذا وكذا ونهى عنه فيقول الله كذبت لم احرمه ولم انه عنه
عن بكر بن ماعز قال جاءت ابنة الربيع ابن خيثم فقالت يا ابت اذهب العب قال فلما اكثرت عليه قال بعض جلسائه لو امرتها فذهبت قال لا يكتب علي اليوم اني امرتها باللعب وسئل ابو عبد الله عن ارض ليس يعرف لهارب فغرس رجل فيها غرسا فقال الارض صلح او غير (1/74)
صلح فقيل له صلح قال لا الا باذن اربابها قيل له لا يعرف لها رب قال الصلح له ارباب
سمعت ابا عبد الله يقول كنت مع وكيع وهو يذهب الى الجمعة فمررنا بطريق مختصر وكان الناس قد استطرقوه فرايت وكيعا يدعه ويباعد على نفسه
قلت لابي عبد الله اقرضت رجلا دراهم فردها الي فحلفت ان لا اقبلها اي شىء تقول فيها قال هي للورثة
سألت ابا عبد الله عن طعام الفجأة فقال لي بعد ما سألته ما اظننت ان فيه حديثا ثم ذكر عن ابراهيم فيه كراهيه واظن ان ابا عبد الله قال هو الرجل ينتظر القوم حتى يوضع طعامهم فيجيء
وذكرت لابي عبد الله رجلا يقفل على طعامه ويعلم عليه ويطعم عياله من غيره فقال يطعمهم ما لا ياكل
سمعت ابا عبد الله يقول ليتق الله العبد ولا يطعمهم الا طيبا وقال لي بعد ما سألته ما ظننت ان فى هذا حديثا فاخرج الى هذا الحديث فقرأته على ابي عبد الله زيد بن الخباب انبانا عبد الملك بن عمير عن رجل من ثقيف ان عليا رضي الله عنه استعمله على عكبرى من سواد الكوفة قال ثم قال لي صل الظهر عندي فجئت فما حجبني عنه احد واذا عنده كوز من ماء وقدح فدعا ببطية فكسر خاتمها وشرب من السويق فقلت يا امير المؤمنين يفعل هذا بالعراق والعراق اكثر طعاما من ذلك فقال اما والله ما اختم عليه بخلا مني على الطعام وما انا لشىء (1/75)
احفظ مني لما ترى اني اكره ان يجعل فيه ما ليس منه واكره ان يدخل بطني الا طيب
وسمعت ابا عبد الله يقول لما سير عامر بن عبد القيس الى الشام قال اجتمعوا حوله بالمربد فقال اني داع فآمنوا اللهم من سعى بي فاكثر ماله واطل عمره واجعله موطأ العقبين
وقال لي ابو عبد الله قد سألني اسحق بن ابراهيم ان اجعل ابا اسحاق في حل قال قلت له قد كنت جعلته في حل ثم قال ابو عبد الله تفكرت في الحديث اذا كان يوم القيامة نادى مناد لا يقوم الا من عفا وذكرت قول الشعبي ان تعف عنه مرة يكن لك من الاجر مرتين
ذكرت لابي عبد الله رجلا صبورا على الفقر في اطمار فكان يسألني عنه ويقول اذهب حتى تاتيني بخبره سبحان الله نعم الصبر على الفقر ما اعدل بالصبر على الفقر شيئا تدري الصبر على الفقر اي شىء هو وقال كم كم بين من يعطى من الدنيا ليفتن الى اخر تزوى عنه
ذكرت لابي عبد الله الفضل وعرية وفتح الموصلى وعريه وصبره فتغرغرت عينه وقال رحمهم الله كان يقال عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة كان فيه انس وذكر له شيء من امر الورع فقال يسأل عن مثل هذا بشر لو كان حيا كان موضعا لهذا هذا موضع بشر وانا لا ينبغي لي ان اتكلم فى هذا (1/76)
سمعت ابا عبد الله وذكر ابن عون فقال كان لا يكرى دوره من المسلمين قلت لاي علة قال لئلا يروعهم قال وكان لابن عون جمل يستقى الماء فإذا غلام ابن عون قد ضرب الجمل فذهب بعينه فجاء الغلام وقد ارعب فظن أنهم قد شكوه فلما رآه قد ارعب قال اذهب فأنت حر لوجه الله
عن حماد بن مسعدة قال قال ابن عون اني اراكم تسألون عن صنيع محمد بن سيرين وان محمدا كان يصنع بنفسه اشياء لا يراها للناس
سمعت ابا عبد الله يقول اخبرت عن مالك بن دينار قال مررت براهب في صومعة فناديته فأشرف علي فكلمني وكلمته وكان فيما قال لي ان استطعت ان تجعل بينك وبين الدنيا حائطا من حديد فافعل
سمعت ابا عبد الله يقول لما حملت الى الدار مكثت يومين لم اطعم فلما ضربت جاؤوني بسويق فلم اشرب واتممت صومي قال لي ابو عبد الله قد كنت امكث في السجن يومين لا اشرب الماء
وقال لي ابو عبد الله ونحن بالعسكر الا تعجب كان قوتي فيما مضى اربعة ارغفة او نحوا من اربعة وقد ذهب عني شهوة الطعام فما اشتهيته قد كنت في السجن آكل وذاك عندي زيادة في ايماني وهذا نقصان اخاف ان افتن بالدنيا لقد تفكرت البارحة فقلت هذه محنتان امتحنت بالدين وهذه محنة الدنيا
وقال ابو عبد الله ونحن يوما بالمعسكر لي اليوم ثمان منذ كذا لم آكل شيئا ولم اشرب الا اقل من ربع سويق وكان يمكث ثلاثا لا يطعم وانا (1/77)
معه فإذا كان ليلة الرابعة اضع بين يديه قدر نصف ربع سويق فربما شربه وربما ترك بعضه فمكث نحوا من خمسة عشرة يوما او اربعة عشر يوما لم يطعم الا اقل من اربعين سويقا وكان اذا ورد عليه امر يغمه لم يفطر وواصل الا شربة ماء وانتبهت ليلة وقد كان واصل فإذا هو قاعد فقال هو ذا يدار بي من الجوع اطعمني شيئا فجئته باقل من رغيف فاكل ثم قال لولا اني اخاف العون على نفسي ما اكلت وكان يقوم من فراشه الى المخرج فكان يقعد يستريح من الضعف والجوع والوصال حتى ان كنت لابل الخرقة فالقيها على وجهه فيرجع اليه نفسه حتى اوصى من الضعف من غيرمرض فسمعته وهو يوصى ونحن بالعسكر يقول واشهدنا عليه هذا ما اوصى به احمد بن محمد بن حنبل اوصى انه يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمد عبده ورسوله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون واوصى لمن اطاعه من اهله وقرابته ان يحمدوا الله فى الحامدين وان ينصحوا الجماعة المسلمين واني رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا واوصى ان عليه خمسين دينارا يعنى لابي عبد الله بوران يعطى من الغلة حتى يستوفي ثم كلم ابو عبد الله في امره وفى الحمل على نفسه بالضر فقيل له لو امرت بقدر تطبخ لك لترجع اليك نفسك وتقوى على الصلات فقال الطبيخ طعام المبطانين ثم قال مكث ابو ذر ثلاثين يوما ما له طعام الا ماء زمزم قيل له ذلك ماء زمزم قال فهذا (1/78)
ابراهيم التيمي كان يمكث في السجن كذا وكذا لا يأكل وهذا ابن الزبير كان يمكث سبعا
عن عبد الله بن الصامت قال قال ابو ذر خرجنا فذكر الحديث قال فلبثت به يا ابن اخي من بين ثلاثين ليلة ويوما ما لنا طعام الا ماء زمزم وابو عبد الله مناولة
انبانا مفضل عن الاعمش عن ابراهيم التيمي قال ربما اتى على الشهر ما ازيد فيه على الشربه من الماء هكذا عند الفطر قال قلت له شهر قال نعم وشهرين
قلت لابي عبد الله ايش حجتك في ترك الخروج الى الصلاة ونحن بالعسكر فقال حجتي الحسن وابراهيم التيمي تخوفا ان يفتنهم الحجاج وانا اخاف ان يفتنني هذا بدنياه يعني الخليفة
عن نافع عن ابن عمر انه كان لا يعجبه شيء الا خرج منه لله قال فكان ربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين الفا قال واعطاه ابن عامر في غلام ثلاثين الفا فقال يا نافع اني اخاف ان تفتني دراهم ابن عامر اذهب فانت حر قال وكان لا يدمن اللحم شهرا الا مسافرا او في رمضان قال وكان يمكث الشهر لا يذوق فيه مزعة من اللحم
وقال لي ابو عبد الله يوما اني لافرح اذا لم يكن عندي شيء وجاءه ابنه الصغير بعقب هذا الكلام فطلب منه فقال ليس عند ابيك قطعة ولا عندي شيء (1/79)
سمعت ابا عبد الله وذكر عن ابن عيينة فقال اهتمامك لرزق غد تكتب عليك خطيئته ثم قال ومن يقوي على هذا
عن عون بن عبد الله قال قال عبد الله ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم بالخشية
انبانا سفيان عن قيس عن ابيه قال كسوت او يسا ثوبين من العرى واستعمل لابي عبد الله خف فجئته به فبات عنده ليلة فلما اصبح قال لي قد فكرت فى امر هذا الخف اراه قال عامة الليل قد شغل علي قلبي قد عن لي ان لا البسه كم ترى بقي الذي مضى اكثر مما بقي فدفع الي خفا له خلقا فقال اضرب على هذا الموضع رقاعا وسدد خروقه ثم قال تدري منذ كم هذا الخف عندي نحوا من ستة عشر سنة وانما صار الي هو لبيس وهذا قد شغل علي قلبي يعني الجديد فلو كان لي مقطوعا كان كثيرا
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال اتخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم خاتما فلبسه ثم قال شغلني هذا عنكم منذ اليوم اليه نظرة واليكم نظرة ثم رمي به
انبانا مالك بن مغول قال بلغني عن طلحة بن مصرف انه كان اذا قيل له ادخل بسلام قال ان شاء الله
قلت لابي عبد الله ان ابا هاشم زياد بن ايوب سألني ان اسألك ان ابا حفص ابنه اوصى ان تدفن كتبه قال ما يعجبني ان يدفن العلم (1/80)
قلت لابي عبد الله ان رجلا سألني ان اسألك عن محمد بن الحسين اوصى ان تدفن كتبه وله اولاد فقال فيهم من ادرك قلت نعم قال وعمن كتب هذه الكتب قلت عن قوم صالحين وقد كان ابو عبد الله قد نظر في جزءين من كتبه اريته انا اياهما كتاب الدفائن المنتظم فقال لي لا تشاغلن بهذا عليك بالعلم عليك بالفقه ثم قال ابو عبد الله اكره ان اتكلم فيها احب العافية منها ما اريد ان اتكلم فيها بشيء واستعفي من ان يجيب في ان تترك او تدفن
قلت لابي عبد الله ما تقول في رجل اوقف غلته على المساكين او ولده فقال الغلة لا توقف وانما الارض فما اخرج الله منها فهي عليهم منها
وسئل ابو عبد الله يشتري بر بقمح فكرهه وسئل ابو عبد الله عن الوقف اذا خرب ترى انه يباع ويشتري غيره مما يرد قال نعم وهكذا قال في الفرس الحبيس اذا عطب يباع ويشترى مكانه فرس
عن عطاء عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يجتمع حب هؤلاء الاربعة الا في قلب مؤمن ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم
عن حماد بن سلمة قال قال ايوب من احب ابا بكر اقام الدين ومن احب عمر فقد اوضح السبيل ومن احب عثمان فقد استضاء بنور الله ومن احب عليا فقد استمسك بالعروة الوثقى ومن قال في اصحاب محمد بالحسنى فقد برىء من النفاق
سئل ابو عبد الله عن سواك المقابر وقال له السائل ان عندنا بخراسان تنور اسجر تشم رائحته الكافور منه (1/81)
قال ابو عبد الله قد كره طاووس ان يتوضأ من البئر التي في المقبرة
نبانا ايوب بن النجار قال قال وهيب هؤلاء الذين يدخلون على الملوك انهم لاضر على هذه الامة من المقامرين سمعت ابا عبد الله وذكر قوما من المترفين فقال الدنو منهم فتنة والجلوس معهم فتنة
سمعت محمد بن مسلمة يقول الذباب على عذره احسن من قارىء على باب هؤلاء يعنى المترفين
عن سعيد بن المسيب انه سئل عن البر بالدقيق قال هو ربا قال سئل الحسن عن المعلم الغلام يعلم الغلام ويشترط قال لا بأس بذلك عن حماد ا كره ان يستأجر الاجير بطعامه
انبانا انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله تعالى من اخذت كريمته في الدنيا لم ارض له ثوابا دون الجنه قال انس قلت يا رسول الله وان كانت واحدة قال وان كانت واحدة (1/82)
عن ثابت البناني عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تكن له ثلاث بنات او ثلاث اخوات فاتقى الله واقام عليهن كان معي في الجنة كهاتين
عن محمد بن عقبة عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تدرون على من حرمت النار قالوا الله ورسوله اعلم قال على الهين اللين السهل القريب
انبانا مكحول قال قلت للحسن اني اريد الخروج الى مكة قال اياك ان تصحب رجلا يكرم عليك فيفسد الذي بينك وبينه
انبانا زياد عن انس قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم اذا علا نشزا من الارض قال اللهم لك الشرف على كل شرف ولك الحمد على حال
عن انس بن مالك انه شهد وليمة لرسول الله صلى الله عليه و سلم ليس فيها خبز ولا لحم (1/83)
باب من كره طعاما من شبهة فاستقاءه
سألت ابا عبد الله عن شيء من امر الورع فأحتج بحديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه في القيء عن قيس قال كان لابي بكر رضوان الله عليه غلام فكان اذا جاء بغلته لم يأكل حتى يسأله قال فنسي ليلة فأكل ولم سأله ثم سلأله فأخبره انه من شيء يكرهه فأدخل يده في فيه فتقيأ حتى لم يترك شيئا وابو عبد الله مناولة
عن محمد بن سيرين قال لم ار احدا استقاء من طعام غير ابي بكر فإنه اتى له بطعام فأكل ثم قيل له جاء به ابن النعيمان قال فاطعمتموني كهانة ابن النعمان ثم استقاء هذا او نحوه وابو عبد الله مناولة
عن ابي سعيد الخدري انهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فى سفر فنزلوا رفقا رفقة مع فلان ورفقه مع فلان قال فنزلت في رفقة ابي بكر فكان معنا اعرابي من اهل البادية فنزلنا باهل بيت من الاعراب وفيهم امرأة حامل فقال الاعرابي ايسرك ان تلدي غلاما ان اعطيتني شاة ولدت غلاما فأعطته شاة وسجع لها اساجيع قال فذبح الشاة فلما جلس القوم ياكلون قال اتدرون من اين هذه الشاة فأخبرهم فرايت ابا بكر يتقيأ
عن محمد بن المنكدر ان ابا بكر رضي الله عنه شرب لبنا فأخبر انه من الصدقة فتقيأ قلت لابي عبد الله اخبرت ان بشر بن الحارث ارسل اخوه بتمر من (1/84)
الابلة وكان كل شيء فانتقت امه تمرة من التمر الذي كان يفرقه يعني على اهل بيته فلما دخل بشر قالت له امه بحقي عليك او بحق ثديي لما اكلت هذه التمرة فأكلها وصعد الى فوق وصعدت خلفه فإذا هو يتقيأ فقال ابو عبد الله قد روى عن ابي بكر نحو هذا
انبانا ابراهيم بن سلمة قال كان ابو سلمة ابن مسلم يتغذى يوما وعلى الخوان بقول حسان فكان يأكل منها فقال ما رايت بقولا ارطب ولا اطيب من هذا من اين هذا قال من حائط فلان سماه فقام من الخوان فاستقاء حتى رمي به
عن فاطمة ابنة عبد الملك قالت اشتهى عمر بن عبد العزيز يوما عسلا فلم يكن عندنا فوجهنا رجلا على دابة من دواب البريد الى بعلبك بدينار فأتى بعسل فقلت انك ذكرت عسلا وعندنا عسل فهل لك فيه قالت فأتيناه به فشرب ثم قال من اين لكم هذا العسل قالت وجهنا رجلا على دابة من دواب البريد بدينار الى بعلبك فاشترى لنا عسلا فأرسل الى الرجل فقال انطلق بهذا العسل الى السوق فبعه واردد الينا رأ س مالنا وانظر الى الفضل فاجعله في علف دواب البريد ولو كان ينفع المسلمين فيء التقيأت
عن ام عبد الله اخت شداد بن اوس انها بعثت الى النبي صلى الله عليه و سلم بقدح لبن عند فطره وذاك في طول النهار وشدة الحر فرد اليها رسولها اني لك هذا اللبن قالت من شاة قال وكيف وصلت اليك فقالت اشتريتها من مالي فلما كان من الغد اتت ام عبد الله رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله بعثت اليك بهذا اللبن مرثية (1/85)
لك من طول النهار وشدة الحر ورددت الي الرسول فقال النبي صلى الله عليه و سلم بذلك امرت الرسل قبلي ان لا ياكلوا الا طيبا ولا يعملوا الا صالحا
عن مالك الاحمري عن حذيفة انه سمع منه ان بائع الخمر كشاربها الا ان مقتني الخنازير كآكلها تعاهدوا ارقاءكم وانظروا من اين تجيئون بضرائبهم فإنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت
قالت سمعت ابن المبارك يقول ما جلست الى احد كان انفع لي من مجالسة وهيب وكان لايأكل من الفواكة واذا انقضت السنة وذهبت الفواكه يكشف عن بطنه وينظر اليها ويقول ياوهيب ما ارى بك باسا ما ارى تركك للفواكه ضرك شيئا
سمعت ابا عبد الله يقول وذكر وهيب بن الورد فقال قد كلمه بن المبارك فيما يجيء من مصر وانما اراد ابن المبارك ان يسهل عليه ولم يدر انه يشدد عليه وكان لا يأكل مما يجيء من مصر الا الزيت
قال سمعت محمد بن حبيس خادم وهيب يقول كلم ابراهيم بن ادهم وهيبا فيما يجيء من مصر قال فحال الناس بين ابراهيم وبين وهيب من ان يسمع كلامه قال ابو بكر ابن خلاد فقيل لابن حبيس لو سمع كلامه ايش ترى كان يصنع قال كان والله لا يأكل الا زبيب الطائف يقتصر عليه حتى يلقي الله عز و جل
قلت لابي عبد الله كان طاووس لا يشرب في طريق مكة الا من الآبار القديمة قال نعم قد بلغني هذا عنه وقال طاووس كأسمه لقد (1/86)
افتعل ابنه على لسانه كتابا الى عمر بن عبد العزيز فأعطاه ثلاثمائة دينار فباع طاووس ضيعة له فبعث بها الى عمر فأريد طاووس على ان يدخل على ابنه وهو في الموت فأبي او قال دخل عليه في وقت الموت
وقال لي ابو عبد الله بشر بن الحارث كان يأكل من غلة بغداد قلت لا هو كان ينكر علي من يأكل فقال انما قوى بشر لانه كان وحده لم يكن له عيال ليس من كان معيلا كمن كان وحده لو كان إلي ما باليت ما اكلت
مولد ابي عبد الله احمد بن حنبل سنة اربع وستين ومائة وتوفي إحدى واربعين ومائتين ببغداد يوم الجمعة فكان سنة يوم مات سبعا وسبعين سنة
مولد يحي بن معين سنة ست وخمسين ومائة وتوفي بمدينة الرسول صلى الله عليه و سلم سنة ثلاث وثلاثين ومائتين فكان سنة سبعا وسبعين سنة
مولد بشر بن الحارث
سنة خمسين ومائة وتوفي ببغداد سنة سبع وعشرين ومائتين فكان سنة سبعا وسبعين يوم مات (1/87)
تتمة الجزء الاول من الكتاب
قال ابو بكر بن عبد الخالق سمعت عبد الوهاب الوراق يقول قال ابو بكر بن عياش من قال القرآن مخلوق فهو كافر ومن شك في كفره فهو كافر
وسمعت عبد الوهاب يقول قال عبد الرحمن بن مهدي لو ان لي قرابة جهميا ما استحللت ميراثه لو ان الامر الي لوقفت على باب الجسر فكل من قال القرآن مخلوق ضربت عنقه والقيته في الماء وسمعت عبد الوهاب يقول القرآن كلام الله غير مخلوق على ما نعرف هذا الذي يقرأه الصبيان في الكتاب والذي نقراه في محاريبنا قرآن واحد نزل به جبريل على محمد وهو كلام الله غير مخلوق وليس بيننا وبين اللفظ عمل لا يدخل في القرآن قال الله تبارك وتعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فلولا ان الله يسره على لسان الآدميين من كان يسطيع ان يتكلم بكلام الله عز و جل
سمعت عبد الوهاب يقول نحن نذهب الى ان خير الامة بعد نبيها ابو (1/88)
بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم في الفضل والخلافة جميعا
عن ثابت بن انس قال وعظ النبي صلى الله عليه و سلم الناس فرفع رجل صوته بالبكاء فقال صلى الله عليه و سلم من هذا الذي لبس علينا ان كان صادقا شهر نفسه وان كان كاذبا محقه الله
قال ابو بكر بن عبد الخالق سألت عبد الوهاب عمن لا يكفر الجهمية قلت يا ابا الحسن يصلي خلفه قال لا يصلي خلفه هذا ضال مضل منهم على الاسلام
سألت عبد الوهاب قلت يا ابا الحسن كان لي مع رجل سماع حديث ثم تبين لي بعد ذلك انه صاحب بدعة آخذ سماعي منه قال لا ليس بمأمون على اخبار رسول الله صلى الله عليه و سلم لاتأخذ منه
سألت عبد الوهاب يجالس من لايكفر الجهمية قال لا تجالسون ولا يكلمون المرء على دين خليله
سألت عبد الوهاب عن القرأءة عند القبور قال لا يقرأ عند القبور قلت يا ابا الحسن رجل اوصته امه اذا ماتت ان يقرأ عند قبرها قال يقرأ ولا يرفع صوته سألت عبد الوهاب عن تخريق الثوب داخل القبر قال مكروه لا يخرق
سألت عبد الوهاب عن الاخذ باليد عند التعزية قال بدعة قلت فالقرأءة عند القبور قال مكروهة
سألت عبد الوهاب عن الرجل يصلي فيعيا فيتكىء على الحائط قال لايفعل لا يتكىء على الحائط قلت كيف يعمل قال يقعد قعدة ثم يقوم (1/89)
سألت عبد الوهاب عن المرأة ليس لها ولي ولها خال ايزوجها قال الخال ليس هو وليا السلطان ولي من لا ولي له وللسلطان القاضي
قال عبد الوهاب سمعت عزال القطان عن محمد بن يوسف الفيريابي قال رايت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام وقد مر به سفيان الثوري قلت يا رسول الله مات مسعر بن كدام قال نعم وتباشر بروحه اهل السماء قال يا رسول الله ما فعل حماد بن سلمة قال مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اؤلئك رفيقا قلت يا رسول الله ما فعل حماد بن زيد قال مع المقربين قال قلت يا رسول الله ما فعل عبد الله بن المبارك قال فقال لي هيهات هيهات ذاك ارفع من هؤلاء قال قلت يا رسول الله ما فعل وكيع بن الجراح فقال هكذا بيده يحركها
حدثني نصر الرفا وكان من خيار المسلمين وقال بينما عيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم في سياحته إذاخذته السماء فلجأ الى كهف فإذا فيه راعي فتنحى عنه ثم لجأ الى أجمة فاذا فيها اسد رابض فرفع راسه فقال سيدي جعلت لكل احد مأوى خلاني قال فأوحى الله اليه يا عيسى مأواك عندي وفي ظل عرشي وفي مستقر رحمتي لازوجنك الف حوراء ولاطعمن في عرسك في الف عام ولينادين مناد يوم القيامة احضروا عرس ولي الله الزاهد
سمعت عبد الوهاب يقول قال شعيب بن حرب المكحلة اشد عندي من الزنا والسرقة وشرب الخمر (1/90)
سمعت عبد الوهاب يقول قال وكيع بن الجراح الدادي خمر قال سفيان الثوري اني لامر بالصيادلة فأراهم يبيعون الدادي فأرجع فأبول الدم
سمعت عبد الوهاب يقول قال سفيان الثوري الرياسة احب الى القراء من الذهب الاحمر
عن ابان عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من رفع قرطاسا فيه بسم الله الرحمن الرحيم اجلالا لله ان يداس كتب عند الله من الصديقين وخفف عن والديه العذاب وان كانا مشركين
عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اكل الطين حاسبه الله يوم القيامة بما نقص من لونه وقوته ومن اكل الطين جعله الله في بطنه نارا يوم القيامة حتى يفرغ من القضا بين خلقه
حدثنا ابو همام قال حدثني ابي قال اخبرني من سمع زيد بن مسلم يقول من قتل نفسه بشيء عذب به والطين يقتل
سمعت ابن اخي معروف الكرخي يقول سمعت احمد بن حنبل يقول افترقت الجهمية ثلاث فرق فرقة قالوا القرآن مخلوق وفرقة وقفوا فسكتوا وفرقة قالوا الفاظنا بالقرآن مخلوقه فينا
سمعت عبد الوهاب الوراق يقول اذا اخذ الرجل من شعره او قص اظفاره فليمر عليه الماء قلت من قلم اظفاره وحك بها جسده قيل خيف عليه من الجرب (1/91)
سمعت عبد الوهاب يقول الصلاة قربان المتقين سمعت عبد الوهاب يقول قالت عائشة زينوا مجالسكم بذكر عمر بن الخطاب
انبانا ابن الجريح قال اخبرت عن خبة بن سلام ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ملعون من لعب بالشطرنج والناظر اليها كالآكل لحم الخنزير
عن ليث عن مجاهد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان من اشدالناس عذابا يوم القيامة صاحب الشاة الذي يقول قتلته والله اهلكته والله استأصلته والله افتراء وكذبا على الله
عن ابي اسحاق قال اتى علي رضي الله عنه على قوم يلعبون بالشطرنج فقال ما هذه التماثيل انتم لها عاكفون عن عبيد الله بن عمر قال سئل ابن عمر عن الشطرنج فقال هي شر من النرد عن ابي موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله (1/92)
عن نافع قال دخل ابن عمر على بعض اهله وهو يلعب باربعة عشر فضرب به على راسه حتى كسرها
عن عبد الملك بن عمير عن رجل اما من الصحابة واما من التابعين ان اتيا اتاه في منامه في العشر من ذي الحجة فقال ما من مسلم الا يغفر له في هذه الايام كل يوم خميس مرارا الا اصحاب الشاة يقول مات ما موته
عن سفيان الثوري قال اراد ابن هبيرة ان يستعمل منصور بن المعتمر على القضا فقال ما كنت لالي لك بعد حديث حدثني ابراهيم قال وما حدثك ابراهيم قال حدثني عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اذا كان يوم القيامة نادى مناد اين الظلمة واعوان الظلمة واشياع الظلمة حتى من لاق لهم دواة وحتى من بري لهم قلما قال فيحمعون في تابوت واحد ثم يقذفون في نار جهنم
عن عثمان بن زائدة قال قال سفيان يا عثمان لا تجالس القاضي اذا قلت له عافاك الله فهو يرى انك رضيت عمله واذا قلت له جزاك الله خيرا فما بقي من الثناء
عن ابي شهاب قال قال الثوري من لاق لهم دواة او بري لهم قلما فهو شريكهم في كل دم كان في المشرق والمغرب قال ابو شهاب اصبحت ما يسرني اني صمت وصليت وحججت واعتمرت وعملت انواع البر واني قلت لبعضهم كيف اصبحت
عن عبد الله بن عمر قال الشرط كلاب النار وقال عبد الله ابن عمر وصاحب المكس يعني العشار يلقى في النار (1/93)
عن الشعبي عن عامر بن شهر قال سمعت من النبي صلى الله عليه و سلم كلمه ومن النجاشي يعني كلمه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اسمعوا من قريش كلامهم ولا تعملوا بأعمالهم وبينما انا عند النجاشي جالس اذ جاء ابن له من الكتاب فتلا اية من الانجيل قال فثفقها فضحكت منه فقال النجاشي انا نجد فيما انزل الله على عيسى عليه الصلاة و السلام في الانجيل ان اللعنة تنزل على هذه الامة اذا كان امراؤهم الصبيان
عن مكحول عن معاذبن جبل قال لا تذهب الدنيا حتى يأتي امراء كذبة ووزراء فجرة وعرفاء ظلمة وقراء فسقه اهواؤهم مختلفة ليست لهم زعة يلبسون ثياب الرهبان وقلوبهم انتن من الجيف فيلبسهم الله فتنة ظلماء يتهوكون فيما تهوك اليهود
عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال هلاك امتى على ايدي اغليمة من قريش سفهاء قال يوسف بن اسباط كان سفيان يقول ما اشبه طعامهم الا بطعام الدجال (1/94)
حدثنا ابو بكر المروزي سمعت شعيب بن حرب يقول كان سفيان الثوري وسليمان الخواص بمنى فقال امض بنا الى هذا يعني الخليفة حتى نأمره فدخل سفيان فقال له ادنه فقال لا اطأ على ما لا تملك قال يا غلام ادرج فادرج البساط فقال له سفيان كم انفقت في حجتك قال لا ادري قال لكن عمر بن خطاب رضي الله عنه انفق ستة عشر دينارا وقال اجحفنا ببيت المال وانت قد انفقت الاموال فقال له ابو عبيد الله شطت تكلم امير المؤمنين بمثل هذا فقال له سفيان اسكت ما اهلك فرعون الا هامان فلما ولي سفيان قال يا امير المؤمنين ائذن لي اضرب عنقه فقال له اسكت ما بقى على وجه الارض من يستحيا منه غير هذا
حدثنا ابو حفص عمر بن ابراهيم النسائي حدثني عطاء بن مسلم قال كنت مع سفيان في المسجد فقال لي يا عطاء نحن جلوس والنهار يعمل عمله قال قلت انا في خير ان شاء الله قال اجل ولكننا نتلذذ به قال ثم قال يا عطاء ان المؤمن في الموقف ليرى بعينيه ما اعد الله له في الجنة وهو يتمنى انه لم يخلق مما هو فيه
قال سمعت سفيان يقول لو قيل لي اختر بين ان تعمى او تملا عينيك منهم لقلت اعمى وقال يوسف بن اسباط قال لي سفيان يا يوسف لا تكن من قراء الملوك ولا تكن فقيه السوق وما اقبح قراءة ليس معها زهد وان دعاك الملوك على ان تقرأ عليهم قل هو الله احد فلا تفعل
قال وحدثني ابن خبيق قال قال سفيان اتقوا الشهوه الخفيه أقول لكم اذهبوا الى عملكم وقلبي يشتهي لا تبرحون قال وحدثني ابن خبيق (1/95)
قال قال رجل لسفيان اوصيني فقال له اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها واعمل للآخرة بقدر مقامك فيها والسلام
وقال يوسف بن اسباط قال سفيان ما راينا الزهد في شيء اقل منه في الرياسة ترى الرجل يزهد في المال والثياب والمطعم فإذا نوزع في الرياسة حامى عليها وعادى
عن يوسف بن اسباط قال قلت لسفيان معاملة الامراء احب اليك ام غيرهم فقال لي معاملة اليهود والنصارى احب الي من معاملة هؤلاء الامراء
عن عبد الرحمن بن عبد الله عن سفيان الثوري قال النظر الى وجه الظالم خطية فقال لا تنظروا الى الائمة المضلين الا بانكار من قلوبكم عليهم لئلا تحبط اعمالكم
عن ابي خالد الاحمر قال سمعت سفيان يقول لا تنظروا الى دورهم ولا اليهم اذا مروا على المراكب قال وسمعت وكيعا يقول مررت مع سفيان على دار مشيدة فرفعت رأسي انظر اليها فقال لا ترفع رأسك تنظر اليها انما بنوها لهذا قال وحدثني بن خبيق قال انبأنا ذو سجادة وكان حسن الهيئة قال ارسلنى شريك الى سفيان اسأله عن رجل فلما نظر هيأتي والى سجادتي قال لي ان كانت سجادتك هذه لله فينبغي لك ان لا تكلم شريكا وان كانت لشريك فينبغي لي ان لا اكلمك (1/96)
قال وحدثني ابن خبيق عن يوسف ابن اسباط قال لا يشرب أحد من مائهم الا انتكس قلبه ولان تقطع يدي ورجلي واصلب احب الي من ان اخذ من هذا المال شيئا ومن احب ان يعصى الله لم يزك له عمل ومن دعا لظالم بطول البقاء فقد احب ان يعصي الله
قال خلف البرازاني قال سفيان الثوري القبول مما في ايديهم من استحلال المحارم والتبسم في وجوههم علامة الرضا بفعالهم وادمان النظر اليهم يميت القلب
قال شعيب قال لي سفيان من رأى منكم خرقة سوداء فليدسها ولا يمسها مسا
عن موسى بن علي عن ابيه عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه و سلم مر بقوم يلعبون بالشطرنج فقال ما هذه الكوبة الم انه عن هذا لعنة الله على من لعب بهذا قال حدثني من سمع زيد بن اسلم يحدث عن ابيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال من اكل الطين فقد اعان على قتل نفسه (1/97)
الجزء الثاني من الكتاب
اخبرنا الحافظ ابو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي قال اخبرنا ابو بكر احمد بن جعفر بن محمد بن سلام فيما قرىء عليه وانا اسمع وأقرأه في سنة ثلاث وستين وثلثمائة بقراءة ابن الفرات ابي الحسن قال اخبرنا ابو بكر احمد بن محمد بن عبد الخالق الوراق اجازة قال حدثنا ابو بكر احمد بن محمد المروزي رحمه الله قال (1/99)
باب التقلل وترك الشهوات
قلت لابي عبد الله احمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه ان اصحاب التقلل يقولون ليس شىء افضل من القلة والجوع واذا عود الرجل نفسه ان لا يأكل الا في كل يومين او ثلاثة آجر له وهو بمنزلة من تعود صيام الدهر قال انما يجوز هذا لمن كان وحده فاما من كان معيلا فكيف يقوى لقد افطرت امس ودعتني نفسي اليوم الى ان افطر ما اعدل بالفقر شيئا اني لاذكر اولئك الفتيان اصحاب الصلاة ثم قال اذا شبعوا من الخبز والتمر فايش يريدون وجعل يعظم امر الجوع والفقر قلت لابي عبد الله يؤجر الرجل في ترك الشهوات قال وكيف لا يؤجر وابن عمر يقول ما شبعت منذ اربعة اشهر
قلت لابي عبد الله يجد الرجل من قلبه رقة وهو يشبع قال ما ارى وقال معاد الحلال وغيره من اصحابنا كان محمد بن الحسين يزن قوته عن ابن سيرين قال قال رجل لابن عمر الا اجيئك بجوار شن قال واي شيء هو قال شيء يهضم الطعام اذا اكلته قال ما شبعت منذ اربعة اشهر فليس ذاك اني اقدر عليه ولكن ادركت اقواما يجوعون اكثر مما يشبعون
انبانا عاصم بن عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر قال كنت جالسا مع ابي فمر رجل فقال اخبرني ما قلت لعبد الله بن عمر يوم رايتك تكلمه (1/100)
بالجرف قال قلت يا ابا عبد الرحمن رقت مضغتك وكبر سنك وجلساؤك لا يعرفون يعرفون لك حقك ولا شرفك فلو امرت اهلك ان يجعلوا لك شيئا يلطفوك اذا رجعت اليهم قال ويحك والله ما شبعت منذ احدى عشرة سنة ولا اثنتي عشرة ولا ثلاث عشرة سنة ولا اربع عشره سنة مرة واحدة فكيف بي وانما بقى منه كظم الحمار
عن النعمان بن بشر قال سمعت عمر بن الخطاب وذكر ما اصاب الناس من الدنيا فقال لقد رايت نبيكم صلى الله عليه و سلم يلتوي ما يجد دقلا يملاء به بطنه
اخبرني يحى ابن جابر قال سمعت المقداد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما ملا آدمي طعاما شرا من بطن حسب ابن آدم اكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث طعام وثلث شراب وثلث لنفسه
عن عروة عن عائشة قالت والذي بعث محمدا بالحق ما راى منحلا ولا اكل خبزا منخولا منذ بعثه الله الى ان اقبض قلت كيف كنتم تأكلون الشعير قالت كنا نقول اف اف (1/101)
انبأنا ابن لهيعة ان بكر بن سوادة اخبره ان حسنا حدثه ان ام ايمن غربلت دقيقا لتصنع لرسول الله رغيفا فمر بها النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما هذا قالت طعام نصنعه في ارضنا واحببت ان اصنع لك رغيفا فقال النبي صلى الله عليه و سلم رديه ثم اعجنيه
قرأت على ابي عبد الله احمد بن الحجاج قال حدثني مسلمة بن عبد الملك قال دخلت على عمر بن عبد العزيز بعد الفجر في بيت كان يخلو فيه بعد الفجر فلا يدخل عليه احد فجاءته جارية بطبق عليه تمر صيحاني وكان يعجبه التمر فرفع بكفه منه فقال يا مسلمة اترى لو ان رجلا اكل هذا ثم شرب عليه من الماء على التمر طيب اكان مجزئه الى الليل قلت لا ادري قال فرفع اكثر منه فقال هذا قلت نعم يا امير المؤمنين كان كافيا دون هذا حتى ما يبالي ان لا يذوق طعاما غيره قال فعلام يدخل النار قال مسلمة فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذه
حدثني محمد ابن ادريس البزار قال سمعت بشر بن الحارث يقول ما ينبغي للرجل ان يشبع اليوم من الحلال لانه اذا شبع من الحلال دعته نفسه الى الحرام فكيف من هذه الاقذار
سمعت بعض اصحابنا وهو ابو حفص ابن اخت بشر قال سمعت بشرا يقول ما شبعت منذ خمسين سنة سمعت ابا نصر التمار يقول قال لي بشر ابن الحارث اني لاشتهي هذا الباذنجان منذ عشرين سنة
انبأنا عباد ابن راشد عن الحسن قال قيل لسمرة ان ابنك قد بشم الليلة فقال لو مات ما صليت عليه عن عمرو بن الاسود العنسي انه كان يدع كثيرا من الشبع مخافة الاشر (1/102)
باب في الورع ودقاق المسائل
قلت لابي عبد الله جاءنا كتاب من طرطوس فيه ان قوما خرجوا في نتف الاسل فطحن لهم على رحا فتبينوا بعد ان الرحا فيه شيء يكرهونه غصب فتصدق بعضهم بنصيبه وابى بعضهم وقال لست آمر فيه ولا انهى شيء الا ارضي به آكله ولا اتصدق به فعجب ابو عبد الله وقال اذا تصدق به فايش بقى وكان مذهب ابي عبد الله ان يتصدق به اذا كان شيء يكرهونه قلت لابي عبد الله وردت علينا مسئلة طرسوس في رجل اشترى حطبا واكترى دواب وحمله ثم تبين بعد انه تكره ناحيتها كيف يصنع بالحطب ترى ان يرده الى موضعه او كيف ترى ان يصنع به فتبسم وعجب وقال ما ادرى
وذكر عبد الله مسائل ابن المبارك قال كان مسألة دقيقة في رجل رمى طيرا فوقع في ارض قوم لمن الصيد قال ابن المبارك لا ادري
قلت لابي عبد الله ما تقول انت فيها قال هذه دقيقة ما ادري ما اقول فيها وابى ان يجيب (1/103)
باب السراج والنار والحطب
لمن تكره ناحيته هل يستضاء بالسراج وبخبز بالنار ويطبخ بالحطب قلت لابي عبد الله ان رجل قال لي قل لابي عبد الله ما تقول في النفاطة لمن تكره ناحيته ينقطع سعى استضىء به قال لا وذكر ابو عبد الله عثمان بن زائدة وذكرت له قصة النار ان غلامه اخذ له نارا من قوم يكرههم عثمان فطفاه فقال ابو عبد الله هذا اشد من امر عثمان وقال عثمان انما اخذ له من حطبه فالنفاطة اشد ثم قال ابو عبد الله قد قال عثمان ابن زائدة لسفيان من نسأل بعدك فقال سلوا زائدة
حدثني عباس العنبري قال سمعت ابا الوليد يقول كنت مع عثمان بن زائدة بالري فانطفأ مصباحه فذهب غلامه فأخذ له نارا من قوم فقال له عثمان من اين هذا قال من موضع سماه قال فطفأه عثمان وقال لا نستضيء بنارهم
سمعت عباسا العنبري يقول قال لي بشر بن الحارث انظر ان تكتب الي باخلاق عثمان بن زائدة
قلت لابي عبد الله تنور سجر بحطب اكرهه فخبز فيه فجئت انا بعد فسجرته بحطب آخر اخبر فيه فقال لا أليس قد احمى بحطبهم وكرهه قلت لابي عبد الله ما تقول في قدر طبخت بنار يكره حطبها او سميت له الحطب قال لا وكرهه قلت وهكذا الخبز اذا اختبر قال نعم (1/104)
باب الرجل يأمره والده ان يشتري له الثوب او الحاجة بدارهم يكرهها وما للرجل من مال ابنه
قلت لابي عبد الله الرجل يأمره والده ان يشتري له الثوب او الحاجة بدارهم يكرهها
فكرهه قلت لابي عبد الله ما معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم ( ( انت ومالك لابيك ) ) فقال اما محمد يعني ابن سيرين فكان يقول كل نفس احق بشيئه ليس للاب ان يأخذ من مال ابنه ولو كان كما قال محمد لكان يضيق على الناس ولكن كما قال النبي صلعم ( انت ومالك لابيك ) قلت كيف هو قال هو اذا كان للإبن مال فإن للاب ان يأخذ منه قلت وكذا ان كان له جارية يأخذها ويعتقها قال نعم قلت فإن كانت سريته قال هذه تشنع لا اقول يعتق سرية ابنه
عن ابن عون عن الحسن قال قيل له يأخذ الرجل من مال ولده قال نعم قيل فيأخذ سريته قال لا
عن منصور عن الحسن انه كان يرى عتق الاب من مال ابنه جائزا عن يونس عن الحسن انه كان يقول ان للوالد ان يأخذ من مال ولده ما يشاء
انبأنا شعبة عن ميمون بن ابي شبيب قال قيل لمعاذ ما حق (1/105)
الوالدين على الولد قال لو خرجت من اهلك ومالك ما اديت حقهما قال شعبة وانما حدثني به منصور بن زاذان عن الحكم
عن ابي مسعود البدري قال ذكرت عنده الدنانير والدراهم فقال الصقوها بكبودهم والله لن تصيروا الى الآخر بدينار ولا درهم ولتتركنها في بطن الارض وعلى ظهرها كما تركها من كان قبلكم (1/106)
باب الرجل يهب لابنه او لابنته اله ان يرجع فيها ام لا
قلت لابي عبد الله فإن وهب الرجل لإبنه او ابنته جارية له ان يرجع فيها قال هذا عندي غير ذا اذا وهب ان كان كبيرا وقبضها فليس له ان يرجع لان النبي صلى الله عليه و سلم قال العائد في هبتة كالكلب يعود في قيئه عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس لنا مثل السوء العائد في هبة كالكلب يعود في قيئه
عن زيد بن اسلم عن ابيه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجد فرسا كان يحمل عليها في سبيل الله تباع في السوق فاراد ان يشتريها فسأل النبي صلى الله عليه و سلم فنهاه وقال لا تعد في صدقتك عن (1/107)
الزبير بن العوام رضي الله عنه ان رجلا حمل على فرس يقال له غمره او عمرة قال فوجد فرسا او مهرا تباع فنسبت الى تلك الفرس قال فنهي عنها (1/108)
باب رجل وهب لابنته جارية واراد شراءها
قلت لابي عبد الله رجل وهب لابنته جارية فأراد ان يشتريها قال ان كان وهبها على جهة المنفعة فلآ بأس ان يأخذها بما تقوم اذا كان ناظرا واذا جعل الجارية لله او في السبيل او اعطاها ابنته على هذا المعنى لم يعجبني ان يشتريها ولا يطأها فأما اذا وهبها على جهة المنفعة فلآ بأس ان يأخذها بما تقوم على معنى حديث عمر بن الخطاب المروي في الفرس (1/109)
باب الهبة والرجل يقول لامرأته هبي لي مهرك
وسئل ابو عبد الله عن الهبة فقال لا يرجع فيها فقيل له انهم يحتجون بالمريض يهب في مرضه فقال لا نتكلم في المريض ايش يقولون في الصحة ثم قال بم يكون الملك بالشرى او الهبة او التمليك فقيل له اسحاق بن راهويه يقول ما ادرى ما هذا قال اذا قال لا ادري فهو ايسر
قيل لابي عبد الله الرجل يقول لامراته هبي لي مهرك فتقول انا افعل ان شاء الله فقال هذا عندي وعيد ان ارادت ان ترجع فيه رجعت قال ابو عبد الله فإن ابتدأت هي فوهبت لم يكن لها ان ترجع واحتج بقول الله تعالى فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا حدثتني ام جعفر قالت قلت لابي عبد الله ان لي ابنين وهما في العسكر ولهما في يدي مال قالت فربما تصدقت منه ترى لي ان افعل او كلاما ذا معناه فقال يعجبني ان تستأذنيها انما هذا للاب انت ومالك لابيك ولم يجيء انه قال للام (1/110)
باب الرجل يتزوج او يشتري الجارية من مال ولده
قلت لابي عبد الله يتزوج الرجل من مال ولده قال ما اعلم به بأسا قال النبي صلى الله عليه و سلم انت ومالك لابيك قلت لابي عبد الله فيشتري الرجل الجارية من مال ولده فيعتقها قال نعم
حدثنا معتمر قال قرأت على الفضيل ان ابا اسحاق حدثه ان ابن عمر رضي الله عنه حدث ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا نبي الله أن والدي اكل مالي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم انت ومالك لابيك عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا نبي الله ان لي مالا ولي والد وانه يريد ان يجتاح مالي قال انت وما لك لوالديك ان اولادكم من اطيب كسبكم فكلوا من اطيب كسب اولادكم قلت لابي عبد الله الرجل يهب لابنته من يقبضه لها قال يقبضه لها (1/111)
باب ما يحل للرجل من مال ابيه وللمرأة من مال زوجها حدثنا ابو عبد الله عن ابن طاووس عن ابيه قال ينال الرجل من مال ابيه المعروف
انبأنا ابن جريح قال وزعم عمرو بن دينار ان ابا الشعثاء كان لا يرى بأسا ان يأكل الرجل من مال ابيه ما يأكل قط بغير امر ابيه اذا اعياه ابوه فلم ينفق عليه
انبأنا سفيان عن عمرو قال قال رجل لجابر بن زيد ان ابي يحرمني قال خذ ما يكفيك بالمعروف عن هشام قال حدثني ابي عن عائشة ان هند بنت عتبة قالت يا رسول الله ان ابا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي الا ما اخذت منه وهو لا يعلم قال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف (1/113)
باب نظر الفجأة وما كره من النظر
قلت لابي عبد الله رجل تاب وقال لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية غير انه لا يدع النظر قال اي توبة هذه
قال جرير سألني النبي صلى الله عليه و سلم عن نظر الفجأة فأمرني ان اصرف نظري
قلت لابي عبد الله الرجل ينظر الى المملوكة اذا خاف الفتنة لم ينظر كم نظرة قد القت في قلب صاحبها البلابل وقد سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن نظر الفجأة فقال اصرف بصرك قال الله تعالى يعلم خائنة الاعين
سمعت ابا عبد الله في قوله تعالى يعلم خائنة الاعين (1/114)
قال هو الرجل يكون في القوم فتمر به المرأة فيلحقها بصره وابو عبد الله مناولة
قال انبأنا الاعمش عن ابراهيم قال كان الربيع بن خيثم يزور علقمة وكان في الحي جماعة والطريق في المسجد فدخل المسجد نساء فلم يطرف اليهن الربيع حتى خرجن
عن مالك بن دينار قال كان رجل في بني اسرائيل يعظ الناس فإذا ابنه قد نظر الى امرأة او قال غمزها فقال مهلا يا بني قال فأوحى الله اليه ما كان عقوبتك الا ان قلت مهلا يا بني لا اخرجت من صلبك صديقا او كلاما ذا معناه ان شاء الله ولمن خاف مقام ربه جنتان قرئ على أبي عبد الله وأنا أسمع عن روح عن أبي الدرداء ( ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ) فقلت وان زنا وان سرق قال وان زنا وان سرق رغم انف ابي الدرداء قال ابو عبد الله ما سمعناه الا من روح
قرىء على ابي عبد الله وانا اسمع عن وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر الله فيدعها قال مجاهد فله الاجر مرتين
قرىء على عبد الله وانا اسمع عن يعلى عن مجاهد في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال لمن خاف مقام الله عليه وقال يعلى مرة مخافة مقام الله عليه
قرىء على ابي عبد الله عن المنصور عن ابراهيم في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال اذا اراد ان يذنب امسك من مخافة الله
قرىء على ابي عبد الله وانا اسمع عن عفان عن بكر بن ابي موسى (1/115)
عن ابيه في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال جنتان من ذهب للسابقين وجنتان من فضة للتابعين
قرىء على ابي عبد الله وانا اسمع عبد الوهاب في تفسير سعيد عن قتادة ولمن خاف مقام ربه جنتان قال وان لله مقاما هو قائمه وان المؤمنين خافوا ذلك المقام فعملوا لله ودأبوا ونصبوا بالليل والنهار وابو عبد الله مناولة
عن جرير بن عبد الله قال سألت رسول الله عن نظر الفجأة قال اصرف بصرك عن عتبة بن غزوان الرقاشي قال قال لي ابو موسى الاشعري مالي ارى عينيك نافرة فقلت اني التفت التفاته فاذا جارية منكشفة لبعض الحبش فلحظتها لحظه فصككتها صكة الى ما ترى فقال له ابو موسى استغفر ربك فإنك قد ظلمت عينيك لك اول نظرة وعليك ما بعدها دام (1/116)
باب المرأة المريضة يعالجها الرجل والخادم ينظر الى شعر مولاته
عن ثابت بن ذروة قال خرجت فصرعت امرأة كانت معنا فانكسر فخدها فلم اجبرها قال فلقيت جابر بن زيد فذكرت ذلك له فقال بئس ما صنعت ان المضطر كإسمه اما انك لو كنت جبرتها لاجرت
انبأنا سعيد عن ثابت بن ذروة عن سعيد بن جبير قال بلغني انك تؤتي بالمرأة الكسير فلا تقدم عليها اقدم عليها فإنه لا بأس به
عن هشام ابن عروة ان اختا 4لعروة اشتكت من عنقها جراحا او قرحة فدعا لها عروة الطبيب
قلت لابي عبد الله الخادم الخصي ينظر الى شعر مولاته قال لا قلت لابي عبد الله المرأة يكون بها الكسر فيضع المجبر يده عليها قال هذه ضرورة ولم ير به بأسا قلت لابي عبد الله مجبر يعمل بخشبة فقال لا بد لي من ان اكشف صدر المرأة واضع يدي عليها قال قال طلحة يؤجز قلت لابن مصرف قال نعم قلت فإيش تقول قال هذه ضروره ولم ير به بأسا
قلت لابي عبد الله فالمرأة يكون بها الجراح قال تفور ما حول الثوب قيل لابي عبد الله فالكحال يخلو بالمرأة وقد انصرف ما عنده من النساء هل هذه الخلوة منهى عنها قال اليس هو على ظهر الطريق قيل نعم قال انما الخلوة تكون في البيت (1/117)
باب الامر بالتزويج وما فيه من الفضل
وسمعت ابا عبد الله يقول ليس للمرأة خير من الرجل ولا للرجل خير من المرأة قال طاووس المرأة شطر دين الرجل
سمعت ابا عبد الله يقول ليس العزوبة من امر الاسلام في شيء النبي صلى الله عليه و سلم تزوج اربعة عشر ومات عن تسع ثم قال لو كان بشر بن الحارث تزوج لكان قديم امره كله لو ترك الناس النكاح لم يغزوا ولم يحجوا ولم يكن كذا ولم يكن كذا فقال كان النبي زياده صلى الله عليه و سلم يصبح وما عندهم شيء ويمسي وما عندهم شيء ومات عن تسع وكان يختار النكاح ويحث عليه
وسمعت ابا عبد الله يقول نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن التبتل فمن رغب عن فعل النبي صلى الله عليه و سلم فهو على غير الحق ومن رغب عن فعل اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم والمهاجرين والانصار فليس هو من الدين في شيء قال النبي صلى الله عليه و سلم اني مكاثر بكم الامم ويعقوب في حزنه قد تزوج وولد له والنبي صلى الله (1/118)
عليه وسلم قال حبب الي النساء واصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم تزوجوا قلت انهم يقولون قد ضاق عليهم الكسب من جهه فقال ان النبي صلى الله عليه و سلم قد زوج على خاتم لمن ليس عنده شيء قلت وعلى سورة قال دع هذا قلت او ليس هو صحيحا قال دعه اذا نهيتك عن شيء فانته ينبغي ان يتزوج الرجل فإن كان عنده انفق عليها وان لم يكن عنده صبر قلت انتم تقولون لي ان لم اجد ما انفق اطلق وقع لي عمل وكان مهرها الف درهم وليس عندي شيء فضحك ثم قال تزوج على خمسة دراهم ابن المسيب زوج ابنته على درهمين قلت لا يرضى اهل بيتي ان اتزوج على خمسة دراهم قال ها جئتني بامر الدنيا فهذا شيء اخر قلت ان ابراهيم ابن ادهم يحكي عنه انه قال لروعة صاحب عيال فما قدرت ان اتم الحديث حتى صاح بي وقال وقعنا في نبيات الطريق انظر عافاك الله ما كان عليه 4محمد واصحابه
قلت لابي عبد الله أن الفضيل يروي عنه انه قال لا يزال الرجل في قلوبنا حتى اذا اجتمع على مائدته جماعة زل عن قلوبنا قال دعني من نبيات الطريق العلم هكذا يؤخذ انظر عافاك الله ما كان عليه محمد واصحابه ثم قال هو ذا اهل زمانك الصالحون هل تجد فيهم الا من هو متزوج ثم قال ليتق الله العبد ولا يطعمهم الا طيبا لبكاء الصبي بين يدي ابيه متسخطا يطلب منه خبزا افضل من كذا وكذا يراه الله بين (1/119)
يديه ثم قال هو ذا عبد الوهاب كن مثل هؤلاء لو ترك الناس التزويج من كان يدفع العدو وقال لي ابو عبد الله صاحب العيال اذا تسخط ولده بين يديه يطلب منه الشيء اين يلحق به المتعبد الاعزب
وذكر ابو عبد الله من المحدثين علي بن المديني وغيره فقال كم تمتعوا من الدنيا اني لاعجب من هؤلاء المحدثين وحرصهم على الدنيا وذكرت رجلا من المحدثين فقال انما اشرت ان تكتب عنه وانما انكرت عليه حبه الدنيا (1/120)
باب ذكر بعض العلماء الورعين
وذكر ابو عبد الله يوما ابن المبارك فقال ما رفعه الله الا بخشية كانت له ما اخرجت خراسان مثل ابن المبارك ولا بعد ابن المبارك مثل يحيى بن يحيى سمعت سلمة بن سليمان المروزي يقرأ علينا كتاب عبد الله فقالوا له قل ابن المبارك فقال سلمة اذا قيل بمكة عبد الله فهو ابن عباس واذا قيل بالمدينة عبد الله فهو ابن عمر واذا قيل بالكوفة عبد الله فهو ابن المبارك
وسمعت ابا عبد الله يقول كان ابو تميلة يقول هذا الشعر في ابن المبارك ... ولمرو قد كنت فخرا فصارت ... ارض مرو كسائر البلدان ...
عن رجل من اهل واسط قال رأيت يوسف النبي صلى الله عليه و سلم في المنام فقلت يا نبي الله ما فعل سفيان الثوري فقال ذاك معنا معاشر الانبياء فقلت ما فعل ابن المبارك قال بخ ذلك وضح قلت فما افعل وكيع ابن الجراح فقال بيده هكذا وحركها
اخبرني بعض اصحابنا قال رايت بشر بن الحارث في النوم فقلت ما فعل احمد بن حنبل فقال ذاك في اعلى عليين ذاك في اعلى عليين (1/121)
سمعت بعض المشيخة بالكوفة وهو جبارة يقول سمعت ابا معاوية يقول رأيت سفيان الثوري في المنام وهو في بستان يقرأ الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء
سمعت بعض الخراسانية يقول ان يحيى بن يحيى شرب شربة فقالت له امرأة لو قمت فترددت في الدار فقال يحيى ما ادرى ما هذه المشية انا احاسب نفسي منذ اربعين سنة
قلت لابي عبد الله قد قيل لابن المبارك كيف تعرف العالم الصادق فقال الذي يزهد في الدنيا ويقبل على امر اخرته فقال ابو عبد الله نعم هكذا اريد ان يكون
وحدثنا القاسم بن محمد قال سمعت اسحاق بن راهوية يقول كنت صاحب راي فلما اردت ان اخرج الى الحج عمدت الى كتب عبد الله بن المبارك واستخرجت منها ما يوافق راي ابي حنيفة من الاحاديث فبلغت نحو من ثلثمائة حدث فقلت اسأل عنها مشايخ عبد الله الذين هم بالحجاز والعراق وانا اظن ان ليس يجترىء احد ان يخالف ابا حنيفة فلما قدمت البصرة جلست الى عبد الرحمن بن مهدي فقال لي من اين انت فقلت من اهل مرو قال فترحم على ابن المبارك وكان شديد الحب له فقال هل معك مرثية رثى بها عبد الله فقلت نعم قال فأنشدته قول ابي تميلة يحي بن واضح الانصاري (1/122)
طرق الناعيان اذ نبهاني ... بقطع من قادح الحدثان ... قلت للناعين من تنعيان ... قالا ابا عبد ربنا الرحمن ... فأثار الذي اتاني حزنا ... وفؤاد المصاب ذو احزان ... ثم فاضت عيناي وجدا وشجوا ... بدموع تحادر الهطلان ... فلئن كانت القلوب تبكي ... لقلوب الثقات من اخوان ... قد تبكيه بالدماء وفي الاج ... واف لذع كحرقة النيران ... لتقى مضى فريدا حميدا ماله ... في الرجال ان عد ثاني ... يا خليلي يا ابن المبارك عبد ال ... لله خليتنا لهذا الزمان ... حين ودعتنا فأصبحت محمو ... دا حليف الحنوط والاكفان ... قدس الله مضجعا انت فيه ... وتلقاك فيه بالرضوان ... ارض هيت فازت بك الدهراذ ... صرت غريبا بها عن الاخوان ... لا قريب بها ولا مؤنس يؤ ... نس الا التقى مع الايمان ... ولمرو قد كنت فخرا فصارت ... ارض مرو كسائر البلدان ... اوحشت بعدكم مجالس علم ... حين غاب المغيث للهفان ... لهف نفسي عليك لهفا بك ال ... دهر وفجعا لفاجع لهفان ... يا قريع القراء والسابق الاو ... ل يوم الرهان عند الرهان ... ومقيم الصلاة والقائم اللي ... ل اذا نام راهب الرهبان ... ومؤاتي الزكاة والصدقات ال ... دهر في السر منك والاعلان ... صائم في هواجر الصيف يوما ... قد يضر الصيام بالضمان ... دائبا في الجهاد والحج والعم ... رة يتلو منزل القرآن ... دائما لا يمله يطلب الفوز ... وليس المجد كالمتوان ... عين فابكيه حين غاب بواكي ... ه بهاطل وساكب السيلان ... ان ذكرناك ساعة قط الا ... هاج حزني وضاق عني مكاني ... ولعمري لئن جزعت على فق ... دك اني لموجع ذو استكان (1/123)
خافق القلب ذاهب الذهن عب ... دالله اهذي كالواله الحيران ... اتلوى مثل السليم لذيغ ال ... رقس قد مس جلده النابان ... بدلا كنت من اخي العلم سفي ... يان ويوم الوداع من سفيان ... كنت للسر موضعا ليس يخشى ... منك اظهاره سره الكتمان ... وبراي النعمان كنت بصيرا ... حين تبغي مقايس النعمان ...
قال فما زال ابن المهدي يبكي وانا انشده حتى اذا مات ما قلت وبرأي النعمان كنت بصيرا قال لي اسكت قد افسدت القصيدة فقلت ان بعد هذا ابياتا حسانا فقالت دعها تذكر رواية عبد الله عن ابي حنيفة في مناقبة ما نعرف له زلة بارض العراق الا روايته عن ابي حنيفة ولوددت انه لم يرو عنه واني كنت افتدي ذلك بعظم مالي فقلت يا ابا سعيد لم تحمل على ابي حنيفة كل هذا لاجل هذا القول انه كان يتكلم بالراي فقد كان مالك ابن انس والاوزاعي وسفيان يتكلمون بالراي فقال تقرن ابا حنيفة الى هؤلاء ما اشبه ابا حنيفة في العلم الا بناقة شاردة فاردة تر عى في وادي خصب والإبل كلها في واد آخر قال اسحق ثم نظرت بعد فإذا الناس في امر ابي حنيفة على خلاف ما كنا عليه بخرسان
وقال لي ابو عبد الله يوما قد راينا قوما صالحين وذكر ابن ادريس وابا داود الحفري وحسينا الجعفي وسعيد بن عامر فأما حسين فكان يشبه بالراهب ما رايت افضل من حسين الجعفي بالكوفة وسعيد بن عامر بالبصرة قال ورايت ابا داود الحفري وعليه جبة خلقة قد خرج القطن منها بين المغرب والعشاء يصلي يترجج من الجوع وذكر عبد سليمان وصبره على الفقر سمعت بعض المشيخة يقول سمعت ان ابا داود الحفري سمع رجلا يقول كلنا كذا واكلنا كذا فقال له ابو داوود اسكت اسكت لي اليوم (1/124)
ثلاث ما اكلت الا بقلا وخلا ولم يسم خبزا سمعت عثمان ابن ابي شيبة يقول سمعت ابا داود الحفري يقول اذا اصيب قرصين من شعير عند فطري فعلى ملك ابي جعفر العفا سمعت طحانا بالكوفة يقول كان ابو داود الحفري يأكل النخالة وكان يجلس اليه ثم خلف بعد ابي داود ابو كريب فلا ادري لمن قال انه كان يأكل النخالة لاحدهما او جميعا
سمعت عبد الرحمن المتطبب يقول وصفت لبشر رب السفرجل المربى قال فقال اليس قلت لي ان السفرجل اللزج يقوم مقامه قال وجئته بقارورة فيها دواء فقال قارورتك هذه تشبه قوارير الملوك فردها ولم يقبلها قال فقلت له فرمان بحبه قال فقال لي نعم او كلاما ذا معناه
وقال لي ابو عبد الله قد كفى بعض الناس من مكة الى ههنا اربعة عشرة درهما قلت من يا ابا عبد الله قال انا
وسمعت ابا عبد الله يقول قد تفكرت في هذه الاية ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى ثم قال تفكرت في رزقهم واشار نحو العسكر وقال رزق يوم فيوم خير وقال ابو عبد الله يوما اخاف ان افتن بالدنيا كم بقى من عمري الذي مضى اكثر لي اليوم ست وسبعون سنة ما تلبست لهم بشيء وعامة اصحابي قد كتبوا انفسهم في الغارمين انا في كل نعيم
عن برد بن نافع قال قال لي ابن عمر يا نافع اخاف ان تفتني دراهم ابن عامر اذهب فأنت حر (1/125)
قلت لابي عبد الله ايش تفسير خير الرزق ما يكفي قال هو قوت يوم فيوم ولا يهتم لرزق غد
سألت ابا عبد الله عن الرجل يستأجر الارض العام فيزرعها فلا تخرج فإذا كان عام قابل خرج الشيء بعد الشيء قال هو لصاحب البذر (1/126)
باب المضطر الى الماء والميتة
سئل ابو عبد الله عن الرجل يضطر الى الماء ومع رجل ماء فطلبوه فابى فخاف القوم على انفسهم فقال يأخذونه ويعطونه الثمن قلت يأخذونه بغير طيب نفس منه قال فتتلف انفسهم قلت نعم قال يأخذونه ولم ير باسا ان اخذوه واعطوه الثمن
قلت لابي عبد الله اذا اضطر الرجل الى الميتة ووجد مع قوم طعاما يأخذ الطعام بغير اذن اصحابه او يأكل كل الميتة قال يأكل الميتة قد احلت له
وسئل ابو عبد الله عن رجل اصابته جنابة وهو في سفر معه ماء بقدر ما يتوضأ قال يتوضأ وقال قال عبده ابن لبابه يجمعها يعني الوضوء والتيمم قيل له فإن كان معه مقدار ما يشرب يتوضأ به او يشربه قال إذا خاف على نفسه شربه سألت ابا عبد الله عن الرجل يمر بالحائط او النخل يأكل منه قال قد سهل فيه قوم من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم واما بعد فابي ان يأكل قلت فما تقول اذا اضطر اليه قال يأكل ولا يحمل
وسألت ابا عبد الله عن الرجل يمر بالبستان قال اذا كان عليه حائط لم يدخل واذا كان غير محوط اكل ولم يحمل معه شيئا وابو عبد الله مناولة (1/127)
قال حدثني الاوزاعي قال حدثني هارون بن رباب قال بعث سعد غلاما له يتعلف فجاء بحشيش راى فيه سنبلة او سنبلات فقال ما هذا قال احتششته فقال سعد اجعل هذه السنبلات بين يدي دابة الدهقان عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من دخل حائطا فليأكل ولا يتخذ خبنة (1/128)
باب القدر توجد مطبوخة في بلاد الروم
قلت لابي عبد الله الرجل يدخل الى بيت من بيوت الروم فيجد القدر ترى ان يأكل منها قال لا قيل له فالقدر توجد مطبوخة ولعلها لحم خنزير ترى ان تؤكل قال لا وسئل ابو عبد الله عن الرجل يجد المخرز في بلاد الروم ويخرز به خفه قال لا قيل له الرجل يدهن خفه بشيء من الشحم الذي يوجد في بلاد الروم قال لا (1/129)
باب الغزو في شدة البرد والحر
وسئل ابو عبد الله عن الغزو في شدة البرد في مثل الكوانين فيتخوف الرجل ان خرج في ذلك الوقت ان يفرط في الصلاة ترى له ان يغزو او يقعد قال لا يقعد بل يغزو خير له وافضل
وسئل عن الرجل تصيبه الجنابة فيتخوف ان يصب عليه الماء من شدة البرد ترى ان يؤخر ذلك اياما قال نعم اذا خاف على نفسه اخر الغسل ويتيمم وصلى ويؤخر ذلك حتى يمكنه (1/130)
باب الوالي يحرج من ذبح او حلب
سئل ابو عبد الله عن الوالي يقول هو في حرج من ذبح او حلب ترى ان يلومنا ان ذبحنا او حلبنا فقال لا يعجبني ان تذبحوا ولا ان تحلبوا ولا ان تخالفوا الوالي ثم تلا هذه الاية واذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه
ورايت إمراة جاءت الى ابي عبد الله فقالت اني اريد ان اخرج الى بيت المقدس ومعي ابنان لي وقد ادركا قال حججت قالت نعم قال فاخرجي
قلت لابي عبد الله ان رجلا يخرج عياله الى مصر لرخص السعر قال يخرج فلما كان بعد قال لي ان كان الرجل لم يخرج فقل له لا ارى ان تتجاوز بالذرية اليوم قد كان ذكر لي ان ثم حركة في ناحية المغرب اخاف ان يكون قد جاء ما قال الاوزاعي اذا رايتم الرايات السود من قبل المشرق والرايات الصفر من قبل المغرب فبطن الارض يومئذ خير للمؤمنين (1/131)
باب القاتل اذا تاب
قلت لابي عبد الله جاءني كتاب رجل قد بلى بدم وقد ذهب بذل نفسه على ان يقاد وقد كتب يشاورني ان يخرج الى بيت المقدس فأي شيء ترى قال قل له ما تصنع ببيت المقدس عليك بالثغر لعله يأتيك سهم غرب فيمحص الله عنك الذنوب او تأتيك الشهادة سألت ابا عبد الله قلت ترى ان يعمل للخدم اعني للجزر وغيره قال اذا كان بطرسوس نعم (1/132)
باب اجور بيوت مكة
سألت ابا عبد الله عن اجور بيوت مكة فقال لا يعجبني قيل لابي عبد الله فيكتري الرجل الدار فيخرج ولا يعطي الكرا قال لا يعجبني ان يخرج ولا يعطي الكرا قال هذا بمنزلة الحجام ولا بد من ان يعطي قلت لابي عبد الله فترى شراء دور مكة او البيع قال لا اما الدور الكبار مثل دار فلان وفلان سماها فتفتح ابوابها حتى تطوي الحاج فساطيطهم وينزلوها
قيل لابي عبد الله هذا عمر بن الخطاب قد اشترى السجن قال لا هذا لا يشبه ما اشترى عمر انما اشترى السجن للمسلمين يحبس فيه السراق وغير ذلك
وسئل ابو عبد الله عن السقايات التي يعملها من تكره ناحيته ترى ان يتوضأ منها قال لا الا ان يخاف فوت الصلاة يعني يوم الجمعة وسئل ابو عبد الله عن السقايات التي تفتح الى الطريق ترى ان يشرب منها فقال قد سئل الحسن فقال قد شرب ابو بكر وعمر رضي الله عنهما من سقاية ام سعد
وسمعت رجلا من بني هاشم وهو ابن الكردية يقول لابي عبد الله ما تقول في صدقة الماء ترى الشرب منه قال احب ان يتوقى فإني لا امن (1/133)
ان يكون من الزكاة وذكر حديث ابي رافع ان النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تحل الصدقة لبني هاشم ولا لموالهم عن ابي رافع انه استأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يخرج مع ساع بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم مصدقا قال لا اجلس يا ابا رافع فإنه لا ينبغي لنا ان نأكل من الصدقة
قيل لابي عبد الله الرجل يجد التمرة قد القاها العصفور قال لا يتعرض لها قد امتنع النبي صلى الله عليه و سلم من تناول من التمرة في الليل مخافة ان تكون من الصدقة
حدثنا ابو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اني لانقلب الى اهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي او في فراشي فارفعها لاكلها ثم اخشى ان تكون من الصدقة فالقيها (1/134)
باب ترك بعض الحلال مخافة الحرام
سمعت ابا عبد الله يقول سمعت ابن عيينة يقول لا يصيب عبد حقيقة الايمان حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال وحتى يدع الاثم وما تشابه منه
وسئل ابو عبد الله عن رجل كان في امور قد تنزه عنها الا جارية كانت مملوكة ومسكن هو في بيت منه ولا يرى ان يتوضأ للصلاة من البير قال ابو عبد الله هذا على حكم الاضطرار كأنه سهل
قلت لابي عبد الله الرجل يبعث اليه بالشيء قد تنزه عنه ترى اذا احتاج ان يرهنه عند بعض التجار ويأخذ الشيء الذي يتقوته فقال ابو عبد الله اخاف ان يكون التاجر ينفق الدنانير قيل لابي عبد الله فأنه لا ينفقها قال ان كان لا ينفقها فليس بهذا بأس
قلت لابي عبد الله يحكي عن فضيل ان غلامه جاءه بدرهمين فقال ما عملت في دار فلان فذكر من تكره ناحيته قال فرمى بها بين الحجارة وقال لا يتقرب الى الله الا بالطيب فعجب ابو عبد الله وقال رحمه الله وذهب ابو عبد الله في مثل هذا الموضع الى ان يتصدق به كأنه عنده احوط قلت لابي عبد الله ان ابا معاوية الاسود قال للفضيل فضل معي شيء يعني من الوجه الذي لا يرضاه قال انت خذه واقعد في جلبة يعني زورق وقذفه في جوف البحر فتبسم ابو عبد الله وقال في هذا الموضع يعجبني ان يتصدق به وقال اذا تصدق به فأي شيء بقي (1/135)
باب من ورث مالا فيه شبهة
وسئل ابو عبد الله عن رجل مات وترك ضياعا وقد كان ابوه يدخل في امور ذكرتها لابي عبد الله فيريد بعض ولده التنزه فقال ما كان له قبل دخوله يعني فيما يكره فلا بأس ان يرثه وان كان يعلم ان اباه ظلم احدا فينبغي له ان يرده الى اهله وهو اعرف بابيه
قلت لابي عبد الله ان رجلا ورث ضياعا فقال لاخوته اوقفوني على شيء فليس يوقفونه فترى له ان يدعها في ايديهم ويخرج الى الثغر او كيف ترى ان يفعل فقال لا يدعها في ايديهم ويخرج وانكر تركها وقال اشهد ان ما ورث من هذه الضياع فهي وقف واعجب الى ان يوقفها على قرابته فإن لم يكن فجيرانه او من احب من اهل المسكنة قوم يعرفهم يوقفها لهم ويدعهم في ايديهم ثم يخرج ثم قال بارك الله على هذا وقد كان ابو عبد الله ابى ان يجيبه فيها وقال هو حدث السن فقلت ان عبد الوهاب سأله في ] امره فأجابه بعد وقال له بعض اصحابنا ان ابي مات وترك مالا وقد كان يعامل قوما وعليه دين قال يتصدق قدر ما يرى انه قد ربح ويقضي عنه قلت له ترى له ان يقتضي قال فيدعه محتسبا بدينه ولم ير به بأسا (1/136)
باب من اي شيء يخرج من الوليمة
سألت ابا عبد الله عن الرجل يدعى الى الوليمة من اي شيء يخرج فقال قد خرج ابو ايوب حين دعاه ابن عمر فراى البيت قد ستر ودعا حذيفة فخرج وانما راى شيئا من زي اعاجم جوارستان قلت فإذا لم يكن البيت مستورا وراى شيئا من فضة فقال ما كان يستعمل فلا يعجبني ارى ان يخرج قلت فإن كانت اشناندانة رأسها مفضض ترى ان اخرج قال نعم ارى ان تخرج الا ان يكون مثل الضبة او نحوها فهو اسهل قلت لابي عبد الله فالرجل يدعي فيرى مكحلة راسها مفضض قال هذا يستعمل وكل ما يستعمل فأخرج منه انما رخص في الضبة او نحوها انبأنا دويد عن حسن ان الحسن دعي الى وليمة قال فلما فرغ قال له صاحب البيت انظر ما ترى قال اراك علقت خرقا وزخرفت زخرفا وقلت للناس تعالوا فانظروا فاما اهل الدنيا فغروك واما اهل الاخرة فمقتوك
عن حماد بن زيد قال قيل لايوب دعا رجل الى عرس او قال او لم فإذا كله بيضاء فقال ايوب انا على الكلة البيضاء اخوف مني على الكلة الحمراء (1/137)
قيل لابي عبد الله ان رجلا دعا قوما فجيء بطشت فضة او ابريق فكسر فأعجب ابا عبد الله كسره قلت لابي عبد الله فإن وقع الى ابريق فضة لابيعه ترى ان اكسره او ابيعه كما هو قال اكسره
سألت ابا عبد الله عن الرجل يدعي فيرى فرش ديباج ترى ان يقعد عليه او يقعد في بيت اخر قال يخرج قد خرج ابو ايوب وحذيفة وقد روي عن ابي مسعود قلت له فترى ان يأمرهم قال نعم يقول لهم هذا لا يجوز
قلت لابي عبد الله الرجل يكون في بيت فيه ديباج يدعوا ابنه لشيء قال لا يدخل عليه ولا يجلس معه قلت لابي عبد الله فالرجل يدعي فيرى سترا عليه تصاوير قال لا ينظر اليه قلت قد نظرت اليه كيف اصنع اهتكه قال تخرق شيء الناس ولكن ان امكنك خلعته
عن يوسف بن اسباط قال قلت لسفيان من أجيب ومن لا اجيب قال لا تدخل على رجل اذا دخلت عليه افسد عليك قلبك قد كان يكره الدخول على اهل البسطة يعني الاغنياء
سألت ابا عبد الله عن الستر يكتب عليه القرآن فكره ذلك وقال لا يكتب القرآن على شيء منصوب لا ستر ولا غيره قلت فالرجل يكتري البيت يرى فيه التصاوير ترى ان يحكه قال نعم قلت لابي عبد الله فإن دخلت حماما فرأيت فيه صورة ترى ان احك الرأس قال نعم قلت لابي عبد الله رجل له والد بين يديه مسكر فيدعو ولده ترى له ان يجيبه قال لا لا يدخل عليه وسألت ابا عبد الله عن السكر فقال هو عندي خمر
عن خالد بن سعيد قال دعي ابو مسعود الى طعام فقالوا له في (1/138)
البيت صورة فأبي ان يأتيهم حتى ذهب إنسان فكسرها قال حدثني عيسى بن المنذر الراسي قال سمعت الحسن وقال له عقبة الراسي في مسجدنا ساجة فيها تصاوير فقال الحسن انجروها
عن الزهري عن سالم قال عرست في عهد ابي فأدب الناس وكان فيمن ادب ابو ايوب وقد ستروا بيتي بجنادي اخضر فجاء ابو ايوب فطأطأ راسه فإذا البيت مستور بجنادي اخضر فقال اتسترون الجدر فقال ابي واستحيا غلبنا النساء يا ابا ايوب فقال من اخشى ان يغلبه النساء فلن اخشى ان يغلبنك لا اطعم لكم طعاما ولا ادخل لكم بيتا
عن مجاهد عن ابي هريرة ان جبريل جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه و سلم فعرف رسول الله صلى الله عليه و سلم صوته فقال ادخل فقال ان في البيت سترا في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رؤوسها واجعلوه بساطا او وسائد واوطئوه فانا لا ندخل بيتا فيه تماثيل
عن ابي مسلم الخولاني انه انصرف الى منزله فإذا هو بالبيت قد ستر فقال ان بيتكم هذا ليجد القر فادفئوه والا فلا ابرح حتى تنزعوه فنزعوا الستور ثم دخل
عن عائشة انه كان له ثوب فيه تصاوير ممدود الي سهوة فكان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي اليه فقال اخريه عني قالت فأخذته فجعلته وسادة (1/139)
عن بشر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني عن ابي طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة قال بشر ثم اشتكى فعدناه فإذا على بابه ستر فيه صورة فقلت لعبيد الله الخولاني ربيت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه و سلم الم يخبرنا ويذكر لنا الصورة يوم الاول فقال عبيد الله الم تسمعه حين قال الا رقما في ثوب (1/140)
باب كراهة شراء اللعب وما في الصور
قيل لابي عبد الله ترى للرجل الوصي تسأله الصبية ان يشتري لها لعبة فقال ان كانت صورة فلا وذكر فيه شيئا قلت الصورة اذا كان يدا او رجلا فقال عكرمة يقول كل شيء له راس فهو صورة قال ابو عبد الله فقد يصيرون لها صدرا وعينا وانفا واسنانا قلت فأحب اليك ان يجتنب شراها قال نعم قلت افليست عائشة تقول كنت العب بالبنات قال نعم هذا محمد بن ابراهيم يرفعه وأما هشام فلا أراه يذكر فيه كلاما في حديث محمد بن إبرهيم ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يسرحهن الى
والقيت على ابي عبد الله عن اسامة عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عائشة اهديت الى النبي صلى الله عليه و سلم ومعي لعبي وقال هو غريب ما اعرفه
قلت حدثنا محمود ابن غيلان عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ( الذين يصنعون الصور يوم القيامة يقال لهم احيوا ما خلقتم ) ) (1/141)
عن سعد بن هشام عن عائشة قالت كان لنا سترا فيه تمثال طائر فكان الداخل اذا دخل استقبله فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عائشة حولي هذا فإني كلما دخلت فرايته ذكرت الدنيا قالت وكانت لنا قطيفة لها اعلام انبأنا سفيان عن الزهري عن القاسم عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد سترت بقرام فيه تمثال فلما رآه تلون وجهه وقال سفيان مرة تغير وجهه وهتكه بيده وقال ان اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله او يشبهون
قال سفيان الثوري عن عكرمة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه و سلم راى الصور في البيت يعني الكعبة فلم يدخل وامر بها فمحيت وراى ابراهيم واسماعيل بايديهما الازلام فقال قاتلهم الله والله ما استقسما بالازلام قط عن
عائشة انها قالت كان لنا ثوب فيه تصاوير ممدود الى سهوة فكان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي اليه فقال اخريه عني قالت فأخذته فجعلته وسادة
انبأنا اسامة بن زيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن ابيه عن عائشة (1/142)
انها قالت قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم من سفر وقد سترت سهوة لي بستر فيه تصاوير قالت فلما رآه هتكه وقال اتسترين الجدر بستر فيه تصاوير قالت فجعلنا منه منتبذتين فرايت النبي صلى الله عليه و سلم متكئا على احداهما
انبأنا هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة قالت قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم من سفر وقد علقت على بابي سترا فيه الخيل اولات الاجنحة فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال انزعيه
عن مجاهد عن ابي حريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا اتاني جبريل عليه السلام فقال اني اتيتك الليلة فلم يمنعني ان ادخل البيت الذي انت فيه الا انه كان في البيت تمثال رجل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل فأمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجره وأمر بالستر ان يقطع فيعمل منه وسادتين منتبذتين يوطئان وامر بالكلب ان يخرج ففعلت (1/143)
باب ما جاء في قبلة اليد
سألت ابا عبد الله عن قبلة اليد فلم ير به بأسا على طريق التدين وكرهها على طريق الدنيا سألت ابا عبد لله عن قبلة اليد فقال ان كان على طريق التدين فلا بأس قد قبل ابو عبيده يد عمر بن الخطاب وان كان على طريق الدنيا فلا الا رجلا يخاف سيفه او سوطه
عن عبد الرحمن ابن ابي ليلى عن ابن عمر انه قبل يد النبي صلى الله عليه و سلم عن علي ابن ثابت قال سمعت سفيان الثوري يقول لا بأس بها للامام العادل واكرهها على دنيا
عن عبد الرحيم ابي العباس السامي قال قال سليمان ابن حرب تقبيل يد الرجل السجدة الصغرى
عن عبد الرحمن ابن ابي ليلى قال اخبرني عبد الله بن عمر ان النبي صلى الله عليه و سلم بعث سرية فحاصوا حيصة قال عبد الله فكنت فيمن حاص فذكر الحديث قال فأخذنا يد رسول الله فقبلناها
وقال لي ابو عبد الله قال لي سعيد الحاجب الا تقبل يد ولي عهد المسلمين قال فقبلت بيدي يد ولي عهد المسلمين قال فقلت بيدي هكذا ولم يفعل (1/144)
باب في العسل يوجد في بلاد الروم ايؤكل
وسئل ابو عبد الله عن العسل يوجد في بلاد الروم وقيل له ان قوما يتورعون عنه فترى ان يؤكل قال نعم (1/145)
باب اللصوص متى يقاتلون
قلت لابي عبد الله ان ابن شداد يريد الخروج الى الثغر وقد قال ان اسألك وهذا الطريق طريق الانبار مخيف فإن عرض له اللصوص ترى ان يقاتلهم قال ان طلبوا شيئه قاتلهم لان النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ( من قتل دون ماله فهو شهيد ) ) قلت فإن عرضوا للرفقة ترى ان يقاتلهم قال لا حتى يطلبوه هو ولم ير ان يقاتل عن الرفقة بالسيف ثم قال ان اخذ في الطريق الاخر فقلت يصده سرامادا لا ينزل يعني العسكر
عن عمر بن دينار عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد (1/146)
باب الذرية يسبون اذا نقضوا العهد
وسئل ابو عبد الله عن الذرية يسبون اذا نقضوا العهد فقال لا عهدهم ثابت للنساء والصبيان فقلت ثبت عهدهم بالرجال قال نعم قلت فإذا نقض الرجال فلم لا تسبي الذرية قال لان عهدهم قد تقدم ثم قال مثل هذا الذي سبى اهل ارمينية ما كان له ان يفعل قلت فإن قدم رجل من اهل ارمينية بسبي ترى ان يشتري منه قال لا لحال ما فعل يعني بغى (1/148)
باب المريض من المسلمين يجدوه في الغزو
وسئل ابو عبد الله عن الرجل يكون في الغزو فيمر بالرجل المريض فقال لا يقيمون عليه ينبغي للوالي ان يقيم عليه قلت قد مضى ومضى الناس يتركه ويمضي يلحق بالناس فقال هذا ان اقام عليه تخوف على نفسه وعليه ويتركه ويمضي يلحق بالناس (1/149)
باب امير السرية يخرج على الناس ان يسيروا
سألت ابا عبد الله عن امير السرية يقول انتم في حرج ان سرتم حتى يطلع الفجر ثم يسير ويسير الناس ترى ان يقف الرجل فقال لاي شيء يفعل هذا قلت انه يأمر بالامر ثم يخالفه وهو معروف بهذا قال هذا احمق اذا دفع الناس (1/150)
باب الاسير في ايدي العدو يسرق
وسئل ابو عبد الله عن الاسير يكون في ايدي العدو له ان يسرق منهم قال اذا ائتمنوه فلا قيل له فالاسير يفر قال نعم ان قدر على ذلك قال سمعت خالد بن يزيد ان مالك ابن عبد الله الخثعمي وحبيب بن مسلمة كانا في جيش امير فقال احدهما ايها الناس اياكم ان تدنسوا دين الله وقال الاخر او احد يدنس دين الله عز و جل فمن اخطأ فانما نوره اطفأ ونفسه ظلم فإنك ان بقيت حتى يكون زمان يغزو فيه الفقير ويتخلف الاغنياء يشتغلون بالزرع والضرع فأولئك الذين يدنسون دين الله عز و جل (1/151)
باب تواضع الرجل وذم نفسه اذا مدح
قلت لابي عبد الله ما اكثر الداعين لك فتغرغرت عينه وقال اخاف ان يكون هذا استدراجا وقال قال محمد بن واسع لو ان للذنوب ريحا ما جلس الى منكم احد قال انبأنا يونس بن عبيد قال دخلنا على محمد ابن واسع نعود فقال وما يغنى عني ما يقول الناس اذا اخذ بيدي ورجلي فالقيت في النار قلت لابي عبد الله ان بعض المحدثين قال لي ابو عبد الله لم يزهد في الدراهم وحدها قد زهد في الناس فقال ابو عب الله ومن أنا حتى أزهد في الناس الناس يريدون يزهدون في وقال ابو عبد الله إسأل الله ان يجعلنا خيرا مما يظنون ويغفر لنا ما لا يعلمون
حدثنا ابو عبد الله قال بلغني ان محمد بن واسع كان يقول لو كان للذنوب ربح ما استطاع احد منكم ان يدنو مني قلت لابي عبد الله ترى للرجل اذا جاء الرجل يسأل ان يسأل له قوما قال لا ولكن يعرض كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم حين قدم عليه القوم مجتابي الثمار فقال تصدق رجل بكذا تصدق رجل بكذا
قلت لابي عبد الله ان ابا بكر الاعين قد جاء بخرساني ومعه دراهم يفرقها فأرسل الي فلم اخرج اليه فذهب الى رجل فلم يجده فوزن الدراهم وصرها وكتب عليها ان تفرق فقال لي الرجل شاور ابا عبد الله فقلت لابي عبد الله قد جاء هذا الخراساني فأعطى فلانا وفلانا ففرقوا فقال ردوها ولا تعرضوا لشيء من هذا واذهب بها الى القطيعة حتى تدفعها اليه بحضرة الخرساني دعوا من شاء الله فليتعرض لها (1/152)
وسمعت ابا عبد الله يقول في الرجل يشتري الشيء من الموضع الذي يكره يرجع فيرده وقد كنت اشتريت له شيئا فأخبرته انه قيل لي انه من بستان رجل يكره فرددته فقال لي قد احسنت حين رددته (1/153)
باب كيف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
قلت لابي عبد الله كيف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال باليد وباللسان وبالقلب هو اضغف قلت كيف باليد قال تفرق بينهم ورايت ابا عبد الله مر على صبيان الكتاب يقتتلون ففرق بينهم
وشكوت الى ابي عبد الله جارا لنا يؤذينا بالمنكر قال تامره بينك وبينه قلت قد تقدمت اليه مرارا فكأنه تمحل قال اي شيء عليك انما هو على نفسه انكر بقلبك ودعه قلت لابي عبد الله فيستعان بالسلطان عليه قال ربما يأخذ منه الشيء ويترك وقال ابو عبد الله جارنا حبس ذاك الرجل فمات في السجن فلما كان من بعد اخرج لي احاديث وقال لي قد وجدت لك احاديث من بابتك فأقرأها فقرأت عليه ابو الربيع الصوفي قال دخلت على سفيان بالبصرة فقلت يا ابا عبد الله اني اكون مع هؤلاء المحتسبه فندخل على الحنينين ونتسلق عليهم الحيطان قال اليس لهم ابواب قلت بلي ولكن ندخل عليهم كيلا يفروا فأنكر ذلك انكارا شديدا وعاب فعالنا فقال رجل من ادخل هذا قلت انما دخلت الى الطبيب اخبره بدائي فانتفض سفيان وقال انما هلكنا اذ نحن سقمى فسمونا اطباء ثم قال لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر الا (1/154)
من كان فيه ثلاث خصال رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى عدل بما يأمر عدل بما ينهى عالم بما يأمر عالم بما ينهى
وسألت ابا عبد الله قلت امر في السوق فأرى الطبول تباع اكسرها قال ما اراك تقوى ان قويت يا ابا بكر قلت ادعى اغسل الميت فاسمع صوت الطبل قال ان قدرت على كسره والا فاخرج
سألت ابا عبد الله عن كسر الطنبور قال يكسر قلت فإذا كان مغطي قال اذا ستر عنك فلا قلت فالطنبور الصغير يكون مع الصغير قال تكسره ايضا اذا كان مكشوفا فاكسره
عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ( ليس للمؤمن ان يذل نفسه ) ) قيل وكيف يذل نفسه قال ( ( يتعرض من البلاء لما لا يطيق ) )
قلت لابي عبد الله ان رايت مكسرا مكشوفا في قرابة او قنينه ترى ان اكسره او اصبه قال اكسره سألت ابا عبد الله عن الرجل يكون له الاخ يشرب المسكر ترسله والدته يدعوه لها من الموضع الذي هو فيه ترى ان يذهب قال نعم لا يدعه يتزيد ولكن لا يدخل بقوم خارجا
قلت لابي عبد الله الرجل يعامل بالربى يرسله والده يتقاضى له ترى ان يذهب قال لا ينبغي له (1/155)
قلت لابي عبد الله رجل له قراح نرجس ترى له ان يباع قال نعم يقولون ان الزنبق يعمل منه قلت فإن كان لايشتريه الا اصحاب المسكر قال اسأل عن ذا فإن كان هكذا لم يبع (1/156)
باب تحريم السكر
سألت ابا عبد الله عن السكر فقال هو عندي خمر قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ( كل مسكر حرام ) ) عن عائشة ان النبي صلى الله عليه و سلم قال ( مل شراب مسكر حرام ) عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( كل مسكر خمر ) كل مسكر حرام
عن سعد بن ابي بردة عن ابيه عن جده قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم ابا موسى ومعاذ بن جبل الى اليمن فقال لهما يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا فقال ابو موسى يا رسول الله انا بارض يصنع فيها الشراب من العسل يقال له التبغ وشراب من الشعير يقال له المزر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل مسكر حرام عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب منها لم يشربها في الآخرة عن عائشة وعن عطاء بن يسار عن ميمونة زوج النبي (1/157)
صلى الله عليه و سلم انه قال لا تنتبذوا في الدبا ولا في الجرار ولا في المزفت ولا النقير وكل شراب يسكر فهو حرام
انبأنا عبد الله بن ادريس قال سمعت المختار بن فلفل قال سئل أنس عن الشرب في الاوعية فقال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المزفته وقال كل مسكر حرام قال قلت وما المزفته قال المقيرة قلت فالرصاصة او القارورة قال ما بأسهما قال قلت فإن اناسا يكرهونهما قال دع ما يريبك الى مالا يريبك فإن كل مسكر حرام قلت له صدقت السكر حرام فالشربة والشربتان على طعامنا قال لا ما اسكر كثيره فقليله حرام ثم قال الخمر من العنب والتمر والحنطة والعسل والذرة فما خمر من ذلك فهو خمرة
عن ابي الجويرية الحرمي قال سألت ابن عباس عن الباذق فقال سبق محمد الباذق وما اسكر فهو حرام
عن خلاد بن عبد الرحمن انه سمع سعيد بن جبير يقول من شرب (1/158)
مسكرا لم يقبل الله له صلاة ما كان في مثابتة قطرة فإن مات منها كان حقا على الله ان يسقيه من طينه الخبال وهي صديد اهل النار وقيحهم
عن جابر ابن عبد الله قال حرمت الخمر وما كان شراب الناس الا التمر والزبيب عن عكرمة عن ابن عباس قال نبيذ الجر حرام
عن الاعمش قال قال شقيق اشتكى رجل داء في بطنه يقال له الصفر فنعت له السكر فاتينا عبد الله فسألناه فقال ما كان ليجعل شفاكم فيما حرم عليكم
سمعت ابا عبد الله ينكر على ابي ثور قوله واذا اجمع الاطباء ان يسقى الرجل الخمر يشربه فانكر عليه انكارا شديدا قال ولقد كره يداوي الدبر بالخمر فكيف شربه وتكلم بكلام غليظ
انبأنا ابو عبد الله عن هشام قال شهدت ابن سيرين وعنده ابو معشر قال فذكر ابو معشر نبيذ الجر قال ابن مسعود كان يرى به بأسا قال فرفع ابن سيرين راسه وقال ايها الرجل لقد لقينا اصحاب ابن مسعود فأنكروا ما تقول مرتين او ثلاثا انبأنا كثير بن شنطير قال سمعت الحسن يقول اذا اصاب ثوبك نبيذ الجر فاغسله (1/159)
باب من اوجب الحد في الريح والعقوبة
عن ربيعة عن السائب بن زيد ان عمر بن الخطاب صلى على جنازة واخذ بيد ابن له فقال يا ايها الناس اني وجدت من هذا رائحة الشراب واني سائل عنه فإن كان يسكر حددته قال السائب فلقد رايت عمر يجلد ابنه الحد بعد ذلك ثمانين
حدثنا ابو عبد الله قال سمعت ابراهيم بن سعد يقول كان ابن شهاب يضرب في الريح وكان ابن شهاب اشدهم قولا فيه قال ابراهيم فبلغنا عن عمر انه ضرب في الريح
انبأنا ابراهيم بن سعد انبأنا صاحبكم الربيع بن صبيح قال سألت الحسن ومحمد بن سيرين عن النبيذ اظنه قال نبيذ الجر فكرهاه ونهياني عنه قال وقدم علينا كتاب عمر بن عبد العزيز ينهى عنه
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ( ما اسكر كثيره فقليله حرام او قال خمر ) ) (1/160)
باب ما كره من بيع العصير وما اشبهه
سألت ابا عبد الله عن الخردل يكون فيه الزبيب فقال اذا على لم يؤكل ولكن يصب فيه خل حتى لا يغلى
سألت ابا عبد الله عن الخردل يطرح فيه الزبيب قال يؤكل الى ثلث قلت فإنه لا يغلى فإيش تكره من اكله فقال العصير يشرب الى ثلث فإذا كان بعد ثلث لم يشرب وان لم يغل بعد الثلث هذا راي ابن عمر قلت فقست الخردل على العصير قال نعم اليس فيه زبيب لا يؤكل بعد ثلث الا ان يصب فيه الخل قلت فالسلجم يصب فيه الروساب قال اذا غلى لم يؤكل ولكن يصب فيه الخل حتى يغلى
انبأنا عبد الملك عن عطا قال كان لا يرى بأسا بشرب العصير ما لم يغل عن يونس عن الحسن قال اشرب العصير ما لم يغل عن عمرو بن ابي حكيم قال سمعت عكرمة يقول اشرب العصير ما لم يهدر
انبأنا خصيف انه سأل سعيد ابن جبير عن العصير فقال يشرب يومه او ليلته ولا يطبخ ولا يشرب ولا يباع بعد يوم
عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال قال سعيد ابن المسيب لا بأس بشرب العصير ما لم يزبد فإذا ازبد فأجتنبوه فانما تزبد الخمر
عن ابن طاووس عن ابيه انه كان يكره بيع عنبه ممن يعصره خمرا (1/162)
عن ابي وائل عن عبد الله قال نبيذ العنب خمرة
سمعت رجلا من اهل حمص يقول لابي عبد الله اني قد غبت عن ابي وله كروم ويسلني ان اعينه على بيع العصير فقال ان علمت انه يعمله خمرا فلا تعنه
انبأنا هشام بن عايد حدثني ابي قال سمعت ابن عمر وسأله رجل عن الاشربه فقال عن الخمر تسلني لا تسقيه ولا تشربه ولا تبيعه ولا تشتريه ثلاث مرات ثم قال افقهت او عقلت
عن ايوب عن ابن سيرين قال سمعت ابن عمر يقول لرجل انهاك عن المسكر قليله وكثيره واشهد الله عليك (1/163)
باب من كره ان يحضر وليمة فيها مسكر
سمعت ابا عبد الله يقول كان ابن ادريس لا يذهب الى وليمة حتى يسأل فإن كان فيها مسكر لم يذهب ثم قال عجبا لهؤلاء اهل الكوفة يحتجون بهشيم وشريك ويدعون ابن مسعود وعليا قلت انهم يحتجون بخلف البزاز قال نعم اراه اخذه عن ابي شهاب سمعت ابا بكر بن حماد المفري يقول سمعت خلف البزاز يقول قد جعلت الله علي بدل كل يوم كنت اشربه ان اصوم بدله يوما
سمعت عثمان بن ابي شيبة يقول سمعت ابن ادريس يقول رايت مجنونا قد اخذ راس سكران وهو يقول نونو نونو
سمعت يحيى الجلا او غيره يذكر عن شعيب بن حرب قال لان ارى ابني يزني او يسرق احب الي من ان يسكر يأتي عليه وقت لايعرف الله فيه واظن اني سمعت عبد الوهاب غير مرة ان شاء الله تعالى يقول ان رجلا سكرانا قالت له امراته قم صل قال فحلف بالطلاق ان لايصلي ثلاثة ايام فلما اصبح قال لها اكتمي علي قال فبات فمات حدثنا ابو عبد الله انبأنا شعيب بن حرب قال لي مالك بن انس وذكر سفيان فقال قد فارقني على ان لا يشربه يعني النبيذ
سمعت محمد بن شروك المدايني يقول حدثني محمد بن ابي داود الانباري قال قلت لابي اسامة اجيب وليمة فيها نبيذ قال لا قلت اخاف الحديث الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ( من لم (1/164)
يجب فقد عصى الله ) ) فقال من يجب اليوم فقد اطاع الله ورسوله
قلت لابي عبد الله ان رجلا من اهل الخير قد تركت كلامه لانه قذف رجلا بما ليس فيه ولي قرابة يشربون المسكر ويسكرون وكان هذا قبل ليلة النصف من شعبان فقال اذهب الى ذلك الرجل حتى تكلمه وتخوف علي من امر قرابتي ان اثم واني انما تركت كلامه غضبا لنفسي فقال اذهب كلم ذاك الرجل ودع هؤلاء ثم قال اليس يسكرون وكان الرجل قد ندم
انبأنا ابو عبد الله انبأنا عبد الصمد انبأنا الصعق بن حزن قال شهدت قراءة كتاب عمر بن عبد العزيز الي عدى واهل البصرة وهو اما بعد فإنه قد كان في الناس هذا الشراب في امر ساءت فيه رعاتهم وعسوا عند امور انتهكوها عند ذهاب عقولهم وسفه احلامهم بلغت بهم الدم الحرام والفرج الحرام والمال الحرام وقد اصبح جل من يصيب من هذا الشراب يقول شربت شرابا لا بأس به ولعمري ان ما حمل على هذه الامور وصارع الحرام لباس شديد وقد جعل الله عنه مندوحه وسعة من اشربة كثيرة طيبة ليس فى الانفس منها مجاجة الماء العذب الفرات واللبن (1/165)
والعسل والسويق فمن انتبذ نبيذا فلا ينبذه الا في اسقية الادم التي لازفت فيها فإنه بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن نبيذ الجر والدبا والظروف المزفتة وكان يقال كل مسكر حرام فاستغنوا بما احل الله عما حرم فانا من وجدناه يشرب شيئا من هذا بعد ما تقدمنا اليه اوجعناه عقوبة شديدة ومن استخفى فالله اشد عقوبة واشد تنكيلا وقد اردت بذلك اتخاذ الحجة عليكم اليوم فيما بعد اليوم اسأل الله ان يزيد المهتدي منا ومنكم وان يراجع بالمسيء منا ومنكم التوبة في يسر منه وعافية والسلام عليكم 1 ه سألت ابا عبد الله عمن صلى على حصير عليه مسكر قال يعيد الصلاة (1/166)
باب ما كره من الصدقة على من يشرب المسكر
سألت ابا عبد الله عن رجل اوصى ان يتصدق عنه بشيء وله قرابة يشربون المسكر قال لعل في الخلق من هو احوج منهم ولكن يعطون لعله القرابة ولا يعجبني ان يعطوا دراهم ولكن يعطون كسوة (1/167)
باب من حلف بالطلاق على ابنه ان يشرب دواء مع مسكر
سمعت هارون بن عبد الله يقول جاءني فتى فقال ان ابي حلف علي بالطلاق ان اشرب دواء مع مسكر قال فذهبت به الى ابي عبد الله فأخبرته فقال قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ( كل مسكر حرام او قال خمر ) ) ولم يرخص له
انبأنا ابو عبد الله عن العلاء بن المسيب عن ابيه عن ابن مسعود قال ان اولادكم ولدوا على الفطرة فلا تسقوهم السكر فإن الله لم يجعل شفاكم فيما حرم عليكم حدثنا ابو عبد الله انبأنا منصور عن ابي وائل قال اشتكى رجل منا يقال له خثيم بن العداء داء يقال له الصفراء وقال سفيان تسمية العرب الصفر فنعت له السكر فأرسل الي ابن مسعود فقال ان الله لم يجعل شفاكم فيما حرم عليكم (1/168)
باب في الخياطة
سألت ابا عبد الله عن خياظة الملحم فقال ما كان للرجل فلا وما كان للنساء فليس به بأس سألت ابا عبد الله تخاط هذه الزيقات العراض فقال ان كان شيء عريض فاكرهه هو محدث وان كان شيء وسط لم ار به بأسا وكره ان يصير للمرأة مثل جيب الرجال وقطع ابو عبد الله لابنته قميصا وانا حاضر فقال للخياط صر جيبها برسكاب يعني من قدام وقطع لولده الصغير قميصا فقال للخياط صير زيقاته دقاقا وكره ان يصير عريضا
حدثني محمد بن هشام المروزي قال اتيت وكيعا وعلي ذراعه جيبها من قدام فلما رآها وكيع قال يكره ان يلبس الرجل مثل لباس المرأة وقطعت لابي عبد الله جبة وصيرت زيقها دقيقا فقلت لابي عبد الله هل ادركت احدا من المشيخة كان له زيق عريض قال لا
حدثني عبد الصمد بن يحيى الدهقان قال دعا يزيد بن هرون خياطا من النساك فقال إقطع لهذه الجارية قباء قال فوضع الخياط المقراض من يده وقال يا ابا خالد قباء عمن فسكت يزيد وكنت يوما عند ابي عبد الله فمرت به جارية عليها قباء فتكلم بشيء قلت تكرهه قال (1/169)
كيف لا اكرهه جدا ( لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المشبهات من النساء بالرجال ) وقال لي ابو عبد الله قل للخياط يصير عرى القميص غلاظا فإنه ربما صيروه دقاقا فينقطع سريعا وكان اذا قطع الثوب ربما امرني ان اشتري خيوطا واعطيها للخياط حتى يخيط بها
وسألت ابا عبد الله عن حديث ابن جريح عن ابن ابي مليكة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لعن الله المترجلات من النساء ) قال رواه حجاج بن محمد عن ابن جريح بغير هذا الاسناد
وحدثنا ابو عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال ( لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المترجلات من النساء والمخنثين من الرجال ) ذكرت لابي عبد الله رجلا من المحدثين فقال انما انكرت عليه ان ليس زيه زي النساك (1/170)
باب لبس النعال السندية
سألت ابا عبد الله عن الرجل يلبس النعل السندي فقال اما انا فلا استعملها ولكن ان كان للمخرج او الطين فارجو واما من اراد الزينة فلا وراى نعلا سندي على باب المخرج فسألني لمن هي فأخبرته فقال يتشبه بأولاد الملوك يعني صاحبها سألت ابا عبد الله قلت امروني في المنزل ان اشتري نعلا سنديا للصبية فقال لا تشتري فقلت تكرهه للصبيان والنساء قال نعم اكرهه
زياد بن ايوب يقول كنت عند سعيد بن عامر واتاه صبي له ابن ابنته وفي رجله نعل سندي فقال من البسك هذا قال امي قال اذهب الى امك حتى تنزعها (1/172)
باب كراهة صبغ الحمرة
سألت ابا عبد الله عن المرأة تلبس المصبوغ الاحمر فكرهه كراهة شديدة وقال اما ان تريد الزينة فلا وقال يقال ان اول من لبس الثياب الحمر قارون او فرعون ثم قرأ فخرج على قومه في زينته قال في ثياب حمر عن مجاهد قال في قوله تعالى فخرج على قومه في زينته في ثياب ارجوان حمرة
عن قتادة فخرج على قومه في زينته قال علماء الف بغلة شهباء عليها مياثر الارجوان عن مجاهد عن عائشه قالت نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن المثيره الحمراء عن مالك بن عمير ان صعصعة بن صوخان اتى عليا فسلم عليه فقال يا امير المؤمنين انهانا عما نهاك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال نهانا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن لبس القسي والحرير والميثرة الحمراء (1/173)
وانصرفت من عند ابي همام ودخلت على ابي عبد الله فأخرجت الكتاب ودفعته اليه فإذا فيه احاديث من كان يركب بالارجوان فقال هذا زمان ذا تحدث مثل هذه وكرهها وانكرها
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقرأ احدكم وهو راكع ولا هو ساجد ولا يلبس ثوبا احمر
عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال مر رجل على النبي صلى الله عليه و سلم وعليه ثوبان احمران فسلم فلم يرد عليه
وراى ابو عبد الله بطانة جبتي حمراء فقال لم صبغتها حمراء قلت للرقاع التي فيها قال وايش تبالي ان يكون فيها رقاع قلت تكرهه قال نعم وامرني ان اشتري له تكة فقال لا يكون فيها حمرة قلت تكرهه قال نعم وأمرني أن أشتري مدا فقال لا يكون فيه حمره ثم قال هو شيء ليس ينتفع به انما هو طاهر وانما كرهته من اجل هذا وقال لي لا تعيره بالشعير زن الحنطة رطلا وثلثا حتى يكون على قدره وهو ربع الصاع
قلت لابي عبد الله الثوب الاحمر تغطي به الجنازة فكرهه قلت ترى ان اجذبه قال نعم انبأنا حرب بن ميمون الإنصاري قال رأينا محمد بن سيرين يغسل النضر ابن انس والحسن شاهد قال حرب وانا اعاطيهم فقال حرب فقال لي محمد جئنا بنمط فجئته بنمط احمر قال محمد هذا زينة قارون فقال له الحسن نعم فقال له محمد جئني بغيره فأتيته بنمط اخضر فلفه فيه (1/175)
باب ما كره من لبس الثياب الرقاق والطراز في الثوب
قال وامروني في منزل ابي عبد الله ان اشتري لهم ثوبا فقال لي لا يكون رقيقا اكره الرقيق للحي والميت قلت وقد سألوني ان اشتري لهم ثوبا عليه كتان فقال قل لهم ان اردتم ان اشتريه ويقلع الكتان قلت فإنهم انما يريدون ذلك الكتان قال لا تشتريه (1/176)
باب خضاب النساء وما يكره من ذلك
واخبرتني امراة قالت نهاني ابو عبد الله عن النقش في الخضاب وقال اغمسى اليد كلها
سمعت ابا عبد الله وذكر المختضبة فقال قالت عائشة اسلتيه وإرغميه يعني الخضاب
انبأنا ابن عون قال اخبرني ابو سعيد رضيع لعائشة عن عائشة انها سئلت عن الخضاب فقالت اسلتيه وارغميه
عن التيمي عن ابي عثمان وليس بالنهدي قال ارسلت ام الفضل بنت غيلان الى انس تسله عن المعصفر وعن القلادة في عنق المرأة وعن الخضاب وعن النبيذ قال فأرسل انه يستحب للمرأة ان تعلق في عنقها شيئا في الصلاة ولو سير وذكر الحديث وقال الخضاب فأمرها ان تغمس اليد كلها
عن ام عطية عن امرأة قالت سمعت عمر ينهى عن النقش والتطاريف في الخضاب
عن زكريا قال حدثتني امنة قالت كنت اقين العرائس بالمدينة فسألت عائشة عن الخضاب فقالت لا بأس به ما لم يكن نقش عن المغيرة عن ابراهيم قال يكره النقش ويرخص في الغمسة (1/177)
باب ما يكره من التحذيف وحلق القفا
سألت ابا عبد الله عن حلق القفا قال هو من فعل المجوس ومن تشبه بقوم فهو منهم
قرىء على ابي عبد الله وانا اسمع عن يحيى بن سعيد عن ابي عبيدة قال دعى حذيفة الى شيء قال فرأى شيئا من زى الاعاجم قال فخرج وقال من تشبه بقوم فهو منهم وكان ابو عبد الله لا يحلق قفاه الا في وقت الحجامة
قلت لابي عبد الله يكره للرجل ان يحلق قفاه او وجهه قال اما انا فلا احلق قفاي وقد روي فيه حديث مرسل عن قتادة فيه كراهية قال ان حلق القفا من فعل المجوس ورخص في وقت الحجامة
سمعت مثنى الانباري يقول سألت ابا عبد الله عن حلق القفا قال لا الا ان يكون في وقت الحجامة
قلت لابي عبد الله فما ترى في تحذيف الوجه فقال أما الوجه فالمقراض يأتي عليه وكره ان يؤخذ الشعر بالمنقاش من الوجه وقال لعن رسول الله المتنمصات (1/178)
باب ما كره من الوصل في الشعر
سألت ابا عبد الله عن المرأة تصل رأسها بقرامل فكرهه عن جابر ان النبي صلى الله عليه و سلم زجر ان تصل المرأة براسها شيئا
سمعت امرأة تقول جاءت امرأة من هؤلاء الذين يمشطون الى ابي عبد الله فقالت اني اصل راس المرأة بقرامل وامشطها فترى لي ان احج مما اكتسبت
قال لا وكره كسبها لنهي النبي صلى الله عليه و سلم وقال يكون من مال اطيب منه
قلت لابي عبد الله فالمرأة الكبير تصل رأسها بقرامل فلم يرخص لها واراه قال ان كان صوفا ابيض وتبسم
انبأنا هشام قال حدثتني فاطمة ابنة المنذر ان امرأة من الانصار قالت لرسول الله صلى الله عليه و سلم ان لي بنية عريس وانه تمزق شعرها فهل علي جناح ان وصلت راسها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الله الواصلة والواشمة والمستوشمة حدثنا ابو عبد الله عن عبد الله قال لعن رسول الله الواصلة والواشمة والمستوشمة
عن ابن سيرين عن معقل بن يسار ان رجلا من الانصار تزوج امرأة فقط شعرها فسئل النبي صلى الله عليه و سلم عن الوصل فلعن الواصلة والمستوصلة
دخلت على ابي عبد الله فرايت امرأة تمشط صبية فقلت للماشطة بعد ان وصلت رأسها بقرمل لم لم تتركي الصبية وقد قالت ابي نهاني وانه يغضب (1/180)
باب حلق الرأس
سألت ابا عبد الله عن حلق الرأس فكرهه قلت تكرهه قال اشد الكراهية ثم قال معمر يكره الحلق وانا اكرهه واحتج ابو عبد الله بحديث عمر بن الخطاب انه قال لرجل لو وجدتك مخلوقا لضربت الذي فيه عيناك
عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن القزع والقزع ان يحلق راس الصبي ويترك بعض شعره
ورأيت رجلا من اصحابنا صلى الى جانب ابي عبد الله وكان قد استأصل شعره وظن ابو عبد الله انه محلوق وكان رأه بالليل فقال لي تعرفه قلت نعم قال قد اردت ان اغلظ له في حلق رأسه (1/181)
باب ما كره من الجص
قلت لابي عبد الله ان قوما يحتجون في ان لابأس به بأن النبي نهى عن تجصيص القبور فلا بأس ان تجصص الحيطان فقال واي شيء في هذا من الحجة وانكره
عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم ان تجصص القبور او يبني عليها سألت ابا عبد الله عن الرجل هل يجصص فقال اما ارض البيت فيقيهم التراب وكره تجصيص الحيطان
وذكر ابو عبد الله رجلا فقال قد نهيته ان يصور سقوف بيته ثم قال قد بنى وجصص الحيطان عمل يؤزر عليه ولا يؤجر وكره تجصيص الحيطان (1/182)
باب من كره تجصيص المساجد وزخرفتها
قلت لابي عبد الله ان ابن أسلم الطوسى لا يجصص مسجده ولا بطوس مسجد مجصص الا قلع جصه فقال ابو عبد الله هو من زينه الدنيا
عن ابي الدرداء قال اذا حليتم مصاحفكم وزخرفتم مساجدكم فعليكم الدبار
عن ابي قلابة عن انس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى يتباهي في المساجد
عن ابي فزارة عن يزيد الاصم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما امرت بتشييد المساجد قال وقال ابن عباس ليزخرفها كما زخرفتها اليهود والنصارى
عن ابي فزارة عن مسلم البطين قال مر علي بمسجد التيمو هو مشرف فقال هذه بيعة التيم (1/183)
وذكرت لابي عبد الله مسجدا قد بني وانفق عليه مال كثير فإسترجع وانكر ما قلت
عن عبد الله ابن ميسرة عن شيخ لهم ان عثمان راى اترجة في قبلة المسجد فأمر بها فكسرت قال ابو عبد الله قد سألوا النبي ان يكحل المسجد قال عريش كعريش موسى قال ابو عبد الله انما هو شيء مثل الكحل يطلي أي فلم يرخص النبي صلى الله عليه و سلم
عن طاووس قال قدم معاذ ارضننا وهم يعاملوننا بالثلث والربع فلم يغير ذلك وقيل لو امرت فجمع لك من هذا الصخر والخشب نبني لك مسجدا قال اخاف ان اكلف حمله يوم القيامة على ظهري (1/184)
باب ما كره من التزاويق في السقف
قال ابو بكر ورايت في حجرة ابي عبد الله بيتا سقفه فيه صورا سواد وبياض فطمسناه وهو معنا حتى بيضنا السقف كله وذكر حديث الاحنف بن قيس انه قدم من سفر وقد حمروا سقائف بيته فقال لا دخلته حتى تغير
عن الحسن عن الاحنف بن قيس انه قدم من سفر فقال له اصحابه اما ترى فقال معذرة اليكم لادخلته حتى يغير السقف وابو عبد الله مناولة عن ابي عبد الرحمن ان رجلا اضاف عليا فقالت له فاطمة لو دعونا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأكل معنا فذكر الحديث وقال ( ليس لي او لنبي ان يدخل بيتا مزوقا ) (1/185)
باب ما كره من الغيبة
ذكرت لابي عبد الله رجلا فقال في نفسي شغل عن ذكر الناس وذكر له رجل فقال ما اعلم الا خيرا قيل له قولك فيه خلاف قوله فيك فتبسم وقال ما اعلم الا خيرا هو اعلم وما يقول تريد ان اقول ما لا اعلم وقال رحم الله سالما زحمت راحلته رجل فقال الرجل لسالم اراك شيخ سوء قال ما ابعدت
عن سفيان عن سليمان عن ابي رزين قال جاء رجل الى فضيل بن بزوان فقال ان فلانا يقع فيك فقال لاغيظن من امره يغفر الله لي وله قيل له من امره قال الشيطان
انبأنا جبير بن عبد الله قال شهدت وهب بن منبه وجاءه رجل فقال ان فلانا يقع فيك فقال وهب اما وجد الشيطان احدا يستخف به غيرك قال فما كان باسرع من ان جاء الرجل فرفع مجلسه واكرمه
سمعت بعض اصحابنا يذكر عن رجل قال راي ابراهيم بن ادهم قاتل خاله بمكة فأهدى اليه هدية فقيل له تهدى اليه فقال انما اردت صلاح قلبي
قرىء على ابي عبد الله وانا اسمع من عبد الوهاب في تفسير سعيد عن قيادة ولمن خاف مقام ربه جنتان وان الله مقاما هو قائمه وان المؤمنين خافوا ذلك المقام فعملوا لله ودأبوا ونصبوا بالليل والنهار (1/186)
باب ذكر النعيم
سمعت ابا عبد الله يقول انا منذ اكثر من سبعين سنة في كل نعيم وقال ما قل من الدنيا اقل للحساب قلت له ان رجلا قال ان احمد بن حنبل وبشر بن الحارث ليسا عندي زهادا احمد له خبز يأكله وبشر له دراهم تجيئه من خرسان فتبسم ابو عبد الله وقال أمن الزهاد انا
قرأت على ابي عبد الله عن ابي المغيرة انبأنا جرير عن راشد قال قيل له ما النعيم قال طيب النفس قيل له فما الغني قال صحة الجسد
قرىء على ابي عبد الله عن الحسن بن موسى ويونس بن محمد عن جابر بن عبد الله قال اتاني رسول الله صلى الله عليه و سلم وابو بكر وعمر فأطعمتهم رطبا وأسقيتهم من الماء فقال النبي صلى الله عليه و سلم هذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة
قرىء على ابي عبد الله عن ابن نجيح عن مجاهد في ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال عن كل شيء من لذة الدنيا
قرىء على ابي عبد الله عن بكير بن عقيق عن سعيد بن جبير انه اتى بشربة عسل فقال هذا من النعيم الذي تسألون عنه (1/187)
قرىء على ابي عبد الله عن قتادة عن مطرف بن عبد الله عن ابيه قال انتهيت الى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقرأ الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر يقول ابن آدم مالي مالي وهل لك من مالك الا ما اكلت فأفنيت او تصدقت فأبقيت او لبست فأبليت
قرىء على ابي عبد الله وانا اسمع انبأنا معمر عن قتادة في قوله الهاكم التكاثر قالوا نحن اكثر من بين فلان وبنو فلان اكثر من بني فلان فالهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالا
قرىء على ابي عبد الله وانا اسمع عن عبد الرزاق انبأنا معمر عن قتادة في قوله علم اليقين كنا نحدث انه الموت
قرىء على ابي عبد الله عن عبد الرزاق بن معمر عن قتادة في قوله ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال ان الله تبارك وتعالى سائل كل ذي نعمة فيما انعم عليه قال معمر وكان الحسن وقتادة يقولان ثلاث لا يسأل عنهن ابن آدم وما خلاهن فقيه المسأله والحساب الا ما شاء الله كسوة يواري بها سوأته وكسره يشد بها صلبه وبيت يكنه من الحر والبرد (1/188)
انبأنا ابو عبد الله عن ابي عوانة عن عاصم قال كان لابي وائل بيت من قصب يكون هو وفرسه فيه فإذا غزا نقضه وتصدق بقصبه واذا رجع انشأ بناءه
حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة عن عبد الله ابن عمرو وقال مر علينا النبي صلى الله عليه و سلم ونحن نصلح خصا لنا وهي فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما ارى الامر الا اعجل من هذا او كلاما ذا معناه
قرىء على عبد الله عن قتادة ويونس في تفسير شيبان عن قتادة الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر قال كانوا يقولون نحن اكثر من بني فلان ونحن اعز من بني فلان وكل يوم يتساقطون الى الارض قال يونس يتساقطون الى الاخرة والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من اهل القبور وفي كلا لو تعلمون علم اليقين قال كنا نحدث ان اليقين ان يعلم ان الله باعثه من بعد الموت وفي قوله ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ان الله سائل كل عبد عما كان استودعه من نعمته وحقه قال يونس عما استودعه من نعمه وحقه
عن بكير بن عتيق قال اتيت سعيد بن جبير بقدح فيه شربة فشربه ثم قال لتسألن عن هذا قلت لم قال اني شربته فاستلذذته عن الحسن قال لما نزلت هذه الاية لتسألن يومئذ عن النعيم قالوا يا رسول الله اي نعيم نسأل عنه وسيوفنا على عواتقنا والارض كلها لنا حرب يصبح احدنا بغير غداء ويمسى بغير عشاء قال عنى بذلك قوم (1/189)
يكونون بعدكم انتم خير منهم يغدى على احدهم بجفنه ويراح عليه بجفنة ويغدو في حلة ويروح في حلة ويسترون بيوتهم كما تستر الكعبة ويفشو فيهم السمن
عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه و سلم قال حيرا متى القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم ينشأ قوم يشهدون ولا يستشهدون ويحلفون ولا يستحلفون ويخونون ولا يؤتمنون ويفشو فيهم السمن عن ابي صالح عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة ابن آدم الم احملك (1/190)
على الابل والخيل وازوجك النساء وجعلتك تربع وترأس فيقول اني شكر ذلك تم الكتاب الحمد الله وحده وصلواته على سيدنا محمد واله واصحابه وسلم وشرف وكرم (1/191)
خاتمة الكتاب
قال ابو بكر بن عبد الخالق انبأنا قاسم الوراق انبأنا وكيع انبأنا محمد شريك عن عمرو بن دينار عن عمر بن اوس عن عروة بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الذين يقطعون السدر يصبونه على رؤسهم في النار صبا قال ابو بكر المروزي قلت لابي عبد الله من مات على الاسلام والسنة مات على خير فقال لي اسكت من مات على الاسلام والسنة مات على الخير كله
انبأنا يحيى بن ايوب قال سمعت علي بن ثابت يقول لو ان معك فلسين ترد ان تتصدق بهما ثم رايت سفيان وانت لا تعرفه لظننت انك لا تمتنع من ان تضعهما في يده وما رايت سفيان في صدر مجلس قط كان يقعد الى جانب الحائط ويجمع بين ركبتيه ورايت سفيان في طريق مكة فقومت كل شيء عليه حتى نعليه بدرهم واربعة دوانيق
حدثني يعقوب بن يوسف حدثني ابن خبيق قال قيل لسفيان يكون الرجل زاهدا وله مال قال نعم ان ابتلى صبر وان اعطى شكر
قال حدثني ابن خبيق عن يوسف بن اسباط قال كنت مع سفيان الثوري في السجد فنظر الى الخلق فقال ترى هذا الخلق ما يسرني مؤاخاتهم بقيراط فلوس قال وحدثني خبيق عن يوسف عن سفيان (1/192)
قال اذا كانت لك حاجة الى قارىء فلا تضربه بقارىء مثله اضر به بغني فإنه اقضى للحاجة قال وحدثني ابن خبيق قال حدثني عبد الرحمن قال قال الثوري كثرة الاخوان من سخافة الدين
حدثني يعقوب بن يوسف قال سمعت يوسف بن يونس يحدث عن عبد الرحمن قال سمعت وكيعا يقول قالت ام سفيان الثوري لسفيان يا بني اذا كتبت عشرة احرف فأنظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك فإن لم تر ذلك فأعلم انها تضرك ولا تنفعك وقال وكيع قالت ام سفيان لسفيان يا بني إطلب العلم وانا اكفيك بمغزلي
انبأنا اسحاق بن ابي يحيى قال الاوزاعي الى قوم يكونون مع الولاة فطأطأراسه وقال استغفر الله قال سفيان استغفر الله من ذنوب جلبت علينا مثل هؤلاء قال وكان سفيان المصلي فلما اقبل عيسى بن موسى بأعلام قال سفيان ان اعمالا جلبت علينا هؤلاء لاعمال سوء عن سفيان قال لولا ان تكون سبة ما صليت على من يأتي السلطان حتى يكونوا عبرة
حدثني ابن خبيق قال حدثني ابو اسماعيل الزاهد قال سمعت ابا عصام العسقلاني يقول صليت مع سفيان وخرجت معه فإذا برجل يستطيل على آخر فقلت يا ابا عبد الله اما ترى اما تأمر ذا فقال لي اسكت فقد فاض البحر
قال حدثني عبد الرحمن بن محمد الخرساني قال قيل للفضيل بن عياض اما تحب ان تأتي هذا الثغر فتنال من جهاده ورباطه قال بلى ولكني سمعت سفيان الثوري يقول ان الله اذا ابغض عبدا اسكنه الثغور وابتلاه بالمعاصي
انبأنا ابن حنيس قال سمعت الثوري يقول يسألوا والله عن كل (1/193)
شيء حتى التبسم فيم تبسمت يوم كذا وكذا فذلك قوله يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لايغادر كبيرة ولا صغيرة الا احصاها الاية قال سمعت الفريابي يقول سمعت سفيان يقول دخلت على ابي جعفر بمنى فقلت له اتق الله فأنما انزلت هذه المنزلة وصرت الى هذا الموضع بسيوف المهاجرين والانصار وابناؤهم يموتون جوعا حج عمر بن الخطاب فما انفق الا خمسة عشر دينارا وكان ينزل تحت الشجر قال فقال لي انما تريد ان اكون مثلك فقلت لا تكون مثلي ولكن كن دون ما انت فيه وفوق ما انا فيه قال لي اخرج
عن يوسف بن اسباط قال سمعت سفيان يقول اذا كان راس المائتين فاجتنبوا الناس وسلوا ربكم العافية من امور تحدث في قراكم قال يوسف وقال سفيان اذا بلغك عن رجل بالمشرق انه صاحب سنة وبالمغرب صاحب سنة فابعث اليهما بالسلام وادع الله لهما فما اقل اهل السنة والجماعة قال يوسف قال سفيان نعمتان يرزقهما ابن آدم فينبغي له ان يحمد الله عليهما ويشكره اجتنابه باب السلطان وباب المتطبب قال يحيى بن يمان قال سفيان اذا رايت القارىء على باب السلطان فاعلم انه طرار عن سفيان قال لما جاء البشير الى يعقوب قال على اي دين خلفت يوسف قال على الاسلام قال الان تمت النعمة
عن المعافي قال كان سفيان اذا اهتم بال الدم في الطست قال بشر كان المعافي صاحب سفيان اصيب بإبنين له قتلا واصيب بماله فما رؤي عليه اثر جزع ولا سمع من داره صوت
انبأنا عبد الرزاق قال اراد رجل يقلم اظفاره عند سفيان وكان يوم الخميس فقال له رجل لو تركته الى غداة الجمعة فقال سفيان لا تؤخر السنة لشيء (1/194)
عن عياش بن عاصم الكلبي قال حدثني سعيد بن صدقة بن المهلهل قال اليوم الذي كنت ارى فيه سفيان الثوري كنت قرير العين قال فأبطأت عنه اياما ثم اتيته فقال لي يا ابا مهلهل ما ابطأ بك عنا ثم اخذ بيدي فأخرجني الى الجبان فاعتزلنا ناحية عن طريق الناس فبكى ثم قال يا ابا مهلهل قد كنت قبل اليوم اكره الموت فقلبي اليوم يتمني الموت وان لم ينطق به لساني قال قلت ولم ذاك قال لتغير الناس وفسادهم ثم قال لي ان استطعت ان لا تخالط زمانك هذا احدا فافعل وليكن همك مرمة جهازك واحذر اتيان هؤلاء الامراء وارغب الى الله في حوائجك إليه وافزع اليه فيما ينوبك وعليك بالاستغنا عن جميع الناس وارفع حوائجك الى من لا تعظم عنده الحوائج فوالله ما اعلم اليوم بالكوفة احدا لو فزعت اليه في قرض عشرة دراهم اقرضني ثم كتمها علي يذهب ويجيء ويقول جاءني سفيان فاستقرضني فأقرضته
حدثني يعقوب قال حدثني عبد السلام قال قال مزاحم ابن زفر رآني سفيان وقد نزل من المئذبة فقال يا غلام ان كنت احتملت والا ففي الصف الثاني
عن شعيب بن حرب قال سمعت سفيان يقول الغيبة دانجوح القراء حدثني يعقوب قال حدثني ابراهيم بن عبد الله قال لقي سفيان الثوري شريكا بعدما ولي القضاء فقال له يا ابا عبد الله بعد الاسلام والخير صرت الى الدخول في القضاء فقال له شريك يا ابا عبد الله لا بد للناس من قاضي فقال له سفيان يا ابا عبد الله لا بد للناس من شرطي وقال ابو النضر مات سفيان سنة إحدى وستين ومائة ومات شعبة سنة اثنتين وستين ومائة (1/195)
عن ايوب بن عبد الله بن مكرز عن وابصة قال اتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وانا اريد ان لا ادع شيئا من البر والاثم الا اسأله عنه فجعلت اتخطى الناس فقالوا اليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت دعوني ادنومنه فإنه من احب الناس الي فقال يا وابصة اخبرك بما جئت تسلني عنه او تسألني فقلت اخبرني يا رسول الله فقال جئت تسلني عن البر والاثم قلت نعم قال فجمع اصابعه فجعل ينكث بها صدري ويقول يا وابصة استفت قلبك استفت نفسك البر ما اطمأن اليه القلب واطمأنت اليه النفس والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك
هذا آخر ما جاء في هذا الكتاب عن ابي بكر بن عبد الخالق عن شيوخه والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله واصحابه وسلم وشرف وكرم تعليما كثيرا (1/196)
عقيدة الامام الجليل ابي جعفر احمد بن محمد بن سلامة الازدى الطحاوي رحمه الله عليه
يقول الحسن بن سليمان سمعت الفقيه يوسف ابن ابي نصر قال اخبرنا الشيخ الفقيه ابو زكريا يحيى بن مطرف ادام الله عزه قال اخبرنا الفقيه ابو عبد الله الحسين بن علي الروزباري قال أخبرنا ابو بشر محمد ابن النيسابوري قال حدثنا خلف بن الحسين قال حدثني ابو الحسن علي ابن محمد بن عمر قال حدثني ابو المظفر محمد بن احمد التميمي قال حدثني ابو جعفر احمد ابن محمد بن سلامة الازدي الطحاوي رحمة الله عليه (1/197)
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على محمد وعلى آله اجمعين هذا ذكر بيان اعتقاد اهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة ابي حنيفة النعمان ابن ثابت الكوفي وابي يوسف يعقوب ابن ابراهيم الحنبلي وابي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني رضي الله عنهم اجمعين وما يعتقدون في اصول الدين ويدينون به رب العالمين
نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله تبارك اسمه وتعالى جده وجل ثناؤه واحد لا شريك له ولا شيئ مثله ولا شيء يعجزه ولا اله غيره قديم بلا ابتدا دائم بلا انتها لا يفنى ولا يبيد ولا يكون الا ما يريد لا تبلغه الاوهام ولا تدركه الافهام ولا يشبه الانام خالق بلا حاجة رازق بلا مؤونة مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدذ بكونهم شيئا لم يكن قبل ذلك بل صفته وكما كان بصفاته ازليا كذلك لا يزال بها ابديا ليس من خلقه الخلق استفاد اسم الخالق ولا باحداثه البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالقية ولا مخلوق وكما انه محيي الموتى بعدما احيا استحق هذا الاسم قبل احيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل انشائهم ذلك بانه على كل شيء قدير وكل شيء اليه فقير وكل امر عليه يسير لا يحتاج الى شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير خلق الخلق بعلمه وقدرته وقدر لهم الاقدار وضرب لهم آجالا لم يخف عليه شيء قبل ان خلقهم وعلم ما هم عاملون قبل ان يخلقهم وامرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته وكل شيء يجري بقدرته ومشيئته تنفذ لامشيئة العباد الا ما شاء لهم كان وما لم يشأ لم يكن يهدي من يشاء ويعصم (1/198)
ويعافي فضلا ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا وكلهم يتقلبون في مشيئته وعدله لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لامره امنا بذلك كله وايقنا ان كلا من عنده وان محمدا صلى الله عليه و سلم عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى خاتم الانبياء وامام الاتقياء المبعوث بالحق والهدى وان القرآن كلام الله تعالى منذ بدا بلا كيفية قولا وانزله على نبيه وحيا وصدقة المؤمنون على ذلك حقا وايقنوا انه كلام الله تعالى بالحقيقة وليس بمخلوق ككلام البرية فمن سمعه وزعم انه كلام البشر فقد كفر وقد ذمه الله تعالى وعابه واوعده عذابه حيث قال سأصليه سقر فلما اوعدا الله سقر لمن قال ان هذا الا قول البشر علمنا ان هذا قول خالق البشر ولا يشبهه قول البشر ومن وصف الله تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر فمن ابصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار ازدجر واعلم ان الله تعالى بصفاته ليس كالبشر والرؤية حق لاهل الجنة من غير احاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناضرة وتفسيره على ما اراد الله تعالى وعلمه وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه فهو كما قال ومعناه على ما اراد الله ولا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا فإنه ما سلم في دينه الا من سلم لله عز و جل ولرسوله عليه الصلاه السلآم ورد ما اشتبه عليه الى عالمه ولا يثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم ومن رام ما حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الايمان فيتذبذب بين الكفر والايمان والتصديق والتكذيب والانكار موسوسا تائها شاكا زائغا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا ولا يصح الايمان بالروية (1/199)
لاهل دار السلام لمن اعتبرها بوهم او تأولها بفهم اذ كان تأويل الروية وتأويل كل معنى يضاف الى الربوبية ترك التأويل ولزوم التسليم وعليه دين المرسلين ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس معناه احد من البرية تعالى عن الحدود والغايات والاركان والاعضاء والادوات ولا تحويه الجهات الست كسائر المبدعات والمعراج حق وقد اسرى بالنبي صلى الله عليه و سلم وعرج بشخصه الى السماء الى حيث شاء الله تعالى من العلى واكرمه الله تعالى بما شاء واوحى اليه ماأوحى والحوض الذي اكرمه الله تعالى به غياثا لامته حق الشفاعة التي ادخرها حق كما روى في الاخبار والميثاق الذي اخذه الله تعالى من آدم عليه السلام وذريته حق وقد علم الله تعالى ولم يزل عالما عدد من يدخل الجنة ويدخل النار جملة واحدة فلم يزاد في العدد ولا ينقص منه وكذلك افعالهم فيما علم منهم ان يفعلوه وكل ميسر لما خلق له والاعمال بالخواتيم
والسعيد من سعد بقضائه والشقي من شقي بقضائه
واصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا او فكرا او وسو سة فإنه تعالى طوى علم القدر عن انامه ونهاهم عن مرامه كما قال عز من قائل لا يسأل عما يفعل فمن سأل لم فعل فقد رد حكم الكتاب ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين فهذا جملة ما يحتاج اليه من منور القلب من اولياء الله تعالى وهي درجة الراسخين في العلم لان العلم علمان علم في الخلق موجود وعلم في الخلق مفقود فانكار العلم الموجود كفر وادعاء العلم المفقود كفر لا يثبت الايمان الا بقبول العلم الموجود وبرد طلب العلم المفقود (1/200)
ونؤمن باللوح والقلم وبجميع ما فيه قد رقم فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه انه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه جف القلم بما هو كائن الى يوم القيامة وما اخطأ العبد لم يكن ليصيبه وما اصابه لم يكن ليخطئه وعلى العبد ان يعلم ان الله تعالى سبق علمه في كل كائن من خلقه فقدر ذلك بمشيئتة تقديرا محكما مبرما ليس فيه ناقض ولا معقب ولا مزيل ولا مغير ولا محول ولا ناقص من خلقه في سماواته وارضه وذلك من عقد الايمان واصول المعرفة والاعتراف بتوحيده وربوبيته كما قال الله تعالى في كتابه وكان امر الله قدرا مقدورا وخلق كل شيء فقدره تقديرا فويل لمن صار له في القدر قلب سقيم لقد التمس بوهمه فى فحص الغيب سرا كتيما وعاد بما قاله فيه انا كأثيما
والعرش والكرسي حق كما بين الله تعالى في كتابه وهو جل جلاله مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه وقد اعجز عن الاحاطة خلقه
ونقول ان الله تعالى اتخذ ابراهيم خليلا وكلم موسى تكليما ايمانا وتصديقا وتسليما ونؤمن بالملائكة والنبين والكتب المنزله على المرسلين ونشهد انهم كانوا على الحق المبين ونسمي اهل ملتنا مسلمين مؤمنين ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم معترفين وبكل ما قال واخبر مصدقين ولا نخوض في الله تعالى ولا نمارى في الدين ولا نجادل في القران ونعلم انه كلام رب العالمين نزل به الروح الامين فعلمه سيد المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم وعلى اله اجمعين
وكلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين ولا نقول بخلقه ولا نخالف جماعة المسلمين ولا يكفر احد من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله ولا (1/201)
نقول لا يضر مع الايمان ذنب من عمله ونرجو للمحسنيين من المؤمنين ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم والامن والا يأس ينقلان عن الملة وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه والايمان هو الاقرار باللسان وتصديقه بالجنان وان جميع ما انزله الله تعالى في القرآن وجميع ما صح عن رسوله من الشرع والبيان كله حق والايمان واحد وأهله في اصله سواء والتفاضل بينهم بالحقيقة ومخالفة الاهواء
والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن واكرمهم اطوعهم له واتبعهم للقرأن وان الايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله تعالى ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به واهل الكبائر في النار لا يخلدون اذا ماتوا وهم موجودون وان لم يكونوا تائبين بعد ان لقوا الله تعالى عارفين وهم في مشيئته وحكمه ان شاء غفر لهم وعفا عنهم كما ذكر الله تعالى في كتابه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من عباده وان شاء عذبهم في النار بعدله ثم يخرجون منها برحمته وشفاعة الشافعين من اهل طاعته ثم يبعثهم الى الجنة ذلك بأن الله تعالى مولى اهل معرفته ولم يجعلهم في الدارين كأهل نكرته الذين خابوا من هدايته ولم ينالوا من ولايته اللهم يا ولي الاسلام واهله مسكنا بالاسلام حتى نلقاك به
ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من اهل القبلة وعلى من مات منهم ولا ننزل احدا منهم جنة ولا نارا ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا نفاق ما لم يظهر منهم شيء من ذلك ونذر سرائرهم الى الله ولا نرى السيف على احدا من امة محمد صلى الله عليه و سلم الا وجب عليه السيف ولا نرى الخروج على ائمتنا وولاة أمورنا وان جاروا وظلموا ولا ندع عليهم ولا ننزع (1/202)
يدنا من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله تعالى فريضة وندعوا لهم بالصلاة والمعافاة ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة ونحب اهل العدل والامانة ونبعض اهل الجوز والخيانة ونقول الله اعلم بما اشتبه علينا علمه ونرى المسح على الحفين في السفر والحضر كما جاء في الاثر والحج والجهاد فريضتان ماضيتان مع اولى الأمر من ائمة الامر برهم وفاجرهم الى قيام الساعة لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما ونؤمن بالكرام الكاتبين فإن الله تعالى قد جعلهم علينا حافظين ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض ارواح العالمين وبعذاب القبر لمن كان له اهل وسؤال منكر ونكير للميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه على ما جاءت به الاثار عن النبي صلى الله عليه و سلم وعن اصحابه والقبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار
ونؤمن بالبعث وجزاء الاعمال يوم القيامة والعرض والحساب وقراءة الكتاب والثواب والعقاب والصراط والميزان والجنة والنار مخلوقتان لا يفنيا ابدا ولا يبيدان والله تعالى خلق الجنة والنار وقبل الخلق وخلق لهما اهلا فمن شاء منهم للجنة فضلا منه ومن شاء منهم للنار عدلا منه وكل يعمل على ما فرغ منه وصائر الى ما خلق له
والخير والشر مقدران على العباد والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يوصف المخلوقون به مع الفعل كما قال عز من قائل لا يكلف الله نفسا الا وسعها وافعال العباد خلق الله وكسب من العباد لا يكلفهم الله الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم به وهو تفسير قوله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم يقول لا حيلة لاحد ولا قوة لاحد ولا حركة لاحد ولا تحويل لاحد عن معاصي الله الا بمعونة الله وحده ولا قوة لاحد (1/203)
على اقامة طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله وكل شيء بمشيئة الله وعلمه وقضائه وقدره
غلبت مشيئتة المشيئات كلها وغلب قضاءه الحيل كلها يفعل الله ما يشاء وهو غير ظالم ابدا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وفي دعاء الاحياء منفعة للاموات والله تعالى يستجب الدعوات ويقضي الحاجات ويملك كل شيء ولا يملكه شيء ولا غني عنه طرفة عين ومن استغنى عن الله طرفة عين فقد كفر وكان من اهل الحين والله تعالى يغضب ويرضى لا كأحد من الورى ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا نفرط في حب احد منهم ولا نتبرأ من حب احدا منهم ونبغض من بعضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم الا بخير وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم نفاق وطغيان
ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم اولا لابي بكر الصديق تفضيلا له وتقديما على جميع الامة ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم لعثمان بن عفان رضي الله عنه ثم لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه وهم الخلفاء الراشدون والائمة المهديون الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون
ونحب العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ونشهد لهم بالجنة وهم ابو بكر وعثمان وعمر وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وابو عبيده بن الجراح وهو امين هذه الامة ومن احسن القول في اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وازواجه وذرياته فقد برىء من النفاق
وعلماء السلف من السابقين والتابعين ومن بعدهم من اهل الخير والاثر واهل الفقه والنظر لا يذكرون الا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل (1/204)
ولا نفضل احدا من الاولياء على الانبياء ونقول نبي واحد افضل من جميع الاولياء ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم
ونؤمن بخروج الدجال الاعور والعين ونزول عيسى بن مريم عليه السلام من السماء
ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها وخروج دابة الارض من موضعها ولا نصدق كاهنا ولا عرافا ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة واجماع الامة ونرى الجماعة حقا وصوابا والفرقة ذما وزيغا وعذابا
ودين الله تعالى في السماء والارض واحد وهو الاسلام قال الله تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين وقال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقال تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا وهو بين الغلو والتقصير والتشبيه والتعطيل وبين الجبر والقدر وبين الامن والا ياس فهذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا ونحن براء الى الله من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه
ونسأل الله تعالى ان يثبتنا عليه ويختم لنا به ويعصمنا من الاهواء المختلفة والاراء المتفرقة والمذاهب الردية مثل مذاهب المشبهة والجهمية والجبرية والقدرية والرافضة وغيرهم من الذين خالفوا الجماعة وحالفوا الضلالة ونحن منهم براء وهم عندنا ضلال اردياء
والصلاة على بدر التمام وشمس الاسلام ومصباح الظلام محمد عليه السلام (1/205)