النصوص الساقطة من كتاب المفاريد المطبوع لأبي يعلى الموصلي
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، وبعد :
فقد كنت وقفت سابقاً على مقال ( النصوص الساقطة من كتاب المفاريد المطبوع لأبي يعلى الموصلي ) للدكتور عبدالله محمد حسن دمفو ، نشره في ملحق التراث في جريد المدينة بتاريخ / 26شهر جمادى الآخرة عام 1417هـ ، ورأيت نشره للفائدة ، إذ قد يفوت مثل هذا المقال على كثير من الإخوة .
وإليك ما قاله المحقق عن كتاب المفاريد :
قال : ( وقد طبع هذا الكتاب عام 1405هـ عن مكتبة دار الأقصى بالكويت ، بتحقيق الباحث عبدالله بن يوسف الجديع ، الذي قال في مقدمة التحقيق ص16: ( الذي وصلنا من هذا الكتاب أصلان خطيان ، كلاهما من محفوظات دار الكتب الظاهرية بدمشق ، غير أن الله جل وعلا لم يقدر لي الحصول عليهما جميعاً ، وإنما وقفت لإحداهما ( وفي الأصل : لإحدهما ) ، وهي الواقعة في الظاهرية تحت رقم ( مجموع 97) وهي التي اعتمدتها في تحقيق الكتاب ، ولعل الله ييسر الأخرى فاستدرك ما فات ، واصلح ما لم يمكن ( وفي الأصل : يكن ) إصلاحه في طبعتنا هذه ، في طبعة لاحقة للكتاب إن شاء الله ).(1/1)
قلت _ والقائل هو الدكتور عبدالله دمفو _ : وهذه النسخة التي اعتمدها في التحقيق ناقصة من الآخر بمقدار لوحة ونصف تقريباً ، كما أشار إلى ذلك المحقق في وصف المخطوط ، وقد وقفت على مصورة للنسخة الأخرى ( الكاملة ) في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالمدينة _ جزى الله المسؤولين والقائمين عليها خير الجزاء _ ورقمها (2575) ، وتقع في ثلاث وعشرين ورقة ، وأصلها بالمكتبة الظاهرية بدمشق ( حديث 279من الورقة 134إلى 153) ، فصورتها لنفسي ، لأكمل النقص الموجود في المطبوع ، وليشاركني الفائدة من عنده النسخة المطبوعة ، وذلك بنشرها في هذا ( الملحق ) المبارك ، وبذلك أكون قد أديت واجب نشر العلم ، وأكملت ما بدأه المحقق الفاضل ، الذي له فضل السبق في إخراج الكتاب ، وربما يطبعه مرة أخرى فيتدارك ما حصل فيه من نقص
56_ عتبة بن غزوان :
((1/2)
114) حدثنا أبويعلى ثنا هدبة بن خالد وشيبان بن فروخ ، قالا : حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال العدوي عن خالد بن عمير قال : خطب عتبة بن غزوان ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ( أما بعد ، فإن الدنيا قد آذنت بصرم ، وولّت حذاء ، وإنما بقي منها صبابة كصبابة الإناء أصغى بها أحدكم ، وأنتم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها ، فانتقلوا منها بخير ما بحضرتكم ، فقد بلغني أن الحجر يلقى من شفير جهنم ، فما يبلغ قعرها سبعين عاماً ، وأيم الله لتملأن ، أفعجبتم !! ولقد ذكر لي أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عاماً ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الرحلة ، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مالنا طعام إلا ورق الشجر ، حتى قرحت ( منتصف الورقة 19ب ، ومن هنا يبدأ النقص ) أشداقنا ، ولقد لقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد ، فاتزرت بنصفها ، واتزر سعد بنصفها ، فما منا أحد اليوم حيّ إلا أصبح أميراً على مصر من الأمصار ، فأعوذ بالله أن أكون عظيماً في نفسي صغيراً عند الله ، وإنها لم تكن نبوة إلا تناسخت ، حتى تكون عاقبتها ملكاً ، وستبلون الأمراء بعدنا ) .
هذا لفظ هدبة .
((1/3)
115) حدثنا أبويعلى ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري ثنا صفوان بن عيسى ثنا أبونعامة العدوي عن خالد بن عمير العدوي وشرس العدوي قالا : قدمنا مع عتبة بن غزوان ، فلما انتهينا المربد ، رأى ذلك الكذان ، فقال : إن هذه الأرض بصرة ، فانطلق حتى أتى الكذان نحو الجسر ، قال : هاهنا أمرنا ننزل ، وبلغ صاحب الأيلة ، فسار إليه ، فقال لأصحابه : لا تحدثوا شيئاً حتى تكون الساعة التي ... ( قال المحقق : جملة لم أتمكن من قراءتها ، رسمها هكذا ( كندالقا ) ) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما زالت الشمس قال : سيروا إليهم ، فهزموهم ، ووضع المنبر ، فخطب فقال : إن الدنيا قد ولت حذاء ، ولم يبق منها إلا صبابة الإناء ، وإنكم تنصرفون إلى غير هذه الدار (ق20أ) فانتقلوا بخير ما بحضرتكم ، فلقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة ، ومالنا طعام إلا ورق الحبلة ، حتى قرحت أشداقنا ، وما منا اليوم أحد حي إلا وهو أمير على مصر من الأمصار ، ولقد بلغني أن الحجر يرمى به في جهنم فما يبلغ قعرها سبعين عاماً ، ولتملأن ، ولقد بلغني أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة ثمانين عاماً ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام ).
(57) سهيل بن بيضاء :
(116) حدثنا أبويعلى ثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني ثنا عبدالعزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن سعيد بن الصلت عن عبدالله بن أنيس عن سهيل بن بيضاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة ).
((1/4)
117) حدثنا أبويعلى ثنا مصعب الزبيري ثنا عبدالعزيز بن محمد عن يزيد بن عبدالله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن سعيد بن الصلت عن سهيل بن بيضاء قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، وسهيل بن البيضاء رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا سهيل بن بيضاء ) ورفع بها صوته ، فعلموا أنه يريدهم ، فجلس من كان بين يديه ، ولحقه من كان خلفه حتى اجتمعوا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنه من شهد أن لا إله إلا الله حرم الله عليه النار ، وأوجب له الجنة ).
58_ فلان :
(118) حدثنا أبويعلى حدثنا عبدالله بن عون الخزاز ثنا أبوعبيدة بن عمر قال سمعت الفضل بن ثور يقول : حدثني فلان أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لم أقل ، ولم يقل أحد من كان قبلي كلمة هي أفضل من لا إله إلا الله ، ولا سأل السائلون ربهم شيئاً أفضل (ق20ب) من المغفرة ).
59_ عائذ بن عمرو :
(119) حدثنا أبويعلى ثنا شيبان بن فروخ ثنا أبوالأشهب عن عامر بن عبدالواحد الأحول عن عايذ بن عمرو المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من عرض له شيء من هذا الرزق من غير مسألة ولا إشراف ، فليتوسع في رزقه ، ومن كان غنياً فليوجهه إلى من كان أحوج إليه منه .
(120) حدثنا أبويعلى نا شيبان ثنا جرير نا الحسن أن عايذ بن عمرو _ وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبيدالله بن زياد فقال : أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن شرار الرعاء الحطمة ، فإياك أن تكون منهم ) ، فقال له : اجلس ، فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد ، فقال : هل كانت لهم نخالة ؟! إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم .
آخر الجزء ، والحمد لله رب العالمين ، وصلواته تترى على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأزواجه وذريته الطاهرين ، وسلم تسليماً كثيراً .(1/5)