الفوائد المنتخبة الصّحاح والغرائب
تخريج الشّيخ الإمام أبي بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب البغداديّ
رحمه الله (ت: 463?)
لِلشَيخ الدَيّن الصّالح أبي القاسم يوسف بن محمّد بن أحمد المِهْرَوانيّ الهمَذانيّ رحمه الله (ت: 468?)
دراسة، وتحقيق
سعود بن عيد بن عمير بن عامر الجربوعيّ
المقدمة:
الحمد لله الخالق البارئ المُبْدئ المُعيد، ذي القوّة والعزّة والعرش المجيد، الظّاهر القادر الفعّال لما يريد، الّذي أوحى لرسله التّوراة والإنجيل والقرآن المجيد، وأنزل من السّماء ماء مباركا فأنبت به جنّات وحبّ الحصيد، والنّخل باسقات لها طلع نضيد، وأنزل الحديد فيه منافع للنّاس وبأس شديد، وبسط من رزقه وعلمه على العباد وجعل منهم الفائد والمستفيد، الّذي لا مانع لما أعطى وبسط ووهب، ولا معطي لما رفع وقبض وسلب، طاعته للعاملين أَعْظَمُ شَرف وأَفْضَلُ مُكْتَسب، سَهَّل لهم في جانب بِرِّه وعبادته كلَّ صعوبة ومشقة ونصب...
وأشهد أن لا إله إلاّ الله الواحد الأحد الفرد الصّمد، وأشهد أنّ محمَّدًا عبده ورسوله اصطفاه الله على سائر خلقه وانتخب، صلّى الله عليه وعلى آله وأزواجه الطّاهرات ذوات الحجب، وعلى أصحابه والتّابعين لهم بإحسان عدد ما حدّث شيخ بالأحاديث الفوائد وانتخب... أمَّا بَعد:
فالعلم الشرعيّ الموروث عن خاتم الأنبياء ورسول ربّ العالمين صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أشرف العلوم وأعلاها، وأعلى ما خصّ بمزيد العناية والاهتمام، وأولى ما صُرِفت إليه وفيه العناية ونفائس اللّيالي، والأيّام.
وَعِلم السّنّة النّبويّة من أشرف هذه العلوم وأجلّها قَدْرًا بعد الذِّكر الحكيم؛ إذ هي المُبَيّنة لكتاب الله عزّ وجلّ ففيها أَسْند الله إلى رسوله صلّى الله عليه وسلّم بيان القرآن، قال جلّ وعلا :(1/1)
{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ }(1)، فبيّن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أكمل، وأتمّ بيان {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }(2)، ففسّر القرآن بأقواله، وأفعاله، وتقريراته، وصفاته، وأبان عن مشكل آياته،وما يفصّل مجمله،ويخصّص عامّه، ويقيّد مُطلقِه.
ومن رحمة الله سبحانه، وتعالى بأمّة خاتم رسله صلّى الله عليه وسلّم أن تكفّل لها بحفظ كتابها، وسنّة رسولها صلّى الله عليه وسلّم فقال: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون }(3)، فدلالتها على حفظ السّنّة إما اقتضاء؛ لأنّ لفظة الذّكر عنى بها الوحي، وإما لزوماً؛ لأنّ السّنّة هي المبيِّنة للكتاب الشّارحة له، فلا يتمّ حفظ المبيَّن المفسَّر إلاّ بحفظ المبيِّن المفسِّر، ومن فضله أنْ أقام لهذه السّنّة علماء جهابذة نُقّادا، صانوها وحفظوها، ورحلوا في طلبها وكتبوها، فدوّنوها أكمل تدوين، وذادوا عنها بألسنتهم وأقلامهم في كلّ زمان ومكان ونفوا عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وبذلوا وسعهم في روايتها، وضبطها، وبيان كَتَبَتِها ورواتها، وأسانيدها ومتونها، وعللها، وتحمّلوا في ذلك مشقّة الدّأب والكَلاَل، وصعوبة الانتقال والتَّرْحَال، وبذل النّفوس والأموال...
__________
(1) سورة النّحل، الآية: (44).
(2) سورة النّجم، الآية: (3، 4).
(3) سورة الحجر، الآية: (9).(1/2)
يقول ابن حبّان رحمه الله (ت: 354?) في مدحه لأهل الحديث، ووصفه لهم: ".. ثمّ اختار الله طائفة لصفوته، وهداهم لزوم طاعته، من اتّباع سبل الأبرار، في لزوم السّنن والآثار، فزيّن قلوبهم بالإيمان، وأنطق ألسنتهم بالبيان من كشف أعلام دينه، واتّباع سنن نبيّه بالدؤوب في الرِّحَلِ والأسفار، وفراق الأهل والأوطار، في جمع السّنن، ورفض الأهواء، والتّفقّه فيها بترك الآراء، فتجرّد القوم للحديث وطلبوه، ورحلوا فيه وكتبوه... حتى حفظ الله بهم الدّين على المسلمين، وصانه من ثلب القادحين، وجعلهم عند التنازع أئمّة الهدى، وفي النّوازل مصابيح الدّجى، فهم ورثة الأنبياء، ومأنس الأصفياء" ا?(1).
وما هذه الصِّيانة، والحفظ، والسَّهر على تدوين الأحاديث، والآثار، وتحمّل المشاقّ إلاّ لما استقرّ في نفوسهم، وتشرّبته قلوبهم، وأفئدتهم من إيمان بالله، وطمع في رحمته، وجنّته، وحبّ لرسوله صلّى الله عليه وسلّم ومصداقٍ لوعد الله بحفظ كتابه المُقْتَفى وسنّة نبيه صلّى الله عليه وسلّم المُصْطفى، اللّذان عليهما مدار العلوم الشّرعية.
وقد أنتجت جهود أولئك العلماء في خدمة السّنّة، والعناية بها أمورًا من أهمّها: الدّواوين الكثيرة الّتي جمعوا فيها أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكتبوها وحرّروا ألفاظها وضبطوها.. . كالصّحف، والنّسخ الحديثيّة، والمصنّفات المبوّبة المرتّبة على الكتب، أو المسانيد، أو الموضوعات، وككتب الفوائدالحديثيّة، والأجزاء، والمشيخات، والأمالي، ونحوها...
__________
(1) انظر مقدّمة صحيحه (الإحسان 1/100 101).
وانظر: المجروحين (1/27)، وَشرف أصحاب الحديث للخطيب البغداديّ (ص / 8 9).(1/3)
وظهرت كتب الفوائد الحديثيّة منها نتيجة اتّجاه أهل العلم وطلاّبه إلى الانتخاب والتّخريج من مرويّاتهم وسماعاتهم وإجازاتهم؛ أو من أصول وسماعات وإجازات شيوخهم، أو أقرانهم، أو تلاميذهم؛ ما حصّلوه من ثمرة طلبهم، وتحصيلهم، ورحلتهم، وسماعهم من القدماء، ومن نزل عليهم من العلماء الغرباء ما يرون أنّ فيه فائدة لا توجد عند غيرهم من الشّيوخ...
قال الخطيب - رحمه الله - في: (الجامع)(1):
"كان بعض مشايخنا يقول: من أراد الفائدة فليكسِر قلم النّسخ، وليأخذ قلم التّخريج"(2).
وتتوقّف أهميّة الأحاديث المنتخبة وقيمتها على منزلة صاحب أحاديثها، ومنتخبها عليه، وقدرهما...
لا سيّما إذا خُدمت هذه الأحاديث بالكلام على أسانيدها، ومتونها، والإبانة عن صحيحها وسقيمها، وطرقها وشواهدها، والكشف عن عللها، وأوهام رواتها من قِبَل أحد أئمّة هذا الشّأن وأربابه، وحفظته ونقّاده... كالطّبرانيّ، والدّارقطنيّ، وخلف الواسطيّ الحافظ، وأبي بكر الخطيب البغداديّ، وأبي طاهر السّلفيّ، ومحمد عبد الواحد المقدسيّ، وأبي موسى المدينيّ، وأضرابهم من نَقَلَة الآثار،ونقّاد الأخبار.
والإمام، الحافظ، النّاقد، العَلم: أبو بكر الخطيب البغداديّ معروف بجودة الانتخاب، وبراعة التصنيف، عارف بصحيح الحديث وغريبه، ومنتخباته، ومصنّفاته جديرة بأن تثنى عليها الخناصر، ويعضّ عليها بالنّواجذ.
__________
(1) 2/428).
(2) أي: قلم الانتقاء، والانتخاب... ذلك أنّ من أراد الانتخاب على عالم أخذ القلم، ورسم على ما ينتخبه من أصول هذا العالم، سواء أكان هذا الرّسم حرفا أم حرفين، أم خطا بالسّواد، أو الحمرة، في المتن أو الحاشية.
انظر: الجامع (2/224 - 225).(1/4)
وقد انتخب يرحمه الله أحاديث فوائد على جماعة من الشّيوخ الحفّاظ الثّقات الّذين كانوا في عصره ممّن يُعَدّ في طبقته، أو طبقة تلاميذه... فانتخب على الشيخ الثّقة، الدّين أبي القاسم المهْروانيّ (380 – 468?) عددًا من الأحاديث الصّحاح، والغرائب، والآثار، والأشعار(1).
وعلى الشّيخ، الثّبت أبي محمَّد السّرّاج (417 - 500?) عددًا من الأحاديث الصّحاح العوالي، والآثار، والأشعار(2).
وعلى الشيخ، الثّقة أبي القاسم النّسيب (424 – 508?) عددًا من الأحاديث الصّحاح، والغرائب، والآثار، والأشعار كذلك(3).
وتكلّم على أحاديثها بكلام نفيس، تضمّن ذكرًا لمخرّجيها، وبيانا لعللها، وطرقها، والتّرجيح بينها، وكلاماً على رجالها توثيقا، وتضعيفا، وضبطًا لأسمائهم، وأنسابهم إلى غير ذلك من الفوائد العزيزة والنّكات البديعة المفيدة.
وما انتقاه - رحمه الله - على أبي القاسم يوسف بن محمَّد المهروانيّ أسانيده عالية جدًّا، وَصَلَ إلينا تامّا، وعنه أربع نسخ خطّيّة جيّدة، وقيّمة، وهذا كلّه لا يوجد في بقيّة ما انتخبه على من تقدّم ذكرهم من المشايخ، وغيرهم.
__________
(1) وهو هذا الكتاب الّذي أنا بصدد دراسته، وتحقيقه.
(2) انظر: ص/168 رقم / 2.
(3) انظر: ص/174 رقم/11.(1/5)
وقد طالعت هذا المنتخب المعنون له بالفوائد المنتخبة الصّحاح والغرائب، المشهور في أوساط أهل العلم بالمِهْرَوانِيَّات، فألفيته كتابا نافعا، قيّما، نفيسا، كثير الفوائد، غزير النّكات، والتّحقيقات، والفرائد، فيه منية للقاصد، وبغية للمطّلع، وللباحث، فاستخرت الله في القيام بخدمته خدمة لسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومشاركة في حفظها، رجاء نيل المثوبة، وعظيم الأجر والخير، ثمّ استشرت عددًا من أهل العلم فشجّعوني، وحفّزوني، وشحذوا همّتي، فانشرح صدري له، واستعنت الله على العمل فيه، ووفّقت في تسجيله رسالة لنيل الشهادة العالمية (الماجستير) من قسم فقه السّنّة ومصادرها، في كليّة الحديث الشريف والدّارسات الإسلاميّة، بالجامعة الإسلاميّة بالمدينة النبويّة...
وبالله أستعين لما قصدّت، وأسأله التّوفيق والإعانة والسّداد فيما رغبت وأردتّ، فهو حسبي ونعم الوكيل، والله يقول الحق، وهو يهدي السّبيل.
أَسبَابُ الاخْتِيار
من جملة الأسباب، والدّوافع الّتي دعتني، ورغّبتني في خدمة هذا الكتاب دراسةً، وتحقيقاً :
أوّلاً: قيمتة العلميّة، وَالتّأريخيّة، وشهرته الذّائعة عند أهل العلم المتقدّمين منهم، والمتأخّرين(1).
ثانياً: أهميّته من حيث: احتواؤه على أحاديث مسندة، عالية أسانيدها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الصّحاح، والغرائب، وغيرها... و أيضاً: آثار، وأشعار مرويّة عن عدد من الصّحابة، والتّابعين، ومن بعدهم من أئمّة السّلف في جوانب مختلفة، ونواح متعدّدة.
ثالثاً: ومن حيث: المكانة السّامية، والمنزلة الرّفيعة لصاحب أحاديثه، والمُخرِّج لها بين أهل العلم كافّة،والمشتغلين بحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خاصّة.
رابعاً: ومن حيث: ما أفاده المُخَرِّج يرحمه الله في كلامه على الأحاديث، وما سطّره من فوائد عزيزة، ونكات جليلة، في فنون مختلفة، وعلوم متفرّقة من علوم الحديث الشّريف.
__________
(1) انظر: ص/ 397 .(1/6)
خامساً: خدمةً متواضعة منّي لسنة النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ودراسة لِمَا أُسند إليه أسأل الله غُنْمَها وأجرها، وأعوذ به من غُرْمِها وزللها.
سادساً: وفاءً لسلفنا الصّالح الّذين شرّفهم الله جلّ وعلا بحفظ دينه وشريعته، وتدوينه لمن بعدهم على أحسن وأبدع طريقة، وأتمّ وأكمل وجه، وإبرازاً لجهودهم، ونشراً لمصنفاتهم، ومؤلّفاتهم القيّمة.
سابعاً: ما انشرح له صدري، وقوي له عزمي بعد استشارتي عددًا من أهل العلم، ثمّ استخارتي الله تبارك وتعالى من دراسته، وتحقيقه، والقيام بخدمته... والحمد لله على فضله، وإحسانه، وحسن هدايته، وتوفيقه.
الصّعوبات الّتي واجهتني أثناء إعداد الكتاب
لم يكن إعدادي لهذا الكتاب قريب المتناول، سهل المرام، ولم أُنجز أمرها عفوًا صفوًا، لا تجشّمت فيه مشقّة، ولا خضتّ فيه غَمْرَة، بل اعترض بعض مراحل إعدادها، وإنجاز عدد من فصولها أمور منيعة المطلب، صعبة المرام، وقد تجاوزتها بفضل من الله، وتوفيق، بعد بذل الأسباب المعينة على ذلك... ومن أهمّ هذه الصّعوبات، وأبرزها:
أولاً: عدم وجود ترجمة وافية لأبي القاسم المهروانيّ رحمه الله عند من ترجم له من أصحاب الكتب والمصنّفات، فنظرت في كتب التّواريخ عموما والتراجم والوفيّات خصوصا وكتب الفهارس، والمشيخات، وبعض مادّة كتابه هذا (المهروانيّات) كالأسانيد، وطباق السّماعات حتّى أخرج بترجمة وافية، مستقصية، تُوْفِيه حقّه، وتُبْرِز نجمه يرحمه الله.
ثانيا: كثرة المؤلّفات، والمصنّفات في الفوائد الحديثيّة، وتَفرّق مخطوطاتها في بقاع مختلفة، وبلدان متباينة، ومن أجل استيعاب الموجود منها حَسْب القدرة والوقوف عليها ودراستها قمت بزيارة العديد من المكتبات الخاصّة، والعامّة داخل هذه البلاد حرسها الله وخارجها...(1/7)
فمكثت أكثر من أربعة أشهر متوالية أتردّد على مركز المخطوطات التّابع للجامعة الإسلاميّة أكثر أيّام الأسبوع، وقمت بعد ذلك بمطالعة مخطوطات مكتبة المسجد النّبوي الشّريف، فالمكتبات المضمومة إلى مكتبة الملك عبد العزيز يرحمه الله كالمكتبة المحموديّة، ومكتبة عارف حكمت يرحمه الله وغيرهما.
ثمّ ارتحلت بعد ذلك إلى مكّة المكرّمة شرّفها الله أربع مرّات اطّلعت خلالها على المخطوطات المحفوظة بمكتبة الحرم المكّيّ، وما ضُمّ إليها من مكتبات خاصّة، ومكتبة جامعة أمّ القرى، ومكتبة جامعة الملك عبد العزيز بجُدّة.
ثمّ يممّت وجهي شطر مدينة الرّياض، واطّلعت على ما في مكتبة جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلاميّة وما ضُمّ إليها من مكتبات خاصّة ومكتبة جامعة الملك سعود، ومكتبه الملك فهد الوطنيّة، ومكتبة مركز الملك فيصل يرحمه الله للبحوث والدراسات الإسلاميّة من مخطوطات تتعلّق بموضوع الرّسالة.
ثمّ ارتحلت إلى مدينة دمشق، واطّلعت على فهارس ومخطوطات مكتبة الأسد الّتي ضُمّ إليها في حدّ علمي جميع مكتبات المخطوطات بسوريه كدار الكتب الظّاهريّة، والمكتبة العُمَريّة، والمكتبات الوقفيّة بحلب، وغيرها .
ومنها إلى القاهرة حيث اطّلعت على فهارس، ومخطوطات مكتبة الهيئة العامّة المصريّة للكتاب (المعروفة بدار الكتب المصريّة)، والمكتبة الأزهريّة، ومعهد المخطوطات العربيّة التّابع لجامعة الدّول العربية.
ثالثا: يوجد بمكتبات العالم من كتب الفوائد أكثر من مئتي كتاب مخطوط، لم يطبع منها إلاّ ما لا يتجاوز عدد أصابع اليدين، بذلت جَهْدي واستغرقت وِسْعي في مطالعة أسانيدها، ومتونها، وأوائل وخواتم سماعاتها ولم يَفُتْني منها إلاّ القليل ممّا لم يتيسّر لي الوقوف عليه حتى أخرج بدراسة وافية حَسْب الإمكان، والقدرة تفي بالهدف المنشود، والغرض المطلوب.(1/8)
رابعا: كثرة كتب الفوائد الّتي لم تصل إلينا فيما أعلم ... ففتّشت عنها في كتب الحديث، والتّأريخ، والتّراجم، والمشيخات، والفهارس، ونحوها... فأخذ ذلك منّي وقتا طويلاً، وجهدًا جهيدًا حتى أعددت المبحث الخاصّ بها على الصّورة الّتي سوف تُرَى في الكتاب إن شاء الله تعالى.
خامسا: الأحاديث الغرائب الّتي انتقاها الخطيب، وما ذكره في كلامه عليها من اختلاف رواتها، وتباين طرقها على أوجه عدّة، وروايات مختلفة دون أن يَذْكُر أسانيدها... ويعلم المشتغلون بتخريج الأحاديث مدى الصّعوبة في الوقوف على مثل هذه الطّرق والأسانيد، ومدى المشقّة في التّنقيب عنها في بطون المخطوطات بعد استنفاد الجهد في استقراء المطبوعات، ولعلّي أتيت على مطالعة جُلِّ المجاميع الحديثيّة المحفوظة بمركز مخطوطات الجامعة الإسلاميّة حتّى أتمكّن من الوقوف على طرق هذه الأحاديث الغرائب، وشواهدها.
خِطّة الكتاب
قسمت الكتاب إلى قسمين:
أوّلهما: قِسْم الدّراسة.
وثانيهما: قِسْم التّحقيق.
فأمّا قسم الدّراسة فَيَشْمَلُ بعد المقدّمة، وذكر بعض أسباب اختيار الموضوع، وبعض الصّعوبات الّتي واجهتني أثناء إعداد الرّسالة، وبيان خِطّتها أربعة فصول:
الفصل الأوّل: ترجمة أبي القاسم المهروانيّ.
وتحته أحد عشر مبحثا:
الأوّل: دراسة موجزة عن عصره.
الثّاني: اسمه، ونسبه، ونسبته، وكنيته.
الثّالث: مولده.
الرّابع: نشأته، وطلبه للعلم.
الخامس: رحلاته.
السّادس: شيوخه.
السّابع: تلاميذه، ومن انتقى عليه.
الثّامن: منزلته.
التّاسع: زهده، وعبادته.
العاشر: آثاره.
الحادي عشر: وفاته.
والفصل الثّاني: ترجمة موجزة لأبي بكر الخطيب البغداديّ.
وتحته تمهيد، وأحد عشر مبحثا:
الأوّل: اسمه، ونسبه، ونسبته، وكنيته.
الثّاني: مولده.
الثّالث: نشأته، وطلبه للعلم.
الرّابع: رحلاته.
الخامس: شيوخه.
السّادس: تلاميذه.
السّابع: مكانته العلميّة، وثناء العلماء عليه.
الثّامن: عقيدته.
التّاسع: صفاته.(1/9)
العاشر: مؤلّفاته.
الحادي عشر: وفاته.
والفصل الثّالث: دراسة كتب الفوائد الحديثيّة.
وتحته ستّة مباحث:
الأوّل: تعريف الفوائد لغة، واصطلاحا.
الثّاني: نبذة عن نشأة تأليف الفوائد الحديثيّة، وتصنيفها.
الثّالث: من أهميّة كتب الفوائد.
الرّابع: من مناهج المحدّثين في تصنيف كتب الفوائد.
الخامس: تقسيم كتب الفوائد.
السّادس: كتب الفوائد الّتي وقفت على أسمائها، وأسماء مؤلّفيها، ولم أقف على مخطوطاتها... وتحته مطلبان:
أوّلهما: ما وصل إلينا تاما، أو بعضٌ منه، ولم يتيسّر لي الوقوف عليه.
والثّاني: ما لم يصل إلينا فيما أعلم.
والفصل الرابع: دراسة الكتاب المحقّق
وتحته ستّة مباحث:
الأوّل: توثيق نسبة الكتاب.
الثّاني: اسم الكتاب، والتّحقيق فيه.
الثّالث: التّعريف بمحتوى الكتاب، وغرض الخطيب من انتقاء أحاديثه، ومنهجه فيه.
الرّابع: من أهميّة الكتاب، وشهرته عند العلماء المتقدّمين، والمتأخّرين.
الخامس: وصف النّسخ الخطّيّة للكتاب، وتراجم رواتها.
السّادس: المنهج الّذي سلكته في التّحقيق، فشرح الرّموز والمصطلحات المستخدمة في التّحقيق، ويتبعه ملحق بالسّماعات المُثْبتة على النّسخ الخطّيّة، فنماذج مصوّرة عنها.
وأمّا القسم الثّاني فهو خاص بتحقيق الكتاب.
ففهارس يتمكّن الباحث، والقارئ من خلالها من الوصول إلى ما يبتغيه من قسمي الكتاب بسهولة، ويسر.
وهي على النّحو التّالي:
أ - فِهْرس الآيات.
ب - فهرس الأحاديث النّبويّة.
ج - فهرس الآثار.
د - فهرس الأشعار.
? - فهرس الألفاظ الغريبة المفسّرة.
و - فهرس الأَعْلام.
ز - فهرس الأماكن، والبلدان.
ح - فهرس كتب الفوائد الحديثيّة.
ط - فهرس المصادر، والمراجع.
ي - فهرس الموضوعات.
شكرٌ وتقدير
وفي الختام أحمد الله تعالى وأُثني عليه بما هو أهله، وأشكره أن يَسّر، وأعان على إتمام هذا الكتاب المتواضع.(1/10)
ثمّ أشكر من قرن الله في الأمر بشكره الأمر بشكرهما... والديَّ الكريمين حفظهما الله، وأمدهما بوافر الصِّحَّة،وتمام العافية على ما قاما به من تنشئتي، وتربيتي في الصِّغر، ومن رعايتي، والاهتمام بي في الكبر... فأسأل الله أن يُمد في عمرهما، ويصلح عملهما، ويبارك لهما في ذرّيتهما، وأن يجزيهما عنّي وعن أولادهما خير الجزاء، وأكمله إنه وليّ ذلك والقادرعليه.
كما أتقدّم بشكري إلى القائمين على هذه الجامعة الإسلاميّة السّلفيّة، وأدعو الله عزّ وجلّ أن يبارك جهودهم في نُصْرة الإسلام، وخدمة المسلمين،ونشر مذهب السّلف الصّالح في زمن كثرت فيه الفتن، والأحداث، والإحن، وكَثُر الدّعاة إلى الأحزاب، والجماعات المنحرفة في فهم الدّين الإسلاميّ علما وعقيدة ومنهجا وسلوكا عن فهم الصّحابة، والتّابعين، ومن تبعهم بإحسان من أئمّة الدّين، والهدى.
وأتقدّم بشكري أيضا إلى كلّ من أسدى إليّ معونة، أو نصحًا، أو مناقشة، أو تقويمَاً للكتاب، وفي مقدّمتهم فضيلة الشّيخ الدّكتور:
عبد العزيز بن راجي الصّاعديّ الأستاذ المشارك في كليّة الحديث الشّريف والدّراسات الإسلامية، وَوكيل الجامعة الإسلاميّة سابقاً، المشرف على إعداد الكتاب، الّذي كان له الأثر الطّيّب في ظهوره، وإخراجه بهذه الصّورة... فأسأل الله أن يجزيه عنّي خير الجزاء وأتمّه، وأن يحسن إليه غاية الإحسان وأسبغه، وأن يبارك له في أولاده، وأحفاده، وأن يغفر له، ولأسلافه.
ثمّ إنّه لا يتعجّب الواقف على ما في هذا الكتاب من سَهْوي، وخطئي، فإنّ ذلك لا يسلم منه أحد، ولا يستنكفه بشر...
قال الله تبارك و تعالى: { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفا كَثِيرًا }(1).
وقال الفقيه أبو إبراهيم المزنيّ رحمه الله:
قرأت كتاب الرّسالة على الشّافعيّ ثمانين مرّة، فما من مرّة إلاّ وكان يقف على خطأ، فقال الشّافعيّ:
__________
(1) سورة: النّساء، من الآية: (82).(1/11)
"هِيْه، أبى الله أن يكون كتابا صحيحا غير كتابه" ا?(1).
وحسبي أنّي بذلت جَهْدي، واستغرقت قُدرتي وَوُسْعي، ولا تعمدّت خطأً، ولا أردتّ هوى، وحرصت على إعداد هذا الكتاب إعدادًا جيّدًا، مع قلّة في الوقت، ونَزْرة في العلم... فإن وُفِّقْت فمن الله وحده، وله الشّكر والفضل والمِنّة، وإن زلّ قلمي، أو قصّرت عن التّعبير عمّا في نفسي، أو نبا فهمي فأستغفر الله منه، وأسأله الصفح، والتجاوز عنه.
وإلى الله إلحاحي في الرّجاء أن يرزقني الإخلاص في العمل كلّه، والرّغبة في جُوْده وإحسانه دون غيره، وأن ينفعني بهذه الرّسالة، ومن أشرف على إعدادها، وكلَّ من قرأها، أو نظرها وتأمّلها، أو استفاد منها، فإنّ الله على كلّ شيء قدير، وبالإجابة جدير...
وصلى الله على نبيّنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلّم تسليما كثيرًا، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
وكتب سعُود بن عيْد بن عُمير الجربوعيّ
في ليلة يُسْفر فجرها عن نهار يوم الأحد
السّابع عشر من شهر رمضان المبارك
سنة: سبع عشرة وأربعمائة بعد الألف من الهجرة المباركة أحسن الله خاتمتها
بمدينة رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم حرسها الله
القسم الأول قسم الدراسة ويشتمل أربعة فصول:
- الفصل الأول: ترجمة أبي القاسم المهرواني.
- الفصل الثاني: ترجمة موجزة لأبي بكر الخطيب البغدادي.
- الفصل الثالث: دراسة كتب الفوائد الحديثيَّة.
- الفصل الرابع: دراسة الكتاب المُحَقَّق.
الفصل الأول ترجمة: أبي القاسم المهرواني وتحته أحد عشر مبحثا:
- الأول: دراسة موجزة عن عصره.
- الثاني: اسمه، ونسبه، ونسبته، وكنيته.
- الثالث: مَوْلده.
- الرابع: نشْأته، وطلبه للعلم.
- الخامس: رحلاته.
- السادس: شيوخه.
- السابع: تلاميذه، ومن انتقى عليه.
- الثامن: رتبته.
- التاسع: زهده، وعبادته.
- العاشر: آثاره.
- الحادي عشر: وفاته.
__________
(1) انظر: كشف الأسرار عن أصول البزدويّ (1/4).(1/12)
المَبْحَث الأَوَّل دراسة موجزة عن عصره:
1) من النّاحية السّياسيّة:
عاش المِهْروانيّ رحمه الله تعالى في بغداد، عاصمة الخلافة العبّاسيّة، في المنتصف تقريبا ممَّا يُطلق عليه المؤرخون: العصر العبّاسيّ الثّاني، الّذي بدأ بنهاية خلافة المتوكّل بقتله سنة: (247?)، وانتهى بسقوط بغداد على أيدي المغول سنة (656?)...
وتولّى الخلافة في العصر المشار إليه: سبعة وعشرون خليفة... وُلِدَ المهرواني قبل سنة من موت الرابع عشر منهم: الطّائع لله عبد الكريم ابن المطيع (ت: 381?) والّذي استولى العبيديّون في عهده على الحرمين الشّريفين.
وعايش خلافة القادر بالله أحمد بن المقتدر (381- 422?)، وكان عالما، عابدًا، له مُصَنّف أودعه بعض كلام أهل العلم، ومناظرتهم للمعتزلة والرّافضة، وذمّهم لهم.
وخلافة القائم بأمرالله عبد الله بن القادر (422- 467?) المشهور بالصّلاح، وحبّ الخير، وهو الذي استنجد بالسّلاجقة للتّخلّص من البويهيّين الرّافضة، ولدرء الخطر العُبيديّ الإسماعيليّ.
وأدرك السّنة الأولى من خلافة المقتدي بأمر الله بن محمَّد بن القائم بأمر الله (467- 478?) الّذي بدأ في عهده ظهور الإسماعيليّة في قلعة (آلموت) في أصبهان.
وكان أكثر خلفاء العصر العبّاسيّ الثّاني مغلوبين على أمرهم، ليس لهم من أمر الخلافة إلاّ اسمها، ورسمها،ومظهرها، فلم تكن لهم تلك السّلطة في الحكم، وإدارة شؤون البلاد، والعباد، وإنما كان يمسك بزمام الأمور: البويهيّون، الأتراك، الّذين تنحدر أصولهم من أُسرة فارسيّة تعتنق المذهب الزّيديّ الشّيعيّ، وبدأ نفوذهم في الدولة العبّاسيّة في حدود سنة (344? تقريبا)، واعتدوا على الخلفاء بالعزل، وإثارة النّاس عليهم، أو قتلهم.(1/13)
وكانوا يريدون إقامة دولة رافضيّة لولا حفظ الله لدينه وشريعته، ثمّ خوفهم من القتل، إلى أن مكّن الله منهم باستنجاد الخليفة القائم بأمر الله، سنة (447?) بطغرل بك السّلجوقيّ "وكان من أهل السّنّة والجماعة"، فقضى عليهم، وتسلّم الأمور، ووضع الخلافة تحت حمايته.. هذا أوّلاً، وثانيا: السَّلاجقة... وبدأ نفوذهم المطلق في الدّولة بعد أن قضى طغرل بك على البويهيّين، وخصوصا بعد أن تزوّج الخليفة بأخت طغرل بك فأمسك بزمام أمور الدولة، وتمكّن، إلى أن تلاشى نفوذهم سنة: (590?) على أيدي الخوارزميّين.
وعظم في عهد طغرل بك أمر: أرسلان البساسيريّ (عميل العبيديّين في مِصْر)، فتسلّط على الخليفة، وأراد قتله، وإسقاط دولته، فَتُنُبِّه لأمره، وطرده طغرل بك من بغداد، إلى أن مكّنه الله من القضاء عليه، سنة: (451?).
واشتدّت في أوائل هذه الحِقْبَة فتنة العيّارين(1) ببغداد، وقووا على الدّولة، والتفّ حولهم أُناس من المؤذين، وطالبوا بضرائب الأمتعة، وجبوا الأموال.
كما اشتدّ أمر الشّطّار(2)، وقويت شوكتهم، وأتوا بيوت النّاس نهارًا، جهارًا، وقَتَلوا، وأشرف النّاس منهم على أمر عظيم.
__________
(1) العيّار: الكثير الذّهاب، والمجئ في الأرض.
وهو من الرّجال: الّذي يُخَلِّي نفسه وهواها، ولا يردعها، ولا يزجرها.
انظر: لسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: العين المهملة) 4/622 - 623، والمعجم الوسيط (مادة: عير) ص / 369.
(2) يقال: شطر الرّجل على قومه: أعياهم شرًّا، وخبثا، وفجورًا. انظر: لسان العرب (حرف الرّاء، فصل: الشّين المعجمة)4/408، والمعجم الوسيط (مادّة: شطر) ص / 482.(1/14)
وكان يُدعى بين فَينة، وأخرى إلى أصحاب مذاهب، أو اتجّاهات... كدعوة أبي ركوة(1) "واسمه: الوليد، وهو أمويّ من ولد هشام بن عبد الملك" سنة: (397?) إلى القائم من بني أُميّة ويأخذ البيعة على من يستجيب له، وأسرّ إلى أتباعه أنّه الإمام، وقوي أمره، ولقّب نفسه:
الثّائر بأمر الله، المنتصر لدين الله من أعداء الله !
واستولى على بعض نواحي المغرب، وضرب السِّكَّة(2) باسمه، وألقابه إلى أن قتله الحاكم العُبيديّ بمصر، وأمر به فطيف به علىحمار.
ودعا صاحب الموصل للحاكم "أحد خلفاء الباطنيّة في مصر، في وقته، واسمه: مَنْصور"، ودُعي إليه في المدائن، والأنبار، وغيرهما.
وفي سنة (440?) أقام المُعِزّ بن باديس بالمغرب الدعوة للقائم بأمر الله العبّاسيّ، وخلع طاعة المستنصر العُبيديّ، وجرت حروب هائلة بينه، وبين العرب الّذين دخلوا القيروان.
كما جرت حروب طاحنة أخرى، سنة (444?) بين الغُزّ من السّلجوقيّة، وصاحب غزنة على الملك، قُتل فيها عدد كثير قتلة جاهلية.
ومن هنا يحسن بي أن أُشير إلى أنّ من أبرز الأحداث في تأريخ الدّولة العبّاسيّة قيام العديد من الدّول أو الدّويلات إلى جانبها أو انفصالها عنها ... عاصر المهروانيّ منها:
الدّولة الأمويّة في الأندلس... الّتي ظهرت سنة: (138?)، وسقطت نهائيا في حياته، سنة: (422?)، وظهر بعدُ في الأندلس ما يُسمّى بعهد ملوك الطّوائف الّذي تمزّقت فيه وحدتها.
الدّولة السَّامانيّة بخراسان، والّتي سقطت سنة: (389?).
الدّولة العُبيديّة (296 - 567?)... وسيطرت على إفريقيّة أوّلاً، ثمّ مِصْر، ثمّ بسطت نفوذها على الشّأم، والحجاز، واليمن.
__________
(1) كنّي بأبي ركوة؛ لركوة كانت معه، يحملها في أسفاره، على مذهب الصّوفية.
(2) الدّينار، والدّرهم المضروبين، سُمّي كل واحد منهما سكّة لأنه طبع عليه بالحديدة المعلِّمة له. انظر: لسان العرب (حرف: الكاف، فصل: السّين المهملة) 10/440 441.(1/15)
وهي دولة باطنيّة، تظهر التّشيّع لأهل البيت، وتبطن الكفر، والفسق، أجمع العلماء على كفرهم وقتالهم... وقام النّاس في بغداد ضدّهم، وبيّنوا زيف نسبهم المُدّعى لأهل البيت، وأبانوا عقائدهم للنّاس، وأنّهم زنادقة، وشاع هذا الإنكار في الحرمين، وغيرهما(1).
وظهرت في العقدين الأخيرين من حياته دولة المرابطين بالمغرب العربيّ، ثمّ بالأندلس بعد وفاته.
وساعدت عدّة عوامل في ظهور هذه الدّول وغيرها إلى جانب الدّولة الأُمّ الدّولة العبّاسيّة منها: ضعف سلطة خلفائها (في العصر الثّاني)، وسعة نطاقها، وتصارع الأفكار السياسيّة، والمذاهب العقديّة، مع ما كان لبعض هذه الدّول من أثر في إيصال الإسلام إلى بقاع لم يكن وصلها من قبل.
ومع شدّة هذا الضّعف النّاخر في جسم الدّولة الإسلاميّة آنذاك، وانقسامها، وهذه القلاقل، والفتن، والصّراعات الدّامية، وتقتيل النّاس، وأخد الأموال فقد توسّعت رقعة الدّولة شيئا ما...
فافتتح ابن سُبكتِكين(2) خوارزم، سنة: (407?)، وأرضا من أرض الهند، سنة: (410?) وقهر أهلها، وكسّر أصنامهم، وغنم منهم ما لا يحصى، وضرب عليهم الخراج. وغزا مطلوب الكرديّ بلاد الخزّ، فقتل، وسبى، وغنم أيضا. واستولت السّلجوقيّة على جميع خراسان، سنة: (432?)، والرّيّ سنة: (435?).
وجرت عدّة وقائع بين المسلمين، والرّوم...
__________
(1) انظر: كشف الشبهات لشيخ الإسلام: محمَّد بن عبدالوهاب رحمه الله (ص/2324).
(2) بضم السين المهملة، والباء الموحدة، وسكون الكاف، وكسر التاء المثناة من فوقها، والكاف الثانية، وسكون الياء المثناة من تحتها،وبعدها نون.
انظر: وفيات الأعيان (5/182).(1/16)
منها ما كان في سنة: (463?) من معركة كبرى عُرفت بمعركة: مُلاذكُرْد بين جيش المسلمين بقيادة: أَلْب آرْسِلاَن، وجيش الرّوم بقيادة: ملكهم آنذاك، قُتل الرّوم فيها مقتلة عظيمة، وأُسر ملكهم، ثمّ أُطلق، وكانت معركة من المعارك الحاسمة التي أدّت إلى انتشار الإسلام في آسيا الصغرى، وماحولها.
2) من النّاحية العلميّة:
يُعَدُّ العصر العبّاسيّ الثّاني من أكثر العصور الإسلاميّة ازدهارًا بالعلم والثّقافة، والأدب.
ولعلّ المشتغلين بالعلم من أهل ذلك العصر لم يتأثّروا كثيرًا بالضّعف الّذي هيمن على الدّولة، بل اندفع كثير منهم نحو العلم، والتّعلّم،وتوسّعت الرّحلة في طلب الحديث، وظهر أئمّة كبار في أكثر العلوم، والفنون...
ومن العوامل الّتي ساعدت على ذلك إلى جانب أهل العلم وطلاّبه الّذين حملوا عبء تحصيل العلم، وتبليغه: اهتمام بعض الخلفاء، والوزراء في التّشجيع عليه، ودعمه... فكثرت المؤلّفات، والمصنّفات في شتّى العلوم، والمعارف خصوصاً علم الحديث الشّريف .
ويكفي للدّلالة على ذلك أنّ ابن الجوزيّ ذكر في: (المنتظم)(1) وفاة نحو من خمسين وخمسمائة إنسان، ما بين إمام عالم مصنّف، وغير مصنّف.
وأَزْيَد على هذا العدد بعشرين نجده عند الذّهبيّ في: (العبر)(2) ، وهذا في الفترة الّتي عاشها المِهْروانيّ رحمه الله من تأريخ ولادته إلى سنة وفاته فقط.
__________
(1) 14/344 - 16/179).
(2) 2/155 - 325).(1/17)
ومن هؤلاء الأئمّة: أبو بكر بن شاذان، وأبو عليّ التّنوخيّ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن الحربيّ، وابن بطّة، والخطّابيّ، والفقيه الشّافعيّ زاهر بن أحمد السّرخسيّ، وابن أبي زيد القيروانيّ شيخ المالكيّة في المغرب في وقته، وابن أخي ميمي، وأبو نصر الجوهريّ، وأبو طاهر المخلّص، وأبو عبد الله بن منده، وابن الباقلاّنيّ الأصوليّ، وأبو عبد الله الحاكم، وعبد الغنيّ بن سعيد الأزديّ، وابن مردويه صاحب التّفسير، وأبو نعيم الأصبهانيّ، والبيهقيّ، والحافظ ابن عبد البرّ، وخلق يطول ذكرهم.
وإنّ هذه الكوكبة ممّن ذُكر، ومن غيرهم من أهل العلم، والمشتغلين به فيها دليل ظاهر على قُوّة الحركة العلميّة، وضخامتها في تلك الفترة تفيّأ المسلمون ظلالها قديما وحديثا، وإلى أن يشاء الله ربّ العالمين.
3) من النّاحية الدّينيّة:
تزامن في هذه الحِقبة من الزّمن وجود طوائف أخرى غير أهل السّنّة والجماعة من أهل البدع، والأهواء، المنحرفين في فهم العقيدة الإسلاميّة عن فهم السّلف الصّالح من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن تبعهم، وسار على هديهم بإحسان؛ فنهجوا نهجا خاطئا أدّى إلى تفرّق الأمّة إلى شيع، وأحزاب متناحرة...
فقد وقعت عدّة مصادمات، ومجابهات بين أهل السّنّة والجماعة من جهة، والرّافضة من جهة أخرى، يُقتّل فيها أُناس، وتُحرق دور، ومتاجر في بغداد، وواسط، وغيرهما.
وفي سنة: (382?) استولى أبو الحسن بن المعلم الكوكبيّ على أمور السُّلطان بهاء الدّولة كلها، فمنع الرّافضة من عمل المأتم يوم عاشوراء الّذي كان يُعمل من نحو ثلاثين سنة، إلاّ أنّه قويت شوكتهم في آخر هذا العقد لتسلّط البويهيّين الشّيعة على الخليفة في بغداد، فتمادوا في غيّهم بعمل مأتم عاشوراء باللَطم، والعويل، ونصب القباب، وعمل الزِّينة، وشعار الأعياد يوم الغدير.(1/18)
وعمدت جهلة أهل السّنّة، وأحدثوا في مقابل يوم الغدير(1): يوم الغار، وجعلوه بعد ثمانية أيّام من يوم الغدير، وهو السّادس والعشرون من ذي الحجّة، وزعموا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأبا بكر اختفيا حينئذ في الغار، وهذا جهل وغلط، ومقابلة للبدعة ببدعة أُخرى.
وجعلوا بإزاء عاشوراء، وبعده بثمانية أيّام أيضا يوم مصرع مصعب بن الزّبير، وزاروا قبره يومئذ، وبكوا عليه، ونظَّروه بالحسين نعوذ بالله من الجهل، والفتن وداموا على هذا العمل القبيح عشر سنين !
ولمّا كانت ولاية الخليفة القادر بالله (ت: 422?) وكان صاحب سُنّة قمع المعتزلة، والرّافضة، وأخذ خطوطهم بالتّوبة، وأرسل إلى بعض الآفاق ببثّ السُّنّة فيها، وأمر بلعن المعتزلة، والرّافضة، والجهميّة، وغيرهم من الضُّلاّل على المنابر.
وسبق(2) أنّ له مصنّفا أودعه بعض كلام أهل العلم، وردودهم على المعتزلة، والرّافضة، وأمر بقراءته على النّاس في أيّام الجُمع.
ومع بداية القرن الخامس قوي أمر الحاكم (أحد خلفاء الباطنيّة في مصر) ودُعي إليه بالموصل، والمدائن، وغيرهما، وحدثت عدّة مناوشات بين أهل السُّنَّة والجماعة من جهة، والباطنيّة من جهة أخرى في أطراف الشّأم والحرمين خصوصا بعد أن قام بعض الباطنيّة بضرب الحجر الأسود بآلة معه، وأراد هدم البيت، فقُتل في الحال، وقُتل جماعة ممّن اتّهم بمعاونته، واختبط الوفد المصريّ الّذي قدم معه، ومال النّاس على رَكْبِهم بالنّهب، والإيذاء، والضّرب.
4) من النّاحية الاقتصاديّة:
__________
(1) غدير خمّ، وحديثه في صحيح مسلم (كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عليّ رضي الله عنه ) 4/1873 رقم/2408، وغيره.
(2) انظر ص / 33.(1/19)
أدّى ضعف الدّولة العبّاسيّة آنذاك، وكَثْرَةُ الفتن، والقلاقل والاضطّرابات، وتسلّط العيّارين، والشُّطّار على العامّة، وما صاحب ذلك من القحط الشّديد الّذي أضرّ بعدّة جهات في الدّولة الإسلاميّة، وفيضانات غرقت بغداد، والبصرة، والأُبلَّة بسببها عدّة مرّات، وذهب من جرّائها كثير من أموال المسلمين وممتلكاتهم، وبَرَدٍ عظيم إلى الغاية ينزل بعضه في الأرض نحوًا من ذراع، وهبوب رياح قويّة دمّرت المزارع، والحقول، وقلعت الأصول العاتية من الزّيتون، والنّخيل، وغيرهما، وحرائق مدمّرة، كل ذلك أنتج ضعفا اقتصاديا ترى ذكره في كلّ تأريخ من تواريخ تلك الفترة، واستشرى بسببه ضرر بالغ بالبلاد، والعباد، وتفشّت الأوبئة، والأمراض الّتي ذهب بسبب بعضها في البصرة سنة: (406?) العدد الكثير من النّاس، حتّى عجز الحفّارون عن حفر القبور؛ وذهب أيضا بسببها في ماوراء النّهر سنة: (449?) ألف ألف إنسان وستّمائة ألف(1)!
المَبْحَث الثّاني اسمه، ونسبه، ونسبته، وكنيته:
__________
(1) انظر في هذا المبحث: المنتظم (14/344 16/179)، والعبر (2/155 - 325)، وتأريخ الدّولة الإسلاميّة في العصر العبّاسيّ للدّكتور: خليل السّامرّائيّ، والدّكتور: طارق سلطان، والدّكتور:جزيل الجومرد، وتأريخ الدّولة العبّاسيّة للدّكتور: جمال الدّين الشّيّال،والدّولة الإسلاميّة في العصر العبّاسيّ، والعلاقات السّياسيّة مع الأمويّين والفاطميّين للدّكتور: حسين محمَّد سليمان.(1/20)
هو الشّيخ، الإمام، الزّاهد، العابد، الصّادق، بقيّة المشايخ(1) الحافظ(2): يوسف بن محمَّد بن أحمد بن محمَّد(3) بن أحمد(4) المِهْروانيّ(5)، الهَمَذَانيّ(6)، أبو القاسم، البغداديّ(7).
المَبْحَث الثّالث مولده:
ولِد أبو القاسم المهروانيّ سنة: ثمانين وثلاثمائة للهجرة(8).
__________
(1) سير أعلام النّبلاء للذّهبيّ (18/346).
(2) انظر: الأربعين لابن حاتم (94 ق 2) نقلاً عن: الحافظ الخطيب البغداديّ للطّحّان (ص / 111) .
(3) الأنساب للسّمعانيّ (5/415).
(4) السّير (18/346).
(5) بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الرّاء والواو، وفي آخرها النّون نسبة إلى مِهْرَوَان: ناحية مشتلمة على قرى بهَمَذان... انظر: الأنساب (5/415). وانظر: معجم البلدان (5/233).
وتفرّد ابن ناصر الدين في: (توضيح المشتبه 9/128) فقال بفتح الميم في أوّله، والأوّل أشبه، وأشهر.
وتَحرَّفت نسبته في المطبوع من: (المنتظم 16/179 ت / 3461) إلى: النّهروانيّ بالنّون بدل الميم .
(6) بالهاء والميم المفتوحتين، والذّال المنقوطة بعدها نسبة إلى هَمَذَان: مدينة بالجبال مشهورة، على طريق الحج والقوافل، عذبة الماء، طيّبة الهواء، فتحها المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في جمادى الأولى على رأس ستّة أشهر من مقتل عمر بن الخطّاب رضي الله عنه. انظر: الأنساب (5/649)، ومعجم البلدان (5/410).
وتصحّفت هذه النّسبة في المطبوع من: (شذرات الذّهب 3/331) إلى: الهمدانيّ بالميم السّاكنة، والدّال المهملة .
(7) الأنساب (5/415- 416). هذا، وقد يلتبس على غير المدقّق رجل آخر بالمهروانيّ شاركه في طبقته وفي اسمه، وبعض نسبه، وكنيته، وينسب إلى هَمَذَان أيضا، وهو: (أبو القاسم يوسف بن محمَّد بن يوسف بن الحسن الهمذانيّ الخطيب) له ترجمة عقب ترجمة المهروانيّ في:
(المنتظم 16/179 ت / 3462)، و(معجم البلدان 5/233)، و(السّير 18/348)، و (العبر 2/325)، وغيرها... فليُنْتَبَه.
(8) المنتظم (16/179) ت / 3461.(1/21)
المَبْحَث الرّابع نشأته، وطلبه للعلم:
لم تسعفنا المصادر بترجمة مفصّلة، وافية للمِهروانيّ يرحمه الله فلا نجد فيها بالتّالي ما يدلّ على كيفيّة نشأته، إلاّ أنّ الرجل موصوف بالصّلاح، والزّهد، والعبادة، وهو مع ذلك ثقة، محدّث، والغالب على من كان بهذه الصِّفة أنّه نشأ نشأة جيّدة، في ظلّ أهل بيت غرسوا فيه هذه المبادئ السّامية، والقيم الرّفيعة، حتى كبر، وصار له شأنه، ومنزلته، فقصده الطلاّب، واهتمّ أهل العلم بالأخذ عنه، والانتقاء عليه.
أما طلبه للعلم: فلم تحدّد المصادر لنا أيضا بدء طلبه له، إلاّ أنّه يمكن أن أقول: إنّ المهرواني همذانيّ الأصل، نزل بغداد، وسكن بها، وكانت عاصمة الخلافة العبّاسيّة، ومركزًا مهما من مراكز العلم في ذلك العصر، يقصدها طلاّب العلم وإن تباعدت بهم الدّيار، ونأت بهم الأسفار... والمهروانيّ حلّ بها في وقت مبكّر من عمره، وأخذ عن كبار علماء أهلها، ومحدّثيهم، ولعلّه ما شرع في الأخذ عنهم إلاّ في وقت متأخّر نوعا ما، حيث نجد أنّ أقدم شيخ له حدّدت المصادر تأريخ وفاته تحديدًا دقيقا هو: أبو أحمد الفرضيّ، المتوفّى سنة: (406?)، ويكون عُمر المهروانيّ آنذاك: ستّ وعشرون سنة، مع أنّا لا نعلم متى أخذ عنه، وسمع منه، مع أنّ أحاديثه عنه عالية جدًّا كبقيّة مشايخه.
ولو أنّه طلب العلم في سنّ مبكّرة جدًّا لأخذ عن: أبي بكر الجوهريّ، وأبي بكر السّمسار، وابن حبّابة، وأبي بكر الهاشميّ، وأبي حفص الكتّانيّ، وابن أخي ميمي، وأبي إسحاق الطّبريّ، وأبي القاسم ابن زنجويه، وعثمان بن محمَّد المخرِّميّ، وأبي طاهر المخلّص، والإسماعيليّ، وأبي الفضل الهاشميّ، والحسين بن هارون، وأبي مسعود الدّمشقيّ الحافظ، وخلف الواسطيّ الحافظ، وأبي الحسن بن النّجّار، وابن البغداديّ، وابن شاذان، وغيرهم من البغداديّين، أو الواردين عليهم ممّن مات في أواخر القرن الرابع، أو أوائل الخامس، أو عن بعضهم على أقلّ تقدير.(1/22)
ولو قيل: لعلّ سبب ذلك هو تأخّره في الخروج من همذان؛ لقلتُ: لأخذ عن مسند همذان في وقته: عبد الرّحمن بن محمَّد، المعروف بابن شبانه (ت: 425?)(1) والله تعالى أعلم .
ثمّ إنّ المهرواني رحمه الله لم يكتف بالأخذ في بغداد عن شيخه أبي أحمد الفرضيّ، بل أخذ عن جماعة آخرين كانوا من كبار المحدّثين في عصرهم، وصار يروي عنهم بعلوّ باهر فيما بعد.
المبْحَث الخامِس رَحلاته:
لم يتوسّع المِهْروانيّ رحمه الله في الرّحلة لطلب الحديث، وكلّ ما أعرفه عنه أنّه خرج من هَمَذَان وسكن بغداد، ممّا كان له الأثر في طلبه للعلم، وتحصيله، والأخذ من أفواه الرّواة؛ لتوفّرهم، وكثرتهم بها في ذلك الوقت، وهو ما لا يوجد في همَذان... ولعلّه بعد ذلك طاب له المقام، فاستقرّ هناك، وسكن رباط(2) الزّوزنيّ(3).
المبحَث السّادس شيوخه:
طلب المِهروانيّ العلم على أيدي شيوخ بغداد، ولا أعرف أنّه أخذ عن غيرهم، فسمع من قدمائهم، من أكابر أهل العلم فيهم وأفاد من علمهم، وأدبهم، وخلقهم، وصار لهم الأثر في تكوينه الفكريّ، ونضوجه العلميّ...
وأسوق هنا من وقفت عليه منهم، مع التّعريف المقتضب بهم، وبيان عدد ما انتقى الخطيب للمِهروانيّ عن كلّ واحد منهم في هذا الكتاب، مرتّبا لهم على سنيّ الوفيّات:
__________
(1) انظر ترجمته في: السّير (17/432).
(2) واحد الرّباطات: دور يقيم بها الفقراء، ويتفرّغون للعبادة والتّعليم.
انظر: مراكز ومعاهد التّعليم في الإسلام للدّكتور: عبدالغني النّوري، بحث منشور في مجلّة التّربية (مجلّة محكّمة تصدر عن اللّجنة الوطنيّة القطريّة للتّربية والثّقافة والعلوم) العدد: 116، ص / 79.
وانظر: المعجم الوسيط (1/323).
(3) انظر: المنتظم (16/179)، ولم أقف على تعيين هذا الموضع في ما بين يديّ من مصادر والله تعالى أعلم.(1/23)
1- محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن حمدويه الطّوسيّ، أبو بكر، البغداديّ... ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد)(1)، وذكر أنّه سمع منه أيضا : هبة الله بن الحسن بن منصور الطّبريّ، وحدّثه عنه: أبو بكر أحمد بن سلمان المقرئ، الواسطيّ.
وقال: "وكان صدوقا، وأحسبه مات بعد سنة: خمس وأربعمائة بيسير" ا?.
وانتقى للمهروانيّ عنه: تسعة أحاديث(2).
2- عبيد الله بن محمَّد بن أحمد بن أبي مسلم الفَرَضيّ، أبو أحمد البغداديّ، المقرئ... سمع القاضي المحامليّ، ويوسف بن يعقوب بن البهلول، وغيرهما.
وروى عنه أيضا : عليّ بن البُسريّ، وأبو محمَّد الخلاّل، وأحمد ابن عليّ بن أبي عثمان، وغيرهم.
قال الخطيب في (تأريخه)(3): "وكان ثقة، صادقا، ديّنا، ورعا".
وقال(4): "وسمعت الأزهريّ ذكره، فقال: كان إماما من الأئمّة... حدّثني أبو القاسم منصور بن عمر الفقيه الكرخيّ قال: لم أر في الشّيوخ من يعلّم العلم لله خالصا لا يشوبه شيء من الدّنيا غير أبي أحمد الفرضيّ؛ فإنّه كان يكره أدنى سبب حتى المديح لأجْل العلم. قال: وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرّئاسة من علم، وقرآن، وإسناد، وحالة متّسعة في الدّنيا، وغير ذلك من الأسباب الّتي يُداخل بمثلها السّلطان، وتنال بها الدنيا، وكان مع ذلك أورع الخلق.." إلى أن قال: "... ولم أرَ في الشّيوخ مثله" ا?.
وقال السّمعانيّ في (الأنساب)(5): "كان إماما، فاضلاً، ثقة، مأمونا، من الأئمّة الورعين، وكان رأسا في القراءات".
مات رحمه الله عن اثنتين وثمانين سنة في شوّال سنة: ستّ وأربعمائة ببغداد(6).
__________
(1) 1/351) ت / 277.
(2) انظر رقم / 20، 28، 51، 70، 75، 107، 122، 152، 153.
(3) 10/380) ت / 5549.
(4) 10/380، 381).
(5) 4/366).
(6) انظر ترجمته أيضا في: اللّباب لابن الأثير (2/422)، والسّير (17/212)، وغاية النّهاية (1/411) ت/ 2043.(1/24)
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: سبعة وعشرين حديثا، وأثرًا(1).
3- الشّيخ، الإمام، الفقيه، القاضي: محمَّد بن أحمد بن القاسم ابن إسماعيل الضّبيّ، المحامليّ، أبو الحسين، البغداديّ، الشّافعيّ... سمع أحمد ابن سلمان النّجّاد، وإسماعيل بن محمَّد الصّفّار، وأبا عمرو بن السّمّاك، وغيرهم. وروى عنه أيضا : أخوه أحمد، وسُلَيم الرّازيّ، وأبو الغنائم ابن أبي عثمان، وآخرون.
قال الخطيب في (تأريخه)(2): ".. وكان ثقة، صادقا، خيّرًا، فاضلاً"، ونقل عن الدّارقطنيّ قال: ".. حفظ القرآن، والفرائض، وحسابها، ودرس الفقه على مذهب الشّافعيّ، وكتب الحديث، ولزم العلم، ونشأ فيه، وهو عندي ممّن يزداد خيرًا كل يوم" ا?.
مات في يوم الخميس العاشر من رجب، سنة: سبع وأربعمائة(3).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: ستة أحاديث(4).
4- الإمام، الحافظ: أحمد بن محمَّد بن يوسف بن محمَّد بن دُوْست البزّاز، أبو عبد الله، البغداديّ...
سمع من: محمَّد بن جَعْفر المَطِيْريّ، وأبي عبد الله بن عيّاش، وعمر ابن الحسن الأشنانيّ، والصّفّار، وطبقتهم.
وكتب عنه أيضا: الحسن الخلاّل، واللاّلكائيّ، وأبو القاسم الأزهريّ، وجماعة. قال الخطيب في: (تأريخه)(5):
__________
(1) انظر رقم / 1، 4، 25، 31، 32، 34، 35، 48، 53، 63، 64، 69، 73، 74، 91، 92، 106، 108، 109، 116، 129، 138، 139، 140، 141، 170، 171.
(2) 1/334) ت / 241.
(3) انظر ترجمته أيضا في:
المنتظم لابن الجوزيّ (15/123) ت/3068، وطبقات الشّافعيّة للسّبكيّ (4/103)،وطبقات الشّافعيّة للإسنويّ (2/203) ت / 1026، والسّير (17/265)، والشّذرات (3/185).
(4) انظر رقم / 7، 62، 84، 135، 150، 151.
(5) 5/124، 125) ت / 2546.(1/25)
"وكان مكثرًا من الحديث، عارفا به، حافظا له... تكلّم محمَّد بن أبي الفوارس في روايته عن المَطِيْريّ، وطعن عليه... سمعت أبا القاسم الأزهريّ يقول: ابن دوست ضعيف، رأيت كتبه كلّها طريّة، وكان يذكر أنّ أصوله العتّق غرقت، فاستدرك نسخها".
وقال ابن الجوزيّ في (المنتظم)(1) مُعلّقا على كلام الأزهريّ: "وهذا ليس بشيء؛ لأنّه من الجائز أن يكون قابل بالطّريّة نسخا قد قرئت عليه، وقد كان الرّجل يملي من حفظه، فيجوز أن يكون حافظا لما ذهب" ا?.
وذكره ابن تغري بردي في: (النّجوم الزّاهرة)(2)، وقال: "كان حافظا، متقنا".
مات في شهر رمضان، من سنة: سبع وأربعمائة(3).
انتقى الخطيب للمهرواني عنه: اثني عشر حديثا(4).
5- الشّيخ، المعمَّر، مسند بغداد في وقته: عبد الله بن عبيدالله بن يحيى بن زكريّا المؤدّب، أبو محمَّد البغداديّ، المعروف بابن البيّع...
روى عن: الحسين بن إسماعيل المحامليّ، وغيره.
وعنه: عبد الرّحمن بن أحمد الدّجّاجيّ، ومحمد بن محمَّد العكبريّ، ونصر بن البطر، وجماعة.
قال الخطيب في (تأريخه)(5): "وكان ثقة". وترجم له الذّهبيّ في: (السّير)(6)، وأثنى عليه.
مات في رجب، سنة: ثمان وأربعمائة(7).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: واحداً وعشرين حديثا(8).
__________
(1) 15/121) ت / 3066.
(2) 4/241).
(3) وانظر أيضا : المغني (1/58) ت / 454، ولسان الميزان (1/297) ت / 877.
(4) انظر رقم / 5، 11، 40، 52، 66، 81، 101، 119، 120، 132، 144، 145.
(5) 10/39) ت / 5162.
(6) 17/221).
(7) انظر ترجمته أيضا في: العبر (2/215)، والشّذرات لابن العماد (3/187).
(8) انظر رقم / 2، 9، 22، 26، 36، 37، 49، 50، 61، 65، 76، 77، 93، 94، 103، 117، 118، 131، 142، 143، 164.(1/26)
6- الشّيخ، المحدّث: عبد العزيز بن محمَّد بن نصر بن الفضل بن إدريس السُّتُوريّ(1) أبو القاسم، البغداديّ...
سمع من: إسماعيل الصّفّار، وأبي بكر الشّافعيّ، وجعفر الخلديّ، والنّجّاد، وطبقتهم.
وروى عنه أيضا: الخطيب البغداديّ، وأبي بكر بن حمدويه الرّزّاز، وغيرهما.
قال الخطيب: ".. وكان لا بأس به، مات في ذي القعدة، من سنة: ثمان وأربعمائة"(2).
وانتقى للمهروانيّ عنه: ثلاثة أحاديث(3).
7- الشّيخ، المسند الكبير: أحمد بن محمَّد بن موسى بن هارون بن الصّلت القرشيّ، أبو الحسن الأهوازيّ...
سمع القاضي أبا عبد الله المحامليّ، وأبا العبّاس بن عقدة، وجماعة.
وحدّث عنه أيضا: الخطيب البغداديّ، وأبو القاسم بن منده، ويحيى بن أحمد السّيبيّ فيما يقال، وعليّ بن الحسين بن قريش البنّاء.
قال الخطيب في (تأريخه)(4): "كتبت عنه، وكان صدوقا، صالحا".
وقال البرقانيّ - كما في: تأريخ بغداد(5) -: "ابنا الصّلت: ضعيفان" يعني: هذا، وأحمد بن محمَّد بن موسى بن القاسم... له ترجمة في: تأريخ بغدادٍ(6) كذلك.
وقال أبو ذرّ الهرويّ - كما في: لسان الميزان -(7): "لا بأس بهما إذا حدّثا من أصولهما" ا?.
وترجم الذّهبيّ في: (السّير)(8) له، واقتصر على قول الخطيب ولم يحك غيره.
__________
(1) بضمّ السّين المهملة، والتّاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الرّاء، وهذه النّسبة إما لحفظ السّتور والبوابيّة على ما جرت به عادة الملوك، أو حمل أستار الكعبة. انظر: الأنساب (3/221).
(2) تأريخ بغداد (10/467) ت / 5643.
(3) انظر أيضا: الأنساب (3/221)، وذكر السّمعانيّ فيه أنّ وفاة السُّتُوريّ كانت في رمضان، سنة: خمس عشرة وأربعمائة وأظنّه وهم .
انظر رقم / 12، 57، 72.
(4) 4/370) ت / 2240.
(5) 5/94 - 95) ت / 2491.
(6) المصدر المتقدّم نفسه، الجزء والصّحيفة نفسيهما.
(7) 1/256) ت / 800.
(8) 17/187).(1/27)
مات في جمادى الآخرة، سنة: تسع وأربعمائة(1).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: تسعة أحاديث(2).
8- الشّيخ، المعمَّر، مسند الوقت: عبد الواحد بن محمَّد بن عبدالله ابن محمَّد بن مهديّ الفارسيّ، أبو عمر الكازرونيّ، ثمّ البغداديّ، البزّاز...
سمع كثيرًا من القاضي المحامليّ، وأبي العبّاس بن عقدة، وسمع من محمَّد ابن مخلد العطّار، والحسين بن يحيى بن عيّاش، وغيرهم.
وحدّث عنه أيضا: الخطيب البغداديّ، وهبة الله بن الحسين البزاز، وأبو عبد الله النّعاليّ، وابن البُسريّ، وجماعة.
قال الخطيب في: (تأريخه)(3): ".. وكان ثقة، أمينا".
وترجم الذّهبيّ في: (السّير)(4) له، وأثنى عليه، وقال:
".. وتفرّد، وبَعُدَ صيته".
مات في رجب، من سنة: عشر وأربعمائة(5).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: ثلاثة عشر حديثا(6).
9- محمَّد بن عبد الله بن أبان الهيتيّ(7)، التّغلبيّ، أبو بكر البغداديّ، المعروف بابن أبي عباية...
حدّث عن: ابن السّمّاك، وأحمد بن سلمان النّجّاد، وابن الدّقم، وغيرهم.
وروى عنه أيضا: أبو بكر الخطيب، والأزهريّ.
قال الخطيب: ".. وكانت أصول أبي بكر الهيتيّ سقيمة، كثيرة الخطأ، إلاّ أنّه كان شيخا، مستورًا، صالحا... وكان مغفّلاً، مع خلوّه من علم الحديث، وحدّثنا عن شيخ شيخه، وهو لا يعلم"(8).
__________
(1) انظر ترجمته أيضا في: الميزان (1/132) ت / 533.
(2) انظر رقم / 6، 16، 41، 67، 82، 83، 124، 148، 149.
(3) 11/14) ت / 5675.
(4) 17/221).
(5) انظر ترجمته أيضا في: المنتظم (15/136)ت / 3087،
(6) النّجوم الزّاهرة (4/244).
انظر رقم /3، 15، 21، 27، 38، 39، 54، 78، 79، 121، 130، 146، 147.
(7) بكسر الهاء، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها التّاء المنقوطة من فوقها باثنتين... انظر: الأنساب (5/659).
(8) انظر: تأريخ بغداد (5/475) ت / 3027.(1/28)
مات بالأنبار في يوم عيد الفطر، سنة: عشر وأربعمائة وقيل: إنّ وفاته كانت بهيت، فالله أعلم (1).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: خمسة أحاديث(2).
10- الإمام، المحدِّث، المعمَّر: محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن أحمد ابن رزقويه البزّاز، أبو الحسن، البغداديّ...
سمع: محمَّد بن يحيى الطّائيّ، والصّفّار، وأبا جعفر بن البختريّ، وعثمان بن السّمّاك، وطبقتهم، ومن بعدهم.
وحدّث عنه أيضا : الخطيب، وابن الغريق، ونصر بن البَطِر، وعبد الله بن عبد الصّمد بن المأمون، وآخرون.
قال الخطيب رحمه الله: ".. وكان ثقة، صدوقا، كثير السّماع، والكتابة، حسن الإعتقاد، جميل المذهب، مديما لتلاوة القرآن، شديدًا على أهل البدع.." إلى أن قال: ".. وسمعت البرقانيّ يُسأل عنه، فقال: ثقة"(3) ا?.
مات ببغداد، في جمادى الأولى، من سنة: اثنتي عشرة وأربعمائة(4).
انتقى الخطيب للمهرواني عنه: ثمانية أحاديث(5).
11- الحافظ، المجوّد، الأمين، الرّحّال: محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن فارس بن سهل، أبو الفتح، البغداديّ... المعروف بابن أبي الفوارس.
سمع: جعفر الخلديّ، ودعلج السّجزيّ، وأبا عليّ بن الصّوّاف، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وطبقتهم.
وحدّث عنه أيضا: الخطيب، وأبو سعد المالينيّ، وأبو بكر البرقانيّ، واللالكائيّ، وآخرون.
__________
(1) انظر ترجمته أيضا في: الأنساب (5/659)، والميزان (5/55) ت / 7808، و لسان الميزان (5/236) ت / 820.
(2) انظر رقم / 10، 42، 60، 80، 105.
(3) تأريخ بغداد (1/351) ت / 278، وهذا الشّيخ أوّل شيخ كتب الخطيب عنه، وأوّل ما سمعه منه كان في سنة: ثلاث وأربعمائة (كما في الموضع نفسه من تأريخه) وكان عمره آنذاك: إحدى عشرة سنة.
(4) انظر ترجمته أيضا في: المنتظم (15/148) ت/3101، والسّير (17/258)، والنّجوم الزّاهرة (4/256).
(5) انظر رقم / 8، 29، 43،59، 86، 111، 154، 155.(1/29)
قال الخطيب في: (تأريخه)(1): ".. وكان ذا حفظ، ومعرفة، وأمانة، وثقة، مشهورًا بالصّلاح،وكتب النّاس بانتخابه على الشّيوخ، وتخريجه"، ترجم له الذّهبيّ في "تذكرة الحفّاظ"(2)، وأثنى عليه كثيرًا.
مات في ذي القعدة، من سنة: اثنتي عشرة وأربعمائة(3).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: خمسة أحاديث(4).
12- الشّيخ، الصّالح: الحسين بن عمر بن بُرْهان الغزّال(5)، أبو عبد الله، البغداديّ، البزّاز...
سمع: إسماعيل الصّفّار، ومحمد بن عمرو الرّزّاز، وأبا عمرو بن السّمّاك، وعبد الباقي بن قانع، وطبقتهم.
روى عنه: أبوا بكر: البيهقيّ، والخطيب، وأبو الفوارس طرّاد النَّقيب، وآخرون.
قال الخطيب في: (تأريخه)(6): "وكان شيخا، ثقة، صالحا، كثير البكاء عند الذّكر".
وترجم له ابن الجوزيّ في (المنتظم)(7)، والذّهبيّ في (السّير)(8) ، وأثنيا عليه.
مات في ذي الحجّة، من سنة: اثنتي عشرة وأربعمائة(9).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: أربعة أحاديث(10).
13- الشّيخ: محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق العكبريّ(11)، أبو سهل، الفارسيّ، ثمّ البغداديّ... حدّث عن: أبي سهل القطّان، وأبي بكر النقّاش، وأحمد بن عثمان الأدميّ، وغيرهم.
وعنه أيضا: الخطيب البغداديّ، وآخر يقال له: عبد المُتَعال(12).
__________
(1) 1/352) ت / 279.
(2) 3/1053).
(3) انظر ترجمته أيضا في: المنتظم (15/149) ت / 3102، والعبر (2/221)، والشّذرات (3/196).
(4) انظر رقم / 97، 127، 163، 167، 169.
(5) بفتح الغين المعجمة، وتشديد الزّاي. انظر: الأنساب (4/289).
(6) 1/352) ت / 279.
(7) 15/147) ت / 3098.
(8) 17/265).
(9) وانظر ترجمته أيضا في: العبر (2/221)، والشّذرات (3/195).
(10) انظر رقم / 13، 55، 68، 86.
(11) بضمّ العين، وفتح الباء الموحّدة وقيل: بضمّ الباء أيضا والصّحيح فتحها... انظر: الأنساب (4/221).
(12) انظر: لسان الميزان (6/4).(1/30)
قال الخطيب: "وسمعت أحمد بن عليّ البادا ذَكَرَه، فقال: كان عبدًا، صالحا، أدام الصّيام ثلاثين سنة، وليس هو في الحديث بذاك؛ لأنه روى كتاب (القناعة)(1) عن شيخ لم يسمعه محمود منه. قلت: والشّيخ هو: عليّ بن الفرج بن أبي روح"(2) ا?.
مات بعكبرا في شعبان، من سنة: ثلاث عشرة وأربعمائة(3).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: سبعة أحاديث(4).
14- الشّيخ: عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزوينيّ(5)، أبو القاسم، الخبّاز، الصّوفيّ، البغداديّ...
حدّث عن: أبي الحسن القطّان، وأحمد بن محمَّد بن رزمة القزوينيّين، ومحمد بن هارون الرّيحانيّ.
وعنه أيضا: الخطيب، وأبو سعد السّمّان، وأبو منصور المقوّميّ.
قال الخطيب في (تأريخه)(6): "حدّثني أبو عمرو الزّهريّ الفقيه: أنّ أهل قَزْوين كانوا يضعّفون عبد الرّحمن بن أحمد في روايته عن أبي الحسن القطّان" ا?.
قال الحافظ في: (لسان الميزان)(7) معلّقا:
"هذه عبارته، فَضَعْفُه على هذا مقيّد بما رواه عن أبي الحسن فقط، وقد روى عن غيره أحاديث مستقيمة إن شاء الله".
مات رحمه الله سنة: ثلاث عشرة وأربعمائة(8).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: خمسة أحاديث(9).
__________
(1) لابن أبي الدّنيا... انظر: المرجع المتقدّم نفسه، الجزء والصّحيفة نفسيهما.
(2) تأريخ بغداد (13/96) ت / 7082.
(3) انظر ترجمته أيضا في: معجم البلدان (2/42)،والميزان (5/203) ت /8368، ولسان الميزان (6/3) ت / 5.
(4) انظر رقم / 58، 71، 87، 104، 115، 136، 166.
(5) بفتح القاف، وسكون الزّاي، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النّون... انظر: الأنساب (4/493).
(6) 10/303) ت / 5450.
(7) 3/404) ت / 1594.
(8) انظر ترجمته أيضا في: التّدوين في أخباز قزوين (3/140)، والميزان (3/260) ت / 4808.
(9) انظر رقم / 18، 47، 98، 110، 162 .(1/31)
15- الشّيخ، الصّالح، المعمَّر، الإمام: الحسين بن الحسن ابن محمَّد بن القاسم الغضائريّ(1)، أبو عبد الله، المخزوميّ، البغداديّ...
سمع: أبا عمرو بن السّمّاك، ومحمد بن يحيى الصّوليّ، ومحمد بن عمرو الرّزّاز، والخلديّ، ومن في طبقتهم. وعنه: أبوا بكر: البيهقيّ، والبغداديّ الخطيب، وابن الغريق، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ الرّئيس، وآخرون... قال الخطيب في (تأريخه)(2): "كتبنا عنه، وكان ثقة، فاضلاً". ووثّقه أيضا: السّمعانيّ في (الأنساب)(3)، والذّهبيّ في (السّير)(4) وغيرهم.
مات في المُحرَّم، من سنة: أربع عشرة وأربعمائة(5).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: ستة أحاديث(6).
16- الشّيخ المعمَّر، مسند وقته: هلال بن محمَّد بن جعفر بن سعدان الحفّار، الكسكريّ(7)، أبو الفتح، البغداديّ...
سمع من: أبي جعفر بن البختريّ، والصّفّار، والحسين بن يحيى القطّان، وعثمان بن أحمد الدّقّاق، وجماعة.
وعنه: البيهقيّ، والخطيب، وأبو نصر السّجزيّ، والرّئيس الثّقفيّ، وطرّاد الزّينبيّ، وخلق سواهم... قال الخطيب: "كتبنا عنه، وكان صدوقا"(8)، وقال السّمعانيّ: "كان ثقة، صدوقا، مكثرًا من الحديث"(9)، وترجم له الذّهبيّ في: (السّير)(10)، وأثنى عليه.
مات في صفر، من سنة: أربع عشرة وأربعمائة(11).
__________
(1) بفتح الغين والضّاد المعجمتين، والياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الرّاء. انظر: الأنساب (4/299).
(2) 8/34) ت / 4083.
(3) 4/299).
(4) 17/327).
(5) انظر ترجمته أيضا في: المنتظم (15/160) ت/3117، والشّذرات (3/200).
(6) انظر رقم / 95، 96، 112، 113، 114، 165 .
(7) بالسّين المهملة السّاكنة بين الكافين المفتوحتين، وفي آخرها الرّاء، نسبة إلى كسكر قرية بالعراق ... انظر: الأنساب (5/70).
(8) تأريخ بغداد (14/75) ت / 7426.
(9) الأنساب (5/70).
(10) 17/293).
(11) انظر ترجمته أيضا في: المتنظم (15/162) ت / 3122، وتذكرة الحفّاظ (3/1057- 1058)، والشّذرات (3/201).(1/32)
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: سبعة أحاديث(1).
17- الشّيخ، العالم، المُسْنِد: عليّ بن محمَّد بن عبد الله بن بِشْران المعدِّل، أبو الحسين الأمويّ، البغداديّ...
سمع: عليّ بن محمَّد المصريّ، ومحمد بن عمرو الرّزّاز، وأبا الحسين ابن الأشنانيّ، والحسين بن صفوان البرذعيّ، وعبد الله بن محمَّد الفاكهيّ، وأبا بكر الشّافعيّ، وغيرهم.
وعنه أيضا : البيهقيّ، والخطيب، والحسن بن البنّاء، وأبو الفضل الدقّاق، وعليّ بن عبد الواحد، وجماعة غيرهم.
قال الخطيب في: (تأريخه)(2): ".. وكان صدوقا، ثقة، ثبتا، حسن الأخلاق، تامّ المروءة، ظاهر الدّيانة".
وقال الذّهبيّ في: (السّير)(3): "روى شيئا كثيرًا على سداد، وصدق، وصحّة رواية، كان عدلاً، وقورًا".
توفّي في شعبان، من سنة: خمس عشرة وأربعمائة(4).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: تسعة أحاديث(5).
18 الشّيخ، العالم، المُسْنِد: محمَّد بن الحسين بن محمَّد بن الفضل القطّان، أبو الحسين المتوثيّ(6)، ثمّ البغداديّ، الأزرق...
سمع من: محمَّد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن حرب، والنّجّاد، وابن درستويه، وأبي سهل بن زياد، في أمثالهم.
وعنه أيضا: البيهقيّ، والخطيب البغداديّ، وأبو عليّ الوخشيّ، وانتخب عليه: ابن أبي الفوارس، واللاّلكائيّ.
وثّقه الخطيب(7)، وابن الجوزيّ(8)، والذّهبيّ(9).
وقال السّمعانيّ(10): "صدوق".
__________
(1) انظر رقم / 19، 45، 102، 123، 137، 156، 157 .
(2) 12/98) ت / 6527.
(3) 17/312).
(4) انظر ترجمته أيضا في: المنتظم (15/167) ت /3129، والعبر (2/229)، والشّذرات (3/203).
(5) انظر رقم / 14، 33، 46، 89، 90، 125، 134، 158، 159.
(6) بفتح الميم، وضمّ التّاء المثنّاة المشدّدة ثالث الحروف، وفي آخرها الثّاء المثلّثة.
انظر: الأنساب (5/193).
(7) في: تأريخ بغداد (2/249) ت / 718.
(8) في: المنتظم (15/169) ت / 3135.
(9) في: العبر (2/229).
(10) في: الأنساب (4/520).(1/33)
مات في رمضان، سنة: خمس عشرة وأربعمائة(1).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: أربعة أحاديث(2).
19- الشّيخ، المُعَمَّر: عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار السُّكَّريّ(3)، أبو محمد، البغداديّ...
سمع من: ابن أبي روبا، والصّفّار، والنّجّاد، وأبي بكر الشّافعيّ، في جماعة آخرين.
وعنه أيضا: البيهقيّ، والخطيب، وابن البسريّ، وآخرون.
قال الخطيب في: (تأريخه)(4): "كتبنا عنه، وكان صدوقا".
مات في صفر، من سنة: سبع عشرة وأربعمائة(5).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: خمسة أحاديث(6).
20- إسماعيل بن إبراهيم بن عليّ بن عروة البُنْدار، أبو القاسم البغداديّ...
حدّث عن: أبي بكر الشّافعيّ، وأبي سهل بن زياد. وروى عنه أيضاً: الخطيب البغداديّ، وقال: "وكان صدوقاً"(7).
ومات في المُحرّم، سنة: ثلاث وعشرين وأربعمائة.
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: ثلاثة أحاديث(8).
21- أحمد بن عليّ بن عبدوس بن محمَّد الجصّاص، المُعدِّل، أبو نصر، البغداديّ، ثمّ الأهوزايّ...
سمع من: أبي عليّ بن الصّوّاف، وأبي بكر بن خلاّد، وأبي القاسم الطّبرانيّ، وأبي الشّيخ الأصبهانيّ، ومن في طبقتهم.
وعنه أيضا: الخطيب البغداديّ، وقال: "وكان ثقة ثبتا".
مات بالأهواز، سنة: ثلاث وعشرين وأربعمائة(9).
انتقى الخطيب للمهروانيّ عنه: ثلاثة أحاديث(10).
__________
(1) انظر ترجمته أيضا في: الشّذرات (3/203).
(2) انظر رقم / 17، 44، 99، 100.
(3) بضمّ السّين المهملة، وفتح الكاف المشدّدة، وفي آخرها الرّاء، نسبة إلى عمل السكر، وبيعه، وشرائه... انظر: الأنساب (3/266).
(4) 10/199) ت / 5347.
(5) انظر ترجمته أيضا في: كشف النّقاب لابن الجوزيّ (2/447) ت / 1478، والسّير (17/386)، ونزهة الألباب لابن حجر (2/228) ت / 2866، والشّذرات (3/208).
(6) انظر رقم / 23، 56، 88، 126، 160 .
(7) تأريخ بغداد (6/313) ت / 3359.
(8) انظر رقم / 24، 128، 161 .
(9) المصدر المتقدّم نفسه (4/323) ت / 2131.
(10) انظر رقم / 30، 133، 168 .(1/34)
وممّا سبق يظهر للمتأمّل في تراجم هؤلاء الشّيوخ عدّة أمور،
أهمّها:
1- أنّه ليس فيهم أحد اتّهم في دينه، وعقيدته.
2- أنّ السِّمة الغالبة عليهم أنّهم ممّن يُقبل حديثهم، ويُحتجّ به... فكثير منهم من الثّقات(1)، ومنهم من حديثه في درجة الحسن(2).
3- أنّ اثنينِ منهم ضُعّفا تضعيفا مطلقا(3).
4- وواحداً ضُعّف في روايته عن شيخ من شيوخه، وأحاديثه عن غيره مستقيمة(4).
وجملة هذين الأمرين السّابقين: ثلاثة شيوخ، من واحد وعشرين شيخا، انتقى الخطيب للمهروانيّ عنهم سبعة عشر حديثاً من أحاديث الكتاب وآثاره البالغة: واحداً وسبعين ومائة حديث وأثر... وهذا يعطي ميزة جيّدة لأحاديث الكتاب تدلّ على جلالة قدره، وقدر صاحب أحاديثه، ومخرّجه، ومنزلتهما في آنٍ واحد .
5- وصف كثير منهم بالصّلاح، والعبادة، وجودة الأخلاق(5)... وكل ذلك انعكس على المهروانيّ رحمه الله فأثّر فيه، فعُرف عنه ما عُرف عنهم(6)، وهذا دالّ على إفادته من عبادتهم، وخلقهم، مع ما استفاده من علمهم، وروايتهم.
6- غالبهم إن لم يكن كلّهم من المسندين، المعمَّرين الّذين سمعوا قديما، وتأخّرت وفاتهم، وكلّهم مات قبل أن يُتمّ المهروانيّ نصف ما آتاه الله من عُمُر، ممّا كان له الأثر في العلوّ الباهر لأسانيد الكتاب، وهذه ميزة أخرى.
7- تحصّل للخطيب البغداديّ السّماع من كثير منهم(7)، وفاته السّماع من عدد منهم(8)، ولم يتحصّل عنده شيء بَعْدُ ممّا سمعه من أحدهم(9).
__________
(1) انظر رقم/2، 3، 5، 6، 8، 10، 11، 12، 15، 16، 17، 18، 21منهم.
(2) وعددهم: خمسة... انظر رقم / 1، 4، 7، 19، 20 منهم.
(3) انظر رقم / 9، 13 منهم.
(4) انظر رقم / 14.
(5) انظر مثلاً رقم / 2، 3، 7، 10، 11، 12، 17 منهم.
(6) انظر ص / 78 79 .
(7) انظر مثلاً الأرقام /4، 7، 9، 14، 21.
(8) انظر مثلاً تراجم أصحاب الأرقام /1، 2، 6 في: تأريخ بغداد.
(9) انظر رقم / 3.(1/35)
8- أنّ الخطيب رحمه الله انتقى للمهروانيّ عن جميع هؤلاء الشّيوخ الّذين سبق ذكرهم.(1/36)
الفَصْل الرَّابع: دِراسَة الكتابِ المُحَقَّق
وتحته ستّة مباحث:
الأوّل: توثيق نسبة الكتاب.
الثّاني: اسم الكتاب، والتّحقيق فيه.
الثّالث: التّعريف بمحتوى الكتاب، وغرض
الخطيب من انتقاء أحاديثه، ومنهجه فيه.
الرَّابع: من أهميّة الكتاب، وشهرته عند العلماء المتقدّمين، والمتأخّرين.
الخامس: وصف النّسخ الخطيّة للكتاب، وتراجم رواتها.
السّادس: المنهج الذي سلكته في التّحقيق، وشرح الرّموز، والمصطلحات المستخدمة في التّحقيق، فنماذج مصوّرة عن النّسخ الخطّيّة للكتاب.
المَبْحَث الأوَّل: توثيق نسبة الكتاب
ممّا يُوثّق أنّ هذه الفوائد من تخريج الإمام الحافظ الخطيب البغداديّ للشّيخ الدّيّن أبي القاسم المِهْروانيّ ما يلي:
أوّلاً: ذَكرَ الكتابَ عددٌ من أهل العلم، وأفادوا أنّه من تخريج أبي بكر الخطيب لأبي القاسم المِهْروانيّ...ومنهم على سبيل التّمثيل:
1- أبو نصر السّاجيّ (ت: 507ه)... فقد قال كما في: (مَلء العَيْبَة)(1) وكان قد ذكر المهروانيّ: "خرّج عنه شيخنا أبو بكر الخطيب رحم الله الجميع".
2- أبو سعد السّمعانيّ (ت: 562ه)... حيث قال في: (الأنساب)(2) في ترجمته للمهروانيّ: "انتقى عليه وانتخب الفوائد الإمام أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب الحافظ".
3- أبو الفَرَج بن الجوزيّ (ت: 597ه)... حيث قال في: (المنتظم)(3) في ترجمته للمهروانيّ: "خرّج له الخطيب مشيخة".
4- ابن الأثير الجزريّ (ت: 630ه)، حيث قال في: (اللُّباب)(4): "وانتخب له الحافظ أبي بكر الخطيب فوائد".
5- وابن رُشيد (ت: 721ه)... حيث قال في: (مَلء العيبة)(5) وكان قد ذكرها: ".. تخريج الإمام الحافظ أبي بكر أحمد ابن ثابت الخطيب رضي الله عنه للشّيخ الصّالح أبي القاسم يوسف بن محمَّد بن أحمد بن المهروانيّ، من حديثه".
__________
(1) 3/150).
(2) 5/416).
(3) 16/179) ت/3461.
(4) 3/193).
(5) 3/149).(2/1)
6- الذّهبيّ (ت: 748ه)... حيث قال في: (السير)(1) في ترجمة المهروانيّ: "وانتقى عليه أبو بكر الخطيب خمسة أجزاء مشهورة".
وقال في: (العِبر)(2): "الّذي خرّج له الخطيب خمسة أجزاء".
7- ابن العماد الحنبليّ (ت: 1089ه)... حيث قال في: (الشذرات)(3) وكان قد ذكره : "الّذي خرّج له الخطيب خمسة أجزاء"(4).
ثانياً: ما أُثبت على جميع نسخ الكتاب، ونُصّ عليه في بداية كلّ جزء من الأجزاء الخمسة بالأسانيد الصّحاح.
ثالثاً: ما أُثبت في طباق السّماعات المُسندة، المدوّنة في أماكن مختلفة من نُسخ أجزاء الكتاب.
رابعَاً: رواية جماعة من أصحاب المعاجم، والأثبات لهذا الكتاب بأسانيدهم إلى المِهروانيّ كما سيأتي تفصيله في المبحث الخاصّ بأهميّة الكتاب، وشهرته عند أهل العلم(5).
خامسَاً: إفادة جماعة من أهل العلم المصنّفين من مادّة الكتاب بأسانيدهم إلى المهروانيّ كما سيأتي بيانه أيضا في المبحث المشار إليه آنفا (6).
سَادسَاً: نصَّ بعضُ المؤرخين على أنّ من ترجموا له قد سمع هذا الكتاب (المهروانيّات) من أحد شيوخه، كما فعل الذّهبيّ في ترجمة: ابن صِرْما من: (السّير)(7)، فقد نصّ على أنّه سمع المهروانيّات من أبي الفضل الأرمويّ راويها عن المهروانيّ(8).
المَبْحث الثّاني: اسم الكتاب والتّحقيق فيه
لم تتّفق نسخ الكتاب على ذكر اسم واحد له بصيغة واحدة، بل وجد اختلاف يسير بينها في التّسمية، بل إنّ النّسخة: (أ) وهي نسخة تامّة، وبخطّ واحد لم يأت الاسم فيها على صيغة واحدة...
__________
(1) 18/347)، وانظر: المشتبه (ص/649).
(2) 2/325).
(3) 3/331).
(4) وانظر: الحافظ الخطيب البغداديّ للطّحان (ص/260)، وموارد الخطيب للعُمريّ (ص/58) رقم/25.
(5) انظر ص/399.
(6) انظر ص/402.
(7) 22/191) .
(8) ووصلت روايته هذه إلينا، وهي النّسخة: (ج) من نسخ الكتاب.
وانظر: ص/409.(2/2)
فقد جاء على الجزء الأوّل والثّاني منها: (الفوائد المنتخبة الصّحاح الحسان)، وجاء على الجزء الثّالث: "حديث الشّيخ العدل، الدّيّن أبي القاسم... المهروانيّ"، وجاء على الجزء الرّابع، والخامس: "الفوائد المنتخبة الصّحاح، والغرائب".
وجاء على النّسخة: (ب) وفيها الجزء الأوّل فقط: "الفوائد الصّحاح، والغرائب".
وجاء على جميع الأجزاء الأربعة في النّسخة: (ج)، والجزأين اللّذين في النّسخة: (د): "الفوائد المنتخبة الصّحاح، والغرائب" إلاّ الجزء الخامس من النّسخة (ج) ففيه: الفوائد المنتخبة والغرائب، ولعلّ فيه سقطا.
وفي الحقيقة ليس هذا الاختلاف اختلافا مؤثّرًا، وكلّ هذه الأسماء منطبقة على الكتاب عند النّظر إلى طريقة تصنيفه، ومحتواه، إلاّ أنّ بعضها أدقّ في التّسمية من بعض... والمختار من ذلك هو: (الفوائد المنتخبة الصّحاح والغرائب)؛ لدلالته على الكتاب ومادّته أكثر وأظهر من غيره، وهو المثبت على غالب نسخ الكتاب وأجزائه، وهو الّذي ذكره به ابن رشيد في: (ملء العيبة)(1)، وغيره من أهل العلم.
هذا، وقد ذكر ابن الجوزيّ رحمه الله في: (المنتظم)(2) هذا الكتاب باسم المَشْيَخة(3)
__________
(1) 3/149).
(2) 16/179).
(3) بفتح الميم وكسرها وسكون الشّين، وفتح التحتيّة وضمها ... وتضبط أيضاً بفتح الميم، وكسر الشّين المعجمة، وإسكان الياء؛ جمع: شيخ بالفتح.
انظر: تاج العروس (مادة: شيخ) 2/265.
قال الكتّانيّ في فِهرس الفهارس (1/67): "اعلم أنّه بعد التّتبّع، والتّروّي ظهر أنّ الأوائل كانوا يطلِقون لفظة المشيخة على الجزء الّذي يجمع فيه المحدّث أسماء شيوخه، ومرويّاته عنهم. ثُمَّ صاروا يُطلِقون عليه بعد ذلك: المعجم؛ لمَّا صاروا يُفردون أسماء الشّيوخ ويُرتّبنهم على حروف المعجم...وأهل الأندلس يستعملون ويُطلقون: البرنامج. أمَّا في القرون الأخيرة فأهل المشرق يقولون إلى الآن: الثَّبَت، وأهل المغرب إلى الآن يُسمّونه: الفِهرسة". وانظره: (1/68، 69، 71).
وانظر: دراسة كتب المشيخات لصالح الزُّبيديّ (ص/11 وما بعدها).(2/3)
، فقال أثناء ترجمته للمهروانيّ: "خرّج له الخطيب مشيخة"... ومقصوده: أنّ الخطيب خرّجها للمِهْروانيّ عن شيوخه، وانتقاها له عنهم، لا أنّ الكتاب كتاب مشيخة في الحقيقة.
المَبْحث الثّالث: التّعريف بمحتوى الكتاب، وغرض الخطيب من انتقاء أحاديثه، ومنهجه فيه
والكلام في هذا المبحث من عدّة جوانب...
الأوَّل: التّعريف بمحتوى الكتاب، وغرض الخطيب من انتقاء أحاديثه:
1- انتقى فيه رحمه الله أحاديث من أصول، وسماعات أبي القاسم المهروانيّ، الّذي يُعدّ من أقرانه، وفي طبقته...
مُراعيا أن يكون ما ينتقيه من:
أ- الأحاديث الفوائد الصّحاح المستخرجة على الصّحيحين أَو أحدهما.
ب- أومن الأحاديث الفوائد الغرائب.
ج- أومن الأحاديث الفوائد ذوات العلل كالمختلف في وصلها وإرسالها، أو في رفعها ووقفها، أو المرويّة على أوجه أُخرى مختلفة، أو الّتي وهم بعض رواتها في سياق أسانيدها أومتونها... أوما شاكلها.
د- أو الآثار... مِن: الحكم، والأشعار، والقَصص، ونحوها.
وبلغ عدد كلّ ذلك فيه: واحدًا وسبعين ومائة حديث، وأثر...
مع العلوّ الباهر لأسانيد هذه الموادّ الّتي أودعها هذا الكتاب النّفيس.
2- ليست جميع الأحاديث الصّحاح المنتقاة في الكتاب اتّفق عليها الشّيخان، فمنها ما انفرد البخاريّ به، كحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "حفظت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعاءين، فأمّا أحدهما فبثثته، وأمّا الآخر فلو بثثته لقُطع هذا البلعوم"(1).
ومنها ما انفرد مسلم به، كحديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أنا أوّل شفيع في الجنّة"(2).
__________
(1) انظر الحديث ذا الرّقم: 20. وانظر أيضا الأحاديث ذوات الأرقام: 4، 35، 41، 79، 110، 121، 143، 148.
(2) انظر الحديث ذا الرّقم: 28.
وانظر أيضا : 5، 46، 53، 64، 85، 111، 149، 152.(2/4)
3- غالب الشّيوخ الّذين انتقي للمهروانيّ عنهم من شيوخه الّذين سمع منهم، وروى عنهم، إلاّ أنّي لم أقف على أنّه روى عنهم هذه الأحاديث المنتقاة سوى حديث واحد عن شيخ منهم(1)، ولعلّه نسي أنّه رواه عنه، أو وهم في انتقائه والله أعلم.
4- تكلّم على جميع مادّة الكتاب بكلام جيّد نفيس عدا الآثار، والأشعار فلم يتكلّم عليها(2)؛ لعدم الحاجة الماسّة إلى ذلك، وهذا ما جرى عليه المحدّثون في تخريجهم لمثل هذا الكتاب، ونحوه.
5- لم يرتّب الكتاب على أساس معيّن إلاّ أنّه:
أ- ابتدأ كل جزء بحديث في الصّحيحين.
ب- وَكلّها من طريق شيخه أبي أحمد الفرضيّ(3).
ج- وراعى أن ينتقي أوّلاً أحاديث اتّفق الشّيخان على إخراجها، ثمّ ما انفرد به البخاريّ، ثمّ ما انفرد به مسلم... فالأحاديث: الأوّل، والثّاني، والثّالث في الجزء الأوّل اتّفق الشّيخان عليها(4). والرّابع انفرد به البخاريّ(5). والخامس انفرد به مسلم(6).
6- لم يكرّر في الانتقاء شيئا من المتون إلاّ متن حديث: وقوع الفأرة في السّمن الجامد أو الذّائب، ومتن حديث: "أيّ الشّرك أعظم؟"، ومتن حديث: قبض العلم، ومتن حديث: صلاة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على خميصة لها أعلام، ومتن حديث سعد بن أبي وقاص في عطاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
انتقى الأول من طريق إسحاق بن بهلول الأزرق(7)، ثم من طريق عليّ بن حرب(8)، كلاهما عن سفيان بن عيينة عن الزّهريّ عن عبيدالله ابن عبيد الله بن عتبه عن ابن عبّاس عن ميمونة به.
__________
(1) وهو الحديث ذو الرّقم: 26، فانظره.
(2) انظر مثلاً : 31، 32، 69، 70، 105، 107، 171.
(3) انظر الأحاديث: 1، 34، 73، 108، 140.
(4) انظر ص/491، 497، 503.
(5) انظر ص/504.
(6) انظر ص/506.
(7) انظر الحديث: 4.
(8) انظر الحديث: 148.(2/5)
والثاني من طريق جرير بن عبدالحميد عن منصور بن المعتمر(1)، ثم من طريق سفيان الثوري عن منصور والأعمش وواصل الأحدب(2)، ثلاثتهم عن شقيق بن سلمة عن عمرو بن شرحبيل عن عبدالله بن مسعود به.
والثّالث من عدّة طرق عن هشام بن عروة بن الزّبير عن أبيه عن عبدالله بن عمرو بن العاص(3)، وساقه أيضا من طريق يحيى بن أبي كثير عن عروة به(4).
والرّابع من طريق بشر بن مطر عن سفيان بن عيينة عن الزُّهريّ(5)، ثم من طريق علي بن حرب عن سفيان بن عيينة عن الزُّهريّ وهشام بن عروة(6)، كلاهما عن عروة عن عائشة به(7).
والخامس: من طريق شعيب بن أبي حمزة(8)، ثم من طريق معمر ابن راشد(9)،كلاهما عن عامر بن سعد عن سعد بن أبي وقّاص به.
7- قسّم الكتاب إلى خمسة أجزاء... وجعل الآثار، والأشعار في نهاية كلّ جزء منها.
الثّاني: من منهجه في تخريجه للأحاديث:
1- خرَّج كلّ حديث عَقِبه مباشرة إلاّ حديثاً واحداً... أرجأ تخريجه عَقِبَ الذي بعده؛ لأنّهما بسند واحد، وكلاهما عند البخاريّ من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع البَهْرانيّ أحد رواتهما في سند أبي القاسم المهروانيّ للحديثين(10).
2- قد يكون الحديث متّفقا عليه، ولا يخرّجه الخطيب إلاّ من صحيح البخاريّ، أو صحيح مسلم فقط؛ لأنّ سند المهروانيّ لا يُعَدُّ استخراجا(11) على أحاديث الصّحيحين إلاّ بالنّظر إلى سند الحديث في أحدهما دون الآخر.
__________
(1) انظر الحديث: 74.
(2) انظر الحديث: 75.
(3) انظر الأحاديث: 95، 109، 110، 111، 112، 113، 115.
(4) انظر الحديث: 114.
(5) انظر الحديث: 116.
(6) انظر الحديث: 154.
(7) انظر الحديثين: 116، 154.
(8) انظر الحديث: 159.
(9) انظر الحديث: 160.
(10) ورقمهما: 158، 159.
(11) انظر تعريف المستخرجات في: التّبصرة والتّذكرة للعراقيّ (1/56 57).(2/6)
مثاله: ما انتقاه للمهروانيّ بسنده عن الحسن بن موسى الأشيب عن شيبان بن عبد الرّحمن عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبدالرّحمن عن عمر بن عبد العزيز عن عروة أنّ عائشة رضي الله عنها أخبرته: "أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يُقبّلُها وهو صائم"، فقال: "انفرد مسلم بإخراجه، فرواه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن الحسن الأشيب..."(1)اه.
فهذا الحديث مستخرج على صحيح مسلم، واجتمع فيه إسناد المهروانيّ بإسناد مسلم في شيخ شيخه.
والحديث رواه البخاريّ في صحيحه عن سليمان بن حرب عن شعبة عن الحكم بن عتبة عن إبراهيم النّخعيّ عن الأسود بن يزيد، وعن محمَّد بن المثنى عن يحيى، وعن عبد الله بن مسلمة عن مالك، كلاهما عن هشام عن أبيه، كلاهما (الأسود، وعروة) عن عائشة به.
فكأنّ الخطيب راعى ذلك في عزو الأحاديث إلى أحد الصّحيحين، فلا يعزوه إلاّ لمن شاركه المهروانيّ في روايته عن شيخ شيخه، أو شيخ شيخ شيخه، دون من شاركه في روايته عن راو في أوائل سند الحديث.
3- يسوق أحيانا عددًا من الأحاديث للتّنبيه على فائدة يراها أثناء تخريجه لحديث المهروانيّ، ويخرّجها...
مثاله: ساق حديثا لأمّ قيس بنت مِحْصَن رضي الله عنها بعد تخريجه لحديث انتقاه للمهروانيّ من طريقها؛ لأنّه ليس لها في الصّحيحين سوى هذين الحديثين(2).
4- يبيّن أحيانا اختلاف الرّواة في سند الحديث ولفظه:
__________
(1) انظر الحديث رقم: 6.
وانظر أيضا الأحاديث: 53، 54، 56، 125، 134، 145، 165.
(2) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 122.
وانظر أيضا تخريجه للأحاديث ذوات الأرقام: 19، 54، 128.(2/7)
مثاله: قوله: "حدّثناه أبو أحمد الفرضي عن محمَّد بن جعفر المطيريّ [ح] وحدّثنا أبو الحسين المحامليّ عن محمَّد بن يحيى الطّائيّ عن عليّ بن حرب عن سفيان عن الزّهريّ عن عبيد الله زاد المحامليّ: ابن عبد الله، ثمّ اتّفقا(1) عن أمّ قيس زاد المحامليّ: بنت مِحْصَن، أخت عكّاشة بن محصن، ثمّ اتّفقا قالت: دخلت بابن لي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم".
قال أبو أحمد(2): "قد علقت عليه من العذرة".
وأخلَّ المحامليّ ببعض هذا الكلام فقال: "على ما تصنعين بهذا العلاق عليكم بهذا العود الهنديّ فإنّ فيه سبعة أشفية" هذا لفظ أبي أحمد، وتمّ حديثه.
وقال المحامليّ: "علام تدغرن أولادكنّ بهذا العلاق..." الحديث(3).
5- ينصّ أحيانا على أوهام الرّواة في سياق المتون...
مثاله: قوله عن حديث جاء من طريق أحمد بن شيبان الرّمليّ: "كذا روى هذا الحديث أبو عبد المؤمن أحمد بن شيبان الرّملي عن أبي محمَّد سفيان بن عيينة.
وتابعه عثمان بن يحيى القرقسانيّ عن سفيان ووهما في ذلك"(4).
الثّالث: من منهجه في كلامه على الطّرق، والأسانيد:
1- يذكر ما في الإسناد من لطائف إن وجدت ...
مثاله: قوله عن إسناد حديث أبي أمامة: "وُكِّلَ بالشّمس...": "وإسناد هذا الحديث ممّا روى أيوب بن سليمان الصّغديّ كلّهم حمصيّون"(5).
2- ينصّ على من أخرجه البخاريّ، ومسلم من طريقه، ويبيّن موضع التقاء إسناد المهروانيّ بأسانيدهما...
__________
(1) يعني شيخيه: الفرضيّ، والمحامليّ.
(2) هو: الفرضيّ.
(3) انظر الحديث ذا الرّقم: 122، وانظر أيضا : 153.
(4) انظر كلامه على الحديث ذي الرّقم: 51.
وانظر أيضا كلامه على الأحاديث ذوات الأرقام: 15، 27، 68، 74.
(5) انظر كلامه على الحديث ذي الرّقم: 12.
وانظر أيضا /6، 19، 49، 73، 115، 123.(2/8)
مثاله: قوله عن حديث يرويه المهروانيّ من طريق محمَّد بن المثنّى: ".. اتّفق البخاريّ، ومسلم على إخراجه، فروياه جميعا عن محمَّد بن المثنى.."(1).
3- وندَر أن لاّ ينصّ على ذلك فيقول: "اتّفق البخاريّ، ومسلم على إخراجه من عدّة وجوه"، ويسكت(2).
4- يذكر متابعات لطريق المهروانيّ، وطرق مخالفة لها...
مثاله: قوله بعد حديث يرويه المهروانيّ من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع: "تابع عبيد الله بن عمر العمريّ: موسى بن ميسرة، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند..." وعَدّ جماعة، ثمّ قال: "ووقفه: أيّوب السّختيانيّ عن نافع، ولم يرفعه. ورواه أسامة بن زيد اللّيثيّ عن سعيد ابن أبي هند مرفوعا. إلاّ أنّ بعض الرّواة عن أسامة أدخل بين سعيد وأبي موسى: أبا مرّة مولى: عقيل بن أبي طالب"(3).
5- يذكر الطّرق المختلفة، والرّوايات المتباينة في بعض الأحاديث...
مثاله: قوله في كلامه على طريق أبي داود الحَفَريّ عن عصام بن النّعمان لخُطبة عليّ رضي الله عنه يوم الجمل(4): "كذا روى هذا الحديث أبو داود عمر بن سعد الحَفَريّ عن عصام ابن النّعمان...وخالفه أبو عاصم النّبيل فرواه عن الثّوريّ عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو عن سفيان عن أبيه عن عليّ.
ورواه يحيى بن يمان عن الثّوريّ عن الأسود عن سفيان بن عمرو أو عمرو بن سفيان.
ورواه عبد الصّمد بن حسّان عن الثّوريّ فلم يُقم إسناده.
__________
(1) انظر كلامه على الحديث ذي الرّقم: 3.
وانظر مثلاً : 1، 2، 66، 77، 95، 116، 135، 150 وغيرها.
(2) انظر كلامه على الحديث ذي الرّقم: 109.
(3) انظر كلامه على الحديث ذي الرّقم: 48.
وانظر مثلاً : 16، 18، 19، 47، 51، 54، 100 وغيرها كثير.
(4) انظر كلامه على طرقها ص/515 وما بعدها.(2/9)
ورواه أبو يحيى الحمّانيّ، وعبد الرزّاق بن همّام عن الثّوريّ عن الأسود بن قيس عن رجل لم يُسَمّ عن عليّ..." الخ ما قاله رحمه الله (1).
وقد يرجّح بين هذه الطّرق(2)، وقد لا يُرجّح، ويكل الصّواب فيها إلى الله عزّ وجلّ (3).
6- يبيّن أحيانا المحفوظ عن الرّاوي في طريق اختلف فيه عليه أصحابُه ممّن رواه عنه...
مثاله: قوله عن حديث يرويه الوليد بن مسلم الدّمشقيّ عن مالك عن ابن لهيعة: "هذا حديث غريب جدًّا من حديث مالك بن أنس عن عبد الله بن لهيعة.. تفرّد بروايته الوليد بن عتبة عن الوليد بن مسلم... والمحفوظ عن مالك، عن الثّقة عنده غير مسمّى .."(4).
7- يشير كثيرًا إلى طرق بعض الأحاديث، ولا يصرّح بمن جاءت من طريقهم...
مثاله: قوله في كلامه على طرق حديث قبض العلم: ".. ورواه غير واحد عن هشام الدّستوائيّ عن عروة"(5).
8- اعتنى بالنّصّ على علوّ أسانيد الأحاديث المستخرجة على الصّحيحين أو أحدهما اعتناءً ظاهرًا(6)، وأمّا غيرُها مِن الأحاديث فأهمل النّصّ على أنّها من العوالي عدا ثلاثة أحاديث(7)منها؛ ولعلّ ذلك لكون أسانيدها غرائب معلّة والله أعلم.
__________
(1) انظر أيضا كلامه على الأحاديث: 12، 47، 48، 49، 50، 51، 67، 80، 93، 166 وغيرها كثير أيضا.
(2) كما في كلامه على الأحاديث: 15، 16، 18، 27، 51، 67، 113، 128، 162 وغيرها.
(3) كما في كلامه على الأحاديث: 8، 48، 83.
(4) انظر كلامه على الحديث ذي الرّقم: 17.
وانظر الحديث ذا الرّقم: 80.
(5) انظر كلامه على الحديث ذي الرّقم: 113.
وانظر مثلاً : 10، 19، 35، 45، 48، 80، 93، 162.
وقد أبنت عمّن أبهمهم الخطيب رحمه الله في هذه المواضع، ونحوها، وخرّجت طرق أحاديثهم قدر الجهد والطّاقة، وسيُرى ذلك مبسوطا في مواضعه إن شاء الله تعالى.
(6) انظر مثلاً : 1، 2، 3، 14، 20، 35، 60، 73، 144، 150.
(7) انظر الأحاديث ذوات الأرقام: 43، 85، 164.(2/10)
9- جميع الأحاديث المخرّجة على الصّحيحين كأنّ شيخه سمعها من الشّيخين(1)، أو أحدهما(2)، خلا حديث واحد كان شيخه فيه بمنزلة البخاريّ(3).
الرّابع: من منهجه في الكلام على الرّواة:
1- اهتمّ في مبتدأ كلّ حديث بسياق اسم، ونسب من انتقى للمِهروانيّ عنهم اهتماما ظاهرًا(4).
وقلّ أن يذكرهم بما اشتهروا به(5).
2- يسمّي أحيانا من ذكر في إسناد المهروانيّ بكنيته...
مثاله: قوله في تخريج حديث من طريق أبي أمامة رضي الله تعالى عنه: ".. عن أبي أمامة واسمه: صديّ بن عجلان .."(6).
3- ويذكر أحيانا أيضا كنية من عُرِفَ باسمه...
مثاله: قوله في تخريج حديث من رواية عُفَيْر بن مَعْدان "... لا أعلم رواه غير عفير بن معدان الحضرميّ ويكنى: أبا عائذ .."(7).
4- ويذكر أحيانا أيضا لقب الرّاوي، أو ما اشتهر به...
مثاله: قوله في تخريج حديث من رواية الأسود بن عامر:
".. تفرّد بروايته: الأسود بن عامر المعروف بشاذان .."(8).
5- يذكر أحيانا أيضا جهة ولاء الرّاوي...
مثاله: قوله في تخريج حديث من رواية سُميّ المدنيّ: "... عن سُمّي مولى أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام"(9).
6- يعتني ببيان ما أُهمِل من الأسماء...
__________
(1) انظر مثلاً تخريجه للأحاديث: 1، 9، 22، 26، 30، 36.
(2) انظر مثلاً تخريجه للأحاديث: 20، 21، 28، 34، 35.
(3) وهو الحديث ذو الرّقم: 146.
(4) انظر الأحاديث: 1، 30، 47، 91، 98، 158 وغيرها كثير.
(5) انظر مثلاً الأحاديث: 32، 50، 64، 79، 147، 159، 171.
(6) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 12.
وانظر أيضا: 15، 20، 22، 50، 80، 98 وغيرها.
(7) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 12.
وانظر أيضا: 4، 9، 19، 22، 43، 51.
(8) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 91.
وانظر أيضا: 10، 37، 74، 128 وغيرها.
(9) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 43.
وانظر مثلاً: 11، 48، 99، 104، 157.(2/11)
مثاله: قوله في تخريج حديث من رواية ذرّ عن ابن عبد الرّحمن بن أبزى: "... اسم ابن عبد الرّحمن بن أبزى: سعيد، وذرّ هو: ابن عبد الله المرهبيّ والد عمر بن ذرّ .."(1).
7- يسوق الاختلاف في اسم الرّاوي أو كنيته، أو نسبه إنْ وجد ..
مثاله: قوله في تخريج حديث من طريق نعيم بن همّار رضي الله عنه: ".. ونعيم صحابيّ نزل الشّأم، ويختلف في اسم أبيه، فيقال هو: همّار كما سمّيناه في الحديث، ويُقال: هبّار بالباء ويقال: هدّار بالدّال ، ويقال: خمار بالخاء المعجمة ويقال: حِمار بكسر الحاء المهملة وبميم مخفّفة"(2).
8- ينصّ أحيانا على بلد الرّاوي أو الرّواة:
مثاله: قوله في تخريج حديث من رواية محمَّد بن سوقة: "... وابن سوقة كوفيّ.."(3).
وقوله عن حديث من رواية عبّاس التّرقفيّ عن أبي مُسْهِر عن سعيد ابن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس عن أبي ذرّ رضي الله عنه: ".. ورجال إسناده ما بين أبي ذرّ، وعبّاس التّرقفيّ كلّهم شاميّون"(4).
9- يعتني بالتّمييز بين المتّفق والمفترق، والمؤتلف والمختلف والمتشابه من أسماء الرّواة، وأنسابهم...
مثاله: قوله في تخريج حديث من رواية عمر بن فرّوخ القتّاب: "... وليس في رواة العلم من يقال له القتّاب بتاء قبل الألف، معجمة بنقطتين من فوقها، وباء بعده منقوطة بواحدة غير هذا، وكان يبيع الأقتاب. وله نظير في الصّورة هو: محرز القتّات، وزاذان أبو يحيى القتّات... ولهم نظير آخر هو: عبد الله بن محمّد القبّاب..."(5).
__________
(1) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 37.
وانظر مثلاً: 1، 13، 15، 35، وغيرها.
(2) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 19. وانظر أيضا: 98، 115.
(3) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 47.
(4) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 123.
وانظر أيضا: 11، 17، 19، 73، 89، 100، 123 وغيرها.
(5) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 68.(2/12)
وقوله في تخريج حديث من رواية إبراهيم بن حبّان الأنصاريّ: ".. وهو: إبراهيم بن حبّان بكسر الحاء، وبالباء المعجمة بواحدة وله نظيران:
أحدهما: إبراهيم بن حبّان بن عليّ العنزي... ولهم نظراء في صورة الخط مع اختلاف الهجاء، منهم: إبراهيم بن حيّان الكوفيّ..." إلخ(1).
10- يعتني بضبط الأسماء بالحروف...
مثاله: قوله في تخريج حديث من طريق يحيى بن فصيل: ".. وأبوه فصيل بفتح الفاء، وكسر الصّاد المبهمة .."(2).
11- يتكلّم أحيانا على الرّواة جرحا، أو تعديلاً...
مثاله: قوله في حديث من رواية وهب بن حفص: ".. وَوهب بن حفص كان يضع الحديث..."(3).
12- إذا كان الرّاوي من الصّحابة مقلاًّ، أو ليس له في عدد من الكتب المشهورة من الحديث إلاّ القليل ساق أحاديثه بسنده عنه...
مثاله: قوله في تخريج حديث من رواية نعيم بن همار رضي الله عنه: "... وليس يروى عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلاّ ثلاثة أحاديث متّصلة الأسانيد، أحدها: الحديث الّذي ذكرناه، والثّاني..." فذكرها، ثمّ قال: "وروي عن يزيد بن شريح عن نعيم عن النّبيّ صلوات الله عليه وسلّم تسليما حديث رابع إلاّ أنّ إسناده منقطع..."(4). وقوله في تخريج حديث من رواية أمّ قيس بن مِحْصَن رضي الله عنها: "... وليس لأمّ قيس بنت محصن في الصّحيحين سوى هذا الحديث وحديث آخر حدّثناه..."(5) فذكره.
13- إذا كان الرّاوي من غير الصّحابة مقلاًّ أيضا فإنّه يكتفي بالتّنبيه على ذلك، والإشارة إليه...
__________
(1) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 97. وانظر أيضا : 85، 100.
(2) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 11 وانظر أيضا: 19، 68، 85، 97.
(3) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 166.
وانظر أيضا: 47، 97، 163.
(4) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 19.
(5) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 122.(2/13)
مثاله: قوله في تخريج حديث من طريق ابن سوقة: ".. وابن سوقة كوفيّ، ثقة، عزيز الحديث، والحفّاظ من الرّواة يجمعون حديثه"(1).
المبحَث الرّابع: أهميّة الكتاب وشهرته عند العلماء المتقدّمين، والمتأخّرين
للكتاب شهرته، وأهميّته الملحوظة عند أهل العلم المتقدّمين منهم، والمتأخرين، وسبق النّقل عن الذّهبيّ رحمه الله النّصّ على شهرة الكتاب في أوساط أهل العلم(2)...
ومن أهمّ الأمور الّتي تُذكر لبيان ذلك، وتوضيحه ما يلي:
1- أحاديثه، وآثاره، وأشعاره المرويّة بالإسناد.
2- أسانيده العالية.
3- المنتقي إمام من أئمّة المحدّثين، وحفّاظهم.
4- مادّته منتقاة من أصول ومسموعات حافظ، عدل، وقد قال أبو الغنائم النّرسيّ عن الخطيب وقد سئل عنه: ".. الخطيب قد صنّف، وخرّج على الحفّاظ"(3).
5- أحاديثه منتقاة من الصّحاح والغرائب، والخطيب عالم بذلك كما هو مشهور، ونصّ عليه ابن ماكولا(4).
6- أحاديثه مخرّجة... والتّخريج للإمام الحافظ: الخطيب البغداديّ رحمه الله (5).
__________
(1) انظر تخريجه للحديث ذي الرّقم: 47.
وانظر أيضا الحديث: 21.
(2) انظر ص/378.
(3) انظر ص/43.
(4) انظر: المستفاد لابن الدّمياطيّ (ص/57).
(5) والألبانيّ رحمه الله ينسب الكلام فيها للمهروانيّ "إلاّ أنّه يسمّيه: المهرانيّ بإسقاط الواو"؛ لأنّه والله أعلم لم يقف إلاّ على النّسخة (ج) المحفوظة بالظّاهريّة، ولم يقف على بقيّة نسخ الكتاب المحفوظة بدار الكتب المصريّة، ومعهد المخطوطات العربيّة التّابع لجامعة الدّول العربيّة بالقاهرة، مع أنّه توجد نسخة من الكتاب بالظّاهريّة فيها الجزء الأوّل، وهي النّسخة (ب) وفيها النّصّ بعد كل حديث أنّ الكلام للخطيب البغداديّ رحمه الله ولعلّه لم يقف على عينها، أو سَها عنها والله أعلم.(2/14)
7- يُعدّ الكتاب من أوائل الكتب المصنّفة في التّخريج، ودراسة الأسانيد، وبيان عللها... وما اشتملت عليه هذه الدّراسة والنّقد من ذكر مخرّجي هذه الأحاديث، وبيان طرقها،وأوهام رواتها إن وجِدت والتّرجيح بين تلك الطّرق، والكلام على رجالها، وضبط أسمائهم، وأنسابهم، وألقابهم، والتّنبيه على المؤتلف والمختلف، والمتّفق والمفترق... وغير ذلك من الفوائد العزيزة، والنّكات الفريدة.
8- اهتمام العلماء بسماعه، وممّن سمعه من كبار أهل العلم كما في بعض طباق السّماعات:
شرويه بن شهردار الدّيلميّ (ت: 509ه)، ومحمّد بن عبدالملك ابن خيرون (ت: 539ه)، والأُرمويّ (ت: 547ه)، وابن عساكر (ت: 571ه)، وصلاح الدّين الأيوبيّ (ت: 589ه) فاتح بيت المقدس، وكان هو القارئ للكتاب في السّماع على بعض رواته، وابن طبرزد (ت: 607ه)، وعبدالعزيز بن الأخضر (ت: 611ه)، وأبو اليمن الكنديّ (ت: 613ه)، وابن ملاعب (ت: 616ه)، وابن صرما (ت: 621ه)، وأبو موسى المقدسيّ (ت: 629ه)، وابن تيميّة (ت: 728ه)، والمزّيّ (ت: 742ه)... وغيرهم كثير ممّا سيُلحظ عند استقراء السّماعات المثبتة على نسخ الكتاب، والمنقولة هنا(1).
9- حفظ الكتاب بعضا من مصنّفٍ للخطيب البغداديّ لا يزال في حكم المفقود، وهو:
جزء حديث نُعيم بن همار الغطفانيّ رضي الله عنه(2) حيث أورد الخطيب بعضاً منه أثناء كلامه على حديث من أحاديث نعيم رضي الله عنه(3).
__________
(1) انظر ص/423.
(2) قال السّمعانيّ في: (الأنساب 4/302) وقد ذكر نعيم بن همّار: "وجمع مسنده في جزء ضخم، والاختلاف في نسبه: أبو بكر أحمد بن عليّ الخطيب الحافظ، قرأت جميعه على أبي منصور عبد الرّحمن بن عبد الواحد القزّاز عن مصنّفه" اه، وانظر: الحافظ الخطيب البغداديّ للطّحّان (ص/122) مع ملاحظة أنّ فيه: "... بن هماز العصفاني"، وهذا تصحيف، وتحريف .
(3) انظر ص/564 وما بعدها.(2/15)
10- وما حفظه من أحاديث داخلة في نسخة نُبيط بن شَريط رضي الله عنه لا توجد في النّسختين الخطّيّتين الموجودتين في مركز المخطوطات التّابع للجامعة الإسلاميّة،ولم يستدركها محقّقه في المطبوع(1).
11- في كثرة النّسخ الّتي وصلتنا، والمنسوخة في قرون متفاوتة دليل ظاهر على أهميّته، وشهرته عند أهل العلم.
12- رواية جماعة من أصحاب المعاجم والأثبات هذا الكتاب عن شيوخهم بأسانيدهم عن المهروانيّ، ومنهم:
أ- أبو موسى المقدسيّ (ت: 629ه) حيث يروي الجزء الأوّل بسنده عن الأُرمويّ، وابن السّمرقنديّ، والثّاني فقط بسنده عن الأرمويّ وحده... قال في: (ثبت مسموعاته): "وسمعت على الإمام الحافظ أبي محمَّد عبد العزيز بن الأخضر بقراءة الإمام أبي الفتح محمَّد بن عبد الغنيّ بن عبد الواحد، في يوم الجمعة رابع عشر ربيع الآخر من سنة: ثمان وتسعين وخمسمائة، بجامع القصر من بغداد الجزء الأوّل من حديث أبي القاسم يوسف بن محمَّد بن المهروانيّ الهمذانيّ، تخريج الخطيب أبي بكرٍ له.
رواية الشّيخ(2) عن أبي الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ وعن ابن السمرقنديّ أبي القاسم كلاهما عنه(3).
والثّاني بالقراءة، والتّأريخ عن الأُرمويّ وحده".
ب- أبو بكر محمَّد بن إسماعيل الأنماطيّ (ت: 684ه)... يرويها بسنده عن ابن ملاعب... قال ابن رشيد في: (ملء العيبة)(4) وقد ذكر الكتاب :
"..سمع جميعها شيخنا أبو بكر سنة: أربع عشرة وستّمائة بكلاسة دمشق، في الثّاني والعشرين من صفر على الرّئيس أبي البركات داود بن ملاعب قال: أنا أبو الفضل عمر بن يوسف الأرمويّ الشّافعيّ قال: أنا الشّيخ الصّالح الثّقة أبو القاسم يوسف ابن محمَّد بن أحمد بن المهروانيّ قراءة عليه وأنا أسمع، وذكر سائر الأجزاء الخمسة".
__________
(1) وهي الأحاديث ذوات الأرقام: 30، 168.
(2) أي: أبي محمَّد بن الأخضر.
(3) أي: المهروانيّ.
(4) 3/149).(2/16)
ج- وابن رشيد (ت: 721ه) نفسه، حيث ذكر في كتابه المتقدّم أنّها وقعت له عن شيخه أبي بكر الأنماطيّ إجازة، وحدّثه بها بعض أصحابه، وكتبها، وعارضها له... فقال في الموضع نفسه من كتابه:
"... وهي لنا من شيخنا أبي بكر إجازة، وسمعتها على بعض أصحابنا، وكتبها لنا بخطّه، وعارضها لنا بأصل سماعه المعارض بأصل سماع الشّيخ أبي بكر بن الأنماطيّ سماعا عليه"، ثمّ ساق حديثا منها من طريق شيخه، وتكلّم عليه(1).
د- والحافظ ابن حجر (ت: 852ه)... حيث يرويه عن جماعة من تلاميذ المهروانيّ، قال في كتابه: (المجمع المؤسس)(2): "وقرأت عليهما [ يعني: زين الدّين العراقيّ، ونور الدّين الهيثميّ] من أوّل الأوّل من (الفوائد المهروانيّات) إلى آخر الجزء الخامس منها بسماعهما بالقراءة على محمَّد بن أزبك قال: أخبرنا محمَّد بن عبد المؤمن الصّوريّ قال: أخبرنا أبو البركات بن ملاعب سماعا وابن طبرزد إجازة قالا: أخبرنا أبو الفضل الأُرمويّ، زاد ابن طبرزد: وأخبرنا بالجزء الأوّل منها إبراهيم بن محمَّد الكرخيّ، وبالثّاني أبو منصور محمَّد بن عبد الملك بن خيرون، وبالثّلاثة الأخيرة أبو القاسم هبة الله بن الطّبر.
قال الصّوريّ: وأخبرنا أبو اليُمْن الكنديّ إجازة قال: أخبرنا بها أبو الفتح عبد الله البيضاويّ، قالوا كلّهم: أخبرنا أبو القاسم يوسف بن محمَّد بن أحمد المهروانيّ.
وبسماع الشّيخين بالقراءة للجزء الثّالث فقط على فخر الذّوات محمَّد بن أبي بكر بن أبي البركات النّعمانيّ قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد المنعم الحرّانيّ قال: أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الشّيرازيّ قال: أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السّمرقنديّ قال: أخبرنا المهروانيّ به".
__________
(1) وهو الحديث ذو الرّقم: 3 فانظره، والتّعليق عليه.
(2) 2/199 200) رقم/772.(2/17)
13- اقتباس كثير من أهل العلم من مادّة الكتاب في كتبهم، ونصّهم على أنّها من طريق المهروانيّ، أو من كتابه، وربّما أوردوا عقبها كلام الخطيب البغداديّ... كما فعل:
أ- أبو العبّاس المقدسيّ (ت: 643ه) في كتابه: (فضائل جرير بن عبد الله البجليّ رضي الله عنه )... فروى في الجزء الثّاني منه(1) حديثا بسنده عن الأرمويّ عن المهروانيّ به، فذكره، وكلام الخطيب عليه(2).
ب- المزّيّ (ت: 742ه) في كتابه: (تهذيب الكمال)... فروى في: الجزء السّابع عشر(3) منه حديثا بسنده عن الأرمويّ عن المِهروانيّ به، فذكره، وكلام الخطيب عليه(4).
وآخر في: الجزء السّادس والعشرين(5) بسنده عن أبي محمَّد التّميميّ، وعن أبي عمر بن مهديّ، وعن الأرمويّ، وعن أبي منصور القزّاز، كلّهم عن المهروانيّ به(6).
وآخر في: الجزء الثّاني والثّلاثين(7) بسنده عن الأُرمويّ، وعن أبي منصور بن خيرون، كلاهما عن المهروانيّ به، فذكره، وبعض كلام الخطيب عليه(8).
ج- البلقينيّ (ت: 805ه)... حيث نقل في: (محاسن الاصطلاح)(9) عن الحافظ المنذريّ في: جزء نعيم بن همّار رضي الله عنه ما استشهد به على عدد أحاديثه من كلام الخطيب على حديث من أحاديث نُعيم في هذا الكتاب(10).
د- جلال الدّين السّيوطيّ (ت: 911 ه)... حيث عزا حديثين في: (اللآلئ المصنوعة)(11) إلى المهروانيّات(12).
ه- أبو الحسن بن عرّاق الكنانيّ (ت: 963ه)... حيث عزا حديثاً أيضاً في: (تنزيه الشّريعة المرفوعة)(13) إلى المهروانيّات(14).
__________
(1) 15/ب ].
(2) وهو الحديث ذو الرّقم: 49 .
(3) ص/51).
(4) وهو الحديث ذو الرّقم: 17.
(5) ص/95 97).
(6) وهو الحديث ذو الرّقم: 38.
(7) ص/538 539).
(8) وهو الحديث ذو الرّقم: 35.
(9) ص/684 685).
(10) وهو الحديث ذو الرّقم: 19.
(11) انظر: (1/401، 2/79).
(12) وهما الحديثان: 67، 16.
(13) انظر: (1/417).
(14) وهو الحديث ذو الرّقم: 67.(2/18)
و- ناصر الدّين الألبانيّ... حيث أفاد من المهروانيّات في عدّة مواضع من: (سلسلة الأحاديث الصّحيحة)(1) و(سلسلة الأحاديث الضّعيفة والموضوعة)(2)، و(تخريج شرح الطّحاويّة)(3).
14- تمثيل أهل العلم به للكتب المُخرّجة من أصول سماعات الشّيوخ... كما فعل الغُماريّ في: (حصول التّفريج بأصول التّخريج)(4)، وبكر أبو زيد في: (التّأصيل لأصول التّخريج وقواعد الجرح والتّعديل)(5).
__________
(1) انظر مثلاّ : (2/198، 366، 5/394، 447).
(2) انظر مثلاً : (1/461، 2/54، 4/204).
(3) انظر: (ص/268).
(4) انظر: (ص/13 14).
(5) انظر: (ص/57).(2/19)
المَبْحَث الخَامِس: وصف النّسخ الخطّيّة للكتاب وتراجم رواتها
اهتمّ أهل العلم برواية الكتاب عن شيوخهم، ومن ثَمَّ تعدّدت نسخه في أوساطهم... ووقفت بعد البحث، والتّنقيب على: أربع نُسَخ خطيَّة له...
الأولى: نسخة تامّة في خمسة أجزاء مسموعة على نصر الله الهيتيّ سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وعليها عدّة سماعات، منها ما هو مأخوذ عن الأصل المنقولة عنه، كصورة سماع الهيتيّ للنّسخة على أبي الفضل الأرمويّ راويها عن المهروانيّ والنّسخة من كُتب: حسن جلال باشا الحسينيّ، الموقوفة على المكتبة الأزهريّة؛ تنفيذًا لوصيته.
ورقم حفظها بالمكتبة: [2019] 22394، (214/1 م ف)، ومعها عدّة كتب أخرى في مجموع واحد.
وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: (217ف)، (7374ف)، وجامعة الملك سعود: (485ف)، والمكتبة الصّدّيقيّة (ضمن مكتبة الحرم المكّيّ): (1356 مصوّر)، وَدار الكتب المصريّة: (1143ف، 2019 حديث، [23736ب])، ومكتبة المركز القوميّ للتّوثيق والإعلام بمصر (2019).
وحاولت أن أقف على أصلها بالمكتبة الأزهريّة في رحلتي إلى القاهرة، في صيف سنة: (16- 1417ه) إلاّ أنّه تعذّر عليّ ذلك، فقسم المخطوطات لم يفتح أمام الباحثين في تلك الفترة. واعتمدت هذه النّسخة أصلاً عند التّحقيق، ورمزت لها بالرمزّ: (أ).
- عدد أوراقها، وأسطرها:
تتألّف النّسخة من ثلاث وستين لوحة، في كلّ لوحة صحيفتان، يتراوح عدد الأسطر في كلّ صحيفة مابين تسعة عشر سطراً إلى عشرين سطراً، في كلّ سطر مابين خمس كلمة إلى إحدى عشرة كلمة.
- خطّها:
كتبت النّسخة بخطّ نسخيّ، مشرقيّ، عاديّ، قديم، يتخلّله ضبط بالشّكل، أو الإعجام، أو تقييد لمهمل في بعض الأحيان.
- ناسخها:
ناسخها هو: محمَّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ رحمه الله وهو صاحب الجزء، ونقلها عن أصل شيخه: نصر الله بن سلامة الهيتيّ راويها عن أبي الفضل الأرمويّ وسمعها عليه، وقابلها، وعليها تصحيح الهيتيّ بخطّه.(3/1)
وخطّه في العموم جيّد، ومقروء، وحدث في نَسْخِه للكتاب سقوط بعض الجُمل، أو الكلمات استدرك كثيرًا منها في الحاشية، وفاته شيء منها استدركته من النسخ الأخرى، ونبّهت عليه.
- تأريخ سماعها، ومكانه:
ناسخها الهكّاريّ، من قرية: الهكّاريّة (1)، ومن عادة طلاّب العلم بعد الأخذ عن شيوخ البلد السّعي في الأخذ عن شيوخ القرى الّتي حولهم... والموصل قريبة من الهكّاريّة، وكان النّاسخ فيها خلال بعض شهور عام: ثلاث وتسعين وخمسمائة، حيث جاء في بعض سماعات النّسخة أنّ النّسخ كان في يوم الثّلاثاء تاسع جمادى الآخرة من السّنة المذكورة نفسها، بالموصل، بدار الحديث المظفّريّة(2).
- تراجم رواة النّسخة إلى المهروانيّ:
يروي الهكّاريّ هذه النّسخة عن شيخه الإمام أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم بن مسلم المقرئ، الهيتيّ... شيخ، صالح، ثقة، سكن بغداد مدّة، وسمع من أبي الفضل الأرمويّ، وأبي الفتح الكروخيّ، وابن ناصر، وأبي الكرم المبارك بن الحسن الشّهرزوريّ، وأبي بكر الزّاغونيّ، وأبي الحسن اليزديّ، وغيرهم.
وحدّث بالموصل، وسمع منه جماعة كيوسف بن خليل، والضّياء المقدسيّ... وممّن جاء في طبقة السّماع عليه في النّسخة : الشّيخ الإمام شرف الإسلام المعافى بن إسماعيل، وولده أبو عبد الله محمد، والشّيخ الإمام أبو عبد الله محمَّد بن عبد المحسن الخطيب الموصليّ، والشّيخ الإمام عبد الله بن عثمان الخطيب.
__________
(1) بالفتح وتشديد الكاف، وراء وياء بلدة فوق الموصل بالعراق.
انظر: معجم البلدان (5/408).
(2) بناها السّلطان، الدّيّن أبو سعيد مظفّر الدّين كُوكْبُري صاحب إربل (ت: 549 ه) على نهر دجلة.
وبنى معها جامعا يُعرف بالجامع المظفّريّ، وبالجامع الظّافريّ أيضا .
انظر: السّير (21/136، 433، 22/8، 334، 365)، وتأريخ الموصل لسعيد الدّيوه جيّ (1/353).(3/2)
وعاد رحمه الله من الموصل إلى هيت، فتوفّي بها في جمادى الأولى من سنة: ثمان وتسعين وخمسمائة (1).
ويرويه أبو المعالي عن مُسْند العراق في وقته: أبي الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ بضمّ الألف، وسكون الرّاء، وفتح الميم، وفي آخرها الواو الفقيه، الشّافعيّ...
بكّر به والده فسمع من الخطيب البغداديّ، والمهروانيّ، وأبي الغنائم عبد الصّمد بن المأمون، وأبي الخير بن المهتدي بالله، وأبي نصر الزّينبيّ، وابن النّقّور، وطبقتهم، وعُمَّر حتى صار آخر من يروي عن هؤلاء الشّيوخ.
وعنه أيضا: السّمعانيّ، وابن الجوزيّ، وابن عساكر، والسّلفيّ، وابن ملاعب، وابن صرما، وغيرهم.
قال السّمعانيّ (كما في: المستفاد)(2): "وهو إمام متديّن، ثقة، صدوق، صالح".
وقال ابن الجوزيّ في: (المنتظم)(3): "وكان سماعه صحيحا، وكان ثقة، ديّنا".
واستهلّ الذّهبيّ في: (السّير)(4) ترجمته بقوله: "الشّيخ، الفقيه، الإمام، المُعمَّر، القاضي..." إلى أن قال: "... وكان فقيها، مناظرًا، متكلّما، صالحا، كبير القَدْر".
مات في رجب، سنة: سبع وأربعين وخمسمائة(5).
والثّانية: نسخة فيها من أوّل الثّاني إلى آخر الخامس، وتقدّم فيها الجزء الرّابع على الثّالث، وعلى رقميهما في النّسخة آثار حكّ وتعديل، فكأنّ الأمر اشتبه على النّاسخ، أو غيره.
وعليها سماعات منها ما هو منقول عن الأصل المكتوبة عنه، ولم تسلم من آثار بلل ظاهر على بعض أجزائها...
وهذه النّسخة هي الّتي أرمز لها بالرمز: (ج) أثناء التّحقيق.
__________
(1) انظر: المختصر المحتاج إليه من تأريخ ابن الدّبيثيّ (ص/ 365) ت/1358، والتّقييد (ص/468) ت/631.
(2) ص/34) ت/25.
(3) 18/86) ت/4174.
(4) 20/183، 184).
(5) انظر ترجمته أيضا في: الأنساب (1/166)، وطبقات الشّافعيّة للسّبكيّ (6/165)، وطبقات الشّافعيّة للإسنويّ (1/112).(3/3)
وأصل النّسخة محفوظة بمكتبة الأسد تحت الرّقم: 1144 (160)، وحاولت جاهدًا أن أطّلع عليها في رحلتي إلى دمشق، صيف عام: (16- 1417ه)، فلم يتيسّر ذلك لي.
وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: (3183ف)، (5007ف)، والمكتبة الصّدّيقيّة (ضمن مكتبة الحرم المكّيّ): (110).
والجزء الثاني فقط بمكتبة المسجد النّبويّ (212/16): (1356مصوّر).
- عدد أوراقها، وأسطرها:
تتألّف النّسخة من إحدى وستّين لوحة، في كلّ لوحة صحيفتان، يتراوح عدد الأسطر في كلّ صحيفة ما بين خمسة عشر إلى ثمانية عشر سطرًا، في كلّ سطر ما بين عشر إلى ستّ عشرة كلمة.
- خطّها:
كتبت النّسخة بخطّ هو نحو خطّ الّتي تقدّمتها، إلاّ أنّ النّاسخ اعتنى بإتقان النّسخ، فقلّ فيه السّقط، كما اعتنى بشكل غالب كلماتها بالحركات الثّلاث، والإسكان، والتّشديد، وهذه ميزة للنّسخة بين نسخ الكتاب الأخرى.
كما أنّ ناسخها اتّبع طريقة جيّدة في التّفريق للنّاظر بين الأحاديث، وتخريجها، فجعل طرف الحديث ومنتهاه قريبا من أطراف الصّحيفة، والتّخريج في منتصفها تقريبا.
- ناسخها، وتأريخ النّسخ، ومكانه:
بعد النّظر في السماعات المثبتة على النّسخة لم أقف على ما يدلّ على اسم النّاسخ، أو تأريخ النّسخ، أو مكانه... إلاّ أنّ الّذي يظهر أنّها كتبت في وقت متأخّر؛ لما يُلحظ عليها من إعجام، وشكل، وتنظيم لمادّتها والله تعالى أعلم.
- تراجم رواتها إلى المهروانيّ:
هذه النّسخة من طريق أخرى عن أبي الفضل الأُرمويّ عن المهروانيّ، فهي من رواية: ابن صرما عن الأُرمويّ...
وابن صرما هو: الشّيخ، المسند، المُعمَّر أبو العبّاس أحمد بن يوسف ابن أحمد الدّقّاق، الأزجيّ، المشتري...
سمع من أبي الفضل عدّة مصنّفات، ومن ابن الطّلاية، وابن ناصر، وعبد الخالق بن يوسف، وأبي الوقت، وعدّة.
وعنه: الضّياء المقدسيّ، والدّبيثيّ، والكمال الفويرة، والأبرقوهيّ، وآخرون.(3/4)
قال ابن نقطة في: (التّقييد)(1): "كان سماعه صحيحا".
مات في شعبان، من سنة: إحدى وعشرين وستمّائة(2).
والثّالثة: نسخة تحوي الجزء الثّاني، والرّابع فقط، على الثّاني آثار بلل، وتقدّم فيها الجزء الرّابع على الثّاني، وتخلّلها في أوّلها تداخل بين بعض صحائفها، وصحائف أُثبت عليها سماعات لها، ويبدو أنّ هذه السّماعات أثبتت في صحائف مستقلّة وضعت في أوائل الكتاب، ثمّ بقيت كذلك حتّى جلّدت النّسخة دون ردّ لهذه السّماعات إلى مكانها قبل لوحة العنوان، أو آخر الجزء والله أعلم .
وأصل النّسخة محفوظ في: مكتبة حُسَين جلبيّ [6/4 مجاميع](3).
وعنها صورة بمعهد إحياء المخطوطات العربيّة، التّابع لجامعة الدّول العربيّة بالقاهرة، حصلت على نسخة منها في رحلتي المذكورة إلى القاهرة. وأرمز لهذه النّسخة بالرّمز: (د).
- عدد أوراقها، وأسطرها:
تتألّف هذه النّسخة من ثلاث وثلاثين لوحة، في كلّ لوحة صحيفتان، في كلّ صحيفة ما بين ثمانية عشر إلى تسعة عشر سطرًا، في كلّ سطر ما بين تسع إلى ستّ عشرة كلمة.
- خطّها:
كتبت النّسخة بخطّ مشرقيّ جيّد في الجملة اُعتني بضبطه، وإعجامه، وامتاز الجزء الثّاني منها بما امتازت به النّسخة: (ج) من التّفريق للنّاظر بين الأحاديث، وتخريجها بالطّريقة نفسها، إلاّ أنّه في الثّانية أجمل، وأظهر.
- ناسخها:
هو: محمَّد بن إبراهيم بن محمَّد المُراديّ، وهو قارئها أيضا على بن ملاعب وقت سماعه منه.
- تأريخ سماعها، ومكانه:
__________
(1) ص/185) ت/208.
(2) انظر ترجمته في: النّجوم الزّاهرة (6/230)، والعبر (3/182)، والسّير (22/191)، و المختصر المحتاج إليه (ص/129) ت/449، والشّذرات (5/94).
(3) وانظر: فِهْرس المخطوطات المصوّرة في المعهد (1/91) رقم/353.(3/5)
هذه النّسخة من طريق ابن مُلاعِب عن الأُرمويّ... وابن ملاعب بغداديّ، انتقل عنها قديما إلى حَلب، ثمّ إلى دمشق، وحدّث فيها الكثير، وأجاز، وفيها سُمعت عليه المهروانيّات في غرّة جمادى الأولى، من سنة: إحدى عشرة وستّمائة بجامع دمشق (الجامع الأمويّ).
- تراجم رواة النّسخة إلى المِهْرَوانيّ:
هذه النّسخة من طريق ثالثة عن أبي الفضل الأُرمويّ عن المهروانيّ، فهي من رواية ابن مُلاعب عن أبي الفضل كما تقدّم ...
وابن ملاعب هو الشّيخ، الفاضل، المسند: أبو البركات داود بن أحمد بن محمَّد البغداديّ، ثمّ الدمشقيّ، الأزجيّ، المعروف بالرَّبِيْب.
سمع من الحافظ ابن ناصر، وأبي بكر بن الزّاغونيّ، وأبي الوقت، وطبقتهم.
وعنه: الموفّق ابن قدامة، وأبو بكر الأنماطيّ، والبرزاليّ، وأبو محمَّد المنذريّ، وابن نقطة، والعديم، وعدّة.
قال ابن نقطة في: (التّقييد)(1): "... وسماعه صحيح".
وقال العديم في: (بغية الطّلب)(2): "وكان شيخا حسنا، صحيح السّماع، من بيت الحديث والرّواية".
مات سنة: ستّ عشرة وستّمائة وقيل بعدها بسنة(3).
والرّابعة: نسخة فيها الجزء الأوّل فقط، محفوظة بالظّاهريّة (رقم المجموع: 47)، ولا أثر لهذه النّسخة في فِهْرس مكتبة الأسد.
وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: (3183ف)، وجامعة أمّ القرى: 656 (120 134). وهي الّتي أرمز لها بالرّمز: (ب).
- عدد أوراقها، وأسطرها:
تقع هذه النّسخة في أربع عشرة لوحة، في كلّ لوحة صحيفتان، يتراوح عدد الأسطر في كلّ صحيفة ما بين ستّة عشر إلى سبعة عشر سطرًا، في كلّ سطر ما بين تسع إلى اثنتي عشرة كلمة.
- خطّها:
كتبت النّسخة بخطّ مشرقيّ قديم نسبيّا يتخلّله إعجام في بعض الأحيان، وقام الناسخ بضبط كلمات بالشّكل لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة.
__________
(1) ص/267) ت/329.
(2) 7/3436).
(3) انظر ترجمته أيضا في: السّير (22/91)، والمختصر المحتاج إليه (ص/181- 182)، والشّذرات (5/67).(3/6)
- ناسخها، وتأريخ النّسخ، ومكانه:
بعد النّظر في السّماعات المثبتة على النّسخة لم أقف على سماع بخطّ النّاسخ، أو ما يدلّ على اسمه، أو تأريخ النّسخ، ومكانه في بقيّة السّماعات.. . إلاّ أن الّذي يظهرأنّها نسخة قديمة؛ لما يُلْحَظ عليها من قلّة الإعجام، والشّكل، وإهمال تنظيم المادّة العلميّة بداخلها والله تعالى أعلم.
- تراجم رواتها إلى المهرواني:
هذه النسخة من طريق رابعة عن الأُموريّ، فهي من رواية أبي محمَّد ابن الأخضر عنه...
وَابن الأخضر هو: الإمام، المحدّث، المصنّف، الحافظ، المعمَّر: عبد العزيز بن أبي نصر محمود بن المبارك الجنابذيّ بضمّ الجيم، وفتح النّون، وفتح الباء المنقوطة بواحدة بعد الألف، وفي آخرها الذّال المعجمة البغداديّ، البزّاز...
سمع: ابن البطِّيّ، وأبا القاسم السّمرقنديّ، والأنماطيّ، وابن خيرون، وابن الطّراح في خلق كثير.
وعنه: ابنه عليّ، وابن الدّبيثيّ، وابن النّجّار، والضّياء المقدسيّ، والبرزاليّ، وابن الصّيرفيّ، وابن نقطة، وجماعة.
قال ابن نقطة في: (التّقييد)(1) طوكان مكثرًا، ثبتا، ثقة، مأمونا، كثير السّماع، واسع الرّواية، صحيح الأصول، منه تعلّمنا واستفدنا، وما رأينا مثله".
وقال ابن الدّبيثيّ (كما في: المختصر)(2): "شيخ ثقة، مكثر".
مات سنة: إحدى عشرة وستّمائة(3).
وجميع النّسخ الأربع للكتاب اُعتني بمقابلتها على الأصول المنقولة عنها، فجاءت في الغالب قليلة الأخطاء، والأوهام، والسّقط، والتّحريف، وما شابه ذلك.
وأُثبتَ عليها جميعا عدّة سماعات من قرون متفاوتة، ضمّت سماعات لأئمة، حفّاظ، أعلام... كما سيُلحظ عند استقرائها إن شاء الله(4)، والله الموفّق، والهادي إلى سَواء السَّبيل.
المنهج الّذي سلكته في التّحقيق
__________
(1) ص/364) ت/464.
(2) ص/257) ت/928.
(3) انظر ترجمته أيضا في: ذيل طبقات الحنابلة (2/79)، والسّير (22/31).
(4) انظر ص/423.(3/7)
يتمثّل المنهج الّذي سلكته في تحقيق نصّ الكتاب في النّقاط التّالية:
1- نسختُ الأصل وِفْق القواعد النّحْويّة،والإملائيّة المتعارف عليها.
2- عارضتُ المنسوخ بالأصل.
3- ومن ثمّ عارضتُه مع النّسخ الأخرى، مع إثبات الفروق.
4- حرصتُ على التأكّد من سلامة النّصّ، وضبطته، ووضعت علامات التّرقيم الملائمة بين جُمَلِهِ، وألفَاظِهِ.
5- رقّمتُ الأحاديث، والآثار، والأشعار، وضبطتها بالشكل.
6- ضبطتُ الأسماء، والألقاب، والكلمات المُشْكِلة، ونحوها بالحروف.
7- عزوت الآيات إلى مواضعها من القرآن الكريم بذكر اسم السّورة، ورقم الآية.
8- وثّقتُ النّصوص حسب القدرة، والإمكان.
9- خرّجتُ الأحاديث، والطّرق الّتي يذكرها المُخَرِّج أثناء كلامه على أحاديث الكتاب على النّحو التّالي:
أ- إذا كان الحديث في الصّحيحين، أو أحدهما فإنّي أكتفي بالعزو إليهما، أو إلى من أخرجه منهما دون غيرهما من كتب الحديث، إلاّ لفائدة.
ب- لحظت أثناء عملي في تحقيق الكتاب أنّ المُخَرِّج يخرّج الحديث أحيانا من أكثر من طريق في الصّحيحين، وأحياناً أُخرى يقول مثلاً: "رواه البخاريّ عن فلان" ويسكت، فقد يظنّ القارئ بسببه أنّه ليس في الصّحيح إلاّ عن هذا الشّيخ؛ فإتماما للفائدة اجتهدّت في ذكر طرق الحديث في صحيح البخاريّ، أمّا الطّرق الّتي في صحيح مسلم فلم أذكرها؛ لأنّ مسلما يرحمه الله يجمعها في مكان واحد بخلاف البخاريّ، فأكتفي بالعزو إلى الموضع من الصّحيح، إلاّ إذا كرّر بعض الطّرق في مواضع أخرى فإنّي أنبه عليها حسب القدرة، والإمكان .
ج- إذا لم يكن الحديث في الصّحيحين، أو أحدهما قمتُ بتخريجه من كتب المسانيد، والسّنن، والأجزاء، وغيرها من كتب الحديث، مع ذكر ما أمكن من الطّرق، والمتابعات، والشّواهد للأحاديث غير الصّحيحة، وبيان أحوال رواتها، ونقل ما وقفت عليه من أقوال النّقّاد فيها، والحكم عليها.(3/8)
د- سكتُ إنْ وافقته على كلامه في تخريج الأحاديث، ثمّ أُخرّجه وفق ماتقدّم في الفقرات المتقدّمة، وعلّقت إنْ خالفته.
ه- رتّبتُ الطّرق، والشّواهد على وفيّات أصحابها، خاتما بذكر من لم أقف على تأريخ وفاته منهم.
10- ذكرتُ إشارات لطيفة، وموجزة في تراجم الأعلام غير المشهورين، وبيان حالهم جرحا، وتعديلاً من أمّهات كتب الرّجال المتقدّمة، والمتأخّرة، مع الاستئناس بأحكام الحافظين: الذّهبيّ، وابن حجر.
11- بيّنتُ معاني المفردات الغريبة من كتب غريب الحديث، والشّروح الحديثيّة، ومعاجم اللّغة، وقواميسها.
12- عرّفتٌ بالأماكن، والبلدان.
13- عملتُ عدداً من الفهارس، يتمكّن القارئ من خلالها من الوصول إلى ما يبتغيه من قسمي الرّسالة بيسر، وسهولة... وهي على النّحو التّالي:
أ- فِهْرس الآيات.
ب- فهرس الأحاديث.
ج- فهرس الآثار.
د- فهرس الأشعار.
ه- فهرس الألفاظ الغريبة المفسّرة.
و- فهرس الأعلام.
ز- فهرس الأماكن، والبلدان.
ح- فهرس كتب الفوائد الحديثيّة.
ط- فهرس المصادر، والمراجع.
ي- فهرس الموضوعات.
وأشكر الله تبارك، وتعالى ، وأثني عليه بما هو أهله أن وفّقني، ويسّر لي السّير على هذا المنهج في تحقيقي لنصّ الكتاب شكراً يكافئ نعمه، ويوافي مزيده؛ فإنّه صاحب الفضل، والجود، وهو المنعم، والمتفضل جلّ، وَعلا.
شرح الرّموز، والمصطلحات، وبعض المختصرات المستخدمة في الدّراسة، والتّحقيق
أ: الأصل المخطوط الّذي اعتمدت عليه في التّحقيق (نسخة المكتبة الأزهريّة).
أ [ا/ب]: في الحواشي الجانبيّة، إشارة إلى صُحف نسخ الكتاب، فمثلاً الرّمز المذكور يعني: النسخة (أ)، الصحيفة الأولى، الوجه:ب.
الخ: إلى آخره.
اه: انتهى.
ب: نسخة مكتبة الأسد، الّتي فيها الجزء الأوّل فقط.
بخ: البخاريّ في: (الأدب المفرد).
ت: التّرمذيّ في: (السّنن).
[إذا كان هذا الرّمز بعد قولي: روى له].
ت: تأريخ الوفاة.
[إذا أتى بعدها أرقام مركّبة من أكثر من عدد].(3/9)
ت: رقم التّرجمة.
[إذا كان بعد الحوالة إلى بعض المراجع، ولم يكن قبله، أو بعده ما يدلّ على أنّ المقصود منه أحد الاصطلاحين المتقدّمَين].
تم: التّرمذيّ في: (الشّمائل).
ج: نسخة أخرى للمِهروانيّات في مكتبة الأسد، وفيها من بداية الجزء الثّاني إلى آخر الجزء الخامس.
ج: رقم الجزء.
خ: البخاريّ في: (صحيحه).
خت: البخاريّ في: (صحيحه) معلّقا.
د: أبو داود في: (السّنن).
[إذا كان بعد قولي: روى له].
د: نسخة أخرى للمِهروانيّات في معهد المخطوطات العربيّة بالقاهرة، التّابع لجامعة الدّول العربيّة.
ر: البخاريّ في: (جزء القراءة).
س: النّسائيّ في: (السّنن).
ص: رقم الصحيفة.
ط: طبعة الكتاب.
ع: أصحاب الكتب السّتّة.
عخ: البخاريّ في: (خلق أفعال العباد).
عس: النّسائيّ في: (مسند عليّ).
ق: ابن ماجه في: (السّنن).
مد: أبو داود في: (المراسيل).
ه: إشارة إلى أنّ التّأريخ بالسّنة الهجريّة.
ي: البخاريّ في: (جزء رفع اليدين).
4: أصحاب الكتب السّتّة سوى البخاريّ، ومسلم.
[ ]: أُثبت بينهما اللَّحَق، وتصحيح المتن من المقارنة بين النُّسخ، ونحوهما.
واختصرت أسماء بعض المؤلّفات المتداولة، المشهورة بين أهل العلم اختصارً لا يُلبس بغيرها إن شاء الله ... ومن ذلك:
الإحسان: الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان لابن بلبان.
الإصابة: الإصابة في تمييز الصّحابة لابن حجر.
التّقريب: تقريب التّهذيب لابن حجر.
السّير: سير أعلام النّبلاء للذّهبيّ.
شرح النّوويّ لمسلم: المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجّاج للنّوويّ.
الفتح: فتح الباري شرح صحيح البخاريّ لابن حجر.
الميزان: ميزان الاعتدال للذّهبيّ.
النّهاية: النّهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير.
الْسَّمَاعَاتُ الْمُثبتَةُ عَلى النُّسْخِ الخَطيَّةِ لِلْكِتَاب(3/10)
إن في إثبات حقّ تحمّل الكتب، ومن ثَمَّ أداؤها بأيّ طريقة من الطّرق المعتبرة في التّحمّل والأداء على أصول النُّسخ الخطّية أو الفروع المنقولة عنها في طباق السّماعات، والقراءات توثيقاً لهذه الكتب إلى أصحابها، ودليلاً على عناية الأمّة بأصولها ومصادرها، ودقّتهم في ضبط رواتها، والتّأكيد على صحّة تحمّلها ونقلها، وأنّها مصونة بإذن الله من التّحريف، والتّغيير، والتّبديل.
وكلّما كثرت هذه السّماعات كان أدعى للوثوق بهذه النّسخ، وإبرازاً لأهميّتها، وشهرتها عند أهل العلم... مع الفوائد الجمَّة الأخرى الّتي تتضمنها، وتحتوي عليها، ممَّا ليس المقام مقام بسط لها، لي فيها بوادر بحث لطيف يسّر الله إتمامه.
وفي السّماعات المثبتة على النّسخ الخطّيّة لهذا الكتاب فرائد عدّة، وأدلَّة متظافرة على صحّة نقله، وبيان أهميّته، وعناية أهل العلم بسماعه، وروايته، لاسيّما أنّ فيهم عدداً من أئمّة المسلمين، ومشاهير علمائهم، وحفّاظهم(1)، وغير ذلك ممّا سيُلحظ عند استقرائها... فإليك استظهار طباقها:
أوَّلاً: السماعات المثبتة على النّسخة: (أ)
جاء في لوحة العنوان [1/أ] في أسفلها:
"قرأت هذا الجزء بأسره على الشّيخ، الإمام، الدَّيّن، الصّالح.. الدّيّن أبي حامد محمّد بن الحسن بن عمّار، بحقّ روايته عن الهيتيّ، فسمعه بقراءتي الشّيخ الإمام...(2) بن عليّ بن مظفّر بن مهديّ بن ساعد الموصليّ، كذلك عامر بن الشّيخ المسمع...(3) الموصليّ... بتأريخ: الخميس، الخامس عشر من المحرّم من سنة: خمسين وستّمائة.كتب سماعها: محمّد بن هبة الله بن أحمد بن عليّ... هذه الطّبقة حامدًا، مستغفرًا، ومصلّيا. وكان سماع، فسماع آخر بقراءة والدهما في مجالس، آخرها: الثلاثاء رابع عشر شوّال من سنة: اثنتين وتسعين... وصلّى الله على رسوله.
صحيح ذلك، وكتب: أبو حامد محمّد بن عمّار".
__________
(1) وانظر ص/397- 398.
(2) كلمة مطموسة.
(3) كلمة غير مقروءة، وكذا ما شاكله.(3/11)
وفي آخر لوحة من الجزء الأوّل [12/ب]:
"سمع الجزء على الشّيخ أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ بقراءة: أبي عبد الله محمّد بن القاسم بن الحسن الدّندليجيّ...: تقيّ الدّين أبي(1) الفضل إلياس بن حامد بن محمود ابن الحجر الحرّانيّ، ويحيى بن عبد العزيز البزّاز البغداديّ، وعبد المحسن بن يعيش بن إبراهيم الحرّانيّ، وعبد الواحد بن أبي الفتح بن أحمد الطّراح ميليّ، ومحمّد بن أبي البركات بن ياسين الموصليّ، وأبو محمّد عبد الرّحمن ابن الفضل الأدانيّ، ومحمّد بن عبد الله بن أبي عبيد الله، وأبو عبد الله محمّد بن أحمد بن الحسن الهكّاريّ وهو صاحب النّسخة ومحمّد بن أبي البركات نصر الله بن أبي حنيفة، وعبد الصّمد بن محمّد ابن عبد الله بن الحسين، وعبد الرّحمن بن محمود بن عليّ الأربليّ، وأبو بكر ابن عيسى بن ثعلب، وعبد الحميد بن مراد بن هانئ المقدسيّ، وعبدالله ابن فضائل بن أبي بكر المقدسيّ، وزيد بن زياد بن حمران الكوفيّ، وخلف ابن محمّد بن خلف الكنديّ، وأحمد ابن محمّد ابن عمر الأزجيّ البغداديّ، وأبو عبد الله بن لؤلؤ بن أبي العبّاس العكبريّ، وأبو محمّد عبد الله بن عبد الله الحرّانيّ، وعبد الرّحمن بن يحيى ابن أبي الفهم بن عبد الرّحمن الدّمشقيّ، يوم الخميس غرّة رجب من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، بدار الحديث المظفّريّة بالموصل. والحمد لله وحده، وصلى الله على محمّد، وآله وسلّم تسليما كثيرًا. صحيح ذلك، كتبه الفقير إلى رحمة الله تعالى: نصر الله بن سلامة".
وفيها في الحاشية اليسرى:
"قرأه مسعود بن بختيار بن عبد الله، ثالث شوّال، سنة: ستّمائة رحمه الله".
وفيها أيضا [13/أ] في أعلاها:
__________
(1) هكذا في الأصل، والصّحيح: أبو.(3/12)
"سمع جميع هذا الجزء وهو: الجزء الأوّل من المهروانيّات على الشّيخ الإمام عفيف الدّين أبي المعالي نصر الله بن سلامة المقرئ الهيتيّ أحسن الله توفيقه بحقّ سماعه فيه بقراءة الشّيخ الإمام الصّدر الكبير شرف الإسلام جمال الدّين أبي محمّد المعافى بن إسماعيل بن الحسين بن أبي المسان، أبقاه الله : ولده أبو عبد الله محمّد، الشّيخ الإمام سديد الدّين أبو عبد الله محمّد بن عبد المحسن بن محمّد الخطيب الموصليّ الحنفيّ، الشّيخ الإمام حجّة الدّين أبو محمّد عبد الله بن عثمان بن محمّد الخطيب بقلعة أربيل، الأجلّ الأديب مهديّ الدّين عبد الكريم بن يوسف ابن الحسين، الشّيخ الإمام الموفّق يعقوب بن حبيب بن شعبان الموصليّان، ومحمّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ الشّافعيّ وهذا خطّه وذلك في يوم الثّلاثاء تاسع جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، بالموصل، بدار الحديث المظفّريّة،من شاطئ دجلة. وصحّ، وثبت، وصلواته على محمّد، وآله".
وفي لوحة [13/ب] في أعلاها أيضا:(3/13)
"الحمد لله ربّ العالمين،سمع هذه الأجزاء الخمسة من حديث أبي القاسم يوسف بن محمّد بن أحمد المهروانيّ، الّتي خرّجها له الحافظ أبو بكر الخطيب البغداديّ، على الشّيخ الإمام أبي عبد الله محمّد بن الصّارم أزيل بن عبد الله البدريّ الخزنداريّ، بسماعه إيّاها من محمّد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح الصّوريّ، بسماعه لجميعها من داود بن أحمد بن محمّد بن ملاعب، وأجازته من عبد العزيز بن محمود بن الأخضر عن الأرمويّ أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف. وبأجازة ابن مؤمن من أبي حفص عمر بن محمّد بن طبرزد بسماعه للجزء الأوّل من أبي المنذر إبراهيم بن محمّد بن منصور الكرخيّ. وللثّاني من أبي منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون. وللثّالث، والرّابع، والخامس من أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر بن الطّبر الحريريّ، بسماعهم من المهروانيّ. وبأجازته من أبي اليمن زيد بن الحسن الكنديّ إن لم يكن سماعا بسماعه للثّاني من أبي الفتح عبد الله بن محمّد بن البيضاويّ بسماعه من المهروانيّ. وبسماع الكنديّ أيضا لبعض الجزء الخامس من القاضي أبي الفضل المذكور بقراءة: محمّد بن المحبّ عبد الله بن أحمد بن المحبّ المقدسيّ، ومن خطّه في ثبته لخّص الإمام السّيّد أبو المحاسن محمّد بن عليّ الحسينيّ، وابنه: عليّ في الأَولى، وأمّه عائشة بنت عليّ بن محمّد، وآخرون. وصحّ ذلك في رجب، سنة: تسع وخمسين وسبعمائة" ولم يذكر القارئ مكانا . لخّصه:محمّد بن أبي بكر عبد الله بن محمّد عفى الله عنهم بكرمه.
وفي نهاية الصّحيفة كتب بخطّ حديث ما نصّه:
"من كتب المرحوم حسن جلال باشا، هديّة للجامع الأزهر تنفيذًا لوصيّته".
وفي [14/أ] في أسفلها:(3/14)
"شاهدت سماع شيخناأبي(1) المعالي نصر الله بن سلامة الهيتيّ: سمع جميعه على أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ رحمه الله المشايخ: أبو حفص عمر بن أبي المعالي بن الحسن بن عليّ ابن بكرون النّهروانيّ، وأبو محمّد سالم بن علاق بن مفلح بن راشد البدويّ، وإسماعيل بن سعد الله بن محمّد بن حمدي، وبرغش بن عبد الله بن عتيق بن حمدي بقراءة: نصر الله ابن سلامة بن سالم الهيتيّ، وهذا خطّه ومثبت الأسماء في الأصل: محفوظ بن بركة بن عليّ بن أبي القاسم الخبّاز الكرخيّ.
وذلك في عشيّة الأربعاء خامس صفر، من سنة: ستّ وأربعين وخمسمائة". اه. نقله: محمّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ.
وجاء في آخر الجزء الثّاني [25/أ] في أسفلها:
__________
(1) في الأصل: (أبو) وهو خطأ.(3/15)
"سمع جميعه على الشّيخ الأمين أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ بحقّ سماعه من الأرمويّ بقراءة الشّيخ: تقيّ الدّين أبي عبدالله محمّد بن القاسم بن الهيثم عن الرندليجيّ صاحب الجزء: الشّيخ الإمام شرف الدّين أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ، وشيخنا تقيّ الدّين أبو الفضل إلياس بن حامد بن محمود الحرّانيّ، وأبو عبد الله الحسين بن محمّد بن عليّ الحانوتيّ، وأبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الفضل الأدانيّ، وأبو عبد الله محمّد بن أبي البركات بن ياسين المقرئ، وأبو محمّد عبد الرّحمن بن محمود بن عليّ الأربليّ، وأبو الفضل عبد الواحد بن أبي الفتح بن الطّرابلسيّ، وأبو الرجاء خلف ابن محمّد بن خلف الكنديّ، وحسن ابن إسماعيل بن كوفيّ الوليديّ، وأبو حمران الكوفيّ، وعبد المحسن ابن يعيش بن إبراهيم الحرّانيّ، وأبو بكر عبدالله بن عيسى بن ثعلب الموصليّ، وعبد الصّمد بن محمّد بن قاضي... وأبو عبد الله محمّد بن محمود بن عبد الله الهاشميّ، وأبو الفتح عثمان بن أبي الفرج بن أبي القاسم الباجران، وأبو محمّد عبد الله بن عوض بن النّجيب الواعظ البغداديّ، وداود بن عمر بن محمّد الحنفيّ، وأبو زكريّا يحيى ابن إبراهيم بن عبد العزيز البغداديّ، وعبد الله بن فضائل بن أبي بكر بن بلال، وعبد الحميد ابن مراد بن راجي المقدسيّان، ومحمّد بن أبي البركات بن أبي حنيفة المؤمّل، ومحمّد بن حنيفة، ومحمّد بن المؤمّل، وحسين بن يوسف بن جسر الصّوفيّ، وعبد الرّحمن بن أبي الفهم بن عبدالرّحمن بن عبد المنعم الدّمشقيّ القرشيّ وهذا خطّه وموفّق الدّين أبو بكر بن أحمد بن محمّد ابن عمر البغداديّ الأزفر، والسّديد أبو محمّد عبد الله بن عليّ بن أحمد البوازيجيّ. وذلك ثالث شهر الله رجب، من سنة: اثنتين وتسعين وخمسمائة، بدار الحديث المظفّريّة بالموصل. والحمد لله وحده، وصلى الله على محمّد وآله تسليما كبيرًا كثيرًا. صحيح ذلك كتبه(3/16)
الفقير إلى رحمه الله: نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ. شهر الله الأصبّ رجب من سنة: اثنتين وتسعين وخمسمائة. وصلى الله على سيّدنا محمّد، وعلى آله، وسلّم".
وفي آخر الجزء الثّاني [25/ب]:
"بلغت من أوّل الجزء إلى آخره قراءة وهو الثّاني من أجزاء المهروانيّات على الشّيخ الإمام العالم الحافظ عفيف الدّين أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ جزاه الله خيرًا فسمعه:
الشّيخ أبو بكر أحمد بن خليل بن محمّد الصّوفيّ، والشّيخ عبد الرّحمن ابن أبي الفضل بن أبي عبد الله المقرئ الأوانيّ.
وصحّ ذلك في رابع شعبان، من سنة: ثلاث وتسعين وخمسمائة.
كتبه: إلياس بن عادي بن... الأبريّ حامدًا الله، ومصلّيا على آله وصحبه (1). سمع جميع الجزء الثّاني من المهروانيّات من لفظي: الشّيخ الإمام تاج الدّين أبو الحسن عليّ بن أحمد... الضّبّيّ، وأحمد بن رمضان بن أحمد بن... عن الأرمويّ عن المهروانيّ. كتبه الفقير إلى رحمة الله نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ، شعبان من سنة: ثلاث وتسعين وخمسمائة حامدًا الله تعالى، ومصلّيا على سيّدنا محمّد النّبيّ، وآله ومسلّما".
وتحت صورة السّماع السّابق ما نصّه:
"قرأت هذا الجزء وهو الثّاني من الأحاديث المنتخبة على الشّيخين الإمامين الدّيّنين الصّالحين... شرف الدّين أبي البركات عمّار، وفخر الدّين أبي حامد محمّد بن أبي الحسن بن عليّ ابن الحسن بن عمّار، بحقّ روايتهما عن الهيتيّ.
فسمعه بقراءتي: الشّيخ الإمام تقيّ الدّين عليّ بن مظفّر بن مهديّ الموصليّ... والشّيخ فخر الدّين... في الخامس عشر من المحرّم، من سنة: خمسين وستّمائة.
كتبه قارئه، مثبت هذه الأسماء: عبد الهادي بن هبة الله بن رجب ابن محمّد البكريّ حامدًا لله تعالى، ومصلّيا".
__________
(1) هكذا في الأصل.(3/17)
صحيح ذلك، وكتب: أبو حامد بن الحسن بن عليّ بن عمّار في تأريخه. صحيح ذلك، وكتب: عمّار بن الحسن بن عليّ بن الحسن ابن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن عمّار حامدًا، ومصلّيا، ومسلّما، في تأريخه.
وجاء في اللّوحة الأولى من الجزء الثّالث [26/أ]:
"وسمع جميع هذا الجزء الثّالث على الشيخ الإمام أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم بن مسلم الهيتيّ، المقرئ، بسماعه فيه بقراءة الشّيخ الإمام بهاء الدّين أبي الخير إلياس بن عادي بن البوبباش الأبريّ:
تاج الدّين أبو الحسن عليّ بن أحمد بن جعفر الهيتيّ، وأبو بكر أحمد ابن الخليل الصّوفيّ، وأحمد بن رمضان بن أحمد، وكاتب الأسماء: عبدالرّحمن بن أبي الفضل بن أبي عبد الله الأوانيّ.
وذلك في يوم الاثنين خامس شعبان، من سنة: ثلاث وتسعين وخمسمائة، بدار الحديث المظفّريّة بالموصل وصحّ، وثبت".
وفي [27/أ]:
"الحمد لله تعالى: قرأت هذا الجزء وهو الثّالث، والجزء الرّابع من المنتخبات المهروانيّات، من جمع الخطيب ابن ثابت البغداديّ رحمه الله تعالى على الشّيخ الإمام، الصّالح، الدّيّن، فخر الدّين أبي حامد محمّد ابن الحسن ابن عمّار، بحقّ روايته سماعا على الشّيخ الإمام أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ بباب حانوته بقرب... من محروسة الموصل، بتأريخ: الثّاني عشر، من المحرّم، من سنة: خمسين وستّمائة. فسمعه بقراءتي: الشّيخ الإمام تقيّ الدّين أبو الحسن عليّ بن مظفّر بن مهديّ بن ساعد التّكريتيّ حامدًا لله تعالى، ومصلّيا على رسوله سيّدنا محمّد.
وقرئ... ما قبله من الأجزاء بتأريخيّه على الشّيخ المذكور، حسبما تتطلّبه الطّبقة...".
صحيح ذلك، وكتب: أبو حامد محمّد بن الحسن بن عليّ بن عمّار في التأريخ.
وختم أسفل هذه اللّوحة بختم حسن باشا المذكور.
وجاء في آخر الجزء الثّالث[39/ب]:
صورة سماع شيخنا عفيف الدّين أبو(1)المعالي نصر الله بن سلامة الهيتيّ:
__________
(1) هكذا في الأصل.(3/18)
"سمع جميع هذا الجزء على القاضي الأجلّ الإمام العالم أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ المشايخ:"
أبو حفص عمر بن أبي المعالي بن الحسن بن بكرون النهروانيّ، وأبو محمّد سالم بن علاق بن مفلح بن راشد البدويّ، وبرغش بن عبدالله عتيق بن حمدي، وأبو الفتح محفوظ بن بركة بن عليّ الخبّاز الكرخيّ. بقراءة: نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ وهذا خطّه وذلك في سنة ستّ وأربعين وخمسمائة".
وتحت صورة السّماع السّابق ما نصّه:
"هذا صحيح، كتبه محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ في التأريخ). نقله صاحب الجزء محمّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة".
سماع آخر تحت التّصحيح السّابق صورته:(3/19)
"سمع الجزء جميعه على الشّيخ الإمام الصّدوق أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ المقرئ، بحقّ روايته عن الشّيخ الأرمويّ، بقراءة: الشّيخ الإمام تقيّ الدّين أبي عبد الله محمّد بن القاسم بن الحسن المعروف بابن الديدليجي المشايخ الأجلّ: الإمام أبي(1) الفضل إلياس بن خليد بن محمود بن أبي الحجر الحرّانيّ (و) نجم الدّين عبد الله ابن فضائل بن أبي بكر، وعبد الحميد بن مري بن ماضي المقدسيّان، وزيد ابن زياد الكوفيّ الحرّاني، وخلف بن محمّد بن خلف الكبريّ، وأبو بكر ابن عيسى بن ثعلب الموصليّ، وداود بن عمر بن محمّد الجعفيّ، وأبو محمّد عبد الله بن عوض بن النّجيب، ويحيى بن إبراهيم بن عبد العزيز البغداديّان، وعبد الرّحمن بن أبي الفضل الأوانيّ، وعبد الواحد بن أبي الفتح الطراجهنليّ الحرّانيّ، وعبد المحسن ابن يعيش بن إبراهيم الحرّانيّ، وعبد الرّحمن بن محمود بن عليّ الأربليّ، وأبو عبد الله بن لؤلؤ العكبريّ، وحسن بن إسماعيل الكرديّ الأربليّ، وأحمد بن عبد الرّحمن بن عثمان الشّهرزوريّ، ومحمّد بن أبي البركات بن نصر الله الموصليّ، وحسين بن يوسف بن حسين الصّوفيّ، وعبد الرّحمن بن أبي الفهم بن عبد الرّحمن المقدسيّ الدّمشقيّ الشّافعيّ، ومحمّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ وهذا خطّه يوم السّبت تاسع شهر الله رجب بالموصل، بدار الحديث المظفّريّة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة".
وجاء أسفل منه تصحيح من الهيتيّ... نصّه:
"صحيح ذلك، كتبه الفقير إلى رحمة الله تعالى نصر الله بن سلامة ابن سالم الهيتيّ، غرّة شعبان من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة".
صورة للسّماعات المثبتة في آخر الجزء الرّابع:
جاء في آخر الجزء بخطّ النّاسخ في الحاشية اليمنى: "وقد عورض بأصل الشّيخ".
وجاء في منتصف اللّوحة [51/ب]:
صورة سماع شيخنا عفيف الدّين نصر الله بن سلامة الهيتيّ:
__________
(1) هكذا في الأصل، والصّحيح: أبو.(3/20)
"سمع جميع هذا الجزء على القاضي أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ: أبو حفص عمر بن أبي المعالي بن الحسن بن عليّ بن نكرون النّهروانيّ، وأبو محمّد سالم بن علاّف بن مفلح بن راشد البدويّ، وإسماعيل بن سعد الله بن محمّد بن حمدي، وبرغش بن عبد الله بن عتيق بن حمدي.
بقراءة نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ وهذا خطّه.
وكاتب الأسماء في الأصل: محفوظ بن بركة بن عليّ بن أبي القاسم الكرخيّ، وذلك في سنة ستّ وأربعين وخمسمائة، في صفر عشيّة السّبت تاسع عشرين، وصحّ وثبت".
وجاء أسفل منه تصحيح من الأرمويّ صورته:
"هذا صحيح، كتبه محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ في التأريخ".
نقله محمّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
سماع آخر تحت التّصحيح السّابق، صورته:(3/21)
"سمع جميع هذا الجزء على الشّيخ الإمام الصّالح الثّقة الصّدوق أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ بحقّ سماعه من الأرمويّ، بقراءة الشّيخ الأجل الإمام تقيّ الدّين أبو(1)عبد الله محمّد ابن القاسم بن الحسين المعروف بابن الزيدليخيّ المشايخ الأجلاّء: الشّيخ الأجلّ الإمام العالم تقيّ الدّين أبو الفضل إلياس بن حامد ابن محمود الحرّانيّ، والشّيخ الإمام الصّالح أبو الثّناء بن أبي منصور بن أبي طاهر المقرئ اللّبّان، وأبو عبد الله الحسين بن عليّ بن محمّد الحانوي، ومحمّد بن أبي البركات بن ياسين المقرئ، وأبو عبد الله بن محمّد بن محمود بن عبيد الله الهاشميّ، وأبو بكر أحمد بن محمّد بن عمر البغداديّ... وعبد الصّمد بن محمّد بن عبد الله بن الحسين المعروف بابن قاضي برطليّ وزيد بن زياد بن عمران الكوفيّ، وعبد الرّحمن بن محمود بن عليّ الأربليّ، وعبد الله بن عبد الله الحرّانيّ، وأبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الفهم الدّمشقيّ الشّافعيّ، وداود بن عمر بن محمّد الحنفيّ، وأبو الفضل عبد المحسن بن يعيش الحرّاني، وأبو محمّد عبدالرّحمن بن أبي الفضل بن أبي عبد الله الأوانيّ، وعبد الواحد بن أبي الفتح بن أحمد الطّراجهنليّ الحرّانيّ، وأبو الدّحر خلف ابن محمّد بن خلف الكبرنيّ، وأبو بكر عبد الله ابن عيسى بن ثعلب، وأبو الفضائل عبد الله بن فضائل بن أبي بكر، وعبد الحميد بن مري بن ماضي المقدسيّان، وأبو ()(2) بن أبي البركات ابن محمّد أبي حنيفة الموصليّ، وعبد الرّحمن بن سعيد بن عبيد البسريّ، وحسين بن يوسف ابن حسين الصّوفيّ، وأبو عبد الله بن لؤلؤ بن أبي العبّاس العكبريّ، وجماعة.
وعلى الأصل: وكاتب السّماع الفقير إلى رحمة الله تعالى صاحب الجزء: محمّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ.
__________
(1) هكذا في الأصل، والصّحيح: أبي.
(2) اسم غير واضح.(3/22)
وذلك في شهر الله رجب سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة بالموصل، بدار الحديث المظفّريّة، والحمد لله ربّ العالمين".
وأحيط السّماع السّابق بتصحيح من الهيتيّ، صورته:
"صحيح ذلك، كتبه الفقير إلى رحمة الله تعالى نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ غرّة شعبان من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة".
سماع آخر في اللّوحة المقابلة [52/أ] صورته:
"سمع الجزء جميعه وهو الجزء الرّابع من الفوائد المنتخبة، تخريج الخطيب على الشّيخ الإمام العالم الثّقة الصّدوق عفيف الدّين جمال الإسلام أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ أحسن الله توفيقه بحقّ سماعه منه، بقراءة الشّيخ الإمام العالم العارف البارع شرف الإسلام جمال الدّين بن أبي محمّد المعافى بن إسماعيل بن الحسين بن أبي الشّيبان الفقيه الشّافعيّ أبقاه الله: ولده العزيز أبو عبد الله محمّد، الشّيح الإمام الموفّق أبو يوسف يعقوب بن حبيب الموصليّ، الشّيخ الإمام حجّة الدّين أبو محمّد عبد الله بن عثمان بن محمّد الخطيب بقلعة أربل، الشّيخ الإمام شريف الدّين أبو عبد الله محمّد بن عبد المحسن ابن محمّد الخطيب الحنفيّ، ومسعود بن موسى بن أحمد التّركيّ، الشّيخ الصّالح أبو العبّاس أحمد بن رمضان، القاضي الإمام العالم نجم الدّين أبو الحسن عليّ بن محمّد بن موسى الماكسيّ أبقاه الله، ومحمّد بن أحمد ابن الحسين الهكّاريّ وهذا خطّه وذلك في بكرة يوم الثّلاثاء سادس عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بالموصل، بدار الحديث المظفّريّة وصحّ وثبت إن شاء الله تعالى. والحمد لله ربّ العالمين".
وأسفل منه تصحيح من الهيتيّ، صورته:
"صحيح ذلك، كتبه الفقير إلى رحمة الله تعالى نصر الله بن سلامة سالم الهيتيّ [في](1) التأريخ المذكور حامدًا الله تعالى ومصلّيا على سيّدنا محمّد النّبيّ وآله ومسلّما".
سماع آخر أسفل التّصحيح السّابق:
__________
(1) ساقطة من الأصل.(3/23)
"سمع جميع الجزء الرّابع من حديث المهروانيّ على الشّيخ الإمام أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ المقرئ بسماعه منه، بقراءة الشّيخ الإمام ثناء الله بن أبي الخير ... بن عادي بن المشايخ: مظفّر بن دبيش بن شافع الصّفّار، وأبو بكر بن أبي عبد الله الأوانيّ وهذا خطّه وذلك في يوم الخميس ثامن شعبان من سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بالموصل، بدار الحديث المظفّريّة وصحّ وثبت".
وفي أوّل الجزء الخامس [53/أ]:
"قرأت هذا الجزء وهو الخامس من الفوائد المنتخبة، والجزء الرّابع الّذي قبله أيضا على الشّيخ الإمام الصّالح فخر الدّين أبي حامد محمّد ابن الحسن بن عمّار، بحقّ سماعه عن أبي المعالي نصر الله بن سلامة الهيتيّ.
وذلك بباب: خاتون بقرب... من محروسة الموصل حماها الله تعالى بتأريخ الثّاني والعشرين، من المحرّم، من سنة: خمسين وستّمائة... فسمعه بقراءتي: الشّيخ الإمام المعيد تقيّ الدّين أبو الحسن ابن عليّ بن مظفّر بن ساعد... وقد تمّ لي قراءة الأجزاء الخمسة، وصحّ بتواريخها على الشيخ المذكور، وغيره. كتبه قارئه، مثبت الطبقة: عبد الهادي بن هبة الله بن رجب التّكريتيّ.
حامدًا الله ومصلّيا ومسلّما على رسله خصوصا سيّدنا محمّد".
وأسفل منه تصحيح صورته:
"صحيح ذلك، وكتب أبو حامد محمّد بن الحسين بن عليّ بن عمّار في التأريخ المذكور".
وفي آخر الخامس [63/أ]:
"صورة الطّبقة على الأصل الّذي بخطّ شيخنا:
سمع جميعه على القاضي أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ المشايخ: أبو حفص عمر بن أبي المعالي بن الحسين بن بكرون النّهروانيّ، وأبو محمّد سالم بن علاق بن مفلح البدويّ، وبرغش بن عبدالله عتيق بن حمدي، بقراءة نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ وهذا خطّه .
وكاتب الأساميّ على الأصل: محمود بن بركة بن عليّ بن أبي القاسم الخبّاز الكرخيّ.(3/24)
وذلك في عشيّة الأربعاء ثالث ربيع الأوّل، من سنة ستّ وأربعين وخمسمائة. نقلها الفقير إلى الله تعالى : أحمد بن محمّد بن عمر الأزجيّ. وعليها: هذا صحيح كتبه محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ في التأريخ).
ثانياً: السماعات المثبتة على النّسخة: (ب)
جاء على لوحة العنوان في نصفها الأيمن:
"الحمد لله، سمعه من أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ:
أبو محمّد عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر بقراءته، ويوسف بن أحمد بن إبراهيم الشّيرازيّ.
في يوم الأربعاء، ثالث عشر، من جمادى الأولى، من سنة: سبع وأربعين وخمسمائة.
وسمعه من الأرمويّ: أبو القاسم محمّد بن عبد الباقي بن محمّد الأمين، ويوسف بن عبد الله بن الطّفيل، وعيسى وعبد العزيز ابنا شيخ الإسلام عبد القادر بن أبي صالح الجيليّ بقراءة: عليّ بن محمّد بن يعيش القواريريّ وأخوه عبد الرّحمن بن محمّد، وعمر بن أبي الحر بن صفيّة الدّقاق في يوم السّبت، حادي عشرين رجب، سنة: ستّ وأربعين وخمسمائة.
وسمعه منه أعني: الأوّل من المهروانيّات، بقراءة كاتبه: مذكور ابن أريب ولك رحب(1) وعليّ بن سعد بن إبراهيم الخبّاز، والقاضي عبيد الله بن محمّد الفرّاء، وأحمد بن عمر بن لبيد، وأبو محمّد عبد الله بن أبي البركات بن كرم البدينجي، تاسع شعبان، سنة: ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وسمعه منه بقراءة أبي جعفر بن أبي عبد الله الجوهريّ وأبو عبد الله أحمد بن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطّار، وأبو الغنائم شرويه بن شهردار بن شرويه الدّيلميّ، وأبو عبد الله أحمد بن عبد الكريم ابن محمّد الكرخيّ وكاتب السّماع: أحمد بن هبة الله بن أحمد، في شوّال، سنة: ستّ وأربعين وخمسمائة .
وسمعه منه بقراءة: سعد الله بن نجا بن محمّد الواديّ : أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن ملاعب، وأولاده أبو البركات داود، وصفيّة، وحفصة في شهر رمضان، سنة: ستّ وأربعين وخمسمائة.
__________
(1) هكذا قرأتُها.(3/25)
سمع جميع المهروانيّات من أبي البركات ابن ملاعب داود جماعة بقراءات، وتواريخ بدمشق، سنة: إحدى عشرة وستّمائة، أحدهم: الحافظ أبو موسى عبد الله بن عبد الغنيّ بن عبد الواحد، وولداه: الحسن، ومحمّد في الرّابعة، وابن عمر أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عبدالواحد، وعبد الله، ومحمّد ابنا: مؤمّن بن أبي الفتح، ومحمّد، وعبدالرّحيم، ويحيى بنو: عبد الملك، وأحمد بن شيبان، وعبد المحسن بن عبد الكريم بن ظافر، وآخرون، وعليّ بن أحمد بن عبد الواحد.
نقله أبو بكر الرّحبيّ من الأصل ملخّصا بقراءة الحافظ: أبي موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغنيّ بن عبد الواحد".
وفي النّصف الأيسر من اللّوحة [1/أ]:
"الحمد لله، سمع جميعها من أبي القاسم المهروانيّ أبقاه الله :
أحمد بن محمّد الغزّال، والحسين بن هارون، وعمر بن يوسف الأرمويّ، وولده: أبو الفضل محمّد، ويعقوب بن سليم، وحضرة: فاطمة بنت أبي الفوارس بن موهب، وكاتب السّماع: إسماعيل بن صالح البصريّ. وصحّ ذلك في ربيع الأوّل، سنة: أربع وستّين وأربعمائة. وسمعه منه:
يحيى بن عليّ بن الطّراح، سنة: ثلاث وستّين وأربعمائة.
وسمعه منه: أبو محمّد الحسن، وأبو الحسن عليّ ابنا الشيخ أبي منصور عبد الملك بن محمّد بن يوسف بقراءة: محمّد بن أحمد الدّقّاق، في المحرّم، سنة: أربع وستّين وأربعمائة .
نقله أبو بكر الرّحبيّ من الأصل ملخّصا".
وفيه أيضا:(3/26)
"الحمد لله وحده، سمع هذا الجزء من المهروانيّات، من لفظ الشّيخ الإمام العالم المحدّث زين الدّين أبي بكر بن الشّيخ زكيّ الدّين قاسم بن أبي بكر الرّحبيّ، بحقّ أجازته من مشايخه الأربعة: فخر الدّين ابن البخاريّ، وشمس الدّين محمّد ابن مؤمّن، وناصر الدّين عمر بن القوّاس، وعبد الرّحمن بن أحمد بن عبدالملك، قالوا: أخبرنا أبو البركات داود بن ملاعب قراءة عليه وابن القوّاس أجازة بسنده: أولاده الثّلاثة: محب الدّين أبو عبد الله أحمد، وأمّ الخير خديجة، وأم الحسن فاطمة أسعدهم الله تعالى وأمّهم زين النّساء، بنت بدر الدّين عبد اللّطيف ابن أبي القاسم بن تيميّة، وفتاتها لؤلؤة الرّوميّة... المسمّع ريحان بن عبد الله النّوبيّ، وفقير رحمة ربّه لؤلؤ بن عبد الله الرّوميّ والخطّ له.
وصحّ ذلك، وثبت، غرّة المحرّم عام: ثلاثين وسبعمائة أحسن خاتمتها بمنزل سكن المسمّع بالقاهرة المحروسة، بجوار مدرسة الحساميّة.
والحمد لله وحده، وصلواته على سيّدنا محمّد، وآله، وصحبه، وسلّم تسليما كثيرًا. صحّ ذلك، وأجزت لهم. وكتب: أبو بكر بن قاسم ابن أبي بكر الرّحبيّ عفا الله عنه. وفيه كشط، وإصلاح، وهو صحيح أيضا. كتبه: أبو بكر الرّحبي".
وجاء في أواخر هذه النّسخة وفيها الأوّل فقط في حاشية [13/أ]:
"الحمد لله، سمع جميع المهروانيّات على الشّيخ بدر الدّين محمّد بن مؤمّن بن أبي الفتح الصّوريّ المقدسيّ؛ بحقّ سماعه من ابن ملاعب، وأجازته من ابن الأخضر، وابن طبرزد من الأرمويّ بسنده بقراءة: الحافظ جمال الدّين يوسف المزّيّ: ابنه عبد الرّحمن حاضر في الرّابعة، وأسماء بنت يعقوب بن أحمد المقرئ الحبليّ حاضرة، وعلى أخوها والخطّ له وأخوهما جمال الدّين أحمد، وإنّما سمعا وأخوها: أحمد الأوّل، والثّاني عليه فقط".
ثمّ كُتب بعدها مباشرة: "هذا غلط، وإنما سمعوا هذا الجزء الثّاني".(3/27)
نقله: عليّ بن مؤمّن بسماعه من ابن ملاعب، وأجازته من ابن طبرزد، وعبد العزيز بن الأخضر عن الأرمويّ.
الضّرب صحيح(1)، كتبه: أبو بكر الرّحبيّ".
وفي آخر لوحة من هذه النّسخة [13/ب]:
"الحمد لله، سمع جميع المهروانيّات على المسند أبي العبّاس أحمد بن شيبان بن تغلب الشّيبانيّ بسماعه من ابن ملاعب لجميعها، والثّاني من ابن طبرزد بسندهما فيه بقراءة: أبي الحسن عليّ بن مسعود بن نفيس الموصليّ: أبو العبّاس أحمد، ومحمّد، وعليّ بنو: شرف الدّين يعقوب بن أحمد الحلبيّ، وأبو العبّاس أحمد بن عبد الحليم بن تيميّة، وأبو الحجّاح يوسف ابن الزّكيّ عبد الرّحمن المزّيّ، وأبو محمّد القاسم ابن محمّد البرزاليّ، وأخوه: إسماعيل، ومحمّد بن إبراهيم المهندس، وأخوه: أحمد، ومحمّد بن محمّد بن مسلم بن علاق، ومحمّد بن أحمد ابن إبراهيم بن فلاح. في الخامس من شعبان، سنة: خمس وثمانين وستّمائة، بدمشق، بدار الحديث.
وسمعها على أبي الفرج عبد الرّحمن بن أحمد بن عبد الملك المقدسيّ بسماعه لها من ابن ملاعب بسنده بقراءة: محمود بن أبي بكر بن حامد الأرمويّ: محمّد، وأحمد ابنا شرف الدّين يعقوب بن أحمد الحلبيّ، وأبو عمرو عثمان بن عليّ الهذبانيّ، وابنه: يحيى، وأبو كريم محمّد بن محمّد السّلاميّ، وابنه: أحمد، وداود بن إبراهيم العطّار، ومحمّد بن أبي بكر عوف أبو السّائب، وأحمد بن محمّد بن بدر... حضر في يوم الخميس خامس جمادى الأولى، سنة: سبع وثمانين وستّمائة، بسفح قاسيون، وأجاز لهم المسمّع ماله.
__________
(1) كان هناك ضرب في السّماع.(3/28)
وسمعها عليّ بن محمّد بن مؤمّن بسماعه من ابن ملاعب، وبأجازته من ابن طبرزد، وعبد العزيز بن الأخضر عن الأرمويّ بسنده بقراءة: جمال الدّين يوسف المزّيّ الحافظ: ابنه عبد الرّحمن حاضر، وأحمد بن... المقرئ، والقاسم بن محمّد البرزاليّ. وسمع: أحمد، وأسماء ابنا: شرف الدّين يعقوب الحلبيّ، الجزأين الأوّل، والثّاني وهو هذا فقط وأسماء أخته حاضرة. وذلك في صفر، سنة: تسعين وستّمائة بدمشق، بدرب الفراش، فأجاز لهم المسمّع. كتبه: أبو بكر بن قاسم من الأصل".
وجاء في [14/أ]:
"الحمد لله وحده، سمع جميع هذا الجزء على الشّيخ الإمام الحافظ جمال الدّين أبي العبّاس أحمد بن شيخنا الإمام شرف الدّين يعقوب بن أحمد بن يعقوب الحلبيّ عرف بابن الصّابونيّ، أحسن الله إليه، ورحم سلفه بسماعه فيه،... من:
ابن شيبان، وعبد الرّحمن بن أحمد بن عبد الملك، وشمس الدّين محمود ابن مؤمّن بسندهم فيه بقراءة الإمام العالم المحدّث المفيد تقيّ الدّين أبي المعالي محمّد بن أبي رافع فسمعه: الشّيخ القدوة رضيّ الدّين أبو بكر عبد الله بن إبراهيم بن محمود بن إلياس اليمنيّ، وولده: عماد الدّين محمّد، والولد النّجيب أبو عبد الله محبّ الدّين أحمد بحضرة والده الشّيخ الإمام العالم المحدّث زين الدّين أبي بكر بن زكيّ الدّين قاسم بن أبي بكر بن عبد الرّحمن الرّحبيّ أحسن الله إليهما(1)
__________
(1) جاء في الحاشية: وأخبرنا بأجازته منهم غير ذلك.
كتبه: أحمد بن يعقوب [بعد أن أشار إليه في مكانه].(3/29)
والمقرئ شرف الدّين عوض بن نصر بن شيركوه الحنفيّ، والشّيخ سراج الدّين محمّد بن عليّ بن شعيب القرشيّ، ومحمّد بن محمود بن عليّ الألوا...، وعليّ بن سالم بن غنيم بن سلامة رمنقاه (1)، وبهاء الدّين أحمد بن محمّد بن أحمد إمام جامع ابن الرّفعة وولده: تقيّ الدّين محمّد، والشّيخ علاء الدّين عليّ ابن قيران الشّكريّ، وأبو العبّاس أحمد ابن نور الدّين عليّ ابن إبراهيم الحنبليّ، وشمس الدّين محمّد بن يوسف ابن مكّيّ الحرّانيّ، وشهاب الدّين أحمد بن محمّد بن... البزّاز، والده(2)، وآخرون...، وفقير رحمة ربّه: لؤلؤ بن عبد الله الرّوميّ والخطّ له. وصحّ ذلك، وثبت، في يوم السّبت، الثّالث عشر من ذي الحجّة، سنة: تسع وعشرين وسبعمائة... طاهر القاهر، وأجازا لنا مالهما... والحمد لله ربّ العالمين. صحّ ذلك، وكتب: أحمد بن يعقوب بن أحمد الحلبيّ".
ثالثاً: السّماعات المثبتة على النّسخة: (ج)
جاء على لوحة عنوان الجزء الثّاني [1/أ]:
"شاهدت على الجزء الثّاني من نسخة قوبلت بهذه النّسخة:
سمع جميعه على الشّيخ الإمام العالم ربيب الدّين أبي البركات داود بن أحمد بن ملاعب البغداديّ، بسماعه من الأرمويّ السّادة الأجلاّء:
عزّ الدّين بن عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الأربليّ، والأمين الأجلّ أبو القاسم تمَام بن يحيى بن عبّاس الحريريّ، وولداه النّجيبان: أبو بكر محمّد، وأخوه أبو الحسين يحيى، وأبو الفضل محمّد بن محمّد بن هبة الله الشّيرازيّ، وأخوه أبو المفاخر عليّ، وابن أخيه: أبو بكر عبدالرّحمن ابن أحمد بن محمّد بن هبة الله الشّيرازيّ، ومثبت الأسماء: يحيى بن أحمد ابن محمّد، وأخوه: أبو عبد الله.
وصحّ بقراءة: برهان الدّين محمّد بن إبراهيم المراديّ السّبتيّ.
وذلك بالزّاوية الغربية من جامع دمشق حرسها الله تعالى في يوم الجمعة، أواخر ذي الحجّة، سنة: خمس عشرة وستّمائة.
__________
(1) هكذا قرأتُها.
(2) هكذا.(3/30)
ونقل هذه الطّبقة العبد الفقير محمّد بن محمّد بن هبة الله الشّيرازيّ في نسخة الأصل. ونقل من خطّه:عليّ بن عبد الكافي بن عبد الملك.
وفي لوحة بعدها تضمّنت عنوان الجزء أيضًا في أسفلها:
"ملكه أبو منصور محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد، بالشّراء من تركة كاتبه رحمنا الله وإيّاه وهو سماعه، وما قبله، وبعد فرع واحد".
وفي اللّوحة الأخيرة من الجزء الثّاني [14/أ]:
"سمعه جميعه من القاضي أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ عن أبي القاسم المهروانيّ بقراءة سعد الله بن الواديّ، والسّماع بخطّه:
أبو البركات داود، وصفيّة، وحفصة أولاد: أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن ملاعب، وجماعة.
وصحّ في يوم الخميس رابع عشرين من شعبان، سنة ستّ وأربعين وخمسمائة بمنزل ابن ملاعب".
وتحته سماع آخر نصّه:
"سمعه منه أبو محمّد، وأبو العبّاس أحمد، ابنا أبي الفتح بن الحسن الصّائغ ويعرف بابن صرما الدّقّاق وعبد الرّحمن بن يعيش بن القواريريّ بقراءة أخيه عليّ، وبخطّه السّماع في الأصل وآخرون.
بتأريخ: حادي عشرين رجب، من سنة: ستّ وأربعين وخمسمائة.
نقلته من الأصل".
وتحته آخر نصّه:
"قرأت هذا الجزء الثّاني من المهروانيّات على الشّيخ أبي الحسن عليّ ابن عمر... المقدسيّ، بسماعه من أبي الحسن عليّ بن أحمد المقدسيّ بن البخاريّ، بسماعه من داود بن أحمد بن محمّد بن ملاعب، وأبي حفص عمر بن محمّد بن طبرزد بسماع داود من محمّد بن عمر الأرمويّ، وبسماع ابن طبرزد من أبي منصور عبد الملك بن خيرون، قالا: أنا المهروانيّ.
وصحّ في الحادي والعشرين، من رجب، سنة: خمس وأربعين وسبعمائة".
وألحق به بالخطّ نفسه:
"سمعه: محمّد بن سليمان بن عبد الحافظ المقدسيّ، محبّ السّاعاتيّ.
كتبه: محمّد بن عبد الله بن أحمد بن المحبّ، والحمد لله".
وفي [13/أ]:(3/31)
"سمع جميع هذه الأجزاء الخمسة، المعروفة بالمهروانيّات، تخريج الخطيب على حضرة سيّدنا وشيخنا الشّيخ الإمام العالم الزّاهد العارف عماد الدّين أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن عليّ بن سرور المقدسيّ صان الله قدره، وأعلى محلّه، ونفع ببركته بحق سماعه فيه منقولاً من ابن ملاعب عن الأرمويّ عن المهروانيّ بقراءة الفقيه المحدّث الفاضل شرف الدّين أبي محمّد الحسن بن عليّ بن عيسى اللّخميّ عرف بابن الصّيرفيّ السّادة الفقهاء:
جمال الدّين أبو العبّاس أحمد بن جبريل بن مرزا الأربلّي وولده: أبو عبد الله بن محمّد الجعبريّ مولدًا والشّيخ حسن بن نجيم بن عيسى الحورانيّ، وولده: أبو بكر عبد الله، وأبو بكر عبد الله بن أحمد ابن تركيّ الحورانيّ الدّمشقيّ، وأبو المجد عبد المجيد بن إبراهيم ابن الباقلاّن المنبجيّ، وإبراهيم بن عليّ بن سالم الجعبريّ، ويوسف بن سعيد بن سالم، ومحمّد بن خلف بن محمّد المقدسيّ، وأبو بكر بن إبراهيم بن أبي العضد، ويوسف بن محمّد بن حسن الأربليّ، وسيف الدّين أبو بكر بن الأسد جفران، وفرج بن عبد الله الموار... القارئ، وكاتب الأسماء فقير رحمة ربّه، المعترف بتقصيره، وذنبه عليّ بن مسعود بن نفيس الموصليّ، ثمّ الحلبيّ عفا الله عنه وآخرون كثيرون لم أعرف أسماءهم.
وصحّ وثبت في العُشْر الأَوَّل من رجب الفرد، سنة: ثلاث وستّين وستّمائة، بمنزل المسمع بالمدرسة الصّالحيّة، بخطّه بين العصرين، في ميعاد واحد، وأجاز لهم جميع مرويّاته بشرطه في تأريخه.
والحمد لله، وسلام على عباده الّذين اصطفى، وصلى الله على سيّدنا محمّد، وآله، وصحبه، وسلّم تسليما كثيرًا.
صحّ ذلك، كتبه: محمّد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسيّ".
وجاء على لوحة عنوان الجزء الثّالث [13/ب]:
"شاهدت على نسخة من هذا الجزء الثّالث من المهروانيّات:
شاهدت على أصله من هذا الجزء ما مثاله:(3/32)
سمع جميع هذا الجزء وهو الثّالث من حديث المهروانيّ، تخريج الخطيب له على الشّيخ العالم أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقنديّ، بحقّ سماعه من المهروانيّ:
مسعود بن عليّ بن النّاذر، وسعد الله بن الجابر الواديّ، وأبو الحسن ابن عليّ بن إبراهيم الكاتب، وآخرون بقراءة: المبارك بن هبة الله بن سلمان الصّبّاغ وكاتب السّماع في الأصل: عبد الملك بن عليّ بن محمّد الهمدانيّ، في جامع الخليفة، يوم الجمعة، خامس جمادى الأولى، سنة: أربع وثلاثين وخمسمائة. نقله: عبد الرّحمن بن عليّ ابن الجوزيّ، من الأصل، بعد المعارضة به هذا الفرع. ومن خطّه نقله: محمّد بن محمّد ابن أبي بكر الأبيورديّ ملخّصًا. ومن خطّه نقل: أحمد بن سعد بن أسعد بن أحمد الضّبّيّ، والحمد لله".
وبعده:
"وشاهدت أيضا ما مثاله:
سمع جميعه على الشّيخ الجليل عفيف الدّين أبي محمّد إسماعيل بن أحمد ابن إبراهيم الكاتب، بسماعه من أبي القاسم السّمرقنديّ بقراءة: عبدالرّحيم بن النّفيس بن هبة الله بن وهبان وبخطّه السّماع:
نجم الدّين أبو محمّد عبد المنعم بن نصر بن عليّ الحرّانيّ، وابنه أبو العزّ عبد العزيز، وأبو القاسم عبد الله بن أبي سعد بن مرّة اليزديّ، وأبو العبّاس أحمد بن الشّيخ شمس الدّين أبي الفضل أسفنديار بن.....(1) أبي عليّ البوشنجيّ، والمقرئ إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم، من خطّ: ابن وهبان الحديثيّ رحمه الله. ومن خطّه نقل: أحمد بن أسعد بن أحمد الضّبّيّ. ومن خطّه نقله كما شاهده: عليّ بن مسعود عفا الله عنه".
وبعده أيضا:
"قرأت هذا الجزء الثالث على الشّيخ الجليل المسند المعمّر عزّ الدّين أبي العزّ عبد العزيز بن عبد المنعم بن عليّ بن نصر بن الصيقل الحرّانيّ، بسنده المذكور أعلاه .
وصحّ ذلك في يوم الأربعاء السّابع من ذي الحجّة، سنة: ثلاث وثمانين وستّمائة، بمصر حرسها الله.
وكتب: يوسف بن الزّكيّ عبد الرّحمن المزّيّ".
__________
(1) بياض في الأصل.(3/33)
وفي [14/أ] ما مثاله:
"سمعه، ونسخه، وعارضه به: محمّد بن الحسن الجونيّ ببغداد".
وبجواره:
"فرغ سماعا الفقير: خليل بن أحمد بن بكران بن خليل".
وفي آخر الجزء الثّالث [27/ب]:
"سمعه من القاضي أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ عن أبي القاسم المهروانيّ:
عبد الواحد بن عبد السّلام البيّع، وأبو محمّد، وأبو العبّاس، ِابنا: أبي الفتح بن أبي الحسن بن صرما الدّقّاق، وأبو القاسم عبد الرّحمن ابن يعيش ابن سعد القواريريّ بقراءة أخيه: عليّ.
وكتب السّماع لسبع بقين من رجب، من سنة: ستّ وأربعين وخمسمائة . نقلته من الأصل مختصرًا".
وتحته بخطّ آخر:
"سمع جميعه من الأرمويّ بسماعه من المهروانيّ بقراءة: الحافظ عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر في سلخ جمادى الأوّل، من سنة: سبع وأربعين وخمسمائة، بمنزل الشّيخ.
نقلته من خطّ ابن أبي الأخضر، مختصرًا".
وتحته بخطّ أخر أيضا:
"سمع جميع هذا الجزء على الشّيخ الإمام العالم الحافظ أبي محمّد عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر، بسماعه من أبي الفضل الأرمويّ بقراءة الشّيخ الإمام العالم: محبّ الدّين أبي عبد الله محمّد بن محمود بن الحسن النّجّار الأشياخ:
أبو القاسم عبد الله بن أبي سعد بن عبيد الله بن مرّة اليزديّ، وأبو بكر بن عبد الواحد بن البغداديّ، ويحيى بن إبراهيم بن مبارك الحراجمي، وأحمد بن عبّاس بن أحمد بن مخلد النّعمانيّ، وأحمد بن محمود بن أحمد الحطّاب، وأبو عبد الله الحسين بن يوسف بن مسيّب الضّرير الواسطيّ، ومحمّد بن ياقوت الحليميّ، وأبو منصور محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد وكاتب السّماع.
وذلك في يوم الجمعة، السّادس عشر من صفر، من سنة: ثلاث وستّمائة، بجامع القصر وصلّى الله على سيّدنا محمّد، وآله".
وجاء في [28/أ]:(3/34)
"بلغ السّماع لجميع هذا الجزء خلا الكلام على الأحاديث على شيخنا الشّيخ الجليل الأصيل عزّ الدّين أبي العزّ عبد العزيز بن عبد المنعم ابن نصر الحرّانيّ، بحقّ سماعه من أبي محمّد إسماعيل بن أحمد الكاتب بقراءة الشّيخ الفقيه الإمام مجد الدّين أبي الحسن عليّ بن مسعود بن نفيس الموصليّ، ثمّ الحلبيّ ، الجماعة:
نجم الدّين أبو عبد الله محمّد بن أبي الوفاء بن عبد السّيّد المراغيّ، وجلال الدّين محمّد بن إسحاق بن عبد القويّ عرف بابن الجميزيّ وسديد الدّين أبو بكر عبد الله بن القاضي عماد الدّين أحمد بن عليّ بن عامر المقدسيّ الشّافعيّ، وآمنة، وزوينة، وضيفة بنات: الشّيخ، المسمع، ووالدتهم: بدرون بنت نصر بن محمّد، وصبيحة بنت أحمد ابن محمّد، وعزيزة بنت عبدان بن سالم، ومحمّد بن عبد الحميد بن محمّد الهمدانيّ جدّه وأبو عبد الله أحمد بن محمّد بن خلف بن زهرون الدّمياطيّ، وشمس الدّين أبو البركات أحمد بن موسى بن نصر الخويّ أبوه وعمر ابن محمّد بن أبي بكر الفارسيّ، وسيف الدّين بلبان بن عبد الله الرّوميّ فتى: أخو(1) الشّيخ المسمّع ومبارك بن عبد الله الحبشيّ مولى: شمس الدّين قطلوا الصّوفيّ وأفقر عبيد ربّه، المعترف بتقصيره، وذنبه: خليل ابن بكران بن خليل الحلبيّ وهذا خطّه.
وصحّ، وثبت في يوم الثّلاثاء سادس عشر رمضان المعظّم من سنة: أربع وستّين وستّمائة، بمنزل المسمع بمصر، وأجاز الشّيخ المسمع للجماعة المذكورين جميعا ما يحقّ له روايته، وتلفظ بذلك بسؤالي.
والحمد لله وحده، وصلواته على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم".
وتحته بخطّ مغاير للأوّل:
__________
(1) هكذا في الأصل، والصّحيح: أخي.(3/35)
"سمع جميع هذا الجزء، والّذي قبله على الشّيخ الإمام جمال الدّين أبي محمّد عبد الرّحيم بن عبد الملك بن يوسف بن محمّد المقدسيّ أثابه الله بحقّ سماعه فيه نقلاً من ابن ملاعب بسنده بقراءة الشّيخ الإمام أبي الحسن عليّ بن مسعود بن نفيس الموصليّ الجماعة الأخيار:
الشّيخ الإمام المحدّث نجم الدّين أبو محمّد إسماعيل بن إبراهيم بن سالم، وعبد الحافظ بن عبد المنعم بن غازي المقدسيّ وهذا خطّه وسمع من حديث: "بُعثت رحمة وهدى..." إلى آخر هذا الجزء الثّالث: الشّيخ سلمان بن عسل بن محمود الفرّاء، وابنه:محمّد.
وصحّ ذلك في سابع عشر ربيع الأوّل، سنة: خمس وستّين وستّمائة بالجامع المظفّريّ، بسفح جبل قاسيون.
وأجاز المسمع للجماعة السّامعين جميع ما يجوز عنه روايته".
وجاء في [28/ب]:
"سمع جميع هذا الجزء وهو الثّالث من المهروانيّات والأوّل، والثّاني قبله على الشّيخين الآخرين الإمامين العالمين الأصيلين العدلين الرئيسين... فخر الدّين أبي بكر محمّد، وأخوه: الإمام عماد الدّين أبي الحسين يحيى، اِبنا: الرّئيس العدل... جمال الدّين أبي القاسم تمّام ابن يحيى بن عبّاس الحميريّ، بحقّ سماعهما من الرّبيب داود ابن ملاعب البغداديّ بسنده بقراءة الفقيه الإمام العالم المحدّث الفاضل المفيد: شرف الدّين أبي العبّاس أحمد بن الشّيخ الفالح الزّاهد أبي إسحاق إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاريّ السّادة...:(3/36)
شمس الدّين أبو المعالي محمّد، وأخوه: عليّ، اِبنا: الشّيخ عماد الدّين أحد المسمعين وصاحب هذه النّسخة: الفقيه الإمام العالم المحدّث المفيد نور الدّين أبو الحسن عليّ بن مسعود بن نفيس الموصليّ، ثمّ الحلبيّ، والفقيه شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن الإمام زين الدّين أبي زكريّا يحيى بن عليّ المالقيّ النّحويّ، وأخوه: يحيى، وأبو إسحاق إبراهيم بن الشّيخ الإمام العالم تاج الدّين أبو إبراهيم بن الشّيخ الصّالح برهان الدّين أبي إسحاق إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاريّ، ونجم الدّين أبو الحسن عليّ ابن عبد الكافي بن عبد الملك الرّبعيّ، وأحمد وعبد الحميد، اِبنا الشّيخ الإمام العدل عماد الدّين أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن هبة الله ابن جميل الشّيرازيّ، ومنصور بن محمّد بن عليّ، وكاتب السّماع: محمّد ابن عرفان ابن أبي بكر الهمدانيّ، ثمّ الدّمشقيّ، وابناه: صالح، وداود، وحضرت ابنتي: خديجة سماع الجزء الأوّل، والثّاني، وهي في السّنة السّادسة.
وصحّ ذلك في مجالس، آخرها: يوم الجمعة، سنة: ستّ وستّين وستّمائة، بجامع دمشق المحروسة.
والحمد لله وحده، وصلواته على سيّدنا محمّد، وآله، وسلّم".
وتحته:
"وسمع مع الجماعة بالقراءة، والتأريخ، والمكان، الجزء الثّالث فحسب:
شرف الدّين أبو بكر بن محمّد بن ممدود الدّمشقيّ، وأبو بكر بن محمّد بن عليّ الدّمشقيّ، ويحيى بن إسماعيل بن يحيى الحرّانيّ، وإسماعيل ابن عليّ ابن أبي بكر الحرّانيّ.
وسمع الجزء الثّاني، والثّالث: محمّد بن قاسم بن الأحمر الحلبيّ.
وصحّ ذلك، وثبت. كتبه: محمّد بن عرفان بن أبي بكر".
وجاء في لوحة عنوان الجزء الرّابع [28/أ]:
"في الجزء الرّابع ما صورته على ما فيه من اللّحن:(3/37)
سمع جميع هذا الجزء الرّابع على الشّيخ الإمام ربيب الدّين أبي البركات داود بن أحمد بن محمّد بن ملاعب البغداديّ، بسماعه من الأرمويّ: الفقيه الإمام عزّ الدّين عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الأربليّ، والأمير الأجلّ الأمين تمّام بن يحيى بن عبّاس الحميريّ، وولداه: فخر الدّين أبي(1) بكر محمّد، وأخوه: أبي(2) الحسين يحيى، والفقيه عبدالرّحمن بن يونس بن الرّحيم التّونسيّ، ومحيي الدّين أبي(3) المظفّر يحيى ابن أحمد بن هبة بن جميل الشّيرازيّ، وقارئ السّماع الفقيه الإمام العالم الأوحد: برهان الدّين محمّد بن إبراهيم ابن محمّد المراديّ السّبتيّ، وأبو الحسن عليّ بن الشّجاع ابن الحسن الدّمشقيّ، وكاتب الأسماء: أبي(4) بكر عبد الرّحمن بن القاضي تاج الدّين أبي المعالي أحمد بن القاضي الأجلّ الفقيه الإمام العالم الصّدر الكبير الكامل أقضى القضاة شمس الدّين محمّد ابن هبة الله بن جميل الشّيرازيّ، وسمع النّصف الأخير الفقيه أبي(5) الغنائم بن الفقيه منصور بن مناور العرضيّ.
وذلك في يوم الجمعة الرّابع من شهر محرّم، سنة: ستّة(6) عشر وستّمائة، بالزّاوية الغربية بجامع دمشق حرسها الله تعالى. نقله كما شاهده من أصله: عليّ بن عبد الكافي بن عبد الملك الرّبعيّ".
وفي [29/ب]:
"في الجزء الرّابع من حديث المهروانيّ بآخره [سماع](7)صورته:
__________
(1) الصّواب: أبو بالرّفع.
(2) الصّواب: أبو بالرّفع.
(3) الصّواب: أبو بالرّفع.
(4) الصّواب: أبو بالرّفع.
(5) الصّواب: أبو بالرّفع.
(6) الصّواب: ستّ عشرة.
(7) زيادة منّي؛ للتّوضيح.(3/38)
سمع جميع هذا الجزء من أوّله إلى آخره على القاضي الأجلّ الإمام أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ، بحقّ سماعه فيه من المهروانيّ بقراءة الشّيخ الإمام أبي الحسن عليّ بن نفيس بن سعد بن الحسن بن القواريريّ: أخوه الشّيخ أبو القاسم عبد الرحمن، والقاضي الأجلّ أبو القاسم عبيد الله بن الشّيخ القاضي الأجلّ السعيد أبو الفرج ع... بن محمّد بن محمّد بن الفرّاء، وعبد الرّزّاق بن الشّيخ الإمام العالم محيي الدّين أبي محمّد عبد القادر بن أبي صالح الحنبليّ، والشّيخ أبو السّعادات أحمد ابن عليّ بن أبي سعد بن الشّص الرّريرانيّ(1)، والشّيخ رمضان بن أبي الأزهر ابن عبد الله الواسطيّ صاحب الشّيخ محيي الدّين عبد القادر وأبو بكر ابن أحمد بن غنيمة الصّمصام، وأبو بكر مسمار بن عمر العوفيّ البنّاء، وأحمد بن عمر بن محمّد الأزجيّ وهذا خطّه.
وذلك في المحرّم من سنة: سبع وأربعين وخمسمائة.
وصحّ ذلك، وسمع جميع الجزء بالقراءة، والتأريخ: عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الفرج الحنّائيّ الشّافعيّ، وصحّ ذلك.
نقله: محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد بن عليّ الصّغد من الأصل الّذي بخطّ البردانيّ".
وجاء في آخر لوحة من الرّابع [42/أ]:
"سمعه جميعه من القاضي أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ عن المهروانيّ:
عبد الواحد بن عبد السّلام بن سلطان البيّع، وأبو محمّد، وأبو العبّاس اِبنا أبي الفتح بن أبي الحسن بن صرما، والنّفيس بن كرم بن عبدالرّحمن الكيّال، وعليّ بن يعيش بن سعد القواريريّ، وكتب السّماع، وبقراءته، وآخرون، وقد أخلا لموضع التأريخ.
نقلته من خطّ من نسخة بخطّ ابن جرير المبارك الرّصافيّ رفيقنا".
وتحته آخر نصّه:
"سمعه جميعه، وما قبله، والخامس بعده وهو آخرها من أبي العبّاس بن صرما بقراءة: أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن البشر الواسطيّ:
__________
(1) هكذا في الأصل.(3/39)
أبو الخير مبارك بن مسعود الرّصافيّ، وأبو جعفر بن أبي الفتوح ابن أبي جعفر الصّفّار، ومحمود بن شعبان المقرئ.
يوم الخميس ثامن رجب، من سنة: أربع عشرة وستّمائة، بسوق الصُّفّة من الرّحبة".
وآخر في الحاشية اليمنى، والعليا(1):
"سمع جميع هذا الجزء وهو: الرّابع من حديث يوسف المهروانيّ على الأرمويّ بقراءة: أبي الفرج المبارك بن النّقّور جماعة منهم:
أبو الحسن عليّ بن مناور الأنباريّ، وولداه: أبو عبد الله الحسين، وأبو محمّد الحسن... جابر، وعبد المقتدر... الحربيّ، وابنه: عبد الرّحمن.
وكتب السّماع:...، ومن خطّه... في شهر ربيع... من سنة.... نقله: ابن عبد...من الأصل الّذي بخطّ: ابن... مختصرًا.. هذا...".
وجاء في [42/ب]، وأوائل [43/أ]:
"سمع جميع هذه الفوائد المعروفة بالمهروانيّات على الشّيخ الخطيب الرّئيس الأصيل شمس الدّين أبي عبد الله محمّد بن أبي الفتح الحسن بن مؤرّخ الشّأم أبي القاسم عليّ بن عساكر الدّمشقيّ، بحقّ سماعه فيه نقلاً من ابن ملاعب بقراءة: عليّ بن مسعود بن نفيس الموصليّ، ثمّ الحلبيّ، وهذا خطّه السّادة الجُلَّة:
__________
(1) بتر الكلام في أعلى اللّوحة بسبب قصِّه، فذهب بسبب ذلك بعض طبقة السّماع.(3/40)
زين الدّين أبو الفتح محمّد بن محمّد بن أبي بكر الأبيورديّ الكوفيّ، ونجيب الدّين أبو عبد الله محمّد بن مرثد بن مبشّر الحوليّ، والشّيخ رمضان ابن سلمان الديبسويّ، وشهاب الدّين أحمد بن أسعد بن أحمد الضّبّيّ، وشمس الدّين بن خليل بن بدران بن خليل الحلبيّ الصوفيّون، وسديد الدّين أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عليّ المقدسيّ، والحاج أبو الذّكر بلال بن عبد الله الحبشيّ الحمّاليّ، وأبو عبد الله أحمد بن محمّد بن خلف الدّمياطيّ، وأبو البركات أحمد بن محمّد بن إبراهيم الذّبيانيّ الرّازيّ، وأخته: خديجة، وعمر بن مسعود بن غانم، وعبد الدّائم بن يوسف بن عبد الدّائم، وعثمان بن يوسف بن أبي القاسم الأستريّ، وولده: محمّد، وابن أخيه: أبو بكر بن سليمان، ومحمّد بن يوسف بن عليّ الدّمشقيّ، ومحمّد بن أحمد بن إسماعيل المريديّ، ومحمّد بن يوسف ابن محمّد الدمحارمايّ(1)، ومحمود بن مؤمّن بن محمود الرّيحانيّ، ومحمّد بن سالم بن عليّ، وأحمد بن عليّ بن عمر الوانيّ، وفاطمة بنت علاء الدّين عليرس(2) بن عبد الله الحماليّ، وأبو بكر ابن محمّد بن السّرّاج الحلبيّ.
وسمع من أوّل الثّالث إلى آخرها: محمّد ابن عبد الحميد بن محمّد الهمدانيّ... وجمال الدّين محمّد بن عبد الخالق بن عبد القويّ الهيثميّ.
وسمع الرّابع، والخامس: محمود بن أسعد بن أحمد الشّيرازيّ، وعليّ ابن أحمد(3) في الخامسة.
وسمع الجزء الخامس فقط: بلال بن عبد الله بن عتيق الشّريف الفرغانيّ، وصحّ، وثبت في مجلس واحد، يوم الأحد سلخ ذي الحجّة، سنة: ثلاث وستّين وستّمائة، بدار سعيد السعداء بالقاهرة، وأجاز لهم المسمع جميع مرويّاته.
والحمد لله وحده، وصلواته على سيّدنا محمّد، وآله، وصحبه.
صحيح ذلك، وكتب: محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن بن عساكر حامدًا مصلّيا على نبيّه محمّد صلّى الله عليه، وعلى آله، وسلم.
__________
(1) هكذا في الأصل.
(2) هكذا في الأصل.
(3) بياض في الأصل.(3/41)
بتأريخ: الخامس من ذي الحجّة، من سنة: ثلاث وستّين وستّمائة بالقاهرة المعزّيّة حرسها الله تعالى".
وتحته سماع آخر نصّه:
"سمع جميع هذه المجلّدة وهي الفوائد المسمّاة بالمهروانيّات على الشّيخ الجليل الرّئيس الفاضل شمس الدّين أبي عبد الله محمّد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح المقدسيّ، بسماعه المنقول فيه من بن ملاعب بسنده بقراءة صاحبه الشّيخ الفقيه الجليل المفيد: نور الدّين أبي الحسن عليّ بن مسعود بن نفيس الموصليّ، ثمّ الحلبيّ:
المولى الأجلّ شهاب الدّين أبو المظفّر عذريّ بن مجير الدّين أحمد ابن الملك الفائز، وسديد الدّين أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عليّ بن عامر المقدسيّ، ونور الدّين عليّ بن عمر بن سند الصّنهاجيّ، وولده: عبدالله، ونجم الدّين عمر بن طالب بن يوسف بن العينابي، ومحمّد بن عبد الملك بن أبي الفتح العينابي، والفقير: خليل بن بدران ابن خليل الحلبيّ وهذا خطّه .
وسمع الجزء الأوّل فقط: شرف الدّين محمّد بن عليّ بن عبدالرّزّاق السّخاويّ، وناوله الشّيخ الكتاب أجمع، وأذن له في روايته عنه بسنده.
وسمع الجزء الرّابع، والخامس: قيصر بن سند بن محمّد الكنديّ، وعليّ ابن أبي الحسن بن عمر الدّمشقيّ.
وصحّ، وثبت في يوم الثّلاثاء... بقين من شهر ذي القعدة، سنة: أربع وستّين وستّمائة، بالمدرسة الفخريّة بالقاهرة المعزّيّة.
وأجاز المسمع للجماعة المذكورين جميعا ما يحقّ عنه روايته، ولفظ بذلك، والحمد لله ربّ العالمين".
وجاء في [43/ب] ما نصّه:
"قرأت جميع هذا الجزء الرّابع، والخامس من هذه الفوائد المعروفة بالمهروانيّات على شيخنا الشّيخ الجليل الصّالح الزّاهد جمال الدّين أبي محمّد عبد الرّحيم بن عبد الملك بن يوسف المقدسيّ بحقّ سماعه فيه نقلاً من ابن ملاعب، فسمعه السّادة الجُلَّة:(3/42)
شمس الدّين أبو عبد الله محمّد بن أبي الفتح بن أبي الفضل، واِبناء عمّه: محمّد، وإبراهيم اِبناء: بركات بن أبي الفضل، وأحمد بن محمّد بن عمر بن كنديّ الحسنيّون، البعلبكّيّون، وعلاء الدّين عليّ بن سالم بن سليمان بن العرباني الحصينيّ.
وصحّ، وثبت في ثالث عشر ذي القعدة، سنة: خمس وستّين وستّمائة بجامع جبل قاسيون المظفّريّ.
وكتب: عليّ بن مسعود بن نفيس الموصليّ، ثمّ الحلبيّ عفا الله عنه، ورفق به برحمته، حامدًا لله تعالى، ومصلّيا على نبيّه محمّد،وآله".
وتحته آخر نصّه:
"سمع جميع هذا الجزء الرّابع على الشّيخين الرّئيسين الإمامين العدلين فخر الدّين أبي بكر محمّد، وأبي الحسين يحيى ابني: أبي القاسم تمّام بن يحيى بن عبّاس الحميريّ، بحقّ سماعهما من ابن ملاعب بسنده بقراءة: الفقيه:شرف الدّين بن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم بن شجاع الفزاريّ:
شرف الدّين أبو بكر محمّد بن ممدود الدّمشقيّ، ونجم الدّين عليّ ابن عبد الكافي بن عبد الملك الشّافعيّ، ومحمّد، وعليّ اِبناء: عماد الدّين أبي الحسين يحيى المسمع البابي، وعليّ بن مسعود بن نفيس الموصليّ، ثمّ الحلبيّ عفا الله عنه وآخرون لم يحضرني أسماؤهم، كُتبوا على نسخة المسمع.
وصحّ، وثبت في العشر الأوسط من جمادى الأوّل سنة: ستّ وستين وستّمائة، بجامع دمشق كلأه الله وعمّره بذكره، والحمد لله وحده".
وجاء على لوحة عنوان الجزء الخامس [45/أ]:
"شاهدت على نسخة بالجزء الخامس ما مثاله:
سمع جميع هذا الجزء على الشّيخ الإمام العالم ربيب الدّين أبي البركات داود بن أحمد بن محمّد بن ملاعب البغداديّ، بسماعه فيه من الأرمويّ:(3/43)
الفقيه الأجَلّ(1) عزّ الدّين عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الأربليّ، والأمين الأجلّ أبو القاسم تمّام بن يحيى بن عبّاس الحميريّ، وولداه: فخر الدّين بن أبي بكر محمّد، وأخوه: عماد الدّين أبي الحسين يحيى، والفقيه عبد الرّحمن بن يونس التّونسيّ، وأبو الحسن عليّ بن الشّجاع بن حسن الرّبعيّ، والفقيه أبو الغنائم بن الفقيه منصور بن مناور الفرضيّ، وصاحبه الفقيه بقراءة الإمام برهان الدّين محمّد بن إبراهيم بن محمّد المراديّ السّبتيّ والفقيه أبو المظفّر يحيى بن أبي المعالي أحمد بن محمّد بن هبة الله بن جميل الشّيرازيّ، وأخوه كاتب الأسماء أبو بكر عبد الرّحمن.
وذلك في يوم الجمعة الرّابع من المحرّم، سنة: ستّ عشرة وستّمائة، بالزّاوية الغربيّة، بجامع دمشق.
نقله محمّد بن عرفان بن أبي بكر الهمدانيّ حامدًا لله على نعمه، ومصلّيا على نبيّه، وآله".
وفي [45/ب]:
"شاهدت على نسخة لهذه المهروانيّات بعد معارضة هذه بها وهي بخطّ ابن الحاضنة ما مثاله:
__________
(1) تكرّرت كلمة: (الأجَلّ) مرّتين.(3/44)
سمع جميع فوائد المهروانيّ تخريج الخطيب له، وهذا آخرها، على الشّيخ ربيب الدّين أبي البركات داود بن أحمد بن محمّد بن ملاعب البغداديّ رضي الله عنه بحقّ سماعه من الأرمويّ عن المهروانيّ عن شيوخه بقراءة: المولى الأجلّ السّيّد العالم الحافظ الملك المحسن ظهير الدّين عزّ الإسلام والمسلمين سيّد الملوك والسّلاطين أبي العبّاس أحمد بن الملك النّاصر صلاح الدّين يوسف بن أيّوب بن شادي فاتح بيت المقدس، حرسه الله تعالى فسمعه اِبناء ... الأميران يوسف، ويونس ابنا الملك العزيز عثمان بن يوسف، والخدم: الأستاذ بدر بن عبد الله، ومسرور بن عبد الله، وعبثر بن عبد الله الحبشيّون، وأنس بن عبد الله، وسنجر بن عبد الله، وأيبك بن عبد الله التّرك، وكافور بن عبد الله، وجوهر بن عبد الله الحبشيّان، والفقهاء الأئمّة: علم الدّين أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبد الصّمد السّخاويّ الكنانيّ المصريّ، والشّرف أبو إسحاق إبراهيم بن أبي طالب بن رافع الأنصاريّ، وأبو إسحاق إبراهيم شكّر بن إبراهيم القرشيّ، وعماد الدّين أبو القاسم عليّ ابن القاسم بن عليّ الشّافعيّ، وأبو عمر محمّد بن أبي الفتح بن عليّ، وأبو الحسن عليّ بن عبد الوهّاب بن الحسن بن محمّد ابن الحسن الشّافعيّ، وشهاب الدّين أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي بكر الفقميّ، والرّضى مرتضى بن يوسف بن منصور المصريّ، والحكم أبو الطّاهر إسماعيل بن إبراهيم بن أبي القاسم يعرف بأفلاطون وولده: محمّد، وخالد بن يوسف بن سعد النّابلسيّ، وأبو عبد الله بن عبد الرّحمن ابن عماد العسقلانيّ، وعبد الرّحمن بن الخضر بن الحسين ابن خضر بن عبدان الأزديّ، وأبوه كاتب السّماع الخضر بن الحسين، في مجلس واحد، يوم الخميس رابع عشرين من شهر ربيع الآخر، سنة: اثنتين وستّمائة... ابن عساكر، ظاهر باب البطاقين، من شام(1) الجامع المعمور بدمشق.
نقله ابن عبدان.
__________
(1) هكذا في الأصل.(3/45)
ومن خطّه نقله كما شاهده فقير رحمة ربّه المعترف بتقصيره، وذنبه: عليّ بن مسعود بن نفيس الموصليّ، ثمّ الحلبيّ عفا الله عنه، حامدًا، ومصلّيا، ومسلّما تسليما كثيرًا إلى يوم الدّين.
وجاء في لوحة أخرى كتب عليها عنوان الجزء الخامس أيضا [46/أ]:
"مفروغ محمّد بن حسين الحربيّ، نسخا، وسماعا، وعرضا".
وبجواره: "فرغه سماعا بمصر : أحمد بن موسى الأخضر".
وفي ذيل اللّوحة:
"ملكه محمّد بن عليّ، وهو سماعه، وما قبله من سبط الأرمويّ، وأبي العبّاس بن صرما، كلاهما عن الأرمويّ".
وجاء في نهاية الجزء الخامس [59/أ]:
"سمعه جميعه من القاضي أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ بقراءة: عليّ بن يعيش القواريريّ، وكتب السّماع في الأصل، ومنه نقلت، وقد أخلا لموضع التأريخ:
أخوه: أبو القاسم عبد الرّحمن، وعبد الواحد بن عبد السّلام البيّع، وأحمد بن طارق، وأبو محمّد، وأبو العبّاس أحمد، اِبناء: أبي الفتح بن أبي الحسن بن صرما الدّقاّق، وآخرون.
نقلته من الأصل مختصرًا وصحّ".
وتحته بخطّ آخر ما نصّه:
"سمع جميع هذا الجزء، وما قبله أجمع على الشّيخ الصّالح أبي العبّاس أحمد بن أبي الفتح بن أبي الحسن بن صرما، بسماعه من الأرمويّ:
صاحبه الشّيخ الإمام أبو الشّكر محمود بن شعبان بن محمّد المقرئ، والشّيخ أبو الحسن المبارك بن مسعود بن مبارك الرّصافيّ، وأبو جعفر بن أبي الفتوح بن أبي جعفر الصّفّار بقراءة: إبراهيم ابن محمّد بن النشو الواسطيّ وهذا خطّه.
وصحّ لهم ذلك في يوم الخميس تاسع رجب، سنة: أربع عشرة وستّمائة، بسوق الصُّفْر من رحبة بغداد، والحمد لله".
وجاء في آخر لوحة منه [59/ب]:
"قرأت جميع هذا الجزء، والأربعة قبله على الشّيخ الصّالح أبي العبّاس أحمد بن أبي الفتح بن أبي الحسن بن صرما بروايته لها سماعا من أبي الفضل الأرمويّ كما هو منقول في الوجهة الأخرى من الورقة، فسمعه:(3/46)
الشّيخ الإمام شرف الدّين أبو سليمان عبد الرّحمن بن أبي بكر بن يوسف بن بختيار الكرخانيّ، ويعتقي نبكي الهنديّ.
وصحّ، وثبت، ضحوة يوم الثّلاثاء التّاسع والعشرين، من شهر ذي القعدة، سنة: أربع عشرة وستّمائة، بمدينة السّلام حماها الله تعالى....
وكتب الفقير، راجي عفو الله تعالى : محمّد بن الحسين بن موسى أبو المعالي الحرّانيّ غفر الله لي....
وتحته بخطّ آخر:
"سمع جميع المهروانيّات وهي الأجزاء الخمسة على الشّيخ أبي العبّاس أحمد بن أبي الفتح بن أبي الحسن بن صرما، بحقّ سماعه فيه من الأرمويّ بقراءة الحافظ الأمين محبّ الدّين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن هلال الأندلسيّ:
تاج الدّولة أبو نصر المظفّر بن أبي القاسم يحيى بن أبي الفتح بن عمّار ابن ياسر الأنصاريّ، وإياس بن عبد الله الرّوميّ مملوك: نجم الدّين أبي البقاء ثابت بن تاوان التّفليسيّ... الجزء الرّابع والخامس.
وسمع كاتب السّماع الفقير إلى رحمة ربّه: عليّ بن عبد الجبّار بن محمّد السّوسيّ، جميع الخمسة الأجزاء.
وصحّ ذلك، وثبت ذلك في يوم الأربعاء الحادي والعشرين، من شهر ربيع الآخر، سنة: سبع عشرة وستّمائة".
وتحته آخر نصّه:
"سمع جميع هذا الجزء وهو: الخامس من المهروانيّات والأوّل، والثّاني، والثّالث، والرّابع قبله على الشّيخ الجليل الفاضل شمس الدّين أبي عبد الله محمّد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح المقدسيّ، بسماعه للجميع من أبي البركات داود بن أحمد بن محمّد بن ملاعب أنا الأرمويّ، فبلغ بقراءة صاحبه الفقيه الفاضل المحدّث: تقيّ الديّن أبي الحسن عليّ بن مسعود بن نفيس الموصليّ:
جلال الدّين أبو عبد الله محمّد بن إسحاق بن عبد القويّ عرف بابن الجميزيّ ومحمّد بن الحلبي عوض بن عمرو البزّاز ووالده، وعليّ بن محمّد بن أحمد بن محمّد الحنبليّ وهذا خطّه.(3/47)
وصحّ في مجلس واحد، يوم الاثنين تاسع عشر ذي القعدة، سنة: أربع وستّين وستّمائة، بالمدرسة الفخريّة بالقاهرة، وأجاز لنا جميع ما تجوز عنه روايته، والحمد لله.
صحيح ذلك، كتبه: محمّد بن عبد المؤمن المقدسيّ، في تاسع عشر ذي القعدة، سنة: أربع وستّين وستّمائة".
وجاء في [60/أ] ما نصّه:
"سمع جميع هذا الجزء وهو الخامس من المهروانيّات على الشّيخين الأخوين الإمامين الفاضلين العدلين الأصيلين فخر الدّين أبي بكر محمّد، وعماد الدّين أبي الحسين يحيى اِبناء: الشّيخ الجليل كمال الدّين أبي القاسم تمّام بن يحيى الحميريّ، بحقّ سماعهما فيه بقراءة: الفقيه الفاضل المحدّث شرف الدّين أبي العبّاس أحمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن سباع الفزاريّ السّادة الجُلّة:
صاحبه الشّيخ الأجلّ المحدّث المفيد نور الدّين أبو الحسن عليّ بن مسعود بن نفيس الموصليّ، ثمّ الحلبيّ، والفقيه شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن أبي زكريا يحيى بن عليّ المالقيّ، وأخوه: يحيى، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن أبي محمّد بن سباع ابن أخي القارئ وشمس الدّين أبو المعالي محمّد، وأخوه... اِبناء الشّيخ: عماد الدّين أحد المسمّعين ونصر الله بن سيف بن نصر الله الدّمشقيّ، ومحمّد بن قاسم بن الأحمر الحلبيّ، وعبد الحميد وأحمد اِبناء الشَّيخ: عماد الدّين أبي عبد الله محمّد ابن محمّد بن هبة الله بن... الشّيرازيّ، وشرف الدّين أبو بكر بن ممدود الدّمشقيّ، وإسماعيل بن عليّ بن إسماعيل، ويحيى بن إسماعيل الرّحبيّ...، وكتب السّماع: محمّد بن... ابن أبي بكر الهمدانيّ، ثمّ الدّمشقيّ، وابناه: صالح، وداود جبرهما الله تعالى.
وصحّ ذلك في يوم الجمعة ثالث جمادى الأولى، سنة: خمس وستّين وستّمائة، بجامع دمشق المحروسة عمّره الله بذكره.
والحمد لله وحده، وصلواته على سيّدنا محمّد، وآله، وصحبه، وسلّم".
رابعاً: السَّماعات المثبتة على النّسخة: (د)
جاء في أوائل الجزء الرّابع [2/أ]:(3/48)
"قرأت جميع هذا الجزء على الشّيخ الجليل المحترم الأمين الفاضل شمس الدّين أبي عبد الله محمّد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح المقدسيّ، بحقّ سماعه فيه منقولاً.
وسمعه صاحبه الفقيه الأجلّ المحدثّ نجم الدّين أبو بكر محمّد بن عبد الحميد بن عبد الله بن خلف القرشيّ، ومحمّد بن المسمِّع، وأمة الرّحيم، وأمة العزيز ابنتي الشّيخ الحافظ ضياء الدّين أبي الهدى عيسى بن يحيى السبتيّ، ومحمّد بن عبد الحليم بن عبد الكريم السّبتيّ، والشّيخ الصّالح أبو عبد الله محمّد بن حسن بن حكيم القرطبيّ المؤذن، وولده: أبو بكر محمّد.
وصحّ ذلك، وثبت في ليلة يسفر صاحبها عن يوم الثّلاثاء ثاني ربيع الآخر،سنة: ستّ وستّين وستّمائة، بمدرسة فخر الدّين عثمان من القاهرة.
وأجازنا المسمِّع جميع مرويّاته بشرطه. وكتب: أحمد بن موسى بن نصر بن موسى الجوينيّ.
والحمد لله وحده، وصلى الله على سيّدنا محمّد، وسلّم".
وتحته سماع آخر نَصُّه:
"قرأت جميع هذا الجزء وهو الرّابع من المهروانيّات على الشّيخ الفقيه الإمام العالم الأوحد المرتضى الفاضل شمس الدّين بن أبي عبد الله محمّد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح المقدسيّ، بحقّ سماعه فيه نقلاً، فسمعه صاحبه علم الدّين أبو المجد عبد الله بن أبي المعالي بن أبي نصر الوكيل المصريّ، والمولى الأجل الصّدر الكبير الفاضل شهاب الدين أبو المعالي أحمد بن شيخنا الإمام العالم الحافظ جمال بن أبي حامد محمّد بن عليّ بن محمود المحموديّ الصّابونيّ، وولده: أبو الفضل عبد المحسن، وتقيّ الدّين محمّد بن عبد الحميد بن محمّد الهمدانيّ، وسعد الدّين مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد الحارثيّ،.... ابن عبد الله بن عتيق.... ويعقوب بن أحمد بن يعقوب الحلبيّ عرف بابن الصّابونيّ، عفا الله عنه .
وصحّ ذلك، وثبت، يوم الأحد الثّالث عشر من شعبان، سنة: ثمان وستّين وستّمائة بالقاهرة المعزّيّة، بمدرسة فخر الدّين عثمان.(3/49)
والحمد لله وحده، وصلواته على سيّدنا محمّد، وآله، وصحبه،وسلّم.
صحيح ذلك، كتبه: محمّد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح المقدسيّ في تأريخه".
وجاء في [2/ب]:
"سمع جميع هذا الجزء الرّابع من المهروانيّات، والثّالث قبله على الشّيخ الأجلّ الصّدر الكبير نجيب الدّين عبد اللّطيف بن عليّ بن عبد المنعم بن نصر الحرّانيّ أمتع الله ببقائه بحقّ سماعه منها نقلاً بقراءة الشّيخ الأجلّ المفيد شمس الدّين أبي الحسن بن عبد العظيم بن أبي الحسن الحصني الصّاحب:
محيي الدّين أبو العبّاس أحمد بن الوزير بهاء الدّين عليّ بن محمّد ابن مسلم الشّافعيّ، وولده: عزّ الدّين أبو عبد الله محمّد، وابن أخته: تاج الدّين محمّد ابن الصّاحب مجد الدّين محمّد بن الوزير بهاء الدّين المذكور ونجم الدّين أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليم الشّافعيّ، وشمس الدّين أحمد بن الفقيه نصر بن ظافر الشّافعيّ، وسيّد الدّين عمر بن أيّوب ابن المغربل السّيّاف، ووجيه الدّين أبو القاسم موسى بن محمّد بن موسى ابن إسماعيل المنقريّ، وجلال الدّين محمّد ابن إسحاق عرف بابن الجميزيّ ورمضان بن سليمان بن حسين...، والنّفيس حسن بن زيادة بن أرسلان الشافعيّ، وأبو الرّبيع سليمان بن عبد الله بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الوهّاب بن عبد الباقي الأنماطيّ، وإبراهيم بن عرفات بن عبد المنعم العطّار، وعثمان بن عبد العزيز...، ومحمّد بن العماد النّحّاس، وأبو بكر محمّد بن عليّ بن أبي بكر اليزديّ، وتاج الدّين محمّد بن عمر بن عبد الحقّ بن الرّصاص، وصاحب الجزء الفقيه الإمام الفاضل المحدّث نجم الدّين أبو بكر محمّد بن عبد الحميد بن عبد الله بن خلف القرشيّ المقرئ، وأحمد بن محمّد بن أبي البركات القرشيّ عرف بابن الأخوة، والخطّ له.(3/50)
وصحّ ذلك، وثبت، في يوم الجمعة سادس عشر ربيع الآخر، من سنة: ستّ وستّين وستّمائة بالمدرسة الصّاحبيّة البهائيّة بمصر، وأجاز المسمع للمذكورين جميع ما يجوز له روايته بشروطه، والحمد لله.
صحّ ذلك، وكتب: عبد اللّطيف بن عبد المنعم بن عليّ الحرّانيّ عفا الله عنه".
وجاء في الحاشية اليمنى من [5/أ](1):
"... والجزء الّذي بعده على الشّيخ الأجلّ شمس الدّين أبي... محمّد بن... المقدسيّ، بحقّ سماعه وبقراءة:... فضل النّاقد... ابن محمّد بن مسعود الحارثيّ، وصاحبه... الأمين علم الدّين أبو المجد غالب ابن أبي نصر الوكيل، وموفّق الدّين عليّ بن عمر بن سيّد الفقهاء... والشّيخ الأجلّ نجم الدّين أبو غالب محمّد بن الشّيخ أبي محمّد.. الأنصاريّ، وولده: محمّد، وكمال الدّين أبو عمر بن... بن عيسى العمريّ، وجمال الدّين محمّد بن داود بن حاج عرف... وأحمد ابن البصريّ المقرئ عبد الله... وهذا خطّه. صحّ، وثبت... الأربعاء السّابع عشر من ربيع الأوّل، سنة: إحدى وسبعين وستّمائة... وأجاز السّماع للمذكورين... والحمد لله وحده، وصلى الله على سيّدنا محمّد، وآله، وسلّم".
وجاء في الحاشية اليمنى من [10/ب]:
"سمع جميع هذا الجزء على الشّيخ الإمام الحافظ تقيّ الدّين أبي محمّد عبد العزيز بن أبي نصر محمود بن المبارك بن الأخضر بسماعه من الأرمويّ بقراءة كاتبه عبد الرّحيم بن النّفيس بن هبة الله بن وهبان: السيّد الإمام العالم أبو محمّد عبد المنعم بن عليّ بن نصر بن الصّيقل الحرّانيّ، وولده: أبو الفرج عبد اللّطيف نمَّاه الله وأحمد بن أبي بكر ابن أحمد الحرويّ.
وذلك في يوم الجمعة خامس عشر من شعبان، من سنة: تسع وتسعين وخمسمائة.
نقله: عمر بن... بن طغريل السّيّاف من الأصل المعارض به هذا الفرع من خطّ موسى بن محمّد بن موسى عرف بابن التّقريّ"
__________
(1) هذا السّماع لا يكاد أن يُقرأ، وأثبتّ منه ما استطعت قراءته منه حسب الطّاقة.(3/51)
وفي الحاشية العليا من اللّوحة نفسها:
"سمع الرّابع من المهروانيّات على الشّيخ ربيب الدّين أبي البركات داود بن أحمد بن محمّد بن ملاعب بقراءة الحافظ عبد الغنيّ جماعة منهم:
عبد الله.... ابنا مؤمّن بن أبي... وعبد المحسن بن عبد الكريم والسّماع في الأصل بخطّه. اختصره: أحمد بن محمّد الطّاهريّ، من خطّ... من الحسن بن عليّ الجمحيّ.
وصحّ السّماع في يوم الاثنين سابع جمادى الآخرة، سنة: إحدى وستّين وستّمائة"
وجاء في الحاشية اليسرى من [11/أ]:
"معه وهو: الرّابع من المهروانيّات على القاضي أبي الفضل محمّد ابن عمر الأرمويّ:
أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن ملاعب، وأولاده: أبو البركات داود، صفيّة، وحفصة بقراءة:سعد الله بن الواديّ، وبخطّه السّماع.
في ثاني عشر رمضان، سنة: أربعين وخمسمائة.
نقله: عمر بن أيّوب بن طغريل السّيّاف، من خطّ: أحمد بن محمّد الحسينيّ من الأصل المعارض به هذا الفرع، وذكر أنّه نقله مختصرًا من خطّ البرزاليّ، ونقله من الأصل مختصرًا"
وجاء في الحاشية اليمنى من [11/ب]:
"مع جميع هذا الجزء على القاضي الإمام العالم فخر القضاة أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ بقراءة: أبي محمّد عبد العزيز ابن أبي نصر بن أبي القاسم بن الأخضر:
أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن إبراهيم الشّيرازيّ، وأبو القاسم سعد ابن أحمد بن أبي تمّام.
ونقله من خطّه: موسى بن محمّد بن موسى بن إسماعيل الأنصاريّ عرف بابن البصريّ.
ونقله: عمر بن أيّوب بن طغريل السّيّاف من خطّ موسى بن محمّد المذكور"اه.
وفي أسفلها:
"لغت سماعا لجميعه على والدي رحمه الله بقراءة أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم الميدوميّ، وصاحبه أبو(1) كر محمّد بن عبد الحميد بن عبد الله بن خلف القرشيّ.
وذلك في يوم الثلاثاء الثّاني عشر من شهر رجب، سنة: إحدى وستّين وستّمائة، بجامع الفسطاط، مع جماعة على... المسمع.
__________
(1) هكذا في الأصل.(3/52)
وكتب: محمّد بن يحيى بن عليّ القرشيّ. ونقلت هذه الأجزاء منها إلى ها هنا في العشر الأولى في جمادى الآخرة، سنة: ستّ وستّين وستّمائة. والحمد لله حقّ حمده، وصلواته على سيّدنا محمّد نبيّه وعبده، وعلي آله و... وسلّم عليه، وعليهم أجمعين"
وجاء في بداية الجزء الثّاني [12/أ]:
"مع جميع هذا الجزء، والأوّل قبله على سيّدنا الشّيخ الفقيه الإمام العالم شمس الدّين أبي بكر محمّد بن الإمام عماد الدّين إبراهيم بن عبدالواحد المقدسيّ الحنبليّ سماعا لهما من ابن ملاعب عن الأرمويّ بسنده:
صاحبهما الشّيخ الأمين علم الدّين أبو محمّد عبد الله بن أبي المعالي ابن أبي نصر المقدسيّ الوكيل، وابنه المسمع، وصفيّة، وجمال الدّين عبد الملك بن أبي العزّ بن عزيز الحرّانيّ، وابن أخيه: محمّد بن حنيف، وعبدالحقّ بن محمّد بن عبد الكافي السّعديّ، وأخوه: عبد الغافر بقراءته، وهذا خطّه، عفا الله عنه.
في يوم الأحد رابع عشرين شهر رمضان المعظّم، من سنة: ثلاث وسبعين وستّمائة، بمنزل المسمع... من القاهرة.
وأجاز لهم جميع ما يحقّ له روايته بشرطه، وسمع آخرون مثبتون في الأصل، والحمد لله وحده"
وفي أثناء الجزء الثّاني [18/ب] في الحاشية اليمنى من الصّحيفة(1):
__________
(1) هذا السّماع لا يكاد أن يقرأ، وأثبتّ منه ما فتح الله به عليّ من قراءته، وحسب الجهد، والطّاقة.(3/53)
".. شمس الدّين أبي عبد الله محمّد بن خالد بن أبي الفتح المقدسيّ بحقّ سماعه فيه بقراءة الثّقة، صاحب الأصل... بن محمّد ابن مسعود الحارثيّ وصاحبه الشّيخ الأمين علم الدّين أبو المجد غالب ابن أبي المعالي ابن أبي نصر الوكيل، والشّريف أبو الحسن محمّد بن الشّريف... والحافظ عزّ الدّين بن أبي القاسم أحمد، والشّريف الإمام العالم العلاّمة أبي غالب محمّد الحسينيّ، وتقي الدّين عليّ بن عمر ابن سند الصّنهاجيّ.... والشّيخ الأجلّ نجم الدّين أبو غالب، وابن أبي العزّ ابن.... الأنصاريّ، وولده: محمّد، وجمال الدّين أبو عمران بن الحسين... وجمال الدّين محمّد بن داود بن حجّاج... وأحمد بن النّضر... المقرئ، وعبد الله... وهذا خطّه .
وصحّ، وثبت، يوم السّبت الثّا... من سنة: إحدى وسبعين وخمسمائة، بالمدرسة... وأجاز المسمع المذكور.... والحمد لله وحده، وصلى..."
وجاء في أواخره في الحاشية اليسرى من [22/أ]:
"مع جميعه على الشّيخ الإمام الحافظ تقيّ الدّين أبي محمّد عبدالعزيز ابن محمود بن المبارك بن الأخضر، سماعه من الأرمويّ بقراءة: عبدالرّحيم بن النّفيس بن هبة الله بن وهبان وهذا خطّه:
السّيّد الإمام العالم نجم الدّين أبو محمّد عبد المنعم بن عليّ بن نصر بن الصّيقل الحرّانيّ، وولده: أبو الفرج عبد اللّطيف نفعه الله به.
وذلك في يوم السّبت تاسع عشر شعبان، من سنة: تسع وتسعين وخمسمائة.
نقله: عمر بن أيّوب بن طغريل السّيّاف، من خطّ موسى بن محمّد ابن موسى بن إسماعيل الأنصاريّ عرف بابن النّعمة.
آخر الأصل المعارض به هذا الفرع، وذكر أنّه نقله من الأصل"
وفي آخر لوحة منه [22/ب] في أسفلها:
"مع جميع هذا الجزء على أبي الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرمويّ، بحقّ سماعه من المهروانيّ:
الشّيخ أبو الرّضا أحمد بن طارق بن سنان الكرخيّ، وأبو يعقوب يوسف بن أحمد بن إبراهيم الشّيرازيّ.(3/54)
وذلك بدار الشّيخ في جمادى الآخرة من سنة: سبع وأربعين وخمسمائة بقراءة كاتب السّماع: عبد العزيز بن أبي نصر بن أبي القاسم بن الأخضر.
نقلته على الوجه من أصل ابن شافع.
كتب جميع ذلك من خطّ عبد المنعم بن عليّ بن نصر الحرّانيّ: محمّد بن موسى بن موسى بن إسماعيل الأنصاريّ عرف بابن النّقريّ. ومن خطّه نقله: عمر بن أيّوب بن طغريل السّيّاف من الأصل المعارض به هذا الفرع.
والحمد لله وحده، وصلواته على سيّدنا محمّد، وآله، وسلامه"
وفيها في الحاشية اليمنى:
"معه وهو الثّاني من المهروانيّات من القاضي أبي الفضل محمّد ابن عمر الأرمويّ:
... أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن ملاعب البغداديّ، وأولاده: أبو البركات داود، وصفيّة، وحفصة بقراءة: سعد الله بن نجا بن الواديّ والسّماع بخطّه. في خامس رمضان، سنة:... وأربعين وخمسمائة. نقله: عمر بن أيّوب بن طغريل السّيّاف، من الأصل المعارض به من خطّ أحمد بن محمّد الحسيني، وذكر أنّه نقله من خطّ أبي عبد الله البرزاليّ، ونقله من الأصل"اه.
وفيها أيضا(1):
"مع جميع الثّاني من المهروانيّات... الدّين أبي البركات داود بن أحمد بن محمّد بن ملاعب بقراءة الحافظ: أبي موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني، جماعة منهم:...، ومحمّد ابنا... بن عبدالكريم. والسّماع في.... وصحّ، وثبت... سابع جمادى الآخرة، من سنة: إحدى وعشرين...."
نماذج عن النسخ الخطية
ضُمامة تُمَثّل الصّحيفة الأولى من المجموع الّذي حُفِظَت فيه النّسخة: (أ) من الكتاب، مَعَ عَدَدٍ من الكُتُب الأخرى... وَيظهرُ فيها: أسماءُ الكُتب الّتي حواها المجموع، وَاَسماءُ جماعةٍ مِمَّن تَمَلّكوه، وَسنّةُ اهدائه إِلىالمكتبة الأزهريّة، وَختمها، وَرقم حفظه فيها... وأشياء أخرى.
__________
(1) هذا السّماع لحقته رطوبة بدت آثارها، ذهبت بأكثره.(3/55)
وَأخرى تمثّل الصّحيفة الأولى من الجزء الأوّل من النّسخة نفسها... وَيظهر فيها: اسم شُهرة الكتاب، وَصورة سماعٍ على الشّيخ: أبي حامد محمّد بن الحسن بن عمّار أحد رواة الكتاب عن أبي المعالي الهيتيّ سنة: اثنتين وتسعين وخمسمائة، وعلى السّماع تصحيحه بخطّه.
وأخرى تمثّل الصّحيفة الأخيرة من النّسخة نفسها... ويظهر فيها: صورةُ سماعٍ منقول عن أصل أبي الفضل الأُرمويّ رحمه الله وعليه تصحيحُه، بتأريخ: الثّالث من شهر ربيعٍ الآخر، سنة: ستٍّ وأربعين وخمسمائة.
وأخرى تمثّل الصّحيفة الأولى من النّسخة: (ب)... ويظهر فيها: صورة سماعٍ على أبي القاسم يوسف المِهْرَوَانيّ رحمه الله في المحرّم، سنة: أربع وستين وأربعمائة.
وسماعات أخرى اشتملت على أسماء عددٍ من العلماء المشهورين كشرويه بن شهردار الدّيلميّ، وابن مُلاعبٍ، وأبي موسى المقدسيّ، في آخرين .
وَأخرى تمثّل بعض صحائف الجزء الثّالث من النّسخة: (ج)... ويظهر فيها: آثار حكٍّ، وتعديل لرقم الجزء، وبعض السّماعات منها: سماعٌ للحافظ المزّيّ رحمه الله، وبخطّه، في شهر ذي الحجّة، سنة: ثلاثٍ وثمانين وستمائة، بمصر .
وكُتِبَ تحت السّماع: (الجزء الرّابع)، والصّحيح أنّه الثّالث !
وَأخرى تمثّل بعض صحائف الجزء الخامس من النّسخة نفسها... ويظهر فيها: ما اتّبعه النّاسخ من طريقة جيّدة في تنظيم مادّة الكتاب، والتّفريق للنّاظر بين الأحاديث، وتخريجها... فجعل طرف الحديث، ومنتهاه قريبا من أطراف كل صحيفة، والتّخريج في منتصفها تقريبا.
وأخرى تمثّل بعض صحائف النّسخة: (د)... الّتي تقدّم فيها الجزء الرّابع على الجزء الثّاني كما هو ظاهر.
ويظهر فيها أيضا: بعض السّماعات للجزء الأوّل، والثّاني، والرّابع.(3/56)
الفوائد المنتخبة الصّحاح والغرائب
تخريج الشّيخ الإمام أبي بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب البغداديّ رحمه الله (ت: 463ه)
لِلشَيخ الدَيّن الصّالح أبي القاسم يوسف بن محمّد بن أحمد المِهْرَوانيّ الهمَذانيّ رحمه الله (ت: 468ه)
دراسة، وتحقيق
رسالة علميّة قدّمت لنيل الشّهادة العالِميّة: الماجستير
قدّمها: سعود بن عيد بن عمير بن عامر الجربوعيّ
المحاضر في كليّة الحديث الشّريف في الجامعة الإسلاميّة
إشراف فضيلة الشّيخ الدّكتور: عبدالعزيز بن راجي بن سعد الصّاعديّ
الأستاذ المشارك في كلّيّة الحديث الشّريف، وكيل الجامعة الإسلاميّة سابقا
المجلد الثاني
العام الجامعيّ: 1417- 1418ه
القِسْمُ الثانِي قِسْمُ التَّحْقِيق
الجزء الأوَّل من الفَوائد المُنتَخَبَة الصّحَاح الحِسَان تخريج الشّيخ الإمام أبي بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب رحمه الله للشّيخ، الدّيّن، الصّالح أبي القاسم يوسف بن محمّد ابن أحمد المِهْرَوانيّ الهَمَذَانيّ رحمه الله.
رواية القاضي أبي الفضل محمّد بن عمر ابن يوسف الأرمويّ رحمه الله عن المهروانيّ، رواية الشّيخ الإمام أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم بن مسلم، المقرئ، الهيتيّ عنه، سماع الفقير إلى رحمة الله تعالى، صاحب الجزء: محمّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ منه.
والحمد لله ربِّ العالمين.[1/أ](4/1)
[1]- (أخبرنا الشّيخ الإِمام أَبو المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتيّ(1) قراءة(2) عليه بالمَوْصلِ(3)، يوم الخميس غُرّة رجب، سنة: اثنتين وتسعين وخمسمائة)(4) قال: أَخبرنا القاضي، الإِمام، فخر القضاة، أَبو الفضل محمّد بن عمر بن يُوسف الأَرمويّ [الشّافعيّ](5) بقراءتي عليه في سنة: ستّ وأربعين وخمسمائة قلت له: أَخبركم الشّيخ أبو القاسم(6) يوسف بن محمّد بن أَحمد المِهْرَوانيّ قراءة عليه، في يوم الأحد ثاني عشرين صفر، من سنة: أربع وستين وأربعمائة](7) قال: أَنا أَبو أَحمد عبيد الله بن
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/407.
(2) القراءة على الشّيخ إحدى أوجه التحمّل عند جمهور المحدِّثين، وهي رواية صحيحة معتبرة، ولا يعتدّ بمن خالف في ذلك... وصورتها: أن يقرأ الطّالب، والشّيخ يسمع بأيّ كيفيّة كانت. انظر: علوم الحديث لابن الصّلاح (ص/137)، ونزهة النّظر لابن حجر (ص/78)، وفتح المغيث للسّخاويّ (3/169).
(3) بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده صاد مهملة مكسورة مدينة بأرض العراق، يقال: سمّيت بذلك لوصلها بين الفرات، ودجلة. انظر: معجم ما استَعْجَم للبكريّ (4/1278)، ومعجم البلدان لياقوت (5/223).
(4) لَحَق بحاشية: (أ)، إلاّ أنّ لفظة التحمّل: (أخبرنا) الواردة في مبتدأ الإسناد ليست بواضحة؛ لتآكل أوّلها، وكتبت كما أثبته في بقيّة الأجزاء.
(5) زيادة من: (ب).. . وتقدّمت ترجمته، انظر ص/408.
(6) في (ب): "قال: أنا الشّيخ، الثّقة، أبو القاسم".
(7) وقع تآكل في بداية: (أ) مقداره أربعة أسطر من الأصل، ولم يظهر بسببه لفظ البسملة، وغالب سند الجزء... وأثبتّ البسملة اعتمادًا على ذكرها في مبتدأ بقيّة الأجزاء، وكذا هي مثبتة أيضا في: (ب)، وحاولت إبراز المتآكل من سند هذا الجزء بالتّوفيق بين ما ظهر من بعض الكلمات، وسند بقيّة الأجزاء مع العلم بأن أجزاءها بسند واحد ولم أستدركه من النّسخة الأخرى، لأنها من طريق آخر عن الأرمويّ (كما تقدّم ص/413).(4/2)
محمّد بن أَحمد بن أَبي مُسلم الفرضيّ(1) قال: ثنا القاضي أبو عبد الله(2) الحسين ابن إِسماعيل المحامليّ(3) إملاءً(4)، لثمان خلون من المحرّم، سنة: ثلاثين وثلاثمائة قال: ثنا محمّد بن المثنّى(5)، أبو موسى(6): ثنا ابن أبي عديّ(7) عن ابن عون(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) في (ب): (عبيد الله)، وهو خطأ.
(3) الضبيّ، البغداديّ، مُسْنِد وقته ثقة. مات سنة: ثلاثين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (8/19) ت/4065، والمنتظم (14/21) ت/2448، والسِّير (15/258).
(4) الإملاء أحد قسميّ الطّريق الأول من طرق التّحمّل (وهو: السّماع من لفظ الشّيخ).. وهو من أرفع طرق التحمّل كما أشار إليه: ابن الصّلاح، وغيره من اهل العلم. انظر: علوم الحديث (ص/132)، وتدريب الرّاوي للسيوطيّ (2/8).
وانظر توجيه السّخاويّ لكون الإملاء أرفع طرق التحمّل في كتابه: فتح المغيث (3/152- 153).
(5) بضم ميمه، وفتح ثائه المثلّثة، والنّون الثّقيلة قبل المقصورة.
(6) العنزيّ بفتح العين، والنّون البصريّ، المعروف بالزَّمِن... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وخمسين ومئتين. انظر: تهذيب الكمال للمزّيّ (26/359) ت/5579، والتَّقريب لابن حجر (ص/505) ت/6264.
(7) هو: محمّد بن إبراهيم بن أبي عدّي السُّلمي، مولاهم، أبو عمرو، البصريّ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: أربع وتسعين ومائة على الصَّحيح .
انظر: الكاشف للذهبيّ (2/154) ت/4700، والتّقريب (ص/465) ت/5697.
(8) هو: عبد الله بن عون بن أَرْطبان، أبو عون، البصري... ثقة، ثبت.
روى له: ع. ومات على الأَشْهِر سنة: إحدى وخمسين ومائة.
انظر: الثّقات لابن حبّان (7/3)، وتهذيب الكمال (15/394) ت/3469، والتّقريب (ص/317) ت/3519.(4/3)
عن محمّد(1) عن أَنس قال: "لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ قَالَتْ لي: يَا أَنَسُ، أُنْظُرْ هَذَاْ الْغُلاَمَ(2) لاَ تَصْنَعَنَّ شيئا حَتَّى تَغْدُوَ(3) بِهِ إِلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما يُحَنِّكُهُ(4). قَاْلَ: فَغَدَوْتُ بِهِ، فَإِذَاْ هُوَ في الحَائِطِ(5)، وَعَلَيْهِ خَمِيْصَةٌ(6)
__________
(1) هو: ابن سيرين.
(2) هذا الغلام اسمه: عبد الله من ولد أبي طلحة الأنصاريّ رضي الله عنه جاءت تسميته من طريق ابنه: إسحاق عن أنس، عند البخاريّ في: صحيحه (كتاب: الزّكاة، باب: وسم الإمام إبل الصّدقة بيده) 2/258- 259 رقم الحديث/101.
وكذا من طريق ثابت عن أنس، عند مسلم في: صحيحه (كتاب: الآداب، باب: تحنيك المولود عند ولادته) 3/1689 رقم الحديث/2144.
وصُرِّح في عدة طرق للحديث أن الذي سمّاه بذلك هو: النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم ومنها:
طريق ابن عون عن أنس بن سيرين عن أنس، أخرجها البخاريّ في: صحيحه (كتاب: العقيقة، باب: تسمية المولود غداة يولد، لمن لم يعقّ عنه، وتحنيكه) 7/152 ورقمه/4.
وطريق حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس أيضا أخرجها مسلم في: صحيحه، الموضع المتقدّم.
(3) الغدوّ: سير أوّل النّهار نقيض: الرّواح.
انظر: النهاية (باب: الغين مع الدّال) 3/346.
(4) قال أبو عبيد في (غريب الحديث 1/170): "قال اليزيدّي: " التّحنيك: أن يمضغ التّمر، ثم يدلّكه بحنك الصبيّ داخل فمه. يقال منه: حَنَكْتُه، وحَنَّكْتُه بتخفيف، وتشديد فهو محنوك، ومحنّك "" اه.
وانظر: النّهاية (باب: الحاء مع النون) 1/451.
(5) الحائط في الأصل: الجدار؛ لأنه يحوط ما فيه. والمراد هنا: البستان من النّخيل. وجمعه: الحوائط. انظر: النّهاية (باب: الحاء مع الواو) 1/462، ولسان العرب (حرف: الحاء، فصل: الواو) 7/279.
(6) بفتح المعجمة،وكسر الميم،وبالصّاد المهملة: ثوب من خزّ، أو صوف معلّم.
وقيل: لا تسمّى خميصة إلاّ أن تكون سوداء معلّمة.
وكانت من ثياب النّاس قديما، وتجمع على: الخمائص.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/226- 227)، والنّهاية (باب: الخاء مع الميم) 2/80- 81.(4/4)
حُوْتِيَّةٌ(1)، وَهُوَ يَسِمُ(2) الظَّهْرَ(3) الَّذِي قَدِمَ في الْفَتْحِ".
قال الشّيخ الإمام أبو بكر الخطيب أكرمه الله(4):
"هذا حديثٌ صحيحٌ من حديث أبي بكر محمّد بن سيرين عن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاريّ، وثابتٌ من رواية أبي عون عبد الله ابن عون بن أرطبان عن ابن سيرين.
اتّفق أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاريّ، وأبو الحسين مسلم ابن الحجّاج النّيسابوريّ على إخراجه في كتابيهما الصّحيحين.
__________
(1) هكذا وردت هذه اللّفظة في النّسختين بحاء مهملة مضمومة، فواو، فتاء مثنّاة فوقيّة، فياء مثنّاة تحتيّة... ولم أجدها بمثل هذا اللّفظ في شيء من كتب السّنّة المشهورة، مع أنّها قد جاءت في الرّوايات على نحو من عشرة أوجه، إلاّ أنّه ليس منها هذا اللّفظ، ولعلّ هذه اللّفظة قد دخلها تصحيف، وتحريف، فجاءت على أوجه مختلفة، قال عنها القاضي عياض في (مشارق الأنوار 1/448): "وأكثر هذه الرّوايات لا معاني لها معلومة إلاّ الوجهين الأوّلين" اه.
ويعني: جونيّه، وحريثيّة منسوبة إلى حريث، رجل من قضاعة.
ويقول ابن الأثير في: (النّهاية 1/456): "والمشهور المحفوظ: "خميصة جونيّة" أي: سوداء" اه والله أعلم. ووقع في لسان العرب (2/27): "وفي الحديث: "... خميصة حُوتيّة" قال ابن الأثير: "هكذا جاء في بعض نسخ مسلم..." اه، والذي ذكره ابن الأثير في النّهاية (الموضع المتقدّم): "حويتيّة"، مصغرا. وانظر: شرح النّووي على صحيح مسلم (14/99)، وفتح الباري (10/292- 293).
(2) أي: يُعَلِّم عليها بالكي. النّهاية (باب: الواو مع السين)5/186.
وانظر: معجم المقاييس في اللغة (كتاب: الواو، باب: الواو والسيّن وما يثلّثهما) ص/1091- 1092.
(3) أي: الإبل التي يحمل عليها، وتركب... يقال: "عند فلان ظهر" أي: إبل.
انظر: النّهاية (باب: الظّاء مع الهاء) 3/166.
(4) في (ب): "قال أبو بكر الخطيب".(4/5)
فروياه جميعاً عن أّبي موسى محمّد بن المثنى(/أ[1/ب]) عن أبي عمرو محمّد ابن إبراهيم بن أبي عديّ(1)، فكأنَّ شيخنا أَبا أَحمد الفرضيّ سمعه من البخاريّ، ومسلم معاً(2)".
__________
(1) أمّا البخاريّ فأخرجه في: (كتاب: اللّباس، باب: الخميصة السّوداء) 7/271- 272 رقم الحديث/41. ورواه أيضا في مواضع أخرى، مطوّلاً، ومختصرًا، فرواه في: (كتاب: العقيقة، باب: تسمية المولود غداة يولد، لمن لم يعقّ عنه، وتحنيكه) 7/152 ورقمه/4 عن مطر بن الفضل عن يزيد بن هارون عن ابن عون عن أنس بن سيرين، وفي: (كتاب: الزّكاة، باب: وسم الإمام إبل الصّدقة بيده) 2/258- 259 ورقمه/101 عن إبراهيم بن المنذر عن الوليد (هو: ابن مسلم) عن الأوزاعيّ عن إسحاق بن عبد الله. وفي: (كتاب الذّبائح والصّيد، باب: الوسم، والعلم في الصّورة) 7/177- 178 ورقمه/73 عن أبي الوليد (هو: هشام بن عبد الملك) عن شعبة عن هشام بن زيد، ثلاثتهم عن أنس به...
وأما مسلم فرواه في: (كتاب اللّباس والزّينة، باب: جواز وسم الحيوان غير الآدمي في الوجه..) 3/1674 ورقمه/2119. وانظره: (كتاب: الآداب، باب: استحباب تحنيك المولود عند ولادته..) 3/1689 رقم الحديث/2144.
(2) في النسخة (ب): "جميعا".
وقوله: "كأنّ شيخنا..." إلخ صورةٌ من صور العلوّ النّسبيّ، وهو داخل عموما تحت العلوّ بالنّسبة إلى رواية الصّحيحين، وقد كثر اعتناء المحدّثين المتأخّرين به كالخطيب كما هنا وغيره من اهل العلم.
وخصوصا تحت ما يعرف بالمصافحة، وهي: استواء عدد رجال الإسناد لشيخ التّلميذ لا له، فيقع ذلك له مصافحة، فيكون كأنّه لقي البخاريّ مثلاً في ذلك الحديث، وصافحه. والمصافحة هنا لشيخه لا له، ولذلك يقول: "فكأنّ شيخنا..."؛ وورد مثل هذا في مواضع متفرّقة من الكتاب، وفي التّعليق عليه هنا غُنية عن إعادته، فانتبه، وانظر ص/407، 408. انظر: علوم الحديث (ص/256- 259)، وفتح المغيث (3/339، 344، 348- 350).(4/6)
[2]- أَخبرنا أَبو محمّد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا (/أ[1/ب]) البيّع(1) قال: ثنا القاضي أَبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ(2) قال: أنا محمّد بن المثنّى(3) قراءة عليه قال: ثنا عبد الوهاب(4) قال: ثنا عبيد الله(5) عن وهب بن كيسان(6) عن جابر قال:
خرجت مع النّبيِّ صلوات الله عليه وسلّم في غزاة(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(4) ابن عبد المجيد، الثّقفي، أبو محمّد البصريّ...
قال ابن معين (كما في الجرح والتّعديل 6/71 ت/369): "ثقة"، وقال: "اختلط بأخرة" اه. لكنه ما ضرّ تغيرُه حديثَه؛ فإنه لم يحدّث زمن التّغير، قال أبو داود (كما في: الضّعفاء للعقيليّ 3/75 ت/1040): "جرير بن حازم، وعبد الوهّاب الثّقفي تغيرا، فحُجب النّاس عنهم".
روى له: ع. ومات سنة: أربع وتسعين ومائة.
وانظر: التّقريب (ص/368) ت/4261.
(5) في (ب): "عبد الله"، وهو خطأ.
وهو: ابن عمر بن حفص القرشيّ... ثقة ثبت. روى له: ع. ومات سنة: بضع وأربعين ومائة. انظر: الجرح والتّعديل (5/326) ت/1545، والتّقريب (ص/373) ت/4324.
(6) القرشيّ، مولاهم، أبو نعيم، المدنيّ... ثقة. روى له: ع أيضا.
ومات سنة: سبع وعشرين ومائة. انظر: الكاشف (2/357) ت/6114، والتّقريب (ص/585) ت/7483.
(7) اختلف في تحديد هذه الغزاة على قولين:
فقيل غزوة: "ذات الرّقاع"...
صرّح بذلك ابن إسحاق في السّيرة بسنده عن وهب عن جابر (انظر: سيرة ابن هشام 3/206) ومن طريق ابن إسحاق: البيهقي في (الدّلائل 3/381) .
وكذا أورد الواقديّ في: (المغازي 1/399- 400) هذه القصّة ضمن سرده لوقائع الغزوة نفسها.
وقيل: في طريق: "تبوك"...
ورد هذا في صحيح البخاريّ (كتاب: الشّروط، باب: إذا اشترط البائع ظهر الدّابة إلى مكان مسمّى جاز) 4/30 معلّقا بصيغة الجزم عن داود بن قيس عن عبيدالله بن مقسم عن جابر..
ورجّح الحافظ في: (الفتح 5/378) القول الأول؛ لأنه من طريق: ابن إسحاق، والواقديّ صاحبي السّير والمغازي وهما أضبط لذلك من غيرهما، وأيّده بما ورد في رواية للطحاويّ أنّ ذلك وقع في رجوعهم من طريق مكّة إلى المدينة، وليست طريق تبوك ملاقية لطريق مكّة، بخلاف طريق ذات الرّقاع.
وبما ورد أيضا في بعض طرق الحديث من تزوّج جابر لامرأة ثيّب لتقوم بشؤون أخواته اللاّتي خلّفهنّ أبوه بعد استشهاده في أحد، وهذا مشعر بأن وقوع القصّة في ذات الرّقاع أظهر من وقوعها في تبوك؛ لأن ذات الرّقاع كانت بعد أحد بسنة واحدة على الصّحيح، وتبوك بعدها بسبع سنين. اه.
ووقع في: صحيح مسلم (كتاب: المساقاة، باب: بيع البعير، واستثناء ركوبه) 3/1222 أنّ ذلك وقع في رجوعهم من طريق مكّة إلى المدينة أيضا.(4/7)
، فأَبطأَ(1) بي جملي، وأعيا(2)، فأتى عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم [تسليما](3) فقال لي: "جَاْبِرْ". فقلت(4): نعم. قال: "مَاْ شَأْنُكَ"؟ قلت: بَطّأ بي جملي، وأعيا، فتخلّف. فنزل فحجنه(5) بمحجنه(6)، ثم قال: "ارْكَبْ".
__________
(1) أي: تباطأ في سيره. انظر: مختار الصّحاح للرّازي (مادّة: ب ط أ) ص/22 23.
(2) يقال: "أعيا السّيرُ البعيرَ، ونحوه: أكلّه". انظر: لسان العرب (حرف: حرف الواو والياء من المعتل، فصل: العين المهملة) 15/112.
(3) زيادة من: (ب).
(4) في (ب): "قلت".
(5) قال ابن منظور في لسان العرب (حرف: النون، فصل: الحاء) 13/109: "وحجنت الشّيء، واحتجنته: إذا جذبته بالمحجن إلى نفسك".
(6) المحجن: خشبة، أو عصا، معقّفة الرأس، يجتذب بها الإنسان الشيء إلى نفسه.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/216، 4/298)، ومعجم المقاييس في اللّغة (كتاب: الحاء، باب: الحاء والجيم وما يثلّثهما) ص/298.
وجاء في رواية عند البخاريّ في صحيحه (4/93) قال جابر: "فضربه أي: النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بسوطه ضربة"، وفي أخرى (7/8): "فنخس بعيري بعَنَزة كانت معه".
ونحوهما عند مسلم في صحيحه (2/1089).
ونخسه أي: ضربه وآذاه بعود ونحوه وحرّكه، وغرزه (انظر: المجموع المغيث لأبي موسى المدينيّ 3/276).
والعنزة: مثل نصف الرّمح أو أكبر شيئا وفيها سنان مثل سنان الرّمح (انظر: النّهاية باب: العين مع النون 3/308).(4/8)
فركبت، فلقد رأيتني أكفّه عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. قال: "أَتَزَوَّجْتَ"؟ قلت: نعم. قال: "أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبا"؟ فقلت(1): بل ثَيِّبا. فقال: "فَهَلاَّ جَاْرِيَةً(2) تُلاَعِبُهَا، وَتُلاَعِبُكَ"! قلت: إنّ لي أخوات(3)، فأحببت أن أتزوّج امرأة تجمعهنّ، وتَمْشُطهنّ، وتقوم عليهنَّ. قال: "أَمَا إِنَّكَ قَاْدِمٌ، فَإِذَا قَدِمْتَ فَالْكَيْسَ الْكَيْسَ(4)". ثم قال: "أَتَبِيْعُ جَمَلَكَ"؟ قلت: نعم. فاشتراه منيّ بأُوقيّة(5). ثُمَّ قَدِم النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قبلي، وقدمت بالغداة(6)، فجئت المسجد، فوجدته على باب المسجد، قال: "الآنَ حِينَ قَدِمْتَ"؟ قلت: نعم. قال: "دَعْ جَمَلَكَ، وَادْخُلْ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ".(/ب[2/أ])
__________
(1) في (ب): "قلت".
(2) أي: فتيّة من النّساء. انظر: لسان العرب (حرف: الواو، والياء من المعتلّ، باب: الجيم) 14/139، 143.
(3) في رواية لمسلم في صحيحه (2/1087) أنّهن تسع أو سبع.
(4) بفتح الكاف، وسكون الياء أصلها في اللغة: الخفّة، والتّوقّد.
ويطلق ويراد به: العقل، وكما يطلق ويراد به: الجماع.
وقيل: المراد به هنا الثّاني، أي: جامعها طلبا للولد فجعل طلب الولد عقلاً.
انظر: صحيح البخاريّ (7/70)، والنّهاية (باب:الكاف مع الياء) 4/217، ولسان العرب (حرف: السّين المهملة، فصل: الكاف) 6/200- 202.
(5) بضم الهمزة، وتشديد الياء على وزن: أُفْعُوْلَةٌ، والألف زائدة: اسم لأربعين درهما. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/189)، والمجموع المغيث لأبي موسى المديني (من باب: الواو والقاف) 3/442، والنّهاية (باب: الواو مع القاف) 5/217.
(6) تقدّم بيان معناها... انظر ص/494.(4/9)
قال: فدخلت، فصلّيت، ثم رجعت، فأمر بلالاً أن يزن لي أُوقيّة، فوزن لي بلالٌ، فأرجَح في الميزان(1). قال: فانطلقت، فلمّا ولّيت قال: "ادْعُ لِي جَابِرًا". فدُعيت، فقلت: الآن يردّ عليّ الجمل ولم يكن شيء أبغض إليّ منه فقال: "خُذْ جَمَلَكَ، وَلَكَ ثَمَنُهُ".
قال الشّيخ الإمام أبو بكر الخطيب(2): "هذا حديث صحيح من حديث أبي نُعيم وهب بن كيسان مولى آل الزبير بن العوّام (/أ[2/أ]) عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاريّ، وثابت من رواية أبي عثمان وقيل: أبي عمر(3) عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب عن وهب.
اتّفق البخاريّ، ومسلم على إخراجه في الصّحيحين، فرواه البخاريّ عن محمّد بن بشّار المعروف ببندار(4)
__________
(1) في رواية للبخاري في: صحيحه (3/203): "قال أي: النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: "يَا بِلال اقضِه، وَزِده"، فأعطاه أربعة دنانير، وزاده قيراطا".
(2) في (ب): "قال الخطيب".
(3) انظر: رجال صحيح مسلم لابن منجوية (2/12) ت/1026، والمقتنى للذهبي (1/420) ت/4506.
(4) انظر كشف النقاب لابن الجوزي (1/117) ت/216.
وحديثه في الصحيح في: (كتاب البيوع، باب: شراء الدّواب والحمير) 3/130 ورقمه/49.
ورواه أيضا في مواضع أخرى من صحيحه مطوّلاً، ومختصرًا، فرواه في: (كتاب النّكاح، باب: تزويج الثيّبات) 7/7- 8 ورقمه/16 عن أبي النّعمان، و(باب: طلب الولد) 7/70 ورقمه/174 عن مسدّد، و (باب: تستحدّ المغيبة، وتمتشط الشّعثة) 7/70- 71 ورقمه/176 عن يعقوب بن إبراهيم، ثلاثتهم عن هشيم عن سيّار (هو: أبو الحكم العنزيّ)،
وفي: (كتاب: الشّروط، باب: استئذان الرّجل الإمام) 4/129- 130 ورقمه/171 عن إسحاق بن إبراهيم، وفي: (كتاب: الاستقراض، باب: من اشترى بالدّين، وليس عنده ثمنه، أو ليس بحضرته) 3/232- 233 ورقمه/1 عن محمّد (هو: البيكنديّ) كلاهما عن جرير عن المغيرة (هو: ابن مقسم)، وفي: (كتاب: الشّروط، باب: إذا اشترط البائع ظهر الدّابة إلى مكان مسمّى جاز) 4/29- 30 عن أبي نعيم عن زكريا (هو: ابن أبي زائدة)، ثلاثتهم (سيّار، والمغيرة، وزكريا) عن الشّعبيّ، وفي: (كتاب المظالم والغصب، باب: من عقل بعيره على البلاط أو باب المسجد) 3/270 ورقمه/43، وفي: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: من ضرب دابّة غيره في الغزو) 4/92- 93 ورقمه/76 عن مسلم (هو: ابن إبراهيم) عن أبي عقيل (هو: الدّورقيّ) عن أبي المتوكّل النّاجيّ، وفي: (كتاب: الوكالة، باب: إذا وكّل رجل رجلاً أن يعطي شيئا، ولم يبيّن كم يعطي فأعطى على ما يتعارفه النّاس) 3/202- 203 ورقمه/9 عن مكيّ بن إبراهيم عن أبي جريج عن عطاء وغيره، وفي: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: الصّلاة إذا قدم من سفر) 4/175 ورقمه/282 عن سليمان بن حرب، وَ (باب: الطّعام عند القدوم) 4/175 176 ورقمه/284 عن محمّد (هو: ابن سلام) عن وكيع كلاهما عن شعبة عن محارب ابن دثار، أربعتهم (الشّعبي، وأبو المتوكّل، وعطاء، ومحارب) عن جابر به.(4/10)
.
ورواه: مُسلم عن أبي موسى محمّد بن المثنى(1)، فكأَنَّ أَبا محمّد بن يحيى سمعه من الشّيخين جميعا".
[3]- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ الفارسيّ(2): حدّثنا القاضي أَبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ(3): أَنا أَبو موسى محمّد بن المثنّى(4): ثنا ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: "أنّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لَمَّا جَاءَ إِلىَ مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاَهَا، وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا".
قال الشّيخ الإمام أبو بكر الخطيب(5): "هذا حديثٌ صحيحُ من حديث أبي عبد الله عروة بن الزُّبير بن العوّام الأسديّ عن خالته عائشة أمِّ المؤمنين /ب[2/ب] وثابت من رواية أبي المنذر هشام بن عروة عن أبيه.
اتّفق البخاريّ، ومسلم على إخراجه، فروياه جميعاً عن محمّد بن المثنى(6)
__________
(1) صحيح مسلم (كتاب: الرّضاع، باب: استحباب نكاح ذات الدّين) 2/1089.
وانظره: (كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب تحيّة المسجد بركعتين..) 1/495- 496 رقم الحديث: 715.
(كتاب الرّضاع، باب: استحباب نكاح ذات الدّين..) 2/1087- 1090.
(كتاب: المساقاة، باب: بيع البعير، واستثناء ركوبه) 3/1221- 1224.
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/54.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(5) في (ب): "قال الخطيب".
(6) أما البخاريّ فرواه في: (كتاب: الحجّ، باب: من أين يخرج من مكّة) 2/284 ورقمه/169.
ورواه أيضا في الباب نفسه (رقم الحديث/171) عن أحمد (لعلّه: ابن عيسى) عن ابن وهب عن عمرو (هو: ابن الحارث)، وفي: (كتاب: المغازي، باب: دخول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من أعلى مكّة) 5/303 ورقمه/297 عن الهيثم بن خارجة عن حفص بن ميسرة، وفي الباب المتقدّم نفسه من كتاب الحج (2/285 رقم الحديث/170) عن محمود ابن غيلان عن أبي أسامة، ثلاثتهم عن هشام به، بعضهم بمثله، وبعضهم بنحوه، مختصرًا.
وأمّا مسلم فرواه في: (كتاب: الحجّ، باب: استحباب دخول مكّة من الثّنيّة العليا، والخروج منها من الثّنيّة السّفلى..) 2/918 ورقمه/1258.
وهذا الحديث رواه ابن رشيد في: (ملء العَيْبَة 3/149- 150) عن شيخه أبي بكر بن الأنماطي عن داود بن ملاعب عن أبي الفضل الأرمويّ عن أبي القاسم المهروانيّ بسنده، فذكره كما هنا دون كلام الخطيب عليه ثم قال: "هذا الحديث من هذا الجزء الأول من هذه الفوائد المنتخبة، وهو حديث وقع موافقة للأئمة الخمسة (خ م د ت ن) جميعهم رواه عن أبي موسى محمد بن المثنّى، وهو من عجيب الموافقات مع علوّه من هذا الطريق، والحمد لله" اه.(4/11)
، فكاَنَّ شيخنا أبا عمر بن مهديّ سمعه منهما".
[4]- أَخبرنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمّد بن أَحمد الفرضيّ(1): ثنا يوسف بن يعقوب بن بُهلول(2): ثنا جدِّي وهو: إسحاق بن بُهلول التَّنُوْخيّ(3): ثنا سفيان عن الزُّهريِّ عن عبيد الله(4) عن ابن عبّاس عن ميمونة: أنّ فأرة وقعت في سمن، فقال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم (/أ[2/ب]): "أَلْقُوْهَا، وَمَا حَوْلَهَا، وَكُلُوْهُ".
قال الشّيخ الإمام أبو بكر الخطيب(5): "هذا حديثٌ صحيحٌ من حديث أبي بكر محمّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزّهريّ عن أبي عبد الله عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذليّ عن أبي العبّاس عبد الله بن عبّاس ابن عبد المطلب(6).
وَثابتٌ من رواية أبي محمّد سفيان بن عيينة بن أَبي عمران الهلاليّ عن الزّهريّ.
انفرد البخاريّ بإخراجه في كتابه، فرواه عن عبد الله بن الزُّبير الحميديّ عن سفيان(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) الأنباري، أبو بكر البغدادي، المعروف بالأزرق... ثقة. مات في آخر سنة: تسع وعشرين وثلاثمائة. انظر: أخبار الرّاضي والمتّقي للصّولي (ص/213)، وتأريخ بغداد (14/321) ت/7644، ومرآة الجنان (2/296).
(3) بفتح المثنّاة المنقوطة من فوقها باثنتين، وضمّ النّون المخفّفة، وفي آخرها الخاء المعجمة أبو يعقوب، البغدايّ... ثقة. مات سنة: اثنتين وخمسين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (2/214) ت/736، وتأريخ بغداد (6/366) ت/3390، والوافي بالوفيات (8/408).
(4) ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
(5) في (ب): "قال الخطيب".
(6) في (ب): "عن أبي العبّاس عبد الله بن عبد المطلّب".
وكُتب قبالتها في الحاشية بالخط نفسه : "صوابه: ابن عبّاس".
(7) صحيح البخاريّ (كتاب: الذّبائح والصّيد، باب: إذا وقعت الفأرة في السّمن الجامد، أو الذّائب) 7/176- 177 رقم الحديث/69.
ورواه أيضا في: (كتاب الوضوء، باب: ما يقع من النّجاسات في السّمن والماء) 1/114 ورقمه/99 عن عليّ بن عبد الله عن معن (هو: ابن عيسى)،
و (1/113 114 رقم/98) عن إسماعيل (هو: ابن أبي أويس)،
وفي الباب نفسه من كتاب الذّبائح والصّيد (رقم الحديث/71) عن عبدالعزيز بن عبد الله (هو: ابن يحيى)، ثلاثتهم عن مالك،
وفيه أيضا (رقم الحديث/70) عن عبدان عن عبد الله بن يونس، كلاهما عن الزّهري به، بنحوه.(4/12)
، فكأَنَّ شيخنا أبا أحمد سمعه من البخاريِّ".
[5]- أَخبرنا أَبو عبد الله أَحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست البزّاز(1): أنا أُبو بكر محمّد بن جعفر المَطِيريّ(2): حدثنا عليّ ابن حَرْب(3): ثنا محمّد بن فُضَيْل(4) عن الأعمش عن عبد العزيز بن رُفَيْع(5) (/ب[3/أ]) عن تميم بن طرَفَة(6) عن عديّ بن حاتم عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما قال: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِيْنٍ، فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوِ خَيْرٌ، ولْيُكَفِّر(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(2) في (ب): الطّيري بحذف الميم في أوّله والصّحيح إثباتها.
والمطيري: بفتح الميم، وكسر الطّاء، وسكون المثنّاة التّحتيّة... ثقة مأمون.
مات سنة: خمس وثلاثين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (2/145) ت/561.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/296.
(4) بفاء مضمومة، وضاد معجمة ابن غزوان الضّبيّ بفتح الضّاد المعجمة، وتشديد الباء الموحّدة مولاهم، أبو عبد الرحمن، الكوفيّ... صدوق، يتشيّع.
روى له: ع. ومات سنة: خمس وتسعين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/389)، والجرح والتّعديل (8/57) ت/263، والميزان (5/134) ت/8062، والتّقريب (ص/502) ت/6227.
(5) الأسدي، أبو عبد الله المكيّ، الطائفيّ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ثلاثين ومائة وقيل: بعدها. انظر: المشاهير لابن حبّان (ص/84 85) ت/616، والكاشف (1/655) ت/3386، والتّقريب (ص/357) ت/4095.
(6) في (ب): "تميم طرفة"، وفيه سقط.
وطرفة : بفتح الطّاء، والرّاء المهملة، والفاء... الطائيّ، المُسليّ بضمّ الميم، وسكون المهملة الكوفيّ... ثقة. روى له: م، د، س، ق. ومات سنة: خمس وتسعين. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/288)، والكاشف(1/279) ت/674، والتّقريب (ص/130) ت/802.
(7) مأخوذ من الكَفْر، وهو في الأصل: السّتر، والتّغطية.
والكفَّارة: ما كُفِّر به من صدقة، أو صوم، أو نحو ذلك... أو: فعل ما يجب بالحنث في اليمين.
انظر: معجم المقاييس (كتاب: الكاف، باب: الكاف والفاء وما يثلّثهما) ص/930- 931، والنّهاية (باب: الكاف مع الفاء)4/187، 189، ولسان العرب (حرف: الكاف، فصل: الفاء) /144، 148- 149.(4/13)
عَنْ يَمِيْنِهِ".
قال الشّيخ(1) أبو بكر الخطيب: "انفرد مسلم بإخراج هذا الحديث في كتابه دون البخاريّ، فرواه عن محمّد بن عبد الله بن نُمَير(2)، ومحمّد بن طريف(3) عن محمّد بن فضيل ابن غزوان الضبيّ(4)، فكأنّ أبا عبد الله بن دوست سمعه من مُسلم".
[6]- أَخبرنا أَبو الحسن أَحمد بن محمّد بن أَحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأَهوازيّ(5): ثنا محمّد بن جعفر المَطِيْريّ(6): ثنا عليّ بن حرب(7): ثنا الحسن بن موسى(/أ[3/أ]) الأَشيب(8): ثنا شيبان(9) عن يحيى بن أَبي كثير(10)
__________
(1) قوله: "الشّيخ" ساقط من: (ب).
(2) الهَمْداني، أبو عبد الرحمن الكوفيّ... ثقة حافظ مأمون. روى له: ع.
ومات سنة: أربع وثلاثين ومئتين. انظر: تأريخ أسماء الثّقات لابن شاهين (ص/285) ت/1170، والتّقريب (ص/490) ت/6053.
(3) ابن خليفة البجليّ، أبو جعفر، الكوفيّ...صدوق. روى له: م، د، ت، ق.
ومات سنة: اثنتين وأربعين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (7/293) ت/1586، والتّقريب (ص/485) ت/5977.
(4) صحيح مسلم (كتاب: الأَيمان، باب: ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرًا منها أن يأتي الذي هو خير، ويكفّر عن يمينه) 3/1273 رقم الحديث/1651.
(5) تقدمت ترجمته... انظر ص/53.
(6) تقدمت ترجمته أيضا ... انظر ص/506.
(7) تقدمت ترجمته أيضا ... انظر ص/296.
(8) القاضي، أبو عليّ، البغداديّ... ثقة. روى له: ع.
ومات سنة: تسع ومئتين وقيل بعدها.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/337)، وتأريخ بغداد (7/426) ت/4000، والكاشف (1/330) ت/1069.
(9) ابن عبد الرحمن التّميميّ، مولاهم، أبو معاوية، البصريّ، النّحويّ... ثقة أيضا. روى له: ع. ومات سنة: أربع وستّين ومائة. انظر: التّأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/260)، والتّقريب (ص/269) ت/2833.
(10) الطّائي، مولاهم، أبو نصر، اليماميّ... ثقة ثبت، لكنه يدلِّس، ويرسل.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومائة وقيل بعد ذلك.
انظر: التّقريب (ص/596) ت/7632.
وقد صرّح بسماع هذا الحديث من شيخه عند النّسائي في (السّنن الكبرى)، انظره: (2/202) رقم الحديث/367.(4/14)
عن أَبي سلمة بن عبد الرحمن أَنَّ عمر بن عبد العزيز أَخبره أَنَّ عروة بن الزُّبير أَخبره أَنَّ عائِشة أَخبرته: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب(1): "انفرد مسلم بإِخراجه، فرواه عن أَبي بكر بن أَبي شيبة عن الحسن الأَشيب(2)، فكأَنَّ ابن الصّلت سمعه منه.
وقد اجتمع في هذا الحديث رواية أَربعة من التّابعين، بعضهم عن بعض:
أَحدهم: يحيى بن أَبي كثير، فإِنَّه رأَى أنس بن مالك(3)
__________
(1) في (ب): (قال أبو بكر الخطيب).
(2) صحيح مسلم (كتاب: الصِّيام، باب: بيان أن القبلة في الصّوم ليست محرّمة على من لم تحرّك شهوته) 2/778 رقم الحديث/1106.
والحديث رواه: البخاريّ أيضا في: صحيحه (كتاب: الصِّيام، باب: المباشرة للصّائم) 3/69 ورقمه/35 عن سليمان بن حرب عن شعبة عن الحكم (هو: ابن عتيبة) عن إبراهيم (هو: النّخعيّ) عن الأسود (هو: ابن يزيد)، و(باب: القبلة للصّائم) رقم الحديث/36 عن محمّد بن المثنّى عن يحيى، وعن عبد الله بن مسلمة عن مالك كلاهما عن هشام عن أبيه، كلاهما (الأسود، وعروة) عن عائشة به، بنحوه.
(3) انظر مثلاً: تهذيب الكمال (31/504- 505)، والسّير (6/28)، والتّقريب (ص/596) ت/7632 حيث عدّه مؤلفه في الطّبقة الخامسة، وهي: الطّبقة الصّغرى من التّابعين الّذين رأوا الواحد والإثنين من الصّحابة، ولم يثبت لبعضهم السّماع من أحد منهم (كما ذكره ص/75 منه).
هذا، ومع رؤيته له، وورود بعض الأحاديث من طريقه عنه، وعن صحابة آخرين إلاّ أنّه لا يثبت له سماع منهم (انظر: عمل اليوم واللّيلة للنّسائيّ ص/267- 268، وَالمراسيل لابن أبي حاتم ص/240، والمشاهير لابن حبّان ص/191 ت/1537، وَتحفة الأشراف، وحاشيته النّكت الظّراف 1/431- 432).
وورد في بعض الرّوايات من طريقه أنّه أدخل عمرو بن زبيب بينه، وبين أنس (كما أشار إليه الحافظ في: تعجيل المنفعة ص/204 ت/791).(4/15)
.
وأبو سلمة بن عبد الرحمن(/ب[3/ب]) أكثر الرّواية عن أبي هريرة، وَأبي سعيد الخدريّ، وعائِشة أُمِّ المؤمنين وغيرهم.
وعمر بن عبد العزيز بن مروان سمع: أَنس بن مالك.
ولعروة بن الزّبير روايات عن عِدّة من الصّحابة".
[7]- أَخبرنا القاضي أَبو الحسين محمّد بن أَحمد بن القاسم بن إِسماعيل المحامليّ(1): ثنا أَبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن حرب الطّائيّ(2): حدّثنا عليّ بن حرب(3): ثنا سفيان بن عيينة عن الزّهريّ عن سالم(4) عن أبيه قال: قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "لاَ حَسَدَ(5) إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ(6) اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ.
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(2) الموصليّ... قال أبو حازم العبدويّ (كما في: تأريخ بغداد 3/432): "لا أعلمه إلاّ ثقة، ولا أعرف أحدًا تكلّم فيه".
ووثّقه الحافظ ابن حجر في: (لسان الميزان 5/158 ضمن ترجمة: محمّد بن خلف بن جعفر).
وحسّن البرقانيّ أمره (كما في: تأريخ بغداد 3/432 أيضا)، ووصفه الذّهبيّ في: (السّير 15/357) بأنه صدوق. مات سنة: أربعين وثلاثمائة.
انظر: الإعلام بوفيّات الأعلام (1/233) ت/1522، وشذرات الذّهب (2/357).
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/296.
(4) هو: ابن عبد الله بن عمر بن الخطّاب.
(5) قال ابن الأثير في: (النّهاية 1/383): (الحسد: أن يرى الرجل لأخيه نعمة، فيتمنّى أن تزول عنه، وتكون له دونه، والمراد هنا: ليس حسد لا يضر إلاّ في اثنتين) اه.
وقيل: المراد من الحسد المذكور في الحديث: (الغبطة) وهي: أن يتمنّى أن يكون له مثلُ ما لأخيه من غير أن يتمنّى زوالها عنه عكس: الحسد وهذا أولى.
انظر: شرح السّنّة للبغويّ (1/299)، ومجموع فتاوى ابن تيميّة (10/112 113)، وفتح الباري (1/200 201، 8/690).
(6) أي: ساعاته. انظر: الصّحاح للجوهريّ (باب: الواو والياء، فصل: الألف) 6/2273.(4/16)
وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَاْلاً، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب(1): "اتّفق الشّيخان على إخراج هذا الحديث، فرواه البخاريّ عن عليّ هو: ابن المدينيّ (2).
ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وَزهير بن حرب(3)، (/أ[3/ب]) وَعمرو بن محمّد النّاقد(4)، أربعتهم(5) عن سفيان بن عيينة، فكأَنَّ شيخنا أبا الحسين المحامليّ سمعه من البخاريِّ، ومسلم جميعا".
__________
(1) في (ب): (قال أبو بكر الخطيب).
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: التّوحيد، باب: قول النّبيّ صلي الله عليه وسلم : " رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء اللّيل، وآناء النهار.. ") 9/274 275 رقم الحديث/155.
ورواه أيضا في: (كتاب فضائل القرآن، باب: اغتباط صاحب القرآن) 6/329 ورقمه/44 عن أبي اليمان عن شعيب عن الزّهريّ به، بنحوه.
(3) أبو خيثمة النّسائيّ... ثقة ثبت. روى له: خ، م، د، س، ق.
ومات سنة: أربع وثلاثين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (8/482) ت/4597، والتّقريب (ص/217) ت/2042.
(4) أبو عثمان، البغدادي... ثقة حافظ، وهم في حديث. روى له: خ، م، د، س. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومئتين.
انظر: الطّبقات لابن سعد (7/358)، وتهذيب الكمال (22/213) ت/4442، والتّقريب (ص/426) ت/5106.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل من يقوم بالقرآن ويعلّمه) 1/558- 559 ورقمه/815.
(5) يعني: عليّ بن المدينيّ في طريق البخاريّ والثلاثة الذين أخرج مسلم الحديث من طريقهم.(4/17)
[8]- أَخبرنا أَبو الحسن محمّد بن أَحمد بن محمّد بن أَحمد(1) بن رزقويه البزّاز(2) قال: أنا محمّد بن(/ب[4/أ]) يحيى بن عمر بن عليّ ابن حرب الطّائِيّ(3): ثنا عليّ بن حَرب(4): ثنا أبو داود(5): ثنا عِصام بن النّعمان(6) عن سُفيان عن الأسود بن قيس(7) عن عمرو بن سُفيان(8)
__________
(1) قوله: "ابن أحمد" ليس في: (ب).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/56.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/510.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/296.
(5) هو: عمر بن سعد الحَفَريّ بفتح الحاء المهملة، والفاء الكوفيّ... ثقة ثبت، عابد. روى له: م، 4. ومات سنة: ثلاث ومئتين. انظر: تأريخ الدّارمي عن ابن معين (ص/62) ت/97، وتأريخ الثّقات (ص/358) ت/1231، والتّقريب (ص/413) ت/4904.
(6) له ذِكر في: تهذيب الكمال (20/61، 24/93)، وَتهذيب التّهذيب (7/196، 8/407)، وَالتّقريب (ص/390)، والخلاصة (ص/266)، ولم أقف على ترجمة له.
(7) العبديّ، أبو قيس، الكوفيّ... مجمع على ثقته، من الرابعة. روى له: ع. انظر: الجرح والتّعديل (2/292) ت/1069، وتأريخ الإسلام للذّهبيّ (5/227)، والتّقريب (ص/111) ت/506.
(8) الثّقفي... ترجم له البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 6/334 ت/2565) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً.
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 5/172).
وذكر الحافظ في: (التّهذيب 8/40) أنّ الحاكم صحّح حديثا من طريقه، وضعّفه أبو جعفر النحّاس من أجله.
وقال عنه في: (التّقريب ص/422 ت/5038): "مقبول" اه.
ولعلّ الأقرب أن يقال: "مستور"، ويتوقّف في توثيق ابن حبّان له، وتصحيح الحاكم حديثا من طريقه؛ لاحتمال أن يكون ذلك تساهل منهما يرحمهما الله .(4/18)
قال: "لَمَّا ظَهَرَ(1) عَلِيٌّ عَلَى النَّاسِ يَوْمَ الجَمَلِ(2) قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا فِي هَذِهِ الأَمَارَةِ بِشَيْءٍ، حَتَّى رَأَيْنَا مِنَ الرَّأْيِ أَنْ نَسْتَخْلِفَ أَبَا بَكْرٍ، فَأَقَامَ، وَاسْتَقَامَ [حَتَّى مَضَى لَسَبِيلِهِ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَأَى مِنَ الرَّأْيِ أَنْ يَسْتَخْلِفَ عُمَرَ، فَأَقَامَ، وَاسْتَقَامَ](3) حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بَجِرَاْنِهِ(4)، ثُمَّ إِنَّ قَوْما طَلَبُوا هَذِهِ الدُّنْيَا، فَكَانَتْ أُمُورٌ يَقْضِي اللهُ فِيهَا".
__________
(1) أي: قوي، وانتصر. انظر: معجم المقاييس (كتاب: الظّاء، باب: الظّاء والهاء وما يثلّثهما) ص/642- 643، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الظّاء) 4/523.
(2) هو اليوم الذي التقى فيه: طلحة، والزّبير، وعائشة رضي الله عنهم ومن معهم من جهة، وعليّ رضي الله عنه وعسكره من جهة أخرى، وكان ذلك في شهر: جمادى الآخرة، من سنة: ستّ وثلاثين، بالبصرة.
وسمّى بذلك نسبة إلى جمل عائشة رضي الله عنها الذي عقر يومئذ.
وحوادثه معروفة، انظرها مثلاً في: تأريخ خليفة (ص/180- 191)، وتأريخ الرّسل والملوك للطّبريّ (4/444- 555)، والعواصم لابن العربيّ (ص/109- 119).
(3) لحق بحاشية: (أ).
(4) الجِرَان في الأصل: باطن عنق البعير... يقال: (وضع البعيرُ جرانَه) أي: باطن عنقه. والمراد هنا: قَرّ قراره، واستقام، كما أنّ البعير إذا برك واستراح مَدّ عنقه على الأرض. انظر: النّهاية (باب: الجيم مع الرّاء) 1/263، ولسان العرب (حرف: النّون، فصل: الجيم) 13/86.(4/19)
قال الشّيخ(1) أبو بكر الخطيب: "كذا روى هذا الحديث أَبو داود عمر بن سعد الحَفَرَيّ عن عصام بن النّعمان وهو: ابن أَبي خالد، ابن أَخي: إسماعيل بن أَبِي خالد(2) عن سفيان الثّوري(3).
__________
(1) قوله: "الشّيخ" ليس في: (ب).
(2) كذلك قال عبد الله بن الإمام أحمد في: (السّنّة 2/695) إلاّ أن فيه: ".. وهو ابن أخي خالد..".
وإسماعيل بن أبي خالد هو: الأحمسيّ، مولاهم، أبو عبد الله، الكوفيّ... مات سنة: ستّ وأربعين ومائة. انظر ترجمته في: التّأريخ لأبي بكر المقدّميّ (ص/126) ت/778، تهذيب الكمال (3/69) ت/439، والسّير (6/176).
(3) روى هذه الطّريق: عبد الله في: (السّنّة 2/569 ورقمها/1334) والدّارقطنيّ في: (العلل 4/86).
وذكرها ابن أبي حاتم في: (العلل 2/374- 375) وفي بعض سنده من المطبوع تحريف والدّارقطنيّ في (العلل أيضا 4/84)، والمزّيّ في: (تهذيب الكمال 24/93) نقلاً عن مسند علي للنّسائي.(4/20)
وخالفه: أَبو عاصم النّبيل(1)، فرواه عن الثّوري عن الأَسود [ابن قيس عن سعيد بن عمرو بن سفيان(2) عن(3) (أبيه عن عليّ(4). ورواه: يحيى بن يمان(5)
__________
(1) هو: الضحّاك بن مخلد الشّيبانيّ.
(2) ذكره ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 4/53 ت/230) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً. وقال الحافظ في: (التّقريب ص/239 ت/2371): "مقبول". ووصفه الخزرجيّ في: (الخلاصة ص/141) بأنه مُقلّ.
(3) تكرّرت لفظة "عن" في المتن، والحاشية، والصّواب حذف إحداهما، وهو الّذي في: (ب).
(4) رواه من هذه الطّريق: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/561 رقم الحديث/1218) ومن طريقه الضّياء في: (المختارة 2/93- 94 ورقمه/470، 471) إلاّ أنّه في الموضع الأوّل قال: "عمرو بن سعيد" والعقيليّ في: (الضّعفاء 1/178)، والدّارقطنيّ في: (العلل 4/86- 87)، واللاّلكائي في: (شرح أصول اعتقاد اهل السّنّة 7/1326- 1327 ورقمه/2527)، وذكرها البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 6/335)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتّعديل 4/53)، والدّارقطنيّ في: (العلل 4/84- 85)، والمزّيّ في: (تهذيب الكمال 24/93) نقلاً عن مسند عليّ للنّسائيّ أيضا.
قال أبو زرعة (كما في: العلل لابن أبي حاتم 2/375): "ما أدري أبو عاصم صنع شيئا فيما زاد في إسناد ابن عمرو بن سفيان".
وقال ابن أبي حاتم في الموضع المتقدّم من الجرح والتّعديل: "تفرّد أبو عاصم النّبيل في إدخاله سعيدًا في الإسناد فيما رواه عن الثّوري عن الأسود، ولا يتابع عليه" اه.
(5) أبو زكريّا، الكوفيّ... ضعيف في روايته عن الثّوري، مع أنه قد أكثرعنه.
روى له: خت، م، 4. ومات سنة: تسع وثمانين ومائة.
انظر: سؤالات ابن الجنيد لابن معين (ص/375- 376) ت/422، (ص/437- 438) ت/681، والضّعفاء لأبي زرعة (2/393، 442)، وتأريخ بغداد (14/120) ت/7456، وتهذيب الكمال(32/58) ت/6953، والتّقريب (ص/598) ت/7679.(4/21)
عن الثّوري عن الأَسود](1) عن سُفيان بن)(2) عمرو أو: عمرو بن سُفيان(3).
ورواه: عبد الصّمد بن حسّان(4) عن الثّوري، فلم يُقم إسناده، وقال: عن سفيان عن رجل عن الأَسْود عن عليّ(5).
ورواه أبو يحيى الحِمَّانيّ(6)، وعبد الرزّاق بن همّام عن الثّوري (/ب[4/ب]) عن الأَسود بن قيس عن رجل لم يُسَمّ عن عليّ(7)
__________
(1) لحق بحاشية: (ب).
(2) لحق بحاشية: (أ).
(3) أي: بالشّك. ولم أقف على هذه الرواية في غير هذا الكتاب.
(4) المروزيّ ويقال: المرّوذيّ أبو يحيى، الخراسانيّ... قال البخاريّ: (كما في: الميزان 3/5071 ت/5071): "كتبت عنه، وهو مقارب".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 6/51 ت/272): "صالح الحديث، صدوق".
وقال الذّهبيّ في: الميزان الموضع المتقدّم: "وهو صدوق إن شاء الله يقال: تركه أحمد بن حنبل، ولم يصحّ هذا". مات سنة: اثنتي عشرة ومئتين وقيل غير ذلك.
وانظر: التّأريخ الكبير للبخاريّ (6/105) ت/1849، والثّقات لابن حبّان (8/415).
(5) ذكر هذه الطّريق: الدّارقطنيّ في: (علله 4/85).
(6) بكسر المهملة، وتشديد الميم هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن، الكوفيّ... ضعّفه ابن سعد في: (الطّبقات 6/399)، وابن معين في رواية عنه (كما في: الكامل 2/312)، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 16/454 ت/3725).
ووثّقه ابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/186 ت/674، وسؤلات ابن محرز له ص/318 ت/433، والتّأريخ رواية: الدّوريّ 2/343)، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 16/454)، وذكره ابن حبّان في (الثّقات 7/121).
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/334 ت/3771): "صدوق يخطئ، ورمي بالإرجاء". روى له: خ، م، د، ت، ق. ومات سنة: اثنتين ومئتين.
(7) رواه من طريق عبد الرزّاق فقط: الإمام أحمد في: (المسند 1/114) ومن طريقه ابنه عبد الله في: السّنّة (2/566 ورقمه/1327)، ومن طريق أبي يحيى، وعبد الرزّاق: الدّارقطنيّ في (العلل 4/87- 88).
وتابعهما قبيصة، ذكر روايته ابن أبي حاتم في: (العلل 2/375).(4/22)
.
والله أعلم بالصَّواب(1)
__________
(1) وللحديث طرق أخرى... هي: طريق أبي داود الحفري عن الثّوري عن الأسود بن قيس،
وطريق: قتيبة عن جرير عن سفيان عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عليّ.
ذكرهما البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 6/334- 336).
طريق: عبثر بن القاسم عن الثّوريّ عن سوّار عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عليّ (ذكرها الدّارقطنيّ في: علله 4/86).
طريق: عبثر أيضا عن الثّوريّ عن سوّار عن عثمان عن مصعب عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عليّ (أدخل بين سوّار والأسود: عثمان بن مصعب). (انظر: [87 أ/أ] من المجموع المحفوظ بمركز مخطوطات الجامعة الإسلاميّة تحت الرّقم/2465، وهو قطعة من كتاب في فضائل الصّحابة، لم اهتد لمؤلّفه).
طريق: مروان بن معاوية عن مساور عن عمرو بن سفيان عن عليّ مرسلاً (ذكرها: الدّراقطنيّ في: علله 4/86 أيضا والمزّيّ في: تهذيب الكمال 24/93 نقلاً عن: مسند عليّ للنّسائيّ).
طريق: شريك عن شيخ غير مسمّى عن عليّ (ذكرها الدّارقطنيّ 4/86).
وذكره المزّيّ في: (تهذيب الكمال 24/93 نقلاً عن: مسند عليّ للنّسائيّ أيضا) عن شريك عن الأسود بن قيس عن ابن سفيان ولم يسمّه عن عليّ.
ورواه الضّياء في: (المختارة 2/94- 95 رقم الحديث/472) وفيه: ".. عن الأسود بن قيس عن عمرو بن سفيان..".
طريق: سفيان (انظر: الموضع نفسه من المجموع المتقدم ص/31)، وأبي عاصم، كلاهما عن الأسود بن قيس عن عمرو بن سفيان عن أبيه عن عليّ.
وقال أبو عاصم مرّة عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو بن سفيان عن أبيه عن عليّ (ذكر روايتي أبي عاصم: المزّيّ في: تهذيب الكمال 24/92- 93 نقلاً عن مسند عليّ للنّسائي أيضا).
وله طرق أخرى انظرها في (السّنّة لعبد الله بن الإمام أحمد 2/567 رقم/1329، 2/569 رقم/1333، 2/570 رقم/1336).
هذا، وقال الدّارقطنيّ في: (العلل 4/86) عن الحديث: "والثّوري رحمه الله كان يضطرب فيه، ولم يثبت إسناده".
وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/458 في ترجمة قيس العبديّ، ورقمها/5601): "وفي الحديث الذي أخرجه له النّسائي اضطراب"، وهو كما قالا.(4/23)
".
[9]- أخبرنا أبو محمّد عبد الله(/أ[4/أ]) بن عبيد [الله](1) ابن يحيى البيّع(2): ثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ(3): ثنا عليّ ابن شُعيب(4): ثنا أَبو معَاوية الضرير(5): ثنا الأَعمش عن شقيق(6) عن أبي موسى قال: قِيل: يا رسول الله، الرّجل يُقاتل في سبيل الله، فيقاتل شجاعة، ويقاتل حَميَّةً(7)، ويقاتل رياءً(8)
__________
(1) لحق بحاشية: (أ).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(4) ابن عدّي البزّار، أبو الحسن، البغداديّ طوسيّ الأصل ... ثقة.
روى له: س. ومات سنة: ثلاث وخمسين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (11/435) ت/6331، والمعجم المشتمل لابن عساكر (ص/193) ت/635، والتّقريب (ص/402) ت/4745.
(5) هو: محمّد بن خازم... ثقة فاضل، من أحفظ النّاس لحديث سليمان ابن مهران الأعمش. روى له: ع. ومات سنة: أربع وتسعين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/392)، وتهذيب الكمال (25/123) ت/5173، وشرح علل الترمذيّ لابن رجب (2/620،716)، والتّقريب (ص/475) ت/5841.
(6) هو: ابن سلمة، الأسدي، أبو وائل، الكوفي... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وثمانين. انظر: الجرح والتّعديل (4/371) ت/1613، والكاشف (1/489) ت/2303.
(7) أي: من أجل الأنفة، وَالغيرة، وَدفع العار. انظر: النّهاية (باب: الحاء مع الميم) 1/447، ومختار الصّحاح (مادة: ح م ي) ص/66.
(8) يقال: "رأى الرّجل" ذا أظهر عملاً صالحا رياءً وسمعة.
و: (راءاه مراآة ورئاءً) أي: أراه على خلاف ما هو عليه.
انظر: لسان العرب (باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: الرّاء) 14/302، والقاموس المحيط (باب: الواو والياء، فصل: الرّاء) ص/1658.(4/24)
، فأيُّ ذلك في سبيل الله(1)؟ قال(2): "مَنْ قَاتَلَ(3) لِتَكُونَ(4) كَلِمَةُ اللهِ(5) هَيَ العلْيَا فَهُوَ فِي سبِيلِ اللهِ".
قال الشّيخ(6) الإِمام أبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ صحيح من حديث أَبي وائِل شقيق بن سلمة الأَسديّ عن أَبي موسى عبد الله بن قيس الأَشعريّ. وثابتٌ من رواية أَبي محمّد سليمان بن مِهْران الكاهليّ الأَعمش عن أَبي وائل.
اتّفق الشّيخان على إخراجه في كتابيهما، فرواه البخاريّ من حديث سُفيان الثّوريّ عن الأَعمش(7)
__________
(1) قال ابن الأثير في: (النّهاية 2/338- 339): "سبيل الله عامٌّ يقع على كلِّ عمل خالص سُلِك به طريق التّقرّب إلى الله تعالى بأداء الفرائض، والنّوافل، وأنواع التّطوّعات، وإذا أُطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد، حتّى صار لكثرة الاستعمال كأنّه مقصور عليه" اه.
(2) في (أ): (قاتل)، وما أثبته من: (ب)، وهو الصّحيح.
(3) في (أ): (قال)، وما أثبته من: (ب)، وهو الصحيح أيضا.
فكأنّ النّاسخ أراد تصويب اللّفظة الثّانية من: (قال) إلى: (قاتل)، فانتقل نظره إلى الأولى، فأضاف التّاء إليها، وهي صحيحة والله أعلم.
(4) في (أ): (ليكون) بالياء المثنّاة التّحتيّة وما أثبته من: (ب)، وهو الصّحيح.
(5) قال الحافظ في: (الفتح 6/34): "المراد بكلمة الله: دعوة الله إلى الإسلام، ويحتمل أن يكون المراد: أنه لا يكون في سبيل الله إلاّ من كان سبب قتاله إعلاء كلمة الله فقط" اه.
وانظره: (13/451).
(6) قوله: (الشّيخ) ليس في: (ب).
(7) صحيح البخاريّ (كتاب: التّوحيد، باب: قوله تعالى : {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِين}) 9/243 رقم الحديث/84 عن محمّد بن كثير عن سفيان به.
ورواه أيضا بنحوه في: (كتاب: فرض الخُمُس، باب: من قاتل للمغنم هل ينقص أجره ؟) 4/190- 191 ورقمه/34 عن محمّد بن بشّار عن غُنْدَر،
وفي: (كتاب: الجهاد، باب: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا) 4/76 ورقمه: 25 عن سليمان بن حرب، كلاهما عن شعبة عن عمرو (هو: ابن مرّة)، وفي: (كتاب: العلم، باب: من سأل وهو قائم عالما جالسا) 1/70- 71 ورقمه/64 عن عثمان (هو: ابن محمّد بن أبي شيبة) عن جرير (هو: ابن عبد الحميد) عن منصور (هو: ابن المعتمر)، كلاهما عن أبي وائل به.(4/25)
.
ورواه مُسْلم عن أَبي بكر بن أَبي شيبة، وَابن نُمَير(1)، وَإِسحاق ابن إِبراهيم(2)، وَأَبي كريب محمّد بن العلاءِ(3)، أَربعتهم عن أَبي معاوية(4)، فكأَنَّ [ابن يحيى](5) شيخنا سمعه من مُسلم".
[10]- أَخبرنا أَبو بكر محمّد بن عبد الله بن أَبان الهيتيّ التغلبيّ(6): حدّثنا أَبو الطيّب أَحمد بن إِبراهيم بن عبد الرحمن الرَّحبيّ(7): حدّثنا عليّ بن حرب(8): حدّثنا أَبو الصّلت(9)
__________
(1) هو: محمّد، تقدّمت ترجمته... انظر ص/508.
(2) هو: ابن راهويه.
(3) ابن كريب، الهَمْدانيّ، الكوفيّ... ثقة حافظ. روى له: ع.
مات سنة: ثمان وأربعين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (8/52) ت/239، وتهذيب التّهذيب (9/386)، وتقريبه (ص/500) ت/6204.
(4) صحيح مسلم (كتاب: الإمارة، باب: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) 3/1512 رقم الحديث/1904.
(5) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ب).
(6) في (ب): (التّغلبيّ، الهيتيّ)، تقدّمت ترجمته... انظر ص/55.
(7) ترجم له الخطيب في: (تأريخه 4/16 رقم/1608)، وذكر أنّه قد حدّث عن جماعة، وحدّثه عنه أبو بكر الهيتيّ، ثم ذكر شيئا من رواياته، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً.
(8) تقدّمت ترجمته... انظر ص/296.
(9) هو: عبد السّلام بن صالح بن سليمان القرشيّ، مولاهم، الكوفيّ...
قال النّسائي (كما في: تأريخ بغداد 11/51): (ليس بالقويّ)، وهي في مرتبة: (متّهم بالوضع، ويسرق الحديث) وغيرهما عند السّخاويّ (انظر: فتح المغيث له 2/122). وقال العقيليّ في: (الضّعفاء 2/70، 71): (كان رافضيا خبيثا) وقال: (غير مستقيم الأمر).
واتهمه: ابن عديّ في: (الكامل 5/332)، والدّارقطنيّ (كما في: تأريخ بغداد 11/51)، والذّهبيّ في: (الكاشف 1/652- 653 ت/3368) وغيرهم. ورى له: ق. ومات سنة: ستّ وثلاثين ومئتين.
وانظر: الجرح والتّعديل (6/48) ت/257، والكشف الحثيث (ص/167) ت/440، وتنزيه الشّريعة (1/79) ت/166 وقانون الموضوعات (ص/269).(4/26)
حدّثنا الرِّضى عليّ ابن موسى(1) عن أبيه(2) عن جعفر بن (/ب[5/أ]) محمّد(3)
__________
(1) ابن جعفر (الصّادق) بن محمّد (الباقر) بن علي بن الحسن (زين العابدين) ابن علي بن أبي طالب القرشيّ، أبو الحسن، المدنيّ.
ذكره ابن حبّان في (الثّقات 8/456) وقال: "من سادات أهل البيت، وعقلائهم.. يجب أن يعتبر حديثه إذا روى عنه غير أولاده وشيعته، وأبي الصّلت خاصّة، فإنّ الأخبار الّتي رويت عنه بواطيل، إنّما الذنب فيها لأبي الصّلت، ولأولاده، وشيعته؛ لأنّه كان في نفسه أجلّ من أن يكذب" اه.
وقال ابن طاهر في مواضع عدّة من: (معرفة التذكرة، منها: ص/88، 178، 264): "يأتي عن آبائه بالعجائب".
وعلّق الذّهبيّ على قوله هذا في: (الميزان 4/78 ت/5952) قائلاً: "إنّما الشّأن في ثبوت السّند إليه، وإلاّ فالرّجل قد كُذِب عليه، ووضع عليه نسخة سائرة [كما] كذب على جدّه الصّادق" اه.
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/405 ت/4804): "صدوق، والخلل ممّن روى عنه". روى له: ق. ومات سنة: ثلاث ومئتين.
(2) تقدّم نسبه في ترجمة ولده، ويكنّى: بأبي جعفر، ويعرف: بالكاظم.. قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 8/129 ت/625): (ثقة صدوق، إمام من أئمّة المسلمين).
وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/550 ت/6955): (صدوق، عابد).
روى له: ت، ق. ومات سنة: ثلاث وثمانين ومائة. وانظر: تهذيب الكمال (29/43) ت/6247، والميزان (5/326) ت/8855.
(3) تقدّم نسبه في ترجمة نافلته الرِّضى، ويكنّى: بأبي عبد الله... وثّقه الشّافعيُّ (كما في: تهذيب الكمال 5/77 ت/950)، وقال ابن حبّان في: (الثّقات 6/131- 132): "يحتجّ بروايته ما كان من غير رواية أولاده عنه؛ لأنّ في حديث ولده عنه مناكير كثيرة.. ورأيت في رواية ولده عنه أشياء ليس من حديثه، ولا من حديث أبيه، ولا من حديث جدّه، ومن المحال أن يلزق به ما جنت يدا غيره".
روى له: خت، م، 4. ومات سنة: ثمان وأربعين ومائة. وانظر: الكاشف (1/295) ت/798، والتّقريب (ص/141) ت/950.(4/27)
عن أبيه(1) [عن](2) عليّ بن حسين عن أَبيه عن عليّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم تسليما: "الإِيْمَانُ إِقْرَارٌ بَاللِّسَانِ، وَيَقِينٌ بِالْقَلْبِ، وَعَمَلٌ بَالأَرْكَانِ".
قال الشّيخ الإمام أبو بكر الخطيب(3): "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث عليّ بن الحسين زين العابدين عن(/أ[4/ب]) أبيه عن جدِّه.
[و](4) غريب من حديث جعفر بن محمّد بن عليّ عن أبيه عن جدِّه.
تفرّد بروايته عليّ بن موسى الرِّضى عن أَبيه عن جدِّه.
واشتهر [برواية](5) أبي الصّلت عبد السّلام بن صالح الهرويّ عن الرِّضى.
وقد سرقه منه غير واحد(6) فرواه [عن](7) عليّ بن موسى"(8)
__________
(1) تقدّم نسبه، ويكنّى: بأبي جعفر... ثقة فاضل. روى له: ع.
ومات سنة: بضع عشرة ومائة. انظر: تهذيب الكمال (26/136) ت/5478، والتّقريب (ص/497) ت/6151.
(2) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ب).
(3) في (ب): (قال أبو بكر الخطيب).
(4) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ب).
(5) في (أ): (بروايته)، وما أثبتّه من: (ب)، وهو الصّحيح.
(6) بلغ عدد من سرقه منه على حَسْب ما وقفت عليه: أحد عشر نفسا وسيأتي ذكرهم، وأماكن رواياتهم في تخريج الحديث.
(7) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في حاشية: (ب).
(8) الحديث رواه من طريق أبي الصّلت بمثله، وبنحوه جماعة منهم:
ابن ماجه في مقدّمة سننه (باب في: الإيمان) 1/25- 26 ورقمه/65، والعقيليّ في: (الضّعفاء 4/156)، والطبرانيّ في: (المعجم الأوسط 7/141 ورقمه/6250، 9/263- 264 ورقمه/8575)، والبيهقيّ في: (شعب الإيمان 1/47- 48 ورقمه/16، 17)، والخطيب البغداديّ في: (تأريخه 10/343، 11/47) ومن طريقه ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/128) والدّولابيّ في: (الكنى والأسماء ص/112)، والشّجري في: (الأمالي الخميسيّة 1/10)، والآجريّ في: (الشّريعة ص/131)، وتمّام في: (الفوائد 1/294 ورقمه/737)، وابن ثرثال في: (جزئه [8/ب])، وعبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر في: (مسند عليّ [2/ب])، وعزاه المتّقي الهنديّ في: (كنز العمّال 1/274 ورقمه/1362) إلى ابن مردويه.
قال العقيليّ: "... والحمل فيه على أبي الصّلت" اه.
وأبو الصّلت متّهم (كما تقدّم ص/548)، والحديث سرقه جماعة منه، فرووه عن عليّ بن موسى... ومنهم:
1- أحمد بن سلمة، أبو عمرو الكوفيّ... أخرج روايته: ابن عدّي في: (الكامل 1/190)، وقال: "هذا الحديث يعرف بأبي الصّلت الهرويّ عن أبي معاوية [هكذا] سرقه منه أحمد بن سلمة هذا، ومعه جماعة ضعفاء".
2- أحمد بن عامر بن سليمان الطّائي... أخرج روايته: الطبرانيّ (كما في: اللآلئ المصنوعة 1/33)، والخطيب في: (تأريخه 9/386) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/128) ...
وروايته هنا من طريق ولده عبدالله عنه، قال ابن الجوزي في: (الموضوعات 2/107): (يرويان عن اهل البيت نسخة كلّها موضوعة)، وقال (1/128) عن عبدالله بن عامر: "روى عن اهل البيت نسخة باطلة".
3- أحمد بن عيسى العلويّ... أخرج روايته: تمّام في: (الفوائد 1/294 رقم الحديث/736).
وأحمد لم أقف على ترجمة له، وشيخه فيه: عبّاد بن صهيب، متروك (انظر: الميزان 3/81 ت/1422).
4- الحسن بن عليّ التّميميّ، أبو سعيد العدويّ... أخرج روايته: ابن عدّى في: (الكامل 2/342)، وتمّام في: (الفوائد 1/295 ورقمه/739).
والحسن كذّاب، يسرق (انظر: الكامل 2/338، والميزان 2/29 ت/1904).
5- الحسن بن عليّ السيّد المحجوب... أخرج روايته: الشّيرازي في الألقاب (كما في: تنزيه الشّريعة لابن عرّاق 1/151)، والحسن هذا لم أقف على ترجمة له.
6- داود بن سليمان الغازيّ...أخرج روايته: ابن الجوزيّ في: (الموضوعات 1/128)، وأبو زكريّا البخاريّ في فوائده (كما في الآلئ المصنوعة للسّيوطيّ 1/34)...
وداود قال عنه أبو حاتم (كما في الجرح والتّعديل 3/413 ت/1891): "لا أعرفه".
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 2/198 ت/2608): "شيخ كذّاب، له نسخة موضوعة على الرّضى..".
7- عبد الله بن يحيى بن موسى بن جعفر... أخرج روايته: ابن السّني في: الأخوة والأخوات (كما في: تنزيه الشّريعة لابن عرّاق 1/152)، وابن الأعرابي في: معجمه (كما في: النّكت الظّراف لابن حجر 7/366، وتنزيه الشّريعة لابن عراق 1/152).
وعبد الله لم أقف على ترجمة له.
8- عليّ بن غراب... أخرج روايته: الخطيب في: (تأريخه 1/255)، والطّبرانيّ (كما في: اللآلئ 1/34)، وابن الجوزيّ في: (الموضوعات1/128)...
وعليّ هذا هو: أبو يحيى الفزاريّ، الكوفيّ، قال ابن حبّان في: (المجروحين 2/105): "كان غاليا في التّشيّع، كثير الخطأ فيما يروي حتى وجد الأسانيد المقلوبة في روايته كثيرًا، والأشياء الموضوعة التي يرويها عن الثّقات، فبطل الاحتجاج به، وإن وافق الثّقات".
9- محمّد بن أسلم... أخرج روايته: البيهقيّ في: (الشّعب 1/48 ورقمها/17) وفي السّند إليه: محمّد بن الفضل، غالٍ في التّشيّع (انظر: لسان الميزان 4/448 ت/1368)، وشيخ البيهقيّ فيه هو: عبيد بن محمّد بن مهدي القشيريّ لم أقف على ترجمة له.
10 محمّد بن سهل البجليّ... أخرج روايته: الخطيب في: (تأريخه 1/255)، وابن الجوزيّ في: (الموضوعات 1/128)...
ومحمّد قال عنه السّيوطي في: (اللآلئ 1/35): (شيخ كذّاب له نسخة موضوعة عن الرّضى..).
11- محمّد بن زياد السّهمي... أخرج روايته: الصّابونيّ في: المئتين (كما في اللآلئ المصنوعة 1/35، وتنزيه الشّريعة 1/151)، وقال: "هذا حديث غريب لم أكتبه إلاّ من حديث اهل البيت" اه.
والسّهميّ لم أقف على ترجمة له.
ورواه: أبو بكر الشّافعي في: (مسند موسى بن جعفر [5/أ]) عن محمّد ابن خلف عن موسى بن إبراهيم عن موسى بن جعفر به.. وفيه: محمّد بن خلف، كذّاب (انظر الميزان 4/458 ت/7490).
هذا، والحديث إنّما هو حديث أبي الصّلت عن الرِّضى، وهو المتّهم بوضعه، ولم يحدّث به إلاّ من سرقه منه من المتّهمين، والمجهولين، فهو الإبتداء في هذا الحديث.
انظر: الكامل (5/332)، وتأريخ بغداد (10/343، 11/51)، والموضوعات لابن الجوزي (1/129)، والأحاديث الموضوعة للموصليّ (ص/24)، وتهذيب الكمال (18/82).
كما جاء الحديث من أوجه أُخرى عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومنها:
1- حديث أبي قتادة الأنصاريّ... رواه البيهقيّ في: (الشّعب 1/41 ورقمه/9) وشيخ البيهقيّ: أبو نصر بن قتادة، هو: عمر بن عبد العزيز بن عمر ابن قتادة، لم أقف على ترجمة له، إلاّ أن البيهقيّ أكثر عنه في كتبه.
وفي الإسناد: عبد الله بن يرفأ، له ترجمة في: (التّأريخ الكبير 5/235 ت/775، والجرح والتّعديل 5/206 ت/962) وَ: عبد الرحمن بن فرّوخ، له ترجمة في: (التّأريخ الكبير 5/338 ت/1078) ولم أقف على جرح وتعديل فيهما.
2- حديث عائشة: رواه الدّيلميّ (1/2/359كما في: سّلسلة الأحاديث الضّعيفة للألبانيّ 5/274)، والشّيرازيّ في: الألقاب (كما في تنزيه الشّريعة لابن عرّاق 1/152، وَاللآلئ 1/36، وَالجامع الصّغير 1/478 ورقمه/3095 كلاهما للسّيوطي) من طريق عيسى بن إبراهيم عن الحكم بن عبدالله عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة به، مرفوعاً...
والحكم بن عبدالله هو: الأيليّ، ليس بثقة، ممّن يروي الموضوعات (انظر: المجروحين لابن حبّان 1/271، والميزان 2/95).
وعيسى بن إبراهيم هو: ابن طهمان الهاشميّ، متروك (انظر: الجرح والتّعديل 6/271 ت/1505)، ورمز السّيوطيّ في الجامع لضعف الحديث.
وقال الألبانيّ في: (ضعيف الجامع ص/339 رقم/2306، وسلسلة الأحاديث الضّعيفة 5/274): "موضوع".
3 حديث أنس: رواه ابن الجوزي في: (الموضوعات 1/129)، وقال: "وهذا إسناد ضعيف، وفيه مجاهيل". اه
وفي الإسناد: سعيد بن هبيرة، قال ابن حبّان في: (المجروحين 1/327): "كثيرًا ما يحدّث بالموضوعات عن الثّقات، كأنه كان يضعها، أو توضع له، فيجيب فيها، لا يحلّ الإحتجاج به بحال".
هذا، ومع إجماع السلف الصّالح على ما دلّت عليه هذه الأحاديث، وعلى صحّة معناها إلاّ أنّه لا يصحّ رفع شيء منها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وليست هذه الألفاظ حديثا عنه عليه الصّلاة والسّلام فقد ذكر أئمة هذا الشّأن أنّ كلّ حديث فيه أنّ: (الإيمان يزيد، وينقص) هو كذب مختلق، ومن روى ذلك عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقد غلط.
انظر: السّنّة للخلاّل (ص/581 593)، والمنار المنيف لابن القيّم (ص/112 113).(4/28)
.
[11]- أَخبرنا أَبو عبد الله أَحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست(1): أخبرنا محمّد بن جعفر المطيري(2): حدثنا الحسن بن عليّ بن عفّان العامريّ(3): ثنا يحيى بن فَصيل(4)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/506.
(3) أبو محمّد، الكوفيّ... قال ابن أبي حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/22 ت/90): "صدوق".
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/181)، وقال الدّارقطنيّ (كما في: السّير 13/26)، والذّهبيّ: "ثقة".
وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/162 ت/1261): "صدوق".
روى له: ق، وقيل: إنّ د روى عنه أيضا. ومات سنة: سبعين ومئتين.
(4) بفاء مفتوحة، وصاد مهملة الغنويّ، الكوفيّ... روى عنه أيضا : محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ. ذكره ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 9/181 ت/750) ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وله ذكر في: تصحيفات المحدّثين للعسكريّ (2/1054)، والمؤتلف والمختلف للدّارقطنيّ (4/1817)، والمشتبه للذّهبيّ (2/509)، والتّبصير لابن حجر (3/1081)، وغيرها.
وفي جميع هذه المصادر ضبط اسم أبيه كما تقدّم، وفي المطبوع من: الجرح والتّعديل، رُسم: فضيل، وفي: تصحيفات المحدّثين: قصيل، ولعلّهما خطأ طباعيّ والله تعالى أعلم.(4/29)
: ثنا الحسن بن صالح(1) عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما لأصحابه حين نزلوا الْحِجْر(2): "لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ المُعَذَّبِيْنَ إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِيْنَ [فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِيْنَ](3) فَلاَ تَدْخُلُوا [أَوْ: لاَ تَدْخُلُوا](4) عَلَيْهِمْ، فَيْصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ".
قال الشّيخ الإِمام أبو بكر الخطيب(5): "هذا حديث صحيح من حديث عبد الله بن دينار مولى عبدالله بن عمر بن الخطّاب عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر.
أخرجه البخاريّ(/ب[5/ب]) من حديث مالك بن أنس(6)
__________
(1) ابن صالح بن حَيّ وهو: حيّان الهمدانيّ،الثوريّ، أبو عبد الله، الكوفيّ... ثقة. روى له: خت، م، 4. ومات سنة: تسع وستّين ومائة. انظر: التّأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/114)، والتّقريب (ص/161) ت/1250.
(2) بكسر الحاء المهلمة، ثم جيم معجمة ساكنة، فراء مهملة اسم لديار ثمود، قوم النّبيّ صالح عليه السّلام بين المدينة، والشّأم، والغالب عليه اليوم اسم: مدائن صالح، وتبعد عن المدينة بحوالي: سبعة وأربعين وثلاثمائة كيل. انظر: النّهاية (باب: الحاء مع الجيم) 1/341، والمسالك والممالك للاصطخريّ (ص/24)، والمعالم الأثيرة في السّنّة والسّيرة لحسن شُرَّاب (ص/97، 241).
(3) لحق بحاشية: (أ).
(4) زيادة من: (ب).
(5) في: (ب): (قال أبو بكر الخطيب).
(6) صحيح البخاريّ (كتاب: الصّلاة، باب: الصّلاة في مواضع الخسف والعذاب) 1/188 189 رقم الحديث/94 عن إسماعيل بن عبد الله عن مالك به.
ورواه أيضا في: (كتاب: التّفسير، باب: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ المُرْسَلِين}) 6/152 ورقمه/223 عن إبراهيم بن المنذر عن معن (هو: ابن عيسى) عن مالك بنحوه.
وفي: (كتاب: الأنبياء، باب: قول الله تعالى :{وَإِلىَ ثَمُودَ أَخَاهمْ صَالِحا}) 4/293 ورقمه/182 عن محمّد (هو: ابن مقاتل) عن عبد الله (هو: ابن المبارك)،
وفي: (كتاب: المغازي، باب: نزول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الحجر) 6/25- 26 ورقمه/26 عن عبد الله بن محمّد عن عبد الرّزاق، كلاهما عن معمر،
وفي: الباب نفسه من كتاب: الأنبياء (رقم الحديث/183) عن وهب (هو: ابن جرير بن حازم) عن أبيه عن يونس (هو: ابن يزيد) كلاهما (معمر، ويونس) عن الزّهريّ عن سالم عن أبيه به، بنحوه.(4/30)
.
وأخرجه مُسلم من رواية إسماعيل بن جعفر(1)، كليهما عن عبدالله بن دينار.
ورواية الحسن بن صالح هذه عنه غريبة(2).
والرّاوي عن الحسن: يحيى بن فصيل، كوفيّ، له عن الحسن نُسخة(3).
وأبوه فَصيل:(4) بفتح الفاء، وكسر الصّاد المبهمة .
وله نظير في الخطّ، هو: يحيى بن فُضَيْل(5) بضمّ الفاء، وفتح الضّاد المعجمة وهو بغداديّ، نزل مِصْر، وحدَّث بها عن عَوْن بن عُمارة(/أ[5/أ]) الغُبَريّ(6)، وأَبي سعيد الأَصمعيّ(7).
__________
(1) ابن أبي كثير، الأنصاري، أبو إسحاق، المدنيّ... ثقة ثبت. روى له: ع. ومات سنة: ثمانين ومائة. انظر: العلل ومعرفة الرّجال للإمام أحمد (2/485) ت/3195، والتّقريب (ص/106) ت/431.
وحديثه عند مسلم في: (كتاب: الزّهد والرّقائق، باب: لا تدخلوا مساكن الّذين ظلموا إلاّ أن تكونوا باكين) 4/2285 ورقمه/2980.
(2) الحديث مشهور من طريق مالك وإسماعيل بن جعفر، وكلاهما مدنيان عن عبدالله بن دينار، والحسن بن صالح كوفي كما تقدم (ص/468) فروايته لهذا الحديث عن ابن دينار غريبة غرابة نسبيّة والله تعالى أعلم.
(3) انظر: الكامل (1/253).
(4) في (ب): (وأبو فصيل)، وفيه سقط.
(5) أبو محمّد، الكاتب، البغداديّ... مات سنة: ثمانين ومئتين.
له ترجمة في: تأريخ بغداد (14/222) ت/7517.
(6) بضمّ الغين المعجمة، وفتح الباء الموحّدة، وفي آخرها راء العبديّ، القيسيّ، أبو محمّد، البصريّ... مات سنة: اثنتي عشرة ومئتين. له ترجمة في: الجرح والتّعديل (6/388) ت/2160، والأنساب (4/135)، وتهذيب الكمال (22/463) ت/4554، والميزان (4/226) ت/6534، وغيرها.
(7) هو: عبدالملك بن قُريب بن عبد الملك وقيل: ابن أصمع الباهليّ، صاحب اللّغة، والأخبار... مات سنة: ستّ عشرة ومئتين وقيل غير ذلك.
له ترجمة في: مراتب النّحويّين لأبي الطيّب اللّغوي (ص/80 105)، تأريخ بغداد (10/410) ت/5576، وأخبار النّحويّين البصريّين (ص/45)، وتهذيب الكمال (18/382) ت/3551.(4/31)
[و](1) روى عنه: عبد العزيز بن أَحمد بن الفرج الغَافقيّ(2)، وغيره(3).
[12]- أَخبرنا أَبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن نصر السُّتُوريّ(4): ثنا عثمان بن أَحمد بن السَّمَّاك(5): ثنا أيوب بن سليمان الصُّغْديّ(6): حدَّثنا أَبو اليمان الحكم بن نافع(7)، وَعبد الحميد بن إبراهيم(8)
__________
(1) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ب).
(2) بفتح الغين المعجمة، وكسر الفاء والقاف أبو القاسم، البغداديّ، مولى المهديّ... له ترجمة في: تأريخ بغداد (10/453) ت/5612.
(3) كمحمّد بن أحمد بن عبد الله بن وردان العامريّ، المصريّ، وَمحمّد بن أحمد ابن أبي يوسف الخلاّل. انظر: تأريخ بغداد (14/222).
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(5) بفتح السّين المهملة، وتشديد الميم الدّقّاق، أبو عمرو، البغداديّ...
وثّقه الدّارقطنيّ، والخطيب في: تأريخ بغداد (11/303)، والسمعاني في: (الأنساب 3/290)، وابن الجوزيّ في: (المنتظم 14/99 ت/2552)، وغيرهم.
وقال الذّهبيّ في: (السّير 15/444 445): (الشّيخ، الإمام، المحدّث، المكثر، الصّادق.. جمع فأوعى، وكتب العالي والنّازل، والسّمين والهزيل)، وقال في: (الميزان 3/428 ت/5486): "صدوق في نفسه، لكن روايته لتلك البلايا.. فالآفة من فوق...". مات سنة: أربع وأربعين وثلاثمائة.
وانظر: لسان الميزان (4/131) ت/299.
(6) بضمّ الصّاد المهملة، وسكون الغين المعجمة، وفي آخرها الدّال المهملة البغداديّ... ثقة. مات سنة: أربع وسبعين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (7/11) ت/3474، والأنساب (3/544)، ومعجم البلدان (3/410).
(7) البهرانيّ بفتح الباء الموحّدة، وسكون الهاء، وفتح الرّاء الحمصيّ... ثقة ثبت. روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وعشرين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (3/129) ت/586، والسّير (10/325)، والتّقريب (ص/176) ت/1464.
(8) الحضرميّ، أبو تقيّ بفتح المثنّاة، ثم قاف مكسورة الحمصيّ...
قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 6/8 ت/41): "كان في بعض قرى حمص، فلم أخرج إليه.."، ونقم عليه تحديثه بكتب عبد الله بن سالم عن الزّبيديّ مع ذهاب كتبه، وعدم حفظه لها.. ثم قال: "شيخ لا يحفظ، وليس عنده كتب".
وقال تليمذه: محمّد بن عوف (في الموضع نفسه من المصدر المتقدّم): "كان شيخا ضريرًا لا يحفظ"، وذكر أنه كان يلقّن فيتلقّن، وإنما حملهم على الرّواية عنه شهوة كتابة الحديث! وقال النّسائي (كما في: تهذيب الكمال 16/408 ت/3704): "ليس بشيء"، وقال مرّة: "ليس بثقة". روى له: س حديثا واحدًا متابعة. وانظر: التّقريب (ص/332) ت/3752.(4/32)
قالا: حدَّثنا عُفير(1) بن معدان(2) عن سُليم(3) بن عامر الخبائِريّ(4) عن أَبي أُمامة الباهليّ عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "وُكِّلَ بِالشَّمْس سَبْعَةُ أَمْلاَكٍ يَرْمُونَهَا بِالثَّلْجِ مِنْ حِيْنَ تَطْلُعُ حَتَّى تَغِيبَ، وَلَوْلاَ ذَلِكَ مَا أَتَتْ عَلَى شَيْءٍ إَلاَّ أَحْرَقَتْهُ".
__________
(1) بضمّ العين المهملة، وفتح الفاء، مصغّرًا.
(2) الحضرميّ، الحمصيّ، المؤذّن...
ضعّفه جماعة منهم: ابن معين في: (التأريخ رواية الدّوريّ 2/408)، والإمام أحمد (كما في: الكامل 2/332)، وأبو داود (كما في: سؤالات الآجرّيّ له 5/434 ت/757)، والتّرمذيّ في: (الجامع 4/83)، وغيرهم.
بل قد اشتدّ نكيرهم على حاله، وروايته عن سليم بن عامر شيخه في هذا الحديث فقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 7/36 ت/195): "هو ضعيف الحديث، يكثر الرّواية عن سُليم بن عامر عن أبي أمامة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالمناكير ممّا لا أصل له، لا يشتغل بروايته".
وقال العقيليّ في: (الضّعفاء 3/430): "عفير بن معدان عن سليم بن عامر، ولا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلاّ به". وانظر: الضّعفاء لأبي زرعة رواية البرذعيّ (2/372)، والمجروحين لابن حبّان (2/198).
(3) في (ب): "سليمان"، وهو خطأ.
(4) بخاء معجمة مفتوحة، ثم موحّدة مخفّفة، وألف، ثم همزة، ثم راء ويقال: الكلاعيّ بفتح الكاف يكنّى بأبي يحيى... شاميّ، تابعيّ، متّفق على توثيقه، غلط من قال: إنه أدرك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. روى له: بخ، م، 4. ومات سنة: ثلاثين ومائة. انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/199) ت/600، وتهذيب الأسماء للنّوويّ (1/232)، والتّقريب (ص/249) ت/2527.(4/33)
قال الشّيخ الإِمام أبو بكر الخطيب(1): "هذا حديث غريب من حديث سُليم بن عامر عن أبي أمامة واسمه:(/ب[6/ب]) صُديّ بن عجلان لا أعلم رواه غير عُفَير بن معدان الحضرميّ ويكنى: أبا عائذ(2).
وإسناد هذا الحديث ممّا روى أَيوب بن سليمان الصُّغْديّ كلُّهم حِمصيّون(3)
__________
(1) في: (ب): "قال أبو بكر الخطيب".
(2) انظر: الكنى للإمام مسلم (1/650) ت/2636.
ويقال له أيضا: أبو معدان (كما في: تهذيب الكمال 20/176 ت/3965)
(3) وهو كما قال... والحديث رواه أيضا : الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 8/168 ورقمه/7705)، والأصمُّ في: حديثه 3/145/1 (كما ذكره الألبانيّ في: السّلسلة الضّعيفة 1/308)، وابن عديّ في: (الكامل 6/317)، وأبو الشّيخ في: (العظمة ص/225 ورقمه/639)، وأبو حفص الكتّانيّ في: الأمالي 1/9/2 (ذكره الألبانيّ أيضا ص/307)، والخطيب في: (الموضّح 2/153، 352)، وأبو محمّد السّرّاج في: الفوائد 1/125/1 (ذكره الألبانيّ أيضا)، والسّمرقنديّ في: (الفوائد المنتقاة [6/أ])، وابن الجوزيّ في: (العلل 1/46 ورقمه/29)، وعزاه السّيوطي في:(الحبائك ص/116 رقم/432)، والزّبيديّ في: (الإتحاف 7/288، 10/214) إلى ابن مردويه في: التّفسير... ومداره على عُفير بن معدان، وسبق بيان حاله ص/559، وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 8/131) وقد ذكر الحديث: (فيه: عفير بن معدان، وهو: ضعيف جدًّا). اه
وقال الألبانيّ في: كتابه المتقدّم (1/307 308): "وهذا الحديث مع ضعفه الشّديد إسنادًا فإني لا أشك أنه موضوع متنا؛ إذ ليس عليه لوائح كلام النُّبوَّة، والرّسالة، بل هو أشبه بالإسرائيليّات، ويؤيّد وضعه: مخالفته لما ثبت في علم الفلك أنّ السّبب في عدم حرق الشّمس لما على وجه الأرض إنما هو بُعْدُها عن الأرض بمسافات كبيرة جدًّا...".
وروى الإمام أحمد في مسنده (2/207)، والطّبري في تفسيره (16/10) عن يزيد بن هارون عن العوّام بن حوشب عن مولى لعبدالله بن عمرو عن عبدالله ابن عمرو قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشّمس حين غربت، فقال: "في نار الله الحامية، لولا مايزعها من أمر الله لأهلكت ما على الأرض"، واللّفظ لأحمد.
قال العراقيّ في المغني (2/1196) وقد ذكره: "وفيه من لم يُسم"، وقال الهيثميّ في مجمع الزّوائد (8/131): (رواه أحمد، وفيه راو لم يُسم، وبقية رجاله ثقات).
وقوله: "ما يزعها" أيّ: مايكفّها (انظر: النّهاية 5/180).(4/34)
".
[13]- أَبنا أَبو عبد الله الحسين بن عمر بن بُرهان الغزَّال(1): ثنا أَبو جعفر محمّد بن عمرو البَخْتِريّ الرَّزاز(2) إِملاءً ثنا عبد الكريم بن الهيثم(3): ثنا أبو اليمان(4) قال: أَخبرني شعيب(5)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/58.
(2) في (أ): (أبو محمّد عمرو بن البختريّ)، وفي (ب): (أبو جعفر محمّد ابن عمر البختريّ)، وما أثبتّه هو الصّحيح الموجود في مصادر ترجمته، وترجمة تلميذه أبي عبدالله الغزّال.
والبختري: بالباء المنقوطة من تحتها بنقطة، والخاء المنقوطة السّاكنة، وبعدها التّاء المفتوحة المنقوطة من فوقها بنقطتين، بعدها راء مهملة.
والرزّاز: بفتح الرّاء، وتشديد الزّاي المفتوحة، والألف بين الزّايين المعجمتين، نسبة إلى من يبيع الرُّزّ. وثّقه الخطيب في: (تأريخه 3/132 ت/1152)، والذّهبيّ في:(السّير 15/385).
وانظر: الأنساب (1/294،3/57)، والوافي بالوفيات (4/291).
(3) أبو يحيى الدَّيْرعاقُولي بفتح الدّال المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وبعدها الرّاء، ثم العين المهملة، وفيها قاف بعد الألف ثم البغداديّ، القطّان... ثقة، ثبت. مات سنة: ثمان وسبعين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (11/78) ت/5753، وطبقات الحنابلة (1/216)، واللّباب (1/523).
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/534.
(5) ابن أبي حمزة، البهرانيّ... ثقة، من أثبت النّاس في الزّهريّ شيخه في هذا الحديث . روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وستّين ومائة.
انظر: الجرح والتّعديل (4/344) ت/1508، والكاشف (1/486) ت/2286، والتّقريب (ص/267) ت/2798.(4/35)
عن الزُّهريِّ قال: أَخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: إِنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعطيني العطاءَ، فأقول: أَعطه أَفقرُ إِليه منِّي. فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ(1)، أَوْ تَصَدَّقْ بِهِ، وَمَا لاَ فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ".(/أ[5/ب])
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "اتَّفق البخاريّ، ومسلم على إخراج هذا الحديث في صحيحيهما، فرواه البخاريّ عن أَبي اليمان الحكم بن نافع البهرانيّ عن شعيب وهو: ابن أَبي حمزة، واسم أَبيه:دينار(2).
وأخرجه مُسلم من رواية يونس بن يزيد(3) عن الزُّهريِّ(4)".
__________
(1) أي: اجعله لك مالاً. انظر: المجموع المغيث لأبي موسى المدينيّ (من باب: الميم مع الواو) 3/242، والنّهاية (باب: الميم مع الواو) 3/373.
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: الأحكام، باب: رزق الله الحاكم والعاملين عليها) 9/122- 123 ورقمه/27 في قِصَّة.
ورواه أيضا في: (كتاب: الزّكاة، باب: من أعطاه الله شيئا من غير مسألة، ولا إشراف نفس) 2/247 ورقمه/75 عن يحيى بن بكير عن اللّيث عن يونس عن الزّهريّ به، بنحوه.
(3) الأيلي بفتح الهمزة، وسكون التّحتانيّة، بعدها لام أبو يزيد،النّجّاد...
ثقة، إلاّ أنّ في روايته عن الزّهريّ وهما قليلاً. روى له: ع. ومات سنة: تسع وخمسين ومائة. انظر: التّقريب (ص/614) ت/7919.
(4) صحيح مسلم (كتاب: الزّكاة، باب: إباحة الأخذ لمن أُعطي من غير مسألة ولا إشراف) 2/723 ورقمه/1045.
والحديث فيه اختصار هنا، وفي الصَّحيحين بعد قوله: "فتصدّق به": "وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا..." الحديث كما هنا .(4/36)
[14]- أَخبرنا أَبو الحسين عليّ بن محمّد بن عبد الله بن بِشْران المُعدِّل(1) قال: أَخبرنا إِسماعيل بن محمّد الصَّفَّار(2): ثنا عبد الكريم بن الهيثم الدَّيْرعَاقُوليّ(3): ثنا أَبو اليمان(4) قال: أَخبرني شعيب(5) عن الزهري قال: حدَّثني عامر بن واثلة اللًّيثيّ(6) أَنَّ نافع بن عبد الحارث الخُزَاعيّ(7) لقي عُمر بن الخطّاب بعُسْفَان(8)، وكان عمر استعمله على أهل مكة، فسلّم على عُمر، فقال له عمر: مَنْ استخلفتَ على أَهل الوادي؟ فقال: استخلفتُ عليهم ابن أَبْزَى(9). فقال عمر: مَنْ ابن أَبْزَى؟ فقال نافع: مولى من موالينا. فقال عمر: استخلفتَ عليهم مولى؟ فقال: يا أَمير المؤمنين، إنه قارئٌ لكتاب الله، عالم بالفرائض. فقال عمر: أَمَا إِنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابَ
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/62.
(2) أبو عليّ البغدادي... ثقة، مسند العراق في وقته. ومات سنة: إحدى وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (6/302) ت/3344، وإنباه الرّواة (1/246) ت/133، والسّير (15/441)، ولسان الميزان (1/432) ت/1340.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/310.
(4) هو: الحكم بن نافع، تقدّمت ترجمته... انظر ص/534.
(5) ابن أبي حمزة، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/537.
(6) أبو الطّفيل... له صحبة.
(7) له صحبة أيضا ... انظر ترجمته في: الاستيعاب (3/539)، والإصابة (3/545) ت/8657.
(8) بضمّ أوّله، وسكون ثانيه، ثم فاء، وآخره نون قبلها ألف: بلدة من مناهل الطّريق بين مكة، والمدينة، تبعد عن مكة: ثمانين كيلاً تقريبا. انظر: معجم البلدان (4/121)، ومعجم المعالم الجغرافيّة في السّيرة النبّويّة للبلاديّ (ص/208).
(9) بمفتوحة، فساكنة، وبفتح الزّاي، وقصر ... وهو: عبد الرحمن الخزاعيّ.. له صحبة أيضا. انظر ترجمته في: التّأريخ الكبير للبخاريّ (5/245)، والاستيعاب (2/417)، وتهذيب الأسماء واللّغات للنّوويّ (1/293).(4/37)
أَقْوَاما، وَيَضَعُ آخَرِينَ".
قال الشّيخ الإِمام أبو بكر الخطيب: "انفرد مسلم بإخراج هذا الحديث في كتابه دون البخاريّ، فرواه عن محمّد بن إسحاق الصَّغاني(1)، وعبد الله بن عبد الرحمن السَّمرقنديّ(2)، كليهما عن أَبي اليمان(3)، فكأَنَّ أَبا الحسين بن بِشْران سمعه من مسلم.(/أ[6/أ])
[15]- أَخبرنا أَبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله ابن مهديّ(4): أَخبرنا أَبو عبد الله محمّد بن مخلد العطَّار(5): ثنا عَنْبَس بن إِسماعيل القزَّاز(6): ثنا شُعَيب بن حَرْب(7)
__________
(1) بفتح المهملة، ثم المعجمة أبو بكر، البغداديّ، خراسانيّ الأصل... ثقة ثبت. روى له: م، 4. ومات سنة: سبعين ومئتين. انظر: سؤالات السّلميّ للدّارقطنيّ (ص/310) ت/335، وتأريخ بغداد (1/240) ت/73، والمعجم المشتمل لابن عساكر (ص/225) ت/757، والتّقريب (ص/467) ت/5721.
(2) أبو محمّد التّميميّ، الدّارميّ، صاحب السّنن.
(3) صحيح مسلم (كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل من يقوم بالقرآن ويعلمّه) 1/559 رقم الحديث/817.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/54.
(5) الدّوريّ، ثمّ البغداديّ... ثقة مأمون، عابد. مات سنة: إحدى وثلاثين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (3/310) ت/1406، والمنتظم (14/32) ت/2462، وطبقات الحفّاظ للسيّوطي (ص/346) ت/781.
(6) ترجم له الخطيب البغدادي في: (تأريخه 12/318 ت/6760) وذكر أنّه حدّث عن: أصرم بن حوشب، وشعيب بن حرب، ومجاشع بن عمرو.
وروى عنه: ابنه محمّد، ومحمّد بن مخلد العطّار.
وساق بسنده عنه هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
(7) المدائنيّ، أبو صالح، البغداديّ، نزيل مكة... ثقة مأمون، عابد.
روى له: خ، د، س. ومات سنة: سبع وتسعين ومائة وقيل: قبلها بسنة .
انظر: التّأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/257)، والتّقريب (ص/267) ت/2797.(4/38)
: ثنا سفيان الثّوري عن مالك ابن أنس: ثنا عامر بن عبد الله(1) عن عمرو(2) عن أَبي قتادة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَقْعُدَ".
قال الشّيخ الإِمام أبو بكر الخطيب: "هذا حديث صحيح من حديث أَبي عبد الله مالك بن أَنس بن أَبي عامر الأَصبحيّ إِمام دار الهجرة اتّفق الشّيخان على إِخراجه في صحيحيهما(3).
وهو غريبٌ من رواية أَبي عبد الله سُفيان بن سَعيد الثّوريّ عن مالك.
تفرّد بروايته: عَنْبَس بن إِسماعيل القزَّاز عن شعيب بن حَرْب عن سفيان(4).
وقيل: إِنَّه وَهِمَ فيه.
__________
(1) ابن الزّبير بن العوّام الأسديّ، أبو الحارث، المدنيّ... عابد، فاضل، مجمع على توثيقه وجلالته.
روى له: ع. ومات سنة: إحدى وعشرين ومائة.
انظر: طبقات خليفة (ص/259)، وتهذيب الأسماء واللّغات (1/256) ت/179، وتهذيب الكمال (14/57) ت/3049.
(2) ابن سليم بن خَلْدة بفتح معجمة، وسكون لام، وقيل: بفتحها الزُّرَقيّ بفتح الزّاي، وفتح الرّاء، بعدها قاف الأنصاريّ.. ثقة من كبار التّابعين بالمدينة، ومتقني اهلها.
روى له: ع. ومات سنة: أربع ومائة.
- انظر: المشاهير لابن حبّان (ص/75) ت/537، وتهذيب الكمال (22/55) ت/4379، والكاشف، وحاشيته لسبط ابن العجميّ (2/78) ت/4167.
(3) أمّا البخاريّ فرواه في: (كتاب: الصّلاة، باب: إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين) 1/193 ورقمه/104 عن عبد الله بن يوسف عن مالك به، بنحوه.
ورواه أيضا في: (كتاب: التهجّد، باب: ما جاء في التّطوّع مثنى مثنى) 2/128 ورقمه/190 عن المكيّ بن إبراهيم عن عبد الله بن سعيد عن عامر به، بنحوه أيضا.
وأمّا مسلم فرواه في: (كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب تحيّة المسجد بركعتين..) 1/495 رقم الحديث/714.
(4) انظر تأريخ بغداد (12/318)، وحلية الأولياء (3/168) في ترجمة: عامر بن عبد الله بن الزّبير.(4/39)
ورواه غيره(1) عن شعيب عن مالك نفسِه وهو الصَّواب(2).
واسم أَبي قتَادة: الحارث بن ربعيّ الأَنصاريّ.
وعمرو الرّاوي عنه هو: ابنُ سُلَيم الزُّرقيّ".
__________
(1) كالعلاء بن سالم ... (لابأس به ، كما في تأريخ بغداد 12/242)، أخرج روايته الخطيب في: (تأريخه 12/318) .
(2) وعبارته في: (تأريخه 12/318): "وقيل إنّ هذا أصحّ والله أعلم".(4/40)
[16]- أَخبرنا أَبو الحسن أَحمد بن محمّد بن أَحمد بن موسى ابن هارون بن الصَّلت(1) قال: أَخبرنا أَبو العبَّاس أَحمد بن محمّد ابن سعيد بن عُقْدة الكوفيّ(2): ثنا محمود بن عليّ بن عُبيد بن زُبيد بن الشّاة الهَرويّ الفراشانيّ(3): ثنا محمّد بن خُلَيد الحنفيّ(4): ثنا مالك ابن أَنس عن سُفيان الثّوري عن طلحة بن عَمرو(5)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/53.
(2) حافظ، صاحب تصانيف، على ضعف فيه، بلاؤه من روايته بالوجادات، وللمناكير، وشدّة تشيّعه. مات سنة: اثنتين وثلاثين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (5/14) ت/2365، وسؤالات السّلميّ للدّارقطنيّ (ص/117) ت/41، والميزان (1/136) ت/548، ولسان الميزان (1/263) ت/817.
(3) لم أقف على ترجمته.
(4) الكرمانيّ - ويقال له: محمّد بن خالد -... قال البرذعيّ في: "سؤالاته لأبي زرعة 2/511 - 512): محمّد بن خليد الحنفيّ قدم ناحيتنا، فقال:"ما أعرفه".
فذكرت له عنه غير حديث كنت أنكرتها من رواياته، فقال لي فيها: "كلّها باطل، وروايته ذلك عن قوم ثقات مثل ابن عيينة، وعبد الله بن داود، وغيرهما". وذكره ابن حبّان في: (المجروحين 2/302) وقال: "يقلب الأخبار، ويسند الموقوف، لا يجوز الإحتجاج به إذا انفرد".
وقال ابن منده (كما في: لسان الميزان 5/158): "روى مناكير، فيه ضعف".
وانظر: الجرح والتّعديل (7/248) ت/1362، والميزان (4/459) ت/7492.
وانظر فيه الترجمة رقم: (7473)، و(7493)، و(7494).
(5) ابن عثمان الحضرميّ، أبو عمران، المكيّ. متروك على كثرة حديثه، وسَعَة حفظه. روى له: ق. ومات سنة: اثنتين وخمسين ومائة.
انظر: - التّأريخ لابن معين - رواية: الدّوريّ - (2/278)، وسؤالات ابن أبي شيبة لعليّ بن المدينيّ (ص/112) ت/127، والعلل ومعرفة الرّجال لأحمد (1/411 ت/866، 2/530 ت/3497)، والمقتنى للذّهبيّ (1/436) ت/4748، والتّقريب (ص/283) ت/3030.(5/1)
عن عطاء(1) عن جابر ابن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم /أ [6/ ب]: "اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ صِبَاحِ الْوُجُوهِ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث سفيان الثّوريّ عن طلحة بن عَمرو، وعجيبٌ من رواية مالك بن أَنس عن الثّوري، لا أعلم رواه [عنه](2) غير محمّد بن خُلَيد الحنفيّ.
وتابعه: مالك بن سلاّم(3)، وليس قولهما بشيء"(4)
__________
(1) هو: ابن أبي رباح.
(2) لحق بحاشية: (أ).
(3) ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 13/158 ورقمها/7141) وذكر أنّه حدّث عن: مالك بن أنس، والفضل بن عمّار.
وأنّه قد روى عنه: عبد الله بن حمّاد الآمليّ، وعبّاد بن عمرو التّميميّ.
وقال: "وفي حديثه نكرة"، وساق له هذا الحديث بسنده عنه عن مالك ابن أنس به - إلاّ أنّه جاء من طريقه من مسند عبدالله بن عبّاس بدل جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما .
وانظر: - الميزان (4/347) ت/7019، ولسان الميزان (5/4) ت/10.
(4) الحديث من طريق ابن خليد رواه - أيضا : الدّارقطنيّ في: غرائب مالك (كما ذكر ابن حجر في: اللّسان 5/159)، ونقل عنه قال: "لا يصحّ عن مالك، ومحمّد ابن خليد وغيره يرويه عن أبي هريرة بدل جابر".
وللحديث طريقان آخران عن جابر.. أوّلهما: رواها البزّار في مسنده (كما في: كشف الأستار 2/398 رقم الحديث/1948)، والعقيليّ في: (الضّعفاء 2/138 - 139)، والطّبرانيّ في: (الأوسط 7/70 - 71 رقم الحديث/6113)، وابن عديّ في: (الكامل 3/290)، وتمّام في: (الفوائد 2/178 رقم الحديث/1488) بأسانيد مدارها على: سليمان بن كَرَّاز الطّفاويّ، وهو ضعيف، والغالب على حديثه الوهم..
انظر: الضّعفاء (2/138) ت/628، ولسان الميزان (3/101) ت/338. وكذا شيخه: عمر بن صهبان، ليس بشيء.. (انظر: الميزان 4/127 ت/6149).
والأخرى: رواها أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 1/363) وفيها: خلف ابن يحيى، كذّبه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/372 ت/1697)، و: مصعب بن سلاّم، انقلبت عليه صحائفه، واختلطت عليه رواياته، ضعّفه ابن معين - في رواية عنه - وابن المديني، وأبو داود، وغيرهم.
(انظر: - تأريخ بغداد 13/108، والضّعفاء 3/496، والمجروحين 3/28).
وخالف زيادُ بن أيوب (ثقة، كما في: التّقريب ت/2056) خلفَ ابن يحيى، فرواه عن مصعب به مرسلاً، مرفوعا.. أخرج روايته: ابن أبي الدّنيا في: (قضاء الحوائج ص/51 ورقمها/54) - وسيأتي .
وللحديث طرق أُخرى عن عدد من الصّحابة - رضوان الله عليهم - هي:
1 - حديث عليّ: رواه ابن النّجّار في: تأريخه (كما ذكر السيّوطيّ في: اللآلئ المصنوعة 2/81).. قال المعلّميّ في تعليقه على: (الفوائد المجموعة للشّوكانيّ ص/202): "سند ابن النّجّار فيه جماعة لم أعرفهم، وفيه النّضر بن سلمة.. وضّاع، وعبد الله بن المحرّر: منكر الحديث، متروك". اه
2 - حديث أبي بكرة: رواه تمّام في: (فوائده 1/34 ورقمه /864)، وفيه شيخ تمّام: محمّد بن هارون، كان يتّهم (كما في: اللّسان لابن حجر 5/411 ت/1357)،
وفيه: المبارك بن فضالة، صدوق إذا صرّح بالسّماع؛ لأنه يدلّس، ولم يصرّح به هنا...
انظر: التّقريب (ص/519) ت/6464، وطبقات المدلّسين (ص/43) ت/93.
3 - حديث عائشة، وروي من أربع طرق عنها:
الأولى: رواها البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 1/157، والصّغير 2/162)، وابن أبي الدّنيا في: (قضاء الحوائج ص/48 - 49 رقم الحديث/51)، وأبو يعلى في: (المسند 8/199 رقم الحديث/4759)، وأبو الحسين بن المظفّر في: (حديثه [1/6 - أ])، وأبو الشّيخ في: (الأمثال ص/43 - 44 ورقمها/67)، والدّارقطنيّ في: (المؤتلف والمختلف 1/383)، والبيهقيّ في: (الشّعب 3/278 ورقمه/3541، 3542)، والشّجريّ في: (الأمالي الخميسيّة 2/154)، وابن الجوزي في: (الموضوعات 2/162) بأسانيد مدارها على جبرة بنت محمّد بن ثابت عن أبيها - وفي بعض الطّرق: عن أمّها، وفي بعضها: عن جدّتها - عنها به، بمثله...
قال العراقيّ في: (المغني 2/1027): "وجبرة، وأمّها لا أعرف حالهما".
وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 8/195): "وفيه من لم أعرفهم".
الثّانية: رواها ابن عديّ في: (الكامل 2/204) - ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (2/162) - وأشار إليها ابن حبّان في: (المجروحين 1/148) من طرق عن الحكم بن عبد الله الأيليّ عن الزّهريّ عن ابن المسيِّب عنها به، بمثله... والحكم بن عبدالله ليس بثقة؛ ممّن يروي الموضوعات.
انظر: التّأريخ لابن معين - رواية: الدّوريّ - (2/124)، والمجروحين (1/148)، وتعليقات الدّارقطنيّ على المجروحين لابن حبّان (ص/76).
الثّالثة: رواها العقيليّ في: (الضّعفاء 2/121) - ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: (الموضوعات 2/162) - بسنده عن يزيد بن هرمز قال: أخبرنا شيخ من قريش عن الزّهريّ عن عروة عنها به، بمثله، أطول منه... والسّند فيه رجل لم يسمّ، عيّنه بعض رجاله، وأنّه: سليمان بن أرقم، وهو متروك.
انظر: الكامل (3/250)، وتهذيب الكمال (11/351) ت/2491.
الرابعة: رواها أبو الشّيخ في: (الأمثال ص/44 ورقمها/68) بسند فيه: عثمان بن عبد الرحمن (وهو: أبو عمرو الزّهريّ) متروك، وكذّبه ابن معين... انظر: - التّقريب (ص/385 ت/4493) .
4 - حديث أبي هريرة، وروي من أربع طرق عنه:
الأولى: رواها ابن أبي الدّنيا في: (قضاء الحوائج ص/51 رقم/53) والدّارقطنيّ (كما في اللآلئ المصنوعة 2/80) - ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: (الموضوعات 2/162) - وفيها: عبد الله بن إبراهيم الغفاريّ، منكر الحديث، متّهم بالوضع...
انظر: الكامل (4/189)، وتهذيب التّهذيب (5/137).
وفيها - أيضا : يزيد بن عبد الملك، ضعيف...
انظر: التّقريب (ص/603) ت/7751.
الثّانية: رواها العقيليّ في: (الضّعفاء 2/321)، وفيها: محمّد بن الأزهر، ليس بالمعروف، ويحدّث عن الكذّابين، فلا يشتغل به...
انظر: العلل ومعرفة الرّجال لأحمد (3/261) ت/5153، والكامل (6/132).
وفيها - أيضا : عبد الرحمن بن إبراهيم، ليس بشيء...
انظر: المجروحين (2/60)، والميزان (3/259) ت/4803.
الثّالثة: رواها تمّام في: (فوائده 2/298 رقم الحديث/1798)، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 4/472 رقم الحديث/3799)، وأبو الشّيخ في: (الأمثال ص/45 ورقمها/70).. قال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن أبي هريرة إلاّ عطاء، ولا عن عطاء إلاّ طلحة، ولا عن طلحة إلاّ صفوان بن عيسى، تفرّد به ابن عائشة".
وفيه: طلحة بن عمرو، وتقدّم (ص/572) أنّه وضّاع.
الرّابعة: رواها أبو الشّيخ في: (الأمثال ص/44 ورقمها/69)، وفيها: يعقوب بن حميد بن كاسب قال ابن معين في: (التّأريخ - رواية: الدّوري - 2/680): "ليس بشيء"، وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 9/206 ت/861): "ضعيف الحديث".
ويزيد بن عبد الملك النّوفليّ ضعيف (كما في: التّقريب ص/603 ت/7751).
5 - حديث عبد الله بن عمرو: رواه ابن عديّ في: (الكامل 6/221)، وقال: "وهذا يستغرب بهذا الإسناد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه".
وفي الإسناد: محمّد بن عبد الله بن عبيد، منكر الحديث، متروك.
انظر: الكامل (6/220)، والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (3/80 ت/3095).
6 - حديث ابن عبّاس، وروي من طرق عنه:
الأولى: رواها الطّبرانيّ (كما في مجمع الزّوائد 8/195)، والخطيب في: (تأريخ بغداد 4/185)، وابن الجوزيّ في: (الموضوعات 2/159) وفيها: أحمد ابن سلمة المدائني، متّهم بالكذب...
انظر: لسان الميزان (1/180) ت/575.
وَ: ليث بن أبي سليم، متروك الحديث...
انظر: التّقريب (ص/464) ت/5685.
الثّانية: رواها العقيليّ في: (الضّعفاء 3/340) - ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: (الموضوعات 2/160) - وفيها: عصمة بن محمّد، كذّاب يضع الحديث، كما نقله العقيليّ في الموضع المتقدّم من كتابه عن ابن معين،
وانظر: الميزان (3/465) ت/5631.
الثّالثة: روها الخرائطيّ في: (اعتلال القلوب [3/125 ب])، وابن عديّ في: (الكامل 3/320) وفيها عنعنة ابن جريج، وسليم بن مسلم متروك ليس بشيء... انظر: الموضع نفسه من الكامل، والميزان (2/422) ت/3547.
الرّابعة: رواها الخطيب في: (تأريخ بغداد 7/11) - ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (2/159 - 160) - وفيها: مصعب بن سلاّم، تقدّم ص/573 أنّه ضعيف.
الخامسة: رواها أبو الحسن الحلبيّ في: (فوائده [10/أ - ب])، وأبو القاسم الدّمشقيّ في (فوائده [75/ب])، وأبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 2/59)، والخطيب في: (تأريخه 11/43، 13/158) - ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: (الموضوعات 2/159) - وفيها: طلحة بن عمرو،وتقدّم ص/572 أنّه وضّاع.
السّادسة: رواها الطّبرانيّ في: (الكبير 11/67 ورقمها/11110) بسنده عن مجاهد عن ابن عبّاس - قال مجاهد: أراه رفعه - فذكره، بنحوه.
وفي السّند إلى مجاهد: عبد الله بن خراش، ضعيف، أطلق بعضهم فيه القول بالكذب. انظر: التّهذيب (5/197)، ومجمع الزّوائد (8/195).
7 - حديث ابن عمر، وروي من ثلاث طرق عنه:
الأولى: رواها عبد بن حميد في مسنده (المنتخب ص/243 رقم الحديث/751)، وابن أبي الدّنيا في: (قضاء الحوائج ص/50 ورقمه/52)، وأبو الشّيخ في: (الأمثال ص/45 ورقمها/71)، والخطيب في: (تأريخه 11/295 - 296) - ومن طريق ابن حميد والخطيب: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (2/160) - والسّهميّ في: (تأريخ جرجان ص/385 386)، والقضاعيّ في: (الشّهاب 1/384 رقم الحديث/661) وفيها: محمّد ابن عبد الرحمن بن المجبر، وأبوه، ليسا بشيء...
انظر: - التّأريخ لابن معين - رواية الدّوريّ - (2/357،527)، والكامل لابن عديّ (6/288).
الثّانية: رواها ابن حبّان في: (المجروحين 2/313) - ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (2/160) - وفيها: محمّد بن يونس الكديميّ، متّهم بالكذب...
انظر: - الكامل (6/292)، وتهذيب الكمال (27/66) ت/5721.
الثّالثة: رواها السّلفي في: الطّيوريّات (كما في اللآلئ 2/79) بسند فيه رجل يقال له: إسحاق بن إبراهيم، لم أقف على ترجمة له.
وقال المعلّميّ في تعليقه على: (الفوائد المجموعة للشّوكانيّ ص/77): (وفيه من لم أعرفه).
8 - حديث أنس، وروي من ثلاث طرق عنه:
الأولى: رواها الخطيب في: (تأريخ بغداد 3/226) - ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (2/161) بسند فيه: أبو بكر الطّرازيّ، ذاهب الحديث.
انظر: تأريخ بغداد (3/225) ت/1287، والميزان (5/153) ت/8133.
وَ: أبو سعيد العدويّ، وضّاع...
انظر: الميزان (2/29) ت/1904، وقانون الموضوعات للفتّنيّ (ص/309).
وَ: خراش، وضّاع - أيضا ...
انظر: المجروحين (1/288)، والميزان (2/174) ت/2500.
الثّانية: رواها الدّارقطنيّ في: الأفراد (التّرتيب [86/ب])، وابن الجوزيّ في: (الموضوعات 2/161)... قال الدّارقطنيّ (تفرّد به سليمان بن سلمة...)، وسليمان وضّاع - أيضا ...
انظر: المجروحين (3/32 - 33)، والميزان (2/400 ت/3473).
الثّالثة: رواها أبو الشّيخ في: (الأمثال ص/43 ورقمها/66) بسند فيه: داود بن المحبّر، متروك (كما في: التّقريب ص/200 ت/1811)، وعنبسة بن عبد الرحمن القرشيّ متروك - أيضا - مرميّ بالوضع (انظر: التّقريب ص/433 ت/5206).
9 - حديث أبي أمامة:رواه الخرائطي في: (اعتلال القلوب[3/125 ب])...، وفيه: الحسن بن دينار، متّهم، ولم يدرك أبا أمامة ولا أحدًا من الصّحابة.
انظر: الكامل (2/196)، والميزان (2/10) ت/1842.
10 - حديث يزيد بن خصيفة: رواه أحمد بن منيع في مسنده (كما في: المطالب العالية 2/423 ورقمه/2641) - ومن طريقه: أبو الشيخ في: (الأمثال ص/45 ورقمه/72) - بسنده عن الحجّاج بن يزيد عن أبيه به مرفوعا...
ورواه الطّبرانيّ (كما في: مجمع الزّوائد 8/195) وفيه: عن أبيه عن جدّه به مرفوعا...
قال المعلّميّ في تعليقه على: (الفوائد المجموعة للشّوكانيّ ص/78): "ولا يعرف الحجّاج، ولا أبوه"، وقال - أيضا : "ولا يعرف والد يزيد بن خصيفة في الرّواة، ولا جدّه في الصّحابة" اه.
وفي السّند إلى الحجّاج: هشام بن زياد، ليس بثقة،واتّهمه ابن حبّان بالوضع.
انظر: المجروحين (3/88)، وتهذيب الكمال (30/200) ت/6575.
وفيه - أيضا : عبّاد بن عبّاد (وهو: أبو عتبة الأرسوفيّ) منكر الحديث، تركه ابن حبّان...
انظر: - المجروحين (2/170)، والميزان (3/82) ت/4124).
11 - 13 - حديث عبد الله بن جراد، وكليب بن جزي، ورقاد بن ربيعة: رواه أبو الشّيخ في: (الأمثال ص/46 ورقمه/73)، وفيه: هاشم بن القاسم (وهو: الحرّاني) كبر وتغيّر (انظر: الاغتباط ص/357 ت/111).
ويعلى بن الأشدق متروك، ادّعى أنه لقي الصّحابة (انظر: الكامل 7/287، والميزان 6/130 ت/9834، والتّقريب ص/570 أثناء ترجمة: هاشم بن القاسم، ورقمها/7255).
وروي الحديث مرسلاً عن:
1 - أبي مصعب الأنصاريّ: رواه ابن أبي شيبة في: (المصنّف 6/208 ورقمه/1)... وأبو مصعب هذا هو: إسماعيل بن زيد بن ثابت له ترجمة في: (الطّبقات الكبرى 5/264)، وَ: (التّأريخ الكبير 1/355)، وَ (الثّقات 4/15) وغيرها.
2 - عطاء بن أبي رباح: رواه ابن أبي شيبة - أيضا - في: (المصنّف 6/208 ورقمه/2) ومراسيل عطاء ليس في المرسلات أضعف منها؛ لأنّه كان يأخذ عن كل أحد... (انظر: تهذيب الكمال 20/83).
وفي السّند إليه: طلحة بن عمرو - أيضا - وتقدّم ص/572 أنّه وضّاع.
3 - الزّهريّ: رواه ابن أبي شيبة - أيضا - (6/208 ورقمه/3)، ومراسيل الزّهريّ ليست بشيء... (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص/189).
4 - عمرو بن دينار: وسبق عزو حديثه عند الكلام على الطّريق الثّالثة لحديث جابر، كما سبق الكلام على بعض رواتها هناك، بالإضافة إلى أنّ في السّند من لم أقف على ترجمة له - والله تعالى أعلم .
وممّا سبق يتبيّن أنّ الحديث على اختلاف رواياته، وطرقه لا يعدو كونه موضوعا، أو ضعيفا جدًّا، أو مرسلاً لا يحتجّ به...
قال الإمام أحمد (كما في مسائل عنه [3/ب]، وفيض القدير للمناويّ 1/690): "وهذا الحديث كذب".
وقال العقيليّ في (الضّعفاء 1/321): (ليس له طريق يثبت)، وانظره: (1/139، 3/340، 4/102).
وقال ابن القيّم في: (المنار المنيف ص/60) ما نصّه: "وكلّ حديث فيه ذكر حسان الوجوه، أو الثّناء عليهم، أو الأمر بالنّظر إليهم، أو التماس الحوائج منهم، أو أنّ النّار لا تمسّهم فكذب".
وقال العراقيّ في: (المغني 2/1027): (وله طرق كلّها ضعيفة).
وانظر ما لعلّه يكون سبب ولوع النّاس برواية هذا الحديث، ونَقْلِهِ في: تعليق المعلّمي - رحمه الله - على: الفوائد المجموعة للشّوكانيّ (ص/78).
فائدة: ذكر السّيوطي في: (اللآلئ 2/81) أنّه جمع طرق هذا الحديث في جزء، وكذا فعل أحمد بن محمّد الغماريّ في جزء سمّاه: (بلوغ الطّالب ما يرجوه من طرق حديث: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه) انظر كتابه: فتح الوهّاب (1/475)، ومقدّمة كتاب: حصول التّفريج، بقلم: محمود سعيد ممدوح (ص/7).(5/2)
.
[17]- أَخبرنا أَبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل القطَّان(1): ثنا أَبو بكر محمّد بن الحسن النَّقَّاش(2): ثنا عمرو بن عبد الرحمن بن عمرو بن أَبي زُرعة الدِّمشقيّ(3): ثنا الوليد بن عُتبة(4): ثنا الوليد بن مسلم(5): حدَّثنا مالك عن ابن لهيعة(6)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/63.
(2) بفتح النّون، والقاف المشدّدة، وبعد الألف شين معجمة - الموصليّ، ثم البغداديّ.. منكر الحديث مع تقدّمه في القراءة، والتّفسير، وتصنيفه فيهما.
مات سنة: إحدى وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (2/201) ت/635، وفيّات الأعيان (4/298)، والسّير (15/573)، ولسان الميزان (5/132) ت/441.
(3) صاحب: (تأريخ دمشق).
(4) الأشجعيّ، أبو العبّاس المقريء... ثقة معروف بالحديث، وكان الوليد ابن مسلم - شيخه في هذا الحديث - يبجّله. روى له: د. ومات سنة: أربعين ومئتين.
انظر: - التّأريخ الكبير للبخاريّ (8/150)، وتهذيب الكمال (31/46) ت/672، والتّقريب (ص/583) ت/7439.
(5) القرشيّ، أبو العبّاس، الدّمشقيّ.. ثقة كثير الحديث إلاّ أنّه يدلّس ويسوّي.
روى له: ع. ومات آخر سنة: أربع - أو أوّل سنة خمس - وتسعين ومائة.
انظر: - الطّبقات الكبرى (7/470)، وتهذيب الكمال (31/86) ت/6737، والتّقريب (ص/584) ت/7456.
(6) هو: عبد الله بن لهيعة - بفتحة اللاّم، وكسر الهاء، وسكون الياء، وفتح العين المهملة، وبعدها هاء ساكنة - بن عقبة الأعدوليّ - بضمّ الألف، وسكون العين، وضمّ الدّال بعدها واو، فلام - أبو عبد الرَّحمن الحضرميّ...
قال عنه الخطيب (كما في: التّهذيب 5/378): "كثرت المناكير في روايته؛ لتساهله".
والكلام فيه مبثوث في كتب الجرح والتّعديل، ولعلّه بعد النّظر يمكن أن يُقال: إنّ حديثه صالح للإعتبار؛ لأنّ فيه ضعفا يسيرًا، مع اشتراط تصريحه بالسّماع؛لأنّه مدلّس.
روى له: م مقرونا، د، ت، ق. ومات سنة: أربع وسبعين ومائة.
انظر: التّأريخ الكبير للبخاريّ (5/182)، والكامل لابن عديّ (4/144)، وتهذيب الأسماء واللّغات (1/283) ت/328، والكاشف (1/590) ت/2934، والتّقريب (ص/319) ت/3563.(5/3)
عن بُكَيْر بن الأشجّ(1) عن عبدالرَّحمن بن الحباب(2) السَّلمي(3) عن أبي قتادة الأنصاريّ قال: "نَهَى رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُشْرَبَ التَّمْرُ والزَّبِيبُ جَمِيعا، وَالزَّهْوُ(4) وَالرُّطَبُ جَمِيعا".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديث غريب جدًّا من حديث مالك بن أَنس عن عبد الله بن لَهِيعة بن عُقْبة الحضرميّ قاضي مِصْر(5).
تفرَّد بروايته: الوليد بن عتبة عن الوليد بن مسلم وكلاهما من أهل دِمشْق(6).
والمحفوظ: عن مالك عن الثّقة عنده غير مسمّى عن بُكير.
كذلك هو في الموطّأ(7)
__________
(1) هو: بُكَيْر بن عبد الله بن الأَشجّ، القرشيّ، مولاهم، أبو عبد الله - ويقال: أبو يوسف - المدنيّ، نزيل مصر.. إمام، ثقة، ثبت. روى له: ع.
ومات سنة: سبع وعشرين ومائة - وقيل غير ذلك -
انظر: - الطّبقات الكبرى (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ص/ 308، وتهذيب الكمال (4/242) ت/765، والكاشف (1/275) ت/644.
(2) بضم المهملة، وموحّدتين الأولى خفيفة (كما في:التقريب ت/3835).
(3) - بفتح المهملة - الأنصاريّ المدنيّ.. مدنيّ تابعيّ ثقة، من الثالثة.
روى له: س.
انظر: - التّأريخ الكبير للبخاريّ (5/271)، والكاشف (1/625) ت/3171، والتّقريب (ص/338) ت/3835.
(4) البُسْر إذا ظهرت فيه الحمرة، واحدته: زَهْوة.
ويقال: إذا ظهرت الحمرة، والصّفرة في النّخل فقد ظهر فيه الزّهو.
انظر:لسان العرب (باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: الزّاي) 14/362.
(5) انظر: - أخبار قضاة مِصْر للكنديّ (ص/278).
(6) رواه هكذا - أيضا - ابن عبد البر في: (التّمهيد 24/205) بسنده عن الحسن بن هاشم بن بشر الحرّاني عن الوليد بن عتبة به...
(7) عند عامّة رواته.. انظر - مثلاً : - رواية يحيى (2/844).
رواية محمّد بن الحسن الشيباني (ص/250) رقم الحديث/717.
رواية أبي مصعب الزّهريّ (2/48) رقم الحديث/1835.
وانظر: - التمهيد لابن عبد البر (24/205).(5/4)
، وغيره(1)".
[18] أَخبرنا أَبو القاسم عبد الرّحمن بن أَحمد بن إِبراهيم القزْوِينيّ(2): أَخبرنا أَبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القطَّان(3) / أ [7/أ]: ثنا محمّد بن غالب بن حَرْب(4): ثنا محمّد بن الوليد اليشكريّ(5)
__________
(1) كالسّنن الكبرى للنّسائي (تحفة الأشراف 9/261 رقم الحديث/12119).
وأصل الحديث في: الصّحيحين من غير طريق مالك: فرواه البخاريّ في: (كتاب: الأشربة، باب: من رأى أنه لا يخلط البسر والتّمر إذا كان مُسكرًا) 7/196 ورقمه/26.
ومسلم في: (كتاب: الأشربة، باب: كراهة انتباذ التّمر والزّبيب مخلوطين) 3/1575 ورقمه/1988.
كلاهما عن هشام عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه به، بنحوه.
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/59.
(3) القزوينيّ - بفتح القاف، وسكون الزّاي، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النّون - إمام، ثقة، حافظ، مصنّف، سمع من ابن ماجه كتابه (السّنن) وحدّث به، وله فيه زيادات عن جماعة من شيوخه.
مات سنة: خمس وأربعين وثلاثمائة.
انظر: - التّقييد لابن نُقطة (ص/401) ت/531، والتّدوين في أخبار قزوين (3/318)، والسّير (5/463).
(4) الضّبّيّ، أبو جعفر، البصريّ، نزيل بغداد، المعروف بتمتام ...
قال أبو حاتم:(كما في الجرح والتّعديل 8/55 ت/254): "صدوق".
وقال الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات السّلميّ له ص/292 - 293 ت/313): "ثقة، لكنّه وهم في أحاديث".
وقال مرّة (كما في تأريخ بغداد 3/146): "مكثر، مجوّد".
مات سنة: ثلاث وثمانين ومئتين.
وانظر: الثّقات لابن حبّان (9/151)، وكشف النّقاب لابن الجوزي (ص/125) ت/255، ولسان الميزان (5/337) ت/1115.
(5) محمّد بن عمر بن الوليد..
قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 8/23 ت/95): "أرى أمره مضطّربا".
وقال ابن حبّان في: (المجروحين 2/292): "شيخ يروي عن مالك ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرّواية عنه إلاّ عند الإعتبارللخواصّ".
وقال الذّهبيّ في: (ميزان الإعتدال 5/184): "كذّبه الأزديّ".
وانظر: - لسان الميزان (5/319) ت/1053.(5/5)
: ثنا مالك بن أنس عن نافع عن / ب[8/أ] ابن عمر قال: قال رسول الله صلّي الله عليه وسلّم: "لاَ تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ عَلَى الطَّعَاْمِ".
قال الشّيخ الإِمام أبو بكر الخطيب(1): "هذا حديث غريب من حديث مالك بن أنس عن نافع عن ابن عُمر، تفرّد بروايته محمّد بن الوليد اليشكريّ(2)، وتابعه عليّ بن قتيبة الرِّفاعيّ(3) عن مالك(4)
__________
(1) في (ج): "قال الخطيب".
(2) أخرج روايته - أيضا :
ابن حبّان في: (المجروحين 2/292) عن جعفر بن إدريس القزويني عن محمّد بن غالب بن حرب عنه به، والدّارقطنيّ في غرائب مالك (كما في لسان الميزان لابن حجر 5/319) من طريق محمّد بن غالب بن حرب - أيضا - وأشار إليها البيهقيّ في: (السّنن الكبرى) 9/347.
(3) قال ابن عديّ في: (الكامل 5/207) - وقد ذكر بعض أحاديثه : "وقد حدّث عن عليّ بن قتيبة غير أحمد بن داود بهذه الأحاديث عن مالك، وهذه الأحاديث باطلة عن مالك".
وقال الدّارقطنيّ (كما في: اللّسان 4/250): "ولم يكن عليّ بالقويّ".
وقال الخليليّ في: (الإرشاد ص/37): "ليس بالقويّ، يتفرّد عن مالك بأحاديث".
وانظر: الضعفاء للعقيليّ (3/249)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/198) ت/2395.
(4) أخرج روايته: ابن عديّ في: (الكامل 5/207) - ومن طريقه ابن الجوزي في: (العلل المتناهية 2/866 رقم الحديث/1452) عن يوسف (هو: ابن الحجّاج) عن أحمد (هو: ابن داود المكّيّ) عنه به. وأشار إليها - أيضا - البيهقيّ في: (السّنن الكبرى) 9/347.
وتابعهما - أيضا - على روايته: عبد الوهّاب بن نافع العامريّ...
أخرج روايته: الدّارقطنيّ في غرائب مالك (كما في لسان الميزان 4/92 - 93)، والعقيليّ في: (الضعفاء 3/74) - ومن طريقه ابن الجوزي في: (العلل المتناهية 2/866 رقم الحديث/1451) - ...
وعبد الوهّاب هذا منكر الحديث لا يُعتمد...
انظر: الضّعفاء للعقيليّ (3/73)، وَالميزان (3/398) ت/5327.(5/6)
، وليس بثابتٍ من حديثه(1)"(2)
__________
(1) وبنحو هذا قال العقيليّ في: (الضّعفاء 3/74)، والدّارقطنيّ (كمافي: لسان الميزان 4/93)، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 9/347)، وهو كذلك.
(2) روي هذا الحديث - أيضا - من حديث: عبد الرحمن بن عوف، وعقبة ابن عامر، وجابر - رضي الله عنهم - بألفاظ متقاربة...
1 - أمّا حديث عبد الرحمن بن عوف فرواه: البزّار في: (المسند 3/223 رقم الحديث/1010)، والطّبرانيّ في: (الأوسط 10/38 رقم الحديث/9089)، والحاكم في: (المستدرك 4/410) كلّهم من طرق عن محمّد بن العلاء الثّقفيّ عن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جدّه به...
قال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن إلاّ من هذا الوجه بهذا الإسناد".
وقال الطّبرانيّ - وكان قد ذكر حديثا قبله : "لا يروى هذان الحديثان عن عبدالرّحمن بن عوف إلاّ بهذا الإسناد، تفرّد بهما محمّد بن العلاء الثّقفيّ".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، رواته كلّهم مدنيّون، ولم يخرّجاه"، ووافقه الذّهبيّ.
ومحمّد بن العلاء، وشيخه لم أقف على ترجمة لهما،وبهذا أعلّه الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 5/86).
2 - وأمّا حديث عقبة فرواه: التّرمذي في: (الجامع 4/336 - 337 ورقمه/2040) وابن ماجه في: (سننه 2/1139 - 1140 ورقمه /3444)، وابن أبي الدّنيا في: (المرض والكفّارات ص/158 ورقمه /200)،
ومن طريقه: البيهقيّ في: الشّعب (6/544 ورقمه/9229) - وأبو يعلى في: (المسند 3/281 ورقمه/1741)، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 17/293 ورقمه/807، والأوسط 7/149 ورقمه/6268)، وابن عديّ في: (الكامل 2/31)، وابن أبي حاتم في: (العلل 2/242)، والحاكم في: (المستدرك 1/350)، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 9/347)، وابن الجوزيّ في: (العلل المتناهية 2/866 - 867 ورقمه/1453) وغيرهم، كلهم من طرق عن بكر بن يونس عن موسى بن عليّ بن رباح عن أبيه عن عقبه به، مطوّلاً.
قال التّرمذي: "هذا حديث حسن غريب، لانعرفه إلاّ من هذا الوجه".
وقال أبو حاتم (كما في: العلل لابنه، الموضع المتقدّم): "هذا حديث باطل".
وقال الطّبرانيّ في: الأوسط: "لم يرو هذا الحديث عن عليّ بن موسى إلاّ بكر ابن يونس، ولا يروى عن عقبة بن عامر إلاّ بهذا الإسناد".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرّجاه"، ووافقه الذّهبيّ.
ولكن في سنده: بكر بن يونس، منكر الحديث،وعامّة ما يرويه لا يتابع عليه. (انظر: التّأريخ الصّغير للبخاريّ 2/264، والكامل 2/31، والتّقريب ص/127 ت/754).
3 - وأمّا حديث جابر، فرواه: أبو نعيم في: (الحلية 10/221، وذكر تأريخ أصبهان 2/147)، والشّجري في: (الأمالي الخميسيّة 2/82 ورقمه/283) كلاهما من طريق شريك بن عبد الله عن الأعمش عن أبي سفيان (هو: طلحة بن نافع) عن جابر به... وله علّتان:
الأولى: شريك بن عبد الله، متكلّم فيه، وترك بعضهم الرّواية عنه (انظر: التّهذيب 4/333)، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/216 ت /2787): "صدوق، يخطيء كثيرًا".
والأخرى: عنعنة أبي سفيان، فإنّه مدلّس من الثَّالثة (انظر: طبقات المدلّسين ص/39 ت/75).
وممّا سبق يتبيّن أن طرق الحديث لا تخلو من مقال، إلاّ أنّه يعضد بعضها بعضاً، ولعلّ الحديث بمجموعها لا ينزل عن درجة الحسن لغيره - والله تعالى أعلم .(5/7)
.
[19]- أَخبرنا أَبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار(1): أَخبرنا(2) أَبو عليّ إِسماعيل بن محمّد الصّفّار(3) حدّثنا عبّاس بن عبد الله(4) التَّرقُفيّ(5): حدَّثنا(6) أبو المغيرة(7): حدَّثنا الوليد بن سليمَان(8) قال: حدَّثني بُسر(9) بن عبيد الله(10)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/61.
(2) في (ج): "قال أبنا".
(3) تقدّمت ترجمته - أيضا ... انظر ص/245.
(4) قوله: "ابن عبد الله" ليس في: (ب).
(5) - بفتح المثنّاة، وسكون الرّاء، وضمّ القاف، بعدها فاء - أبو محمّد البَاكُسَائيّ - بفتح الباء الموحّدة، بعدها الألف، وضمّ الكاف، وفتح السين المهملة - الواسطيّ... ثقة، عابد.
روى له: ق. ومات سنة: سبع وستّين ومئتين.
انظر: - تأريخ بغداد (12/143) ت/6598، والأنساب(1/267)، وتهذيب الكمال (14/216) ت/3124.
(6) في (ج): "قال: أبنا".
(7) هو: عبد القدّوس بن الحجّاج الخولانيّ، الحمصيّ... صدوق. روى له: ع.
ومات سنة: اثنتي عشرة ومئتين.
انظر: - الثّقات لابن حبّان (8/419)، والجرح والتّعديل (6/56) ت/299، والتّقريب (ص/360) ت/4145.
(8) ابن أبي السّائب، القرشيّ، مولاهم، أبو العبّاس - ويقال: أبو عبد الرحمن - الدّمشقيّ... من ثقات مشيخة دمشق، كان الأوزاعيّ يحترمه ويجلّه.
روى له: مد، س، ق.
انظر: - تأريخ أبي زرعة الدّمشقيّ (ص/329، 364 - 366)، الجرح والتّعديل (9/6) ت/26، وتهذيب الكمال (31/18) ت/6708.
(9) - بضمّ أوّله، ثم مهملة ساكنة - وفي:(ج): "بشر" - بالشّين المعجمة - والأوّل هو الصّحيح، الموجود في مصادر ترجمته.
(10) الحضرميّ - بفتح الحاء المهملة، وسكون الضّاد المعجمة، وفتح الرّاء - الشّاميّ... ثقة، عابد، من أحفظ أصحاب أبي إدريس. روى له: ع.
انظر: - الثّقات لابن حبّان (6/109)، وتهذيب الكمال (4/75) ت/669، والتّقريب (ص/122) ت/667.(5/8)
عن أبي إدريس(1) عن نُعيم بن هَمّار الغطفانيّ(2) قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما يقول: "مَا مِنْ امْرِئٍ إِلاَّ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بَيْنَ إِصْبِعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ(3) أَزَاغَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ، وَكُلُّ يَوْمٍ الْمِيزَانُ بِيَدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَرْفَعُ أَقْوَامَا، وَيَضَعُ آخَرِينَ إِلىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
قال الشّيخ الإِمام أبو بكر الخطيب(4): "تفرّد برواية هذا الحديث عن نعيم: أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولانيّ، وعن أبي إدريس: بُسر بن عبيد الله الحضرميّ، وعن بُسر: الوليد بن سليمان بن أبي السَّائب(5).
ووقع(6) إلينا بعلوٍّ من حديث أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجَّاج(7)
__________
(1) هو: عائذ الله بن عبد الله الخولانيّ.
(2) انظر ترجمته في: - الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/417)، والاستيعاب (3/558).
(3) أي: يميله عن الإيمان.
انظر:النّهاية (باب: الزّاي مع الياء) 2/324.
(4) في (ب): "قال أبو بكر الخطيب".
(5) ذكر ابن أبي حاتم في: (العلل 2/117) متابعة للوليد بن سليمان عن بسر، من طريق رجل يقال له: أبو عبد الحميد - غير مسمّى ولا منسوب - رواه بقيّة عنه... ولعلّ الخطيب إنّما أعرض عنها لوهائها؛ فإن فيها عنعنة بقيّة (انظر: طبقات المدلّسين ص/49 ت/117)، وجهالة شيخه - والله تعالى أعلم .
(6) في (ب): "وقع".
(7) الحديث رواه من هذا الطّريق - أيضا : ابن أبي عاصم في: (الآحاد والمثاني 2/475 رقم الحديث/1278)،
ورواه مختصرًا، بنحوه في: (السنّة 1/99 ورقمه/221)، والطبرانيّ في: (مسند الشّاميين 2/225 - 226 ورقمه/1233).
والحديث بسنده هنا حسَن، وله شاهد من حديث النوّاس بن سمعان - رضي الله عنه - رواه: ابن ماجه في: (السّنن 1/72 ورقمه/199)، والإمام أحمد في: (المسند 4/182)، وابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/98 ورقمه/219)، وابن خزيمة في: (التّوحيد ص/80)، وابن حبّان في: صحيحه (الإحسان 3/222 ورقمه/943)، والنّسائي في: (السّنن الكبرى 4/414 ورقمه/7738)، والحاكم في: (المستدرك 1/525، 2/289، 4/321) كلّهم من طرق عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس عن النّوّاس به، بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا...
قال الحاكم في الموضع الأول من كتابه: "على شرط البخاريّ ومسلم"، ووافقه الذّهبيّ. وقال في الموضع الثّاني: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".
وقال الألباني في تعليقه على كتاب السّنّة: "حديث صحيح على شرط البخاريّ، ومسلم"، وهو كما قال فرجاله رجالهما.
وروى مسلم في صحيحه (كتاب: القدر، باب: تصريف الله - تعالى - القلوب كيف يشاء) 4/2045 برقم/2654 نحوه، مختصرًا من حديث عبد الله ابن عمرو.
والحديث بهذا يرتفع إلى درجة الصّحيح لغيره - والله أعلم .(5/9)
.
وقد تابعه: (/ب[8/ب]) محمّد بن حِمْيَر السّليحيّ(1)، فرواه عن الوليد بن (/ أ[7/ب]) سليمان(2).
وكلّ هؤلاء الرِّجال حِمصيّون.
ونعيم صحابيّ نزل الشّأم، ويختلف في اسم أبيه، فيقال: [هو:](3) همّار كما سمّيناه في الحديث. ويقال: هبّار بالباء ، ويقال: هَدّار بالدّال، ويقال: خَمَّار بالخاء المعجمة ، ويقال: حِمار بكسر الحاء المبهمة، وبميم(4) مخففّة(5)
__________
(1) - بفتح أوّله، ومهملتين - أبو عبد الله - ويقال:أبو عبد الحميد - الحمصيّ... وثّقه ابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ ص/205 ت/759)، وقال الإمام أحمد (كما في: بحر الدّم ص/368 ت/883): "ما علمت إلاّ خيرًا"، وقال النّسائي (كما في: تهذيب الكمال 25/119): "ليس به بأس".
وضعّفه يعقوب بن سفيان (في: المعرفة والتأريخ 2/309)، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 7/239 ت/1315).
والأقرب أنّه صدوق كما قال الحافظ في: (التّقريب ص/475 ت/5837). روى له: خ، مد، س، ق. ومات سنة: مئتين.
وتابعه - أيضا : عمرو بن بشر بن السّرح، إلاّ أنّه جعله من مسند النّوّاس بن سمعان... ذكر إسناد روايته: ابن أبي حاتم في: (العلل 2/117).
وعمرو هذا منكر الحديث، كما ذكره العقيليّ في: (الضّعفاء 3/258).
(2) لم أقف على هذه المتابعة فيما بين يدي من مصادر.
(3) زيادة من: (ب).
(4) في (ب): (وميم).
(5) صحّح التّرمذيّ، وابن أبي داود، والبغويّ، وابن حبّان، والدّارقطنيّ، وابن الأثير، وابن حجر، وغيرهم الأوّل.
وقال ابن معين ".. وأهل الشّأم يقول: همّار، وهم أعلم به".
انظر: - الاستيعاب (3/558 - 559)، وأسد الغابة (4/574) ت/5277، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزيّ (ص/362)، والتّهذيب (10/468).(5/10)
وليس يُروى عنه عن النَّبيِّ صلوات الله عليه وسلَّم تسليما إلاّ ثلاثة أحاديث متّصلة الأسانيد(1).
أحدها: الحديث الذي ذكرناه.
والثّاني: أَنا أَبو بكر محمّد بن عبد الله بن أبان الهيتيّ(2): ثنا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن(3): حدّثنا أبي(4): حدّثنا عمرو بن عون(5):
أخبرنا إِسماعيل بن عيَّاش(6)
__________
(1) وذكره ابن حزم في: (أسماء الصّحابة ص/160 ت/187)، وابن الجوزي في: (التّلقيح ص/369) في أصحاب العشرة عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم.
ثم قال ابن الجوزيّ: "قال البرقيّ: له ثلاثة أحاديث، وقال الصّوريّ الذي حفظ له حديثان.." ثم ذكر أن الخطيب ذكر له أربعة أحاديث، ومثل هذا النّقل عن الخطيب في: محاسن الإصطلاح للبلقينيّ (ص/685) - أيضا - وهذا النّقل إنّما هو بالنّظر إلى ما ذكر الخطيب أنه متّصل الإسناد، أو غير متّصل. وأما من ذكره في أصحاب العشرة فلعلّه نظر إلى مجموع الأحاديث الّتي رويت من طريقه سواء أكان ذلك من روايته عن النّبيّ - صلي الله عليه وسلم - بواسطة أم بدونها.
وأمّا قول البرقيّ فيتنزّل على ما اتّصل إسناده، وما ذكره الصّوري لعلّه هو ما وقف عليه - والله تعالى أعلم .
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/55.
(3) تقدّمت ترجمته - أيضا ... انظر ص/523.
(4) لم أقف على ترجمة له فيما بين يديّ من مصادر.
(5) ابن أوس السّلمي، أبو عثمان الواسطيّ، ثم البصريّ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: خمس وعشرين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (6/252) ت/1393، والتّقريب (ص/425) ت/5088.
(6) العنسيّ - بفتح العين المهملة، وسكون النّون، وفي آخرها سين - أبو عتبة الشّاميّ، الحمصيّ... أمّا مرتبته بين الرّواة فإنّ النّاظر في أقوال النّقّاد فيه في كتب الجرح والتّعديل يترجّح لديه القول بأنه: صدوق في روايته عن أهل بلده - مع اشتراط تصريحه بالسّماع؛ لأنّه مدلّس - ضعيف في غيرهم.
مات سنة: إحدى - أو: اثنتين - وثمانين ومائة.
انظر: - تأريخ بغداد (6/221) ت/3276،والكامل(1/291)، وتهذيب الكمال (3/163) ت/472، وطبقات المدلّسين (ص/37) ت/68.(5/11)
عن بَحِيْر(1) بن سعد(2) عن خالد بن مَعْدان(3) عن كثير بن مُرّة(4) عن نعيم بن همّار عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أَنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، أَيُّ الشُّهداءِ أَفضل ؟ قال: "الَّذِيْنَ يُقَاتِلُونَ في الصَّفِّ لاَ يَلْفِتُوْنَ وُجُوْهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُوْلَئِكَ في الْجَنَّةِ، يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلىَ عَبْدٍ في مَوْطِنٍ فَلاَ حِسَابَ عَلَيْهِ".
__________
(1) بفتح الباء الموحّدة، وكسر المهملة.
(2) السّحوليّ - بفتح السّين، وضمّ الحاء المهملتين، بعدها الواو، وفي آخرها اللاّم - أبو خالد، الحمصيّ... ثقة حجة، من أثبت الرّواة في خالد بن معدان - شيخه في هذا الحديث - من السّادسة. روى له: بخ، 4.
انظر: - الجرح والتّعديل (2/412) ت/1625، وتهذيب الكمال (4/21) ت/642، والكاشف (1/264) ت/539.
(3) - بمفتوحة، وسكون عين مهملة، وخفّة دال مهملة - أيضا - ابن أبي كرب الكلاعيّ - بفتح كاف وخفّة لام - أبو عبد الله، الشّاميّ، الحمصيّ...
تابعيّ، حجّة، يرسل.
انظر: - الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/455)، وتهذيب الكمال (8/167) ت/1653، والكاشف (1/369) ت/1354.
(4) الحضرميّ، الرّهاويّ - بضمّ الرّاء، وفتح الهاء - أبو شجرة - ويقال: أبو قاسم - الشّاميّ، الحمصيّ... تابعيّ، ثقة. روى له: ر، 4.
انظر: - الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/448)، وتهذيب الكمال (24/158) ت/4963، والتّقريب (ص/460) ت/5631.(5/12)
قال الشّيخ الإِمام أبو بكر الخطيب(1): "تفرّد(2) برواية هذا الحديث: أبو شجرة كثير بن مرّة عن نعيم، وعن كثير: خالد(3) بن معدان ، وعن( / ب[9/أ]) خالد: بَحِيْر بن سعد ، وعن بَحِيْر: إسماعيل بن عيَّاش، ورواه عن إسماعيل العدد الكثير فلم يختلفوا فيه(4)
__________
(1) في (ب): "قال أبو بكر الخطيب".
(2) لعلّه أراد بالتفرّد هنا وما بعده أي: بالنّظر إلى طريق إسماعيل بن عيّاش فحسب... وإلاّ فالحديث مرويّ عن نعيم بن همّار - رضي الله عنه - من طريقين أخريين - كما سيأتي ص/568.
(3) في (ب): "وعن كثير بن خالد"، وهو خطأ.
(4) الحديث من طريق إسماعيل بن عيّاش رواه من طرق عنه بمثله، وبنحوه: الإمام أحمد في: (المسند 5/287)، والبخاريّ في: (التّأريخ الكبير 8/95)، وابن أبي عاصم في: (الجهاد 2/566 ورقمه/228)، وأبو يعلىفي: (المسند 12/252 ورقمه/6855) - ومن طريقه: ابن الأثير في:(أسد الغابة 4/574) - والطّبرانيّ في: (مسند الشّاميّين 2/190 - 191 ورقمه/1167)، والبيهقيّ في: (الأسماء والصّفات 2/410411 ورقمه/986)... وهو من هذا الطّريق ضعيف، فيه عنعنة إسماعيل بن عيّاش (مدلّس من الثّالثة، كما تقدّم ص/594) ولم يصرّح بالسّماع عن شيخه فيما وقفت عليه من طرق.
وخالفه: إسماعيل بن رافع... فقد رواه: ابن أبي عاصم في: (الجهاد 2/570 ورقمه/229)، والطّبرانيّ في: (مسند الشّاميّين 2/191 ورقمه/1168) من طرق عن سليمان بن حيّان عن إسماعيل بن رافع عن بحير ابن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرّة عن قيس الجذاميّ (صحابيّ) عن نعيم بن همّار به..
فأدخل قيسا الجذاميّ بين كثير بن مرّة ونعيم بن همار.. والحديث من هذا الطريق ضعيف - أيضا -؛ فإن سليمان بن حيّان (وهو: أبو خالد الأحمر) صدوق يخطيء.. (انظر: التّقريب ص/250 ت/2547)،
وإسماعيل بن رافع ضعيف (انظر: - التّقريب ص/107 ت/442).
إلاّ أنّ هذه الرّواية الأخيرة للحديث تتقوّى، وتصل إلى درجة الحسن لغيره بما رواه البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 8/95) عن محمّد بن المثنّى عن عبد الوهّاب (هو: ابن عبد المجيد) وَعبد الأعلى (هو: ابن عبد الأعلى) كلاهما عن برد بن سنان عن سليمان بن موسى عن مكحول عن كثير بن مرّة عن قيس الجذاميّ عن نعيم بن همار به...
والحديث من هذا الطّريق حسن، فإنّ برد بن سنان، وشيخه: سليمان بن موسى صدوقان (كما في: التّقريب ت/653، ت/2616).
ويظهر ممّا سبق أنّ الحديث اختلف فيه علي بحير بن سعد، وَكثير بن مرّة فروي من طريقهما تارة بإثبات قيس بين: كثير، ونعيم، وتارة بإسقاطه...
والسّند بإثبات قيس هو الرّاجح - إن شاء الله - وأما رواية إسماعيل بن عيّاش بإسقاطه فهي ضعيفة، ولا عاضد لها - والله تعالى أعلم .
وللحديث طريق أخرى عن نعيم رواها: الطّبرانيّ في الأوسط (4/122 ورقمها/3193) عن بكر بن سهل عن شعيب بن يحيى عن ابن لهيعة عن عليّ ابن دينار الهذليّ عن نعيم به...
إلاّ أنّها طريق ضعيفة مع علوّها، فإنّ بكر بن سهل ضعّفه جماعة، وقال الذّهبيّ: "متوسّط"، وقال ابن حجر: "مقارب الحال".
(انظر: - المغني 1/113 ت/978،ولسان الميزان 2/51 ت/195).
وعبد الله بن لهيعة ضعيف (انظر ص/493).
والهذليّ لم أقف على ترجمة له.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - رواه: الطّبرانيّ في: (معجمه الأوسط 5/79 - 80 ورقمه/4143)، وقال: "لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعيّ إلاّ ابن المبارك، ولا عن ابن المبارك إلاّ عنبسة، تفرّد به سعيد بن يحيى" اه.
وشيخ الطّبرانيّ فيه: عليّ بن سعيد الرّازيّ، قال الدّارقطنيّ: "ليس بذاك، تفرّد بأشياء"، وقال مرّة: "ليس في حديثه بذاك.. حدّث بأحاديث لم يتابع عليها" ثمّ قال: "في نفسي منه، وقد تكلّم فيه أصحابنا بمصر - وأشار بيده"، وقال: "هو كذا وكذا - ونفض بيده - يقول: ليس بثقة" انظر ترجمته في: لسان الميزان (4/231) ت/615.
وثبت في صحيح مسلم (كتاب: الفتن وأشراط السّاعة، باب: في صفة الدّجّال) 4/2256 - 2257 من حديث أبي سعيد الخدريّ في قصّة الّذي يقتله الدّجّال قال النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - فيه: "هَذا أَعظَمُ النّاسِ شَهَادةً عِنْدَ رَبّ العَالمِين".(5/13)
".
وأمّا الحديث الثَّالث من حديث نعيم: فأخبرناه أبو عبد الله الحسين ابن عمر بن برهان الغزّال(1): حدّثنا أبو القاسم عمر بن عبد العزيز بن محمّد بن دينار(2): حدّثنا الحارث بن محمّد بن أبي / أ[8/أ] أسامة التميميّ(3): حدّثنا الواقديّ محمّد بن عمر(4)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/58.
(2) الفارسيّ، البزّار.. روى عنه - أيضا : محمّد بن المظفّر، والدّارقطنيّ، وابن شاهين. ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 11/239 - 240 ت/5985) وقال: "وكان ثقة".
ونقل عن ابن قانع أنّه مات سنة: إحدى وأربعين وثلاثمائة.
(3) أبو محمّد البغداديّ، صاحب المُسْنَد، ومُسْنِد بغداد في وقته.. كان يأخذ على رواية الحديث.
وثّقه إبراهيم الحربيّ (كما في: تأريخ بغداد 8/218)، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/183)، وقال الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات الحاكم ص/91، 290): "اختلف فيه أصحابنا، وهو عندي صدوق".
وقال ابن الجوزي في: (المنتظم 12/350): "كان صدوقا ثقة".
وضعّفه أبو الفتح الأزدي (كما في: الضّعفاء وَالمتروكين لابن الجوزي 1/180 رقم/706)، وتركه ابن حزم في: (المحلّى 2/195) وضعّف مرّة حديثه (كما في: السّير للذّهبيّ 13/389)، وليس قولهما بشيء.
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 1/442): "وكان حافظا، عارفا بالحديث، عالي الإسناد بالمرّة، تُكلّم فيه بلا حجّة". مات سنة: اثنتين وثمانين ومئتين.
وانظر: - التّقييد لابن نقطة (1/260) ت/321.
(4) الأسلميّ، مولاهم، أبو عبد الله المدنيّ... قال ابن معين في: (التّأريخ - رواية: الدّوريّ - 2/532): "ليس بشيء".
وكذّبه الإمام أحمد (كما في: الضّعفاء للعقيليّ 4/108، والكامل لابن عديّ 6/241)، وقال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 1/178): "سكتوا عنه"، وقال في: (الضّعفاء الصّغير ص/215 ت/334): "متروك الحديث".
روى له: ق. ومات سنة: سبع ومئتين.
وانظر: سؤالات البرذعيّ لأبي زرعة (2/511)، والمجروحين لابن حبّان (2/290)، والتّقريب (ص/498) ت/6175.(5/14)
: حدّثنا معاوية بن صالح(1) عن أبي الزّاهريّة(2) عن كثير بن مرّة عن نعيم بن هبّار الغطفانيّ.
قال عمر(3): وحدّثنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا الواقديّ: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز(4)
__________
(1) ابن حُدَير - بالمهملة، مصغّر - الحضرميّ، أبو عمرو - ويقال: أبو عمر، ويقال: أبو عبد الرحمن - الحمصيّ، قاضي الأندلس.. صدوق له أوهام، وغرائب.
روى له: ر، بخ، م، 4. ومات سنة: ثمان وخمسين ومائة.
وانظر: - الجرح والتّعديل (8/382) ت/1750، والتّأريخ لابن معين - رواية: الدّوريّ - (2/573)، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه (2/229) ت/1564، وتهذيب الكمال (28/186) ت/6058، والتّقريب (ص/538) ت/6762.
(2) هو: حُدَير بن كريب الحضرميّ - ويقال: الحميريّ - الحمصيّ...
ثقة، مكثر. روى له: ر، م، د، س، ق.
ومات سنة: تسع وعشرين ومائة.
انظر: - الطّبقات الكبري لابن سعد (7/450)، وتأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/238) ت/925، والمعرفة والتّأريخ ليعقوب بن سفيان (2/448)، والكاشف للذّهبيّ (1/315) ت/958.
(3) في (ب): "عَمرو"، وهو خطأ.
(4) ابن أبي يحيى التَّنُوخيّ - بفتح التّاء المثنّاة من فوق، وضمّ النّون المخفّفة، وفي آخرها الخاء المعجمة - أبو محمّد - ويقال: أبو عبد العزيز - الدّمشقيّ...
قال الإمام أحمد في: (المسند 3/487): "ليس بالشّأم رجل أصحّ حديثا من سعيد بن عبد العزيز، هو والأوزاعيّ عند سواء".
وقال الحاكم (كما في: تهذيب تأريخ دمشق لابن منظور 6/155): "سعيد بن عبد العزيز لأهل الشّام كمالك بن أنس لأهل المدينة في التقدّم، والفضل، و الفقة، والأمانة".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/238 ت/2358): "ثقة إمام.. لكنّه اختلط في آخر عمره". روى له: بخ، م، 4. ومات سنة: سبع وستّين ومائة.
وانظر: - التّأريخ لابن معين - رواية: الدّوريّ - (2/203)، وتأريخ أبي زرعة الدّمشقيّ (ص/275، 394، 460).(5/15)
عن مكحول عن كثير بن مُرَّة عن قيس الجُذاميّ(1) عن نعيم بن هبَّار عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما قال: قال الله عزّ وجلّ: "أَتَعْجَزُ يَا ابْنَ آدَمَ عَنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ".
قال الشّيخ الإمام أبو بكر الخطيب(2): "لم يختلف على أبي الزّاهريّة في إسناد هذا الحديث(3)، وأمّا سعيد بن عبد العزيز فاختلف عليه فيه:
فرواه الواقديّ عنه على ما ذكرنا من إدخال قيس الجُذاميّ فيه بين نعيم، وبين كثير بن مُرَّة(4). وَتابعه: عمّار بن مَطَر الرُّهاويّ(5)
__________
(1) قيل: هو: قيس بن مرثد... والمشهور أنه لا يُنسب، صحابيّ نزل الشّأم.
انظر: - الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/426)، والاستيعاب لابن عبد البر (3/236)، وأسد الغابة لابن الأثير (4/115) ت/4326.
(2) في (ب): (قال الخطيب).
(3) لم يروه - فيما وقفت عليه - عن أبي الزّاهريّة إلاّ معاوية بن صالح، ولم يختلف فيه عليه... رواه من طرق عنه: الإمام أحمد في: (المسند 5/286)، والبخاريّ في: (التّأريخ الكبير 8/93)، وابن أبي خيثمة في: (التّأريخ [2/104ب])، والنّسائي في: (السّنن الكبرى 1/177 - 178 ورقمه/486).
(4) هكذا رواه ابن أبي أسامة عن بقيّة، ورواه محمّد بن مُصّفَّى (صدوق له أوهام، كما في: التقريب ت/6304) عن بقيّة فلم يذكر قيسا في إسناده، كذلك رواه الطّبرانيّ في: (مسند الشّاميين 2/191 رقم الحديث/1169) عن إبراهيم بن محمّد بن عرق: ثنا محمّد بن مُصّفَّى به.
وتابعه: حَيْوَة بن شُرَيح (ثقة، كما في التقريب ت/1601) عن بقيّة به، ذكرها البخاريّ تعليقا بصيغة الجزم في: (التأريخ الكبير 8/93).
(5) أبو عثمان العنبريّ.. قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 6/394 ت/2198): (كتبت عنه، وكان يكذب).
وقال ابن عديّ في: (الكامل 5/72): "متروك الحديث".
وانظر: - الضّعفاء للعقيليّ (3/327)، والمجروحين لابن حبّان (2/196)، ولسان الميزان (4/275) ت/777.(5/16)
عن سعيد(1).
ورواه جماعة(2) عن الوليد بن مسلم عن سعيد فلم يذكروا قيسا في إسناده.
وكذلك(3) رواه: عمرو بن (/ ب[9/ب]) أبي سلمة التّنّيسيّ [القيسيّ](4)
__________
(1) أخرج روايته: الطّبرانيّ في: (مسند الشاميين 1/172 برقم/293) عن أحمد بن داود المكيّ عن عمّار به.
(2) كأبي مُسْهر - بمضمومة، وسكون مهملة، وكسر هاء - عبد الأعلى بن مُسْهر الشّاميّ ذكر روايته البخاريّ تعليقا بصيغة الجزم في: (التّأريخ الكبير 8/93).
وَداود بن رشيد (ثقة، كما في: التّقريب ت/1784)... أخرج روايته أبو داود في: (السّنن 2/63 رقم الحديث/1289)، وقال النّوويّ في: (المجموع 4/39، وخلاصة الأحكام ص/569 رقم/1928) عن الحديث من هذا الطّريق: (صحيح). وقال الألبانيّ في: (الإرواء 2/216): "وهو على شرط مسلم".
ورواه الإمام أحمد، ومحمّد بن سعيد - المعروف بابن الأصبهانيّ - (ثقة ثبت) عن الوليد بن مسلم فلم يذكرا كثير بن مرّة وقيس الجذاميّ في إسناده، فقالا: عن مكحول عن نعيم به - ليس بينهما أحد ...
انظر: مسند الإمام أحمد (5/286)، وتأريخ ابن أبي خيثمة [2/104 ب].
(3) أي: بدون ذكر قيس في الإسناد.
(4) زيادة من: (ب). والرّواية لم أرها في غير هذا الكتاب.
والتنّيسيّ - بمثنّاة، ونون ثقيلة، بعدها تحتانيّة، ثم مهملة - أبو حفص الدّمشقيّ، صاحب الأوزاعيّ...
وثّقه ابن سعد (كما في: هدي السّاري ص/453)، وابن يونس (كما في: تهذيب الكمال 22/54)، وأثنى عليه الإمام أحمد (كما في: هدي السّاري ص/453) وقال: ".. إلاّ أنّه روى عن زهير بن محمّد أحاديث بواطيل".
وقال الحافظ الوليد بن بكر الأندلسيّ (كما في: الميزان 4/183): "أحد أئمة الحديث.." وأثنى عليه خيرًا.
وضعّفه ابن معين، وَأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 6/235 ت/1304). وقال العقيليّ في: (الضّعفاء 3/272): "في حديثه وهم". وقال الحافظ في: (التّقريب ص/422 ت/5043): "صدوق له أوهام".
روى له: ع. ومات سنة: أربع عشرة ومئتين - وقيل بعدها .
وانظر: - الثّقات لابن حبّان (8/482)، وتأريخ أبي زرعة الدّمشقيّ (ص/264،265،275،285).(5/17)
، وَعبد الله بن كثير القارئ الدّمشقيّ(1)، وَيحيى بن حمزة الحضرميّ(2)، وَمحمّد بن هاشم الأزرقيّ(3) عن سَعيد بن عبد العزيز(4)
__________
(1) الطّويل، قيل في نسبه: عبد الله بن كثير بن ميمون الأنصاريّ...
قال أبو زرعة (كما في: الجرح والتّعديل 5/144 ت/674): "لا بأس به". وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/346 - 347) وقال: "يُغرب".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/318 ت/3551): "صدوق".
روى له: عس. ومات سنة: ست وتسعين ومائة.
والرّواية لم أرها في غير هذا الكتاب - والله أعلم .
(2) أبو عبد الرحمن الدّمشقيّ البَتَلْهيّ - بفتح الباء الموحّدة، والتّاء المثنّاة من فوق، وتسكين اللاّم، بعدها هاء - القاضي... ثقة مكثر.
روى له: ع. ومات سنة: ثلاث وثمانين ومائة - على الصّحيح .
انظر: - الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/469)، والمعرفة والتّأريخ ليعقوب بن سفيان (2/459)، والتّقريب (ص/589) ت/7536.
وأخرج روايته كما هنا: الطّبرانيّ في: (مسند الشّاميّين 1/173 رقم الحديث/294، 2/201 ورقمه/1186) عن أحمد بن يحيى بن حمزة: حدّثني أبي عن أبيه به.
(3) في طبقة الرّواة عن سعيد بن عبد العزيز في: (تهذيب الكمال 10/543): أبو عبد الله محمّد بن هاشم الأزفر.. فلعلّه هو.
قال عنه أبو حاتم (كما في التّهذيب 9/495)، والذّهبيّ في: (الميزان 5/183 ت/8281): "مجهول".
وفي: (الثّقات لابن حبّان 9/128): "محمّد بن هاشم بن سعيد، من أهل دمشق، يروي عن: سعيد بن إسحاق، وسويد بن عبد العزيز، حدّثنا عنه: ابن جوصا". قال الحافظ في: (اللّسان 5/412): "فعندي أنه هو". وأمّا حديثه فلم أره في غير هذا الكتاب.
(4) وكذا تابعهم عنه:
يحيى بن إسحاق السِّيْلَحينيّ (صدوق كما في: التّقريب ت/7499)... أخرج روايته الإمام أحمد في: (المسند 5/287).
وأبو حيوة شريح بن يزيد (ثقة كما في: التّقريب - أيضا - ت/2780)... أخرج روايته الطّبرانيّ في: (مسند الشّاميّين 1/173 رقم الحديث/294).
وتابع سعيدَ بنَ عبد العزيز بمثل رواية من تقدّم عنه: محمّدُ بن راشد الدّمشقيّ (صدوق يهم، كما في: التّقريب - أيضا - ت/5875)... أخرج روايته الإمام أحمد في: (المسند 5/287، والزّهد ص/40 رقم/111)، والبخاريّ في: (التّأريخ الكبير 8/93 - 94)، وابن أبي خيثمة في: (التّأريخ [104/ب]) من طرق عنه به.(5/18)
.
ورواه سُليمان بن موسى(1) عن مكحول عن كثير بن مُرَّة عن قيس الجذاميّ عن نعيم بن همّار"(2)
__________
(1) القرشيّ، أبو أيّوب - وقيل غير ذلك - الدّمشقيّ، الأشدق...
صدوق في حديثه بعض لين.
روى له: م، 4.
ومات سنة: تسع عشرة ومائة - وقيل قبل ذلك
انظر: - الجرح والتّعديل (4/141) ت/615، وتهذيب الكمال (12/92) ت/2571، والتّقريب (ص/255) ت/2616.
أخرج روايته - كما هنا - من طرق عنه الإمام أحمد في: (المسند 5/287)، والدّارميّ في: (السّنن 1/401 رقم الحديث/1451)، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتأريخ 2/339)، وابن أبي خيثمة في: (التّأريخ [2/104ب])، والنّسائيّ في: (السّنن الكبرى 1/117 ورقمه/467)، وابن حبّان في: صحيحه (الإحسان 6/273 - 274 ورقمه/2533)، والطّبرانيّ في: (مسند الشّاميّين 1/220 ورقمه/394).
(2) وتابع كثيرّ بن مرّة في روايته عن نعيم: أبو إدريس الخولانيّ (ثقة ثبت)... أخرج روايته: البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 8/93) عن الحميديّ عن الوليد ابن مسلم عن الوليد بن سليمان عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس به.
وأخرجه ابن حبّان في: صحيحه (الإحسان 6/275 - 276 رقم الحديث/2534) عن دحيم عن الحميديّ به.
وللحديث طريق أخرى عن نعيم.. رواها: الإمام أحمد في: (المسند 4/153، 201) عن يزيد بن هارون وعفّان بن مسلم كلاهما عن أبان بن يزيد عن قتادة عن نعيم عن عقبة بن عامر الجهنيّ به، مرفوعا..
وكذا رواها ابن أبي خيثمة في: (التّأريخ [2/104ب]) عن عفّان به.
وقتادة هو: ابن دِعَامة، وهو مدلّس (من الثّالثة) إلاّ أنّه صرّح بالسّماع (في حديث عفّان).
وقال الألبانيّ في: (الإرواء 2/216) عن الحديث من هذا الطّريق: (إسناده صحيح)، وهو كما قال.(5/19)
. وَرُوي عن يزيد بن شُريح(1) عن [نعيم عن](2) النَّبيِّ صلوات الله عليه وسلَّم تسليما حديثٌ رابع إلاّ أنّ إسناده منقطع ؛ لأنّ يزيد لم يُدرك نعيما(3)
__________
(1) الحضرميّ، الحمصيّ، روى عنه جماعة، وقال يعقوب في: (المعرفة والتّأريخ 2/355): "من صالحي أهل الشّأم"، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 5/541)، وقال الدّارقطنيّ (كما في: التّهذيب 11/337): "يُعتبر به"، وقال الذّهبيّ في: (الكاشف 2/384 ت/6316): "ثقة، من الصّلحاء".
روى له: بخ، د، ت، ق.
وانظر: - جامع التّرمذيّ (2/187 - 188).
(2) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ب).
(3) وهو حديث رواه مطوّلاً ومختصرًا: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/10 ورقمه/9)، وابن عديّ في: (الكامل 4/110) - ومن طريقه: البيهقيّ في: الشّعب (6/288 ورقمه/8182)، وأشار إليه ابن أبي حاتم في: (العلل 2/115 تحت الرّقم/1838)، وعزاه الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 10/234) إلى الطّبرانيّ...
ولفظه كما عند ابن عديّ: "بِئسَ العَبدُ عبدٌ تجبّرَ واخْتَالَ وَنسِي الجبّارَ الأَعلَى؛ بِئسَ العَبدُ عبدٌ تجبّرَ واختَالَ وَنسِي الكبيرَ المتعَال؛ بئسَ العبْدُ عبدٌ طغَى وبغَى ونسِي المبدَأ والبِلَى؛ بئسَ العبدُ عبدٌ يختل الدّنيا بِالدّين، بئسَ العبدُ عبدٌ هوىً يُضلّه؛ بئسَ العبدُ عبدٌ فيه رغَبٌ يُذلّه".
وهو حديث ضعيف جدًّا، فيه: طلحة بن زيد، وهو: الرّقّيّ،الشّاميّ، متروك، قال أحمد وغيره: (كان يضع). (انظر: المجروحين 1/383، والتّقريب ص/282 ت/3020).
ويزيد لم يدرك نعيما كما قال الخطيب هنا، وأبو حاتم (كما في: المراسيل لابنه ص/238 ت/884)، وانظر: جامع التّحصيل (ص/301) ت/895.
قال أبو حاتم (كما في: العلل2/11) عن الحديث - وقد سأله ابنه عنه: "هذا حديث منكر، وطلحة ضعيف الحديث..".
وقال ابن عديّ: "وهذا الحديث يعرف بأسماء بنت عميس عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - ومن هذا الطّريق لم يروه إلاّ طلحة بن زيد" اه.
وضعّفه البيهقيّ في: الشّعب، والألبانيّ في: تخريجه للسنّة لابن أبي عاصم.
وحديث أسماء الّذي أشار إليه ابن عديّ رواه: التّرمذيّ في: (جامعه 4/545 - 546 ورقمه/2448)، وابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/10 - 11 ورقمه/10)، والحاكم في: (المستدرك 4/316)، والبيهقيّ في: (الشّعب 6/287 - 288 ورقمه/8181)، والشّجريّ في: (الأمالي الخميسيّة 2/172 - 173) كلهم من طرق عن عبد الصّمد بن عبد الوارث عن هاشم بن سعيد الكوفيّ عن زيد الخثعميّ عن أسماء به، بزيادة على حديث نعيم، مع تقديم وتأخير - إلاّ أنّ في إسناد الشّجريّ: عن عبد الصّمد عن يوسف بن أحمد، وهو خطأ . وهاشم بن سعيد قال ابن معين في: (التّأريخ - رواية الدّوريّ - 2/614): "ليس بشيء".
وانظر: - الكامل (7/115).
وساق الذّهبيّ في: (الميزان 5/414) هذا الحديث من ضمن ما أنكره عليه، وقال: "هذا غريب جدًّا، وزيد بن عطيّة [هو الخثعميّ] لا يعرف إلاّ في هذا الحديث" اه، وهو كما قال. انظر: التّقريب (ص/224) ت/2147.
وضعّف الحديث: التّرمذيّ، والبيهقيّ، والألبانيّ في تخريجه للسنّة لابن أبي عاصم.(5/20)
والله أعلم".
[20]- أَخبرنا أَبو بكر محمّد بن أَحمد الطّوسيّ(1): حدثنا أبو العبَّاس محمّد بن يعقوب الأَصمّ(2) قال: أَنا محمّد بن عبد الله ( / أ[8/ب]) بن عبد الحكم المِصْريّ(3) قال: أَنا ابن أَبي فُدَيك(4)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) الأمويّ، مولاهم، المعقليّ - بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وبعدها القاف المكسورة - النّيسابوريّ... إمام ثقة حافظ، محدِّث عصره بلا مدافعة.
مات سنة: ستّ وأربعين وثلاثمائة. انظر: الأنساب (1/178 - 180)، (4/344 - 345)، والمنتظم (14/112) ت/2575، والسّير (15/452).
(3) أبو عبد الله، الفقيه...
إمام مصنّف، قال النّسائيّ (كما في: المعجم المشتمل ص/249 ت/864): "ثقة مأمون"، وفيه - أيضا - قال مرّة: "صدوق، لا بأس به". وقال ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 7/300 - 301 ت/1630): "صدوق، ثقة".
روى له: س. ومات سنة: ثمان وستّين ومئتين.
وانظر: - الثّقات لابن حبّان (9/132)،وتهذيب الكمال (25/497) ت/5354، والتّقريب (ص/488) ت/6028.
(4) - بمضمومة، ودال مهملة، وكاف، مصغّرًا - وهو: محمَّد بن مسلم الدِّيليّ - بكسر الدّال المهملة، وسكون الياء آخر الحروف - أبو إسماعيل، المدنيّ...
قال ابن معين في: (التّأريخ - رواية: الدّوريٍّ - 2/505): "كان أروى النّاس عن ابن أبي ذئب، وهو ثقة".
وقال الذّهبيّ في: (الكاشف 2/158 ت/4727)، وابن حجر في: (التّقريب ص/468 ت/5736): "صدوق".
روى له: ع.
ومات سنة: مئتين - على الصّحيح .
وانظر:- المعرفة والتّأريخ ليعقوب بن سفيان (3/53).(5/21)
: حدّثنا ابن أَبي ذئب عن سعيد بن أَبي سعيد المقبريّ(1) عن أَبي هريرة أَنَّه قال: "حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ[عَلَيْهِ](2) وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ(3)، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ(4)، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ لَقُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومْ(5)".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب(6): "هذا حديث صحيح من حديث سعيد بن أبي سعيد المقبريّ واسم أبيه: كيسان عن أَبي هريرة.
وثابت من رواية أَبي الحارث محمّد بن( / ب[10/أ]) عبد الرحمن بن أبي ذئب عن سعيد.
انفرد البخاريُّ بإِخراجه، فرواه عن إِسماعيل بن أَبي أُويس(7)
__________
(1) أبو سعد، المدنيّ... ثقة. روى له: ع. مات في حدود سنة: عشرين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ص/145، والتّقريب (ص/236) ت/2321.
(2) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ب).
(3) أراد: الكناية عن محلّ العلم، وجمعه، فاستعار له الوعاء، وهو: الظرف الذي يجمع فيه الشيء.
انظر: - النّهاية (باب: الواو مع العين) 5/208، ولسان العرب (باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: الواو) 15/397.
(4) أي: نشرته.
انظر: - لسان العرب (باب: الثّاء، فصل: الباء) 2/114.
(5) - بالضمّ : مجرى الطّعام في الحلق، وهو المرئ، كَنَّى به عن القتل.
وحمل العلماء الوعاء الّذي لم يبثّه على الأحاديث الّتي فيها تبيين أسامي أمراء السّوء، وأحوالهم، وزمنهم، وقد كان أبو هريرة - رضي الله عنه - يكنّي عن بعضه، ولا يصرّح به؛ خوفا على نفسه منهم، كقوله: "أعوذ بالله من رأس السّتّين، وإمارة الصّبيان" يشير إلى خلافة: يزيد بن معاوية؛ لأنّها كانت سنة ستّين من الهجرة - والله تعالى أعلم.
انظر: - النّهاية (باب: الباء مع اللاّم) 1/52، والفتح (1/261).
(6) في (ب): "قال أبو بكر الخطيب".
(7) هو: إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أبي أويس، الأصبحيّ، أبو عبد الله، المدنيّ...
ضعيف لا يحتجّ بشيء ممّا انفرد به إلاّ ما في الصّحيحين؛ لانتقاء صاحبيهما عنه.
قال ابن حجر في: (هدي السّاري ص/410): "احتجّ به الشّيخان إلاّ أنّهما لم يكثرا من تخريج حديثه، ولا أخرج له البخاريّ ممّا تفرّد به سوى حديثين، وأمّا مسلم فأخرج له أقلّ ممّا أخرج له البخاريّ".
روى له: خ، م، د، ت، ق. ومات سنة: ستّ وعشرين ومئتين
وانظر: تهذيب الكمال (3/124) ت/459، والتّقريب (ص/108)ت/460.(5/22)
عن أخيه أبي بكر(1) عن ابن أَبي ذئب(2)، فكأَنَّ أبا بكر الطُّوسيّ سمعه من البخاريّ".
[21] أَخبرنا أَبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ(3) قال: ثنا القاضي أَبو عبد الله الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(4) قال: ثنا محمّد بن عبد الله المُخَرِّميّ(5): ثنا مُعاذ بن هِشام(6)
__________
(1) هو: عبد الحميد، اشتهر بأبي بكر بن أبي أويس... ثقة.
روى له: خ، م، د، ت، س. ومات سنة: اثنتين ومئتين.
انظر: - الجرح والتّعديل (6/15) ت/72، وتهذيب الكمال (16/444) ت/3721، والتّقريب (ص/333) ت/3767.
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: العلم، باب: حفظ العلم) 1/68 ورقمه/61.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/54.
(4) تقدّمت ترجمته - أيضا ... انظر ص/492.
(5) - بضمّ الميم، وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الرّاء المكسورة - أبو جعفر، القرشيّ، البغداديّ.. حافظ متقن مأمون. روى له: خ، د، س. ومات سنة: أربع وخمسين ومئتين. انظر: الأنساب (5/223)، وتهذيب الكمال (25/534) ت/5371، والتّقريب (ص/490) ت/6045.
(6) ابن أبي عبد الله الدَّستوائيّ - بفتح الدّال، وسكون السّين المهملتين، وضمّ التّاء ثالث الحروف، وبفتح الواو، وفي آخره الألف، ثم الياء آخر الحروف - أبو عبد الله، البصريّ... قال ابن عديّ في: (الكامل 6/434): "ولمعاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة حديث كثير ولمعاذ عن غير أبيه أحاديث صالحة، وهو ربّما يغلط في الشّيء بعد الشيء، وأرجو أنه صدوق". وقال الحافظ في: (التّقريب ص/536 ت/6742): "صدوق ربما وهم). روى له: ع. ومات سنة: مئتين.
وانظر: التّأريخ الكبير (7/366) ت/1572، والكاشف (2/274) ت/5509.(5/23)
قال: حدثني أبي(1) عن يونس(2) عن قتادة عن أنس قال: "مَا أَكلَ النَّبِيُّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما عَلَىخِوَانٍ(3)، وَلاَ فِي سُكُرُّجَةٍ(4)، وَلاَ خُبِزَ لَهُ مَرَقَّقٌ(5)".قلت(6) لقتادة: على أَيّ شيء كانوا يأكلون؟ قال: على السُّفَر(7)
__________
(1) هو: هشام بن أبي عبد الله سَنْبر - بمهملة، ثمّ نون، ثم موحّدة، على وزن: جعفر - أبو بكر، البصريّ... ثقة ثبت، رمي بالقَدَر. روى له: ع. ومات سنة: أربع وخمسين ومائة. انظر: التّأريخ لابن معين - رواية: الدّوريّ - (2/617)، وتهذيب الكمال (30/215) ت/6582، والكاشف (2/337) ت/5969.
(2) هو: ابن أبي الفرات، القرشيّ، مولاهم، المعوليّ - بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الواو، وفي آخرها اللاّم - أبو الفرات، البصريّ... ثقة، لم يصب ابن حبّان، وَابن الجوزيّ في تضعيفه. روى له: خ، ت، س، ق حديثا واحدًا، وهو الّذي هنا. انظر: سؤالات الآجرّيّ أبا داود (3/337) ت/534،والمجروحين لابن حبّان (3/139)، والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (3/225) ت/3871، والميزان (6/157) ت/9916، والتّقريب (ص/614) ت/7912.
(3) الخوان: ما ينصب للطّعام، ويؤكل عليه.
انظر: - غريب الحديث للخطّابيّ (1/374)، والنّهاية (باب: الخاء مع الواو) 2/89.
(4) - بضمّ السّين، والكاف، والرّاء، والتشديد - إناء صغير يؤكل فيه الشّيء القليل من الأُدم - وهي فارسيّة معرّبة . انظر: النّهاية (باب: السّين مع الكاف)2/384
(5) هو: الرّغيف الواسع الرّقيق، وضدّه: المجردق.
انظر: المجموع المغيث لأبي موسى المدينيّ (من باب: الرّاء والقاف) 1/788، والنّهاية (باب: الرّاء مع القاف) 2/252.
(6) القائل هو: يونس بن أبي الفرات، الرّاوي عن قتادة.
(7) جمع سُفْرة، وهي في الأصل: طعام يتّخذه المسافر، وأكثر ما يحمل في جلد مستدير، فنقل اسم الطّعام إلى الجلد، وسمّي به.
انظر: - النّهاية (باب: السّين مع الفاء) 2/373، ولسان العرب (باب: الرّاء، فصل: السّين) 4/368 - 369.(5/24)
.
قال الشّيخ الإِمام أبو بكر الخطيب(1): "انفرد البخاريّ بإخراجه في صحيحه ، فرواه عن عليّ ابن المدينيّ، وَعبد الله بن أَبي الأَسود(2) عن مُعاذ بن هِشام(3)، فكأَنَّ أَبا عمر بن مهديّ سمعه من البخاريّ.
ويونس الرّاوي له عن قتادة هو: الإِسكاف .
وهو عزيز الحديث(4)".
[22]- أَخبرنا أَبو محمّد عبد الله/ أ[9/أ] بن عبيد الله بن يحيى البيّع(5): ثنا أبو عبد الله الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(6): حدّثنا يُوسُف ابن موسى(7)
__________
(1) في (ب): "قال أبو بكر الخطيب".
(2) هو: عبد الله بن محمَّد بن أبي الأسود، أبو بكر، البصريّ... ثقة.
روى له: خ، د، ت. ومات سنة: ثلاث وعشرين ومئتين.
انظر: - سؤالات ابن محرز (ص /90) ت/343، وتهذيب الكمال (16/46) ت/3529، والتّقريب (ص/320) ت /3578.
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: الأطعمة، باب: ما كان النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - وأصحابه يأكلون) 7/134 رقم الحديث/41.
ورواه - أيضا - في: الكتاب نفسه (باب: الخبز المرقّق، والأكل على الخوان والسّفرة) 7/125 ورقمه/12 عن محمَّد بن سنان عن همّام عن قتادة، بنحوه، وفيه زيادة. وفيه - أيضا - ورقمه/13 عن عليّ بن المدينيّ فقط عن معاذ به، بنحوه - أيضا .
(4) أي: قليله.. انظر: (المجروحين لابن حبّان 3/139) ولعلّ هذا - والله أعلم - هو المراد بقول ابن عديّ في: (الكامل 3/397) - أثناء ترجمته لسعيد ابن أبي عروبة، وقد ذكره : "ليس بمشهور".
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(6) تقدّمت ترجمته - أيضا ... انظر ص/492.
(7) ابن راشد، القطّان، أبو يعقوب، الكوفيّ، المعروف: بالرّازيّ... صدوق.
روى له: خ، د، ت، عس، ق.
ومات سنة: ثلاث وخمسين ومئتين.
انظر: - تأريخ بغداد (4/304) ت/7615، وتهذيب الكمال (30/465) ت/7159، والتّقريب (ص/612) ت/7887.(5/25)
قال: ثنا جرير(1) عن التّيميّ(2) عن أَبي عُثمان(3) / ب[10/ب] عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا الْمَسَاكَيْنُ، وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ لِلْحِسَابِ، إَلاَّ أَصْحَابَ النَّارِ فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ". قال: "فَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإَذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا النِّسَاءُ".
قال جرير: أَصحاب الجَدِّ: الصَّحيح الطَّاعم الكاسي(4) .
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب(5): "هذا صحيحٌ من حديث أَبي عُثمان عبد الرَّحمن بن ملّ النَّهديّ عن أَبي زيد أُسامة بن زيد بن حارثة حِبِّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما(6) وثابت [من رواية أَبي المعتمر سُليمان بن طرخان التيميّ عن أَبي عثمان .
أَخرجه البخاريّ](7) من رواية إِسماعيل بن عُلَيَّة عن التّيميّ(8) .
__________
(1) هو: ابن عبد الحميد الضّبيّ.
(2) هو: سليمان بن طرخان.
(3) هو: عبد الرحمن بن ملّ - بلام ثقيلة، والميم مثلّثة - النّهديّ - بفتح النّون، وسكون الهاء.
(4) وقال أبو عبيد في: (غريب الحديث 1/258): "ذوي الحَظِّ في الدّنيا والغِنَى".
وانظر: النّهاية (باب: الجيم مع الدّال) 1/244،ولسان العرب(باب: الدّال، فصل: الجيم) 3/107 - 108.
(5) في (ب): "قال أبو بكر الخطيب".
(6) في (ب): "حبّ النّبيّ - صلي الله عليه وسلم –".
(7) ما بين المعقوفتين ساقط من (أ)، ومثبت في (ب).
(8) صحيح البخاريّ (كتاب: النّكاح، باب - كذا بغير ترجمة -) 7/54 رقم الحديث/126 عن مسدّد عن إسماعيل به، بنحوه.
وَ: (كتاب: الرّقاق، باب: صفة الجنّة والنّار) 8/204 ورقمه/134.(5/26)
ورواه مُسلم عن إِسحاق بن إِبراهيم(1) عن جرير بن عبد الحميد(2)، فكأَنَّ شيخنا أَبا محمّد سمعه من مسلم".
[23]- أَبنا(3) أَبو محمَّد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار السُّكريّ(4) قال: أَبنا إِسماعيل بن محمَّد الصَّفَّار(5) قال: ثنا أَحمد بن منصور الرَّماديّ(6) قال: ثنا عبد الرّزّاق قال: أَبنا مَعْمَر عن الزُّهريّ عن أَبي سلمة(7) عن جابر أَنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما نزل منزلاً، وتفرَّق النّاسُ في العِضَاهِ(8) يستظلُّونَ تحتها، وعلّق النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما سِلاحهبشجرة، فجاء أَعرابيّ(9)
__________
(1) ابن مخلد، الحنظليّ؛ المعروف: بابن راهويه.
(2) صحيح مسلم (كتاب: الذّكر والدّعاء والتّوبة والاستغفار - كتاب: الرّقاق منه - باب: أكثر أهل الجنّة الفقراء، وأكثر أهل النّار النّساء) 4/2096 رقم الحديث/2736.
(3) في (ب): (أخبرنا).
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/63.
(5) تقدّمت ترجمته - أيضا ... انظر ص/245.
(6) - بفتح الرّاء، والميم، وفي آخرها الدّال المهملة - أبو بكر البغداديّ.. ثقة، مكثر، مصنّف، طعن فيه أبو داود لمذهبه في الوقف في القرآن. روى له: ق. ومات سنة: خمس وستّين ومئتين.
انظر: - تأريخ بغداد (5/151) ت/2586،وتهذيب الكمال (1/492) ت/113، والتّقريب (ص/85) ت/113.
(7) هو: ابن عبد الرّحمن بن عوف.
(8) - بِكسر المهمَلة، وتخفيف الضّاد المعجمة : كل شجر عظيم له شوك.
انظر: النّهاية (باب: العين مع الهاء) 3/255، والفتح (7/492).
(9) واحد الأعراب، وهم: ساكنوا البادية الذين لا يقيمون في الأمصار، ولا يدخلونها إلاّ لحاجة.
انظر: غريب الحديث للخطّابيّ (2/257)، والنّهاية (باب: العين مع الرّاء) 3/202.
وأمّا تسميته فجاءت في إحدى روايات الحديث عند الإمام أحمد في مسنده (3/364 - 365) وأنّه: غورث - بفتح الغين المعجمة وضمّها، وبالثّاء المثلّثة في آخره - بن الحارث.
وذكر ذلك - أيضا - البخاريّ في صحيحه (كتاب: المغازي، باب: غزوة ذات الرّقاع) 5/248 عن مسدّد عن أبي عوانة عن أبي بشر به.
وذكر الواقديّ في: (المغازي 1/195) خبرًا نحو هذا، وسمّى الرّجل فيه: دعثورًا (وانظر: شرح مسلم للنّوويّ 15/45، وأعلام النّبوّة للماورديّ ص/107 - 108).(5/27)
، فاسْتلَّ(1) [السّيف](2)،(/ ب[11/أ]) ثمَّ أَقبل إلى النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما فقال: من يَحُولُ بيني وبينك؟ فقال النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: "اللهُ عَزَّ وَجَلَّ". [حتَّى قالها ثلاثا، والنَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: "اللهُ عَزَّ وَجَلَّ"](3).
قال: فَشَامَ(4) الأَعرابيُّ السَّيْفَ، وجاء ( / أ[9/ب]) فجلس عند النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما فدعا النّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم تَسْليمَاً أَصحابَهُ، فأَخبرهم خبر الأَعرابيّ وهو جالس لم يُعاقبه.
قال: وكان قتادة يذكر نحو هذا، وَيذكر: "أنّ قوما من العرب أرادوا أن يفتكوا بالنَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما(5) ، فأرسلوا هذا الأَعرابيّ، ويتلو: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ} الآية(6)" .
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "اتّفق الشّيخان على إِخراجه من هذا الوجه، فرواه البخاريُّ عن محمود بن غيلان(7)
__________
(1) أي: استخرج، وانتزع.
انظر: غريب الحديث للخطّابي (3/64)، والنّهاية (باب: السّين مع اللاّم) 2/392.
(2) لحق بحاشية: (أ).
(3) زيادة من: (ب).
(4) أي: أغمد. والشّيم من الأضداد، يكون سلاًّ، وإغمادًا.
انظر: المجموع المغيث (من باب: الشّين مع الياء) 2/242 - 243، والنّهاية (باب: الشّين مع الياء) 2/521.
(5) أي: يقتلوه، وهو غارٌّ غافل.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/301، 4/6).
(6) نصّ الآية تامّاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوْا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيهِم فَكَفَّ أَيْديِهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} سورة: المائدة، الآية: (11).
(7) العدويّ، مولاهم، أبو أحمد، المروزيّ... ثقة. روى له: خ، م، ت، س، ق. ومات سنة: تسع وثلاثين ومئتين - وقيل بعدها .
انظر: التّقريب (ص/522) ت/6516.
والحديث في الصّحيح في: (كتاب: المغازي، باب: غزوة بني المصطلق من خزاعة، وهي غزوة المريسيع) 5/249 ورقمه/169.
ورواه - أيضا - في: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: من علّق سيفه بالشّجر في السّفر عند القائلة) 4/109 ورقمه/121.
وفي: (كتاب: المغازي، باب: غزوة ذات الرّقاع) 5/247 ورقمه/166 عن أبي اليمان عن شعيب عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، وسنان بن أبي سنان كلاهما عن جابر به، بنحوه.
وفي الموضع نفسه من كتاب: الجهاد والسّير (4/110) ورقمه/124 عن موسى بن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد،
وفي الموضع نفسه من كتاب: المغازي (5/247 - 248) ورقمه/167 عن إسماعيل (هو: ابن أبي أويس) عن أخيه عن سليمان (هو: ابن بلال) عن محمَّد ابن أبي عتيق، كلاهما عن ابن شهاب به، بنحوه - أيضا.(5/28)
.
ورواه مسلم عن عَبْد بن حُمَيد(1) ، جميعا عن عبد الرَّزّاق، فكأَنَّ السُّكريّ سمعه منهما".
[24]- أَخبرنا أَبو القاسم إِسماعيل بن إِبراهيم بن عليّ البندار(2): أخبرنا(3) أَبو سهل أَحمد بن محمَّد بن عبد الله بن زياد القطَّان(4) قال: أَخبرنا(5) محمَّد بن غالب بن حَرْب(6) قال: قال: ثنا عمر بن يزيد الرَّفَّاء(7) قال: أَخبرنا(8)شعبة عن عمرو بن مرّة(9)
__________
(1) صحيح مسلم (كتاب: الفضائل، باب: توكّله - أي: النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - على الله تعالى، وعصمة الله - تعالى - له من النّاس) 4/1786 1787.
وانظر: (كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة الخوف) 1/576 رقم الحديث/843.
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/63.
(3) في (ب): "قال: أبنا".
(4) البغداديّ... صدوق. مات سنة: خمسين وثلاثمائة.
انظر: سؤالات السّلميّ للدّارقطنيّ (ص/104) ت/13، وتأريخ بغداد (5/45) ت/2404، والسّير (15/521).
(5) في (ب): "ثنا".
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/556.
(7) الشّيبانيّ، أبو حفص، البصريّ.. قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 6/142 ت/772): "كتبت عنه، فنظر عمرو بن عليّ في كتابي، فضرب على حديثه، وكان متروك الحديث يكذب".
وقال ابن عديّ في: (الكامل 5/55): "أحاديثه تشبه الموضوع".
وانظر: الضّعفاء لابن الجوزيّ (2/219) ت /2521، ولسان الميزان (4/339) ت/967، وتنزيه الشّريعة لابن عرّاق (1/92) ت/391.
(8) في: (ب): "ثنا".
(9) ابن عبد الله المراديّ، الجمليّ - بفتح الجيم والميم، وبعدها اللاّم - أبو عبد الله، الكوفيّ، الضرير... ثقة مأمون. روى له: ع. ومات سنة: ستّ عشرة ومائة - وقيل بعدها بسنتين .
انظر: سؤالات الآجرّيّ أبا داود (3/162)، والجرح والتّعديل (6/257) ت/1421، والكاشف (2/88) ت/4229.(5/29)
عن شقيق بن سلمة(1) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله [عليه](2) وسلّم تسليماً: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُشَرِّفُونَ(3) الْمُتْرَفِينَ(4)، (/ ب [11/ب]) وَيَسْتَخِفُّونَ(5) بِالْعَابِدِينَ، وَيُؤْمِنُونَ بِبَعْضَ الْكِتَابِ، وَيِكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، يَسْعَوْنَ فَيمَا يُدْرَكُ بِغَيْرِ سَعْيٍ مِنَ الْقَدَرِ الْمَقْدُورِ، والأَجَلِ الْمَكْتُوبِ، والرِّزْقِ الْمَقْسُومِ، وَلاَ يَسْعَوْنَ فِيمَا لاَ يُدْرِكُ إِلاَّ بِالسَّعْيِ مِنَ الْجَزَاءِ الْمَوْفُورِ(6)، وَالسَّعْيِ الْمَشْكُورِ، وَالتِّجَارَةِ الَّتيِ لاَ تَبُورُ(7)".
قال الشَّيخ الإمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث شقيق بن سلمة الأَسديّ عن عبدالله بن مسعود ، ومن حديث عَمرو بن مُرّة عن شقيق، ومن حديث (/أ [10/أ]) أبي بِسْطام شُعبة بن الحجّاح العتكيّ عن عَمرو.
لا أَعلم رواه عن شعبة إِلاَّ عُمَربن يزيد الرَّفَّاء"(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/520.
(2) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ب).
(3) أي: يجعلون لهم شرفا بتفضيلهم وإعلائهم.
انظر: لسان العرب (حرف: الفاء، فصل: الشّين المعجمة) 9/170.
(4) جمع مترف، وهو: المتنعّم المتوسّع في ملاذّ الدّنيا، وشهواتها.
النّهاية (باب: التّاء مع الرّاء) 1/187.
(5) أي: يتنقّصون، وَيهينون.
انظر: لسان العرب (حرف: الفاء، فصل: الخاءالمعجمة) 9/79،80.
(6) أي: الكثير الواسع.
انظر: - النّهاية (باب: الواو مع الفاء) 5/210، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الواو) 5/287.
(7) أي: لا تكسد. انظر: غريب الحديث للخطّابي (1/200)، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الباء الموحّدة) 4/86.
(8) الحديث رواه - أيضا :
العقيليّ في: (الضّعفاء 3/195 196)، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 10/193 رقم الحديث/10432) - ومن طريقه: أبو نعيم في الحلية (4/109 - 110، 5/98، 7/205) - والشّجريّ في: (الأمالي الخميسيّة 2/206)،وابن الجوزيّ في:(الموضوعات 3/140)، وابن عديّ في: (الكامل 5/55)، والخطيب في: (تأريخ بغداد 6/313)، - ومن طريقه ابن الجوزيّ في: (الموضوعات 3/140)، - والبيهقيّ في: (شعب الإيمان 2/72 - 73 رقم الحديث/1195)...
ومدار أسانيده على: عمر بن يزيد الرّفّاء، فإنّه لم يروه عن شعبة غيره، وهو متّهم بالكذب (كما تقدّم ص/619).
فالحديث حديث موضوع.. . قال أبو حاتم (كما في: العلل لابنه 2/221 رقم/1856) - وقد سئل عنه : "هذا حديث كذب موضوع".
وقال العقيليّ: "ليس هذا الحديث من حديث شعبة أصلاً، وهذا الكلام عندي - والله يعلم - يشبه كلام عبد الله بن المسور الهاشميّ المدائنيّ - وكان يضع الحديث - وقد روى عمرو بن مرّة عنه، فلعلّ هذا الشَّيخ حمله عن رجل عن عمرو بن مرّة عن عبد الله بن المسور، فأحاله على شعبة".
وقال ابن عديّ: "هذا لا يعرف إلاّ بعمر بن يزيد هذا عن شعبة، وهو بهذا الإسناد باطل، وعمر بن يزيد يعرف بهذا الحديث".
وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث ليس بصحيح، انفرد به عمر بن يزيد..".
وانظر: شعب الإيمان للبيهقيّ (2/73)، والميزان (4/150 - 151) ت/6248، وتنزيه الشّريعة لابن عرّاق (2/304)، والفوائد المجموعة للشوكانيّ (ص/218).(5/30)
.
[25]- أَخبرنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد بن أَحمد الفرضيّ(1) قال: أَخبرنا عبد الله بن أَحمد بن إِسحاق بن إِبراهيم الجوهريّ المِصريّ(2) قال: ثنا إِبراهيم بن أَبي داود البُرُلُّسيّ(3) قال: ثنا أبو اليمان(4) قال: أَبنا شعيب(5) عن الزُّهريِّ قال: حدَّثني أَبو سلمة ابن عبد الرّحمن بن عوف أَنَّه سمع حسَّان بن ثابت الأَنصاريّ يستشهد أَباهريرة: أَنشُدُكَ(6) هَل سمعتَ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم تسليماً يقول: "يَا حَسَّانُ، أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ".
قال أبو هريرة: نعم.
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "أَخرجه البخاريُّ عن أَبي اليمان(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) أبو محمَّد البغداديّ.. وثّقه أبو يعلى الخليليّ. ومات سنة: اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (9/388) ت/4976، والنّجوم الزّاهرة (3/325).
(3) - بضمّ الباء الموحّدة، والرّاء واللاّم المشدّدة، ثلاثتها مضمومة - الأسديّ، أبو إسحاق، الكوفيّ - واسم أبي داود: سليمان ... ثقة، حافظ.
مات سنة: اثنتين وسبعين ومئتين - وقيل قبلها بسنتين -
انظر: المنتظم (12/250) ت/1778، والسّير (12/612).
(4) هو: الحكم بن نافع، تقدّمت ترجمته... انظر ص/534.
وانظر: - الثّقات الّذين ضُعفوافي بعض شيوخهم للرّفاعيّ (ص/130).
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/476.
(6) - بفتح الهمزة، وضمّ الشّين المعجمة - أي: أسألك وأقسم عليك.
انظر: النّهاية (باب: النّون مع الشّين) 5/53.
وفي رواية للبخاريّ (4/232 رقم الحديث/22)، ومسلم (4/1932 - 1933 رقم/2485) في صحيحيهما: ".. أنشدك بالله..".
(7) صحيح البخاريّ (كتاب: الصّلاة، باب: الشّعر في المسجد) 1/196 ورقمه/113.
وَ (كتاب: الأدب، باب: هجاء المشركين) 8/66 - 67 ورقمه/175.
ورواه - أيضا في: (كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة) 4/232 ورقمه/22 عن عليّ بن عبد الله عن سفيان (هو: ابن عيينة) عن الزُّهريّ عن ابن المسيّب، وفي الموضع نفسه من كتاب: الأدب عن إسماعيل (هو: ابن أبي أويس) عن أخيه عن محمَّد بن أبي عتيق عن الزُّهريّ عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، كلاهما عن حسّان به، بنحوه.(5/31)
، وأَخرجه مُسلم عن عبد الله ابن عبد الرّحمن السّمرقنديّ(1) ( / ب[12/أ]) عن أبي اليمان(2)".
__________
(1) هو: الدّارميّ، صاحب السّنن.
(2) صحيح مسلم ( كتاب: فضائل الصّحابة، باب: فضائل حسّان بن ثابت رضي الله عنه ) 4/1933 رقم الحديث / 2485 .(5/32)
[26]- أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى(1) قال: حدَّثنا(2) الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(3) قال: ثنا أَحمد بن محمَّد بن يحيى بن سعيد(4) قال: حدّثنا حُسين الجُعْفِيّ(5) عن زائدة(6) قال: ثنا بيان البَجَليّ(7) عن قيس ابن أبي حازم(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(2) في (ب): "أنا".
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/492.
(4) القطّان، أبو سعيد، البصريّ.. صدوق. روى له: ق. ومات سنة: ثمان وخمسين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (2/74) ت/147، والثّقات لابن حبّان (8/38)، والكاشف (1/203) ت/85، والتّقريب (ص/84) ت/106.
(5) هو: الحسين بن عليّ بن الوليد الجعفيّ بضمّ الجيم، وسكون العين المهملة، وفي آخرها الفاء مولاهم، أبو عبد الله ويقال: أبو محمَّد الكوفيّ، المقرئ... ثقة عابد فاضل. روى له: ع. ومات سنة: أربع وثمانين ومئتين وقيل قبلها.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/396)، وتهذيب الكمال (6/449) ت/1324، والتّقريب (ص/167) ت/1335.
(6) ابن قدامة، أبو الصّلت، الثّقفيّ... ثقة ثبت، صاحب سُنّة. روى له: ع.
ومات سنة: إحدى وستّين ومائة. انظر: المشاهير لابن حبّان (ص/171) ت/1355، والكاشف (1/400) ت/1608.
(7) بفتح الباء الموحّدة، والجيم أبو بشر، الأَحْمَسيّ بفتح الألف، وسكون الحاء المهملة، وفتح الميم، وفي آخرها السّين المهملة الكوفيّ، المعلِّم.. ثقة، مقلّ.
روى له: ع. انظر: العلل ومعرفة الرّجال للإمام أحمد (1/414) ت/879، وتهذيب الكمال (4/303) ت/792، والتّقريب (ص/129) ت/789.
(8) البجليّ، أبو عبد الله، الكوفيّ... ثقة، ثبت، فاضل.
روى له: ع. ومات سنة: ثمان وتسعين وقيل قبلها بسنة.
انظر:.المشاهير لابن حبّان (ص/102) ت/756، والكاشف وحاشيته لسبط ابن العجميّ (2/138- 139) ت/4596.(6/1)
قال: ثنا جرير بن عبد الله قال: خرج علينا رسولُ الله صلّى الله [عليه](1) وسلّم تسليما ليلة البَدْر، فنظر إِلى القمر فقال: "إِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لاَ تُضَامُونَ(2) فِي رُؤْيَتِهِ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "أَخرجه البخاريُّ في صحيحه عن عَبْدَة بن عبد الله(3) عن حسين ابن عليّ الجُعفيّ(4)
__________
(1) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ب).
(2) يروى بالتّشديد، وَالتّخفيف، والتّخفيف أكثر...
والتّشديد يجوز فيه: ضمّ التّاء، وفتحها، والمعنى: لا ينضمّ بعضكم إلى بعض، وتزدحمون وقت النّظر إليه جلّ وعلا.
والتّخفيف: من الضّيم وهو الظّلم والمراد: لا تظلمون فيه برؤية بعضكم دون بعض، فإنّكم ترونه من جهاتكم كلّها.
انظر:.المعلم للمازريّ (1/225)، والنّهاية (باب: الضّاد مع الميم) 3/101، والفتح (11/455، 13/436).
(3) ابن عَبْدَة، الخزاعيّ، الصّفّار، أبو سهل، البصريّ، الكوفيّ الأصل.. ثقة.
روى له: خ، 4.
ومات سنة: ثمان وخمسين ومئتين تقريبا.
انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/258) ت/439، والمعجم المشتمل (ص/178- 188) ت/577، والتّقريب (ص/369) ت/4272.
(4) صحيح البخاريّ (كتاب: التّوحيد، باب: قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَة إِلىَ رَبِّهَا نَاظِرَة})9/228 رقم الحديث/64.
ورواه أيضا في الموضع نفسه (رقم الحديث/63) عن يوسف بن موسى عن عاصم بن يوسف عن أبي شهاب، و(رقم/62) عن عمرو بن عون عن خالد (هو: ابن عبد الله الواسطيّ)، وَهشيم (هو: ابن بشير)، وفي: (كتاب: التّفسير، باب: قوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوب }) 6/246 ورقمه/345 عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير (هو: ابن عبد الحميد)، وفي: (كتاب: مواقيت الصّلاة، باب: فضل صلاة العصر) 1/230- 231 ورقمه/31 عن الحميديّ عن مروان بن معاوية، وَ (باب: فضل صلاة الفجر) 1/239 ورقمه/49 عن مسدّد عن يحيى (هو: القطّان)، ستّتهم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس به، بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا.
والحديث رواه مسلم في: صحيحه (كتاب: المساجد، ومواضع الصّلاة، باب: فضل صلاتي الصّبح والعصر والمحافظة عليهما) 1/439- 440 ورقمه/633 عن زهير بن حرب عن مروان بن معاوية، وعن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير، وأبي أُسامة، ووكيع كلّهم عن إسماعيل به، بنحوه.(6/2)
، فكأَنَّ شيخنا أَبا محمَّد سمعه منه".
[27]- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمَّد بن عبدالله / (أ[10/ب]) ابن مهديّ(1) قال: أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمَّد الصّفّار(2)قال: ثنا الحسن بن عَرَفة(3) قال: حدّثنا سَلْم بن سالم البلخيّ(4) عن نُوْح بن أَبي مَرْيم(5)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/245.
(3) ابن يزيد، العبديّ، أبو عليّ، البغداديّ، المؤدّب... صدوق.
روى له: ت، س، ق.ومات سنة: سبع وخمسين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (3/31 32) ت/128، والأنساب للسّمعانيّ (4/137)، والتّقريب (ص/162) ت/1255.
(4) أبو محمَّد، الزّاهد... ضعيف، مرجئ داعية، كان ابن المبارك يكذّبه.
قال الخليليّ في: (الإرشاد ص/363- 364): "أجمعوا على ضعفه.. وسكت عنه الشيوخ كلّهم إلاّ من كان من ضعفاء بَلْخ، ولم يكن من صنعته هذا الشّأن". انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/374)، والتّأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/222)، والمجروحين لابن حبّان (1/344)، ولسان الميزان (3/63) ت/235.
(5) القرشيّ، مولاهم، أبو عِصْمة بكسر العين، وسكون الصّاد المهملتين المروزيّ، المعروف بنوح الجامع..
تركه ابن المبارك (كما في: تهذيب الكمال 30/58)، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابنه 8/484 ت/2210)، ومسلم في: (الكنى له 1/643 ت/2631)، وغيرهم.
وقال الحاكم في: (المدخل ص/217 218): "لقد كان جامعا، رزق من كل شيء حظا إلاّ الصّدق، فإنّه حُرِمَه نعوذ بالله من الخذلان".
واتّهمه ابن المبارك والحاكم (كما في: التّهذيب 10/487، 488).
روى له: ت، فق. ومات سنة: ثلاث وسبعين ومئتين.
وانظر: التّأريخ الكبير للبخاريّ (8/167) ت/2383، والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (3/167) ت/3557، والتّقريب (ص/567) ت/7210.(6/3)
عن ثابت البُنانيّ عن أنس بن مالك قال: سُئِل رسول الله [صلّى الله](1) عليه وسلّم عن هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة}(2)، قال: "{لِلَّذِينَ أَحْسنُوا} الْعَمَلَ فِي الدُّنْيَا {الْحُسْنَى} وَهِيَ: الْجَنَّةُ". قالَ: "وَالزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللهِ الْكَرِيمِ".
قال الشَّيخ الإمام أَبو بكر الخطيب: "كذا روى أَبو عِصْمَة / (ب[12/ب]) نوح بن أبي مريم الخراسانيّ هذا الحديث عن أَبي محمَّد ثابت بن أَسلم البُنانيّ عن أَبي حمزة أَنس بن مالك(3)، ووهم في ذلك وهما قبيحا.
والصَّواب فيه ما أَخبرناه(4) أَبو عمر بن مهديّ(5) قال: أَخبرنا(6) إِسماعيل بن محمَّد الصَّفَّار(7) قال: حدَّثنا الحسَن بن عَرَفة(8) قال: حدّثنا يزيد بن هارون(9)
__________
(1) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ب).
(2) من الآية: (26) من سورة: يونس.
(3) الحديث رواه: ابن عرفة في: (جزئه ص/54 ورقمه/23) ومن طريقه الدّارقطنيّ في: الرؤية (ص/171 ورقمه/57)، واللالكائيّ في: شرح أصول اعتقاد أهل السنّة (ص/456 ورقمه/779) وابن منده في: (الرّدّ على الجهميّة ص/95 96 ورقمه/85)، والخطيب في: (تأريخه 9/140)، وقال: (هكذا رواه سَلْم عن نوح بن أبي مريم عن ثابت البنانيّ، وهو خطأ، والصّواب: عن ثابت عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كذلك رواه حمّاد بن سلمة،وكان أثبت النّاس في ثابت) اه.
(4) في (ب): (ما أخبرنا).
(5) هو: عبد الواحد، تقدّمت ترجمته... انظر ص/54.
(6) في (ب): (ثنا).
(7) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/245.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/597.
(9) السّلميّ، مولاهم، أبو خالد، الواسطيّ.. ثقة متقن، عابد.
روى له: ع. ومات سنة: ستّ ومئتين. انظر: المشاهير لابن حبّان (ص/177) ت/1406، وتهذيب الكمال (32/261) ت/7061.(6/4)
قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن عبدالرّحمن ابن أَبي ليلى(1) عن صُهيب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نُوْدُوا: أَنْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا لَمْ تَرَوْهُ. قَاْلَ: "فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ(2)؟ أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وُيَزَحْزِحْنَا(3) عَنِ النَّارِ، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ"؟ قالَ: "فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى". قالَ: "فَوَاللهِ مَا أَعْطَاهُمْ اللهُ شَيْئاً هُوَ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْهُ". قالَ: ثُمَّ قرأ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}.
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "وهكذا رواه مسلم في الصّحيح عن أَبي بكر بن أَبي شيبة عن يزيد ابن هارون(4)، فكأنّ أبا عمر بن مهديّ سمعه منه".
__________
(1) واسمه: يسار، وقيل غير ذلك الأنصاريّ، أبو عيسى، المدنيّ، ثمّ الكوفيّ... تابعيّ، ثقة. روى له: ع . ومات سنة: ثلاث وثمانين.
انظر:.الجرح والتّعديل (5/301) ت/1424، وتأريخ بغداد (10/199) ت/5348، والكاشف (1/641) ت/3300.
(2) في (ب): (ما هو).
(3) أي: ينحينا، ويبعدنا.
انظر: النّهاية (باب: الزّاي مع الحاء) 2/297.
(4) صحيح مسلم (كتاب: الإيمان، باب: إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربّهم سبحانه وتعالى ) 1/163 رقم الحديث/181.(6/5)
[28]- أَخبرنا أَبو بكر محمَّد بن/ (أ[11/أ]) أحمد الطُّوسيّ(1) قال: حدَّثنا أَبو العبَّاس محمَّد بن يعقوب الأَصمّ(2) قال: أَنا أَبو بكر (/ب[13/أ]) محمَّد بن إسحاق الصّغانيّ(3) قال: حدَّثنا يزيد بن هارون(4) قال: أَنا(5) همَّام بن يحيى(6) عن قتادة(7) عن سالم بن أبي الجعد(8) عن مَعْدان بن أَبي طلحة(9) عن أَبي الدَّرداءَ عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما قال: "مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُوْرَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ أَوْ مِنَ الدَّجَّالِ(10)".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "خرجه مسلم منفردًا به عن زهير بن حَرْب(11)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/256.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/540.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/599.
(5) في (ب): "بنا"
(6) العوذيّ بفتح المهملة، وسكون الواو، وكسر الذّال المعجمة أبو عبد الله، البصريّ.. ثقة ربّما غلط، من الأثبات في الرّواية عن قتادة.
روى له: ع. ومات سنة: أربع أو خمس وستّين ومائة وقيل قبل ذلك.
انظر:.الطّبقات الكبرى (7/282)، وشرح علل التّرمذيّ لابن رجب (2/694)، والتّقريب (ص/574) ت/7319.
(7) هو: ابن دِعَامة، تقدّمت ترجمته... انظر ص/576.
(8) الأشجعيّ مولاهم، أبو أسماء، الكوفيّ... ثقة، ويرسل. روى له: ع.
ومات سنة: ثمان وتسعين تقريبا. انظر: التّأريخ للمقدميّ (ص/92) ت/520، والتّقريب (ص/226) ت/2170.
(9) ويقال: ابن طلحة، وهو أشبه اليَعْمَريّ بفتح التّحتانيّة، والميم، بينهما عين مهملة... ثقة، من الثّانية.
روى له: م، د، ت، س، ق.
انظر:.المعرفة والتّأريخ (2/328، 465، 664)، والتّقريب (ص/539) ت/6787.
(10) تحرّفت في (ب) إلى: "الجدال".
(11) أبو خيثمة النّسائيّ...ثقة ثبت، روى مسلم عنه أكثر من ألف حديث.
روى له أيضا: خ، د، س، ق. ومات سنة: أربع وثلاثين ومئتين.
انظر: التّقريب (ص/217) ت/2042.(6/6)
عن عبد الرّحمن بن مهديّ عن همَّام(1)"
[29]- أَخبرنا أَبو الحسن محمَّد بن أَحمد بن محمّد بن أحمد بن رَزْقويه(2) قال: أَنا(3) أَبو بكر أَحمد بن سليمان بن أَيّوب العَبَّادانيّ(4)
__________
(1) صحيح مسلم (كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، أبواب: فضائل القرآن وَما يتعلّق به، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسيّ) 1/556 رقم الحديث/809.
فائدة: جاء في حديث النّوّاس بن سمعان رضي الله عنه بيان كيفيّة الحفظ من الدّجّال، ومن فتنته المذكورين في هذا الحديث وهو قوله صلّى الله عليه وسلّم: "فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف"
رواه جماعة منهم: مسلم في: صحيحه (كتاب: الفتن، وأشراط السّاعة، باب: ذكر الدّجّال، وصفة ما معه) 4/2252 رقم الحديث/2137.
وَ: أبو داود في: سننه (كتاب: الملاحم، باب: خروج الدّجّال) 4/496 ورقمه/4321 بسند صحيح، وزاد: "فإنّها جواركم من فتنته"
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/56.
(3) في (ب): "أبنا".
(4) بفتح العين المهملة، وتشديد الباء الموحّدة، والدّال المهملة بين الألفين، وفي آخرها النّون...
قال الخطيب في: (تأريخه 5/178): "رأيت أصحابنا يغمزونه بلا حجّة، فإنّ أحاديثه كلّها مستقيمة، خلا حديث واحد.."فذكره وليس هو الّذي هنا.
وقال محمَّد بن يوسف القطّان (كما في: المصدر نفسه 5/179): "صدوق غير أنّه سمع هو صغير"
وقال الذّهبيّ في: (العبر 2/69): "صدوق"
ورمز له في: (الميزان 1/101 ت/397) بصح. بقي إلى سنة: أربع أو خمس وأربعين وثلاثمائة. انظر: السّير (15/479- 480).(6/7)
: حدَّثنا عليّ بن حَرْب(1) قال: حدَّثنا سفيان قال: ثنا الزُّهريّ سمع عبيد الله بن عبد الله(2) عن ابن عبّاس قال: "خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما عَاْمَ الْفَتْحِ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَمَّا كَانَ بِكَدِيْد(3) أَفْطَرَ".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/296.
(2) ابن عتبة بن مسعود.
(3) في ضبطه روايتان... أولاهما: فتح أوّله، وكسر ثانيه، فياء، وآخره دال أخرى.
والثّانية: تصغيره تصغير التّرخيم: (كُديد).
موضع يبعد عن مكّة تسعين كيلاً تقريبا إلى الشّمال، بين عسفان، وخليص، يعرف اليوم باسم: (الحَمْض).
انظر:.معجم البلدان (4/442)، ومعجم معالم الحجاز للبلاديّ (7/204)، والمعالم الأثيرة لمحمَّد شرّاب (ص/231).
هذا، وقد اختلفت الرّوايات في الموضع الّذي أفطر صلّى الله عليه وسلّم فيه، والكلّ في قصّة واحدة، فورد أنّه في: الكديد كما هنا، وورد في رواية متّفق عليها عند البخاريّ (3/77) ومسلم (2/785) في صحيحيهما: ".. حتّى بلغ عُسْفان.." وجاء عند مسلم (2/785 رقم/1114) من حديث جابر: ".. فلمّا بلغ كراع الغميم.."...
وعسفان بضمّ العين المهملة، وسكون السّين المهملة أيضا بلدة على ثمانين كيلاً، في الشّمال من مكّة (انظر ص/478) فهي أقرب إلى مكّة من الكديد.
وكراع الغميم بفتح المعجمة تقع جنوب عسفان بستّة عشر كيلاً، أي: على بعد أربعة وستّين كيلاً من مكّة (انظر: معجم المعالم الجغرافيّة للبلاديّ ص/263)، فيظهر من هذا أنّها جميعا متقاربة، فلعلّهما سمّيت في هذه الأحاديث لذلك، وإن كان الكديد، وكراع الغميم متباعدين عن عسفان إلاّ أنّهما جميعا من عملها، فيضافان إليها، ويشتمل اسمها عليهما والله تعالى أعلم.
انظر:.شرح النّوويّ على مسلم (7/230)، والفتح (4/213).(6/8)
وكانَ يُؤْخذ بالآخر مِن قولِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم (1).
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "أَخرجه البخاريُّ عن عليّ بن المدينيّ(2)،
وأَخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى(3)
__________
(1) قوله: "وكان يؤخذ..." الخ من قول ابن شهاب الزُّهريّ رحمه الله كما جاء مصرّحا به في بعض روايات الحديث عند البخاريّ في: (كتاب: الجهاد، باب: الخروج في رمضان) 4/126 رقم الحديث/161، وَ: (كتاب: المغازي، باب: غزوة الفتح في رمضان) 5/299 ورقمه/285.
ومسلم (كتاب: الصّيام، باب: جواز الصّوم، والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية...) 2/784- 785 ورقمه/1113.
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: الجهاد، باب: الخروج في رمضان) 4/126 رقم الحديث/161.
ورواه أيضا في: (كتاب: المغازي، باب: غزوة الفتح في رمضان) 5/298- 299 ورقمه/284 عن عبد الله بن يوسف عن اللّيث عن عُقَيل، وَ: (رقم/285) عن محمود عن عبد الرّزّاق عن معمر،
وفي: (كتاب: الصيّام، باب: إذا صام أيّاما من رمضان ثمّ سافر) 3/76 ورقمه/51 عن عبد الله بن يوسف أيضا عن مالك، ثلاثتهم عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله. وَ: (باب: من أفطر في السّفر ليراه النّاس) 3/77 ورقمه/55 عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة عن منصور عن مجاهد عن طاوس كلاهما (عبيد الله، وطاوس) عن ابن عبّاس به، بنحوه.
(3) في (ب): (يحيى بن أبي يحيى) وهو خطأ، والصّواب ما جاء أعلاه.
وهو: ابن بكر التّميميّ، أبو بكر، النّيسابوريّ... ثقة ثبت. روى له: خ، م، ت، س. ومات سنة: ستّ وعشرين ومئتين على الصّحيح. انظر: الجرح والتّعديل (9/197) ت/823، والتّقريب (ص/598) ت/7668.(6/9)
، وَأَبي بكر بن أَبي شيبة، وَعمرو بن محمَّد النّاقد(1)، وإسحاق بن إبراهيم(2)، خمستهم عن سُفيان بن عيينة(3)، فكأَنَّ أَبا الحسن بن رزقويه سمعه من البخاريِّ، وَمسْلمٍ جميعاً".
[30]- أَخبرنا أَبو نَصْر أَحمد بن عليّ بن عبدوس الجصَّاص الأَهوازيّ(4): حدَّثنا أَبو القاسم سُليمان بن أَحمد بن أَيّوب(5): / (ب[13/ب]) حدَّثنا أَحمد بن إِسحاق / بن إِبراهيم بن نُبَيط(6) ابن شَرِيطْ(7) الأَشجعيّ(8) صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: حدَّثني أبي إِسحاق بن إِبراهيم (9) عن أبيه إبراهيم بن نُبَيْط عن أَبيه نُبَيْط بن شَرِيْط قال: سمعت رسول الله صلّى الله [عليه](10) وسلّم تسليما يقول: "كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/512.
(2) هو: ابن راهويه.
(3) صحيح مسلم (كتاب: الصّيام، باب: جواز الصّوم، والفطر في شهر رمضان للمسافر) 2/784 ورقمه/1113.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/65.
(5) هو: الطّبرانيّ.
(6) بضمّ النّون، وفتح الباء الموحَدة، وسكون الياء المثنّاة التّحتيّة.
(7) بفتح الشّين المعجمة.
(8) قال الفتّنيّ في: (قانون الموضوعات ص/234): "لا يجوز الاحتجاج به؛ فإنّه كذّاب".
وقال ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/136): "كذّاب، حدّث عن أبيه عن جدّه بنسخة فيها بلايا". مات سنة: سبع وثمانين ومئتين.
وانظر: معجم الشّيوخ للذّهبيّ (1/186 تحت التّرجمة ذات الرّقم/193، 2/43 تحت التّرجمة ذات الرّقم/544)، ولسان الميزان (1/136) ت/424.
(9) لم أقف على ترجمة له فيما بين يديّ من مصادر.
(10) لحق بحاشية: (أ).(6/10)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر أَحمد بن عليّ الخطيب(1): "هذا حديثٌ غَريبٌ مَن رواية نُبيط بن شريط عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تسليما لا أعلم رواه عنه غير ولده عنه، ولم نكتبه إلاّ بهذا الإسناد"(2).
__________
(1) في (ب): (قال الشَّيخ الخطيب).
(2) الحديث أخرجه الطّبرانيّ في: (المعجم الصّغير 1/30) وقال بعد أن ساق عدّة أحاديث بالسّند نفسه: "لا تروى هذه الأحاديث عن نبيط إلاّ بهذا الإسناد، تفرّد بها ولده عنه" اه.
وأورده الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 3/136) وقال بعد أن عزاه إلى الطّبرانيّ في الصّغير: "وفيه من لم أعرفه".
وللحديث شواهد عن عدد من الصّحابة رضوان الله عليهم فقد جاء من حديث: بلال، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبي مسعود الأنصاريّ، وأبي مالك الأشجعيّ، وعائشة، وأمّ سلمة، وابن عبّاس، وجابر، وابن عمر، وابن يزيد الخطميّ، وعديّ بن ثابت عن أبيه عن جدّه... بعضها بمثله، وبعضها بنحوه مطوّلاً...
اتّفق عليه الشّيخان من حديث أبي موسى رضي الله عنه بمعناه في حديث فيه طول... رواه البخاريّ (8/20) رقم/52 عن آدم عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ عن أبيه عن جدّه، مرفوعا...
ورواه مسلم (2/699) رقم الحديث/1008 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة عن سعيد بن أبي بردة به.
وأخرجه البخاريّ في: (كتاب: الأدب، باب: كل معروف صدقة) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بمثله هنا 8/20 رقم/51
وَ مسلم في: (كتاب: الزّكاة، باب: بيان أنّ اسم الصّدقة يقع على كلّ نوع من المعروف) من حديث حذيفة رضي الله عنه بمثله أيضا 2/697 رقم الحديث/1005.(6/11)
[31]- أَخبرنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد الفرضيّ(1) قال: ثنا أَبو بكر محمَّد بن يحيى الصُّوليّ(2) قال: حدَّثنا محمَّد بن يونس(3)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) تقدمت ترجمته أيضا... انظر ص/308.
(3) ابن موسى الكديميّ بضمّ الكاف، وفتح الدّال المهملة، وسكون الياء المثنّاة من تحت، وفي آخرها الميم أبو العبّاس، البصريّ...
كذّبه عبد الله بن الإمام أحمد (كما في: سؤالات السّهميّ للدّارقطنيّ ص/276- 277 ت/404)، وأبو داود، وموسى بن هارون، والدّارقطنيّ (كما في: سؤالات السّهميّ أيضا ص/111 112 ت/74)، وابن حبّان في: (المجروحين 2/313)، وابن عديّ في: (الكامل 7/292)وغيرهم.
ونقل الذّهبيّ في: (ميزان الاعتدال 4/200 ت/8353) عن الدّارقطنيّ: قال: ".. وما أحسن فيه القول إلاّ من لم يخبر حاله". مات سنة: ستّ وثمانين ومئتين. وانظر: المغني للذّهبيّ (2/646) ت/6109.(6/12)
قال: حدَّثنا عبيد الله بن عائشة(1) عن أبيه(2) قال: "وَرَدَ قَوْمٌ عَلَى أَعْرَابِيَّةٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهَا شَاةٌ، فَقَالُواْ(3): بِكَمْ هَذِهَ الشَّاةُ؟ فَقَالَتْ(4): بِعِشْرِين. قَالُواْ: أَحْسِنِي(5) رَحِمَكِ اللهُ قَالَتْ: بِدِرْهَمٍ. فَقَالَ لَهَا بَعْضُ جَيْرَاْنِهَا: تَقُولَينَ بِعِشْرِينَ، ثُمَّ تَبِيعِيْنَهُ(6) بِدِرْهَمٍ! قَالَ: تَقُولُ الْعَرَبِيَّةُ: يَسْأَلُونِيَ الإِحْسَانَ فَلاَ أُحْسِنُ إِنِّي لَسْتُ مُؤْمِنَةً إِذَنْ"(7).
[32]- أَخبرنا أَبو أَحمد(8) الفرضيّ(9) قال: حدَّثنا محمَّد ابن يحيى الصُّوليّ(10): حدَّثنا محمَّد بن يزيد المُبَرِّد(11)
__________
(1) هو: عبيد الله بن محمَّد بن حفص بن عمر القرشيّ، التيميّ، أبو عبد الرّحمن، البصريّ... المعروف بابن عائشة، وَبالعيشيّ؛ لأنّه من ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد الله... صدوق. روى له: د، ت، س. ومات سنة: ثمان وعشرين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (10/314) ت/5462، وتهذيب الكمال (19/147) ت/3678، والكاشف (1/686) ت/3585.
(2) هو: محمَّد.. تقدّم نسبه في ترجمة ابنه، معروف بمحمَّد بن حفص ابن عائشة، ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 9/62)، وأورده كلّ من البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 1/65 ت/148)، وابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 7/236 ت/1294)، ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلاً.
(3) في (ب): (قالوا).
(4) في (ب): (قالت).
(5) في (أ): (حسّني).
(6) هكذا في النّسختين.
(7) سند الحكاية فيه الكديميّ، كذّبه جماعة (كما تقدّم ص/637)، ولم أقف على هذه القصّة في غير هذا الكتاب والله تعالى أعلم.
(8) في (ب): (أبو محمَّد)، وهو خطأ.
(9) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(10) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/308.
(11) بضمّ الميم، وفتح الباء الموحدة، والرّاء المشدّدة المكسورة، وبعدها دال مهملة الثّماليّ بضمّ الثّاء المثلّثة، وفتح الميم، وفي آخرها اللاّم أبو العبّاس، البصريّ...
قال الخطيب في: (تأريخه 3/380): ".. وكان عالما، فاضلاً، موثوقا به في الرّواية، حسن المحاضرة، مليح الأخبار). مات سنة: خمس وثمانين ومئتين وقيل قبلها.
انظر:.مراتب النّحويّين لأبي الطّيّب (ص/135)، والأنساب (1/513)، ومعجم الأدباء (5/480)، ووفيّات الأعيان (4/321)، ولسان الميزان (5/430) ت/1406.(6/13)
قال: قال العُتْبِيّ(1) عن أبيه(2) قال: قال زياد: "ثَلاَثَةٌ لاَ يَسْتَخِفُّ بِهِمْ عَاقِلٌ: السُّلْطَانٌ، وَالْعَالِمُ، وَالْصَّدِيقُ. فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِالسُّلْطَانِ أَفْسَدَ دُنْيَاهُ. وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالْعَالِمِ / (ب[14/أ]) أَفْسَدَ دِينَهُ. وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالصَّدِيقِ أَفْسَدَ مُرُوْءَتَهُ"(3).
[33]- أَخبرنا أَبو الحسين عليّ بن محمَّد بن عبد الله بن بِشْران(4) قال: أَخبرنا(5) الحسين بن صَفْوان البرذعيّ(6): حدَّثنا عبد الله بن محمَّد بن أَبي الدّنيا قال: حدَّثني / (أ[12/أ]) محمَّد بن الحسين(7)
__________
(1) بضمّ العين المهملة، وسكون التّاء المثنّاة من فوقها، وكسر الباء الموحدة هو: محمَّد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية الأمويّ، أبو عبد الرّحمن، البصريّ.
قال عنه ابن قتيبة في: (المعارف ص/299): "والأغلب عليه الأخبار، وأكثر أخباره عن بني أميّة وآبائه... وكان ابن الزّبير قتله بمكّة، وكان العتبيّ شاعرًا، وأصيب ببنين له فكان يرثيهم، وكان مُستهترًا بالشّراب... ومات سنة: ثمان وعشرين ومئتين" اه. وانظر: تأريخ بغداد (2/324) ت/815،والمنتظم لابن الجوزيّ (11/141) ت/1315، والعبر للذّهبيّ (1/317).
(2) لم أقف على ترجمة له.
(3) في إسناد الأثر: والد العتبيّ، لم أقف على ترجمة له، ولم أقف على هذا الأثر في غير هذا الكتاب والله تعالى أعلم.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/62.
(5) في: (ب): "ثنا".
(6) بالذّال المعجمة أبو عليّ، البغداديّ.. صاحب أبي بكر بن أبي الدّنيا، وراوي كتبه. قال الخطيب في: (تأريخ بغداد 8/54): "كان صدوقا". وكذلك قال السّمعانيّ في: (الأنساب 1/316). ووثّقه الذّهبيّ في: (السّير 15/442). ومات سنة: أربعين وثلاثمائة.
وانظر: شذرات الذّهب (2/356).
(7) البرجلانيّ بضمّ الباء الموحدة، وسكون الرّاء، وضمّ الجيم، وفي آخرها نون أبو جعفر البغداديّ...
سئل عنه إبراهيم الحربيّ (كما في: تأريخ بغداد 2/223) فقال: "ما علمت إلاّ خيرًا".
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 9/88).
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 4/442 ت/7414): "أرجو أن لا يكون به بأس".
مات سنة: ثمان وثلاثين ومئتين. وانظر: الجرح والتّعديل (7/229) ت/1261، والأنساب للسّمعانيّ (1/310).(6/14)
قال: سمعت أَبا محمَّد عليّ بن الحسن(1) قال: قيل لابن(2) يزيد الرَّقاشيّ(3): "كان أبوك(4) يتمثّل من الشّعر شيئا" ؟قال: "كَانَ يتمثّل:
إِنا لَنَفْرَحُ بِالأَيامِ نَقْطَعُهَا ... وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِن الأَجَلِ(5)
__________
(1) روى ابن أبي الدّنيا في كتاب المنامات حديثين (رقمهما: 4،68) عن شيخه هنا محمَّد بن الحسين البرجلانيّ عن عليّ بن الحسن بن شقي، فلعلّه هذا.
وهو: العبديّ،المروزيّ،يكنى أيضا بأبي عبد الرّحمن...ثقة،حافظ.
روى له: ع. ومات سنة: خمس عشرة ومئتين. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/376)، والتّقريب ( ص/399) ت/4706.
(2) في (أ): (لأبي)، وما أثبتّه من: (ب)، وهو الصّحيح.
(3) هو: عبد النّور... انظر طبقة الرّواة عن يزيد الرّقاشي في: (تهذيب الكمال 32/65)، ولم أقف على ترجمة له.
(4) هو: يزيد بن أبان الرّقاشيّ بفتح الرّاء، والقاف المخفّفة، وفي آخرها شين معجمة أبو عمرو، البصريّ...
قال أبو طالب (كما في: الجرح والتّعديل 9/251- 252 ت/1053) لأبي حاتم: "فيزيد الرّقاشيّ لم ترك حديثه ؟ لهوى كان فيه ؟ فقال: لا، ولكن كان منكر الحديث، وكان شعبة يحمل عليه، وكان قاصّاً".
وتركه النّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين له ص/251 ت/642)، وأبو أحمد الحاكم (كما في: تهذيب الكمال 32/69).
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/599 ت/7683): (زاهد، ضعيف).
روى له: بخ، ت، ق. ومات قبل العشرين ومائة.
وانظر: العلل لأحمد رواية: المرّوذيّ، وغيره (ص/75) ت/88، والتّأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/667)، والمعرفة ليعقوب بن سفيان (2/127، 474، 662).
(5) أورد المزّيّ في: (تهذيب الكمال 32/74) هذا الأثر مجزوما به عن البرجلانيّ، وفي السّند إلى الرّقاشيّ: ابنه عبد النّور، لم أقف على ترجمة له.
وروى أبو عبد الله القطّان في: (فوائده [12/أ]) نحوه عن سلم بن الفضل البغداديّ عن محمَّد بن عبد العزيز الجوهريّ عن أبي يعلى زكريّا بن يحيى المنقريّ عن الأصمعيّ قال: "سمعت أعرابيا يقول:..."، فذكر كلاما، ثمّ قال: "ثمّ أنشأ يقول:
المرءُ يفرحُ بالأيام يَدفعُها
وكلُّ يومٍ مضَى يُدني من الأجَلِ"
والبيتان أوردهما ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص/387) أثناء شرحه للحديث الأربعين، ونسبهما إلى بعض السّلف، ولم يُسمّه.(6/15)
"(1).
آخر الجزءِ الأَوَّل
والحمد لله حقَّ حمده، وصلوات الله على سيّدنا محمَّد النَّبيِّ وآله وسلّم تسليما، كثيرًا، طيّباً، مباركاً،
وعلى أَصحابه أجمعين(2)./ (أ[12/ب])
__________
(1) كتب قبالة هذا الأثر في حاشية (أ): "وأخرى [هكذا]:
فاعمَل لنفسِكَ قبلَ الموتِ مجتَهدًا
فإنّمَا الرّبحُ وَالخسْرانُ في العَملِ"
(2) في نهاية (ب):
(آخر الجزء الأوّل من المهروانيّات، والحمد لله ربّ العالمين).(6/16)
الجُزْء الثَّاني مِن الفَوائد المُنتَخَبَة الصّحَاح الحِسَان
تخريج الشّيخ الإمام أبي بكر أحمد بن عليّ ابن ثابت الخطيب رحمه الله للشّيخ الدّيّن الصّالح أبي القاسم يوسف بن محمّد بن أحمد بن المِهْرَوانيّ رحمه الله,
رواية القاضي الإمام العالم أبي الفضل محمّد ابن عمر بن يوسف الأرمويّ عن المهروانيّ رحمه الله، رواية الشّيخ الإمام العالم عفيف الدين أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ أيده الله بطاعته عنه، سماع صاحبه الفقير إلى رحمة الله تعالى محمّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ منه، وَالحمد لله ربِّ العالمين, /(أ[14/أ])
[34]- أَخبرنا الشَّيخ الإِمام العالم عفيف الدّين أَبو المعالي نصر الله ابن سلامة بن سالم الهيتيّ(1) بالموصل(2)، ثالث شهر الله الأَصبّ رجب، سنة: اثنتين وتسعين وخمسمائة، قال: أَخبرنا الإِمام العالم فخر القضاة أَبو الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ(3) بقراءَتي عليه [قال: أنا أَبو القاسم يوسف بن محمَّد بن أَحمد بن المِهْروانيّ الهَمَذانيّ](4) قال: أَخبرنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد بن أَحمد بن أَبي مسلم الفرضيّ(5): حدَّثنا أبو عبد الله الحسَين بن إِسماعيل المحامليّ(6) إِملاءً يوم الأَحد لثمان خلون من المحرَّم سنة: ثلاثين وثلاثمائة: حدَّثنا محمَّد بن الوليد(7):
__________
(1) تقدّمت ترجمته. انظر ص/407.
(2) تقدّم التّعريف بها. انظر ص/491.
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/408.
(4) زيادة من: (ج)، (د) إلاّ أن قوله: " ابن محمَّد بن أحمد" ليس في: (ج).
(5) تقدّمت ترجمته، انظر ص/48.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(7) ابن عبد المجيد القرشيّ، البُسْرِيّ بضمّ الباء الموحدة، وسكون السّين المهملة، وفي آخرها الرّاء أبو عبد الله، البصريّ، ثقة. روى له: خ، م، س، ق.
ومات سنة: خمسين ومئتين.انظر: الثّقات لابن حبّان (9/120)، وتهذيب الكمال (26/591) ت/5674، والتّقريب (ص/511) ت/6373.(7/1)
حدَّثنا عبد الأَعلى السَّاميّ(1): حدَّثنا هشام(2) عن محمَّد قال: سأَلتُ أَنسَ بن مالك وأَنا أَرى أَنَّ عنده عِلْما فقال: إِنَّ هلال بنَ أُميَّة(3) قذف امرأَته(4) بشَريك بن سَحْمَاء(5) وكان أَخا: البراءَ بن مالك(6)
__________
(1) بالسّين المهملة أبو محمَّد البصريّ، ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: تسع وثمانين ومائة.
انظر: التّأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/339)، والمعرفة والتّأريخ ليعقوب بن سفيان (2/119)، والكاشف (1/611) ت/3078.
(2) ابن حسَّان الأزديّ، أبو عبد الله، البصريّ، ثقة، من أثبت النّاس في ابن سيرين شيخه في هذا الحديث. روى له: ع. ومات سنة: ستّ وأربعين ومائة وقيل بعدها .انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/271)، والتّقريب (ص/572) ت/7289.
(3) ابن عامر الأنصاريّ الواقفيّ، شهد بدرًا وما بعدها، وأحد الثّلاثة الّذين تخلّفوا عن غزوة تبوك. انظر ترجمته في: الاستيعاب لابن عبد البر (3/604)، والإصابة لابن حجر (3/606) ت/8978.
(4) هي: خولة بنت عاصم. وقيل: خولة بنت قيس، وقيل: بنت أخي عاصم. والأوّل أشهر.انظر: أسد الغابة (6/95) ت/6885، والمستفاد لابن العراقيّ (2/1039)، وهدي السّاري (ص/342).
(5) بفتح السّين، وسكون الحاء،المهملتين وهي أُمّه، واسم أبيه: عبدة بن مغيث البلويّ. انظر ترجمته في: الاستيعاب (2/150)، والإصابة (2/150) ت/3898.
(6) لأُمّه، من الرّضاعة.
انظر: صحيح مسلم (2/1134) رقم الحديث/1496، وأسد الغابة (2/371) ت/2434، والإصابة (2/150) ت/620، والفتح(9/355) .(7/2)
وكان أَوّل من لاعن في الإِسلام، فلاعنها، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "انْظُرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ [بِهِ](1) أَبْيَضَ سَبْطا(2) قَضِيْءَ(3) الْعَيْنَيْنِ فَهُوَ لِهِلاَلِ بنِ أُمَيَّةَ, وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ(4) جَعْدًا(5) حَمْشَ(6) السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِشَرِيكَ ابنِ سَحْمَاءَ", فجاءَت به أكْحل، حَمْش السّاقين.
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب(7): "هذا حديث صحيح من حديث أَبي بكر محمَّد بن سيرين عن أَبي حمزة أَنس بن مالك الأنصاريّ، وثابت من رواية أَبي عبد الله هشام بن حسّان القُرْدُوسِيّ(8) عن محمَّد,
__________
(1) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج).
(2) أي: ممتدّ الأعضاء، تامّ الخَلق.انظر: غريب الحديث للخطّابيّ (1/377)، والنّهاية (باب: السّين مع الباء) 2/334.
(3) أي: فاسد.انظر: النّهاية (باب: القاف مع الضّاد) 4/76.
(4) الكَحَل: سواد في أجفان العين، يكون خلقة في الإنسان.
انظر: النّهاية (باب: الكاف مع الحاء) 4/154.
(5) الجَعْد في صفات الرّجل يكون مدحا، ويكون ذما، فالمدح معناه: أن يكون شديد الأسر والخَلْق، أو يكون جعد الشّعر وهو ضدّ السّبط.
وأمّا الذّمّ فهو: القصير المتردّد الخلق.انظر: غريب الحديث للخطّابي (1/377)، والنّهاية (باب: الجيم مع العين) 1/275.
(6) أي دقيق.انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/98)، والنّهاية (باب: الحاء مع الميم) (1/440).
(7) لم يُنص في جميع أجزاء:(ج) على صاحب الكلام على أحاديث الكتاب.
(8) بضمّ القاف، وسكون الرّاء، وضمّ الدّال المهملتين، وفي آخرها السّين المهملة... نسبة إلى: (القراديس) بطن من الأزد، نزلوا محلّة بالبصرة، فنسبت المحلّة إليهم، وكان هشام ينزل دربها.انظر: الأنساب للسّمعانيّ (4/469).(7/3)
انفرد مسلم بن الحجَّاج بإخراجه في كتابه الصَّحيح فرواه عن محمَّد ابن المثنّى(1) عن عبد الأَعلى [بن عبد الأَعلى](2) /(ج[1/ب]) السَّاميّ(3)، فكأَنَّ شيخنا أَبا أَحمد سمعه منه". /(د [12/ب])
[35]- أَنا أَبو أَحمد / أ[14/ب] عبيد الله بن محمَّد بن أَبي مُسْلم(4): حدَّثنا الحسين بن إِسماعيل(5): حدَّثنا زيد بن أَخزم(6) قال: حدَّثني عمر بن يونس اليَمَاميّ(7): قال أبي(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/647.
(2) لحق بحاشية: (أ).
(3) صحيح مسلم (كتاب: اللّعان) 2/1134 رقم الحديث/1496.
(4) تقدّمت ترجمته، انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(6) بمعجمتين الطّائيّ، النّبهانيّ، أبو طالب، البصريّ، ثقة.
روى له: خ، 4. ومات سنة: سبع وخمسين ومئتين.انظر: الجرح والتّعديل (3/556) ت/2518، والتّقريب (ص/221) ت/2114.
(7) أبو حفص الحنفيّ، الجُرشيّ بضمّ الجيم، وفتح الرّاء، وفي آخرها شين معجمة، ثقة، مُقلّ. روى له: ع. وقيل مات سنة: ستّ ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (6/142) ت/774، والكاشف (2/71) ت/4121، والخلاصة للخزرجيّ (ص/286).
(8) هو: يونس بن القاسم، ثقة، من الثّامنة. روى له: خ.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/232) ت/895، وتهذيب الكمال (32/537) ت/7183.(7/4)
: أَخبرنا(1) إِسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة(2) عن [أَنس](3): "أَنّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ تَسْلِيمًا نَهَى عَنِ الْمُحَاقَلَةِ(4)، وَالْمُزَابَنَةِ(5)
__________
(1) جاء في النّسخ الثّلاث: (أخبرنا عن إسحاق) إلاّ أنّ الّذي يظهر أنّ: (عن) مقحمة هنا، فإنّ يونس يروي عن إسحاق بن عبد الله دون واسطة، وكلّ من أخرج حديثه هذا أخرجه عنه بسند متّصل ليس فيه ذكر واسطة بينهما، ولا إيهام بالانقطاع، بل صرّح بالسّماع من شيخه عند البخاريّ في: (صحيحه 3/162 رقم الحديث/149)، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 5/298).
(2) أبو يحيى الأنصاريّ، ثقة حجّة، من حفّاظ أهل المدينة.انظر: المشاهير لابن حبّان (ص/67) ت/456، والتّقريب (ص/101) ت/367.
(3) لحق بحاشية: (أ).
(4) قال ابن الأثير: "المحاقلة مختلف فيها، قيل: هي اكتراء الأرض بالحنطة هكذا جاء مفسّرًا في الحديث وهو الّذي يسمّيه الزرّاعون: المحارثة. وقيل: هي المزارعة على نصيب معلوم كالثّلث، والرّبع، ونحوهما. وقيل: هي بيع الطّعام في سُنبله بالبرّ. وقيل: بيع الزّرع قبل إدراكه. وإنّما نُهي عنها لأنّها من الكيل، ولا يجوز فيه إذا كانا من جنس واحد إلاّ مثلاً بمثل، ويدًا بيد، وهذا مجهول لا يدرى أيّهما أكثر". النّهاية (باب: الحاء مع القاف) 1/416.
وماذكره رحمه الله أنّه جاء مفسراّ في الحديث يّشير به إلى مثل حديث عطاء عن جابر يرفعه، وفيه تفسير المحاقلة بمثل ما ذكر، رواه مسلم في صحيحه (3/1175) ورقمه/1536. واقتصر الجرجانيّ في: (التّعريفات ص/205) على القول الثّالث دون بقيّة الأقوال، والمشهور الأوّل.
انظر: تهذيب الأسماء واللّغات (3/68)، والفتح (4/472).
(5) هي: بيع ثمر النّخل بالتّمر كيلاً، وبيع العنب بالزّبيب كيلاً، وبيع الزّرع بالحنطة كيلاً.. كما ورد تفسيرها بذلك في الحديث المتّفق عليه.
انظر: صحيح البخاريّ (كتاب: البيوع، باب: بيع الزّرع بالطّعام كيلاً) 3/161 رقم الحديث/147.
صحيح مسلم (كتاب: البيوع، باب: تحريم بيع الرّطب بالتّمر إلاّ في العرايا) 3/1171 ورقمه/1542.
وألحق الشّافعيّ بذلك:كلّ بيع مجهول بمجهول، أو بمعلوم من جنس يجري الرّبا في نقده. وإنّما نُهي عنها لما يقع فيها من الغبن، والجهالة، والغرر. ورخّص في جملتها في العرايا (فيما دون خمسة أوسق)، وصورتها: أن يدرك رجل محتاج الرّطب، ولا نقد بيده يشتريه به لعياله، ولا نخل له يطعمهم منه، ويكون قد فضل له من قُوْتِهِ تمر، فيجيء إلى صاحب النّخل، فيقول له: بعني ثمر نخلة بخرصها من التّمر. فيعطيه ذلك الفاضل من التّمر بثمر تلك النّخلة؛ليصيب من رطبها مع النّاس.
انظر: صحيح مسلم (كتاب: البيوع، باب: تحريم بيع الرّطب بالتّمر إلاّ في العرايا) 3/1168 رقم الحديث/1539 وَ 1541، والنّهاية (باب: الزّاي مع الباء) 2/294، وَ (باب: العين مع الرّاء) 3/224، والفتح (4/449).(7/5)
، وَالْمُخَابَرَةِ(1)".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ صحيحٌ من حديث إِسحاق بن عبد الله بن أَبي طلحة الأَنصاريّ عن أَنس بن مالك، وثابتٌ من رواية يونس بن القاسم اليَماميّ عن إِسحاق,
انفرد محمَّد بن إِسماعيل البخاريّ بإِخراجه في صحيحه، فرواه عن إِسحاق بن وَهْب العَلاّف(2) عن عمر بن يونس(3)، فكأَنَّ شيخنا أَبا أَحمد سمعه من البخاريِّ,
ورواه النّاس(4)
__________
(1) هي: المعاملة على الأرض ببعض ما يخرج منها، ويكون البذر من العامل. وقيل: والبذر من المالك، وهي بهذا بمعنى المزارعة، وبكلّ قال قوم.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/232)، وتهذيب الأسماء واللّغات للنّوويّ (2/87)، والفتح (5/16، 18).
(2) أبو يعقوب ويقال: أبو معاذ الواسطيّ، صدوق.
روى له: خ، ق. كان حيا سنة: خمس وخمسين ومائة.
انظر: الجرح (1/236) ت/834، والتّقريب (ص/103) ت/389.
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: البيوع، باب: بيع المخاضرة) 3/162 رقم الحديث/149.
(4) كالقاسم بن زكريّا (ثقة، كما في: التّقريب ت/5460) فإنّه خالف الحسين بن إسماعيل كما هنا فرواه عن زيد بن أخزم عن عمر بن يونس، وقال فيه مثل ما ذكره الخطيب هنا، أخرج روايته البيهقيّ في: (سننه الكبرى 5/298- 299) عن أبي عمرو الأديب عن أبي بكر الإسماعيليّ عنه به.
وتابع زيدَ بن أخرم، بمثل رواية القاسم بن زكريّا عنه: إسحاق بن وهب (صدوق، كما تقدّم) عند البخاريّ في: صحيحه (وتقدّم عزوه إليه ص/561)، وَالبيهقيّ في: (سننه الكبرى 5/298- 299)، وَأبو عبيد القاسم بن سلاّم، عند البيهقيّ أيضا في الموضع المتقدّم نفسه من السّنن الكبرى، وَحمّاد بن الحسن (ثقة، كما في: التّقريب ت/1493) عند الدّارقطنيّ في (سننه 3/75- 76)، والحاكم في: (مستدركه 2/57)، وإبراهيم ابن مرزوق (ثقة، كما في: التّقريب ت/248) عند الطحاويّ في: (شرح معاني الآثار 4/23- 24) كلّهم عن عمر بن يونس به، بمثله.
وممّا سبق يظهر أن قول المحاملي: (والمخابرة) غير محفوظ من حديث أنس، وهو من باب الشّاذ؛ لمخالفته جماعة من الرّواة الحفّاظ عن زيد بن أخزم، وعمر ابن يونس، ولعلّ المحامليّ اختلط عليه متن حديث أنس بمتن حديث جابر بمثله هنا، رواه البخاريّ في صحيحه: (كتاب: المساقاة، باب: الرّجل يكون له ممرّ أو شرب في حائط، أو نخل) 3/232 ورقمه/29.
ومسلم (كتاب: البيوع، باب: النّهي عن المحاقلة والمزابنة) 3/1174 ورقمه/1536 والله تعالى أعلم .(7/6)
: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما نَهَى عَنْ الْمُخَاضَرَةِ(1)"، مكان: المخَابرة.
[36]- أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيّع(2): حدَّثنا الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(3): حدَّثنا محمَّد بن الوليد البسريّ(4): حدَّثنا محمَّد بن جعفر(5): حدَّثنا شعبة عن الحكم(6) قال: سمعت ابن أَبي ليلى(7): حدَّثنا عليّ بن أَبي طالب: أَنَّ فاطمة رضي الله عنها اشتكت ما(8) تلقى من أَثر الرَّحا(9)
__________
(1) بالخاء والضّاد المعجمتين والمراد: بيع الثّمار وَالحبوب قبل أن يبدو صلاحها، ويدخل فيها أيضا: بيع الرّطوب والبقول، وأشباهها.
انظر: النّهاية (باب: الخاء مع الضّاد) 2/41، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الخاءالمعجمة) 4/248، والسّنن الكبرى للبيهقيّ (5/299)، والقبس لابن العربيّ (2/818).
(2) تقدّمت ترجمته، انظر ص/52.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/615.
(5) الهذليّ، المعروف بغُنْدَُر بضمّ المعجمة، وسكون النّون، وفتح الدّال المهملة، وقد تضمّ أبو عبد الله البصريّ، ثقة صحيح الكتاب على غفلة فيه ثبت حجة في روايته عن شعبة شيخه في هذا الحديث .
روى له: ع. ومات في: آخر ثلاث (أو: أوّل أربع) وتسعين ومائة.
انظر: تهذيب الكمال (25/5) ت/5120، والتّقريب (ص/472) ت/5787.
(6) ابن عُتَيْبة بالمثنّاة، ثمّ الموحدة، مصغّرًا الكنديّ، أبو محمَّد ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر الكوفيّ.. ثقة فقيه عابد، صاحب سنّة واتباع، إلاّ أنّه ربّما دلّس. روى له: ع. ومات سنة: خمس عشرة ومائة.
انظر: الجرح والتّعديل (3/123) ت/567، والثّقات للعجليّ (1/57)، والتّقريب (ص/175) ت/1453.
(7) هو: عبد الرّحمن، تقدّمت ترجمته، انظر ص/599.
(8) في (ج)، (د): (ممّا) بميمين .
(9) هي: الّتي تصنع من الحجارة، ويُطحن بها.
انظر: النّهاية (باب: الرّاء مع الحاء) 2/211، ولسان العرب (باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: الرّاء المهملة) 14/312.(7/7)
في يدها، فأُتي النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما بِسَبي(1)، فانطلَقَتْ فلم تجده، فلقيت عائشة، فأَخبرتها، فلمَّا جاءَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلّم تسليما أَخبرته عائِشة بمجيء فاطمة رضي الله عنها ، فجاءَ النَّبيُّ صلوات [الله](2) عليه وسلَّم تسليما إِلينا، وقد أَخَذْنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "عَلَى مَكَانِكُمَا".
فقعد بيننا حتَّى/ (أ[15/أ]) وجدتُ برد قدمه على صدري، /(ج[2/أ]) فقال: "أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمُوْنِي؟ إَذَا [أَخَذْتمَا](3) مَضْجَعَكُما أَنْ تُكَبِّرَا اللهَ تَعَالَى أَرْبَعا وَثَلاَثِيْنَ، وَتُسَبِّحَاهُ ثَلاَثا وَثَلاَثِيْنَ، وَتَحْمَدَاهُ ثَلاَثا وَثَلاَثِيْنَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَاْدِمٍ". / (د [13/1])
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "اتّفق البخاريُّ، ومسلم على إِخراج هذا الحديث من هذا الطّريق، فرواه البخاريُّ عن محمَّد بن بشّار(4)، ورواه مُسلم عن ابن بشّار أَيضا وَعن محمَّد بن المُثَنَّى(5)،كليهما عن محمَّد بن جعفر غُنْدر فكأَنَّ شيخنا أَبا محمَّد سمعه من البخاريِّ، ومسلم جميعا".
__________
(1) السّبي: الأسر.. يقال: "سبي العدوُّ، وغيره سبيا، وسباءً" إذا أسره.
ولا يقع إلاّ على النّساء خاصّة، ولا يقال ذلك للرجال.انظر: لسان العرب (باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: السّين المهملة) 14/367، 368.
(2) لفظ الجلالة ساقط من: (أ).
(3) في (أ): (أخذتم)، وما أثبتّه من: (ج)، (د).
(4) المعروف ببندار.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا ، انظر ص/492.(7/8)
[37]- أخبرنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى(1): حدَّثنا الحسين بن إِسماعيل(2): حدَّثنا محمَّد بن الوليد البُسريّ(3): حدَّثنا محمَّد يعني: غُنْدَُرًا(4) قال: حدَّثنا شعبة عن الحكم(5) عن ذَرٍّ(6) عن ابن عبد الرّحمن بن أَبْزَى(7) عن أَبيه(8): أَنَّ رجلاً أَتى عُمر، فقال: إِنِّي أَجْنَبت فلم أَجد ماء, فقال عمر: لا تُصلّ, فقال عمّار: أَمَا تذكر يا أَمير المؤمنين إِذْ أَنا، وأَنت في سَريّة(9)
__________
(1) هو: البيّع، تقدّمت ترجمته أيضاً، انظر ص/52.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/615.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/623.
(5) هو: ابن عُتيْبة، تقدّمت ترجمته أيضاً، انظر ص/623.
(6) بفتح المعجمة، وتشديد الرّاء ابن عبد الله بن زرارة، الهَمدانيّ بالدّال المهملة، ثقة. روى له: ع. ومات قبل المائة.
انظر: الضّعفاء الصّغير للبخاريّ (ص/90) ت/113، والجرح والتّعديل (3/453 454) ت/2049، والتّقريب (ص/203) ت/1840.
(7) هو: سعيد الخزاعيّ، مولاهم، الكوفيّ، ثقة مُقِلّ، من الثّالثة.
روى له: ع.انظر: الثّقات لابن حبّان (4/288)، والسّير (4/481)، والتّقريب (ص/238) ت/2346.
(8) تقدّمت ترجمته، انظر ص/55.
(9) السَّريَّة: بفتح المهملة، وكسر الرّاء، وتشديد التّحتانيّة قطعة من الجيش، تخرج منه، وتعود إليه، وهي من خمسة أنفس وقيل: من مائة إلى خمسمائة .
انظر: النّهاية (باب: السّين مع الرّاء) 2/363،والفتح (7/653).(7/9)
فأَجْنَبْنا، فلم نجد ماء، فأَمَّا أَنت فلم تصلّ، وأَمَّا أَنا فتمعّكْتُ(1) بالتّراب، وصلَّيت, فلمَّا أَتينا النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم تسليما فذكرت ذلك له، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ وَضَربَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ وَسَلَّمَ تَسْلِيما بِيَدَيْهَ الأَرْضَ، وَنَفَخَ فَيهَمَا، وَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَكَفَّيْهِ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "اسمُ ابن عبد الرّحمن بن أَبزى: سعيد, وذَرّ هو: ابن عبد الله المُرْهِبيّ(2) والد: عمر بن ذَرّ(3), وهذا الحديث / (أ[15/ب]) اتَّفق البخاريُّ، ومسلم على إِخراجه في كتابيهما، فرواه البخاريُّ عن محمَّد بن بَشّار(4) عن غُندر(5)
__________
(1) أي: فتمرّغت، وتقلّبت... ظانا أنّه لا بدّ أن يوصل التّراب إلى جميع بدنه كما يفعل بالماء.انظر: النّهاية (باب: الميم مع العين)4/343، وَ (باب: الميم مع الرّاء) 4/320، ولسان العرب (باب: الكاف، فصل: الميم) 10/490، والفتح (1/529).
(2) بضمّ الميم، وسكون الرّاء، وكسر الهاء، وفي آخرها الباء الموحدة .. نسبة إلى بني (مُرْهِبة)، وهو: مرهبة بن دُعام بن مالك بن معاوية، وهم بطن من همْدان، نزلوا الكوفة.انظر: جمهرة أنساب العرب لابن حزم (ص/396، 476)، والأنساب (5/266).
(3) تقدّم نسبه في ترجمة أبيه. مات سنة: ثلاث وخمسين ومائة وقيل بعدها .
له ترجمة في: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/362)، والكاشف (2/60) ت/4050، والتّقريب (ص/412) ت/4893.
(4) المعروف ببندار.
(5) صحيح البخاريّ (كتاب: التيمّم، باب: التّيمّم للوجه والكفّين) 1/152 رقم الحديث/9 مختصرًا.
ورواه أيضا في: الموضع نفسه (1/151 رقم الحديث/6) عن حجّاح (هو: ابن المنهال)، وَ:(1/152 رقم/8) عن مسلم بن إبراهيم، ومحمد بن كثير، وَ: (رقم/7) عن سليمان بن حرب، أربعتهم عن الحكم به، بنحوه، مختصرًا.
وَ: (باب: إذا خاف الجنب على نفسه المرض، أو الموت، أو خاف الموت يتيمّم..) 1/155 رقم/11 عن بشر بن خالد عن غندر عن شعبة،
(ورقم/12) عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه،
وَ: (باب: التيّمّم ضربة واحدة) 1/155 156 رقم/13 عن محمَّد بن سلام عن أبي معاوية، ثلاثتهم عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن أبي موسى الأشعري في سؤالة عبد الله بن مسعود عن الجنب لا يجد الماء، كيف يصنع بِهِ، مُخْتصرًا.(7/10)
,
ورواه مسلم من حديث يحيى بن سعيد القطَّان، وَالنَّضر بن شُمَيْل / (ج [2/ب])(1)، ثلاثتهم عن شعبة(2)، فكأَنَّ شيخنا سمعه من البخاريِّ".
[38]- أَخبرنا أَبو عمر عبد الواحد بن محمَّد بن عبد الله بن مهديّ(3) قال: أَخبرنا أَبو عبد الله محمَّد بن مخلد العَطَّار(4): حدَّثنا محمَّد بن عُثْمان بن كَرَامة(5): حدَّثنا خالد بن مَخْلَد(6) عن / (د/[13/ب]) سُليمان بن بلال(7) عن شريك بن أَبي نَمِر(8)
__________
(1) المازنيّ، أبو الحسن، البصريّ، ثقة ثبت. روى له: ع. ومات سنة: أربع ومئتين.انظر: الجرح والتّعديل (8/477) ت/2188، والتّقريب (ص/562) ت/7135.
(2) صحيح مسلم (كتاب: الحيض، باب: التّيمّم) 1/280- 281 ورقمه/368.
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/54.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/540.
(5) بفتح الكاف، وتخفيف الرّاء العجليّ، مولاهم، الورّاق، أبو جعفر وقيل: أبو عبد الله الكوفيّ، ثمّ البغداديّ... صدوق. روى له: خ، د، ت، ق. ومات سنة: ستّ وخمسين ومئتين على الصّحيح .انظر: الجرح والتّعديل (8/25) ت/113، والكاشف (2/200) ت/5044، والتّقريب (ص/496) ت/6134.
(6) القَطَوانيّ بفتح القاف، وَالطّاء البجليّ مولاهم، أبو الهيثم، الكوفيّ... صدوق مكثر، إلاّ أنّه يتشيّع ويُغْرب. روى له: خ، م، كد، ت، س، ق.
ومات سنة: ثلاث عشرة ومئتين.انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/406)، وتأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/105) ت/301، والتّقريب (ص/190) ت/1677، وهدي السّاري (ص/420).
(7) التّيميّ، أبو محمَّد، وأبو أيّوب، المدنيّ، ثقة. روى له: ع. ومات سنة: سبع وسبعين ومائة.انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (5/420)، والتّقريب (ص/250) ت/2539.
(8) هو: شريك بن عبد الله بن أبي نمر بفتح النّون، وكسر الميم القرشيّ، اللّيثيّ، أبو عبد الله، المدنيّ..
قال ابن سعد في الطّبقات (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة) ص/278 ت/163 : "ثقة، كثير الحديث".
وقال ابن معين في: (التّأريخ رواية: الدّوريّ 2/251)، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 12/476): "ليس به بأس".
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 4/360)، وقال: "ربّما أخطأ".
وقال في: (المشاهير ص/81 ت/586): "ربّما يهم في الشّيء بعد الشّيء". وقال الذّهبيّ في: (الميزان 2/459 ت/3696): "صدوق".
روى له: خ، م، د، تم، س، ق. ومات سنة: أربعين ومائة.وانظر: الجرح والتّعديل (4/363) ت/1592، وهدي السّاري (ص/430).(7/11)
عن عطاء(1) عن أَبي هريرة قال: قال رسول الله(2) صلَّى الله عليه وسلَّم تسليما: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيا(3) فَقَدْ آذَنَنَي(4) بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إَلَىَّ عَبْدِي بِشَيْء أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا(5) افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ(6) بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي عَلَيْهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي عَبْدَي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ(7)
__________
(1) هو: ابن يسار.
(2) في (ج): "النّبيّ".
(3) الوليّ: خلاف العدوّ، مشتقّ من: الولاء، وهو: الدّنوّ، وَالقرب.
ووليّ الله: من والى الله بموافقة محبوباته، والتّقرّب إليه بمرضاته.
انظر: معجم المقاييس (كتاب: الواو، فصل: الواو واللاّم وما يثلّثهما) ص/1104، ولسان العرب (باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: الواو) 15/411، وشرح العقيدة الطّحاويّة (ص/360).
(4) أي: أعلمني، يقال: "آذانه الأمر، وآذنه به" أي: أعلمه.
انظر: لسان العرب (حرف:النّون، فصل: الهمزة) 13/9.
(5) في (ج): "فيما"، وهو خطأ.
(6) البطش: التّناول بشدّة عند الصّولة، والأخذ الشّديد في كلّ شيء: بطش. لسان العرب (باب: الشّين المعجمة، فصل: الباء) 6/267.
وانظر: معجم المقاييس (كتاب: الباء، فصل: الباء والطّاء وما يثلّثهما) ص/140.
(7) لشيخ الإسلام جوابٌ قيّم على سؤال حول التّردّد المذكور في الحديث هنا حاصله: أنّ الله سبحانه بَيّن أنّه يتردّد؛ لأنّ التّردّد تعارض إرادتين، وهو سبحانه يحب ما يحب عبده، ويكره ما يكرهه، وهو يكره الموت، فهو يكرهه، وهو سبحانه قد قضى بالموت، فهو يريد كونه، فسمّى ذلك تردّدًا.
الفتاوى (18/129 131)، وانظره: (10/58- 59).
وانظر: شرح العقيدة الطّحاوية (ص/384).(7/12)
عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَكْرَهُ مُسَاءَتَهُ، وَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْهُ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ صحيح غريب من حديث [عطاء](1) بن أَبي رباح(2) عن أَبي هريرة، ومن حديث شريك بن عبد الله بن أَبي نَمِر عن عطاء، انفرد بروايته: سليمان بن بلال عنه, ولا نعلم رواه عن سليمان إِلاَّ خالد بن مخلد القَطَوانيّ، رواه البخاريُّ/ (أ[16/أ]) في صحيحه عن ابن كَرَامة(3)
__________
(1) لحق بحاشية: (أ).
(2) الصّواب أنّه: ابن يسار كما تقدّم ص/660 جاء منسوبا في بعض نسخ صحيح البخاريّ (كما في: الفتح 11/349).
وإنْ كان هذا الّذي ذكره الخطيب رحمه الله قولٌ في تعيينه إلاّ أنّه قول مرجُوح، والأوّل هو الرّاجح، كما نبّه عليه الخطيب نفسه (نقل ذلك عنه: الحافظ في: الفتح 11/349)، وأيضا هو الّذي يرجّحه الذّهبيّ في: (الميزان 2/165)، وابن حجر في: (الفتح، الموضع المتقدّم نفسه).
وجاء في حاشية: (ج) أمام قول الخطيب ".. من حديث عطاء بن أبي رباح" ما نصّه: "إنّما هو عطاء بن يسار، وفي ترجمته، ذكره خلف، وأبو مسعود". وانظر: تحفة الأشراف (10/273، 274).
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: الرّقاق، باب: التّواضع) 8/189 بنحوه.
واستنكر الذّهبيّ عفاالله عنه هذا الحديث جدًّا، فقال في ترجمة خالد بن مخلد في: (الميزان 2/164- 165) بعد أن ذكر اختلاف العلماء في درجته، وساق بعض مناكيره، موردًا منها هذا الحديث: "فهذا حديث غريب جدًّا، ولولا هيبة الجامع الصحيح لعدّوه في منكرات خالد ابن مخلد؛ وذلك لغرابة لفظه، ولأنّه ممّا ينفرد به شريك وليس بالحافظ ولم يرو هذا المتن إلاّ بهذا الإسناد، ولا خرّجه من عدا البخاريّ.." اه.
ونقل الحافظ ابن حجر بعض كلامه هذا في: (الفتح 11/349) وقال: ".. وإطلاق أنّه لم يرو هذا المتن إلاّ بهذا الإسناد مردود.." ثمّ ذكر أنّ للحديث طرقا أخرى قال عنها: "يدلّ مجموعها على أنّ له أصلاً".
ثمّ ذكره عن: عائشة، وأبي أمامة، وعلي، وابن عبّاس، وأنس، وحذيفة، ومعاذ ابن جبل، ووهب بن منبّه مقطوعا، وعزاها إلى مخرّجيها، وتكلّم عليها، وتعقّب بعض أهل العلم في كلامهم على بعض طرقها.
وأَمْعَن الألبانيُّ النّظر في هذه الشّواهد، وزاد عليها شاهدًا من حديث ميمونة رضي الله عنها ودرسها سندًا ومتنا سوى حديث عليّ؛ لعدم وقوفه على سنده وأطال النّفس في ذلك إلى أن قال: "وخلاصة القول: إنّ أكثر هذه الشّواهد لا تصلح لتقوية الحديث بها؛ إمّا لشدّة ضعف إسنادها، وإمّا لاختصارها، اللّهم إلاّ حديث عائشة، وحديث أنس بطريقيه، فإنّهما إذا ضمّا إلى إسناد حديث أبي هريرة اعتضد بمجموعها، وارتقى إلى درجة الصّحيح إن شاء الله تعالى".انظر: سلسلة الأحاديث الصّحيحة (4/183- 193) رقم الحديث/1640 .(7/13)
، فكأَنَّ شيخنا أَبا عمر ابن مهديّ سمعه منه".
[39]- أَخبرنا أَبو عمر عبد الواحد بن محمَّد بن عبد الله ابن مهديّ(1) قال: أَخبرنا محمَّد بن مخلد(2): حدَّثنا محمَّد بن عثمان بن كَرَامة(3): حدَّثنا أَبو أُسامة(4) عن [هشام(5) عن](6) أَبيه قال: مَرَّ هشام بن حكيم بن حزام(7) على أُناس من الأَنْبَاط(8) قد / (ج[3/أ]) أُقيموا في الشَّمس، فقال: ما شأنهم؟ قال: حُبسوا في الجِزْيَة(9)
__________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/540.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/628.
(4) هو: حمّاد بن أسامة بن زيد القرشيّ، مولاهم، الكوفيّ.. ثقة، ثبت، عابد، ربّما دلّس، من أروى النّاس عن هشام بن عروة شيخه في هذا الحديث.
روى له: ع. ومات سنة: إحدى ومئتين.انظر: الطّبقات الكبرى (6/394)، والكاشف (1/348) ت/1212، والتّقريب (ص/177) ت/1487.
(5) هو: ابن عروة بن الزّبير بن العوّام.
(6) ساقط من: (أ)، ومثبت في: (ج)، (د).
(7) انظر ترجمته في: الاستيعاب لابن عبد البر (3/593)، وأسد الغابة (4/622) ت/5367، والإصابة (3/603) ت/8963.
(8) هم: نصارى الشّأم، وقيل: هم جيل من النّاس ينزلون بالبطائح بين العراقين، وسمّوا نبطا لاستنباطهم ما يخرج من الأرضين، واشتهارهم بعمارتها، وسكنى مدائنها، واتخاذ العقار والملك.انظر: لسان العرب (حرف: الطّاء المهملة، فصل: النّون)7/411، والأنساب (5/454)، وهدي السّاري (ص/202).
(9) هي عبارة عن: المال الّذي يعقد للكتابيّ وَالمجوسيّ عليه الذّمّة، وهي (فعْلَة) من الجزاء، كأنّها جزت عن قتله.قال الله تعالى في سورة التّوبة، الآية (29):
{قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَيُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَبِالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلاَيُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ، وُلايَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون}.
انظر: كتاب الأموال لأبي عُبيد (ص/33)، والنّهاية (باب: الجيم مع الزّاي) 1/271، وأحكام أهل الذّمّة لابن القيّم (1/1- 3).(7/14)
, فقال هشام: أَشهد لسمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُوْنَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد مسلمٌ بإِخراج/ (د[14/أ]) هذا الحديث في صحيحه دون البخاريّ، فرواه عن أبي كُرَيْب محمَّد بن العلاءِ(1) عن أَبي أُسامة حمَّاد ابن أُسامة عن هشام ابن عروة بن الزُّبير(2)، فكأَنَّ شيخنا أَبا عمر بن مهديّ سمعه من مُسْلم".
[40]- أَخبرنا أَبو عبد الله أَحمد بن محمَّد بن يوسف بن دوست البزَّار(3) قال: أَخبرنا محمَّد بن جعفر المَطِيْريّ(4): حدَّثنا علىُّ بن حرب(5): حدَّثنا أَبو معاوية(6)، وَمحمد بن فُضَيل(7) قالا: حدَّثنا الأَعمش عن أَبي صالح(8) عن أَبي هريرة قال: قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم تسليما: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُواْ، وَلاَ تُؤْمِنُواْ حَتَّى تَحَابُّواْ، أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُواْ(9)
__________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/5522.
(2) صحيح مسلم (كتاب: البر، والصّلة، والآداب، باب: الوعيد الشّديد لمن عذّب النّاس بغير حقّ) 4/2018 رقم الحديث/2613.
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/50.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/506.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/296.
(6) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضاً، انظر ص/519.
(7) تقدّمت ترجمته أيضاً، انظر ص/506.
(8) ذكوان بن عبد الله السّمّان، الزّيّات، المدنيّ.. ثقة ثبت، لاَزَمَ أبا هريرة مدّة، حتى جاء عنه قوله: "ما أحد يحدّث عن أبي هريرة إلاّ وأنا أعلم صادق هو أو كاذب". روى له: ع. ومات سنة: إحدى ومائة.انظر: التّأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/158)، والسّير (5/36)، والتّقريب (ص/203) ت/1841.
(9) أي: انشروا، وأظهروا.
انظر: غريب الحديث للخطّابيّ (1/677)، ولسان العرب (باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: الفاء) 15/155.(7/15)
الْسَّلاَمَ بَيْنَكُمْ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ صحيحٌ من حديث الأَعمش سليمان بن مهران عن أَبي صالح ذكوان عن أَبي هُريرة,
انفرد مسلم / (أ[16/ب]) بإِخراجه في صحيحه، فرواه عن أَبي بكر بن أَبي شَيْبة عن أَبي مُعاوية، وَوكيع عن الأَعمش(1)، فكأَنَّ شيخنا أَبا عبد الله بن دوست سمعه من مُسلم"./ (ج[3/ب](
[41]- أَخبرنا أَبو [الحسن](2) أَحمد بن محمَّد بن أَحمد بن موسى ابن هارون بن الصَّلت الأَهوازيّ(3): ثنا محمَّد بن جعفر المَطِيْريّ(4) [ح](5),
وأَخبرنا القاضي أَبو الحسين محمَّد بن أَحمد بن القاسم بن إِسماعيل المحامليّ(6): حدَّثنا محمَّد بن يحيى بن عمر بن علىّ بن حرب الطّائِيّ(7) قالا: حدَّثنا عليُّ بن حرب(8) قال: ثنا سُفيان بن عُيينة عن الزُّهريِّ عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عبَّاس عن عُمر قال: قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم تسليما: "لاَ تُطرُونِي(9) كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى بنَ مَرْيَمَ، فَأَنَا عَبْدٌ".
وقالَ المحامليّ: "فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُوْلُوا: عَبْدُ اللهِ، وَرَسُولُهُ"./د[14/ب]
__________
(1) صحيح مسلم (كتاب: الإيمان، باب: بيان أنّه لا يدخل الجنّة إلاّ المؤمنون، وأنّ محبّة المؤمنين من الإيمان، وأنّ إفشاء السّلام سبب لحصولها) 1/74 رقم الحديث/54.
(2) لحق بحاشية: (أ).
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/53.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/506.
(5) زيادة من: (ج).
(6) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/511.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/296.
(9) الإطراء هو: مجاوزة الحدّ في المدح، والكذب فيه.
النّهاية (باب: الطّاء مع الرّاء) 3/133.(7/16)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد البخاريُّ بإِخراجه، فرواه عن أَبي بكر الحميديِّ عن سفيان(1)، فكأَنَّ شيخينا معا سمعاه منه".
[42]- أَخبرنا أَبو بكر عبد الله بن أَبان الهيتيّ(2): حدَّثنا أَبو الطيِّب أَحمد بن إِبراهيم بن عبد الرّحمن(3): حدَّثنا أحمد بن منصور(4): حدَّثنا سعيد بن أَبي مريم(5) قال: حدَّثنا يحيى بن أَيّوب(6)
__________
(1) صحيح البخاريّ (كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله {وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ اْنْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا}) 4/323 رقم الحديث/241 بنحوه.
وهذا الحديث طرف من حديث السّقيفة، فرّقه البخاريّ رحمه الله في سبعة مواضع من صحيحه مطوّلاً، ومختصرًا ولم يورد فيه قوله: "لاتطروني كما..." الحديث إلاّ في موضعين:
أحدهما: الّذي تقدّم أعلاه.
والثّاني في: (كتاب: المحاربين، باب: رجم الحبلى من الزّنا إذا أحصنت) 8/300- 304 ورقمه/25 عن عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد عن صالح (هو: ابن كيسان) عن الزُّهريّ به، مطوّلاً.
(2) تقدّمت ترجمته، انظر ص/55.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/522.
(4) هو: الرّماديّ، تقدّمت ترجمته أيضاً، انظر ص/526.
(5) هو: سعيد بن الحكم بن محمَّد بن سالم، الجمحيّ، أبو محمَّد، المصريّ. ثقة، فقيه، صاحب سنّة. روى له: ع. ومات سنة: أربع وعشرين ومئتين.
انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/182 183) ت/537، والمعجم المشتمل لابن عساكر (ص/360)، وتهذيب الكمال (10/391) ت/2235.
(6) الغافقيّ بفتح العين المعجمة،وكسر الفاء والقاف أبو العبَّاس المِصْريّ.
وثّقه ابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/196 ت/719)، والبخاريّ (كما في: التّهذيب 11/187)، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 2/445)، وإبراهيم الحربيّ (كما في: التّهذيب 11/187)، والدّارقطنيّ في: (السّنن 2/171 172)، وغيرهم.
وسئل عنه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 9/128 ت/542) فقال: "محلّ يحيى الصّدق، يكتب حديثه، ولا يحتجّ به".
وضعّفه الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 3/52 رقم النّص/4125) وأحمد بن صالح (كما في: الثّقات لابن شاهين ص/354 ت/1523)، وأبو أحمد الحاكم (كما في: التّهذيب 11/187) وغيرهم؛ لسوء حفظه.
وأورده ابن عديّ في: (الكامل 7/214) وقال بعد أن ساق بعض مناكيره: ".. له أحاديث صالحة.. ولا أرى في أحاديثه إذا روى عنه ثقة، أو يروي هو عن ثقة حديثا منكرًا فأذكره، وهو عندي صدوق لا بأس به".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/588 ت/7511): "صدوق ربّما أخطأ".
روى له: ع. ومات سنة: ثمان وستّين ومائة. وانظر: العلل الكبير للتّرمذيّ (1/350)، وعمل اليوم واللّيلة للنّسائيّ (ص/365).
... الكاشف (2/362) ت/6137.(7/17)
عن [عبيد الله(1) ابن](2) زَحْر(3) عن عليّ بن يزيد(4)
__________
(1) في حاشية (أ): عبد الله، وما أثبتّه من: (ج)، (د)، وهو الصّحيح.
(2) لحق بحاشية: (أ).
(3) بفتح الزّاي، وسكون المهملة الضمريّ بفتح الضّاد المعجمة وسكون الميم، وكسر الرّاء الإِفريقي، الكنانيّ،
ضعّفه ابن المدينيّ، والإمام أحمد، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابن أبي حاتم 5/315 ت/1499)، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 2/434)، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/138) وغيرهم.
وقال أبو زرعة (كما في: الجرح والتّعديل 5/315 ت/1499): "لا بأس به، صدوق".
وقال النّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 19/38): "لا بأس به". وقال ابن حبّان في: (المجروحين 2/62 63): "يروي الموضوعات عن الأثبات، وإذا روى عن عليّ بن يزيد أتى بالطّامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر: عبيد الله بن زحر، وعليّ بن يزيد، والقاسم بن عبد الرّحمن، لا يكون متن ذلك الخبر إلاّ مِمَّا عملت أيديهم، فلا يحلّ الاحتجاج بهذه الصّحيفة؛ بل التنكّب عن رواية عبيد الله بن زحر على الأحوال أولى" اه.
وقال الذّهبيّ في: (المغنى 2/415 ت/4922): "مختلف فيه، وهو إلى الضّعف أقرب". روى له: بخ، 4.
وانظر: الكامل (4/324 325)، والتّقريب (ص/371) ت/4290.
(4) ابن أبي هلال الألهانيّ بفتح الألف، وسكون اللاّم، وفتح الهاء، وفي آخرها النّون، ويقال: الهلاليّ أبو عبدالملك ويقال: أبو الحسن الشّاميّ، الدّمشقيّ... واهي الحديث، كثير المنكرات. روى له: ت، ق. ومات سنة: بضع عشرة ومائة.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/174) ت/626، وسؤالات ابن أبي شيبة لابن المدينيّ (ص/155) ت/218، والضّعفاء الصّغير للبخاريّ (ص/167) ت/255، والكامل لابن عديّ (5/178 179)، والكشف الحثيث لبرهان الدّين الحلبيّ (ص/191) ت/531.(7/18)
عن القاسِم(1) عن أَبي أُمامة قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: "بُعِثْتُ رَحْمَةً وَهُدَى لِلْعَالَمِيْنَ بِمَحْقَ(2) الأَوْثَانِ، وَالْمَعَازِفِ(3)، وَالْمَزَاميرِ(4)، وَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ" ثُمَّ قالَ: "مَنْ شَرِبَ خَمْرًا فِي الدُّنْيَا سَقَاهُ اللهُ كَمَا شَرِبَ مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبا، أَوْ مَغْفُورًا لَهُ, وَمَنْ سَقَى صَبِيا / (ج[4/أ]) صَغِيرًا مُسْلِما سَقَاهُ اللهُ كَمَا شَرِبَ مُعَذَّبا، أَوْ مَغْفُورًا لَهُ".
__________
(1) ابن عبد الرّحمن الشّاميّ، أبو عبد الرّحمن، الدّمشقيّ.. وثّقه ابن معين (كما في: التّأريخ رواية الدّوريّ عنه 2/481)، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 3/477)، والتّرمذيّ في: (الجامع 4/497 عند الحديث ذي الرقم/2347، 5/323 عند الحديث ذي الرّقم/3195) وغيرهم. وقال أبو حاتم (كما في: تهذيب الكمال 23/389): "حديث الثّقات عنه مستقيم، وإنّما ينكر عنه الضّعفاء".
وذكره العقيليّ (3/476)، وابن حبّان (2/211)، وابن الجوزيّ (3/14 ت/2746) ضمن من ذكروه من الضّعفاء، والمتروكين ممّن وجدت المناكير في رواياتهم. روى له: بخ، 4. ومات سنة: اثنتي عشرة ومائة.
وانظر: القضاة لوكيع (2/291)، والمغني للذّهبيّ (2/519) ت/4996، والتّقريب (ص/450) ت/5470.
(2) المحق: النّقص، وَالمحو، وَالإبطال.
وقيل: أن يذهب الشيء كلّه حتّى لا يرى منه شيء.انظر: النّهاية (باب: الميم والحاء)4/303، ولسان العرب (حرف: القاف، فصل: الميم) 10/338.
(3) هي: الدّفوف، وغيرها ممّا يضرب.النّهاية (باب: الدّال مع الفاء) 3/230.
(4) جمع: مزمار، وهو: آلة من قصب، يغنى بها.انظر: النّهاية (باب: الزّاي مع الميم) 2/312، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الزّاي) 4/327.(7/19)
قال الشَّيخ الإِمام أبو بكر الخطيب: / (أ[17/أ]) "هذا حديثٌ غريبٌ من رواية أَبي أُمامة الباهليّ عن النَّبيِّ صلوات الله عليه وَسلّم ومحفوظٌ من رواية أَبي عبد الرّحمن القاسم ابن عبد الرّحمن عن أَبي أُمامة, لا أَعلم رواه عنه إِلاَّ عبيد الله بن زَحْر الإِفريقيّ(1)
__________
(1) كذا قال، وظاهره أنّ الضّمير عائد إلى القاسم بن عبد الرحمن، وهذا مشكل، فعبيد الله بن زحر لا يروي عن القاسم إنّما يروي عن عليّ بن يزيد.
ثمّ إنّ عبيد الله بن زحر لم يتفرّد برواية الحديث عن عليّ بن يزيد بل تابعه: الفرج بن فضالة كما سيأتي،
ولعلّ الخطيب يرحمه الله كان يريد أن يقول: "لا أعلم رواه عنه إلاّ عليّ ابن يزيد الألهاني" فعرض له ما يعرض للبشر من السّهو، فقال ما قال من غير قصد والله تعالى أعلم .
والحديث من طريق على بن يزيد رواه أيضا الرّويانيّ في: (المسند 2/281 ورقمه/1206، 2/290 ورقمه/1230)، والطّبرانيّ في: (الكبير 8/197 198 رقم/7804، 8/211 ورقمه/7852)، والآجرّيّ في: (تحريم النّرد ص/116 رقم/59، ص/117 رقم/60)، والحسن بن رشيق في: حديثه (جزء منتقى منه [2/ب])، وأبو يعقوب النّيسابوريّ في: (المناهي [214/أ]) كلّهم من طرق عن عبيد الله بن زحر،
ورواه الحسن الأشيب في: (جزئه ص/39 ورقمه/12)، والإمام أحمد في: (مسنده 5/257، 268) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: علله (2/784 ورقمه/1308) وأبو داود الطّيالسيّ في: (مسنده ص/154)، والعقيليّ في: (ضعفائه 3/255)، والطّبرانيّ في: (معجمه الكبير 8/196 197 ورقمه/7803) كلّهم من طريق الفرج بن فضالة، كلاهما عن يزيد به، مطوّلاً، ومختصرًا،
والفرج وثّقه الإمام أحمد (كما في: تأريخ بغداد 12/395)، وقال ابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/191 ت/696): "ليس به بأس"، والجمهور على ضعفه (انظر مثلاً : الطّبقات الكبرى لابن سعد 7/327، وَالضّعفاء الصّغير للبخاريّ ص/193 ت/30، وَالضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ ص/227 ت/491).
وعبيد الله بن زحر مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب (كما تقدّم ص/578)، وعليّ بن يزيد واهي الحديث، كثير المنكرات، وكذا شيخه القاسم ابن عبد الرّحمن مختلف فيه، والرّاوي عنه ضعيف (انظر ص/578).
وجاء متنه أيضاً من حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه رواه ابن عديّ في: (الكامل 6/138 139)، وأبو بكر الأزديّ في: (حديثه [2 ب 3 أ]) كلاهما عن عبد الله بن محمَّد بن ناجية عن سويد بن سعيد عن محمَّد بن الفرات عن أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ بن أبي طالب به مرفوعا، بنحو حديث الفرج ابن فضالة عن عليّ بن يزيد،
وفي سنده: سويد بن سعيد، وهو الحدثانيّ، قال عنه الإمام أحمد (كما في: بحر الدّم ص/194): "أرجو أن يكون صدوقا"، وقال ابن المدينيّ (كما في: تأريخ بغداد 9/229): "ليس بشيء".
وقال النّسائيّ في: (الضّعفاء له ت/260): "ليس بثقة ولا مأمون".
وكذا فيه محمَّد بن الفرات، كذّبه الإمام أحمد، وابن أبي شيبة (انظر: الميزان 5/128 ت/8047)، وقال البخاريّ في: (الضّعفاء الصّغير له ص/218): "منكر الحديث".
وأبو إسحاق هو: السّبيعيّ، مدلّس من الثّالثة (كما عند الحافظ في طبقات المدلّسين ص/42 ت/91) ولا يقبل حديث هؤلاء الطّبقة إلاّ ما صرّحوا فيه بالسّماع، ولم يصرّح هنا.
والحارث هو: ابن عبد الله الهَمْدانيّ الأعور، كذّبه الشّعبيّ، وابن المدينيّ، وغيرهما (انظر: تهذيب الكمال 5/244 ت/1025).
وروى نحوه أبو بكر الشّافعي في: (فوائده [1/17 أ])، والآجرّيّ في: (تحريم النّرد ص/116 ورقمه/58)، وابن الجوزيّ في: (تلبيس إبليس ص/233) ثلاثتهم عن عبد الله بن محمَّد بن ناجية عن عبّاد بن يعقوب عن موسى بن عمير عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن جدّه عن عليّ مرفوعا به، بنحوه...
وموسى بن عمير هو: أبو هارون الكوفيّ، ليس بشيء، كذّبه أبو حاتم، واتّهمه ابن حبّان (انظر: الجرح والتّعديل 8/155،وَالمجروحين 2/238).
ومن هذا يتبيّن أن الحديث من جميع طرقه لا يعدو كونه ضعيفا جدًّا، أو موضوعا، فلا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
وروى أبو داود في: (سننه 4/89- 90 رقم/3685)، والإمام أحمد في: (مسنده 2/158، 165، 167، 170، 172، وفي: الأشربة ص/82 رقم/207، ص/83 رقم/211، ص/84 رقم/214)، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة 2/519)، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 10/221 222)، وابن عبد البر في: (التّمهيد 5/167)، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 13/51- 52 رقم/127) وغيرهم من عدّة طرق عن عبد الله بن عمرو: "أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخمر، والميسر، والكوبة، والغبيراء"، وقال: "كلّ مسكر حرام" وهذا لفظ أبي داود. وهو حديث لا ينزل عن درجة الحسن، ومال الألبانيّ إلى تصحيحه بشواهده في كتابه: (تحريم آلات الطّرب) فانظره ص/56 59.
وروى البخاريّ في صحيحه معلّقا بصيغة الجزم (7/193)، وأبو داود في (سننه 4/319 رقم/4039)، وابن حبّان في صحيحه (الإحسان 8/265 رقم/6719)، والطّبرانيّ في: (معجمه الكبير 3/282 رقم/3417)، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 10/221)، وغيرهم حديث أبي مالك أو أبي عامر الأشعريّ رضي الله عنه أنّه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكوننّ من أمّتي أقوامٌ يستحلّون الحِرَ، والحريرَ، والخمرَ، والمعازف". الحديث، وهذا لفظ البخاريّ.
وهو حديث صحيح، صحّحه ابن الصّلاح في: (مقدّمته ص/226)، وابن تيميّة في: (الاستقامة 1/294)، وابن القيّم في: (إغاثة اللّهفان1/259)، والزّركشيّ (كما في: الفتح 10/54)، والألبانيّ في: (سلسلة الأحاديث الصّحيحة 1/139 رقم/91، وتحريم آلات الطّرب ص/38 وما بعدها)، وغيرهم.(7/20)
".
[43]- أَنا أَبو الحسن محمَّد بن أَحمد بن محمَّد بن أَحمد بن رزقويه البزَّار(1) قال: أَخبرنا [أَبو بكر](2) أَحمد بن سُليمان بن أَيّوب العبَّادانيّ(3): حدَّثنا عليّ بن حرب(4): حدَّثنا عبدالرّحمن بن يحيى المدنيّ(5): حدَّثنا مالك بن أَنس عن سُمَيّ(6) عن أَبي صالح(7) عن أَبي هريرة عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم تسليما قال: "الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُوْنُ(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/56.
(2) لحق بحاشية (أ).
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/602.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/296.
(5) العُذريّ، قال العقيليّ في: (الضّعفاء 2/351): "مجهول، لا يستقيم الحديث من جهته".
وقال ابن عديّ في: (الكامل 4/290): "حدّث عن الثّقات بالمناكير".
وضعّفه أيضا : الدّارقطنيّ (كما في: لسان الميزان 3/444 ت/1728)، وفيه: "وقال الأزديّ: متروك، لا يحتجّ به". وانظر: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (2/101) ت/1909، والميزان (3/311) ت/5003.
(6) بسين مهملة مضمومة، وفتح ميم، وشدّة تحتيّة القرشيّ، المخزوميّ، أبو عبد الله، المدني، ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ثلاثين ومائة.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/123) ت/383، والعلل للإمام أحمد (2/493) رقم النّص/3244، والتّقريب (ص/256) ت/2635.
(7) هو: ذكوان بن عبد الله السّمّان.. تقدّمت ترجمته، انظر ص/634.
(8) يقال: "طُعِن الرّجل، فهو مطعون: إذا أصابه الطّاعون" وهو المرض العام، والوباء الذي يفسد له الهواء فتفسد به الأمزجة، والأبدان.
انظر: النّهاية (باب: الطّاء مع العين) 3/127، ولسان العرب (حرف: النّون، فصل: الطّاء المهملة) 13/267. ويقول ابن سينا في: (القانون 3/121- 122): ".. ثمّ قيل لكلّ ورم قتّال؛ لاستحالة مادّته لجوهر سُمّيّ يفسد العضو، ويغيّر لون ما يليه، وربّما رشح دما، وصديدًا أو نحوه ويؤدّي كيفيّة رديئة إلى القلب من طريق الشّرايين، فيُحدث القيء، والخفقان، والغشيّ، وإذا اشتدّت أعراضه قتل، ومن الواجب أن يكون هذا الورم القتّال يعرض في أكثر الأمر في الأعضاء الضعيفة، مثل: الآباط، والأربية، وخلف الأذن، ويكون أردؤها ما يعرض في الآباط، وخلف الأذن؛ لقربها من الأعضاء الّتي هي أشدّ رئاسة.." اه.(7/21)
، وَالْمبطُوْنُ(1)، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحبُ الْهَدْمِ(2)، وَالْمَقْتُولُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ صحيحٌ من حديث / (د[15/أ]) أَبي عبد الله مالك بن أَنس بن مالك(3) بن أَبي عامر عن سُمَيّ مولى: أَبي بكر بن عبدالرّحمن ابن الحارث بن هشام وهو غريبٌ من رواية عبد الرّحمن بن يحيى العُذريّ(4) المدنيّ عن مالك(5), وقع إلينا بعلوّ من رواية علىّ بن حرب الطَّائِيّ عنه" /(ج [4/ ب])
__________
(1) هو: الّذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء، ونحوه .انظر: النّهاية (باب: الباء مع الطّاء) 1/136، ولسان العرب (حرف: النّون، فصل: الباء) 13/53.
(2) مأخوذ من الهدم بالتّحريك : البناء المهدوم، والمراد: من انهار عليه بناء، أو تهدّمت عليه بئر أو نحو ذلك .
انظر: النّهاية (باب: الهاء مع الدّال) 5/252، ولسان العرب (حرف: الميم، فصل: الهاء) 12/603.
(3) قوله: (ابن مالك) ليس في (ج).
(4) قوله: "العذريّ" ليس في (ج) أيضا .
(5) هذا الحديث كما قال المصنّف غريب من رواية عبد الرّحمن بن يحيى عن مالك، ولم أجد من رواه من هذا الطّريق إلاّ المهروانيّ هنا، وهو ثابت من طرق أخرى عن مالك في الصّحيحين وغيرهما،
فرواه البخاريّ في: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: الشّهادة سبع سوى القتل) 4/83 ورقمه/45 عن عبد الله بن يوسف،
وفي: (كتاب: الأذان، باب: الصّف الأوّل) 1/290 ورقمه/109، و(كتاب: الطّب، باب: ما يذكر في الطّاعون) 7/239 ورقمه/48 عن أبي عاصم (هو: الضّحّاك بن مخلد)،
وفي: (كتاب: الأذان أيضا باب: فضل التهجير إلى الظهر) 1/264 265 ورقمه/47 عن قتيبة (هو: ابن سعيد) ثلاثتهم عن مالك به،مطوّلاً، ومختصراً.
ورواه مسلم في: (كتاب: الإمارة، باب: بيان الشّهداء) 3/1521 ورقمه/1914 من حديث يحيى بن يحيى عن مالك به، مطوّلاً.(7/22)
[44]- أَخبرنا أَبو الحُسين محمَّد بن الحسين بن الفَضْل القطّان(1): حدَّثنا أَبو بكر محمَّد بن الحسن النَّقَّاش(2): حدَّثنا أَبو بكر أَيّوب بن سُليمان بن داود(3) بالمَصِّيْصة(4) حدَّثنا عليّ بن زياد(5): حدَّثنا عبد العزيز بن أَبي رجاء(6) قال: حدَّثنا مالك بن أَنس عن سُهيل بن أَبي صالح(7) عن أَبيه عن أَبي هريرة، وَأَبي سعيد الخدريّ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم تسليما قال: "ابْنَ آدَمَ، أَطِعْ رَبَّكَ تُسَمَّ عَالِما، وَلاَ تَعْصِهِ فَتُسَمَّى جَاهِلاً".
__________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/63.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/552.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/534.
(4) بالفتح، ثمّ الكسر والتّشديد، ونقل: التّخفيف، ثمّ ياء ساكنة، وصاد مهملة أخرى مدينة بالشّأم، من ثغور الإسلام، رابط بها الصّالحون قديما.
انظر: معجم ما استعجم (4/1235)، ومعجم البلدان (5/144)، ولسان العرب (حرف: الصّاد المهملة، فصل: الميم) 7/93.
(5) المتّوثيّ بضمّ الميم، وضمّ الفوقيّة المشدّدة، وسكون الواو، وآخره ثاء مثلّثة نسبة إلى متّوث بلد بين فرقوب، والأهواز، نسبه الحافظ ابن حجر في: لسان الميزان (4/30)، ولم أقف على ترجمة له. وانظر: اللّباب لابن الأثير (3/162).
(6) قال الدّارقطنيّ (كما في: الميزان 3/342 ت/5100): "متروك، له مصنّف موضوع كلّه".
وأورد اسمه كلّ من: الفتّنيّ في: (قانون الموضوعات والضّعفاء ص/270)، وابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/80) ضمن ما سرداه من أسماء الوضّاعين والكذّابين. وانظر: لسان الميزان لابن حجر (4/30) ت/80.
(7) ذكوان المدنيّ، صدوق تغيّر حفظه بأخرة (انظر: التّقريب ص/259 ت/2675).(7/23)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريب جدّاً /(أ [17/ أ]) من حديث مالك بن أَنس، تفرّد بروايته عنه عبد العزيز بن أَبي رجاء، ولم نكتبه إِلاَّ من هذا الوجه(1)
__________
(1) الحديث رواه أيضا : الخطيب في: أسماء الرّواة عن مالك (كما في: إتحاف السّادة المتّقين للزّبيديّ 1/452) من طريق ابن أبي رجاء المذكور،وقال: "منكر من حديث مالك".
وكذا رواه: أبو نعيم في: (الحلية 6/345) عن عليّ بن أحمد بن عليّ المصّيصيّ عن أيّوب بن سليمان بسنده كما هنا دون قوله: "ابن آدم"، وفيه: "عاقلاً" بدل: "عالما".
وقال: "غريب من حديث مالك، لم نكتبه إلاّ من حديث ابن أبي رجاء".
والحديث أورده الذّهبيّ في ترجمة (عبد العزيز بن أبي رجاء) من الميزان (3/342) وقال: "هذا باطل على مالك".
وعقّب برهان الدّين الحلبيّ على قول الذّهبيّ في ترجمة المذكور من كتابه: الكشف الحثيث (ص/169 ت/445) بقوله: "كأنّه يشير إلى أنّ المتّهم به عبد العزيز هذا والله أعلم".
وقال المناويّ في: (التّيسير 1/17): "وهو ضعيف، بل قيل موضوع".
وللحديث عدّة طرق إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم متّصلة ومرسلة، رواها داود بن المحبّر في كتاب: (العقل) أورد الغزاليّ بعضا منها في: (الإحياء 1/89، 91، 92)، وتكلّم العراقيّ عليها في تخريجه (1/48 52)، ومدارها كلّها على داود بن المحبّر، وهو متروك، وأكثر أحاديث كتابه هذا موضوعات (انظر: المجروحين لابن حبّان 1/291، وَالتّهذيب لابن حجر 3/199 201).
وكتاب:(العقل) هذا في الأصل ليس له، وإنّما سرقه من ميسرة بن عبد ربّه وهو أوّل من وضعه وركّب له أسانيد غير أسانيد ميسرة، ثمّ سرقه عبد العزيز بن أبي رجاء راوي هذا الحديث من داود بن المحبّر، وركّب له أسانيد غير أسانيده، ثمّ سرقه سليمان بن عيسى السّجزيّ فأتى بأسانيد أُخر؟! (انظر: الكامل لابن عديّ 3/101، وَتأريخ بغداد 8/360).
وبالجملة فإنّه لا يصحّ من أحاديث العقل شيء كما نُقل عن العقيليّ، وابن حبّان، وكما يقوله ابن القيّم، وابن هِمَّات، وغيرهما.
(انظر: المنار المنيف لابن القيّم ص/64، وَالتنّكيت والإفادة لابن هِمّات ص/24، وَتحذير المسلمين للأزهريّ ص/74).(7/24)
".
[45]- أَخبرنا أَبو الفتح هلال بن محمَّد بن جعفر الحفَّار(1) قال: أَنا إِسماعيل بن محمَّد الصَّفَّار(2): حدثنا عبّاس بن عبد الله التَّرْقُفيّ(3): حدَّثنا رَوَّاد بن الجَرَّاح، أبو عصام العَسْقَلاَنيّ(4) عن سفيان عن منصور(5)
__________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/61.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/251.
(4) الشّاميّ، قال الإمام أحمد في:(العلل ومعرفة الرّجال 2/31رقم النّص/1457): (لا بأس به، صاحب سنّة، إلاّ أنّه حدّث عن سفيان أحاديث مناكير).
وقال ابن معين في: (التّأريخ رواية: الدّوريّ 2/167): (لا بأس به، إنّما غلط في حديث سفيان الثّوريّ).
وقال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 3/336 ت/1139):
(كان قد اختلط، لا يكاد أن يقوم حديثه).
وقال النّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/176 ت/194): (ليس بالقويّ، روى غير حديث منكر، وكان قد اختلط).
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/211 ت/1958): (صدوق اختلط بآخرة فترك، وفي حديثه عن الثّوريّ ضعف شديد، من التّاسعة).
روى له: ق. وانظر: الكامل لابن عديّ (3/176)، والكواكب النّيّرات لابن الكيّال (ص/176)، والاغتباط لبرهان الدّين الحلبيّ (ص/123).
(5) ابن المعتمر السّلميّ، أبو عتّاب بمثنّاة مشدّدة، ثمّ موحّدة، بينهما ألف الكوفيّ، ثقة ثبت، من عبّاد أهل الكوفة، وفقهائهم. روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومائة.
انظر: أحوال الرّجال (ص/79) ت/103، والمشاهير (ص/166) ت/1321، والتّقريب (ص/547) ت/6908.(7/25)
عن رِبْعِيّ(1) عن حُذيفة قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم تسليما: "خَيْرُكُمْ فَي الْمائتين: كُلُّ خَفِيفِ الْحَاذِ(2)". قيل: يا رسولَ الله، وما الخفيفُ الحاذ؟ قال: "الَّذِي لاَ أَهْلَ لَهُ وَلاَ وَلَدٌ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديث غريب من حديث أَبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق(3) الثوّريّ / (ج[5/أ]) عن منصور بن المعتمر عن / (د[15/ب]) ربعيّ بن حِراش عن حُذيفة بن اليمان، تفرّد بروايته: أبو عصام روّاد بن الجرّاح عن الثّوريّ(4).
وقد رواه أيضا عنه غيره(5)
__________
(1) ابن حراش بكسر الحاء المهملة، وآخره شين معجمة بن جحش، الغطفانيّ، ثمّ العبسيّ، أبو مريم، الكوفيّ.. ثقة من خيار التّابعين. روى له: ع. ومات سنة: مائة وقيل بعدها .انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/152) ت/415، وتأريخ مولد العلماء ووفياتهم (1/248)، والكاشف (1/390) ت/1521.
(2) الحاذُ وَالحال واحد، وأصل الحاذ: طريقة المتن من الإنسان، وهو ما يقع عليه اللَّبْدُ من ظهر الفرس.
انظر: النّهاية (باب: الحاء مع الواو) 1/457، ولسان الميزان (حرف: الذّال المعجمة، فصل: الحاء المهملة) 3/487.
(3) قوله: "ابن مسروق" ليس في (د).
(4) كذلك قال الدّارقطنيّ في: الأفراد وَالغرائب له (ترتيب ابن القيسرانيّ [126/أ])، والبيهقيّ في: (شعب الإيمان 7/292) عند الحديث ذي الرّقم/10350).
وكلامهم هذا محمول على أنّه إنّما اشتهر من رواية روّاد عن سفيان، فكأنّه تفرّد به عنه، أو أنّ من حدّث به سرقه منه، وهو العمدة فيه، وإلاّ فقد رواه عنه غيره كما سيأتي والله تعالى أعلم .
(5) كعبد الغفّار بن الحسن الرّمليّ، والحسن بن عبد الله الخراسانيّ، أشار إلى روايتهما ابن عديّ في: (الكامل 3/176).
وعبد الغفّار هذا قال عنه الجوزجانيّ (كما في: الكامل 5/328): "لا يغترّ بحديثه"، وقال الأزديّ (كما في: الميزان للذّهبيّ 4/354): "كذّاب"،
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابنه 6/54 ت/288): "لا بأس به". وقال ابن عديّ في: (الكامل 5/329) بعد أن ذكر شيئا من مناكيره : "ولعبد الغفّار أحاديث غير محفوظة".
وَالحسن بن عبد الله مجهول، ذكر ذلك ابن عديّ في: (الكامل 3/176)، والذّهبيّ في: (الميزان 2/245 في التّرجمة ذات الرّقم/2795).(7/26)
"(1)
__________
(1) هذا الحديث في الأصل قطعة من حديث فيه طول يرويه روّاد بن الجرّاح عن الثّوريّ بسنده كما هنا، يوقِّت فيه لأمور، فيقول: "إذا كانت سنة كذا كان كذا، وكذا" وقد رواه عنه غيره كما تقدّم أعلاه.
وهذا الحديث رواه التّرقفيّ في: (حديثه [1/ب])، وابن عديّ في:(الكامل 3/176- 177)، وابن الأعرابي في: (معنى الزّهد ص/61 ورقمه/106) ومن طريقه: الخطّابيّ في (العزلة ص/120) والبيهقيّ في: (شعب الإيمان 7/292 ورقمه/10350)، والخطيب في: (تأريخ بغداد 6/197- 198، 11/225) من طريقين عن التّرقفيّ، وابن الجوزيّ في: (العلل المتناهية 2/635- 636 رقم الحديث/1051، 1052) من طريقين عن التّرقفيّ أيضا وذكره ابن أبي حاتم في: (العلل 2/420 رقم الحديث/2765) عن أحمد بن عمر الأنطاكيّ عن روّاد..
وَالحديث من هذا الطّريق حديث منكر؛ لضعف روّاد بن الجرّاح، وتفرّده به.. أمّا ما أشير إليه من متابعة له من طريق عبد الغفّار بن الحسن، والحسن بن عبد الله فلا عبرة بها، الأول متّهم، والثّاني مجهول، ثمّ إنّ الحديث حديث روّاد، ولا يعرف إلاّ به.
هذا، وقال أبو حاتم (كما في: العِلل لابنه 2/420 وقد سأله عن الحديث): "هذا حديث منكر". وقال مرّة (كما في: المرجع المتقدّم نفسه 2/132 رقم الحديث/1890): "هذا حديث باطل".
وقال مرّة (كما في: الميزان 2/246): "منكر لا يشبه حديث الأثبات، وإنما كان بدوّ هذا الخبر فيما يبدو: ذكر لي أنّ رجلاً جاء إلى روّاد فذكر له هذا الحديث فاستحسنه، وكتبه، ثمّ بعد حدّث به؛ يظنّ أنّه من سماعه"!
وللحديث طرق أُخرى بمعناه عن عدد من الصّحابة رضوان الله عليهم منها:
1 حديث ابن مسعود: رواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده (كما في: بغية الباحث 2/773 774 رقم الحديث/774، وَالمطالب العالية 4/275) ومن طريقه: أبو بكر بن خلاّد في: (فوائده [ق 9])، ومن طريق ابن خلاّد: أبو نعيم في: (الحلية 2/118) عن عبد الرّحيم بن واقد عن مسعدة ابن صدقة عن الثّوريّ عن أبيه عن الرّبيع بن خثيم عن ابن مسعود به، مرفوعا..
قال أبو نعيم: "غريب من حديث الرّبيع، ومن حديث الثّوريّ،لم يروه عنه إلاّ مَسْعدة، ولا كتبناه إلاّ من حديث عبد الرّحيم بن واقد عاليا".
وعبد الرّحيم بن واقد، قال عنه الخطيب في: (تأريخ بغداد 11/85): "وفي حديثه غرائب وَمناكير؛ لأنّها عن الضّعفاء والمجاهيل".
وكذا شيخه مسعدة بن صدقة، قال عنه الدّارقطنيّ (كما في: الميزان 5/223): "متروك".
2 حديث أبي سعيد: رواه أبو يعلى في: (المسند 2/276 277 رقم الحديث/990) بسنده عن مسلمة بن عليّ عن عبد الرّحمن بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب عن أبي سعيد به مرفوعا،
وفي سنده: مسلمة بن عليّ، وهو أبو سعيد الخشنيّ، متروك الحديث.
انظر: التّأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/565)، والضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ (ص/238) ت/570، والكامل (6/313).
وعبد الرّحمن بن يزيد هو: ابن تميم السّلميّ.. قال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 5/635 ت/1156): (عنده مناكير).
بل نصّ ابن معين في: (التّأريخ رواية: الدّوري 2/361)، ودحيم (كما في:المعرفة والتّأريخ 3/53) على ضعفه في الزُّهريّ شيخه في هذا الحديث .
3 حديث أبي أمامة: وروي من ثلاث طرق عنه:
الطريق الأولى: رواها التّرمذيّ في: (جامعه 4/496 497 رقم الحديث/2347)، ووكيع في: (الزّهد 1/359 رقم/133)، والحميديّ في: (مسنده 2/404 رقم/909) ومن طريقه: الخطّابيّ في: العزلة (ص/120) وأحمد في: (مسنده 5/252، 255، والزّهد ص/25 رقم/55)، والرّويانيّ في: (مسنده 2/280- 281 رقم/1205، 2/287 رقم/1219)، وابن الأعرابي في: (معنى الزّهد ص/59 رقم/102، وص/60 برقم/105)، وأبو بكر النجّاد في: (حديثه [14/ب])، والطّبرانيّ في: (معجمه الكبير 8/205 برقم/7829، 8/213 برقم/7860)، والآجرّيّ في: (الغرباء ص/53 برقم/32)، والحاكم في: (المستدرك 4/123)، والنّقّاش في: (فوائد العراقيّين ص/35- 36 برقم/20) ومن طريقه أبو طاهر السّلفيّ في: (الفوائد الحسان [3/أ]) وأبو نعيم في: (الحلية 1/25)، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/113- 114 برقم/196، 197) كلّهم من طرق عن عبيد الله بن زحر عن عليّ بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة به، مرفوعا، إلاّ أنٍّ ابن الأعرابيّ، والخطّابيّ قالا: عن عبيد الله بن زحر عن القاسم، وفيه سقط، أو أنّه هكذا وقعت روايته لهما .
والحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًّا؛ لحال عبيد الله بن زحر، ومن فوقه، وتقدّم الكلام على مثل هذا السّند عند الحديث ذي الرّقم/42 ص/570.
الثّانية: رواها ابن ماجه في: (سننه 2/1378- 1379 برقم/4117) بسنده عن صدقة بن عبد الله عن إبراهيم بن مرّة عن أيّوب بن سليمان عن أبي أمامة به مرفوعا، بنحو حديث القاسم عنه..
وصدقة بن عبد الله هو: السّمين، ضعيف جدًّا،
انظر: العلل ومعرفة الرّجال لأحمد (2/20) رقم النّص/1411، (2/46) رقم/1506،والكنى لمسلم (2/758) ت/3082.
وأيّوب بن سليمان شاميّ مجهول، قاله: أبو حاتم (كما في: التّهذيب لابن حجر 1/404)، والذّهبيّ في: (الميزان 1/287)، وقال الحافظ في: (التّهذيب 1/404): (وذكر ابن حبّان في الثّقات [4/28]: " أيّوب بن سليمان، روى عن: أنس، وعنه: محمَّد بن حمير فعندي أنّه هو".
وقال الذّهبيّ بعد أن ذكر حديثه هذا: "تفرّد به عنه إبراهيم بن مرّة".
وقال البوصيريّ في الزّوائد "إسناده ضعيف لضعف أيّوب بن سليمان..".
الثّالثة: رواها ابن الأعرابي في: (معنى الزّهد ص/60 ورقمها/104)، وابن عديّ في: (الكامل 5/223) من حديث العلاء بن هلال عن هلال بن عمر عن أبيه عمر بن هلال عن أبي غالب عن أبي أمامة به، بنحوه، وهذا إسناد مسلسل بالضّعفاء، والمجاهيل: فالعلاء منكر الحديث، لا يجوز الاحتجاج به.
انظر: الجرح والتّعديل (6/361) ت/1997، والمجروحين (2/184). وهلال بن عمر ضعيف أيضا،
انظر: الجرح والتّعديل (9/78) ت/314.
وأبوه لم أقف على ترجمة له، وأبو غالب اسمه: حزوّر، ضعيف أيضا.
انظر: الميزان (1/476) ت/1799، (6/234) ت/10495.
وحزوّر: بفتح الحاء المهملة، والزاي المعجمة معا،وتشديد الواو المفتوحة، وآخره راء مهملة كما في: البدر المنير (3/401).
وللحديث طرق أخرى بمعناه عن بعض الصّحابة رضوان الله عليهم إلاّ أنها واهية لا يصحّ منها شيء، كما قاله الدّارقطنيّ في: (العلل [الجزء الثّالث، حديث أبي قتادة]، وانظر: تعليقاته على المجروحين لابن حبّان ص/213)، والسّخاوي في: (المقاصد ص/214)، والعجلونيّ في (كشف الخفاء 1/386)، وابن هِمَّات في: (التّنكيت ص/122، 123) وغيرهم.
ومعلوم أن الأحاديث الّتي يرد فيها ذكر التّواريخ المستقبلة، واشتملت على مثل: إذا كان سنة كذا وكذا كان كذا وكذا، بله الّتي جاء فيها ظهور شيء من الآيات بعد المئتين، أو الّتي فيها ذمّ الأولاد كلّها كذب مفترى، كما قرّر ذلك أئمة الحديث رحمهم الله تعالى انظر: المغني عن الحفظ والكتاب (ص/531،535،537)، والمنار المنيف (ص/61، 100، 101)، والتّنكيت لابن هِمّات (ص/187).(7/27)
.
[46]- أَخبرنا أَبو الحُسين عليّ بن محمَّد بن عبد الله بن بِشْران المعدِّل(1) قال: أَنا محمَّد بن عمرو البَخْتَرِيّ(2): حدَّثنا عبد الله بن محمَّد بن شَاكر(3) قال: أَخبرنا حُسين بن عليّ الجُعْفِيّ(4): حدَّثنا زائِدة(5) عن المختار بن فُلْفُل(6) عن أَنس بن مالك قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم سليما : "أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ".
__________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/62.
(2) بفتح الموحدة، وسكون المعجمة، وفتح المثنّاة الفوقيّة، وكسر الرّاء أبو جعفر، البغداديّ، ثقة ثبت. مات سنة: تسع وثلاثين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (3/132) ت/1152، والسّير (15/385).
(3) العنبريّ، المقرئ، أبو البختريّ، الكوفيّ، ثمّ البغداديّ، صدوق.
مات سنة: سبعين ومئتين.انظر: الجرح والتّعديل (5/162) ت/748، وسؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/121) ت/117، وغاية النّهاية لابن الجزريّ (1/449) ت/1874.
(4) تقدّمت ترجمته، انظر ص/594.
(5) هو: ابن قدامة، تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/594.
(6) بفائين مضمومتين، ولامين الأولى منهما ساكنة القرشيّ، المخزوميّ،مولاهم. قال الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 2/504 رقم النّص/3321): (لا أعلم به بأسا، لا أعلم إلاّ خيرًا).
وقال مرّة (كما في: بحر الدّم ص/397 ت/967): (ثقة).
ووثّقه أيضا : ابن معين، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 8/310 ت/1432)، والعجليّ في: (الثّقات ص/422 ت/1545)، ويعقوب ابن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 3/151)، وغيرهم.
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 5/429)، وقال: (يخطئ كثيرًا).
وقال ابن حجر في: (التّهذيب 10/69): (تكلّم فيه السّليمانيّ، فعدّه في رواة المناكير عن أنس، وقال أبو بكر البزّار: صالح الحديث، وقد احتملوا حديثه).
روى له: م، د، ت، س. وانظر: تأريخ أسماء الثّقات (ص/311) ت/133، والكاشف (2/248) ت/5331.(7/28)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ صحيح من حديث المختار بن فُلْفُل عن أَنس، ومن رواية [أَبي](1) الصَّلت زائِدة بن قُدامة الثَّقفيّ عن المختار,
انفرد مسلمٌ بإِخراجه في كتابه، فرواه عن أَبي بكر بن أَبي شيبة عن حُسين الجُعفيّ(2)، فكأَنَّ شيخنا أَبا الحسين سمعه [من مسلم](3)".
[47]- أَخبرنا أَبو القاسم / أ[18/أ] عبد الرّحمن بن أَحمد بن إِبراهيم القَزْوينيّ(4) قال: أَخبرنا عليّ بن إِبراهيم بن سلمة القطَّان:(5) حدَّثنا عُبيد بن عبد الواحد بن شَريك(6): حدَّثنا محمَّد بن عبدالعزيز الواسطيّ(7)
__________
(1) لحق بحاشية: (أ).
(2) صحيح مسلم (كتاب: الإيمان، باب في قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : "أنا أوّل شفيع في الجنّة، وأنا أكثر الأنبياء تبعا" 1/188 رقم الحديث/196 بأطول من هذا.
(3) لحق بحاشية: (أ).
(4) تقدّمت ترجمته، انظر ص/59.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/556.
(6) أبو محمَّد، البغداديّ، البزّار،
قال الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات الحاكم له ص/132 ت/154): "صدوق". وقال أبو مزاحم موسى بن عبيد الله (كما في: تأريخ بغداد 11/100): "وكان أحد الثّقات، ولم أكتب عنه في تغيّره شيئا".
وقال ابن المنادي (في: الموضع نفسه من تأريخ الخطيب): ".. أكثر النّاس عنه، ثمّ أصابه أذى فغيّره في آخر أيّامه، وكان على ذلك صدوقا".
مات سنة: خمس وثمانين ومئتين. وانظر: المنتظمّ (12/387) ت/1923، ولسان الميزان (4/120) ت/255.
(7) العمريّ، أبو عبد الله، الرّمليّ، المعروف: بالواسطيّ،
نقل ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 8/8 ت/29) عن أبي زرعة قال: "ليس بالقويّ".
وعن أبيه: "أدركته، ولم يقض لي بالسّماع منه، كان عنده غرائب، ولم يكن عندهم بالمحمود، وهو إلى الضّعف ما هو".
وقال البزّار (كما في: كشف الأستار للهيثميّ 1/479 رقم/1017): "ليس بالحافظ". روى له: تم، س. وانظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/409) ت/1478،والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (3/77) ت/3076، والمغني في الضّعفاء للذّهبيّ (2/608) ت/5769.(7/29)
: حدَّثنا القاسم بن غُصْن(1) عن: محمَّد بن سُوقة(2)عن: عليّ بن أَبي طلحة(3)
__________
(1) أصله من العراق، سكن الشّأم،
قال الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرجال 2/475 رقم النّص/3116): "يحدّث بأحاديث مناكير". ونقل ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل7/116 ت/667) عن أبي زرعة قال: "ليس بالقويّ". وعن أبيه: "ضعيف الحديث".
وقال ابن عديّ في: (الكامل 6/36): ".. وأمّا إذا روى عن القاسم بن غصن محمَّدُ بن عبد العزيز الرّمليّ فإنّه يأتي عنه عن مشايخه بمناكير" وابن عبد العزيز هو الرّاوي عنه في الحديث .
وانظر: سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص/249) ت/264، والضّعفاء للعقيليّ (3/472)، والمجروحين لابن حبّان (2/213)، وتأريخ أسماء الضّعفاء والكذّابين لابن شاهين (ص/159) ت/520.
(2) بضمّ المهملة الغنويّ بفتح المعجمة، والنّون الخفيفة أبو بكر، الكوفيّ... ثقة، مقلّ، من الخامسة. روى له: ع.
انظر: سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص/307) ت/39، وتهذيب الكمال (25/333) ت/5275، والتّقريب (ص/482) ت/5942.
(3) ابن المخارق، الهاشميّ، مولاهم، أبو الحسَن ويقال: أبو محمد، ويقال: أبوطَلْحة أصله من الجزيرة، وانتقل إلى حمص،
قال الإمام أحمد (كما في: الضّعفاء للعقيليّ 3/234): "له أشياء منكرات".
وقال يعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 2/457): "هو ضعيف الحديث منكر، ليس بمحمود المذهب".
وقال مرّة (3/65): "ليس هو بمتروك، ولا هو حجّة".
وقال أبو داود (كما في: تأريخ بغداد 11/428): "هو إن شاء الله في الحديث مستقيم، ولكن له رأي سوء كان يرى السّيف".
ووثّقه العجليّ في: (تأريخ الثّقات له ص/348 ت/1191)، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/211).
أمّا روايته عن ابن عبّاس كما هنا فهي منقطعة؛ لأنّه لم يره، نبّه على ذلك: ابن معين (كما في: رواية ابن طهمان عنه ص/85 ت/260)، ودحيم، وأبو حاتم (كما في: المراسيل لابن أبي حاتم ص/118 ت/247)، وابن أبي حاتم نفسه في: (الجرح والتّعديل 6/188 ت/1031)، وابن حبّان في: (الثّقات 7/211) وغيرهم. روى له: م، د، س، ق. مات سنة: ثلاث وأربعين ومائة.
وانظر: رجال صحيح مسلم لابن منجويه (2/56) ت/1139، وتهذيب الكمال (20/490) ت/4090، وجامع التّحصيل للعلائيّ (ص/240) ت/542.(7/30)
مولى: / ج[5/ب] ابن عبّاس عن ابن عبّاس قال: رفع رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم رأسَه إِلى السَّماء، فقال: "النُّجُومُ أَمَانُ السَّمَاءِ، فَإِذَا طُمِسَتِ النُّجُومَ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ. وَأَنَا أَمَانُ أَصْحَابِي، فَإِذَا مِتُّ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوْعَدُوْنَ, وَأَصْحَابِي أَمَانُ أُمَّتِي، فَإِذَا مَاتَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَايُوْعَدُوْنَ".
قال الشَّيخ الإمام أبو بكر / د[16/أ] الخطيب: "هذا حديث غريب من حديث أَبي بكر محمَّد بن سُوقة البجليّ عن عليّ بن أَبي طلحة,
تفرَّد بروايته عنه هكذا: القاسم بن غُصْن(1),
وتابعه: الصَّبَّاح بن مُحارب(2)
__________
(1) أخرج روايته أيضا : الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 7/354 رقم الحديث/6683) عن محمَّد بن الحسن بن قتيبة عن موسى بن سهل الرّمليّ عن محمَّد الواسطيّ به، بنحوه، مختصرًا.
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن محمَّد بن سوقة إلاّ القاسم بن غصن، تفرّد به محمَّد بن عبد العزيز" اه، وهو كما قال.
(2) التّميميّ، الكوفيّ، قال أبو زرعة، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 4/443 ت/1943): "صدوق".
وذكره العقيليّ في: (الضّعفاء 2/214) وقال: "يخالف في حديثه".
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/323) وقال: "يروي المقاطيع".
وقال الدّارقطنيّ (كما في سؤالات البرقانيّ له ت/229): "يُعْتبربه".
وقال الذّهبيّ في: (المغني 1/306 ت/2857): "صدوق".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/274 ت/2897): "صدوق ربما خالف، من الثّامنة". روى له: ق حديثا واحدًا.
أخرج روايته: الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 5/50 ورقمه/4086) ومن طريقه: ابن حجر في: الأمالي المطلقة (ص/61- 62) عن عليّ بن سعيد الرّازيّ عن الحسين بن عيسى بن مغيرة عنه به،
وأشار إليها أبو نعيم في: (معرفة الصّحابة 1/137).
قال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن محمَّد بن سوقة إلاّ الصّبّاح، تفرّد به الحسين بن عيسى"؟! وسبق كلامه على رواية القاسم عن ابن سوقة !
قال الحافظ ابن حجر: "قلت: رجاله موثوقون، لكنّهم قالوا: لم يسمع عليّ بن أبي طلحة من ابن عبّاس، وإنّما أخذ التّفسير عن مجاهد، وسعيد بن جبير عنه. قلت: بعد أن عرفت الواسطة، وهي معروفة بالثّقة حصل الوثوق به، وقد اعتدّ البخاريّ في أكثر ما يجزم به مُعلّقا عن ابن عبّاس في التّفسير على نسخة معاوية بن صالح عن عليّ ابن أبي طلحة هذا" اه
لكن الرّواية كما ترى ليست في التّفسير، والصّبّاح يروي المقاطيع، ويخالف، والقاسم بن غصن في الرّواية الأخرى منكر الحديث، لا سيّما إذا روى عنه محمَّد بن عبد العزيز كما هنا وقد خولفا في روايتهما عن ابن سوقة خالفهما ابن المبارك فرواه عن عليّ بن أبي طلحة مُرْسلاً وسيأتي .(7/31)
عن ابن سُوقة,
وخالفهما: عبد الله بن المبارك، فرواه عن ابن سُوقة عن عليّ ابن أبي طلحة عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ولم يذكر فيه ابنَ عبّاس(1)
__________
(1) هو كذلك في زهد ابن المبارك (ص/200) رقم الحديث/569.
ورواية ابن المبارك هذه بالإرسال هي الصّواب في حديث عليّ بن أبي طلحة، وعليٌّ ضعّفه الجمهور (كما تقدّم ص/598).
وللحديث عن ابن عبّاس طريقان آخران:
إحداهما: طريق عطاء عنه.. رواها الحاكم في: (المستدرك 3/149) بسنده عن إسحاق بن سعيد بن أركون عن خليد بن دعلج السّدوسيّ: أظنّه عن قتادة عنه به، بنحوه، مختصرًا، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه"، وتعقّبه الذّهبيّ، فقال: "بل موضوع، وابن أركون ضعّفوه، وكذا خليد ضعّفه أحمد، وغيره" اه. وهو مع روايته بالظنّ عن قتادة، فيه: ابن أركون قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 2/221 ت/762): "ليس بثقة، أخرج إلينا كتابا عن محمَّد ابن راشد، فبقي يتفكّر، فظننّا أنّه يتفكّر هل يكذب أم لا"؟
وانظر: قانون الموضوعات للفتّنيّ (ص/239).
وخليد قال ابن معين في: (التّأريخ رواية: الدّوريّ 2/149): "ليس بشيء"، وقال أحمد في: (العلل 3/56 رقم النّص/4150): "ضعيف الحديث"، وأورد الذّهبيّ في: (الميزان 2/186) هذا الحديث ضمن ما أنكره عليه.
والأخرى: طريق طاوس عنه.. أشار إليها أبو نعيم في: (المعرفة 1/137) عن محمَّد بن الوليد الزّبيديّ عن عيسى بن يزيد عنه به، بنحوه،
ومع عدم معرفتنا السّند إلى الزّبيديّ فيه: عيسى بن يزيد (وهو: الشّاميّ) ترجم له البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 6/403 ت/2785)، وابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 6/291 ت/1614)، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلاً. وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/237).
وبهذا يتبيّن أنّ جميع طرق الحديث الموصولة والمرسلة من هذا الوجه لا يصحّ شيء منها، وأمثلها طريق ابن المبارك عن ابن سوقة عن عليّ بن أبي طلحة به، مرسلاً.
وللحديث عدّة شواهد عن جماعة من الصّحابة رضوان الله عليهم منها: حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه رواه مسلم في صحيحه (كتاب: فضائل الصّحابة، باب: بيان أنّ بقاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمان لأصحابه..) 4/1961 ورقمه/2531.(7/32)
.
وابن سُوقة كوفيّ ثقة، عزيز الحديث(1)، والحفّاظ من الرّواة يجمعون حَديثه(2)".
[48]- أَخبرنا أبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد بن أَحمد الفَرَضيّ(3): حدَّثنا أَبو العبّاس أَحمد بن محمَّد بن سعيد الكوفيّ(4): حدَّثنا أَحمد ابن يحيى الصُّوفيّ(5): حدَّثنا محمَّد بن بِشْر(6): حدَّثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن سَعيد بن أَبي هند(7)
__________
(1) نقل المزّيّ في: (تهذيب الكمال 25/334) عن البخاريّ عن عليّ ابن المدينيّ قال: "له نحو ثلاثين حديثا".
وقال العجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/405): "وليس بكثير الحديث".
وساق أبو نعيم في: (الحلية 5/8- 14) بسنده عنه واحداً وعشرين حديثا من أحاديثه.
(2) ممّن جمع حديثه: سفيان الثّوريّ في كتاب له (انظر: الجرح والتّعديل 7/281)، والخطيب في مؤلّف باسم: (مجموع أحاديث أو مسند محمَّد بن سُوقة) في ثلاثة أجزاء،
انظر: الجامع للخطيب (2/456، 458)، والخطيب البغدادي ليوسف العُشّ (ص/121)،والحافظ الخطيب للطّحّان (ص/122)،وموارد الخطيب في تأريخ بغداد للعمريّ (ص/57).
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/543.
(5) الأَوديّ بفتح الألف، وسكون الواو، وفي آخرها الدَّال المهملة أبو جعفر، الكوفيّ، ثقة. روى له: س. ومات سنة: أربع وستّين ومئتين.
انظر: الثّقات لابن حبّان (8/40)، والجرح والتّعديل (2/81) ت/189، والتّقريب (ص/85) ت/124.
(6) ابن الفَرَافِصة، العبديّ، أبو عبد الله، الكوفيّ، ثقة، متقن.
روى له: ع. ومات سنة: ثلاث ومئتين.
انظر: المشاهير لابن حبّان (ص/173) ت/1375، والتّقريب (ص/469) ت/5756.
(7) الفَزَاريّ بفتح الفاء والزّاي،والرّاءُ في آخرها بعد الألف مولى: سمرة بن جُندب رضي الله عنه.
ذكره ابن سعد في الطّبقات (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم ص/151 ت/59)، وقال: "وله أحاديث صالحة".
ووثّقه العجليّ (كما في: التّهذيب 4/94)، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 4/293)، ووثّقه أيضا : ابن عبد البر في: (التّمهيد 13/174).
أمّا روايته عن أبي موسى كما هنا فإنّها مرسلة، فقد قال ابن أبي حاتم في: (المراسيل له ص/67 ت/118): "سمعت أبي يقول: لم يلق سعيد بن أبي هند أبا موسى الأشعريّ".
وكذلك قال أبو زرعة (كما في: التّهذيب لابن حجر 4/94)، والدّارقطنيّ في: (العلل 7/242)، والحافظ في: (التّقريب ص/242 ت/2409)، والخزرجيّ في: (الخلاصة ص/143)، وغيرهم، بل أشار الهيثميّ إلى الانقطاع بينهما في هذا الحديث بعينه في: (الزّواجر 2/198). روى له: ع. ومات سنة: ست عشرة ومائة.
انظر: تهذيب الكمال (11/93) ت/2371، والكاشف (1/445) ت/1969، وجامع التّحصيل للعلائيّ (ص/185) ت/246.(7/33)
عن أَبي موسى الأَشعريّ: أَنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ(1) / (ج[6/أ]) فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسْولَهُ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "تابع عبيد الله بن عمر العُمريّ(2):
__________
(1) النّرد: اسم أعجميّ معرّب، وهو شيء يُلعَب به، وكان قديما يعرف بعدّة أسماء، فيُعرف بالنّرد كما هنا ويعرف بالنّردشير، وبالكِعَاب، وبالأون، أمّا الآن فيعرف عند العامّة باسم: الطّاولة، وهي عبارة عن: صندوق، وحجارة، وفصين، تعتمد على الحظّ، وتنقل فيها الحجارة على حسب ما يأتي به الفصّ (الزّهر).
انظر: التّمهيد لابن عبد البر (13/175)، والنّهاية (باب: النّون مع الرّاء) 5/39، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: النّون) 3/421، والمعجم الوسيط (2/912).
(2) أخرج رواية عُبيد الله بن عُمَر كما هنا أيضا: الدّارقطنيّ في: (العلل 7/240) بسنده عن ابن المبارك، وبشر بن المفضّل،
وابن صاعد في (حديثه [1/ب]) بسنده عن ابن المبارك وحده،
والبخاريّ في: (الأدب المفرد ص/420 ورقمه/1277) عن أحمد ابن يونس، ومالك بن إسماعيل، كلاهما عن زهير (هو: ابن معاوية)،
والإمام أحمد في: (المسند 4/400) عن يحيى بن سعيد (هو: القطّان)، ومحمد ابن عبيد،
وأبو يعلى في: (المسند 13/274 275 ورقمه/7290) بسنده عن القطّان، وبشر بن المفضّل،
والحاكم في: (المستدرك 1/50) بسنده عن يحيى وحده،
وعبد بن حميد في المسند (المنتخب ص/193 ورقمه/547)، والخرائطيّ في: (مساوئ الأخلاق ص/259 ورقمه/746)، والبيهقيّ في: (الكبرى 10/215) من طرق عن محمَّد بن عبيد وحده،
والآجرّيّ في: (تحريم النّرد ص/61 ورقمه/14) بسنده عن عبيد الله ابن موسى، ومحمد بن عبيد الله،
وابن أبي شيبة في: (المصنّف 8/547 ورقمه/6192) ومن طريقه: ابن ماجه في: سننه (2/1237- 1238 ورقمه/3762) عن عبد الرحيم بن سليمان، وأبو أُسامة (هو: حمّاد بن أسامة) عشرتهم عن عبيد الله بن عمر به...(7/34)
موسى بنُ مَيْسرة(1)/(أ[18/ب]) وَعبد الله بن سعيد بن أَبي هند(2)
__________
(1) الدِّيْليّ بكسر الدّال المهملة، وسكون الياء آخر الحروف مولاهم، أبو عروة المدنيّ، ثقة، لم أقف على أنّه يروي عن نافع والله تعالى أعلم .
روى له: بخ، د، كن.ومات بعد: الثّلاثين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (الجزء المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ص/325 ت/288، والجرح والتّعديل (8/162) ت/719، وتهذيب الكمال (29/156) ت/6306،والتّقريب (ص/554) ت/7016.
روى حديثه هذا: الإمام مالك في: (الموطأ رواية: يحيى 2/958 ورقمه/6، وَ: رواية أبي مصعب الزُّهريّ 2/136 ورقمه/2015) ومن طريقه: الإمام أحمد في: (المسند 4/397)، وَالبخاريّ في: الأدب المفرد (ص/420 ورقمه/1274)، وَأبو داود في: سننه (5/230ورقمه/4938)، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/214)، والمحامليّ في: أماليه رواية: ابن البيّع (ص/347 ورقمه/379) والرّويانيّ في: (المسند [23/109 ب])، وابن عبد البر في: (التّمهيد 13/174)، والآجرّيّ في: (تحريم النّرد ص/56 رقم/12) كلّهم من طرق عنه عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى به، وهذا ضعيف للانقطاع بين سعيد، وأبي موسى (انظرص/694).
(2) الفَزَاريّ، أبو بكر، المدنيّ، وثقه ابن معين في: (التأريخ رواية: الدّوريّ 2/310)، وابن المدينيّ (كما في: سؤالات ابن أبي شيبة له ص/139 ت/182)، والإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 1/401 رقم النّص/821)، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات له ص/258 ت/816)، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتأريخ 1/435)، وذكره كلّ من ابن حبّان (7/12)، وابن شاهين (ص/185 ت/604) في الثّقات لهما.
ووهّنه: أبو زرعة، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 5/71 ت/335)، والقطّان (كما في: العلل للإمام أحمد 3/238 ت/5046).
وقال الذّهبيّ في: (الدّيوان ت/2182)، والمغني (ت/3191):"ثقة"، وقال في: (الكاشف ت/2754): "صدوق" ولعلّ هذا هو الأقرب. وقال الحافظ في: (التّقريب ص/306 ت/3358): "صدوق ربّما وهم".
روى له: ع. ومات سنة: بضع وأربعين ومائة.
أخرج روايته كما هنا : البزّار في: (المسند [2/91] خ) عن يحيى بن حكيم (ثقة، كما في: التّقريب ت/7534)، وابن الأعرابيّ في: (المعجم 4/50 رقم الحديث/698) عن محمَّد بن سنان (هو: القزّاز، متّهم،انظر: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ ت/3031) كلاهما عن مكيّ ابن إبراهيم،
وأبو طاهر المخلّص في: (فوائده [5/13 ب]) عن أحمد بن نصر عن علي عن خارجة بن مصعب (متروك، كما في: التّقريب ت/1612) كلاهما عنه به.(7/35)
، فروياه عن نافع كرواية عُبيد الله,
وكذلك رواه: مؤمَّل بن إِسماعيل(1) عن سُفيان الثّوريّ عن محمَّد ابن عجلان(2)
__________
(1) القرشيّ، العدويّ، مولاهم، أبو عبد الرّحمن، البصريّ،
قال ابن معين في: (التأريخ رواية: الدّوريّ 2/592): "ثقة".
وقال ابن محرز في: (سؤالاته لابن معين ت/560): سمعت يحيى يقول: "قبيصة ليس بحجّة في سفيان، ولا أبو حذيفة، ولا يحيى بن آدم، ولا مؤمّل".
وقال البخاريّ (كما في: تهذيب الكمال 29/178): "منكر الحديث".
وقال أبو زرعة (كما في: الميزان للذّهبيّ 5/353): "في حديثه خطأ كثير".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابنه 8/374 ت/1709): "صدوق، شديد في السنّة، إلاّ أنّه كثير الخطأ". وقال يعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتأريخ 3/52): "ومؤمّل بن إسماعيل سنّيّ، شيخ جليل، سمعت سليمان ابن حرب يحسن الثّناء عليه يقول:
كان مشيختنا يعرفون له، ويوصون به، إلاّ أنّ حديثه لا يشبه حديث أصحابه، حتّى ربّما قال: كان لا يسعه أن يحدّث، وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه، ويتخفّفوا من الرّواية عنه، فإنّه منكر، يروي المناكير عن ثقات شيوخنا، وهذا أشدّ، فلو كانت هذه المناكير عن ضعاف لكنّا نجعل له عذرًا".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/555 ت/7029): "صدوق سيّء الحفظ".
روى له: قد، ت، س، ق. ومات سنة: ستّ ومئتين.
(2) القرشيّ، مولاهم، أبو عبد الله، المدنيّ، ثقة، إلاّ أنّه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة وليس هذا منها.
لكن قال العقيليّ في: (الضّعفاء 4/118): "حدَّثنا عبد الله بن أحمد قال: حدّثني أبو بكر بن خلاّد قال: سمعت يحيى يقول: كان ابن عجلان مضطّرب الحديث في حديث نافع، ولم يكن له تلك القيمة عنده". روى له: خت، م، 4. ومات سنة: ثمان وأربعين ومائة.
انظر: التأريخ الكبير للبخاريّ (1/196) ت/603، والمعرفة والتأريخ (1/698، 2/163)، والتّقريب (ص/496) ت/6136.(7/36)
عن نافع(1), وَوقّفه أَيّوب السّختيانيّ عن: نافع، ولم يرفعه(2),
ورواه: أُسامة بن زيد اللّيثيّ(3)
__________
(1) رواية مؤمّل لم أقف عليها في غير المهروانيّات، ولكنْ تابعه في روايته عن سفيان: محمَّد بن كثير،
أخرج روايته: ابن خلاّد في: (فوائده [2/5 أ ب]) عن إسماعيل بن إسحاق القاضي عنه عن سفيان به، بمثله.
ومحمد بن كثير هو: الصّنعانيّ.. قال البخاريّ في: (التأريخ الكبير 1/218 ت/684): "ضعّفه أحمد، وقال: بعث إلى اليمن، فأتي بكتاب، فأخذه، فرواه". وقال الحافظ في: (التّقريب ص/504 ت/6251): "صدوق كثير الغلط".
ورواه ابن عديّ في: (الكامل 4/121) عن أحمد بن حمدون عن طاهر بن خالد عن أبيه عن القاسم بن مبرور عن يونس بن يزيد عن الزُّهريّ عن نافع به، بمثل رواية ابن عجلان عنه، وفيه: طاهر بن خالد.. قال الدّولابيّ (كما في: الكامل 4/121): ".. يشترى له الكتب من مصر، وتوجّه إليه فيحدّث بها"، وقال ابن عديّ (في الموضع نفسه): "له أحاديث عن أبيه إفرادات وغرائب"، وقال الذّهبيّ في: (الميزان 3/48): "صدوق، وله ما ينكر".
(2) أخرج روايته كما هنا بإسنادين صحيحين: عبد الرّزّاق في: (المصنّف 10/468 رقم الحديث/19730)، والطّيالسيّ في: (المسند ص/69)، وأشار إليها البيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/215).
وذكره ابن عبد البر في: (التمهيد 13/174 175) عن حمّاد بن زيد عن نافع عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى موقوفا أيضا، وقال: "والّذين رفعوه ثقات يجب قبول زيادتهم، وفي قول أبي موسى: "فقد عصى الله، ورسوله" ما يدلّ على رفعه" اه.
(3) أبو زيد، المدنيّ، وثّقه ابن معين في عدّة روايات عنه (انظر مثلاً : التأريخ رواية الدّوريّ عنه 2/23، ورواية الدّارميّ ص/66 ت/118، والكامل لابن عديّ 1/395)، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتأريخ3/43)، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات له 6/74)، وابن شاهين في: (تأريخ أسماء الثّقات له ص/66 ت/74) وغيرهم.
وقال الآجرّيّ عن أبي داود (كما في: التّهذيب 1/209): "صالح".
وقال ابن عديّ في: (الكامل 1/395): "وأسامة بن زيد هذا يروي عنه الثّوريّ، وجماعة من الثّقات، ويروي عنه ابن وهب نسخة صالحة، وهو حسن الحديث، وأرجو أنّه لا بأس به".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابنه 2/285 ت/1031): "يكتب حديثه، ولا يحتجّ به". وقال النّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/154 ت/51): "ليس بثقة"، ونقل المزّيّ في: (تهذيب الكمال 2/350) عنه قال: "ليس بالقويّ".
هذا وجاء عن القطّان في عدّة روايات عنه أنّه تركه بأخرة (انظر مثلاً: العلل ومعرفة الرّجال للإمام أحمد 1/413 رقم النّص/874، وَالجرح والتّعديل لابن أبي حاتم 2/284) إلاّ أنّ هذا التّرك تبيّن سببه، وهو تحديثه بحديث أنكره، فقال: "أشهدوا أنّي قد تركت حديثه".
انظر: أواخر ترجمة الرّواي في (التّهذيب 1/209 210).
وهذا ناتج عن تشدّده يرحمه الله في نقد الرّواة.
وروي تركه أيضا عن: ابن معين، ذكر ذلك ابن الجوزيّ في (الضّعفاء والمتروكين 1/96 ت/289) إلاّ أنّ الصّحيح أنّ هذا القول ليحيى القطّان، ونسبته إلى ابن معين خطأ كما ذكره الذّهبيّ في (الميزان 1/174)، والسّير (6/343)، وقال الذّهبيّ في: (المغني 1/66): "صدوق يهم".
وقال في: (مَنْ تُكلّم فيه وهو موثَّق ص/41): "صدوق، قويّ الحديث، أكثر مسلم إخراج حديث ابن وهب عنه، ولكنّ أكثرها شواهد ومتابعات، والظّاهر أنّه ثقة".
وقال في: (السّير 6/343): ".. وقد يرتقي حديثه إلى رتبة الحسن".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/98 ت/317): "صدوق يهم".
روى له: خت، م، 4. ومات سنة: ثلاث وخمسين ومائة.(7/37)
عن: سعيد بن أَبي هند، مرفوعا(1)، إِلاَّ أَنَّ بعض الرُّواة(2)
__________
(1) كذلك رواه ابن أبي شيبة في: (المصنّف 8/548 رقم الحديث/6195)، والإمام أحمد في: (المسند 4/394)، وابن سختام في: (فوائده [2/ب]) كلاهما عن وكيع عن أسامة به.
وأشار إليه كلّ من الدّارقطنيّ في: (العلل 7/239)، وابن عبد البر في: (التّمهيد 13/174) عن ابن وهب عن أسامة به.
(2) كعبد الله بن المبارك، روى حديثه الإمام أحمد في: (المسند 4/394)، وابن صاعد في: (حديثه [1/ب])، والآجرّيّ في: (تحريم النّرد ص/56 رقم/11)، والدّارقطنيّ في: (العلل 7/240)، والخطيب في: (تأريخه 7/352)، وأبو يعقوب النّيسابوريّ في: (المناهي [224/ب]) كلّهم من طرق عنه به،
وهذا الاختلاف في إثبات أبي مرّة في السّند وحذفه أخرى يحتمل أن يكون مصدره من أسامة بن زيد، فإنّه يهم، وصفه بذلك غير واحد من أهل العلم كما سبق نقله ص/608 609 وهذا أشبه.
ويحتمل أيضا أن يكون من سعيد بن أبي هند؛ لأنّه قد رواه عبد الرّزّاق في: (المصنّف 10/468 رقم الحديث/19730) عن عبد الله بن سعيد ابن أبي هند عن أبيه عن رجل عن أبي موسى به ومن طريقه الإمام أحمد في: (المسند 4/392)، وعبد بن حميد في المسند (المنتخب ص/193 ورقمه/547) فيحتمل أنّه لم يضبط سنده جيّدًا فحدّث به على أوجه مختلفة.. لكن الجماعة يروونه عنه عن أبي موسى دون واسطة والله أعلم .
والسّند بحذف أبي مرّة هو الأشبه بالصّواب؛ لاتّفاق ابن وهب، وَوكيع عليه، واثنان أحفظ من واحد، هذا أوّلاً، وثانيا: أنّه قيل في الإسناد الزّائد من طريق ابن المبارك: (عن أبي مرّة مولى عقيل فيما أعلم) وهذا مشعر بعدم جزم من حدّث به على هذا الوجه بسنده.
وثالثا: أنّ رواية نافع عن سعيد بن أبي هند بإسقاط أبي مرّة من سند الحديث قد تابعه عليها الجماعة عن سعيد بن أبي هند، ومنهم:
1 ابنه: عبد الله.. كذلك رواه ابن عبد البر في: (التّمهيد 13/174) بسنده عن اللّيث عن ابن الهاد عن موسى بن ميسرة عنه به.
2 موسى بن ميسرة، وتقدّم حديثه، وتخريجه ص/565.
3 موسى بن عبد الله بن سويد، أخرج روايته الآجرّيّ في: (تحريم النّرد [4/ب]) بسنده عنه به، وأشار إليها الدّارقطنيّ في: (العلل 7/238).
وموسى قال عنه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابنه 8/149 ت/675): "لا أعرفه". وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/453).
4 يزيد بن الهاد "ثقة"، أشار لروايته البيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/214) .
5 عبد الله بن نافع الكوفيّ (صدوق،انظر: التّقريب ص/326 ت/3660)، أخرج روايته الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 6/270 رقم الحديث/5577) بسنده عن قيس بن الرّبيع عن أبي الهيثم عنه به.
وفي سنده: قيس بن الرّبيع، ضعيف، وثّقه بعضهم (انظر: تهذيب الكمال 24/25)، وقال عنه الحافظ في: (التّقريب ص/457 ت/5573): "صدوق تغيّر لمّا كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدّث به".
قال الألبانيّ في: (الإرواء 8/285) وبعض ما تقدّم مستفاد منه عن هذه النّقطة:
"فالأخذ به [أي: السّند بدون ذكر أبي مرّة] أولى، بل واجب؛ لأنّ الجمع أحفظ من الواحد، لا سيّما إذا كان مثل أسامة بن زيد، فإنّ في حفظه شيئا من الضّعف يجعل حديثه في مرتبة الحسن إذا لم يخالف، وأمّا مع المخالفة فغيره أوثق منه، لا سيّما إذا كانوا جماعة، ولا سيّما إذا وافقهم في إحدى الرّوايتين عنه".(7/38)
عن أُسامة أَدخل بين سعيد، وَأَبي موسى: أَبا مرَّة مولى عقيل بن أَبي طالب (1)"(2)
__________
(1) ويقال: مولى أخته أمّ هانئ بنت أبي طالب بل قال الواقديّ (كما في: الطّبقات الكبرى لابن سعد 5/177): "إنّما هو مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب، ولكنّه كان يلزم عقيلاً فنسب إليه". وهو: يزيد، أبو مرّة، حجازي مشهور بكنيته... ثقة، من الثّالثة. روى له: ع.
انظر: الكاشف (2/392) ت/6372، والتّقريب (ص/606) ت/7797.
(2) وللحديث طرق أخرى عن أبي موسى:
الطّريق الأوّل: طريق محمد بن كعب عنه.. رواه: الإمام أحمد في: (المسند 4/407)، وأبو يعلى في: (المسند 13/274 رقم الحديث/7289)، والخرائطيّ في: (مساوئ الأخلاق ص/260 ورقمه/747)، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/215)، وأبو يعقوب النّيسابوريّ في: (المناهي [244/أ]) وغيرهم من طرق عن: مكّيّ بن إبراهيم عن الجعيد بن عبد الرّحمن عن يزيد بن خصيفة عن حميد بن بشير عنه، بنحوحديث ابن أبي هند عن أبي موسى، وفيه: حميد بن بشير، لم أقف على شيء من حاله، وقد روى عنه ابن خصيفة وغيره (كما ذكره الحافظ في: تعجيل المنفعة ص/72 ت/232)، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 4/150).
وأيضا: هذا الإسناد فيه انقطاع؛ محمَّد بن كعب لم يسمع أبا موسى (انظر: جامع التّحصيل ص/268 ت/707).
الطّريق الثّاني: طريق سعيد بن المسيّب عنه.. رواه: الخرائطيّ في: (مساوئ الأخلاق ص/259 رقم الحديث/745) عن أبي الأحوص محمَّد بن الهيثم عن مسلم بن إبراهيم عن قريش بن حيان عن ابن عجلان عن ابن المسيّب عن أبي موسى، بنحوه.. وهذا إسناد ضعيف؛ فيه عنعنة ابن عجلان، وهو مدلّس، من: الثّالثة (انظر: طبقات المدلّسين ص/44 ت/98).
الطّريق الثّالث: طريق أبي أمامة عنه، رواه الآجرّيّ في: (تحريم النّرد ص/57 رقم/13) بسنده عن عليّ بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي موسى، بنحوه أيضا،
وفيه: عليّ بن يزيد، ضعيف جدًّا (انظرص/669)، وشيخه متكّلم فيه (انظر ص/669670). هذا، وفي الباب عن بريدة رضي الله عنه مرفوعا بلفظ: "مَنْ لعِبَ بالنّرْدَشِيرِ فَكَأنمَا صَبغَ يَدَهُ في لَحْمِ خِنْزِيرٍ، وَدَمِهِ" رواه مسلم في صحيحه: (كتاب: الشّعر، باب: تحريم اللّعب بالنّردشير) 4/1770 ورقمه/2260.(7/39)
.
[49]- أَخبرنا أبو محمَّد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيّع(1): حدَّثنا القاضي أَبو عبد الله الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(2): حدَّثنا يَعقوب بن إِبراهيم الدَّورقيّ(3) /د[16/ب]: حدَّثنا ابن عُليَّة(4): حدَّثنا أبو حَيَّان(5): حدَّثنا الضَّحّاك بن المنذر(6) عن: ابن أُخته المنذر ابن جَرير(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/52.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(3) أبو يوسف، العبديّ، مولاهم، ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وخمسين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (14/277) ت/7572، والتّقريب (ص/607) ت/7812.
(4) هو: إسماعيل بن إبراهيم.
(5) بمثنّاة تحتيّة مشدّدة يحيى بن سعيد بن حيّان التّيميّ، الكوفيّ، ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: خمس وأربعين ومائة.
انظر: جامع التّرمذيّ (5/592) عند الحديث ذي الرّقم/3714، المعرفة والتأريخ (2/196، 3/94، 239)، والتّقريب (ص/590) ت/7555.
(6) ابن جرير بن عبد الله البجليّ، الكوفيّ، قال ابن المدينيّ (كما في: التّهذيب 4/455) وقد ذكر هذا الحديث : (والضّحّاك لا يعرفونه، ولم يرو عنه غير أبي حيّان).
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 6/482)، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/280 ت/2979): (مقبول، من الرّابعة). روى له: س، ق.
وانظر: التأريخ الكبير (4/334) ت/3031، والجرح والتّعديل (4/462) ت/2036.
(7) ابن عبد الله البجليّ، الكوفيّ (وعدّه البخاريّ في: التأريخ الكبير 7/356 بصريا) روى عنه جماعة، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 5/420)، وقال الذّهبيّ في: (الكاشف 2/295 ت/5629): "ثقة". روى له: م، د، س، ق.
وانظر: الجرح والتّعديل (8/241) ت/1091، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه (2/249) ت/1615، والتّقريب (ص/546) ت/6886.(7/40)
: أَنَّ جريرًا كان في قرية بأَعلى السَّوَاد(1) بالْبَوَازيج(2)، فراحت البقر، فرأَى بقرة أَنكرها، فسأَل عنها، فقال الرَّاعي: لَحِقَتْ بِالْبَقَرِ، لاَ نَعْرِفُهَا(3),
فأَمر بها، فطُرِدت حتَّى توارت، ثُمَّ قال: إِنِّي سَمِعْتُ رَسْولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما يَقْوْلُ: "لاَ يُؤْوِي الْضَّالَّةَ إِلاَّ ضَاْلٌّ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديث غريب من حديث المُنذر بن جرير بن عبد الله البجليّ عن أَبيه,
__________
(1) ضياع العراق الّتي افتتحها المسلمون على عهد عمر رضي الله عنه سمّيت بذلك: لسوادها بالزّروع، والنّخيل، والأشجار؛ لأنّه حيث تاخم جزيرة العرب الّتي لا زرع فيها، ولا شجر، كانوا إذا خرجوا من أرضهم ظهرت لهم خضرة الزّروع، والأشجار، فيسمّونه: سوادًا.
انظر: معجم البلدان (3/272)، والرّوض المعطار للحِمْيريّ (ص/332).
(2) بفتح أوّله، وبالزّاي المعجمة، بعدها ياء وجيم بلدة قديمة على الدّجلة، فوق بغداد، ودون سُرَّ من رأى، قرب تكريت، ويقال لها: "بوازيج الملك"، فتحها جرير بن عبد الله البجليّ رضي الله عنه .
انظر: الأنساب (1/406)، ومعجم البلدان (1/503)، وتاج العروس (فصل الباء من باب الجيم) 2/8.
هذا، وقد أنكر أبو عبيد البكريّ في: (معجم ما استعجم 1/282- 283) هذا الاسم بهذا الضّبط، ورأى أنّه محرّف، وصوابه: (الموازج) بالميم وقال إنّه هو المحفوظ، ثمّ تحدّث عنها إلى أن قال: "..وهناك كان تبدّى جرير والله أعلم إذ راحت عليه بقرة" إلخ.
ولعلّ ما صدر عنه لأنّه لم يعرف الموضع، وقد عرفه غيره كما تقدّم وضبطه، وعيّنه، فلا وجه لإنكاره والله تعالى أعلم، وانظر: الحاشية رقم (2) في الموضع المتقدّم من معجم مااستعجم.
(3) في (أ): "لا يعرفها" بالمثنّاة التّحتيّة وما أثبتّه من: (ج)،وهو الصّواب.(7/41)
تفرَّد بروايته عنه خاله الضَّحّاك بن المنذر(1)
__________
(1) واضطّرب في روايته عنه: أبو حيّان التّيميّ، على عدّة أوجه:
الأوّل: مثل الّذي هنا عن الضّحّاك بن المنذر عن المنذر بن جرير عن جرير ابن عبد الله به،
كذلك رواه: المحاملي في: (أماليه رواية: ابن البيّع ص/61 ورقمه/2) بسنده كما هنا، ورواه أيضا : ابن ماجه في: (السّنن 2/836 ورقمه/2503)، والنّسائي في: (السّنن الكبرى 3/416 ورقمه/5800، وانظر: تحفة الأشراف 2/432 رقم الحديث/3233)، والإمام أحمد في: (المسند 4/360، 362)، والطّحاويّ في: (شرح المعاني 4/133)، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 2/330- 331 وأرقامه/2376، 2377، 2378)، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 4/190)،كلّهم من طرق عن أبي حيّان عن الضّحّاك به، مطوّلاً، ومختصرًا...
الثّاني: عن الضّحّاك بن المنذر عن جرير بن عبد الله (لم يذكر بينهما أحدًا) بِهِ، كذلك رواه: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 2/416 ورقمه/5801) عن محمَّد بن آدم عن ابن المبارك،
وأبو الحسين بن رزيق في: (الأفراد والغرائب [6/4 ب] تخريج خلف الواسطيّ له) عن محمَّد بن العبّاس البرذعيّ عن سعيد بن عمرو عن بقيّة عن صفوان بن سليم عن روح بن القاسم، كلاهما عن أبي حيّان به،
والحديث من هذا الوجه وَالّذي قبله ضعيف؛ لحال الضّحّاك بن المنذر لم يرو عنه إلاّ واحد، ولم يوثّقه إلاّ ابن حبّان.
وكذا يُحتمل وجود انقطاع في الوجه الثّاني؛ لأنّ طرق الحديث الأخرى تدلّ على وجود واسطة بين الضّحّاك وجرير، وكذا فإن الحافظ في: (التّقريب ص/280 ت/2979) عَدّ الضّحّاك من أهل الطّبقة الرّابعة وهم: طبقة تلي الوسطى من التّابعين جُلّ روايتهم عن كبار التّابعين.
وإذا نظرنا في وفيات الصّحابة ممّن روى عنهم أحد من أهل الطّبقة الرّابعة لوجدنا أنّه لا يثبت لهم سماع إلاّ مِمّن تأخّرت وفاته منهم.
فهذا هو الزُّهريّ من رؤوس هذه الطّبقة لا يثبت له سماع من أحد من الصّحابة من الّذين ذكرهم المزّيّ في طبقة شيوخه في تهذيب الكمال مات قبل عام الثّمانين، فإذا علمنا أنّ جريرًا رضي الله عنه قد مات سنة: (إحدى وخمسين) على الأَشْهر قوّى ذلك احتمال وجود الانقطاع بينه وبين الضّحّاك.
وفي سند ابن رزيق بقيّة، وهو: ابن الوليد، يدلّس ويسوّي (انظر: طبقات المدلّسين ص/49 ت/117) والله أعلم .
الثّالث: عن الضّحّاك عن رجل عن جرير به، ذكره المزّيّ في: (تهذيب الكمال 13/298) عن روح بن القاسم عن أبي حيّان.
وهذا إسناد ضعيف أيضا لحال الضّحّاك وجهالة شيخه.
الرّابع: عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن المنذر عن جرير به، كذلك رواه النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 3/415- 416 رقم الحديث/5799) عن الحسين بن منصور عن إبراهيم بن عيينة عن أبي حيّان التّيميّ عن أبي زرعة به..
وفي سنده: إبراهيم بن عيينة، ضعّفه ابن معين، وأبو حاتم، والنّسائيّ، وغيرهم،
انظر: الجرح والتّعديل 2/119، وتهذيب الكمال 2/164 .
وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/92 ت/227): "صدوق يهم".
الخامس: عن المنذر بن جرير عن جرير بن عبد الله به،
كذلك رواه أبو داود في: (السّنن 2/340- 341 رقم الحديث/1720) عن عمرو بن عون عن خالد بن عبد الله عن أبي حيّان عن المنذر (لم يذكر بينهما أحدًا) به.
وفي السّنن: (عن ابن أبي حيّان) والتّصحيح من: (تحفة الأشراف 2/432 رقم الحديث/3233، وتهذيب الكمال 13/298- 299).
وأبو حيّان مختلف في سماعه من المنذر،
انظر: تهذيب الكمال (31/323)، وتهذيبه (10/300).
السّادس: عن رجل عن المنذر بن جرير عن جرير به..
كذلك رواه:
النّسائيّ في: السّنن الكبرى (تحفة الأشراف 2/432 رقم الحديث/3233) عن محمَّد بن بشّار عن غندر عن أبي حيّان عن رجل به،
وذكره المزّيّ أيضا في: (تهذيب الكمال 13/298، 28/502).
وهذا الاضطّراب منشؤه كما تقدّم ص/615 من أبي حيّان التّيميّ فقد قال المزّيّ في: (تهذيب الكمال 13/299): "والاضطّراب فيه من أبي حيّان".
وقال الخزرجيّ في: (الخلاصة ص/177) عند ترجمة أبي حيّان، وقد أشار إلى حديثه هذا : "والاضطراب منه".(7/42)
,
وَلا أعلم رواه عن الضّحّاك غير أبي حَيَّان يحيى بن سعيد بن حَيّان التّيميّ الكوفيّ,
وَهذا الحديثُ عجيبٌ يَدْخل في رواية الأكابر عن الأصَاغر(1)"(2).
[50]- أَبنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى(3): حدَّثنا الحسين/(أ[19أ]) ابن إِسماعيل(4): حدَّثنا خلاّد بن أَسْلَم(5)
__________
(1) رواية الأكابر عن الأصاغر نوع من أنواع علوم الحديث، له أقسامه، وفوائده، ومصنّفاته الخاصة به، وهو: أن يروي الرّاوي عمّن هو دونه في السّنّ والطّبقة، أو القدر، أو فيهما معا، يقول العراقي في ألفيّته:
وَقَد رَوى الكَبِيرُ عَنْ ذِي الصِّغَرِ
طَبَقَةً وَسِنا أَو في القَدْرِ
أَو فِيْهِمَا......................
.......................
والّذي يظهر أنّ هذا الحديث يدخل في رواية الرّاوي عمّن هو دونه في القدر، فهو من طريق الضّحّاك بن المنذر عن ابن أخته المنذر بن جرير، وابن الأخت أدنى في القدر من خاله كما لا يخفى والله تعالى أعلم .
انظر: علوم الحديث لابن الصّلاح (ص/307)، وفضائل جرير ابن عبدالله البجليّ وأخباره لأحمد بن عيسى بن قُدامة المقدسيّ [12/15 أ]، وشرح التّبصرة والتّذكرة للعراقيّ (3/64)، وفتح المغيث للسّخاويّ (4/164).
(2) وفي الباب من حديث زيد بن خالد رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "مَنْ آوَى ضَالَّةً فهو ضَالٌّ مَاْ لَمْ يُعَرّفْهَا".
رواه الإمام مسلم في صحيحه (كتاب: اللّقطة، باب: في لُقطة الحاجّ) 3/1351 رقم الحديث/1725.
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/52.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(5) في (أ): (خلاّد بن مسلم)، وما أثبتّه من:(ج)، وهو الصّحيح.
وهو: أبو بكر، الصّفّار، البغداديّ، ثقة.
روى له: ت، س. ومات سنة: تسع وأربعين ومئتين وقيل قبلها .
انظر: الثّقات لابن حبّان (8/229)، وتأريخ بغداد (8/342- 343)، والكاشف (1/376) ت/1418.(7/43)
: حدَّثنا رَوْح بن عُبَادة(1): حدَّثنا ابن جريج(2) قال: أَخبرني يحيى بن أيّوب(3) أنَّ يزيد بن أَبي حبيبٍ(4)
__________
(1) روح بفتح الرّاء، وسكون الواو، وبعدها حاء مهملة وأبوه عبادة بعين مهملة مضمومة، وباء مخفّفة منقوطة بواحدة من تحت، وآخرها الهاء بن العلاء القيسيّ، أبو محمَّد، البصريّ، وثّقه ابن سعد في: (الطّبقات 7/296)، وابن معين (كما في تأريخ الدّارميّ عنه ص/111 ت/332)، وابن المدينيّ (كما في: هدي السّاري ص/422)، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/162 ت/447)، ويعقوب ابن شيبة (كما في: هدي السّاري ص/422)، والخطيب في: (تأريخ بغداد 8/401) وغيرهم.
وقال الإمام أحمد (كما في سؤالات أبي داود عنه ص/347 ت/533): "لم يكن به بأس، لم يكن متّهما بشيء من هذا وكان جَرَى ذكر الكذب".
وقال النّسائيّ (كما في: تأريخ بغداد 8/402): "ليس بالقويّ".
ونفى ابن معين أن يكون القطّان قد تكلّم فيه بشيء، وكان عفّان بن مسلم يطعن عليه، فردّ ذلك عليه أبو خيثمة، فسكت عنه.
انظر: تهذيب الكمال (9/242، 243- 244). روى له: ع.
ومات سنة: خمس ومئتين، وقيل بعدها.
وانظر: تأريخ أسماء الثّقات لابن شاهين (ص/129) ت/351، والتّقريب (ص/211) ت/1962.
(2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/637.
(4) واسمه: سويد، وقيل: قيس الأزديّ، مولاهم، أبو رجاء، المصريّ... ثقة، كثير الحديث، من سادات أهل مصر، وفقهائهم.
روى له: ع. ومات سنة: ثمان وعشرين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى (7/513)، والمشاهير (ص/122) ت/953، والنّجوم الزّاهرة (1/391).(7/44)
أخبره أنَّ أَبا الخير(1) أخبره عن عقبة ابن عامر(2) قال: نَذَرَتْ أُخْتِي(3)
__________
(1) مرثد بن عبد الله اليزنيّ بفتح الياء المنقوطة باثنتين، والزّاي مفتوحة، بعدها نون تابعيّ، ثقة، فاضل، كان مفتي أهل مِصْر في زمانه. روى له: ع. ومات سنة: تسعين.انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/423) ت/1553، وذكر أسماء التّابعين للدّارقطنيّ (1/368، 2/256)، وتهذيب الكمال (27/357) ت/5850.
(2) هو: الجهنيّ، كذلك جاء مصرّحا به عند الإمام مسلم في: (الصّحيح 3/1264)، وأبي داود في: (السّنن 3/598- 599 رقم الحديث/3299)، والإمام أحمد في: (المسند 4/152)، وغيرهم.
(3) قيل هي: أمّ حبّان بكسر الحاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة بنت عامر،
ذكر ذلك ابن سعد (كما نقله عنه الحافظ في: الإصابة 8/221)، وكذلك ابن العراقيّ في: (المستفاد 1/760) عن ابن ماكولا، والمنذريّ في: (مختصر سنن أبي داود 4/378)، وعزاه الحافظ في: (الفتح 4/95) إلى ابن القسطلانيّ، والقطب الحلبيّ عن ابن ماكولا أيضا، ونقله العظيم آبادي في: (عون المعبود 9/127) عن المنذريّ، وسكت عنه،
لكن ردّ ذلك الحافظ ابن حجر في: (الفتح 4/95) وحقّق أنّ المذكورة إنّما هي أخت لعقبة بن عامر بن نابئ لا عقبة بن عامر الجهنيّ راوي الحديث وأنّ الصّحيح أنّه لا يعرف اسم المبهمة هنا.
(تنبيه): كان الحافظ ابن حجر رحمه الله قد تبع من قال بأنّها أمّ حبّان في كتابيه: (التّلخيص الحبير 4/196) وَ (هدي السّاري ص/292) لكنّه صرّح برجوعه عن ذلك عند شرحه للحديث في:(الفتح 4/95) كما تقدّم.
(تنبيه آخر): وذكر الحافظ في: (هدي السّاري ص/292) عن ابن ماكولا أنّ المرأة هي: أمّ حبال بكسر المهملة، وبعدها موحدة خفيفة، وآخره لام وهذه مخالفة لما ذكره عنه في: (الفتح 4/95) من أنّها: أمّ حبّان بكسر المهملة، وتشديد الموحدة، بعدها نون وهذا الأخير هو الصّحيح.(7/45)
أَنْ تَمْشِيَ إِلَى بَيْتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَمَرَتْنِي أَنْ أَسْتَفْتِي النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما فَاسْتَفْتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما فَقَاْلَ: "لِتَمْشِ، وَلْتَرْكَبْ"
وَكانَ أَبوالخَيْر لايُفَارق عُقْبَة(1).
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "اسم أَبي الخير: مرثد بن عبد الله اليَزَنيّ,
وقد تابع روحَ بنَ عُبادة على رواية هذا الحديث عن ابن جريج هكذا : أَبو عاصم الضَّحّاك بن مخلد الشّيبانيّ(2), / (د[17/أ])
وخالفهما: هشامُ بن يوسف(3)،
__________
(1) القائل هو: يزيد بن أبي حَبيب، الرّاوي عن أبي الخير.
والمراد: بيان سماع أبي الخير له من عُقْبة (انظر: الفتح 4/96).
(2) أخرج روايته: البخاريّ في: صحيحه (أبواب: المحصر، وجزاء الصّيد، باب: من نذر المشي إلى الكعبة) 3/49 رقم الحديث/438.
(3) أبو عبد الله الأَبَنَاويّ، قال عبد الرّزّاق (كما في: الجرح والتّعديل 9/70- 71): "إن حدّثكم القاضي يعني: هشام بن يوسف فلا عليكم أن تكتبوا عن غيره".
وقال الدّوريّ (في: المصدر نفسه): سمعت يحيى بن معين يقول: "هشام بن يوسف أثبت من عبد الرّزّاق، وكان أقرأ لكتب ابن جُرَيج من عبدالرّزاق، وكان أعلم بحديث سفيان من عبد الرّزّاق، وهو ثقة".
ووثّقه أيضا: أبو حاتم (كما في: المصدر نفسه أيضا 9/71)، والحاكم، والخليليّ (كما في: التّهذيب 11/58) وغيرهم.
روى له: خ، 4. ومات سنة: سبع وتسعين ومائة.
أخرج روايته كما هنا البخاريّ في صحيحه (أبواب: المحصر، وجزاء الصّيد، باب: من نذر المشي إلى الكعبة) 3/48 رقم الحديث/437.(7/46)
وَعبد الرّزّاق بن همّام(1) الصّنعانيَّان، فروياه عن ابن جريج عن سعيد بن أَبي أَيّوب(2) عن يزيد بن أَبي حبيب,
وأَخرجه مُسلم في صحيحه عن محمَّد بن حاتم(3)، وَمحمد بن أَبي خَلَف(4) عن روح بن عبادة(5) كما أَوردناه فكأَنَّ شيخنا أَبا محمَّد ابن يحيى سمعه من مُسْلم".
[51]- أَخبرنا أَبو بكر محمَّد بن أَحمد الطُّوسيّ(6): حدَّثنا أَبو العبّاس محمَّد بن يعقوب الأَصمّ(7): ثنا أَحمد بن شيبان(8)
__________
(1) في: (المصنّف له 8/451 رقم الحديث/15873) ومن طريقه: الإمام مسلم في صحيحه (كتاب: النّذر، باب: من نذر أن يمشي إلى الكعبة) 3/1264 عن محمَّد بن رافع عنه به.
(2) واسمه: مقلاص الخزاعيّ، مولاهم، أبو يحيى، المصريّ، ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: إحدى وستّين ومائة على الصّحيح .
انظر: الثّقات لابن حبّان (6/362- 363)، وتأريخ مولد العلماء ووفياتهم (1/376)، وتهذيب الكمال (10/342) ت/2241.
(3) ابن ميمون البغداديّ، أبو عبد الله القطيعي، المعروف بالسّمين،
قال ابن عديّ كما في: (تهذيب الكمال 25/22)، والدّارقطنيّ (كما في: تأريخ بغداد 2/167): "ثقة". وقال الذّهبيّ في: (الدّيوان 2/287 ت/3636): "ثقة، ليّنه بعضهم". وفي السّير (11/451): ".. ثبت حجّة".
روى له: م، د. ومات سنة: خمس وثلاثين ومئتين.
وانظر: الثّقات لابن حبّان (9/86)، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه (2/172) ت/1425، والتّقريب (ص/472) ت/5793.
(4) هو: محمَّد بن أحمد بن أبي خَلَف واسمه: محمَّد السّلميّ، مولاهم، أبو عبد الله، البغداديّ، ثقة. روى له: م، د. ومات سنة: ستّ وثلاثين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (7/245) ت/1350، والتّقريب (ص/466) ت/5711.
(5) صحيح مسلم (كتاب: النّذر، باب: من نذر أن يمشي إلى الكعبة) 3/1265 رقم الحديث/1644.
(6) تقدّمت ترجمته، انظر ص/48.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/256.
(8) ابن الوليد، أبو عبد المؤمن، الرّمليّ،
قال العقيليّ (كما في: التّهذيب 1/39): "لم يكن ممّن يفهم الحديث، وحدّث بمناكير".
وقال ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 2/55 ت/72): "كان صدوقا". وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/40) وقال: "يخطئ".
ووثّقه الحاكم (كما في: السّير 12/346). وقال الذّهبيّ في: (الميزان 1/103)، و (السّير 12/346): "صدوق". مات سنة: ثمان وستّين ومائة وقيل بعدها . وانظر: البداية والنّهاية (11/42)، والعبر (1/385).(7/47)
: حدَّثنا سفيان عن الزّهريّ عن نافع / ج[7/أ] عن ابن عمر:"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليْما بَعَثَ سَرِيَّةً(1) إِلَى نَجْدٍ(2) فَبَلَغَ سُهْمَانُهُمْ(3) اثْنَي عَشَرَ بَعِيْرًا، فَنَفَّلَنَا(4) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما بَعِيْرًَا، بَعِيْرًَا".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "كذا روى هذا الحديث أَبو عبد المؤمن أَحمد بن شيبان الرّمليّ عن أَبي محمَّد سفيان بن عيينة(5),
__________
(1) تقدّم المراد بالسّريّة ص/626.
(2) بفتح النّون، وسكون الجيم، ثمّ دال مهملة إقليم من أقاليم جزيرة العرب، وهو أوسعها، وأكثرها صحارى، وفجاجا، ورمالاً.
انظر: معجم ما استعجم (1/13)، ومعجم البلدان (5/261)، والمعالم الجغرافيّة في السّيرة النّبويّة للبلاديّ (ص/312).
(3) أي: نصيبهم، والسّهمان: جمع سهم، وهو في الأصل: واحد السّهام الّتي يضرب بها في المسير، ثمّ سمّي ما يفوز به الفالج سمهه، ثمّ كثر حتى سمّي كلّ نصيب: سهما. ويجمع أيضا على: سُهمة، وأسهم، وسهام.
انظر: النّهاية (باب: السّين مع الهاء) 2/429، ولسان العرب (حرف: الميم، فصل: السّين المهملة) 12/308.
(4) النّفل، والنّافلة: عطيّة التّطوّع.. والمراد زادنا على سهامنا.
انظر: شرح السنّة للبغويّ (11/112)، والنّهاية (باب: النّون مع الفاء) 5/99، ومختار الصّحاح (مادّة: نفل) ص/281.
(5) رواه من هذا الطّريق أيضا : عبد الرّزّاق بن أحمد الخطيب في: (حديث ابن منده [3/أ ب]) عن عثمان بن أحمد بن هارون،
وأبو عمرو السّمرقنديّ في: (فوائده [1/ب]) ومن طريقه: نافع بن أبي نعيم في: (جزئه ص/62 ورقمه/25) كلاهما عن أحمد بن شيبان به، بنحوه.(7/48)
وتابعه عثمان / (أ[19/ب]) بن يحيى القرْقَسانيّ(1) عن سفيان ووهما في ذلك (2),
ورواه عبد الله بن الزُّبير الحميديّ عن سفيان عن أَيوب السِّختيانيّ عن ناّفع(3) وهو الصَّواب".
__________
(1) بفتح القافين، بينهما راء ساكنة، وبعدها سين مهملة مفتوحة، وبعد الألف نون أبو عمرو الصّيّاد، ترجم له ابن حبّان في: (الثّقات8/455) وذكر أنه يروي عن ابن عيينة، وحدّثهم عنه: أحمد بن محمَّد بن الأزهر، وقال: "مات سنة: ثمان وخمسين ومئتين".
وانظر: الأنساب (4/477)، والمقتنى للذّهبيّ (1/434) ت/4708. وطريقه لم أر لها ذكراً إلاّ هنا.
(2) ووهّمهما أيضا : الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 1/186).
(3) كذلك هو في: (مسند الحميديّ 2/305 رقم الحديث/694)، وتابعه: الإمام أحمد في: (المسند 2/10) عن سفيان به.
وتابع سفيان في روايته عن أيّوب اثنان:
الأوّل منهما: معمر بن راشد، كذلك رواه عنه عبد الرّزّاق في: (المصنّف 5/190 رقم الحديث/9336)، ومن طريقه: الإمام أحمد في: (المسند 2/151) .
والثّاني: حمّاد بن زيد، أخرج روايته البخاريّ في: صحيحه (كتاب: المغازي، باب: السّريّة الّتي قِبَلَ نجد) 5/321 رقم الحديث/338.
والحديث رواه أيضا : البخاريّ (كتاب: فرض الخمس، باب: ومن الدّليل على أنّ الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازنُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم برضاعه فيهم، فتحلّل من المسلمين) 4/194 ورقمه/41 عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن نافع عن ابن عمر به.
وَ: مسلم (كتاب: الجهاد والسّير، باب: الأنفال) 3/1368 رقم الحديث/1749.(7/49)
[52]- أَخبرنا أَبو عبد الله أَحمد بن [محمَّد](1) بن يوسف بن دوست البزَّاز(2) قال: أَخبرنا محمَّد بن جعفر المَطِيْريّ(3) قال: حدَّثنا عليُّ بن حرب(4) قال: حدَّثنا أَبو معاوية(5) قال: حدَّثنا الأَعمش عن أَبي صالح(6) عن أَبي هريرة قال: قال النَّبيُِّ صلّى الله عليه وسلّم تسليماً: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ(7) تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى صُوْرَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُوْنَهْمْ عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، ثُمَّ هُمْ(8) بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب رحمه الله: "انفرد مسلم بإِخراج هذا الحديث في صحيحه، فرواه عن أَبي بكر ابن أَبي شيبة، وأَبي/ (د[17/ب]) كريب محمَّد بن العلاء(9)عن أَبي معاوية(10)
__________
(1) زيادة من: (ج)، (د).
(2) تقدّمت ترجمته، انظر ص/51.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/506.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/296.
(5) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/519.
(6) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/634.
(7) الزُّمْرَة بالضّمّ : الفوج، أو: الجماعة من النّاس .
وقيل: الجماعة في تفرقة.انظر: مختار الصّحاح (مادّة: زمر) ص/116، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الزّاي) 4/329.
(8) في (أ): (هو)، وما أثبتّه من (ج)، وهو الصّحيح.
(9) تقدّمت ترجمته، انظر ص/574.
(10) صحيح مسلم (كتاب: الجنّة، وصفة نعيمها، وأهلها، باب: أوّل زمرة تدخل الجنّة على صورة القمر ليلة البدر، وصفاتهم وأزواجهم) 4/2179 2180 رقم الحديث/2834 بأطول من هذا.
والحديث رواه أيضا : البخاريّ في: صحيحه (كتاب: بدء الخلق،باب: صفة الجنّة وأنّها مخلوقة) 4/244 ورقمه/63 عن إبراهيم بن المنذر عن محمَّد بن فليح بن سليمان عن أبيه عن هلال (هو: ابن أبي ميمونة) عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة،
وَ (4/242 ورقمه/56) عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي الزّناد (هو: عبد الله بن ذكوان) عن الأعرج (هو: عبد الرّحمن بن هرمز)،
وَ (رقم/55) عن محمَّد بن مقاتل عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن معمر عن همّام بن منبّه،
وَ (كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: خلق آدم وذرّيته) 4/265 ورقمه/131 عن قتيبة بن سعيد عن جرير (هو: ابن عبد الحميد) عن عمارة (هو: ابن القعقاع) عن أبي زرعة (هو: ابن عمرو بن جرير) أربعتهم عن أبي هريرة به، بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا.(7/50)
، فكأَنَّ شيخنا أَبا عبد الله سمعه من مسلم".
[53]- أَخبرنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد بن أَحمد الفرضيّ(1) قال: أَخبرنا محمَّد بن جعفر المَطِيْريّ(2) قال: حدَّثنا بِشْر بن مَطَر(3) قال: ثنا سفيان عن عبد الله [بن دينار](4) عن ابن عُمر: "أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ(5)، وَعَنْ هِبَتِهِ(6)".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد مسلمٌ بإِخراجه، فرواه عن أَبي بكر بن أَبي شيبة، وَزهير بن حَرْب عن سفيان بن عيينة(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/506.
(3) ابن ثابت، الدّقّاق، أبو أحمد، الواسطيّ،
قال أبو حاتم، وَابنه (كما في: الجرح والتّعديل 2/368 ت/1418): "صدوق". وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/145)، وقال: "يخطئ، ويخالف". وقال الدّارقطنيّ (كما في: تأريخ بغداد 7/85): "ثقة".
مات سنة: تسع وخمسين ومئتين وقيل بعدها.
وانظر: تأريخ واسط (ص/255)، ولسان الميزان (2/33)ت/114.
(4) زيادة من: (ج)، (د).
(5) قال الجرجانيّ في: (التّعريفات ص/255): "الولاء هو: ميراث يستحقّه المرء بسبب عتق شخص في ملكه، أو بسبب عقد الموالاة".
وانظر: لسان العرب (باب: الواو وَالياء من المعتلّ، فصل: الواو) 15/408، 410، والفتح (5/198).
(6) الهبة هي: العطية الخالية من الأعواض، وَالأغراض.
انظر: النّهاية (باب: الواو مع الهاء) 5/531، والتّعريفات للجرجانيّ (ص/256).
(7) صحيح مسلم (كتاب: العتق، باب: النّهي عن بيع الولاء وهبته) 2/1145 رقم الحديث/1506.
والحديث رواه أيضا : البخاريّ في صحيحه (كتاب: العتق، باب: بيع الولاء وهبته) 3/293 رقم الحديث/19 عن أبي الوليد (هو: هشام ابن عبدالملك) عن شعبة، وَ (كتاب: الفرائض، باب: إثم من تبرّأ من مواليه) 8/277 ورقمه/33 عن أبي نعيم (هو: الفضل) عن سفيان (هو: الثّوريّ) كلاهما عن عبد الله بن دينار به.(7/51)
، فكأَنَّ شيخنا أَبا أَحمد سمعه منه".
[54]- أَخبرنا أَبو عمر عبد الواحد بن محمَّد بن عبد الله بن مهديّ(1): أَخبرنا أَبو عبد الله محمَّد / (أ[20/أ]) بن مخلد العَطَّار(2) قال : حدَّثنا محمَّد بن عثمان بن كَرَامة(3) قال: ثنا أَبو أُسامة(4) عن هشام(5) عن أَبيه عن عائِشة: أَنَّ رجلاً(6) أَتى النَّبيَّ صلّى الله عليه وسَلّم تسليما فقال: يا رسولَ الله، إِنَّ أُمّي(7) أُفْتُلِتَتْ(8) نَفْسُها(9)
__________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/540.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/628.
(4) هو: حمّاد بن أُسامة، تقدّمت ترجمته أيضاً، انظر ص/632.
(5) هو: ابن عروة بن الزّبير.
(6) هو: سعد بن عبادة رضي الله عنه جاء مصرّحا به في عدّة روايات،
انظر مثلاً : صحيح البخاريّ (كتاب: الوصايا، باب: ما يستحبّ لمن توفيّ فجأة أن يتصدّقوا عنه) 4/56 رقم الحديث/22، 23، وسنن النّسائيّ (كتاب: الوصايا، باب: إذا مات الفجأة هل يستحبّ لأهله أن يتصدّقوا عنه) 6/250- 251 ورقمه/3650.
وانظر: الأسماء المبهمة للخطيب (ص/103)، والفتح (3/300).
(7) هي: عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو.
عيّنها جماعة منهم: ابن سعد في: (الطّبقات 3/614- 615)، وابن بشكوال في: (الغوامض 1/431)، وابن حجر في: (الفتح 3/300)، وابن العراقيّ في: (المستفاد 1/493)، وغيرهم.
(8) بضمّ المثنّاة، وكسر اللاّم على مالم يُسمّ فاعله.. والمراد: أنّها ماتت فجأة، وأُخذت نفسها فلتة، يُقال: "افتلت فلان بكذا" إذا فوجئ به قبل أن يستعدّ له.انظر: النّهاية (باب: الفاء مع اللاّم) 3/467، وتهذيب الأسماء واللّغات للنّوويّ (4/74)، والفتح لابن حجر (3/300).
(9) برفع السّين، ونصبها كذا ضبط في الحديث، والضّبطان صحيحان، فهو بالضمّ على ما لم يسمّ فاعله، وبالنّصب على المفعول الثّاني.
انظر: مشارق الأنوار (2/157)، وشرح مسلم للنّوويّ (11/84).(7/52)
ولَمْ تُوصِ، وَإِنِّي لأَظُنُّها لو تكَلَّمتْ لتصدَّقتْ، فهلْ أُؤجَرُ إِنْ أتصدَّقُ عنها ؟ [قَاْلَ: "نَعَمْ",](1) أخبرناه(2) أَبو القاسم الحسن بن الحسن(3) بن عليّ بن المنذر القاضيّ(4) :أَخبرنا الفاروق بن عبد الكبير بن عمر الخطّابيّ(5) : حدَّثنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشيّ(6)
__________
(1) ساقطة من (أ)، ومثبتة في (ج)، (د). وسيأتي تخريج الحديث مع الّذي بعده.
(2) هذا من كلام الخطيب رحمه الله، ساق الحديث أوّلاً بسنده، ثمّ تكلّم عليه.
وممّا يؤيّد ما ذكرتُ: إخراجه لهذا الحديث في (الأسماء المبهمة ص/187) بسنده، ومتنه كما هنا .
ثمّ إنّه ليس في شيوخ المهروانيّ فيما وقفت عليه من يسمّى بالحسن بن الحسن، بخلاف الخطيب والله تعالى أعلم.
(3) هكذا في (أ)، وفي (ج): (الحسين) مصغّرًا، وجاء في مصادر ترجمته على الوجهين، وما أثبتّه هو الأشبه، فهو الموجود في: (تأريخ بغداد للخطيب 7/304، 305) وهو المنقول عن ابنه يحيى، وهو أدرى به من غيره والله تعالى أعلم .
(4) البغداديّ، صدوق. مات سنة: إحدى عشرة وأربعمائة.
انظر: تأريخ بغداد (7/304) ت/3818، والمنتظم لابن الجوزيّ (15/144) ت/3094، والعبر (2/220).
(5) أبو حفص، البصريّ، ترجم له الذّهبيّ في: (السّير 16/140) وذكر أنّه روى عنه جماعة، وقال: "وما به بأس، بقي إلى سنة:إحدى وستّين وثلاثمائة".
وانظر: العبر له أيضا (2/136)، وشذرات الذّهب (2/74).
(6) الأمويّ، العتّابيّ بفتح العين المهملة، والتّاء المشدّدة البصريّ،
قال الدّراقطنيّ (كما في سؤالات الحاكم له ص/130 ت/148): "لا بأس به". وقال الخطيب في: (تأريخ بغداد 10/453): "وليس بمدفوع عنه الصّدق".
وانتقد عليه أبو أحمد الحاكم في: (الأسامي والكنى له 4/279- 281) حديثا روي من طريقه، ولكن اعتذر له ابن حبّان في: (الثّقات 8/398) قائلاً: "ولعلّه أُدخِل عليه، فأمّا غير هذا الحديث من حديثه فيشبه حديث الأثبات".
روى له: مد.
ومات سنة: أربع وثمانين ومئتين. وانظر: التّهذيب (6/358).(7/53)
قال: حدَّثنا جعفر بن عَوْن(1) قال: حدَّثنا هشام بن عروة عن أَبيه عن عائشة قالت: جاءَ رجل إِلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلّم تسليما فقال: يا رسولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي أُفْتُلِتَتْ، وَأَظنّ(2) لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقّتْ، فهلْ لها مِنْ أَجْرٍ إِنْ أتصدَّقُ عنها؟ قالَ: "نَعَمْ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "رواه مسلمٌ في صحيحه عن أَبي كريب محمَّد بن العلاء(3) عن أَبي أُسامة(4)، / (د[18/أ]) وعن أَبي بكر بن أَبي شَيْبة عن جعفر ابن عون (5)، فكأَنَّ شيخينا أَبا عمر بن مهديّ، وَأَبا القاسم بن المنذر سمعاه من مسلم".
__________
(1) ابن جعفر بن عمرو، القرشيّ، المخزوميّ، أبو عون، الكوفيّ، ثقة.
روى له: ع.
ومات سنة: ستّ وقيل: سبع ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/396)، وتأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/85) ت/213، والتّهذيب (2/101).
(2) في (ج)، (د): (فأظنّ) بالفاء .
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/522.
(4) صحيح مسلم ( كتاب: الزّكاة، باب: وصول ثواب الصّدقة عن الميّت) 2/697 رقم الحديث / 1004.
وَ (كتاب : الوصيّة، باب : وصول ثواب الصّدقات إلى الميت) 3/1254.
(5) صحيح مسلم (الموضع الثّاني نفسه من التّعليق المتقدّم).
والحديث رواه أيضًا: البخاريّ في صحيحه (كتاب : الوصايا، باب : ما يستحبّ لمن توفي فجأة أن يتصدّقوا عنه، وقضاء النّذور) 4/56 ورقمه / 22 عن إسماعيل ( هو : ابن أبي أويس ) عن مالك،
وفي : ( كتاب : الجنائز، باب : موت الفجأة البغتة ) 2/211 ورقمه /42 عن سعيد بن أبي مريم عن محمَّد بن جعفر،كلاهما عن هشام بن عروة به،بنحوه .(7/54)
[55]- أَخبرنا أَبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزَّال(1) قال: ثنا محمَّد بن عمرو/ج[8/أ] [بن](2) البَخْتَريّ الرَّزَّاز(3) قال: حدَّثنا جعفر بن محمَّد بن شاكر الصَّائِغ(4) قال: حدَّثنا عفّان بن مسلم(5) قال: ثنا هَمّام(6) قال: أَخبرنا قتادة(7) أَنَّ عونا(8)، وَسعيدًا(9) حدَّثا أَنَّهما سَمِعَا أَبا بردة(10)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/58.
(2) لحق بحاشية: (أ).
(3) تقدّمت ترجمته أيضاً ... انظر ص/537.
(4) أبو محمَّد البغداديّ... ثقة، فاضل. روى له: د. ومات سنة: تسع وسبعين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (7/185) ت/3637، والتّقريب (ص/141) ت/954
(5) هو: الصّفّار.
(6) هو: العوذيّ، تقدّمت ترجمته... انظر ص/600.
(7) هو: ابن دِعَامة، تقدّمت ترجمته... انظر ص/576.
(8) هو: ابن عبد الله بن عتبة الهذليّ، أبو عبد الله، الكوفيّ... ثقة.
روى له: م، 4. ومات قبل سنة: عشرين ومائة. انظر: الجرح والتّعديل (6/384) ت/2138، والتّقريب (ص/434) ت/5223.
(9) ابن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ، الكوفيّ... ثقة. روى له: ع.
انظر: تأريخ الثّقات (ص/181) ت/532، والكاشف (1/432) ت/1857.
(10) هو: عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعريّ... ثقة.
روى له: ع. وما ت على الأشْهَر سنة: أربع ومائة.
انظر: التأريخ لخليفة بن خياط (ص/330)، وتهذيب الكمال (33/66) ت/7220، والتّقريب (ص/621) ت/7952.(8/1)
يُحدِّث عمرَ بنَ عبد العزيز عن أَبيه عن النَّبِيِّ صلّى الله عَلَيه وسَلّم تَسْلِيْما قال: "لاَ يَمُوتُ رَجُلٌ(1) مُسْلِمٌ إِلاَّ أَدْخَلَ/(أ[20/ب]) اللهُ تَعَالَى مَكَانَهُ النَّارَ يَهُوْدِيا، أَوْ نَصْرَانِيا". قال: فَاسْتحلَفه عمرُ بن عبد العزيز بالله الّذي لاَ إله إِلاّ هُو ثلاثَ مِرَاْرٍ أَنَّ أَباه حدّثه عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم فحلفَ لَه(2). فلمْ يُخبرني سعيدٌ أَنَّه اسْتحلَفهُ، وَلم يُنْكِرْ على عَوْنٍ قولَهُ.
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد مسلم بإِخراج هذا الحديث في كتابه، فرواه عن أَبي بكر ابن أَبي شيبة عن عفّان بن مسلم(3)، فكأنَّ شيخنا أبا عبد الله سمعه منه".
__________
(1) في (د): "الرّجل".
(2) إنّما استحلفه لزيادة الاستيثاق، ولما حصل له من السّرور بهذه البشارة للمسلمين أجمعين، ولأنّه إن كان عنده فيه شكّ، أو خوف نسيان أونحو ذلك أمسك عن اليمين، فإذا حلف تحقّق انتفاء هذه الأمور، وعرف صحّة الحديث.
انظر: شرح مسلم للنّوويّ (17/86).
(3) صحيح مسلم (كتاب: التّوبة، باب: قبول توبة القاتل،وإن كثر قتله) 4/2119 رقم الحديث/2767.
إلاّ أنّه قال: "ثلاث مرار"، وقال: "فلم يحدثني" بدل: "فلم يخبرني".(8/2)
[56]- أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبَّار السُّكّريّ(1) قال: أَخبرنا إِسماعيل بن محمَّد الصَّفَّار(2) قال: حدَّثنا أَحمد ابن منصور الرّماديّ(3) قال: حدَّثنا عبد الرّزّاق قال: أَخبرنا ابن جريج(4) عن عبيد الله بن أَبي يزيد(5) أَنَّه سَمِع ابن عبَّاس يقول: "مَاْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا يَتَحَرَّى(6) صَوْمَ(7) يَوْمٍ يَلْتَمِسُ(8) فَضْلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلاَّ هَذَا الْيَوْمَ: يَوْمَ عَاْشْوْرَاء، وَشَهْرَ رَمَضَاْن".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "أخرجه مُسلم/د[18/ب] عن محمَّد بن رافع(9) عن عبدالرّزّاق(10)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/63.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/586.
(4) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(5) الكتانيّ مولاهم، أبو محمد، المكّيّ... ثقة، مُكْثر. روى له: ع. ومات سنة: ستّ وعشرين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (5/481)، والتأريخ للمقدّميّ (ص/147) ت/930، والتّقريب (ص/375) ت/4353.
(6) أي: يتوخّى، ويتقصّد، مع اجتهاد، وعزم على تخصيص الشّيء المقصود بالفعل، وَالقول.
انظر: النّهاية (باب: الحاء مع الرّاء) 1/376، ولسان العرب (باب: الواو وَالياء من المعتلّ، فصل: الحاء المهملة) 14/173 174.
(7) في (ج)، (د): "صيام".
(8) أي: يطلب. انظر: النّهاية (باب: اللاّم مع الميم) 4/270 271، ومختار الصّحاح للجوهريّ (مادّة: لمس) ص/252.
(9) ابن أبي يزيد واسمه: سابور القشيريّ، مولاهم، أبو عبد الله، النّيسابوريّ... ثقة مأمون، من المكثرين عن عبد الرّزّاق. روى له: خ، م، د، ت، س. ومات سنة: خمس وأربعين ومئتين. انظر: الثّقات لابن حبّان (9/102)، وتهذيب الكمال (25/192) ت/5209، والكاشف (2/170) ت/4843.
(10) صحيح مسلم (كتاب: الصّيام، باب: صوم يوم عاشوراء) 2/797 رقم الحديث/1132 بنحوه.
والحديث رواه أيضا البخاريّ في: (كتاب: الصّوم، باب: صيام يوم عاشوراء) 3/96 ورقمه/113 عن عبيد الله بن موسى عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد، بنحوه أيضا .(8/3)
، فكأنَّ شَيْخنا سمعه مِنه"./(ج [8/ب])
[57]- أَخبرنا أَبو القاسم عبد العزيز بن محمَّد بن نَصْر السُّتُوريّ(1) قال: حدَّثنا أَبو بكر محمَّد بن عبد الله بن إِبراهيم(2) قال: حدَّثنا أَبو يَعْلى محمَّد بن شَدّاد المِسْمَعيّ(3) قال: ثنا أَبو نعيم(4) قال: حدَّثنا عبد الله بن حبيب بن أَبي ثَابت(5) عن أَبيه(6)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(2) ابن عبدويه، البغداديّ، الشافعيّ، البزَّار، صاحب الفوائد الغيلانيّات العالية... ثقة ثبت، كثير الحديث. مات سنة: أربع وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (5/456) ت/2995، والمنتظم (14/172) ت/2646، وتذكرة الحفّاظ (3/880)، والنّجوم الزّاهرة (3/393).
(3) بكسر الميم الأولى، وفتح الثّانية البصريّ، ثمّ البغداديّ، المتكلّم، المعتزليّ، المعروف بزُرْقان...
قال الخطيب في: (تأريخ بغداد 5/353): "سألت أبا بكر البرقانيّ عن محمَّد ابن شدّاد المسمعيّ، فقال: "ضعيف جدّاً "، وقال لي مرّة أخرى: "المسمعيّ لا يحتجّ به"، وقال لي مرّة أخرى: "كان أبو الحسن الدّارقطنيّ يقول: محمَّد بن شدّاد المسمعيّ لا يكتب حديثه".
وقال الدّارقطنيّ أيضا (كما في: سؤالات الحاكم له ص/150 ت/212): (ضعيف). وذكره الفتّنيّ في: (قانون الموضوعات والضّعفاء ص/291) وقال: "ضعيف جدًّا". مات سنة: ثمان وسبعين ومئتين وقيل بعدها.
وانظر: الأنساب (5/297)، والوافي بالوفيات (3/148).
(4) هو: الفضل بن دُكين.
(5) واسمه: قيس، ويقال: هند الأسديّ، مولاهم، الكوفيّ... ثقة، من السّادسة. روى له: م، س. انظر: التأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/301)، والكاشف (1/544) ت/2680، والتّهذيب (5/183).
(6) هو: حبيب بن أبي ثابت، أبو يحيى، الكوفيّ... تابعيّ، ثقة، كثير الإرسال، وَالتّدليس (عدّه الحافظ في الثّالثة من مراتب المدلّسين).
روى له: ع. ومات سنة: تسع عشرة ومائة على الصّحيح .
انظر: التأريخ الكبير (2/313) ت/2592، وتهذيب الكمال (5/358) ت/1079، وتعريف أهل التّقديس (ص/37) ت/69.(8/4)
عن سَعيد بن جُبير عن ابن عبَّاس قال: أَوحى اللهُ تبارك وتعالى إِلى محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم تسليمًا: "إِنِّي قَتَلْتُ/(أ[21/أ]) بِيَحْيى بنِ زَكَرِيّا سَبْعِيْنَ أَلْفَا، وَإِنّي قَاتِلٌ [بِابْنِ](1) بِنْتِكَ(2) سَبْعِيْنَ أَلْفَا، وَسَبْعِيْنَ أَلْفَا".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث أَبي عبد الله سعيد بن جبير الوالبيّ عن أَبي العبَّاس عبد الله بن العبَّاس بن عبد المطّلب،وَغريبٌ من رواية حَبِيب بن أَبي ثابت عن سعيد. لا أَعلم رواه إِلاَّ عبد الله بن حبيب عن أبيه"(3)
__________
(1) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج)، (د).
(2) أي: الحسين بن عليّ رضي الله عنه .
(3) الحديث من طريق محمَّد بن شدّاد رواه: أبو بكر الشّافعيّ في: (الفوائد [55/أ]) ومن طريقه الحاكم في: (المستدرك 2/291- 292، 3/178)، وعزاه السّيوطيّ في: (الدّرّ المنثور 4/164) إلى ابن عساكر.
وقال عنه الحاكم قبل روايته في الموضع الأوّل بأنّه غريب الإسناد والمتن، وقال الذّهبيّ في تلخيصه: "ولكن المتن منكر جدًّا" وأعلّه بالمسمعيّ، ونقل قولاً للدّارقطنيّ في تضعيفه.
ورواه الحاكم أيضا في: (المستدرك 3/178) من ستّة طرق أخرى عن أبي نعيم، فقال:
"وحدّثني أبو محمَّد الحسين بن محمَّد السّبيعيّ: ثنا عبد الله بن محمَّد بن ناجية: ثنا حميد بن الّربيع: ثنا أبو نعيم ح، وأخبرنا أبو محمَّد الحسن بن محمَّد العقيقيّ العلويّ: ثنا جدّي: ثنا محمَّد بن يزيد الأدميّ: ثنا أبو نعيم ح، وأخبرني أبو سعيد أحمد بن محمَّد بن عمرو الأحمسيّ: ثنا الحسين بن حميد بن الرّبيع ثنا: الحسين بن عمرو المنقريّ وَالقاسم بن دينار قالا: ثنا أبو نعيم ح وأخبرنا أحمد بن كامل القاضي: حدّثني يوسف بن سهل التّمّار: ثنا القاسم بن إسماعيل العرزمي: ثنا أبو نعيم ح، وأخبرنا أحمد بن كامل القاضي: ثنا عبد الله بن إبراهيم البزّار: ثنا كثير بن محمَّد أبو أنس الكوفيّ: ثنا أبو نعيم ثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس" فذكره، ثمّ قال: ".. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه". وقال الذّهبيّ في تلخيصه: "على شرط مسلم"!؟
ولكنّ الحديث بأسانيده المتقدّمة لا يصل إلى ما ذكراه من درجة، ولا يدانيها، فإنّ في السّند الأوّل: حميد بن الرّبيع، وهو: الخزّاز الكوفيّ.. كذّبه ابن معين (كما في: تهذيب الكمال 2/280) وغيره، وقال النّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين له ص/168 ت/142): "ليس بشيء"، وانظر قول ابن عديّ فيه في: (الكامل 2/282).
وفي سنده الثّاني: الحسن بن محمَّد العلويّ، رافضيّ متّهم، وروى أحاديث منكرة، منها هذا الحديث، وفيه تأييد لبدعته...
انظر: تأريخ بغداد (7/421)، وَالميزان (2/44) ت/1943.
وفي سنده الثّالث: حسين بن حميد، كذّبه مطيّن (محمَّد بن عبد الله الحضرميّ)، واتّهمه ابن عديّ (انظر: الكامل له 2/368، وَالميزان 2/56 ت/1993).
وفيه أيضا : الحسين بن عمرو المنقريّ (هكذا، ولعلّه: العنقزيّ) قال عنه أبو حاتم: "ليّن يتكلّمون فيه"، وقال أبو زرعة: "كان لا يصدق".
انظر: الجرح والتّعديل (3/61) ت/278.
وفي سنده الرّابع: يوسف بن سهل، وَالقاسم بن إسماعيل لم أقف على ترجمة لهما.
وفي سنده الخامس: كثير بن محمد، ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 12/484) وذكر أنّه روى عنه جماعة، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وكذا له ترجمة في: (الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم 1/426 ورقمها/372)، و(المقتنى للذّهبيّ 1/96 ورقمها/522).
ومن هنا تعلم أنّ قولهما في الحديث عند الموضع الأوّل من المستدرك هو الأعدل، والأقرب والله تعالى أعلم.
والحديث رواه أيضا عن أبي نعيم غيرمن تقدّم ذكرهم :القاسم بن إبراهيم الكوفيّ... أشار إلى روايته ابن حبّان (كما في: اللآلئ للسّيوطيّ 1/391) وقال: "وهو منكر الحديث".
وممّا تقدّم يتبيّن أنّ الحديث من جميع طرقه لا يسلم من وجود متّهم، أو ضعيف جدًّا، أو من لا تُعرف له ترجمة في إسناده، هذا بالإضافة إلى وجود عنعنة حبيب بن أبي ثابت في جميع ما وقفت عليه من طرقه المتقدّمة، وهو مدلّس من الثّالثة (كما تقدّم ص/726) وتمييزها: "من أكثر من التّدليس، فلم يحتجّ الأئمة بشيء من أحاديثهم إلاّ بما صرّحوا فيه بالسّماع" ولم يُصرّح.(8/5)
.
[58]- أَبنا أَبو سَهْل محمود بن عمر بن جعفر العُكْبَرِيّ(1) قال: حدَّثنا أَبو صالح سَهْل بن إِسماعيل بن سَهْل الطَّرسُوسيّ(2) قال: حدَّثنا أَحمَد بن عبد الله الإِيَاديّ(3) قال: حدَّثنا الحَوْطِيُّ(4)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/58.
(2) الجوهريّ، البغداديّ... ثقة.
انظر: تأريخ بغداد (9/121) ت/4735.
(3) هو: أحمد بن عبد الله بن زياد بن زكريّا الإياديّ، الأعرج... لم أقف على ترجمة له. وما ذكرته من نسبه مستمدّ من ترجمة الرّاوي عنه في: تأريخ بغداد، وبعض المصادر الّتي أوردت الحديث والله تعالى أعلم .
(4) بفتح الحاء، والطّاء المكسورة، المهملتين، بينهما الواو السّاكنة واختلف في هذه النّسبة إلى أيّ شيء، فنسبها الزَّبيديّ في: (تاج العروس 5/124) إلى جدّ يُقال له: حَوْط بن عامر.
وجعلها السّمعانيّ في: (الأنساب 2/289) نسبة إلى قرية من قرى حمص، أو جَبَلَة ظنا فقال: "هذه النّسبة إلى حوط، وظنّي أنّها من قرى حمص، أو جَبَلَة مدينتان بالشّأم فإنّ أكثر الحوطيّين حدّث بجبلة، وسمع الحديث بحمص والله أعلم"، وتبعه ابن الأثير في: (اللّباب 1/401)، وياقوت في:(معجم البلدان 2/322)، والأوّل أشبه والله أعلم.(8/6)
عبدالوهّاب بن نَجْدَة(1) قال: حدَّثنا شعيب بن إِسحاق(2) قال: حدَّثنا الأوزاعيّ عن سُفيان الثّوريّ عن عاصم بن أَبي النّجود(3) عن زِرّ(4) بن حُبَيْش(5) عن صفوان ابن عَسّال المُراديّ قال: سَألت(6) رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تسليما عن المسح على الخُفّين، فقال: "ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَاْلِيْهِنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ(7) وَلَيْلَةٌ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا الحديث محفوظٌ(8)من حديث عاصم بن أَبي النّجود القارئ(9)
__________
(1) أبو محمَّد الشّاميّ، الجَبَليّ... ثقة. روى له: س. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومئتين. انظر: سؤالات البرقانيّ للدّارقطنيّ (ص/16) ت/31، والكاشف (1/675) ت/3521، والتّهذيب (6/453).
(2) ابن عبد الرّحمن القرشيّ، الأمويّ، أبو محمد، الدّمشقيّ... ثقة، كان الأوزاعيّ يُدْنيه، ويُقدّمه. روى له: خ، م، د، س، ق. ومات سنة: تسع وثمانين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/472)، والتأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/257)، والتّقريب (ص/266) ت/2793.
(3) واسمه: بَهْدَلة الأسديّ، مولاهم، أبوبكر، المقرئ، الكوفيّ... صدوق له أوهام. روى له: ع. ومات سنة: ثمان وعشرين ومائة. انظر: الجرح والتّعديل (6/340) ت/1887، والتّقريب (ص/285) ت/3054.
(4) بكسر أوّله، وتشديد الرّاء.
(5) بمضومة، وفتح موحّدة، وسكون تحتيّة، وبشين معجمة ابن حُباشة بضمّ مهملة، وخفّة موحدة، وإعجام شين الأسديّ، أبو مريم ، ويقال: أبو مطرّف الكوفيّ... ثقة، مخضرم، كثير الحديث.
روى له: ع. ومات سنة: إحدى وثمانين وقيل بعدها.
انظر: الطّبقات الكبرى (6/104)، والمشاهير لابن حبّان (ص/100) ت/740، والتّقريب (ص/215) ت/2008.
(6) في (ج)، (د): (سألنا).
(7) في (ج)، (د): "يوما".
(8) في (ج)، (د): "هذا حديث محفوظ".
(9) حديث عاصم هذا في الأصل قطعة من حديث فيه طول، يشتمل على ما جاء منه هنا، وعلى التّوبة، والمرء مع من أحبّ، وغير ذلك.
وهو كما قال الخطيب محفوظ عن عاصم عن زرّ، رواه عنه الجمّ الغفير، قال ابن منده: "إنّهم أكثر من أربعين نفسا" (كما نقله الحافظ في: التّلخيص 1/166).
وقد جمعت طرقه عنه فبلغت نحوًا من خمسين طريقا، منها أربعون ورد فيها توقيت المسح على الخفّين، وهذه إشارة إلى أماكنها عند أقدم من وقفت عليه من أصحاب كتب السنّة المشهورة: فأخرجه عبد الرّزّاق في: (المصنّف 1/204- 206 رقم/792، 793، 795) من ثلاثة طرق، منها طريق الثّوريّ.
والتّرمذيّ في: (الجامع 1/159 برقم/56) من ثلاثة طرق أخرى غير ما تقدّمت الإشارة إليه.
والنّسائيّ في: (السّنن 1/83 84 برقم/127) من أربعة طرق أخرى أيضا.
والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 8/56 67) من تسعة وعشرين طريقاً أخرى ، وفي: (الصّغير ص/112 113 برقم/243) من طريق أخرى والله تعالى أعلم.
وعاصم له أوهام (كما تقدّم ص/243) إلاّ أنّه لم يتفرّد بالحديث عن زرّ بل تابعه جماعة من الرّواة، ومنهم:
1- طلحة بن مصرّف.. روى حديثه الطّبرانيّ في: (المعجم الصّغير ص/96- 97 برقم/190) ومن طريقه: أبو نعيم في الحلية (5/22) بسنده عن أبي خبّاب الكلبيّ عنه به، بنحوه.. وقال: "لم يروه عن طلحة إلاّ أبو خبّاب، ولا عن أبي خبّاب إلاّ الحسن بن صالح، تفرّد به يحيى بن فضيل"! وقال الحافظ في: (التّلخيص 1/166) عن الإسناد: "لا بأس به" اه.
إلاّ أنّ أبا خبّاب (واسمه: يحيى بن أبي حيّة) ضعيف، ومدلّس من الخامسة (انظر: طبقات المدلّسين ص/57 ت/152).
2- حبيب بن أبي ثابت.. روى حديثه: الطّبرانيّ في: (الكبير 8/55- 56 برقم/7350) بسنده عن عبد الكريم بن أبي المخارق عنه به، مطوّلاً.
وابن أبي المخارق مجمع على ضعفه (انظر: التّهذيب 6/376).
3- زبيد بن الحارث الياميّ.. روى حديثه: الطّبرانيّ في: (الكبير أيضًا 8/54 برقم/7348) بسنده عن أشعث بن عبد الرّحمن بن زبيد الياميّ عن أبيه عن جدّه به، بنحوه، مطوّلاً...
وأشعث بن عبد الرّحمن ضعّفه أبو زرعة، وأبو حاتم، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 3/274 ت/529)، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/113 ت/529): "صدوق يخطئ".
4- يزيد بن أبي زياد الكوفيّ.. أشار إلى حديثه: الدّارقطنيّ في: غرائب مالك (التّرتيب [143/ب]) من طريق عبيد بن إسحاق عن زهير (هو: ابن معاوية) عنه به.. . وَيزيد ضعيف، كبر فتغيّر، وصار يتلقّن.
انظر: التّقريب (ص/601) ت/7717 .
5- عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى.. روى حديثه الطّبرانيّ في: (الكبير أيضا 8/68 برقم/7394 بنحوه، 8/69 برقم/7395 بنحوه، مطوّلاً) عن طريقين عن إسحاق بن أبي عبد الله بن أبي فروة عنه به...
وإسحاق متروك...
انظر: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (1/102) ت/322.
6- أبو سعد مولى: حذيفة .. روى حديثه: تمّام في (جزئه [4/ب]) من طريق سعدان بن يحيى عنه به..
وسعدان صدوق وسط (كما في: التّقريب ص/242 ت/2416)، وأبو سعد ترجم له البخاريّ في: (التأريخ الكبير 8/36 ت/36)، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً... وانظر: التّلخيص (1/166).
وللحديث طريق أخرى عن صفوان، فقد رواه النّسائيّ في الكبرى (كما في: تحفة الأشراف 4/193 برقم/4953)، والإمام أحمد في: (المسند4/240)، وابن أبي عاصم في: (الآحاد والمثاني 4/416 ورقمه/2467)، والبيهقيّ في: (الكبرى 1/282)، والطّبرانيّ في: (الكبير 8/70 ورقمه/7397)، وغيرهم من طرق عن أبي روق عطيّة بن الحارث عن أبي الغريف (هو: عبيد الله ابن خليفة) عن صفوان به، بنحوه...
وهذا إسناد حسن، مداره على أبي روق، وهو صدوق (انظر: التّقريب ص/393 ت/4615)، وشيخه صدوق أيضا (كما في: المصدر المتقدّم نفسه ص/370 ت/4286).(8/7)
عن زِرّ/(ج[9/أ]) بن حُبَيْش/(د[19/أ]) الأسديّ عن صفوان ابن عَسَّال. ومحفوظٌ أيضا من رواية سفيان الثّوريّ عن عاصم.
وَهو غريبٌ جِدّاً من رواية أبي عَمْرو عبد الرّحمن بن عَمْرو الأوزاعيّ عن الثّوريّ(1)، تفرّد به شعيب بن إسحاق عنه.
وَلم نكتبه إلاّ من حديث أحْمَد بن عبد الله الإِياديّ عن الحَوْطيِّ".
__________
(1) الحديث كما قاله الخطيب غريب من رواية الأوزاعيّ عن الثّوريّ، ولم أقف عليه بهذا الإسناد إلاّ في هذا الكتاب.
وتابعه في روايته عن الثّوريّ جماعة منهم:
1- عبد الرّزّاق بن همّام في: (المصنّف 1/240 ورقمه/792) ومن طريقه: الطّبرانيّ في الكبير (8/56 ورقمه/7651) بنحو شطره الأوّل، مطوّلاً.
2- يحيى بن آدم.. روى حديثه: الإمام أحمد في: (المسند 4/239)، وابن خزيمة في: (الصّحيح 1/98- 99 ورقمه/196) بنحوه، مطوّلاً.
والحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح إن شاء الله قال التّرمذيّ في: (العلل الكبير 1/175): "وسألت محمَّدًا [يعني: البخاريّ] فقلت: أيّ حديث عندك أصحّ في التّوقيت في المسح على الخفّين؟ قال: صفوان بن عسّال".
وقال التّرمذيّ أيضا عقب إخراجه له في جامعه: "حسن صحيح"، ونقل عن البخاريّ أيضا قال: "أحسن شيء في هذا الباب: حديث صفوان ابن عسّال المراديّ". وأورده ابن خزيمة (1/98- 99 برقم/196)، وابن حبّان (2/443) في صحيحيهما. وصحّحه أيضا: الخطّابيّ (كما في: تحفة الأحوذيّ 1/318)، وحسّنه الألبانيّ في: (الإرواء 1/140).
وفي الباب حديث عليّ رضي الله عنه رواه: مسلم في صحيحه (كتاب: الطّهارة، باب: التّوقيت في المسح على الخفّين) 1/232 ورقمه/276 بمثل حديث صَفْوان.(8/8)
[59]- أخبرنا أبو الحسن محمَّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد ابن رزقويه(1) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب العَبَّادانيّ(2) قال:/(أ [21/ب]) حدَّثنا عليّ بن حَرْب الطَّائِيّ(3) قال: حدَّثنا عبد الله بن إِدريس(4) عن رَبِيْعَة بن عثمان(5)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/56.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/602.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/296.
(4) ابن يزيد الأَوديّ بسكون الواو أبو محمَّد، الكوفيّ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وتسعين ومائة. انظر: العلل ومعرفة الرّجال لأحمد (1/436) رقم النّص/973،وتهذيب الكمال (14/293) ت/3159، والتّقريب (ص/295) ت/3207.
(5) ابن ربيعة القرشيّ، الهُدَيْريّ بضمّ الهاء، والدّال المهملة المفتوحة، بعدها الياء السّاكنة آخر الحروف، وفي آخرها الرّاء أبو عثمان، المدنيّ...
وثّقه ابن نمير (كما في: التّهذيب 3/260)، وابن سعد في الطّبقات (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ص/396)، وابن معين (كما في: الجرح والتّعديل 3/477)، وابن شاهين في: (تأريخ أسماء الثّقات له ص/128)، والحاكم (كما في: التّهذيب 3/260)، وقال النّسائيّ (كما في: التّهذيب، الموضع المتقدّم نفسه): "ليس به بأس".
ونقل ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 3/477) عن أبي زرعة قال: "إلى الصّدق ما هو، وليس بذلك القويّ"، وعن أبيه: "هو منكر الحديث، يكتب حديثه". وقال الحافظ في: (التّقريب ص/207 ت/1913): "صدوق له أوهام".
روى له: م، س، ق. ومات سنة: أربع وخمسين ومائة.(8/9)
عن محمَّد بن يحيى ابن حبان(1) [عن](2) الأعرج(3) عن أَبي هريرة قال: قال النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيْفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، فَاحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد مسلمٌ بإِخراج هذا الحديث في صحيحه، فرواه عن أَبي بكر ابن أَبي شيبة، وَمحمد بن عبد الله بن نُمَير(4) عن عبد الله بن إِدريس، فكأَنَّ شيخنا أَبا الحسن سمعه من مُسْلم".
__________
(1) ابن مُنْقِذ بن عمرو الأنصاريّ، البخاريّ، أبو عبد الله، المدنيّ... ثقة، كثير الحديث. روى له: ع. ومات سنة: إحدى وعشرين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ص/131 ت/37، والجرح والتّعديل (8/122) ت/549، والكاشف (2/229) ت/5207.
(2) لَحَق بحاشية: (أ).
(3) هو: عبد الرّحمن بن هُرْمُز، أبو داود، المدنيّ.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/508.
والحديث في صحيح مسلم (كتاب: القدر، باب: في الأمر بالقوّة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله) 5/2052 رقم الحديث/2664.(8/10)
[60]- أَخبرنا أَبو بكر محمَّد بن عبد الله بن أَبان الهيتيّ(1) قال: ثنا أَبو الطيّب أَحمد بن إِبراهيم بن عبد الرّحمن(2) قال: حدَّثنا أَحمد بن منصور(3) قال: أَخبرنا عبد الرّزّاق(4)/(ج [9/ب]) عن مَعْمَر(5) عن الزُّهريّ عن عُروة عن عائِشة: أَنَّ فاطمة والعبَّاس [رضي الله عنه](6) أَتَيَا أبا/(د[19/ب]) بكرٍ يلتمسانِ ميراثهما من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من فَدَك(7)، وَسهمه من خَيْبَر(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/55.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/522.
(3) هو: الرّماديّ، تقدّمت ترجمته... انظر ص/586.
(4) هو: ابن همّام الصنعانيّ.
(5) هو: ابن راشد.
(6) زيادة من: (ج).
(7) بالتّحريك، وآخره كاف قرية بالحجاز، شرقيّ خيبر، قرب الدّرجة (29/40ْ) طولاً، وَ (00/26ْ) عرضا، وتعرف اليوم بالحائط.
أفاءها الله على رسوله صلّى الله عليه وسلّم سنة سبع صلحا.
انظر: فتوح البلدان للبلاذريّ (ص/41)، وفي شمال غرب الجزيرة لحمد الجاسر (ص/295، وما بعدها)، والمعالم الأثيرة لحسن شُرّاب (ص/215).
(8) قرية على مسافة سبعين ومائة كيل تقريبا شمال المدينة النبويّة، بقرب الدرجة (59/42ْ) طولاً، و (45/18ْ) عرضا، تحتوي على مزارع، وعيون، وَنخل كثير، غزاها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سنة سبع من الهجرة في غزوة شهيرة نسبت إليها.
انظر: معجم البلدان لياقوت(2/409)، وفي شمال غرب الجزيرة لحمد الجاسر (ص/217، وما بعدها)، ورَحَلات في بلاد العرب للبلاديّ (ص/1424).(8/11)
، فقال لهما أَبو بكر: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما يقول: "لاَ نُوْرَثُ(1)، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "اتّفق الشّيخان على إِخراجه في كتابيهما، فرواه البخاريُّ من طريق هشام بن يوسُف(2) عن معمر(3)،
ورواه مسلم/أ [22/أ] عن إِسحاق بن إِبراهيم(4)، وَمحمَّد بن رافع(5)، وَعبد ابن حميد عن عبد الرّزّاق(6)، فكأَنَّ شيخنا أَبا بكر الهيتيّ سمعه من مُسلم".
__________
(1) النّون في قوله: "لا نورث" في هذا الحديث للمتكلّم، لا للجمع، يريد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك نفسه خاصّة كما ذكره عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وهذا من خصائصه صلّى الله عليه وسلّم الّتي أكرمه الله سبحانه، وتعالى بها. (ورد قول عمر في بعض طرق الحديث... انظر مثلاً: صحيح البخاريّ (8/267) رقم الحديث/5، وانظر: الفتح 12/10).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/678.
(3) الحديث في صحيح البخاريّ في: (كتاب: المغازي، باب: حديث بني النّضير) 5/208 رقم الحديث/79.
و(كتاب: الفرائض، باب: قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "لا نورث ما تركنا صدقة" 8/266 ورقمه/3.
ورواه أيضا في الموضع الثّاني نفسه (8/266 ورقمه/4) عن إسماعيل ابن أبان عن ابن المبارك عن يونس (هو: ابن يزيد)،
و: (8/268 ورقمه/7) عن عبد الله بن مسلمة عن مالك، كلاهما عن الزُّهريّ به.
و: (8/266- 267 ورقمه/5) عن يحيى بن بكير عن اللّيث عن عُقيل،
وفي الموضع نفسه من كتاب المغازي (5/206- 208 ورقمه/78) عن أبي اليمان عن شعيب، كلاهما (عقيل، وشعيب) عن الزُّهريّ عن مالك بن أوس عن عمر بن الخطّاب به، في حديث فيه طول.
(4) هو: ابن راهويه.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/692.
(6) صحيح مسلم (كتاب: الجهاد والسّير، باب: حكم الفيء) 3/1379 رقم الحديث/1757،
وَ (باب: قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "لا نورث، ما تركنا فهو صدقة" 3/1381 ورقمه/1758 وفيه طول.(8/12)
[61]- أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن عُبيد الله بن يحيى البيّع(1) قال: حدَّثنا القاضي أَبو عبد الله الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(2) قال: حدَّثنا الحُسين بن عليّ الصُّدَائِيّ(3) قال: أَخبرنا أَبي(4) قال: أَخبرنا أَبو شيبة الجوهريّ(5)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(3) بضمّ المهملة، وتخفيف الدّال البغدادي...
قال ابن خراش (كما في: تأريخ بغداد 8/67): "عدل ثقة".
وقال ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 3/56 ت/254) عن أبيه: "شيخ". وقال الذّهبيّ في: (الكاشف 1/334 ت/1099): "ثقة".
وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/167 ت/1336): "صدوق".
روى له: ت، س. ومات سنة: ثمان وأربعين ومئتين.
(4) هو: عليّ بن يزيد بن سُلَيْم الأكفانيّ، أبو الحسن، الكوفيّ...
قال الإمام أحمد (كما في: بحر الدّم ص/307 ت/720): "ما كان به بأس". وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 6/209 ت/1143): "ليس بقويّ، منكر الحديث عن الثّقات".
وذكره ابن عديّ في: (الكامل 5/212 213) وقال: ".. أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات، إمّا أن يأتي بالإسناد لا يتابع عليه، أو بمتن عن الثّقات منكر، أو يروي عن مجهول.." ثمّ أورد بعض أحاديثه الّتي أنكرها موردًا منها حديثه هذا وقال عقب ذلك: ".. ولعليّ بن يزيد غير ما ذكرت أحاديث غرائب، وعامّة ما يرويه ممّا لا يتابع عليه".
وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/406 ت/4816): "فيه لين، من التّاسعة". روى له: عس. وانظر: الأنساب (3/527).
(5) هو: يوسف بن إبراهيم التّميميّ، الواسطيّ...
قال البخاريّ في: (التأريخ الكبير 8/378 ت/3388): "عنده عجائب". وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 9/219 ت/911): "هو ضعيف الحديث، منكر الحديث، عنده عجائب".
وذكره ابن حبّان في: (المجروحين 3/134) وقال: "يروي عن أنس بن مالك ما ليس من حديثه، لا تحلّ الرّواية عنه، ولا احتجاج به لما انفرد [به] من المناكير عن أنس، وأقوام مشاهير".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/610 ت/7855): "ضعيف، من الخامسة". روى له: ت، ق.
وانظر: الضّعفاء للعقيليّ (4/449)، والكامل لابن عديّ (7/166).(8/13)
عن أَنس قال: قال أَصحابُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما: يا رسولَ الله، إِنّا نُسبّ. فقال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما: "مَنْ سَبَّ أَصْحَاْبِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلاَئِكَةِ، وَالْنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفا، وَلاَ عَدْلاً".
قال: "والعَدْلُ: الفَرَائض، والصَّرفُ: التَّطوّع(1)".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث أَنس بن مالك عن النَّبيِّ صلوات الله عليه وسلّم تسليما تفرَّد بروايته أَبو شيبة الجوهريّ عنه. ولا نعلم رواه عن أَبي شيبة غيرُ عليّ بن يزيد الصُّدَائِي"(2)
__________
(1) وقيل أيضا في تفسير العدل: الفدية، والصرف: التّوبة.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/167 168)، والنّهاية (باب: العين مع الدّال) 3/190.
(2) الحديث رواه المحامليّ في: (أماليه رواية: ابن البيّع ص/97 ورقمه/54) عن الحسين بن علي كما هنا، وأبو بكر الخلاّل في: (السنّة ص/515 ورقمه/833) عن محمَّد بن سعيد العطّار،
وابن عديّ في: (الكامل 5/212) عن محمَّد بن أحمد بن هلال عن إسحاق ابن بهلول،
والحسن بن رُشَيق في: حديثه (جزء منتقى منه [5/ب]) عن محمَّد بن إبراهيم الأنماطيّ عن عليّ بن مسلم الطّوسيّ،
والسّهميّ في: (تأريخه ص/275) عن عبد الله بن عليّ بن الحسن عن أبي القاسم المنيعيّ عن عبد الله بن عون،
وأبو محمَّد الجوهريّ في: (أماليه [5/أ ب]) عن عليّ بن محمَّد بن لؤلؤ عن عبد الله بن العبّاس الطّيالسيّ عن الحسين بن عليّ أيضا ،
والخطيب في: (تأريخه 14/241) عن يحيى بن الحسن عن محمَّد بن يوسف التّنوخيّ عن أبيه عن جدّه، خمستهم عن عليّ بن يزيد به...
والحديث من هذا الطّريق ضعيف، مداره على عليّ بن يزيد، وهو ضعيف كما تقدّم ص/739 وكذا شيخه أبو شيبة ضعيف أيضا كما تقدّم ص/740.
وللحديث شواهد عن عدد من الصّحابة رضوان الله عليهم بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا، منها:
1- حديث عويم بن ساعدة: رواه: ابن أبي عاصم في: (السنّة ص/469 ورقمه/1000)، والخلاّل في: (السنّة ص/515 ورقمه/834)، والمحامليّ في: (الأمالي رواية: ابن مهديّ [1/6أ]) ومن طريقه: ابن الغريق في: فوائده ([2/8أ]) والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 17/140 ورقمه/349، والأوسط 1/282 ورقمه/459)، والآجرّيّ في: (الأربعين ص/56 57 ورقمه/11)، واللالكائيّ في: (شرح أصول اعتقاد أهل السنّة 7/1246 ورقمه/2341) ومن طريقه: التّيميّ في: الحجّة (2/370 ورقمه/367) وأبو نعيم في: (الحلية 2/11)، والخطيب في: (تلخيص المتشابه 2/631)، وهبة الله الواعظ في: (أماليه [2/3ب]) كلّهم من طرق عن محمَّد بن طلحة التّيميّ عن عبد الرّحمن بن سالم بن عتبة بن عويم عن أبيه عن جدّه به، مطوّلاً...
وهذا إسناد ضعيف، مداره على محمَّد بن طلحة، ضعّفه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابنه 7/292)، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/485 ت/5980): "صدوق يخطئ".
وعبد الرّحمن بن سالم مجهول (كما في: التّقريب أيضا ص/341 ت/3868).
وأبوه مجهول أيضا (انظر: تهذيب الكمال 10/163ت/2155).
2- حديث عائشة: رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 5/387 ورقمه/4768) عن عبد الرّحمن بن الحسين الصّابونيّ، عن عليّ بن سهل المدائني عن أبي عاصم عن ابن جريج عن عطاء عنها به، بنحوه، مختصرًا..
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلاّ أبو عاصم، تفرّد به عليّ بن سهل".
وهذا سند جيّد لولا عنعنة ابن جريج، وهو مدلّس (من الثّالثة) لا يقبل منه إلاّبما صرّح فيه بالسّماع (انظر:طبقات المدلّسين لابن حجر ص/41 ت/83).
3- حديث أبي سعيد الخدريّ: رواه: الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 2/503 ورقمه/1867)، والدّارقطني في: (فوائده [3/4أ])، والعُشاريّ في: (فضائل أبي بكر ص/83 ورقمه/59)... ولفظه: "لا تسبّوا أصحابي، لعن الله من سبّ أصحابي، فوالّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه"...
قال الدّارقطنيّ: "هذا حديث غريب من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدريّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، قوله: "لعن الله من سبّ أصحابي" تفرّد به ابن أبي الشّوارب عن أبي عوانة عن الأعمش، لم نكتبه إلاّ عن شيخنا هذا عنه"اه.
وفي سند الطّبرانيّ: عمران بن موسى الطّرسوسيّ لم أقف على ترجمة له، والقرقسانيّ كثير الغلط (كما في: التّقريب ص/507 ت/6302).
وشيخ الدّارقطنيّ هذا هو: محمَّد بن محمَّد الجاروديّ، ترجم له الخطيب في: (تأريخه 3/214 ت/1261)، وذكر أنّه حدّث عن ابن أبي الشّوارب بأحاديث مستقيمة، وابن أبي الشّوارب صدوق (كما في: التّقريب ص/494 ت/6098).
والحديث غريب بهذه الزّيادة، وهو في الصّحيحين بدونها كما سيأتي ص/746 .
4- حديث ابن عبّاس: رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 12/110- 111 ورقمه/2709) عن عيسى بن القاسم الصيدلانيّ عن الحسن بن قزعة عن عبدالله بن خراش عن العوام بن حوشب عن عبد الله بن أبي الهذيل عنه به...
وفيه: عبد الله بن خراش، ضعيف، أطلق بعضهم فيه القول بالكذب (انظر ص/577، 743).
وشيخ الطّبرانيّ لم أقف على ترجمة له.
5- حديث جابر: وروي من ثلاثة طرق عنه مدارها على محمَّد بن الفضل ابن عطيّة...
أوّلها: رواها ابن مخلد في: (فوائده [1/7 ب])، والخطيب في: (تأريخه 3/149) من طريق محمَّد بن الفضل عن أبيه عن عمرو بن دينار عن جابر به.
والثّانية: رواها الخطيب في: (تأريخه 3/149 أيضا ) عنه عن عمرو عن جابر به.
والثّالثة: رواها الخطيب في: (تأريخه 3/149 150) عنه عن عمرو عن ابن عمر بدل جابر به...
قال ابن المدينيّ (كما في: تأريخ الخطيب 3/148 149) وقد سئل عن الحديث: "محمَّد بن الفضل بن عطيّة روى عجائب" وضعّفه.
وقال الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 2/549 رقم النّص/3601): "ليس بشيء، حديثه حديث أهل الكذب".
وكذّبه ابن معين، والجوزجانيّ، والجمهور على ضعفه ...
(انظر: تأريخ الخطيب 3/147 ت/1180، والمغني للذّهبيّ 2/624 ت/5903).
وسرقه: الحسن بن الطيّب البلخيّ فحدّث به عن عبد الله بن معاوية عن أبي الرّبيع السّمّان عن عمرو بن دينار، رواه أبو محمَّد الخلاّل في: (أماليه ص/68 برقم/73) عن أبي حفص الزّيّات عنه به...
والحسن بن الطّيّب كذّاب، حدّث بأحاديث سرقها، وهذا منها (انظر: الكامل 2/344).
6 وله شاهد مرسل رواه: الإمام أحمد في: (فضائل الصّحابة ص/54 ورقمه/10) عن أبي معاوية،
وَابنه عبد الله في: (المصدر نفسه ص/54 55 ورقمه/11) عن أبي عمران الوركانيّ عن أبي الأحوص عن عبثر أبي زيد،
وَاللالكائيّ في: (شرح أصول اعتقاد أهل السنّة 7/1248 ورقمه/2347) عن عبد الرّحمن بن عمر عن محمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة عن جدّه عن أبي أحمد الزّبيريّ،
وَأبو نعيم في: (الحلية 7/103) عن أبي بكر الطّلحيّ عن عثمان بن عبدالله عن إسماعيل بن محمَّد عن أبي يحيى الحمّانيّ عن سفيان، وابن نظيف في: (جزئه [22ب 23أ]) كلّهم عن محمَّد بن خالد بن أبي حمنة الضّبّيّ عن عطاء بن أبي رباح به، مرفوعا، مرسلاً...
وهذا مرسل حسن الإسناد، مداره على محمَّد بن خالد، وهو صدوق (كما في: التّقريب ص/476 ت/5851).
وجاء الحديث موصولاً من طريق أخرى عن عطاء...
فرواه البزّار في المسند (كما في: زوائده 2/263) بسند فيه: سيف بن عمر، وهو ضعيف (انظر: الضّعفاء لأبي زرعة 2/320، والتّقريب ص/262 ت/2774).
ورواه أيضا : العقيليّ في: (الضّعفاء 2/264)، والطّبرانيّ في: (الأوسط 8/10 11 ورقمه/7011، والكبير 12/332 ورقمه/13588)، واللالكائيّ في كتابه المتقدّم (7/1248 ورقمه/2348) بسنده عن عبد الله بن سيف الخوازميّ عن مالك بن مغول عن عطاء عن عبد الله بن عمر مرفوعا...
ولكن في سنده: عبد الله بن سيف قال العقيليّ في: (الضّعفاء 2/264): "حديثه غير محفوظ، وهو مجهول بالنّقل"، ثمّ ذكر حديثه هذا، وقال: "وهذا يروى عن عطاء مرسل".
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 3/152) وقد ذكره: "صوابه مرسل".
وجاء موصولاً أيضا من طريق أخرى عن ابن عمر، رواها: التّرمذيّ في: (جامعه 5/654- 655 ورقمه/3866)، والبزّار في مسنده (كشف الأستار 3/293- 294 رقم/4833)، ويوسف بن يعقوب الأزرق في: (حديثه [6/ب])، والطّبرانيّ في: (معجمه الأوسط 9/167 ورقمه/8362)، وأبو عبد الله بن مروان في: (فوائده [25/11 أ])، وأبو محمَّد الخلاّل في: (أماليه ص/62 ورقمه/63)، والخطيب في: (تأريخه 13/95)، كلّهم من طرق عن سيف بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عنه به، مرفوعا، بلفظ: "إذا رأيتم الّذين يسبّون أصحابي فقولوا: لعن الله شرّكم"... قال التّرمذيّ: "هذا حديث منكر لا نعرفه من حديث عبيد الله بن عمر إلاّ من هذا الوجه..." اه.
وشيخ الطّبرانيّ: موسى بن زكرّيا هو أبو عمران البصريّ، متروك (انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ ص/156 ت/227).
والنّضر بن حمّاد ضعيف (كما في: التّقريب ص/561 ت/7132)، وشيخه سيف بن عمر تقدّم أعلاه أنّه ضعيف أيضا وأطلق التّرمذيّ في: جامعه (5/655) القول بجهالته، والرّاوي عنه.
والحديث من هذا الطّريق ليس من الزّوائد على الكتب السّتّة كما عدّه الهيثميّ.
هذا، وبعض طرق الحديث المتقدّمة صالحة للانجبار، والحديث بمجموعها لا ينزل عن درجة الحسن لغيره والله تعالى أعلم.
وفي الباب حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه يبلغ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "لا تَسُبّوا أصْحابي، فلو أنّ أحَدَكُم أَنْفَق مِثل أُحُدٍ ذهبا ما بَلغ مُدّ أحَدهم، وَلا نصِيفه".
رواه البخاريّ في:(كتاب: فضائل أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، باب هكذا دون ترجمة ) 5/72 رقم الحديث/170 واللّفظ له.
ومسلم في: (كتاب: فضائل الصّحابة، باب: تحريم سبّ الصّحابة رضي الله عنهم) 4/1967- 1968 ورقمه/2541.(8/14)
(ج[10/أ]).
[62]- أَخبرنا القاضي أَبو الحسين محمَّد بن أَحمد بن القاسم المحاملي(1) قال: حدَّثنا محمَّد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن حَرْب الطَّائيّ(2) قال: حدَّثنا عليّ بن حَرْب(3) قال: حدَّثنا سُفيان(4) عن الزُّهْريّ عن سعيد(5) عن أَبي هريرة يَبْلُغُ به النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما قال: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ/(د[20/أ]) قَامَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ النَّاسَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، المُهَجِّرُ(6) إِلَى الْجُمُعَةِ كَالمُهْدِي بَدَنَةً، ثَمَّ الَّذِي يَلِيْهِ كَالمُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ الَّذِي يَلِيْهِ كَالمُهْدِي كَبْشَا حَتَّى/(أ[22/ب]) ذَكَرَ الدَّجَاجَةَ، وَالْبَيْضَةَ فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَواْ الصُّحُفَ وَاسْتَمَعُواْ الخُطْبَةَ".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/511.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/296.
(4) هو: ابن عيينة.
(5) ابن حسّان، القرشيّ، المخزوميّ، المكيّ...
وثّقه ابن سعد (كما في: التّهذيب 4/16)، وابن معين في: (التأريخ رواية الدّوريّ 2/198)، وأبو داود (كما في: تهذيب الكمال 10/385)، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة 3/240)، والنّسائي (كما في: تهذيب الكمال 10/385) وغيرهم. ونقل المزّيّ في الموضع نفسه من كتابه عن الآجرّيّ أنّه سأل أبا داود مرّة عنه فلم يرضه.
وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/234 ت/2283): "صدوق، له أوهام، من السّادسة". روى له: م، ت، س، ق.
وانظر: الثّقات لابن حبّان (6/357)، وتأريخ أسماء الثّقات لابن شاهين (ص/143) ت/414، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/182) ت/535.
(6) أي: المبكِّر. انظر: غريب الحديث للخطّابيّ (1/331)، والنّهاية (باب: الهاء مع الجيم) 5/246.(8/15)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "رواه مسلم في صحيحه عن يحيى بن يحيى(1)، وَعَمرو بن محمَّد النّاقد(2) عن سُفيان(3)، فكأَنَّ شيخنا سمعه منه".
[63]- أَخبرنا أَبو أَحمد عُبيد الله بن محمَّد بن أَحمد الفرضيّ(4) قال: حدَّثنا يوسُف بن يعقوب الأَزرق(5) قال: حدَّثنا جدّي(6) قال: حدَّثنا يَعْلَى(7) عن الأَعمش عن إِبراهيم(8) عن الأسود(9)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/604.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/512.
(3) صحيح مسلم (كتاب: الجمعة، باب: فضل التهجير يوم الجمعة) 2/587 رقم الحديث/850.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/505.
(6) هو: إسحاق بن بُهلول، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/505.
(7) ابن عبيد بن أبي أميّة الإياديّ بكسر الألف، وفتح الياء المثنّاة التّحتيّة، وفي آخرها الدّال مولاهم، الحنفيّ، أبو يوسف، الكوفيّ...
ثقة إلاّ في حديثه عن الثّوريّ، ففيه لين وليس هذا منها . روى له: ع. ومات سنة: تسع ومئتين. انظر: الطّبقات الكبرى (6/397)، وتأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/63) ت/104، وَ (ص/156) ت/543، والتّقريب (ص/609) ت/7844.
(8) ابن يزيد النّخعيّ، أبو عمران، الكوفيّ... ثقة، فقيه، يرسل. روى له: ع. ومات سنة: ستّ وتسعين. انظر: التأريخ الكبير (1/333) ت/1052، وطبقات الفقهاء للشّيرازيّ (ص/82)، والكاشف (1/227) ت/221.
(9) ابن يزيد النّخعيّ، أبو عمرو ويقال: أبو عبد الرّحمن الكوفيّ... ثقة فاضل، مكثر. روى له: ع. ومات سنة: خمس وسبعين وقيل قبلها .
انظر: العلل لابن المدينيّ (ص/42، 43، 46)، والجرح والتّعديل (1/291) ت/1061، والتّقريب (ص/111) ت/509.(8/16)
عن عائِشة قالت: "اشْترَى رَسْوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا الطَّعَامَ مِنْ يَهُوْدِيٍّ نَسِيْئَةً(1)، وَرَهَنَهُ(2) دِرْعا لَهُ مِنْ حَدِيْدٍ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "رواه البُخَاريّ في صحيحه عن محمَّد غير منسوب (3) عن يَعْلى بن عُبيد(4)
__________
(1) أي: إلى أجل معلوم، مأخوذة من: (النَّسءْ) وهو: التّأخير. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/20)، والنّهاية (باب: النّون مع السّين) 5/44، 45.
(2) الرَّهْن: حبس الشّيء بحقّ يمكن أخذه منه كالدّين.
التّعريفات للجرجانيّ (ص/113)، وانظر: الفتح (5/166).
(3) كذلك جاء غير منسوب في الصّحيح طباعة: دار إحياء الكتب العربيّة (2/31)، والطّبعة المنيريّة (3/177)، وطبعة: د. مصطفى البغا،نشر/دار القلم، وَدار الإمام البخاريّ (2/783) رقم الحديث/2133)، وطبعة الصّحيح مع شرح الكرمانيّ، طباعة: المطبعة المصريّة (10/90).
وجاء في حاشية طبعة: مصطفى البابيّ، سنة 1345ه (3/113) نقلاً عن أبي ذرّ الهرويّ أنّه ابن سَلاَم (ثقة ثبت، كما في: التّقريب ص/482 ت/5945) وكذا في طبعة: دار الطّباعة العامرة، نشر: دار الفكر (3/45)، وطبعة الصّحيح مع شرح الحافظ ابن حجر، طبعة: المكتبة السّلفيّة (4/433)، وطبعة: دار الرّيّان للتّراث، وَالمكتبة السّلفيّة (4/506)، وتحفة الأشراف (11/358).
لكن قال الحافظ في: (الفتح 6/225): "تقرّر أنّ البخاريّ حيث يطلق محمَّد لا يريد إلاّ الذّهليّ، أو ابن سلام، ويعرف تعيين أحدهما من معرفة من يروي عنه"اه.
وابن سلام لا يروي عن يعلى بن عبيد، بل الّذي يروي عنه هو: الذّهليّ (ثقة حافظ جليل، كما في: التّقريب ص/512 ت/6387) فلعلّه المقصود هنا والله تعالى أعلم.
(4) صحيح البخاريّ (كتاب: السَّلَم، باب: الكفيل في السّلم) 3/177 رقم الحديث/10.
ورواه أيضا في: (كتاب: البيوع، باب: شراء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالنّسيئة) 3/120 ورقمه/20، و(كتاب: الاستقراض، باب: من اشترى بالدّين وليس عنده ثمنه أو ليس بحضرته) 3/233 ورقمه/2 عن معلّى بن أسد،
و(كتاب: السّلم، باب: الرّهن في السّلم) 3/177 ورقمه/11 عن محمَّد ابن محبوب،
و(كتاب: الرّهن، باب: من رهن درعه) 3/284 ورقمه/2 عن مسدّد، ثلاثتهم عن عبد الواحد بن زياد،
وفي: (كتاب: الرّهن أيضا، باب: الرّهن عند اليهود وغيرهم) 3/285 ورقمه/6 عن قتيبة عن جرير،
وفي: (كتاب: البيوع أيضا، باب: شراء الطّعام إلى أجل) 3/160 ورقمه/144 عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه،
و: (باب: شراء الإمام الحوائج بنفسه) 3/130 ورقمه/48 عن يوسف بن عيسى عن أبي معاوية،
وفي: (كتاب: المغازي، باب هكذا بدون ترجمة ) 6/39 ورقمه/449 عن قبيصة (هو: ابن عقبة)،
وفي: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: ما قيل في درع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والقميص في الحرب) 4/112 ورقمه/127 عن محمَّد بن كثير (هو: العبديّ) كلاهما (قبيصة، ومحمد) عن سفيان (هو: الثّوريّ)، خمستهم عن الأعمش به، بنحوه.(8/17)
، فكأنّ شيخنا أبا أحمد سمعه منه".
[64]- أَخبرنا أَبو أَحمد الفَرَضيّ(1) قال: حدَّثنا أَبو عليّ إِسماعيل ابن محمَّد [بن إسماعيل](2) الصَّفَّار(3) إملاءً قال: حدَّثنا أَحمد بن منصور الرَّماديّ(4) قال: حدَّثنا عبد الرّزّاق قال: أَخبرنا معمر عن الزُّهريِّ عن أَبي سلمة(5) عن أَبي هريرة: أَنَّ رسول الله/(ج[10/ب]) صلّى الله عليه وسلّم تسليما قَبَّلَ الحسنَ بن عليّ والأقرعُ بن حابس(6) جالس ، فقال الأَقرع: يا رسْولَ الله، إِنّ لي عَشَرةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ إِنْسَانَا قَطُّ. قَالَ: فنظرَ إِلَيْهِ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم تسليما، فقالَ: "إِنَّ مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكرٍ الخطيب: "رواه مسلم في كتابه عن/د[20/ب] عَبْد بن حُمَيد عن عبدالرَّزّاق(7)، فكأَنَّ أَبا أَحمد سمعه منه".
[65]- أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن/أ [23/أ] عبيد [الله](8) ابن يحيى البيّع(9) قال: حدَّثنا القاضي أَبو عبد الله الحُسين بن إِسماعيل المحامليّ(10) قال: حدَّثنا يعقوب الدَّوْرقيّ(11) قال: ثنا مُعَاذ بن مُعَاذ(12)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) زيادة من: (ج)، (د).
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/245.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/586.
(5) هو: ابن عبد الرّحمن بن عوف.
(6) التّميميّ، انظر ترجمته في: أسد الغابة (1/128) ت/208، والإصابة (1/58) ت/231.
(7) صحيح مسلم (كتاب: الفضائل، باب: رحمته صلى الله عليه وسلم الصّبيان، والعيال، وتواضعه، وفضل ذلك) 4/1809 رقم الحديث/2318 بنحوه.
(8) لفظ الجلالة ساقط من: (أ)، ومثبت في: (ج)، (د).
(9) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(10) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(11) تقدّمت ترجمته... انظر ص/670.
(12) ابن نصر بن حسّان العنبريّ، أبو المثنّى البصريّ... ثقة عاقل.
روى له: ع. ومات سنة: ستّ وتسعين ومائة.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/65 ت/109، وَ ص/215 ت/803، والتأريخ الكبير (7/365) ت/1571، والكاشف (2/273) ت/5507.(8/18)
قال: حدَّثنا سليمان التَّيميّ قال: حدَّثنا أَبو عثمان النَّهْدِيّ(1) عن سلمان الفارسيّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما: "إِنَّ للهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِائَةَ رَحْمَةٍ، مِنْهَا رَحْمَةٌ بِهَا تَتَرَاْحَمُ(2) الْخَلْقُ، وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد مسلم بإِخراجه في صحيحه، فرواه عن الحكم بن موسى(3) عن مُعَاذ بن مُعَاذ العَنْبَريّ القاضي(4)، فكأَنَّ شيخنا أَبا محمَّد سمعه من مسلم".
[66]- أَخبرنا أَبو عبد الله أَحمد بن محمَّد بن يوسف بن دوست البزَّار(5) قال: أَخبرنا محمَّد بن جعفر المَطِيْريّ(6) قال: ثنا عليّ ابن حَرْب(7) قال: حدَّثنا أَبو معاوية(8) عن الأعمش عن أَبي صالح(9) عن أَبي هريرة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تسليما: "صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيْدُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَصَلاَتِهُ فِي سُوْقِهِ بِضْعا(10)
__________
(1) هو: عبد الرّحمن بن ملّ.
(2) في (ج)، (د): (يتراحم) بالياء المثنّاة التّحتيّة في أوّلها .
(3) ابن أبي زهير واسمه: شيرزاد القنطريّ، أبو صالح، البغداديّ... ثقة.
روى له: خت، م، مد، س، ق. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/346)، والجرح والتّعديل (3/128) ت/584، والتّقريب (ص/176) ت/1462.
(4) صحيح مسلم (كتاب: التّوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى وأنّها سبقت غضبه) 4/2108 رقم الحديث/2753 بنحوه.
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/500.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/296.
(8) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/519.
(9) هو: ذكوان، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/634.
(10) بكسر الباء، وقد يفتح وهو في العدد: ما بين الثّلاث إلى التّسع.
وقيل: ما بين الواحد إلى العشرة؛ لأنّه قطعة من العدد.
انظر: النّهاية (باب: الباء مع الضّاد) 1/133.
والمراد هنا: خمس، أو سبع أي: بعد العشرين كما جاء مبيّنا في بعض الرّوايات الصّحيحة عن أبي هريرة نفسه، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وابن مسعود، وغيرهم... انظر مثلاً:
صحيح البخاريّ (كتاب: الأذان، باب: فضل صلاة الجماعة) 1/263 رقم الحديث/41، 42، 43، وصحيح مسلم (كتاب: المساجد، باب: فضل صلاة الجماعة، وبيان التّشديد في التّخلّف عنها) 1/449 451.(8/19)
وَعِشْرِيْنَ دَرَجَةً".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "اتّفق الشّيخان على إِخراج هذا الحديث في كتابيهما،/ج[11/أ] فرواه البخاريُّ عن مُسدَّد(1)، ورواه مُسلم عن أَبي بكر بن أَبي شيبة، وَأَبي كريب محمَّد بن العلاء(2)، ثلاثتهم عن أَبي معاوية، فكأَنَّ شيخنا سمعه منهما".
__________
(1) صحيح البخاريّ (كتاب: الصّلاة، باب: الصّلاة في مسجد السّوق) 1/205 رقم الحديث/136.
وهذا الحديث في الأصل قطعة من حديث فيه طول، فرّقه البخاريّ في عدّة مواضع من صحيحه مطوّلاً، ومختصرًا ولم يورد فيه قوله: "صلاة الرّجل.." الحديث إلاّ في خمسة مواضع:
أولها: الّذي تقدّم أعلاه.
والثّاني في: (كتاب: الأذان، باب: فضل صلاة الجماعة) 1/263 رقم الحديث/43 عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد،
والثّالث: في: (كتاب: البيوع، باب: ما ذكر في الأسواق) 3/138 ورقمه/70 عن قتيبة عن جرير، كلاهما عن الأعمش به، بنحوه، مطوّلاً.
والرّابع، والخامس: في: (كتاب: التّفسير، باب: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}) 6/160 ورقمه/238 عن عبد الله بن محمَّد عن عبد الرّزّاق عن معمر، وَ: (كتاب: الأذان، باب: فضل صلاة الفجر في جماعة)1/264 ورقمه/44عن أبي اليمان عن شعيب كلاهما عن الزُّهريّ عن أبي سلمة، وابن المسيّب،كلاهما عن أبي هريرة به، بنحوه، مطوّلاً أيضا .
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/522 .
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: فضل صلاة الجماعة، وانتظار الصّلاة) 1/459.
وانظر: باب: (فضل صلاة الجماعة، وبيان التّشديد في التّخلّف عنها) 1/449 450.(8/20)
[67]- أَخبرنا أَبو الحسن أَحمد بن محمَّد بن أَحمد بن موسى بن هارون بن الصَّلت الأَهوازيّ(1) قال: أَخبرنا أَبو العبَّاس أَحمد بن محمَّد بن سعيد بن عُقْدَة الهَمْدَانيّ(2)/د[21/أ] قال: أَخبرني/أ[23/ب] يونس بن سَابق(3) قراءةً قال: حدَّثنا حَفْص بن عُمر الأبُلّيّ(4) قال: ثنا عبد الملك بن الوليد بن مَعْدَان(5)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/53.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/543.
(3) البغداديّ (وعدّه الحافظ في: لسان الميزان 6/332: كوفيا)...
شيخ لا يروي عنه إلاّ ابن عقدة، قال الدّارقطنيّ (كما في: تأريخ بغداد 14/353): "لا يُعرف في الدنيا، ولا يُدرى من هو".
وقال الحافظ في: (لسان الميزان): "لا يعرف من هو".
(4) بضمّ همزة، وموحدة، وشدّة لام وفي (ج): "الأيليّ" بفتح الألف، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وما أثبتّه من (أ)، وهو الصّحيح.
وهو: حفص بن عمر بن ميمون (ويقال: ابن دينار)، أبو إسماعيل، البصريّ ... قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/183): "كان شيخا كذّابا". وقال العقيليّ في: (الضّعفاء 1/275) وقد ساق بعض مناكيره : "هذه كلّها بواطيل، لا يتابع عليها، وحفص بن عمر هذا يحدّث عن شعبة، ومسعر، ومالك بن مغول، والأئمة بالبواطيل". وذكره ابن عديّ في: (الكامل 2/390) وقال: ".. وأحاديثه كلها إمّا منكر المتن، وإمّا منكر الإسناد، وهو إلى الضّعف أقرب".
وانظر: المجروحين لابن حبّان (1/258) مع ملاحظة أنّه عَدّ الأبليّ هذا، والحَبطيّ واحدًا،والصّحيح التّفريق بينهما والميزان (2/84) ت/2132.
(5) الضُّبَعِيّ بفتح الضّاد المعجمة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها العين المهملة البغداديّ... قال ابن معين في رواية عنه (كما في: الجرح والتّعديل 5/374 ت/1745): (صالح).
وضعّفه: أبو حاتم (كما في: الموضع المتقدّم نفسه من الجرح والتّعديل)، والبخاري في: (التأريخ الكبير 5/436)، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 18/432)، وابن حبّان في: (المجروحين 2/135)، وابن عديّ في: (الكامل 5/308)، وغيرهم.
وقال الحافظ في:(التّقريب ص/366 ت/4227):(ضعيف، من السّابعة).
روى له: ت، ق. وانظر: المغني للذّهبيّ (2/409) ت/3850، وكشف الأستار للسّندهيّ (ص/69).(8/21)
، وَسَلاَّم بن سُليمان القارئ(1) عن عاصم بن بهدلة(2) عن زِرّ بن حُبيش(3) عن حذيفة ابن اليمان قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما: "إِنَّ فَاْطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَاْ، فَحَرَّمَهَا اللهُ، وَذُرّيَتَهَا عَنْ الْنَّارِ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "كذا روى هذانِ(4) هذا الحديث عن عاصم عن زِرٍّ عن حذيفة، وخالفهما: عمرو بنُ غياث(5)
__________
(1) المزنيّ، أبو المنذر، الكوفيّ...
عدّه أبو داود (كما في: سؤالات الآجرّيّ له 3/309 ت/463)، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 4/259 ت/1119)، والسّاجيّ (كما في: طبقات القرّاء 1/133 ت/49)، وابن حبّان في: (الثّقات 6/416)، والذّهبيّ في: (طبقات القرّاء 1/133) صدوقا.
وضعّفه ابن معين (كما في: سؤالات ابن الجنيد ص/131، ورواية الدّقّاق عنه ص/117 ت/379). وقال الحافظ في: (التّقريب ص/261 ت/2705): "صدوق يهم". روى له: ت، س. ومات سنة: إحدى وسبعين ومائة.
(2) هو: ابن أبي النّجود، تقدّمت ترجمته... انظر ص/698.
(3) تقدّمت ترجمته أيضاً ... انظر ص/698 - 699.
(4) أي: عبد الملك بن الوليد، وَسلاّم بن سليمان... وروى الحديث من طريقهما أيضا ابن شاهين في: (فضائل فاطمة ص/25 رقم الحديث/11) عن ابن عقدة به كما هنا .
(5) ويقال: عمر الحضرميّ، الكوفيّ...
قال البخاريّ في: (التأريخ الكبير 6/185 ت/2117): "منكر الحديث، ولم يذكر سماعا من عاصم".
وقال مرّة (كما في: الضّعفاء للعقيليّ 3/184): "في حديثه نظر".
واتّهمه ابن حبّان في: (المجروحين 2/88) فقال: "يروي عن عاصم ما ليس من حديثه إن سمع من عاصم ما روى عنه ولعلّه سمعه في اختلاط عاصم؛ لأنّ عاصما اختلط في آخر عمره، فإن سمع منه ما روى عنه قبل الاختلاط فالاحتجاج بروايته ساقط ممّا تفرّد [به] ممّا ليس من حديثه". وقال الدّارقطنيّ في: (العلل 5/66): "وهو من شيوخ الشّيعة".(8/22)
فرواه عن عاصم عن زِرٍّ(1) عن عبدالله(2) عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما.
ذكر ذلك معاوية بن هشام(3) عن عمرو(4)
__________
(1) قوله: "عن زر" سقط من: (د).
(2) هو: ابن مسعود رضي الله عنه .
(3) القصّار بفتح القاف، وتشديد الصّاد، وفي آخرها الرّاء أبو الحسن الكوفيّ... صدوق له أوهام.
روى له: خت، م، 4. ومات سنة: أربع أو خمس ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/403)، والثّقات لابن حبّان (9/166)، والتّقريب (ص/538) ت/6771.
(4) كذلك رواه: البزّار في: (المسند 5/223 224 رقم الحديث/1829)، والعقيليّ في: (الضّعفاء 3/184) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/422) ، والطّبرانيّ في: المعجم الكبير (22/406 407 ورقمه/1018، 3/41 ورقمه/2625)، وابن عديّ في: (الكامل 5/58) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في الموضوعات (1/422)، والحاكم في: (المستدرك 3/152)، وأبو نعيم في: (الحلية 4/188)، وتمّام في: (الفوائد 1/155 ورقمه/357) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخ دمشق (17/386 ب) كلّهم من طرق عن معاوية بن هشام به، بعضهم بمثله، وبعضهم بنحوه... قال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلمه رواه عن عاصم عن زرّ عن عبد الله إلاّ عمرو بن غياث، وعمرو هذا كوفيّ لم يُتابع على هذا الحديث، وقد رواه غير معاوية عن عمرو بن غياث عن عاصم عن زرّ مرسلاً".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه"، وتعقّبه الذّهبيّ في تلخيصه، فقال: "بل ضعيف، تفرّد به معاوية، وفيه ضعف، عن ابن غياث، وهو واه بمرّة".
وقال أبو نعيم: "هذا غريب من حديث عاصم، تفرد به معاوية".
ولعلّ مرادهما أنّه تفرّد به عنه مرفوعا، أو موقوفا على ابن مسعود، لا أنّه تفرّد بروايته عن عاصم، إذ قد تابعه أبو نعيم كما سيأتي .
وخالف أحمدُ بن موسى الأزديّ أصحابَ معاوية بن هشام، فرواه عنه من قول عبد الله موقوفا عليه.. كذلك رواه العقيليّ في: (الضّعفاء 3/184) عن محمَّد بن عمّار بن عطية عنه به، وقال: "وهذا أولى" وكان قد ذكر المرفوع قبله ... والأزديّ لم أقف على ترجمة له.(8/23)
.
وخالفهم: أَبو نعيم الفضل بن دُكَين فرواه عن عمرو بن غياث عن عاصم عن زِرٍّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما(1) [مرسلاً](2).
وقول أبي نعيم أشبه بالصّواب(3)
__________
(1) رواه كذلك: ابن عديّ في: (الكامل 5/59) عن عمر بن سنان عن أحمد ابن عثمان بن حكيم،
وَتمّام في: (الفوائد 1/155 رقم الحديث/358) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخ دمشق (17/386 ب) عن خيثمة بن سليمان عن أبي عمرو ابن أبي عزرة، كلاهما عن أبي نعيم به.
(2) زيادة من: (ج)، (د).
(3) لثقته، وإتقانه... وهذه تقوية نسبيّة لطريق أبي نعيم مقابل طرق الحديث الأخرى، إذ الحديث لا يصحّ لا مرفوعا، ولا موقوفا، ولا مرسلاً، فهو من حديث حذيفة كما هنا فيه: ابن عقدة متكلّم فيه، وشيخه يونس بن سابق مجهول، وحفص ابن عمر أطلق أبو حاتم فيه الكذب، وابن أبي النّجود صدوق له أوهام.
وهو ممّا تقدّم من طرق عن ابن مسعود مدارها على عمرو بن غياث، وهو منكر الحديث، واتّهمه ابن حبان، أضف إلى ذلك أنّه من شيوخ الشّيعة، والحديث ممّا يوافق بدعته، وهذا ممّا يزيده وهنا على وهن...
وتابع عمرًا في روايته عن عاصم: تَلِيد بفتح، ثمّ كسر بن سليمان الأعرج، روى حديثه ابن شاهين في: (فضائل فاطمة ص/26 رقم الحديث/12) عن ابن عقدة عن محمَّد بن عبيد بن عتبة عن محمَّد بن إسحاق البلخيّ عن تليد به بمثله...وفيه إضافة لابن عُقْدة : محمَّد بن إسحاق البلخيّ، ضعيف لا يوثق به (انظر: تأريخ بغداد 1/234 236).
وَتليد بن سليمان ضعيف، ترك بعضهم الرّواية عنه، وهو مع ذلك رافضيّ يشتم أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وروى في فضل أهل البيت عجائب وهذا منها ... (انظر: المجروحين لابن حبّان 1/204، وتهذيب الكمال 4/320 ت/798).
هذا، وللحديث شاهد رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 11/210 ورقمه/11685) عن أحمد بن مابهرام الأيذجيّ عن محمَّد بن مرزوق عن إسماعيل بن موسى الأنصاريّ عن صيفيّ بن ربعيّ عن عبد الرّحمن بن الغسيل عن عكرمة عن ابن عبّاس مرفوعا، بنحوه...
والأيذجيّ لم أجد له ترجمة إلاّ في: (الأنساب للسّمعانيّ 1/237) وَ(معجم البلدان لياقوت 1/288) ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وإسماعيل بن موسى مجهول (كما نقله ابن أبي حاتم في:الجرح 2/196) عن أبيه.
ومِمّا سبق يتبين أنّ الحديث ضعيف جدّاً من حديث حذيفة، ولايصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حديث ابن عبّاس، أوغيره والله أعلم .(8/24)
والله أعلم".
[68]- أَخبرنا أَبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزَّال(1) قال: حدَّثنا أبو جعفر محمَّد بن عمرو البختريّ الرَّزَّاز(2) إملاءً قال: حدَّثنا أبو قِلابَة عبد الملك/ج [11/ب] بن محمَّد(3) قال: ثنا أَبو نعيم(4)، وَمسلم بن إِبراهيم(5) قالا: حدَّثنا عُمر بن فَرّوخ(6) القَتَّاب(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/58.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/537.
(3) ابن عبد الله الرّقاشيّ بفتح الرّاء، والقاف المخفّفة، وفي آخرها شين معجمة البصريّ، ثمّ البغداديّ، وكان يكنّى أبا محمَّد أيضا فغلب عليه أبو قلابة.
قال الدّارقطنيّ (كما في سؤالات الحاكم له ص/131 ت/150): "صدوق، كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، لا يحتجّ بما ينفرد به".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/365 ت/4210): "صدوق يخطئ، تغيّر حفظه لمّا سكن بغداد). روى له: ق. ومات سنة: ستّ وسبعين ومئتين. وانظر: الثّقات لابن حبّان (8/391)، وتأريخ بغداد (10/425) ت/5584.
(4) هو: الفضل بن دكين.
(5) الأزديّ، الفراهيديّ، مولاهم، أبو عمرو، البصريّ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وعشرين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (8/180 181) ت/788، وتأريخ الثّقات (ص/427) ت/1567، وتهذيب الكمال (27/487) ت/5916.
(6) بفتح الفاء، وتشديد الرّاء المضمومة، وآخره خاء معجمة.
(7) العبديّ، أبو حفص البصريّ... وثّقه ابن معين (كما في: تأريخ الدّوريّ عنه 2/433)، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 6/128 ت/699)، وابن شاهين في: (تارخ أسماء الثّقات ص/200 ت/688)، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/442).
وذكره ابن عديّ في: (الكامل 5/65 66) وساق له حديثين عن حبيب ابن الزّبير هذا أحدهما وقال: "لم يحضرني له غير هذين الحديثين، وما أظنّ أنّ له غيرهما إلاّ اليسير". وقال البيهقي في: (السّنن الكبرى 5/340): "ليس بالقويّ". وقال الحافظ في: (التّقريب ص/416 ت/4955): "صدوق ربّما وهم، من السّابعة". روى له: مد.(8/25)
عن عكرمة قال: رَأَيْتُ رَجُلاً يُصَلِّي، يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ، وَرَفْعٍ، وَقِيَاْمٍ، وَقُعُوْدٍ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لاِبْنِ عَبَّاْسٍ فَقَاْلَ: "مَاْ أَمَاْطَ(1) عَنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "كذا روى هذا الحديث أَبو جعفر الرَّزَّاز.
وعُمر بن فرّوخ إنّما يروي هذا الحديث عن حبيب بن الزُّبير(2)
__________
(1) في (أ): "ما أناط" بالنّون ، وما أثبتّه من (ج)، وهو الصّحيح.
والمراد: ما تنحّى. انظر: النّهاية (باب: الميم مع الياء) 4/380 381.
(2) ابن مُشْكان بضمّ الميم، وسكون المعجمة الهلاليّ، مولاهم، الأصبهانيّ، أصله من البصرة... ثقة.
روى له: مد. ومات ما بين سنة: إحدى وعشرين، وَثلاثين بعد المائة.
انظر: العلل ومعرفة الرّجال للإمام أحمد (2/530) ت/3503، وتأريخ أسماء الثّقات لابن شاهين (ص/98) ت/221، وتأريخ الإسلام للذّهبيّ (121 140ه) ص/72، والتّقريب (ص/150) ت/1090.
والحديث هكذا رواه ابن عديّ في: (الكامل 5/65 66) عن محمَّد بن حمدون ابن خالد عن إسحاق بن إبراهيم الجرجانيّ عن عفّان بن سيّار البصريّ عن عمر بن فرّوخ عن حبيب بن الزّبير به، بنحوه.
هذا، والحديث بسنديه ضعيف.. ففي الأوّل: أبو قلابة كثير الخطأ، وقد اختلط، والبختريّ إنّما سمع منه بعد الاختلاط (كما في: الكواكب النّيّرات ص/313)، وعمر بن فرّوخ لا يعرف له من الحديث إلاّ القليل، ومع ذلك فقد تكلّم فيه، واتّهم بالوهم كما تقدّم ص/761 .
وفي الثّاني إضافة إلى ابن فرّوخ : تلميذه عفّان بن سيّار ضعيف... (انظر: التأريخ الكبير للبخاريّ 7/72 ت/329، وَالضّعفاء لأبي زرعة 2/367، وَديوان الضّعفاء للذّهبيّ ص/277 ت/2850).
إلاّ أنّ حبيب بن الزّبير توبع في روايته لهذا الحديث عن عكرمة، تابعه قتادة بن دعامة، وأبو بشر جعفر بن إياس، أخرج روايتهما البخاريّ في صحيحه (كتاب: الصّلاة، باب: إتمام التّكبير في السّجود، وَباب: التّكبير إذا قام من السّجود) 1/312 رقم الحديث/175، 176 بنحوه، وبه يرتقي إسناد حديثه إلى درجة الحسن لغيره والله تعالى أعلم .(8/26)
عن عكرمة./أ[24/أ]
وَليس في رواة العلم من يقال له القَتَّاب بتاء قبل الأَلف معجمة بنقطتين من فوقها، وباءٌ بعده منقوطة بواحدة غير هذا .
وَكان يبيع الأقتاب(1).
وَله نظير في الصُّورة هو: مُحْرِز(2) القَتَّات(3)، وزاذان(4) أبو يحيى القتَّات(5)، والحسين بن جعفر بن حبيب القَتَّات(6)،
وأَخوه محمَّد(7) و[كلّ](8) ذلك بتائَين كلّ واحدة منهما منقوطة باثنتين من فَوْقها.
__________
(1) جمع: (قِتْب) وَ (قَتَب)، وهو: رَحْل صغير، يوضع على ظهر البعير، على قدر السّنام. انظر: لسان العرب (حرف: الباء، فصل: القاف) 1/660661، والقاموس المحيط (باب: الباء، فصل: القاف) ص/157.
(2) بضمّ الميم، وسكون الحاء المهملة، وكسر الرّاء المهملة أيضا .
(3) هذه النّسبة إلى بيع: "القَتّ"، وهو: نوع من الكلأ، تُسمّن به الدّواب.
انظر: الأنساب للسّمعانيّ (4/448).
ولمحرز هذا ذكر في: (المؤتلف للدّارقطنيّ 4/1925)، و(الإكمال 7/94).
(4) بزاي، وذال معجمة، وآخره نون ويقال: دينار، ويقال: عبد الرّحمن بن دينار، ويقال غير ذلك، والأوّل أشبه كما قاله السّمعانيّ في: (الأنساب 4/448).
له ترجمة في: التأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/731)،والإكمال لابن ماكولا (7/94)، وتهذيب الكمال (4/401) ت/7699،وغيرهما.
(5) تأخّر هذا الاسم عن الّذي بعده في: (د).
(6) يروي عن: عبد الحميد بن صالح، ومنجاب بن الحارث، ويزيد بن مهران.
ويروي عنه: الطّبرانيّ. انظر: المؤتلف والمختلف للدّارقطنيّ (4/1925)، والمشتبه للذّهبيّ (2/519)، وتبصير المنتبه لابن حجر (3/1150).
(7) أبو عمر، كوفي يروي عن: أحمد بن يونس، وأبي نعيم، ومنجاب بن الحارث أيضا. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو بكر الجعابيّ، والطبرانيّ، وغيرهم.
مات ببغداد سنة: ثلاثمائة.انظر: تأريخ بغداد (2/129) ت/522، والإكمال (7/95)، والأنساب (4/448)، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (2/421).
(8) زيادة من: (ج)، (د).(8/27)
ولهم نظير آخر هو: عبد الله بن محمَّد القَبَّاب(1) الأَصفهانيّ(2) ببائَين كلّ واحدةٍ منهما معجمة بنقطةٍ واحدة".
[69]- أَخبرنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد الفرضيّ(3) قال: حدَّثنا أَبو محمَّد عبد الله بن إِسحاق الجَوْهريّ المِصْريّ(4) قال: حدَّثنا بكّار بن قتيبة(5)
__________
(1) هذه النّسبة إلى عمل: (القباب) الّتي هي كالهوادج.
انظر: الأنساب للسّمعانيّ (4/438).
(2) أبو بكر المقرئ، مسند أصبهان في وقته... يروي عن: عبد الله ابن محمَّد بن سلام، وعبد الله بن محمَّد بن النّعمان، وابن أبي عاصم، وغيرهم.
وعنه: أبو نعيم، وأبو إسحاق البرمكيّ، وأبو بكر المعدّل، وغيرهم.
مات سنة: سبعين وثلاثمائة.
انظر: ذكر أخبار أصبهان (2/52) ت/1056، والمشتبه للذّهبيّ (2/519)، والسّير (16/257)، وتبصير المنتبه لابن حجر (3/1149).
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(4) هو: عبد الله بن أحمد بن إسحاق، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/592.
(5) ابن أسد بن عبيد الله الثّقفيّ،أبو بكرة، البصريّ، القاضي... ثقة.
مات سنة: سبعين ومئتين. انظر: ذيل تأريخ ولاة مصر وتسمية قضاتها لابن برد (ص/361)، والسّير (12/599)، وحُسْن المحاضرة (1/463).(8/28)
قال: حدَّثنا أَبو داود الطَّيالسيّ قال: حدَّثنا [شعبة](1) عن عمرو بن مُرَّة(2) [عن مرّة(3)](4) عن الرَّبيع ابن خُثَيْم(5) في قول الله تعالى: {اتَّقُواْ اللهَ حقَّ تُقَاْتِهِ}(6) قال: "[حَقَّ تُقَاْتِهِ](7):/(ج[12/أ]) أَنْ ُيطَاعَ فَلاَ يُعْصَى، وَأَنْ يُشْكَرَ فَلاَ يُكْفَرُ، وَأَنْ يُذْكَرَ فَلاَ يُنْسَى"(8)
__________
(1) لحق بحاشية: (أ).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/590.
(3) ابن شراحيل الهمذانيّ، البكيليّ بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وكسر الكاف، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها أبو إسماعيل، الكوفيّ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ستّ وسبعين. انظر: الجرح والتّعديل (8/366) ت/1668، وتهذيب الكمال (27/379) ت/5865، والتّقريب (ص/525) ت/6562.
(4) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج).
(5) بضمّ المعجمة، وفتح المثلّثة ابن عائذ الثّوريّ، أبو يزيد، الكوفيّ... ثقة عابد. روى له: خ، م، قد، ت، س، ق. ومات سنة: إحدى وستّين على الصّحيح . انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/182)، وغاية النّهاية لابن الجزريّ (1/283) ت/1263، والتّقريب (ص/206) ت/1888.
(6) من الآية: (102) من سورة: آل عمران.
(7) زيادة من: (ج).
(8) رواه أيضا : ابن جرير الطّبريّ في: تفسيره (7/66 ورقمه/7547) عن المثنّى (هكذا، ولعلّه: ابن المثنّى) عن أبي داود الطّيالسيّ به..
وهذا إسناد حسن.
ورواه أيضا (7/66) ورقمه/7546 عن ابن المثنى (هو: الزّمن) عن يحيى بن سعيد (هو: القطّان) عن شعبة به، وإسناده صحيح.
وجاء نحوه عن: ابن مسعود موقوفا عند ابن المبارك في: (الزّهد 1/118 ورقمه/20)، وعبد الرّزّاق في: (تفسير القرآن 1/129)، وابن أبي شيبة في: (المصنّف 8/163 ورقمه/38)، وابن جرير في تفسيره (7/65 ورقمه/7536 7543)، وابن أبي حاتم في تفسيره (2/446 رقم/1079)، وأبي نعيم في: (الحلية 7/238) وهو صحيح من قوله.
وروي من طريقه مرفوعا عند ابن مردويه (عزاه إليه ابن كثير في تفسيره 1/396)، وأشار إليه أبو نعيم في: (الحلية 7/238) وأعلّه برواية الجماعة له موقوفا، وقال ابن كثير: "والأظهر أنّه موقوف والله أعلم".
وعن: ابن عبّاس موقوفا عند ابن مردويه (عزاه إليه السّيوطيّ في: الدّر المنثور 2/59) بسنده عن ابن جريج عن عطاء مرفوعا، ولكن لا يصحّ، في سنده: عبد الغنيّ ابن سعيد، ضعّفه ابن يونس (كما في: الميزان 3/356)، وموسى بن عبد الرّحمن قال فيه ابن حبّان في: (المجروحين 2/242): "دجّال، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس كتابا في التّفسير". وانظر: الكافي الشّافِ لابن حجر (ص/29) رقم/244
وعن: عكرمة عند عبد بن حميد في مسنده (عزاه إليه السّيوطيّ أيضا في: الدّر المنثور)،
وعن: مُرّة بن شراحيل، أشار إليها ابن أبي حاتم في تفسيره (2/446)،
وعن: عمرو بن ميمون عند ابن جرير في تفسيره (7/66 ورقمه/7544، 7548) وإسناده حسن بشواهده،
وعن: الحسن البصريّ، عند ابن جرير في تفسيره (7/67 ورقمه/7549)، وأشار إليه ابن أبي حاتم (2/447) وهو حسن،
وعن: طاوس عند ابن جرير أيضا في تفسيره (7/67 ورقمه/7548)، وأشار إليه ابن أبي حاتم (2/447).
وعن: السّديّ، وقتادة عند ابن جرير أيضاً (7/67 رقم/7550، 7551)، وأشار إليها ابن أبي حاتم (2/447). وأثر قتادة رواه أيضا عبد الرّزّاق في تفسيره (1/128) عن معمر عنه به مختصرًا، وأشار إليه ابن أبي حاتم في تفسيره أيضا من قول إبراهيم التّيميّ، وَأبي سنان (انظره: 2/447) والله تعالى أعلم .(8/29)
.
[70]- أَخبرنا أَبو بكر محمَّد بن أَحمد الطُّوسيّ(1) قال: حدَّثنا أبو العبَّاس محمَّد بن يَعْقوب الأَصمّ(2) قال: أَخبرنا العبَّاس بن الوليد(3) قال: أخبرني أَبي(4) قال: سمعت الأَوزاعيّ يقول: [سمعت](5) يحيى بن أَبي كثير(6) يقول: "أَفْضَلُ الْعَمَلِ: الْوَرَعُ، وَخَيْرُ الْعِبَاْدَةِ: التَّوَاضُعُ"(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/256 .
(3) ابن مَزْيد بفتح الميم، وسكون الزّاي، وفتح المثنّاة التّحتيّة العُذْريّ بضمّ المهملة، وسكون المعجمة أبو الفضل، البيروتيّ... صدوق، عابد.
روى له: د، س. ومات سنة: تسع وستّين ومئتين وقيل بعدها .
انظر: الجرح والتّعديل (6/214 215) ت/1178، والثّقات لابن حبّان (8/512)، والتّقريب (ص/294) ت/3192.
(4) ثقة، كان الأوزاعيّ شيخه هنا يقول (كما في: تهذيب الكمال 31/83): "ما عُرِضَتْ فيما حُمِلَ عنّي أصحّ من كتب الوليد بن مزيد".
روى له: د، س. ومات سنة: ثلاث ومئتين.
انظر: المؤتلف والمختلف للدّارقطنيّ (4/2036)،والإرشاد للخليليّ (ص/129)، والكاشف (2/355) ت/6092.
(5) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج)، (د).
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/509.
(7) الأثر رواه: الأصمّ في: (حديثه [2/8 أ]) ومن طريقه البيهقيّ في: (الشّعب 6/278 ورقمه/8149) ، وإسناده حسن إلى ابن أبي كثير.
ورواه أيضا :أبو نعيم في: (الحلية 3/68) عن محمَّد بن معمر عن عبدالله ابن الحسن عن يحيى بن عبد الله عن الأوزاعيّ به، بنحوه...
ويحيى بن عبد الله (هو: ابن الضّحّاك البابُلّتيّ) ضعيف... (انظر: الكامل 7/250، والكاشف 2/369 ت/6197).
وجاء نحو هذا مرفوعا إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ... فروى ابن عديّ في: (الكامل 4/98)، والطّبرانيّ في: (الأوسط 4/568 569 رقم/3972)، وأبو نعيم في: (الحلية 2/211)، والحاكم في: (المستدرك 1/92 93) ومن طريقه: البيهقيّ في: (المدخل ص/303 رقم/454، والزّهد الكبير ص/309 رقم/821، والآداب ص/508 509 رقم/1149)، وابن الجوزيّ في: العلل المتناهية (1/76 رقم/76) نحوه من طرق عن خالد بن مخلد القطوانيّ عن حمزة الزّيّات عن الأعمش عن مصعب بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم به، بنحوه...
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه"، ووافقه الذّهبيّ في التّلخيص، وحسّنه المنذريّ في: (التّرغيب 1/93).
وأورده السّيوطيّ في: (الجامع الصّغير 2/214 رقم/5864) ورمز له بالصّحّة.
ولكن في سنده: خالد بن مخلد (وهو: القطوانيّ) له أفراد (كما في: التّقريب ص/190 ت/1677)، والزّيّات له أوهام، ولم يرو له البخاريّ في صحيحه شيئا (كما في: التّقريب أيضا ص/179 ت/1677).
ولطرف الحديث الثّاني شاهد صحيح موقوف أيضا على عائشة رضي الله عنها رواه: وكيع في: (الزّهد 2/463 ورقمه/213) ومن طريقه: ابن أبي شيبة في: المصنّف (8/192 ورقمه/5)، وأحمد في: الزّهد (ص/241 ورقمه/912)، والبيهقيّ في: المدخل (ص/334 ورقمه/540)، والأصبهانيّ في: التّرغيب والتّرهيب (1/374 ورقمه/644) وابن المبارك في: (الزّهد 1/354 ورقمه/376) ومن طريقه: النّسائيّ في: كتاب المواعظ من السّنن الكبرى (كما في: تحفة الأشراف 11/384 ورقمه/16039)، وابن حجر في: الأمالي المطلقة (ص/96)، وأبو حاتم في: (الزّهد [1/ب]) عن أبي نعيم الفضل بن دكين،
وأبو داود في: (الزهد ص/286 ورقمه/338) عن يزيد بن خالد بن يزيد عن أبي معاوية،
والسّهميّ في: (تأريخ جرجان ص/47) من حديث الفضل بن دكين،
والبيهقيّ في: (الشّعب 6/278 ورقمه/8148) من حديث حفص بن غياث، كلّهم عن مسعر عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن الأسود بن يزيد عن عائشة به، بعضهم بمثله، وبعضهم بنحوه.
إلاّ أنّ في إسناد ابن المبارك: عن سعيد بن أبي بردة عن الأسود، دون قوله: عن أبيه، ولعلّه حدّث سقط في الإسناد، وهو على الصّواب في: الحلية لأبي نعيم (2/46 47) من طريق عبد الحميد بن صالح عنه وعن أبي معاوية، والله أعلم .
ورواه أبو نعيم في: (الحلية 7/240) ومن طريقه: ابن حجر في: الأمالي المطلقة (ص/96) عن سليمان بن أحمد عن الحسين بن محمَّد العجل عن محمَّد بن منصور عن علي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك به مرفوعا، بنحوه، وقال: "تفرّد برفعه ابن المبارك عن مسعر، ورواه أبو معاوية، ووكيع فلم يرفعاه".
وقال الدّارقطنيّ في: (العلل 5/61 ب): "وقد رفعه رجل، ووهم على مسعر".
فيظهر من هذا أنّ ابن المبارك حدّث به على الوجهين مرفوعا، وموقوفا لحال ابن شقيق في الرّواية عنه، إلاّ أنّ المحفوظ والمشهور عنه الرّواية بالوقف كما قاله الحافظ في: (أماليه المطلقة ص/96)، وهي الموجودة في كتابه، واتّفق اثنان في روايتها عنه كذلك.
أمّا الرّواية عنه بالرّفع فهي وهم. كما صرّح به الدّارقطنيّ، وأشار إليه أبو نعيم والله أعلم .
هذا، ورواه الفرات بن خالد عن مسعر عن سعيد بن أبي بردة عن عائشة، ولم يذكر الأسود، والقول من قال: عن الأسود... (انظر: العلل للدّارقطنيّ 5/61 ب، والعلل المتناهية لابن الجوزيّ 2/812 رقم الحديث/1359).
وجاء نحوه مختصرًا عند ابن أبي شيبة في: (المصنّف 8/192 ورقمه/8) موقوفا عليها بسند حسن.
ورواه هنّاد بن السّريّ في: (الزّهد 2/467 ورقمه/940) بسنده عن أبي إسحاق (هو: السّبيعيّ) قال: أُخبرت أنّ عائشة قالت... فذكره.
وهذا منقطع، أبو إسحاق مدلّس، ولم يسمع من عائشة رضي الله عنها .
وروى نحوه ابن عبد البر في: (الجامع 1/111 رقم/100) بسنده عن بشر ابن إبراهيم عن خليفة بن سليمان عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي هريرة به، مرفوعا... وبشر وضّاع (انظر: لسان الميزان 2/18 ت/66).
ورواه ابن الجوزيّ في: (العلل 1/77 رقم/78) بسنده عن عبد الرّحمن بن قريش عن مالك بن وابص عن أبي مطيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به، مرفوعا أيضا ... قال ابن الجوزيّ: "هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ...".
وهو كما قال فإنّ ابن قريش متّهم (كما في: الميزان 3/296 ت/4941)، وأبو مطيع متروك (انظر:لسان الميزان 2/334 ت/1369)، ومالك بن وابص لم أقف على ترجمة له.
وروى نحوه أيضا : الطّبرانيّ في: (الكبير 11/32 رقم/10969)، وابن عديّ في: (الكامل 3/455) ومن طريقه ابن الجوزيّ في: العلل المتناهية (1/76 77 رقم/77) والقضاعيّ في: (الشّهاب 1/59)، والخطيب في: (التأريخ 4/436)، وابن عبد البر في: (الجامع 1/112 ورقمه/101) كلّهم من طرق عن سوّار بن مصعب عن ليث عن طاوس عن ابن عبّاس يرفعه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ...
إلاّ أنّ فيه سوّار بن مُصعب، وهو متروك (انظر:لسان الميزان 2/128 ت/448).
وليث (هو: ابن أبي سُليم) متروك أيضا (انظر: التّقريب ص/464 ت/5685، وانظر ص/487).
وفي الباب أيضًا حديث ابن عمر يرفعه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : "أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع" رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 10/122 ورقمه/9260، والصّغير ص/392 393 ورقمه/1086) عن الوليد (هو: ابن حمّاد الرّمليّ) عن سليمان بن عبد الرّحمن عن خالد بن أبي خالد الأزرق عن محمَّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن الشّعبيّ عنه به.
قال في الأوسط: "لم يرو هذا الحديث عن الشّعبيّ إلاّ ابن أبي ليلى، ولا عن ابن أبي ليلى إلاّ خالد، تفرّد به سليمان بن عبد الرّحمن".
وهذا إسناد ضعيف، فيه: سليمان بن عبد الرّحمن (وهو: ابن بنت شرحبيل) صدوق يخطئ... (انظر: التّقريب ص/253 ت/2588).
وخالد بن أبي خالد صدوق اختلط قبل موته بعشر سنين، ولا يُدرى متى سمع منه سليمان... (انظر: التقريب ص/188 ت/1644، والكواكب النّيّرات ص/148 ت/18).
وابن أبي ليلى صدوق سيّء الحفظ جدًّا كما في: (التّقريب ص/493 ت/6081).
وللحديث شاهد من حديث حذيفة بن اليمان يرفعه: "فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع" رواه: الطّبرانيّ في: (الأوسط 4/568 رقم/6972)، والحاكم في: (المستدرك 1/92 93) والبيهقيّ في: (المدخل ص/303 رقم/455) وفيه: عبد الله بن عبد القدّوس، قال ابن معين (كما في: رواية ابن محرز عنه 1/207): "ليس بشيء". وذكره الدّارقطنيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/264 ت/320).
وانظر: الميزان (3/171) ت/4431.
وآخر من حديث ثوبان رضي الله عنه بمثله أيضا رواه: ابن عساكر في: (الأربعين ص/62 63)، وقال: "هذا حديث غريب من حديث أبي عبدالله... تفرّد به عنه سالم بن أبي الجعد.. لم نكتبه إلاّ من حديث أبي بكر إبراهيم ابن رستم.. عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم.." اه.
وابن رستم وثّقه ابن معين (كما في: الجرح والتّعديل 2/99 ت/274)، وفيه أنّ أبا حاتم قال: "ليس بذاك، محلّه الصّدق".
ورواه ابن سعد في: (الطّبقات 7/142)، وأبو خيثمة في (العلم ص/8 9 رقم/13)، والإمام أحمد في: (الزهد ص/343 رقم/1337)، ويعقوب ابن سفيان في: (المعرفة 2/82 83، 3/397)، والبيهقيّ في: (الشّعب 2/264 265 رقم/1704، 1706، والمدخل ص/304 رقم/457)، وابن عبد البر في: (الجامع 1/113 ورقمه/102، 1/116 ورقمه/104، 105) وغيرهم من طرق عن مطرّف بن الشّخّير موقوفا عليه من قوله، وهو صحيح عنه كما قاله البيهقيّ في: (المدخل ص/304)، وابن الجوزيّ في: (العلل 1/78).
ورواه وكيع في: (الزّهد 2/471 رقم/222) ومن طريقه: ابن أبي شيبة في المصنّف (6/187 رقم/4، 8/140 رقم/104)، وابن أبي الدّنيا في: الورع (ص/44 رقم/14)، وابن عبد البرّ في: الجامع (1/106 ورقمه/96) من حديث عمرو بن قيس الملائيّ بضمّ الميم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به... وهذا معضل؛ عمرو بن قيس عدّه الحافظ في السّادسة، ولا يثبت لأصحابها لقاء أحد من الصّحابة...(انظر: التّقريب ص/75، 426 ت/5100).
وخلاصة القول: الأثر صحيح موقوفا عن جماعة، وما ورد مرفوعا منه فإنّه لا يصحّ من طريق من طرقه، إلاّ أنّ طرق الأحاديث الثّلاثة الأولى صالحة لعضد بعضها البعض، فالحديث بالنّظر إلى مجموعها لا ينزل عن درجة الحسن لغيره على أقلّ أحواله، بل لا يبعد أن يكون صحيحا كما جزم به الألبانيّ في: (صحيح الجامع 1/265 رقم/3308، وصحيح التّرغيب والتّرهيب 1/103 ورقم/65)، وانظر: تحقيقه لكتاب العلم لأبي خيثمة (ص/9 رقم الحاشية/7).
هذا، وروى الإمام أحمد في: (الزّهد ص/95 رقم/312) نحو الشّطر الثّاني في الأثر عن هاشم (هو: ابن القاسم) عن الفرج بن فضالة عن أبي راشد (هو: التّنوخيّ) عن يزيد بن ميسرة عن عيسى عليه السّلام به...
والفرج ضعيف (كما في: التّقريب ص/444 ت/5383)، وابن ميسرة لعلّه: أبو زهران ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/620)، وأبو راشد لم أقف على ترجمة له والله تعالى أعلم .(8/30)
.
[71]- أَبنا(1) أَبو سهل محمود بن عمر بن جعفر العُكْبَري(2) قال: حدَّثنا أَبو صالح سَهْل بن إِسماعيل بن سَهْل الطَّرَسْوسيّ(3) قال: حدَّثنا أَبو عبد الله محمَّد بن نُصَيْر(4) قال: حدَّثنا إِسماعيل بن عمرو(5) قال: أَخبرنا الثَّوريّ قال: قال عِيْسى بن مَريم عليه/أ[24/ب] السّلام : "حُبُّ الْدُّنْيَا رَأُسُ كُلِّ خَطِيْئَةٍ"(6)
__________
(1) في (ج): (أنا)، وفي (د): (أخبرنا).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/58.
(3) بفتح الطّاء، والرّاء المهملتين، والواو بين السّينين المهملتين، الأولى منهما مضمومة، والثّانية مكسورة الجوهريّ... ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 9/121)، وذكر جماعة ممّن رووا عنه، وقال: "وكان ثقة".
(4) مصغّرًا ابن عبد الله بن أبان القرشيّ، المدينيّ...
ذكره أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 2/11 ت/1487)، وقال: (مأمون)، وقال الذّهبيّ في كتابيه: (السّير 14/138، وَالعبر 1/449): "وثّقه أبو نعيم الحافظ". مات سنة: خمس وثلاثمائة.
(5) ابن نجيح البجليّ مولاهم، أبو إسحاق الكوفيّ، ثمّ الأصبهانيّ...
ضعّفه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 2/190 ت/643)، وابن عديّ في: (الكامل 1/323)، والدّارقطنيّ (كما في: الميزان 1/239) وغيرهم. وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/100) وقال: "يغرب كثيرًا".
وقال الخطيب (كما في: التّهذيب 1/321): "صاحب غرائب، ومناكير عن الثّوريّ، وغيره". مات سنة: سبع وعشرين ومئتين.
وانظر: الضّعفاء للعقيليّ (1/86)، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشّيخ (1/71).
(6) الأثر رواه من طريق إسماعيل بن عمرو أيضا : أبو نعيم في: (الحلية 6/388) عن أبي محمَّد بن حيّان عن محمود بن أحمد الأصبهانيّ عنه به،مطوّلاً..
وإسماعيل ضعيف، صاحب مناكير عن الثّوريّ شيخه هنا ، وشيخ المهرواني أبو سهل العكبري فيه ضَعْف (كما تقدّم ص/55).
وتوبع إسماعيل في روايته له، تابعه: أبو داود عمر بن سعد الحفريّ (ثقة كما تقدّم ص/538)... فقد رواه الإمام أحمد في: (الزّهد ص/143 ورقمه/473)،
والبيهقيّ في: (الشّعب 7/323 ورقمه/10458، والزّهد الكبير ص/134 ورقمه/248) عن أبي الحسين بن بشران عن الحسين بن صفوان عن ابن أبي الدّنيا عن إسحاق بن إبراهيم (هو: ابن راهويه) كلاهما عنه به، مطوّلاً... وهذا إسناد صحيح إلى سفيان الثّوريّ.
وله ثلاث طرق أخرى...
أولاها: طريق وهيب المكّيّ، رواها: ابن أبي الدّنيا في: (ذم الدّنيا ص/26 ورقمها/33) عن محمَّد بن عليّ بن شقيق عن محمود بن العبّاس عن الحسن بن رشيد عنه عن عيسى عليه السّلام به...
وفيها: محمود بن العبّاس اتّهمه الذّهبيّ في: (الميزان 5/202 ت/8365)،
وانظر: الكشف الحثيث (ص/255) ت/758.
والحسن بن رشيد، قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/14 ت/46): "مجهول".
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 2/13 ت/1845): "فيه لين".
والثّانية: طريق بشر الحافي... رواها: ابن شاذان في: (فوائده [2/13 ب])، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/134 ورقمها/247) عن محمَّد ابن عبد الله، كلاهما عن أبي عمرو بن السّماك عن الحسن بن عمرو السّبيعيّ (أو: الشّيعيّ) عنه به...
وهذا الإسناد لا بأس به، ابن شاذان صدوق (كما في: تأريخ بغداد 7/279)، ومحمّد بن عبد الله هو: ابن أحمد البسطاميّ، يذكر بفقه، وحديث، وفضل... (انظر: الأنساب 3/59، وطبقات الشّافعيّة للسّبكيّ 4/151).
والثّالثة: رواها عبد الله بن الإمام أحمد في: (الزّهد ص/143 ورقمها/472) عن عبيد الله القواريريّ عن معاذ بن هشام عن أبيه عن بديل بن ميسرة عن جعفر بن جرفاس [هكذا، والصّحيح: برقان] أنّ عيسى بن مريم قال:... فذكره، بزيادة فيه. وهذا إسناد لا بأس به أيضا إلى ابن برقان.
ورواه ابن أبي الدّنيا في: (ذمّ الدّنيا ص/16 ورقمه/9) ومن طريقه: البيهقيّ في: الشّعب (7/338 ورقمه/10501) عن سريج بن يونس عن عبّاد بن العوّام عن هشام (هو: القردوسيّ) أو عوف (هو: ابن أبي جميلة الأعرابيّ) عن الحسن البصريّ به، مرفوعا، مرسلاً...
حسّن إسناده الحافظ ابن حجر (كما في: الدّرر للسّيوطيّ ص/108)، والسّخاوي في: (المقاصد ص/194)، وابن طولون في (الشّذرة ص/245)، وغيرهم.
ونقل المناويّ في: (الفيض 3/487) عن البيهقيّ قوله: "لا أصل له من حديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم"، وقال ابن تيميّة (كما في: مجموع الفتاوى 11/107): "ليس هذا محفوظا عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم"، وقال: (كما في: 18/123، وفي أحاديث القصّاص ص/58): "وأمّا عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فليس له إسناد معروف"، وبنحو ذلك قال العراقيّ في: (شرح التّبصرة 1/276). وقال السّيوطيّ في: (الحاوي 2/48): "رفعه وهم".
وحكم بوضعه: ابن الجوزيّ (كما في: الفيض 3/487 488)، ومثّل العراقيّ به في: (التّبصرة 1/274) للموضوع من كلام الحكماء، وتبعه على ذلك زكريا الأنصاريّ في: (فتح الباقي 1/274 275)، وقال الألبانيّ في: (السّلسلة الضعيفة 3/370): "موضوع" مع أنّه حكم عليه بالضّعف في مكان آخر كما سيأتي .
وتعقّب الحافظ ابن حجر (كما في: الدّرر للسّيوطيّ ص/108) بعض من قال بوضعه بأنّ ابن المدينيّ أثنى على مراسيل الحسن، والإسناد إليه حسن، وكذا فعل السّخاويّ في: (المقاصد ص/194)؛ لقول ابن المدينيّ: (مرسلات الحسن إذا رواها عنه الثّقات صحاح)، وتبعه ابن طولون في: (الشّذرة ص/246)، والفتّنيّ في: (تذكرة الموضوعات ص/173).
ومراسيل الحسن وإن كان أثنى ابن المديني، وأبو زرعة عليها (كما في: تهذيب الكمال 6/124) فقد قال الدّارقطنيّ (كما في: التّهذيب 2/270): "مراسيله فيها ضعف"، وقال العراقيّ في: (التّبصرة 1/276): "مراسيل الحسن عندهم شبه الرّيح".
ولذا حكم بضعفه الدّارقطنيّ (كما في الغمّاز على اللّمّاز ص/96 رقم/87)، والألبانيّ في (ضعيف الجامع ص/397 رقم/2682)، ولا أصل له من حديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كما تقدّم عن جماعة من أهل العلم.
ورواه ابن يونس في: تأريخ مصر (كما في: التّذكرة للزّركشيّ ص/122)، وابن عساكر في: (تأريخ دمشق 20/402) من طريق ابن لهيعة عن عقبة بن مسلم عن سعد بن مسعود قوله... وذكر ابن عساكر أنّ سعد بن مسعود تابعيّ، فقيه، صالح.
ولكن في السّند إليه: ابن لهيعة ضعيف، ولم يصرّح بالسّماع (انظر ص/581).
وعزاه الزّركشيّ في: (التّذكرة ص/122)، والسّخاوي في: (المقاصد ص/194)، وغيرهما إلى ابن أبي الدّنيا في: (مكائد الشّيطان) من قول مالك بن دينار.
وقال ابن تيميّة (كما في: مجموع الفتاوى 11/107، 18/123، وأحاديث القصّاص ص/58) إنّه معروف عن جندب بن عبد الله البجليّ رضي الله عنه.
وذكر المناويّ في: (الفيض 3/488) بأنّ الدّيلميّ أورده من حديث عليّ رضي الله عنه وبيّض لسنده.(8/31)
.
[72]- أَخبرنا أَبو القاسم عبد العزيز بن محمَّد بن نَصْر السُّتُوريّ(1) قال: حدَّثنا أَحمد بن الحسن بن محمَّد المِصْريّ(2) قال: حدَّثنا أَحمد بن بكر القراطيسيّ(3) قال: سمعت يحيى بن مُعَاذ(4) يقول: "كُنْتُ فِي بَعْضِ سِيَاْحَتِي، فَبَيْنَا أَنَا سَاْئِرٌ إِذْ أَنَاْ بِكُوْخٍ مِنْ قَصَبٍ/(د[22/أ]) فِي بَعْضِ الْبَوَاْدِي، فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ، فَإِذَاْ أَنَا بِرَجُلٍ مُبْتَلَى قَدْ أَكَلَ الدُّوْدُ [لَحْمَهُ](5) لَيْسَ فِيْهِ [شَيْءٌ](6) صَحِيْحٌ غَيْرَ لِسَانَهِ رَطِبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرَحِمْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: حَبِيْبِي، أَتُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبْرِئَكَ؟ فَاْنْتَفَضَ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِليَّ، وَقَاْلَ: يَاْ يَحْيَى بنُ مَعَاذٍ، وَإِنْ لَكَ عِنْدَهُ هَذِهِ الدَّالّةُ(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(2) أبو الفتح المالكيّ، المقرئ، الواعظ، المعروف بابن الحمصيّ... ترجم له الخطيب في: (تأريخه 4/90 ت/1733)، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وأورده الذّهبيّ في: (الميزان 1/92 ت/340)، وقال: "قيل: يتّهم بوضع الحديث، قاله الضّياء" اه.
وانظر: لسان الميزان (1/154) ت/491، والكشف الحثيث (ص/43) ت/36، وتنزيه الشّريعة (1/26) ت/100.
(3) بفتح القاف، والرّاء المهملة، وكسر الطّاء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، بعدها سين مهملة لم أقف على ترجمة له.
(4) أبو زكريّا الزّاهد، نزل الرّي، وانتقل عنها وسكن نيسابور...
له كلام جيّد، ومواعظ مشهورة. مات سنة: خمس وثمانين ومئتين. انظر: حلية الأولياء لأبي نعيم (10/51)، وتأريخ بغداد للخطيب (14/208) ت/7497، وصفة الصّفوة لابن الجوزيّ (4/83)، وطبقات الأولياء لابن الملقّن (ص/321).
(5) لحق بحاشية: (أ).
(6) زيادة من: (ج)، (د).
(7) من الإدلال: ما تدلّ به على حميمك، أو على من لك عنده منزلة.
انظر: النّهاية (باب: الدّال مع اللاّم) 2/130 131،ولسان العرب (حرف: اللاّم، فصل: الدّال المهملة) 11/247.(8/32)
، فَلِمَ لَمْ(1) تَسْأَلْهُ أَنْ يُبْغضَ إِلَيْكَ شَهْوَةَ الرُّمَّانِ، وَكُنْتَ قَدْ اعْتَقَدْتَ مَعَ اللهِ [تَبَاْرَكَ،/وَ](2) تَعَالَى تَرْكَ الشَّهَوَاْتِ، فَمَاْ قَدِرْتَ عَلَى تَرْكِ الرُّمَّان! قَاْلَ:/(ج[12/ب]) ثُمَّ قَاْلَ لِي: يَا يَحْيَى بنُ مُعَاذٍ، احْذَرْ أَنْ تَعْتَرِضَ بَيْنَ اللهِ [عَزَّ، وَجَلَّ](3)، وَبَيْنَ أَوْلِيَائِهِ فَتُفْتَضَحُ عِنْدَهُمْ"(4).
آخر الثّاني من الأَصْل
والحمد لله حقّ حمده، وصلواته على سيّدنا محمَّد النّبيّ، وآله، وأصحابه، وسلّم تَسْليما(5)./(أ[25/أ])
__________
(1) في (ج): (لا).
(2) لحق بحاشية: (أ).
(3) زيادة من: (ج)، (د).
(4) في سند القصة: أحمد بن الحسن المصريّ متهم، وأبوبكر القراطيسيّ لم أقف على ترجمة له، ولم أقف على هذه القصّة في غير هذا الكتاب والله تعالى أعلم .
(5) في (ج): "آخر الجزء، والحمد لله، وصلّى الله على [نبيّنا محمّد]، وآله".
وفي (د): "آخر الجزء الثّاني من المهروانيّات، والحمد لله، وبه أستعين، وحسبنا الله، ونعم الوكيل، وصلّى الله على سيّدنا محمَّد نبيّه، وآله، وأصحابه أجمعين".(8/33)
الُجْزء الثَّالِث مِنْ حديث الشَّيخ الصَّالح الدَّيّن أَبي(1) القاسم يوسف بن محمَّد بن أَحمد المِهْرَوانيّ وروايته عن شيوخه رضي الله عنهم.
تخريج الشَّيخ الإِمام الحافظ أَبي بكر أَحْمَد ابن عليّ بن ثابت الخطيب وكلامه على الأَحاديث للمِهْرَوانيّ رضي الله عنه.
رواية القاضي الإِمام العَدْل أَبي الفضل محمَّد ابن عمر ابن يوسف الأُرمويّ عن المِهْرَوانيّ رضي الله عنه، رواية الشَّيخ الإِمام العالم عفيف الدِّين أَبي المعالي نَصْر الله ابن سلامة بن سالم الهيتيّ أَيَّده الله عنه، سماع العَبْد الفقير إلى رحمة الله محمَّد بن أَحمد بن الحسين الهكّاريّ منه.
والحمد لله ربِّ العالمين ./(أ[26/أ])
__________
(1) في (أ): "ابن أبي"، وهو خطأ(9/1)
[73]- أَخبرنا الشَّيخ، الإِمام، العالم، الثِّقة، الصَّدوق:عفيف الدِّين أَبو المعالي نَصْر الله بن سَلامة بن سَالم المُقْرئ الهيتيّ(1) بالمَوْصِل(2)، بدار الحديث المظفَّريَّة(3)، يوم السَّبت تاسع رَجَب سنة: اثنتين وتسعين وخمسمائة قال: أَخبرنا القاضي الأَجلّ العالم فَخْر القُضَاة أَبو الفَضْل محمَّد ابن عُمَر بن يوسف الأُرمويّ بقراءَتي عليه في سنة: ستّ وأَربعين وخمسمائِة قلت له: أَخبركم الشَّيخ أَبو القاسم يوسف بن محمَّد بن أَحمد المِهْرَوانيّ الهَمَذَانيّ قراءَة عليه في ربيع الأَوّل من سنة: أَربع وستّين وأَربعمائة قال: أَخبرنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد ابن أَحمد بن أَبي مُسْلم الفرضيّ(4) قال: حدَّثنا أَبو عبد الله الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(5) قال: حدَّثنا أَخو كَرْخُويه وهو(6): محمَّد بن يزيد(7) قال: حدَّثنا الوليد بن مُسْلم(8) قال: حدَّثني عبد الرّحمن بن يَزيد بن جابر(9)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/407.
(2) تقدم التّعريف بها... انظر ص/491.
(3) تقدم التّعريف بها أيضا ... انظر ص/407.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(6) قوله: "وهو" ليست في (ج).
(7) أبو بكر، الواسطيّ... ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 3/374)، وذكر جماعة ممّن رووا عنه، وقال: "وكان ثقة". مات سنة: ثمان وأربعين ومئتين.
وانظر: الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (2/192) ت/614.
(8) تقدّمت ترجمته... انظر ص/553.
(9) الأزديّ، أبو عُتْبَة، الدّمشقيّ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: ثلاث وخمسين ومائة وقيل بعدها .
انظر: العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/347) رقم النّص/2538، وتأريخ بغداد (10/211) ت/5353، والكاشف (1/648) ت/3342.(9/2)
قال: حدَّثني بُسر بن عبيد الله(1) قال: حدَّثني أَبو إِدْرِيس أَنَّه سمع حُذَيفة قال: "كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسْولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ(2)
__________
(1) الحَضْرَميّ، تقدّمت ترجمته... انظر ص/561.
(2) بالمهملة، ثمّ المعجمة المفتوحتين، بعدها نون هو في الأصل: كُدُوْرَة إلى سواد..والمراد هنا: الحقد، وقيل: الدَّغل، وقيل: فساد في القلب، ومعنى الثلاثة متقارب
وبالجملة فالمراد: أنّ القلوب تكون هكذا، لا يصفو بعضها لبعض، ولا ينصع حبها كما كانت،وإن لم تكن فيهم فتنة، كالكدورة التي في لون الدّابّة والله أعلم .
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/262- 263)، ولسان العرب (حرف: النّون، فصل: الدّال المهملة) 13/150، والفتح (13/39).(9/3)
". قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَاْلَ: "قَوْمٌ تَعْرِفُ مِنْهُمْ، وَتُنْكِرُ". قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ/(ج[14/ب]) الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَاْلَ: "نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيْهَا". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَاْلَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ". قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَاْلَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ. قَاْلَ: "هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا". في غير هذه الرواية: "قُلْتُ: صِفْهُمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَاْلَ: هُمْ"(1).
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر أَحمد بن عليّ الخطيب: "هذا حديثٌ صحيحٌ من حديث أَبي إِدريس عائِذ الله بن عبد الله الخولانيّ عن أَبي عبد الله حُذَيفة بن اليمان العَبْسيّ،
وثابت من رواية بُسْر بن عبيد الله الحضرميّ عن أَبي إِدْريس.
اتّفق البخاريُّ، ومُسْلم على إِخراجه في كتابيهما، فرواه البخاريّ عن يَحْيى بن موسى البلخيّ المعروف بخَتّ(2)
__________
(1) قوله: "في غير هذه الرواية..." إلخ، ليس في: (ج).
(2) بفتح المعجمة، وتشديد المثنّاة أبو زكريّا السّختيانيّ... ثقة.
روى له: خ، د، ت، س. ومات سنة: أربعين ومئتين وقيل غير ذلك.
انظر: الجرح والتّعديل (9/188) ت/781، والمعجم المشتمل (ص/323) ت/1164، وتهذيب الكمال (32/6) ت/6930.
والحديث في الصّحيح في: (كتاب: المناقب، باب: علامات النبوّة في الإسلام) 5/47- 48 رقم الحديث/110 بنحوه.(9/4)
، وأَبي موسى محمَّد بن المُثَنَّى(1).
ورواه مُسْلم عن محمَّد بن المُثَنّى عن الوليد بن مُسْلم(2)، فكأنَّ شيخنا أَبا أَحمد سمعه من البخاريّ، ومُسْلم جميعا".
__________
(1) المعروف بالزّمن، تقدّمت ترجمته... انظر ص/516. وحديثه في الصّحيح في الموضع المتقدّم نفسه، رقم الحديث/111 بنحوه. وفي: (كتاب: الفتن، باب: كيف الأمر إذا لم تكن جماعة) 9/93 ورقمه/34 بنحوه أيضا .
(2) صحيح مسلم (كتاب: الإمارة، باب: وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، وفي كل حال، وتحريم الخروج على الطّاعة، ومفارقة الجماعة) 3/1475- 1476 رقم الحديث/1847 بنحوه.(9/5)
[74]- أَخبرنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد الفرضيّ(1) قال: حدَّثنا الحسين بن/ج[15/أ] إِسماعيل المحامليّ(2) في صَفَر سنة: ثلاثين وثلاثمائة قال: حدَّثنا يوسف بن موسى(3) قال: حدَّثنا جرير(4) عن منصور(5) عن أَبي/(أ[28/أ]) وائِل(6) عن عَمْرو بن شُرَحْبيل(7) عن عبد الله(8) قال: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ [عَزَّ وَجَلَّ](9)؟ قَاْلَ: "أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًَّا(10) وَهُوَ خَلَقَكَ". قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيْمٌ. قَاْلَ: قُلْتُ: ثَمَّ أَيٌّ ؟ قَاْلَ: "تَقْتُلُ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ". قَاْلَ: قُلْتُ: ثَمَّ أَيٌّ؟ قَاْلَ: "ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيْلَةَ(11) جَاْرِكَ".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/584.
(4) هو: ابن عبد الحميد.
(5) هو: ابن المعتمر، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/648 .
(6) هو: شقيق بن سلمة، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/520.
(7) الهَمْدانيّ، أبو مَيْسَرة، الكوفيّ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ثلاث وستّين. انظر: المعرفة والتأريخ ليعقوب بن سفيان (2/553)، والجرح والتّعديل (6/237) ت/1320، والتّقريب (ص/422) ت/5048.
(8) هو: ابن مسعود رضي الله عنه .
(9) زيادة من: (ج).
(10) بالكسر وهو: مِثْل الشيء الذي يُضَادُّه في أُموره، وينادده أي: يخالفه . انظر: النّهاية (باب: النّون مع الدّال) 5/35.
(11) حليلة الرّجُل: امرأته، سُميت بذلك لأنّها تَحُلّ معه، ويَحُلّ معها
وقيل: لأنّ كل واحد منهما يَحُلّ للآخر.
انظر: النّهاية (باب: الحاء مع اللاّم) 1/431.(9/6)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بَكر الخطيب: "اتّفق الشّيخانِ على إخراج هذا الحديث في صحيحيهما، فروياه عن عُثْمان بن أَبي شَيْبة(1).
ورواه البخاريّ أَيضا عن قُتَيبة بن سَعيد(2).
ورواه مُسْلم أَيضا عن إِسحاق بن راهويه(3)، ثلاثتهم عن جَرير ابن عبد الحميد، فكأَنَّ شيخنا أَبا أَحمد سمعه من البخاريّ، ومُسْلم".
[75]- أَخبرنا أَبو بكر محمَّد بن أَحمد الطُّوسيّ(4) قال: حدَّثنا أَبو العبَّاس محمَّد بن يَعْقوب الأَصمّ(5) قال: ثنا هارون بن سُليمان الأَصفهانيّ(6)
__________
(1) أمّا البخاريّ فرواه عنه في:(كتاب: التّفسير، باب: هكذا دون ترجمة) 6/44 رقم الحديث/4.
ورواه مسلم في: (كتاب: الإيمان، باب: كون الشرك أقبح الذّنوب، وبيان أعظمها بعده) 1/90 ورقمه/86.
(2) أبو رجاء، البغلانيّ بفتح الموحدة، وسكون المعجمة ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: أربعين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (7/140) ت/784، والتّقريب (ص/454) ت/5522.
وحديثه في الصَّحيح في: (كتاب: الدّيات، باب: قول الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنا مُتَعَمّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنّم}) 9/2 رقم الحديث/1 مطوّلاً.
وَ: (كتاب: التّوحيد، باب: قول الله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلُوا للهِ أَندَادًا}) 9/270- 271 ورقمه/146 بمثله.
وَ: (باب: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن ربِك وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه}) 9/276- 277 ورقمه/158مطوّلاً.
(3) صحيح مسلم (كتاب: الإيمان، باب: كون الشّرك أقبح الذّنوب) 1/90 مطوّلاً.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/256.
(6) في (ج): (الأصبهانيّ) بالباء.
وهو: أبو الحسن الخزّاز... قال أبو الشَّيخ في: (طبقات المحدّثين بأصبهان 2/313): "أحد الثّقات". مات سنة: خمس وقيل: ثلاث وستّين ومئتين.
وانظر: السّير (12/391).(9/7)
قال: حدَّثنا عبد الرَّحمن بن مَهْديّ عن سُفيان عن مَنْصور(1)، وَالأعْمش(2)، وواصِل الأَحْدَب(3) عن أَبي وائِل(4) عن عَمْرو بن شُرَحْبيل عن عبد الله قال: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَاْلَ: "أَنْ تَجْعَلَ للهِ [تَعَالَى](5) نِدًَّا وَهُوَ خَلَقَكَ". قَاْلَ: ثُمَّ مَاْذَاْ؟ قَاْلَ: "أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ". قَاْلَ: ثُمَّ مَاْذَاْ؟ قَاْلَ: "أَنْ تُزَاْنِيَ حَلِيْلَةَ جَاْرِكَ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "كذا روى هذا الحديث عبدُ الرّحمن بن مَهْديّ عن سُفيان الثّوريّ عن مَنْصور، وَالأعمش، وواصِل عن أَبي وائِل/ج ([15/ب]) شقيق بن سلمة عن عَمرو بن شُرَحْبيل(6)
__________
(1) هو: ابن المعتمر، تقدّمت ترجمته... انظر ص/648.
(2) سُليمان بن مهران.
(3) الأسديّ، الكوفيّ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: عشرين ومائة. انظر: سؤالات الآجرّيّ أبا داود (3/101- 102) ت/15، والمعرفة والتأريخ ليعقوب بن سفيان (3/86،299)، وتهذيب الكمال(30/400) ت/6662.
(4) هو: شقيق بن سلمة، تقدّمت ترجمته... انظر ص/520.
(5) زيادة من: (ج).
(6) رواه من هذا الطريق أيضا : الإمام أحمد في: (مسنده 1/434)، والتّرمذيّ في: (جامعه 5/314- 315 رقم الحديث/3182) عن محمَّد بن بشّار (بندار)،
والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 8/18) بسنده عن الذّهليّ، وهارون بن سليمان،
ومن طريق هارون بن سليمان رواه: الخطيب في: (الفَصْل 2/819 رقم الحديث/93)، كلّهم عن ابن مهديّ به، كما هنا...
وتابعه: محمَّد بن كثير، أخرج روايته الخطيب في: (الفصل 2/820) عن عليّ ابن يحيى بن جعفر عن الطّبرانيّ عن إبراهيم بن عبد الله ومعاذ بن المثنّى ويوسف القاضي،
والبغويّ في:(شرح السّنّة 1/82 ورقمه/42) عن أبي حامد الصالحيّ عن أبي سعيد الصَّيرفيّ عن محمَّد بن عبد الله الصّفّار عن أحمد بن محمَّد البرتيّ،أربعتهم عنه به.
قال الخطيب: "اتّفق عبد الرّحمن بن مهدي، ومحمد بن كثير العبديّ على رواية هذا الحديث عن سفيان عن النّفر الثّلاثة المسمّين كما سقناه وبينهم خلاف في روايته".
هذا، وقد أخرجه البخاريّ في صحيحه في: (كتاب: الأدب، باب: قتل الولد خشية أن يأكل معه) 8/13- 14 ورقمه/30 ، وأبو داود في سننه (2/732- 733 برقم/2310) كلاهما عن محمَّد بن كثير، لكن اقتصرا من السّند على منصور،
وأخرجه الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 3/273 ورقمه/2596) عن إبراهيم بن عبد الله عن محمَّد بن كثير قال:حدَّثنا سفيان عن منصور، وَواصل به.(9/8)
، وَوهم في ذلك(1)؛ لأَنَّ واصِلاً إِنَّما يرويه عن أَبي وائِل عن عبد الله، ولا يذكرُ فيه عَمْرًَا(2).
وأمَّا سليمان/(أ[28/ب]) الأَعْمَش فاختُلف عليه:
__________
(1) وكذلك قال الدّارقطنيّ في: (العلل 5/222).
(2) كذلك رواه البخاريّ في صحيحه (كتاب:المحاربين، باب: إثم الزّناة) 8/294 ورقمه/10عن عمرو بن عليّ عن يحيى القطّان عن الثّوريّ عن واصلٍ به.
وحديثه هكذا هو الصَّواب، فقد رواه أيضا الإمام أحمد في: (مسنده 1/334، 464)، والتّرمذيّ في: (جامعه 5/315)، والنّسائيّ في:(سننه 7/90)، وأبو نعيم في: (حليته 4/146) وغيرهم من طرق عن شعبة،
ورواه الإمام أحمد في: (مسنده أيضا 1/462)، والخرائطيّ في: (مساوئ الأخلاق ص/180 ورقمه/386)، والخطيب في: (الفصل 2/836- 837) من طرق عن مهدي بن ميمون،
ورواه الخطيب أيضا في: (الفصل 2/835، وأشار إليه ص/823) من حديث مالك بن مغول، وأشار إليه (2/823) من حديث سعيد بن مسروق، كلّهم عن واصل عن أبي وائل عن عبد الله كما رواه يحيى عن الثّوريّ عن واصل.
وهذا هو الذي يصوّبه الدّارقطنيّ في: (العلل 5/223)، والحافظ في: (الفتح 8/351) وغيرهما.
وقد تردّد ابن مهديّ في طريق واصل، واقتصر على التّحديث به عن منصور، والأعمش حسب، ثبت ذلك عنه في صحيح البخاريّ (8/294)، فقد قال البخاريّ عقب روايته للحديث مفصَّلاً من طريق عمرو بن علي عن يحيى: "فقال عمرو: فذكرته لعبد الرّحمن أي: ابن مهديّ وكان حدّثنا عن سفيان عن الأعمش، ومنصور، وواصل عن أبي وائل عن أبي ميسرة، فقال: دعه، دعه".
والمراد: اتركه، والضّمير عائد للطّريق الّتي اختلف فيها، وهي رواية واصل.
انظر: الفصل للخطيب (2/840- 841)، والفتح (8/118)، وتدريب الرّواي للسّيوطيّ (1/273).(9/9)
فرواه: وكيع(1)، وأَبو مُعَاوية(2)، وَشَيْبان بن عبد الرّحمن(3)، وأَبو شِهَاب الحَناط(4)، وَعبد الواحد بن زياد(5)
__________
(1) أخرج روايته الإمام أحمد في مسنده (1/431)، والشاشيّ في مسنده (2/28 ورقمه/494) ومن طريقه الخطيب في: الفصل (2/829) عن أبي إسحاق الحربيّ عن أحمد بن جعفر، كلاهما عنه به...
(2) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته... انظر ص/519.
أخرج روايته: الإمام أحمد في مسنده (1/380،431)، والبزّار في مسنده (5/107- 108 ورقمه/1687) عن محمَّد بن المثنيّ،
والنّسائيّ في: (التّفسير ص/128 129 ورقمه/388) عن هنّاد بن السّريّ، والشّاشيّ في مسنده (2/27- 28 ورقمه/493) عن أبي إسحاق الحربيّ عن مسدّد، كلّهم عن أبي معاوية به.
(3) النّحويّ، أبو معاوية البصريّ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: أربع وستّين ومائة. انظر: الجرح والتّعديل (4/355) ت/1561، والكاشف (1/491) ت/2316.
أخرج روايته: الشّاشيّ في: (المسند 2/24 ورقمها/486)،
والخطيب في: (الفصل 2/830) عن أبي عمر الهاشميّ عن أبي الحسن المادرائيّ، كلاهما عن الدّوريّ عن عبيد الله بن موسى عنه به.
(4) بمهملة وَنون هو: عبد ربه بن نافع الكنانيّ، الكوفيّ، نزيل المدائن... صدوق، وليس بذاك الحافظ. روى له: خ، م، د، س، ق.
ومات سنة: إحدى أو اثنتين وسبعين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى (6/391)، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/500) رقم النّص/3299، والتّقريب (ص/335) ت/3790.
أخرج روايته أبو يعلى في: مسنده (9/32- 33 ورقمه/5098) عن أبي الرّبيع،
والشّاشيّ في مسنده أيضا (2/28 ورقمه/496) عن خلف بن هشام،
والخطيب في: (الفصل 2/830) بسنده عن أبي الرّبيع (هو: سليمان بن داود الزّهرانيّ) كلّهم عنه به.
(5) العبديّ، مولاهم، أبو بشر، البصريّ...
ثقة في حديثه عن الأعمش مقال، إلاّ أنّه قد توبع في روايته عنه هنا.
روى له: ع. ومات سنة: ستّ وسبعين ومائة وقيل بعدها .
انظر: الجرح والتّعديل (6/20) ت/108، والمقتنى للذّهبيّ (1/108) ت/653، والتّقريب (ص/367) ت/4240.
أخرج روايته الشّاشيّ في مسنده (2/28 ورقمه/495)، والخطيب في: (الفصل 2/830- 831) بسنده عن محمَّد بن جعفر بن الهيثم، كلاهما عن إبراهيم الحربيّ عن عبيد الله بن عائشة عنه به، بنحوه.
وأخرجه الشّاشيّ أيضا (2/25 ورقمه/487) عن أحمد بن زهير عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد به، بنحوه.(9/10)
، وَقُرّان(1) بن تمّام(2)، وَعبد العزيز بن مُسْلِم(3)، وَإِسماعيل بن زكريَّا الخُلْقانيّ(4)
__________
(1) بقاف مضمومة، وشدّة راء...(كما في: المغني لابن طاهر ص/202).
(2) الأسديّ، الوالبيّ، أبو تمّام وقيل: أبو عامر الكوفيّ...
وثّقه ابن معين في: (التأريخ رواية: الدّوريّ 2/486)، والإمام أحمد في رواية عنه، والدّارقطنيّ (كما في: تأريخ بغداد 12/473).
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/346) وقال: "يخطئ".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 7/144): "شيخ ليّن".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/454 ت/5532): "صدوق ربّما أخطأ".
روى له: د، ت، س. ومات سنة: إحدى وثمانين ومائة.
أخرج روايته الشّاشيّ في مسنده (2/28 ورقمه/497)، والخطيب في: (الفصل 2/831) كلا هما من طريق أبي إسحاق الحربيّ عن عبيد الله بن عمر عنه به.
(3) القسمليّ بفتح القاف، وسكون المهملة، وفتح الميم، مخفّفا أبو زيد، المروزيّ... ثقة ربما وهم.
روى له: خ، م، د، ت، س. ومات سنة: سبع وستّين ومائة.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/185) ت/666، وتهذيب الكمال (18/202) ت/3473، والتّقريب (ص/359) ت/4122.
أخرج روايته الشّاشيّ في مسنده (2/28 ورقمه/495)، والخطيب في: (الفصل 2/830- 831) كلاهما من طريق أبي إسحاق الحربيّ عن عبيد الله بن عائشة عنه به.
(4) بضمّ المعجمة، وسكون اللاّم، بعدها قاف الأسديّ، أبو زياد، الكوفيّ... صدوق. روى له: ع. ومات سنة: أربع وتسعين ومائة وقيل قبلها .
انظر: التأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/34)، والكامل لابن عديّ (1/317)، والكاشف (1/246) ت/375، والتّقريب (ص/107) ت/445.
أخرج روايته: الشّاشيّ في: (مسنده 2/28 ورقمه/498)، والخطيب في (الفَصْل 2/831) كلاهما من طريق أبي إسحاق الحربيّ عن محمَّد بن الصّبّاح عنه به.(9/11)
، وَحَجْوة(1) بن مُدْرك الغسّانيّ(2) رواه كلُّهم عن الأَعْمَش عن أَبي وائِل عن عبد الله كرواية واصِل.
وَرواه: زَيد بن أَبي أُنيْسة(3)،
وأَبو عُبَيدة بن مَعْن(4)، وَعبد الله بن نُمير(5)
__________
(1) في (أ): (حجرة) بالرّاء وما أثبتّه من: (ج) وهو الصَّحيح الموجود في مصادر ترجمته.
(2) كوفيّ، سكن دمشق... قال أبوحاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/319 ت/1428): "محلّه الصّدق". وانظر: الإكمال لابن ماكولا (2/394).
أخرج روايته الخطيب في: (الفصل 2/831- 832) عن أبي عمر القاسم بن جعفر عن أبي هشام عن عبدالغافر بن سلامة قال: وجدّت في كتاب يحيى بن عثمان عن أبي الجماهير (هكذا) قال: نا حجوة به.
(3) الجزريّ، أبو أسامة، الرُّهاويّ بضمّ الرّاء، وفتح الهاء كوفيّ الأصل... ثقة، له أفراد. روى له: ع. ومات سنة: تسع عشرة ومائة وقيل بعدها بخمس سنين . انظر: الطّبقات الكبرى (7/481)، والتأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/182)، والتّقريب (ص/222) ت/2118.
أخرج روايته الخطيب في: (الفصل 2/827) عن عبد الله بن عليّ القرشيّ عن أبي جعفر اليقطينيّ عن الحسين بن عبد الله القطّان عن حكيم بن سيف عن عبيد بن عمرو عنه، به.
(4) هو: عبد الملك بن معن، المسعوديّ... ثقة، من السّابعة.
روى له: م، د، س، ق. انظر:سؤالات ابن محرز لابن معين (ص/104) ت/469، والكاشف (1/670) ت/3483، والتّقريب (ص/365) ت/4218.
أخرج روايته: الخطيب في: (الفصل 2/826) عن أبي الحسين الأزرق عن جعفر بن محمد، وعن الحسين بن أبي بكر عن عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب، كلاهما عن الحسين بن عمر الثّقفيّ،
وعن أبي الحسن أحمد بن عليّ عن أحمد بن يوسف بن خلاّد عن محمَّد بن عثمان، قالا: نا أحمد بن يحيى الأحول عنه به.
(5) الهمْدانيّ، أبو هشام، الكوفيّ... ثقة، صاحب سُنَّة.
روى له: ع. ومات سنة: تسع وتسعين ومائة.
انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/282) ت/901، والكاشف (1/604) ت/3024، والتّقريب (ص/327) ت/3668.
أخرج روايته الشّاشيّ في مسنده (2/207)، والخطيب في:الفصل(2/828) وأشار إليها الدّارقطنيّ في: (العلل 5/221)، وأبو نعيم في: (الحلية 4/146).(9/12)
، وجَرير بن عبد الحميد(1)، وَأبو [يو](2) سف القاضي عن الأَعْمَش(3) عن أَبي وائِل عن عَمرو بن شُرَحْبيل عن عبد الله(4).
وَكذلك رواه مَنْصور بن المُعْتَمر عن أَبي وائِل من غير خلافٍ عنه(5).
__________
(1) أخرج روايته البخاريّ في: (كتاب: التّوحيد، باب: قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ، وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه}) 9/276- 277 رقم الحديث/158.
(2) لَحَقٌ بحاشية: (أ).
(3) وتابعهم في الرّواية كذلك: الثّوريّ... أخرج روايته النّسائيّ في: (تفسيره 2/129 ورقمه/389) عن عمرو بن عليّ،
والدّارقطنيّ في: (علله 5/223) عن أبي عليّ الصّفّار عن أحمد بن محمَّد البرتيّ عن مسدّد،
وأبو بكر الشّافعيّ في فوائده (كما في: العلل للدّارقطنيّ 5/223) عن معاذ عن مسدّد أيضا كلاهما عن يحيى عن سفيان عن منصور وسليمان الأعمش به.
وَ: معمر... أخرج روايته الشّاشيّ في مسنده (2/30 برقم/500) عن إبراهيم الحربيّ عن الحسن بن عليّ عن عبد الرّزّاق عن معمر عنه به.
(4) ورواية هؤلاء عن الأعمش بإثبات أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل هي الصّحيحة، صحّحها الدّارقطنيّ في: (العلل 5/222) وغيره. وانظر: الفتح (8/351).
(5) أخرج روايته كذلك جماعة منهم: البخاريّ في صحيحه في: (كتاب: التفسير، باب: قوله: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَها آخَرَ، وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتَي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَلاَ يَزْنُونَ، وَمَن يَّفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاما}) 6/199- 200 رقم الحديث/281 عن مسدّد عن يحيى عن سفيان عنه وعن الأعمش به.
وَ: (كتاب: المحاربين، باب: إثم الزّناة) 8/294 ورقمه/10 عن عمرو بن عليّ عن يحيى عن سفيان عنه وعن الأعمش به أيضا .(9/13)
وقد رواه يَحْيى بن سَعيد القطَّان عن سُفيان الثَّوريّ عن النَّفَرِ الثَّلاثة الّذين رواه عبد الرّحمن بن مَهْديّ عن الثَّوريّ عنهم(1)، فتبيّن أَنَّ واصِلاً إِنَّما رواه عن أَبي وائِل عن عبد الله، والآخَرَيْنِ(2) روياه عن أَبي وائِل عن عَمْرو بن شُرَحْبيل عن عبد الله".
[76]- أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن عبيد الله بن يَحْيى بن زكريَّا البيِّع(3) قال: حدَّثنا أَبو عبد الله الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(4) قال: حدَّثنا يوسف يعني: ابن موسى القطَّان(5) قال: حدَّثنا جَرير(6) عن الأَعْمَش عن إِبراهيم التّيميّ(7) عن الحارث بن سُوَيْد(8) عن عليّ(9)/(ج[16أ]) قال: "نهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا أَنْ يُنْبَذَ(10)
__________
(1) هو كذلك في صحيح البخاريّ (9/276- 277) ورقمه/158 مفصَّلاً.
(2) يريد بهما: الأعمش، وَمنصور.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/584.
(6) هو: ابن عبد الحميد.
(7) أبو أسماءَ، الكوفيّ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وتسعين ومائة.
انظر: الجرح والتّعديل (2/145) ت/474، وتهذيب الكمال (2/232) ت/264، والتّقريب (ص/95) ت/269.
(8) التّيمي، أبو عائشة، الكوفيّ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وسبعين وقيل قبلها بسنة .
انظر: الطّبقات الكبرى (6/167)، والوافي بالوفيات(11/254)، والتّقريب (ص/146) ت/1025.
(9) هو: ابن أبي طالب رضي الله عنه.
(10) أي: يُطرح، ويُتّخذ النّبيذ فيما ذكر.
والنّبيذ: ما يعمل من الأشربة من التّمر، والزّبيب، والعسل، والشّعير،وغير ذلك.
يقال: "نبذت التّمر" إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذًا.
وقالوا: سمّي نبيذًا لأنّهم يأخذون القبضة من التّمر، أو الزّبيب فينبذونها في السِّقاء أي: يلقونها فيه .
انظر: الأشربة لابن قتيبة (ص/28)، ووالنّهاية (باب: النّون مع الباء) 5/7.(9/14)
فِي الدُّبَّاءِ(1)، وَالْمُزَفَّتِ(2)".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "أَخرجه البخاريّ عن عثمان بن أَبي شَيْبة(3)، وأَخرجه مُسْلم عن زهير بن حَرْب(4)، [كلاهما](5) عن جرير، فكأَنَّ شيخنا أَبا محمَّد سمعه من البخاريِّ، ومُسْلم جميعا"./(أ[29/أ]).
[77]- أَخبرنا عبد الله بن عبيد الله بن يَحْيى(6) قال: ثنا الحسين ابن إِسماعيل(7) قال: ثنا يُوسف(8) قال: حدَّثنا جرير(9) عن سُليمان التّيميّ(10) عن أَبي عُثمان النّهديّ(11) قال: كُنَّا مع عُتبة بن فَرقَد(12)
__________
(1) هو: القَرْع، واحدها: دباءَة...كانوا ينتبذون فيها، فتسرع الشّدة في الشّراب
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/181)، والنّهاية (باب: الدّال مع الباء) 2/96.
(2) هو: إناء طلي بالزِّفت نوع من الْقَاْر ينبذ فيه، فتسرع الشّدة فيه أيضا حتى يصير مسكرًا. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/182)، والنهاية (باب: الزاي مع الفاء) 2/304.
(3) صحيح البخاري (كتاب: الأشربة، باب: ترخيص النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الأوعية والظروف بعد النهي) 7/194 رقم الحديث/19.
ورواه أيضا في الموضع نفسه عن مسدّد عن يحيى عن سفيان عن الأعمش به.
(4) صحيح مسلم (كتاب: الأشربة، باب: النهي عن الانتباذ في المزفّت، والدباء، والحنتم، والنقير، وبيان أنه منسوخ، وأنه اليوم حلال، مالم يصر مسكرًا) 3/1578 ورقمه/1994.
(5) في (أ): (كليهما)، وما أثبتّه من: (ج).
(6) تقدمت ترجمته... انظر ص/52.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(8) هو: ابن موسى القطّان، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/584.
(9) هو: ابن عبد الحميد.
(10) هو: ابن طرخان.
(11) هو: عبد الرّحمن بن ملّ.
(12) ابن يربوع، أبو عبد الله، السلميّ... له صحبة.
انظر ترجمته في: أسد الغابة (3/463) ت/3551، والإصابة (2/455) ت/5412.(9/15)
فجاء كتابُ عُمَر: أَنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما قال: "لاَ يَلْبَسُ الْحَرِيرَ إِلاَّ مَنْ لَيْسَ لَهُ مِنْهُ شَيْءٌ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ" وَقَاْلَ أَبُو عُثْمَانَ بِإِصْبَعَيْهِ اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ(1) الإِبْهَامَ.
قَال: فرأيتُهما أَزْرَارَ الطَّيالِسَةِ(2) حينَ رأيتُ الطَّيالَسَة.
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "أَخرجه البخاريّ من حديث يَحْيى بن سعيد القطّان، وَمُعْتمر(3) عن سليمان التّيميّ(4).
وأَخرجه مُسْلم عن إِسحاق بن راهويه، وَعُثْمان بن أَبي شَيْبة عن جرير(5)، فكأَنَّ شيخنا سمعه من مُسْلم".
__________
(1) في (أ): (يليان) بالياء المثناة التحتية، وما أثبتّه من: (ج).
(2) جمع: طيلسان بفتح الطّاء، واللاّم ضرب من الأكسية.
انظر: تهذيب الأسماء للنّوويّ (3/187)، ولسان العرب (حرف: السين، فصل: الطاء المهملة) 6/125.
(3) ابن سليمان التّيميّ، أبو محمَّد، البصريّ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: سبع وثمانين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/290)، والجرح والتّعديل (8/402) ت/1845، والكاشف (2/279) ت/5546.
(4) صحيح البخاريّ (كتاب: اللّباس، باب: لبس الحرير، وافتراشه للرّجال وقدر ما يجوز منه) 7/274 رقم الحديث/47، 48.
ورواه أيضا في: الموضع نفسه (7/273 ورقمه/45) عن آدم (هو: ابن أبي إياس) عن شعبة عن قتادة،
وَ: (رقم/46) عن أحمد بن يونس عن زهير عن عاصم، كلاهما عن أبي عثمان به، بنحوه.
وَ: (7/275 ورقمه/52) عن عليّ بن الجعد عن شعبة عن أبي ذُبْيَان خليفة بن كعب عن ابن الزبير،
وَ:(رقم/53) عن محمَّد بن بشّار عن عثمان بن عمر عن عليّ بن المبارك عن يحيى بن كثير عن عمران بن حطّان عن ابن عمر، كلاهما عن عمر به، بنحوه.
(5) صحيح مسلم (كتاب: اللّباس والزّينة، باب: تحريم استعمال إناء الذّهب والفضّة على الرّجال والنّساء...) 3/1642- 1643.(9/16)
[78]- أَخبرنا أَبو عُمَر عبد الواحد بن محمَّد بن عبد الله بن مَهْديّ البزّاز(1): أَخبرنا أَبو عبد الله محمَّد بن مَخْلد العطَّار(2) قال: حدَّثنا محمَّد بن عُثْمان بن كَرَامة(3) قال: ثنا أَبو أُسامة(4) عن هشام(5) عن أَبيه عن ابن عُمَر قال: "حَضَرْتُ أَبِي حِيْنَ أُصِيْبَ/(ج[16/ب])، فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، فَقَالُواْ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، فَقَاْلَ: رَاغِبٌ وَرَاهِبٌ(6). فَقَاْلُواْ: اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا. فَقَاْلَ: أَتَحَمَّلُّ أَمْرَكُمْ حَيا وَمَيِّتَا؟ لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّيَ مِنْكُم الكفاف(7) لاَ عَلَيَّ وَلاَ لِي، إِنْ اسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِنْ أَتْرُكْكُمْ فَقَدْ تَرَكَكمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي".
قال عبد الله: فعرفتُ حينَ ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما أَنّه غير مُسْتخلِف.
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/540.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/628.
(4) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/632.
(5) هو: ابن عروة بن الزّبير.
(6) ذكر ابن بطّال (كما في: الفتح 13/220) أن قوله هذا يحتمل: أنّ الّذين أثنوا عليه إمّا راغب فيما عنده، أو راهب منه.
أو أنّ النّاس منهم من هو راغب في الخلافة، ومنهم من هو راهب منها، فإنْ ولّى الرّاغب فيها خشي أن لاّ يعان عليها، وإن ولّى الرّاهب منها خشي أن لا يقوم بها.
وذكر القاضي عياض (كما في: الفتح 13/220) توجيها آخر، فقال: "هما وصفان لعمر، أي: راغب فيما عند الله، راهب من عقابه، فلا أعول على ثنائكم، وذلك يشغلني عن العناية بالاستخلاف عليكم".
(7) الكفاف: الّذي يفضل عن الشّيء، ويكون بقدر الحاجة إليه. وقيل معناه: ألاّ تنال منّي، ولا أَنال منها، أي: تكفّ عنّي وأكفّ عنها. النّهاية (باب: الكاف مع الفاء) 4/191.(9/17)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ صحيحٌ من رواية أَبي عبد الله عُروة بن الزُّبير بن العوّام عن أَبي عبد الرّحمن عبد الله بن عُمَر بن الخطّاب.
انفرد البخاريُّ بإِخراجه في كتابه دون مُسْلم، فرواه عن أَبي كُرَيب محمَّد بن العَلاء عن أَبي أُسامة(1)، فكأَنَّ [شيخنا](2) أَبا عُمر [بن مهديّ](3) سمعه منه".
[79]- أَخبرنا أَبو عمر بن مَهْديّ(4) قال: حدَّثنا محمَّد بن مَخْلَد(5) قال: حدَّثنا محمَّد بن عُثمان بن كَرَامة(6) قال: حدَّثنا أَبو أُسامة(7) عن هشام بن عروة(8) عن أَبيه عن فاطمة بنت المنذر(9)
__________
(1) لم أجده في صحيح البخاريّ من طريق أبي كريب عن أبي أسامة، وإنّما هو فيه في: (كتاب: الأحكام، باب: الاستخلاف) 9/145- 146 رقم الحديث/75 عن محمَّد بن يوسف (هو: الفريابيّ) عن سفيان (هو: الثّوريّ) عن هشام به، بنحوه، مختصرًا. ولكنّه من الطّريق الّتي أشار إليها الخطيب رحمه الله تعالى في: صحيح مسلم (كتاب: الإمارة، باب: الاستخلاف وتركه) 3/1454 ورقمه/1823، فعزوه له إلى صحيح البخاريّ من هذه الطّريق لعلّه وَهْمٌ منه رحمه الله.
(2) زيادة من: (ج).
(3) لحق بحاشية: (أ).
(4) هو: عبد الواحد، تقدّمت ترجمته... انظر ص/54.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/540.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/628.
(7) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/632.
(8) قوله: "ابن عروة" ليس في (ج).
(9) ابن الزّبير بن العوّام القرشيّة، المدنيّة... تابعية ثقة، من الثّالثة. روى لها: ع.
انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/523) ت/2109، والثّقات لابن حبّان (5/301)، والتّقريب (ص/752) ت/8658.(9/18)
عن أَسماءَ بنت أَبي بكر قالت: "صَنَعْتُ سُفرَةً(1) لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِيْنَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِيْنَةِ فَلَمْ يَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلاَ سِقَائِهِ مَاْ يَرْبُطُهَا بِهِ. قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: وَاللهِ مَا أَجِدُ شَيْئَا أَرْبِطُهَا إِلاَّ نِطَاْقِي(2). قَاْلَتْ: فَشَقَقْتُهُ باثْنَتَيْنِ، فَرَبَطتُّ بِوَاحَدَةٍ السِّقَاءَ، وَبِوَاْحِدَةٍ السُّفْرَةَ، فَلِذَلِكَ سُمِّيْتُ: ذَاْتُ النِّطَاقَيْنِ"./(ج[17/أ]).
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "وهذا الحديث أيضا(3) انفرد البخاريُّ بإِخراجه، فرواه عن أَبي بكر بن أَبي شَيبة(4)، وَعُبَيد بن إِسماعيل(5)
__________
(1) تقدمّ بيان معناها ص/523.
(2) هو: المنطق، وجمعه: مناطق، وهو أن تلبس المرأة ثوبها، ثمّ تشدّ وسطها بشيء، وترفع وسط ثوبها، وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال؛ لئلاّ تعثر في ذيلها. النّهاية (باب: النّون مع الطّاء) 5/75.
(3) هذا بناء على قوله أنّ البخاريّ يرحمه الله انفرد بالحديث الّذي قبله، وتقدّم ما فيه.
(4) صحيح البخاريّ (كتاب: المناقب، باب: هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة) 5/160 رقم الحديث/388 بنحوه.
(5) القرشيّ، الهبَّاريّ بفتح الهاء والباء المشدّدة، وفي آخرها الرّاء أبو محمَّد، الكوفيّ... ثقة. روى له: خ. ومات سنة: خمسين ومئتين. انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/254) ت/428، والتّقريب (ص/376) ت/4359.
وحديثه في الصّحيح في: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: حمل الزّاد في الغزو، وقول الله تعالى : {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}) 4/134 135 ورقمه/183 بنحوه أيضا . ورواه في: (كتاب: الأطعمة، باب: الخبز المرقّق، والأكل على الخوان والسّفرة) 7/125 ورقمه/15 عن محمَّد (هو: ابن سلام) عن أبي معاوية عن هشام (هو: ابن عروة) عن أبيه وعن وهب بن كيسان عن ابن الزبير (هو: عبد الله) عن أمّه به، بنحوه، في قصّة.(9/19)
، [كلاهما](1) عن أَبي أُسامة، فكأَنَّ أَبا عُمَر بن مَهْديّ سمعه منه").
[80]- أَخبرنا أَبو بكر محمَّد بن عبد الله بن أَبان الهيتيّ(2) قال: حدَّثنا أَبو الطّيّب أَحمد بن إِبراهيم بن عبد الرّحمن(3) قال: حدَّثنا العبّاس ابن محمَّد(4) قال: حدَّثنا رَوْح بن عُبَادة(5) قال: حدَّثنا هِشَام بن حسّان(6) عن محمَّد بن واسع(7) عن محمَّد بن المُنْكَدِر(8) عن أَبي صالح(9) عن أبي هريرة:
أَنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم تسليما قال: "مَنْ نَفَّسَ(10)
__________
(1) في (أ): "كليهما"، وما أثبتّه من: (ج).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/55.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/522.
(4) هو الدّوريّ.
(5) تقدّمت ترجمته أيضاً ... انظر ص/676.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/616.
(7) ابن جابر، الأزدي، أبو بكر ويقال: أبو عبد الله البصريّ...ثقة، مُقِلّ.
روى له:م، د، ت، س. ومات سنة: ثلاث وقيل سبع وعشرين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى (7/241)، والكاشف (2/228) ت/5195، والتّقريب (ص/511) ت/6368.
(8) المدنيّ... ثقة عابد، قليل الحديث. روى له: ع. ومات سنة: ثلاثين أو: إحدى وثلاثين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ص/188، وتهذيب الكمال (26/503) ت/5632، والكاشف (2/224) ت/5170.
(9) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته... انظر ص/634.
(10) أي: فَرَّج. النّهاية (باب: النّون مع الفاء ) 5/94.
وانظر: شرح السّنّة للبغويّ (1/273).(9/20)
عَنْ أَخِيْهِ كُرْبَةً(1) مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الآخِرَ[ةِ](2)، وَمَنْ سَتَرَ أَخَاْهُ الْمُسْلِمَ سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيْهِ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث أَبي بكر محمَّد بن المُنْكدر بن عبد الله بن الهُدَيْر التّيميّ عن أَبي صالح عن أَبي هريرة.
وغريبٌ من رواية محمَّد بن واسع الأَزديّ عن ابن المنكدر، لاأَعلم رواه إِلاَّ رَوْح بن عُبادة عن هِشَام بن حسّان عن محمَّد بن واسع(3).
وخالفه يزيد بن هارون(4)، فرواه عن هشام عن محمَّد بن واسع عن أَبي صالح عن أَبي هريرة، ولم يَذكر فيه ابن المنكدر(5).
__________
(1) الكَرْبُ: الحزن، والغمّ الّذي يأخذ بالنّفس. انظر: لسان العرب (حرف: الباء، فصل: الكاف) 1/711، والقاموس المحيط (باب: الباء، فصل: الكاف) ص/166.
(2) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج).
(3) الحديث رواه أيضا من طريق رَوْح: الإمام أحمد في: (المسند 2/514)، والنّسائيّ في: (السّنن الكبرى 4/308 رقم الحديث/7285) عن أحمد بن الخليل النّيسابوريّ، وأبو علي الصواف في: (حديثه [3/أ])، والدّارقطنيّ في: (العلل 10/187) عن أحمد بن العبّاس البغويّ عن محمَّد بن أحمد بن أبي المثنّى، كلّهم عنه به.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/599.
(5) كذلك رواه: الإمام أحمد في: (المسند 2/296)، والنّسائيّ في:(السّنن الكبرى 4/308 رقم الحديث/7284) عن أحمد بن سليمان الرّهاويّ عن عبد الرّحمن ابن محمَّد بن سلام،
وتمّام في: (الفوائد 2/21 ورقمه/1021) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخ دمشق (17/298) عن النّعمان بن جميل عن محمَّد بن فضالة عن مؤمّل ابن إهاب،
والخطيب في: (تأريخ بغداد 10/85) عن إبراهيم بن مَخلد المعدّل عن حمزة بن القاسم عن عبد الله بن محمد، كلّهم عن يزيد بن هارون به.(9/21)
وكذلك رواه مَعمر بن راشد(1) وَعلىّ بن المبارك(2)/(ج[17/ب])، وَسلاّم بن أَبي مُطيع(3)، وَالحمّادان ابن سلمة(4)
__________
(1) رواه عبد الرّزّاق في: (المصنّف 10/227 رقم الحديث/18933، والأمالي ص/29- 30 ورقمه/7) ومن طريقه: الإمام أحمد في: المسند (2/274) وأبو علي الصواف في: (حديثه [3/ب])، والدّارقطنيّ في: (العلل 10/186) عن محمَّد بن إسماعيل الفارسيّ عن الحسن ابن عبد الأعلى الصّنعانيّ، كلاهما عنه به، بنحوه.
(2) الهنائيّ بضمّ الهاء، وتخفيف النّون، ممدود البصريّ... ثقة، من كبار السابعة. روى له: ع. انظر: العلل ومعرفة الرجال لأحمد (1/414) رقم النّص/883، والجرح والتّعديل (6/203) ت/1118، والتّقريب (ص/404) ت/4787.
أخرج روايته: الدّارقطنيّ في: (العلل 10/185- 186) عن عبد الله بن محمَّد ابن إسحاق عن محمَّد بن سنان القزّاز عن هارون بن إبراهيم عنه به، بنحوه.
(3) واسم أبيه: سعد، وقيل: سعيد الخزاعيّ، أبو سعيد البصريّ... ثقة في روايته عن قتادة ضعف كما قاله ابن عديّ، وغيره وليس هذا منها. روى له: ع. ومات سنة: أربع وستّين ومائة وقيل بعدها . انظر: العلل للإمام أحمد (1/253- 254 رقم النّص/357)، (2/42 رقم النّص/1494)، والكامل لابن عديّ (3/306)، والتّقريب (ص/261) ت/2711.
(4) أخرج روايته: النّسائيّ في: (سننه الكبرى 4/309 ورقمها/7287)، وابن حبّان في صحيحه (الإحسان 2/292 برقم/534)، والدّارقطني في: (علله 10/187)، وابن شاهين في: (التّرغيب 2/417- 418 برقم/548)، وأبو حفص الكتّانيّ في: (حديثه [7/أ])، والخطيب في: (تأريخه 4/175)، والشّجريّ في: (أماليه الخميسيّة 2/179، 215)، وشُهدة في: (فوائدها ص/96 برقم/50)، والنّسفيّ في: (تأريخه ص/176) كلّهم من طرق عن حمّاد بن سلمة به.
إلاّ أنَّه في فوائد شهده: (عن محمد بن واسع وأبي سوده)،وفي تأريخ النّسفيّ: (عن محمَّد بن واسع عن رجل عن أبي صالح).(9/22)
وَابن زيد(1) ، وَجماعة غيرهم(2) عن محمَّد بن واسِع. وَرواه: جُوَيبر بن سعيد(3) عن محمَّد بن واسِع عن أَبي صالح الحنفيّ(4)
__________
(1) أخرج روايته النّسائيّ في: (سننه الكبرى 4/308 ورقمه/7286) عن يحيى بن حبيب بن عربيّ،
وابن أبي الدّنيا في: (قضاء الحوائج ص/33- 34 ورقمه/26) عن القاضي أبي القاسم عن أبي علي عن عبد الله بن خالد بن خداش وَعبيد الله بن عمر الجشميّ، كلّهم عن ابن زيد به...
إلاّ أنّه في إسناد النّسائيّ: (عن محمَّد بن واسع: حدّثني رجل عن أبي صالح)، وفي إسناد ابن أبي الدّنيا: (ذكر رجل).
(2) كحزم بن أبي حزم (صدوق يهم، كما في: التّقريب ت/1190)، روى حديثه: الإمام أحمد في: (المسند 2/500) عن يونس بن محمَّد عنه به، بنحوه.
وَجعفر بن بُرْقان (صدوق يهم في حديث الزُّهريّ، كما في: التّقريب ت/932) روى حديثه: الدّارقطنيّ في: (العلل 10/186) عن عبد الله بن محمَّد بن زياد عن يحيى بن نصر عن يحيى بن سلام عنه به، بنحوه، مختصرًا.
وَالخليل بن مرّة (ضعيف، كما في: التّقريب ت/1757) روى حديثه: الدّارقطنيّ في: (العلل 10/186- 187) عن محمَّد بن عبد الله الشّافعيّ عن الحسن ابن عبد الله بن يزيد عن موسى بن مروان عن بشر بن إسماعيل عنه به، بنحوه أيضا .
(3) الأزديّ، أبو القاسم، الحنفيّ... ضعيف جدًّا، تركه ابن مهديّ، والنّسائيّ، وغيرهما. روى له: خد قال المزّيّ: على الشّكّ ، ق.
ومات ما بين سنة: أربعين إلى خمسين ومائة. انظر: التأريخ الصّغير للبخاريّ (2/107)، والضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ (ص/163) ت/104، والضّعفاء والمتروكين للدّارقطني (ص/171) ت/147، وتهذيب الكمال (5/167) ت/985.
(4) هو: عبد الرّحمن بن قيس الكوفيّ... ثقة مقلّ، من الثالثة.
روى له: م، د، س. انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/245) ت/955، 956، والكنى لمسلم (1/435) ت/1641، والتأريخ لأبي بكر المقدَّميّ (ص/89) ت/493، والتّقريب (ص/349) ت/3987.(9/23)
عن أَبي هُريرة(1). والحديثُ محفوظٌ عن أَبي صالحٍ السَّمَّان عن أَبي هريرة واسم أَبي صالح السّمَّان: ذكوان، واسم أَبي صالح الحنفيّ: ماهان(2). وقد رُوي الحديثُ عن الحارث بن نَبْهان(3)
__________
(1) رواه من هذا الوجه: أبو الشَّيخ في: (التّوبيخ والتّنبيه ص/66 ورقمه/111) عن إبراهيم بن محمَّد بن علي عن موسى بن نصر عن أبي زهير، وأبو علي الصواف في: (حديثه [2/ب]) عن أبي حفص عمر بن أيوب السّقطيّ عن الحسن ابن حمّاد الضبيّ عن عبدة بن سليمان، كلاهما عن جويبر به...
وأشار إليه الدّارقطنيّ في: (علله 10/181).
(2) كذلك قال ابن معين (كما في: التأريخ رواية الدّوريّ 2/547)، وإسحاق بن راهويه (كما في: السّنن الكبرى للنّسائيّ 4/461 عند الحديث ذي الرّقم/9566)،
وهذا القول قول في تعيينه كما ذكر يعقوب بن سفيان في: (المعرفة 2/799)، وابن حبّان في: (الثّقات 5/458)، وابن شاهين في: (تأريخ أسماء الثّقات ص/320 ت/1400)، وأبو نعيم في: (الحلية 4/364)، وغيرهم.
ولكنّ تسميته بهذا وهم،والصّواب أنّه عبد الرّحمن بن قيس كما تقدّم نبّه على ذلك البخاريّ في: (التأريخ الكبير 8/67 ت/2183)، والنّسائيّ في: (السّنن الكبرى 4/461)، وهو الّذي ارتضاه المزّيّ في: (تهذيب الكمال، انظره: 17/360، 27/169- 170)، والذّهبيّ في: (الكاشف، انظره: 1/641 ت/3295، 2/237)، وابن حجر في: (التّهذيب 6/256- 257، 10/23- 24)، وتقريبه (ص/349 ت/3987، ص/518 ت/6459)، وغيرهم.
وأمّا ماهان فكنيته كما ذكروه: أبو سالم على الصّحيح وما عدا ذلك فوهم.
وانظر: التأريخ الصغير للبخاريّ (1/228- 229)، والله تعالى أعلم.
(3) الجَرْميّ بفتح الجيم، وسكون الرّاء المهملة أبو محمَّد البصريّ... متروك.
روى له: ت، ق. ومات ما بين سنة: خمسين إلى السّتّين ومائة.
انظر: التأريخ الكبير (2/284) ت/2481،والضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ (ص/165) ت/116، والتّهذيب (2/158).
روى حديثه: الدّارقطنيّ في: (العلل 10/187- 188) عن الحسن بن إبراهيم ابن الحسين عن يوسف بن يعقوب عن عمرو بن مرزوق عنه به.(9/24)
عن محمَّد بن واسع عن الأَعمش عن ذكوان أَبي صالح عن أَبي هريرة.
وكذلك قيل عن حمَّاد بن سلمة عن محمَّد بن واسع(1).
وهو صحيحٌ من حديث الأَعمش(2)
__________
(1) رواه من هذا الوجه: الطّبرانيّ في: (مكارم الأخلاق ص/72 رقم الحديث/86) عن عبد الله بن الإمام أحمد عن عبد الأعلى النّرسيّ،
وأبو الشَّيخ في: (التّنبيه ص/67 ورقمه/112) عن عبدان عن عبدالواحد بن غياث، كلاهما عن حمّاد بن سلمة به.
إلاّ أنّ في إسناد أبي الشَّيخ: عن محمَّد بن واسع، وأبي سَوْرة (هو:الأنصاريّ).
وتابع محمدَ بن واسع بمثله عن الأعمش أيضا : أبو أسامة، روى حديثه: الشّجريّ في: (الأمالي الخميسيّة 2/215) بسنده عنه به.
وأبو عوانة، روى حديثه: أبو الشَّيخ في: (التّنبيه ص/67 ورقمه/114) عن عبدان عن شيبان (هو: ابن فرّوخ) عنه به، مختصرًا.
وأبو معاوية، روى حديثه: أبوالشّيخ أيضاً (ص/68 رقم/116) عن محمّد بن يحيى عن أبي كرَيب عنه به، مُخْتصراً.
(2) واختلف عنه، فرواه: فضيل بن عياض (كما في: الحلية لأبي نعيم 8/119)، وَجرير بن عبد الحميد (كما في: سنن أبي داود 5/234)، وَحفص بن غياث (كما في: سنن ابن ماجه 2/741، ومسند الإمام أحمد 2/252، ومعجم شيوخ أبي يعلى ص/344)، وَأبو معاوية (كما في: صحيح مسلم 4/2074)، وعبد الله بن نمير (كما في: شرح السّنّة للبغويّ 1/272- 273 ورقمه/127، والآداب للبيهقيّ ص/89- 90، والأربعون الصّغرى ص/135 ورقمه/125)، وَمالك بن سُعَير (كما في: سنن ابن ماجه 2/741)، وقضاء الحوائج لابن أبي الدّنيا (ص/85 ورقمه/97)، وَأبو أسامة (كما في: جامع التّرمذيّ 5/179، والأمالي الخميسيّة 2/215)، وَأبو يحيى الحمّانيّ (كما في: تأريخ بغداد 12/114)، وَمحاضر بن المورع (كما في: شرح السّنة 1/272- 273 ورقمه/127) تسعتهم عنه عن أبي صالح عن أبي هريرة به.
ورواه أبو عوانة، واختلف عنه، فقيل: عنه عن الأعمش كحديث الجماعة، كذلك رواه: التّرمذيّ في (جامعه 4/26 ورقمه/1425)، والنّسائيّ في: (سننه الكبرى 4/309 ورقمه/7288) كلاهما عن قتيبة عنه به.
وقيل: عنه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد، كذلك رواه: النّسائيّ في: (سننه الكبرى 4/309) عن إبراهيم بن يعقوب عن أبي النّعمان عنه به،
وكذلك قال أبو كامل عنه (كما أشار إلى ذلك: الدّارقطنيّ في: العلل 10/184).
ورواه أسباط بن محمد، واختلف عنه أيضا فقيل: عنه عن الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح به، كذلك رواه: أبو داود في: (سننه 5/234- 235 ورقمه/4946) عن واصل بن عبد الأعلى،
والتّرمذيّ في: (جامعه 4/26، 4/287- 288 ورقمه/1930)، وأشار إليه 5/279- 280) عن عبيد بن أسباط،
والنّسائيّ في: (سننه الكبرى 4/309 ورقمه/7290) عن محمَّد بن إسماعيل الكوفيّ، ثلاثتهم عنه به... قال التّرمذيّ (4/288): "هذا حديث حسن، وقد روى أبو عوانة، وغير واحد هذا الحديث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نحوه، ولم يذكروا فيه: حُدّثت عن أبي صالح". وكذلك قال عبيدة بن الأسود عن الأعمش (أشار إلى ذلك: الدّارقطنيّ في: العلل 10/185).
وقيل: عن أسباط عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدريّ جمعهما (أشار إلى ذلك: الدّارقطنيّ أيضا في كتابه المتقدّم 10/184- 185).
ورواه: إبراهيم بن عثمان عن الأعمش عن الحكم (هو: ابن عُتَيْبَة) عن أبي صالح عن أبي هريرة، مرفوعا... رواه: الطّبرانيّ في: (معجمه الأوسط 10/111- 112 ورقمه/9237) وقال: "لم يُدْخِل بين الأعمش وأبي صالح: الحكمَ أحدٌ ممّن روى هذا الحديث عن الأعمش إلاّ أبو شيبة، ولا رواه عن أبي شيبة إلاّ القاسم ابن يحيى، تفرّد به مُقدَّم بن محمَّد". اه
وأبو شيبة متروك الحديث...
انظر: التّقريب (ص/92 ت/215)، والله تعالى أعلم .
والحديث في صحيح مسلم كما سيأتي بعده مباشرة .(9/25)
".
[81]- أَخبرنا أَبو عبد الله أَحمد بن محمَّد بن يوسف ابن /(أ[30/ب]) دُوْست البزّاز(1) قال: أَخبرنا أَبو بكر محمَّد بن جعفر المَطِيْريّ(2) قال: حدَّثنا عليّ بن حَرْب(3) قال: ثنا أَبو معاوية(4) قال: ثنا الأَعمش عن أَبي صالح(5) عن أَبي هريرة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمَا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَان الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ الْمُسْلِمَ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد مُسْلمٌ بإِخراجه في صحيحه، فرواه عن: يَحْيى بن يَحْيى(6)، وأَبي بكر بن أَبي شَيْبة،/(ج[18/أ]) وأَبي كُرَيب محمَّد بن العلاء(7)، ثلاثتهم عن أَبي معاوية(8)، فكأَنَّ شيخنا أَبا عبد الله سمعه من مُسْلم".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/506.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/519.
(5) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا ...انظر ص/634.
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/604.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/522.
(8) صحيح مسلم (كتاب: الذّكر والدّعاء والتّوبة والاستغفار، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذّكر) 4/2074 رقم الحديث/2699 مطوّلاً.
وانظر: (كتاب: البرّ، والصّلة، والآداب، باب: بشارة من ستر الله تعالى عيبه في الدّنيا بأن يستر عليه في الآخرة) 4/2002 رقم الحديث/2590.(9/26)
[82]- أَخبرنا أَبو الحسن أَحمد بن محمَّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصَّلت الأَهوازيّ(1) قال: حدَّثنا محمَّد بن جعفر المَطِيْريّ(2) قال: ثنا عليّ بن حَرْب(3) قال: ثنا أَبو معاوية(4) عن عاصم الأَحول(5) عن عبد الله بن الحارث(6) عن عائِشة قالت:كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما إَذا سلَّم من الصّلاة قال: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ ذَاْ الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "رواه مسلمٌ في صحيحه عن: أَبي بكر بن أَبي شَيْبة، وَمحمّد بن عبد الله بن نُمير(7) عن أَبي معاوية(8)، فكأَنَّ شيخنا أَبا الحسن بن الصّلت سمعه من مُسلم"./(أ [31/أ]).
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/53.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/506.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/519.
(5) هو: عاصم بن سليمان التّميميّ، مولاهم، أبو عبد الرحمن، البصريّ...
ثقة حافظ، لم يثبت أنّه تُكُلِّم فيه إلاّ ما كان من تضعيف القطّان له، ولكن لعلّ هذا كان بسبب تولّيه الولايات كما قاله الحافظ يرحمه الله. روى له: ع. ومات سنة: إحدى أو: اثنتين وأربعين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/256، 319)، والجرح والتّعديل لابن أبي حاتم (6/343) ت/1900، والتّقريب (ص/285) ت/3060.
(6) الأنصاريّ، أبو الوليد، البصريّ... ثقة، قليل الحديث، من الثّالثة.
روى له: ع.
انظر: الجرح والتّعديل (5/31) ت/138، والكاشف (1/544) ت/2676، والتّقريب (ص/299) ت/3266.
(7) تقدّمت ترجمته... انظر ص/508.
(8) صحيح مسلم (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: استحباب الذّكر بعد الصّلاة وبيان صفته) 1/414 رقم الحديث/592.(9/27)
[83]- أَخبرنا أَبو الحسن أَحمد بن محمَّد بن أَحمد بن الصّلت(1) قال: أَنا أَبو العبّاس أَحمد بن محمَّد بن سعيد بن عُقدة الهَمْدانيّ(2) قال: حدَّثنا يَحْيى ابن إِسماعيل الجَرِيْريّ(3) قال: حدَّثنا الحسين بن إسماعيل(4) قال: حدّثني عُبيد بن محمَّد بن قيس(5) عن أبيه(6)وَأَبي مريم(7) عن بُريد بن أَبي مريم(8) عن أَبي الحوراءِ(9) السَّعديّ(10)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/53.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/571.
(3) بفتح الجيم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الرّائين المهملتين أبو زكريّا، الكوفيّ... لا يحتجّ به. انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/159) ت/240، والميزان (6/35) ت/9456.
(4) لم أقف على ترجمة له.
(5) لم أقف على ترجمة له أيضا .
(6) لم أقف على ترجمة له أيضا .
(7) هو: عبد الغفّار بن القاسم الكوفيّ... قال ابن معين (كما في: التأريخ الصّغير ص/368): "ليس بشيء".
وقال الإمام أحمد في: (العلل رواية المروذيّ ص/91 ت/135): "متروك الحديث، وقد كان يرمى بالتّشيّع". وانظر: الجرح والتّعديل (6/54) ت/284، والمجروحين لابن حبّان (2/143)، وسؤالات البرقانيّ للدّارقطنيّ (ص/46) ت/316
(8) السَّلوليّ، البصريّ... ثقة.
روى له: بخ، 4. ومات سنة: أربع وأربعين ومائة.
انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/78) ت/141، والجرح والتّعديل (2/426) ت/1693، والتّقريب (ص/121) ت/659.
(9) بمهملتين.
(10) هو: ربيعة بن شيبان البصريّ... ثقة، من الثّالثة. روى له: 4.
انظر: الكنى لمسلم (1/273) ت/943، والكاشف (1/393) ت/1546، والتّقريب (ص/207) ت/1907.(9/28)
قال: قلت للحسن بن عليّ: بأَبي أَنت، تحفظ من حديث جدّك صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما؟ قال: بأَبي هو وأُمِّي، كنت أَصْغَر من ذلك، ولكنّي سمعت منه كلمات فوعيتُهنَّ(1)، سمعته يقول: "دَعْ مَا يُرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يُرِيْبُكَ(2)، فَإِنَّ الصِّدْقَ طَمَأنِيْنَةٌ، وَالْكَذِبَ رِيْبَةٌ".
وعلَّمني كلمات/ج [18/ب] أدعو بهنّ في القنوت: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيْمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيْمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيْمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيْمَا آتَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضَي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلاَ يَعِزُّ مَنْ عَاْدَيْتَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ".
قال: ودخلت معه بيتَ الصَّدقةِ، فتناولتُ تمرةً، فأَدخل أصبعه فأَخرجها، وقال: "إِنَّا آلُ مُحَمَّدٍ لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ".
قال عُبيد: وحدَّثني يونس بن أبي يَعْفُور(3)
__________
(1) أي: حفظتهنّ، وفهمتهنّ. النّهاية (باب: الواو مع العين) 5/207.
(2) ويروى أيضا بفتح الياء، والمراد: دع ما تشكّ فيه إلى ما لا تشكّ فيه.
النّهاية (باب: الرّاء مع الياء) 2/286.
(3) بفتح التّحتانيّة، وسكون المهملة، وضمّ الفاء، واسمه: وقدان، وقيل: واقد العبديّ، الكوفيّ...
ضعفه ابن معين في: (التأريخ رواية الدّوريّ 2/689)، والإمام أحمد (كما في: التّهذيب 11/452)، والنّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/247 ت/621)، والسّاجيّ (كما في: التّهذيب 11/452) وغيرهم.
وقال أبو زرعة (كما في: الجرح والتّعديل 9/247): "صدوق"،
وقال العجليّ (كما في: التّهذيب 11/452): "لا بأس به"، وقال الدّارقطنيّ (كما في سؤالات البرقانيّ له ص/72 ت/565): "ثقة".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/614 ت/7920): "صدوق يخطئ كثيرًا، من الثّامنة". وانظر: الضّعفاء للعقيليّ (4/459)، والمجروحين (3/139)، والكامل (7/175).(9/29)
أنّه سمع ابن أَبي ليلى(1) يروي هذا الحديث عن بُريد.
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ محفوظٌ من حديث أَبي الحَوْراء ربيعة بن شَيْبان السَّعديّ عن أَبي محمَّد الحسن(2) بن عليّ بن أَبي طالب، ومن حديث بُريد/أ[21/ب] بن أَبي مريم السّلوليّ واسم أَبيه: مالك بن ربيعة(3) عن أَبي الحوراء.
ورواه عنه(4) هكذا: أَبو إِسحاق السبيعيّ(5)
__________
(1) هو: محمَّد بن عبد الرّحمن الأنصاريّ، أبو عبد الرّحمن، الكوفيّ، القاضي... صدوق سيّء الحفظ جدًّا. روى له: 4. ومات سنة: ثمان وأربعين ومائة.
انظر: العلل للإمام أحمد (1/369 رقم النّص/708 ، 1/411 رقم النّص/862)، والكاشف (2/193) ت/5000، والتّقريب (ص/493) ت/6081.
(2) في (أ): (عن أبي محمَّد بن الحسن)،وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّواب.
(3) رضي الله عنه صحابيّ، ممّن بايع تحت الشّجرة. انظر ترجمته في: التأريخ الكبير (7/300) ت/1280، والإصابة (3/344) ت/7631، وغيرهما.
(4) أي: عن بريد.
(5) أخرج روايته مطوّلة، ومختصرة وهو صحيح من حديثه: عبد الرّزّاق في: (المصنّف 3/118 رقم/4985) ومن طريقه: الإمام أحمد في: مسنده (1/200) والطّبرانيّ في: (معجمه الكبير (3/75 ورقمه/2706) عن هاشم بن مرثد الطّبرانيّ عن أبي صالح الفرّاء،
وأبو أحمد الحاكم في: (فوائده [10/4 أ]) عن ابن المستنير عن عليّ بن بكّار، كلاهما (الفرّاء، وابن بكّار) عن أبي إسحاق الفزاريّ، كلاهما (عبد الرّزّاق، والفزاريّ) عن سفيان الثّوريّ،
ورواه: ابن ماجه في: (سننه 1/372- 373 ورقمه/1178)، والدّارميّ في: (سننه 1/452 ورقمه/1592، 1593) من طريق عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، وَيحيى بن حسّان،
وأبو داود في: (سننه 1/133- 134 ورقمه/1425) عن أحمد بن جواس،
والتّرمذيّ في: (جامعه 2/328- 329 ورقمه/464) ومن طريقه: البغويّ في: شرح السّنّة (3/128 ورقمه/640) والنّسائيّ في: (سننه 3/248 ورقمه/1745)، وَ (سننه الكبرى 1/451 ورقمه/1442) كلاهما عن قتيبة،
والطّبرانيّ في: (معجمه الكبير 3/74- 75 ورقمه/2705) عن الحسن ابن المتوكّل عن عفّان بن مسلم، كلّهم عن أبي الأحوص،
ورواه الطّبرانيّ أيضا في: (معجمه الكبير 3/73 74 ورقمه/2702) عن أبي مسلم الكشّيّ عن الحكم بن مروان، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 2/209) من حديث عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل،
ورواه أبو داود في: (سننه أيضا 1/134 ورقمه/1426) عن عبدالله النفيليّ، والطّبرانيّ في: (معجمه الكبير 3/74 ورقمه/2704) عن محمَّد بن عمرو الحرّانيّ عن أبيه، وابن خيرون في: (فوائده [16/أ]) عن أبي الحسين محمَّد بن الحسن الأهوازيّ عن محمَّد بن إسحاق الأهوازيّ عن أحمد بن محمَّد القرشيّ عن عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم عن زهير،
ورواه ابن البختريّ في: فوائده [5/أ]، وابن أبي شيبة في: مصنّفه (2/300 رقم/1) ومن طريقه: أبو يعلى في: مسنده (12/136ورقمه/6765) والطّبرانيّ في: (الكبير 3/74 رقم/2703) عن محمَّد بن عبد الله الحضرميّ عن شريك،
ورواه الطّبرانيّ أيضا في: (الكبير 3/73 رقم/2701) عن أحمد بن إسحاق،
والحاكم في: (مستدركه 3/172) من حديث عبيد الله بن عبد الواحد، والفضل بن محمد، أربعتهم عن سعيد بن أبي مريم عن محمَّد بن جعفر عن موسى بن عقبة، تسعتهم عن أبي إسحاق به.
قال التّرمذيّ: "هذا حديث حسن، لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السّعديّ... ولا نعرف عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الوتر شيئا أحسن من هذا".(9/30)
، وَشعبة بن الحجّاج(1)، وَيونس بن أبي إسحاق(2)،
__________
(1) أخرج روايته مطوّلة، ومختصرة وهو صحيح من حديثه أيضا : الإمام أحمد في: (مسنده 1/200) عن يحيى بن سعيد ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: علله (2/817- 818 رقم/1368)، وابن عساكر في: تأريخه (4/486) ،
ورواه الإمام أحمد أيضا في: (مسنده 1/200) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخه (4/486) والتّرمذيّ في: (جامعه 4/576- 577 ورقمه/2518) عن بندار، كلاهما عن محمَّد بن جعفر،
ورواه الطّيالسيّ أبو داود في:(مسنده ص/163) عنه ومن طريقه: أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 1/44 45)، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 5/335) ،
ورواه التّرمذيّ في: (جامعه 4/576- 577 ورقمه/2518) عن أبي موسى الأنصاريّ،
والنّسائيّ في: (سننه الكبرى 3/239 ورقمه/5220) ومن طريقه: البغويّ في: شرح السّنة (8/17 ورقمه/2032) عن محمَّد بن أبان، والأبهريّ في: (فوائده [11/ب 12/أ])، والطّيوريّ في: (فوائده[7/177أ]) من طريق محمَّد بن الحسين الأشنانيّ عن أبي كريب، ثلاثتهم عن عبد الله بن إدريس،
ورواه الطّبرانيّ في: (الكبير 3/76 ورقمه/2710) عن أحمد بن القاسم الجوهريّ،
والحاكم في: (مستدركه 2/13) عن أحمد بن كامل عن عبد الملك بن محمد، كلاهما عن عفّان إلاّ أنّ عبد الملك قال: عن عفّان، وسعيد بن عامر
ورواه الطّبرانيّ أيضا في: (الكبير 3/75 ورقمه/2707) عن محمَّد بن محمَّد التّمّار عن عمرو بن مرزوق، ثمانيتهم عنه به.
(2) السّبيعيّ، الكوفيّ... صدوق يهم قليلاً.
روى له: ر، م، 4. ومات سنة: تسع وتسعين ومائة.
انظر: الجرح والتّعديل (9/243) ت/1024، والتّقريب (ص/613) ت/7899.
أخرج روايته: الإمام أحمد في: (مسنده 1/199)، وابن أبي خيثمة في: (تأريخه [2/115أ]) عن الفضل بن دُكين، والطبرانيّ في: (الكبير 3/77 ورقمه/2712) عن عبد الله بن محمَّد بن النّعمان عن سفيان بن وكيع، ثلاثتهم عن وكيع عنه به، بنحوه، مختصرًا، وهو صحيح من حديثه.(9/31)
وَالحسن بن عُمَارة(1)، والعلاء بن صالح(2).
وكذلك رواه: عبد الرّحمن بن هرمز الأَعرج عن بُريد،
وتفرّد به عن الأعرج: عبد الملك بن عبدالعزيز بن جريج المكيّ(3)".
__________
(1) هو: أبو محمَّد البجليّ... متروك. روى له: ت، ق. ومات سنة: ثلاث وخمسين ومائة. انظر: الميزان (2/36) ت/1918، والتّقريب (ص/162) ت/1264.
أخرج روايته: عبد الرّزّاق في: (مصنّفه 3/117- 118 رقم/4984) ومن طريقه:الطّبرانيّ في: (الكبير 3/76 رقم الحديث/2711) عنه به، بنحوه.
(2) التّيميّ، الكوفيّ... صدوق له أوهام، من السّابعة. وروى له: د، ت، س.
انظر: التّهذيب (8/184)، والتّقريب (ص/435) ت/5242.
أخرج روايته: الإمام أحمد في: (مسنده 1/200)، والطّبرانيّ في: (الكبير 3/78 رقم الحديث/2714) عن محمَّد بن عبد الله الحضرميّ عن طاهر بن أبي أحمد الزّبيريّ، كلاهما عن أبي أحمد الزّبيريّ،
والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 2/209) بسنده عن محمَّد بن بشر العبديّ، كلاهما عنه به، بنحوه، مختصرًا، وهذه رواية حسنة بمتابعاتها.
(3) لم أجده عن الحسن بن عليّ من هذه الطّريق.
ووجدّته من طريق ابن جريج عن الأعرج عن ابن عباس، ومحمد بن عليّ (هو: ابن الحنفيّة)... أخرجه البيهقيّ في: (السّنن الكبرى 2/210) عن أبي الوليد حسّان بن محمَّد: ثنا أبو بكر محمَّد بن محمَّد بن سليمان: ثنا هشام بن خالد الأزرق: ثنا الوليد بن مسلم: ثنا ابن جريج، فذكره...
ورواه أيضا عن الفاكهيّ: ثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريّا: أخبرني أبي: أبنا عبد المجيد (يعني: ابن عبد العزيز بن أبي روّاد) عن ابن جريج به...
وهذه رواية مُدلّسة... البلاء فيها من ابن جريج، فقد رواه عبد الرّزّاق في: (مصنّفه 3/108 رقم/4957) عن ابن جريج قال: أخبرني من سمع ابن عبّاس، ومحمد بن عليّ يقولان:... فذكره، مرفوعا.(9/32)
[84]- أَخبرنا القاضي أَبو الحسين محمَّد بن أَحمد بن القاسم بن إسماعيل المحامليّ(1) قال: حدَّثنا محمَّد بن يحيى بن عُمر بن عليّ ابن حَرْب الطَّائيّ(2) قال: حدَّثنا علىّ بن حَرْب(3) قال: حدَّثنا سُفْيان عن الزُّهريِّ عن سعيد(4) عن أَبي هُريرة عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما قال: "يَنْزِلُ ابْنُ/(ج[19/أ]) مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَكَما(5) مُقْسِطا(6)، يَكْسِرُ الصَّلِيْبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيْرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ(7)، وَيَفِيْضُ(8) الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/511.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/296.
(4) هو: ابن المسيِّب.
(5) أي: حاكما، والمعنى: أنّه ينزل حاكما بهذه الشّريعة، لا بشريعة ناسخة لها فإنّها باقية لا تنسخ، بل يكون حاكما من حكّام هذه الأمّة.
انظر: شرح مسلم للنوويّ (2/190)، والفتح (6/567).
(6) أي: عادلاً. انظر: معجم المقاييس في اللّغة (باب: القاف وَالسّين وَما يثلّثهما) ص/887، والنّهاية: (باب: القاف مع السّين) 4/60.
(7) اختلف أهل العلم في المراد من وضع الجزية هنا على عدّة أقوال، أصَحُّها وأَصوبها: أنَّ الدِّين يصير واحدًا، ومن بذل الجزية من الكفّار لم يُكَفَّ عنه بها، بل لا يقبل إلاّ الإسلام، أو القتل.
ومعنى وضع عيسى الجزية مع أَنّها مشروعة في هذه الشّريعة: أَنّ مشروعيتها، وحكمها ليس بمستمرّ إلى يوم القيامة بل هو مقيّد بما قبل عيسى عليه السّلام، كما دلّ عليه الخبر، وليس عيسى بناسخ لهذا الحكم بل نبيّنا صلّىالله عليه وسلّم هو المبيّن للنّسخ بقوله هذا. انظر: شرح مسلم للنّوويّ (2/190)، والفتح (6/567).
(8) أي: يكثر. النّهاية (باب: الفاء مع الياء) 3/484.(9/33)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "اتّفق البخاريُّ، ومُسْلم على إِخراجه، فرواه البخاريُّ عن عليّ بن المدينيّ(1).
ورواه مُسْلم عن عبد الأَعلى بن حمّاد(2)، وَأَبي بكر بن أَبي شَيْبة، وَزُهَير بن حَرْب عن سُفْيان بن عُيَينة(3)، فكأَنَّ شيخنا أَبا الحسين بن المحامليّ سمعه من البخاريّ، ومُسْلم".
__________
(1) صحيح البخاريّ (كتاب: المظالم والغصب، باب: كسر الصّليب، وقتل الخنزير) 3/272 رقم الحديث/49 بنحوه.
ورواه أيضا في: (كتاب: الأنبياء، باب: نزول عيسى بن مريم عليهما السّلام) 4/324 ورقمه/244 عن إسحاق (هو: ابن راهويه) عن يعقوب ابن إبراهيم عن أبيه عن صالح،
وفي: (كتاب: البيوع، باب: قتل الخنزير) 4/168 ورقمه/165 عن قتيبة بن سعيد عن اللّيث، كلاهما عن ابن شهاب به، بنحوه.
ورواه أيضا في الموضع المتقدّم نفسه من كتاب الأنبياء (ورقمه/245) عن ابن بكير عن اللّيث عن يونس (هو: ابن يزيد) عن ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي هريرة به، ببعضه، مختصرًا.
(2) الباهليّ، مولاهم، أبو يحيى، البصريّ، المعروف بالنَّرْسِيّ... لا بأس به.
روى له: خ، م، د، س.توفّي سنة: سبع أو: ستّ وثلاثين ومئتين.
انظر: الكاشف، وحاشيته لسبط ابن العجميّ (1/610) ت/3076، والتّقريب (ص/331) ت/3730.
(3) صحيح مسلم (كتاب: الإيمان، باب: نزول عيسى بن مريم حاكما بشريعة نبيّنا محمَّد صلّى الله عليه وسلّم) 1/135- 136.(9/34)
[85]- أخبرنا أبو الحسن محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن رَزْقويه البزّاز(1) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب العبَّادانيّ(2) قال: حدَّثنا عليّ بن حَرْب(3) قال: حدَّثنا أبو معاوية(4) قال: حدَّثنا [الأعمش](5) عن عبد الله/(أ [32/أ]) بن مُرّة(6) عن أبي الأَحْوَص(7) عن عبد الله(8) قال: قال النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيْلاً(9) لاَتَّخَذْتُ أَبَاْ بَكْرٍ خَلِيْلاً".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد مُسْلمٌ بإِخراجه، فرواه عن أَبي بكر بن أَبي شَيْبة عن أَبي معاوية، وَوكيع عن الأعمش(10)، فكأَنَّ أَبا الحسن بن رَزْقويه سمعه من مُسْلم".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/56.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/602.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/519.
(5) لحق بحاشيبة: (أ).
(6) الهَمْدَانيّ، الكوفيّ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: مائة.
انظر: الطّبقات الكبرى (6/290)، والجرح والتّعديل (5/165) ت/763، والكاشف (1/596) ت/2975.
(7) هو: عوف بن مالك الجشميّ بضمّ الجيم، وفتح المعجمة الكوفيّ.. ثقة، من الثّالثة. روى له: بخ، م، 4. انظر: تأريخ بغداد (12/290)، والكاشف (2/101) ت/4312، والتّقريب (ص/433) ت/5218.
(8) هو: ابن مسعود رضي الله عنه .
(9) أي: صديقا... مأخوذ من: (الخُلَّة) بالضّمَ: الصَّداقة، والمحبّة الّتي تخلّلت القلب، فصارت خلاله أي: باطنه . انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/247)، والنّهاية (باب: الخاء مع اللاّم) 2/72.
(10) صحيح مسلم (كتاب: فضائل الصّحابة، باب: من فضائل أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه) 4/1856.(9/35)
[86]- أَخبرنا أَبو عبد الله الحسين بن عُمَر بن بُرْهَان الغزّال(1) قال: حدَّثنا عثمان بن أَحمد بن عبد الله الدّقّاق(2) قال: حدَّثنا محمَّد ابن غالب بن حَرْب الضّبيّ(3) قال: حدَّثنا أَبو همّام محمَّد بن مُحَبَّب الدّلاَل(4) قال: حدَّثنا سُفيان الثّوريّ عن سُهيل بن أَبي صالح(5) عن الأَعْمَش عن أَبي صالح(6) عن أَبي هريرة عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم تَسْليما قال: "مَنْ بَاْتَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ(7) فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلاَ يَلُوْمَنَّ إِلاَّ/(ج[19/ب]) نَفْسَهُ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث سليمان بن مهران الأَعمش عن أَبي صالح ذَكْوَان، ومن حديث سُهيل بن أَبي صالح عن الأَعمش(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/58.
(2) في (أ): "الغَزَّال"، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الموجود في مصادر ترجمته، وتقدمت ترجمته... انظر ص/560.
(3) تقدّمت ترجمته ايضاً ... انظر ص/556.
(4) القرشيّ، البصريّ ... ثقة. روى له: د، س، ق. ومات سنة: إحدى وعشرين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (8/96) ت/414، والكاشف (2/214) ت/5135، والتّهذيب (9/427).
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/645.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/634.
(7) بالتّحريك : الدّسم، والزّهومة في اللّحم.
النّهاية (باب: الغين مع الميم) 3/385.
(8) تابع سهيلاً في روايته لهذا الحديث عن الأعمش: منصورُ بن أبي الأسود، أخرج روايته: التّرمذيّ في: (جامعه 4/255 رقم الحديث/1860)، والحاكم في: (مستدركه 4/137) عن أبي العبّاس محمَّد بن يعقوب، كلاهما عن أبي بكر الصّغّانيّ عن محمَّد بن جعفر المدائنيّ عنه به...
قال التّرمذيّ: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الأعمش إلاّ من هذا الوجه" اه.
فلعلّ الحديث إنّما عرف عن الأعمش من طريق منصور (وهو: صدوق، كما في: التّقريب ص/546 ت/6896)، وكوفي كالأعمش، لذلك ذكر الخطيب هنا أنّ طريق سهيل بن أبي صالح غريبة، وهو يريد بذلك الغرابة النّسبيّة لا شك؛ لأنّ سهيلاً مدنيّ لا كوفيّ (كما تقدم ص/677) والله تعالى أعلم.(9/36)
، تفرّد بروايته سفيان الثّوريّ عنه(1).
ولا أَعلم رواه عن الثّوريّ إِلاَّ أبوهمّام الدّلاّل البصريّ(2)
__________
(1) لم يتفرّد الثّوريّ بروايته عن سهيل، بل تابعه اثنان:
الأوّل: زهير بن معاوية... أخرج روايته: أبو داود في سننه (4/188 رقم/3852) ومن طريقه: البيهقيّ في سننه الكبرى (7/276) عن أحمد ابن يونس،
وأحمد في: (المسند 2/263، 537)، عن أبي كامل (هو: الجحدريّ)، وهاشم (هو: ابن القاسم) كلّهم عنه به...
وهذا الإسناد صحيح على شرط مسلم كما قاله الحافظ في: (الفتح 9/492).
والآخر: عبد العزيز بن المختار... أخرج روايته: ابن ماجه في: (سننه 2/1096 ورقمه/3297) عن محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب عنه به...
وهذا إسناد حسن، ابن أبي الشوارب صدوق (كما تقدّم ص/743) والله تعالى أعلم.
(2) الحديث من طريق أبي همّام رواه أيضا : ابن الأعرابيّ في:(معجمه 1/283 ورقمه/220، 1/292 ورقمه/232، 1/317 ورقمه/272) عن محمَّد بن صالح،
وتمّام في: (فوائده 1/103 ورقمه/228) عن خيثمة بن سليمان،
وأبو نعيم في: (الحلية 7/144) عن أحمد بن القاسم بن الرّيّان، وعن أبي محمَّد بن حيّان عن عبدان، ثلاثتهم (خيثمة، وابن الرّيّان، وابن حيّان) عن محمَّد بن حرب، كلاهما (محمَّد بن صالح، وابن حرب) عن أبي همّام به...
قال أبو نعيم: "غريب من حديث الثّوريّ، تفرّد به عنه أبو همّام".
هذا، وتابع أبا صالح في روايته عن أبي هريرة اثنان:
أوّلهما: سعيد بن المسيّب... روى حديثه: الإمام أحمد في: (المسند 2/344)، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 7/276) كلاهما من طريق عفّان بن مسلم عن وهيب (هو: ابن خالد البصريّ) عن معمر عن الزُّهريّ عنه به، بنحوه...
ولكن لعلّ هذا ممّا حدّث به معمر في البصرة، وقد ذكر أهل العلم أنّ ما حدّث به معمر في البصرة ففيه أغاليط (انظر: الجرح والتّعديل 8/257 ت/1165، والتّقريب ص/541 ت/6809).
والآخر: سعيد بن أبي سعيد المقبريّ... أخرج روايته: التّرمذيّ في (الجامع 4/254- 255 ورقمه/1859)، والبغويّ في: (مسند ابن الجعد 2/1013 ورقمه/2938)، وابن عديّ في: (الكامل 7/148)، والحاكم في: (المستدرك 4/119، 137) كلّهم من طرق عن يعقوب بن الوليد المدنيّ عن ابن أبي ذئب عنه به...
قال التّرمذيّ: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد روي من حديث سهيل ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشّيخين"، وتعقبه الذّهبيّ في التّلخيص، فقال: "بل موضوع؛ فإنّ يعقوب كذّبه النّاس" اه، وهو كما قال (انظر: الميزان 6/129 ت/9829).
هذا، وما أشار إليه التّرمذيّ رحمه الله في كلامه المتقدّم من حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة جاء من أربعة طرق عن سهيل... فقد رواه: البخاريّ في: (الأدب المفرد ص/405 ورقمه/1225) عن موسى (هو: ابن إسماعيل) عن حمّاد بن سلمة، والدّارميّ في: (السّنن 2/142 ورقمه/2063) عن عمرو بن عون عن خالد (هو: ابن عبد الله الواسطيّ)،
والبغويّ في: (مسند ابن الجعد 2/961 ورقمه/2768) عن زهير،
وابن عديّ في: (الكامل 4/179) عن أبي يعلى عن علي بن الجعد عن عبدالله بن جعفر، أربعتهم عن سهيل به...
وهذا صحيح، ولا يتعارض مع رواية من تقدّم ذكرهم عن سهيل عن الأعمش عن أبي صالح، فلعلّ سهيلاً سمعه أوّلاً عن أبيه بواسطة، ثمّ أخذه عنه، وحدّث به على الوجهين والله تعالى أعلم.
والحديث حسّنه جماعة منهم: التّرمذيّ كما تقدّم والبغويّ في:(شرح السّنّة 11/317)، والمنذريّ في: (الترغيب والتّرهيب 3/154).
وحكم بصحّته الحافظ في: الفتح (كما تقدّم ص/827)، والألبانيّ في: (صحيح الأدب المفرد ص/474)، وهو كما قالا.(9/37)
،
وَهو: محمَّد بن مُحَبَّب بفتح الحاء المبهمة، وببائين [كل](1) واحد منهما معجمة بنقطة.
وله نظيرٌ في الصُّورة هو: محمَّد بن مُجِيب الصّائغ الكوفيّ(2) بكسر الجيم، وياءٍ معجمة باثنتين من تحتها، يتلوها باءٌ منقوطة بواحدة حَدّث عن: جَعْفر بن محمَّد بن عليّ(3)، ولَيْث بن أبي سُليم(4).
روى عنه:/(أ[32/ب]) عيسى بن مُسْلم الأَحْمَر(5)، وَمحمد بن إسحاق البلخيّ(6)، وَمحمَّد بن عبد الله الأَرُزِّي(7)، وَيزيد بن مروان الخلاّل(8)".
__________
(1) لحق بحاشية: (أ).
(2) الثّقفيّ، سكن بغداد... متروك.
انظر: التأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/537)، وتأريخ بغداد (3/297) ت/1385، والتّقريب (ص/505) ت/6266.
(3) المعروف بالصّادق، تقدّمت ترجمته... انظر ص/549550.
(4) ابن زُنَيْم، القرشيّ، أبو بكر، الكوفيّ... له ترجمة في: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/349)، وتهذيب التّهذيب (8/465).
(5) الصّفّار... له ترجمة في: الضّعفاء للعقيليّ (3/394)، وتأريخ بغداد (11/160) ت/5853، والميزان (4/243) ت/6606.
(6) اللّؤلؤيّ، أبو عبد الله، السّهميّ... له ترجمة في: الكامل (6/279)، وتأريخ بغداد (1/234) ت/52، ولسان الميزان (5/66) ت/218.
(7) بفتح الألف، وضمّ الرّاء، وكسر الزّاي، وتشديدها وبعضهم يقول: ( الرُّزِّيّ) بحذف الهمزة أبو جعفر، البغداديّ ويقال: البصريّ ...
له ترجمة في: الأنساب (1/111)، والمعجم المشتمل (ص/253) ت/878، وتهذيب الكمال (25/575) ت/5382.
(8) شيخ من أهل بغداد، روى عنه العراقيّون...
له ترجمة في: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/235) ت/5382، والجرح والتّعديل (9/291) ت/1246، والمجروحين (3/105).(9/38)
[87]- قال: أَخبرنا أَبو سهل محمود بن عُمَر بن جعفر العُكْبَريّ(1) قال: حدَّثنا أَبو صالح سَهْل بن إِسماعيل بن سَهْل الطَّرسْوسيّ(2) قال: حدَّثنا أَبو عقيل أَنس بن سَلْم بن الحسن الخولانيّ(3) بأَنْطَرْطُوس(4) من ساحل حمص(5) قال: حدَّثنا عُبَيْد بن رزين(6) قال:حدَّثنا إِسماعيل بن عيّاش(7) عن محمَّد بن زياد الأَلهانيّ(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/58.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/696.
(3) بفتح الخاء المعجمة، وسكون الواو، وفي آخرها النّون وفي (أ): (الحلوانيّ) بالحاء المهملة، واللاّم قبل الواو وهو خطأ، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّواب الموجود في مصادر ترجمته.
وهو أنطرسوسيّ سكن دمشق، ترجم له ابن عساكر في: (تأريخ دمشق 3/140)، والذّهبيّ في: (تأريخ الإسلام 281- 290 ه ص/129) وذكر أنّه روى عنه أيضا : عليّ بن أبي يعقوب، وابن عديّ، وأبو بكر بن الأعرابيّ،وخلق.
ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلاً.
(4) بفتح الألف، وسكون النّون، وفتح الطّاء، وسكون الرّاء، وضمّ طاء أخرى، بعدها الواو، وفي آخرها السّين بلد من سواحل بحر الشّأم، وهي آخر أعمال دمشق من البلاد السّاحليّة، وأوّل أعمال حمص.
انظر: الأنساب (1/222)، ومعجم البلدان (1/270).
(5) بالكسر، ثمّ سكون، والصّاد مهملة البلد المشهورة بالشّأم، بين دمشق، وحلب... انظر: معجم ما استعجم (2/468)، ومعجم البلدان (2/302).
(6) الألهانيّ، أبو عبيدة، اللاّذقيّ... ذكره الذّهبيّ في: (ذيل ديوان الضّعفاء والمتروكين ص/46 ت/254)، وقال: "مجهول".
وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 1/128) وقد ذكرحديثه هذا: "فيه عبيد بن رزين، ولم أر من ذكره"! وما أثبتّه أعلاه من كنيته، ونسبته مستفاد من بعض المصادر الّتي أُورد فيها سند الحديث.
(7) تقدّمت ترجمته... انظر ص/566.
(8) الحمصيّ... ثقة، من الرّابعة. روى له: خ، د، ت، س، ق.
انظر: سؤالات ابن أبي شيبة (ص/151) ت/208، والمعرفة والتأريخ (2/456)، والتّقريب (ص/479) ت/5889.(9/39)
عن أَبي أُمامة الباهليّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "مَنْ عَلَّمَ عَبْدًا آيَةً مِنْ كتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ مَوْلاَهُ، لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَخْذُلَهُ(1)، وَلاَ يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِ(2)، فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَصَمَ عُرْوَةً مِنْ عُرَى الإِسْلاَمِ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث أبي سفيان محمَّد بن زياد الألهانيّ الحمصيّ عن أبي أُمامة.
وغريبٌ من رواية أبي عُتْبة إسماعيل بن عَيّاش العنسيّ عن محمَّد بن زياد. تفرّد بروايته: عُبيد بن رزين عنه.
ووقع إلينا بعلوّ من رواية(3)/(ج [20/أ]) أنس بن سَلْم(4)
__________
(1) أي: يترك إغاثته، ونصرته.
انظر: النّهاية (باب: الخاء مع الدّال) 2/16.
(2) أي: يتفضّل، ويتفرّد بالشّيء فيخصّ به نفسه دونه.
انظر: النّهاية (باب: الألف مع الثّاء) 1/22، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الألف) 4/8.
(3) في (ج): "من حديث".
(4) الحديث من طريق أنس بن سلم رواه: ابن عديّ في: (الكامل 1/296) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل (1/116) رقم الحديث/157 والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 8/112 ورقمه/7528)،وفي: (مسند الشّاميّين 2/7 ورقمه/818) ومن طريقه: الشّجريّ في: الأمالي الخميسيّة (1/84) وعبدالوهّاب بن الحسن الكلابيّ في: (حديثه [6/أ])، بعضهم بمثله، وبعضهم بنحوه.
قال ابن عديّ: "وهذا الحديث يتفرّد به عبيد بن رزين هذا عن إسماعيل بن عيّاش"، وقال: "هذا الحديث رواه غير عبيد بن رزين عن ابن عيّاش بإسناد مرسل، وأوصله عبيد بن رزين".
وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث لا يصحّ" وهو كما قال، فيه: إسماعيل بن عيّاش، مختلف فيه، كبر فساء حفظه، وكثر خطؤه، ووهمه، وصار يلقّن فيتلقّن، ومع ذلك فقد تفرّد به (انظر: التّهذيب 1/321)، والرّاوي عنه عبيد بن رزين مجهول كما تقدّم ص/831 وكذا فيه: أنس بن سلم لا يعرف حاله.
هذا، وقد توبع أنس بن السّلم في روايته عن عبيد بن رزين، تابعه: أحمد بن النّعمان بن أبي حمّاد... أخرج روايته: السّهميّ في: (تأريخ جرجان ص/505) بسند فيه بالإضافة إلى إسماعيل بن عيّاش، وعبيد بن رزين: هبة العزيز، ترجم لها السّهميّ في: (تأريخه ص/505 ت/1027) ولم يذكر فيها جرحا، ولا تعديلاً، وأحمد بن النّعمان لم أقف له على ترجمة، وفيه رجل يقال له: أبو عمرو الحمصيّ، لم أعرفه.
وتابعه أيضا : يوسف بن بحر، وعبد الصّمد بن عبد الوهّاب... أخرج حديثهما أبو الحسن بن المقرئ في: (حديثه [1/أ ب])... ويوسف ضعيف له مناكير (انظر: الميزان 6/136 ت/9859)، وعبد الصّمد لم أقف له على ترجمة.
هذا، والحديث بالإضافة إلى ما تقدّم مخالف لإجماع المسلمين، فإِنَّ من علّم غيره لا يصير به مالكا (انظر: الفتاوى لابن تيميّة 18/345)، وقال عنه ابن تيميّة في: (أحاديث القصّاص ص/96- 97 رقم/45): "هذا كذب، ليس في شيء من كتب أهل العلم".
وتبعه السّيوطيّ في: (ذيل اللآلئ 203)، والسّمهوديّ في: (الغمّاز على اللّماز ص/221 ورقمه/301)، وممّن مال إلى القول بوضعه أيضا : ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/284 ورقمه/119)، والفتّنيّ في: (تذكرة الموضوعات ص/18)، والعجلونيّ في: (كشف الخفاء 2/265 ورقمه/2543)، والشّوكانيّ في: (الفوائد المجموعة ص/254 ورقمه/880)، وأورده ملاّ علىّ قارئ في كتابيه: (الأسرار المرفوعة ص/354 ورقمه/510)، وَ (المصنوع في معرفة الحديث الموضوع ص/190 ورقمه/351).(9/40)
".
[88]- قال أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن يَحْيى بن عبد الجبّار السُّكّريّ(1) قال: أَخبرنا إِسماعيل بن محمَّد الصّفّار(2) قال: حدَّثنا أَحمد ابن مَنْصور الرَّماديّ(3) قال: ثنا عبد الرّزّاق قال: أَخبرنا مَعْمر عن الزُّهريّ عن سالم(4) عن ابن عُمر عن عامر بن ربيعة(5) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما:/(أ[33/أ]) "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الْجَنَازَةَ فَلْيَقُمْ حَتَّى تُخَلِّفَهُ(6) أَوْ تُوْضَعَ".
قال الشَّيخ الإمام أبو بكر الخطيب: "اتّفق الشّيخان على إخراجه في كتابيهما، فأخرجاه جميعا من حديث سفيان بن عيينة عن الزُّهريّ(7). وانفرد مُسْلم بروايته عن محمَّد ابن رافع عن عبد الرّزّاق(8)، فكأَنَّ السّكريّ سمعه منه".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/63.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/586.
(4) هو: ابن عبد الله بن عمر.
(5) العَنْزيّ بسكون النّون صحابيّ، ممّن شهد بدرًا... انظر: أسد الغابة (3/17) ت/2691، والإصابة (2/249) ت/4381.
(6) بضمّ التّاء، وفتح المعجمة، وتشديد اللاّم المكسورة، بعدها فاء أي: تتقدّمه، وتتركه وراءها، غائبا عنها، ونسبة ذلك إليها من سبيل المجاز؛ لأنّ المراد: حاملها. انظر: شرح مسلم للنّوويّ (7/29)، والفتح (3/212).
(7) أمّا البخاريّ فرواه في: (كتاب: الجنائز، باب: القيام للجنازة) 2/181 رقم الحديث/65 بنحوه.
ورواه مسلم في: (كتاب: الجنائز، باب: القيام للجنازة) 2/659 رقم الحديث/958 بنحوه أيضا .
(8) صحيح مسلم، الموضع المتقدّم نفسه (2/660).
وللحديث طريق أخرى رواها البخاريّ في: (باب: متى يقعد إذا قام للجنازة) من كتاب الجنائز (2/181- 182) رقم الحديث/66 عن قتيبة بن سعيد عن اللّيث عن نافع عن ابن عمر به، بنحوه.(9/41)
[89]- أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمَّد بن عبد الله بن بِشران المُعدِّل(1) قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمَّد المِصْريّ(2) قال: حدَّثنا محمَّد بن زيدان بن سُويد(3) قال: ثنا سَلاّم بن سليمان أبو العبّاس الدّمشقيّ(4) قال: حدَّثنا شعبة بن الحجّاح عن زيد العَمِّيّ(5) عن أبي الصّدّيق النَّاجيّ(6) عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "مَعَكَ يَا عَلِيُّ [يَوْمَ الْقِيَامَةِ](7) عَصَا مِنْ عُصِيِّ الْجَنَّةِ تَذُوْدُ بِهَا النَّاسَ عَنْ حَوْضِي".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/58.
(2) البغداديّ الواعظ، اشتهر بالمصريّ لإقامته مدّة بمصر... ثقة. مات سنة: ثمان وثلاثين وثلاثمائة. انظر: الفهرست للنّديم (ص/263)، وتأريخ بغداد (12/75) ت/6483، والبداية والنّهاية (11/222).
(3) البجليّ، الكوفيّ... ترجم له الذّهبيّ في: (تأريخ الإسلام 281- 290ه ص/260) وقال: "وحدّث بمصر"، ولم يذكر فيه جرحا، ولاتعديلاً.
(4) الثّقفيّ، مولاهم، الضّرير... ضعيف. روى له: ق. ومات بعد سنة: عشر ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (4/259) ت/1120، والضّعفاء للعقيليّ (2/161)، والكامل (3/309)، والتّقريب (ص/261) ت/2704، وقانون الموضوعات للفتّنيّ (ص/259).
(5) بفتح العين المهملة، وتشديد الميم البصريّ، القاضي... اتّهمه ابن حبّان، والجمهور على ضعفه. روى له: 4.
انظر: من كلام يحيى بن معين في الرّجال رواية الدّقّاق (ص/40)، وسؤالات ابن أبي شيبة لابن المدينيّ (ص/54) ت/15، والمجروحين لابن حبّان (1/309)، والكشف الحثيث لبرهان الدّين الحلبيّ (ص/122) ت/300.
(6) هو: بكر بن عمرو وقيل: ابن قيس البصريّ... ثقة. روى له: ع.
ومات سنة: ثمان ومائة. انظر: التأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/62)، والكاشف (1/274) ت/632، والتّقريب (ص/127) ت/747.
(7) لحق بحاشية: (أ).(9/42)
قال الشَّيخ الإمام أبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث أبي الصّدّيق بَكْر بن عَمرو النّاجيّ عن أبي سعيد سَعْد بن مالك الخدريّ، ومن حديث أبي الحواريّ زيد بن الحواريّ العَمْيّ عن أبي الصّدّيق،/(ج[20/ب]) ومن حديث أبي بِسْطَام شعبة بن الحجّاج العَتكيّ عن زَيْد العميّ، تفرّد بروايته عنه سَلاّم بن سليمان أبو العبّاس المدائنيّ(1)
__________
(1) في (أ): (المدينيّ)، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّواب.
والحديث من طريقه رواه أيضا : العقيليّ في: (الضّعفاء 2/161) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل (1/248 249 ورقمه/398) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الصّغير ص/361 ورقمه/992) كلاهما عن محمَّد بن زيدان عنه به...
قال العقيليّ: "ليس له أصل من حديث شعبة، ولا من حديث ثقة".
وقال الطّبرانيّ: "لم يروه عن شعبة إلاّ سلاّم بن سليمان".
وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وهو كما قال يرحمه الله لا يصحّ، مداره على ابن زيدان وهو مجهول، وكذا شيخه ضعيف، وراويه عن أبي الصّدّيق زيد العميّ اتّهمه ابن حبّان، وأورده برهان الدّين الحلبيّ في كتابه في الوضّاعين،والجمهور على ضعفه (انظر تراجمهم ص/835-836).
وللحديث طريقان عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، أحدهما من حديث عليّ رضي الله عنه والآخر من حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما ...
أمّا حديث عليّ فله عنه ثلاثة طرق:
الأولى: رواها العقيليّ في: (الضّعفاء 2/22) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل (1/245- 246 ورقمه/393) عن إبراهيم بن عبد الله الفارسيّ عن محمَّد بن يحيى بن الضّريس عن خلف بن المبارك عن شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عنه به... قال العقيليّ: "ليس له من حديث أبي إسحاق أصل، ولا من حديث شريك...".
وقال ابن الجوزيّ: "وفيه: الحارث الأعور، قال الشعبي وابن المدينيّ: كذّاب"، وهو كما قالا، وكذّبه غيرهما (انظر ص/633) هذا بالإضافة إلى أنّه غال في التّشيّع، وضرب يحيى، وعبد الرّحمن على نحوٍ من أربعين حديثا من حديثه عن عليّ رضي الله عنه (انظر: الضّعفاء للعقيليَ 1/208- 210، والمجروحين لابن حِبَّان 1/222).
وفي الإسناد أيضا عنعنة أبي إسحاق السّبيعيّ، عدّه الحافظ في الثّالثة من مراتب المدلّسين (انظر: طبقات المدلّسين له ص/42 ت/91)، ولم يصرّح بالسّماع، ولم يسمع في جملة ما روى عن الحارث إلاّ أربعة أحاديث كما أخبر به عن نفسه وكان يحيى بن سعيد لا يحدّث من حديث الحارث إلاّ ما قال فيه أبو إسحاق سمعت الحارث (انظر: تهذيب الكمال 5/248، 22/111).
الثّانية: رواها الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 6/71- 72 رقم الحديث/5149) عن محمَّد بن نصر بن حميد عن محمَّد بن قدامة الجوهريّ عن الأحوص بن جوّاب عن أبي مريم عن عبد الله بن عطاء عن أبي حرب الدّيليّ عن عبد الله بن إجارة عن عليّ به بنحوه...
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن عطاء إلاّ أبو مريم، تفرّد به محمَّد بن قدامة عن أبي الجواب".
وفي سنده: شيخ الطّبرانيّ محمَّد بن نصر، قال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 1/138): "لم أر من ذكره".
وابن قدامة الجوهريّ قال فيه ابن معين: "ليس بشيء"، وقال أبو داود: "ضعيف، لم أكتب عنه شيئا قط"... انظر: الميزان (5/140) ت/8083.
الثالثة: رواها الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط أيضا 8/330 رقم الحديث/7671) عن محمَّد بن موسى عن الحسن بن كثير عن سلمي بن عقبة الحنفيّ عن عكرمة بن عمّار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عنه به، بنحوه، في حديث فيه طول...
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلاّ عكرمة بن عمّار، ولا رواه عن عكرمة إلاّ سلمي بن عقبة، تفرّد به الحسن بن كثير".
وسلمي بن عقبة لم أقف له على ترجمة، وعكرمة بن عمّار يغلط، وفي حديثه عن ابن أبي كثير اضطّراب (انظر: التّقريب ص/396 ت/4672)، هذا بالإضافة إلى عدم تصريحه بالسّماع، وهو مدلّس من الثّالثة (انظر: طبقات المدلّسين للحافظ ص/42 ت/88).
وأمّا حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما فروي من عدّة طرق مدارها على ابن جريج...
فالأولى: رواها أبو عمر محمَّد بن عبد الواحد (المعروف بغلام ثعلب) في: (حديثه [4/أ- ب])، وأبو بكر الشّافعيّ في: (فوائده [1/14- أ])، كلاهما من طريق أصبغ بن الفرج عن اليسع بن محمَّد عن أبي سليمان الأيليّ عنه عن عمروبن دينار عن ابن عبّاس به، مرفوعا، في حديث فيه طول...
إلاّ أنّ غلام ثعلب قال:.. عن السّري بن محمَّد، والصّحيح الأوّل .
وفي سند الشّافعيّ: أبو بكر محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة كذّبه عبد الله بن الإمام أحمد، وابن خراش، وغيرهما، وذكر ابن عديّ، والحافظ ابن حجر أنّهما لم يريا له حديثا منكرًا... (انظر: الكامل 6/295، ولسان الميزان 5/280- 281).
وفيه أيضا : الحسن بن صالح، والنّرسيّ، وَأبو سليمان الأيليّ لم أقف على ترجمة لهم،
واليسع بن محمَّد هو: القرشيّ، قال الأزديّ (كما في: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 2/214 ت/3812): "منكر الحديث".
والثّانية: رواها أبو بكر أيضا [1/14ب- 15أ] وأشار إليها ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/403) عن أبي منصور النّهروانيّ عن الرّبيع بن سليمان عن أصبغ بن الفرج عن سليمان بن عبد الأعلى الأيليّ عنه عن عطاء عن ابن عبّاس به...
وفيها: النّهروانيّ أبو منصور، ضعّفه الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات الحاكم له ص/181 ت/105)، وأسقط منه اليسع المذكور في الإسناد الأوّل، وحَرَّف اسمَ راويه عن ابن جريج، ولعلّه المتقدّم في الأولى.
الثّالثة: رواها الحكيم التّرمذيّ في نوادره (كما في: اللآلئ 1/386) عن الفضل بن محمَّد عن الحسين بن أيوب الدّمشقيّ عن عبد الله بن صالح المصريّ عن سليم بن عبد الله الأيليّ عنه عن عطاء به...
وفيها: الفضل بن محمَّد، وهو: البيهقيّ، الشّعرانيّ، تكلّموا فيه، وكان غاليا في التّشيّع (انظر: الجرح والتّعديل 7/69، ولسان الميزان 4/447)، والحسين بن أيّوب لعلّه: التّغلبيّ، مجهول (كما في: الجرح والتّعديل 3/47)، وعبد الله بن صالح هو: كاتب اللّيث، صدوق كثير الغلط، وفيه غفلة، أدخلت عليه أشياء من غير حديثه فرواها (انظر: تهذيب الكمال 15/98، والتقريب ص/308 ت/3388)، وسليم بن عبد الله الأيليّ الّذي يظهر أنّه الأيليّ المتقدّم، حرّفوا اسمه.
الرّابعة: رواها ابن حبّان في: المجروحين (1/116- 117) وأشار إليها ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/403) من حديث إبراهيم بن عبد الله المصّيصيّ عن حجّاج بن محمَّد عنه عن ابن دينار به... إلاّ أنّه جعل ما فيه لعليّ لعثمان، وبالعكس...
وإبراهيم بن عبد الله يسرق الحديث، ويسوّيه، ويروي عن الثّقات ما ليس من حديثهم (كما في: المجروحين 1/116)، ويمان بن سعيد ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 9/292)، وقال: "ربّما خالف".
وذكره الدّارقطنيّ (ص/407 ت/609)، وابن الجوزيّ (2/218 ت/3838)، وغيرهما في الضّعفاء والمتروكين.
وفي سند ابن عساكر من لم أقف على ترجمته والله تعالى أعلم.
الخامسة: رواها أبو بكر أيضا [1/15- أ]، وابن حبّان في: (المجروحين 1/145 146)، وأشار إليها ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/403) من طريق أحمد بن الحسين ويقال: الحسن رسول نفسه عن وكيع عن الثّوريّ عن ابن جريج به...
وفيها: أحمد بن الحسين، قال فيه ابن حبّان في: (المجروحين 1/145): "يضع الحديث على الثّقات، لا يحلّ ذكره في الكتب إلاّ على سبيل القدح فيه".
بالإضافة إلى عدم تصريح ابن جريج فيه، ولا في غيره من الأسانيد المتقدّمة بالسّماع، وهو مدلّس من (الثّالثة) كما عند الحافظ في: (طبقات المدلّسين ص/41 ت/83).
وممّا سبق يتبيّن أنّ الحديث لا يثبت من حديث أبي سعيد، ولا غيره من جميع طرقه عنهم، وقد قال عنه ابن حبّان في: (المجروحين 1/146): "موضوع لا أصل له"، وأورده جماعة ممّن ألّف في الموضوعات كابن الجوزيّ في: (الموضوعات 1/403)، وابن عرّاق في تنزيه الشّريعة في الفصل الأوّل من باب مناقب الخلفاء الأربعة (1/369)، والسّيوطيّ في: (اللآلئ المصنوعة 1/384- 386)، والفتّنيّ في: (معرفة التّذكرة ص/94)، والشّوكانيّ في: (الفوائد المجموعة ص/334)، وغيرهم.(9/43)
ساكن دمشق".
[90]- أَخبرنا أَبو الحسَين عليّ بن محمَّد بن عبد الله المعدّل(1) قال: أَخبرنا إَسماعيل/(أ[33/ب]) بن محمَّد الصّفّار(2) قال: حدَّثنا عبد الكريم ابن الهَيْثم(3) قال: حدَّثنا أَبو اليمان الحكم بن نافع(4) قال: حدَّثنا شُعَيْب بن أَبي حَمْزة(5) عن الزُّهريّ قال: حدّثني سالم بن عبد الله أَنَّ عبد الله بن عُمر قال: وجد عمر بن الخطّاب [رضي الله عنه](6) حُلَّة(7) من استبرق(8) تباع في السّوق، فأَخذها، فأَتى بها رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، اِبْتَعْ هذه فتجمّل بها للعيد، والوفود. فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاْسُ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/62.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/537.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/534.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/537.
(6) زيادة من: (ج).
(7) قال أبو عبيد في: (غريب الحديث 1/228): "الحلّة: إزار وَرداء، لا تسمّى حلّة حتّى تكون ثوبين"، زاد ابن الأثير في: النّهاية (باب: الحاء مع اللاّم) 1/432: "من جنس واحد".
وقال الخطّابيّ في: (غريب الحديث 1/498): "... ولا تكون حلّة إلاّ وهي جديدة تحلّ من طيّها فتلبس"، وانظره: (2/101).
(8) الاستبرق: الغليظ من الدّيباج. غريب الحديث لأبي عبيد (4/242).
والدّيباج فارسيّ معرّب: ضرب من الثّياب سدّاه، ولُحمته حرير.
انظر: النّهاية (باب: الدّال مع الباء) 2/97، والمعجم الوسيط (مادة: دبج) ص/268.(9/44)
ثُمَّ لبِث عُمَر ما شاءَ الله أَنْ يلبث، فأَرسل إليه رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم بِحُلّة من ديباج، فأَقبل بها عُمر حتّى أَتى بها رسولّ الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما، فقال: يا رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّمتسليما، قُلْتَ: "إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاْسُ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ" ثُمَّ أَرسلتَ بهذه الجُبّة(1)؟ فقال له رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: "تَبِيْعُهَا وَتُصِيْبُ مِنْهَا(2) حَاْجَتَكَ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد البخاريُّ بإِخراجه في صحيحه، فرواه عن أَبي اليمان"(3)
__________
(1) ضرب من مقطّعات الثّياب، واسعة الكُمّين، مشقوقة المقدَّم، تلبس فوق الثّياب. وهي حُلَّة من ديباج كما تقدّم في الحديث.
انظر: لسان العرب (حرف: الباء، فصل: الجيم)1/249،والمعجم الوسيط (مادّة: جبب) ص/104.
(2) في (ج): "بها".
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: العيدين، باب: في العيدين والتّجمّل له) 2/54 رقم الحديث/1.
ورواه أيضا في: (كتاب: البيوع، باب: التّجارة فيما يكره) 3/133 ورقمه/56 عن آدم عن شعبة عن أبي بكر بن حفص،
وفي: (كتاب: الأدب، باب: من تجمّل للوفود) 8/41 ورقمه/106 عن عبد الله بن محمَّد عن عبد الصّمد (هو: ابن عبد الوارث بن سَعيد) عن أبيه عن يحيى بن أبي إسحاق،
وفي: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: التجمّل للوفود) 4/162- 163 ورقمه/252 عن ابن بكير عن اللّيث عن عقيل عن الزُّهريّ، ثلاثتهم عن سالم،
ورواه في: (كتاب: الجمعة، باب: يلبس أحسن ما يجد) 2/31 ورقمه/11 عن عبد الله بن يوسف، وفي: (كتاب: الهبة، باب: هديّة ما يكره لبسها) 3/322 ورقمه/44 عن عبد الله بن مسلمة، كلاهما عن مالك،
ورواه في: (كتاب: اللّباس، باب: الحرير للنّساء) 7/277 ورقمه/59 عن موسى بن إسماعيل عن جويريّة، كلاهما (مالك، وجويريّة) عن نافع،
ورواه في: (كتاب: الهبة، باب: الهديّة للمشركين) 3/325 ورقمه/51 عن خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال، وفي: (كتاب: الأدب، باب: صلة الأخ المشرك) 8/7 ورقمه/11 عن موسى بن إسماعيل عن عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن عبد الله ابن دينار، ثلاثتهم (سالم، وَنافع، وَابن دينار) عن ابن عمر به، بنحوه.(9/45)
.
[91]- حدَّثنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد بن أَحمد الفرضيَ(1) قال: حدَّثنا الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(2) قال: حدَّثنا الفَضْل [بن سَهْل](3) قال: حدَّثنا الأَسود بن عامر(4) قال:/ج [21/أ] حدَّثنا شُعْبة عن موسى بن أَنس (5) عن أَنس بن مالك: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ(6)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(3) زيادة من: (ج)... وهو: أبو العبّاس البغداديّ... صدوق.
روى له: خ، م، د، ت، س. ومات سنة: خمس وخمسين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (7/63) ت/359، وتأريخ بغداد (12/364) ت/6800، والكاشف وحاشيته (2/122) ت/4465، والتّقريب (ص/446) ت/5403.
(4) أبو عبد الرّحمن الشاميّ، نزيل بغداد... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ثمان ومئتين. انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/131) ت/415، وبحر الدّم (ص/74) ت/89، والكاشف (1/251) ت/422.
(5) الأنصاريّ، القاضي... ثقة، قليل الحديث، من الرّابعة. روى له: ع.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/192)، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/443) ت/1653، والتّقريب (ص/549) ت/6945.
(6) بكسر الرّاء، وسكون العين المهملة، وفي آخرها اللاّم حيّ من سُليم، وهم بنو: رعل بن مالك بن عوف بن مالك بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم.
انظر: الإنباه على قبائل الرّواة لابن عبد البرّ (ص/85)، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم (ص/262، 468)، والأنساب (3/76).(9/46)
، وَذَكْوَانَ(1)، وَعُصَيَّةَ(2) عَصَتِ اللهَ وَرَسُوْلَهُ".
قال/أ[34/أ] الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ من حديث موسى بن أَنس بن مالك عن أَبيه، ومن حديث شعبة عن موسى بن أَنس، تفرّد بروايته الأَسود بن عامر المعروف بشاذان(3) عنه.
ورواه مُسْلمٌ في صحيحه عن عَمرو بن محمَّد النّاقد(4) عن الأَسود بن عامر، فكأَنَّ شيخنا أَبا أَحمد سمعه من مُسْلم".
__________
(1) بفتح الذّال المعجمة، وسكون الكاف، وفتح الواو، بعدها الألف، وفي آخرها النّون وهم بنو: ذكوان بن رفاعة بن الحارث بن حُييّ بن الحارث بن بهثة ابن سُليم أيضا . انظر: الإنباه (ص/85)، والجمهرة (ص/263، 468) والأنساب (3/10، 76).
(2) بضمّ العين، وفتح الصّاد المهملتين، بعدها ياء مثنّاة تحتيّة مشدّدة، وفي آخرها الهاء بطن من بطون امرئ القيس بن بهثة بن سليم أيضا .
وقيل: إن عصيّة هذه الّتي في بني سُليم هي عصيّة بن مَعِيص من بني عامر بن لؤيّ ابن غالب. انظر: الإنباه (ص/85- 86)، والجمهرة (ص/170، 172، 261، 468).
وإنّما قنت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يدعو على هذه البطون من سُليم لقتلهم أهل بئر معونة، سنة: أربع من الهجرة، في شهر صفر (انظر: ص/940).
(3) انظر: كشف النّقاب لابن الجوزيّ (1/277) ت/830.
(4) صحيح مسلم (كتاب: المساجد وَمواضع الصّلاة، باب: استحباب القنوت في جميع الصّلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة) 1/469.(9/47)
[92]- حدَّثنا أَبو أَحمد الفرضي(1) قال: حدَّثنا محمَّد بن جَعْفر المَطِيْريّ(2) قال: حدَّثنا بِشْر بن مَطَر(3) قال: حدَّثنا سُفيان عن الزُّهريّ عن سعيد(4) عن أَبي هُريرة أَنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاْهُ إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ(5)".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "وهذا الحديث أَيضا رواه مُسْلم في صحيحه عن عَمرو النّاقد، وَزهيرِ بن حَرْب عن سُفيان بن عيينة(6)، فكأَنَّ شيخنا أَبا أَحمد سمعه منه".
[93]- أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن عبيد [الله](7) بن يحيى البيّع(8) قال: حدَّثنا القاضي أَبو عبد الله الحُسين بن إِسماعيل المحامليّ(9) قال: حدَّثنا يُوسف/ج[21/ب] بن موسى القطّان(10) قال: حدَّثنا جَرير(11) عن عبد الملك(12)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/508.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/684.
(4) هو: ابن المسيِّب.
(5) جاء في حديث ميمونة رضي الله عنها عند مسلم في صحيحه(2/1014 رقم الحديث/1396) أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "صَلاةٌ فيهِ [أي: في مسجده] أفضَلُ مِن ألفِ صَلاةٍ فيمَا سِوَاه مِن المسَاجدِ إلاّ مسجد الكعبة".
(6) صحيح مسلم (كتاب: الحج، باب: فضل الصّلاة بمسجدي مكّة والمدينة) 2/1012 رقم الحديث/1394.
(7) زيادة من: (ج).
(8) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(9) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(10) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/584.
(11) هو: ابن عبد الحميد.
(12) ابن عمير القرشيّ، أبو عمرو ويقال: أبو عمر الكوفيّ...
وثّقه ابن معين (كما في: هدي السّاري ص/443)، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/311 ت/1035)، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة 2/660)، والنّسائيّ (كما في: هدي السّاري ص/443)، وابن نمير (كما في: تهذيب التّهذيب 6/413)، والذّهبيّ في: (الميزان 3/374) وغيرهم..
وضعّفه بعضهم كابن معين في رواية عنه والإمام أحمد، وأبي حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 5/361 ت/1700) لما اعتراه من تغيّر في حفظه، وتخليط في حديثه لمّا كبر سنه؛ فقد عاش: مائة وثلاث سنين أو أكثر .
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/364 ت/4200): "ثقة، فصيح، عالم، تغيّر حفظه، وربّما دلّس". روى له: ع. ومات سنة: ستّ وثلاثين ومائة.(9/48)
عن جابر بن سَمُرة قال: خطب النَّاسَ عمرُ بنُ الخطّاب رضوان الله عليه بالجابية(1) فقال: إِنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليماً قام في [مثل](2) مقامي هذا، فقال: "أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُوْنَهُمْ، ثُمَّ [الَّذِينَ يَلُوْنَهُمْ](3)، ثُمَّ يَفْشُو(4) الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ عَلَى الْيَمِيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ عَلَيْهَا، وَيَشْهَدَ/(أ[34/ب]) عَلَى الشَّهَادَةَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ عَلَيْهَا، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَنَالَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ(5) فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الاثنينِ أَبْعَدُ. أَلاَ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ؛ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ. أَلاَ وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ تَسُوءُهُ سَيِّئَتُهُ، وَتَسُرُّهُ حَسَنَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "كذا روى هذا الحَديث جَريرُ بن عبد الحمِيْد(6)
__________
(1) بكسر الباء، بعدها ياء مخفّفة قرية من أعمال دمشق بالشّأم.
انظر: معجم البلدان (2/91)، وتهذيب الأسماء واللّغات للنّوويّ (3/60)، والمعالم الأثيرة لمحمد حسن شراب (ص/85).
(2) لحق بحاشية (أ).
(3) لحق بحاشية (أ).
(4) أي: ينتشر. انظر: النّهاية (باب: الفاء مع الشّين) 3/449، والقاموس المحيط (باب: الواو وَالياء، فصل: الفاء) ص/1703.
(5) أي: وسطها. غريب الحديث لأبي عُبيد (2/205).
(6) الحديث رواه أيضا بمثل رواية يوسف القطّان عن جرير:
1 عبد الله بن الجرّاح (صدوق يخطئ، كما في: التّقريب ت/3248)، أخرج روايته: ابن ماجه في: (سننه 2/791 رقم الحديث/2363) عنه به، بنحوه، مختصرًا.
2 وزهير بن حرب، أخرج روايته: أبو يعلى في: (مسنده 1/133 ورقمها/143) عنه به، بمثله.
3 وإسحاق بن راهويه، أخرج روايته: النّسائيّ في: (سننه الكبرى 5/387 ورقمها/9219) عنه به، بنحوه.
4 والإمام أحمد في: (مسنده 1/26) عنه به، بنحوه أيضا .(9/49)
عن عَبْد الملك بن عُمير، وتابعه: جَرير بن حَازم(1)، وَمحمد بن شَبِيْب الزَّهرانيّ(2)، وقُرَّة بن خالد(3)
__________
(1) الأزديّ، أبو النّضر، البصريّ... قال الحافظ في: (التّقريب ص/138ت/911): "ثقة، لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدّث من حفظه". روى له: ع. ومات سنة: سبعين ومائة.
انظر: تهذيب الكمال (4/524) ت/913.
وقفت على روايته هذه من خمس طرق عنه:
أُولاها: رواها النّسائيّ في: (سننه الكبرى 5/387 ورقمها/9220) عن إسحاق بن إبراهيم،
وابن منده في: (الإيمان 2/982- 983 ورقمها/1086) عن محمَّد ابن سعيد وأحمد الورّاق عن أحمد بن عصام،كلاهما عن وهب بن جرير عنه به.
والثّانية: رواها أبو يعلى في: (مسنده 1/131- 132 ورقمها/141)، وأبو القاسم بن الجرّاح في: (فوائده [3ب 3أ]) عن شيبان (هو: ابن فرّوخ)،
وابن منده في: (الإيمان 2/983 ورقمها/1087) عن الطّبرانيّ عن أبي زرعة بن عمرو، كلاهما عن زهير بن حرب عنه به، بنحوه.
والثّالثة: رواها: النّسائيّ في: (سننه الكبرى أيضا 5/387 ورقمها/9221) عن عبد الله بن الصّبّاح عن عبد الأعلى عن هشام (هو: ابن حسّان) عنه به، بنحوه أيضا .
والرّابعة: رواها: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/617 ورقمها/1489)، وأبو يعلى في: (المسند 1/132 ورقمها/142) كلاهما عن عليّ بن حمزة البصريّ عنه به.
والأخيرة: رواها: الحارث بن أبي أسامة في: مسنده (بغية الباحث 2/635- 636 ورقمها/607) عن عمرو بن عقيل عنه به...
(2) البصريّ... ثقة، من السّادسة. روى له: م، س.
انظر: الجرح والتّعديل (7/285) ت/1545، والتّقريب (ص/483) ت/5951. أشار إلى روايته أيضا : الدّارقطنيّ في: (علله 2/122).
(3) السّدوسيّ، أبو خالد ويقال: أبو محمَّد البصريّ... ثبت عالم.
روى له: ع. ومات سنة: أربع وخمسين ومائة. انظر: تهذيب الكمال (23/577) ت/4870، والكاشف ( 2/136) ت/4571.
أشار إلى روايته أيضا : الدّارقطنيّ في (علله 2/122).
وتابعهم أيضا : شعبة بن الحجّاج... روى حديثه: المظفر بن الحسن في: (فوائده [1/ب])، والطّبرانيّ في: (معجمه الصّغير ص/111 ورقمه/237) من طريقين عن عبد الحميد بن عصام عن أبي داود الطّيالسيّ عنه به، بنحوه.
قال الطّبرانيّ: "لم يروه عن شعبة إلاّ أبو داود، تفرّد به عبد الحميد بن عصام".(9/50)
عن عبد الملك.
وخالفهم: عبد الله بن المختار(1)، ويونس بن أَبي إِسحاق(2)، وابنه إِسرائِيل(3)، وَمَعْمر بن راشد(4)، وَسفيان الثَّوريّ(5)، وَعبد الحكيم بن مَنصور(6)، وَحِبَّان(7)
__________
(1) البصريّ... لا بأس به، من السّابعة.
روى له: م، د، تم، س، ق.
انظر: الجرح والتّعديل (5/170) ت/788، والتّقريب (ص/322) ت/3605.
أشار إلى روايته أيضا : العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302)، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/123)، وابن منده في (الإيمان 2/983).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/784.
أخرج روايته: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/388 ورقمها/9223) عن إبراهيم بن محمَّد عن حجّاج بن محمَّد عنه به، بنحوه.
(3) أبو يوسف، الكوفيّ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: ستّين ومائة وقيل بعدها .
انظر: الجرح والتّعديل (2/330) ت/1258، والتّقريب (ص/104) ت/401.
أخرج روايته الطّحاويّ في: (شرح معاني الآثار 4/150) عن أبي بكرة (هو: بكّار بن قتيبة) عن محمَّد بن عبد الله بن الزّبير عنه به، بنحوه، مختصرًا. وأشار إليها ابن منده في: (الإيمان 2/983).
(4) أشار ابن منده في: (الإيمان 2/983) إلى رواية معمر إلاّ أنّه ذكر أنّها كرواية شيبان ومن وافقه عن: عبد الملك عن رجل عن أبي الزّبير... لا كما ذكره الخطيب هنا أنّها عن عبد الله عن ابن الزّبير والله أعلم بالصّواب .
(5) أشار لروايته أيضا : الدّارقطنيّ في: (العلل 2/123).
(6) الخزاعيّ، أبو سهل ويقال: أبو سفيان الواسطيّ... متروك.
أطلق ابن معين فيه القول بالكذب، من السّابعة. روى له: ت.
انظر: التأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/341)، والتّقريب (ص/332) ت/3750.
أشار لروايته: الدّارقطنيّ في: (العلل أيضا 2/123).
(7) العنزيّ بفتح المهملة، والنّون، ثمّ الزّاي أبو عليّ، الكوفيّ.. ضعيف. روى له: ق. ومات سنة: إحدى أو: اثنتين وسبعين ومائة. انظر: الميزان (1/449) ت/1682، والتّقريب (ص/149) ت/1076.
روى حديثه: أبو نعيم في: (معرفة الصّحابة 1/141 142 ورقمه/47) عن عبد الملك بن الحسن عن يوسف بن يعقوب القاضي عن أبي الرّبيع سليمان بن داود عنه به، بنحوه.(9/51)
، وَمَنْدَل(1) ابنا: علىّ، وأَبو عوانة(2)، وجماعة غيرهم(3)
__________
(1) مثلّث الميم، ساكن الثّاني أبو عبد الله، الكوفيّ... ضعيف أيضا .
روى له: د، ق. ومات سنة: سبع أو: ثمان وستّين ومائة.
انظر: أحوال الرّجال للجوزجانيّ (ص/70) ت/83، 84، والكاشف (2/294) ت/5627.
أشار لروايته: الدّارقطنيّ في: (العلل أيضا 2/123).
(2) هو: الوضّاح بن عبد الله اليشكريّ.. أشار إلى روايته أيضا: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302)، وابن منده في: (الإيمان 2/983)، والذّهبيّ في: (الميزان 3/240).
(3) كالحسين بن واقد (ثقة له أوهام، كما في: التّقريب ت/1358).. أخرج روايته: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/387- 388 ورقمها/9222) عن قريش بن عبد الرّحمن عن عليّ بن الحسين عنه به، بنحوه.
والدّارقطنيّ في: الغرائب (ترتيب ابن القيسرانيّ [26/أ])، وقال: "وهو غريب من حديث الحسين بن واقد عن عبد الملك".
وَ: عبد الرّحمن بن عبد الله المسعوديّ (صدوق، اختلط قبل موته، كما في: التّقريب ت/3919)، وَ: شعبة، وَ: داود بن الزِّبرقان (متروك، كذّبه الأزديّ، كما في: التّقريب ت/1785)... أشار إلى روايتهم: الدّارقطنيّ في: (العلل 2/123).
وَ: عمران بن عيينة (صدوق له أوهام، كما في: التّقريب ت/5164)... أخرج روايته: أبو نعيم في: (معرفة الصّحابة 1/141- 142 ورقمها/46) عن أبي إسحاق بن حمزة عن محمَّد بن عبدوس عن زيد بن الحريش عنه به، بنحوه أيضا . وزيد بن الحريش ذكره ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 3/561 ت/2537) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً، وخالفه: محمَّد بن أبي بكر المقدّميّ (ثقة، كما في: التّقريب ت/5761) أخرج روايته: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/423 ورقمها/899)، وَ: زيد بن المبارك (صدوق، كما في: التّقريب ت/2155) أخرج روايته: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) عن عليّ ابن عبد الله بن المبارك عنه، كلاهما عن عمران عن عبد الملك عن ربعيّ بن حراش عن عمر به، بنحوه.. .
وَ: قزعة بن سويد (ضعيف، كما في: التّقريب ت/5546)... أشار إلى روايته: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302)، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/123).
وَ: إسحاق بن يوسف الأزرق... أخرج روايته: أبوسُليمان الحرّانيّ في: (فوائده [4ب 5أ]) عن أبي بكرمحمود بن محمّد الواسطيّ عن تميم بن المُنْتصر عنه به، بنحوه... والواسطيّ لم أقف على ترجمة له، وكذا لم أقف على أن الأزرق يروي عن عبدالملك والله أعلم .
وَ: حصين بن واقد... أشار إلى روايته: الدّارقطنيّ في: (علله 3/123) أيضا ، وقال عنه: "شيخ روى عنه ابن عيّاش".(9/52)
، فرووه عن عَبْد الملك بن عُمَير عن عَبْد الله بن الزّبير عن عُمَر.
ورواه شَيْبان بن عبد الرّحمن(1)، وزائِدة(2)، وَشُعيب بن صَفْوان(3)، وَعبيد الله بن عمرو(4) عن عبد الملك/ج[22/أ] عن رجل لم يُسم عن عبد الله بن الزّبير عن عُمر(5)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/509.
أشار إلى روايته أيضا : العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302)، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/124)، وابن منده في: (الإيمان 2/983).
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/594.
أشار إلى روايته أيضا : الدّارقطنيّ في: (علله 2/124)، وابن منده في: (الإيمان 2/983).
(3) الثّقفيّ، أبو يحيى، الكوفيّ...
قال الإمام أحمد (كما في: بحر الدّم ص/206 ت/444): "لا بأس به".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 4/348 ت/1522): "يكتب حديثه، ولا يحتجّ به".
وذكره الذّهبيّ في: (المغني 1/299 ت/2779)، وقال: "وثّقه أحمد، وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه لا يتابع عليه" وقول ابن عديّ في:الكامل (4/5) .
روى له: م، تم، س. من السّابعة.
انظر: التّقريب (ص/267) ت/2803.
أشار إلى روايته أيضا : الدّارقطنيّ في: (علله 2/124).
(4) الأسديّ، أبو وهب، الرّقّيّ... ثقة ربّما وهم. روى له: ع. ومات سنة: ثمانين ومائة. انظر: الجرح والتّعديل (5/328) ت/1551، والتّقريب (ص/373) ت/4327.
أشار إلى روايته: الدّارقطنيّ في: (علله 2/124)، وابن منده في: (الإيمان 2/983) أيضا.
وقال عبد الحميد بن موسى: عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك عن مجاهد عن عبد الله بن الزّبير عن عمر...
وعبد الحميد يخالف في حديثه (كما في: الضّعفاء للعقيليّ 3/49).
وقال الدّارقطنيّ في: (العلل 2/124) عن روايته هذه بعد أن ذكرها : "ولم يصنع شيئا".
(5) وأخرجه الدّارقطنيّ في: الأفراد (ترتيب ابن القيسرانيّ [26/أ]) من طريق زياد بن سهل عن التّيميّ عن ابن الزّبير عن عمر...
وقال: "تفرّد به زياد بن سهل بن زياد الطّحّان عن سليمان التّيميّ عن ابن الزّبير".(9/53)
، وقيل عن عبد الملك فيه أقوال سوى هذه(1)، ويشبه أَن يكون الاضطراب منه؛ لكثرة اختلاف الثّقات عنه والله أعلم"(2)
__________
(1) وهي كثيرة (كما أشار إلى ذلك أبو نعيم في: الحلية 1/42)... ومنها:
ما رواه ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/617 برقم/1490) وأشار إليه الذّهبيّ في: الميزان (3/240) عن أبي بكر يحيى بن ليلى،
وأشار إليه العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302)، والدّارقطنيّ في: (العلل 3/125) من حديث يحيى بن يعلى أبي المحياة،
والدّارقطنيّ أيضا (3/125) من حديث محمَّد بن ثابت، ثلاثتهم عن عبد الملك عن قبيصة بن جابر عن عمر.
وأخرجه الدّارقطنيّ أيضا في: الأفراد (ترتيب ابن القيسرانيّ [20/ب])، وأشار إليه في: (العلل 2/125) من حديث محمَّد بن مصعب عن حمّاد بن سلمة، والمسعوديّ، وقيس، ثلاثتهم عن عبد الملك عن رجاء بن حيوة عن عمر.
قال في الأفراد: "تفرّد به محمَّد بن مصعب عن حمّاد بن سلمة، والمسعوديّ، وقيس، عن عبد الملك بن عمير عنه، وهو غريب من حديث رجاء عنه".
وأشار إليه أيضا في: الموضع نفسه من العلل من حديث: ابن عيينة عن عبد الملك عن رجل عن عمر، (وانظر: الإيمان لابن منده 2/983، وتأريخ بغداد 6/57).
(2) وبنحو هذا قال الدّارقطنيّ أيضا في: (العلل 2/125).
هذا، وللحديث سبعة طرق أخرى غير ما تقدّم ذكره عن عُمَر رضي الله عنه :
أوّلها: طريق سعد بن أبي وقّاص... رواها: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/42 ورقمها/86، 2/421 ورقمها/896)، والحاكم في: (المستدرك 1/114) كلاهما من طرق عن إبراهيم بن المهاجر بن مسمار عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه عن عمر به، بنحوه.
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه: إبراهيم بن المهاجر، وهو ضعيف (انظر ترجمته في: التّهذيب 1/168).
والثّانية: طريق كهمس (وهو: الهلاليّ، له صحبة)... رواها بسند صحيح: الطّحاويّ في: (شرح معاني الآثار 4/150) عن أبي بكرة (هو: بكّار بن قتيبة كما تقدّم ص/675) عن الطّيالسيّ (هو: أبو داود) عن حمّاد بن زيد عن معاوية بن قرّة عنه به...
والثّالثة: طريق عبد الله بن عمر، وجاءت من طريقين عنه:
الطّريق الأولى: طريق عبد الله بن دينار، واختلف عنه على وجهين:
الأوّل: عنه عن ابن عمر عن عمر... كذلك رواه: البزّار في: (مسنده 1/271 برقم/167) من طريق عبد الله بن جعفر السّعديّ،
ورواه: الإمام أحمد في: (المسند 1/18)، والبزّار في: (المسند 1/269 ورقمه/166)، والنّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/388 389 ورقمه/166)، والحاكم في: (المستدرك 1/143 144)، وأبو نعيم في: (معرفة الصّحابة 1/140 ورقمه/45)، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 7/91) وغيرهم، من طرق عن محمَّد بن سوقة، كلاهما عن ابن دينار به...
قال الحاكم: "هذا صحيح على شرط الشّيخين"، ووافقه الذّهبيّ في:التلخيص.
هذا، واختلف على ابن سوقة في إسناد هذا الحديث على عدّة أوجه، ذكرها الدّارقطنيّ في: (العلل 2/66- 68)، وَذكر بعضها ابن أبي حاتم في: (العلل 2/371 تحت الرّقم/2629)، ونقل عن أبي زرعة أنّ الصّحيح من ذلك رواية ابن المبارك والنّضر بن إسماعيل عنه.
الثّاني: عنه عن الزُّهريّ عن عمر... رواها: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/388 ورقمها/9224)، وأشار إليها ابن أبي حاتم في: (العلل 2/371، 2/355)، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/67) من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد عن ابن دينار به.
وذكر الدّارقطنيّ في الموضع المتقدّم من كتابه أنّ هذا هو الصّواب عن ابن دينار. اه وهذا منقطع؛ الزُّهريّ لم يسمع من عُمر (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص/152 ت/336).
الطّريق الثّانية: طريق جرير بن حازم.. رواها الطّحاويّ في: (شرح معاني الآثار 4/150) عن عبد الله بن محمَّد بن خشيش عن عارم بن الفضل عنه به...
وهذا إسناد حسن عند الاعتبار.
والرّابعة: طريق زرّ بن حبيش... رواها: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/24 ورقمها/87، 2/422 ورقمها/898)، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 7/249- 250 ورقمها/6479) عن محمَّد بن عيسى بن شيبة، كلاهما عن سعيد ابن يحيى الأمويّ عن أبي بكر بن عيّاش عن عاصم عنه به، بنحوه.
قال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلاّ أبو بكر بن عيّاش، تفرّد به سعيد بن يحيى الآمديّ". وهذا إسناد حسن في الجملة أيضا .
والخامسة: طريق سليمان بن يسار... رواها: الحميديّ في: (مسنده 1/19- 20 ورقمها/32)، والخطّابي في: (العزلة ص/4) عن الأصمّ عن الرّبيع بن سليمان عن الشّافعيّ، كلاهما عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي لبيد عن ابن سليمان بن يسار عن أبيه به، مختصرًا. وابن سليمان بن يسار لم أقف على ترجمة له.
والسّادسة: طريق أبي صالح عنه... رواها: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/389 ورقمها/9226) عن صفوان بن عمرو عن موسى بن أيوب عن عطاء ابن مسلم عن محمَّد بن سوقة عنه به... وأبو صالح لم يلق عمر رضي الله عنه (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص/53 ت/80).
السّابعة: طريق عاصم بن حميد عنه... رواها الأصم في: (حديثه [2/1 ب]) عن أبي عتبة قال: نا بقيّة: ثنا عمر بن خثعم: حدّثني أبو دويد عن عاصم بن حميد به، مختصرًا... وذكرها ابن ماكولا في: (الإكمال 3/387)، وأشار إليها المزّيّ في: (تهذيب الكمال 13/481).
وأبو دويد له ترجمة في:(الإكمال 3/387)، ولم أقف على جرح أو تعديل فيه.
ومما سبق ينبّين أنّ الحديث لاينزل عن درجة الصّحيح لغيره؛لكثرة طرقه الحسنة.(9/54)
.(9/55)
[94]- أَخبرنا عبد الله بن عبيد [الله](1) بن يحيى(2) قال: حدَّثنا الحسين بن إِسماعيل(3) قال: حدَّثنا عليّ بن مُسْلم(4) قال: حدَّثنا يُوسف بن يَعْقوب الماجشون(5) قال: حدثني محمَّد بن المنكدر(6) عن سَعِيد بن المسيِّب قال: سألتُ سَعْد بن أبي وقّاص: هل سمعتَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم/(أ[35/أ]) تَسْليما يقول لعليٍّ: "أَنْتَ مِنِّي بِمنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوْسَى، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعدِي" أَوْ: "لَيْسَ مَعِيَ نَبِيٌّ". فقلت: أَسمعتَ هذا؟ فأَدخلَ أُصبعيه في أُذنيه، قال: نعم، وإِلا فَاسْتَكَّتَا(7).
__________
(1) زيادة من: (ج).
(2) هو: البيّع، تقدّمت ترجمته انظر ص/52.
(3) هو: المحامليّ، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/492.
(4) ابن سعيد الطّوسيّ، أبو الحسن، البغداديّ ثقة.
روى له: خ، د، س. ومات سنة: ثلاث وخمسين ومئتين.
انظر: الثّقات لابن حبّان (8/473)، وسؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/250) ت/417، والتّقريب (ص/405) ت/4799.
(5) أبو سلمة المدنيّ ثقة. روى له: خ، م، ت، س، ق.
ومات سنة: ثلاث أو أربع، أو خمس وثمانين ومائة.
انظر: التأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/686)، والكاشف (2/402) ت/6459، والتّقريب (ص/612) ت/7895.
(6) تقدّمت ترجمته انظر ص/771.
(7) في (أ): "فاستكّا" بتاء مثنّاة فوقيّة واحدة ، وما أثبتّه من: (ج)، ومثله في المصادر الّتي أورد الحديث فيها.
والمراد: صُمَّتا، مأخوذ من (الاستكاك): الصّمم، وذهاب السّمع.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/160)، والنّهاية (باب: السّين مع الكاف) 2/384.(10/1)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد مسلم [بإِخراجه](1) في كتابه، فرواه عن يَحْيى بن يَحْيى(2) و(3) محمّد بن الصّبّاح(4) وعبيد الله بن عُمر القواريريّ(5) وسُرَيج(6) بن يونس(7) أَربعتهم عن يوسف بن يَعْقوب الماجشُون.
إِلاَّ أَنّه قال عن سعيد بن المسيِّب عن عامر بن [سَعْد](8) عن أَبيه.
قال سعيد: فأَحببت أَنْ أُشافِه به سَعْدًا، فلقيته، فسأَلته، فحدّثني به(9)
__________
(1) لحق بحاشية: (أ).
(2) تقدّمت ترجمته انظر ص/545.
(3) في: (أ): (وهو محمَّد) واسم الإشارة زائد هنا، ولم يرد في: (ج).
(4) الدّولابيّ، أبو جعفر، البغداديّ ثقة. روى له: ع.ومات سنة: سبع وعشرين ومئتين. انظر: العلل ومعرفة الرّجال لأحمد (2/103) رقم النّص/1709، والكاشف (2/182) ت/4911، والتّقريب (ص/484) ت/5966.
(5) أبو سعيد، البصريّ، نزيل بغداد ثقة. روى له: خ، م، د، س. ومات سنة: خمس وثلاثين ومئتين. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/350)، والكاشف (1/685) ت/3577.
(6) بسين مهملة مضمومة، وآخره جيم.
(7) أبو الحارث، البغداديّ ثقة. روى له: خ، م، س. ومات سنة: خمس وثلاثين ومئتين على الصّحيح. انظر: الطّبقات الكبرى (7/357)، والتّهذيب (3/457).
(8) في (أ): (سعيد)، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّواب.
وهو: عامر بن سعد بن أبي وقّاص الزُّهريّ، المدنيّ ثقة. روى له: ع. ومات سنة: أربع ومائة وقيل قبلها بسنة . انظر: المشاهير لابن حبّان (ص/66) ت/449، والكاشف (1/522) ت/2529.
(9) صحيح مسلم (كتاب: فضائل الصّحابة، باب: فضائل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه) 4/1870 رقم الحديث/2404.
والحديث رواه أيضا: البخاريّ في: (كتاب: المناقب، باب: مناقب عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه) 5/89- 90 ورقمه/202 عن محمَّد بن بشّار عن غندر عن شعبة عن سعد (هو: ابن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف) عن إبراهيم بن سعد (أي: ابن أبي وقّاص) عن أبيه به، بنحوه.
وفي: (كتاب: المغازي، باب: غزوة تبوك) 6/18 ورقمه/408 عن مسدّد عن يحيى (هو: القطّان) عن شعبة عن الحكم (هو: ابن عتيبة) عن مصعب ابن سعد عن سعد به، بنحوه، أيضا مطوّلاً.(10/2)
، فكأَنَّ شيخنا أَبا محمَّد سمعه من مُسْلم"./(ج[22/ب])
[95]- أَخبرنا أَبوعبد الله الحُسين بن الحسن بن محمَّد بن القاسم المخزوميّ الغضائِريّ(1) قال: حدَّثنا أَبو عليّ إِسماعيل بن محمَّد الصّفّار(2) قال: حدَّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان(3) قال: حدَّثنا أَبو أُسامة(4) عن هشام بن عُرْوة عن أَبيه قال: سمعتُ عبد الله بن عَمرو يقول: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما يقول: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعَالِمَ، فَيَقْبِضُ الْعِلْمَ، حَتَّى إِذَاْ لَمْ يَتْرُكْ عَاْلِما اِتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَا جُهَّالاً، فَأَفْتَوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "اتّفق البخاريُّ، ومُسْلم على إِخراج هذا الحديث في كتابيهما، فأَخرجه البخاريُّ من رواية مالك بن أَنس عن هشَام بن عُروة(5)
__________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/60.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/529.
(4) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/632.
(5) صحيح البخاريّ (كتاب: العلم، باب: كيف يقبض العلم) 1/60 رقم الحديث/41 عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك به، بنحوه.
ورواه أيضا في: (كتاب: الاعتصام بالكتاب والسّنّة، باب: ما يذكر من ذمّ الرّأي، والتّكلّف في القياس) 9/179 ورقمه/78 عن سعيد بن تليد عن ابن وهب عن عبد الرّحمن بن شريح وغيره عن أبي الأسود عن عروة عن عبد الله بن عمرو به، بنحوه، مطوّلاً.(10/3)
. ورواه مسلم عن أَبي كريب محمَّد بن العلاءِ(1) عن عبد الله بن إِدريس(2)، وأَبي أُسامة(3)، وعبد الله بن نُمَير(4)/(أ[35/ب]) عن هشام(5)، فكأَنَّ شيخنا أَبا عبد الله سمعه من مُسْلم".
[96]- أَخبرنا الحسين بن الحسن الغضائِريّ(6) قال: حدَّثنا أَبو جَعْفر محمَّد بن عمرو البَخْتري الرزّاز(7) قال: حدَّثنا محمَّد بن عيسى المدائِنيّ(8) قال: حدَّثنا محمَّد بن الفضل بن عطيّة(9) قال: حدَّثنا محمَّد ابن واسع(10) عن ابن سِيرين عن أَبي هريرة أَنَّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما قال: "تَحْرُمُ النَّارُ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ(11)
__________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/522.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/753.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/632.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/508.
(5) صحيح مسلم (كتاب: العلم، باب: رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن في آخر الزّمان) 4/2058.
(6) تقدّمت ترجمته انظر ص/60.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/537.
(8) أبو عبد الله المقريء وثّقه البرقانيّ، وسئل مرّة عنه، فقال: "لا بأس به".
انظر: تأريخ بغداد (2/399).
وضعّفه أبو أحمد الحاكم (كما في: تأريخ بغداد 2/399)، واللاّلكائيّ (كما في: لسان الميزان 5/333)، وتركه الدّارقطنيّ (كما في سؤالات الحاكم له ص/136 ت/171)، والحاكم (كما في: الميزان 5/124).
مات سنة: أربع وسبعين ومئتين.
(9) العبسيّ، مولاهم، أبو عبد الله، الكوفيّ ويقال: المروزيّ
كذّبه ابن أبي شيبة (كما في: التأريخ الكبير 1/208 ت/655)، وابن معين، والفلاّس (كما في: الجرح والتّعديل 8/57،58 ت/262)، وابن شاهين في: (تأريخ أسماء الضّعفاء والكذّابين ص/164 ت/541، ص/166 ت/561، ص/167 ت/570)، وغيرهم. روى له: ت، ق. ومات سنة: ثمانين ومائة. وانظر: العلل لأحمد (2/549) رقم النّص/3601، والضّعفاء الصغيرّ (ص/217) ت/337، والتّقريب (ص/502) ت/6225.
(10) تقدّمت ترجمته انظر ص/771.
(11) من: (الهون): السّكينة، والوقار، والسّهولة.
النّهاية (باب: الهاء مع الياء) 5/289- 290 .
وانظر: معجم المقاييس (باب: الهاء والواو وما يثلّثهما) ص/1059.(10/4)
لَيِّنٍ قَرِيْبٍ سَهْلٍ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريب من حديث محمَّد بن سيرين عن أَبي هريرة، ومن حديث محمَّد بن واسع العابد/ج([23/أ]) عن ابن سيرين(1)، ولا أَعلم رواه غير محمَّد بن الفَضْل بن عطيّة الخراسانيّ عن محمَّد(2) بن واسِع(3)
__________
(1) تابع ابنَ واسع في روايته عن ابن سيرين اثنان:
أوّلهما: زيد العمّيّ البصريّ، روى حديثه ابن عديّ في: (الكامل 3/300) عن أبي يعلى عن أبي الربيع عن سلاّم الطّويل عنه به بمثله
والعمّيّ اتّهمه ابن حبّان، والجمهور على ترك حديثه (كما تقدّم ص/743).
وسلاّم الطّويل متروك، وأطلق ابن خراش القول فيه بالكذب، واتّهمه ابن حبّان (انظر: المجروحين 1/339، والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 2/6 ت/1459).
والآخر: وهب بن حكيم بصريّ أيضا روى حديثه: العقيليّ في: (الضّعفاء 4/323)، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 6/339 رقم الحديث/5721) كلاهما عن محمَّد بن عبد الله الحضرميّ عن جمهور بن منصور عنه به بمثله أيضا
قال العقيليّ: "وهب بن حكيم.. مجهول بالنّقل، لا يكاد يعرف".
وجمهور لم أقف على ترجمة له، ولكن قال العقيليّ عقب الحديث: "قال لنا الحضرميّ: سألت ابن نمير عن جمهور، فقال: اكتب عنه".
وقال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن محمَّد بن سيرين إلاّ وهب بن حكيم، تفرّد به جمهور بن منصور".
وقوله بتفرّد وهب به عن ابن سيرين كقول الخطيب بتفرّد ابن واسع به عن ابن سيرين، والظّاهر أنّ كلاّ منهما لم يقف على طريقيه الأخريين عن ابن سيرين، أو أنّهما أهملاها لسقوطها، واطّراحها والله تعالى أعلم .
(2) في (أ): "عمر"، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّواب.
(3) الحديث من طريق محمَّد بن الفضل رواه أيضا: مكرم بن أحمد في: (فوائده [5/أ])، وابن عديّ في: (الكامل 6/164)، وتمّام في: (الفوائد 1/328 ورقمه/837) .
هذا، ولم يتفرّد محمَّد بن الفضل بروايته عن ابن واسع، بل تابعه جماعة:
أوّلهم: حمّاد بن يحيى الأبح، روى حديثه: أبو نعيم في: (الحلية 2/356) من طريق جعفر بن محمَّد بن المرزبان عن خلف بن يحيى عنه به
وجعفر بن محمَّد ترجم له أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 1/293 ت/500)، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وخلف بن يحيى قال فيه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/372 ت/1697): "متروك الحديث، كان كذّابا، لا يشتغل به، ولا بحديثه"، وأورده ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/58) ضمن من ذكره من الوضّاعين، والكذّابين.
والثّاني: جويبر بن سعيد، روى حديثه البيهقيّ في: (الشُّعب 6/271- 272 رقم/8124) من طريق محمّد بن عبدالوهاب عن يعلى بن عُبيد عنه به، بنحوه وجُويبر ضعيف جدّاً، تركه غير واحد (انظر ص/716).
والثّالث: عبد الله بن كيسان، أشار لحديثه أبو نعيم في: (الحلية 2/356 أيضا) من حديث عيسى بن موسى غنجار عنه به
هذا، ومع عدم الوقوف على سنده إلى غنجار، إلاّ أنّه مع ثقته نقم عليه كثرة روايته عن المجاهيل، والكذّابين، والتّدليس
والاحتياط في أمره: الاحتجاج بما روى عن الثّقات إذا بيّن السّماع منهم فحسب (انظر: الثّقات لابن حبّان 8/492- 493، وطبقات المدلّسين لابن حجر ص/51 ت/124).
وعبد الله بن كيسان هو: أبو مجاهد المروزيّ، ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/33)، وقال: "يبقى من رواية ابنه يعني: إسحاق عنه"، والجمهور على ضعفه (انظر: الكامل لابن عديّ 4/233، وتهذيب الكمال 15/480 ت/3508).
ورواه هناد في: (الزهد 2/596 رقم/1262)،والحاكم في (المستدرك 1/126) ومن طريقه: البيهقيّ في الشعب (6/271 رقم/8123) بإسناديهما عن سعد بن سعيد عن عمرو بن أبي عمرو عن المُطَّلِب عن أبي هريرة به، بنحوه إلاّ أنّ قوله عن المطلب ليس في اسناد هنّاد
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبيّ في تلخيصه.
ولكن في سنده: سعد بن سعيد، وهو ابن قيس الأنصاريّ ضعفه الجمهور (انظر: تهذيب الكمال 10/262 ت/2208)، وقال الحافظ في (التقريب ص/231 ت/2237): "صدوق سيئ الحفظ".
والمُطَّلِب هو: ابن عبدالله المخزوميّ كثير التّدليس، ولم يُصرّح بالسّماع (انظر: التّقريب ص/534 ت/6710، ومجمع الزّوائد 3/100).
ورواه ابن بُجير في: (حديثه 23/35 رقم/91) بسنده عن عبدالله بن عيسى عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة به، بنحوه قال يونس: ولا أراه إلاّ رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
وعبدالله بن عيسى هو: أبوخلف البصريّ منكر الحديث (انظر: الجرح والتعديل 5/127، والتقريب ص/317 ت/3524)،
والجمهور على أنّ الحسن البصريّ لم يسمع من أبي هريرة (انظر: جامع التحصيل ص/162 ت/135).
وممّا سبق يتبيّن أنّ طرق الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه لا يثبت شيء منها، وأمثلها طريق وهب عن ابن سيرين، على ما فيها.
وللحديث شواهد عن عدّة من الصّحابة رضوان الله عليهم هي:
1- حديث ابن مسعود: رواه التّرمذيّ في: (جامعه 4/564 رقم الحديث/2488)، والإمام أحمد في: (المسند 1/415)، والخرائطيّ في: (مكارم الأخلاق ص/11)، وابن حبّان في: صحيحه (الإحسان 2/216 رقم/470)، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 10/231 ورقمه/10562)، وأبو الحسن السّكّريّ في: (حديثه [1/7- أ]، وفوائده [1/19ب])، وأبو القاسم القشيريّ في: (الأربعين [7/أ]) ومن طريقه: البغويّ في: (شرح السّنّة 13/85 ورقمه/3505) والبيهقيّ في: (الشّعب 6/272 ورقمه/8125) كلّهم من طرق عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأوديّ عنه به، بنحوه إلاّ أنّ في إسناد الطّبرانيّ: عمرو بن عبد الله، وهوخطأ
قال التّرمذيّ، والبغويّ: "هذا حديث حسن غريب".
وفي إسناده: الأوديّ، لم يرو عنه إلاّ موسى بن عقبة، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 5/55)، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/316 ت/3507): "مقبول" أي: حيث يتابع، وإلاّ فليّن الحديث.
ورواه البيهقيّ في: (الشّعب 6/271 ورقمه/8122) من طريق أخرى عن ابن مسعود، إلاّ أنّ الرّاوي عنه لم يسم.
2- حديث معيقيب الدّوسيّ: رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 20/352 رقم الحديث/832) عن عبد الله بن أحمد، وفي: (الأوسط 9/206 ورقمه/7447) عن موسى بن الحسن الكسائيّ،
والبيهقيّ في: (الشّعب 6/272 ورقمه/8125) عن أبي محمَّد بن يوسف عن ابن الأعرابيّ عن أبي جعفر الحضرميّ،كلّهم عن شيبان بن فرّوخ عن أبي أميّة بن يعلى الثّقفيّ عن محمَّد بن معيقيب عن أبيه به، بنحوه أيضا
وأشار إليه الخلاّل في: (كتاب الورع عن الإمام أحمد ص/65 ورقمه/284).
قال الطبرانيّ: "لا يروى هذا الحديث عن معيقيب إلا بهذا الإسناد تفرّد به أبو أميّة بن يعلى".
وفي سنده: موسى بن الحسن لم أقف على ترجمة له، وشيبان بن فرّوخ صدوق يهم (كما في: التّقريب ص/269 ت/2834)، وأبو أميّة ابن يعلى متروك (انظر: التأريخ الكبير للبخاريّ 1/377 ت/1198، والميزان 1/254 ت/971).
وابن معيقيب لم أقف على ترجمة له.
3- حديث جابر: رواه أبو يعلى في: (المسند 3/379- 380 ورقمه/1853)، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 1/464 ورقمه/841) عن أحمد ابن يحيى الحلوانيّ، وفي: (الصّغير ص/66 ورقمه/83) عن أحمد بن سعيد البغداديّ،
والبغويّ في: (حديث مصعب بن عبد الله الزّبيريّ [138/ب]) ومن طريقه: أبو حفص الكتانيّ في: (حديثه [3/أ])، وأبو طاهر المخلّص في: (فوائده [6/10- أ])، وبيبى بنت عبد الصمد في:(جزئها ص/32 ورقمه/3)، وأبو الفرج الثّقفيّ في: (حديثه [3/1ب 2 أ، 3 أ- ب])،وابن حجر في: (الأمالي الحلبيّة ص/34- 35 ورقمه/10) أربعتهم عن مصعب بن عبدالله عن أبيه عن هشام بن عروة عن محمَّد بن المنكدر عن جابر به
قال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلاّ عبد الله بن مصعب، تفرّد به ابنه".
وقال ابن أبي حاتم في: (العلل 2/108): "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه مصعب بن عبد الله الزّبيريّ عن أبيه عن هشام بن عروة عن محمَّد بن المنكدر عن جابر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم .." فذكره، ثمّ قال: "قالا: هذا خطأ، رواه اللّيث بن سعد، وعبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأوديّ عن ابن مسعود عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهذا هو الصّحيح".
ثمّ قال: "قلت لأبي زرعة: الوهم ممّن هو؟ قال: من عبد الله بن مصعب. قلت: ما حال عبد الله بن مصعب ؟ قال: شيخ" اه.
وقال فيه ابن معين (كما في: تأريخ بغداد 10/176): "كان ضعيف الحديث، لم يكن عنده كتاب، إنّما كان يحفظ".
4- حديث أنس: رواه الطّبرانيّ في: (الأوسط أيضا 6/121 رقم الحديث/8252) عن موسى بن جمهور عن عمرو بن عثمان عن الحارث بن عبيدة عن محمَّد بن أبي بكر عن حميد عنه به، بنحوه
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن حميد إلاّ محمَّد بن أبي بكر، ولا عن محمَّد إلا الحارث بن عبيدة، تفرّد به عمرو بن عثمان".
وموسى بن جمهور ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 13/51)، والذّهبيّ في (تأريخ الإسلام 281- 290ه ص/311)، ولم يذكرا فيه جرحا، ولاتعديلاً.
والحارث بن عبيدة هو: الحمصيّ، الكلاعيّ، قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/82 ت/372): "شيخ ليس بالقويّ"، وقال الدّارقطنيّ (كما في: الميزان 1/438 ت/1631): "ضعيف".
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/182).
ورواه الخطيب في (تأريخه 4/175) بسنده عن نهشل بن دارم عن أحمد ابن أبي سليمان وقيل: ابن سليمان القواريريّ عن حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس به، مطوّلاً
وأحمد بن سليمان كذّبه الأزديّ وغيره، فلا يفرح به، وقال الدّارقطنيّ: ضعيف (انظر: الميزان 1/103 ت/402).
هذا، وحكم عليه الشَّيخ الألبانيّ في: (السّلسلة الصّحيحة 2/651 برقم/938) بأنّه صحيح بمجموع شواهده، ولعلّ حكم التّرمذيّ، والبغويّ (انظر ص/865)، وابن حجر في: (الأمالي الحلبيّة ص/35) بأنّه حسن أشبه بالصّواب والله تعالى أعلم(10/5)
".
[97] أَخبرنا أَبو الفَتْح محمَّد بن أَحمد بن أَبي الفوارس الحافظ(1): أَخبرنا أَبو بكر محمَّد بن عبد الله الشّافعيّ(2) قال: حدَّثنا الحسن بن سعيد الموصليّ أبو عليّ(3) قال: حدَّثنا إِبراهيم بن حبّان(4) قال: حدَّثنا شعبة بن الحجّاج عن الحكم(5) عن عبد الرّحمن بن أَبي ليلى(6) عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ كُتِبَتْ لَهُ حِجَّةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، وَإِنْ صَلَّى الْعَصْرَ كَاْنَتْ لَهُ عُمْرَةً، فَإِنْ أَمْسَى فِي مَكَانِهِ لَمْ يَسَلِ اللهَ تَعَالَى شَيْئا إِلاَّ أَعْطَاْهُ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ جدًَّا من حديث شعبة/(أ[36/أ]) بن الحجّاج، ومن بعده، تفرّد إِبراهيم بن حِبَّان بن البراءِ بن النّضر بن أَنس بن مالك بروايته عن شعبة(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/57.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/260.
(3) الصّفّار، المقريء ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 7/324) وذكر جماعة ممّن رووا عنه، ونقل عن أبي زكريّا الأزديّ: (أبو عليّ الحسن بن سعيد كثير الكتاب، وكان متعفّفا، وكتب النّاس عنه).
مات سنة: اثنتين وتسعين ومئتين.
(4) ويقال: ابن البراء، وغير ذلك الأنصاريّ مجمع على تركه، اتّهمه ابن حبّان في: (المجروحين 1/117)، وابن عديّ في: (الكامل 1/255)، وغيرهما.
وإنّما اختلف في نسبه على أوجه لضعفه، ووهاء رواياته، فغيّر نسبه من سمع منه؛ تدليسا للرّواية عنه، كما يقوله الخطيب في: (الموضح 1/410).
وانظر: الضّعفاء للعقيليّ (1/45)، والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (1/24) ت/33.
(5) هو: ابن عُتيبة، تقدّمت ترجمته انظر ص/623.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/599.
(7) الحديث رواه أيضا: الخطيب في: (الموضح 1/408) عن الحسن ابن أبي بكر عن أبي بكر الشّافعيّ به
وفيه: الحسن بن سعيد، لم أقف على جرح، أو تعديل فيه. وإبراهيم بن حِبّان مجمع على تركه، واتّهمه غير واحد (كما تقدّم ص/868).
ورواه الخطيب أيضا (1/410) من طرق أخرى عن أبي الدّرداء، وفيها بالإضافة إلى إبراهيم بن حبّان: محمَّد بن سنان الشّيزريّ (أو: الشّيرازيّ) صاحب مناكير (كما في: الميزان 5/21 ت/7650).
ولبعض الحديث شاهد من حديث سهل بن سعد السّاعديّ رضي الله عنه
رواه: ابن عديّ في: (الكامل 6/38) ومن طريقه: البيهقيّ في: الشّعب 3/115 رقم/3046) ،
ورواه البيهقيّ أيضا في: (السّنن الكبرى 3/241) عن أبي عبد الله الحافظ عن أبي الحسن الرّمليّ، كلاهما (ابن عديّ، وأبو الحسن) عن القاسم بن عبدالله بن مهديّ عن أبي مصعب الزُّهريّ عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل يبلغ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "إنّ لكم في كلّ جُمعة حجّة، وعُمْرة، فالحجّة التّهجير للجمعة، والعمرة انتظار العصر بعد الجمعة"، وهذا لفظ البيهقيّ.
قال ابن عديّ: "ولم يكن هذا في كتابه [أي: كتاب شيخه القاسم بن عبدالله]، وكان يحفظه، ولم أكتبه إلاّ عنه، وليس هو في نسخة ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل" اه.
وقال البيهقيّ: "وروي ذلك عن أبي معشر عن نافع عن ابن عمر، وفيهما جميعا ضعف" اه.
والقاسم بن عبد الله، قال الدّارقطنيّ: (كما في: الميزان 4/293 ت/6816): "متّهم بوضع الحديث". وذكره ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/97 ت/4) في الوضّاعين، والكذّابين.
وذكر الذّهبيّ في: (الميزان 4/292) حديثه هذا، وقال: "هذا موضوع، باطل"، ونحوه في: (المغني 2/519 ت/4993).
وروى البخاريّ (كتاب:الجمعة، باب: السّاعة التي في الجمعة) 2/48 رقم/58، ومسلم (كتاب: الجمعة، باب: في السّاعة التي في الجمعة) 2/583 رقم/852 حديث أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذكر يوم الجمعة، فقال: "فيه ساعةٌ لايُوافقها عَبْدٌ مُسْلم، وَهو قائم يُصلّي يَسْأل الله تعالى شيئاً إلاّ أَعْطاه" وأشار بيده يُقلّلها، والسّياق للبخاريّ.(10/6)
.
وإبراهيم هذا يروي الأحاديث المنكرات عن الثِّقات.
وهو: إِبراهيم بن حبّان بكسر الحاءِ، [و](1) بالباءِ المعجمة بواحدة.
وله نظيرانِ:
أَحدهما: إِبراهيم بن حِبَّان بن عليِ العَنَزيّ الكوفيّ(2)، حدّث عن: أَبيه(3)، وعمّه منْدَل(4).
روى عنه: محمَّد بن/(ج[23/ب]) إِسماعيل الرّاشديّ(5)، ويحيى بن زكريَّا بن شَيْبان(6).
والآخر: إِبراهيم بن حبّان بن حكيم(7).
حدّث عن: شريك بن عبد الله النّخعيّ(8).
روى عنه: النّضر بن هشام المُكْتِب(9).
ولهم نُظَراءَ في صُورة الخطّ مع اختلاف الهجاء، مِنْهُم:
إِبراهيم بن حَيّان الكوفيّ(10).
__________
(1) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج).
(2) ذكره ابن ماكولا في: (الإكمال 2/315)، والدّارقطنيّ في: (المؤتلف والمختلف 1/424)، وابن حجر في: (التّبصير 1/278) وغيرهم، وذكروا فيه بعض ما ذكره الخطيب هنا.
(3) تقدّمت ترجمته انظر ص/815.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/815.
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) الجمّال، كوفيّ
روى أيضا عن: عبد الله بن جبلة، وعبيد الله بن موسى.
وروى عنه: أهل الكوفة، وأصحابه.
انظر: الثّقات لابن حبّان (9/270)، والإكمال (3/29).
(7) لم أقف على ترجمة له أيضا .
(8) أبو عبد الله الكوفيّ
انظر ترجمته في: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/378)، وتهذيب الكمال (12/462) ت/2736، والميزان (2/460) ت/3697.
(9) بضمٍّ الميم، وسكون الكاف، وكسر التّاء المنقوطة باثنتين، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة
روى أيضا عن: محمَّد بن سنان العوقيّ، وَالحميديّ، وغيرهما.
وعنه: أحمد بن محمَّد بن أسيد، وَعبد الله بن محمَّد بن عيسى، وغيرهما.
انظر ترجمته في: الجرح والتّعديل (8/481) ت/2201، وطبقات المحدّثين بأصبهان (3/35) ت/246، وذكر أخبار أصبهان (2/305) ت/1807.
(10) له ترجمة في: التأريخ الكبير(1/280) ت/900، والجرح والتّعديل (2/94) ت/250، والثّقات لابن حبّان (6/13)، ولسان الميزان (1/52) ت/124.(10/7)
حدَّث [عن](1): أبي جَعْفر محمَّد بن عليّ(2).
روى عنه: محمَّد بن ربيعة(3)، وَوكيع بن الجرّاح.
وإِبراهيم بن حَيَّان(4)، كوفيّ آخر، في عداد المجهولين.
حدّث عن: عبد الله بن الحسين العلويّ(5).
روى عنه: المطّلب بن زياد(6).
وإِبراهيم بن حَيَّان البغداديّ(7)،
حدّث عن: خَلَف بن سالم(8).
روى عنه: أَحمد بن يوسف الضَّحّاك المخرِّميّ(9)
__________
(1) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج).
(2) ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، تقدّمت ترجمته انظر ص/524.
(3) الكلابيّ، الرّؤاسيّ، أبو عبد الله الكوفيّ
له ترجمة في: تأريخ بغداد (5/274) ت/2769، وتهذيب الكمال (25/196) ت/5210، والتّقريب (ص/478) ت/5877.
(4) لم أقف على ترجمة له.
(5) لم أقف على ترجمة له أيضا .
(6) في (أ): (ابن رماده)، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّواب.
وهو: ابن أبي زهير، الثّقفيّ ويقال: القرشيّ مولاهم، الكوفيّ
روى أيضا عن: محمَّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، وأبي إسحاق السّبيعيّ، وغيرهما. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن المبارك، وغيرهما. مات سنة: خمس وثمانين ومائة. انظر: تهذيب الكمال (28/78) ت/6005، وتأريخ الإسلام (181- 190ه ص/17)، والتّهذيب (10/177).
(7) البيّع له ترجمة في: تأريخ بغداد (6/56) ت/3083.
(8) المخرّميّ بضمّ الميم، وفتح الخاء المعجمة،وتشديد الرّاء المكسورة أبو محمد، البغداديّ روى عن: يحيى القطّان، وابن مهديّ، وغيرهما.
وعنه أيضا: ابن أبي خيثمة، والدّوريّ، وغيرهما. ومات سنة: إحدى وثلاثين ومئتين. انظر: التأريخ الصّغير للبخاريّ (2/330)، وتأريخ مولد العلماء ووفياتهم (2/510)، وتهذيب الكمال (8/289) ت/1708.
(9) في: (أ): (المخزوميّ)، وما أثبتّه من (ج)، وهو الصّواب.
وهو: أبو عبد الله، الفقيه روى أيضا عن: أبي كريب، ومحمد بن خالد ابن خداش، وغيرهما.
وعنه: محمَّد بن مخلد الدّوريّ، وأبو جعفر اليقطينيّ، وغيرهما. مات سنة: ستّ وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (5/219) ت/2694.(10/8)
وهؤلاء الثّلاثة بالياء المعجمة باثنتين من تحتها في أسماء آبائهم.
ولهم نظير آخر هو: إِبراهيم بن حَنان الأَزديّ(1) بفتح الحاء، وبنون قبل الأَلف، ونون بعده.
حدّث عن: شَهْر بن حَوْشَب الأَشْعريّ(2).
روى عنه: عيسى بن عُبَيد المروزيّ(3)".
[98]- أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القَزْوينيّ(4) قال: أخبرنا عليّ بن إبراهيم بن سلمة/(أ[36/ب]) بن بَحْر(5) قال: حدَّثنا أبو حاتم الرَّازيّ/(ج[24/أ]) قال: حدَّثنا الفَيْضُ بن الفَضْل(6) قال: حدَّثنا مِسْعَر(7) بن كِدَام(8)
__________
(1) له ترجمة في: التأريخ الكبير (1/280) ت/899، والجرح والتّعديل (2/93) ت/247، والإكمال لابن ماكولا (2/318)، والمشتبه للذّهبيّ (1/131)، وغيرها.
(2) أبو سعيد ويقال: أبو عبد الله، وغير ذلك الشّاميّ
مات سنة: اثنتي عشرة ومائة.
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (12/578) ت/2781، والكاشف (1/490 491) ت/2314، والتّقريب (ص/269) ت/2830.
(3) أبو المنيب بضمّ الميم، وكسر النّون، بعدها تحتانيّة، ثمّ موحّدة روى أيضا عن: عكرمة مولى ابن عبّاس ، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وغيرهما. وعنه: عبدان، ونعيم بن حمّاد، وغيرهما.
له ترجمة في: الطّبقات الكبرى (7/369)، والجرح والتّعديل (6/282) ت/1560، والكاشف (2/111) ت/4385.
(4) في (أ): "القروانيّ"، وما أثبتّه هو المثبت في عدّة مواضع من هذه النّسخة (انظر مثلاً: ص/50 وفيها ترجمته، 495)، وكذا هو المثبت في: (ج).
(5) تقدّمت ترجمته انظر ص/556.
(6) البجليّ، أبو محمَّد، الكوفيّ روى عنه أيضا: يعقوب بن سفيان.
ترجم له البخاريّ في: (التأريخ الكبير 7/140 ت/629)، وابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 7/88 ت/500)، ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلاً ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 9/12).
(7) بكسر الميم، وسكون السّين، وفتح العين، المهملتين.
(8) بكسر أوّله، وتخفيف ثانيه الهلاليّ، أبو سلمة، الكوفيّ ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: ثلاث أو: خمس وخمسين ومائة.
انظر: الجرح والتّعديل (8/368) ت/1685، وتأريخ أبي زرعة الدّمشقيّ (ص/298 ت/525، ص/472 ت/1227)، والتّقريب (ص/528) ت/6605.(10/9)
عن سلمة ابن كُهَيْل(1) عن أَبي صادق(2) عن ربيعة بن ناجِد(3) عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ، أَبْرَارُهَا أُمِرَاءُ أَبْرَارِهَا، وَفُجَّارُهَا أُمَرَاءُ فُجَّارِهَا، وَلِكُلٍّ حَقٌّ، فَأْتُوا كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَإِنْ أَمَّرَتْ عَلَيْكُمْ قُرَيْشٌ حَبَشِيا عَبْدًا فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيْعُوا مَا لَمْ يُخَيَّرٍْ أَحَدُكُمْ بَيْنَ إِسْلاَمِهِ وَضَرْبِ عُنُقِهِ، فِإِنْ خُيِّرَ بَيْنَ إِسْلاَمِهِ، وَضَرْبِ عُنُقِهِ فَلْيَمْدُدْ عُنُقَهُ، فَإِنَّهُ لاَ دُنْيَا لَهُ وَلاَ آخِرَةَ بَعْدَ إِسْلاَمِهِ".
__________
(1) بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، مُصغّرًا الحضرميّ، أبو يحيى، الكوفيّ ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: احدى وعشرين ومائة وقيل بعد ذلك .
انظر: التأريخ الصّغير للبخاريّ (1/347)، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/197) ت/591، وتهذيب الكمال (11/313) ت/2467.
(2) الأزديّ، الكوفيّ، مختلف في اسمه
وثّقه يعقوب بن شيبة (كما في: تأريخ بغداد 14/412)، وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 8/200 ت/875): "مستقيم الحديث"، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/445)، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/649 ت/8167): "صدوق من الرّابعة". روى له: س، ق.
(3) بالجيم، والدّال المهملة كما قيّده: الخزرجيّ في: (الخلاصة ص/116)، والزّبيديّ في: (التّاج حرف: الدَّال المهملة، فصل: النّون مع الدَّال المهملة 9/215) وهو: الأزديّ ويقال: الأسديّ الكوفيّ
شيخ لا يروي عنه إلاّ أبو صادق، وثّقه العجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/159 ت/436)، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 4/229).
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 2/235 ت/2758): "لا يكاد يعرف".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/208 ت/1918): "ثقة، من الثّانية".
روى له: س، ق.(10/10)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث أَبي صَادق الأَزديّ واسمه: مُسْلم، وقيل: عبد الله بن ناجد(1) عن ربيعة بن ناجد، ومن حديث سلمة بن كهيل عن أَبي صادق.
لا أَعلم رواه هكذا مرفوعا مجوّدًا سوى أَبي سلمة مِسْعَر بن كدام ابن ظهير عنه(2)
__________
(1) وبه جزم يعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتأريخ 3/67).
وانظر: تهذيب الكمال (33/413) ت/7433.
(2) الحديث من طريق الفيض أخرجه أيضا: البزّار في: (مسنده 3/12- 13 ورقمه/759) عن إبراهيم بن هانئ،
والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 4/313 ورقمه/3545، والصّغير ص/168 ورقمه/147) ومن طريقه أبو نعيم في: الحلية (7/242) عن حفص ابن عمر الرّقّيّ،
وابن الأعرابيّ في: (معجمه [234/أ]) ومن طريقه الخطّابيّ في: غريب الحديث (1/363) ،
والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 8/143) عن الحسين الرّوذباريّ عن إسماعيل الصّفّار عن الدّوريّ،
وأبو عمرو الدّانيّ في: (الفتن 1/505 ورقمه/203) عن عبد الوهّاب بن أحمد، وعبد الرّحمن بن عمر عن أحمد بن محمَّد،كلّهم عن الفَضْل بن يوسف عنه به، بعضهم بنحوه، وبعضهم مختصرًا
قال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم إلاّ من هذا الوجه، بهذا الإسناد".
وعلّق الهيثميّ في: (كشف الأستار 2/227) على قوله هذا، فقال: "عجيبٌ من قوله، وقد رواه بالسّند الّذي قبل هذا" ويقصد: سند حديث عمارة بن رويبة عن عليّ، وسيأتي .
وقال الطّبرانيّ: "لم يروه عن مسعر إلاّ فيض" اه فإن كان مراده يرحمه الله باعتبار النّظر إلى طريق مسعر عن سلمة بن كهيل فذاك، وإلاّ فقد توبع فيضٌ في روايته له عن مسعر، تابعه: شعيب بن إسحاق، وداود بن عبد الجبّار، إلاّ أنّهما قالا: عن مسعر عن عثمان بن المغيرة الثّقفيّ عن أبي صادق.. وسيأتي أيضا هذا، وتابع ربيعة بن ناجد في روايته عن عليّ: عمارة بنُ رويبة
روى حديثه: البزّار في: (مسنده 2/149 ورقمه/512) عن سلمة بن شبيب عن عبد الله بن الوزير،
والدّاقطنيّ في: (علله 4/56) عن ابن منيع عن محمَّد بن سليمان بن أبي جعفر، كلاهما عن محمَّد بن جابر عن عبد الملك بن عمير عنه به، بنحوه،مختصرًا.
قال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عليّ إلا عمارة بن رويبة، ولا روى عمارة عن عليّ إلاّ هذا الحديث، ولا رواه عن عبد الملك بن عمير إلاّ محمَّد بن جابر" اه. وهذا باعتبار رفعه، وإلاّ فقد رواه: أبو عوانة عن عبد الملك عن عمارة عن عليّ، موقوفا أشار إلى روايته: الدّارقطنيّ في: (علله 4/56)، وقال: "وقول محمَّد بن جابر أشبه بالصّواب" أي: في روايته عن عبد الملك .
وعلى كلٍّ، ففي سند الحديث: محمَّد بن جابر (وهو: اليماميّ) ضعّفه الجمهور (انظر: تهذيب الكمال 24/564 ت/5110، والتقريب ص/471 ت/5777).
وعبد الملك كبر، فساء حفظه، وربّما دلّس (كما تقدّم ص/846)، ولم يصرّح هنا بالسّماع. وابن رويبة له صحبة.
هذا، وخولف سلمة بن كهيل في روايته لهذا الحديث عن أبي صادق
خالفه اثنان:
أحدهما: عثمان بن المغيرة الثّقفيّ واختلف عنه في رفعه، ووقفه، فرواه: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/622 ورقمه/1513 عن وكيع عن سفيان،
وأبو عمرو الدّاني في: (الفتن 1/507 ورقمه/204) عن عبد الرّحمن بن عثمان عن أحمد بن ثابت عن سعيد بن عثمان عن نصر بن مرزوق عن عليّ بن معبد عن شعيب بن إسحاق عن مسعر،
وأشار إليه الدّارقطنيّ في: (العلل 3/199) من حديث أبي عوانة، ثلاثتهم عنه عن أبي صادق به، موقوفا وأشار إليه الدّارقطنيّ في: (العلل 3/199 أيضا) من حديث داود بن عبد الجبّار عن مسعر عن عثمان به، مرفوعا
ووقفه من طريق مسعر أشبه بالصّواب؛ فراوي الرّفع داود بن عبد الجبّار مع عدم معرفة السّند إليه ليس بثقة (انظر: الضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ ص/174 ت/182، والجرح والتّعديل 3/418 ت/1910)،
وهو مع ذلك قد خالف الثّقة شعيب بن إسحاق (انظر: التّقريب ص/266 ت/2793) كما تقدّم عند أبي عمرو الدّاني في: الفتن.
ويقوّي ذلك أيضا أنّ مسعرًا قد تابعه سفيان، وأبو عوانة وهما ثقتان عن أبي صادق، موقوفا.
والآخر: الحارث بن حصيرة أخرج روايته: ابن أبي عاصم في السّنّة (2/122 برقم/1514) عن قبيصة عن سفيان عنه عن أبي صادق عن عليّ لم يذكر بينهما أحدًا به، موقوفا أيضا بأخصر من هذا والحارث رافضي، ضعيف (انظر: الضّعفاء للدّارقطنيّ ص/179 ت/158، والميزان 1/432 ت/1613). والحديث مرسل؛ أبو صادق لم يسمع من عليّ (انظر: التّقريب ص/649 ت/8167).
وممّا سبق يتبيّن أنّ وقف الحديث أشبه بالصّواب، وهو الّذي يرجّحه الدّارقطنيّ في: (العلل 3/199)، وهو الّذي يشعره كلام الخطيب هنا، وكأنّه هو ما يميل إليه ابن رجب في: (جامع العلوم والحكم ص/262)، والحافظ في: (التّلخيص الحبير 4/42) والله تعالى أعلم .
وهذا وقد ورد الحديث دون قوله في آخره: "فإنّ خيّر بين إسلامه، وضرب عنقه" إلخ من طرق كثيرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أوصلها الحافظ في جزء له بعنوان: (لذّة العيش بطرق الأئمة من قُريش) إلى أربعين طريقا (انظر: الفتح 7/487، والتّلخيص 4/42).
وذكر السّخاويّ في: (فتح المُغِيث 4/20) أنّ الحافظ قال في هذا الحديث إنّه متواتر، (وانظر: شرح مُلاّ علي قارئ على النُخبة ص/30).
ومنها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه البخاريّ في صحيحه في: (كتاب: المناقب، باب: قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُم شُعُوبا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا..} الآية) 5/11- 12 ورقمه/6، ومسلم في: (كتاب: الأمارة، باب: النّاس تبع لقريش، والخلافة في قريش) 3/1451 ورقمه/1818.
وحديث ابن عمر رضي الله عنهما رواه البخاريّ في: (كتاب: الأحكام، باب: الأمراء من قريش) 9/112 ورقمه/4.
ومسلم في الموضع المتقدّم نفسه (3/1452) ورقمه/1820.(10/11)
".
[99]- أخبرنا أبو الحسين محمَّد بن الحسين بن الفَضْل القطّان(1) قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الأَدَميّ(2) قال: حدَّثنا عبد العزيز بن عَبْد الله الهاشمي(3) قال: حدَّثنا عبد الله بن إبراهيم/(ج[24/ب]) الغفاريّ(4) قال: حدَّثنا عبد الله بن عُمَر(5)، وَمالك بن أَنَس عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليماً: "أُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، حَتَّى أَقِفَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ الْمَدِيْنَةَ، وَمَكَّةَ"./(أ[37/أ])
__________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/63.
(2) بفتح الألف،والدّال المهملة،وفي آخرها الميم ثقة. مات سنة: تسع وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (4/299) ت/2073، والأنساب (4/209).
(3) أبو القاسم، البغداديّ ثقة، مات سنة: خمس وسبعين ومئتين.
انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/130) ت/149، وتأريخ بغداد (10/451) ت/5610، والمنتظم (12/271) ت/1816.
(4) أبو محمَّد المدنيّ شيخ منكر الحديث، كما يقوله: أبو داود في: (سننه 5/176 عند الحديث ذي الرّقم/4846)، والدّارقطنيّ (كما في: تهذيب الكمال 14/275)، وغيرهما.
واتّهمه ابن حبّان في: (المجروحين 2/37)، والحاكم في: (المدخل ص/151 152 ت/90).
وقال ابن طاهر في: (قانون الموضوعات ص/271): "متروك، يَضَع".
روى له: د، ت. وانظر: الكامل لابن عديّ (4/189)، والكاشف (1/537) ت/2620، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبيّ (ص/148) ت/374، وتنزيه الشّريعة لابن عرّاق (1/71).
(5) أبو عبد الرّحمن العمريّ.(10/12)
قال الشَّيخ الإمام أبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث نافع مولى عبد الله بن عُمَر [ابن الخطّاب](1) عن مولاه [أبي](2) عبد الرّحمن عبد الله بن عمر، [ومن رواية عبد الله(3) بن عمر بن حَفْص بن عَاصم بن عمر](4) بن الخطَّاب، وَمالك بن أنس بن مالك عن نافع.
تفرّد عبد الله بن إبراهيم بن أبي [عَمرو](5) الغِفَاريّ [بروايته](6) عنهما"(7)
__________
(1) زيادة من: (ج).
(2) لحق بحاشية: (أ).
(3) في (أ): (عبيد الله)،وهذا خطأ وهو كما أثبتّه في (ج)،وهو الصّحيح.
(4) لحق بحاشية: (أ).
(5) في (أ): (عُمر)، وما أثبتّه من (ج)، وهو الصّحيح.
(6) في (أ): (وبروايته)، والواو زائدة في أوّله، واللّفظ كما أثبتّه في (ج)، وهو الصّحيح.
(7) الحديث رواه أيضا: الخطيب (كما في: الميزان 3/103) بسنده عن عبد العزيز بن عبد الله الهاشميّ به، بمثله
وفيه: عبد الله بن إبراهيم الغفاريّ، منكر الحديث، اتّهمه غير واحد (كما تقدّم ص/879)، وقال الذّهبيّ في: الميزان "الموضع المتقدّم نفسه" عن حديثه: "فهذا غير صحيح".
وللحديث ثلاثة طرق أخرى عن نافع بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا:
أوّلها: طريق إسماعيل بن أميّة رواها: الترمذيّ في: (جامعه 5/572 ورقمها/3669)، وابن ماجه في: (سننه 1/38 ورقمها/99)، وأبو العبّاس الكديميّ في: (حديثه [1/ب])، وأبو طاهر المخلّص في: (فوائده [9/5 ب])، وابن حبّان في: (المجروحين 1/321)، وابن عديّ في: (الكامل 3/379)، والحاكم في: (المستدرك 4/280)، وعبد الغنيّ بن عبدالواحد المقدسيّ في: (فضائل عمر [2/13ب، 14/أ])، وعليّ بن بلبان في: (تحفة الصَّديْق ص/49 50 ورقمها/13) كلّهم من طرق عن سعيد بن مَسْلمة عنه به
قال ابن عديّ: "وهذا لا يُعرف بهذا الإسناد عن إسماعيل بن أميّة إلاّ من رواية سعيد بن مسلمة عنه" اه.
وسعيد بن مسلمة هو: ابن هشام الأمويّ قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال أبو حاتم: "ليس بقويّ، هو ضعيف الحديث، منكر الحديث"،
انظر: الجرح والتعديل (4/67) ت/281 .
وقال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 3/516 ت/1724): "فيه نظر".
والكديميّ متّهم (انظر: الجرح والتعديل 8/122 ت/548، والكشف الحثيث ص/254 ت/757).
والثّانية: طريق عبيد الله العمريّ رواها ابن خلاّد في: (فوائده [2/أ ب]) بسنده عن أبي بكر بن عيّاش عن أبي البختريّ عنه به
وأبو البختريّ هو: وهب بن وهب كذّبه ابن معين، وابن حنبل، وابن راهويه، وشعيب بن إسحاق، وأبو حاتم، وغيرهم كما في: (الجرح والتعديل 9/25- 26 ت/116).
وابن عيّاش اختلط بأخرة، ولا يُدرى متى سمع منه الرّاوي عنه صالح بن عبدالله التّرمذيّ (انظر: التّقريب ص/426 ت/7985، والكواكب النيّرات ص/439 ت/68).
والثّالثة: طريق محمَّد بن عجلان رواها العُشَاريّ في: (فضائل أبي بكر الصّدّيق ص/59 ورقمها/35) بسنده عن إبراهيم بن راشد عن عليّ بن بحر عن سعيد بن مسلمة عنه به، بمثله
وابن مسلمة تقدّم بيان حاله (ص/881) ولعلّه اضطّرب في رواية هذا الحديث، فجعله مرّة عن إسماعيل بن أُميّة، ومرّة عن ابن عجلان والله أعلم .
وسئل أبو حاتم (كما في: العلل لابنه 2/381) فقال: "هذا حديث مُنْكر".
وللحديث طرق أخرى عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به، بنحوه رواها: أبو عثمان البحيريّ في: (فوائده [2/14 أ]) بسنده عن عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به، بنحوه
وعاصم بن عمر هو: ابن حفص العمريّ ضعّفه ابن معين، وابن حنبل، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 6/346- 347 ت/1915)، وقال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 6/479 ت/3042): "منكر الحديث"، وقال النّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/218 ت/438): "متروك الحديث".
وجاء نحوه، مختصراً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه: الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 9/121 ورقمه/8254) بسنده عن خالد بن يزيد العمريّ عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي هريرة به، بنحو شطره الأوّل
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن سعد إلاّ خالد بن يزيد، تفرّد به عليُّ ابن حرب" اه.
وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 9/53): ".. وفيه: خالد بن يزيد العمريّ، وهو كذّاب" اه.
وهو كما قال كذّبه ابن معين، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 3/360 ت/1630)، وابن حبّان في: (المجروحين 1/285)، وغيرهم.
وممّا سبق يتبيّن أنّ طرق الحديث منها ما هو موضوع، ومنها ما هو ضعيف لا يُعتدّ به، ولاعاضد له، فلا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .(10/13)
.
[100]- أخبرنا محمَّد بن الحسين بن الفَضْل(1) قال: حدَّثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان(2) قال: حدَّثنا محمَّد بن عبد الله بن سليمان(3) قال: حدَّثنا أحمد بن يحيى الأحول(4) قال: حدَّثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "مَا بَيْنَ قَبْرِي(5)، وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث مالك عن نافع، تفرّد بروايته عنه أَحمد بن يَحْيى الأَحول/(ج[25/أ])(6)، وتابعه عبد الله بن نافع(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/63.
(2) هو: الأدميّ، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/843.
(3) أبو جعفر، الحضرميّ، الملقّب بمطيّن ثقة. مات سنة: سبع وتسعين ومئتين. انظر: الفهرست للنّديم (ص/323)، والسّير (14/41)، ولسان الميزان (5/233) ت/815.
(4) ابن المنذر الكوفيّ مولى الأشعريّين
ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/24)، وقال: "يخالف، ويخطئ".
وأورده الدّارقطنيّ (ص/117 ت/46)، وابن الجوزيّ (1/92 ت/271) في كتابيهما في الضّعفاء والمتروكين.
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 1/162 ت/651): "ليس بشيء".
وانظر: لسان الميزان (1/321) ت/972.
(5) قوله: "قبري" رواية بالمعنى؛ لأنّه صلّى الله عليه وسلّم دفن في بيت سُكناه، واللّفظ الصّحيح: "بيتي".
انظر: قاعدة جليلة في التّوسل والوسيلة لابن تَيْميّة (ص/141) رقم النّص/418، والفتح (3/84)،والأحاديث الواردة في فضائل المدينة للرّفاعيّ (ص/462).
(6) الحديث من طريق أحمد بن يحيى رواه: الطّحاويّ في: (شرح مشكل الآثار 4/69)، والعقيليّ في: (الضّعفاء 4/72)، والخطيب في: (تأريخ بغداد 12/160)، وأشار إليه ابن عبد البر في: (التّمهيد 17/181)، وقال: "وهذا أيضا إسناد خطأ، لم يتابع عليه، ولا أصل له" اه.
ومداره على: أحمد بن يحيى، وتقدّم بيان درجته (انظر ص/847).
(7) ابن أبي الصّائغ، أبو محمَّد، المدني
وثّقه ابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/153 ت/532)، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/281 ت/897)، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 16/211).
وضعّفه الإمام أحمد (كما في: الجرح والتعديل 5/184 ت/856)، والبخاريّ في: (التّأريخ الصّغير 2/282)، وأبو زرعة (كما في: سؤالات البرذعيّ له 2/375)، وقال البرذعيّ في سؤالاته له أيضا (2/732): "وذكرت أصحاب مالك أي: لأبي زرعة فذكرت عبد الله بن نافع الصّائغ، فكلح وجهه"، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 5/184)، وقال ابن عديّ في: (الكامل 4/242): "روى عن مالك غرائب"، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/326 ت/3659): "ثقة، صحيح الكتاب، في حفظه لين".
روى له: بخ، م، 4. ومات سنة: ستّ ومئتين وقيل بعدها(10/14)
عن مالك(1)
__________
(1) أخرج متابعته العقيليّ في: (الضّعفاء 2/73)، وأبو بكر المقريء في: (المنتخب من غرائب حديث مالك [4/ب]، والفوائد [1/17 أ])، وأبو نعيم في: (الحلية 9/324)، وابن أبي حاتم في: (العلل 1/295)، والمطريّ في: (التّعريف بما آنست الهجرة ص/21) كلّهم من طرق عنه به
إلاّ أنّه وقع في بعض سنده من المطبوع من علل ابن أبي حاتم تحريف، وسَقَط من إسناد المطريّ: عن مالك عن نافع .
قال أبو زرعة (كما في: العلل لابن أبي حاتم 1/295- 296) وقد سئل عن هذه الطّريق: "هكذا كان يقول عبد الله بن نافع، وإنّما هو مالك عن خبيب بن عبد الرّحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم".
وقال: (كما في: سؤالات البرذعيّ له 2/375- 376) وقد سئل عن عبدالله بن نافع روايه عن مالك: "ابن نافع عندي منكر الحديث، حدث عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:" فذكره، ثمّ قال: "وأحاديث غيرها مناكير".
وقال الطّحاويّ يرحمه الله في: (شرح مشكل الآثار 4/69) في هذه الطّريق، والّتي قبلها: "وهذا من حديث مالك يقول أهل العلم: لم يحدّث به عن مالك أحد غير أحمد بن يحيى هذا، وغير عبد الله بن نافع الصّائغ" اه.
قلت: بل تابعهما اثنان:
أحدهما: حُبَاب بن جَبَلة، أخرج روايته: العقيليّ في: (الضّعفاء 4/73) عن موسى بن هارون عنه به
وحباب بن جبلة هذا هو: الدّقاّق، كذّبه الأزديّ (كما في: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 1/186 ت/741)، ووثّقه موسى بن هارون الحمّال (كما في: لسان الميزان 2/164 ت/729).
والآخر: إسماعيل بن أبي أويس، أخرج روايته: ابن الجوزيّ في: (مثير العزم السّاكن 2/271- 272 ورقمه/449) عن علي بن عبيد الله عن أبي القاسم البسريّ عن ابن بطّة عن المحامليّ عن البخاريّ عنه به
وابن بطّة مع إمامته في السّنّة، والفقه، وعلمه، وفضله، وصلاحه مُتكلّم فيه من قِبَل حفظه (انظر: تأريخ بغداد 10/371 ت/5536، ولسان الميزان 4/112 ت/230، والتّنْكيل للمعلميّ ص/561 571، وغاية المرام للألبانيّ ص/24).
هذا، وقال العقيليّ في(الضّعفاء 4/73) بعد أن ذكر بعض الطّرق المتقدّمة: (حديث القعنبيّ أوْلى؛ لأنّ أناسا يروونه في الموطّأ هكذا" اه.
ويعني: حديث مالك عن خبيب بن عبد الرحمن، المتقدّم الإشارة إليه في كلام أبي زرعة على طريق عبد الله بن نافع، وهو حديث رواه البخاريّ في صحيحه: (كتاب: الاعتصام بالكتاب والسّنّة، باب: ما ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وحضّ على اتّفاق أهل العلم إلخ) 9/188- 189 ورقمه/105 عن عمرو بن عليّ عن ابن مهديّ عن مالك به إلاّ أنّ فيه: عن أبي هريرة حسب .
والحديث رواه عن نافع أيضا: عبد الله بن عمر العمريّ، وعبد الله بن عثمان ابن خثيم، وموسى بن عبد الله الجهنيّ
أمّا حديث عبد الله بن عمر، فرواه الطّحاويّ في: (مشكل الآثار 4/68) من طريق محمَّد بن بشر العبديّ،
والدّولابيّ في: (الكنى 2/64) من طريق موسى بن هلال العبديّ، كلاهما عنه به بنحوه إلاّ أنّ في حديث موسى: "وما بين قبري، ومنبري ترعة من ترع الجنّة"، وقد أنكر أهل العلم عليه هذا، وقالوا: هذا خطأ، والصّواب: "روضة من رياض الجنّة"
انظر: الصّارم المنكيّ لابن عبد الهادي (ص/29- 41)، والميزان (4/226).
وعبد الله بن عمر، وإن وثّق إلاّ أنّ الجمهور على ضعفه (انظر: التّهذيب 5/326، وتقريبه ص/314 ت/3489).
وأمّا حديث عبد الله بن عثمان، فرواه الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 1/360 ورقمه/614، 1/412 ورقمه/737) عن أحمد بن عليّ الأبّار عن أبي حصين الرّازيّ عن يحيى بن سليم عنه به وقال: "لم يرو هذا الحديث عن ابن خثيم إلاّ يحيى، تفرّد به أبو حصين"اه.
وفي سنده: يحيى بن سليم، وهو: القرشيّ، الطائفيّ، قال فيه الحافظ في: (التّقريب ص/591 ت/7563): "صدوق سيّء الحفظ"، لكن قال الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 2/480 رقم النّص/3150): "كان قد أتقن حديث ابن خثيم، وكانت عنده في كتاب"، وهذا منها.
وخالفهما: موسى بن عبد الله، فرواه عن نافع عن ابن عمر موقوفا
أخرج روايته أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 1/353) من طريق نصر بن عليّ الجهضميّ عن زياد بن عبد الله عنه به
وزياد لعلّه: البكائيّ، في حديثه عن غير ابن إسحاق لين (انظر: التّقريب ص/220 ت/2085).
وروي الحديث أيضا عن ابن عمر من طريقين:
إحداهما: طريق سعيد بن المسيّب عنه، رواها العقيليّ في: (الضّعفاء 2/72) عن محمَّد بن عبد الرّحمن السّلميّ عن محمَّد بن يحيى الأزديّ عن محمَّد بن سليمان بن معاذ عن مالك بن ربيعة عنه به وفيها: محمَّد بن سليمان، منكر الحديث (انظر: الضّعفاء 4/72، والميزان 5/15 ت/7621).
والأُخْرى: ابنه سالم عنه، رواها الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 12/227 رقم الحديث/13156) عن محمَّد بن أحمد بن أبي خيثمة عن إدريس بن عيسى القطّان عن محمَّد بن بشر عن عبيد الله بن عمر عن أبي بكر بن أبي سالم عن أبيه مطوّلاً وهذا إسناد حسن، إدريس بن عيسى ذكره الخطيب في: (تأريخ بغداد 7/12)، وقال: "لم يكن به بأس"، وبقيّة رجاله ثقات.
وجاء الحديث عن جماعة من الصّحابة رضوان الله عليهم وعدّه بعضهم في المتواتر من الحديث، كالسّيوطيّ في: (قطف الأزهار المتناثرة ص/187 رقم/69)، والكتّانيّ في: (نظم المتناثر ص/211)، وغيرهما.
اتّفق البخاريّ، ومسلم على روايته من حديث عبد الله بن زيد المازنيّ، فرواه البخاريّ في: (أبواب التّطوّع باب: فضل ما بين القبر والمنبر) 2/137 ورقمه/217، ورواه مسلم في: (كتاب الحج، باب: مابين القبر والمنبر روضة من رياض الجنّة 2/1010) ورقمه/1390.
واتّفقا عليه أيضاً من حديث أبي هريرة (كما تقدّم ص/793) يرفعه بلفظ: "ما بين بيتي، ومنبري" الحديث (رواه مسلم في الموضع نفسه من كتاب: الحج 2/1011 ورقمه/1391).
ورواه مسلم في الموضع المتقدّم أعلاه من كتاب الحج (2/1010) ورقمه/1390.(10/15)
".
[101]- أَخبرنا أَبو عبد الله أحمد بن محمَّد بن يوسف بن دُوْست البزّاز(1): أَخبرنا محمَّد بن جَعْفر المَطِيْريّ(2) قال: حدَّثنا عليّ بن حَرْب(3) قال: حدَّثنا أَبو معاوية(4) قال: حدَّثنا الأَعْمَش عن أَبي صالح(5) عن أَبي سعيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [وسلّم](6): "مَثَلِي، وَمَثَلُ النَّبِيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارً فَأَتَمَّهَا إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ(7) وَاْحِدَةٍ، فَجِئْتُ أَنَا، فَأَتْمَمْتُ تِلْكَ اللَّبِنَة".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد مُسْلمٌ بإخراج هذا الحديث في صحيحه، فرواه عن أَبي بكر ابن أَبي شَيْبة، وأَبي كُرَيب محمَّد بن العلاء(8) عن أَبي معاوية(9)، فكأَنَّ شيخنا أَبا عبد الله سمعه من مُسْلم)./(أ[27/ب]).
__________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/506.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/519.
(5) هو:ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/634.
(6) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج).
(7) بفتح اللاّم، وكسر الباء، ويقال: بكسر اللاّم، وسكون الباء: واحدة اللَّبِن الّتي يبنى بها الجدار. النّهاية (باب: اللاّم مع الباء) 4/229- 230.
(8) تقدّمت ترجمته انظر ص/522.
(9) صحيح مسلم (كتاب: الفضائل، باب: ذكر كونه صلّى الله عليه وسلّم خاتم النّبيّين) 4/1791.(10/16)
[102]- أَخبرنا أَبو الفتح هلال بن محمَّد بن جَعْفر الحَفّار(1) قال: أَخبرنا أَبو عليّ إِسماعيل بن محمَّد الصّفّار(2) قال: حدَّثنا عبَّاس بن عبد الله التّرقفيّ(3) قال: حدَّثنا رَوّاد بن الجَرّاح(4) قال: حدَّثنا أَبو سَعْد السّاعديّ(5) عن أَنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما: "مَنْ أَلْقَى جِلْبِابَ(6) الْحَيَاءِ فَلاَ غِيْبَةَ لَهُ".
__________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/61.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/251.
(4) في الأصل: "رواد بن الحجّاج بن الجرّاح"، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّواب، وتقدّمت ترجمته انظر ص/679.
(5) قال أبو زرعة (كما في: الجرح والتعديل 9/378 ت/1759) وقد سئل عنه: "لا أعرف اسمه".
وهو مجهول، قال بجهالته: أبو حاتم (في الموضع نفسه من: الجرح والتعديل، والعلل لابنه 2/111)، والدّارقطنيّ (كما في: سؤالات البرقانيّ له ص/77 ت/599، وقال: يُترك حديثه)، والذّهبيّ في: (الكاشف 2/428 ت/6641) وغيرهم.
وانظر: المجروحين لابن حبّان (3/157)، والتّقريب (ص/643) ت/8119.
(6) الجلباب: الإزار والرّداء، وقيل: الملحفة، وقيل: كالمقنعة تغطّي به المرأة رأسها، وظهرها، وصدرها. النّهاية (باب: الجيم مع اللاّم) 1/283.
وانظر: الفائق للزّمخشريّ (1/209).
والمراد: الشيء المعنويّ، فمن نحّى غريزة الحياء فلم يستح من العار، ولم يخش العيب، ولم يقطعه حياؤه عن المعاصي فلا غيبة له والله أعلم .(10/17)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث أَنس بن مالك، لا أَعلم رواه عنه/(ج[25/ب]) غير أَبي سَعْد السّاعديّ، ولم نكتبه إِلاّ من حديث أَبي عِصَام روّاد بن الجرّاح العَسْقلانيَ عن أَبي سَعْد(1)
__________
(1) الحديث رواه مؤمّل بن إهاب في: (جزئه ص/99 ورقمه/27)، والتّرقفيّ في: (حديثه [1/ب]) ومن طريقه: عيسى بن عليّ الوزير في: (ستة مجالس [193/ب])، وأبو محمَّد بن مخلد في: (فوائده [1/8- أ])، والقضاعيّ في: (الشّهاب 1/263- 264 ورقمه/426- 427)، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/210، والشّعب 7/108- 109 ورقمه/9664)، والخطيب في: (تأريخه 8/438) من طريقين، وشهدة في: (فوائدها ص/78 ورقمه/37) كلاهما (المؤمّل، والتّرقفي) عن روّاد بن الجرّاح به
قال مؤمّل: "فلما اختلط روّاد رفع هذا الحديث، ودلّسوا عليه".
وقال البيهقيّ في: السّنن وكان قد ذكر حديث بهز، وسيأتي: "وهذا أيضا ليس بالقويّ والله أعلم".
وقال في الشّعب: "وفي إسناده ضعف"، وضعّفه أيضاً العراقيّ في: المغني (1/167، 2/825).
وفي سنده: روّاد بن الجرّاح، اختلط بأخرة فتّرك (كما تقدّم ص/679)، وأبو سعد السّاعديّ مجهول (كما تقدّم ص/697- 698).
ومنه يتبيّن عدم صحّة ماجاء في فوائد شُهده (ص/80) من أنّ الحديث حَسَن والله تعالى أعلم .
وللحديث طريق أخرى رواها: ابن عديّ في: (الكامل 1/386)، والخطيب في: (تأريخه 4/171) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل 2/781 ورقمه/1301 من طرق عن الرّبيع بن بدر،
ورواه أبو محمَّد الخلاّل في: (أماليه ص/79 ورقمه/88) بسنده عن حفص بن سليمان، كلاهما عن أبان بن أبي عيّاش عن أنس به قال ابن الجوزيّ: "وهذا الحديث من جنس ما سبق، وفيه متروكان: الرّبيع، وأبان"، وهو كما قال، انظر ترجمة الرّبيع في: (الكامل 3/127، وَالتّقريب ص/206 ت/1883)، وأبان في: (الكامل 1/381، والميزان 1/10 ت/15).
وفي سند الخلاّل: بقيّة بن الوليد، يدلّس تدليس التّسوية، ولم يصرّح بالسّماع عمّن فوقه (انظر: طبقات المدلّسين ص/49 ت/117).
وجاء نحو الحديث من طريق عليّ، وَمعاوية بن حيدة رضي الله عنهما مرفوعا
فأمّا حديث عليّ فرواه: أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 2/209- 210) من حديث إبراهيم بن سلام المكيّ عن ابن أبي فديك عن جعفر بن محمَّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ عن أبيه عن جدّه به
وفيه: إبراهيم بن سلاّم، وهو: أبو إسحاق الهاشميّ، قال فيه أبو أحمد الحاكم في: (الأسامي والكنى 1/170 ت/24): "ربّما روى ما لا أصل له"، وضعّفه الدّارقطنيّ (كما في: لسان الميزان 1/64)، والذّهبيّ في: (المغني 1/16 ت/91)، وأورده ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/22 ت/28) في الفصل الخاص بسرد أسماء الوضّاعين، والكذّابين.
أمّا حديث معاوية بن حيدة، فرواه ابن أبي الدّنيا في: (الغيبة والنّميمة ص/8788 رقم/84، وَالصّمت ص/151- 152 ورقمه/221)، والعقيليّ في: (الضّعفاء 1/202)، والمحامليّ في: (أماليه رواية: ابن البيّع ص/266 ورقمه/262)، وابن حبّان في: (المجروحين 1/220)، والطّبرانيّ في: (الكبير 19/418 ورقمه/1010)، وابن عديّ في: (الكامل 2/173)، وأبو أحمد الحاكم في: (الأسامي والكنى 1/414- 415)، والقضاعيّ في: (الشّهاب 2/202 رقم/1185، 2/203 رقم/1186)، والسّهميّ في: (تأريخ جرجان ص/75)، والخطيب في تأريخه (1/382، 3/188، 7/262، 268)، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/210، والشّعب 2/109 ورقمه/9666،9667)، وابن الجوزيّ في: (العلل المتناهية 2/778- 779 ورقمه/130) وغيرهم، كلّهم من طرق عن الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أترعون عن ذكر الفاجر، اذكروه بما فيه حتّى يحذره النّاس" واللّفظ للطّبرانيّ
وفيه: الجارود بن يزيد، وهو: أبو الضّحّاك وقيل: أبو عليّ النّيسابوريّ كذّبه غير واحد من الأئمّة، (انظر: الضّعفاء الصّغير للبخاريّ ص/55 ت/53، والميزان 1/384 ت/1429).
وحكم على حديثه الغماريّ في: (المغير ص/9)، والألبانيّ في: (سلسلة الأحاديث الضّعيفة والموضوعة 2/52) بالوضع.
وورد الحديث من طرق أخرى عن بهز عند الطّبرانيّ في: (الأوسط 5/189 ورقمه/4369، والصّغير ص/230 ورقمه/589)، وابن الجوزيّ في: (العلل 2/879 880) إلاّ أنّها لا تصحّ، فقد ذُكِرَ الحديث للإمام أحمد (كما في: تأريخ بغداد 7/262)، وقيل له: هل رواه غير الجارود عن بهز ؟ فقال: "ما علمت".
وقال العقيليّ:"ليس له من حديث بهز أصل،ولا من حديث غيره،ولا يتابع عليه".
هكذا في المطبوع من كتابه، وعند ابن الجوزيّ في: العلل (2/780) نقلاً عنه: "ولا يتابع عليه الجارود من طريق يثبت".
وقال الدّارقطنيّ في: تعليقه على المجروحين لابن حبّان (ص/68): "هذا حديث الجارود بن يزيد عن بهز، وضعه عليه، وسرقه منه: عمرو بن الأزهر، فحدّث به عن بهز، وعمرو بن الأزهر كذّاب.. وسرقه منه: سليمان بن عيسى السّكّريّ، وكان دجّالاً، فرواه عن الثّوريّ عن بهز بن حكيم. وسرقه: شيخ يعرف بالعلاء بن بشر، فرواه عن سفيان بن عيينة عن بهز، وابن عيينة لم يسمع من بهز شيئا، وغيّر لفظه.."، ونحوه من كلام الخطيب في: تأريخه (7/262).
وقال ابن حبّان: "والخبر في أصله باطل، وهذه الطّرق كلّها بواطيل، لا أصل لها".
هذا، وقد روي حديث معاوية هذا بلفظ آخر هو: (ليس لفاسق غيبة)، رواه: الطّبرانيّ في: (الكبير 19/418 ورقمه/1011)، وابن عديّ في: (الكامل 5/221)، وأبو الشَّيخ في: (طبقات المحدّثين بأصبهان 3/478 ورقمه/638)، وأبو بكر الفقيه في: (مجلس من الأمالي [15/ب])، وأبو بكر الدّقّاق في: (حديثه [2/42 ب])، والهرويّ في: (ذمّ الكلام [4/81 أ])، والبيهقيّ في: (الشّعب 3/109 ورقمه/9665)، والقضاعيّ في: (الشّهاب 2/202 رقم/1185، 2/203 رقم/1186)، والخطيب في: (الكفاية ص/42)، والواحديّ في: (التّفسير [4/82 أ])، وابن الجوزيّ في: (العلل 2/780- 781)، وغيرهم، كلّهم من طرق عن جعدبة ابن يحيى اللّيثيّ عن العلاء بن بشر عن سفيان بن عيينة عن بهز به
قال ابن عديّ: "هذا معروف بالعلاء بن بشر"، وسبق النّقل عن الدّارقطنيّ بأنّ العلاء سرقه فحدّث به.
وقال الحاكم: "هذا غير صحيح، ولا معتمد".
والعلاء بن بشر قال فيه ابن عديّ: "لا يعرف"، وقال عن حديثه بهذا اللّفظ: "غير معروف"، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/504)، وقال: "شيخ يروي عن ابن عيينة، روى عنه جعدبة بن يحيى المناكير".
وقال الدّارقطنيّ (كما في: لسان الميزان 2/105) في جعدبة: "متروك".
وهو بهذا اللّفظ باطل أيضا قال ببطلانه: الدّارقطنيّ، والخطيب، وابن القيّم (كما في: المنار المنيف ص/134)، وأبو حفص الموصليّ في: (المغني عن الحفظ والكتاب ص/497)، والسّخاويّ في: (المقاصد الحسنة ص/354)، وابن هِمَّات في: (التّنكيت ص/159)، والألبانيّ في: (السّلسلة الضعيفة 2/53)، وغيرهم.(10/18)
".
[103]- أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن عبيد الله بن يَحْيى البيّع(1) قال: حدَّثنا الحُسين بن إِسماعيل المحامليّ(2) قال: حدَّثنا فَضْل ابن سَهْل(3) قال: حدَّثنا حَجّاج بن محمَّد(4) قال: حدَّثنا يُونس بن أَبي إِسحاق(5) عن أَبي إسحاق(6) عن أَبي جُحَيْفة(7) عن عليّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما: "مَنْ أَصَاْبَ(8) فِي الدُّنْيَا ذَنْبَا فَعُوْقِبَ بِهِ فَاللهُ تَعَالَى أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ(9)
__________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/52.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا .. انظر ص/492.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا .. انظر ص/808.
(4) المصّيصيّ بكسر الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الصّادين المهملتين، الأولى مشدّدة أبو محمَّد، الأعور ثقة ثبت، تغيّر في آخر عمره، لمَّا قدم بغداد قبل موته. روى له: ع. ومات سنة: ستّ ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى (7/333)، والكاشف (1/313) ت/942، والتّقريب (ص/153) ت/1135.
(5) تقدّمت ترجمته انظر ص/784.
(6) هو: السّبيعيّ ثقة إلاّ أنّه يدلّس، وتغيّر بأخرة.
روى له: ع. ومات سنة: تسع وعشرين ومائة وقيل قبل ذلك .
انظر: الجرح والتعديل (6/243) ت/1347، والميزان (4/190) ت/6393، والتّقريب (ص/423) ت/5065، وطبقات المدلّسين (ص/42) ت/91.
(7) بضمّ الجيم،وفتح الحاء المهملة،وسكون المثنّاة التّحتييّة قبل الفاء وهو: وهب بن عبد الله السّوائيّ بضمّ السّين المهملة، وتخفيف الواو، والمدّ له صحبة.
انظر: الإصابة (3/642) ت/9166، وأسد الغابة (5/95).
(8) أي: نال انظر: النّهاية (باب: الصّاد مع الواو) 3/57، ولسان العرب (حرف: الباء الموحدة، فصل: الصّاد المهملة) 1/536.
(9) بتشديد النّون من الثّني بالكسر، والقصر: أن يفعل الشّيء مرّتين.
انظر: النّهاية (باب: الثّاء مع النّون) 1/224، وتحفة الأحوذيّ (7/378).(10/19)
عُقُوْبَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ. وَمَنْ أَذْنَبَ ذَنْبا فِي الدُّنْيَا فَسَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ، وَعَفَا عَنْهُ، فَاللهُ تَعَالَى أَكْرَمُ أَنْ يَعُوْدَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث أَبي جُحَيفة وَهْب بن عبد الله السُّوائيّ عن أَمير المؤمنين عليّ بن أَبي طالب [رضي الله عنه](1)، ومن رواية أَبي إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعيّ عن أَبي جُحيفة، لا أَعلم/(أ[38/أ]) رواه سوى يونس بن أَبي إسحاق عن أَبيه(2)
__________
(1) زيادة من: (ج).
(2) تابع يونس في الرواية عن أبيه جماعة منهم:
1- أبو حمزة الثّماليّ، أشار لروايته الدّارقطنيّ في: (العلل 3/128)، وهو ضعيف (انظر ترجمته في: تهذيب الكمال 4/357).
2- الخليل بن مرّة أخرج روايته الدّارقطنيّ في: الأفراد (ترتيب ابن القيسرانيّ [51/ب])، وقال: "غريب من حديث الخليل بن مرّة عن أبي إسحاق، تفرّد به القاسم بن عيسى أبو العبّاس الضرير عنه".
والخليل ضعيف (انظر ترجمته في: التّقريب ص/196 ت/1757).
3، 4، 5- مسعر بن كدام، والثّوريّ، وخطاب بن كيسان، أشار لروايتهم الدّارقطنيّ أيضا في: الأفراد (ترتيب ابن القيسرانيّ [51/ب])، وقال: "وتفرّد به عنهم محمَّد بن القاسم الأسديّ"، وهو: أبو القاسم الكوفيّ، قال الحافظ في: (التّقريب ص/502 ت/6229): "كذّبوه".
6،7- الحكم بن عبد الله النصريّ، وحفص بن سليمان، أشار لروايتهما الدّارقطنيّ في: علله (3/128)، وقال: "واختلف عن حفص بن سليمان، وأبي حمزة، فقيل: عن حفص عن أبي إسحاق عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن عليّ، وهذا القول وهم من قائله، والصّحيح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة" اه.
وحفص بن سليمان هو: أبو عمر المقريء، متروك الحديث (انظر: التّقريب ص/172 ت/1405)، والحكم ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 6/186)، وقال الذّهبيّ في: (المغني 1/184 ت/1659): "مجهول".
والحديث من طريق حجّاج عن يونس عن أبيه رواه أيضا: التّرمذيّ في: (الجامع 5/17- 18 ورقمه/2626)، وابن ماجه في: (السّنن 2/868 ورقمه/2604)، وأحمد في: (المسْند 1/99، 159)، وابن أبي الدّنيا في: (حسن الظّنّ بالله ص/40 ورقمه/52، وَالتّوبة ص/111- 112 ورقمه/136)، والبزّار في: (المسند 2/125 ورقمه/482)، والطّبرانيّ في: (الصّغير ص/55 ورقمه/46)، والدّراقطنيّ في: (السّنن 3/215)، والحاكم في: (المستدرك 2/445، 4/262، 388)، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 8/328)، والقضاعيّ في: (الشّهاب 1/303 ورقمه/503)، والضّياء في: (المختارة 2/384- 385 الأحاديث ذوات الأرقام/767، 768، 769، 770) وغيرهم، كلّهم من طرق عنه به
قال التّرمذيّ: "وهذا حديث حسن غريب".
وقال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي جحيفة عن عليّ إلاّ الحجّاج"، وبنحوه قال الطّبرانيّ.
هذا، وقد روي الحديث من طريق عبدالملك بن أبي سليمان عن أبي حمزة الثّماليّ به موقوفا على عليّ رواه: عبد بن حميد في: مسنده (المنتخب ص/58 رقم/87)، والبزّار في: مسنده (2/126- 127 ورقمه/4083) وأشار إليه الدّارقطنيّ في: علله (3/129) عن الحسن بن خلف عن إسماعيل بن يوسف عنه به
وهذا بالإضافة إلى أبي حمزة فيه: الحسن بن خلف، يتكلّمون فيه (انظر: الكامل 2/334)، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/160 ت/1237): "صدوق له أوهام".
وعبد الملك بن أبي سليمان صدوق له أوهام أيضا (كما في: التّقريب ص/363 ت/4184).
وللحديث شواهد عن عدد من الصّحابة رضوان الله تعالى عليهم منها: حديث عبادة بن الصّامت، رواه البخاريّ في اثني عشر موضعا من صحيحه، منها في: (كتاب: الإيمان، باب كذا دون ترجمة) 1/19 رقم الحديث/17.
ومسلم في: (كتاب: الحدود، باب: الحدود كفّارات لأهلها) 3/1333 ورقمه/1709.(10/20)
".
[104]- أَخبرنا أَبو سَهْل محمود بن عُمَر بن جَعْفر العكبريَ(1) قال: حدَّثنا أَبو صالح سَهْل بن إِسماعيل بن سَهْل الطّرسوسيّ(2) قال: حدَّثنا أَحمد بن عمر بن موسى بن زَنْجُويه المقريء(3) قال: حدَّثنا إِبراهيم بن المنذر(4) قال: حدَّثنا إِبراهيم بن مُهَاجر بن مِسْمار(5)/(ج[26/أ]) قال: حدَّثنا عُمر بن ذكوان ,
كذا في أَصل كتابي، وإِنّما هو: حَفْص بن عُمر بن ذكوان(6)
__________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/58.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/696.
(3) أبو العبّاس القطّان، المُخَرِّميّ ترجم له الخطيب في: (تأريخه 4/287 ت/2043) وذكر جماعة ممّن رووا عنه، وقال: "وكان ثقة مات في سنة: أربع وثلاثمائة".
(4) ابن عبد الله بن المنذر القرشي، الأسديّ، أبو إسحاق، المدنيّ صدوق.
روى له: خ، ت، س، ق. ومات سنة: ستّ وثلاثين ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (2/139) ت/450، والكاشف (1/225) ت/208، والتّقريب (ص/94) ت/253.
(5) المدنيّ قال ابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/72 ت/154): "صالح ليس به بأس"
وضعّفه: البخاريّ في: (الضّعفاء الصّغير ص/29 ت/9)، والنّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/146 ت/8)، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 2/133 ت/422)، وابن حجر في: (التّقريب ص/94 ت/255)، وغيرهم، وأطلق ابن طاهر في: (معرفة التّذكرة ص/108 ت/164) القول فيه بالكذب.
وانظر: الضّعفاء والمتروكين للدّارقطنيّ (ص/107) ت/20، والميزان (1/67) ت/224.
(6) كذا في النسختين، والصّواب: عمر بن حفص بن ذكوان، كما في: (الجرح والتعديل 2/133) في شيوخ ابن مهاجر، وكما في تلاميذ مولى الحرقة في: (تهذيب الكمال 18/18)، وهو كذلك في جميع المصادر الّتي ورد فيها سند الحديث وسيأتي ذكرها في تخريجه إن شاء الله .
وعمر بن حفص بن ذكوان هو: أبو حفص المدنيّ ويقال: هو عمر بن أبي خليفة حجّاج بن غياث، وفرّق بينهما البخاريّ في: التّأريخ الكبير (انظره: 6/150 ت/1993، 6/152 ت/2002)، والعقيليّ في: الضّعفاء (انظره: 3/155، 3/156) والله أعلم .
قال الإمام أحمد في: (العلل 3/300 رقم النّص/5333): "تركنا حديثه، وخرّقناه".
وقال ابن المدينيّ (كما في: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 2/206 ت/2449)، والنّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/221 ت/461): "ليس بثقة".
وقال ابن حبّان في: (المجروحين 2/84): "كان ممّن يشتري الكتب، ويحدّث بها من غير سماع، ويجيب فيما يُسأل وإن لم يكن ممّن يحدّث به".
مات بعد المئتين.
وانظر: الميزان (4/109) ت/6075.(10/21)
عن مولى الحُرَقة(1) عن أَبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَرَأَ: "طه"، وَ "يس"(2) قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِأَلفِ عاْمٍ. فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلاَئِكَةُ الْقُرْآنَ قَاْلَتْ: طُوْبَى(3) لأُمَّةٍ يُنْزِلُ هَذَا عَلَيْهَا، وَطُوْبَى لأَجْوَاْفٍ تَحْمِلُ هَذَا، وَطُوْبَى لأَلْسُنٍ تَكَلَّمُ بِهَذَا".
__________
(1) بضمّ المهملة، وفتح الرّاء، بعدها قاف واسمه: عبد الرّحمن بن يعقوب الجهنيّ، المدنيّ ثقة، من الثالثة. روى له: ر، م، 4.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/173) ت/623، والثّقات للعجليّ (ص/301) ت/994، والتّقريب (ص/353) ت/4046.
هذا، وتوهّم ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/269) أنّ مولى الحرقة هذا هو ابن المترجم هنا، واسمه: العلاء (له ترجمة في: تهذيب الكمال 22/520 ت/4577) فقد ورد عنده أثناء سياق سند الحديث:".. عن مولى الحرقة قال أبو بكر: وهو العلاء إن شاء الله .." وهذا وهم منه يرحمه الله ، وإنّما هو عبد الرّحمن بن يعقوب كما تقدّم وهو الّذي نصّ عليه ابن خزيمة في: (التّوحيد 1/402- 403)، والخطيب في كلامه على الحديث هنا (انظر ص/807)، وابن عساكر في: (تأريخه 12/31 أ)، وابن حجر في: أطراف العشرة (كما في: اللآلئ المصنوعة للسّيوطيّ 1/10).
(2) يعني: السّورتين.
(3) اسم للجنّة، وقيل: شجرة فيها.
انظر: النّهاية (باب: الطّاء مع الواو) 3/141، ولسان العرب (حرف: الباء الموحدة، فصل: الطّاء المهملة) 1/564- 565.(10/22)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث عبد الرّحمن بن يَعْقوب مولى: الحُرَقة عن أَبي هريرة، تفرّد بروايته إِبراهيم بن مُهَاجر بن مِسْمار المدينيّ عن حَفْص بن عُمر بن ذَكْوان عنه(1)
__________
(1) الحديث رواه أيضا الدّارميّ في: (سننه 2/547- 548 ورقمه/3414)، ويعقوب في: (المعرفة والتّأريخ 3/496) ومن طريقه اللالكائيّ في: (شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة والجماعة 2/226 ورقمه/369) ، وابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/269 ورقمه/607)، وابن خزيمة في: (التوحيد 1/402- 403 ورقمه/236)، والعقيليّ في: (الضّعفاء 1/66) ومن طريقه ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/109) ، وابن حبّان في: (المجروحين 1/108)، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 5/452 ورقمه/4873)، وابن عديّ في: (الكامل 1/216)، وأبو الشَّيخ في: (طبقات المحدثين بأصبهان 3/243- 244 ورقمه/472)، وابن منده في: (التّوحيد 3/316 ورقمه/913)، وتمّام في: (الفوائد 1/132- 133 ورقمه/303، 1/133 ورقمه/305) ومن طريقه ابن عساكر في: تأريخه 12/31 أ) واللالكائيّ في: (شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة 2/226 ورقمه/368)، والبيهقي في كتابيه: (شعب الإيمان 2/476- 477 ورقمه/2450، والأسماء والصّفات 1/566 ورقمه/491، 1/567 ورقمه/492)، والذّهبيّ في: (السّير 10/690- 691)، وأشار إليه أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 2/106) وغيرهم، من طرق عن إبراهيم بن المنذر عن ابن مهاجر به
إلاّ أنّه في الموضع الثّاني من فوائد تمّام: "عن عمر بن حفص بن ذكوان عن عبد الرّحمن بن الحارث عن أبي هريرة" وهذا غلط، فقد قال ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/269) أثناء سياقه للحديث: "وكان الحزاميّ لا يقول لنا قط إلاّ مولى الحرقة، ومن قال غير هذا فقد غلط عليه".
قال ابن حبّان عقب الحديث: "وهذا متن موضوع".
وقال ابن عديّ وقد ذكر معه حديثا آخر: "والحديث الأول يرويه ابن مهاجر بن مسمار، ولا أعلم يرويه غيره" إلى أن قال: ".. وإبراهيم بن مهاجر لم أجد له حديثا أنكر من حديث: "قرأ طه، ويس" لأنّه لم يروه إلاّ إبراهيم بن مهاجر، ولا يروي بهذا الإسناد، ولا بغير هذا الإسناد هذا المتن إلاّ إبراهيم بن مهاجر هذا).
وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث موضوع".
وقال الذّهبيّ: "هذا حديث منكر؛ فابن مهاجر، وشيخه ضعيفان".
وقال ابن كثير في: (تفسيره 3/148) وقد ذكر الحديث: "هذا حديث غريب، وفيه نكارة.." وأعلّه بابن مهاجر، وشيخه أيضا
وأورد جماعة ممّن ألّف في الموضوعات هذا الحديث في مؤلفاتهم كابن طاهر في: (معرفة التّذكرة ص/108 برقم/164)، وابن عرّاق في: (تنزيه الشريعة في الفصل الثّاني من كتاب: التّوحيد 1/139)، والسّيوطيّ في: (اللآليء المصنوعة 1/10) وغيرهم.
هذا، وتعقّب الحافظ ابن حجر في: أطراف العشرة (كما في: اللآلئ 1/10) بعض من قال بوضعه، فقال: "زعم ابن حبّان، وتبعه ابن الجوزيّ أنّ هذا المتن موضوع، وليس كما قالا؛ فإنّ مولى الحرقة هو: عبد الرّحمن بن يعقوب من رجال مسلم، والرّاوي عنه وإن كان متروكا عند الأكثر ضعيفا عند البعض فلم ينسب للوضع، والرّاوي عنه لا بأس به، وإبراهيم بن المنذر من شيوخ البخاريّ" اه.
وهذا الكلام وجيه، إلاّ ما ذكره من حال ابن مهاجر أنّه لا بأس به، وهو هنا وإن كان اختار قول ابن معين فيه، إلاّ أنّ الجمهور على ضعفه، وأطلق ابن طاهر فيه القول بالكذب، وقول الجمهور هو ما اختاره في: التّقريب (انظر ص/451).
وللحديث وجه آخر رواه: ابن عديّ في: (الكامل 1/216) بسنده عن أنس رضي الله عنه وفيه: ابن مهاجر، وعمر بن حفص أيضا ، جعلاه عن أنس !
وعزاه السّيوطيّ في: (اللآلئ 1/10) إلى الدّيلميّ، وقال ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/139): "وفي سنده: محمَّد بن سهل بن الصّبّاح، فإن يكن هو العطّار فقد مرّ في المقدّمة [1/106] أنّه: وضّاع، وإلاّ فمجهول، وعنه علي بن جعفر بن عبد الله الأنصاريّ الأصبهانيّ لم أعرفه، وعن هذا محمَّد بن عبد العزيز قال الخطيب: فيه نظر" اه. [وقول الخطيب في: تأريخه (2/353 ت/859)].
هذا، وحكم الألبانيّ في تعليقه على كتاب السّنّة لابن أبي عاصم (1/269) على الحديث بأنّه ضعيف جدًّا، وهو كما قال والله تعالى أعلم .(10/23)
.
وفي الكوفيّين إِبراهيم بن مُهَاجر اِثنان:
أَحدهما: إِبراهيم بن مهاجر بن جابرالبجليّ(1)،
سمع: طارق بن شِهاب(2)، وقَيْس بن أَبي حازم(3)، وَزَيْد بن وَهْب(4)، ومجاهدًا، وإِبراهيم النّخعيّ(5).
روى عنه: مِسْعَر بن كِدَام(6)، وَسفيان الثّوريّ، وَشُعْبة، وَزهير بن معاوية(7)، وأَبو عوانة(8).
والآخر: إِبراهيم بن مهاجر الأَزديّ(9)، حدّث عن: جَعْفر بن محمَّد بن/أ[38/ب] عليّ(10)، وسُليمان الأَعْمَش، وغيرهما.
روى عنه: حَفْص بن راشد(11)، وَحسن بن حُسين العُرنيّ"(12)/(ج[26/ب])
__________
(1) أبو إسحاق، الكوفيّ له ترجمة في: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/331)، وتهذيب الكمال (2/211) ت/250، والميزان (1/67) ت/225.
(2) ابن عبد شمس البجليّ، أبو عبدالله، الكوفيّ
انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/66)، وتهذيب الكمال (13/341).
(3) واسمه: حصين ابن عوف البجليّ، أبو عبد الله، الكوفيّ
انظر ترجمته في: التّأريخ الكبير (7/145) ت/648، والاستيعاب لابن عبد البر (3/247)، وتهذيب الكمال (24/10) ت/4896.
(4) الجهنيّ، أبو سليمان، الكوفيّ
انظر ترجمته في: تأريخ أبي زرعة الدّمشقيّ (ص/676)، وأسد الغابة (2/149) ت/1879، وتهذيب الكمال (10/111) ت/2131.
(5) تقدّمت ترجمته انظر ص/715.
(6) تقدّمت ترجمته أيضاً انظر ص/838.
(7) الجعفيّ، أبو خيثمة، الكوفيّ
انظر ترجمته في: الجر ح والتعديل (3/588) ت/2674، والمشاهير (ص/186) ت/1482، وتهذيب الكمال (9/420) ت/2019.
(8) هو: الوضّاح بن عبدالله، تقدّمت ترجمته انظر ص/815.
(9) لم أقف على ترجمة له.
(10) المعروف بالصّادق، تقدّمت ترجمته انظر ص/524.
(11) الجعفيّ له ترجمة في: الجرح والتعديل (3/172) ت/742.
(12) بضمّ العين، وفتح الرّاء المهملتين، وفي آخرها النّون الكوفيّ، من رؤوس الشّيعة في وقته انظر ترجمته في: الجرح والتعديل (3/6) ت/20، والكامل (2/332)، والميزان (2/6) ت/1828.(10/24)
[105]- أَخبرنا أَبو بكر محمَّد بن عبد الله بن أَبان الهيتي(1) قال: حدَّثنا أَبو الطيّب أَحمد بن إِبراهيم بن عبد الرّحمن(2) قال: حدَّثنا أَبي(3) قال: حدَّثنا وكيع عن أَبي بكر الهُذَليّ(4) عن قتادة(5) قال: أَخذ ابن عبّاس بطرف لسانه يَلُوْكه(6)، فقال: "قُلْ خَيراً تَغْنَمْ، أَوْ أُسْكَتْ تَسْلَم"(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/55.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/522.
(3) لم أقف على ترجمة له.
(4) في (أ): "الذّهليّ"، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّواب.
وهو: سُلمي بن عبد الله وقيل اسمه: روح البصريّ قال ابن معين في: (التّأريخ رواية: الدّوريّ 2/697): "ليس بشيء"، وكذّبه غندر (كما في: الجرح والتعديل 4/313 ت/1365)، واتّهمه ابن حبّان في: (المجروحين 1/359). وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/625 ت/8002): "أَخْبَاريّ، متروك الحديث". روى له: ق. ومات سنة: سبع وستّين ومائة.
(5) هو: ابن دعامة، تقدّمت ترجمته انظر ص/605.
(6) من (اللّوك): أهون المضغ، ويطلق أيضا ويراد به: إدارة الشيء في الفمّ. انظر: النّهاية (باب: اللاّم مع الواو) 4/278، ولسان العرب (حرف: الكاف، فصل: اللاّم) 10/484.
(7) الأثر رواه: وكيع في: (الزّهد 2/550 برقم/286)، وهو من هذا الطّريق عن ابن عبّاس فيه: أبو بكر الهذليّ، وهو متروك (كما تقدّم أعلاه).
وقتادة لم يسمع من ابن عبّاس (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص/139 ت/310، وجامع التّحصيل للعلائي ص/254 ت/633).
وللأثر خمسة طرق أخرى عن ابن عبّاس:
أوّلها: طريق سعيد بن جبير رواها: الإمام أحمد في كتابيه: (الزّهد ص/278 ورقمها/1041، وفضائل الصّحابة ص/952 ورقمها/1844) عن ابن مهديّ عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الصّهباء عنه به،بنحوه، وابن أبي جعفر ضعيف (انظر: ... الكاشف 1/322 ت/1017).
والثّانية: طريق مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير رواها: ابن أبي الدّنيا في: (الصّمت ص/259- 260 ورقمها/442) عن الحسن بن الصّبّاح عن إسحاق بن منصور السّلوليّ عن عبد السّلام بن حرب عن سعيد الجريريّ عنه به، بنحوه، مطوّلاً
وعبد السّلام بن حرب له مناكير (انظر: التّقريب ص/355 ت/4067).
والجريريّ اختلط، ولا يُدْرى متى سمع منه عبد السّلام (انظر: الكواكب النّيّرات ص/178 ت/24).
ولم أقف على ما يدلّ أنّ مطرّفا سمع من ابن عبّاس والله تعالى أعلم .
والثّالثة: طريق إسماعيل بن مسلم البصريّ العبديّ رواها: ابن أبي الدّنيا في: (الصّمت أيضا ص/59 ورقمها/45) عن إسحاق بن إسماعيل (هو: الطّالقانيّ) عن سفيان (هو: ابن عيينة) عنه به، بنحوه
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلاّ أنّ إسماعيل بن مسلم لم يسمع من ابن عبّاس، عدّه الحافظ في: (التّقريب ص/110 ت/483) من الطّبقة السّادسة، ولا يَثْبت لأصحابها لقاء أحد من الصّحابة (كما ذكره في المقدّمة ص/75) والله تعالى أعلم .
والرّابعة: طريق عنبسة الخوّاص رواها: ابن أبي الدّنيا في: (الصّمت أيضا ص/320 ورقمها/579) عن أزهر بن مروان عن جعفر بن سليمان عنه به، بنحوه
وأزهر، وجعفر صدوقان (كما في: التّقريب ص/98 ت/312، ص/140 ت/942)، والخواص لم أقف على ترجمة له.
والخامسة: رجل عنه رواها: ابن المبارك في: (الزّهد 1/339 رقمها/354) ومن طريقه: الإمام أحمد في فضائل الصّحابة (ص/952 ورقمها/1846)، عنه وعن عبد الوهّاب بن عبد المجيد، وفي: الزّهد (ص/279 برقم/1045) عن عبد الوهّاب فقط، وابن أبي عاصم في: (الزّهد والصمّت [2/ب]) ومن طريق أحمد في الزّهد: أبو نعيم في: (الحلية 1/327- 328) عن سعيد بن إياس الجريريّ عنه به، بنحوه أيضا
ولعّل الرّجل المبهم هنا هو: مطرّف بن الشّخّير؛ فإنّه تقدّم معنا (ص/811) أنّ ابن أبي الدّنيا رواه من طريق عبد السّلام بن حرب عن الجريريّ عن مطرّف عن ابن عبّاس به.. فإن كان هو فهذا إسناد صحيح، عبد الوهّاب بن عبد المجيد سمع من الجريريّ قبل الاختلاط (انظر: الكواكب النّيّرات ص/183 ت/24).
وفي معنى الأثر عدّة أحاديث مرفوعة منها:
حديث أبي شريح الخزاعيّ رضي الله عنه بلفظ: "مَنْ كانَ يُؤمنُ بالله، وَاليومِ الآخرِ فَليقُل خَيرًا، أوْ ليسْكُت" رواه البخاريّ في: (كتاب: الرّقاق، باب: حفظ اللّسان) 8/180 ورقمه/63.
ومسلم في: (كتاب: الإيمان، باب: الحثّ على إكرام الجار والضّيف، ولزوم الصّمت إلاّ عن الخير، وكون ذلك كلّه من الإيمان) 1/69 ورقمه/48.
ونحوه حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه: البخاريّ في الموضع المتقدّم نفسه برقم (62).
ومسلم في الموضع المتقدّم نفسه أيضا (1/68) ورقمه/47.(10/25)
.
[106]- قال حدَّثنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد بن أَحمد الفرضيّ(1) قال: حدَّثنا أَحمد بن سلمان النَّجَّاد(2) قال: حدَّثنا بِشْر بن موسى(3) قال: حدَّثنا عبد الله بن صالح(4) قال: حدَّثنا يحيى بن عبدالملك بن أَبي غَنِيَّة(5)
__________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/48.
(2) الحنبليّ، أبو بكر، البغداديّ صدوق، انتقد الدّارقطنيّ عليه (كما في: سؤالات السّلميّ ص/103 ت/12) تحديثه من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله.
لكن اعتذر له الخطيب في: (تأريخه 4/191) بأنّه قد كُفّ بصره في آخر عمره، فلعلّ بعض طلبة الحديث قرأ عليه ما ذكره الدّارقطنيّ.
مات سنة: ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وانظر: الأنساب (5/457)، ولسان الميزان (1/180) ت/576.
(3) ابن صالح الأسديّ، أبو عليّ، البغداديّ ثقة. مات سنة: ثمان وثمانين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (7/86) ت/3523، وطبقات الحنابلة (1/121) ت/143، وتذكرة الحفّاظ (2/611).
(4) ابن مسلم العجليّ، والد أحمد بن عبد الله صاحب: تأريخ الثّقات ثقة ، مات سنة: إحدى عشرة ومئتين.
انظر: الثّقات لابن حبّان (8/352)، وتأريخ بغداد (9/477) ت/5109، والتّقريب (ص/308) ت/3389.
(5) بفتح المعجمة، وكسر النّون، وتشديد التّحتانيّة الخزاعيّ، أبو زكريّا، الكوفيّ
وثّقه ابن سعد في: (الطّبقات الكبرى 6/393)، وابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/234 ت/908)، والإمام أحمد في: (العلل 3/189 رقم النّص/4815، 3/310 رقم النّص/5383)، وأبو داود (كما في: تهذيب الكمال 31/448)، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/474 ت/1817)، والدّارقطنيّ (كما في سؤالات البرقانيّ له ص/70 ت/534)، والذّهبيّ في: (الكاشف 2/370 ت/6206)، وغيرهم.
ولم يتكلّم فيه فيما وقفت عليه إلاّ ابن عديّ، فقد ذكره في: (كامله 7/208) وقال بعد أن ذكر بعض أحاديثه: "وليحيى بن عبد الملك غير ما ذكرت، وعامّة ما يرويه بعضه لا يتابع عليه، وهو ممّن يُكْتب حديثه".
وكأنّه من أجل هذا قال الحافظ في: (التّقريب ص/593 ت/7598): "صدوق، له أفراد"اه.
ولعلّ الرّجل أرفع من ذلك، فعامّة أهل العلم على توثيقه والله أعلم .
روى له: خ، م، مد، ت، س، ق. ومات سنة: ثمان وثمانين ومائة.(10/26)
قال: كتب الأَوزاعيّ إلى أخٍ له: "أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ قَدْ أُحِيْطَ بِكَ مِنْ كُلِّ جَاْنِبٍ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ يُسَاْرُ بِكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَاحْذَر اللهَ تَعَالَى، وَالْمَقَاْمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلْيَكُنْ عَهْدُكَ بِهِ، [وَالسَّلاَمُ](1)"(2).
[107]- أخبرنا أبو بكر محمَّد بن أحمد الطوسيّ(3) قال: ثنا أبو العبّاس محمَّد بن يعقوب الأصمّ(4) قال: سمعت الحسن بن إسْحاق بن يزيد العطّار(5)
__________
(1) لَحَق بحاشية: (أ).
(2) الإسْناد حسَن والأثر رواه أيضا: أبو نعيم في: (الحلية 6/140) عن محمَّد بن أحمد بن الحسن أبي عليّ، والخطيب في اقتضاء العلم العمل (ص/104 ورقمه/177) عن الحسين بن عمر الغزّال عن عبدالباقي بن قانع القاضي، كلاهما عن بشر بن موسى به، بنحوه، مختصرا إلاّ أنّ في سند الخطيب: (يحيى بن حميد)، بدل: (يحيى بن عبدالملك)، وهو تحريف. وفي المتن: "يساررك"، بدل: "يُسار بِك"، وهو تحريف أيضاً .
وهذا إسناد صحيح، ومحمَّد بن أحمد هو: المعروف بابن الصّوّاف، ثقة، مأمون (كما في: تأريخ بغداد 1/289 ت/140). وأورده ابن رجب في شرحه للحديث الأربعين من جامع العلوم والحكم (ص/384).
(3) تقدّمت ترجمته انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/256.
(5) أبو عليّ، البغدادي ثقة. مات سنة: اثنتين وسبعين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (7/286) ت/3786، والمنتظم(12/250) ت/1781، والسّير (13/144).(10/27)
يقول: "كُنَّا خَاْرِجِيْنَ مِنْ مِصْرَ إِلَى إِفْرِيْقِيَةَ فِي الْبَحْرِ، فَرَكَدَتْ(1) عَلَيْنَا الرِّيْحُ، فَأَرْسَيْنَا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَاْلُ لَهُ: البرطُون(2)، وَكَاْنَ مَعَنَا صَبِيٌّ سَقْلَبِيّ(3) يُقَاْلُ لَهُ: أَيْمَن، وَكَاْنَ مَعَهُ شِصُّ(4)
__________
(1) أي: سكنت. انظر: النّهاية (باب: الرّاء مع الكاف) 2/258، والقاموس المحيط (باب: الدال، فصل: الرّاء) ص/362.
(2) لم أقف على تعيين هذا الموضع في ما بين يديّ من مراجع.
(3) هكذا: بالسين المهملة المفتوحة، ثمّ قاف ساكنة، بعدها لام مفتوحة ، وفي بعض المصادر الّتي ذكرت القصّة: "صقلبي" بالصّاد المهملة .
والصّقالبة: جيل من النّاس حمر الألوان، صهب الشّعور. انظر: معجم البلدان (3/416)، والقاموس المحيط (باب: الباء، فصل: الصّاد) ص/135.
(4) بالكسر، والفتح: حديدة عَقْفَاء، يُصطاد بها السمك.
النّهاية (باب: الشّين مع الصّاد) 2/472.(10/28)
يَصْطَاْدُ بِهِ السَّمَكَ". قَاْلَ: "فَاصْطَاْدَ سَمَكَةً نَحْوًَا مِنْ شِبْرٍ أَوْ أَقَلّ". قَاْلَ: "وَكَاْنَ عَلَى صَنِيْفَةِ(1) أُذُنِهَا الْيُمْنَى مَكْتُوْبًا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَعَلَى قَذَالِهَا(2)، وَصَنِيْفَةِ أُذُنِهَا/(أ[39/أ]) الْيُسْرَى: مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ". قَاْلَ: "وَكَاْنَ أَبْيَنَ مِنْ نَقْشٍ عَلَى حَجَرٍ". [قال:](3)/(ج[27/أ]) "وَكَاْنَتْ السَّمَكَةُ بَيْضَاءَ، وَالْكِتَابُ أَسْوَدَ، كَأَنَّهُ كِتَاْبٌ بِحِبْرٍ". قال: "فَقَذَفْنَاهَا فِي الْبَحْرِ، وَمُنِعَ النَّاسُ أَنْ يَتَصَيَدُواْ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ حَتَّى أَوْغَلْنَا(4)"(5).
آخر الجُزْء الثَّالث نقله، وسمعه من أصْل الشَّيخ: محمَّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ(6)./(أ[39/أ])
__________
(1) أي: طرف انظر: لسان العرب (حرف: الفاء، فصل: الصّاد المهملة) 9/198- 199، والقاموس المحيط (باب: الفاء، فصل: الصّاد) ص/1071.
(2) القذال: جماع مؤخّر الرّأس. انظر: لسان العرب (حرف: اللاّم، فصل: القاف) 11/553، والقاموس المحيط (باب: اللاّم، فصل: القاف) ص/1353 .
(3) زيادة من: (ج).
(4) أي: ذهبنا، وأبعدنا. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/28)، وغريب الحديث للخطّابيّ (3/76)، والقاموس المحيط (باب: اللاّم، فصل: الغين)ص/1381.
(5) القصّة رواها أيضا: الخطيب في (تأريخه 7/286) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: المنتظم (12/250- 251)، والذّهبيّ في: السّير (13/144- 145) عن أبي سعيد الصيرفيّ عن أبي العبّاس الأصمّ عن الحسن العطّار عن عبد الرّحمن ابن هارون بها وذكرها مختصرة: ابن تغري بردي في: (النّجوم الزّاهرة 3/79) عن العطّار عن عبد الرّحمن بن هارون أيضا .
(6) وفي (ج): "آخر الجزء الثّالث، والحمد لله حمد الشّاكرين، وصلّى الله على محمّد، وآله، وسلّم".(10/29)
الجزءُ الرّابع من الفوائِد المُنتَخَبة الصِّحاح وَالغَرائِب
تخريج الشّيخ الإٍمام أَبي بكر أَحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب رحمه الله، للشّيخ، الدّيّن، الصّالح أَبي القاسم يوسف بن محمَّد بن أَحمد بن المِهْرَوانيَ الهَمَذَانيّ رحمه الله، رواية القاضي الأَجلّ أَبي(1) الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ عن المِهْرَوانيّ رضي الله عنه، رواية الشَّيخ الإِمام، الثّقة، الصّدوق عفيف الدين أبي(2) المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ عنه. سماع صاحب الجزءِ الفقير إِلى رحمة الله تعالى محمَّد بن أَحمد بن الحسن الهكّاريّ منه. والحمد لله ربِّ العالمين./(أ[40/أ])
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نَسْتعين(3)
__________
(1) في (أ): "أبو"، وهو خطأ.
(2) في (أ): "أبو"، وهو خطأ.
(3) ليس في (ج)، وفي (د):"توكّلت على الله وحده".(11/1)
[108]- أَخبرنا الشَّيخ، الإِمام، العالم، الثّقة، الصّدوق عفيف الدين أَبو المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ(1) قراءةً عليه، وأَنا أَسمع فأَقَرَّ به، بالمَوْصِل(2)،بدار الحديث المظفّريّة(3)، يوم الأَربعاء، رابع عشر شهر الله الأَصمّ رجب، سنة: إثنتين وتسعين وخمسمائة قال: أَخبرنا القاضي الأَجلّ، العالم، فخر القضاة: أَبو الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ(4) بقراءَتي عليه في سنة: ستّ وأَربعين وخمسمائة قلت له: أَخبركم الشَّيخ أَبو القاسم يوسف بن محمَّد بن أَحمد [بن محمَّد](5) المِهْرَوانيّ الهَمَذَانيّ قراءَة عليه [وهو يَسْمَع](6) [، فأَقَرَّ به](7) في: [شهر](8) ربيع الأول من سنة: أَربع وستّين وأّربعمائة قال: حدَّثنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد بن أَحمد بن أَبي مُسْلم الفرضي(9) قال: حدَّثنا أَبو عبد الله(10) الحُسين بن إِسماعيل المحامليّ(11) قال: حدَّثنا يُوسف بن موسى(12) قال: حدَّثنا جرير(13) عن الأَعْمَش عن شَقيق(14) عن حُذَيفة قال: "قَاْمَ فِيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما مَقَاما مَا تَرَكَ [شَيْئا](15) يَكُوْنُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلاّ حَدَّثَ بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلاَءِ، وَإِنَّهُ
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/55.
(2) تقدّم التّعريف بها... انظر ص/491.
(3) تقدّم التّعريف بها أيضا... انظر ص/407.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/408.
(5) لحق بحاشية: (أ).
(6) زيادة من: (د)، وفي (ج): "وأنا أسمع".
(7) لحق بحاشية: (أ).
(8) زيادة من: (ج).
(9) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(10) قوله: "أبو عبد الله" ليس في: (ج)، (د).
(11) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/492.
(12) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/584.
(13) هو: ابن عبد الحميد.
(14) هو: ابن سلمة، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/520.
(15) لَحَق بحاشية: (أ).(11/2)
لَيَكُوْنُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيْتُهُ فَأَرَاْهُ، فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَاْ غَاْبَ عَنْهُ، ثَمَّ إِذَاْ رَآهُ عَرَفَهُ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب رحمه الله: "هذا حديثٌ صحيحٌ من حديث أَبي وائِل شَقيق بن سَلَمة الأَسديّ عن أَبي عبد الله حُذَيفة بن اليمان العَبْسيّ، وَثابتٌ من رواية أَبي محمَّد/(أ[40/ب]) سليمان بن مهران الأَعمش عن أَبي وائِل، اتّفق البخاريّ، ومسلم على إِخراجه في كتابيهما الصّحيحين من حديث/(ج[30/ب]) سفيان الثّوريّ عن الأَعمش(1). وَانفرد مُسْلمٌ بروايته عن عثمان بن أَبي شَيْبة، وإِسحاق بن إِبراهيم عن جرير(2)، فكأَنَّ شيخنا أَبا أَحمد سمعه من مُسْلم".
[109]- حدَّثنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد الفرضيّ(3) قال: ثنا الحُسين بن إِسماعيل(4) قال: ثنا إِسحاق بن البُهْلول(5) قال: ثنا يحيى ابن سعيد(6) قال ثنا هشام بن عروة قال: حدثني أَبي قال: سمعت عبد الله بن عمرو من فيه إلى فيّ يقول:/(د[1/ب]) سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما يقول: "إِنَّ اللهَ [تعالى](7) لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعا(8)
__________
(1) أمّا البخاريّ فرواه في:كتاب: القدر، باب: وكان أمر الله قدرًا مقدورًا) 8/221- 222 رقم الحديث/11.
ورواه مسلم في:كتاب: الفتن وأشراط السّاعة، باب: إخبار النّبي صلّى الله عليه وسلّم فيما يكون إلى قيام السّاعة) 4/2217.
(2) صحيح مسلم، الموضع المتقدّم نفسه.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(4) هو: المحامليّ، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/492.
(5) هو: التّنوخيّ، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/505.
(6) هو: القطّان.
(7) لحق بحاشية: (أ).
(8) أصل النَّزع: الجذب، والقلع، والمراد هنا: أي محوًا من صدور حُفَّاظه.
انظر: النّهاية (باب: النّون مع الزّاي) 5/41، وشرح مسلم للنّوويّ 16/224).(11/3)
يَنْتَزِعُهُ(1)، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ عَاْلِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا".
قال أَبو بكر الخطيب رحمه الله: "هذا حديثٌ صحيحٌ من حديث أَبي المُنْذر هشام بن أَبي عبدالله عروة بن الزُّبير بن العوّام عن أَبيه، رواه عنه العددُ الكثير، والجَمُّ الغَفِيْر(2)، وأصحابُ الحديث يُعْنَون بجمع طرقه(3).
واتّفق البخاريّ، ومسلم على إِخراجه من عدّة وجوه(4).
__________
(1) في (أ): "ينزعه"، وما أثبتّه من: (ج).
(2) ذكر الحافظ في:الفتح 1/235) أنّه وقع إليه من رواية أكثر من سبعين نفسا عن هشام من أهل الحرمين، والعراق، والشّأم، وخراسان، ومصر، وغيرها.
(3) ممّن جمع طرقه: الخطيب نفسه، في ثلاثة أجزاء انظر: المستفاد من ذيل تأريخ بغداد 19/59، (وَالسِّير 18/292)، وابن عساكر (كما في: السِّير)، والحافظ ابن حجر (كما في: فِهْرس الفهارس (1/335).
(4) سيأتي بعضها وممّا لم يُذكر هنا عند البخاريّ في صحيحه: رواية أبي الأسود عن عروة عن عبد الله بن عمرو في: (كتاب: الاعتصام بالكتاب والسّنّة، باب: ما يذكر من ذم الرّأي وتكلّف القياس) 9/179- 180 ورقمه/78 عن سعيد بن تليد عن عبد الله بن وهب عن أبي شريح (هو: عبد الرّحمن بن شريح) عن أبي الأسود به.
ورواه مسلم في:كتاب: العلم، باب: رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزّمان) 4/2058 من طريق: شعبة، وعمر بن عليّ، وسفيان، وجرير، وأبي معاوية، وحمّاد بن زيد، ووكيع، وعبدة (هو: ابن سليمان) وابن نمير، وابن إدريس، كلّهم عن هشام به.
وعن محمَّد بن المثنى عن عبد الله بن حمران عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو به.(11/4)
وانفرد مُسْلم بإِخراجه من هذا الوجه، فرواه عن محمَّد بن حاتم(1) عن يحيى بن سعيد القَطّان(2)، فكأَنَّ شيخنا أَبا أَحمد سمعه منه".
[110]- أَخبرنا أَبو القاسم عبد الرّحمن بن أَحمد/(أ[41/أ]) بن إِبراهيم القَزْوينيّ(3) قال: أَخبرنا أَبو الحسن عليّ بن إِبراهيم بن سَلَمة بن بَحْر(4) قال: حدَّثنا أَبو حَاتم الرَّازيّ قال: ثنا إِسماعيلُ/(ج[31/أ]) بن أَبي أُوَيْس(5) قال: حدَّثني خالي مالك بن أَنس عن هشام بن عُرْوة عن أَبيه عن عبد الله بن عَمْرو عن النَّبيِّ صلوات الله عليه وسلّم تسليما، بنحوه.
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكرٍ الخطيب رحمه الله: "انفرد البخاريُّ بإِخراجه من هذا الوجه، فرواه عن إِسماعيل بن أَبي أُوَيسٍ المدنيَ(6).
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/716.
(2) صحيح مسلم، الموضع المتقدّم نفسه.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/59.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/556.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/580.
(6) صحيح البخاريّ (كتاب العلم، باب: كيف يقبض العلم) 1/60رقم الحديث/41(11/5)
[111]- أَخبرنا أَبو الحسن محمَّد بن أَحمد بن محمّد [بن أحمد](1) ابن رزقويه(2) قال: أَخبرنا أَبو بكر أَحمد بن سُليمان بن أَيّوب العبَّادانيّ(3) قال: حدَّثنا عليّ بن حَرْب(4) قال: ثنا أَبو عاصمٍ النّبيل(5) قال: ثنا سُفْيان(6) عن هِشام بن عُرْوة عن أَبيه عن عبدالله ابن عمرو [ح](7)، وَقال(8) العبَّادنيّ: وأَخبرنا عليّ بن حرب قال: ثنا وكيع قال: ثنا هشام بن عروة عن أَبيه عن عبد الله بن عمرو عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما قال: "إِنِّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَاْ لَمْ يَبْق عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ/(د[3/ب]) رُؤسا جُهَّالاً، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا".
قال [الشّيخ الإمام](9) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "رواه مُسْلمٌ عن أَبي بكر بن أَبي شَيْبة، وَزُهَير بن حَرْب(10) عن وكيع(11)، فكأَنَّ شيخنا أَبا الحسن بن رَزْقويه سمعه من مُسْلم".
__________
(1) زيادة من: (ج)، (د).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/56.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/602.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/296.
(5) هو: الضّحّاك بن مخلد.
(6) هو: الثّوريّ.
(7) زيادة من: (ج).
(8) في: (ج)، (د): "قال".
(9) زيادة من (د).
(10) تقدّمت ترجمته... انظر ص/512.
(11) صحيح مسلم، الموضع السّابق نفسه.(11/6)
[112]- أَخبرنا أَبو [عبد الله](1) الحُسين بن/(أ[41/ب]) الحسن بن محمَّد بن القاسم المخزوميّ/(ج[31/ب]) الغَضَائِريّ(2) قال: حدَّثنا أَبو عليّ إِسماعيل بن محمَّد الصفّار(3) قال: ثنا الحسن بن علي ابن عَفّان(4) قال: ثنا أَبو أُسامة(5) عن هِشَام بن عروة [ح](6).
[113]- وأَخبرنا الغَضَائِريّ(7) قال: ثنا إِسماعيل الصّفّار(8) قال: ثنا أَحمد بن مَنْصور الرّماديّ(9) قال: أَخبرنا عبد الرّزّاق قال: أَخبرنا مَعْمر(10) عن هشام بن عروة عن أَبيه عن عبد الله بن عَمْرو قال: قال النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَنْتَزِعُ الْعِلْمَ مِنْ صُدُوْرِ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ إِيَّاهُ، وَلَكِنْ ذَهَابُهُ قَبْضُ الْعُلَمَاءِ، فَيَتَّخِذُ النَّاسُ رُؤُسَا جُهَّالاً، فَيُسْئَلُوْنَ، فَيَقُوْلُوْنَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَيَضِلُّوْنَ وَيُضِلُّوْنَ".
وهذا لفظ حديث مَعْمر.
قال [الشَّيخ الإمام](11) أَبو بكرٍ الخطيب: "رواه مُسْلمٌ عن أَبي كُرَيب محمَّد بن العلاء(12) عن أَبي أُسامة حمّاد ابن أُسامة(13)، فكأَنَّ شيخنا أَبا عبد الله الغَضَائِريّ سمعه من مُسْلم.
__________
(1) لحق بحاشية: (أ).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/60.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/245.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/529.
(5) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/632.
(6) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج)، (د).
(7) تقدّمت ترجمته... انظر ص/60.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/245.
(9) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/586.
(10) هو: ابن راشد.
(11) زيادة من: (د).
(12) تقدّمت ترجمته... انظر ص/522.
(13) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/632.
والحديث في صحيح مسلم في الموضع المتقدّم نفسه أيضا.(11/7)
ورُوي عن: إِسْحَاق [بن إِبراهيم](1) الدَّبَريّ(2) عن عبد الرّزَّاق عن مَعْمَر عن هشام عن أَبيه.
وعن: قتادة عن عبد الله بن عَمْرو(3).
ورواه: عبد المجيد بن عبد العزيز بن أَبي رَوّاد(4) عن مَعْمَر قال: حدّثني يَحْيى بن أَبي كثير(5)، وهشام بن عروة عن أَبيه عن عبد الله ابن عمرو(6).
ورواه: أَزْهَر بن القاسم(7)
__________
(1) لَحَق بحاشية: (أ).
(2) بفتح الدّال المهملة، والباء المنقوطة بنقطة من تحت، والرّاء المهملة بعدها أبو يعقوب، الصّنعانيّ... صدوق. مات سنة: خمس وثمانين ومئتين.
انظر: الكامل (1/344)، وسؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/105) ت/62، والميزان1/181) ت/731.
(3) الحديث من هذا الوجه في: مصنّف عبدالرزّاق (11/257) ورقمه/20481.
(4) بفتح الرّاء، وتشديد الواو أبو عبد الحميد، المكيّ...
قال ابن معين في:التّأريخ رواية: الدّوريّ (2/370)، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال (18/274): "ثقة".
وقال أبو حاتمكما في: الجرح والتعديل (6/64- 65 ت/340): "ليس بالقويّ، يكتب حديثه، كان الحميديّ يتكلّم فيه".
وقال الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات البرقانيّ له ص/47 ت/317): "لا يحتجّ به، يعتبر به".
وقال الخليليّ في:الإرشاد (ص/33): "ثقة لكنه أخطأ في أحاديث".
وخلص الحافظ في:التّقريب (ص/361 ت/4160) إلى أنّه صدوق يخطئ، وهذا أعدل الأقوال والله تعالى أعلم.
روى له: م، 4. ومات سنة: ستّ ومئتين.
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/509.
(6) كذلك رواه ابن رُشَيق في: (حديثه [7/أ]) عن المفضّل بن محمَّد الهَمْدانيّ عن أبي حمد محمَّد بن يوسف الزّبيديّ عن أبي قرّة موسى بن طارق عن عبد المجيد به.
(7) الرَّاسبيّ، أبو بكر، البصريّ، نزيل مَكّة... صدوق، من التّاسعة.
روى له: د، س، ق.
انظر: الجرح والتعديل (2/314) ت/1186، والتّقريب (ص/98) ت/311.(11/8)
عن هشام الدّستوائِيّ(1)/أ[42/أ] عن يَحْيى بن أَبي كثير عن هشام بن عروة./(ج[32/أ]) ورواه غيرُ واحدٍ(2) عن هِشام الدَّستوائِيّ عن يَحْيى عن عروة وهو الصّواب".
[114]- أَخبرنا أَبو عبد الله الحُسين بن الحسن المَخْزُوميَ(3) قال: حدَّثنا إِسماعيل بن محمَّد الصّفّار(4) قال: حدَّثنا أَحمد بن مَنْصور الرّماديّ(5) قال: حدَّثنا عبد الرّزّاق قال: أَخبرنا مَعْمر عن يَحْيى بن أَبي كثير(6) عن عُرْوة بن الزُّبير عن عبد الله بن عَمْرو قال:/(د[4/ب]).أَشهد أَنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما قال: "إِنَّ اللهَ لاَ يَرْفَعُ الْعِلْمَ بِقَبْضِهِ وَلَكِنْ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَاْلِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَا جُهَّالاً، فَيُسْئَلُوْنَ، فَحَدَّثُوا، فَضَلُّوا، وَأَضَلوا".
قال [الشَّيخ الإمام](7) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "والحديثُ عند مَعْمَر أَيضا عن ابن شهاب الزُّهريِّ عن عُرْوة بن الزُّبير"(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/581.
(2) كيزيد بن هارون... أخرج روايته أبو نعيم في:الحلية (2/181) عن محمَّد بن أحمد بن محمَّد عن أحمد بن عبد الرّحمن،
وأبو عمرو الدّانيّ في:الفتن (3/586- 587 ورقمه/262) عن سليمان بن داود عن محمَّد بن عبد الله عن عبد الله بن روح، كلاهما عن يزيد به.
قال أبو نعيم: "هذا حديث صحيح ثابت من حديث عروة بن الزّبير".
وَ: الطّيالسيّ في:مسنده (ص/302 ورقمه/2292) ومن طريقه: ابن عبد البرّ في: جامع بيان العلم وفضله (1/589 ورقمه/1011).
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/60.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/245.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/586.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/509.
(7) زيادة من: (د).
(8) الحديث من طريق معمر عن يحيى بن أبي كثير رواه: عبد الرّزّاق في: المصنّف (11/256 ورقمه/20477) ومن طريقه: ابن عبد البرّ في: جامع بيان العلم وفضله1/588 ورقمه فيه/1008).
وهو من طريق معمر عن الزُّهريّ رواه عبد الرّزّاق في:المصنّف (11/254 ورقمه/20471) ومن طريقه: الإمام أحمد في: المسند (2/203)، والنّسائيّ في:السّنن الكبرى (3/456 ورقمه/5908)، وابن عبد البرّ في: جامع بيان العلم (1/588 ورقمه/1007).(11/9)
.
[115]- أَنا أَبو سَهْل محمود بن عُمَر بن جَعْفر العَكْبُريّ(1) قال: حدَّثنا أَبو صالح سَهْل بن إسماعيل بن سَهْل الطّرسوسيّ(2) قال: حدَّثنا أَبو جَعْفر محمَّد بن صالح بن توبة الكيلينيّ (3) بمكَّة قال: حدَّثنا سعيد بن يَحْيى بن كثير أَبو عثمان(4) قال: حدَّثنا إِسحاق بن إِبراهيم الأَنصاريّ(5) قال: حدَّثنا صَفْوان بن سُلَيم(6) عن هشام بن عُرْوة عن أَبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبَضُ الْعِلْمَ انْتِزَاْعَا يَنْتِزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ/(ج[32/ب]) بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَاْ لَمْ يَتْرُكْ عَاْلِمَا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَاً جُهَّالاً، فَيُسْئَلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/58.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/696.
(3) قوله: "الكيلينيّ" ليس في: (ج)... ولم أقف على ترجمة له.
(4) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(5) الصّوّاف، المدنيّ... ليّن الحديث، من الثّامنة. روى له: ق.
انظر: الجرح والتعديل (2/206) ت/699، والكاشف (1/233) ت/272، والتّقريب (ص/99) ت/326.
(6) الزُّهريّ، مولاهم، أبو عبد الله وقيل: أبو الحارث المدنيّ... ثقة عابد.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة، ومن بعدهم) ص/324 ت/226، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/495) (ت/3262), التّقريب (ص/276) ت/2933.(11/10)
قال [الشيخ الإمام](1) أَبو بكرٍ الخطيب رحمه الله:/أ[42/ب] "هذا حديثٌ غريبٌ جِدًَّا من حديث صَفْوان بن سُلَيم الزُّهريِّ عن هشام بن عُرْوة، تفرَّد بروايته عنه إِسحاق بن إِبراهيم بن سَعيد الأَنصاريّ وقيل: المُزَنيّ(2).
وَيَدْخل في رواية الأَقرانِ بَعْضُهم عن بَعْضٍ(3)؛ لأَنَّ صفوانَ، وَهشاماً: قرينانِ".
[116]- حدَّثنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد بن أَحمد الفرضيّ(4) قال: ثنا محمَّد بن جَعْفر المَطِيْريّ(5) قال: ثنا بِشْر بن مَطَر(6) قال: ثنا سُفيان عن الزُّهريّ عن عروة عن عائشة أَنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم صَلَّى في خَمِيْصَةٍ(7) لها أَعْلاَمٌ(8)، فَقَالَ: "شَغَلَتْنِي أَعْلاَمُ هَذِهِ، اذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ(9)
__________
(1) زيادة من: (د).
(2) رواه من هذا الطّريق: الطّبرانيّ في:معجمه الصّغير (ص/182 رقم الحديث/450) عن زكريّا بن يحيى السّجستانيّ عن سعيد بن كثير المدنيّ عن إسحاق بن إبراهيم به، بنحوه.
وقال: "لم يروه عن صفوان إلاّ إسحاق بن إبراهيم مولى: مزينة".
(3) رواية الأقران بعضهم عن بعض نوع من أنواع علوم الحديث.
والأقران هم المتقاربون في السّنّ والإسناد غالبا، وربما اكتفى بعضهم بتقاربهم في الإسناد، وإن لم يتقاربا في السّنّ.
انظر: علوم الحديث (ص/309)، وشرح التّبصرة والتّذكرة (3/67- 69)، والباعث الحثيث (2/537- 538).
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/506.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/684.
(7) تقدّم شرحها... انظر ص/494.
(8) جمع علم: رسم الثّوب.
ويقال: "عَلَم الثّوبَ" إذا رقمه في أطرافه.
انظر: لسان العرب (حرف: الميم،فصل: العين المهملة) 12/420.
(9) هو: عامر ويقال: عبيدة بن حُذَيفة القرشيّ، له صحبة.
وقد اختلف أهل العلم:لم أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالبعث بهذه الخميصة إلى أبي جهم على قولين، كلاهما محتمل... فانظر: أسد الغابة (3/16) ت/2689، وَ(5/58) ت/5773، والإصابة4/35) ت/207.(11/11)
، وَأتُوْنِي بِأَنْبِجَانِيَّتِهِ"(1).
قال [الشيخ الإمام](2) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "اتّفق الشّيخانِ على إخراجه في صحيحيهما، فرواه/(د[5/أ]) البخاريُّ عن قُتَيْبة بن سعيد(3)، ورواه مُسْلم عن أَبي بكر بن أَبي شَيْبة، وَزُهَير بن حَرْب(4)، وَعَمْرو النَّاقد(5)، أَربعتهم عن سفيان بن عيينة، فكأَنَّ شيخنا أَبا أَحمد سمعه منهما".
[117]- أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن عبيد الله بن يَحْيى بن زكريَّا البيّع(6) قال: ثنا أَبو عبد الله الحُسين بن إِسماعيل المحامليّ(7) إملاءً قال: ثنا/(ج[33/أ]) يوسف بن موسى(8) قال: ثنا جَريْر بن عبد الحميد عن مَنْصور بن المُعْتَمر(9) عن سَعْد بن عُبيدة(10)
__________
(1) بفتح الهمزة، وسكون النّون، وكسر الموحدة، ويروى بفتحها، وبعد النّون ياء النّسبة: كساء يتّخذ من الصّوف، وله خمل، ولا عَلَمَ له وهو من أَدْون الثّياب الغليظة. انظر: النّهاية (باب: الألف مع النّون) 1/73، والفتح (1/576).
(2) زيادة من: (د).
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: الأذان، أبواب: صفة الصّلاة، باب: الالتفات في الصّلاة) 1/300 رقم الحديث/140. ورواه أيضا في: (كتاب: الصّلاة، باب: إذا صلّى في ثوب له أعلام، ونظر إلى علمها) 1/168 ورقمه/93 عن أحمد ابن يونس عن إبراهيم ابن سعد عن الزُّهريّ به بنحوه... وفي: (كتاب: اللّباس، باب: الأكسية والخمائص) 7/269 ورقمه/34 عن موسى بن إسماعيل عن إبراهيم ابن سعد به بنحوه أيضا...
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/512.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/512.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: كراهية الصّلاة في ثوب له أعلام) 1/391 ورقمه/556.
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/492.
(8) هو: الرّازيّ، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/584.
(9) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/648.
(10) السّلميّ، أبو حمزة، الكوفيّ... ثقة، من الثالثة. روى له: ع.
انظر: الطّبقات الكبرى (6/298)، والكاشف (1/429) ت/1837، والتّقريب (ص/232) ت/2249.(11/12)
عن أَبي عبد الرّحمن السُّلَميّ(1) عن عليّ رضي الله عنه قال: كنّا في جنازة في بقيع الغَرْقَد. قال: فأتانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما/(أ[43/ب]) فقعد، وَقعدنا حَوْلَه، وَمَعَه مِخْصَرة(2)، فَنَكَّسَ(3)، وجعل يَنْكُت(4)
__________
(1) هو: عبد الله بن حبيب بن رُبَيّعة بفتح الموحدة، وتشديد الياء الكوفيّ... تابعيّ، ثقة. روى له: ع. ومات بعد السّبعين.
انظر: تأريخ الثّقات (ص/253) ت/792،793، وتهذيب الكمال (14/408) ت/3222، والتّقريب (ص/299) ت/3271.
(2) بكسر الميم، وسكون المعجمة، وفتح الصّاد المهملة: ما اختصره الإنسان بيده، أو أمسكه من عصا، أو عنزة، أو عكّازة، أو ما أشبه ذلك، سمّيت بذلك لأنّها تحمل تحت الخصر غالبا للاتّكاء عليها. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/308)، والفائق للزمخشريّ (1/348)، والفتح (11/505).
(3) بتشديد الكاف، وتخفيفها، لغتان فصيحتان أي: خفض رأسه، وطأطأه إلى الأرض على هيئة المهموم.
انظر: شرح مسلم للنّوويّ16/195)، والفتح11/505).
(4) بفتح الياء المثنّاة من تحت، وضمّ الكاف، وآخره تاء مثنّاة من فوق أي: يؤثّر في الأرض بطرف المخصرة، مرّة بعد مرّة فعل المفكّر المهموم.
انظر: النّهاية (باب: النّون مع الكاف) 5/113، وشرح مسلم للنّوويّ (16/195).(11/13)
بِمَخْصَرَته، ثُمّ قال: "مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوْسَةٍ(1) إِلاَّ قَدْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلاَّ كُتِبَتْ يَعْنِي: شَقِيَّةً، أَوْ سَعِيْدَةً". قَاْلَ: فَقَاْلَ رَجَلٌ(2): يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَفَلاَ نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَاْنَ مِنَّا مِنْ السَّعَادَةِ(3) فَيَصِيْرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَاْنَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ(4) الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُوْنَ(5) لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ؟ فَقَاْلَ:اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُوْنَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُوْنَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ"، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}(6)".
__________
(1) أي: مولودة. النّهاية (باب: النّون مع الفاء) 5/95.
(2) جاء نحو هذا السُّؤال عن جماعة من الصّحابة رضوان الله عليهم في أحاديث عدّة، كسراقة بن مالك عند مسلم في صحيحه كتاب: القدر، باب: كيفيّة الخلق الآدميّ (4/2040 ورقمه/2648)، وعمر بن الخطّاب عند التّرمذيّ في: جامعه (4/387 ورقمه/2135)، وذي اللّحية الكلابيّ عند الإمام أحمد في: مسنده (4/67)، وغيرهم (كما في: الفتح 11/505).
أمّا في هذا الحديث فلم أقف على رواية، أو قول لبعض أهل العلم في تعيين المبهم فيه والله تعالى أعلم.
(3) كذا في النّسخ الثّلاث، وفي: البخاريّ (2/200- 201، 6/298)، و: مسلم4/2039): "فمن كان مِنَّا من أهل السّعادة...".
(4) قوله: "أهل" ليس في: (ج)، (د).
(5) في: (ج): "فسييسرون".
(6) سورة: اللّيل، الآيات من: (5) إلى: (10).(11/14)
قال [الشيخ الإمام](1) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "اتّفق الشّيخانِ على إخراجه، فرواه البخاريّ عن عُثْمان بن أَبي شيبة عن جَرير(2)
__________
(1) زيادة من: (د).
(2) صحيح البخاريّ: (كتاب: الجنائز، باب: موعظة المحدّث عند القبر وقعود أصحابه حوله) 2/200- 201 رقم الحديث/117.
ورواه أيضا في:كتاب: التّفسير، باب: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}) 6/296- 297 ورقمه/441 عن أبي نعيم عن سفيان،
وفي:باب: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} ورقمه/442)عن مسدّد عن عبدالواحد،
وفي:باب: {فَسَنُيَسِّرُه لِلْيُسْرَى} ورقمه/443) عن بشر بن خالد،
وفي:كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر}) 9/284 ورقمه/177 عن محمَّد بن بشّار، كلاهما (ابن خالد، وابن بشّار) عن محمَّد بن جعفر،
وفي:كتاب: التّفسير أيضا باب: {فَسَنُيَسِّرُه لِلْعُسْرَى}) 6/298 ورقمه/446 عن آدم، وفي:كتاب: الأدب، باب: الرّجل ينكت الشّيء بيده في الأرض) 8/87- 88 ورقمه/239 عن محمَّد بن بشّار عن ابن أبي عديّ، ثلاثتهم عن شعبة،
ورواه في:كتاب: التّفسير أيضا باب: {وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى}) 6/297 ورقمه/444 عن يحيى عن وكيع،
وفي:كتاب: القدر، باب: {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}) 8/222 ورقمه/12 عن عبدان عن أبي حمزة (هو: محمَّد بن ميمون)، خمستهم عن الأعمش به بنحوه...
إلاّ أنّ ابن أبي عديّ قال: عن شعبة عن الأعمش ومنصور وهو من طريق منصور في:كتاب: التّفسير أيضا باب: قوله: {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}) 6/298 ورقمه/445 عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عنه به، بنحوه.(11/15)
، ورواه مُسْلم عن عُثْمان، وإِسحاق بن راهويه، وزُهَير ابن حَرْب(1) عن جَرير(2)، فكأَنَّ شيخنا أَبا محمَّد سمعه من البخاريِّ، ومُسْلم"./(ج[33/ب])
[118]- أخبرنا أبو محمَّد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى(3) قال: ثنا الحُسين بن إِسماعيل(4) قال: ثنا أبو السَّائِب وهو: سَلْم(5) بن جُنَادة(6) قال: ثنا أبو معاوية(7) عن هشام(8) عن أبيه عن عبدالله ابن جَعْفَر(9) عن عليّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "خَيْرُ نِسَائِهَا(10)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/512.
(2) صحيح مسلم (كتاب: القدر، باب: كيفيّة الخلق الآدميّ، وكتابة رزقه، وأجله، وعمله، وشقاوته، وسعادته) 4/2039 ورقمه/2647.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(4) المحامليّ، تقدّمت ترجمته... انظر ص/492.
(5) بفتح أوّله، وسكون اللاّم.
(6) ابن سَلْم السُّوائيّ بضمّ المهملة الكوفيّ...
وثّقه أبو بكر البرقانيّ (كما في: تأريخ بغداد 9/148)، ومسلمة بن قاسمكما في: (التّهذيب 4/129)، والذّهبيّ في: (الكاشف 1/450 ت/2010).
وقال أبو حاتم (كما في: تهذيب الكمال 11/219): "شيخ صدوق".
وقال أبو أحمد الحاكم (كما في: حاشية سبط بن العجميّ على الكاشف 1/450): "يخالف في بعض حديثه".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/245 ت/2464): "ثقة ربما خالف".
روى له: ت، ق. ومات سنة: أربع وخمسين ومئتين.
(7) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته... انظر ص/519.
(8) ابن عروة بن الزّبير الأسديّ.
(9) ابن أبي طالب... له صحبة. انظر: أسد الغابة (3/94) ت/2862، والإصابة (2/289) ت/4591.
(10) أي: نساء الجنّة، فقد أخرجه النّسائيّ في:سننه الكبرى 5/94- 95 برقم/8364) بسند صحّحه الحافظ في: (الفتح6/543) من حديث ابن عبّاس يرفعه: "أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران..." الحديث.
وقيل: إنّ المراد أنّ مريم خير نساء أهل الدّنيا في زمانها، وخديجة خير نساء هذه الأمّة.
وقيل: إنهما خير نساء العالمين، أو خير نساء الأرض.
انظر: شرح مسلم للنّوويّ (15/198)، والفتح6/543).(11/16)
: مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَان، وَخَيْرُ نِسَائِهَا: خَدِيْجَةُ"./(أ[43/ب])
قال [الشيخ الإمام](1) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "اتّفق الشّيخانِ على إخراجه، فرواه البخاريّ من حديث عَبْدَةَ بن سُليمان(2)، والنّضر بن شُمَيْل(3) عن هشام بن عروة(4).
ورواه مُسْلم عن أَبي كُرَيب(5) عن عبد الله بن نُمير(6)، وَأَبي أُسامة(7)، وَوكيع، وَأَبي مُعَاوية(8)، أَربعتهم عن هشام، فكأَنَّ شيخنا سمعه من مُسْلم".
__________
(1) زيادة من: (د).
(2) الكلابيّ، أبو محمد، الكوفيّ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: سبع وثمانين ومائة.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/92) ت/242، والتّقريب (ص/369) ت/4269.
وحديثه في الصّحيح في: (كتاب: المناقب، باب: تزويج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خديجة، وفضلها رضي الله عنها) 5/120 رقم الحديث/303.
(3) بمعجمة، وميم، ولام والنّضر بالفتح، وسكون المعجمة المازنيّ، أبو الحسن النّحويّ، البصريّ... ثقة ثبت أيضا. روى له: ع. ومات سنة: أربع ومئتين. انظر: الجرح والتعديل (8/477) ت/2188، والتّقريب (ص/562) ت/7135.
(4) صحيح البخاريّ (كتاب: الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام باب: {وَإِذْ قَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ، وَطَهَّرَكِ، وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِين...} الآية) 4/318 رقم الحديث/230.
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/522.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/508.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/632.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/519.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: فضائل الصّحابة، باب: فضائل خديجة أمّ المؤمنين، رضي الله تعالى عنها) 4/1886 ورقمه/2430.(11/17)
[119]- أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمَّد بن يوسف بن دُوست البزّاز(1) قال: أخبرنا أبو بكر محمَّد بن جعفر المَطِيْريّ(2) قال: ثنا عليّ ابن حَرْب(3) قال: ثنا أبو مُعَاوية(4) قال: ثنا الأعمش عن أبي صَالح(5) عن أبي هريرة قال: قال النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِيْنَ: صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَصَلاَةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُوْنَ مَا فِيْهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا(6)".
قال [الشَّيخ الإمام](7) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "أَخرجه البخاريُّ من رواية حَفْص بن غِياث النّخَعيّ(8) عن الأَعْمَش(9).
ورواه مُسْلم عن أَبي بكر(10)، وَأَبي كُرَيب(11) عن أَبي مُعَاوية(12)، فكأَنَّ شيخنا سمعه منه)./(ج [34/أ])
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/506.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد خازم، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/632.
(5) هو: ذكوان السّمّان، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/634.
(6) أي: مشيا على اليدين، والرّكبتين، أو الإست.
وقيل: (حَبَاْ حَبْوًا): مشى على يديه، وبطنه.
انظر: النّهاية (باب: الحاء مع الباء) 1/336، ولسان العرب باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: الحاء المهملة) 14/161.
(7) زيادة من: (د).
(8) أبو عمر، الكوفيّ... ثقة، فقيه، تغيّر حفظه قليلاً بأخرة.
روى له: ع. ومات سنة: أربع أو: خمس وتسعين ومائة.
انظر: الجرح والتعديل3/185) ت/803، والتّقريب (ص/173) ت/1430، والكواكب النّيّرات (الملحق الأول للمحقّق) ص/458 ت/5.
(9) صحيح البخاريّ: (كتاب: الأذان، باب: فضل العشاء في جماعة) 1/265- 266 رقم الحديث/49 بأطول من هذا.
(10) هو: ابن أبي شيبة.
(11) هو: محمَّد بن العلاء، تقدّمت ترجمته... انظر ص/548.
(12) صحيح مسلم (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: فضل صلاة الجماعة، وبيان التّشديد في التّخلّف عنها) 1/451- 452.(11/18)
[120]- أَخبرنا أَحمد بن محمَّد بن يُوسف(1) قال: أَنا محمَّد بن جَعْفَر المَطِيْريّ(2) قال: ثنا عليّ بن حَرْب(3) قال: ثنا أَبو مُعَاوية(4) قال: ثنا الأَعْمَش عن أَبي صَالح(5) عن أَبي هريرة قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم تَسْليما: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى إِلَى الْجُمُعَةِ، فَدَنَا، وَأَنْصَتَ، وَاسْتَمَعَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةَُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى/(أ[44/أ]) فَقَدْ لَغَا"(6).
قال [الشَّيخ الإمام](7) أَبو بكر الخطيب رحمه [الله](8): "انفرد مُسْلم بإِخراجه دون البخاريّ، فرواه عن يَحْيى [بن يَحْيى](9)، وَأَبي بَكْر بن أبي شَيْبة، وَأبي كُرَيب محمَّد بن العَلاءِ(10) عن أبي مُعَاوية(11)، فكأَنَّ [شيخنا](12) أَبا عبد الله [بن دُوست](13) سمعه من مُسْلم".
__________
(1) ابن دوست، تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/506.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/519.
(5) هو: ذكوان السّمّان، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/634.
(6) أي: تكلّم، وقيل: عدل عن الصّواب، وقيل: خاب.
والأصل الأَوّل. النّهاية (باب: اللاّم مع الغين) 4/258.
(7) زيادة من: (د).
(8) لحق بحاشية: (أ).
(9) زيادة من (ج)، (د).. وتقدّمت ترجمته، انظر ص/634.
(10) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/522.
(11) هو: محمَّد بن خازم.
(12) زيادة من (ج). وحديثهم في صحيح مسلم في: (كتاب: الجُمُعَة، باب: فضل من استمع وأنصت في الخطبة) 2/588.
(13) لحق بحاشية: (أ).(11/19)
[121]- أَخبرنا أَبو عُمر عبد الواحد بن محمَّد بن عبد الله بن مَهْديّ(1) قال: أَنا أَبو عبد الله/د[6/أ] محمَّد بن مَخْلد العَطّار(2) قال: ثنا محمَّد بن عُثمان بن كَرَامة(3) قال: ثنا أَبو أُسَامة(4) عن هشام عن أَبيه عن عائشة قالت: استأْذَنَ أبو بكرٍ في الخروج مِنْ مكّةَ حينَ اشْتَدَّ عَلَيهِ، فَقَالَ له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "أَقِمْ". فَقَالَ: يا رسول الله، أتطمعُ أَنْ يُؤذنَ [لك](5)؟ فكانَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما يَقُوْلُ: "إِنَّي لأَرْجُوَ ذَلِكَ". قَاْلَ: فَانْتَظَرهُ أَبو بكرٍ، ثُمَّ أَتَى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما ذات يومٍ ظُهْراً، فَنَاداه، فَقَاْلَ: "أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ". فَقَالَ: يَا رسول الله، إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ(6). قَاْلَ: "شَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ"؟ فَقَالَ: يا رسُولَ/(ج[34/ب]) اللهِ(7)، الصُّحْبَة. فَقَالَ: "الصُّحْبَةَ". قال: يا [ر](8) سُول اللهِ، عِنْدي ناقَتانِ قَدْ أَعْدَدتُهُمَا لِلخُرُوجِ. فَأَعْطَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا إِحْدَاهُمَا(9) وَهِيَ الْجَدْعَاءُ فَرَكِبَهَا، فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا الْغَارَ وَهُوَ بَثَوْرٍ(10)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/540.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/628.
(4) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/632.
(5) لحق بحاشية: (أ).
(6) هما: عائشة، وأسماء، كما في رواية لابن إسحاق.
انظر: سيرة ابن هشام (2/484- 485).
(7) لفظ الجلالة ساقط من: (ج).
(8) ساقطة من: (أ)، والاستدارك من: (ج)، (د).
(9) في (أ): "أحدهما"، وما أثبتّه من: (ج).
(10) بلفظ الثّور، فحل البقر جبل بجنوب مكّة، عال، أغبر، يشبه ثورًا مستقبل القبلة، يرى من جميع نواحيها المرتفعة.
انظر: معجم البلدان (2/86)، ومعجم المعالم الجغرافيّة (ص/72)، ومعالم مكّة التّأريخيّة كلاهما لعاتق البلاديّ (ص/75).(11/20)
فَتَوَارَيَا فِيْهِ. وَكَاْنَ عَاْمِرُ بنُ فُهَيْرَةَ غُلاَمَا لِعَبْدَةَ بنِ الطُّفَيْلِ(1) وَهُوَ أَخُوْ عَائِشَةَ لأُمِّهَا وَكَانَتْ لأَبِي بَكْرٍ مِنْحَةٌ(2)، فَكَاْنَ يَرُوْحُ بِهَا، وَيَغْدُوْ(3) عَلَيْهَا، وَيُصْبِحُ، فَيَدَّلِجُ(4) إِلَيْهِمُ، ثُمَّ يَسْرَحُ(5)، فَلاَ يَفْطُنُ(6)
__________
(1) هكذا في النّسختين، وفي صحيح البخاريّ (5/234): (عبد الله بن الطّفيل)، إلاّ أنّه مع ذلك كأنّه مقلوب، والصّواب: الطّفيل بن عبد الله.
وهو أزديّ من بني زهران، كان أبوه زوج أم رومان فقدما في الجاهليّة مكّة، فحالف أبا بكر، ومات، وخلّف الطّفيل، فتزوّج أبو بكر امرأته، فولدت له: عبدالرحمن، وعائشة، فالطّفيل أخوهما من أمهما، واشترى أبو بكر عامر بن فهيرة من الطّفيل فأعتقه.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (3/230)، والفتح7/450)، والإصابة2/224 ت/4250، 2/256 ت/4415).
(2) بكسر الميم،وسكون النّون، بعدها مهملة وهي عند العرب على وجهين...
أحدهما: أن يعطي الرجل صاحب المال هبة، أو صلة، فيكون له.
والآخر: أن يعطيه ناقة، أو شاة ينتفع بحلبها، ووبرها زمنا ثمّ يردّها.
وتطلق منحة أيضا على:كل شاة.
والمراد هنا: منحة غنم، فيها لبن.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/292- 293)، والنّهاية (باب: الميم مع النّون) 4/364، و(الفتح7/280).
(3) الرّواح: سير آخر النّهار، والغدوّ نقيضه.
النّهاية (باب: الرّاء مع الواو) 2/273، وَ(باب: الغين مع الدّال) 3/346.
(4) بتشديد الدّال، بعدها جيم أي: يسير عليهم من آخر اللّيل.
انظر: النّهاية (باب: الدّال مع اللاّم) 2/129.
(5) أي: يخرج بالغداة.
انظر: لسان العرب (حرف: الحاء، فصل: السّين) 2/478، ومختار الصّحاح (مادّة: سرح) ص/124.
(6) مأخوذ من: الفطنة بالكسر: الفهم، والحذق.
انظر: لسان العرب (حرف: النّون، فصل: الفاء) 13/323، والقاموس (باب: النّون، فصل: الفاء) ص/1577.(11/21)
لَهُ أَحٌد مِنَ الرِّعَاءِ. فَلَمَّا خَرَجَا/(أ[44/ب]) خَرَجَ مَعَهُمَا يُعْقِبَانِهِ(1) حَتَّى قَدِمَ الْمَدِيْنَةَ. فَقُتِلَ عَاْمِرُ بنُ فُهَيْرَةَ يَوْمَ: بِئْرِ مَعُوْنَةَ(2).
قال [الشَّيخ الإمام](3) أَبو بكر الخطيب رحمه الله: "انفرد البخاريُّ بإِخراجه دون مُسْلم، فرواه عن عُبَيد بن إسماعيل(4) عن أَبي أُسامة(5)، فكأَنَّ شيخنا أَبا عمر بن مَهْديّ سمعه منه".
__________
(1) أي: يركبانه عقبة، وهو: أن ينزل الرّاكب، ويركب رفيقه، ثمّ ينزل الآخر، ويركب الماشي، وهذا الّذي يقتضيه ظاهر اللّفظ في العقبة.
ويحتمل أن يكون المراد: أن هذا يُرْكِبه مرّة، وهذا يُرْكِبه أخرى، ولو كان كذلك لكان التّعبير بـ "يردفانه" أظهر. الفتح (7/450).
(2) بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، بعده واو وَنون بين أرض بني عامر، وبني سليم وهي إلى الثّانية أقرب بين جبال يقال لها: (أُبْلَى)، وهي سلسلة جبليّة سوداء تقع غرب الْمَهْدِ إلى الشّمال، وهي اليوم ديار مُطَير...
ويوم بئر مَعُوْنة كان في صَفَر سنة: أربع، على رأس أربعة أشهر من أُحُد، قتل فيه جماعة من خيار المسلمين. انظر: سيرة ابن هشام (3/183- 189)، ومعجم ما استعجم (4/1245)، ومعجم المعالم الجغرافيّة لعاتق البلاديّ (ص/52).
(3) زيادة من: (د).
(4) القرشيّ، الهبّاريّ بفتح الهاء، والموحّدة الثّقيلة أبو محمّد، الكوفيّ ويقال اسمه: عبيد الله، ويعرف بعُبَيد، وجزم به الشّيرازيّ في الألقاب كما نقله عنه الحافظ في:التّهذيب (7/59- 60)... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: خمسين ومئتين.
انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/254) ت/428، والثّقات لابن حبّان (8/433)، والكاشف (1/688) ت/3605.
(5) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته... انظر ص/663.
والحديث في الصّحيح في: (كتاب: المغازي، باب: غزوة الرّجيع، ورعل، وذكوان، وبئر معونة...) 5/233- 234 رقم الحديث/129.(11/22)
[122]- أخبرنا أبو بكر محمَّد بن أحمد الطُّوْسيّ(1) قال: ثنا أبو العَبّاس محمَّد بن يَعْقوب الأَصَمّ(2) قال: ثنا الرَّبيع بن سُلَيْمان(3) قال: ثنا عبد الله بن وهب(4).
قال الأَصمّ: وأخبرنا محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم(5) قال: ثنا ابن وَهْب.
قال(6): وثنا بَحْر بن نَصْر بن سَابِق(7) قال: قُرئ على ابن وَهْب: أخبرك اللّيث بن سَعْد، ومالك/د[6/ب] بن أنس، وعَمرو بن الحارث(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/256.
(3) ابن عبد الجبّار، المراديّ، مولاهم، أبو محمد، المصريّ، صاحب الشّافعيّ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: سبعين ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (3/464) ت/2083، والمعجم المشتمل (ص/119) ت/335، والتّقريب (ص/206) ت/1894.
(4) القرشيّ، أبو محمَّد، المصريّ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: سبع وتسعين ومائة.
انظر: الجرح والتعديل (5/189) ت/879، والكاشف (1/606) ت/3048.
(5) ابن أعين، المصريّ، أبو عبد الله، الفقيه... ثقة.
روى له: س. ومات سنة: ثمان وستّين ومئتين وقيل بعدها.
انظر: الثّقات لابن حبّان9/132)، وحاشية سبط ابن العجميّ على الكاشف (2/187)، والتّقريب (ص/488) ت/6028.
(6) يعني: الأصمّ.
(7) الخولانيّ، مولاهم، أبو عبد الله، المصريّ... ثقة، فاضل.
روى له: كن. ومات سنة: سبع وستّين ومئتين. انظر: الجرح والتعديل (2/419) ت/1660، والتّقريب (ص/120) ت/639.
(8) ابن يعقوب، الأنصاريّ، أبو أميّة، المصريّ... ثقة، فقيه.
روى له: ع. ومات على الأَشْهَر سنة: ثمان وأربعين ومائة وهو الّذي صحّحه الذّهبيّ في: السّير (6/353).
انظر: المشاهير (ص/178) ت/1498، وتهذيب الكمال (21/570) ت/4341، والكاشف (2/74) ت/4138.(11/23)
، وابن سَمْعان(1)، ويُوْنُس بن يَزيد(2) أَنَّ ابن شهابٍ حدّثهم عن عُبيد الله بن عبد الله(3) عن أُمِّ قَيْس بنت مِحْصَن(4): "أَنَّهَا جَاءَتْ بابن لَهَا صَغِيْرٍ(5) إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسلِيْما لَمْ يَأْكُلِ الْطَّعَامَ(6)
__________
(1) هو: عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزوميّ، أبو عبد الرّحمن، المدنيّ... اتّهمه بالكذب جماعة، منهم: الإمام مالك، وابن معينكما في: الضّعفاء للعقيليّ (2/254، 255)، وابن حبّان في: (المجروحين 2/7)، وأبو داود (كما في: تأريخ بغداد 9/458)، وغيرهم. روى له: مد، ق.
وانظر: أحوال الرّجالّ (ص/142) ت/245، والمعرفة والتّأريخ (1/699، 701)، والكشف الحثيث لبرهان الدّين الحلبيّ (ص/152) ت/386.
(2) ابن أبي النِّجَاد، الأيليّ، أبو يزيد، القرشيّ... ثقة، إلاّ أنّ في روايته عن الزُّهريّ وهما قليلاً، وقد توبع على روايته هنا كما هو ظاهر في الإسناد.
روى له: ع. ومات سنة: تسع وخمسين ومائة وقيل بعدها.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/45) ت/21، 23، (ص/46) ت/24، والجرح والتعديل (9/247) ت/1042، والتّقريب (ص/614) ت/7920.
(3) ابن عتبة بن مسعود، الهذليّ، الفقيه.
(4) الأسديّة...
انظر ترجمتها في: أسد الغابة (6/379) ت/7563، والاستيعاب (4/485).
(5) في (أ): "صغيرًا" وهو خطأ، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّحيح.
(6) اختلف في المراد بالطّعام... فقيل: ما عدا اللّبن الّذي يرضعه، والتّمر الّذي يحنّك به، والعسل الّذي يلعقه للمداواة، وغيرها.
وقيل: لم يطعم، ويشرب غير اللّبن.
وقيل: لم يستقلّ بجعل الطّعام في فيه.
وقيل: لم يتقوّت بالطّعام، ويستغن به عن الرّضاع.
والأوّل هو الأشبه، جزم به ابن قدامة، وغيره، وقدّمه الحافظ ابن حجر، وقال: "هو الأظهر".
انظر: المغني لابن قدامة (2/497)، وشرح مسلم للنّوويّ (3/195)، والفتح1/390).(11/24)
فَأَجلَسَهُ رَسُوْلُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ(1)، فَبِاْلَ عَلَيْهِ، فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ(2)، وَلَمْ يَغْسِلْهُ"./(ج[35/أ])
قال [الشّيخ الإمام](3) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "[أَخرجه](4) البخاريُّ عن عبد الله بن يُوسف(5) عن مالك(6)، وأخرجه مُسلم عن حَرْمَلَة بن يحيى(7) عن عبد الله بن وهب عن يُونس ابن يزيد(8) وحده عن ابن شهاب(9)، فكأنَّ شيخنا سمعه من مُسْلم.
__________
(1) بالفتح، والكسر أي: حضنه.
النّهاية (باب: الحاء مع الجيم) 1/342.
(2) أي: رشّه. انظر: المصدر نفسه (باب: النّون مع الضّاد) 5/69.
(3) زيادة من: (ج).
(4) لحق بحاشية: (أ).
(5) التّنّيسيّ بمثنّاة، ونون ثقيلة، بعدها تحتانيّة، ثمّ مهملة... ثقة متقن.
روى له: خ، د، ت، س. ومات سنة: ثمان عشرة ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (5/205) ت/691، والتّقريب (ص/330) ت/3721.
(6) صحيح البخاريّ (كتاب: الوضوء، باب: بول الصّبيان) 1/109- 110 رقم الحديث/86.
ورواه أيضا في: (كتاب: الطّب، باب: السَّعْوط بالقُسْط الهنديّ والبحريّ) 7/227 رقم الحديث/15 عن صدقة بن الفضل عن ابن عيينة عن الزُّهريّ بنحوه، مطوّلاً.
(7) ابن عبد الله التّجيبيّ بضمّ التاء المعجمة بنقطتين من فوق، وقيل: بفتحها، وكسر الجيم، وسكون المنقوطة باثنتين من تحتها، في آخرها باء منقوطة بواحدة أبو حفص، المصريّ... صدوق، أملى النّاس بِما حدّث ابنُ وهب.
روى له: م، س، ق. ومات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين وقيل بعدها بسنة.
انظر: الكامل لا بن عديّ (2/458- 461)، والميزان (1/472) ت/1783، والتّقريب (ص/156) ت/1175.
(8) تقدّمت ترجمته... انظر ص/538.
(9) صحيح مسلم (كتاب: الطّهارة، باب: حكم بول الطّفل الرّضيع وكيفيّة غسله) 1/238.
وانظر: (كتاب: السّلام، باب: التّدواي بالعود الهنديّ) 4/287.(11/25)
وليس لأُمِّ قَيْس/أ[45/أ] بنت مِحْصَن في الصَّحيحين سوى هذا الحديث، وَحديث آخر، حدّثناه أبو أحمد عبيد الله بن محمَّد بن أحمد الفرضي(1) قال: ثنا محمَّد بن جعفر المَطِيْريّ(2) [ح](3)،
وأخبرناه(4): القاضي أبو الحُسين محمَّد بن أحمد بن القاسم بن إِسماعيل المحامليّ(5) قال: ثنا محمَّد بن يَحْيى بن عمر بن عليّ بن حَرْب [الطّائِيّ(6) قالا: ثنا عليّ بن حَرْب(7)](8) قال: ثنا سُفيان عن الزُّهريِّ عن عُبيد الله زاد المحامليّ: ابن عبد الله، ثُمّ اتفقا عن أُمَّ قَيْس زاد المحامليّ: بنت مِحْصَن، أُخت عُكَّاشة(9)، ثُمّ اتفقا قالت:دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَسْلِيْمًا. قال أبو أحمد(10):قَدْ عَلَقْتُ(11)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضاً... انظر ص/506.
(3) زيادة من: (د).
(4) في (د): "وأنبأنا".
(5) تقدّمت ترجمته أيضاً... انظر ص/50.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/511.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/296.
(8) لحق بحاشية: (أ).
(9) بضمّ العين المهملة، وتشديد الكاف، وقد تخفّف، والأوّل أكثر، وقبل آخره شين معجمة من سادات الصّحابة وفضلائهم. انظر: أسد الغابة (3/564- 565) ت/3732، والمغني لابن طاهر (ص/177).
(10) هو: الفرضيّ.
(11) قال يونس بن يزيد أحد رجال إسناده كما في: صحيح مسلم 4/1735): "أعلقتْ: غمزت، فهي تخاف أن يكون به عذرة" اه.
وقال القاضي عياض في: (المشارق 2/85 ط: المكتبة العتيقة): وقع في البخاريّ: "أعلقت، وعلقت، والعلاق والأعلاق، ولم يقع في مسلم إلاّ: أعلقت، وذكر العلاق في رواية، والأعلاق في رواية، والكلّ بمعنى جاءت به الرّوايات.. وتفسيره: غمز العُذْرة وهي: اللّهاة بالإصبع" اه.
وقال النّووي في شرحه على مسلم (14/200): "والأعلاق: مصدر أعلقت عنه، ومعناه: أزلت عنه العلوق، وهي: الآفة والدّاهية، والأعلاق هو: معالجة عذرة الصّبيّ، وهي وجع حلقه" اه. وانظر: النّهاية "باب: العين مع اللاّم" 3/288.(11/26)
عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ(1)"، وأَخَلَّ المحامليّ ببعض هذا الكلام فقال: "عَلَى مَا تَصْنَعِيْنَ بِهَذَا العِلاَقِ؟ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُوْدِ الهِنْديِّ(2)، فَإِنَّ فِيْهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ(3)" هذا لَفْظ أَبي أَحمد، وتَمَّ حديثه.
__________
(1) بضمّ المهملة، وسكون المعجمة وجع في الحلق يهيج من الدّم، يعتري الصّبيان غالبا.
وقيل: قرحة تخرج بين الأذن، والحلق، أو في الخرم الّذي بين الأنف، والحلق.
وهو الّذي يسمى أيضا: سقوط اللّهاة واللّهاة: اللّحمة الّتي في أقصى الحلق أو: وجع الحلق، أو: بنات الأذن.
وكانوا يعالجون ذلك بالدّغر.
انظر: المشارق للقاضي عياض (2/72) طبعة: المكتبة العتيقة، والنّهاية (باب: العين مع الذّال) 3/198، والفتح (10/157، 177)، والطّبّ النّبويّ للذّهبيّ (ص/164).
(2) هو: القُسْط أو: الكُسْت، لغتان مشهورتان بمعنى واحد:عقار، والهنديّ أحد أنواعه، وهناك نوع آخر هو: القسط البحريّ، وهو أبيض، وثالثها: الشّاميّ، وهو إلى السّواد أقرب، والهنديّ أشدّهم حرارة، والأبيض ألينهم، ومنافعها كثيرة جدًّا.
انظر: المعتمد في الأدوية المفردة للتّركمانيّ (ص/388)، والنّهاية (باب: الكاف مع السّين) 4/172، وزاد المعاد لابن القيّم (4/353)، والطّبّ النّبويّ للذّهبيّ (ص/162- 164).
(3) لم يبيّن في الحديث من جميع رواياته إلاّ اثنتين، ولم يبيّن الخمسة الباقية، وقد ذكر ابن القيّم في: (زاد المعاد 4/354)، وابن حجر في: (الفتح 10/157) وغيرهما من كلام الأطبّاء ما لعلّه يوخذ منه الخمسة المشار إليها والله تعالى أعلم.
وانظر: المعتمد للتّركمانيّ (ص/386- 388).(11/27)
وقال المحامليّ: "عَلاَمَ(1) تَدْغُرْنَ(2) أَوْلاَدَكُنَّ بِهَذَا العِلاَقِ؟ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُوْدِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيْهِ سَبْعَةَ أَشْفِيةٍ، يُسْعَطُ(3) مِنَ الْعُذْرَةِ،/(ج [35/ب]) وَيُلَدُّ(4) مِنَ ذَاْتِ الْجَنْبِ(5)".
قال [الشّيخ الإمام](6) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "أَخرجه الشّيخانِ معا في كتابيهما، فرواه البخاريُّ عن صَدَقة بن الفَضْل(7)، وعليّ بن المدينيّ(8)
__________
(1) أي: لأيّ شيء؟ مشارق الأنوار (2/83) طبعة: المكتبة العتيقة.
(2) أي: تغمزن، وذلك أنّ الصّبيّ إذا أخذته العُذرة أدخلت المرأة أصبعها في حلقه، فترفع بها ذلك الموضع، وتكبسه، أو تعمد إلى خرقة فتفتلها فتلاً شديدًا، وتدخلها في أنفه، فتطعن ذلك الموضع.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/28)، والنّهاية (باب: الدّال مع الغين) 2/123، و(باب: العين مع اللاّم) 3/198.
(3) من السَّعوط بالفتح: ما يجعل من الدّواء في الأنف.
انظر: النّهاية (باب: السّين مع العين) 2/368.
(4) من اللّدود بفتح اللاّم المشدّدة: ما يسقاه المريض في أحد شقّي الفم.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/235)، والنّهاية (باب: اللاّم مع الدّال) 4/245.
(5) ويقال لها أيضا: "وجع الخاصرة" وهي قسمان: حقيقيّ، وهو ورم حارّ يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع، وينفجر إلى الدّاخل، وغير حقيقيّ، وهو ألم يشبهه يعرض في نواحي الجنب عن رياح غليظة تحتقن بين الصفاقات.
وهي من الأمراض المخوفة، ومن سيّء الأسقام؛ لأنّها تحدث بين القلب والكبد، وقلّما يسلم صاحبها.
انظر: النّهاية (باب: الجيم مع النّون) 1/303- 304، والطّبّ النّبويّ للذّهبيّ (ص/164)، والفتح (10/182).
(6) زيادة من: (د).
(7) صحيح البخاريّ (كتاب: الطّبّ، باب: السّعوط بالقسط الهنديّ والبحريّ) 7/227 رقم الحديث/15.
(8) الصّحيح (كتاب: الطّبّ أيضا، باب: اللّدود) 7/232 ورقمه/30.
ورواه أيضا في الكتاب نفسه (باب: العُذرة) 7/233 ورقمه/32 عن أبي اليمان عن شعيب، و(باب: ذات الجنب) 7/234- 235 ورقمه/35 عن محمَّد (هو: الذّهليّ) عن عتّاب بن بشير عن إسحاق (هو: ابن راشد الجزريّ)، كلاهما عن الزُّهريّ به بنحوه...(11/28)
.
ورواه مُسْلم عن يَحْيى بن يَحْيى(1)، وأَبي بكر بن أَبي شَيْبة، وَمحمّد ابن أَبي عُمَر(2)، وَزُهير بن حَرْب(3)، وَعَمْرو بن محمّد النّاقد(4)، سبعتهم عن سُفيان بن عُيينة، فكأَنَّ شيخينا(5) أَبا أَحمد، وأَبا الحسين سَمِعَاه من البخاريِّ، ومُسْلم".
__________
(1) أبو زكريّا النّيسابوريّ، تقدّمت ترجمته... انظر ص/604.
(2) في: (أ): "ابن أبي عمرو"، وهو كما أثبتّه في: (ج)، وهو الصّحيح.
وهو: محمَّد بن يَحْيى بن أبي عمرو، العدنيّ، أبو عبد الله، المكيّ... صدوق، ممّن لازم ابن عيينة.
روى له: م، ت، س، ق. ومات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين.
انظر: التّأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/542)، والجرح والتعديل (8/124) ت/560، والتّقريب (ص/513) ت/6391.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/512.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/512.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: السّلام، باب: التّداوي بالعود الهنديّ) 4/1734 رقم الحديث/287.
(5) في (أ)، (د): "شيخنا"، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّحيح.(11/29)
المبْحَث السَّابع تلاميذه ومن انتقى عليه:
بعد أن كان المِهْروانيّ رحمه الله تلميذًا، يتلقّى عن شيوخه ما يفيدونه إيّاه، ويحضر مجالس إسماعهم، وإملائهم، ويتزوّد من أدبهم، وعلمهم، ويكتب رواياته عنهم، ها هو ذا من بَعْدُ يُقْصد للانتقاء عليه، والسّماع منه...
وتلاميذ الشّيخ يتلقّون أدبه، وعلمه، ورُبّما تأثّروا بأقواله، وأفعاله، وتصرّفاته، وربّما بطريقته، ومنهجه في الحياة أيضا، وما أفادهم إيّاه من علم له أجره بعد موته، فهو من علمه الذي لا ينقطع.
بل وكلّما استُفيد عنهم من بعده(1).
والمِهْروانيّ مشهود له بالعلم والحفظ، والكياسة والفضل، أسانيده عالية، اتّجه طلاّب العلم إليه وقصدوه، فتتلمذ عليه جماعة نشروا علمه، وأبرزوا نجمه، وأفادوا عنه مَنْ بعدهم، ذاع صيتهم، واشتهر ذكرهم، حتى صاروا من جهابذة علم الحديث، ورواته...
وأسوق هنا ما وقفت عليه منهم، معتنيا بتوثيق تلمذة كلٍّ منهم على المِهْروانيّ(2)، مع التّعريف المقتضب بهم، وذكر فضلهم، ونُبْلهم، مُرتّبا لهم على سنيّ الوفيّات، خاتما بمن لم أقف على تراجمهم:
1- الشّيخ الإمام المحدّث الحافظ القدوة: أبو بكر محمَّد بن أحمد ابن عبد الباقي الدّقّاق، المعروف بابن الخاضبة... قرأ الكتاب على المهروانيّ كما في أحد السّماعات(3).
__________
(1) أخرج مسلم في صحيحه (كتاب: الوصيّة، باب: ما يلحق الإنسان من الثّواب بعد وفاته) 3/1255 رقم الحديث/1631 بسنده عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبدالرّحمن الحرقيّ عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ماتَ الإنسانُ انقطعَ عنهُ عملُه إلاّ مِن ثلاثةٍ: إلاّ منْ صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفعُ بِهِ، أو ولدٍ صالحٍ يدعُو لَه".
(2) عند أقدم المترجمين بكسر الجيم أو بالعزو إلى سماع من سماعات الكتاب.
(3) ب [ 1/أ ].(12/1)
قال ابن الدّمياطيّ في (المستفاد)(1): ".. وله معرفة بهذا الشّأن، ويوصف بالحفظ، والصّدق، والثّقة، وكان ورعا، زاهدًا، محبوبا إلى النّاس.."، ثمّ قال: "قال محمَّد بن طاهر المقدسيّ: ما كان في الدّنيا أحسن قراءة للحديث من أبي بكر بن الخاضبة في وقته، لو سمع بقراءته إنسان يومين لما مَلّ قراءته".
وقال الذّهبيّ(2): ".. وقرأ للنّاس الكثير، وكان مقرئ المحدّثين ببغداد... وهو متوسّط في الفنّ، مع ديانة متينة، وتعبّد، وفصاحة، وحُسن قراءة".
مات في ربيع الأوّل، سنة: تسع وثمانين وأربعمائة(3).
2- الشّيخ الإمام المقرئ المسند: هبة الله بن أحمد بن عمر بن الطَّبَر(4) الحريريّ، أبو القاسم، البغداديّ...
روى الحافظ كما في: (المجمع المؤسّس)(5) المهروانيّات من عدّة طرق عن المهروانيّ، منها طريق ابن الطَّبَر هذا.
قال ابن الجوزيّ(6): "كان صحيح السّماع، قويّ التّديّن، كثير الذّكر، دائم التّلاوة".
وقال ابن نقطة في: (التّكملة)(7): "وكان ثقة، صحيح السّماع، والرّوايات". وقال الذّهبيّ في: (العبر)(8): "وكان ثقة، صالحا، مُمتّعا بحواسّه".
مات في جمادى الآخرة، من سنة: إحدى وثلاثين وخمسمائة(9).
3- الشّيخ الإمام المسند المُعمَّر: عبد المنعم بن أبي القاسم عبد الكريم القشيريّ، أبو المظفّر النّيسابوريّ، الصّوفيّ...
__________
(1) ص/5) ت/2.
(2) السّير (19/110).
(3) انظر ترجمته أيضا في: سؤالات السّلفيّ (ص/102)، والمنتظم (17/35) ت/3664،ولسان الميزان (5/57) ت/192.
(4) بفتح الطّاء المهملة، والباء المعجمة بواحدة.
انظر: تبصير المنتبه (3/863).
(5) 2/199).
(6) المنتظم (17/326) ت/4029.
(7) 4/13) ت/3872.
(8) 2/440).
(9) انظر ترجمته في: السّير (19/593)، والشّذرات (4/97).(12/2)
قال ابن نقطة في: (التّقييد)(1): "سمع من أبيه، ومن أبي سعيد الكنجروذيّ، وأبي القاسم المهروانيّ". وقال ابن النّجّار: "اشتغل بالعبادة، وكتابة المصاحف... وكان لطيف المعاشرة، ظريف المحاورة، كريم الصّحبة.."(2) اه. وقال الذّهبيّ: "قال السّمعانيّ: شيخ ظريف، مستور الحال، سليم الجانب.. وكان حسن الإصغاء لما يقرأ عليه"(3). مات بين العيدين، سنة: اثنتين وثلاثين وخمسمائة(4).
4- الإمام العالم الورع: يوسف بن أيّوب بن يوسف بن حسين الهَمَذَانيّ، أبو يعقوب، المروزيّ، الصّوفيّ، البوزنجرديّ(5)...
قال السّمعانيّ في (الأنساب)(6) أثناء ترجمته للمهروانيّ: "روى لي عنه: أبو يعقوب يوسف بن أيّوب الهمذانيّ...".
وقال في ترجمة أبي يعقوب(7): "كان إماما، ورعا، عاملاً بعلمه، حجّة على المسلمين..".
وقال الذّهبيّ في (السّير)(8): ".. وكتب الكثير، وعُني بالحديث، وأكثر التّرحال...كان مشغولاً بالعبادة، من أولياء الله".
مات في ربيع الأوّل، سنة: خمس وثلاثين وخمسمائة(9).
5- الشّيخ الإمام العدل، مسند العصر، القاضي: محمَّد بن عبد الباقي بن محمَّد بن عبد الله الأنصاري، أبو بكر البغداديّ...
قال السّمعانيّ في (الأنساب)(10) أثناء ترجمته للمهروانيّ: "روى لي عنه أبو يعقوب الهمذانيّ... وأبو بكر محمَّد بن عبد الباقي الأنصاريّ..". ونقل ابن الدّمياطيّ في: (المستفاد)(11) عن السّمعانيّ
__________
(1) ص/377) ت/485.
(2) ذيل تأريخ بغداد (1/165).
(3) السّير (19/623).
(4) انظر ترجمته أيضا في: المنتخب من السياق لتأريخ نيسابور (ص/365) ت/1212، والأنساب (4/503).
(5) بضمّ الباء الموحدة، وفتح الزّاي والنّون، وكسر الجيم، وسكون الرّاء، في آخرها الدّال المهملة... انظر: الأنساب (1/412).
(6) 5/416).
(7) 1/412).
(8) 20/66 67).
(9) انظر ترجمته أيضا في: المنتظم (18/15) ت/4072، وطبقات الشّافعيّة للإسنويّ (2/300) ت/1234، والنّجوم الزّاهرة (5/260).
(10) 5/416).
(11) ص/20) ت/15.(12/3)
قال: "محمَّد ابن عبد الباقي الأنصاريّ أسند شيخ بقي على وجه الأرض.. متديّن، حسن الكلام، حلو المنطق، مليح المحاورة، ما رأيت أجمع للفنون منه..".
وقال ابن الجوزيّ: "كان فَهْما، ثبتا، حجّة، متقنا في علوم كثيرة، متفرّدًا في علم الفرائض.."(1).
مات في رجب، من سنة: خمس وثلاثين وخمسمائة(2).
6- الشّيخ الجليل الصّالح: عبد الرّحمن بن المحدّث أبي غالب محمَّد ابن عبد الواحد بن حسن الزُّريقيّ، أبو منصور، القزّاز...
قال السّمعانيّ في (الأنساب)(3) أثناء ترجمة للمهروانيّ: "روى لي عنه: أبو يعقوب الهمذانيّ...، وأبو منصور عبد الرّحمن ابن أبي غالب..".
قال ابن الجوزيّ: "كان من أولاد المحدّثين... وكان صحيح السّماع... وكان ساكتا قليل الكلام، خيّرًا، سليما، صبورًا على العزلة، حسن الأخلاق"(4).
وقال الذّهبيّ: "الشّيخ الجليل الثّقة... راوي: (تأريخ الخطيب) عنه سوى الجزء السّادس بعد الثّلاثين، غاب لوفاة أُمّه"(5).
مات في شوّال، سنة: خمس وثلاثين وخمسمائة(6).
7- الشّيخ العالم الصّالح المسند: يحيى بن عليّ بن محمَّد بن عليّ ابن الطّراح المدير(7)، أبو محمَّد، البغداديّ...
__________
(1) المنتظم (18/13) ت/4071.
(2) انظر ترجمته أيضا في: الأنساب (5/495)، والسّير (20/23)، ولسان الميزان (5/241) ت/844.
(3) 5/416).
(4) المنتظم (18/11) ت/4067.
(5) السّير (20/69).
(6) انظر ترجمته أيضا في: الأنساب (3/150)، و تبصير المنتبه (4/1247)، والشّذرات (4/106).
(7) بضمّ الرّاء، وكسر الدّال المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الرّاء... انظر: الأنساب (5/234).(12/4)
عدّ ابن الجوزيّ في (المنتظم)(1) المهروانيّ من شيوخه الّذين سمع منهم، وقال: ".. وكان سماعه صحيحا، وكان من أهل السّنّة، شهد له بذلك شيخنا ابن ناصر، وكان له سمت المشايخ، ووقارهم، وسكونهم مشغولاً بما يعنيه، وكان كثير الرغبة في الخير، وزيارة القبور"، مات في رمضان، سنة: ستّ وثلاثين وخمسمائة(2).
8- الشّيخ المحدّث الإمام، المسند: إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقنديّ، أبو القاسم، البغداديّ، الحافظ...
قال السّمعانيّ في (الأنساب)(3) أثناء ترجمته للمهروانيّ:
"روى لي عنه: أبو يعقوب الهمذانيّ... وأبو القاسم إسماعيل ابن أحمد السّمرقنديّ". وقال ابن الجوزيّ: ".. وكان له يقظة، ومعرفة بالحديث.. وكان شيخنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن يقول: أبو القاسم السّمرقنديّ استاذ خراسان، والعراق"(4).
وفي (المستفاد)(5) لابن الدّمياطيّ: "وكان ثقة، صدوقا، فاضلاً"، ونقل عن أبي طاهر السّلفيّ قال: "أبو القاسم ثقة"(6).
مات في ذي القعدة، سنة: ستّ وثلاثين وخمسمائة(7).
9- الشّيخ المحدّث:عبد الله بن محمَّد بن محمَّد بن البيضاويّ(8)، الفارسيّ، أبو الفتح، البغداديّ...
روى الحافظ كما في: (المجمع المؤسّس)(9) المهروانيّات من عدّة طرق عن المهروانيّ، منها طريق أبي الفتح هذا.
قال السّمعانيّ (كما في: السّير)(10): "شيخ، صالح، متواضع، مُتحرٍّ في قضائه الخير".
__________
(1) 18/25) ت/4086.
(2) انظر ترجمته أيضا في: السّير (20/77)، والشّذرات (4/114).
(3) 5/416).
(4) المنتظم (18/21) ت/4075.
(5) ص/85) ت/54.
(6) ص/86).
(7) انظر ترجمته أيضا في: طبقات الشّافعيّة للسّبكيّ (7/46) ت/735، والعبر (2/450).
(8) بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الضّاد المعجمة، وفي آخرها الواو... انظر: الأنساب (1/431).
(9) 2/199- 200).
(10) 20/182).(12/5)
مات في جمادى الأولى، سنة: سبع وثلاثين وخمسمائة(1).
10- الشّيخ الفقيه العالم المسند: إبراهيم بن محمَّد بن منصور الكرخيّ(2)، أبو البدر البغداديّ...
قال السّمعانيّ في: (الأنساب)(3): ".. سمع أبا بكر الخطيب.. وأبا القاسم المهروانيّ.. كان شيخا، مسنّا، مستورًا، كبيرًا، صالحا، ديّنا".
وقال الذّهبيّ في: (السّير)(4): "شيخ، صالح، معمّر، ثقة".
مات في ربيع الأوّل، سنة: تسع وثلاثين وخمسمائة(5).
11- الشّيخ الإمام المعمَّر شيخ القرّاء: محمَّد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون الدبّاس، أبو منصور، البغداديّ، المقرئ...
روى الحافظ كما في: (المجمع المؤسّس)(6) المهروانيّات من عدّة طرق عن المهروانيّ، منها طريق أبي منصور بن خيرون هذا.
قال ابن الجوزيّ: "وكان ثقة، وكان سماعه صحيحا"(7).
وقال ابن نقطة في: (التّكملة)(8): "وكان ثقة".
وقال ابن الأثير في: (غاية النّهاية)(9): "وكان صالحا، خيّرًا، إماما في القراءات".
مات في رجب، سنة: تسع وثلاثين وخمسمائة.
12- الشّيخ، الإمام، المُعمَّر، الفقيه، القاضي، مسند العراق في وقته: محمَّد بن عمر بن يوسف بن محمَّد الأُرمويّ(10)، أبو الفضل، البغداديّ، الشّافعيّ... راوي الكتاب (المهروانيّات) عن أبي القاسم المِهْروانيّ.
قال السّمعانيّ: "... عُمّر العمر الطّويل حتى مات أقرانه، وصار آخر من روى عن هؤلاء الشّيوخ، سمعت منه الكثير ببغداد"(11).
__________
(1) انظر ترجمته أيضا في: المنتظم (18/29) ت/ 4093، والعبر (2/452).
(2) بفتح الكاف، وسكون الرّاء، وفي آخرها الخاء المعجمة.
انظر: الأنساب (5/53).
(3) 5/53).
(4) 20/79).
(5) انظر ترجمته أيضا في: المنتظم (18/39) ت/4105، والشّذرات (4/121).
(6) 2/199).
(7) 18/42) ت/4112.
(8) 2/455) ت/1989.
(9) 2/192) ت/3209.
(10) بضمّ الألف، وسكون الرّاء، وفتح الميم، وفي آخرها الواو. انظر: الأنساب (1/115).
(11) الأنساب (1/116).(12/6)
وقال ابن الجوزيّ: "... قرأت عليه كثيرًا من حديثه، وكان سماعه صحيحا، وكان فقيها على مذهب الشّافعيّ... وكان ثقة، ديّنا،كثير التّلاوة للقرآن"(1).
وفي (المستفاد)(2) لابن الدّمياطيّ: "وهو إمام متديّن، ثقة، صدوق، صالح، حسن الكلام في المسائل، كثير التّلاوة للقرآن".
مات رحمه الله رابع رجب، سنة: سبع وأربعين وخمسمائة(3).
وممّن سمع الكتاب على أبي القاسم المِهروانيّ رحمه الله كما في بعض السماعات:
13- أحمد بن محمَّد الغزّال(4).
14- وإسماعيل بن صالح البصريّ...كاتب السّماع - المذكور - على المهروانيّ.
15- وأبو محمَّد الحسن بن الشّيخ الأجلّ أبي منصور عبد الملك ابن محمَّد بن يوسف البغداديّ.
16- والحسين بن هارون.
17- وأبو الحسن عليّ بن أبي منصور، أخو أبي محمَّد الحسن المتقدّم(5).
18- وعمر بن يوسف الأُرمويّ والد أبي الفضل محمد، راوي الكتاب عن المهروانيّ(6).
19- ويعقوب بن سليم.
20- وفاطمة بنت أبي الفوارس بن مُوَحِّد.
وممّا سبق يظهر للمتأمّل في تراجم من وجدّت ترجمته من هؤلاء التلاميذ أمور أهمّها:
__________
(1) المنتظم (18/86) ت/4174.
(2) ص/33) ت/25.
(3) انظر ترجمته أيضا في: السّير (20/183)، والعبر (3/3)، وطبقات الشّافعيّة للسّبكيّ (6/165)، والنّجوم الزّاهرة (5/291).
(4) ب [ 1/أ ]، وكذا كلّ من بعده من تلاميذ المهروانيّ أُثبتت أسماؤهم في هذا السّماع.
(5) برقم/15، ولعلّهما لم يشتغلا بالعلم لمّا كبرا، فقد قال ابن الجوزيّ في (المنتظم 16/110) في آخر ترجمة أبيهما: "ومن العجائب: ما ذكره هبة الله بن المبارك السّقطيّ قال: توفّي الأجَلّ أبو منصور، فورث عنه ابناه ثلاثين ألف دينار، فتزوّجا بابنتيّ عليّ بن جردة، وقد ورثتا عن أبيهما ثلاثين ألف دينار عقارًا، وعينا فأنفق الجماعة ذلك في أيسر زمان، حتى ظلّ قوم منهم يتكفّفون النّاس" والله أعلم.
(6) وله الفضل بعد الله عزّ وجل في التبكير بابنه، وإسماعه من الشّيوخ.(12/7)
1- أنّه ليس فيهم أحد اتّهم في دينه، وعقيدته أيضا.
2- كلّهم ممنّ يقبل حديثه، ويُحتجّ به.
3- كلّهم من الفضلاء، العبّاد، الصّلحاء.
4- غالبهم من المسندين، المعمَّرين(1)، الذين يُقْصَدُون للتّحمّل عنهم؛ طلبا لنيل الأسانيد العالية ؛ لما لها من قيمة رفيعة، لا سيّما إذا عُمَّر هؤلاء القاصدون، وعُرفوا برواية الحديث، وجودة ضبطه،ونقله.
أمّا المنتقيان عنه:
- فأوّلهما:
- الحافظ أبو بكر الخطيب البغداديّ في هذا الكتاب (المهروانيّات).
- والآخر:
- أبو الفضل بن خيرون(2)... انتقى عليه: (الفوائد العوالي الصّحاح المخرّجة على كتابي البخاريّ، ومسلم) وستأتي(3).
المبْحَث الثّامن رُتْبَتُه:
المهرواني محدّث، حافظ، أجمع من ترجم له من الأئمّة الحفّاظ المتقدّمين، والمتأخّرين على ثقته، وتثبّته، واتّفقت كلمتهم على مدحه، والثّناء عليه، ولم يطعن أحد في عدالته، وضبطه...
قال تلميذه، وراوي كتابه أبو الفضل الأرموي(4): "ثقة".
وقال السّمعانيّ في: (الأنساب)(5): "ثقة، صدوق".
وقال ابن الجوزيّ في (المنتظم)(6): "وكان ثقة".
وقال الذّهبيّ في (السّير)(7): "وكان من ثقات النّقلة".
وقال أبو الغنائم النّرسيّ (كما في: الأربعين لابن حاتم)(8) عن الخطيب البغداديّ: ".. وخرَّج على الحفّاظ" اه، ومنهم: المهروانيّ رحمه الله .
المَبْحَث التّاسع زهده، وعبادته:
__________
(1) انظر رقم/2، 4، 6، 7، 8 منهم.
(2) هو الحافظ، العدل، المسند، الحجة: أحمد بن الحسن بن أحمد البغداديّ المقرئ... مات في رجب، من سنة: ثمان وثمانين وأربعمائة، وله أربع وثمانون سنة، وشهر واحد.
انظر ترجمته في: المنتظم (17/17) ت/3647، والسّير (19/105)، والوافي بالوفيّات (6/320).
(3) انظر ص/80.
(4) انظر: ب [ 1/ب ]، د [ 1/ب ] من المهروانيّات.
(5) 5/416).
(6) 16/179) ت/3461.
(7) 18/347).
(8) انظر ص/36.(12/8)
إنّ النّاظر في ترجمة المهروانيّ ليخرج بدلالة جليّة واضحة على أنَّ الرّجل من أهل العلم، والعبادة، والصّلاح، المشتغلين بذكر الله عزّ وجل والإنابة إليه، زاهدٌ في الدنيا، زهد من تلاشت عنده مظاهرها، وتجلَّت حقيقتها...
قال الهيتيّ: "شيخ، صالح، جليل"(1).
وقال السّاجيّ (كما في: مَلء العيبة لابن رُشيد)(2): "كان شيخا، صالحا، صوفيا".
وقال السّمعانيّ في: (الأنساب)(3): "صالح، متصوّف".
ووصفه الذّهبيّ في (السّير)(4) بالزّاهد، العابد.
وقال في (العبر): "الصّوفيّ، العبد، الصّالح"(5).
وقال أبو محمَّد المكّيّ في: (مرآة الجنان): "العبد الصَّالح... الصّوفيّ"(6).
وما وصِف به يرحمه الله من التّصوّف هو ما كان عليه بعض الأوائل من مجاهدة الطّبع بردّه عن الأخلاق الرّذيلة، وحمله على الأخلاق الجميلة من الزّهد، والحلم، والصّبر، والإخلاص، إلى غير ذلك من الخصال الحسنة الّتي تكسب المدح في الدّنيا، والثّواب في الأخرى(7).
ولم يُنْقَل عنه ما يُخِلُّ بدين، أو عقل، ولا يُعرف في شيوخه، أو تلاميذه من اتّهم في دينه، مع ما كان عليه يرحمه الله من الحفظ لسُنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتدوينها، وضبطها، وما يعرف عنه من الثّقة، والعلم، وحسن العمل إن شَاء الله ومخالطة للنّاس، والأخذ عنهم، وعقد المجالس للتّحديث، والإسماع، وكتابة الحديث.
المبْحَث العَاشِر آثاره:
ظهر لنا جليا ممّا تقدّم من ترجمة المهروانيّ رحمه الله اتّصاله بعلماء عصره، وإفادته منهم، ثمّ روايته، وتحديثه عنهم، مع ثقته، وصلاحه، إلاّ أنّه لم يُخلّف من بعده كثيرًا من الآثار؛ لعدم اشتغاله بالتّصنيف - فيما يظهر - وكُلّ ما وقفت عليه أنّه أُثر عنه مُنتقَيَان:
__________
(1) انظر ص/957 من الرّسالة .
(2) 3/150).
(3) 5/416).
(4) 18/346).
(5) 2/325).
(6) 3/97).
(7) انظر: تلبيس إبليس لابن الجوزيّ (ص/199).(12/9)
- أوّلهما: الفوائد المنتخبة الصّحاح والغرائب، المشهور بالمِهْروانيّات، انتقاء: الخطيب البغداديّ له، وهو هذا الكتاب الّذي أنا بصدد دراسته، وتحقيقه.
- والثّاني: كتاب آخر في الفوائد، من انتقاء الحافظ: أبي الفضل ابن خيرون(1).
قال السّمعانيّ: "انتقى عليه، وانتخب الفوائد الإمام أبو بكر أحمد ابن عليّ بن ثابت الخطيب الحافظ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الأمير، البغداديّان"(2).
وما انتقاه ابن خيرون رحمه الله ما يزال في حكم المفقود، فلم أقف عليه في المكتبات، أو فهارس المخطوطات مع اعتنائي، وحرصي الشّدِيْدَين على ذلك.
وقد وقع سماع هذا المنتقى لأبي موسى المقدسيّ رحمه الله فأفادنا بمعلومات جيّدة عنه (تتعلّق باسم الكتاب الّذي يكشف عن نوع فوائده الحديثيّة، وراويه عن المهروانيّ، وسند أبي موسى إليه، وأوّل الكتاب، وآخره، وغير ذلك)...
قال في: (ثبَت مسموعاته) ما نصّه:
"سمعت على الشّيخ أبي الفتوح يوسف بن المبارك بن كامل الخفّاف(3) بقراءة: الفقيه عزّ الدّين أبي الفتح محمَّد بن الحافظ أبي محمَّد عبد الغنيّ بن عبد الواحد(4)، وأخواه: عبد الله(5)، وعبدالرّحمن(6)، ومحمد بن أختي(7) في يوم الأحد التّاسع من شهر ربيع الآخر، من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة:
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر: ص/76.
(2) الأنساب (5/416).
(3) البغداديّ، المقرئ... صالح، حافظ، عَسِرٌ في الرّواية.
مات سنة: إحدى وستّمائة.
انظر: ... التّكملة للمنذريّ (2/60) ت/877، والسّير (21/417).
(4) محدّث، حافظ، إمام... انظر: السّير (21/468).
(5) هو: أبو موسى نفسه.
(6) انظر: السّير (21/468).
(7) لم أقف على ترجمة له.(12/10)
الجزء الثّاني من: الفوائد العوالي الصّحاح المخرّجة على كتابي البخاريّ ومسلم، تخريج: أبي الفضل بن خيرون للشّيخ أبي القاسم يوسف بن محمَّد بن أحمد بن محمَّد المهروانيّ من أصوله، وسماعاته، رواية الشّيخ المذكور(1) عن أبي منصور عبد الرّحمن بن محمَّد بن عبد الواحد القزّاز عنه(2).
أوّله: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "إنّ الله قال: مَن عَادى لي وَلياً فقَد آذَنَني بِالحَرْب..." الحديث.
وآخره:
شربنا بريق من هواها مكرر
وليس يعاف الريق من كان صاريا
الجزء للعزّ(3)"(4) اه.
ويظهر ممّا سبق:
1- أنّ من المُحتمل أنّ الكتاب يقع في عِدّة أجزاء كبيرة نوعاًما(5)؛ إذ تتابع على قراءة الثّاني منه أربعة من القرّاء.
2- وأنّ أحاديثه من العوالي الصّحاح، المخرّجة على الصّحيحين، ولكن لا يُدرى هل تكلّم ابن خيرون على هذه الأحاديث أم لا ؟
3- وأنّ كلّ جزء خُتم بالأشعار، أو الآثار.
4- ويظهر أيضاً: احتمال وجود أكثر من حديث من انتقاء ابن خيرون فيما انتقاه الخطيب.
وأنّ الحديث قد يُخرّج على الشّيخ أكثر من مرّة... فالحديث الأوّل من الجزء الثّاني في انتقاء ابن خيرون هو الحديث الخامس نفسه من الجزء الثّاني في انتقاء الخطيب البغداديّ(6).
المَبْحَثُ الحادِي عَشَر وفاته
توفّي المهروانيّ يوم الأربعاء، رابع عشر ذي الحجّة، سنة: ثمان وستّين وأربعمائة، ببغداد.
__________
(1) أي: الخفّاف.
(2) أي: عن المهروانيّ.
(3) محمَّد بن عبد الغنيّ، أخي أبي موسى.
(4) 138/ب ].
(5) نوع (ما) هنا زائدة، يُؤتى بها لِتَصْلاح اللّفظ، لازمة له، فهي زائدة في الأصل على الكلمة، وتفيد فيها معها معنىً يزول بزوالها...
وأفاد بعض أهل اللّغة أنّها اسم في معنى الصّفة ؛ للتّعظيم والتّكثير، نقله المالَقيّ في رصف المباني (ص/383)، وقال: "والصّحيح أنّها حرف يُفيد التّوكيد، كما تُفيد النّون".
(6) انظر ص/628 رقم الحديث/38 .(12/11)
ودفن على باب رباط الزّوزنيّ(1).
وكان له يوم مات: ثمان وثمانون سنة.
فرحمه الله رحمة واسعة، وتجاوز عنه، وجعل ما خلّفه لنا بعد وفاته في ميزان حسناته يوم يلقاه، إنّه وليّ ذلك، والقادر عليه.
الفصل الثاني ترجمة: أبي بكر الخطيب البغدادي
وتحته تمهيد، وأحد عشر مبحثا:
- الأول: اسمه، ونسبه، ونسبته، وكنيته.
- الثاني: مولده.
- الثالث: نشْأته، وطلبه للعلم.
- الرابع: رحلاته.
- الخامس: شيوخه.
- السادس: تلاميذه.
- السابع: مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه.
- الثامن: عقيدته.
- التاسع: صفاته.
- العاشر: مؤلّفاته.
- الحادي عشر: وفاته.
تمهيد
الخطيب البغداديّ يرحمه الله من أَشْهر الأعلام المسلمين، طارت شهرته في عصره، وبعد عصره، وكتب الله له، ولكتبه الشّهرة، والصّيت الذّائع في أصقاع المعمورة، مع حُسْن القبول في أوساط أهل العلم والمشتغلين به... ومن هنا رصّع المصنّفون في التّأريخ، والسّير، والأنساب، وطبقات المحدّثين، والفقهاء، والنّحاة، ومعاجم الأدباء، والفهارس، والأعلام مصنّفاتهم بتراجم له، تختلف في طولها وقصرها، تعرّضوا فيها للتّعريف بأحواله وأخباره، وحَلّه وترحاله، وعرض أهمّ أعماله، وآثاره... حتّى إنّ عددًا من أهل العلم أفرد المصنّفات، أو البحوث في جوانب معيّنة من جوانب شخصيّته، وتناولوها بالبحث والتّحليل.
وكانت شخصيّته العلميّة، ومؤلّفاته محلّ بحث، ونقاش، ودراسة من قِبَل أهل العلم الذين عاشوا في قرنه، ومن جاء بعدهم إلى يومنا هذا...
وللجامعات الإسلاميّة، والعربيّة دور جيّد في إبراز مكانته، والتّشجيع على تحقيق كتبه ومُخَرّجاته، ودراستها، والإفادة منها، ومن ثمّ طبعها، ونشرها، وكذا إفراد المصنّفات المستقلّة في دراسة حياته في مختلف جوانبها، أو دراسة موارده الّتي استقى منها في إعداد بعض تآليفه وتصانيفه يرحمه الله.
__________
(1) انظر: الأنساب (5/416)، والمنتظم (16/179) ت/3461 ، والسّير (18/347).(12/12)
وقد رأيت أن أجمع ما وقفت عليه من مصادر، ومراجع ترجمته في الكتب السّالفة الذّكر، وأسماء المصنّفات، أو البحوث المؤلّفة عن حياته عموما أو أيّ جانب من جوانبها - خصوصا - تحت هذا التّمهيد، مرتّبا لها على نسق حروف المعجم، خاتما بذكر من ترجم له في عدد من الرّسائل الجامعيّة الّتي تناولت دراسة جوانب معيّنة في بعض تصانيفه، أو الّتي حُقّق فيها شيء من كتبه يرحمه الله.
ثمّ أعقبت ذلك باستخلاص ترجمة موجزة له من عدد من هذه المصادر، والمراجع وبالله التّوفيق ...
1- أطراف بغداد تأريخ الاستيطان في سهول ديولي لروبرت ماك آدمز، ترجمة: صالح العليّ، وآخرين(1).
2- الأعلام للزّركليّ(2).
3- إعلام أهل الحاضر برجال من الماضي الغابر لأبي تراب الظّاهريّ(3).
4- الإعلام بوفيّات الأعلام للذّهبيّ(4).
5- الأنساب للسّمعانيّ(5).
6- إيضاح المكنون لإسماعيل باشا(6).
7- البداية والنّهاية لابن كثير(7).
8- بغية الوعاة في طبقات اللغويّين والنّحاه للسّيوطيّ(8).
9- التّاج المكلّل لصدّيق حسن خان(9).
10- تأريخ الإسلام للذّهبيّ(10).
11- تأريخ الخلفاء للسّيوطيّ(11).
12- تأريخ الخميس للدّيار بكري(12).
13- تأنيب الخطيب للكوثريّ(13).
14- تبيين كذب المفتري لابن عساكر(14).
15- تبييض الصحيفة في مناقب أبي حنيفة للطّحّان(15).
16- تتمّة المختصر لابن الورديّ(16).
17- تذكرة الحفّاظ للذّهبيّ(17).
18- التعلّم عند الخطيب البغداديّ لحسن إبراهيم عبد العال(18).
__________
(1) نشر: المجمع العلميّ العراقيّ، سنة: 1984 م.
(2) 1/172).
(3) نشر: دار القبلة بجدّة، سنة: 1405ه.
(4) 1/306) ت/2050.
(5) 2/384).
(6) 1/30، 80).
(7) 12/101).
(8) 1/158).
(9) ص/21) ت/5.
(10) 461 -470 ه) ص/85 ت/64.
(11) ص/423).
(12) 2/358).
(13) ط: 1/1361ه (مصر).
(14) نشر: مكتبة القدسيّ (دمشق) 1347ه.
(15) ص/141- 180).
(16) 1/375).
(17) 3/1135).
(18) مقال في رسالة الخليج العربيّ، رقم العدد: 10 (ص/23 - 56).(12/13)
19- التّقييد لابن نقطة(1).
20- التّنكيل للمعلّميّ(2).
21- الحافظ الخطيب البغداديّ وأثره في علوم الحديث لمحمود الطّحّان(3).
22- خطيب بغداد ومحدّثها لمعالي عبد الحميد حموده(4).
23- الخطيب البغداديّ بين المحدثين والفقهاء لمحمود الطّحّان(5).
24- الخطيب البغداديّ: سيرته الذّاتيّة، بيئته الحضاريّة لأكرم ضياء العمريّ(6).
25- الخطيب البغدادي في طرابلس والشأم لعمر تدمري(7).
26- الخطيب البغداديّ: مؤرّخ بغداد، وعالمها لمحمود الشّرقاويّ(8).
27- الخطيب البغداديّ: مؤرّخ بغداد،ومحدّثها ليوسف العُشّ(9).
28- الخطيب البغداديّ وتأريخه لعبّاس الغزّاويّ(10).
29- الخلاصة للطّيبيّ(11).
30- درء اللّوم والضّيم في صوم يوم الغيم لابن الجوزيّ(12).
31- دول الإسلام للذّهبيّ(13).
32- ذيل تأريخ دمشق لابن القلانسيّ(14).
33- ذيل تأريخ بغداد لإبراهيم السّامرّائيّ(15).
__________
(1) ص/153) ت/176.
(2) 1/ 324 - 362).
(3) نشر: دار القرآن الكريم (بيروت) ط: 1/1401ه.
(4) مقال في مجلّة الدّارة، رقم العدد: 4 (ص/256- 269).
(5) مقال في مجلّة أضواء الشّريعة، العدد: 10 (ص/325 - 347).
وطبع في رسالة مستقلّة من القطع الصّغير.
(6) بحث ضمن كتاب من أعلام التّربية العربيّة الإسلاميّة (ص/323 - 345) نشر: مكتب التّربية العربيّ لدول الخليج، سنة: 1409ه.
(7) مقال في مجلّة الرّسالة الإسلامية، العدد: 76-77، سنة: 1394ه.
(8) مقال في مجلّة الأزهر، العدد: 4 (ص/417 - 422).
(9) نشر: مكتبة التّرقّي (دمشق) سنة: 1364ه.
(10) مقال في مجلّة المورد، العدد: 4 (ص/386 - 390).
(11) ص/ 141 - 142).
(12) تحقيق:جاسم الفهيد، نشر: دار البشائر، ط: 1/1415ه (ص/42، ومابعدها).
(13) 1/273).
(14) ص/105).
(15) مقال في: مجلّة المجمَع العلميّ الهنديّ، العدد: 1 - 2 (ص/271 - 291). ونشره أيضا في مجلّة المجمع العلميّ العراقيّ، العدد: 2 (ص/121 - 170) موسَّعا.(12/14)
34- ذيل ذيل تأريخ مولد العلماء لهبة الله بن الأكفانيّ(1).
35- الذّيل على طبقات الشّافعية لابن الصلاح، لشرف الدّين النّوويّ(2).
36- الرّد على أبي بكر الخطيب لأبي المظفّر الحنفيّ(3).
37- الرّسالة المستطرفة(4).
38- روضات الجنّات للخوانساريّ(5).
39- السّير للذّهبيّ(6).
40- الشّذرات لابن العماد(7).
41- طبقات الحفّاظ للسّيوطيّ(8).
42- طبقات الشّافعيّة للإسنويّ(9).
43- طبقات الشّافعيّة للسّبكيّ(10).
44- طبقات الشّافعيّة لابن قاضي شُهبة(11).
45- طبقات الشّافعيّة لابن هداية الله(12).
46- طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي(13).
47- العبر للذّهبيّ(14).
48- الفهرس للإشبيليّ(15).
49- فهرس الفهارس للكتّانيّ(16).
50- الكامل في التّأريخ لابن الأثير(17).
51- كشف الظّنون لحاجّي خليفة(18).
52- اللّباب لابن الأثير(19).
53- مختصر تأريخ دمشق لابن منظور(20).
54- المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبيّ(21).
55- مرآة الجنان لأبي محمَّد المكّيّ(22).
56- مسألة الإحتجاج بالشّافعيّ لخليل إبراهيم ملاّ خاطر(23).
57- المستفاد لابن الدّمياطي(24).
58- المشتبه للذّهبيّ(25).
59- مع الخطيب البغداديّ في رحلته إلى بلاد الشّأم لعمر عبدالسّلام تدمريّ(26).
60- معجم الأدباء لياقوت الحمويّ(27).
61- معجم المؤلّفين لعمر رضا كحّالة(28).
__________
(1) ص/32) ت/5.
(2) 2/711).
(3) نشر: دار الكتب العلميّة.
(4) ص/52).
(5) ص/87).
(6) 18/270).
(7) 3/311).
(8) ص/433) ت/980.
(9) 1/201).
(10) 4/29).
(11) 1/246) ت/201.
(12) ص/164).
(13) 3/332) ت/992.
(14) 3/253).
(15) ص/181).
(16) 1/324).
(17) 10/68).
(18) 1/209، 288، 2/1637).
(19) 1/453).
(20) 3/173) ت/210.
(21) 2/ 187، 2/196).
(22) 3/97).
(23) مقال في مجلّة البحوث الإسلاميّة، العدد: 2 (ص/781- 870).
(24) ص/54).
(25) ص/649).
(26) مقال في المجلّة العربيّة، العدد: 1 (ص/94- 96).
(27) 1/246).
(28) 2/3).(12/15)
62- المعين في طبقات المحدّثين للذّهبيّ(1).
63- مفتاح السّعادة لطاش كبري زادة(2).
64- المقتنى في سرد الكنى للذّهبيّ(3).
65- من أعلام التّأريخ(4).
66- من رواة تأريخ الخطيب البغداديّ لمحمد الشّاذليّ النّيفر(5).
67- المناهج الأخلاقيّة لدى السّابقين من علماء المسلمين لأبي زيد العجميّ(6).
68- المنتخب من السّياق لتأريخ نيسابور للصّريفينيّ(7).
69- المنتظم لابن الجوزيّ(8).
70-Muslim Educatioan لمنير أحمد(9).
71- النّجوم الزّاهرة لابن تغري بردي(10).
72- هديّة العارفين لإسماعيل باشا(11).
73- الوافي بالوفيّات للصّفديّ(12).
74- وفيّات الأعيان لابن خلّكان(13).
75- الوفيّات لابن مُنْقِذ(14).
كمَا أنّ له تراجم جيّدة في عدّد من الرّسائل العلميّة الجامعيّة، وغيرها الّتي تناولت دراسة جوانب معيّنة من بعض تصانيفه، أو الّتي حُقّق فيها شيء من كتبه-يرحمه الله-وهي:
76- الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة، تحقيق: محمَّد بن عبد الله الفهيد (رسالة ماجستير بجامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلاميّة بالريّاض).
77- تخريج الأحاديث والآثار الواردة من أوّل تأريخ بغداد إلى نهاية ترجمة: محمَّد بن مصعب أبي جعفر الدّعّاء لعليّ بن عبد الله الجمعة (رسالة دكتوراة بجامعة الإمام أيضا ).
78- التّطفيل، تحقيق الدّكتور: عبد الله عبد الرّحيم عسيلان أُستاذ مشارك في كليّة اللّغة العربيّة في جامعة الإمام .
__________
(1) ص/133) ت/1467.
(2) 1/237).
(3) 1/124) ت/853.
(4) مقال لمحرّر مجلّة الفيصل، العدد: 153 (ص/107- 110).
(5) مقال في مجلّة المنهل، العدد: 6 (ص/633- 638).
(6) بحث في مجلّة علم النّفس (ص/237 - 267).
(7) ص/107) ت/236.
(8) 16/129).
(9) بالإنجليزيّة، نقلاً عن: موارد الخطيب لأكرم العمريّ (ص/29) الحاشية رقم/2. وترجمة عنوانه إلى العربيّة: (تربية أو: تعليم المسلم).
(10) 5/89 - 90، 103).
(11) 1/79).
(12) 7/190).
(13) 1/92).
(14) ص/251) ت/463.(12/16)
79- تلخيص المتشابه في الرّسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التّصحيف والوهم، تحقيق: فضل الرّحمن عبد العليم الأفغانيّ (رسالة دكتوراة بجامعة أمّ القرى بمكّة المكرّمة).
80- الجامع لأخلاق الرّاوي وآداب السامع، تحقيق الدكتور: محمّد عجّاج الخطيب.
81- السَّابق واللاَّحق، تحقيق: محمَّد بن مطر الزّهرانيّ (رسالة ماجستير بالجامعة الإسلاميّة بالمدينة النبويّة).
82- غنية الملتمس وإيضاح الملتبس، تحقيق: عبد الرّحمن بن محمَّد الشّريف (رسالة ماجستير بجامعة الإمام أيضا ).
83- الفَصْل للوصْل المدرج في النّقل، تحقيق: محمَّد بن مطر الزّهرانيّ (رسالة دكتوراه بالجامعة الإسلاميّة بالمدينة النبويّة)(1).
84- لمتّفق والمفترق، حَقَّق النّصف الأوّل منه: محمَّد صادق آيدن (رسالة دكتوراة بجامعة الإمام أيضا ).
85-موارد الخطيب البغداديّ في تأريخ بغداد لأكرم ضياء العمريّ (رسالة دكتوراة)(2).
وهذه ترجمة موجزة له، لخّصتها من عدد من هذه المصادر، والمراجع...وبالله التّوفيق، ومنه السّداد:
المبحث الأوّل: اسمه، ونسبه، ونسبته، وكنيته:
هو الإمام، العلاّمة، الحافظ، النّاقد، المصنّف المجوِّد، المحدّث: أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت بن أحمد، المعروف بالخطيب البغداديّ(3).
المبحث الثّاني: مولده:
ولد يوم الخميس لستّ بقين من جمادى الآخرة، سنة: اثنتين وتسعين وثلاثمائة(4)، وقيل: سنة إحدى وتسعين(5).
وكان مولده(6) في: غُزَية(7)
__________
(1) والكتاب مطبوع، نشرت: دار الهجرة (بالرّياض) طبعته الأُولى، سنة: 1418 ه.
(2) والكتاب مطبوع، نشرت: دار طيبة (بالرّياض) طبعته الثّانية، سنة: 1405 ه.
(3) انظر: الأنساب (2/284)، والتّقييد (ص/153)، والسّير (18/270).
(4) انظر: وفيّات الأعيان (1/76).
(5) انظر: التّقييد (ص/154).
(6) انظر: السّير (18/284).
(7) بضمّ الغين، وفتح الزّاي، وتشديد الياء،وقيل: بفتح الغين،وكسر الزّاي .
انظر: معجم البلدان (4/203).(12/17)
، من أعمال الحجاز، وقيل: في هنيقيه(1)، من أعمال نهر الملك(2).
المبحث الثالث: نشأته، وطلبه للعلم:
نشأ الخطيب في قرية (درزيجان)(3)، وكان أبوه من أهل العلم الحافظين لكتاب الله عزّ وجلّ تولّى الخطابة، والإمامة في قريته لمدّة عشرين سنة(4)... ونشأ ابنه تحت رعاية الله، ثمّ رعاية والده، الّذي بثّ فيه روح العلم، وحبّب إليه القرآن، ومجالسة العلماء، ودفعه إلى هلال بن عبد الله الطّيبيّ، فأدّبه، وعلّمه القرآن(5)، وأفاد في القراءات من منصور الحبّال. وسمع الحديث أوّل ما سمعه في حَلْقَة أبي الحسن بن رزقويه، في جامع المدينة ببغداد(6)، وأخذ الفقه عن أحمد بن محمَّد المحامليّ، وأبي الطيّب الطّبريّ الشّافعيّين(7).
المبحث الرّابع: رحلاته:
لم يكتف الخطيب رحمه الله بالأخذ من شيوخ بغداد من القرّاء، والمحدّثين، والفقهاء، والمؤرّخين وهم كثر في عصره بل أخذ يتجوّل في المدن، والقرى القريبة، والبعيدة منها؛ راغبا في المزيد من العلم، والسّماع من الشّيوخ، ماضيا على سَنَن المحدّثين من قبله.
فانتقلَ إلى: الأنبار(8)، وبعقوبا(9)، وجرجرايا(10)، وعكبرا(11)
__________
(1) لم أقف على تعيين هذا الموضع في ما بين يديّ من مصادر والله أعلم .
(2) ببغداد...انظر: معجم البلدان (5/324).
(3) بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وزاي مكسورة، وياء مثنّاة من تحت، وجيم، وآخره نون قرية كبيرة تحت بغداد، على نهر دجلة...
انظر: معجم البلدان (2/450).
(4) انظر: تأريخ بغداد (11/359).
(5) انظر: السّير (11/359).
(6) انظر ما تقدّم (ص/ 56).
(7) انظر: تأريخ بغداد (4/372).
(8) انظر: معجم ما اسْتَعْجم (1/197).
(9) بالفتح، ثمّ سكون، وضمّ القاف، وسكون الواو، والباء الموحدة ، قرية كبيرة قرب بغداد...انظر: معجم البلدان (1/453).
(10) بفتح الجيم، وسكون الرّاء الأولى ، بلد بين واسط وبغداد.
انظر: معجم البلدان أيضا (2/123).
(11) بضمّ أوّله، وسكون ثانيه، وفتح الباء الموحدة ، بُليدة قرب بغداد.
انظر: المصدر المتقدّم (4/142).(12/18)
، والنّهروان(1).
وانحدر وهو في العشرين من عمره إلى الكوفة، فالبصرة، ثمّ رجع إلى بغداد مرّة أخرى، ثم رحل إلى نيسابور آخذًا عمّن قابل من أهل الرّواية في الطّريق إليها، ثمّ انتقل إلى خراسان، ودخل دمشق خمس مرّات، ودخل صور(2)، وحلب، وطرابلس(3)، والمصّيصة(4)، وتردّد على القدس أكثر من مرّة، ومكّة المكرّمة مارًّا بالمدينة النبويّة إلى أن استقرّ ببغداد في ذي الحجّة، سنة: اثنتين وستّين وثلاثمائة(5).
المبحث الخامس: شيوخه:
كان لكثرة توسّع الخطيب في الرّحلة، والرّواية أن اجتمع له عدد كبير من الشّيوخ... ومنهم: أبو الحسن البزّاز، وأبو بكر البرقانيّ، وأبو الحسين بن بشران، وأبو نعيم الأصبهانيّ، وأبو عبد الله الصّوريّ(6).
المبحث السّادس: تلاميذه:
أكرم الله تبارك وتعالى الخطيب بعلم وافر، ومصنّفات كثيرة، حدّث بها، وأملاها في أكثر من مكان، ممّا كان له الأثر في كثرة تلاميذه، والآخذين عنه... ومنهم: أحمد بن الحسن بن خيرون، وعبد العزيز الكتّانيّ، وهبة الله بن الأكفانيّ، والخطيب التّبريزيّ، وابن ماكولا(7).
المبحث السّابع: مكانته العلميّة، وثناء العلماء عليه:
__________
(1) بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، وفتح الرّاء المهملة، وبكسرها أيضا المدينة المعروفة بالعراق، قرب بغداد... انظر: معجم ما استعجم (4/1336).
(2) بضمّ أوّله، وسكون ثانيه، وآخره راء، مدينة مشهورة، كانت من ثغور المسلمين... انظر: معجم البلدان (3/433).
(3) بفتح أوّله، وبعد الألف باء موحدة مضمومة، ولام أيضا مضمومة، وسين مهملة انظر: المصدر المتقدّم نفسه (4/25).
(4) بالفتح، ثمّ الكسر، والتّشديد، وياء ساكنة، وصاد أخرى ...
انظر: المصدر المتقدّم (5/144).
(5) انظر: الأنساب (11/359)،والتّقييد(ص/155)،والمستفاد(ص/5455).
(6) انظر: التّقييد (ص/153)، والسّير (18/271).
(7) انظر: السّير (18/273).(12/19)
الخطيب إمام، حافظ، ثقة، متقن، ذكر ذلك كُلُّ من ترجم له، وأوفاه حقّه، وعرف منزلته، وقدره...
قال السّمعانيّ في (الأنساب): ".. وكان إمام عصره بلا مدافعة، وحافظ وقته بلا منازعة"(1).
وقال الذّهبيّ في (السّير) في استهلاله لترجمة الخطيب: "الإمام الأوحد، العلاّمة، المفتي، الحافظ، النّاقد، محدّث الوقت... صاحب التّصانيف، وخاتمة الحفّاظ"(2).
وحاول بعضهم الطّعن على الخطيب برميه بالتّصحيف، والتّدليس، وتحديثه عن الضّعفاء، واحتجاجه بالموضوعات في مصنّفاته، وقد فنّد جماعة من أهل العلم (كالمعلّمي(3)، وأكرم العمريّ(4) معظم هذه الإتّهامات، وردّوها على أهلها وقائليها، فتألّق نجم الخطيب أكثر، وأُوفي حقّه، والحمدلله(5).
المبحث الثّامن: عقيدته:
الخطيب البغداديّ على مذهب السّلف، وأهل الحديث في العقيدة إن شاء الله تعالى(6).
أمّا مذهبه من حيث الفروع: فهو شافعيّ المذهب(7) هذا هو المشهور.
وذكر ابن الجوزيّ(8)، وغيره أنّه كان في أوّل حياته حنبليا، ثمّ ترك مذهب الحنابلة إلى مذهب الشّافعيّة، وأيّد هذا الرّأي المعلّميّ رحمه الله في التّنكيل، وهو الصّواب؛ خلافا لما رآه: العُشّ، وأكرم العمريّ، والطّحّان فيما كتبوه عن المترجَم(9).
المبحث التّاسع: صفاته:
__________
(1) انظر: الأنساب (2/384).
(2) انظر: السّير (18/270).
(3) انظر: التّنكيل (1/324) وما بعدها.
(4) انظر: موارد الخطيب (ص/49- 50).
(5) وانظر: الخطيب البغداديّ ليوسف العشّ (ص/64- 73).
(6) انظر: السّير (18/277)، وتذكرة الحفّاظ (3/1142- 1143)، والتّنكيل (1/325 وما بعدها).
(7) انظر: طبقات الشّافعيّة للسّبكيّ (11/359)، والسّير (18/274).
(8) انظر: المنتظم (16/132).
(9) انظر: التّنكيل (1/326 وما بعدها)، وموارد الخطيب (ص/48).(12/20)
كان رحمه الله مهيبا، وقورًا، نبيلاً، عفيفا، فصيح القراءة، جهوريّ الصّوت، حسن الخطّ، كثير الضّبط والشّكل، منصرفا إلى العلم، والعمل، لا يحفل بالدنيا، موصوفاً بالمروءة، والكرم، والتّواضع(1).
المبحث العاشر: مؤلّفاته:
الخطيب رحمه الله من الأئمّة المكثرين من التّأليف، والتّصنيف، وكثير ممّا كتَبَه متداوَل بين أهل العلم، يُقَدِّرون من خلالها الخطيب وعلمه، وجودة تأليفه، وتصنيفه... قال السّمعانيّ: "صنّف قريبا من مائة مصنّف، صارت عمدة لأصحاب الحديث"(2)، ويقول أبو بكر بن نقطة: "وله مصنّفات في علوم الحديث لم يُسْبق إلى مثلها، ولا شبهة عند كلّ لبيب أنّ المتأخّرين من أصحاب الحديث عيال على أبي بكر الخطيب"(3)... وقد ألّف رحمه الله قريبا من مائة مؤلّف، منها:
تأريخ بغداد(4)، وكتاب: حديث الستّة من التّابعين وذِكر طرقه، وكتاب: الكفاية، وكتاب: الفقيه والمتفقّه، وكتاب: مناقب الإمام أحمد، والمنتخب من: الزّهد والرّقائق، وكتاب: التّطفيل(5).
وله كتاب لم يذكره أحد ممّن كتب عنه - فيما أعلم - وهو: تخريجه لفوائد من حديث أبي الفرج الدّينوريّ(6).
ووصل إلينا في هذا الكتاب بعضُ مصنّف له، كان في حكم المفقود، وهو: جزء حديث نُعيم بن همَّار الغطفانيّ رضي الله تعالى عنه ... حيث أورد بعضاً منه أثناء كلامه على أحد الأحاديث(7)، ولم أر من نبّه عليه.
المبحث الحادي عشر: وفاته:
__________
(1) انظر: الوافي بالوفيّات (7/194)، ومعجم الأدباء (1/253).
(2) الأنساب (2/384).
(3) التّقييد (ص/154)، وانظر: نزهة النّظر (ص/3- 5).
(4) يقول ابن خلّكان في وفيّات الأعيان (1/92): "... ولو لم يكن له سوى التأريخ لكفاه؛ فإنه يدل على اطّلاع عظيم".
(5) انظر: الخطيب البغداديّ للطّحّان (ص/117- 280)، وموارد الخطيب للعُمريّ (ص/55- 84).
(6) انظر ص/ 175 رقم/12 .
(7) انظر ص/ 414- 415، 592 وما بعدها .(12/21)
مرض الخطيب رحمه الله في النّصف من رمضان، سنة: ثلاث وستّين وأربعمائة، واشتدّ به في أوّل ذي الحجّة من السّنة نفسها إلى أن توفّي في اليوم السّابع منه(1)، ولم يكن له عقب(2).
فرحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جنّاته لما قدّمه من خدمة جليلة للإسلام، والمسلمين، وما خلّفه من مصنّفات جليلة في فنون مختلفة لا سيّما فنّ الحديث، يُرجى أن تكون من عمله الّذي لا ينقطع... إنّه أكرم مسؤول.
الفَصْل الثَّالث دراسَة كتب الفوائد الحديثيَّة
وتحته ستّةُ مباحث:
- الأوّل: تعريف الفوائد لغة، واصطلاحا.
- الثّاني: نبذة عن نشأة تأليف الفوائد الحديثيّة، وتصنيفها.
- الثّالث: من أهميّة كتب الفوائد.
- الرَّابع: من مناهج المحدّثين في تصنيف كتب الفوائد.
- الخامس: تقسيم كتب الفوائد.
- السّادس: كتب الفوائد الّتي وقفت على أسمائها، وأسماء مؤلّفيها، ولم أقف على مخطوطاتها.
وتحته مطلبان:
أوّلهما: ما وصل إلينا تاما، أوبعضٌ منه، ولم يتيسّر لي الوقوف عليه.
والثّاني: ما لم يصل إلينا فيما أعلم.
المَبْحَث الأَوَّل تعريف الفوائد الحديثية
أوّلاً: تعريفها في اللّغة:
الفوائد في اللّغة جمع: فائدة... واجتمعت كلمة أهل اللّغة على أنّ الفائدة:"كلّ ما يعود على العبد من خير يستفيده، ويستحدثه" (كالعلم، أو المال، أو غير ذلك)، وأنّها قد تكون بين أكثر من طرف (فائد، ومستفيد).
يقول ابن فارس في: (معجم المقاييس)(3): "الفائدة: استحداث مال، وخير... يقال أَفدتُ غيري، وأَفَدْتُ من غيري".
وقال الجوهريّ في: (الصّحاح)(4): "الفائدة: ما استفدت من علم، أو مال".
__________
(1) انظر: الأنساب (2/384).
(2) انظر: وفيّات الأعيان (1/93).
(3) باب: الفاء، والياء، وما يثلّثهما) ص/824.
(4) 2/521).(12/22)
وقال ابن منظور في: (لسان العرب)(1): "الفائدة: ما أفاد الله تعالى العبد من خير يستفيده، ويستحدثه، وجمعها: الفوائد"، ونقل عن ابن شميل(2) قال: "يقال: إنّهما ليتفايدان بالمال بينهما أي: يفيد كلّ واحد منهما صاحبه.
والنّاس يقولون: هما يتفاودان(3) العلم، أي: يفيد كلّ واحد منهما الآخر"(4) اه.
ثانيا: تعريفها في الاصطلاح:
اهتمّ المحدّثون بتدوين الفوائد، وإفرادها بالتّأليف من وقت مبكّر، وتوسّعوا فيه خصوصا في القرن الرّابع، والخامس الهجريّين، وحرصوا على سماعها، وإسماعها، ولم أقف فيما اطّلعت عليه من كتبهم، ومصنّفاتهم على من تحدّث عن الغرض من جمعها، وطريقة تصنيفها، ونوع أحاديثها، وتعريفها، وما إلى ذلك، وهذا بلا شكّ ليس تقصيرًا منهم، بل نتج عن عدم حاجتهم إلى ما تقدّمت الإشارة إليه، فهي بالنظر إليهم أمور تقع تحت حسّهم، وفي دائرة معارفهم.
ولكنه مع مرور الزّمن أخذ النّاس يبتعدون شيئا فشيئا عن سماع الحديث، وإسماعه، وانقطعت مجالس إملائه في أواخر القرن التّاسع تقريبا(5) وحرص من اهتمّ بالرّواية بعد ذلك على رواية الكتب المشهورة في الحديث، أو غيره من الفنون بالأجازة، لا بالقراءة أو السماع - في الغالب - وقلَّ الاهتمام بسماع المؤلّفات المسندة، ومنها: الأجزاء، والأمالي، والمجالس، والفوائد الحديثيّة، وغيرها.
__________
(1) باب: الدّال المهلة، فصل: الفاء) 3/340.
(2) واسمه: النّضر المازنيّ... لغويّ، أديب، من أصحاب الخليل بن أحمد.
انظر ترجمته في: إنباه الرّواه (3/348).
(3) خطّأ الفيروزآباديّ في: القاموس (باب: الدّال، فصل: الفاء) ص/393 من يقول: "يتفاودان"، قال: "والصّواب: يتفايدان".
(4) وانظر: تاج العروس (باب: الدّال المهملة، فصل: الفاء مع الدّال المهملة) 8/514، 515، 517- 518، والمعجم الوسيط (2/705).
(5) انظر: تدريب الرّاوي (2/139).(12/23)
وبعد عودة جيّدة للاهتمام بكتب التّراث الإسلاميّ في بقاع مختلفة من العالم الإسلاميّ، ومع ما وفّرته هذه الدّولة من جامعات إسلاميّة، ومكتبات عامرة بكنوز التّراث الإسلاميّ الّذي جُلب من بقاع شتّى، وفتح مجال الدّراسات العليا أمام طلاّب العلم، وتشجيعهم، وحفزهم على التّأليف، والتّحقيق؛ نظر أهل العلم وطلاّبُه في (كتب الفوائد الحديثيّة) وحاول عدد منهم تعريفها بما يتبادر إلى ذهنه من خلال قراءته، واطّلاعه عليها، وما يلحظه على أحاديثها...
وأوّل تعريف وقفت عليه عند أهل العلم: تعريف الكتّانيّ (ت: 1345ه) في (الرّسالة المستطرفة)(1) حيث قال في تعريفه للأجزاء: "والجزء عندهم: تأليف الأحاديث المرويّة عن رجل واحد من الصّحابة، أو من بعدهم، وقد يختارون من المطالب المذكورة في صفة الجامع مطلبا جزئيا يصنّفون فيه مبسوطا، وفوائد حديثية أيضا ووحِدَانيات، وثنائيّات إلى العشاريات وأربعونيات، وثمانونيّات، والمئة، والمائتان، وما أشبه ذلك" اه... فجعل كتب الفوائد داخلة في الأجزاء الحديثيّة المؤلّفة في مطلب جزئيّ معيّن(2).
وأفاد الدّكتور: عبد الموجود محمَّد عبد اللّطيف من كلام الكتّانيّ هذا، فقال معرّفا لكتب الفوائد: "هي: المصادر الّتي يختار أصحابها مطلبا من المطالب المذكورة في صفة الجامع يصنّفون فيه فوائد حديثيّة، وتوجد فيها الأحاديث بأسانيد مؤلّفيها"(3) اه.
وقريب منه تعريف الدّكتور: محمَّد محمود بكّار في كتابه: (علم تخريج الأحاديث)(4).
__________
(1) ص/86).
(2) وانظر مقدّمة: محمّد عايض في تحقيقه لحديث الفاكهيّ عن ابن أبي مَسَرَّة (ص/74).
(3) كشف اللّثام (1/167).
(4) ص/205).(12/24)
وقال الشّيخ عبد الرّحمن المعلّميّ (ت: 1386ه) في تحقيقه (للفوائد المجموعة) للشّوكانيّ(1) وقد ذكر حديثا رواه: إسماعيل بن الفضل في فوائده: "وإخراجه هذا الخبر في فوائده معناه: أنّه كان يَرى أنّه لا يوجد عند غيره، فإنّ هذا هو معنى الفوائد في اصطلاحهم" اه.. فَحَصَر التّعريف بتفرّد الشّيخ بالرّواية في نظره(2).
ونقل فضيلة الشّيخ: بكر أبو زيد في التّأصيل(3)، وخالد السّبيت في مقدّمة تحقيقه لفوائد يحيى بن معين(4) تعريفه هذا تعريفا ارتضياه لكتب الفوائد.
ونقله أيضا الشّيخ: عبد الله بن عتيق المُطَرِّفيّ في مقدّمة تحقيقه لفوائد الحنّائيّ، وقال(5): "وما قاله رحمه الله لا يتَّفق وَواقع الفوائد" اه! وسكت.
وخلص في آخر المبحث(6) الّذي عقده لتعريف كتب الفوائد إلى أنها: (ما انتُقي من الأصول لغرض مخصوص" اه.
وما ذكره العلاّمة المعلّميّ رحمه الله ووافقه عليه الشّيخ بكر أبو زيد، وغيره له وجهه، وتؤيّده عدّة أدلّة... منها:
أوّلاً: ما ذكره الخطيب في: (تأريخه)(7) قال: "وأخبرني الحسن ابن محمّد: قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال: سمعت أبا القاسم منصور ابن إسحاق الأسديّ يقول: سمعت أبا محمَّد عبد الله بن محمَّد بن إبراهيم الزّاغونيّ يقول: سمعت يوسف بن موسى المروروذيّ يقول: كنت بالبصرة في جامعها إذ سمعت مناديا ينادي: يا أهل العلم! لقد قدم محمَّد بن إسماعيل البخاريّ..." وذكر أنّهم طلبوا منه أن يعقد لهم مجلس إملاء، ولَمَّا جلس لهم قال: "يا أهل البصرة، أنا شابّ، وقد سألتموني أن أحدّثكم، وسأحدّثكم بأحاديث عن أهل بلدكم:- تستفيدون الكُلّ...".
__________
(1) ص/416).
(2) وانظر ص/159.
(3) ص/117).
(4) ص/61)، وانظر: (ص/ 62- 63).
(5) ص/55).
(6) ص/57- 58).
(7) 2/15- 16).(12/25)
قال: فتعجّب النّاس من قوله، فأخذ في الإملاء، فقال: "نبأنا عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي روّاد العتكيّ ببلدكم قال: حدّثني أبي عن شعبة عن منصور وغيره عن سالم بن أبي الجعد عن أنس بن مالك..." فذكر حديثا، ثمّ قال: "هذا ليس عندكم عن منصور، إنّما هو عندكم عن غير منصور".
قال يوسف بن موسى: "فأملى عليهم مجلسا من هذا النّسق، يقول في كلّ حديث: روى فلان هذا الحديث عندكم كذا، فأمّا من رواية فلان يعني: الّتي يسوقها فليست عندكم"(1). اه
ثانياً: وقال الخطيب أيضاً(2): "قال [يعني: إسماعيل بن إسحاق القاضيّ]: وقلت له [ أي: لعليّ بن المدينيّ ]: قد كتبتُ حديث الأعمش وكنتُ عند نفسي أنّي قد بلغتُ فيها فقلتُ: ومن يفيدنا عن الأعمش؟!
قال: فقال لي: من يفيدك عن الأعمش؟! قلتُ: نعم! قال: فأطرق، ثمّ ذكر ثلاثين حديثا، ليست عندي...".
ثالثاً: وَذكر عقب ما تقدّم من طريق أخرى أنّ عليّاً قال: "قدمتُ الكوفة، فعنيت بحديث الأعمش فجمعته، فلمّا قدمتُ البصرة لقيت عبد الرّحمن، فسلّمت عليه، فقال: هاتِ يا عليّ ما عندك. فقلت: ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئا. قال: فغضب، فقال: هذا كلام أهل العلم! ومن يضبط العلم! ومن يحيط به؟ مثلك يتكلّم بهذا، أمعك شيء يكتب فيه؟ قلتُ: نعم. قلت: ذاكرني فلعلّه عندي. قال: اكتب لستُ أُملي عليك إلاّ ما ليس عندك. قال: فأملى عليّ ثلاثين حديثا لم أسمع منها حديثا" الخ.
__________
(1) وانظر: هدي السّاريّ (ص/ 511).
(2) انظر: (10/245).(12/26)
رابعاً: وقال أيضا(1): "قال أبو يحيى الزّعفرانيّ: سمعت أبا حفص عمر بن مدرك القاص يقول في قصصه في دار مقاتل: حدّثنا أبو إسحاق الطّالقانيّ: حدّثنا ابن المبارك عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس: { إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأسٍ كانَ مِزَاجُهَا كافُورًَا }(2) في قصّة طويلة. فكتبته، ثمّ أتيته من الغد، فدفعته إليه، فقال: من يروي هذا؟ ما أحسنه! ما طنّ على أُذني مِمّن يفيدني. فاستحييت أن أقول له: أنت حدّثتني بالأمس".
خامساً: وقال الخطيب في: (اقتضاء العلم العمل)(3): "أخبرنا عليّ بن القاسم: ثنا عليّ بن إسحاق قال: قرئ على المفضّل ابن محمَّد بن إبراهيم: ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت الفضيل يقول: "لو طلبت منّي الدّنانير كان أيسر إليّ من أن تطلب الأحاديث. فقلت له: لو حدّثتني بأحاديث فوائد ليست عندي كان أحبّ إليّ من أن تَهَبَ لي عددها دنانير..." الخبر.
سادساً: وقال يوسف بن محمَّد بن مسعود مخرّج فوائد أبي عبدالله الورّاق في مقدّمة فوائده(4): ".. فإنّي وقفت على إجازة بيد شيخنا (محمَّد بن عبد العزيز الورّاق).. فيها أسماء جماعة من المشايخ الصّلحاء قد أجازوا فيها... فأحببت أن أُخرّج عن كل شيخ منهم شيئا من مرويّاته؛ لتحصل فائدة هذه الإجازة المباركة لمن تصل إليهم..." اه، فجعل وصول هذه الرّوايات من طريق شيخه فائدة لمن وصلت إليه.
والنّقل عن أهل العلم كثير في هذا الجانب(5).
__________
(1) انظر: (11/212).
(2) سورة: الإنسان، الآية: (5).
(3) ص/82) رقم/128.
(4) انظر ص/251 رقم/114.
(5) انظر: فوائد يحيى بن معين (ص/155)، والمستدرك (3/352)، وتأريخ بغداد (3/417- 418، 8/72، 14/179)، والجامع (2/219- 220)، والحطّة (ص/ 69- 70)، وغيرها.(12/27)
وواقع فوائد المهروانيّ من أقرب الأدلّة على ما نصّ عليه من تقدّم ذكرهم، فلم أقف على أنّ المخرّج الخطيب البغداديّ قد روى خارجها أيّ حديث من أحاديثها عن شيوخه أنفسهم، بل أجده يرويها عن غير شيخه الّذي انتقى الحديث عنه هنا، إلاّ حديثا واحدًا(1) لعلّه وهم فيه، أو نسي أنّه رواه عنه والله تعالى أعلم.
مع أنّي لا أقول إنّ هذا التّعريف لكتب الفوائد جامع مانع، ففيه بعض القصور ولا شك، إلاّ أنّهم وضعوا أيديهم على عين الحقيقة، وجوهرها... فكتب الفوائد كثيرة، ومتشتّتة، ومادّتها مختلفة، ومتنوّعة، وموضوعاتها متفرّقة، كذا طريقة تأليفها أو تصنيفها ليست متشابهة ومطّردة، فلا يمكن جمعها في تعريف واحد جامع مانع إلا بعد سبر أغوارها، والنّظر فيها نظرًا دقيقا متأمّلاً...
فيعتذر لهم بأنّهم قصدوا تعريفها بذكر أهمّ شيء فيها، والنّصّ على جوهرها، والعمدة في انتقائها - خصوصا أنّ المقام الّذي ورد فيه كلامهم ليس مقام تطويل وإسهاب، وإرادة للتّعريف بها تعريفا جامعا مانعا، والله تعالى أعلم.
وممّن حاول إبراز تعريف لها د. عبد الغنيّ بن أحمد التّميميّ في مقدّمة تحقيقه لفوائد تمّام، حيث قال(2) هي: "عبارة عمّا يفيده الشّيخ لطلاّبه من الأصول الّتي سمعها، أو جمعها عن مشايخه، ويتمّ ذلك في مجلس واحد، أو مجالس متعدّدة "... إلاّ أنّه عاد، وقال(3) - وقد ذكر كلاما -: "وخلاصة القول في تعريف هذا الفنّ أنّه: ما ينتقيه المحدّث من مسموعاته عن شيوخه ممّا يتضمّن فوائد متنوّعة في إسناد، أو متن".
ونقل الشّيخ علي بن حسن بن عبد الحميد في مقدمّة تحقيقه لفوائد أبي الشيخ الأصبهانيّ من رواية أبي عبد الله الملنجيّ عنه(4) التّعريف الأوّل للتّميميّ، وأقرّه عليه.
__________
(1) وهو الحديث ذو الرّقم: 26.
(2) ص/19).
(3) ص/21).
(4) ص/19).(12/28)
وقريب من التّعريف الثّاني للتّميميّ تعريف د. حلمي كامل عبد الهادي في مقدّمة تحقيقه لفوائد أبي بكر الشّافعيّ (الغيلانيّات)(1) إلاّ أنّ الأوّل قيّد الانتقاء بانتقاء المحدّث نفسه عن شيوخه، والآخر أطلق فيدخل في تعريفه ما انتقاه المحدّث من أصوله، وما انتقي عليه.
وقريب منه أيضا تعريف الشّيخ محمّد عبد الله عايض في مقدّمة تحقيقه لحديث الفاكهيّ عن ابن أبي مسرّة(2).
وعرّفها جاسم بن سليمان الفهيد في مقدّمة ترتيبه وتخريجه لفوائد تمّام(3) بأنّها: "الكتب الّتي تجمع غرائب أحاديث الشّيوخ، ومفاريد مرويّاتهم" فحصرها فيما وقع للشّيخ من الغرائب، والمفاريد، وفيه قرب من تعريف المعلّميّ رحمه الله.
وألمح الدّكتور عمر بن عبد السّلام تدمريّ في مقدمة تحقيقه لفوائد أبي القاسم التّنوخيّ، تخريج: أبي عبد الله الصّوريّ(4) إلى أنّ كتب الفوائد هي: الكتب الّتي لا يقتصر فيها على رواية الحديث فحسب، بل تتضمّن أيضا التّفسير، والمواعظ، ونحوهما.
وكلامه هذا لا يعدّ تعريفا في الحقيقة، ولعلّه لا يقصد به التّعريف أيضا إذ لا يمكن قصره على كتب الفوائد أو العكس ويدخل فيما ألمح إليه كتب الأمالي، والمجالس، والأجزاء الحديثيّة، ونحوها ممّا جُمع في مادّته ما بين المرفوع، والموقوف في التّفسير، والأدب، والوعظ، ونحو ذلك.
مع التّنبيه على أنّه ليس كل كتب الفوائد تجمع ما ذكره، بل منها ما أودع فيها الأحاديث فقط، ومنها ما جمع بين الأحاديث، والآثار؛ ومنها ما جمع بين الأحاديث، والآثار، والأشعار.
وإنّه من خلال اطّلاعي على ما وقفت عليه من كتب الفوائد وسبر أغوار مناهج المحدّثين في انتقائها، وتصنيفها يتبيّن لي أنّ جميع التّعاريف السّابقة فيها قصور ظاهر لمن نظر، وفتّش، وتأمّل، ويعوزها تحرير في العبارة، حتى تصير جامعة مانعة.
__________
(1) 1/24).
(2) ص/75).
(3) سمّاه: الرّوض البسّام، انظره (1/52).
(4) انظرها (ص/72).(12/29)
ولاختيار تعريف لها إمّا أن أُعرّفها بما ورد في التّعليق على كلام البخاريّ وما وافقه من النّقول، وحرّره المعلّميّ رحمه الله ووافقه عليه الشّيخ بكر أبو زيد، وغيره؛ باعتبار النّظر إلى أهمّ شيء فيها وإظهار حقيقتها بأعلى أنواعها، والنّصّ على جوهر الغرض من انتقائها(1).
وإمّا أن أحاول حسب - نظري، وقدرتي المتواضعة - تعريفها بتعريف جامع مانع، محرّر في العبارة، مستفيدًا ممّن سبقني، فأقول هي: "ما خُرِّج من مرويّات الشّيخ؛ لاستحداث فائدة مخصوصة".
فقولي: "ما خُرِّج" يدخل فيه: الانتقاء، سواء أكان المنتقي صاحب الأحاديث، أم تلميذه، أم أحد الحفاظ في عصره، أم جامعها عنه بأسانيده إليه.
والمادّة المنتقاة الّتي يرى المنتقي أنّ له أو لغيره فائدة في سندها، أو متنها من الأحاديث، والآثار، والأشعار، أو الأحاديث فقط، أو الأحاديث والآثار، أو الآثار المجرّدة عن غيرها.
ويدخل فيه أيضا: ما تكلّم على أحاديثه من كتب الفوائد، أو العكس.
وقولي: "من مرويّات الشّيخ" يشمل كلَّ طريقة صحيحة معتبرة احتملت بها هذه الأصول الّتي تحت تملّك المشايخ المرويّ عنهم، أوما تملّكها غيرهم وعليها سماعاتهم، أوما أجازوه لتلاميذهم.
وقولي: "لاستحداث فائدة مخصوصة"، وهي: أن يرى المُخرِّج أنّ الحديث لا يوجد عند أحد أو لم يَسْبق له أن تحمّله من هذا الطّريق وهذا هو الغرض الأصل في انتقاء كتب الفوائد الحديثيّة، وقد تكون فائدتها من باب (المُشتَرك) فيستفيدها المُخرِّج، والمخرَّج له أو أحدهما، أو غيرهما من أهل الحديث ورواته.
__________
(1) وهكذا في تعريف كلّ مصطلح له أنواع مختلفة يصعب جمعها في تعريف واحد جامع مانع فطريقة أهل العلم فيه إظهار حقيقته بأعلى أنواعه، وأشملها.
انظر: توضيح الأفكار بحاشيتيه (2/98- 99)، وعنه التأصيل لبكر أبو زيد (ص/53).(12/30)
ويدخل ضمن هذه الغرض ما يوجد تبعا أو سبباً له من فوائد إسنادية كأنّ يرى مخرِّجه أنّ سنده صحيح فيخرّجه(1)، أو حسن لا سيّما إذا كان عالياً، أو غريب، أو اشتهر الحديث برواية راو في طبقة من طبقاته ثمّ يقف عليه المُخرِّج من طريق أخرى غير مشهورة، أو فيه النّصّ على تعيين مبهم، أو تقييد مهمل، أو وصل معلّق، أو تصريح مدلّس بالسّماع من شيخه، أو لطيفة، أو علوّ بأيّ نوع من أنواعه... ونحو هذا.
أو فوائد مَتْنيّة كزيادة في لفظ، أو تفسير غريب، أو سبب ورود، أو فصل إدراج، أو تعيين مبهم، أو ملاحة متن... أو غير ذلك من الفوائد الإسناديّة، أو المتنيّة المتعدّدة الّتي تزخر بها كتب الفوائد الحديثيّة، يلحظها كلّ من يدرس أسانيدها، ومتونها دراسة متأنيّة، واعية.
__________
(1) انظر: الموضوعات لابن الجوزيّ (1/413).(12/31)
[123]- أَنا أَبو الفتح هِلال بن محمَّد بن جَعْفر الحفّار(1)/أ[45/ب] قال: أَخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمَّد الصَّفَّار(2) قال:ثنا عبّاس بن عبدالله التَّرْقُفيّ(3) قال: ثنا أَبو مُسْهر(4) قال: حدَّثني سعيد ابن عبد العزيز(5) عن رَبِيْعة بن يَزيد(6) عن أَبي إدريس الخَوْلانيّ(7) عن أَبي ذَرٍّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما عن الله عَزَّ وَجَلَّ أَنّه قَاْلَ: "إِنَّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا. عِبَادِي(8)، إِنَّكُمْ الَّذِيْنَ تُخْطِئُوْنَ بَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا الَّذِيْ أَغْفِرُ الذُّنُوْبَ، وَلاَ أُبَالِي، فَاسْتَغْفِرُوْنِي أَغْفِرْ لَكُمْ. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُ، فَاسْتَطْعِمُوْنَي أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَاْرٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُ، فَاسْتَكْسُوْنِي أَكْسِكُمْ. يَا عِبَادِي/(ج[36/أ]) لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ، وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ، وَجِنَّكُمْ كَاْنُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَزِدْ
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/61.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/560.
(4) بمضمومة، وسكون مهملة، وكسر هاء عبد الأعلى بن مسهر الشّاميّ ثقة، فاضل. روى له: ع. ومات سنة: ثمان عشرة ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (11/72)، والكاشف (1/611) ت/3082، والتّقريب (ص/332) ت/3738
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/571.
(6) الإياديّ، أبو شعيب، الدّمشقيّ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ثلاث وعشرين ومائة وقيل قبل ذلك . انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/465)، والتّقريب (ص/208) ت/1919.
(7) هو: عائذالله بن عبدالله.
(8) هكذا في النّسخ الثّلاث بحذف أداة النّداء، وضُبّب عليها في (أ)، (د) دلالة على صحّة ورودها كذلك من جهة النّقل. وفي صحيح مسلم (4/1994): "يا عبادي".(13/1)
ذَلِكَ فِي مُلْكَي شَيْئا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ، وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ، وَجِنَّكُمْ كَاْنُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ، وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ، وَجِنَّكُمْ اجْتَمَعُوا فِي صَعَيْدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُوْنِي، ثَمَّ أَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مَاْ سَأَلَ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنِّي شيْئا إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْبَحْرُ أَنْ يُغْمَسَ(1) فِيْهِ الْمِخْيَطُ(2) غَمْسَةً وَاحِدَةً. يَا عِبَادِي إِنَّمَا هَيَ أَعْمَالُكُمْ أَحْفَظُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ/(د[7/ب]) يَلُوْمَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ(3)".
قال [الشّيخ الإمام](4) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "هذا حديثٌ صحيح/(أ[46/أ]) من حديث أَبي إدْريس الخَوْلانيّ عن أبي ذَرٍّ الغِفَاريّ، ومن حديث رَبِيْعة بن يَزيد عن أَبي إدريس.
ورجال إِسناده ما بين أَبي ذرّ، وَعَبّاس التَّرْقُفيّ كلُّهم شاميُّون.
انفرد مسلمٌ بإِخراجه في كتابه، فرواه عن أَبي بكر محمَّد بن إِسحاق الصّغانيّ(5) عن أَبي مُسْهِر عبد الأَعلى بن مُسْهرالدّمشقيّ(6)، فكأَنَّ شيخنا أَبا الفتح سمعه من مُسْلم"./(ج[36/أ])
__________
(1) من الغمس، وهو: إرساب الشيء في الشّيء السيّال، أو النّديّ، أو في الماء.
وهو: المَقْل أيضا.
انظر: لسان العرب (حرف: السّين المهملة، فصل: الغين المعجمة) 6/156.
(2) بكسر الميم، وفتح الياء: الإبرة.
انظر: النّهاية (باب: الخاء مع الياء) 2/92، وشرح مسلم للنّوويّ (16/133).
(3) في (ج)، (د): "فلا تلومَنَّ إلاّ نَفْسك"، وضُبّب عليها.
(4) زيادة من: (د).
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/540.
(6) صحيح مسلم (كتاب: البرّ وَالصّلة وَالآداب، باب: تحريم الظّلم) 4/1995- 1995 ورقمه/2577.(13/2)
[124]- أَخبرنا أَبو الحسن أَحمد بن محمَّد بن أحمد بن [موسى ابن](1) هارون بن الصَّلْت الأَهوازيّ(2) قال: ثنا أبو بكر محمَّد بن جَعْفر المَطِيْريّ(3) قال: ثنا عليّ بن حَرْب(4) قال: ثنا سُفيان عن الزّهريّ عن سَالم(5) عن أَبيه قال: قال النَّبيُّ صلوات الله عليه وسلّم تَسْلميا: "اقْتُلُوا الحَيَّاتِ، وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ(6)، وَالأَبْتَرَ(7)؛ فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ(8)
__________
(1) زيادة من: (ج)، (د).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/53.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/506.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/296.
(5) هو: ابن عبد الله بن عمر.
(6) تثنية طفية بضمّ الطّاء المهلمة، وسكون الفاء: خوصة المُقْل (والمُقْل: حمل الدّوم، والدّوم: شجرة تشبة النّخلة في حالاتها). شبّة الخطّين اللّذين على ظهره بخوصتين من خوص المُقل، وهوشرّ الحيّات فيما يقال.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/55)، وشرح السّنّة للبغويّ (12/192)، ولسان العرب (حرف: اللاّم، فصل: الميم) 11/628.
(7) أي: قصير الذَّنَب، وقيل: مقطوعه. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/56)، وشرح مسلم للنّوويّ (14/230).
وقوله هنا: ".. والأبتر" تقتضي التّغاير بينه، وبين ذي الطّفيتين، ووقع في بعض طرق الحديث عند البخاريّ في: صحيحه (4/260 برقم/116): "لا تقتلوا الجنان إلاّ كل أبتر ذي طفيتين" وظاهره اتّحادها، ولكن لا ينفي المغايرة.
انظر: الفتح (6/401).
(8) أي: يمحوان نوره، وذلك بمجرّد نظرها إليه؛ لخاصّة جعلها الله تعالى في بصريهما إذا وقع على بصر الإنسان.
ويؤيّد هذا رواية يحيى بن سعيد عن نافع عند مسلم في صحيحه (4/1754): "يلتمعان البصر"، ورواية عمر بن نافع عن أبيه عند مسلم في صحيحه أيضا (4/1754 1755): "يخطفان البصر".
وقيل: إنّهما يقصدان البصر باللَّسْع، والنَّهْش. والأوّل أصحّ، وأَشْهَر.
انظر: معالم السّنن للخطّابيّ (المطبوع بحاشية سنن أبي داود) 5/411، وشرح السّنّة (12/192)، والفتح (6/401).(13/3)
، وَيَسْتَسْقِطَاِن الحَبَلَ(1).
فَكَانَ ابْنُ عَمَرَ يَقْتلُ كُلَّ حَيَّةٍ، حَتَّى أَبْصَرَهُ أَبُو لُبَابَةَ(2) أَوْ: زَيْدُ ابنُ الخَطَّابِ(3)
__________
(1) بفتح المهملة، والموحّدة: الجنين. ومعناه: أنّ المرأة الحامل إذا نظرت إليهما، وخافت أسقطت الحمل غالبا، وقد ذكر مسلم في صحيحه (4/1753) عن الزُّهريّ قال: "ونرى ذلك من سمّيهما" والله أعلم .
انظر: شرح النّوويّ على مسلم (14/230)، ولسان العرب (كتاب: اللاّم، فصل: الحاء المهملة) 11/139، والفتح (6/401).
(2) بضمّ اللاّم، وبموحدتين ابن عبد المنذر، له صحبة.
انظر ترجمته في: أسد الغابة (5/265) ت/6198، والإصابة (4/168) ت/981.
(3) ابن نفيل، أخو: عمر بن الخطّاب، له صحبة أيضا . انظر ترجمته في: أسد الغابة (2/133) ت/1834، والإصابة (1/565) ت/2797.
هذا، وتابع ابن عيينة في روايته عن معمر عن الزُّهريّ كما هنا على الشّكّ في اسم الّذي لقي عمر: عبد الرّزّاق في: (المصنّف 7/154) ومن طريقه: مسلم في: صحيحه (4/1753) ويونس بن يزيد، أخرج روايته مسلم في: صحيحه (4/1753) إلاّ أنّه لم يسق لفظها، وساقه أبو عوانة في مستخرجه [5/68ب] وإسحاق بن يحيى الكلبيّ في نسخته (كما في الفتح 6/406) ومحمد بن الوليد الحمصيّ، أخرج روايته مسلم في: صحيحه (4/1752).
ورواه صالح بن كيسان (كما في مستخرج أبي عوانة [5/69أ])، ومحمد بن أبي حفصة (علّقه البخاريّ في صحيحه 4/258 عنه بصيغة الجزم)، وابن مجمع (كما في: الفتح 6/406)، وغيرهم، كلُّهم عن الزُّهريّ عن سالم عن ابن عمر، وفيه: (فرآني أبو لبابة، وَزيد بن الخطّاب) جمع بينهما لكن ليس في هؤلاء من يقارب الخمسة الّذين رووه بالشّكّ، إلاّ صالح بن كيسان (كما قاله الحافظ في: الفتح 6/402).
ورواه البخاريّ في صحيحه وسيأتي بيان مواضعها، انظر ص/858 من أوجه عن ابن عمر أنّ الّذي رآه هو: أبو لبابة دون شكّ، واقتصر عليه.
وكذا عقّب مسلم في صحيحه (4/1754) الحديث برواية الشّكّ بإخراجه له من طرق عن ابن عمر بغير شكّ، وأنّه: أبو لبابة أيضا والله تعالى أعلم.(13/4)
وَهُوَ يُطَارِدُ(1) حَيَّةً، فَقَاْلَ: "إِنَّهُ قَدْ نُهِيَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوْتَ(2)".
قال [الشّيخ الإمام](3) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "أخرجه مُسْلم في صحيحه عن عمرو بن محمَّد النّاقد عن سُفيان بن عُيينة(4)، فكأنَّ شيخنا سمعه منه".
__________
(1) أي: يتّبع، ويطلب.
انظر: شرح النّوويّ على مسلم (14/231)، والفتح (6/401).
(2) أي: اللاّتي يوجدن في البيوت دون غيرها، وظاهره العموم في جميع البيوت.
وقيل: هو خاص ببيوت المدينة، فلا تقتل حيّاتها إلاّ بإنذارها، وأمّا حيّات غير المدينة فيندب قتلها من غير إنذار.
وقيل: يختصّ ببيوت المدن دون غيرها.
والقول الأوّل اختيار الإمام مالك يرحمه الله إلاّ أنّه يرى ذلك في حيّات بيوت المدينة آكد والله تعالى أعلم.
انظر: المُعْلم للمازريّ (3/109)، وشرح النّوويّ على مسلم (14/230)، والفتح (6/401).
(3) زيادة من: (د).
(4) صحيح مسلم (كتاب: السّلام، باب: قتل الحيّات، وغيرها) 4/1752 1753 رقم الحديث/2233.
والحديث رواه أيضا: البخاريّ في صحيحه (كتاب: بدء الخلق، باب: قول الله تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّة}) 4/257- 258 ورقمه/105 عن عبد الله بن محمَّد عن هشام بن يوسف عن معمر عن الزُّهريّ به، بنحوه.
وَ (باب: خير مال المسلم غنم يتبع بها شَعَف الجبال) 4/260 ورقمه/116 عن عمرو بن عليّ عن ابن أبي عديّ عن أبي يونس القشيريّ عن ابن أبي مليكة عن ابن عمر به، بنحوه.
وفيه أيضا (4/260- 261 ورقمه/117) عن مالك بن إسماعيل،
وفي: (كتاب: المغازي، باب كذا دون ترجمة ) 5/200 ورقمه/63 عن أبي النّعمان، كلاهما عن جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر به، بنحوه، مختصرًا.(13/5)
[125]- أخبرنا أبو الحُسين علي بن محمَّد بن عبد الله بن بِشْران المعدِّل(1) قال: أخبرنا إِسماعيل بن محمَّد الصّفّار(2) قال: ثنا عبد الكريم ابن الْهَيْثم(3) قال: ثنا أَبو اليمان(4) قال: أَنا شُعَيْب/(أ[46/ب]) بن أَبي حَمْزة القُرَشيّ(5) عن محمَّد بن مُسْلم بن عبد الله بن شِهَاب الزُّهريّ قال: أَخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عُمَر بن الخطّاب أَنَّه قال: "رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا إِذَا افْتَتَحَ/(د[8/أ]) التَّكْبِيْرَ فِي الصَّلاَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حِيْنَ(6) يُكَبِّرُ حَتَّى يَجْعَلَهُمَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ إِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوْعِ فَعَلَ ذَلِكَ، ثُمَّ إِذَا قَاْلَ: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" فَعَلَ [مِثْلَ](7) ذَلِكَ/وَقَاْلَِ: "رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ" وَلاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حِيْنَ يَسْجُدُ، وَلاَ حِيْنَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ".
قال [الشّيخ الإِمام](8) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "رواه البخاريّ في صَحيحه عن أَبي اليمان الحَكَم بن نَافع(9)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/62.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/537.
(4) هو: الحكم بن نافع، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/534.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/564.
(6) في (أ): "حتى"، وهو خطأ، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّحيح.
(7) ساقطة من: (أ).
(8) زيادة من: (د).
(9) صحيح البخاريّ (كتاب: الأذان، أبواب: صفة الصّلاة، باب: إلى أين يرفع يديه) 1/295 رقم الحديث/126 بنحوه، مختصرًا.
ورواه أيضا في الكتاب نفسه (باب: رفع اليدين في التّكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء) 1/294 ورقمه/123 عن عبد الله بن مسلمة عن مالك،
وفي باب: (رفع اليدين إذا كبّر، وإذا ركع، وإذا رفع) 1/294- 295 ورقمه/124 عن محمَّد بن مقاتل عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن يونس (هو: ابن يزيد) كلاهما عن ابن شهاب به، بنحوه، مختصرًا.
ورواه في (باب: رفع اليدين إذا قام من الرّكعتين) 1/295- 296 ورقمه/127 عن عيّاش (هو: ابن الوليد) عن عبد الأعلى (هو: ابن عبد الأعلى) عن عبيدالله (هو: ابن عمر بن حفص) عن نافع عن ابن عمر به، بنحوه، مختصرًا أيضا .
ورواه مسلم في صحيحه (كتاب: الصّلاة، باب: استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام، والرّكوع، وفي الرّفع من الرّكوع، وأنّه لا يفعله إذا رفع من السّجود) 1/292- 293 ورقمه/390 من حديث ابن عيينة، وابن جريج، وَعُقَيل (هو: ابن أبي خالد)، ويونس (هو: ابن يزيد) كلّهم عن ابن شهاب به، بنحوه، مختصرًا كذلك .(13/6)
".
[126]- أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن يَحْيى بن عبد الجبّار السُّكّريّ(1) قال: أنا إِسماعيل بن محمَّد الصّفّار(2) قال: ثنا أحمد بن مَنْصُور الرَّمَاديّ(3) قال: حدّثنا عبد الرّزّاق أَنا مَعْمَر عن الزُّهريِّ قال: أَخبرني حُمَيد بن عبد الرّحمن بن عَوْف(4)، وَمحمّد بن النُّعمان بن بَشِيْر(5) عن أَبيه النُّعمان بن بَشِيْر قال: جاْءَ بِي أَبِي بَشِيْرُ بنُ سَعْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما يُشْهِدُهُ عَلَى نُحْلٍ(6) نَحَلَنِي، فَقَاْلَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليمَاً: "أَكُلَّ بِنِيْكَ نَحَلْتَ"؟ قَاْلَ: لاَ. فَأَبَى أَنْ يَشْهَدَ.
قال [الشّيخ الإمام](7) أَبو بكر الخطيب رحمه الله: "أَخرجه البخاريُّ من حديث مَالك بن أَنس عن الزُّهريّ(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/63-64.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/586.
(4) القرشيّ، أبو إبراهيم ويقال: أبو عبد الرّحمن، ويقال: أبو عثمان المدنيّ... ثقة، مكثر. روى له: ع.
والأشبه أنّه مات سنة: خمس وَتسعين وقيل: خمس وَمائة، وهو غلط .
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (5/153- 155)، والكاشف (1/353) ت/1253، والتّقريب (ص/182) ت/1552.
(5) الأنصاريّ، أبوسعيد الدّمشقيّ... تابعيّ ثقة، من الثّالثة. روى له: خ، م، ت، س، ق. انظر: التأريخ الكبير (1/250) ت/797، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/415) ت/1509، والتّقريب (ص/510) ت/6356.
(6) بضمّ النّون، بعدها حاء مهملة: العطيّة، والهبة، ابتداءً من غير عِوَض، ولا استحقاق.
انظر: النّهاية (باب: النّون مع الحاء) 5/29.
وهذا النُّحل كان غُلاما، جاء مبيّنا عند البخاريّ (3/312- 313)، ومسلم (4/1241، 1242، 1244) في صحيحيهما.
(7) زيادة من: (د).
(8) صحيح البخاريّ (كتاب: الهبة، باب: الهبة للولد) 3/312- 313 رقم الحديث/20 بنحوه.
ورواه أيضا في الكتاب نفسه (باب: الإشْهاد في الهبة) 3/313 ورقمه/21 عن حامد بن عمر عن أبي عوانة عن حصين (هو: ابن عبد الرّحمن السلميّ)،
وفي: (كتاب: الشّهادات، باب: لا يَشْهد على شَهادة جَوْر إذا أُشْهد) 3/337 ورقمه/16 عن عبدان عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن أبي حيّان التّيميّ، كلاهما عن عامر الشّعبيّ عن النّعمان به، بنحوه، مطوّلاً.(13/7)
.
ورواه مُسْلم عن إِسحاق بن إِبراهيم(1)، وَعَبْد بن حُمَيْد/(أ[47/أ]) عن عبد الرّزّاق(2)، فكأنَّ شيخنا/(ج[73/ب]) أَبا محمَّد السّكّريّ سمعه من مُسْلم".
[127]- أَخبرنا أَبو الفتح محمَّد بن أَحمد بن أَبي الفوارس الحافظ(3) قال: ثنا عبد الخالق بن الحسن بن محمَّد(4) قال: ثنا أَبو بكر محمَّد بن سُليمان بن الحارث(5) قال: ثنا قُطْبَة بن العَلاء بن المنهال الغنويّ(6)
__________
(1) هو: ابن راهويه.
(2) صحيح مسلم (كتاب: الهبات، باب: كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة) 3/1242.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/57.
(4) ابن نصر السَّقطيّ بفتح السّين المهملة، والقاف، وكسر الطّاء المهملة أبو محمَّد، البغدادي، المعروف بابن أبي روبا... ثقة. مات سنة: ستّ وخمسين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (11/124) ت/5819، والأنساب (3/263)، والمنتظم (14/184) ت/2655.
(5) الواسطيّ، المعروف بالباغنديّ... ضعّفه الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات الحاكم له ص/140 ت/179)، وأبو الفتح محمَّد بن أبي الفوارس (كما في: تأريخ بغداد 5/299).
وقال الدّارقطنيّ مرّة (كما في: تأريخ بغداد 5/299): "لا بأس به".
وقال الخطيب (5/298): "والباغنديّ مذكور بالضّعف، ولا أعلم لأيّة علّة ضُعّف، فإنّ رواياته كلّها مستقيمة، ولا أعلم في حديثه منكرًا". وقال الذّهبيّ في: (الميزان 5/17): "لا بأس به". توفّي في آخر سنة: ثلاث وثمانين ومئتين.
(6) أبو سفيان، الكوفيّ... أورده البخاريّ في: (الضّعفاء الصّغير ص/197 ت/304) وقال: "عن أبيه، وليس بالقويّ، وفيه نظر،ولا يصحّ حديثه".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 7/142 ت/792): "شيخ يُكتب حديثه، ولا يُحتجّ به". وقال الذّهبيّ في: (الميزان 4/281 في نهاية ترجمة: فضيل بن عياض، ورقمها/6768): "هالك". وانظر: المجروحين لابن حبّان (2/220)، والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (2/18) ت/2767.(13/8)
قال: ثنا أَبي(1) عن هشام بن عروة عن أَبيه عن عائِشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "مَنْ طَلَبَ مَحَاْمِدَ النَّاسِ بِمَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ، وَجَلَّ عَادَ حَامِدُهُ لَهُ ذَامَّا".
قال [الشَّيخ الإمام](2) أَبو بكر الخطيب رحمه الله: "هَذا حديثٌ غريبٌ من حديث عُروة بن الزُّبير عن عائِشة أمّ المؤمنين(3)، ومن حديث هشام بن عروة عن أَبيه، لا أَعلم رواه غير العلاء بن المنهال الغنويّ عنه(4)
__________
(1) وثّقه أبو زرعة (كما في: الجرح والتعديل 6/361 ت/1992)، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/343 ت/1174)، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/502). وأورده العقيليّ في: (الضّعفاء 3/343)، وأورد حديثه هذا، وقال: "لا يتابع عليه، ولا يعرف إلاّ به". وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 10/225) في الابن، وأبيه: "وكلاهما ضعيف".
(2) زيادة من: (د).
(3) وتابع عروة في روايته لهذا الحديث جماعةٌ... وسيأتي ذكرهم (انظر ص/961).
(4) الحديث من طريق قطبة بن العلاء رواه أيضا: وكيع في: (أخبار القضاة 1/38)، والخرائطيّ في: (مساوئ الأخلاق ص/111 ورقمه/231)، وابن المطيريّ في: (حديثه [7/أ])، وابن البختريّ في: (فوائده [12/أ])، وابن الأعرابيّ في: (المعجم [82/أ])، والعقيليّ في: (الضّعفاء 3/343)، وابن عديّ في: (الكامل 6/53)، وأبو الحسن بن الصلّت في: (حديث ابن عبد العزيز الهاشميّ [86/أ])، وابن شاذان في: (الفوائد [1/118 أ])، وابن بشران في: (الأمالي [144- 145])، والقضاعيّ في: (الشّهاب 1/299 رقم/498)، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/331 ورقمه/887، 888)، وغيرهم، كلّهم من طرق عنه به...
وفيه: قطبة بن العلاء ضعيف (كما تقدّم ص/959)، وأبوه متكلّم فيه (كما تقدّم ص/959 أيضا)، ولا يتابع العلاء على رفعه للحديث عن هشام.
وخالفه: سفيانُ الثّوريّ (كما عند: التّرمذيّ في جامعه 4/527 رقم الحديث/2414، والعلل له أيضا ص/366)، وعبد الله بن المبارك (أشار لروايته: ابن أبي حاتم في العلل 2/111 رقم/1827) فروياه عن هشام عن أبيه عن عائشة موقوفا، بنحوه إلاّ أنّ ابن المبارك قال: عن هشام عن رجل عن عروة .
قال أبو حاتم (كما في: العلل لابنه، الموضع المتقدّم): "وهذا هو الصّحيح" أي: الموقوف.
وقال الألبانيّ في: تخريج شرح الطّحاوية (ص/268) عن سند التّرمذيّ: "سنده صحيح، رجاله كلّهم ثقات".
وروي الحديث مرفوعا من طريق أخرى عن عروة، فقد رواه: ابن حبّان في صحيحه (الإحسان 1/510 رقم الحديث/276)، والقضاعيّ في: (الشِّهاب 1/300 رقم/499)، ومُشْرق بن عبد الله في: (حديثه [5/أ]، [61/ب])، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/333 ورقمه/892) كلّهم من طرق عن عثمان بن واقد عن أبيه عن محمَّد بن المنكدر عن عروة به...
قال الألبانيّ في تخريجه للكتاب المتقدّم، الموضع نفسه: "وهذا سند حسن، رجاله كلّهم ثقات معروفون، وفي عثمان بن واقد كلام، لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وفي: التّقريب [ص/387 ت/4526]: صدوق ربّما وهم".
هذا وجاء الحديث من طرق أخرى عن عائشة مرفوعا، وموقوفا،وهي كالتّالي:
الطّريق الأولى: طريق عامر الشعبيّ عنها...
رواها: ابن أبي شيبة في: (المصنّف 6/153 ورقمها/2)، وأبو داود في: (الزّهد ص/285 ورقمها/337)، ووكيع في: (أخبار القضاة 1/38)، كلّهم من طرق عن زكريّا بن أبي زائدة عن عبّاس بن ذريح عنه عن عائشة به موقوفا... وهذا إسناد صحيح.
ورواه وكيع في: (الزّهد 3/844 ورقمه/523) ومن طريقه: الإمام أحمد في: (الزّهد أيضا ص/241 ورقمه/915) عن زكريّا عن عامر به، ولم يذكر فيه: ابن ذريح، فلعلّ زكريّا سمعه على الوجهين، فحدّث به تارة كذا، وتارة كذا والله أعلم .
وروي مرفوعا من طريق أخرى عن زكريّا... فرواه الحميديّ في: (المسند 1/129 رقم الحديث/266) ومن طريقه: البيهقيّ في الزّهد (ص/331 ورقمه/886) وأبو داود في: (الزّهد ص/283- 284 رقم/236) عن عبد الله بن محمَّد الزُّهريّ،
وأبو بكر محمَّد بن أحمد المعدّل في: (أماليه [6/أ]) بسنده عن عبد الجبّار ابن العلاء ثلاثتهم عن سفيان (هو: ابن عيينة) عن الشّعبيّ عن عائشة به... فإذا صحّ سماع الشّعبيّ من عائشة فهذا إسناد حسن، فيه: عبد الله بن محمَّد، صدوق (انظر: التّقريب ص/321 ت/3589)، (وانظر حول سماع الشّعبيّ من عائشة: التّأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/286)، وسؤالات الآجريّ أبا داود [5/545 ت/1037].
الطريق الثّانية: طريق القاسم عنها...
رواها: أبو داود في: (الزُّهد أيضا ص/277 رقم الحديث/329)، والبيهقيّ في: (الأسماء والصّفات 2/474 ورقمها/1059) من طرق عن غندر عن شعبة عن واقد بن محمَّد عن ابن أبي مليكة عنه عن عائشة به موقوفا...
وأخرجه عبد بن حميد في مسنده (المنتخب ص/440 رقم/1524)، ووكيع في: (أخبار القضاة 1/38)، وابن حبّان في صحيحه (الإحسان 1/511 رقم الحديث/277)، وابن شاذان في: (فوائده [2/7أ- ب])، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/332- 333 ورقمه/890، 891، والأسماء والصّفات 2/267)، وابن حجر في: (الأمالي المطلقة ص/119) كلّهم من طرق عن عثمان ابن عمر عن شعبة به... قال البيهقيّ: "ربما رفعه عثمان، وربّما لم يرفعه"، وقال ابن حجر: "هذا حديث صحيح... وإسناده على شرط الشّيخين، ولم يخرجاه من هذا الوجه..".
وجاء أيضا من طريق النّضر بن شميل عن شعبة عن محمَّد بن عبيد الله بن أبي مليكة عن القاسم به،
انظر: العلل الكبير للتّرمذيّ (2/837)، وعلل الدّارقطنيّ [5/42 أ].
الطرّيق الثّالثة: طريق عبّاس بن ذَريح عنها:
رواها ابن المبارك في: (الزّهد 1/235 رقم/189) عن عنبسة بن سعيد عنه عن عائشة به موقوفا...
وهذا إسناد منقطع، عبّاس لم يسمع من عائشة، بينه وبينها الشّعبيّ (كما تقدّم ص/865، وانظر: تهذيب الكمال 14/210 ت/3119).
الطّريق الرّابعة: طريق معمر عنها:
رواها: عبد الرّزّاق في: (المصنّف 11/451) عنه به موقوفا أيضا ..
وهذا معضل بين معمر وعائشة (انظر: تهذيب الكمال 28/303 ت/6104، وجامع التّحصيل ص/283 ت/786).
الطّريق الخامسة: رجل عنها: رواها ابن المبارك في: (الزّهد 1/234 رقم/188) ومن طريقه: التّرمذيّ في جامعه (4/527 رقم/2414) عن عبد الوهّاب بن الورد عن رجل عنها به، مرفوعا...
قال العراقيّ في: تخريج الإحياء (2/1007): "في سند التّرمذيّ من لم يسمّ".
وقال الألبانيّ في: تخريجه لشرح الطّحاويّة (ص/268): "إسناده ضعيف؛ لجهالة الرّجل الّذي لم يسمّ".
هذا، وقال العقيليّ في: (الضّعفاء 3/343) عن الحديث: (ولا يصحّ في الباب مسندًا، وهو موقوف من قول عائشة) اه.
وشطر كلامه الأوّل لعلّه صحيح باعتبار طريق بعينها، وإلاّ فلا، فإن المرفوع بمجموع طرقه لا ينزل عن درجة الصّحيح لغيره، وقد قال الألبانيّ في الكتاب الآنف الذّكر (ص/269):
(الصّواب عندي أنّ الحديث صحيح موقوفا، ومرفوعا، أمّا الموقوف فظاهر الصّحّة، وأمّا المرفوع فلأنّه جاء من طريق حسنة عن عثمان بن واقد، فإذا انضمّ إليه طريق التّرمذيّ ارتقى الحديث إن شاء الله إلى درجة الصّحيح) اه.
وهذا وجيه، خصوصا إذا أضفنا إلى المرفوع طريق سفيان عن زكريّا، وطريق عثمان بن عمر عن شعبة، وطريق عبد الوهّاب بن الورد، المتقدّم ذكرها والله تعالى أعلم .(13/9)
".
[128]- أَخبرنا أَبو القاسم إِسماعيل بن إبراهيم بن عليّ البُنْدار(1) قال: أَنا أَبو سَهْل/(د[8/ب]) أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن زياد القطّان(2) قال:ثنا محمَّد بن غالب بن حَرْب(3) قال: ثنا حَفْص بن عُمَر الكَبْر(4) قال: ثنا هشام بن عروة عن أَبيه عن عائشة [رضي الله عنها](5) قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بَالْيَهُوْدِ".
قال [الشّيخ الإمام](6) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث هشام بن عروة عن أَبيه عن عائشة، تفرَّد بروايته عنه حَفْص بن عُمَر الكَبْر(7).
ورُوي عن/(ج37/أ]) سفيان بن سعيد الثّوريّ أيضا عن هشام كذلك، أَخبرناه: أَبو الفتح محمَّد بن أَحمد بن أَبي الفوراس(8) قال: ثنا القاضي أَبو بكر محمَّد بن عمر بن سلْم بن البراءِ(9)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/64.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/589.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/556.
(4) بالفتح، وسكون الموحدة ويقال: "الكفر" بالفاء الكوفيّ...
قال ابن الجوزيّ في: (الضّعفاء والمتروكين 1/223 ت/939): "قال يحيى: ليس بشيء، وقال مرّة: ليس بثقة ولا مأمون، أحاديثه كذب".
وقال الأزديّ: "متروك الحديث".
وقال ابن حبّان في: (المجروحين 1/259- 260): (لا يجوز الاحتجاج بخبره).
وانظر: الكامل (2/387)، وتأريخ بغداد (8/202) ت/4316، والميزان (2/86) ت/2134.
(5) زيادة من: (ج).
(6) زيادة من: (د).
(7) أشار إليه من رواية حفْص عن هشام أيضا: المزّيّ في: (تهذيب الكمال 25/497).
(8) تقدّمت ترجمته... انظر ص/57.
(9) هو:محمَّد بن عمر بن محمَّد بن سلم التّميميّ، القاضي، المعروف بابن الجعابيّ.
ذكر الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات الحاكم له ص/154 ت/225) أنّه تغيّر، واتّهمه في الحديث.
وقال الخطيب في: (تأريخه 3/26 ت/953): ".. وكان كثير الغرائب، ومذهبه في التّشيّع معروف".
وأورده الذّهبيّ في: (المغني 2/620 ت/5871)، وقال: ".. مشهور محقّق، لكنّه رقيق الدين، تالف". مات سنة: خمس وخمسين وثلاثمائة.
وانظر: لسان الميزان (5/322) ت/1063.(13/10)
وَمحمّد بن جَعْفر الخيّاط(1) قالا: ثنا عبْدان(2) قال: ثنا زيد بن الحَرِيش(3) قال: ثنا عبد الله بن رَجَاء(4) قال: ثنا سُفْيان الثّوريّ عن هِشَام بن عُرْوة عن أَبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "غَيِّرُوا الْشَّيْبَ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُوْدِ".
__________
(1) لم أقف على ترجمة له.
(2) الجواليقيّ، أبو محمد، البغداديّ... ثقة. مات سنة: ستّ وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (9/378) ت/4955، والمنتظم (13/184) ت/2148، والألقاب للسّخاويّ [104 أ].
(3) بفتح الحاء المهملة، وكسر الرّاء المخفّفة، وفي آخرها شين معجمة الأهوازيّ، نزيل البصرة...
ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/251)، وقال: "ربّما أخطأ".
وقال ابن القطّان (كما في: ذيل الميزان للعراقيّ ص/254 ت/407): "مجهول الحال". مات سنة: إحدى وأربعين ومئتين.
وانظر: تأريخ مولد العلماء (2/531)، والإكمال (2/422).
(4) أبو عمران، البصريّ، ثمّ المكّيّ.. ثقة، ذهبت كتبه فكان يكتب من حفظه، فوجدت بعض المناكير في رواياته، ولذا ضعّفه يحيى في رواية عنه، وضعّفه الإمام أحمد، وأبو حاتم، وأبو زرعة (كما في: الجرح والتعديل 5/54- 55 ت/254)، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 14/503)، ووصفه الذّهبيّ في: (الميزان 3/135 ت/4308) بأنّه صدوق، ورمز له بصح. روى له: ر، م، د، س، ق. ومات في حدود: التّسعين ومائة. وانظر: الطّبقات الكبرى (5/500)، والضّعفاء (2/252)، والتّقريب (ص/302) ت/3313.(13/11)
قال [الشّيخ الإمام](1) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "وهو غريبٌ جدًّا من حديث سُفْيان الثّوريّ، تفرَّد به عبد الله بن رجاء المكّيّ عنه، ولم يروه عن ابن رجاء إِلاَّ زيدُ بن الحَرِيش، ولا عن زيدٍ إِلاَّ عبد الله بن أَحمد بن موسى(2) المعروف بعَبْدان الأَهْوازيّ، ورواه عنه يَحْيى بن محمَّد بن صاعد(3).
__________
(1) زيادة من: (د).
(2) أشار لهذه الرّواية: الدّارقطنيّ في: (علله 4/235).
(3) ابن كاتب الهاشميّ، أبو محمد، البغداديّ... ثقة إمام. مات سنة: ثمان عشرة وثلاثمائة. انظر: فهرست النّديم (ص/325)، والإرشاد للخليليّ (ص/193)، وتأريخ بغداد (14/731) ت/7537.
روى الحديث من طريقه: الخطيب في: (تأريخه 9/378) عن أبي طالب عمر ابن محمَّد النّجّار عن عمر بن أحمد الواعظ عنه به.
وأبو طالب النّجّار له ترجمة في: (التّأريخ أيضا 11/275 ورقمها/6046) وهو صدوق، لكن يبقى الإسناد ضعيفا من أجل زيد بن الحريش (انظر ص/965).
هذا، وتابع ابنَ الجعابيّ، ومحمدَ بن جعفر في روايتهما عن عَبْدان: أبو بكر المقرئ، أخرج روايته: الخطيب في: (تأريخه أيضا 5/405، 9/378) عن أبي طالب الدّسكريّ عنه به.
وتابع سفيانَ بمثل روايته عن هشام اثنان...
أوّلهما: أبو مروان يحيى بن أبي زكريّا الغسّانيّ، رواه: الطّبرانيّ في: (الأوسط 2/133 برقم/1252) عن أحمد بن محمَّد السِّمَّريّ عن محمَّد بن حرب النّسائيّ عنه به... وقال: "لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلاّ محمَّد".
والسِّمَّريّ ترجم له الخطيب (4/403)، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً، ويَحْيى ضعيف...
انظر: الجرح والتعديل (9/146) ت/614، والمجروحين (3/126) .
والآخر: حفص بن عمر الحبطيّ... أشار لروايته: الدّارقطنيّ في: (علله 4/235)، والخطيب في: (تأريخه 5/405).
والحبطيّ ليس بشيء.
انظر: التّأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/121)، ولسان الميزان (2/325) ت/1328.(13/12)
وروى هذا الحديث أَيضا: أَبو يَحْيى محمَّد بن عبد الله بن كُنَاسَة(1) الأسديّ(2) عن هشام بن عروة عن عُثْمان بن عروة بن الزُّبير(3) عن أَبيه عن الزُّبير عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما(4).
ولم يُتَابِع ابنَ كُنَاسَة على هذا القول أحدٌ(5)
__________
(1) بضمّ الكاف، وتخفيف النّون، وبمهملة هو لقب لأبيه عبد الله، وقيل: لقب جدّه، واسمه: عبد الأعلى...
انظر: تهذيب الكمال (25/492) ت/5353 .
(2) ويقال: أبو عبد الله الكوفيّ... وثّقه الجمهور (انظر: التّهذيب 9/259)، وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 7/300 ت/1628): "كان صاحب أدب، يكتب حديثه، ولا يحتجّ به".
وكأنّه من أجل هذا قال فيه الحافظ في: (التّقريب ص/488 ت/6027): "صدوق، عارف بالآداب". وهو إلى التّوثيق أقرب والله تعالى أعلم.
روى له: س. ومات سنة: سبع ومئتين على الصّحيح.
وانظر: الإرشاد للخليليّ (ص/183 184).
(3) الأسديّ... ثقة، قليل الحديث. روى له: خ، م، د، س، ق. ومات قبل: الأربعين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ص/228، وتأريخ خليفة (ص/419)، والتّقريب (ص/385) ت/4501.
(4) روى حديث ابن كناسة جماعة منهم: الإمام أحمد في: (مسنده 1/165)، والنّسائيّ في: (سننه 8/137- 138 برقم/5074، وسننه الكبرى 5/415 برقم/9345)، وأبو يعلى في: (مسنده 2/42 برقم/681)، وأبو نعيم في: (حليته 2/180) ومن طريقه: المزّيّ في: تهذيب الكمال (25/496)، والسّمرقنديّ في: (فوائده [7/ب])، والخطيب في: (تأريخه 5/404- 405)، وأشار إليها الدّارقطنيّ في: (علله 4/235)، كلّهم من طرق عنه به... قال أبو نعيم: "غريب من حديث عروة، تفرّد به ابن كناسة.." وسقط من الإسناد في كتابه عثمانَ بن عروة، وهو مذكور في تهذيب الكمال من طريقه .
(5) وكذلك قال الدّارقطنيّ في: (علله 4/235).
وذكر النّسائيّ في: (السّنن 8/138، والسّنن الكبرى 5/415) بأنّه غير محفوظ من طريق ابن كناسة. والمحفوظ هو الإرسال، كما نقله الخطيب في: (تأريخه 5/405) بسنده عن الدّوريّ عن ابن معين.(13/13)
.
ورواه عِيْسى بن يونُس(1) عن هشام عن أَبيه عن ابن عُمَر عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما(2) .
وتفرَّد عِيْسى أَيضا بهذا القول(3).
ورواه محمّد بن بِشْر العبديّ(4) عن هشام/(ج[37/ب]) عن أَخيه عُثمان بن عروة [عن عروة](5) عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم/(د[9/أ]) تَسْليما/(أ[48/أ]) مُرْسَلاً(6).
ورواه عبد الله بن نُمير(7) عن هشام عن أَبيه عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما (8).
__________
(1) ابن أبي إسحاق السّبيعيّ بفتح المهملة، وكسر الموحدة الشّاميّ... ثقة مأمون. روى له: ع. مات سنة: سبع وثمانين ومائة وقيل بعد ذلك .
انظر: التّقريب (ص/441) ت/5341.
(2) روى حديث عيسى جماعة منهم: النّسائيّ في: (سننه 8/137 برقم/5073، وسننه الكبرى 5/415 برقم/9344)، والخطيب في: (تأريخه 4/77) كلاهما من طرق عنه به...
وجاء في (ج) بعد قول الخطيب: ".. عن ابن عمر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما": "مرسلاً" وهو خطأ.
(3) وبمثل هذا قال في: (تأريخه 4/77).
وقال نحو ذلك النّسائيّ في: (سننه 8/138، وسننه الكبرى 4/415) عقب إخراجه للروايتين المتقدمتين، ووافقه الحافظ في: (الفتح 10/367).
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/660.
(5) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج).
(6) رواه من هذا الطّريق: الخطيب في: (تأريخه أيضا 5/405- 406) عن أبي بكر المقرئ عن أحمد بن جعفر بن حمدان (وهو: القطيعيّ) عن عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبيه عنه به... وهذا إسناد صحيح.
(7) تقدّمت ترجمته... انظر ص/761.
(8) رواه من طريق ابن نمير: الخطيب في (تأريخه 5/406 أيضا) عن الحسن ابن عليّ التّميميّ عن عمر بن أحمد الواعظ عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عليّ بن شعيب عنه به.
والحسن بن عليّ هو المعروف بابن المُذْهِب صدوق إن شاء الله وقد خلط في بعض سماعاته شيئا...
انظر: تأريخ بغداد (7/390) ت/3927، ووالمغني للذّهبيّ (1/163) ت/1440 .(13/14)
والإرسال هو الصَّواب(1) والله أعلم"(2).
[129]- أَخبرنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد بن أَحمد الفرضيّ(3) قال: ثنا يُوسف بن يَعقوب الأَزْرق(4) قال: ثنا جدّي وهو: إِسحاق بن البُهْلول التّنّوخيّ(5) قال: ثنا سُفيان عن الزّهريّ عن أَبي سلمة(6) عن أَبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "منْ صَاْمَ رَمَضَاْنَ إِيْمَانا وَاحْتِسَابا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمنْ قَاْمَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيْمَانا وَاحْتِسَابا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ(7)".
قال [الشّيخ الإمام](8) أبو بكر الخطيب رحمه الله:
"أَخرجه البخاريُّ في كتابه عن عليّ بن المدينيّ عن سُفيان بن عُيينة(9)
__________
(1) وصوّب ارساله أيضاً: الدّارقطنيّ في: (علله 4/235).
(2) وفي الباب عن جابر، وأبي هريرة، وابن سمرة، وأبي ذرّ، وابن عبّاس، وابن عمر، وأبي الطّفيل، وغيرهم، اتّفق عليه الشيخانِ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه فرواه البخاريّ في: (كتاب: الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل) 4/328 ورقمه/255.
وفي: (كتاب: اللّباس، باب: الخضاب) 7/295 ورقمه/114.
ورواه مسلم في: (كتاب: اللّباس والزّينة، باب: في مخالفة اليهود في الصّبغ) 3/1663 ورقمه/2103.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/505.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/505.
(6) هو: ابن عبد الرّحمن بن عوف.
(7) قوله: "ومن قام ليلة القدر..." الحديث، ليس في (ج).
(8) زيادة من: (د).
(9) صحيح البخاريّ (كتاب: صلاة التّراويح، باب: فضل ليلة القدر) 3/99 رقم الحديث/120.
وروى نحو شطره الأوّل في: (كتاب: الإيمان، باب: صوم رمضان احتسابا من الإيمان) 1/28 ورقمه/37 عن ابن سلام عن محمَّد بن فضيل عن يحيى ابن سعيد،
وبنحوه في: (كتاب: الصّوم، باب: من صام رمضان أيمانا، واحتسابا، ونيّة) 3/61 ورقمه/11 عن مسلم بن إبراهيم عن هشام (هو: الدّستوائيّ) عن يحيى (هو: ابن أبي كثير)،
وفي: (كتاب: صلاة التّروايح، باب: فضل من قام رمضان) 3/97 ورقمه/115 عن يحيى بن بكير عن اللّيث عن عُقيل، وتحت الرّقم/116 عن عبد الله ابن يوسف عن مالك، كلاهما عن الزُّهريّ، ثلاثتهم (يحيى بن سعيد، وابن أبي كثير، والزّهريّ) عن أبي سلمة به...
إلاّ أنّ في حديث الزُّهريّ: "من قام رمضان..".
ورواه في: (كتاب: الإيمان أيضا باب: قيام ليلة القدر من الإيمان) 1/27 ورقمه/34 عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة، بنحو شطره الثّاني.
و (باب: تطوّع قيام رمضان من الإيمان) 1/27 ورقمه/36 عن إسماعيل (هو: ابن أبي أويس) عن مالك، بنحو حديث عبد الله بن يوسف عنه.(13/15)
.
فكأَنَّ شيخنا أَبا أَحمد سمعه منه".
[130]- أَخبرنا أَبو عُمر عبد الواحد بن محمَّد بن عبد الله بن مهديّ(1) قال: ثنا القاضي أَبو عبد الله الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(2)إملاءً قال: ثنا يَعقوب بن إِبراهيم(3) قال: ثنا عِيْسَى بن يُونُس(4) قال: أَنا الأَعمش عن إِبراهيم(5) عن هَمَّام(6) قال: "بَاْلَ جَرِيْرٌ(7)، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْه" أَو قَاْلَ: "جَوْرَبَيْهِ". قَاْلَ عِيْسَى: أَنَا أَشُكُّ. "فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَمْروٍ، أَتَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ بُلْتَ؟ قاْلَ: وَمَا يَمْنَعُنِي، وَقدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ. فَكَانَ أَصْحابُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما يُعْجِبُهُمْ ذَلِكَ؛ لأَنَّ إِسْلاَمَهُ كَانَ بَعْدَ نُزُوْلِ الْمَائِدَةِ(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضاً ... انظر ص/492.
(3) تقدّمت ترجمته أيضاً ... انظر ص/670.
(4) تقدّمت ترجمته أيضاً ... انظر ص/930.
(5) هو: النّخعيّ.
(6) ابن الحارث النّخعيّ، الكوفيّ... ثقة، عابد. روى له: ع.
ومات سنة: خمس وستّين وقيل قبلها بسنتين . انظر: الجرح والتعديل (9/106) ت/452، والتّقريب (ص/574) ت/7316.
(7) هو: ابن عبد الله البجليّ رضي الله عنه .
(8) في صحيح البخاريّ (1/173): "قال إبراهيم: فكان يعجبهم؛ لأن جريرًا كان آخر من أسلم".
وفي صحيح مسلم (1/228) نحوه. وفيه أيضا: "فكان أصحاب عبد الله [هو: ابن مسعود] يعجبهم هذا الحديث..." إلخ.
وذلك لأنّ بعض من أنكر المسح على الخفّين تأوّل مسح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان قبل نزول آية الوضوء الّتي في المائدة، فيكون منسوخا، وجرير رضي الله عنه إنّما أسلم بعد نزولها، وذكر في حديثه هذا أنّه رأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مسح عل الخفّين بعد ذلك، فكانوا يعجبهم هذا الحديث؛ لأنّ فيه ردًّا على أصحاب التّأويل المذكور.
انظر: جامع التّرمذيّ (1/157- 158)، والتّمهيد (11/134- 141)، والفتح (1/590).(13/16)
".
قال [الشّيخ الإِمام](1) أَبو بكر الخطيب رحمه الله:/(أ[48/ب])
(أَخرجه البخاريُّ من طريق شُعْبة عن الأَعْمَش(2)./ج[39/أ]
ورواه مُسْلم عن إِسحاق بن إِبراهيم(3)، وعليّ بن خَشْرَم(4)، جميعا عن عِيْسى بن يونُس(5). فكأَنَّ شيخنا أَبا عُمَر بن مهديّ سمعه من مُسْلم".
[131]- أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن عبيد الله بن يَحْيى البيّع(6) قال: ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(7)/د[9/ب] قال: ثنا محمَّد بن الوليد البُسْريّ(8) قال: ثنا محمَّد بن جَعْفر غُنْدَُر(9) قال: ثنا شُعْبة عن عُبَيْد أَبي الحسن(10) قال: سمعت عبد الله ابن أَبي أَوْفَى قال:
كان رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْلميا يقول: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَُ السّمَاوَاْتِ، وَمِلْءَُ الأَرْضِ، وَمِلُءَُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ".
__________
(1) زيادة من: (د).
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: الصّلاة، باب: الصّلاة في الخفاف) 1/173 رقم الحديث/53 عن آدم (هو: ابن أبي إياس) عن شعبة به، بنحوه.
(3) هو: ابن راهويه.
(4) بمعجمتين أبو الحسن، المروزيّ... ثقة.
روى له: م، ت، س. ومات سنة: سبع وخمسين ومئتين أو بعدها .
انظر: الكنى لمسلم (1/231) ت/769، والتّقريب (ص/401) ت/4729.
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/933.
والحديث في الصّحيح في: (كتاب: الطّهارة، باب: المسح على الخفّين) 1/228.
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/594.
(9) في (ج): "يعني: غندر".
وفي (د): "محمَّد يعني: ابن جعفر، غندر".
(10) هو: عُبيد بن الحسن المزنيّ ويقال: الثّعلبيّ الكوفيّ... ثقة، من الخامسة. روى له: م، د، ق.
انظر: الجرح والتعديل (5/405) ت/1873، والكاشف (1/689) ت/3612، والتّقريب (ص/376) ت/4367.(13/17)
قال [الشّيخ الإِمام](1) أَبو بكر الخطيب رحمه الله: "انفرد مُسْلم بإِخراجه، فرواه عن محمَّد بن المُثنّى(2)، وَمحمّد بن بَشَّار(3) عن غُنْدَُر(4)، فكأنَّ شيخنا سمعه منه".
[132]- أَخبرنا أَبو عبد الله أَحمد بن محمَّد بن يوسف بن دُوْست البزّاز(5) قال: أَنا محمَّد بن جَعْفر المَطِيْريَ(6) قال: ثنا الحسن بن علي ابن عَفّان(7) قال: ثنا ابن نُمَيْر(8) عن الأَعْمَش عن أَبي صالح(9) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "ذَرُوْنِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ(10) مَنْ كَاْنَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ/(ج[39/ب]) بِشَيْءٍ فَخُذُوا/(أ[49/أ]) مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَانْتَهُوا".
قال [الشيخ الإمام](11) أَبو بكر الخطيب رحمه الله: "انفرد مُسْلم بإِخراجه في صحيحه، فرواه عن محمَّد بن عبد الله بن نُمَيْر(12) عن أبيه(13)
__________
(1) زيادة من: (د).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/492.
(3) العبديّ، أبو بكر، البصريّ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة اثنتين وخمسين ومئتين. انظر: الثّقات للعجليّ (ص/401) ت/1435، والتّقريب (ص/469) ت/5754.
(4) صحيح مسلم: (كتاب: الصّلاة، باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الرّكوع) 1/346 347.
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/506.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/526.
(8) هو: عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/761.
(9) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/634.
(10) في (أ): "فإنّما هلك من هلك"، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّحيح.
(11) زيادة من (د).
(12) تقدّمت ترجمته... انظر ص/508.
(13) صحيح مسلم (كتاب: الفضائل، باب: توقيره صلّى الله عليه وسلّم وترك إكثار سؤاله عمّا لا ضرورة إليه، أو لا يتعلّق به تكليف، وما لا يقع، ونحو ذلك) 4/1831.
وانظر: (كتاب: الحج، باب: فرض الحجّ مرّة في العمر) 2/975 رقم الحديث/1337.(13/18)
، فكأَنَّ شيخنا أَبا عبد الله سمعه منه".
[133]- أَخبرنا أَبو نَصْر أَحمد بن عليّ بن عَبْدُوس الجصّاص الأَهوازيّ(1) قال: ثنا أَبو القاسم سُليمان بن أَحمد بن أَيّوب الطّبرانيّ قال: ثنا أَحمد بن إِسحاق بن إِبراهيم بن نُبَيْط بن شَريط الأَشجعيّ(2) صاحبُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما قال: حدّثني أَبي إِسحاق بن إِبراهيم(3) عن أَبيه إِبراهيم بن نُبَيط(4) عن أَبيه نُبيط ابن شَريط قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "إِذَاْ ولِدَ لِلرَّجُلِ ابْنَةٌ بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلاَئِكَةً يَقُوْلُونَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، يَكْتَنِفُوْنَهَا(5) بِأَجْنِحَتِهِمْ، وَيَمْسَحُوْنَ بِأَيْدِيْهِمْ عَلَى رَأْسِهَاْ، وَيَقُوْلُوْنَ: ضَعِيْفَةٌ/(د[10/أ]) خَرَجَتْ مِنْ ضَعِيْفٍ، الْقَيِّمُ عَلَيْهَا(6) مُعَاْنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
قال [الشّيخ الإمام](7) أبو بكر الخطيب رحمه الله: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث نُبَيط بن شَريط الأَشجعيّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما ، لا أَعلم رواه عنه إِلاّ ولده، وما كتبناه إِلاّ من هذا الوجه"(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/49.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/605.
(3) انظر ص/605.
(4) انظر ص/605.
(5) أي: يحيطونها بها من جانبيها.
انظر: النّهاية (باب: الكاف مع النّون) 4/205.
(6) أي: الّذي يقوّمها، ويسوس أمرها.
انظر: لسان العرب (حرف: القاف، فصل: الميم) 12/502.
(7) زيادة من (د).
(8) الحديث من طريق أحمد بن إسحاق رواه أيضا: الطّبرانيّ في: (المعجم الصّغير ص/60 61 رقم الحديث/64) عنه به، وعزاه ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 2/217) إلى أبي نعيم في: الحلية...
قال الطّبرانيّ وقد ذكر غيره: "لا تروى هذه الأحاديث عن نبيط إلا بهذا الإسناد، تفرد به ولده عنه"اه.
وهو حديث لا يصح في إسناده: أحمد بن إسحاق، كذّاب، حدّث عن آبائه بنسخة فيها بلايا.
وأبوه، وجدّه مجهولان (انظر ص/546)، وانظر: مجمع الزّوائد (1/146، 8/156).
وجاء الحديث بمعناه من طريق عليّ، وأنس رضي الله عنهما ...
أمّا حديث عليّ، فروي عنه من طريقين:
الأولى: طريق جنادة الكنديّ: رواها ابن الجوزيّ في: (الموضوعات 2/275)، وقال: "هذا حديث موضوع، قال النّقّاش: وضعه منصور بن الموفق" اه.
وانظر ترجمة منصور في: الميزان (5/313) ت/8793، وقانون الموضوعات للفتّنيّ (ص/299).
وقال أيضا: "وفي الإسناد: يمان بن عديّ، شهد أحمد بأنّه يضع" اه.
وقال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 8/425 ت/358): "في حديثه نظر".
وانظر: المجروحين (3/144)، وَعلل ابن أبي حاتم (1/383).
الأخرى: طريق أبي حبّة بن قيس:
رواها ابن السّمّاك في: (فوائده [3ب 4أ])، وأشار إليها السّيوطيّ في: (اللآلئ المصنوعة 2/176)... وفي إسناد ابن السّمّاك بالإضافة إلى يمان بن عديّ_: خالد بن عمرو السّلفيّ، كذّبه جعفر الفريابيّ وغيره، ووهّاه ابن عديّ.
انظر: الكامل (3/33)، والموضوعات لابن الجوزيّ (1/419)، والكشف الحثيث (ص/106) ت/267 .
وأمّا حديث أنس فرواه الطّبرانيّ في:(المعجم الأوسط4/8990ورقمه/3125)، وقال: "لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلاّ عبد الرّحمن، تفرّد به عبد الله" اه.
وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 8/156) وقد ذكر الحديث: "رواه الطّبرانيّ في الأوسط عن شيخه، لكن لم ينسبه عن عبد الله بن سليمان المصري، ولم أعرفهما، وبقيّة رجاله ثقات"اه.
وشيخ الطّبرانيّ هو: بكر بن سهل الدّمياطيّ، ضعّفه جماعة،وقال الذّهبيّ: (متوسّط)، وقال الحافظ: (مقارب الحال). انظر: المغني (1/113) ت/978، ولسان الميزان (2/51) ت/195. وفيه: عبد الله بن سليمان المصريّ، وَعبدالرّحمن ابن زياد الرّصاصيّ لم أقف على ترجمة لهما والله تعالى أعلم .
وللحديث لفظ آخر غير ما تقدّم أورده الفتّنيّ في: (تذكرة الموضوعات)، انظره (ص/131).(13/19)
.
[134]- أَخبرنا أَبو الحسين علي بن محمَّد بن عبد الله بن بِشْران/(أ[49/ب]) المعدّل(1) قال/(ج[40/أ]): أَنا إِسماعيل بن محمَّد الصّفّار(2) قال: ثنا عبد الكريم ابن الهَيْثم(3) قال: ثنا أَبو اليمان(4) قال: أخبرني شُعَيب(5) عن الزّهريّ قال: أَخبرني سالم بن عبد الله أَنَّ عبد الله بن عُمَر قال: سأَل(6) رجلٌ(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/62.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/299.
(4) هو: الحكم بن نافع، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/534.
(5) هو: ابن أبي حمزة، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/537.
(6) وقع في بعض طرق الحديث عن نافع عن ابن عمر أنّ السّؤال المذكور كان في المسجد، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يخطب على المنبر.
انظر: صحيح البخاريّ (1/203 204) الحديثين/131، 132.
(7) وقع في: (المعجم الصّغير للطّبرانيّ ص/123 رقم الحديث/278) أنّ السّائل هو ابن عمر نفسه، ولكن في السّند إليه: إسحاق بن محمَّد الغرويّ، ضعّفه الجمهور (انظر: تهذيب الكمال 2/471)، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/114)، وقال: "يغرب، ويتفرّد".
ويردّها أيضا: رواية أيّوب، وبديل، وغيرهما عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر، عند مسلم في: صحيحه (1/517) وفيها: "قال ابن عمر: أنّ رجلاً سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأنا بينه، وبين السّائل..." ثمّ قال في آخره: "ثمّ سأل رجل على رأس الحول، وأنا بذلك المكان من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلا أدري هو ذلك الرّجل، أو رجل آخر".
وكذا رواية قتادة عن عبد الله بن شقيق، عند النّسائيّ في: (سننه الصّغرى 2/232 233 رقم الحديث/1691) وفيها: أنّ رجلاً من أهل البادية سأل...
ويعضدها ما عند محمَّد بن نصر في: أحكام الوتر (كما في: الفتح 2/555) من رواية عطيّة عن ابن عمر: أنّ أعرابيا سأل..
فيظهر من هذا: أنّ السّائل هنا غير معروف، واحتمال أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل عن ذلك عدّة مرّات كما تدلّ عليه رواية أيّوب، وبديل عن ابن شقيق والله تعالى أعلم .(13/20)
من المسلمين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما فقال: يا رسولَ الله، كيف صلاةُ اللّيلِ؟ فقال: "مَثْنَى مَثْنَى، فِإِذَا خَشِيْتَ الْصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بوَاحِدَةٍ".
وكان عبد الله [بن عُمَر](1) يُسَلِّم في كل ركعتين، ثمّ يوتر بواحدة.
قال [الشّيخ الإمام](2) أبو بكر الخطيب: "أَخرجه البخاريّ في كتابه عن أَبي اليمان(3)".
__________
(1) لحق بحاشية: (أ).
(2) زيادة من: (د).
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: التّهجّد، باب: كيف كان صلاة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وكم كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يصلّي من اللّيل) 2/119 رقم الحديث/167.
ورواه أيضا في: (كتاب: الصّلاة، باب: الحلق والجلوس في المسجد) 1/203- 204 رقم/131، 132 عن مسدّد عن بشر بن المفضّل عن عبيد الله (هو: ابن عمر)، وعن أبي النّعمان عن حمّاد عن أيّوب،
وفي: (كتاب: الوتر، باب: ما جاء في الوتر) 2/69- 70 ورقمه/36 عن عبد الله بن يوسف عن مالك، ثلاثتهم عن نافع إلاّ أنّ مالكا قال: عن نافع وَعبد الله بن دينار .
ورواه في الباب آنف الذّكر من كتاب الوتر عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب عن عمرو (هو: ابن الحارث المصريّ) عن عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه،
وفي: (باب: ساعات الوتر) ورقمه/40 عن أبي النّعمان (هو: محمَّد بن الفضل) عن حمّاد بن زيد عن أنس عن ابن سيرين،أربعتهم عن ابن عمر به، بنحوه.
والحديث رواه أيضا مسلم في: صحيحه (كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة اللّيل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر اللّيل) 1/516- 517 ورقمه/749 من طرق عن نافع، وَسالم،وَعبد الله بن دينار، وَابن شقيق، وَطاوس، وَحميد ابن عبد الرّحمن، ستّتهم عن ابن عمر به.(13/21)
[135]- أَخبرني(1) القاضي أَبو الحسين محمَّد بن أحمد بن القاسم ابن إِسماعيل المحامليّ(2) قال: ثنا محمَّد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن حَرْب الطّائِيّ(3) قال: ثنا عليّ بن حَرْب(4) قال: ثنا سُفيان عن الزُّهريّ عن عُرْوة عن أَبي حُمَيْد السّاعديّ: أَنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم تسليماً استعمل رجلاً من الأَزد(5) يُقال له: ابن اللُّتْبِيَّة(6)، على الصَّدقة، [فلمّا](7)جاءَ قال:
هذا لكم، وَهذا أُهْدِيَ لي.
__________
(1) في (د): "أخبرنا".
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/506.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/296.
(5) والنّسبة إليها: (أزديّ) تنسب إلى: أزدشنوءة بفتح الألف، وسكون الزّاي، وكسر الدّال المهملة .
كانت تقطن مأرب من أرض اليمن ثمّ تفرّقت في البلاد، وتمتد ديارها اليوم من جنوب الطّائف إلي شمالي أبها في جنوب جزيرة العرب.
انظر: الأنساب (1/120)، وبين مكّة وحضرموت للبلاديّ (ص/25- 40).
(6) بضمّ اللاّم، وسكون المثنّاة، بعدها موحّدة، وقيل: بفتح اللاّم والمثنّاة من بني: لتب حيّ من: الأزد . وقيل: كانت أمّه فعرف بها.
ذكر غير واحد من أهل العلم أنّ اسمه: عبد الله.
وكان بعثه صلّى الله عليه وسلّم له في جماعة من المصدّقين في: المحرّم، سنة تسع من مهاجره صلّى الله عليه وسلّم .
انظر: الطّبقات الكبرى (2/160)، وأسد الغابة (3/270) ت/3154، والإصابة (2/363) ت/4922، وقُرّة العين للبحرانيّ (ص/54).
(7) لحق بحاشية: (أ).(13/22)
فقام النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما على المِنْبَر، فحمِد الله تعالى وأَثنى عليه، ثُمَّ قال: "مَاْ بَاْلُ مَنْ نَسْتَعْمِلُهُ عَلَى بَعْضِ الْعَمَلِ مِنْ أَعْمَالِنَا يَجِيءُ فَيَقُوْلُ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدَيَ لِي. أَلاَ يَجْلِسُ فِي بَيْتِ أَبِيْهِ، أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ، فَنَظَرَ أَيُهْدَى إِلَيْهِ شَيْءٌ/(أ[50/أ]) أَوْلاْ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَأْتِي أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا بِشَيْءٍ/ج[40/ب] إِلاَّ جَاءَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيْرًا لَهُ رُغَاءٌ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً/(د[10/ب]) تَيْعَرُ". ثُمّ رفعَ يديه فقالَ ثلاثا: "اللَّهُمَّ بَلَّغْتُ".
قال [الشيخ الإمام](1) أَبو بكر الخطيب رحمه [الله](2): "اتّفق الشّيخانِ على إخراجه، فرواه البخاريُّ عن عبد الله بن محمَّد المُسْنَدِيّ(3)، وعليّ بن المدينيّ(4)
__________
(1) زيادة من: (د).
(2) سقط لفظ الجلالة من (أ)، والجملة ليست في بقيّة النّسخ.
(3) بفتح النّون أبو جعفر، الجعفيّ... ثقة. روى له: خ، ت. ومات سنة: تسع وعشرين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (10/64) ت/5184، والتّقريب (ص/321) ت/3585.
وروايته في الصّحيح في: (كتاب: الهبة، باب: من لم يقبل الهديّة لعلّة) 3/316- 317 ورقمه/31.
(4) الصّحيح (كتاب: الأحكام، باب: هدايا العُمّال) 9/127- 128 ورقمه/36 بنحوه، مطوّلاً.
ورواه أيضا في: (كتاب: الجمعة، باب: من قال في الخطبة بعد الثّناء: أمّا بعد) 2/44- 45 ورقمه/48،
وفي: (كتاب: الأيمان والنّذور، باب: كيف كانت يمين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ) 8/233 ورقمه/14 عن أبي اليمان عن شعيب عن الزُّهريّ،
وفي: (كتاب: الزّكاة، باب: قول الله تعالى: {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا}) 2/258 ورقمه/99 عن يوسف بن موسى، وفي: (كتاب: الحيل، باب: محاسبة الإمام عمّاله) 9/137- 138 ورقمه/55 عن محمد (هو: ابن سلاّم) عن عبدة (هو: ابن سليمان)، كلاهما عن هشام، كلاهما (الزُّهريّ، وهشام) عن عروة به، بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا.(13/23)
.
ورواه مُسْلم عن أَبي بكر بن أَبي شَيْبة، وعَمرو بن محمّد النّاقد(1)، ومحمد بن أَبي عُمر(2)، خمستهم عن سُفيان بن عيينة.
فكأَنَّ القاضي أَبا الحسين(3) سمعه منهما".
[136]- أَخبرنا أَبو سَهْل محمود بن عُمَر بن جَعْفر العُكْبَريّ(4) قال: حدَّثنا أَبو صالح سَهْل بن إِسماعيل بن سَهْل الطّرسوسيّ القاضي(5) قال: ثنا أَبو عُبَيدة بن عبد الله بن ذَكْوَان(6) قال: ثنا أَبي(7) قال: ثنا عِرَاك(8) بن خالد(9) قال: ثنا عثمان بن عطاء(10)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/512.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/910.
وهو في مسلم في: (كتاب: الإمارة، باب: تحريم هدايا العمّال) 3/1463 ورقمه/1832.
(3) في (أ): (الحسن)، وما أثبتّه من (ج)، وهو الصّواب.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/58.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/696.
(6) هو: أحمد بن عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان البهرانيّ، لم أقف على ترجمة له، وما ذكرته أفادته الكتب الّتي ترجمت لوالده.
(7) المقرئ، أبو عمرو ويقال: أبو محمَّد الدّمشقيّ... صدوق. روى له: د، ق. ومات سنة: اثنتين وأربعين ومئتين. انظر: الجرح والتعديل (5/5) ت/26، وتأريخ دمشق (27/6) ت/3140، والتّقريب (ص/295) ت/3203.
(8) بكسر أوّله، وتخفيف الرّاء، في آخره كاف. انظر: التّقريب (ت/4548)
(9) ابن يزيد، أبو الضّحّاك، الدّمشقيّ... عدّه دحيم (كما في: تهذيب الكمال 19/545)، والدّارقطنيّ (كما في: سؤالات البرقانيّ له ص/57 ت/411)، والذّهبيّ في: (الميزان 3/46) في مرتبة الصّدوق.
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/525)، وقال: "ربّما أغرب،وخالف".
وأورده ابن الجوزيّ في: (الضّعفاء والمتروكين 2/174 ت/2291) .
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/388 ت/4548): "ليّن، من السّابعة".
روى له: قد.
(10) ابن أبي مسلم، الخراساني، أبو مسعود، المقدسيّ... ضعّفه الجمهور.
روى له: خد، ق. ومات سنة: خمس وخمسين ومئتين.
انظر: سؤالات ابن أبي شيبة لابن المدينيّ (ص/158) ت/224، والتّأريخ الكبير للبخاريّ (6/644)، والكنى لمسلم (2/779) ت/3175، والعلل الكبير للتّرمذيّ (2/920).(13/24)
عن أَبيه(1) عن عِكْرمة عن ابن عبّاس قال: لمّا عُزِّيَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما على ابنته رُقيّة امرأَة: عثمان [بن عفّان](2) رضي الله عنهما قال: "الْحَمْدُ لِلَّهِ، دَفُنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ".
قال [الشّيخ الإِمام](3) أَبو بكر الخطيب رحمه الله: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث عِكْرمة عن عبد الله بن عبّاس، ومن حديث عَطَاء الخُراسانيّ عن عِكْرمة.
تفرّد/(ج[41/أ]) به: ابنه عُثمان بن عطاء، ولم نكتبه إِلاَّ من رواية عِراك ابن خالد المُريّ عن عثمان"(4)
__________
(1) أبو أيّوب ويقال: أبو عثمان، ويقال غير ذلك البلخيّ، نزيل الشّأم. مختلف فيه، وأكثر الأئمّة على توثيقه، والاحتجاج به، وأشدّ ما نقم عليه كثرة وهمه، وإرساله، ولذا قال الحافظ في: (التّقريب ص/392 ت/4600): "صدوق يهم كثيرًا، ويرسل، ويدلّس" إلاّ أنّه لم يذكره في رسالته في المدلّسين، ولا غيره ممّن ألّف في ذلك والله تعالى أعلم.
قال المزّيّ في: (تهذيب الكمال 20/115): "روى له: الجماعة" ويرى الحافظ في: (تهذيبه 7/214- 215، وتقريبه ص/392 ت/4600) أنّه لم يصحّ إخراج البخاريّ له. مات سنة: خمس وثلاثين ومائة.
وانظر: الجرح والتعديل (6/334) ت/1850، والضّعفاء الصّغير (ص/178) ت/278، والميزان (3/470) ت/5642.
(2) زيادة من: (ج)، (د).
(3) زيادة من: (د).
(4) الحديث من طريق عراك رواه أيضا: يعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 3/159) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (3/236) والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 11/290 ورقمه/12035، والأوسط 3/138 ورقمه/2284، ومسند الشّاميّين 3/324- 335 ورقمه/2408)، وابن عديّ في: (الكامل 5/171) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (3/236) وأبو نعيم في: (الحلية 5/209)، والخطيب في: (تأريخه 5/67)، وابن عساكر في: (تأريخه 27/7)، وابن الجوزيّ في: (الموضوعات 3/236) أيضا ...
قال الطّبرانيّ في الأوسط: "لا يروى هذا الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ بهذا الإسناد، تفرّد به عبد الله بن ذكوان الدّمشقيّ".
وقال ابن عديّ: "وهذا لا أعلم يرويه عن عكرمة غير عطاء، وعن عطاء ابنه عثمان، وعن عثمان عراك بن خالد، وعنه عبد الله بن أحمد، وحدّثنا جماعة من الشّيوخ عن عبد الله بن أحمد بهذا الحديث، إلاّ أنّه حديث عراك".
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عطاء عن عكرمة، تفرّد به عراك بن خالد".
وقال ابن الجوزيّ "هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .وسمعت شيخنا عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطيّ يحلف بالله عزّ وجلّ أنّه ما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من هذا شيئا".
وتعقّبه السّيوطيّ في: (النّكت البديعات ص/118) بأنّه ليس في أسانيده ما يقتضي الوضع، وحاول الرّفع من شأن عراك بن خالد مع أنّه كان قد أقرّه في: (اللآلئ المصنوعة 2/437- 438)؟
وسرق محمَّد بن عبد الرّحمن بن طلحة هذا الحديث من عراك فحدّث به عن عثمان ابن عطاء... روى حديثه: ابن عديّ في: (الكامل 6/193) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (3/236) ...
قال ابن عديّ: "وهذا الحديث حديث عراك بن خالد المدنيّ عن عثمان بن عطاء، حدّث به عنه عبد الله بن ذكوان، سرقه منه محمَّد بن عبد الرّحمن هذا"،
وكان قد قال (6/192) عن محمَّد هذا: "يسرق الحديث، ضعيف".
وانظر: لسان الميزان (5/247) ت/854.
وجاء نحوه من حديث ابن عمر... رواه: ابن عديّ في: (الكامل 2/278)، والخطيب في: (تأريخه 7/291)، وابن الجوزيّ في: (الموضوعات 3/235)... وفيه: حميد بن حمّاد، قال ابن عديّ (2/277): "يحدّث عن الثّقات بالمناكير".
وأورده ابن الجوزيّ في: (الضّعفاء والمتروكين 1/237 ت/1023)، والفتّنيّ ضمن ما سرده من أسماء الوضّاعين والكذّابين في: (قانون الموضوعات ص/252).
وذكر الخليليّ في: (الإرشاد ص/64) أنّ بعض الكذّابين رواه عن سفيان عن محمَّد بن المنكدر عن جابر، وقال: "وهذا لا أصل له من حديث سفيان، وغيره، إنّما يروى عن ابن عطاء الخراسانيّ عن أبيه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مرسلاً، وابن عطاء متروك"اه.
والحديث أورده جماعة ممّن ألّف في الموضوعات كابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 2/372)، والفتّنيّ في: (التّذكرة ص/217)، والصّنعانيّ في: (الموضوعات ص/8)، والشّوكانيّ في: (الفوائد ص/240 ورقمه/829)، وقال: "لا يصحّ، وجزم ابن حجر ببطلانه".
وأورده الألبانيّ في: (سلسلة الأحاديث الضّعيفة 1/220 رقم الحديث/185)، و (ضعيف الجامع الصّغير ص/438 ورقمه/2990)، وقال:
(موضوع).(13/25)
./(أ[50/ب])
[137]- أَخبرنا أَبو الفتح هَلاَل بن محمَّد بن جَعْفر الحفّار(1) قال: أَنا إِسماعيل بن محمَّد الصّفّار(2) قال: ثنا عبّاس بن عبد الله التّرقُفيّ(3) [قال: سمعت](4) الفريابيّ(5) يقول: قال لي سُفيان الثّوريّ يوما وقد اجتمع الناس عليه، فقال لي: "يَا مُحَمَّدُ، تَرَى هَؤُلاَءِ مَا أَكْثَرَهُمْ! ثُلُثُ يَمُوْتُوْنَ، وَثُلُثٌ يَتَرُكُوْنَ، هَذَا الَّذِي يَسْمَعُوْنَهُ، وَمِنَ الْثلُثِ الآخَرِ مَا(6) أَقَلُّ مَاْ يَنْجُبُ(7)"(8).
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/61.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/560.
(4) لحق بحاشية: (أ).
(5) بكسر الفاء، وسكون الرّاء، بعدها تحتانيّة، فألف موحدة وفي(أ): (الفريابيّ) بمثنّاة تحتيّة بعد الفاء وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّحيح.
وهو: محمَّد بن يوسف، أبو عبد الله، الضّبّيّ، مولاهم... ثقة، فاضل.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتي عشرة ومئتين.
انظر: الإرشاد (ص/131)، والتّقريب (ص/515) ت/6415.
(6) في (ج)، (د): (من).
(7) أي: يكرم، ويفضل.
انظر: المجموع المغيث لأبي موسى (من باب: النّون مع الجيم) 3/261، والنّهاية (باب: النّون مع الجيم) 5/17.
(8) إسناد الأثر حسن... الحفّار صدوق (كما تقدّم ص/61).
ورواه الخطيب في: (الجامع 1/170 رقم/95) عن عبد الله بن يحي السّكريّ عن الصّفّار به... والسّكريّ صدوق أيضاً (كما تقدّم ص/54).
وذكره المزّيّ في: (تهذيب الكمال 27/60) مجزوما به عن التّرقفيّ، به، بنحوه.(13/26)
[138]- أَخبرنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد بن أَحمد الفرضيّ(1) قال: ثنا محمَّد بن يحيى الصّوليّ(2) قال: ثنا الفَضْل بن الحُبَاب(3) قال: ثنا عبّاس بن الفرَج(4) عن الوليد بن هشام(5) قال: "أَرَاْدَ رَجُلٌ أَنْ يَمْدَحَ رَجُلاً عِنْدَ خَالِدِ بِنْ عَبْدِ اللهِ(6)/(د[11/أ])، فَقَاْلَ: وَاللهِ لَقَدْ دَخَلْتُ إِلَيْهِ، فَرَأَيْتُ أَسْرَى النَّاسِ دَاْرَاً، وَفُرُشَا، وَآلَةً، وَخَدَما. فَقَاْلَ خَاْلِدٌ: إِنَّا لله، ذَمَمْتَهُ وَاللهِ، هَذِهِ حَاْلُ مَنْ لَمْ تَدَعْ فِيْهِ شَهْوَتُهُ لِلْمَعْرُوْفِ فَضْلاً، وَلاَ لِلْكَرَمِ مَوْضِعا"(7).
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/308.
(3) الحباب: لقب، واسمه: عمرو بن محمَّد الجمحيّ، أبو خليفة، البصريّ... ثقة. مات سنة: خمس وثلاثمائة. انظر: الثّقات لابن حبّان (9/8)، وطبقات الحنابلة (1/249) ت/352، والميزان (4/270) ت/6717.
(4) أبو الفضل الرياشيّ بكسر الرّاء، وتخفيف التّحتانيّة، وبالمعجمة البصريّ... ثقة. روى له: د. ومات سنة: سبع وخمسين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (12/138) ت/6591، وإنباه الرّواة (2/367) ت/521، والتّقريب (ص/593) ت/3181.
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) ابن يزيد، القسريّ بفتح القاف، وسكون المهملة أبو الهيثم، الدّمشقيّ.. أمير مكّة للوليد بن عبد الملك، وأمير العراقين لهشام بن عبد الملك.
روى له: عخ، د.
مات سنة: ستّ وعشرين ومائة.
انظر: وفيات الأعيان (2/226)، وتهذيب الكمال (8/107) ت/1627، وإتحاف الورى لابن فهد (2/127، 129).
(7) إسناد الأثر فيه: الوليد بن هشام لم أقف على ترجمة له، ولم أقف على هذا الأثر في غير هذا الكتاب والله تعالى أعلم.(13/27)
[139]- أَخبرنا عبيد الله بن محمَّد الفرضيّ(1) قال: ثنا محمَّد بن يحيى الصّوليّ(2) قال: ثنا القاسم بن إِسماعيل(3) قال: حدثني إِبراهيم بن العبّاس الصّوليّ/(ج[41/ب]) الكاتب(4) قال: "اِعْتَلَّ(5) الْفَضْلُ بنُ سَهْلٍ ذُو الرِّئَاسَتَيْن(6) عَلَّةً بِخُرَاْسَاْنَ(7)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/308.
(3) ابن محمَّد، الضّبّيّ، أبو عبيد، المحامليّ... ثقة. مات سنة: ثلاث وعشرين وثلاثمائة. انظر: خبار الرّاضي والمتّقي (ص/66)، وتأريخ بغداد (12/447) ت/6925، والسّير (15/263).
(4) أبو إسحاق، البغداديّ... كاتب، وشاعر مجيد، اتّصل بذي الرّئاستين، وتنقّل في أعمال السّلطان، ودواوينه إلى أن مات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين.
نظر: تأريخ بغداد (6/117) ت/3147، والمنتظم (11/306) ت/1452، ومعجم الأدباء (1/164).
(5) أي: مرض. القاموس المحيط (باب: اللاّم، فصل: العين) ص/1338.
(6) السَّرْخَسيّ، وزير المأمون... سمّي بذي الرئاستين: لتدبيره أمر السّيف، والقلم، سمّاه بذلك المأمون بعد أن فوّض أموره كلّها إليه، وقلّده الوزارة، والحرب.
مات سنة: اثنتين ومئتين. انظر: مروج الذهب (4/5)، وتأريخ بغداد (12/339)، ومعجم الشّعراء للمرزبانيّ (ص/313)، والسّير (10/99).
(7) خراسان: بلاد واسعة، أوّل حدودها ممّا يلي العراق، وآخرها ممّا يلي الهند، وتشتمل على أمّهات البلاد... وقد فتح أكثرها عُنوة.
انظر: معجم ما استعجم (2/489)،ومعجم البلدان (2/350).(13/28)
، ثُمَّ بَرَأَ، فَجَلَسَ لِلنَّاسِ، فَهَنَّؤُوهُ بِالْعَاْفِيَةِ، وَتَصَرَّفُواْ فِي الْكَلاَمِ، فَلَمَّا فَرَغُوا أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَاْلَ: "إَنَّ فِي الْعِلَلِ لَنِعَما يَنْبَغِي لِلْعُقَلاَءِ أَنْ يَعْرِفُوْهَا/(أ[51/أ]): تَمْحِيصٌ لِلذَّنْبِ، وَتَعَرُّضٌ لِثَوَاْبِ الصَّبْرِ، وَإِيقَاْظٌ مِنَ الْغَفْلَةِ، وَإِذْكَاْرٌ لِلنِّعَمِ فِي حَاْلِ الصِّحَّةِ، وَاسْتِدْعَاْءٌ لِلتَّوْبَةِ، وَحَضٌّ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَفِي قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ بَعْدُ الْخِيَاْرُ.
فَنَسِيَ النَّاسُ مَا تَكَلَّمُواْ بِهِ، وَانْصَرَفُواْ بِكَلاَمِ الْفَضْلِ"(1).
آخر الجزء الرَّابع والحمْد لله ربِّ العَالمين (2)./أ[51/ب] ج[42/أ] د[11/ب]
__________
(1) إسناد الأثر فيه: إبراهيم بن العباس الصولي لم أقف على جرح أو تعديل فيه، ولم أقف على هذا الأثر في ما بين يديّ من مصادر والله تعالى أعلم.
(2) في (ج): "آخر الجزء الرّابع، والحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على محمَّد وآله".
وفي (د): "آخر الجزء الرّابع من المهروانيّات، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيّدنا محمَّد وآله وصحبه وسلّم".(13/29)
الجُزء الخَامِس مِن الفوائِد المُنْتَخبة الصِّحاح وَالغَرائب
تخريج الشّيخ الإِمام أَبي بكر أَحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب رضي الله عنه.
للشيخ أَبي القاسم يوسف بن محمَّد بن أَحمد بن المهروانيّ الهمذانيّ رضي الله عنه. رواية القاضي أَبي الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ رحمه الله عنه، رواية الشّيخ الإِمام عفيف الدين أَبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ أَيّده الله عنه، سماع منه للفقير إِلى رحمة الله تعالى محمَّد بن أَحمد الهكّاريّ عفا الله عنه.
وَالحمد لله ربّ العَالمين./(أ[53/أ])
بسم الله الرحمن الرحيم
وَبه نَسْتعين
الحمد لله حَقَّ حمده، وصلوات الله على سيّدنا محمَّد النَّبيِّ، وعلى آله وسلّم(1)
__________
(1) من قوله: "وبه نستعين" إلى قوله: "وسلّم" ليس في: (ج).(14/1)
[140]- أَخبرنا الشَّيخ، العالم، الثّقة،الصّدوق، عفيف الدّين أَبو المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ(1) بالمَوْصِل(2)، بدار الحديث المُظَفّريّة(3)، قراءة عليه،وأنا حَاضر أسمع، فأَقرَّ به، في شهر الله رجب،سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة قال: أَخبرنا القاضي أَبو الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ بقراءتي عليه في دراه، في صفر سنة: ستّ وأربعين وخمسمائة قلت له: أَخبركم الشّيخ الصّالح الجليل أَبو القاسم يُوسف بن محمَّد بن أحمد المِهْرَوانيّ قراءة عليه في شهر ربيع الأوّل سنة: أربع وستّين وأربعمائة قال: حدَّثنا أَبو أَحمد عبد الله بن محمَّد بن أَحمد بن أَبي مُسْلم الفرضيّ قال: ثنا الحسين بن إِسماعيل المحامليّ قال: ثنا يُوسف بن مُوْسى(4) قال: ثنا جَرِير عن سُهَيل بن أبي صالح عن سعيد بن يَسَار أَبي الحُبَاب مولى بني النّجّار(5) عن زَيْد بن خالد الجُهَنيّ عن أَبي طَلْحة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما يقول: "لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتَا فِيْهِ كَلْبٌ، أَوْ فِيْهِ تِمْثَالٌ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "اتّفق البخاريُّ، ومسلم على إِخراج هذا الحديث في صحيحيهما من رواية بُسْر بن سعيد عن زَيْد بن خالد .
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/407.
(2) تقدّم التّعريف بها... انظر ص/491.
(3) تقدّم التّعريف بها أيضا ... انظر ص/407.
(4) هو: ابن القطّان، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/525.
(5) وقيل: مولى ميمونة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقيل: مولى شقران مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقيل: مولى الحسن بن عليّ ثقة، متقن. روى له: ع. ومات سنة: سبع عشرة ومائة وقيل: قبلها بسنة .
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (5/284)، وتهذيب الكمال (11/120) ت/2385، والتّقريب (ص/243) ت/2423.(14/2)
[وانفرد مُسْلم بإخراجه من هذا الوجه، فرواه عن إِسحاق بن إبراهيم عن جرير،](1) فكأنَّ شيخنا أبا أحمد سمعه من مُسْلم".
[141]- أَخبرنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد الفرضيّ قال: ثنا الحُسين بن إِسماعيل قال: ثنا العبّاس بن يزيد قال: ثنا أَبو مُعَاوية عن الأَعْمَش عن إِبراهيم عن عَلْقَمة قال: كنت أَمشي مع عبد اللهِ(2) بِمنىً(3)، فلقيه/(ج[46/ب]) عُثمان، فقام معه يُحدِّثه، فقال له عُثمان: يا أَبا عبد الرحمن، ألا نُزَوِّجُك شَابّة لعلّها أن تذكّركَ ما مضى من زمانك ؟
فقال عبد الله: أَما لئِن قلتَ ذلك، لقد قال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيِتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ.وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَصُمْ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "أَخرجه البخاريُّ من حديث أَبي حَمْزَة السُّكّريّ، وحَفْص بن غياث عن الأَعمش.
ورواه مُسْلم عن يَحْيى بن يَحْيى، وأَبي كُرَيب، وأَبي بكر بن أَبي شَيْبة، ثلاثتهم عن أَبي مُعَاوية، فكأَنَّ شيخنا سمعه من مُسْلم".
__________
(1) لحق بحاشية (أ).
(2) هو: ابن مسعود رضي الله عنه .
(3) بكسر الميم، والتّنوين مشعر الحجّ المعروف، سُمّي بذلك لما يمنى أي: يُراق فيه من الدّماء .
انظر: معجم البلدان (5/198)، ومعجم معالم الحجاز للبلاديّ (8/268)، والمعالم الأثيرة لمحمد شُرَّاب (ص/279).(14/3)
[142]- أَخبرنا أَبو محمّد عبد الله بن عبيد الله بن يَحْيى بن زكريّا البيّع قال: ثنا القاضي أَبو عبد الله الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(1) قال: ثنا يوسف بن مُوْسى قال: ثنا جَرِير(2) عن المُغيرة(3) عن إِبراهيم قال: "أَتى عَلْقَمَةُ الشَّأمَ، فَدَخَلَ مَسْجِدًا يُصَلِّيَ فِيْهَ. قَاْلَ: ثُمَّ جَاْءَ حَلْقَةً، فَجَلَسَ فِيْهَا، فَجَاْءَ رَجُلٌ، فَعَرَفْتُ فِي تَحَوُّشِ(4) الْقَوْمِ وَهَيْئَتِهِ أَنَّهُ . قَاْلَ: فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فَقُلْتُ: الْحَمْدُ للهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدِ اسْتَجَابَ دَعْوَتِي. قَاْلَ: وَذَلِكَ الرَّجُلُ أَبُو الدَّرْدَاءِ. قَاْلَ: فَقَاْلَ: وَمَا ذَاكَ؟
__________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/492.
(2) هو: ابن عبد الحميد الضّبّيّ.
(3) ابن مِقْسَم بكسر الميم الضّبّيّ، مولاهم، أبو هشام، الكوفيّ،الضّرير. ثقة، متقن إلاّ أنّه كان يدلّس، لا سيّما عن إبراهيم.
روى له: ع. ومات سنة: ستّ وثلاثين ومائة على الصّحيح .
انظر: سؤالات الآجرّيّ أبا داود (3/172- 173)، والمعرفة (2/679، 3/14- 15)، والتّقريب (ص/543) ت/6851.
(4) بمثنّاة مفتوحة في أوّله، وحاء مهملة، وواو مشدّدة، وشين معجمة أي: انقباضهم، أو تنحّيهم عنه. ويحتمل أن يريد: الفطنة والذّكاء، يقال: "رجل حوشي الفؤاد" أي: حديده. انظر: مشارق الأنوار (2/106)، والنّهاية (باب: الحاء مع الواو) 1/461، وشرح مسلم للنّوويّ (6/109- 110).(14/4)
قَاْلَ عَلْقَمَةُ: دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيْسَا صَالِحَا/(ج[47/أ])، فَأَرْجُوَ أَنْ تَكُوْنَ [أَنْتَ] . فَقَاْلَ: مِمَّنْ أَنْتِ؟/(أ[54/أ]) قَاْلَ: فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوْفَةِ أَوْ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، ثُمَّ مِنْ أَهْلِ الْكُوْفَةِ. قَاْلَ: فَقَاْلَ أَبُو الدَّرْدَاء: أَوَ لَمْ يَكُنْ فِيْكُمْ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَاْدِ أَوْ السِّوَاكِ، شَكَّ يُوْسُفُ السِّوَاك، وَالْمِطْهَرَةِ، أَوَ لَمْ يَكُنْ فِيْكُمْ الَّذِي أُجِيْرَ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا؟ قَاْلَ: يَعْنِي: عَمَّارَ بنَ يَاسِرٍ، وَيَعْنِي صَاحِبَ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ وَالسِّوَاكِ وَالْمِطْهَرَةِ: عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُوْدٍ. قَاْلَ: أَوَلَمْ يَكُنْ فِيْكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ أَوْ أَحَدٌ غَيْرُهُ. قَاْلَ: يَعْنِي: حُذَيْفَةَ. ثُمَّ قَاْلَ: تَحْفَظُ كَيْفَ كَاْنَ عَبْدُ اللهِ(1) يَقْرَأُ؟ قَاْلَ: قُلْتُ: نَعمْ، قَاْلَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} . قَاْلَ عَلْقَمَةُ: فَقُلْتُ: {وَالْذَّكَرِ وَالأُنْثَى} . قَاْلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهَكَذَا أَقْرَأَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما مِنْ فِيْهِ إِلَى فِيَّ، فَمَا زَاْلَ هَؤْلاَءِ حَتَّى كَاْدُوا يَرُدُّوْنِي عَنْهَا".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد مُسْلم بإِخراجه في صحيحه من هذا الوجه، فرواه عن قُتَيبة بن سَعيد عن جَرير، فكأَنَّ شيخنا أَبا محمَّد سمعه منه.
وأَخرجه البخاريُّ من حديث [إِسرائيلَ]،
__________
(1) هو: ابن مسعود رضي الله عنه .(14/5)
وشُعْبة، وأَبي عوانة(1) عن مُغِيْرة بن مِقْسَم الضّبّيّ، وَمن
__________
(1) الصّحيح (كتاب: المناقب، أبواب: فضائل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، باب: مناقب عمّار وحذيفة) 5/104 ورقمه/249 عن موسى (هو: ابن إسماعيل) عنه به، بأخصر من هذا.(14/6)
[143]- أَخبرنا(1) عبد الله بن عبيد الله بن يَحْيى(2) قال: ثنا الحُسين بن إِسماعيل(3) قال: ثنا عليّ بن أَحمد الجَوَاربِيّ(4) قال: ثنا يزيد(5) قال: ثنا شُعْبة عن المُغَيرة(6) عن إِبراهيم(7) عن عَلْقمة(8): "أَنَّهُ قَدِمَ الشَّأْمَ، فَدَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقٍ(9)
__________
(1) في: (ج): "أخبرناه"، وهذا خطأ، وما أثبتّه من (أ)، وهو الصّواب؛ إذ إن عبد الله بن عبيد الله، وهو: ابن البيّع ليس من شيوخ الخطيب، فليتنبّه لهذا.
وانظر: تأريخ بغداد (10/39) ت/5162.
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/492.
(4) بفتح الجيم، والواو، وكسر الرّاء، وفي آخرها الباء الموحدة أبو الحسن، الواسطيّ.. ثقة. مات سنة: خمس وقيل: ثمان وخمسين ومئتين. انظر: تأريخ واسط (ص/211)، وتأريخ بغداد (11/314) ت/6117، والأنساب (2/102).
(5) ابن هارون، السّلميّ، أبو خالد، الواسطيّ.. ثقة ثبت، عابد. روى له: ع. ومات سنة: ستّ ومئتين. انظر: الجرح والتعديل (9/295) ت/1257، والتّقريب (ص/606) ت/7789.
(6) هو: ابن مقسم، تقدّمت ترجمته... انظر ص/963.
(7) هو: النّخعيّ، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/715.
(8) هو: ابن قيس، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/960.
(9) ويقال أيضا: جامع دمشق، وَ: جامع بني أميّة، وَ: الجامع الأمويّ، وَ: الجامع المعمور... بناه الخليفة: الوليد بن عبد الملك، سنة: ثمان وثمانين من الهجرة.
انظر: المعارف (ص/203)، وتأريخ الطبريّ (6/496)، والدّارس للنّعيميّ (2/285).(15/1)
، فَصَلَّى فِيْهِ رَكْعَتَيْنِ،/أ[54/ب] ثُمَّ قَاْلَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي جَلِيْسَا صَاْلِحَا، فَجَلَسَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ. فَقَاْلَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قَاْلَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوْفَةِ. قَاْلَ: كَيْفَ سَمِعْتَ ابنَ أُمَّ عَبْدٍ(1) يَقْرَأُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}؟ فَقَاْلَ عَلْقَمَةُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إَذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى}. فَقَاْلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: لقَدْ حَفِظْتُهَا عنْ رَسوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما فَمَا زَاْلَ بِي هَؤُلاَءِ حَتَّى شَكَّكُوْنِي. ثُمَّ قَاْلَ: أَلَمْ يَكْفِكُمْ صَاحِبُ الْوِسَادِ، وَصَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيرُهُ، وَالَّذِي أُجِيْرَ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما".
صَاحِبُ الْوِسَادِ: ابن مَسْعُودٍ، وَصَاحِبُ السِّرِّ: حُذَيْفَة، وَالَّذِي أُجِيْرَ مِنَ الشَّيْطَانِ: عَمَّارُ بنَ يَاْسِرٍ.
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "رواه البخاريُّ عن يَحْيى بن جَعْفر(2) عن يزيد بن هارون(3)، فكأَنَّ شيخنا أَبا محمَّد سمعه منه".
__________
(1) هو: ابن مسعود رضي الله عنه.
(2) ابن أَعْيَن، الأزديّ، أبو زكريّا، البخاريّ... ثقة. روى له: خ. ومات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين. انظر: الثّقات لابن حبّان (9/268)، والسّير (12/100)، والتّقريب (ص/588) ت/7521.
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: الاستئذان، باب: من ألقى له وسادة) 8/112 ورقمه/51 بنحوه.(15/2)
[144]- أَخبرنا أَبو عبد الله أَحمد بن محمَّد بن يوسف بن دُوْست البزّاز(1) قال: أَنا محمَّد بن جعفر المَطِيْريّ(2) قال: ثنا عليّ بن حَرْب(3) قال: ثنا أَبو معاوية(4) قال: ثنا /(ج[48/أ]) الأَعمش عن أَبي صالح(5) عن أَبي هريرة قال: قال النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما: "لَعَنَ اللهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ البَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ(6)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/506.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/519.
(5) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/634.
(6) اختلف أهل العلم في المراد من البيضة، والحبل هنا... فمنهم من أمرّ الحديث على ظاهره، وقال: البيضة بيضة الدّجاجة ونحوها، والحبل أيّ حبل دون تمييز بين الجليل، والحقير. ومنهم من رأى أنّ المراد جنس البيضة، والحبل ممّا تبلغ قيمته النّصاب الّذي تقطع فيه اليد.
ومنهم من تأوّل البيضة ببيضة الحديد الّتي تجعل على الرّأس في الحرب، والحبل هو الحبل الّذي يساوي عدّة دراهم كحبال السّفن، ونحو ذلك.
وقد ردّ جمع من أهل العلم التّأويل المذكور، ورأوا أنّه غير مطابق لظاهر الحديث، ومخرج الكلام فيه؛ لأنّ هذا ليس موضع تكثير لما يأخذه السّارق، إنّما هو موضع تقليل، فإنّه لا يقال مثلاً: "قبّح الله فلانا، تعرضّ لقطع يده في جراب من المسك، أو عقد من الجوهر" إنّما يقال: "لعنه الله، تعرّض لقطع يده في حبل رثّ، أو رداء خلق" أو نحو ذلك.
والأخذ بظاهر الحديث، ومخرج الكلام فيه هو الأولى، ويكون وجه الحديث على هذا: ذمّ السّرقة، وتهجين أمرها فيما قلّ أو كثر من المال، وأنّه إن لم يقطع السّارق في هذا القدر القليل جرّته عادته إلى ما هو أكثر منه حتى يبلغ قدر ما تقطع فيه اليد، فتقطع يده والله تعالى أعلم.
انظر: المُعْلِم للمازريّ (2/254)، والنّهاية (باب: الباء مع الياء) 1/172، ولفتح (12/84- 85).(15/3)
فُتُقْطَعُ يَدُهُ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "أَخرجه البخاريُّ من رواية شُعْبة(1)، وحَفْص بن غياث(2)، وعبد الواحد بن زياد(3) عن الأَعْمَش.
ورواه مُسْلم عن أَبي بكر بن أَبي شَيْبة، وأَبي كُرَيب محمّد بن العلاءِ(4) عن أَبي معاوية(5)، فكأَنَّ شيخنا أبا عبد الله سمعه من مُسلم"./(أ[55/أ])
__________
(1) لم أقف عليه في الصّحيح من رواية شعبة والله تعالى أعلم.
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/897.
والحديث في الصّحيح في: (كتاب: الحدود، باب: لعن السّارق إذا لم يُسَمّ) 8/285 ورقمه/12 بمثله.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/758.
وحديثه في الصّحيح في الكتاب المتقدّم نفسه (باب:قول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}، وفي كم يقطع) 8/289 ورقمه/29، بمثله أيضا.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/522.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/519.
وحديثه في صحيح مسلم في: (كتاب: الحدود، باب: حدّ السّرقة، ونصابها) 3/1314 ورقمه/1687.(15/4)
[145]- أَخبرنا أَحمد بن محمَّد بن يوسف(1) قال: أَنا محمّد بن جَعْفر المَطِيْريّ(2) قال: ثنا عليّ بن حَرْب(3) قال: ثنا أَبو مُعَاوية(4) قال: ثنا الأَعمش عن أَبي صَالح(5) عن أَبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "لَيْسَ مَوْلُوْدٌ يُوْلَدُ إِلاَّ هَذِهِ المِلَّةِ حَتَّى يُبَيِّنَ عَنْهُ لِسَانُهُ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُشَرِّكَانِهِ". قالوا: يا رسول الله، فكيف [بما](6) كان قبل ذلك(7)؟ قال: "اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِيْنَ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "رواه مُسْلم في كتابه عن أَبي بكر بن أَبي شَيْبة، وأَبي كُرَيب محمّد ابن العلاءِ(8) عن أَبي مُعَاوية(9)
__________
(1) هو: ابن دوست، تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/506.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/519.
(5) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/634.
(6) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج).
(7) أي: كيف بمن مات من أولادهم صغيرًا، قبل تغيّر فطرته الّتي فطره الله عليها، كما جاء ذلك مبيّنا في: رواية همّام عن أبي هريرة في صحيح البخاريّ (8/220- 221)، وصحيح مسلم (4/4048).
وَرواية جرير عن الأعمش عند مسلم في صحيحه (4/4048) أيضا.
(8) تقدّمت ترجمته... انظر ص/522.
(9) والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: القدر، باب: معنى كل مولود يولد على الفطرة، وحكم موت أطفال الكفّار، وأطفال المسلمين) 4/2048.
ورواه البخاريّ في: صحيحه (كتاب: الجنائز، باب: إذا أسلم الصّبيّ فمات هل يصلّى عليه؟ وهل يعرض على الصّبيّ الإسلام؟) 2/198 رقم/114، وَ:(كتاب: التّفسير، باب: لا تبديل لخلق الله) 6/207 ورقمه/268 عن عبدان عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن يونس (هو ابن يزيد)،
وَفي: (كتاب: الجنائز، باب: ما قيل في أولاد المشركين) 2/208 ورقمه/139 عن آدم عن ابن أبي ذئب، كلاهما عن الزُّهريّ،
وَفي: (كتاب: القدر، باب: الله أعلم بما كانوا عاملين) 8/220- 221 ورقمه/6 عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرّزّاق عن معمر عن همّام،كلاهما (الزُّهريّ، وهمّام) عن أبي هريرة به، بنحوه.(15/5)
، فكأَنَّ شيخنا أَبا عبد الله سمعه من مُسْلم"./(ج[48/ب])
[146]- أَخبرنا أَبو عُمَر عبد الواحد بن محمَّد بن عبد الله بن مهديّ(1) قال: ثنا القاضي أَبو عبد الله الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(2) إِملاءً قال: ثنا أَحمد بن إِسماعيل(3) قال: ثنا مالك عن ابن شهاب عن حُمَيد بن عبد الرَّحمن بن عَوْف(4) عن أَبي هريرة أَنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما قال: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيْلِ اللهِ نُوْدِيَ فِي الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَاْنَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَاْبِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَاْنَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَاْبِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَاْنَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَاْبِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَاْنَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَاْبِ الرَّيَّانِ".
فقال أَبو بكرٍ: بأَبي أَنت وأَمّي يا رسول الله، ما على أَحد ممّن دُعي من تلك الأَبواب من ضرورة، فهل يُدعى أَحد من تلك [الأَبواب](5)/(أ[55/ب]) كلّها؟ قال: "نَعَمْ، وَأَرْجو أَنْ تَكُوْنَ منهمْ".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/492.
(3) ابن محمَّد القرشيّ، أبو حذافة، المدنيّ، نزيل العراق... سمع الموطّأ من مالك، وأدخلت عليه أحاديث في غيره عن مالك فقبلها، ولم يكن ممن يتعمّد. روى له: ق. ومات سنة: تسع وخمسين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (4/22) ت/1620، وتهذيب الكمال (1/266) ت/10، والكاشف (1/190) ت/8.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/919.
(5) لحق بحاشية: (أ).(15/6)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد البخاريُّ بإِخراجه في صحيحه دون مُسْلم، فرواه عن إِبراهيم بن المنذر(1) عن مَعن بن عيسى(2) عن مالك(3)،/(ج[49/أ]) فيكون شيخنا أَبو عمر بن مهديّ بمنزلة البخاريّ".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/861.
(2) ابن يحيى، القزّاز، أبو يحيى، المدنيّ.. ثقة ثبت، كثير الحديث. روى له: ع. ومات سنة: ثمان وتسعين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى (5/437)، وسؤالات ابن الجنيد لابن معين (ص/382) ت/442، والتّقريب (ص/542) ت/6820.
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: الصّيام، باب: الرّيّان للصّائمين) 3/59 رقم الحديث/7 بنحوه.
ورواه أيضا في: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: فضل النّفقة في سبيل الله) 4/86 ورقمه/56 عن سعد بن حفص،
وَ: (كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة صلوات الله عليهم ) 4/232 ورقمه/26 عن آدم، كلاهما عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ببعضه مختصرًا.
وَ: (كتاب: المناقب، أبواب: فضائل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم باب كذا دون ترجمة ) 5/69- 70 ورقمه/166 عن أبي اليمان عن شعيب عن الزُّهريّ به، بنحوه.
والحديث رواه مسلم في: صحيحه: (كتاب: الزّكاة، باب: من جمع الصّدقة وأعمال البرّ) 2/711- 712 ورقمه/1027 بنحوه.(15/7)
[147]- أَخبرنا أَبو عُمر بن مَهْديّ(1) قال: أَنا أَبو عبد الله محمّد بن مخلد العطّار(2) قال: نا محمّد بن عُثمان بن كَرَامة(3) قال: ثنا أَبو أُسامة(4) عن هشام يعني: ابن عُرْوة قال: حدّثتني فاطمة بنت المُنْذِر(5) عن أَسماءَ بنت أَبي بكرٍ قالت: دخلتُ على عائِشة رضي الله عنها والنّاس يُصلّون، فقلتُ لها: ما شأن النَّاس يُصلّون؟ فقلت: آيَةٌ؟ فأَشارت برأْسِها أَيْ: نعم.
فأَطالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما جِدًّا حتّى تَجَلاَّنِي(6) الْغَشْيُ(7). قالت: وإِلى جنبي قِرْبَةٌ فيها ماء، ففتحتها، فجعلت أَصبُّ منها على رأْسي. فانصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليماً وقد تَجَلَّتِ الشّمسُ(8)، فخطبَ النّاس، فحمد الله، وأَثْنَى عليه بما هو أَهْلُه، ثُمّ قال: "أَمَّا بَعْدُ". قالت(9): وَلَغَطَ(10)
__________
(1) هو: عبد الواحد، تقدّمت ترجمته... انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/540.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/628.
(4) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/632.
(5) تقدّمت ترجمتها أيضا... انظر ص/768.
(6) أي: غطّاني، وغشّاني. ويجوز أن يكون معناه: ذهب الغشي بقوّتي، وصبري. انظر: معجم المقاييس (باب: الغين والشّين وما يثلّثهما) ص/848، والنّهاية (باب: الجيم مع اللاّم) 1/291.
(7) ضرب من الإغماء إلاّ أنّه دونه، يعرض من طول التّعب، والوقوف.
الفتح (1/347).
(8) أي: انكشفت، وخرجت من الكسوف.
انظر: معجم المقاييس (باب: الجيم واللاّم وما يثلّثهما) ص/220، والنّهاية (باب: الجيم مع اللاّم) 1/290.
(9) في: (أ): (قال)، وما أثبتّه من: (ج).
(10) اللّغط: صوت، وضجّة لا يفهم معناها.
النّهاية (باب: اللاّم مع الغين) 4/257.(15/8)
نسوة من الأنْصَار، فانْكَفَأْتُ إِليهنَّ(1) لأُسكتَهنَّ. فقلت لعائشة: ما قال؟ قالت: [قال](2): "مَا مِنْ شَيْء لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامَي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ، وَالنَّارَ وَإِنَّهُ قَدْ أُوْحِيِ إِلَّيَ أَنَّكُمْ تُفْتَنُوْنَ فِي الْقُبُوْرِ مِثْلَ أَوْ قَرِيْبَا مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيْحِ الْدَّجَّالِ، يُؤْتَى أَحَدُكُمْ/(ج[49/ب]) فَيُقَالُ لَهُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ قَاْلَ: الْمُنَافِقُ(3) (شَكَّ هِشَامٌ)/(أ[56/أ]) فَيَقُوْلُ: هُوَ رَسُوْلُ اللهِ، هُوَ مُحَمَّدٌ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَآمَنَّا، وَصَدَّقْنَا، وَأَجَبْنَا، وَصَدَّقْنَا. فَيُقَاْلُ: نَمْ صَاْلِحا، قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ إِنْ كُنْتَ لَمُؤْمِنَا بِهِ. وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوِ الْمُرْتَابُ (شَكَّ هِشَامٌ) فَيُقَاْلُ لَهُ: مَا عِلْمُكَ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُوْلُ: لاَ أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُوْلُوْنَ شَيْئَا، فَقُلْتُهُ".
قال هِشام: فلقد قالتْ لي فاطمة: فأوْعيتُهُ(4)، غير أَنَّها ذكرت ما يغلَّظ عليّ(5).
__________
(1) أي: ملت، وانقلبت إليهنّ. انظر: النّهاية (باب: الكاف مع الفاء) 4/183، والقاموس المحيط (باب: الهمزة، فصل: الكاف) ص/64.
(2) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج).
(3) هكذا في النّسختين، وكتب في حاشية: (ج): "صوابه الموقن"، وهو الصّحيح.
(4) أي: أدخلته في وعاء قلبي. يقال: "أوعيت الشّيء في الوعاء" إذا أدخلته فيه. والمراد: حفظته.
انظر: أدب الكاتب لابن قتيبة (ص/358، 437)، والنّهاية (باب: الواو مع العين) 5/207.
وانظر: المجموع المغيث لأبي موسى المدينيّ (باب: الواو مع العين) 3/435.
(5) في: (ج): "عليه"، وهي كذلك في: صحيح البخاريّ (2/42- 43) رقم الحديث/45.(15/9)
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "أَخرجه البخاريُّ في صحيحه، فقال: "وقال محمود(1): ثنا أَبو أُسامة"(2).
ورواه مُسْلم عن أَبي بكر بن أَبي شيبة، وأَبي كُرَيب(3) عن أَبي أُسامة(4)، فكأَنَّ شيخنا أَبا عُمَر سمعه من البخاريِّ، ومُسْلم جميعا".
__________
(1) هو: ابن غيلان، تقدّمت ترجمته... انظر ص/588.
قال الحافظ في: (الفتح 2/470): "وذكره هنا عن محمود وهو: ابن غيلان أحد شيوخه بصيغة: (قال محمود) وكلام أبي نعيم في المستخرج يشعر بأنّه قال: (حدَّثنا محمود)"اه.
(2) الصّحيح (كتاب: الجمعة، باب: من قال بعد الثّناء: أمّا بعد) 2/4243 رقم الحديث/45.
ورواه أيضا في: (كتاب: الصّلاة، أبواب: العمل في الصّلاة، باب: الإشارة في الصّلاة) 2/155 ورقمه/259 عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب عن الثّوريّ،
وفي: (كتاب: العلم، باب: من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرّأس) 1/53- 54 ورقمه/28 عن موسى بن إسماعيل عن وهيب،
ورواه في: (كتاب: الكسوف، باب: صلاة النّساء مع الرّجال في الكسوف) 2/93- 94 ورقمه/91 عن عبد الله بن يوسف، وفي: (كتاب: الاعتصام، باب: الإقتداء بسنن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) 9/169- 170 ورقمه/58 عن عبد الله بن مسلمة، وفي: (كتاب: الوضوء، باب: من لم يتوضّأ إلاّ من الغشي المثقل) 1/95- 96 ورقمه/48 عن إسماعيل (هو: ابن أبي أويس)، ثلاثتهم (عبد الله بن يوسف، وابن مسلمة، وإسماعيل) عن مالك، ثلاثتهم (الثّوريّ، ووهيب، ومالك) عن هشام به، مطوّلاً، ومختصرًا.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/522.
(4) صحيح مسلم (كتاب: الكسوف، باب: ما عرض على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في صلاة الكسوف من أمر الجنّة والنّار) 2/624- 625.(15/10)
[148]- أَخبرنا أَبو الحسن أَحمد بن محمَّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأَهوازيّ(1) قال: ثنا أَبو بكر محمَّد بن جَعْفر المَطِيْريّ(2) قال: ثنا عليّ بن حَرْب(3) قال: ثنا سُفيان بن عُيَينة عن/(ج[50/أ]) الزُّهريّ عن عُبيد الله بن عبد الله(4) عن ابن عبَّاس عن مَيْمُونة أَنَّ فأرةً وقعت في سَمْنٍ على عَهْد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تَسليماً فقال: "أَلْقُوْهَا، وَمَا حَوْلَهَا، ثُمَّ كُلُوهُ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "رواه البخاريُّ عن عبد الله بن الزُّبير الحميديّ عن سُفْيان(5)، فكأَنَّ شيخنا سمعه منه".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/53.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/506.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/296.
(4) هو: ابن عتبة بن مسعود.
(5) صحيح البخاريّ (كتاب: الذّبائح والصّيد، باب: إذا وقعت الفأرة في السّمن الجامد، أو الذّائب) 7/176- 177 رقم الحديث/69.
ورواه أيضا في: (كتاب: الوضوء، باب: ما يقع من النّجاسات في السّمن أو الماء) 1/114 ورقمه/98 عن إسماعيل (هو: ابن أبي أويس)،
وفي الموضع نفسه من (كتاب: الذّبائح والصّيد) 7/177 ورقمه/71 عن عبد العزيز بن عبد الله، كلاهما عن مالك، ورواه في الباب نفسه من (كتاب: الوضوء) ورقمه/99 عن عليّ بن عبد الله عن معن،
وفي الباب نفسه من (كتاب: الذّبائح والصّيد) أيضا ورقمه/70 عن عبدان عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن يونس (هو: ابن يزيد)، ثلاثتهم (مالك، ومعن، ويونس) عن ابن شهاب، به، بنحوه.(15/11)
[149]- أَخبرنا أبو الحسن بن الصّلت(1) قال: ثنا محمَّد بن جَعْفر المَطِيْريّ(2) قال: ثنا عليّ بن حَرْب(3) قال: ثنا أَبو مُعَاوية(4) قال: ثنا الأَعمش عن أَبي سُفيان(5) عن جَابر قال: أَتَي النُّعْمَانُ بنُ قَوْقَلٍ، فقال: يا رسول الله،/(أ[56/ب]) أَرأَيتَ إِنْ صلّيتُ المكتوبات، وأَحللتُ الحلالَ، وحرَّمتُ الحرامَ، أَدخل الجنّة؟ قال: "نَعَمْ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "رواه مُسْلم عن أَبي بكر بن أَبي شَيْبة، وأَبي كُرَيب(6) عن أَبي مُعَاوية(7)، فكأَنَّ شيخنا سمعه منه".
[150]- أَخبرنا القاضي أَبو الحسين محمَّد بن أَحمد بن القاسم بن إِسماعيل الضّبّيّ المحاملي(8) قال: ثنا أبو جعفر محمَّد بن يَحْيى بن عُمَر بن عليّ بن حَرْب الطّائِيّ(9) قال: ثنا عليّ بن حَرْب(10) قال: ثنا سُفيان عن الزُّهريّ عن حُمَيْد بن عبد الرّحمن(11)/(ج[50/ب]) عن أَبي هريرة قال: جاءَ رجل(12)
__________
(1) هو: أحمد بن محمَّد الأهوازيّ، تقدّمت ترجمته... انظر ص/53.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/506.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/519.
(5) هو: طلحة بن نافع الواسطيّ ويقال: المكّيّ الإسكاف... صدوق، من الرّابعة. روى له: ع.
انظر: العلل ومعرفة الرجال (2/475) رقم النّص/3113، والكاشف (1/514- 515)ت/481، والتّقريب (ص/283)ت/3035.
(6) هو: محمَّد بن العلاء، تقدّمت ترجمته... انظر ص/522.
(7) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/519.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: الإيمان، باب: بيان الإيمان الّذي يدخل به الجنّة...) 1/44 رقم الحديث/15.
(8) تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(9) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/506.
(10) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/296.
(11) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/919.
(12) قال الحافظ في (الفتح): "لم أقف على تسميته".
ثمّ ذكر أنّ بعض أهل العلم سمّاه: سليمان أو: سلمة بن صخر البَيَاضيّ استنادًا إلى حديث رواه ابن أبي شيبة فيه نحو قصّة هذا الحديث، وحقّق رحمه الله أنّهما واقعتان مختلفتان، ثمّ ذكر أنّه وقع في شرح ابن الحاجب ما يوهم أنّ الرجل هو: أبو بردة بن يسار، وقال: "وهو وهم". والصّحيح عدم معرفة عين الرّجل كما قال الحافظ والله تعالى أعلم.
انظر: الفتح (4/194- 196).
وانظر: الغوامض لابن بشكوال (1/238)، والمستفاد لابن العراقيّ (1/531) رقم النّص/199، وتنبيه المُعْلم لسبط ابن العجميّ (ص/202) رقم النّص/441.(15/12)
إِلى النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليمًا، فقال: هَلَكتُ. قال: "وَما أَهْلَكَك"؟ قال: وقعتُ على أَهلي في شَهْر رمضان. قال: "عِنْدَكَ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً"؟ قال: لاَ. قال: "هَلْ تَسْتَطِيْعُ أَنْ تَصُوْمَ شَهْرَيْنَ مُتَتَابِعَيْنِ"؟ قال: لاَ. قال: "فَهَلْ(1) تَسْتَطِيْعُ أَنْ تُطْعِمَ سَتِّيْنَ مِسْكِيْنا"؟ قال: لاَ. قال: "اجْلِسْ". [قال:](2) فأُتِيَ النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما بعَرَقٍ(3) فيه تمر، قال: "خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ عَلَى الْمَسَاكِيْنِ". قال: على أَفقر منَّا، فما بين لابتيها(4) أَهلُ بيت هو أَفقر مِنَّا. قال: فضحك النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما حتَّى بدت نَواجِذُهُ، ثُمَّ قال: "خُذْهُ [، واذهب فأطمعه عيالك](5)".
__________
(1) في (ج): "هل".
(2) زيادة من: (ج).
(3) بفتح المهملة والرّاء، بعدها قاف وقيل: (بإسكان الرّاء)، والأوّل هو الصّحيح.
والمراد: المكتل بكسر الميم، وسكون الكاف، وفتح المثنّاة، بعدها لام
ورد مفسّرًا بذلك في بعض روايات الحديث في الصّحيحين، انظر: مثلاً: صحيح البخاريّ (3/73) رقم الحديث/43، (8/43- 44) رقم الحديث/112، وصحيح مسلم (2/782).
ويسمّى أيضا: الزَّبيل. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/105)، والنّهاية (باب: العين مع الرّاء) 3/219.
(4) أي: حرّتيها حرّة واقم، وتسمّي: الشّرقيّة، وحرّة الوبرة بفتحات ثلاث متوالية، وجوّز بعضهم تسكين الباء الموحدة وهي الّتي تطلّ على وادي العقيق، وتسمّى: الغربيّة.
انظر: معجم البلدان (5/3)، والمعالم الأثيرة لحسن شراب (ص/100، 235)، ومعجم جبال الجزيرة لعبد الله بن خميس (1/77- 80،81).
(5) لحق بحاشية: (أ).(15/13)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "اتّفق الشّيخانِ على إِخراج هذا الحديث في كتابيهما، فرواه البخاريُّ عن عليّ بن المدينيّ(1)، وَعبد الله بن مسلمة القعنبيّ(2).
__________
(1) صحيح البخاريّ (كتاب: كفّارات الأيمان، باب: قوله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكِمْ وَاللهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم}) 8/258- 259 رقم الحديث/2.
(2) أبو عبد الرّحمن، البصريّ.. ثقة، عابد. روى له: خ، م، د، ت، س. ومات سنة: إحدى وعشرين ومئتين. انظر: التّقريب (ص/323) ت/3620.
وحديثه في الصحيح في الكتاب المتقدّم نفسه (باب: يعطي في الكفّارة عشرة مساكين قريبا كان، أو بعيدًا) 8/259 260 ورقمه/4.
ورواه أيضا في: (كتاب: الصّيام، باب: إذا جامع في رمضان، ولم يكن له شيء، فتصدّق عليه، فليكفّر) 3/74 ورقمه/43 عن أبي اليمان عن شعيب،
وفي: (باب: المجامع في رمضان) 3/74 ورقمه/44 عن عثمان ابن أبي شيبة عن جرير عن منصور (هو: ابن المعتمر)،
وفي: (كتاب: الهبة، باب: إذا وهب هبة، فقبضها الآخر، ولم يقل: قبلت) 3/318 ورقمه/34، وَ (كتاب: كفّارات الأيمان، باب: من أعان المعسر على الكفّارة) 8/259 ورقمه/3 عن محمَّد بن محبوب عن عبد الواحد عن معمر،
وفي (كتاب: النّفقات، باب: نفقة المعسر على أهله) 7/118 119 ورقمه/103 عن أحمد بن يونس، وفي: (كتاب: الأدب، باب: التّبسّم والضّحك) 8/43 44 ورقمه/112 عن موسى (هو: ابن إسماعيل) كلاهما عن إبراهيم بن سعد، وفي: (كتاب: الأدب أيضا باب: ما جاء في قول الرّجل: ويلك) 8/70 71 ورقمه/187 عن محمَّد بن مقاتل عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن الأوزاعيّ،
وفي: (كتاب: المحاربين من أهل الكفر والرّدّة، باب: من أصاب ذنبا دون الحدّ، فأخبر الإمام فلا عقوبة عليه بعد التّوبة إذا جاء مستفتيا) 8/297 ورقمه/19 عن قتيبة عن اللّيث، ستّتهم عن الزُّهريّ به، بنحوه.(15/14)
ورواه مسلم عن يَحْيى بن يَحْيى(1)، وَأَبي بكر بن أَبي شَيْبة، /(أ[57/أ]) وَزُهير بن حَرْب(2)، وَمحمّد بن عبد الله بن نُمَير(3)، سِتَّتُهم عن سفيان بن عُيينة، فكأَنَّ القاضي أَبا الحسين سمعه من البخاريِّ، ومُسْلم".
[151]- أَخبرنا محمّد بن أَحمد بن القاسم(4) قال: ثنا محمّد ابن يحيى بن عُمر(5) قال: ثنا عليّ بن حَرْب(6) قال: ثنا سُفيان عن الزّهريّ/(ج[51/أ]) عن محمّد بن جُبَيْر(7) عن أَبيه قال: قال النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "إِنِّي أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يُمْحَى بَي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي أَحْشُرُ النَّاسَ، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "أَخرجه البخاريُّ من حديث مالك بن أَنس(8)، وَشُعَيب بن أَبي حَمْزة(9) عن الزُّهريّ.
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/604.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/512.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/508.
وحديثهم في صحيح مسلم في: (كتاب: الصّيام، باب: تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصّائم...) 2/781 782 ورقمه/1111.
(4) هو: المحامليّ، تقدّمت ترجمته... انظر ص/50.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/506.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/296.
(7) ابن مطعم بن عديّ القرشيّ، أبو سعيد، المدنيّ... تابعيّ،ثقة، قليل الحديث. روى له: ع. ومات على رأس المائة.
انظر: الطّبقات الكبرى (5/205)، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/401) ت/1441، والتّقريب (ص/471) ت/5780.
(8) صحيح البخاريّ (كتاب: المناقب، باب: ما جاء في أسماء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) 5/24 رقم الحديث/39 عن إبراهيم بن المنذر عن معن عنه به، بنحوه.
(9) تقدّمت ترجمته... انظر ص/537.
وحديثه في الصحّيح في: (كتاب: التّفسير، باب: {يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد }) 6/266 ورقمه/390 عن أبي اليمان عنه به، بنحوه أيضا.(15/15)
ورواه مُسْلم عن زُهير بن حَرْب(1)، وَإِسحاق بن إِبراهيم، وَابن أَبي عُمَر(2) عن سُفيان بن عُيينة(3)، فكأَنَّ القاضي أَبا الحسين سمعه من مسلم".
[152]- أَخبرنا أَبو بكر محمّد بن أَحمد الطُّوسيّ(4)قال: [نا](5) أَبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأَصمّ(6) قال: ثنا بَحْر بن نَصْر ابن سابق الخَوْلانيّ(7) قال: ثنا عبد الله بن وَهْب(8) قال: أَخبرني يونُس بن يزيد(9) عن ابن شهاب عن أَبي سَلَمة بن عبد الرّحمن بن عَوْف عن معاوية بن الحكم أَنه سأل رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم تسليماً عن الطِّيَرَة(10)، فقال: "ذَلِكَ شَيْءٌ يَجِدُهُ أَحَدُكُمْ فِي نَفْسِهِ، فَلاَ يَصُدَّنَّكُمْ".
وسأله عن الكُهَّان(11)
__________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/512.
(2) هو: محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، تقدّمت ترجمته... انظر ص/506.
(3) صحيح مسلم (كتاب: الفضائل، باب: في أسمائه صلى الله عليه وسلم) 4/1828 ورقمه/2354.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(5) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج).
(6) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/256.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/903.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/903.
(9) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/538.
(10) بكسر الطّاء، وفتح الياء، وقد تسكن: التّشاؤم بالشّيء.
وأصله فيما يقال: التّطيّر بالسّوانح، وبالبوارح من الطّير، والظّباء، وغيرهما.
انظر: غريب الحديث للخطّابيّ (2/169)، والمجموع المغيث لأبي موسى المدينيّ (2/376- 379)، والنّهاية (باب: الطّاء مع الياء) 3/152.
(11) جمع: كاهن، وهو الّذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزّمان، يدّعي معرفة الأسرار، ومطالعة علم الغيب.
ومن هؤلاء الكهنة من كان يزعم أنّ له تابعا من الجنّ يلقي إليه الأخبار؛ ومنهم من كان يزعم معرفة الأمور بمقدّمات أسباب يستدلّ لها على مواقعها من كلام من يسأله؛ أو فعله، أو حاله، وهذا يخصّونه بالعرّاف كالّذي يدّعي معرفة الشّيء المسروق، ومكان الضّالّة،ونحوهما.
انظر: المجموع المغيث للمدينيّ (3/94- 95)، والنّهاية (باب: الكاف مع الهاء) 4/214 215، والتّعريفات للجرجانيّ (ص/183).(15/16)
، فقال: "لاَ تَأْتُوْهُمْ". /(أ [57/ب])
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد مُسْلم [بإخراجه](1) في /(ج[51/ب]) كتابه، فرواه عن أَبي الطّاهر بن السّرح(2)، وحرملة بن يَحيى(3) عن ابن وَهْب، فكأَنَّ شيخنا سمعه منه".
[153]- أَخبرنا محمَّد بن أَحمد الطّوسيّ(4) قال: حدَّثنا أَبو العبّاس محمَّد بن يعقوب الأَصمّ(5) قال: ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان العامريّ الكوفيّ(6) قال: ثنا زَيْد بن الحُبَاب(7)
__________
(1) لحق بحاشية: (أ).
(2) هو: أحمد بن عمرو بن عبد الله بن السّرح بمهملات المصريّ... ثقة.
روى له: م، د، س، ق. ومات سنة: خمسين ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (2/65) ت/115، وحاشية سبط ابن العجميّ على الكاشف (1/200)، والتّقريب (ص/83) ت/85.
(3) ابن حرملة التّجيبيّ بضمّ التّاء المعجمة بنقطتين من فوق، وكسر الجيم، وسكون المنقوطة باثنتين من تحتها، في آخرها باء منقوطة بواحدة أبو حفص، المصريّ... صدوق.
روى له: م، س، ق. ومات سنة: ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين.
انظر: الكامل لابن عديّ (2/458)، والكاشف (1/317) ت/977، والتّقريب (ص/156) ت/1175.
وحديثهما في صحيح مسلم في: (كتاب: السّلام، أبواب: الطّبّ والمرض والرّقى، باب: تحريم الكهانة، وإتيان الكهّان) 4/1748- 1749.
وانظر: (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: تحريم الكلام في الصّلاة...) 1/381- 382 رقم الحديث/537.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/256.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/529.
(7) بضمّ المهملة، وموحدتين أبو الحسين، العكلي بضمّ المهملة، وسكون الكاف قال الحافظ في: (التّقريب ص/222 ت/2124): "صدوق يخطئ في حديث الثّوريّ"اه، وليس هذا منها.
روى له: ر، م، 4. ومات سنة: ثلاث ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (3/561) ت/2538، والكامل لابن عديّ (3/209- 210)، والكاشف (1/415) ت/1729.(15/17)
قال: ثنا مالك بن أَنس عن الزُّهريّ عن أَنس بن مالك: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَلَيْهِ مِغْفَرُ(1) حَدِيْدٍ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "قَوْلُه: "حَدِيد" كلمةٌ غريبةٌ لم يذكرها مالكٌ في الموطَّأ(2)، وقد تابع زَيْدَ بن الحُبَاب(3) عليها جماعةٌ منهم:
مُعَاوية بن هشام القصَّار(4)، ومحمَّد [بن عبد الله الرَّقاشيّ(5)
__________
(1) المغفر بكسر الميم، وسكون المعجمة، وفتح الفاء، بعدها راء: زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس، يلبس تحت القلنسوة.
وقيل: رفرف البيضة.
وقيل: حلق يتقنّع به المُتَسَلِّح.
ونقل ابن منظور عن ابن شميل: المغفر: حلق يجعلها الرجل أسفل البيضة، تسبغ على العنق، فتقيه. قال: وربما كان المغفر مثل القلنسوة غير أنها أوسع، يلقيها الرجل على رأسه فتبلغ الدرع، ثمّ يلبس البيضة فوقها، فذلك المغفر يُرخى على العاتقين، وربما جعل المغفر من ديباج، وخزّ، أسفل البيضة.
وإنما سمى المغفر لأنه يغفر الرأس (أي: يُلبسه، ويغطّيه).
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/348)، ولسان العرب (حرف: الرّاء المهملة، فصل: الغين) 5/26.
(2) انظر: رواية يحيى اللّيثيّ (1/423) رقم الحديث/247، ورواية أبي مصعب الزُّهريّ (1/556- 557) رقم الحديث/1447.
وانظر: التّمهيد لابن عبد البرّ (6/159).
(3) أشار لرواية زيد: الحافظ في (الفتح 4/72) وذكر أنّ حديث زيد هذا رواه الدّارقطنيّ في الغرائب، والحاكم في الإكليل.
وتابع الحسنَ بن عليّ العامريّ في روايته عن زيد بن الحباب: موسى بن سعيد المسروقيّ ثقة، (كما في: التّقريب ص/552 ت/6987)... أخرج روايته: أبو الشَّيخ في (أخلاق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) ص/125 عن عبد الرّحمن بن محمَّد بن حمّاد عنه به، بمثله هنا.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/724.
(5) أبو عبد الله، البصريّ... ثقة، عابد.
روى له: خ، م، س، ق. ومات سنة: سبع عشرة ومئتين. انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/407) ت/1475، وتهذيب الكمال (25/551) ت/5374.(15/18)
، ومحمَّد](1) بن مُعَاوية النَّيسابوريّ(2)، وسفيان بن بِشْر(3)، وَعبيد الله بن عَمْرو الآمديّ(4)، وَإسحاق بن مَنْصور بن حَيَّان الأَسديّ(5)، ومحمّد بن مَرْوان الكوفيّ(6) صَاحب الكلبيّ(7) وأَحْمَد بن يَزِيْد الوَرْتَنِيسيّ(8)
__________
(1) لَحَق بحاشية: (أ).
(2) أبو عليّ، الخراسانيّ، نزيل بغداد، ثمّ مكّة... متروك، أطلق ابن معين، وأحمد، والدّراقطنيّ، وغيرهم عليه الكذب. مات سنة: تسع وعشرين ومئتين.
انظر: سؤالات ابن الجنيد لابن معين (ص/407) ت/565، (ص/430- 431) ت/651، والضّعفاء للعقيليّ (4/144)، والتّقريب (ص/507) ت/6310.
(3) لم أقف على ترجمة له.
(4) روى عنه: نصر بن داود، وإبراهيم بن الجنيد.
سُئل عنه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 5/329 ت/1552)، وقال: "لا أعرفه". وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/405)، وقال: "ربما خالف، وأخطأ". وانظر: لسان الميزان (4/110) ت/222.
(5) أبو يعقوب، الكوفيّ... روى عنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله ابن نمير، وعثمان بن أبي شيبة.
ترجم له البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 1/402 ت/1285) وقال: (وقال أحمد أبو جعفر: حدَّثنا إسحاق أبو يعقوب الأسديّ العابد صاحب سنة..). وابن حبّان في: (الثّقات 8/112)، وقال: "... مات سنة: أربع أو خمس ومئتين، وكان عابدًا، فاضلاً". وانظر: الجرح والتّعديل (2/234) ت/823.
(6) السُّديّ الصّغير، مولى عبد الرّحمن بن زيد بن الخطّاب... متروك، لا يُكْتَب حديثه، اتّهمه بعضهم بالكذب. من الثّامنة.
انظر: الجرح والتّعديل (8/86) ت/364، وتأريخ بغداد (3/291) ت/1377، والتّقريب (ص/506) ت/6284.
(7) محمَّد بن السَّائب، أبو النّضر، الكوفيّ...
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (25/246) ت/5234.
(8) بفتح الواو، وسكون الرّاء، وفتح التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها، وكسر النّون،وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين،وفي آخرها السّين المهملة.
انظر: الأنساب 5/587.
وضبطه الحافظ في: (التّقريب ص/86 ت/127) بتثقيل النّون.(15/19)
الحرّانيّ(1).
ورواه أيضا: أبو عُبَيد القاسم بن سلاّم(2) عن يَحْيى بن عبدالله
ابن بُكَيْر(3)
__________
(1) أبو الحسن... قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 1/82 ت/191): "هو ضعيف الحديث، أدركته". وذكره الذّهبيّ في: (الميزان 1/163 ت/660)، وقال: "ضعّفه أبو حاتم، ومشّاه غيره" اه. ولعلّه يقصد بمن مشّاه: النّسائيّ، ومسلمة بن القاسم... فقد نقل مغلطاي في: (إكمال تهذيب الكمال [1/41]) عنهما قالا: "ثقة".
وذكره الحافظ في: (التّقريب ص/86 ت/127)، وقال: "ضعّفه أبو حاتم، من العاشرة، ولم يرو عنه البخاريّ إلاّ حديثا واحدًا متابعةً " اه.
وهؤلاء الرّواة جميعاً لم أقف على متابعاتهم لزيد بن الخطّاب بعد.
(2) أشار لروايته: الحافظ في (الفتح 7/609)، ونقل عن الدّارقطنيّ قال: "تفرّد به أبو عبيد، وهو في الموطّأ ليحيى بن بكير مثل الجماعة، ورواه عن مالك جماعة من أصحابه خارج الموطّأ بلفظ: (مغفر من حديد)" قال الحافظ: "ثمّ ساقه من رواية عشرة عن مالك كذلك". وكلام الدّارقطنيّ في: (غرائب مالك له) كما نصّ عليه الحافظ في: (النّكت 2/659، والفتح 4/72)، ولم أقف عليه في الموجود منه.
(3) القرشيّ، أبو زكريّا، المصريّ... قال ابن محرز في: (معرفة الرجال عن يحيى بن معين 1/109): سمعت يحيى وذُكِرَ له يحيى بن بكير المصريّ، قيل له: كان يحدثّ بالموطّأ عن مالك بن أنس. قال: "وأيّ شيء كان يُسَوّي، إنما كان يعرض حبيب، وكان حبيب كذّابا، كان يعرض لهم خمس ورقات، ثمّ يقول لهم: عرضت عليكم عشرة" ثمّ قال يحيى بن معين: "وهو لا يحسن يقرأ حديث ابن وهب، فكيف يقرأ الموطّأ" اه. وقال مسلمة بن قاسم (كما في: التّهذيب 11/238): "تكلّم فيه؛ لأنّ سماعة من مالك إنّما كان بعرض حبيب".
وقال الخليليّ في: (الإرشاد ص/44): "ثقة، أخرجه البخاريّ في الصّحيح عن مالك وغيره، وتفرّد بأحاديث عن مالك". لكن قال البخاريّ (كما في: (هدي السّاري ص/475): "ما روى يحيى بن بكير عن أهل الحجاز في التّأريخ فإنّي انتقيه" اه، وقال الحافظ معلِّقا: "فهذا يدلّك على أنّه ينتقي حديث شيوخه" الخ.
وقال في التّقريب (ص/597 ت/7580): "ثقة... وتكلّموا في سماعه من مالك". روى له: خ، م، ق. ومات سنة: إحدى وثلاثين ومئتين.
وانظر: حاشية سبط ابن العجميّ على الكاشف (2/369) ت/6193.(15/20)
عن مالك/(ج[52/أ]) فأورد هذه الكلمة(1).
ورواه غيره عن ابن بكير فلم يذكرها والله أعلم"(2)
__________
(1) وتابع زيد بن الحباب على ذكرها أيضا: بشر بن عمر الزّهرانيّ (ثقة، كما في: التّقريب ص/123 ت/698)... أخرج روايته: ابن عبد البرّ في: (التّمهيد 6/159) عن عبد الوارث بن سفيان عن قاسم ابن أصبغ عن أبي قلابة الرّقاشيّ عنه به، وقال: "ولا أعلم أحدًا ذكر ذلك عن مالك غير بشر ابن عمر في هذا الحديث" اه.
وقال الزّرقانيّ في: (شرح الموطّأ 3/265) معلِّقا: "ولعلّه أراد في الموطّأ، وإلاّ فقد رواه خارجة عشرة عن مالك، كذلك أخرجها الدّارقطنيّ".
(2) وجاءت هذه الزيادة في الحديث أيضا من طريق: أبي أويس المدنيّ (تقدّمت ترجمته... انظر ص/609) عن الزُّهريّ... أخرج روايته: ابن عديّ في: (الكامل 4/183) عن محمَّد بن أحمد بن هارون عن أحمد بن موسى البزّار، والحافظ ابن حجر في: (النّكت 2/658) بسنده عن أحمد بن يحيى الصّوفيّ،كلاهما عن إسماعيل بن أبان عن أبي أويس عن الزُّهريّ به.
قال ابن عديّ: "هذا يُعرف بمالك عن الزُّهريّ، وقد قيل عن مالك: (مغفر من حديد) جماعة، وقد روى ابن أبي أويس هذا الحديث كما ذكرته، وابن أخي الزُّهريّ، ومعمر، والحديث مشهور بمالك"اه.
ومحمد بن أحمد بن هارون ترجم له الخطيب في: (تأريخه 1/369 ت/315)، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وأحمد بن موسى له ذكر في: (تهذيب الكمال 3/6)، ولم أقف على ترجمة له. وفي سند الحافظ من لم أقف على ترجمة له أيضا.
وخالف أحمَد بنَ موسى: ابنُ سعد... فروى الحديث في: (الطّبقات الكبرى 2/139- 140) عن إسماعيل بن أبان بسنده، به، وليس فيه قوله: "من حديد".
ورواه يونس بن محمَّد المؤدّب (ثقة ثبت، كما في: التّقريب ص/614 ت/7914) عن أبي أويس فلم يذكرها... أخرج روايته: محمَّد بن يعقوب الأصم في: (حديثه [6/أ]) بسنده عنه به.
والحديث رواه البخاريّ في صحيحه (كتاب: الجهاد والسّير، باب: قتل الأسير وقتل الصّبر) 4/158 ورقمه/143، وَ (كتاب: جزاء الصّيد، باب: دخول مكّة بغير إحرام) 3/43 ورقمه/421 عن عبد الكريم بن يوسف.
ومسلم في صحيحه (كتاب: الحج، باب: جواز دخول مكّة بغير إحرام) 2/989- 990 ورقمه/1357 عن يحيى، وَقتيبة بن سعيد، وَعبد الله بن مسلمة، ستّتهم عن مالك به، دون قوله: "من حديد" في آخره.(15/21)
.
[154]- أَخبرنا أبو الحسن(1) محمّد بن أَحمد بن محمّد بن أَحمد ابن رَزْقويه(2) قال: أَنا أَبو بكر أَحمد بن سُليمان بن أَيّوب العبّادانيّ(3) قال: ثنا عليّ بن حَرْب(4) قال: ثنا سُفيان بن عُيَينة / أ[58/أ] عن الزُّهريّ وَهِشَام بن عُرْوة عن عروة عن عائِشة قالت: صلَّى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما في خَمِيْصَةٍ(5) لها أَعْلاَمٌ(6) قَال: "أَلْهَتْنِي أَعْلاَمُ هَذِهِ، اذْهَبُوا بِهَا، وَأْتُوْنِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ(7) أَبِي جَهْمٍ(8)".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "اتّفق البخاريّ ومُسْلم على إِخراجه في كتابيهما، فرواه البخاريّ عن قُتَيبة بن سَعيد(9).
ورواه مُسْلم عن عَمْرو بن محمّد النّاقد(10)، وزُهَير بن حَرْب(11)، وأَبي بكر بن أَبي شَيْبة(12)، أَربعتهم عن سفيان بن عُيينة عن الزُّهريِّ وَحْدَهُ عن عُرْوة، فكأَنَّ شيخنا أَبا الحسن بن رَزْقويه سمعه من البخاريّ، وَمُسْلم مَعَا".
__________
(1) في: (أ): (الحسن بن محمَّد)، وما أثبتّه من: (ج)، وهوالصّواب.
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/56.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/602.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/296.
(5) تقدّم شرحها... انظر ص/494.
(6) تقدّم شرحها أيضاً... انظر ص/889.
(7) تقدّم شرحها أيضاً... انظر ص/889.
(8) تقدّمت ترجمته... انظر ص/889.
(9) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/294.
(10) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/512.
(11) تقدّمت ترجمته... انظر ص/512.
(12) الحديث هنا بسند المهروانيّ عن عليّ بن حرب، وسبق بسنده عن بشر بن مطر، كلاهما عن ابن عيينة، وتقدّم عزوه إلى الصّحيحين عمّن ذكر الخطيب (انظر: ص/830 رقم الحديث/116).(15/22)
[155]- أَخبرنا أَبو الحسن محمّد بن أَحمد بن رَزْقويه(1)قال: أَنا أَحمد/(ج[52/ب]) بن سليمان العبَّادانيّ(2) قال: حدَّثنا عليّ بن حَرْب(3) قال: ثنا سُفيان بن عيينة قال: ثنا الزّهريّ عن محمّد بن جُبير ابن مُطْعِم(4) عن أَبيه يبلغ به النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما قال: "لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ(5)".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "أَخرجه البخاريُّ من حديث عُقَيل بن خالد(6) عن الزُّهريّ(7).
ورواه مُسْلم عن زُهَير بن حَرْب(8)، ومحمّد بن أَبي عُمَر(9) عن ابن عُيينة(10)، فكأَنَّ شيخنا أَبا الحسين سمعه من مسلم".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/56.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/602.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/296.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/984.
(5) أي: قاطع رحم... جاء مبيّنا في رواية: مالك، ومعمر عن الزُّهريّ عند الإمام مسلم في صحيحه (4/1981- 1982).
(6) ابن عقيل بالفتح الأيليّ، أبو خالد، الأمويّ، مولاهم... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: أربع وأربعين ومائة على الصّحيح. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/519)، والتّقريب (ص/396) ت/4665.
(7) صحيح البخاريّ (كتاب: الأدب، باب: إثم القاطع) 8/8 رقم الحديث/13 عن يحيى بن بكير عن اللّيث عن عقيل به، بمثله.
(8) تقدّمت ترجمته... انظر ص/512.
(9) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/910.
(10) صحيح مسلم (كتاب: البرّ والصّلة والآداب، باب: صلة الرّحم وتحريم قطعها) 4/1981 ورقمه/2556.(15/23)
[156]- أَخبرنا أَبو الفتح هلال بن محمّد بن جَعْفر/(أ[58/ب]) الحفّار(1) قال: أَنا إِسماعيل بن محمّد الصّفّار(2) قال: ثنا عبّاس [بن عبدالله](3) التّرقُفيّ(4) قال: ثنا أَبو عبد الرّحمن المُقرئ(5) قال: ثنا سعيد هو: ابن أَبي أَيّوب(6) قال: حدَّثني عبيد الله بن أَبي جعفر(7) عن الأَعْرَج(8) عن أَبي هريرة عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما أَنَّه قال: "مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ طِيْبٌ فَلاَ يَرُدّهُ ؛ فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمَلِ، طَيِّبُ الرَّائِحَةِ".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/61.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/245.
(3) لحق بحاشية: (أ).
(4) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/560.
(5) هو: عبد الله بن يزيد العدويّ، مولاهم، البصريّ... ثقة فاضل، كثير الحديث. روى له: ع. ومات سنة: ثلاث عشرة ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (5/501).الإرشاد (ص/93)، والتّقريب (ص/330) ت/3715.
(6) واسمه: مقلاص الخزاعيّ، مولاهم، أبو يحيى، المصريّ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: إحدى وستّين ومائة على الصّحيح.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/516)، وتهذيب الكمال (10/342) ت/2241، والكاشف (1/432) ت/1856.
(7) واسمه: يسار أبو بكر، الفقيه... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: بضع وثلاثين ومائة.
انظر: الجرح والتعديل (5/310) ت/1478، وتأريخ أسماء الثّقات للعجليّ (ص/238) ت/907، والتّقريب (ص/370) ت/4281.
(8) هو: عبد الرّحمن بن هرمز.(15/24)
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "انفرد مسلمٌ دون البخاريِّ بإِخراجه في صحيحه، فرواه(1) عن أَبي بكر بن أَبي شيبة، وزُهَير بن حَرْب(2) عن أَبي عبد الرّحمن المُقرئ(3)، فكأَنَّ/(ج[53/أ]) شيخنا أَبا الفتح سمعه منه).
[157]- أَخبرنا هلال بن محمّد بن جَعْفر(4) قال: أَنا إِسماعيل بن محمّد الصّفّار(5) قال: ثنا عبّاس بن عبد الله التَّرْقُفيّ(6) قال: ثنا حَفْص ابن عُمر العَدَنيّ(7) قال: ثنا الحكم بن أَبان(8) عن عكرمة عن ابن عبّاس أَنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما قال: "لَوَدِدْتُ أَنَّ تَبَارَكَ فِي صَدْرِ كُلِّ إَنْسَانٍ مِنْ أُمَّتِي".
__________
(1) قوله: (فرواه) ليست في (ج).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/537.
(3) صحيح مسلم (كتاب: الألفاظ من الأدب وغيرها، باب: استعمال المسك وأنّه أطيب الطّيب وكراهة ردّ الرّيحان والطّيب) 4/1766 رقم الحديث/2253بنحوه.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/61.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/245.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/560.
(7) ويقال: الصّنعانيّ أبو إسماعيل، الملقّب بالفرخ بالفاء، وسكون الرّاء، والخاء المعجمة... ضعيف، من التّاسعة. روى له: ق.
انظر: المجروحين لابن حبّان (1/257)، والكاشف (1/342) ت/1159، والتّقريب (ص 173) ت/1420.
(8) أبو عيسى، العدنيّ... صدوق له أوهام. روى له: ر، 4. ومات سنة: أربع وخمسين ومائة. انظر: الجرح والتعديل (3/113) ت/526، وتهذيب الكمال (7/86) ت/1422، والتّقريب (ص/174) ت/1438.(15/25)
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث عبد الله بن عَبَّاس عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما ومن رواية عِكْرمة عن مولاه عبد الله بن عبَّاس، تفرَّد بروايته الحكمُ بن أَبان، ولم نكتبه إِلاَّ من رواية حَفْص بن عُمَر العَدَنيّ عنه(1)"(2).
__________
(1) قوله: (العدنيّ عنه) ليست في (ج).
(2) الحديث رواه أيضا: عبد بن حميد في مسنده (المنتخب ص/206- 207 برقم/603)، والتّرقفيّ في: (حديثه [2/أ])، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 11/193 ورقمه/11616) ومن طريقه: الشّجريّ في: الأمالي الخميسيّة (1/107) والحاكم في: (المستدرك 1/565) ومن طريقه: البيهقيّ في: الشّعب 2/494 ورقمه/2507، والشّجري في: (الأمالي 1/107) من طريق أخرى، وعزاه الشّوكانيّ في: (فتح القدير 5/257) إلى ابن مردويه...
قال الحاكم: "هذا إسناد عن اليمانيّين صحيح، ولم يخرّجاه"، وتعقّبه الذّهبيّ في: تلخيصه، وقال: "حفص واه" اه. وهو كما قال الذّهبيّ (انظر ص/936)، وفيه أيضا: الحكم بن أبان صدوق له أوهام (كما تقدّم ص/936).
وفي سند عبد بن حميد، والطّبرانيّ أيضا: إبراهيم بن الحكم، وهو متروك،
انظر: الضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ (ص/147) ت/12، والمغني للذّهبيّ (1/12) ت/64. فالحديث ضعيف لا يصحّ، ولا عاضد له.
وانظر: تفسير ابن كثير (4/422).(15/26)
[158]- أَخبرنا أَبو الحسين علىّ بن محمَّد بن عبد الله بن بِشْران المعدِّل(1) قال: أَنا إِسماعيل بن محمّد الصّفّار(2)/(أ[59/أ]) قال: ثنا عبدالكريم بن الهيثم(3) قال: ثنا أَبو اليمان(4) قال: أخبرني شُعَيب(5) عن الزّهريّ قال: أَخبرني سالم(6) عن عبد الله بن عُمَر قال: "رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسلِيْما إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ يُؤَخِّرُ صَلاَةَ الْمَغْرِبِ فَيُصَلِّيهَا ثَلاَثَا، ثُمَّ مَا يَلْبَثُ حَتَّى يُقِيْمَ صَلاَةَ/(ج[53/ب]) الْعِشَاءِ فَيُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ، فَلاَ يُسَبِّحُ(7) بَيْنَهُمَا بِرَكْعَةٍ، وَلاَ يُسَبِّحُ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِسَجْدَةٍ حَتَى يَقُوْمَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ".
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/62.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/299.
(4) هو: الحكم بن نافع، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/534.
(5) ابن أبي حمزة، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/537.
(6) هو: ابن عبد الله.
(7) أي: لم يُصلّ نافلة. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/330)، والنّهاية (باب: السّين مع الباء) 2/331.(15/27)
[159]- وأَنا [أَبو](1) الحسين بن بِشْران(2) قال: أَنا إِسماعيل بن محمّد الصّفّار(3) قال: ثنا عبد الكريم بن الهَيْثَم(4) قال: ثنا أَبو اليمان الحكم بن نافع(5) قال: أَخبرني شُعَيب(6) عن الزّهريّ قال: أخبرني عامر بن سَعْد(7) عن سَعْد بن أَبي وقّاص: أَنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما أَعطى(8) رَهْطا(9) وسعدٌ جالس فترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما رجلاً(10)
__________
(1) لحق بحاشية: (أ)
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/64.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/245.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/299.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/534.
(6) هو: ابن أبي حمزة، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/537.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/859.
(8) كان هذا العطاء من فيء أموال هوازن، قسمه النّبيّ صل الله عليه وسلّم على المهاجرين، والمؤلّفة قلوبهم بعد غزوة الطّائف، سنة: ثمان من الهجرة.
انظر: المغازي للواقديّ (3/922- 960)، وسيرة ابن هشام (4/478- 496).
(9) أي: جماعة. والرّهط من الرّجال: ما دون العشرة.
وقيل: ربّما جاوز ذلك قليلاً.
وقيل: إلى الأربعين.
انظر: غريب الحديث للخطّابيّ (2/414)، ومعجم المقاييس (باب: الرّاء والهاء وما يثلّثهما) ص/427، والنّهاية (باب: الرّاء مع الهاء) 2/283، والفتح (1/100).
(10) هو: جعيل بالجيم، وفتح العين المهملة، وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها ويقال: جعال بالألف بن سراقة الضّمريّ...
صرّح به الواقديّ في: (المغازي 3/948)، وابن هشام في: (السّيرة 4/496)، والدّارقطنيّ في: (المؤتلف 1/456- 457)، وابن عبد البرّ في: (الاستيعاب 1/237 238)، وابن ماكولا في: (الإكمال 2/106)، وابن الأثير في: (أسد الغابة 1/338 ت/748)، وغيرهم.
وانظر: الفتح (1/100).(15/28)
[هو](1) أَعجبهم إِليَّ، فقلت: يا رسول الله، مَالَكَ عن فلان؟ فو الله إِنّي لأُراه(2) مؤمنا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسليما: [أَوْ مُسْلِمَا](3) فسكَتُّ قليلاً ثُمّ غلبني ما أَعلم منه، فعدت لمثل مقالتي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعاد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما لمثل مقالته، ثمّ غلبني ما أَعلم منه، فعدّت، وعاد، ثُمَّ قال: "يَا سَعْدُ، إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ، وَغَيْرُهَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْهُ؛ خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذان حديثان صحيحان/(أ[59/ب]) أَخرجهما البخاريُّ في كتابه عن أَبي اليمان(4)
__________
(1) لحق بحاشية: (أ).
(2) بضمّ الهمزة هكذا في روايات الصّحيحين، وهو الّذي جزم به أبو العبّاس القرطبيّ، ومال إليه الحافظ (انظر: الفتح 1/100- 101)، وقال النّوويّ في: شرحه على مسلم (2/180- 181): "هو بفتح الهمزة، من: لأراه أي: لأعلمه ولا يجوز ضمّها، فإنّه قال: غلبني ما أعلم منه، ولأنّه راجع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثلاث مرّات، ولولم يكن جازما باعتقاده ما كرّر المراجعة"اه.
وردّ الحافظ في الفتح ما ذهب إليه النّوويّ، وأنّه لا دلالة فيما ذكر؛ لجواز إطلاق العلم على الظّنّ الغالب، وهو الممكن هنا، فانظره الموضع المتقدّم.
(3) لحق بحاشية: (أ).
(4) أمّا الحديث الأوّل فرواه عنه في: (كتاب: تقصير الصّلاة، باب: يصلّي المغرب ثلاثا في السّفر) 2/105- 106 رقم الحديث/126، و (باب: هل يؤذّن أو يقيم إذا جمع بين المغرب والعشاء) 2/109 ورقمه/139.
ورواه أيضا في الكتاب نفسه (باب: الجمع بين المغرب والعشاء) 2/109 ورقمه/138 عن علي بن عبد الله عن سفيان (هو: ابن عيينة)،
وفي: (كتاب: الحجّ، باب: من جمع بينهما أي: الصّلاتين بالمزدلفة ولم يتطوّع) 2/318 ورقمه/256 عن آدم عن ابن أبي ذئب، كلاهما عن الزُّهريّ عن سالم،
وفي: (كتاب: العمرة، باب: المسافر إذا جدّ به السّير يعجّل إلى أهله) 3/26 ورقمه/381، وَ (كتاب: الجهاد والسّير، باب: السّرعة في السّير عند الرّجوع إلى الوطن) 4/141- 142 ورقمه/204 عن سعيد بن أبي مريم عن محمَّد بن جعفر عن زيد بن أسلم عن أبيه، كلاهما (سالم،وأسلم) عن ابن عمر به.
والحديث رواه مسلم في صحيحه (كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: جواز الجمع بين الصّلاتين في السّفر) 1/488- 489 ورقمه/703.
وأمّا الحديث الثّاني، فرواه البخاريّ عن أبي اليمان في: (كتاب: الإيمان، باب: إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل) 1/23 ورقمه/26.
ورواه أيضا في: (كتاب: الزّكاة، باب: قول الله تعالى: {وَلاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافا}) 2/249 ورقمه/79 عن محمَّد بن غُرَير عن يعقوب ابن إبراهيم عن أبيه عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عامر بن سعد به... وبه عن ابن كيسان عن إسماعيل بن محمَّد (هو: ابن سعد بن أبي وقّاص) عن أبيه عن سعد به، بنحوه.
والحديث رواه أيضا مسلم في صحيحه، وهو الحديث التّالي من هذا الكتاب ورقمه (160)، وعزوه إلى الصّحيح ص/1041 وبالله التّوفيق.(15/29)
".
[160]- أَخبرنا أَبو محمَّد عبد الله بن يَحْيى بن عبد الجبّار السّكّريّ (1) / ج[54/أ] قال: أبنا إِسماعيل بن محمّد الصّفّار(2) قال: ثنا أَحمد بن مَنْصور الرّماديّ(3) قال: ثنا عبد الرّزّاق قال: أَنا مَعْمر(4) عن الزُّهريّ عن عامر بن سَعْد(5) عن أَبيه أَنَّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تسليما أَعطى رجالاً(6)، ولم يُعْط رجلاً، فقلت: يا رسولَ الله، أَعطيتَ فُلانا، وتركتَ فُلانا لم تُعْطه، هو مؤمن فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "أَوْ مسلمٌ"؟ قال: فأَعدتّها عليه ثلاثا، وهو يقول: "أَو مسلمٌ"؟ ثُمّ قال: "إِنِّي أُعطِي رِجَالاً، وَأَدَعُ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَّى مِنْهُمْ [مَخَافَةَ](7) أَنْ يُكَبُّوا فِي النَّار عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ قَاْلَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ".
قال الزّهريّ: "فنرى أَنَّ الإِسلامَ: الكَلِمَةٌ، والإِيمانَ: العَمَلُ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "رواه مُسْلم في صحيحه عن حَسَن بن عليّ الحلوانيّ(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/63.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/586.
(4) هو: ابن راشد.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/822.
(6) منهم: أبو سفيان صخر بن حرب، وولداه: معاوية، ويزيد، وحكيم بن حزام، وصفوان بن أميّة، والأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن، وغيرهم كثير.
انظر: المغازي للواقديّ (3/943- 949)، وسيرة ابن هشام ( 4/492- 496).
(7) لحق بحاشية: (أ).
(8) أبو عليّ الخلاّل... ثقة حافظ.
روى له: خ، م، د، ت، ق. ومات سنة: اثنتين وأربعين ومئتين.
انظر: التّقريب (ص/162) ت/1262.
وحديثه في صحيح مسلم في: (كتاب: الإيمان، باب: تألّف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه...) 1/133 رقم الحديث/150.
وانظر: (كتاب: الزّكاة، باب: إعطاء من يخاف على إيمانه) 2/732.(15/30)
، وَعَبْد بن حُمَيْد عن عبد الرّزّاق(1)، فكأَنَّ شيخنا أَبا محمّد السّكّريّ سمعه منه".
[161]- أَخبرنا أَبو القاسم إِسماعيل بن إبراهيم بن عليّ بن عروة البُنْدار(2) قال: أَنا أَبو سَهْل أَحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطَّان(3) قال: ثنا محمَّد بن غالب بن حَرْب(4) قال: ثنا يحيى بن عَنْبَسة(5) قال: ثنا حُمَيد الطَّويل(6) عن أَنس قال: قال/(ج[54/ب]) رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "مَنْ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ يَتِيْمٍ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَى يَدِهِ حَسَنَةً".
__________
(1) صحيح مسلم، الموضع الثّاني نفسه من التّعليق المتقدّم (2/733).
(2) تقدّمت ترجمته... انظر ص/64.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/192.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. انظر ص/556.
(5) القرشيّ، البصريّ، البغداديّ... كذّاب.
انظر: المجروحين لابن حبّان (3/124)، وتأريخ بغداد (14/161) ت/7475، وقانون الموضوعات للفتّنيّ (ص/305).
(6) أبو عبيدة، البصريّ... ثقة، يدلّس عن أنس... قال شعبة (كما في: التّأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ 2/136): "لم يسمع حميد من أنس إلاّ أربعة وعشرين حديثا، والباقي سمعها، أو ثبّته فيها ثابت"اه.
وعلّق العلائيّ على قوله هذا، فقال: "فعلى تقدير أن يكون مراسيل قد تبيّن الواسطة فيها، وهو ثقة محتجّ به" انظر: جامع التّحصيل له (ص/168) ت/144.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وقيل: ثلاث وأربعين ومائة.
انظر: التّأريخ الكبير (2/348) ت/2704، والكاشف (1/352) ت/1248، وطبقات المدلّسين (ص/38) ت/71.(15/31)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب:/(أ[60/أ]) "هذا [حديثٌ](1) غريبٌ من حديث أَبي حَمْزة أَنس بن مالك عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما ومن حديث أَبي عُبَيدة حُمَيد بن أَبي حُمَيد الطَّويل عن أَنس، تفرَّد بروايته يَحيى بن عَنْبَسة عنه وهو شيخ يتفرَّد بأَكثر رواياته عن شيوخه(2)
__________
(1) زيادة من (ج).
(2) الحديث من طريق أنس لم أر من رواه غير المهروانيّ هنا، وفي سنده: يحيى بن عنبسة كذّاب (كما تقدّم ص/1042).
وللحديث شواهد، بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا من حديث: بريدة بن الحصيب، وأبي أمامة، وابن أبي أوفى...
أمّا حديث بريدة، فرواه: أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان) من طريقين عن مندل بن عليّ...
الأولى: رواها (1/251- 252) بسنده عن إسماعيل بن عمرو عنه عن محمَّد ابن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي دواد عن بريدة به.
وهذا إسناد مسلسل بالضّعفاء، فيه: إسماعيل بن عمرو، وهو: ابن نجيح البجليّ، ضعيف (انظر: ص/773).
ومندل بن عليّ، ضعيف أيضا (انظر: ص/815).
ومحمّد بن عبيد الله، منكر الحديث، ليس بشيء...
انظر: الجرح والتعديل (8/2) ت/6، والميزان (5/80) ت/7904.
الأخرى: رواها: (1/349) بسنده عن حذيفة بن غياث عن عبد العزيز ابن الخطّاب عنه عن محمَّد بن عبيد الله عن أبي داود به...
وفيه بالإضافة إلى مندل، وَمحمد بن عبيد الله: حذيفة بن غياث، ترجم له أبو الشَّيخ في: (طبقات المحدثين بأصبهان 3/130 ت/281)، وأبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 1/348 ت/637)، ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وهو منقطع بين محمَّد بن عبيد الله، وأبي دواد.
وأمّا حديث أبي أمامة، فروي من طريقين عن القاسم بن عبد الرّحمن عنه به...
الأولى: رواها: ابن المبارك في: (الزّهد 1/522- 523 ورقمها/608، والبرّ والصّلة ص/167 ورقمها/207) ومن طريقه: الإمام أحمد في: المسند (5/250، 265)، والزّهد (ص/40- 41 برقم/113)، والبغويّ في: شرح السّنّة (13/44 برقم/3456) عن يحيى ابن أيّوب عن عبيد الله بن زحر عن عليّ بن يزيد عن القاسم عنه به...
قال أبو نعيم: "غريب من حديث أبي أمامة لم نكتبه إلاّ من هذا الوجه، حدّث به سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيّوب مثله" اه.
وعبيد الله بن زحر مختلف فيه، وهو إلى الضّعف أقرب (كما تقدّم ص/669)، وعليّ بن يزيد، واهي الحديث، كثير المنكرات، وكذا شيخه القاسم مختلف فيه، والرّاوي عنه ضعيف (انظر ص/669670).
وحديث سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيّوب الّذي أشار إليه أبو نعيم رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 8/202 ورقمه/7821)، والبيهقيّ في: (شعب الإيمان 7/472 ورقمه/11036) من طريقين عن سعيد بن أبي مريم به.
الأخرى: رواها: الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 8/238 ورقمه/7929، والأوسط 4/121 ورقمه/3190) عن بكر بن سهل عن شعيب ابن يحيى التّجيبيّ عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن القاسم به...
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن خالد إلاّ ابن لهيعة"اه.
وفيه بالإضافة إلى القاسم: ابن لهيعة، ضعيف (كما تقدّم ص/581)، وبكر بن سهل، ضعيف أيضا (كما تقدّم ص/597).
وأمّا حديث ابن أبي أوفى، فرواه: ابن حبّان في: (المجروحين 2/203- 204) عن محمَّد بن إسحاق السّعديّ عن عليّ بن خشرم عن عيسى بن يونس، وابن شاذان في: (مشيخته [8/أ]) عن جعفر بن هارون المؤدّب الدينوريّ عن عبدالله بن محمّد ابن سنان عن عمرو بن منصور، كلاهما عن فائد أبي الورقاء عنه به...
وفيه: أبو الورقاء، قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 7/84 ت/475): "ذاهب الحديث، لا يكتب حديثه... وأحاديثه عن ابن أبي أوفى بواطيل، لا تكاد ترى لها أصلاً، كأنّه لا يشبه حديث ابن أبي أوفى، ولو أنّ رجلاً حلف أن عامّة حديثه كذب لم يحنث) اه.
وانظر: العلل لأحمد رواية: المرّوذيّ (ص/101) ت/15، (ص/226) ت/437، والتّقريب (ص/444) ت/5373.
والحديث أورده: ابن طاهر في: (معرفة التّذكرة ص/234 برقم/889)، وأعلّه بأبي الورقاء أيضا.
ورواه ابن المبارك في: (الزّهد 1/520 521 ورقمه/605) عن بقيّة قال: سمعت: ثابت بن عجلان يقول: بلغني أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:... فذكر نحوه، وهذا إسناد منقطع، إن لم يكن معضلاً.
وفي الباب عن أبي الدّراداء مرفوعا بلفظ: (إذا أردتّ أن يلين قلبك فامسح على رأس اليتيم، وأطعمه)... رواه البيهقيّ في: (الشّعب 7/472 ورقمه/11035) عن عليّ بن محمَّد المقرئ عن الحسن بن محمَّد بن إسحاق عن يوسف بن يعقوب عن سليمان بن حرب،
وأبو سعد أحمد بن محمَّد البغداديّ في: (مجلس له [2/أ]) عن محمَّد بن أحمد ابن عمر التّاجر عن محمَّد بن موسى الصّيرفيّ عن محمَّد بن إسحاق الصّغانيّ، كلاهما عن حمّاد بن سلمة عن محمَّد بن واسع عن أبي الدّرداء به...
وابن واسع لم يلق أبا الدّرداء (انظر: جامع التّحصيل ص/271ت/716)،
وشيخ البيهقيّ لعلّه المعروف بابن السّقّاء... ترجم له الذّهبيّ في: (السِّير 17/305)، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وشيخ أبي سعد البغداديّ لم أقف على ترجمة له والله تعالى أعلم.
وبنحو حديث أبي الدّرداء: حديث أبي هريرة... رواه: البيهقيّ في: (الشّعب 7/472 ورقمه/11034) وفيه: شيخ البيهقيّ عليّ بن محمَّد المقرئ أيضا ورجل لم يُسَمّ.
وممّا سبق يتبيّن أنّ هذه الشّواهد تصلح لتقوية بعضها، فلعلّ متنها بمجموع طرقه لاينزل عن درجة الحسن لغيره والله أعلم.(15/32)
".
[162]- أبنا أَبو القاسم عبد الرّحمن بن أَحمد بن إِبراهيم القَزْوينيّ(1) قال: أبنا أَبو الحسن عليّ بن إِبراهيم بن سَلَمة بن بَحْر(2) قال: ثنا محمّد بن صالح الأَشجّ الهَمَذَانيّ(3) قال: حدَّثنا عبد الصّمد بن حسَّان(4) قال: حدَّثنا سُفيان الثّوريّ عن إِبراهيم بن مَيْسرة(5) عن طاوس(6) عن ابن عبّاس قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "لَمْ [يُرَ](7) لِلْمَتَحَابَّيْنِ مِثْلُ النِّكَاحِ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "لم يروِ هذا الحديث كذا موصولاً عن سفيان الثّوريّ إِلاّ عبد الصّمد بن حسّان، وتابعه: مؤَمّل بن إِسماعيل(8).
ورواه غيرهما عن سُفيان/(ج[55/أ]) مُرْسلاً، ولم(9) يُذكر ابن عبّاس في إِسناده، وهو الصّواب والله أعلم"(10)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/59.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/556.
(3) هو: محمَّد بن عليّ بن صالح الختن بفتح الخاء المعجمة، والتّاء ثالث الحروف، وفي آخرها النّون أبو جعفر، المعروف بحمدان... ترجم له السّمعانيّ في: (الأنساب 2/324)، وابن الجوزيّ في: (كشف النّقاب 1/164 ت/402)، وابن حجر في: (نزهة الألباب 1/75 ت/118، 1/212 ت/799)،والسّخاويّ في: (الألقاب [ص/31 ])، وغيرهم...ولم يذكروا فيه جرحا، ولا تعديلاً.
(4) أبو يحيى الخراسانيّ، تقدّمت ترجمته... انظر ص/542.
(5) الطّائفيّ، نزيل مكّة.. ثبت، حافظ. روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومائة. انظر: التّأريخ الكبير (1/328) ت/1031، وتهذيب الكمال (2/221) ت/255، والتّقريب (ص/94) ت/260.
(6) هو: ابن كيسان.
(7) لحق بحاشية: (أ).
(8) تقدّمت ترجمته... انظر ص/664.
(9) في (ج): "لم".
(10) طرق الحديث عن الثّوريّ لم أقف على شيء منها، وسنده هنا ضعيف؛ لحال أبي القاسم في شيخه أبي الحسن القطّان (انظر ص/5556)، ومحمّد بن صالح الأشجّ لم أقف على حاله.
وتابع الثّوريّ على وصله أيضا: محمَّد بن مسلم الطّائفيّ... أخرج حديثه: ابن ماجه في: (السّنن 1/593 رقم الحديث/1847)، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 11/42 ورقمه/11009، والأوسط 4/115 ورقمه/3177)، والعقيليّ في: (الضّعفاء 4/134)، والحاكم في: (المستدرك 2/160)، وتمّام في: (الفوائد 1/322- 323 وأرقامه/816، 817، 818)، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 7/78)، والضّياء المقدسيّ في: (الأحاديث المختارة [62/281- ب]) كلّهم من طرق عنه عن إبراهيم بن ميسرة به...
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرّجاه؛ لأنّ سفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد أوقفاه عن إبراهيم بن ميسرة على ابن عبّاس"، وسكت الذّهبيّ عليه.
وقال البوصيريّ في: الزّوائد (2/94): "إسناده صحيح، ورجاله ثقات"اه.
ومحمد بن مسلم متكلم فيه، فوثّقه ابن معين، وقال: "كان إذا حدّث من حفظه يخطئ"، وضعّفه الإمام أحمد (انظر: تهذيب الكمال 26/412 ت/5604)، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/506 ت/6293): "صدوق يخطئ من حفظه".
وهو مع ذلك قد خولف في الحديث، خالفه جماعة، فرووه عن ابن ميسرة عن طاوس مرسلاً، وهم:
1- ابن جريج...روى حديثه: عبد الرّزّاق (6/168 ورقمه/13077)، وابن أبي شيبة (3/271 ورقمه/12) في مصنّفيهما، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 7/78) كلّهم من طرق عنه به... إلاّ أنّ ابن جريج لم يصرّح بالسّماع من شيخه، وهو مدلّس من الثّالثة.
انظر: طبقات المدلّسين (ص/41) ت/83.
2- معمر بن راشد... روى حديثه: عبد الرّزّاق في: (مصنّفه 6/151، 168) بسند صحيح عنه.
3- ابن عيينة... روى حديثه: أبو يعلى في: (مسنده 5/132 ورقمه/2747) عن أبي خيثمة، وسعيد بن منصور في: (سننه 1/139رقم/492 ط: الأعظميّ)، والعقيليّ في: (الضّعفاء 4/134) عن بشر بن موسى عن الحميديّ، ثلاثتهم عنه به...
قال العقيلي وكان قد ذكر قبله الموصول: "هذا أولى".
وروي عن ابن عيينة موصولاً بإسناد آخر عند ابن شاذان في: (المشيخة الصّغرى رقم/60) من طريق حيّان بن بشر عن أحمد بن حرب الطّائيّ عنه عن عمرو بن دينار به...
وفيه: ابن بشر، ذكره ابن أبي حاتم في: (الجرح والتعديل 3/248 ت/1105)، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلاً؛وفي سنده من لم أقف على ترجمة له.
وجاء الحديث موصولاً أيضا من طريق أخرى عن طاوس، فقد رواه ابن منده في:(الأمالي [46/أ])، والطّبرانيّ في:(المعجم الكبير11/15ورقمه/10895) من طريق إبراهيم بن يزيد عن سليمان الأحول أو عمرو بن دينار عنه به...
وإبراهيم بن يزيد هو: الخوزيّ بضمّ المعجمة، وبالزّاي متروك الحديث.
انظر: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (1/60) ت/136، والتّقريب (ص/95) ت/272.
وممّا سبق يتبيّن أنّ سند المهروانيّ ضعيف؛ من أجل حال أبي القاسم القزوينيّ في شيخه، وأنّ محمَّد بن مسلم أخطأ فوصل الحديث، ولا يصحّ وصله من طرقه الأخرى، والصّواب رواية من تقدّم ذكرهم مرسلاً كما قاله العقيليّ، والخطيب هنا والله تعالى أعلم.(15/33)
.
[163]- أَخبرنا أَبو الفتح محمّد بن أَحمد بن أَبي الفوارس الحافظ(1) قال: أَخبرنا أَبو بكر أَحمد بن إِبراهيم الإِسماعيليّ(2) قال: ثنا أَبو العبَّاس الحسن بن سفيان(3) لفظا قال: ثنا عمّار بن عُمَر بن المختار، أَبو ياسر(4) قال: ثنا أبي(5) عن غَالب القطَّان(6) قال: أَتيت الكوفة(7) في تجارة لي(8)، فنزلت قريبا من الأعْمَش(9)، فكنت أختلف إليه فلمّا كان ليلة أردتّ أن أنحدر(10)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/57.
(2) الجرجانيّ، الشّافعيّ... ثقة، مصنّف.
مات سنة: إحدى وسبعين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ جرجان (ص/69)، وطبقات الشّافعيّة للسّبكيّ (3/7) ت/73، والنّجوم الزّاهرة (4/144).
(3) ابن عامر الشّيبانيّ، النّسويّ بفتح النّون، والسّين المهملة، والواو ،
قال ابن أبي حاتم في: (الجرح والتعديل 3/16 ت/60): "كتب إليّ، وهو صدوق".
وقال السّمعانيّ في: (الأنساب 5/487): "إمام متقن، ورع، ثبت".
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 2/15 ت/1852): "ما علمت به بأسا".
ووصفه في ( السّير 14/157) بأنّه إمام حافظ ثبت.
وانظر: طبقات الشّافعية لابن قاضي شهبة (1/92) ت/37، ولسان الميزان (2/211) ت/934.
(4) المسيميّ، ضعّفه العقيليّ في (الضّعفاء 3/325 ت/1344)، والبيهقيّ (كما في: لسان الميزان 4/273 ت/770)، والذّهبيّ في: (الميزان 4/86 ت/5997)، وغيرهم.
وقال الفتّنيّ في: (قانون الموضوعات ص/280): "يسرق الحديث".
(5) بصريّ، يحدّث بالأباطيل، متّهم بالوضع.
انظر: الكامل (5/35)، والكشف الحثيث لبرهان الدّين الحلبيّ (ص/199) ت/556، ولسان الميزان (4/329) ت/934.
(6) أبو سليمان، البصريّ... ثقة. روى له: ع.
انظر: الكامل (6/6)، والكاشف (2/115) ت/4414.
(7) سبق التّعريف بها.. انظر ص/99.
(8) قوله: "لي" ليست في (ج).
(9) سليمان بن مهران.
(10) من الحدور بفتح الحاء أي: أهبط، وأنزل.
انظر: معجم المقاييس (كتاب: الحاء، باب: الحاء والدّال وما يثلّثهما) ص/251، والنّهاية (باب: الحاء مع الدّال) 1/353.(15/34)
إلى البَصْرة(1) قام من اللّيل يتهجَّد، فمرَّ بهذه الآية: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِما بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْحَكِيْمُ إِنَّ الدِّيْنَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ}(2)، ثمّ قال الأعمش: وأنا أشهد بما شهد الله به، وأستودع الله هذه الشّهادة، فهي لي عند الله وديعة قالها مرارًا. قلت: لقد سمع فيها شيئا. فصلَّيت معه، وودّعته، ثمّ قلت: إنّه سمعتك تردِّدُها. قال: أوما بلغك ما فيها؟ قال: قلت: أنا عندك منذ سنة لم تحدِّثني. فقال: والله لا أحدّثك بها سَنَة. فمكثت على بابه ذلك اليوم، وأقمت/(ج[55/ب]) سنَة. فلمّا مضت السّنة قلت: يا أبا محمَّد، قد مضت السّنة. قال: حدّثني أَبو وائِل(3) عن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "يُجَاءُ بِصَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُوْلُ: عَبْدِي عَهِدَ إِلَّى، وَأَنَا أَحَقُّ مَنْ وَفَى بِالْعَهْدِ، أَدْخِلُوا عَبْدِي الْجَنَّةَ".
__________
(1) المدينة المعروفة بأرض العراق، قيل: سمّيت بذلك لغلظ أرضها، وصلابة حجارتها، وقيل غير ذلك.
ويجمع بين الكوفة، والبصرة، فيقال: (العراقان، والمصران) للدّلالة عليهما.
انظر: معجم البلدان (1/430)، ومعجم ما استعجم (1/254)، وجني الجنّتين (ص/78، 106).
(2) الآية: (18)، وبعض: (19) من سورة: آل عمران.
(3) هو: شقيق بن سلمة، تقدّمت ترجمته... انظر ص/520.(15/35)
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ جِدًّا من حديث أَبي وائِل شقيق [بن سَلَمة](1) عن أَبي عبد الرّحمن عبد الله بن مَسْعود، ومن حديث سليمان الأَعمش عن أَبي وائِل، تفرَّد به غَالب بن خطَّاف القطّان البَصْريّ عن الأَعمش، ولم نكتبه إِلاَّ من رواية عمّار بن عُمَر بن المختار عن أَبيه عن غالب"(2).
__________
(1) زيادة من: (ج).
(2) الحديث من طريق عمّار بن عمر رواه أيضا: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/325)، والطّبرانيّ في (المعجم الكبير 10/199 ورقمه/10453) ومن طريقه: أبو نعيم في: الحلية (6/187- 188)، ومن طريق أبي نعيم: ابن الجوزيّ في: العلل (1/111 ورقمه/148) وابن عديّ في: (الكامل 5/35- 36، وأشار إليه في 6/7) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل أيضا (1/111 ورقمه/147) والخطيب في: (تأريخ بغداد 7/193- 194) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل أيضا (1/110 ورقمه/146)...
قال ابن عديّ وقد ذكر الحديث، وحديثا غيره: "وهذان الحديثان لا يحدّث بهما بإسناديهما غير عمر بن المختار، وقد حدّثنا عليّ بن سعيد عن عمّار بن عمر بن مختار عن أبيه بغير حديث، ومقدار ما يرويه فيه نظر".
وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تفرّد به عمر بن المختار، وعمر يحدّث بالأباطيل...".
وهو كما قالوا، عمّار بن عمر يسرق الحديث، وأبوه يحدّث بالأباطيل، متّهم بالوضع (كما تقدّم في ترجمتيهما ص/950).(15/36)
[164]- أَخبرنا أَبو محمّد عبد الله بن عُبيد الله [بن يحيى البيّع(1) قال: ثنا القاضي أَبو عبد الله](2) الحسين بن إِسماعيل المحامليّ(3)/(أ[61/أ]) قال: ثنا أَبو السَّائِب هو(4): سَلْم(5) بن جُنَادة السُّوائِيّ(6) قال: ثنا بن إِدريس(7) عن عاصم بن كُلَيب(8) عن أَبي بُرْدة(9) عن عليّ [رضي الله عنه](10) قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم تَسْليما: "قُل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ السَّدَاْدَ والْهُدَى، وَاذْكُرْ/(ج[56/أ]) بِالْهُدَى هِدَايَةَ الطَّرِيْقِ، وَالتَّسْدِيْدَ سَدَادَ السَّهْمِ". ونهاني أن أجعل خاتمي في هذه، أو في هذه يعني: إحدى الوسْطَيين(11)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/52.
(2) لحق بحاشية: (أ).
(3) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/492.
(4) في (ج): "وهو".
(5) في: (أ): "مسلم" بالميم في أوّله وكُتب أمامها في الحاشية: (صوابه: سلم)، وهذا هو الصّحيح الموجود في النّسخة: (ج).
(6) تقدّمت ترجمته... انظر ص/894.
(7) هو: عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/702.
(8) ابن شهاب الجَرْميّ بفتح الجيم، وسكون الرّاء المهملة الكوفيّ... صدوق. روى له: خت، م، 4. ومات سنة: سبع وثلاثين ومائة.
انظر: الثّقات لابن حبّان (7/256)، وتهذيب الكمال (13/537) ت/3024، والتّقريب (ص/286) ت/3075.
(9) هو: ابن أبي موسى الأشعريّ، تقدّمت ترجمته... انظر ص/690.
(10) زيادة من: (ج).
(11) في رواية لمسلم (3/1659): ".. لم يدر عاصم [هو: ابن كليب] في أيّ الثّنيّتين..."، وفي أخرى: ".. قال: فأومأ إلى الوسطى والّتي تليها".
والمراد بقوله: "والّتي تليها": السّبّابة.. فقد رواه: أبو داود في (سننه 4/430 ورقمه/4225) عن مسدّد، والنّسائيّ في: (سننه 8/177 ورقمه/5212) عن إسماعيل بن مسعود، كلاهما عن بشر بن المفضّل، والتّرمذيّ في: (جامعه 4/218 ورقمه/1786) عن ابن أبي عمر، والنّسائيّ في: (سننه أيضا 8/177 ورقمه/5210) عن محمَّد بن منصور، وَ (رقم/5211) عن محمَّد بن المثنّى، وَمحمّد بن بشّار عن عبد الرحمن، ثلاثتهم (ابن أبي عمر، وابن منصور، وعبد الرّحمن) عن سفيان بن عيينة، كلاهما (بشر، وسفيان) عن عاصم بن كليب به، وفيه: (السّبّابة، والوسطى)، وهذه أسانيد حسنة، مدارها على ابن كليب، وهو صدوق (كما تقدّم ص/1052).(15/37)
ونهاني عن القِسِّيَّ(1)، والمِيْثَرة.
فأَمَّا القَسِّيَةُ فهي: ثياب مُضلَّعة(2) بالحرير، يؤتى بها من مِصْر، فيها مثل الأترج(3). وأمّا المِيْثَرَة: فشيء كانت تصنعه النِّساء لبعولتهنَّ على الرِّحال(4).
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "رواه مُسْلم في كتابه الصّحيح عن محمَّد بن عبد الله بن نُمَير(5)، وأَبي كُرَيب محمَّد بن العلاء(6) عن عبد الله بن إدريس(7)، فكأَنَّ شيخنا سمعه منه".
[165]- أَبنا(8) أَبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمّد بن القاسم [المخزوميّ](9)
__________
(1) بفتح القاف، وبعضهم يكسرها.
انظر: النّهاية (باب: القاف مع السّين) 4/59.
(2) أي: فيها خطوط كثيرة، كالأضلاع. وقيل: ما نسج بعضه، وترك بعضه.
انظر: المجموع المغيث لأبي موسى (من باب: الضّاد مع اللاّم) 2/330، والفتح (10/305).
(3) انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/226)، وغريب الحديث للخطّابيّ (1/732)، والفتح (10/305).
(4) انظر: النّهاية (باب: الواو مع الثّاء) 5/150- 151، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الواو) 5/278- 279، والفتح (10/306، 320).
(5) تقدّمت ترجمته... انظر ص/508.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/522.
(7) صحيح مسلم (كتاب: اللّباس والزّينة، باب: النّهي عن التّختّم في الوسطى والّتي تليها) 3/1659 ورقمه/2078. بحديث الخاتم فقط.
وما ورد من الدّعاء في أوّله رواه جماعة منهم: مسلم في صحيحه (كتاب: الذّكر والدّعاء والتّوبة والاستغفار، باب: التّعوّذ من شرّ ما عمل ومن شرّ ما لم يعمل) 4/2090 ورقمه/2725 عن أبي كريب وابن نمير، كلاهما عن ابن إدريس عن عاصم به، بنحوه.
(8) في (ج): "أخبرنا".
(9) في: (أ): "المخرّميّ" وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّحيح.
تقدّمت ترجمته... انظر ص/60.(15/38)
قال: ثنا أَبو عليّ إِسماعيل بن محمَّد الصّفّار(1) قال: ثنا عبد الله بن محمَّد بن أَيّوب المخرِّميّ(2) قال: ثنا سُفيان بن عيينة عن الزّهريّ عن أَنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ وَالْعَشَاءُ فَابْدَؤُا بِالْعَشَاءِ"./(ج[56/ب])
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "رواه مُسْلم في كتابه عن عَمْرو بن محمّد النّاقد(3)، وزُهَير بن حَرْب(4) وأَبي بكر بن أَبي شَيْبة عن سُفيان بن عُيينة(5)، فكأَنَّ شيخنا أَبا عبد الله سمعه منه"./(أ[61/ب])
__________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/245.
(2) أبو محمَّد، البغداديّ... صدوق. مات سنة: خمس وستّين ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (5/11) ت/53 ، وفيه: عبد الله بن أيوب نُسِب إلى جَدّه ، وتأريخ بغداد (10/81) ت/5195، والنّجوم الزّاهرة (3/50).
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/512.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/512.
(5) صحيح مسلم (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: كراهة الصّلاة بحضرة الطّعام...) 1/392 رقم الحديث/557.
ورواه البخاريّ في صحيحه (كتاب: الأذان، باب: إذا حضر الطّعام وأقيمت الصّلاة)1/271 ورقمه/64 عن يحيى بن بكير عن اللّيث عن عُقَيل عن ابن شهاب،
وفي (كتاب: الأطعمة، باب: إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه) 7/150 ورقمه/88 عن معلّى بن أسد، عن وهيب (هو: ابن خالد) عن أيّوب (هو: السّختيانيّ) عن أبي قلابة، كلاهما عن أنس به، بنحوه.(15/39)
[166]- أَ خبرنا أَبو سهل محمود بن عمر بن جعفر العَكبريّ(1) قال: ثنا أَبو صالح سهل بن إسماعيل بن سهل الطّرسوسيّ القاضي(2) قال: ثنا أَبو العبَّاس عبد الله بن وُهَيْب الغزِّيّ(3) بالرّملة(4) قال: ثنا محمَّد ابن أَبي السَّريّ العَسْقَلانيّ(5) قال: ثنا شَيْخ بن أبي خالد البَصْريّ(6)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/58.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/696.
(3) لم أقف على ترجمة له.
(4) بفتح الرّاء، وسكون الميم مدينة عامرة بفلسطين، بينها وبين بيت المقدس ثمانية عشر ميلاً، مصّرها سليمان بن عبد الملك، واتّخذها عاصمة جند فلسطين.
انظر: معجم البلدان (3/69)، والمشترك وضعا والمفترق صقعا، كلاهما لياقوت (ص/210)، والمعالم الأثيرة لمحمّد شُرَّاب (ص/130).
(5) هو: محمَّد بن المتوكّل بن عبد الرّحمن القرشيّ، مولاهم، أبو عبد الله...
وثّقه ابن معين (كما في: سؤالات ابن الجنيد ص/397 ت/518)، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 9/88)، وقال: "كان من الحفّاظ".
ووصفه ابن عديّ (كما في: تهذيب الكمال 26/358)، ومسلمة بن قاسم، وابن وضّاح (كما في: التّهذيب 9/425)، وغيرهم بكثرة الوهم والغلط. وقال الذّهبيّ في: (الميزان 5/149 ت/8114): "ولمحمّد هذا أحاديث تستنكر". وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/405 ت/6263): "صدوق عارف، له أوهام كثيره".
روى له: د. ومات سنة: ثمان وثلاثين ومئتين وقيل قبلها.
(6) الصّوفيّ... قال الذّهبيّ في: (الميزان 2/476 ت/3763): "متّهم بالوضع.. مجهول، دجّال.. قال الحاكم: روى عن حمّاد بن سلمة أحاديث موضوعة في الصّفات، وغيرها).
وانظر: المجروحين (1/364)، والكامل (4/47)، والكشف الحثيث للحلبيّ (ص/133) ت/339.(15/40)
قال: ثنا حَمَّاد بن سَلَمة عن عَمْرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله [عليه](1) وسلّم تسليما: "كَاْنَ نَقْشُ خَاْتَمِ سَلَيْمَاْنَ بنِ دَاْوُدَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ جِدّاً من حديث عَمْرو بن دينار المكّيّ عن جابر ابن عبد الله الأَنصاريّ، وَمن حديث حمّاد بن سَلَمة عن عَمْرو، تفرَّد بروايته عنه شَيْخُ بن أَبي خالد البَصْريّ(2)
__________
(1) ساقطة من: (أ)، ومثبتة في: (ج).
(2) الحديث من طريق ابن أبي السّريّ عن شيخ بن أبي خالد رواه أيضا:
العقيليّ في: (الضّعفاء 2/197)، وابن حبّان في: (المجروحين 1/364، وأشار إليه 3/76)، وابن عديّ في: (الكامل 4/47) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/201) وتمّام في: (الفوائد 1/271- 272 ورقمه/667، 668) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخه ( [7/288 ب]) كلّهم من طرق عنه به...
قال العقيليّ وقد ذكر حديثا غيره: "كلّها [هكذا] مناكير ليس لها أصل إلاّ من حديث هذا الشَّيخ".
وقال ابن حبّان وقد ساق لشيخ ثلاثةَ أحاديث، هذا أحدها: "ثلاثتها بواطيل موضوعات، لا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قاله، ولا جابر رواه، ولا عمرو حدّث به، وليس من حديث ابن سلمة".
وقال ابن عديّ وقد ذكر بعض حديثه: "وهذه الأحاديث الّتي رواها عن حمّاد بهذا الإسناد بواطيل كلّها".
وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" اه.
والحديث موضوع لا شكّ في ذلك، وأورده جماعة ممّن ألَّف في الموضوعات كابن عرَّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/237)، والسّيوطيّ في: (النّكت البديعات ص/253 ورقمه/267)، والفتّنيّ في: (تذكرة الموضوعات ص/108)، والشّوكانيّ في: (الفوائد ص/427 ورقمه/1374)، وغيرهم.
وللحديث شاهد بمعناه من حديث عبادة بن الصّامت رضي الله عنه...
رواه الطّبرانيّ في: (مسند الشّاميّين 1/405 ورقمه/703) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخه (7/288- أ) وذكره السّيوطيّ في: (اللآلئ 1/171)... إلاّ أنّه حديث لا يصحّ أيضا فيه: محمَّد بن مخلد الرّعينيّ، قال ابن عديّ في: (الكامل 6/256): "يحدّث عن مالك، وغيره بالبواطيل"، ثمّ قال: "وهو منكر الحديث عن كل من يروي عنه".
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 5/157 ت/8151) وقد ذكر حديثا له: "وهو كذب ظاهر".
وأورده: ابن عرّاق في: (التّنزيه ص/113 ت/260)، والفتّنيّ في: (القانون ص/295) في الوضّاعين والكذّابين.
وفيه أيضا حميد بن محمَّد الحمصيّ، لم أقف على ترجمة له.
وروي الحديث أيضا موقوفا على ابن عبّاس رضي الله عنهما... رواه السّهميّ في: (تأريخ جرجان ص/210)، وفيه: داود بن سليمان، كذّاب (انظر: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 1/263 ت/1145، ولسان الميزان 2/417 ت/1725).(15/41)
.
وَرواه:/(ج[57/أ]) وَهْب بن حَفْص الحرَّانيّ(1) عن عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّيّ(2) عن حمّاد بن سَلَمة، وذلك باطل، وَوَهْب بن حَفْص كان يَضَعُ الحديث".
[167]- أَخبرنا أَبو الفتح محمَّد بن أحمد بن أبي الفَوَارس الحافظ(3) قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خَلاّد(4) قال: ثنا الحارث بن محمّد(5) قال: ثنا يَحْيى بن هاشم السِّمسَار(6) عن حَمْزَة الزّيّات(7) عن الأَ عمش عن خيثمة(8)
__________
(1) ويقال: وهب بن يحيى بن حفص، يعرف بأبي الوليد بن المحتسب، البجليّ... متّهم بالوضع. مات بعد الخمسين ومئتين بيسير.
ولم أقف على طريقه في غير المهروانيّات والله أعلم.
انظر: تأريخ بغداد (13/488) ت/7325، والكشف الحثيث (ص/275) ت/827، ولسان الميزان (6/234) ت/832.
(2) بضمّ الجيم، وتشديد الدّال أبو عبد الله، المكّيّ... صدوق.
روى له: خ، د، ت، س. ومات سنة: أربع أو: خمس ومئتين.
انظر: التّأريخ الصّغير للبخاريّ (2/279)، وتهذيب الكمال (18/280) ت/3513، والتّقريب (ص/362) ت/4163.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/57.
(4) النّصيبيّ، ثمّ البغداديّ... ثقة. مات سنة: تسع وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (5/220) ت/2696، والسّير (16/69).
(5) هو: ابن أبي أسامة، تقدّمت ترجمته... انظر ص/509.
(6) أبو بكر، الغسّانيّ... تحايده الحفّاظ، واتّهموه بالوضع، وسرقةالحديث.
مات سنة: خمس وعشرين ومئتين.
انظر: الكامل (7/251)، والميزان (6/86) ت/9643، وقانون الموضوعات للفتّنيّ (ص/306).
(7) القارئ، أبو عمارة، الكوفيّ... صدوق ربّما وهم.
روى له: م، 4. ومات سنة: ستّ أو ثمان وخمسين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/385)، والتّقريب (ص/179) ت/1518.
(8) ابن عبد الرّحمن الجعفيّ، الكوفيّ... ثقة.
روى له: ع. ومات بعد سنة ثمانين.
انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/145) ت/391، و الكاشف (1/377) ت/1428، والتّقريب (ص/197) ت/1773.(15/42)
عن عَديّ بن حاتم قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "كُلُّكُمْ يُنَاجِي رَبهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بَيْنَهُ،/(أ[62/أ]) وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ(1) فَيَنْظُرُ إِلَى أَيْمَنِهِ فَيَرَى عَمَلَهُ، ثَمَّ يَنْظُرُ إِلَى أَشْأَمِهِ(2) فَيَرَى عَمَلَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى أَمَامِهِ فَيَرَى النَّار". فقال: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ(3) تَمْرَةٍ".
قال الشّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ صحيحٌ من حديث سُليمان الأَعْمَش، وغريبٌ من رواية حَمزة بن/(ج[57/ب]) حَبيْب الزّيّات القارئ عن الأَعمش(4).
وقع(5) إِلينا بعلوٍّ من رواية يَحْيى بن هاشم السِّمسَار عنه(6)
__________
(1) بضمّ التّاء المثنّاة الفوقيّة، وفتحها الّذي يترجم الكلام، أي: ينقله من لغة إلى أخرى. انظر: النّهاية (باب: التّاء مع الرّاء) 1/186.
(2) أي: شماله.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/157)، والمجموع المغيث لأبي موسى المدينيّ (2/166).
(3) أي: نصف.
انظر: النّهاية (باب: الشّين مع القاف) 2/491.
(4) كذلك قال أبو الشَّيخ في: (طبقات المحدّثين بأصبهان 2/79).
(5) في (ج): "ووقع".
(6) الحديث من طريق حمزة رواه أيضا: الطّبرانيّ في: (المعجم الصّغير ص/331 ورقمه/899)، وأبو الشَّيخ في: (طبقات المحدّثين بأصبهان 2/78- 79 ورقمه/135)، وأبو نعيم في: (الحلية 4/124).
قال الطّبرانيّ: "لم يروه عن حمزة إلاّ زياد أبو حمزة، تفرّد به عامر"اه.
ولكن توبع زياد تابعه: يحيى السّمسار،كما هنا، وكما عند: أبي نعيم في: (الحلية 4/124).
وإسناد الحديث هنا فيه: السّمسار، وهو متّهم، والزّيّات، وهو صدوق ربّما وهم (كما تقدم ص/960- 961).
والحديث متّفق عليه من طرق أخرى عن الأعمش، فرواه البخاريّ في: (كتاب: التّوحيد، باب: كلام الرّب عزّ وجلّ يوم القيامة في النّبيّين وغيرهم) 9/263- 264 ورقمه/138 عن عليّ بن حجر عن عيسى بن يونس،
وَ (كتاب: الرّقاق، باب: من نوقش الحساب عذّب) 8/201- 202 ورقمه/127 عن عمر بن حفص عن أبيه،
وَ (باب: قول تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَة إِلَى رَبّهَا نَاظِرَة} من كتاب: التّوحيد) 9/236- 237 ورقمه/69 عن يوسف بن موسى عن أبي أسامة ثلاثتهم عن الأعمش به، بنحوه.
ورواه أيضا في: الموضع الأوّل، والثّاني عن الأعمش عن عمرو بن مرّة عن خيثمة به، بنحوه، وزاد ".. فمن لم يجد فبكلمة طيّبة".
ورواه مسلم في: (كتاب: الزّكاة، باب: الحثّ على الصّدقة ولو بشقّ تمرة..) 2/703- 704 ورقمه/1016 من طريق عيسى بن يونس، وَأبي معاوية، كلاهما عن الأعمش به، بنحوه.(15/43)
".
[168]- أَخبرنا أَبو نَصْر أَحمد بن عليّ بن عبدوس الأَهْوَازيّ(1) قال: ثنا سليمان بن أَحمد بن أَيّوب الطّبرانيّ قال: ثنا أَحمد بن إِسحاق ابن إِبراهيم بن نُبَيط بن شَريط الأَشجعيّ(2) صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليمًا قال: حدَّثني [أبي](3) إِسحاق بن إِبراهيم(4) عن أَبيه إِبراهيم بن نُبَيط(5) عن أَبيه نُبَيط بن شَريط قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما: "مَنْ سَتَرَ حُرْمَةَ مُؤْمِنٍ حَرَّمَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى النَّارِ".
قال الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب: "هذا حديثٌ غريبٌ من رواية نُبيط بن شَريط عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْليما تفرَّد به ولده عنه، ولم نكتبه إِلاَّ من هذا الوجه(6)".
[169]- أَخبرنا أَبو الفتح محمَّد بن أَحمد بن أَبي الفوارس(7) قال: أَنا عبد الله بن إِبراهيم(8)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/49.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/605.
(3) في الأصل: "ابن"، وما أثبتّه من: (ج)، وهو الصّواب.
(4) لم أقف على ترجمة له.
(5) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(6) الحديث رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الصّغير ص/61 ورقمه/64) عن أحمد بن إسحاق به... وقال قد ذكر بعض حديثه: "لا تروى هذه الأحاديث عن نبيط إلاّ بهذا الإسناد، تفرًّد بها ولده عنه" اه.
وهو حديث لا يصحّ، في إسناده: أحمد بن إسحاق، كذّاب، حدّث عن آبائه بنسخة فيها بلايا، وأبوه، وجدّه مجهولان (انظر: ص/605).
وفي الباب عن ابن عمر رضي الله عنهما رواه: البخاريّ في صحيحه في: (كتاب: المظالم، باب: لا يظلم المسلمُ المسلمَ ولا يظلمه) 3/257 ورقمه/15.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم في صحيحه ؛ وتقدّم عزوه إليه... (انظر: الحديثين/80،81 ص/712، 720).
(7) تقدّمت ترجمته... انظر ص/57.
(8) ابن أيّوب البزّاز، أبو محمَّد، البغداديّ، المعروف بابن ماسي... ثقة، ثبت.
مات سنة: تسع وستّين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (9/408) ت/5016، والمنتظم(14/273) ت/2755، والعبر (2/131).(15/44)
قال: ثنا إِسحاق بن خالويه(1) قال: ثنا عليّ ابن بَحْر(2) قال: ثنا إِبراهيم بن خالد(3) قال: ثنا عُمَر بن عُبيد(4) عمَّن قال: سمعت وَهْب بن مُنَبّه(5) يقول: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى(6)/(أ[62/ب]) (ج[58/أ]) قَاْلَ: مَنِ اسْتَغْنَى بِأَمْوَالِ الْفُقَرَاءِ أَفْقَرْتُهُ، وَكُلُّ بَيْتٍ بُنِيَ بِقُوَّةِ الضُّعَفَاءِ أَجْعَلُ عَاقِبَتَهُ إِلَى خَرَابٍ(7)
__________
(1) البابسيريّ بالألف بين الباءين ثاني الحروف، وكسر السّين المهملة، والرّاء بين الياءين آخر الحروف الواسطيّ (كما في: تهذيب الكمال 20/326)، وله ذكر في: (تأريخ واسط ص/253)، و السّير (16/253)، ولم أقف على ترجمة له.
(2) القطّان، أبو الحسن، البغداديّ... ثقة، فاضل.
روى له: خت، د، ت. ومات سنة: أربع وثلاثين ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (6/176) ت/965، والتّقريب (ص/398) ت/4691.
(3) ابن عبيد القرشيّ، أبو محمَّد، الصّنعانيّ... ثقة أيضا.
روى له: د، س. انظر: العلل لأحمد (3/605) رقم النّصّ/3878، والتّقريب (ص/89) ت/171.
(4) الصّنعانيّ... ترجم له البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 6/177 ت/2087) وابن أبي حاتم في: (الجرح والتعديل 6/123 ت/670) ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلاً. وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/438).
(5) الذّماريّ بكسر الذّال المشدّدة المعجمة، وفتح الميم، بعدها الألف، وفي آخرها الرّاء أبو عبد الله، الصّنعانيّ... ثقة. روى له: خ، م، ت، س، فق. ومات سنة: بضع عشرة ومائة. انظر: طبقات فقهاء اليمن للجعديّ (ص/57)، والتّقريب (ص/585) ت/7485.
(6) في (ج): "عزّ وجلّ".
(7) إسناد الأثر فيه: إسحاق بن خالويه، لم أقف على ترجمة له، وعمر بن عبيد لم يوثّقه غير ابن حبّان، ثمّ هو منقطع بينه، وبين وهب بن منبّه.
ورواه الإمام أحمد في: (الزّهد ص/152 ورقمه/511) من طريق أخرى عن ابن وهب، فقال: أخبرنا غوث بن جابر قال: سمعت عبد الله بن صفوان بن كلبيّ من الأبناء يذكر عن أبيه عن وهب بن منبّه أنّه وجد في بعض كتب الأنبياء عليهم السّلام... فذكر نحوه.
وغوث بن جابر قال عنه ابن معين (كما في: العلل ومعرفة الرّجال لأحمد 2/605 ت/3879): "لم يكن به بأس، وما كتبت عنه حديثا قط، كان يروي حكمة وهب".
وعبد الله بن صفوان ضعيف...
انظر: الجرح والتعديل (5/84) ت/390، والكامل (4/175).
وأبوه ذكره ابن أبي حاتم في: (الجرح والتعديل 4/424 ت/8161)، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.(15/45)
".
[170]- أَخبرنا أَبو أَحمد عبيد الله بن محمَّد بن أَحمد الفرضيّ(1): حدَّثنا أَبو بكر محمَّد بن يَحْيى الصوليّ(2): حدَّثنا أَبو العَيْنَاءِ(3): ثنا [الأصمعيّ(4)](5): حدَّثنا العلاءُ بن أَسلَم(6): حدّثني رُؤْبَة(7) بن العجَّاج(8) قال: "أَتَيْتُ النَّسَّابَةَ الْبَكْرِيِّ(9)
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/308.
(3) بفتح العين المهملة، وسكون الياء المثنّاة من تحتها، وفتح النّون، وبعدها ألف ممدودة، وهو: محمَّد بن القاسم البصريّ، أبو عبد الله، الضّرير...
قال الدّارقطنيّ (كما في: تأريخ بغداد 3/172): "ليس بقويّ في الحديث".
وقال الخطيب (3/170): "ولم يسند من الحديث إلاّ القليل، والغالب على رواياته الأخبار، والحكايات". مات سنة: ثلاث وثمانين ومئتين وقيل قبلها.
وانظر: معجم الأدباء (18/286)، ووفيّات الأعيان (4/343) ت/643، ولسان الميزان (5/344) ت/1136.
(4) تقدّمت ترجمته... انظر ص/532.
(5) ضُرب عليها في: (أ)، وأثبتت في: (ج)، وإثباتها صحيح.
(6) العدويّ ابن أخي العلاء بن زياد كما في: تهذيب الكمال (8/489)، ولم أقف على ترجمة له.
(7) بضمّ الرّاء، وسكون الهمزة، وفتح الباء الموحدة، وبعدها هاء ساكنة.
انظر: وفيّات الأعيان (2/305) ت/238.
(8) العجَّاج لقب، واسمه: عبد الله ابن رؤبة التّميميّ، أبو الجحاف ويقال: أبو محمَّد البصريّ... ليّن الحديث.
روى له: خت. ومات سنة: خمس وأربعين ومائة.
انظر: الثّقات لابن حبّان (6/310)، وطبقات الشّعراء للجمحيّ ( ص/200)، والتّقريب (ص/211) ت/1959.
(9) هو: دغْفَل بغين معجمة، وفاء بن حنظلة بن زيد السّدوسيّ... يقال: له صحبة، ولا يصحّ. وعدّه بعضهم في المجهولين.
روى له: تم. ومات غرقا في قتال الخوارج قبل سنة:ستّين على الأشهر.
انظر: الجرح والتعديل (3/441) ت/2004، وأسد الغابة (2/8) ت/1513، وتهذيب الكمال (8/486) ت/1799، والميزان (2/217) ت/2675، والتّقريب (ص/201) ت/1821.(15/46)
، فَقَاْلَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ ابنُ الْعَجَّاْجِّ. فَقَاْلَ: قَصَّرْتَ وَاللهِ، وَعُرِفْتَ، عَلَّكَ كَقَوْمٍ عِنْدِي إِنْ حَدَثْتُهُمْ لَمْ يَعُواْ عَنِّي، وَإِنْ سَكَتُّ عَنْهُمْ لَمْ يَسْأَلُوْنِي. قُلْتُ: أَرْجُو أَنْ لاَ أَكُوْنَ كَهُمْ. قَاْلَ: فَاعْلَمْ يَا بُنِيَّ أَنَّ لِلْعِلْمِ آفَةً، وَنَكَدًا، وَهُجْنَةً. فَآفَتَهُ: نِسْيَاْنُهُ، وَنَكَدُهُ: الْكَذِبُ فِيْهِ، وَهُجْنَتُهُ: وَضْعُهُ عِنْدَ غَيْرَ أَهْلِهِ"(1)
__________
(1) إسناد الأثر فيه: أبو العيناء البصريّ... ليس بقويّ (كما تقدّم ص/1027)، والعلاء بن أسلم لم أقف على ترجمة له، ورؤبة ليّن (كما تقدّم ص/1027)، وشيخه فيه جهالة (كما تقدّم).
ورُوي من أربعة طرق أخرى عن الأصمعيّ...
الأولى: طريق أحمد بن إبراهيم بن كثير... رواها ابن عساكر في: (تأريخه 17/302) بسنده عن إبراهيم بن الجنيد عنه به، بنحوه هنا... وفيه من لم أقف على ترجمة له.
والثّانية: طريق أبي حاتم السّجستانيّ... رواها ابن قتيبة في: (عيون الأخبار 2/134) عنه به... وهذه طريق حسنة لولا جهالة العلاء بن أسلم، فأبو حاتم صدوق (انظر: التّقريب 258 ت/2666).
والثّالثة: طريق عبّاس بن الفرج الرّياشيّ بكسر الرّاء، وتخفيف التّحتانيّة، وبالمعجمة... رواها ابن عبد البرّ في: (جامع بيان العلم 1/449 ورقمها/720) بسنده عنه به، بنحوه أيضا.
وهذه طريق صحيحة لولا جهالة العلاء بن أسلم.
والرّابعة: طريق بشر بن موسى البغداديّ...رواها البيهقيّ في: (الشُّعب 2/278- 279 رقم/1757) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخ دمشق (17/303) عن أبي بكر إسماعيل بن محمَّد الضّرير،
وابن عساكر في: (تأريخه 17/302- 303) عن أبي المعالي الفارسيّ عن البيهقيّ عن أبي الحسن بن بشران عن أبي سهل القطّان كلاهما عن بشر به، بنحوه.
وذكره المزّيّ في: (تهذيب الكمال 8/489) مجزوما به عن بشر أيضا...
والإسناد الأوّل إلى بشر فيه بالإضافة إلى ابن أسلم: أبو بكر الضّرير، لم أقف على ترجمة له.
والثّاني صحيح إلى بشر بن موسى، أبو المعالي الفارسيّ: ثقة (كما في: السّير 20/93).
ورواه عن العلاء بن أسلم أيضا: الحكمُ بن موسى... أخرج روايته الخلعيّ في (فوائده [5/11ب- 12أ]) بسنده عن الحسن بن داناج عن عبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون، ومحمد بن العباس كلّهم عنه به، بنحوه...
والحسن بن داناج لم أقف على ترجمة له.
ورواه الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 1/279 رقم النّص/1667)، والبيهقيّ في: (المدخل ص/348 رقم/579)، وابن عساكر في:
(تأريخه 17/303) من طرق عن عفّان بن مسلم عن معاذ بن السّفير (أو: السّقير) عن أبيه عن دغفل به، بنحوه...
وذكره ابن حجر في: (الإصابة 2/475) عن حنبل بن إسحاق عن عفّان به... ومعاذ، وأبوه لم أقف على ترجمة لهما والله تعالى أعلم.(15/47)
.
[171]- أخبرنا أَبو أَحمد الفرضيّ(1): حدَّثنا محمَّد بن يحيى(2) قال: "أنشدنا المُبَرِّد محمَّد بن يزيد(3):
هُمُوْمُ أُنَاْسٍ فِي فُنُوْنٍ كَثِيْرَةٍ
وَهَمَّيَ فِي الدُّنْيَا صَدِيْقٌ مُسَاعِدُ/(ج[58/ب])
نَكُوْنُ كرُوْحٍ بَيْنَ شَخْصَيْنِ قُسّماْ
فَجِسْمَاْهُمَاْ جِسْمَاْنِ وَالرُّوْحُ وَاْحِدُ)(4).
آخر الجزء الخامس وهو الّذي خرّجه الخطيب إلى هنا والحمد لله وصلواته على سيّدنا محمَّد، وآله، وصحبه أجمعين(5)./(أ[63/أ]) (ج[59/أ])
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/48.
(2) هو: الصّوليّ، تقدّمت ترجمته أيضا... انظر ص/308.
(3) تقدّمت ترجمته... انظر ص/608.
(4) الإسناد حسن إلى المبرّد.
والبيتان لأبي عبدالله بن عرفة... نسبهما إليه ابن عبدربّه في العقد الفَريد (2/231)، بنحوهما.
وروى موفّق الدّين ابن قدامة في: (المتحابّين في الله ص/37- 38 رقم/31) هذين البيتين، مع اختلاف يسير في بعض ألفاظهما، عن شيخه: يوسف بن هبة الله عن محمَّد بن ناصر عن أبي عليّ بن البنّاء عن عبد العزيز بن جعفر عن أحمد بن مسلم قال: "أنشدني بعضهم:..."، فذكرهما.
ويوسف بن هبة الله، وأحمد بن مسلم لم أقف على ترجمة لهما، وبقيّة رجاله لا بأس بهم.
(5) وفي (ج): "آخر الخامس من حديث المهروانيّ، وهو آخر ما خرّجه الحافظ أبو بكر الخطيب رحمه الله ، والحمد لله حمد الشّاكرين، وصلّى الله على سيدنا محمّد، وآله، وصحبه أجمعين، وسلّم تسليما".(15/48)
المبْحَث الثّاني نبذة عن نشأة، وتطوّر تأليف الفوائد الحديثيّة، وتصنيفها
هيّأ الله عزّ وجلّ لحفظ سُنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم رجالاً أفذاذًا، لدينه أمنةً وحرّاسا، طلبوها في الآفاق، وكتبوها، وحرّروا ألفاظها وضبطوها، وبذلوا في ذلك كلّ غال ونفيس، يأخذ المتأخّر منهم عن المتقدم أدبه، وسمته، وعلمه، وحرصه على حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم..
وإذا رأى الواحد منهم أنّه قد أكثر من الرواية عن شيوخه وحصّل ما عندهم، أو أنّه لا يحتاج أن يروي عن شيخ منهم كلّ ما عنده؛ لتحمّله له عن أقران شيخه أو نحو ذلك، أو لرواية شيخه عن ضعفاء ومجاهيل أو لمراسيل ومقاطيع، أو تعسّر عليه سماع كلّ ما عند شيخه لأمر ما، احتاج إلى الانتقاء على شيخه، ورواية ما حصّله ذلك الشّيخ عمّن أخذ منهم من القدماء والعلماء الغرباء ممّا يَرَى أنّ فيه فائدة له؛ فظهرت كتب الفوائد الحديثيّة المنتقاة على الشّيوخ.
والتأليف فيها نشأ في وقت مبكّر في أوساط المحدّثين...فهذا اللّيث بن سعد الفهميّ (ت: 175ه)(1) يُخَرِّج كتابا في الفوائد أودعه خمسة أحاديث، وأثرًا واحدًا في آخره، وكلّها من طريق شيخه خالد بن يزيد الجمحيّ، المصريّ.
وهذا الكتاب الوحيد الّذي وقفت على أنّه أُلّف في الفوائد إلى نهاية القرن الثّاني الهجريّ، وفي حدّ علمي أنّ هذا الكتاب أوّل كتاب ألّف في الفوائد مما وقفت عليه منها والله تعالى أعلم.
ثمّ جاء القرن الثّالث الهجريّ، فألّف في الفوائد: داود بن عمرو الضّبّيّ (ت: 228ه)(2)، ويحيى بن معين (ت: 233ه)(3)، وهنّاد بن السّريّ الصّغير (ت: 243ه)(4)، وهشام بن عمّار (ت: 245ه)(5)، وغيرهم.
__________
(1) انظر ص/231 رقم/94.
(2) انظر ص/249 رقم/22.
(3) انظر ص/246 رقم/118.
(4) انظر ص/294 رقم/25.
(5) انظر ص/295 رقم/26.(16/1)
ونشط التأليف نسبيّا في النّصف الثّاني من هذا القرن، فألّف في الفوائد جماعة: كالبخاريّ (ت: 256ه)(1)، وسمّويه (ت: 267ه)(2)، وحنبل بن إسحاق (ت: 273ه)(3)،وأبو زرعة الدّمشقيّ (ت: 281ه)(4)، وابن أبي الدّنيا (ت: 283ه)(5) وجماعة آخرين.
وبدأ في هذه الفترة ظهور الاعتناء بشكل أكثر، وأبرز بكتب الفوائد حيث نجد أنّ جماعة ممّن الّف رتّبوا كتبهم على الشّيوخ إلاّ أنّهم لم يراعوا في ترتيبها تسلسل حروف المعجم، ومنهم:
أبو شعيب الحرّانيّ (ت: 295ه)(6)، وابن علّويه القطّان (ت: 298ه)(7) في فوائدهما.
وبلغ عدد كتب الفوائد المؤلّفة في هذه الفترة - ممّا علمتُ -: واحداً وأربعين كتابا، وقفت على عشرة منها، ثمثّل ما مقداره: 5.52 % من مجموع ما وقفت عليه من كتب الفوائد(8).
__________
(1) انظر ص/296 رقم/30.
(2) انظر ص/247 رقم/119.
(3) انظر ص/286 رقم/1.
(4) انظر ص/247 رقم/120.
(5) انظر ص/300 رقم/44.
(6) انظر ص/235 رقم/100.
(7) انظر ص/234 رقم/97.
(8) لا تدخل الكتب الّتي لم أقف على سنة وفاة مؤلفيها، أو تحديد قرونهم الّتي عاشوا فيها في هذه الإحصائيّة، وغيرها ممّا سيأتي.(16/2)
ثمّ جاء القرن الرّابع، وازدهرت فيه العلوم الإسلاميّة عموما، وعلم الحديث خصوصا، فكثر فيه التّأليف، والتّصنيف لاسيّما أنّ الأحاديث النّبويّة قد دُوّنت في أمّهات كتبها من الصّحاح، والسّنن، والمسانيد، وغيرها فاتّجه بعض أهل العلم وطلاّبه بجانب روايتهم لكتب الحديث إلى الانتخاب على الشّيوخ، والانتقاء من مرويّاتهم، وممّا وقع لهم روايته من الكتب سواء أكان ذلك بالقراءة، أم السّماع، أم الأجازة... وممّن الّف في الفوائد خلال هذا القرن: أبو بكر البرديجيّ (ت: 301ه)(1)، وأبو بكر بن خزيمة (ت:311ه)(2)، وأبو العبّاس السّرّاج (ت: 313ه)(3)، وابن مروان (ت: 319ه)(4)، وابن أبي حاتم (ت: 327ه)(5)، وقاسم بن أصبغ (ت: 340ه)(6)، وأبو بكر القطيعيّ (ت: 368)(7)، وأبو الشّيخ الأصبهانيّ (ت: 369ه)(8)، وابن منده (ت: 395ه)(9)، وجماعة غيرهم.
وظهر خلال هذه الفترة اهتمام آخر بكتب الفوائد يتمثّل في تخريج أحاديثها، والكلام عليها كما في فوائد سليمان بن أحمد الطّبرانيّ (ت: 360ه)(10)، والدّارقطنيّ (ت:365ه)(11)، والمؤمّل بن أحمد (ت: 393ه)(12)، وغيرهم.
وفي ترتيبها على الأطراف ثمّ على الشّيوخ كما في: فوائد أبي بكر المطرّز (ت: 305ه)(13).
وفي إخراج حديث عن كلّ شيخ في أوّلها، ثمّ الانتقاء عن بعضهم كما في: فوائد أبي عليّ الصّفّار (ت: 341ه)(14)، وعثمان بن أحمد السّمّاك (ت: 344ه) من رواية: أبي الحسن الحماميّ عنه(15).
__________
(1) انظر ص/302 رقم/51.
(2) انظر ص/303 رقم/55.
(3) انظر ص/249 رقم/123.
(4) انظر ص/250 رقم/124.
(5) انظر ص/306-307 رقم/62- 64.
(6) انظر ص/187 رقم/72.
(7) انظر ص/185 رقم/25.
(8) انظر ص/265 رقم/150.
(9) انظر ص/278 رقم/172.
(10) انظر ص/215 رقم/67.
(11) انظر ص/181 رقم/19، 20.
(12) انظر ص/218 رقم/72.
(13) انظر ص/184 رقم/24.
(14) انظر ص/245 رقم/116.
(15) انظر ص/254 رقم/132.(16/3)
وفي عدم ترتيبها على أساس معيّن في أوّلها، ثمّ ترتيبها على الأطراف كما في: فوائد أبي الشّيخ (ت: 369ه) من رواية: أبي طاهر الكاتب عنه(1).
مع بقاء الاعتناء بالتّرتيب على الشّيوخ على ما هو عليه في القرن الثّالث، وسار على ذلك جماعة منهم: الطّبرانيّ، وأبو عمرو السّمرقنديّ (ت: 345ه)(2)، وأبو أحمد الحاكم (ت: 378ه)(3)، وغيرهم.
مع ظهور الاعتناء بترتيب أسماء الشّيوخ على تسلسل حروف المعجم، ويظهر هذا جليا عند أحمد بن نصر (ت: 323ه) في فوائده(4).
ومعظم كتب الفوائد ألّفت في هذا القرن... فألف فيه - فيما علمتُ -: اثنان وستون ومائة كتاب، وقفت على سبعة وسبعين كتاباً منها، تمثّل عند النّظر إلى مجموع ما وقفت عليه من كتب الفوائد ما نسبته: 42.54%.
ثمّ جاء القرنان الخامس، والسادس، واستمرّ الوضع فيهما على ما كان عليه في الّذي قبلهما، وحضّ أهل العلم طلاّبهم على العمل بطريقة الانتقاء، والتّخريج على الشّيوخ؛ لتحصل لهم الفائدة المرجوّة... فهذا الخطيب البغداديّ في: (الجامع)(5) ينقل عن بعض مشايخه قال: "من أراد الفائدة فليكسر قلم النّسخ، وليأخذ قلم التّخريج"... وممّن ألّف في الفوائد خلال هذين القرنين:
__________
(1) انظر ص/245 رقم/117.
(2) انظر ص/203 رقم/51.
(3) انظر ص/234 رقم/99.
(4) انظر ص/233 رقم/98.
(5) 2/428).(16/4)
أبو يعلى القزوينيّ (ت: 401ه)(1)، وأبو عبد الله الحاكم (ت: 405ه)(2)، وابن رزقويه (ت: 412ه)(3)، وابن شاذان (ت: 425ه)(4)، وأبو يعلى الخليليّ (ت: 446ه)(5)، والحبّال (ت: 482ه)(6)، وابن القيسرانيّ (ت: 507ه)(7)، وخميس الحوزيّ (ت: 510ه)(8)، وابن العربيّ (ت: 543ه)(9)، وابن الجوزيّ (ت: 597ه)(10)، في آخرين.
وكثر اعتناؤهم بتخريج أحاديثها، وترتيب أسماء الشّيوخ فيها على حروف المعجم كما في: فوائد أبي القاسم الحرفيّ (ت: 423ه)(11)، وأبي البركات الأنماطيّ (ت: 538ه)(12)، وابن الباغبان (ت: 559ه)(13)، وشُهدة بنت أحمد (ت: 574ه)(14)، وغيرهم.
وسار عدد منهم على ما سار عليه بعض أهل القرن الرّابع من تخريج أحاديث كتبهم، دون مراعاة لترتيبها على الشّيوخ كما يظهر عند جماعة منهم:
ابن الحماميّ (ت: 437ه)(15)، وأبي القاسم الحنائيّ (ت: 459ه)(16)، وجعفر بن أحمد السرّاج (ت: 500ه)(17)، وابن المؤيّد بالله (ت: 508ه)(18)، وغيرهم في فوائدهم.
وفي المقابل نجد منهم من رتّب كتابه على أسماء شيوخه: كالعيسويّ (ت: 415ه)(19)، وأبي القاسم الحرفيّ (ت: 423ه) من رواية: القاسم بن الفضل عنه(20)،و أبي بكر الشّاشيّ(ت:507ه) وترتيب الشّيوخ عنده على تسلسل الحروف(21) والسّلفيّ (ت: 576ه)(22) في فوائدهم، في جماعة آخرين.
__________
(1) انظر ص/329 رقم/124.
(2) انظر ص /329-330 رقم/125 130.
(3) انظر ص/290 رقم/10.
(4) انظر ص/322 رقم/105.
(5) انظر ص/335 رقم/149.
(6) انظر ص/340-341 رقم/165، 167.
(7) انظر ص/344 رقم/177.
(8) انظر ص/345 رقم/179.
(9) انظر ص/353 رقم/204.
(10) انظر ص/356 رقم/216.
(11) انظر ص/239 رقم/106.
(12) انظر ص/215 رقم/68.
(13) انظر ص/216 رقم/69.
(14) انظر ص/171 رقم/7.
(15) انظر ص/172 رقم/8.
(16) انظر ص/173 رقم/9.
(17) انظر ص/168 رقم/2.
(18) انظر ص/167 رقم/1.
(19) انظر ص/190 رقم/32.
(20) انظر ص/239 رقم/106.
(21) انظر ص/242 رقم/110.
(22) انظر ص/356 رقم/212 214.(16/5)
وهذا كلًّه دالّ على اعتنائهم بتصنيفها، وترتيبها، وممّا يبرزه بشكل أوضح: أنّ نسبة ما خُرِّج منها، أو رتّب على الشّيوخ يمثّل ما نسبته: 54.54 % من مجموع ما وقفت عليه منها خلال هذين القرنين.
هذا، وبلغ مجموع ما ألّف في الفوائد خلال هذه الفترة فيما علمتُ-: أربعة كتب ومئتي كتاب، كان نصيب القرن الخامس منها: أربعة وثلاثين ومائة كتاب.
ثمّ جاءت القرون: السّابع، والثّامن، والتّاسع فقلّ تأليف الفوائد فيها عن القرون الّتي تقدّمتها...
ومع ذلك فإنّه اُعتني بتخريجها وترتيبها أكثر ممّا كان عليه ذلك في القرون السّالفة، وظهر خلالها التّرتيب على الأطراف من جديد بعد أن وجد في القرن الرّابع الهجريّ(1) كما في: فوائد أبي اليُمن الكنديّ (ت: 613ه)(2).
هذا، وبلغ عدد ما خُرِّج من كتب الفوائد أو رُتّب خلال هذه الفترة: أربعة عشر كتابا من سبعة عشر هي مجموع ما وقفت على مخطوطاتها وهذا يمثّل ما نسبته: 82.35% وهي نسبة عالية.
وممّن ألّف في هذه الفترة: عفيفة الفارفانيّة (ت: 606ه)(3)، والعثمانيّ (ت: 618ه)(4)، وابن المقيّر (ت: 643ه)(5)، وأبو حامد الصابونيّ (ت: 680ه)(6)، وأبو الحسن الوانيّ (ت: 727ه)(7)، والذّهبيّ (ت: 748ه)(8)، والعلائيّ (ت: 761ه)(9)، وأمّ المساكين بنت اليافعيّ (ت: 846ه)(10) وهي آخر من ألّف في الفوائد الحديثيّة ممّا وقفت عليه.
هذا، وبلغ مجموع ما أُلِّف في الفوائد خلال هذه الفترة - فيما علمت -: أربعة وثلاثين كتابا، كان نصيب القرن السّابع منها: أربعة وعشرين، والقرن التّاسع: كتابا واحدًا فقط.
__________
(1) انظر ص/122.
(2) انظر ص/213 رقم/64.
(3) انظر ص/357 رقم/220.
(4) انظر ص/170 رقم/5.
(5) انظر ص/243 رقم/112.
(6) انظر ص/360 رقم/227.
(7) انظر ص/208 رقم/57.
(8) انظر ص/230 رقم/93.
(9) انظر ص/361 رقم/231.
(10) انظر ص/362 رقم/234.(16/6)
ولعلّ قلّة تأليف الفوائد خلال هذه القرون عائد إلى كثرة التّأليف في الحديث، وانتشار المصنّفات فيه، وقلّة احتياج طلاّب العلم إلى الرّحلة، والانتقاء على الشّيوخ، وضعف الاهتمام بالرّواية بالسند، وانصباب الجهود على الاعتناء بكتب المتقدّمين، سماعا، وإجازة، وخدمة سواء أفي المتون أم الأسانيد؛ ليسهل الانتفاع بها، أو جمع ما جاء من الأحاديث فيها في موضوع واحد، وإيداعها مصنّفا مستقلاًّ، ونحو ذلك - والله تعالى أعلم -.
المَبْحَث الثّالث من أهميّة كتب الفوائد الحديثيّة
إنّ لسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أهميّة بالغة لا تخفى على ذي لبّ؛ إذ هي الحافظة لأقوال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأفعاله وتقريراته وصفاته الخَلقيّة والخُلُقية، المبيّنة لمجمل القرآن، المفسّرة لمبهمه وغامضه... ولهذا ولغيره اهتمّ أهل العلم في كلّ زمان وأوان بحفظها، والعناية بها، وحرصوا أن يسلكوا كلّ السبل الممكنة حتّى يتحصّل لهم ما قصدوه وأرادوه، ومن ذلك تأليفهم وتصنيفهم في جمع الفوائد الحديثيّة عن الشّيوخ،وتخريجها...
وتبرز أهميّة هذا النوع من التأليف في خدمة السّنّة النّبويّة في نقاط عدّة أُجمل أهمّها، وأبرزها فيما يلي:
أوّلاً: جميع أحاديثها مرويّة بالسّند إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ووجود السّند له أهميّته، ومكانته في قيمة الكتاب العلميّة، ووجوده وسيلة لمعرفة صحيح الحديث من سقيمه، وقويّه من ضعيفه، وما يترتّب على ذلك.
والسّند خصيصة من خصائص هذه الأمّة دون سواها من الأمم، والمحدّثون هم أسبق النّاس عناية واهتماماً به.
ثانيا: مادّتها منتقاة من أصول الشّيوخ المرويّة عنهم ومسموعاتهم، والانتقاء لا يكون إلاّ لما يُرَى أنّ فيه فائدة لا توجد عند غير ذلك الشّيخ(1).
__________
(1) انظر: فوائد يحيى بن معين (ص/155)، والجامع للخطيب (2/219- 220)، والتّبصرة والتذكرة للعراقيّ (2/220،233، 234)، وما تقدّم ص/108، وما بعدها.(16/7)
والانتقاء لا يتصدّى له إلاّ أهل المعرفة بالحديث، وعلله، واختلاف وجوهه، وطرقه، وغير ذلك من أنواع علومه... فإمّا أن يكون المنتقي هو الشيخ نفسه، أو تلميذه الرّاوي عنه - وهذا هو الغالب - وأمّا إذا كان الشّيخ ليس من أهل المعرفة بالحديث فإنّه يستعين ببعض الحفّاظ في تخريج الأحاديث الّتي يريد إملاءها قبل يوم مجلسه(1).
ثالثا: مادتها منتخبة من أصول أئمّة حفّاظ، أجلاّء، لهم قدرهم، ومنزلتهم - قديما، وحديثا - لما حباهم الله به من علم، وفضل، وذبّ عن سنة رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - حفظ الله بهم دينه، وشريعته... كاللّيث بن سعد الفهميّ، ويحيى بن معين، والبخاريّ، وسمّويه، وأبي زرعة الدّمشقيّ، والطّبرانيّ، والدّارقطنيّ، وأبي طاهر المخلّص، والذّهبيّ، ونحوهم.
أو أنّ الّذي انتقاها وخرّجها إمام، حافظ، عارف بالحديث، وعلومه كالدّارقطنيّ، والخطيب البغداديّ، وابن أبي الفوارس، وابن النّقّور، واللالكائيّ، وأبي طاهر السّلفيّ، ونحوهم أيضا.
رابعا: كتب الفوائد من الكتب الأصيلة في تخريج الأحاديث، وشرحها، وتوضيح مشكلها، وتعيين مهملها، وتمييز مبهمها، ونحو ذلك من أنواع علوم أسانيدها، ومتونها... فإفادة المحدّثين منها في جمع طرق الأحاديث غير الصّحيحة، ومتابعاتها، وشواهدها، وتقوية الأحاديث المعلّة، وإفادتهم من النّظر في متونها في ما صنّفوه من الشّروح الحديثيّة أمر لا يخفى.
خامساً: اشتمال كثير منها على أحاديث عوالٍ بجميع أنواع العلوّ كالمصافحات، والموافقات، والأبدال، وغيرها... ومثل هذه الكتب محطّ أنظار المحدّثين؛ لأنّه كلما قلّ عدد الوسائط قلّ احتمال ورود الخطّأ، ويعدّونها من أشرف الحديث، وأحسنه، وأغلاه، لا سيّما عند صحّة سنده... يقول أبو طاهر السّلفيّ (ت:576ه)(2):
دَعُونِي مِن أَسَانِيدِ الضَّلالِ
__________
(1) انظر: الجامع للخطيب (1/69- 71، 2/220- 221)، والتّبصرة للعراقيّ (2/221- 222).
(2) انظر: السّير (21/29).(16/8)
وَهَاتُوا مِن أَسَانِيدٍ عَوَالي
رِخَاصٍ عِنْدَ أَهْلِ الجَهْلِ طرًّا
وَعِنْدَ العَارِفِينَ بِهَا غَوَالي
عَن أشْيَاخِ الحَديْثِ وَمَا رَوَاهُ
إِمَامٌ في العُلُومِ عَلَى الكَمَالِ
ويقول أيضا(1):
لَيسَ حُسْنُ الحَدِيْثِ قُربَ رِجَالٍ
عِندَ أَربَابِ عِلْمِهِ النُّقَّادِ
بَلْ عُلوِّ الحَدِيثِ عِند َأُولي الإتْ
قَانِ والحِفْظِ صِحّةُ الإسنَادِ
فَإذَا مَا اجتَمَعَا في حدِيثٍ
فَاغْتَنِمْهُ فَذَاكَ أَقْصَى المُرَادِ
سادسا: ظهر لي من خلال دراستي لكتب الفوائد الحديثيّة، وتتبّعها في المكتبات، وفهارس المخطوطات، وبطون الكتب، والفهارس، والمشيخات: أنّ التأليف في جمع الفوائد الحديثيّة من أوسع التآليف في فنون الحديث الشّريف...
فوقفت على: واحد وثمانين ومائة كتابٍ منها، وسبعة وسبعين ومئتين وقفت على اسمه، واسم مؤلّفه، ولم يتيسّر لي الوقوف عليه، أولم يصل إلينا فيما اعلم، فهذه:
ثمانية وخمسون وأربعمائة كتاب... ولا أدلّ على أهميّة فنّ ما، واهتمام أهل العلم به من كثرة التّأليف،والتّصنيف فيه،لا سيّما إذا كان في أوقات مختلفة، وأزمنة متفاوتة كما هو حال كتب الفوائد.
ولعلّ ممّا ساعد على ذلك حرص المحدّثين رحمهم الله على سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والرّحلة في طلبها، ونشرها، لا سيّما أنّ هذه الكتب تتضمّن من الفوائد ما لا يوجد في غيرها.
سابعاً: ومع هذا التّوسّع في تأليف وتصنيف كتب الفوائد الحديثيّة فإنّ أكثر أصحابها من العلماء المعروفين، الّذين يحتجّ أهل العلم بحديثهم(2)، وليس بينهم أحد حديثه في مرتبة الضّعيف إلاّ ثمانية(3)
__________
(1) انظر: السّير (21/37).
(2) النّسبة المئويّة لمن يُحتجّ بحديثه من أصحاب كتب الفوائد الّذين ترجمتُ لهم في الرّسالة: 96.94%، ولمن لا يُحتجّ بحديثه إذا انفرد: 1.75%، وللبقيّة:1.31%.
(3) انظر: ص/186رقم/27، وص/287 رقم/3، وص/290رقم/11، وص/307
رقم/66، وص/313 رقم/83، وص /319رقم /100، وص /342 رقم/170، وص/359 رقم/225.(16/9)
، واثنان منهم حديثهما في مرتبة الضّعيف جدّاً(1)، وأربعة رموا بالكذب، أو اتّهموا به(2)... وجميع كتب هؤلاء المجروحين من انتقائهم لأنفسهم، وأكثرها لم يصل إلينا - فيما أعلم -.
ثامنا: حَوَت كتب الفوائد، وتضمّنت آثارًا مرويّة بالسّند إلى الصّحابة رضوان الله عليهم أو التّابعين، أو من بعدهم من علماء وأئمّة المسلمين في جوانب متعدّدة من علوم الشريعة، فمنها ما هو في التّفسير وعلومه، ومنها ما يتعلّق بالعقيدة، أو الحديث قوانين روايته وآدابها، أو الفقه أصول مسائله وفروعها، ومنها ما هو في الوعظ، أو الإرشاد، أو الحكم، أو ما شابه ذلك... وفي احتوائها عليها حفظ لها من النّسيان، أو الاندثار، يستفيد منها من تصل إليه، وتقع بين يديه من أهل الإسلام، وعلمائه في كلّ زمان، ومكان.
تاسعا: ما حفظته علينا من كلام على أحاديثها أسانيدها، ومتونها لأئمة هذا الشّأن، العارفين بصحيح الحديث وغريبه، وطرقه وشواهده، وخطئه من صوابه حتّى إنّه لو زيد فيه حرف لعرفوه، وأظهروه؛ صيانة، وعِبادة(3)... كابن صاعد، والطّبرانيّ، والدّارقطنيّ، وخلف الواسطيّ الحافظ، والخطيب البغداديّ، وابن أبي الفوارس، ومحمد ابن عبد الواحد المقدسيّ، وأبي موسى المدينيّ، ونحوهم.
عاشرًا: ما اشتمل عليه كلامهم من فوائد نفيسة، ونكات جليلة، في علوم مختلفة كالمصطلح، والجرح والتعديل، والتّأريخ عموما، وعلم الرّجال والتّراجم والوفيّات خصوصا، وغير ذلك مما قد لا يوجد في غيرها.
__________
(1) انظر: ص/325 رقم/115، وص/342 رقم/169.
(2) انظر: ص/2270 رقم/158، وص/274 رقم/164، وص/327 رقم/120، وص/328 رقم/123.
(3) يقول ابن حبّان رحمه الله في: (المجروحين 1/60): (.. حتّى إنّ أحدهم [يعني: المحدّثين] لو سُئل عن عدد الأحرف في السّنن لِكُلِّ سُنَّة منها عدّها عدًّا، ولو زيد فيها ألف، أو واو لأخرجها طوعا، ولأظهرها ديانة) اه.(16/10)
حادي عشر: ترتيبهم لها ترتيبا دقيقا، محكما، سواء أكان ذلك في نوع الأحاديث الّتي انتخبوها كأن تكون من الصّحاح دون غيرها، أو الصّحاح والغرائب، أو العوالي، أو ما شابه ذلك؛ أم فيما راعوه في ترتيبها، وجودة تنظيمها، وتصنيفها ممّا سيُلحَظ جلياً إن شاء الله في موضعه(1).
ثاني عشر: حِرْصهم على سماعها، وإسماعها، وعقد المجالس لقراءتها، وإملائها، وروايتها صاغرًا عن كابر... ونُسَخُ كتب الفوائد شاهدة بذلك، قاضية به، فلا يخلو كتاب من عدّة سماعات من قرون متتابعة، أو سماع، أو اثنين من قرن واحد على الأقلّ ولم يخرج عن هذا إلاّ ما نُسِخ في وقت متأخّر عن نُسَخ كتبت في وقت متقدّم (كما وقفت عليه - في منسوخات محمود عبد اللّطيف - المتوفّى في أوائل القرن الرّابع عشر الهجريّ لبعض كتب الفوائد بدار الكتب المصريّة بالقاهرة).
وهذا ابن الحطّاب (ت: 525ه) يروي في: (مشيخته): خمسة وثلاثين كتابا من كتب الفوائد مِمَّا وقع له عن مشايخه(2).
ويروي الحافظ ابن حجر (ت: 852ه) نحو عشرة كتب ومائة كتاب من كتب الفوائد مِمَّا وقع له عن مشايخه أيضا (3).
ويروي الرَّودانيّ (ت: 1094ه) سبعة وستّين كتابا منها(4).
ثالث عشر: كثرة نقل أهل العلم عنها، وإفادتهم منها، واعتمادهم عليها موارد، ومصادر مهمَّة لمواد كتبهم المصنّفة، ويظهر هذا جليا عند جماعة... ومنهم:
__________
(1) انظر ص/144 وما بعدها، 160 وما بعدها.
(2) انظر مثلاً : (ص/124، 146، 166، 178، 203، 293).
(3) انظر الفِهْرس الملحق بآخر المجلّد الثّالث من: المجمع المؤسَّس (ص/183 187).
(4) انظر: صلة الخلف (ص/325- 334).(16/11)
أبو بكر البيهقيّ (ت: 458ه) في: (السّنن الكبرى)(1)، وابن عساكر (ت: 571ه) في: (تأريخ دمشق)(2)، وابن الملقّن (ت: 804ه) في: (البدر المنير)(3)، وزين الدّين العراقيّ (ت: 804ه أيضا) في: (المغني عن حمل الأسفار)(4)، وابن ناصر الدّين في: (توضيح المشتبه)(5)، والحافظ ابن حجر العسقلانيّ في عدد من كتبه، منها: (فتح الباري)(6)، و(الإصابة)(7)، وابن قطلوبغا (ت: 879ه) في: (من روى عن أبيه عن جدّه)(8)، وجلال الدّين السّيوطيّ (ت:911ه) في: (الجامع الكبير)(9)، والألبانيّ في: (سلسلة الأحاديث الصّحيحة)(10)، و(سلسلة الأحاديث الضّعيفة، والموضوعة)(11)، وغيرهما مِن كتبه.
رابع عشر: عناية العلماء المتقدّمين، والمتأخرين بها، وخدمتهم لها، ويبرز هذا في أربع نقاط رئيسة:
__________
(1) انظر - مثلاً -: (1/29، 35، 242- 243، 2/52، 192، 233، 473، 3/355، 4/114، 5/45، 10/46).
(2) انظر - مثلاً -: (1/138، 156، 317، 328، 330 تحقيق العمرويّ)، (10/83، 95، 138، 12/200، 395، 18/207).
(3) انظر: مقدّمته (1/388).
(4) انظر - مثلاً -: (1/673 رقم/2490، 1/649 رقم/2423، 1/636 رقم/2389، 1/651 رقم/2430، 2/1170 رقم/4439).
(5) انظر - مثلاً -: (3/90، 4/44، 5/164).
(6) انظر: معجم المصنّفات الواردة في فتح الباري (ص/311- 324).
(7) انظر - مثلاً -: (1/15، 74، 188، 2/64، 90، 519، 3/92، 436، 484، 4/153، 218).
(8) انظر - مثلاً -: (ص/87، 132، 160، 166، 231، 281، 289، 298، 352، 353).
(9) انظر - مثلاً -: (1/3، 41، 496، 852، 1204، 2/14، 254، 466، 682، 757).
(10) في أكثر من مئتين وستين موضعا في المجلّدات السّتّة التي صدرت حتى وقت كتابة هذا التّعليق (أواسط سنة: 1417ه)... انظر - مثلاً -: (1/17، 410، 2/39، 3/288، 4/3، 348، 5/563، 6/346، 833).
(11) في أكثر من مئتين وستّين موضعا أيضا في المجلّدات الخمسة التي صدرت حتى الآن... انظر - مثلاً -: (1/16، 502، 2/416، 3/412، 4/392، 5/514).(16/12)
الأولى: عنايتهم بمقابلتها بالأصول المنقولة عنها، وضبطهم لأسانيدها، ومتونها بعد مجالس سماعها، وإملائها... وهذا يكاد أن لا يخلو منه كتاب من كتب الفوائد مِمَّا وقفت عليه.
الثّانية: حِرْصهم على روايتها، والانتخاب منها، وإيداعهم هذه المنتخبات في مصنّفات مُسْتقلّة، مع التّنبيه على أنّها منتخبة، أو منتقاة من الأصول حتّى لا يُلبس أمرها، هل هي كتاب آخر أم لا... وجاء هذا الانتخاب على نوعين:
أوّلهما: انتخاب مقيّد... وهذا على ثلاثة أضرب:
1- انتخاب مقيّد بحديث راو معيّن: كجزء فيه حكايات شعبة، وغيره، من جمع: أبي القاسم البغويّ من فوائد عليّ بن الجعد (ت: 230ه) وهذا الجزء من مسموعات الحافظ ابن حجر كما في: (المجمع المؤسّس)(1).
وفوائد حديث يحيى بن معين... انتخبت من فوائد أبي الحسن الحربي (ت: 386ه)(2).
وفوائد حديث ابن عيينة... انتخبت من فوائد أبي الحسن الخلعيّ (ت: 492ه)(3).
__________
(1) 1/224) رقم/128.
(2) منه نسخة محفوظة بجامعة الإمام: (3495ف) في: عشر لوحات تقريباً ... انظر: ص/196.
(3) كما هو واقع النّسخة، وكما في عدد من السّماعات المثبتة على الجزء الثّامن عشر، والعشرين من الأصل، عنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 990 (20ب- 52ب) مصوّر عن الظّاهريّة (رقم المجموع: 53) في ثلاث وثلاثين لوحة تقريبا... وانظر ص/176 رقم/13.
ويوجد الجزء الأوّل بالجامعة أيضا : 543 (2ب 9ب)، 2467 (105ب- 112ب)، (4576 ف)، وجامعة أمّ القرى: 726 ف (98 106) مصوّر عن الظّاهريّة (رقم المجموع: 117) في سبع لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين تسعة عشر إلى واحد وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ،كتبه: موسى بن محمَّد بن موسى الأنصاريّ، سنة: اثنتين وثمانين وستّمائة. والنّسخة معارضة بالأصل المنقولة عنه، وعليها تصحيحات، وعدّة سماعات.(16/13)
وفوائد حديث حمدان بن شبيب... انتخبت من فوائد أبي القاسم السّمرقنديّ (ت: 536ه)(1).
والمنتقى من الجزء الرّابع من فوائد أبي البركات الأنماطيّ (ت: 538ه) انتخبها: محمَّد بن عبد الواحد المقدسيّ من الجزء المذكور عن شيخ شيخه عبد الله بن محمَّد الصّيرفينيّ فقط(2).
2 انتخاب مقيّد بنوع معيّن من الأحاديث: كما فعل ابن الطّاهريّ في تخريجه من: (مشيخة) فخر الدّين البخاريّ حديثا واحدًا من فوائد ابن ماسي (ت: 369ه) وأودعه جزءًا باسم: (خمسة عشر حديثا من العوالي)(3).
وخرّج أيضا جزءًا فيه أحاديث موافقات من الخلعيّات لعليّ ابن الحسن الخلعيّ (ت: 492ه) رواية: أبي صادق الحسن بن يحيى بن الصّباح عن ابن رفاعة عن الخلعيّ(4).
__________
(1) منه نسخة محفوظة بالظّاهريّة (رقم المجموع: 56) وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 544 (163أ- 171ب)، (3665 ف)، وجامعة أمّ القرى: 665 ف(182- 191) في تسع لوحات - تقريبا - فيها الجزء الأوّل فقط.
(2) يوجد منه الجزء الرّابع بالجامعة الإسلاميّة: 541 (124ب 126ب)، (3664 ف) مصوّرة عن الظّاهريّة، في لوحتين ونصف اللّوحة، بخطّ مشرقيّ. وانظر ص/220 رقم/68.
(3) منه نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 9267 (129- 136) في سبع لوحات تقريبا وهي نسخة لا بأس بها، مقابلة بالأصل المنقولة عنه، وعليها تصحيحات، وعدّة سماعات.
(4) توجد منه نسخة تامّة بدار الكتب المصريّة: (2024حديث)، [25592 ب] في خمس لوحات، والنّسخة جيّدة، مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
وله نسخة أخرى تحت الرّقم: [25591 ب] كتب عليها: تخريج أبي العبّاس أحمد بن محمَّد بن عبد الله الطّاهريّ، في سبع لوحات، بخطّ مشرقيّ، مقابلة، وعليها عدّة سماعات.(16/14)
وكالمنتخب من فوائد السّرّاج (ت: 500ه)... انتُقِيت فيه العوالي دون غيرها(1).
3- انتخاب مقيّد بنوع معين من الأسانيد: كالرّباعيّات (أو: الأسانيد الرّباعيّات، أو: رباعيّات الشّافعيّ) انتقاها: الدّارقطنيّ من فوائد أبي بكر الشّافعيّ (ت: 354ه) من رواية: أحمد بن عبيد الله المحامليّ عنه (2).
والثّاني: انتخاب مطلق... كالمنتقى من الجزء السّادس عشر من فوائد أبي جعفر البختريّ (ت: 339ه)(3).
والمنتخب من الجزء الأوّل من فوائد خيثمة بن سليمان القرشيّ (ت: 343ه)(4).
__________
(1) يوجد الجزء الأوّل بالجامعة الإسلاميّة: 1584 (48ب- 57أ) مصوّر عن المكتبة الوقفيّة بحلب، في تسع لوحات، في كلّ صحيفة منها واحد وعشرون سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد المؤمن بن عبد الحق، سنة: ستّ وثلاثين وسبعمائة.
وله نسخة أخرى بالجامعة الإسلاميّة أيضا: (3911 ف) في تسع لوحات أيضا والنّسختان مقابلتان، وعليهما تصحيحات، وسماعات.
(2) هذا الكتاب انتقاه الدّارقطنيّ عن جماعة من أصحاب أبي بكر الشّافعيّ عنه يوجد الجزء الثّاني من رواية: أحمد بن عبيد الله المحامليّ بالجامعة الإسلاميّة: (5023 ف)، والجزء الثّالث والسّبعون، من رواية: أبي بكر محمَّد ابن عمر النّرسيّ بالجامعة أيضا: (5009 ق/1 ف)، وعنه صورة بجامعة أمّ القرى: 701 ف (240- 262) في اثنتين وعشرين لوحة. والجزء الأوّل من الجزء الرّابع والثمانين بمكتبة الأسد: 1150 (92- 110) وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة أيضا: 5054 ف (92ب- 110أ) في ثمان عشرة لوحة، بخطّ مشرقيّ، وجميع النّسخ مقابلة، وعليها تصحيحات وسماعات.
(3) توجد نسخة تامّة منه بمكتبة الأسد: 3800 (93- 106) في خمس عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها عشرون سطرًا تقريبا ..وانظر ص/253 رقم/ 130.
(4) توجد نسخة تامّة منه بالجامعة الإسلاميّة: 486 (114ب- 121أ)، وجامعة أمّ القرى: 716ف (187- 194) في سبع لوحات...
وانظر ص/254 رقم/131.(16/15)
والأحاديث المنتخبة من الجزء الرّابع، والخامس من فوائد أبي بكر الشّافعيّ (ت: 354ه) رواية: ابن غيلان(1) عنه(2).
وثلاثين حديثاً منتقاة من فوائد الطبراني (ت:360ه) [المعجم الصغير](3) انتقاء الذهبيّ(4).
كما انتقى منها أيضاً أربعين حديثاً بُلدانيّة(5).
والمنتقى ممَّا انتقاه الدّارقطنيّ من فوائد حديث أبي إسحاق المزكّي (ت: 362ه)، وأبي بكر القطيعيّ (ت: 368ه)، من رواية: ابن غيلان عنهما(6).
والمنتقى من فوائد أبي الشّيخ، من رواية: أبي طاهر الكاتب، انتقاه: محمَّد الذّهليّ(7).
__________
(1) هو: محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان...
انظر ترجمته في: تأريخ بغداد (3/234) ت/1309.
(2) توجد نسخة تامّة منه بالجامعة الإسلاميّة: (3666 ف) في أربع عشرة لوحة، وهي نسخة لا بأس بها، مقابلة، وعليها سماعات.
وفي مكتبة المسجد النّبويّ: 11/8(35- 75) نسخة فيها منتخب من الجزء الرّابع من الفوائد نفسها.
(3) انظر: ص/215 رقم/67.
(4) من مسموعات الحافظ ابن حجر كما في: (المعجم المفهرس [109/أ]).
(5) منها نسخة بالمكتبة التيموريّة:[438حديث]،وانظر: السّير (1/89).
(6) توجد نسخة تامّة منه بالجامعة الإسلاميّة: 555 (142ب 152ب)، وجامعة أمّ القرى: 663ف (47- 57) مصوّرة عن الظّاهريّة (رقم المجموع: 54) في إحدى عشرة لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ لوحة اثنان وأربعون سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الجليل الطّحاويّ، سنة: إحدى وثلاثين وستّمائة. وفي أوّله ما انتقي من أحاديث المزكّي، وأحاديث القطيعيّ قليلة في آخره. ولعلّ الّذي انتقاه هو: أبو الحسن عليّ بن خلف بن معرور؛ لأنّ الكتاب يروى عنه والله تعالى أعلم.
(7) كما أُثبت على لوحة عنوان الأصل، عنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: (1534، 5052، وغيرها) انظر ص/ 245 رقم/117.(16/16)
والمنتخب من فوائد أبي الحسين البزّار (ت: 379ه) انتخبها: الدّارقطنيّ(1).
وعشرة أحاديث منتخبة من الجزء الثّالث عشر من فوائد المخلّص (ت: 393ه) انتخاب: الدّارقطنيّ أيضا (2).
وجزء فيه خمسون حديثا منتقاة من فوائد ابن جُمَيع الصّيداويّ، انتقاء: الحافظ القاسم بن محمَّد البرزاليّ... من مسموعات الحافظ ابن حجر كما في: (المجمع المؤسَّس)(3).
وأربعين حديثاً بلدانيّة منتقاة منها أيضاً للذّهبيّ(4).
والأحاديث المستخرجة من فوائد معمر بن زياد (ت: 418ه)(5).
والمنتقى من الجزء الأوّل من حديث ابن أبي صابر، ومن الأوّل من حديث أبي شعيب الحرّانيّ، رواية: أبي محمَّد الجوهريّ (ت: 454ه) عن أبي سعيد الحرفيّ عن أبي شعيب الحرّانيّ، وعن ابن أبي صابر عن شيوخه، رواية: أبي غالب البنّاء(6) عن الجوهريّ(7).
__________
(1) يوجد منه المنتخب من الجزء السّابع بالجامعة الإسلاميّة: (1505) وجامعة أمّ القرى: 689ف (83- 91) مصوّر عن الظّاهريّة (رقم المجموع: 80) في ثمان لوحات في كلّ لوحة ما بين أربعة وعشرين إلى ثلاثين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، وهي نسخة جيّدة، مقابلة، وعليها سماعات، وقراءات.
(2) توجد لوحة العنوان فقط داخل مجموع رقمه (486)، (4576ف) بالجامعة الإسلاميّة.
(3) 3/295) رقم/1449.
(4) انظر: السّير (1/89).
(5) توجد نسخة تامّة منه بالجامعة الإسلاميّة: 546 (50ب 63أ)، (5052ف) مصوّرة عن الظّاهريّة، في أربع لوحات، في كلّ صحيفة منها ثمانية عشر سطرًا... وانظر ص/272 رقم/161.
(6) أحمد بن الحسن البغداديّ... انظر ترجمته في: السّير (19/603).
(7) توجد نسخة تامّة منه بالجامعة الإسلاميّة: 1503 (113ب- 126أ)، وجامعة أمّ القرى: 670ف (125- 138) مصوّرة عن الظّاهريّة في ثلاث عشرة لوحة. ونسخة أخرى بالمكتبة المحموديّة (ضمن مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة النّبوية): (2704)، وعنها صورة بجامعة الإمام (330).
وانظر ص/239 رقم/107.(16/17)
وأربعين حديثا منتخبة من فوائد الحنّائيّ (ت: 459ه) انتخبها: ابن طولون الصّالحيّ(1).
والمنتخب من فوائد أبي عمرو بن منده (ت: 475ه)... منتخبة من الجزء السّادس، والسّابع، والثّامن، والتّاسع، والعاشر، انتخبها صاحب الفوائد نفسه(2).
وعشرة أحاديث منتخبة من الجزء الثّالث من فوائد القاسم بن الفضل (ت: 489ه) انتخبها: أبو طاهر محمَّد بن أحمد الذّهليّ(3).
والمنتخب من فوائد الخلعيّ (ت: 492ه)(4).
والمنتخب من فوائد ابن الطّيوريّ (ت: 500ه) لابن حجر(5).
__________
(1) انظر: الفُلْك المشحون له (ص/81).
(2) توجد نسخة تامّة منه بالجامعة الإسلاميّة: 559 (99ب- 121ب)، وجامعة الملك سعود: (319ف، 213ف) مصوّرة عن الظّاهريّة في اثنتين وعشرين لوحة، ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين ثلاثة وعشرين إلى أربعة وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ. وهي نسخة جيّدة، مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات، وبعض كلماتها مشكولة.
(3) توجد نسخة تامّة منه بجامعة أمّ القرى: 716ف (194- 196) مصوّرة عن الظّاهريّة (رقم المجموع: 107) في ثلاث لوحات، بخطّ مشرقيّ.
وهي نسخة جيّدة، معارضة بالأصل المنقولة عنه، وعليها تصحيحات، وسماعات... وانظر: المنتخب من مخطوطات الظّاهريّة للألبانيّ (ص/169) رقم/103.
(4) ضمن الجزء الأوّل الّذي اُنتقي فيه من حديث سفيان بن عيينة، وتقدّم ذكره... انظر ص/ 133.
ويوجد بالجامعة الإسلاميّة: 479 (17- 26) منتخب من الجزء السّابع، والحادي عشر، والثّاني عشر، في: عشر لوحات تقريباً .
ويوجد بالجامعة الإسلاميّة: (89 ف) جزء منتقى منها أيضا .
(5) انظر: الدّرر المنتثرة للسيوطيّ (ص/110).(16/18)
والثّالثة: تَوَجُّه عدد من طلاّب العلم في أقسام الدّراسات العليا خصوصاً إلى دراستها، وتحقيقها في رسائل علميّة لنيل (الماجستير(1)، أو (الدّكتوراه(2) مع ما يلقونه من تشجيع من الجامعات لهم، وإجازة لرسائلهم في مجالسها العلميّة.
والرّابعة: توجُّه طلاّب العلم عامَّة، ومحقّقي كتب التّراث بخاصّة إلى تحقيقها، وطبعها ونشرها؛ لتعمّ فائدتها من تصل إليه من المسلمين(3).
وممّا سبق تظهر جليا أهميّة كتب الفوائد الحديثيّة، ولعلّي ذكرت شيئا، وغابت أشياء عنّي... ثمّ إنّي أُحبّ أَن أختم هذا المبحث بأبيات لاثنين من أئمّة المحدّثين، يُظهرانِ فيها شيئا من منزلة الفوائد الحديثيّة، وأهلها، وفضلهما:
يقول أبو محمَّدٍ السَّرّاج (ت: 500ه):
للهِ دَرُّ عِصَابِةٍ
يَسْعَونَ في طَلَبِ الفَوَائدْ
يُدْعَونَ أَصْحَابَ الحَدِ
يثِ بِهم تجَمّلتِ المشَاهِدْ
طَوْرًا تَراهُمْ بِالصَّعِي
دِ وَتارةً في ثَغْر آمِدْ
يتّبعُونَ مِنَ العُلُو
مِ بِكلِّ أَرضٍ كُلَّ شَارِدْ
وَهُمُ النُّجُومُ المُقْتَدَى
بِهم إِلى سُبُلِ المقَاصِدْ(4)
ويقول ابن عسَاكر (ت: 571ه):
أَلا إِنَّ الحَدِيثَ أَجَلُّ عِلمٍ
وَأشْرفُهُ الأَحَادِيثُ العَوَالي
وَأنفَعُ كُلِّ نَوْعٍ مِنهُ عِنْدِي
وَأحسَنُهُ الفَوائدُ والأَمَالي
فَكُنْ يَا صَاحِ ذَا حِرْصٍ عَليْهِ
وَخُذهُ عَنِ الشِّيُوخِ بلا مَلال(5)
ويقول أيضا :
لَقَولُ الشَّيخِ أَنبَأني فُلاَنٌ
وَكَانَ مِنَ الأَئمّةِ عَنْ فُلانِ
إِلى أَنْ يَنتَهي الإسْنَادُ أَحْلَى
لِقَلبي مِنْ محَادَثةِ الحِسَانِ
وَمُسْتَملٍ عَلى صَوتٍ فَصِيحٍ
أَلذُّ لَديَّ مِنْ صَوتِ القِيَانِ
__________
(1) انظر - مثلاً -: ص/234، 237- 238، 256، 267، 269.
(2) انظر - مثلاً -: ص/232، 268- 269.
(3) انظر - مثلاً -: ص/ 173، 219، 236،244- 245.
(4) انظر: السّير (19/230- 231).
(5) انظر: السّير (20/569).(16/19)
وَتَزيِبني الطُّروسَ بِنَقشِ نِقْسٍ(1)
أَحَبُّ إِليَّ مِنْ نَقْشِ المَغَاني
وَتخرِيجُ الفَوائدِ وَالأمَالي
وَتسْطِيرُ الغَرَائبِ وَالحسَانِ
وَتَصْحيحُ الغَوَالي مِ العَوَالي
بِنيْسَابُورَ أَو في أَصْفَهانِ
أَحبُّ إِليّ مِن أَخْبَارِ لَيلَى
وَقَيسِ بنِ المُلَوَّحِ وَالأغانِي(2)
المَبْحَث الرّابع(3) من مناهج المحدّثين في تصنيف كتب الفوائد
اهتمّ المحدّثون في تصنيف الفوائد بانتقاء، وتخريج الأحاديث الّتي يرون أنّها ليست عندهم - كما تقدّم -(4) وكانوا مع ذلك يعمدون - أحيانا - في الانتقاء أن يكون ما ينتقونه من الأحاديث في نوع معيّن من الأحاديث، كأن تكون صحاحا، أو صحاحا عواليا، أو غرائب فقط، أو يجمعون بين الصّحاح والغرائب، أو عواليا، أو ما شابه ذلك، وينبّهون في العنوان على نوع الأحاديث الفوائد الّتي أودعوها هذه الكتب، فيقولون - مثلاً -: الفوائد المنتخبة الصّحاح العوالي، أو: الفوائد المنتقاة الصّحاح الغرائب المخرّجة من الأصول، أو: الفوائد العوالي... وهكذا في كلّ كتاب انتقيت فوائده من أحاديث من نوعٍ معيّن، وهذا ما لحظته وتوصّلت إليه من خلال دراستي لكتب الفوائد...
__________
(1) النّقس بالكسر : الشيء الّذي يُكتب به، قال ابن سِيده: (النّقس: المداد، قال المرار:
عفت المنازل غير مثل الأنقس
بعد الزّمان عرفته بالقِرطَس
أي: في القرطاس).
انظر: لسان العرب (حرف: السّين المهملة، فصل: النون) 6/240 .
(2) انظر: فهرس الفهارس (1/45).
(3) ذكرت في هذا المبحث ماظهر لي من مناهج المحدّثين في تصنيف الفوائد الحديثيّة، دون ماورد من مناهجهم في المبحث الّذي عَقِب هذا (مبحث: تقسيم كتب الفوائد الحديثيّة) كإفرادها للصّحاح، أوللغرائب، أو ترتيبها على الأطراف، أو الشّيوخ، أو غير ذلك... اكتفاءً بوروده هنالك، وبُعداً عن التّكرار، فليُنتبه إلى هذا والله الموفّق .
(4) انظر ص/ 107 وما بعدها، 111، 120، 125.(16/20)
ولذا نجد في الكتب المتكلّم على أحاديثها من هذا الضّرب أنّ الحكم عليها لا يخرج عمّا نُبّه عليه في عناوينها من نوع أحاديثها... كما يُلحَظ جلياً في تخريج أبي الحسن الدّارقطنيّ (ت: 365ه) لفوائده الأفراد من الرّوايتين عنه(1) والفوائد لأبي إسحاق المزكّي (ت: 362ه)(2)، وتخريج النّخشبيّ للفوائد المنتقاة من الصّحاح الغرائب للحنّائيّ (ت: 459ه)(3)، والخطيب البغداديّ في تخريجه للفوائد الصّحاح والغرائب للمِهروانيّ (ت: 468ه)، وللسّرّاج (ت: 500ه)(4)، ولأبي الفرج الدّينوريّ(5)، وغيرهم، والمؤيّد بالله (ت: 508ه) لفوائده الحسان العوالي المنتقاة الصّحاح على شرط الشّيخين(6)، والعثمانيّ (ت: 572ه) في تخريجه لفوائده الصّحاح(7)، وعليّ بن بلبان في تخريجه لفوائد الإخوان من الموافقات، والأبدال، والعوالي الحسان لأبي الفرج المقدسيّ (ت: 682ه)(8)، وابن الصّيرفيّ (ت: 699ه) لفوائده العوالي(9).
وكلّ هذا فيه دليلٌ على ما تقدّم، ودليلٌ على دقّة المحدّثين رحمهم الله في انتقائهم، وانتخابهم، ودقة علمهم بطرق حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأحواله، وبراعتهم في التّأليف، وجودة التّصنيف في كتب الحديث عموما، وكتب الفوائد الحديثيّة خصوصاً(10)... مع التّنبيه على أمور مهمّة في هذا الجانب ظهرت لي من خلال استقرائي كتب الفوائد، ودراستها، ومنها:
__________
(1) انظر ص/181 رقم/19، 20.
(2) انظر ص/189 رقم/30.
(3) انظر ص/173 رقم/9.
(4) انظر ص/168 رقم/2.
(5) انظر ص/175 رقم/12.
(6) انظر ص/167 رقم/1.
(7) انظر ص/242 رقم/111.
(8) انظر ص/203 رقم/50.
(9) انظر ص/207 رقم/56.
(10) فهي ليست كتباً عشوائيّة المنهج، أو أنّ غالب مؤلّفيها لم يرتّبوها على أيّ أساس، أو أنّها أٌلّفت كيف ما اتّفق ! بل هي كتبٌ مصنّفة تصنيفاً علميّاً، فانتبه، وتأمّل دراستي جيّداً ؛ وإنّما أكّدت على هذا لأنّ بعض محقّقي كتب الفوائد ذكره، وليس فيه أدنى تحقيق، بل هي عجلة، وتسرّع.(16/21)
1- جميع أحاديث كتب الفوائد منتخبة(1) من الأصول، ولا يَلتَفِت المحدّثون - فيما يظهر - عند انتخابها إلى الانتخاب من أصول الشّيوخ الضّعفاء، أو من دونهم من المجروحين(2).
2- قلّ أن تُسمّى كتب الفوائد بأسماء مسجوعة، أو غير مسجوعة، فالغالب أن يقال: فوائد فلان، أو الفوائد الصّحاح من حديث فلان - مثلاً - أو ما شابهه.
والّذي يظهر أنّ سبب ذلك: إرادة إبراز نوع أحاديث الكتاب من خلال عنوانه، فتعرف مادّته مباشرة، وأنّها من الأحاديث الفوائد، لا كالّتي تُضمّن بعض الكتب الّتي تشبه كتب الفوائد في الطّريقة، والتّرتيب كالأجزاء الحديثيّة، والمشيخات، والأمالي الّتي لا تعدّ أحاديثها أحاديث فوائد.
والقليل المشار إليه أربعة كتب صنّفت في قرون متأخرة، ومع ذلك لم يُغفل أصحابها التّنبيه على نوع أحاديثها؛ ممّا يدلّ على أنّ التّنبيه على ذلك مطلب مهمّ عند المحدّثين... وهي:
1- بُغية الظّمآن من فوائد أبي حيّان (ت: 745ه)(3).
2- العُمْدة من الفوائد لشُهدة بنت الإبَرِيّ (ت:574ه)(4).
3- والفوائد الملتفظة والفرائد الملتقطة لأبي الفتح الخرقيّ (ت: 579ه)(5).
4- ونهر الخاطر ونزهة الخاطر لابن الصّيرفيّ (ت: 699ه)(6).
3- اشتهر عدد من كتب الفوائد عند أهل العلم بأسماء قد تطغي على الاسم الأصلي للكتاب، ولعل قليل الإطّلاع، أو من لم يكن من صنعته هذا الشّأن إذا اطّلع على نقل من الكتاب بذكر شهرته لا يخلو من ثلاثة أحوال - وقد تجتمع عليه -:
الأوّل: عدم التّنبّه على أنّ الكتاب كتاب فوائد حديثيّة.
والثّاني: يتبادر إلى ذهنه أنّ هذا الاسم هو الاسم الأصلي للكتاب - وليس الأمر كذلك - ومن ثَمَّ: قد لا يقف عليه عند إرادة الرّجوع إليه.
__________
(1) وهو ما يُعبّر عنه عندهم بالتّخريج.
(2) انظر النّقطة السّابعة في أهميّة كتب الفوائد الحديثيّة ص/131، وانظر: ص/119، 125- 126.
(3) انظر ص/361 رقم/230.
(4) انظر ص/171 رقم/7.
(5) انظر ص/222 رقم/80.
(6) انظر ص/207 رقم/56.(16/22)
والثّالث: أن يظنّهما كتابين، وهما كتاب واحد.
وهذه الأسماء على ثمانية أضرب:
الأوّل: أسماء مشتقّة من اسم ورد في نسب مؤلّفها، أو نسبته: كالجعديّات، فهي: فوائد عليّ بن الجعد الجوهريّ(1).
والمزكيّات،فهي: الفوائد المنتخبة الغرائب لأبي إسحاق المزكّي(2).
والقطيعيّات، فهي: الفوائد المنتقاة والأفراد الغرائب الحسان لأبي بكر القطيعيّ(3).
والمخلّديّات، فهي: الفوائد المنتخبة من أصول مسموعات أبي محمَّد المخلّديّ(4).
والمهروانيّات، فهي: فوائد أبي القاسم المهروانيّ - هذه الّتي أنا بصدد دراستها، وتحقيقها -.
والثّقفيّات، فهي: الفوائد العوالي لقاسم بن الفضل الثقفيّ(5).
والخلعيّات، فهي: الفوائد لأبي الحسن الخلعيّ(6).
والسّرّاجيّات، فهي: الفوائد المنتخبة الصّحاح العوالي لأبي محمَّد السّرّاج(7).
والثّاني: أسماء مشتقّة من اسم ورد في نسب راويها، أو نسبته:
كالغيلانيّات، فهي: الفوائد لأبي بكر الشّافعيّ، من رواية: محمَّد ابن غيلان عنه(8).
والثّالث: أسماء مشتقّة من نسبة منتقيها:
كالوخشيّات، فهي: الفوائد لأبي نعيم الأصبهانيّ، من انتقاء: أبي عليّ الوخشيّ عنه(9).
والرّابع: قد تسمّى بالجزء، ويضاف إليه ما يستمدّ من حديث، أو قصّة، أو نحوهما ممّا ورد في متن الكتاب؛ لغرابته مثلاً:
كجزء الفيل... فهو: الجزء الثّاني من فوائد ابن السّمّاك، من رواية ابن الحمّاميّ عنه.
وإنّما سُمّي بذلك لأنّ مؤلّفه ساق فيه بسنده حديثا ورد فيه ذكر الفيل... وهو حديث يُنْسب لعليّ رضي الله عنه قال:
__________
(1) انظر ص/222 رقم/81.
(2) انظر ص/189 رقم/30.
(3) انظر ص/185 رقم/25.
(4) انظر ص/236 رقم/103.
(5) انظر ص/210 رقم/60.
(6) انظر ص/176 رقم/13.
(7) انظر ص/168 رقم/2.
(8) انظر ص/260 رقم/143.
(9) انظر ص/275 رقم/165.(16/23)
"رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عند الصّفا، وهو مُقبل على شخص في صورة الفيل، وهو يلعنه، فقلت: ومن هذا الّذي تلعنه يا رسول الله؟ قال: "هذا الشّيطان الرّجيم". فقلت: والله يا عدوّ الله، لأقتلنّك، ولأُريحنّ الأمّة منك. قال: ما هذا جزائي منك. قلت: وما جزاؤك منّي يا عدوّ الله؟ قال: والله ما أبغضك أحد قطّ إلاّ شركت [أباه](1) في رحم أُمّه"(2).
وجزء الألف دينار... فهو الجزء الأوّل من: الفوائد المنتقاة الأفراد الغرائب الحسان من حديث أبي بكر القطيعيّ(3).
وإنّما سمّي بذلك لقول ابن بكير: "هذا جزء عجيب فيه سؤالات ابن مالك، يساوي لمن سمعه ألف دينار غير صفة أوزانه(4)".
قال: "ودفعت إلى ابن مالك دينارًا عينا حتى قرأناه عليه، فما تحصّل إلاّ لمن سمعه في ذلك اليوم"(5).
والخامس: قد تسمّى بالجزء مضافة إلى صاحبها:
كجزء ابن هارون... فهو: الفوائد الحسان من حديث أبي حامد محمَّد بن هارون الحضرميّ(6).
والسّادس: قد تسمّى بالجزء أيضاً ولكن مضافة إلى منتقيها:
كالوخشيّات، فإنّها مشهورة أيضًا بجزء أبي عليّ الوخشيّ(7).
والسّابع: قد تسمّى بالجزء أيضا مضافة إلى أحد رواتها:
كجزء ابن الطّلاية... فهو الجزء التّاسع من فوائد أبي طاهر
__________
(1) زيادة من: لسان الميزان (1/371).
(2) 5/ب].
والحديث مع ما فيه من نكارة كذب لا يصحّ، في سنده: إسحاق بن محمَّد النّخعيّ (المعروف بالأحمر) كان كذّابا خبيث المذهب، رديء الاعتقاد، مارقا، يقول: "إنّ عليا هو الله، وإنّه يظهر في كلّ وقت" وإليه تنسب الإسحاقيّة من غلاة الشّيعة وما حدّث به إلاّ من سرقه منه.
انظر: تأريخ بغداد (6/378) ت/3413، ولسان الميزان (1/370) ت/1156.
(3) انظر ص/185 رقم/25.
(4) في الأصل، ومطبوعته: (أوازنه)، ودخله تحريف.
(5) انظر (ص/492 من المطبوع).
(6) انظر ص/200 رقم/45.
(7) انظر ص/275 رقم/165.(16/24)
المخلّص، من رواية ابن الطّلاية عن أبي القاسم الأنماطيّ، وانتقاء: ابن البقّال(1).
والثّامن: تسميتها بالمشيخات؛ لأنها وضعت مرتّبة على شيوخ مؤلّفيها:
كمشيخة الآبنوسيّ، فهي: الفوائد العوالي الحسان المنتقاة والغرائب له(2). وَمشيخة ابن الغريق، فهي: الفوائد المخرّجة من الأصول له(3). وَمشيخة ابن النّقّور، فهي: الفوائد الحسان عن الشّيوخ الثّقات له أيضا(4). وَمشيخة ابن النّشو، فهي: الفوائد العوالي المنتقاة عن مشايخه(5). وَمشيخة أبي سعد بن السّبط، فهي: الفوائد المنتقاة العوالي عن شيوخه الثّقات، ممّا خرّج من أصوله(6)، وَغيرها.
4- لا يُنبه في لوحة عنوان بعض كتب الفوائد الحديثيّة على أنّ أحاديثها من فوائد الشّيوخ، وأثبتُ أنّ أحاديثها من الفوائد بإحدى طريقتين - أو بهما معاً -:
الأولى: أن يَنُصّ على هذا أحدُ رواة الكتاب، أو سامعيه في طبقة، أو عدد من طباق سماعاته...كفوائد عبد الغفّار الشّيرويّيّ(7)، وفوائد أبي العبّاس محمَّد بن إسحاق السّرّاج(8)، وغيرهما.
والثّانية: أن يَنُصّ عليه حافظ من الحفّاظ أو جماعة منهم...
كالجعديّات(9)، وفوائد عليّ بن حجر السَّعديّ(10)، وفوائد ابن جُميع الصّيداويّ(11)، وغيرها.
5- أكثر كتب الفوائد كغالب المؤلّفات الحديثيّة المسندة لا يُقدِّم لها مؤلّفوها بمقدّمات يفصحون فيها عن أغراضهم من تصنيفها، أو تأليفها، أو مناهجهم فيها، أو ما شابه ذلك.
وقدّم جماعة من مؤلّفي عدد منها بمقدّمات لها... وهم:
__________
(1) انظر ص/195 رقم/39.
(2) انظر ص/190 رقم/31.
(3) انظر ص/240 رقم/108.
(4) انظر ص/206 رقم/55.
(5) انظر ص/211 رقم/61.
(6) انظر ص/214 رقم/66.
(7) انظر ص/177 رقم/14.
(8) انظر ص/168 رقم/2.
(9) انظر ص/222 رقم/81.
(10) انظر ص/231 رقم/95.
(11) انظر ص/238 رقم/105.(16/25)
الطّبرانيّ(1)، وابن جُميع(2)، وأبو عبد الله العثمانيّ(3)، وعليّ ابن عمر الوانيّ(4)، وأبو عبد الله المؤذن الورّاق(5)... وتتناول هذه المقدّمات أسباب التأليف أحياناً، والطّريقة في التّصنيف أحياناً أخرى.
6- كتب الفوائد الّتي وُصِفت أحاديثها بأنّها صحاح، أو اشتملت على عدد منها فإنّ المقصود - فيما يبدو -: أنّ غالب أحاديثها مستخرجة على الصحيحين أو أحدهما(6)، ولم أرَ فيما نظرتُ فيه من كتب الفوائد الموصوفة بهذه الصّفة مايخرم هذا القصْد والله أعلم... وهذا حالها إجمالاً، وهي على أربعة أقسام تفصيلا:
الأوّل: كتبٌ مستخرجة على الصّحيحين، وكلّ مافيها متّفق على إخراجه...كفوائد ابن النّقور من رواية: ابن طرخان، وغيره عنه(7)، ولم أر لهذا القسم إلاّ هذا المثال؛ فهو صنيع نادر جدّا.
الثّاني: كتبٌ كلّ أحاديثها مستخرجة على الصّحيحين، أو أحدهما... كغالب الفوائد الموصوفة بأنّ أحاديثها صحاح.
الثّالث: كتبٌ جمعت بين ما تقدّم، وبين أحاديثَ صحاح - في نظر أصحابها - مستخرجة على بعض السّنن، والمسانيد... كالفوائد المنتقاة الصّحاح للحنّائيّ(8)، والفوائد الصّحاح للعثمانيّ(9)؛ وصنيعهما نادر جدّا.
الرّابع: كتبٌ جمعت أحاديث صحاحاً على شرط الشّيخين... كفوائد ابن المؤيّد بالله(10)، ولا أعرف مثالاً ثانياً له؛ فهو صنيع أندر من سابقه والله أعلم.
__________
(1) انظر ص/215 رقم/67 .
(2) انظر ص/238 رقم/105 .
(3) انظر ص/170 رقم/5.
(4) انظر ص/208 رقم/57.
(5) انظر ص/244 رقم/115.
(6) لذلك ينبغي أن يُشار إلى هذه الكتب في الدّراسات الّتي تتناول المستخرجات على الصّحيحين أو أحدهما .
(7) انظر ص/339 رقم/161 .
(8) انظر ص/173 رقم/9 .
(9) انظر ص/170 رقم/5.
(10) انظر ص/167 رقم/1.(16/26)
7- توصف - أحيانا - أحاديث عدد من كتب الفوائد المنتقاة من الصّحاح، أو الصّحاح الغرائب، أو الغرائب، أو العوالي بأنّها حسان، والحسان على مرادهم هذا يحتمل أنّهم أرادوا بها الإتقان، أو أنّ متونها مليحة فتروى، أو أنّ أسانيدها عالية، أو نظيفة، أو تركهم رواية الشّاذ والمنكر والمنسوخ ونحو ذلك فيها، فكلّ هذه أمور تقضي للمحدّث إذا لازمها أن يُقال: أحاديثه حسنة كما نصّ عليه الذّهبيّ في: (السّير)(1).
وذلك كما في: الفوائد الحسان العوالي المنتقاة الصّحاح على شرط الشّيخين لابن المؤيّد بالله(2)، والفوائد الحسان الغرائب لابن الجُنْديّ(3)، والفوائد المنتقاة والغرائب الحسان للعيسويّ(4)، وغيرها.
وقد يفردونها بالانتقاء... وهذه جعلت لها قسما مستقلاًّ في تقسيمي لكتب الفوائد(5).
8- لا يُنصّ - أحيانا - على علوّ أسانيد ما انتُقي من الأحاديث الفوائد... كما في فوائد سمّويه(6)، وفوائد النّجّاد من رواية: أبي عليّ الحسن بن شاذان عنه(7)، وفوائد أبي الشّيخ من رواية: أبي طاهر الكاتب عنه(8)، والمهروانيّات.
ولعلّ السّبب في ذلك: وضوح علوّ أسانيدها للنّاظر، خصوصًا عند المشتغلين بهذا الفنّ،وحرصهم على طلب العلوّ،وتلمّسه؛ لما له من مزيّة على الأسانيد النّازلة، فكلّما قلّت الوسائط قلّ احتمال الخطأ.
9- كثير من كتب الفوائد الحديثيّة خُدمت بتخريج أحاديثها، وحُفظ علينا بهذا كثير من الفوائد النّفيسة، والنّكات الجليلة في أمور شتّى قد لا توجد في غيرها... وصاحب الكلام على الأحاديث يكون أحد ثلاثة:
الأوّل: صاحب الأحاديث نفسه...
__________
(1) 12/523).
(2) انظر ص/167 رقم/1.
(3) انظر ص/186 رقم/27.
(4) انظر ص/190 رقم/32.
(5) انظر ص/200.
(6) انظر ص/247 رقم/119.
(7) انظر ص/258 رقم/138.
(8) انظر ص/245 رقم/117.(16/27)
كما صنع أبو الحسن الدّارقطنيّ (ت: 365ه)(1)، وأبو القاسم التّنوخيّ (ت: 447ه)(2)، والحنّائيّ (ت: 459ه)(3)، وابن أبي الحديد (ت: 469ه)(4)، وأبو القاسم السّمرقنديّ(ت:536ه)(5)، وأبو يعقوب الشّيرازيّ (ت: 585ه)(6)،وغيرهم في فوائدهم.
والثّاني: أحد الحفّاظ المخرّجين...
كتخريج الدّارقطنيّ لفوائد أبي إسحاق المزكّي(7)، وابن أبي الفوارس (ت: 412ه) لفوائد الحماميّ(8)، والخطيب البغداديّ (ت: 463ه) لفوائد المهروانيّ، ولفوائد السّرّاج(9)، ولفوائد أبي القاسم النّسيب(10)، ولفوائد أبي الفرج الدّينوريّ(11)؛ وعليّ بن بلبان (ت: 684ه) لفوائد شمس الدّين المقدسيّ(12)، وغيرهم.
والثّالث: بعض من جاء الحديث من طريقهم...
كما في فوائد أبي الحسين الآبنوسيّ (ت: 457ه)(13)، وفوائد شُهدة بنت أحمد الكاتبة (ت: 574ه).
ثمّ إنّه قد تُخَرّج بعض الأحاديث الفوائد في كتبها، ولكن لا نجد ما نجزم بسببه أنّ الكلام لصاحب الأحاديث، أو المُخرّج؛ لعدم النّصّ على ذلك، ولعدم وجود قرينة تقودنا إليه...كما في فوائد: المؤمّل ابن أحمد (ت: 391ه)(14) وأبي القاسم الحُرفيّ (ت: 423ه)، وأبي عثمان العيّار (ت: 457ه)(15)، وأبي يعلى بن الفرّاء (ت: 458ه)(16)... إلاّ أنّ الغالب في هذا النّوع أنّ الكلام لصاحب الأحاديث هذا هو الأصل ولو كان لغيره لنُبّه عليه كما في نظائره.
__________
(1) انظر ص/181 رقم/19، 20.
(2) انظر ص/178 رقم/16.
(3) انظر ص/173 رقم/9.
(4) انظر ص/219 رقم/75.
(5) انظر ص/228 رقم/90.
(6) انظر ص/217 رقم/71.
(7) انظر ص/189 رقم/30.
(8) انظر ص/172 رقم/8.
(9) انظر ص/168 رقم/2.
(10) انظر ص/174 رقم/11.
(11) انظر ص/175 رقم/12.
(12) انظر ص/203 رقم/50.
(13) انظر ص/190 رقم/31.
(14) انظر ص/218 رقم/72.
(15) انظر ص/227 رقم/88.
(16) انظر ص/179 رقم/17.(16/28)
10- كتب الفوائد المنسوبة سواء أكانت منسوبة إلى شخص أم إلى بلد فإنّه في الغالب لا يراعي منتقوها نوعا معيّنا من الأحاديث، فيجمعون فيها بين أكثر من نوع... وقد يُجْمَع منها نوع معيّن كما فعل الطّبرانيّ في فوائده(1)، فإنّه قصر مرويّاته عن شيوخه فيما يرى أنّها من الأفراد الغرائب دون غيرها، ولم ينبّه على ذلك.
وَأحمد بن سلمان النّجّاد في فوائده من رواية: ابن شاذان عنه(2)؛ فإنّ كلّ ما فيها من الأسانيد العوالي، ولم ينبّه على ذلك أيضاً... وغيرهما ممّا سيُلحظ في التّقسيم - إن شاء الله - حيث نبّهت على ما استطعت عليه مِن كُتُب في موضعه، ولم أحاول ردّها إلى أقسامها الرّئيسة؛ لعدم نَصّ مؤلّفيها أو منتقيها على هذا فتكون خارجة عن منهجي في التّقسيم.
11- ظهر لي بعد دراسة أسانيد كتب فوائد البلدان أنّ سبب نسبتها إلى تلك البلدان أحد أمرين انتهجهما المحدّثون في تأليفها:
أوّلهما: انتقاء أحاديثها عن أهل ذلك البلد... كما في فوائد الكوفيّين لأبي الغنائم النّرسيّ(3).
والثّاني: انتقاء أحاديثها لأهل ذلك البلد... كما في فوائد العراقيّين للنّقاش(4)، وفوائد الخراسانيّين للعثمانيّ(5).
12- يَعمد المحدّثون - غالبا - إلى ختم كتب الفوائد أو أواخر أجزائها بآثار منثورة، أو أشعار منظومة في أبواب شتّى، فمنها ما يتعلّق بالتّفسير، أو العقيدة، أو آداب طلب الحديث، أو الحضّ على التّزود من العلم، أو الزّهد، أو الوعظ والتّذكير، أو الحِكم، أو نحو ذلك، وهذا كلّه داخل في حدّ الفوائد عندهم.
__________
(1) انظر ص/215 رقم/67.
(2) انظر ص/258 رقم/138.
(3) انظر ص/199 رقم/44.
(4) انظر ص/283 رقم/179.
(5) انظر ص/170 رقم/5.(16/29)
مع استحسانه - في العموم - لديهم في ختم عدد من التّصانيف: كالأجزاء الحديثيّة(1)، والمسانيد(2)، والمجالس(3)،والأمالي(4)، والمشيخات(5)، وغيرها... يقول العراقيّ في آداب المحدّث من ألفيّته(6):
وَاسْتُحْسِنَ الإِنْشَادُ فِي الأَوَاْخِرِ ... بَعْدَ الْحِكَايَاتِ مَعَ النَّوَادِرِ
ونجد أنّ منهم من فرّقها، ونثرها بين الأحاديث، ولم يجعلها في أواخر الكتاب أو أواخر أجزائه... ومنهم:
جعفر بن محمّد الفريابيّ(7)، وأحمد بن نصر بن بجير(8)، ومكرم بن أحمد(9)، وأبو سليمان محمّد بن الحسين الحرّانيّ(10)، وأبو بكر بن الشّخّير الصّيرفيّ(11)، والمخلص،من رواية: أبي القاسم البسريّ عنه(12)، وجابر بن ياسين عنه(13) أيضاً، في فوائدهم... إلاّ أنّ مكرم بن أحمد جرى على هذا في الجزء الأوّل من كتابه، دون الثّاني.
__________
(1) انظر - مثلاً -: جزء ابن ديزيل (ص/82- 87)، وإكرام الضّيف لأبي إسحاق الحربيّ (ص/67)، وما قرب سنده من حديث أبي القاسم السّمرقنديّ (ص/ 94- 95)، وبعض كتب ابن أبي الدّنيا كذمّ البغي (ص/88- 91).
(2) انظر - مثلاً - مسند إبراهيم بن أدهم لابن منده (ص/45- 49)، ومسند أمة الله الحنبليّة (ص/55- 57).
(3) انظر - مثلاً - مجلسان من مجالس الحافظ ابن عساكر (ص/38- 40، 50- 54)، ومجلس في فضل يوم عرفة لابن ناصر الدين (ص/72).
(4) انظر - مثلاً -: أمالي المحامليّ، من رواية ابن البيّع عنه (ص/446- 448)، والأمالي الحلبيّة للحافظ ابن حجر (ص/53).
(5) انظر - مثلاً -: الغنية (ص/191)،ومشيخة ابن جماعة (2/581- 599).
(6) 2/222)... وانظر: الجامع للخطيب البغدادي (2/183)، - وأدب الإملاء للسّمعانيّ (1/338351).
(7) انظر ص/248 رقم/122.
(8) انظر ص/233 رقم/98.
(9) انظر ص/255 رقم/134.
(10) انظر ص/235 رقم/101.
(11) انظر ص/192 رقم/35.
(12) انظر ص/196 رقم/40.
(13) انظر ص/205 رقم/53.(16/30)
13- كما يعمدون - أحياناً - إلى التّفريق بين الفوائد المخرَّجة للشّيخ الواحد بتمييز ما انتُقي له آخراً بوصف، كأن يُقال: الفوائد الجُدُد، أو: زيادات الفوائد... كما في: الفوائد الجُدُدِ لأبي طاهر الذّهليّ، من رواية: أبي الحسن الحكيميّ(1). وله: الفوائد والأخبار، من رواية: أبي القاسم الفارسيّ(2) عنه. وَزيادات الفوائد لأبي عبدالله الحاكم(3)، وله فوائد أخرى عدّة(4)، ولهما نظائر.
14- يتكرّر انتقاء الأحاديث الفوائد عن الشّيوخ، باختلاف رواتها، ومخرّجيها عنهم؛ إذا كان كلّ واحد منهم يرى أنّ في هذه الأحاديث فائدة له، ولا توجد عند غير هذا الشّيخ... وهذا أمر ملحوظ في الرّوايات، أو المخرّجات المختلفة عن الشّيخ الواحد(5).
15- غالب كتب الفوائد آثارها قليلة جدًا بالنّظر إلى ما أودع فيها من أحاديث مرفوعة... إلاّ أنّ فوائد: أحمد بن نصر بن بجير(6)، وابن حَمْكَان(7)، والسّفنيّ(8) غلبت الآثار على مادّتها، والأحاديث قليلة فيها.
__________
(1) انظر ص/317 رقم/93.
(2) انظر ص/317 رقم/92.
(3) انظر ص/329 رقم/127.
(4) انظر مثلاً ص/329 رقم/125، 126.
(5) وانظر ما تقدّم ص/82، 110 وما بعدها.
(6) انظر ص/233 رقم/98.
(7) انظر ص/270 رقم/157.
(8) انظر ص/282 رقم/178.(16/31)
المَبْحَث الخَامس تقسيم كتب الفوائد الحديثيّة
قبل الشّروع في تقسيم كتب الفوائد الحديثيّة أودّ أن أنبّه على أمرين مهمّين:
أوّلهما: إذا وجدنا كتاب فوائد منسوبا إلى شيخٍ ما، ثمّ وجدنا فوائد تُنسب إليه، لكنّها من رواية أخرى عنه، ففي الغالب أنّ هاتين الرّوايتين ليستا لكتاب واحد، وإنّما هما روايتان مختلفتان، ولا تشابه بين أحاديثهما...
كما يُلحظ جليا في: فوائد أبي بكر النّجاد من رواية: أبي القاسم الحرفيّ(1)، ومن رواية: ابن شاذان(2)، ومن رواية: أبي عمرو العلاّف(3) عنه.
وَفوائد أبي بكر الشاّفعي، من رواية: ابن غيلان(4)، ومن رواية: أبي الحسن وأبي القاسم الرّازيين وابن شاذان(5)، ومن رواية: أبي بكر النّرسيّ(6) عنه.
وَفوائد الدّارقطني من رواية: أبي الغنائم بن المأمون(7)، ومن رواية: أبي طالب العشاريّ(8) عنه.
وَفوائد أبي الشّيخ من رواية: أبي طاهر الكاتب(9)، ومن رواية: أبي عبد الله بن الحسين(10) عنه.
وَفوائد ابن معروف من رواية: أبي القاسم السّيّاريّ(11)، ومن رواية: أبي محمَّد الجوهريّ(12) عنه.
وَفوائد ابن الحمّاميّ من رواية: أبي القاسم بن البسريّ(13)، ومن رواية: أبي الحسن بن العلاّف(14) عنه.
وَفوائد أبي القاسم الحرفيّ، من رواية: أبي الفضل الأنصاريّ(15)، ومن رواية: القاسم بن الفضل(16) عنه، وغير ذلك...
ومثل هذه أعدّها في تقسيمي لكتب الفوائد أكثر من مرّة على حسب عدد الرّوايات عن ذلك الإمام؛ لأنَّ كلّ واحد منها مصَنَّف مستقلّ.
__________
(1) انظر ص/202 رقم/49.
(2) انظر ص/258 رقم/138.
(3) انظر ص/258 رقم/139.
(4) انظر ص/260 رقم/143.
(5) انظر ص/262 رقم/144.
(6) انظر ص/263 رقم/145.
(7) انظر ص/181 رقم/19.
(8) انظر ص/181 رقم/20.
(9) انظر ص/245 رقم/117.
(10) انظر ص/265 رقم/150.
(11) انظر ص/183 رقم/22.
(12) انظر ص/201 رقم/47.
(13) انظر ص/172 - 173 رقم/8.
(14) انظر ص/219 رقم/74.
(15) انظر ص/171 رقم/6.
(16) انظر ص/239 رقم/106.(17/1)
ومنشأ هذا التّعدّد أنّ التّلميذ يأتي إلى شيخ مكثر في الحديث، أو متعسّر في الرواية فينتقي أو يُنتقى له ما يُرى أنّه ليس عند غير هذا الشّيخ، أو لم يقع له هذا الطّريق عن أحد من شيوخه الآخرين، فيسمعه على الشّيخ في مجلس بحضور جماعة من تلاميذه، فيروي ذلك عنه، ويُتناقل من بعده، وهكذا يفعل غيره.
وقد يُروى كتاب واحد أو بعض أجزائه من أكثر من طريق كما في فوائد الحنّائيّ، وهذا نادر جدًّا بالنّظر إلى سابقه.
أمّا إذا لم يتبيّن لي الأمر حقّ التّبيّن؛ لسبب من الأسباب كعدم الوقوف على أجزاء متوافقة في التّرقيم من الرّوايتين للمقارنة بينهما، ونحوه، فإنّي أعدُّهما أكثر من مرّة باعتبار الأمر الغالب.
والثّاني: وقفت - كثيرًا - على كتب فوائد منسوبة إلى شيخ ما، وكان قد مَرّ معي دراسة كتب لهم من قبل، فعند الرّجوع إليها، والمقارنة، والنّظر، والتّأمّل تبيّن لي أنّها منتخبة من الكتب السّالفة، وهذه المنتخبات لم أدخلها في التَّعداد داخل تقسيم كتب الفوائد اكتفاء بالأصل المنتخبة منه، وأدرجتها ضمن الفصل الخاصّ بأهميّة كتب الفوائد الحديثيّة، وعناية أهل العلم بها(1).
وبناءً على هذا، وما تقدّم في الفصل الخاصّ بمناهج المحدّثين في تأليف وتصنيف كتب الفوائد(2) قسّمتُ كتب الفوائد إلى سبعة أقسام رئيسة، يندرج تحت كلّ قسم عدّة أنواع، وأضرب - كلّ على حسبه ... - وهذا إجمالها:
القسم الأوّل: كتب الفوائد من الأحاديث الصّحاح... وتنقسم إلى نوعين:
أوّلهما: صحاح على شرط الشّيخين.
والثّاني: صحاح عوالي... وهذا النّوع على ضربين:
أ- صحاح عوالي مطلقة.
ب- صحاح عوالي مقيّدة.
القسم الثاني: كتب الفوائد من الأحاديث الصّحاح، والغرائب... وتنقسم إلى نوعين أيضا:
أوّلهما: صحاح، وغرائب مطلقة... وهذاعلىضربين:
أ- ما خُرِّج أحاديثها، وهذا على قسمين:
أوّلهما: ما رتّب على الشّيوخ.
__________
(1) انظر ص/132 - 140.
(2) انظر ص/143.(17/2)
والثّاني: ما لم يرتّب على ترتيب معيّن.
ب- ما لم تخرّج أحاديثها.
والثّاني: صحاح، وغرائب مقيّدة...وهذا على ثلاثة أضرب:
أ- ما خُرِّج أحاديثها.
ب- ما خُرِّج القليل من أحاديثها.
ج- ما لم تخرّج أحاديثها.
القسم الثّالث: كتب الفوائد من الأحاديث الغرائب والأفراد..
وتنقسم إلى نوعين أيضا:
أوّلهما: غرائب وأفراد مطلقة... وهذا النّوع على ضربين:
أ- ما خرّج أحاديثها.
ب- ما لم تخرّج أحاديثها، وهذا على ثلاثة أقسام:
أوّلها: ما رتّب على الشّيوخ.
والثّاني: ما رتّب على الأطراف، ثمّ رتّب على الشّيوخ.
والثّالث: ما لم يرتّب على ترتيب معيّن.
والثّاني: غرائب وأفراد مقيّدة... وهذا النّوع على أربعة أضرب:
أ- غرائب عوالي عن شيوخ ثقات.
ب- غرائب عوالي... وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1) ما خُرِّج الكثير من أحاديثها.
2) ما خُرِّج القليل من أحاديثها، وهذا على نوعين:
الأوّل: ما رُتب على الشّيوخ.
والثّاني: ما لم يرتّب على ترتيب معيّن.
3) ما لم تخرّج أحاديثها.
ج- غرائب عن ثقات.
د- غرائب عن أهل بلد خاص.
القسم الرّابع: كتب الفوائد من الأحاديث الحسان دون تقييد لها بكونها من الصّحاح، أو الغرائب، أو نحوها... وتنقسم إلى نوعين أيضا:
أوّلهما: حسان مطلقة.
والثاني: حسان مقيّدة... وهذا النوع على ثلاثة أضرب:
أ- حسان عوالي عن ثقات.
ب- حسان عوالي... وهذا على قسمين:
أوّلهما: ما رتّب على الشيوخ، وهذا على نوعين:
1) ما خرّج الكثير من أحاديثها.
2) ما لم تخرّج أحاديثها.
والثاني: ما لم يرتّب على ترتيب معيّن.
ج- حسان عن ثقات.
القسم الخامس: كتب الفوائد من الأحاديث العوالي... وتنقسم إلى نوعين أيضا:
أوّلهما: عوالي مطلقة... وهذا النوع على أربعة أضرب:
أ- ما خرّج أحاديثها.
ب- ما خرّج الكثير من أحاديثها...وهذا على قسمين:
أوّلهما: ما رتّب على الشيوخ.
والثّاني: ما لم يرتّب على ترتيب معيّن.
ج- ما خرّج القليل من أحاديثها... وهذا على قسمين:(17/3)
أوّلهما: ما رتّب على الشيوخ.
والثّاني: ما لم يرتّب على ترتيب معيّن.
د- ما لم تخرّج أحاديثها.
والثّاني: عوالي مقيّدة... وهذا النوع على ثلاثة أضرب:
أ- ما رتّب على الأطراف.
ب- ما رُتّب على الشّيوخ.
ج- ما لم يرتّب على ترتيب معيّن.
القسم السّادس: كتب الأحاديث الفوائد المنسوبة... وتنقسم إلى نوعين - كذلك -:
أوّلهما: منسوبة إلى شخص...وهذا النّوع على أربعة أضرب:
أ-: ما خرّج أحاديثها... وهذا على قسمين:
أوّلهما: ما رتّب على الشّيوخ.
والثّاني: ما لم يرتّب على ترتيب معيّن.
ب- ما خرّج الكثير من أحاديثها.
ج- ما خرّج القليل من أحاديثها...وهذا على ثلاثة أنواع:
1) ما رتّب على الشّيوخ.
2) مارتّب على الأطراف.
3) ما لم يرتّب على ترتيب معيّن .
د- ما لم تخرّج أحاديثها... وهذا على أربعة أنواع:
1) ما رتّب على الشّيوخ.
2) ما رتّب على الشّيوخ في أوّله، ثمّ انتقي عن بعضهم في آخره.
3) ما لم يرتّب على ترتيب معيّن في أوّله، ثمّ رتّب على الأطراف في آخره.
4) ما لم يرتّب على ترتيب معيّن.
والثاني: منسوبة إلى بلد.
القسم الأخير: كتب الفوائد من الآثار.
ثمّ إنّي رتّبت الكتب الواردة في كل قسم، وما تحته من أنواع، وأضرب، وما شابهها على سنيّ وفيّات مؤلفيها، خاتما بمن لم أقف على تراجمهم، أو سنيّ وفيّاتهم... وهذا تفصيلها:
القسم الأوّل: كُتُب الفَوائد من الأحَاديث الصّحَاح...
وتنقسم إلى نوعين:
الأوّل: صحاح على شرط الشّيخين...
1- كالفوائد الحسان المنتقاة الصحاح على شرط الإمامين البخاريّ، ومسلم، لأبي العزّ محمَّد بن المختار بن محمَّد بن المؤيّد بالله(1) عن شيوخه، انتقاء: أبي عليّ البردانيّ(2) له.
__________
(1) الهاشميّ، البغداديّ... ثقة، صالح، محترم. مات سنة: ثمان وخمسمائة.
انظر: - المنتظم (1/142) ت/3828، والسير (19/383).
(2) هو: أحمد بن محمّد... انظر ترجمته في: السّير (1/219).
ولم يُذكر على النّسخة اسم الرّاوي عن المؤيّد بالله.(17/4)
ومادّته من الأحاديث، والآثار، وأحاديثه مخرّجة، وتخريجها لأبي العزّ نفسه(1).
والثّاني: صحاح عوالي... وهذا النّوع على ضربين:
أ- صحاح عوالي مطلقة:
2- كالفوائد المنتخبة الصّحاح العوالي لأبي محمَّد السَّرَّاج(2)، برواية: أبي الفتح محمَّد بن عبد الباقي(3) عنه، وتخريج: الخطيب البغداديّ له.
وتخريج أحاديثه للخطيب، ومادّته من الأحاديث والآثار والأشعار(4)
__________
(1) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 3847 (125- 139) وعنه صورة بمركز المخطوطات التابع للجامعة الإسلامية تحت الرّقم: 2461 (115ب - 129ب)، 564 (68أ 84أ)، (4576 ف)، وبمكتبة جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلامية بالرياض: (10926 ف)، في أربع عشرة لوحة ونصف اللّوحة، في كلّ لوحة صحيفتان، وفي كلّ صحيفة أحد وعشرون سطرًا - تقريبا - بخطّ مشرقيّ. والنسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(2) هو: جعفر بن أحمد بن الحسن القارئ... ثقة، عالم، جليل. مات سنة: خمسمائة. انظر: المنتظم (17/102) ت/3764، والسّير (19/228).
(3) انظر ترجمته في: السّير (20/481).
(4) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 3834 (154- 165)، وعنه نسخة بالجامعة الإسلاميّة: 976 (71ب- 82أ) ومكتبة جامعة أم القرى: 641 ف (197- 207)، والمكتبة الصّدّيقيّة بمكتبة الحرم المكّيّ: 1110 (52ب- 63أ) في: إحدى عشرة لوحة، في كلّ لوحة صحيفتان، وفي كلّ صحيفة ثمانية عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، وعليها سماعات، وقراءات.
وتوجد الأجزاء من الثّاني إلى الخامس بسقوط الثالث بمكتبة الأسد: (3764)، وعنها نسخة بالجامعة الإسلامية: 531 (50أ- 93ب)، (3667 ف)، وجامعة أمّ القرى: 637 ف (91- 137) في: أربع وأربعين لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين خمسة عشر إلى تسعة عشر سطرًا، وهي نسخة جيّدة بخطّ مشرقيّ، مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات كثيرة لعلماء وأئمّة في أعصار مختلفة.
وللرّابع نسخة بمكتبة الأسد أيضا: 3764 (111- 126) في خمس عشرة لوحة.(17/5)
.
3- والفوائد العوالي الصّحاح والحسان من أمالي أبي القاسم السّمرقنديّ(1)، من رواية: أبي ياسر بن أبي حَبَّة(2) عنه، وأحاديثه لم ترتّب ترتيبا معيّنا، خرّج صاحبه بعضها، وأضاف إليها بعض الأشعار الزّهديّة في آخره(3).
4- والفوائد العوالي الصّحاح، والحكايات المخرّجة من مسموعات يوسف بن خليل(4)، وهي من تخريجه لنفسه رحمه الله(5).
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(6).
ب- صحاح عوالي عن أهل بلد خاص...
5- كفوائد خراسان من العوالي الصّحاح المنتقاة لمحمّد بن عمر بن عبد الغالب العثمانيّ(7).
__________
(1) تقدّمت ترجمته... انظر ص/72.
(2) هو: عبد الوهّاب بن هبة الله الطحّان... انظر ترجمته في: التقييد (ص/372) ت/477، وذيل تأريخ بغداد لابن النجّار (1/410) ت/244.
(3) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 3792 (182- 190)، وعنه صورة بالجامعة الإسلامية: 544 (163 أ- 171ب)، (3665 ف)، وجامعة أمّ القرى: 665 (182- 190) في ثمان لوحات ونصف اللّوحة - تقريبا - في كلّ صحيفة منها تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
(4) ابن قراجا، أبو الحجّاج الدّمشقيّ...متقن، مصنّف. مات سنة: ثمان وأربعين وستمائة. انظر: السّير (23/151)، وذيل طبقات الحنابلة (2/244) ت/353.
(5) ولم يُذكر على النّسخة اسم الرّواي عنه.
(6) منه نسخة تامّة بدار الكتب المصريّة: (25620 ب)، وعنها نسخة تحت الرّقم: (3569 ف) في ثلاث وعشرين لوحة، في كلّ صحيفة منها أحد وعشرون سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمود عبد اللّطيف، في الرّابع من ذي القعدة، سنة: إحدى وخمسين وثلاثمائة للهجرة. ويوجد بياض في عدّة أماكن في النّسخة الّتي نقلها محمود عبد اللّطيف، وذكر أنّها كذلك في الأصل المنقولة عنه، وقد حاولتُ أن أقف على الأصل إلاّ أنّي لم أُمكّن من ذلك.
(7) أبو عبد الله الدّمشقيّ... ديّن، صالح، ورع. مات سنة: ثمان عشرة وستّمائة. انظر: السّير (22/160).(17/6)
ومادّته من الأحاديث فقط، ومرتّب على الشّيوخ دون مراعاة لتسلسل حروف المعجم.
وانتقى مؤلفه عن كلّ شيخ من شيوخه ثلاثة أحاديث فأوردها، وخرّجها من الصّحيحين، أو أحدهما، أو من خارجهما(1).
القسم الثّاني: الفَوائد من الأحَاديث الصّحَاح والغَرائب... وتنقسم إلى نوعين أيضا:
أوّلهما: صحاح، وَغرائب مطلقة... وهذا على ضربين:
أ- ما خرّج أحاديثها... وهذا على قسمين:
أوّلهما: ما رتّب على الشّيوخ...
6- كالفوائد الصّحاح والغرائب لأبي القاسم الحُرْفيّ(2)، برواية: الشّريف أبي الفضل الأنصاريّ عنه،وتخريج أبي القاسم الطّبري(3) له.
ولم يُرَاعِ في ترتيبه تسلسل الحروف، ومادّته من الأحاديث والآثار والأشعار، والكلام على أحاديثه غير واضح لمن هو، إلاّ أنّ الغالب أنّه لصاحب الأحاديث نفسه(4).
7- والعمدة من الفوائد والآثار الصّحاح والغرائب من حديث الشّيخة الكاتبة شهدة(5)
__________
(1) توجد نسخة تامّة للكتاب في جزأين بمكتبة الأسد: 1135 (155- 172) وعنها صورة بالجامعة الإسلامية: 557 (78ب- 95أ)، (5052 ف)، في سبع عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها سبعة عشر سطرًا تقريبا ، بخطّ مشرقيّ، وهي نسخة جيّدة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات، ويذكر مؤلفها - أحيانا - بعض الفوائد الفقهيّة المستنبطة من أحاديثها.
(2) بضمّ الحاء، وسكون الرّاء، وكسر الفاء وهو: عبد الرّحمن بن عبيد الله البغداديّ... صدوق، في روايته عن ابن النّجّاد اضطّراب. مات سنة: ثلاث وعشرين وأربعمائة. انظر: تأريخ بغداد (10/303) ت/5451،والسّير(17/411).
(3) هو: اللاّلكائيّ، صاحب: شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة والجماعة.
(4) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 1178 (128- 139) وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 550 (65أ- 77أ)، (5052 ف) مصوّرة عن الظّاهريّة، في عشر لوحات ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها تسعة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، وعليها عدّة سماعات.
(5) بضمّ الشّين المعجمة...
انظر: تكملة الإكمال لابن نقطة (3/461) ت/3545.(17/7)
بنت أحمد الإبريّ(1)، برواية: أبي الحسن عليّ ابن عبد الرّشيد(2) عنها، وتخريج أبي محمَّد بن الأخضر(3) لها.
ولم يُرَاْعِ في ترتيبه تسلسل الحروف، ومادّته من الأحاديث والآثار والأشعار أيضا وتخريج أحاديثه غير واضح لمن هو(4).
والثّاني: ما لم يرتّب على ترتيب معيّن...
8- كالفوائد الصّحاح والغرائب الأفراد لأبي الحسن بن الحمّاميّ(5) عن شيوخه، رواية: أبي القاسم بن البسريّ(6) عنه، وتخريج أبي الفتح بن أبي الفوارس(7) له.
__________
(1) بكسر الألف، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الرّاء المهملة انتهى إليها إسناد بغداد، وعمّرت إلى أن ماتت سنة: أربع وسبعين وخمسمائة.
انظر: وفيّات الأعيان (2/477)، والسّير (20/542).
(2) القاضي، الهمذانيّ...
انظر ترجمته في: مختصر تأريخ ابن الدّبيثيّ للذّهبيّ (ص/306) ت/1118.
(3) هو: عبد العزيز بن محمود البزّاز... انظر ترجمته في: التقييد (ص/364) ت/464، والنجوم الزّاهرة (6/187).
(4) الكتاب مطبوع عن نسخة بمكتبة كوبريلّي بتركيا، بتحقيق: د. رفعت فوزي عبد المطلّب. ونشرته: مكتبة الخانجيّ (بالقاهرة) صدرت طبعته الأولى سنة: 1415ه، في: ثمان وسبعين ومائة صحيفة، من القطع المتوسّط.
(5) بفتح الحاء المهملة، وتشديد الميم علي بن أحمد بن عمرالبغداديّ... صدوق، فاضل. مات سنة: سبع عشرة وأربعمائة. انظر: تأريخ بغداد (11/329) ت/6156، وغاية النّهاية (1/521) ت/2157.
(6) هو: عليّ بن أحمد البغداديّ، مسند العراق في وقته...
انظر ترجمته في: السّير (18/402)، وتأريخ بغداد (11/335) ت/6166.
(7) تقدّمت ترجمته... انظر ص/59.(17/8)
ومادّته من الأحاديث والآثار، والكلام على أحاديثه للمخرّج(1).
9- والفوائد المنتقاة من الصّحاح والغرائب المخرّجة من الأصول لأبي القاسم الحنّائيّ(2)، تخريج: أبي محمَّد النّخشبيّ(3) له.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(4)
__________
(1) يوجد الجزء الأربعون من الكتاب بمكتبة الأسد: 3809 (214- 221)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 563 (61ب- 67ب)، (1321)، (4574 ف)،وجامعة أمّ القرى: 682 ف (215- 221) في ستّ لوحات، ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها أربعة وعشرون سطرًا - تقريبا - بخطّ مشرقيّ، كتبه: مسعود بن علي النّادر، سنة: سبع وستّين وأربعمائة، وهي نسخة جيّدة مقابلة بالأصل، وبعض كلماتها مشكولة، وعليها سماعات.
(2) بكسر المهملة، وفتح النّون المشدّدة، وفي آخرها الياء آخر الحروف وهو: الحسين بن محمَّد بن إبراهيم المعدِّل، الدمشقيّ... ثقة، صالح. مات سنة تسع وخمسين وأربعمائة. انظر: ذيل تأريخ مولد العلماء ووفيّاتهم للكتّانيّ (ص/226)، وتأريخ دمشق (5/117).
(3) بفتح النّون، وسكون الخاء، وفتح الشّين المعجمتين، وفي آخرها الباء الموحدة وهو: عبدالعزيز بن محمّد... انظر ترجمته في: القند في تأريخ علماء سمرقند (ص/298) ت/536، والأنساب (1/133).
(4) الكتاب يقع في أحد عشر جزءًا كما وجد بخط الحنّائيّ نفسه على بعض نسخ الكتاب...
منه نسخة بمكتبة الأسد: (3249)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة (1546) فيها من الأوّل إلى الحادي عشر بسقوط الثّاني.
والأوّل فقط بمكتبة الأسد: 3843 (107- 126)،3850(120)، 3798 (86- 120).
وللثّاني نسخة بمكتبة الأسد أيضا: (3249)، (3753)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 960 (2- 21)، وجامعة الإمام (401 ف) في: ثمان عشرة لوحة. وله نسخة أخرى بمكتبة الحرم المكّيّ (1348 ف) وعنها صورة بجامعة الإمام (1348 ف) في: أربع عشرة لوحة.
وللثّالث نسخة بمكتبة الأسد: 3829 (246- 265)، 3850 (25- 41).
وللخامس نسخة بمكتبة الأسد أيضا: 3829 (267- 281).
وللثّامن نسخة بمكتبة الأسد أيضا : 3754 (73- 83)، والعاشر: 3798 (222- 233)، ومن الرّابع إلى الحادي عشر: 3850 (43- 183).
وانتخب ابن طولون أربعين حديثا منها كما تقدّم ص/139- 140.
وحقّقت الأجزاء الأربعة الأولى من الكتاب في رسالة علميّة قدّمها الشَّيخ: عبدالله بن عتيق المطرِّفيّ لنيل درجة الماجستير من الجامعة الإسلاميّة، تحت إشراف فضيلة الشَّيخ الدكتور: عبد العزيز بن راجي الصّاعديّ، سنة: أربع عشرة وأربعمائة وألف للهجرة، وذكر أن لبعض أجزاء الكتاب نُسخا أخرى غير ما تقدّم... انظر تفصيل ذلك في الرّسالة (ص/116 118).(17/9)
.
10- والفوائد المنتخبة الصّحاح والغرائب تخريج الخطيب البغداديّ للشّيخ أبي القاسم المهروانيّ... وسوف تأتي دراسة مفصّلة عنه إن شاء الله تعالى(1).
11- والفوائد المنتخبة الصّحاح والغرائب لأبي القاسم عليّ بن إبراهيم النّسيب(2)، رواية: أبي القاسم الشّافعيّ(3) عنه، وتخريج: الخطيب البغداديّ له.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار، والكلام على أحاديثه للمخرّج(4).
__________
(1) انظر ص/375.
(2) الدّمشقيّ، من ذريّة الحسين بن عليّ رضي الله عنه ... ثقة، نبيل، مُمَدَّح. مات سنة: ثمان وخمسمائة.
انظر: السّير (19/358)، والنّجوم الزّاهرة (5/205).
(3) هو: ابن عساكر.
(4) أصل الكتاب في: عشرين جزءًا (كما نصّ عليه الذّهبيّ في: السّير 19/359)، يوجد الجزء الثالث عشر بمكتبة الأسد: 3777 (139- 154)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 984 (108ب- 123ب)، (3183 ف)، وجامعة أمّ القرى: 650 (139- 154) في: خمس عشرة لوحة ونصف اللّوحة في كلّ صحيفة منها من خمسة عشر إلى سبعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: إسماعيل بن عبد الله الأنماطيّ، سنة: تسع وستمائة.
والجزء الرّابع عشر بمكتبة الأسد أيضا : 3777 (177- 187)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 985 (19ب- 35أ)، وجامعة أمّ القرى: 650 (187- 203) في: ستّ عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها أربعة عشر سطرًا تقريبا، وهي بخطّ الأنماطيّ أيضا .
ووقع في كلا الجزأين تآكل في جميع اللّوحات، ذهب بسببه بعض الكلمات خصوصا في الجزء الرّابع عشر، والّذي أثبتت عليه بعض التّصحيحات، والسّماعات.
ومنه قطعة كتب عليها بخطّ حديث: (الثّامن عشر من فوائد النّسيب) بمكتبة الأسد: (3777) وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 980(48ب- 59ب) (3662 ف)، وجامعة أمّ القرى: 650 ف (246257)، في: إحدى عشرة لوحة ونصف اللّوحة، بخطّ الجزأين السّابقين نفسه، ولم تسلم من التّآكل الّذي وقع فيهما أيضا .(17/10)
وكلامه رحمه الله على أحاديث هذا الكتاب نحو كلامه على أحاديث فوائد المهروانيّ، عدا ما يتعلّق بالعلوّ.
12- والفوائد المنتخبة الصّحاح والغرائب لأبي الفرج حمد بن الحسن ابن عليّ الدّينوريّ الأحسائيّ(1)، تخريج: الخطيب البغداديّ له أيضا ... وهو شبيه بفوائد النّسيب(2).
ب- ما لم تخرّج أحاديثها:
13- كالفوائد المنتقاة الحسان الصّحاح والغرائب لأبي الحسن الخلعيّ الفقيه(3)، من رواية: عبد الله بن رفاعة السَّعديّ(4) عنه، وتخريج: أحمد بن الحسن بن الحسين الشّيرازيّ(5) له. ومادّته من الأحاديث، والآثار، الأشعار(6)
__________
(1) لم أقف على ترجمة له.
(2) منه نسخة بجامعة أمّ القرى: 4377 ف (1- 101) مصوّرة عن: السّليمانيّة بتركيا، فيها غاشية الجزء الثّاني، والأجزاء من الثّالث إلى العاشر.
في: إحدى ومائة لوحة، بخطّ مشرقيّ كتبه: هبة الله بن أحمد بن شيبان سنة: خمس وخمسين وأربعمائة. وهي نسخة مقابلة وبعض كلماتها مشكولة، وعليها تصحيحات، وسماعات وأثر رطوبة. وتقدّم فيها الجزء التّاسع والعاشر على بقيّة الأجزاء.
وغفل كل من اطّلعت على أنّه ترجم للخطيب عن هذا الكتاب فلم يذكروه في تخاريجه والله أعلم.
(3) عليّ بن الحسن بن الحسين المصريّ... ثقة، جليل، له تصانيف.
مات سنة: اثنتين وتسعين وأربعمائة. انظر: وفيّات الأعيان (3/317)، وطبقات الشّافعية للسّبكيّ (5/253).
(4) انظر ترجمته في: السّير (20/435).
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) الكتاب يقع في: عشرين جزءًا (كما وجد في بعض طباق السّماع) يوجد من هذه الرّواية قليل من الأوّل، وبعض الثّاني، ومن الثّالث إلى العشرين بسقوط العاشر بالجامعة الإسلاميّة: (1121)، (228 ف) في: تسع عشرة ومئتيّ لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين ستة عشر إلى تسعة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
وهي نسخة قديمة عليها خطّ صاحب الأحاديث، وبعض العلماء، وعليها تصحيحات، وسماعات، وفيها خرم، وتداخل في الأوراق، والورقة (192) ليست موجودة.
ويوجد بجامعة الإمام (9366 ف) من الجزء الأوّل إلى آخر الثّامن، مصوّر عن: دار كتب المسجد الأقصى، في: ثلاث وثمانين لوحة، في كلّ صحيفة منها تسعة عشر سطرًا تقريبا ، بخطّ مشرقي كتبه: محمَّد بن وجيه بن جواد، سنة: ستّ عشرة وستّمائة.
ويوجد بعض لوحات الكتاب بين الجزء الثّالث والرّابع لم يظهر لي من أيّ الأجزاء هي. وعلى النّسخة عدّة سماعات، وأثر أرضة يكثر في الجزء الثّالث.
ويوجد بالظّاهريّة (رقم المجموع: 53)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 990 (20ب- 52ب)، وجامعة أمّ القرى: 662 ف (45- 78) الجزء الثّامن عشر، والعشرون، في: اثنتين وثلاثين لوحة، ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها سبعة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، مقابلة وعليها تصحيحات، وسماعات.
وانتُخب من هذه الفوائد: حديث سفيان بن عيينة كما تقدّم ص/136 .(17/11)
.
14- والفوائد الصّحاح والغرائب للشّيروييّ(1)، رواية: أبي محمَّد عبد الواحد بن عبد الماجد(2) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار أيضا (3).
15- والفوائد الحسان الصّحاح والغرائب المخرّجة من أصول القاضي الفقيه أبي الحسن المصريّ(4)،رواية: محمَّد بن يحيى القرشيّ(5) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(6).
الثّاني ( من القسم الثّاني ): صحاح، وغرائب عوالي... وهذا على ثلاثة أضرب:
أ- ما خرّج أحاديثها:
16- كالفوائد العوالي المؤرّخة من الصحاح والغرائب لأبي القاسم التّنوخيّ(7)
__________
(1) بكسر الشّين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضمّ الرّاء، وفي آخرها ياء أخرى وهو: أبو بكر عبد الغفّار بن محمَّد بن الحسين النّيسابوريّ... ثقة، عابد، مسند. مات سنة: عشر وخمسمائة.
انظر: الأنساب (3/499)، والسّير (19/246).
(2) لم أقف على ترجمة له.
(3) يوجد الجزء الأوّل، والثّاني من الكتاب بمكتبة الملك عبد العزيز (ضمن مجموعة المكتبة المحموديّة) (رقم المجموع: 124)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 542 (27أ- 41ب) في أربع عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين سبعة عشر إلى عشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات.
وسمّيت بالفوائد في بعض طباق سماعاتها.
(4) هو: عليّ بن الحسين بن عمر بن الفرّاء الموصليّ، ثمّ المصريّ... ثقة، محدّث. مات سنة: تسع عشرة وخمسمائة. انظر: السّير (19/500)، والشّذرات (4/59).
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) توجد نسخة تامّة بمكتبة الأسد: (3863)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: (4576 ف) في أربعين لوحة تقريبا بخطّ مشرقيّ.
وهي نسخة مقابلة وعليها تصحيحات، وقراءات، وسماعات، وألحق بآخرها أحاديث ليست بسند الكتاب.
(7) هو: عليّ بن أبي عليّ المحسِّن... صدوق، رمي بالرّفض،والاعتزال.
هلك سنة: سبع وأربعين وأربعمائة. انظر: تأريخ بغداد (12/115) ت/6558، والسّير (17/649).(17/12)
، رواية: أبي عليّ الباقرجيّ(1) عنه، وتخريج: أبي عبد الله الصّوريّ(2) له.
ومادّته من الأحاديث، والآثار(3).
ب- ما خرّج القليل من أحاديثها:
17- كالفوائد الصّحاح العوالي، والأفراد، والحكايات لأبي يعلى الفرّاء(4)، عن شيوخه، رواية: أبي غالب بن البنّاء(5) عنه، وتخريج: أبي محمَّد النّخشبيّ(6) له.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار، وبعض أحاديثه مخرّجة، ولم يتضّح لي صاحب التّخريج(7).
ج- ما لم تخرّج أحاديثها:
__________
(1) هو: الحسن بن محمَّد البغداديّ... انظر ترجمته في: المنتظم (17/210) ت/3909.
(2) هو: محمَّد بن علي الشاميّ... انظر ترجمته في: السّير (17/627).
(3) يوجد منه الجزء الخامس بمكتبة الأسد: 3814 (1- 12)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 533 (107ب- 118ب)، (4574 ف)، وجامعة أمّ القرى: 687 (1- 12)، وجامعة الإمام (1140 ف) في: إحدى عشرة لوحة، ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين ثلاثة عشر إلى عشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: محمَّد بن عبد الغنيّ المقدسيّ، سنة: ثمان وثمانين وخمسمائة. وهي نسخة جيّدة مقابلة، وبعض كلماتها مشكولة، وعليها تصحيحات، وسماعات، ويطيل التّنوخيّ في كلامه على بعض الأحاديث، ويذكر فوائد متنوّعة، وعزيزة.
(4) هو شيخ الحنابلة: محمَّد بن الحسين بن محمَّد بن خلف البغداديّ... ثقة، مصنّف. مات سنة: ثمان وخمسين وأربعمائة. انظر: تأريخ بغداد (2/256) ت/730، وطبقات الحنابلة (2/193).
(5) هو: أحمد بن علي البغداديّ، الحنبليّ... انظر ترجمته في: المنتظم (17/277) ت/3982.
(6) تقدّمت ترجمته... انظر: ص/174.
(7) توجد نسخة تامّة له بمكتبة الأسد: 3852 (35- 51)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 2466 (35ب- 50ب)، وجامعة أمّ القرى: 725 (35- 51) في: خمس عشرة لوحة، ونصف اللّوحة، بخطّ مشرقيّ.
وهي نسخة جيّدة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات، وبعض كلماتها مشكولة، وعليها خطوط بعض أهل العلم المتقدّمين.(17/13)
18- كالفوائد المنتقاة الصّحاح، والغرائب العوالي الحسان لأبي الخطّاب بن البَطِر(1) رواية: أبي الفضل عبد الله بن أحمد الطّوسيّ(2) عنه، وانتقاء: أبي الحسن عليّ بن أحمد بن فنون(3) له.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار(4).
القسم الثّالث: الفَوائد من الأحَاديث الغَرائب، والأفرَاد...
وتنقسم إلى نوعين أيضا:
الأوّل: غرائب، وأفراد مطلقة... وهذا على ضربين:
أ- ما خرّج أحاديثها:
19- كالفوائد الأفراد لأبي الحسن الدّارقطنيّ، برواية: أبي الغنائم ابن المأمون(5) عنه.
وهو مشتمل على أحاديث، وآثار، والكلام على أحاديثه للدّارقطنيّ(6)
__________
(1) هو: نصر بن أحمد بن عبد الله البغداديّ، المقرئ... ثقة، فاضل.
مات سنة: أربع وتسعين وأربعمائة. انظر: المنتظم (17/73) ت/3723، والمستفاد لابن الدّمياطيّ (ص/240) ت/186.
(2) انظر ترجمته في: السّير (21/87).
(3) لم أقف على ترجمة له.
(4) يوجد منه الجزء الثّاني بمكتبة الأسد: 3823 (32- 35)، وعنه صورة بالجامعة الإسلاميّة: 532 (15ب- 18ب)، (4575 ف)، وجامعة أمّ القرى: 696 (32- 36) في: ثلاث لوحات، ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين ستّة وعشرين إلى ثمانية وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ دقيق.
والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وسماعات قليلة.
(5) هو: الشّيخ الجليل: عبد الصّمد بن عليّ البغداديّ... انظر ترجمته في: تأريخ بغداد (11/46) ت/5727.
(6) يوجد الجزآن: الثّاني والثّالث بالظّاهريّة (رقم المجموع: 3772، 3792)، وعنه نسخة بجامعة الإمام (2511 ف، 1777 ف، 2515 ف، 2511) في: أربعة وعشرين لوحة،أسطر كلّ صحيفة ما بين سبعة عشر إلى تسعة عشرسطرًا.
وهي نسخة مقابلة، عليها تصحيحات قليلة، وعدّة سماعات.
ويوجد الجزء الثّالث فقط بمكتبة الأسد: 3792 (110- 114)، وعنه نسخة بالجامعة الإسلاميّة: 544 (119ب- 133أ)، (3665 ف)، وجامعة أمّ القرى: 41 ف (110- 124)، وجامعة الإمام: 10923 ف (111125) في: أربع عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها سبعة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الواحد بن إسماعيل الدّمياطيّ، سنة: أربع وستّمائة.
وعلى ظهر النّسخة سماعات، وقراءات.(17/14)
.
20- والفوائد والأفراد للدّارقطنيّ أيضا برواية: أبي طالب محمَّد بن عليّ(1) عنه.
وهو مشتمل على أحاديث فقط، والكلام على أحاديثه للدّارقطنيّ نفسه أيضا(2).
ب- ما لم تخرّج أحاديثها... وهذه على ثلاثة أقسام:
أوّلها: ما رتّب على الشّيوخ:
21- كالفوائد المنتقاة الغرائب الحسان من حديث أبي بكر الأبهريّ(3) عن شيوخه، رواية: أبي الحسن العتيقيّ(4) عنه.
ومادّة الكتاب أحاديث فقط، ورُتّب الشّيوخ فيه على حروف المعجم(5).
__________
(1) ابن الفتح العشاريّ...
انظر ترجمته في: تأريخ بغداد (3/107) ت/1107، والميزان (5/102) ت/7989.
(2) يوجد منه الجزء الثّالث والثّمانون بدار الكتب المصريّة: 1558 حديث، (25588ب)، وعنه نسخة بالجامعة الإسلاميّة (2988 ف)، وجامعة الملك سعود (319 ف) في: ثلاث لوحات، في كلّ صحيفة منها ما بين اثنين وعشرين إلى أربعة وعشرين سطرًا، بخطّ مشرقيّ، وعليه عدّة سماعات.
(3) هو: محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن صالح البغداديّ، المالكيّ... ثقة، مأمون، فقيه. مات سنة: خمس وسبعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (5/462) ت/3004، وترتيب المدارك (4/466).
(4) هو: أحمد بن محمَّد البغداديّ، السّفّار... انظر ترجمته في: تأريخ بغداد (4/379)ت/2254،والسّير(17/602).
(5) توجد نسخة تامّة بمكتبة الأسد: 3795 (132- 154)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 544 (58أ- 76أ)، 781 (62أ- 82أ)، (4574ف)، (5014 ف)، وجامعة أمّ القرى: 668 ف (133- 145)، ومكتبة المسجد النّبويّ الشّريف: (18/8) في: اثنتين وعشرين لوحة، في كلّ صحيفة منها ما بين ثلاثة عشر إلى خمسة عشر سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عليّ بن محمَّد النّابلسيّ، سنة: أربعين وستّمائة.
وجميع أحاديث الكتاب عن شيخين من شيوخ الأبهريّ هما: عبد الله بن محمَّد ابن عبد العزيز، ومحمد بن الحسين الأشنانيّ.(17/15)
22- والفوائد المنتقاة الغرائب من حديث بن معروف(1)، رواية: أبي القاسم السّيّاريّ(2) عنه، وانتقاء: الدّارقطنيّ.
ومادّة الكتاب أحاديث فقط، ولم يُرَاع في ترتيب الشّيوخ تسلسل الحروف(3).
23- والفوائد المنتقاة والغرائب الحسان لعبد الرّحمن بن أبي الفَهِم(4) ...
ومادّته من الأحاديث، والآثار، والأشعار، ولم يراع في ترتيب الشّيوخ تسلسل الحروف أيضا (5).
والثّاني: ما رتّب على الأطراف ثُمَّ على الشّيوخ:
__________
(1) هو: أبو محمَّد عبيد الله بن أحمد بن معروف البغداديّ، ثقة، كان شيخ المعتزلة في وقته. هلك سنة: إحدى وثمانين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (10/365) ت/5529، والميزان (3/400) ت/5339.
(2) هو: عبد الكريم بن محمَّد الدّلاّل... انظر ترجمته في: الأنساب (3/353).
(3) توجد نسخة تامّة له بمكتبة الأسد: (3826)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 781 (1ب- 6ب)، 1527(15ب- 21أ)، وجامعة أمّ القرى: 699 ف (15- 21) في: خمس لوحات، ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها ثمانية عشر سطرًا، تقريبا بخطّ مشرقيّ.
وجميع أحاديث الكتاب من طريق ابن معروف عن شيخه: أبي محمَّد يحيى ابن محمَّد بن صاعد.
(4) هو: الإمام، المحدّث، الرّحّال، المسند، أبو محمَّد اليلدانيّ بالياء المثنّاة التّحتيّة في أوّله الشافعيّ... مات سنة: خمس وخمسين وستّمائة. انظر: السّير (23/311). ولم يُذكر على النّسخة اسم الرّاوي عنه.
(5) توجد نسخة تامّة له بمكتبة الأسد: 3764 (72- 86)، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 971 (46أ- 60أ)، وجامعة أمّ القرى: 637 ف (72- 86) في: أربع عشرة لوحة، في كلّ صحيفة منها ثلاثة عشر سطرًا تقريبا بخطّ مشرقيّ.
وهي نسخة جيّدة مقروءة على المؤلّف، ومصحّحة، وعليها خطّه سنة: إحدى وثلاثين وستّمائة. ويخرّج في الغالب عن كل شيخ من شيوخه حديثا، وأثرًا، وقد يقتصر على الحديث فقط.(17/16)
24- كفوائد أبي بكر القاسم بن زكريّا المطرِّز(1)، وأماليه القديمة، الغرائب الحسان، رواية: أبي حفص الزّيّات(2) عنه.
ومادّته من الأحاديث، والآثار، ولم يراع في الترتيب تسلسل حروف المعجم(3).
والثّالث: مَا لم يرتَّب عَلى تَرتيب مُعيّن:
25- كالفوائد المنتقاة والأفراد الغرائب الحسان من حديث أبي بكر القطيعيّ(4) عن شيوخه، رواية: أبي طالب بن غيلان(5) عنه.
__________
(1) البغداديّ... ثقة مأمون. مات سنة: خمس وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (12/441) ت/6910،والتهذيب (8/314).
(2) هو: عمر بن محمَّد بن علي البغداديّ... انظر ترجمته في: تذكرة الحفّاظ (3/983).
(3) يوجد الجزء الأوّل من الكتاب بمكتبة الأسد: 3852 (161- 174)، 3792 (163- 176) وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 1012 (109ب- 122أ)، 2466 (162- 177)، وجامعة أمّ القرى: 725 ف (162- 177) في: اثنتي عشرة لوحة، ونصف اللّوحة، في كلّ صحيفة منها اثنان وعشرون سطرًا، بخطّ مشرقيّ، كتبه: عبد الحافظ بن عبد المنعم المقدسيّ، سنة: أربع وخمسين وستّمائة. والنّسخة مقابلة، وعليها تصحيحات، وفي آخرها أحاديث ليست من الكتاب.وللجزء نسخة أخرى، وعنها صورة بالجامعة الإسلاميّة: 2466 (153أ- 168ب) مصوّرة عن الظّاهريّة، في: خمس عشرة لوحة، في كل صحيفة منها ما بين ثمانية عشر إلى عشرين سطرًا، وهي نسخة مقابلة وعليها تصحيحات، وسماعات. وأخرى بالظّاهريّة أيضا (رقم المجموع: 56)، وعنها صورة بجامعة أمّ القرى: 665 ف (163- 172) في عشر لوحات، ولا أثر لهاتين النّسختين في فهرس مكتبة الأسد.
(4) هو: أحمد بن جعفر بن حمدان الحنبليّ، البغداديّ... ثقة، كثير الحديث. مات سنة: ثمان وستّين وثلاثمائة. انظر: طبقات الحنابلة (1/6)، والمنتظم (14/260) ت/2740.
(5) هو: محمَّد بن محمَّد بن إبراهيم... تقدّمت ترجمته... انظر ص/139.(17/17)