بسم الله الرحمن الرحيم
Answering Christian's Propaganda
مصطفي عبد اللطيف درويش المحامي
اعداد
محمود أباشيخ الحاتمي
http://somaliano.rudood.com
ملفات الكتاب من شبكة ردود الإسلامية لدعوة النصاري
http://www.rudood.com(1/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله علي نعمة الإسلام والصلاة والسلام علي رسوله الخاتم الذي
وصلتنا النعمة علي يديه،وسلام الله علي المسيح عيسي ابن مريم
رسول الله إلي بني إسرائيل والمبشر بالنبي الخاتم الذي قال :" إنه
يأتي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم المخوف ".
وقال :" متي جاء ذاك الروح الحق فهو يرشدكم إلي جميع الحق لأنه
لا يتكلم من نفسه بل بكل ما يسمع ويخبركم بأمور آتيه. ذلك يمجدي
لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" يوحنا/11 14 -2
وقال :" يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلت" يوحنا 25 -24 /14
وفعلا جاء الرسول الخاتم الذي بشر به المسيح وأنزل الله عليه كتابا
فيه حقيقة كل شيء عن المسيح ولولا القرآن لظلت هذه الحقائق
خافية،وقد أعلن القرآن علي العالمين أن المسيح لم يصلب ولم يقتل
كما أطلت هذه الحقيقة من بين سطور أسفار أهل الكتاب.(1/2)
تذكرة
لو شاء الله تعالي أن يجبر الناس علي قبول العقائد والدين لفعل لأن
الله علي كل شيء قدير ولكن ذلك يتعارض مع حكمته في ابتلاء
الناس ولذلك فإنه جل شأنه بين للناس الحق وتركهم يفكرون.
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ
الأنعام: من الآية)35
وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
الكهف : من الآية 29
ولهذا ليس لنا إلا أن نبين الحق،فكتمان الحق معصية، وإكراه الناس
علي الحق معصية والحساب علي الله.
وما توفيقي إلا بالله.(1/3)
مع القرآن
القرآن الكريم بعد أن نفي عن المسيح القتل والصلب بين أنه شبة
للإسرائيليين أنهم فعلو ذلك ثم بين أنهم وقفوا في الشك والظن ذلك كله
واضح في قوله تعالي:
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا
)( النساء: من الآية)157
وذلك كلام واضح لا يحتا ج إلي بيان.
ولما كان الذين يعتقدون صلب المسيح لا يؤ منون بالقرآن فنحن
بتوفيق الله سنقدم الدليل علي أن المسيح لم يصلب وذلك من نفس
الأسفار التي يؤمنون بها من يزعمون صلبه.(1/4)
مع الإنجيل
إنجيل الله
الإنجيل الذي لا يمكن أن يكون موضعا للشك أو التضارب
والاختلا ف هو الإنجيل الذي أتي به المسيح عليه السلام لأنه من عند
الله وهو الذي يمكن أن تطلق عليه إنجيل الله .
وهذا الإنجيل هو الذي دعا المسيح الناس إلي الإيمان به فهو في بداية
دعوته قال :" قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وأمنوا
بالإنجيل" مرقس1 / 14 ، وإذا قال المسيح لأمته توبوا وأمنوا
بالإنجيل فمعني هذا أنه قدم إليهم إنجيلا أمرهم بالإيمان به وكان ذلك
في بداية دعوته فمعلوم دون أدني شك أن هذا الإنجيل لم يرد به
الصلب والقتل بل ولم يرد به أي حد ث من الأحدا ث التي أعقبت تقديم
المسيح لهذا الإنجيل إلي أمته والذي طلب منهم أن يؤمنوا به ولم تكن
هذه الأناجيل الأربعة و غيرها قد ظهرت في الوجود بعد فهي لذلك
خارجة عن دائرة طلب المسيح الإيمان بالإنجيل ،وقد جاء ذلك أيضا
صريحا في رسالة بولس إلي أهل رومية "..... يسوع المسيح
المدعو رسولا المفرز لإنجيل الله" .1 /1
بل ووصف صريحا إنجيل المسيح بأنه قوة الله للخلاص فلا خلاص
ب غيره
" إنجيل المسيح لأنه ه و قوة الله للخ لا ص" رسالة بولس إلي أ ه ل
رومية الأصحاح الأول عدد .1 6
وهذا هو نفسه الإنجيل الذي أمر المسيح تلاميذه أن يذهبوا به إلي
العالم أجمع حيث قال :" أذهبوا إلي العالم اجمع وأكرزوا بالإنجيل
للخليقة كلها" مرقس .15 /1 6
بعد هذا البيان الصريح ليس من حق أحد أن يؤلف إنجيلا آخر لأن
النصوص الصريحة في أن إنجيل المسيح قوة الله للخلاص وأن إنجيل
الله هو الذي أمر المسيح تلاميذه أن يبلغوه للناس وان يدعوهم إلي
الإيمان به.
وهو نفس الإنجيل الذي أشار إليه القرآن و وصفه بالحق والصدق
والنور
قال تعالي
(1/5)
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
آل عمران 48 - 49
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ
المائدة 46
وأمرناالله تعالي نحن المسلمين أن ن ؤ من بهذا الإنجيل وأمر جل شأنه أهل الكتاب أن يحتكموا إلي هذا الإنجيل فقال جل شأنه
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ *المائده 47
لهذه الأسباب كلها وللنصوص الموجودة في أسفار أهل الكتاب نقول إن
الأناجيل الأربعة وغيرها شيء يختلف عن إنجيل الله الذي علمه
للمسيح وأمر المسيح أمته أن تؤمن به وأن تبلغه للناس.
هذه الأناجيل مجرد وصف لأحداث جاء من أشخاص بعضهم لم
يعاصر المسيح ولم ينقل عنه، بل نستطيع أن نجزم بأن كل ما خالف
الإنجيل الذي أتي به المسيح ليس من إنجيل المسيح وليس من الوحي
المنزل وليس منزها عن الخطأ والتضارب والاختلا ف ،وليس هنا
مجال إ ظهار الاختلافات الواردة بين الأناجيل.
هل يعقل أن يقول المسيح :" آمنوا بإ نجيل الله وفيه الخلاص واكرزوا
به للخليقة كلها " ثم يكون من هذا الإنجيل كلام يصف الإمساك
(1/6)
بالمسيح والصلب والدفن وما إلي ذلك من أحدا ث !!!.
وقد وصف الله تعالي كل كلام يأتي من عند غيره بأنه لابد أن يكون
فيه اختلا ف قال تعالي
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا *النساء: من الآية)82 .
ولذلك فإن هذه الأناجيل الأربعة ستجد فيها كلاما عن صلب المسيح
وإدخاله القبر، وستجد فيها كلام صريحا عن نجاته من الصلب بل
وحدو ث ما أشار إليه القرآن من الشك والظن والاختلا ف في واقعة
صلب المسيح المزعومة وهذا ما سنذكره مدعما بالنصوص.
المسيح ي طلب من الله النجاة والله يستجيب
لقد علم المسيح أصحابه قاعدة عامة هي" كل ما ت ط لبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه " متي/21 .22
ولا يعقل أن يعلم المسيح أصحابه هذه القاعدة ويكون هو خار ج دائرة
تطبيقها !!!
ولهذا " وخر علي وجهه وكان يصلي قا ئلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر
عني هذا الكأس" متي .9 3 /6 2
فقد صلي وطلب من الله النجاة وهو الذي علم أصحابه" كل ما
تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه "- يجب ألا تشك أبدا في أنه نال
النجاة.
والأمر لم يقف عند هذا الحد بل تعداه إلي الصرا خ والدمو ع
والتضرعات إلي الله فجاء بالنص " إذ قدم بصراخ شديد ودموع
طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل
تقواه" رسالة بولس إلي العبرانيين أصحاح 5 عدد 7 ، أي تهديد هذا
الذي دعا المسيح الله أن يخلصه منه إن لم يكن التهديد بالموت صلبا
وقتلا !!! ،فما معني أن يطلب يسو ع من الله الخلاص من الموت
وسمع له ! ؟ المعني الوحيد الذي يقبله العقل أن الله تعالي نجاه من
الصلب والقتل لأن هذه تضرعات إنسان مهدد بالقتل.
بل يعرض علينا إنجيل لوقا كيف كانت توسلات المسيح إلي الله طالبا
النجاة فيقول : " وإذا كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار
عرقه كقطرات دم نازلة علي الأر ض" لوقا/22 .44
(1/7)
صرا خ وبكاء وصلاة ودمو ع ألا يسمع له الله مع ذلك ؟ لقد أثبتت
النصوص أن الله تعالي استجاب له وحقق له السلامة.
إن الله تعالي لا يسمح أبدا بقتل رسوله المسيح لأنه تعالي عاب علي
الإسرائيليين قتل الأنبياء، نحن نريد عاقلا يقول لنا كيف يسمع الله
تضرعات المسيح لإنقاذه من التهديد ثم بعد ذلك يصلب ويقتل.
الاستجابة
واستجاب الله للمسيح وسمع له فكانت النتيجة : " سلام أترك لكم
سلامى أعطيكم" يوحنا .27 /14
" قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام" يوحنا .33 /1 6
وقبل وقائع الصلب المزعوم وما قبله من أحدا ث قال المسيح
لأصحابه " وأما ا لآ ن فأنا ما ض إلي الذي أرسلني وليس أحد منكم
يسألني أين تمضي" يوحنا .5 /1 6
وقد جاء بالنص : " مكتوب أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك
وأنهم علي أياديهم يحملونك لكي لا تص ط دم رجلك بحجر" لوقا /4
.1 0
فهل الذي يحفظ رجله من أن تصطدم بحجر يسمح بأن يعلق علي
الصليب وتدق في يديه المسامير ويطعن جنبه بالحربة! ؟.
إن ذلك كله يتناقض مع ما جاء في وصف المسيح " ولا رأي جسده
فسادا " أعمال الرسل .31 /1
أليس دق المسامير والطعن بالحربة في الجسد لون من الفساد! ؟
والنجاة واضحة في هذا النص" فطلبوا أن يمسكوه فخر ج من بين
أيديهم" يوحنا .1 6 /1 0
وأيضا, فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفي وخر ج من
الهيكل مجتازا في وسطهم " يوحنا .51 /8(1/8)
الاستجابة
واستجاب الله للمسيح وسمع له فكانت النتيجة : " سلام أترك لكم
سلامى أعطيكم" يوحنا .27 /14
" قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام" يوحنا .33 /1 6
وقبل وقائع الصلب المزعوم وما قبله من أحدا ث قال المسيح
لأصحابه " وأما ا لآ ن فأنا ما ض إلي الذي أرسلني وليس أحد منكم
يسألني أين تمضي" يوحنا .5 /1 6
وقد جاء بالنص : " مكتوب أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك
وأنهم علي أياديهم يحملونك لكي لا تص ط دم رجلك بحجر" لوقا /4
.1 0
فهل الذي يحفظ رجله من أن تصطدم بحجر يسمح بأن يعلق علي
الصليب وتدق في يديه المسامير ويطعن جنبه بالحربة! ؟.
إن ذلك كله يتناقض مع ما جاء في وصف المسيح " ولا رأي جسده
فسادا " أعمال الرسل .31 /1
أليس دق المسامير والطعن بالحربة في الجسد لون من الفساد! ؟
والنجاة واضحة في هذا النص" فطلبوا أن يمسكوه فخر ج من بين
أيديهم" يوحنا .1 6 /1 0
وأيضا, فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفي وخر ج من
الهيكل مجتازا في وسطهم " يوحنا .51 /8(1/9)
بطرس المنكر !!!
كمقدمة لابد أن تعر ف مكانة بطرس ومنزلته عند المسيح " وأعطيك
مفاتيح السماوات فكل ما تربطه بالأرض يكون مربوطا في
السماوات وكل ما تحله في الأرض يكون محلولا في السماوات"
متي .1 9 -1 8 /1 6
ويصر ح بطرس إلي المسيح ويقول"ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك.وهكذا قال ايضا الجميع "(مرقص 14:31)
فماذا بعد هذه الشهادة لبطرس من المسيح وماذا بعد هذا العهد من
بطرس للمسيح! ؟ لما سألوا بطرس هل تعر ف المسيح ؟ "... فأبتدأ
حينئذ ( بطرس) يلعن ويحل ف أني لا أعرف الرجل" متي .74 /2 6
يعني لا أعر ف الرجل الذي أمسكتموه للصلب
كمقدمة لابد أن تعر ف مكانة بطرس ومنزلته عند المسيح ويصر ح بطرس إلي المسيح ويقول"ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك.وهكذا قال ايضا الجميع "(مرقص 14:31) فماذا بعد هذه الشهادة لبطرس من المسيح وماذا بعد هذا العهد منبطرس للمسيح! ؟ لما سألوا بطرس هل تعر ف المسيح ؟ يعني لا أعر ف الرجل الذي أمسكتموه للصلب(1/10)
طريق الخلاص كما بينه المسيح
ليس فيه الإيمان بالموت الكفاري علي الصليب هذه أدلتنا :-
أولا: في بداية دعوة المسيح " جاء يسوع إلي الإنجيل يكرز ببشارة
ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا
بالإنجيل" مرقس .15 -14 /1 والإنجيل الذي طلب المسيح من قومه
الإيمان به ليس فيه الصلب والصليب والموت الكفاري لأن كل هذه
الأشياء وردت في أناجيل لم يكن أصحابها قد ظهروا بعد، بل بعضهم
جاء بعد المسيح.
ثانيا : في إنجيل متي الإصحاحات الخامس والسادس والسابع سرد
المسيح كل الوصايا التي يجب الإيمان بها للوصول إلي ملكوت الله
وليس من بينها علي الإطلاق الإيمان بالموت الكفاري علي الصليب .
ثالثا : بين المسيح الطريق إلي الحياة الأبدية بوضو ح تام فجاء" الحق
الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله الحياة
الأبدية" يوحنا/5 .14
" و هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك
ويسوع المسيح الذي أرسلته " يوحنا أصحاح .3 /17
رابعا: بين المسيح الوصية التي هي أول كل الوصايا وذلك لما سأله
الكاتب " آية وصية هي أول الكل ؟ فأجابه يسوع : إن أول كل
الوصايا هي أسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد وتحب الرب من
كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك هذه هي الوصية الأولي"
وليس فيها الإيمان بالموت الكفاري علي الصليب ، ثم قال المسيح : "
و ثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية أخري أعظم من
هاتين" مرقس12عدد .31 -3 0 -2 9 -2 8
تري هل يمكن أن تكون الوصية بالأيمان بالموت الكفاري علي
الصليب أعظم من هاتين !!! ؟؟؟ القول بذلك اتهام للمسيح عليه السلام.
خامسا: وعد تلاميذه قائلا : " الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين
تبعتموني في التجديد متي جلس ابن الإنسان علي كرسي مجده
تجلسون أنتم أيضا علي اثني عشر كرسيا .." إنجيل متي أصحاح
(1/11)
1 9 عدد 2 8 ، وذلك برغم أن التلاميذ الإثني عشر الجميع تركوا
المصلوب وهربوا بل ومنهم من أنكره بل ومنهم وهو يهوذا الذي
باعه بثلاثين من الفضة فلم يكن التلاميذ مؤمنين بالموت الكفاري.
سادسا: كيف يطلب المسيح منهم الإيمان بالموت الكفاري وهو الذي
دعا الله تعالي أن ينجيه من هذا الموت وسمع له من أجل تقواه، وهو
الذي قال أن نفسي حزينة جدا حتى الموت بل قدم بصرا خ شديد
ودمو ع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من
أجل تقواه كما جاء في العبرانيين 5/7 وتكرر منه طلب النجاة من هذا
الموت فكيف يأمر بالإيمان به ويجعله طريق الخلاص.
" ولكنكم تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه
من الله" يوحنا . 4 0 /8
ويقول مرقس 13 /1 6 عن المسيح " وبعد ذلك ظ هر بهيئة أخري
أي تغيرت صورته .
وقال بولس في رسالته لأهل غلاطية " 1 /3 أيها الغلاطيون الأغبياء
من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق انتم الذين امام عيونكم قد رسم
يسوع المسيح بينكم مصلوبا " ، أي شبه لهم(1/12)
هروب !!!
وهو هنا هروب عجيب لأنه هروب جماعي كما قالت
النصوص :" حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربو" متي . 5 6 /2 6
" فتركه الجميع وهربوا مرقس . 5 0 /14
والأشد عجبا أن كون من بين الهاربين من ألفوا إنجيلا كاملا عن
المسيح !!! وإلا فما تعنيه كلمة " كلهم" في النص السابق" تركه
التلاميذ كلهم و هربوا" وما الذي تعنيه كلمة " الجميع" فيما ذكره
مرقس" فتركه الجميع و هربوا.
أحيانا أصحاب المباد ئ الأرضية يقاتلون من أجل مبادئهم حتى الموت
وكثيرا ما سردت علينا الأسفار قصص المؤمنين من أتبا ع الرسل
وكيف آثروا الموت والاستشهاد من أجل إيمانهم والدفا ع عن الرسل
والرسالات التي جاءوا بها فهل يعقل أن يكون المسيح وحده هو
الأسوأ حالا فيتركه جميع أتباعه ويهربون !!! ؟؟؟ العقل يقول الجميع
تركوا المعلق علي الصليب وتخلوا عنه وهربوا لأنه ليس المسيح
وذلك هو الشيء الوحيد الذي يحمي جميع تلاميذ المسيح من وصف
الارتداد والكفر وأيضا هذا التخلي المطلق والهروب يعني شيئا آخر
فهل كان المسيح الوحيد من بين الرسل الذي ساء حظه فباعه أحد
تلاميذه واثاني أنكره والباقون تركوه وهربوا !!! ؟؟؟ برغم أنه رسم
لهم خطة المعركة المحدودة وخصص لهم أماكن الدفا ع وأمرهم أن
يبيعوا ثيابهم ويشتروا سيوفا استعدادا للدفا ع ، إن كل ذلك يوحي بأن
الشخص الذي أمسكوا به ليصلبوه لا يستحق الدفا ع عنه لأنه ليس
المسيح .
المسيح يرفض تسليم نفسه ويستعد لمعركة دفاعية
وهل الذي يسلم نفسه طائعا مختارا يأمر تلاميذه بالاستعداد للجهاد
وشراء سيو ف ويتحري عدد الأسلحة الموجودة بل ويأمر أصحابه أن
يبيعوا ثيابهم ويشتروا سيوفا بثمنها، " فقال لهم: لكن ا لآ ن من له
كيس فليأخذه ومزود كذلك ومن ليس له فليبع ثيابه ويشتر سيفا"
لوقا 3 6 -35 /22
بل ويتحر ى المسيح الدقة ويسأل عن عدد الأسلحة الموجودة فكانت
(1/13)
الإجابة " فقالوا: يا رب هو ذا هنا سيفان. فقال: لهم ( يسوع)
يكفي" لوقا . 2 8 /22
ونحن هنا نسأل : يكفي ... لماذا ؟
لاشك أن كل ذلك استعداد لمعركة محدودة معركة دفاعية ضد الذين
أرادوا الإمساك به ، وفعلا بدأت المعركة " وإذا واحد من الذين مع
يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع
أذنه" متي . 51 /2 6
وذلك ردا علي الذين قالوا هي سيو ف روحية ! وقد وز ع يسو ع قواته
المحدودة للدفا ع عنه فخصص مدخل البستان لثمانية من تلاميذه ثم
أخذ معه بطرس و ابني زبدي ... فقال لهم ... :" امكثوا هاهنا
واسهروا معي" متي 3 8 -37 /2 6 فماذا يعني ذلك كله ! ؟ شراء
سيو ف وتخصيص أماكن للدفا ع واستعداد لمعركة ألا يتعارض ذلك
مع قولهم سلم نفسك طائعا مختارا !!! ؟؟؟(1/14)
يهوذا المظلوم
ولابد أن تعر ف مكانة يهوذا بين هذه الجماعة اليسوعية فيهوذا هو
الأمين علي مالية الجماعة كلها وصندوق ماليتها تحت تصرفه ، فقد
جاء بالنص" الصندوق مع يهوذا" يوحنا . 2 9 /13
. وكان يمكن ليهوذا لو كان محبا للمال أن يختلس المالية كلها ويفر
هاربا .
وهناك سؤال مطلوب الإجابة عليه ،ما الدافع ليهوذا لتسليم المسيح هل
هو عدم الإيمان بالمسيح ؟ ذلك شيء مستبعد بعد معاصرته للمسيح
ومشاهده المعجزات التي أتي بها وقربه من المسيح الذي أدي إلي
ائتمانه علي مالية الجماعة كلها.
هل هو حب يهوذا للمال الذي دفعه لتسليم المسيح ؟ وهل ثلاثون من
الفضة مغرية ليهوذا ليسلم سيده ؟ ذلك شيء مستبعد لأن مالية
الجماعة كلها تحت تصرفه وكان يمكنه الهروب بها ويعفي نفسه من
مسئولية التسليم ، بل كان يمكن أن يختلس الثلاثين من الفضة من
الصندوق بطريقة مستمرة منتظمة لا تنكشف ، لاشك أن يهوذا مظلوم
في ذلك .
إنهم لم يعينوا علي يهوذا مراجعا للحسابات وكان يمكنه أن يختلس
من الصندوق ما يشاء ، فهل مثل هذا الأمين علي مالية الجماعة كلها
يبيع أميرها بثلاثين من الفضة ؟؟؟
ولقد ظل الصندوق في يده لآ خر لحظة حتى بعد اكتشا ف خيانته بدليل
أن المسيح لما قال له ما تريد أن تفعله افعله سريعا ظن التلاميذ أن
المسيح يأمر يهوذا بشراء طعام من الصندوق ، وهنا تناقض في
مصير يهوذا ومصير الثلاثين من الفضة ، كيف كان ذلك ! ؟
" لما رأي يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم ورد الثلاثين إلي
ر ؤ ساء الكهنة والشيوخ قا ئلا قد أخطأت إذ سلمت دما بريئ ا ، فقالوا
ماذا علينا أنت أبصر ، فطرح الفضة في الهيكل ثم مضي وخنق
نفسه" متي 27 عدد .5 -4 -3
وتأتي أعمال الرسل بكلام مخالف عن مصير يهوذا ومصير الثلاثين من الفضة فتقول : "... فإن هذا ( يهوذا)اقتني حقلا من أجرة الظلم
وإذ سقط علي وجهه وانشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها "
أعمال الرسل/118
(1/15)
فهذا تناقض صارخ في مصير الثلاثين من الفضة مرة ألقاها في
الهيكل ومرة اقتني بها حقلا ، وتناقض صارخ في مصير يهوذا مرة
خنق نفسه ومرة انشق من الوسط وانسكبت أمعاعاؤه .
والعجيب أن تكون شخصية المسيح نكرة في نظر طالبيه للصلب
لدرجة أنهم قدموا ثلاثين من الفضة للتعر ف عليه !!!(1/16)
الشك
" حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون في هذه الليلة لأنه مكتوب أني
أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية - ولكن بعد قيامي أسبقكم إلي
الجليل " متي . 22 -21 /2 6
ولنا أن نتساءل لماذا يشك جميع تلاميذ المسيح فيه هذه الليلة - ليلة
الصلب ! ؟ هل هو شك في نبوته ؟ ذلك كفر صريح مستبعد تماما عن
تلاميذ المسيح جميعا وعلي الأخص أنه قال " كلكم تشكون في "
الشك الوحيد الذي يمكن أن يكون هو الشك في شخصية المصلوب
عندما يكون قد تحقق ما أورده القرآن الكريم
وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ * النساء: من الآية 157
وإلا فإن شك الجميع في رسول الله كفر صريح مستبعد لأنه
وعدهم الجلوس معه في ا لآ خرة .
وقد كانت بين المسيح وبين رئيس الكهنة محاورات ومداولات سابقة
ولاشك أن رئيس الكهنة يعر ف المسيح معرفة جيدة فماذا كان ؟ عندما
أتوا بالرجل الذي يريدون صلبه إلي رئيس الكهنة الذي اخذ يناقشه
والرجل ساكت .
" فقام رئيس الكهنة وقال له أما تجيب بشيء وأما يسوع فقد
كان ساكتا ، فأجاب رئيس الكهنة وقال له أستحلفك بالله الحي أن
تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله " متي . 6 4 /2 6
ما هذا الأمر العجيب مجموعة أمسكوا بيسو ع حيث اجتمع الكهنة
والشيو خ ومع ذلك ووسط هذا الجمع رئيس الكهنة يستحلف الرجل
الذي امسكوه بالله ويقول : " أستحلفك بالله الحي أن تقول هل أنت
المسيح ... " !!! هل هذه الجمو ع التي احتشدت لم تقنع رئيس
الكهنة أن الذي أتوا به هو المسيح ! ؟ ذلك النص صريح وقاطع في
أن رئيس الكهنة وقع في شك كبير في شخصية الذي أمسكوا به ولا
يدري ما إذا كان المسيح أم لا حتى لجأ إلي استحلافه بالله أمام هذا
الحشد الكبير وأجابه الشخص الممسوك به علي هذا الاستحلا ف أشد
عجبا حيث قال : " أنت قلت " متي 6 4 /2 6 يعني أنت الذي يقول
ذلك ... وأضا ف الرجل " وأيضا أقول لكم من ا لآ ن تبصرون ابن(1/17)
الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا علي سحاب السماء " متي 2 6
. 6 4 /
ما معني قوله " من ا لآ ن" يعني منذ اللحظة التي أنا ممسوك فيها ألآنيكون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا علي سحاب السماء ...
تدبر كلمة " من ا لآ ن " فا لآ ن تعني لحظة الإمساك بالرجل ومحاكمته في هذا الوقت يكون المسيح عن يمين القوة وعلي السحاب ... ألا يقطع ذلك بأن الذي أمسكوا به إنسان آخر غير المسيح ؟ وهذا ما
ذكره القرآن الكريم : (
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا
النساء: الآية 157
وإذا كان هذا الشك من فرد في شخصيةالمسيح يمكن التغاضي عنه برغم ما أحاط به من ملابسات فما الذي يعنيه الشك في شخصية المسيح من جميع الحاضرين فقد ورد بالنص
" " ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب ور ؤ ساء الكهنة و الكتبه
وأصعدوه إلي مجمعهم قائلين: إن كنت أنت المسيح فقل لنا ... "
لوقا . 6 7 -66 /22
يا للعجب في وضح النهار مشيخة الشعب ور ؤ ساء الكهنة والكتبه
الكل مجتمعون ومع ذلك يشكون في شخصية هذا الذي أمسكوا به
ويقولون : إن كنت أنت المسيح فقل لنا ؟ يعني التعر ف علي شخصية
المسيح لا يتوقف عليهم إنما يتوقف علي إقرار واعترا ف الذي
أمسكوا به !!! إنه الشك الواضح الذي أشار إليه القرآن الكريم
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا
النساء: الآية 157
(1/18)
بل وأشار إليه المسيح " كلكم تشكون في في هذه الليلة " ولابد من
تحديد دائرة هذا الشك وهو ليس الشك في نبوته وإلا لقال كلكم
تكفرون ، الأعجب من ذلك إجابة الممسوك به علي هذا السؤال ،إن
كنت أنت المسيح فقل لنا .
الإجابة " إن قلت لكم لا تصدقون ، وإن سألت لا تجيبوني ولا
تطلوقوني" لوقا 68 -6 7 /22 ،فما نعني إجابته " إن قلت لكم لا
تصدقون " ؟ المعني الوحيد إن قلت لكم إني لست أنا المسيح لا
تصدقون ولهذا قال لهم : " وإن سألت لا تجيبوني ولا تطلقوني ".
فهم أتوا به علي انه المسيح ولا يصدقون أنه المسيح وبالتالي لا
يطلقونه ونحن هنا سنروي أيضا رواية من رأوا المسيح حاملا
الصليب كما زعموا وسنجد أنهم أيضا وقعوا في شك في شخصية
حامل الصليب فقد جاء في إنجيل لوقا " 2 6 /23 ولما مضوا به
أمسكوا سمعان رجلا قيروانيا كان آتيا من الحقل ووضعوا عليه
الصليب ليحمله خلاف يسوع " وجاء في إنجيل يوحنا أصحاح 1 9
عدد " 17 -1 6 فأخذا يسوع ومضوا به ، فخر ج و هو حامل صليبه
إلي الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة " رغم أنه كان موثقا !!
فهذا شك واضح في شخصية حامل الصليب إلي مكان الصلب هل هو
المسيح أم سمعان الرجل القيرواني ؟.(1/19)
جثة رجل في القبر
والمسيح يتكلم خارج القبر
أورد يوحنا بالنص في إنجيله أصحاح 2 0 عدد-12 " 14 -13 وفيما
هي ( مريم) تبكي انحنت إلي القبر فنظرت ملاكين بثياب بيض
جالسين واحد عند الرأس وا لآ خر عند الرجلين "
كلام صريح أن مريم رأت داخل القبر ملاكين أحدهما عند رأس
الجثة والآحر عند الرجلين وفي نفس الوقت الذي رأت فيه مريم هذا
المقبور داخل قبره التفتت إلي الوراء فرأت منظر آخر ... فماذا رأت
؟
" التفتت إلي الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم انه يسوع "
هذه النصوص صريحة في أن مريم رأت اثنين واحدا داخل القبر
وملاكا عند رجليه وآخر عند رأسه ذلك داخل القبر ونظرت إلي
الوراء خارج القبر فرأت في نفس الوقت يسوع واقفا ... ما الذي
يمكن أن يفهم بوضوح من هذا الكلام ؟ إن الذي داخل القبر هو الذي
شبه لهم وإن الذي خار ج القبر المسيح الذي نجاه الله من الصلب ، وقد
تكون الملائكة داخل القبر لتشد من أزر هذا الشبيه الذي ضحي بنفسه
وقبل أن يلقي عليه شبه المسيح فداء لسيده من القتل والصلب .
و العجيب أيضا أن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب و سالومة دخلن
القبر ورأين شابا جالسا وأن هذا الشاب أرشدهن عن مكان يسو ع
وقال لهن : " أذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنه يسبقكم إلي الجليل
هناك ترونه كما قال لكم " مرقس 7 -6 -5 /1 6 ، لاحظ النص يقول
وقلن لتلاميذه إنه يسبقكم ، ولم يقل قلن لتلاميذي أنا أسبقكم .
فهناك موعد للقاء بين يسو ع وتلاميذه تحدد فيه مكان اللقاء بالاتفاق
مسبقا وهذا يقطع بأن هروب الجميع والإنكار لم يكن لشخص يسو ع
إنما لشخص الشبيه المصلوب .(1/20)
التضارب في موعد الصلب
يقول مرقص في إنجيله أصحاح 15 عدد :" 25 فكانت الساعة
الثالثة فصلبوه ".
ويقول يوحنا في إنجيله أصحاح 1 9 عدد 15 -14 كلام آخر مغايرا
تماما : " ونحو السادسة قال بيلاطس لليهود " هو ذا ملككم فصرخوا
خذه خذه واصلبه ".
ففي الساعة الثالثة حسب مرقس صلبوه وفي السادسة أي بعد الصلب
بثلاث ساعات حسب يوحنا يقولون لبيلاطس خذه واصلبه أي لم يكن
قد صلب بعد !!! .
وإذا أردنا أن نرتب الحواد ث حسب ما ورد في الإنجيل يكون الأمر
هكذا :-
.1 في الثالثة صلبوه حسب مرقس .
.2 في السادسة طلبوا صلبه حسب يوحنا .
.3 في التاسعة أسلم الرو ح حسب مرقس .
.4 من السادسة إلي التاسعة كانت ظلمة علي الأرض كلها
حسب رواية مرقس .34 /33 /15
ومعني هذا أن المسيح ظل حيا حسب رواية مرقس من الساعة
السادسة حتى الساعة التاسعة حيث أسلم الرو ح ، وفي هذا الوقت
حسبما أورد مرقس حدثت ظلمة علي الأرض كلها ومن المعلوم عقلا
ومنطقا أنه لو حدثت هذه ا لآ ية الكبرى وهي الظلمة علي الأرض كلها
من السادسة إلي التاسعة لأنزلوه فورا من علي الصليب وأكرموه
وأبقوا علي حياته لأنه من غير المعقول أن تبدأ هذه ا لآ ية العظمي و
الغضبة الإلهية الكبرى بإظلام الأرض كلها ومع ذلك يتركونه علي
الصليب ثلا ث ساعات حتى لفظ أنفاسه ألم تحد ث هذه ا لآ ية رد فعل
لديهم فيعتريهم الخو ف من الله ولكن النصوص تثبت أنه مع هذه
ا لآ ية العظمي والظلمة التي غطت الأرض كلها تركوه يلفظ أنفاسه
!!! هذا شيء غير معقول.
وقد ثبت من هذه ا لآ ية أنه نبي ، ولو أردنا أن نسترسل مع الحواد ث
التي أوردتها الأناجيل لقلنا إنهم أنزلوه من علي الصليب قبل يوم
السبت لأنه يوم مقدس لديهم ، وفي أول الأسبو ع ( الأحد) أول الفجر
حسب رواية لوقا 1 /24 جاء اثنان إلي القبر ولم يجدوا يسوعا .
بصريح النصوص تقول إن جثة هذا المصلوب أنزلت من علي
(1/21)
الصليب بعد التاسعة يوم الجمعة ودفنت في نفس اليوم وبقيت نهار
السبت بأكمله داخل القبر وفي فجر يوم الأحد كان القبر خاليا ومعني
هذا بقاء الجثة ليلة السبت ثم نهار السبت بأكمله ثم ليلة السبت إلي
فجر الأحد ثم اختفت ... !!! وذلك يخالف تماما ما جاء في رواية
متي أصحاح 4 0 /12 أن الإنسان يبقي في قلب الأرض ثلاثة أيام
وثلا ث ليال !!!
وإذا كان يسوع قد شبه نفسه بيونان أي نبي الله يونس الذي بقي في
بطن الحوت ثلاثة أيام وثلا ث ليال فنحن نقول إن يونان ( يونس) في
هذه المدة لم يكن ميتا بل كان حيا يرزق حتى لفظه الحوت فهو لم
يمت داخل بطن الحوت وقام من الموت ، وتشبيه المسيح نفسه بيونان
( يونس) يعني أنه لم يمت ولم يصلب ولم يقتل كما أن يونان لم يقتل
في بطن الحوت .(1/22)
المسيح يثبت لتلاميذه نجاته
بعد أن ظهر المسيح لتلاميذه بشحمه ولحمه وعظمه ناجيا من الصلب
والقتل بل زيادة في تأكيد النجاة طلب طعاما وأكل معهم
" فلما اتكأ معهما أخذ خبزا وبارك وكسر وناولهما " لوقا 2 8 /24
.
" انظروا فإن الروح ليس له لحم وعظم كما ترونني " لوقا /24
.4 0 -3 9
" وبينما هم غير مصدقين من الفرح متعجبون قال لهم أعندكم ها هنا طعام ، فناولوه سمكا مشويا وشيئا من شهد عسل فأخذ وأكل
قدامهم " لوقا 24 عدد .43 -42 -41
ومعلوم بالنص أن الذين يقومون من الموت يكونون كالملائكة كما
قال المسيح لا يأكلون.
ولنا هنا وقفه وسؤال هل يمكن أن يكون تلاميذ المسيح هربوا
وتركوه وحده بل وأنكروه وتبرأوا منه بأغلظ الأيمان ثم بعد ذلك
يكون حريصا علي اللقاء بهم وضرب موعدا لهذا اللقاء وتناول
الطعام معهم ؟؟ إن ذلك دليل علي أن الهروب والإنكار لم يكن منه
إنما كان إنكارا للشخص البديل المصلوب الذي شبه لهم وشكوا في
شخصيته حتى استحلفوه بالله هل أنت المسيح ؟؟ ، وعجيب أن جميع
التلاميذ يشكون ويهربون وينكرون وهو الذي وعد بأن يكونوا معه
علي كرسي في السماء(1/23)
المسيح وحده في معركة مع طالبيه
عندما حضر الجند الذين يريدون الإمساك به ماذا كان ؟ حسب رواية
يوحنا الأصحاح 1 8 عدد " 6 فلما قال لهم ( يسوع) إني أنا هو
رجعوا إلي الوراء وسقطوا علي الأر ض "
الذين سقطوا علي الأرض بعد رجوعهم إلي الوراء هم الجند والخدم
و الفريسسيون - ولم تكن سقطتهم هذه ورجوعهم إلي الوراء بدفعة
من يسو ع إنما آية من آيات الله ،ألم تكن هذه ا لآ ية كافية للاقتنا ع به
وتركه ، وهل هؤلاء اللذين رجعوا إلي الوراء أمام المسيح وسقطوا
علي الأرض تكون لديهم القدرة علي الإمساك به !!!(1/24)
معجزات متتالية
يقول متي في إنجيله أصحاح 27 عدد " : 53 -52 -51 وإذا حجاب
الهيكل انشق إثنين من فوق لأسفل والأر ض تزلزلت والصخور
تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين
وخرجوا من القبور لقيامته ودخلوا المدينة المقدسة و ظهروا للكثيرين " .
.هذه معجزات كبري عمت المدينة بأكملها ومعجزات تفوق الخيال
وهي كلها كفيلة بإلقاء الرعب في قلوب أعداء المسيح أو علي الأقل
الإيمان بأنه علي حق وأنه رسول الله ولكن انظروا بعد هذه
المعجزات ظل الناس علي كفرهم به بل وصفوه بأنه مضل وقالوا
عنه .
" إن ذلك المضل قال وهو حي إني بعد ثلاثة أيام أقوم " متي /27
6 3 أبعد كل هذه المعجزات يوصف بأنه مضل !!! ؟؟؟(1/25)
لماذا الصلب ؟
إن الله تعالي لم يرض لإبراهيم أن يذبح ولده وفداه بذبح عظيم ، فهل
يرضي أن يذبح رسوله علي الصليب ؟ .
وقالوا مات وبعد ثلاثة أيام قام فما الذي حد ث وأين الفقد والتضحية
وهو مجرد غياب مؤقت ثم يعود وكأن شيء لم يكن والمضحي يفقد
الشيء إلي الأبد(1/26)
هل الصلب من أجل الجنس البشري ؟
جاء في إنجيل متي أصحاح 15 عدد 31 وما بعده " وانصرف
( يسوع) نواحي صور وصيداء وإذ إمرأة كنعانية خارجة من تلك
التخوم خرجت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة
جدا ، فلم يجيبها بكلمة ، فتقدم إليه تلاميذه وطلبوا إليه قائلين
أصرفها لأنها تصيح وراءنا فأجاب وقال : لم أرسل إلا إلي خراف
بيت بني إسرائيل الضالة ، فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعني
فأجاب وقال : ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب فقالت
: نعم يا سيد والكلاب أيضا تأكل من الفتات التي تسقط من مائدة
أربابها " .
.فهو يرفض مساعدة المرأة لأنها كنعانية ويحتج بأنه جاء فقط
للإسرائيليين .
يصف الشعوب الأخرى غير الإسرائيلية بأنها كلاب لا يجوز أن يلقي
لها خبز البنين ،ومع ذلك تستعطفه المرأة مبينة بأن الكلاب تأكل مما
يتساقاط من موائد أربابها .
فهل مثل هذا الموقف موقف رجل جاء ليصلب ويقتل من أجل
الإنسانية كلها ؟ فهل الذي رفض أن يقدم مجرد المساعدة للكنعانية
لأنها ليست إسرائيلية يقبل أن يقدم حياته كلها من أجل الناس جميعا ؟(1/27)
هل الصلب للخلاص من الذنب الموروث؟
إذا ثبت أن الخطيئة لا تور ث فيصبح الصلب لا أساس و لا مبرر
لوجوده وقد ثبت ذلك فعلا :-
.1 سفر حزقيال " 2 0 /1 8 النفس التي تخطئ هي تموت والابن لا
يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن بر البار سيكون علي
نفسه وشر الشرير يكون عليه " .
.2 إنجيل متي " 17 /1 6 فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه
مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله " .
.3 رسالة بولس الثانية إلي أهل كورنثوس " 1 0 /5 لابد أننا جميعا
نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد وبحسب ما
صنع خيرا كان أو شرا ".
.4 إنجيل متي " 14 /1 9 أما يسوع فقال دعوا الأولاد يأتون إلي لا
تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات" .
.5 سفر الأمثال21/18 إن الأشرار يكونون كفارة لخطايا الأبرار
" . فلا مبرر للصلب مع هذه النصوص.
وبين المسيح طريق الخلاص وأنه لبس بالصلب فقد جاء في متي 19
/ ... " 20 -16 وإذا أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا " ثم بين
مفردات الوصايا ولي من بينها الإيمان بالصليب .(1/28)
الختام
بهذا نقطع بأن نصوص الأناجيل أثبتت أن المسيح لم يصلب وأن
الذي صلب هو الشبيه وأن الذين قاموا بالصلب وقعوا في الاختلا ف
والظن والشك وهو ما أشار إليه القرآن الكريم .
هذا- وما التوفيق إلا بالله
خربشات صوماليانو للرد علي المشككين
من لديه سؤال عن الإسلام من غير المسلمين يتفضل بالكتابة الي
محمود أباشيخ الحاتمي _ صوماليانو
somaliano@rudood.com
rudood_somaliano@hotmail.com
كما يسعدنا ان نحاور المسيحيين في غرفتنا علي البالتوك
Answering Christian's Propaganda(1/29)