|
جمع وترتيب: سليمان بن محمد النصيان
تم استيراده من نسخة : المكتبة الشاملة المكية
اللباب
بما في الصحيحين من أحاديث البر والآداب
جمع وترتيب
سليمان بن محمد النصيان
(1/1)
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله....أما بعد.
فإن الله - سبحانه وتعالى - بعث نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
وأنزل عليه كتابه الذي هو أصل دينه فيه الهدى والنور لمن اتبعه، وجعل رسوله - صلى الله عليه وسلم - دالاً على ما فيه من أحكام وتشريعات، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنته القوليه والفعلية هو المعبر عن كتاب الله - سبحانه وتعالى - .
وقد عُني صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما صدر عنه من أقواله وأفعاله فحفظوها في صدورهم، وقيّد بعضها عدد غير قليل منهم في الصحف.
فكانت موضع عناية العلماء الجهابذة في القرون الفاضلة، فسمت همّتهم إلى لمِّ شتاتها، وتلقيها من أفواه سامعيها، وصدور حامليها، وحفظها وتدوينها.
وما زالت عناية العلماء مستمرة في خدمة السنة النبوية المطهرة جمعاً وشرحاً وانتقاءً.
ولقد كانت فكرة تراودني قديماً عن جمع سفر في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين:
1 -أن تكون الأحاديث من الصحيحين أو من أحدهما.
2 -أن يكون مشتملاً لأحاديث البر والآداب والأذكار.
4 -أن يكون سهلاً، بحيث يسهل حفظه على طلبة العلم.
وتخصيصي لهذه الأحاديث في هذا السفر، من أجل أن يطلع عليها شباب هذه الأمة فيحفظوها ويعملوا بها، فتكون نبراساً يوضئ لهم الطريق ويبصرهم بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - .
ولا أزعم أن هذا السفر قد فاق ما قبله من الأسفار، بل هو مشاركة في خدمة سنة المصطفي - صلى الله عليه وسلم - .
وحسبي أني بذلت قصارى جهدي في إخراجه، لتعم الفائدة التي أرجو ثوابها من الله - سبحانه وتعالى - ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
(1/1)
سليمان محمد النصيان
السعودية ـ بريدة
ص ـ ب / 2932
Snosyan@hotmail.com
كتاب البر والصلة
" الأمر ببر الوالدين "
1- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَمَا تَرَكْتُ أَسْتَزِيدُهُ إِلاَّ إِرْعَاءً عَلَيْهِ)(1).
2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ)(2).
" الحث على صلة الرحم"
3- عَنْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)(3).
4- عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ)(4).
" الحث على الوصية بالجار "
__________
(1) رواه البخاري برقم (7534)، ومسلم برقم (85). إِرْعَاءً عَلَيْهِ: شفقة عليه لئلا يسأم.
(2) رواه البخاري برقم (5971)، ومسلم برقم (2548).
(3) رواه البخاري برقم (5986)، ومسلم برقم (2557). يُنْسَأَ: يؤخر له في أجله وبقية عمره.
(4) رواه البخاري برقم (5984)، ومسلم برقم (2556).
(1/2)
5- عَنْ ابْنَ عُمَرَ { قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ)(1).
" الأمر بالوصية في الرعية "
6- عَنْ ابْنِ عُمَرَ { عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: (أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)(2).
" الأمر بالعدل بين الأولاد "
7- عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ { قَالَ: (تَصَدَّقَ عَلَيَّ أَبِي بِبَعْضِ مَالِهِ، فَقَالَتْ أُمِّي عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ لا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَانْطَلَقَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لِيُشْهِدَهُ عَلَى صَدَقَتِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَفَعَلْتَ هَذَا بِوَلَدِكَ كُلِّهِمْ؟ قَالَ: لا، قَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا فِي أَوْلادِكُمْ فَرَجَعَ أَبِي فَرَدَّ تِلْكَ الصَّدَقَةَ ) وفي رواية (قَالَ: فَلا تُشْهِدْنِي إِذًا فَإِنِّي لا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ)(3).
" فضل الإحسان إلى البنات "
__________
(1) رواه البخاري برقم (6014)، ومسلم برقم (2625).
(2) رواه البخاري برقم (2554)، ومسلم برقم (1829).
(3) رواه البخاري برقم (1623)، ومسلم برقم (2587). جَوْرٍ: ميل عن الاعتدال.
(1/3)
8- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ)(1).
" أجر كافل اليتيم له أو لغيره "
9- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى)(2).
" العدل في الأحكام "
10- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو { قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ، وَأَهْلِيهِمْ، وَمَا وَلُوا)(3).
" الترغيب بقضاء حاجات المسلمين "
11- عَنْ ابْنَ عُمَرَ { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(4).
" حق المسلم على المسلم"
__________
(1) رواه مسلم برقم (2631). عَالَ جَارِيَتَيْنِ: قام عليهما بالمؤنة والتربية.
(2) رواه البخاري برقم (5304)، ومسلم برقم (2983).
(3) رواه مسلم برقم (1827). وَلُوا: كانت لهم عليه ولاية.
(4) رواه البخاري برقم (2442)، ومسلم برقم (2580). يُسْلِمُهُ: لا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه بل ينصره ويدفع عنه. كُرْبَةً: الغم الذي يأخذ النفس.
(1/4)
12- عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ { قَالَ: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِسَبْعٍ بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَنَصْرِ الضَّعِيفِ وَعَوْنِ الْمَظْلُومِ وَإِفْشَاءِ السَّلامِ وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ)(1).
" الدين النصيحة "
13- عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ)(2).
" الرحمة بالناس "
14- عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ)(3).
" التحلل قبل الموت "
__________
(1) رواه البخاري برقم (5835)، ومسلم برقم (1966). بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ: تعهده وتفقد أحواله بين الحين والآخر. تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ: الدعاء له عند العطاس بالرحمة. عَوْنِ الْمَظْلُومِ: نصره. إِفْشَاءِ السَّلامِ: نشره بين الناس. إِبْرَارِ الْمُقْسِمِ: أي لو حلف أحد على أمر وأنت قادر على جعله باراً فيه فأفعل.
(2) رواه مسلم برقم (55).
(3) رواه البخاري برقم (7376)، ومسلم برقم (2319).
(1/5)
15- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لا يَكُونَ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ)(1).
" كل معروف صدقة "
16- عَنْ حُذَيْفَةَ بْنُ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : (كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ)(2).
" فضل المحبة في الله عز وجل"
17- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي)(3).
" فضل الزيارة في الله"
__________
(1) رواه البخاري برقم (2449). فَلْيَتَحَلَّلْهُ: فليسأله أن يجعله في حلٍ منه، وليطلب منه براءة ذمته قبل يوم القيامة.
(2) رواه البخاري برقم (6021)، مسلم برقم (1005).
(3) رواه مسلم برقم (2566). بِجَلالِي: بعظمتي وطاعتي لا للدنيا ولا غيرها.
(1/6)
18- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ)(1).
" المؤمنون كالجسد الواحد"
19- عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ { قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)(2).
" الخدمة في المنزل "
20- عَنْ الأَسْوَدِ ~ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ < مَا كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: (كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ) وفي رواية (فَإِذَا سَمِعَ الأَذَانَ خَرَجَ)(3).
__________
(1) رواه مسلم برقم (2567). فَأَرْصَدَ: أعدَّ وهيأ وأقعد. مَدْرَجَتِهِ: طريقه. تَرُبُّهَا: تقوم بإصلاحها وتنهض إليه بسبب ذلك.
(2) رواه البخاري برقم (6011)، ومسلم برقم (2586). الْحُمَّى: حرارة غريزية تشتعل في البدن.
(3) رواه البخاري برقم (676).
فائدة: انظر أُخي إلى هذا الخلق الرفيع منه - صلى الله عليه وسلم - ، على خلاف ما عليه كثير من المسلمين وللأ سف ممن يرى أن مساعدة الأهل في المنزل من العيب أو حط من شخصيته وقدره ومقامه.
لفتة: انظر أُخي إلى مسارعته - صلى الله عليه وسلم - للصلاة وترك ما هو عليه، على خلاف ما عليه كثير من المسلمين - إلا من رحم ربي - من ترك المسارعة إلى الصلاة والانشغال بما يؤجر إن لم يكن محرماً.
(1/7)
" الجليس الصالح والجليس السوء"
21- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:(مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)(1).
" أجر السعي على الأرملة والمسكين "
22 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَكَالْقَائِمِ لا يَفْتُرُ وَكَالصَّائِمِ لا يُفْطِرُ)(2).
" فضل رفع الأذى عن الطريق "
23- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ لأنَحِّيَنَّ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ لا يُؤْذِيهِمْ، فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ)(3).
" أجر الصبر على المصاب "
__________
(1) رواه البخاري برقم (5534)، ومسلم برقم (2628). الْكِيرِ: آلة ينفخ فيها الحداد. يُحْذِيَكَ: يعطيك.
(2) رواه البخاري برقم (6007)، ومسلم برقم (2982). السَّاعِي: الكاسب لهما العامل لمؤنثهما. الأَرْمَلَةِ: التي لا زوج لها. لا يَفْتُرُ: لا يسأم ولا يمل.
(3) رواه البخاري برقم (2472)، ومسلم برقم (1914). لأنَحِّيَنَّ: لأبعدن هذا عن طريق.
(1/8)
24- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ { عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ)(1).
" الحث على إكرام الضيف "
25- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)(2).
" النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط "
26- عَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رضي الله عنه - (أَنَّ رَجُلاً ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَجُلٌ خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : وَيْحَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ يَقُولُهُ مِرَارًا، إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا لا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ كَذَا وَكَذَا إِنْ كَانَ يُرَى أَنَّهُ كَذَلِكَ وَحَسِيبُهُ اللَّهُ وَلا يُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا)(3).
* * *
كتاب الآداب
" كيفية الاستئذان "
27- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (الاسْتِئْذَانُ ثَلاثٌ فَإِنْ أُذِنَ لَكَ وَإِلاَّ فَارْجِعْ)(4).
__________
(1) رواه البخاري برقم (5642)، ومسلم برقم (2573). نَصَبٍ: التعب والألم الذي يصيب البدن. وَلا وَصَبٍ: الألم اللازم والسقم الدائم.
(2) رواه البخاري برقم (6018)، ومسلم برقم (47).
(3) رواه البخاري برقم (6061)، ومسلم برقم (3000).
(4) رواه البخاري برقم (645)، ومسلم برقم (2153).
(1/9)
" كراهة أن يقول " أنا "
28- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ { قَالَ: (اسْتَأْذَنْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : أَنَا أَنَا) وفي رواية (كَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ)(1).
" السلام على من عرفت ومن لم تعرف "
29- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو { (أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ)(2).
" من الذي يبدأ بالسلام "
30- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ)(3).
للعطاس وكراهيته للتثاؤب" - سبحانه وتعالى - "حب الله
31 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ)(4).
__________
(1) رواه البخاري برقم (6250)، ومسلم برقم (2155).
(2) رواه البخاري برقم (12)، ومسلم برقم (39).
(3) رواه البخاري برقم (6231)، ومسلم برقم (2160)، زاد البخاري (وَالصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ).
(4) رواه البخاري برقم (6226)، ومسلم برقم (2994). التَّثَاؤُبَ: تنفس ينفتح منه الفم من الامتلاء وكدورة الحواس.
(1/10)
32- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ)(1).
[باب آداب الأكل والشرب]
" التسمية والأكل باليمين "
33- عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ { قَالَ: (كُنْتُ فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي: يَا غُلامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ)(2).
" عدم الأكل متكئا "
34- عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: (كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ: لا آكُلُ وَأَنَا مُتَّكِئٌ)(3).
" النهي عن عيب الطعام "
35- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: (مَا عَابَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - طَعَامًا قَطُّ، كَانَ إِذَا اشْتَهَى شَيْئًا أَكَلَهُ وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ)(4).
" التنفس بين شربات الماء "
__________
(1) رواه البخاري برقم (6224). بَالَكُمْ: حالكم.
(2) رواه البخاري برقم (5376)، ومسلم برقم (2022). مِمَّا يَلِيكَ: مما يقربك لا من كل جانب.
(3) رواه البخاري برقم (5299). مُتَّكِئٌ: قيل: الأكل مائلاً إلى أحد الشقين معتمداً عليه وحده. وقيل: الأكل متمكن من القعود. وقيل: الأكل مسند الظهر إلى شيء.
(4) رواه البخاري برقم (3563)، ومسلم برقم (2064).
(1/11)
36- عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلاثًا)(1).
" الزجر عن الشرب قائماً "
37- عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - (أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - زَجَرَ عَنْ الشُّرْبِ قَائِمًا)(2).
" الحمد لله بعد الأكل والشرب "
38- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا)(3).
" آداب النوم "
__________
(1) رواه البخاري برقم (5631)، ومسلم برقم (2028)] وزاد مسلم (وَيَقُولُ: إِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ). أَرْوَى: أكثر رياً. أَبْرَأُ: أبرأ من ألم العطش. وقيل: أسلم من مرض أو أذى يحصل بسبب الشرب فى نفس واحد. أَمْرَأُ: أسهل وأجمل انسياغاً.
(2) رواه مسلم برقم (2024).
(3) رواه مسلم برقم (2734).
(1/12)
39- عَنْ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ { قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، وَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ)(1).
" الرؤيا في المنام "
40- عَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:(الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنْ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلا يُحَدِّثْ بِهَا إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ، وَإِنْ رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرِّهَا وَلا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ)(2).
"الأمر بالنظر إلى نعمة الله علي العبد "
__________
(1) رواه البخاري برقم (247)، ومسلم برقم (2710). فَوَّضْتُ: توكلت عليك في أمري كله. أَلْجَأْتُ: أسندت. رَهْبَةً: خوفاً من غضبك وعقابك. رَغْبَةً: رغبة في رضاك وثوابك. لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ: لا مهرب ولا ملاذ ولا مخلص من عقوبتك إلا إلى رحمتك.
(2) رواه البخاري برقم (3292)، ومسلم برقم (2261).
(1/13)
41- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ)(1).
" الترغيب في الرفق "
42- عَنْ عَائِشَةَ < أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ)(2).
" الحث على العفو والتواضع "
43- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ)(3).
" البر حسن الخلق "
44- عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ فَقَالَ: الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ)(4).
" الحث على طلاقة الوجه "
45- عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : (لا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ)(5).
__________
(1) رواه البخاري برقم (6490)، ومسلم برقم (2963).أَجْدَرُ: أحرى وأليق. تَزْدَرُوا: تحتقروا وتنتقصوا.
(2) رواه البخاري برقم (6927)، ومسلم برقم (2593).
(3) رواه مسلم برقم (2588).
(4) رواه مسلم برقم (2553). حَاكَ فِي صَدْرِكَ: أثّّر شكٌ في صدرك ولم ينشرح له.
(5) رواه مسلم برقم (2626). طَلْقٍ: سهل منبسط بشوش.
(1/14)
" المسلم أخو المسلم "
46- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (لا تَحَاسَدُوا وَلا تَنَاجَشُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابَرُوا وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)(1).
" النهي عن الشحناء "
47- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا)(2).
" النهي عن هجران المسلم "
48- عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (لا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ)(3).
__________
(1) رواه مسلم برقم (2564). لا تَدَابَرُوا: لا يُعطي كل واحد منكم أخاه دُبُره وقفَاه فيُعرض عنه ويهجره ويقطعه. يَخْذُلُهُ: الخذل ترك الإعانة والنصر. يَحْقِرَ: يذكر معايبه.
(2) رواه مسلم برقم (2565). شَحْنَاءُ: عداوة. يَصْطَلِحَا: يتصالحا ويزول عنهما الشحناء.
(3) رواه البخاري برقم (6077)، ومسلم برقم (2560).
(1/15)
" الحث على حفظ اللسان "
49- عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ)(1).
50- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)(2).
" التحريش من الشيطان "
51- عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهٌمْ)(3).
" النهي عن الظن والتجسس "
52- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلا تَحَسَّسُوا وَلا تَجَسَّسُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا)(4).
" النهي عن الغيبة "
__________
(1) رواه البخاري برقم (6474). بَيْنَ لَحْيَيْهِ: اللسان. بَيْنَ رِجْلَيْهِ: الفرج.
(2) رواه البخاري برقم (6478)، ومسلم برقم (2988).
(3) رواه مسلم برقم (2812). أَيِسَ: قنط. التَّحْرِيشِ: بالخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها.
(4) رواه البخاري برقم (6066)، ومسلم برقم (2563). وَلا تَحَسَّسُوا: الاستماع لحديث القوم. وَلا تَجَسَّسُوا: البحث عن العورات. وقيل: التفتيش عن بواطن الأمور. وقيل: هما لفظتان معناهما واحد وهو: البحث والتطلب لمعايب الناس ومساويهم.
(1/16)
53- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ، قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ)(1).
" النهي عن النميمة "
54- عَنْ حُذَيْفَةَ بْنُ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ)(2).
" الأمر بالصدق والنهي عن الكذب "
55- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)(3).
" النهي عن إقامة أحد من مجلسه والجلوس في مكانه "
__________
(1) رواه مسلم برقم (2589). بَهَتَّهُ: كذبت وافتريت عليه.
(2) رواه البخاري برقم (656)، ومسلم برقم (105)، وفي رواية لمسلم (نَمَّامٌ).
(3) رواه البخاري برقم (6094)، ومسلم برقم (2607). الْبِرِّ: العمل الصالح الخالص من كل مذموم. الْفُجُورِ: الميل عن الاستقامة. وقيل الانبعاث في المعاصي.
(1/17)
56- عَنْ ابْنِ عُمَرَ { (عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُقَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ وَيَجْلِسَ فِيهِ آخَرُ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا) وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسَ مَكَانَهُ)(1).
" النهي عن النجوى "
57- عَنْ ابْنِ عُمَرَ { قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : (إِذَا كُنْتُمْ ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى رَجُلانِ دُونَ الآخَرِ، حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ، مَنْ أَجْلَ أَنْ يُحْزِنَهُ)(2).
" هلك المتنطعون "
58- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قَالَهَا ثَلاثًا)(3).
" ذو الوجهين "
59- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلامِ إِذَا فَقِهُوا، وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً، وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاءِ بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلاءِ بِوَجْهٍ)(4).
" التحذير من اللعن "
__________
(1) رواه البخاري برقم (6270)، ومسلم برقم (2177). تَفَسَّحُوا: توسعوا فيما بينكم. وَتَوَسَّعُوا: ينضم بعضكم إلى بعض حتى يفضل من الجمع مجلس للداخل.
(2) رواه البخاري برقم (6290)، ومسلم برقم (2184). فَلا يَتَنَاجَى: لا يخاطب شخصان أحدهما للآخر في السر دون الشخص الثالث إلا بإذنه.
(3) رواه مسلم (2670). الْمُتَنَطِّعُونَ: المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم.
(4) رواه البخاري برقم (4394)، ومسلم برقم (2526).
(1/18)
60- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو { قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ)(1).
" النهي عن التحدث بكل ما سمع "
61- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)(2).
" النهي عن الإكثار من الضحك "
62- عَنْ عَائِشَةَ < قَالَتْ: (مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَجْمِعًا قَطُّ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ)(3).
" النهي عن الغضب "
63- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - (أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْصِنِي؟ قَالَ: لا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: لا تَغْضَبْ)(4).
" الاستعاذة عند الغضب "
__________
(1) رواه البخاري برقم (5973)، ومسلم برقم (90).
(2) رواه مسلم برقم (5).
(3) رواه البخاري برقم (6092)، ومسلم برقم (899). لَهَوَاتِهِ: اللحمة التي بأعلى الحنجرة من أقصا الفم.
(4) رواه البخاري برقم (6116).
(1/19)
64- عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ - رضي الله عنه - قَالَ: (كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَرَجُلانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ: [أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ] ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ، فَقَالَ: وَهَلْ بِي جُنُونٌ)(1).
" النهي عن الجلوس في الطرقات "
65- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ: إِذْ أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلامِ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ)(2).
" النهي عن الغدر "
66- عَنْ ابْنِ عُمَرَ { قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلانِ بْنِ فُلانٍ)(3).
__________
(1) رواه البخاري برقم (3282)، ومسلم برقم (2610). أَوْدَاجُهُ: ما أحاط بالعنق من عروق.
(2) رواه البخاري برقم (6229)، ومسلم برقم (2121). كَفُّ الأَذَى: الامتناع عما يؤذي المارين بأي أنواع الأذى.
(3) رواه البخاري برقم (6177)، ومسلم برقم (1735). غَادِرٍ: الغادر: من واعد على أمر ولم يف به. لِوَاءٌ: الراية العظيمة.
(1/20)
" النهي عن القزع "
67- عَنْ ابْنِ عُمَرَ { (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ الْقَزَعِ) قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ ~: وَمَا الْقَزَعُ؟ قَالَ: يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ](1).
" الرحمة بالحيوان "
68- عَنْ ابْنِ عُمَرَ { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ، سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا إِذْ هِيَ حَبَسَتْهَا، وَلا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ)(2).
* * *
كتاب الدعاء والذكر
[باب الدعاء]
" الدعا بالخير وعدم الاستعجال في استجابة الدعاء "
69- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ)(3).
" الترغيب في الدعاء للمسلم بظهر الغيب "
70- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنهم - قَالَ: سَمِعَتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ)(4).
" عدم الدعاء على الأولاد "
__________
(1) رواه البخاري برقم (5921)، ومسلم برقم (2120).
(2) رواه البخاري برقم (3482)، ومسلم برقم (2242). خَشَاشِ الأَرْضِ: هوام الأرض وحشراتها.
(3) رواه البخاري برقم (3640)، ومسلم برقم (2735). فَيَسْتَحْسِرُ: ينقطع عن الدعاء.
(4) رواه مسلم برقم (2732).
(1/21)
71- عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (لا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ)(1).
" - صلى الله عليه وسلم - "أكثر دعاء النبي
72- عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: (كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - [اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ])(2).
" الدعاء للمريض "
73- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ { (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ فَقَالَ: [لا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ])(3).
بقلوب بني آدم" - سبحانه وتعالى - " تصريف الله
74- عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ { قَالَ: سَمِعَتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ، ثُمَّ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : [اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ])(4).
" وضع اليد على موضع الألم مع الدعاء "
__________
(1) رواه مسلم برقم (3014).
(2) رواه البخاري برقم (6389)، ومسلم برقم (2688).
(3) رواه البخاري برقم (5662).
(4) رواه مسلم برقم (2654).
(1/22)
75- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ - رضي الله عنه - (أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ: [بِاسْمِ اللَّهِ ثَلاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ])(1).
[باب الأذكار]
" الترغيب في الذكر "
76- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)(2).
" الفرق بين الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه "
77- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ)(3).
" فضل مجالس الذكر "
__________
(1) رواه مسلم برقم (2202). أُحَاذِرُ: أخاف وأحترز.
(2) رواه البخاري برقم (7405)، ومسلم برقم (2675). بَاعًا: قَدْر أَربع أَذْرُع.
(3) رواه البخاري برقم (6407)، ومسلم برقم (779) بلفظ (مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ).
(1/23)
78- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ { عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)(1).
[ فضائل بعض الأذكار]
" كنز من كنوز الجنة "
79- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، أَوْ قَالَ: عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: [لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ])(2).
" كلمتان حبيبتان إلى الرحمن "
80- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : (كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ [سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ])(3).
مما طلعت عليه الشمس " - صلى الله عليه وسلم - "أحب إلى الرسول
__________
(1) رواه مسلم برقم (2700).
(2) رواه البخاري برقم (6384)، ومسلم برقم (2704).
(3) رواه البخاري برقم (6406)، ومسلم برقم (2694).
(1/24)
81- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (لأَنْ أَقُولَ: [سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ] أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ)(1).
" لا يأت أحد بأفضل مما جاء به يوم القيامة، وغفران الذنوب "
82- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (مَنْ قَالَ: [لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ) وفي رواية (وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ)(2).
" أيعجر أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة "
__________
(1) رواه مسلم برقم (2695)، وفي حديث سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (أَحَبُّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ) رواه مسلم برقم (2137).
(2) رواه البخاري برقم (3293)، ومسلم برقم (2691)، والرواية الأخرى لمسلم، ورواها البخاري في حديث آخر برقم (6405). رِقَابٍ: ثوابها يعدل ثواب عتق عشر رقاب. حِرْزًا: حافظاً.
(1/25)
83- عَنْ سَعْدٍ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: (أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ! فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ)(1).
" أربع كلمات وزنهن عظيم "
84- عَنْ جُوَيْرِيَةَ < (أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: [سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ]) وفي رواية (سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ)(2).
" سيد الاستغفار"
__________
(1) رواه مسلم برقم (2698).
(2) رواه مسلم برقم (2726). بُكْرَةً: أول النهار.
(1/26)
85- عَنْ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: ([اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ] قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)(1).
86- عَنْ الأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ (إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ)(2).
" - صلى الله عليه وسلم - "الترغيب في الإكثار من الصلاة على النبي
87- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا)(3).
[أذكار النوم]
" أذكار قبل النوم "
__________
(1) رواه البخاري برقم (6306). أَبُوءُ: أقر وأعترف.
(2) رواه مسلم برقم (2702). لَيُغَانُ: المراد به: الفترات والغافلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، لانشغاله بأمور أمته - صلى الله عليه وسلم - ، فإذا أفتر عنه أو غفل عدّ ذلك ذنباً، فاستغفر منه.
(3) رواه مسلم برقم (408).
لفتة: انظر أخي إلى هذه الفضائل العظام، ومع بالغ الأسف الشديد كم نحن مفرطون - إلا من رحم الله - فعبادة الذكر لا تحتاج إلى كثير عنا ومشقة، بل هي سهلة ويسبرة. أسأل الله أن يعيننا على أنفسنا والشيطان.
(1/27)
88- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: (وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَصَّ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ)(1).
89- عَنْ عَائِشَةَ < قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بـ(? ? ? ?)(2)، وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، قَالَتْ: عَائِشَةُ <: فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ)(3).
__________
(1) رواه البخاري برقم (5010). يَحْثُو: ينثر الطعام في وعائه.
(2) الإخلاص:1.
(3) رواه البخاري برقم (5748)، ومسلم برقم (2192). أَوَى: انضم إليه ودخل فيه. اشْتَكَى: مرض
(1/28)
90- عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - (أَنَّ فَاطِمَةَ < شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَا، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَبْيٌ فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ، فَأَخْبَرَتْهَا فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ لأَقُومَ، فَقَالَ: عَلَى مَكَانِكُمَا فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، وَقَالَ: أَلا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ وَتُسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَتَحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ)(1).
" عند الاستيقاظ من النوم"
91- عَنْ حُذَيْفَةَ بْنُ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنْ اللَّيْلِ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: [الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ])(2).
[باب فضائل القرآن]
" فضل القرآن، وفضل سورة البقرة وآل عمران "
__________
(1) رواه البخاري برقم (3705)، ومسلم برقم (2727). الرَّحَا: آلة تستخدم في طحن الدقيق ونحوه. سَبْيٌ: السبي: ما يغنمه الغزاة في المعركة.
(2) رواه البخاري برقم (6314)، ومسلم برقم (2711).النُّشُورُ: البعث يوم القيامة والإحياء بعد الإماتة.
(1/29)
92- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ)(1).
93- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ لا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ) وفي رواية (بَدَلَ الْمُنَافِقِ الْفَاجِرِ)(2).
" الأمر بتعاهد القرآن "
__________
(1) رواه مسلم برقم (804). غَيَايَتَانِ: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها. فِرْقَانِ: قطيعان وجماعتان. طَيْرٍ صَوَافَّ: أي باسطات أجنحتها في الطيران. الْبَطَلَةُ: السحرة. وقيل: أصحاب البطالة والكسالة لطولها.
(2) رواه البخاري برقم (5427)، ومسلم برقم (797). الأُتْرُجَّةِ: ثمر معروف يقال لها: ترنج جامع لطيب الطعم والرائحة وحسن اللون.
(1/30)
94- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا)(1).
" خير الأمة من تعلم القرآن وعلمه"
95- عَنْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ)(2).
" فضل الاجتماع لقراءة القرآن "
96- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)(3).
" فضل سورة الفاتحة وآخر آيتين من سورة البقرة "
97- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ { قَالَ: (بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنْ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلاَّ أُعْطِيتَهُ)(4).
__________
(1) رواه البخاري برقم (5033)، ومسلم برقم (791). عُقُلِهَا: أي الحبل.
(2) رواه البخاري برقم (5027).
(3) رواه مسلم برقم (2699).
(4) رواه مسلم برقم (806). نَقِيضًا: صوتاً كصوت الباب إذا فتح.
(1/31)
98- عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : (مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ)(1).
" فضل حفظ عشر آيات من سورة الكهف "
99- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ)(2).
* * *
كتاب الزهد
" كن في الدنيا كأنك غريب "
100- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ { قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَنْكِبِي فَقَالَ: (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ) وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ { يَقُولُ: [إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ](3).
بالدنيا" - صلى الله عليه وسلم - " زهد النبي
101- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا)(4).
__________
(1) رواه البخاري برقم (5010)، ومسلم برقم (807).
(2) رواه مسلم برقم (809). وفي رواية (مِنْ آخر الكَهْفِ).
(3) رواه البخاري برقم (6146).
(4) رواه البخاري برقم (6460)، ومسلم برقم (1055). قُوتًا: ما سدّ الرمق. وقيل: اكفهم من القوت بما لا يرهقهم إلى ذل المسألة، ولا يكون فيه فضول تبعث على الترفه والتبسط.
(1/32)
102- عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: (لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي مَا يَجِدُ دَقَلاً يَمْلأ بِهِ بَطْنَهُ)(1).
"القناعة بما يُعطى المسلم"
103- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ)(2).
" حقارة الدنيا "
104- عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ - وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ - فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ)(3).
" طمَعُ ابن آدم"
105- عَنْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (لَوْ أَنَّ لابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ وَلَنْ يَمْلأَ فَاهُ إِلاَّ التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ)(4).
" ان الله يحب العبد التقي الغني الخفي"
__________
(1) وراه مسلم برقم (2978). يَلْتَوِي: التلوي: الاضطراب عند الجوع والضرب. دَقَلاً: التمر الردئ.
(2) رواه مسلم برقم (1054). كَفَافًا: الكفاف الكفاية بلا زيادة ولا نقص.
(3) رواه مسلم برقم (2858). الْيَمِّ: البحر.
(4) رواه البخاري برقم (6439)، ومسلم برقم (1048).
(1/33)
106- عَنْ سَعْدٍ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ)(1).
...
... تم والحمد لله أولاً وآخراً.
أسأل الله أن يتقبله مني، وأن ينفع به، و يجعله في ميزان حسناتي.
__________
(1) رواه مسلم برقم (2965). التَّقِيَّ: هو الممتثل لأموار الله والمجتنب لنواهيه. الْغَنِيَّ: غني النفس. الْخَفِيَّ: الخامل المنقطع إلى العباد والاشتغال بأمور نفسه.
(1/34)