14476 - حدثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، ثنا هَنَّاد بن السَّريِّ، ثنا أبو الأحْوَص (1) ، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «خَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ في حُلَّةٍ لَهُ يَخْتَالُ فيهَا، فَأَمَرَ اللهُ الأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ، فَهُو يَتَجَلْجَلُ فيهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» .
__________
[14476] رواه هناد في "الزهد" (842) . ورواه الترمذي (2491) عن هنَّاد، به.
وانظر الحديث السابق، والحديثين التاليين.
(1) هو: سلام بن سليم.(13/572)
14477 - حدثنا أحمدُ بن عبد الرحمن بن عِقال الحَرَّاني، ثنا أبو جعفر النُّفَيلي (1) ، ثنا موسى بن أعْيَن، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَهُ.
__________
[14477] لم نقف على رواية موسى بن أعين عن عطاء، وانظر الحديثين السابقين، والحديث التالي.
(1) هو: عبد الله بن محمد بن علي.(13/572)
14478 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَه، ثنا أبي، ثنا [ص:573] جَرير (1) ، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَهُ.
__________
[14478] رواه البزار (2407) عن يوسف بن موسى، والثعلبي في "تفسيره" (7/315) من طريق صالح بن محمد؛ كلاهما (يوسف، وصالح) عن جرير بن عبد الحميد، به. وانظر الأحاديث الثلاثة السابقة. [ص:573]
(1) هو: ابن عبد الحميد.(13/572)
14479 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبل، ثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ التَّرْجُمانيُّ، حدثنا شُعَيب بن صفوان، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «كَانَ في بَنِي إِسْرَائِيلَ جَدْيٌ في غَنَمٍ كَثِيرَةٍ تُرْضِعُهُ أُمُّهُ، فَانْفَلَتَ فَرَضَعَ الغَنَمَ كُلَّهَا، ثُمَّ لَمْ يَشْبَعْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّهُمْ، فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ هَذَا مَثَلُ قَوْمٍ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ مَا يَكْفِي القَبِيلَةَ أَوِ الأُمَّةَ ثُمَّ لاَ يَشْبَعُ» .
__________
[14479] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/243) ، وقال: «رواه البزار والطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، ورجاله وثقوا، إلا أن عطاء بن السائب اختلط قبل موته» .
ورواه البزار (2411) عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، والمصنف في "المعجم الأوسط" (5610) عن محمد بن عبد الله الحضرمي؛ كلاهما (إبراهيم بن الجنيد، ومطين) عن إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، به.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/134) من طريق الحسن بن عثمان الزيادي، عن شُعَيب بن صفوان، به.(13/573)
14480 - حدثنا محمَّد بن علي بن شُعَيب السِّمْسار، ثنا إسماعيلُ ابن إبراهيمَ التَّرْجُمانيُّ، ثنا شُعَيب بن صفوان، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «نَزَلَ ضَيْفٌ في [ص:574] بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى قَوْمٍ، وكَانَتْ لَهُمْ كَلْبَةٌ مُجِحٌّ (1) - يعني: حامل- فَقَالَتْ: لاَ أَنْبَحُ ضَيْفَ أَهْلِي اللَّيْلَةَ، فَعَوى جِرَاؤُهَا في بَطْنِهَا، فَغَدَوْا عَلَى نَبِيٍّ لَهُمْ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا مَثَلُ هَذَا؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: مَثَلُ أُمَّةٍ تَكُونُ بَعْدَكُمْ يَغْلِبُ سُفَهَاؤُهَا حُلَمَاءَهَا» .
__________
[14480] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/280) ، وقال: «رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (38638) ونسبه للطبراني. [ص:574]
ورواه المصنف في "المعجم الأوسط" (5609) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، به، وقال: «لم يرو هذا الحديثَ عن عَطاء بن السائب إلاَّ شُعَيب بن صفوان وأبو عوانة، ولم يروه عن أبي عوانة إلاَّ يحيى بن حماد» .
ورواه البزار (2412) من طريق أبي حمزة السكري، عن عَطاء بن السائب، به.
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (474) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن أبي الدنيا في "الحلم" (76) من طريق خالد بن عبد الله؛ كلاهما (جرير، وخالد) عن عطاء بن السائب، به، موقوفًا على عبد الله بن عمرو. وانظر الحديث التالي.
(1) المُجِحُّ: الحاملُ المُقْرِبُ، أي: التي دَنت وِلادتُها. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (4/27) ، و"مشارق الأنوار" (1/140) ، و"النهاية" (1/240) .(13/573)
14481 - حدثنا عَبْدان بن أحمد، ثنا حمَّاد بن يحيى بن حمَّاد، ثنا أبي، ثنا أبو عَوانة (1) ، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله ابن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَهُ.
__________
[14481] رواه أحمد (2/170 رقم 6588) عن يحيى بن حماد، به.
ورواه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (60) من طريق الحسن بن مدرك، عن يحيى بن حماد، به. وانظر الحديث السابق.
(1) هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري.(13/574)
14482 - حدثنا معاذُ بن المُثَنَّى، ثنا مُسَدَّد، ثنا عبد الوارِث (1) ، [ص:575] عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو؛ أن رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، بايِعْني، فقد ترَكتُ أبَوَيَّ يَبْكِيانِ، فقال: «ارْجِعْ فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا» ، وأَبَى أن يُبايِعَه.
__________
(1) هو: ابن سعيد العنبري.
[14482] رواه أحمد (2/194 رقم 6833) عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، والمروزي في "البر والصلة" (72) ، والنسائي (4163) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2122) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7444) ؛ من طريق حماد بن زيد، [ص:575] وابن ماجه (2782) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والبزار (2409) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبزار (2408) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2124) ، وابن حبان (419) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/28) ؛ من طريق حماد بن سلمة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2123) ، وابن حبان (423) ، وأبو نُعَيم في "الحلية" (7/250) ، وفي "أخبار أصبهان" (2/248) ؛ من طريق مسعر بن كدام، وابن حبان (419) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/28) ؛ من طريق ابن جريج؛ جميعهم (إسماعيل بن علية، وحماد بن زيد، والمحاربي، وجرير، وحماد بن سلمة، ومسعر، وابن جريج) عن عطاء بن السائب، به.
ورواه ابن أبي شيبة (34016) عن محمد بن فضيل، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2131) من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون السكري؛ كلاهما عن عطاء ابن السائب، به، بلفظ: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أُبايِعُكَ على الهِجْرَة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألك أب وأم؟» . قال: نعم. قال: «ففيهما فجاهد» . هذا لفظ الطحاوي، ولفظ ابن أبي شيبة مثله، إلا أنه قال: أُبايِعُكَ على الجهاد.
وانظر الأحاديث الثلاثة التالية، والحديث [14265] .(13/574)
14483 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَهْ، ثنا أبي، أبنا سُفيان بن عيينة، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن [ص:576] عَمرو؛ أن رجلاً جاء إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: جئتُ أُبايِعُكَ على الهِجْرَة، وترَكتُ أبَوايَ (1) يَبْكِيان، فقال: «ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا» .
__________
[14483] رواه الحميدي (595) ، وسعيد بن منصور في "السنن" (2332/الأعظمي) ، وأحمد (2/160 رقم 6490) ، والمروزي في "البر والصلة" (75) ؛ عن سفيان بن عيينة، به.
ورواه ابن حبان (419) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/28) ؛ من طريق روح بن عبادة، عن سفيان بن عيينة، به.
وانظر الحديث السابق، والحديثين التاليين. [ص:576]
(1) كذا في الأصل، وكذا في "سنن سعيد بن منصور" و"البر والصلة" و"طبقات المحدثين". وفي سائر المصادر: «أبويّ» ؛ كما في الحديث السابق، وهو الجادة. ويخرَّج ما في هذا الحديث على أنه منصوب بفتحة مقدَّرةٍ على الألف منع من ظهورها التعذُّر، على لغة بني الحارث بن كعب وخَثْعم وزُبَيْد في الأسماء الستة؛ فإنهم يُجْرونها مُجْرى الاسم المقصور مطلقًا، فيلزمونها الألف رفعًا ونصبًا وجَرًّا؛ فيقولون مثلاً: هذا أباك، ورأيتُ أباك، ومررت بأباك؛ ويعرب حينئذٍ بحركات مقدرة على الألف.
وانظر في هذه اللغة وشواهدها: "شرح المفصَّل" (1/52- 53) ، و"شواهد التوضيح والتصحيح، لمشكلات الجامع الصحيح" لابن مالك (ص157) ، و"التذييل والتكميل" لأبي حيان (1/164- 167) ، و"شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك" (1/54) .(13/575)
14484 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَهْ، ثنا أبي، أَبَنَا النَّضْر بن شُمَيل، ثنا شُعبة، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو، قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليُبايعَه على الهِجْرَة، فقال: إني أبكَيتُ والِدَيَّ وجئتُك لأُبايِعَكَ، فقال: «ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا» .
__________
[14484] رواه أحمد (2/204 رقم 6909) عن محمد بن جعفر غندر، والمروزي في "البر والصلة" (73) عن محمد بن أبي عدي، والحاكم (4/153) من طريق حجاج ابن محمد، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/28) من طريق روح ابن عبادة؛ جميعهم (غندر، وابن أبي عدي، وحجاج، وروح) عن شعبة، به.
وانظر الحديثين السابقين والحديث التالي.(13/576)
14485 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، ثنا أبو نُعَيم، ثنا سُفيان (1) ، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو، قال: جاء رجلٌ إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُبايِعُه على الهِجْرَة، وتَرَكَ أبَوَيهِ يَبْكِيان، فقال: «ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا» .
__________
[14485] رواه البخاري في "الأدب المفرد" (13) عن أبي نعيم، به. ورواه الحاكم (4/152) من طريق أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، عن أبي نعيم، به.
ورواه عبد الرزاق (9285) عن الثوري، به.
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (19) ، وأبو داود (2528) ، والبيهقي (9/26) ؛ من طريق محمد بن كثير، والنسائي في "الكبرى" (8643) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وابن حبان (419) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/28) ؛ من طريق روح بن عبادة، والحاكم (4/152) من طريق أبي حذيفة موسى ابن مسعود وأبي عاصم الضحاك بن مخلد، والبغوي في "شرح السنة" (2639) من طريق أبي أحمد الزبيري؛ جميعهم (محمد بن كثير، ويحيى القطان، وروح بن عبادة، وأبو حذيفة، وأبو عاصم وأبو أحمد الزبيري) عن سفيان الثوري، به. وانظر الأحاديث الثلاثة السابقة.
(1) هو: الثوري.(13/577)
14486 - حدثنا أحمدُ بن النَّضْر العَسْكَري، ثنا هشام بن عمَّار، حدثنا عبدُالله بن يزيدَ البَكْري، [عن] (1) نَصْر بن طريف، عن عَطاء ابن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو، قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَعُدُّ الآيَ في الصَّلاة.
__________
[14486] ذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (17911) وعزاه للطبراني.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/34) عن القاسم بن الليث، عن هشام بن عمار، به.
ورواه ابن أبي شيبة (4935) من طريق سفيان الثوري، والبيهقي (2/253) من طريق الأعمش؛ كلاهما (سفيان، والأعمش) عن عطاء بن السائب، قال: رأيت أبا عبد الرحمن (يعني: عبد الله بن حبيب السلمي) يعد الآي في الصلاة.
(1) في الأصل: «بن» .(13/577)
14487 - حدثنا أحمدُ بن محمَّد بن حَمْزَة الدمشقيُّ، ثنا إسحاقُ ابن إبراهيمَ/ أبو النَّضْر، ثنا إسماعيلُ بن عَيَّاش، عن الوليد بن عباد، [خ: 331/أ]
عن الفَضْل بن صالح، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اِسْفُوا في وُجُوهِ المَدَّاحِينَ التُّرَابَ» .
__________
[14487] رواه العقيلي في "الضعفاء" (3/451) ، وابن عدي في "الكامل" (7/84) ؛ من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، وابن الأعرابي في "معجمه" (244) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع؛ كلاهما عن إسماعيل بن عياش، به. وانظر الحديث [14432] .(13/578)
14488 - حدثنا عَبْدان بن أحمد، ثنا عبد الوَهَّاب بن الضحَّاك، ثنا إسماعيلُ بن عَيَّاش، عن الوليد بن عباد، عن الفَضْل بن صالح، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ يُصْطَلَمُ فيهَا العَرَبُ (1) ، اللِّسَانُ فيهَا أَشَدُّ مِنَ السَّيْفِ، قَتْلاَهَا جَمِيعًا في النَّارِ» .
__________
[14488] رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/317) من طريق المصنف بهذا الإسناد. وانظر الحديث [14354] .
(1) أي: يُستأصلون. والاصطلام افتعالٌ من الصَّلْمِ؛ وهو القطعٍ المستأصِلُ. انظر: "مقاييس اللغة" (ص ل م) ، و"مشارق الأنوار" (2/43) ، و"النهاية" (3/49) .(13/578)
14489 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، عن عبد الرزَّاق. [ص:579]
وحدثنا عليُّ بن عبد العزيز، ثنا أبو نُعَيم؛ قالا: ثنا سُفيان الثوريُّ، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن [عَمرو] (1) ، [ص:580] قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «خَصْلَتَانِ ... » فذكر الحديثَ (2) .
__________
[14489] رواه المصنف في "الدعاء" (726) عن إسحاق الدبري، به، ولم يذكر معه رواية علي بن عبد العزيز.
ورواه عبد الرزاق (3189) .
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (1216) عن أبي نعيم، به.
ورواه الطبري في "تفسيره" (23/395) عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن أبي نعيم، به.
ورواه البزار (2403) من طريق مهران بن أبي عمر، عن سفيان الثوري، به. [ص:579]
ورواه عبد الرزاق (3190) عن معمر، والحميدي (594) ، والنسائي في "الكبرى" (1058) ، والمصنف في "الدعاء" (728) ؛ من طريق سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة (29752) ، وابن ماجه (926) ؛ من طريق محمد بن فضيل، والترمذي (3410) ، وابن ماجه (926) ، والطبري في "تفسيره" (23/394- 395) ، وابن حبان (2012) ؛ من طريق إسماعيل بن علية، وابن ماجه (926) من طريق إسماعيل ابن إبراهيم أبي يحيى التيمي وعبد الله بن الأجلح، والبزار (2405) ، والنسائي في "الكبرى" (10580) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4088) ، والمصنف في "الدعاء" (728) ؛ من طريق إسماعيل بن أبي خالد، والنسائي (1348) ، وابن حبان (2018) ، والمصنف في "الدعاء" (728) ؛ من طريق حماد بن زيد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4089) ، والمصنف في "المعجم الأوسط" (6215) ، وابن مخلد البزاز في "حديثه عن شيوخه" (274/مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية"؛ من طريق أبان بن صالح، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4090) ، والمصنف في "الدعاء" (728) ؛ من طريق أبي بكر النهشلي، والطحاوي (4091) من طريق موسى بن أعين، وابن حبان (2018) من طريق أيوب، والمصنف في "المعجم الأوسط" (2953) ، وفي "الدعاء" (728) ؛ من طريق مسعر، والمصنف في "الأوسط" (7485) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/43) من طريق مالك بن مغول، والمصنف في "الدعاء" (728) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (741) ؛ من طريق حماد بن سلمة، والمصنف في "الدعاء" (728) من طريق إبراهيم بن طهمان وزائدة بن قدامة وأبي الأحوص سلام بن سليم وعاصم بن علي وأبي إسحاق الحميسي وورقاء بن عمر؛ جميعهم (معمر، وابن عيينة، وابن فضيل، وابن علية، وأبو يحيى التيمي، وابن الأجلح، وابن أبي خالد، وحماد بن زيد، وأبان، وأبو بكر النهشلي، وموسى، وأيوب، ومسعر، ومالك بن مغول، وحماد بن سلمة، وابن طهمان، وزائدة، وأبو الأحوص، وعاصم، وأبو إسحاق، وورقاء) عن عطاء بن السائب، به.
ورواه النسائي في "الكبرى" (10587) من طريق العوام بن حوشب، عن عطاء بن السائب، به، موقوفًا على عبد الله بن عمرو. وانظر الحديثين التاليين.
(1) في الأصل: «عُمر» ، والتصويب من "الدعاء" للمصنف، وبقية مصادر التخريج. [ص:580]
(2) هكذا أورد المصنف هذا الحديث هنا مختصرًا، وسيأتي بجزء منه في الحديثين التالييين مختصرًا أيضًا. ولفظه عند المصنف في "الدعاء"- ونحوه عند عبد الرزاق-: «خَصْلَتَانِ لاَ يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلاَّ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ» . قالوا: وما هما، يا رسولَ اللهِ؟ قال: «يُسَبِّحُ أَحَدُكُمْ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا؛ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ؛ فَتِلْكَ خَمْسُونَ وَمِئَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِئَةٍ فِي المِيزَانِ» . قال: «وَإِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ كَبَّرَ اللهَ وَحَمِدَهُ وَسَبَّحَهُ مِئَةً؛ فَتِلْكَ مِئَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي المِيزَانِ. فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِئَةِ سَيِّئَةٍ؟!» ، قال: ورأيتُ النبيَّ يَعُدُّهُنَّ هكذا؛ وَعَقَدَ بأصابعِهِ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، وكيف لا نُحصيها؟! قال: «يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فِي صَلاَتِهِ فَيَقُولُ لَهُ: اذْكُرْ حَاجَةَ كَذَا وَحَاجَةَ كَذَا؛ حَتَّى يَنْصَرِفَ وَلَمْ يَذْكُرْ، وَيَأْتِيهِ عِنْدَ مَنَامِهِ فَيُنَوِّمُهُ حَتَى لاَ يَذْكُرَ» .(13/578)
14490 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَهْ، ثنا أبي، أَبَنَا جَرير (1) ، عن عَطاء بن السائب (2) ، عن عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «خَصْلَتَانِ لاَ يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلاَّ دَخَلَ الجَنَّةَ، وهُمَا يَسِيرٌ، ومَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ ... » فذكر الحديثَ.
__________
[14490] رواه أحمد (2/160- 161 رقم 6498) عن جرير، به.
ورواه البزار (2403، و2479) عن يوسف بن موسى، وابن حبان (2012) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب؛ كلاهما (يوسف، وأبو خيثمة) عن جرير، به.
وانظر الحديثين السابق والتالي.
(1) هو: ابن عبد الحميد.
(2) كذا في الأصل، والظاهر أنه سقط منه قوله: «عن أبيه» ؛ كما في الحديث السابق والتالي، وكما في مصادر التخريج التي أخرجته من طريق جرير.(13/580)
14491 - حدثنا العبَّاس بن الفَضْل الأسفاطيُّ، ثنا أبو الوليد [ص:581] الطيالسيُّ (1) ، ثنا شُعبة، عن عَطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله ابن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «خَصْلَتَانِ ... » فذكر مثلَه.
__________
[14491] رواه المصنف في "الدعاء" (728) بهذا الإسناد.
ورواه أحمد (2/205 رقم 6910) عن غندر، وأبو داود (5065) عن حفص بن عمر، والحاكم (1/547) - مختصرًا - من طريق عفان؛ جميعهم (غندر، وحفص، وعفان) عن شعبة، به. وانظر الحديثين السابقين. [ص:581]
(1) هو: هشام بن عبد الملك الباهلي.(13/580)
14492 - حدثنا محمَّد بن عَمرو بن خالد الحَرَّانيُّ، ثنا أبي، ثنا زُهير (1) ، ثنا إبراهيم بن مُهاجِر، عن عبد الله بن باباه (2) ، عن عبد الله ابن عَمرو، قال: كنتُ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذُكِرَتِ الأعمالُ، فقال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ َفيهِنَّ العَمَلُ مِنْ هَذِهِ العَشْرِ» ، قالوا: يا رسولَ الله، الجهاد؟ [فأَكْبَرَهُ] (3) ، قال: «ولاَ الجِهَادُ، إِلاَّ أَنْ يَخْرُجَ رَجُلٌ بِنَفْسِهِ ومَالِهِ، ثُمَّ تَكُونَ مُهْجَةُ نَفْسِهِ فيهِ» .
__________
[14492] رواه الطيالسي (2397) عن زهير بن معاوية، به.
ورواه أحمد (2/167 رقم 6559) عن أبي كامل مظفر بن مدرك، و (2/167، و223 رقم 6560، و7079) عن يحيى بن آدم وأبي النضر هاشم بن القاسم، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/313) ، وابن أبي الصقر في "مشيخته" (80) ؛ من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (157) من طريق أبي أسامة، وأبو عوانة في "مسنده" (3029) من طريق أبي داود الحراني وعبد الله بن محمد النفيلي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2972) ، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص140) ؛ من طريق أبي غسان مالك ابن إسماعيل، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/381) من طريق يونس بن محمد؛ جميعهم (أبو كامل، وأبو النضر، ويحيى بن آدم، وأبو أسامة، وأبو داود الحراني، والنفيلي، وأبو غسان، ويونس بن محمد) عن زهير بن معاوية، به. وانظر الحديث [14259] .
(1) هو: ابن معاوية.
(2) ويقال: ابن بابي، وابن بابيه.
(3) في الأصل: «فأكبرنه» . والتصويب من مصادر التخريج. والمعنى- والله أعلم-: عظَّم من شأنه، ورآه عظيمًا. "تاج العروس" (ك ب ر) .(13/581)
14493 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَه، ثنا أبي، ثنا عيسى ابن يونُس، ثنا الأعمش، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عَمرو، قال: مرَّ بي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا أُصَلِّي جالسًا، فقال: «أَمَا إِنَّ لِلْجَالِسِ نِصْفَ صَلاَةِ القَائِمِ» .
__________
[14493] رواه المصنف في "الأوسط" (338) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/133 و12/50) ؛ من طريق عبد الغفار بن داود أبي صالح الحراني، عن عيسى بن يونس، به. وانظر الحديث التالي، والحديث [14186] .(13/582)
14494 - حدثنا محمَّد بن عبد الله الحَضْرَمي، ثنا عثمانُ بن أبي شَيبة، ثنا يحيى بن آدَم، عن قُطْبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن بابي، عن عبد الله بن عَمرو، قال: مرَّ بي النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأنا أُصلِّي جالسًا، فقال: «صَلاَةُ الجَالِسِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ القَائِمِ» .
__________
[14494] رواه ابن ماجه (1229) عن عثمان بن أبي شيبة، به. وانظر الحديث السابق والحديث [14186] .(13/582)
14495 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبدُالرحمن بن مَهْدي، ثنا سُفيان (1) ، عن أبي سِنان (2) ، عن عبد الله بن أبي الهُذَيل (3) ، عن عبد الله بن عَمرو، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم [ص:583] يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَع، وعِلْمٍ لاَ يَنْفَع، وقَلْبٍ لاَ يَخْشَع، ومِنْ دُعَاءٍ لا يُسْمَع؛ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَؤُلاَءِ الأَرْبَع» .
__________
[14495] رواه أحمد (2/167 رقم 6557) .
ورواه النسائي (5442) عن يزيد بن سنان، عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
ورواه الحاكم (1/534) من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به.
وانظر الحديثين [14427 و14577] .
(1) هو: الثوري.
(2) هو: ضرار بن مرة.
(3) قوله: «عن عبد الله بن أبي الهذيل» مكرَّر في الأصل.(13/582)
14496 - حدثنا أحمدُ بن يحيى الحُلْواني، ثنا سعيد بن سُلَيمان، عن عبَّاد بن العَوَّام، عن العَلاء بن المسيّب، عن أبي داود الهَمْداني (1) ، [عن] (2) عبد الله بن عَمرو، قال: لقِيَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؛ مَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ خَيْرًا عَلَّمَهُنَّ إِيَّاهُ؟!» قلتُ: نعم يا رسولَ الله (3) ، قال: «قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَخُذْ إِلَى الخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، واجْعَلِ الإِسْلاَمَ مُنْتَهَى رِضَايَ، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وإِنِّي ذَلِيلٌ فَأَعِزَّنِي، وإِنِّي فَقِيرٌ فَأَغْنِنِي» .
__________
[14496] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/179) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه أبو داود الأعمى؛ وهو متروك» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (3712) ونسبه للطبراني.
ولم نقف عليه من هذا الوجه، لكن رواه ابن فضيل في "الدعاء" (8) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (180 و181) ، والمصنف في "المعجم الأوسط" (6585) ؛ من طريق مندل بن علي؛ كلاهما (ابن فضيل، ومندل) عن العلاء بن المسيب، عن أبي داود الهمداني، عن بريدة الأسلمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/340) من طريق ياسين بن معاذ الزيات، عن العلاء بن المسيب، عن أبي داود، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(1) هو: نفيع، ويقال: نافع بن الحارث الأعمى.
(2) ما بين المعقوفين سقط من الأصل.
(3) أي: نعم، علِّمْني يا رسول الله. والجادة هنا أن يقال: بلى. وانظر التعليق على الحديث [13876] .(13/583)
14497 - حدثنا أحمدُ بن محمَّد السَّوطي، ثنا عَفَّان (1) ، ثنا شُعبة، / عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن أبي موسى (2) ، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «صَلاَةُ القَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ القَائِمِ» .
[خ: 331/ب]
__________
[14497] لم نقف عليه من رواية شعبة من هذا الوجه. وانظر الحديث التالي، والحديث [14186] .
(1) هو: ابن مسلم الصفار.
(2) هو: الحذاء، معروف بكنيته.(13/584)
14498 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، ثنا أبو نُعَيم، ثنا سُفيان (1) ، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن أبي موسى، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «صَلاَةُ القَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ القَائِمِ» .
__________
[14498] رواه النسائي في "الكبرى" (1374) عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم، به.
ورواه ابن أبي شيبة (4665) ، وأحمد (2/192 رقم 6808) ؛ عن وكيع، عن سفيان، به، إلا أن سفيان قال: أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه النسائي في "الكبرى" (1375) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به، موقوفًا.
وتقدم برقم [14293] من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، وبرقم [14493 و14494] من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو. وانظر الحديث السابق، والحديث [14186] ، وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (540) .
(1) هو: الثوري.(13/584)
14499 - حدثنا بِشْر بن موسى، ثنا محمَّد بن سعيد الأَصْبَهاني، ثنا عبد الرحيم بن سُلَيمان. [ص:585]
وحدثنا محمَّد بن علي الصَّائغ المكِّي، ثنا سعيد بن منصور، ثنا إسماعيلُ بن زكريَّا؛ عن مُطَرِّف (1) ، عن بَشير أبي عبد الله (2) ، عن عبد الله ابن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَرْكَبِ البَحْرَ إلاَّ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ غَازِيًا في سَبِيلِ اللهِ؛ فَإِنَّ تَحْتَ البَحْرِ نَارٌ ً، وتَحْتَ النَّارِ بَحْرٌ ً (3) ، [ص:586] ولاَ تَشْتَرِي (4) مِنْ ذِي ضُغْطَةٍ (5) مِنْ سُلْطَانٍ شَيْئًا» .
__________
[14499] رواه المزي في "تهذيب الكمال" (4/174) من طريق المصنف، عن محمد بن علي الصائغ وحده، به.
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (897) عن محمد بن صالح، والبيهقي (6/18) من طريق أحمد بن الهيثم الشعراني وأحمد بن بشر المرثدي؛ جميعهم (محمد بن صالح، وأحمد بن الهيثم، وأحمد بن بشر) عن سعيد بن منصور، به. [ص:585]
وجاء في المطبوع من "أخبار مكة": «عن مطرف، عن خالد بن أبي مسلم، عن عبد الله بن عمرو» .
ورواه سعيد بن منصور في "السنن" (2393) عن إسماعيل بن زكريا، عن مطرف، عن بشر أبي عبد الله، عن بشير بن مسلم، عن عبد الله بن عمرو، به.
ورواه أبو داود (2489) عن سعيد بن منصور على هذا الوجه، ومن طريقه رواه الجصاص في "أحكام القرآن" (1/131) ، والبيهقي (4/334) .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/104) عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، والبيهقي (4/334) من طريق سعيد بن سليمان؛ كلاهما (أبو الربيع الزهراني، وسعيد بن سليمان) عن إسماعيل بن زكريا، به، كما عند المصنف هنا.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/105) تعليقًا عن أبي حمزة السكري، عن مطرف، به.
ورواه صالح بن عمر عن مطرف، واختلف عليه: فرواه البيهقي (4/334) و (6/18) من طريق سعيد بن سليمان، عن صالح بن عمر، عن مطرف، به.
وخالفه محمد بن الصباح؛ فرواه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/104) عن محمد ابن الصباح، عن صالح بن عمر، عن مطرف، عن بشير بن مسلم، عن رجل، عن عبد الله بن عمرو، به.
(1) هو: ابن طريف.
(2) هو: بشير بن مسلم أبو عبد الله الكندي، وجاء في بعض طرق الحديث كما تقدم: عن مطرف، عن بشر أبي عبد الله، عن بشير بن مسلم أبي عبد الله الكندي.
(3) قوله: «فإِنَّ تَحتَ البَحْرِ نَار، وتحت النار بحر» كذا في الأصل، والجادة: «فإِنَّ تَحتَ البَحْرِ نَارًا، وتحت النار بحرًا» كما في "تهذيب الكمال"، وما في الأصل له توجيهان: أحدهما: أن يكون إعراب: «نار» الرفع؛ على أنها مبتدأ، وخبره قوله: «تَحتَ البَحْرِ» ، والجملة من المبتدأ والخبر في محلِّ رفع خبر «إنَّ» ، واسم «إنَّ» - حينئذ- هو ضميرُ الشأن المحذوفُ؛ أي: فإنَّهُ- أي الأمر أو الشأن- تَحت البَحْر [ص:586] نارٌ. وقوله: «وتَحتَ النَّارِ بَحرٌ» تُرفع كلمة «بحر» أيضًا على الابتداء، والجملة معطوفة على سابقتها.
والوجه الثاني: أن يكون إعراب «نار» هو النصب؛ على أنها اسم «إن» ويكون رسمُهَا دون ألف تنوين النصب موافقًا للغة ربيعة، التي تقدم التعليق عليها في الحديث [13681] .
وفي قوله: «وتَحتَ النَّارِ بَحرٌ» حينئذ وجهان: الرفع كسابقه وتكون الجملة مستأنفة، أو النصب، عطفًا على اسم «إن» ، ويكون من باب العطف على معمولَيْ عاملٍ واحد. ويكون رسمها أيضًا دون ألف التنوين على لغة ربيعة.
وانظر في ضمير الشأن: "شرح كافية ابن الحاجب" (4/375-376) ، و"شواهد التوضيح" (ص 200 و203 و205 و207) . وانظر في العطف على معمولي عاملٍ واحد: "مغني اللبيب" (ص 462) .
تنبيه: وقع في "تهذيب الكمال": «فإِنَّ تَحتَ البَحْرِ نَارًا، أو تَحتَ النَّارِ بَحرًا» .
(4) كذا في الأصل، والجادة: «ولا تشترِ» ؛ كما في "تهذيب الكمال"، وما في الأصل له توجيه في اللغة تقدم في التعليق على نحوه في الحديث [13682] .
(5) الضُّغْطَةُ: الضيق والإكراه والقهر. "النهاية" (3/90) ، و"تاج العروس" (ض غ ط) .(13/584)
14500 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، ثنا حَجَّاج بن المِنْهال، ثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن عليِّ بن زيد، عن مُطَرِّف بن عبد الله؛ أن نَوْفًا (1) وعبدَالله بن عَمرو اجتَمَعا، فقال نَوْفٌ: أجِدُ في التَّوراة: أن السمواتِ والأرضَ ومن فيهنَّ لو كان (2) طَبقًا واحدًا من حَديد، فقال رجُلٌ: [ص:587] "لا إلَهَ إلاَّ الله"، لخَرَقَتْهُنَّ حتى تنتهيَ إلى الله. فقال عبدُالله: وأنا أحدِّثُكَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلَّينا معه العِشاءَ (3) ذات ليلةٍ، فرَجَع مَنْ رَجَع، وعَقَّبَ من عَقَّبَ (4) ، فجاءَ قبل أن يُثَوِّبَ الناسُ من صلاةِ العِشاء (5) وقد حَفَزَهُ النَّفَسُ (6) ، وقد عَقَدَ عِشْرينَ (7) ، وأشار بالسَّبَّابة، وهو يقولُ: «إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وجَلَّ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ المَلاَئِكَةَ، وزَادَ (8) : هَؤُلاَءِ عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً، ويَنْتَظِرُونَ أُخْرَى» .
__________
[14500] رواه أبو نعيم في "الحلية" (6/52) عن المصنف بهذا الإسناد، إلا أنه ذكر قول نوف ولم يذكر حديث عبد الله بن عمرو. ورواه أحمد (2/187 و208 رقم 6751 و6946) عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، به.
وانظر الحديثين التاليين، والحديث [14523] .
(1) هو: ابن فضالة البكالي.
(2) كذا في الأصل، وكذا في "حلية الأولياء". وفي رواية الإمام أحمد في الحديث الآتي برقم [14523] : «كُنَّ» وهو الجادة. وما هنا يوجه على أن المراد: لو كان [ص:587] مجموعهن ... » ، أو «مجموع ذلك» . وفيه عَوْدُ الضمير على غير مذكور؛ لفهمه من السياق. وانظر في ذلك التعليق على الحديث [13934] .
(3) كذا في الأصل. وفي الحديث بعد التالي والحديث [14523] : «المغرب» ، وهو ما يؤيده سياق الحديث. ولعله أراد هنا: العشاء الأولى. وفي موضعي "المسند" هنا: «صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة» لم يصرح باسم الصلاة.
(4) قال السندي في شرحه لمسند أحمد: «عقَّب من عقَّب» بالتشديد، أي: جلس منتظرًا للعِشاء. والتعقيب: هو الجلوسُ في مُصَلاَّه بعدما يفرُغ من الصلاة. هامش "مسند أحمد" (11/364/الرسالة) ، وانظر: "الفائق" (3/12) ، و"النهاية" (3/267) .
(5) كذا في الأصل، وفي موضعي "مسند أحمد": «يثور الناس بصلاة العشاء» .
(6) أي: غلبة النفس وأعجله. "النهاية" (1/407) ، و"تاج العروس" (ح ف ز) .
(7) في موضعي "المسند": «وعقد تسعًا وعشرين» .
(8) في موضعي المسند وفي الحديث بعد التالي والحديث [14523] : «يقول» بدل: «وزاد» .(13/586)
14501 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، ثنا حَجَّاج (1) ، ثنا حمَّاد (2) ، [ص:588] عن ثابت (3) ، عن أبي أيُّوبَ (4) ، عن نَوْفٍ، عن عبد الله بن عَمرو؛ مثلَه.
__________
(1) هو: ابن المنهال.
(2) هو: ابن سلمة.
[14501] كذا وقع عند المصنف: «عن نوف، عن عبد الله بن عمرو» ! وكذا رواه أبو نعيم في "الحلية" (6/54) عن المصنف بهذا الإسناد.
ورواه أحمد (2/187 رقم 6752) عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي أيوب، عن نوف وعبد الله بن عمرو. [ص:588]
ورواه ابن ماجه (801) من طريق النضر بن شميل، عن حماد، عن ثابت، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو، لم يذكر نوفًا ولا كلامه.
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (7/رواية نعيم بن حماد) ، وأحمد في "مسنده" (2/197 رقم 6860) ؛ من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، قال: نا رجل من أهل الشام- وكان يتبع عبد الله بن عمرو بن العاص فيسمع منه- قال: كنت معه، فلقي نوفًا، فقال نوف ... فذكر الحديث.
وسيأتي برقم [14523] من طريق عفان، عن حماد، عن ثابت، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو. وانظر الحديثين السابق والتالي.
(3) هو: ابن أسلم البناني.
(4) اسمه: يحيى، ويقال: حبيب بن مالك المراغي الأزدي.(13/587)
14502 - حدثنا الحسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَري، ثنا عُقْبة بن مُكْرَم، ثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، عن حمَّاد بن سَلَمة، عن عليِّ بن زيد بن جُدْعان، عن مُطَرِّف (1) ، عن عبد الله بن عَمرو، قال: صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم المَغرِبَ، فعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، ورَجَع من رجع، فخَرَج النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمُ المَلاَئِكَةَ؛ يَقُولُ: عِبَادِي قَضَوْا فَرِيضَةً وهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى» .
__________
[14502] رواه البزار (2365) عن عمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
وانظر الحديثين السابقين، والحديث [14523] .
(1) هو: ابن عبد الله بن الشخير.(13/588)
14503 - حدثنا أحمدُ بن محمَّد السَّوْطي، ثنا عَفَّان، ثنا شُعبة، وهمَّام بن يحيى، عن قَتادة، عن يزيدَ بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن [ص:589] عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ في أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ لَمْ يَفْقَهْهُ» .
__________
[14503] رواه أحمد (2/195 رقم 6841) ، والترمذي (2949) ، وابن ماجه (1347) ؛ من طريق محمد بن جعفر غندر، والدارمي (1534) من طريق يزيد بن زريع، والترمذي (2949) من طريق النضر بن شميل، وابن ماجه (1347) ، والنسائي [ص:589] في "الكبرى" (8013) ؛ من طريق خالد بن الحارث، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/265) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1981) ؛ من طريق إبراهيم بن طهمان؛ جميعهم (غندر، ويزيد بن زريع، والنضر، وخالد، وإبراهيم بن طهمان) عن شعبة، به.
ورواه الطيالسي (2389) عن همام بن يحيى، به.
ورواه ابن أبي شيبة (8652) ، وأحمد (2/164 و193 رقم 6535 و6810) ، وأبو بكر الفريابي في "فضائل القرآن" (143) ؛ من طريق وكيع، وأحمد (2/165 رقم 6546) ، وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص321) ؛ من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (2/189 رقم 6775) عن بهز بن أسد، وأبو داود (1390) من طريق عبد الصمد؛ جميعهم (وكيع، ويزيد بن هارون، وبهز، وعبد الصمد) عن همام، به.
ورواه أبو داود (1394) ، وابن حبان (758) ؛ من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.
ورواه أحمد (2/200 رقم 6877) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5890) ؛ من طريق سعيد بن إياس الجريري، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله بن عمرو، نحوه.
ورواه يزيد بن عبد الله، عن مطرف، عن ابن أبي ربيعة، عن عبد الله بن عمرو، كما في الحديث التالي، وانظر الحديث [14183] .(13/588)
14504 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، ثنا محمَّد بن عبد الله الرَّقَاشي، ثنا مُعتَمِر بن سُلَيمان، عن أبيه (1) ، عن أبي العَلاء (2) ، عن مُطَرِّف (3) ، عن ابن أبي ربيعة (4) ، عن عبد الله بن عَمرو، قال: ذكرتُ [ص:590] لرسول الله صلى الله عليه وسلم الصومَ، فقال: «صُمْ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، ولَكَ أَجْرُ التِّسْعَةِ» ، قلتُ: إني أقْوى من ذلك، قال: «فَصُمْ مِنْ كُلِّ [تِسْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا] (5) ، ولَكَ أَجْرُ الثَّمَانِيَةِ» ، قلتُ: إني أقوى من ذلك، قال: «فَصُمْ مِنْ كُلِّ [ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا] (6) ، ولَكَ أَجْرُ السَّبْعَةِ» ، قلتُ: إني أقوى من ذلك، فلم يَزَلْ حتَّى قال: «صُمْ يَوْمًا وأَفْطِرْ يَوْمًا» .
__________
[14504] رواه أحمد (2/224 رقم 7087) عن محمد بن الفضل عارم، والنسائي (2395) عن محمد بن عبد الأعلى؛ كلاهما (عارم، ومحمد) عن معتمر، عن أبيه، به.
وانظر الحديث [14183] .
(1) هو: سليمان بن طرخان التيمي.
(2) هو: يزيد بن عبد الله بن الشخير.
(3) هو: ابن عبد الله بن الشخير.
(4) يقال: هو الحارث بن عبد الله المخزومي. [ص:590]
(5) ما بين المعقوفين، موضعه في الأصل: «شهر تسعة أيام» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(6) ما بين المعقوفين، موضعه في الأصل: «شهر ثمانية أيام» ، والتصويب من مصادر التخريج.(13/589)
14505 - حدثنا محمَّد بن علي الصَّائغ، ثنا بكر بن خَلَف، ثنا [معاذ بن هشام] (1) ، حدثني أبي، [عن قتادة] (2) ، عن [أبي] (3) حسَّان، عن عبد الله بن عَمرو، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحدِّثُنا عامَّةَ الليل، لا يقومُ إلاَّ لعُظْمِ الصَّلاة (4) .
__________
[14505] رواه أحمد (4/437 رقم 19922) عن علي بن المديني، وأبو داود (3663) عن محمد بن المثنى، وابن خزيمة (1342) عن محمد بن بشار؛ جميعهم (ابن المديني، وابن المثنى، وابن بشار) عن معاذ بن هشام، به.
ورواه ابن حبان (6255) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن قتادة، به.
وسيأتي عند المصنف (18/ رقم 510) من طريق أبي هلال محمد بن سليم الراسبي، عن قتادة، عن أبي حسان، عن عمران بن حصين، به.
ورواه على هذا الوجه أحمد (4/437 و444 رقم 19921 و19990) ، والبزار (3596) ، والروياني في "مسنده" (131) ، وابن خزيمة (1342) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (137) ، وابن عدي في "الكامل" (6/215) ، والحاكم في "المستدرك" (2/379) . وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (451) .
(1) في الأصل: «محمَّد بن هام» .
(2) في الأصل: «عتادة» .
(3) في الأصل «ابن» ، وهو: أبو حَسَّان مسلم بن عبد الله الأعرج.
(4) كذا جاء لفظ الحديث هنا. وفي جميع مصادر التخريج- عدا "الكامل" [ص:591] لابن عدي-: «يحدثنا عامة الليل عن بني إسرائيل ... » . ومعنى «عظم صلاة» : قال ابن الأثير في "النهاية" (3/260) : «عظم الشيء: أكبره، كأنه أراد: لا يقوم إلا إلى الفريضة» .(13/590)
14506 - حدثنا محمَّد بن النَّضْر الأَزْديُّ، ثنا معاويةُ بن عَمرو، ثنا عبد الرحمن بن محمَّد المُحارِبي، / عن محمَّد مولى بني هاشم-[خ: 332/أ]
وكان من أصحابِ مَكْحول- عن صالح بن جُبَير، عن أبي العَجْفاء، عن عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ، ومُعَاذٍ، وأُبَيٍّ، وسَالِمٍ؛ ولَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَهُمْ في الأُمَمِ كَمَا بَعَثَ عِيسَى الحَوَارِيِّينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، فقال رجلٌ: يا رسول الله، فأينَ أنت عن أبي بكر وعمر؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ غِنَى عَنْهُمَا؛ إِنَّمَا مَثَلُهُمَا مِنَ الدِّينِ كَمَثَلِ السَّمْعِ والبَصَرِ» .
__________
[14506] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/52) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه محمد مولى بني هاشم؛ ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (58/407) من طريق المصنف بسند آخر من طريق محمد بن إسحاق، عن رجل، عن صالح بن جبير، به، ولفظه: «لقد هممت أن أبعث معاذ بن جبل، وسالمًا مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب؛ إلى الأمم ... » لم يذكر فيه: «خذو القرآن من أربعة ... » .
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (1257) ، والآجري في "الشريعة" (3/72 رقم 1384) ؛ من طريق عبد الله بن نسير الكندي، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد هممت أن أبعث رجالاً من أصحابي إلى ملوك الأرض ... » ولم يذكر الأربعة، ولا أَخْذَ القرآن. وانظر الحديث [14282] .(13/591)
14507 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، أبنا عبد الرزَّاق، أبنا مَعْمَرٌ، عن مَطَرٍ الوَرَّاقِ، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن أبي سَبْرَة (1) ، [ص:592] حدثني عبد الله بن عَمرو بن العاص؛ أنه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُبْغِضُ الفَاحِشَ والمُتَفَحِّشَ. والَّذِي نَفْسُ محمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الفُحْشُ والتَّفَحُّشُ، وسُوءُ الجِوَارِ، وقَطِيعَةُ الأَرْحَامِ، وحَتَّى يُخَوَّنَ الأَمِينُ، ويُؤْتَمَنَ الخَائِنُ. والَّذِي نَفْسُ محمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ أَسْلَمَ المُسْلِمِينَ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويَدِهِ، وإِنَّ أَفْضَلَ الهِجْرَةِ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ. والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ مَثَلَ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا، ووَضَعَتْ طَيِّبًا، ووقَعَتْ فَلَمْ تكْسرْ ولَمْ تفْسدْ. ألاَ وإِنَّ لِي حَوْضًا مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ - أَوْ قَالَ: صَنْعَاءَ إِلَى المَدِينَةِ- وإِنَّ فيهِ منَِ الأَبَارِيقِ مِثْلَ الكَوَاكِبِ، هُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وأَحْلَى مِنَ العَسَلِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا» .
__________
(1) هو: سالم بن سلمة الهذلي.
[14507] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/284) ، وقال: «رواه أحمد في حديث طويل، وأبو سبرة هذا اسمه: سالم بن سبرة؛ قال أبو حاتم: مجهول» ، [ص:592] وفي (10/295) وقال: «رواه أحمد في حديث طويل تقدم، ورجاله رجال الصحيح، غير أبي سبرة؛ وقد وثقه ابن حبان» .
ورواه معمر في "جامعه" (20852/الملحق بمصنف عبد الرزاق) .
ورواه أحمد (2/199 رقم 6872) عن عبد الرزاق، به.
ورواه بقي بن مخلد في "الحوض والكوثر" (43) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (718) ؛ من طريق الحسن بن يحيى الحلواني، وأبو الشيخ في "الأمثال في الحديث النبوي" (343) من طريق أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (20/45) من طريق محمد بن مشكان؛ جميعهم (الحلواني، وأحمد، ومحمد) عن عبد الرزاق، به.
ورواه البزار (2435) ، والحاكم في "المستدرك" (1/76) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5384) ، وابن عساكر في"تاريخ دمشق" (20/43-44) ؛ من طريق قتادة، عن عبد الله بن بريدة، به.
وانظر الحديث التالي، والحديث [14384] .(13/591)
14508 - حدثنا معاذُ بن المُثَنَّى، ثنا مُسَدَّد، ثنا يحيى بن سعيد.
وحدثنا إدريسُ بن جعفر العَطَّار، ثنا رَوْحُ بن عُبادة، ثنا حُسَيْن المعلِّمُ (1) ، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن أبي سَبْرَة، حدثني عبد الله بن عَمرو؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُبْغِضُ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ، ولاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الفُحْشُ والتَّفَحُّشُ، وسُوءُ الجِوَارِ، وقَطِيعَةُ الأَرْحَامِ، وحتَّى يُتَّمَنَ (2) الخَائِنُ، ويُخَوَّنَ الأَمِينُ. أَلاَ إِنَّ مَوْعِدَكُمْ حَوْضِي، عَرْضُهَ وطُولُهُ وَاحِدٌ؛ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ ومَكَّةَ؛ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، فيهِ أَبَارِيقُ مِثْلُ الكَوَاكِبِ، شَرَابُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الفِضَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ مَشْرَبًا لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا» .
__________
(1) في الأصل: «حسين بن المعلم» .
(2) كذا في الأصل، وهو لغة في «يؤْتَمَنُ» ، تقدم التعليق عليها في الحديث [14375] .
[14508] رواه أحمد (2/162 - 163 رقم 6514) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (719) عن محمد بن أبي بكر المقدمي؛ كلاهما (أحمد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي) عن يحيى بن سعيد، عن حسين المعلم، به، وذكر في أوله قصة.
ورواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (286) من طريق إسحاق بن راهويه، والبيهقي في "البعث والنشور" (172) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني؛ كلاهما عن روح بن عبادة، به.
ورواه المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1610) ، والحاكم في "المستدرك" (1/75) ؛ كلاهما من طريق ابن أبي عدي، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، ذُكر لي أن أبا سبرة بن سلمة سمع ابن زياد يسأل عن الحوض ... فذكره، هكذا بذكر واسطة مبهمة بين عبد الله بن بريدة وأبي سبرة، وفيه أن أبا سبرة حدَّث ابن زياد بهذا الحديث عن عبد الله بن عمرو.
وقد جعل الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي (محقق "الزهد" لابن المبارك) الإسناد في المطبوع هكذا: «ذكر لي أبو سبرة» ، وعلَّق عليه بقوله: «هذا هو الظاهر، وفي الأصل: "أبا سبرة"» ، وهذا يدل على سقوط كلمة: «أن» من جملة «ذكر لي أن [ص:594] أبا سبرة» . وقد رواه الآجري في "الشريعة" (825) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (20/43) ؛ من طريق الحسين المروزي، وجاء عند الآجري: «ذكر أن أبا سبرة» ، وجاء عند ابن عساكر: «ذكر لي أن أبا سبرة» .
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (5383) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، عن محمد بن أبي عدي، عن حسين المعلِّم، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن حصين، عن أبي سبرة الهذلي، سمع عبد الله بن عمر، مرفوعًا. قال البيهقي: «والصواب: عبد الله بن عمرو، والله أعلم. ورواه غيره عن ابن أبي عدي، عن حسين، عن عبد الله بن بريدة، قال: ذكر لي أن أبا سبرة بن سلمة الهذلي سمع ابن زياد، فذكر القصة في الحوض، ثم ذكر رواية أبي سبرة، عن عبد الله بن عمرو» . اهـ.
وانظر الحديث السابق، والحديث [14384] .(13/593)
14509 - حدثنا عَبْدان بن أحمد، ثنا مَعْمَر بن سهل، ثنا عُبَيدالله ابن تمام، عن خالد الحَذَّاء (1) ، عن بِشْر بن شَغَاف، عن أبيه، عن عبد الله ابن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ- جَلَّ ذِكْرُهُ- يَوْمَ القِيَامَةِ مِنِ ابْنِ آدَمَ» . قيل: يا رسولَ الله، ولا الملائكة؟ قال: «ولاَ المَلاَئِكَةُ؛ إِنَّ المَلاَئِكَةَ مَجْبُورُونَ، بِمَنْزِلَةِ الشَّمْسِ والقَمَرِ» .
__________
(1) هو: ابن مهران.
[14509] نقله ابن كثير في "تفسيره" (9/46) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/82) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه عبيد الله بن تمام؛ وهو ضعيف» .
ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/45) من طريق محمد بن نوح، عن معمر بن سهل، به. ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (151) من طريق محمد بن يحيى، عن عبد الغفار بن عبيد الله الكريزي، عن عبيد الله بن تمام، به.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (152) من طريق وهب بن بقية، عن خالد الحذاء، به، موقوفًا. قال البيهقي: «وهو الصحيح» .
ورواه المصنف في "المعجم الأوسط" (7192) ، وفي "المعجم الصغير" (897) ؛ عن محمد بن محمويه الأهوازي، ثنا معمر بن سهل، ثنا عبيد الله بن تمام، عن يونس بن عبيد، عن الوليد أبي بشر، عن ابن شغاف، به، مختصرًا. ووقع في مطبوع "المعجم الصغير": «الوليد بن بشر» . [ص:595]
ورواه المصنف في "المعجم الأوسط" (6084 و8356) من طريق يعقوب بن إسحاق، عن عبد الغفار بن عبيد الله الكريزي، عن عبيد الله بن تمام، عن يونس بن عبيد، عن الوليد أبي بشر، عن ابن شغاف، به. قال المصنف: «لم يرو هذا الحديث عن يونس إلا عبيد الله بن تمام» . وسيأتي بالأرقام [14983-14985] من طريق بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام، بلفظ مختلف.(13/594)
14510 - حدثنا بِشْر بن موسى، ثنا خلاَّد بن يحيى.
وحدثنا عليُّ بن عبد العزيز، ثنا أبو نُعَيم؛ ثنا سُفيان (1) ، عن سُلَيمان التَّيْمي (2) ، عن أسْلَم العِجْلي (3) ، عن بِشْر بن شَغَاف، عن [ص:596] عبد الله بن عَمرو، قال: سُئل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الصُّوْر؟ قال: «هُو قَرْنٌ يُنْفَخُ فيهِ» .
__________
(1) هو: الثوري.
(2) هو: ابن طرخان.
(3) هو: أبو أشعث الربعي.
[14510] رواه البزار (2482) عن عبد الأعلى بن زيد، عن خلاد بن يحيى، به.
ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (7483) عن أبيه، والبيهقي في "شعب الإيمان" (344) من طريق عمرو بن تميم؛ كلاهما (أبو حاتم، وعمرو بن تميم) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، به.
ورواه الدارمي (2840) عن محمد بن يوسف الفريابي، والطبري في "تفسيره" (15/417) من طريق معاوية بن هشام، و (24/19) من طريق مهران بن أبي عمر، والثعلبي في "تفسيره" (8/254) من طريق وكيع؛ جميعهم (الفريابي، ومعاوية، ومهران، ووكيع) عن سفيان الثوري، به.
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (1599) ، وفي "المسند" (91) ؛ عن سليمان التيمي، به.
ورواه أحمد (2/162 رقم 6507) ، والترمذي (3244) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (11250) ؛ من طريق إسماعيل بن علية، وأحمد (2/192 رقم 6805) ، والنسائي في "الكبرى" (11317) ، والحاكم (4/560) ؛ من طريق يحيى بن سعيد القطان، والحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1599) عن مروان بن معاوية وأسباط بن محمد، وأبو داود (4742) ، والطبري في "تفسيره" (15/416) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5349) ؛ من طريق معتمر بن سليمان، والبزار (2481) ، والنسائي في "الكبرى" (11392) ؛ من طريق ابن أبي عدي، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (16619) من طريق أبي خالد الأحمر، وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (47) ، وابن حبان (7312) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2184) ؛ من طريق يزيد بن زريع، والحاكم (2/506) [ص:596] من طريق يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الأنصاري، والحاكم (4/560) من طريق بشر بن الفضل، وأبو نعيم في "الحلية" (7/243) من طريق مسعر؛ جميعهم (ابن علية، ويحيى القطان، ومروان، وأسباط، ومعتمر بن سليمان، وابن أبي عدي، وأبو خالد الأحمر، ويزيد بن زريع، ويزيد بن هارون، والأنصاري، وبشر ابن الفضل، ومسعر) عن سليمان التيمي، به. وسيأتي من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سليمان التيمي، في الحديث التالي.
ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/175) عن معمر، عن سليمان التيمي، عن بشر ابن شغاف، به. ولم يذكر أسلم العجلي في إسناده. ومن طريق عبد الرزاق رواه الحاكم في "المستدرك" (2/436) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/242) .(13/595)
14511 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَه، ثنا أبي، ثنا جَرير ابن عبد الحميد، عن سُلَيمان التَّيْمي، عن أسْلَم العِجْلي، عن بِشْر بن شَغَاف، عن عبد الله بن عَمرو، قال: قيل: يا رسولَ الله، ما الصُّوْرُ؟ قال: «قَرْنٌ يُنْفَخُ فيهِ» .
__________
[14511] لم نقف على رواية جرير عن سليمان التيمي، وانظر الحديث السابق.(13/596)
14512 - حدثنا موسى بن هارون، ثنا أحمدُ بن حَفْص، حدثني أبي (1) ، ثنا إبراهيمُ بن طَهْمان، عن الحَجَّاج (2) ، عن سُوَيد بن [حُجَير] (3) ، عن العلاء بن زياد، قال: سألَ رجلٌ عبدَالله بن عَمرو؛/
[خ: 332/ب][ص:597]
قال (4) : أيُّ المؤمنينَ أفضلُ إسلامًا؟ قال: «مَنْ أسلم (5) المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويَدِهِ» ، قال: فَأَيُّ المؤمنينَ أفضَلُ إيمانًا؟ قال: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» ، قال: فأيُّ المهاجرينَ أفضَلُ؟ قال: «مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ» ، قال: فأيُّ الجهاد أفضَلُ؟ قال: «مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ في ذَاتِ اللهِ» . قال: أنت قُلتَه يا عبدَالله بنَ عَمرو، أم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) هو: حفص بن عبد الله بن راشد السلمي.
(2) هو: ابن الحجاج الباهلي.
(3) في الأصل: «جبير» .
[14512] رواه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (457) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/249) من طريق طاهر بن يحيى بن قبيصة؛ كلاهما (محمد بن نصر المروزي، وطاهر بن يحيى) عن أحمد بن حفص، به. [ص:597]
ورواه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (639) عن محمد بن حفص بن عبد الله، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان عن سويد بن حجير، به؛ لم يذكر في إسناده حجاج ابن الحجاج الباهلي.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (2/249) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن أبي ذر، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وانظر الحديث [14384] .
(4) في الأصل: «عبد الله بن عمر وقال» ، وكتب «عمر» في آخر السطر و «وقال» في أول السطر التالي. وهو سهو من الناسخ.
(5) كذا في الأصل، وضَبَطها: «أَسْلم» . وفي مصادر التخريج: «سَلِمَ» . وفي بعض روايات هذا الحديث: «إنَّ أسْلَمَ المسلمين من سَلِمَ المُسلمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويَدِهِ» .(13/596)
14513 - حدثنا موسى بن هارون، ثنا أحمدُ بن حَفْص، حدثني أبي، ثنا إبراهيمُ بن طَهْمان، عن الحَجَّاج بن الحَجَّاج، عن قَتادة، عن عمر بن سيف، عن المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة، عن عبد الله بن عَمرو ابن العاص، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تُبْعَثُ نَارٌ عَلَى أَهْلِ المَشْرِقِ فَتَحْشُرُهُمْ إِلَى المَغْرِبِ، فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا، يَكُونُ لَهَا مَا سَقَطَ مِنْهُمْ وتَخَلَّفَ، تَسُوقُهُمْ سَوْقَ الجَمَلِ الكَسِيرِ» .
__________
[14513] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/12) ، وقال: «رواه الطبراني في [ص:598] "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات» .
ورواه المصنف في "المعجم الأوسط" (8092) بهذا الإسناد، وقال: «لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلاَّ الحجاج، تفرد به إبراهيم بن طهمان» .
ورواه ابن طهمان في "مشيخته" (61) .
ورواه الخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (127) من طريق قطن بن إبراهيم، عن حفص بن عبد الله، به.
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (3574/ أطراف الغرائب) من طريق قتادة، به.
ورواه الحاكم (4/548) من طريق عقيل بن خويلد، عن حفص بن عبد الله، عن إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج، عن قتادة، عن المهلب، به، ولم يذكر في إسناده عمر بن سيف.
ورواه الحاكم (4/458) من طريق همام، عن قتادة، عن المهلب، به، موقوفًا، ولم يذكر في إسناده عمر بن سيف أيضًا. وانظر الحديث [14542] .(13/597)
14514 - حدثنا إبراهيمُ بن أحمدَ بن عمر الوَكِيعِيُّ، ثنا أبي، ثنا مُؤَمَّل بن إسماعيل، ثنا محمَّد بن ثور، عن مَعْمَر، عن أيوبَ (1) ، عن أبي قِلابَة (2) ، عن عبد الله بن عَمرو؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «رَأَيْتُ في المَنَامِ [أَنَّهُمْ] (3) أَخَذوا عَمُودَ الكِتَابِ فَعَمَدُوا بِهِ إِلَى الشَّامِ، فَإِذَا وقَعَتِ الفِتَنُ فَالأَمْنُ بالشَّامِ» .
__________
[14514] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/58) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بأسانيد، وفي أحدها ابن لهيعة؛ وهو حسن الحديث، وقد توبع على هذا، وبقية رجاله رجال الصحيح» .
ورواه المصنف في "المعجم الأوسط" (2689) ، بهذا الإسناد، ثم قال: «لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا معمر، ولا عن معمر إلا محمد بن ثور، تفرد به مؤمل» .
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/110) ، من طريق المصنف.
وسيأتي برقم [14545] من طريق أبي إدريس الخولاني، عن عبد الله بن عمرو.
وبرقم [14561] من طريق يونس بن ميسرة، عن عبد الله بن عمرو.
وبرقم [14564 و14578] من طريق مدرك بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو.
(1) هو: ابن أبي تميمة السختياني.
(2) هو: عبد الله بن زيد الجرمي.
(3) ليست في الأصل، واستدركناها من "الأوسط" للمصنف.(13/598)
14515 - حدثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَري، ثنا يحيى بن عبد الحَميد الحِمَّاني.
وحدثنا العبَّاسُ بن أحمدَ بن أبي عَقيل البَغْداذي (1) ، ثنا محمَّد بن بَكَّار؛ قالا: ثنا حمَّاد بن يحيى، عن سعيد بن مِينا، عن عبد الله بن عَمرو، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، إني رجلٌ أسرُدُ الصومَ، أفأصومُ صومَ الدهر؟ قال: «لاَ» ، قلتُ: أصومُ يومَين وأُفطِرُ يومًا؟ قال: «لاَ» ، فجَعَلتُ أُناقِصُه، فقال: «صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ عليه السلام؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا ويُفْطِرُ يَوْمًا» .
__________
[14515] رواه الطبري في "تهذيب الآثار" (483/مسند عمر) عن إسحاق بن أبي إسرائيل، وأبو نعيم في "المستخرج" (2643) من طريق عبيد الله القواريري وأحمد ابن عبدة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/86-87) ، وابن العديم في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (7/3400) ؛ من طريق بشر بن معاذ العقدي؛ جميعهم (إسحاق، وعبيد الله، وأحمد، وبشر) عن حماد بن يحيى، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (5/48- تحقيق علي محمد عمر) ، وأحمد (2/194 و197-198 رقم 6832 و6862) ، ومسلم (1159) ، وأبو عوانة (2952) ، وابن حبان (3638) ؛ من طريق سليم بن حيان، عن سعيد بن مينا، به. وانظر الحديث [14183] .
(1) نسبة إلى «بغداذ» ، وهي لغة في «بغداد» ، وانظر التعليق على الحديث [13867] .(13/599)
14516 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَه، ثنا أبي، ثنا النَّضْر [ص:600] ابن شُمَيل، عن عَوْف (1) ، عن مَيْمُون بن أَسْتاذَ [الهَزانيِّ] (2) ، عن عبد الله ابن عَمرو؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَبِسَ مِنْ أُمَّتِي الذَّهَبَ فَمَاتَ وهُوَ يَلْبَسُهُ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ ذَهَبَ الجَنَّةِ. ومَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي وهُوَ يَلْبَسُ الحَرِيرَ (3) ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ حَرِيرَ الجَنَّةِ» .
__________
[14516] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/146) ، وقال: «رواه أحمد، والطبراني، وزاد: «ومن مات من أمتي يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في الآخرة» ، وميمون بن أستاد عن عبد الله بن عمرو الهزاني، لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات» . كذا وقع في المطبوع، والصواب: «ميمون بن أستاذ الهزاني عن عبد الله بن عمرو» . وهذه الزيادة التي ذكرها الهيثمي إنما هي في الحديث التالي.
ورواه أحمد (2/166 رقم 6556) ، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (585) ؛ من طريق محمد بن جعفر، وأحمد (2/208- 209 رقم 6947) [ص:600] عن إسحاق بن يوسف الأزرق وهوذة بن خليفة؛ جميعهم (محمد بن جعفر، وإسحاق، وهوذة) عن عوف، به. وانظر الحديث التالي.
(1) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي.
(2) في الأصل: «الهمداني» . والتصويب من مصادر التخريج، و"تعجيل المنفعة" (1/416) .
(3) بعده في الأصل: «فَمَاتَ وهُوَ يَلْبَسُهُ» ، وهو تكرار للمعنى. وفي جميع مصادر التخريج: «ومَنْ لَبِسَ مِنْ أُمَّتِي الحَرِيرَ فَمَاتَ وهُوَ يَلْبَسُهُ» . ونقل الهيثمي لفظ أحمد.(13/599)
14517 - حدثنا محمَّد بن علي الصَّائغ، ثنا بكرُ بن خَلَف، ثنا عبدُالأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد الجُرَيري، عن مَيْمُون بن أَستاذَ، عن الصَّدَفي، عن عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي يَتَحَلَّى الذَّهَبَ، حَرَّمَ اللهُ حِلْيَتَهُ في الآخِرَةِ. ومَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي يَشْرَبُ الخَمْرَ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ شُرْبَهَا في الآخِرَةِ. ومَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي يَلْبَسُ الحَرِيرَ، حُرِمَ لُبْسَهُ في الآخِرَةِ» .
__________
[14517] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/74) ، وقال: «رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجاله ثقات» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (41230) ؛ ونسبه للطبراني.
ورواه أحمد (2/209 رقم 6948) عن يزيد بن هارون، عن الجريري، به.
قال عبد الله بن أحمد: «ضرب أبي على هذا الحديث، فظننتُ أنه ضَرَبَ عليه لأنه خطأ، وإِنما هو ميمون بن أَستاذ، عن عبد الله بن عَمرو، ليس فيه: «عن الصدفي» ، ويقال: إن ميمون هذا هو الصدفي؛ لأن سماع يزيد بن هارون من الجُريري في آخر عُمُره، والله أعلم» . [ص:601]
ورواه البزار (2935/ كشف الأستار) من طريق عبد الرحمن بن عثمان، عن سعيد الجريري، عن ميمون بن أستاذ الصدفي، عن عبد الله بن عَمرو، مقتصرًا على شرب الخمر. وانظر الحديث السابق.(13/600)
14518 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، وأبو مسلم الكَشِّي (1) ؛ قالا: ثنا حجَّاج بن المِنْهال، ثنا حمَّاد بن سَلَمة، أنا قَتادة، عن أبي أُمَامة الثَّقَفي (2) ، عن عبد الله بن عَمرو؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم [ص:602] قال: «تُوضَعُ الرَّحِمُ يَوْمَ القِيَامَةِ لَه (3) حُجْنَةٌ كَحُجْنَةِ المِغْزَلِ (4) ، فَتَتَكَلَّمُ بأَلْسُنٍ طُلْقٍ ذُلْقٍ (5) ، فَتَصِلُ مَنْ وصَلَهَا وتَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا» .
__________
[14518] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/150) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي ثمامة [تصحف في الأصل إلى: تمامة، بالمثناة] الثقفي؛ وثقه ابن حبان» .
ورواه الحاكم (4/162) من طريق إبراهيم بن الحسين، عن حجاج بن المنهال، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/147) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (195/ط. علي رضا) عن محمد بن بشار وابن سنان القزاز؛ جميعهم (البخاري، وابن بشار، وابن سنان) عن حجاج بن المنهال، به، إلاَّ أنهم قالوا: «أبو ثمامة» بدل «أبو أمامة» .
ورواه ابن أبي شيبة (25781) عن عفان، وأحمد (2/189 رقم 6774) و (2/209 رقم 6950) عن عفان وبهز بن أسد وروح بن عبادة، والدولابي في "الكنى والأسماء" (740) من طريق مؤمل بن إسماعيل، والطبري في "تهذيب الآثار" (196/ط. علي رضا) من طريق مهنا أبي شبل، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" (3/20-21) من طريق عيسى بن موسى؛ جميعهم (عفان، وبهز، وروح، ومؤمل، ومهنا، وعيسى بن موسى) عن حماد بن سلمة، به، ووقع عندهم «أبو ثمامة» أيضًا بدل: «أبو أمامة» .
وجاء في إسناد أبي أحمد الحاكم: «عبد الله بن عمر» بدل: «عبد الله بن عمرو» ، ثم قال: «هكذا قاله: عن ابن عمر، وقال محمد بن إسماعيل: يروون عن عبد الله بن عمرو» . اهـ.
وورواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (269) من طريق النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، به، موقوفًا، ووقع عنده: «أبو أمامة» .
وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (2002) .
(1) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم.
(2) ويقال: الحنفي، وهو معروف بكنيته، على اختلافٍ فيها؛ فقد جاء عند المصنف هنا وعند الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"، وعند الحاكم في "المستدرك": «أبو أُمَامة الثَّقَفي» ، وجاء في باقي مصادر التخريج السابقة: «أبو ثمامة الثَّقَفي» ؛ كما بيناه في التخريج. [ص:602]
(3) كذا في الأصل، والجادة: «لها» ؛ كما في مصادر التخريج، لأن الرحم هنا بمعنى القرابة، فهي مؤَنَّثة، وقد تذكَّر حملاً على معنى النسب. وانظر في الحمل على المعنى: التعليق على الحديث [13666] .
وقد أُنثت في قوله: «توضع» ، وفي بقية الحديث، وهذا من اجتماع لغتين فأكثر في الكلام الواحد. وانظر التعليق على الحديث [13801] .
(4) حُجْنَةُ المِغْزَل: صِنَّارَتُه، وهي الحديدة المُعْوَجَّةُ التي في رأسِه، ويعلق بها الخيط ثم يفتل المغزل. ينظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (1/334) ، و"النهاية" (1/347) .
(5) ذَلَق اللسان- كَنَصَرَ وفَرِحَ وكَرُمَ- فهو ذَليق وذَلْق وذُلُق وذُلَق؛ أي: منطلق فصيح حديد بليغ. والجمع ذُلْقٌ. "النهاية" (2/165) ، و"تاج العروس" (ط ل ق) .(13/601)
14519 - حدثنا أبو مسلم الكَشِّي (1) ، ثنا سُلَيمان بن حَرْب، ثنا حمَّاد بن زيد، عن أبي عِمْران الجَوْني (2) ، قال: كتب إليَّ عبد الله بن [ص:603] رَباح، فحدثني عن عبد الله بن عَمرو، قال: هجَّرتُ (3) إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقَعَدنا بالباب، فسَمِعَ رجُلَين اختَلَفا في آيةٍ، [فخرج] (4) إلينا يُعْرَف الغَضَبُ في وَجْهِه فقال: «إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ اخْتِلاَفِهِمْ في القُرْآنِ (5) » .
__________
(1) هو: إبراهيم بن عبد الله.
(2) هو: عبد الملك بن حبيب.
[14519] رواه المصنف في "المعجم الأوسط" (2451) بهذا الإسناد، ثم قال: «لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن رباح إلا أبو عمران الجوني، تفرد به حماد» .
ووقع في المطبوع منه: «عبد الله بن عمر» .
ورواه سعيد بن منصور في "السنن- التفسير" (36) عن حماد بن زيد، به، وشك سعيد بن منصور، فقال: «عن عبد الله بن عمرو» أو «عمر» . ومن طريق سعيد بن منصور رواه الهروي في "ذم الكلام وأهله" (54) .
ورواه أحمد (2/192 رقم 6801) عن عبد الرحمن بن مهدي، ومسلم (2666) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2063) ؛ من طريق أبي كامل الجحدري، والبزار (2489) عن محمد بن عبد الملك القرشي، والنسائي في "السنن الكبرى" (8041) من طريق داود بن معاوية، والآجري في "الشريعة" (142) من طريق محمد بن عبيد بن حساب، وابن بطة في "الإبانة" (795/كتاب الإيمان) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (54) من طريق أبي عمر [ص:603] الحوضي وسهل بن عثمان العسكري وأحمد بن المقدام؛ جميعهم (عبد الرحمن ابن مهدي، وأبو كامل الجحدري، ومحمد بن عبد الملك، وداود، ومحمد بن عبيد، ويحيى الحماني، وأبو عمر الحوضي، وسهل بن عثمان، وأحمد بن المقدام) عن حماد بن زيد، به. وانظر الحديثين [14177 و14247] .
(3) هجَّرتُ: من التَّهجير، وهو: السير في الهاجرة؛ وهي نصف النهار. "مشارق الأنوار" (2/265) ، و"تفسير غريب ما في الصحيحين" (ص434) .
(4) في الأصل «فخر» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(5) لم ترد لفظة «القرآن» في المطبوع من "الأوسط" للمصنف، وانتهى المتن عند قوله: «اختلافهم» . وفي بقية مصادر التخريج: «في الكتاب» .(13/602)
14520 - حدثنا (1) / الحسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَري، ثنا يحيى الحِمَّاني (2) ، ثنا أبو عَوانة (3) .
[خ: 333/أ]
وحدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يحيى بن حمَّاد، ثنا أبو عَوانة؛ عن الأعمش، ثنا عثمانُ بن قيس (4) ، عن أبي [ص:604] حَرْب بن أبي الأسود الدِّيْلي، قال: سمعتُ (5) عبدَالله بن عَمرو بن العاص، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ ولاَ أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ» .
__________
[14520] رواه أحمد (2/175 و223 رقم 6630 و7078) .
ورواه الحاكم (3/342) من طريق أبي قلابة الرقاشي، عن يحيى بن حماد، به.
ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (259/مسند علي) من طريق أبي عبيدة بن معن، والدولابي في "الكنى والأسماء" (811) ، والحاكم في الموضع السابق؛ من طريق عبد الحميد الحماني؛ كلاهما (أبو عبيدة، وعبد الحميد) عن الأعمش، به.
وانظر الحديث التالي.
(1) قوله: «حدثنا» مكرر في الأصل.
(2) هو: ابن عبد الحميد.
(3) هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري.
(4) قال الحافظ في "التقريب": «عثمان بن عُمَير، بالتصغير، ويقال: ابن قيس، والصواب أن قيسًا جد أبيه» . [ص:604]
(5) قوله: «قال: سمعت» مكرَّر في الأصل.(13/603)
14521 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبل، ثنا محمَّد بن عبد الله ابن نُمَير، حدثني أبي، عن الأعمش، عن عثمانَ بن عُمَير، عن أبي حَرْب بن أبي الأسود، عن عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا أَقلَّتِ الغَبْرَاءُ ولاَ أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ» .
__________
[14521] رواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/222) عن محمد بن عبد الله بن نمير، به، إلا أنه وقع في المطبوع: «عبد الله بن عمر» بدل: «عبد الله بن عمرو» .
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (4/228) ، وابن أبي شيبة (32804) ، وأحمد (2/163 رقم 6519) ؛ عن عبد الله بن نمير، به.
ورواه الترمذي (3801) عن محمود بن غيلان، وابن ماجه (156) عن علي بن محمد، والبزار (2488) عن تميم بن المنتصر الواسطي، والدولابي في "الكنى والأسماء" (2108) عن الحسن بن علي بن عفان، وابن عدي في "الكامل" (5/167) من طريق موسى بن إسحاق الكناني؛ جميعهم (محمود بن غيلان، وعلي بن محمد، وتميم بن المنتصر، والحسن بن علي، وموسى بن إسحاق) عن عبد الله بن نمير، به. وانظر الحديث السابق.(13/604)
14522 - حدثنا موسى بن هارون، ثنا إسحاقُ بن راهُوْيَه، أبنا أَزْهَر بن القاسم. [ص:605]
وحدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أَزْهَر بن القاسم الراسِبي؛ ثنا المُثَنَّى بن سعيد، عن قَتادة، عن عبد الله بن بابي، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ: «إِنَّ اللهَ يُبَاهِي مَلاَئِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ؛ يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا» .
__________
[14522] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/251-252) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الصغير" و"الكبير"، ورجال أحمد موثقون» .
ورواه المصنف في "المعجم الأوسط" (8218) عن موسى بن هارون- وحده- به؛ ولم يذكر رواية عبد الله بن أحمد، ثم قال: «لم يرو هذا الحديث عن قتادة [ص:605] إلا المثنى بن سعيد، تفرد به أزهر» .
ورواه أحمد (2/224 رقم 7089) .
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/203-204) من طريق بكر بن خلف، والمصنف في "المعجم الصغير" (575) من طريق نوح بن حبيب القومسي؛ كلاهما (بكر، ونوح) عن أزهر بن القاسم، به.(13/604)
14523 - حدثنا أحمدُ بن محمَّد الواسطي، ثنا عفَّان (1) ، ثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن ثابت البُناني (2) ، عن أبي أيوبَ (3) - عن عبد الله ابن عَمرو- قال (4) : اجتَمَعَ نَوْفٌ البِكَاليُّ وعبدُالله بن عَمرو، فقال نَوْفٌ: لو أن السَّمواتِ والأرضَ وُضِعْنَ في كَفَّة، ووُضِعَت «لا إِلَهَ إِلاَّ الله» في كَفَّةٍ أُخْرَى، لَرَجَحَت «لا إِله إِلاَّ اللهُ» ، ولو أن السَّمواتِ والأرضَ كانتا طَبَقًا من حَديد لخَرَقَتْهُنَّ «لا إِلَهَ إِلاَّ الله» .
فقال عبد الله بن عَمرو: صلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المغربَ فعَقَّبَ قومٌ وذهَبَ قومٌ، فخَرَج حين مَضى نصفُ الليل وقد حَسَر عن رُكْبَتَيْه [ص:606] فَزَعًا، وقد حَفَزَهُ النَّفَسُ (5) ، وهو يقول: «أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ! أَبْشِرُوا! هَذَا رَبُّكُمْ فَتَحَ بَابَ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ المَلاَئِكَةَ؛ يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً وهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى» .
__________
[14523] رواه أحمد (2/186 رقم 6750) عن عفان، به.
وتقدم برقم [14501] من طريق حجاج، عن حماد، به.
وانظر الحديثين [14500، 14502] .
(1) هو: ابن مسلم.
(2) هو: ابن أسلم.
(3) هو: يحيى، ويقال: حبيب بن مالك المراغي الأزدي.
(4) أي: أبو أيوب. [ص:606]
(5) تقدم تفسيره في التعليق على الحديث [14500] .(13/605)
14524 - حدثنا أبو خَليفة الفَضْلُ بن الحُبَاب الجُمَحي، ثنا أبو الوليد الطَّيالسي (1) . [ص:607]
وحدثنا محمَّد بن يحيى بن المُنْذِر القَزَّاز، ثنا حَفْص بن عمر الحَوْضي؛ قالا: ثنا همَّام، عن قَتادة، عن أبي أيوبَ، عن عبد الله بن عَمرو؛ أن رجلاً سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن وقت الصَّلاة؟ فقال: «وَقْتُ صَلاَةِ الظُّهْرِ: إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ مَا لَمْ يَحْضُرِ العَصْرُ، ووَقْتُ العَصْرِ: مَا لَمْ تَغْرُبِ الشَّمْسُ، ووَقْتُ المَغْرِبِ: مَا لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ، ووَقْتُ العِشَاءِ: إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ووَقْتُ الفَجْرِ: مِنْ طُلُوعِ الفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ» .
أبو أيوبَ هذا الذي روى عنه قتادة هو: الأَزْدي، اسمُه: يحيى ابن مالك، ثقة (2) .
__________
(1) هو: هشام بن عبد الملك الباهلي.
[14524] رواه أبو نعيم في "المستخرج" (1367) عن أبي محمد بن حيان، وابن حزم في "المحلى" (3/166) من طريق محمد بن معاوية؛ كلاهما عن أبي خليفة الفضل ابن الحباب، به.
ورواه أبو عوانة في "مسنده" (1025) من طريق أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ومحمد بن أبي خالد الصومعي، عن أبي الوليد الطيالسي، به.
ورواه ابن المنذر في "الأوسط" (974) عن يحيى بن محمد، وأبو عوانة في "مسنده" (1025) عن أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، والبيهقي (1/365، و374، و378) من طريق محمد بن غالب تمتام؛ جميعهم (يحيى، وأبو قلابة، وتمتام) عن حفص بن عمر الحوضي، به.
ورواه الطيالسي (2363) عن همام، به.
ورواه أحمد (2/210 رقم 6966) ، ومسلم (612) ؛ من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وأحمد (2/223 رقم 7077) عن عفان بن مسلم، وأبو عوانة في "مسنده" (1025) من طريق موسى بن داود وعمرو بن عاصم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/150) من طريق الخصيب بن ناصح، وابن حبان (1473) من طريق هدبة بن خالد؛ جميعهم (عبد الصمد، وعفان، وموسى، وعمرو، والخصيب، وهدبة) عن همام، به.
ورواه مسلم (612) ، والبزار (2429) ، وابن خزيمة (326) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (1363) ، والبيهقي (1/371) ؛ من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، ومسلم (612) ، وأبو عوانة في "مسنده" (1026 و1027) ، وأبو نعيم (1368) ، والبيهقي (1/364) من طريق الحجاج بن الحجاج؛ كلاهما (هشام، والحجاج) عن قتادة، به. [ص:607]
ورواه البزار (2427) ، وابن خزيمة (355) ؛ من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به موقوفًا على عبد الله بن عمرو. وانظر الحديثين التاليين.
(2) كذا استظهرنا هذه الكلمة في الأصل.(13/606)
14525 - حدثنا يوسفُ القاضي (1) ، ثنا عَمرو بن مَرْزوق، أبنا [ص:608] شُعبة، عن قَتادة، عن أبي أيوبَ، [عن] (2) عبد الله، أظنُّه ابنَ عَمرو - قال شُعبة: كان أحيانًا يرفَعُه وأحيانًا لا يرفَعُه (3) - قال (4) : «وقْتُ العَصْرِ: مَا لَمْ يَحْضُرْ وَقْتُ المَغْرِبِ، ووَقْتُ المَغْرِبِ: مَا لَمْ يَسْقُطِ الشَّفَقُ، ووَقْتُ العِشَاءِ: مَا لَمْ يَنْتَصِفِ اللَّيْلُ، ووَقْتُ الصُّبْحِ: مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ» .
__________
(1) هو: ابن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد.
[14525] رواه أبو نعيم في "المستخرج" (1364) عن حبيب بن الحسن، والبيهقي (1/371) من طريق الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني؛ كلاهما عن يوسف القاضي، به، عن عبد الله بن عمرو، دون شك.
ورواه الطيالسي (2363) عن شعبة، به.
ورواه ابن أبي شيبة (3245) ، وأحمد (2/213 رقم 6993) ؛ عن يحيى بن أبي بكير، ومسلم (612) ، وأبو داود (396) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (1365) ، والبيهقي (1/367) ؛ من طريق معاذ بن معاذ العنبري، ومسلم (612) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/150) ؛ من طريق أبي عامر العقدي، وابن خزيمة (354) من طريق محمد بن يزيد الواسطي، وابن عبد البر في "التمهيد" (8/82) من طريق عثمان بن عمر؛ جميعهم (يحيى بن أبي بكير، ومعاذ العنبري، وأبو عامر، [ص:608] ومحمد بن يزيد، وعثمان) عن شعبة، به.
ورواه ابن أبي شيبة (3244) ، والبزار (2428) ، وابن خزيمة (354) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (1364) ؛ من طريق محمد بن جعفر غندر، وابن خزيمة (355) من طريق محمد بن أبي عدي؛ كلاهما (غندر، وابن أبي عدي) عن شعبة، به، موقوفًا، إلا أن ابن خزيمة أحال رواية غندر على رواية محمد بن يزيد الواسطي المرفوعة.
وانظر الحديثين السابق والتالي. وانظر التعليق بعد التالي.
(2) ما بين المعقوفين سقط من الأصل.
(3) قول شعبة هذا رواه الطيالسي أيضًا بلفظ: قال شعبة: «كان قتادة يرفعه أحيانًا وأحيانًا لا يرفعه» . وجاء في رواية أبي عامر العقدي وعثمان بن عمر، عن شعبة أنه قال: حدثنيه ثلاث مرار؛ فرفعه مرة، ولم يرفعه مرتين. وجاء في رواية يحيى بن أبي بكير، عن شعبة أنه قال: لم يرفعه مرتين، وسألته الثالثة فقال: قال رسول الله، ولم يذكر بقية الرواة عن شعبة قوله هذا، إلا أن محمد بن جعفر ومحمد بن أبي عدي روياه عن شعبة؛ كما تقدم موقوفًا على عبد الله بن عمرو.
(4) أي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال: عبد الله بن عمرو رضي الله عنه؛ على حسب رفع الحديث ووقفه. وفي حال رفعه؛ ففاعل «قال» ضمير مستتر يعود على النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإن لم يذكر اسمه الكريم في اللفظ؛ ولكن دلَّ عليه قوله: «يرفعه» ، وانظر في ذلك: التعليق على الحديث [13934] .(13/607)
14526 - حدثنا أبو الدَّرْداء عبدُالله بن محمَّد بن الأَشْعَث الأَنْطَرْطُوسِي، ثنا إبراهيم بن محمَّد بن عَبِيدة، ثنا أبي، ثنا الجرَّاح بن [ص:609] مَليحٍ (1) ، / حدثني إبراهيمُ بن عبد الحَميد بن ذي حِمايَةَ، عن شُعبة، [خ: 333/ب]
عن قَتادة بن دِعامة، عن أبي أيوبَ الأَزْديِّ، عن عبد الله بن عَمرو، رفعَهُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «صَلاَةُ الأُولَى: قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ وقْتُ العَصْرِ، والعَصْرِ ُ: قَبْلَ أَنْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، والمَغْرِبِ ُ: قَبْلَ أَنْ يَسْقُطَ الشَّفَقُ، والعِشَاءُ ِ الآخِرَةُ ِ: في نِصْفِ اللَّيْلِ، والصُّبْحُ ِ: قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ» .
__________
[14526] أخرجه المصنف في "المعجم الأوسط" (4403) ، و"مسند الشاميين" (2472) ؛ بهذا الإسناد. وانظر الحديثين السابقين. [ص:609]
(1) هو: البهراني أبو عبد الرحمن الشامي.(13/608)
14527 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبل، ثنا أبي، ثنا معاذُ ابن هشام، حدثني أبي، عن قَتادة، عن أبي أيوبَ، عن عبد الله بن عَمرو؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «سَيِّدُ رَيْحَانِ أَهْلِ الجَنَّةِ الحِنَّاءُ» .
__________
[14527] نقله السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/228) ، والمناوي في "فيض القدير" (4/124) عن المصنف بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/157) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، خلا عبد الله بن أحمد ابن حنبل؛ وهو ثقة مأمون» .
ورواه عبد الغني المقدسي في "السنن" (184/2) - كما في "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (1420) - من طريق المصنف.
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (231- رواية نعيم بن حماد) ، وابن أبي شيبة (34986) عن يزيد بن هارون؛ كلاهما (ابن المبارك، ويزيد) عن همام، عن قتادة، به، موقوفًا. وفي رواية يزيد بن هارون شك همام في الراوي عن عبد الله بن عمرو: أبو أيوب، أو شهر بن حوشب.
ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/8) - تعليقًا- من طريق علي المؤدب، عن بكر بن بكار، عن شعبة، عن قتادة، به، موقوفًا.
ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/52) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/55) ؛ من طريق يونس بن حبيب، عن بكر بن بكار، عن شعبة، عن قتادة، عن عكرمة، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعًا.
ورواه وكيع في "الزهد" (180) عن أبي هلال الراسبي محمد بن سليم، عن قتادة، عن عبد الله بن عمرو، به، موقوفًا. [ص:610]
ورواه ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/298) من طريق عبد الملك بن قريب الأصمعي، عن أبي هلال الراسبي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه الدولابي في "الكنى" (833) من طريق جميل بن زيد، عن بقية بن الوليد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الدولابي: «هذا حديث منكر جدًّا، وجميل بن زيد هذا لا يعرف في أهل العلم» .(13/609)
14528 - حدثنا أحمدُ بن زُهَير التُّسْتَري، ثنا أحمدُ بن يحيى السُّوسي، ثنا عبد الوَهَّاب بن عَطاء، عن سعيد (1) ، عن قَتادة، عن أبي أيوبَ، عن عبد الله بن عَمرو؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أرادَ أن ينامَ وهو جُنُب تَوضَّأَ.
__________
[14528] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/274) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه أحمد بن يحيى بن مالك السوسي [تصحف في الأصل إلى: التنوسي] ؛ ترجم له ابن أبي حاتم في كتابه وقال: إنه صدوق، ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (392) - تعليقًا- والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/238-239) - تعليقًا- عن سعيد بن أبي عروبة، به.
ورواه أحمد أيضًا (392) عن عفان وبهز، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/239) تعليقًا عن سلم بن قتيبة، وابن المنذر في "الأوسط" (609) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي؛ جميعهم (عفان، وبهز، وسلم بن قتيبة، وأبو عمر الحوضي) عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن شريك بن خليفة، قال: قلت لعبد الله ابن عمرو: آكل وأنا جنب؟ قال: توضأ وضوءك للصلاة.
قال أحمد بعد أن روى الحديث عن همام: «قال عفان: قلت ليحيى: أخطأ هشام وسعيد، وأصاب همام. قال: كيف يا مجنون؟ قلت: وافق سعيد همامًا على عبد الله بن عمرو، ووافق هشام همامًا على شريك. قال أبي- القائل هو عبد الله بن أحمد-: وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو؛ وقال هشام: عن شريك بن خليفة، عن ابن عمر، في الجنب: يغسل رأسه» . ونحوه نقل البخاري في "التاريخ الكبير" (4/239) عن عفان بن مسلم.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/364) : «شريك بن خليفة الخطابي السدوسي روى عن عبد الله بن عمرو، ويقال: هو ابن عمر، سمعت أبي يقول: بابن عمرو أشبه» .
(1) هو: ابن أبي عروبة.(13/610)
14529 - حدثنا أحمدُ بن زُهَير، ثنا أحمد بن يحيى السُّوسي، ثنا عبد الوهَّاب، ثنا سعيد، عن قَتادة، عن أبي أيوبَ، عن عبد الله بن عَمرو، مثلَه.
__________
[14529] هذا الحديث مكرر من الحديث السابق. ولم نقف على سبب التكرار، إلا أن يكون الطبراني روى الحديث من طريق همام، عن قتادة، عن شريك بن خليفة، عن عبد الله بن عمرو، فأخطأ الناسخ، والله أعلم.(13/611)
14530 - حدثنا جعفرُ بن محمَّد بن حَرْب العَبَّاداني، ثنا [سليمانُ] (1) بن حَرْب.
وحدثنا معاذُ بن المُثَنَّى، ثنا مُسَدَّد؛ ثنا حمَّاد بن زيد، عن خالد [ص:612] الحذَّاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عُقْبة بن أوس السَّدوسيِّ، عن عبد الله بن عَمرو؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَ يَوْمَ الفَتْحِ، وكَبَّر ثلاثًا، ثم قال: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، صَدَقَ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلاَ إِنَّ كُلَّ مَأْثُرَةٍ (2) كَانَتْ في الجَاهِلِيَّةِ تُذْكَرُ وتُدَّعَى، ودَمٍ ومَالٍ؛ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، إِلاَّ سِدَانَةَ البَيْتِ وسِقَايَةَ الحَاجِّ. أَلاَ وإِنَّ قَتِيلَ الخَطَأِ شِبْهِ العَمْدِ؛ مَا كَانَ بِسَوْطٍ أَوْ عَصًا: مِئَةٌ مِنَ الإِبِلِ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ في بُطُونِهَا أَوْلاَدُهَا» .
__________
(1) في الأصل: «إسماعيل» ، والتصويب من "تهذيب الكمال"- فقد رواه من طريق المصنف - ومن مصادر التخريج.
[14530] رواه المزي في "تهذيب الكمال" (20/189) من طريق المصنف.
ورواه أبو داود (4547 و4588) عن سليمان بن حرب ومسدد، به.
ورواه ابن ماجه (2627/م) ، وابن الجارود في "المنتقى" (773) ؛ من طريق محمد ابن يحيى، عن سليمان بن حرب، به.
ورواه الخطيب في "الموضح" (2/307) من طريق محمد بن عبد الله أبي بكر الشافعي، عن معاذ بن المثنى، به.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5153) عن إسماعيل بن حمدويه البيكندي، عن مسدد، به.
ورواه محمد بن نصر المروزي في "السنة" (237) ، والخطيب في "الموضح" (2/307) ؛ من طريق محمد بن عبيد، والنسائي (4793) عن يحيى بن حبيب بن عربي، والطحاوي (5153) من طريق عارم أبي النعمان ويحيى بن عبد الحميد الحماني، والبيهقي (8/68) من طريق محمد بن أبي بكر؛ جميعهم (محمد بن عبيد، ويحيى ابن حبيب، وعارم، ويحيى الحماني، ومحمد بن أبي بكر) عن حماد بن زيد، به.
ورواه الطيالسي (2384) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/434) تعليقًا، وأبو داود (4548 و4589) ، وابن حبان (6011) ، والدارقطني في "سننه" (3/104) ؛ من طريق وهيب بن خالد، عن خالد الحذاء، به. [ص:612]
ورواه أحمد (3/410 رقم 15390) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/392) تعليقًا؛ من طريق يونس بن عبيد، وأحمد (3/410 رقم 15389) ، والبخاري في الموضع السابق تعليقًا أيضًا، والنسائي (4800) ، والبيهقي (8/73) ؛ من طريق حميد الطويل؛ كلاهما (يونس، وحميد) عن القاسم بن ربيعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (1389) . وانظر الحديثين التاليين، والحديث [14069] .
(2) تقدم تفسيرها في الحديث [14069] .(13/611)
14531 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبد الرزَّاق، عن الثَّوري، عن خالد الحذَّاء (1) ، عن القاسم بن ربيعة، عن عُقْبة بن أوْس (2) السَّدوسي، عن رجُلٍ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: لما قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مكَّةَ قال: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وحْدَهُ، صَدَقَ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ ... » ، فذكر مثل حديث حمَّاد بن زيد.
__________
[14531] رواه عبد الرزاق (17213) .
ورواه الدارقطني في "السنن" (3/105) من طريق محمد بن إسماعيل الفارسي، عن إسحاق الدبري، به، ومن طريق إبراهيم بن خالد الصنعاني، عن عبد الرزاق، به. [ص:613]
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/434) تعليقًا عن محمد بن يوسف الفريابي، عن الثوري، به.
ورواه الشافعي في "الأم" (6/8 و105) عن عبد الوهاب بن عطاء الثقفي، وأبو عبيد في "الأموال" (299) ، وأحمد (3/410 رقم 15388) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/392) ، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (238) ، والنسائي (4794) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4945 و5152) ، والبيهقي (8/72) ؛ من طريق هشيم، وأحمد (5/411-412 رقم 23493) عن إسماعيل بن علية، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/434 و8/392) تعليقًا، والنسائي (4797 و4798) ، والدارقطني في "السنن" (3/103) من طريق يزيد بن زريع، والنسائي (4796) ، والدارقطني في "السنن" (3/103) ، والخطيب في "الموضح" (2/307) ؛ من طريق بشر بن المفضل؛ جميعهم (عبد الوهاب، وهشيم، وابن علية، ويزيد، وبشر) عن خالد الحذاء، به، إلا أن يزيد وبِشْرًا قالا: «يعقوب بن أوس» بدل: «عقبة بن أوس» .
قال البيهقي: «قال يحيى بن معين: يعقوب بن أوس وعقبة بن أوس واحد» . اهـ.
ورواه الجصاص في "أحكام القرآن" (3/202- 203) من طريق ابن المبارك، عن سليمان التيمي، وخالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عُمر.
ورواه النسائي (4795) من طريق ابن أبي عدي، عن خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
وانظر الحديثين السابق والتالي، والحديث [14069] .
(1) هو: ابن مهران.
(2) ويقال: يعقوب بن أوس، وقيل: هما أخوان. وانظر "تقريب التهذيب" (4631) .(13/612)
14532 - حدثنا محمَّد بن علي الصائغ، ثنا بكر بن خَلَف، ثنا محمَّد بن جعفر، ثنا شُعبة، عن أيوبَ، قال: سمعتُ القاسمَ بن ربيعة، يحدِّث عن عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ قَتْلَ الخَطَأِ شِبْهِ العَمْدِ؛ قَتِيلَ السَّوْطِ والعَصَا: فيهِ مِئَةٌ مِنَ الإِبِلِ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ في بُطُونِهَا أَوْلاَدُهَا» .
__________
[14532] رواه أحمد (2/164 و166 رقم 6533 و6552) ، وابن ماجه (2627) عن محمد بن بشار؛ كلاهما (أحمد، وابن بشار) عن محمد بن جعفر غندر، به. [ص:614]
ورواه الدارمي (2428) والبغوي في "الجعديات" (1204) ؛ من طريق سليمان بن حرب، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/434) تعليقًا، والبغوي في "الجعديات" (1204) ، والبيهقي (8/44) ؛ من طريق حفص بن عمر الحوضي، وابن ماجه (2627) ، والنسائي (4791) ، والدارقطني في "السنن" (3/104) ؛ من طريق عبد الرحمن بن مهدي؛ جميعهم (سليمان، وحفص بن عمر، وابن مهدي) عن شعبة، به.
ورواه النسائي (4792) من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن القاسم بن ربيعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
وتقدم برقم [14069] من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن القاسم بن ربيعة، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وانظر الحديثين السابقين. وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (1389) .(13/613)
14533 - حدثنا معاذُ بن المُثَنَّى، ثنا عليُّ بن المَديني، ثنا معاذُ ابن هشام، حدثني أبي (1) ، عن قَتادة، عن عُقْبة بن وسَّاج؛ أنه سمعَ عبدَالله بن عَمرو يقول: أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بسِقايَةٍ (2) مِن ذَهَبٍ ... فذكر الحديثَ (3) .
__________
[14533] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/77) واختصره أيضًا، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح» .
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (934) عن أبي موسى محمد بن المثنى، والبزار (1850/كشف الأستار) عن عمرو بن علي، وأبو بكر الفريابي في "فضائل القرآن" (196) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري؛ جميعهم (أبو موسى، وعمرو بن علي، والقواريري) عن معاذ بن هشام، به. ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (2765) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به. وانظر الحديث [14249] .
(1) هو: هشام الدستوائي.
(2) السِّقَايَةُ: الإناءُ يُسْقَى به. "تاج العروس" (س ق ي) .
(3) تتمةُ الحديثِ - كما عند البزار-: أُتِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسِقَايَةٍ مِن ذَهَبٍ أو فِضّةٍ، فَجَعَلَ يَقسِمُها بين أصحابِهِ، فقام رجلٌ من أهلِ الباديةِ فقال: يا محمدُ، لَئِنْ كان اللهُ أمركَ بالعدلِ، فلَمْ تَعْدِلْ! قال: «وَيْلَكَ! فَمَنْ يَعْدِلُ عَلَيْكَ بَعْديِ؟!» فلمّا أَدْبَرَ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي أُمَّتِي أَشْبَاهَ هَذَا؛ يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، فَإِنْ خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِنْ خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ» قال ذلك ثلاثًا. وانظر الحديث [14249] .(13/614)
14534 - حدثنا زكريَّا بن يحيى السَّاجي، ثنا هُدْبَة بن خالد، ثنا همَّام، عن قَتادة، عن محمَّد بن سيرين، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، قال: كنتُ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بحُشَّانٍ من حُشَّانِ (1) المدينة، فجاءَ رجلٌ فاستأذَنَ، فقال: «قُمْ فَأْذَنْ لَهُ، وبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ» ، فقُمْتُ فأَذِنتُ له، فإذا هو أبو بكرٍ، فبشَّرتُه بالجنَّة، فجَعَلَ يَحْمَدُ اللهَ حتى جلسَ. ثم جاءَ رجلٌ فاستأذَنَ، فقال: «قُمْ فَأْذَنْ لَهُ، وبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ» ، فقُمْتُ فأذِنتُ له، فإذا هو عمرُ، / فبشَّرتُه بالجنَّة، فجَعَلَ يَحْمَدُ اللهَ حتى [خ: 334/أ]
جلسَ. ثم جاءَ خفيضُ الصَّوتِ (2) ، فقال: «قُمْ فَأْذَنْ لَهُ، وبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ [ص:616][عَلى بَلْوَى] (3) تُصِيبُهُ» ، فقُمتُ فَأَذِنْتُ له، فَإذا هو عثمانُ، فبشَّرتُه بالجنَّة على بَلْوَى تُصيبُه، فجَعَل يقولُ: اللَّهُمَّ صَبرًا، حتى جلسَ. قلتُ: يا رسولَ الله، فأين أنا؟ قال: «أَنْتَ مَعَ أَبِيكَ» .
__________
[14534] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/56) ، وقال: «رواه الطبراني- واللفظ له- وأحمد باختصار، بأسانيد، وبعض رجال الطبراني وأحمد رجال الصحيح» .
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (1448) ، وعبد الله بن أحمد في"فضائل عثمان" (2) ، وفي زوائده على "فضائل الصحابة" (207) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/274) من طريق أبي يعلى الموصلي؛ جميعهم (ابن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد، وأبو يعلى) عن هدبة، به.
ورواه الطيالسي (2401) ، وأحمد (2/165 رقم 6548) عن يزيد بن هارون، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/172) ، وابن شبة في "أخبار المدينة" (3/1073) ؛ عن محمد بن سنان؛ جميعهم (الطيالسي، ويزيد بن هارون، ومحمد بن سنان) عن همام، عن قتادة، عن محمد بن سيرين ومحمد بن عبيد الحنفي، عن عبد الله بن عمرو، به، إلا أنه وقع في "أخبار المدينة": «محمد بن سيرين عن محمد بن عبيد» .
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/103-104) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به، إلا أنه جاء عنده «ابن عمر» بدل: «ابن عمرو» .
وانظر الأحاديث الثلاثة التالية.
(1) الحُشَّان: جمع حُشٍّ، وهو البستان. انظر: "المصباح المنير" (ح ش ش) .
(2) أي: رجل خفيض الصوت، كما في مصادر التخريج. ويوجه ما هنا على حذف المنعوت للعلم به؛ كقوله تعالى: {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} [سَبَإ: 11] ، أي: دروعًا سابغات. وانظر: شروح الألفية، التوابع، النعت. [ص:616]
(3) ما بين المعقوفين ليس في الأصل، واستدركناه مما يأتي في الحديث، ومن بعض مصادر التخريج.(13/615)
14535 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبل، حدثني أبي، ثنا داود (1) ، ثنا همَّام، عن قَتَادة، عن محمَّد بن عُبَيد الحَنَفي، عن عبد الله ابن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَه.
__________
[14535] تقدم تخريج طريقه مقرونة بطريق محمد بن سيرين في الحديث السابق. وانظر الحديثين التاليين.
(1) هو: ابن مهران الدباغ، ووقع في "مسند أحمد" (6548) بدلاً عنه: «يزيد» ؛ وهو ابن هارون.(13/616)
14536 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَه، ثنا أبي، ثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، ثنا همَّام، عن قَتادة، عن محمَّد بن عُبَيد الحَنَفي، عن عبد الله بن عَمرو، قال: كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حُشٍّ، فجاء رجلٌ فاستأذَنَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ، فذكر مثلَه.
__________
[14536] انظر الحديثين السابقين والحديث التالي.(13/616)
14537 - حدثنا الحسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَري، ثنا عُبَيدالله بن معاذ، ثنا أبي (1) ، ثنا أشعَثُ بن عبد الملك، عن محمَّد بن سيرين، قال: كان عبد الله بن عَمرو بن العاص عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فاستأذن رجل، [ص:617] فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ائْذَنُوا لَهُ، وبَشِّرْهُ (2) بِالجَنَّةِ» ، فدَخَل، فإذا أبو بكر، ثم استأذَنَ رجلٌ، فقال: «ائْذَنُوا لَهُ، وبَشِّرُوهُ بِالجَنَّةِ» ، فدَخَل، فإذا عمرُ بن الخطاب. واستأذَنَ رجلٌ، فقال: «ائْذَنُوا لَهُ، وبَشِّرُوهُ (3) بِالجَنَّةِ» ، فدخَلَ عثمانُ بن عفَّان، فقال عبد الله بن (4) عَمرو: فأينَ أنا يا رسولَ الله؟ قال: «أَنْتَ مَعَ أَبِيكَ» .
__________
[14537] انظر الأحاديث الثلاثة السابقة.
(1) هو: معاذ بن معاذ بن نصر العنبري. [ص:617]
(2) كذا في الأصل، وسيأتي في الموضعين التاليين: «وبشروه» بصيغة الجمع، ويتجه على أن يكون الخطاب في «ائذنوا» لمجموع الجالسين، وفي «وبشره» لعبد الله بن عمرو. ويتجه أيضًا أن يكون للجميع- كبقية الأفعال، وأصله: «وبشروه» لكنه حذف الواو واكتفي عنها بضمة الراء؛ فتضبط حينئذٍ: «وبَشِّرُهُ» ، وانظر في الاجتزاء التعليق على الحديث [13709] ، وفي اجتماع لغتين أو أكثر في الكلام الفصيح: التعليق على الحديث [13801] .
(3) تشبه في الأصل في هذا الموضع: «وبشرره» ، وهي على الصواب في التكرار المشار إليه في التعليق التالي.
(4) من قوله: «عمر بن الخطاب واستأذَن رجلٌ ... » إلى هنا، مكرر في الأصل؛ بسبب انتقال النظر.(13/616)
14538 - حدثنا عَبْدان بن أحمد، ثنا محمَّد بن مُصَفًّى، ثنا الوليدُ بن مسلم، ثنا سالم الخيَّاط (1) ، حدثني محمَّد بن سيرين، عن عبد الله بن عَمرو؛ أنه كان قاعدًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةٌ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا» ، قلتُ: يا رسولَ الله، فكيف يَصنَعُ من أدرَكَهُم؟ قال: «صَلُّوهَا لِوقْتِهَا، فَإِذَا حَضَرْتُمْ مَعَهُمُ الصَّلاَةَ فَصَلُّوا» .
__________
[14538] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/325) ، وقال: «رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه سالم بن عبد الله الخياط؛ ضعفه ابن معين والنسائي، ووثقه أحمد وابن حبان وأبو أحمد بن عدي» . وذكره المتقي الهندي في [ص:618] "كنز العمال" (20683) ونسبه للطبراني.
ورواه المصنف في "الأوسط" (958) من طريق زهير بن محمد، عن سالم الخياط، به.
(1) هو: سالم بن عبد الله الخياط البصري، ثم المكي.(13/617)
14539 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، ثنا حَجَّاج بن المِنْهال، ثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن قَتادة، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ» - قالها ثلاثًا- «فَإِنْ شَرِبَهَا الرَّابِعَةَ فَاقْتُلُوهُ» .
__________
[14539] رواه أحمد (2/166 و214 رقم 6553 و7003) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/159) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/337) ؛ من طريق همام، وأحمد (2/166 رقم 6553) ، والحاكم (4/372) ؛ من طريق هشام الدستوائي؛ كلاهما (همام، وهشام) عن قتادة، به.
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (235) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن شهر بن حوشب، به.(13/618)
14540 - حدثنا محمَّد بن علي الصَّائغ، ثنا بكر بن خَلَف، ثنا معاذُ بن هشام، حدثني أبي (1) ، عن قَتادة، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن [ص:619] عبد الله بن عَمرو، قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا قُطِعَ قَرْنٌ نَشَأَ قَرْنٌ (2) ، حَتَّى يَكُونَ مَعَ بَقِيَّتِهِمُ الدَّجَّالُ» .
__________
[14540] رواه أبو داود (2482) عن عبيد الله بن عمر، عن معاذ بن هشام، به، مختصرًا، ولم يذكر لفظ المصنف هنا، والمصنف ساق الحديث هنا مختصرًا، وسيورده في الحديث بعد التالي بأطول مما هنا.
ورواه الطيالسي (2293) عن هشام الدستوائي، به، مطولاً.
ورواه أحمد (2/209 رقم 6952) عن عبد الصمد بن عبد الوارث وأبي داود الطيالسي، عن هشام الدستوائي، به، مطولاً.
ورواه معمر في "جامعه" (20790/الملحق بمصنف عبد الرزَّاق) عن قتادة، به، مطولاً.
ورواه المصنف في "الأوسط" (6791) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن شَهْر، عن نوف البكالي، عن عبد الله بن عمرو، مختصرًا، ولم يذكر اللفظة التي ساقها هنا، ثم قال: «لم يُدخل في هذا الحديث بين شَهْر بن حَوْشَب وبين عبد الله ابن عَمرو أحدًا ممن رواه عن قتادة إلا سعيد بن بشير، تفرد به الوليد بن الوليد» . وانظر الحديث بعد التالي.
(1) هو: هشام الدستوائي. [ص:619]
(2) رسمها في الأصل في الموضعين: «قون» .(13/618)
14541 - حدثنا مُطَّلِبُ بن شُعَيب الأَزْدي، ثنا أبو صالح عبدُالله ابن صالح. [ص:620]
وحدثنا أبو الزِّنْباع رَوْحُ بن الفَرَج، ثنا يحيى بن بُكَير؛ قالا: ثنا الليثُ بن سعد، عن إسحاقَ بن أَسِيْد، عن رجاء بن حَيْوَة (1) ، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قَلِيلُ الفِقْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ العِبَادَةِ، وكَفَى بِالمَرْءِ فِقْهًا إِذَا عَبَدَ اللهَ، وكَفَى بِالمَرْءِ جَهْلاً إِذَا أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ، إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلاَنِ: مُؤْمِنٌ وجَاهِلٌ؛ فَلاَ تُؤْذِي (2) المُؤْمِنَ، ولاَ [تُحَاوِرِ] (3) الجَاهِلَ» .
__________
[14541] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/120) ، وقال: «رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه إسحاق بن أسيد، قال أبو حاتم: لا يشتغل به» .
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (2098) بإسناديه، لكن وقع عنده: «عن ابن رجاء بن حيوة، عن أبيه» .
ورواه في "المعجم الأوسط" (8698) عن مطلب بن شُعَيب، به، كما هنا، ولم يذكر رواية أبي الزنباع.
ورواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (90) ؛ من طريق قاسم بن أصبغ، عن أبي الزنباع، به، وفيه عنده: «عن ابن رجاء بن حيوة، عن أبيه» .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/381) ، وتمام في "فوائده" (95) من طريق محمد بن إسماعيل أبي إسماعيل، وأبو نُعَيم في "حلية الأولياء" (5/173-174) من طريق إسماعيل بن عبد الله؛ جميعهم (البخاري، ومحمد بن إسماعيل، وإسماعيل) عن عبد الله بن صالح، به، إلا أنه جاء في رواية إسماعيل بن عبد الله: «عن ابن رجاء بن حيوة، عن أبيه» .
ورواه ابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (358) من طريق عمران بن موسى، عن يحيى بن بكير، به.
ورواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (453) ، والخطيب في "الموضح" (1/421) ، وفي "الفقيه والمتفقه" (90) ؛ كلاهما من طريق عبد الملك بن يحيى بن بكير، عن يحيى بن بكير، به، ووقع عندهما: «عن ابن رجاء بن حيوة، عن أبيه» . [ص:620]
ورواه الخطيب في "الموضح" (1/420-421) من طريق عبد الله بن وهب، عن الليث، به، ثم قال الخطيب: «والصواب: عن ابن رجاء بن حيوة، عن أبيه» .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/381 و8/331) من طريق يحيى بن أيوب، عن إسحاق بن أسيد، عن ابن رجاء بن حيوة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(1) تقدم أن الحديث رواه المصنف في "مسند الشاميين" بإسناديه هنا، وفيه: «عن ابن رجاء بن حيوة، عن أبيه» . ورواه المصنف أيضًا في "المعجم الأوسط" بأحد الإسنادين هنا، دون الزيادة، لكن أشار المحقق إلى وجود هذه الزيادة في نسخة الحرم من "مجمع البحرين". وابن رجاء هذا هو: يزيد؛ كما جاء عند البخاري في "التاريخ الكبير" (8/331) .
(2) كذا في الأصل، و «لا» هنا إما أن تكون ناهية عاملة للجزم، فيكون في بقاء الياء معها وجهان تقدما في التعليق على الحديث [13682] ، أو تكون نافية ومعناها النهي، غير عاملة، فيرفع الفعل بعدها. وانظر في مجيء النفي بمعنى النهي التعليق على الحديث [14195] .
(3) في الأصل «تحاوز» بالحاء المهملة والزاي، غير منقوطة التاء، والمثبت موافق لما في بعض مصادر التخريج، وفي بعضها: «تجاور» بالجيم والراء المهملة، وكلاهما صحيح مروي. قال في "فيض القدير" (4/526) : «و"لا تحاور" بحاء مهملة- الجاهلَ"، قال في "الفردوس": المحاورة: المكالمة، وروي "لا تجاور" بالجيم»(13/619)
14542 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَه، ثنا أبي، ثنا [ص:621] جَرير (1) ، عن ليث (2) ، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن عبد الله بن عَمرو، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّهُ كَائِنٌ فيكُمْ قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ رُؤُوسَهُمْ، / كُلَّمَا (3) طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ، كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهُمْ [خ: 334/ب]
قَرْنٌ قُطِعَ - حَتَّى ذَكَرَ عِشْرِينَ مَرَّةً وزِيَادَةً- حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ يَخْرُجُ مَعَ الدجَّالِ» .
وعن عبد الله بن عَمرو، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، حَتَّى يُهَاجِرَ النَّاسُ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ، وحَتَّى لاَ يَبْقَى عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ شِرَارُ أَهْلِهَا، تَقْذَرُهُمْ رُوحُ اللهِ (4) ، وتَلْفِظُهُمْ أَرْضُهُمْ، وتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مِنْ عَدَنٍ مَعَ القِرَدَةِ والخَنَازِيرِ، تَبِيتُ مَعَهُمْ أَيْنَمَا بَاتُوا، وتَقِيلُ مَعَهُمْ أَيْنَمَا قَالُوا، ولَهَا مَا سَقَطَ مِنْهُمْ» .
__________
[14542] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/230) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه ليث بن أبي سليم؛ وهو مدلس» .
ورواه نعيم بن حماد في "الفتن" (1767) عن جرير بن عبد الحميد، به، بالجزء الثاني من الحديث فقط. [ص:621]
ورواه نعيم بن حماد أيضًا (1748) من طريق مطر بن طهمان، و (1758) من طريق المياح أبي العلاء؛ كلاهما عن شهر بن حوشب، به، بالجزء الثاني من الحديث.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/161-162) من طريق أبي جناب يحيى ابن أبي حية، عن شهر بن حوشب، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، به.
وانظر الحديث قبل السابق، والحديث [14513] .
(1) هو: ابن عبد الحميد.
(2) هو: ابن أبي سليم.
(3) لم تتضح كلمة «كلما» كاملة بسبب التصوير، واستدركناها من "مجمع الزوائد".
(4) أي: تكرههم ذات الله. تقولُ: قَذِرْتُ الشيءَ وقَذَرْتُه، أَقْذُرُه؛ من بابَيْ «سَمِعَ» و «نَصَر» : إذا كرهتَه واجتنبتَه. والمعني: أن الله يكره خروجهم إليها ومقامهم بها؛ فلا يوفقهم لذلك، فصاروا بالرد وعدم القبول في معنى الشيء الذي تقذره النفس. ونحوه قوله تعالى: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} [التّوبَة: 46] . "معالم السنن" للخطابي (3/353-354) ، و"شرح السنة" للبغوي (14/210) ، و"النهاية" (4/28) ، و"مرقاة المفاتيح" (11/406-407) ، و"تاج العروس" (ق ذ ر) .(13/620)
14543 - حدثنا إسماعيلُ بن محمود بن محمَّد النَّيْسابوري، ثنا يحيى بن يحيى النَّيْسابوري، ثنا إسماعيلُ بن عيَّاش، عن عبد العزيز بن عُبَيدالله، عن شهر بن حَوْشَب، قال: سمعتُ عبدَالله بن عَمرو يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ، ومَنْ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُهُ ضَرَّهُ جَهْلُهُ، اقْرَأِ القُرْآنَ مَا نَهَاكَ، فَإِنْ لَمْ يَنْهَكَ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ» .
__________
[14543] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/184) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه شهر بن حوشب؛ وهو ضعيف، وقد وثق» .
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (1345) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (200) ؛ من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، والقضاعي في "مسند الشهاب" (392 و741) من طريق فهد بن عوف؛ كلاهما (عبد الوهاب، وفهد) عن إسماعيل بن عياش، به.(13/622)
14544 - حدثنا يحيى بن عثمانَ بن صالح، ثنا سعيدُ بن أبي مَريم، ثنا مسلَمة بن عُلَيٍّ، حدثني الأوزاعي، عن مَكْحول، عن رَجاء ابن حَيْوَة، عن عبد الله بن عَمرو، قال: صَلَّينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا انصَرَفَ قال لنا: «هَلْ تَقْرَؤُونَ القُرْآنَ إِذَا كُنْتُمْ مَعِي في الصَّلاَةِ؟» قُلنا: نعم، قال: «فَلاَ تَفْعَلُوا إِلاَّ بِأُمِّ القُرْآنِ» .
__________
[14544] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/110) ، وقال: «رواه البزار والطبراني في "الكبير"، وفيه مسلمة بن علي؛ وهو ضعيف» .
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (2099) و (3568) بهذا الإسناد، وقرن في الموضع الثاني مع يحيى بن عثمان بن صالح، أحمد بن إسحاق بن واضح العسال.
ورواه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (406) عن أبي الحسين علي بن محمد السكري، عن علي بن محمد المصري، عن يحيى بن عثمان بن صالح، به، إلا أنه قال: «عبد الله بن عمر» بدل: «عبد الله بن عمرو» ، ثم قال: «قال المصري: هكذا وقع في كتابي هذا الحديث عن عبد الله بن عمر في موضعين» . [ص:623]
ورواه البزار (489/كشف الأستار) عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (407) من طريق محمد بن الهيثم القاضي؛ كلاهما (إبراهيم، ومحمد) عن سعيد بن أبي مريم، به.
وقد اختلف في هذا الحديث على الأوزاعي، انظر: "القراءة خلف الإمام" للبيهقي (129-133) .(13/622)
14545 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدين المِصري، وأبو الزِّنْباع رَوْح ابن الفَرَج؛ قالا: ثنا عَمرو بن خالد الحَرَّاني، ثنا ابن لَهِيعَة، عن جعفر بن ربيعةَ، عن ربيعة بن يزيدَ، عن أبي إدريسَ الخَوْلاني، عن عبد الله بن عَمرو، قال: سمعتُ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ عَمُودَ الكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ قَدْ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلاَ وإِنَّ الإِيمَانَ إِذَا كَانَتِ الفِتَنُ بِالشَّامِ» ثلاثَ مرَّات.
__________
[14545] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/58) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بأسانيد، وفي أحدها ابن لهيعة؛ وهو حسن الحديث، وقد توبع على هذا، وبقية رجاله رجال الصحيح» .
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/106) من طريق المصنف.
ورواه أحمد (5/198 رقم 21733) ، وفي "فضائل الصحابة" (1717) ، والبزار (3332/كشف الأستار) ، والمصنف في "مسند الشاميين" (1198) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/98) ؛ من طريق بشر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، به. وانظر الحديث [14514] .(13/623)
14546 - حدثنا أبو مسلم الكَشِّي (1) ، ثنا أبو عاصِم (2) ، عن الأوزاعي، عن حسَّان بن عطيَّة، عن أبي كَبْشَة السَّلُولي (3) ، عن [ص:624] عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بَلِّغُوا عَنِّي ولَوْ آيَةً، وحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ولاَ حَرَجَ، ومَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .
__________
(1) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم.
(2) هو: الضحاك بن مخلد.
(3) معروف بكنيته.
[14546] رواه المصنف في "طرق حديث من كذب عليَّ" (60) بهذا الإسناد.
ورواه المزي في "تهذيب الكمال" (34/217) من طريق المصنف. [ص:624]
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (6/78) عن محمد بن أحمد بن الحسن وحبيب بن الحسن وفاروق بن عبد الكبير الخطابي، وفي "المستخرج" (8) عن حبيب وفاروق، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (12) من طريق حبيب بن الحسن؛ جميعهم (محمد بن أحمد، وحبيب بن الحسن، وفاروق الخطابي) عن أبي مسلم الكشي، به. ووقع في "المستخرج": «عبيد» بدل: «حبيب» .
ورواه البخاري (3461) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، به.
ورواه الترمذي (2669/م) عن محمد بن بشار، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (134 و398) ، وفي "شرح معاني الآثار" (4/128) ؛ عن بكار بن قتيبة وإبراهيم بن مرزوق، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (ص104) من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، وعبد الغني بن سعيد الأزدي في "أوهام الحاكم" (ص134-135) من طريق أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (12) من طريق يعقوب بن سفيان الفسوي؛ جميعهم (ابن بشار، وبكار، وابن مرزوق، وأبو قلابة، وأبو أمية، والفسوي) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، به.
ورواه عبد الرزَّاق في "المصنف" (10157 و19210) ، وفي "التفسير" (1/205) عن الأوزاعي، به.
ورواه زهير بن حرب أبو خَيْثَمة في "كتاب العلم" (45) ، وأحمد (2/159 رقم 6486) ، وابن حبان (6256) ، وعبد الغني بن سعيد الأزدي في "أوهام الحاكم" (ص 136) ؛ من طريق الوليد بن مسلم، وابن أبي شيبة (26644 و26897) ، وأحمد (2/202 رقم 6888) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/7) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/78) ؛ من طريق عبد الله بن نمير، وأحمد (2/214 رقم 7006) ، والدارمي (559) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/78) ؛ من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (133 و398) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/7) ؛ من طريق بشر بن بكر، وابن أبي حاتم (2/7) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (11/41 و64/37) ؛ [ص:625] من طريق الوليد بن مزيد، والمصنف في "المعجم الصغير" (462) من طريق سفيان الثوري، والمصنف في "طرق حديث من كذب علي" (60) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/78) ، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (12) ؛ من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (ص 83-84) ، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (12) ؛ من طريق محمد بن مصعب، وعبد الغني الأزدي في "أوهام الحاكم" (ص136) من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني وعمر بن عبد الواحد، وأبو نعيم في "الحلية" (6/78) من طريق محمد ابن كثير الصنعاني، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (12) من طريق محمد ابن القاسم الأسدي والحسن بن علي وإبراهيم بن محمد أبي إسحاق الفزاري؛ جميعهم (الوليد بن مسلم، وابن نمير، وأبو المغيرة، وبشر بن بكر، والوليد بن مزيد، والثوري، ويحيى البابلتي، ومحمد بن مصعب، وعبد الملك، وعمر بن عبد الواحد، ومحمد بن كثير، ومحمد بن القاسم، والحسن بن علي، وأبو إسحاق الفزاري) عن الأوزاعي، به.
ورواه الترمذي (2669) ، والمصنف في "مسند الشاميين" (218) ، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (13) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/1196) ؛ من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن حسان بن عطية، به.
وانظر الحديث [14278] .(13/623)
14547 - حدثنا ابنُ أبي مَريم (1) ، ثنا الفِرْيابي (2) ، ثنا الأوزاعي، عن حسَّان بن عَطِيَّة، عن أبي كَبْشَة السَّلولي، عن عبد الله بن عَمرو، [ص:626] قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعُونَ حَسَنَةً (3) ، أَعْلاَهَا مِنْحَةُ [العَنْزِ] (4) ، مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا أَدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ» .
__________
(1) هو: عبد الله بن محمد بن سعيد.
(2) هو: محمد بن يوسف.
[14547] رواه عبد الغني بن سعيد في "أوهام الحاكم" (ص137) من طريق محمود بن خالد أبي علي الدمشقي، والبغوي في "شرح السنة" (1664) من طريق حميد بن زنجويه؛ كلاهما عن الفريابي، به.
ورواه أحمد (2/160 رقم 6488) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (30) ، وابن حبان (5095) ، وعبد الغني في "أوهام الحاكم" (ص137) ؛ من طريق الوليد ابن مسلم، وأحمد (2/194 رقم 6831) عن روح بن عبادة، وأحمد (2/196 رقم 6853) ، والبيهقي (4/184) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، والبخاري (2631) ، وأبو داود (1683) ؛ من طريق عيسى بن يونس، والحاكم (4/234) من طريق بشر بن بكر، وعبد الغني في "أوهام الحاكم" (ص137) [ص:626] من طريق عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين وبقية بن الوليد، والبيهقي (4/184) من طريق الوليد بن مزيد؛ جميعهم (الوليد بن مسلم، وروح، وأبو المغيرة، وعيسى، وبشر، وعبد الحميد، وبقية، والوليد بن مزيد) عن الأوزاعي، به.
(3) قال الحافظ في "الفتح" (5/245) : «قال ابن بطال: ... ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان عالمًا بالأربعين المذكورة، وإنما لم يذكرها لمعنى هو أنفع لنا من ذكرها؛ وذلك خشية أن يكون التعيين لها مزهِّدًا في غيرها من أبواب البر ... » .
(4) في الأصل: «العين» غير منقوطة الياء. والمثبت من مصادر التخريج.
و «المِنْحةُ» بكسر الميم، و «المَنيحة» بفتحها مع زيادة الياء: هي العطية، وتكون في الحيوان وفي الثمار وغيرهما. وقد تكون المنحة عطيةً للرقبة بمنافعها، وهي الهبة، وقد تكون عطية اللبن أو الثمرة مدة، وتكون الرقبة باقية على ملك صاحبها ويردها إليه إذا انقضت المدة أو اللبن. والمراد بمنحة العنز: أن يُعطيَ إنسانٌ لآخرَ عَنْزًا لينتَفعَ بلَبنِها وصُوفها، ثم يُعيدَها. وانظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (3/273-274) ، و"غريب الحديث" للخطابي (1/728-729) ، و"مشارق الأنوار" (1/384) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (7/106) ، و"فتح الباري" (5/243) ، و"النهاية" (4/364) ، و"التيسير بشرح الجامع الصغير" للمُناوي (1/140) ، و"تاج العروس" (م ن ح) .(13/625)
14548 - حدثنا أحمدُ بن محمَّد بن يحيى بن حَمْزَةَ الدمشقي، ثنا عليُّ بن عيَّاش، ثنا ابن ثَوْبان (1) ، عن حسَّان بن عَطِيَّة، عن أبي كَبشَة [ص:627] السَّلولي، عن عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «سَدِّدُوا وقَارِبُوا، وخَيْرُ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاَةُ، ولاَ يُحَافِظُ عَلَى الوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ» .
__________
[14548] لم نقف عليه من هذا الوجه، لكن تقدم عند المصنف (2/رقم 1444) من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن ثوبان، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذا الوجه رواه أحمد (5/282 رقم 22433) ، والدارمي (682) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (167) ، وابن حبان (1037) .
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (217) من طريق علي بن الجعد، عن ابن ثوبان، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عمَّن سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم. وانظر الحديث [14294] .
(1) هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.(13/626)
14549 - حدثنا بكرُ بن سَهْل، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاويةُ بن صالح، عن ربيعةَ/ بن يزيدَ، عن ابن الدَّيْلَمي (1) ، عن [خ: 335/أ]
عبد الله ابن عَمرو، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ صَلاَةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا» .
__________
[14549] رواه المصنف في "مسند الشاميين" (1937) بهذا الإسناد.
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/521) عن أبي صالح عبد الله بن صالح، به.
ورواه الفريابي في "القدر" (70) من طريق معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، به.
ورواه ابن أبي شيبة (24446) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن ابن الديلمي، قال: سألت ابن عمرو عن شارب الخمر؟ فقال: «لا تقبل له صلاة أربعين يومًا وأربعين ليلة» ، ولم يرفعه.
وانظر الأحاديث الثلاثة التالية، وانظر الحديث [14173] .
(1) هو: عبد الله بن فيروز المقدسي.(13/627)
14550 - حدثنا ابنُ أبي مَريم، حدثنا الفِرْيابي (1) .
وحدثنا أبو شُعَيب عبد الله بن الحسن الحَرَّاني، ثنا يحيى بن عبد الله البابْلُتِّي؛ قالا: ثنا الأوزاعيُّ، حدثني ربيعةُ بن يزيدَ، عن عبد الله بن الدَّيْلَمي، عن عبد الله بن عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: [ص:628] «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ تَوْبَتَهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ لَمْ يَقْبَلْ تَوْبَتَهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ» ثلاثًا أو أربعًا، قال الأوزاعيُّ: ما أَدْري في الثالثة أو في الرابعة: «فَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدْغَةِ الخَبَالِ يَوْمَ القِيَامَةِ» . قال الأوزاعيُّ: رَدْغَةُ الخَبال: صَديدُ أهل النَّار.
__________
(1) هو: محمد بن يوسف.
[14550] رواه الدارمي (2136) عن الفريابي، به.
ورواه البزار (2493) عن سلمة بن شبيب، عن الفريابي، به.
ورواه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (640) عن الأوزاعي، عن ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو السيباني، عن الديلمي، به. [ص:628]
ورواه ابن ماجه (3377) ، وابن حبان (5357) ؛ من طريق الوليد بن مسلم، والنسائي (5670) من طريق بقية، والحاكم (1/30) من طريق محمد بن كثير المصيصي، والحاكم (1/30) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5192) ؛ من طريق الوليد بن مزيد؛ جميعهم (الوليد بن مسلم، وبقية، ومحمد بن كثير المصيصي، والوليد بن مزيد) عن الأوزاعي، به، وقرن الحاكم والبيهقي رواية ربيعة بن يزيد مع رواية يحيى بن أبي عمرو السيباني.
ورواه أحمد (2/197 رقم 6854) ، والنسائي (5664) ، وابن خزيمة (939) ، والمصنف في "مسند الشاميين" (533) ، والحاكم في "المستدرك" (1/257-258) ؛ من طريق عروة بن رويم، عن ابن الديلمي، به.
وانظر الحديث السابق والحديثين التاليين.(13/627)
14551 - حدثنا طالبُ بن قُرَّة الأَذَني، ثنا محمَّد بن عيسى الطبَّاع، ثنا فَرَج بن فَضالَة، عن ربيعةَ بن يزيدَ، عن عبد الله بن الدَّيْلَمي، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ... ؛ مثلَ حديث الأوزاعي.
__________
[14551] لم نقف على رواية فرج بن فضالة، وانظر الحديثين السابقين، والحديث التالي.(13/628)
14552 - حدثنا محمَّد بن نَصْر القطَّان الهَمَذاني، ثنا هشام بن [ص:629][عمار] (1) ، ثنا عَمرو بن واقد، حدثني يحيى بن سُلَيم، عن أبي سلاَّم الحَبَشي، عن ابن الدَّيْلَمي، قال: أتيتُ عبدَالله بن عَمرو بن العاص، قلت: سمعت (2) رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ رَجِسَ (3) ورَجِسَتْ صَلاَتُهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنْ عَادَ رَجِسَ ورَجِسَتْ صَلاَتُهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ إِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنْ عَادَ رَجِسَ ورَجِسَتْ صَلاَتُهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدْغَةِ الخَبَالِ يَوْمَ القِيَامَةِ» .
__________
[14552] نقله السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/171-172) عن المصنف.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/272) من طريق محمد بن خريم، عن هشام بن عمار، به، إلا أنه وقع فيه: «يحيى بن سليمان» بدل: «يحيى بن سليم» . وانظر الأحاديث الثلاثة السابقة. [ص:629]
(1) في الأصل: «عمارة» . والتصويب من "اللآلئ المصنوعة"، و"تاريخ دمشق".
(2) كذا في الأصل! وفي «اللآلئ المصنوعة"- نقلاً عن الطبراني-: «عن ابن الديلمي، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... » إلخ، لكن تصحف «ابن الديلمي» إلى «أبي الديلمي» .
ومن الواضح أن السيوطي تصرف في النقل، أو نقله من كتاب آخر للطبراني. والعبارة مشكلة! فَإن ضبطنا «قلت» بضم التاء، و «سمعت» بفتح التاء، فَإن الكلام يحتاج إلى جواب؛ كأن يقول عبد الله بن عمرو: «نعم» ، أو نحو ذلك. ويدل على صحة هذا التوقع رواية ابن عساكر، ففيها: «عن أبي سلام الحبشي، عن ابن الديلمي؛ قال: أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص أريد أن أساله عن حديثين بلغانا عنه، فوجدته آخذًا بيد رجل من قريش قد بلغنا أنه يشرب الخمر، فقلت: كيف لي أن يخلو لي وجهه؟ قال: قلت: رحمك الله! هل سمعت في الخمر شيئًا؟ قال: نعم، فلما سمعه القرشي خلى سبيل يده وولى منطلقًا، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من شرب الخمر ... » إلخ.
(3) رجُس- كفَرِح وكرُم-: عَمِل عملاً قبيحًا. والرِّجْس: العمل الذي يقبح ذكره ويرتفع في القبح. ورَجُس- ككرم- الشيءُ يرجُس رجاسة: أي قَذُر. "تاج العروس" (ر ج س) .(13/628)
14553 - حدثنا جعفرُ بن محمَّد الفِرْيابي، ثنا سُلَيمان بن عبد الرحمن الدِّمَشْقي، ثنا محمَّد بن شُعَيب بن شابور، عن عُروَة بن [ص:630] رُوَيْم، عن عبد الله بن الدَّيْلَمي، عن عبد الله بن عَمرو، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ سُلَيمان بنَ دَاوُدَ سَأَلَ اللهَ ثَلاَثًا فَأَعْطَاهُ اللهُ اثْنَتَيْنِ، وأَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ: سَأَلَهُ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمٍ يُوَاطِئُ حُكْمَهُ فَأُعْطِيَ، وسَأَلَهُ مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ من بَعْدِهِ فَأَعْطَاهُ، وسَأَلَهُ أَيُّمَا عَبْدٍ أَتَى بَيْتَ المَقْدِسِ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ فيهِ أَنْ يَكُونَ مِنْ خَطَيئَتِهِ كَيَوْمَ ولَدَتْهُ أُمُّهُ» .
__________
[14553] رواه الضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (15) من طريق المصنف، به. [ص:630]
ورواه المصنف في "الأوسط" (6815) عن محمد بن هارون، عن سليمان بن عبد الرحمن، به.
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (534) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، به. وذكر محققه أن في مكان شيخ المصنف بياضًا.
ورواه أبو بكر الفريابي في "القدر" (71) ، والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (48) ؛ من طريق محمد بن مهاجر، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/325) من طريق عثمان بن عبيدة؛ كلاهما (محمد بن مهاجر، وعثمان) عن عروة بن رويم، به.
ورواه ابن ماجه (1408) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/293) ، وابن خزيمة (1334) ، والحاكم (2/30-31) ، والبيهقي في "الشعب" (3877) ؛ من طريق يحيى بن أبي عمرو السيباني، وابن عساكر (64/272) من طريق أبي سلام الحبشي؛ كلاهما (يحيى بن أبي عمرو، وأبو سلام) عن عبد الله بن الديلمي، به. وانظر الحديثين التاليين.(13/629)
14554 - حدثنا عبدُالله بن محمَّد بن سعيد بن أبي مَريم، ثنا محمَّد بن يوسف الفِرْيَابي، ثنا الأوزاعي، عن ربيعةَ بن يزيدَ، عن عبد الله بن الدَّيْلَمي، عن عبد الله بن عَمرو، قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم [ص:631] يقول: «إِنَّ سُلَيمانَ بنَ دَاوُدَ سَأَلَ رَبَّهُ ثَلاَثًا فَأَعْطَاهُ اثْنَتَيْنِ، وأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطاهُ الثَّالِثَةَ: سَأَلَ رَبَّهُ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ فَأَعْطَاهُ، وسَأَلَهُ مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعْطَاهُ، وسَأَلَ: أَيُّمَا رَجُلٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ في هَذَا المَسْجِدِ - يعني مسجدَ بيت المَقْدِس- أَنْ يَخْرُجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ يَوْمِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ، ونَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطَاهُ ذَلِكَ» .
__________
[14554] رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/294) من طريق حميد بن زنجويه، عن محمد بن يوسف الفريابي، به.
ورواه أحمد (2/176 رقم 6644) ، والحاكم في "المستدرك" (1/30-31) ؛ من طريق إبراهيم بن محمد أبي إسحاق الفزاري، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" [ص:631] (2/293) ، والحاكم (1/30-31) ، والبيهقي في "الشعب" (3877) ؛ من طريق الوليد بن مزيد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3580) ، والحاكم (2/434) ؛ من طريق بشر بن بكر، وابن حبان (1633 و6420) ، والمصنف في "الأوسط" (8989) ؛ من طريق الوليد بن مسلم، والحاكم (1/30-31) من طريق محمد بن كثير المصيصي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/293-294) من طريق ابن المبارك؛ جميعهم (أبو إسحاق الفزاري، والوليد بن مزيد، وبشر ابن بكر، والوليد بن مسلم، ومحمد بن كثير، وابن المبارك) عن الأوزاعي، به.
وسيأتي في الحديث التالي من طريق معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، به.
ورواه النسائي (693) ، والمصنف في "مسند الشاميين" (336) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/294) ؛ من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد الله بن الديلمي، به، هكذا بزيادة أبي إدريس الخولاني. وانظر الحديثين السابق والتالي.(13/630)
14555 - حدثنا بكرُ بن سَهْل، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاويةُ بن صالح (1) ، عن ربيعةَ بن يزيدَ، عن ابن الدَّيْلَمي، عن عبد الله [ص:632] ابن عَمرو، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ سُلَيمانَ بنَ دَاوُدَ سَأَلَ اللهَ عَزَّ وجَلَّ ثَلاَثًا: سَأَلَهُ مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعطَاهُ إِيَّاهُ، وسَأَلَهُ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ فَأَعْطَاهُ، وسَأَلَهُ: مَنْ أَتَى هَذَا البَيْتَ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ فيهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ» .
__________
[14555] رواه المصنف في "مسند الشاميين" (1937) بهذا الإسناد.
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/291-292) عن عبد الله بن صالح، به. ورواه أبو بكر الفريابي في "القدر" (70) من طريق معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، به. وانظر الحديثين السابقين.
(1) قوله: «حدثني معاوية بن صالح» مكرر في الأصل.(13/631)
14556 - حدثنا أحمدُ بن عَمرو القَطِراني، ثنا أبو الربيع الزَّهْراني (1) ، ثنا إسماعيلُ بن عَيَّاش، عن يحيى بن أبي عَمرو السَّيباني، عن عبد الله بن الدَّيْلَمي، قال: سمعتُ عبدَالله بن عَمرو بن العاص، يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم/ يقول: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقَهُ في [خ: 335/ب]
ظُلْمَةٍ، وأَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ؛ فَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ اهْتَدَى، ومَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ» . فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ القَلَمُ عَلَى عِلمِ اللهِ (2) .
__________
(1) هو: سليمان بن داود.
(2) هذا الكلام من قول ابن عمرو؛ كما نُص عليه في "القدر" للفريابي.
[14556] رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (241) عن أبي الربيع الزهراني، به.
ورواه الترمذي (2642) ، وابن بطة في "الإبانة" (1408) ؛ من طريق الحسن بن عرفة، والآجري في "الشريعة" (338) من طريق عثمان بن أبي شيبة، وأبو إسماعيل الهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد" (37) من طريق داود بن رشيد، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/403) من طريق داود بن رشيد والهيثم بن خارجة؛ جميعهم (الحسن بن عرفة، وعثمان، وداود، والهيثم) عن إسماعيل بن عياش، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (242) من طريق ضمرة بن ربيعة، وأبو بكر الفريابي في "القدر" (68) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير (11/308) ، والحاكم في "المستدرك" (1/30-31) ، والبيهقي (9/4) ؛ من طريق الأوزاعي، وأبو بكر الفريابي (66) ، وأبو إسماعيل الهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد" (37) ؛ من طريق أيوب بن سويد؛ جميعهم (ضمرة، والأوزاعي، وأيوب) عن يحيى بن أبي عمرو السَّيباني، به. [ص:633]
ورواه أحمد (2/197 رقم 6854/م) ، وأبو بكر الفريابي في "القدر" (71) ، والدنيوري في "المجالسة" (2220) ، والمصنف في "مسند الشاميين" (532) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/325) ؛ من طريق عروة بن رويم، وابن أبي عاصم في "السنة" (253) من طريق محمد بن يزيد البصري، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/272) من طريق أبي سلام الحبشي؛ جميعهم (عروة بن رويم، ومحمد بن يزيد، وأبو سلام) عن عبد الله بن الديلمي، به.
وانظر الحديث التالي.(13/632)
14557 - حدثنا ابنُ أبي مَريم (1) ، ثنا الفِرْيابي (2) ، ثنا الأوزاعي.
وحدثنا عليُّ بن عبد العزير، ثنا عارِمٌ أبو النُّعْمان (3) ، ثنا ابنُ المبارك، ثنا الأوزاعيُّ؛ عن ربيعةَ بن يزيدَ، عن عبد الله بن الدَّيْلَمي، عن عبد الله بن عَمرو، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقَهُ في ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ؛ فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ اهْتَدَى، ومَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ» . فَلِذَلِكَ أَقُولُ (4) : جَفَّ القَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللهِ.
__________
(1) هو: عبد الله بن محمد بن سعيد.
(2) هو: محمد بن يوسف.
(3) هو: محمد بن الفضل السدوسي.
(4) القائل هو عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. وانظر التعليق على الحديث السابق.
[14557] رواه ابن بطة في "الإبانة" (1409) من طريق يوسف بن يعقوب، عن محمد ابن يوسف الفريابي، به.
ورواه الطيالسي (2405) عن ابن المبارك، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (244) عن المسيب بن واضح، وابن حبان (6169) من طريق العباس بن الوليد النرسي، والكلاباذي في "بحر الفوائد" (ص96) من طريق يحيى الحماني، وابن بشران في "أماليه" (466) من طريق بشر ابن عمر الزهراني؛ جميعهم (المسيب، والنرسي، والحماني، وبشر بن عمر) عن ابن المبارك، به. ولم يُذكر في إسناد ابن بشران: «ربيعة بن يزيد» . [ص:634]
ورواه أحمد (2/176 رقم 6644) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (244) ، وأبو بكر الفريابي في "القدر" (68 و69) ، والحاكم في "المستدرك" (1/30-31) ؛ من طريق إبراهيم بن محمد أبي إسحاق الفزاري، وابن أبي عاصم في "السنة" (243) ، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (1079) ؛ من طريق بقية بن الوليد، وأبو بكر الفريابي في "القدر" (67) من طريق الوليد بن مسلم، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" (11/308) - وابن بطة في "الإبانة" (1409) ، والحاكم في "المستدرك" (1/30-31) ؛ من طريق محمد بن كثير المصيصي، والحاكم (1/30-31) ، والبيهقي (9/4) ؛ من طريق الوليد بن مزيد؛ جميعهم (أبو إسحاق الفزاري، وبقية، والوليد بن مسلم، ومحمد بن كثير، والوليد بن مزيد) عن الأوزاعي، به.
ورواه أبو بكر الفريابي في "القدر" (70) ، وابن حبان (6170) ؛ من طريق معاوية ابن صالح، عن ربيعة بن يزيد، به.
ورواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (1077) من طريق عبد الرحمن بن ميسرة، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد الله بن الديلمي، به.
وانظر الحديث السابق.(13/633)
14558 - حدثنا جعفرُ بن محمَّد الفِرْيابي، وأحمدُ بن علي الأَبَّار؛ قالا: ثنا إبراهيمُ بن العَلاء الحِمْصي.
وحدثنا عَمرو بن إسحاقَ بن إبراهيمَ بن العلاء، ثنا جَدِّي؛ ثنا ثوابة بن عَوْن أبو عَوْن التَّنُوخي، قال: سمعتُ عَمرو بن قيس الكِنْدي يقول: سمعتُ عبدَالله بن عَمرو بن العاص يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ رَآنِي في المَنَامِ (1) فَكَأَنَّمَا رَآنِي في اليَقَظَةِ، ومَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الحَقَّ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَمَثَّلُ بِي» .
__________
(1) قوله: «في المنام» مكرر في الأصل.
[14558] رواه المصنف في "الأوسط" (608) عن أحمد بن علي الأبار، عن إبراهيم بن العلاء، به. [ص:635]
ورواه المصنف أيضًا في"مسند الشاميين" (2542) عن عمرو بن إسحاق، عن إبراهيم بن العلاء، به.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (46/321-322) من طريق محمد بن عوف الحمصي، عن إبراهيم بن العلاء، به.
وذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" (8/509- وفيات سنة 121-140) عن محمد ابن عوف الحمصي، عن إبراهيم بن العلاء، به.(13/634)
14559 - حدثنا محمَّد بن السَّرِيِّ بن مِهْران الناقد، ثنا الحَكَم ابن موسى، ثنا يحيى بن حَمزَة، عن عَمرو بن قيس الكِنْدي، قال: كنتُ مع أبي بـ «حُوَّارَ ِيْنَ» (1) وأنا غلامٌ حَدَثٌ شابٌّ، فرأيتُ الناسَ مجتمعينَ على رجل، فقلتُ: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن عَمرو، فسمعتُه يحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ: أَنْ [ص:636] يُرْفَعَ الأَشْرَارُ، ويُوضَعَ الأَخْيَارُ، ويُفْتَحَ القَوْلُ، ويُحْبَسَ العَمَلُ، ويُقْرَأَ في القَوْمِ المَثْنَاةُ» ، قيل: وما المثناة؟ قال: «مَا كُتِبَ سِوَى كِتَابِ اللهِ» (2) .
__________
[14559] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/326) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (38564) ونسبه للمصنف.
ورواه الحاكم (4/554) من طريق هشام بن عمار، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (601) من طريق أحمد بن سليمان؛ كلاهما (هشام بن عمار، وأحمد بن سليمان) عن يحيى بن حمزة، به.
ورواه نعيم بن حماد في "الفتن" (691) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (49/367) ؛ من طريق محمد بن حمير، وأبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (ص 71) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4834) ؛ من طريق إسماعيل بن عياش، وابن أبي شيبة (38545) من طريق معاوية بن صالح، والدارمي (493) من طريق الحارث بن يزيد، والمصنف في "مسند الشاميين" (482) ، وابن عساكر (14/424) ؛ من طريق ثور بن يزيد، والحاكم (4/554 - 555) ، وابن عساكر (46/313) ؛ من طريق الأوزاعي؛ جميعهم (محمد بن حمير، وإسماعيل بن عياش، ومعاوية بن صالح، والحارث بن يزيد، وثور بن يزيد، والأوزاعي) عن عَمرو بن قيس، به، موقوفًا.
(1) «حوارين» : قرية من قرى حلب، وهي بضم الحاء وتشديد الواو، واختلف في الراء؛ فمنهم من يكسرها، ومنهم من يفتحها، ثم ياء ساكنة، ونون. "معجم البلدان" (2/315) . [ص:636]
(2) قال في تاج العروس (ث ن ي) : «كأنَّه جعلَ ما اسْتُكْتِبَ مِن كتابِ اللَّهِ مَبْدَأً وهذا مَثْنى. قال أبو عبيد: «فسألتُ رجلاً من أهلِ العلمِ بالكتبِ الأُوَلِ، قد عرفها وقرأها؛ عن المثناةِ؟ فقال: إن الأحبارَ والرهبانَ من بني إسرائيلَ بعدَ موسى وضعوا كتابًا فيما بينهم على ما أرادوا من غيرِ كتابِ اللهِ تبارك وتعالى، فسموه المثناة؛ كأنه يعني أنهم أحلوا فيه ما شاءوا وحرموا فيه ما شاءوا على خلافِ كتابِ اللهِ تبارك وتعالى. فبهذا عرفتُ تأويلَ حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو أنه إنما كره الأخذَ عن أهلِ الكتبِ؛ لذلك المعنى، وقد كانت عنده كتبٌ وقعتْ إليه يومَ اليرموكِ، فأظنُّه قال هذا لمعرفتِه بما فيها، ولم يُرِدِ النهيَ عن حديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وسنتِه، وكيف ينهى عن ذلك وهو من أكثرِ الصحابةِ حديثًا عنه؟!» . وكلام أبي عبيد في "غريب الحديث" له (4/282) .(13/635)
14560 - حدثنا موسى بن سَهْل أبو عِمْران الجَوْني، وعَبْدان بن أحمد؛ قالا: ثنا هِشام بن عمَّار، حدثنا إسماعيلُ بن عَيَّاش، ثنا شُرَحْبيل بن مسلم، عن [شُفْعَة] (1) ، عن عبد الله بن عَمرو، قال: رأى [ص:637] عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثوبًا مَصْبوغًا، فقال: «مَا هَذَا؟» ، فانطَلَقتُ فأحرَقتُه، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا صَنَعْتَ بِثَوْبِكَ؟» ، قلتُ: أحرَقتُه، قال: «أَلاَ كَسَوْتَهُ بَعْضَ نِسَائِكَ؟!» .
__________
[14560] رواه المزي في "تهذيب الكمال" (542) من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
ورواه أبو داود (4068) عن محمد بن عثمان الدمشقي، عن إسماعيل بن عياش، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/267) عن هيثم بن خارجة، والمصنف في "مسند الشاميين" (551) من طريق عبد الرحمن بن عبيد الحلبي، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/122) من طريق داود بن عمرو؛ جميعهم (هيثم، وعبد الرحمن، وداود) عن إسماعيل بن عياش، به بلفظ: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعليَّ ثوبان معصفران، فقال حين رآني: «من يحول بيني وبين هذه النار؟!» ، فقام رجل فحال بيني وبينه، قلت: ما أصنع بهما؟ قال: «أحرقهما بالنار» . ووقع عند ابن عبد البر في "التمهيد": «عن إسماعيل بن عياش وشرحبيل بن مسلم، عن شفعة» .
وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (1472) ، وانظر الحديث [14352] .
(1) في هذا الموضع بياض في الأصل بمقدار كلمة. واستدركناه من "تهذيب الكمال"؛ حيث رواه المزي من طريق المصنف.(13/636)
14561 - حدثنا أحمدُ بن محمَّد بن يحيى بن حَمْزَة الدمشقي، ثنا يحيى بن صالح الوُحَاظِي، ثنا سعيدُ بن عبد العزيز، عن يونُس بن مَيْسَرة بن حَلْبَس، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ عَمُودَ الكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُو نُورٌ سَاطِعٌ إِلَى الشَّامِ» .
__________
[14561] رواه المصنف في "مسند الشاميين" (308 و2196) بهذا الإسناد، وقرن أبا زرعة الدمشقي مع أحمد بن محمد بن يحيى، ومن طريق المصنف من هذا الوجه رواه أبو نُعَيم في "الحلية" (5/252) . ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/104 و56/10-11) من طريق يزيد بن محمد، وأيضًا (1/104-105) من طريق يعقوب بن سفيان الفسوي؛ كلاهما (يزيد، والفسوي) عن يحيى بن صالح، به.
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (310) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/448) ، وابن عساكر (1/103) ؛ من طريق الوليد بن مسلم، والحارث بن أبي أسامة في "المسند" (1046/ بغية الباحث) ، والمصنف في "مسند الشاميين" (309 و2197) ؛ من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، والحاكم (4/509) من طريق عمرو بن أبي سلمة، وابن عساكر (1/103-104) من طريق مروان ابن محمد، وفي (1/104) و (13/387) و (56/10-11) من طريق محمد بن معاذ، وفي (1/105) من طريق سعيد بن مسلمة؛ جميعهم (الوليد بن مسلم، وأبو إسحاق الفزاري، وعمرو بن أبي سلمة، ومروان بن محمد، ومحمد بن معاذ، وسعيد بن مسلمة) عن سعيد بن عبد العزيز، به.
ورواه تمام في "الفوائد" (1549/الروض البسام) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/448) ، وابن عساكر (1/102) ؛ من طريق عقبة بن علقمة، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن عبد الله بن عمرو، به. وانظر الحديث [14514] .(13/637)
14562 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدين المصري، ثنا عَمرو بن خالد الحَرَّاني، ثنا المُهَنَّدُ بن خالدٍ التَّميمي، عن العلاء بن عبد الله بن رافع الحَضْرَمي، عن الحَنَانِ بنِ خارِجَة، عن عبد الله بن عَمرو؛ أن رجلاً سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الهجرة؟ فقال: «إِذَا أَقَمْتَ الصَّلاَةَ، وآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وهَجَرْتَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ، فَأَنْتَ مُهَاجِرٌ وإِنْ مُتَّ بِالحَضَرِ» . ثم جاء رجلٌ فقال: يا رسولَ الله، أخبِرْنا عن ثِيابِ أهل الجنة؛ أتُخْلَقُ خَلْقًا، أم تُنْسَجُ نَسْجًا؟ قال: «بَلْ تُشَقَّقُ عَنْهَا ثِمَارُ الجَنَّةِ» .
__________
[14562] رواه الطيالسي (2391) ، وأحمد (2/224 رقم 7095) ، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (171) ؛ من طريق محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن العلاء بن عبد الله بن رافع، به.
ورواه أحمد (2/203 رقم 6890) من طريق زياد بن عبد الله بن عُلاثة - وهو أخو محمد، وستأتي رواية محمد بن عبد الله بن عُلاثة في الحديث التالي- عن العلاء ابن رافع، عن الفرزدق بن حنان، عن عبد الله بن عمرو، به.
قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/650) في ترجمة زياد: «وقفت له في "مسند أحمد" على حديث خلَّط في إسناده، رواه عن العلاء بن رافع، عن الفرزدق بن حنان، عن عبد الله بن عمرو، وقد أخرج النسائي بعضه من طريق أخيه محمد بن عبد الله بن عُلاثة، فقال: عن العلاء بن عبد الله بن رافع، وهو الصواب، وقال أيضًا: عن حنان بن خارجة، بدل الفرزدق بن حنان، وهو الصواب» . وانظر "النكت الظراف" (6/287) .
وللحديث تتمة، فقد روى الطيالسي هذا الجزء في الحديث كما تقدم وزاد فيه: قال عبد الله: فقلت: يا رسول الله، ما تقول في الهجرة والجهاد؟ فقال: «يا عبد الله، ابدأ بنفسك فاغزها، وابدأ بنفسك فجاهدها، فإنك إن قُتلت فارًّا بعثك الله فارًّا، وإن قُتلت مرائيًا بعثك الله مرائيًا، وإن قُتلت صابرًا محتسبًا بعثك الله صابرًا محتسبًا» .
وهذا الجزء من الحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (2519) ، والحاكم في [ص:639] "المستدرك" (2/85-86 و112) ؛ من طريق محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن العلاء بن عبد الله، به. وانظر الحديث التالي.(13/638)
14563 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، وأبو مسلم الكَشِّي (1) ؛ قالا: ثنا حَرَمِيُّ بن حَفْص القَسْمَلي، حدثنا محمَّد بن عبد الله بن عُلاَثَة، ثنا العلاء بن عبد الله؛ أن الحَنَانَ بن خَارِجَة حدَّثه، عن عبد الله ابن عَمرو، / قال: بينما نحنُ حولَ نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءَ رجلٌ فقال: [خ: 336/أ]
يا رسولَ الله، أخبِرْنا عن ثِيابِ الجنَّةِ؛ أخَلْقٌ يُخْلَق، أم نَسْجٌ يُنْسَج؟ فضَحِكَ بعضُ القوم، فقال: «مِمَّ تَضْحَكُونَ؟! أَنَّ جَاهِلاً سَأَلَ عَالِمًا؟!» ، فجلَسَ يسيرًا، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ ثِيَابِ الجَنَّةِ؟!» قال: هَا هُو ذا يا رسولَ الله، قال: «لاَ، بَلْ يُشَقُّ عَنْها ثَمَرُ الجَنَّةِ» ، قالها ثلاثًا.
__________
[14563] رواه النسائي في "الكبرى" (5841) عن عمرو بن منصور، عن حرمي بن حفص، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/112) معلقًا عن حرمي بن حفص، به. وانظر الحديث السابق.
(1) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم.(13/639)
14564 - حدثنا محمَّد بن نَصْر القطَّان الهَمَذاني، ثنا محمَّد بن مُصَفًّى، ثنا عثمانُ بن عبد الرحمن، حدثني محمَّد بن مُهاجِر، عن العبَّاس بن سالم، عن مُدْرِك بن عبد الله الأَزْدي (1) ، عن عبد الله بن [ص:640] عَمرو، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الإِيمَانَ- إِذَا وقَعَتِ الفِتَنُ-: بِالشَّامِ» ثلاثًا.
__________
[14564] رواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص 267) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/523) ؛ عن عبد الله بن يوسف، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/105) من طريق عثمان بن سعيد بن كثير؛ كلاهما (عبد الله بن يوسف، وعثمان بن سعيد) عن محمَّد بن مهاجر، به.
وسيكرر المصنف هذا الحديث برقم [14578] ، وانظر الحديث [14514] .
(1) ويقال فيه أيضًا: الأَسْدي، وانظر: "الأنساب" للسمعاني (1/137) .(13/639)
14565 - حدثنا أحمدُ بن النَّضْر العَسْكَري، ثنا سُلَيمان بن سَلَمة الخَبَائِري، ثنا محمَّد بن حَرْب الأَبْرَش، ثنا الزُّبَيدي (1) ، عن خالد بن محمَّد الثَّقَفي، عن عبد الرحمن بن سَلَمة الجُمَحي، عن عبد الله بن عَمرو قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا» .
__________
[14565] رواه المصنف في "مسند الشاميين" (1878) عن إبراهيم بن محمد بن عرق، عن سليمان بن سلمة الخبائري، به، وفي الموضع نفسه من طريق بقية بن الوليد، عن الزبيدي، به. وانظر الحديث التالي، والحديث [14253] .
(1) هو: محمد بن الوليد بن عامر.(13/640)
14566 - حدثنا إبراهيمُ بن دُحَيم الدِّمَشْقي، ثنا أبي (1) ، ثنا الوليدُ بن مسلم، ثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: قال عبدُالرحمن بن سَلَمة الجمحي: سمعتُ عبدَالله بن عَمرو يقولُ: حدثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حديثًا وكتَبتُه، فلما حَفِظتُه مَحَوتُه، قال: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا وصَبَرَ عَلَى ذَلِكَ» .
__________
[14566] رواه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (370) من طريق هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، به.
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/523) ، وابن الأعرابي في "الزهد" (123) ، وأبو جعفر بن البختري في "مجموع فيه مصنفاته" (52) ، والمصنف في "المعجم الأوسط" (4670) ، وفي "مسند الشاميين" (330) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9272) ؛ من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، وابن حبان (670) ، وابن عساكر (34/395) من طريق الوليد بن مزيد؛ كلاهما (يحيى بن صالح، والوليد بن مزيد) عن سعيد بن عبد العزيز، به. وانظر الحديث السابق، والحديث [14253] .
(1) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم.(13/640)
14567 - حدثنا إبراهيمُ بن دُحَيم الدِّمَشْقي، ثنا أبي.
وحدثنا سلامة بن ناهِض المَقْدِسي، ووَرْد بن أحمد بن لبيد البَيْروتي؛ قالا: ثنا صَفْوان بن صالح؛ ثنا محمَّد بن شُعَيب [بن شابور، حدثني عمر بن يزيدَ النصري، ثنا عَمرو بن مُهاجِر، حدثني عمرُ بن عبد العزيز، عن يحيى بن القاسم بن عبد الله بن عَمرو] (1) ، عن أبيه، عن جدِّه عبد الله بن عَمرو بن العاص، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا هَلَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ إِلاَّ بِالأَنْوَاءِ، ومَا كَانَ بَدْءُ إِشْرَاكِهَا إِلاَّ التَّكْذِيبَ بِالقَدَرِ» .
__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من "مسند الشاميين"، ومن مصادر التخريج.
[14567] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/204) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير"، إلا أنه قال: «ما هلكت أمة قط حتى تشرك بالله، ولا أشركت أمة بالله حتى يكون أول شركها التكذيب بالقدر» ، وفيه عمر بن يزيد النصري من بني نصر؛ ضعفه ابن حبان، وقال: يعتبر به» .
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (1431 و2563) بهذا الإسناد إلا أنه لم يذكر رواية ورد بن أحمد بن لبيد.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/163) و (8/300) تعليقًا، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/251- 252) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (322) ، وأبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (76) ؛ عن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، به.
ورواه ابن بطة في "الإبانة" (1524) من طريق أبي داود السجستاني، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/377) من طريق الحسين بن إسحاق؛ كلاهما عن دحيم، به.
ورواه الآجري في "الشريعة" (388) من طريق أبي بكر الفريابي، عن صفوان بن صالح، به. [ص:642]
ورواه المصنف في "الصغير" (1059) ، والآجري في "الشريعة" (388) ، وتمام في "الفوائد" (38 و39/الروض البسام) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1113 و1114) ، والبيهقي في "القضاء والقدر" (418) ، وابن عساكر (45/393-394) ؛ من طريق العباس بن الوليد بن مزيد، عن محمد بن شعيب، به.
ورواه الفريابي في "القدر" (241) عن عثمان بن أبي شيبة، عن إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر، به.
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (ل217/ب-218/أ) عن إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ... الحديث.
ورواه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1115) من طريق الزهري، عن عمر ابن عبد العزيز؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ...(13/641)
14568 - حدثنا أحمدُ بن القاسم بن مُساوِر الجَوْهَري، ثنا سعيدُ ابن سُلَيمان، ثنا يَمان بن المُغيرَة، حدثني عَطاء بن أبي رَباح، عن عَمرو بن عبد الله بن عَمرو، عن أبيه، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ» - قالها ثلاثًا- «فَإِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ فَاقْتُلُوهُ» .
__________
[14568] لم نقف عليه من هذا الوجه، وانظر الحديثين [14539 و14599] .(13/642)
14569 - حدثنا سعيدُ بن عَبْدُويَه الصفَّارُ، ثنا محمَّد بن حسَّان الضَّبِّيُّ، ثنا نوحُ بن دَرَّاج، ثنا هشام بن عُروَة، عن محمَّد بن عبد الله [ص:643] ابن عَمرو بن العاص، عن أبيه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُقَارَبًا- أو قال: مُؤَامًّا (1) - حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ المُوَلَّدُونَ، أَبْنَاءُ سَبَايَا الأُمَمِ الَّتِي كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسْبِيهَا، فَقَالُوا بِرَأْيِهِمْ فَضَلُّوا وأَضَلُّوا» .
__________
[14569] رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4357) عن المصنف بهذا الإسناد.
ورواه البزار (2424) من طريق قيس بن الربيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به.
ورواه ابن أبي شيبة (38588) عن وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله ابن عمرو؛ من قوله.
ورواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (222) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/413) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (2/1052) ، وأبو موسى المديني في "اللطائف" (52) ؛ من طريق سفيان بن عيينة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/413) من طريق إسماعيل بن عياش، وابن عبد البر في [ص:643] "جامع بيان العلم وفضله" (2/1047) من طريق يحيى بن أيوب، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (64) ، وأبو موسى المديني في "اللطائف" (52) ؛ من طريق معمر؛ جميعهم (سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن عياش، ويحيى بن أيوب، ومعمر) عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ قوله.
ورواه الدارمي (122) ، وأبو موسى المديني في "اللطائف" (51) ؛ من طريق علي ابن مسهر، عن هشام بن عروة، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير، قوله.
ورواه ابن ماجه (56) من طريق ابن أبي الرجال، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن عبد الله بن عمرو، به، مرفوعًا.
(1) قال الخطابي في "غريب الحديث" (2/465) : «قوله "مُؤَامًّا" مُثقَّلة الميم؛ أي: مقاربًا، من قولك: أَمْرٌ أَمَمٌ، أي: قَصْدٌ قريبٌ، ونظرتُ إليه من أَمَمٍ، أي: من قُربٍ» . وانظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/49) ، و"غريب الحديث" لابن قتيبة (3/756) ، و"النهاية" (4/290) ، و"لسان العرب" و"تاج العروس" (أم م) . ووقع في "معرفة الصحابة": «موائمًا» ، وفي بعض المصادر: «معتدلاً» .(13/642)
14570 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، ثنا حَجَّاج بن المِنْهال. وحدثنا جعفرُ بن محمَّد بن حَرْب العَبَّاداني، ثنا سُلَيمان بن حَرْب؛ [ص:644] قالا: ثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن ثابت، عن شُعَيب بن عبد الله ابن عَمرو (1) ، قال: سمعتُ عبدَالله بن عَمرو يقول: مَا رُئِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يأكلُ مُتَّكِئًا، ولا يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلَينِ (2) .
__________
[14570] رواه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (5/174-175) من طريق المصنف بهذا الإسناد، وزاد أبا مسلم الكجي مع علي بن عبد العزيز.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2072) ، وفي "شرح معاني الآثار" (4/275) ؛ عن محمد بن خزيمة، عن حجاج بن منهال، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/380) عن إسحاق بن عيسى، وابن أبي شيبة (26210) عن سويد بن عمرو الكلبي، وأحمد (2/165 رقم 6549) عن يزيد بن هارون، وأحمد (2/167 رقم 6562) عن أبي كامل مظفر بن مدرك، وأبو داود [ص:644] (3770) ، وأبو الحسن القطان في "زوائده على ابن ماجه" (244) من طريق موسى بن إسماعيل، وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (112) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ويونس بن محمد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2073) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وفي "شرح معاني الآثار" (4/275) من طريق أسد بن موسى، وأبو الحسن القطان في "زوائده على ابن ماجه" (244) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (616) من طريق علي بن الجعد، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5570) من طريق عفان، وفي "الزهد الكبير" (299) من طريق أبي أسامة؛ جميعهم (إسحاق بن عيسى، وسويد بن عمرو، ويزيد، وأبو كامل، وموسى بن إسماعيل، وابن مهدي، ويونس، وعبد الصمد، وأسد، وإبراهيم بن الحجاج، وعلي بن الجعد، وعفان، وأبو أسامة) عن حماد بن سلمة، به.
وقرن ابن سعد في الموضع السابق يزيد بن هارون مع إسحاق، بالإسناد نفسه إلا أنه جعله مرسلاً عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، ولم يقل فيه: «عن أبيه» . خلافًا لرواية الإمام أحمد المتقدمة عن يزيد.
(1) يعني: شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو؛ نسبه إلى جده. وانظر التعليق على الحديث [14258] .
(2) قوله: «لا يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلَينِ» كذا في الأصل. وفي "سير أعلام النبلاء" وسائر مصادر التخريج: « ... رجلان» ، وهو الجادة؛ لأنه فاعل لـ «يطأ» مرفوع بالألف لأنه مثنى. وما في الأصل له توجيه في اللغة؛ وهو أن الأصل: «رجلانِ» لكنه أمال الألف بسبب كسرة النون، ورُسمت الألف ياءً لما أميلت. وانظر التعليق على الحديث [14082] .
ومعنى «لا يَطَأ عَقِبَهُ رَجُلان» أي: لا يمشي قُدَّام القوم، بل يمشي في وسط الجمع أو في آخرهم؛ تواضعًا. وفائدة التثنية أنه قد يكون واحدٌ من الخدم وراءه كأنس أو غيره؛ للحاجة. وانظر: "مرقاة المفاتيح" (8/120) ، و"عون المعبود" (10/176) .(13/643)
14571 - حدثنا إدريسُ بن جعفر العطَّار، ثنا يزيدُ بن هارون، أبنا حمَّاد بن سَلَمة، عن ثابت، عن شُعَيب بن عبد الله بن عَمرو، عن أبيه (1) ، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «صُمْ يَوْمًا ولَكَ عَشَرَةٌ» ، قلتُ: زدني، قال: «صُمْ يَوْمَيْنِ ولَكَ تِسْعَةٌ» ، قلتُ: زِدْني، قال: «صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ولَكَ ثَمَانِيَةٌ» . قال ثابتٌ: فذكرتُ [ذلك لمُطَرِّف] (2) فقال: ما أُراه إلاَّ زادَ في العمل ونَقَصَ من الأجر. /
[خ: 336/ب]
__________
[14571] رواه أحمد (2/165 رقم 6545) ، والنسائي (2396) عن محمد بن إسماعيل؛ كلاهما (أحمد، ومحمد) عن يزيد بن هارون، به. وتقدم برقم [14258] من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، به. وانظر الحديث [14183] .
(1) يعني: عن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن جدِّه عبد الله بن عمرو؛ نسبه إلى جدِّه، وجعل جدَّه أباه. وانظر التعليق على الحديث [14258] .
(2) في الأصل: «لك المطرف» . وتقدم في الحديث [14258] : «فأخبرت بذلك مطرفًا» .(13/645)
14572 - حدثنا بكرُ بن سَهْل، ثنا عبدُالله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جُبَير بن نُفَير، عن أبيه جُبَير بن نُفَير، عن عبد الله بن عَمرو، قال: بينا أنا قاعدٌ في المسجِد في حَلْقَةٍ [ص:646] من فُقَراء المهاجرين، إذ دخَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقَعَدَ معَهُم، فقُمْتُ إليهم (1) ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لِيُبْشِرْ فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ بِمَا يَسُرُّ وُجُوهَهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاءِ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا» . فلقد رَأيتُ ألوانَهُم أَسْفَرَتْ حتَّى تَمَنَّيتُ أن أَكُونَ منهم.
__________
[14572] رواه المصنف في "مسند الشاميين" (2025) بهذا الإسناد.
ورواه الدارمي (2886) عن عبد الله بن صالح، به.
ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/137) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن موسى، والبيهقي في "البعث والنشور" (455) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي؛ كلاهما (إسماعيل، وعثمان) عن عبد الله بن صالح، به. وجاء في "الحلية": «إسماعيل بن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح» .
ورواه النسائي في "الكبرى" (5845) من طريق الليث بن سعد، وابن حبان (677) من طريق ابن وهب؛ كلاهما (الليث، وابن وهب) عن معاوية بن صالح، به.
وانظر الحديث [14152] . [ص:646]
(1) كذا في الأصل وفي "مسند الشاميين". وتقدم ما يقتضي أنه كان فيهم وهو قوله: «أنا قاعد في المسجد في حلقة ... » . وفي بقية مصادر التخريج: «بينا أنا قاعد في المسجد وحلقةٌ من فقراء المهاجرين قعود، إذ دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقعد إليهم، فقمت إليهم ... » . وهذا لفظ الدارمي، والبقية بنحوه.(13/645)
14573 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، ثنا المُقرِئُ (1) ، ثنا حَيْوَة بن [ص:647] شُرَيح، حدثني كعب بن عَلْقَمة، عن عبد الرحمن بن جُبَير بن نُفَير (2) ، قال: سمعتُ عبدَالله بن عَمرو يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «سَلُوا [لِيَ] (3) الوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّها مَنْزِلٌ في الجَنَّةِ لاَ يَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وأَرْجُو أَنْ أَكُونَ هُو، ومَنْ سَأَلَ لِيَ الوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ» .
__________
(1) هو: عبد الله بن يزيد، أبو عبد الرحمن.
[14573] رواه المصنف في "الأوسط" (9335) بهذا الإسناد، وقال: «لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن جبير إلا كعب بن علقمة، تفرد به حيوة» .
ورواه أحمد (2/168 رقم 6568) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/515) ؛ عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
ورواه الترمذي (3614) عن محمد بن إسماعيل البخاري، وابن خزيمة (418) عن موسى بن النعمان، وأبو العباس السراج في "مسنده" (63) عن أبي يحيى محمد ابن عبد الرحيم البزاز، وابن المنذر في "الأوسط" (1191) عن محمد بن إسماعيل الصائغ، وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (106) عن أبي يحيى بن أبي مسرة، وابن حبان (1692) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والبغوي في "شرح السنة" (421) من طريق حميد بن زنجويه؛ جميعهم (البخاري، وموسى، وأبو يحيى البزاز، والصائغ، وابن أبي مسرة، وإسحاق، وابن زنجويه) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
ورواه مسلم (384) ، وأبو داود (523) ، وأبو عوانة (983) ، وابن حبان (1690) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (842) ، والبيهقي (1/409) ؛ من طريق عبد الله بن وهب، والنسائي (678) من طريق عبد الله بن المبارك، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/143) من طريق أبي زرعة وهب الله بن راشد؛ جميعهم (ابن وهب، وابن المبارك، وابن راشد) عن حيوة، به. [ص:647]
ورواه ابن أبي شيبة (2369) ، وعبد بن حميد (354) ، والبزار (2453) عن بشر بن آدم وسلمة بن شبيب، وابن خزيمة (418) عن محمد بن أسلم، وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (105) ، وأبو عوانة في "مسنده" (984) ؛ من طريق أبي يحيى بن أبي مسرة، وابن حبان (1691) من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي؛ جميعهم (بن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وبشر بن آدم، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن أسلم، وابن أبي مسرة، والدورقي) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد ابن أبي أيوب، عن كعب بن علقمة، به.
ورواه مسلم (384) ، والبيهقي (1/409) ؛ من طريق عبد الله بن وهب، عن حيوة وسعيد بن أبي أيوب وغيرهما، عن كعب بن علقمة، به.
ورواه أبو داود (523) عن ابن لهيعة وحيوة وسعيد بن أبي أيوب، عن كعب، به.
وقول مسلم والبيهقي: «وغيرهما» المقصود به: «ابن لهيعة» .
(2) كذا في الأصل! وكذا جاء عند ابن حبان (1690 و1692) ؛ وقوله: «بن نفير» لم يذكره المصنف في "الأوسط"، ولم يأت في شيء من مصادر التخريج الأخرى. والذي يروي هذا الحديث عن عبد الله بن عَمرو هو: عبد الرحمن بن جبير المصري، مولى نافع بن عَمرو.
قال الترمذي بعد إخراجه هذا الحديث: قال محمد [يعني: البخاري] : عبد الرحمن ابن جبير هذا قرشي مصري مدني، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير شامي.
(3) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، واستدركناه من مصادر التخريج.(13/646)
14574 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَه، ثنا أبي، أبنا معاذُ ابن هشام، حدثني أبي (1) ، عن يحيى بن أبي كَثير. [ص:648]
قال إسحاقُ: وأخبرنا وَكيعٌ، عن عليِّ بن المبارك، عن يحيى بن أبي كَثير؛ عن محمَّد بن إبراهيم التَّيْمي، عن خالد بن مَعْدان، عن جُبَير بن نُفَير، عن عبد الله بن عَمرو، قال: رأى عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثَوبَيْنِ مُعَصْفَرَينِ فقال: «أَلقِهِمَا؛ فَإِنَّهُمَا مِنْ ثِيَابِ أهل النَّارِ» ، فطَرَحتُهُما.
__________
(1) هو: هشام الدستوائي.
[14574] رواه أحمد بن عصام في "جزئه" (7) عن معاذ بن هشام، به.
ورواه مسلم (2077) ، والبيهقي (5/60) ؛ من طريق محمد بن المثنى، عن معاذ، به. [ص:648]
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (4/249) عن وهب بن جرير، وأحمد (2/164 رقم 6513) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/249) ، والحاكم (4/190) ؛ من طريق يحيى القطان، وأحمد (2/207 رقم 6931) ، ومسلم (2077) ، وأبو عوانة (8533) ؛ من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (2/207 رقم 6931) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، و (2/211 رقم 6972) عن عبد الملك بن عمرو، والنسائي (5316) من طريق خالد بن الحارث، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 477) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والبيهقي (5/60) من طريق عبد الله بن بكر، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (817) من طريق عبد الوهاب بن عطاء؛ جميعهم (وهب، ويحيى القطان، ويزيد بن هارون، وعبد الصمد، وعبد الملك، وخالد بن الحارث، وعبد الأعلى، وعبد الله، وعبد الوهاب) عن هشام الدستوائي، به.
ورواه ابن أبي شيبة (25104) ، وأحمد (2/164 و193 رقم 6536 و6821) ؛ عن وكيع، به. ورواه الطيالسي (2392) عن هشام، به.
ورواه أبو عوانة (8534) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/249) ؛ من طريق هارون بن إسماعيل، عن علي بن المبارك، به.
ورواه أبو عوانة (8536) من طريق همام بن يحيى، و (8537) من طريق أبان بن يزيد؛ كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به.
ورواه معمر في "جامعه" (19974/الملحق بمصنف عبد الرزاق) عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن عمر، ولم يذكر جبير بن نفير، وجعله عن ابن عمر.
ورواه المصنف في "المعجم الأوسط" (327) ، والبيهقي (5/60) ؛ من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، به. وانظر الحديث [14352] .(13/647)
14575 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَه، ثنا أبي، ثنا عيسى ابن يونُس، ويحيى بن أبي الحَجَّاج التَّميمي، عن إسماعيلَ بن رافع، عن إسماعيلَ بن عُبَيدالله بن المهاجِر، عن عبد الله بن عَمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فَكَأَنَّمَا اسْتُدْرِجَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يُوحَى إِلَيْهِ. ومَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فَرَأى (1) أَنَّ أَحَدًا أُعْطِيَ [ص:650] أَفْضَلَ مِمَّا أُعْطِيَ، فَقَدْ عَظَّمَ مَا صَغَّرَ (2) اللهُ، وصَغَّرَ مَا عظَّمَ اللهُ، ولَيْسَ يَنْبَغِي لِحَامِلِ القُرْآنِ أَنْ يَسْفَهَ فيمَنْ يَسْفَهُ، أَوْ يَغْضَبَ فيمَنْ يَغْضَبُ، أَوْ يَحْتَدَّ فيمَنْ يَحْتَدُّ، ولَكِنْ يَعْفُو ويَصْفَحُ؛ لِفَضْلِ القُرْآنِ» .
__________
[14575] نقله ابن كثير في "تفسيره" (1/140) ، والسيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/222) ؛ عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/159) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن رافع؛ وهو متروك» .
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده"- كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (2/217-218) - عن عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن رافع، به، ولم يذكر رواية يحيى بن أبي الحجاج. قال الزيلعي: «ومن طريق ابن راهويه رواه الطبراني في "معجمه"» .
ورواه محمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 76-المختصرة) عن إسحاق ابن راهويه، عن عيسى بن يونس، عن إسماعيل، به.
ورواه أبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن وتلاوته" (51 و86) من طريق عمر بن هارون، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/396) من طريق سعد بن الصلت؛ كلاهما عن إسماعيل بن رافع، به، إلا أنه جاء عند الخطيب: «عبد الله بن عمر» بدل: «عبد الله بن عمرو» .
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (799) عن إسماعيل بن رافع، به، موقوفًا.
ورواه ابن أبي شيبة (30451) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (65) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/197) ؛ من طريق وكيع، عن إسماعيل بن رافع، عن رجل، عن عبد الله بن عمرو، من قوله، إلا أنه جاء عند الخطيب: «عن إسماعيل بن رافع، عن أبي رافع، عن رجل، عن عبد الله بن عمرو» .
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/225) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل بن رافع، عن رجل من أهل دمشق، عن إسماعيل بن عبيد الله، به، موقوفًا.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (2352) من طريق محرز أبي رجاء الشامي، عن إسماعيل بن عبيد الله، به، موقوفًا.
(1) رسمها في الأصل: «فوأى» . [ص:650]
(2) تشبه في الأصل: «صع» .(13/649)
14576 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَه، حدثني أبي، ثنا عمرُ بن عبد الواحد الدِّمَشْقي، عن النُّعْمان بن المنذر، عن مَكْحول، عن عبد الله بن عَمرو، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ أَوْ كَلأٍ، مَنَعَهُ اللهُ فَضْلَهُ (1) يَوْمَ القِيَامَةِ» .
__________
[14576] لم نقف عليه من هذا الوجه، ولكن رواه أحمد (2/179 و221 رقم 6673 و7057) من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، و (2/183 رقم 6722) من طريق سليمان بن موسى، عن عبد الله بن عمرو.
(1) تشبه في الأصل: «فضل» ، والمثبت موافق لما في "مسند أحمد".(13/650)
14577 - حدثنا أحمدُ بن محمَّد الجَمَّال الأَصْبَهاني، ثنا عبد الرحمن بن عمر رُسْتَهْ، ثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، ثنا معاويةُ بن صالح، عن مُهاصِر بن حبيب، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «تَعَوَّذُوا مِنْ شَرِّ الأرْبَع: مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَع، وقَلْبٍ لاَ يَخْشَع، ونَفْسٍ لاَ تَشْبَع، ومِنْ دُعَاءٍ لاَ يُسْمَع» .
وقال: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ عَشْرًا» .
__________
[14577] لم نقف عليه من هذا الوجه، وانظر الحديثين [14427 و14495] .(13/650)
14578 - حدثنا محمَّد بن النَّصْر (1) القطَّان الهَمَذاني، ثنا محمَّد [ص:651] ابن مُصَفًّى، ثنا عثمانُ بن عبد الرحمن، حدثني محمَّد بن مُهاجِر، عن العبَّاس بن سالم، عن مُدرِك بن عبد الله الأَزْدي، عن (2) عبد الله بن عَمرو: سمعتُ (3) رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الإِيمَانُ إِذَا وَقَعَتِ الفِتَنُ: بِالشَّامِ» ثلاثًا.
__________
[14578] هذا الحديث مكرر من الحديث [14564] إسنادًا ومتنًا.
(1) كذا، وورد في مواضع أخرى هكذا: «نصر» ؛ كما في الحديث [14564] وغيره. [ص:651]
(2) قوله: «عبد الله الأزدي عن» ، وقع ضمن لحق في حاشية الأصل، وكلمة «الأزدي» لم يتبين منها سوى «الا» ، وانظر الحديث [14564] .
(3) أي: «قال: سمعت ... » ؛ وفيه حذف فعل القول، وهو كثير، وانظر: "مغني اللبيب" (ص 596-597) .(13/650)
14579 - حدثنا بِشْر بن موسى، ثنا الحسنُ بن موسى الأَشْيَب، عن حَريز بن عثمان، عن حيَّان (1) بن زيد الشَّرعبي، عن عبد الله بن [ص:652] عَمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَيْلٌ لأِقْمَاعِ القَوْلِ (2) ! وَيْلٌ لِلَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وهُمْ يَعْلَمُونَ!» .
__________
(1) وقع في الأصل بإهمال الياء، وقال المصنف في "مسند الشاميين" «عن حبان بن زيد الشرعبي، وقال الأشيب: حَيَّان» .
وقد روى هذا الحديث الأشيب في "جزئه" إلا أنه جاء في المطبوع منه: «حبان» ، وكذا جاء في مطبوع جميع المصادر التي روت هذا الحديث عن الأشيب. وانظر تخريج الحديث، وانظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (3/84) ، و"الثقات" لابن حبان (4/181) .
[14579] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/191) ، وقال: «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير حبان بن يزيد الشرعبي، ووثقه ابن حبان، ورواه الطبراني كذلك» .
ورواه المصنف في "مكارم الأخلاق" (47) ؛ بهذا الإسناد، مختصرًا.
ورواه المصنف أيضًا في "مسند الشاميين" (1055) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/265-266) - فقال: «حدثنا بشر بن موسى، ثنا الحسن بن موسى الأشيب، ح وحدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، ثنا علي بن عياش قالا: ثنا حريز ابن عثمان، عن حبان بن زيد الشَّرعبي، وقال الأشيب: حيان ... وذكر الحديث.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6844) من طريق أحمد بن عبيد، عن بشر بن موسى، به.
ورواه الحسن بن موسى الأشيب في "جزئه" (54) . [ص:652]
ورواه أحمد (2/219 رقم 7041) عن الحسن بن موسى، به.
ورواه أحمد أيضًا (2/165 رقم 6542) عن هاشم بن القاسم، وأحمد أيضًا (2/165 رقم 6541) ، وعبد بن حميد (320) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1942) ؛ من طريق يزيد بن هارون، والبخاري في "الأدب المفرد" (380) من طريق محمد بن عثمان القرشي، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/522) من طريق الحكم بن نافع أبي اليمان، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6844) من طريق إسحاق بن سليمان؛ جميعهم (هاشم بن القاسم، ويزيد بن هارون، ومحمد بن عثمان، وأبو اليمان، وإسحاق بن سليمان) عن حريز بن عثمان، به.
(2) قال ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/337) : «يعني: الذين يستمعون القول كثيرًا ولا يعملون به، وهو جمع قِمْع، وفيه لغة أخرى: قِمَع، مثل ضِلْع وضِلَع، شبه آذانهم لكثرة ما يدخلها من الوعظ وهم مُصرُّون بالأقماع التي تفرغ فيها الأنواع، وليس يبقى فيها منها شيء» . اهـ. وانظر: "غريب الحديث" للخطابي (1/168) .(13/651)
14580 - حدثنا بِشْر بن موسى، ثنا العَلاء بن عبد الجبَّار، ثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن محمَّد بن إسحاق، عن يزيدَ بن أبي حبيب، / [خ: 337/أ]
عن مسلم بن جُبَير، عن أبي سُفيانَ (1) ، عن عَمرو بن حَرِيش، عن [ص:653] عبد الله بن عَمرو قال: أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن أجهِّزَ جيشًا، فنَفِدَتِ الإبِلُ، فقلتُ: يا رسولَ الله، نَفِدَتِ الإِبلُ، فقالَ: «أْخُذْ (2) في [ص:654] قِلاَصِ (3) الصَّدَقَةِ» ، فأخذتُ البعيرَ بالبَعيرَين إلى إبِل الصَّدَقة (4) .
__________
(1) أبو سفيان هذا الذي يروي عن عمرو بن حريش، وعنه مسلم بن جبير، ذكره ابن حجر في "التقريب" (8137) بكنيته فقط، وقال: «مقبول» ، ولم نجد من سمّاه، وسيأتي في سند الحديث [14738] .
[14580] سيأتي عند المصنف برقم [14738] عن بشر بن موسى، عن العلاء، وعن عبد الله بن محمد البغوي، عن عبد الواحد بن غياث؛ كلاهما (العلاء، وعبد الواحد) عن حماد بن سلمة، به. إلا أنه لم يذكر في الإسناد: «مسلم بن جبير» .
ورواه البخاري (6/323) تعليقاً، وأبو داود (3357) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/60) ، والدارقطني في "سننه" (3/70) ، والحاكم في "المستدرك" (2/56-57) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، والطحاوي (4/60) من طريق الخصيب بن ناصح، والبيهقي (5/287) من طريق عبد الواحد بن غياث، والمزي في "تهذيب الكمال" (21/584) من طريق عبد الأعلى بن حماد؛ [ص:653] جميعهم (أبو عمر، والخصيب، وعبد الواحد، وعبد الأعلى) عن حماد بن سلمة، به، إلا أن الحاكم لم يذكر في إسناده: «عمرو بن حريش» ، وكذلك نقله الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (12131) عن الحاكم.
ورواه عفان بن مسلم - كما في "الإكمال" لابن ماكولا (2/421-422) ، و"نصب الراية" للزيلعي (4/47) - عن حماد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مسلم بن أبي سفيان، عن عمرو بن حريش، به. كذا جاء: «مسلم بن أبي سفيان» ، ولعل الصواب «مسلم، عن أبي سفيان» . فتكون موافقة للرواية السابقة عن حماد.
ورواه أحمد (2/171 رقم 6593) ، والدارقطني في "سننه" (3/69) ؛ من طريق جرير بن حازم، وأحمد (2/216 رقم 7025) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/322) تعليقًا؛ من طريق إبراهيم بن سعد؛ كلاهما (جرير، وإبراهيم) عن محمد ابن إسحاق، عن أبي سفيان، عن مسلم بن جبير، عن عمرو بن حريش، عن عبد الله ابن عمرو، به، إلا أنه جاء عند البخاري: «عن ابن إسحاق، عن سفيان بن جبير، عن عمرو بن حريش، به» .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/323) تعليقاً من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن أبي سفيان الحرشي، عن عمرو بن حريش، به.
ورواه البخاري أيضًا (6/323) تعليقاً، وابن عبد البر في "الاستذكار" (6/417) ؛ من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن أبي سفيان، عن مسلم ابن كثير، عن عمرو بن حريش، به.
وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (1167) .
(2) كذا رُسمت في الأصلِ: «اخذ» ، وفي بعض مصادر التخريج: «خذ في قلاص الصدقة» ، وفي بعضها: «فأمره أن يأخذ» ، وفي بعضها: «فأمرني أن آخذ» ، وبعضها بتعبير مختلف. والأصل في الأمرِ من الثلاثيِّ مهموزِ الفاءِ؛ كـ «أَمَرَ يَأْمُرُ» و «أَخَذَ يَأْخُذُ» ونحوِه، أَن يُقالَ فيه: «اُؤْمُرْ» ، و «اُؤْخُذ» ، بهمزتين: الثانيةُ أصلية ساكنةٌ، والأولى زائدةٌ للتَوصُّلِ إلى النُّطقِ بالحرفِ الساكنِ. فلما اجتمعتْ همزتان وكَثُرَ استعمالُ الكلمةِ، حُذفتِ الهمزةُ الأصليةُ؛ فزال الساكنُ؛ فاستُغنيَ عن الهمزةِ الزائدةِ؛ فصار: «مُرْ» و «خُذْ» . ورَدُّوا الهمزةَ الأصليةَ في فعلِ الأمرِ مِن «أَمَرَ يَأْمُرُ» [ص:654] خاصَّة إذا تقدَّم قبل ألفِ أَمْرِهِ واوٌ أو فاءٌ أو كلامٌ يَتّصلُ به فعلُ الأمْرِ؛ فقالوا: «الْقَ فلانًا وَأْمُرْهُ» ، فردُّوه إلى أصلِه؛ وإنما فَعَلوا ذلك لأن فعلَ الأَمْر منه إذا اتَّصَل بكلامٍ قبلَه سقطتِ الألفُ الزائدةُ في اللفظِ، ولكنهم لم يفعلوا ذلك في «كُلْ» و «خُذْ» إذا اتصل الأمرُ منهما بكلامٍ قبلَه. وإن صحت الرواية بهذا الرسم هنا ولم يكن من تصرف النَّسَخَة، فهو شاهد على وقوعه في «خذ» أيضًا. وانظر: "مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب (1/302) ، و"العين" (8/297-298) ، و"سر صناعة الإعراب" (1/112) ، و"لسان العرب" و"تاج العروس" (أم ر) .
(3) «القِلاص» : جمع «قَلُوصٍ» ؛ وهي الناقة الشابة. وتجمع «القلوص» أيضًا على «القلائص» كما وقع في الحديث [14738] .
(4) قوله: «إلى إبل الصدقة» أي: مؤجَّلاً إلى أوان حصول إبل الصدقة. "عون المعبود" (9/148) . وفيه حذف أكثر من مضاف؛ كقوله تعالى: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} [طه: 96] ؛ أي: من أثر حافر فرس الرسول.
وانظر: "مغني اللبيب" (ص585-587) ، وانظر في حذف المضاف عمومًا التعليق على الحديث [13770] .(13/652)
14581 - حدثنا بكرُ بن سَهْل الدِّمْياطي، ومُطَّلِب بن شُعَيب الأَزْدي؛ قالا: ثنا عبدُالله بن صالح، ثنا يحيى بن أيُّوبَ، عن يحيى ابن سعيد، عن عَطاء بن يَسار، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، [ص:655] قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «حَجَّةٌ لِمَنْ لَمْ يَحُجَّ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ، وغَزْوَةٌ لِمَنْ قَدْ حَجَّ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ حِجَجٍ، وغَزْوَةٌ في البَحْرِ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ في البَرِّ، ومَنْ أَجَازَ البَحْرَ فَكَأَنَّمَا (1) أَجَازَ الأَوْدِيَةَ كُلَّهَا، والمَائِدُ فِيهِ كَالمُتَشَحِّطِ (2) في دَمِهِ» .
__________
[14581] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/281) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث؛ قال عبد الملك بن شعيب بن الليث: ثقة مأمون، وضعفه غيره» .
ورواه المصنف في "المعجم الأوسط" (3144) عن بكر بن سهل وحده، به، ثم قال: «لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا يحيى بن أيوب» .
ورواه الفاكهي (803) عن أحمد بن حسن الترمذي، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (280) عن عبيد الله بن فضالة، وابن حبان في "المجروحين" (2/41) من طريق علي بن إبراهيم بن عزون، والحاكم (2/143) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي، وأبو الحسن القزويني في "مجلس من أماليه" (1530) من طريق حميد بن زنجويه، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/334- 335) ، وفي "شعب الإيمان" (3917) ؛ [ص:655] من طريق محمد بن عمرو بن نافع؛ جميعهم (أحمد بن حسن، وعبيد الله، وابن عزون، وعثمان بن سعيد، وحميد بن زنجويه، ومحمد بن عمرو بن نافع) عن عبد الله بن صالح، به. وتحرف «محمد بن عمرو بن نافع» في "السنن الكبرى" إلى: «محمد بن عمرو بن خالد» .
وجاء عند البيهقي في "السنن الكبرى" وفي "شعب الإيمان": «سعيد بن يسار» بدل: «عطاء بن يسار» .
وذكره ابن عبد البر في "التمهيد" (1/238) عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يحيى بن سعيد، عن عطاء بن يسار، به، موقوفًا.
ورواه عبد الرزاق (9630) ، وابن أبي شيبة (19635) ؛ من طريق الثوري، عن يحيى ابن سعيد، قال: أخبرني مخبر، عن عطاء بن يسار، به، موقوفًا.
ورواه سعيد بن منصور (2395/الأعظمي) من طريق أبي حازم سلمة بن دينار، عن عطاء بن يسار، به، موقوفًا.
(1) في الأصل: «وكأنما» ، والمثبت من "الأوسط" و"مجمع الزوائد".
(2) انظر تفسيرها في التعليق على الحديث [14311] .(13/654)
14582 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبل، حدثني أبو موسى الهَرَوي، ثنا العبَّاس بن الفَضْل الأنصاري، ثنا همَّام، عن يحيى بن سعيد، عن مسلم بن إبراهيم، عن عَطاء بن يَسار، عن عبد الله بن عَمرو؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ آذَى أَهْلَ المَدِينَةِ آذَاهُ اللهُ، وعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ والمَلاَئِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ ولاَ عَدْلٌ» .
__________
[14582] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3 /307) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه العباس بن الفضل الأنصاري؛ وهو ضعيف» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (34836) ونسبه للمصنف. [ص:656]
ولم نقف عليه من هذا الوجه، ولكن تقدم عند المصنف (7/6631) من طريق حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن مسلم بن أبي مريم، عن عطاء بن يسار، عن السائب بن خلاد؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَخَاف أَهْلَ المَدِينَةِ أَخَافَهُ اللهُ، وعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ والمَلاَئِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ ولاَ عَدْلٌ» .
ومن هذا الوجه رواه أحمد في "المسند" (4/55 رقم 16559) .
ورواه أحمد (4/56 رقم 16562) من طريق عبد الوارث بن سعيد، والنسائي في "الكبرى" (4251) من طريق حماد بن زيد؛ كلاهما (عبد الوارث، وحماد) عن يحيى بن سعيد، عن مسلم بن أبي مريم، عن عطاء، عن السائب بن خلاد، به.
وتقدم أيضًا عند المصنف (7/6632- 6636) من طرق عن عطاء بن يسار، عن السائب بن خلاد.(13/655)
14583 - حدثنا محمَّد بن جَابَانَ الجُنْديسَابُوري، ثنا محمَّد بن مِهْران الجَمَّال، ثنا يزيد بن هارون، عن [عبد العزيز] (1) بن أبي سَلَمة الماجِشُون، عن هلال بن أبي هلال (2) ، عن عَطاء بن يَسار، عن [ص:657] عبد الله بن عَمرو، قال: إن هذه الآيةَ التي في القرآن: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *} (3) ، هي في التَّوراة: أيها النبيُّ، إنا أرسلناكَ شاهدًا ومُبشِّرًا ونذيرًا، وحِرْزًا للأميِّين، أنت عَبدي ورَسُولي، سمَّيتُكَ المُتَوَكِّل، لستَ بفَظٍّ ولا غَليظٍ، ولا صَخَّابٍ في الأسواق، ولا تدفَعُ السيئةَ بالسيئةِ، ولكن تَعْفو وتَصْفَح، ولن أتوفَّاكَ حتى أقيمَ بك المِلَّةَ العَوْجاءَ، فأفتحَ بك أعْيُنًا عُمْيًا، وآذانًا صُمًّا، وقُلوبًا غُلْفًا؛ لأَنْ يقولوا: لا إلهَ إِلاَّ الله. [ص:658]
وإن هذه الآيةَ في القرآن: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *} (4) ، قال: هي في التَّوراة (5) : إن الله عزَّ وجلَّ أنزلَ الحقَّ ليُذهبَ به الباطِلَ، ويُبطِلَ به اللَّعِبَ، والكِبَارَاتِ (6) ، والزَّمْرَ، والمَعازِفَ، والمَزاهِرَ، والشِّعْرَ، والخَمْر، وأقسَمَ ربي بيَمينٍ: لا يَشْرَبُها عبدٌ بعد ما حَرَّمتُها إلاَ أعطَشْتُه يومَ القيامة، ولا يَدَعُها بعدَ ما حَرَّمتُها إلاَ سَقَيتُه من حَظيرَة القُدُس.
__________
(1) في الأصل: «عبد الملك» ، والتصويب من مصادر التخريج. وعبد الملك هو ابن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وهو لم يدرك هلال بن علي، ولم يرو عنه يزيد ابن هارون. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (18/358) .
(2) هو: هلال بن علي بن أسامة، ويقال: هلال بن أسامة، ويقال: هلال بن أبي ميمونة.
[14583] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/18-19) ، وقال: «رواه الطبراني في آخر حديث صحيح في قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا} [المائدة: 90] ، ورجاله رجال الصحيح» .
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/361- 362) عن يزيد بن هارون، به، مقتصرًا على الجزء الأول منه.
ورواه الخطيب في "الموضح" (2/445-446) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن يزيد بن هارون، به.
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث" (4/276) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/361-362) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" (1665) ؛ من طريق هاشم بن القاسم، والبخاري في "الأدب المفرد" (247) عن عبد الله بن صالح، والطبري في "تفسيره" (10/492) من طريق موسى بن داود، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6744) ، والبيهقي (10/222) ؛ من طريق عبد الله بن رجاء؛ [ص:657] جميعهم (هاشم بن القاسم، وعبد الله بن صالح، وموسى بن داود، وعبد الله بن رجاء) عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به.
واقتصر أبو عبيد وابن أبي حاتم والبيهقي على الجزء الثاني من الحديث، واقتصر ابن سعد والبخاري والطبري على الجزء الأول منه، وأورده الخطيب بطوله.
ورواه مقتصرًا على الجزء الأول البخاري في "صحيحه" (4838) عن عبد الله، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به، وقد اختلف في تعيين عبد الله شيخ البخاري، فقيل: هو ابن رجاء، وقيل: هو ابن صالح، وقيل: هو ابن مسلمة.
انظر: "تحفة الأشراف" ومعه "النكت الظراف" (6/363 رقم 8886) ، و"فتح الباري" (8/585-586) ، و"تغليق التعليق" (3/233-234) .
ورواه ابن سعد (1/362) ، وأحمد (2/174 رقم 6622) ، والبخاري (2125) ، وفي "الأدب المفرد" (246) ، وابن شبة في "أخبار المدينة" (2/633) ، وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (342) ، والطبري في "تفسيره" (10/491 و492) ، والبيهقي (7/45) ، والخطيب في "الموضح" (2/444- 445) ؛ من طريق فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، به، مقتصرًا على الجزء الأول من الحديث.
وسيأتي عند المصنف برقم [14980] من طريق سعيد بن أبي هلال، عن هلال بن علي بن أسامة، عن عطاء ابن يسار، عن عبد الله بن سلام، به، مقتصرًا على الجزء الأول منه.
(3) الآية (45) من سورة الأحزاب. [ص:658]
(4) الآية (90) من سورة المائدة.
(5) رسمت في الأصل: «التورة» غير منقوطة.
(6) الكِبَاراتُ: جمع «كِبَار» ، و «كِبار» جمع «كَبَر» ؛ كـ «جَمَل وجِمَال وجِمَالات» ، والكَبَر: هو الطبل. وقيل: هو الطبل الذي له وجه واحد. "الفائق" للزمخشري (2/112) .(13/656)
14584 - حدثنا أحمدُ بن محمَّد بن صَدَقة البغداذي (1) ، ثنا إبراهيمُ بن عبد الله بن خالد المِصِّيصي، ثنا حَجَّاج بن محمَّد، ثنا أبو [ص:659] غسَّان محمَّد بن مُطَرِّف، عن صفوان بن سليم، عن عَطاء بن يَسار، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنَّ المَلاَئِكَةَ قَالَتْ: يَا رَبَّنَا، أَعْطَيْتَ بَنِي آدَمَ الدُّنْيَا يَأْكُلُونَ فيهَا ويَشْرَبُونَ ويَلْبَسُونَ، ونَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ، ولاَ نَأْكُلُ ولاَ نَشْرَبُ ولاَ نَلْهُو، وكَمَا جَعَلْتَ لَهُمُ الدُّنْيَا فَاجْعَلْ لَنَا الآخِرَةَ. قال: لاَ أَجْعَلُ صَالِحَ ذُرِّيَّةِ مَنْ خَلَقْتُ بِيَدَيَّ كَمَنْ قلتُ لَهُ: كُنْ فَكَانَ» (2) .
__________
(1) البغداذي: نسبةٌ إلى «بغداذ» ، وهي لغة في «بغداد» ، وانظر التعليق على الحديث [13867] .
[14584] نقله الزيلعي في "تخريج الأحاديث والآثار" (2/276) ، وابن كثير في "التفسير" (9/45) عن المصنف بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/82) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه إبراهيم بن عبد الله ابن خالد المصيصي؛ وهو كذاب متروك، وفي سند "الأوسط" طلحة بن زيد؛ وهو كذاب أيضًا» .
ورواه المصنف في "المعجم الأوسط" (6173) من طريق طلحة بن زيد، عن صفوان بن سليم، به، ثم قال: «لم يرو هذا الحديثَ عن صفوان بن سليم إلا طلحةُ ابن زيد وأبو غسان محمَّد بن مُطَرِّف، تفرَّد به عن طلحةَ بنِ زيد محمَّدُ بن ماهان، وتفرَّد به عن أبي غسان حجاجٌ الأعور» .
وروي هذا الحديث أيضًا عن زيد بن أسلم واختلف عليه: [ص:659]
فرواه عثمان بن سعيد الدارمي في "نقضه على بشر المريسي" (1/43) من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، من قوله.
ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/382) عن معمر، عن زيد بن أسلم، من قوله.
ورواه عبد المجيد بن أبي رواد- كما قال الدراقطني في "العلل" (2843) - عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عمر. قال الدارقطني: «واختلف عنه في رفعه؛ أسنده عنه عبيد الله بن محمد الفزاري، وخالفه سريج بن يونس فرواه عنه موقوفًا، والموقوف أصح» .
(2) هنا انتهت نُسْخَةُ مكتبةِ خِسْرُو باشا بِتُرْكِيَّا، وفي آخرها أَثَرُ ما يُشبِهُ حَكًّا لكلامٍ كان مكتوبًا، وكُتِبَ في موضعِهِ ما نصُّه: « ... بحمدِ الله، وحُسْنِ عونِهِ وتوفيقِهِ، والحمدُ للهِ وَحْدَهُ، وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وآلِهِ وسلَّم» ، وكُتِبَ فوقَهُ: «وكان الفَرَاغُ في غُرَّةِ شَوَّالٍ سنةَ 959» ، ثُمَّ بِحِذَائِهِ على الجِهَةِ اليُسْرَى: «طالَعَ هذا الكتابَ والذي قَبْلَهُ والأوَّلَ مُسَطِّرُهُ أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عُثْمَانَ في سنةِ إحدى وأربعين وسَبْعِ مِئَةٍ، أحسَنَ اللهُ ... » ، ثم يلي ذلك في الصَّفْحَةِ بَعْدَهَا سماعٌ منقول، وهذا نصُّه: «سَمِعَ عَلَيَّ هذه المجلَّدةَ مِنْ أوَّلها إلى آخِرِهَا، بِسَمَاعِي مِنْ أبي عبد الله محمَّد بنِ أبي زَيْدِ بنِ أحمَدَ الكَرَّانِيِّ وغَيْرِهِ- كما بُيِّنَ في الأصل- بقراءةِ الإمامِ شَرَفِ الدِّينِ أبي العَبَّاسِ أحمدَ بنِ محمودِ بنِ إبراهيمَ بنِ الجَوْهَرِيّ: صاحبُهَا الزاهدُ العابدُ غَرْسُ الدِّينِ أبو الفَضْلِ يُمْن بنُ عبدِالله العريري، والإمامُ الزاهدُ شَمْسُ الدِّينِ أبو الطاهرِ إسماعيلُ بنُ سُودَكِينَ بنِ عبدِاللهِ النُّورِيّ، وولدُهُ أبو الفَتْحِ أحمد، وجَمَالُ الدِّينِ أبو عبدِاللهِ الحُسَيْنُ بنُ محمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ العَجَمِيّ، وولدُهُ أبو المَعَالِي محمَّد، وقُطْبُ الدِّينِ أبو عبد الله محمَّد بن عبدِالصَّمَدِ بنِ محمَّدِ بنِ العَجَمِيّ، [ص:660] وعِزُّ الدَّوْلَةِ رَيْحَانُ بنُ عبدِاللهِ الشَّيْزَريّ، وأبو محمَّد عبدُالواحدِ بنُ عبدِاللهِ بنِ عبدِالصَّمَدِ بنِ أبي جَرَادَةَ الحَلَبِيّ، وأبو العَبَّاسِ أحمدُ بنُ عبدِالرحمنِ بنِ عبدِالأَحَدِ الحَرَّانِيّ، وإبراهيمُ بنُ عبدِاللهِ بنِ محمَّدِ بنِ العَجَمِيّ، وأبو محمَّد عبدُاللهِ بنُ صَدْرِ الدِّينِ أبي القاسمِ عمرَ بنِ سَعِيدِ بنِ عبدِالواحدِ بنِ يَحْمُسَ، حَضَرَ وهو في السنةِ الخامسةِ، وفتاه ياقوتُ بنُ عبدِاللهِ الأَرْمَنِيّ، ويعقوبُ بن سُلَيْمانَ بنِ عبدِاللهِ عَتِيقُ عبدِالصَّمَدِ بنِ العَجَمِيّ، وفتاي أُزْبَكُ بنُ عبدِاللهِ التُّرْكِيّ، وسَمِعَ بعضَهُ بهذه القراءة، وبعضَهُ بغيرِ هذه القراءةِ: الإمامُ محيي الدِّينِ أبو المَعَالِي محمَّدُ بنُ الإمامِ شَرَفِ الدِّينِ أبي طالبٍ عبدِالرحمنِ بنِ عبدِالرَّحِيمِ بنِ العَجَمِيّ، وسَيْفُ الدِّينِ أبو بكرِ بنُ محمَّدِ بنِ مَرْزُبَانَ الهَكَّارِيّ، وآخرون بِفَوَات، أسماؤُهُمْ على الأَصْل، وذلك في مَجَالسَ آخِرُهَا يَوْم ... مِنْ جُمَادَى الأُولَى، مِنْ سنةِ ثمانٍ وثلاثينَ وسِتِّ مِئَةٍ بِحَلَبَ المحروسةِ، وكتَبَ: يوسفُ بنُ خَلِيلِ بنِ عبدِاللهِ الدِّمَشْقِيّ، وصَحَّ» .
وانظر وصف النسخ الخطية في مقدمة التحقيق.(13/658)
/بسم الله الرحمن الرحيم (1)
[س: 2/أ]
14585 - حدثنا أبو زُرعةَ الدِّمَشقيُّ، قال: ثنا سليمانُ بن حربٍ، [ص:661] ثنا [حمادُ بن زيدٍ] (*) ، عن الصَّقْعَبِ (2) ، عن زيدِ بن أسلمَ، عن عطاءِ بن يسارٍ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، [قال: كنّا عندَ] (*) رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فجاءه رجلٌ من أهلِ الباديةِ عليه جُبّةُ [سِيجَانٍ (3) ] (*) مَزْرورةٍ بالدِّيباجِ، فقال: إنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يريدُ أن يرفعَ كلَّ [راعِ بْنِ راعٍ، ويضعَ كلَّ فارسِ بْنِ فارسٍ] (4) . فأخذ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم [بمَجامعِ جُبّتِهِ، وقال: «ألاَ] (*) أَرَى عَلَيْهِ لِبَاسَ مَنْ لاَ يَعْقِلُ!» ، ثم قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: [ «إِنَّ نَبِيَّ اللهِ نُوحًا] (*) لَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ قَالَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي مُوصِيكَ فَقَاصِرٌ عَلَيْكَ [الْوَصِيَّةَ؛ آمُرُكَ] (*) بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: آمُرُكَ بِـ"لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ"؛ فَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ وُضِعْنَ فِي كِفَّةٍ وَ"لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ" فِي كِفَّةٍ؛ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ. وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ كَانَتْ حَلْقَةً مُبْهَمَةً؛ قَصَمَتْهُنَّ (5) "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ". وَأُوصِيكَ بِـ"سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ"؛ فَإِنَّهَا صَلاَةُ الخَلْقِ، وَبِهَا يُرْزَقُ [ص:662] الخَلْقُ. وَأَنْهَاكَ عَنِ الكُفْرِ، وَالْكِبْرِ» . فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، الكُفرُ قد عَرَفناه، فما الكِبْرُ؟ أَهُوَ أن يكونَ للرَّجُلِ نعلانِ حَسنتانِ وله شِرَاكانِ حسنانِ؛ يُعجبُه ذلك؟! قال: «لا» . قال: فهو أن تكونَ له حُلّةٌ حسنةٌ يَلبَسُها؟ قال: «لا» . قال: فهو أن يكونَ له فرسٌ جميلٌ يُعجبُهُ جَمالُهُ؟ قال: «لا» . قال: فهو أن يكونَ [لأحدنا أصحاب] (*) يُجالسونَهُ؟ قال: «لا» . قال: فما الكبرُ؟ قال: «أَنْ تَسْفَهَ الحَقَّ، وَتُغْمِضَ النَّاسَ (6) » .
__________
(1) هنا بداية نسخة باريس. وانظر وصف النسخ الخطية في مقدمة التحقيق.
[14585] رواه أحمد (2/169-170 رقم 6583) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (548) ؛ عن سليمان بن حرب، به.
ورواه الحاكم (1/48-49) من طريق أبي الربيع الزهراني وأحمد بن إبراهيم الموصلي، عن حماد بن زيد، به.
ورواه أحمد (2/225 رقم 7101) ، والبزار (2998/كشف الأستار) ، والدارقطني في "الأفراد" (3558/أطراف الغرائب) ، والحاكم في الموضع السابق، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (186) ، وابن عساكر (62/285) ؛ جميعهم من طريق جرير بن حازم، عن الصقعب بن زهير، به.
ورواه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (206) عن أبي خيثمة، عن وهب بن جرير، قال: سمعت الصقعب، به.
والذي يظهر أنه سقط من إسناده جرير بن حازم. وانظر تتمة تخريج هذا الحديث والتعليق عليه في تحقيقنا لـ"كتاب العلل" لابن أبي حاتم (2183) .
وانظر الحديث [14326] . [ص:661]
(*) ما بين المعقوفين لم يتضح في مصورة المخطوط، فاستدركناه من "مسند أحمد" و"الأدب المفرد"؛ حيث روياه عن سليمان بن حرب.
(2) هو: ابن زهير.
(3) السِّيجَان - بوزن "تِيجانٍ"-: جمع الساج؛ وهو الطَّيْلَسَانُ الأَخضرُ، أَو الضَّخْمُ الغَلِيظُ، أَو الأَسودُ، أَو المُقَوَّرُ. والطيلسان: كساء مدور، لا أسفل له، لحمته أو سداه من صوف، يلبسه الخواصُّ من العلماء والمشايخ، وهو من لباس العجم. "تاج العروس" (س وج) ، و"المصباح المنير" (ط ل س) .
(4) في الأصل: «فارس بن فارس ويضع راع ابن راع» ، وهو قلب. وقوله: «فارس بن فارس» غير واضح تمامًا في الأصل، بل يظهر منه فقط آخر كأس السين. والتصويب من مصادر التخريج.
(5) تقرأ في الأصل: «فضمتهن» بفاء وضاد معجمة، والتصويب من مصادر التخريج.
قال السندي في المنقول عنه في حاشية التحقيق في "مسند أحمد": [ص:662] «"قصمتهن"- بقاف وصاد مهملة وميم- أي: قطعتهن وكسرتهن. "مسند أحمد" (الحديث 6583/ الرسالة) . وقال ابن الأثير: «القصم: كسر الشيء وإبانته، وبالفاء [أي: الفصم] : كسره من غير إبانة» . "النهاية" (4/74) .
(6) كذا في الأصل، وفي الموضعين السابقين من "مسند أحمد" و"الأدب المفرد": «سفه الحق وغمص الناس» ، وسَفِهَ الحقَّ يَسْفَهُهُ: إذا جَهِلَهُ فلم يره حقًّا، ورآه باطلاً فلم يقبله، وسَفَهُ الحق أيضًا: الاستخفاف به. والغمصُ- بالصاد المهملة-: احتقار الناس وازدراؤهم. وتروى هذه اللفظةُ بالطاء المهملة: «غمط» ، وهي بمعنى الغمص أيضًا. وما وقع هنا بالضاد المعجمة، يؤدي المعنى نفسه أيضًا؛ قال في "القاموس المحيط" (غ م ض) : «أَغمضَتِ العينُ فُلانًا: ازْدَرَتْهُ» .
وانظر: "القاموس" (غ م ص، غ م ط، س ف هـ) ، و"النهاية" (2/376) .(13/660)
المُعْجَمُ الكَبِير
للحافظ أبي القاسم سُلَيْمان بن أحمد الطَّبَرَاني
(260 - 360هـ)
المُجَلَّدُ الرَّبِعَ عَشَرَ
تحقيق
فريق من الباحثين
بإشراف وعناية
د/ سعد بن عبد الله الحميد
ود/ خالد بن عبد الرحمن الجريسي(14/1)
رَيْحانَُ [بنُ يزيدَ] (1)
14586 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاقِ، عن الثَّوريِّ، ح.
وحدثنا عليُّ بن [عبد العزيز] (2) ، قال: ثنا أبو نعيمٍ (3) ، قال: ثنا سفيانُ؛ عن سعدِ بن إبراهيمَ، عن ريحانَ بن يزيدَ العامريِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلاَ لِذِي مِرَّةٍ قَوِيٍّ» .
__________
(1) ما بين المعقوفين لم يتضح في مصورة المخطوط، فاستدركناه من إسناد الحديث.
(2) لم يتضح في مصورة المخطوط، وأثبتناه من مصادر التخريج.
(3) هو: الفضل بن دكين.
[14586] رواه عبد الرزاق (7155) .
ورواه البيهقي (7/13) من طريق المصنف، عن علي بن عبد العزيز، به.
ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (884) من طريق أحمد بن إبراهيم بن جامع، عن علي بن عبد العزيز، به.
ورواه الترمذي (652) عن محمود بن غيلان، والبيهقي (7/13) من طريق أحمد بن منصور الرمادي؛ كلاهما عن عبد الرزاق، به.
ورواه الدارمي (1679) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/329) تعليقًا، والحربي في "غريب الحديث" (1/81) ؛ عن أبي نعيم، به.
ورواه ابن الجارود في "المنتقى" (363) عن محمد بن يحيى، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/14) عن فهد بن سليمان، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (4028) من طريق السري بن خزيمة؛ جميعهم (محمد بن يحيى، وفهد، والسري) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، به.
ورواه الطيالسي (2385) عن سفيان الثوري، به.
ورواه أبو عبيد في "الأموال" (1728) ، وأحمد (2/192 رقم 6798) ؛ عن عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي شيبة (10757 و37505) ، وأحمد (2/164 و192 رقم 6530 و6798) ؛ عن وكيع، والدارمي (1679) عن محمد بن يوسف [ص:6] الفريابي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/14) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، والحاكم (1/ 407) من طريق محمد بن كثير؛ جميعهم (عبد الرحمن، ووكيع، والفريابي، ومحمد بن كثير، وأبو حذيفة) عن سفيان الثوري، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/329) تعليقًا، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/14) ، والحاكم في "المستدرك" (1/407) ، والبيهقي (7/13) ؛ من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، به، إلا أنه جاء عند الطحاوي موقوفًا.
ورواه أبو داود (1634) ، والحاكم (1/407) ؛ من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، به.(14/5)
المطَّلبُ بنُ عبدِاللهِ بن حَنْطَبٍ
14587 - حدثنا موسى بن هارونَ، قال: ثنا أبو مصعبٍ (1) ، ح.
وحدثنا الحسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَرِيُّ، قال: ثنا يحيى الحِمَّانيُّ، ح.
وحدثنا العباسُ بن الفضلِ الأَسْفَاطِيُّ، قال: ثنا أبو ثابتٍ محمدُ ابن عُبَيدِ اللهِ المدينيُّ؛ قال (2) : أخبرنا عبد العزيز بن محمدٍ، عن مسلمِ ابن الوليدِ بن رباحٍ، عن المطَّلبِ بن عبدِاللهِ بن حَنْطَبٍ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: صَعِدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المنبرَ فقال: «لاَ أُقْسِمُ! لاَ أُقْسِمُ! [ص:7] لاَ أُقْسِمُ!» ، ثمَّ نزل فقال: « [أَبْشِرُوا! أَبْشِرُوا!] (3) إِنَّهُ مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ، وَاجْتَنَبَ الكَبَائِرَ؛ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ [الجَنَّةِ شَاءَ] (*) » .
قال المطَّلبُ: سمعتُ رجلاً يسألُ عبدَاللهِ بنَ عمرٍو: أسمعتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكرُهنَّ؟ قال: نعم؛ عُقوقُ الوالدينِ، والشِّركُ باللهِ، / [س: 2/ب]
وقتلُ [النَّفْسِ، وقَذفُ] (*) المُحصَِنَاتِ، وأكلُ مالِ اليَتيمِ، والفِرارُ من الزَّحْفِ، وأكلُ الرِّبا.
__________
[14587] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/103-104) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه مسلم بن الوليد بن رباح [في المطبوع: بن العباس] ؛ ولم أر من ذكره» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (7817) ونسبه للمصنف.
ورواه ابن مردويه- كما في "تفسير ابن كثير" (3/453) - من طريق أحمد بن يونس، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، به.
ورواه أبو محمد الفاكهي في "حديثه" (137) - ومن طريقه ابن بشران في "أماليه" (436 و863) - من طريق يحيى بن محمد الجاري، عن عبد العزيز بن محمد، به.
(1) هو: أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة، الزهري المدني.
(2) كذا في الأصل، والجادة: «قالوا» ؛ أي: أبو مصعب ويحيى الحماني وأبو ثابت، [ص:7] فإن لم يكن ما في الأصل خطأً من الناسخ، فإنه يخرَّج على أنه أراد: قال كلُّ واحدٍ منهم، أو أراد: «قال أبو ثابت» واكتفى بنسبة الفعل إليه عن نسبته إلى الآخرَينِ؛ وانظر في ذلك التعليق على الحديث [14248] .
أو على أنه أراد: «قالوا» فجاء به على لغة من يجتزئ بالحركات عن أحرف المد؛ فيُضبط حينئذ «قَالُ» ويكون قد اجتزأ عن الواو بضمَّة اللام، والله أعلم. وقد تقدم التعليق على نحو هذا في الحديث [13709] .
(3) موضع ما بين المعقوفين غير واضح في الأصل، وبجانبه في الحاشية أثر لحق، لم يظهر منه سوى «أبشروا» واحدة غير مكتملة من وسطها. والمثبت استدركناه من "مجمع الزوائد" و"كنز العمال".
(*) لم يتضح في مصورة المخطوط، واستدركناه من "مجمع الزوائد" و"كنز العمال".(14/6)
بابٌ (1)
14588 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، قال: ثنا أبو نعيمٍ، قال: ثنا يونسُ بن أبي إسحاقَ، عن هلالِ بن [خبابٍ أبي العلاءِ] (2) ، قال: حدَّثَني عِكرِمةُ (3) ، قال: حدَّثَني عبدُاللهِ بن عمرٍو، قال: بينا نحنُ حولَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إذ ذكر الفتنةَ، أو ذُكِرَتْ عندَه، فقال: «إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ مَرِجَتْ (4) عُهُودُهُمْ، وخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ، فَكَانُوا هَكَذَا» وشبَّكَ بين أصابِعِه، قال: فقمتُ إليه فقلتُ: كيف أصنعُ عندَ ذلك جعلني اللهُ فِداءَكَ؟! قال: «الْزَمْ بَيْتَكَ، وامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وخُذْ مَا تَعْرِفُ، ودَعْ مَا تُنْكِرُ، وعَلَيْكَ بِأَمْرِ الخَاصَّةِ، ودَعْ أَمْرَ العَامَّةِ» .
__________
(1) كذا في الأصل، وهو يوهم أن الحديث التالي داخل في الترجمة السابقة، وليس كذلك. وعادة المصنف- كما في هذه القطعة من المخطوط- أن يترجم بالراوي عن الصحابي؛ فيكون الصواب في الترجمة هنا: «عكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عمرو» . إلا أن يكون المراد أن الأحاديث الأحد عشر التالية كلها في باب واحدٍ؛ لأن لفظ الحديث فيها متقارب وإن اختلف الإسناد.
(2) غير واضح في مصورة المخطوط، واستدركناه من "الدعاء" للمصنف.
(3) هو: أبو عبد الله، مولى ابن عباس.
(4) مَرِجَتْ عُهودُهم: اختَلَطَت وفَسَدَت، ولم يَفوا بها. انظر: "العين" للخليل بن أحمد (6/121) ، و"الفائق" للزمخشري (1/260) .
[14588] رواه المصنف في "الدعاء" (1963) بهذا الإسناد.
ورواه ابن أبي شيبة (38111) ، وأحمد (2/ 212 رقم 6987) ؛ عن أبي نعيم، به.
ورواه أبو داود (4343) عن هارون بن عبد الله، وابن أبي الدنيا في "العزلة والانفراد" (199) من طريق محمد بن حماد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1181) عن فهد بن سليمان، والمصنف في "الدعاء" أيضًا (1963) عن أبي زرعة الدمشقي، والخطابي في "العزلة" (ص9) من طريق الحارث بن أبي أسامة، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/1723 رقم 4359) من طريق أبي إسماعيل محمد ابن إسماعيل الترمذي؛ جميعهم (هارون، ومحمد بن حماد، وفهد، وأبو زرعة، [ص:9] وابن أبي أسامة، ومحمد بن إسماعيل الترمذي) عن أبي نعيم، به.
ورواه النسائي في "الكبرى" (9962) من طريق مخلد بن يزيد، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (439) من طريق يونس بن بكير، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/ 588) من طريق بكر بن بكار، والحاكم (4/282-283 و525) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي وعبيد الله بن موسى؛ جميعهم (مخلد، ويونس، وبكر، ومحمد، وعبيد الله) عن يونس بن أبي إسحاق، به.
ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/315-316) من طريق وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن هلال بن خباب، به.
ورواه أبو عمرو الداني في "الفتن" (117) من طريق المعافى بن عمران، عن يونس ابن أبي إسحاق، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، مرسلاً.(14/8)
عُمارةُ بن عمرِو بن حزم
14589 - حدثنا مُطَّلِبُ بن شُعيبٍ الأزديُّ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن صالحٍ، قال: حدثني يعقوبُ بن عبدِالرحمنِ، عن أبي حازمٍ (1) ، عن عُمارةَ بن عمرِو بن حزمٍ، عن عبد اللهِ بن [عمرِو بن] (2) العاص؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «كَيْفَ بِكُمْ فِي زَمَانٍ- أَوْ: يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ زَمَانٌ- يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً، وَتَبْقَى حُثَالَةٌ (3) مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وأَمَانَاتُهُمْ واخْتَلَفُوا؛ وكَانُوا هَكَذَا» ، وشَبَّكَ بين أصابعِهِ، فقالوا: كيف بنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: «تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ، وتَذَرُونَ مَا تُنْكِرُونَ، وتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ، وتَدَعُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ» .
__________
(1) هو: سلمة بن دينار الأعرج المدني.
(2) غير واضح في مصورة المخطوط.
(3) الحُثالةُ من الناس: رُذالتُهم وشِرارُهم. والحُثالَةُ: الرَّديءُ من كل شيء. "لسان العرب" (ح ث ل) .
[14589] رواه سعيد بن منصور (ل 196/ب) عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.
ورواه أحمد (2/ 221 رقم 7063) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/318) ؛ من طريق قتيبة بن سعيد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1177) من طريق [ص:10] سعيد بن كثير، والطحاوي أيضًا (1178) ، والحاكم في "المستدرك" (2/159) ؛ من طريق عبد الله بن وهب؛ جميعهم (قتيبة، وسعيد، وابن وهب) عن يعقوب بن عبد الرحمن، به، إلا أن ابن وهب لم يذكر في روايته أبا حازم.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1179) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن أبي حازم، عن عُمارة بن عامر، عن عبد الله بن عمرو، به.
قال الطحاوي: «هكذا قال: "ابن عامر"، وإنما هو: ابن عمرو، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم» .
ورواه أحمد (2/ 220 رقم 7049) من طريق محمد بن مطرف، عن أبي حازم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد تقدم برقم [5868] من طريق بكر بن سليم، وبرقم [5984] من طريق صالح ابن موسى؛ كلاهما (بكر، وصالح) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عمرو ... .
وانظر الحديثين التاليين.(14/9)
عُمر بن الحكم بن ثوبان
14590 - حدثنا موسى بن جُمهورٍ السِّمْسارُ التِّنِّيسيُّ، قال: ثنا دُحَيمٌ (1) ، قال: ثنا ابنُ أبي فُديكٍ (2) ، قال: حدَّثني موسى بن يعقوبَ، عن أبي حازمٍ، عن عمرَ بن الحكمِ بن ثَوبانَ؛ أنَّ عبدَاللهِ بن عمرِو بن العاصِ أخبره: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال (3) له: «كَيْفَ بِكُمْ إِذَا جَاءَ زَمَانٌ يُغَرْبَلُ فِيهِ النَّاسُ غَرْبَلَةً، وَبَقِيتُمْ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَضَيَّعُوا أَمَانَاتِهِمْ، فَعَادُوا هَكَذَا» ، وأدخل أصابعَهُ بعضَهم (4) في بعضٍ. [ص:11] فقالوا: كيف نصنعُ، يا رسولَ اللهِ؟ قال: «تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ، وتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ، وعَلَيْكُمْ بِخَوَاصِّكُمْ، ودَعُوا عَوَامَّكُمْ» .
__________
[14590] ذكر ابن أبي حاتم هذا الحديث في "كتاب العلل" (2780) معلقًا عن ابن أبي فديك، به. وخطأ أبو حاتم هذه الرواية، وصوب رواية الحديثين السابق والتالي.
(1) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو القرشي الدمشقي.
(2) هو: محمد بن إسماعيل بن أبي فديك.
(3) قوله: «قال» لم يتضح في المخطوط.
(4) كذا في الأصل؛ باستعمال الضمير «هم» لغير العقلاء؛ إذ المراد بعض الأصابع. والجادَّة: «بعضها» أو «بعضهن» ، وما وقع في الأصل له وجه في العربية، وهو [ص:11] أنَّ الضمير «هم» - وغيره مما يختصُّ بالعقلاء -: قد يستعمل في التعبير عن غير العقلاء على سبيل التشبيه والتنزيل، وهذا كثيرٌ في كلام العرب: أن يُشبِهَ الشيءُ الشيءَ من بعض الوجوه، فيُعطى حُكمَهُ، إظهارًا لأثر الملابسة والمقاربة، فيعبَّر عنه بضميره أو صفته.
ومن شواهد ذلك: قولُ يوسف عليه السلام فيما حكى الله تعالى عنه: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يُوسُف: 4] ، وغيره. وانظر: "تفسير الطبري"، و"أضواء البيان"؛ تفسير سورة يوسف عليه السلام، و"الأشباه والنظائر" للسيوطي (2/649-650) .(14/10)
14591 - حدثنا ابنُ راهُوْيَهْ (1) ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا عبد العزيز بن أبي حازمٍ، عن أبيه، عن عُمارةَ بن عمرِو بن حزمٍ، عن عبد الله بن [عمرو] (2) ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَهُ.
__________
[14591] رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (693) عن عبد العزيز بن أبي حازم، به.
ورواه أبو داود (4342) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1180) ؛ من طريق القعنبي، وابن ماجه (3957) من طريق هشام بن عمار ومحمد بن الصباح، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/318-319 و419) من طريق عبد الله بن عمران، ومحمد بن أبي يعقوب؛ جميعهم (القعنبي، وهشام، ومحمد بن الصباح، وعبد الله ابن عمران، ومحمد بن أبي يعقوب) عن عبد العزيز بن أبي حازم، به.
وانظر الحديثين السابقين.
(1) هو: محمد بن إسحاق بن راهويه.
(2) في الأصل: «حزم» ، ولعله بسبب انتقال النظر.(14/11)
عقبةُ بن أَوْسٍ
14592 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، قال: ثنا عيسى بن سالمٍ الشاشيُّ، قال: ثنا عبيدُاللهِ بن عمرٍو، عن أيوبَ (1) ، عن محمدِ بن سيرينَ، عن عقبةَ بن أوسٍ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ، وأَمَانَاتُهُمْ، واخْتَلاَف أَعْنَاقهمْ، وصَارُوا هَكَذَا» - وخالَفَ بينَ أصابِعِهِ- فقال (2) : كيفَ المخرَجُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: «خُذْ بِمَا عَرَفْتَ، ودَعْ مَا أَنْكَرْتَ، وعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وإِيَّاكَ مِنْ عَوَامِّهِمْ» .
__________
[14592] رواه المصنف في " الأوسط" (4299) من طريق عبد الله بن الإمام أحمد، عن عيسى بن سالم، عن عبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن أيوب، به؛ هكذا بزيادة معمر في الإسناد، وقال: «لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلاَّ معمر، ولا عن معمر إلاَّ عبيد الله بن عمرو، تفرد به عيسى بن سالم» .
ورواه البزار في "مسنده" (2485) من طريق أحمد بن محمد بن بلال، عن عيسى ابن عبد الله، عن عبيد الله بن عمرو، عن أيوب، به، وقال: «وهذا الحديث يروى عن عبد الله بن عمرو من وجوه، ولا نعلم له إسنادًا أحسن من إسناد عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو» . والظاهر أن «عيسى بن عبد الله» متصحف عن «عيسى بن سالم» ، والله أعلم.
(1) هو: ابن أبي تميمة السختياني.
(2) أي: عبد الله بن عمرو.(14/12)
الحَسَنُ (1)
14593 - حدثنا محمدُ بن عبدِاللهِ الحَضْرَميُّ، قال: ثنا يحيى بن إبراهيمَ [بنِ] (2) محمدِ بن أبي عُبيدةَ بن معنٍ، حدَّثَني أبي (3) ، عن أبيه (4) ، عن جدِّه (5) ، عن الأعمشِ، عن إسماعيلَ بن مسلمٍ، عن الحسنِ، / عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ قال: قال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ [س: 3/أ]
أَنْتَ إِذَا كُنْتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ، مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ، فَاخْتَلَفُوا، فَصَارُوا هَكَذَا؟!» ، ثم أدخل أصابعَه بعضَها في بعضٍ. قلتُ: كيف لي يا رسولَ اللهِ؟ قال: «تَأْخُذُ مَا تَعْرِفُ، وَتَدَعُ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّتِكَ، وَإِيَّاكَ وَعَوَامَّهُمْ» .
__________
(1) هو: ابن يسار، أبو سعيد البصري.
[14593] رواه تمام في "الفوائد" (9/17/الروض البسام) من طريق عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، به.
ورواه هناد في "الزهد" (1238) عن أبي معاوية محمد بن خازم، عن إسماعيل بن مسلم، به. وانظر الأحاديث التالية.
(2) في الأصل: «ثنا» بدل: «بن» ، وهو مُشكِلٌ؛ لأن أكثر رواية يحيى بن إبراهيم هي بهذا الإسناد: «يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن، ثنا أبي، عن أبيه، عن جدِّه، عن الأعمش» ؛ كما في رواية الطبراني في "المعجم الكبير" (4/208 رقم 4159) وغيره.
وقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (31/187) أن يحيى بن إبراهيم هذا يروي عن أبيه إبراهيم وجدِّه محمد بن أبي عبيدة، ولكن ما وقفنا عليه من رواية يحيى بن إبراهيم عن جدِّه جاء على الوجه التالي: «يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة ابن معن المسعودي، حدثني أبي محمد بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش» ؛ كما تقدم عند المصنف (6/219 رقم 6058) .
(3) هو: إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة.
(4) هو: محمد بن أبي عبيدة بن معن.
(5) هو: أبو عبيدة؛ عبد الملك بن معن المسعودي.(14/13)
14594 - حدثنا محمدُ بن إسحاقَ بن راهُوْيَهْ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا عبدُالرحمنِ بن مَهديٍّ، عن الرَّبيعِ بن صُبيحٍ، عن الحسنِ؛ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لعبدِاللهِ بن عمرٍو: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ ... » فذكر الحديثَ.
__________
[14594] رواه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (118 و254) من طريق موسى بن معاوية، عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
ورواه الحارث في "مسنده" (772/بغية الباحث) من طريق أبي الأشهب جعفر بن حيان وجرير بن حازم، عن الحسن، به.
وانظر الحديث السابق، والأحاديث التالية.(14/14)
14595 - حدثنا عَبدانُ بن أحمدَ، قال: ثنا مَعْمَرُ بن سهلٍ الأهوازيُّ، قال: ثنا محمدُ بن إسماعيلَ، قال: ثنا مالكُ بن مِغْوَلٍ، عن [ ... ] (1) ، عن الحسنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كُنْتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ، ومَرِجَتْ أَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفَتْ [قُلُوبُهُمْ] (*) ؟!» ، وشَبّك بين أصابعِهِ، قال: كيف أصنعُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: «عَلَيْكَ بِمَا تَعْرِفُ، [وَدَعْ مَا تُنْكِرُ] (*) ، وَعَلَيْكَ بِخُوَيْصَّةِ نَفْسِكَ، وَإِيَّاكَ وَعَوَامَّهُمْ» .
__________
[14595] لم نقف عليه من طريق مالك بن مغول، ولكن رواه أحمد (2/ 162 رقم 6508) ، وابن بطة في "الإبانة" (745/كتاب الإيمان) ؛ من طريق يونس بن عبيد، والداني في "الفتن" (256) من طريق مبارك بن فضالة؛ كلاهما عن الحسن، به.
وانظر الحديثين السابقين، والأحاديث التالية.
(1) لم يتضح في مصورة المخطوط.
(*) لم يتضح في مصورة المخطوط، فاستدركناه مما تقدم ومما سيأتي من ألفاظ الحديث.(14/14)
14596 - حدثنا محمدُ بن عبدِاللهِ الحضرميُّ، قال: ثنا أبو كُريبٍ (1) ، قال: ثنا يونسُ بن بُكيرٍ، عن خالدِ بن دِينارٍ النِّيليِّ، عن الحسنِ؛ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لعبدِاللهِ بن عمرٍو: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ، مَرِجَتْ قُلُوبُهُمْ (2) وَأَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفَتْ قُلُوبُهُمْ؟!» وشبّكَ بين أصابعِهِ، قال: كيف أصنعُ؟ قال: «عَلَيْكَ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِخُوَيْصَّةِ نَفْسِكَ، وَإِيَّاكَ وَعَوَامَّهُمْ» .
__________
[14596] لم نجده من طريق خالد بن دينار، ولكن رواه معمر في "جامعه" (20741/الملحق بمصنف عبد الرزاق) عن غير واحد، منهم الحسن، به.
وانظر الأحاديث السابقة، والحديثين التاليين.
(1) هو: محمد بن العلاء الهمداني.
(2) كذا في الأصل، وفي الأحاديث السابقة والآتية: «عهودهم» . وسيأتي بعدُ قوله: «واختلفت قلوبهم» . وانظر تفسير قوله: «مرجت» في التعليق على الحديث [14588] .(14/15)
14597 - حدثنا أحمدُ بن أبي خيثمةَ (1) ، وأحمدُ بن مابَهْرَامَ الإيْذَجِيُّ؛ قالا: ثنا نصرُ بن عليٍّ، قال: أخبرنا نوحُ بن [قيس] (2) ، قال: ثنا كثيرُ بن زيادٍ، عن الحسنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال له: «كَيْفَ بِكَ إِذَا (3) بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ؛ [ص:16] قَوْمٌٍ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا وَصَارُوا هَكَذَا؟!» وشبَّكَ بينَ أصابِعِهِ. قال: ما تأمرُني يا رسولَ اللهِ؟ قال: «عَلَيْكَ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَوَامَّهُمْ» .
__________
[14597] رواه المصنف في "الأوسط" (2086) عن أحمد بن أبي خيثمة وحده، به. وانظر الأحاديث السابقة، والحديث التالي.
(1) في الأصل: «حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة» ، ولم نقف على راو اسمه محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، والتصويب من "المعجم الأوسط" للمصنف؛ فقد رواه عن شيخه «أحمد بن زهير» ، وهو: «أحمد بن أبي خيثمة» .
(2) في الأصل: «بكير» ، والتصويب من "المعجم الأوسط" للمصنف، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (30/53-55) .
(3) قوله: «بك إذا» تكرر في الأصل.(14/15)
14598 - أخبرنا عثمانُ بن عبدِالرحمنِ السلميُّ البصريُّ، قال: ثنا مُنَينُ بن طالبٍ، ثنا معاويةُ بن عبد الكريمِ الضَّالُّ (1) ، عن الحسنِ؛ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لعبدِاللهِ بن عمرٍو ... فذكر مثلَهُ.
__________
[14598] رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/159) من طريق عمر بن عبد الرحمن الذارع، عن منين بن طالب، عن معاوية، عن الحسن، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مثله. وانظر الأحاديث السابقة.
(1) قال المزي في "تهذيب الكمال" (28/201) : «قال عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ: رجلان نبيلان لزمهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم الضالُّ؛ وإنما ضلَّ في طريق مكة! وعبد الله بن محمد الضعيف؛ وإنما كان ضعيفًا في جسمه لا في حديثه!» .(14/16)
14599 - حدثنا محمدُ بن إسحاقَ بن راهُوْيَهْ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا النَّضْرُ بن شُمَيْلٍ، قال: أخبرنا قُرّةُ بن خالدٍ، عن الحسنِ، عن عبد اللهِ بن عمرِو بن العاصِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ الرَّابِعَةَ فَاقْتُلُوهُ» . قال: فكان عبدُاللهِ بن عمرٍو يقولُ: ائتوني برجلٍ شربَ الخمرَ ثلاثَ مراتٍ، فلَكُمْ عليَّ أنْ أضربَ عنقَهُ.
__________
[14599] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/278) ، وقال: «رواه الطبراني من طرق، ورجال هذه الطريق رجال الصحيح» .
ورواه أحمد (2/191 رقم 6791) عن وكيع وروح بن عبادة، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (525) من طريق وكيع، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/159) ، وابن حزم في "المحلى" (11/366) ؛ من طريق عبد الوهاب [ص:17] ابن عطاء؛ جميعهم (وكيع، وروح، وعبد الوهاب) عن قرة بن خالد، به.
ورواه أحمد (2/191 رقم 6791) من طريق أشعث بن عبد الملك، وأبو الطاهر في "جزئه" (76) من طريق يونس بن عبيد؛ كلاهما (أشعث، ويونس) عن الحسن، به.
ورواه أحمد (2/211 رقم 6974) عن عبد الملك بن عمرو العقدي، عن قرة، عن الحسن، قال: والله لقد زعموا أن عبد الله بن عمرو شهد بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ... فذكر الحديث.(14/16)
شُفَيٌّّ الأصبحيُّ (1)
14600 - حدثنا مُطَّلِبُ بن شُعيبٍ الأزديُّ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن صالحٍ، قال: حدَّثَني الليثُ، عن حَيْوَةَ بن شُريحٍ الكِنديِّ، عن شُفَيٍّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لِلْغَازِي أَجْرُهُ، وَلِلْجَاعِلِ أَجْرُهُ وَأَجْرُ الغَازِي» .
__________
(1) هو: شفي بن ماتع، ويقال: ابن عبد الله.
[14600] رواه أبو موسى المديني في "اللطائف" (916) من طريق المصنف، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/266) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/513) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1039) من طريق محمد بن يحيى؛ جميعهم (البخاري، والفسوي، ومحمد بن يحيى) عن عبد الله بن صالح، به، بزيادة ابن شفي- واسمه حسين- بين حيوة وشفي.
ورواه حجاج بن محمد، عن الليث، واختلف عليه: فرواه أبو داود (2526) عن إبراهيم بن الحسن المصيصي، عن حجاج بن محمد، عن الليث بن سعد، به، بزيادة ابن شفي في إسناده.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3263) عن عبد الملك بن مروان الرقي، عن حجاج بن محمد، عن الليث، به، ولم يذكر في إسناده ابن شفي. قال الطحاوي: «هكذا حدثناه عبد الملك، فلم يدخل بين حيوة وبين شفي فيه أحدًا» .
ورواه أحمد (2/ 174 رقم 6624) عن إسحاق بن عيسى، وأبو داود (2526) من طريق عبد الله بن وهب، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/513) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3264) ، والبغوي في "شرح السنة" (2671) ؛ [ص:18] من طريق محمد بن رمح، وأبو عوانة في "مسنده" (7550) من طريق موسى بن داود؛ جميعهم (إسحاق بن عيسى، وابن وهب، ومحمد بن رمح، وموسى بن داود) عن الليث، به، بزيادة ابن شفي في إسناده.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3266) من طريق ابن لهيعة، عن حيوة ابن شريح، عن حسين بن شفي الأصبحي، عن النبي صلى الله عليه وسلم.(14/17)
14601 - حدثنا مُطَّلِبُ بن/ شُعيبٍ الأزديُّ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن [س: 3/ب]
صالحٍ، قال: حدَّثَني الليثُ، قال: حدَّثَني أبو قَبيلٍ المَعَافِريُّ (1) ، عن شُفَيٍّ الأصبحيِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: خرج علينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الكِتَابَانِ؟» فقلنا: لا، إلا أن تخبرَنا يا رسولَ اللهِ. قال: «كِتَابٌ (2) مِن رَبِّ العَالَمِينَ، فِيهِ أَسْمَاءُ [ص:19] أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ (3) ؛ فَلاَ [يُزَادُ] (*) فِيهِمْ وَلاَ يُنْتَقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا. وَهَذَا كِتَابُ أَهْلِ النَّارِ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى الآخِرِ مِنْهُمْ؛ فَلاَ يُزَادُ فِيهِمْ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا» . فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ففيمَ العملُ إن كان هذا أمرً (4) قد فُرِغَ منه؟! فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بَلْ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا؛ فَإِنَّ صَاحِبَ الجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ الجَنَّةِ، وَإِنْ [عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ] (*) ، وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ؛ فَرَغَ [رَبُّكُمْ مِنَ العِبَادِ] (*) » . ثم قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيديهِ (5) فنبذهما: «فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الخَلْقِ: فَرِيقٌ فِي الجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ» .
__________
[14601] رواه أحمد (2/167رقم 6563) عن هاشم بن القاسم، والترمذي (2141) ، وأبو بكر الفريابي في "القدر" (45) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (11409) ، وابن بطة في "الإبانة" (1327) ؛ من طريق قتيبة بن سعيد، والدارمي في "الرد على الجهمية" (263) عن سعيد بن أبي مريم، وابن أبي عاصم في "السنة" (348) من طريق شبابة بن سوار، وأبو نعيم في "الحلية" (5/168-169) من طريق عاصم بن علي، والبيهقي في "القضاء والقدر" (56) من طريق أبي الوليد الطيالسي، و (57) من طريق عبد الغفار؛ جميعهم (هاشم، وقتيبة، وسعيد، وشبابة، وعاصم بن علي، وأبو الوليد، وعبد الغفار) عن الليث بن سعد، به.
ورواه الترمذي (2141) ، وأبو بكر الفريابي في "القدر" (46) ، والنسائي في "الكبرى" (11409) ، وابن بطة في "الإبانة" (1327) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/168-169) ، والبيهقي في "القضاء والقدر" (120) ؛ من طريق بكر بن مضر، وابن بطة في "الإبانة" (1327) من طريق ابن لهيعة، وأبو نعيم (5/168-169) من طريق قرة بن عبد الرحمن؛ جميعهم (بكر، وابن لهيعة، وقرة) عن أبي قَبيل، به.
ورواه ابن وهب في "القدر" (13) عن ابن لهيعة، والليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، عن أبي قبيل المعافري، عن شفي الأصبحي، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره.
(1) هو: حييّ بن هانئ بن ناضر المعافري.
(2) أي: هذا كتابٌ؛ حذف المبتدأ للعلم به. وانظر التعليق على الحديث [13885] . [ص:19]
(3) قوله: «ثم أجمل على آخرهم» من قولهم: أُجْمل الحسابُ: إذا تُمِّمَ ورُدَّ التفصيلُ إلى الإجمالِ وأُثبت في آخر الورقة مجموعُ ذلك وجملتُهُ، كما هو عادةُ المحاسبين؛ أن يكتبوا الأشياء مفصلةً ثم يُوقِّعوا في آخرِها فذلكةً تَردُّ التفصيلَ إلى الإجمالِ. وضُمِّن «أُجْمِلَ» معنى «أُوقِعَ» فعُدِّي بـ «على» ؛ أي: أُوقع الإجمالُ على من انتهى إليه التفصيلُ. وقيل: ضرب بالإجمالِ على آخرِ التفصيلِ؛ أي: كتب. ويجوزُ أن يكونَ حالاً؛ أي: أُجمل في حالِ انتهاءِ التفصيلِ إلى آخرِهم؛ فـ «على» بمعنى «إلى» . "مرقاة المفاتيح" (1/274) .
(*) غير واضح في مصورة المخطوط، واستدركناه من مصادر التخريج.
(4) كذا في الأصل، وهو اسم منصوب، حذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في الحديث [13681] .
(5) «قال بيديه» أي: فَعَل، وهو من إطلاق القول على الفعل، وانظر التعليق على الحديث [14441] .(14/18)
14602 - حدثنا مُطَّلِبُ بن شُعيبٍ الأزديُّ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن [ص:20] صالحٍ، قال: حدَّثَني الليثُ، قال: حدَّثَني حَيْوَةُ بن شريحٍ، عنِ ابنِ شُفيٍّ (1) ، عن أبيه، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: «قَفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ» ؛ يريدُ: القُفولَ من الغزوِ.
__________
[14602] رواه أبو موسى المديني في "اللطائف" (618) من طريق المصنف، به.
ورواه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (2/513) عن عبد الله بن صالح، به.
ورواه ابن الجارود في "المنتقى" (1039) عن محمد بن يحيى، وأبو نعيم في [ص:20] "الحلية" (5/169) من طريق إسماعيل بن عبد الله؛ كلاهما (محمد بن يحيى، وإسماعيل) عن عبد الله بن صالح، به.
ورواه أحمد (2/174 رقم 6625) عن إسحاق بن عيسى، وأبو داود (2487) ، والحاكم في "المستدرك" (2/73) ؛ من طريق علي بن عياش، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (2/513) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3262) ، والبغوي في "شرح السنة" (2671) ؛ من طريق محمد بن رمح، وأبو عوانة (7551) من طريق عباس بن طالب، والطحاوي (3263) من طريق حجاج بن محمد؛ جميعهم (إسحاق، وعلي بن عياش، وعباس، ومحمد، وحجاج) عن الليث بن سعد، به، إلا أن الطحاوي في رواية حجاج بن محمد لم يذكر في إسناده: «ابن شفي» ، ولم يُذكر في إسناد الحاكم: «شفي» ، ولم يذكر كذلك في "تلخيص الذهبي" و"إتحاف المهرة" (12165) .
(1) هو: حسين بن شفي بن ماتع الأصبحي.(14/19)
14603 - حدثنا موسى بن هارونَ، قال: ثنا كاملُ بن طلحةَ [الجَحْدَرِيُّ] (1) . [ص:21]
قال: [وثنا] (2) طاهرُ بن عيسى بن قيرس (3) المصريُّ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي مريمَ؛ قالا: حدثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن يزيدَ بن عمرٍو، عن شُفَيٍّ الأصبحيِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: عَقَلْتُ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ألفَ مَثَلٍ.
__________
[14603] رواه أبو نعيم في "الحلية" (5/169) عن المصنف، مقتصرًا على رواية طاهر ابن عيسى المصري، وقد وقع في المطبوع من "الحلية": «طاهر بن سعيد بن قيس» ، وأشار المحقق إلى أن في نسخة: «طاهر بن عيسى بن قيرس» .
وانظر التعليق الآتي بعد تعليقين.
ورواه أبو الشيخ في "الأمثال في الحديث النبوي" (1) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/257) ؛ من طريق أبي يعلى الموصلي، عن كامل بن طلحة، به.
ورواه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (1) من طريق زيد بن الحباب، عن ابن لهيعة، به.
ورواه أحمد (4/203 رقم 17806) عن إسحاق بن عيسى، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عمرو بن العاص، به.
(1) في الأصل: «المحدري» . وانظر "الأنساب" (2/25) . [ص:21]
(2) في الأصل: «ثنا» دون الواو، ويلزمُ منه أن يكون القائل هو كامل بن طلحة، والصواب أن القائل هنا هو الطبراني، وقد روى الحديث هنا بإسنادين، وطاهر بن عيسى هو شيخُه في الإسناد الثاني، ويكون العطف في قوله: «وثنا» على قوله: «حدثنا موسى بن هارون» .
ويؤيد ما ذهبنا إليه قولُه بعدُ: «قالا» ؛ أي: كامل بن طلحة وسعيدُ بن أبي مريم؛ حيث رويا الحديث عن ابن لهيعة؛ كما في مصادر التخريج. وقد روى أبو نعيم في "الحلية" هذا الحديث من طريق المصنف عن شيخه طاهر بن عيسى فقط؛ كما تقدم.
(3) كذا في الأصل؛ بالمثناة التحتية، وكذا في مواضع من معاجم الطبراني؛ منها في "الكبير" (1/56 رقم 16) ، و (2/155 رقم 1646) ، وفي "الأوسط" (3686) ، وفي "الصغير" (508) . وكذا أيضًا في "الإكمال" لابن ماكولا (1/296) ، و"تكملة الإكمال" (4/4) . وفي "الأنساب" (4/444) في الحديث عن «القُبْرُسي» بالباء الموحدة، قال: «وأما طاهر بن عيسى بن قِبْرِس المقري المصري التميمي القِبْرِسي، يُنسب إلى جده. هكذا قيدتُّ هذا الاسم عن أبي علي الحسن بن مسعود بن الوزير الدمشقي الحافظ؛ بكسر القاف والراء ... » . اهـ.(14/20)
عمرُو بن الوليدِ بن عَبَدةَ (1)
14604 - حدثنا أبو مسلِمٍ الكَشِّيُّ (2) ، قال: ثنا أبو عاصمٍ (3) ، عن عبد الحميدِ بن جعفرٍ، عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ، عن عمرِو بن الوليدِ بن عَبَدةَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» ، ثم قال: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم حَرَّمَا الخَمْرَ وَالمَيْسِرَ وَالكُوبَةَ وَالغُبَيْرَاءَ (4) » .
__________
(1) أعاد الطبراني ذكر ترجمة عمرو بن الوليد هذا بعد الترجمة التالية، فانظر التعليق عليه هناك.
[14604] رواه المصنف في "طرق حديث من كذب عليّ" (61) بهذا الإسناد.
ورواه البيهقي (10/221) من طريق أبي عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/247- 248) و (5/167) من طريق قاسم بن أصبغ؛ كلاهما عن أبي مسلم الكشي، به.
ورواه أحمد (2/171 رقم 6591) ، وفي "الأشربة" (207 و208) ؛ عن أبي عاصم، به.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (399) عن محمد بن إبراهيم أبي أمية الطرسوسي، عن أبي عاصم، به، مقتصرًا على حديث "من كذب عليّ".
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/519) من طريق سعدان بن يحيى اللخمي، عن عبد الحميد بن جعفر، به.
ورواه أحمد (2/158 رقم 6478) من طريق يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وسيأتي برقم [14711] من طريق عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو، بحديث تحريم الخمر، ولم يذكر حديث "من كذب عليّ". وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (1140) ، وانظر الحديث التالي والحديث [14278] .
(2) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم.
(3) هو: الضحاك بن مخلد، النبيلُ.
(4) الميسرُ: هو القِمار. والكُوبة: هي النرد، وقيل: الطبل، وقيل: البربط (المِزْهَر والعُود) . والغُبَيراء: نبيذ الذرة. وانظر: "النهاية" (2/384) ، و (4/207) ، و (5/295-296) ، و"المصباح المنير" (غ ب ر، ك وب، ي س ر) .(14/22)
الوليدُ بن عَبَدةَ
14605 - حَدَّثنا يحيى بن عثمانَ بن صالحٍ، قال: ثنا حَسّانُ بن غالبٍ، قال: وحدثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن يونسَ بن يزيدَ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن [يزيدَ] (1) بن أبي حبيبٍ، عن الوليدِ بن عَبَدةَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ... سواءً.
__________
[14605] رواه أبو داود (3685) ، والفسوي في"المعرفة والتاريخ" (2/518) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/217) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (31/45) ؛ من طريق حماد بن سلمة، والبزار (2454) من طريق محمد بن سلمة الحراني؛ كلاهما (حماد، ومحمد) عن محمد بن إسحاق، به.
وتقدم في تخريج الحديث السابق أن الإمام أحمد روى هذا الحديث (2/158 رقم 6478) من طريق يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو ابن الوليد، عن عبد الله بن عمرو. وانظر الحديث السابق والحديث [14278] .
(1) في الأصل: «فرقد» ، والتصويب من مصادر التخريج.(14/23)
[عمرو] (1) بن الوليد
14606 - حدثنا يحيى بن نافعٍ المصريُّ أبو حبيبٍ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي مريمَ، قال: أخبرنا ابنُ لَهِيعةَ، عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ، عن عمرِو بن الوليدِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، [ص:24] هل تُحِسُّ بالوحيِ؟ قال: «نَعَمْ؛ أَسْمَعُ صَلاَصِلا (2) ، ثم أَسْتَثْبِتُ (3) عِنْدَ ذَلِكَ، وَمَا مِنْ مَرَّةٍ يُوحَى إِلَيَّ إِلاَّ ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تَفِيضُ» .
__________
(1) في الأصل: «عُمَر» ، والتصويب من إسناد الحديثين التاليين ومصادر تخريجهما. وتقدم في الترجمة قبل السابقة ذكر رواية عمرو بن الوليد، وهو تكرار لما هنا في الترجمة فقط دون الروايات.
[14606] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/256) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني، وإسناده حسن» .
ورواه أحمد (2/222 رقم 7071) عن قتيبة بن سعيد، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/519) عن هانئ بن المتوكل، وابن بكير؛ جميعهم (قتيبة، وهانئ، وابن بكير) عن ابن لهيعة، به. [ص:24]
(2) كذا في الأصل، وفي "مسند أحمد": «صلاصل» ، وهو الجادة؛ لأنها ممنوعة من الصرف. وفي "مجمع الزوائد": «صلصلة» . وما في الأصل له توجيهان: أحدهما: أن تضبط: «صلاصلاً» ، ويكون من باب صرف ما لا ينصرف في الاختيار وسعة الكلام؛ وانظر في ذلك: التعليق على الحديث [14764] . والثاني: أن تضبط: «صلاصلاَ» ، وتكون الألف في «صلاصلاَ» هي ألف الإشباع لفتحة اللام، وإنما أشبعها للتذكّر؛ وانظر في ذلك: التعليق على الحديث [15030] .
(3) في الأصل: «استتبت» بمثناتين فوقيتين بعدهما باء موحدة ثم مثناة. وفي "مسند الإمام أحمد" و"مجمع الزوائد": «أسكت» . ونقله عن الإمام أحمد كذلك ابن كثير في "تفسيره" في سورة الشورى وسورة المزمل، والسيوطي في "الدر المنثور" في تفسير سورة المزمل.(14/23)
14607 - حدثنا يحيى بن عثمانَ بن صالحٍ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن يوسفَ، قال: حدثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ، عن عمرِو بن الوليدِ بن عَبَدةَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال/ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: [س: 4/أ] «تَدْرِي مَنْ مَعَنَا فِي البَيْتِ؟ جِبْرِيلُ عليه السلام، وَقَدْ سَلَّمَ عَلَيْكَ» .
__________
[14607] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/354) ، وقال: «رواه الطبراني بإسنادين، وأحدهما حسن» .
ورواه ابن عساكر (31/256) من طريق المصنف بهذا الإسناد.(14/24)
14608 - حدثنا أحمدُ بن رِشدينٍ (1) ، حدَّثَني أبي، عن أبيهِ، عن جدِّه، عن عمرِو [بن الحارثِ] (*) ، عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ، عن [عمرِو] (2) بن الوليدِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: كنتُ [يومًا مع] (*) [ص:25] رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بيتِهِ، فقال: «تَدْرُونَ مَنْ مَعَنَا فِي البَيْتِ؟!» قلتُ: [مَن يا رسولَ اللهِ؟!] (*) قال: «جِبْرِيلُ عليه السلام» ، قلتُ: السلامُ عليكَ يا جبريلُ ورحمةُ اللهِ. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ رَدَّ عَلَيْكَ السَّلاَمَ» .
__________
[14608] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/354) ، وقال: «رواه الطبراني بإسنادين، وأحدهما حسن» .
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/256) من طريق المصنف بهذا الإسناد.
(1) هو: أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد.
(*) غير واضح في الأصل، واستدركناه من "تاريخ دمشق".
(2) في الأصل: «عُمَر» . والتصويب من "تاريخ دمشق"، ومن إسناد الحديثين السابقين ومصادر تخريجهما.(14/24)
محمد بن [هَدِيَّةَ] (1)
14609 - حدثنا [أبو يَزيدَ] (2) القَرَاطِيسيُّ، قال: ثنا أسدُ بن موسى، قال: ثنا عبدُاللهِ بن المباركِ، [عن عبدِالرحمنِ بن شريحٍ] (*) المَعَافِريِّ، قال: حدَّثَني شراحيلُ بن يزيدَ، عن محمدِ بن هَدِيةَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، [قال: قال] (*) رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا» .
__________
(1) في الأصل: «هُدْبة» وضبطها بضم الهاء وسكون الدال وبالباء الموحدة. وسيأتي في الحديث التالي: «هُدية» بضم الهاء وبالياء المثناة التحتية، وفوق الدال ما يشبه الفتحة وتحتها أيضًا ما يشبه الكسرة. قال ابن ماكولا في "الإكمال" (7/405-406) : «وأما "هُدَيَّة" بضم الهاء وفتح الدال فهو محمد بن هُدَيَّة الصدفي، يروي عن ابن عمرو، ويقال: محمد بن هَدِيَّة، حديثه عن المصريين» .
وقال ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (9/141) : «هَدِيَّة. قلت: بفتح الهاء، وكسر الدال المهملة، وفتح المثناة تحت المشددة، تليها هاء. قال: محمدُ بنُ هَدِيَّة، ويُقال: هُدَيَّة، على التصغير، الصَّدَفي، عن عبد الله بن عمرو. قلت: ذكره ابنُ يونس بتصغير اسمِ أبيه، وقال: يُكْنَى أبا يحيى، يروي عن عبد الله بن عمرو، روى عنه شراحيل بنُ يزيد، وليس له غير حديث واحد. انتهى» .
(2) «أبو يزيد» غير واضحة في الأصل، وهو: يوسف بن يزيد بن كامل.
(*) غير واضح في المخطوط، واستدركناه من "الزهد" لابن المبارك، وسائر مصادر التخريج.
[14609] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/229-230) ، وقال: «رواه أحمد، والطبراني، ورجاله ثقات، وكذلك رجال أحد إسنادي أحمد ثقات» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (28972) ، ونسبه للمصنف.
ورواه ابن وضاح في "البدع" (258) عن محمد بن يحيى، عن أسد بن موسى، به. [ص:26] ورواه أحمد (2/175 رقم 6637) عن علي بن إسحاق، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/257) ، وفي "خلق أفعال العباد" (613) ؛ عن محمد بن مقاتل، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/528) عن عبد الله بن عثمان، وأبو بكر الفريابي في "صفة المنافق" (36) عن محمد بن الحسن البلخي، والبغوي في "شرح السنة" (39) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال؛ جميعهم (علي بن إسحاق، ومحمد بن مقاتل، وعبد الله بن عثمان، والبلخي، وإبراهيم بن عبد الله) عن ابن المبارك، به.
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (451) عن عبد الرحمن بن شريح المعافري، عن شرحبيل بن يزيد، عن رجل، عن عبد الله بن عمرو، به.
ورواه الفسوي (2/528) من طريق ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، به.
ورواه ابن أبي شيبة (35338) ، وأحمد (2/175 رقم 6633) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6559) ؛ جميعهم من طريق زيد بن الحباب، عن عبد الرحمن بن شريح، عن شرحبيل بن يزيد المعافري، به.(14/25)
عُلَيُّ [بن رَبَاح
14610 - حدثنا بكرُ بن] (1) سهلٍ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن صالحٍ، قال: ثنا موسى بن عُلَيِّ بن رباحٍ، عن أبيه، عن [عبد اللهِ بن] (2) عمرٍو؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «أَتَدْرُونَ مَا (3) المُسْلِمُ؟!» قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: «مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» . قالوا: [ص:27] فَمَنِ المؤمنُ؟ قال: «مَنْ أَمِنَهُ المُؤْمِنُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ» . قالوا: فَمَنِ المُهاجِرُ؟ قال: «مَنْ هَجَرَ السُّوءَ فَاجْتَنَبَهُ» .
قال أبوالقاسمِ: أهلُ مصرَ يقولون: موسى بن عَليِّ بن رباحٍ، وسائرُ الناسِ يقولون: موسى بن عُليٍّ، وقد حَرَّج على مَن سَمّاه «عُلَيًّ (4) » .
__________
[14610] رواه المصنف في "الأوسط" (3188) بهذا الإسناد.
ورواه أحمد (2/206 و215 رقم 6925 و7017) عن زيد بن الحباب، والمصنف في "الأوسط" (232) من طريق روح بن صلاح؛ كلاهما (زيد، وروح) عن موسى ابن عُلَيٍّ، به. وانظر الحديث التالي، والحديث [14384] .
(1) قوله: «بن رباح حدثنا بكر بن» لم يتضح في مصورة المخطوط، فاستدركنا بقية العنوان من إسناد الحديث التالي، وقوله: «حدثنا بكرُ بن» من "الأوسط" للمصنف؛ حيث قال: «حدثنا بكر، قال: نا عبد الله» .
(2) غير واضح في المخطوط.
(3) كذا في الأصل، والجادة: «مَن» - كما في "الأوسط" للمصنف، والحديث التالي- لأن السؤال عن العاقل، و «ما» تستخدم لغير العاقل. لكن وقوعها لغير العاقل [ص:27] هو الغالب، وقد تقع «ما» للعاقل نادرًا؛ كقوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] . ويحمل عليه ما وقع هنا. وانظر: "همع الهوامع" (1/351- 353) .
(4) قال ابن سعد في "الطبقات" (7/512) : «علي بن رباح اللخمي، أما أهل مصر فيقولون: "عَلي بن رباح"، وأما أهل العراق فيقولون: "عُلي بن رباح"» .
وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (3/161) : «ذكر ابن سعد وابن معين؛ أن أهل مصر يقولونه بفتح العين، وأن أهل العراق يقولونه بالضم» .
وقال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (1/352) : «هو بضم العين وفتح اللام على المشهور، وقيل: بفتحها وكسر اللام، وكان يكره الضم، وكان أهل بلده وهو بمصر يقولونه بالفتح، وغيرهم بالضم، وقيل: بالفتح اسم، وبالضم لقب» .
وقوله: «مَن سَمَّاه عُلَيًّ» كذا في الأصل، والجادة: «من سماه عُلَيًّا» ، وما في الأصل يتوجه على أنه حُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة المتقدم التعليق عليها في الحديث [13681] . ويمكن توجيهه أيضًا على حكاية اللفظ المتقدم، أي: من سماه بهذا الاسم المعين؛ كما تقول: «بدأت بالحمدُ لله رب العالمين» ، وحكى سيبويه أن بعضهم قيل له: «ألست قرشيًّا؟» فقال: «لست بقرشيًّا» . وانظر تفصيل الكلام على الحكاية وشواهدها في: "كتاب سيبويه" (2/413-415) ، و"المقتضب" (2/308-309) ، و"سر صناعة الإعراب" (1/231- 232) .(14/26)
14611 - حدثنا يحيى بن عثمانَ بنِ صالحٍ، قال: ثنا أصبغُ بن الفَرَجِ، قال: ثنا الكَيِّسُ بن حَسّانٍ، عن أبيه (1) ، عن موسى بن عُلَيِّ [ص:28] ابن رباحٍ، [عن أبيه] (2) ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3) : «أَتَدْرُونَ مَنِ المُسْلِمُ؟!» ... فذكر مثلَ حديثِ ابنِ صالحٍ.
__________
[14611] نقل هذا الحديث ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (7/271-272) عن المصنف من طريق أصبغ، به. وانظر الحديث السابق.
(1) هو: حسان بن عبد الله اللخمي. [ص:28]
(2) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، واستدركناه من "توضيح المشتبه"؛ حيث نقله ابن ناصر الدين عن المصنف.
(3) أي: قال؛ حذف فعل القول، وهو كثير؛ وانظر: "مغني اللبيب" (ص 596-597) .(14/27)
14612 - حدثنا أحمدُ بن رِشدينٍ، قال: ثنا رَوْحُ بن صلاحٍ، قال: حدثنا موسى بن عُليِّ بن رباحٍ، عن أبيه، عن عبد اللهِ بن عمرِو ابن العاصِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الحَسَدُ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ [ص:29] آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ فَقَامَ بِهِ فَأَحَلَّ حَلاَلَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَوَصَلَ فِيهِ (1) أَقَارِبَهُ وَرَحِمَهُ وَعَمِلَ بِكَلِمَةِ اللهِ» .
__________
[14612] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/256) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه روح بن صلاح؛ ضعفه ابن عدي، ووثقه ابن حبان، وقال الحاكم: ثقة مأمون» ، وفي (3/108) وقال: «رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله موثقون» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (231) بهذا الإسناد.
ورواه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/96) من طريق المصنف، به.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (7644) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/4) ، والذهبي في "السير" (13/588) ؛ من طريق محمد بن إبراهيم البوشنجي، عن روح بن صلاح، به، بزيادة في متنه، وهي: «ومن يكن فيه أربع فلا يضره ما زوي عنه من الدنيا: حسن خليقة، وعفاف، وصدق حديث، وحفظ أمانة» ، ولم نجد من جمع بين هذين الحديثين إلا علي بن رباح، وستأتي هذه الزيادة عند المصنف برقم [14725] من طريق ابن حجيرة، عن عبد الله بن عمرو.
ورواه ابن أبي حاتم في "كتاب العلل" (1708) من طريق الليث بن سعد، عن موسى بن عُلَيٍّ، به.
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (1204) ، وابن وهب في "الجامع في الحديث" (547) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (288) ، وابن أبي حاتم في "كتاب العلل" (1708) ؛ من طريق عبد الله بن صالح؛ جميعهم (ابن المبارك، وابن وهب، وعبد الله بن صالح) عن موسى بن عُلَيٍّ، به، موقوفًا. [ص:29]
(1) كذا في الأصل. وفي "تاريخ دمشق": «فوصل به» ، وفي بقية مصادر التخريج: «فوصل منه» . وما في الأصل عربيٌّ صحيح؛ فقد تأتي «في» مرادفةً للباء، أو مرادفةً لـ «مِنْ» .
وانظر تفصيل ذلك وشواهده في: "كتاب الأزهية" (ص267- 272) ، و"رصف المباني" (ص 450- 453) ، و"الجنى الداني" (ص251- 252) ، و"مغني اللبيب" (ص174- 175) .(14/28)
14613 - حدثنا أحمدُ بن رِشدينٍ، قال: ثنا رَوْحُ بن صلاحٍ، قال: ثنا موسى بن عُليِّ بن رباحٍ، عن أبيه، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أُنَبِّئُكَ بِأَهْلِ الجَنَّةِ؟» قلتُ: بلى. قال: «الضُّعَفَاءُ المَغْلُوبُونَ» .
__________
[14613] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/265) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله وثقوا» .
ورواه أحمد (2/169 رقم 6580) ، والحارث في "مسنده" (1098/بغية الباحث) ، وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (12) ، والحاكم في "المستدرك" (2/499) من طريق عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ، وأحمد (2/214 رقم 7010) ، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/256) ، وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (220) ؛ من طريق عبد الله بن المبارك؛ كلاهما (أبو عبد الرحمن المقرئ، وابن المبارك) عن موسى بن عُلَيٍّ، به، مع اختلاف في اللفظ.
ووقع في المطبوع من "المستدرك" سقطٌ في الإسناد، وانظر: "إتحاف المهرة" (9/رقم 12017) .
وتقدم عند المصنف برقم [6589] من طريق عبد الله بن صالح، عن موسى بن عُلَيٍّ ابن رباح، عن أبيه، عن سراقة بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.(14/29)
أبو عبد الرحمنِ الحُبُليُّ (1)
14614 - حدثنا مُطَّلِبُ بن شُعيبٍ الأزديُّ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن صالحٍ، قال: حدَّثَني الليثُ، عن عامرِ بن يحيى المَعَافِريِّ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، قال: سمعتُ عبدَاللهِ بن عمرٍو؛ قال: قال [ص:31] رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سَيُصَاحُ يَوْمَ القِيَامَةِ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُؤُوسِ الخَلاَئِقِ، وَتُنْشَرُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدُّ البَصَرِ، ثُمَّ قَالَ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: لاَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: [ولك عُذرٌ أو حسنةٌ؟ فيهابُ الرجلُ فيقولُ: لا يا ربِّ. فيقولُ: بلى، إنَّ] (2) لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ. فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: "أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ/ وَرَسُولُهُ"، فَيَثْقُلُ وَزْنُهُ، فَيَقُولُ: [س: 4/ب] يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَّتِ؟! فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كِفَّةٍ، وَالبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ، وَتَثْقُلُ البِطَاقَةُ» .
__________
(1) هو: عبد الله بن يزيد الحبلي.
[14614] رواه المصنف في "الدعاء" (1482) بهذا الإسناد.
ورواه ابن البخاري في "مشيخته" (3/1710-1711) من طريق المصنف، به.
ورواه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2204) من طريق يعقوب الفسوي، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/189) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (14/84) ؛ من طريق إسماعيل بن عبد الله العبدي؛ كلاهما (الفسوي، وإسماعيل) عن عبد الله بن صالح، به.
ورواه ابن المبارك في "المسند" (100) ، وفي "الزهد" (371/رواية نعيم بن حماد) ؛ عن الليث، به. ومن طريق ابن المبارك رواه أحمد (2/213 رقم 6694) ، والترمذي (2639) ، وابن حبان (225) .
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص254) ؛ عن عبد الملك بن مسلمة، وابن ماجه (4300) من طريق سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وحمزة الكناني في "جزء البطاقة" (2) ، والمصنف في "الأوسط" (4725) ، والحاكم في "المستدرك" (1/529) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2204) ؛ من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، والمصنف في "الأوسط" (4725) من طريق سعيد ابن عفير، والحاكم (1/6) من طريق يونس بن محمد؛ جميعهم (عبد الملك، وابن أبي مريم، ويحيى، وسعيد، ويونس) عن الليث بن سعد، به.
ورواه أحمد (2/221-222 رقم 7066) ، والترمذي (2639/م) ؛ عن قتيبة، عن ابن لهيعة، عن عامر بن يحيى، به. وجاء عند الإمام أحمد: «عمرو بن يحيى» بدل: «عامر بن يحيى» .
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص254) ، وأبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث" (2/867) ؛ من طريق عمرو بن الحارث، عن عامر بن يحيى، به، موقوفًا.
وسيأتي برقم [14645] من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به. [ص:31]
(2) ما بين المعقوفين في موضعه في الأصل: «لم أر» . واستدركناه من "الدعاء" للمصنف، حيث رواه بإسناده هنا. وفي بقية مصادر التخريج نحوه.(14/30)
14615 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ المصريُّ، قال: حدثنا أبو عبدِالرحمنِ المُقْرِئُ (1) ، قال: ثنا عبدُالرحمنِ بن زيادٍ، عن راشدِ بن [عبدِاللهِ] (2) المَعَافِريِّ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ إِصْلاَحُ ذَاتِ البَيْنِ» .
__________
(1) هو: عبد الله بن يزيد القرشي العدوي.
(2) غير واضح في المخطوط، واستدركناه من مصادر التخريج.
[14615] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/80) ، وقال: «رواه الطبراني والبزار، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم؛ وهو ضعيف» .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/295) تعليقًا عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ، به. ومن طريق البخاري رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (10581) من طريق أبي أحمد بن فارس، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن يزيد ... فذكره.
ورواه البزار (2059/كشف الأستار) عن سلمة بن شبيب، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1280) من طريق عباس الترقفي، و (1281) من طريق محمد بن [ص:32] إسماعيل الصائغ؛ جميعهم (سلمة، والترقفي، والصائغ) عن أبي عبد الرحمن عبد الله ابن يزيد المقرئ، به.
ورواه عبد بن حميد (335) عن يعلى بن عبيد، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن رجل، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، به.
وانظر الحديث [14653] .(14/31)
14616 - حدثنا إسماعيلُ بن إسحاقَ النَّيسابوريُّ، قال: ثنا يحيى ابن يحيى النَّيسابوريُّ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن عياشِ بن [عبَّاسٍ] (1) ، عن أبي عبدِالرحمنِ (2) ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: لم يكن رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم [فاحشًا] (3) ولا مُتفحِّشًا.
__________
[14616] لم نقف عليه من هذا الوجه، وانظر الحديث [14374] .
(1) غير واضح في المخطوط، واستدركناه من الأحاديث التالية.
(2) هو: عبد الله بن يزيد الحُبُلي.
(3) غير واضح في المخطوط، واستدركناه من الحديث [14374] .(14/32)
14617 - حدثنا محمدُ بن النَّضْرِ الأزديُّ، قال: ثنا خالدُ بن خِداشٍ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن وَهْبٍ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن عياشِ بن عباسٍ القِتْبانيُّ، عن أبيه، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سُئِلَ [عَنْ عِلْمٍ] (1) فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» .
__________
(1) غير واضح في المخطوط، واستدركناه من "الأوسط" للمصنف.
[14617] رواه المصنف في "الأوسط" (5027) بهذا الإسناد.
ورواه نعيم بن حماد في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (399) عن ابن وهب، به.
ورواه ابن حبان (96) من طريق أبي الطاهر بن السرح، والحاكم (1/102) ، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (575) ، وأبو إسماعيل الهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد" (3) ؛ من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبو نعيم في "المستخرج" (14) من طريق إبراهيم بن المنذر، والخطيب في [ص:33] "تاريخ بغداد" (5/38) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (123) ؛ من طريق أصبغ بن الفرج، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (7) من طريق سحنون ابن سعيد؛ جميعهم (أبو الطاهر بن السرح، وإبراهيم بن المنذر، ومحمد بن عبد الله ابن عبد الحكم، وأصبغ، وسحنون) عن عبد الله بن وهب، به.
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص255) عن إدريس بن يحيى، عن عبد الله بن عياش، به.(14/32)
14618 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدِينٍ، قال: ثنا يحيى بن بكيرٍ، ح.
وحدثنا جعفرُ بن محمدٍ الفِرْيابيُّ، قال: ثنا يزيدُ بن موهبٍ الرَّمْليُّ؛ قَالَ (1) : ثنا مُفضَّلُ بن فَضَالةَ، عن عيّاشِ بن عبّاسٍ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلاَّ الدَّيْنَ» .
__________
[14618] رواه الحاكم (2/119) من طريق الفضل بن محمد الشعراني، عن يزيد بن موهب، به.
ورواه أحمد (2/220 رقم 7051) ، وأبو عوانة (7369) ؛ من طريق يحيى بن غيلان، ومسلم (1886) عن زكريا بن يحيى بن صالح؛ كلاهما (يحيى، وزكريا) عن المفضل بن فضالة، به.
(1) كذا في الأصل، والجادة: «قالا» ، والمراد بهما: يحيى بن بكير، ويزيد بن موهب. وما في الأصل إن لم يكن خطأ من الناسخ، فإنه يخرج على أنه أراد: قال كلُّ واحدٍ منهما، أو أراد «قال يزيد بن موهب» ، واكتفى بنسبة الفعل إليه، عن نسبته إلى صاحبه؛ وانظر في ذلك التعليق على الحديث [14248] .
أو أراد: «قَالاَ» لكن حذف الألف واكتفى بالفتحة دالةً عليها. وانظر الكلام على الاجتزاء بالحركات في التعليق على الحديث [13709] .(14/33)
14619 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن يزيدَ [ص:34] المقرئُ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي أيوبَ، عن عيّاشِ بن عبّاسٍ، عن أبي عبدِالرحمنِ (1) ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «القَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ كُلَّ شَيْءٍ إِلاَّ الدَّيْنَ» .
__________
[14619] رواه المصنف في "الأوسط" (9342) بهذا الإسناد.
ورواه مسلم (1886) عن زهير بن حرب، والبزار (2455) عن سلمة بن شبيب، وأبو عوانة (7368) عن ابن أبي مسرة ومحمد بن عقيل وابن الجنيد الدقاق، [ص:34] والبيهقي (9/25) من طريق بشر بن موسى؛ جميعهم (زهير، وسلمة، وابن أبي مسرة، ومحمد بن عقيل، وابن الجنيد، وبشر) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
(1) هو: عبد الله بن يزيد الحبُلي.(14/33)
14620 - حدثنا عبدُاللهِ بن وُهيبٍ [الغَزِّيُّ] (1) ، قال: ثنا محمدُ بن أبي السَّرِيِّ العسقلانيُّ، قال: ثنا رِشْدِينُ بن سعدٍ، قال: ثنا زُهَرةُ بن معبدٍ، ح.
وحدثنا أحمدُ بن زيادِ بن زكريّا الإياديُّ الأعرجُ، قال: ثنا موسى ابن محمدٍ السُّكّريُّ (2) ، قال: ثنا محمدُ بن [حمير] (3) ، عن خالدِ بن حُميدٍ [المهريِّ] (4) ، عن زُهْرةَ بن مَعبدٍ؛ عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما غنيمةُ مجالسِ الذِّكْرِ؟ قال: «الجنَّةُ» .
__________
[14620] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/78) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني، وإسناد أحمد حسن» .
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (1325) عن أحمد بن عبد الله بن زياد بن زكريا الإيادي، به.
ورواه أحمد (2/177 و190 رقم 6651 و6777) من طريق راشد بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به.
(1) تشبه في الأصل: «العرني» أو «العدني» ، والمثبت هو الصواب، وانظر الحديث التالي.
(2) كذا في الأصل، وفي "مسند الشاميين" - في إسناد هذا الحديث وفي موضعين آخرين -: «السكوني» .
(3) في الأصل: «كثير» ، وما أثبتناه موافق لما في "مسند الشاميين"، وانظر: "تهذيب الكمال" (8/40) .
(4) في الأصل: «المهداني» ، والصواب ما أثبتناه، كما في ترجمته من "التاريخ [ص:35] الكبير" (3/144) ، و"الجرح والتعديل" (3/325) ، و"الثقات" (8/221) ، و"تهذيب الكمال" (8/39) ، وسيأتي في الحديث [14666] له رواية، إلا أنه جاء في الأصل: «المهدي» .(14/34)
14621 - حدثنا عبدُاللهِ بن وُهَيبٍ الغَزِّيُّ، قال: ثنا محمدُ بن أبي السَّريِّ العسقلانيُّ، قال: ثنا رِشْدينٌ (1) ، قال: حدَّثَني زُهْرةُ بن مَعبدٍ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لرجلٍ: «كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلاَنُ» ، قال: أحمدُ اللهَ إليكَ يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا الَّذِي أَرَدتُّ مِنْكَ» .
__________
[14621] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/46) ، وقال: «رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه رشدين بن سعد؛ وهو ضعيف، وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد» ، وفي (10/140) وقال: «رواه الطبراني، وإسناده حسن» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (4377) بهذا الإسناد، وقال: «لا يروى هذا الحديث عن رسول الله إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن أبي السري» .
(1) هو: ابن سعد.(14/35)
14622 - حدثنا بِشرُ بن موسى، ثنا أبو عبدِالرحمنِ المقرئ (1) ، ح.
وحدثنا أبو يَزيدَ القَرَاطيسيُّ (2) ، قال: ثنا أسدُ بن موسى؛ قالا: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن هُبيرةَ، أنه سمع أبا عبدِالرحمنِ الحُبُليَّ يُحدِّثُ عن عبد اللهِ بن عمرٍو، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ قال: [ص:36] «مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ عَنْ حَاجَتِهِ فَقَدْ أَشْرَكَ» . قالوا: يا رسولَ اللهِ، فما كفارةُ ذلك؟ قال: «يَقُولُ: اللَّهُمَّ لاَ/ طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُكَ، وَلاَ خَيْرَ إِلاَّ [س: 5/أ]
خَيْرُكَ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ» .
__________
[14622] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/105) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/201) من طريق محمد بن داود بن سليمان، عن بشر بن موسى، به.
ورواه عبد الله بن وهب في "الجامع في الحديث" (658) ، وأحمد (2/220 رقم 7045) عن حسن بن موسى؛ كلاهما (ابن وهب، وحسن) عن ابن لهيعة، به.
(1) هو: عبد الله بن يزيد القرشي العدوي.
(2) هو: يوسف بن يزيد الأموي.(14/35)
14623 - حدثنا بكرُ بن سهلٍ، قال: ثنا محمدُ بن أبي السَّريِّ العسقلانيُّ، قال: ثنا رِشْدينُ بن سعدٍ، عن عمرَ مولى [غُفْرَةَ] (1) ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرِو بن العاصِ، قال: قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ (2) ، إنّ المؤذنين يَفْضُلُونَنا! [فقال] (3) رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَقُلْ كَمَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ، ثُمَّ إِذَا فَرَغْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ (4) » .
__________
[14623] رواه المصنف في "الأوسط" (3093) ، وفي "الدعاء" (445) ؛ بهذا الإسناد، وقال في "الأوسط": «لم يرو هذا الحديث عن عمر مولى غفرة إلا رشدين» .
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (341/رواية نعيم بن حماد) ، عن رشدين بن سعد، عن حيي بن عبد الله المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به.
وسيأتي برقم [14685] من طريق حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن، به.
(1) في الأصل: «عفير» . والتصويب من "المعجم الأوسط" و"الدعاء" للمصنف. وعمر مولى غُفْرة، هو: عمر بن عبد الله المدني.
(2) في "الأوسط": «قال: قالوا: يا رسول الله ... » .
(3) غير واضح في المخطوط، واستدركناه من "الدعاء" للمصنف. وفي "الأوسط": «قال: قولوا كما يقول المؤذن، فإذا فرغتم فسلوا تعطوا» .
(4) انظر توجيه هذه الهاء في التعليق على الحديث [14315] .(14/36)
14624 - حدثنا مطلبُ بن شعيبٍ الأزديُّ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن صالحٍ، قال: حدَّثَني الليثُ، عن شُرَحْبيلَ، عن أبي عبدِالرحمنِ [ص:37][الحُبُليِّ] (1) ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، [وخَيرُ] (2) مَتَاعِهَا الزَّوْجُ الصَّالِحُ (3) » .
__________
[14624] رواه المصنف في "الأوسط" (8639) بهذا الإسناد، وقال: «لم يرو هذا الحديث عن أبي عبد الرحمن الحبلي إلا شرحبيل بن شريك وعبد الرحمن بن زياد ابن أنعم» .
ورواه حيوة بن شريح، عن شرحبيل بن شريك، كما سيأتي في تخريج الحديث [14633] . وسيأتي برقم [14633] من طريق أبي هانئ الخولاني، عن الحبلي، به، [ص:37] وبرقم [14641 و14642] من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن الحبلي، به.
(1) في الأصل: «السلمي» ، والتصويب من "المعجم الأوسط" للمصنف، فقد رواه بهذا الإسناد، وكذلك جاء في سائر مصادر التخريج.
(2) في الأصل: «وكثير» ، والتصويب من "المعجم الأوسط" للمصنف، فقد رواه بهذا الإسناد واللفظ.
(3) كذا رواه المصنف بهذا اللفظ هنا وفي "المعجم الأوسط"، وورد بألفاظ مقاربة في سائر مصادر التخريج إلا أنه وقع في جميعها: «المرأة الصالحة» .(14/36)
14625 - حدثنا بِشرُ بن موسى، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ المقرئُ، عن حَيْوةَ بن شُريحٍ وابنِ لَهِيعةَ؛ قالا: ثنا شُرَحْبيلُ بن شَريكٍ المَعَافريُّ، أنه سمع أبا عبدِالرحمنِ الحُبُليَّ يُحدِّثُ عن عبد اللهِ بن عمرٍو، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ» .
__________
[14625] رواه ابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص208) من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
ورواه ابن عساكر (32/137) من طريق أبي بكر القطيعي، عن بشر بن موسى، به.
ورواه أحمد (2/167 رقم 6566) ، والدارمي (2481) ؛ عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
ورواه أبو محمد الفاكهي في "حديثه" (247) عن أبي يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
ورواه عبد بن حميد (342) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (115) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2800) عن علي بن معبد، والحاكم (1/443) من طريق عبد الصمد بن الفضل، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9095) من طريق إبراهيم بن سعد؛ جميعهم (عبد بن حميد، والبخاري، وعلي بن معبد، وعبد الصمد، وإبراهيم) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة وحده، به.
ورواه ابن المبارك في "الجهاد" (216/1) عن حيوة بن شريح وحده، به.(14/37)
14626 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ المصريُّ، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ المقرئُ، قال: ثنا حَيْوةُ بن شُريحٍ، عن شُرَحبيلَ بن شَريكٍ، عن أبي عبدِالرحمنِ (1) ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فُقَرَاءَ المُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ الأَغْنِيَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَرْبَعِينَ (2) خَرِيفًا» .
__________
[14626] لم نقف عليه من هذا الوجه، ولكن رواه أحمد (2/169 رقم 6578) ، وابن حبان (678) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب؛ كلاهما (أحمد، وأبو خيثمة) عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن حميد بن هانئ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به.
ورواية حميد بن هانئ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، تقدمت برقم [14152] .
(1) هو: عبد الله بن يزيد الحُبُلي.
(2) كذا في الأصل، وسيأتي في الحديث [14667] ومصادر تخريجه: «بأربعين» ، وهو الجادة، وما في الأصل يخرج على أنه حُذف منه حرف الجر، فانتصب «أربعين» على نزع الخافض؛ وقد تقدم الكلام على النصب على نزع الخافض في التعليق على الحديث [14307] .(14/38)
14627 - حدثنا بِشرُ بن موسى، قال: ثنا عبدُاللهِ بن يزيدَ أبو عبدِالرحمنِ المقرئُ، قال: ثنا حَيْوةُ بن شُريحٍ، قال: أخبرني شُرَحبيلُ ابن شَريكٍ، أنه سمع أبا عبدِالرحمنِ الحُبُليَّ يُحدِّثُ: أنه سمع عبدَاللهِ ابن عمرٍو يقولُ: لَخَيْرٌ أَعملُهُ اليومَ أَحبُّ إليَّ من مِثلَيْهِ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّا كنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُهِمُّنا الآخرةُ ولا تُهِمُّنا الدنيا، وأنَّا اليومَ قد مالتْ بنا الدنيا.
__________
[14627] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/354) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (1/286-287) من طريق المصنف، به، ومن طريق أبي نعيم رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/265) . [ص:39]
ورواه أبو نعيم في الموضع السابق عن محمد بن أحمد بن الحسن، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10211) ، والشجري في "أماليه" (2/207) ؛ من طريق أحمد ابن جعفر القطيعي؛ كلاهما (محمد، والقطيعي) عن بشر بن موسى، به.
ورواه ابن أبي عمر في "المسند"- كما في "المطالب العالية" (13/162 رقم 3139) - عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
ورواه ابن المبارك في "الجهاد" (216/2) ، وابن عساكر (31/265-266) من طريق عبد الله بن وهب؛ كلاهما (ابن المبارك، وابن وهب) عن حيوة بن شريح، به.(14/38)
14628 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن يزيدَ المقرئُ، قال: ثنا حَيْوةُ، [عن] (1) شُرَحبيلَ بن شَريكٍ، ح.
وحدثنا طاهرُ بن عيسى بن قيرس (2) المقرئُ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي مريمَ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن شُرَحبيلَ بن شَريكٍ؛ عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ رَزَقَهُ اللهُ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ بِمَا آتَاهُ» .
__________
[14628] رواه أحمد (2/172 رقم 6609) عن يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، به.
ولم نقف على رواية عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ من هذا الوجه، ولكن رواه أحمد (2/168 رقم 6572) ، وعبد بن حميد (341) ، ومسلم (1054) ؛ عن أبي بكر بن أبي شيبة، والترمذي (2348) عن العباس الدوري، وأبو سعيد بن الأعرابي في "الزهد" (93) عن الصائغ محمد بن إسماعيل، والحاكم (4/123) من طريق أبي يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/196) من طريق خشنام بن الصديق؛ جميعهم (أحمد، وعبد بن حميد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعباس الدوري، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وعبد الله بن أحمد ابن أبي مسرة، وخشنام بن الصديق) عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن شرحبيل بن شريك، به.
ورواه ابن ماجه (4138) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر وحميد بن هانئ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به. وانظر الحديث [14253] .
(1) في الأصل: «بن» ، وانظر الأسانيد الثلاثة السابقة.
(2) تقرأ في الأصل: «قبرس» بالباء الموحدة. وانظر التعليق على الحديث [14603] .(14/39)
14629 - حدثنا يحيى بن أيوبَ العَلاَّفُ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي مريمَ، قال: أخبرنا نافعُ بن يزيدَ، قال: حدَّثَني ربيعةُ بن سيفٍ، قال: حدَّثَني أبو عبدِالرحمنِ الحُبُليُّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قَبَرْنَا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رجلاً، فلما رَجَعْنا وحاذينا بابَه، إذا هو بامرأةٍ مقبلةٍ لا نظنُّه عَرَفها، فقال: «يَا فَاطِمَةُ، مِنْ أَيْنَ جِئْتِ؟» . قالت: جئتُ مِن عندِ أهلِ هذا الميتِ، رَحَّمْتُ (1) إليهم ميتَهم وعزَّيتُهم. قال: «فَلَعَلَّكِ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الكُدَى (2) ؟!» . قالت: معاذَ اللهِ أنْ أبلغَ معهم الكُدَى، وقد سمعتُكَ تذكرُ منهم ما تذكرُ! قال: «لَوْ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الكُدَى، مَا رَأَيْتِ الجَنَّةَ حَتَّى يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ» . والكُدَى: المقابرُ.
__________
[14629] رواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص259) عن سعيد بن أبي مريم، به.
ورواه الحاكم (1/373) من طريق محمد بن إسماعيل، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/192) من طريق عبد الله بن شريك؛ كلاهما (محمد، وعبد الله) عن سعيد بن أبي مريم، به.
ورواه أحمد (2/168 رقم 6574) ، والنسائي (1880) ؛ من طريق سعيد بن أبي أيوب، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص 259) ، وأبو داود (3123) ، وأبو يعلى (6746) ، وابن حبان (3177) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1508) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (9/114-115) ؛ من طريق المفضل بن فضالة؛ كلاهما (سعيد، والمفضل) عن ربيعة بن سيف، به.
ورواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1509) من طريق شرحبيل بن شريك، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به. وانظر الحديث التالي.
(1) أي: قلتُ: رحم الله ميتكم، مفضيةً ذلك إليهم؛ ليفرحوا به. "حاشية السندي على سنن النسائي" (4/27) .
(2) الكدى- بضمٍّ ففتحٍ مقصورًا-: جمع "كُدْية" بضم فسكون، وهي في الأصل: الأرض الصلبة، والمراد هنا: المقابر- كما في آخر الحديث- لأن مقابرهم كانت في مواضع صلبة. وانظر: "النهاية" (4/156) ، و"حاشية السندي على سنن النسائي" (4/27) .(14/40)
14630 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن يزيدَ، قال: ثنا حَيْوةُ بن شُريحٍ، عن ربيعةَ بن سيفٍ، عن الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن/ عمرٍو، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَه.
[س: 5/ب]
__________
[14630] رواه أحمد (2/223 رقم 7082) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
ورواه البزار (2440) عن سلمة بن شبيب، والحاكم (1/374) من طريق عبد الصمد ابن الفضل، والبيهقي (4/77- 78) من طريق محمد بن أحمد بن أنس؛ جميعهم (سلمة، وعبد الصمد، ومحمد) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (278) من طريق أبي زرعة وهب الله بن راشد، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1509) من طريق عبد الله بن يحيى؛ كلاهما عن حيوة بن شريح، به. وانظر الحديث السابق.(14/41)
14631 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن يزيدَ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي أيوبَ، عن ربيعةَ بن سيفٍ، عن أبي عبدِالرحمنِ (1) ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، تَمُرُّ بنا جنازةُ الكافرِ، فنقومُ لها؟ فقال: «نَعَمْ، قُومُوا لَهَا (2) ؛ فَإِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَقُومُونَ لَهَا، إِنَّمَا تَقُومُونَ لِمَنْ مَعَهَا مِنَ المَلاَئِكَةِ» .
__________
[14631] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/27) ، وقال: «رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد ثقات» .
ورواه أحمد (2/168 رقم 6573) ، وعبد بن حميد (340) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (268/بغية الباحث) ؛ عن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
ورواه البزار (836/كشف الأستار) عن يوسف بن موسى، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/486) عن يزيد بن سنان ومبشر بن موسى، وابن حبان (3053) من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (337) من طريق هارون بن عبد الله وزياد بن أيوب، والحاكم (1/357) من طريق أبي بكر محمد بن عيسى الطرسوسي؛ جميعهم (يوسف، ويزيد، ومبشر، والدورقي، وهارون، وزياد، والطرسوسي) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
(1) هو: عبد الله بن يزيد الحُبُلي.
(2) قوله: «فقال نعم قوموا لها» مكرر في الأصل.(14/41)
14632 - حدثنا هارونُ، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ عبدُاللهِ بن يزيدَ، ثنا عبدُالرحمنِ بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ وَسَلُوا اللهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاثْبُتُوا، فَإِنْ أَيْلَبُوا (1) وَصَيَّحُوا فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ» .
__________
[14632] ذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (10925) وعزاه للمصنف.
ورواه الدارمي (2484) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
ورواه ابن أبي شيبة (33976) عن عبدة بن سليمان، وعبد بن حميد (330) عن يعلى بن عبيد، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/1711 رقم 9131) ، والبيهقي (9/153) ؛ من طريق عبد الله بن وهب؛ جميعهم (عبدة، ويعلى، وابن وهب) عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به. وانظر الحديث [14634] .
(1) كذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: «أجلبوا» ، ومعناه: تجمَّعوا. ويقال: جَلَبَ على فرسه يَجْلُبُ، وأجلب عليه: إذا استحثَّه للعَدْو بوَكْزٍ أو صياح أو نحوه. وما في الأصل إن صحت به الرواية فلعله مما وقع فيه إبدال الياء من الجيم، ويكون أصله «أجلبوا» فأُبدلت الجيم ياءً؛ كما قالوا: صَهَارِيج وصهاريّ، وصِهْريجٌ وصِهْريٌّ، وكما قالوا في «الشجرة» : «الشِّيَرة» . وقرئ بها في قوله تعالى: {هَذِهِ الشَّجَرَةَ} [البقرة: 35] . وإن كان ابن جني قد عدَّ الياء في «الشيرة» أصلية، وأنها لغة في «الشجرة» . وانظر: "سر صناعة الإعراب" (2/765- 766) ، و"الأمالي في لغة العرب" للقالي (2/214) ، و"لسان العرب" و"تاج العروس" (ج ل ب، ش ج ر) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (1/82) .(14/42)
14633 - حدثنا هارونُ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن يزيدَ، قال: ثنا حَيْوةُ بن شُريحٍ، قال: حدَّثَني أبو هانئٍ (1) ، عن الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ ابن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِهَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» .
__________
(1) هو: حميد بن هانئ الخولاني.
[14633] كذا رواه المصنف عن هارون بن ملول، ولم نقف على رواية هارون عند [ص:43] غير المصنف، كما لم نجد من رواه على هذا الوجه، ولكن رواه جمع من الرواة عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن شرحبيل بن شريك، عن الحبلي، به؛ هكذا رواه أحمد (2/168 رقم 6567) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة، عن شرحبيل، عن الحبلي، به.
ورواه مسلم (1467) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (3443) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (19/167) ؛ من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، وابن أبي عاصم في "الزهد" (148) عن عقبة بن مكرم، والنسائي (3232) عن محمد بن عبد الله بن يزيد، وأبو عوانة في "مسنده" (4504) ، وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (248) ؛ عن عبد الله بن أحمد أبي يحيى بن أبي مسرة، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3277) عن أحمد بن سنان الواسطي، وابن حبان (4031) من طريق الحسين بن عيسى، وأبو نعيم في "المستخرج" (3442) ، والبغوي في "شرح السنة" (2241) ؛ من طريق الحارث بن أبي أسامة، والبيهقي (7/80) من طريق أحمد بن منصور المروزي، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4299) من طريق محمد بن أحمد ابن أنس؛ جميعهم (ابن نمير، وعقبة، ومحمد بن عبد الله، وابن أبي مسرة، وأحمد ابن سنان، والحسين بن علي، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن منصور، ومحمد بن أحمد) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة، عن شرحبيل بن شريك، عن الحبلي، به.
وقرن أحمد والفاكهي وأبو نعيم والبغوي: عبدَالله بنَ لهيعة مع حيوةَ بن شريح، وجاء عند النسائي وابن حبان: «حدثنا حيوة وذكر آخر» ، والمبهم هو: ابن لهيعة.
وانظر الحديث [14624] .(14/42)
14634 - حدثنا إسحاقُ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاقِ، عن الثَّوريِّ، ح.
وحدثنا بِشرُ بن موسى، قال: ثنا خَلاّدُ بن يحيى، ح.
وحدثنا عليُّ بن عبد العزيز، قال: ثنا أبو نعيمٍ، قالا: ثنا سفيانُ؛ عن عبد الرحمنِ بن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ (1) ، عن عبد اللهِ بن [ص:44] عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاثْبُتُوا وَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ، وَإِنْ يَلَبُوا (2) وَصَيَّحُوا فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ» .
__________
(1) هو: أبو عبد الرحمن الحُبُلي.
[14634] رواه الثوري في "تفسيره" (ص119) . ورواه عبد الرزاق (9518) .
ورواه المصنف في "الدعاء" (1071) مقتصرًا على روايتي إسحاق الدبري وعلي بن عبد العزيز. [ص:44]
ورواه ابن عبد البر في "الاستذكار" (14/46 رقم 19358) من طريق محمد بن غالب، عن أبي نعيم، به. وانظر الحديث [14632] .
(2) كذا في الأصل، لكن دون نقط الياء. وتقدم في الحديث [14632] : «أيلبوا» . وفي "الدعاء" للمصنف: «أجلبوا» . وما في الأصل إن صحت به الرواية فإنه يخرج على أن أصله «جَلَبُوا» ثم أُبدلت الجيم ياءً؛ وانظر التعليق على الحديث [14632] .(14/43)
14635 - حدثنا هارون بن مَلُّولٍ، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ المقرئُ، قال: ثنا عبدُالرحمنِ بن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ من الأنصارِ: «مَا تَقُولُ عِنْدَ مَنَامِكَ؟» . قال: أقولُ: باسمِكَ اللَّهمَّ وضعتُ جنبي فاغفرْ لي. قال: «غَفَرَ اللهُ لَكَ» .
__________
[14635] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/123) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم؛ وهو ضعيف» .
ورواه ابن أبي شيبة (26943 و29795) عن جعفر بن عون، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/555-556/بشار) من طريق هانئ بن سعيد؛ كلاهما (ابن عون، وهانئ) عن عبد الرحمن بن زياد، به.
ورواه البيهقي في "الدعوات الكبير" (350) من طريق محمد بن عبد الوهاب، عن ابن عون، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع أو عبد الله بن يزيد - شك ابن عون - عن عبد الله بن عمرو، به.
ورواه أحمد (2/173 رقم 6620) ، والنسائي في "الكبرى" (10538) ، والمصنف في "الدعاء" (258) ؛ من طريق حُيي بن عبد الله المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اضطجع للنوم يقول: «باسمك ربي وضعت جنبي، فاغفر لي ذنبي» . وانظر الحديث [14700] .(14/44)
14636 - حدثنا هارونُ، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ، قال: ثنا عبدُالرحمنِ بن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: أَلاَ أُعلِّمُكَ [كَلماتٍ] (1) كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعلِّمُهنَّ أبا بكرٍ إذا أراد [أن ينامَ] (2) قلنا: بلى. قال (3) : «اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ، عَالِمَ الغيبِ والشهادةِ، أنتَ ربُّ كلِّ شيءٍ ومَليكُهُ، أشهد أنْ لا إله إلا أنتَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ، والملائكةُ يشهدون، اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ مِنَ الشَّيْطَانِ وشَرَكِهِ، وأعوذُ بكَ أن أَقْتَرِفَ عَلَى نَفسِي سُوءًا أو أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ» .
__________
[14636] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/122) ، وقال: «رواه الطبراني بإسنادين، ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح، غير حيي بن عبد الله المعافري؛ وقد وثقه جماعة، وضعفه غيرهم» .
ورواه عبد بن حميد (338) عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
ورواه البيهقي في "الدعوات الكبير" (353) من طريق جعفر بن عون، عن عبد الرحمن بن زياد، به.
ورواه المصنف في "الدعاء" (1456) من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمر، نحوه. وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (2097) . وانظر الحديث [14678] .
(1) في الأصل: «علما» . والتصويب من "مسند عبد بن حميد"، و"الدعوات الكبير" للبيهقي.
(2) مابين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من "الدعوات الكبير" للبيهقي.
(3) في "الدعوات الكبير": «قال: فدعا بصندوق فأخرج منه قرطاسًا فإذا فيه ... » إلخ.(14/45)
14637 - حدثنا بِشرُ بن موسى، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ [ص:46] المقرئُ، قال: ثنا عبدُالرحمنِ بن [زيادٍ] (1) ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ صُدِّعَ (2) فِي سَبِيلِ اللهِ فَاحْتَسَبَ، غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا كَانَ قَبْلُ مِنْ ذَنْبٍ» .
__________
[14637] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/302) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن» . [ص:46]
ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/100) من طريق أحمد بن جعفر بن حمدان أبي بكر القطيعي، عن بشر بن موسى، به.
ورواه ابن أبي عمر في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (1937) - عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
ورواه البزار (2437) عن سلمة بن شبيب، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
ورواه سعيد بن منصور (2425) عن إسماعيل بن عياش، وابن أبي شيبة (19692) عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وأحمد بن منيع في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (1937) - عن قران بن تمام ومروان بن معاوية، وعبد بن حميد (329) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9430) ؛ من طريق جعفر بن عون، وابن عدي في "الكامل" (4/280) من طريق الأبيض بن الأغر؛ جميعهم (إسماعيل، والمحاربي، وقران، ومروان، وابن عون، والأبيض) عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به.
(1) في الأصل: «وتاب» . والتصويب من مصادر التخريج.
(2) صُدِّع الرجلُ- بالبناء للمجهول- تصديعًا: أصابه الصُّداعُ، فهو مصدَّعٌ. ويجوز في الشِّعْر: صُدِعَ- كـ «عُنِي» - فهو مَصْدوعٌ. "تاج العروس" (ص د ع) . وفي بعض مصادر التخريج: «من صدع صداعًا» ، وفي بعضها: «من صدع رأسه» .(14/45)
14638 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ، قال: ثنا عبدُالرحمنِ بن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: لما أمر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالخندقِ فخُنْدِقَ على المدينةِ، قالوا: [ص:47] يا رسولَ اللهِ، إنَّا وَكَدْنَا (1) صَفًا (2) لا نستطيعُ حفرَها! فقام النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وقمنا معه، فلما أتى أخذَ المِعْوَلَ فضرب به ضربةً وكَبَّرَ، فسمعتُ هَدَّةً لم أسمعْ مثلَها قطُّ، فقال: «فُتِحَتْ فَارِسُ!!» ثم ضَرب أخرى وكَبَّرَ، فسمعتُ هَدَّةً لم أسمعْ مثلَها قطُّ، / فقال: «فُتِحَتِ الرُّومُ!!» ثم ضَرب [س: 6/أ]
أخرى وكَبَّرَ، فسمعتُ هَدَّةً لم أسمعْ مثلَها قطُّ، فقال: «جَاءَ اللهُ بِحِمْيَرَ أَعْوَانًا وَأَنْصَارًا!!» .
__________
[14638] نقله ابن كثير في "البداية والنهاية" (6/28) عن المصنف بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/131) ، وقال: «رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما حيي بن عبد الله؛ وثقه ابن معين، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح» . [ص:47]
ورواه الحارث بن أبي أسامة في "المسند"- كما في "المطالب العالية" (17/396 رقم 4276) - من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن رجل من الأنعم، عن عبد الله بن يزيد الحبلي، به.
وانظر الحديث [14670] .
(1) كذا في الأصل، وفي "مجمع الزوائد" و"البداية والنهاية": «وجدنا» ، ونحوه في "المطالب العالية". وفي "تهذيب اللغة" و"تاج العروس" (وك د) : ويقال: وَكَدَ فلانٌ أمرًا يَكِدُهُ وَكْدًا: إذا قَصدَهُ وطلبه ... ويقال: وَكَدَهُ يَكِدُه وَكْدًا، أي: أصابه. وعلى هذا، فإن «وكدنا» هنا بالكاف تكون بمعنى «قصدنا» أي: أردنا صخرة فلم نستطع حفرها. أو بمعنى «أصبنا» أي: وجدنا؛ كما في مصادر التخريج. والله أعلم.
(2) كذا في الأصل، وفي "البداية والنهاية" و"مجمع الزوائد" نقلاً عن المصنف، وكذا في "المطالب العالية» : «صفاة» ، والصَّفَا: الحجارةُ، أو: الحجارة المُلْس، الواحدة: صَفَاة. "المصباح المنير" (ص ف و) .(14/46)
14639 - حدثنا بِشرُ بن موسى، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ المقرئُ، عن عبد الرحمنِ بن زيادٍ، [عن عبد اللهِ بن يزيدَ] (1) ، عن [ص:48] عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَحَبَّ رَجُلاً للهِ فَقَدْ أَحَبَّه اللهُ، فَدَخَلاَ جَمِيعًا الجَنَّةَ، فَكَانَ الَّذِي أَحَبَّ للهِ أَرْفَعَ مَنْزِلَةً مِنَ الآخَرِ الَّذِي أُحِبَّ للهِ» (2) .
__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من مصادر التخريج.
[14639] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/279) ، وقال: «رواه الطبراني ورواه البزار، ولفظه ... » ثم ذكر لفظ البزار، ثم قال: «وإسناده حسن» . وسيأتي نقل لفظ البزار في التعليق على آخر الحديث. [ص:48]
ورواه الشجري في "أماليه" (2/136) من طريق أبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي، عن بشر بن موسى، به.
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (546) ، والبزار (2439) عن سلمة بن شبيب؛ كلاهما (البخاري، وسلمة) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
ورواه ابن وهب في "الجامع" (205) ، وعبد بن حميد (332) عن يعلى بن عبيد؛ كلاهما (ابن وهب، ويعلى) عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به.
(2) كذا وقع لفظ الحديث في الأصل. ولفظه عند البخاري في "الأدب المفرد": «من أحب أخًا لله في الله قال: إني أحبك لله، فدخلا جميعًا الجنة، كان الذي أحب في الله أرفع درجة لحبه على الذي أحبه له» .
ولفظه عند البزار: «من أحب رجلاً لله فقال: إني أحبك لله، فدخلا الجنة، فكان الذي أحب أرفع منزلة من الآخر؛ ألحق بالذي أحب لله» .
ولفظ عبد بن حميد: «من أحب رجلاً فقال: إني أحبك لله عزَّ وجلَّ، فدخلا الجنة، فكان أرفع درجة منه؛ ألحق به» .
ولفظ ابن وهب: «من أحب رجلاً لله فقال: إني أحبك لله، فدخلا جميعًا الجنة، فكان الذي أحب لله أرفعهما منزلة، ألحق به صاحبه» .
ولفظه في "مجمع الزوائد": «من أحب رجلاً لله فقد أحبه الله، فدخلا جميعًا الجنة، وكان الذي أحب لله أرفع منزلة، ألحق الذي أحبه لله» ، وقال الهيثمي بعده: «رواه الطبراني، ورواه البزار ولفظه ... » ثم أورد لفظ البزار.
ولعل لفظ عبد بن حميد وابن وهب أقرب إلى الصواب. والله أعلم.(14/47)
14640 - حدثنا هارونُ، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ (1) ، قال: ثنا عبدُالرحمنِ بن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: [ص:49] قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ جَلَّ وعَزَّ لَيُؤَيِّدُ الإِسْلاَمَ بِرِجَالٍ مَا هُمْ مِنْ أَهْلِهِ» .
__________
(1) هو: عبد الله بن يزيد العدوي القرشي المقرئ.
[14640] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/302-303) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم؛ وهو ضعيف لغير كذب فيه» . [ص:49]
ورواه ابن أبي عمر في "المسند"- كما في "المطالب العالية" (9/615 رقم 2112) - وابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص255) ؛ كلاهما عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.(14/48)
14641 - حدثنا جعفرٌ الرَّقِّيُّ، قال: ثنا قبيصةُ بن عقبةَ، ح.
وحدثنا بِشرُ بن موسى، قال: ثنا خلادُ بن يحيى؛ قالا: ثنا سفيانُ (1) ، عن عبد الرحمنِ بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِهَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» .
__________
[14641] رواه الجصاص في "أحكام القرآن" (5/178) عن عبد الباقي بن قانع، عن بشر بن موسى، به، إلا أنه وقع في مطبوعه: «ابن عمر» بدل «ابن عمرو» .
ورواه عبد بن حميد (327) عن قبيصة بن عقبة، به.
ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (1264) من طريق محمد بن عمر الواقدي ومحمد بن كثير، عن سفيان الثوري، به.
ورواه هناد في "الزهد" (519) عن عبدة بن سليمان، والبزار (2441) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (227) ؛ من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، والقضاعي (1265) من طريق رشدين بن سعد؛ جميعهم (عبدة، والمقرئ، ورشدين) عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به. وانظر الحديث التالي والحديثين [14624 و14633] .
(1) هو: الثوري.(14/49)
14642 - حدثنا محمدُ بن الفضلِ السَّقَطيُّ، قال: ثنا أبو بلالٍ الأشعريُّ (1) ، قال: ثنا مَندلُ بن عليٍّ وعيسى بن يونسَ، عن عبد الرحمنِ [ص:50] ابن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ المَعَافِريِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِهَا الزَّوْجَةُ الصَّالِحَةُ» .
__________
[14642] رواه ابن ماجه (1855) عن هشام بن عمار، عن عيسى بن يونس، به.
وانظر الحديث السابق والحديثين [14624 و14633] .
(1) اسمه وكنيته واحد.(14/49)
14643 - حدثنا إسحاقُ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاقِ، عن الثَّوريِّ، عن عبد الرحمنِ بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، يرفعه إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَى الأَعَاجِمِ فَتَجِدُونَ بُيُوتًا تُدْعَى الحَمَّامَاتِ، وَلاَ يَدْخُلْهَا الرِّجَالُ إِلاَّ بِإِزَارٍ - أو قال: بِمِئْزَرٍ- وَلاَ تَدْخُلْهَا النِّسَاءُ إِلاَّ نُفَسَاءَ أَوْ مِنْ مَرَضٍ» .
__________
[14643] ذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (26635) وعزاه لعبد الرزاق والطبراني.
ورواه عبد الرزاق (1119) .
وسيأتي برقم [14712] من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو، به.(14/50)
14644 - أخبرنا حفصٌ الرَّقِّيُّ، قال: حدثنا قبيصةُ بن عقبةَ، ح. [ص:51]
وحدثنا يوسفُ القاضي (1) ، قال: ثنا محمدُ بن كثيرٍ؛ قالا: ثنا سفيانُ (2) ، عن عبد الرحمنِ بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدعو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصِّحَّةَ، وَالعِفَّةَ، وَالأَمَانَةَ، وَحُسْنَ الخُلُقِ، وَالرِّضَا بِالقَدَرِ» .
__________
[14644] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/173) ، وقال: «رواه الطبراني، والبزار وقال: «أسألك العصمة» بدل «الصحة» ، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم؛ وهو ضعيف الحديث، وقد وثق، وبقية رجال الإسنادين رجال الصحيح» .
ورواه المصنف في "الدعاء" (1406) عن عثمان بن عمر الضبي، عن محمد بن كثير، به.
ورواه الثوري في "حديثه" (260) .
ورواه البزار (3187/كشف الأستار) من طريق وكيع، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (166) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (229) ؛ من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (226) من طريق عمر بن أبي زيد أبي داود الحفري؛ جميعهم (وكيع، والفريابي، والحفري) عن سفيان، به.
ورواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (1185) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به، إلا أنه جاء عنده: «عبد الله بن عمر» بدل: «عبد الله بن عمرو» ، وعبد الرحمن بن مهدي إنما يروي عن الإفريقي بواسطة سفيان الثوري فلعله سقط من مطبوع "اعتقاد أهل السنة" ذِكر سفيان الثوري، والله أعلم.
ورواه هناد في "الزهد" (445) عن قبيصة، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن زياد، [ص:51] عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو، به.
ورواه ابن أبي عمر في "المسند"- كما في "المطالب العالية" (13/842 رقم 3347) - عن أبي عبد الرحمن المقرئ، والبخاري في "الأدب المفرد" (307) من طريق مروان بن معاوية، وابن بشران في "أماليه" (492) من طريق عيسى بن يونس، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (228) من طريق جعفر بن عون، وفي "شعب الإيمان" (8181) من طريق يحيى بن أيوب وابن لهيعة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/121) من طريق شجاع بن الوليد، وابن عساكر (54/65) من طريق إسماعيل بن عياش؛ جميعهم (المقرئ، ومروان، وعيسى، وجعفر، ويحيى، وابن لهيعة، وشجاع، وإسماعيل) عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الرحمن ابن رافع التنوخي، عن عبد الله بن عمرو، به.
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/233) من طريق حجاج بن فرافصة، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد، عن زيد بن خارجة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(1) هو: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل.
(2) هو: الثوري.(14/50)
14645 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ المقرئُ (1) ، قال: ثنا عبدُالرحمنِ بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن عبد اللهِ بن [ص:52] يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ القِيَامَةِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِالمِيزَانِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِتِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدُّ البَصَرِ؛ فِيهَا ذُنُوبُهُ وَخَطَايَاهُ، فَتُوضَعُ فِي كِفَّةِ المِيزَانِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِقِرْطَاسٍ مِثْلِ هَذَا» - وأشار بيدِه وأمسكَ بإبهامِهِ (2) - «فِيهَا (3) شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَتُوضَعُ (4) فِي الكِفَّةِ؛ فَتَرْجَحُ بِذُنُوبِهِ وَخَطَايَاهُ» .
__________
(1) هو: عبد الله بن يزيد العدوي القرشي المقرئ.
[14645] رواه ابن البخاري في "مشيخته" (3/1711-1712) من طريق المصنف، به.
ورواه عبد بن حميد (339) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/188-189) من طريق الحارث بن محمد بن أبي أسامة؛ كلاهما (عبد بن حميد، والحارث) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
ورواه الآجري في "الشريعة" (902) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن ابن زياد الإفريقي، به. [ص:52]
ورواه الطبري في "تفسيره" (10/71) من طريق جعفر بن عون، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به، موقوفًا.
ورواه الكلاباذي في "بحر الفوائد" (ص 347) معلقًا عن عبد الله بن محمد بن يعقوب، عن عبد الصمد بن الفضل ومحمد بن أبي رجاء، عن عبد الله بن يزيد، به. وانظر الحديث [14614] .
(2) كذا في الأصل، وكذا في "مشيخة ابن البخاري". وعند عبد بن حميد: «وأمسك بإبهامه على نصف إصبعه الدَّعَّاءَة» ، وعند الخطيب: «وأمسك بإبهامه نصف إصبعه الدَّعَّاءة» . والدَّعَّاءة: هي الإصبع التي تلي الإبهام، وهي التي يكنى عنها أيضًا بـ «السَّبَّابة» ، و «المسبِّحة» . ينظر "الكشاف" للزمخشري (1/205) ، و"تاج العروس" (د ع و) .
(3) كذا في الأصل، وكذا في "مشيخة ابن البخاري" و"مسند عبد بن حميد". وفي "الموضح": «فيه» وهو الجادة؛ لأن الضمير يعود على «القرطاس» وهو مذكر. وقوله: «فيها» هنا يخرج على أنه من باب الحمل على المعنى بتأنيث المذكر؛ حمل «القرطاس» - وهو مذكر - على معنى «البطاقة» وهي مؤنثة؛ وقد تقدم في الحديث [14614] ؛ قوله: «فيخرج له بطاقة ... » إلخ.
وانظر في الحمل على المعنى وشواهده: التعليق على الحديث [13666] .
(4) أي: الشهادة، أو القرطاسُ بالحمل على المعنى، وانظر التعليق السابق.(14/51)
14646 - حدثنا يوسفُ القاضي (1) ، قال: ثنا محمدُ بن كثيرٍ، ح. [ص:53]
وحدثنا حفصٌ الرَّقِّيُّ، قال: ثنا قبيصةُ؛ قالا: ثنا سفيانُ (2) ، عن عبد الرحمنِ بن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَأْتِي أُمَّهُ عَلاَنِيَةً، كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَأْتِي أُمَّهُ عَلاَنِيَةً؛ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ. وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً (3) ، / [س: 6/ب]
وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثَةٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً (4) ، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ فِرْقَةً وَاحِدَةً» . قيل: يا رسولَ اللهِ، مَن هم؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» .
__________
(1) هو: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل.
[14646] رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (147) ، وقوام السنة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (16) ؛ من طريق يعقوب بن سفيان الفسوي، عن قبيصة، به. [ص:53]
ورواه الترمذي (2641) من طريق أبي داود الحفري، والآجري في "الشريعة" (24) ، وابن بطة في "الإبانة" (265/كتاب الإيمان) ؛ من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والحاكم (1/128-129) ، واللالكائي في"اعتقاد أهل السنة" (146) ؛ من طريق ثابت بن محمد، والأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (17) من طريق عبد الرحمن بن مهدي؛ جميعهم (الحفري، والفريابي، وثابت، وابن مهدي) عن سفيان الثوري، به، إلا أنه لم يُذكر «عبد الله بن يزيد» في كتاب "الحجة في بيان المحجة".
ورواه ابن وضاح في "البدع" (248) ، والآجري في "الشريعة" (23) ؛ من طريق إسماعيل بن عياش، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (59) ، وابن بطة في "الإبانة" (1 و714/كتاب الإيمان) ، واللالكائي (145) ، وابن عساكر (13/98) ؛ من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والعقيلي في "الضعفاء" (2/262) من طريق عيسى بن يونس وأبي أسامة حماد بن أسامة وعبدة بن سليمان، والأصبهاني في "الحجة" (17) من طريق علي بن مسهر؛ جميعهم (إسماعيل، والمحاربي، وعيسى، وأبو أسامة، وعبدة، وعلي) عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به.
(2) هو: الثوري.
(3) قوله: «فرقة» مكرر في الأصل.
(4) كذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: «ثلاث وسبعين فرقة» وهو الجادَّة؛ لأن المعدود مؤنَّثٌ وهو «فرقة» ، فينبغي أن يكون العدد مذكرًا. وما في الأصل يخرج على أنه من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ حمل «الفرقة» على معنى الفريق؛ فأنَّث العدد كأنه قال: «ثلاثة وسبعين فريقًا» . وانظر في الحمل على المعنى: التعليق على الحديث [13666] .(14/52)
14647 - حدثنا هارونُ، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ (1) ، قال: ثنا [ابنُ أَنْعُمٍ] (2) ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَنْكِحُوا النِّسَاءَ لِحَسَبِهِنَّ؛ فَعَسَى حَسَبُهُنَّ (3) أَنْ يُوْدِيَهُنَّ (4) ، وَلاَ تَنْكِحُوهُنَّ لأَِمْوَالِهِنَّ؛ فَعَسَى أَمْوَالُهُنَّ أَنْ يُطْغِيَهُنَّ (5) ، فَلَأَمَةٌ سَوْدَاءُ خَرْمَاءُ ذَاتُ دِينٍ أَفْضَلُ» .
__________
[14647] رواه البزار (2438) عن سلمة بن شبيب، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، به. ورواه سعيد بن منصور (505) عن إسماعيل بن عياش، وعبد بن حميد (328) ، وابن ماجه (1859) ، والبيهقي (7/80) ؛ من طريق جعفر بن عون، وابن ماجه (1859) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والبيهقي (7/80) من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد؛ جميعهم (إسماعيل، وجعفر، والمحاربي، وأبو بدر) عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، به.
(1) هو: عبد الله بن يزيد العدوي القرشي المقرئ.
(2) في الأصل: «إبراهيم» ، وهو تصحيف عما أثبتناه؛ فقد رواه البزار من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، به.
وانظر تخريج الحديث.
(3) قوله: «لِحَسَبِهِنَّ؛ فَعَسَى حَسَبُهُنَّ» كذا في الأصل - لكن دون ضبط - وفي جميع مصادر التخريج: «لحُسنهنَّ؛ فَعسَى حُسنهُنَّ» .
(4) كذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: «يُرْدِيَهُنَّ» ، ومعنى «يرديهن» : يهلكهن. "فتح الباري" (13519) ، و"تاج العروس" (ر د ي) . وهو معنى «يوديهن» أيضًا إن صح رواية؛ ففي "تاج العروس" (ود ي) : «وأودى به الموت: ذهب به ... وأَوْدى بالشيء: ذهب به» . وعليه فإن الضمير «هن» منصوب على نزع الخافض، والأصل فيه: «يُودِيَ بِهِنَّ» . وانظر في النصب على نزع الخافض: التعليق على الحديث [14307] .
(5) كذا في الأصل. وفي مصاد التخريج: «تطغيهن» وهو الجادَّة. وما في الأصل يخرج على وجهين: أحدهما: أنه من باب الحمل على المعنى بإفراد الجمع؛ حمل «الأموال» على معنى «المال» ؛ كأنه قال: « ... لمالهن فعسى مالُهُنّ أن يطغيهن» . ومنه قوله صلى الله عليه وسلم- "صحيح مسلم" (192) -: «فأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لا أَقْدِرُ علَيْهِ الآنَ» ؛ أي: على الحمد، وهو مفرد المحامد. وانظر "شرح النووي على صحيح مسلم" (3/62-63) . وانظر في الحمل على المعنى التعليق على الحديث [13666] . [ص:55]
والثاني: أنه جارٍ على مذهب ابن كيسان ومن وافقه في جواز تذكير الفعل إذا أسند إلى ضمير المؤنث- ومثله جمع التكسير- فيقال: هند ذهب، والشمس طلع. ومن شواهده قول الشاعر [من المتقارب] :
فَإِمَّا تَرَيْنِي وَلِي لِمَّةٌ ... فَإِنَّ الحَوَادِثَ أَوْدَى بِهَا
والجادَّة: أودتْ. وانظر في ذلك: "الخصائص" (2/411-412) ، و"مغني اللبيب" (ص620) ، و"أوضح المسالك" (2/97-100/مع حاشية محيي الدين) .(14/54)
14648 - حدثنا محمدُ بن إسحاقَ بن راهُوْيَهْ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا عبدُاللهِ بن رجاءٍ المكيُّ، عن سفيانَ الثَّوريِّ، عن عبد الرحمنِ ابن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ صَلاَةَ بَعْدَ صَلاَةِ الفَجْرِ (1) إِلاَّ رَكْعَتَيْنِ» .
__________
[14648] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/218) ، وقال: «رواه البزار والطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم؛ واختلف في الاحتجاج به» .
ورواه عبد الرزاق (4757) عن الثوري، به.
ورواه الدارقطني في "السنن" (1/246 و419) من طريق وكيع، والبيهقي (2/465) من طريق الحسين بن حفص؛ كلاهما (وكيع، والحسين بن حفص) عن سفيان الثوري، به.
ورواه ابن أبي شيبة (7438) عن أبي معاوية محمد بن خازم، وابن أبي عمر في "المسند"- كما في "المطالب العالية" (3/269 رقم 294/2) - والبزار (703/كشف الأستار) ؛ من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن زيد المقرئ، وعبد بن حميد (333) عن يعلى بن عبيد، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص83/المختصر) من طريق عيسى بن يونس، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/386) من طريق الأعمش، والبيهقي (2/465) من طريق عبد الله بن وهب؛ جميعهم (أبو معاوية، وأبو عبد الرحمن، ويعلى، وعيسى، والأعمش، وابن وهب) عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به.
ورواه ابن المنذر في "الأوسط" (1106) ، والبيهقي (2/465) ؛ من طريق جعفر ابن عون، عن عبد الرحمن بن زياد، به، موقوفًا.
ورواه المصنف في "الأوسط" (1521) من طريق رواد بن الجراح، عن سعيد بن بشير، عن مطر الوراق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، به، ثم قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن فطر إلا سعيد، تفرد به رواد» .
(1) لفظ الحديث في مصادر التخريج: «بعد طلوع الفجر» ، عدا الموضع الثاني من [ص:56] "سنن الدارقطني" فإنه موافق للفظ المصنف هنا.(14/55)
14649 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، قال: ثنا القَعْنبيُّ (1) ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن عمرَ بن غانمٍ، عن عبد الرحمنِ بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَلُ أُمَّتِي كَمَثَلِ المَطَرِ؛ لاَ يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ» .
__________
[14649] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/68) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم؛ وهو ضعيف» .
ورواه ابن أبي عمر في "المسند"- كما في "المطالب العالية" (17/ 120 رقم 4182) - وابن بشران في "أماليه" (982) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/ 253-254) ؛ من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، به.
(1) هو: عبد الله بن مسلمة القعنبي.(14/56)
14650 - حدثنا هارونُ، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ (1) ، قال: ثنا عبدُالرحمنِ بن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: خرج علينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: «مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟» قلنا: مَن قُتل في سبيلِ اللهِ. قال: «مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ غَرِقَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَتَلَهُ البَطْنُ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَالمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا نِفَاسُهَا شَهِيدَةٌ» .
__________
[14650] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/300) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم؛ وهو ضعيف» .
ورواه عبد بن حميد (334) عن يعلى بن عبيد، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به.
(1) هو: عبد الله بن يزيد العدوي القرشي المقرئ.(14/56)
14651 - حدثنا أبو يزيدَ القَرَاطِيسيُّ (1) ، قال: ثنا يعقوبُ بن عبادٍ المكيُّ، قال: ثنا إسماعيلُ بن عياشٍ، عن عبد الرحمنِ بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لِلشَّهِيدِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ بِأَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيُؤْمَنُ مِنْ الفَزَعِ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةَ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الحُورِ العِينِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ» .
__________
[14651] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/293) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم؛ وهو ضعيف» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (11154) ونسبه للمصنف.
(1) هو: يوسف بن يزيد بن كامل.(14/57)
14652 - حدثنا أبو يزيدَ القَرَاطِيسيُّ، قال: ثنا [نعيمُ] (1) بن حمادٍ، قال: حدَّثَني ابنُ المباركِ، عن يحيى بن أيوبَ، عن محمدِ بن محمدٍ (2) ، عن عبد الرحمنِ بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: تَجشَّأ رجلٌ عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: «اقْصُرْ مِنْ جُشَائِكَ؛ فَإِنَّ أَطْوَلَ النَّاسِ جُوعًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَشْبَعُهُمْ فِي الدُّنْيَا» .
__________
[14652] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/31) ، وقال: «رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن محمد؛ وهو ضعيف» ، كذا قال، وانظر التعليق بعد التالي.
(1) في الأصل: «معتمر» .
(2) كذا في الأصل، ولم نجد راويًا في هذه الطبقة يقال له: «محمد بن محمد» ! ولمَّا ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" قال: «رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن محمد، وهو ضعيف» ، وهذا يوحي بأن في إسناد الحديث هنا إشكالاً؛ فإنه لا وجود لشيخ الطبراني «مسعود بن محمد» فيه، فالظاهر أنهما حديثان؛ سقط متن أحدهما وإسناد الآخر أو بعضه، فتركب هذا الحديث منهما. [ص:58]
ويظهر- والله أعلم- أن الحديث الأول هو: «تحفة المؤمن الموت» ، فقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/320) : «عن عبد الله بن عمرو، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «تحفة المؤمن الموت» ؛ رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات» ، وذكره قبله المنذري في "الترغيب والترهيب" (4/292) وقال: «رواه الطبراني بإسناد جيد» . وعزاه للطبراني أيضًا السيوطي في "شرح الصدور" (ص 19) ، وفي "الجامع الصغير" (3272) .(14/57)
14653 - حدثنا عبدُالرحمنِ بن سالمٍ الرازيُّ، قال: ثنا سهلُ بن عثمانَ، قال: ثنا مروانُ بن معاويةَ، عن عبد الرحمنِ بن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ إِصْلاَحُ ذَاتِ البَيْنِ» .
__________
[14653] لم نقف عليه من طريق مروان بن معاوية، وانظر الحديث [14615] .(14/58)
14654 - حدثنا أحمدُ بن عبدِالرحمنِ بن عقالٍ الحرانيُّ، قال: ثنا أبو جعفرٍ النُّفَيليُّ (1) ، قال: ثنا عيسى بن يونسَ، عن عبد الرحمنِ ابن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَظَرَ إِلَى مُسْلِمٍ نَظْرَةً يُخِيفُهُ بِهَا فِي غَيْرِ حَقٍّ، أَخَافَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» .
__________
[14654] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/253) ، وقال: «رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن عبد الرحمن بن عقال؛ ضعفه أبو عروبة» .
ولم نقف عليه من هذا الوجه، لكن أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7064) من طريق إسرائيل، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو، به.
ورواه عبد الرزاق (9187) من طريق يعلى بن عطاء، عن عبد الرحمن بن زياد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (7064) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن مسلم بن يسار، عن رجل من بني سليم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1) هو: عبد الله بن محمد بن علي.(14/58)
14655 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا أبو عبدِالرحمنِ (1) ، ح.
وحدثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: ثنا هشامُ بن عمارٍ، قال: ثنا عبدُالرحمنِ بن سليمانَ بن أبي الجَوْنِ؛ قالا (2) : ثنا عبدُالرحمنِ بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ قال: / «سِتُّ مَجَالِسَ (3) المُؤْمِنُ ضَامِنٌ [س: 7/أ][ص:60] عَلَى اللهِ مَا كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا: فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ، وَعِنْدَ (4) مَرِيضٍ، أَوْ فِي جِنَازَتِهِ، أَوْ فِي بَيْتِهِ، أَوْ عِنْدَ إِمَامٍ مُقْسِطٍ يُعَزِّرُهُ وَيُوَقِّرُهُ» (5) .
__________
[14655] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/23) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، والبزار بنحوه، ورجاله موثقون» .
ورواه ابن أبي عمر في "المسند"- كما في "المطالب العالية" (3/ 566 رقم 374) - وعبد بن حميد (337) ، والبزار (435/كشف الأستار) عن سلمة بن شبيب؛ جميعهم (ابن أبي عمر، وعبد بن حميد، وسلمة) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
ورواه ابن زنجويه في "الأموال" (50) من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم، به
(1) هو: عبد الله بن يزيد المقرئ.
(2) يعني: أبا عبد الرحمن المقرئ، وعبد الرحمن بن سليمان.
(3) كذا في الأصل، وكذا في مصادر التخريج، غير "مجمع الزوائد" و"مسند عبد بن حميد" و"الأموال" لابن زنجويه؛ ففيها: «ستة مجالس» وهو الجادة؛ فإنَّ قاعدة الأعداد من ثلاثة إلى عشرة: أنْ يُخَالِفَ العددُ المعدودَ في التذكير والتأنيث.
وما في الأصل وبقية مصادر التخريج صحيحٌ في العربية، ويخرج على أنه من باب الحمل على المعنى بتأنيث المذكر؛ حمل «المجلس» على «الجلسة» أو «الحلقة» أو نحو ذلك، فجاء بالعدد مذكرًا. وانظر في الحمل على المعنى: التعليق على الحديث [13666] .
ويخرج أيضًا على أنه جارٍ على مذهب البغداديين والكسائي؛ إذ أجازوا مراعاة حال المفرد، أو حال الجمع، تذكيرًا وتأنيثًا؛ فلك أن تقول: «ستة مجالس» باعتبار حال المفرد «مجلس» ، وهو مذكر فتؤنث العدد، ولك أن تقول: «ست مجالس» بتذكير العدد باعتبار حال الجمع؛ لأن هذا الجمع يعامل معاملة المؤنث؛ تقول: «هذه مجالس» . [ص:60]
ومذهب البصريين وجمهور النحويين: أنَّ العبرة بالمفرد لا بالجمع.
انظر: "ارتشاف الضرب" لأبي حيَّان (2/750-751) ، و"أوضح المسالك" (4/225) ، و"شرح الأشموني" (4/126) ، و"همع الهوامع" (3/254) .
(4) كذا في الأصل و"مجمع الزوائد"، وفي مصادر التخريج: «أو عند» . ويخرج ما في الأصل على أنَّ الواو هنا بمعنى «أو» في التقسيم؛ وانظر التعليق على الحديث [14099] .
(5) كذا في الأصل، و"مجمع الزوائد"؛ لم يذكر سوى خمسة مجالس، وفي باقي مصادر التخريج ذكر أول المجالس: «في سبيل الله» .(14/59)
14656 - حدثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: ثنا هشامُ ابن عمارٍ، قال: ثنا عبدُالرحمنِ بن سليمانَ بن أبي الجَوْنِ، عن عبد الرحمنِ بن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «العِلْمُ ثَلاَثَةٌ- مَا سِوَى ذَلِكَ فَضْلٌ-: آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، وَسُنَّةٌ قَائِمَةٌ، وَفَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ» .
__________
[14656] رواه الحارث بن أبي أسامة في "المسند" (53/بغية الباحث) من طريق إسماعيل بن عياش، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة" (46) من طريق مروان بن معاوية؛ كلاهما عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، به.
وسيأتي برقم [14706] من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن عبد الرحمن بن زياد، به.
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص255-256) عن معاذ بن الحكم، وأبو داود (2885) ، والدارقطني في "السنن" (4/ 67) ، والحاكم في "المستدرك" (4/332) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1384) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/8) ؛ من طريق عبد الله بن وهب، وابن ماجه (54) من طريق رشدين بن سعد وجعفر بن عون، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة" (47) من طريق محمد بن بشر، والهروي في "ذم الكلام" (16) [ص:61] من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة وعلي بن مسهر، والبغوي في "شرح السنة" (136) من طريق عيسى بن يونس؛ جميعهم (معاذ، وابن وهب، ورشدين، وجعفر، وابن بشر، وأبو أسامة، وعلي، وعيسى) عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي، عن عبد الله بن عمرو، به.
ورواه عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، عن الإفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع، به، وسيأتي تخريج روايته في الحديث [14706] .(14/60)
14657 - حدثنا محمدُ بن إسحاقَ بن راهُوْيَهْ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا عيسى بن يونسَ، عن عبد الرحمنِ بن زيادٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «التَّسْبِيحُ نِصْفُ المِيزَانِ، و"الحَمْدُ للَّهِ" تَمْلَأُ المِيزَانَ، وَ"لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ" لَيْسَ لَهَا سِتْرٌ حَتَّى تَخْلُصَ إِلَى الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ» .
__________
[14657] رواه الترمذي (3518) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به.
ورواه إسحاق بن راهويه (340) ، والمصنف في "الدعاء" (1733) عن بشر بن موسى؛ كلاهما (ابن راهويه، وبشر) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن أبي علقمة مولى بني هاشم، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.(14/61)
14658 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن يزيدَ، قال: حدثنا عبدُالرحمنِ بن زيادٍ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، قال: سمعتُ عبدَاللهِ بن [عمرٍو] (1) ، يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ أَسْرَعَ الدُّعَاءِ إِجَابَةً دَعْوَةُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ» .
__________
(1) في الأصل: «عمَر» .
[14658] رواه البخاري في "الأدب المفرد" (623) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (784) عن علي بن حرب؛ كلاهما (البخاري، وعلي) عن أبي عبد الرحمن عبد الله ابن يزيد المقرئ، به.
ورواه ابن أبي شيبة (29647) ، وعبد بن حميد (331) ؛ عن يعلى بن عبيد، وعبد ابن حميد أيضًا (327) ، والخرائطي (783) ، والمصنف في "الدعاء" (1329) ؛ [ص:62] من طريق سفيان الثوري، وأبو داود (1535) من طريق ابن وهب، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (783) من طريق محمد بن يزيد الواسطي، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1330) من طريق عبد الرحمن المحاربي؛ جميعهم (يعلى، والثوري، وابن وهب، ومحمد بن يزيد، والمحاربي) عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، به.
ورواه القضاعي (1329) من طريق الأوزاعي، عن عبد الله بن يزيد الحبلي، به.
وانظر الحديث التالي.(14/61)
14659 - حدثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: ثنا عليُّ بن كثيرٍ، قال: ثنا عيسى بن يونسَ، عن عبد الرحمنِ بن زيادِ بن أَنْعُمٍ الإفريقيِّ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ شَيْءٌ أَسْرَعَ إِجَابَةً مِنْ دَعْوَةِ غَائِبٍ لِغَائِبٍ» .
__________
[14659] انظر الحديث السابق.(14/62)
14660 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا المقرئُ (1) ، قال: ثنا عبدُالرحمنِ بن زيادٍ، ح.
وحدثنا الحسينُ بن إسحاقَ، قال: ثنا حرملةُ بن يحيى، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، أخبرني عبدُالرحمنِ بن زيادٍ؛ عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: خرج رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: «إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ لاَ يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ غَفَرَهُ؛ إِنَّ رَجُلاً مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَتَلَ ثَمَانِيًا [ص:63] وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَأَتَى رَاهِبًا، فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ ثَمَانِيً (2) وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ لَهُ: قَدْ أَسْرَفْتَ، فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُ. ثُمَّ أَتَى رَاهِبًا آخَرَ، فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لاَ؛ قَدْ أَسْرَفْتَ، فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُ. ثُمَّ أَتَى رَاهِبًا آخَرَ، فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ مِئَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: قَدْ أَسْرَفْتَ، وَمَا أَدْرِي، وَلَكِنْ هَهُنَا قَرْيَتَانِ: قَرْيَةٌ يُقَالُ لَهَا: "نَصْرَةُ"، وَالأُخْرَى يُقَالُ لَهَا: "كَفْرَةُ"، فَأَمَّا "نَصْرَةُ" فَيَعْمَلُونَ عَمَلَ الجَنَّةِ (3) ، لاَ يَثْبُتُ فِيهَا غَيْرُهُمْ، وَأَمَّا "كَفْرَةُ" فَيَعْمَلُونَ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ، لاَ يَثْبُتُ فِيهَا غَيْرُهُمْ، فَانْطَلِقْ إِلَى "نَصْرَةَ"، فَإِنْ ثَبَتَّ فِيهَا وَعَمِلْتَ مِثْلَ أَهْلِهَا فَلاَ شَكَّ فِي تَوْبَتِكَ. فَانْطَلَقَ يُرِيدُهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ القَرْيَتَيْنِ أَدْرَكَهُ المَوْتُ، فَسَأَلَتِ المَلاَئِكَةُ رَبَّهَا عَنْهُ؟ فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى أَيِّ القَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ، فَاكْتُبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى "نَصْرَةَ" بِقِيدِ أُنْمُلَةٍ؛ فَكُتِبَ مِنْ أَهْلِهَا» .
__________
[14660] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/211) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (10433) ونسبه للمصنف.
ورواه أبو الليث السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (77) من طريق محمد بن الفضل، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
ورواه أبو يعلى في "المسند"- كما في "المطالب العالية" (13/564 رقم 3257) - من طريق محمد بن عرعرة، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، به.
(1) هو: عبد الله بن يزيد. [ص:63]
(2) كذا في الأصل. والجادة: «ثمانيًا» كما تقدم قبل قليل. وما في الأصل يوجَّه على حذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر التعليق عليها في الحديث [13681] .
(3) أي: عمل أهل الجنة؛ حُذف المضاف، وأُقيم المضاف إليه مقامه، وانظر التعليق على الحديث [13770] .(14/62)
14661 - حدثنا بِشرُ بن موسى، قال: ثنا [أبو] (1) عبدِالرحمنِ [ص:64] المقرئ، عن حَيْوةَ بن شُريحٍ وابنِ لَهِيعةَ؛ أخبرنا أبو هانئٍ حميدُ بن هانئٍ الخَوْلانيُّ، أنه سمع أبا عبدِالرحمنِ الحُبُليَّ يقول: سمعتُ عبدَاللهِ بن عمرٍو يقولُ: سمعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَا/ مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو [س: 7/ب] فِي سَبِيلِ اللهِ يُصِيبُونَ غَنِيمَةً إِلاَّ تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أُجُورِهِمْ، وَيَبْقَى لَهُمُ الثُّلُثُ، فَإِنْ لَمْ يُصِيبُوا غَنِيمَةً تَمَّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ» .
__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، وانظر مصادر التخريج، وأبو عبد الرحمن المقرئ هو: عبد الله بن يزيد.
[14661] رواه ابن البخاري في "مشيخته" (2/920-921) من طريق أبي بكر القطيعي، عن بشر بن موسى، به.
ورواه أحمد (2/169 رقم 6577) ، وأبو داود (2497) عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة، والبيهقي (9/169) من طريق محمد بن إسماعيل؛ جميعهم (أحمد، [ص:64] وعبيد الله، ومحمد) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
ورواه النسائي (3125) عن محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن أبيه، عن حيوة، وذكر آخر، قالا: ثنا أبو هانئ الخولاني، به، هكذا بإبهام ابن لهيعة.
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص256) عن أبي الأسود النضر ابن عبد الجبار، عن ابن لهيعة وحده، به.
ورواه مسلم (1906) عن عبد بن حميد، وابن ماجه (2785) عن عبد الرحمن بن إبراهيم، وأبو عوانة (7444) عن عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي مسرة ويوسف ابن مسلم ومحمد بن أحمد بن الجنيد والحارث بن أبي أسامة وإبراهيم بن أبي الحجاج، والحاكم (2/78) من طريق ابن أبي مسرة، والبيهقي (9/169) من طريق عباس الترقفي، وابن عبد البر في "التمهيد" (18/342) ، وفي "الاستذكار" (14/12 رقم 19250) ؛ من طريق الحارث بن أبي أسامة؛ جميعهم (عبد بن حميد، وعبد الرحمن، وابن أبي مسرة، ويوسف، ومحمد بن أحمد بن الجنيد، والحارث، وإبراهيم، وعباس) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح وحده، به.
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2313) عن عبد الله بن وهب، عن أبي هانئ الخولاني، به، موقوفًا. وانظر الحديث التالي.(14/63)
14662 - حدثنا يحيى بن أيوبَ العلافُ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي مريمَ، قال: أنا نافعُ بن يزيدَ، حدَّثَني أبو هانئٍ (1) ، قال: حدَّثَني أبو عبدِالرحمنِ الحُبُليُّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَه.
__________
[14662] رواه مسلم (1906) عن محمد بن سهل، عن ابن أبي مريم، به.
وانظر الحديث السابق.
(1) هو: حميد بن هانئ الخولاني.(14/64)
14663 - حدثنا بِشرُ بن موسى، ثنا المقرئُ (1) ، عن حَيْوةَ بن شُريحٍ، قال: حدَّثَني أبو هانئٍ (2) ، أنه سمع أبا عبدِالرحمنِ (3) يقولُ: إنه سمع عبدَاللهِ بن عمرٍو يقولُ: إنه سمع رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهَا حَيْثُ شَاءَ» . ثم قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قَلْبِي إِلَى طَاعَتِكَ» .
__________
(1) هو: عبد الله بن يزيد.
(2) هو: حميد بن هانئ الخولاني.
(3) هو: عبد الله بن يزيد الحُبُلي.
[14663] رواه المصنف في "الدعاء" (1260) بهذا الإسناد.
ورواه ابن عساكر (31/239) من طريق أبي بكر بن مالك القطيعي، عن بشر بن موسى، به.
ورواه أحمد (2/168 رقم 6569) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
ورواه مسلم (2654) عن زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير، وابن أبي عاصم في "السنة" (222 و231) عن محمد بن مصفى، والبزار (2460) عن سلمة ابن شبيب، والخرائطي في "اعتلال القلوب" (15) عن علي بن حرب، وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (205) عن عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، والآجري في "الشريعة" (727) من طريق زهير بن محمد المروزي، و (728) من طريق يحيى بن عبدك القزويني، والدارقطني في "الصفات" (29) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (710) ؛ من طريق يوسف بن موسى، وابن بطة في "الإبانة" (203) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (740) ؛ من طريق الحارث بن أبي أسامة، وابن بطة (207) من طريق أحمد بن عمر الوكيعي، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (709) من طريق أحمد بن سنان، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (298) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/404) من طريق علي بن معبد؛ جميعهم (زهير، وابن نمير، وابن مصفى، وسلمة، وعلي بن حرب، وابن أبي مسرة، وزهير بن محمد، ويحيى بن عبدك، ويوسف، والحارث، والوكيعي، وأحمد بن سنان، وابن عبد الحكم، وعلي ابن معبد) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
ورواه عبد بن حميد (348) ، والنسائي في "الكبرى" (7692) ، والطبري في [ص:66] "تفسيره" (5/232) ، وابن حبان (902) ؛ من طريق ابن المبارك، عن حيوة بن شريح، به.
ورواه أحمد (2/173 رقم 6610) من طريق رشدين بن سعد، عن أبي هانئ، به.(14/65)
14664 - حدثنا هارونُ، قال: ثنا المقرئُ، قال: ثنا [حَيْوةُ] (1) ابن شريحٍ، عن أبي هانئٍ، عن الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ- عَزَّ وجَلَّ- قَدَّرَ المَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» .
__________
(1) في الأصل: «أيوب» ، والتصويب من مصادر التخريج.
[14664] رواه أحمد (2/169 رقم 6579) ، وعبد بن حميد (343) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/513) ؛ عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح وابن لهيعة، عن أبي هانئ، به.
ورواه مسلم (2653) عن ابن أبي عمر، والترمذي (2156) عن إبراهيم بن المنذر، والبزار (2456) عن سلمة بن شبيب، والفريابي في "القدر" (87) عن الحسن بن الصباح، وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (204) ، والبيهقي في "القضاء والقدر" (2) ؛ من طريق أبي يحيى بن أبي مسرة، وابن حبان (6138) من طريق أبي الربيع الزهراني، وابن بطة في "الإبانة" (1346) من طريق الحسن بن عرفة، وابن منده في "التوحيد" (12/327) من طريق علي بن الحسن، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/327) من طريق سعيد بن بشر، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4360) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (798) ؛ من طريق بشر بن موسى، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 149) من طريق عبد الصمد بن الفضل؛ والبيهقي في "الأسماء والصفات" (798) من طريق فتح بن نوح؛ جميعهم (ابن أبي عمر، وإبراهيم بن المنذر، وسلمة، والحسن بن الصباح، وابن أبي مسرة، وأبو الربيع الزهراني، والحسن بن عرفة، وسعيد بن بشر، وبشر بن موسى، وعبد الصمد، وفتح ابن نوح) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
وقرن الفاكهي وابن بطة وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" والبيهقي في "الأسماء والصفات" ابن لهيعة مع حيوة بن شريح. وجاء عند ابن حبان: «حدثنا حيوة وذكر الساجي آخر معه» . والساجي هو شيخ ابن حبان. [ص:67]
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص 256) ، والفريابي في "القدر" (86) ، والآجري في "الشريعة" (343) ؛ من طريق ابن لهيعة وحده، عن أبي هانئ، به.
ورواه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (262) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (842) ؛ من طريق عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، به.
ورواه عبد الله بن وهب في "الجامع في الحديث" (580) ، وفي "القدر" (17) - ومن طريقه مسلم (2653) - عن أبي هانئ الخولاني، به.
وانظر الحديث التالي.(14/66)
14665 - حدثنا يحيى العلافُ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي مريمَ، قال: ثنا نافعُ بن يزيدَ، والليثُ بن سعدٍ؛ قالا: ثنا أبو هانئٍ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «فَرَغَ اللهُ مِنَ المَقَادِيرِ وَأُمُورِ الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَْرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» . ولم يذكرِ الليثُ «أمورَ الدنيا» ، إلا أنه قال: «مَقَادِيرِ كُلِّ شَيْءٍ» .
__________
[14665] رواه ابن منده في "التوحيد" (13) من طريق يحيى بن أيوب العلاف، به، ولم يتضح في المخطوط منه الاسم الأول من الراوي عن يحيى العلاف، وجاء في المطبوع: « ... بن عبد الرحمن بمصر قال: حدثنا يحيى بن أيوب» .
ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (799) من طريق إسحاق بن إبراهيم التجيبي وعبيد بن عبد الواحد، عن ابن أبي مريم، به.
ورواه مسلم (2653) عن محمد بن سهل التميمي، عن سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد وحده، به.
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 256) عن محمد بن عبد الأعلى أبي صدقة، عن نافع بن يزيد وحده، به.
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 256) ، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (254) ، وابن بطة في "الإبانة" (1347) ؛ من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد وحده، به.(14/67)
14666 - حدثنا جعفرُ بن محمدٍ الفِريابيُّ، قال: ثنا هشامُ بن عمارٍ، قال: ثنا بقيةُ بن الوليدِ، قال: ثنا خالدُ بن حميدٍ [المَهْريُّ] (1) ، قال: ثنا حميدُ بن هانئٍ الخَوْلانيُّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ ابن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ العَجَمِ (2) » . قلتُ: وما قلوبُ العجمِ؟ قال: «حُبُّ الدُّنْيَا، سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ الأَعْرَابِ؛ مَا أَتَاهُمْ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الحَيَوَانِ، يَرَوْنَ الجِهَادَ ضَرَرًا وَالزَّكَاةَ مَغْرَمًا» .
__________
[14666] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/65) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه بقية بن الوليد؛ وهو ثقة، ولكنه مدلس، وبقية رجاله موثقون» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (6322) ونسبه للمصنف.
ولم نقف عليه من هذا الوجه، ولكن رواه الحارث في "مسنده" (289/بغية الباحث) من طريق سعيد بن أبي أيوب، وأبو يعلى في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (4493) - من طريق ابن لهيعة؛ كلاهما (سعيد بن أبي أيوب، وابن لهيعة) عن أبي هانئ حميد بن هانئ، عن شفي، عن عبد الله بن عمرو، رفعه ابن لهيعة، ووقفه سعيد بن أبي أيوب على ابن عمرو. ووقع في المطبوع من "بغية الباحث": «شقيق» بدل: «شفي» ، إلا أنه جاء على الصواب في "المطالب العالية" (4493/أ) فقد ذكر الحافظ هذا الحديث عن الحارث بن أبي أسامة.
(1) في الأصل: «المهدي» ، وانظر التعليق على الحديث [14620] .
(2) أي: «قلوبهم فيه (أي: في ذلك الزمان) قلوب العجم» ؛ فحذف الضمير الرابط بين المنعوت وجملة النعت، وحذف معه حرف الجر، ونحوه قولُه تعالى: [البَقَرَة: 48] {وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} ؛ أي: لا تجزي فيه.
وانظر: "أوضح المسالك" (3/275) .(14/68)
14667 - حدثنا إسماعيلُ بن الحسنِ الخَفّافُ المصريُّ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدَّثَني أبو هانئٍ حميدُ [ص:69] ابن هانئٍ، أنه سمع أبا عبدِالرحمنِ (1) يُحدِّثُ عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ فُقَرَاءَ المُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ الأَغْنِيَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا» .
__________
[14667] تقدم جزءٌ منه في الحديث [14152] بالإسناد نفسه. [ص:69]
(1) هو: عبد الله بن يزيد الحُبُلي.(14/68)
14668 - حدثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: ثنا حرملةُ ابن يحيى، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني عبدُالرحمنِ بن ميسرةَ الحضرميُّ، عن أبي هانئٍ الخَوْلانيِّ (1) ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ (2) فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ الخَلَقُ؛ [فَسَلُوا اللهَ أَنْ] (3) يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ» .
__________
[14668] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/52) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (1313) ونسبه للمصنف.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (1/4) من طريق أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب، به.
(1) هو: حميد بن هانئ.
(2) خَلَِقَ الثوبُ (كنصر وسمع) وخَلُقَ (كَكَرُم) : خُلُوقًا وخلَقًا وخَلاقَةً: بَلِي. والخَلَقُ: البالي. "تاج العروس" (خ ل ق) .
(3) ما بين المعقوفين تحرَّف في الأصل إلى: «فيتلوا القرآن» ؛ بسبب التقارب في الرسم. والتصويب من مصادر التخريج.(14/69)
14669 - حدثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: ثنا حرملةُ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني عبدُالرحمنِ بن ميسرةَ، عن أبي هانئٍ، عن أبي عبدِالرحمنِ (1) ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: سمعتُ [ص:70] رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآيةَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ *} (2) ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ بِكُمْ إِذَا جَمَعَكُمُ اللهُ- جَلَّ وَعَزَّ- كَمَا يُجْمَعُ/ [س: 8/أ] النَّبْلُ فِي الكِنَانَةِ؛ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ؟» .
__________
(1) هو: عبد الله بن يزيد الحُبُلي.
[14669] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/135) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات» . [ص:70]
ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/ 1269 رقم 7143) عن أبيه، عن حرملة بن يحيى، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/ 572) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن وهب، به.
وذكره الرافعي في "التدوين" (3/257) من طريق عمرو بن حازم، عن حرملة، به.
(2) الآية (6) من سورة المطففين.(14/69)
14670 - حدثنا إسماعيلُ بن الحسنِ الخَفَّافُ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وَهبٍ، قال: حدَّثَني حُيَيُّ بن [عبدِاللهِ] (1) المَعَافِريُّ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم [خرج] (2) يومَ الخندقِ وهم يُخندِقونَ حولَ المدينةِ، فتناول رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الفأسَ فضربَ ضربةً، فقال: «بِهَذِهِ الضَّرْبَةِ يَفْتَحُ اللهُ كُنُوزَ الرُّومِ» ، ثم ضرب الثانيةَ وقال: «بِهَذِهِ يَفْتَحُ اللهُ كُنُوزَ فَارِسَ» ، [ص:71] ثم ضرب الثالثةَ فقال: «بِهَذِهِ الضَّرْبَةِ يَأْتِي اللهُ بِأَهْلِ اليَمَنِ أَنْصَارًا وَأَعْوَانًا» .
__________
[14670] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/131) ، وقال: «رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما حيي بن عبد الله؛ وثقه ابن معين، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح» .
ورواه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 498 رقم 429) من طريق أحمد بن عيسى، عن ابن وهب، به، إلاَّ أنه تحرف «حيي» في المطبوع من "الدلائل" إلى: «جبير» .
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص257-258) من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، به. وانظر الحديث [14638] .
(1) في الأصل: «هبة الله» ، والتصويب من "مجمع الزوائد" ومن "فتوح مصر"، ومن مصادر ترجمته، ولم نقف على راو اسمه حيي بن هبة الله.
(2) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من "دلائل النبوة" لأبي نعيم، ولم يذكر الهيثمي متن هذا الحديث، بل اكتفى بمتن الحديث [14638] .(14/70)
14671 - حدثنا إسماعيلُ بن الحسنِ الخَفَّافُ، قال: ثنا أحمدُ ابن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدثنا حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: نزلتْ: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَْرْضُ زِلْزَالَهَا *} (1) ، وأبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه قاعدٌ، فبكى أبو بكرٍ رضي الله عنه، فقال له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟» قال: أَبْكَتْني هذه السورةُ. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّكُمْ لاَ تُخْطِئُونَ وَلاَ تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللهُ مِنْ بَعْدِكُمْ أُمَّةً يُذْنِبُونَ وَيُخْطِئُونَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ» .
__________
[14671] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/141) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه حيي بن عبد الله المعافري؛ وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح» .
ورواه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (75) من طريق خالد بن خداش، وابن جرير في "تفسيره" (24/568) عن يونس بن عبد الأعلى، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6701) من طريق يحيى بن يحيى؛ جميعهم (خالد، ويونس، ويحيى) عن ابن وهب، به.
ورواه الدولابي في "الكنى والأسماء" (47) من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، به. وانظر الحديث [14404] .
(1) يعني: سورة الزلزلة.(14/71)
14672 - حدثنا إسماعيلُ بن الحسنِ الخَفَّافُ، قال: ثنا أحمدُ ابن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدثني [حُيَيٌّ] (1) ، عن أبي [ص:72] عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الصِّيَامُ وَالقُرْآنُ يَوْمَ القِيَامَةِ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ؛ يَقُولُ الصِّيَامُ: رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ القُرْآنُ: رَبِّ، مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ؛ فَيَشْفَعَانِ» .
__________
(1) في الأصل: «جدي» ، والتصويب من مصادر التخريج.
[14672] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/181) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال الطبراني رجال الصحيح» .
ورواه الحاكم (1/554) من طريق هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب، به. [ص:72] ومن طريق الحاكم رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (1839) . ووقع في المطبوع من "المستدرك": «عبد الله بن عمر» بدل: «عبد الله بن عمرو» ، وجاء على الصواب في "شعب الإيمان"، وفي "إتحاف المهرة" (9/564 رقم 11936) .
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (385/رواية نعيم بن حماد) ، وفي "المسند" (96) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/161) ؛ من طريق رشدين بن سعد، وأحمد (2/174 رقم 6626) من طريق ابن لهيعة؛ كلاهما (رشدين، وابن لهيعة) عن حيي بن عبد الله، به، وتصحف «حيي» في مطبوع "الحلية" إلى: «حسين» .(14/71)
14673 - حدثنا أبو الزِّنْباعِ رَوْحُ بن الفَرَجِ، قال: ثنا عمرُو بن خالدٍ، قال: ثنا عمر وابنُ لَهِيعةَ (1) ، عن حُيَيِّ بن عبد اللهِ، ح.
وحدثنا إسماعيلُ بن الحسنِ الخَفَّافُ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: قُرئ على ابنِ وهبٍ: أخبرني حُيَيٌّ؛ عن أبي عبدِالرحمنِ، [عن عبد اللهِ بن عمرٍو] (2) ؛ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع ركعتَيِ الفجرِ اضطجع على شِقِّهِ الأيمنِ.
__________
[14673] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/218-219) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناد الطبراني ليس فيه ابن لهيعة، وهو في إسناد أحمد، وبقية رجاله موثقون، وإن كان الخلف في حيي المعافري فقد وثق» .
ورواه أحمد (2/173 رقم 6619) عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، به.
(1) كذا في الأصل، ويحتمل أن تكون: «عمرو بن لهيعة» ، لكن لم نجد في الرواة من اسمه: «عمرو بن لهيعة» ، وأما عمر فلم يتبين لنا من هو، إلا أن يكون: «عمر بن أبي الندى البصري» ، فهو الذي روى عنه عمرو بن خالد كما في "تهذيب الكمال" (21/602) ، لكن لم نجده يروي عن حيي بن عبد الله، والله أعلم.
(2) سقط من الأصل، فاستدركناه من "مجمع الزوائد" و"مسند أحمد".(14/72)
14674 - حدثنا أبو الزِّنْباعِ، قال: ثنا سعيدُ بن عتبةَ، ح.
وحدثنا إسماعيلُ بن الحسنِ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ؛ قالا: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني حُيَيُّ بن عبدِاللهِ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: تُوفِّيَ رجلٌ بالمدينةِ، فصلَّى عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «يَا لَيْتَهُ مَاتَ فِي غَيْرِ مَوْلِدِهِ!» . فقال رجلٌ: لِمَ يا رسولَ اللهِ؟ فقال: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ فِي غَيْرِ مَوْلِدِهِ قِيسَ لَهُ مَوْلِدَهِ (1) إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ فِي الجَنَّةِ» .
__________
[14674] رواه ابن ماجه (1614) ، وابن حبان (2934) ؛ من طريق حرملة بن يحيى، والنسائي (1832) عن يونس بن عبد الأعلى، والآجري في "الغرباء" (47 و48) من طريق يحيى بن أيوب، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9421) من طريق يحيى بن يحيى؛ جميعهم (حرملة، ويونس، ويحيى بن أيوب، ويحيى بن يحيى) عن عبد الله ابن وهب، به.
ورواه أحمد (2/177 رقم 6656) ، والآجري في "الغرباء" (49) ؛ من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله المعافري، به.
(1) كذا في الأصل، وفي جميع مصادر التخريج: «من مولده» . فإذا لم يكن سقط مما في الأصل لفظة «من» ، فإنه يخرج على حذف حرف الجر، وانتصاب ما بعده على نزع الخافض، وانظر في النصب على نزع الخافض: التعليق على الحديث [14307] .(14/73)
14675 - حدثنا إسماعيلُ بن الحسنِ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ» .
__________
[14675] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/167 و177) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما حسن» . [ص:74]
ورواه أبو إسحاق الحربي في "إكرام الضيف" (34) عن هارون بن معروف، عن ابن وهب، به.
ورواه أحمد (2/174 رقم 6621) من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، به.(14/73)
14676 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدثنا حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم/ كان يَدعو يقولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا [س: 8/ب] ذُنُوبَنَا، وَظُلْمَنَا، وَهَزْلَنَا، وَجِدَّنَا، وَعَمْدَنَا؛ وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدَنَا» .
__________
[14676] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/172) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما حسن» .
ورواه المصنف في "الدعاء" (1794) بهذا الإسناد.
ورواه ابن حبان (1027) من طريق أحمد بن عمرو بن السرح، والحاكم (1/522) من طريق هارون بن معروف؛ كلاهما (أحمد بن السرح، وهارون) عن ابن وهب، به. وجمع ابن حبان بين متن هذا الحديث ومتن الحديث التالي.
ورواه أحمد (2/173 رقم 6617) من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، به.(14/74)
14677 - حدثنا أبو الزِّنْباعِ، قال: ثنا عمرُو بن خالدٍ الحرانيُّ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن حُيَيِّ بن عبدِاللهِ، ح.
وحدثنا إسماعيلُ بن الحسنِ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، حدَّثَني حُيَيٌّ؛ عن أبي عبدِالرحمنِ (1) ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ [ص:75] أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلماتِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ العَدُوِّ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ» .
__________
[14677] رواه المصنف في "الدعاء" (1336) عن إسماعيل بن الحسن، به، ولم يذكر طريق أبي الزنباع روح بن الفرج. ورواه أحمد (2/173 رقم 6618) عن حسن بن موسى الأشيب، عن ابن لهيعة، به.
ورواه النسائي (5488) من طريق يونس بن عبد الأعلى، والنسائي (5475 و5487) ، وابن حبان (1027) ؛ من طريق أحمد بن عمرو بن السرح، والحاكم (1/531) من طريق هارون بن سعيد الأيلي؛ جميعهم (يونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن السرح، وهارون بن سعيد) عن ابن وهب، به. وجمع ابن حبان بين متن هذا الحديث ومتن الحديث السابق.
(1) هو: عبد الله بن يزيد الحبلي.(14/74)
14678 - حدثنا إسماعيلُ بن الحسنِ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ حينَ يُريدُ أن ينامَ: «اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَالمَلاَئِكَةُ يَشْهَدُونَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَشَرَكِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي إِثْمًا، أَوْ أَرُدَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ» .
__________
[14678] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/122) ، وقال: «رواه الطبراني بإسنادين، ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح، غير حيي بن عبد الله المعافري؛ وقد وثقه جماعة، وضعفه غيرهم» .
ورواه المصنف في "الدعاء" (263) بهذا الإسناد.
ورواه أحمد (2/171 رقم 6597) من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، به. وانظر الحديث [14636] .(14/75)
14679 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ [ص:76] رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خرج يومَ بدرٍ في ثلاثِ مئةٍ وخمسةٍ وعشرين (1) من المقاتِلةِ، كما خرج طالوتُ، فدعا لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين خرجوا: «اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمُ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمُ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ» . ففتح اللهُ له بدرًا، وانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجلٌ إلا وقد رجع بجَملٍ أو جملين، واكتَسَوْا وشَبِعوا.
__________
[14679] رواه أبو داود (2747) ، والحاكم في "المستدرك" (2/132-133) من طريق أبي بكر بن أبي داود؛ كلاهما (أبو داود، وابنه) عن أحمد بن صالح، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (2/20) عن خالد بن خداش، والحاكم (2/145) عن يحيى بن سليمان الجعفي، والبيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 37-38) من طريق عبد العزيز بن عمران؛ جميعهم (خالد، ويحيى، وعبد العزيز) عن ابن وهب، به.
وسيأتي برقم [14696] من طريق عبد الله بن لهيعة، عن حيي، به. [ص:76]
(1) سيأتي في الحديث [14696] أنهم كانوا ثلاث مئة وخمسة عشر. وانظر الكلام على عدة أصحاب بدر في "فتح الباري" (7/291-292) .(14/75)
14680 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَهُمْ مِنِّي وَإِلَيَّ، وَإِنْ بَعُدَ مِنْهُمُ المَرْبَعُ، وَيُوشِكُ أَنْ يَأْتُوكُمْ أَنْصَارًا وَأَعْوَانًا؛ فَآمُرُكُمْ بِهِمْ خَيْرًا» .
__________
[14680] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/55) ، وقال: «رواه الطبراني، وإسناده حسن» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (33963) ونسبه للمصنف.(14/76)
14681 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ امرأةً أتتِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: إنّ زوجي مسكينٌ لا يَقْدِرُ على شيءٍ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لِزوجِها: «أَتَقْرَأُ مِنَ القُرْآنِ شَيْئًا؟» قال: أقرأُ سورةَ كذا، وسورةَ كذا، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بَخٍ! بَخٍ! زَوْجُكِ غَنِيٌّ، فَالْزَمِيهِ» . فَلَزِمَتِ المرأةُ زوجَها، ثم أتتْ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا نبيَّ اللهِ، قد بسط اللهُ علينا ورَزَقَنا.
__________
[14681] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/341 رقم 11662- ط. الدرويش) ، [ص:77] وقال: «رواه الطبراني، وفيه حيي، وثقه جماعة وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح» .
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" (2/68) ، وعزاه للطبراني.(14/76)
14682 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: جاء إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم سبعُ (1) رجالٍ (2) ، فأخذ كلُّ رجلٍ من أصحابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم رجلاً، وأخذ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا اسْمُكَ؟» قال: أبو غَزْوانَ، قال: فحلب له سبعَ شياهٍ، فشرب لبنَها كلَّه، فقال: له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ لَكَ يَا أَبَا غَزْوَانَ أَنْ تُسْلِمَ؟!» / [س: 9/أ][ص:78]
قال: نعم. فأسلم، فمسح النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم صدره، فلما أصبح حلبَ له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم شاةً واحدةً، فلم يُتمَّ لبنَها، فقال: «مَا لَكَ يَا أَبَا غَزْوَانَ؟!» فقال: والذي بعثك نبيًّا، لقد رَوِيتُ. قال: «إِنَّكَ أَمْسِ كَانَ لَكَ سَبْعَةُ أَمْعَاءٍ، وَلَيْسَ لَكَ اليَوْمَ إِلاَّ وَاحِدٌ» .
__________
[14682] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/32) ، وقال: «رواه الطبراني هكذا، والبزار مختصرًا، ورجاله رجال الصحيح» ، وذكره ابن حجر في "فتح الباري" (9/538) وعزاه للمصنف.
ونقله ابن حجر في "الإصابة" (11/291) عن المصنف من طريق ابن وهب، به.
ورواه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/239) من طريق المصنف بهذا الإسناد.
ورواه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (1/232) من طريق هارون بن سعيد، عن ابن وهب، به، وتصحف فيه «حيي» إلى: «حمزة» ، كما تصحف «الحبلي» إلى: «الحنبلي» .
ورواه البزار (1096/مختصر زوائد البزار) عن عمر بن حفص الشيباني، وأبو عوانة في "مسنده" (8435) عن يونس بن عبد الأعلى، وابن عدي في "الكامل" (2/450) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني؛ جميعهم (عمر، ويونس، والشاذكوني) عن ابن وهب، به، مختصرًا بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن يأكل في مِعًى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء".
(1) كتب بإزائها في الحاشية: «تسع» وفوقها «خ» ؛ فلعله يعني أنها كذلك في نسخة أخرى، والمثبت موافق لما في مصادر التخريج والكتب التي نقلت الحديث عن الطبراني.
(2) كذا في الأصل، والجادة: «سبعة رجال» ؛ كما في "أسد الغابة" و"مجمع الزوائد" و"غوامض الأسماء المبهمة". وما في الأصل له توجيه في اللغة، وهو أنه من باب الحمل على المعنى بتأنيث المذكر؛ كأنه قال: «سبع نفوس» أو نحوه. وانظر في الحمل على المعنى: التعليق على الحديث [13666] .(14/77)
14683 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ الجَمَاعَةِ فَخُطْوَةٌ تَمْحُو سَيِّئَةً وَخُطْوَةٌ تَكْتُبُ لَهُ حَسَنَةً، ذَاهِبًا وَرَاجِعًا» .
__________
[14683] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/29) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال الطبراني رجال الصحيح، ورجال الإمام أحمد فيهم ابن لهيعة» .
ورواه ابن حبان (2039) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، به.
ورواه أحمد (2/172 رقم 6599) من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، به.(14/78)
14684 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: بعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم سريةً، فغَنِموا، وأسرعوا الرَّجْعةَ، فتَحدَّث الناسُ بقربِ مغزاهم وكثرةِ غنيمتِهم وسُرعةِ رَجْعتِهم، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَقْرَبَ مِنْهُمْ مَغْزًى، وَأَكْثَرَ غَنِيمَةً، وَأَوْشَكَ رَجْعَةً؟ مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ لِسُبْحَةِ الصُّبْحِ فَهُوَ أَقْرَبُ مَغْزًى، وَأَكْثَرُ غَنِيمَةً، وَأَوْشَكُ رَجْعَةً» .
__________
[14684] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/235) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، ورجال الطبراني ثقات؛ لأنه جعل بدل ابن لهيعة: ابنَ وهب» .
ورواه أحمد (2/175 رقم 6638) من طريق ابن لهيعة، عن حيي، به.(14/78)
14685 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ رجلاً قال للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنّ المؤذنينَ يَفضُلُوننا؟! فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، وَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَه (1) » .
__________
[14685] رواه المصنف في "الدعاء" (444) بهذا الإسناد.
ورواه أبو داود (524) ، والنسائي في "الكبرى" (9789) ؛ عن محمد بن سلمة، وأبو داود (524) ، وابن حبان (1695) ؛ من طريق أبي الطاهر بن السرح، والسراج في "مسنده" (64) من طريق خالد بن خداش؛ جميعهم (محمد بن سلمة، وابن السرح، وخالد) عن ابن وهب، به.
ورواه أحمد (2/172 رقم 6601) من طريق ابن لهيعة، عن حيي، به. وانظر الحديث [14623] .
(1) انظر الكلام على الهاء في قوله: «سل تعطه» من حيث اللغة، في التعليق على الحديث [14315] .(14/79)
14686 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: حدَّثَني [عبدُاللهِ] (1) بن وهبٍ، حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: لمّا غزا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غزوةَ تبوكَ، أَدْلَجَ بهم حتى كان مع السَّحَرِ، ثم نزل بهم سَحَرًا، فقال: «يَا بِلاَلُ، احْرُسْ لَنَا الصَّلاَةَ» ، قال: نعم يا رسولَ اللهِ. فغَلب بلالً (2) النَّومُ، فَرَقَدَ، فناموا [ص:80] حتى أوجعتْهم الشمسُ، فقام رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فتَيمَّم، فقال لبلالٍ: «أَذِّنْ وَأَقِمْ» ، فقال بلالٌ: الآنَ؟! قال: «نَعَمْ» ، فصلَّوْا بعدَ ما أصبحوا.
__________
[14686] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/323) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح، خلا شيخ الطبراني» .
(1) في الأصل: «علي» وهو تصحيف، وانظر إسناد الأحاديث السابقة والأحاديث التالية.
(2) كذا في الأصل وكذا في "مجمع الزوائد"، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، والجادة: «بلالاً» . وانظر في لغة ربيعة: التعليق على الحديث [13681] .(14/79)
14687 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفً (1) ، يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا» . قال أبو مالكٍ الأشعريُّ: لمن هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: «لِمَنْ أَلاَنَ الكَلاَمَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ» .
__________
[14687] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/254) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن، واللفظ له، وفي رواية أحمد: فقال أبو موسى الأشعري» .
ورواه الحاكم (1/80 و321) من طريق هارون بن سعيد الأيلي، وأبي الطاهر بن السرح؛ كلاهما عن ابن وهب، به.
ورواه أحمد (2/173 رقم 6615) ، والمصنف في "مكارم الأخلاق" (167) ؛ من طريق ابن لهيعة، عن حيي، به. ووقع عند أحمد: «فقال أبو موسى الأشعري» بدل: «قال أبو مالك الأشعري» ، ولم يذكر المصنف في "مكارم الأخلاق" القائل.
(1) كذا في الأصل، والجادة: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا» ؛ كما في مصادرالتخريج، عدا أحمد؛ فإن عنده: «غرفة» . وما في الأصل صحيح في اللغة، ويخرج على وجهين تقدما في التعليق على مثله في الحديث [14499] .(14/80)
14688 - حدثنا إسماعيلُ بن الحسنِ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن [ص:81] عبد اللهِ بن عمرٍو؛ قال: أَمر رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجلاً يُصلِّي بالناسِ صلاةَ الظهرِ، فتفل في القبلةِ وهو يُصلِّي للناسِ، فلما كان صلاةُ العصرِ، أَرسل إلى آخرَ، فأَشفق الرَّجلُ الأولُ، فجاء إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، أَنَزَلَ فِيَّ؟! قال: «لاَ، وَلَكِنَّكَ تَفَلْتَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَأَنْتَ تَؤُمُّ النَّاسَ؛ فَآذَيْتَ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ» .
__________
[14688] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/20) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات» .
ورواه بقي بن مخلد - كما في "بيان الوهم والإيهام" لابن القطان (5/282) - عن هارون بن سعيد، عن ابن وهب، به.(14/80)
14689 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: جاء رجلٌ فقال: / يا رسولَ اللهِ، إنّ أبي يَذْبحُ قبلَ أن يُصلِّيَ؟ فقال النَّبيُّ [س: 9/ب] صلى الله عليه وسلم: «قُلْ لأَِبِيكَ يُصَلِّي ثُمَّ يَذْبَحُ» .
__________
[14689] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/23-24) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه حيي بن عبد الله المعافري؛ وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح» .
ورواه أحمد (2/171 رقم 6596) من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، به.(14/81)
14690 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن (1) عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنّ النَّبيَّ [ص:82] صلى الله عليه وسلم ذكر فَتَّانَ القبرِ، فقال عمرُ بن الخطابِ: أتُردُّ عقولُنا علينا يا رسولَ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ كَهَيْئَتِكُمُ اليَوْمَ» ، فقال عمرُ: بِعَيْنِهِ (2) الحجَرُ!!
__________
[14690] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/47) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/450) عن العباس بن محمد بن العباس، عن أحمد بن صالح، به.
ورواه ابن حبان (3115) ، والآجري في "الشريعة" (862) ؛ من طريق أحمد بن عيسى المصري، عن ابن وهب، به.
ورواه أحمد (2/172 رقم 6603) من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، به.
(1) قوله: «عبد الرحمن عن» مكرر في الأصل. [ص:82]
(2) كذا تقرأ في الأصل، وهي دون نقط. وفي جميع مصادر التخريج: «بفِيهِ» . و «بفيه الحجر» مثلٌ معناه: له الخيبة. وانظر: "مجمع الأمثال" (2/71) .(14/81)
14691 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ فُلاَنًا؛ يَنْكِي (1) لَكَ عَدُوًّا، أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى صَلاَةٍ» .
__________
[14691] رواه المصنف في "الدعاء" (1124) بهذا الإسناد.
ورواه أبو داود (3107) عن يزيد بن خالد الرملي، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (174) عن عبد المتعالي بن طالب، والعقيلي في "الضعفاء" (1/320) من طريق محمد بن أبان البلخي، وابن حبان (2974) من طريق حرملة بن يحيى، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (547) من طريق هارون بن سعيد، والحاكم (1/344 و549) من طريق أبي الطاهر بن السرح، وأصبغ بن الفرج وهارون بن معروف؛ جميعهم (يزيد بن خالد، وعبد المتعالي، ومحمد بن أبان، وحرملة بن يحيى، وهارون بن سعيد، وأبو الطاهر، وأصبغ بن الفرج، وهارون بن معروف) عن عبد الله بن وهب، به.
ورواه أحمد (2/172 رقم 6600) من طريق ابن لهيعة، وعبد بن حميد (344) من طريق رشدين بن سعد؛ كلاهما (ابن لهيعة، ورشدين) عن حيي بن عبد الله، به.
(1) نَكَى في العَدوِّ يَنْكِي نِكايةً: قَتل فيه وجَرَح، وبالغ في أذاه. "مشارق الأنوار" (2/12) ، و"مختار الصحاح" (ن ك ي) .(14/82)
14692 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، [ص:83] قال: حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، ائذنْ لي أن أَختصيَ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خِصَاءُ أُمَّتِي: الصِّيَامُ وَالقِيَامُ» .
__________
[14692] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/253) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني، [ص:83] ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام» .
ورواه أحمد (2/173 رقم 6612) ، وابن عدي (2/450) ؛ من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، به.(14/82)
14693 - حدثنا إسماعيلُ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال (1) : سار النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فنزل بأصحابِهِ، وإذا ناسٌ (2) قد جعلوا عَريشًا على صاحبِهم وهو صائمٌ، فمرَّ بهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: «مَا شَأْنُ صَاحِبِكُمْ؟ أَوَجِعٌ هُو؟!» . قالوا: لا يا رسولَ اللهِ، ولكنّه صائمٌ- وذلك في يومِ حَرُورٍ (3) - فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ بِرَّ أَنْ يُصَامَ فِي السَّفَرِ» .
__________
[14693] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/161) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (23844) ونسبه للمصنف.
(1) قوله: «قال» مكرر في الأصل.
(2) قوله: «وإذا ناس» رسمه في الأصل: «وإذابا س» .
(3) الحَرُورُ: الحَرُّ، واستيقادُه ووَهَجُه بالليل والنهار. والحَرُورُ: الريح الحارة. "مشارق الأنوار" (1/187) ، و"المصباح المنير" (ح ر ر) .(14/83)
14694 - حدثنا عليُّ بن محمدٍ الأَنْصِنَاويُّ (1) ، قال: ثنا حرملةُ ابن يحيى، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صلّى الظهرَ، فوجد راحلةً معقولةً، فقال: «أَيْنَ صَاحِبُ هَذِهِ الرَّاحِلَةِ؟» فلم يَستجبْ له أحدٌ، فدخل المسجدَ فصلّى، حتى إذا فَرَغ خرج، فوجد الراحلةَ كما هي، فقال: «أَيْنَ صَاحِبُ هَذِهِ الرَّاحِلَةِ؟» فاستجاب له صاحبُها، فقال: أنا- يا نبيَّ اللهِ- صاحبُها. فقال: «أَلاَ تَتَّقِي اللهَ فِيهَا؟! إِمَّا أَنْ تَعْلِفَهَا، وَإِمَّا أَنْ تُرْسِلَهَا حَتَّى تَبْتَغِيَ لِنَفْسِهَا» .
__________
[14694] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/196-197) ، وقال: «رواه الطبراني، وإسناده جيد» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (24983) ونسبه للمصنف.
(1) نسبة إلى «أَنْصِنَا» بفتح الهمز وسكون النون وكسر الصاد المهملة، وبعدها نون وألف مقصورة. وهي مدينة قديمة من نواحي صعيد مصر، على شرقي النيل. وذُكر أن ماريةَ سُرِّيَّة النبي صلى الله عليه وسلم كانت من قرية منها يقال لها: حفن. وقد ضبطها السمعاني في "الأنساب" (1/219-220) بالضاد المعجمة وشك فيه؛ قال في "اللباب" (1/90) بعد ما نقله عن "الأنساب": «قلت: المعروف "أنصنا" بالصاد المهملة لا بالضاد المعجمة» . اهـ. وانظر: "معجم البلدان" (1/265-266) ، و"صبح الأعشى" (3/432-433) ، و"تاج العروس" (أن ص ن) .(14/84)
14695 - حدثنا أحمدُ بن يحيى بن خالدِ بن حَيّانٍ الرَّقِّيُّ، ثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ بن زِبْريقٍ الحمصيُّ، قال: ثنا عثمانُ بن سعيدِ بن كثيرِ بن دينارٍ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن حُيَيِّ بن عبد اللهِ، عن أبي [ص:85] عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا خَرَّ إِبْلِيسُ سَاجِدًا يُنَادِي وَيَجْهَرُ: إِلَهِي، مُرْنِي بِالسُّجُودِ لِمَنْ شِئْتَ!» قال: «فَتَجْتَمِعُ إِلَيْهِ زَبَانِيَتُهُ فَتَقُولُ: يَا سَيِّدَهُمْ (1) ، مَا هَذَا التَّضَرُّعُ؟! فَيَقُولُ: إِنَّمَا سَأَلْتُ رَبِّي جَلَّ وَعَزَّ أَنْ يُنْظِرَنِي إِلَى الوَقْتِ المَعْلُومِ، وَهَذَا الوَقْتُ المَعْلُومُ» . قَالَ: «ثُمَّ تَخْرُجُ دَابَّةُ الأَرْضِ مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَا» . قَالَ: «فَأَوَّلُ خُطْوَةٍ تَضَعُهَا بِأَنْطَاكِيَّةَ، فَتَأْتِي إِبْلِيسَ فَتَلْطِمُهُ» .
__________
[14695] نقله ابن كثير في "تفسيره" (6/234-235) عن المصنف بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/8) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق؛ وهو ضعيف» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (38899) ونسبه للمصنف. [ص:85]
ورواه المصنف في "الأوسط" (94) بهذا الإسناد، وقال: «لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به عثمان بن سعيد» .
(1) يعني أنهم يقولون له: «يا سيدنا» ، وجاء بضمير الغيبة؛ لقبح صورة اللفظ الواقع منهم، وكذلك يفعل من حكى قولَ غيرِهِ القبيحَ، وهو من أحسن الآداب والتصرُّفات؛ كما في حديث البخاري (1360) ومسلم (24) ، وفيه: «حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب» . "شرح النووي على صحيح مسلم" (1/214) ، و"فتح الباري" (8/507) .(14/84)
14696 - حدثنا أحمدُ بن محمدِ بن يحيى بن حمزةَ الدمشقيُّ، قال: ثنا محمدُ بن خالدٍ الدمشقيُّ، قال: ثنا الوليدُ بن مسلمٍ، عن ابنِ لَهِيعةَ، عن حُيَيِّ بن عبدِاللهِ المَعَافِريِّ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: خرج رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى بدرٍ في ثلاثِ مئةٍ وخمسةَ عشرَ (1) ، كعِدّةِ أصحابِ طالوتَ، فلما برزوا رآهم [ص:86] رَجَّالةً (2) حفاةً عراةً، فقال: «اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ، / وَرَجَّالَةٌ فَاحْمِلْهُمْ، وَعُرَاةٌ فَاكْسُهُمْ» . فرَجَعوا من بدرٍ وما منهم أحدٌ إلا وهو آخذٌ برأسِ جملٍ أو جملين، واكتسَوْا وشَبِعوا.
__________
[14696] رواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص258) عن عبد الملك بن مسلمة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/443) من طريق الحسن بن موسى؛ كلاهما (عبد الملك، والحسن) عن ابن لهيعة، به. وانظر الحديث [14679] .
(1) تقدم في الحديث [14679] أنهم كانوا ثلاث مئة وخمسة وعشرين. وانظر الكلام على عدة أصحاب بدر في "فتح الباري" (7/291-292) . [ص:86]
(2) الرَّجَّالة: جمع الرَّاجِل، وهو الماشي؛ خلاف الفارس. ويجمع «الراجل» أيضًا على «رَجْلٍ» و «رُجَّال» . "مشارق الأنوار" (1/284) ، و"المصباح المنير" و"تاج العروس" (ر ج ل) .(14/85)
14697 - حدثنا يحيى بن عثمانَ بن صالحٍ، قال: ثنا أبي، ح.
وحدثنا أبو الزِّنْباعِ رَوْحُ بن الفَرَجِ المصريُّ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن محمدٍ الفهميُّ؛ قَالَ (1) : ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن يزيدَ بن عمرٍو المَعَافِريِّ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ صَمَتَ نَجَا» .
__________
[14697] رواه ابن المبارك في "الزهد" (385) ، وابن وهب في "الجامع في الحديث" (302) - ومن طريقه المصنف في "الأوسط" (1933) - عن ابن لهيعة، به، وقرن ابن وهب مع ابنِ لهيعة عمرَو بن الحارث، ورواية ابن وهب عن عمرو بن الحارث ستأتي في الحديث التالي.
ورواه أحمد (2/177 رقم 6654) عن يحيى بن إسحاق، وأحمد أيضًا (2/77 رقم 6654) ، وعبد بن حميد (345) ؛ عن الحسن بن موسى، وأحمد (2/159 و177 رقم 6481 و6654) ، والدارمي (2755) ؛ عن إسحاق بن عيسى، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص258) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، وابن عبد الحكم أيضًا (ص 258) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (10) ؛ من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، والترمذي (2501) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (334) ؛ من طريق قتيبة بن سعيد، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4629) من طريق يحيى بن يحيى؛ جميعهم (يحيى بن إسحاق، والحسن، وإسحاق، وأبو الأسود، والمقرئ، وقتيبة، ويحيى بن يحيى) عن ابن لهيعة، به. وانظر الحديث التالي.
(1) كذا في الأصل، والجادة: «قالا» ؛ أي: عثمان بن صالح وعبد الله بن محمد الفهمي. وما في الأصل يخرج على أنه أراد: قال كل واحدٍ منهما، أو أراد «قال [ص:87] الفهمي» واكتفى بنسبة الفعل إليه عن نسبته إلى صاحبه، وانظر في هذا: التعليق على الحديث [14248] . أو أراد «قالا» فحذف الألف واكتفى عنها بفتحة اللام. وانظر في الاجتزاء بالحركات عن حروف المد: التعليق على الحديث [13709] .(14/86)
14698 - حدثنا أحمدُ بن محمدِ بن نافعٍ الطَّحّانُ المصريُّ، ثنا أحمدُ بن صالحٍ، ثنا ابنُ وهبٍ، أخبرني عمرُو بن الحارثِ، ثنا يزيدُ ابن عمرٍو المَعَافِريُّ، عن أبي عبدِالرحمنِ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ صَمَتَ نَجَا» .
__________
[14698] رواه المصنف في "الأوسط" (1933) بهذا الإسناد، وقرن مع عمرو بن الحارث ابن لهيعة.
ورواه ابن وهب في "الجامع في الحديث" كما في الحديث السابق.
ورواه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (387) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/37) ؛ من طريق أبي بكر بن أبي داود، عن أحمد بن صالح، به. وقرن مع عمرو بن الحارث ابن لهيعة. وانظر الحديث السابق.(14/87)
14699 - حدثنا أبو الزِّنْباعِ رَوْحُ بن الفَرَجِ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن محمدٍ الفهميُّ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن يزيدَ بن عمرٍو المَعَافِريِّ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم- وذَكر الرّحِمَ واضعًا إحدى إصبعيه على الأخرى- يقولُ: «مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ» (1) .
__________
[14699] لم نقف عليه من هذا الوجه، وانظر الحديثين [14318 و14518] .
(1) هذا الكلام ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله تعالى. وانظر التعليق على الحديث [14318] .(14/87)
14700 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدِينٍ المصريُّ، قال (1) : حدَّثَني [ص:88] أبي، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عمرِو بن الحارثِ، عن العلاءِ بن كثيرٍ؛ أنّ أبا عبدِالرحمنِ الحُبُليَّ حدَّثهم عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سأل رَجلاً؛ فقال: «كَيْفَ تَقُولُ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ؟» قال: أقولُ: بِاسمِكَ وضعتُ جنبي، فاغفرْ لي ذنبي. قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَصَبْتَ، وَفَّقَكَ اللهُ» .
__________
[14700] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/123) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه رشدين بن سعد؛ وهو ضعيف، وقد قبل منه ما حدث به في فضائل الأعمال» . وانظر الحديث [14635] .
(1) قوله: «قال» مكرر في الأصل.(14/87)
14701 - حدثنا أحمدُ بن محمدِ بن الحجّاجِ بن رِشْدينِ بن سعدٍ، [قال: حدَّثني أبي] (1) ، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عمرِو بن الحارثِ، عن العلاءِ بن محمدٍ؛ أنّ أبا عبدِالرحمنِ الحُبُليَّ حدّثهم؛ أنّ عبدَاللهِ بن عمرٍو سمع رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِالصَّلَوَاتِ الخَمْسِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالاِغْتِسَالِ مِنَ الجَنَابَةِ، كَانَ عَبْدًا للهِ حَقًّا، وَمَنِ اخْتَانَ (2) مِنْهُنَّ شَيْئًا كَانَ عَدُوًّا للهِ حَقًّا» .
__________
[14701] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/45) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفي إسناده الحجاج بن رشدين بن سعد؛ ضعفه ابن عدي» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (330) ونسبه للمصنف.
(1) سقط من الأصل، واستدركناه من إسناد الحديث السابق.
(2) اختان الشيء وخانه: نقصه. "تاج العروس" (خ ون) .(14/88)
14702 - حدثنا العباسُ بن الفضلِ الأسفاطيُّ، قال: ثنا معاذُ بن أسدٍ، ح. [ص:89]
وحدثنا يحيى بن عثمانَ بن صالحٍ، قال: ثنا نعيمُ بن حمادٍ، ح.
وحدثنا محمدُ بن عليٍّ الصائغُ، قال: ثنا محمدُ بن مقاتلٍ المروزيُّ؛ قالوا: أخبرنا عبدُاللهِ بن المباركِ، عن يحيى بن أيوبَ، قال: حدَّثَني عبدُاللهِ بن جُنادةَ، قال: حدَّثَني الحُبُليُّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: مرّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم برجلٍ يَحلُبُ شاةً، فقال: «أَيْ فُلاَنُ، إِذَا حَلَبْتَ فَأَبْقِ لِوَلَدِهَا؛ فَإِنَّها مِنْ أَبَرِّ الدَّوَابِّ» .
__________
[14702] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/196) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال "الكبير" رجال الصحيح، غير عبد الله بن جنادة [في المطبوع: جبارة] ؛ وهو ثقة» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (885) من طريق سعيد بن سليمان، عن عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الله بن جنادة، به. [ص:89]
ومن طريق المصنف في "الأوسط" رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 176) . إلا أنه تصحَّف فيه: «سعيد بن أبي أيوب» إلى: «سعد بن أيوب» .(14/88)
14703 - حدثنا الحسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، وأحمدُ بن المُعلَّى الدِّمشقيُّ؛ قالا: أنا هشامُ بن عمارٍ، قال: ثنا عبدُاللهِ بن يزيدَ البكريُّ، قال: ثنا عمرُو بن الحارثِ، عن كعبِ بن علقمةَ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرِو بن العاصِ؛ أنّ رَجلاً شكا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سوءَ الحرفةِ، فقال: «رَبِّ صَغِيرًا» . فسألتُه (1) ؟ فقال: «مُهْرًا أَوْ جَارِيَةً أَوْ غُلاَمًا» .
__________
[14703] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/75) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه عبد الله بن يزيد البكري؛ قال أبو حاتم: واهي الحديث» ، وفي (8/159-160) وقال: «رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن يزيد البكري؛ وهو ضعيف» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (6763) عن محمد بن أبي زرعة، عن هشام بن عمار، به، وقال: «لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن الحارث إلا عبد الله بن يزيد، تفرد به هشام بن عمار، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد» .
(1) كذا في الأصل، وكذا في الموضع الأول من "مجمع الزوائد". وفي "الأوسط" للمصنف، والموضع الثاني من "مجمع الزوائد": «فسأله» أي: الشاكي، [ص:90] وفيه إيجاز بالحذف؛ والمراد: فسأله: ماذا أُربِّي؟ وانظر في الإيجاز التعليق على الحديث [14843] .(14/89)
14704 - حدثنا القاسمُ بن زكريّا، قال: ثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ المروزيُّ، قال: ثنا هشامُ بن يوسفَ، قال: حدَّثَني عبدُالرحمنِ بن صخرٍ، عن جميلِ بن كُريبٍ، عن عبد اللهِ بن يزيدَ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَرِبَ بَصْقَةَ خَمْرٍ فَاجْلِدُوهُ ثَمَانِينَ» .
__________
[14704] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/279) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه جميل [في المطبوع: حميد] ابن كريب؛ ولم أعرفه» .
ورواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (8/ 605 رقم 1799) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/ 158) عن ابن أبي داود؛ كلاهما (أبو يعلى، وابن أبي داود) عن إسحاق بن إبراهيم المروزي، به.(14/90)
حُدَيْجُ بن صَوْميٍّ المَعَافِريُّ
14705 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا المقرئُ (1) ، قال: ثنا عبدُالرحمن بن زيادٍ، حدَّثني حُدَيجُ بن صَوْميٍّ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: / «الغَفْلَةُ فِي ثَلاَثٍ: عَنْ ذِكْرِ الله عَزَّ وَجَلَّ، [س: 10/ب][ص:91]
وَحِينَ يُصَلِّي الصُّبْحَ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَغَفْلَةُ الرَّجُلِ عَنْ نَفْسِهِ فِي الدَّيْنِ حَتَّى يَرْكَبَهُ» .
__________
(1) هو: عبد الله بن يزيد القرشي العدوي.
[14705] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 128) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه حديج بن صومي؛ وهو مستور، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه العراقي في "قرة العين" (ص34-35) ، وابنه أبو زرعة في "جزء منتقى من حديثه" (ص 232) ؛ من طريق المصنف، به.
ورواه عبد بن حميد (351) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/526-527) ؛ عن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
ورواه أحمد بن منيع في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (1443 و3336) - [ص:91] عن شجاع بن الوليد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4285) من طريق ابن وهب، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4403) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1382) من طريق محمد بن يزيد الواسطي؛ جميعهم (شجاع، وابن وهب، والمحاربي، ومحمد بن يزيد) عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به.(14/90)
14706 - حدثنا (1) هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا المقرئُ، قال: ثنا عبدُالرحمن بن زيادٍ، عن عبد الله بن يزيدَ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «العِلْمُ ثَلاَثَةٌ- فَمَا سِوَى ذَلِكَ فَضْلٌ-: آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، وَسُنَّةٌ قَائِمَةٌ، وَفَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ» .
__________
[14706] لم نقف على رواية المقرئ على هذا الوجه، ولكن أخرجه البيهقي (6/208) من طريق يعقوب بن سفيان الفسوي، والبيهقي أيضًا (6/208) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/8) ؛ من طريق محمد بن يحيى، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (16) من طريق زياد بن أيوب ويوسف بن موسى؛ جميعهم (الفسوي، ومحمد بن يحيى، وزياد، ويوسف) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو، به.
وتقدم برقم [14656] من طريق عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن يزيد، به.
(1) كُتب عند بداية هذا الحديث: «من» ، وعند آخره: «إلى» ، وكتب في الحاشية ما نصُّه: «هذا الحديث ساقط من أصل السماع وثابت في أصل آخر» . اهـ.
وحقه أن يكون قبل الحديث السابق، داخلاً في ترجمة أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد الحبلي؛ فلعل ناقل الحديث من الأصل الآخر وضعه هنا خطأ.(14/91)
أبو غَطِيفٍ الحَضْرَميُّ (1)
14707 - حدثنا هارونُ، قال: ثنا المقرئُ، قال: ثنا عبدُالرحمن ابن زيادٍ، قال: حدَّثني عمارةُ بن غرابٍ اليَحْصَبيُّ، عن أبي غطيفٍ الحضرميِّ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: خرج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (2) ونحنُ جلوسٌ فأوسعْنا له فجلسَ، ثم قال: «أَيْنَ أَصْحَابِي الَّذِينَ هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ، وَأَدْخُلُ الجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَهَا مَعِي؟!» ، قالها ثلاثًا، فقُلْنا: أغَيرُنا يا رسولَ الله؟ قال: «نَعَمْ، أَهْلُ اليَمَنِ، المُطَّرَحِينَ (3) في أَطْرَافِ الأَرْضِ، المَدْفُوعُونَ عَنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَمْ يَقْضِهَا» .
__________
(1) معروف بكنيته.
[14707] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/56-57) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه جماعة فيهم خلاف» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (33953) ونسبه للمصنف.
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/525) عن المقرئ، به.
(2) في "المعرفة والتاريخ": «عن أبي غطيفٍ الحضرميِّ قال: أتيت المسجد، فإذا عبد الله بن عمرو، فبَصَرني، فناداني، ثم قال: هلمَّ أحدثك ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قومك؛ إنه خرج إلينا ... » إلخ.
(3) كذا في الأصل، وكذا في "مجمع الزوائد"، والجادة: «المطرحون» ؛ كما في "المعرفة والتاريخ". وما في الأصل يخرج على أنه نعتٌ مقطوع عن منعوته، ومن أغراض قطع النعت: البيان، والمدح، والذم، والترحُّم. وإذا قُطع النعت جاز رفعه بتقدير مبتدأ، أو نصبه بتقدير فعلٍ. ويقدر هنا: أعني المطرحين، أو نحو ذلك. وسيأتي قوله: «المدفوعون» فإما أن يكون نعتًا تابعًا للمنعوت فهو مرفوع مثله. أو يعرب نعتًا مقطوعًا ويكون ارتفع هنا بتقدير مبتدأ؛ أي: هم المدفوعون.
ومن ذلك قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ *} [المَسَد: 4] ، وقد قرئت بالنصب والرفع. [ص:93]
وانظر في النعت المقطوع وشواهده: "شرح ابن عقيل" (2/188-190) ، و"همع الهوامع" (3/151-156) . وانظر: "معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (10/631-632) .(14/92)
أبو الحُصَيْنِ (1)
14708 - حدثنا أبو الزِّنْبَاعِ روحُ بن الفَرَجِ، قال: ثنا شُعبةُ (2) بن عُقبةَ (3) ، قال: ثنا ابنُ لَهيعةَ، قال: ثنا عياشُ بن عباسٍ، عن أبي الحُصَينِ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنَّ رجلاً سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن وقتِ صلاةِ الصُّبحِ؟ فصلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصبحَ بغَلَسٍ، ثم صلاَّها من الغدِ فأَسْفرَ، ثم قال: «أَيْنَ السَّائِلُ؟» فقال: أنا، فقال: «الوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ أَمْسِ وَاليَوْمِ» .
__________
(1) هو: الهيثم بن شَفِي- على وزن عَلِيٍّ- الرُّعَيني.
[14708] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 317) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة؛ وفيه ضعف» .
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (2768) من طريق أبي أيوب المراغي، عن عبد الله بن عمرو، به.
(2) كذا في الأصل، ولعل الصواب: «سعيد» كما في الحديث [14723] ، وانظر التعليق التالي.
(3) كذا في الأصل، وسيأتي برقم [14723] عن أحمد بن حماد ابن زغبة، عن سعيد ابن عقبة، عن ابن لهيعة، ولعل الصواب: «سعيد بن عفير» فقد روى المصنف في "المعجم الكبير" عن أبي الزنباع، عن سعيد بن عفير، عن ابن لهيعة، انظر: (3/ رقم 3298) ، و (7/ رقم 6365) ، و (10/ رقم 10717 و10718) ، وروى عن أحمد بن حماد ابن زغبة، عن سعيد بن عفير، انظر: (1/ رقم 728 و744 و974) .(14/93)
عبدُالله بنُ رافعٍ
14709 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا أبو عبدِالرحمن المقرئُ، عن عبد الرحمن بن زيادٍ، ح.
وحدثنا العباسُ بن الفضلِ الأسفاطيُّ، قال: ثنا أحمدُ بن يونسَ، قال: ثنا زُهيرُ بن معاويةَ، عن عبد الرحمن بن زيادِ بن أَنْعُمٍ؛ عن عبد الله بن رافعٍ (1) ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجدَ فرأى مجلسينِ؛ أحدُ المجلسينِ يدعون اللهَ ويَرغبون إليه، والآخرُ يتعلَّمون الفقهَ ويُعلِّمون، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كِلاَ المَجْلِسَيْنِ عَلَى خَيْرٍ، أَحَدُهُمَا أَفْضَلُ مِنَ الآخَرِ؛ أَمَّا هَؤُلاَءِ فَيَدْعُونَ اللهَ وَيَرْغَبُونَ [ص:95] إِلَيْهِ؛ إِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ، وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَيَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ الجَاهِلَ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا، وَهَؤُلاَءِ أَفْضَلُ» ، وأتاهم حتى جلس إليهم.
__________
[14709] رواه الشجري في "أماليه" (1/43) من طريق المصنف، به.
ورواه الدارمي في "مسنده" (261) ، والبزار (2458) عن سلمة بن شبيب؛ كلاهما (الدارمي، وسلمة) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو، به.
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (1388) عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع، به.
ورواه ابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة" (49) من طريق محمد بن بشر، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (462 و463) ، والبغوي في "شرح السنة" (128) ؛ من طريق جعفر بن عون، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (242) من طريق عبد الله بن وهب؛ جميعهم (ابن بشر، وابن عون، وابن وهب) عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الرحمن بن رافع، به.
ورواه ابن ماجه (229) من طريق بكر بن خنيس، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (34) من طريق أبي يوسف القاضي؛ كلاهما عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، به.
(1) كذا في الأصل، وكذا رواه الشجري في "أماليه" عن المصنف كما تقدم، وفي باقي مصادر التخريج: «عبد الرحمن بن رافع» . وسيأتي ذكر عبد الرحمن بن رافع في الحديث التالي.(14/94)
عبدُالرحمن بنُ رافعٍ
14710 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا المقرئُ، قال: ثنا عبدُالرحمن بن زيادٍ، عن عبد الرحمن بن رافعٍ، عن عبد الله بن عمرٍو قال: خرج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفي إحدى يديه ذهبٌ، وفي الأخرى حريرٌ، فقال: «هَذَانِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، حِلٌّ لِإِنَاثِهَا» .
__________
[14710] رواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4819) عن صالح بن عبد الرحمن وإبراهيم بن منقذ؛ عن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
ورواه ابن وهب في "الجامع" (608) عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، به.
ورواه الطيالسي (2367) عن عبد الله بن المبارك، وابن أبي شيبة (25033) عن عبد الرحيم بن سليمان، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (560/ بغية الباحث) من طريق إسماعيل بن عياش؛ جميعهم (ابن المبارك، وعبد الرحيم، وإسماعيل) عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به.
ورواه إسحاق بن راهويه والبزار وأبو يعلى في "مسانيدهم"- كما في "نصب الراية" (4/224) - من طريق الإفريقي، به(14/95)
14711 - حدثنا أبو مسلمٍ الكَشِّيُّ (1) ، قال: حدثنا عبدُالله بن رَباحٍ. [ص:96]
وحدثنا طالبُ بن قرةَ الأَذَنيُّ، قال: ثنا محمد بن عيسى الطَّبّاعُ؛ قالا: ثنا فَرَجُ بن فَضَالةَ، عن إبراهيمَ بن عبدِالرحمن بن رافعٍ، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى أُمَّتِي الخَمْرَ، وَالمَيْسِرَ، وَالمِزْرَ، وَالكُوبَةَ، وَالغُبَيْرَاءَ (2) ، وَزَادَنِي صَلاَةَ الوَِتْرِ» .
__________
(1) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم.
[14711] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/240) ، وعزاه لأحمد مع حديث قبله وقال: «وكلا الطريقين لا يصح؛ لأن في الأولى المثنى بن الصباح؛ وهو ضعيف، وفي الثاني: إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع؛ وهو مجهول» . [ص:96]
ورواه أحمد (2/165 رقم 6547) عن يزيد بن هارون، و (2/167رقم 6564) ، وفي "الأشربة" (211-214) ؛ عن هاشم بن القاسم أبي النضر؛ كلاهما (يزيد، وهاشم) عن فرج ابن فضالة، به. وانظر الحديثين [14604 و14605] .
(2) تقدم تفسير الميسر والكوبة والغبيراء في التعليق على الحديث [14604] .
وأما المِزْرُ فهو نَبيذُ الذُّرةِ خاصةً، وقيل: نبيذُ الذُّرَةِ والشَّعيرِ والحِنطةِ والحبُوب. "النهاية" (4/324) ، و"تاج العروس" (م ز ر) .(14/95)
14712 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا المقرئُ (1) ، قال: ثنا عبدُالرحمن بن زيادٍ، ح. /
[س: 11/أ]
وحدثنا أبو يَزيدَ القَرَاطِيسيُّ (2) ، قال: ثنا عبدُالله بن عبد الحكمِ، قال: أنا ابنُ وهبٍ، ح.
وحدثنا معاذُ بن المثنَّى، قال: ثنا مُسدَّدٌ، قال: ثنا عيسى بن يونسَ، ح. [ص:97]
وحدثنا أحمدُ بن خُليدٍ، قال: ثنا محمد بن عيسى بن الطَّبَّاعِ، قال: ثنا إسماعيلُ بن عيَّاشٍ؛ كلُّهم عن عبد الرحمن بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن عبد الرحمن بن رافعٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا سَتُفْتَحُ لَكُمْ أَرْضُ الأَعَاجِمِ بَعْدِي، وَإِنَّ فِيهَا بُيُوتًا تُدْعَى الحَمَّامَاتِ، أَلاَ وَهِيَ حَرَامٌ عَلَى الرِّجَالِ إِلاَّ بِالمَيَازِرِ (3) ، وَعلى نِسَاءِ أُمَّتِي إِلاَّ النُّفَسَاءَ أَوِ السَّقِيمَةَ» .
__________
(1) هو: عبد الله بن يزيد المقرئ.
(2) هو: يوسف بن يزيد الأموي المصري.
[14712] رواه ابن المنذر في "الأوسط" (659) عن علي بن الحسن، عن المقرئ، به، إلا أنه تصحف فيه «المقرئ» إلى «المقبري» .
ورواه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 227) من طريق يحيى بن يحيى، عن إسماعيل بن عياش، به. [ص:97]
ورواه عبد بن حميد (350) ، وابن ماجه (3748) ، والبيهقي (7/308) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/362-363) ؛ من طريق جعفر بن عون، وأبو داود (4011) من طريق زهير بن معاوية، وابن ماجه (3748) ، وابن المنذر في "الأوسط" (659) ؛ من طريق يعلى بن عبيد، وابن ماجه (3748) من طريق عبدة بن سليمان؛ جميعهم (جعفر بن عون، وزهير، ويعلى، وعبدة) عن عبد الرحمن ابن زياد الإفريقي، به.
ووقع عند الخطيب بالشك: «عبد الله بن عمر أو عمرو» . وانظر الحديث [14643] .
(3) الميازر: هي المآزر؛ جمع مئزر، وهو الإزار. انظر: "مرقاة المفاتيح" (8/312) .(14/96)
14713 - حدثنا أحمدُ بن زهيرٍ التُّسْتَرِيُّ، قال: أنا محمد بن يحيى الأزديُّ، قال: ثنا داودُ بن المُحبَّرِ، قال: ثنا سعيدُ بن راشدٍ، عن عبد الرحمن بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن عبد الرحمن بن رافعٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنَ الذِّكْرِ أَفْضَلُ مِنْ "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ"، وَلاَ مِنَ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ مِنَ الاِسْتِغْفَارِ» ، ثمّ تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} (1) .
__________
[14713] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/84) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه الإفريقي وغيره من الضعفاء» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (1816 و1908) ونسبه للمصنف.
(1) الآية (19) من سورة محمد.(14/97)
14714 - حدثنا إسحاقُ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاقِ، عن الثَّوريِّ، عن [عبد الرحمن] (1) بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن بكرِ بن سوادةَ، عن عبد الرحمن بن رافعٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَحْدَثَ الإِمَامُ فِي آخِرِ صَلاَتِهِ [حِينَ] (2) يَسْتَوِي قَاعِدًا فَقَدْ تَمَّتْ صَلاَتُهُ، وَصَلاَةُ مَنْ وَرَاءَهُ عَلَى مِثْلِ صَلاَتِهِ» .
__________
(1) في الأصل: «عبد الله» ، والتصويب من "مصنف عبد الرزاق".
(2) في الأصل: «حتى» ، والتصويب من "مصنف عبد الرزاق".
[14714] رواه عبد الرزاق (3673) ، هكذا بزيادة أداة التحمل «عن» بين بكر بن سوادة وعبد الرحمن بن رافع. ولم نجد من تابع عبد الرزاق على هذه الزيادة، وإنما جاء في مصادر التخريج: عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن بكر بن سوادة وعبد الرحمن ابن رافع؛ كلاهما يرويه عن عبد الله بن عمرو، واقتصر بعض الرواة على ذكر بكر ابن سوادة وحده، كما اقتصر غيرهم على ذكر عبد الرحمن بن رافع وحده، كما سيأتي في التخريج: فرواه الطبري في "تهذيب الآثار" (402/ط. علي رضا) ، والدارقطني في "سننه" (1/379) ؛ من طريق وكيع، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" (1/274-275) من طريق معاذ بن الحكم، والبيهقي (2/139) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي؛ جميعهم (وكيع، ومعاذ، وأبو حذيفة) عن سفيان الثوري، به، ولم يذكر وكيع وأبو حذيفة «عبد الرحمن بن رافع» ، وأحال الطحاوي إلى رواية ابن المبارك الآتية.
ورواه أبو داود (617) من طريق زهير بن معاوية، والترمذي (408) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (405/ط. علي رضا) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" (1/274) ؛ من طريق عبد الله بن المبارك، والبزار (2451) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والطوسي في "مختصر الأحكام" (393) ، والطحاوي (1/274) ؛ من طريق عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ، والطحاوي (1/274) من طريق معاذ بن الحكم، والدارقطني في "سننه" (1/379) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/149) ؛ من طريق مروان بن معاوية الفزاري، والبيهقي (2/139) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي؛ جميعهم (زهير، وابن المبارك، والمحاربي، والمقرئ، ومعاذ، ومروان، والقعنبي) عن عبد الرحمن بن زياد بن [ص:99] أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع وبكر بن سوادة، به.
ورواه الطيالسي (2366) عن عبد الله بن المبارك، وابن أبي شيبة (8546) عن أبي معاوية محمد بن خازم؛ كلاهما (ابن المبارك، وأبو معاوية) عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن ابن رافع وحده، به.(14/98)
14715 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا المقرئُ (1) ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي أيوبَ، عن شُرَحْبِيلَ بن شَريكٍ، عن عبد الرحمن بن رافعٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا أُبَالِي مَا أَتَيْتُ- أَوْ مَا رَكِبْتُ- إِذَا مَا تَعَلَّقْتُ تَمِيمَةً، أَوْ شَرِبْتُ تِرْيَاقًا، أَوْ قُلْتُ [ص:100] الشِّعْرَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِي» (2) .
__________
[14715] رواه المزي في "تهذيب الكمال" (12/431) من طريق المصنف، به.
ورواه ابن أبي شيبة (24012) ، وأحمد (2/223 رقم 7081) ، وأبوداود (3869) عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة؛ ثلاثتهم (ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبيد الله) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به، إلا أنه جاء عند ابن أبي شيبة وأبي داود: «شرحبيل بن يزيد» بدل: «شرحبيل بن شريك» . قال المزي في الموضع السابق: «والمعروف شرحبيل بن شريك» ، وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/159) : «أخشى أن يكون شرحبيل بن يزيد تصحيفًا من شراحيل بن يزيد؛ لأنه أيضًا معافري، ويروي عن عبد الرحمن بن رافع وغيره، ويروي عنه سعيد بن أبي أيوب وغيره كما تقدم، ومن الجائز أن يكون الحديث عندهما جميعًا، فأما شرحبيل بن يزيد فإن كان محفوظًا فلا يُدرى من هو» .
ورواه أحمد (2/167 رقم 6565) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن شرحبيل بن شريك، به.
ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (947/مسند عمر) من طريق وهب الله بن راشد، عن حيوة بن شريح، عن شراحيل بن يزيد، عن عبد الرحمن بن رافع، به.
ورواه المصنف في "المعجم الأوسط" (7959) - ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/308) - من طريق معاوية بن يحيى، عن سعيد بن أبي أيوب، عن شرحبيل بن شريك، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، به.
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص 255) من طريق ابن لهيعة، عن شراحيل بن يزيد، عن حنش بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو، به.
(1) هو: عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن. [ص:100]
(2) المعنى: إن صدر مني أحد الأشياء الثلاثة كنت ممن لا يبالي بما يفعل، ولا ينزجر عما لا يجوز فعله شرعًا. وقيل: المعنى: إن فعلت هذا فما أبالي كل شيء أتيت به لكن أبالي من إتيان بعض الأشياء.
و «الترياق» بكسر أوَّله وجُوِّز ضمه وفتحه، والمشهور الأوّل؛ وهو: ما يستعمل لدفع السُّمِّ من الأدوية والمعاجين، وهو معرَّب، ويقال بالدال أيضاً. وكره النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي والخمر، وهي حرام نجسة، والترياق أنواع فإن لم يكن فيه شيء من ذلك فلا بأس به، وقيل: الحديث مطلق، والأَوْلى اجتنابه كله؛ ولما فيه من الانتزاع عن التوكل. انتهى من "مرقاة المفاتيح" (8/374) بتصرف. وانظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (1/451) ، و"النهاية" (1/188) ، و"تاج العروس" (ت ر ق) .(14/99)
يَزيدُ بن رَباحٍ
14716 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدينٍ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني عمرُو بن الحارثِ؛ أنَّ بكرَ بن سوادةَ حدَّثه؛ أنّ يزيدَ بن رباحٍ حدَّثه عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ خَزَائِنُ فَارِسَ وَالرُّومِ، أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ؟!» فقال عبدُالرحمن بن عوفٍ: نكونُ كما أمر اللهُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَوَغَيْرَ ذَلِكَ؟! تَتَنَافَسُونَ، ثُمَّ تَحَاسَدُونَ، ثُمَّ تَدَابَرُونَ، وَتَبَاغَضُونَ - أو نحوَ ذلك- ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ إِلَى مَسَاكِنِ المُهَاجِرِينَ [ص:101] فَتَحْمِلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ» .
__________
[14716] رواه مسلم (2962) ، وابن ماجه (3996) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9845) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (32/121) ؛ من طريق عمرو بن سواد العامري، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/514) عن محمد بن يحيى [ص:101] ابن إسماعيل وأبي سعيد، وابن حبان (6688) من طريق حرملة بن يحيى؛ جميعهم (عمرو بن سوادة، ومحمد بن يحيى، وأبو سعيد، وحرملة) عن ابن وهب، به.
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/514) من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، به.(14/100)
14717 - حدثنا أبو الزِّنْباعِ رَوحُ بن الفَرَجِ، قال: ثنا عمرُو بن خالدٍ الحَرّانيُّ، قال: ثنا ابنُ لَهيعةَ، عن أبي قَنَانٍ (1) ، عن يزيدَ بن رباحٍ أبي فراسٍ (2) ؛ أنّه سمعَ عبدَالله بن عمرٍو يقولُ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «صَامَ نُوحٌ عليه السلام الدَّهْرَ إِلاَّ يَوْمَ الفِطْرِ وَالأَضْحَى، وَصَامَ دَاوُدُ عليه السلام نِصْفَ الدَّهْرِ، وَصَامَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ؛ صَامَ الدَّهْرَ وَأَفْطَرَ الدَّهْرَ» .
__________
[14717] نقله ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/277) عن المصنف بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/195) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه أبو قنان؛ ولم أعرفه» .
ورواه المزي في "تهذيب الكمال" (32/121) من طريق المصنف.
ورواه ابن ماجه (1714) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3563) ، وابن عساكر (62/275-276) ؛ من طريق جعفر بن ربيعة، عن أبي فراس يزيد بن رباح، به. واقتصر ابن ماجه على ذكر صوم نوح عليه السلام.
(1) هو: أيوب بن أبي العالية الحضرمي المصري.
(2) في الأصل: «عن يزيد بن رباح عن أبي فراس» ، ويزيد بن رباح هو أبو فراس، وجاء على الصواب عند ابن كثير الذي نقله عن المصنف، وعند المزي الذي رواه من طريق المصنف، وكذا في مصادر التخريج ومصادر ترجمته.(14/101)
واهبُ بن عبدِالله
14718 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدينٍ، قال: ثنا عمرُو بن خالدٍ الحرانيُّ، قال: ثنا ابنُ لَهيعةَ، عن واهبِ بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُصَلِّي (1) / أَحَدُكُمْ وَثَوْبُهُ عَلَى [س: 11/ب]
أَنْفِهِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ خَطْمُ (2) الشَّيْطَانِ» .
__________
[14718] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/83) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه ابن لهيعة؛ وفيه كلام» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (9354) من طريق هارون بن كامل، عن عمرو بن خالد الحراني، به، وقال: «لايروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة» . ورواه أبو داود في "المراسيل" (85) من طريق الوليد بن المغيرة، عن واهب بن عبد الله، به، مرسلاً.
(1) كذا في الأصل، والجادة: «لا يُصلِّ» ؛ لأن «لا» ناهية، والفعلُ معتل الآخر. وفي "مجمع الزوائد": «لا يصلين» . ولما في الأصل- على أن «لا» ناهية- تخريجان تقدما في التعليق على الحديث [13682] ، ووجه ثالث على أن «لا» هنا نافية غير جازمة؛ فيرتفع الفعلُ بعدها، ومعناها النهي. وتقدم ذلك أيضًا في التعليق على الحديث [14195] . ووقع في "الأوسط": «لا يقبل» ، وهو خطأ كما ذكر محققه؛ يؤيده ما وقع هنا وفي "مجمع الزوائد" ولفظُ "مراسيل أبي داود": «لا يضعن أحدُكم ثوبه على أنفه في الصلاة» .
(2) الخطم: الأنف، وأصله في السباع: مقاديم أنوفها وأفواهها، فاستعير للناس. "النهاية" (2/50) .(14/102)
14719 - حدثنا عُمارةُ بن وَثيمةَ، قال: حدثني [أبي وثيمةُ بنُ] (1) [ص:103] موسى، قال: ثنا إدريسُ بن يحيى الخَوْلانيُّ، عن رجاءِ [بن أبي عطاءٍ] (2) ، عن واهبِ بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ حَتَّى يُشْبِعَهُ، وَسَقَاهُ مِنَ المَاءِ حَتَّى يُرْوِيَهُ؛ بَاعَدَهُ اللهُ مِنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ (3) ، مَا بَيْنَ كُلِّ خَنْدَقٍ (4) مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ» .
__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، واستدركناه من "مكارم الأخلاق" للمصنف.
[14719] نقله السيوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة" (2/87) عن المصنف، به. وتَصحف فيه «وثيمة» إلى «وسيمة» . وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/130) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط" بنحوه، إلا أنه قال: «من أطعم أخاه خبزًا» ، وفيه رجاء بن أبي عطاء؛ وهو ضعيف» . [ص:103]
ورواه المصنف في "مكارم الأخلاق" (159) بهذا الإسناد.
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص 254) عن إدريس بن يحيى، به.
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/527) عن عبد العزيز بن عمران، والدولابي في "الكنى والأسماء" (637) ، وابن عساكر (18/92-93) ؛ من طريق أبي الربيع سليمان بن داود، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (343) ، والمصنف في "الأوسط" (6518) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3097) ؛ من طريق أبي الطاهر بن السرح، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (372) من طريق يونس بن عبد الأعلى، والحاكم في "المستدرك" (4/129) من طريق إبراهيم ابن منقذ الخولاني؛ جميعهم (عبد العزيز بن عمران، وأبو الربيع سليمان بن داود، وأبو الطاهر ابن السرح، ويونس بن عبد الأعلى، وإبراهيم بن منقذ) عن إدريس ابن يحيى، به.
ورواه ابن عبد الحكم في الموضع السابق عن عبد الملك بن مسلمة، عن رجاء، به.
قال المصنف في "الأوسط": «لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به إدريس بن يحيى» .
(2) في الأصل: «عن ابن عطاء» والتصويب من "مكارم الأخلاق" للمصنف، ومن "اللآلئ المصنوعة" و"مجمع الزوائد".
(3) كذا في الأصل، وكذا في معظم مصادر التخريج، وفي بعضها: «سبعة خنادق» وهو الجادة. وما في الأصل يخرج على أنه من باب الحمل على المعنى بتأنيث المذكر؛ حمل «الخندق» على معنى «الحفرة» فجاء بالعدد مذكرًا. وانظر في الحمل على المعنى: التعليق على الحديث [13666] . ويخرج أيضًا على أنه راعى حال الجمع فذكر العدد؛ لأن جمع التكسير يعامل معاملة المؤنث، فتقول: هذه خنادق. وانظر في ذلك: التعليق على الحديث [14655] .
(4) كذا في الأصل، وكذا في بعض مصادر التخريج، وفي بعضها: «بين كل خندقين» [ص:104] وهو الجادة. وما في الأصل صحيحٌ جارٍ على حذف المعطوف مع حرف العطف، والتقدير: بين كل خندقٍ وخندقٍ. ومن شواهد ذلك: قوله تعالى: {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البَقَرَة: 285] أي: بين أحد وأحدٍ. وقوله تعالى: {لاَ يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} [الحَديد: 10] ، أي: ومن أنفق مِن بعد الفتح؛ ودليل التقدير بقية الآية: ُ ز س ش ص ض ط ظ} ِ. وانظر: "مغني اللبيب" (ص590-591) .(14/102)
سُلَيمُ بن بلالٍ
14720 - حدثنا يحيى بن عثمانَ بن صالحٍ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا ابنُ لَهيعةَ، عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ، عن عمرِو بن الوليدِ [بن] (1) عَبَدةَ، عن أبي أسماءَ سُلَيمِ بن بلالٍ الحضرميِّ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «يَكُونُ خَلِيفَةٌ هُوَ وَذُرِّيَتُهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ» .
__________
[14720] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/242) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه» .
(1) في الأصل: «عن» .(14/104)
قيصرُ بن أبي حَزْرةَ
14721 - حدثنا بشرُ بن موسى، قال: ثنا موسى بن [داودَ] (1) ، قال: ثنا ابنُ لَهيعةَ، عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ، عن قيصر بن أبي حزرةَ التُّجِيبيِّ، ح. [ص:105]
وحدثنا أبو الزِّنْباعِ رَوحُ بن الفَرَجِ، قال: ثنا عمرُو بن خالدٍ الحَرّانيُّ، قال: ثنا ابنُ لَهيعةَ؛ عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ، عن قيصر بن أبي حَزرةَ؛ عن عبد الله بن عمرِو بن العاصِ، قال: كنتُ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فسأله شيخٌ عن القُبلةِ للصائمِ؟ فرَخَّص له، ثم سأله رجلٌ شابٌّ عن القُبلةِ للصائمِ؟ فنهاه، فنظر بعضُ القومِ في وجوهِ بعضٍ؛ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّيْخَ يَمْلِكُ نَفْسَهُ» .
زاد موسى بن داودَ في حديثِه: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قَدْ عَلِمْتُ لِمَ نَظَرَ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ؛ إِنَّ الشَّيْخَ يَمْلِكُ نَفْسَهُ» .
__________
(1) في الأصل: «واقد» ، والتصويب مما سيأتي آخر الحديث، ومن "الفقيه والمتفقه" و"مسند أحمد".
[14721] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/166) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة؛ وحديثه حسن، وفيه كلام» ، ووقع عنده: «عبد الله بن عمر» بدل: «عبد الله بن عمرو» .
ورواه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1181) من طريق محمد بن عبد الله أبي بكر الشافعي، عن بشر بن موسى، به. [ص:105]
ورواه أحمد (2/185 و220-221 رقم 6739 و7054) عن موسى بن داود، به.
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 265) عن أبي الأسود النضر بن الحارث، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن قيصر مولى تجيب، عن ابن عمر. قال ابن عبد الحكم: «وخالف أسد بن موسى في هذا الحديث، فقال: عبد الله ابن عمرو، والله أعلم» ، ثم قال: «وكأني رأيت المصريين يقولون: هو ابن عمر» .(14/104)
أبو سالمٍ الجَيشانيُّ (1) عنه
14722 - أخبرنا (2) سليمانُ بنُ أحمدَ بنِ أيوبَ، قال: ثنا أبو الزِّنْباعِ، قال: حدثنا عمرُو بن خالدٍ الحَرّانيُّ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن أبي هُبيرةَ (3) ، عن أبي سالمٍ الجيشانيِّ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ أَنْ تُنْكَحَ امْرَأَةٌ بِطَلاَقِ أُخْرَى» .
__________
(1) هو: سفيان بن هانئ المصري المعافري.
[14722] انظر تخريج الحديث التالي.
(2) القائل «أخبرنا» هو أبو بكر بن ريذة الراوي للمعجم عن الطبراني، وسليمان بن أحمد بن أيوب هو الطبراني.
(3) هو: عبد الله بن هبيرة الآتي في الحديث التالي.(14/105)
14723 - حدثنا أحمدُ بن حمادِ ابنُ زُغْبَةَ (1) ، قال: ثنا سعيدُ ابن عُقبةَ (2) ، قال: ثنا ابنُ لَهيعةَ، عن عبد الله بن هُبيرةَ، عن أبي سالمٍ الجيشانيِّ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً بِطَلاَقِ أُخْرَى، وَلاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَبِيعَ عَلَى بَيْعِ صَاحِبِهِ حَتَّى يَذَرَ، وَلاَ يَحِلُّ لِثَلاَثَةِ نَفَرٍ يَكُونُونَ بِأَرْضِ فَلاَةٍ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا» .
__________
[14723] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/81-82) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة؛ وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح» .
ورواه أحمد (2/176-177 رقم 6647) عن حسن بن موسى الأشيب، وابن عبد البر في "التمهيد" (15/293) من طريق عثمان بن سعيد بن كثير القرشي؛ كلاهما (الأشيب، وعثمان بن سعيد) عن ابن لهيعة، به، إلا أن ابن عبد البر اقتصر على قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ لِثَلاَثَةِ نَفَرٍ ... » إلخ.
(1) «زغبة» لقبٌ لأحمد، وقيل: لأبيه؛ لذا يقال له: «زغبة» و «ابن زغبة» . انظر: "تهذيب التهذيب" (4/615) .
(2) انظر الكلام فيه في الحديث [14708] .(14/106)
أبو رَزِينٍ الغافِقيُّ (1)
14724 - حدثنا أحمدُ بن محمد بن نافعٍ الطّحّانُ المصريُّ، قال: ثنا أحمدُ بن عبدِالرحمن بن وهبٍ أبو عُبيدِاللهِ، قال: ثنا عبدُالله ابن وهبٍ، قال: ثنا عبدُالله بن عياشٍ، عن أبي رَزِينٍ [الغافقيِّ] (2) ، [ص:107] عن عبد الله بن عمرٍو، أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الَّذِي يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ وَهُوَ يُصَلِّي عَمْدًا، يَتَمَنَّى يَوْمَ القِيَامَةِ أَنَّهُ شَجَرَةٌ يَابِسَةٌ» .
__________
(1) مشهور بكنيته.
(2) في الأصل: «الفارقي» ، والتصويب من الموضع السابق في الترجمة، ومن "المعجم الأوسط"، ومن سائر مصادر التخريج.
[14724] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/61) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه من لم أجد من ترجمه» . [ص:107]
ورواه المصنف في "الأوسط" (1928) بهذا الإسناد، وقال: «لا يروى هذا الحديث، عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب» .
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص 258) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (185) ؛ من طريق إدريس بن يحيى، عن عبد الله بن عياش القتباني، عن عبد الله بن عياض، عن أبي رزين الغافقي، به، هكذا بزيادة عبد الله بن عياض؛ وجاء عند الدولابي: عن أبي رزين الغافقي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره، فلعله سقط من إسناده: «عبد الله بن عمرو» ، والله أعلم.(14/106)
ابن حُجيرةَ (1)
14725 - حدثنا إسماعيلُ بن محمودٍ النيسابوريُّ، قال: ثنا يحيى ابن يحيى، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن الحارثِ بن يزيدَ، عن ابن حُجيرةَ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَمَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: أَدَاءُ الأَمَانَةِ، وَصِدْقُ الحَدِيثِ، وَحُسْنُ الخَلِيقَةِ، / وَعِفَّةُ طُعْمَةٍ» .
[س: 12/أ]
__________
(1) هو: عبد الرحمن بن حجيرة الأكبر.
[14725] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/145) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة؛ وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح» ، وفي (10/295) وقال: «رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما حسن» .
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (4463) من طريق إبراهيم بن علي، و (4879) من طريق إبراهيم بن الحسين الكرابيسي؛ كلاهما عن يحيى بن يحيى، به.
ورواه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (445) ، وفي "مكارم الأخلاق" (116 و271) ؛ من طريق يحيى بن حسَّان، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (31، 165، 550) من طريق زيد بن أبي الزرقاء؛ كلاهما عن ابن لهيعة، به.
وعند ابن أبي الدنيا في روايته: «ثلاث إذا كن فيك ... » ؛ لم يذكر حسن الخليقة. [ص:108]
ورواه ابن وهب في "الجامع" (546) ، وأحمد (2/177 رقم 6652) عن حسن بن موسى الأشيب؛ كلاهما (ابن وهب، وحسن) عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، به؛ بدون ذكر «ابن حجيرة» .
وانظر الحديث [14612] والتعليق عليه.
وتقدم الحديث برقم [14120] من طريق سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ابن حجيرة، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، به.(14/107)
14726 - حدثنا يحيى بن أيوبَ العلاَّفُ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي مريمَ، قال: أنا ابن لَهِيعةَ، قال: حدَّثَني الحارثُ بن يزيدَ، عن ابن حُجيرةَ، [عن عبد الله بن عمرٍو] (1) قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ المُسْلِمَ المُسَدَّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّوَّامِ القَوَّامِ بِآيَاتِ اللهِ؛ بِحُسْنِ خُلُقِهِ، وَبِكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ (2) » .
__________
[14726] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/22) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه ابن لهيعة؛ وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح» .
ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (51 و53 و600) عن إبراهيم بن الجنيد، عن سعيد بن أبي مريم، به.
ورواه ابن وهب في "الجامع" (482) عن ابن لهيعة، به.
ورواه أحمد (2/177رقم 6649) عن يحيى بن إسحاق، وأحمد أيضًا (2/220 رقم 7052) ، والخطابي في "غريب الحديث" (1/702) ؛ من طريق ابن المبارك، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (51 و600) من طريق زيد بن أبي الزرقاء، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (825) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير؛ جميعهم (يحيى بن إسحاق، وابن المبارك، وزيد بن أبي الزرقاء، ويحيى بن عبد الله بن بكير) عن ابن لهيعة، به.
ووقع في "مكارم الأخلاق": «حجيرة» بدل «ابن حجيرة» .
ورواه أحمد (2/177 رقم 6648) من طريق حسن بن موسى الأشيب، والمصنف في "الأوسط" (3126) من طريق شعيب بن يحيى؛ كلاهما عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح، قال: سمعتُ عبد الله بن عمرو ... فذكره.
(1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل فاستدركناه من "مجمع الزوائد" ومصادر التخريج.
(2) الضريبة: الطبيعة والسَّجيَّة. "غريب الحديث" للخطابي (1/702) ، و"تاج العروس" (ض ر ب) .(14/108)
14727 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدينٍ، قال: حدثنا أحمدُ بن صالحٍ، ثنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني عمرُو بن الحارثِ؛ أنّ أبا سويدٍ (1) حدَّثه؛ أنه سمع ابنَ حُجيرةَ يُخبرُ عن عبد الله بن عمرٍو، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِئَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الشَّاكِرِينَ» .
__________
[14727] رواه المزيُّ في "تهذيب الكمال" (19/214) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (3/252-253) ؛ من طريق المصنف، به.
ورواه أبو داود (1398) عن أحمد بن صالح، به.
ورواه ابن خزيمة (1144) عن يونس بن عبد الأعلى، وابن حبان (2572) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (703) ، والمزيُّ في الموضع السابق؛ من طريق حرملة بن يحيى؛ كلاهما (يونس، وحرملة) عن ابن وهب، به، باختلاف في اللفظ، ورواية ابن السني مختصرة جدًّا.
(1) هو: عبيد بن سويّة بن أبي سويَّة الأنصاري، يقال في كنيته: أبو سويد، ويقال: أبو سوية. وانظر: "تهذيب الكمال" (19/213) .(14/109)
14728 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدينٍ، قال: حدَّثَني خالي سُليمانُ ابن داودَ أبو الرَّبيعِ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني عمرُو بن الحارثِ؛ أنّ أبا سويدٍ حدَّثه، عن ابن حُجيرةَ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَامَ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *} (1) فَقَدْ قَرَأَ بِثُلُثِ القُرْآنِ» .
__________
[14728] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/269) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (2721) ونسبه للمصنف.
(1) أي: سورة الإخلاص.(14/109)
عبدُالرحمن بن شَمَاسةَ [المَهْريُّ] (*)
14729 - حدثنا [خيرُ] (1) بن عَرفةَ التُّجِيبيُّ، قال: ثنا هانئُ بن المتوكِّلِ الإسكندرانيُّ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ، عن عبد الرحمن بن شَمَاسةَ [المَهْريِّ] (*) ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دخل على أمِّ إبراهيمَ القبطيةِ أمِّ ولدِهِ، وهي حاملٌ منه بإبراهيمَ، فوجد عندَها نَسيبًا لها كان قَدِمَ معها من مصرَ، فأسلم وحَسُنَ إسلامُه، وكان يدخلُ على أمِّ إبراهيمَ، وأنه رَضِي بمكانِهِ من أمِّ ولدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أن يَجُبَّ نفسَهُ، فقَطع ما بين رِجْليه حتى لم يُبقِ لنَفسِهِ قليلاً ولا كثيرًا، فدخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا على أمِّ إبراهيمَ، فوجد قريبَها عندَها، فوقع في نفسِه من ذلك شيءٌ كما يقعُ في أنفسِ الناسِ، فرجع متغيِّرَ اللونِ، فلقي عمرَ، فأخبره بما وقع في نفسِه من قريبِ أمِّ إبراهيمَ، فأخذ سيفَهُ وأقبل يسعى حتى دخل على ماريةَ، فوجد قريبَها ذلك عندَها، فأَهوى إليه بالسيفِ ليَقتلَه، فلما رأى ذلك منه كشف عن نفسِهِ، فلما رآه عمرُ رجع إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، [ص:111] فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ جِبْرِيلَ صلى الله عليه وسلم أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قَدْ بَرَّأَهَا وَقَرِيبَهَا مِمَّا وَقَعَ فِي نَفْسِي، وَبَشَّرَنِي أَنَّ فِي بَطْنِهَا غُلاَمًا مِنِّي، وَأَنَّهُ أَشْبَهُ الخَلْقِ بِي، وَأَمَرَنِي أَنْ أُسَمِّيَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَكَنَّانِي بـ «أَبِي إِبْرَاهِيمَ» ، فَلَوْلاَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُحَوِّلَ كُنْيَتِي الَّتِي عُرِفْتُ بِهَا لَتَكَنَّيْتُ بـ «أَبِي إِبْرَاهِيمَ» ، كَمَا كَنَّانِي جِبْرِيلُ عليه السلام» .
__________
(*) في الأصل: «المهدي» ، والتصويب من "الأنساب" للسمعاني (4/417) ، ومن مصادر التخريج.
[14729] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/161-162) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه هانئ بن المتوكل؛ وهو ضعيف» .
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص49) عن هانئ بن المتوكل، به.
ورواه الخرائطي في اعتلال القلوب (737) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (3/45-46) - من طريق عبد الله بن صالح، عن ابن لهيعة، به.
(1) في الأصل: «كثير» ، والتصويب من كتب التراجم، كما أنه ليس في شيوخ الطبراني من يُسمَّى «كثير بن عرفة» .(14/110)
أبو الخيرِ (1)
14730 - حدثنا بكرُ بن سهلٍ، قال: ثنا شُعيبُ بن يحيى، عن ابن لَهِيعةَ، عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخيرِ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنّ رجلاً قال: يا رسولَ اللهِ، / أيُّ المسلمين خيرٌ؟ قال: [س: 12/ب] «مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» .
__________
(1) هو: مرثد بن عبد الله اليزني.
[14730] رواه أحمد (2/187 رقم 6753) عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، به. وانظر الحديث التالي، والحديث [14384] للوقوف على تعدد طرقه، واختلاف ألفاظه.(14/111)
14731 - حدثنا (1) أحمدُ بن رِشْدينٍ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني عمرُو بن الحارثِ، عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخيرِ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنّ رجلاً قال: يا رسولَ اللهِ، أيُّ المسلمين خيرٌ؟ قال: «مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» .
__________
[14731] رواه مسلم (40) ، وابن منده في "الإيمان" (316) ؛ من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح المصري، وابن حبان (400) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (156) ؛ من طريق حرملة بن يحيى؛ كلاهما (أبو الطاهر، وحرملة) عن ابن وهب، به. وانظر الحديث السابق، والحديث [14384] .
(1) تكرر هذا الحديث في الأصل بسنده ومتنه.(14/111)
14732 - حدثنا مُطّلِبُ بن شُعيبٍ الأزْديُّ، قال: ثنا عبدُالله بن صالحٍ، قال: حدَّثَني الليثُ، حدَّثَني يزيدُ بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخيرِ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنّ رجلاً سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسلامِ خيرُ؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» .
__________
[14732] رواه البخاري في "الأدب المفرد" (1050) عن عبد الله بن صالح، به.
ورواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (257) من طريق محمد بن إسماعيل أبي إسماعيل الترمذي، عن عبد الله بن صالح، به.
ورواه أحمد (2/169 رقم 6581) عن حجاج بن محمد المصيصي وأبي النضر هاشم بن القاسم، والبخاري (6236) عن عبد الله بن يوسف، والبخاري أيضًا (28) ، ومسلم (39) ، وأبو داود (5194) ، والنسائي (5000) ، وابن حبان (505) ، وابن منده في "الإيمان" (317) ؛ من طريق قتيبة بن سعيد، والبخاري (12) ، وابن منده في "الإيمان" (317) ؛ من طريق عمرو بن خالد، ومسلم (39) ، وابن ماجه (3253) ؛ من طريق محمد بن رمح بن المهاجر، وابن منده (317) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3088) ؛ من طريق يحيى بن بكير، وابن منده (317) من طريق آدم بن أبي إياس وسعيد بن أبي مريم، وأبو نعيم في "الحلية" (1/287) من طريق يونس بن محمد المؤدب، وأبو نعيم في "المستخرج" (155) من طريق سعيد ابن سليمان، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/169) من طريق عيسى بن حماد؛ جميعهم (حجاج، وأبو النضر، وعبد الله بن يوسف، وقتيبة بن سعيد، وعمرو بن خالد، ومحمد بن رمح، ويحيى بن بكير، وآدم، وسعيد بن أبي مريم، ويونس المؤدب، وسعيد بن سليمان، وعيسى) عن الليث بن سعد، به.(14/112)
أَسلمُ أبو عمرانَ
14733 - حدثنا بكرُ بن سهلٍ، قال: ثنا شعيبُ بن يحيى، عن ابن لَهِيعةَ، عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ؛ أنّ أسلمَ أبا عمرانَ حدَّثه؛ أنَّ عبدَالله ابن عمرٍو كان عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل رجلٌ من الأعرابِ، فقال: [ص:113] يا رسولَ اللهِ، إني أُحبُّ الجهادَ والعمرةَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هَلْ لَكَ وَالِدَانِ؟» قال: نعم، كلاهما، قال: «فَارْجِعْ [فَأَحْسِنْ] (1) صَحَابَتَهُمَا» .
__________
[14733] لم نقف عليه من هذا الوجه، وانظر الحديث [14736] ، والحديث [14265] . [ص:113]
(1) رُسمت في الأصل: «فالتز» واللام مائلة كأنها كاف، والمثبت موافق لما سيأتي في الحديث [14736] .(14/112)
أبو عُشّانةَ (1)
14734 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا المقرئُ عبدُالله (2) بن يزيدَ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي أيوبَ، حدَّثَني معروفُ بن سويدٍ الجُذاميُّ، ح. [ص:114]
وحدثنا يحيى بن أيوبَ العلاَّفُ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي مريمَ، قال: أنا نافعُ بن يزيدَ، حدَّثَني معروفُ بن سويدٍ الجُذاميُّ؛ أن أبا عُشّانةَ المَعَافريَّ حدَّثه؛ أنه سمع عبدَالله بن عمرٍو يقولُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ؟» قالوا: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ. قال: «فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ تُتَّقَى بِهِمُ المَكَارِهُ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لاَ يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً، تَقُولُ المَلاَئِكَةُ: رَبَّنَا، نَحْنُ مَلاَئِكَتُكَ وَخَزَنَتُكَ وَسُكَّانُ سَمَوَاتِكَ، لاَ تُدْخِلْهُمُ الجَنَّةَ قَبْلَنَا. فَيَقُولُ: عِبَادِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا، تُتَّقَى بِهِمُ المَكَارِهُ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِه لَمْ يَسْتَطِعْ لَهَا قَضَاءً. فَعِنْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَلَيْهِمُ المَلاَئِكَةُ مِنْ كُلِّ بَابٍ: {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ *} (3) » .
__________
(1) هو: حي بن يؤمن بن حجيل المعافري المصري.
[14734] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/259) ، وقال: «رواه أحمد والبزار والطبراني، وزاد - بعد قول الملائكة: «وسكان سمواتك» -: «وإنك تدخلهم الجنة قبلنا» ، ورجالهم ثقات» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (1/347) من طريق المصنف بالإسناد الأول فقط، وفي "صفة الجنة" (81) بالإسنادين.
ورواه أحمد (2/168رقم 6570) ، وعبد بن حميد (352) ؛ عن المقرئ، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (56) عن محمد بن عبد الله بن نمير، والبزار (2457) عن سلمة بن شبيب، وأبو عروبة الحراني في "الأوائل" (103) عن محمد ابن أحمد بن معدان، وابن حبان (7421) من طريق هارون بن معروف، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (81) ، من طريق إسحاق بن إبراهيم، والبيهقي في "البعث والنشور" (458) من طريق عباس بن عبد الله الترقفي؛ جميعهم (ابن نمير، وسلمة، ومحمد بن أحمد، وهارون بن معروف، وإسحاق بن إبراهيم، وعباس الترقفي) عن المقرئ، به. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة.
ورواه أحمد (1/168 رقم 6571) من طريق ابن لهيعة، عن أبي عشانة، به.
وانظر الحديث التالي.
(2) في الأصل: «المقرئ عن عبد الله» . [ص:114]
(3) الآية (24) من سورة الرعد.(14/113)
14735 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدينٍ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، [ص:115] قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني عمرُو بن الحارثِ، عن أبي عُشّانةَ؛ أنه سمع عبدَالله بن عمرٍو يقولُ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «أَوَّلُ ثُلَّةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ: فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ تُتَّقَى بِهِمُ المَكَارِهُ، إِذَا أُمِرُوا سَمِعُوا وَأَطَاعُوا، وَإِنْ كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ حَاجَةٌ إِلَى السُّلْطَانِ لَمْ تُقْضَ، حَتَّى يَمُوتَ وَهِي فِي صَدْرِهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَدْعُو يَوْمَ القِيَامَةِ الجَنَّةَ، فَتَأْتِي بِزُخْرُفِهَا وَزِينَتِهَا، فَيَقُولُ: أَيْنَ عِبَادِي الَّذِينَ قَاتَلُوا [فِي سَبِيلِي] (1) وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي، وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِي؟ ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِغَيْرِ عَذَابٍ وَلاَ حِسَابٍ. وَتَأْتِي المَلاَئِكَةُ فَيَسْجُدُونَ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا نَحْنُ نُسَبِّحُكَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، مَنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ آثَرْتَهُمْ عَلَيْنَا؟! فَيَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ ذِكْرُهُ: هَؤُلاَءِ عِبَادِي الَّذِينَ قَاتَلُوا فِي/ سَبِيلِي وَأُوذُوا [س: 13/أ] فِي سَبِيلِي، وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِي. فَتَدْخُلُ عَلَيْهِمُ المَلاَئِكَةُ مِنْ كُلِّ بَابٍ: {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ *} (2) » .
__________
[14735] نقله ابن كثير في "تفسيره" (8/137-138) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد (10/259) ، وقال: «رواه أحمد، والطبراني، وزاد فيه: «ادخلوا الجنة بلا عذاب ولا حساب ... » فذكره إلى آخره، ثم قال: «ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير أبي عشانة؛ وهو ثقة» .
ورواه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (322 و323) من طريق أحمد بن عبد الرحمن ابن وهب، والحاكم في "المستدرك" (2/71-72) من طريق محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9895) ، وقوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (837) ؛ من طريق يونس بن عبد الأعلى؛ جميعهم (أحمد بن عبد الرحمن، وابن عبد الحكم، ويونس) عن ابن وهب، به. وانظر الحديث السابق. [ص:115]
(1) تقرأ في الأصل: «برسولي» ، والتصويب مما سيأتي آخر الحديث، ومن مصادر التخريج. ولو صح ثبوت هذه اللفظة في الأصل هكذا، فإن معنى «قاتلوا برسولي» أي: معه؛ فالباء من معانيها المصاحبة، وتكون بمعنى «مع» ؛ قال تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} [النّصر: 3] ، أي: مع إعلانك حمده. وقال تعالى: {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ} [طه: 78] ، أي: مع جنوده.
وانظر: "مغني اللبيب" (ص 110-112) ، و"روح المعاني" (16/237) .
(2) الآية (24) من سورة الرعد.(14/114)
ناعمٌ مولى أمِّ سلمةَ (1)
14736 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدينٍ، قال: ثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني عمرُو بن الحارثِ، عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ؛ أنّ ناعمًا مولى أمِّ سلمةَ حدّثه؛ أنَّ عبدَالله بن عمرٍو حدَّثه قال: أقبل رجلٌ إلى نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم فقال: أُبايِعُكَ على الهجرةِ والجهادِ، وأبغي الأجرَ من اللهِ. قال: «فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟» قال: نعم، كلاهما. قال: «فَمَا تَبْغِي الأَجْرَ مِنَ اللهِ؟» قال: نعم. قال: «ارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ وَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا» .
__________
(1) هو: نَاعِم بن أُجَيْلٍ الهَمْداني، أبو عبد الله.
[14736] رواه البيهقي في"شعب الإيمان" (7443) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي، عن أحمد بن صالح، به.
ورواه سعيد بن منصور (2335/الأعظمي) - ومن طريقه مسلم (2549) - والبيهقي (9/26) من طريق أصبغ بن الفرج؛ كلاهما (سعيد بن منصور، وأصبغ) عن ابن وهب، به.
ورواه أحمد (163-164 رقم 6525) من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وانظر الحديث [14733] ، والحديث [14265] .(14/116)
عَتّابُ بن عامرٍ
14737 - حدثنا عبدُ الملكِ بن يحيى بن بُكيرٍ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن أبي صخرٍ (1) ، عن عَتّابِ بن عامرٍ، قال: كنتُ عندَ عبدِالله بن عمرٍو في الحِجرِ بمكةَ، فسُئل عن الخمرِ؟ فقال: [ص:117] سألني رجلٌ فقلتُ: هذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاذهبْ فاسألْهُ، ثم ارجعْ فأَخبرْني، فسأله ثم رجع، فأخبرني أنه سأله فقال: «هِيَ أَكْبَرُ الكَبَائِرِ، وَأُمُّ الفَوَاحِشِ، وَمَنْ شَرِبَ الخَمْرَ تَرَكَ الصَّلاَةَ وَوَقَعَ عَلَى أُمِّهِ وَعَمَّتِهِ وَخَالَتِهِ!!» .
__________
(1) هو: حميد بن زياد الخراط المدني، ويقال: حميد بن صخر.
[14737] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/68) ، وقال: «رواه الطبراني، وعتاب لم أعرفه، وابن لهيعة حديثه حسن، وفيه ضعف» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (13182) ونسبه للمصنف. [ص:117]
ورواه ابن أبي حاتم في " تفسيره" (5197) من طريق ابن وهب، عن أبي صخر؛ أن رجلا حدثه عن عمارة بن حزم؛ أنه سمع عبد لله بن عمرو بن العاص، فذكره. ورواه المصنف في "الأوسط" (3134) ، والدارقطني (4/247) ؛ من طريق عبد الله ابن يوسف، عن ابن لهيعة، حدثنا أبو صخر، عن عبد الكريم أبي أمية، عن عطاء ابن أبي رباح، عن ابن عباس، مثله.
وتقدم عند المصنف برقم [11372 و11498] من طريق رشدين بن سعد، عن أبي صخر، عن عبد الكريم، عن عطاء، عن ابن عباس.(14/116)
عمرُو بن [حَرِيشٍ] (1)
14738 - أخبرنا بِشرُ بن موسى، قال: ثنا [العلاء] (2) بن عبد الجبارِ العطارُ. ح.
وحدثنا عبدُالله بن محمد بن عبد العزيز البغويُّ، قال: ثنا عبدُالواحدِ بن غِيَاثٍ؛ قالا: ثنا حمادُ بن سلمةَ، عن محمد بن [ص:118] إسحاقَ، عن [يزيد] (3) بن أبي حبيبٍ، عن أبي سفيانَ (4) ، عن عمرِو بن [حَريشٍ] (5) ، قال: قلتُ لعبدِالله بن عمرٍو: إنّا بأرضٍ ليس بها ذهبٌ ولا فضةٌ، أفنبيعُ البعيرَ بالبعيرين، والبقرةَ بالبقرتين، والشاةَ بالشاتين؟ قال: أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ أُجهِّزَ جيشًا فنَفِدتِ الإبلُ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، نَفِدتِ الإبلُ؟! فقال: «خُذْ [فِي] (6) قَلاَئِصِ الصَّدَقَةِ» . فجعلتُ آخذُ البعيرَ بالبعيرين إلى إبلِ الصدقةِ (7) .
__________
(1) في الأصل: «خراش» ، والتصويب من الحديث [14580] .
[14738] تقدم عند المصنف برقم [14580] عن بشر بن موسى، عن العلاء بن عبد الجبار، عن حماد بن سلمة، به، إلا أنه زاد في إسناده «مسلم بن جبير» بين يزيد ابن أبي حبيب، وأبي سفيان؛ ولم نقف على رواية حماد بن سلمة على هذا الوجه هنا، لكن رواه جمع عن حماد كما تقدم في تخريج الحديث [14580] بزيادة «مسلم بن جبير» في إسناده، ولم يمنعنا من إثباتها هنا سوى رواية البغوي التي قرنها المصنف برواية بشر بن موسى.
ورواه البيهقي (5/287) من طريق يوسف بن يعقوب القاضي، عن عبد الواحد بن غياث، به، بزيادة «مسلم بن جبير» . وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (1167) .
(2) في الأصل: «العلاف» ، والتصويب من الحديث [14580] . [ص:118]
(3) في الأصل: «يونس» ، والتصويب من الحديث [14580] .
(4) انظر الحديث [14580] .
(5) في الأصل: «خراش» ، والتصويب من الحديث [14580] .
(6) في الأصل: «لي» ، والتصويب من الحديث [14580] .
(7) انظر تفسير غريب ألفاظ هذا الحديث، في التعليق على الحديث [14580] .(14/117)
عيسى بن هلالٍ الصَّدَفيُّ
14739 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا عبدُالله بن يزيدَ، قال: ثنا عبدُالله بن عياشِ بن عباسٍ، قال: حدَّثَني أبي، قال: سمعتُ أبا عبدِالرحمن (1) وعيسى بن هلالٍ الصَّدفيَّ يُحدِّثان عن عبد الله بن [ص:119] عمرٍو، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي [رِجَالٌ] (2) يركبون نساؤهم (3) عَلَى سُرُوجٍ كَأَشْبَاهِ الرِّجَالِ (4) ، كَاسِيَاتٍ ٌ [ص:120] عَارِيَاتٍ ٌ (5) عَلَى رُؤُوسِهِنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ (6) ، فَالْعَنُوهُمْ؛ فَإِنَّهُنَّ (7) مَلْعُونَاتٌ، لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ خَدَمَتْهُمْ (8) كَمَا تَخْدُمُكُمْ نِسَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ» .
__________
(1) هو: عبد الله بن يزيد المعافري الحبلي.
[14739] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/137) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في الثلاثة، ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أن الطبراني قال: «سيكون في أمتي رجال يركب نساؤهم على سروج كأشباه الرجال» . وقد وقع في مخطوطه: «يركبون نساؤهم» ، فغيّرها المحقق إلى «يركب نساؤهم» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (9331) ، وفي "الصغير" (1125) ؛ بهذا الإسناد مختصرًا، ولفظ "الأوسط": «سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات، لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمنهن كما تخدمكم نساء الأمم قبلكم» . وانتهى اللفظ في "الصغير" إلى قوله: «ملعونات» . ثم قال: «لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الله بن عياش» . [ص:119]
ورواه أحمد (2/223 رقم 7083) ، وابن حبان (5753) من طريق أبي خيثمة زهير ابن حرب، كلاهما (أحمد، وأبو خيثمة) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، به.
ورواه الحاكم (4/436) من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عياش بن عباس، به. ولم يذكر أبا عبد الرحمن الحبلي في الإسناد.
(2) في الأصل: «نساء» ، والتصويب من "مجمع الزوائد"، وهو الموافق لما في مصادر التخريج.
(3) كذا في الأصل برسم الهمزة على الواو، وكذا في "مجمع الزوائد" قبل تصرف الطابع، والعبارة على احتمالين: الاحتمال الأول: أن يكون النص دخله التصحيف؛ وتكون العبارة: «يُرْكِبُونَ نِسَاءَ ُهمْ» ، فتكون «نساءهم» مفعولاً، والفاعل هم الرجال، وحينئذٍ ترسم الهمزة على السطر.
الاحتمال الثاني: في حالة سلامة النص من التصحيف تكون «نساؤهم» فاعلاً للفعل «يركبون» ، الذي أصله «تركب» ، فجاء على خلاف الجادة؛ من جهتين: الأولى: أن الجادة تجرد الفعل المسند إلى الاسم الظاهر- إذا كان مثنًّى أو جمعًا- من علامة التثنية أو الجمع.
وما وقع هنا ألحقت فيه علامة الجمع بالفعل مع أن الفاعل اسم ظاهر، وهي لغة لبعض العرب (طيِّئ، وأزد شَنُوءة، وبلحارث بن كَعْب) ؛ وتسمى هذه اللغة لغة «أكلوني البراغيثُ» ، ولغة «يتعاقبون فيكم ملائكةٌ» ، وانظر تفصيلاً في الكلام على هذه اللغة وطرفًا من شواهدها ومصادرها والاختلاف فيها؛ في تعليقنا على "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (410) .
الثانية: أن الجادة أن تكون علامة الجمع الملحقة- بالفعل هنا- على لغة «أكلوني البراغيثُ» - هي علامة جمع المؤنث؛ لأن الفاعل جمع مؤنث «نساؤهم» ؛ فتكون العبارة: «يركبْنَ نساؤهم» .
ويوجه ما وقع هنا: «يركبون نساؤهم» على أن المضاف- وهو «نساء» - استفاد التذكير من المضاف إليه؛ وهو الضمير «هم» فجاء الفعل بضمير المذكر؛ وقد تقدم التعليق على نحوه في الحديث [13977] .
(4) كذا في الأصل و"مجمع الزوائد"، وكذا في نسختين من "المسند"، وبعض مصادر التخريج، ولم ترد في معجمي المصنف الآخرين. وهي مصحّفة عن «الرحال» [ص:120] بالحاء المهملة، وهي جمع رحل، وعلى ذلك شرحها السندي في حاشيته على "المسند"- كما ذكر محققو "المسند" (طبعة الرسالة) - فقال: «رحال الجمال» . وقد أطال الشيخ الألباني رحمه الله في تخطئة لفظ «الرجال» بالجيم، وذكر أن صوابها «الرحال» بالحاء، واستدل بأدلة قوية، فراجعها إن شئت في تخريج الحديث (2683) من "السلسلة الصحيحة".
(5) قوله: «كاسيات عاريات» ، وصف للنساء، وقيل في معناه: إنهن كاسيات من نعم الله، عاريات من الشكر، وقيل: هو أن يكشفن بعض جسدهن ويسدلن الخُمر من ورائهن؛ فهن كاسيات كعاريات. وقيل: أراد أنهن يلبسن ثيابًا رقاقًا يصفْنَ ما تحتها من أجسامهن؛ فهن كاسيات في الظاهر، عاريات في المعنى. "النهاية" لابن الأثير (4/317) .
وترفع «كاسياتٌ عارياتٌ» على أنها خبر لمبتدأ محذوف؛ تقديره: «هن» . وتنصب بالكسرة على أنها حالٌ.
(6) قال في "النهاية" (2/409) : هن اللواتي يتعمَّمْن بالمقانع على رؤوسهن يكبِّرنها بها، وهو من شعار المغنيات.
(7) قوله: «فالعنوهم فإنهن» ، رسمه في الأصل: «فالعنوهم فإنهم» ثم صوب «فإنهم» إلى «فإنهن» ، ولعله نسي تصويب «فالعنوهم» إلى «فالعنوهن» ؛ وهو الجادة.
(8) كذا في الأصل بالمثناة، والمراد: خَدَمَتْهُم نساؤُكم. والجادة: «خدمنهم» .(14/118)
14740 - أخبرنا عمرُ بن عبد العزيز بن مِقْلاصٍ المصريُّ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا عبدُالله بن وهبٍ، عن سعيدِ بن أبي أيوبَ، عن دَرّاجٍ أبي [السَّمْحِ] (1) ، عن عيسى بن هلالٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، [ص:121] قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ بِيَوْمِ الأَضْحَى؛ عِيدٍ جَعَلَهُ (2) لِهَذِهِ الأُمَّةٍ» . فقال رجلٌ: أرأيتَ إن لم أجدْ إلا مِنْحَةَ (3) أهلي، أَفأُضحِّي بها؟ فقال: «لاَ، وَلَكِنْ قَلِّمْ أَظْفَارَكَ، وَاحْلِقْ عَانَتَكَ، وَخُذْ شَارِبَكَ (4) ، فَذَاكَ تَمَامُ أُضْحِيَّتِكَ» .
__________
(1) في الأصل: «الشمخ» .
[14740] لم نقف عليه من هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو بكر الفريابي في "أحكام العيدين" (2) ، وابن حبان (5914) ؛ من طريق يزيد بن خالد بن موهب، والنسائي (4365) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5530) ، وفي "شرح معاني [ص:121] الآثار" (4/159) ، والدارقطني في "سننه" (4/282) ؛ من طريق يونس بن عبد الأعلى، والحاكم في "المستدرك" (4/223) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم؛ جميعهم (ابن موهب، ويونس، وابن عبد الحكم) عن عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عياش بن عباس القتباني، عن عيسى بن هلال، به.
وقرن الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" والدارقطني والحاكم: «عبد الله بن عياش» و «عمرو بن الحارث» مع «سعيد بن أبي أيوب» ، وجاء عند النسائي «عن سعيد بن أبي أيوب وذكر آخرين» .
وسيأتي عند المصنف في الحديث بعد التالي من طريق إبراهيم بن المنذر، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عياش بن عباس، عن عيسى بن هلال، به.
وانظر الحديث التالي.
(2) أي: جعله الله؛ كما في مصادر التخريج. ويخرج ما وقع هنا على أن الفاعل ضمير مستتر عائد على غير مذكور في اللفظ؛ لدلالة السياق عليه. وانظر في ذلك: التعليق على الحديث [13934] .
(3) المِنْحةُ: الشاة أو الناقة يعطيها صاحبها رجلاً يشرب لبنها ثم يردها إذا انقطع اللبن. وانظر التعليق على الحديث [14547] .
(4) كذا في الأصل، لكن دون نقط الذال من «خذ» . وفي الحديث التالي: «اقْصُرْ من شَارِبِكَ» ، وفي "شرح مشكل الآثار": «وتأخذ من شاربك» ، وفي بقية المصادر: «وقص شاربك» أو «وتقص شاربك» ، فإن لم يكن قد سقط هنا حرف الجر «من» ، فإن قوله: «شاربك» يكون منصوبًا على نزع الخافض، وانظر التعليق على الحديث [14307] .(14/120)
14741 - حدثنا بِشرُ بن موسى، قال: ثنا أبو عبدِالرحمن [ص:122] المقرئُ (1) ، عن سعيدِ بن أبي أيوبَ، قال: حدَّثَني عياشُ بن/ [س: 13/ب] عباسٍ، ح.
وحدثنا بكرُ بن سهلٍ، قال: ثنا عبدُالله بن يوسفَ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، حدَّثَني عياشُ بن عباسٍ، عن عيسى بن هلالٍ الصَّدَفيِّ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنّ رجلاً أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، أقرئني، قال: «أُقْرِئُكَ مِنْ ذَوَاتِ الحَوَامِيمِ؟» قال: يا رسولَ اللهِ، ثَقُلَ لساني وغَلظ كبدي، قال: «أُقْرِئُكَ مِنْ ذَوَاتِ {الر} ؟» فقال له مثلَ قولِه، قال: «أُقْرِئُكَ مِنْ ذَوَاتِ المُسَبِّحَاتِ؟» فقال له مثلَ قولِ الأولِ (2) ، [ص:123] فقال: «عَلَيْكَ بِالسُّورَةِ الجَامِعَةِ الفَاذَّةِ» ؛ فأقرأه: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَْرْضُ زِلْزَالَهَا *} (3) . فقال الأعرابيُّ: حسبي! ثم أدبر، وناداه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فرجع، فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي أُمِرْتُ بِالأُضْحِيَّةِ؛ فَانْسُكْ نَسِيكَةً (4) يَوْمَ الأَضْحَى» . فقال: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إن لم أجدْ إلا شاةَ أهلي؟ قال: «لاَ، وَلَكِنِ اقْصُرْ شَارِبَكَ وَقَلِّمْ أَظْفَارَكَ؛ فَإِنَّهُ مِنْ تَمَامِ أُضْحِيَّتِكَ» . زاد المقرئُ في حديثِه: «وَتَحْلِقُ عَانَتَكَ» .
__________
[14741] رواه الشجري في "أماليه" (2/70) من طريق المصنف، به، ومن طريق أبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي، عن بشر بن موسى، به. [ص:122]
ورواه أحمد (2/169 رقم 6575) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص 258-259) ؛ عن المقرئ به.
ورواه أبو داود (1399 و2789) عن يحيى بن موسى البلخي وهارون بن عبد الله، والبزار (2459) عن سلمة بن شبيب، والنسائي في "الكبرى" (7973 و10484) عن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5531) عن سليمان بن شعيب، والحاكم في "المستدرك" (2/532) من طريق السري بن خزيمة؛ جميعهم (يحيى بن موسى البلخي، وهارون بن عبد الله، وسلمة بن شبيب، وعبيد الله بن فضالة، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، وسليمان، والسري بن خزيمة) عن المقرئ، به.
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (ص 262) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، به. وانظر الحديث السابق، والحديث التالي.
(1) هو: عبد الله بن يزيد القرشي العدوي.
(2) قوله: «قول الأول» كذا في الأصل، والجادة: «القول الأول» أو «قوله الأول» ، وفي أكثر مصادر التخريج: «مثل مقالته الأولى» ، وما في الأصل يخرج على أنه من باب إضافة الشيء إلى صفته أو إلى نفسه إذا اختلف اللفظان؛ كـ «مسجد الجامع» و «دار الآخرة» ، على ما أجازه الكوفيون، ويقال في التقدير هنا على مذهب البصريين: مثل قول الجواب الأول، أو نحوه. وانظر التعليق على الحديث [13683] . [ص:123]
ويمكن تخريجه أيضًا على تقدير «أل» في كلمة «قول» أو تقدير مضاف إليه بعدها، وتكون غير منوَّنة، وتكون كلمة «الأول» نعتًا لها. ونحوه ما سُمع من قولهم: «سلامُ عليكم» فيحتمل تقدير «أل» ؛ أي: السلام عليكم، أو تقدير مضافٍ إليه؛ أي: سلام الله عليكم. ويقدَّر المضاف إليه هنا بنحو ما سبق في مذهب البصريين. وانظر: "مغني اللبيب" (ص587) .
(3) أي: سورة الزلزلة.
(4) النَّسيكة: الذبيحة. وقد نَسَك يَنْسُك: إذا ذبح. وانظر: "مشارق الأنوار" (2/26) ، و"النهاية" (5/47) ، وانظر التعليق على الحديث [13883] .(14/121)
14742 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدينٍ، قال: ثنا إبراهيمُ بن المنذرِ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني عمرُو بن الحارثِ؛ أنّ عياشَ بن عباسٍ حدَّثهم، عن عيسى بن هلالٍ الصَّدَفيِّ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنّ رجلاً أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، أقرئني.... ثم ذكر مثلَه.
__________
[14742] رواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5530) ، والدارقطني في "سننه" (4/282) ؛ من طريق يونس بن عبد الأعلى، والحاكم في "المستدرك" (4/223) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم؛ كلاهما (يونس، وابن عبد الحكم) عن عبد الله بن وهب، به، وسقط من "المستدرك": «عياش بن عباس» ، والظاهر أنه سقط من الطباعة، أو النساخ؛ لأن الحافظ ابن حجر ذكره في "إتحاف المهرة" (12036) ، ولم يذكر أنه سقط من سنده شيء.
وانظر الحديثين السابقين.(14/123)
14743 - أخبرنا مُطّلِبُ بن شُعيبٍ الأزْديُّ، قال: ثنا [عبدُالله] (1) ابن صالحٍ، قال: حدَّثَني الليثُ، قال: حدَّثَني خالدُ بن يزيدَ، عن سعيدِ بن أبي هلالٍ، عن عبد الملكِ بن عبد الله، عن عيسى بن هلالٍ الصَّدَفيِّ، عن عبد الله بن عمرٍو، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ العَبْدَ لَيُكْتَبُ مُؤْمِنًا أَحْقَابًا ثُمَّ أَحْقَابًا، ثُمَّ يَمُوتُ وَاللهُ عَلَيْهِ سَاخِطٌ. وَإِنَّ العَبْدَ لَيُكْتَبُ كَافِرًا أَحْقَابًا ثُمَّ أَحْقَابًا، ثُمَّ يَمُوتُ وَاللهُ عَنْهُ رَاضٍ. مَنْ مَاتَ هَمَّازًا لَمَّازًا مُلَقِّبًا لِلنَّاسِ، كَانَ عَلاَمَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَنْ يَسِمَهُ اللهُ عَلَى الخُرْطُومِ مِنْ كِلاَ الشِّقَّيْنِ» .
__________
(1) في الأصل: «هبة الله» ، والتصويب من "المعجم الأوسط" وباقي مصادر التخريج.
[14743] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/213) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه عبد الله بن صالح؛ وثقه عبد الملك بن شعيب، وضعفه غيره» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (8801) بهذا الإسناد، ثم قال: «لا يُرْوَى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث» .
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/515-516) عن أبي صالح عبد الله بن صالح، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (136) عن الحسن بن علي، وابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (14/94-95) - عن أبيه، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (ص 105) ، من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات؛ جميعهم (الحسن بن علي، وأبو حاتم، وأبو مسعود) عن أبي صالح، به.
وجاء في إسناد ابن أبي عاصم: «عبيد بن صالح» بدل: «عبد الله بن صالح» .(14/124)
14744 - حدثنا بِشرُ بن موسى، قال: ثنا يحيى بن إسحاقَ السَّيْلَحِينيُّ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن دَرَّاجٍ أبي السَّمحِ (1) ، عن عيسى ابن هلالٍ الصَّدَفيِّ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: [ص:125] «إِنَّ أَرْوَاحَ المُؤْمِنَيْنَ تَلْتَقِي عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَمَا رَأَى [وَاحِدٌ] (2) مِنْهُمَا وَجْهَ صَاحِبِهِ» .
__________
(1) هو: دراج بن سمعان السهمي.
[14744] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/274) ، وقال: «رواه أحمد، ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، ورواه الطبراني» . [ص:125]
ورواه المزي في " تهذيب الكمال" (23/54) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (2/220 رقم 7048) عن يحيى بن إسحاق، به.
ورواه ابن وهب في "الجامع" (180) ، وأحمد (2/175 رقم 6636) عن حسن بن موسى الأشيب؛ كلاهما (ابن وهب، وحسن) عن ابن لهيعة، به.
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (261) من طريق حيوة بن شريح، عن درَّاج أبي السمح، به.
(2) في الأصل: «وجه» ، والمثبت من "تهذيب الكمال"، ويوافقه ما في مصادر التخريج. وما في الأصل إن لم يكن مصحفًا، فإنه يخرج على أنه من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل؛ كقوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} [النِّسَاء: 92] .
وانظر: "تفسير القرطبي" (10/79) ، و"البلاغة العربية" لحبنكة (ص274-276) .(14/124)
14745 - حدثنا أبو يَزيدَ القَرَاطيسيُّ (1) ، قال: ثنا نُعيمُ بن حمادٍ، قال: ثنا ابنُ المباركِ، قال: ثنا سعيدُ بن يزيدَ أبو شجاعٍ المصريُّ، عن أبي السَّمْحِ (2) ، عن عيسى بن هلالٍ الصَّدَفيِّ، عن عبد الله بن [ص:126] عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً (3) مِثْلَ هَذِهِ - وأشار إلى مثلِ الجُمَانَةِ (4) - أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَهِيَ (5) مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ، لَبَلَغَتِ الأَرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ. وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ (6) لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا فِي قَعْرِهَا (7) » .
__________
[14745] رواه ابن المبارك في "الزهد" (290/رواية نعيم بن حماد) ، وفي "المسند" (124) .
ورواه أحمد (2/197 رقم 6856) عن علي بن إسحاق، والترمذي (2588) عن سويد بن نصر، وابن أبي الدنيا في "صفة النار" (64) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" (ص 26) ؛ من طريق الحسن بن عيسى، والطبري في "تفسيره" (23/238) من طريق يعمر بن بشير المنقري، والبغوي في "تفسيره" (4/389) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال؛ جميعهم (علي بن إسحاق، وسويد، والحسن بن عيسى، ويعمر، والخلال) عن ابن المبارك، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (2/438-439) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن يزيد، به.
(1) هو: يوسف بن يزيد الأموي المصري.
(2) هو: دراج بن سمعان السهمي. [ص:126]
(3) كذا في الأصل، بمهملتين؛ قال في "مرقاة المفاتيح" (1/352-353) : بفتح الراء والصادين المهملتين؛ أي قطعة من الرصاص ... وفي نسخة: «رضاضة» براء واحدة ومعجمتين؛ وهي الحصا الصغار. اهـ.
(4) كذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: «الجمجمة» . والجُمانة: واحدة الجُمان؛ وهو ما استدار من الدر، وقيل: هو اللؤلؤ الصغار، وقيل: هو حبات من الفضة تعمل على شكل اللؤلؤ. وانظر: "تفسير غريب ما في الصحيحين" (1/497) ، و"النهاية" (1/301) ، و"تاج العروس" (ج م ن) .
والمقصود من التشبيه هنا حاصلٌ بالكلمتين كلتيهما: «الجمانة» و «الجمجمة» ؛ فالمراد أن هذه الرصاصة أو الرضاضة مستديرة. وانظر: "مرقاة المفاتيح" (1/353) .
(5) أي: المسافة بينهما، وفيه عود الضمير إلى المفهوم من السياق، وانظر التعليق على الحديث [13934] .
(6) قال في "مرقاة المفاتيح" (1/353) : «أي: السلسلة المذكورة في قوله تعالى: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ *} [الحَاقَّة: 32] » . اهـ. وعلى هذا فاللام في «السلسة» للعهد الذكري. وانظر شروح الألفية: المعرف بأداة التعريف.
(7) قوله: «قبل أن تبلغ أصلها في قعرها» كذا في الأصل، وفي بعض مصادر التخريج: « ... أصلها أو قعرها» بالشك، وفي بعضها: « ... أصلها» دون شك، وفي بعضها: «قبل أن يبلغ الأرض أصلها أو قعرها» بالشك أيضًا.
قال في "مرقاة المفاتيح" (1/353) : «قبل أن تبلغ أصلها» أي: أصل السلسلة، «أو قعرها» ؛ شك من الراوي، والمراد بقعرها: نهايتها، وهو معنى أصلها ... فالترديد (أي: الشك) إنما هو في اللفظ المسموع. اهـ.(14/125)
14746 - حدثنا هارونُ بن مَلُّولٍ، قال: ثنا المقرئُ (1) ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي أيوبَ، عن كعبِ بن علقمةَ، [عن] (2) عيسى بن هلالٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: ذكر رسولُ الله/ صلى الله عليه وسلم الصلاةَ فقال: «مَنْ [س: 14/أ]
حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورً وَبُرْهَانً (3) ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ [ص:128] نُورٌ وَلاَ بُرْهَانٌ (4) ، وَكَانَ مَعَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ» .
__________
[14746] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/292) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد ثقات» .
ورواه أحمد (2/169 رقم 6576) ، وعبد بن حميد (353) ، والدارمي (2763) ؛ عن المقرئ، به.
ورواه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (58) عن إسحاق بن إبراهيم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3181) عن صالح بن عبد الرحمن الأنصاري وبكر بن إدريس الأزدي، وابن حبان (1467) من طريق سلمة بن شبيب، والآجري في "الشريعة" (276) من طريق يحيى بن عبدك، وابن بطة في "الإبانة" (895/كتاب الإيمان) من طريق الحسن بن سلام، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2565) من طريق إبراهيم بن منقذ المصري؛ جميعهم (إسحاق بن إبراهيم، وصالح بن عبد الرحمن الأنصاري، وبكر بن إدريس الأزدي، وسلمة بن شبيب، ويحيى بن عبدك، والحسن بن سلام، وإبراهيم بن منقذ المصري) عن المقرئ، به.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3180) من طريق ابن وهب، والمصنف في "مسند الشاميين" (245) ، وفي "الأوسط" (1767) ؛ من طريق عبد الرحمن بن ثوبان، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (59) من طريق نافع بن يزيد؛ جميعهم (ابن وهب، وابن ثوبان، ونافع) عن سعيد بن أبي أيوب، به.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3180) من طريق ابن لهيعة، عن كعب ابن علقمة، به.
(1) هو: عبد الله بن يزيد القرشي العدوي.
(2) في الأصل: «و» ، أي: «عن كعب بن علقمة وعيسى بن هلال» ، والمثبت من جميع مصادر التخريج، وكعب بن علقمة لم يدرك عبد الله بن عمرو ولم يرو عنه، وإنما يروي عن عيسى بن هلال.
(3) كذا في الأصل، والجادة: «نورًا وبرهانًا» - كما في مصادر التخريج - لأنه خبر «كان» ، وما في الأصل يخرج على وجهين؛ أحدهما: أنه منصوب على أنه خبر [ص:128] «كان» ، ولكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة المتقدم التعليق عليها في الحديث [13681] .
والثاني: أنه مرفوع على أنه مبتدأ مؤخَّر، والجار والمجرور «له» في محل رفع خبر، أو متعلق بالخبر المحذوف، والتقدير: «نورٌ وبرهان مستقر له» ، وتكون الجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر «كانت» ، واسمها هو ضمير القصة المحذوف (وهو ضمير الشأن) ؛ وتقدير الكلام: كانت قصته أو حاله نورٌ وبرهان مستقر له» . وانظر في ضمير الشأن: التعليق على الحديث [14499] .
تنبيه: في جميع مصادر التخريج زيادة: «ونجاة» ؛ أي: «كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة» .
(4) كذا في الأصل: «لم يكن ... » بالياء، وفي جميع مصادر التخريج: «لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة» ، ولا إشكال فيهما من حيث اللغة. و «كان» فيما وقع هنا تامة، وما بعدها فاعلٌ، وليس لها خبر.(14/127)
أبو قَبيلٍ (1)
14747 - حدثنا بكرُ بن سهلٍ، قال: ثنا كثيرُ بنُ السَّريِّ (2) العسقلانيُّ، قال: ثنا بقيةُ بن الوليدِ، قال: حدَّثَني معاويةُ بن سعيدٍ [ص:129] التُّجِيبيُّ، عن أبي قَبيلٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ (3) الجُمُعَةِ وُقِيَ فِتْنَةَ القَبْرِ» .
__________
(1) هو: حييّ بن هانئ بن ناضر المعافري.
(2) كذا في الأصل، ولم نجد راويًا بهذا الاسم، ولعله انقلب من محمد بن أبي السري، كما في رواية المصنف في "الأوسط" عن شيخه بكر بن سهل، على الوجه الذي تقدم في التخريج.
[14747] لم نجد رواية بكر بن سهل من هذا الوجه، وقد عزاه الزيلعي في "تخريج الكشاف" (4/21) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (429) للطبراني من رواية بقية؛ حدثني معاوية بن سعيد ... ، فذكره.
ورواه المصنف في "الأوسط" (3107) عن شيخه بكر بن سهل، عن محمد بن أبي السري، عن الوليد بن مسلم، عن معاوية بن سعيد، به، ثم قال: «لم يرو هذا الحديث عن معاوية إلا الوليد» . [ص:129]
ولم نجد من رواه عن الوليد بن مسلم، عن معاوية بن سعيد سوى المصنف في "الأوسط"، والحديث معروف من رواية بقية بن الوليد عن معاوية بن سعيد كما سيأتي، فنخشى أن يكون ما وقع عند المصنف في "الأوسط" وهمًا، والله أعلم.
والحديث رواه أحمد (2/176 رقم 6646) عن سريج بن النعمان، وفي (2/220 رقم 7050) عن إبراهيم بن أبي العباس، وعبد بن حميد (323) عن يزيد بن هارون، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (156) من طريق سليمان بن آدم، والقاسم بن الحافظ ابن عساكر في "تعزية المسلم" (106) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود وداود بن رشيد، وفي (107) من طريق داود بن رشيد والحسن بن يوسف؛ جميعهم (سريج، وإبراهيم، ويزيد، وسليمان بن آدم، وأبو الربيع، وداود، والحسن) عن بقية بن الوليد، به.
وتقدم برقم [14251] من طريق عياض بن عقبة الفهري، عن ابن عمرو.
(3) كذا في الأصل، وتقدم في الحديث [14251] وفي مصادر التخريج: «أو ليلة» . وهو الجادة. وما في الأصل يخرج على أن الواو هنا بمعنى «أو» في التقسيم، وانظر التعليق على الحديث [14099] .(14/128)
14748 - حدثنا أحمدُ بن حمادِ ابنُ زُغبةَ (1) ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي مريمَ، عن ابن لَهِيعةَ، عن أبي قَبيلٍ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ [ص:130] أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم استعاذ من سبعٍ: من موتِ الفَجْأَةِ، ومن لَدْغِ الحيَّةِ، ومن أكلِ السَّبُعِ، ومن الحَرَقِ (2) ، ومن الغَرَقِ، ومن أن يخرَّ عليه شيءٌ (3) ، ومن القتلِ فِرارًا من الزحفِ.
__________
[14748] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/318) ، وقال: «رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (173) ، بهذا الإسناد.
ورواه البزار (782/كشف الأستار) عن عبد الله بن أحمد المروزي، عن سعيد بن أبي مريم، به.
ورواه أحمد (2/171 رقم 6594) ، و (4/204 رقم 17818) ؛ عن حسن بن موسى، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/521) عن أبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني؛ كلاهما (حسن، وأبو صالح) عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن مالك بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو، به، هكذا بزيادة مالك بن عبد الله في سنده.
(1) انظر التعليق على الحديث [14723] . [ص:130]
(2) الحَرَقُ: اسمٌ من إحراق النار. "الفائق" (4/112) ، و"المصباح المنير" (ح ر ق) .
(3) في "الأوسط" وأكثر مصادر التخريج: «ومن أن يخرَّ على شيءٍ أو يخرَّ عليه شيءٌ» .(14/129)
14749 - حدثنا بِشرُ بن موسى، قال: ثنا يحيى بن إسحاقَ السَّيْلَحِينيُّ، قال: ثنا يحيى بن أيوبَ (*) ، ح.
وحدثنا يحيى بن أيوبَ العلاّفُ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي مريمَ، قال: ثنا يحيى بن أيوبَ (*) ؛ عن أبي قَبيلٍ، أنه سمع عبدَالله بن عمرٍو يقولُ- وقد ذكروا فتحَ القُسطَنطينيةِ ورُوميةَ؛ أيُّهما تُفتَحُ قبلُ؟ فدعا عبدُالله بصُندوقٍ، ففُتح- فقال: كنا عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم نكتبُ ما نسمعُ منه، فقلنا: أيُّ المدينتين تُفتح قبلُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ» . يريدُ: مدينةَ القسطنطينيةِ.
__________
[14749] رواه ابن أبي شيبة (19693) ، وأحمد (2/176 رقم 6645) ؛ عن يحيى بن إسحاق، به.
ورواه الدارمي (503) عن عثمان بن محمد، والمصنف في "الأوائل" (61) عن عبد الله بن الحسين المصيصي، وأبو عمرو الداني في "الأحاديث الواردة في الفتن" (607) من طريق ابن أبي خيثمة؛ جميعهم (عثمان، والمصيصي، وابن أبي خيثمة) عن يحيى بن إسحاق، به.
ورواه نعيم بن حماد في "الفتن" (1344) ، والحاكم في "المستدرك" (4/508 و555) ؛ من طريق ابن وهب، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص256-257) عن سعيد بن عفير؛ كلاهما (ابن وهب، وسعيد) عن يحيى بن أيوب، به.
ورواه الحاكم (4/422) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن أبي قبيل، به.
(*) هو: الغافقي.(14/130)
14750 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدينٍ، قال: ثنا محمد بن سفيانَ الحضرميُّ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن أبي قَبِيلٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا مَلَكَ العَتِيقَانِ- عَتِيقُ العَرَبِ وَعَتِيقُ الرُّومِ- كَانَتْ عَلَى أَيْدِيهِمَا المَلاَحِمُ (1) » .
__________
[14750] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 318) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، ومحمد بن سفيان الراوي عنه لم أعرفه» .
ورواه نعيم بن حماد في "الفتن" (1323 و1357 و1366) عن رشدين بن سعد، ونعيم بن حماد أيضًا (1425) ، وأحمد بن عبد الله السلمي في "حديث موسى بن عامر المري الملحق بجزء المؤمل بن إيهاب" (36) - ومن طريقه الذهبي في "معجم الشيوخ" (2/136) - من طريق الوليد بن مسلم؛ كلاهما (رشدين، والوليد) عن ابن لهيعة، به.
(1) جاء بعده في "الفتن" لنعيم (1425) : «قال أبو قبيل: تكون الملاحم على يدي طبارس بن أطيطنيان بن الأفرم بن قسطنتين بن هرقل» .(14/131)
14751 - حدثنا أحمدُ بن يحيى بن خالدِ بن حيّانَ الرَّقِّيُّ، قال: ثنا عَبْدوسُ بن محمدٍ المصريُّ، قال: ثنا منصورُ بن عمارٍ، عن ابن لَهِيعةَ، عن أبي قَبيلٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: «شِعَارُ أُمَّتِي إِذَا حُمِلُوا عَلَى الصِّرَاطِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ» .
__________
[14751] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/359) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه من وثق على ضعفه، وعبدوس بن محمد لم أعرفه» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (160) ، وفي "الدعاء" (1487) ؛ بهذا الإسناد. ورواه ابن السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (1/33) من طريق المصنف، به.
ورواه العقيلي في "الضعفاء " (4/193-194) عن أحمد بن يحيى الرقي، به، ووقع في إسناده: «عن أبي ربيعة» بدل: «عن ابن لهيعة» .(14/131)
14752 - حدثنا أحمدُ بن يحيى بن خالدِ بن حيّانَ، قال: وجدتُّ في كتابِ أبي يحيى بنِ خالدٍ، قال: ثنا إبراهيمُ بن أبي حيّةَ، عن ابن لَهِيعةَ، عن أبي قَبيلٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُحِبُّ مَنْ يُحِبُّ التَّمْرَ» .
__________
[14752] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/40) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه إبراهيم بن أبي حية؛ وهو متروك» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (161) بهذا الإسناد، ثم قال: «لا يُرْوَى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن خالد بن حيان» .
ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/166) من طريق إبراهيم بن نصر النيسابوري، عن ابن أبي حية، به.
ورواه البخاري في " التاريخ الكبير " (8/44) تعليقًا، وابن عدي في "الكامل" (4/151) ؛ من طريق مجاعة بن ثابت، عن ابن لهيعة، به.(14/132)
14753 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدينٍ، قال: ثنا محمد بن سفيانَ المصْريُّ (1) ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن أبي قَبيلٍ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «سَتَكُونُ فِتْنَةٌ يُفَارِقُ الرَّجُلُ فِيهَا أَخَاهُ وَأَبَاهُ، تَطِيرُ الفِتْنَةُ فِي قُلُوبِ رِجَالٍ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، حَتَّى يُعَيَّرَ الرَّجُلُ بِهَا كَمَا تُعَيَّرُ الزَّانِيَةُ بِزِنَاهَا» .
__________
[14753] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/307) ، مع الحديث التالي، وقال: «رواهما الطبراني، وفيهما محمد بن سفيان الحضرمي؛ ولم أعرفه، وابن لهيعة لين» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (31133) ونسبه للطبراني.
ورواه نعيم بن حماد في "الفتن" (23) عن رشدين بن سعد، عن ابن لهيعة، به.
(1) تقدم في الحديث [14750] : «الحضرمي» ، وسيأتي كذلك في الحديث التالي. والنسبتان صحيحتان له، وقد جمع بينهما المصنف في "المعجم الأوسط" (5177) .(14/132)
14754 - حدثنا أحمدُ بن رِشْدينٍ، قال: ثنا محمد بن سفيانَ الحضرميُّ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن أبي قَبيلٍ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ [ص:133] أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَتَتْكُمُ القُرَيْعَاءُ» . قلنا: وما هي، يا رسولَ اللهِ؟ قال: «فِتْنَةٌ يَكُونُ فِيهَا مِثْلُ البَيْضَةِ» .
__________
[14754] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/307) ، مع الحديث السابق، وقال: [ص:133] «رواهما الطبراني، وفيهما محمد بن سفيان الحضرمي؛ ولم أعرفه، وابن لهيعة لين» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (30917) ونسبه للمصنف.(14/132)
14755 - حدثنا محمد بن هشامٍ المستملِي، قال: ثنا محمد بن كثيرٍ الفِهريُّ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن أبي قَبيلٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَّا، / عَسَى أَنْ [س: 14/ب] يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَّا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَّا، عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَّا» .
__________
[14755] نقله الزيلعي في "تخريج الأحاديث والآثار" (2/465) عن الطبراني، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/88) ، وقال: «رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه محمد بن كثير الفهري [في المطبوع: النهري] ؛ وهو ضعيف» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (5120) بهذا الإسناد، ثم قال: «لا يُرْوَى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن كثير الفهري» .(14/133)
14756 - حدثنا معاذُ بن المثنَّى، قال: ثنا سويدُ بن سعيدٍ، قال: ثنا ضِمامُ بن إسماعيلَ، عن أبي قَبيلٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: [ص:134] قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «زُرْ غِبًّا (1) تَزْدَدْ حُبًّا» .
__________
[14756] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/175) ، وقال: «رواه الطبراني، وإسناده جيد» .
ورواه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (104) عن سويد بن سعيد، به.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (4/103) عن محمد بن عبدة، وأبو الشيخ في "الأمثال" (18) عن قاسم بن زكريا المطرز، وعلي بن عمر الحربي في "الفوائد المنتقاة عن الشيوخ العوالي" (109) عن الباغندي محمد بن محمد؛ جميعهم (محمد بن عبدة، وقاسم بن زكريا، والباغندي) عن سويد بن سعيد، به.
ورواه تمام في "الفوائد" (1208/ الروض البسام) من طريق محمد بن عمرو بن عثمان الجعفي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/300) من طريق أحمد بن عيسى المصري؛ كلاهما (محمد بن عمرو، وابن عيسى) عن ضمام بن إسماعيل، به. [ص:134]
(1) تقدم تفسير الغب في التعليق على الحديث [13827] .(14/133)
عِمرانُ بن عبدٍ المَعَافِريُّ
14757 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، قال: ثنا أبو نُعيمٍ (1) ، قال: ثنا سفيانُ (2) ، عن عبد الرحمن بن زيادِ بن أَنْعُمٍ، عن عمرانَ بن عبدٍ المَعَافِريِّ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ دَيْنٍ مَأْخُوذٌ مِنْ حَسَنَاتِ صَاحِبِهِ، إِلاَّ مَنِ ادَّانَ فِي ثَلاَثٍ: رَجُلٌ ضَعُفَتْ قُوَّتُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَقَوَّى عَلَى قِتَالِ عَدُوِّهِ بِدَيْنٍ فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِ، وَرَجُلٌ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ العُزُوبَةَ فَاسْتَعَفَّ بِنِكَاحِ امْرَأَةٍ بِدَيْنٍ فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِ، وَرَجُلٌ مَاتَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَلَمْ يَجِدْ مَا يَكْفِيهِ (3) إِلاَّ بِدَيْنٍ [ص:135] فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِ؛ قُضِيَ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ» .
__________
[14757] ذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (15511) وعزاه للطبراني فقط.
ورواه الدينوري في "المجالسة" (2611) عن النضر بن عبد الله، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1342) من طريق أبي بكر بن النعمان؛ كلاهما (النضر، وأبو بكر) عن أبي نعيم، به.
ورواه ابن ماجه (2435) من طريق وكيع، عن سفيان، به.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده"- كما في "إتحاف الخيرة" (2915/1) - عن عبدة بن سليمان، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1064) عن عيسى بن يونس، وعبد بن حميد (349) ، وابن ماجه (2435) ، والبزار (1340/كشف الأستار) ؛ من طريق جعفر بن عون، وابن ماجه (2435) من طريق رشدين بن سعد وعبد الرحمن المحاربي وأبي أسامة حماد بن أسامة وجعفر بن عون، وأبو يعلى الموصلي- كما في "إتحاف الخيرة" (2915/3) - من طريق إسماعيل بن عياش، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5170) من طريق ابن وهب؛ جميعهم (عبدة، وعيسى، وابن عون، ورشدين، والمحاربي، وأبو أسامة، وإسماعيل، وابن وهب) عن عبد الرحمن بن زياد، به. وانظر الحديث التالي.
(1) هو الفضل بن دُكَيْن.
(2) هو: الثوري.
(3) كذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: «يكفنه» ، وكذا وقع في "كنز العمال" نقلاً عن الطبراني. وما في الأصل يتجه على أن المراد: ما يكفيه مؤنته من غسل وكفن ودفن وغيره.(14/134)
14758 - حدثنا بِشرُ بن موسى، ثنا [أبو] (1) عبدِالرحمن المقرئُ (2) ، قال: ثنا عبدُالرحمن بن زيادٍ، حدَّثَني عمرانُ بن عبدٍ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلاَثَةٌ مَنِ ادَّانَ فِيهِمْ (3) ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يَقْضِ قَضَاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: رَجُلٌ يَكُونُ فِي سَبِيلِ الله فَتَضْعُفُ قُوَّتُهُ فَيَتَقَوَّى بِدَيْنٍ لِعَدُوِّهِ فَيَمُوتُ وَلَمْ يَقْضِ، وَرَجُلٌ مَاتَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْكُمْ فَلَمْ يَجِدْ مَا يَكْفِيهِ (4) وَلاَ ما يُوَارِيهِ إِلاَّ بِدَيْنٍ فَيَمُوتُ وَلَمْ يَقْضِ، وَرَجُلٌ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ الفِتْنَةَ فِي العُزُوبَةِ فَاسْتَعَفَّ بِنِكَاحِ امْرَأَةٍ بِدَيْنٍ فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَقْضِي عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ» .
__________
[14758] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/133) فقال: «رواه البزار، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف، وقد وثق، وهو عند ابن ماجه مع اختلاف في بعضه» .
ورواه المزي في "تهذيب الكمال" (22/339) من طريق المصنف، به.
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/525-526) ، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
ورواه الخطيب في "المتفق والمفترق" (909) من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به. وانظر الحديث السابق.
(1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، واستدركناه من "تهذيب الكمال".
(2) هو: عبد الله بن يزيد القرشي العدوي.
(3) قوله: «ثَلاَثَةٌ مَنِ ادَّانَ فِيهِمْ» كذا في الأصل، والمراد: ثلاثة أحوال، فالجادة أن يقال: «من ادَّان فيها» ، أو: «فيهن» ؛ كما وقع اللفظان في بعض مصادر التخريج. وما في الأصل- إن لم يكن محرفًا عن «منهم» ، ويكون المراد: «ثلاثة رجالٍ من ادان منهم ... » إلخ- يخرج على أنه استعمل ضمير العاقل «هم» لغير العاقل على سبيل التشبيه وتنزيل غير العاقل منزلة العاقل. وانظر التعليق على الحديث [14590] .
(4) كذا في الأصل، وانظر التعليق على الحديث السابق.(14/135)
14759 - حدثنا بِشرُ بن موسى، قال: ثنا أبو عبدِالرحمن المقرئُ، قال: ثنا عبدُالرحمن بن زيادٍ، حدَّثَني عمرانُ بن عبدٍ المَعَافِريُّ، عن عبد الله بن عمرٍو؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلاَثَةٌ لاَ تُقْبَلُ لَهُمْ صَلاَةٌ: مَنْ تَقَدَّمَ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَرَجُلٌ أَتَى الصَّلاَةَ دِبَارًا- والدِّبارُ: أن يأتيَ بعد الوقتِ- وَرَجُلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّرَهُ (1) » (2) .
__________
[14759] رواه المزي في "تهذيب الكمال" (22/338) من طريق المصنف، به.
ورواه الفسوي في " المعرفة والتاريخ " (2/525-526) عن أبي عبد الرحمن بن زياد المقرئ، به.
ورواه أبو داود (593) من طريق عبد الله بن عمر بن غانم، وابن ماجه (970) من طريق عبدة بن سليمان وجعفر بن عون، والبيهقي (3/128) من طريق جعفر بن عون، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/81-82) من طريق إسماعيل بن عياش؛ جميعهم (ابن غانم، وعبدة، وابن عون، وإسماعيل) عن عبد الرحمن الإفريقي، به.
(1) قال الخطابي: «اعتباد المحرَّر يكون من وجهين، أحدهما: أن يُعتقَه ثم يكتمَ عِتقه أو ينكرَه، وهو شرُّ الأمرين، والوجه الآخر: أن يستخدمَه كُرْهًا بعد العِتق» . اهـ. وقال الطيبي: «وذلك بأن يأخذ حرًّا فيدَّعيه عبدًا ويتملكه ... » ، ثم ذكر مِثل ما نُقل عن الخطابي.
وتروى هذه اللفظة بالتاء: «محرَّرة» ؛ ومعناه: اتخذ نفسًا مُعتَقةً عبدًا أو جاريةً. ويكون تأنيث «محررة» بالحمل على النسمةِ أو النفس. وقيل: خصَّ المحرَّرة - أي المؤنثة - لضعفها وعجزها، بخلاف المحرَّر؛ لقوّته بدفعه.
انظر: "معالم السنن" (1/308) ، و"مرقاة المفاتيح" (3/180) ، و"عون المعبود" (2/213) .
(2) في هذا الموضع في حاشية الأصل: «بلغت قراءة على شيخ الإسلام حافظ مصر والشام......» ، ثم سطران لم يتضح منهما شيء!(14/136)
أحاديثُ عبدِ الله بن جعفرِ بن أبي طالبٍ
يُكنى «أبا جعفرٍ» ، وأُمُّه: أسماءُ بنت عُميسِ بن النُّعمانِ بن كعبِ ابن مالكِ بن [قُحافةَ] (1) بن خَثْعمٍ. ووُلد عبدُالله بأرضِ الحبشةِ (2) .
ذِكرُ سِنِّ عبدِالله بن جعفرٍ، ووفاتِه
14760 - حدثنا عُبيدُ بن غَنّامِ بن حفصِ بن غِياثٍ، قال: ثنا محمد بن عبدِالله بن نُميرٍ، قال: وفيها مات عبدُالله بن جعفرِ بن أبي طالبٍ بالمدينةِ، ويكنى «أبا جعفرٍ» ؛ يعني: سنةَ ثمانين.
__________
(1) في الأصل: «محافة» . وانظر: "الاستيعاب" (ص 872) .
(2) ذَكر ولادته بأرض الحبشة الحاكم (3/566) ، وابن عساكر (27/251) .
[14760] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/286) ، ولم يعزه لأحد.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/1605 رقم 4040) من طريق محمد بن عبدوس، عن محمد بن عبد الله بن نمير، به، إلا أنه وقع عنده: «سنة ست وثمانين» . ومن طريق أبي نعيم رواه ابن عساكر (27/296) .(14/137)
14761 - حدثنا أحمدُ بن عبدِالله بن عبد الرحيمِ (1) البرقيُّ، قال: ثنا عبدُالملكِ بن هشامٍ، قال: ثنا زيادُ بن عبد الله، عن محمد بن إسحاقَ، قال: كان عبدُالله بن جعفرٍ يَخضِبُ بالحِنّاءِ.
__________
[14761] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/164) ، وقال: «رواه الطبراني، وابن إسحاق لم يدرك ابن جعفر، وبقية رجاله ثقات» .
(1) كذا يسميه الطبراني: «أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم» ، وكان يغلط فيه، والصواب أن الطبراني سمع من أخيه عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم، وهو أصغر من أخيه أحمد، ولهما أخ ثالث اسمه محمد، وقد نبَّه على ذلك غير واحد؛ منهم الحافظ الذهبي، فقال في "ميزان الاعتدال" (2/195) في ترجمة الطبراني: «وحدث بالمغازي عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي، وإنما أراد عبد الرحيم أخاه، فتوهم أن شيخه عبد الرحيم اسمه أحمد، واستمر على هذا يروي عنه ويسميه أحمد، وقد مات أحمد قبل دخول الطبراني إلى مصر بعشر سنين أو أكثر» .(14/137)
ما انتهى إلينا من مسندِ عبدِالله بن جعفرٍ
14762 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: ثنا أحمدُ بن محمد بن أيوبَ صاحبُ المغازي، قال: ثنا إبراهيمُ بن سعدٍ، عن محمد بن إسحاقَ، عن هِشامِ بن عُروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفرٍ؛ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ/ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ [س15/أ] مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ» .
__________
[14762] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5306/قلعجي) ، و (3/655/ابن دهيش) ، عن المصنف. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/223) ، وقال: «رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق؛ وقد صرح بالسماع» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/رقم 178) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (1/205 رقم 1758) ، وفي "فضائل الصحابة" (1585) ؛ عن يعقوب ابن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن سعد، به.
ورواه عبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (1591) ، وأبو يعلى (6795) ، وابن حبان (7005) ؛ من طريق جرير بن حازم، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2996) ، وأبو يعلى (6797) ؛ من طريق بكر بن سليمان، والبغوي في "معجم الصحابة" (1495) من طريق سلمة بن الفضل، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص 371) من طريق هارون بن أبي عيسى الشامي كاتب محمد بن إسحاق؛ جميعهم (جرير، وبكر، وسلمة، وهارون) عن ابن إسحاق، به.
وسيأتي (23/ رقم 13) من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن إسحاق، به.(14/138)
14763 - حدثنا الحسنُ بن جريرٍ الصوريُّ، قال: ثنا سليمانُ بن عبدِالرحمن الدمشقيُّ (1) ، قال: ثنا إسماعيلُ بن عياشٍ، عن هِشامِ بن [ص:139] عُروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفرٍ وعبدِالله بن الزُّبيرِ؛ أنهما أتيا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهما ابنا سبعِ سنينَ، فلما رآهما تَبسَّم، ومدّ يدَه فبايعهما.
__________
(1) هو المعروف بابن بنت شرحبيل.
[14763] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5307/قلعجي) ، و (3/665/ابن دهيش) عن المصنف. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/285) ، وقال: «رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه إسماعيل بن عياش؛ وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح» . [ص:139]
ورواه المصنف في "الأوسط" (3402) بهذا الإسناد، وقال: «لم يروه عن هشام ابن عروة إلا إسماعيل بن عياش، ولا رواه عن إسماعيل إلا ابن بنت شرحبيل، ولا يروى عن عبد الله بن الزُّبير وابن جعفر إلا من هذا الوجه، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد» .
ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/247-248) و (16/350) من طريق محمد ابن الهيثم، عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، به.
ورواه البغوي في "معجم الصحابة" (1478) ، والحاكم في "المستدرك" (3/566-567) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/257) ؛ من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن إسماعيل بن عياش، به.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1448/ترجمة جعفر بن الزبير بن العوام) من طريق الحسن بن عرفة، عن إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عُروة، عن أبيه؛ أن عبد الله بن الزبير وجعفر بن الزبير بايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره هكذا مرسلاً، ثم قال أبو نعيم: «رواه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن إسماعيل بن عياش، فقال: عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر» .(14/138)
14764 - حدثنا أبو صالحٍ القاسمُ بن الليثِ الراسبيُّ، قال: ثنا محمد بن أبي صفوانَ الثقفيُّ، قال: ثنا وهبُ بن جريرٍ، قال: ثنا أبي، عن محمد بن إسحاقَ، عن هِشامِ بن عُروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: لما تُوفِّي أبو طالبٍ؛ خرج النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الطائفِ ماشيًا على قدميه، فدعاهم إلى الإسلامِ فلم يُجيبوه، [ص:140] فانصرف، فأتى ظلَّ شجرةٍ، فصلَّى ركعتين، ثم قال: «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟! إِلَى عَدُوٍّ [يَتَجَهَّمُنِي] (1) ! أَمْ إِلَى قَرِيبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي! إِنْ لَمْ تَكُنْ غَضْبَانًا (2) عَلَيَّ فَلاَ أُبَالِي، إِنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ [ص:141] الظُّلُمَاتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَكَ، أَوْ تُحِلَّ عَلَيَّ سَخَطَكَ، لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، ولاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ» .
__________
[14764] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5308/قلعجي) ، و (3/665-666/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/35) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه ابن إسحاق؛ وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه المصنف في "الدعاء" (1036) بهذا الإسناد. [ص:140]
ورواه يحيى بن عبد الوهاب بن منده في "جزء فيه ذكر أبي القاسم الطبراني" (ص 346) ، والأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (462) ، والضياء في "الأحاديث المختارة" (9/180-181) ؛ جميعهم من طريق المصنف، به.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/111) ، وابن منده في "التوحيد" (392) عن أحمد ابن الحسن بن عتبة؛ كلاهما (ابن عدي، وأحمد) عن أبي صالح القاسم بن الليث، به.
ورواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1901) من طريق علي بن المديني، عن وهب بن جرير، به.
(1) في الأصل: «فتجهمني» دون نقط الفاء. والمثبت من "جامع المسانيد"، و"مجمع الزوائد"، ومن مصادر التخريج.
(2) كذا في الأصل، وكذا في "جامع المسانيد"، وفي بعض مصادر التخريج. وفي بعضها «غضبان» دون الألف، وهو الجادة؛ لأن المؤنث منه: «غَضْبى» ، والوصف على وزن «فَعْلان» بزيادة الألف والنون يمنع من الصرف فلا ينون إذا كان مؤنثه على وزن «فَعْلى» ، أما إذا كان مؤنثه «فعلانة» فإنه يصرف، هذا هو الجادة، إلا أن لغة بني أسد في «غضبان» ونحوه أن يقولوا في المؤنثة: «غضبانة» . وعلى هذا فإن ما في الأصل يخرج على أنه مصروف على لغة بني أسد في مؤنثه، والله أعلم. انظر: "أدب الكاتب" (ص621) ، و"شرح ابن عقيل" (2/295-296) ، و"تاج العروس" (غ ض ب) .
ووجه آخر لصرفه هنا؛ وهو أن يكون جاريًا على لغة لبعض العرب؛ يصرفون ما لا ينصرف مطلقًا في الاختيار وسعة الكلام. انظر شواهدها في: "سر صناعة الإعراب" (2/677) ، و"مشكل إعراب القرآن" لمكي بن طالب (2/783-784) ، و"مغني اللبيب" (ص 195) ، و"همع الهوامع" (1/131-133) .(14/139)
14765 - حدثنا أحمدُ بن عمرٍو البَزّارُ، قال: حدثنا إبراهيمُ بن مالكٍ، قال: ثنا عمرُو بن عبد الغفّارِ، عن هِشامِ بن عُروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يأكلُ البِطِّيخَ بالرُّطَبِ (1) .
__________
[14765] رواه البزار (2240) ، إلا أنه قال: «القثاء» بدل «البطيخ» .
ورواه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه" (673) عن البزار، به، وفيه «القثاء» .
ورواه ابن أبي شيبة (24925) عن وكيع، عن هشام، عن أبيه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطيخ بالرطب، ولم يذكر في إسناده: «عبد الله بن جعفر» .
وسيأتي برقم [14778] من طريق سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن جعفر، وفيه أيضًا: «القثاء» .
(1) ورد تعليل أكلهما معًا عند أبي داود (3836) من حديث عائشة؛ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكلُ البِطِّيخَ بالرُّطَبِ، فيقول: «نَكْسِرُ حَرَّ هذا بِبَرْدِ هذا، وَبَرْدَ هذا بِحَرِّ هذا» . وبوب البخاري على إحدى رواياته للحديث الآتي هنا بالرقم [14778] ، فقال: «باب جمع اللونين أو الطعامين بمرَّةٍ» .(14/141)
ما أسند أبو جعفرٍ محمد بن عليِّ بن حسينٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14766 - حدثنا المقدامُ بن داودَ المصريُّ، قال: ثنا أسدُ بن موسى، قال: ثنا شَيبانُ (1) ، عن جابرٍ (2) ، عن محمد بن عليٍّ، عن عبد الله بن جعفرٍ؛ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم احتَجم بعد ما سُمَّ.
__________
[14766] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/92) ، وقال: «رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات، ورواه أبو يعلى» .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (1030) عن شيبان، به.
ورواه أبو يعلى (6796) من طريق الحارث بن النعمان، والطبري في "تهذيب الآثار" (831/مسند ابن عباس) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/80) ، والمصنف في "الأوسط" (9306) ؛ من طريق آدم بن أبي إياس، والطبري في "تهذيب الآثار" (832/مسند ابن عباس) من طريق معاوية بن هشام؛ جميعهم (الحارث، وآدم، ومعاوية) عن شيبان، به.
(1) هو: ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي.
(2) هو: ابن يزيد الجعفي الكوفي.(14/142)
14767 - حدثنا أحمدُ بن خُليدٍ الحلبيُّ، قال: ثنا عبدُالله بن الزُّبيرِ الحميديُّ، قال: ثنا محمد بن إسماعيلَ بن أبي فُديكٍ، قال: حدَّثَني سعيدُ بن سفيانَ الأسلميُّ، عن جعفرِ بن محمدٍ، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفرٍ؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللهَ جَلَّ وعَزَّ مَعَ المَدِينِ حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ، مَا لَمْ يَكُنْ دَيْنُهُ فِيمَا يَكْرَهُ اللهُ» .
__________
[14767] رواه المصنف في "الأوسط" (457) بهذا الإسناد، ثم قال: «لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن جعفر إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي فديك» .
ورواه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/192) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (10/475) ؛ من طريق المصنف، به. [ص:143]
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/475-476) تعليقًا عن الحميدي، به. ورواه أبو نعيم في "الحلية" (3/204) من طريق بشر بن موسى، والضياءُ في "المختارة" (9/191) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (10/475) ؛ من طريق إسماعيل بن عبد الله سمويه؛ كلاهما (بشر، وإسماعيل) عن الحميدي، به.
ورواه الدارمي (2637) ، وابن ماجه (2409) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/204) ، وفي "معرفة الصحابة" (4043) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/206) ؛ من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، والبزار (2243) من طريق محمد ابن الحسن بن أبي علي الكرماني، وابن السماك في "جزء حنبل- التاسع من فوائده" (56) ، والحاكم في "المستدرك" (2/23) ؛ من طريق ضرار بن صرد أبي نعيم، والحاكم (2/23) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، والبيهقي (5/355) من طريق أحمد بن المنذر أبي بكر القزاز؛ جميعهم (إبراهيم، ومحمد بن الحسن، وضرار بن صرد، ويعقوب، وأحمد) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، به.(14/142)
14768 - حدثنا أحمدُ بن عمرٍو الخَلاَّلُ المكّيُّ، قال: ثنا يعقوبُ بن حُميدِ بن كاسبٍ، قال: ثنا عليُّ بن [أبي] (1) عليٍّ الهاشميُّ، عن جعفرِ بن محمدٍ، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفرٍ؛ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أردفه فقال: «يَا فَتَى، أَلاَ أَهَبُ لَكَ؟! أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعْكَ اللهُ بِهِنَّ؟! احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، وَإِذَا سَأَلْتَ فَسَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنْ قَدْ جَفَّ القَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، وَاعْلَمْ أَنَّ الخَلاَئِقَ لَوْ أَرَادُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرَ يُسْرًا» .
__________
[14768] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5321/قلعجي) و (3/669/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/189-190) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه علي بن أبي علي القرشي؛ وهو ضعيف» .
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4044) عن المصنف بهذا الإسناد.
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (324) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، به.
(1) ما بين معقوفين سقط من الأصل، ومن "معرفة الصحابة"، وأثبتناه من [ص:144] "جامع المسانيد"، ومن "السنة" لابن أبي عاصم، و"مجمع الزوائد".(14/143)
ما أسندَ إسماعيلُ بن عبدِالله بن جعفرٍ، عن أبيه
14769 - حدثنا محمد بن [الحسين] (1) الأنماطيُّ البغداديُّ، قال: ثنا مصعبُ بن عبدِالله بن مصعبٍ الزُّبيريُّ، قال: / حدَّثَني أبي، [س: 15/ب] عن إسماعيلَ بن عبدِالله بن جعفرٍ، عن أبيه، قال: رأيتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ثوبين مصبوغين بزعفرانٍ؛ [رِداءً وعِمامةً] (2) .
__________
[14769] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5289/قلعجي) و (3/658/ابن دهيش) عن المصنف، به.
ورواه الضياء في "الأحاديث المختارة" (9/148) من طريق المصنف.
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/452) ، وأبو يعلى (6789) ، وأبو القاسم البغوي في "حديث مصعب" (91) ، وفي "معجم الصحابة" (1494) ؛ عن مصعب بن عبد الله الزبيري، به.
ورواه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه" (283) عن بهلول بن إسحاق، والحاكم في "المستدرك" (3/567-568) من طريق أبي بكر بن أبي خيثمة، و (4/189) من طريق موسى بن هارون، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4045) من طريق إدريس بن عبد الكريم؛ جميعهم (بهلول، وابن أبي خيثمة، وموسى بن هارون، وإدريس) عن مصعب بن عبد الله الزبيري، به.
ورواه البزار (2253) عن أحمد بن منصور بن سيار، والمصنف في "الصغير" (652) عن عبد الله بن جعفر بن مصعب؛ كلاهما عن مصعب بن عبد الله، به، بلفظ: رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبين أصفرين.
(1) في الأصل: «الحسن» . والتصويب من "جامع المسانيد" و"المختارة".
(2) في الأصل: «أو عمامة» بدل: «رداء وعمامة» ، والتصويب من مصادر التخريج.(14/144)
ما أسند معاويةُ بن عبدِالله بن جعفرٍ، عن أبيه
14770 - حدثنا مُطّلِبُ بن شُعيبٍ الأزْديُّ المصريُّ، قال: ثنا أبو صالحٍ عبدُالله بن صالحٍ، قال: حدَّثَني الليثُ، عن يزيدَ بن عبدِالله بن الهادِ، عن معاويةَ بن عبدِالله بن جعفرٍ، عن أبيه، قال: مرّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قومٍ يرمون كَبْشًا بالنَّبْلِ، فقال: «لاَ تُمَثِّلُوا بِالبَهَائِمِ» .
__________
[14770] رواه النسائي (4440) ، وأبو يعلى (6790) ، والبغوي في "حديث مصعب" (92) ، وفي "معجم الصحابة" (1496) ، والضياء في "المختارة" (9/198) ؛ من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، والبزار (2254) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي؛ كلاهما عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، به.(14/145)
14771 - حدثنا محمد بن عليٍّ الصّائغُ المكّيُّ، قال: ثنا عبدُالعزيز بن يحيى المدنيُّ، قال: ثنا سليمانُ بن بلالٍ، عن عمرِو بن أبي عمرٍو، عن معاويةَ بن عبدِالله بن جعفرٍ، عن أبيه، قال: وقف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على حمزةَ يومَ أُحُدٍ وهو يَدفنُه، فلُفَّ في نُمْرةٍ (1) فبدت قدماه حين خَمَّروا رأسَهُ، فأمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم [بالحَرْمَلِ] (2) فجُعل على [ص:146] قَدميه، وقال: «لَوْلاَ أَنْ تَحْزَنَ نِسَاؤُنَا لِذَلِكَ لَتَرَكْنَاهُ بِالعَرَاءِ لِعَافِيَةِ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ (3) » .
__________
[14771] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5323/قلعجي) و (3/670/ابن دهيش) ، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/119-120) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني؛ وهو متروك» .
ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/610) من طريق أحمد بن عيسى بن ماهان، عن عبد العزيز بن يحيى، به.
(1) النُّمرة: ثياب صوف مخططة. والجمع: نِمار. انظر: "مشارق الأنوار" (1/167) ، و (2/13) ، و"غريب الحديث" للخطابي (2/296) .
(2) في الأصل: «بالرمل» . والتصويب من "طبقات المحدثين" و"مجمع الزوائد". والحَرْمَل: نبات طبي من نبات البادية، ورقه طويل، وله حب أسود. انظر: "المصباح" و"مختار الصحاح" (ح ر م ل) ، و"لسان العرب" و"تاج العروس" (ح ر م ل) و (ش ب ر م) . [ص:146]
(3) العافية والعافي: كلُّ طالب رزق من إنسانٍ أو بهيمة أو طائر، وتجمع على «العوافي» ، وقد تقع العافية على الجماعة. "مشارق الأنوار" (2/98) ، و"النهاية" (3/266) .(14/145)
14772 - حدثنا أحمدُ بن [زُهَيْرٍ التُّسْتَريُّ] (1) ، وأبو حامدٍ الأصبهانيُّ (2) ؛ قالا: ثنا أبو زرعةَ عبيدُالله بن عبد الكريمِ، قال: ثنا محمد بن إسماعيلَ بن جعفرِ بن إبراهيمَ بن محمد بن عليِّ بن عبدِالله ابن جعفرِ بن أبي طالبٍ، ثنا عمي موسى بن جعفرٍ، عن صالحِ بن معاويةَ، عن أخيه عبدِالله بن معاويةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَلِيٌّ أَصْلِي، وَجَعْفَرٌ فَرْعِي» ، أَوْ: «جَعْفَرٌ أَصْلِي، وَعَلِيٌّ فَرْعِي» .
__________
[14772] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/273) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم» .
ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/43) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/210) - والضياءُ المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/199-200) ؛ من طريق المصنف، وسقط من إسناد "المختارة": «عن أخيه عبد الله بن معاوية» .
ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (1/433-434) ، وأبو نعيم في في "أخبار أصبهان" (2/43) ؛ من طريق محمد بن الحسن الداركي، عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، به.
ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/43) عن المصنف، عن أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، عن أبيه محمد بن إسماعيل، به.
(1) في الأصل: «وهب القرشي» غير منقوطة القاف، والتصويب من مصادر التخريج.
(2) هو: محمود بن علي بن مالك الشيباني المديني البزاز.(14/146)
عليُّ بن عبد الله بن جعفرٍ، عن أبيه
14773 - حدثنا زكريا بن يحيى الساجيُّ، قال: ثنا عبد الله بن هارونَ بن موسى الأوديُّ، قال: حدثنا قدامةُ بن محمدٍ الأشجعيُّ، عن مخرمةَ بن بُكيرٍ، عن أبيه، عن عليّ بن عبد الله بن جعفرٍ، عن أبيه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هَنِيئًا لَكَ يَا عَبْدَ اللهِ! أَبُوكَ يَطِيرُ مَعَ المَلاَئِكَةِ فِي السَّمَاءِ» .
__________
[14773] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5312/قلعجي) و (3/667/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/273) ، وقال: «رواه الطبراني، وإسناده حسن» ، وذكره ابن حجر في "فتح الباري" (7/76) .(14/147)
إسحاقُ بن عبد الله بن جعفرٍ، عن أبيه
14774 - حدثنا عبد الله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: حدثني أبي، قال: ثنا أبو عامرٍ [العَقَديُّ] (1) ، عن كثيرِ بن زيدٍ، عن إسحاقَ بن عبد الله بن جعفرٍ، عن أبيه، في هؤلاءِ الكلماتِ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الحَلِيمُ العَظِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ الكَرِيمِ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ» ؛ قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لَقِّنُوهَا مَوْتَاكُمْ» . قالوا: يا رسولَ الله، فكيف هي للأحياءِ؟ قال: «أَجْوَدُ وَأَجْوَدُ» .
__________
[14774] رواه الضياءُ المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/149) من طريق المصنف.
ورواه ابن ماجه (1446) ، والبزار (2248) ؛ عن محمد بن بشار، عن أبي عامر العقدي، به.
(1) في الأصل: «القعنبي» بدل: «العقدي» ، والتصويب من "الأحاديث المختارة". وهو: عبد الملك بن عمرو القيسي البصري.(14/147)
محمد بن عبد الله بن جعفرٍ، عن أبيه
14775 - حدثنا إبراهيمُ بن نائلةَ الأصبهانيُّ، قال: ثنا سليمانُ بن داودَ الشّاذَكُونيُّ، قال: ثنا إسماعيلُ بن عبيد الله، قال: ثنا عبد الله بن مَوْهَبٍ (1) ؛ أنّ إبراهيمَ بن محمد بن عبد الله بن جعفرٍ (2) أخبره، عن أبيه، قال: كنتُ مع عبد الله بن جعفرٍ، إذ جاء رجلٌ فقال: مُرْني بدعواتٍ ينفعُني اللهُ بهن، فقال: نعم، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سأله رجلٌ عما سألتَني عنه فقال: «سَلِ اللهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» .
__________
[14775] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5317/قلعجي) و (3/668/ابن دهيش) عن المصنف، من طريق عبد الله بن موهب، به. وذكره الهيثمي في"مجمع الزوائد" (10/175) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه سليمان بن داود الشاذكوني؛ وهو ضعيف» .
ولم نقف عليه من هذا الوجه، ولكن رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/181-182) معلقًا عن العنبري، عن إسماعيل بن عبيد الله الثقفي، عن عبيد الله بن عبد الله ابن موهب، عن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، سمع عبد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنحوه.
(1) كذا في الأصل، وفي "التاريخ الكبير": «عبيد الله بن عبد الله بن موهب» .
(2) كذا في الأصل، وفي "التاريخ الكبير": «إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر» .(14/148)
الحسن بن سعدٍ مولى الحسنِ بن عليٍّ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14776 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، قال: ثنا عارمٌ أبو النعمانِ (1) ، ح. /
[س: 16/أ][ص:149]
وحدثنا محمد بن محمد التَّمّارُ البصريُّ، قال: ثنا موسى بن إسماعيلَ، ح.
وحدثنا معاذ بن المثنَّى، قال: ثنا عبد الله بن محمدِ بن أسماءَ؛ قال (2) : ثنا مهديُّ بن ميمونٍ، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن [ص:150][أبي] (3) يعقوبَ، عن الحسن بن سعدٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: أردفني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ، فأسرَّ إليّ حديثًا لا أُحدِّثُ به أحدًا من الناسِ، قال: وكان أحبَّ ما استتر به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هدفٌ أو حائشُ (4) نخلٍ، فدخل حائطَ رجلٍ من الأنصارِ، فإذا جملٌ، فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حنَّ وذَرَفَتْ عيناه، فأتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فمسح سَرَاتَهُ وذِفْرَاهُ (5) ؛ فسَكَن، ثم قال: «لِمَنْ هَذَا الجَمَلُ؟» فجاء فتًى من الأنصارِ، فقال: هو لي يا رسولَ الله، فقال له: «أَفَلاَ تَتَّقِي اللهَ في هَذِهِ البَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا؟! فَإِنَّهُ شَكَاكَ إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ (6) » .
__________
(1) هو: محمد بن الفضل السدوسي.
[14776] رواه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/157، 158) من طريق المصنف، به، إلا أنه لم يورد رواية محمد بن محمد التمار.
ورواه مسلم (342) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (437) ، وأبو يعلى (6787) ؛ عن عبد الله بن محمد بن أسماء، به، إلا أن مسلمًا لم يذكر قصة الجمل.
ورواه أبو نعيم في "المستخرج" (770) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/94) ، [ص:149] (8/13) ، وفي "دلائل النبوة" (6/26) ؛ من طريق يوسف بن يعقوب، وقوام السنة الأصبهاني في "دلائل النبوة" (186) من طريق أحمد بن عمرو؛ كلاهما عن عبد الله ابن محمد بن أسماء، به. ورواه أبو داود (2549) عن موسى بن إسماعيل، به.
ورواه ابن ماجه (340) عن محمد بن يحيى، وأبو عوانة في "مسنده" (497) عن أبي داود سليمان بن سيف الحراني؛ كلاهما عن عارم أبي النعمان، به.
ورواه ابن أبي شيبة (32290) عن أسود بن عامر، وأحمد (1/204 رقم 1745) ، وابن خزيمة (53) ، والبيهقي في "دلائل النبوة " (6/27) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/9) ، والضياء في "المختارة" (9/160) ؛ من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (1/204 رقم 1745) عن بهز بن أسد وعفان بن مسلم، ومسلم (2429) ، وأبو يعلى (6788) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1492) ؛ من طريق شيبان بن فروخ، والبزار (2258) عن فطر بن حماد بن واقد، وأبو عوانة في "مسنده" (497) من طريق حبان بن هلال، وابن المنذر في "الأوسط" (254) من طريق العلاء بن عبد الجبار، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3383 و5842) ؛ من طريق أسد بن موسى، والحاكم (2/99-100) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/26) ؛ من طريق عبيد الله بن موسى؛ جميعهم (أسود، ويزيد، وبهز، وعفان، وشيبان، وفطر، وحبان، والعلاء، وأسد، وعبيد الله) عن مهدي بن ميمون، به، ورواية بعضهم مختصرة، ولم يذكر مسلم قصة الجمل أيضًا.
ورواه أحمد (1/205 رقم 1754) ، وابن حبان (1412) ؛ من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، به.
(2) كذا في الأصل، والجادة: «قالوا» ، أي: عارم، وموسى بن إسماعيل، وعبد الله بن محمد بن أسماء. وما في الأصل يخرج على أنه: إما أراد: قال كل واحد منهم، أو: أراد: قال عبد الله بن محمد بن أسماء، واكتفى بذكر فعل القول الخاص به عن صاحبه. وانظر التعليق على الحديث [13865] ، ويحتمل أن يكون أراد: «قالوا» ، فحذف الواو وبقيت الضمة دليلاً عليها: «قالُ» ، وحذفت الألف تبعًا لحذف الواو.
وانظر في هذه الأوجه: التعليق على الحديث [13709] . [ص:150]
(3) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، والتصويب من "الأحاديث المختارة".
(4) الحائش: جماعة النخل، ولا واحد له، وأصله: المجتمع من الشجر نخلاً كان أو غيره. انظر: "تاج العروس" (ح وش) .
(5) السراة: أعلى كلِّ شيءٍ؛ ومنه: سَراةُ النهارِ: أعلاهُ، وكذا سَراة ُ الجَبَلِ. والذِّفْرَى من القَفَا: هو المَوضع الذي يَعْرَق من البَعِير خَلفَ الأُذن، وهما ذِفْرَيانِ من كلّ شيْءٍ، والجمع: ذِفْرَيَاتٌ وذَفَارَى. انظر: "تاج العروس" (س ر و، ذ ف ر) .
(6) أَدْأَب الرجلُ الدابَّةَ يُدْئِبُها إدْآ بًا: إذا أتعبها. "تاج العروس" (د أب) .(14/148)
14777 - حدثنا العباس بن الفضلِ الأسفاطيُّ، قال: ثنا موسى ابن إسماعيلَ المِنقَريُّ، قال: ثنا [جريرُ] (1) بن حازمٍ، ح. [ص:151]
وحدثنا عبد الله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: حدثني أبي، قال: ثنا وهب بن جريرٍ؛ عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوبَ، عن الحسن بن سعدٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: بعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جيشًا، واستعمل عليهم زيدَ بن حارثة: «فإن قُتل (2) أو استُشهد فأميرُكم جعفرُ بن أبي طالبٍ، فإن قُتل أو استُشهد فأميرُكم عبدُاللهِ بنُ رواحةَ» ، [ص:152] فانطلقوا فلَقُوا العدوَّ، فأخذ الرايةَ زيدُ بن حارثةَ، فقاتل حتى قُتل، ثم أخذ الرايةَ جعفرٌ، فقاتل حتى قُتل، ثم أخذ الرايةَ عبدُالله بن رواحةَ، فقاتل حتى قُتل أو استُشهد، ثم أخذ الرايةَ سيفٌ من سيوفِ الله خالدُ بن الوليد، ففتح الله عليه، فأتى خبرُهم إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فخرج، فرَقِيَ المنبرَ، فحَمِد اللهَ وأثنى عليه، ثم قال: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقُوا العَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ- أَوِ اسْتُشْهِدَ- ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ- أَوِ اسْتُشْهِدَ- ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُاللهِ ابْنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ- أَوِ اسْتُشْهِدَ- ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ» . ثم أَمهل آلَ جعفرٍ ثلاثًا أن يأتيَهم، ثم أتاهم فقال: «لاَ تَبْكُوا عَلَيْهِ بَعْدَ اليَوْمِ» ، ثم قال: «ادْعُوا لِي بَنِي أَخِي» ، فجيء بنا كأنَّا أَفْرُخٌ، فقال: «ادْعُوا لِيَ الحَلاَّقَ» ، فأمره فحلق رؤوسَنا، ثم قال: «أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبِيهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَوْنٌ (3) فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي» ، ثم أخذ بيدي فشالها (4) فقال: «اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ» ، قالها ثلاثَ مراتٍ. قال: فجاءتْ أُمُّنا فذكرتْ يُتْمَنا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «العَيْلَةَ تَخَافِينَ عَلَيْهِمْ وَأَنَا وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؟!» .
__________
(1) في الأصل: «عرير» .
[14777] تقدم هذا الحديث (2/رقم 1461) بالإسناد الثاني فقط.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/156-157) ، وقال: «روى أبو داود وغيره بعضه، رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح» .
ورواه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/163-164) من طريق المصنف، به، بالإسنادين.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (651) عن المصنف بالإسناد الأول فقط. ورواه أحمد (1/204 رقم 1750) . [ص:151]
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/298) عن أبي بكر بن إسحاق، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/255-256) ، والضياء في "المختارة" (9/161-162) ؛ من طريق أبي بكر القطيعي؛ كلاهما عن عبد الله بن أحمد، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/36-37) ؛ عن وهب بن جرير، به.
ورواه أبو داود (4192) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (434) ؛ عن عقبة ابن مكرم، وأبو داود (4192) ، والنسائي في "الكبرى" (8104) ؛ عن محمد بن المثنى، والنسائي في "المجتبى" (5227) ، وفي "الكبرى" (8550) ؛ عن إسحاق ابن منصور، والبغوي في "معجم الصحابة" (1493) عن شجاع بن مخلد، وابن عساكر (27/254-255) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد؛ جميعهم (عقبة، وابن المثنى، وإسحاق، وشجاع، وأحمد) عن وهب بن جرير، به، ورواية بعضهم مختصرة.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5169) من طريق عبد الله بن أبي بكر، عن جرير بن حازم، به.
ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (22/138-139) من طريق عفان بن مسلم وموسى ابن إسماعيل، عن مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، به.
ورواه الطيالسي (1029) ، وابن أبي شيبة (37971) عن أبي أسامة حماد بن أسامة؛ كلاهما (الطيالسي، وأبو أسامة) عن مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، به، مرسلاً، ليس فيه ذكر لـ «عبد الله بن جعفر» .
(2) كذا في الأصل، وكذا عند المصنف في الموضع السابق من "المعجم الكبير"، و"المختارة" من طريق الإمام أحمد. وفي "المسند" و"المختارة"- من طريق المصنف- وبقية مصادر التخريج التي ذكرت هذه الجملة: «واستعمل عليهم زيد بن حارثة، فقال [أي: النبي صلى الله عليه وسلم] : «إن قتل ... » إلخ، وهو الجادة. وما في الأصل وغيره من المصادر المتقدمة يخرج على حذف فعل القول مع إرادته، وهو كثير؛ ونحوه قوله تعالى: {سَلاَمٌ عَلَيْكُمِْ} [الرّعد: 23-24] {وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ} ، أي يقولون: سلام عليكم. وانظر: "مغني اللبيب" (ص 596-597) . [ص:152]
(3) كذا في الأصل، وكذا عند المصنف في الموضع السابق من "الكبير" وكذا في "المختارة" من طريق المصنف؛ وعند أحمد وبقية مصادر التخريج: «عبد الله» .
(4) أي: رفعها. انظر: "تاج العروس" (ش ول) .(14/150)
سعد بن إبراهيمَ بن عبد الرحمن بن عوفٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14778 - حدثنا عبد الله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: حدثني أبي، قال: ثنا إبراهيمُ بن سعد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يأكلُ القِثَّاءَ بالرُّطَبِ.
__________
[14778] رواه أحمد (1/203 رقم 1741) .
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/80) ، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (26) ؛ عن عبد الله بن أحمد، به.
ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/171) عن محمد بن أحمد بن الحسين، عن عبد الله بن أحمد، به.
ورواه الطيالسي (1025) ، والحميدي (550) ؛ عن إبراهيم بن سعد، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/392) عن موسى بن داود وإسحاق بن عيسى، وابن أبي شيبة (24924) عن يحيى بن آدم، والدارمي (2102) عن محمد ابن عيسى، والبخاري (5440) عن عبد العزيز بن عبد الله، و (5447) عن إسماعيل ابن عبد الله، و (5449) من طريق عبد الله بن المبارك، ومسلم (2043) ، والبيهقي (7/281) ؛ من طريق يحيى بن يحيى التميمي، ومسلم (2043) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (672) ، وتمام الرازي في "فوائده" (982/الروض البسام) ؛ من طريق عبد الله بن عون الهلالي، وأبو داود (3835) عن حفص بن عمر النمري، والترمذي في "الجامع" (1844) ، وفي "الشمائل" (197) ، وابن ماجه (3325) ؛ عن إسماعيل بن موسى الفزاري، وابن ماجه (3325) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، والبزار (2247) ، وتمام في "الفوائد" (983/الروض البسام) ؛ من طريق أحمد بن أبان القرشي، وأبو يعلى (6798) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (672) ، وتمام (982/الروض البسام) ؛ من طريق محرز بن عون، والبغوي في "معجم الصحابة" (1491) عن أحمد بن إبراهيم الموصلي، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (984) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/171) ، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (35) ؛ من طريق سليمان بن داود أبي أيوب الهاشمي، وأبو بكر الشافعي (985) من طريق نعيم بن حماد، وأبو الشيخ (672) من طريق خلف بن هشام وعباد بن موسى، وتمام (983/الروض البسام) من طريق [ص:154] إسحاق بن أبي إسرائيل، وأبو نعيم في "الحلية" (3/171) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، والبيهقي (7/281) من طريق عبدان، والبيهقي في "الآداب" (528) من طريق نوح بن الهيثم، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/369) من طريق بشر بن الحارث؛ جميعهم (موسى، وإسحاق، ويحيى بن آدم، ومحمد بن عيسى، وعبد العزيز بن عبد الله، وإسماعيل بن عبد الله، وابن المبارك، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن عون، وحفص بن عمر، وإسماعيل بن موسى، وابن كاسب، وأحمد بن أبان، ومحرز بن عون، وأحمد الموصلي، وسليمان الهاشمي، ونعيم بن حماد، وخلف بن هشام، وعباد بن موسى، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والأشيب، وعبدان، ونوح، وبشر) عن إبراهيم بن سعد، به. وانظر الحديث [14765] .(14/153)
القاسم/ بن [محمدٍ] (1) ، عن عبد الله بن جعفرٍ
[س: 16/ب]
14779 - حدثنا محمد بن النَّضْرِ الأزديُّ، قال: ثنا أحمدُ بن عبد الملك بن واقدٍ الحرانيُّ، قال: ثنا محمد بن سلمةَ، عن محمد بن إسحاقَ، عن إسماعيلَ بن أبي حكيمٍ، عن القاسم بن محمدٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» .
__________
(1) في الأصل: «محمود» ، والمراد به هنا: «القاسم بن محمد بن أبي بكر» . وانظر الحديثين التاليين.
[14779] رواه الضياء في "المختارة" (9/189) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (1/205 رقم 1757) عن أحمد بن عبد الملك بن واقد، به.
ورواه أبو داود (4670) عن عبد العزيز بن يحيى، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" (1/205 رقم 1757) عن هارون بن معروف، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4042) من طريق أبي سلمة الحراني؛ جميعهم (عبد العزيز، وهارون، وأبو سلمة) عن محمد بن سلمة، به.
ورواه البزار (2234) من طريق بكر بن سليمان، و (2235) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، و (2236) من طريق إبراهيم بن سعد، وأبو يعلى (6793) من طريق يونس ابن بكير، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/138) من طريق سعيد بن بزيع؛ جميعهم (بكر، ويحيى، وإبراهيم، ويونس، وسعيد) عن محمد بن إسحاق، به.(14/154)
14780 - حدثنا إبراهيمُ بن صالحٍ الشِّيرازيُّ، قال: ثنا [عثمان] (1) بن الهيثمِ، قال: ثنا حنظلةُ بن أبي سفيانَ، عن القاسم بن محمدٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ؛ قال: نهى (2) عن قتلِهنَّ؛ يعني: الحياتِ التي تكونُ في البيوتِ.
__________
[14780] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/48) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح، خلا إبراهيم بن صالح الشيرازي شيخ الطبراني؛ فلم أعرفه» .
ورواه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/190) من طريق المصنف، به.
ورواه البزار (2237) عن محمد بن المثنى، عن عثمان بن الهيثم، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/7) تعليقًا من طريق إسحاق بن سليمان، والبزار (2239) من طريق أبي عاصم النبيل؛ كلاهما عن حنظلة، به.
(1) في الأصل: «عيسى» والتصويب من "الأحاديث المختارة".
(2) كذا في الأصل، وكذا في مصادر التخريج. ويمكن ضبطه على وجهين: أحدهما: «نَهى» بالبناء للمعلوم؛ ويكون الفاعل ضميرًا مستترًا عائدًا على النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم يُذكر اسمه الشريف؛ لفهمه من السياق؛ لأنه المشرِّع صلى الله عليه وسلم. وانظر التعليق على الحديث [13934] .
والثاني: «نُهِيَ» ببناء الفعل لما لم يسم فاعله، وحُذف الفاعل للعلم به، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، وأقيم الجار والمجرور نائبًا عنه.(14/155)
العبَّاسُ بنُ سهلِ بنِ سعدٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14781 - حدثنا أحمدُ بن عمرٍو الخَلاّلُ المكيُّ، قال: ثنا يعقوبُ بن حميدِ بن كاسبٍ، قال: ثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل ابن سعدٍ الساعديّ، عن أبيه؛ أنّ سهلاً دخل على الحَجّاجِ وهو [ص:156] متوكِّئٌ على يدِهِ، فقال له: إنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال في الأنصارِ: «أَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ، وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ» ، فقال: مَن يشهدُ لك؟ قال: هذان كنفيك (1) : عبد الله بن جعفرٍ وإبراهيم بن محمد بن طلحةَ. فقالا: نعم.
__________
[14781] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5300/قلعجي) و (3/663/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/37) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل؛ وهو ضعيف» . وانظر الحديث (6/رقم 6028) . [ص:156]
(1) كَنَفَا الإنسان: جانباه وناحيتاه؛ عن يمينه وشماله، وهما حِضْناه، وهما العضدان والصدر، والكنف من الطائر: جناحه. "تاج العروس" (ك ن ف) .
وقوله: «هذان كنفيك» أي: يشهد لي هذان، وقوله: «كنفيك» منصوب بتقدير فعلٍ، أي: أعني كنفيك، أي: اللذين على جانبيك. وانظر في حذف الفعل: "مغني اللبيب" (ص 596-597) . والله أعلم.(14/155)
عبد الله بن أبي مليكةَ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14782 - حدثنا محمد بن عبدوسٍ البغداديُّ، قال: ثنا علي بن الجعدِ، قال: أخبرنا شعبةُ، عن حبيبِ بن الشهيدِ، عن ابن أبي مليكةَ؛ أنّ عبد الله بن الزُّبيرِ قال لابنِ عباسٍ وعبد الله بن جعفرٍ: تَذْكُرا (1) يومَ لَقِينَا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قالا: نعم، فحَمَلَنا وتركَكَ (2) .
__________
[14782] رواه أحمد (1/240 رقم 2146) عن محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، به، إلا أنه لم يذكر «عبد الله بن جعفر» .
ورواه ابن أبي شيبة (26779) ، وأحمد (1/203 رقم 1742) ، وأبو يعلى (6808) ؛ من طريق إسماعيل بن علية، والبخاري (3082) ، والنسائي في "الكبرى" (4235) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1483) ؛ من طريق يزيد بن زريع، والبخاري (3082) من طريق حميد بن الأسود، ومسلم (2427) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة؛ جميعهم (ابن علية، ويزيد، وحميد، وأبو أسامة) عن حبيب بن الشهيد، به.
وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (2268) .
(1) كذا في الأصل، والجادة: «تذكران» ، وما في الأصل يخرج على لغة غطفان في حذف نون الأمثال (الأفعال) الخمسة دون ناصب ولا جازم. وانظر التعليق على الحديث [14160] .
(2) كذا جاء لفظ الحديث هنا، وفي مصادرالتخريج اختلافٌ بين ألفاظه في القائل [ص:157] والمقول له، وفي المحمول والمتروك، وانظر تفصيل ذلك في "فتح الباري" (6/191-192) .(14/156)
مُوَرِّقٌ العجليُّ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14783 - حدثنا حفص بن عمرَ بن الصباحِ الرقيُّ، قال: ثنا مسلم بن إبراهيمَ، قال: ثنا شعبةُ، عن عاصمٍ الأحولِ، عن مُورِّقٍ العجليِّ، عن عبد الله بن جعفرٍ؛ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حمل غلامًا من بني هاشمٍ وابنَ جعفرٍ على بعيرٍ.
__________
[14783] رواه أبو يعلى (6791) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والبغوي في "معجم الصحابة" (1482) من طريق وهب بن جرير، ويحيى بن عبد الوهاب بن منده في "معرفة أرداف النبي صلى الله عليه وسلم" (ص28) من طريق خالد بن الحارث؛ جميعهم (عبد الصمد، ووهب، وخالد) عن شعبة، به.
ورواه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (626) - ومن طريقه أبو داود (2566) - عن عاصم الأحول، به.
ورواه الطيالسي (1027) ، والدارمي (2707) ؛ من طريق أبي زيد ثابت بن يزيد، وابن أبي شيبة (26780) - ومن طريقه مسلم (2428) - عن عبد الرحيم بن سليمان، وتمام في "الفوائد" (864/الروض البسام) من طريق عبد الواحد بن زياد، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/258-259) من طريق حفص بن غياث ومحمد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد؛ جميعهم (أبو زيد، وعبد الرحيم، وعبد الواحد، وحفص بن غياث، وابن فضيل، وجرير) عن عاصم الأحول، به.
وانظر الأحاديث الثلاثة التالية.
وسيأتي برقم [14788] من طريق خالد بن سارة، عن عبد الله بن جعفر.(14/157)
14784 - ثنا أبو شعيبٍ عبدُالله بن الحسنِ الحرانيُّ، ثنا عبد الله ابن جعفرٍ الرقيُّ، ثنا أبو معاويةَ (1) ، عن عاصمٍ الأحولِ، عن مُورِّقٍ [ص:158] العجليِّ، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا قَدِمَ من سفرٍ تُلُقِّيَ بصبيانِ أهلِ بيتِهِ، وإنه قَدِمَ من سفرٍ، فسُبق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحدِ ابنَيْ فاطمةَ فحمله خلفَهُ، فدخلْنا المدينةَ ونحنُ ثلاثةٌ على دابّةٍ.
__________
(1) هو: محمد بن خازم الكوفي الضرير.
[14784] رواه يحيى بن عبد الوهاب بن منده في "معرفة أرداف النبي صلى الله عليه وسلم" (ص22) من طريق المصنف، به. [ص:158]
ورواه أحمد (1/203 رقم 1743) عن أبي معاوية، به.
ورواه مسلم (2428) ، والبيهقي (5/260) ؛ من طريق يحيى بن يحيى، ومسلم (2428) عن أبي بكر بن أبي شيبة، والنسائي في "الكبرى" (4232) عن عبيد الله ابن سعيد، والبغوي في "معجم الصحابة" (1481) عن أحمد بن منيع وعبد الله بن عمرو، والحسين بن مسعود البغوي في "شرح السنة" (2758) من طريق أحمد بن حرب؛ جميعهم (يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبيد الله بن سعيد، وأحمد بن منيع، وعبد الله بن عمرو، وأحمد بن حرب) عن أبي معاوية، به.
وانظر الحديث السابق والحديثين التاليين.(14/157)
14785 - حدثنا إبراهيمُ بن نائلةَ الأصبهانيُّ، قال: ثنا محمد بن أبي بكرٍ المُقدَّميُّ، قال: ثنا فضيلُ بن سليمانَ النُّميريُّ، قال: حدثنا عاصمٌ الأحولُ، عن [مُورِّقٍ] (1) ، عن عبد الله بن جعفرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ نحوَهُ.
__________
[14785] لم نقف على روايته من هذا الوجه، وانظر الحديثين السابقين والحديث التالي.
(1) في الأصل: «معروف» ، والتصويب من الترجمة السابقة والحديثين السابقين والحديث التالي، ومصادر تخريجها.(14/158)
14786 - حدثنا عبد الله بن أحمدَ بن حنبلِ، قال: ثنا محمد بن [ص:159] الصباحِ الدولابيُّ، قال: ثنا إسماعيلُ بن زكريا، عن داودَ بن أبي هندٍ، عن مُورِّقٍ العجليِّ، عن عبد الله بن جعفرٍ؛ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حمل غلامًا من بني هاشمٍ وابنَ جعفرٍ على دابّةٍ.
__________
[14786] لم نقف عليه من هذا الوجه، ولكن أخرجه مسدد- كما في "المطالب العالية" (2636) - عن خالد بن عبد الله الواسطي ومسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن مورق، عن مولى لبني هاشم، قال: إن الحسين بن علي، وعبد الله بن جعفر استقبلا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فجعل صلى الله عليه وسلم واحدًا بين يديه والآخر خلفه.
وانظر الأحاديث الثلاثة السابقة.(14/158)
خالد بن سارةَ المخزوميُّ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14787 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاق، ح.
وحدثنا الفضلُ بن الحُبَابِ الجُمَحِيُّ، قال: ثنا أبو الوليدِ الطَّيَالسيُّ؛ جميعًا عن سفيانَ بن عيينةَ، عن جعفرِ بن خالدٍ، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: لما جاء نَعِيُّ جعفرٍ؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اصْنَعُوا لآِلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا؛ فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ أَمْرٌ يَشْغَلُهُمْ» .
__________
[14787] رواه عبد الرزاق (6665) .
ورواه الشافعي في "الأم" (1/278-279) ، والحميدي (547) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (2144) ، وأحمد (1/205 رقم 1751) ؛ عن سفيان بن عيينة، به.
ورواه أبو داود (3132) عن مسدد، والترمذي (998) عن أحمد بن منيع وعلي بن حجر، وابن ماجه (1610) عن هشام بن عمار ومحمد بن الصباح، والبزار (2245) عن أحمد بن عبدة، وأبو يعلى (6801) من طريق أبي إسحاق الفزاري، والبغوي في "معجم الصحابة" (1486) عن أحمد بن منيع، والبيهقي (4/61) ، والبغوي في "شرح السنة" (1552) من طريق يحيى بن الربيع؛ جميعهم (مسدد، وأحمد بن منيع، وعلي بن حجر، وهشام بن عمار، ومحمد بن الصباح، وأحمد بن عبدة، وأبو إسحاق الفزاري، وأحمد بن منيع، ويحيى بن الربيع) عن سفيان بن عيينة، به.
ورواه أبو داود الطيالسي (1026) عن سفيان بن عيينة، عن خالد بن جعفر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً، ولم يذكر عبد الله بن جعفر.
وتقدم (2/رقم 1472) من طريق الحميدي، عن سفيان بن عيينة، به.(14/159)
14788 - حدثنا أبو مسلمٍ الكَشِّيُّ (1) ، قال: ثنا إبراهيمُ بن بَشّارٍ الرماديُّ، قال: ثنا يحيى بن سعيدٍ القَطّانُ، عن ابن جُريجٍ، عن جعفرِ ابن خالدٍ، / عن أبيه (2) ، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: مَرَّ بيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم [س: 17/أ] وأنا مع غِلمةٍ (3) لبني عبد المطلبِ، فحَملني وغُلامًا آخرَ على دابةٍ كان عليها؛ فكنّا عليها ثلاثةً.
__________
[14788] رواه الحميدي (548) ، والبزار (2246) ، ويحيى بن عبد الوهاب بن منده في "معرفة أرداف النبي صلى الله عليه وسلم" (ص29) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/256) ؛ جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، عن جعفر بن خالد، به.
وانظر الحديث [14783] .
(1) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم.
(2) قوله: «عن أبيه» مكرر في الأصل.
(3) «غِلْمة» جمع قلة لـ «غلام» ، وجمع الكثرة: «غِلْمان» . "المصباح المنير" (غ ل م) .(14/160)
14789 - حدثنا معاذُ بن المثنَّى، قال: ثنا عليّ بن المدينيِّ، قال: ثنا يحيى بن سعيدٍ القطانُ، عن ابن جُريجٍ، عن جعفرِ بن خالدٍ، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفرٍ؛ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مسح برأسِهِ ثلاثًا وقال: «اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ» .
__________
[14789] رواه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/168-169) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (1/205 رقم 1760) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/194) ، والحارث في "مسنده" (1007/بغية الباحث) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1484) ؛ من طريق روح بن عبادة، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (1/266) ، والنسائي في "الكبرى" (10838، 10845) ، والحاكم في "المستدرك" (1/372 و3/567) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/256) ؛ من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد؛ كلاهما (روح، وأبو عاصم) عن ابن جريج، به.
ورواه الحاكم (1/372) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن جعفر بن خالد، قال أبو عاصم: وقد حدثني ابن جريج عنه. ثم ساق الحديث. [ص:161]
وجاءت رواية المصنف هنا مختصرة، وجاء في مصادر التخريج ذكر قصة حمل النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جعفر وقُثَم بن العباس على دابته.(14/160)
عُبَيدُ بن أمِّ كلابٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14790 - حدثنا أحمدُ بن يحيى بن خالد بن حَيان الرَّقِّيُّ، قال: ثنا عمرُو بن خالدٍ الحرانيُّ، ح.
وحدثنا محمد بن عمرِو بن خالدٍ الحرانيُّ، قال: ثنا أبي؛ قال: ثنا ابن لَهيعةَ، عن [أبي] (1) الأسودِ (2) ، عن عُبيدٍ، قال: سمعتُ عبدَالله بن جعفرٍ، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا عَطَسَ حَمِدَ اللهَ، فيقال له: يرحمُكَ اللهُ، فيقولُ: «يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» .
__________
[14790] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/56) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة؛ وهو حسن الحديث على ضعف فيه، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه المصنف في "الدعاء" (1980) بالإسناد الأول فقط.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (8897) من طريق أحمد بن إبراهيم بن ملحان، عن عمرو بن خالد، به.
ورواه أحمد (1/204 رقم 1748) عن إسحاق بن عيسى ويحيى بن إسحاق، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/301) من طريق سعيد بن أبي مريم، والمصنف في "الدعاء" (1980) من طريق عثمان بن صالح ويحيى بن إسحاق؛ جميعهم (إسحاق، ويحيى، وسعيد، وعثمان) عن ابن لهيعة، به.
ورواه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/176) من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة ويحيى بن أيوب، عن أبي الأسود، به.
(1) قوله: «أبي» سقط من الأصل، واستدركناه من مصادر التخريج.
(2) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني.(14/161)
عُقبةُ بن محمدِ بن الحارثِ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14791 - حدثنا [إدريس] (1) بن جعفرٍ العطارُ، قال: ثنا رَوْحُ بن عُبادةَ، ح.
وحدثنا عبد الله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: ثنا يحيى بن [معينٍ] (2) ، قال: ثنا حجّاجُ بن محمدٍ؛ كلاهما عن ابن جُريجٍ، قال: أخبرني [ص:163] عبدُالله بن مُسافعٍ، عن [مصعب] (3) بن شيبةَ، عن عقبةَ (4) بن محمد بن الحارثِ، عن عبد الله بن جعفرٍ؛ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ شَكَّ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلاَتِهِ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ مَا لَمْ يُسَلِّمْ» .
__________
(1) في الأصل: «أحمد بن بشر» ، والتصويب من "الأحاديث المختارة"، و"تنقيح التحقيق"، وليس في شيوخ الطبراني من اسمه: أحمد بن بشر بن جعفر.
(2) في الأصل: «معيب» غير منقوطة الباء. ونقله ابن عبد الهادي على الصواب.
[14791] نقله ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/471) عن المصنف، به.
ورواه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/183) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (1/204 و205-206 رقم 1747 و1761) عن روح بن عبادة، به.
ورواه النسائي (1251) عن هارون بن عبد الله، وأبو يعلى (6792) عن موسى بن محمد، و (6800) عن محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (78/ط. علي رضا) عن عبد الله بن أبي زياد وعبد الله بن إسحاق الناقد، وابن خزيمة (1033) عن أبي موسى محمد بن المثنى، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/170) من طريق أحمد بن منصور الرمادي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/52-53) من طريق الحارث بن أبي أسامة؛ جميعهم (هارون، وموسى، ومحمد بن إسماعيل، وعبد الله بن أبي زياد، وعبد الله ابن إسحاق، ومحمد بن المثنى، وأحمد بن منصور، والحارث) عن روح بن عبادة، به.
ورواه أحمد (1/205 رقم 1752) عن حجاج بن محمد، به.
ورواه أبو داود (1033) عن أحمد بن إبراهيم، والنسائي (1250) عن محمد بن إسماعيل بن علية، و (1251) عن هارون بن عبد الله، والبيهقي (2/336) من طريق محمد بن الفرج الأزرق، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/45) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ؛ جميعهم (أحمد، ومحمد بن إسماعيل بن علية، وهارون، ومحمد ابن الفرج، والصائغ) عن حجاج بن محمد، به. [ص:163]
ورواه أحمد (1/205 رقم 1753) ، والنسائي (1248) ؛ من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي (1249) من طريق الوليد بن مسلم، وأبو يعلى (6802) من طريق مخلد بن يزيد؛ جميعهم (ابن المبارك، والوليد، ومخلد) عن ابن جريج، عن عبد الله بن مسافع، عن عقبة بن محمد، به، دون ذكر «مصعب بن شيبة" في الإسناد.
(3) في الأصل: «منصور» ، والتصويب من "المختارة" ومصادر التخريج.
(4) ويقال: عتبة؛ قال ابن خزيمة في "صحيحه" (2/116) : «وهذا الشيخ يختلف أصحاب ابن جريج في اسمه، قال حجاج بن محمد وعبد الرزاق: عن عتبة بن محمد، وهذا الصحيح حسب علمي» .
وقال الإمام أحمد بن حنبل - كما نقله عنه المزي في "تحفة الأشراف" (19/322) -: «أخطأ فيه روح، إنما هو عتبة بن محمد، كذا حدثناه عبد الرزاق» .(14/162)
عبد الرحمن بن [أبي] (1) رافعٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14792 - حدثنا زكريّا بن يحيى الساجيُّ، قال: ثنا [هدبة] (2) بن خالدٍ، قال: ثنا حماد بن سلمةَ، عن عبد الرحمن بن أبي رافعٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ؛ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَتَختَّمُ بالفضةِ في يمينِهِ.
__________
(1) قوله: «أبي» سقط من الأصل، واستدركناه من إسنادي الحديثين التاليين، ومصادر تخريجهما.
(2) في الأصل: «هارون» ، والتصويب من "المختارة"، ومن مصادر التخريج.
[14792] رواه الضياء في " المختارة" (9/172) من طريق المصنف، به.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/184) من طريق علي بن محمد بن أحمد، عن زكريا بن يحيى الساجي، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (435) عن هدبة بن خالد، به. [ص:164]
ورواه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه" (334) عن محمد بن عبد الله بن رستة وأحمد بن عيسى أبي الحريش، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/102) من طريق أحمد بن يحيى بن نصر؛ جميعهم عن هدبة، به.
ورواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى" (1/477) ، وأحمد (1/204 رقم 1746) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/280-281) تعليقًا، والترمذي (1744) ؛ من طريق يزيد بن هارون، وابن أبي شيبة (25564) ، وأحمد (1/205 رقم 1755) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" تعليقًا (5/280) ؛ من طريق عفّان بن مسلم، والبزار (2259) عن طالوت بن عباد، والنسائي (5204) من طريق حبان بن هلال؛ جميعهم (يزيد، وعفان، وطالوت، وحبان) عن حماد ابن سلمة، به.
وسيأتي برقم [14794-14796] من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله ابن جعفر، به.(14/163)
14793 - حدثنا عبد الله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: ثنا هدبةُ بن خالدٍ، قال: ثنا حماد بن سلمةَ، عن عبد الرحمن بن أبي رافعٍ؛ أنّ عبد الله بن جعفرٍ قال لابنتِهِ حين دخل بها على الحجّاجِ: إذا دخل عليكِ فقولي: «لا إلهَ إلا اللهُ العليُّ العظيمُ، سبحانَ اللهِ ربِّ العرشِ الكريمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين» ، وزعم أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقولُهُ إذا نزل به الجهدُ، فقالتْهُ، فلم يصلْ إليها.
__________
[14793] رواه الضياء في " المختارة" (9/174-175) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (1/206 رقم 1762) ، والنسائي في "الكبرى" (10407) ؛ من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة، به.
وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (1997) .(14/164)
عبدُالله بن محمد بن عقيلٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14794 - حدثنا عبد الرحمن بن سالمٍ الرازيُّ، قال: ثنا سهل بن عثمانَ، ح.
وحدثنا عُبيد بن غَنّامٍ، قال: ثنا أبو بكرِ بن أبي شيبةَ؛ قالا: ثنا عبد الله بن نُميرٍ، عن إبراهيمَ بن الفضلِ، عن عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَختَّمُ في يمينِهِ.
__________
[14794] رواه ابن أبي شيبة (25563) .
ورواه ابن ماجه (3647) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (436) ، وأبو يعلى (6799) ؛ عن ابن أبي شيبة، به.
ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/110) من طريق محمد بن وضاح، عن ابن أبي شيبة، به.
ورواه الترمذي في "الشمائل" (98) عن يحيى بن موسى، وأبو يعلى (6794) عن محمد بن عبد الله بن نمير، وابن الأعرابي في "معجمه" (51) عن محمد بن سعيد، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (336) من طريق عبد الله بن عمر مشكدانة؛ جميعهم (يحيى، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن سعيد، ومشكدانة) عن عبد الله بن نمير، به.
وانظر الحديثين التاليين، والحديث [14792] .(14/165)
14795 - حدثنا عثمانُ بن عمرَ الضَّبِّيُّ، قال: ثنا سليمانُ بن النعمانِ الشيبانيُّ، قال: ثنا يحيى بن العلاء، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَتختَّمُ في يمينِهِ.
__________
[14795] رواه البزار (2256) - ومن طريقه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (335) - من طريق عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء، به.
وانظر الحديثين السابق والتالي، والحديث [14792] .(14/165)
14796 - حدثنا عُبيد بن غَنّامٍ، قال: ثنا أبو بكرِ بن أبي شيبةَ، قال: ثنا عبد الله بن نميرٍ، عن إبراهيمَ بن الفضلِ، عن عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: رأيتُ خاتمَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في يمينِهِ.
__________
[14796] هذا الإسناد مكرر من الإسناد الثاني في الحديث قبل السابق [14794] ، وبين لفظيهما اختلاف يسير. وانظر الحديث السابق والحديث [14792] .(14/165)
[بُدَيْح] (*) مولى [عبد الله] (1) بن جعفرٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14797 - حدثنا عبد الله/ بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: ثنا بكر بن خلفٍ، قال: ثنا أبو عاصمٍ (2) ، عن جويريةَ بن أسماءَ، عن عيسى بن [عمر] (3) ، عن [بُدَيْحٍ] (*) ؛ قال: وَفَدَ عبدُالله بن جعفرٍ إلى عبد الملك ابن مروانَ، فدخل عليه وعنده يحيى بن الحكمِ، فسأله فقال: كيف تركتَ خِبْثةَ؟ - يعني: المدينةَ- فقال عبدُالله: سماها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم طَيْبةَ، وتُسمِّيها خِبْثةَ؟! [س: 17/ب] شيخٌ من فَهْمٍ يقال له: محمد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن جعفرٍ
__________
(*) في الأصل: «بديخ» ، والتصويب من "جامع المسانيد" ومن "المختارة"، وهو مولى عبد الله بن جعفر. وانظر: "الإكمال" لابن ماكولا (1/216) ، و"تاج العروس" (ب د ح) .
(1) في الأصل: «عبد الرحمن» ، وهو خطأ، والتصويب من مصادر ترجمة بديح.
[14797] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (7/383/قلعجي) و (3/659/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/300) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وبديح [في المطبوع: بذيح، بالذال المعجمة] لم أجد من ترجمه» .
ورواه الضياء في "الأحاديث المختارة" (9/150-151) من طريق المصنف، به.
ورواه ابن شبة في "أخبار المدينة" (1/163) عن أبي عاصم النبيل، عن جويرية ابن أسماء، عن بديح، به، ولم يذكر في إسناده: «عيسى بن عمر» .
ورواه أبو الفرج الأصبهاني في "الأغاني" (15/169) من طريق العباس بن محمد الدوري، عن أبي عاصم النبيل، به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/146) ، والبزار (2260) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (289) ، والضياء في "المختارة" (9/150-151) ؛ من طريق عمر بن عبد الوهاب، عن جويرية، به، إلا أنه جاء في "التاريخ الكبير": «عن جويرية، وعن عيسى بن عمر» ، فلعله من الطباعة.
(2) هو: الضحاك بن مخلد النبيل.
(3) في الأصل: «عثمان» ، والتصويب من "جامع المسانيد"، ومن "المختارة" وبقية مصادر التخريج.(14/166)
14798 - حدثنا عليّ بن عبد العزيز، قال: ثنا أبو نعيمٍ، قال: حدثنا مِسعرٌ، عن شيخٍ من فَهْمٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ» .
__________
[14798] رواه الضياء في "المختارة" (9/196) من طريق المصنف، به.
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/242) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، به. ورواه أبو نعيم في "الحلية" (7/255) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (9/196-197) - من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، به، إلا أنه سقط من إسناد "الحلية": «أبو نعيم الفضل بن دكين» . وانظر الحديث التالي.(14/167)
14799 - حدثنا محمد بن محمدٍ الجُذُوعيُّ القاضي، ومعاذُ بن المثنَّى؛ قالا: ثنا مُسدَّدٌ، قال: ثنا يحيى بن سعيدٍ، عن [مسعرٍ] (1) ، عن رجلٍ من فَهْمٍ يقال له: محمد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ» .
__________
(1) في الأصل: «مسعود» ، والتصويب من "الحلية" و"المختارة" ومصادر التخريج.
[14799] رواه أبو نعيم في " الحلية " (7/225) ، والضياء في " المختارة " (9/196) ؛ من طريق المصنف، به.
ورواه الحاكم (4/111) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى، والضياء في "المختارة" (9/195) من طريق أحمد بن الفرات؛ كلاهما عن مسدد، به.
ورواه أحمد (1/204 رقم 1744) عن يحيى بن سعيد، به.
ورواه ابن ماجه (3308) عن بكر بن خلف أبي بشر، والبزار (2261) عن عمرو ابن علي، والنسائي في "الكبرى" (6623) عن محمد بن بشار، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5500) من طريق محمد بن بكر؛ جميعهم (أبو بشر، وعمرو بن علي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن بكر) عن يحيى بن سعيد، به.
ورواه الحميدي (549) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2689) ؛ من طريق سفيان [ص:168] ابن عيينة، وأحمد (1/205 رقم 1759) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (625) من طريق وكيع، والترمذي في "الشمائل" (171) من طريق أبي أحمد الزبيري، والضياء في "المختارة" (9/195) من طريق ابن المبارك؛ جميعهم (سفيان بن عيينة، ووكيع، وأبو أحمد الزبيري، وابن المبارك) عن مسعر، به.
ورواه الطيالسي (1028) ، وأحمد (1/205 رقم 1756) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/237) ؛ من طريق المسعودي، عن شيخٍ من فَهْم، به. كذا جاء في المسند، وجاء عند الطيالسي: «أخبرني من شهد عبد الله بن جعفر» . وجاء عند أبي نعيم: «عن أبي حميد من أهل الطائف» .
ورواه البزار (2262) ، والحاكم في "المستدرك" (4/111) ؛ من طريق رقبة بن مصقلة، عن شيخ من فهم، به. وانظر الحديث السابق.(14/167)
صفوانُ بن سُليمٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ
14800 - حدثنا الحسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: ثنا محمد ابن أبي رجاءٍ العَبَّادانيُّ، قال: ثنا سلمةُ بن رجاءٍ، عن يزيدَ بن عياضٍ، عن صفوانَ بن سليمٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ؛ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ رَمَى بِاللَّيْلِ (1) فَلَيْسَ مِنَّا. وَمَنْ رَقَدَ عَلَى سَطْحٍ لاَ جِدَارَ لَهُ؛ [ص:169] فَسَقَطَ فَمَاتَ، فَدَمُهُ هَدَرٌ» (2) .
__________
[14800] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5298/قلعجي) و (3/662/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد " (7/292) ، و (8/99) ، وقال في الموضعين: «رواه الطبراني، وفيه يزيد بن عياض؛ وهو متروك» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (10870) ونسبه للمصنف.
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (3479/أطراف الغرائب) من طريق يزيد بن عياض، به، ثم قال: «تفرد به يزيد بن عياض، عن صفوان» .
(1) كذا في الأصل، وكذا في "كنز العمال". وفي "مجمع الزوائد" و"جامع المسانيد" و"أطراف الغرائب": «من رمانا بالليل» . قال الهيثمي في الموضع الأول: «والظاهر أن "الليل" هنا "النبل"» .
قال المناوي في "فيض القدير" (6/139) : «قوله: "من رمانا بالليل" أي: رمى إلى جهتنا بالقِسِيِّ ليلاً، وفي رواية: "بالنبل" بدل: "الليل". "فليس منا" لأنه حاربنا، ومحاربة أهل الإيمان آية الكفران، أو ليس على منهاجنا؛ لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه، لا أن يرعبه، فضمير المتكلم ... [ص:169] لأهل الإيمان ... ويشمل هذا التهديد كل من فعله من المسلمين بأحد منهم لعداوة واحتقار ومزاح؛ لما فيه من التفزيع والترويع. وذهب البعض إلى أن المراد بالرمي ليلاً: ذكره لغيره بسوء أو قذف خفيةً، تشبيهًا برمي الليل» .
(2) في هامش النسخة سماع؛ نصه: «بلغت سماعًا في الأول على الشيخ المحدِّث نورالدين بن قريش بقراءة الشيخ ناصر الدين الفارقي في 13 شوال سنة 727» .(14/168)
عبدُ الله بن الزُّبيرِ بن العَوَّامِ
يُكنى «أبا خُبيبٍ» ، ويُكنى «أبا بكرٍ» أيضًا، وأُمُّه: أسماءُ بنت أبي بكرٍ الصِّدِّيق، وأمُّها [قُتَيلةُ] (1) بنت عبد العُزَّى بن عبدِالله بن نصرِ بن مالكِ بن حِسْلِ بن عامرِ بن لُؤَيٍّ.
ذكرُ سنِّ عبد الله بن الزُّبيرِ، ووفاته، ومن أخبارِه
14801 - حدثنا أبو الزِّنْباعِ رَوْحُ بن الفَرَجِ، قال: ثنا يحيى بن عُبيدٍ (2) ، قال: حدثني الليثُ بن سعدٍ، قال: قُتل عبدُالله بن الزُّبيرِ في جُمادى الآخرةِ سنةَ ثلاثٍ وسبعين، وكان يومَ قُتل ابنَ اثنتينِ وسبعينَ سنةً.
__________
(1) في الأصل: «قبيلة» ، والتصويب من كتب التراجم.
[14801] رواه خليفة بن خياط في "تاريخه" (ص270) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/ 425) ؛ كلاهما عن يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث، به.
ومن طريق الفسوي رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/249) .
(2) كذا في الأصل، ولعله: «يحيى بن بكير» كما في الإسناد التالي، أو: «يحيى بن عبد الله بن بكير» كما وقع عند الفسوي في "المعرفة والتاريخ"، وهما واحد، غير أنه ينسب إلى جدِّه كثيرًا، ويؤيده أننا لم نجد في هذه الطبقة من يقال له: «يحيى بن عبيد» ، والأثر مروي من طريق ابن بكير كما سبق، والله أعلم.(14/171)
14802 - حدثنا أبو الزِّنْباعِ رَوْحُ بن الفَرَجِ، قال: ثنا يحيى بن بُكيرٍ، قال: وُلد عبدُالله بن الزُّبيرِ بالمدينةِ بعد الهجرةِ بعشرينَ شهرًا، وهو أكبرُ من المِسْوَرِ ومروانَ بأربعةِ أشهرٍ وسبعةِ أيامٍ.
__________
[14802] رواه ابن عساكر (28/146) من طريق أحمد بن منصور، عن يحيى بن بكير، به، ولم يذكر فيه: «وسبعة أيام» ، وزاد فيه: «ويكنى أبا بكر، وكان ممن حضر دفن عثمان» .(14/171)
14803 - حدثنا محمد بن عليٍّ المدينيُّ فُسْتُقةُ، قال: ثنا داودُ ابن رُشَيْدٍ، عن الهيثمِ بن عديٍّ، قال: قُتل ابن الزُّبيرِ سنةَ ثنتينِ وسبعينَ.
__________
[14803] روى ابن عساكر (28/250) من طريق علي بن عمرو، عن الهيثم بن عدي، قال: «هلك عبد الله بن الزبير وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وولي تسع سنين ... » .(14/172)
14804 - حدثنا [مَسعَدةُ] (1) بن سعدٍ العَطّارُ، قال: ثنا إبراهيمُ ابن المُنذِرِ الحِزَاميُّ، قال: حدثني عبدُالله بن محمد بن يحيى بن [ص:173] عُروةَ، قال: حدثني هشامُ بن عُروةَ، عن أبيه، قال: خَرَجَتْ أسماءُ بنت أبي بكرٍ [حين] (2) هاجرتْ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهي حاملٌ بعبدِالله بن الزُّبيرِ، فنُفِسَتْهُ (3) ، فأتت به إلى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ليُحَنِّكَهُ، فأخذه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حِجرِهِ، فأُتِيَ بتَمْرةٍ فمَصَّها (4) ثم وضعها في فيه، فحَنَّكه بها؛ فإنْ كان أولَ شيءٍ دخلَ بطنَهُ ريقُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم (5) . قالت أسماءُ: ثم مسحه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وسمّاه: «عبدَالله» ، ثم جاء بعدُ وهو ابن سبعِ سنينَ أو ثمانِ سنينَ؛ لِيُبايِعَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم- أمره الزُّبيرُ بذلك- فتبسّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مُقبِلاً، / وبايع. وكان أولَ مَن وُلد [س: 18/أ][ص:174]
في الإسلامِ بالمدينةِ مَقْدَمَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكانتِ اليهودُ تقولُ: وأخذناهم؛ فلا يُولدُ لهم بالمدينةِ ولدٌ. فكبَّر أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حين وُلد عبدُالله. وقال عبدُالله بن عمرَ بن الخطّابِ- حين سمع تكبيرَ أهلِ الشامِ، وقد قَتلوا عبدَالله بن الزُّبيرِ-: الذين كَبّروا على مولدِهِ خيرٌ من الذين كَبّروا على قتلِهِ.
__________
(1) غير واضح في الأصل، فاستدركناه من الموضع الآتي عند المصنف ومن "معرفة الصحابة".
[14804] سيأتي عند المصنف (24/رقم 210) بهذا الإسناد مختصرًا.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4132) عن المصنف، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/548) من طريق الفضل بن محمد الشعراني، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/154-155) من طريق أحمد بن زيد؛ كلاهما (الفضل، وأحمد) عن إبراهيم بن المنذر، به.
ورواه ابن عساكر (28/154) من طريق عتيق بن يعقوب، عن عبد الله بن محمد بن يحيى، به.
وظاهر سياق عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة: أن الحديث من مراسيل عروة بن الزبير، لكن قول عروة في ثنايا الحديث: «قالت أسماء: ثم مسحه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم» يدل على أنه متصل؛ ويؤكد هذا أنه: ورواه ابن أبي شيبة (23830) - ومن طريقه مسلم (2146) - من طريق علي بن مسهر، وأحمد (6/347 رقم 26938) ، والبخاري (3909 و5469) ، ومسلم (2146) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (575) ؛ من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة؛ كلاهما (علي بن مسهر، وأبو أسامة) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن الزبير حين وضعته، وطلبوا تمرة حتى وجدوها، فحنكه بها، فكان أول شيء دخل بطنه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا لفظ حديث علي بن مسهر. ولفظ حديث أبي أسامة: عن أسماء بنت أبي بكر، أنها حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ بن الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، قالت: فَخَرَجْتُ وأنا مُتِمٌّ، فَأَتَيْتُ المَدِينَةَ فَنَزَلْتُ قُبَاءً فَوَلَدْتُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَهُ في حِجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ في فِيه، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دخل جَوْفَهُ رِيقُ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالتَّمْرَةِ، ثُمَّ دَعَا لَهُ وَبَرَّكَ عَلَيْهِ، وَكَانَ [ص:173] أوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإسْلامِ، فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا؛ لأَِنَّهُمْ قِيلَ لهم: إِنَّ اليَهُودَ قد سَحَرَتْكُمْ فلا يُولَدُ لَكُمْ. وانظر الحديث التالي.
(2) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من "معرفة الصحابة".
(3) نَفِسَتِ المرأةُ ونُفِسَتْ نَفَسًا ونَفَاسَةً ونفاسًا: وَلَدَتْ، وحُكي: نُفِسَتْ وَلَدًا، والولدُ مَنفوسٌ. "تاج العروس" (ن ف س) .
(4) كذا في الأصل والحديث التالي، والموضع الأول من "معرفة الصحابة". وفي بعض مصادر التخريج: «فمضغها» ، وفي بعضها: «فمصها ثم مضغها» .
(5) كذا في الأصل، وكذا في "معرفة الصحابة". وفي بقية مصادر التخريج: «فكان أول شيء ... » إلخ. وفي الحديث التالي: «فإنَّ أول شيء ... » إلخ. و «إنْ» - فيما وقع في الأصل- مؤكِّدة، وهي المخففة من «إنَّ» الثقيلة، وإذا خففت «إنَّ» أُهملت ولَزمت معها اللامُ الفارقة بينها وبين «إِنِ» النافيةِ، لكنها استُعملت هنا مهملةً واستُغني عن اللام الفارقة معها؛ لظهورِ المعنى بدلالةِ السياقِ؛ فإنّ المعنى على الإثبات، ولو استُعملت اللامُ الفارقةُ لقيل: «فإن كان أولَ شيء دخل بطنه لريقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
وانظر في تخفيف «إنَّ» وإهمالها وإعمالها: "شرح ابن عقيل" (1/ 346- 349) ، و"أوضح المسالك" (1/327-328) ، و"شرح الأشموني" (1/316-317 بتحقيق حسن حمد) .(14/172)
14805 - حدثنا الحسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَرِيُّ، قال: ثنا عليُّ بن بحرٍ، قال: ثنا شُعيبُ بن إسحاقَ، عن هشامِ بن عُروةَ، عن أبيه وفاطمةَ بنت المنذرِ، قالت (1) : خرجتْ أسماءُ بنت أبي بكرٍ حينَ هاجرتْ وهي حُبلى بعبدِالله بن الزُّبيرِ، فقدمتْ قُبَاءَ (2) ، فنُفِسَتْ بعبدِالله بقُباءَ، ثم خرجتْ به حينَ نُفِستْ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ لِيُحنِّكَه، فأخذه [ص:175] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منها، فوضعه في حِجْرِهِ، ثم دعا بتَمرةٍ، فقالت عائشةُ: فمكثْنا ساعةً نَلتَمِسُها قبل أنْ نجدَها، فمَصَّها (3) ، ثم وضعها في فيه؛ فإنّ أولَ شيءٍ دخلَ بطنَهُ ريقُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. قالت أسماءُ: ثم مسحه، وصلَّى عليه، وسمّاه بـ «عبد الله» . ثم جاء بعدُ وهو ابن سبعِ سنينَ أو ثمانٍ، ليُبايِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم- أمره بذلك الزُّبيرُ- فتبسَّم حين رآه مُقْبِلاً إليه، ثم بايَعَهُ.
__________
[14805] سيأتي عند المصنف (24/رقم 344) بهذا الإسناد مختصرًا، إلاَّ أنه تصحف فيه «علي بن بحر» إلى «علي بن عمر» ، و «شعيب بن إسحاق» إلى «سعيد بن إسحاق» .
ورواه مسلم (2146) من طريق أبي صالح الحكم بن موسى، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (574) ، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (130) ؛ من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وابن عساكر (28/153) من طريق عبد الجبار ابن عاصم؛ جميعهم (أبو صالح، ودحيم، وعبد الجبار) عن شعيب بن إسحاق، به.
وسيأتي عند المصنف (24/رقم 321) من طريق دحيم، عن شعيب بن إسحاق، به.
وانظر الحديث السابق.
(1) كذا في الأصل، والجادة: «قالا» بالتثنية، وبالتذكير على التغليب؛ كما في بعض مصادر التخريج، وفي بعضها: «أنهما قالا» ، والمراد: عروة وفاطمة، وما في الأصل يوجَّه على أنه اكتفى بذكر فعل القول الخاص بفاطمة عن ذكر الفعل الخاص بعروة، وانظر التعليق على الحديث [13865] .
(2) "قباء"- بضم القاف، يقصر ويمد، ويصرف ولا يصرف-: موضع بقرب مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، من جهة الجنوب، نحو ميلين. "المصباح المنير" (ق ب و) . [ص:175]
(3) كذا في الأصل، وانظر التعليق عليها في الحديث السابق.(14/174)
14806 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: ثنا عمرُو بن عونٍ الواسطيُّ، قال: ثنا حمادُ بن زيدٍ، عن هشامِ بن عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ؛ قالت: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، لكلِّ صَواحِباتي (1) كُنًى، فلو [ص:176] كَنّيتَني! قال: «فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عبدِالله بن الزُّبيرِ» ؛ وكانت تكتني «أمَّ عبدِالله» حتى ماتتْ.
__________
[14806] رواه البيهقي (9/310) من طريق محمد بن عيسى بن السكن بن أبي قماش، عن عمرو بن عون، به.
ورواه أحمد (6/107 رقم 24756) عن مؤمل، و (6/260 رقم 26242) عن يونس بن محمد، وأبو داود (4970) عن مسدد وسليمان بن حرب، وأبو يعلى (4500) عن أبي الربيع الزهراني؛ جميعهم (مؤمل، ويونس، ومسدد، وسليمان بن حرب، وأبو الربيع) عن حماد بن زيد، به.
ورواه أحمد (6/186 رقم 25530) ، وفي "العلل" (5091) ، وفي "المسائل" (857/رواية ابنه صالح) ؛ عن عمر بن حفص المعيطي، والدارقطني في "العلل" (15/48) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 496) ؛ من طريق سفيان الثوري؛ كلاهما (عمر، وسفيان) عن هشام بن عروة، به.
وسيأتي عند المصنف (23/ رقم 34) من طريق سيف بن محمد، عن هشام بن عروة، به. وانظر الأحاديث الثلاثة التالية.
(1) "صواحبات": جمع "صاحبة"، وهو جمعٌ مؤنَّثٌ، أصلُه: "صواحب"؛ قال في "المصباح المنير" (ص ح ب) : «وربما أُنِّث الجمعُ فقيل: "صواحبات"» .(14/175)
14807 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، قال: ثنا عمرُو بن عونٍ الواسطيُّ، قال: ثنا حمادُ بن زيدٍ، عن هشامِ بن عُروةَ، عن أبيه؛ أنّ عائشةَ قالتْ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: كلُّ نسائِكَ لها كنيةٌ، غيري! فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اكْتَنِي أَنْتِ أُمَّ عبد الله» ؛ فكان يُقالُ لها: «أمُّ عبد الله» حتى ماتتْ، ولم تلدْ قطُّ.
__________
[14807] لم نقف على رواية عمرو بن عون الواسطي من هذا الوجه المرسل، وتقدمت متصلة في الحديث السابق، وسيأتي (23/ رقم 35) عن إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، به، مرسلاً.
وهذه الرواية أخرجها معمر في "جامعه" (19858/الملحق بمصنف عبد الرزاق) ، ومن طريق معمر رواه أحمد (6/151 رقم 25181) ، وإسحاق بن راهويه (835) .
وانظر الحديث السابق، والحديثين التاليين.(14/176)
14808 - حدثنا محمد بن معاذٍ الحلبيُّ، قال: ثنا عبدُالله بن مَسلمةَ القَعْنَبيُّ، قال: حدثني أبي مَسلمةُ بن قعنبٍ، عن هشامِ بن عُروةَ، عن عَبّادِ بن حمزةَ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ؛ أنّ عائشةَ قالت: يا رسولَ اللهِ، أَلاَ تُكَنِّيني؟! فقال: «اكْتَنِي بِعبدِالله بن الزُّبيرِ» ؛ فكانت تُكَنَّى: أمَّ عبد الله.
__________
[14808] رواه ابن سعد في "الطبقات" (8/66) ، والدارقطني في "العلل" (15/49) ؛ من طريق أنس بن عياض، والمزي في "تهذيب الكمال" (14/114-115) من طريق الليث بن سعد؛ كلاهما عن هشام بن عروة، به.
وانظر الحديث التالي، والحديثين السابقين.(14/176)
14809 - حدثنا عليُّ بن الصَّقْرِ السَّكُونيُّ، قال: ثنا عفانُ بن مسلمٍ، قال: ثنا وُهيبُ بن خالدٍ، عن هشامِ بن عُروةَ، عن عبادِ بن حمزةَ، عن عائشةَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَهُ.
__________
[14809] سيأتي عند المصنف (23/رقم 37) عن محمد بن العباس المؤدب، عن عفان ابن مسلم، به، وبرقم (36) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام بن عروة، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (8/64) عن عفان بن مسلم، به، مرسلاً.
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (851) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، به، مرسلاً.
ورواه عبد الله بن وهب في "الجامع في الحديث" (73) - ومن طريقه الحاكم في "المستدرك" (4/278) - عن يحيى بن عبد الله بن سالم وسعيد بن عبد الرحمن، وابن سعد في "الطبقات" (8/63) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3005) ؛ من طريق حماد بن سلمة، وأحمد (6/93 رقم 24619) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" في الموضع نفسه، والدارقطني في "العلل" (15/49) ؛ من طريق حفص بن غياث، والدارقطني (15/50) ، والبيهقي (9/311) ؛ من طريق حماد بن أسامة، والدارقطني (15/49) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، و (15/50) من طريق ابن جريج؛ جميعهم (يحيى، وسعيد، وحماد بن سلمة، وحفص، وحماد بن أسامة، وعبد العزيز، وابن جريج) عن هشام بن عروة، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (8/66) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (850) ، والدارقطني في "العلل" (15/50) ، والبيهقي (9/311) من طريق أبي معاوية الضرير، عن هشام بن عروة، عن يحيى بن عبّاد بن حمزة، عن عائشة، به.
ورواه الدارقطني في "العلل" (15/49) من طريق سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن حمزة بن فلان، عن عائشة، به.
وسيأتي عند المصنف (23/رقم 38) من طريق وكيع، عن هشام بن عروة، عن رجل من ولد الزبير، عن عائشة، به. ومن هذا الوجه رواه ابن أبي شيبة (26694) - ومن طريقه ابن ماجه (3739) - وأحمد (6/186 و213 رقم 25531 و25780) ، إلا أن ابن أبي شيبة قال: «عن مولى للزبير، عن عائشة» .
وانظر الأحاديث الثلاثة السابقة.(14/177)
14810 - حدثنا عليُّ بن المباركِ الصَّنْعانيُّ، قال: ثنا زيدُ بن المباركِ، قال: حدثني عبدُ الملكِ بن عبدِالرحمنِ الذِّمَاريُّ، قال: ثنا [محمد بن سعيدٍ] (1) ؛ أنّ معاويةَ لما حَضره الموتُ قال ليزيدَ بن معاويةَ: قد وَطّأتُ لك البلادَ، وفَرَشْتُ لك الناسَ، ولستُ أخافُ عليك إلا أهلَ الحجازِ؛ فإنْ رابك منهم ريبٌ فَوجِّهْ إليهم مسلمَ بن عقبةَ المُرِّيَّ؛ فإني قد جرَّبتُه غيرَ مرةٍ، فلم أجدْ له مِثْلاً؛ لطاعتِهِ ونَصيحتِهِ.
فلما جاء يزيدَ بنَ معاويةَ خلافُ ابنِ الزُّبيرِ/ ودعاؤه إلى نفسِه، دعا [س: 18/ب] مسلمَ بن عقبةَ المُرِّيَّ، وقد أصابه فالجٌ (2) ، فقال: إنّ أميرَ المؤمنينَ عَهِد إليَّ في مرضِه إنْ رابني من أهلِ الحجازِ شيءٌ أنْ أُوجِّهَكَ إليهم، وقد رابني. فقال: إنّي كما ظنّ أميرُ المؤمنينَ، اعقدْ لي، وعَبِّئِ الجيوشَ. قال: فوَرَدَ المدينةَ فأباحها ثلاثًا (3) ، ثم دعاهم إلى بيعةِ يزيدَ على أنّهم أعبُدٌ قِنٌّ (4) في طاعةِ الله ومعصيتِهِ، فأجابوه إلى ذلك، [ص:179] إلاَّ رجلً واحدً (5) من قريشٍ أُمُّه أُمُّ ولدٍ، فقال له: بايعْ ليزيدَ على أنكَ عبدٌ في طاعةِ الله ومعصيتِهِ، قال: لا، بل في طاعةِ اللهِ. فأبى أنْ يقبل ذلك منه، وقَتلَه. فأَقْسمتْ أُمُّهُ قَسَمًا: لَئِنْ أَمكنَها اللهُ من مسلمٍ (6) حيًّا أو ميتًا؛ أن تُحرِّقَه بالنارِ!.
قال: فلما خرج مسلمُ بن عقبةَ من المدينةِ اشتدّتْ [عِلَّتُه] (7) فمات، فخرجتْ أُمُّ القرشيِّ بأَعْبُدٍ لها إلى قبرِ مسلمٍ، فَأَمرتْ به أن [ص:180] يُنْبَشَ مِن عندِ رأسِهِ، فلما وصلوا إليه إذا بثعبانٍ قدِ التَوى على عُنُقِهِ قابِضًا بأَرنبةِ أَنْفِهِ، يَمَصُّها، قال: فكاع (8) القومُ عنه، وقالوا: يا مولاتَنا، انصرفي؛ فقد كفاك اللهُ شرَّهُ، وأخبروها الخبرَ، قالت: لا، أو أُوفِيَ (9) اللهَ بما وعدتُّه. ثم قالت: انبِشوا لي من عندِ الرِّجْلينِ. فنبشوا فإذا الثعبانُ لاوٍ [ذَنَبَهُ] (10) برِجْليه، قال: فتنحَّتْ، فصلَّتْ ركعتين، ثم قالت: اللَّهمَّ إن كنتَ تعلمُ أنِّي إنَّما غضبتُ على مسلمِ بن عقبةَ اليومَ لك، فخلِّ بيني وبينَه. قال: ثم تناولتْ عُودًا فمضتْ إلى ذَنَبِ الثعبانِ فحرَّكتْه، فانسلَّ من مُؤخَّرِ رأسِهِ، فخرج من القبرِ، ثم أمرتْ به فأُخرج من القبرِ وأُحرق بالنارِ.
__________
[14810] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/249-250) ، ثم قال: «رواه الطبراني، وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري؛ ضعَّفه أبو زرعة، ووثقه ابن حبان وغيره، وابن رمانة لم أعرفه» ، وذكره الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13/71) ؛ ونسبه للمصنف، ولم يتكلم عليه بشيء.
ورواه ابن عساكر (58/113-114) من طريق المصنف، به.
(1) في الأصل: «أحمد بن محمد بن سعيد» ، والتصويب من "تاريخ دمشق"، و"مجمع الزوائد" و"فتح الباري". ومحمد بن سعيد هذا هو: ابن رُمَّانَة.
(2) الفالج: مرضٌ يحدثُ في أحدِ شِقَّيِ البدنِ طولاً فيُبطلُ إحساسَهُ وحركتَهُ، وربما كان في الشِّقين، ويَحدثُ بغتةً. "المصباح المنير" (ف ل ج) .
(3) انظر التعليق على الحديث [14813] في بيان بطلان دعوى استباحة المدينة في عهد يزيد بن معاوية.
(4) القِنُّ: الرقيقُ، يُطلقُ بلفظٍ واحدٍ على الواحدِ وغيرِه، وربما جُمع على "أقنانٍ" و"أَقِنَّة". قال الكسائيُّ: القنُّ: مَن يُملَكُ هو وأبواه. "المصباح المنير" (ق ن ن) . [ص:179]
(5) كذا في الأصل و"تاريخ دمشق"، وفي "مجمع الزوائد": «رجلاً واحدًا» .
وقوله: «إلا رجل واحد» هنا، فيه ثلاثة أوجه: الأوَّل: النصب على الاستثناء، غير أنَّه ورد هنا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وكانت الجادَّةُ: «إلا رجلاً واحدًا» بالألف، وانظر في لغة ربيعة: التعليق على الحديث [13681] .
والثاني: الرفع على الإتباع بدلاً من الضمير الفاعل في قوله «فأجابوه» .
والثالث: الرفع على الابتداءِ، وحُذف الخبرُ، وتقديره: إلا رجلٌ واحدٌ لم يجبه.
والمشهور أنَّ المستثنى في الكلام التامِّ الموجب- كما وقع هنا- واجبُ النصب، لكنْ أفاد أبو حيَّان أنَّ ورود غير المنصوب في ذلك لغةٌ لبعض العرب؛ فإنهم يجعلون الكلامَ التامَّ الموجَبَ والتامَّ غيرَ الموجب متماثلَيْن في الحكم؛ فيجوز فيهما ثلاثة أوجه: إمَّا النصب على الاستثناء، وإمَّا الرفع على الابتداء، وإمَّا الإتباعُ على البدل من المستثنى منه. فمِنْ ذلك: قراءةُ عبد الله وأُبَيٍّ والأعمش: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [البَقَرَة: 249] ، وقولُهُ صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري (6069) في رواية النسفي: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ المُجَاهِرُونَ» .
وانظر: "التبيان" للعكبري (1/85، 199) ، و"شواهد التوضيح" لابن مالك (ص 94-97) ، و"فتح الباري" (4/29) ، و (10/486) ، و"البحر المحيط" لأبي حيان (2/266) ، وانظر "السير الحثيث، إلى الاستشهاد بالحديث" للدكتور محمود فجال (1/246-254) .
(6) أي: مسلم بن عقبة.
(7) في الأصل: «عليه» ، والمثبت من "تاريخ دمشق" و"مجمع الزوائد". [ص:180]
(8) كاعَ عَن الشَّيْءِ يَكاعُ - كخَافَ يَخافُ -: لُغَة ٌ في كَعَّ عنه يَكُعُّ؛ أي: هابَهُ وجَبُنَ عنه. "تاج العروس" (ك وع) .
(9) قولها: «أُوفِيَ» فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بـ «أن» واجبةِ الإضمارِ بعد «أو» التي بمعنى «حتى» . والمعنى: لا أنصرفُ حتى أُوفيَ الله بما وعدتُّه. انظر: "شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك" (2/318-320) .
(10) في الأصل: «أنفه» ، والتصويب من "تاريخ دمشق" و"مجمع الزوائد".(14/178)
14811 - حدثنا عليُّ بن المُبارَكِ الصَّنْعانيُّ، [ثنا زيد بن المبارك] (1) ، قال: أخبرَنا صاحبٌ لنا، قال: أخبرني إبراهيمُ بن [ص:181] إسحاقَ، قال: سمعتُ إسحاقَ بن أبي إسحاقَ، قال: [أنا] (2) حاضرٌ قتلَ ابنِ الزُّبيرِ يومَ قُتل في المسجدِ الحرامِ، جَعَلَتِ الجيوشُ [تدخلُ] (3) من أبوابِ المسجدِ، فكلَّما دخل قومٌ من بابٍ [حمل عليهم وَحدَهُ] (4) حتى يُخرجَهم، فبينا هو على تلك الحالِ إذ جاءت شُرفةٌ من شُرُفاتِ المسجدِ ووقعتْ على رأسِهِ، فصَرعتْه، وهو يَتمثّلُ بهذه الأبياتِ؛ يقولُ (5) :
أَسْمَاءُ [إِنْ قُتِلْتُ] (6) لاَ تَبْكِينِي
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ حَسَبِي وَدِينِي
وَصَارِمٌ [لاَثَتْ] (7) بِهِ يَمِينِي
__________
[14811] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/255-256) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم» ، وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" (12/217) ونسبه للمصنف.
ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/332-333) عن المصنف، به.
ومن طريق أبي نعيم رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/225) .
(1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، واستدركناه من "الحلية"، فقد رواه أبو نعيم من طريق المصنف بهذا الإسناد. ومن طريق أبي نعيم رواه ابن عساكر في [ص:181] "تاريخ دمشق"، إلا أنه سقط منه شيخ الطبراني، ومن عادة الطبراني الرواية بهذا الإسناد: «عليُّ بن المُبارَكِ عن زيد بن المبارك» كما في إسناد الحديثين [14810 و14813] وغيرهما.
(2) في الأصل: «أخبرنا» ، والتصويب من مصادر التخريج. والظاهر أنها كانت «أنا» فظنها الناسخ صيغة تحمل، وإنما هو ضمير المتكلم؛ أي أن إسحاق كان حاضرًا قتل ابن الزبير. وقد نقل الحديث الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/377-378) معلقًا عن إسحاق بن أبي إسحاق قال: حضرتُ قتل ابن الزبير.
(3) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من مصادر التخريج.
(4) في الأصل: «دخلت عليهم وجوه» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(5) الأبيات من مشطور الرجز.
(6) ما بين المعقوفين سقط من الأصل ومن "مجمع الزوائد"، واستدركناه من "الحلية"، وفي "البداية والنهاية": «أسماء أسماء لا تبكيني» ، وفي "تاريخ دمشق": «أسماء يا أسماء لاتبكيني» .
(7) في الأصل: «أدنت» ، وفي "الحلية" و"البداية والنهاية" و"تاريخ دمشق": «لانت» . والمثبت من "مجمع الزوائد" و"سير أعلام النبلاء". واللوث: القوة، وإدارة الشيء؛ لاث الشيءَ لوثًا: أداره. واللوث: اللَّوْذُ؛ لاث به يلوث: لاَذَ. وكلها معانٍ تصلح للبيت. وانظر "تاج العروس" (ل وث) .(14/180)
14812 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن أيوبَ، عن ابن سيرينَ، قال: قال ابن الزُّبيرِ: ما شيءٌ كان يحدِّثُناه كعبٌ (1) إلا قد أتى على ما قالَ، إلا قولَه: «فتَى ثقيفٍ يَقتلُني» ، وهذا رأسُه بين يديَّ، يعني: المختارَ. قال ابن سيرينَ: ولا يشعرُ (2) أنّ أبا محمدٍ قد خُبِّئَ له؛ يعني: الحجّاجَ.
__________
[14812] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/255) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح» .
ورواه معمر في "جامعه" (20755/الملحق بمصنف عبد الرزاق) .
ورواه عبد الرزاق في "الأمالي" (123) .
(1) يعني: كعب الأحبار.
(2) أي: ابنُ الزبير.(14/182)
14813 - حدثنا عليُّ بن المباركِ، قال: ثنا زيدُ بن المباركِ، قال: ثنا عبدُالملكِ بن عبدِالرحمنِ الذِّمَاريُّ، قال: ثنا القاسمُ بن معنٍ، عن هشامِ بن عُروةَ، عن أبيه، قال: لما مات معاويةُ، تَثاقَل عبدُالله بن الزُّبيرِ عن طاعةِ يزيدَ بن معاويةَ، وأَظهر شَتْمَهُ، فبلغ ذلك [ص:183] يزيدَ، فأقسم: لا يُؤتى به إلا مغلولاً، وإلا أَرسل إليه (1) . [فقيل] (2) لابن الزُّبيرِ: ألا نَصنعُ لك أغلالاً من فضةٍ تَلْبَسُ عليها الثوبَ، وتَبَرُّ قَسَمَهُ؛ فالصُّلحُ أجملُ بك؟! قال: فلا أَبَرُّ- واللهِ- قَسَمَهُ، ثم قال (3) :
وَلاَ أَلِينُ لِغَيْرِ الحَقِّ أَسْأَلُهُ ... حَتَّى يَلِينَ لِضِرْسِ المَاضِغِ الحَجَرُ
ثم قال: والله لَضربةٌ بسيفٍ في/ عِزٍّ أحبُّ إليَّ من ضربةٍ [بِسَوْطٍ] (4) في ذلٍّ. ثم دعا إلى نفسِه، وأَظهر الخلافَ ليزيدَ بن معاويةَ، فوَجَّه إليه يزيدُ بن معاويةَ مسلمَ بن عقبةَ المُرِّيَّ في جيشِ أهلِ الشامِ، وأمره بقتالِ أهلِ المدينةِ، فإذا فَرَغَ من ذلك سار إلى مكةَ. [س: 19/أ]
قال: فدخل مسلمُ بن عقبةَ المدينةَ، وهَرب منه بقايا أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وعبث فيها وأسرف في القتلِ (5) ، ثم خرج منها، فلما [ص:184] كان في بعضِ الطريقِ إلى مكةَ مات، واستخلف (6) حُصينَ بن نُميرٍ الكِنْديَّ، وقال له: يا ابن بردعةِ الحمارِ، احْذَرْ [خدائعَ] (7) قريشٍ، ولا تُعامِلْهم إلا [بالثِّقافِ] (8) ، ثم [بالقِطافِ] (9) .
فمضى حُصينٌ حتى ورد مكةَ فقاتل بها ابنَ الزُّبيرِ أيامًا، وضرب ابنُ الزُّبيرِ فُِسْطاطًا في المسجدِ، فكان فيه نساءٌ يَسقين الجرحى [ويُداوينهم] (10) ، ويُطعمْنَ الجائعَ، ويَكتُمْنَ إليهنّ المجروحَ. فقال حُصينٌ: ما يزالُ يخرجُ علينا من ذلك الفُِسْطاطِ أَسدٌ كما (11) يخرجُ من عرينِه، فمن يَكفينيه؟ فقال رجلٌ من أهلِ الشامِ: أنا. فلما جنَّ عليه [ص:185] الليلُ وضع شمعةً في طرفِ رُمحِهِ، ثم ضرب فرسَه، ثم طعن الفُِسطاطَ فالتهب نارًا، والكعبةُ يومئذٍ مُؤزَّرةٌ بالطَّنافِسِ (12) ، وعلى أعلاها [الحِبَرةُ] (13) ، فطارتِ الريحُ باللهبِ على الكعبةِ (14) ، حتى احترقتْ، واحترق فيها يومئذٍ قرنا الكبشِ الذي فُديَ به إسحاقُ (15) .
قال: وبلغ حصينَ بن نميرٍ موتُ يزيدَ بن معاويةَ، فهرب حصينُ ابن نميرٍ. فلما مات يزيدُ بن معاويةَ دعا مروانُ بن الحكمِ إلى نفسِهِ، فأجابه أهلُ حِمْصٍ وأهلُ الأُرْدُنِّ وفلسطينَ، فوَجَّهَ إليه ابنُ الزُّبيرِ الضَّحَّاكَ بن قيسٍ الفِهريَّ في مئةِ ألفٍ، فالتقَوْا بمرجِ راهطٍ، ومروانُ يومئذٍ في خمسةِ آلافٍ من بني أميةَ ومواليهم وأتباعِهم من أهلِ الشامِ، فقال مروانُ لمولًى له- يقال له: كرة-: احمل على أيِّ الطرفين شئتَ، فقال: كيف أحملُ على هؤلاء؟ لكثرتِهم، قال: هم من بين مكرهٍ ومستأجَرٍ، احملْ عليهم لا أمَّ لكَ، فيكفيك الطِّعان الناصع الجندل، هم يكفونكَ أنفسَهم؛ إنما هؤلاء عبيدُ الدينارِ والدرهمِ. [ص:186] فحمل عليهم فهزمهم، وقُتل الضَّحّاكُ بن قيسٍ، وانصدع الجيشُ؛ ففي ذلك يقولُ زُفَرُ بن الحارثِ (16) :
لَعَمْرِي لَقَدْ أَبْقَتْ وَقِيعَةُ رَاهِطٍ ... لِمَرْوَانَ صَرْعَى بَيْنَنَا مُتَنَائِيَا (17)
أَبِيني (18) سِلاَحِي لاَ أَبَا لَكِ إِنَّنِي ... أَرَى الحَرْبَ لاَ يَزْدَادُ (19) إِلاَّ تَمَادِيَا
وَقَدْ يَنْبُتُ المَرْعَى عَلَى دِمَن الثَّرَى ... وَتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كَمَا هِيَا
وفيه يقولُ أيضًا (20) : [ص:187]
أَفِي الحَقِّ أَمَّا بَحْدَلٌ وَابْنُ بَحْدَلٍ (21) ... فَيَحْيَا وَأَمَّا ابْنُ الزُّبَيرِ فَيُقْتَلُ
[كَذَبْتُمْ] (22) وَبَيْتِ الله لاَ تَقْتُلُونَهُ ... وَلَمَّا يَكُنْ يَوْمٌ أَغَرُّ مُحَجَّلُ
وَلَمَّا يَكُنْ لِلْمَشْرَفِيَّةِ فِيكُمُ و ... شُعَاعٌ كَنُورِ الشَّمْسِ حِينَ يُرَجَّلُ (23)
قال: ثم مات مروانُ، فدعا عبدُالملكِ إلى نفسِهِ وقام، فأجابه أهلُ الشامِ، فخطب على المنبرِ وقال: مَن لابن الزُّبيرِ منكم؟ فقال الحجّاجُ: أنا يا أميرَ المؤمنينَ، فأسكته، ثم عاد فأسكته، فقال: أنا يا أميرَ المؤمنين؛ فإني رأيتُ في النومِ أني انتزعتُ جُبتَه فلبستُها. / [س: 19/ب]
فعقد له في الجيشِ إلى مكةَ، حتى وردها على ابن الزُّبيرِ، [فقاتله] (24) بها، فقال ابن الزُّبيرِ لأهلِ مكةَ: احفظوا هذين الجبلينِ؛ فإنكم لن تزالوا بخيرٍ أعزةً ما لم يَظهروا عليهما. قال: فلم يَلْبَثُوا أنْ ظهر الحجّاجُ ومَن معه على "أبي قبيسٍ"، ونصب عليه المنجنيقَ، فكان يرمي به ابنَ الزُّبيرِ ومَن معه في المسجدِ.
فلمّا كان الغداةُ (25) التي قُتل فيها ابن الزُّبيرِ دخل ابن الزُّبيرِ على [ص:188] أمِّه أسماءَ بنت أبي بكرٍ، وهي يومئذٍ ابنةُ مئةِ سنةً لم يَسقُطْ لها سنٌّ، ولم يَفسَدْ لها بصرٌ، فقالت لابنِها: يا عبدَالله، ما فعلتَ في حربِكَ؟ قال: بلغوا مكانَ كذا وكذا. قال: وضحك ابن الزُّبيرِ، فقال: إنّ في الموتِ لراحةً، فقالت: يا بُنيَّ، لعلَّكَ تَتمنّاه لي! ما أحبُّ أنْ أموتَ حتى آتيَ على أحدِ طرفَيْكَ: إما أنْ تملكَ؛ فتقرَّ ُبذلك عيني، وإمَّا أنْ تُقتلَ؛ فأَحتسبَُكَ. قال: فودَّعها، فقالت له: يا بُنيَّ، إياكَ أن تعطيَ خَصلةً من دينِكَ مخافةَ القتلِ.
وخرج عنها فدخل المسجدَ، وقد جَعل مِصْراعَينِ على الحجرِ الأسودِ يَتقي أنْ يصيبَه المنجنيقُ. وأتى ابنَ الزُّبيرِ آتٍ وهو جالسٌ عندَ الحجرِ فقال له: أَلاَ نفتحُ لك الكعبةَ فتصعدَ فيها؟! فنظر إليه عبدُالله ثم قال له: مِن كلِّ شيءٍ تحفظُ أخاك إلا مِن نَفسِهِ- يعني: من أَجَلِهِ- وهل للكعبةِ حرمةٌ ليست لهذا المكانِ؟! والله لو وجدوكم متعلِّقين بأستارِ الكعبةِ لقَتَلوكم! فقيل له: ألا تُكلِّمُهم في الصلحِ؟ فقال: أَوَحينُ صُلحٍ هذا؟! والله لو وجدوكم في جَوفِها لذبحوكم جميعًا! ثم أنشأ يقولُ (26) :
وَلَسْتُ بِمُبْتَاعِ الحَيَاةِ بِسُبَّةٍ ... [وَلاَ مُرْتَقٍ] (27) مِنْ خَشْيَةِ المَوْتِ سُلَّمَا [ص:189]
أُنَافِسُ سهما انه غَيْرَ بَارِحٍ (28) ... مُلاَقِي المَنَايَا أَيَّ صَرْفٍ تَيَمَّمَا
ثم أقبل على [آلِ] (29) الزُّبيرِ يَعِظُهم، ويقولُ: ليُكِنَّ أَحدُكم سيفَهُ كما يُكِنُّ وجهَه، لا يُنَكِّسْ سَيفَه فيدفعَ عن نفسِهِ بيدِهِ [كأنه امرأةٌ] (30) ، والله ما لقيتُ زحفًا قطُّ إلا في الرعيلِ الأولِ، وما أَلِمْتُ جُرْحًا قط إلا أن آلمَ الدواءَ.
قال: فبينما هم كذلك، إذ دخل عليهم نفرٌ من بابِ بني جُمَحٍ [فيهم أَسودُ] (31) ، فقال: مَن هؤلاء؟ قيل: أهلُ حِمْصٍ، فحمل عليهم ومعه سيفانِ، فأولُ من لقيه الأسودُ، فضربه بسيفِهِ حتى أطنَّ رِجلَه، فقال الأسودُ: أخّ (32) ! يا ابن الزَّانيةِ! فقال له ابن الزُّبيرِ: اخسأْ يا ابن حامٍ! أسماءُ زانيةٌ؟! ثم أخرجهم من المسجدِ، وانصرف، [فإذا بقومٍ قد دخلوا من بابِ بني سهمٍ، فقال: مَن هؤلاء؟ فقيل: أهلُ الأُرْدُنِّ، فحمل عليهم وهو يقولُ: [ص:190]
لاَ عَهْدَ لِي بِغَارَةٍ مِثْلِ السَّيْلْ
لا يَنْجَلِي غُبَارُها حَتَّى اللَّيْلْ
فأخرجهم من المسجدِ] (33) ، فإذا بقومٍ قد دخلوا من بابِ بني مخزومٍ، فحمل عليهم، وهو يقولُ (34) :
لَوْ كَانَ قِرْنِي (35) وَاحِدًا كَفَيْتُهُ
قال: وعلى ظهرِ المسجدِ مِن أعوانِهِ مَن يَرمي عدوَّهُ بالآجُرِّ وغيرِه، فحمل عليهم، فأَصابتْه آجُرّةٌ في مَفْرَِقِهِ حتى فلقتْ رأسَهُ، فوقف قائمًا وهو يقولُ (36) :
وَلَسْنَا عَلَى الأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا ... وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدَِّمَا
قال: ثم وقع، فأكبَّ عليه مُواليَانِ (37) له وهما يقولان (38) :
العَبْدُ يَحْمِي رَبَّهُ وَيَحْتَمِي
قال: ثم سِيرَ إليه فحُزَّ رأسُهُ.
__________
[14813] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/252-255) ، ثم قال: «رواه الطبراني، وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري؛ وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (1/331) ، وفي "معرفة الصحابة" (4144) من طريق المصنِّف مختصرًا، ومن طريق أبي نعيم رواه ابن عساكر (28/229) .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/550) عن محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني، عن علي بن المبارك الصنعاني، عن عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، به، ولم يذكر في إسناده: «زيد بن المبارك» .
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (1652) من طريق مهدي بن أبي المهدي، عن عبد الملك الذماري، به.
ورواه ابن أبي شيبة (26481 و38332) مختصرًا، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/333) ، وفي "معرفة الصحابة" (4142) مختصرًا؛ من طريق عبد العزيز بن معاوية؛ كلاهما (ابن أبي شيبة، وعبد العزيز) عن جعفر بن عون، عن هشام بن عروة، به، إلا أن ابن أبي شيبة لم يذكر «عروة» في إسناده. [ص:183]
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (585) ، والحاكم في "المستدرك" (3/550) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/209) ؛ من طريق شعيب بن إسحاق، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص 400-401) من طريق عبد الله بن الأجلح؛ كلاهما (شعيب، وعبد الله) عن هشام بن عروة، به، وتصحف «شعيب بن إسحاق» في "المستدرك" إلى: «سعيد بن أبي إسحاق السبيعي» .
(1) أي: أرسل إليه مَن يأتي به عنوة. وفيه حذف المفعول به، لفهمه من السياق. وانظر التعليق على الحديث [14843] .
(2) في الأصل: «فتيل» ، والمثبت من مصادر التخريج.
(3) البيت من بحر البسيط.
(4) في الأصل: «بسيف» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(5) كذا ورد في هذه الرواية الضعيفة، وأسوأ منها: ما ذكرته بعض المصادر التاريخية في قصة إرسال مسلم بن عقبة إلى المدينة، ومحاربته لأهلها الذين خلعوا بيعة يزيد: أن مسلم بن عقبة أباح المدينة لجنوده ثلاثة أيام؛ يقتلون، وينهبون، ويفجرون بالنساء، وهذا خبر كذب ليس له سند يثبت به، وإنما يرويه الأخباريون التالفون [ص:184] الهلكى؛ أمثال أبي مخنف لوط بن يحيى، وحاشا أهل ذلك العصر الذي هو خير القرون أن يقع بينهم مثل هذا الحدث العظيم وينتهي هكذا! ولو حصل مثل هذا الحدثِ لوجدنا الأسانيد تصيح به، ولا يبقى نقله محصورًا في أبي مخنف خسفه الله في قعر جهنم. وقد أتى الدكتور الفاضل حمد بن محمد العريفان على هذه الحادثة، وهدم بناءها من أساسه، وبيَّن بطلانها في كتاب طبع عام 1403هـ بمكتبة ابن تيمية بالكويت؛ بعنوان: "إباحة المدينة وحريق الكعبة في عهد يزيد، بين المصادر القديمة والحديثة"، فليراجعه من شاء.
(6) من قوله: «فوجَّه إليه يزيدُ بن معاوية مسلمَ بن عقبة ... » إلى هنا، ليس في "الحلية"، وفيها: «فبعث إليه يزيد حصين بن نمير الكندي ... » إلخ.
(7) في الأصل: «مدافع» ، والتصويب من "الحلية" و"تاريخ دمشق".
(8) في الأصل: «بالنقاف» ، والمثبت من مصادر التخريج. والثقاف: ما تسوّى به الرماح والقِسي، وهي حديدة - وقيل: خشبة قوية - تكون مع القَّوَّاس والرَّمَّاح يقوِّم بها الشيء المعوجَّ. انظر: "تاج العروس" (ث ق ف) .
(9) في الأصل: «بالقطان» غير منقوطة النون، والمثبت من مصادر التخريج. ومعنى قوله: «لا تعاملهم إلا بالثقاف ثم بالقطاف» أي: لا تعاملهم إلا بالشدّة، ثم بالقتل. وروي عن الحجاج أنه قال في خطبته: «إني أرى رؤوسًا قد أينعت وحان قطافها» ؛ قال الخليل في "العين" (5/105) : «والقَطْف: قَطْفُك العنب وغيره. وكل شيء تقطفه عن شيءٍ فقد قطفتَه، حتى الجراد تقطِفُ رؤوسها ... والقِطَاف: اسم وقت القطف» ثم ذكر قول الحجاج في خطبته.
(10) في الأصل: «ويداويهم» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(11) في "مجمع الزوائد" و"تاريخ دمشق" وبقية المصادر: «كأنما» . [ص:185]
(12) الطنافس: جمع طنفسة، وهي البساط الذي له خمل رقيق. انظر: "المصباح المنير" (ط ن ف س) .
(13) في الأصل: «الحمرة» ، وفي "المستدرك: «الجرة» . والتصويب من "مجمع الزوائد" و"تاريخ دمشق". والحِبَرة: بُرُد يمانية، مَوْشية مخططة، قيل: لونها أخضر. وهي من التحبير؛ وهو التحسين. والجمع: حِبَر؛ كعِنَبة وعِنَب. "مشارق الأنوار" (1/175) ، و"فتح الباري" (10/277) ، و"تاج العروس" (ح ب ر) .
(14) لم يثبت أن أهل الشام أحرقوا الكعبة، وإنما جاء هذا في هذا الحديث الضعيف، وانظر ما كتبه الدكتور حمد العريفان في كتابه الذي تقدمت الإشارة إليه في الصفحة السابقة.
(15) كذا في الأصل، وكذا في مصادر التخريج. والأرجح أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام؛ قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ *} [الصَّافات: 107] : «وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الذبيح هو إسحاق، وحكي ذلك عن طائفة [ص:186] من السلف حتى نقل عن بعض الصحابة أيضًا، وليس ذلك في كتاب ولا سنة، وما أظن ذلك تُلُقي إلا عن أحبار أهل الكتاب، وأُخذ ذلك مسلَّمًا من غير حجة، وهذا كتاب الله شاهد ومرشد إلى أنه إسماعيل، فإنه ذكر البشارة بالغلام الحليم في الآيات [101-111] من سورة الصافات، وذكر أنه الذبيح، ثم قال بعد ذلك: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ *} [الصَّافات: 112] ... » إلى آخر ما قال. ثم أورد رحمه الله أدلة من قال: إنه إسحاق، ومن قال: إنه إسماعيل، ثم قال: «وهو الصحيح المقطوع به» . انظر "تفسير ابن كثير" سورة الصافات.
(16) الأبيات من بحر الطويل.
(17) كذا في الأصل و"مجمع الزوائد"، والشطر في "تاريخ دمشق": «لمروان صدعًا بينًا متنائيا» ، ومثله في "أخبار مكة"، إلا أنه قال: «متباينا» . وفي "المستدرك": «لمروان صرعى واقعات وسابيا» ، وليست الأبيات في "الحلية".
(18) في "مجمع الزوائد": «أتنسى» ، وفي "المستدرك": «أمضي» ، وليس البيت في "أخبار مكة".
(19) كذا في الأصل و"المستدرك" و"تاريخ دمشق"، والجادة: «لا تزداد» كما في "مجمع الزوائد". وما في الأصل يتوجه على أن تأنيث الفعل هنا غير واجب، وانظر التعليق على الحديث [14647] .
ويتوجه أيضًا بالحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ حمل «الحرب» على معنى «القتال» كأنه قال: «أرى القتال لا يزداد إلا تماديًا» ، وانظر في الحمل على المعنى: التعليق على الحديث [13666] .
(20) الأبيات من بحر الطويل. [ص:187]
(21) بحدل هو: ابن أُنيف من بني حارثة بن جناب الكلبي جدُّ يزيد بن معاوية، أبو أمه ميسون بنت بحدل. ومن ولده حسان بن مالك بن بحدل الذي شد الخلافة لمروان. وانظر: "تاريخ مدينة دمشق" (12/448) .
(22) في الأصل: «تحدهم» ، والمثبت من مصادر التخريج.
(23) كذا في الأصل، بالياء، وفي مصادر التخريج: «ترجل» . والمراد: أنه يرتفع نورها؛ شبهه بارتفاع الرجل عن الصِّبا إلى الرجولة. ومنه: ترجَّل النهار. انظر: "النهاية" (2/203) ، و"تاج العروس" (ر ج ل) .
(24) في الأصل: «فقاتلو» .
(25) كذا في الأصل وأكثر مصادر التخريج، والجادة: «كانت الغداةُ» ؛ كما في [ص:188] "مجمع الزوائد"، وما في الأصل عربي جائز، تقدم التعليق على نحوه في الحديث [14327] . و «كان» هنا تامة، و «الغداة» فاعلٌ.
(26) البيتان من بحر الطويل.
(27) في الأصل: «الا موتق» غير منقوطة التاء، والتصويب من مصادر التخريج. [ص:189]
(28) كذا في الأصل، وكذا في جميع مصادر التخريج التي ذكرت البيت، غير "أخبار مكة" ففيه: «أنا لاَبنُ أسما إنه غير نازحٍ» ، وسقط «سهما» من "المستدرك". والبيتان تمثلهما ابن الزبير رضي الله عنه، وغيَّر فيهما، وأصلهما من قصيدة للحُصين بن الحُمَام المُرِّي في "المفضليات" (ص 64-69) ، وهما:
أَبَى لاِبنِ سَلْمى أنه غيرُ خالدٍ ... ملاقي المنايا أي صرفٍ تَيَمَّمَا
فلستُ بمبتاعِ الحياةِ بسُبَّةٍ ... ولا مبتغٍ من رهبةِ الموتِ سُلَّمَا
(29) في الأصل: «ابن» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(30) في الأصل: «غاية أمره» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(31) ما بين المعقوفين ليس في الأصل و"الحلية"، واستدركناه من "مجمع الزوائد" و"تاريخ دمشق"، و"أخبار مكة". وسيأتي في السطر التالي بلام العهد: «الأسود» .
(32) «أخّ» كلمة تكَرُّهٍ وتوجُّع وتأوُّه. "تاج العروس" (أخ خ) . [ص:190]
(33) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من "مجمع الزوائد" ومن مصادر التخريج، غير "الحلية" و"أخبار مكة". ولعله سقط بسبب انتقال النظر.
(34) من الرجز، وهو لدويد بن زيد بن نهد؛ كما في "طبقات فحول الشعراء" (1/31) ، و"القاموس المحيط" (د ود) ؛ وفيهما أنه قال وهو يُحتضر:
اليَوْمَ يُبْنَى لِدُوَيْدٍ بَيْتُهُ
لَوْ كَانَ للدَّهْرِ بِلًى أَبْلَيْتُهُ
أَو كَانَ قِرْنِي واحدًا كَفَيتُهُ
(35) القِرْن: الكُفْء والنظير. "تاج العروس" (ق ر ن) .
(36) من بحر الطويل. والبيت للحُصَين بن الحُمَامِ المُرِّيِّ؛ كما في "الحماسة المغربية" (1/611-612) ، ويقال في آخره: «الدِّمَا» و «الدَّمَا» .
(37) كذا في الأصل بهذا الضبط، وفي مصادر التخريج التي ذكرت هذه العبارة: «موليان» .
(38) من الرَّجَز.(14/182)
14814 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: ثنا مسلمُ بن إبراهيمَ، قال: ثنا الأسودُ/ بن شيبانَ، قال: حدثني أبو نوفلِ بن أبي عقربٍ [س: 20/أ] العُرَيجيُّ، قال: صَلَب الحجَّاجُ بن يوسفَ عبدَالله بن الزُّبيرِ على عقبةِ المدينةِ؛ ليُرِيَ ذلك قريشًا، فلما أنْ نفروا جعلوا يمرون فلا يقفون عليه، حتى مر عبدُالله بن عمرَ، فوقف عليه فقال: السلامُ عليك أبا خبيبٍ- قالها ثلاثَ مراتٍ- ثم قال: نهيتُكَ [عن] (1) ذا- قالها ثلاثَ مراتٍ- لقد كنتَ صَوّامًا قَوّامًا، تصلُ الرَّحِمَ. فبلغ ذلك الحجّاجَ- موقف عبدِالله بن عمرَ- فاستَنزلَهُ فرمى به في قبورِ اليهودِ، وبعث إلى أسماءَ بنت أبي بكرٍ أنْ تأتيَهُ، وقد ذهب بصرُها، فأبتْ فأرسلَ إليها: [ص:192] لتَجِيئِنّ أو لأبعثنّ إليكِ مَن يَسحَبُكِ بقُرونِكِ. قالت: والله لا آتيكَ حتى ترسلَ إليَّ مَن يَسحَبُني بقُروني. فأتى رسولُه فأخبره فقال: يا غلامُ، ناولْني سِبْتِيّتَيَّ (2) . فناوله نعليه، فقام وهو يَتوقَّدُ حتى أتاها، فقال لها: كيف رأيتِ اللهَ صَنَع بعدوِّ اللهِ؟ قالت: رأيتُكَ أفسدتَّ عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتَكَ، وأمّا ما كنتَ تُعيِّرُهُ بذاتِ النِّطاقينِ، أجلْ، لقد كان لي نطاقان: نِطاقٌ غُطِّيَ به طعامُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من النملِ، ونطاقي الآخرُ لابدَّ للنِّساءِ منه، وقد سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ فِي ثَقِيفٍ مُبِيرًا وَكَذَّابًا» ، فأمَّا الكذّابُ فقد رأيناه، وأما المبيرُ فأنت ذاك. قال: فخرج.
__________
[14814] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/256) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح» .
وسيأتي عند المصنف (24/رقم 274) بهذا الإسناد، وفي (24/رقم 275) من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن الأسود بن شيبان، به.
ورواه الحاكم (3/553) عن أبي بكر بن إسحاق، وابن شاذان في "مشيخته الصغرى" (30) عن أبي علي حامد بن محمد الهروي؛ كلاهما (أبو بكر، وأبو علي) عن علي بن عبد العزيز، به.
ورواه الطيالسي (1746) عن الأسود بن شيبان، به.
ورواه مسلم (2545) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/485-486) ؛ من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، والدينوري في "المجالسة" (3316) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (69/23) ، وابن الجوزي في "المنتظم" (6/138-139) ؛ من طريق يزيد بن هارون، وابن الأعرابي في "معجمه" (1486) من طريق غسان بن عبيد، وابن الجوزي في "المنتظم" (6/138-139) من طريق عفان بن مسلم وأبي عامر العقدي؛ جميعهم (يعقوب الحضرمي، ويزيد بن هارون، وغسان، وعفان، وأبو عامر) عن الأسود بن شيبان، به، إلا أنه تصحف في "المنتظم" لابن الجوزي «الأسود بن شيبان» إلى «الأسود بن سفيان» . وانظر الأحاديث التالية.
(1) في الأصل: «غير» ، والمثبت من الموضع السابق من "المعجم الكبير" للمصنف. [ص:192]
(2) السِّبْتِيَّة: النعال المتخذة من جلود البقر المدبوغة. وقيل: كل جلدٍ مدبوغ فهو سبت. "مشارق الأنوار" (2/203) ، و"تاج العروس" (س ب ت) .(14/191)
14815 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: ثنا أحمدُ بن يونسَ، قال: ثنا [أبو المُحَيّاةِ] (1) ، عن أبيه، قال: قدمتُ مكةَ بعد ما صُلب-أو قُتل- ابنُ الزُّبيرِ بثلاثةِ أيامٍ، فكلَّمتْ أمُّه أسماءُ بنت أبي بكرٍ [ص:193] الحَجّاجَ فقالت: أَمَا آن لهذا الراكبِ أنْ ينزلَ؟ قال: المنافِقُ؟! قالت: لا واللهِ، ما كان بمنافقٍ؛ فلقد كان صَوّامًا قَوّامًا. قال: اسكتي؛ فإنّكِ عجوزٌ قد خَرِفْتِ، قالت: ما خَرِفْتُ منذُ سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ» ، فأما الكذابُ فقد رأيناه- يعني (2) : المختار- وأما المبيرُ فأنتَ.
__________
(1) في الأصل: «ابن المختار» ، والتصويب من مصادر التخريج. وهو: يحيى بن يعلى ابن حرملة التيمي.
[14815] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/256) ، وقال: «رواه الطبراني، وأبو المحياة وأبوه لم أعرفهما» . وسيأتي عند المصنف (24/رقم 272) بهذا الإسناد، مقرونًا برواية عبيد بن غنام، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي المحياة يحيى بن يعلى بن حرملة، به.
ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (1/196-197) عن الحسين بن عمر، وأبو نعيم في "الحلية" (1/333-334) من طريق أبي حصين الوادعي، وابن عساكر (28/242-243) من طريق السري بن يحيى؛ جميعهم (الحسين، [ص:193] وأبو حصين، والسري) عن أحمد بن يونس، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (579) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (2/540) ؛ من طريق ابن أبي شيبة، عن أبي المحياة، به.
وسيأتي عند المصنف (24/رقم 273) عن أحمد بن عمرو الخلال، عن محمد بن أبي عمر العدني، عن سفيان بن عيينة، عن أبي المحياة، به. وخالفه الفاكهي كما في "أخبار مكة" (1674) ، فرواه عن محمد بن أبي عمر العدني، عن سفيان بن عيينة، عن أبي المحياة، عن أمه، قالت: لما قَتَل الحجاج ... فذكره.
وتابع الفاكهي على هذا الوجه الحميدي فقد روى هذا الحديث في "مسنده" (328) عن سفيان بن عيينة، عن أبي المحياة، عن أمه.
ورواه عن الحميدي على هذا الوجه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/481-482) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (2/540-541) .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/416) عن الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن أبي المحياة، عن أبيه، به. وانظر الحديث السابق، والحديثين التاليين.
(2) كذا في الأصل، والجادة: «تعني» . وما في الأصل قد يريد به «يعني الراوي» والمراد بالراوي: أسماء رضي الله عنها؛ وهو من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث. وانظر التعليق على الحديث [13666] .(14/192)
14816 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: ثنا داودُ بن عمرٍو [ص:194] الضَّبّيُّ، قال: ثنا إسماعيلُ بن زكريّا، عن يزيدَ بن أبي زيادٍ، عن قيسِ ابن الأحنفِ الثقفيِّ، عن القاسمِ بن محمدٍ، قال: جاءت أسماءُ بنت أبي بكرٍ مع جوارِي (1) لها، وقد ذهب بصرُها، فقالت: أين الحجّاجُ؟ قلنا: ليس ههنا، قالت: فمُروه فليَأْمُرْ لنا بهذه العظامِ؛ فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن المُثْلةِ. قلنا: إذا جاء قلنا له، قالت: إذا جاء فأخبروه أني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا» .
__________
[14816] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/256) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه يزيد بن أبي زياد؛ والأكثر على ضعفه، وبقية رجاله ثقات» .
وسيأتي عند المصنف (24/رقم 271) بهذا الإسناد.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (2/57) عن المصنف، به. [ص:194]
ورواه ابن عساكر (49/194- 195) من طريق عبد الله بن محمد البغوي، عن داود ابن عمرو الضبي، به.
ورواه ابن أبي شيبة - كما في "نصب الراية" (3/119) - وبحشل في "تاريخ واسط" (ص73) ؛ من طريق محمد بن صباح، عن إسماعيل بن زكريا، به. وتحرف «قيس» في "تاريخ واسط" إلى: «قريش» .
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (8/254) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (582) ، وابن البختري في "مجموع فيه مصنفاته" (756) ؛ من طريق أبي عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، به.
وسيأتي عند المصنف (24/رقم 283) من طريق إسحاق بن راهويه - وهو في "مسنده" (2233) - عن جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن قيس بن الأحنفِ، عن أسماء، به، ولم يذكر في إسناده: «القاسمِ بن محمد» .
وانظر الحديثين السابقين، والحديث التالي.
(1) كذا في الأصل، والأولى: «جوارٍ» بحذف الياء، وإثباتُها عربي صحيح، وانظر التعليق على نحوه في الحديث [13801] .(14/193)
14817 - حدثنا عمرُو بن أبي الطاهرِ بن السَّرْحِ المصريُّ، قال: ثنا أبو زيدِ بن أبي [الغمرِ] (1) ، قال: ثنا ضِمَامُ بن إسماعيلَ، عن عقيلِ بن خالدٍ؛ أنّ أباه كان مع الحجّاجِ لما قَتل ابنَ الزُّبيرِ، فبعثه إلى أسماءَ بنت أبي بكرٍ فقال له: قلْ لها: يقولُ لك الحجّاجُ: اعزلي ما كان لكِ من مالٍ عن مالِ عبدِالله بن الزُّبيرِ. فقالت: أَفَعَلَها بابن أسماءَ؟! سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الحَيِّ (2) [مِنْ ثَقِيفٍ رَجُلاَنِ: أَحَدُهُمَا يَكْذِبُ، وَالآخَرُ مُبِيرٌ» ، فأما الكَذَّابُ فقد عرفناه، وما أحسبُه إلا المبيرَ. فرجعتُ إليه فأخبرتُه، فلم يَكْرَهْ ذلك] .
__________
[ص:194]
[14817] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/256-257) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر؛ ولم أعرفه» .
وسيأتي عند المصنف (24/ رقم 259) بهذا الإسناد، وقرن شيخه هنا بأبي الزنباع روح بن الفرج.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (580) من طريق محمد بن خلاد الإسكندراني، عن ضمام بن إسماعيل، به، مختصرًا. [ص:195]
(1) في الأصل: «القاسم» ، والتصويب من الموضع الثاني عند المصنف و"مجمع الزوائد".
(2) إلى هنا انتهت نسخة باريس، لكن قوله: «الحي» ليست في الأصل، وإنما هي تعقيبة ثبتت في أسفل الورقة للدلالة على أول كلمة في الورقة بعدها، وسقط من هذه النسخة بقية مسند عبد الله بن الزبير، وجاء فيها بعد هذا الموضع قطعة من مسند النعمان بن بشير، وأكملنا النص من رواية المصنف له من هذا الطريق في مسند أسماء رضي الله عنها من "المعجم الكبير" كما سبق في التخريج، وانظر التعليق التالي.(14/195)
[عامر بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن أبيه] (1)
14818 -[حدثنا عُمرُ بن عبد العزيزِ بن مقلاصٍ المصريُّ] (2) ، / قال: حدثني أبي، قال: دثنا ابن وهبٍ، قال: دثني عبدُالله بن الأسودِ، عن عامرِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن أبيه؛ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَعْلِنُوا النِّكَاحَ» .
[ظ: 204/ب]
__________
(1) الترجمة ضمن الأوراق الساقطة من الأصل، والأحاديث الآتية من رواية عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه؛ فجعلناها على غرار الترجمة الآتية المذكورة في الأصل، وهي: «عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه» .
[14818] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/289) ، وقال: «رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/306) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (4/5 رقم 16130) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" في الموضع نفسه، وأبو نعيم في "الحلية " (8/328) ؛ من طريق هارون بن معروف، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/243) عن زيد بن بشر وأبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، والبزار (2214) عن عبد الله بن أبي رجاء، وابن حبان (4066) من طريق حرملة بن يحيى، والمصنف في "الأوسط" (5145) من طريق خالد بن خداش، والحاكم في "المستدرك" (2/183) من طريق محمد بن عبد الله ابن عبد الحكم، وأبو نعيم في "الحلية" (8/328) من طريق أبي همام؛ جميعهم (هارون بن معروف، وزيد بن بشر، وأبو الطاهر، وعبد الله بن أبي رجاء، وحرملة ابن يحيى، وخالد بن خداش، وابن عبد الحكم، وأبو همام) عن ابن وهب، به.
وزاد البزار: «واضربوا عليه بالغربال» ؛ يعني: الدف. قال المصنف في "الأوسط": «لا يروى هذا الحديث عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب» .
(2) ما بين المعقوفين ضمن الأوراق الساقطة، وتبدأ نسخة المكتبة الظاهرية من قوله هنا: «قال: حدثني أبي» ، فاستدركنا ما بين المعقوفين من الموضع السابق من "المختارة" للضياء المقدسي؛ حيث رواه من طريق الطبراني.
وجاء في "جامع المسانيد" (4/30/ابن دهيش) ، و (5453/قلعجي) حديث نقله ابن كثير عن المصنف من رواية عامر بن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه، وهو من أحاديث "المعجم الكبير" كما في "مجمع الزوائد" للهيثمي (8/270) ، قال [ص:197] ابن كثير: «قال الطبراني: حدثنا دُرَّانُ بن سُفيانَ القطانُ البصريُّ، حدثنا موسى ابن إسماعيلَ، حدثنا الهُنَيْدُ بن القاسمِ بن عبدِالرحمنِ بن ماعزٍ: سمعتُ عامرَ بن عبدِالله ابن الزُّبيرِ يُحدِّثُ؛ أنّ أباه حدّثه أنه أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يحتجمُ، فلما فرغ قال: «يَا عبدَالله، اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فَأَهْرِقْهُ حَيْثُ لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ» ، فلما برزتُ عمدت إلى الدَّمِ فَحَسَوْتُه، فلما رجعتُ قال: «مَا صَنَعْتَ يَا عبدَالله؟» قلتُ: جعلتُه في مكانٍ ظننتُ أنه لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ من الناسِ، قال: «فَلَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ؟!» قلتُ: نعم، قال: «وَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تَشْرَبَ الدَّمَ؟! وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ! وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ!» .
وقد رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/329-330) ، وفي "معرفة الصحابة" (3/1652 رقم 4151) ، والضياء في "المختارة" (267) ؛ من طريق المصنِّف، بهذا الإسناد، واللفظ متقارب.
وهذا الحديث أخرجه البزار (2210) ، وأبو يعلى- كما في "المطالب العالية" (3821) - والحاكم (3/554) ، والبيهقي (7/67) ؛ جميعهم من طريق موسى بن إسماعيل، عن هنيد بن القاسم، عن عامر، به.
وقد ذكر ابن كثير في "جامع المسانيد" أيضًا بعد ذلك الحديث حديثين آخرين من رواية عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه، وعزاهما للطبراني من طريق ابن لهيعة؛ قال ابن كثير: «حديث آخر: رواه الطبراني من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن الحارث، عن عامر، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ مَنْ يَطْلُعُ مِنْ هَذَا البَابِ في النَّارِ» فطلع فلان.
حديث آخر: ومن حديث ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عامر، عن أبيه: «مَثَلِي ومَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي كَمَثَلِ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ في مَِزْبَلَةٍ» .
والحديث الأول ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/112) وقال: «رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف» . والحديث الثاني ذكره أيضًا الهيثمي في "المجمع" (8/2162) وقال: «رواه الطبراني وهو منكر، والظاهر أنه من قول ابن الزبير إن صحَّ عنه؛ فإن فيه ابن لهيعة، ومَن لم أعرفه» . وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (32128) وعزاه لعبد الرزاق عن عبد الله بن الزبير.(14/196)
14819 - حدثنا الحسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَرِيُّ، قال: دثنا [ص:198][حامدُ] (1) بن يحيى البلخيُّ، قال: دثنا سفيانُ (2) ، عن زيادِ بن سعدٍ، عن عامرِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن أبيه؛ قال: كان اسمُ أبي بكرٍ: «عبدَالله بن عثمانَ» ، فسماه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَتِيقً (3) مِنَ النَّارِ.
__________
[14819] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (4/31/ابن دهيش) عن المصنف من طريق زياد بن سعد، به، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/40) ، وقال: «رواه البزار والطبراني بنحوه، ورجالهما ثقات» .
وتقدم عند المصنف (1/رقم 7) بهذا الإسناد. [ص:198]
ورواه الضياء في "المختارة" (9/306-307) من طريق المصنف، به.
ورواه البزار (2213) عن محمد بن الوليد الكرخي، والدولابي في "الكنى والأسماء" (40) عن إبراهيم بن أبي داود الأسدي، و (43) عن علي بن عبد الرحمن ابن المغيرة، وابن الأعرابي في "معجمه" (409) عن محمد بن عبد الملك الدقيقي، وابن حبان (6864) عن إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي وعمر بن سعيد ابن سنان، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/186) عن موسى بن هارون بن سعيد، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (36/262) من طريق أبي جعفر أحمد بن عمرو الفارسي، وابن عساكر (30/9) ، والضياء في "المختارة" (9/ رقم 265) ؛ من طريق جنيد بن حكيم؛ جميعهم (محمد بن الوليد، وإبراهيم بن أبي داود، وعلي بن عبد الرحمن، والدقيقي، وإبراهيم بن أبي أمية، وعمر بن سعيد، وموسى بن هارون، وأبو جعفر، وجنيد) عن حامد بن يحيى، به، إلا أن جنيد بن حكيم قال: «ثنا حامد بن يحيى، عن سفيان، عن ابن عجلان وزياد بن سعد أو أحدهما، عن عامر بن عبد الله» .
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (8 و17) عن رجل من أصحابه، عن حامد بن يحيى، عن سفيان، عن زياد بن سعد، عن ابن عجلان، عن عامر بن عبد الله، به. وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (2668) .
(1) في الأصل: «سلمة» ، والتصويب من "المختارة" للضياء ومصادر التخريج.
(2) هو: ابن عيينة.
(3) كذا في الأصل. وفي الموضع السابق من "المعجم الكبير" و"المختارة": «عتيقًا» وهو الجادة. وما في الأصل يتوجه على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، المتقدم التعليق عليها في الحديث [13681] .(14/197)
14820 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبلٍ، والحسينُ بن إسحاقَ، قالا: دثنا محمودُ بن غَيلانَ، قال: دثنا بشرُ بن السريِّ، [ص:199] قال: دثنا مصعبُ بن ثابتٍ، عن عمِّه عامرِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن أبيه، قال: نزلتْ في أبي بكرِ الصِّدِّيقِ: {إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَْعْلَى *وَلَسَوْفَ يَرْضَى *} (1) .
__________
[14820] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (4/31/ابن دهيش) عن المصنف من طريق مصعب بن ثابت، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/50-51) ، [ص:199] وقال: «رواه الطبراني، وفيه مصعب بن ثابت؛ وثقه ابن حبان وغيره، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه البزار (2209) قال: حدثنا بعض أصحابنا، عن بشر بن السري، به.
ورواه الطبري في "تفسيره" (24/479) من طريق هارون بن معروف، والآجري في "الشريعة" (1289) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/71) ؛ من طريق محمود ابن آدم، وابن عدي في "الكامل" (6/361) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/71) ؛ من طريق أحمد بن بكار، وابن عساكر (30/70) من طريق أبي بكر الحميدي؛ جميعهم (هارون، ومحمود، وأحمد، والحميدي) عن بشر بن السري، به.
(1) الآيات من سورة الليل.(14/198)
14821 - حدثنا عَبدانُ بن أحمدَ، قال: دثنا أيوبُ بن محمدٍ [ص:200][الوَزّانُ، قال] (1) : دثنا حجّاجُ بن محمدٍ، عن ابن جُريجٍ، قال: أخبرني زيادُ بن سعدٍ، عن محمد بن عَجلانَ، عن عامرِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن أبيه؛ أنّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُشيرُ بإصبعِهِ إذا دعا، لا يُحرِّكُها.
قال ابن جُريجٍ: وزاد عمرُو بن دينارٍ؛ قال: أخبرني عامرُ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن أبيه؛ أنّه رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يدعو كذلك؛ ويَتحاملُ بيدِهِ اليُسرى على رِجلِهِ اليُسرى.
__________
[14821] رواه النسائي (1270) عن أيوب بن محمد الوزَّان، به.
ورواه أبو داود (989) عن إبراهيم بن الحسن المصيصي، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (589) عن علي بن ميمون العطار، والبزار (2205) ، والبيهقي (2/131) ؛ من طريق الفضل بن يعقوب الرخامي، وأبو عوانة (2019) ، والمصنف في "الدعاء" (638) ؛ عن هلال بن العلاء، وأبو عوانة (2016 و2019) عن يوسف بن مسلم؛ جميعهم (إبراهيم، وعلي، والفضل، وهلال، ويوسف) عن حجاج بن محمد، به، واقتصر ابن أبي عاصم على رواية عمرو بن دينار.
ورواه عبد الرزاق (3242) عن ابن جريج، قال: حُدِّثت عن عامر بن عبد الله بن الزبير؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره.
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/126) من طريق وهيب، عن ابن عجلان، به، نحوه.
ورواه الحميدي (903) ، وأحمد (4/3 رقم 16100/1) ؛ عن سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد ومحمد بن عجلان، عن عامر بن عبد الله، عن أبيه قال: رأيت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يدعو هكذا، وعقد ابن الزبير.
ورواه الدارمي (1377) عن أبي الوليد الطيالسي، وأبو يعلى (6806) عن أبي خيثمة [ص:200] زهير بن حرب؛ كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن عامر، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (588) عن حامد بن يحيى البلخي، عن سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد، عن عامر، به. وانظر الأحاديث الثلاثة التالية.
(1) قوله: «الوزان قال» غير واضح في المخطوط. واستدركناه من "سنن النسائي".(14/199)
14822 - حدثنا الحسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَرِيُّ، قال: دثنا يحيى بن عبد الحميدِ الحِمّانيُّ، قال: دثنا عبدُالواحدِ بن زيادٍ، قال: دثنا عثمانُ ابن حكيمٍ، عن عامرِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن أبيه، قال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاةِ، وضع رِجلَه اليُسرى، بين فَخِذِه وساقِهِ، ووضع يدَه اليُسرى على فَخِذِه اليُسرى، ووضع يدَه اليُمنى على فَخِذِه اليُمنى.
__________
[14822] رواه مسلم (579) ، والبيهقي (2/130) ؛ من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، وأبو داود (988) ، وأبو عوانة (2002 و2015) ؛ من طريق عفَّان بن مسلم، والبزار (2207) عن العباس بن الوليد النرسي، وابن خزيمة (696) ، وأبو عوانة (2001) ؛ من طريق العلاء بن عبد الجبار، والبيهقي (2/130) من طريق موسى بن إسماعيل؛ جميعهم (أبو هشام المخزومي، وعفان، والعباس، والعلاء، وموسى) عن عبد الواحد بن زياد، به. وانظر الحديث السابق، والحديثين التاليين.(14/200)
14823 - حدثنا عليُّ بن المُبارَكِ الصَّنْعانيُّ، قال: دثنا إسماعيلُ [ص:201] ابن أبي أُويسٍ، عن سليمانَ بن بلالٍ، عن محمد بن عَجْلانَ، عن عامرِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن أبيه؛ أنه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى فجلس في الثِّنتينِ أو الأربعِ، يضعُ يدَه اليُسرى على فَخِذِه اليُسرى، ويضعُ يدَه اليُمنى على فَخِذِه اليُمنى، ويُشير بإصبَعِهِ التي تلي الإبهامَ.
__________
[14823] رواه المصنف في " الدعاء " (639) بهذا الإسناد.
ورواه ابن أبي شيبة (8519 و30175) ، وابن حبان (1943) ، والدارقطني [ص:201] (1/349- 350) ؛ من طريق أبي خالد الأحمر، وأحمد (4/3 رقم 16100/2) ، وأبو داود (990) ، والبزار (2206) ، والنسائي (1275) ، وأبو يعلى (6807) ، وابن خزيمة (718) ، وأبو عوانة (2018) ، وابن حبان (1944) ، والبيهقي (2/132) ؛ من طريق يحيى بن سعيد القطان، ومسلم (579) ، والبيهقي (2/131) ؛ من طريق الليث، والمصنف في " الدعاء " (639) من طريق زيد بن حبان؛ جميعهم (أبو خالد الأحمر، ويحيى بن سعيد، والليث، وزيد) عن ابن عجلان، به.
ورواه النسائي (1161) ، والبيهقي (2/131) ؛ من طريق مخرمة بن بكير، عن عامر ابن عبد الله، به. وانظر الحديثين السابقين والحديث التالي.(14/200)
14824 - حدثنا جعفرُ بن محمدٍ الفِريابيُّ، قال: دثنا أُميةُ بن بِسْطامٍ، قال: دثنا يزيدُ بن زُريعٍ، قال: دثنا رَوحُ بن القاسمِ، عن محمد بن عَجْلانَ، عن عامرِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن أبيه، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان إذا صلَّى وَضع إحدى يدَيْهِ على فَخِذِه اليُسرى، واليدَ الأخرى على فَخِذِه اليُمنى، وإصبعُه هكذا؛ يُشيرُ.
__________
[14824] رواه المصنف في "الدعاء" (639) بهذا الإسناد.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (3/167) عن مخلد بن جعفر، عن جعفر بن محمد الفريابي، به، نحوه. وانظر الأحاديث الثلاثة السابقة.(14/201)
14825 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: دثني أبي، قال: حدثنا عبدُ القدوسِ بن بكرِ بن خُنيسٍ، قال: [أنا حجّاجُ] (1) بن [ص:202] أرطاةَ، عن عامرِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن أبيه؛ قال: رأيتُ النَّبيَّ عليه السلام حينَ افتتحَ الصلاةَ رفع يديه حتى جاوَز (2) بهما أُذنيه.
[ظ: 205/أ]
__________
(1) قوله: «أنا حجاج» غير واضح في الأصل، واستدركناه من مصادر التخريج.
[14825] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/101) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني [ص:202] في "الكبير"، وفيه الحجاج بن أرطاة؛ واختلف في الاحتجاج به» .
ورواه أحمد (4/3 رقم 16099) .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (9/224) من طريق موسى بن هارون، عن أحمد بن حنبل، به.
ورواه أحمد بن منيع في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (4/46 رقم 461) - عن عبد القدوس بن بكر، به. ومن طريق أحمد بن منيع رواه أبو يعلى في "معجمه" (81) .
(2) قوله: «حتى جاوز» غير واضح في الأصل، واستدركناه من مصادر التخريج.(14/201)
14826 - حدثنا محمد بن العباسِ الأخرمُ الأصبهانيُّ، قال: حدثنا الزُّبيرُ بن بَكّارٍ، قال: حدثني عبدُالله بن مصعبِ بن ثابتٍ، قال: دثنا أبي مصعبُ بن ثابتِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن عامرِ بن عبدِالله ابن الزُّبيرِ، قال: جئتُ أبي، فقال: أين كنتَ؟ فقلتُ: وجدتُّ أقوامًا ما رأيتُ خيرًا منهم؛ يذكرون اللهَ فيُرْعَدُ أحدُهم حتى يُغشى عليه من خشيةِ اللهِ، فقعدتُّ معهم. قال: لا تقعدْ معهم بعدَها. فرآني كأنه لم يأخذْ ذلك فيّ، فقال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآنَ، ورأيتُ أبا بكرٍ وعمرَ يتلوانِ القرآنَ؛ فلا يُصيبُهم هذا، أَفتراهم أخشعَ للهِ من أبي بكرٍ وعمرَ؟! فرأيتُ أنّ ذلك كذلك، فتركتُهم.
__________
[14826] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5455/قلعجي) و (4/31-32/ابن دهيش) عن المصنف بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/220) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن مصعب بن ثابت؛ وهو ضعيف» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية " (3/167) عن المصنف، به. ومن طريق أبي نعيم رواه ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص311-312) .(14/202)
عَبّادُ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن أبيه
14827 - حدثنا عَبدانُ بن أحمدَ، قال: دثنا محمد بن يحيى القُطعيُّ، قال: دثنا عبدُ الأعلى، قال: دثنا إبراهيم بن يزيد، عن عَبّادِ ابن عبد الله بن الزُّبيرِ، عن أبيه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ» .
__________
[14827] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5457/قلعجي) و (4/32/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/173) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه إبراهيم بن يزيد، وأظنه الخوزي؛ فإنه في طبقته روى عن التابعين؛ وهو متروك» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (1/229) قال: حدثنا أبو عروبة الحراني وأحمد بن محمد بن سليمان القطان، قالا: حدثنا محمد بن يحيى القطعي، حدثنا عبد الأعلى عن إبراهيم بن يزيد، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، وقال ابن سليمان: عن عباد ابن عبد الله بن الزبير، والصواب ما قاله أبو عروبة: عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من جاء الجمعة فليغتسل» .
قال الدارقطني في "الأفراد" (3848/أطراف الغرائب) : «غريب من حديث عباد عن أبيه، تفرد به إبراهيم بن يزيد الخوزي، وتفرد به عنه عبد الأعلى ابن عبد الأعلى» .(14/203)
14828 - حدثنا محمد بن عليِّ بن الأحمرِ الناقدُ البصريُّ، قال: دثنا محمد بن يحيى القطعيُّ، قال: دثنا وهبُ بن جريرٍ، قال: دثنا أبي. [ص:204]
وحدثنا محمد بن زُهيرٍ أبو يعلى الأُبُليُّ، قال: دثنا عَبْدةُ بن عبدِالله الصَّفّارُ، قال: دثنا عُبيدُ بن عقيلٍ، قال: دثنا جريرُ بن حازمٍ؛ قال: دثنا ابن إسحاقَ، قال: حدثني يحيى بن عبادٍ، عن أبيه، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: كانت قريشٌ ناحتْ قتلاها، ثم ندمتْ، وقالوا: لا تَنوحوا عليهم فيبلغَ ذلك محمدًا وأصحابَهُ؛ فيَشْمَتُوا بكم. وكان في الأسرى أبو وداعةَ بن [صُبَيرةَ] (1) السهميُّ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لَهُ بِمَكَّةَ ابْنً تَاجِرً كَيِّسً (2) ذَا مَالٍ، كَأَنَّكُمْ بِهِ قَدْ جَاءَكُمْ فِي فِدَاءِ أَبِيهِ» . فلما قالت قريشٌ في الفداءِ ما قالت، قال المطَّلِبُ: صدقتُم، والله لئن فعلتُم ليُتَأرَّبُ (3) عليكم، ثم انسلّ من الليلِ فقدم المدينةَ ففدى أباه بأربعةِ آلافِ درهمٍ.
__________
[14828] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5458/قلعجي) و (4/32/ابن دهيش) عن المصنف من طريق ابن إسحاق، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/90) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة " (9/312- 313) من طريق المصنف، به.
ورواه ابن إسحاق في "السيرة"- كما في "السيرة النبوية" لابن هشام (1/647-648) - مرسلاً، لم يذكر في إسناده: «عبد الله بن الزبير» . [ص:204]
ورواه الطبري في "تاريخه" (2/463-465) من طريق سلمة بن الفضل، وابن المنذر في "الأوسط" (661) من طريق إبراهيم بن سعد؛ كلاهما (سلمة، وإبراهيم) عن ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، مرسلاً، لم يذكر فيه عبد الله بن الزبير.
(1) في الأصل: «صبير» ، والتصويب من "المختارة".
(2) قوله: «ابن تاجر كيس» كذا في الأصل، والجادة: «ابنًا تاجرًا كيسًا» بإثبات ألف تنوين النصب في الجميع، لكن حذف هذه الألف جارٍ على لغة ربيعة، المتقدم التعليق عليها في الحديث [13681] .
وله وجه آخر: أن تكون الكلمات الثلاث مرفوعات على أن «ابن» مبتدأ مرفوع، و «تاجر كيس» نعتان. والخبر شبه الجملة «له» ، والجملة في محل رفع خبر «إن» ، واسمها ضمير الشأن المحذوف، وانظر التعليق على الحديث [14499] . ويرجح الوجهَ الأولَ قولهُ بعدُ «ذا مال» بالألف. لكن على الوجه الثاني تكون «ذا» مرفوعة بحركة مقدرة على الألف على لغة بلحارث بن كعب، وانظر التعليق على الحديث [14483] .
(3) قوله: «ليتأرب» تشبه في الأصل «ليتارن» ، وفي "المختارة": «ليتاون» ، وفي "المجمع": «ليثاربن» . والمثبت من "تاريخ الطبري" وهو موافق لما في "مسند أحمد" (6/9 رقم 23864) من حديث أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولفظه: [ص:205] «لا تعجلوا بفداء أساراكم لا يتأرب عليكم محمد وأصحابه» .
قال السندي في حاشيته على "المسند" (الموضع السابق/طبعة الرسالة) : «أي لا يشدِّد ولا يتعدى في مقدار الفداء» . اهـ. وهو من أَرِب في أمره وتأرَّب؛ أي: بلغ فيه جهده وطاقته. انظر: "تاج العروس" (أر ب) .(14/203)
مصعبُ بن ثابتِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن جدِّه
14829 - حدثنا أبو يزيدَ يوسفُ بن يزيدَ القَرَاطيسيُّ المصريُّ، قال: دثنا حجّاجُ بن إبراهيمَ الأزرقُ، قال: دثنا عبدُالله بن المباركِ، عن مصعبِ بن ثابتٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ؛ أنه كانت بينَه وبينَ عمرِو ابن [الزبير] (1) خصومةٌ، فدخل عبدُالله بن الزُّبيرِ على سعيدِ بن العاصِ وعمرٌو معه على السريرِ، فقال سعيدٌ لعبدِالله بن الزُّبيرِ: ههنا، فقال: لا؛ قضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنّ الخَصمينِ يَقعُدانِ أمامَ الحاكمِ.
__________
[14829] رواه أحمد (4/4 رقم 16104) عن خلف بن الوليد، وأبو داود (3588) عن أحمد بن منيع؛ كلاهما عن ابن المبارك، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/94) من طريق عبدان، عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، أن أباه عبد الله بن الزبير كانت بينه وبين أخيه عمرو بن الزبير ... فذكره.
ووقع عند جميعهم: «عمرو بن الزبير» وليس «عمرو بن العاص» ، ورواية أبي داود مختصرة؛ لم يذكر القصة. وانظر التعليق التالي.
(1) في الأصل: «العاص» ، وهو خطأ؛ ولعله بسبب انتقال بصر الناسخ إلى «سعيد بن العاص» ، أو لشهرة «عمرو بن العاص» الصحابي رضي الله عنه فسَبَقَ قلمُ الناسخ إليه. والذي في مصادر التخريج: «عمرو بن الزبير» وهو أخو عبد الله بن الزبير لأبيه، ولفظ الحديث عند أحمد والحاكم وابن عساكر: «كانت بينه وبين أخيه عمرو ابن الزبير خصومة» .
وانظر: "طبقات ابن سعد" (5/185) ؛ فقد ذكر الخصومة بين عبد الله وأخيه عمرو.(14/205)
14830 - حدثنا محمد بن أبي زرعةَ الدِّمشقيُّ، قال: دثنا هشامُ ابن عمارٍ، قال: دثنا سعيدُ بن يحيى اللَّخميُّ.
وحدثنا الحسنُ بن جريرٍ الصُّوريُّ، قال: دثنا سليمانُ بن عبدِالرحمنِ الدمشقيُّ، قال: دثنا سعدانُ (1) بن يحيى اللخميُّ، قال: دثنا محمد بن عمرٍو، عن مصعب بن ثابتٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ؛ أنّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عندَ قومٍ قال: «أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلاَئِكَةُ» .
__________
[14830] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5501/قلعجي) و (4/46/ ابن دهيش) عن المصنف، من طريق محمد بن عمرو.
ورواه هشام بن عمَّار في "حديثه" (135) .
ورواه ابن ماجه (1747) عن هشام بن عمار، به.
ورواه ابن حبان (5296) عن الحسين بن إدريس الأنصاري، والمصنف في "الدعاء" (927) عن أحمد بن المعلى الدمشقي، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4149) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي؛ جميعهم (الحسين بن إدريس، وأحمد بن المعلى، وإسماعيل العبدي) عن هشام بن عمار، به.
ورواه البزار (2218) عن محمد بن علي الأهوازي، عن سليمان بن عبد الرحمن، به.
ورواه البزار (2217) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4148) ؛ من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن محمد بن عمرو، به.
(1) هو: سعيد بن يحيى السابق ذكره، وسعدان لقبه.(14/206)
14831 - حدثنا العباسُ بن [حمدان] (1) الحنفيُّ الأصبهانيُّ، [ص:207] قال: دثنا الوليدُ بن عمرِو بن سُكَينٍ [الضُّبَعيُّ] (2) ، / قال: دثنا أبو [ظ: 205/ب] هَمّامٍ محمد بن الزِّبْرِقانِ، قال: دثنا موسى بن عبيدةَ، قال: حدثني مصعبُ ابن ثابتٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بنفرٍ من أصحابِهِ وقد عَرض لهم شيءٌ أضحكهم، فقال: «أَتَضْحَكُونَ وَذِكْرُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ؟!» فنزلتْ هذه الآيةُ: {نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَْلِيمُ *} (3) .
__________
(1) في الأصل: «أحمد بن» بدل «حمدان» . والتصويب من مصادر ترجمته، وما سيأتي في الحديث بعد التالي.
[14831] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5502/قلعجي) و (4/47/ ابن دهيش) عن المصنف، من طريق موسى بن عبيدة. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/45-46) و (10/307) ، وقال في الموضعين: «رواه الطبراني، وفيه موسى بن عبيدة؛ وهو ضعيف» . [ص:207]
ورواه البزار (2216) عن الوليد بن عمرو بن سكين، به.
ورواه ابن المنذر وابن أبي حاتم - كما في "الدر المنثور" (6/631) - عن مصعب بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (892) عن مصعب بن ثابت، عن عاصم بن عبيد الليثي، عن عطاء بن أبي رباح، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.
(2) قوله: «الضبعي» لم يتضح في الأصل، وأثبتناه من ترجمته في "تهذيب الكمال" (31/63) .
(3) الآيتان من سورة الحجر.(14/206)
نافعُ بن ثابتِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن جدِّه
14832 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا إبراهيمُ بن حمزةَ الزُّبيريُّ، قال: دثنا عبدُالله بن نافعِ بن ثابتٍ، عن أخيه، عن أبيه نافعِ ابن ثابتِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: بايعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثًا.
__________
[14832] رواه أبو موسى المديني في "اللطائف" (798) ، والضياء في "المختارة" (9/339-340) ؛ من طريق المصنف، به.
ورواه الحاكم (3/554) من طريق الفضل بن محمد الشعراني، وأبو موسى المديني في "اللطائف" (798) من طريق بهلول بن إسحاق؛ كلاهما عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، به، وفيه: «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مرتين» .
ورواه الضياء (9/340-341) من طريق علي بن الصقر السكري، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، ثنا عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن الزبير، به.(14/208)
14833 - حدثنا العباسُ بن حمدانَ الأصبهانيُّ، قال: دثنا محمد ابن عبد الرحيمِ صاعقةُ، قال: دثنا منصورُ بن سلمةَ الخزاعيُّ، قال: حدثنا ابن أبي الموالِ، قال: أخبرني نافعُ بن ثابتٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى العشاءَ ركعَ أربعَ ركعاتٍ وأوتر بسجدةٍ، ثم نام حتى يُصلِّيَ بعد صلاتِهِ من الليلِ.
__________
[14833] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/272) ، وقال: «رواه أحمد الطبراني في "الكبير"، وفيه نافع بن ثابت، وثابت هو ابن عبد الله بن الزبير؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يسمع نافع من جده عبد الله بن الزبير، ولم يدركه، وإنما روى عن أبيه ثابت» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/339) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (4/4 رقم 16109) عن منصور بن سلمة الخزاعي، به.
ورواه البزار (2219) عن إسماعيل بن أبي الحارث، والروياني (1338) عن [ص:209] محمد بن إسحاق الصغاني، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/226) من طريق العباس بن محمد الدوري؛ جميعهم (إسماعيل، والصغاني، وعباس الدوري) عن منصور بن سلمة الخزاعي، به.(14/208)
يحيى بن عَبّادِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن جَدِّه
14834 - حدثنا محمد بن خلفٍ القاضي وكيعٌ، قال: دثنا عبدُالله بن شبيبٍ المدنيُّ، قال: دثنا إبراهيمُ بن المنذرِ، قال: دثنا ابن وهبٍ، عن سعيدِ بن عبدِالرحمنِ الجُمَحيِّ، عن هشامِ بن عروةَ، عن يحيى بن عَبّادِ بن عبدِالله بن الزُّبيرِ، عن جدِّه عبدِالله بن الزُّبيرِ، قال: ضرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم للزُّبَير عامَ خيبرَ بأربعةِ أسهمٍ: سهمٍ للزُّبَيرِ، وسهمٍ لذي القربى، وسهمٍ لأمِّه، وسهمٍ لفرسِه.
__________
[14834] رواه الضياء في "المختارة" (9/347) من طريق المصنف، به.
ورواه النسائي (3593) عن الحارث بن مسكين، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/283) ، والدارقطني (4/110-111) ؛ من طريق يونس بن عبد الأعلى؛ كلاهما (الحارث، ويونس) ، عن ابن وهب، به بلفظ: «ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر للزبير بن العوام أربعة أسهم: سهمًا للزبير، وسهمًا لذي القربى لصفية بنت عبد المطلب أم الزبير، وسهمين للفرس» . هذا لفظ النسائي.
ورواه الدارقطني (4/111) ، والبيهقي (6/326) ؛ من طريق محاضر بن المورع أبي المورع، ثنا هشام بن عروة، به، نحو لفظ النسائي السابق.
ورواه الشافعي في "الأم" (4/145) و (7/343) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/52) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (3977 و5344) - عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن يحيى بن عباد؛ أن الزبير بن العوام كان يضرب في المغنم بأربعة أسهم: سهمًا له، وسهمين لفرسِه، وسهمًا في ذي القربى.
ورواه الدارقطني (4/111) من طريق محمد بن بشر، نا هشام بن عروة، عن يحيى ابن عباد؛ أن رسول الله ... فذكر نحوه، مرسلاً.
ورواه الدارقطني (4/110) من طريق إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن الزبير بن العوام؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه أربعة أسهم ... فذكر بقية الحديث.(14/209)
عروةُ بن الزُّبيرِ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14835 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، قال: دثنا عبدُالرَّزَّاقِ، قال: دثنا ابن جُريجٍ، قال: حدثني هشامُ بن عروةَ، عن عروةَ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ؛ أنه حدَّث عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لاَ تُحَرِّمُ المَصَّةُ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَلاَ المَصَّتَانِ» .
__________
[14835] رواه الضياء في "المختارة" (9/326) من طريق المصنف، به.
ورواه عبد الرزاق (13925) .
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (4/63) عن إسحاق الدبري، به.
ورواه الشافعي في "الأم" (5/27) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/63-64) ؛ من طريق سفيان بن عيينة، والشافعي في "المسند" (2/21 رقم 64- ترتيب السندي) ، والبيهقي (7/454) ، والبغوي في "شرح السنة" (2284) ؛ من طريق أنس بن عياض، وأبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي في "جزئه" (77) عن الليث بن سعد، وابن أبي شيبة (17186) ، والمروزي في "السنة" (317) ؛ من طريق عبد الله ابن نمير، وابن أبي شيبة (17186) ، وابن حبان (4225) ؛ من طريق عبدة بن سليمان، وأحمد (4/5 رقم 16121) عن وكيع بن الجراح، وأحمد (4/4 رقم 16110) ، والبزار (2180) ، والنسائي (3309) ؛ من طريق يحيى بن سعيد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4558) من طريق عباد بن عباد المهلبي، والطحاوي (4559) ، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (67) ؛ من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والعقيلي في "الضعفاء" (4/63-64) من طريق سفيان الثوري، والضياء في "المختارة" (9/325) من طريق وهيب بن خالد؛ جميعهم (ابن عيينة، وأنس بن عياض، والليث، وابن نمير، وعبدة، ووكيع، ويحيى ابن سعيد، وعباد، والدراوردي، والثوري، ووهيب) عن هشام بن عروة، به.
ورواه النسائي في "الكبرى" (5435) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن هشام بن عروة، به، موقوفًا.
ورواه ابن ماجه (1946) من طريق أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، والمروزي في "السنة" (313-314) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4555) من طريق الزهري؛ كلاهما عن عروة، به، ولفظ أبي الأسود: «لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء» . [ص:211]
وتقدم عند المصنف (1/رقم 248) من طريق محمد بن دينار الطامي، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن هذا الوجه رواه الترمذي في "العلل الكبير" (290) ، والبزار (967) ، والنسائي في "الكبرى" (5433) ، وأبو يعلى (688) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4561) ، وابن حبان (4226) .
ورواه النسائي في "الكبرى" (5437 و5443) من طريق محمد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الحجاج بن الحجاج الأسلمي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وانظر "العلل" لابن المديني (126) ، و"العلل الكبير" للترمذي (290) ، و"العلل" للدارقطني (525) . وانظر الحديثين التاليين.(14/210)
14836 - حدثنا محمد بن عليٍّ الصائغُ، قال: دثنا إبراهيمُ بن محمدٍ الشافعيُّ، قال: دثنا عبدُالله بن رجاءٍ، عن عبيد الله بن عمرَ، عن هشامِ بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُحَرِّمُ المَصَّةُ وَلاَ المَصَّتَانِ» .
__________
[14836] رواه المصنف في "الأوسط" (6249) بهذا الإسناد، وقال: «لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا عبد الله بن رجاء» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/326-327) من طريق المصنف، به.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4560) عن محمد بن علي الصائغ المكي، به.
ورواه النسائي في "الكبرى" (5442) من طريق المعتمر بن سليمان، عن عبيد الله ابن عمر، به، موقوفًا، بلفظ: «لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء» . وانظر الحديث السابق، والحديث التالي.(14/211)
14837 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا حجّاجٌ، قال: [ص:212] دثنا حمادُ بن سلمةَ، عن هشامِ بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَه.
__________
[14837] رواه العقيلي في " الضعفاء" (4/64) عن علي بن عبد العزيز، به.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4557) ، عن محمد بن خزيمة، عن حجاج بن منهال، به.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4146) من طريق أبي مسلم الكشي، عن حجاج بن منهال، عن همام بن يحيى، عن هشام بن عروة، به.
وانظر الحديثين السابقين.(14/211)
14838 - حدثنا محمد بن عليٍّ الصائغُ المكيُّ، قال: حثنا إبراهيمُ بن المنذرِ الحزاميُّ، قال: حثنا عبدُالله بن محمد بن يحيى بن عروةَ، عن هشامِ بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: وَدِدتُّ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أعطانا النداءَ! قلت: لِمَ ذاك؟ قال: لأنهم أطولُ أهلِ الجنةِ أعناقًا يومَ القيامةِ.
__________
[14838] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5483/قلعجي) و (4/41/ابن دهيش) عن المصنف بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/326) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة؛ وهو متروك الحديث» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (6309) بهذا الإسناد، ثم قال: «لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا عبد الله بن محمد بن يحيى، تفرد به إبراهيم بن المنذر، ولا يروى عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد» .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/556) من طريق إبراهيم بن حمزة، عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، به.(14/212)
14839 - حدثنا عبدُالله بن محمد بن سعيدِ بن أبي مريمَ، قال: حنا عمرُو بن أبي سلمةَ التِّنِّيسيُّ، قال: دنا حفصُ بن ميسرةَ، عن هشامِ بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: قال/ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: [ظ: 206/أ] «العُمْرَى جَائِزَةٌ لِمَنْ أُعْمِرَهَا، وَالرُّقْبَى لِمَنْ أُرْقِبَهَا؛ سَبِيلُهَا سَبِيلُ المِيرَاثِ» .
__________
[14839] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5484/قلعجي) و (4/41/ابن دهيش) عن المصنف من طريق حفص بن ميسرة، به، وتصحَّف فيهما «حفص» إلى «جعفر» .
ورواه النسائي (3743) عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي، به، نحوه. [ص:213]
ورواه الترمذي في "العلل الكبير" (363، 365) ، والبزار (2184) ؛ من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، عن حفص بن ميسرة، به.
ورواه عبد الرزاق (16888) عن ابن جريج، وابن أبي شيبة (22942) عن وكيع؛ كلاهما عن هشام بن عروة، عن عروة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعمر عمرى فهي له ولورثته من بعده» . هذا لفظ ابن أبي شيبة، ولفظ عبد الرزاق نحوه.(14/212)
14840 - حدثنا أبو يزيدَ يوسفُ بن يزيدَ القَرَاطِيسيُّ، قال: دثنا يعقوبُ بن أبي عَبّادٍ المكيُّ، قال: دثنا أبو أسامةَ (1) ، عن هشامِ بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، في قولِ اللهِ: {خُذِ الْعَفْوَ} (2) قال: أمر اللهُ نبيَّه أن يأخذَ العفوَ من أخلاقِ الناسِ.
__________
[14840] رواه هناد في "الزهد" (1264) عن حماد بن أسامة، به.
ورواه البخاري (4644) تعليقًا عن عبد الله بن برَّاد، عن حماد بن أسامة، به. ورواه ابن أبي شيبة (35834) عن عبد الله بن نمير، والبخاري (4643) ، والحاكم في "المستدرك" (1/124-125) ؛ من طريق وكيع بن الجراح، والنسائي في "الكبرى" (11131) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (10/640) ؛ من طريق عبدة بن سليمان؛ جميعهم (ابن نمير، ووكيع، وعبدة) عن هشام بن عروة، به.
وقد اختلف على هشام بن عروة في هذا الحديث اختلافًا كثيرًا، انظره في "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (1771) ، والتفسير من "سنن سعيد بن منصور" (974) .
(1) هو: حماد بن أسامة.
(2) الآية (199) من سورة الأعراف.(14/213)
14841 - حدثنا عَبْدانُ بن أحمدَ، قال: دثنا زيدُ بن الحَرِيشِ، قال: دثنا عمرُ بن عليٍّ (1) ، عن هِشامِ بنِ عُرْوةَ، عن أبيه، عن عبد الله ابن الزُّبيرِ؛ قال: نزلتْ هذه الآية في النَّجَاشي: {وَإِذَا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} (2) .
__________
(1) هو: عمر بن علي بن مقدَّم.
(2) الآية (83) من سورة المائدة.
[14841] رواه الضياء في "المختارة " (9/323) من طريق المصنف، به.
ورواه الضياء (9/324) من طريق أحمد بن محمد بن سعيد، عن زيد بن الحريش، به. [ص:214]
ورواه النسائي في "الكبرى" (11083) ، والطبري في "تفسيره" (8/602) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6680) ؛ من طريق عمرو بن علي، عن عمر بن علي بن مقدم، به.
ورواه البزار (2183) قال: حدثنا محمد بن عثمان، قال: نا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي أو عمر بن علي، عن هشام، به.
ورواه ابن أبي شيبة (37639) ، وابن جرير في "تفسيره" (8/602) ؛ من طريق عبدة بن سليمان، وابن جرير (8/602) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم؛ كلاهما (عبدة، وأبو معاوية) عن هشام بن عروة، عن عروة؛ من قوله، ولم يذكرا عبد الله بن الزبير.(14/213)
14842 - حدثنا محمد بن العبّاسِ الأخرمُ، قال: دثنا خلاَّدُ بن أسلمَ، قال: دثنا حنيفةُ بن مرزوقٍ، قال: دثنا شريك (1) ، عن هشام ابن عُرْوةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن الزُّبيرِ قال: مَن يأكلُ الغرابَ وقد سَمّاه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاسقًا؟!.
__________
(1) هو: شريك بن عبد الله النخعي.
[14842] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5485/قلعجي) و (4/41/ابن دهيش) عن المصنف، من حديث شريك، عن هشام، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/40) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه من لم أعرفه» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/330) من طريق المصنف، به.
ورواه الضياء (9/330) من طريق أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، عن خلاد بن أسلم، به.
ورواه ابن أبي شيبة (19877) عن أبي معاوية محمد بن خازم، والخطابي في "غريب الحديث" (1/604) من طريق سفيان بن عيينة، والبيهقي (9/317) من طريق جعفر بن عون، وابن عبد البر في "التمهيد" (15/185) من طريق أنس بن عياض؛ جميعهم (أبو معاوية، وابن عيينة، وجعفر، وأنس) عن هشام بن عروة، عن أبيه، به، مرسلاً؛ لم يذكروا ابن الزبير.
وذكر الدارقطني في "العلل" (537) ، وفي "الأفراد" (6172/أطراف الغرائب) ؛ أن حنيفة بن مرزوق رواه عن شريك، عن هشام، عن أبيه، عن جده الزبير.
ورواه ابن ماجه (3248) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (1022) ، والبيهقي (9/317) ؛ من طريق الهيثم بن جميل، عن شريك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر، به. [ص:215]
ورواه البزار (1214/كشف الأستار) ، والبيهقي (9/317) ؛ من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، وعن هشام ابن عروة، عن عروة؛ عن عائشة، به.(14/214)
14843 - حدثنا بكرُ بن سهلٍ المصريُّ، قال: دثنا شعيبُ بن يحيى التُّجِيبيُّ، ح.
وحدثنا مطلبُ بن شعيبٍ الأزديُّ، قال: دثنا عبدُالله بن صالحٍ، ح.
ودثنا أبو يَزيدَ القَرَاطِيسيُّ، قال: دثنا عبدُالله بن عبد الحكمِ، ح. [ص:216]
ودثنا محمد بن محمدٍ التّمّارُ، وأبو خليفةَ الفضلُ بن الحُبابِ الجُمحيُّ؛ قالا: دثنا أبو الوليدِ الطَّيَالسيُّ (1) - قالوا: دثنا الليثُ بن سعدٍ، عن ابن شهابٍ، عن عروةَ بن الزُّبيرِ؛ أنّ عبدَالله بن الزُّبيرِ، [ص:217] حدَّثه: أنّ رجلاً من الأنصارِ خاصمَ الزُّبيرَ عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في شِرَاجِ الحَرّةِ (2) التي يَسقون بها النخلَ، فقال الأنصاريُّ: سَرِّحِ الماءَ، فأبى عليه الزُّبيرُ، فقال رسولُ الله (3) صلى الله عليه وسلم: «اِسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَى جَارِكَ» (4) . فغضب الأنصاريُّ فقال: يا رسولَ اللهِ، أَنْ كان ابنَ عمّتِكَ؟! فتلوَّن وجهُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اِسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ احْبِسِ المَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الجَدْرِ (5) » . قال الزُّبيرُ: [ص:218] فواللَّهِ، إني لأحسَِبُ هذه الآيةَ نزلتْ في ذلك: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآيةَ (6) .
__________
[14843] رواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (633) عن هارون بن كامل، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (1/130-131) من طريق الفضل بن محمد الشعراني؛ كلاهما (هارون، والفضل) عن عبد الله بن صالح، به.
ورواه ابن حبان (24) عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، به.
ورواه أبو نعيم في "المستخرج" (6) عن أبي محمد بن حيان ومحمد بن حميد وأبي أحمد الغطريفي، عن أبي خليفة، به.
ورواه عبد بن حميد (519) ، وأبو داود (3637) ؛ عن أبي الوليد الطيالسي، به.
ورواه البزار (969) عن محمد بن المثنى، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (706) عن إسحاق بن راهويه، والبيهقي (10/106) من طريق عباس بن الفضل وعثمان بن عمر الضبي؛ جميعهم (ابن المثنى، وابن راهويه، وعباس، وعثمان) عن أبي الوليد الطيالسي، به.
ورواه أحمد (4/4-5 رقم 16116) ، وأبو يعلى (6814) ؛ من طريق هاشم بن القاسم، والبخاري (2359) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم (2357) ، والترمذي (1363 و3027) ، والنسائي (5416) ؛ عن قتيبة بن سعيد، ومسلم (2357) ، وابن ماجه (15 و2480) ؛ عن محمد بن رمح، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (70) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن منده في "الإيمان" (252) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (6) ؛ من طريق يحيى بن إسحاق، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (1/130-131) من طريق أحمد بن يونس، والحاكم في "المدخل" (1/130-131) ، والبيهقي (10/106) ؛ من طريق يحيى بن بكير، والبيهقي (6/153) من طريق بشر بن عمر الزهراني؛ جميعهم (هاشم بن القاسم، وعبد الله [ص:216] ابن يوسف، وقتيبة، ومحمد بن رمح، وابن المبارك، ويحيى بن إسحاق، وأحمد ابن يونس، ويحيى بن بكير، وبشر بن عمر) عن الليث بن سعد، به.
ورواه النسائي (5407) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1021) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (7/201-202) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (632) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5558) ، وابن منده في "الإيمان" (253) ؛ من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد والليث بن سعد، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، به.
قال أبو حاتم - كما في "كتاب العلل" لابنه (1185) -: «أخطأ ابن وهب في هذا الحديث؛ الليث لا يقول: عن الزبير» . وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/35) : «وكأن ابن وهب حمل رواية الليث على رواية يونس، وإلا فرواية الليث ليس فيها ذكر الزبير» .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/364) من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، به.
ورواه أحمد (1/165- 166 رقم 1419) ، والبخاري (2708) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (707) ، والشاشي في "مسنده" (47) ، والمصنف في "مسند الشاميين" (3110) ؛ من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عروة، عن الزبير، به، دون ذكر عبد الله بن الزبير.
ورواه يحيى بن آدم في "الخراج" (337) ، والطبري في "تفسيره" (7/203) ؛ من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، والبخاري (2361 و4585) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (705) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (634) ، وابن منده في "الإيمان" (254) ، والبيهقي (6/153 و10/106) من طريق معمر، والبخاري (2362) ، والبيهقي (6/154) ؛ من طريق ابن جريج؛ جميعهم (عبد الرحمن بن إسحاق، ومعمر، وابن جريج) عن الزهري، عن عروة، مرسلاً.
وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (1185 و1774) ، و"بيان أحاديث أودعها البخاري كتابه الصحيح، وبين عللها الدارقطني" (ص 75-80 رقم 14 و15) .
(1) هو: هشام بن عبد الملك. [ص:217]
(2) الشِّرَاجُ: مسايل الماء، واحدها: شَرْجَةٌ، وشَرْجٌ. والحَرَّةُ: كل أرض ملساء فيها حجارة سود بين جبلين، وإنما يكون ذلك من شدة الحر والشمس فيها، وجمعها: «حِرَارٌ» و «حَِرٌّ» و «حرات» . "مشارق الأنوار" (1/187) ، و (2/247) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (15/107) ، و"تاج العروس" (ش ر ج) ، (ح ر ر) .
(3) كذا في الأصل، وكذا عند أبي داود وابن حبان، وفي أكثر مصادر التخريج: «فأبى عليه، فاختصما عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... » إلخ. وهذا لفظ البخاري، والبقية بنحوه. وما في الأصل إن لم يكن فيه سقط، ففيه إيجاز بالحذف؛ حذف «فاختصموا عند النبي صلى الله عليه وسلم» لفهمه من السياق ولدلالة أول الكلام عليه. ونحوه قوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا ... } ، إلى قوله: {وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} وبعدها: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ... } [يوسف: 81-83] ؛ أي: فرجعوا فقالوا له ما أمرهم به أخوهم فقال أبوهم: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ... } . وانظر في الإيجاز بالحذف: "بغية الإيضاح في علوم البلاغة" (2/107 وما بعدها) .
(4) كذا في الأصل، وكذا عند أبي داود وابن حبان؛ من رواية أبي الوليد الطيالسي. وفي بقية مصادر التخريج: «ثم أرسل الماء إلى جارك» ، وهو المراد هنا. وما وقع في الأصل فيه حذف المفعول به؛ لفهمه من السياق؛ كقوله تعالى: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَآسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} [المجَادلة: 4] ، أي: من لم يجد الرقبة، ومن لم يستطع الصوم.
انظر: "الخصائص" (2/372) ، و"مغني اللبيب" (ص797-799) ، و"همع الهوامع" (2/11-13) .
(5) الجَدْر: لغةٌ في الجِدار، وقيل: المراد به في الحديث: أصل الحائط، وقيل: [ص:218] أصول الشجر، وقيل: جَدْر المشارب التي يجتمع فيها الماء في أصول الثمار. "مشارق الأنوار" (1/141) . وانظر: "المصباح المنير" (ج د ر) .
(6) الآية (65) من سورة النساء.(14/215)
14844 - حدثنا محمد بن قضاءٍ الجوهريُّ (1) ، قال: حدثنا محمد بن عُبيدِ بن حِسَابٍ، قال: حدثنا حمادُ بن زيدٍ، عن هِشامِ بن عُرْوةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَالزُّبيرُ حَوَارِيَّ مِنْ أُمَّتِي» .
__________
(1) هو: محمد بن أحمد بن يحيى بن قضاء أبو جعفر الجوهري.
[14844] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/151) ، وقال: «رواه أحمد والبزار والطبراني، وإسناد أحمد المتصل رجاله رجال الصحيح» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/328- 329) من طريق المصنف، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (193) ، وفي "السنة" (1392) ؛ عن إبراهيم بن حجاج السامي ومحمد بن عبيد بن حساب، به.
ورواه أحمد (4/4 رقم 16113) عن يونس بن محمد، والبزار (2179) عن أحمد ابن عبدة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/362) من طريق بشر بن معاذ، وابن عساكر (18/370) ، والضياء (9/328) ؛ من طريق حميد بن مسعدة؛ جميعهم (يونس، وأحمد، وبشر، وحميد) عن حماد بن زيد، به. ورواه أحمد (4/4 رقم 16115) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، به، مرسلاً؛ ليس فيه ابن الزبير.
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3/105) عن أنس بن عياض، وابن أبي شيبة (32703 و37816) عن عبد الرحيم بن سليمان، وأحمد في "مسنده" (4/16114) ، وفي "فضائل الصحابة" (1263) ؛ عن يحيى بن سعيد القطان ووكيع، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/363) من طريق أبي مروان يحيى بن أبي زكريا؛ جميعهم (أنس، وعبد الرحيم، ويحيى، ووكيع، وأبو مروان) عن هشام بن عروة، به، مرسلاً؛ ليس فيه ابن الزبير. [ص:219]
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/362) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/369) ؛ من طريق يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه البزار (2593/ كشف الأستار) من طريق فرات الأسدي عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه البزار (2202) عن أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن عبد الله بن الزبير، به. وانظر: "العلل" للدارقطني (538) .(14/218)
عبدُالله بن عُروةَ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14845 - حدثنا مطلبُ بن شعيبٍ الأزديُّ، قال: حدثنا أبو صالحٍ عبدُالله بن صالحٍ، قال: حدَّثَني الليثُ، عن عبد الرحمنِ بن خالدِ بن مسافرٍ، عن ابن شهابٍ، / عن عبد الله بن عُروةَ، عن عبد الله [ظ: 206/ب]
ابن الزُّبيرِ، قال: إنما سُمي البيتُ العتيقَ؛ لأنّ اللهَ أَعتقه من الجبابرةِ.
__________
[14845] رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/201) عن عبد الله بن صالح، به، مرفوعاً، وفيه: «محمد بن عروة» بدل: «عبد الله بن عروة» ، وكذا جاء في جميع مصادر التخريج التالية إلا عند البزار، فإنه تابع المصنف بقوله: «عبد الله بن عروة» ، إلا أن البزار جعله مرفوعًا، ولم نجد من تابع المصنف على وقفه على هذا الوجه.
ورواه الترمذي (3170) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/125) ؛ من طريق محمد ابن إسماعيل السلمي، والبزار (2215) عن أحمد بن منصور، والطبري في "تفسيره" (16/531) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/209-210) ؛ من طريق محمد بن سهل البخاري، وابن الأعرابي في "معجمه" (2243) عن علي بن داود، والحاكم في "المستدرك" (2/389) من طريق الفضل بن محمد الشعراني، وابن عساكر (54/209) من طريق محمد بن يحيى الذهلي؛ جميعهم (محمد بن إسماعيل، وأحمد بن منصور، ومحمد بن سهل، وعلي بن داود، ومحمد بن الفضل، والذهلي) عن عبد الله بن صالح، به، مرفوعاً، وجاء عند جميعهم: «محمد ابن عروة» ، إلا البزار فإنه تابع المصنف كما تقدم.
ورواه الترمذي (3170) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
ورواه الطبري في "تفسيره" (16/531) من طريق ابن جريج، قال الزهري: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ... فذكره. [ص:220]
ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/37) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (16/529) ؛ من طريق معمر، عن الزهري؛ أن ابن الزبير قال ... فذكره من قول ابن الزبير.
ورواه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/280) من طريق يحيى بن أبي أنيسة، عن الزهري أنه بلغه: إنما سمي البيت العتيق ... فذكره ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (810) .(14/219)
يوسفُ مولى الزُّبيرِ (1) ، عن ابن الزُّبيرِ
14846 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: حدثنا أبو حذيفةَ (2) ، قال: حدثنا سفيانُ (3) ، عن منصورٍ (4) ، عن مجاهدٍ، عن يوسفَ مولى الزُّبيرِ، عن ابن الزُّبيرِ، قال: جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبيَّ اللهِ، [ص:221] أَحُجُّ عن أبي؟ فقال: «أَنْتَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ؟» قال: نعم، قال: «فَاحْجُجْ عَنْهُ» .
__________
(1) اسمه في معظم كتب التراجم: «يوسف بن الزبير مولى آل الزبير» . وانظر: "تهذيب الكمال" (32/424) .
[14846] رواه أحمد (4/3 رقم 16102) ، والنسائي (2644) ؛ عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به.
ورواه ابن أبي شيبة (15334) عن وكيع، وأحمد (4/5 رقم 16125) ، والدارمي (1878) ، والنسائي (2638) ، وأبو يعلى (6812) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2545) ، والبيهقي (4/329) ؛ من طريق جرير بن عبد الحميد، والطحاوي (2544) من طريق عبيدة بن حميد النحوي، والضياء في "المختارة" (9/352) من طريق فضيل بن عياض؛ جميعهم (وكيع، وجرير، وعبيدة، وفضيل) عن منصور، به.
وسيأتي عند المصنف (24/رقم 101) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن يوسف بن الزبير، عن ابن الزبير، عن سودة أم المؤمنين. ومن هذا الوجه رواه أحمد (6/429 رقم 27417) ، والدارمي (1879) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (823) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3065) ، وأبو يعلى (6818) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2543) ، والبيهقي (4/329) ، إلا أن الدارمي لم يذكر ابن الزبير في إسناده.
وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (838) .
(2) هو: موسى بن مسعود النهدي.
(3) هو: الثوري.
(4) هو: ابن المعتمر.(14/220)
14847 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاقِ، عن الثَّوريِّ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن الزُّبيرِ؛ أنّ زَمْعةَ كانت له جاريةٌ، وكان يَتَّطِئُها (1) ، وكانوا يتهمونها، فوَلدتْ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لسَوْدَةَ: «أَمَّا المِيرَاثُ فَلَهُ، وَأَمَّا أَنْتِ فَاحْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكِ بِأَخٍ» .
__________
[14847] رواه عبد الرزاق (13820) .
ورواه أحمد (4/5 رقم 16127) عن عبد الرزاق، به.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4256) من طريق الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، عن عبد الرزاق، به.
ورواه أحمد (6/429 رقم 27419) من طريق إسرائيل بن يونس، عن منصور، عن مجاهد، عن مولى لآل الزبير، عن سودة أم المؤمنين. وانظر الحديثين التاليين.
(1) في الأصل يشبه أن تكون: «يتطبها» والظاهر أن نقطة الياء الثانية التصقت بالهاء، والمثبت موافق لما عند عبد الرزاق هنا، والبيهقي والدارقطني في رواية الحديث التالي. قال السندي في "حاشيته على سنن النسائي" (6/181) : «هو افتعال من الوطء، وأصله: «يوتطئها» أُبدلت الواو تاءً وأدغمت في التاء؛ كما في «يتعد» و «يتقي» من الوعد والوقاية» .(14/221)
14848 - حدثنا إبراهيمُ بن أحمدَ بن عمرَ الوَكيعيُّ، قال: حدَّثَني أبي، قال: دثنا يحيى بن آدمَ، قال: دثنا قيسٌ ومفضلُ بن مهلهلٍ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن يوسفَ، قال: سمعتُ ابن الزُّبيرِ يُحدِّثُ عن [ص:222] النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه جعل له (1) الميراثَ؛ لأنه وُلد على فراشِ زَمْعةَ، وقال لسودةَ: «وَأَمَّا أَنْتِ فَاحْتَجِبِي عَنْهُ» .
__________
[14848] رواه المصنف في "الأوسط" (2706) بهذا الإسناد، إلا أنه لم يذكر: «قيسًا» في الإسناد.
ورواه الضياء في "المختارة" (9/354) من طريق المصنف هنا، به. [ص:222]
ورواه النسائي (3485) ، وأبو يعلى (6813) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4257) ، وفي "شرح معاني الآثار" (3/115) ، والدارقطني في "السنن" (4/240) ، والحاكم في "المستدرك" (4/96-97) ، والبيهقي (6/87) ؛ جميعهم من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به.
وانظر الحديثين السابق والتالي.
(1) يعني: الولد الذي ولدته جارية زمعة واتُّهمت فيه، ولعل المصنف اختصره بناء على الرواية السابقة. وفيه رجوع الضمير إلى غير مذكور؛ لفهمه من السياق. وانظر التعليق على الحديث [13934] .(14/221)
14849 - حدثنا عُبيدُ بن غَنّامٍ، قال: دثنا أبو بكرِ بن أبي شيبةَ، قال: دثنا حسينُ بن عليٍّ الجُعفيُّ، عن زائدةَ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن الزُّبيرِ (1) - أو عن مولًى لابن الزُّبيرِ- عن ابن الزُّبيرِ، قال: كان زَمْعةُ يَطأُ جاريةً ... فذكر نحوَه.
__________
[14849] رواه ابن أبي شيبة؛ كما في "أطراف مسند أحمد" (3/12) .
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4255) عن محمد بن عبد الله بن مخلد، عن ابن أبي شيبة، به.
وانظر الحديثين السابقين.
(1) يعني: يوسف بن الزبير؛ كما في رواية الطحاوي من طريق ابن أبي شيبة، وانظر التعليق أول الترجمة.(14/222)
القاسمُ بن محمدٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14850 - حدثنا أبو يَزيدَ القَرَاطيسيُّ (1) ، قال: دثنا عبدُالله بن صالحٍ، قال: حدَّثَني الليثُ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن القاسمِ بن محمدٍ، قال: سمعتُ عبدَالله بن الزُّبيرِ يقولُ: مِن سُنَّةِ الحاجِّ أن يُصلِّيَ (2) يومَ الترويةِ الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ الآخرةَ والصبحَ بمِنًى، ثم يَغدُوَ فيقيلَ حيثُ كتب اللهُ له، ثم يروحَ إذا زالتِ الشمسُ فيخطبَ الناسَ، ثم ينزلَ فيجمعَ بينَ الصلاتين الظهرِ والعصرِ، ثم يقفَ بعرفةَ فيدفعَ إذا غربتِ الشمسُ، ثم يصلِّيَ المغربَ حيثُ قَدَرَ اللهُ له أن يصلِّيَ، ثم يقفَ بالمزدلفةِ، فإذا طلع الفجرُ صلَّى الصبحَ، ثم يدفعَ إذا أصبح، فإذا رمى الجمرةَ فقد حلَّ له ما حَرُمَ عليه إلا النساءَ، حتى يطوفَ بالبيتِ.
__________
[14850] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/250) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث؛ قال عبد الملك بن شعيب بن الليث: ثقة مأمون، وضعفه الأئمة أحمد وغيره» .
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/231) عن محمد بن خزيمة وفهد بن سليمان، عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن ابن الهاد، عن يحيى بن سعيد، به، مختصرًا؛ هكذا بزيادة ابن الهاد بين الليث ويحيى بن سعيد.
ورواه ابن أبي شيبة (14580 و14743 و15548) عن عبد الله بن نمير، وابن أبي شيبة أيضًا (14580 و15548) ، وابن خزيمة (2801) ، والحاكم في "المستدرك" (1/461) ؛ من طريق يزيد بن هارون، والحسن بن علي بن عفان في "الأمالي والقراءة" (16) عن جعفر بن عون، وابن خزيمة (2798) من طريق سفيان بن عيينة، و (2800) من طريق جرير بن عبد الحميد؛ جميعهم (ابن نمير، ويزيد، وجعفر، وابن عيينة، وجرير) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به، وجاءت رواية بعضهم مختصرة.
(1) هو: يوسف بن يزيد.
(2) أي: من سنة أمير (أو إمام) الحاج أن يصلي؛ بدليل قوله بعدُ: «فيخطب» ، ووقع [ص:224] في كثير من مصادر التخريج: «من سنة الحج أن يصلي الإمام» . و «الحاج» اللام فيها لاستغراق الجنس، أي: كل حاجٍّ، فيقدر قبل «الحاج» مضاف؛ كـ «أمير» أو «إمام» ، يعود عليه الضمير الفاعل في «يصلي» . وانظر في مجيء «أل» لاستغراق الجنس: التعليق على الحديث [14009] ، وفي حذف المضاف: التعليق على الحديث [13770] . وفي رجوع الضمير إلى غير مذكور: التعليق على الحديث [13934] .(14/223)
عطاءُ بن أبي رباحٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14851 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا عارمٌ (1) ، قال: دثنا حَمّادُ بن زيدٍ، / عن حبيبٍ المعلِّمِ، عن عطاءٍ، قال: سمعتُ عبدَالله [ظ: 207/أ] ابن الزُّبيرِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ [ص:225] مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ، وَصَلاَةٌ فِي المَسْجِدِ (2) الحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةٍ فِي مَسْجِدِي بِأَلْفِ صَلاَةٍ (3) » .
__________
(1) هو: أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي.
[14851] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/4-5) ، وقال: «رواه أحمد والبزار، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، فإنه يزيد عليه مئة» ، والطبراني بنحو البزار، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح» ، وذكره في (4/6) وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/331- 332) من طريق المصنف، به.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3846) من طريق يوسف بن يعقوب القاضي، عن عارم، به.
ورواه أحمد (4/5 رقم 16117) عن يونس بن محمد، وعبد بن حميد (521) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1183) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (319) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (395/ بغية الباحث) ، والبيهقي في "السنن" (5/246) وفي "شعب الإيمان" (3846) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/24-25) ؛ من طريق سليمان بن حرب، والترمذي في "العلل الكبير" (115) عن صالح بن عبد الله، والبزار (2196) عن أحمد بن عبدة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (597) من طريق مسدد، و (598) من طريق أبي كامل فضيل بن حسين ومحمد بن عبيد بن حساب، وابن حبان (1620) من طريق محمد ابن [ص:225] عبيد بن حساب، وابن عدي في "الكامل" (2/410) من طريق محمد بن سليمان لوين؛ جميعهم (يونس، وسليمان بن حرب، وصالح بن عبد الله، وأحمد بن عبدة، ومسدد، وأبو كامل، ومحمد بن عبيد، ولوين) عن حماد بن زيد، به.
ورواه عبد الرزاق (9133) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1220) ؛ من طريق ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن الزبير، موقوفاً، بلفظ: صلاة في المسجد الحرام خير من مئة صلاة فيما سواه من المساجد. قال- يعني عطاء-: ولم يسم مسجد المدينة فيخيل إليّ أنما يريد مسجد المدينة.
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (1182) عن الحسين بن الحسن السلمي، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (320) عن أبيه، والمحاملي في "أماليه" (295) عن محمود بن خداش؛ جميعهم (الحسين بن الحسن، وأبو خيثمة، ومحمود بن خداش) عن هشيم بن بشير، عن حجاج بن أرطاة، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن الزبير - رفعه الفاكهي ووقفه ابن أبي خيثمة والمحاملي - بلفظ: الصلاة في المسجد الحرام تفضل على سائر المساجد مئة ضعف. زاد ابن أبي خيثمة والمحاملي: قال- يعني عطاء-: فنظرنا في ذلك فإذا هي تفضل على سائر المساجد مئة ألف ضعف؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي هذا- يعني مسجد المدينة- تفضل على ما سوى ذلك ألف ضعف إلا المسجد الحرام» .
ورواه أحمد (3/343 و397 رقم 14694 و15271) ، وابن ماجه (1406) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (599) ؛ من طريق عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وسيأتي برقم [14888] من طريق سليمان بن عتيق، عن ابن الزبير، نحوه. وانظر الحديثين التاليين.
(2) كانت في الأصل: «مسجد» وحاول الناسخ إصلاحها، ثم كتب فوقها: «المسجد» بخط صغير، وبجانبها كتب: «ح» . والمثبت موافق لما في "المختارة" وبقية مصادر التخريج. و «مسجد الحرام» بالإضافة جائز لغة، وانظر التعليق على نحوه في الحديث [13683] .
(3) كذا في الأصل، وكذا في "المختارة" و"مجمع الزوائد"، وفي بقية مصادر التخريج: «بمئة صلاة» ، أو «أفضل من مئة صلاة» . وفي "شعب الإيمان": قال عطاء: فكأنه مئة ألف.(14/224)
14852 - حدثنا إبراهيمُ بن مَتُّوْيَه الأصبهانيُّ (1) ، قال: دثنا يحيى ابن حُجْرٍ البصريُّ، قال: دثنا مسلمُ بن خالدٍ، عن خلادِ بن عطاءٍ، قال: سمعتُ عطاءَ بن أبي رباحٍ يقولُ: سمعتُ ابن الزُّبيرِ يقولُ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فَضْلُ المَسْجِدِ الحَرَامِ عَلَى مَسْجِدِي مِئَةُ صَلاَةٍ» .
__________
[14852] رواه الأزرقي في "أخبار مكة " (2/64) عن جده أحمد بن محمد بن الوليد، عن مسلم بن خالد، به، بزيادة. وانظر الحديثين السابق والتالي.
(1) هو: إبراهيم بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن.(14/226)
14853 - حدثنا محمد بن الوليدِ النَّرْسيُّ، قال: دثنا زيدُ بن أخزمَ، قال: دثنا أبو قُتيبةَ (1) ، قال: دثنا الرَّبيعُ بن صُبيحٍ، قال: دثنا عطاءٌ، قال: خَطبَنا ابن الزُّبيرِ، فقال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ المَسَاجِدِ، إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ» .
__________
[14853] رواه الطيالسي (1464) عن الربيع بن صبيح، به. وانظر الحديثين السابقين.
(1) هو: سلم بن قتيبة الشعيري.(14/226)
14854 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: دثنا جعفر بن مهران السَّبَّاك، قال: دثنا عبدُالوارث (1) ، عن حبيبٍ المعلِّم، عن [ص:227] عطاء ابن أبي رَبَاحٍ، عن ابن عباس وابن الزُّبيرِ؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً» .
__________
(1) هو: ابن سعيد.
[14854] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5489/قلعجي) و (4/42/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/280) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/333) من طريق المصنف، به.
ورواه البخاري (1863) ، ومسلم (1256) ؛ من طريق يزيد بن زريع، عن حبيب المعلم، عن عطاء، عن ابن عباس وحده، به. [ص:227]
ورواه أحمد (1/308 رقم 2808) ، والدارمي (1901) ، والبخاري (1782) ، ومسلم (1256) ، والنسائي (2110) ، وابن الجارود في "المنتقى" (504) ، وابن حبان (3700) ؛ من طريق ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس وحده، به، وعند بعضهم قصة.
وتقدم عند المصنف برقم (11299) من طريق حجاج بن أرطاة، وبرقم (11322) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وبرقم (11410) من طريق يعقوب ابن عطاء؛ جميعهم عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس وحده، به.(14/226)
14855 - حدثنا محمد بن أبي خيثمةَ، قال: دثنا الفضلُ بن سهلٍ، قال: دثنا أبو الجَوّابِ (1) ، قال: دثنا سفيانُ الثَّوريُّ، عن ليثٍ (2) ، عن عطاءٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: ما كانوا يَغسلون أَسْتاهَهم بالماءِ.
__________
[14855] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/212) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه ليث بن أبي سليم؛ وهو ثقة، إلا أنه ينسب إلى التخليط والغلط» .
(1) هو: أحوص بن جواب الضَّبِّي.
(2) هو: ابن أبي سُلَيم.(14/227)
عبدُالله بن أبي مُليكةَ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14856 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، قال: دثنا عبدُالرَّزَّاقِ، قال: أخبرنا ابن جريجٍ، قال: سمعتُ ابن أبي مُليكةَ يُحدِّثُ أنَّ ابن الزُّبيرِ كتب إلى أهلِ العراقِ: إنَّ الذي قال له (1) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً حَتَّى أَلْقَى اللهَ سِوَى اللهِ؛ لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً» ، فكان (2) يجعلُ الجدَّ أبًا.
__________
[14856] رواه عبد الرزاق (19049) عن ابن جريج قال: سمعت من أبي يحدث أن ابن الزبير ... فذكره، ومن الواضح أن قوله: «سمعت من أبي» تصحيف من قوله: «سمعت ابن أبي مليكة» .
فقد رواه ابن حزم في "المحلى" (9/287) من طريق عبد الرزاق على الصواب؛ كما عند المصنِّف هنا، وكذا نقله ابن القيم في "إعلام الموقعين" (1/379) عن عبد الرزاق.
ورواه ابن أبي شيبة (31730) عن وكيع، وأحمد (4/4، 5 رقم 16112، 16120) عن يحيى بن سعيد، والبزار (2190) ، والروياني (1339) ، واللالكائي في "أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (2410) ، وابن عساكر (30/243-244) ؛ من طريق أبي عاصم النبيل، والبيهقي (6/246) من طريق عثمان بن عمر؛ جميعهم (وكيع، ويحيى، وأبو عاصم، وعثمان) عن ابن جريج، به.
ورواه سعيد بن منصور (47/ الأعظمي) ، والدارمي (2953) ، والبخاري (3658) ، والبيهقي (6/246) ؛ من طريق أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة، به. ولكن رواية سعيد بن منصور والدارمي مختصرة، حيث جاء عندهما: عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير؛ أن أبا بكر جعل الجد أبا.
وانظر الأحاديث [14869 و14874 و14903] .
(1) أي: عنه، واللام تأتي بمعنى «عن» ؛ ومنه قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} [الأحقاف: 11] . وانظر: "مغني اللبيب" (ص 217) .
(2) كذا في الأصل، وكذا عند ابن حزم في "المحلى" من طريق عبد الرزاق، وفي "مصنف عبد الرزاق"- وعنه ابن القيم في "إعلام الموقعين"- وأكثر مصادر التخريج: «كان» دون الفاء، وهو الجادة؛ لأن جملة «كان يجعل ... » في محل [ص:229] رفع خبر «إن» في قوله قبلُ: «إنَّ الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ... » . والأصلُ أن الخبر مرتبط بالمبتدأ ارتباط المحكوم بالمحكوم عليه؛ فلا يحتاج إلى حرف رابط بينهما، إلا أنه لما لُحظ في بعض الأخبار معنًى يدخل الفاء فيه دخلت الفاء في تلك الأخبار بشروط؛ وجوز بعض العلماء دخول الفاء في خبر المبتدأ مطلقًا. انظر تفصيل ذلك في: "همع الهوامع" (1/403-406) .
ويمكن أن يكون الناسخ هنا قد توهم أنه قال: أما الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ... - كما جاء في بعض روايات هذا الحديث- (كما عند البزار والبيهقي) ؛ فأدخل الفاء. والمعنى: أن أبا بكر- ذا المنزلة الرفيعة من النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لَو كنتُ مُتَّخِذًا خليلاً ... » إلخ- كان يجعل الجدَّ بمنزلة الأب في الميراث. وانظر: "فتح الباري" (12/19) .(14/228)
14857 - حدثنا جعفرُ بن محمدٍ الفِريابيُّ، قال: دثنا محمد بن بحرٍ الهُجَيميُّ، قال: دثنا سعيدُ بن سالمٍ، عن ابن جُريجٍ، عن ابن أبي مُليكةَ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: سمعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ ظَاهِرًا أَوْ نَظَرًا أُعْطِيَ شَجَرَةً فِي الجَنَّةِ، لَوْ أَنَّ غُرَابًا أَفْرَخَ تَحْتَ وَرَقَةٍ مِنْهَا، ثُمَّ أَدْرَكَ ذَلِكَ الفَرْخُ (1) فَنَهَضَ، لَأَدْرَكَهُ الهَرَمُ قَبْلَ أَنْ يَقْطَعَ تِلْكَ الوَرَقَةَ» .
__________
(1) في الأصل: «الفرخ الهرم» ، وكلمة «الهرم» مقحمة؛ والمثبت موافق لما في "الأوسط" للمصنف و"جامع المسانيد" و"مجمع الزوائد"، وسائر مصادر التخريج. والمراد: كَبِرَ.
[14857] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5470/قلعجي) و (4/36/ابن دهيش) عن المصنف، به، ونقله أيضًا الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/139) عن المصنف. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/165) ، إلا أنه جعله من مسند عبد الله بن مسعود، وقال: «رواه البزار والطبراني إلا أنه قال: «لو أن غرابا أقزح في ورقة منها، ثم أدرك ذلك القزح فنهض، لأدركه الهرم قبل أن تقطع تلك الورقة» ، وفيه محمد بن محمد الهجيمي؛ ولم أعرفه، وسعيد بن سالم القداح مختلف فيه، وبقية رجال الطبراني ثقات، وإسناد البزار ضعيف» . وكذا قال: «محمد بن محمد الهجيمي» والصواب أنه: محمد بن بحر الهجيمي. وفيما عزاه للطبراني من المتن تصحيف أيضًا. [ص:230]
ورواه المصنف في "الأوسط" (3351) بهذا الإسناد، وقال: «لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا سعيد بن سالم، تفرد به محمد بن بحر» .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/554) عن أبي محمد المزني، عن جعفر بن محمد الفريابي، به.
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (4/38) عن أحمد بن محمد بن إبراهيم، وابن عدي في "الكامل" (3/398) عن أبي يعلى، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1849) ، من طريق محمد بن إبراهيم؛ جميعهم (أحمد بن محمد، وأبو يعلى، ومحمد بن إبراهيم) عن محمد بن بحر الهجيمي، به.
ورواه البزار (2191) من طريق نافع بن عمر، وابن عدي (6/221) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/47) ؛ من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي؛ كلاهما (نافع، ومحمد بن عبد الله) عن عبد الله بن أبي مليكة، به.(14/229)
14858 - حدثنا زكريَّا بن يحيى الساجيُّ، قال: دثنا محمد بن المثنَّى، قال: دثنا/ مُؤمَّلُ بن إسماعيلَ، قال: دثنا نافعُ بن عمرَ، عن ابن [ظ: 207/ب] أبي مُليكةَ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ؛ أنّ الأقرعَ بن حابسٍ قَدِمَ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ، استعملْهُ على قومِهِ، فقال عمرُ: لا تَستعملْهُ يا رسولَ اللهِ. فتكلَّما عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حتى ارتفعتْ (1) أصواتُهما، فقال أبو بكرٍ لعمرَ: ما أردتَّ إلا خلافي، قال: ما أردتُّ خلافَكَ؛ قال: فنزلتْ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} (2) . فكان عمرُ بعد ذلك إذا تكلَّم عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لم يَسمعْ كلامَهُ حتى يَستفهِمَهُ.
__________
(1) قوله: «حتى ارتفعت» مكرر في الأصل.
(2) الآية (2) من سورة الحجرات.
[14858] رواه الهروي في "ذم الكلام وأهله" (967) من طريق الحسين بن إسماعيل، عن زكريا بن يحيى، به.
ورواه الترمذي (3266) ، والبزار (2188) ؛ عن محمد بن المثنى، به.
ورواه ابن شبة في "أخبار المدينة" (2/523) عن مؤمل بن إسماعيل، به.
ورواه الطبري في "تفسيره" (21/342) عن علي بن سهل، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (335) عن بكار بن قتيبة؛ كلاهما (علي، وبكار) عن مؤمل بن إسماعيل، به. [ص:231]
ورواه أحمد (4/4 رقم 16106) عن موسى بن داود، و (4/6 رقم 16133) ، والبخاري (7302) ، والبزار (2189) ؛ من طريق وكيع، والبخاري (4845) عن يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (336) من طريق يعقوب بن أبي عباد المكي؛ جميعهم (موسى، ووكيع، ويسرة، ويعقوب) عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، مرسلاً دون ذكر عبد الله بن الزبير، ثم قال ابن أبي مليكة بعد أن ساق الحديث: قال ابن الزبير: «فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه» . واقتصر أحمد في الموضع الأول على قول ابن الزبير. وانظر الحديث التالي.(14/230)
14859 - حدثنا جعفرُ بن سُنيدِ بن داودَ، قال: حدثنا أبي.
وحدثنا عبدُالله بن محمد بن ناجيَةَ، قال: دثنا الحسنُ بن محمدٍ الزعفرانيُّ؛ قالا: حدثنا حجّاجٌ (1) ، عن ابن جُريجٍ، قال: أخبرني ابن أبي مُليكةَ؛ أنّ عبدَالله بن الزُّبيرِ أخبرهم: أنه قَدِم ركبٌ من بني تميمٍ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فيهم الأقرعُ بن حابسٍ، فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ، استعملِ الأقرعَ على قومِهِ، فقال عمرُ: يا رسولَ اللهِ، لا تستعملْهُ. فتنازعا حتى ارتفعتْ أصواتُهما؛ فقال أبو بكرٍ: ما أردتَّ إلا خلافي، فقال عمرُ: ما أردتُّ خلافَكَ. فتماريا حتى ارتفعت أصواتُهما؛ فنزل في ذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ... } (2) ، حتى انقضتِ الآيةُ.
__________
(1) هو: ابن محمد المصيصي.
(2) الآية (1) من سورة الحجرات.
[14859] رواه البخاري (4847) ، والبزار (2187) ، والنسائي (5386) ؛ عن الحسن بن محمد الزعفراني، به.
ورواه النحاس في "إعراب القرآن" (4/207) عن علي بن الحسين، والواحدي في "أسباب النزول" (ص 444) من طريق عبد الله بن محمد البغوي؛ كلاهما عن الحسن بن محمد، به. [ص:232]
ورواه البزار (2187) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5802) عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم؛ كلاهما عن حجاج بن محمد، به.
ورواه البخاري (4367) ، وأبو يعلى (6816) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/172) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (337) ؛ من طريق هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به. وانظر الحديث السابق.(14/231)
14860 - حدثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا أحمدُ ابن مَنيعٍ، قال: دثنا إسماعيلُ بن عُلَيَّةَ، عن أيوبَ، عن ابن أبي مُليكةَ، عن ابن الزُّبيرِ؛ أنّ عليًّا ذَكَر بنتَ أبي جهلٍ، فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ (1) مِنِّي؛ يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا، وَيُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا» .
__________
(1) البَضْعةُ- بالفتح، وقد تكسر-: القطعة؛ اسم من بَضَع اللَّحْم يَبْضَعُه بَضْعًا؛ أي: قطعة من اللحم المجتمعة. انظر: "مشارق الأنوار" (1/96) ، و"النهاية" (1/133) ، و"تاج العروس" (ب ض ع) .
[14860] رواه الضياء في "المختارة" (9/314-315) من طريق المصنف، به.
وسيأتي عند المصنف (22/ رقم 1013) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أحمد ابن منيع، به.
ورواه الترمذي (3869) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2957) ؛ عن أحمد بن منيع، به.
ورواه الضياء في "المختارة" (9/314) من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن أحمد ابن منيع، به.
ورواه أحمد (4/5 رقم 16123) عن إسماعيل بن علية، به.
ورواه أبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث" (2/792) عن مسدد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2957) ، والبزار (2193) ؛ عن مؤمل بن هشام، وابن شاهين في "فضائل فاطمة" (17) من طريق محمود بن خداش، والحاكم في "المستدرك" (3/159) من طريق موسى بن سهل بن كثير؛ جميعهم (مسدد، ومؤمل، ومحمود، وموسى) عن إسماعيل بن علية، به.
وسيأتي عند المصنف (22/ رقم 1013) من طريق مؤمل بن هشام، عن ابن علية، به. [ص:233]
ورواه عبد الرزاق (13269) - ومن طريقه أحمد في "فضائل الصحابة" (1330) ، وأبو داود (2070) - عن معمر، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، مرسلاً.
وسيأتي عند المصنف (22/ رقم 1010) من طريق الليث بن سعد، و (22/1011) من طريق ابن لهيعة، و (22/ رقم 1012) من طريق عمرو بن دينار؛ جميعهم (الليث، وابن لهيعة، وعمرو) عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواية الليث أخرجها أحمد (4/328 رقم 19134) ، والبخاري (5230 و5278) ، ومسلم (2449) .
ورواية عمرو بن دينار أخرجها البخاري (3714 و3767) ، ومسلم (2449) .(14/232)
عمرُو بن دينارٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14861 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا أبو حُذيفةَ (1) ، قال: دثنا محمد بن مسلمٍ (2) ، عن عمرِو بن دينارٍ؛ أنّ عبدَالله بن الزُّبيرِ، قال: إنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ إِلاَّ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ إِذَا لَمْ يَكُنْ يُؤَدِّي حَقَّهَا، فَتَمْشِي عَلَيْهِ بِقَاعٍ (3) ، يَطَؤُهُ (4) بِأَخْفَافِهَا. وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ البَقَرِ إِذَا لَمْ يَكُنْ يُؤَدِّي حَقَّهَا، فَتَمْشِي عَلَيْهِ بِقَاعٍ، تَطَؤُهُ [ص:234] بِأَظْلاَفِهَا وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا. وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الغَنَمِ إِذَا لَمْ يُؤَدِّي (5) حَقَّهَا، فَتَمْشِي عَلَيْهِ بِقَاعٍ، فَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلاَفِهَا؛ لَيْسَ فِيهَا جَمَّاءُ وَلاَ مَكْسُورَةُ القَرْنِ. وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الكَنْزِ فَيُمَثَّلُ لَهُ شُجَاع أَقْرَع فَلاَ يَجِدُ شَيْئًا فَيُدْخِلُ يَدَهُ فِي فِيهِ» .
رواه (6) عمرُو بن دينارٍ، عن عُبيدِ بن [عمير] (7) الليثيِّ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مرسلاً.
__________
[14861] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5490/ قلعجي) و (4/43/ ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/65) ، وقال: «رواه الطبراني بطوله، وروى البزار طرفًا منه، ورجاله موثقون» .
ورواه البزار (2199) عن محمد بن مرزوق وعمر بن الخطاب السجستاني، عن أبي حذيفة موسى بن مسعود، به.
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (3489/أطراف الغرائب) من طريق محمد ابن مسلم، به.
(1) هو: موسى بن مسعود النهدي.
(2) هو: الطائفي.
(3) عند البزار: «بقاعٍ قَرْقَرٍ» ، والقاعُ: المكان المستوي ليس فيه ارتفاع ولا انخفاض، والقرقر: المستوي أيضًا. "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/57) .
(4) كذا في الأصل، لكن رسمت الهمزة على الألف. والجادة: «تطؤه» بتأنيث الفعل؛ كما في "جامع المسانيد" و"مجمع الزوائد" و"مسند البزار". [ص:234]
وما في الأصل إن لم يكن خطأ وقع فيه الناسخ، فإنه يخرج على أنه من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ أراد: يطؤه المذكورُ (أي: الإبل) ، أو يطؤه مجموعها. وانظر الكلام في الحمل على المعنى في التعليق على الحديث [13666] .
وعلى هذا فإن استخدامه للفعل «يطؤه» بالتذكير مع قوله قبل: «حقها فتمشي» بالتأنيث، وكذلك قوله بعد: «بأخفافها» ؛ يكون فيه استعمال لغتين فأكثر في الكلام الواحد، وانظر التعليق على الحديث [13801] .
(5) قوله: «لم يؤدي» كذا في الأصل، وفي "مجمع الزوائد": «لم يكن يؤدي» ؛ كما مرَّ في الموضعين السابقين. وفي "جامع المسانيد": «لم يؤد» ، فإن لم تكن كلمة «يكن» سقطت من الأصل؛ فإن قوله: «لم يؤدي» الجادة فيه: «لم يؤدِّ» بحذف حرف العلة؛ لأنه فعل مضارع مجزوم، ولكن إثبات حرف العلة هنا له وجه في العربية صحيح وله شواهد، انظر ذلك في التعليق على الحديث [13682] .
(6) لم نقف عليه من هذا الوجه.
(7) في الأصل: «عمر» ، ولا نعلم في هذه الطبقة من يقال له: «عبيد بن عمر الليثي» ، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (19/223) .(14/233)
14862 - حدثنا عَبْدانُ بن أحمدَ، قال: دثنا محمد بن معمرٍ، قال: دثنا أبو عامرٍ/ العَقَديُّ، قال: دثنا محمد بن مسلمٍ، عن عمرِو بن [ظ: 208/أ][ص:235] دينارٍ، عن ابن الزُّبيرِ؛ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ نُوقِشَ المُحَاسَبَةَ (1) هَلَكَ» .
__________
[14862] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5491/ قلعجي) و (4/43/ ابن دهيش) عن المصنف بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/350) ، [ص:235] وقال: «رواه البزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال البزار و"الكبير" رجال الصحيح، وكذلك رجال "الأوسط" غير عمرو بن أبي عاصم النبيل؛ وهو ثقة» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (38975) ونسبه للمصنف.
ورواه البزار (2198) عن محمد بن معمر، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (886) عن محمد بن مهدي، والبزار (2198) عن أحمد بن ثابت، والمصنف في "الأوسط" (6676) من طريق عمرو بن أبي عاصم النبيل؛ جميعهم (محمد بن مهدي، وأحمد بن ثابت، وعمرو) عن أبي عامر العقدي، به.
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/126) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن محمد بن مسلم، به.
(1) في "جامع المسانيد" و"مجمع الزوائد": «الحساب» ، وجاء في "كنز العمال" كما عند المصنف هنا.(14/234)
14863 - حدثنا محمد بن يحيى الأصفهانيُّ، قال: دثنا عَقيلُ ابن يحيى الطَّهرانيُّ، قال: دثنا أبو داودَ الطَّيَالِسيُّ، قال: حدثنا جريرُ ابن عبد الحميدِ، عن ليثِ بن أبي سُليمٍ، عن عمرِو بن دينارٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: ليسَ من السُّنّةِ الصلاةُ على (1) النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ الجمعةِ على المِنبرِ.
__________
[14863] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (7/523-524/ قلعجي) و (4/43/ ابن دهيش) عن المصنف من طريق أبي داود الطيالسي، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/188) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه ليث بن أبي سليم؛ وهو مدلس» .
(1) كانت في الأصل: «عن» وكتب فوقها: «على» بخط صغير، وبجانبها «ح» ، والمثبت موافق لما في "جامع المسانيد" و"مجمع الزوائد".(14/235)
14864 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن أَسِيدٍ الأصبهانيُّ، قال: دثنا جعفرُ بن محمدٍ البُزُوريُّ، قال: دثنا يحيى بن موسى الطائفيُّ، عن مسلمِ بن رُزيقٍ المخزوميِّ، عن عمرِو بن دينارٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: أمر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عمَّهُ العباسَ يأمرُ بنيه أن يحرثوا القَضْبَ؛ فإنه ينفي الفقرَ. قال: والقَضْبُ: الرَّطْبةُ (1) .
__________
[14864] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5492/ قلعجي) و (4/43-44/ ابن دهيش) عن المصنف من طريق مسلم بن رزيق، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/69) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه جماعة لم أعرفهم» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (3/354) ، وفي "معرفة الصحابة" (4153) ؛ من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، عن جعفر بن محمد البزوري، به.
(1) قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (2/189) : «قيل: كل نبت اقتضب وأُكل رَطْبًا فهو قَضْبٌ» .(14/236)
طاوسُ بن كَيْسانَ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14865 - حدثنا موسى بن هارونَ، قال: دثنا إسحاقُ بن راهُوْيَهْ، قال: أخبرنا الفضلُ بن موسى. [ص:237]
ودثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا إبراهيمُ بن عبدِالله الهرويُّ، قال: دثنا الفضلُ بن موسى السِّينانيُّ، عن مَعْمَرٍ، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن الزُّبيرِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَهَرَ سَيْفَهُ ثُمَّ وَضَعَهُ فَدَمُهُ هَدَرٌ» . يعني «وَضَعه» : ضَرب به (1) .
__________
[14865] رواه المصنف في "الأوسط" (8013) بالإسناد الأول فقط، ثم قال: «لم يذكر في هذا الحديث أحد ممن رواه عن معمرٍ: ابنَ الزبير، إلا الفضل بن موسى، ورواه عبد الرزاق وغيره مقطوعًا» .
ورواه الضياء في "المختارة " (9/303) من طريق المصنف، بالإسنادين.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (4/21) عن محمد بن عمر بن غالب، عن موسى بن هارون، به.
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده"، كما في "نصب الراية" (4/347) .
ورواه النسائي (4097) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1290) عن محمد ابن عبد الله بن مخلد؛ كلاهما (النسائي، وابن مخلد) عن إسحاق بن راهويه، به. [ص:237]
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1289) عن إبراهيم بن أبي داود، عن إبراهيم بن عبد الله الهروي، به.
ورواه الترمذي في "العلل الكبير" (429) ، والجصاص في "أحكام القرآن" (4/45) ؛ من طريق الحسين بن حريث، والضياء في "المختارة" (9/304) من طريق محمود بن آدم المروزي؛ كلاهما (الحسين، ومحمود) عن الفضل بن موسى، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (2/159) من طريق وهيب بن خالد، عن معمر، به.
ورواه عبد الرزاق (18683) - ومن طريقه النسائي (4098) - عن معمر، به، موقوفًا.
ورواه عبد الرزاق (18684) ، وابن أبي شيبة (29405) ، والنسائي (4099) ؛ من طريق ابن جريج، عن ابن طاوس، به، موقوفًا.
(1) قال ابن قتيبة: قوله: «ثم وضعه» يريد: ضَرب به في الفتنة. وفي "النهاية": «أي: من قاتل به، يعني في الفتنة؛ يقال: وضع الشيء من يده يضعه وضعًا: إذا ألقاه؛ فكأنه ألقاه في الضريبة» . انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (2/442) ، و"النهاية" (5/196) . وانظر: "مسائل الإمام أحمد بن حنبل وابن راهويه" (2/256-257) ، و"شرح مشكل الآثار" (3/326 -327) ، و"جامع العلوم والحكم" (1/128 -129) .(14/236)
العباسُ بن سهلِ بن سعدٍ الساعديّ، عن ابن الزُّبيرِ
14866 - حدثنا فُضيلُ بن محمد المَلَطِيُّ، وأبو زرعةَ عبدُالرحمنِ ابن عمرٍو الدمشقيُّ، قالا: دثنا أبو نُعيمٍ (1) ، قال: دثنا عبدُالرحمنِ [ص:238] ابن الغَسِيلِ (2) ، عن العباسِ بن سهلِ بن سعدٍ، قال: سمعتُ ابن الزُّبيرِ على منبرِ مكةَ يقولُ في خطبتِهِ: يا أيها الناسُ، إنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقولُ: «لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا، ولَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَالِثًا، وَلاَ يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ» .
__________
(1) هو: الفضل بن دكين.
[14866] رواه المصنف في "الأوسط" (4687) عن أبي زرعة الدمشقي، وحده، به، ثم قال: «لا يروى هذا الحديث عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو نعيم» . [ص:238]
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (1/337) ، وفي "معرفة الصحابة" (3/1652 رقم 4152) عن المصنف، به.
ورواه البخاري (6438) عن أبي نعيم، به.
ورواه أبو عوانة - كما في "إتحاف المهرة" (6/616) - عن محمد بن خلف العسقلاني وإسحاق بن سيَّار، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9795) من طريق جعفر بن محمد بن شاكر؛ جميعهم (محمد بن خلف، وإسحاق، وجعفر) عن أبي نعيم، به.
(2) هو: عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الغسيل.(14/237)
أبو الحَكَم عِمرانُ السُّلَميُّ، عن ابن الزُّبيرِ
14867 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا أبو حُذيفةَ (1) ، قال: دثنا سفيانُ (2) ، عن سلمةَ بن كُهيلٍ، عن عِمرانَ السُّلَميِّ، قال: أتيتُ ابن الزُّبيرِ فسألتُهُ عن النَّبيذِ؟ فقال: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن نَبيذِ الجَرِّ والدُّبَّاءِ (3) .
__________
[14867] رواه الضياء في "المختارة" (9/334-335) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (1/38 رقم 260) عن مؤمل، ثنا سفيان، به.
وانظر الحديث التالي، والحديث [14898] .
(1) هو: موسى بن مسعود النهدي.
(2) هو: الثوري.
(3) انظر تفسير الجر والدباء في التعليق على الحديث [13671] .(14/238)
14868 - حدثنا يوسفُ بن يعقوبَ القاضي، قال: دثنا عمرُو بن مرزوقٍ، قال: دثنا شعبةُ، عن سلمةَ بن كُهيلٍ، عن أبي الحكمِ السُّلميِّ، قال: سألتُ ابن الزُّبيرِ فقال: نهى/ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الجَرِّ [ظ: 208/ب] والدُّبّاءِ.
__________
[14868] رواه الضياء في "المختارة" (9/335) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (1/27 رقم 185) عن يحيى بن سعيد القطان، و (4/5 رقم 16124) عن محمد بن جعفر، والدارمي (2157) عن أبي زيد سعيد بن الربيع، والبزار (2228) من طريق وهب بن جرير، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/223) من طريق أبي عامر العقدي؛ جميعهم (القطان، وغندر، وأبو زيد، ووهب، والعقدي) عن شعبة، به.
وانظر الحديث السابق، والحديث [14898] .(14/239)
الحسنُ بن يَنَّاقٍ (1) ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14869 - دثنا أحمدُ بن عمرٍو الخَلاّلُ المكيُّ، قال: دثنا يعقوبُ ابن حميدٍ، قال: دثنا بشرُ بن السَّرِيِّ، عن إبراهيمَ بن نافعٍ، عن الحسنِ بن مسلمٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ؛ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً غَيْرَ رَبِّي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي فِي الغَارِ» .
__________
(1) هو: الحسن بن مسلم بن يَنَّاق.
[14869] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5436/ قلعجي) و (4/24/ ابن دهيش) عن المصنف، به. وانظر الأحاديث [14856 و14874 و14903] .(14/239)
عَبيدةُ بن عمرٍو السَّلْمانيُّ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14870 - دثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا عبدُالله بن عبد الوهابِ الحَجَبيُّ، قال: دثنا خالدُ بن الحارثِ، قال: دثنا شعبةُ، عن عطاءِ بن السائبِ، عن أبي البَخْتَريِّ (1) ، عن عَبيدةَ، عن ابن الزُّبيرِ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال (2) : «إِنَّ رَجُلاً حَلَفَ بِالله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كاذبًا، فَغُفِرَ لَهُ» (3) .
__________
[14870] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/83) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/320-321) من طريق المصنف، به.
ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/300) من طريق يعقوب بن أبي يعقوب، عن عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (586) عن أبي سلمة يحيى بن خلف، والبزار (2177) من طريق يحيى بن حبيب بن عربي، واللالكائي في "أصول اعتقاد أهل السنة" (2038) ، والضياء (9/321) ؛ من طريق عباس بن يزيد، والبيهقي (10/37) من طريق عبد الرحمن بن المبارك؛ جميعهم (يحيى بن خلف، ويحيى بن حبيب، وعباس، وعبد الرحمن) عن خالد بن الحارث، به.
ورواه أحمد (4/3 رقم 16101) ، والبزار (2178) ، والنسائي في "الكبرى" (5962) ، واللالكائي في "أصول اعتقاد أهل السنة" (2038) ؛ من طريق محمد بن جعفر، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (587) ، والبيهقي (10/37) ؛ من طريق معاذ بن معاذ العنبري؛ كلاهما (محمد بن جعفر، ومعاذ) عن شعبة، به.
وقد خالف شعبة جماعة فرووه عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى الأعرج، عن ابن عباس.
وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (1327) .
(1) هو: سعيد بن فيروز الطائي.
(2) قوله: «قال» ألحق بخط صغير أعلى السطر.
(3) يعني: بإخلاصه وتصديقه بقول «لا إله إلا الله» . كما في رواية أبي الشيخ.(14/240)
عبدُالله البهيُّ مولى الزُّبيرِ، عن ابن الزُّبيرِ
14871 - دثنا أحمدُ بن محمدٍ الخزاعيُّ الأصبهانيُّ، قال: دثنا القعنبيُّ (1) .
ودثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا أبو نُعيمٍ ضرارُ بن صُرَدٍ.
ودثنا يحيى بن عثمانَ بن صالحٍ، قال: دثنا أصبغُ بن الفَرَجِ؛ قالوا: دثنا عليُّ بن عابسٍ، عن يزيدَ بن أبي زيادٍ، عن البهيِّ مولى الزُّبيرِ، عن ابن الزُّبيرِ، قال: لقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ساجدًا حتى جاء الحسنُ بن عليٍّ فصَعِدَ على ظهرِهِ، فما أنزله حتى كان هو الذي نزل، وإن كان ليَفْرُجُ له رِجْليه فيدخلُ مِن ذا الجانبِ ويخرجُ من ذا الجانبِ الآخَرِ.
__________
[14871] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5462/ قلعجي) و (4/33-34/ ابن دهيش) وعزاه للمصنف من حديث علي ابن عابس، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/175) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه علي بن عابس؛ وهو ضعيف» .
ورواه أبو موسى المديني في "ذكر ابن أبي الدنيا" (23) من طريق المصنف، به.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/177) من طريق محمد بن سعد ومحمد ابن غالب تمتام، عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، به، إلا أنه جاء في رواية محمد ابن سعد: «عبد الملك بن مسلمة بن قعنب الحارثي» .
ورواه ابن أبي الدنيا في "العيال" (214) عن محمد بن حسان السمتي، والبزار (2186) عن الحسن بن قزعة؛ كلاهما عن علي بن عابس، به.
(1) هو: عبد الله بن مسلمة بن قعنب.(14/241)
14872 - حدثنا الحسنُ بن العباسِ الرازيُّ، قال: دثنا محمد بن [ص:242] حميدٍ، قال: دثنا هارونُ بن المغيرةِ، عن عمرِو بن أبي قيسٍ، عن يزيدَ بن أبي زيادٍ، عن البهيِّ، عن ابن الزُّبيرِ؛ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لعن فلانًا وولدَه على هذا المنبرِ.
__________
[14872] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5463/ قلعجي) و (4/34/ ابن دهيش) وعزاه للمصنف من طريق يزيد بن أبي زياد، به.
وسيأتي من رواية عامر الشعبي عن ابن الزبير في الأحاديث [14882-14884] .(14/241)
عبدُالله بن عامرِ بن كُرَيزٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14873 - دثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا إبراهيمُ بن حمزةَ الزُّبيريُّ، قال: دثنا عبدُالله بن مصعبِ بن ثابتٍ الزُّبيريُّ، عن أبيه، عن حنظلةَ بن قيسٍ، عن عبد الله بن عامرِ بن كُرَيزٍ، أُراه عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» .
__________
[14873] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5437/ قلعجي) و (4/33/ ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/245) ، إلا أنه جعله من مسند عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر بن كريز، وقال: «رواه عنهما الطبراني في "الأوسط"، ورواه في "الكبير" عن ابن الزبير وحده، وكذلك رواه البزار، وفيه عبد الله بن مصعب الزبيري؛ وهو ضعيف» .
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (567 و764) ، والبغوي في "حديث مصعب" (93) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/125) ، والمصنف في "الأوسط" (8069) ، والحاكم (3/639) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/62) ؛ من طريق مصعب بن عبد الله بن مصعب، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/62) من طريق عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي؛ كلاهما عن عبد الله بن مصعب، عن مصعب بن ثابت، عن حنظلة بن قيس، عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.
ورواه البزار (2220) من طريق مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري، قال: حدثني أبي، عن مصعب بن ثابت، عن حنظلة بن قيس، عن عبد الله بن الزبير، به، ولم يَذكر «عبد الله بن عامر بن كريز» في الإسناد.(14/242)
سعيدُ بن جبيرٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14874 - دثنا أبو الزِّنْباعِ رَوْحُ بن الفَرَجِ، قال: دثنا يحيى بن سليمانَ الجعفيُّ.
ودثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا محمد بن طريفٍ البَجَليُّ؛ قالا: دثنا زيادُ بن الحسنِ بن فُراتٍ، قال: حدَّثَني أبي، عن جَدِّي: فُراتٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، قال: / كتب عتبةُ بن فرقدٍ (1) إلى [ظ: 209/أ] عبدِالله بن الزُّبيرِ يستفتيه في الجَدِّ؟ فكتب: إنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً مِنْ أُمَّتِي دُونَ رَبِّي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، وَلَكِنَّهُ أَخِي فِي الدِّينِ وَصَاحِبِي فِي الغَارِ» ، وَإنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُنْزِلُهُ (2) مَنْزِلَةَ الوَالِدِ (3) .
__________
(1) كذا وقع في الأصل. وفي مصادر التخريج: «عبد الله بن عتبة» ، أو «ابن عتبة» بدل: «عتبة بن فرقد» . وسيأتي على الصواب في الحديث [14903] .
(2) يعني: الجَدَّ، في الميراث.
(3) كانت في الأصل: «الجد» ، ووضع الناسخ فوقها علامة لحق، وكتب في الحاشية: «الوالد» وفوقها: «ح» .
[14874] رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/245-246) من طريق طاهر بن عيسى، عن يحيى بن سليمان الجعفي، به، إلا أنه اقتصر على المرفوع من الحديث، ولم يذكر عتبة بن فرقد ولا كتابته لابن الزبير.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (4/307) ، وفي "الإمامة" (ص244) ؛ من طريق محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، عن محمد بن طريف، به، إلا أنه وقع في الكتابين: «ابن عتبة» بدل: «عتبة بن فرقد» .
ورواه ابن عساكر (30/245) من طريق أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج، عن زياد ابن الحسن بن فرات، به.
ورواه محمد بن خلف وكيع في "أخبار القضاة" (2/405) من طريق عبد العزيز بن أبان، عن الحسن بن الفرات، به. [ص:244]
ورواه ابن أبي شيبة (31731) ، ومحمد بن خلف وكيع في "أخبار القضاة" (2/405) ؛ من طريق سفيان الثوري، وأحمد (4/4 رقم 16107) ، والبزار (2194) ، وأبو يعلى (6805) ، والخطيب في "الموضح" (2/320) ؛ من طريق الحجاج بن أرطاة؛ كلاهما (الثوري، وحجاج) عن فرات القزاز، به.
ووقع في جميع مصادر التخريج: «عبد الله بن عتبة» بدل «عتبة بن فرقد» .
وانظر الأحاديث [14856 و14869 و14903] .(14/243)
أَحْنفُ أبو فراتٍ، عن ابن الزُّبيرِ
14875 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبلٍ، ومحمد بن عبدِالله الحضرميُّ، وأحمدُ بن يحيى بن خالدِ بن حيّانَ الرَّقِّيُّ؛ قالوا: دثنا أبو عُبيدةَ بن الفضيلِ بن عياضٍ، قال: دثنا مالكُ بن سُعيرِ بن الخِمْسِ، قال: دثنا فراتُ بن أحنفَ، قال: دثني أبي، عن عبد الله بن الزُّبيرِ؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال في حَجّةِ الوداعِ: «أَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمُ؟» قيل: مكةُ، قال: «فَأَيُّ شَهْرٍ أَحْرَمُ؟» قيل: ذو الحجةِ، قال: «فَأَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟» [ص:245] قال (1) : يومُ النحرِ يومُ الحجِّ الأكبرُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «دِمَاؤُكُمْ وَأَمْوَالُكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا» .
__________
[14875] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/270) ، وقال: «رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه فرات بن أحنف؛ وهو ضعيف» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (82) عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان وحده، به، ثم قال: «لم يرو هذا الحديث عن فرات بن أحنف إلا مالك بن سعير، تفرد به أبو عبيدة، ولا يروى عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد» .
ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/48) عن المصنف، عن عبد الله بن أحمد وأحمد بن يحيى فقط، به.
ورواه أبو نعيم أيضًا (1/48) عن أبي القاسم إبراهيم بن أحمد، عن محمد بن عبد الله الحضرمي وحده، به.
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (6821) ، وأبو نعيم (1/48) من طريق عمر بن أيوب بن مالك؛ كلاهما (أبو يعلى، وعمر بن أيوب) عن أبي عبيدة ابن الفضيل، به. وجاء عند أبي يعلى مختصرًا، ونقله عنه ابن حجر في "المطالب العالية" (1133) مطولاً. [ص:245]
(1) كذا في الأصل و"الأوسط"، وفي "أخبار أصبهان" و"مجمع الزوائد": «فقيل» .
ويمكن توجيه ما في الأصل على أن المراد: قال أحدهم، أو على أن أصله: «قالُوا» فحذف حرف المد: الواو، واكتفي عنه بحركة اللام وهي الضمة، وحذفت الألف الفارقة تبعًا لحذف الواو. وانظر في الاجتزاء بالحركات عن حروف المد: التعليق على الحديث [13709](14/244)
ثُوَيرُ بن أبي فاخِتةَ، عن ابن الزُّبيرِ
14876 - دثنا الفضلُ بن الحُبَابِ الجُمَحيُّ، قال: دثنا عبدُالله بن رجاءٍ، قال: دثنا إسرائيلُ (1) ، عن ثُوَيرٍ، قال: سمعتُ عبدَالله بن الزُّبيرِ يقولُ: هذا يومُ عاشوراءَ فصوموه؛ فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أَمر بصيامِهِ.
__________
[14876] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/184) ، وقال: «رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، وثوير ضعيف» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/106) عن الفضل بن الحباب، به.
ورواه أبو علي الشاموخي في "حديثه" (15) عن أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس، عن الفضل بن الحباب، به.
ورواه أحمد (4/5 رقم 16119) عن الأسود بن عامر، و (4/6 رقم 16132) عن حسين بن محمد، والبزار (2223) من طريق مؤمل بن إسماعيل، و (2224) من طريق مصعب بن المقدام، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/76) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل؛ جميعهم (الأسود، وحسين، ومؤمل، ومصعب، وأبو غسان) عن إسرائيل، به.
(1) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.(14/245)
عبدُالله بن شَريكٍ العامريُّ، عن ابن الزُّبيرِ
14877 - دثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: دثنا محمد بن جعفرٍ الوَرْكانيُّ، ح.
ودثنا محمد بن جعفرٍ الرازيُّ، قال: دثنا عليُّ بن الجعدِ؛ قالا: دثنا شَريكٌ، عن عبد الله بن شَريكٍ العامريِّ، قال: سألتُ ابن عمرَ وابن عباسٍ وابن الزُّبيرِ (1) عن العمرةِ قبل الحجِّ؟ قالوا: سُنّةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ تَقْدَمُ فتَطوفُ بالبيتِ وبينَ الصفا والمروةِ، ثم تَحِلُّ، وإن كان ذلك قبل عرفةَ بيومٍ، ثم تُهِلُّ بالحجِّ؛ فيكونُ (2) قد جمعتَ عمرةً وحجةً.
__________
[14877] تقدم برقم [13913] من طريق يحيى الحماني، عن شريك، به.
(1) قوله: «وابن الزبير» أُلحق في الحاشية.
(2) كذا في الأصل. وفي "مسند أحمد" و"مجمع الزوائد": «فتكون» أي: فتكون أنت ... إلخ. ويوجه ما وقع في الأصل على أن اسم «يكون» هو ضميرُ الشأنِ؛ والتقدير: فيكون هو (أي: الشأن أو الأمر) قد جمعتَ ... إلخ. وانظر الكلام على ضمير الشأن في التعليق على الحديث [14499] .(14/246)
نُسيرُ بن ذُعْلُوقٍ، عن ابن الزُّبيرِ
14878 - دثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، عن عبد الرَّزَّاقِ، عن الثَّوريِّ، عن نُسيرِ بن ذُعْلُوقٍ؛ أنّ ابن الزُّبيرِ رأى الناسَ يمسحون المقامَ، فنهاهم؛ وقال: إنّكم لم تؤمروا بالمسحِ، إنما أُمرتم بالصلاةِ.
__________
[14878] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (7/529/قلعجي) و (4/48/ابن دهيش) عن المصنف، به. [ص:247]
ورواه الضياء في "المختارة" (9/342) من طريق المصنف، به.
ورواه عبد الرزاق (8958) .
ورواه ابن أبي شيبة (15736) عن وكيع، عن سفيان الثوري، به.
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (1004) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن بشير، قال: رأيت ابن الزبير ... فذكر نحوه.
وذكر هذا الحديث المزي في "تهذيب الكمال" (4/ 183) في ترجمة بشير غير منسوب، ثم قال: « ... روى له أبو داود في كتاب المسائل هذا الحديث» .(14/246)
14879 - دثنا محمد بن جعفرٍ الرازيُّ، قال: دثنا عليُّ بن الجعدِ، قال: دثنا شَريكٌ، عن نُسيرِ بن ذُعْلُوقٍ، قال: رأيتُ ابن الزُّبيرِ يطوفُ وعليه بُرْطُلّةٌ (1) .
__________
[14879] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (7/529/قلعجي) و (4/48/ابن دهيش) ، والهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/244) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/ 342) من طريق المصنف، به.
ورواه البغوي في "الجعديات" (2226) عن علي بن الجعد، به.
ورواه ابن أبي شيبة (25372) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (561) ؛ من طريق زيد ابن جبير، قال: رأيت ابن الزبير رضي الله عنهما يطوف بالبيت وعلى رأسه برطلة. هذا لفظ الفاكهي، ولفظ ابن أبي شيبة: رأيت على عبد الله بن الزبير برطلة.
ورواه ابن أبي شيبة (25373) من طريق هشام بن عروة، قال: رأيت على ابن الزبير قلنسوة لها رَف، يعني: برطلة.
(1) البُرْطُلَّة: القَلَنْسُوة، والمِظَلَّةُ الصيفيةُ. والبرطلة كلمة نبطية؛ ليست عربية؛ «بر» بمعنى «ابن» ، والنبط يجعلون الظاء طاءً؛ فكأنهم أرادوا: ابن الظل. انظر: "تهذيب اللغة" (14/56) ، و"المعرَّب" (ص187-188) ، و"تاج العروس" (ب ر ط ل) .(14/247)
أبو عونٍ محمد بن [عبيدِالله] (1) الثقفيُّ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14880 - دثنا عبدُالرحمنِ بن سَلْمٍ الرازيُّ، قال: دثنا/ سهلُ بن عثمانَ، قال: دثنا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدةَ، عن أبي سعدٍ البَقّالِ، عن محمد بن عبيدِ اللهِ، قال: سمعتُ ابن الزُّبيرِ يقولُ: كان الناسُ يَتّكِلُ بعضُهم على بعضٍ في الزادِ، فأمرهم اللهُ أن يَتزَوّدوا؛ فقال: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (2) .
[ظ: 209/ب]
__________
(1) في الأصل: «عبد الله» ، والتصويب من الإسناد التالي ومن"جامع المسانيد" لابن كثير.
[14880] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5495/قلعجي) و (4/44/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/318) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه أبو سعد البقال؛ وهو ضعيف» .
(2) الآية (197) من سورة البقرة.(14/248)
زُرعةُ بن عبدِالرحمنِ، عن ابن الزُّبيرِ
14881 - دثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: دثنا عمرُو بن محمدٍ الناقدُ، قال: دثنا أبو أحمدَ الزُّبيريُّ (1) ، قال: دثنا العلاءُ بن صالحٍ، قال: دثنا زُرعةُ بن عبدِالرحمنِ، قال: سمعتُ عبدَالله بن الزُّبيرِ يقولُ: صفُّ القدمين، ووضعُ اليدِ على اليدِ في الصلاةِ: من السُّنّةِ.
__________
[14881] رواه الضياء في "المختارة" (9/301) من طريق المصنف، به.
ورواه أبو داود (754) عن نصر بن علي، والمزي في "تهذيب الكمال" (9/50) من طريق أحمد بن عصام؛ كلاهما عن أبي أحمد الزبيري، به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي (2/30) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/73) .
(1) هو: محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.(14/248)
عامرٌ الشَّعْبيُّ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ (1)
14882 - دثنا أحمدُ بن يحيى بن خالدِ بن حيانَ الرَّقِّيُّ، قال: دثنا يحيى بن سليمانَ الجُعفيُّ، قال: دثنا محمد بن فُضيلٍ، وأحمدُ بن بشيرٍ، عن إسماعيلَ بن أبي خالدٍ، عن عامرٍ الشَّعْبيِّ، قال: سمعتُ عبدَالله بن الزُّبيرِ وهو يطوفُ بالكعبةِ، وهو يقولُ: وربِّ هذه البَنِيَّةِ (2) ! لَلَعَنَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم الحكمَ وما وَلَدَ!.
__________
(1) كتب في حاشية الأصل مقابل هذا العنوان ما نصه: «بلغ السماع في المعارضة ولدى أبي الخير محمد بن أبي خليفة ابن أختي حفظهما الله ... كتبه إسماعيل بن أبي سعيد ... » . وموضع النقط غير واضح.
[14882] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (7/503/قلعجي) و (4/27/ابن دهيش) .
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (57/271) ، والضياء في "المختارة" (9/310) ؛ من طريق المصنف، به.
ورواه ابن عساكر (57/271) من طريق علي بن المنذر، عن ابن فضيل وحده، به.
ورواه أحمد (4/5 رقم 16128) ، والبزار (2197) ؛ من طريق سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
ورواه الحاكم (4/481) ، وابن عساكر (57/270-271) ؛ من طريق محمد بن سوقة، عن عامر الشعبي، به، نحوه. وانظر الحديثين التاليين، والحديث [14872] .
(2) البَنِيَّةُ- بفتح الموحدة، وكسر النون، وتشديد المثناة التحتية المفتوحة-: هي الكعبة؛ كما يأتي مصرحًا بها في الحديث التالي، سميت بذلك لشرفها؛ إذ هي أشرف مبنيٍّ. "مشارق الأنوار" (1/115) ، و"لسان العرب"، و"تاج العروس" (ب ن ي) .(14/249)
14883 - دثنا جعفرُ بن أحمدَ بن سِنَانٍ، قال: دثنا محمد بن عُبيدٍ المحاربيُّ، قال: دثنا أبو مالكٍ الجَنْبيُّ (1) ، عن إسماعيلَ بن أبي [ص:250] خالدٍ، عن الشَّعْبيِّ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ؛ أنه قال وهو على المنبرِ: وربِّ هذا البيتِ الحرامِ والبلدِ الحرامِ! إنّ الحكمَ بن أبي العاصِ وولدَه ملعونون على لسانِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) هو: عمرو بن هاشم.
[14883] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (7/503/قلعجي) و (4/27/ابن دهيش) عن المصنف، من طريق إسماعيل، به.
ورواه الضياء في "المختارة" (9/311) من طريق المصنف، به. [ص:250]
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (57/271) من طريق عبد الرحمن بن صالح الأزدي، عن عمرو بن هاشم أبي مالك الجنبي، به. وانظر الحديث السابق، والحديث التالي.(14/249)
14884 - دثنا أحمدُ بن رِشْدينٍ المصريُّ، قال: دثنا يحيى بن سليمانَ الجُعْفيُّ، قال: دثنا ابن فُضيلٍ، عن ابن شُبرمةَ، عن الشَّعْبيِّ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: أَشهدُ لَسمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يلعنُ الحَكَمَ وما وَلَدَ.
__________
[14884] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (7/503/قلعجي) و (4/27/ابن دهيش) عن المصنف، به.
ورواه ابن عساكر (57/ 272) من طريق المصنف، به. وانظر الحديثين السابقين.(14/250)
عبدُ الملكِ بن عُميرٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14885 - دثنا أحمدُ بن زهيرٍ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا محمد بن عبد الرحيمِ صاعقةُ، قال: دثنا يحيى بن حمادٍ، قال: دثنا أبو عَوانةَ، [ص:251] عن عبد الملكِ بن عميرٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «المُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ» .
__________
[14885] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5464/قلعجي) و (4/34/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/97) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/318) من طريق المصنف، به.
ورواه البزار (2195) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (28) من طريق زكريا بن يحيى الساجي؛ كلاهما (البزار، وزكريا) عن زريق بن السخت، عن أحمد بن إسحاق الحضرمي، عن أبي عوانة، به، إلا أن البزار زاد في إسناده أبا سلمة بين عبد الملك وابن الزبير، وتابعه على هذه الزيادة الضياء في "المختارة" (9/319) ؛ فقد [ص:251] روى هذا الحديث من طريق محمد بن عبد الرحيم، عن أحمد بن إسحاق الحضرمي، به.
ورواه حماد بن إسحاق في "تركة النبي صلى الله عليه وسلم" (ص66-67) عن عارم بن الفضل، والترمذي (2370) عن صالح بن عبد الله؛ كلاهما عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/33) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5983) ؛ من طريق عبد الحكيم بن منصور، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي الهيثم بن التيهان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.
وسيأتي عند المصنف (19/ رقم 570) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به، وفيه قصة.
وقد اختلف في هذا الحديث على عبد الملك بن عمير وعلى أبي سلمة على أكثر من وجه، وانظر: "العلل" للدارقطني (1381) .(14/250)
يحيى بن عبدِالرحمنِ بن حاطبٍ، عن ابن الزُّبيرِ
14886 - دثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا عثمانُ بن أبي شيبةَ، قال: دثنا محمد بن بشرٍ، قال: دثنا محمد بن عمرٍو، قال: دثنا يحيى بن عبدِالرحمنِ بن حاطبٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: لما نزلتْ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: / {إنك ميت وإنهم ميتون * ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} [ظ: 210/أ] (1) ، قال الزُّبيرُ: أَيُكَرَّرُ علينا ما كان بيننا في الدنيا؟ قال: «نَعَمْ، لَيُكَرَّرُ عَلَيْكُمْ ذَلِكَ حَتَّى يُرَدَّ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ» . قال الزُّبيرُ: واللهِ! إنّ الأمرَ لشديدٌ!.
__________
(1) الآيتان من سورة الزمر.
[14886] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5510/قلعجي) و (4/50/ابن دهيش) ؛ وعزاه للمصنف من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، به. وذكره الهيثمي في [ص:252] "مجمع الزوائد" (7/100) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/349) من طريق المصنف، به.
ورواه الضياء (9/348) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، به.
ورواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن علقمة، واختلف عليه: فرواه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (20/201) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن الدراوردي، عن محمد بن عمرو، به.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (1/91- 92) من طريق ضرار بن صرد، عن الدراوردي، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، به.
ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (/173) ، والحميدي (60) ، وأحمد (1/164 رقم 1405) ، والترمذي (3236) ، والبزار (965) ، وأبو يعلى (687) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (18385) ، والحاكم في "المستدرك" (2/249) ؛ من طريق سفيان ابن عيينة، والحميدي (62) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (132) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، وأحمد (1/167 رقم 1434) عن عبد الله بن نمير، والبزار (964) من طريق محمد بن أبي عدي، وأبو يعلى (668) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (1342) ؛ من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، وابن أبي داود في "البعث" (29) من طريق حاتم بن إسماعيل، والشاشي في "مسنده" (32) ، والحاكم (4/572) ؛ من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، والحاكم أيضًا (2/249 و435) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، و (2/435) من طريق عبدة ابن سليمان؛ جميعهم (ابن عيينة، وأبو ضمرة، وابن نمير، وابن أبي عدي، والطنافسي، وحاتم، والأنصاري، وأبو أسامة، وعبدة) عن محمد بن عمرو ابن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، به.(14/251)
14887 - دثنا أبو مسلمٍ الكَشِّيُّ (1) ، قال: دثنا إبراهيمُ بن بشارٍ الرماديُّ، قال: دثنا سفيانُ (2) ، عن محمد بن عمرِو بن علقمةَ، [ص:253] عن يحيى بن عبدِالرحمنِ بن حاطبٍ، عن ابن الزُّبيرِ، قال: لما نزلتْ: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ *} (3) ، قال الزُّبيرُ بن العوامِ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ نعيمٍ نُسألُ عنه؟ وإنما هما الأسودانِ: الماءُ والتمرُ؟! قال: «أَمَا إِنَّ ذَلِكَ (4) سَيَكُونُ» (5) .
__________
(1) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم.
(2) هو: ابن عيينة.
[14887] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5510/قلعجي) و (4/50/ابن دهيش) عن المصنف من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/142) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه إبرهيم بن بشار الرمادي؛ وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات» . [ص:253]
ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 393) ، وابن أبي الدنيا في "الإشراف في منازل الأشراف" (214) عن إسحاق بن إسماعيل؛ كلاهما (عبد الرزاق، وإسحاق) عن سفيان بن عيينة، به.
ورواه الحميدي (61) ، وأحمد (1/164 رقم 1405) ، والترمذي (3356) ، وابن ماجه (4158) ؛ عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، والبزار (963) عن أحمد ابن أبان، وأبو يعلى (676) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (461) ؛ من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (10/3461 رقم 19464) من طريق مسدد؛ جميعهم (الحميدي، وأحمد، وابن أبي عمر، وأحمد بن أبان، وابن أبي سمينة، ومسدد) عن سفيان، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، به. ووقع عند الطحاوي: «عمرو بن دينار» بدل: «محمد بن عمرو» .
قال الحميدي بعد أن ذكر الحديث: «فكان سفيان ربما قال: قال الزبير، وربما قال: عن عبد الله بن الزبير، ثم يقول: فقال الزبير» . وانظر: "العلل" للدارقطني (527) .
(3) الآية (8) من سورة التكاثر.
(4) في حاشية الأصل: «ذاك» ، وفوقها علامة (ح) .
(5) قال الطحاوي بعد روايته للحديث: « ... وجواب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم عند ذلك: إنه سيكون؛ أي: سيكون لكم عيش سوى الأسودين، فتسألون عنه؛ فعقلنا بذلك أن الذي يسألون عنه هو الفضل عن الأسودين مما يتجاوز ما تقوم أنفسهم به، وأنهم غير مسؤولين عما لا تقوم أنفسهم إلا به؛ ووجدنا ما قد دل على ذلك مرويًّا عنه عليه السلام في غير هذا الحديث» ، ثم ساق بإسناده عن أبي عسيب: أن رسول الله أكل مع أبي بكر وعمر بسرًا وشرب ماء، ثم قال: «هذا من النعيم الذي تسألون عنه» ، فقال عمر: إنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟! قال: «نعم، إلا من ثلاث: كسرة يسد بها الرجل جوعه، وخرقة يواري بها عورته، وحجر يدخل فيه من الحر والبرد» . [ص:254]
وأبدى ابن القيم في "عدة الصابرين" (1/158) - إضافة إلى نحو ما ذكر الطحاوي- احتمال أن ترجع الإشارة في "ذلك" إلى السؤال؛ أي: أن السؤال يقع عن ذلك وإن كان تمرًا وماء، فإنه من النعيم.(14/252)
سُليمانُ بنُ عَتِيقٍ، عن ابن الزُّبيرِ
14888 - حدثنا محمد بن عبد الرحيمِ الدِّيباجيُّ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا سهلُ بن عُبيدٍ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا سفيانُ بن عيينةَ، عن زيادِ بن سعدٍ، عن سُليمانَ بن عَتِيقٍ، سمع ابن الزُّبيرِ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «صَلاَةٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ المَسَاجِدِ» .
__________
[14888] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5443/قلعجي) و (4/26/ابن دهيش) عن المصنف، من طريق سفيان، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/5) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه سهل بن عبيد التستري، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/ 302) من طريق المصنف، به.
ورواه عبد الرزاق (9134) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1220) ؛ من طريق ابن جريج، عن سليمان بن عتيق، به، موقوفًا.
ورواه الحميدي (970) ، وابن أبي شيبة (7592) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1199) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/22) ؛ من طريق ابن أبي عمر العدني، وابن عبد البر (6/19) من طريق إسحاق بن إسماعيل الأيلي، و (6/20-21) من طريق حامد بن يحيى، و (6/21) من طريق سعيد بن عبد الرحمن؛ جميعهم (الحميدي، وابن أبي شيبة، وابن أبي عمر، وإسحاق، وحامد، وسعيد) عن سفيان ابن عيينة، عن زياد، عن سليمان، عن ابن الزبير، عن عمر بن الخطاب من قوله ولم يرفعه، مع اختلاف في الألفاظ.
وقد تقدم برقم [14851 و14852 و14853] عن عطاء بن أبي رباح عن ابن الزبير بنحوه.(14/254)
سُليمانُ بن زيادٍ، عن ابن الزُّبيرِ
14889 - دثنا أبو جعفرٍ محمد بن عبدِالله بن بكرٍ السَّرّاجُ العسكريُّ، قال: دثنا عبدُ الأعلى بن حمّادٍ النَّرْسيُّ، قال: دثنا المُفضّلُ بن فَضَالةَ، عنِ ابن لَهِيعةَ، عن سليمانَ بن زيادٍ، عن عبد الله ابن الزُّبيرِ، قال: أكلْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يومًا شِوَاءً ونحن في المسجدِ، فأقيمتِ الصلاةُ، فلم نزدْ أنْ مسحْنا بالحصى (1) .
__________
(1) كذا في الأصل، ووقع في "مجمع الزوائد"، و"جامع المسانيد": «بالحصباء» .
[14889] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5442/ قلعجي) و (4/26/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/21) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام» .
ولم نقف عليه من حديث ابن الزبير عند غير المصنف، ولكن رواه أبو يعلى في "مسنده" (1541) ، وفي "المفاريد" (53) ؛ عن عبد الأعلى بن حماد، عن المفضل ابن فضالة، عن ابن لهيعة، عن سليمان بن زياد، عن عبد الله بن جزء الزبيدي، به.
ورواه أحمد (4/190 رقم 17702) عن حسن بن موسى، و (4/191 رقم 17709) عن موسى بن داود الضبي، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص 299-300) عن أبيه عبد الله بن عبد الحكم ووهب الله بن راشد وأبي الأسود النضر ابن عبد الجبار وعثمان بن صالح، والترمذي في "الشمائل" (165) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (11/429) ؛ من طريق قتيبة بن سعيد، وابن ماجه (3311) من طريق يحيى بن بكير، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/66) من طريق نصر ابن عبد الجبار؛ جميعهم (الحسن، وموسى، وعبد الله بن عبد الحكم، ووهب الله، وأبو الأسود، وعثمان، وقتيبة، ويحيى، ونصر) عن ابن لهيعة، عن سليمان بن زياد، عن عبد الله بن الحارث بن جزء، به.
ورواه ابن ماجه (3300) ، وابن حبان (1657) ، والضياء في "المختارة" (9/207) من طريق عمرو بن الحارث، عن سليمان بن زياد، عن عبد الله بن الحارث ابن جزء، به.
ورواه أحمد (4/191 رقم 17709) عن موسى بن داود الضبي، عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، به. [ص:256]
ورواه أحمد (4/190 رقم 17705) من طريق عقبة بن مسلم، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، به.(14/255)
عبدُالله بن دينارٍ، عن ابن الزُّبيرِ
14890 - دثنا عبدُالرحمنِ بن سَلْمٍ الرازيُّ، قال: دثنا عبدُالله بن جعفرٍ الخرّازُ الرّازيُّ، قال: دثنا مسلمُ بن خالدٍ، عن عبد الله بن دينار، عن ابن الزُّبيرِ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَمَلَ [عَلَيْنَا] (1) السِّلاَحَ» .
__________
[14890] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5460/قلعجي) و (4/33/ابن دهيش) عن المصنف، به، إلا أنه وقع تصحيف في إسناده. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/291) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه مسلم بن خالد الزنجي؛ وقد وثق على ضعفه» .
(1) في الأصل: «علثه» ، والتصويب من "جامع المسانيد" و"مجمع الزوائد".(14/256)
أبو الزُّبير محمد بن مسلمٍ المكيُّ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14891 - دثنا محمد بن العباسِ الأخرمُ الأصبَهانيُّ، قال: دثنا يعقوبُ بن إبراهيمَ الدَّورقيُّ، قال: دثنا ابن عُليةَ، عن حجّاجٍ الصّوّافِ، عن أبي الزُّبيرِ، قال: سمعتُ ابن الزُّبيرِ يقولُ: كان [ص:257] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم دُبُرَ الصلاةِ يقولُ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، لاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، أَهْلُ النِّعْمَةِ وَالفَضْلِ، وَالثَّنَاءِ الحَسَنِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ» .
__________
[14891] رواه مسلم (594) ، وابن خزيمة (740) ؛ عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، به.
ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1034) من طريق أبي بكر بن إسحاق، عن يعقوب بن إبراهيم، به.
ورواه أحمد (4/5 رقم 16122) ، عن إسماعيل بن علية، به.
ورواه أبو داود (1506) عن محمد بن عيسى، والنسائي (1339) عن محمد بن شجاع، وأبو يعلى (6810) عن زهير بن حرب، وأبو عوانة (2076) ، وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير" (27) ؛ من طريق سريج بن يونس، وابن المنذر في "الأوسط" (1553) من طريق إسماعيل بن سالم الصائغ؛ جميعهم (محمد بن عيسى، وابن شجاع، وزهير، وسريج، والصائغ) عن إسماعيل بن علية، به. [ص:257]
ورواه ابن أبي شيبة (29750) ، وأحمد (4/4 رقم 16105) ، ومسلم (594) ، وأبو داود (1507) ، والبزار (2230، 2231) ، والنسائي (1340) ، وأبو يعلى (6811) ، وابن حبان (2008 و2009) ، وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير" (28 و29) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (1317) ، والبيهقي (2/184) ؛ من طريق هشام ابن عروة، عن أبي الزبير، به.
وانظر الأحاديث الأربعة التالية.(14/256)
14892 - حدثنا جعفرُ بن محمدٍ القَلاَنِسيُّ الرمليُّ، وأبو زُرعةَ/ عبدُالرحمنِ بن عمرٍو؛ قالا: دثنا آدمُ (1) ، قال: دثنا حفصُ بن ميسرةَ، عن موسى بن عُقبةَ، عن أبي الزُّبيرِ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ عندَ انقضاءِ صلاتِه قبل أن يقومَ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، لاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ» .
[ظ: 210/ب]
__________
[14892] رواه ابن خزيمة (741) عن محمد بن خلف العسقلاني، وأبو عوانة (2077) عن محمد بن عوف، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/47) من طريق إبراهيم بن الهيثم البلدي؛ جميعهم (محمد بن خلف، وابن عوف، وإبراهيم) عن آدم بن أبي إياس، به.
ورواه الشافعي في "الأم" (1/126) عن إبراهيم بن محمد، عن موسى بن عقبة، به.
وانظر الحديث السابق، والأحاديث الثلاثة التالية.
(1) هو: ابن أبي إياس.(14/257)
14893 - دثنا عبدُالرحمنِ بن سَلْمٍ الرازيُّ، قال: دثنا سهلُ بن عثمانَ، قال: دثنا جُنادةُ بن سَلْمٍ، عن عُبيدِ الله بن عمرَ، عن نافعٍ، عن محمد بن مسلمٍ أبي الزُّبيرِ، قال: سمعتُ عبدَالله بن الزُّبيرِ يقولُ: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في دُبُرِ الصلاةِ إذا سَلَّمَ قبل أن يقومَ؛ يرفعُ بذلك صوتَه: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، لاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ، وَلَهُ الفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لاَ إِلَهُ إِلاَّ اللهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ» .
__________
[14893] رواه المصنف في "الدعاء" (681) بهذا الإسناد. وانظر الحديثين السابقين، والحديثين التاليين.(14/258)
14894 - دثنا عمرُ بن عبد العزيزِ بن مِقلاصٍ، قال: دثنا أبي، قال: دثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنا يحيى بن عبدِالله بن سالمٍ، عن موسى بن عُقبةَ، عن أبي الزُّبيرِ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ... مثلَ حديثِ حفصِ بن ميسرةَ عن موسى بن عُقبةَ (1) .
__________
[14894] رواه مسلم (594) عن محمد بن سلمة المرادي، وأبو نعيم في "المستخرج" (1319) من طريق حرملة بن يحيى؛ كلاهما عن عبد الله بن وهب، به.
وانظر الحديث التالي، والأحاديث الثلاثة السابقة.
(1) أي: الحديث قبل السابق.(14/258)
14895 - دثنا الحسنُ بن العباسِ الرّازيُّ، قال: دثنا سهلُ بن عثمانَ، قال: دثنا جُنادةُ بن سَلْمٍ، عن عُبيدِ الله بن عمرَ، عن أبي الزُّبيرِ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ... مثلَ حديثِ [ص:259] عبدِالرحمنِ بن سلمٍ (1) ، ولم يذكر «نافعً» (2) ، وهو الصوابُ.
__________
[14895] قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/48) : «ورواه عبيد الله بن عمر وحجاج الصواف، عن أبي الزبير، عن عبد الله» . وانظر الأحاديث الأربعة السابقة. [ص:259]
(1) يعني الحديث قبل السابق.
(2) كذا في الأصل، والجادة: «نافعًا» وحذفت منه الألف، على لغة ربيعة المتقدم التعليق عليها في الحديث [13681] .
ويمكن أن يخرج ما هنا على الحكاية للفظِ «نافع» المتقدم في الإسناد قبل السابق؛ وانظر التعليق على الحديث [14610] .(14/258)
أبو ذِبْيانَ خليفةُ بنُ كعبٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14896 - دثنا أحمدُ بن سَهْلٍ الأهوازيُّ، قال: دثنا عليُّ بن بحرٍ، قال: دثنا عيسى بن يونسَ، عن جعفرِ بن ميمونٍ البصريِّ، قال: حدَّثَني خليفةُ بن كعبٍ، قال: خطبَنا عبدُالله بن الزُّبيرِ، فقال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ» .
__________
[14896] رواه النسائي في "الكبرى" (9511) من طريق ابن أبي عدي، عن جعفر بن ميمون، به.
ورواه النسائي أيضًا (9513) ، وأبو يعلى (6817) ؛ من طريق حفصة بنت سيرين، عن أبي ذبيان، به، إلا أن النسائي جعله من كلام ابن الزبير ولم يرفعه.
ورواه الطيالسي (43) ، وابن أبي شيبة (25029) - ومن طريقه مسلم (2069) - وأحمد (1/37 رقم 251) ، والبخاري (5834) ، والنسائي (5305) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/171) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4843) ؛ من طريق شعبة، عن خليفة بن كعب، عن عبد الله بن الزبير، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره.
وانظر الحديث التالي.(14/259)
ثابتٌ البُنَانيُّ، عن ابن الزُّبيرِ
14897 - حدثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا فطرُ بن حمادِ بن واقدٍ الصّفّارُ، قال: دثنا أبي، عن ثابتٍ، قال: خطبَنا عبدُالله بن الزُّبيرِ، فقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ/ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ» .
[ظ: 211/أ]
__________
[14897] رواه أحمد (4/5 رقم 16118) ، والبخاري (5833) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/24) ، والبزار (2221) ، والنسائي (5304) ، وأبو يعلى (6815) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/246) ؛ من طريق حماد بن زيد، عن ثابت البناني، به.(14/260)
عبدُ العزيزِ بنُ أَسِيدٍ، عن ابن الزُّبيرِ
14898 - حدثنا عُبيدُ بن غَنّامٍ قال: دثنا أبو بكرِ بن أبي شيبةَ، قال: دثنا ابن عُليةَ، عن سعيدِ بن يزيدَ، عن عبد العزيزِ بن أَسِيدٍ، قال: قال رجلٌ لابن الزُّبيرِ: أَفتِنا في نَبيذِ الجرِّ؟ فقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن نَبيذِ الجرِّ (1) .
__________
[14898] رواه ابن أبي شيبة (24162) .
ورواه أحمد (4/3 رقم 16098) عن إسماعيل بن علية، به.
ورواه أبو يعلى (6809) عن زهير بن معاوية وأحمد بن إبراهيم الدورقي؛ كلاهما عن إسماعيل بن علية، به.
ورواه أحمد (4/5-6 رقم 16131) ، والبزار (2227) ، والنسائي (5618) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (126) ؛ من طريق شعبة، والضياء (9/316-317) من طريق غسَّان بن مضر الأزدي؛ كلاهما (شعبة، وغسان) عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد، به.
وانظر الحديث [14867] .
(1) تقدم تفسير الجر في التعليق على الحديث [13671] .(14/260)
أبو عامرٍ سُليمُ بن عامرٍ، عن ابن الزُّبيرِ
14899 - حدثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا عليُّ ابن بحرٍ، قال: دثنا سُويدُ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا ثابتُ بن عجلانَ، عن سُليمِِ بن عامرٍ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ صَلاَةٍ مَفْرُوضَةٍ إِلاَّ وَبَيْنَ يَدَيْهَا رَكْعَتَينِ (1) » .
__________
[14899] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5444/قلعجي) و (4/27/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/231) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه سويد بن عبد العزيز؛ وهو ضعيف» .
ورواه الروياني في "مسنده" (1337) من طريق الربيع بن نافع، والمصنف في "مسند الشاميين" (2265) من طريق هشام بن عمار وعبد الرحمن دحيم الدمشقي، وابن عدي في "الكامل" (2/97) من طريق محمد بن مصفى؛ جميعهم (الربيع، وهشام، ودحيم، ومحمد) عن سويد بن عبد العزيز، به.
ورواه ابن حبان (2455، 2488) ، والمصنف في "مسند الشاميين" (2266) ، والدارقطني (1046/ط. الرسالة) ؛ من طريق محمد بن مهاجر، عن ثابت بن عجلان، به، إلا أنه لم يُذكر في إسناد الدارقطني: ثابت بن عجلان.
(1) كذا في الأصل، والجادة: «ركعتان» ؛ كما في "جامع المسانيد" و"مجمع الزوائد". وما في الأصل له توجيهات: أحدها: أن تكون مجرورة بتقدير مضافٍ، أي: صلاة ركعتين؛ فحذف المضاف وبقي المضاف إليه على حاله. وانظر ذلك في التعليق على الحديث [13696] .
ثانيها: أن تكون منصوبة، ويقدر فعلٌ ينصب «ركعتين» ، ويكون التقدير: «إلا ويصلي المرء بين يديها ركعتين» أو نحو ذلك. وانظر في حذف الفعل: "مغني اللبيب" (ص596-597) .
والثالث: أن تكون «ركعتين» مرفوعة لكنها ممالَةُ الألف؛ وكتبت بالياء من أجل الإمالة، وسبب الإمالة كسرة النون. وانظر في الإمالة التعليق على الحديث [14082] .(14/261)
14900 - حدثنا الحُسينُ بن إسحاقَ، قال: حدثنا عليُّ بن [بحرٍ] (1) ، قال: دثنا سويدُ بن عبد العزيزِ، عن ثابتِ بن عجلانَ، عن سُليمِ بن عامرٍ، قال: سمعتُ ابن الزُّبيرِ يقرأُ هذه الآيةَ: {قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا} (2) .
__________
[14900] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/88) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه سويد بن عبد العزيز؛ ضعفه أحمد وجمهور الأئمة، ووثقه دحيم، وبقية رجاله ثقات» . وعزاه السيوطي في الدر المنثور (11/476) للمصنف.
(1) في الأصل: «الحر» والتصويب من إسناد الحديث السابق.
(2) من الآية (48) من سورة القصص. و «ساحران» بالألف بعد السين قراءة عامة أهل المدينة والبصرة وابن كثير المكي، وقرأ عامة أهل الكوفة: {سِحْران} بكسر السين وسكون الحاء دون ألف. واختُلف في المَعْنيِّ بالقراءتين: فقيل: يعنون بالساحرين: محمدًا وموسى. وقيل: موسى وهارون، وقيل: محمدًا وعيسى؛ عليهم الصلاة والسلام. وقيل: يعنون بالسِّحْرين: التوراة والقرآن، وقيل: الإنجيل والقرآن، وقيل: التوراة والإنجيل. وانظر: "تفسير الطبري" (18/265-270) ، و"البحر المحيط" (7/124) ، و"السبعة" (ص495) ، و"النشر" (2/256) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (7/53-54) .
وقد رسم قوله: {ساحران} في المخطوط دون ألفٍ بعد السين، وما أثبتناه موافق لما جاء في الموضع السابق من "الدر المنثور".(14/262)
سُهيلُ بن ذكوان (1) ، عن ابن الزُّبيرِ
14901 - حدثنا محمد بن محمد بن عُقْبةَ الشّيبانيُّ، قال: دثنا الحسنُ بن عليٍّ الحلوانيُّ، قال: دثنا يزيدُ بن هارونَ، قال: دثنا سُهيلُ بن ذكوان، قال: سمعتُ عبدَالله بن الزُّبيرِ يخطبُ، فقال: إنّ ابن عباسٍ يُحِلُّ المتعةَ وهي حرامٌ من الله ورسولِهِ.
__________
(1) هو: أبو السندي المكي.
[14901] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5445/قلعجي) و (4/27/ابن دهيش) [ص:263] عن المصنف، به.(14/262)
وهبُ بن كيسانَ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14902 - حدثنا عليُّ بن سعيدٍ الرازيُّ، قال: دثنا مصرفُ بن عمرٍو الياميُّ، قال: دثنا يونسُ بن بُكيرٍ، عن محمد بن إسحاقَ، عن وهبِ بن كيسانَ، قال: صلى بنا عبدُالله بن الزُّبيرِ يومَ عيدٍ، ثم خطبَ بعد الصلاةِ، ثم قال: كلَّ سُنّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم غَيَّرَ فلانٌ، حتى الصلاةَ!
__________
[14902] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5506/قلعجي) و (4/48/ابن دهيش) وعزاه للمصنف من طريق محمد بن إسحاق.
ورواه الضياء في "المختارة" (9/344-345) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (4/4 رقم 16108) ، والبزار (2203) ؛ من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، نحوه.(14/263)
14903 - حدثنا عبدُالله بن ناجيةَ، قال: دثنا يوسفُ بن موسى القطانُ، قال: دثنا سلمةُ بن الفضلِ، عن محمد بن إسحاقَ، عن وهبِ بن كيسانَ، قال: كتب عبدُالله بن عتبةَ إلى ابن الزُّبيرِ- وكان استعملَه على العراقِ- يسألُهُ عن الجَدِّ؟ فكتب إليه: إنّ الذي قال له (1) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ مُتَّخِذًا (2) خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُهُ خَلِيلاً» - جعل الجَدَّ أبًا يحوز إليه المال.
__________
[14903] رواه البزار (2200) عن يوسف بن موسى، به.
وانظر الأحاديث [14856 و14869 و14874] .
(1) أي: عنه. وانظر التعليق على الحديث [14856] .
(2) قوله: «لو متخذًا» كذا في الأصل. وعند البزار: «لو كنت متخذًا» . وما في الأصل عربي صحيح؛ فإن «كان» يكثر حذفها مع اسمها بعد «أن» و «لو» ؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: «أعطها ولو خاتمًا من حديد» . "صحيح البخاري" (5029) ، وانظر: شروح الألفية، باب كان وأخواتها.(14/263)
سُبيعٌ السَّلُوليُّ، عن ابن الزُّبيرِ
14904 - دثنا أحمدُ بن داودَ المكيُّ، والعباسُ بن الفضلِ الأسفاطيُّ؛ قالا: حدثنا عبد العزيز بن الخطابِ، قال: دثنا قيسُ بن الربيعِ، عن أبي إسحاقَ (1) ، عن سُبيعٍ السَّلُوليِّ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ ثَلاَثِينَ كَذَّابًا، مِنْهُمُ الأَسْوَدُ العَنْسِيُّ صَاحِبُ صَنْعَاءَ، وَصَاحِبُ اليَمَامَةِ» .
__________
[14904] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5440/قلعجي) و (4/25-26/ابن دهيش) عن المصنف من طريق أبي إسحاق، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/333) ، وقال: «رواه الطبراني وأبو يعلى والبزار باختصار، وفيه قيس ابن الربيع؛ وثقه شعبة والثوري، وضعفه جماعة» .
ورواه البزار (2226) عن محمد بن مرزوق، عن عبد العزيز بن الخطاب، به. ورواه أيضا (2225) من طريق مخول بن إبراهيم، عن قيس بن الربيع، به.
ورواه ابن أبي شيبة (31108) ، وأبو يعلى (6820) ؛ من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن الزبير، به، دون ذكر سُبيع السلولي.
(1) هو: السبيعي عمرو بن عبد الله الهَمْداني.(14/264)
14905 - دثنا عبدُالرحمنِ بن سَلْمٍ الرازيُّ، قال: دثنا سهلُ بن عثمانَ، / قال: دثنا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدةَ، قال: حدَّثَني [ظ: 211/ب] أبي، عن أبي إسحاقَ، عن سُبيعٍ السَّلُوليِّ، عن ابن الزُّبيرِ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ... مثلَهُ.
__________
[14905] رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/47) من طريق علي بن أحمد بن بسطام، عن سهل بن عثمان، به، مختصرًا.(14/264)
أبو الوَرْدِ، عن ابن الزُّبيرِ
14906 - دثنا بكرُ بن سهلٍ، قال: دثنا عبدُالله بن يوسفَ، قال: دثنا ابن لَهِيعةَ، قال: سمعتُ أبا الوردِ يقولُ: سمعتُ عبدَالله بن الزُّبيرِ يقولُ: تَشهُّدُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ خَيْرِ الأَسْمَاءِ، التَّحِيَّاتُ للهِ، الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهُ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي» . هذا في الركعتين الأوليين.
__________
[14906] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5518/قلعجي) و (4/53/ابن دهيش) عن المصنف، به، ثم قال: «كذا رأيته في الطبراني، وفي "مسند البزار": عن ابن لهيعة، حدثني الحارث بن يزيد أنه سمع أبا الورد ... فذكر الحديث بكماله» .
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/141-142) ، وقال: «رواه البزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وزاد فيه: «وحده لا شريك له» ، وقال في آخره: «هذا من الركعتين الأوليين» ، ومداره على ابن لهيعة، وفيه كلام» .
ورواه المصنف في "الأوسط" (3116) بهذا الإسناد - لكن بزيادة الحارث بن يزيد، بين ابن لهيعة، وأبي الورد - وقال: «لا يروى عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة» .
ورواه البزار (2229) عن محمد بن مسكين، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/194-195) من طريق ميمون بن الأصبغ؛ كلاهما عن سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن أبي الورد، به.
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/265) عن محمد بن حميد أبي قرة، عن سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، قال: حدثني الحارث بن يزيد؛ أن أبا أسلم المؤذن حدثه؛ أنه سمع عبد الله بن الزبير ... فذكره.(14/265)
محمد بن أبي يحيى الأسلميُّ، عن ابن الزُّبيرِ
14907 - حدثنا سليمانُ بن الحسنِ العطّارُ، قال: دثنا أبو كاملٍ الجحدريُّ (1) ، قال: دثنا الفضَيلُ بن سليمانَ، قال: دثنا محمد بن أبي يحيى، قال: رأيتُ عبدَالله بن الزُّبيرِ ورأى رجلاً رافعًا يديه يدعو قبل أن يَفْرُغَ من صلاتِهِ، فلما فَرَغَ منها قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يكنْ يرفعُ يديه حتى يَفرُغَ من صلاتِهِ.
__________
[14907] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5496/ قلعجي) و (4/45/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/169) ، وقال: «رواه الطبراني، وترجم له فقال: «محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن عبد الله بن الزبير» ، ورجاله ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/336) من طريق المصنف، به.
(1) هو: فضيل بن حسين.(14/266)
رجالٌ غيرُ مُسمَّيْنَ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ
14908 - دثنا عُبيدُ بن غَنّامٍ، قال: دثنا أبو بكرِ بن أبي شيبةَ، قال: دثنا معاويةُ بن هشامٍ، عن سليمانَ بنِ قَرْمٍ، عن أبي حبيبٍ (1) ، [ص:267] عن رجلٍ من أهلِ الحجازِ، عن عبد الله بن الزُّبيرِ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم [قال] (2) : «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ» .
__________
[14908] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5519/ قلعجي) و (4/53-54/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/97) ، وقال: «رواه البزار والطبراني في "الكبير"، وفيه رجل لم يسم» .
ورواه ابن أبي شيبة (1805) .
ورواه مُسّدَّد- كما في "المطالب العالية" (2/226 رقم 64) - عن محمد بن جابر، عن أبي حبيب سِنَان بن حَبِيب، به. وانظر الحديث التالي.
(1) هو: سِنَان بن حبيب السلمي. [ص:267]
(2) في الأصل: «قالوا» وهو خطأ؛ ولعله بسبب انتقال النظر إلى اللام والواو من «لولا» .(14/266)
14909 - دثنا زكريّا بن يحيى السّاجيُّ، قال: دثنا خالدُ بن يوسفَ [السَّمْتِيُّ] (1) ، قال: دثنا أبو عَوانةَ، عن سِنَانٍ أبي حبيبٍ، عن رجلٍ حدَّثه عن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ» .
__________
[14909] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5519/ قلعجي) و (4/54/ ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/97) ، وقال: «رواه البزار والطبراني في "الكبير"، وفيه رجل لم يسم» .
ورواه البزار (2233) عن خالد بن يوسف، به، نحوه.
وانظر الحديث السابق.
(1) في الأصل: «السهي» ، والتصويب من مصادر ترجمته، وانظر: "تهذيب الكمال" (32/421) .(14/267)
ما أسند عبدُ الله بن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما
14910 - دثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا عثمانُ بن الهيثمِ المؤذنُ، قال: دثنا الهيثمُ بن الأشعثِ، عن الهيثمِ أبي محمدٍ السلميِّ، عن محمد بن عمارٍ (1) الأنصاريِّ، عن [الجهم بن عثمان بن أبي جهمة، عن محمد بن] (2) عبد الله بن عمرِو بن عثمانَ بن عفانٍ، عن عبد الله بن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا بَلَغَ المَرْءُ المُسْلِمُ خَمْسِينَ سَنَةً؛ صَرَفَ اللهُ عَنْهُ ثَلاَثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ البَلاَءِ: الجُنُونَ وَالجُذَامَ وَالبَرَصَ، فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً رَزَقَهُ اللهُ الإِنَابَةَ/ إِلَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ سَنَةً مُحِيَتْ [ظ: 212/أ] سَيِّئَاتُهُ وَكُتِبَتْ حَسَنَاتُهُ، فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ سَنَةً غَفَرَ اللهُ لَهُ ذَنْبَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْهُ وَمَا تَأَخَّرَ، وَكَانَ أَسِيرَ الله فِي الأَرْضِ، وَشَفَعَ لأَِهْلِ بَيْتِهِ» .
__________
[14910] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/206) ، وقال: «رواه الطبراني من رواية عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر الصديق، ولم يدركه، ولكن رجاله ثقات إن كان محمد بن عمار الأنصاري هو سبط ابن سعد القرظ، والظاهر أنه هو، والله أعلم، ورواه البزار باختصار كثير، وفي إسناده مجاهيل كما قال» .
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4027) عن المصنف، به.
ورواه البزار (3589/كشف الأستار) عن محمد بن معمر، والبغوي في "معجم الصحابة" (1557) عن أحمد بن محمد القاضي، والعقيلي في "الضعفاء" (4/351) عن أبي عمرو محمد بن خزيمة بن راشد، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 99-100) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4026) ؛ من طريق إبراهيم بن عبد الله أبي مسلم الكشي، والحاكم في "المستدرك" (3/478) من طريق جعفر بن محمد بن شاكر، وابن بشران في "أماليه" (676) من طريق محمد بن سليمان؛ جميعهم (محمد بن معمر، وأحمد بن محمد، ومحمد بن خزيمة بن راشد، وأبو مسلم الكشي، وجعفر بن محمد، ومحمد بن سليمان) عن عثمان بن الهيثم المؤذن، به، ولم يُذكر في إسناد الحاكم: «الهيثم أبو محمد السلمي» ، وجاء بدلاً عنه عند البزار: «القاسم بن محمد السلمي» .
(1) كذا في الأصل وبعض مصادر التخريج، وفي بعضها: «محمد بن عمارة» .
(2) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من مصادر التخريج.(14/269)
عبدُ الله بن أبي أميةَ بن المغيرةِ بن عبدِ الله بن عمرَ بن مخزومٍ
أخو أمِّ سلمةَ لأبيها، أُمُّهُ عاتكةُ بنت عبد المطلبِ عمةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، أسلم يومَ الفتحِ، لَقِيَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في الطريقِ فأسلم، واستُشهد يومَ الطائفِ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
14911 - حدثنا المِقدامُ بن داودَ، قال: دثنا أسدُ بن موسى. [ص:272]
ودثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا سليمانُ بن داودَ الهاشميُّ؛ قالا: دثنا عبدُالرحمنِ بن أبي الزِّنَادِ، عن أبيه، عن عُروةَ بن الزُّبيرِ، قال: أخبرني (1) عبدُالله بن أبي أُميةَ؛ أنه رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي في بيتِ أمِّ سلمةَ في ثوبٍ واحدٍ، ملتحفًا به، مخالِفًا بين طرَفيهِ.
__________
[14911] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/48) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" وفي إحدى طرقه عبد الرحمن بن أبي الزناد؛ وهو ضعيف، ورواه البزار من هذا الوجه لكنه قال: «عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية» ، وهو المعروف، وفي الأخرى: محمد بن إسحاق؛ وهو ثقة مدلس، وقد عنعنه. وعبد الله بن أبي أمية قتل يوم الطائف مع النبي صلى الله عليه وسلم، وفي السند أن عروة بن الزبير سمعه من عبد الله بن أبي أمية، وقد غلّط ابن عبد البر مسلم بن الحجاج في كونه ذكر أن عروة روى عنه، قال: إنما الذي روى عنه عروة: ابنه عبد الله بن أبي أمية؛ قال: ولا يصح له عندي صحبة؛ لصغره» .
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/269-270) عن علي بن عبد العزيز، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (730) عن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم، والخطيب في "المتفق والمفترق" (786) من طريق الحسن بن سلام؛ كلاهما عن سليمان بن داود الهاشمي، به.
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/99-100) عن عبد العزيز بن عمران، عن أسد بن موسى، به.
ورواه أحمد (4/27 رقم 16342) عن الحسين بن محمد، والبزار (594/كشف الأستار) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، والبغوي في "معجم الصحابة" (1526) ، وابن عدي في "الكامل" (4/275) ؛ من طريق داود بن عمرو، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/82) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" [ص:272] (4005) ؛ من طريق يحيى الحماني، وابن قانع (2/82) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/320) ؛ من طريق عبد الأعلى بن حماد، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4005) من طريق عبد الحميد بن صالح؛ جميعهم (الحسين بن محمد، وأبو عامر العقدي، وداود بن عمرو، ويحيى الحماني، وعبد الأعلى بن حماد، وعبد الحميد بن صالح) عن ابن أبي الزناد، به.
ووقع عند أحمد والفسوي والعقيلي والخطيب: «عن عروة قال: أخبرني عبد الله بن أبي أمية» ، وفي باقي مصادر التخريج: «عن عروة، عن عبد الله بن أبي أمية» ؛ دون تصريح عروة بالسماع من عبد الله، إلا أن البزار وابن عساكر قالا: «عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية» . وعروة بن الزبير لم يدرك عبد الله بن أبي أمية، فقد قتل عبد الله يوم الطائف مع النبي صلى الله عليه وسلم، وولد عروة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وانظر كلام الهيثمي في بداية تخريج هذا الحديث، وانظر تعليقنا على المسألة (230) من "كتاب العلل" لابن أبي حاتم. وانظر الحديث التالي.
(1) انظر الكلام على تصريح عروة بالسماع من عبد الله بن أبي أمية؛ آخر تخريج الحديث.(14/271)
14912 - دثنا معاذُ بن المُثنَّى، قال: دثنا عليُّ بن المَدينيِّ، قال: دثنا يعقوبُ بن إبراهيمَ بن سعدٍ، قال: دثنا أبي، عن محمد بن إسحاقَ، عن هِشامِ بن عُروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي أُميةَ المخزوميِّ، قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في بيتِ أمِّ سلمةَ يُصلِّي في ثوبٍ واحدٍ مخالِفًا بين طرَفيهِ.
__________
[14912] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/48) ، وذكر فيه ما تقدم نقله عنه في تخريج الحديث السابق.
ورواه أحمد (4/27 رقم 16341) عن يعقوب بن إبراهيم، به. [ص:273]
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (729) عن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم، والعقيلي في "الضعفاء" (2/269) من طريق عبد الله بن سعد بن إبراهيم؛ كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم، به، إلا أن رواية العقيلي جاءت على الشك حيث جاء فيها: «حدثني هشام بن عروة، أن عروة حدثه، أن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية حدثه، أن أم سلمة حدثته، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في بيتها ملتحفًا، أو أنه رآه وهو يصلي في بيتها ملتحفًا» ، وجاء عند ابن أبي عاصم: «عبد الله بن أبي أمية المخزومي» .
ولم نجد من تابع محمد بن إسحاق في روايته عن هشام بن عروة على هذا الوجه، وتقدم عند المصنف بالأرقام (8270-8287) من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، أنه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصلي ... فذكره. ومن هذا الوجه رواه البخاري (354-356) ، ومسلم (517) . وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (230) . وانظر الحديث السابق.(14/272)
ما أَسند عبدُ الله بن حارثةَ بن النُّعمانِ الأنصاريُّ
14913 - حدثنا عليُّ بن المباركِ الصّنْعانيُّ، قال: دثنا إسماعيلُ ابن أبي أويسٍ. [ص:274]
وحدثنا مَسعدةُ بن سعدٍ العَطّارُ المكيُّ، قال: دثنا إبراهيمُ بن المنذرِ الحِزَاميُّ؛ قالَ (1) : دثنا محمد بن طلحةَ التيميُّ، قال: حدَّثَني إسحاقُ بن إبراهيمَ بن عبدِالله بن حارثةَ بن النُّعمانِ الأنصاريُّ، عن أبيه، عن عبد الله بن حارثةَ، قال: لما أنْ قَدِمَ صفوانُ بن أميةَ بن خلفٍ الجُمَحيُّ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَى مَنْ نَزَلْتَ يَا أَبَا وَهْبٍ؟» قال: نزلتُ على العباسِ، قال: «نَزَلْتَ عَلَى أَشَدِّ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ حُبًّا» . /
[ظ: 212/ب]
__________
[14913] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/270) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم» .
وتقدم عند المصنف (8/رقم 7324) عن علي بن المبارك وحده، به.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4087) عن المصنف، عن علي بن المبارك وحده، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/ 23) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/263 و502-503) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (466) ؛ جميعهم عن ابن أبي أويس، به.
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 118) عن محمد بن الفضل بن سلمة، والحاكم (3/326) من طريق أحمد بن الوليد الفحام؛ كلاهما (محمد بن الفضل، وأحمد بن الوليد) عن ابن أبي أويس، به. [ص:274]
ورواه ابن شبة في "أخبار المدينة" (2/483) عن محمد بن حاتم، والدولابي في "الكنى والأسماء" (496) عن محمد بن يعقوب بن الفرجي، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 118) عن عبد الله بن الصقر، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/338) من طريق الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز؛ جميعهم (محمد بن حاتم، ومحمد بن يعقوب، وعبد الله بن الصقر، والحسين بن حميد) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، به.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4087) من طريق محمد بن إسحاق البلخي، عن محمد بن طلحة، به.
(1) كذا في الأصل، والجادة: «قالا» ؛ أي: إسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن المنذر الحِزَامي. ويخرج ما في الأصل على أنه أراد: قال كلُّ منهما، أو: قال أحدهما، أو اكتفى بذكر فعل القول الخاص بأحدهما عن الآخر.
ويخرج أيضًا على أنه أراد: «قَالاَ» ، فحذف الألف واكتفى بالفتحة عنها. وانظر التعليق على الحديث [13865] .(14/273)
عبدُ الله بن أُنيسٍ الأنصاريُّ (1)
وهو الذي بعثه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى سفيانَ الهذليِّ، فقتله.
ما أَسند عبدُالله بن أُنيسٍ الأنصاريُّ
جابرُ بن عبدِالله الأنصاريُّ، عن عبد الله بن أُنيسٍ
14914 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا أبو الوليدِ الطَّيَالِسيُّ (2) . [ص:276]
ودثنا أبو مُسلمٍ الكَشِّيُّ (3) ، قال: دثنا عبدُالله بن رجاءٍ الغُدَانيُّ، وحجّاجُ بن المنهالِ. [ص:277]
ودثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: دثنا شَيبانُ بن فَرُّوخٍ؛ قالوا: دثنا هَمّامٌ، قال: دثنا القاسمُ بن عبد الواحدِ، قال: دثنا عبدُالله ابن محمد بن عَقيلٍ؛ أنّ جابرَ بن عبد الله حدّثه قال: بلغني عن رجلٍ من أصحابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حديثًا (4) سمعه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ولم أسمعْهُ منه، فخشيتُ أن يموتَ أو أموتَ قبل أن أسمعَهُ، فابْتعتُ بعيرًا، فشَددتُ عليه رَحْلي، ثم سِرتُ عليه شهرًا، حتى قدمتُ الشامَ، فأتيتُ عبدَالله بن أُنيسٍ الأنصاريَّ، فقمتُ فاستأذنتُ عليه، فقلتُ: جابرُ بن عبد الله، فخرج عليَّ فعانَقني وعانقتُه. قال: قلتُ: حديثًا (5) بلغني أنّك [ص:278] سمعتَه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في المظالمِ، خشيتُ أن تموتَ أو أموتَ قبل أن أسمعَهُ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يَحْشُرُ اللهُ العِبَادَ- وَأَوْمَأ بِيَدِهِ قِبَلَ الشَّامِ- عُرَاةً حُفَاةً غُرْلاً بُهْمًا» - قال: قلتُ (*) : ما "بُهْمًا" (6) ؟ قال: ليس معهم شيء- «فَيُنَادِي مُنَادٍي (7) بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا المَلِكُ الدَّيَّانُ، لاَ يَنْبَغِي لأَِحَدٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ يَدْخُلَ ُ (**) الجَنَّةَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلِمَةٍ، وَلاَ يَنْبَغِي لأَِحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَدْخُلَ ُ (**) النَّارَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلِمَةٍ، حَتَّى اللَّطْمَةُ» . قال: قلتُ (*) : وكيف، وإنما نأتي عُراةً غُرلاً بُهْمًا؟! قال: «الحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ» .
__________
(1) سيأتي بعد خمسة أحاديث ذكر عبد الله بن أنيس بن حرام الجُهني؛ لأن الطبراني فرَّق بينهما، ورَوى- في آخر الحديث الآتي برقم [14916]- عن علي بن المديني، أنه قال: «هذا عبد الله بن أنيس الأنصاري، وليس الجُهني، هذا عبد الله بن أنيس الأنصاري الذي روى عنه جابرُ بن عبد الله» . وجمع بينهما أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/1585) ، وذكر أن علي بن المديني فرَّق بينهما، ونقل قوله هذا، وزاد فيه: «الأنصاري هو الذي روى عنه جابرُ بن عبد الله في القصاص، وليس الجهني الذي روى عنه أولاده في نزول ليلة القدر ... » ، ثم ذكر أبو نعيم تفريق ابن منده بينهما بجعلهما ترجمتين، مع أن ابن الأثير حكى في "أسد الغابة" (3/179) عن ابن منده أنه قال في ترجمة عبد الله بن أنيس الأنصاري: «فرَّق أبو حاتم بينه وبين ابن أنيس الجُهني، وأراهما واحدًا» .
(2) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي.
[14914] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/133) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وعبد الله بن محمد ضعيف» .
ورواه المزي في "تهذيب الكمال" (23/392 - 394) من طريق المصنف، به.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3999) عن فاروق بن عبد الكبير الخطابي، عن أبي مسلم الكشي، به.
وراه ابن ناصر الدين في "مجلس في حديث جابر" (ص33-35) من طريق العباس بن الفضل الأسفاطي، عن أبي الوليد الطيالسي، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2034) ، وفي "السنة" (514) ؛ عن شيبان بن فرُّوخ، به. [ص:276]
ورواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (643) عن أحمد بن محمد بن غالب، وأبو ذر الهروي في "فوائده" (2) من طريق محمد بن سليمان، والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (31) ، والضياء في "المختارة" (9/25-26) ؛ من طريق أبي يعلى الموصلي، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (566) ؛ من طريق أحمد بن علي بن سعيد؛ جميعهم (أحمد بن محمد، ومحمد بن سليمان، وأبو يعلى، وأحمد بن علي) عن شيبان بن فرُّوخ، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" (851) ، وأحمد (3/495 رقم 16042) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (40/بغية الباحث) - ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة" (3999) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3527) ، والحاكم في "المستدرك" (2/437-438) ، و (4/574-575) ، والخطيب في"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1748) ؛ من طريق يزيد بن هارون، والبخاري في "الأدب المفرد" (970) عن موسى بن إسماعيل، وفي "خلق أفعال العباد" (ص98-99) ، وفي "التاريخ الكبير" (7/169-170) مختصرا؛ عن داود بن شبيب، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (39/بغية الباحث) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (643) ؛ من طريق هدبة بن خالد، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/135-136) من طريق عفَّان بن مسلم؛ جميعهم (يزيد بن هارون، وموسى، وداود، وهدبة، وعفان) عن همَّام بن يحيى، به.
ورواه الروياني في "مسنده" (1491) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، والمصنف في "الأوسط" (8593) من طريق داود بن الوازع، والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (32) من طريق عبد الوارث بن سعيد؛ جميعهم (محمد ابن مسلم، وداود، وعبد الوارث) عن القاسم بن عبد الواحد، به.
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (156) ، وتمام في "الفوائد" (1746/الروض البسام) ؛ من طريق محمد بن المنكدر، والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (31) ، وابن قدامة في "إثبات صفة العلو" (ص72) ؛ من طريق أبي الجارود؛ كلاهما (محمد بن المنكدر، وأبو الجارود) عن جابر بن عبد الله، به.
وعلق البخاري بعضه في "صحيحه" قبل الحديثين (77) و (7481) .
(3) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم. [ص:277]
(4) كذا في الأصل، والجادَّة كما في مصادر التخريج: «حديث» بالرفع؛ لأنه فاعل «بلغني» ، وما في الأصل- إن لم يكن خطأ من الناسخ- فله توجيهات: أحدها: أن يضبط الفعل هكذا: «بَلَّغَني» بتشديد اللام، ويكون «حديثًا» مفعول به منصوب، والفاعل ضمير مستتر يعود على مفهوم من السياق؛ والتقدير: بَلَّغَني مبلِّغٌ عن رجل من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا. وانظر في عَوْد الضمير إلى المفهوم من السياق: التعليق على الحديث [13934] .
والثاني: أن يكون الفعل: «بلغني» مخفف اللام، وقولُه: «حديثًا» مفعول به لفعل محذوف تقديره: «رَوَى» أو نحوه، والجملة في محل جر نعت لـ «رجل» . وانظر في حذف الفعل: "مغني اللبيب" (ص 596-597) .
والثالث: أن يكون الفعل مخففًا أيضًا، و «حديثًا» فاعلٌ، لكنه جاء منصوبًا كالمفعول به لوضوح المعنى وأمن الالتباس، والعرب قد يحملُها ظهورُ المعنى وأمن الالتباس والعلمُ بأنَّ السامع لا يجهل المراد: على نصب المرفوع ورفع المنصوب اكتفاءً بالقرينة المعنوية؛ كقولهم: «خَرَقَ الثوبُ المسمارَ» ، و «كَسر الزجاجُ الحجرَ» ، ونحو ذلك، إلا أن هذا غير مقيس.
وانظر في الكلام على نصب الفاعل ورفع المفعول اكتفاءً بالقرينة المعنوية: "شرح التسهيل" (2/132-133) ، و"شرح الأشموني" (2/142) ، و"شرح ابن عقيل" (1/485) ، و"مغني اللبيب" (ص662-663) ، و"همع الهوامع" (2/6-7) .
(5) قوله: «حديثًا» هنا مفعولٌ به، وناصبُه فعل محذوفٌ تقديره: «أتذكر حديثًا» ، أو «حدِّثني حديثًا» . وانظر في حذف الفعل: "مغني اللبيب" (ص 596-597) . [ص:278]
(*) القائل: عبد الله بن أنيس. وفي بعض المصادر: «قال: قلنا ... » .
(6) هذا حكاية للقول المتقدم بلفظه، وانظر في الحكاية: التعليق على الحديث [14610] .
(7) كذا في الأصل بإثبات الياء، وهو صحيح، والجادة: «منادٍ» ، وانظر التعليق على الحديث [13801] .
(**) قوله: «يدخل» كذا هنا وفي بعض مصادر التخريج في الموضعين، وفي "تهذيب الكمال" وأكثر مصادر التخريج: «أن يدخل» في الموضعين، وهو الجادَّة، ويكون قوله: «أن يدخل» مصدرًا مؤولاً في محل رفع فاعل «ينبغي» .
وما وقع في الأصل وبعض مصادر التخريج يخرَّج على حذف «أَنْ» ، مع جواز رفع الفعل ونصبه؛ قال العكبري: «إذا حُذِفَتْ «أنْ» : فمن العرب مَنْ يرفع الفعل المذكور، ومنهم من ينصبه بتقدير «أن» » . اهـ.
وقال ابن الأثير في "النهاية" (2/287) : «وهي لغةٌ فاشيةٌ في الحجاز، يقولون: يريدُ يَفْعَلَ، أي: أنْ يَفْعَلَ، وما أكثَرَ ما رأيتُهَا في كلام الشافعي رحمة الله عليه» . اهـ.
ومن شواهد ذلك: قراءة الحسن البصري: {تَأْمُرُونِّي أَعْبُدَ} [الزمر: 64] ، بنصب «أَعْبُدَ» ، وقرأ الجمهور بالرفع. وقولُ العرب: تَسمَعُ َ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِنْ أن تراه. يروى برفع «تسمع» وبنصبه. وانظر: "رسالة الشافعي" (الفقرات: 168، 731، 1732) ، وانظر: "سر صناعة الإعراب" (1/285) ، و"إعراب الحديث النبوي" [ص:279] للعكبري (ص 263-264) ، و"مغني اللبيب" (2/605) ، و"أوضح المسالك" (4/170-179) ، و"التصريح، شرح التوضيح" للشيخ خالد الأزهري (2/391-392) ، و"همع الهوامع" (1/30-31) ، و"خزانة الأدب" (8/580- الشاهد 673) .(14/275)
14915 - دثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا محمد بن الصّبّاحِ الجَرْجَرَائيُّ، قال: دثنا عليُّ بن ثابتٍ الجَزَريُّ، عن الوازعِ بن نافعٍ، عن أبي سلمةَ بن عبدِالرحمنِ، عن جابرِ بن عبد الله، عن عبد الله ابن أُنيسٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لِسُفْيَانَ الهُذَلِيِّ؛ يَهْجُونِي وَيَشْتُمُنِي وَيُؤْذِينِي؟!» فقلتُ له: أنا يا رسولَ اللهِ، ابعثْني له. فبعثه له، فلمّا أتاه ليلاً دخل دارَه، فنادى: / أين سفيانُ؟ فاطّلع إليه مطَّلِعًا (1) من [ظ: 213/أ] أهلِهِ، فقال: ما تريدُ؟ قال: أريدُ سفيانَ، فمُرُوه فلْيَطَّلِعْ عليَّ، فاطّلَع إليه سفيانُ، فقال: ما تريدُ؟ قال: أريدُ أن تهبطَ إليَّ؛ فإنّ عندي درعً (2) أريدُ أن أُريكَها، قال: فأين هي؟ قال: ها هذه، فاهبطْ إليَّ [ص:280] بقبائِكَ، فاخرجْ معي أريكَها، فخرج معه، فسَلَّ سيفَهُ فضربه حتى بَرَدَ (3) ، ثم أقبل إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو في المجلسِ، فأخبره بأنه قد قتله، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عصًا يَتَخَصَّرُ (4) بها، فنَاوَلَها إيّاه، ثم قال: «تَخَصَّرْ بِهَذِهِ؛ فَإِنَّ المُتَخَصِّرِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ قَلِيلٌ» ، فلم يزلْ (5) عنده حتى مات، فدُفنتْ معه.
__________
[14915] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/204) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه الوازع بن نافع؛ وهو متروك» .
وسيأتي برقم [14918] من طريق محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن أنيس.
(1) كذا في الأصل، وفوقها خط كأنه استشكال من الناسخ. والجادة: «مطلع» - كما في "مجمع الزوائد"- لأنه فاعلُ «فاطلع» ؛ فحقه الرفع. وما في الأصل- إن لم يكن خطأ من الناسخ- فإنه يمكن تخريجه على أنه حالٌ منصوبٌ، وفاعلُ «فاطلع» ضمير مستتر يعود على مفهوم من السياق، أي: «فاطلع رجلٌ مطلعًا» ، وانظر في عود الضمير إلى المفهوم من السياق: التعليق على الحديث [13934] .
ويمكن تخريجه أيضًا على أنه جاء منصوبًا مع أنه فاعل على حدِّ قول العرب: «خَرَقَ الثوبُ المسمارَ» إذ نصبوا الفاعل ورفعوا المفعول اكتفاء بفهم الكلام من السياق، وانظر التعليق على الحديث السابق، عند قوله: «بلغني ... حديثًا» .
(2) كذا في الأصل، والجادة: «درعًا» ، وما في الأصل يتجه في اللغة على وجهين تقدما في التعليق على الحديث [14499] . [ص:280]
(3) بَرَدَ: مات. "تاج العروس" (ب ر د) .
(4) أي: يمسك بها ويتوكأ عليها، وتلك العصا المتوكَّأُ عليها تُسمى: المِخْصَرَة، والتخصُّر بها عادة الملوك والخطباء. انظر: "الفائق" للزمخشري (1/374) و (2/106) ، و"النهاية" (2/36) ، و"المغرب في ترتيب المعرب" (1/256-257) .
(5) كذا في الأصل، والجادة: «تزل» ؛ أي: العصا، وهي مؤنثة. وما في الأصل يخرج على أنه من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ حمل «العصا» على معنى «العُود» أو «القضيب» أو نحوه؛ فجاء بالضمير مذكرًا. وانظر في الحمل على المعنى: التعليق على الحديث [13666] .
وسيعود الضمير في «فدفنت» بالتأنيث، وهو من استخدام لغتين فأكثر في الكلام الواحد، وانظر في ذلك: التعليق على الحديث [13801] .(14/279)
14916 - دثنا محمد بن هشامٍ المُستملِي، قال: دثنا عليُّ بن المَدينيِّ، قال: دثنا جعفرُ بن عونٍ، قال: دثنا إبراهيمُ بن إسماعيلَ ابن مُجمِّعٍ، عن إبراهيمَ بن عبدِالرحمنِ بن عبدِالله بن كعبِ بن مالكٍ؛ أنّ أباه حدّثه، عن أمِّه بنت عبدِالله بن أُنيسٍ؛ أنها حدّثتْه عن عبد الله [ص:281] ابن أُنيسٍ؛ أنّ الرّهطَ الذين بعثهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى عبدِالله بن أبي الحقيقِ لِيقتلُوه: عبدُالله بن عتيكٍ، وعبدُالله بن أُنيسٍ، وأبو قتادةَ، وحليفٌ لهم، ورجلٌ من الأنصارِ،، وأنهم قَدِموا خيبرَ ليلاً. فعمَدنا إلى أبوابِهم نُغلِقُها خَارِجً (1) ، قالتِ امرأةُ ابنِ أبي الحقيقِ: إنّ هذا لصوتُ (2) عبدِالله بن عتيكٍ، قال: افتحي، ففتحتْ، فدخلتُ أنا وعبدُالله بن عتيكٍ، فقال عبدُالله: دونَكَ، فذهبتُ لأِضربَها بالسيفِ، فأذكرُ نَهْيَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عن قتلِ النساءِ والولدانِ فأكفُّ عنها.
قال عليُّ بن المدينيِّ: هذا عبدُالله بن أُنيسٍ الأنصاريُّ، وليس بالجهنيِّ، هذا عبدُالله بن أُنيسٍ الأنصاريُّ الذي روى عنه جابرُ بن عبد الله.
__________
[14916] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/198) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع؛ وهو ضعيف» .
ورواه الطبري في "تاريخه" (2/497-499) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي وعباس بن عبد العظيم العنبري؛ عن جعفر بن عون، به، مطولا بزيادة.
ورواه أبو يعلى (907) من طريق يونس بن بكير، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، حدثني أبي، عن جدي: أبي أمي، عن عبد الله بن أنيس، به مطولا أيضًا. [ص:281]
وقد أخرج قصة قتل ابن أبي الحقيق البخاري في "صحيحه" (3022 و4039 و4040) مطوَّلةً من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.
(1) أي: من خارج؛ كما وقع عند الطبري. وانتصب «خارج» على نزع الخافض، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة المتقدم التعليق عليها في الحديث [13681] ، والجادة عند حذف «من» أن يقال: «خارجًا» . وانظر في النصب على نزع الخافض التعليق على الحديث [14307] .
(2) تكررت في الأصل ألف «هذا» فصارت الجملة: «إن هذا الصوت» .(14/280)
14917 - دثنا بكرُ بن أحمدَ بن مقبلٍ البصريُّ، قال: دثنا إسحاقُ ابن وهبٍ العَلاّفُ، قال: دثنا يعقوبُ بن محمدٍ الزهريُّ، قال: دثنا [ص:282] عبد العزيز بن عمرانَ، عن إبراهيمَ بن حُويِّصَةَ، عن ابن كعبِ بن مالكٍ، عن عبد الله بن أُنيسٍ الأنصاريِّ، قال: ضرب اليستترُ (1) بنُ رِزَامٍ اليهوديُّ وجهي بمِخْرَشٍ (2) من شَوْحَطٍ (3) ، / فَشَجَّني (4) مُنقِّلةً (5) [ظ: 213/ب] أو مَأمومةً (6) ، فأتيتُ بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فكشف عنها، وتفل فيها، فما آذاني منها شيءٌ.
__________
[14917] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5087/قلعجي) و (3/589/ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/298) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه عبد العزيز بن عمران؛ وهو ضعيف» ، وذكره السيوطي في "الخصائص الكبرى" (2/117) وعزاه للمصنف. [ص:282]
(1) كذا يمكن أن يقرأ اسمه على التوهم في الأصل الذي بين أيدينا، وهو أقرب إلى «اليُسير» ، الذي هو أحد أوجه الخلاف في اسمه في كتب السير والتاريخ. وجاء فيها أيضًا: «أُسير» ، و «أسيد» ، و «البشير» . لكن جاء في "جامع المسانيد" و"مجمع الزوائد" و"الخصائص الكبرى": «المستنير» نقلاً عن الطبراني هنا. والله أعلم.
(2) المِخْرَشُ والمِخْرَشَةُ والمِخْرَاشُ: عصا معوجَّة الرأس، والجمع: مَخَارِش، ومخاريش. "النهاية" (2/22) ، و"تاج العروس" و"المعجم الوسيط" (خ ر ش) .
(3) الشَّوْحَطُ: نوعٌ من شجر الجبال تُتَّخذ منه القِسِيُّ، والشوحطُ والنَّبْعُ واحدٌ، وقيل: إن كان في جبل فهو نبع، وإن كان في سهل فهو شوحط. الواحدة: شوحطة. وقيل: سُمِّي بذلك لأنه شَحَطَ من رأس الجبل إلى أسفلِهِ؛ يعني: بَعُدَ. انظر: "غريب الحديث" للخطابي (2/513) ، و"الفائق" للزمخشري (2/239) ، و"النهاية" (2/508) ، و"تاج العروس" (ش ح ط) .
(4) شجَّه: أي: ضربه في رأسه فجرحه أو شقه، وتلك الضربة: شَجَّة، والجمع: شِجَاجٌ، وهي في الرأس خاصة، وقد تستعمل في غيره من الأعضاء. انظر: "مشارق الأنوار" (2/244) ، و"النهاية" (2/445) .
(5) المُنقِّلةُ: هي الشجةُ التي تخرُجُ بسببها كِسَرُ عظام الرأس وقشورها، وتنتقل عن أماكنها. وقيل: هي التي تنقل العظم؛ أي: تكسره. انظر: "مشارق الأنوار" (2/135) ، و"غريب الحديث" للخطابي (1/635) ، و"النهاية" (3/431) ، (5/109) ، و"تاج العروس" (ن ق ل) .
(6) المَأْمُومةُ: هي الشَّجَّةُ التي بلغت أُمَّ الدِّماغ، وهي جلدة رقيقة تحيط بالدماغ. وتسمَّى الآمَّة أيضًا. وغلَّط بعض العلماء تسميتها المأمومة؛ قال: إنما الآمَّةُ: الشجَّةُ، والمأمومةُ: أُمُّ الدِّماغِ المشجوجة. وانظر: "غريب الحديث" للحربي (1/39) ، و"مشارق الأنوار" (1/38) ، و"الفائق" (1/57) ، و"النهاية" (1/68) ، و"تاج العروس" (أم م) .(14/281)
مُحمدُ بن كعبٍ القُرظيُّ، عن عبد الله بن أُنيسٍ الأنصاريِّ
14918 - دثنا مصعبُ بن إبراهيمَ بن حمزةَ الزُّبيريُّ، قال: حدَّثَني أبي، قال: دثنا عبد العزيز بن محمدٍ الدَّرَاوَرديُّ، عن يزيدَ بن عبدِالله بن الهادِ، عن محمد بن كعبٍ القرظيِّ، قال: قال عبدُالله بن أُنيسٍ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا: «مَنْ لِي مِنْ خَالِدِ بن نُبَيْحٍ؟!» رَجُلٌ ٍ (1) مِنْ هُذَيْلٍ، وهو يومئذٍ بعرفةَ (*) . قال عبدُالله: فقلتُ: أنا يا رسولَ اللهِ، انعتْهُ لي، فقال: «لَوْ رَأَيْتَهُ هِبْتَهُ» ، فقلتُ: والذي أكرمَكَ، ما هِبْتُ شيئًا قطُّ. فخرجتُ حتى لقيتُه بجبالِ عرفةَ (*) قبل أن تغيبَ الشمسُ، [ص:284] فلقيتُه فرُعِبتُ منه، فعرفتُ حينَ رُعبتُ منه الذي قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال: مَن الرجلُ؟ فقلتُ: باغِي حاجةٍ، فهل مِن مَبيتٍ؟ قال: نعم، فالْحَقْ بي. قال: فخرجتُ في أثرِهِ فصلَّيتُ العصرَ ركعتين خفيفتين، ثم خرجتُ، وأشفقتُ أن يراني، ثم لحقتُه فضربتُه بالسيفِ، ثم غشيتُ الجبلَ وكَمَنْتُ، حتى إذا ذهب الناسُ خرجتُ، حتى قدمتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ فأخبرتُهُ الخبرَ.
قال محمد بن كعبٍ: فأعطاه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِخْصَرَةً (2) فقال: «تَخَصَّرْ بِهَذِهِ حَتَّى تَلْقَانِي بِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأَقَلُّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ المُتَخَصِّرُونَ» .
قال محمد بن كعبٍ: فلمّا تُوفّيَ عبدُالله بن أُنيسٍ أَمر بها (3) فوُضعتْ على بَطنِه، وكُفِّن عليها، ودُفنتْ معه.
__________
(1) قوله: «رجل» ، يجوز رفعه على أنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: «هو رجلٌ» . وانظر في حذف المبتدأ: شروح الألفية، باب الابتداء.
ويجوز جرُّه على أنه بدل من «خالد بن نبيح» ، وهو من إبدال النكرة من المعرفة وهو جائز؛ ومنه قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} [البَقَرَة: 217] . وانظر: "المفصل" (ص 158) ، و "همع الهوامع" (3/181-182) .
(*) كذا في الأصل في الموضعين، ويمكن أن تقرأ أيضًا: «بعرنة» بالنون. وكلاهما ورد في روايات الحديث، وفي بعض الرويات: «قِبَل عرفة بعرنة» ، وفي بعضها: «بين عرنة وعرفات» . و «عُرنة» بضم العينِ والراءِ، وبفتح الراء أيضًا: هو بطن وادي عَرَفة، الذي فيه المسجد، وهو من الحرم. "مشارق الأنوار" (1/117) .
[14918] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5084/ قلعجي) و (3/588/ ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/203-204) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/27-28) من طريق المصنف.
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (2727) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/5-6) ؛ من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2031) عن يعقوب بن حميد؛ كلاهما عن الدراوردي، به. [ص:284]
ورواه أحمد (3/496 رقم 16047 و16048) ، وأبو داود (1249) ، وأبو يعلى في "مسنده" (905) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (982 و983) ؛ من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن ابن عبد الله بن أنيس، عن عبد الله بن أنيس، به.
ورواه محمد بن إسحاق في "السير"- كما في "السيرة النبوية" لابن هشام (2/619-620) - إلا أنه لم يُذكر في إسناده: «عن ابن عبد الله بن أنيس» .
(2) تقدم تفسيرها في التعليق على الحديث [14915] .
(3) أمر بذلك حين حضرته الوفاة قبل أن يموت؛ كما في "صحيح ابن خزيمة".(14/283)
عبدُالله بن أُنيسِ بن حرامٍ الجهنيُّ (1)
كان ينزلُ المدينةَ، وهو حليفٌ لبني نابي بن عمرٍو بن سوادٍ. عَقَبيٌّ.
عيسى بن عبدِالله بن أُنيسٍ، عن أبيه
14919 - دثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاقِ، عن عبد الله بن عمرَ، عن عيسى بن عبدِالله بن أُنيسٍ، / عن أبيه، قال: إنَّ [ظ: 214/أ] النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أمره بليلةِ ثلاثٍ وعشرينَ (2) .
__________
(1) تقدم قبل خمسة أحاديث ذكر عبد الله بن أنيس الأنصاري، وذكرنا في التعليق عليه الخلافَ بين أهل العلم في جعلهما واحدًا والتفريق بينهما.
[14919] رواه عبد الرزاق (7692) . وانظر الحديث [14921] وما بعده.
(2) يعني في ليلة القدر.(14/285)
14920 - دثنا الحسنُ بن عبد الأعلى البَوْسِيُّ (1) ، وإبراهيمُ بن محمد بن بَرّةَ، الصَّنْعانيانِ؛ قالا: دثنا عبدُ الرَّزَّاقِ، عن عبد الله بن عمرَ، عن عيسى بن عبدِالله بن أُنيسٍ، عن أبيه؛ قال: رأيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أتى قِرْبةً فخَنَثَها (2) ، فشرب وهو قائمٌ.
__________
(1) كتب مقابلها كلمة تشبه: «النرسي» ، وفوقها علامة غير متضحة! فلعل الناسخ أو غيره استشكل النسبة. وانظر: "الأنساب" (1/413) .
(2) أي: ثنى فمها إلى الخارج ليشرب منها. "مشارق الأنوار" (1/241) .
[14920] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5088/ قلعجي) و (3/589-590/ ابن دهيش) عن المصنف من طريق عبد الرزاق.
ورواه أبو بكر بن أبي علي الذكواني في "الصحابة"، وأبو موسى المديني في "الصحابة" أيضًا؛ كلاهما من طريق الطبراني، به؛ كما في "أسد الغابة" (3/180) ، غير أن الذكواني نسب ابن أنيس؛ فقال: «الزهري» ، ولم ينسبه المديني، وأورده في ترجمة عبد الله بن أنيس الجهني؛ كما قال ابن الأثير. [ص:286]
ورواه المصنف في "الأوسط" (2306) عن إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني وحده، به، ثم قال: «لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن أنيس إلا بهذا الإسناد تفرد به عبد الرزاق» .
ورواه الترمذي (1891) عن يحيى بن موسى، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5622) من طريق محمد بن عبد الملك بن زنجويه؛ كلاهما عن عبد الرزاق، به.
ورواه أبو داود (3721) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/106) ، وبيبي الهروية في "جزئها" (71) ؛ من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن عُبيدالله بن عمر، عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بإداوة يوم أحد فقال: «اخْنِث فَمَ الإداوة» ، ثم شرب مِن فِيْها.
وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (2468) .(14/285)
ضَمْرةُ بن عبدِالله بن أُنيسٍ، عن أبيه
14921 - دثنا أبو مُسلمٍ الكَشِّيُّ (1) ، قال: دثنا يحيى بن كثيرٍ الناجي، قال: دثنا ابن لَهِيعةَ، عن بُكيرِ بن عبد الله، قال: سألتُ ضَمْرةَ بن عبدِالله بن أُنيسٍ عن ليلةِ القدرِ؟ فقال: سمعتُ أبي يخبرُ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: « [تَحَرَّوْهَا] (2) لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ» .
__________
[14921] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5086/ قلعجي) و (3/588-589/ابن دهيش) عن المصنف، من طريق ابن لهيعة.
ورواه المزي في "تهذيب الكمال" (13/322) من طريق المصنف، به.
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/86) من طريق عبد الله يوسف، عن ابن لهيعة، به.
وروي عن عبد الله بن أبي قتادة، عن ضمرة بن عبد الله بن أنيس، به. وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (736) . وانظر الحديث [14919] ، والأحاديث التالية.
(1) هو: إبراهيم بن عبد الله.
(2) في "الأصل": «تخيروها» ، وهو تصحيف، والتصويب من "تهذيب الكمال" و"جامع المسانيد".(14/286)
14922 - حدثنا إبراهيمُ بن هاشمٍ البغويُّ، قال: دثنا أحمدُ بن عَبْدةَ، قال: دثنا فضيلُ بن سُليمانَ النُّميريُّ، قال: دثنا بُكيرُ بن مسمارٍ، عن الزُّهريِّ، قال: قلتُ لضَمْرةَ بن عبدِالله بن أُنيسٍ: ما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبيكَ في ليلةِ القدرِ؟ قال: كان أبي صاحبَ باديةٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، مُرني بليلةٍ أنزلُ فيها، قال: «انْزِلْ لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ» . قال: فلمّا ولّى قال: «اطْلُبْهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ» .
__________
[14922] عزاه ابن كثير في "جامع المسانيد" (7/257/قلعجي) و (3/587/ابن دهيش) للطبراني من حديث الزهري، عن ضمرة بن عبد الله بن أنيس.
ورواه المصنف في "الأوسط" (2858) بهذا الإسناد، ثم قال: «لم يرو هذا الحديث عن بكير إلا فضيل» .
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/408) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/186) من طريق أحمد بن سلمة البزار النيسابوري؛ كلاهما (الفسوي، والنيسابوري) عن أحمد بن عبدة، به.
ورواه ابن طهمان في "مشيخته" (49) عن عباد بن إسحاق، عن الزهري، به، نحوه.
ومن طريق ابن طهمان رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/16) تعليقًا، وأبو داود (1379) ، والنسائي في "الكبرى" (3387) ، والثعلبي في "تفسيره" (10/251) . وانظر الحديث السابق، والأحاديث التالية.(14/287)
14923 - دثنا محمد بن صالحِ بن الوليدِ النَّرْسيُّ، قال: دثنا مؤملُ بن هشامٍ، قال: دثنا إسماعيلُ بن عُليّةَ، عن محمد بن إسحاقَ، [ص:288] قال: أخبرني محمد بن إبراهيمَ، عن ابن عبدِالله بن أُنيسٍ، عن أبيه، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إني أكونُ بالراحلةِ، وأنا بحمدِ الله أُصلِّي بها؛ فمُرني بليلةٍ أنزلُها لهذا المسجدِ أُصلِّي فيه، قال: «انْزِلْ لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ» .
__________
[14923] رواه ابن خزيمة (2200) عن مؤمل بن هشام اليشكري، به.
ورواه أبوداود (1380) من طريق زهير بن معاوية، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/ 88) ، والبغوي في "شرح السنة" (1826) ؛ من طريق أحمد بن خالد الوهبي، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/211) من طريق يزيد بن زريع؛ جميعهم (زهير، والوهبي، ويزيد) عن محمد بن إسحاق، به. [ص:288]
وتقدم عند المصنف (2/ رقم 2199) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عبد الله بن جحش، عن أبيه الجهني، قال: قلت: يا رسول الله، إن لي بادية أصلي فيها ... فذكر نحوه.
وهذا خطأ نشأ عن تصحيف؛ كما قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (1/548) ، وصوابه: «عبد الله بن أنيس» .
وانظر الحديثين السابقين، والأحاديث التالية.(14/287)
14924 - دثنا العباسُ بن الفضلِ الأسفاطيُّ، قال: دثنا عياشُ ابن الوليدِ الرَّقّامُ، قال: دثنا عبدُ الأعلى (1) ، قال: دثنا محمد بن إسحاقَ، عن محمد بن إبراهيمَ بن الحارثِ التيميِّ، عن ابن عبدِالله بن أُنيسٍ، عن أبيه؛ أنه قال: يا رسولَ اللهِ، إنّا نكونُ في باديتِنا، وأنا بحمدِ الله أُصلِّي بها، فَأْمُرني بليلةٍ من هذا الشهرِ أَنزلُها إلى المسجدِ فأصلِّي فيه، فقال: «انْزِلْ لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ فَصَلِّهَا، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَسْتَتِمَّ إِلَى آخِرِ الشَّهْرِ فَافْعَلْ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى أَهْلِكَ [بِلَيْلِ] (2) فَاصْنَعْ» .
__________
[14924] ذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (24083) ونسبه للمصنف، ولم نقف عليه من طريق عبد الأعلى عن ابن إسحاق، وانظر الحديث السابق.
(1) هو: ابن عبد الأعلى السَّامي.
(2) غير واضحة في الأصل، واللام الثانية ناقصة؛ تشبه: «بلين» دون نقط. والمثبت من "كنز العمال".(14/288)
بِلالُ بن عبدِالله بن أُنيسٍ، عن أبيه
14925 - حدثنا محمدُ بن عبدِالله الحَضْرميُّ، قال: دثنا الصلتُ ابن مسعودٍ الجَحْدريُّ، قال: دثنا يحيى بن يزيدَ بن عبدِالله بن أُنيسٍ، قال: حدَّثَني بلالُ بن عبدِالله بن أُنيسٍ، عن أبيه، أنه قال: يا رسولَ اللهِ، أَخبرْني أَيَّةُ لَيْلَةٍ يُبتغى/ فيها ليلةُ القدرِ؟ فقال: «لَوْلاَ أَنْ [ظ: 214/ب] يَتْرُكَ (1) النَّاسُ الصَّلاَةَ إِلاَّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ لَأَخْبَرْتُكَ، وَلَكِنِ ابْتَغِهَا فِي ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ» .
__________
[14925] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (7/257-258/قلعجي) و (3/587/ ابن دهيش) ، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/178) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن» .
وسيأتي برقم [14929] من طريق بلال بن عبد الله بن أنيس، عن أخته خالدة بنت عبد الله بن أنيس، عن أبيها عبد الله بن أنيس.
وبرقم [14930] من طريق بلال بن عبد الله بن أنيس، عن أخيه عطية بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن أنيس. وانظر الأحاديث السابقة، والأحاديث التالية.
(1) تشبه في الأصل: «فترك» .(14/289)
عمرُو بن عبدِالله بن أُنيسٍ، عن أبيه
14926 - حدثنا أحمدُ بن محمد بن نافعٍ الطّحّانُ المصريُّ، قال: دثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: دثنا ابن أبي فُديكٍ، عن موسى بن يعقوبَ الزَّمْعِيُّ، عن عبد الرحمنِ بن إسحاقَ؛ [أنَّ] (1) محمد بن مسلمٍ [ص:290] الزهريَّ أخبره؛ أنَّ عبدَالله بن كعبِ بن مالكٍ الأنصاريَّ، وعمرَو بن عبدِالله بن أُنيسٍ أخبراه؛ أنَّ عبدَالله بن أُنيسٍ أخبرهما؛ أنَّ نفرًا من الأنصارِ قالوا: مَن رجلٌ نبعثُه إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عبدُالله: فقلتُ: أنا، قالوا: فاذهبْ فسَلْهُ لنا: متى ليلةُ القدرِ؟ فخرجتُ حتّى وافيتُ غروبَ الشمسِ عندَ بعضِ أبياتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج يُصلِّي بالمغربِ، فصلّى وخرج، فخرجتُ معه حتى دخل بيتَهُ، وأنا معه، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِفِطْرِهِ. قال عبدُالله بن أُنيسٍ: فرأيتُني وأنا أُرْعِي (2) على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من قلةِ طعامِهِ، فلما فرغ دعا بنعلِهِ، ثم قال: «إِنِّي أَظَنُّ أَنَّ لَكَ حَاجَةً؟» قلت: أجلْ يا رسولَ اللهِ، أَرسلَني إليكَ فلانٌ وفلانٌ يسألونَكَ: متى ليلةُ القدرِ؟ قال: «اللَّيْلَةَ» - وتلك الليلةُ ليلةُ اثنتين وعشرين من رمضانَ- ثم قال: «مَا اللَّيْلَةُ؟» قلتُ: ليلةُ اثنتين وعشرين، قال: «لاَ، بَلِ اللَّيْلَةُ المُقْبِلَةُ؛ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ» .
__________
[14926] رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/15-16) تعليقًا عن عبد الرحمن بن شيبة، عن ابن أبي فديك، به.
ورواه النسائي في "الكبرى" (3388) من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك، عن ابن أبي فديك، به.
وانظر الأحاديث السابقة، والأحاديث التالية.
(1) في الأصل: «بن» ، والتصويب من "السنن الكبرى" للنسائي. [ص:290]
(2) أي: أُبقي عليه وأشفق. "تاج العروس" (ر ع ي) . ولم ترد هذه اللفظة عند النسائي. وسيأتي في الحديث [14928] : «فلقد رأيتني أكفُّ عنه من قلته» .(14/289)
عبدُالرحمنِ بن كعبِ بن مالكٍ، عن عبد الله بن أُنيسٍ
14927 - حدثنا مصعبُ بن إبراهيمَ بن حمزةَ الزُّبيريُّ، قال: حدَّثَني أبي، قال: دثنا عبد العزيز بن محمدٍ، عن يزيدَ بن الهادِ، عن أبي بكرِ بن محمد بن عمرِو بن حزمٍ، عن عبد الله بن عبدِالرحمنِ بن [ص:291] كعبِ بن مالكٍ، عن أبيه، عن عبد الله بن أُنيسٍ، قال: كنّا نَتَدارا (1) في رمضانَ، فقال قومُنا: إنّه لَيَشقُّ علينا أن ننزلَ بعيالِنا ونسائِنا، وإنا لَنخشى عليهم الضيعةَ إن نزلْنا وتركْناهم، وإنا نكرهُ أن تفوتَنا هذه الليلةُ؛ فهل لكم أن يُرسلَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويَذكُرَ هذا له، ويَسألَهُ (2) أن يأمرَنا بليلةٍ نَنزلُها؟! قال عبدُالله: فأرسَلوني وكنتُ أَحْدَثَهُمْ، فجئتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فذكرتُ له ذلك، وسألتُه أن يأمرَنا بليلةٍ نَنزِلُها، فقال: «انْزِلُوا لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ» . فكان عبدُالله ينزلُ تلك الليلةَ، فإذا أصبح رجع.
__________
[14927] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (7/257-258/قلعجي) و (3/587/ ابن دهيش) وعزاه للمصنف، ولم يذكر لفظه.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4001) عن المصنف، به.
ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/211) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن إبراهيم بن حمزة، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد [ص:291] ابن الهاد، عن أبي بكر بن محمد، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب، عن عبد الله ابن أنيس، به.
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/ 86) مختصرًا، والبيهقي في "السنن" (4/309) ، وفي "فضائل الأوقات" (90) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/212) ؛ من طريق يحيى بن أيوب، عن ابن الهاد، أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أخبره، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن عبد الله بن أنيس، به.
ورواه أحمد (3/495 رقم 16044) من طريق عبد الله بن جعفر المخرمي، عن ابن الهاد، عن أبي بكر بن حزم، عن عبد الله بن أنيس، به، مختصرًا.
(1) كذا في الأصل وفي "معرفة الصحابة" لأبي نعيم، ولعله تصحيف؛ وقد وقع في الموضع السابق من "التمهيد": «نبتدئ» ، وهو تصحيف أيضًا صُوِّب - في طبعة "التمهيد" من "موسوعة شروح الموطأ" (9/463) - إلى: «نَتَبدَّى» ، ويؤيده لفظ الحديث عند البيهقي والطحاوي: «كنا بالبادية» ، وما سيأتي في الحديث [14922] عن ضَمرة بن عبد الله قال: «كان أبي صاحبَ بادية» ، وفي الحديث [14924] قال عبد الله للنبي صلى الله عليه وسلم: «إنا نكون في البادية» .
(2) كذا في الأصل بالياء في الأفعال الثلاثة: «يرسل» و «يذكر» و «يسأله» لكن دون ضبط. وعلى ما ضبطناه يكون الضميرُ الذي هو نائب الفاعل في الفعل الأول، والفاعلُ في الفعلين الآخرين- عائدًا على مفهومٍ من السياق، والتقدير: أن يُرسلَ أحدُنا، فيَذْكرَ ويَسْأل. وانظر في عود الضمير على غير مذكور مفهوم من السياق: التعليق على الحديث [13934] .(14/290)
14928 - حدثنا/ عبدُالرحمنِ بن الحسنِ الضّرّابُ الأصبَهانيُّ، [ظ: 215/أ] قال: دثنا يحيى بن وردِ بن عبد الله، قال: حدَّثَني أبي، عن عديِّ بن الفضلِ، عن عبد الرحمنِ بن إسحاقَ، عن الزهريِّ، عن ضمرةَ بن عبدِالله بن أُنيسٍ، وعبدِالرحمنِ (1) بن كعبٍ؛ أنّهما سمعا عبدَالله بن أُنيسٍ يقولُ: جلستُ في مجلسِ بني سلمة- وأنا أصغرُهم- صبيحةَ إحدى وعشرين من رمضانَ، فقالوا: مَن يسألُ لنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: متى ليلةُ القدرِ؟ فقلتُ: أنا، فذهبتُ حتى وافيتُ عندَ المغربِ ليلةَ اثنتين وعشرينَ، فصليتُ [معه الصلاةَ] (2) ، ثم وقفتُ له على بابِهِ حتّى مرّ عليَّ، فأدخلني بيتَهُ، فدعا لي بعَشاءٍ، فقال لي: «تَعَشَّهْ» (3) ، فلقد [ص:293] رأيتُني أكفُّ عنه مِن قلتِهِ، ثم دعا بنعلَيْهِ، فقام فقال: «كَأَنَّ لَكَ حَاجَةً؟!» قلتُ: أجلْ، أَرسلَني إليك رجالٌ من بني سلمةَ يَسألونَكَ: متى ليلةُ القدرِ؟ فقال: «كَمِ اللَّيْلَةُ مِنَ الشَّهْرِ؟» فقلتُ: اثنتان وعشرون، فقال: «هِيَ اللَّيْلَةَ» ، ثم رجع، فقال: «أَوِ القَابِلَةُ، أَوِ القَابِلَةُ» .
__________
[14928] لم نقف عليه من هذا الوجه، وتقدم برقم [14922] من وجه آخر عن الزهري، عن ضمرة وحده، به.
وانظر الحديث السابق، والأحاديث التالية.
(1) يوجد لحق هنا في الأصل، وكتب في الحاشية بخط صغير: «عبد الله» وفوقها (ح) ، ويروي محمد بن مسلم الزهري عن كل من عبد الرحمن وعبد الله ابني كعب بن مالك، وكلاهما يروي هذا الحديث عن عبد الله بن أنيس؛ فقد تقدم في الحديث [14926] أن عبد الرحمن بن إسحاق روى هذا الحديث عن محمد بن مسلم الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك وعمرو بن عبد الله بن أنيس، عن عبد الله بن أنيس، وتقدم في الحديث السابق أن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك روى هذا الحديث عن أبيه، عن عبد الله بن أنيس.
(2) رسمت في الأصل: «معنا لصلوة» وهو تصحيف.
(3) قوله: «تعشَّه» فعل أمر معتلُّ الآخر، والهاء في آخره: إما أن تكون ساكنة، وتكون هاءَ السكت التي تُزاد للوقف عليها، وقد تثبت في الوصل إجراءً للوصل مجرى الوقف، ودخولُ هاء السكت على الفعل يكون واجبًا إذا كان الفعل على حرف واحد، نحو: «عِهْ» ، و «قِهْ» ونحوهما، فإنْ جاء على حرفين فأكثر- كما جاء هنا- كان دخول الهاء جائزًا؛ وتدخلُ هذه الهاء كلَّ فعل معتل الآخر جاء مجزومًا في المضارع أو مبنيًّا في الأمر، ومنه قول جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم: «قُمْ فَصَلِّهْ» . [ص:293]
وانظر: "المفصَّل" (ص434- 435) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص117) ، و"أوضح المسالك" (4/313- 316) ، و"همع الهوامع" (3/439- 441) .
وإما أن تكون الهاء في «تعشَّه» مضمومة، وتكون ضميرَ المصدر؛ أي: تَعَشَّ العشاءَ (أي عشاءً؛ مفعول مطلق مؤكد) ، وانظر عمل الفعل في ضمير المصدر، ونيابة ضمير المصدر عن المصدر في الانتصاب على المفعول المطلق: شروح الألفية، باب المفعول المطلق.
ويجوز أن تكون ضمير المفعول به؛ أي: تَعَشَّ العشاءَ (بمعنى: كُلِ العَشاءَ، وهو الطعامُ المقدَّم) .(14/292)
ابْنَتُ (1) عبدِالله بن أُنيسٍ، عن عبد الله بن أُنيسٍ
14929 - حدثنا أبو جعفرٍ محمد بن أحمدَ بن [نصرٍ] (2) الترمذيُّ، قال: دثنا بكرُ بن عبد الوهابِ، قال: دثنا يحيى بن محمد ابن عبيدٍ الجاري، قال: حدَّثَني عبدُ العزيزِ بن بلالِ بن عبدِالله بن أُنيسٍ، عن أبيه، عن [خالِدَةَ] (3) بنت عبدِالله بن أُنيسٍ، عن عبد الله بن أُنيسٍ؛ أنه سأل النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عن ليلةِ القدرِ؟ فقال: «رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ» . فقلتُ: بَيِّنْ لي مَتى أتحرَّاها، فقال: «تَحَرَّهَا فِي النِّصْفِ الأَوَاخِرِ (4) » ، قلتُ: في أيِّ النصفِ الآخِرِ؟ قال: «فِي ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ» .
__________
(1) كذا في الأصل، والجادة: «ابنة» ؛ لأن اللغة المشهورة- وهي لغة قريش-: أن تبدل تاء التأنيث في الاسم حال الوقف هاءً إنْ كان ما قبلها متحركًا لفظًا أو تقديرًا، وترسم هاءً؛ نحو شَجَرَة، وابْنَة، ومَرْضَاة، وقُضَاة. وبعضُ العرب- كطيِّئ- لا يُبْدلون مع وجود الشروط؛ فيقولون: شَجَرَت، وابْنَت، ومَرْضَات، وقُضَات، وترسم بالتاء أيضًا. ومن ذلك: قولُ بعض العرب: يا أهلَ سورة البَقَرَتْ! فقال مجيبٌ: لا أحفظُ منها ولا آيَتْ.
وعلى هاتين اللغتين جاءت ألفاظٌ في القرآن الكريم؛ فوقف نافع وابن عامر وعاصم وحمزة، في نحو قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ *} [الدّخان: 43] ، {وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} [التّحْريم: 12]- بالتاء، وهو الموافق لرسم المصحف، ووقف باقي السبعة بالهاء على لغة قريش، وهو خلاف الرسم. انظر: "شرح ابن عقيل" (2/472 -473) ، و"أوضح المسالك" (4/311 -312) ، و"شرح الأشموني" (4/13-15) ، و"همع الهوامع" (3/438) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (8/435-436) ، و (9/530-532) .
[14929] لم نقف عليه من هذا الوجه، وانظر الحديث التالي، والحديث [14925] ، وانظر الأحاديث السابقة.
(2) كانت في الأصل: «فضل» ، وكُتب فوقها بخط مختلف: «نصر» ، وبجانبها «ح» ، وهذا هو الصواب؛ كما في "سير أعلام النبلاء" (13/545) .
(3) في الأصل: «خالته» ، وهو تصحيف، فهي عمة عبد العزيز وليست خالته، وانظر: "التاريخ الكبير" (5/15) .
(4) كذا في الأصل، والجادة: «الآخِر» كما سيأتي في سؤال عبد الله: «قلت: في [ص:295] أي النصف الآخر؟» . وما في الأصل إن لم يكن خطأ من الناسخ فإنه يحمل على تقدير مضاف، أي: «ليالي النصف الأواخر» ، وتكون «الأواخر» وصفًا لـ «ليالي» ، ويكون قوله: «النصف» ؛ أي: نصف الشهر، نابت «أل» عن المضاف إليه أو عن ضميره؛ فكأنه قال: في ليالي نصف الشهر الأواخِرِ، أو: في ليالي نصفه (أي: الشهر؛ المفهوم من السياق) الأواخر. وانظر: "المصباح المنير" (أخ ر) ، وانظر في حذف المضاف: التعليق على الحديث [13770] .
وانظر في نيابة «أل» عن المضاف إليه مضمرًا كان أو ظاهرًا: "تفسير الطبري" (2/550) ، و (9/57) ، و (23/173) ، و"مغني اللبيب" (ص65-66، 474) .
وانظر في عود الضمير إلى المفهوم من السياق: التعليق على الحديث [13934] .(14/294)
عطيةُ بن عبدِالله بن أُنيسٍ، عن أبيه
14930 - حدثنا إسماعيلُ بن الحسنِ الخَفّافُ المصريُّ، قال: دثنا أحمدُ بن صالحٍ، قال: دثنا ابن أبي فديكٍ، قال: حدَّثَني عبدُالعزيزِ بن بلالِ بن عبدِالله بن أُنيسٍ، عن أبيه بلالِ (1) بن عبد الله، عن عطيةَ بن عبد الله، عن أبيه عبدِالله بن أُنيسٍ؛ أنه سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن ليلةِ القدرِ؟ فقال: «رَأَيْتُهَا فَأُنْسِيتُهَا، فَتَحَرَّهَا فِي النِّصْفِ الآخِرِ» ، ثم عاد فسألَه، فقال: «فِي ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ تَمْضِي مِنَ الشَّهْرِ» . قال/ عبدُ العزيزِ: فأخبرتْني أمِّي (2) أنّ عبدَالله بن أُنيسٍ كان [ظ: 215/ب] يُحْيي ليلةَ ستَّ عشرةَ إلى ليلةِ ثلاثٍ وعشرينَ.
__________
(1) في الأصل: «عن أبيه، عن بلال» ، وهناك تضبيب على قوله: «أبيه» ، وكتب فوقه: «أمه» ، وبجانبها «ح» ، والمثبت من مصادر التخريج.
(2) في "شرح معاني الآثار": «فأخبرني أبي» ، ولم ترد هذه اللفظة في باقي مصادر التخريج.
[14930] رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/ 88) عن روح بن الفرج، والمصنف في "الأوسط" (6568) عن محمد بن أحمد بن جعفر؛ كلاهما عن أحمد بن صالح، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/15) تعليقًا عن عبد الرحمن بن شيبة، عن ابن أبي فديك، به.
ورواه عبد الرزاق (7694) من طريق داود بن الحصين، عن عطية بن عبد الله [ص:296] ابن أنيس، به، نحوه.
وانظر الحديث السابق، والحديث [14925] . وانظر الأحاديث [14936-14939] .(14/295)
عبدُالرحمنِ بن أبي ليلى، عن عبد الله بن أُنيسٍ
14931 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، ومعاذُ بن المثنَّى، ومحمد ابن محمدٍ التمارُ؛ قالوا: حدثنا محمد بن كثيرٍ، قال: دثنا سليمانُ ابن كثيرٍ، قال: حدَّثَني أبو الحسنِ، عن عبد الله بن عبدِالرحمنِ، عن أبيه، عن عبد الله بن أُنيسٍ، قال: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يُصلِّي، فقمتُ عن يسارِهِ، فأخذني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فأقامَني عن يمينِهِ، وعَليَّ ثوبٌ مُتمزِّقٌ لا يُواريني، فجعلتُ كلّما سجدتُّ أَمسكتُهُ بيدي مخافةَ أن تنكشفَ عورتي؛ وخلفي نساءٌ، فلما انصرف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم دعا لي بثوبٍ فكَسانِيهِ، وقال: «تَوَدَّعْهُ بِخَلَقِكَ هَذَا (1) » . [ص:297]
أبو الحسنِ هذا الذي روى عنه سليمانُ بن كثيرٍ: مهاجرٌ.
أبو الحسنِ الذي روى عنه شعبةُ كوفيٌّ.
وعبدُالله بن عبدِالرحمنِ هو: عبدُالله بن عبدِالرحمنِ بن أبي ليلى، أخو محمد بن عبدِالرحمنِ بن أبي ليلى.
__________
[14931] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5080/ قلعجي) و (3/586/ ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/51) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله موثقون» ، وفي (2/95) وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه أبو الحسن؛ روى عن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب، وروى عنه سليمان بن كثير، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/20-21) من طريق المصنف، به.
ورواه الخطابي في "غريب الحديث" (1/121) من طريق أبي رويق عبد الرحمن بن خلف، عن محمد بن كثير، عن سليمان بن كثير، عن أبي الحسن، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أنيس، به.
(1) قوله: «تَوَدَّعْهُ بِخَلَقِكَ هَذَا» أي: صُنْ هذا الثوب الذي أعطيتك بثوبك الخَلَق، والبس ما أعطيتك في أوقات الاحتفال والتزيُّنِ. والتوديعُ والتودُّع: أن تجعلَ ثوبًا وقاية لآخر. والمِيدَعُ: الثوب المبتذل، وإنما يُتخذ الميدعُ ليودعَ به المصونُ. والثوب الخلق: القديم البالي. وانظر: "غريب الحديث" للخطابي (1/121-122) ، و"تاج العروس" (ود ع) . وانظر في تفسيير «الخَلَق» التعليق على الحديث [14668] .(14/296)
أبو أُمامةَ بن ثعلبةَ الأنصاريُّ (1) ، عن عبد الله بن أُنيسٍ
14932 - حدثنا بكرُ بن سهلٍ الدمياطيُّ، قال: دثنا شعيبُ بن يحيى، وعبدُالله بن صالحٍ؛ قالا: دثنا الليثُ بن سعدٍ، قال: حدَّثَني هشامُ بن سعدٍ، عن محمد بن زيدِ بن المهاجرِ بن قنفذٍ التيميِّ، عن أبي أُمامةَ الأنصاريِّ، عن عبد الله بن أُنيسٍ الجهنيِّ، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ: الشِّرْكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، [ص:298] وَاليَمِينُ الغَمُوسُ (2) ، وَمَا حَلَفَ حَالِفٌ بِالله يَمِينَ صَبْرٍ أَدْخَلَ فِيهَا مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ، إِلاَّ كَانَتْ وَكْتَةً (3) فِي قَلْبِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» .
__________
(1) هو: إياس بن ثعلبة، ويقال: عبد الله بن ثعلبة، ويقال: ثعلبة بن عبد الله، البلوي الأنصاري. "تهذيب الكمال" (33/49) .
[14932] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/105) ، وقال: «رواه الطبراني في "الأوسط"، وهو بتمامه في الأيمان والنذور، ورجاله موثقون» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 327) عن المصنف، به.
ورواه المصنف في "الأوسط" (3237) عن بكر بن سهل، عن شعيب بن يحيى وحده، به، ثم قال: «لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن أنيس إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث» .
ورواه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (317/مسند علي) عن زكريا بن يحيى ابن أبان المصري، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5199) عن أبيه؛ كلاهما عن أبي صالح عبد الله بن صالح وحده، به. [ص:298]
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (22464) ، وفي "المسند" (850) ، وأحمد (3/495 رقم 16043) ، والترمذي (3020) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (893) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (124) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/344) ، والحاكم في "المستدرك" (4/296) ؛ من طريق يونس بن محمد، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4502) من طريق يحيى بن بكير؛ كلاهما عن الليث بن سعد، به. وانظر الحديث التالي.
(2) تقدم تفسيرها في الحديث [14395] .
(3) الوَكْتةُ: الأَثَرُ اليسيرُ كالنقطة في الشيء، الجمع: الوَكْتُ. انظر: "تفسير غريب ما في الصحيحين" (1/76) ، و"النهاية" (5/217) ، و"تاج العروس" (وك ت) .(14/297)
14933 - دثنا محمودُ بن محمدٍ الواسطيُّ، قال: دثنا وهبُ بن بقيةَ، قال: أرنا (1) خالدٌ (2) ، عن عبد الرحمنِ بن إسحاقَ، عن محمد بن زيدٍ، عن عبد الله بن أبي أمامةَ، عن عبد الله بن أُنيسٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَكْبَرُ الكَبَائِرِ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَيَمِينُ الغَمُوسِ (3) ، وَايْمُ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ يَحْلِفُ أَحَدٌ- وَإِنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ- إِلاَّ كَانَتْ وَكْتَةً فِي قَلْبِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» .
__________
[14933] رواه الضياء في "المختارة" (9/17) من طريق المصنف، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2035 و2556) عن وهب بن بقية، به.
ورواه ابن حبان (5563) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/179-180) ، والضياء في "المختارة" (9/16-17) ؛ من طريق أبي يعلى الموصلي، عن وهب بن بقية، به.
ورواه الضياء (9/16) من طريق أسلم بن سهل، عن وهب بن بقية، به، إلا أنه قال: «عن أبي أمامة الأنصاري، عن عبد الله بن أنيس» . وانظر الحديث السابق.
(1) يرسمها في الأصل بالدال «أدنا» . و «أرنا» بالراء اختصار لـ «أخبرنا» .
(2) هو: ابن عبد الله الواسطي الطحان.
(3) كذا في الأصل، والجادة: «اليمين الغموس» ؛ كما في الحديث السابق، وانظر التعليق على الحديث [14395] .(14/298)
الحسنُ بن يزيدَ بن عبدِالله/ بن أُنيسٍ، عن جَدِّه
[ظ: 216/أ]
14934 - حدثنا إبراهيمُ بن هاشمٍ البغويُّ، قال: دثنا [الصلتُ] (1) بن مسعودٍ الجحدريُّ، قال: دثنا يحيى بن عبدِالله بن يزيدَ ابن عبدِالله بن أُنيسٍ، قال: دثنا الحسنُ بن يزيدَ عَمِّي، عن عبد الله بن أُنيسٍ؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بَعثه سريةً وَحْدَهُ.
__________
[14934] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5077/ قلعجي) و (3/584/ ابن دهيش) عن المصنف، به.
ورواه الضياء في "المختارة" (9/31) من طريق المصنف، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2032، 2557) ، وفي "الزهد" (95) ، وأبو يعلى (906) ؛ كلاهما عن الصلت بن مسعود الجحدري، به.
وانظر الحديثين [14918 و14919] .
(1) في الأصل: «الصلب» ، والتصويب من "جامع المسانيد" ومصادر التخريج.(14/299)
عبدُالله بن عبدِالرحمنِ بن الحُبابِ، عن عبد الله بن أُنيسٍ
14935 - حدثنا عمرُ بن عبد العزيزِ بن مِقلاصٍ المصريُّ، قال: دثنا أبي، ح.
ودثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا حرملةُ بن يحيى؛ قالا: حدثنا ابن وهبٍ، قال: حدَّثَني عمرُو بن الحارثِ؛ أنّ موسى [ص:300] ابن جبيرٍ حدّثه؛ أنّ عبدَالله بن عبدِالرحمنِ بن الحُبابِ الأنصاريَّ حدثه، أنّ عبدَالله بن أُنيسٍ حدّثه: أنّه تَذاكَرَ هو وعمرُ بن الخطابِ يومًا الصدقةَ، فقال عمرُ: ألم تسمعْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَذكُرُ غُلُولَ الصَّدَقةِ: «مَنْ غَلَّ مِنْهَا بَعِيرًا أَوْ شَاةً أَتَى بِهِ يَحْمِلُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» ؟ قال عبدُالله بن أُنيسٍ: بلى.
__________
[14935] رواه الضياء في "المختارة" (9/19-20) من طريق المصنف، به.
ورواه الضياء أيضًا (1/ 258) من طريق محمد بن الحسن بن قتيبة، عن حرملة بن يحيى، به. [ص:300]
ورواه أحمد (3/498 رقم 16063) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" في الموضع نفسه؛ عن هارون بن معروف، وابن ماجه (1810) عن عمرو بن سواد المصري، والطبري في "تفسيره" (6/ 205-206) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب؛ جميعهم (هارون، وعمرو، وأحمد بن عبد الرحمن) عن ابن وهب، به.(14/299)
بُسْرُ بن سعيدٍ، عن عبد الله بن أُنيسٍ
14936 - حدثنا العباسُ بن الفضلِ الأسفاطيُّ، قال: دثنا أبو ثابتٍ محمد بن عُبيدِ اللهِ، قال: دثنا عبد العزيز بن محمدٍ، عن الضّحّاكِ بن عثمانَ، عن أبي النّضْرِ (1) ، عن بُسرِ بن سعيدٍ، عن عبد الله [ص:301] ابن أُنيسٍ؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ فَأُنْسِيتُهَا، وَإِنِّي أَرَانِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ» . فرأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يسجدُ في ماءٍ وطينٍ صبيحةَ ثلاثٍ وعشرينَ.
__________
[14936] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (7/257-258/ قلعجي) و (3/587/ ابن دهيش) وعزاه للمصنف.
ورواه أحمد (3/495 رقم 16045) ، ومسلم (1168) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (2269) ، والبيهقي في "السنن" (4/309) ، وفي "شعب الإيمان" (3401) ؛ من طريق أنس بن عياض أبي ضمرة، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص111-المختصرة) من طريق سليمان بن بلال، وأبو نعيم في "المستخرج" (2269) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/210) ؛ من طريق محمد بن عمر الواقدي؛ جميعهم (أنس بن عياض، وسليمان، والواقدي) عن الضحاك بن عثمان، به.
ورواه مالك في "الموطأ" (1/320) عن أبي النضر، أن عبد الله بن أنيس الجهني قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ... ، فذكره مرسلاً.
وانظر الحديثين التاليين. والأحاديث [14919 و14921-14930] .
(1) هو: سالم بن أبي أمية المدني.(14/300)
14937 - حدثنا أحمدُ بن عمرٍو الخَلاّلُ المكيُّ، قال: دثنا يعقوبُ بن حميدٍ، قال: دثنا محمد بن فُليحٍ، عن الضّحّاكِ بن عثمانَ، عن سالمٍ أبي النّضْرِ، عن بُسرِ بن سعيدٍ، عن عبد الله بن أُنيسٍ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَهُ.
__________
[14937] لم نقف على رواية محمد بن فليح عن الضحاك، وانظر الحديث السابق والحديثين التاليين.(14/301)
14938 - حدثنا الحُسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا يحيى ابن عبد الحميدِ الحِمّانيُّ، قال: دثنا عبد العزيز بن محمدٍ، عن موسى ابن عُقبةَ، عن سالمٍ أبي النَّضْرِ، عن بُسرِ بن سعيدٍ، عن عبد الله بن أُنيسٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُنِي لَيْلَةَ القَدْرِ أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ» . فصلّى بنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ ثلاثٍ وعشرينَ، فرأيتُهُ يسجدُ في ماءٍ وطينٍ.
__________
[14938] لم نقف على رواية موسى بن عقبة عن أبي النضر، وانظر الحديثين السابقين، والحديث التالي.(14/301)
عبدُالله بن عبدِالله بن خُبيبٍ، عن عبد الله بن أُنيسٍ
14939 - حدثنا مُطَّلِبُ بن شُعيبٍ الأزديُّ، قال: دثنا/ أبو صالحٍ [ظ: 216/ب][ص:302] عبدُالله بن صالحٍ، قال: حدثني الليثُ، عن يزيدَ بن أبي حبيبٍ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن معاذِ بن عبدِالله بن خُبيبٍ، عن عبد الله بن عبدِالله بن خُبيبٍ، عن عبد الله بن أنيسٍ صاحبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه سُئل عن ليلةِ القَدْرِ؟ فقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «الْتَمِسُوهَا اللَّيْلَةَ» - وتلك الليلةُ ليلةُ ثلاثٍ وعشرينَ- فقال رجلٌ: يا رسولَ الله، هي إذن أولُ ثمانٍ! قال: «بَلْ أَوَّلُ سَبْعٍ؛ إِذِ الشَّهْرُ لاَ يَتِمُّ» .
__________
[14939] رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/214) من طريق محمد بن سنجر، عن أبي صالح عبد الله بن صالح، به. [ص:302]
ورواه ابن خزيمة (2186) من طريق عبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن الليث، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/85- 86) من طريق شعيب بن الليث، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/96) من طريق يحيى بن بكير؛ جميعهم (عبد الله بن عبد الحكم، وشعيب، وابن بكير) عن الليث، به.
ورواه ابن أبي شيبة (8767 و9599) ، وفي "المسند" (852) عن شبابة بن سوار، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن عبد الله بن خبيب، عن عبد الله بن أنيس، به.
ورواه أحمد (3/495 رقم 16046) من طريق إبراهيم بن سعد، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" (ص110-المختصرة) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5481) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/213) ؛ من طريق أحمد بن خالد الوهبي، وابن خزيمة (2185) من طريق إسماعيل بن علية؛ جميعهم (إبراهيم بن سعد، وأحمد بن خالد، وابن علية) عن محمد بن إسحاق، به، إلا أن ابن علية قال في روايته: «عن معاذ بن عبد الله، عن أخيه فلان بن عبد الله» . قال ابن خزيمة: «هذا الرجل الذي لم يسمه ابن علية هو عبد الله بن عبد الله بن خبيب» .
وانظر الأحاديث السابقة.(14/301)
عبد الله بن سلاَمٍ رضي الله عنه
14940 - حدثنا عُبيدُ بن غَنَّامٍ، قال: دثنا أبو بكرِ بن أبي شيبةَ، قال: دثنا يحيى بن يَعْلى، عن عبد الملكِ بن عُميرٍ، عن ابنِ أخي عبدِالله بن سلاَمٍ، عن عبد الله بن سلاَمٍ، قال: كان اسمي في الجاهليةِ «فلانٌ» (1) ، فسمَّاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «عبدَاللهِ» .
__________
[14940] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/54) ، وقال: «قلت: رواه ابن ماجه غير قوله: «كان اسمي في الجاهلية فلان» [تصحف في المطبوع إلى: غيلان] ؛ رواه الطبراني، وفيه يحيى بن يعلى؛ وهو ضعيف» .
ورواه ابن أبي شيبة (26299) .
ورواه أحمد (5/451 رقم 23782) ، وعبد بن حميد (498) ، وابن ماجه (3734) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2079) ، وأبو يعلى (7498) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1636) ؛ جميعهم عن ابن أبي شيبة، به.
ورواه أبو الطاهر في "جزئه" (105) عن محمد بن عبدوس بن كامل، وتمام في "الفوائد" (1213/الروض البسام) من طريق عبد الله بن عمران بن موسى، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/102-103) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ جميعهم (محمد بن عبدوس، وعبد الله بن عمران، وعبد الله بن أحمد) عن ابن أبي شيبة، به.
ورواه الترمذي (3256 و3803) عن علي بن سعيد الكندي، عن يحيى بن يعلى، به، مع ذكر قصة مقتل عثمان رضي الله عنه وخطبة عبد الله بن سلام رضي الله عنه وحثهم على عدم قتل عثمان. وهذه الخطبة ستأتي عند المصنف هنا في الحديث [14962] دون ذكر تسمية النبيِّ له بعبد الله بن سلام. وسيكرر المصنف هذا الحديث بالرقم [14981] ، مضيفًا إلى شيخه عبيد بن غنام شيخين آخرين هما: محمد بن عبد الله الحضرمي وعبدان بن أحمد؛ جميعًا عن أبي بكر بن أبي شيبة.
(1) تصحف في "مجمع الزوائد" إلى «غيلان» . وقوله: «كان اسمي في الجاهليةِ فلان» يجوز أن يرتفع «فلان» على أنه اسم «كان» ، وخبرها قوله: «اسمي» ، أو على أنه خبر المبتدأ «اسمي» والجملة في محل رفع خبر «كان» ، واسم كان ضمير الشأن المحذوف. وانظر في ضمير الشأن التعليق على الحديث [14499] .
ويجوز أن يكون «فلان» منصوبًا خبرًا لـ «كان» واسمها قوله: «اسمي» ، وكتب «فلانً» دون ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في الحديث [13681] . وقيل: كان اسمه «الحصين» . وانظر "تحفة الأحوذي" (9/138) .(14/303)
ما أسند عبدُالله بنُ سلاَمٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
أبو هريرة، عن عبد الله بن سلاَمٍ رضي الله عنهما
14941 - حدثنا إدريسُ بن جعفرٍ العطارُ، قال: دثنا يزيدُ بن هارونَ، قال: أَرَنا محمدُ بن إسحاقَ، عن محمدِ بن إبراهيمَ، عن أبي سلمةَ بن عبدِالرحمنِ، عن أبي هريرةَ، عن عبد الله بن سلاَمٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ جَلَسَ مُنْتَظِرًا لِصَلاَةٍ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ» .
__________
[14941] هذا الحديث جزء من حديث طويل أخرجه بتمامه الإمام مالك في "الموطأ" (1/108-109) ، وستأتي روايته عند المصنف في الحديث [14944] مختصرة أيضًا.
ورواه الضياء في "المختارة" (9/428) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (5/451 رقم 23786) عن يزيد بن هارون، به.
ورواه السراج في "مسنده" (1238 و1244) عن مجاهد بن موسى، عن يزيد بن هارون، به، إلا أنه لم يذكر «عبد الله بن سلام» ، وجعله من مسند أبي هريرة.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (1/279) من طريق يعلى بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، به.
وسيأتي برقم [14943] من طريق محمد بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، به.
ورواه الطيالسي (2483) ، وأحمد (2/504 رقم 10545) ، وأبو يعلى (5925) ، والحاكم (2/544) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/43) ؛ من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يسأل الله عزَّ وجلَّ فيها عبدٌ يصلي خيرًا إلا أعطاه الله» . وهذا جزء من هذا الحديث أخرجه بتمامه الإمام مالك كما تقدم في بداية التخريج.
وانظر الأحاديث التالية، والحديث [14988] .
وسيأتي برقم [14993] من طريق سعيد المقبري، عن عبد الله بن سلام.(14/304)
14942 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، قال: دثنا حجَّاجُ بن [ص:305] المِنْهالِ، قال: دثنا حمَّادُ بن سلمةَ، عن قيسِ بن سعدٍ، عن محمدِ بن إبراهيمَ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، عن عبد الله بن سلاَمٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ انْتَظَرَ الصَّلاَةَ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ» .
__________
[14942] رواه الطيالسي (2484) ، وأحمد (5/453 رقم 23791) عن عفان بن مسلم؛ كلاهما (الطيالسي، وعفان) عن حماد بن سلمة، به.
وانظر الحديث السابق، والأحاديث التالية.(14/304)
14943 - حدثنا عُبيدُ بن غَنَّامٍ، ومحمدُ بن عبدِالله الحضرميُّ، وعبدانُ بن أحمدَ؛ قالوا: دثنا أبو بكرِ بن أبي شيبةَ، قال: دثنا محمدُ ابن عُبيدٍ، قال: حدثنا محمدُ بن إسحاقَ، عن محمدِ بن إبراهيمَ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، عن عبد الله بن سلاَمٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ انْتَظَرَ الصَّلاَةَ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ» .
__________
[14943] رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2080) عن ابن أبي شيبة، به. ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/50) من طريق ابن وضاح، عن ابن أبي شيبة، به.
ورواه ابن خزيمة (1738) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، والسراج في "مسنده" (1238 و1244) عن محمد بن يحيى؛ كلاهما عن محمد بن عبيد، به.
وقد تقدم برقم [14941] من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق.
وانظر الحديثين السابقين، والتاليين.(14/305)
14944 - دثنا عليُّ بن عبد العزيز، قال: دثنا القَعْنَبيُّ (1) .
وحدثنا بكرُ بن سهلٍ، قال: دثنا عبدُالله بن يوسفَ؛ جميعًا عن [ص:306] مالكٍ، عن يزيدَ بن الهادِ (2) ، عن محمدِ بن إبراهيمَ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، عن عبد الله بن سلاَمٍ، / عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ قال: «مَنِ [ظ: 217/أ] انْتَظَرَ الصَّلاَةَ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ» .
__________
(1) هو: عبد الله بن مسلمة.
[14944] رواه مالك في "الموطأ" (1/108-109) ، مطولاً.
ورواه أبو داود (1046) عن القعنبي، به.
ورواه الحاكم (1/278-279) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي وأحمد بن محمد بن عيسى، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2714) من طريق عثمان بن سعيد؛ جميعهم (إسماعيل، وأحمد، وعثمان) عن القعنبي، به.
ورواه الشافعي في "الأم" (1/209) عن مالك، به. [ص:306]
ورواه أحمد (2/486 رقم 10303) ، و (5/451 رقم 23785) ؛ عن عبد الرحمن ابن مهدي، والترمذي (491) من طريق معن بن عيسى القزاز، والسراج في "مسنده" (1242) من طريق روح بن عبادة، وابن حبان (2772) ، والبغوي في "شرح السنة" (1050) ، والضياء في "المختارة" (9/423-426) ؛ من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، وابن بشران في "أماليه" (95) من طريق قتيبة ابن سعيد، والبيهقي (3/250) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (894) من طريق ابن وهب؛ جميعهم (عبد الرحمن بن مهدي، ومعن القزاز، وروح، وأبو مصعب الزهري، وقتيبة، ويحيى بن بكير، وابن وهب) عن مالك، به.
ورواه الحميدي (944) عن عبد العزيز بن أبي حازم، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2081) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والنسائي (1430) والسراج في "مسنده" (1243) ، وابن منده في "التوحيد" (60) ؛ من طريق بكر ابن مضر؛ جميعهم (ابن أبي حازم، والدراوردي، وبكر) عن يزيد بن الهاد، به.
(2) هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.(14/305)
14945 - حدثنا حفصُ بن عمرَ بن الصَّبَّاحِ الرَّقيِّ، قال: دثنا محمدُ بن سنانٍ العَوَقيُّ، قال: دثنا فُليحُ بن سليمانَ، عن سعيدِ بن الحارثِ، عن أبي سلمةَ بن عبدِالرحمنِ، قال: كان أبو هريرةَ يُحدثنا [ص:307] عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ فِي الجُمُعَةِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ وَهُوَ فِي صَلاَةٍ يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» ، يُقلِّلُها أبو هريرةَ بيدِه. فلما توفي أبو هريرةَ قلتُ: لو جئتُ أبا سعيدٍ (1) فسألتُه! فأتيتُه فسألتُه، ثم خرجتُ من عندِه فدخلتُ على عبدِالله بن سلاَمٍ (2) ، فسألتُه فقال: خَلَقَ اللهُ آدمَ يومَ الجمعةِ، وقبضه يومَ الجمعةِ، وفيه تقومُ الساعةُ، وهي آخرُ ساعةٍ، فقلتُ: إنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «فِي صَلاَةٍ» ، وليستْ ساعةَ صلاةٍ؟! فقال: أَوَمَا تعلمُ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مُنْتَظِرُ الصَّلاَةِ فِي صَلاَةٍ» ؟! قلتُ: بلى، قال: فهي والله هي.
__________
[14945] رواه الضياء في "المختارة" (9/429) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (3/65 رقم 11624) و (5/450 رقم 23779) ، وابن خزيمة (1741) ؛ من طريق يونس بن محمد وسريج بن النعمان، والبزار في "مسنده" (620/كشف الأستار) من طريق الحسن بن محمد بن أعين، والحاكم في "المستدرك" (1/279- 280) من طريق يونس بن محمد؛ جميعهم (يونس، وسريج، وابن أعين) عن فليح، به. [ص:307]
(1) هو: سعد بن مالك الخدري.
(2) توفي عبد الله بن سلام قبل وفاة أبي هريرة بأربع عشرة أو خمس عشرة سنة، فقول أبي سلمة في هذه الرواية: «فلما توفي أبو هريرة ... فدخلتُ على عبد الله بن سلام» خطأ من بعض الرواة، وجاءت رواية الإمام أحمد في الموضع الأول كما في التخريج موافقة لرواية المصنف هنا، وكذا وقع عند البزار، إلا أنه لم يُسَمِّ عبد الله بن سلام؛ وإنما قال: «فلما توفي أبو هريرة لمت نفسي أن [لا] أكون سألته عنها،.... قلت: هذا رجل قد قرأ التوراة وصحب النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه» ، ولم يُذكر في باقي مصادر التخريج وفاة أبي هريرة.(14/306)
عبد الله بنُ حنظلةَ بنِ الراهبِ، عن عبد الله بن سلاَمٍ
14946 - حدثنا محمدُ بن العبّاسِ المؤدِّبُ، قال: دثنا سَلْمُ بن إبراهيمَ الوَرَّاقُ.
وحدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبلٍ، وإبراهيمُ بن نائلةَ الأصبهانيُّ؛ قالا: دثنا محمدُ بن أبي بكرٍ المُقدَّميُّّ، قال: دثنا إسماعيلُ بن سنانٍ أبو عبيدةَ العصفريُّ- قالا (1) : حدثنا عكرمةُ بن عمارٍ، قال: دثنا محمدُ بن القاسمِ، قال: زعم عبدُالله بن حنظلةَ بن الراهبِ أنّ عبدَالله ابن سلاَمٍ مرَّ في السوقِ وعليه حزمةُ حطبٍ، فقيل له: ما يَحمِلُكَ على هذا وقد أغناك اللهُ عن هذا؟ قال: أردتُّ أن أدفعَ الكِبْرَ؛ سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ مِنْ كِبْرٍ» .
__________
(1) أي: سلمٌ الورَّاق، وإسماعيل بن سنان.
[14946] رواه الضياء في "المختارة" (9/453- 454) من طريق المصنف بهذا الإسناد، إلاَّ أنه وقع عنده: «سالم بن مسلم الوراق» بدل: «سلم بن إبراهيم الوراق» .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/416) من طريق الحسين بن الفضل، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7850) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/132-133) ؛ من طريق تمتام محمد بن غالب؛ كلاهما (الحسين، وتمتام) عن سلم بن إبراهيم، به.
ووقع في "المستدرك": «سالم بن إبراهيم» ، وهو على الصواب في "إتحاف المهرة" (6/682 رقم 7189) نقلاً عن "المستدرك".
ورواه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على "الزهد" (ص227- 228) .
ورواه أبو يعلى في "المسند"- كما في "المطالب العالية" (13/464 رقم 3226) - عن محمد بن أبي بكر المقدمي، به. ومن طريق أبي يعلى رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/132) .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/214) ، والشجري في "أماليه" (2/219) ؛ من طريق علي بن المديني، والدولابي في "الكنى" (1538) ، وقوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (627) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" [ص:309] (29/133) ؛ من طريق محمد بن المثنى؛ كلاهما (ابن المديني، وابن المثنى) عن إسماعيل بن سنان، به.
ورواه قوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2358) من طريق عمر بن يونس اليمامي، عن عكرمة بن عمار، به.(14/308)
أنسُ بن مالكٍ، عن عبد الله بن سلاَمٍ
14947 - حدثنا أحمدُ بن القاسمِ بن مُساوِرٍ الجوهريُّ، قال: دثنا عفَّانُ بن مسلمٍ.
ودثنا محمدُ بن عبدِالله الحضرميُّ، قال: دثنا شيبانُ بن فَرُّوخٍ؛ قالا: حدثنا حمادُ بن سلمةَ، عن ثابتٍ (1) ، وحُميدٍ (2) ، عن أنسِ بن مالكٍ؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المدينةَ وعبدُالله بن سلاَمٍ في نخلِهِ، فأتى عبدُالله بن سلاَمٍ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنّي سائلُكَ عن أشياءَ لا يعلمُها إلا نبيٌّ، فإن أنتَ أخبرتَني بها آمنتُ بكَ ... الحديثَ (3) .
__________
(1) هو: ابن أسلم البُناني.
(2) هو: ابن أبي حميد الطويل.
(3) سيأتي بتمامه في الحديث التالي.
[14947] رواه ابن سعد في "الطبقات" (5/378-379/ط. علي محمد عمر) ، وأحمد (3/271 رقم 13868) ؛ عن عفان بن مسلم الصفار، به.
ورواه المصنف في "الأوائل" (83) عن محمد بن العباس المؤدب، عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن ثابت وحده، به.
ورواه ابن حبان (7423) عن الحسن بن سفيان، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (247) من طريق موسى بن هارون بن عبد الله؛ كلاهما (الحسن، وموسى) عن شيبان بن فروخ، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (80) عن هدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج، وأبو يعلى (3414) عن إبراهيم بن الحجاج؛ كلاهما (هدبة، وإبراهيم) عن حماد ابن سلمة، به.
ورواه الطيالسي (2163 و2164) عن حماد بن سلمة، عن ثابت وحده، به، مختصرًا جدًّا. [ص:310]
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (5/379-380/ط. علي محمد عمر) ، وابن أبي شيبة (35026) ، وعبد بن حميد (1389) ، وأبو يعلى (3856) ، وأبو عروبة الحراني في "الأوائل" (89) ، وابن حبان (7161) ؛ من طريق يزيد بن هارون، وابن سعد (5/379-380) ، والبخاري (4480) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/528-529) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/439-440) ؛ من طريق عبد الله ابن بكر السهمي، وابن سعد (5/379-380) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/260-261) ، وقوام السنة الأصبهاني في "دلائل النبوة" (291) ؛ من طريق محمد ابن عبد الله الأنصاري، وأحمد (3/108 رقم 12057) عن ابن أبي عدي، وأحمد أيضًا (3/189 رقم 12970) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/260-261) ؛ من طريق إسماعيل بن علية، والبخاري (3329) من طريق مروان ابن معاوية الفزاري، والبخاري أيضًا (3938) ، والنسائي في "الكبرى" (9026) ؛ من طريق بشر بن المفضل، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (193) من طريق المعتمر بن سليمان، والنسائي في "الكبرى" (8197 و10925) من طريق خالد بن الحارث، وأبو يعلى (3742 و3782) ، وأبو عروبة الحرَّاني في "الأوائل" (89) ؛ من طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر؛ جميعهم (يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر، ومحمد بن عبد الله، وابن أبي عدي، وابن علية، ومروان الفزاري، وبشر بن المفضل، والمعتمر، وخالد بن الحارث، وأبو خالد الأحمر) عن حميد وحده، به.
وانظر الحديث التالي.(14/309)
14948 - حدثنا أحمدُ بن عقالٍ الحرانيُّ، قال: دثنا أبو جعفرٍ النفيليُّ (1) ، قال: دثنا محمدُ بن سلمةَ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن [ص:311] حميدٍ الطويلِ، عن أنسِ بن مالكٍ، / قال: قال عبدُالله بن سلاَمٍ: [ظ: 217/ب] يا رسولَ الله، إنّي قد أسلمتُ، وأنا أحبُّ أن أسألَكَ عن أشياءَ، فقال: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ» ، فقلتُ (2) : يا رسولَ الله، حدِّثْني عن شَبَهِ الرَّجُلِ أُمَّهُ، وإنّما النُّطفةُ من الرجلِ؟ فقال: «نُطْفَةُ الرَّجُلِ بَيْضَاءُ غَلِيظَةٌ، وَنُطْفَةُ المَرْأَةِ حَمْرَاءُ رَقِيقَةٌ، فَأَيُّهُمَا غَلَبَ صَاحِبَتَهَا كَانَ الشَّبَهُ لَهُ» (3) . قلتُ: يا رسولَ الله، ما أكلُ أهلِ الجنةِ في الجنةِ إذا دخلوها؟ قال: «زِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ» . قلتُ (4) : يا رسولَ الله، أخبرْني عن أشراطِ الساعةِ؟ قال: «نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ المَشْرِقِ فَتَسُوقُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ» ، فقال (5) : أَشهدُ أنَّكَ نَبيٌّ.
__________
[14948] رواه أحمد (3/109 رقم 12059) من طريق إبراهيم بن سعد الزهري، عن محمد بن إسحاق، عن حميد، عن أنس، عن عبد الله بن سلام، قال: لما أن أردت أن أسلم، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سائلك، فقال: «سل عما بدا لك» ، قال: قلت: ما أول ما يأكل أهل الجنة؟ ... ثم أحال الإمام أحمد على حديث أنس السابق عنده برقم (12057) .
(1) هو: عبد الله بن محمد بن علي. [ص:311]
(2) كتب فوقها في الأصل بخط صغير: «فقال» .
(3) كذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: «وأما شبه الولد أباه وأمه؛ فإذا سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأةِ نزع إليه الولد، وإذا سبق ماءُ المرأة ماءَ الرجل نزع إليها» . وهذا هو اللفظ الذي أحال عليه الإمام أحمد في (12057) . وبقية المصادر بنحوه. وما في الأصل الجادةُ فيه: «فأيَّتُهما غلبت صاحبتها كان الشَّبه لها» ، والكلام على النطفتين، أو «أيُّهما غلب صاحبه كان الشَّبه له» والكلام على الرجل والمرأة بالتغليب، أو عن النطفتين؛ بالحمل على المعنى؛ حمل النطفة على معنى الماء، فذكَّر الضمائر. وانظر في الحمل على المعنى: التعليق على الحديث [13666] .
ويمكن توجيه ما هنا على أنه أراد الماءين، فذكَّر الضمائر، إلا في «صاحبتها» فردَّه إلى النطفة فأنث. وفيه وقوع لغتين فأكثر في الكلام. وانظر في ذلك: التعليق على الحديث [13801] .
(4) كتب فوقها في الأصل بخط صغير: «فقال» .
(5) يعني: عبد الله بن سلام.(14/310)
عبد الله بن مَعْقِلٍ المُزنيُّ، عن عبد الله بن سلاَمٍ
14949 - حدثنا محمدُ بن عبدِالله الحضرميُّ، قال: دثنا عمرُ بن محمدِ بن الحسنِ الأسديُّ، قال: دثنا [أبي] (1) ، قال: دثنا سليمانُ بن المغيرةِ، عن حميدِ بن هلالٍ، عن عبد الله بن مَعْقِلٍ، عن عبد الله بن سلاَمٍ؛ أنّه قال حين هاج الناسُ في أمرِ عثمانَ: أيُّها الناسُ، لا تَقتُلوا هذا الشيخَ واستعتِبوه؛ فإنه لن تَقتلَ أمةٌ نبيَّها فيصلحَ أمرُهم حتى يُهَرَاقَ (2) دماءُ سبعين ألفًا منهم، ولن تَقتلَ أمةٌ خليفتَهم فيصلحَ أمرُهم حتى يُهَرَاقَ دماءُ أربعين ألفًا منهم. فلم ينظروا فيما قال وقتلوه، فجلس لعليٍّ في الطريقِ فقال: أين تريدُ؟ فقال: أريدُ أرضَ العراقِ. وقال: لا تأتِ العراقَ، وعليك بمنبرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. فوثب إليه أُناسٌ من أصحابِ عليٍّ وهمُّوا به، فقال عليٌّ: دعوه؛ فإنّه رجلٌ منّا أهلَ البيتِ. فلما قُتل عليٌّ قال ابنُ سلاَمٍ لابنِ مَعْقِلٍ: هذه رأسُ الأربعينَ، وسيكونُ على رأسِها صلحٌ، ولن تقتلَ أمةٌ نبيَّها إلا قُتِلَ به سبعون ألفًا، ولن تقتلَ أمةٌ خليفتَها إلا قُتِلَ به أربعون ألفًا.
__________
(1) في الأصل: «ان» ، والمثبت من "جامع المسانيد".
(2) انظر تفسيرها في التعليق على الحديث [14259] .
[14949] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5648/ قلعجي) و (4/100/ ابن دهيش) من طريق المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/246-247) ، وقال: «رواه الطبراني من طريقين، ورجال هذه رجال الصحيح، وله طريق في مناقب عثمان رضي الله عنه» ، وذكره في (9/92) وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح» .
ورواه نعيم بن حماد في "الفتن" (1964) عن عبد الله بن المبارك، وابن أبي شيبة (34875) عن شبابة بن سوار، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في [ص:313] "المطالب العالية" (4376) - وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/353) ؛ من طريق النضر بن شميل، والخلال في "السنة" (711) من طريق عبد الرحمن بن غزوان قراد، وابن عساكر (29/131-132) و (39/351) من طريق شيبان بن فروخ؛ جميعهم (ابن المبارك، وشبابة، والنضر، وقراد، وشيبان) عن سليمان بن المغيرة، به.
ورواه نعيم بن حماد (1970) ، وأبو العرب التميمي في "المحن" (ص84-85) ؛ من طريق أيوب بن خوط، وابن راهويه في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (4375) - من طريق أيوب بن عايد، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/194 و195) ، وابن شبة في "أخبار المدينة" (4/1176) ؛ من طريق محمد بن سليم أبي هلال الراسبي؛ جميعهم (أيوب بن خوط، وأيوب بن عايد، وأبو هلال الراسبي) عن حميد بن هلال، به.
وقد وقع في بعض مصادر التخريج: «عبد الله بن مغفل» بدل «عبد الله بن معقل» . وجاءت رواية نعيم بن حماد وابن أبي شيبة والبخاري وابن شبة مختصرةً جدًّا.
ورواه معمر في "جامعه" (20963/الملحق بمصنف عبد الرزاق) عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن سلام، به. وانظر الحديث [14962] .(14/312)
يوسفُ بن عبدِالله بن سلاَمٍ، عن أبيه
14950 - حدثنا إبراهيمُ بن هاشمٍ البَغَويُّ، قال: دثنا عمارُ بن هارونَ، قال: دثنا هشامٌ أبو المقدامِ، عن أبيه (1) ، عن يوسفَ بن عبدِالله بن سلاَمٍ، عن أبيه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُِمَّتِي فِي بُكُورِهَا» .
__________
[14950] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/61) ، وقال: «رواه أبو يعلي والطبراني في "الكبير"، وفيه هشام بن زياد؛ وهو ضعيف جدًّا» .
ورواه أبو يعلى في "المسند" (7500) ، وفي "المعجم" (270) ؛ عن عمار بن هارون، به.
ورواه ابن عدي (5/75) عن محمد بن الحسن البصري، عن عمار بن هارون، به.
ورواه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (474) من طريق عبد الكريم بن روح، عن هشام بن زياد أبي المقدام، به.
(1) هو: زياد بن أبي يزيد القرشي، مولى آل عثمان بن عفان.(14/313)
14951 - حدثنا إبراهيمُ بن هاشمٍ البَغَوِيُّ، قال: دثنا عمارُ بن هارونَ، قال: دثنا هشامٌ أبو المقدامِ، عن أبيه، عن يوسفَ بن عبدِالله ابن سلاَمٍ، عن أبيه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الحَرْبُ خَدْعَةٌ (1) » .
__________
[14951] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/320) ، وقال: «رواه أبو يعلى، وفيه هشام بن زياد؛ وهو متروك» .
ورواه أبو يعلى (7495) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/97-98) - عن عمار بن هارون، به.
(1) «خدعة» بفتح الخاء وإسكان الدال، وبضم الخاء وإسكان الدال، وبضم الخاء وفتح الدال؛ ثلاث لغات مشهورات، والأولى أفصح. وانظر: "مشارق الأنوار" (1/231) ، و"غريب الحديث" للخطابي (2/166) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (7/169) و (12/45) ، و"فتح الباري" (6/158) .(14/314)
14952 - حدثنا محمدُ بن عبدِالله الحضرميُّ، قال: دثنا إبراهيمُ ابن المنذرِ الحزاميُّ.
وحدثنا يحيى بن عثمانَ/ بن صالحٍ، قال: دثنا أصبغُ بن الفَرَجِ، ح.
[ظ: 218/أ]
وحدثنا محمدُ بن عليٍّ الصائغُ المكيُّ، ومسعدةُ بن سعدٍ العطَّارُ؛ قالا: دثنا سعيدُ بن منصورٍ. [ص:315]
وحدثنا أحمدُ بن رِشدينٍ المصريُّ، قال: دثنا أحمدُ بن صالحٍ- قالوا: دثنا ابنُ وهبٍ، عن عمرِو بن الحارثِ، عن سعيدِ بن أبي هلالٍ؛ أنَّ يحيى بن عبدِالرحمنِ حدَّثَه، عن عونِ بن عبد الله، عن يوسفَ بن عبدِالله بن سلاَمٍ، عن أبيه، قال: بينما نحنُ نسيرُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ [إذ] (1) سَمع القومَ وهم يقولون: أيُّ الأعمالِ أفضلُ يا رسولَ الله؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِيمَانٌ بِالله وَرَسُولِهِ، وجِهَادٌ فِي سَبِيلِه، وحَجٌّ مَبْرُورٌ» . ثم سمع نداءً في الوادي يقولُ: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ محمدًا رسولُ الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «وَأَنَا أَشْهَدُ، وأَشْهَدُ، لاَ يَشْهَدُهَا أَحَدٌ إِلاَّ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ» . واللفظُ لحديثِ أحمدَ ابن صالحٍ.
__________
[14952] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/59) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد موثقون» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/441-442) من طريق المصنف، به.
ورواه سعيد بن منصور (2338) .
ورواه النسائي في "الكبرى" (9784) عن عمرو بن منصور، والمصنف في "الأوسط" (8896) عن مقدام بن داود؛ كلاهما عن أصبغ بن الفرج، به.
قال المصنف في "الأوسط": «لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن سلام إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو بن الحارث» .
ورواه أحمد (5/451 رقم 23783) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" في الموضع نفسه؛ عن هارون بن معروف، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" [ص:315] (4/270-271) من طريق أحمد بن عيسى المصري؛ كلاهما (هارون، وأحمد ابن عيسى) عن ابن وهب، به.
ورواه ابن حبان (4595) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/270-271) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (47/62) ، والضياء في "المختارة" (9/440) ؛ من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، به، إلا أنه جاء عند ابن حبان: «يحيى بن عبد الله بن سالم» بدل: «يحيى بن عبد الرحمن» ، وجاء عند ابن عساكر والضياء: «يحيى بن عبد الله» ، وقرن أبو نعيم رواية حرملة بن يحيى مع رواية أحمد بن عيسى المصري، وجاء عنده: «يحيى بن عبد الرحمن» .
(1) في الأصل: «إذا» ، والمثبت من "مجمع الزوائد" و"المختارة".(14/314)
14953 - حدثنا مُطَّلِبُ بن شُعيبٍ الأزديُّ، قال: دثنا محمدُ بن [ص:316] عبد العزيز الرمليُّ، قال: دثنا الوليدُ بن مسلمٍ، قال: حدثني محمدُ بن حمزةَ بن يوسفَ بن عبدِالله بن سلامٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، قال: كنتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في أناسٍ من أصحابِه، إذ أقبل عثمانُ بن عفانَ ومعه راحلةٌ عليها غِرَارتينِ (1) ، وهو مُحتَجِزٌ بعقالِ ناقتِهِ (2) ، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّ شَيْءٍ فِي الغِرَارَتَيْنِ؟» قال: دقيقٌ وسَمْنٌ وعَسَلٌ، [ص:317] فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَنِخْ» ، فأناخ، ثم دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ببُرْمةٍ (3) ، فجعل فيها من ذلك الدقيقِ والسمنِ والعسلِ، ثم لَبََكَهُ (4) ، ثم أكل، ثم قال لأصحابِهِ: «كُلُوا، هَذَا الَّذِي تُسَمِّيهِ فَارِسُ: الخَبِيصَ (5) » .
__________
[14953] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5639/قلعجي) ، و (4/96/ابن دهيش) ؛ عن المصنف من طريق الوليد بن مسلم، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/37-38) ، وقال: «رواه الطبراني في الثلاثة، ورجال "الصغير" و"الأوسط" ثقات» .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/109- 110) من طريق عبيد بن شريك، عن محمد بن عبد العزيز الرملي، به. [ص:316]
ورواه المصنف في "الأوسط" (7688) ، وفي "الصغير" (833) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (988) ، وتمام في "الفوائد" (986/ الروض البسام) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5533) ؛ من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني، عن الوليد بن مسلم، به.
قال المصنف في "الأوسط" و"الصغير": «لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن سلام إلا بهذا الإسناد، تفرد به الوليد بن مسلم» ، إلا أنه جاء عند تمام: «عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن سلام» .
وروى الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (539/بغية الباحث) عن داود بن رُشيد، عن الهيثم بن عمران قال: سمعت جدي عبد الله بن أبي عبد الله، قال: صنع عثمان ابن عفان رضي الله عنه خبيصًا بالعسل والسمن والبر، فأتى به في قصعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبا عبد الله، ما هذا؟» قال: هذا- يا نبي الله- شيء تصنعه الأعاجم من البر والعسل والسمن تسميه الخبيص. قال: فأكل.
(1) الغِرَارة: الجُوَالق، وهو وعاء كبير، من صوف أو شعر أو غيرهما. وجمع الغِرَارة: الغَرائِر. "تاج العروس" و"المعجم الوسيط" (غ ر ر، ج ل ق) .
وكذا وقع في الأصل: «غرارتين» ، والجادة: «غرارتان» ؛ كما في "المستدرك"، ولم ترد اللفظة في سائر مصادر التخريج. وما في الأصل يخرج على وجهين: الأول: أن «غرارتين» منصوب بفعل محذوف، يدل عليه السياق؛ والتقدير: ومعه راحلة يحمل عليها غرارتين. وانظر في حذف الفعل: "مغني اللبيب" (ص596-597) .
والثاني: أن «غرارتين» مرفوعٌ، وكان حقه أن يكتب بالألف، لكنه كتب بالياء؛ لأن الألف أميلت بسبب كسرة النون؛ وانظر في الإمالة التعليق على الحديث [14082] .
(2) احتجز بعقال ناقته، أي: شده على وسطه. والعقال: الحبل. وانظر: "النهاية" (1/344) ، وانظر: "مشارق الأنوار" (2/100) . [ص:317]
(3) البُرْمة: القِدْر التي تُنْحَت من الحجارة. وقيل: القِدْر مطلقًا، جمعها: بُرْمٌ. "مشارق الأنوار" (1/85) ، و"النهاية" (1/121) ، و"تاج العروس" (ب ر م) .
(4) أي: خلطه. "تاج العروس" (ل ب ك) .
(5) الخبيص: من خَبَصَه يَخبِصه: إذا خلطه، فهو خبيصٌ ومَخْبوص. وقيل: هو المعمول من تمر وسمن. "تاج العروس" (خ ب ص) .(14/315)
14954 - حدثنا أحمدُ بن عبد الوهاب بن نجدةَ الحَوطيُّ، قال: دثنا أبي. [ص:318]
ودثنا أحمدُ بن عليٍّ الأبّارُ البغداذيُّ (1) ، قال: دثنا محمدُ بن أبي السَّرِيِّ؛ قالا: دثنا الوليدُ بن مسلمٍ، قال: دثنا محمدُ بن حمزةَ بن يوسفَ بن عبدِالله بن سلامٍ (2) ، عن أبيه، عن جَدِّه عبدِالله بن سلامٍ، قال: إنّ اللهَ لما أراد هُدَى زيدِ بن سَعْنةَ، قال زيدُ بن سَعْنةَ: ما من علاماتِ النبوةِ شيءٌ إلا وقد [عرفتُها] (3) في وجهِ محمدٍ حين نظرتُ إليه، إلا [اثْنَنَيْنِ] (4) لم أَخْبُرْهما منه: يَسبقُ حِلمُهُ جهلَهُ، ولا يَزيدُه (5) شدةُ الجهلِ عليه إلا حِلمًا، فكنتُ أُلطِّفُ له إلى أن أخالطَهُ، فأعرف حِلمَهُ من جهلِهِ. [ص:319]
قال زيدُ بن سَعْنةَ: فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا من الحُجُراتِ، ومعه عليُّ بن أبي طالبٍ، فأتاه رجلٌ على راحلتِهِ كالبدويِّ، / فقال: [ظ: 218/ب]
يا رسولَ الله! إن بقُربي قريةَ بني فلانٍ (6) ، قد أسلموا ودخلوا في الإسلامِ، وكنتُ حدّثتُهم إن أسلموا أتاهم الرزقُ رَغَدًا، وقد أصابتْهم سنةٌ وشدةٌ وقُحوطٌ من الغَيْثِ، فأنا أخشى- يا رسولَ الله- أن يخرجوا من الإسلامِ طَمَعًا، كما دخلوا فيه طَمَعًا، فإن رأيتَ أن تُرسلَ إليهم بشيءٍ تُُعينُهم به، فعلتَ. فنظر إلى رجلٍ إلى جانبِه- أُراه عليًّا- فقال: يا رسولَ الله ما بقي منه شيءٌ. قال زيدُ بن سَعْنةَ: فدنوتُ إليه، فقلتُ: يا محمدُ، هل لك أن تَبيعني تمرًا معلومًا في حائطِ بني فلانٍ إلى أجلِ كذا وكذا؟ فقال: «لاَ يَا يَهُودِيُّ، وَلَكِنْ أَبِيعُكَ تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا، وَلاَ نُسَمِّي حَائِطَ بَنِي فُلاَنٍ» ، قلتُ: نعم، فبايَعَني فأَطْلقتُ هِمْياني (7) ، فأعطيتُه ثمانين مثقالاً من ذهبٍ في تمرٍ معلومٍ إلى أجلِ كذا وكذا، فأعطاها الرجلَ، وقال: «اِعْدِلْ عَلَيْهِمْ، وَأَعِنْهُمْ بِهَا» .
قال زيدُ بن سَعْنةَ: فلما كان قبلَ محلِّ الأجلِ بيومين أو ثلاثٍ (8) ، خرج رسولُ الله ومعه أبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ في نفرٍ من [ص:320] أصحابِهِ، فلما صلَّى على الجنازةِ ودنا من جدارٍ ليجلسَ أتيتُهُ، فأخذتُ بمجامعِ قميصِهِ وردائِهِ، ونظرتُ إليه بوجهٍ غليظٍ، فقلتُ له: أَلاَ تَقضيني يا محمدُ حقِّي؟ فو اللهِ ما علمتُكم- بني عبد المطلبِ- لَمُطْلٌ، ولقد كان لي بمخالطتِكم علمٌ، ونظرتُ إلى عمرَ وإذا عيناه تدوران في وجهِهِ كالفَلَكِ المستديرِ، ثم رماني ببصرِهِ، فقال: يا عدوَّ الله، أتقولُ لرسولِ الله ما أسمعُ، وتصنعُ به ما أرى؟! فوالذي بعثه بالحقِّ، لولا ما أحاذرُ فوتَهُ لضربتُ بسيفي رأسَكَ! ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم ينظرُ إلى عمرَ بسكونٍ وتُؤَدةٍ، وتبسَّم، ثم قال: «يَا عُمَرُ، أَنَا وَهُوَ كُنَّا أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا؛ أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الأَدَاءِ، وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ اتِّبَاعِهِ، اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَأَعْطِهِ حَقَّهُ، وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ مَكَانَ مَا رُعْتَهُ» .
قال زيدٌ: فذهب بي عمرُ فأعطاني حقِّي وزادني عشرين صاعًا من تمرٍ، فقلتُ: ما هذه الزيادةُ يا عمرُ؟ قال: أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن [ص:321] أزيدَكَ مكانَ ما رُعْتُكَ. قال: وتعرفُني يا عمرُ؟ قال: / لا، فما دعاك (9) [ظ: 219/أ]
أن فعلتَ برسولِ الله ما فعلتَ وقلتَ له ما قلت؟ قلتُ: يا عمرُ، لم يكن من علاماتِ النبوةِ شيءٌ إلا وقد عرفتُ (10) في وجهِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حين نظرتُ إليه، إلا [اثْنَتَيْنِ] (11) لم أَخبُرْهما منه: يسبقُ حلمُهُ جهلَهُ، ولا يَزيدُه بِشدَّةِ الجهلِ عليه إلا (12) حِلمًا، فقد اخْتَبَرْتُهما، فأُشهدُكَ يا عمرُ أني قد رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمدٍ نبيًّا، وأُشهدُكَ أنَّ شطرَ مالي-[فَإِنِّي] (13) أكثرُها (14) مالاً- صدقةٌ على أمةِ محمدٍ. قال عمرُ: أو على بعضِهم؛ فإنك لا تسعُهم. قلتُ: أو على بعضِهم.
فرجع عمرُ وزيدٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال زيدٌ: أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُهُ. [ص:322]
وآمن به، وصدَّقه، وتابعَه، وشهد معه مشاهدَ كثيرةً، ثم تُوفِّي في غزوةِ تبوكَ مُقبلاً غيرَ مُدْبِرٍ (15) . رحم اللهُ زيدًا.
__________
[14954] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5638/ قلعجي) و (4/96/ ابن دهيش) عن المصنف من طريق الوليد بن مسلم. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/239-240) ، وقال: «روى ابن ماجه طرفًا منه، رواه الطبراني، ورجاله ثقات» . وتقدم عند المصنف (5/رقم 5147) بهذا الإسناد.
ورواه الضياء في "المختارة" (9/445-447) من طريق المصنف، به، إلا أنه وقع في المطبوع: «ثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن سلام» .
ورواه المزي في "تهذيب الكمال" (7/344-347) من طريق المصنف عن أحمد ابن عبد الوهاب بن نجدة، به، ولم يذكر طريق أحمد بن علي الأبار.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/604- 605) عن دعلج بن أحمد السجزي، عن أحمد بن علي الأبار، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2082) عن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، به.
ورواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/301) عن محمد بن أبي السري، به. ورواه ابن حبان (288) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3000) ؛ من طريق الحسن بن سفيان، وابن حبان (288) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (48) من طريق محمد بن الحسن بن قتيبة، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (178) من طريق أبي زرعة الرازي، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/278- 279) من طريق [ص:318] الحسن بن سفيان وخشنام بن بشر، وابن عساكر (55/229) من طريق أحمد بن زنجويه بن موسى القطان؛ جميعهم (الحسن بن سفيان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، وأبو زرعة الرازي، وخشنام بن بشر، وأحمد بن زنجويه) عن محمد بن أبي السري، به، إلا أنه جاء عند جميعهم- وعند الفسوي أيضًا-: «عن أبيه، عن جده، قال: قال عبد الله بن سلام» ، إلا ابن عساكر فقد جاءت روايته موافقة لما عند المصنف هنا.
ورواه ابن ماجه (2281) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، وأبو يعلى (7496) من طريق داود بن رشيد؛ كلاهما عن الوليد بن مسلم، به، مختصرًا جدًّا.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4330) ، والحاكم في "المستدرك" (2/32) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3001) ؛ من طريق عبد الله بن سالم الحمصي، عن محمد بن حمزة، به.
(1) البغداذي - بالذال المعجمة قبل ياء النسبة - نسبةٌ إلى «بغداذ» وهي لغة في «بغداد» ، وتقدم الكلام على لغات «بغداد» في التعليق على الحديث [13867] .
(2) وقع عند الطحاوي: «محمد بن حمزة بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام» ، وهذا مما يقال في اسمه، وانظر: "تهذيب الكمال" (25/96) .
(3) في الأصل: «غرفننا» هكذا دون الهاء، وبتوزيع النقاط فوق الحروف! والمثبت موافق لما في المصادر.
(4) في الأصل: «اثنين» ، والمثبت من مصادر التخريج، وفي بعض المصادر: «شيئين» .
(5) تذكير الفعل وتأنيثه هنا، جائزان، وانظر التعليق على الحديث [14327] . [ص:319]
(6) في "الأحاديث المختارة": «إن بصرى بقربي قرية بني فلان» ، وفي بعض مصادر التخريج: «إن بصرى قرية بني فلان» ، وفي بعضها: «إن قرية بني فلان» .
(7) الهِمْيان: هو تِكَّةُ السراويل، أو كيسٌ للنفقة يشد في الوسط. وهو معرب. وقيل: النون فيه زائدة. والجمع: هَمَايِنُ. "النهاية" (5/275) ، و"تاج العروس" (هـ م ن، هـ م ي) .
(8) كذا في الأصل، والجادة: «ثلاثة» لأن المراد: ثلاثة أيام؛ بدليل قوله: «بيومين» . وما في الأصل: يجوز أن يريد به: ثلاث ليال. فتذكير العدد على الجادة. [ص:320]
أو يخرج على وجهين: أحدهما: أنه ذكَّر العدد هنا لأنه إذا لم يُذْكر المعدود جاز تذكير العدد وتأنيثه؛ حكى الفراء: أفطرنا خمسًا، وصمنا خمسًا، وصمنا عشرًا من رمضان. وفي الحديث: «وأتبعه بستٍّ من شوال» . والثاني: أنه اعتبر في تذكير العدد وتأنيثه: الجمع لا المفرد من المعدود؛ فذكَّر العدد هنا لأن «الأيام» مؤنثة.
وانظر: "ارتشاف الضرب" (2/750) ، و"الدر المصون" (2/479) ، و"شرح الأشموني على الألفية" (4/125) ، و"همع الهوامع" (3/255) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (8/57) .
وانظر التعليق على الحديث [14655] . [ص:321]
(9) كذا في الأصل و"المختارة" و"تهذيب الكمال"، وفي الموضع المتقدم عند المصنف وبقية مصادر التخريج: «قال: وتعرفُني يا عمر؟ قال: لا، مَنْ أنت؟ قلت: زيد بن سعنة، قال: الحَِبْر؟ فقلت: الحَِبْر، قال: فما دعاك ... » إلخ.
(10) أي: عرفته. وفيه حذف المفعول به أو ضميره للعلم به. وانظر التعليق على الحديث [14843] .
(11) في الأصل: «اثنين» ، والمثبت من مصادر التخريج.
(12) في الأصل: «لا» ، وهي واقعة أول السطر، وفي آخر السطر السابق، ألف وحيدة، لكن يبدو أنه ضرب عليها، ولم يُعِدْها في السطر التالي.
(13) رسمها في الأصل: «فإن» ، دون ياءٍ. والمثبت من مصادر التخريج. وقد يوجّه ما في الأصل على أنه حذف الياء وأبقى الكسرة دليلاً عليها اجتزاءً بالكسرة. وانظر في الاجتزاء التعليق على الحديث [13709] .
(14) الضمير في «أكثرها» عائد على غير مذكور لفهمه من السياق، والمراد: المدينة. أي: أكثر أهل المدينة مالاً. وانظر في عود الضمير إلى غير مذكور: التعليق على الحديث [13934] . [ص:322]
(15) قال الذهبي في "التلخيص" (3/605) رادًّا تصحيح الحاكم لهذا الحديث: «ما أنكره وأَرَكَّه! لا سيما قوله: «مقبلا غير مدبر» فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال» . وانظر تتمة الكلام على هذا الحديث في "مختصر المستدرك" لابن الملقن (5/2325-2329) .(14/317)
14955 - حدثنا عبدانُ بن أحمدَ، قال: دثنا محمدُ بن مُصفًّى، قال: دثنا الوليدُ، عن محمدِ بن حمزةَ بن يوسفَ بن عبدِالله بن سلامٍ، عن أبيه؛ أن عبدَالله بن سلامٍ قال لأحبارِ اليهودِ: إني أُحْدِثُ بمسجدِ أبينا إبراهيمَ وإسماعيلَ عهدًا، فانْطَلَقَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكةَ، فوافاهم وقد انصرفوا من الحجِِّ، فوجد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بمنى، والناسُ حولَه، [فقام] (1) مع الناسِ، فلما نظر إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَنْتَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ؟» قال: قلتُ: نعم، قال: «ادْنُ» ، فدنوتُ منه، قال: «أَنْشُدُكَ بِاللهِ يَا عَبْدَاللهِ بنَ سَلاَمٍ، أَمَا تَجِدُنِي فِي التَّوْرَاةِ رَسُولَ اللهِ؟» فقلتُ له: انعتْ ربَّنا، قال: فجاء جبريلُ عليه السلام حتى وقف بين يدي [ص:323] رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال (2) : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} ، فقرأها علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. قال ابنُ سلامٍ: أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأنك رسولُ الله. ثم انصرف ابنُ سلامٍ إلى المدينةِ، فكتم إسلامَهُ.
فلما هاجر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ قَدِم المدينةَ وأنا فوقُ في نخلةٍ لي أَجُدُّها (3) ، فسمعتُ رَجّةً في المدينةِ، فقلتُ: ما هذا؟ قالوا: هذا رسولُ الله قد قدم. / فألقيتُ نفسي من أعلى النخلةِ، ثم جِئتُ (4) أَحفِزُ [ظ: 219/ب]
حتى أتيتُهُ، فسلمتُ عليه، ثم رجعتُ، فقالت أمي: للهِ أنتَ! والله لو كان موسى بن عمرانَ عليه السلام ما كان نَوْلُكَ تُلقيَ نفسَكَ من أعلى النخلةِ (5) ! فقلتُ: واللهِ، لَأَنا أَسَرُّ بقدومِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من موسى بن عمرانَ إذ بُعِثَ.
__________
[14955] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5640/ قلعجي) و (4/97/ ابن دهيش) ، عن المصنف من طريق الوليد بن مسلم، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/146) و (8/242-243) ، وقال في الموضعين: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات، إلا أن حمزة لم يدرك جده عبد الله بن سلام» ، وفي (9/326) وقال: «رواه الطبراني، وإسناده منقطع، ورجاله ثقات» .
ورواه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (246) عن المصنف، به. ونقله ابن كثير في "التفسير" (8/172-173) عن "دلائل النبوة".
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (664) عن محمد بن مصفى، به، مختصرًا.
(1) في الأصل: «فقمت» ، والتصويب من "مجمع الزوائد"، و"دلائل النبوة"، و"تفسير ابن كثير". [ص:323]
(2) في الأصل: «فقال له» ، وفوق قوله: «له» علامة الضرب، وبجانبها «ح» ، وهذا هو الموافق لما في "مجمع الزوائد"، وفي "دلائل النبوة" لأبي نعيم: «فقال له» ، ولم يسق ابن كثير لفظ الحديث بتمامه.
(3) أي: أقطعها وأصرمها، وهو الجِداد والجَداد. انظر: "غريب الحديث" للخطابي (2/43) .
(4) كتب فوقها: «خرجت» ، وبجانبها: «ح» .
(5) قوله: «ما كان نولك تلقي ... » إلخ: في "مجمع الزوائد" في الموضع الثاني: «ما كان بذلك تلقي"، وفي الموضع الثالث: «ما كان كذلك تلقي..» ، وجاء الحديث في الموضع الأول مختصرًا. وفي "دلائل النبوة": «ما كان ثم لك أن تلقي» ، وفي "تفسير ابن كثير": «ما كان لك أن تلقي» .
ومعنى: «ما كان نولك» أي: ما كان ينبغي لك، وما كان يَحْسُنُ بك، وما كان هذا الفعل صلاحًا لك ومنفعة. والنَّوْل والنَّوال: المنفعة والحظ. وفي إعراب «نولك» في هذا السياق وجهان: أحدهما: نصبه خبرًا لـ «كان» والمصدر المؤول من «أن» - المحذوفة المقدرة- والفعل «تلقي» في محل رفع اسم «كان» . والثاني: عكسه. [ص:324]
ويجوز في الفعل «تلقي» الرفع، والنصب بتقدير «أن» المحذوفة مع إرادتها، وانظر التعليق على الحديث [14914] .
وانظر في تفسير: «ما كان نولك ... » : "الزاهر في معاني كلمات الناس" (1/456-457) ، و"تاج العروس" (ن ول) .(14/322)
14956 - حدثنا حجاجُ بن عمرانَ السدوسيُّ، قال: دثنا سليمانُ ابن داودَ الشاذَكونيُّ، قال: دثنا محمد بن عمرَ الواقديُّ، قال: دثنا عبدُ الحميدِ بن جعفرٍ، عن محمدِ بن يحيى بن حِبّانٍ، عن يوسفَ بن عبدِالله بن سَلاَمٍ، عن أبيه، قال: خطبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ جُمُعةٍ فقال: «مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوِ اتَّخَذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمْعَتِهِ، سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ؟!» .
__________
[14956] رواه عبد بن حميد (499) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن عمر الواقدي، به.
ورواه ابن ماجه (1095م) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/38) ؛ من طريق ابن أبي شيبة، ثنا شيخ لنا، عن عبد الحميد بن جعفر، به.
وانظر الحديث [14986] .(14/324)
14957 - حدثنا الحسينُ بن إسحاقَ التُّستَريُّ، قال: دثنا محمد ابن يحيى الأزديُّ، قال: دثنا محمد بن عمرَ الواقديُّ، قال: دثنا عبد الحميد بن جعفرٍ، قال: دثنا محمد بن يحيى بن حِبّانٍ، عن يوسفَ ابن عبد الله بن سَلاَمٍ، عن أبيه، قال: قلنا: يا رسولَ الله، أنحنُ خيرٌ أم مَن بعدَنا؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ لأَِحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِكُمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» .
__________
[14957] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5665/ قلعجي) و (4/106/ ابن دهيش) عن المصنف، من طريق الواقدي، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/15-16) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط" بمعناه، إلا أنه قال: «قلت: يا رسول الله، نحن خير أم الذين يجيئون من بعدنا؟» وفي إسنادهما الواقدي؛ وهو ضعيف» . [ص:325]
ورواه أبو جعفر بن البختري في "مجموع فيه مصنفاته" (417/173) عن أحمد بن الخليل، والمصنف في "الأوسط" (3517) من طريق سليمان بن داود المنقري؛ كلاهما (أحمد، وسليمان) عن الواقدي، به.
ورواه أحمد (6/6 رقم 23835) من طريق بكير بن الأشج، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال: إنه قيل: يا رسول الله: أنحن خير أم من بعدنا ...(14/324)
14958 - حدثنا عُبيدُ بن غَنّامِ بن حفصِ بن غِيَاثٍ الكوفيُّ، قال: دثنا محمدُ بن عبدِالله بن نُميرٍ، ح.
ودثنا محمدُ بن عبدِالله الحضرميُّ، قال: دثنا محمد بن طريفٍ البَجَليُّ، وعُقْبةُ بن مُكْرَمٍ، وهَنّادُ بن السَّرِيِّ؛ قالوا: دثنا يونسُ بن بُكيرٍ، قال: دثنا محمد بن إسحاقَ، عن يعقوبَ بن عتبةَ بن المغيرةِ بن الأخنسِ، عن عمرَ بن عبد العزيز، عن يوسفَ بن عبد الله بن سلاَمٍ، عن أبيه، قال: كنا نكونُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإذا حَدّث رفع رأسَهُ إلى السماءِ.
__________
[14958] رواه الضياء في "المختارة" (9/435) من طريق المصنف، به.
ورواه الضياء أيضًا (9/434) من طريق أبي يعلى عن محمد بن عبد الله بن نمير، به.
ورواه أبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (4) عن سفيان بن وكيع، وأبو نعيم (5/361) من طريق عبيد بن يعيش؛ كلاهما (سفيان، وعبيد) عن يونس ابن بكير، به.
ورواه أبو داود (4837) عن عبد العزيز بن يحيى الحراني، وأبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (3) عن عبد السلام بن عبد الحميد، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/82-83) من طريق محمد بن أسد، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/321) من طريق علي بن الحسن؛ جميعهم (عبد العزيز، وعبد السلام، ومحمد، وعلي) عن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، به، إلا انه جاء عند الباغندي والخطيب: «عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن النبي صلى الله عليه وسلم» ، دون ذكر عبد الله بن سلام.(14/325)
14959 - حدثنا عبدانُ بن أحمدَ، قال: دثنا محمد بن جامعٍ العطارُ، قال: دثنا سَلْمُ بن قتيبةَ، قال: دثنا الصلتُ بن يحيى، عن ابن أبي مليكةَ، عن يوسفَ بن عبد الله بن سلامٍ، عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ صَلاَةَ لِمُلْتَفِتٍ» .
__________
[14959] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5666/ قلعجي) و (4/106/ ابن دهيش) عن المصنف، بهذا الإسناد، ونقله ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (8/272) عن المصنف بهذا الإسناد، وقال: «كذا قاله: الصلت بن يحيى، وصوابه: ابن طريف» . اهـ. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/80) ، وقال: «رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه الصلت بن يحيى فى رواية "الكبير"؛ ضعفه الأزدي، وفى رواية الصغير و"الأوسط" الصلت بن ثابت، وهو وهم، وإنما هو الصلت بن طريف؛ ذكره الذهبي في "الميزان" وذكر له هذا الحديث، وقال الدارقطني: حديثه مضطرب، والله أعلم» . وانظر الحديث التالي.(14/326)
14960 - حدثنا محمدُ بن عبد الله الحضرميُّ، قال: دثنا محمدُ ابن بشارٍ بُندارٌ (1) ، قال: دثنا سَلْمُ بن قتيبةَ، / عن الصَّلْتِ بن طريفٍ، [ظ: 220/أ] عن رجلٍ، عن ابن أبي مليكةَ، عن يوسفَ بن عبد الله بن سلامٍ، عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ صَلاَةَ لِمُلْتَفِتٍ» .
__________
[14960] رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/303) عن محمد بن بشار، به.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (7/243- 244) عن المصنف، عن مسبح بن حاتم، عن محمد بن بشار، عن سلم بن قتيبة، عن مسعر بن كدام، عن الصلت بن طريف، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، به.
ورواه المصنف في "الأوسط" (2021) ، و"الصغير" (173) ؛ من طريق محمد بن رافع النيسابوري، عن سلم بن قتيبة، عن الصلت بن ثابت، عن أبي شمر، عن ابن أبي مليكة، به.
وقد اختُلف في هذا الحديث اختلافًا كثيرًا، انظر: "العلل" للدارقطني (1079) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (8/270-273) . وانظر الحديث السابق.
(1) في الأصل: بن بندار» . و «بندار» لقب محمد بن بشار.(14/326)
14961 - حدثنا عبدانُ بن أحمدَ، قال: دثنا الحسينُ بن عليِّ بنِ الأسودِ، قال: دثنا محمد بن الصّلْتِ، قال: دثنا غِيَاثُ بن إبراهيمَ، عن محمدِ بن أبي يحيى، عن يوسفَ بن عبد الله بن سَلاَمٍ، عن أبيه، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، قد قرأتُ القرآنَ والتوراةَ والإنجيلَ، قال: «اقْرَأْ بِهَذَا لَيْلَةً، وَبِهَذَا لَيْلَةً» .
__________
[14961] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5667/ قلعجي) و (4/107/ ابن دهيش) ، عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/270) ، وقال: «روه الطبراني في "الكبير"، وفيه من لم أعرفه: عتاب بن إبراهيم وغيره» .
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (5/383- ط. علي محمد عمر) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/84) ؛ من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن معاذ ابن عبد الرحمن، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، به، ولم يذكرا فيه الإنجيل.(14/327)
14962 - حدثنا حميدُ بن أبي مَخْلَدٍ الواسطيُّ، قال: دثنا محمد ابن الصّباحِ الجَرْجَرائيُّ، قال: دثنا أبو داودَ الطيالسيُّ، قال: أرنا شعيبُ بن صفوانٍ، عن عبد الملك بن عميرٍ؛ أن محمدَ بن يوسفَ بن عبدِالله بن سلامٍ استأذن على الحجّاجِ بن يوسفَ، فأنكره البوابون فلم يأذنوا له، فجاء عنبسةُ بن سعيدٍ فاستأذن له الحجّاجَ، فأذن له، فدخل فسلَّم، وأمر رجلين مما يلي السريرَ أن يوسِّعا له، فأوسعا له، [ص:328] فجلس، فقال له الحجّاج: لله أبوك! أتعلمُ حديثً (1) حدّثه أبوك عبدَالملك بن مروانَ، عن جَدِّك عبد الله بن سَلاَمٍ؟ قال: وأيُّ حديثٍ يرحمُكَ اللهُ؟ فرُبَّ حديثٍ (2) ، قال: حديثُ المصريين حين حضروا عثمانَ. قال: قد علمتُ ذاك الحديثَ؛ أقبل عبدُالله بن سلامٍ وعثمانُ محصورٌ، قال: فانطلق فدخل عليه، فوسَّعوا له حتى دخل، فقال: السلامُ عليك يا أميرَ المؤمنين. قال: وعليك السلامُ، ما جاء بك يا عبدَالله بنَ سَلاَمٍ؟ قال: جئتُ لأثبتَ حتى يُستشهدَ (3) أو يفتحَ اللهُ لك، ولا أرى هؤلاء القومَ إلا قاتليك، فإن يقتلوك فذاك خيرٌ لك، وشرٌّ لهم. [ص:329]
فقال له عثمانُ: أسألُكَ بالذي لي عليك من الحقِّ لَمَا خرجتَ إليهم؛ خيرًا يسوقُهُ اللهُ بك، أو شرًّا يدفعُهُ اللهُ بكَ (4) . فسمع وأطاع، فخرج عليهم، فلما رأوه اجتمعوا، وظنوا أنه قد جاءهم ببعضِ ما يُسرُّون به، فقام خطيبًا، فحَمِد اللهَ وأثنى عليه، ثم قال:
أما بعدُ، فإنّ الله بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بشيرًا ونذيرًا؛ يُبشِّرُ بالجنةِ من أطاعه، ويُنذرُ النارَ من عصاه، وأَظهر من اتَّبعه/ على الدِّينِ كلِّهِ ولو [ظ: 220/ا] كره المشركون، ثم اختار له المساكنَ؛ فاختار له المدينةَ، فجعلها دارَ الهجرةِ، وجعلها دارَ الإيمانِ، فوالله ما زالتِ الملائكةُ حافِّينَ بهذه المدينةِ منذُ قَدِمَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وما زال سيفُ الله مغمودًا عنكم منذ قدمها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى اليومِ. [ص:330]
ثم قال: إن الله بعث محمدًا بالحقِّ، فمن اهتدى فإنما يهتدي بهُدى الله، ومن ضلَّ فإنما يضلُّ بعد البيان والحجةِ، وإنه لم يُقتل نبيٌّ فيما مضى إلا قُتل به سبعون ألفَ مقاتلٍ، كلُّهم يُقتل به، ولا قُتل خليفةٌ قطُّ إلا قُتل به خمسةٌ وثلاثون ألفَ مقاتلٍ، كلُّهم يُقتل به؛ فلا تَعجَلوا على هذا الشيخِ بقتلٍ، فوالله لا يَقتلُهُ منكم رجلٌ إلا لَقِيَ اللهَ يوم القيامةِ ويدُه مقطوعةٌ مشلولةٌ، اعلموا أنه ليس لوالدٍ على ولدٍ حقٌّ إلا ولهذا الشيخِ عليكم مثلُهُ.
قال: فقاموا، فقالوا: كَذَبتِ اليهودُ! كذبتِ اليهودُ! قال: كذبتُم والله وأنتم آثمين (5) ؛ ما أنا بيهوديٍّ؛ إني لأحدُ المسلمين، يعلمُ اللهُ بذلك ورسولُهُ والمؤمنون، وقد أُنزل فيَّ القرآنُ، فتلا هذه الآيةَ: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} (6) ، وأنزل اللهُ الآيةَ الأخرى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} (7) ، قال: فقاموا فدخلوا على عثمانَ فذبحوه كما تُذبح الحُلاَّنُ.
قال شعيبٌ: فقلتُ لعبد الملكِ بن عميرٍ: ما [الحُلاَّنُ] (8) ؟ [ص:331] قال: الحَمَلُ (9) .
قال: وقد قال عثمانُ قبلَ ذلك لكثيرِ بن الصَّلْتِ: يا كثيرُ، أنا والله مقتولٌ غدًا، قال: بل يُعلي اللهُ كَعبَكَ، ويَكبِتُ عدوَّكَ. قال: ثم أعادها الثالثةَ، فقال له مثلَ ذلك. قال: [عمّ] (10) تقولُ ذاك يا أميرَ المؤمنين؟ قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ومعه أبو بكرٍ وعمر، فقال لي: «يَا عُثْمَانُ أَنْتَ عِنْدَنا غَدًا، وَأَنْتَ مَقْتُولٌ غَدًا» ، فأنا واللهِ مقتولٌ. قال: فقُتل.
قال: فخرج عبدُالله بن سلامٍ/ إلى القومِ قبل أن يَتفرَّقوا، وهم في المسجدِ، فقام على رجليه، فقال: يا أهلَ مصر، يا قتلةَ عثمان، قتلتُم أميرَ المؤمنين، أَمَ واللهِ لا يزالُ عهدٌ منكوثٌ، ودمٌ مسفوحٌ، ومالٌ مقسومٌ، لا ينقسمُ.
[ظ: 221/أ]
__________
[14962] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5657/ قلعجي) و (4/104/ ابن دهيش) ، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/92-93) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات» .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/262) عن خليفة بن خياط، وفي "التاريخ الأوسط" (845- تيسير أبو حميد) عن عبدة بن عبد الله، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (134) عن أبي الربيع الحارثي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1/307-308) عن بكار بن قتيبة؛ جميعهم (خليفة، وعبدة، وأبو الربيع، وبكار) عن أبي داود الطيالسي، به، ووقع عندهم مختصرًا. [ص:328]
ورواه ابن شبة في "أخبار المدينة" (2/1182- 1183) عن محمد بن حاتم، عن شعيب بن صفوان، به ورواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (774) عن أبي إبراهيم الترجماني، عن شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل حدثه، عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، به.
ورواه الترمذي (3256 و3803) من طريق يحيى بن يعلى أبي المحياة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أخي عبد الله بن سلام، به.
ورواية يحيى بن يعلى هذه تقدمت عند المصنف في الحديث [14940] ، وستأتي في الحديث [14981] مختصرة في الموضعين. وانظر الحديث [14949] .
(1) كذا في الأصل، بحذف ألف تنوين النصب، جريًا على لغة ربيعة، المتقدم التعليق عليها في الحديث [13681] .
(2) كذا في الأصل و"مجمع الزوائد"، وكذا وقع عند ابن شبة في "أخبار المدينة". ووقع عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار": «فرب حديث حدث به» .
(3) كذا في الأصل، وفي "مجمع الزوائد": «أستشهد» ، وفي "أخبار المدينة": «تستشهد» ، وفي فضائل الصحابة": «أستشهد معك» ، وعند الترمذي في الموضعين- وروايته فيهما مختصرة-: «جئت في نصرك» . وما في الأصل يتوجه أنه أراد مخاطبة عثمان رضي الله عنه كما وقع في بعض المصادر، أي: «تستشهد» لكنه [ص:329] ذكره بضمير الغيبة على وجه الالتفات؛ كراهية ذكر قتل الخليفة رضي الله عنه. وانظر في الالتفات: التعليق على الحديث [14307] .
(4) كذا في الأصل، وفي "مجمع الزوائد"، و"فضائل الصحابة": «خير ... أو شر ... » ، وفي "أخبار المدينة": «فإذا كان خيرًا يسوق الله بك أو شرًّا يدفع الله بك» ، وما في الأصل و"مجمع الزوائد" و"فضائل الصحابة"، متجه على أنه من باب الاشتغال؛ وهو أن يتقدم اسمٌ على فعلٍ ينصب ضمير ذلك الاسم المتقدم، فاشتغل الفعل عن نصب الاسم بنصبه الضمير. وفي الاسم المتقدم وجهان: الأول: الرفع على الابتداء، وهو الراجح؛ لسلامته من التقدير؛ وهو ما وقع في "المجمع" و"الفضائل".
والثاني: النصب بتقدير فعلٍ موافقٍ للمذكور محذوف وجوبًا، والتقدير: يسوق الله بك خيرًا يسوقه، أو يدفع بك شرًّا يدفعه. وهو مرجوح؛ لحاجته إلى التقدير، وهو ما وقع هنا في الأصل. وانظر تفصيل الكلام في: الاشتغال في شروح الألفية، باب الاشتغال. [ص:330]
(5) كذا في الأصل، والجادة: «وأنتم آثمون» كما في "مجمع الزوائد". وفي "فضائل الصحابة": «كذبتم والله وأثمتم» . وبعض المصادر أوردت الحديث مختصرًا. وما في الأصل يوجَّه في اللغة على أنَّ «آثمين» حالٌ سدَّ مسدَّ الخبر. وانظر التعليق على الحديث [14082] .
(6) الآية (43) من سورة الرعد.
(7) الآية (10) من سورة الأحقاف.
(8) في الأصل: «ما الجلان» بالجيم، والتصويب مما سبق، ومن "مجمع الزوائد"، ومن "الآحاد والمثاني". [ص:331]
(9) وانظر "تاج العروس" (ح ل ل) .
(10) تشبه في الأصل: «عمير» ، والمثبت من "مجمع الزوائد".(14/327)
14963 - حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: حدثني أبي، قال: دثنا أبو داود الطيالسيُّ، قال: دثنا عليُّ بن مسعدةَ، عن رياحِ بن عبيدةَ، قال: حدثني يوسفُ بن عبد الله بن سلامٍ، عن أبيه، قال: يمكثُ الناسُ بعدَ الدَّجالِ أربعين سنةً؛ تُعمرُ الأسواقُ، وتُغرسُ النخلُ.
__________
[14963] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5668 / قلعجي) و (4/107 / ابن دهيش) ، عن المصنف، به.
ورواه المزي في "تهذيب الكمال" (8/385) من طريق المصنف، به.
ورواه ابن أبي شيبة (38483) عن يزيد بن هارون، عن علي بن مسعدة، به.(14/331)
محمدُ بن عبدِالله بن سلامٍ، عن أبيه
14964 - حدثنا العباسُ بن الفضلِ الأسفاطيُّ، قال: دثنا رجاء ابن سلمةَ بنِ رجاءٍ، قال: دثنا أبي.
ودثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: دثنا يعقوبُ بن حميدِ بن كاسبٍ، قال: دثنا سلمةُ بن رجاءٍ، عن مالكِ بن مِغْوَلٍ، قال: دثنا [ص:333] سَيّارٌ أبو الحكم، عن شهرِ بن حَوْشَبٍ، عن محمد بن عبد الله بن سلامٍ، قال: قال أبي: قدم علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ خَيْرًا يَا أَهْلَ قُبَاءَ، أَفَلاَ تُخْبِرُونِي (1) ؟!» فقلنا: يا رسولَ الله، علينا في التوراةِ الاستنجاءُ بالماءِ.
__________
[14964] رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (660) من طريق إبراهيم بن عبد الرحيم بن الحجاج الرقي، عن يعقوب بن حميد بن كاسب، به.
وروى يحيى بن آدم هذا الحديث عن مالك بن مغول، واختلف عليه: فرواه ابن شبة في "أخبار المدينة" (1/48) عن الحسين بن عبد الأول، عن يحيى بن آدم، عن مالك بن مغول، به.
ورواه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11/690) ، والبغوي في "معجم الصحابة"- كما في الإصابة لابن حجر (9/122) - عن أبي هشام الرفاعي، عن يحيى بن آدم، عن مالك بن مغول، عن سيار أبي الحكم، عن شهر، عن محمد بن عبد الله بن سلام، قال يحيى: لا أعلمه إلاَّ عن أبيه. وزاد البغوي: قال أبو هشام: «كتبته من أصل كتاب يحيى بن آدم، ليس فيه: عن أبيه» .
ورواه ابن أبي شيبة (1640) ، وأحمد (6/6 رقم 23833) ، والطبري (11/689) عن سفيان بن وكيع، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (659) من طريق إسحاق بن راهويه؛ جميعهم (ابن أبي شيبة، وأحمد، وسفيان بن وكيع، وابن راهويه) عن يحيى بن آدم، عن مالك بن مغول، به، وليس فيه: «عن أبيه» .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/18) عن محمد بن يوسف الفريابي، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/307- 308) ، والطبري في "تفسيره" (11/693) ؛ من طريق عبد الله بن المبارك، والطبري أيضًا (11/689) من طريق محمد ابن سابق، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/22) من طريق عنبسة بن عبد الواحد؛ جميعهم (الفريابي، وابن المبارك، ومحمد بن سابق، وعنبسة) عن مالك بن مغول، وليس فيه: «عن أبيه» .
ورواه الطبري (11/688) من طريق قتادة، عن شهر بن حوشب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (92) ، و"علل الدارقطني" (1604) . وانظر الحديث التالي. [ص:333]
(1) كذا في الأصل، والجادة: «تخبرونني» بإثبات النونين؛ نون الرفع ونون الوقاية. وهو الجادة في نحو هذا، وهناك لغتان أخريان: إحداهما: إدغام النونين، فيضبط الفعل هنا بتشديد النون «تخبرونِّي» ، والثانية: حذف إحدى النونين تخفيفًا. ويتوجه ما وقع هنا على إحدى هاتين اللغتين، ومثله ما وقع في "صحيح مسلم" الحديث (2770) من قوله: «إنَّ لي قرابة أصِلهم ويقطعوني» .
وانظر: "الكتاب" لسيبويه (3/519-520) ، و"البحر المحيط" (5/447) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص 232-234، وغيرها) .(14/332)
14965 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: دثنا عبد الله ابن حماد الحضرميُّ، قال: دثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربيُّ، عن يحيى بن أبي أُنيسةَ، عن سَيّارٍ أبي الحكمِ، عن شهر بن حَوْشبٍ، عن محمد بن عبد الله بن سَلاَمٍ، عن أبيه، قال: أتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المسجدَ الذي أُسِّس على التقوى؛ مسجدَ قُباءَ، فقام على بابِهِ، فقال: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطُّهُورِ، فَمَا طُهُورُكُمْ؟» قلنا: يا رسولَ الله، إنا أهلُ كِتابٍ (1) ، ونجدُ الاستنجاءَ علينا بالماءِ، ونحن [ص:334] نفعلُهُ اليومَ، فقال: «إِنَّ الله قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطُّهُورِ، فَقَالَ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (2) » .
__________
[14965] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/212-213) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه شهر بن حوشب؛ وقد اختلفوا فيه، ولكنه وَثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة ويعقوب بن شيبة» .
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (662) عن المصنف، به.
ورواه أبو نعيم (661) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن سيار أبي الحكم، به.
وانظر الحديث السابق.
(1) وجاء في إحدى روايات الحديث- عند المصنف في "الأوسط" (9363) عن [ص:334] ابن عمر، عن عبد الله بن سلام-: «إنا كنا قبلك أهل كتاب» .
(2) الآية (108) من سورة التوبة.(14/333)
14966 - حدثنا أبو زرعةَ عبد الرحمن بن عمرٍو الدمشقيُّ، قال: دثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النَّضْرِ، ح.
وحدثنا إبراهيم بن دُحيمٍ الدمشقيُّ، قال: دثنا أبي؛ قالا: دثنا حرملةُ بن عبد العزيز بن الربيعِ بن سَبرةَ، قال: حدّثني عبد الحكم بن يوسفَ (1) وغيرُه من أهلِ/ ذي المروةِ (2) وقدمائِهم، عن ابنٍ لعبد الله بن [ظ: 221/ب]
سلامٍ، عن أبيه؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لما مرّ بالحليحةِ (3) في سفرِه إلى تبوك، قال له أصحابُهُ: المنزلَ (4) يا رسولَ الله؛ الظلَّ والماءَ، وكان [ص:335] فيها دَوْمٌ (5) وماءٌ، فقال: «إِنَّهَا أَرْضُ زَرْعٍ وَبَقَرٍ، دَعُوهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ» ؛ يعني ناقتَهُ، فأقبلتْ حتى نزلتْ (6) تحتَ الدَّوْمةِ التي كانت في مسجدِ ذي المروةِ.
__________
[14966] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5679/قلعجي) ، و (4/113/ ابن دهيش) عن المصنف من طريق حرملة بن عبد العزيز، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/193) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه راو لم يسم» .
(1) كذا في الأصل: «عبد الحكم بن يوسف» ، وكذا جاء في "جامع المسانيد" (ط. قلعجي) ، ويبدو أنه جرت في الأصل محاولة إصلاح على "يوسف" ولم تكتمل، ولعله تصحيف، والصواب: «عبد الحكيم بن شعيب» ، وكذا صوبه ابن دهيش في طبعته لـ"جامع المسانيد"، وذكر في الحاشية أنه غير واضح في الأصل، وأنه صوبه من "تهذيب التهذيب" (2/228) !.
وانظر: "التاريخ الكبير" (6/124) ، و"الجرح والتعديل" (3/274) ، و (6/35) .
(2) قرية بوادي القرى. "معجم البلدان" (5/116) .
(3) كذا في الأصل، و"جامع المسانيد"، و"مجمع الزوائد"، ولم نجد لهذا الموضع ذكرًا، وقد تكون الكلمة متصحفة.
(4) في "مجمع الزوائد": «المبرك» . [ص:335]
(5) الدَّوْم: نوع من الشجر معين، وقيل: هو شجر السِّدر العظيم، وقيل: ضخام الشجر ما كان، واحدتها: دَوْمة. "تاج العروس" (د وم) .
(6) في "مجمع الزوائد" و"جامع المسانيد": «بركت» .(14/334)
14967 - حدثنا محمد بن أحمد الترمذيُّ، قال: دثنا بكر بن عبد الوهاب، قال: دثنا عبد الله بن نافع، عن عثمانَ بن الضّحّاك، عن محمد بن يوسفَ بن عبد الله بن سلامٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، قال: يُدْفَنُ عيسى عليه السلام مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه؛ فيكونُ قبرُه رابعً (1) .
__________
[14967] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5669/قلعجي) ، و (4/107/ ابن دهيش) عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/206) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه عثمان بن الضحاك؛ وثقه ابن حبان، وضعفه أبو داود، وقد ذكر المزي رحمه الله هذا في ترجمته وعزاه إلى الترمذي، وقال: حسن، ولم أجده في الأطراف، والله أعلم» .
ورواه المزي في "تهذيب الكمال" (19/394) من طريق المصنف، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/262) من طريق محمد بن صدقة، والترمذي (3617) ، وابن عساكر (47/523) ؛ من طريق أبي مودود المدني؛ كلاهما (محمد بن صدقة، وأبو مودود) عن عثمان بن الضحاك الأسدي، به.
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، المتقدم التعليق عليها في الحديث [13681] ، والجادة: «رابعًا» .(14/335)
زُرارةُ بن أوفى، عن عبد الله بن سَلاَمٍ
14968 - حدثنا بشرُ بن موسى، قال: دثنا هَوْذةُ بن خليفةَ.
وثنا أبو مسلمٍ الكَشِّيُّ (1) ، قال: دثنا معاذ بن عوذ الله القرشيُّ؛ قالا: دثنا عوفٌ (2) ، عن زُرارةَ بن أوفى، عن عبد الله بن سلامٍ، قال: لما قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ انجفل الناسُ قِبَلَهُ (3) ، فكنتُ فيمن خرج، فلما رأيتُ وجهَهُ عرفتُ أنه ليس بوجهِ كذابٍ، فكان أولُ [ص:337] ما سمعتُه يقولُ: «أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلاَمَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، [تَدْخُلُوا] (4) الجَنَّةَ بِسَلاَمٍ» .
__________
(1) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم.
(2) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي.
(3) أي: ذهبوا مسرعين نحوه. "النهاية" (1/279) .
[14968] رواه المصنف في"مكارم الأخلاق" (153) بهذا الإسناد.
ورواه في "الأوائل" (34) إلا أنه اقتصر على رواية بشر بن موسى، به.
ورواه الضياء في "المختارة" (9/432-433) من طريق المصنف، به.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/105-106) ، والضياء (9/432) ؛ من طريق أبي بكر بن جعفر القطيعي، عن بشر بن موسى، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (5/377- ط. علي محمد عمر) ، وأبو شيخ البُرْجُلاني في "الكرم والجود" (54) ؛ عن هوذة، به.
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/132) من طريق أحمد بن علي الخزاز، والحاكم في "المستدرك" (3/13) من طريق الحسين بن الفضل، وتمام في "الفوائد" (1174/الروض البسام) من طريق أبي زرعة بن عمرو؛ جميعهم (أحمد ابن علي، والحسين بن الفضل، وأبو زرعة بن عمرو) عن هوذة، به.
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/132) عن أبي مسلم الكشي، به.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4170) عن فاروق بن عبد الكبير الخطابي، ومحمد بن أحمد بن الحسن أبي علي الصواف، عن أبي مسلم الكشي، به.
ورواه يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/264) ، وأبو هلال العسكري في "الأوائل" (1/167-168) من طريق عبد الرحمن بن خلف؛ كلاهما (الفسوي، وعبد الرحمن) عن معاذ بن عوذ الله، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (5/377- ط. علي محمد عمر) عن إسحاق بن يوسف الأزرق ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وابن سعد أيضًا (1/235) ، [ص:337] والحاكم في "المستدرك" (4/159- 160) ؛ من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وابن أبي شيبة (25777 و26133 و36858) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، وأبو شيخ البُرْجُلاني في "الكرم والجود" (54) ، وعبد بن حميد (496/المنتخب) ، والدارمي في "مسنده" (1501 و2674) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/132) ؛ من طريق سعيد بن عامر، وأحمد (5/451 رقم 23784) ، وابن ماجه (1334) ، والترمذي (2485) ؛ من طريق يحيى بن سعيد القطان ومحمد ابن جعفر غندر، والترمذي (2485) ، وابن ماجه (1334) ؛ من طريق ابن أبي عدي وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" (7) من طريق عبد الله بن المبارك، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 21-المختصرة) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبو إسحاق ابن أمير الحاج الهاشمي في "أماليه" (39/الشاملة) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (215) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/104- 105) ؛ من طريق مروان بن معاوية الفزاري، وتمام في "فوائده" (1175/الروض البسام) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/532) ؛ من طريق عثمان بن الهيثم المؤذن، وابن بشران في "أماليه" (181) من طريق محمد بن ميمون، والمسيب بن شريك، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8375) من طريق خالد بن الحارث، والبغوي في "شرح السنة" (926) من طريق النضر بن شميل؛ جميعهم (إسحاق الأزرق، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الوهاب الخفاف، وأبو أسامة، وسعيد ابن عامر، ويحيى القطان، وغندر، وابن أبي عدي، وعبد الوهاب الثقفي، وابن المبارك، وابن أبي زائدة، والمقرئ، ومروان الفزاري، وعثمان بن الهيثم، ومحمد ابن ميمون، والمسيب بن شريك، وخالد بن الحارث، والنضر بن شميل) عن عوف ابن أبي جميلة الأعرابي، به.
ورواه المصنف في "الأوسط" (5410) من طريق أبي العالية، عن عبد الله بن سلام، به، ثم قال: «لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا عمرو بن عبد الغفار، ولا رواه عن أبي العالية إلا عاصم، والمشهور من حديث عوف الأعرابي: عن زرارة ابن أوفى، عن عبد الله بن سلام» .
(4) في الأصل: «يدخلون» ، والمثبت من "مكارم الأخلاق"، و"الأوائل"؛ [ص:338] وكلاهما للمصنف، وكذا في مصادر التخريج، ولم نجد أحدًا روى الحديث هكذا: «يدخلون» .(14/336)
معاويةُ بن قُرَّةَ، عن عبد الله بن سلامٍ
14969 - حدثنا العباسُ بن الفضل الأسفاطيُّ، قال: دثنا موسى ابن إسماعيلَ، قال: دثنا زُرَيْكُ بن أبي زُرَيْكٍ (1) ، عن معاويةَ بن قرةَ، عن عبد الله بن سلامٍ؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ النِّسَاءِ تَسُرُّكَ إِذَا أَبْصَرْتَ، وَتُطِيعُكَ إِذَا أَمَرْتَ، وَتَحْفَظُ غَيْبَتَكَ فِي نَفْسِهَا وَمَالِكَ» .
__________
[14969] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5658/ قلعجي) و (4/104-105/ابن دهيش) ، والزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (1/314-315) ؛ عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/273) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه زريك بن أبي زريك؛ [تصحف في المطبوع إلى: رزيك بن أبي رزيك] ؛ ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/456) من طريق المصنف، به.
(1) هو: أبو نضرة البصري.(14/338)
14970 - حدثنا إبراهيمُ بن مَتُّويَه (1) الأصبهانيُّ، قال: دثنا محمد ابن صُدْران، قال: دثنا يعقوبُ بن إسحاقَ الحضرميُّ (2) ، قال: دثنا زُرَيْكُ (3) بن أبي زُرَيْكٍ، عن معاويةَ بن قرةَ، عن عبد الله بن سلامٍ، [ص:339] قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيِ الجَنَّةِ (4) مِقْدَارُ أَرْبَعِينَ (5) عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمًا (6) يُزَاحَمُ عَلَيْهِ كَازْدِحَامِ الإِبِلِ وَرَدَتْ لِخَمْسٍ ظِمَاءً» .
__________
[14970] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5659/ قلعجي) و (4/105/ابن دهيش) ، و (5659/قلعجي) عن المصنف، به، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/397) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه رزيك بن أبي رزيك؛ ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات» . وكذا قال: «رزيك» ، والصواب: «زريك» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/456-457) من طريق المصنف، به.
(1) في "جامع المسانيد" (ط/قلعجي) : «سمويه» .
(2) سقط من إسناد الحديث في "جامع المسانيد" (ط/ابن دهيش) : «يعقوب الحضرمي» ، وسقط منه في (ط/قلعجي) : «يعقوب» و «ابن صدران» .
(3) عند قلعجي: «رزيك» ، ولم ينسبه ابن كثير. [ص:339]
(4) عند ابن دهيش و"مجمع الزوائد": «المِصْراعَين الجَنَّة» .
(5) في "مجمع الزوائد": «أربعون» بدل: «مقدار أربعين» .
(6) كذا في الأصل، وفي طبعتي "جامع المسانيد": «يوم القيامة» !، وفي "المجمع": «يوم» وهو الجادة. ويخرج ما في الأصل على أن «يومًا» ظرف، وفاعل «ليأتين» ضمير يعود على المفهوم من السياق، والتقدير: «وليأتين الناس عليه يومًا» أو نحوه. وانظر في عود الضمير إلى غير مذكور: التعليق على الحديث [13934] .(14/338)
قيس بن عُبَادٍ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ
14971 - حدثنا عبدانُ بن أحمدَ، قال: دثنا محمد بن عمرِو بن جَبَلةَ، قال: دثنا حَرَميُّ/ بن عمارةَ، عن قرةَ بن خالدٍ، عن ابن سيرينَ، [ظ: 222/أ] قال: قال قيس بن عُبَادٍ: كنتُ في حلقةٍ فيها سعد بن مالك وابن عمرَ، فمرّ عبد الله بن سلامٍ؛ فقالوا: هذا رجلٌ من أهلِ الجنةِ، فتبعتُهُ، فقلتُ له: إنهم قالوا كذا وكذا، قال: سبحانَ اللهِ! ما ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم؛ إنما رأيتُ كأنَّ عمودًا وضع في روضةٍ خضراءَ فنُصب فيها، وفي وَسَطِها عروةٌ، وفي أسفلِها مِنصَفٌ-[والمِنْصَفُ] (1) : [ص:340] الوصيف- فقيل لي: ارْقَهْ (2) ، فرَقِيتُهُ، ثم أخذتُ بالعروةِ. فقصصتُها على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَمُوتُ عَبْدُاللهِ بْنُ سَلاَمٍ وَهُوَ آخِذٌ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى» .
__________
[14971] رواه مسلم (2484) عن محمد بن عمرو بن جبلة، به.
ورواه البخاري (7010) عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن حرمي بن عمارة، به.
ورواه ابن عساكر (29/124-125) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله أبي سعيد مولى بني هاشم، ومن طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى؛ كلاهما عن قرة ابن خالد، به. وانظر الحديث التالي.
وسيأتي برقم [14976 و14977] من طريق خرشة بن الحر، عن عبد الله بن سلام.
(1) في الأصل: «مثل منصف» ، وهو خطأ، والتصويب من "صحيح البخاري"، [ص:340] وسائر مصادر التخريج. ولفظ البخاري أشدها قربًا للفظ المصنف هنا، وهو تفسير لـ «المنصف» من الراوي. وجاء مصرحًا باسمه في رواية مسلم وغيره: «قال ابن عون: والمنصف: الخادم» .
والمِنْصَف- كـ «مِنْبَر، ومَقْعَد» - هو الوصيف والخادِم. والتَّنَصُّفُ والوَصَافة: الخدمة والانقياد. نَصَفَ فلانٌ فلانًا يَنْصُفُه ويَنْصِفه نَصْفًا ونِصفًا ونِصافة: خدمه. ووَصُفَ الغلامُ: بلغ حدَّ الإيصَافِ والوَصافة؛ أي: الخدمة، وجمع المِنْصف: مناصف، وجمع الوصيف: وُصَفاء. وانظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (2/364) ، و"مشارق الأنوار" (2/15) ، و"النهاية" (5/65) ، و"تاج العروس" (ن ص ف، وص ف) .
(2) هذه الهاء فيها أوجه، انظرها في التعليق على نحوها في الحديث [14928] .(14/339)
14972 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ، قال: دثنا عبد الله ابن حمادٍ الحضرميُّ، قال: دثنا أبو أسامةَ (1) ، ح. [ص:341]
ودثنا إبراهيم بن نائلةَ الأصبهانيُّ، قال: دثنا محمد بن أبي بكرٍ المقدَّميُّ؛ قالا (2) : دثنا أزهرُ (3) ؛ كلاهما (4) عن ابن عونٍ، عن محمد بن سيرينَ، عن قيس بن عُبََادٍ، قال: دخلتُ مسجدَ المدينةِ، فجاء رجلٌ فصلى ركعتين، فتَجَوّزَ فيهما، عليه أثرٌ من الخشوعِ، فقال رجلٌ: مَن سَرَّهُ أن ينظرَ إلى رجلٍ من أهلِ الجنةِ فلينظرْ إلى هذا. فاتَّبعتُهُ فأخبرتُهُ، فقال: سبحانَ اللهِ! ما يَنبغي لأحدٍ أن يقولَ ما لا يعلمُ، وسأُحدِّثُكَ لِمَ ذلك؛ إني رأيتُ رؤيا فقصصتُها على النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ رأيتُ كأني في روضةٍ- فذكر من سَعتِها وحسنِها وخضرِها- وفي وَسَطِها عمودٌ من حديدٍ، أسفلُهُ في الأرضِ، وأعلاه في السماءِ، في رأسِهِ عُروةٌ، فقال لي: اصعدْ، فقلتُ: لا أستطيعُ، فأتاني [مِنْصَفٌ] (5) فقال [بِثِيَابِي] (6) من خَلفي فصرتُ في أعلاها، فقال: استمسكْ، فاستيقظتُ، وإنّها لفي يدي، فقصصتُها على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «الرَّوْضَةُ: الإِسْلاَمُ، وَالعَمُودُ: عَمُودُ الإِسْلاَمُ، وَالعُرْوَةُ: الوُثْقَى، فَأَنْتَ عَلَى الإِسْلاَمِ» . فإذا هو عبدُالله بن سلامٍ.
__________
[14972] رواه البخاري (3813 و7014) عن عبد الله بن محمد، وأبو عوانة في "مسنده"- كما في "إتحاف المهرة" (6/684-685) - والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/28) ؛ من طريق عبد الملك بن محمد أبي قلابة الرقاشي؛ كلاهما عن أزهر السمان، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (5/383-384/ط. علي محمد عمر) ، وأحمد (5/452 رقم 23787) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/461-462) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/122-123) ؛ من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، والبخاري (3813 و7014) ، ومسلم (2484) ؛ من طريق معاذ بن معاذ العنبري، وأبو عوانة في "مسنده"- كما في "إتحاف المهرة" (6/684-685) - من طريق النضر بن شميل، والحاكم في "المستدرك" (4/394) من طريق مسعدة بن اليَسع؛ جميعهم (إسحاق بن يوسف، ومعاذ العنبري، والنضر، ومسعدة) عن عبد الله بن عون، به. وانظر الحديث السابق.
(1) هو: حماد بن أسامة. [ص:341]
(2) كذا في الأصل، وهو مشكل؛ فإنه ليس هناك سوى راوٍ واحد، وهو المقدَّمي، فإما أن يكون ما وقع هنا خطأ، وصوابه: «قال» ، أو يكون هناك سقط في الإسناد، وقد يرجح هذا الاحتمال: أننا لم نجد للمقدمي رواية عن أزهر، ولا مَنْ نص على أنه روى عنه.
(3) هو: ابن سعد السمان.
(4) أي: أبو أسامة وأزهر.
(5) في الأصل: «منصب» ، والتصويب من الحديث السابق ومصادر التخريج. وانظر تفسيرها في التعليق على الحديث السابق.
(6) في الأصل: «بقفاي» ، والتصويب من مصادر التخريج. وقوله: «فقال ... » إلخ؛ أي: دفعني من خلفي، وهو من إطلاق القول على الفعل. وانظر التعليق على الحديث [14441] .(14/340)
رِبْعِيُّ بن حِراشٍ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ
14973 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ، قال: دثنا أبو كريبٍ (1) ، قال: دثنا محمد بن فُضيلٍ، عن أبيه، عن أبي فائدٍ، عن رِبْعيِّ بن حِراشٍ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ، قال: لا أُحدِّثُكم/ إلا عن [ظ: 222/ب]
كتابٍ مُنزَلٍ، أو نبيٍّ مُرْسَلٍ؛ ما من نفسٍ تتوبُ قبلَ مرضِها الذي تموتُ فيه بيومٍ إلا قَبِلَ اللهُ توبتَها إلى أن تَطْلُعَ (2) الشَّمْسُ من مغربِها.
__________
[14973] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5642/ قلعجي) و (4/98/ ابن دهيش) عن المصنف، به، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/198) ، وقال: «رواه الطبراني من طريق أبي فائد، عن ربعي، ولم أعرف أبا فائد، وبقية رجاله رجال الصحيح» .
ورواه ابن فضيل في "الدعاء" (143) .
ورواه أبو يعلى- كما في "جامع المسانيد" (5642) - عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن محمد بن فُضيل، به. وسيأتي برقم [14978] من طريق خَرَشَة بن الحر، عن عبد الله بن سلام.
(1) هو: محمد بن العلاء.
(2) في الأصل: «يطلع» ، والمثبت من مصادر التخريج.(14/342)
أبو بردةَ بنُ أبي موسى، عن عبد الله بن سَلاَمٍ
14974 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ، وعبدانُ بن أحمد؛ قالا: دثنا أبو كُريبٍ (1) ، قال: دثنا أبو أسامةَ (2) ، قال: دثنا بُريدٌ (3) ، [ص:343] عن أبي بردةَ، قال: قَدِمتُ المدينةَ، فلَقِيَني عبد الله بن سَلاَمٍ، فقال: انطلقْ معي إلى المنزلِ، تُصلِّي في مسجدٍ صلّى فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وتشربُ في قدحٍ شرب فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. فانطلقتُ معه إلى منزلِهِ فصليتُ في مسجدِهِ وأطعمني تمرًا، وسقاني سَويقًا.
__________
[14974] رواه البخاري (7342) عن أبي كريب، به.
ورواه البيهقي (5/349) من طريق أحمد بن عبد الحميد الحارثي، عن أبي أسامة، به. وانظر الحديث التالي.
(1) هو: محمد بن العلاء بن كريب.
(2) هو: حماد بن أسامة.
(3) هو: ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.(14/342)
14975 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ، قال: دثنا محمد ابن علي بن الحسن بن شقيقٍ، قال: دثنا أبي، قال: دثنا أبو حمزةَ (1) ، عن جابرٍ، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبي بردةَ، قال: أتيت (2) المدينةَ فجلستُ إلى عبد الله بن سَلاَمٍ، فقال: ألا تنطلقُ إلى المنزلِ، وتُصلِّي في مسجدٍ صلّى فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وتشربُ في قدحٍ شرب فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فانطلقتُ معه، فقال (3) : إنك بأرضٍ فاشٍ بها الرِّبا، وإنّ من الربا أن يُسلِمَ الرجلُ السَّلَمَ فيُهدى له، فيَقبلُها (4) .
__________
[14975] رواه عبد الرزاق (14653) ، والبخاري (3814) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (11/112-113) ، والبيهقي (5/349) ؛ من طريق سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، نحوه. وانظر الحديث السابق.
(1) هو: محمد بن ميمون السكري.
(2) في الأصل: «أتينا» ، وصوبت فوقها كما هو مثبت، وبجانبها: «ح» .
(3) في الأصل: «فقال لي» ، وفوق قوله: «لي» علامة الضرب، وبجانبها: «ح» .
(4) أي: يقبل الهدية، وفيه عود الضمير على غير مذكور لفهمه من السياق، وانظر التعليق على الحديث [13934] .(14/343)
خَرَشَةُ بن الحُرِّ، عن عبد الله بن سلامٍ
14976 - حدثنا علي بن عبد العزيز، وأبو مسلمٍ الكَشِّيُّ (1) ؛ قالا: دثنا حجاجُ بن المنهالِ، قال: دثنا حماد بن سلمةَ، عن عاصمِ بن بَهْدلةَ، عن المسيَّبِ بن رافعٍ، عن خَرَشَةَ بن الحُرِّ، قال: قدمتُ المدينةَ، فجلستُ إلى شِيخَةٍ (2) في مسجدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فجاء شيخٌ يَتوكّأُ على عصًا له، فقال له (3) بعضُ القومِ: هذا رجلٌ من أهلِ الجنةِ، فقام خلف ساريةٍ، فصلّى ركعتين، فقمتُ إليه، فقلتُ: زعم بعضُ القومِ أنك رجلٌ من أهلِ الجنةِ؟ فقال: الجنةُ للهِ يُدخِلُها مَن يشاءُ، وإني رأيتُ رؤيا على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ رأيتُ كأنّ رجلاً أتاني، فقال لي: انطلقْ، فذهب بي، فأخذني مَنْهجًا (4) عظيمًا، فعَرضتْ لي طريقٌ عن [ص:345] يساري، فأردتُّ أسلُكَُهَا (5) ، فقال: إنك لستَ من أهلِها، ثم عَرضتْ لي طريقٌ أخرى عن يَميني، / فسلكتُ حتى انتهيتُ إلى جبلٍ زَلِقٍ، [ظ: 223/أ] فأخذ بيدي فزجل بي (6) ، فإذا أنا على ذِ ُرْوتِهِ، فلم أتقارَّ (7) ، ولم أتمالكْ، وإذا أنا بعمودٍ في أعلاه عروةٌ من ذهبٍ، فأخذ بيدي فزجل بي، حتى أخذتُ بالعروةِ. فقصصتُها على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «رَأَيْتَ خَيْرًا؛ أَمَّا المَنْهَجُ العَظِيمُ فَالمَحْشَرُ، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي عَرَضَتْ (8) عَنْ يَسَارِكَ فَطَرِيقُ أَهْلِ النَّارِ، وَلَسْتَ مِن أَهْلِهَا، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي عَرَضَتْ لَكَ عَنْ يَمِينِكَ فَطَرِيقُ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَأَمَّا الجَبَلُ الزَّلِقُ فَمَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ، وَأَمَّا العُرْوَةُ الَّتِي اسْتَمْسَكْتَ بِهَا فَعُرْوَةُ الإِسْلاَمِ، وَأَنْتَ مُسْتَمْسِكٌ بِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ حَتَّى تَمُوتَ» . وأنا أرجو أن أكونَ من أهلِ الجنةِ. وهو عبد الله بن سلامٍ.
__________
[14976] رواه ابن سعد في "الطبقات" (5/384-385/ط. علي محمد عمر) ، وأحمد (5/452-453 رقم 23790) ، والنسائي في "الكبرى" (7586) ؛ من طريق عفان ابن مسلم، وابن أبي شيبة (31005) - ومن طريقه ابن ماجه (3920) - وأحمد (5/452-453 رقم 23790) ، وعبد بن حميد (497/المنتخب) ؛ عن الحسن بن موسى الأشيب؛ كلاهما (عفان، والحسن) عن حماد بن سلمة، به.
وانظر الحديث التالي، والحديث [14971] .
(1) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم.
(2) كذا في الأصل، وهو جمعٌ فصيح لـ «شيخ» ، ويجمع الشيخ جُموعًا كثيرة؛ منها: شَيْخة، وشِيَخَة، وشُيُوخ، وشِيُوخ، وشِيخان، ومَشْيَخة، ومَشْيُخة، ومَشْيوخاءُ، وغيرها. وانظر: "تاج العروس" (ش ي خ) .
(3) أي: عنه. وانظر التعليق على الحديث [14856] .
(4) قوله: «منهجًا» منصوب على نزع الخافض، والتقدير: فأخذني في منهج عظيم. وفي أكثر مصادر التخريج: «فسلك بي في منهج عظيم» . والنَّهْج والنَّهَج والمَنهَج والمِنهاج: الطريق الواضح. "تاج العروس" (ن هـ ج) . وانظر في النصب على نزع الخافض: التعليق على الحديث [14307] . [ص:345]
(5) أي: أن أسلكها، فحذف «أن» ، وعند حذفها يجوز رفع الفعل ونصبه. وانظر التعليق على الحديث [14914] .
(6) أي: رماني ودفعني. "مشارق الأنوار" (1/309) ، و"تاج العروس" (ز ج ل) .
(7) أي: فلم أستقرَّ. "تاج العروس" (ق ر ر) .
(8) في الأصل: «عرضت لك» ، وفوق قوله: «لك» علامة ضرب، وبجانبها: «ح» ، والمثبت موافق لجميع مصادر التخريج.(14/344)
14977 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ، والحسين بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ؛ قالا: دثنا عثمانُ بن أبي شيبةَ، قال: دثنا جريرٌ (1) ، [ص:346] عن الأعمشِ، عن سليمانَ بن مُسْهرٍ، عن خَرَشَةَ بن الحُرِّ، قال: كنتُ جالسًا في حلقةٍ في مسجدِ المدينةِ فيها شيخٌ حسنُ الهيئةِ- وهو عبد الله ابن سلاَمٍ- فجعل يُحدِّثُهم حديثًا حسنًا، فلما قام قال القومُ: مَن سرّه أن ينظرَ إلى رجلٍ من أهلِ الجنةِ فلينظرْ إلى هذا. قلتُ: واللهِ [لأَتَّبعنَّهُ] (2) فلأعلمنَّ مكانَ بيتِهِ.
قال: فتَبعتُه حتى كاد أن يخرجَ من المدينةِ، ثم دخل منزلَهُ، فاستأذنتُ، فأذن لي، فقال: ما حاجتُكَ يا ابنَ أخٍ (3) ؟ قلتُ له: سمعتُ القومَ يقولون لك (4) لمَّا قمتَ: مَن سرَّه أن ينظرَ إلى رجلٍ من أهلِ الجنةِ فلينظرْ إلى هذا، فأعجبني أن أكونَ معك. قال: اللهُ أعلمُ بأهلِ الجنةِ، وسأُحدِّثُك مِمَّ قالوا ذلك؟ بينما أنا نائمٌ إذ أتاني آتٍ فقال: قم، فأخذ بيدي، فانطلقتُ معه، فإذا أنا بجوادَّ (5) على شِمالي، فذهبتُ لآخذَ فيها، فقال لي: لا تأخذْ فيها فإنها طرقُ [ص:347] أصحابِ الشِّمالِ. وإذا جوادُّ على يميني، فقال لي: خذْ ههنا، فأتينا جبلاً، فقال: اصعدْ فوقَ هذا. فجعلتُ إذا أردتُّ أن أصعدَ خررتُ على استي، ففعلتُ ذلك مرارًا، ثم انطلقَ بي حتى أتى بي عمودًا رأسُهُ في السماءِ، وأسفلُهُ في الأرضِ، في أعلاه حلْقةٌ، فقال لي: اصعد إلى فوقِ هذا، قلتُ: كيف أصعدُ فوقَ هذا [ورأسُهُ] (6) في السماءِ؟ فأخذ بيدي، / فزجل (7) بي، فإذا أنا متعلقٌ بالحلْقةِ، ثم [ظ: 223/ب] صرف (8) العمود فخرَّ، وبقيتُ متعلِّقًا بالحلْقةِ حتى الصبحِ، فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرتُهُ فقصصتُها عليه، قال: «الطُّرُقُ (9) الَّتِي رَأَيْتَ عَنْ يَسَارِكَ فَهِيَ طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ، وَأَمَّا الطُّرُقُ الَّتِي رَأَيْت عَنْ يَمِينِكَ فَهِيَ طُرُقُ أَصْحَابِ اليَمِينِ، وَأَمَّا الجَبَلُ فَهُوَ مَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ، وَلَنْ تَنَالَهُ، وَأَمَّا العَمُودُ فَهُوَ عَمُودُ الإِسْلاَمِ، وَأَمَّا العُرْوَةُ فَهِيَ عُرْوَةُ الإِسْلاَمِ، وَلَنْ تَزَالَ مُتَمَسِّكًا بِهَا حَتَّى تَمُوتَ» . ثم قال لي: «أَتَدْرِي كَيْفَ خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ؟» قلتُ: لا، قال: «خَلَقَ اللهُ آدَمَ، فَقَالَ: يَلِدُ فُلاَنًا، وَيَلِدُ فُلاَنٌ (*) فُلاَنًا، وَيَلِدُ فُلاَنٌ (*) فُلاَنًا، وَيَلِدُ فُلاَنٌ (*) فُلاَنًا؛ أَجَلُهُ كَذَا، وَعَمَلُهُ كَذَا وَكَذَا، وَرِزْقُهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ» (10) .
__________
(1) هو: ابن عبد الحميد.
[14977] رواه مسلم (2484) ، والحاكم في "المستدرك" (3/414-415) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (12/64-65) ؛ من طريق قتيبة بن سعيد، ومسلم (2484) ، وأبو عوانة في "مسنده"- كما في "إتحاف المهرة" (6/684-685) - والبيهقي في "شعب الإيمان" (4442) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (12/64-65) ؛ من طريق إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، وابن حبان (7166) ، وابن عساكر في [ص:346] "تاريخ دمشق" (29/125-126) ؛ من طريق زهير بن حرب أبي خيثمة، والحاكم (3/414-415) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/125-126) ، والمزي (12/64-65) من طريق يوسف بن موسى القطان؛ جميعهم (قتيبة، وابن راهويه، وأبو خيثمة، وابن أبي شيبة، ويوسف بن موسى) عن جرير بن عبد الحميد، به.
ورواه أبو عوانة في "مسنده"- كما في "إتحاف المهرة" (6/684-685) - من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن الأعمش، به.
(2) في الأصل: «لاتبعته» .
(3) في مصادر التخريج: «يا ابن أخي» .
(4) أي: عنك. واللام هنا بمعنى «عن» ، وانظر التعليق على الحديث [14856] .
(5) الجوادُّ: جمع جادَّة؛ وهي الطريق. "تاج العروس" (ج د د) . [ص:347]
(6) في الأصل: «ورأسي» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(7) تقدم تفسيرها في الحديث السابق.
(8) في مصادر التخريج: «ثم ضرب» .
(9) في مصادر التخريج: «أما الطرق» ، وهو الجادة، ويؤكده وجود الفاء في قوله: «فهي طرق أصحاب الشمال» . فإن لم تكن سقطت «أما» من هنا، فإن قوله: «فهي طرق ... » يوجَّه على دخول الفاء في خبر المبتدأ، وقد تقدم الكلام عليه في التعليق على الحديث [14856] .
(*) رسمها في الأصل: «فلانا» ثم صوبها فضرب على الألف ووضع نونًا فوقها.
(10) رواية الإمام مسلم في "صحيحه"- وكذا رواية الحاكم وابن حبان- دون ما في [ص:348] آخره من ذكر كيفية الخلق؛ قال البيهقي في الموضع السابق من "شعب الإيمان": «والأشبه أنه يكون من قول عبد الله بن سلام» . اهـ. وعليه يكون القائل: «ثم قال لي» هو خرشة بن الحر، والقائل له هو ابن سلام رضي الله عنه.(14/345)
14978 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ، والحسين بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ؛ قالا: دثنا عثمانُ بن أبي شيبة، قال: دثنا جريرٌ (1) ، عن العلاءِ بن المسيّبِ، عن صالحِ بن خَبّابٍ، عن خَرَشةَ بن الحُرِّ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ، [قال: لا أُحدِّثُكم] (2) إلا عن نبيٍّ مرسلٍ، أو كتابٍ مُنْزَلٍ؛ إن عبدًا لو أذنب كلَّ ذنبٍ ثم تاب إلى اللهِ قَبْلَ موتِهِ بيومٍ قَبِلَ منه.
__________
[14978] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5642/ قلعجي) و (4/98/ ابن دهيش) وعزاه للمصنف من حديث عثمان بن أبي شيبة، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/198) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات» .
ورواه ابن حبان في "الثقات" (6/456) عن محمد بن الحسين بن مكرم، عن عثمان بن أبي شيبة، به.
ورواه المحاملي في "الأمالي" (234) عن يوسف بن موسى القطان، عن جرير بن عبد الحميد، به. وانظر الحديث [14973] .
(1) هو: ابن عبد الحميد.
(2) قوله: «قال لا أحدثكم» رُسِمَ في الأصل: «قالاحدثكم» .(14/348)
14979 - حدثنا إبراهيم بن هاشمٍ البغويُّ، قال: دثنا محمد بن أبي بكرٍ المُقدَّميُّ، قال: دثنا أبو داودَ (1) ، قال: دثنا شعبةُ، عن منصورٍ (2) ، عن خَرَشَةَ بن الحُرِّ، قال: قدمتُ المدينةَ، فلقيتُ عبدَالله بن [ص:349] سلامٍ، فقال: [ألا أُحدِّثُكَ] (3) حديثًا هو في كتابِ اللهِ؟ فذكر قومًا يخرجون من النارِ، يقولُ إبراهيمُ: يا ربِّ حَرَّقتَ بَنِيَّ! فيُخرجون منها.
عطاءُ بن يسارٍ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ
__________
(1) هو: الطيالسي.
(2) هو: ابن المعتمر.
[14979] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5643/ قلعجي) و (4/98/ ابن دهيش) عن المصنف من طريق شعبة، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/381) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح» . [ص:349]
ولم نقف عليه من هذا الوجه، ولكن رواه ابن خزيمة في "كتاب التوحيد" (477) عن محمد بن بشار، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، قال: لقيت عبد الله بن سلام ... فذكره.
ورواه ابن حبان (7378) من طريق أبي مالك سعد بن مالك الأشجعي، عن ربعي ابن حراش، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول إبراهيمُ يوم القيامة: يا ربَّاه، فيقول الرب جلَّ وعلا: يا لبيكاه، فيقول إبراهيمُ: يا رب حَرَّقتَ بَنِيَّ؟! فيقول: أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرَّة أو شعيرة من إيمان» .
(3) رسمها في الأصل: «ألاحدثك» .(14/348)
14980 - حدثنا مُطّلبُ بن شعيبٍ الأزديُّ، قال: دثنا عبد الله بن صالحٍ، قال: حدثني الليثُ، عن خالد بن يزيدَ، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن هلال بن أسامةَ، عن عطاء بن يسارٍ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ، قال: إنا لنجدُ صفةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: «إنّا أرسلناكَ شاهدًا ومبشِّرًا ونذيرًا، وحِرْزَ الأُمِّيِّينَ (1) ، أنت عبدي ورسولي، سَميتُكَ [ص:350] المُتوكِّلَ، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ، ولا سَخّابٍ (2) في الأسواقِ، ولا يجزي السيئةَ مثلَها، ولكن يعفو ويصفحُ، ويتجاوزُ، ولن أقبضَكَ حتى/ أقيمَ الملةَ المعوجَّةَ بأن تشهدَ أن لا إله إلا اللهُ، يفتحُ (3) بها [ظ: 224/أ] أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غُلْفًا» .
قال عطاء بن يسارٍ: وأخبرني أبو واقدٍ الليثيُّ (4) أنه سمع كعبَ الأحبارِ يقولُ مثلَ ما قال ابنُ سَلاَمٍ.
__________
(1) في مصادر التخريج: «وحرزًا للأميين» .
[14980] ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد" (5652/ قلعجي) و (4/102/ابن دهيش) وعزاه للمصنف من حديث الليث، به.
ورواه الدارمي (6) عن عبد الله بن صالح، به.
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة" (1/376) ، وفي "الاعتقاد" (ص341-342) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/445) ؛ من طريق يعقوب بن سفيان، عن عبد الله بن صالح، به. [ص:350]
ورواه الآجري في "الشريعة" (980) من طريق شعيب بن الليث، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص 38) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير؛ كلاهما (شعيب، ويحيى) عن الليث، به.
وعلقه البخاري عقب الحديث (2125) من طريق سعيد بن أبي هلال، به.
ورواه الدينوري في "المجالسة" (1297) عن عبد الرحمن بن مرزوق، عن يزيد بن هارون، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال بن أبي هلال أسامة، به.
وتقدم هذا المتن برقم [14583] من طريق محمد بن مهران، عن يزيد بن هارون، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله ابن عمرو، به.
(2) من السَّخَبِ، وهو لغة في الصخَب، بالصاد، وهو الصياح واختلاط الأصوات. وقد وقع في بعض المصادر بالصاد. وانظر: "مشارق الأنوار" (2/40 و209) ، و"النهاية" (2/349) ، و (3/14) ، و"تاج العروس" (س خ ب، ص خ ب) .
(3) فاعل «يفتح» ضمير يعود على الله عزَّ وجلَّ. ونحو هذا الأسلوب: من الالتفات من التكلُّم إلى الغيبة. وانظر التعليق على الحديث [14307] .
(4) هو: الحارث بن مالك، وقيل: الحارث بن عوف، وقيل: عوف بن الحارث.(14/349)
ابن أخي عبدِالله بن سَلاَمٍ، عن عبد الله
14981 - حدثنا عُبيدُ بن غَنّامٍ، ومحمد بن عبد الله الحضرميُّ، وعبدانُ بن أحمدَ؛ قالوا: دثنا أبو بكرِ بن أبي شيبةَ، قال: دثنا يحيى ابن يعلى التيميُّ، عن عبد الملكِ بن عميرٍ، عن ابن أخي عبد الله بن سَلاَمٍ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ، قال: كان اسمي في الجاهليةِ «فلانٌ ً» (1) ، فسماني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عبدَالله» .
__________
[14981] تقدم هذا الحديث برقم [14940] .
(1) تقدم توجيه هذه الجملة نحويًّا في التعليق على الحديث [14940] .(14/351)
بشرُ بن شَغافٍ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ
14982 - حدثنا أبو زرعةَ عبد الرحمن بن عمرٍو الدمشقيُّ، وحفص بن عمر الصَّبَّاح (1) الرَّقِّيُّ؛ قالا: دثنا عمرُو بن عثمانَ الكلابيُّ، قال: دثنا موسى بن أعينَ، عن معمر بن راشدٍ، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوبَ، عن بشر بن شغافٍ، عن عبد الله بن سَلاَم، قال: قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلاَ فَخْرَ، [ص:352] وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَمُشَفَّعٍ، لِوَاءُ الحَمْدِ بِيَدِي يَوْمَ القِيَامَةِ، تَحْتِي آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ» .
__________
[14982] ذكره ابن كثير في"جامع المسانيد" (5637/ قلعجي) و (4/95/ ابن دهيش) ، وعزاه للمصنف من حديث محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/254) ، وقال: «رواه أبو يعلي والطبراني، وفيه عمرو بن عثمان الكلابي؛ وثقه ابن حبان على ضعفه، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/454-455) من طريق المصنف، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (793) ، وفي "الأوائل" (78) ؛ عن عمر بن الخطاب السجستاني، وأبو يعلى (7493) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1456) ؛ من طريق عمرو بن محمد الناقد؛ كلاهما (عمر السجستاني، وعمرو الناقد) عن عمرو بن عثمان الكلابي، به.
(1) كذا في الأصل، وهو: حفص بن عمر بن الصَّبَّاح الرَّقِّيُّ.(14/351)
14983 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ، قال: دثنا يحيى بن طلحةَ اليربوعيُّ، قال: دثنا فضيل بن عياضٍ، عن هشام [بن] (1) حسان، عن واصلٍ مولى أبي عُيينةَ (2) ، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوبَ، عن بشر بن شَغافٍ، قال: قال عبد الله بن سَلاَمٍ: إنّ أكرمَ خليقةِ اللهِ على اللهِ: أبو القاسمِ صلى الله عليه وسلم.
__________
[14983] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/254) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي؛ وثقه ابن حبان، وضعفه النسائي، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (398/ رواية نعيم بن حماد) عن معمر، عمن سمع محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، به. وانظر الحديث التالي.
(1) قوله: «بن» سقط من الأصل.
(2) أبو عيينة هو: عزرة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي.(14/352)
14984 - حدثنا إبراهيمُ بن نائلةَ الأصبهانيُّ، قال: دثنا إسماعيلُ ابن عمرٍو البَجَليُّ، قال: دثنا إسماعيلُ بن عُليّةَ، عن مهديِّ بن ميمونٍ، عن محمد بن أبي عبد الله بن أبي يعقوبَ، عن بشر بن شغافٍ، قال: قال عبد الله بن سَلاَمٍ: إن أكرمَ الخليقةِ على اللهِ يومَ القيامةِ: أبو القاسمِ صلى الله عليه وسلم.
__________
[14984] رواه أسد بن موسى في "الزهد" (44) عن مهدي بن ميمون، به.
ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (935/بغية الباحث) عن عبد العزيز بن أبان، والحاكم في "المستدرك" (4/568) من طريق عفان بن مسلم ومحمد بن كثير، والبيهقي في "شعب الإيمان" (148) ، وفي "دلائل النبوة" (5/485-486) ؛ من طريق عبد الله بن محمد بن أسماء؛ جميعهم (عبد العزيز، وعفان، ومحمد بن كثير، وعبد الله) عن مهدي بن ميمون، به. وانظر الحديث السابق.(14/352)
14985 - حدثنا إبراهيمُ بن نائلةَ الأصبَهانيُّ، قال: دثنا [محمد ابن] (1) أبي بكرٍ المُقَدَّميُّ، قال: دثنا عبد الوهابِ الثقفيُّ، عن سعيدٍ الجُريريِّ، عن رجلٍ، عن ابن شغافٍ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ، قال: والذي نفسي بيدِه، إنّ أقربَ الناسِ يومَ القيامةِ لمحمدٌ صلى الله عليه وسلم؛ جالسٌ عن يمينِهِ على الكرسيِّ.
__________
[14985] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/254) ، وعطفه على حديث عزاه للطبراني، ثم قال: «وفيه رجل لم يسم» .
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (583) عن المقدمي، به.
(1) سقط من الأصل، فأثبتناه من مصادر التخريج.(14/353)
محمد بن يحيى بن حِبّانٍ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ
14986 - حدثنا أحمد بن رِشْدِينٍ المصريُّ، قال: دثنا أحمد بن صالحٍ، / قال: دثنا ابن وهبٍ، قال: أرني عمرُو بن الحارثِ، عن [ظ: 224/ب] يزيدَ ابن أبي حبيبٍ، عن موسى بن سعدٍ (1) ، عن محمد بن يحيى بن حِبّانٍ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ؛ أنَّه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ على المنبرِ: «مَا عَلَيْكُمْ- إِنْ وَجَدْتُمْ- أَنْ تَتَّخِذُوا ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الجُمُعَةِ سِوَى ثَوْبَيِ المِهْنَةِ!» .
__________
(1) ويقال: "موسى بن سعيد" أيضًا، كما في "سنن ابن ماجه"، والموضع الثاني من "المختارة"، وانظر: "تقريب التهذيب" (6965) .
[14986] رواه الضياء في "المختارة" (9/451) من طريق المصنف، به.
ورواه أبو داود (1078) عن أحمد بن صالح، به.
ورواه ابن ماجه (1095) عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، به.
وسيأتي عند المصنف (22/ رقم 736) من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن موسى بن سعد، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن النبي صلى الله عليه وسلم. [ص:354] وتابعه على هذا الوجه أبو بكر المروزي في "الجمعة وفضلها" (38) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/37) ؛ فروياه من طريق يحيى بن أيوب، به، إلا أن ابن عبد البر زاد فيه: عن عبد الله بن سلام، يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه أبو داود (1078) عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب، عن عمر بن الحارث، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، ليس فيه ذكر ليوسف بن عبد الله بن سلام ولا لأبيه.
ورواه الضياء في "المختارة" (9/450) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، مثل رواية أبي داود السابقة.
ورواه عبد الرزاق (5330) عن الثوري، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن ابن حبان، به، مرسلاً.
ورواه عبد الرزاق (5329) من طريق إسماعيل بن أمية، عن محمد بن يحيى بن حبان، به، مرسلاً.
ورواه مالك في "الموطأ" (1/110) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ... فذكره.
ورواه ابن خزيمة (1765) من طريق زهير بن معاوية، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن رجل منهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وانظر: "العلل" للدارقطني (1196) . وانظر الحديث [14956] .(14/353)
عُبيدُ بن عُميرٍ الليثيُّ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ
14987 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ، قال: دثنا ضرارُ ابن صُرَدٍ أبو نعيمٍ، قال: دثنا محمد بن فُضيلٍ، عن عُبيد الله بن الوليد الوَصّافيِّ، عن عبد الله بن عُبيد بن عميرٍ، عن أبيه، قال: كان [ص:355] عبدُالله بن سَلاَم جالسًا فتكلَّم بكلمةٍ، فسمعه رجلٌ لم يحبَّ أن يسمعَهُ، فالتفتَ إلى أبي الدرداءِ، فقال: أنا سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ حَدَّثَ حَدِيثًا لاَ يُحِبُّ أَنْ يُفْشَى عَلَيْهِ فَهُوَ أَمَانَةٌ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَكْتِمْهُ صَاحِبُهُ» .
__________
[14987] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5650/ قلعجي) و (4/101/ ابن دهيش) عن المصنف من طريق عبيد الله بن الوليد، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/97- 98) ، وقال: «رواه الطبراني من حديث عبد الله بن سلام، وفيه عبيد الله ابن الوليد الوصافي؛ وهو متروك» .
ولم نجده من هذا الوجه، ولكن رواه أحمد (6/445 رقم 27509) عن أبي معاوية، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبي الدرداء، مرفوعًا.(14/354)
أبو سلمةَ بن عبد الرحمنِ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ
14988 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، قال: حدثني أبي، قال: دثنا عبد الله بن الحارث المخزوميُّ.
ودثنا الحسين بن إسحاقَ، قال: دثنا دُحيمٌ (1) ، قال: دثنا ابن أبي فُديكٍ؛ جميعًا عن الضحاكِ بن عثمانَ، عن أبي النَّضْرِ (2) ، عن أبي سلمةَ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ، قال: قلتُ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ: إنّا لنجدُ في كتابِ اللهِ: في يومِ الجمعةِ ساعةٌ لا يُوافقُها عبدٌ مؤمنٌ يُصلِّي يسألُ اللهَ شيئًا، إلا قضى له حاجتَه. قال عبدُالله: فأشار إليّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «بَعْضُ سَاعَةٍ» ، فقلتُ: صدقتَ، بعضُ ساعةٍ. قلتُ: أيُّ ساعةٍ هي؟ قال: «آخِرُ سَاعَاتِ النَّهَارِ» . قلتُ: إنها ليستْ [ص:356] بساعةٍ صلاةٍ؟! قال: «بَلَى؛ إِنَّ العَبْدَ المُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ جَلَسَ لَمْ يَحْبِسْهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ» .
__________
[14988] رواه الضياء في "المختارة" (9/443- 444) من طريق المصنف، به.
ورواه أحمد (5/6 رقم 23781) .
ورواه ابن ماجه (1139) عن عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، به.
ورواه أبو بكر المروزي في "الجمعة وفضلها" (4) عن إبراهيم بن عروة، عن ابن أبي فديك، به. وانظر الحديث [14941] .
(1) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم.
(2) هو: سالم بن أبي أمية المدني.(14/355)
14989 - حدثنا أبو زُرعةَ عبد الرحمن بن عمرٍو الدمشقيُّ، قال: دثنا أبو مُسْهِرٍ (1) ، قال: دثنا يحيى بن حمزةَ.
ودثنا إبراهيم بن دُحيمٍ الدمشقيُّ، قال: دثنا أبي، قال: دثنا الوليد بن مسلمٍ؛ قالا: دثنا الأوزاعيُّ، قال: حدّثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمةَ بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سَلاَمٍ، قال: جلستُ في نفرٍ من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: أيُّكم يأتي النبيَّ صلى الله عليه وسلم فيسألُهُ: أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ *} (2) . قال أبو سلمةَ: فتلاها علينا عبد الله بن سَلاَمٍ من أولِها إلى آخرِها، ثم بكى.
قال يحيى: فتلاها علينا أبو سلمةَ من أولِها إلى آخرِها، ثم بكى.
قال الأوزاعيُّ: فتلاها علينا يحيى من أولِها إلى آخرِها، ثم بكى. [ص:357]
قال الوليدُ: فتلاها علينا/ الأوزاعيُّ من أولِها إلى آخرِها، ثم بكى.
[ظ: 225/أ]
قال دُحيمٌ: فتلاها علينا الوليدُ من أولِها إلى آخرِها، ثم بكى.
قال إبراهيمُ: فتلاها علينا أبي من أولِها إلى آخرِها، ثم بكى.
وتلاها علينا إبراهيمُ من أولِها إلى آخرِها، ثم بكى (3) .
__________
(1) هو: عبد الأعلى بن مسهر.
(2) الآية (2) من سورة الصف، والمراد: السورة كلها.
[14989] رواه الضياء في "المختارة" (9/436) من طريق المصنف، به.
ورواه أبو يعلى (7499) عن منصور بن أبي مزاحم، عن يحيى بن حمزة، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (141) عن دحيم، به.
ورواه ابن حبان (4594) من طريق هشام بن عمار، والحاكم في "المستدرك" (2/69) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي؛ كلاهما عن الوليد بن مسلم، به.
ورواه أبو إسحاق الفزاري في "السير" (546) عن الأوزاعي، به.
ورواه الدارمي (2435) ، والحاكم في "المستدرك" (2/69) و (2/228-229) ، [ص:357] والواحدي في "أسباب النزول" (ص 491) ؛ من طريق محمد بن كثير، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (141) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، والحاكم (2/69) من طريق الهقل بن زياد، وابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (13/538) - والحاكم (2/486- 487) ، والبيهقي (9/159) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/57) ؛ من طريق الوليد بن مزيد؛ جميعهم (محمد بن كثير، ومحمد بن شعيب، والهقل بن زياد، والوليد بن مزيد) عن الأوزاعي، به.
وانظر الحديث التالي.
(3) هذا قول المصنف، ووضع بعد هذه الكلمة في الأصل لحق، وكُتب مقابله في الحاشية: «قال أبو القاسم الطبراني: تلاها علينا إبراهيمُ من أولِها إلى آخرِها ثم بكى» .(14/356)
14990 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ، قال: دثنا يحيى ابن عبد الحميد، قال: دثنا عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعيِّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، قال حدَّثَني هلال بن أبي ميمونةَ، قال: حدثني عطاء بن يسارٍ، أو أبو سلمة؛ أنّ عبد الله بن سَلاَم حدَّثه، قال: تذاكرْنا بيننا، فقلنا: أينا يأتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيسألُهُ: أيُّ الأعمالِ [ص:358] أحبُّ إلى اللهِ؟ فهِبْنا أن يقومَ منا أحدٌ، فأَرسل إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلاً، فجعل بعضُنا يشيرُ إلى بعضٍ، فقرأ علينا: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَْرْضِ} (1) من أولِها إلى آخرِها.
قال هلالٌ: فتلاها علينا عطاء بن يسارٍ من أولِها إلى آخرِها.
قال يحيى: فتلاها علينا هلالٌ من أولِها إلى آخرِها.
قال الأوزاعيُّ: فتلاها علينا يحيى من أولِها إلى آخرِها.
__________
[14990] رواه أبو موسى المديني في "اللطائف" (138 و478) من طريق محمد بن عثمان، عن يحيى الحماني، عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمون، عن عطاء بن يسار؛ أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه أن عبد الله بن سلام حدثه، به. [ص:358]
ورواه ابن المبارك في "الجهاد" (1) قال: أخبرني الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني هلال بن أبي ميمونة؛ أن عطاء بن يسار حدثه؛ أن عبد الله بن سلام، حدثه، أو قال - يعني يحيى بن أبي كثير-: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سلام.
ومن هذا الوجه أخرجه أحمد (5/452 رقم 23789) عن يعمر بن بشر، وأبو يعلى (7497) عن عبد الله بن محمد بن أسماء، وابن عساكر في "الأربعون في الحث على الجهاد" (5) من طريق سعيد بن رحمة بن نعيم- وهو راوي كتاب الجهاد عن ابن المبارك- جميعهم (يعمر، وعبد الله، وسعيد) عن ابن المبارك، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (2/69) من طريق الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله ابن سلام. وقال الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سلام.
ورواه أحمد (5/452 رقم 23788) عن يحيى بن آدم، عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة؛ وعن عطاء بن يسار، عن أبي سلمة؛ عن عبد الله بن سلام، به. وانظر الحديث السابق.
(1) الآية (1) من سورة الصف، والمراد: السورة كلها.(14/357)
عبدُالله بن حُبيشٍ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ
14991 - حدثنا يوسفُ القاضي (1) ، قال: دثنا محمد بن أبي بكرٍ المُقدَّميُّ.
ودثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، قال: حدثني شَبَّابٌ العصفريُّ (2) ؛ قالا: دثنا فضيل بن سليمانَ، قال: دثنا محمد بن أبي يحيى الأسلميُّ، عن عبد الله بن حُبيشٍ (3) ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ، قال: ما بين عَيرٍ وأُحدٍ حرامٌ؛ حرَّمه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ما كنتُ لأقطعَ منه شجرًا، ولا أصيدَ طيرًا.
__________
[14991] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/303) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، إلا أنه قال: «ما بين عير وأحد حرام» ، ورجاله ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/458) من طريق المصنف، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/18) تعليقًا عن خليفة العصفري، به.
ورواه أحمد (5/450 رقم 23780) عن حسين بن محمد، عن فضيل بن سليمان، به.
(1) هو: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد.
(2) هو: خليفة بن خياط، وشَبَّاب لقبه.
(3) وقع في "المسند": «عبيد الله بن حُبيش» ، وفي "التاريخ الكبير": «عبيد الله بن خنبس» ، ولعل الصواب: «عبيد الله بن خُنيس» فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (5/378) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/313) ، وابن حبان في "الثقات" (5/67) ، وذكروا أنه يروي عن عبد الله بن سَلاَمٍ، ويروي عنه محمد ابن أبي يحيى. قال الضياء بعد أن روى هذا الحديث من طريق المصنف: «ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم عبيد الله بن خنيس، وهو في مسند الإمام وفي كتاب الطبراني: "حبيش"» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/450) : «روى الطبراني: "ما بين عسير [كذا] وأحد حرام"، وفي إسناده عبد الله بن حبيش والصلت ابن عبيد الله [كذا] ، والذي في المسند والطبراني "حبيش" بالحاء المهملة، وذكره ابن أبي حاتم بالخاء المعجمة» .(14/359)
عُبادةُ بن نُسَيٍّ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ
14992 - حدثنا أحمد بن المعلّى الدمشقيُّ، قال: دثنا هشام بن عمارٍ، قال: دثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: دثنا منير بن الزُّبيرِ، قال: سمعتُ عُبادةَ بن نُسَيٍّ يُحدِّثُ عن عبد الله بن سَلاَمٍ، أنه قال: يا رسولَ اللهِ، نَجدُكم في كتابِ اللهِ: «أُمّة حمادون، مولدُ نبيِّهم مكةُ، وهجرتُهُ طَيبةُ، وجهادُهم (1) بالشامِ، يَأتَزِرون على أنصافِهم (2) ، ويُطَهِّرون أَطرافَهم، لهم دويٌّ بالليلِ في المساجدِ كدويِّ النحلِ في غاراتِها، يأتون يومَ القيامةِ غُرًّا مُحَجَّلين» (3) .
__________
[14992] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5646/قلعجي) ، و (4/99-100/ابن دهيش) عن المصنف، به.
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (2229) بهذا الإسناد.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (60/379) من طريق أبي بكر بن خريم، عن هشام بن عمار، به.
(1) قوله: «وجهادُهم» غير واضح في المخطوط، وأثبتناه من "جامع المسانيد" و"تاريخ دمشق"، وفي "مسند الشاميين": «وجمعاؤهم» .
(2) جاء في "جامع المسانيد" (ط/ابن دهيش) : «حدثنا منير بن الرمد، سمعتُ عُبادةَ بن نُسَيٍّ بحديث عن عبد الله بن سَلاَمٍ. قال: رسول اللهِ يحدثكم في كتابِ اللهِ حماد ربي يولد بينهم بمكة، وهجرته طيبة، وجهادهم بالشام، ما مر على أنصابِهم ... » !! وفي (ط/قلعجي) سلم السند بحمد الله، وجاء في المتن: «يا رسول الله. نجدكم في كتاب الله، - نبي يولد بينهم - بمكة، وهجرتُه طَيبة، وجهادهم بالشام، لا يذبحون على أنصابِهم، ... » !!
(3) من قوله: «غاراتها يأتون ... » إلى هنا، غير واضح في المخطوط، فاستظهرناه من مصادر التخريج.(14/360)
المراسيلُ عن عبد الله بن سَلاَمٍ
14993 - حدثنا أبو زرعةَ عبد الرحمن بن عمرٍو الدمشقيُّ، قال: دثنا [يحيى بن صالحٍ الوُحَاظيُّ] (1) ، قال: دثنا أبو معشرٍ (2) ، عن سعيدٍ المقبريِّ، عن عبد الله بن سَلاَمٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: « [مَنْ صَلَّى صَلاَةً ثُمَّ انْتَظَرَ] (3) الأُخْرَى/ كَانَ فِي صَلاَةٍ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا» .
[ظ: 225/ب]
__________
[14993] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5645/ قلعجي) ، و (4/99/ ابن دهيش) عن المصنف؛ قال: «رواه الطبراني، عن أبي زرعة الدمشقي، عن يحيى الوحاظي، عنه (أي عن سعيد) ، به» . وانظر الحديث [14941] .
(1) قوله: «يحيى بن صالح الوحاظي» غير واضح في المخطوط.
(2) هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي.
(3) قوله: «من صلى صلاة ثم انتظر» غير واضح في المخطوط، واستدركناه من "جامع المسانيد".(14/361)
14994 - حدثنا المقدامُ بن داودَ، قال: دثنا أبو الأسودِ النضرُ ابن عبد الجبارِ، قال: دثنا ابن لَهيعةَ، عن أبي عيسى الخُراسانيِّ سليمانَ بن كَيْسانٍ، عن عطاءٍ الخراسانيِّ، عن عبد الله بن سَلاَم، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لَدِرْهَمٌ يُصِيبُهُ الرَّجُلُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ ثَلاَثَةٍ وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً يَزْنِيهَا فِي الإِسْلاَمِ» . [ص:362]
وعن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَبْوَابَ الرِّبَا [اثْنَانِ وَسَبْعُونَ] (1) حُوْبًا (2) ، أَدْنَاهُ كَالَّذِي يَأْتِي أُمَّهُ فِي الإِسْلاَمِ» .
__________
[14994] نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (5651/ قلعجي) ، و (4/101/ ابن دهيش) عن المصنف من طريق ابن لهيعة، به. وذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/117) المتن الأول فقط، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وعطاء الخراساني لم يسمع من ابن سلام» .
ورواه معمر في "جامعه" (19706/الملحق بمصنف عبد الرزاق) عن عطاء الخراساني، به. [ص:362]
ورواه عبد الرزاق (15344) عن معمر، عن عطاء الخراساني، عن رجل، عن ابن مسعود، موقوفًا، بنحو لفظ الطبراني.
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/257) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5127) من طريق عطاء بن يسار؛ كلاهما عن عبد الله بن سلام، مرفوعًا، مقتصرًا على الحديث الثاني.
(1) قوله: «اثنان وسبعون» غير واضح في المخطوط، واستدركناه من مصادر التخريج.
(2) الحُوب والحَوْب: جمع حُوبَةٍ وحَوْبةٍ؛ وهي الإثم. "مشارق الأنوار" (1/215) ، و"تاج العروس" (ح وب) .(14/361)
عبدُ الله بن رواحةَ الأنصاريُّ
وهو عبدُالله بن رواحةَ بن امرئِ القيسِ بن ثعلبةَ بن عبدِ عمرِو بن امرئِ القيسِ بن مالكِ بن كعبِ بن الحارثِ بن الخزرجِ؛ عَقَبيٌّ، بَدْرِيٌّ، استُشهد يومَ مؤتةَ.
ومن أخبارِهِ
14995 - حدثنا محمد بن عمرِو بن خالدٍ الحرانيُّ، قال: دثنا أبي، قال: دثنا ابن لَهيعةَ، عن أبي الأسودِ (1) ، عن عروةَ؛ في تسميةِ مَن شهد بدرًا من الأنصارِ، ثم من بني الحارثِ بن الخزرجِ، من بني امرئ القيسِ بن ثعلبةَ بن كعبِ بن الخزرجِ بن الحارثِ بن الخزرجِ: عبدُالله بن رواحةَ بن امرئِ القيسِ.
__________
[14995] رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4108) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/109) - عن المصنف، به.
ورواه ابن عساكر أيضًا (28/108) من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، به.
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، كان يتيمًا في حجر عروة بن الزبير.(14/363)
14996 - حدثنا الحسن بن هارونَ بن سليمانَ الأصبهانيُّ، قال: دثنا محمدُ بن إسحاقَ المُسيّبيُّ، قال: دثنا محمد بن فُليحٍ، عن موسى ابن عُقبةَ، عن ابن شهابٍ؛ في تسميةِ مَن شهد بدرًا من الأنصارِ من بني الحارثِ بن الخزرجِ: عبدُالله بن رواحةَ بن امرئِ القيسِ.
__________
[14996] رواه البغوي في "معجم الصحابة" (4/54) عن هارون بن موسى الفروي، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4110) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي؛ كلاهما (هارون، وإبراهيم) عن محمد بن فليح، به.(14/363)
14997 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، قال: حدَّثَني أبي، قال: دثنا عبد الرَّزَّاق، قال: دثنا معمرٌ، عن الزهريِّ، عن أنسِ بن مالكٍ، قال: دخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في عمرةِ القضاءِ، وعبدُالله بن رواحةَ بين يديه، وهو يقولُ (1) :
خَلُّوا بَنِي الكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ [ص:365]
قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ
بِأَنَّ خَيْرَ القَتْلِ فِي سَبِيلِهِ
__________
[14997] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/130) ، وقال: «رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح» .
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4113) عن المصنف، به، وقرن مع المصنف أبا بكر القطيعي.
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (1922) عن الحسن بن علي، ومحمد بن شبويه، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1/455-456 رقم 1153) عن أحمد بن شبويه، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1983) عن الحسن بن علي وسلمة بن شبيب، والبزار (2099/كشف الأستار) عن سلمة بن شبيب والحسين بن مهدي وزهير بن محمد ومحمد بن سهل بن عسكر، وأبو يعلى (3571) عن مؤمل ابن إهاب، وأبو يعلى أيضًا (3579) عن أبي بكر بن زنجويه، وابن حبان (4521) من طريق ابن أبي السري، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4112) ، والبيهقي (10/228) ؛ من طريق إبراهيم بن أبي سويد، والبيهقي (10/228) ، وابن عساكر (28/100-101) ؛ من طريق أحمد بن الأزهر أبي الأزهر السليطي، والبغوي في "شرح السنة" (3405) ، وابن عساكر (28/100) ؛ من طريق محمد ابن يحيى الذهلي؛ جميعهم (الحسن بن علي، ومحمد بن شبويه، وأحمد بن شبويه، وسلمة ابن شبيب، والحسين بن مهدي، وزهير بن محمد، ومحمد بن سهل بن عسكر، ومؤمل بن إهاب، وأبو بكر بن زنجويه، وابن أبي السري، وإبراهيم بن أبي سويد، وأبو الأزهر السليطي، ومحمد بن يحيى الذهلي) عن عبد الرزاق، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (256) عن الحسن بن علي، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس، به، وتقدم أن ابن أبي عاصم رواه في "الآحاد والمثاني" عن الحسن بن علي وسلمة بن شبيب، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به. وانظر الحديث التالي.
(1) الأبيات من مشطور الرَّجَز. وفيها روايات سيأتي بعضها.(14/364)
14998 - حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، وموسى بن هارونَ؛ قالا: دثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمّانيُّ، قال: دثنا جعفرُ بن سليمانَ، عن ثابتٍ (1) ، عن أنسٍ؛ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما دخل مكةَ مشى عبدُالله بن رواحةَ بين يديْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم [وهو يقولُ] (2) :
خَلُّوا بَنِي الكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ
اَلْيَوْمَ نَضْرِبْكُمْ (3) عَلَى تَأْوِيلِهِ (4) [ص:366]
ضَرْبًا [يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ
وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ] (5) عَنْ خَلِيلِهِ
فقال عمر: يا ابنَ رواحةَ، / بين يديْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وفي حرمِ اللهِ، تقولُ الشعر؟! فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «خَلِّ عَنْهُ يَا عُمَرُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهَذَا أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ وَقْعِ السُّيُوفِ» .
[ظ: 226/أ]
__________
[14998] رواه المصنف في "الأوسط" (8161) عن موسى بن هارون وحده، به.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (6/292) من طريق محمد بن شبل، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/99) من طريق أبي عبد الله محمد بن إبراهيم السراج؛ كلاهما (محمد بن شبل، والسراج) عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، به.
ورواه عبد بن حميد (1257) ، والترمذي (2847) ، وفي "الشمائل" (247) ، والنسائي (2873 و2893) ، وأبو يعلى (3440) ، وابن خزيمة (2680) ؛ من طريق عبد الرزاق، وأبو يعلى (3394) عن عبد الله بن أبي بكر المقدمي، وابن عدي (2/148) من طريق قطن بن نسير؛ جميعهم (عبد الرزاق، وعبد الله بن أبي بكر، وقطن ابن نسير) عن جعفر بن سليمان، به. قال قطن بن نسير: «أحسبه عن أنس» . وانظر الحديث السابق.
(1) هو: ابن أسلم البناني.
(2) الأبيات من مشطور الرَّجز. وقوله: «صلى الله عليه وسلم وهو يقولُ» غير واضح في المخطوط، فاستدركناه من "الأوسط" للمصنف.
(3) قوله: «نضربْكم» بتسكين الباء- وإلا انكسر الوزن- والجادة: «نضربُكُم» ؛ لأنه فعل مضارع مرفوع. وتسكين الباء هنا لغة وليس ضرورة؛ حذفت الضمة تخفيفًا، وقرئ بها في قوله تعالى: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ} [البَقَرَة: 54] ، و {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ} [البَقَرَة: 67] ، وقوله: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} [الأنعَام: 109] ، وانظر في توجيه ذلك: "همع الهوامع" (1/216-218) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (1/100-102 و120) ، و (2/518-519) .
(4) انظر التعليق على الحديث التالي. [ص:366]
(5) قوله: «يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ» غير واضح في المخطوط، فاستدركناه من "الأوسط" للمصنف.(14/365)
14999 - حدثنا أبو شعيبٍ عبدُالله بن الحسن الحرانيُّ، قال: دثنا أبو جعفرٍ النُّفيليُّ (1) ، قال: دثنا محمد بن سلمةَ، عن محمد بن إسحاقَ، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكرٍ (2) ؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكةَ في تلك العمرةِ، دخلها وعبدُالله بن رواحةَ الأنصاريُّ آخذٌ بخِطامِ ناقتِهِ، وهو يقولُ (3) :
خَلُّوا بَنِي الكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ
إِنِّي شَهِيدٌ أَنَّهُ رَسُولُهُ (4) [ص:367]
خَلُّوا فَكُلُّ الخَيْرِ فِي رَسُولِهِ
يَا رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهِ
أَعْرِفُ حَقَّ اللهِ فِي قَبُولِهِ
نَحْنُ قَتَلْنَاكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهِ
كَمَا قَتَلْنَاكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ (5)
ضَرْبًا يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ
وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
__________
[14999] رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4114) عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن أبي شعيب الحراني، به.
ورواه محمد بن إسحاق في "السيرة"؛ كما في "السيرة النبوية" لابن هشام (2/371) .
ورواه ابن جرير في "تاريخه" (3/24) من طريق سلمة بن الفضل، والبيهقي في "دلائل النبوة" (4/323) من طريق يونس بن بكير؛ كلاهما (سلمة، ويونس) عن محمد بن إسحاق، به.
(1) هو: عبد الله بن محمد بن علي.
(2) هو: عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.
(3) من مشطور الرَّجز.
(4) في هذا الشطر عيب من عيوب القافية؛ وهو الإقواء؛ وهو أن يجيء رَويُّ بيت مرفوعًا وآخر مجرورًا. والأبيات كلها هنا مجرورة الرَّويِّ، وهذا البيت وحده جاء [ص:367] مرفوعًا. انظر: "الكافي في العروض والقوافي" للخطيب التبريزي (ص 160) .
(5) قال ابن هشام في الموضع السابق من "السيرة النبوية": «"نحن قتلناكم على تأويله" إلى آخر الأبيات، لعمار بن ياسر في غير هذا اليوم؛ (يعني: قاله يوم صفين) ، والدليل على ذلك أن ابن رواحة إنما أراد المشركين، والمشركون لم يُقروا بالتنزيل؛ وإنما يُقتل على التأويل من أقر بالتنزيل» . اهـ.
قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (4/228) : «وفيما قاله ابن هشام نظر» ، ثم ذكر بعض الروايات التي ثبت فيها هذا من قول عبد الله بن رواحة في ذلك اليوم.
وقال الحافظ في "الفتح" (7/501) - بعد أن ذكر اعتراض ابن هشام-: «وإذا ثبتت الرواية فلا مانع من إطلاق ذلك؛ فإن التقدير- على رأي ابن هشام-: نحن ضربناكم على تأويله؛ أي: حتى تذعنوا إلى ذلك التأويل، ويجوز أن يكون التقدير: نحن ضربناكم على تأويل ما فهمنا منه حتى تدخلوا فيما دخلنا فيه، وإذا كان كذلك محتملاً وثبتت الرواية سقط الاعتراض، نعم.. الرواية التي جاء فيها: «فاليوم نضربكم على تأويله» يظهر أنها قول عمار، ويبعد أن تكون قول ابن رواحة؛ لأنه لم يقع في عمرة القضاء ضرب ولا قتال، وصحيح الرواية:
نحن ضربناكم على تأويله
كما ضربناكم على تنزيله يشير بكل منهما إلى ما مضى، ولا مانع أن يتمثل عمار بن ياسر بهذا الرجز ويقول هذه اللفظة. ومعنى قوله: «نحن ضربناكم على تنزيله» أي: في عهد الرسول فيما مضى، وقوله: «واليوم نضربكم على تأويله» أي: الآن» .(14/366)
15000 - حدثنا الحسن بن هارونَ بن سليمانَ الأصبهانيُّ، قال: دثنا محمد بن إسحاقَ المُسيّبيُّ، قال: دثنا محمد بن فليحٍ، عن موسى ابن عُقبةَ، عن ابن شهابٍ، قال: لما أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في عمرةِ القضاءِ أصحابَهُ فقال: «اكْشِفُوا عَنِ المَنَاكِبِ، وَاسْعَوْا فِي الطَّوَافِ» ؛ ليُرِيَ المشركين جَلَدَهم وقوتَهم، وكان يَكيدُهم بكلِّ ما استطاع، فانكفأ أهلُ مكةَ- الرجالُ منهم والنساءُ والصِّبيانُ- يَنظرون إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابِهِ وهم يطوفون بالبيتِ، وعبدُالله بن رواحةَ يَرتجزُ بين يديْ رسولِ صلى الله عليه وسلم مُتوشِّحًا بالسيفِ، يقولُ:
خَلُّوا بَنِي الكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ
أَنَا الشَّهِيدُ أَنَّهُ رَسُولُهُ (*)
قَدْ نَزَّلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ
فِي صُحُفٍ يُتْلَى (1) عَلَى رَسُولِهِ
فَالْيَوْمَ نَضْرِبْكُمْ (2) عَلَى تَأْوِيلِهِ
كَمَا ضَرَبْنَاكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ (*) [ص:369]
ضَرْبًا يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ
وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
وتَغيّبَ رجالٌ من أشرافِ المشركين كراهيةَ أن ينظروا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ غيظًا وحِنْقًا ونَفاسةً وحسدًا؛ خرجوا إلى نواحي مكةَ، فقضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم [نُسُكَهُ، فأقام] (3) ثلاثًا.
__________
[15000] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/146-147) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح» .
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4113) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (4/314-316) ؛ من طريق إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن فليح، به.
ورواه البيهقي أيضًا (4/314-316) ؛ من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة، به.
(*) انظر التعليق على هذه الكلمة في الحديث السابق.
(1) كذا في الأصل؛ بتذكير الفعل، والجادة: «تتلى» بالتأنيث، وما في الأصل له وجه في اللغة تقدم في التعليق على الحديث [14647] .
(2) انظر التعليق على هذه الكلمة في الحديث قبل السابق. [ص:369]
(3) قوله: «نسكه فأقام» غير واضح في المخطوط.(14/368)
15001 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ، قال: [دثنا أحمد ابن يونسَ، قال: دثنا المعافَى بن عمرانَ] (1) ، قال: دثنا جعفرُ/ بن [ظ: 226/ب] بَرْقانَ، عن ميمونِ بن مهرانَ، عن مقسمٍ أبي القاسمِ، عن ابن عباسٍ؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبرَ اشترط عليهم أنّ له الأرضَ، وكلَّ صفراءَ وبيضاءَ؛ يعني الذهبَ والفضةَ، فقال له أهلُ خيبرَ: نحنُ أعلمُ [ص:370] بالأرضِ، [فأعطناها] (2) على أن نعملَها ويكون لنا نصفُ الثمرةِ، ولكم نصفها. فذكر أنه أعطاهم على ذلك، فلما كان حِينُ تَصرُّمِ النخلِ بعث إليهم ابنَ رواحةَ، فحَزَرَ النخلَ، وهو الذي يَدعونَه أهلُ المدينةِ (3) : الخَرْصَ، فقال: في ذا كذا وكذا، فقالوا: أكثرتَ علينا يا ابنَ رواحةَ، قال: فأنا إليَّ حزرُ النخلِ، وأعطيكم نصفَ الذي قلتُ! قالوا: هذا الحقُّ، وبه قامتِ السمواتُ والأرضُ، رضينا أن نأخذَ بالذي قلتَ.
__________
[15001] تقدم برقم (12062) .
ورواه البيهقي (6/114) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/142) ؛ من طريق إسماعيل بن إسحاق، عن أحمد بن يونس، به.
ورواه أبو داود (3410) ، وابن ماجه (1820) ؛ من طريق عمر بن أيوب، وأبو داود (3411) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/141-142) ؛ من طريق زيد بن أبي الزرقاء؛ كلاهما (عمر، وزيد) عن جعفر بن برقان، به.
ورواه أبو داود (3412) من طريق كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن ميمون، عن مقسم؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
ورواه أبو يوسف القاضي في "الخراج" (ص 51) ، وأبو عبيد القاسم بن سلام في "الأموال" (191) ، وأحمد (1/250 رقم 2255) ، وابن ماجه (2468) ، وأبو يعلى (2341) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2676) ، وفي "شرح معاني الآثار" (3/246) و (4/113) ، والدارقطني في "السنن" (3/37 و38) ؛ من طريق الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس، به، نحوه، مختصرًا. وانظر الأحاديث التالية.
(1) من قوله: «دثنا أحمد بن يونس ... » إلى هنا، غير واضح في المخطوط، فاستدركناه من الحديث [12062] . [ص:370]
(2) تشبه في المخطوط: «فأعطاها» ، والمثبت من الحديث [12062] .
(3) كذا في الأصل، وكذا في "سنن ابن ماجه"؛ بإلحاق علامة الجمع في الفعل المسند إلى اسم ظاهر دالٍّ على الجمع، والجادة: تجريد الفعل من علامة الجمع أو المثنى إذا أسند إلى اسم ظاهر جمعٍ أو مثنى: «يدعوه أهل المدينة» ؛ كما في الموضع المتقدم عند المصنف (12026) ، وكما عند البيهقي وابن عبد البر، ووقع عند أبي داود: «يسميه أهل المدينة» وهو على الجادة أيضًا. وبقية المصادر ألفاظها مختلفة.
وما في الأصل و"سنن ابن ماجه"، لغة طيِّئ وأزدشنوءة وبلحارث بن كعب، وتسمى: لغة «أكلوني البراغيث» ، وقد اختلف فيها؛ فحسنها وقواها واستشهد لها قومٌ، وضعفها آخرون وعدُّوها شاذة. وانظر تفصيلاً في هذه اللغة والاحتجاج لها في تعليقنا على "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (410) .(14/369)
15002 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاق، عن ابن جُريجٍ، عن ابن شهابٍ، عن عروةَ، عن عائشةَ؛ أنها قالت- وهي تذكرُ شأنَ خيبر-: فكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يبعثُ ابنَ رواحةَ إلى اليهودِ، فتُحزرُ [ص:371] النخلُ حين يطيبُ أولُ الثمرةِ قبلَ أن يؤكلَ منه، ثم يخيرون (1) اليهودَ بأن يأخذوها بذلك الخرصِ، أو يدفعوها إليهم بذلك، وإنما كان أَمْرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالخرصِ لكي تُحصى الزكاةُ قبلَ أن يؤكلَ (2) الثمارُ وتُفرَّقَ.
__________
[15002] رواه عبد الرزاق (7219) .
ورواه ابن حزم في "المحلى" (5/255-256) من طريق ابن الأعرابي، عن الدبري، به.
ورواه ابن خزيمة (2315) ، والدارقطني في "السنن" (2/134) ؛ من طريق محمد ابن يحيى، والدارقطني (2/134) من طريق محمد بن عبد الملك بن زنجويه؛ كلاهما (محمد بن يحيى، وابن زنجويه) عن عبد الرزاق، به.
ورواه إسحاق بن راهويه (904) ، وأحمد (6/163 رقم 25305) ؛ عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرت عن ابن شهاب، به.
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الأموال" (1438) ، وأبو داود (1606 و3413) ، [ص:371] والدارقطني في "السنن" (2/134) ؛ من طريق حجاج بن محمد، وأحمد (6/163 رقم 25306) عن محمد بن بكر؛ كلاهما (حجاج، ومحمد) عن ابن جريج، قال: أخبرت عن ابن شهاب، به.
ورواه المصنف في "الأوسط" (7565) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
وسيأتي برقم [15010] عن الدبري، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن الزهري، مرسلاً، وبرقم [15006] من طريق الأسود، عن عروة، مرسلاً، وبرقم [15007] من طريق موسى بن عقبة، و [15009] من طريق معمر؛ كلاهما عن الزهري، مرسلاً. وانظر "العلل" للدارقطني (3459) .
وانظر الحديث السابق، والأحاديث التالية.
(1) أي: المسلمون، وفيه عود الضمير إلى المفهوم من السياق، وانظر التعليق على الحديث [13934] .
(2) تذكير الفعل هنا جائز، وانظر التعليق على الحديث [14327] .(14/370)
15003 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، عن عبد الرَّزَّاق، عن ابن جُريجٍ، قال: أرني (1) أبو الزُّبيرِ؛ أنه سمع جابرَ بن عبد اللهِ يقولُ: خَرَصها ابنُ رواحةَ أربعين ألف وَسْقٍ، وزعم أنّ اليهودَ لما خيَّرهم ابنُ [ص:372] رواحةَ أخذوا التمرَ، وعليهم عشرون ألفَ وَسْقٍ.
__________
[15003] رواه عبد الرزاق (7205) .
ورواه أحمد (3/296 رقم 14161) عن عبد الرزاق، به.
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الأموال" (193) عن حجاج بن محمد، وابن أبي شيبة (10656 و37206) ، وأحمد (3/296 رقم 14161) عن محمد بن بكر، وابن شبة في "أخبار المدينة" (1/177- 178) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد؛ جميعهم (حجاج، ومحمد، وأبو عاصم) عن ابن جريج، به.
ورواه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (37) عن أبي الزبير، به. ومن طريق ابن طهمان أخرجه أحمد (3/367 رقم 14953) ، وأبو داود (3414) وغيرهما. وانظر الحديثين السابقين، والأحاديث التالية.
(1) يرسمها في الأصل بالدال «أدني» . و «أرني» بالراء اختصار لـ «أخبرني» .(14/371)
15004 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، عن عبد الرَّزَّاق، عن ابن جُريجٍ، قال: أرني (1) عامرُ بن عبد الرحمن بن نِسْطاسٍ عن خيبرَ؛ قال: فتحها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكانت جَمْعَاءُ (2) له؛ [حَرثُها] (3) ونخلُها، ولم يكن [للنبيِّ] (4) صلى الله عليه وسلم وأصحابِهِ رقيقٌ، فصالَحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يهودَ على أنهم يكفونا (5) العملَ، [ولهم شطرُ التمرِ] (6) ، على «أني أُقرُّكم ما بدا للهِ ولرسولِهِ» ، فذلك حين بعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم [ابنَ رواحةَ يَخْرُصُ عليهم، فلما خَيَّرهم] (7) أخذتْ يهودُ الثمرَ، فلم تزل خيبرُ بيدِ اليهودِ/ على [ظ: 227/أ][ص:373] صلحِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حتى كان عمرُ، فأخرجهم، فقالت يهودُ: ألم يصالِحْنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم على كذا وكذا؟ قال: بلى، على أنه يُقرُّكم ما بدا للهِ ورسولِهِ، فهذا حينُ بدا لي أن أُخرِجَكم. فأخرجهم، ثم قَسَمَها بين المسلمين الذين افتتحوها مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يعطِ منها أحدًا لم يحضرِ افتتاحَها، قال: فأهلُها الآن المسلمون، ليس فيها يهودُ، وإنما كان أمرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالخَرْصِ لكي يُحصِيَ الزكاةَ قبلَ أن تُؤكلَ الثمارُ وتُفرَّقَ؛ فكانوا على ذلك.
__________
[15004] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/123-124) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وعامر هذا لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله رجال الصحيح» .
ورواه عبد الرزاق (7207 و14485) .
ورواه ابن شبة في "أخبار المدينة" (1/176 و178) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، عن عامر بن عبد الله بن نسطاس، به. كذا جاء عند ابن شبة: «عامر بن عبد الله» ، وكذا في الموضع الثاني من "المصنف" لعبد الرزاق.
وسياق ابن شبة الأول مختصر، والثاني مختلف. وانظر الأحاديث السابقة والتالية.
(1) يرسمها في الأصل بالدال «أدني» . و «أرني» بالراء اختصار لـ «أخبرني» .
(2) «جمعاءُ» توكيد لاسم «كان» مرفوع، وهو من التوكيد المعنوي. وانظر شروح الألفية، باب التوكيد.
(3) غير واضحة في المخطوط، واستدركناه من مصادر التخريج.
(4) رسمت في الأصل: «النبي» ، والتصويب من مصادر التخريج، وهو ما يقتضيه السياق.
(5) قوله: «يكفونا» كذا في الأصل، وكذا في مصادر التخريج إلا أنها فيها بالتاء الفوقية. والجادة: «يكفوننا» أو «تكفوننا» بنونين نون الرفع ونون الضمير «نا» ، لكن حذف إحداهما جائز، وقد تقدم تخريجه وتوجيهه في التعليق على الحديث [13698] .
(6) قوله: «ولهم شطرُ التمرِ» غير واضح في المخطوط، فاستدركناه من مصادر التخريج، لكن جاء فيها: «على أنكم تكفونا العمل ولكم شطر التمر» . وعندنا: «أنهم يكفونا ... » بالهاء والتحتية، واضحتين.
(7) من قوله: «ابن رواحة ... » إلى هنا غير واضح في المخطوط، فاستدركناه من مصادر التخريج.(14/372)
15005 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، عن عبد الرَّزَّاق، عن ابن جُريجٍ، قال: أرني (1) عبد الله بن عُبيد بن عُميرٍ، عن مقاضاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يهودَ خيبرَ على «أنّ لنا نصفَ الثمرِ، ولكم نصفَهُ» ، ويكفونا (2) العملَ، حتى إذا طاب ثمرُهم، أَتَوُا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنّ ثمرَنا قد طاب، فابعثْ خارصًا يَخرُص بيننا وبينكَ. فبعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم عبدَالله بن رواحةَ، فلما طاف في نخلِهم فنظر إليه، قال: واللهِ ما أعلمُ من خلقِ اللهِ أحدًا أعظمَ فريةً على اللهِ وأعدى لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم منكم، واللهِ ما خلق اللهُ أحدًا أبغضَ إليَّ منكم، والله ما يحملُني ذلك أن أحيفَ عليكم قدرَ [ص:374] مثقالِ ذرةٍ وأنا أعلمُها. قال: ثم خَرَصَها جميعًا، الذي لهم والذي ليهودَ ثمانين ألفَ وَسْقٍ، فقال اليهودُ: حَرَبْتنا (3) ، فقال ابنُ رواحةَ: إن شئتم فأعطونا أربعين ألفَ وَسْقٍ، وتخرجون عنا. فنظر بعضُهم إلى بعضٍ، ثم قالوا: بهذا قامتِ السمواتُ والأرضُ، وبهذا يَغلبُونكم.
__________
[15005] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/122-123) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" مرسلاً، ورجاله رجال الصحيح» .
ورواه عبد الرزاق (7204 و 7216 و14485) .
ورواه أبو عبيد في "الأموال" (1439) من طريق حجاج بن محمد، وابن شبة في "أخبار المدينة" (1/177) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد؛ كلاهما (حجاج، وأبو عاصم) عن ابن جريج، به.
وجاءت رواية عبد الرزاق في الموضع الثاني والثالث ورواية أبي عبيد، مختصرة.
وانظر الأحاديث السابقة والتالية.
(1) يرسمها في الأصل بالدال «أدني» . و «أرني» بالراء اختصار لـ «أخبرني» .
(2) انظر التعليق عليها لغةً في الحديث السابق. [ص:374]
(3) كذا في الأصل، وضبَّبَ عليها الناسخ، وكذا جاء في "مصنف عبد الرزاق"، وأما "مجمع الزوائد" ففيه: «خربتنا» . ومعنى «حربتنا» : سلبتنا ما لنا وتركتنا بلا شيء.
انظر: "تاج العروس" (ح ر ب) .(14/373)
15006 - حدثنا محمدُ بن عَمرو بن خالدٍ الحرانيُّ، قال: دثنا أبي، قال: دثنا ابن لَهيعةَ، عن أبي الأسودِ (1) ، عن عروةَ، قال: لما فتح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خيبرَ؛ بعث عبدَالله بن رواحةَ ليقاسمَ اليهودَ، فلما قدم عليهم وجعلوا يُهدون له من الطعامِ، فكره أن يُصيبَ منهم شيئًا، وقال: إنما بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عدلاً بينه وبينكم، فلا أَرَبَ لي في هَديّتِكم. فخَرَصَ النخلَ، فلما أقام الخرصَ خَيّرهم عبدُالله، فقال: إن شئتم ضمنتُ لكم نصيبَكم وقمتُ عليه، وإن شئتم ضمنتُم لنا نصيبَنا وقمتُم/ عليه، فاختاروا [ظ: 227/ب] أن يضمنوا ويقوموا عليه، وقالوا: يا ابنَ رواحةَ هذا الذي تَعرضون علينا وتَعملون به، الذي تقومُ به السمواتُ والأرضُ، وإنما يقومان (2) بالحقِّ. [ص:375] وكانت خيبرُ لمن شهدَ الحديبيةَ، لم يَشْرَكْهم فيها أحدٌ، ولم يَتخلَّفْ عنها أحدٌ منهم، ولم يَشهَدْها أحدٌ غيرُهم؛ ولم يأذنْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأحدٍ تَخلَّفَ عن مخرجِهِ إلى الحديبيةِ في شهودِ خيبرَ.
__________
[15006] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/121-122) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" هكذا مرسلاً، وفيه ابن لهيعة؛ وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح» .
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة" (4/231-233) من طريق محمد بن محمد بن عبد الله أبي جعفر البغدادي، عن محمد بن عمرو بن خالد، به، إلا أنه ذكر قصة فتح خيبر، ولم يذكر خرص ابن رواحة.
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل؛ كان يتيمًا في حجر عروة بن الزبير.
(2) كذا في الأصل، وكذا في "مجمع الزوائد"، والجادة: «يقمن» ؛ لأن «السموات والأرض» جمع. وما في الأصل يخرج على أنه حمل «السموات» على معنى «السماء» فأفرد الضمير، وانظر في الحمل على المعنى: التعليق على الحديث [13666] . [ص:375]
وعلى هذا فقد كانت الجادة أن يقول: «تقومان» بتأنيث الفعل؛ لأن السماء والأرض مؤنثتان والفعل مسند إلى ضميريهما، ولكنّ تذكير الفعل هنا أيضًا جائز؛ وانظر التعليق على الحديث [14647] .(14/374)
15007 - حدثنا الحسن (1) بن هارونَ بن سليمانَ الأصبهانيُّ، قال: دثنا محمد بن إسحاقَ المُسيَّبيُّ، قال: دثنا محمد بن فليحٍ، عن موسى بن عُقبةَ، عن ابن شهابٍ، في فتحِ خيبرَ؛ قال: وبعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبدَالله بن رواحةَ ليقاسمَ اليهودَ ثمرَها، فلما قدم عليهم جعلوا يُهدون له من الطعامِ، ويُكلِّمونه، وجمعوا له حُليًّا من حُلِيِّ نسائِهم فقالوا: هذا لك، وتُخفِّفُ عنا، وتَجاوَزُ (2) . فقال ابنُ رواحةَ: يا معشرَ يهودَ، إنكم واللهِ لأبغضُ الناسِ إليَّ، وإنما بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عدلاً بينكم وبينه، فلا أَرَبَ لي في دُنياكم، ولن أحيفَ عليكم، وإنّ ما عرضتُم عليَّ السحتُ، وإنا لا نأكلُهُ. فخَرَصَ النخلَ، فلما أقام الخرصَ خَيّرهم، فقال: إن شئتُم ضمنتُ لكم نصيبَكم، وإن شئتُم ضمنتُم لنا نصيبَنا، وقمتُم عليه. فاختاروا أن يضمنوا ويقوموا عليه. وقالوا: يا ابنَ رواحةَ، هذا الذي تعملون به، به يقومُ (3) السماءُ [ص:376] والأرضُ، وإنما يقومان (4) بالحقِّ.
__________
[15007] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/122) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" مرسلاً، ورجاله رجال الصحيح» . وانظر الحديث [15002] .
(1) كانت في الأصل: «الحسين» ، وصوبت إلى «الحسن» .
(2) أي: وتتجاوز.
(3) كذا في الأصل، وتذكير الفعل هنا جائز، وانظر التعليق على الحديث [14327] .
(4) تذكير الفعل هنا أيضًا جائز، وانظر التعليق على الحديث السابق، والتعليق على الحديث [14647] .(14/375)
15008 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاق، عن ابن جُريجٍ، قال: قلتُ لعطاءٍ: خَرْصُهم هذا على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فأخبرني عن ابنِ رواحةَ أنه خَرَصَ بين النبيِّ صلى الله عليه وسلم وبين اليهودِ، فقال: إن شئتُم فلنا، وإن شئتُم فلكم. قالوا: بهذا قامتِ السمواتُ والأرضُ.
__________
[15008] رواه عبد الرزاق (7201) ، وانظر الأحاديث السابقة والتالية.(14/376)
15009 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاق، عن معمرٍ، عن الزهريِّ، قال: لما أتاهم (1) ابنُ رواحةَ جمعوا له حُليًّا من حُلِيِّ نسائِهم فأهدوها إليه، فقال: يا معشرَ اليهودِ، إنكم لأبغضُ خلقِ الله إليَّ، وما ذاك بحاملي أن أحيفَ عليكم، أما ما عرضتُم علينا من هذه الرِّشوةِ فإنها سحتٌ، وإنا لا نأكلُها. ثم خَرَصَ عليهم، / ثم [ظ: 228/أ] خيَّرهم أن يأخذوها أو يأخذَها هو، قالوا: بهذا قامتِ السمواتُ والأرضُ، فأخذوها بذلك الخرصِ.
__________
[15009] رواه عبد الرزاق (7202) . ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/16-17) من طريق محمد بن يوسف، عن عبد الرزاق، به.
ورواه عبد الرزاق (7208) عن معمر، عن الزهريِّ، عن سعيد بن المسيب، مرسلاً.
وانظر "العلل" للدارقطني (1360) ، وانظر الحديث [15002] .
(1) كذا في الأصل، وكذا عند عبد الرزاق في الموضع الأول، وعند ابن عبد البر: «جمع اليهود لابن رواحة ... » . وما في الأصل فيه عود الضمير إلى غير مذكور لفهمه من السياق، وانظر التعليق على الحديث [13934] .(14/376)
15010 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، عن عبد الرَّزَّاق، عن ابن [ص:377] جُريجٍ، عن ابن شهابٍ، قال: لم يكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم عُمَّالاً (1) يعملون بنخلِ خيبرَ وزَرْعِها، فدعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يهودَ خيبرَ، فدفع إليهم خيبرَ على أن يعملوها على النصفِ، فيُؤدُّونه (2) إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابِهِ، وقال لهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أُقِرُّكُمْ فِيهَا مَا أَقَرَّكُمُ اللهُ» . وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يبعثُ إليهم عبدَالله بن رواحةَ، فيخرصُ النخلَ حين تطيبُ أولُ الثمرةِ قبل أن يُؤكلَ منه، ثم يخيرُ اليهودَ أن يأخذوها بذلك الخرصِ أو يدفعوها إليهم بذلك الخرصِ.
__________
[15010] رواه عبد الرزاق (7203) . وانظر الحديث [15002] . [ص:377]
(1) كذا في الأصل. وعند عبد الرزاق: «فلم يكن للنبيِّ صلى الله عليه وسلم عمالٌ» وهو الجادة. ويتوجَّه ما في الأصل بتقدير فعل ناصب لـ «عمالاً» ، أي: «لم يكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم يجد عمالاً» ونحو ذلك. وانظر في حذف الفعل: "مغني اللبيب" (ص 596-597) .
(2) كذا في الأصل، وكذا في إحدى نسخ "مصنف عبد الرزاق" كما أبان محققه، وفي سائر نسخه: «فيؤدوه» بحذف النون؛ وهو الجادة؛ لأنه معطوف على: «يعملوها» المنصوب بعد «أن» . ويمكن توجيه ما وقع هنا على أنه أراد: «فهم يؤدونه» عطف جملة على جملة، وحذف المبتدأ، وانظر في حذف المبتدأ: شروح الألفية، باب الابتداء. أو يقال: إنه أعمل «أنْ» مع «يعملوها» ، وأهملها مع «يؤدونه» ، وانظر في إهمال «أَنْ» : التعليق على الحديث [13756] ، وفي استعمال لغتين فأكثر في الكلام الواحد: التعليق على الحديث [13801] .(14/376)
15011 - حدثنا أبو شعيبٍ عبد الله بن الحسن الحرانيُّ، قال: دثنا أبو جعفر النُّفيليُّ (1) ، قال: دثنا محمد بن سلمةَ، عن محمد بن إسحاقَ، قال: حدثني محمد بن جعفرِ بن الزُّبيرِ، عن عروةَ بن الزُّبيرِ، قال: بعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بَعْثًا إلى مؤتةَ في جمادى الأولى من سنة [ص:378] ثمانٍ، واستعمل عليهم زيدَ بن حارثةَ، فقال لهم: «إِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ فَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى النَّاسِ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ عَلَى النَّاسِ» . فتَجهَّز الناسُ، ثم تهيّئوا للخروجِ، وهم ثلاثةُ آلافٍ، فلما حضر خروجُهم، ودّع الناسُ أمراءَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وسلّموا عليهم، فلما وُدِّع عبدُالله مع مَن وُدِّع بكى، فقيل له: ما يُبكيكَ يا ابنَ رواحةَ؟ قال: أما واللهِ ما بي حبُّ الدنيا وصبابةٌ، ولكني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ آيةً من كتابِ الله يذكرُ فيها النارَ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا *} (2) ، فلستُ أدري كيف بالصَّدَرِ بعدَ الوُرودِ؟! فقال لهم المسلمون: صَحِبَكم الله ودفع عنكم، فردّكم إلينا صالحين، فقال عبدُالله بن رواحةَ (*) :
لَكِنَّنِي أَسْأَلُ الرَّحْمَنَ مَغْفِرَةً ... وَضَرْبَةً ذَاتَ فَرْغٍ (3) تَقْذِفُ الزَّبَدَا [ص:379]
أَوْ طَعْنَةً بِيَدَيْ حرَّانَ (4) مُجْهِزَةً ... بِحَرْبَةٍ [تَنْفُذُ الأَحْشَاءَ وَالكَبِدَا] (5)
حَتَّى يَقُولُوا إِذَا مَرُّوا عَلَى جَدَثِي (6) ... أَرْشَدَكَ اللهُ مِنْ غَازٍ وَقَدْ رَشَدَا
ثم إن القومَ تهيّئوا للخروجِ، فأتى عبدُالله بن رواحةَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُودِّعُه فقال (*) :
ثَبَّتَ (7) اللهُ مَا آتَاكَ مِنْ حَسَنٍ ... تَثْبِيتَ مُوسَى وَنَصْرًا كَالَّذِي نُصِرُوا
إِنِّي تَفَرَّسْتُ فِيكَ الخَيْرَ نَافِلَةً ... فِرَاسَةً خَالَفَتْهُمْ فِي الَّذِي نَظَرُوا
أَنْتَ الرَّسُولُ فَمَنْ يُحْرَمْ نَوَافِلَهُ ... وَالوَجْهَ مِنْهُ فَقَدْ [أَزْرَى] (8) بِهِ القَدَرُ
/ثم خرج القومُ، وخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُشيِّعُهم، حتى إذا وَدَّعَهُمْ [ظ: 228/ب][ص:380]
وانصرف عنهم، قال عبدُالله بن رواحة (9) :
خلف السلام عَلَى امْرِئٍ وَدَّعْتُهُ ... فِي النَّخْلِ غَيْرَ مُوَدَّعٍ وَكَلِيلِ
ثم مضوا حتى نزلوا بمَعَانَ (10) من أرضِ الشامِ، فبلغ الناسَ أنّ هرقلَ قد نزل [مآب] (11) من أرضِ البلقاءِ في مئةِ ألفٍ من الرُّومِ، وقد اجتمعتْ إليه المستعربةُ من لَخْمٍ وجُذَامٍ وبَلْقَيْنِ (12) وبَهْراء وبَلِيٍّ، في مئةِ ألفٍ منهم، عليهم رجلٌ من [بَليٍّ] (13) آخذ رايتَه يقال له: مالكُ بن زانةَ (14) ، فلما بلغ ذلك [المسلمين] (15) أقاموا بمَعَانَ ليلتين ينظرون في [ص:381] أمرِهم، وقالوا: نكتبُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فنُخبرُه بعددِ عدوِّنا؛ فإمّا أن يُمِدَّنا برجالٍ، وإما أن يأمرَنا بأمرِه فنَمضيَ له، فشَجّع عبدُالله بن رواحةَ الناسَ، وقال: يا قومِ! واللهِ إنّ الذي تكرهون لَلّذي خرجتُم له تطلبون: الشهادةُ، وما نقاتلُ الناسَ بعددٍ ولا قوةٍ ولا كثرةٍ، وإنما نقاتلُهم بهذا الدِّينِ الذي أكرمَنا اللهُ به، فانطلِقوا فإنما هي إحدى الحُسنَيَيْن: إما ظهورٌ، وإما شهادةٌ.
وقال عبدُالله بن رواحةَ في مقامِهم ذلك (16) :
__________
(1) هو: عبد الله بن محمد بن نفيل.
[15011] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/157-159) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات إلى عروة» .
وتقدم عند المصنف برقم [4655] مختصرًا. [ص:378]
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2856) عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن أبي شعيب الحراني، به.
ورواه ابن إسحاق في "السيرة"؛ كما في "السيرة النبوية" لابن هشام (2/373-375) .
ورواه خليفة بن خياط في "تاريخه" (ص 86-87) عن بكر بن سليمان، والطبري في "تاريخه" (2/36-38) من طريق سلمة بن الفضل، والحاكم في "المستدرك" (3/215) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/5-7) ، و (11/106-107) ، و (28/123-124) ؛ من طريق يونس بن بكير، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/118) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، و (1/119) من طريق إبراهيم بن سعد؛ جميعهم (بكر، وسلمة، ويونس، والمحاربي، وإبراهيم) عن ابن إسحاق، به، ورواية بعضهم مختصرة.
وسيأتي برقم [15014] من طريق أبي الأسود، عن عروة. وانظر الأحاديث التالية.
(2) الآية (71) من سورة مريم.
(*) من بحر البسيط.
(3) ذات فَرْغٍ؛ أي: ذات سعةٍ، يعني: ضربة واسعة. "تاج العروس" (ف ر غ) . [ص:379]
(4) الحرَّان: العطشان. وحرَّتْ كبده فهي حرَّى: يبست من عطش أو حزن. وربما أراد حرَّان الكبد حزنًا على قتلاه، أو المتعطش للدماء. وانظر: "لسان العرب" و"تاج العروس" (ح ر ر) .
(5) قوله: «تَنْفُذُ الأَحْشَاءَ وَالكَبِدَا» غير واضح في المخطوط، واستدركناه من "مجمع الزوائد".
(6) الجَدَث: القبر. "تاج العروس" (ج د ث) .
(7) كذا في الأصل، وفي "مجمع الزوائد": «يثبت» ، وفي بعض المصادر: «فثبت» . وما في الأصل متزنٌ عروضيًّا إلا أن فيه علة الخَرْم؛ وهي حذف أول متحرك من الوتد المجموع في أول البيت. "الكافي في العروض والقوافي" للخطيب التبريزي (ص 143) .
(8) في الأصل: «أودى» ، والمثبت من "مجمع الزوائد"، و"تاريخ دمشق" الموضعين الأول والثالث. و «أزرى به» أي: أدخل به عيبًا، أو تهاون به. أما «أودى» فهو من الهلاك. "تاج العروس" (ز ر ي، ود ي) .
والحديث- كما ترى- من مراسيل عروة بن الزبير، فهو ضعيف لإرساله، فلسنا بحاجة لتكلُّف جواب عن قوله: «أزرى به القدر» ؛ إذ لا يُظن أن يثبت هذا عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، ثم لا يبيِّن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فيه من التعبير الذي لا ينبغي. [ص:380]
(9) من بحر الكامل.
(10) قال ياقوت في "معجم البلدان" (5/153) : مَعَانُ- بالفتح وآخره نون، والمحدِّثون يقولونه بالضم-: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء.
(11) تقرأ في الأصل: «مآ» . والمثبت من "مجمع الزوائد" و"تاريخ الطبري" و"تاريخ دمشق". و «مآب» مدينة في طرف الشام من نواحي البلقاء. "معجم البلدان" (5/31) .
(12) قوله: «بلقين» يعني: بني القَيْن- وهم حيٌّ من بني أسد- وهي لغة لبعض العرب في كل قبيلة تظهر فيها لام المعرفة؛ مثل «بَلْعَنْبَرِ» ، و «بَلْحَارِثِ» ، و «بَلْهُجَيْمِ» ، فيحذفون الياء لسكونها وسكون اللام، ولم يمكنهم إدغام النون في اللام لحركة النون وسكون اللام، فحذفوا النون بدلاً من إدغامها. وإنما دعاهم إلى ذلك كثرة الاستعمال. وإذا لم تظهر اللام لم يحذفوا؛ مثل «بني النجار» ، و «بني النمر» و «بني التيم» ؛ لئلاَّ يجمعوا عليه علتين: الإدغام والحذف.
وانظر: "المقتضب" (1/251) ، و"أسرار العربية" (ص 428) ، و"همع الهوامع" (3/412- 413) ، و"تاج العروس" (ق ي ن) .
(13) كلمة «بلى» غير واضحة في الأصل، وعليها آثار تصويب، واستدركناها من "تاريخ الطبري". وفي "مجمع الزوائد": «رجل يلى» .
(14) في "مجمع الزوائد": "ملك بن زانة"، وفي "تاريخ الطبري": «مالك بن رافلة» . وبقية المصادر لم تذكره.
(15) في الأصل: «المسلمون» ، والمثبت من "مجمع الزوائد" و"تاريخ الطبري". وسقط من "تاريخ دمشق" من بعد "المستعربة" إلى هنا. [ص:381]
(16) سيورد المصنف رحمه الله ما أنشده عبد الله بن رواحة رضي الله عنه في الحديث التالي بإسناد آخر غير إسناد قصة وقعة مؤتة، ثم يستأنف القصة بإسناد هذا الحديث بعد انقضاء قصة إنشاد البيت.(14/377)
15012 - حدثنا أبو شُعيبٍ عبدُالله بن الحسنِ الحرانيُّ، قال: دثنا أبو جعفرٍ النُّفيليُّ (1) ، قال: دثنا محمد بن سلمةَ، عن محمد بن إسحاقَ، قال: دثني عبد الله بن أبي بكرٍ، أنه حَدّث عن زيد بن أرقمَ، قال: كنتُ يتيمًا لعبدِالله بن رواحةَ في حِجْرِه، فخرج في سَفْرتِه تلك [ص:382] مُردِفي على حَقيبةِ (2) راحلتِهِ، فواللهِ إنا لنَسيرُ ليلةً، إذ سمعتُه يتمثلُ ببيتِه هذا (3) :
إِذَا أَدَّيْتِنِي وَحَمَلْتِ رَحْلِي ... مَسِيرَةَ أَرْبَعٍ بَعْدَ الحِسَاءِ (4)
/فلما سمعتُه منه بكيتُ، فخفَقني بالدِّرّةِ، وقال: ما عليكَ- يا لكعُ- أَنْ يَرزقَني اللهُ الشهادةَ وترجعَ بين شُعبتي الرحلِ؟!.
[ظ: 229/أ]
ثم مضى (5) الناسُ، حتى إذا كانوا بتُخومِ البلقاءِ لَقِيَتْهم جموعُ هرقلَ من الرومِ والعربِ بقريةٍ من قرى البلقاءِ يقال لها: مشارفُ (6) ، ثم دنا المشركون، وانحاز المسلمون إلى قريةٍ يقال لها: مؤتةُ، فالتقى [ص:383] الناسُ عندها، وتعبّأ لهم المسلمون، فجعلوا على ميمنتِهم رجلاً من بني عُذرةَ يقالُ له: قُطبةُ بن قتادةَ، وعلى ميسرتِهم رجلٌ من الأنصارِ [يقال] (7) له: عَبايةُ بن مالكٍ، ثم التقى الناسُ فاقتتلوا، فقاتل زيدُ بن حارثةَ برايةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماحِ القومِ، ثم أخذها جعفرٌ فقاتل بها حتى إذا أَلجمه القتالُ اقتحم عن فرسٍ له شقراءَ فعقرها، فقاتل القومَ حتى قُتل، وكان جعفرٌ أولَ رجلٍ من المسلمين عَقر في الإسَلاَمِ.
__________
[15012] رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/119) عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن أبي شعيب الحراني، به.
ورواه ابن إسحاق في "السيرة"؛ كما في "السيرة النبوية" لابن هشام (2/376-378) .
ورواه الطبري في "تاريخه" (3/38-39) من طريق سلمة بن الفضل، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/258) من طريق يحيى بن سعيد الأموي؛ كلاهما (سلمة، ويحيى) عن محمد بن إسحاق، به.
ورواه ابن عساكر (28/117) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال: سار عبد الله بن رواحة، وكان زيد بن أرقم يتيمًا في حجره. وانظر الحديث السابق، والأحاديث التالية.
(1) هو: عبد الله بن محمد بن علي. [ص:382]
(2) الحقيبة: كالبرذعة وتكون على عجز البعير. "لسان العرب" و"تاج العروس" (ح ق ب) .
(3) من بحر الوافر.
(4) الحِسَاء: مياه لبني فزارة بين الرَّبَذَة ونخلٍ، يقال لمكانها: ذو حساء. "معجم البلدان" (2/257) .
وذكرت بعض المصادر أبياتًا أخرى بعد هذا البيت؛ وهي- مع اختلاف يسير في الروايات-:
فَشَأْنُكِ فَانْعَمِي وَخَلاَكِ ذَمٌّ ... وَلاَ أَرْجِعْ إِلَى أَهْلِي وَرَائِي
وَآبَ المُسْلِمُونَ وَغَادَرُونِي ... بِأَرْضِ الشَّامِ مُشْتَهِرَ الثَّوَاءِ
وَرَدَّكِ كُلُّ ذِي نَسَبٍ قَرِيبٍ ... إِلَى الرَّحْمَنِ مُنْقَطَعُ الإِخَاءِ
هُنَالِكَ لاَ أُبَالِي سَقْيَ بَعْلٍ ... وَلاَ نَخْلٍ بِسَاقِيَةٍ رِوَاءِ
(5) هنا عاد المصنف لرواية وقعة مؤتة بسنده الأول عن ابن إسحاق في الحديث السابق. وانظر التعليق على آخر الحديث السابق.
(6) كذا في الأصل، وكذا عند الطبري وابن هشام، و"تاريخ دمشق". وفي "مجمع الزوائد": «ماب» . وانظر: "معجم البلدان" (5/131) . [ص:383]
(7) سقط من الأصل، فاستدركناه من مصادر التخريج.(14/381)
15013 - حدثنا أبو شعيبٍ الحرانيُّ، قال: دثنا أبو جعفرٍ النُّفيليُّ، قال: دثنا محمد بن سلمةَ، عن محمد بن إسحاقَ، قال: دثني يحيى بن عَبَّادٍ، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزُّبيرِ، قال: دثني [ص:384] أبي الذي أرضعني- وكان أحدَ بني مرةَ بن عوفٍ، وكان في تلك الغزاةِ؛ غزوةِ مؤتةَ- قال: واللهِ لكأني أنظرُ إلى جعفرٍ حين اقتحم عن فرسٍ له شقراءَ، ثم عقرها، ثم قاتل القومَ حتى قُتل.
فلما قُتل جعفرٌ أخذ عبدُالله بن رواحةَ الرايةَ ثم تقدّم بها، وهو على فرسِهِ، فجعل يستنزلُ نفسَهُ، ويتردَّدُ بعضَ التردُّدِ، ثم قال (*) :
أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ ِ (1) لَتَنْزِلِنَّهْ
لَتَنْزِلِنَّ (2) أَوْ لَتُكْرَهِنَّهْ [ص:385]
مَا لِي أَرَاكِ تَكْرَهِينَ الجَنَّهْ
إِنْ أَجْلَبَ النَّاسُ وَشَدُّوا الرَّنَّهْ
لَطَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّهْ
هَلْ أَنْتِ إِلاَّ [نُطْفَةٌ] (3) فِي شَنَّهْ (4)
وقال عبدُالله بن رواحةَ (*) :
يَا نَفْسُ ِ (5) إِنْ لَمْ تُقْتَلِي تَمُوتِي
هَذَا حِمَامُ المَوْتِ قَدْ صَلِيتِ
وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيتِ
إِنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا هُدِيتِ
/يعني: صاحبيه زيدًا وجعفرًا.
[ظ: 229/ب]
ثم نزل، فلما نزل أتاه ابنُ عمٍّ له بعظمٍ من لحمٍ، فقال: اشدُدْ بهذا صُلبَكَ؛ فإنك قد لقيتَ أيامَكَ هذه ما قد لقيتَ! فأخذه من يدِه فانتهس منه نهسةً (6) ، ثم سمع الحَطْمةَ (7) في ناحيةِ الناسِ، فقال: وأنتَ في الدنيا؟! ثم ألقاها من يدِهِ، ثم أخذ سيفَهُ فتقدَّم فقاتل حتى قُتل. [ص:386]
فأخذ الرايةَ ثابتُ بن أقرمَ أحدُ بَلْعَجْلانِ (8) ، وقال: يا أيها الناسُ، اصطلحوا على رجلٍ منكم، قالوا: أنت، قال: ما أنا بفاعلٍ، فاصطلح الناسُ على خالدِ بن الوليدِ، فلما أخذ الرايةَ دافع القوم، ثم انحاز حتى انصرف بالناسِ.
ولما أُصيبوا قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَقَاتَلَ بِهَا (9) حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَقَاتَلَ بِهَا حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا» ، ثم صمت النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى تَغيّرتْ وجوهُ الأنصارِ، وظنوا أنه كان في عبدِالله بن رواحةَ بعضُ ما يكرهون؛ قال: «ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ ابْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ بِهَا حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا» ، ثم قال: «لَقَدْ رُفِعُوا لِي فِي الجَنَّةِ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ عَلَى سُرُرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَرَأَيْتُ فِي سَرِيرِ عَبْدِاللهِ بْنِ رَوَاحَةَ ازْوِرَارًا عَنْ سَرِيرِ صَاحِبَيْهِ، فَقُلْتُ: بِمَ هَذَا؟ فَقِيلَ لِي: مَضَيَا وَتَرَدَّدَ عَبْدُاللهِ بْنُ رَوَاحَةَ بَعْضَ التَّرَدُّدِ وَمَضَى» .
__________
[15013] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/159-160) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات» . وتقدم برقم [1462] .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (1/120) عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن أبي شعيب الحراني، به.
ورواه أبو داود (2573) عن أبي جعفر النفيلي، به.
ورواه ابن إسحاق في "السيرة"؛ كما في "السيرة النبوية" لابن هشام (2/378-380) .
ورواه الطبري في "تاريخه" (3/39-40) من طريق سلمة بن الفضل وأبي تميلة يحيى بن واضح، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (12/107) من طريق أحمد ابن خالد الوهبي، وأبو نعيم في "الحلية" (1/118) من طريق إبراهيم بن سعد، والبيهقي (9/87) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/87) ؛ من طريق يونس بن بكير؛ جميعهم (سلمة، وأبو تميلة، وأحمد بن خالد، وإبراهيم بن سعد، ويونس بن بكير) عن محمد بن إسحاق، به.
ورواه عبد الله بن إدريس، عن ابن إسحاق واختلف عليه: فرواه ابن سعد في "الطبقات" (4/37) عن عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، به. [ص:384]
ورواه ابن أبي شيبة (19641 و34235 و37970) ، والحاكم (3/209) من طريق عبد الله بن براد الأشعري؛ كلاهما (أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن براد) عن عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن جده، قال: أخبرني أبي الذي أرضعني، به.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/280-281) من طريق ابن أبي مذعور، عن عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، أخبرتني أمي التي أرضعتني، به. قال ابن عساكر: «كذا وقع في هذه الرواية، وإنما هو أبي الذي أرضعني؛ رجل من بني مرة بن عوف، كذلك رواه عن ابن إسحاق يونس بن بكير» . وانظر الأحاديث السابقة والتالية.
تنبيه: اقتصرت المصادر- خلا "مجمع الزوائد" و"تاريخ الطبري" و"حلية الأولياء"- على ذكر عَقْر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فرسَه.
(*) من مشطور الرجز.
(1) «نفس» هنا إما منادى مبني على الضم، ويكون نكرة مقصودة، ويعني بها نفسه. أو تكسر السين على أن «نفس» منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة والكسرة دليل عليها، ومحله النصب. وفي المنادى المضاف لياء المتكلم أوجه أخرى، انظر تفصيلها في شروح الألفية، باب النداء.
(2) في الأصل: «لتنزلن طائعة» وفوق اللام والنون من «لتنزلن» كتب «لنه» وفوقها «ح» . والمثبت أوفق للوزن وهو موافق لما في "حلية الأولياء"، إلا أن فيه «لتنزلنه» بالهاء، وفي "مجمع الزوائد": «طائعة» فقط، وهو غير متزنٍ، وفي "تاريخ الطبري": «طائعة أو فَلَتُكرهنه» وهو متزن. [ص:385]
(3) قوله: «نطفة» لم يتضح في الأصل. واستدركناه من مصادر التخريج.
(4) «الشنة» : القِربة الصغيرة البالية. "تاج العروس" (ش ن ن) .
(5) انظر الكلام على ضبطها في الموضع السابق في هذا الحديث.
(6) نَهَس اللحم يَنْهَسُه وانْتَهسه: انتزعه بالثنايا للأكل. "لسان العرب" (ن هـ س) .
(7) أي: ازدحام الناس، حتى يكاد يحطم بعضهم بعضًا. وانظر: "مشارق الأنوار" (1/192) ، و"النهاية" (1/403) . [ص:386]
(8) أي: بني العجلان. وانظر التعليق على الحديث [15011] ، عند قوله: «بَلْقَيْن» .
(9) كلمة «بها» فوقها في الأصل إشارة غير واضحة.(14/383)
15014 - حدثنا محمد بن عمرِو بن خالدٍ الحَرَّانيُّ، قال: دثنا أبي، قال: دثنا ابن لَهيعةَ، عن أبي الأسودِ (1) ، عن عروةَ، قال: ثم بعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جيشًا إلى مؤتةَ، وأمَّر عليهم زيدَ بن حارثةَ، فإن أصيب زيدٌ فإنّ أميرَهم جعفرٌ، فإن أصيب جعفرٌ فعبدُالله بن رواحةَ [ص:387] الأنصاريُّ أميرُهم. فخرجوا قِبَلَ الشامِ نحو مؤتةَ، فأصيب أمراؤُهم الذي (2) أمّر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ خالدُ بن الوليد الرايةَ، فاصطلح المسلمون عليه؛ فهزم اللهُ العدوَّ.
__________
[15014] رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4108) عن المصنف، به، مختصرًا.
وانظر الحديث [15011] .
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، كان يتيمًا في حجر عروة بن الزبير. [ص:387]
(2) كذا في الأصل، ولم ترد الجملة في "معرفة الصحابة". والجادة: «الذين» . ويخرَّج ما في الأصل على وجهين: أحدهما: أن «الذي» كـ «مَنْ» ؛ يقع على المفرد والمثنى والجمع، والمذكر والمؤنث؛ وانظر في ذلك التعليق على الحديث [13695] .
والثاني: أن يكون أصلها «الذين» ثم حذفت النون تخفيفًا، وهي لغة في «الذين» ، ومنه قوله تعالى: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} [التّوبَة: 69] في أحد الأقوال في الآية. وانظر: "شرح المفصل" (4/154-156) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/537) ، و"الدر المصون" (1/156-159) و (6/83-84) .(14/386)
15015 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاق، عن ابن عيينةَ، عن ابن جُدعانَ، عن ابن المسيِّب؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مُثِّلُوا لِي فِي الجَنَّةِ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ، كُلُّ/ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى سَرِيرٍ، فَرَأَيْتُ [ظ: 230/أ]
زَيْدًا وَابْنَ رَوَاحَةَ أَعْنَاقَهُمَا صُدُودًا (1) ، وَأَمَّا جَعْفَرٌ فَهُوَ مُسْتَقِيمٌ لَيْسَ فِيهِ صُدُودٌ، قَالَ: فَسَأَلْتُ - أو قال: قِيلَ لِي -: إِنَّهُمَا حِينَ غَشِيَهُمَا [ص:388] المَوْتُ كَأَنَّهُمَا أَعْرَضَا- أَوْ كَأَنَّهُمَا صَدَّا بِوُجُوهِهِمَا- وَأَمَّا جَعْفَرٌ فَإِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ» . قال ابنُ عيينةَ: فذلك حين يقولُ ابن رواحةَ (2) :
أَقْسَمْتُ (3) يَا نَفْسُ ِ (4) لَتَنْزِلِنَّهْ
بِطَاعَةٍ مِنْكِ لَتُكْرَهِنَّهْ (5)
فَطَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّهْ
جَعْفَرُ! مَا أَطْيَبَ رِيحَ الجَنَّهْ!
__________
[15015] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/160) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه علي بن زيد؛ وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح، إلا أنه مرسل» .
ورواه أبو نعيم في"الحلية" (1/120-121) عن المصنف، به.
ورواه عبد الرزاق (9562) . وانظر الأحاديث السابقة، والحديث التالي.
(1) كذا في الأصل وفي "مجمع الزوائد"، وعند عبد الرزاق وأبي نعيم: «فَرَأَيْتُ زَيْدًا وابْنَ رواحة في أَعْنَاقِهمَا صُدُودًا» . ويتجه ما في الأصل على أن «أعناقهما» بدل بعضٍ من كلٍّ من «زيدًا وابن رواحة» ، و «صدودًا» مفعول به ثانٍ لـ «رأيت» ، ويكون من باب الوصف بالمصدر؛ كقوله تعالى: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} [الزّخرُف: 26] . والوصف بالمصدر خلاف القياس، فيتأوله الكوفيون بالمشتق؛ أي: بريء، وهنا في الحديث: أعناقهما صادةً، ويقدر البصريون مضافًا؛ أي: ذو براءٍ، في الآية الكريمة، وفي الحديث: ذات صدود. [ص:388]
وانظر في الوصف بالمصدر: شروح الألفية، باب النعت، و"البحر المحيط" (8/13) . وانظر في حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه: التعليق على الحديث [13770] .
(2) من مشطور الرجز.
(3) كتب فوقها في الأصل: «أقسم» وعليها «ح» ، والمثبت موافق لجميع مصادر التخريج.
(4) انظر الكلام على ضبطها في الحديث [15013] .
(5) في "مجمع الزوائد" و"الحلية": «أو لتكرهنه» ، وعند عبد الرزاق: «لتكرمنه» .(14/387)
15016 - حدثنا الحسن بن هارونَ بن سليمانَ الأصبهانيُّ، قال: دثنا محمد بن إسحاقَ المُسيَّبيُّ، قال: دثنا محمد بن فُليحٍ، عن موسى ابن عُقبةَ، عن ابن شهابٍ، قال: ثم بعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جيشًا إلى مؤتةَ، وأمّر عليهم زيدَ بن حارثةَ، فإن أُصيب فجعفرُ بن أبي طالب [ص:389] أميرُهم، فإن أُصيب جعفرٌ فعبدُالله بن رواحةَ أميرُهم، فانطلقوا حتى لَقُوا ابنَ أبي سبرةَ الغسانيَّ بمؤتةَ، وبها جموعٌ من نصارى العربِ والرومِ، وبها تنوخٌ وبهراءُ، فأغلق ابنُ أبي سبرةَ دون المسلمين الحصنَ ثلاثةَ أيامٍ، ثم خرجوا فالتقَوْا على زرعٍ أخضرَ، فاقتتلوا قتالاً شديدًا، وأخذ اللواءَ زيدُ بن حارثةَ فقُتل، ثم أخذه جعفرٌ فقُتل، ثم أخذه ابنُ رواحةَ فقُتل، ثم اصطلح المسلمون بعدَ أمراءِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على خالدِ بن الوليدِ، فهَزم اللهُ العدوَّ، وأظهر المسلمين. وبعثهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى.
__________
[15016] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/160) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات» .
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4110) من طريق إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن فليح، به.
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة" (4/364-365) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/10) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، قال: ثم صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني من عمرة القضاء- إلى المدينة، فمكث بها ستة أشهر، ثم بعث جيشاً إلى مؤتة ... الحديث.(14/388)
15017 - حدثنا عمرُو بن إسحاقَ بن إبراهيمَ بن العلاء بن زِبْريقٍ، قال: دثنا أبي، ح.
ودثنا عمارةُ بن وثيمةَ المصريُّ، قال: دثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ بن زبريقٍ الحمصيُّ، قال: دثنا عمرُو بن الحارث الحمصيُّ؛ عن عبد الله ابن سالم، عن الزُّبَيديِّ (1) ، قال: أرني (2) محمد بن مسلمٍ الزُّهريُّ، عن سعيد بن المسيِّبِ وعبدِالرحمن الأعرجِ؛ أنّ أبا هريرة كان يقولُ [ص:390] في قصصِهِ: إنّ أخاكم (3) كان يقول شعرًا- أو قولاً- ليس من الرَّفَثِ، وهو عبدُالله بن رواحةَ (4) :
فِينَا (5) رَسُولُ اللهِ يَتْلُو كِتَابَهُ ... إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الهُدَى بَعْدَ العَمَى فَقُلُوبُنَا ... بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
/يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ ... إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالكَافِرِينَ المَضَاجِعُ [ظ: 230/ب]
__________
[15017] نقله ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/108) عن المصنف، به.
ورواه ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/434) من طريق المصنف، به.
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (1729) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/105- 106) - عن عمرو بن إسحاق وحده، به.
ورواه البخاري في "الأوسط" (1/101) عن إسحاق بن إبراهيم، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1982) عن عمر بن الخطاب السجستاني، عن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق، به. وانظر الأحاديث التالية.
(1) هو: محمد بن الوليد.
(2) رسمها في الأصل بالدال «أدني» . و «أرني» بالراء اختصار لـ «أخبرني» . [ص:390]
(3) في "التغليق" في الموضعين، وفي "الآحاد والمثاني- وكذا سيأتي في الحديث التالي -: «أخًا لكم» .
(4) من بحر الطويل.
(5) كذا في الأصل، وفي الحديثين التاليين: «وفينا» . وما وقع هنا - لو صح رواية- فيه علة عروضية، وهي الخرم؛ وتقدم التعليق على نحوه في الحديث [15011] .(14/389)
15018 - حدثنا محمد بن حاتمٍ المروزيُّ، قال: دثنا حبانُ بن موسى وسويدُ بن نصرٍ؛ قالا: دثنا ابن المباركِ، عن معمرٍ، عن الزهريِّ، عن الهيثمِ بن أبي سنانٍ؛ أن أبا هريرةَ كان يقولُ: إن أخًا لكم كان لا يقولُ الرفثَ؛ يعني: عبد الله بن رواحةَ، وقال (1) : [ص:391]
وَفِينَا رَسُولُ اللهِ يَتْلُو كِتَابَهُ ... إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا [الهُدَى] (2) بَعْدَ العَمَى فَقُلُوبُنَا ... بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
__________
(1) من بحر الطويل.
[15018] رواه المزي في "تهذيب الكمال" (30/386- 387) من طريق المصنف، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1981) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، به.
ورواه البخاري (1155، و6151) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/293) ، والطبري في "تهذيب الآثار (986/مسند عمر بن الخطاب) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1596) ؛ جميعهم من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به.
ورواه أحمد (3/451 رقم 15737) عن يعمر بن بشر، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن سنان بن أبي سنان، عن أبي هريرة، به.
وقد اختلف على الزهري في هذا الحديث؛ انظر "العلل" للدارقطني (2185) ، و"فتح الباري" لابن حجر (3/42) ، وانظر الحديث السابق والحديثين التاليين. [ص:391]
(2) في الأصل: «أتا بالهدى» ، وصوبت «أتا» في الحاشية إلى: «أرانا» ، وبجوارها «ح» ، وفوقها ما يشبه التضبيب، لكنه ترك «بالهدى» كما هي، ولم يغيرها إلى «الهدى» . والمثبت من "تهذيب الكمال" للمزي حيث رواه من طريق المصنف.(14/390)
15019 - حدثنا عمرُو بن أبي الطاهرِ بن السَّرْحِ المصريُّ، قال: دثنا محمد بن عُزَيزٍ الأيليّ، قال: دثنا سَلاَمةُ بن روحٍ، عن عُقيلٍ (1) ، عن ابن شهابٍ، قال: حدثني الهيثم بن أبي سنانٍ، أنه سمع أبا هريرةَ وهو يقولُ في قصصِهِ؛ وهو يَذكرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ أخاكم كان لا يقولُ الرَّفَثَ- يعني عبدَالله بن رواحةَ-:
وَفِينَا رَسُولُ اللهِ يَتْلُو كِتَابَهُ ... إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الهُدَى بَعْدَ العَمَى فَقُلُوبُنَا ... بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ ... إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالكَافِرِينَ المَضَاجِعُ
__________
[15019] نقله ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/108) عن المصنف، به.
ورواه ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/434) من طريق المصنف، به. وانظر الحديث التالي والحديثين السابقين.
(1) هو: ابن خالد الأيلي.(14/391)
15020 - حدثنا الحسن بن علي المعمَريُّ، دثنا عبد الوهاب بن الضّحاكِ، قال: دثنا محمد بن خالد الوهبيُّ، عن يونسَ بن يزيدَ، عن الزهريِّ، عن القاسم بن محمدٍ، أنه سمع أبا هريرةَ يقولُ في قصصِهِ: إن أخاكم كان لا يقولُ الرَّفَثَ؛ يعني عبدَالله بن رواحة.
__________
[15020] رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1980) عن عبد الوهاب بن الضحاك، به. وانظر الأحاديث السابقة.(14/391)
ما أسند عبدُالله بن رواحةَ رضي الله عنه
15021 - حدثنا أبو مسلمٍ الكَشِّيُّ (1) ، قال: دثنا الحكم بن مروانَ الكوفيُّ، قال: دثنا عمر بن أبي زائدةَ، قال: سمعتُ مدركَ بن عمارةَ، وهو يحدِّث الشعبيَّ عن عبد الله بن رواحةَ قال: بينما أنا أجتازُ في المسجدِ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ناسٍ من أصحابِهِ، إذ قال القومُ: يا عبدَالله بن رواحةَ، يا عبدَالله بن رواحةَ، فظننتُ أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يدعوني، فجئتُ، فقال: «اجْلِسْ يَا عَبْدَاللهِ بْنَ رَوَاحَةَ، كَيْفَ [تَقُولُ] (*) الشِّعْرَ إِذَا أَرَدْتَ/ أَنْ [تَقُولَ] (*) ؟» قلتُ: أنظرُ ثم أقولُ، قال: «فَعَلَيْكَ [ظ: 231/أ]
بِالمُشْرِكِينَ» ، ولم أكن (2) أعددتُ شيئًا، فقلتُ (3) :
[فَخَبِّرُونِيَ] (4) -أَثْمَانَ العَبَاءِ- مَتَى ... كُنْتُمْ بَطَارِيقَ (5) أَوْ دَانَتْ لَكُمْ مُضَرُ
[ص:393]
فعرفتُ الكراهيةَ في وجهِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ أن جعلتُ قومَهُ أثمانَ العباءِ، فنظرتُ ثم قلتُ:
يَا هَاشِمَ الخَيْرِ إِنَّ اللهَ فَضَّلَكُمْ ... عَلَى البَرِيَّةِ فَضْلاً مَا لَهُ غِيَرُ (6)
إِنِّي تَفَرَّسْتُ فِيكَ الخَيْرَ أَعْرِفُهُ ... فِرَاسَةً خَالَفَتْهُمْ فِي الَّذِي نَظَرُوا
وَلَوْ سَأَلْتَ أَوِ اسْتَنْفَرْتَ بَعْضَهُمُ ... فِي جُلِّ أَمْرِكَ مَا آوَوْا وَمَا نَصَرُوا
فَثَبَّتَ اللهُ مَا آتَاكَ مِنْ حَسَنٍ ... تَثْبِيتَ مُوسَى وَنَصْرًا كَالَّذِي نُصِرُوا
قال: «وَأَنْتَ فَثَبَّتَكَ اللهُ يَا ابْنَ رَوَاحَةَ» .
__________
[15021] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/124-125) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات، إلا أن معدك بن عمارة لم يدرك ابن رواحة» . كذا وقع في المطبوع: «معدك بن عمارة» ، والصواب: «مدرك بن عمارة» .
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/128- 129) عن أبي مسلم الكشي، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (3/527 -528) عن عبيد الله بن موسى، عن عمر ابن أبي زائدة، به.
ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (977/مسند عمر بن الخطاب) من طريق يزيد ابن هارون، عن عمر بن أبي زائدة، قال: سمعت مدرك بن عمارة يحدث الشعبي، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره مرسلاً.
(1) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم.
(*) في الأصل: «يقول» في الموضعين، والمثبت من مصادر التخريج.
(2) كلمة «أكن» ألحقت فوق السطر، وبجانبها «ح» .
(3) من بحر البسيط.
(4) في الأصل: «خبروني» ، والمثبت من "مجمع الزوائد".
(75) البطريق: القائد والعظيم، قيل: لفظ معرب، وقيل: عربي وافق العجمي. وانظر: [ص:393] "جمهرة اللغة" (2/1191) ، و"الصحاح" و"اللسان" و"تاج العروس" (ب ط ر ق) ، و"مشارق الأنوار" (1/87) ، و"المعرب" للجواليقي (ص 200-201) .
(6) الغِيَر: اسمٌ من تَغَيُّر الحال. وغِيَرُ الدهر: أحداثه وأحواله المغيَّرة. "تاج العروس" (غ ي ر) .(14/392)
15022 - حدثنا عُبيدُ بن غَنّامِ بن حفص بن غِيَاثٍ الكوفيُّ (1) ، قال: دثنا أبو بكرِ بن أبي شيبةَ. [ص:394]
ودثنا الحسينُ بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا عبد الرحمن بن خالدٍ الرَّقِّيُّ؛ قالا: دثنا معاويةُ بن هشامٍ، قال: دثنا سفيانُ (2) ، عن حميدٍ الأعرجِ (3) ، عن محمد بن إبراهيمَ، عن أبي سلمةَ، عن عبد الله ابن رواحةَ؛ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى أن يَطْرُقَ الرجلُ أهلَهُ ليلاً.
__________
[15022] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/330) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن أبا سلمة لم يلق ابن رواحة» .
ورواه ابن أبي شيبة (34210) .
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/80- 81) من طريق عبد الله بن محمد أبي القاسم البغوي، عن أبي بكر بن أبي شيبة، به.
ورواه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1594) عن عثمان بن أبي شيبة، عن معاوية بن هشام، به.
ورواه أحمد (3/451 رقم 15736) ، والروياني (1499) ، والحاكم في "المستدرك" (4/293) ؛ من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به.
(1) قوله: «بن حفص بن غياث الكوفي» ألحق فوق السطر. [ص:394]
(2) هو: الثوري.
(3) هو: حميد بن قيس المكي.(14/393)
15023 - حدثنا أحمدُ بن عمرٍو الخلالُ المكيُّ، قال: دثنا أبو مصعبٍ (1) ، قال: دثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلمَ، عن أبيه، عن عطاء بن يسارٍ، عن عبد الله بن رواحةَ وأسامةَ بن زيدٍ؛ أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تَوضَّأَ ومسح على الخُفّينِ.
__________
(1) هو: أحمد بن أبي بكر الزهري.
[15023] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/257) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ وهو ضعيف، وعطاء بن يسار لم يدرك ابن رواحة» .
وتقدم عند المصنف برقم [427 و1064] عن موسى بن هارون، عن أبي مصعب، به، عن عبد الله بن رواحة وأسامة بن زيد؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل دار حَمَل هو وبلال، فخرج إليهما بلال فأخبرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الخفين.
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/81) من طريق موسى بن هارون، به.
وتابع موسى بن هارون على هذا الوجه إبراهيم بن إسحاق الحربي فرواه عن أبي مصعب، وجعله من مسند بلال رضي الله عنه، وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/128) .
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1984) ، والشاشي في "مسنده" [ص:395] (967) ، وابن عدي في "الكامل" (4/272) ، وتمام في "الفوائد" (184/الروض البسام) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4116) ؛ من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أسامة ابن زيد، عن بلال وعبد الله بن رواحة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه الشاشي في "مسنده" (968) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن رواحة وأسامة بن زيد، عن بلال، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وتقدم عند المصنف برقم [1065] من طريق داود بن قيس الفراء، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، عن بلال، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1985) من طريق داود بن قيس، به.
وانظر: "العلل" للدارقطني (1284) .(14/394)
عبد الله بن زَمْعةَ بن الأسودِ بن المطلبِ بن عبد العزّى بن قُصَيٍّ
أُمُّهُ قُريبةُ بنتُ أبي أميةَ بن المغيرةِ بن عبد الله بن عُمر بن مخزومٍ، وأُمُّها عاتكةُ بنت عبد المطلبِ.
15024 - حدثنا محمد بن معاذٍ الحلبيُّ، قال: دثنا القَعْنَبيُّ (1) ، قال: حدثني أبي مَسْلمةُ بن قَعْنَبٍ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن [ص:396] عبد الله بن زمعةَ؛ أنه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في خطبتِهِ- وذكر الناقةَ والذي عَقَرها- فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ُ ح خ د ِ (2) {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا *} ؛ انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ» . [ص:397]
ثم ذكر النساءَ، فقال: «إِلَى مَا (3) يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ فَيَجْلِدُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ العَبْدِ، ثُمَّ لَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا/ مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ؟!» .
[ظ: 231/ب]
ثم سمعتُهُ يَعِظُهم في ضحكِهم من الضرطةِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا يُضْحِكُ أَحَدَكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ؟!» .
__________
(1) هو: عبد الله بن مسلمة.
[15024] ذكر الرافعي في "التدوين" (1/235) أن محمد بن بجير الشحاذي رواه عن أبي معشر الطبري، عن علي بن محمد الشريف، عن النقاش، عن دران محمد بن معاذ الحلبي، بهذا الإسناد.
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (ل 188/أ-التفسير) عن يعقوب بن عبد الرحمن، وابن أبي شيبة (25850) ، وأحمد (4/17 رقم 16223) ، ومسلم (2855) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/135) ؛ من طريق عبد الله بن نمير، وأحمد (4/17 رقم 16221) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1529) ؛ من طريق وكيع، وأحمد (4/17 رقم 16222) ، والبغوي (1529) ؛ من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، [ص:396] والدارمي (2266) ، والبغوي (1529) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6336) ؛ من طريق جعفر بن عون، والبخاري (4942) ، والبغوي (1529) ؛ من طريق وهيب ابن خالد، والترمذي (3343) ، والنسائي في "الكبرى" (11611) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (8677 و15875) ؛ من طريق عبدة بن سليمان، وابن أبي الدنيا في "العيال" (488) ، وفي "مداراة الناس" (169) ؛ من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وابن أبي الدنيا أيضًا في "الصمت وآداب اللسان" (284) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4252) ؛ من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/448) ، وفي "تهذيب الآثار" (681/مسند عمر) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، والبغوي في "معجم الصحابة" (1529) من طريق عبد العزيز بن محمد، و (1530) من طريق ابن إسحاق، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4251) من طريق الليث بن سعد، و (4252) من طريق شعيب بن إسحاق، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4154) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير؛ جميعهم (يعقوب بن عبد الرحمن، وابن نمير، ووكيع، وأبو معاوية، وجعفر بن عون، ووهيب، وعبدة، وابن أبي زائدة، وأبو أسامة، والطفاوي، وعبد العزيز بن محمد، وابن إسحاق، والليث، وشعيب، ومحمد بن جعفر) عن هشام بن عروة، به.
تنبيه: هذا الحديث يشمل ثلاثة أحاديث، جاءت في بعض المصادر مجموعة كما عند المصنف هنا، وفي بعضها مفرقة كما سيأتي عند المصنف في الأحاديث التالية. قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص 402) في ترجمة عبد الله بن زمعة: «وروى عنه هشام بن عروة ثلاثة أحاديث» وساق هذه الأحاديث الثلاثة، ثم قال: «وربما جمع هشام بن عروة عن أبيه هذه الأحاديث في حديث واحد» . وانظر الأحاديث الأربعة التالية.
(2) الآية (12) من سورة الشمس. [ص:397]
(3) كذا في الأصل، وهو جائز، والجادة: «إلامَ» بحذف ألف «ما» الاستفهامية لدخول الجار عليها. وانظر في ذلك: التعليق على الحديث [13794] .(14/395)
15025 - حدثنا إسماعيل بن الحسنِ الخفافُ، قال: دثنا أحمدُ ابن صالحٍ، قال: قرأتُ على أنس بن عياضٍ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَهُ.
__________
[15025] انظر الحديث السابق.(14/397)
15026 - حدثنا محمد بن خالد الراسبيُّ، قال: دثنا عبد الواحد ابن غِيَاثٍ، قال: دثنا عبد العزيز بن المختارِ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه؛ أن عبدَالله بن زمعةَ أخبره؛ أنّه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يومًا في خطبتِهِ ذَكَرَ الناقةَ والذي عقرها، فقال: « {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا *} ؛ انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ عَارِمٌ (1) مَنِيعٌ فِي قَوْمِهِ، مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ» .
ثم ذكر النساءَ، فقال: «إِلَى مَا (*) يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَيَجْلِدُهَا جَلْدَ العَبْدِ، وَلَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ؟!» . [ص:398]
ثم وَعظهم مِن [ضَحِكِهم] (2) من الضّرطةِ، فقال: «مَا يُضْحِكُ أَحَدَكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ؟!» .
__________
(*) كذا في الأصل، وهو جائز، والجادة: «إلامَ» بحذف ألف «ما» الاستفهامية لدخول الجار عليها. وانظر في ذلك: التعليق على الحديث [13794] .
[15026] انظر الحديثين السابقين.
(1) قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (17/188) : «"العارم" بالعين المهملة والراء؛ قال أهل اللغة: هو الشرير المفسد الخبيث، وقيل: القوي الشرس. وقد "عَرِ َ ُم" بضم الراء وفتحها وكسرها "عَرامة" و"عُرَامًا" فهو "عَارِم" و"عَرِم"» . اهـ. وانظر "كشف المشكل" لابن الجوزي (4/43) . و"تاج العروس" (ع ر م) . [ص:398]
(2) في الأصل: «ضحكم» . دون الهاء.(14/397)
15027 - حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريمَ، قال: دثنا محمد بن يوسفَ الفريابيُّ، قال: دثنا سفيانُ (1) ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعةَ؛ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «يَجْلِدُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ العَبْدِ ثُمَّ يُجَامِعُهَا فِي آخِرِ النَّهَارِ؟!» .
__________
[15027] رواه البخاري (5204) عن الفريابي، به.
ورواه ابن حبان (4190) من طريق إسحاق بن زيد الخطابي، والبيهقي (7/305) من طريق أحمد بن يوسف السلمي؛ كلاهما (إسحاق الخطابي، وأحمد السلمي) عن الفريابي، به. وانظر الأحاديث الثلاثة السابقة، والحديث التالي.
(1) هو: الثوري.(14/398)
15028 - حدثنا بشرُ بن موسى، قال: دثنا الحميديُّ (1) ، قال: دثنا سفيانُ (2) ، ح. [ص:399]
ودثنا أحمدُ بن عمرٍو الخلالُ المكيُّ، قال: دثنا يعقوبُ بن حميدِ ابن كاسبٍ، قال: دثنا سفيانُ بن عيينةَ وعبدُ العزيز بن أبي حازمٍ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَهُ.
__________
[15028] رواه الحميدي (569) .
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/134-135) عن بشر بن موسى، به.
ورواه البخاري (3377) عن الحميدي، به.
ورواه أحمد (4/17 رقم 16224) عن سفيان بن عيينة، به.
ورواه البخاري (6042) عن علي بن المديني، والنسائي في "الكبرى" (9121) عن محمد بن منصور، والبغوي في "معجم الصحابة" (1529) عن سعيد بن عبد الرحمن المكي، والبيهقي (7/305) من طريق يحيى بن الربيع؛ جميعهم (ابن المديني، ومحمد بن منصور، وسعيد، ويحيى) عن سفيان بن عيينة، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (605) ، وابن حبان (5794) عن محمد بن أحمد بن أبي عون؛ كلاهما (ابن أبي عاصم، ومحمد بن أحمد) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن عبد العزيز بن أبي حازم وحده، به.
وانظر الأحاديث الأربعة السابقة.
(1) هو: عبد الله بن الزبير بن عيسى.
(2) هو: ابن عيينة.(14/398)
15029 - حدثنا محمد بن عيسى بن شيبةَ المصريُّ، قال: دثنا سعيد بن يحيى بن سعيدٍ الأمويُّ، قال: دثنا أبي، عن محمد بن عمرٍو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطبٍ، عن عائشةَ، قالت: تَزوَّجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سودةَ بنتَ زمعةَ، فجاء أخوها من الحجِّ عبدُ بن زمعةَ؛ فجعل يحثو على رأسِهِ الترابَ، فلما أسلم، قال: إني لسفيهٌ يومَ أحثو على رأسي الترابَ أن تَزوجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سودةَ!.
__________
[15029] هذا جزء من حديث أورده المصنف هنا مختصرًا، وسيأتي عنده بتمامه (23/ رقم 57) و (24/رقم 80) ، وفيه ذكر قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة وسودة بنت زمعة.
وجاء في مصادر التخريج الآتي ذكرها مختصرًا ومطولاً.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/246) مختصرًا، كما عند المصنف هنا، وقال: «رواه الطبراني، ورجال ثقات» .
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3006 و3061) ، والطبري في "تاريخه" (3/162-163) ؛ عن سعيد بن يحيى بن سعيد، به كما هنا.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (2/167) من طريق محمد بن حرب، عن سعيد بن يحيى بن سعيد، به كما هنا.
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1135) عن عبدة بن سليمان، وأبو داود (4937) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، وأبو يعلى (4673) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة؛ جميعهم (عبدة، ومعاذ، وابن أبي زائدة) عن محمد بن عمرو ابن علقمة، به مختصرًا، ليس فيه ذكر اللفظ الذي عند المصنف هنا.
ورواه أبو عمرو بن السماك في "الجزء الأول من حديثه رواية ابن مخلد البزار" (339/مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية) ، والبيهقي (7/129) ، وفي "دلائل النبوة" (2/411-412) ؛ من طريق عبد الله بن إدريس، عن محمد بن عمرو بن علقمة، به، مطولاً. [ص:400]
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (8/57) عن محمد بن عبيد الطنافسي، وإسحاق بن راهويه (1164) ، وأحمد (6/210-211 رقم 25769) ؛ عن محمد بن بشر العبدي؛ كلاهما (الطنافسي، ومحمد بن بشر) عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، مرسلاً، ورواية ابن سعد مختصرة ليس فيها ذكر اللفظ الذي أورده المصنف هنا.(14/399)
15030 - حدثنا أبو شعيبٍ الحرانيُّ (1) ، قال: دثنا أبو جعفرٍ النُّفَيليُّ (2) ، قال: دثنا محمد بن سلمةَ، عن محمد بن إسحاقَ، قال: [ص:401] حدثني الزهريُّ، قال: حدثني عبدُ الملك بن أبي بكرِ بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشامٍ (3) ، / عن أبيه، عن عبد الله بن زمعةَ بن الأسود [ظ: 232/أ] ابن المطلب بن أسدٍ، قال: لما استعزَّ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم (4) ، فأنا عندَه في نفرٍ من المسلمين، دعا بلالٌ إلى الصلاةِ، فقال: «مُرُوا مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» ، فخرجتُ فإذا عمرُ في الناسِ، وكان أبو بكرٍ غائبًا، فقلتُ: يا عمرُ، قم فصلِّ بالناسِ، فقام، فلما كَبّر سمع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صوتَهُ، وكان عمرُ رجلاً جَهيرًا، [فقال] (5) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فَأَيْنَ أَبُو بَكْرٍ؟ يَأْبَى اللهُ وَالْمُسْلِمُونَ ذَلِكَ!» فبَعث إلى أبي بكرٍ، فجاء بعدَ أن صلّى عمرُ تلك الصلاةَ، فصلّى بالناسِ. قال عبدُالله بن زمعةَ: فقال لي عمرُ: ويحكَ! ماذا صنعتَ بي يا ابنَ زمعةَ؟! والله ما ظننتُ حين [ص:402] أمرتَني إلا أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمرك بذلك، ولولا ذلك ما صليتُ بالناسِ! قلتُ: والله ما أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولكن حين لم أرَ أبا بكرٍ رأيتُكَ أحقَّ مَن حضر بالصلاةِ من الناسِ.
__________
(1) هو: عبد الله بن الحسن بن أحمد.
(2) هو: عبد الله بن محمد بن علي.
[15030] رواه الضياء في "المختارة" (9/356) من طريق المصنف، به ورواه محمد بن إسحاق في "السيرة"؛ كما في "السيرة النبوية" لابن هشام (2/652) .
ورواه أبو داود (4660) عن أبي جعفر النفيلي، به.
ورواه المصنف في "المعجم الأوسط" (1065) عن أحمد بن عبد الرحمن بن زيد الحراني، والآجري في "الشريعة" (1293) من طريق زهير بن محمد، والضياء في "المختارة" (9/357) من طريق محمد بن يحيى الذهلي؛ جميعهم (أحمد بن عبد الرحمن، وزهير، والذهلي) عن أبي جعفر النفيلي، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (1161) عن سليمان بن عمر بن خالد الرقي، عن محمد بن سلمة، به.
ورواه أحمد (4/322 رقم 18906) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/128) ؛ من طريق إبراهيم بن سعد، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (1/243-244 و453) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى؛ كلاهما (إبراهيم بن سعد، وعبد الأعلى) عن ابن إسحاق، به.
ورواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، واختلف عليه: فرواه الحاكم في "المستدرك" (3/640- 641) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، به، وهذه الرواية موافقة للروايات السابقة.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4254) عن محمد بن أحمد بن حماد، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، [ص:401] حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عبد الله بن زمعة، به.
ورواه أبو داود (4661) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/454) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1160) ، والآجري في "الشريعة" (1294) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/263) ؛ من طريق عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن زمعة، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (5/432) عن معمر، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
وانظر الحديثين التاليين.
(3) في الأصل: «الحارث بن أبي هشام» .
(4) أي: اشتد به المرض. "عون المعبود" (12/271) .
(5) في الأصل: «فقالا» . ويوجَّه ما في الأصل - لو صحّ روايةً - على أنه أراد «فقال» فأشبع فتحة اللام فتولَّدت عنها الألف، وإنما أشبعها لتذكر القائل أو المقول؛ ولذا تسمى هذه الألف ألف التذكُّر. انظر: "الخصائص" (3/128-130) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/778) ، و"المفصل" (ص 467) .(14/400)
15031 - حدثنا طاهر بن عيسى المقري المصريُّ، قال: دثنا سعيدُ بن أبي مريمَ، قال: دثنا رِشْدينُ [بن] (1) سعدٍ، قال: حدثني عُقيل بن خالدٍ، عن ابن شهابٍ، عن عبد الملك بن أبي بكرِ بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعةَ بن الأسود بن المطلب، قال: لما اشتدَّ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ وأنا عندَه في نفرٍ من المسلمين، دعا بلالٌ إلى الصلاةِ، فقال: «مُرُوهُ فَلْيَأْمُرِ النَّاسَ يُصَلُّوا» ، فخرج (2) فأتى عمرَ، وكان أبو بكرٍ غائبًا، فقال: يا عمرُ، قم فصلِّ بالناسِ، فقام، فلما كَبّر سمع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صوتَهُ، وكان عمرُ جَهيرَ الصوتِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيْنَ أَبُو بَكْرٍ؟ يَأْبَى اللهُ ذَلِكَ وَالمُسْلِمُونَ!» فردَّد ذلك مرارًا، فبعث إلى أبي بكرٍ، فجاء بعد أن صلّى عمرُ تلك الصلاةَ، فصلّى أبو بكرٍ بالناسِ.
قال عبدُالله بن زمعةَ: قال لي عمرُ: ما صنعتَ بي يا ابنَ زمعةَ؟ واللهِ ما ظننتُ حين أمرتَني أن أصلِّيَ بالناسِ إلا أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم [ص:403] أمرك بذلك، ولولا ذلك ما صليتُ بالناسِ! فقلتُ: ما أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولكن حين لم أرَ أبا بكرٍ رأيتُك خيرَ مَن حضرَ.
__________
[15031] رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (2308) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/134) ؛ عن عبيد بن شريك البزار، عن سعيد بن أبي مريم، به. وانظر الحديثين السابق والتالي.
(1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل.
(2) أي: عبد الله بن زمعة، وفيه التفات من التكلم إلى الغيبة؛ وانظر التعليق على الحديث [14307] . أو يكون من كلام الراوي عن عبد الله بن زمعة حكايةً عنه.(14/402)
15032 - حدثنا أحمد بن عمرٍو الخلالُ المكيُّ، قال: دثنا يعقوبُ بن حميدٍ، قال: دثنا عبد الله بن موسى التيميُّ، / عن محمد بن [ظ: 232/ب] عبد الله ابن أخي الزهريِّ- أُراه- عن عمِّهِ (1) ، عن عبد الملك بن أبي بكر ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَهُ.
__________
[15032] رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (1162) ، وفي "الآحاد والمثاني" (606) عن يعقوب بن حميد، عن عبد الله بن محمد التيمي، عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، عن الزهري، به، هكذا وقع فيه: «عبد الله بن محمد» بدل: «عبد الله بن موسى» .
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (2/220-221) عن محمد بن عمر الواقدي، عن محمد بن عبد الله، عن الزهري، به. وانظر الحديثين السابقين.
(1) قوله: «أُراه عن عمِّه» وضع فوق أوله: «لا» وفوق آخره: «إلى» ، وعند «لا» كتب «ح» غير منقوطة، ويعني أن هذا الكلام محذوف.(14/403)
عبدُ الله بن أبي حبيبةَ الأشهليُّ
15033 - حدثنا أبو زرعةَ عبد الرحمن بن عمرٍو الدمشقيُّ، قال: دثنا يحيى بن صالحٍ الوُحاظيُّ.
ودثنا عليُّ بن عبد العزيز، قال: دثنا القعنبيُّ (1) ؛ قالا: دثنا مُجمِّعُ ابن يعقوبَ الأنصاريُّ، عن محمد بن إسماعيلَ، قال: قيل لعبدِالله بن أبي حبيبةَ: ما أدركتَ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: جاءنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مسجدِ (2) قباء، فجئتُ وأنا غلامٌ حَدَثٌ حتى جلستُ عن يمينِهِ، وجلس أبو بكرٍ عن يسارِهِ، قال: ثم دعا بشرابٍ، فشَرب، وناولني عن يمينِهِ.
__________
[15033] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/82) ، وقال: «رواه الطبراني، وهذا لفظه، وأحمد بنحوه، ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/242) من طريق المصنف، به.
ورواه البغوي في "معجم الصحابة" (1626) عن علي بن عبد العزيز، به.
ورواه ابن شبة في "أخبار المدينة" (1/40) ، والبغوي (1626) عن إبراهيم بن هانئ؛ كلاهما (ابن شبة، وإبراهيم) عن القعنبي، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" (797) عن محمد بن يونس، وأحمد (4/221 رقم 17944) عن عبد الملك بن عمرو؛ كلاهما (محمد بن يونس، وعبد الملك) عن مجمع بن يعقوب، به. وجمعتْ كل مصادر التخريج بين متن هذا الحديث، ومتن الحديث التالي.
(1) هو: عبد الله بن مسلمة.
(2) كلمة «مسجد» ألحق فوقها بخط صغير «نا» لتقرأ «مسجدنا» . وفي "مجمع الزوائد" و"المختارة": «مسجدنا بقباء» .(14/405)
15034 - حدثنا أبو زرعةَ الدمشقيُّ، قال: دثنا يحيى بن صالحٍ الوُحاظيُّ. [ص:406]
ودثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا القعنبيُّ؛ قالا: دثنا مُجمِّعُ بن يعقوبَ الأنصاريُّ، عن محمد بن إسماعيلَ، قال: قيل لعبدِالله بن أبي حبيبةَ: ما أدركتَ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: قام يُصلِّي فرأيتُهُ يُصلِّي في نعلَيْهِ.
__________
[15034] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/53) ، وقال: «رواه أحمد وسماه [ص:406] "عبد الله بن أبي حبيبة" في رواية أخرى، وكذلك رواه الطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد موثقون، ورواه البزار مختصرًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعلين، وقال: لا نعلم روي عن ابن أبي حبيبة إلا هذا» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/242) من طريق المصنف، به.
ورواه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1/563 رقم 1545) .
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/512) عن ربيع الجيزي وصالح بن عبد الرحمن، عن القعنبي، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/480) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/92) ؛ من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، وأحمد (4/334 رقم 18951) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" في الموضع نفسه، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4009) ؛ من طريق قتيبة بن سعيد؛ كلاهما (محمد بن معاوية، وقتيبة بن سعيد) عن مجمع بن يعقوب، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/17) تعليقًا، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/262-263) ؛ عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مجمع بن يعقوب، عن محمد بن إسماعيل، عن بعض كبراء أهله، أنه قال لعبد الله بن أبي حبيبة ... فذكره.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/17) تعليقًا من طريق عاصم بن سويد، عن مجمع بن يعقوب، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي حبيبة، به.
وانظر تتمة تخريج هذا الحديث في تخريج الحديث السابق.(14/405)
عبدُ الله بن أرقمَ الزهريُّ
وهو عبدُالله بن الأرقمِ بن عبدِ يغوثَ بن وهب بن عبد مناف بن زهرةَ. وأُمُّهُ عمرةُ بنتُ الأرقمِ بن هاشم بن عبد منافٍ. كان قد عَمِيَ قبلَ وفاتِهِ، وكان كاتبًا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ رضي الله عنهم.
15035 - حدثنا مطلبُ بن شعيبٍ الأزديُّ، قال: دثنا عبد الله بن صالحٍ، قال: حدثني عبد العزيز بن أبي سلمةَ، عن عبد الواحد بن أبي عونٍ، قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم كتابُ رجلٍ، فقال لعبدِالله بن الأرقم: «أَجِبْ عَنِّي» ، فكتب جوابَهُ، ثم قرأه عليه، فقال: «أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ» . فلما وَلِيَ عمرُ كان يُشاورُهُ.
__________
[15035] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/370) ، وقال: «رواه الطبراني معضلاً، وإسناده حسن» .
ولم نجده من هذا الوجه عند غير المصنف، ولكن رواه الحاكم في "المستدرك" (3/335) من طريق الفضل بن محمد البيهقي، عن عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز ابن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمر، به.
ورواه البزار (267) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1521) ، وحمزة السهمي في "تاريخ جرجان" (1/455) ؛ من طريق محمد بن صدقة الفدكي، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، به.
وانظر: "العلل" للدارقطني (168) .(14/407)
15036 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاق، عن الثوريِّ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقمِ؛ قال: [ص:408] كُنا معه (1) في سفرٍ وكان يَؤُمُّهم، فلما حضرتِ الصلاةُ قال لنا: لِيَؤُمَّكُم بعضُكم؛ فإني سمعتُ/ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِذَا حَضَرَتِ [ظ: 232/أ] الصَّلاَةُ وَبِأَحَدِكُمُ الحَاجَةُ فَلْيَبْدَأْ بِالحَاجَةِ» .
__________
[15036] رواه الضياء في "المختارة" (8/402) من طريق المصنف، به.
ورواه المصنف في "الأوسط" (7042) من طريق زافر بن سليمان، والضياء في [ص:408] "المختارة" (8/401) من طريق محمد بن يوسف الفريابي؛ كلاهما (زافر، والفريابي) عن الثوري، به.
ورواه ابن أبي شيبة (8013) عن حفص بن غياث، وأحمد (3/483 رقم 15959) و (4/35 رقم 16400) عن يحيى بن سعيد القطان، والدارمي (1467) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3993) ، والبيهقي (3/72) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/204) ؛ من طريق محمد بن عبد الله بن كناسة، وابن خزيمة (932) من طريق عمر بن علي وأبي أسامة حماد بن أسامة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1995) من طريق عيسى بن يونس، و (1996) من طريق عبد الله بن نمير، والمحاملي في "أماليه" (285) من طريق جرير بن عبد الحميد ووكيع، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/131) ، وابن حزم في "المحلى" (4/47) ؛ من طريق حماد بن سلمة، والمصنف في "الأوسط" (6949) من طريق قيس بن سعد، والخليلي في "الإرشاد" (3/837-838) من طريق مالك بن سعير؛ جميعهم (حفص بن غياث، ويحيى القطان، ومحمد بن كناسة، وعمر بن علي، وأبو أسامة، وعيسى بن يونس، وابن نمير، وجرير، ووكيع، وحماد بن سلمة، وقيس بن سعد، ومالك بن سعير) عن هشام بن عروة، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/33) تعليقًا من طريق أنس بن عياض وأيضًا (5/32-33) تعليقًا، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1997) ؛ من طريق وهيب بن خالد؛ كلاهما (أنس، ووهيب) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن رجل، عن عبد الله بن الأرقم، به.
ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1993) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وانظر: "العلل" للترمذي (81) . وانظر الأحاديث [15037-15050] .
(1) القائل هو عروة بن الزيير، وقوله: «معه» أي: مع عبد الله بن الأرقم رضي الله عنه.(14/407)
15037 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، عن عبد الرَّزَّاق، عن معمرٍ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقمِ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَبِأَحَدِكُمُ الغَائِطُ، فَلْيَبْدَأْ بِالغَائِطِ» .
__________
[15037] رواه الضياء في "المختارة" (8/401) من طريق المصنف، به.
ورواه عبد الرزاق (1759) .
ورواه ابن حزم في "المحلى" (4/47) من طريق ابن الأعرابي، عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، به.
وانظر الأحاديث [15036 و15038- 15050] .(14/409)
15038 - حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ (1) ، عن عبد الرَّزَّاق، عن ابن جُريجٍ، عن أيوبَ بن موسى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقم؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمُ الغَائِطَ فَلْيَبْدَأْ بِالغَائِطِ» .
__________
[15038] رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3994) ، والضياء في "المختارة" (8/402) ؛ من طريق المصنف، به.
ورواه عبد الرزاق (1761) .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/335) عن محمد بن علي الصنعاني، عن إسحاق الدبري، به.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/32) تعليقًا عن محمود بن غيلان، عن عبد الرزاق، به.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3994) من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج، به.
وانظر الأحاديث [15036، و15037، و15039- 15050] .
(1) قوله: «الدبري» ألحق فوق السطر بخط صغير، وبجانبه «ح» .(14/409)
15039 - حدثنا يوسفُ القاضي (1) ، قال: دثنا عمرُو بن مرزوقٍ، قال: أخبرني شعبةُ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن أرقمَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ نحوَهُ.
__________
[15039] لم نقف عليه من طريق شعبة، وانظر الأحاديث [15036- 15038، و15040-15050] .
(1) هو: ابن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد.(14/410)
15040 - حدثنا محمدُ بن عمرِو بن خالدٍ الحرانيُّ، قال: حدثني أبي، قال: دثنا زهيرٌ (1) ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن أرقمِ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَذْهَبَ الخَلاَءَ (2) وَقَامَتِ الصَّلاَةُ فَلْيَبْدَأْ بِالخَلاَءِ» .
__________
[15040] رواه أبو داود (88) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/131) ؛ من طريق أحمد بن يونس- وقرن ابن قانع معه عبد الحميد بن كثير- والحاكم في "المستدرك" (1/168) من طريق المعافى بن سليمان؛ جميعهم (أحمد، وعبد الحميد، والمعافى) عن زهير، به.
وانظر الأحاديث [15036-15039، و15041- 15050] .
(1) هو: ابن معاوية.
(2) كذا في الأصل، وعند أبي داود. والمراد: إلى الخلاء، كما عند ابن قانع والحاكم. ويخرَّج ما في الأصل على حذف حرف الجر، ونصب «الخلاء» على نزع الخافض، وانظر التعليق على الحديث [14307] .(14/410)
15041 - حدثنا أبو يزيدَ القراطيسيُّ (1) ، قال: دثنا عبد الله بن عبد الحكم، ح. [ص:411]
ودثنا بكرُ بن سهلٍ، قال: دثنا عبد الله بن يوسفَ؛ قالا: دثنا مالكٌ.
ودثنا علي بن المباركِ الصنعانيُّ، قال: دثنا إسماعيلُ بن أبي أويسٍ، قال: حدثني مالكٌ؛ عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله ابن أرقمَ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمُ الغَائِطَ فَلْيَبْدَأْ بِهِ قَبْلَ الصَّلاَةَ» .
__________
(1) هو: يوسف بن يزيد.
[15041] رواه مالك في "الموطأ" (1/159) .
ورواه الشافعي في "الأم" (1/155) عن مالك، به. [ص:411]
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/33) تعليقًا، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/96) ؛ عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، والنسائي (852) عن قتيبة بن سعيد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5/242) من طريق عبد الله بن وهب، وابن حبان (2071) ، والبغوي في "شرح السنة" (803) ، والضياء في "المختارة" (8/400) ؛ من طريق أبي مصعب الزهري، والبيهقي (3/72) من طريق إسحاق بن عيسى؛ جميعهم (عبد الله بن مسلمة، وقتيبة، وابن وهب، وأبو مصعب، وإسحاق ابن عيسى) عن مالك، به.
وانظر الأحاديث [15036- 15040، و15042- 15050] .(14/410)
15042 - ودثنا محمد بن النضرِ الأزديُّ، قال: دثنا الحسنُ بن الربيعِ.
ودثنا علي بن عبد العزيز، قال: دثنا عارمٌ أبو النعمانِ (1) . [ص:412]
ودثنا موسى بن هارونَ، قال: دثنا أبو الربيعِ الزهرانيُّ (2) ؛ قالوا: دثنا حماد بن زيدٍ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن أرقمَ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الخَلاَءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلْيَبْدَأْ بِالخَلاَءِ» .
__________
[15042] رواه ابن خزيمة (932 و1652) من طريق أحمد بن عبدة، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/131) من طريق عاصم [كذا في المطبوع من "معجم الصحابة" ولعل الصواب: «أبو عاصم» ، وهو النبيل] ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/204) من طريق مسدد؛ جميعهم (أحمد بن عبدة، وعاصم- أو أبو عاصم النبيل- ومسدد) عن حماد بن زيد، به.
وانظر الأحاديث [15036- 15041، و15043- 15050] .
(1) هو: محمد بن الفضل السدوسي. [ص:412]
(2) هو: سليمان بن داود.(14/411)
15043 - وحدثنا محمد بن النضرِ الأزديُّ، قال: دثنا معاويةُ بن عمرٍو، قال: دثنا زائدةُ (1) ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله ابن أرقمَ، قال: سمعتُ/ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ [ظ: 233/ب]
الخَلاَءَ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلْيَبْدَأْ بِالخَلاَءِ» .
__________
[15043] لم نقف عليه من طريق زائدة، وانظر الأحاديث [15036-15042 و15044-15050] .
(1) هو: ابن قدامة.(14/412)
15044 - حدثنا أحمد بن داودَ المكيُّ، قال: دثنا حفص بن عمرَ الحوضيُّ، قال: دثنا [مُرَجَّا] (1) بن رجاءٍ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقمِ (2) ؛ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ بِأَحَدِكُمُ الخَلاَءُ وَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيَبْدَأْ بِالخَلاَءِ» .
__________
[15044] رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/83) من طريق حماد بن مدرك، عن حفص بن عمر، به. وانظر الأحاديث [15036- 15043 و15045-15050] .
(1) في الأصل: «مرجان» .
(2) كانت «أرقم» ثم صوبت إلى «الأرقم» .(14/412)
15045 - حدثنا المقدام بن داودَ، قال: دثنا أسدُ بن موسى، قال: دثنا سفيانُ بن عيينةَ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله [ص:413] ابن الأرقمِ (1) الزهريِّ، قال (2) : خرج (3) إلى مكةَ، وكان إمامَهم، فقدَّم رجلاً يصلِّي بهم، ثم قال: إني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَبِأَحَدِكُمْ غَائِطٌ فَلْيَبْدَأْ بِهِ» .
__________
[15045] رواه الحميدي (896) عن سفيان بن عيينة، به. [ص:413]
ورواه ابن ماجه (616) عن محمد بن الصباح، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (640) عن يعقوب بن حميد، وابن خزيمة (932) عن عبد الجبار بن العلاء، والطوسي في "مختصر الأحكام" (124) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ؛ جميعهم (محمد بن الصباح، ويعقوب بن حميد، وعبد الجبار، ومحمد بن عبد الله المقرئ) عن سفيان بن عيينة، به.
(1) كانت «أرقم» ثم صوبت إلى «الأرقم» .
(2) أي: عروة.
(3) أي: خرج عبد الله بن أرقم رضي الله عنه.(14/412)
15046 - حدثنا المقدام بن داودَ، قال: دثنا أسدُ بن موسى، قال: دثنا أبو الربيعِ السَّمّانُ (1) ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقمِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَبِأَحَدِكُمُ الخَلاَءُ فَلْيَبْدَأْ بِالخَلاَءِ» .
__________
[15046] لم نقف عليه من طريق أبي الربيع السمان، وانظر الأحاديث [15036- 15045، و15047- 15050] .
(1) هو: أشعث بن سعيد البصري.(14/413)
15047 - حدثنا المقدام بن داودَ، قال: دثنا أسد بن موسى، قال: دثنا محمد بن خازمٍ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله [ص:414] ابن أرقمَ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَوَجَدَ أَحَدُكُمُ الخَلاَءَ فَلْيَبْدَأْ بِالخَلاَءِ» .
__________
[15047] رواه الترمذي (142) عن هناد بن السري، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5/243) عن محمد بن عمرو بن يونس، والمحاملى في "أماليه" (285) عن يوسف بن موسى القطان؛ جميعهم (هناد، ومحمد بن عمرو، ويوسف بن موسى) عن أبي معاوية محمد بن خازم، به.
وانظر الأحاديث [15036- 15046، و15048- 15050] .(14/413)
15048 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، والحسين بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ؛ قال (1) : دثنا الحسن بن قَزَعةَ، قال: دثنا محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاويُّ (2) ، قال: دثنا أيوبُ السختيانيُّ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقم (3) ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمُ الخَلاَءَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلْيَبْدَأْ بِالخَلاَءِ» .
__________
[15048] رواه هلال الحفار في "جزئه" (ل 5/ب- ل 6/أ) عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام، عن الطفاوي، به.
وانظر الأحاديث [15036- 15047، و15049 و15050] .
(1) كذا في الأصل، والجادة: «قالا» ، وما في الأصل له توجيه تقدم في التعليق على الحديث [13865] .
(2) كانت في الأصل: «الخفاوي» ، ثم صوبت إلى «الطفاوي» .
(3) كانت «أرقم» ثم صوبت إلى «الأرقم» .(14/414)
15049 - حدثنا أحمد بن محمد الخزاعيُّ الأصبهانيُّ، قال: دثنا محمد بن بُكَيرٍ الحضرميُّ، قال: دثنا إسماعيلُ بن عليةَ، عن أيوبَ، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عبد الله بن أرقمَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَهُ.
__________
[15049] رواه ابن خزيمة (932) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبي هاشم زياد ابن أيوب، عن إسماعيل بن علية، به.
وانظر الأحاديث [15036-15048 و15050] .(14/414)
15050 - حدثنا المقدام بن داودَ، قال: دثنا أسدُ بن موسى، [ص:415] قال: دثنا ابن لَهيعةَ، قال: دثنا أبو الأسودِ (1) ؛ أنه سمع عروةَ يقولُ: كنا في سفرٍ مع عبد الله بن الأرقمِ الزهريِّ، وحضرتِ الصلاةُ، وكان هو يَتقدَّمُنا، فَأَذَّن لنا، فخرج إلى الغائطِ، فقيل له: لو صَلّيتَ ثم خرجتَ! فقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم/ يقولُ: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ [ظ: 234/أ]
وَكَانَ بِأَحَدِكُمُ الغَائِطُ فَلْيَبْدَأْ بِهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ بَعْدُ، وَلاَ يَأْتِي (2) الصَّلاَةَ وَهُوَ يُدَافِعُ (3) » .
__________
[15050] رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3995) عن المصنف، به.
وانظر الأحاديث [15036-15049] . [ص:415]
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة.
(2) كذا في الأصل، والجادة: «ولا يأت» ، وما في الأصل له توجيه في اللغة تقدم في التعليق على نحوه في الحديث [14195] .
(3) كذا في الأصل، وكذا عند أبي نعيم، والمراد: وهو يدافع الغائط، وفيه حذف المفعول به أو ضميره؛ لفهمه من السياق. وانظر التعليق على الحديث [14843] .(14/414)
عبد الله بن أقرمَ الخزاعيُّ
15051 - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: دثنا القعنبيُّ (1) ، قال: دثنا داودُ بن قيسٍ.
ودثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبد الرَّزَّاق، عن داودَ بن قيسٍ؛ قال: سمعتُ عبيدَالله بن عبد الله بن أقرمَ، يُحدِّثُ عن أبيه، أنه كان مع أبيه بالقاعِ من نَمِرةَ (2) ، فمرَّ بنا رَكْبٌ، فأناخوا بناحيةِ الطريقِ، [ص:418] فقال لي: أيْ بُنَيَّ، كن في بَهْمِنا (3) حتى أَدنُوَ من هؤلاء الرَّكْبِ. قال: فدنا منهم ودنوتُ معه، فأقيمتِ الصلاةُ، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيهم، فكنتُ أنظرُ إلى عفرةِ إِبِطَيْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كلّما سجدَ.
__________
(1) هو: عبد الله بن مسلمة.
(2) نَمِرة: ناحية بعرفة نزل بها النبي صلى الله عليه وسلم. والقاع: هو ما انبسط من الأرض الحرة السهلة الطين التي لا يخالطها رمل فيشرب ماءها، وهي مستوية ليس فيها تطامُنٌ ولا ارتفاع. "معجم البلدان" (4/298) و (5/304) .
[15051] رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3996) ، والضياء في "المختارة" (8/406) ؛ من طريق المصنف، به.
ورواه عبد الرزاق (2923) عن داود بن قيس، قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن أقرم يُحدِّث عن أبيه؛ قال: حدثني أبي أنه كان مع أبيه بالقاع ... ، فذكره هكذا بزيادة قوله: «قال: حدثني أبي» في إسناده.
وقد أخرج الضياء في "المختارة" (4/327) هذا الحديث من طريق الطبراني، عن إسحاق الدَّبري، عن عبد الرزاق وحده، به، هكذا بهذه الزيادة. فتبين أن الطبراني هنا حمل رواية عبد الرزاق على رواية القعنبي؛ بإسقاط قوله: «قال: حدثني أبي» ، وإذا أفرد رواية عبد الرزاق أثبت الزيادة، ومعناها مشكل؛ لأنه يترتب عليه أن صحابي الحديث هو أقرم الخزاعي!! ولكن الذي يظهر أن قوله: «قال: حدثني أبي» جملة تفسيرية لقوله: «يُحدِّثُ عن أبيه» ، فيكون القائل: «قال: حدثني أبي» هو عبيد الله بن عبد الله بن أقرم.
ورواه ابن سعد (4/296) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/265) ؛ عن القعنبي، به.
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/116) عن أبي المثنى معاذ بن المثنى ومحمد بن عيسى بن السكن، والحاكم في "المستدرك" (1/227) ؛ من طريق أبي المثنى؛ كلاهما (معاذ، ومحمد بن عيسى) عن القعنبي، به. [ص:418]
ورواه الشافعي في "الأم" (1/115) و (7/86) ، والحميدي (952) ؛ عن سفيان بن عيينة، وابن سعد (4/296) ، وابن أبي شيبة (2654) ، وأحمد (35/4 رقم 16402) ، والضياء في "المختارة" (4/328) ؛ من طريق وكيع، وابن سعد (1/420، و4/296) ، وأحمد (4/35 رقم 16403) ؛ عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد (4/35 رقم 16401) ، وابن ماجه (881/م) ؛ من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والترمذي (274) من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، وابن ماجه (881/م) من طريق صفوان بن عيسى وأبي داود، والنسائي (1108) ، والبغوي في "شرح السنة" (651) ، والضياء في "المختارة" (8/406-407) ؛ من طريق إسماعيل بن جعفر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/231) من طريق عبد الله بن نافع؛ جميعهم (سفيان بن عيينة، ووكيع، وأبو نعيم، وابن مهدي، وأبو خالد الأحمر، وصفوان، وأبو داود، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الله بن نافع) عن داود بن قيس، به، إلا أنه جاء عند ابن أبي شيبة: «عبد الله بن عبد الله بن أقرم» بدل: «عبيد الله بن عبد الله بن أقرم» .
وتقدم عند المصنف برقم (904) من طريق سليمان بن يزيد الكعبي، عن داود بن قيس، عن ابن أقرم، عن أبيه، عن جده، به.
(3) البَهْمُ: الصغير من الضأن والمعز والبقر، من الوحش وغيرها، والمفرد: بَهْمة؛ وتقع على الذكر والأنثى. "تاج العروس" (ب هـ م) .(14/417)
عبد الله بن جابرٍ العبديُّ
15052 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، قال: حدثني أبي.
دثنا (1) موسى بن هارونَ، قال: دثنا أحمد بن حنبلٍ.
ودثنا إبراهيمُ بن نائلةَ الأصبهانيُّ، قال: دثنا رَوْحُ بن عبد المؤمن المقرئُ؛ قالا (2) : دثنا الحارثُ بن مُرةَ الحنفيُّ، قال: حدثني شيخٌ من أهل البصرةِ يقال له: نُفَيْسٌ، عن عبد الله بن جابرٍ العبديِّ، قال: كنتُ في الوفدِ الذين أتوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيسِ، ولستُ معهم، إنما جئتُ مع أبي، [فنهاهم] (*) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الشربِ في الأوعيةِ التي سَمعتُم: الدُّبّاءِ، والحَنْتَمِ، والنَّقِيرِ، [والمُزَفَّتِ] (*) .
__________
[15052] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/58-59) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات» .
ورواه الضياء في "المختارة" (9/125) من طريق المصنف، به.
وتقدم عند المصنف برقم (2077) عن علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد القاسم بن سلام، وعن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، وعن موسى بن هارون، عن أحمد بن حنبل؛ كلاهما (أبو عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل) عن الحارث بن مرة، به.
ورواه أحمد في "المسند" (5/446 رقم 23754) ، وفي "الأشربة" (116) .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/59) تعليقًا عن علي بن المديني، والبغوي في "معجم الصحابة" (1651) عن سويد بن سعيد، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4053) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري؛ جميعهم (ابن المديني، وسويد، والقواريري) عن الحارث بن مرة، به.
(1) كذا في الأصل. والجادة: «ودثنا» بحرف العطف. وقد وضع الناسخ مكان حرف العطف: الدارة التي يضعها عند انتهاء الحديث؛ فلعله وهم في ذلك.
(2) أي: أحمد بن حنبل وروح.
(*) لم يتضح في الأصل، فاستدركناه من "المختارة".(14/419)
عبدُ الله المزنيُّ أبو علقمةَ
15053 - حدثنا أبو مسلمٍ الكَشِّيُّ (1) ، قال: دثنا محمد بن عبد الله الأنصاريُّ، قال: دثنا محمد بن فضاءٍ، عن أبيه، عن [علقمةَ] (*) بن عبد الله المزنيِّ، عن أبيه، قال: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن تُكسَّرَ سَكّةُ المسلمين الجائزةُ بينهم إلا من بأسٍ؛ أن يُكسَّرَ الدرهمُ فيجعلَ فضةً، أو يُكسَّرَ الدينارُ فيُجعلَ [ذهبًا] (*) .
__________
[15053] رواه المصنف في "الأوسط" (2435) بهذا الإسناد.
ورواه أبو موسى المديني في "اللطائف" (146) من طريق المصنف، به.
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (4/125) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/137) ؛ عن أبي مسلم الكشي، به.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (2/31) ، والبيهقي (6/33) ؛ من طريق أبي عمرو إسماعيل بن نجيد، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4365) عن حبيب بن الحسن وفاروق بن عبد الكبير الخطابي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/316) ، وأبو موسى المديني في "اللطائف" (146) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/67-68) ؛ من طريق أبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي؛ جميعهم (ابن نجيد، وحبيب، وفاروق، وابن ماسي) عن أبي مسلم الكشي، به.
ورواه محمد بن عبد الله الأنصاري في "حديثه" (89) .
ورواه البغوي في "معجم الصحابة" (1661) عن جده أحمد بن منيع، والحاكم في "المستدرك" (2/31) من طريق أبي حاتم الرازي؛ كلاهما عن محمد بن عبد الله الأنصاري، به.
ورواه بكر بن بكار في "حديثه" (14) عن محمد بن فضاء، به.
ورواه البغوي في "معجم الصحابة" (1662) من طريق صغدي بن سنان، وابن عدي في "الكامل" (6/170) من طريق عبد الله بن إسماعيل، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/208-209) من طريق إسماعيل بن عمرو الكوفي؛ جميعهم (صغدي، وعبد الله، وإسماعيل) عن محمد بن فضاء، به. وانظر الحديثين التاليين.
(1) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم.
(*) لم يتضح في الأصل، فاستدركناه من "المعجم الأوسط"، وسائر مصادر التخريج.(14/421)
15054 - حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرقٍ الحمصيُّ، قال: حدثني عطيةُ بن بقيةَ بن الوليدِ، قال: [حدثني] (1) أبي، عن إسحاقَ ابن راهُوْيَهْ، عن معتمرِ بن سليمانَ، عن محمد بن فضاءٍ، عن أبيه، عن علقمةَ بن عبد الله/ المزنيِّ، عن أبيه، قال: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن [ظ: 234/ب] كَسْرِ سَكّةِ المسلمين الجائزةِ بينهم إلا من بأسٍ.
__________
[15054] رواه المصنف في "الأوسط" (8067) عن موسى بن هارون، وابن عدي في "الكامل" (6/170) عن محمد بن خالد بن يزيد؛ كلاهما عن عطية بن بقية، به. ومن طريق المصنف في "الأوسط" رواه أبو موسى المديني في "اللطائف" (145) .
ورواه البغوي في "معجم الصحابة" (1661) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (1922) ، وابن عدي في "الكامل" (6/170) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/346) ؛ من طريق أبي همام الوليد بن شجاع، عن بقية، به.
ورواه ابن حبان في "المجروحين" (2/274) عن عبد الله بن محمد المديني، والحاكم في "المستدرك" (2/31) من طريق الحسين بن محمد بن زياد؛ كلاهما عن إسحاق بن راهويه، به.
ورواه أحمد (3/419 رقم 15457) عن المعتمر بن سليمان، به.
ورواه ابن ماجه (2263) عن هارون بن إسحاق وسويد بن سعيد، والبغوي في "معجم الصحابة" (1661) عن يعقوب بن إبراهيم وسويد بن سعيد وأحمد بن المقدام، وابن عدي في "الكامل" (6/170) من طريق أحمد بن حاتم الطويل وزيد بن الحريش ومحمد بن موسى؛ جميعهم (هارون بن إسحاق، وسويد بن سعيد، ويعقوب بن إبراهيم، وأحمد بن المقدام، وأحمد بن حاتم، وزيد بن الحريش، ومحمد بن موسى) عن المعتمر بن سليمان، به.
وانظر الحديثين السابق والتالي.
(1) ما بين المعقوفين غير واضح في المخطوط، فاستدركناها من "الأوسط" للمصنف.(14/422)
15055 - حدثنا عُبيدُ بن غَنّامٍ، قال: دثنا أبو بكرِ بن أبي شيبةَ، [ص:423] قال: دثنا معتمرٌ، عن محمد بن فضاءٍ، عن أبيه، عن علقمةَ بن عبد الله المزنيِّ، عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مثلَهُ.
__________
[15055] رواه ابن أبي شيبة (23232) .
ورواه ابن ماجه (2263) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1106) ؛ عن أبي بكر بن أبي شيبة، به. [ص:423]
ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/170) عن عبدان بن أحمد الأهوازي، عن أبي بكر بن أبي شيبة، به. وانظر الحديثين السابقين.(14/422)
15056 - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: دثنا مسلم بن إبراهيمَ، قال: دثنا محمد بن فضاءٍ، عن أبيه، عن علقمةَ بن عبد الله المزنيِّ، عن أبيه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنِ اشْتَرَى أَحَدُكُمْ لَحْمًا فَلْيُكْثِرْ مَرَقَهُ، فَإِنْ لَمْ يُصِبْ أَحَدُكُمْ لَحْمًا أَصَابَ مَرَقًا، وَهُوَ أَحَدُ اللَّحْمَيْنِ» .
__________
[15056] رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4368) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/68) ؛ من طريق المصنف، به.
ورواه الترمذي (1832) ، وفي "العلل الكبير" (568) عن محمد بن عمر بن علي المقدمي، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (162) عن القاسم بن هاشم، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/137) عن محمد بن يحيى بن المنذر، وابن عدي في "الكامل" (6/170) من طريق زيد بن الحريش، والحاكم في "المستدرك" (4/130) من طريق السري بن خزيمة، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4367) من طريق أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5520) من طريق محمد بن غالب تمتام، وعبد العزيز بن معاوية؛ جميعهم (محمد المقدمي، والقاسم، ومحمد بن يحيى، وزيد، والسري، وأبو مسلم الكشي، وتمتام، وعبد العزيز) عن مسلم بن إبراهيم، به.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/170) من طريق بكر بن بكار، عن محمد بن فضاء، به.(14/423)
15057 - حدثنا محمود بن الفرجِ الأصبهانيُّ (1) ، قال: دثنا [ص:424] إسماعيلُ بن عمرٍو البَجَليُّ، قال: دثنا محمد بن فضاءٍ، عن أبيه، عن علقمةَ بن عبد الله المزنيِّ، عن أبيه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كُنْتُمْ فِي القَصَبِ (2) أَوِ الثَّلْجِ أَوِ الرِّدَاغِ (3) ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ؛ فَأَوْمِئُوا إِيمَاءً» .
__________
(1) هو: محمود بن أحمد بن الفرج أبو حامد الأصبهاني.
[15057] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/161) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه محمد بن قضا؛ وهو ضعيف» . وكذا وقع في المطبوع: «محمد بن قضا» ، والصواب: «محمد بن فضاء» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (19165) ، وعزاه للمصنف. [ص:424]
ورواه المصنف في "الأوسط" (7913) بهذا الإسناد.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4369) عن المصنف، به.
ورواه البغوي في "معجم الصحابة" (1663) ، وابن عدي في "الكامل" (6/170) ؛ من طريق صغدي بن سنان، عن محمد بن فضاء، به.
(2) القصب: مجاري المياه العذبة، من الركايا، والآبار، والعيون. "لسان العرب" و"تاج العروس" (ق ص ب) .
(3) الرِّدَاغ والرَّدْغ: الطين والوحل الكثير، وهما مفردان. والرِّداغ والرَّدغ - أيضًا -: جمعُ رَدْ َغة، وهي الوحل. "تاج العروس" (ر د غ) ، وانظر: "النهاية" (2/215) .(14/423)
15058 - حدثنا عبدانُ بن أحمدَ، دثنا شبابٌ العُصْفريُّ (1) ، قال: دثنا أبو عبيدةَ الحدادُ (2) ، عن محمد بن فضاءٍ، عن أبيه، عن علقمةَ ابن عبد الله المزنيِّ، عن أبيه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يُعْتِقُ الرَّجُلُ مِنْ عَبْدِهِ مَا شَاءَ؛ إِنْ شَاءَ ثُلُثًا، وَإِنْ شَاءَ رُبُعًا» .
__________
[15058] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/248) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وقال: «إن شاء خمسًا ليس بينه وبين الله ضغطة» ، وفيه محمد بن فضاء- بالفاء- وهو ضعيف» .
ورواه ابن قانع (2/137) ، وابن عدي (6/170) ؛ عن عبدان، به.
ورواه المصنف في "الأوسط" (7160) عن محمد بن عبد الرحيم الديباجي، والبيهقي (10/274) من طريق عبد العزيز بن سلام؛ كلاهما (محمد بن عبد الرحيم، وعبد العزيز) عن خليفة بن خياط، به، وتصحف "محمد بن فضاء" إلى "محمد بن فضالة" في المطبوع من "المعجم الأوسط".
(1) هو: خليفة بن خياط.
(2) هو: عبد الواحد بن واصل.(14/424)
عبد الله أبو يزيدَ المزنيُّ
15059 - حدثنا عمرُ بن عبد العزيز بن مِقْلاصٍ المصريُّ، قال: دثنا أبي، ح.
ودثنا الحسين بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، قال: دثنا حرملةُ بن يحيى؛ قالا: دثنا ابن وهبٍ، قال: أرني (1) عمرُو بن الحارث، عن أيوبَ بن موسى؛ أن يزيدَ بن عبد الله المزنيَّ حدَّثه، عن أبيه؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم [ص:426] قال: «فِي الإِبِلِ فَرَعٌ (2) ، وَفِي الغَنَمِ فَرَعٌ، وَيُعَقُّ عَنِ الغُلاَمِ، وَلاَ يُمَسُّ رَأْسُهُ بِدَمٍ» (3) .
__________
(1) يرسمها في الأصل بالدال «أدني» . و «أرني» بالراء اختصار لـ «أخبرني» .
[15059] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/28) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات» ، وفي (4/58) وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بنحوه، ورجاله ثقات، وقد رواه ابن ماجه عن يزيد بن عبد الله المزني، ولم يقل: عن أبيه، وهنا: يزيد بن عبد الله عن أبيه، فالله أعلم» .
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4569) من طريق أبي العباس بن قتيبة، عن حرملة، به، إلا أنه وقع فيه: «يزيد بن عبد» بدل: «يزيد بن عبد الله المزني» . وقال أبو نعيم عقبه: «رواه أبو مسعود، عن أصبغ بن الفرج، عن ابن وهب، فقال: يزيد ابن عبد الله المدحجي، عن أبيه» . اهـ.
ورواه ابن ماجه (3166) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1108) ؛ عن يعقوب بن حميد بن كاسب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1052) عن يونس بن عبد الأعلى، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/188) من طريق أحمد ابن عيسى، والمصنف في "الأوسط" (333 و334) من طريق أحمد بن صالح، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4776) من طريق أبي الطاهر بن السرح؛ جميعهم (ابن كاسب، ويونس، وأحمد بن عيسى، وأحمد بن صالح، وأبو الطاهر) عن عبد الله بن وهب، به، إلا أن ابن ماجه لم يذكر في إسناده: «عن أبيه» ، وجاء عند ابن ماجه وابن أبي عاصم والطحاوي وأبي نعيم: «يزيد بن عبدٍ المزني» ، وجاء عند ابن قانع: «يزيد بن عبد ربه» .
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/349) تعليقًا عن عمرو بن الحارث، به، وفيه: «يزيد بن عبدٍ المزني» . [ص:426]
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4775) من طريق رشيد بن سعد، عن عمرو ابن الحارث، به، وفيه: «يزيد بن عبدٍ المزني» .
(2) الفَرَعُ: أول ما تلده الناقة أو الشاة كانوا يذبحونه لآلهتهم فنُهي المسلمون عنه. وقيل: كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مئة قدم بَكْرًا فنحره لصنمه، وهو الفرع، وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإسلام ثم نسخ. "النهاية" (3/435) ، و"تاج العروس" (ف ر ع) .
(3) هنا انتهت نسخة المكتبة الظاهرية، وجاء في آخرها ما نصه: «يتلوه عبد الله بن حبشي الخثعمي. بلغت السماع بحمد الله. وصلى الله على محمد وآله أجمعين. من استغفر لكاتبه وصاحبه غُفر له. سمع هذا الكتاب كله صاحبه سنة أربعين وأربع مئة. سمعه جميعه بقراءته من ابن ريذة الحسين بن محمد بن خسرو البلخي، وسمع جميع الأجزاء المتقدمة من أول الكتاب على الولى في تواريخ عدة. ولله الحمد والمنة» . وفي حذاء هذه الحاشية: «قابلته» ، وفوقها «قوبل بالأصل» . وانظر وصف المخطوط في المقدمة.(14/425)