@@@91
يخشى أحدكم إذا رفع رأسه وهو في الصلاة أن لا يرجع إليه بصره.
828 – وعنه أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وهم حلق (1) فقال: ما لي أراكم عزين (2). ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وقد رفعوا أيديهم (3) فقال: قد رفعوها كأنها أذناب خيل شمس، اسكنوا في الصلاة.
829 – عن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى في الصلاة عن ثلاث: نقر الغراب (4)، وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المقام الواحد كإيطان البعير (5).
وعنه من طريق
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(تخريجه)
(م. د. جه)
828 – وعنه أيضًا
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن الأعمش عن مسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة (الحديث).
(غريبه)
1 – هو بكسر الحاء وفتحها لغتان جمع حلقة بإسكان اللام، وحكى الجوهري وغيره فتحها في لغة ضعيفة.
2 – أي متفرقين جماعة جماعة، وهو بتخفيف الزاي الواحدة عزة، معناه النهي عن التفرق والأمر بالاجتماع.
3 – أي عند السلام مشيرين بها لغير حاجة.
وقوله «أذناب خيل شمس» تقدم تفسيره في باب حذف السلام.
وقوله «اسكنوا في الصلاة» يستفاد منه أن فعلهم هذا مكروه وأنه ينافي الخشوع، فأمرهم صلى الله عليه وسلم بالسكون في الصلاة والخشوع فيها والإقبال عليها.
(تخريجه)
(م. د. نس. وغيرهم).
829 – عن عبد الرحمن بن شبل
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحجاج ثنا الليث بعني ابن سعد قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب أن جعفر بن عبد الله بن الحكم حدثه عن تميم بن محمود الليثي عن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري (الحديث).
(غريبه)
4 – نقر الغراب كناية عن تخفيف السجود بقدر وضع الغراب منقاره للأكل. وافتراش السبع أن يبسط ذراعيه في سجوده ولا يرفعهما عن الأرض، وتقدم الكلام على ذلك في باب هيئة الجلوس للتشهد.(1/1)
5 – قيل معناه أن يألف الرجل مكانًا معلومًا من المسجد مخصوصًا به يصلي فيه، كالبعير لا يأوي من عطن إلا إلى مبرك دمث قد أوطنه واتخذه مناخًا، وقيل معناه أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا أراد السجود مثل بروك البعير، يقال: أوطنت الأرض ووطنتها واستوطنتها أي اتخذتها وطنًا ومحلاً (نه). قلت:
@@@92
ثان (1) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن ثلاث: عن نقرة الغراب، وعن افتراش السبع، وأن يوطن الرجل مقامه في الصلاة كما يوطن البعير.
6 – باب كراهة الصلاة وهو حاقن وبحضرة الطعام وبمدافعة النعاس
830 – عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي عن عبد الله بن أرقم رضي الله عنه أنه حج فكان يصلي بأصحابه يؤذن ويقيم، فأقام يومًا الصلاة، وقال: ليصل أحدكم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أراد أحدكم أن يذهب
ــــــــــــــــــــــــــــــ
والحكمة في النهي عن ذلك على المعنى الأول إرادة تكثير مواضع السجود لتشهد له الأرض بذلك، وعلى المعنى الثاني عدم التشبه بالبهائم في أشرف المواقف وأفضلها، والله أعلم.
(سنده)
1 – حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن عبد الحميد قال: حدثني أبي عن تميم بن محمود عن عبد الرحمن بن شبل قال: سمعت الخ.
(تخريجه)
(د. نس. جه. ك) وقال: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه. قلت: وأقره الذهبي.
(الأحكام)(1/2)
أحاديث النهي عن رفع البصر إلى السماء حال الصلاة تدل على تحريم هذا الفعل لكثرتها وصحتها ولما فيها من الوعيد الشديد والنهي الأكيد، وقد نقل الإجماع في النهي عن ذلك، وقد ذهب إلى تحريمه جماعة من العلماء، وبالغ ابن حزم فقال: تبطل به الصلاة. وذهب الأئمة الأربعة إلى كراهته، قال القاضي عياض: واختلفوا في كراهة رفع البصر إلى السماء في الدعاء في غير الصلاة، فكرهه شريح وآخرون، وجوزه الأكثرون، وقالوا: لأن السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة، ولا ينكر رفع الأبصار إليها كما لا يكره رفع اليد، قال الله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات/22] اهـ.
وفي أحاديث الباب أيضًا كراهة الإشارة في الصلاة لغير حاجة، لأن ذلك ينافي الخشوع، أما إذا كان لحاجة فلا كراهة وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة في جملة وقائع للحاجة، وسيأتي الكلام على ذلك في باب التسبيح والتصفيق والإشارة باليد في الصلاة للحاجة.
وفيها أيضًا كراهة اتخاذ الرجل مكانًا خاصًا في المسجد لصلاته لا يصلي إلا فيه، لأن تعدد مواضع الصلاة من السنة، وقد تقدم الكلام على ذلك في باب مكث الإمام بالرجال قليلاً من أبواب الخروج من الصلاة بالسلام الخ. والله أعلم.
830 – عن هشام بن عروة
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى
@@@93
إلى الخلاء (1) وأقيمت الصلاة فليذهب إلى الخلاء.
831 – عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يأت أحدكم الصلاة وهو حاقن (2) ولا يدخل بيتًا إلا بإذن، ولا يؤمن إمام قومًا فيخص نفسه بدعوة دونهم (3).
832 – عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول: لا يصلى بحضرة الطعام (4) ولا وهو يدافعه
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن سعيد عن هشام بن عروة (الحديث).
(غريبه)(1/3)
1 – أي إذا وجد عنده ما يدعو إلى الذهاب إلى الخلاء لقضاء حاجته.
(تخريجه)
(الأربعة وغيرهم) وسنده جيد.
831 – عن أبي أمامة
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حماد بن خالد ثنا معاوية يعني ابن صالح عن السفر بن نمير عن يزيد بن شريح عن أبي أمامة (الحديث).
(غريبه)
2 – في بعض الروايات وهو حقن وهما سواه وهو الذي حبس بوله كالحاقب (بالباء الموحدة) للغائط، والمعنى أنه يكره للرجل أن يصلي وهو حابس للبول أو الغائط لأنه ينافي الخشوع، وهذا إذا لم يمنعه عن أداء شيء من الأركان، فإن منعه عن ذلك بطلت صلاته.
3 – زاد في رواية «فإن فعل فقد خانهم» أي لأنهم يعتمدون على دعائه ويؤمنون جميعًا إذا دعا اعتمادًا على عمومه فكيف يخص بذلك الدعاء نفسه، وهذا في القنوت ونحوه من كل ما يجهر به، أما ما يسر فيه كدعاء الافتتاح ونحوه فلا كراهة.
(تخريجه)
لم أقف عليه بهذا اللفظ عن أبي أمامة لغير الإمام أحمد، وروى ابن ماجه الجملة الأولى منه في كتاب الطهارة بلفظ «لا يقوم أحد من المسلمين وهو حاقن حتى يخفف» يعني لا يقوم إلى الصلاة، وروى الجملة الأخيرة منه في كتاب الصلاة بلفظ «لا يؤم عبد فيخص نفسه بدعوة دونهم فإن فعل فقد خانهم» وروى نحوه الإمام أحمد عن ثوبان (وسيأتي في باب الثلاثيات من قسم الترهيب) وأبو داود والترمذي وقال: حديث ثوبان حديث حسن. قلت: وحديث الباب في إسناده السفر بن نمير ضعيف، وقد وثقه ابن حبان، والله أعلم.
832 – عن عائشة
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن أبي حزرة قال: حدثني عبد الله بن محمد قال: سمعت عائشة تقول: سمعت رسول الله (الحديث).
(غريبه)
4 – قال الخطابي: إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدأ بالطعام لتأخذ النفس حاجتها
@@@94
الأخبثان (1).(1/4)
833 – حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشام (2) قال: أخبرني أبي أخبرتني عائشة (رضي الله عنها) قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء، وقال وكيف إذا حضرت الصلاة والعشاء. وقال ابن عيينة: إذا وضع العشاء.
834 – عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نعس (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
منه فيدخل المصلي في صلاته وهو ساكن الجأش لا تنازعه نفسه شهوة الطعام فيعجله ذلك عن إتمام ركوعها وسجودها وإيفاء حقوقها، وكذلك إذا دافعه البول فإنه يضيع به نحو من هذا، وهذا إذا كان في الوقت متسع فإن لم يكن بدأ بالصلاة.
1 – هما البول والغائط وفي معناهما القيء والريح، والمدافعة إما على حقيقتها لأنهما يدافعانه بطلب خروجهما وهو يدافعهما بمنعهما من الخروج، وإما بمعنى الدفع مبالغة، وهو مكروه إن لم يمنعه من أداء ركن كما تقدم وإلا بطلت صلاته.
(تخريجه)
(م. د. حب. وغيرهم) ولفظ ابن حبان «لا يصلي أحدكم وهو يدافع الأخبثين».
833 – حدثنا عبد الله
(غريبه)(1/5)
2 – هكذا بالأصل حدثني أبي ثنا هشام ولا يستقيم ذلك، لأن هشامًا توفي سنة خمس أو ست وأربعين ومائة، والإمام أحمد ولد سنة أربع وستين ومائة، فكيف يحدث عنه، والذي يظهر لي أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى روى هذا الحديث عن وكيع وابن عيينة عن هشام وقد سقطا معًا من الناسخ بدليل قوله في آخر الحديث «وقال وكيع» يعني في روايته إذا حضرت الصلاة والعشاء. «وقال ابن عيينة» يعني في روايته «إذا وضع العشاء»، وعادته أن يقول ذلك إذا روى الحديث عن شيخين اختلف لفظهما فيذكر لفظ كل واحد منهما، ويؤيد ذلك رواية مسلم هذا الحديث من طريق وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة ورواه أيضًا من طريق ابن عيينة عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء» هذا ما ظهر لي والله أعلم. وهشام المذكور في هذا الحديث هو هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، وتقدم الكلام على معنى الحديث في الذي قبله.
834 – عن عائشة
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا هشام عن أبيه عن عائشة (الحديث).
(غريبه)
3 – بفتح العين المهملة من بابي نفع وقتل
@@@95
أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإنه إذا صلى وهو ينعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه (1).
835 – عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا نعس أحدكم وهو يصلي فلينصرف (2) فلينم حتى يعلم ما يقول
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أي أصابه النعاس، والنعاس هو النوم الخفيف، وأل في الصلاة للجنس، فهو عام في كل صلاة سواء كانت فرضًا أم نفلاً ليلاً أم نهارًا.
وقوله «فليرقد» معناه فلينم، وهو أمر استحباب إذا أريد بالنعاس النوم الخفيف، أما إذا أريد به النوم الثقيل فالأمر بالرقاد للوجوب.(1/6)
1 – بين ذلك النسائي من طريق أيوب عن هشام بأن يريد اللهم اغفر فيقول اللهم اعفر بالعين المهملة فيكون دعاء على نفسه بالذل والهوان، ويجوز في قوله يسب النصب في جواب لعل ويجوز الرفع عطفًا على يستغفر.
(تخريجه)
(ق. لك. والأربعة. هق. مذ) وقال: حسن صحيح.
835 – عن أنس بن مالك
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس (الحديث).
(غريبه)
2 – المراد به التسليم من الصلاة إذا أدركه فيها النوم.
(تخريجه)
لم أقف عليه بهذا اللفظ من حديث أنس لغير الإمام أحمد، ورواه الإمام الشافعي في مسنده عن أنس بلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «رأى حبلاً ممدودًا بين ساريتين فقال: ما هذا الحبل؟ فقالوا لفلانة تصلي فإذا غلبت تعلقت به، فقال: لا تفعل، تصلي ما عقلت، فإذا غلبت فلتنم».
(الأحكام)
أحاديث الباب فيها النهي عن الصلاة للحاقن الذي يدافع الأخبثين، والجائع وقت حضور الطعام، ومن غلبه النوم في الصلاة حتى تزول هذه الأشياء التي تذهب الخشوع في الصلاة، وحمله أهل الظاهر على الوجوب وأن من صلى وهو كذلك فصلاته باطلة، وحمله الجمهور على الكراهة. قال النووي رحمه الله: وفي هذه الأحاديث كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله لما فيه من اشتغال القلب به وذهاب كمال الخشوع وكراهتها مع مدافعة الأخبثين، وهما البول والغائط، ويلحق بهذا ما كان في معناه مما يشغل القلب ويذهب كمال الخشوع، وهذه الكراهة عند جمهور أصحابنا وغيرهم إذا صلى كذلك وفي الوقت سعة، فإذا ضاق بحيث لو أكل أو تطهر خرج وقت الصلاة صلى على حاله محافظة على حرمة الوقت ولا يجوز تأخيرها، وحكى أبو سعد المتولي من أصحابنا وجهًا لبعض أصحابنا لا يصلي بحاله بل يأكل ويتوضأ وإن خرج الوقت لأن مقصود الصلاة الخشوع فلا يفوته. اهـ. قلت: ويؤيد ما حكاه أبو سعد رواية مسلم عن
@@@96(1/7)
7 – باب كراهة الصلاة بالاشتمال والسدل والإسبال وفي ثوب له أعلام وفي ملاحف النساء
836 – عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبستين وعن بيعتين، أما البيعتان: الملامسة والمنابذة (1)، واللبستان: اشتمال الصماء (2) والاحتباء في ثوب واحد ليس على فرجه منه شيء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن عمر رضي الله عنهما قال: «إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء ولا يعجلن حتى يفرغ منه». قال النووي: وفيه دليل على أنه يأكل حاجته من الأكل بكماله وهذا هو الصواب، وأما ما تأوله بعض أصحابنا على أنه يأكل لقمًا يكسر بها شدة الجوع فليس بصحيح، وهذا الحديث صريح في إبطاله. قال: وإذا صلى على حاله وفي الوقت سعة فقد ارتكب المكروه وصلاته صحيحة عندنا وعند الجمهور، لكن يستحب إعادتها ولا يجب، ونقل القاضي عياض عن أهل الظاهر أنها باطلة. اهـ. م.
وفي أحاديث الباب أيضًا دليل على استحباب قطع الصلاة عند غلبة النوم على المصلي ليأخذ راحته من النوم ثم يصلي فإن ذلك أدعى إلى الإقبال على الصلاة بخشوع وفراغ قلب ونشاط. قال النووي: وهذا عام في صلاة الفرض والنفل في الليل والنهار، وهذا مذهبنا ومذهب الجمهور، لكن لا يخرج فريضة عن وقتها، قال القاضي عياض: وحمله مالك وجماعة على نفل الليل لأنه محل النوم غالبًا. اهـ. والله أعلم.
836 - عن أبي سعيد
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم ثنا ليث حدثني ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد (الحديث).
(غريبه)
1 - سيأتي الكلام عليهما في باب النهي عن بيوع الغرر من كتاب البيوع إن شاء الله تعالى.(1/8)
2 - هو أن يتجلل الرجل بثوبه ولا يرفع منه جانبًا، وإنما قيل لها «صماء» لأنه يسد على يديه ورجليه المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق ولا صدع، والفقهاء يقولون: هو أن يتغطى بثوب واحد ليس عليه غيره ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه فتنكشف عورته (نه).
و«الاحتباء» هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره ويشده عليهما، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب، وإنما نهى عنه لأنه إذا لم يكن عليه إلا ثوب واحد ربما تحرك أو نزل الثوب فتبدو عورته.
(تخريجه)
(ق. والأربعة) إلا الترمذي رواه من حديث أبي هريرة، وللبخاري من حديث أبي هريرة «نهى عن لبستين، واللبستان: اشتمال الصماء، والصماء أن يجعل ثوبه على
@@@97
837 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السدل (1) يعني في الصلاة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أحد عاتقيه فيبدو أحد شقيه ليس عليه ثوب، واللبسة الأخرى احتباؤه بثوبه وهو جالس ليس على فرجه منه شيء» ورواه الإمام أحمد أيضًا من حديث أبي هريرة وتقدم في باب كراهة اشتمال الصماء الخ من أبواب سترة العورة.
837 - عن أبي هريرة
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد ثنا وهيب وحماد عن عِسْل عن عطاء عن أبي هريرة (الحديث).
(غريبه)(1/9)
1 - قال أبو عبيد في غريبه: السدل إسبال الرجل ثوبه من غير أن يضم جانبيه بين يديه، فإن ضمه فليس بسدل. وقال صاحب (النهاية): هو أن يلتحف بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلك. قال: وهذا مطرد، القميص وغيره من الثياب. قال: وقيل: هو أن يضع وسط الإزار على رأسه ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله من غير أن يجعلهما على كتفيه. وقال الجوهري: سدل ثوبه يسدله بالضم سدلاً أي أرخاه. وقال الخطابي: السدل إرسال الثوب حتى يصيب الأرض. اهـ. فعلى هذا السدل والإسبال واحد. قال العراقي: ويحتمل أن يراد بالسدل سدل الشعر، ومنه حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سدل ناصيته، وفي حديث عائشة أنها سدلت قناعها وهي محرمة أي أسبلته. اهـ. ولا مانع من حمل الحديث على جميع هذه المعاني إن كان السدل مشتركًا بينها، وحمل المشترك على جميع معانيه هو المذهب القوي، وقد روى أن السدل من فعل اليهود، أخرج الخلال في (العلل) وأبو عبيد في (الغريب) من رواية عبد الرحمن بن سعيد بن وهب عن أبيه عن علي رضي الله عنه أنه خرج فرأى قومًا يصلون وقد سدلوا ثيابهم فقال: كأنهم اليهود خرجوا من قهرهم. قال أبو عبيد: هو موضع مدراسهم الذي يجتمعون فيه. قال صاحب (الإمام): والقهر بضم القاف وسكون الهاء موضع مدراسهم الذي يجتمعون فيه، وذكره في (القاموس) و(النهاية) في الفاء لا في القاف. أفاده الشوكاني.
(تخريجه)(1/10)
(مذ) بلفظ حديث الباب وسنده وقال: لا نعرفه من حديث عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا إلا من حديث عسل بن سفيان. قلت: وعسل بكسر العين المهملة وسكون السين المهملة وقيل بفتحتين، أبو قرة البصري. قال الحافظ في (التقريب): ضعيف، ورواه أبو داود وابن ماجه من طريق أخرى ليس فيها عسل بزيادة «وأن يغطي الرجل فاه»، ورواه الحاكم في (المستدرك) من الطريق التي رواها أبو داود بالزيادة التي ذكرها وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجا فيه تغطية الرجل فاه في الصلاة. قلت: وأقره الذهبي. قال الشوكاني: وكلامه هذا
@@@98
838 - عن عطاء بن يسار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يصلي وهو مسبل إزاره (1) إذ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فتوضأ. قال: فذهب فتوضأ، ثم جاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فتوضأ. قال: فذهب فتوضأ ثم جاء، فقال (له رجل) (2): مالك يا رسول الله ؟ مالك أمرته يتوضأ ثم سكت ؟ (3) قال: إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره وإن الله عز وجل لا يقبل صلاة عبد مسبل إزاره (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(يعني الحاكم) يفهم أنهما أخرجا أصل الحديث مع أنهما لم يخرجاه.
وفي الباب عن أبي جحيفة عند الطبراني في معاجمه الثلاث والبزار في مسنده وفي إسناده حفص بن أبي داود، وقد اختلف فيه عليه وهو ضعيف، وكذلك أبو مالك النخعي وقد ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم، قال البيهقي: وقد كتبناه من حديث إبراهيم بن طهمان عن الهيثم، فإن كان محفوظًا فهو أحسن من رواية حفص. اهـ. قلت: والحديث له طرق كثيرة وإن كانت كلها ضعيفة لكن يعضد بعضها بعضًا والله أعلم.
838 - عن عطاء بن يسار
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس بن محمد قال ثنا أبان وعبد الصمد قال ثنا هشام عن يحي عن أبي جعفر عن عطاء بن يسار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (الحديث).
(غريبه)(1/11)
1 - هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى وإنما يفعل ذلك كبرًا واختيالاً (نه).
2 - سقط لفظ «له رجل» من نسخة (المسند) ولذلك جعلتها بين قوسين، وثبتت عند أبي داود والبيهقي.
3 - بفتح التاء المشددة، وفي رواية البيهقي «ثم سكت عنه» يريد أن الرجل توضأ فلماذا أمرته بالوضوء مرة أخرى ولم تبين له سبب ذلك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره. ولعله السر في أمره بالوضوء وهو طاهر إلفات نظره إلى ما ارتكبه من المخالفة، فلما لم يفطن لذلك أمره صلى الله عليه وسلم بالوضوء مرة أخرى، أو زجرًا له لما فعله من إسبال الإزار.
4 - أي لأن فعله هذا ينافي الخشوع والتواضع، والله تعالى لا يقبل الصلاة إلا من عبده الخاشع المتواضع، وكلما ازداد الإنسان إقبالاً على الله ازداد قبولاً عنده، جعلنا الله ممن تقبل عملهم وستر زللهم وغفر خطاياهم.
(تخريجه)
(د. هق) وحديث الباب أُبهم في سنده الصحابي وجاء في (المسند) تحت
@@@99
839 - عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة (1) لها أعلام، فلما قضى صلاته قال: شغلتني أعلامها (2) اذهبوا بها إلى أبي جهم (3) وائتوني
ــــــــــــــــــــــــــــــ(1/12)
ترجمة حديث حية التميمي، ولم يُذكر تحت هذه الترجمة إلا هو وحديث آخر عن حية التميمي عن أبيه في العين والفأل، وأبوه هو حابس بن ربيعة التميمي، قال البغوي: لا أعلم له إلا حديث العين. قلت: فذكر حديث الباب تحت هذه الترجمة خطأ، ورواه أبو داود والبيهقي بسنديهما عن أبان عن يحيى عن أبي جعفر عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: بينما رجل يصلي (الحديث) وفي إسناده عند الجميع أبو جعفر، قال الترمذي: لا يعرف اسمه، قلت: وقد جاء منسوبًا عند البيهقي في بعض طرقه فقال أبو جعفر المدني، وترجمه الحافظ في (التقريب) فقال: أبو جعفر المؤذن الأنصاري المدني مقبول من الثالثة، ومن زعم أنه محمد بن علي بن الحسين فقد وهم، وقال في موضع آخر: هذا ليس بمستقيم، لأن محمد بن علي لم يكن مؤذنًا، ولأن أبا جعفر هذا قد صرح بسماعه من أبي هريرة فتعين أنه غيره. اهـ.
839 - عن عائشة
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة (الحديث).
(غريبه)
1 - هي ثوب خز أو صوف معلم. وقيل لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة، وكانت من لباس الناس قديمًا وجمعها الخمائص (نه). قيل سميت بذلك لرقتها وصغرها إذا طويت، مأخوذة من الخمص وهو ضمور البطن. و«الأعلام» جمع علم وهو رقم الثوب أي النقش الذي في طرفه يشبه الكتابة.
2 - يعني كادت تشغله وتلهيه عن كمال الحضور في الصلاة، وليس المراد أنها شغلته صلى الله عليه وسلم بالفعل، ويؤيد ذلك ما رواه البخاري عن عروة عن أبيه عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال: «كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة فأخاف أن تفتنني» وما جاء في رواية مالك في (الموطأ) وفيها «فإني نظرت إلى علمها في الصلاة فكاد يفتنني» فإطلاق رواية الباب للمبالغة في القرب لتحقق وقوع الشغل.(1/13)
3 - رواية مسلم «اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة» واسم أبي جهم هذا عامر بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي المدني الصحابي، قال الحاكم: أبو أحمد ويقال اسمه عبيد بن حذيفة. قال النووي: وهو غير أبي جهيم بضم الجيم وزيادة ياء على التصغير. م. وقال الزبير بن بكار: كان أبو جهم عالمًا بالنسب وكان من المعمرين شهد بنيان الكعبة في الجاهلية، وشهد بنيانها في أيام ابن الزبير. اهـ. وأمر صلى الله عليه وسلم بإرسال الخميصة إلى أبي جهم لكراهته إياها لما يترتب على لبسها في الصلاة من الاشتغال بها، وخص بها أبا جهم لأنه كان أهداها للنبي صلى الله عليه وسلم كما رواه مالك والطحاوي عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أهدى أبو جهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم خميصة شامية
@@@100
بأنبجانيته (1).
وعنه من طريق ثان (2) قالت: كان للنبي صلى الله عليه وسلم خميصة فأعطاها أبا جهم وأخذ أنبجانية له، فقالوا: يا رسول الله: إن الخميصة هي خير من الأنبجانية، قالت: فقال: إني كنت أنظر إلى علمهما في الصلاة (3).
840 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان قال ثنا همام قال ثنا قتادة عن ابن سيرين أن النبي صلى الله عليه وسلم كره الصلاة في ملاحف النساء (4). قال قتادة: وحدثني، إما قال: كثير، وإما قال: عبد ربه، شك همام (5)، عن أبي عياض عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى وعليه مرط (6) من صوف لعائشة عليها بعضه وعليه بعضه
ــــــــــــــــــــــــــــــ
لها علم فشهد فيها النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة فلما انصرف قال: ردي هذه الخميصة إلى أبي جهم فإنها كادت تفتنني» ولا يقال كيف أرسل صلى الله عليه وسلم لأبي جهم ما كرهه لأنه لا يلزم من إرسالها استعمالها في الصلاة.(1/14)
1 - بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الموحدة وتخفيف الجيم وكسر النون الثانية وفتح الياء التحتية مشددة. وقال ثعلب: يجوز فتح الهمزة وكسرها وكذا الموحدة، وهو منسوب إلى موضع اسمه أنبجان، وطلبها صلى الله عليه وسلم من أبي جهم لئلا يؤثر في قلبه رد الهدية، وهذا يدل على كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وحسن سياسته.
(سنده)
2 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان للنبي صلى الله عليه وسلم الخ.
3 - المعنى أن ما في طرفها من النقوش كان يلفت نظره إليها، لا أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعمد النظر والله أعلم.
(تخريجه)
(ق. لك. نس. جه) وغيرهم.
840 - حدثنا عبد الله
(غريبه)
4 - جمع ملحفة بكسر الميم وهي الملاءة التي تلتحف بها المرأة، واللحاف كل ثوب يتغطى به، والجمع لحف، ككتاب وكتب.
5 - المعنى أن همامًا روى هذين الحديثين عن قتادة فذكر سند الحديث الأول ثم شك همام في سند الحديث الثاني هل قال قتادة حدثني كثير عن أبي عياض عن عائشة أم قال: حدثني عبد ربه عن أبي عياض عن عائشة، شك همام في ذلك، وكلاهما حسن، أما كثير فهو ابن أبي كثير البصري قال في (الخلاصة): وثقه العجلي، وأما عبد ربه فهو ابن أبي يزيد قال في (التقريب) مستور.
6 - بكسر الميم وهو كساء من صوف أو خز يؤتزر به وتتلفع المرأة به، والجمع مروط مثل حمل وحمول.
(تخريجه)
الحديث الأول جاء مرسلاً عند الإمام أحمد وقد وصله أبو داود فقال
@@@101
8 - باب نهي المصلي عن التنخم جهة الإمام أو اليمين وعن الاختصار في الصلاة
841 - عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى
ــــــــــــــــــــــــــــــ(1/15)
حدثنا عبيد الله بن معاذ نا أبي نا أشعث عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها «قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي في شعرنا ولحفنا» ورواه أيضًا النسائي وابن ماجه وكذا الترمذي وصححه ولفظه «لا يصلي في لحف نسائه» والحديث الثاني أخرجه (م. نس. جه) وظاهر الحديثين التناقض، فإن في الأول كراهة الصلاة في لحف النساء، وفي الثاني الجواز ولا تناقض، لأنه يمكن الجمع بحمل الكراهة على ما إذا صلى فيه مع وجود غيره، لأنه في هذه الحالة يستحب الاحتياط والأخذ باليقين، ويحمل الجواز على ما إذا لم يجد غيره ولم يعلم بنجاسة فيصلي فيه، وفي هذا دفع للوسواس والله أعلم.
(الأحكام)
أحاديث الباب فيها النهي عن اللبستين: اشتمال الصماء والاحتباء في ثوب واحد. وقد مر تفسيرهما آنفًا. قال النووي: فعلى تفسير أهل اللغة يكون مكروهًا لئلا تعرض له حاجة فيتعسر عليه إخراج يده فيلحقه الضرر، وعلى تفسير الفقهاء يحرم لأجل انكشاف العورة. قال الشوكاني: والحديث يدل على تحريم هاتين للبستين لأنه المعنى الحقيقي للنهي، وصرفه إلى الكراهة مفتقر إلى دليل.
وفيها أيضًا دليل على عدم قبول صلاة المسبل إزاره في الصلاة، والسبل والإسدال معناهما واحد على قول الأكثر، وهو حرام بإجماع العلماء، إذا قصد به الكبر والخيلاء، وسواء كان في الصلاة أم خارجًا عنها، وإذا كان بغير قصد الخيلاء يكره عند الشافعية، وقالت الحنابلة والمالكية: لا بأس به. وقالت الحنفية: إن كان يقصد الخيلاء كره وإلا فلا. قال الشوكاني: قال جابر بن عبد الله وعطاء والحسن وابن سيرين ومكحول وعطاء والزهري: لا بأس به. وروي ذلك عن مالك، وأنت خبير بأنه لا موجب للعدول عن التحريم إن صح الحديث لعدم وجدان صارف له عن ذلك. اهـ.(1/16)
وفيها أيضًا كراهة امتداد النظر إلى ما يشغل وإزالة ما يخاف اشتغال القلب به وكراهية تزويق محراب المسجد وحائطه ونقشه وغير ذلك من الشاغلات لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل العلة في إزالة الخميصة هذا المعنى، وفي حديث الخميصة أن الصلاة تصح وإن حصل فيها فكر شاغل ونحوه مما ليس متعلقًا بالصلاة. قال النووي: وهذا بإجماع الفقهاء. وفيه صحة الصلاة في ثوب له أعلام وأن غيره أولى. اهـ.
وفي أحاديث الباب أيضًا دليل على اجتناب ثياب النساء التي يظن نجاستها وتقدم الكلام على ذلك في باب الصلاة في ثوب النوم وشعر النساء من أبواب ستر العورة. والله أعلم.
841 - عن نافع عن ابن عمر
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا
@@@102
نخامة (1) في قبلة المسجد، فقام فحكها أو قال: فحتها (2) بيده ثم اقبل على الناس فتغيظ عليهم، وقال: إن الله عز وجل قبل وجه أحدكم في صلاته (3) فلا يتنخمن أحد منكم قبل وجهه في صلاته.
842 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن أبي عدي عن سعيد وابن جعفر ثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه مناج ربه (4) فلا يتفلن أحد منكم عن يمينه،
ــــــــــــــــــــــــــــــ
إسماعيل أنا أيوب عن نافع عن ابن عمر (الحديث).
(غريبه)
1 - النخامة هي البزقة التي تخرج من أقصى الحلق ومن مخرج الخاء المعجمة يقال تنخم إذا رمى نخامته.
2 - الحت والحك بمعنى، وهو الفرك والقشر، قاله الأزهري، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم باشر إزالتها بيده الشريفة وأنها كانت يابسة إذ لو كانت رطبة لقال مسحها.
وقوله «فتغيظ عليهم» أي غضب صلى الله عليه وسلم على الحاضرين لتركهم ما يقذر المسجد وإن كان طاهرًا.(1/17)
3 - قال الخطابي: تأويله أن القبلة التي أمر الله عز وجل بالتوجه إليها في الصلاة قبل وجهه فليصنها عن النخامة، وفيه إضمار وحذف واختصار، كقوله تعالى {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} [البقرة/93] أي حب العجل، وإنما أضيفت تلك الجهة إلى الله تعالى على سبيل التكرمة كما قيل بيت الله وكعبة الله. اهـ. وقال المازري: لما كانت القبلة دليلاً على أن قاصدها موحد كانت علامة على التوحيد، والمصلي يتقرب إلى الله تعالى بالتوجه إليها فهو محل معظم المعنى، فإن الجهة المعظمة قبل وجهه، فلا يقابلها بالبصاق الذي جرت به العادة أن لا يقابل به إلا الحقير المهان ولذا قال (في بعض الروايات) «أيحب أحدكم أن يستقبل فيتنخم في وجهه». اهـ.
(تخريجه)
(ق. لك. نس).
842 - حدثنا عبد الله
(غريبه)
4 - المراد بالمناجاة هنا إقباله تعالى على عبده بالرحمة والرضوان، وإقبال العبد على ربه بالخشوع وحضور القلب وتدبر القرآن، ومن كان هذا حاله فلا يتفلن أمامه لأنه مستقبل أشرف جهة عظمها الله، ولا عن يمينه لأن الملك عن يمينه كما في رواية وخصص ملك اليمين إكرامًا له، فإن كان ولا بد من ذلك فليكن عن يساره في ثوبه أو منديل يعده لذلك أو تحت قدمه إن كان فرش المسجد حصى أو ترابًا كما كان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بشرط أن يدفنها فيه وإلا ارتكب خطيئة، فقد روى الشيخان والإمام أحمد
@@@103
قال ابن جعفر: فلا يتفل أمامه ولا عن يمينه ولكن عن يساره أو تحت قدميه.
843 - عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة قال: يقول مرة فحتها قال: ثم قال: قمت فحتيتها (1) ثم قال: أيحب أحدكم إذا كان في صلاته أن يتنخع في وجهه أو يبزق في وجهه ؟ إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبزقن بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره تحت قدمه، فإن لم يجد (2) قال بثوبه هكذا.(1/18)
844 - عن زياد بن صبيح الحنفي قال: كنت قائمًا أصلي إلى البيت وشيخ إلى جانبي فأطلت الصلاة فوضعت يدي على خصري (3) فضرب الشيخ صدري بيده ضربة لا يألو (4) فقلت في نفسي: ما رابه (5) مني ؟ فأسرعت الانصراف
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وغيرهما عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها».
(تخريجه)
(ق. نس. وغيرهم)
843 - عن أبي رافع
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان قال ثنا شعبة قال قاسم بن مهران أخبرنيه قال سمعت أبا رافع يحدث عن أبي هريرة (الحديث).
(غريبه)
1 - يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم حت منها جزءًا ففطن له أبو هريرة فقام فحت الباقي.
2 - أي فإن لم يجد مكانًا عن يساره بأن كان مشغولاً بمصل آخر أو غلب عليه البزاق أو النخامة فليتفل في ثوبه. وفي رواية لمسلم «فإن لم يجد فليقل به هكذا» وفي رواية عند أبي داود بعد قوله«هكذا» قال: «ووصف لنا ابن عجلان ذلك أن يتفل في ثوبه ثم يرد بعضه على بعض».
(تخريجه)
(ق. وغيرهما).
844 - عن زياد بن صبيح
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا سعيد بن زياد الشيباني ثنا زياد بن صبيح الحنفي الخ.
(غريبه)
3 - الخصر من الإنسان وسطه وهو المستدق فوق الوركين، والجمع خصور مثل فلس وفلوس، والاختصار والتخصر في الصلاة وضع اليد على الخصر، قاله في (المصباح).
4 - أي ضربة شديدة لا يقصر في شدتها.
5 - الريب الظن والشك ورابني الشيء يريبني إذا جعلك شاكًا قال أبو زيد: رابني من فلان أمر يريبني ريبًا إذا استيقنت منه الريبة، فإذا أسأت به الظن ولم تستيقن منه الريبة قلت: أرابني
@@@104
فإذا غلام خلفه قاعد فقلت: من هذا الشيخ ؟ فقال: هذا عبد الله بن عمر. فجلست حتى انصرف. فقلت: أبا عبد الرحمن ما رابك مني ؟ قال: أنت هو ؟ قلت: نعم. قال: ذاك الصلب (1) في الصلاة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه.(1/19)
845 - عن يزيد بن هارون عن هشام (2) عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نُهي عن الاختصار في الصلاة، قال (3): قلنا لهشام: ما الاختصار ؟ قال: يضع يده على خصره وهو يصلي. قال يزيد: قلنا لهشام ذكره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال برأسه نعم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
منه أمر هو فيه إرابة، وأراب فلان إرابة فهو مريب إذا بلغك عنه شيء أو توهمته. اهـ. (مصباح).
1 - يعني وضع اليدين على الخاصرتين في الصلاة حالة القيام شبيه بالمصلوب، فإن المصلوب يمد يديه على الجذع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن التخصر الشبيه بالصلب.
(تخريجه)
(د. نس) وسنده جيد.
845 - عن يزيد بن هارون
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنا هشام عن محمد الخ.
(غريبه)
1 - هشام هو ابن حسان البصري. و(محمد) هو ابن سيرين.
2 - قال يعني يزيد بن هارون.
3 - وذكره ابن أبي شيبة في مصنفه عن محمد بن سيرين وكذا فسره الترمذي، وفي رواية للبخاري «نهى عن الخصر في الصلاة» وفي أخرى له «نهى أن يصلي الرجل مختصرًا» ونحوها للنسائي، وفي رواية للبيهقي «نهى عن التخصر».
(تخريجه)
(ق. والثلاثة).
(الأحكام)
أحاديث الباب فيها النهي عن البصاق جهة اليمين أو الأمام لمن كان في المسجد أو غيره سواء أكان متلبسًا بصلاة أم لا، وبذلك جزم النووي. قال الحافظ: ويشهد للمنع ما رواه عبد الرزاق وغيره عن ابن مسعود أنه كره أن يبصق عن يمينه وليس في صلاة، وعن معاذ بن جبل: «ما بصقت عن يميني منذ أسلمت»، وعن عمر بن عبد العزيز أنه نهى ابنه عنه مطلقًا، وقال مالك: لا بأس به خارج الصلاة، ويدل لما قاله التقييد بالصلاة في حديث أنس المذكور في الباب. اهـ. ويجوز أن يبصق جهة يساره أو تحت قدمه بشرط أن يدفن بصقته إن كان في المسجد، فإن لم يدفنها فقد أساء وارتكب خطيئة ولا كفارة لها إلا دفنها كما في الحديث، فإن دفنها محيت عنه هذه الخطيئة
@@@105(1/20)
9 - باب جواز التسبيح والتصفيق والإشارة في الصلاة للحاجة
846 - عن جابر (بن عبد الله) رضي الله عنهما قال: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى بني المصطلق (1) فأتيته وهو يصلي على بعيره (2) فكلمته
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وتقدم الكلام على ذلك في باب تنزيه المساجد عن الأقذار من أبواب المساجد، وإنما ذكرت هنا طرفًا من الأحاديث الواردة في ذلك غير ما ذكرت هناك لمناسبة ما يجوز فعله في الصلاة، وما لا يجوز.
وحكم البصاق في الصلاة أنه لا يبطلها، وكذا التنخع إن لم يتبين منه حرفان أو كان مغلوبًا عليه. ذكره النووي.
وفي أحاديث الباب أيضًا النهي عن التخصر في الصلاة، وظاهر النهي التحريم لعدم قيام قرينة تصرف النهي عن التحريم الذي هو معناه الحقيقي، وبه قال أهل الظاهر. قال العيني في (شرح البخاري): اختلفوا في حكم الخصر في الصلاة، فكرهه ابن عمر وابن عباس وعائشة وإبراهيم النخعي ومجاهد وأبو مجلز وآخرون، وهو قول أبي حنيفة ومالك والشافعي والأوزاعي. وذهب أهل الظاهر إلى تحريم الاختصار في الصلاة عملاً بظاهر الحديث. اهـ.(1/21)
فائدة: قال الحافظ اختلف في حكمة النهي عن ذلك (يعني الاختصار في الصلاة) فقيل: لأن إبليس أهبط متخصرًا، أخرجه ابن أبي شيبة من طريق حميد بن هلال موقوفًا، وقيل: لأن اليهود تكثير من فعله فنهي عنه كراهة للتشبه بهم. أخرجه البخاري في ذكر بني إسرائيل عن عائشة، زاد ابن أبي شيبة فيه «في الصلاة»، وفي رواية له «لا تشبهوا باليهود». وقيل: لأنه راحة أهل النار، أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا عن مجاهد قال: «وضع اليد على الحقو استراحة أهل النار». وقيل: لأنه صفة الراجز حين ينشد، رواه سعيد بن منصور من طريق قيس بن عبادة بإسناد حسن. وقيل: لأنه فعل المتكبرين. حكاه المهلب. وقيل: لأنه فعل أهل المصائب. حكاه الخطابي. قال الحافظ بعد ذكر هذه الأقوال: وقول عائشة أعلى ما ورد في ذلك، ولا منافاة بين الجميع. اهـ. والله أعلم.
846 - عن جابر بن عبد الله
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زهير ثنا أبو الزبير عن جابر (الحديث).
(غريبه)
1 - هي غزوة كانت في شعبان من السنة السادسة بعد الهجرة، وكان قد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق تجمعوا له، وكان قائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم فنصره الله عليهم وقتل منهم من قتل وأسر من أسر، ووقعت جويرية في الأسر فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، فلما علم الناس بذلك قالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأعتقوا أكثر من مائة بيت من أهل بني المصطلق، فما كانت امرأة أعظم بكرة على قومها منها. وسيأتي تفصيل ذلك في الغزوات من كتاب السيرة إن شاء الله تعالى.
2 - يعني
@@@106
فقال بيده هكذا، ثم كلمته فقال بيده هكذا، وأنا أسمعه يقرأ ويومئ برأسه، فلما فرغ قال: ما فعلت في الذي أرسلتك ؟ فإنه لم يمنعني إلا أني كنت أصلي (1)، زاد في رواية «وهو موجه (3) حينئذ إلى الشرق».(1/22)
847 - عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فجعل يهوي بيده قال خلف: يهوي في الصلاة (3) قدامه، فسأله القوم حين انصرف، فقال: إن الشيطان هو كان يلقي عليّ شرر النار ليفتنن عن صلاتي، فتناولته فلو أخذته ما انفلت مني حتى يناط (4) إلى سارية
ــــــــــــــــــــــــــــــ
صلاة النافلة.
وقوله «فقال بيده» يعني أشار بيده ولم يكلمه لاشتغاله بالصلاة.
1 - رواية مسلم «فإنه لم يمنعني أن أكلمك إلا أني كنت أصلي» وله في رواية أخرى «فسلمت عليه فلم يرد علي، فلما انصرف قال: إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كنت أصلي».
2 - بكسر الجيم أي موجه وجهه وراحلته، وفيه دليل لجواز النافلة في السفر حيث توجهت به راحلته، وهو مجمع عليه. قاله النووي. وتقدم الكلام على ذلك في الباب الرابع من أبواب القبلة.
(تخريجه)
(م. نس. هق. وغيرهم).
847 - عن جابر بن سمرة
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق وخلف بن الوليد قالا ثنا إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول: صلى بنا (الحديث).
(غريبه)(1/23)
3 - يعني أن خلفًا أحد مشايخ الإمام أحمد قال في روايته «فجعل يهوي في الصلاة» وقال عبد الرزاق (الشيخ الثاني للإمام أحمد): «فجعل يهوي بيده في الصلاة»، فلما اختلف لفظهما ذكر الإمام أحمد لفظ كل واحد منهما كما هي عادته في مثل ذلك، وهذا من الدقة والتحري في الرواية، والمعنى فجعل يشير بيده في الصلاة أمامه يريد أن يمسك الشيطان بيده ليريهم إياه، وهذا غير ممتنع عقلاً على من اصطفاهم الله وخرق لهم العوائد. قال الخطابي رحمه الله: فيه دليل على أن رؤية الجن البشر غير مستحيلة، والجن أجسام لطيفة، والجسم وإن لطف فدركه غير ممتنع أصلاً، وأما قوله تعالى {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف/27] فإن ذلك حكم الأعم الأغلب من أحوال بني آدم، امتحنهم الله بذلك وابتلاهم ليفزعوا إليه ويستعيذوا به من شرهم ويطلبوا الأمان من غائلتهم، ولا ينكر أن يكون حكم الخاص والنادر من المصطفين من عباده بخلاف ذلك. اهـ.
4 - أي يعلق من ناط الشيء
@@@107
من سواري المسجد ينظر إليه ولدان أهل المدينة.
848عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن صهيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه أنه قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلمت، فرد إلي إشارة، وقال: لا أعلم إلا أنه قال إشارة بإصبعه.
849 - وعنه أيضًا قال: قلت لبلال: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون في الصلاة ؟ قال: كان يشير بيده.
850 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان يشير في الصلاة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
علقه وبابه قال: والسارية هي العمود.
(تخريجه)
لم أقف عليه من حديث جابر بن سمرة، وروى نحوه الشيخان من حديث أبي هريرة، ووجه الدلالة منه أنه صلى الله عليه وسلم أشار بيده وهو في الصلاة فدل على أن الإشارة جائزة للحاجة.
848عن عبد الله بن عمر
(سنده)(1/24)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج بن محمد قال: قال ليث يعني ابن سعد حدثني بكير يعني ابن عبد الله بن الأشج عن نابل صاحب العباء عن عبد الله بن عمر (الحديث).
(تخريجه)
(الثلاثة والبيهقي) وصححه الترمذي.
849 - وعنه أيضًا
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا هشام بن سعد عن نافع عن ابن عمر قال قلت لبلال (الحديث).
(تخريجه)
(الأربعة والبيهقي) إلا أن في رواية النسائي وابن ماجه صهيبًا مكان بلال والحديث رجاله رجال الصحيح وصححه الترمذي.
850 - عن أنس بن مالك
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن أنس (الحديث).
(تخريجه)
(د. قط. حب. وابن خزيمة) ورجاله من رجال الصحيحين، وقد صحت الإشارة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية أم سلمة في حديث الركعتين بعد العصر، ومن حديث عائشة وجابر لما صلى بهم جالسًا في مرض له فقاموا خلفه فأشار غليهم أن اجلسوا، وحديث أم سلمة المشار إليه رواه
@@@108
851 - عن يزيد بن كيسان استأذنت على سالم بن أبي الجعد (1) وهو يصلي فسبح لي، فلما سلم قال: إن إذن الرجل إ…ا كان في الصلاة يسبح (2) وإن إذن المرأة أن تصفق (3).
852 - ز. عن علي رضي الله عنه قال: كنت آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأستأذن
ــــــــــــــــــــــــــــــ(1/25)
البخاري ومسلم وأبو داود من رواية كريب أن ابن عباس والمسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن أزهر أرسلوه إلى عائشة ثم إلى أم سلمة فقالت أم سلمة: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الركعتين بعد العصر، ثم رأيته يصليهما حين صلى العصر، ثم دخل عليّ وعندي نسوة من بني حرام، فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه، وقولي له: تقول لك أم سلمة: يا رسول الله سمعتك تنهى عن هاتين وأراك تصليهما، فإن أشار بيده فاستأخري عنه، ففعلت الجارية، فأشار بيده (الحديث). وحديث عائشة أخره أيضًا الشيخان وأبو داود وابن ماجه في صلاته شاكيًا، وفيه «فأشار إليهم أن اجلسوا» (الحديث) وحديث جابر أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه في قصة شكوى النبي صلى الله عليه وسلم وفيه «فأشار إلينا فقعدنا» (الحديث).
851 - عن يزيد بن كيسان
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا مروان ابن معاوية الفزاري أنا يزيد بن كيسان.
(غريبه)
1 - هو من التابعين ومن رجال الستة مات سنة سبع وتسعين وقيل سنة ثمان وقيل سنة مائة.
2 - أي يقول: سبحان الله كما في رواية للبخاري والإمام أحمد «من نابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله» وستأتي.
3 - التصفيق بالقاف، وفي رواية عند أبي داود والإمام أحمد بالحاء المهملة، قال ابن حزم: لا خلاف في أن التصفيح والتصفيق بمعنى واحد، وهو الضرب بإحدى صفحتي الكف على الأخرى. قال العراقي: وما ادعاه من نفي الخلاف ليس بجيد، بل فيه قولان آخران أنهما مختلفا المعنى. أحدهما أن التصفيح الضرب بظاهر إحداهما على الأخرى، والتصفيق الضرب بباطن إحداهما على باطن الأخرى. حكاه صاحب (الإكمال) وصاحب (المفهم). والقول الثاني: أن التصفيح الضرب بإصبعين للإنذار والتنبيه، وبالقاف بالجميع للهو واللعب، وروى أبو داود في سننه عن عيسى بن أيوب أن التصفيح الضرب بأصبعين من اليمين على باطن الكف اليسرى.
(تخريجه)(1/26)
الحديث منقطع ولم أقف عليه لغير الإمام أحمد، وأحاديث الباب الموصولة تعضده.
852 - ز. عن عليّ رضي الله عنه
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبو كريب
@@@109
فإن كان في صلاة سبح، وإن كان في غير صلاة أذن لي.
853 - عن جابر (بن عبد الله رضي الله عنهما) قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أنساني الشيطان شيئًا من صلاتي فليسبح الرجال وليصفق النساء.
854 - عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من نابه شيء في صلاته (1) فليقل: سبحان الله،
ــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد بن العلاء ثنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال علي رضي الله عنه: كنت آتي النبي صلى الله عليه وسلم (الحديث).
(تخريجه)
قال الحافظ في (التلخيص): رواه النسائي من حديث جرير عن مغيرة عن الحارث الفلكي عن عبد الله بن نجي عن عليّ قال: «كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة آتيه فيها، إذا أتيت استأذنت، فإن وجدته يصلي فسبح دخلت، وإن وجدته فارغًا أذن لي» ورواه من حديث أبي بكر بن عياش عن مغيرة بلفظ «فتنحنح» بدل «فسبح»، وكذا رواه ابن ماجه وصححه ابن السكن، وقال البيهقي: هذا مختلف في إسناده ومتنه، قيل: «سبح» وقيل «تنحنح» قال: ومداره على عبد الله بن نجي. قلت: واختلف عليه فقيل عنه عن عليّ، وقيل عن أبيه عن عليّ، وقال يحيى بن معين: لم يسمعه عبد الله من عليّ، بينه وبين عليّ أبوه. اهـ. قلت: رواية الإمام أحمد ليست من هذا الطريق، وليس فيها «تنحنح»، لكن في إسنادها عليّ بن يزيد بن أبي زياد الألهاني ضعيف.
853 - عن جابر بن عبد الله
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى ابن إسحاق ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر (الحديث).
(تخريجه)(1/27)
لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد، ورواه ابن أبي شيبة عن جابر لفظ «التسبيح للرجال والتصفيق للنساء» واختلف في رفعه ووقفه، ورواه ابن أبي شيبة أيضًا عن جابر من قوله، ورواية الإمام أحمد في إسنادها ابن لهيعة فيه كلام.
854 - عن سهل بن سعد الساعدي
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن أبي حازم سمع سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نابه شيء في صلاته (الحديث).
(غريبه)
1 - أي نزل به شيء من الحوادث والمهمات وأراد إعلام غيره كإذنه لداخل
@@@110
إنما التصفيق للنساء والتسبيح للرجال.
855 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وإنذاره لأعمى وتنبيهه لساه أو غافل.
(تخريجه)
(ق. د. نس) وهو حديث طويل وهذا طرف منه، وسيأتي بتمامه في باب الإمام ينتقل مأمومًا إذا استخلف فحضر مستخلفه من أبواب صلاة الجماعة.
855 - عن أبي هريرة
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد قال ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة (الحديث).
(تخريجه)
(ق. والأربعة وغيرهم).
(الأحكام)(1/28)
أحاديث الباب تدل على أنه لا بأس أن يسلم غير المصلي على المصلي لتقريره صلى الله عليه وسلم من سلم عليه على ذلك، وجواز تكليم المصلي بالغرض الذي يعرض لذلك، وجواز الرد بالإشارة، وقد قدمنا في الأحكام في آخر باب النهي عن الكلام في الصلاة ذكر القائلين باستحباب الرد بالإشارة والمانعين من ذلك، وقد استدل القائلون بالاستحباب بالأحاديث المذكورة في هذا الباب، واستدل المانعون بحديث ابن مسعود المذكور هناك، لقوله فيه «فلم يرد علينا» ولكنه ينبغي أن يحمل الرد المنفي هناك على الرد بالكلام لا الرد بالإشارة، لأن ابن مسعود نفسه قد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رد عليه بالإشارة، ولو لم ترد عنه هذه الرواية لكان الواجب هو ذلك جمعًا بين الأحاديث.
فائدة: ورد في أحاديث الباب في كيفية الإشارة لرد السلام في الصلاة حديث ابن عمر عن صهيب قال: «لا أعلمه إلا أنه قال إشارة بأصبعه» وحديث بلال «كان يشير بيده» ولا اختلاف بينهما فيجوز أن يكون أشار مرة بأصبعه ومرة بجميع يده، ويحتمل أن يكون المراد باليد الأصبع حملاً للمطلق على المقيد، وفي حديث ابن عمر الذي في الباب ورواه أبو داود أيضًا أنه سأل بلالاً: كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي ؟ فقال: يقول هكذا. وبسط جعفر بن عون كفه وجعل بطنه أسفل وجعل ظهره إلى فوق، ففيه الإشارة بجميع الكف، وفي حديث ابن مسعود عند البيهقي بلفظ «فأومأ برأسه»، وفي رواية له «فقال برأسه يعني الرد» ويجمع بين الروايات بأنه صلى الله عليه وسلم فعل هذا مرة وهذا مرة فيكون جميع ذلك جائزًا. أفاده الشوكاني.
قلت: وفي أحاديث الباب أيضًا جواز الإشارة في الصلاة للحاجة ولو لغير رد السلام كما في حديث جابر بن سمرة، وما ذكرناه في
@@@111
10 - باب جواز البكاء في الصلاة من خشية الله(1/29)
856 - عن مطرق (بن عبد الله) عن أبيه (1) رضي الله عنه قال: انتهيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولصدره أزيز (2) كأزيز المرجل. (زاد في رواية «من البكاء») (3).
857 - عن عائشة رضي الله عنها في حديث مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. قالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق (4) لا يملك دمعه، وإنه
ــــــــــــــــــــــــــــــ
خلال الشرح من حديث أم سلمة وعائشة وجابر.
وفيها أيضًا دليل على جواز التسبيح للرجال والتصفيق للنساء إذا ناب أمر من الأمور. قال الشوكاني: وهي ترد على ما ذهب إليه مالك في المشهور عنه من أن المشروع في حق الجميع التسبيح دون التصفيق، وعلى ما ذهب إليه أبو حنيفة من فساد صلاة المرأة إذا صفقت في صلاتها، قال: وقد اختلف في حكم التسبيح والتصفيق: هل الوجوب أو الندب أو الإباحة ؟ فذهب جماعة من الشافعية إلى أنه سنة، منهم الخطابي وتقي الدين السبكي والرافعي، وحكاه عن أصحاب الشافعي. اهـ. والله أعلم.
856 - عن مطرف
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا حماد عن ثابت عن مطرف (بن عبد الله) عن أبيه (الحديث).
(غريبه)
1 - هو عبد الله بن الشخير بكسر الشين المعجمة والخاء المشددة المكسورة صحابي من مسلمة الفتح.
2 - «الأزيز» هو صوت القدر عند غليان الماء. و«المرجل» بوزن منبر قدر من نحاس، وقد يطلق على كل قدر يطبخ فيه. والمعنى أنه يجيش جوفه ويغلي من البكاء من خشية الله تعالى.
3 - قال عبد الله بن الإمام أحمد في آخر الحديث « لم يقل من البكاء إلا يزيد بن هارون». قلت: يعني في روايته وتقدمت في باب افتتاح الصلاة والخشوع فيها.
(تخريجه)
(د. نس. حب. مذ) وصححه.
857 - عن عائشة(1/30)
هذا طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه وسنده في الفصل الثالث من باب مرضه صلى الله عليه وسلم إلى أن لحق بالرفيق الأعلى من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله تعالى.
(غريبه)
4 - أي رقيق القلب، وفي رواية للبخاري أنها قالت: إن أبا بكر
@@@112
إذا قرأ القرآن بكى، قالت: ما قلت ذلك إلا كراهية أن يتأثم الناس بأبي بكر (5) أن يكون أول من قام مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فراجعته، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، إنكن صواحب يوسف (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس.
5 - أي يتشاءموا به ويتجنبوه كتجنبهم الإثم لكونه أول من قام مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1 - صواحب جمع صاحبة والمراد أنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن، وهذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع فالمراد به واحدة هي عائشة فقط، كما أن المراد بصواحب يوسف زليخا فقط، كذا قال الحافظ، ووجه المشابهة بينهما في ذلك أن زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهن الإكرام بالضيافة ومرادها زيادة على ذلك، وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته، وأن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه ومرادها زيادة، وهو أن لا يتشاءم الناس به كما صرحت بذلك في بعض طرق الحديث عند مسلم فقالت: والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(تخريجه)
(د. س. حب. مذ) وصححه.
ووجه الاستدلال بهذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صمم على استخلاف أبي بكر بعد أن أخبر أنه إذا قرأ غلبه البكاء دل ذلك على الجواز، والله أعلم.(1/31)
وفي الباب عند ابن حبان والإمام أحمد وسيأتي في غزوة بدر من أبواب الغزوات إن شاء الله تعالى عن عليّ رضي الله عنه قال: «ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي» وهذا لفظ الإمام أحمد، وترجم له ابن حبان بذكر الإباحة للمرء أن يبكي من خشية الله، وأخرج البخاري وسعيد بن منصور وابن المنذر أن عمر صلى صلاة الصبح وقرأ سورة يوسف حتى بلغ إلى قوله تعالى {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف/86] فسمع نشيجه».
(الأحكام)
أحاديث الباب تدل على جواز البكاء في الصلاة وأنه لا يبطلها، وللأئمة تفصيل في ذلك. فذهبت الحنفية إلى أنه غير مبطل للصلاة إن كان من خشية الله تعالى أو لذكر الجنة أو النار، فإن كان لوجع أو مصيبة بطلت. وذهبت المالكية إلى أن البكاء لخوف الله تعالى والدار الآخرة غير مبطل للصلاة ولو بصوت، أما إن كان لغير ذلك فإن كان بلا صوت فلا بأس وإلا فالكلام إن كان عمدًا أبطل قليله وكثيرة، وإن كان سهوًا أبطل كثيرة دون قليله. وذهبت الشافعية
@@@113
11 - باب جواز قتل الأسودين في الصلاة والمشي اليسير والالتفات فيها لحاجة
858 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأسودين (1) في الصلاة: العقرب والحية.
859 - عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي (2) في البيت والباب عليه مغلق، فجئت فمشى حتى فتح لي ثم رجع إلى مقامه، ووصفت أن الباب في القبلة (3).
وعنها من طريق ثان (4) قالت: استفتحت الباب ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي فمشى في القبلة إما عن يمينه
ــــــــــــــــــــــــــــــ(1/32)
إلى عدم البطلان إن لم يظهر منه حرفان، فإن ظهر أبطل مطلقًا، سواء أكان من خشية الله تعالى أم لا. وذهبت الحنابلة إلى أنه إن كان من خشية الله تعالى فغير مبطل مطلقًا، ظهر من حرفان أم لا، وإن كان لغير ذلك فإن ظهر من حرفان أبطل ما لم يكن غلبه وإلا فلا.
858 - عن أبي هريرة
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان قال حفظت عن معمر عن يحيى أخبره عن ضمضم عن أبي هريرة (الحديث).
(غريبه)
1 - تسمية الحية والعقرب بالأسودين من باب التغليب ولا يسمى بالأسود في الأصل إلا الحية.
(تخريجه)
(الأربعة) وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. اهـ. وأخرجه أيضًا (حب. ك.) وصححه.
859 - عن عروة عن عائشة
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي أنا بشر بن المفضل ثنا برد عن الزهري عن عروة عن عائشة (الحديث).
(غريبه)
2 - عند النسائي يصلي تطوعًا وبوب عليه الترمذي فقال: باب ما يجوز من المشي والعمل في صلاة التطوع.
3 - يعني أن عروة قال: ووصفت عائشة أن الباب في القبلة. أي كان إلى جهتها، فيستفاد منه أنه صلى الله عليه وسلم لم يتحول عن القبلة لأن مشيه كان متجهًا إليها ثم تأخر وهو مستقبلها حتى رجع إلى مكانه، ويؤيد ذلك ما رواه الدارقطني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فإذا استفتح إنسان الباب فتح الباب ما كان في القبلة أو عن يمينه أو عن يساره ولا يستدبر القبلة».
(سنده)
4 - حدثنا عبد الله حدثني أبي أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى
@@@114
وإما عن يساره (1) حتى فتح لي ثم رجع إلى مصلاه.(1/33)
860 - عن الأزرق بين قيس قال: كان أبو برزة (الأسلمي) رضي الله عنه بالأهواز (2) على حرف نهر وقد جعل اللجام في يده، وجعل يصلي، فجعلت الدابة تنكص (3)، وجعل يتأخر معها، فجعل رجل من الخوارج يقول: اللهم اخز هذا الشيخ كيف يصلي ؟ قال: فلما صلى قال: قد سمعت مقالتكم، غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ستًا أو سبعًا أو ثمانيًا فشهدت أمره وتيسيره، لكان رجوعي مع دابتي أهون علي من تركها فتنزع (4) إلى مألفها فيشق عليّ. وصلى أبو برزة العصر ركعتين (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
السامي حدثنا برد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: استفتحت الخ.
1 - المعنى أنه صلى الله عليه وسلم مشى متجهًا إلى القبلة من جهة يمينه أو جهة يساره شك الراوي في ذلك.
(تخريجه)
(د. نس. قط. مذ) وسنده جيد.
860 - عن الأزرق بن قيس
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الأزرق بين قيس (الحديث).
(غريبه)
2 - الأهواز بفتح الهمزة وسكون الهاء، هي بلدة معروفة بين البصرة وفارس، فتحت في خلافة عمر. قال في (المحكم): ليس له واحدة من لفظه. قال أبو عبيدة البكري: هي بلد يجمعها سبع كور فذكرها. قال ابن خرداذبه: هي بلاد واسعة متصلة بالجبل وأصبهان. أفاده الحافظ في (الفتح).
3 - بضم الكاف من باب قعد أي تتأخر والنكوص الإحجام عن الشيء.
4 - بكسر الزاي من باب ضرب أي تذهب إلى المكان الذي ألفته من قبل، يقال: نزع إلى الشيء نزاعًا ذهب إليه واشتاق أيضًا.(1/34)
5 - أي لكونه كان مسافرًا، والمعنى أن بعض الخوارج عاب على أبي برزة صلاته لكونه كان يصلي وهو آخذ بلجام دابته ولكونه تأخر معها ففهم ذلك أبو برزة وأخبرهم أنهم لم يشهدوا زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أما هو فقد شهد ذلك وعلم أوامره صلى الله عليه وسلم في الدين وأنه يسر لا حرج فيه، فلو لم يمسك بلجام دابته ويجاريها في تأخرها لتفلتت منه وشق عليه الحصول عليها وتعطلت مصالحه، فسهولة الدين تقضي بما فعله والله أعلم.
(تخريجه)
(خ. هق).
@@@115
861 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي يلتفت يمينًا وشمالاً ولا يلوي عنقه خلف ظهره.
862 - عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن رجل (1) من أصحاب عكرمة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلحظ (2) في صلاته من غير أن يلوي عنقه.
863 - عن أنس بن سيرين قال: رأيت أنس بن مالك يستشرف (3) لشيء وهو في الصلاة ينظر إليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
861 - عن ابن عباس
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحسن بن يحيى والطالقاني قالا ثنا الفضل بن موسى نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن ثور بن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس (الحديث). وفي آخره قال الطالقاني: حدثني ثور عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.
(تخريجه)
الحديث أورده الحازمي في الاعتبار وقال: هذا حديث غريب تفرد به الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند متصلاً وأرسله غيره عن عكرمة. اهـ.
قلت: لعله يشير إلى الحديث الآتي بعده.
862 - عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن رجل من أصحاب عكرمة الخ.
(غريبه)
1 - لعله يريد بذلك الرجل ثور بن زيد المتقدم ذكره فهو من أصحاب عكرمة لأن هذا الحديث يشبه الذي قبله سندًا ومتنًا ولأنه من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند المتقدم ذكره.(1/35)
2 - أي ينظر بمؤخر عينه، واللحاظ بالكسر مؤخر العين مما يلي الصدغ، وقال الجوهري: بالفتح.
(تخريجه)
الحديث مرسل ورجاله ثقات، ولم أقف عليه لغير الإمام أحمد، وأشار غليه الحازمي في (الاعتبار).
863 - عن أنس بن سيرين
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم أنا خالد عن أنس بن سيرين الخ.
(غريبه)
3 - أي يرفع بصره ينظر إليه.
(تخريجه)
لم أقف على هذا الأثر لغير الإمام أحمد وسنده جيد.
(الأحكام)
الحديث الأول من أحاديث الباب يدل على جواز قتل الحية والعقرب في الصلاة من غير كارهة، وقد ذهب إلى ذلك جمهور العلماء كما قال العراقي، وحكى الترمذي عن جماعة كراهة ذلك، منهم إبراهيم النخعي، وكذا روى ذلك عن إبراهيم ابن أبي شيبة في (المصنف)، وروى ابن أبي شيبة أيضًا
@@@116
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عن قتادة أنه قال: إذا لم تتعرض لك فلا تقتلها. قال العراقي: وأما من قتلها في الصلاة أو هم بقتلها لعلي بن أبي طالب وابن عمر، روى ابن أبي شيبة عنه بإسناد صحيح أنه رأى ريشة وهو يصلي فحسب أنها عقرب فضربها بنعله، وروى البيهقي أيضًا قال: فضربها برجله، وقال حسبت أنها عقرب. ومن التابعين الحسن البصري وأبو العالية وعطاء ومورق العجلي وغيرهم. واستدل المانعون من ذلك إذا بلغ إلى حد الفعل الكثير كالهادوية، والكارهون له كالنخعي بحديث «إن في الصلاة لشغلاً». ويجاب عن ذلك بأن حديث الباب خاص فلا يعارضه ما ذكروه. وهكذا يقال في كل فعل كثير ورد الإذن به كحديث حمله صلى الله عليه وسلم لأمامة، وحديث خلعه للنعل، وحديث صلاته صلى الله عليه وسلم على المنبر ونزوله للسجود ورجوعه بعد ذلك، وحديث أمره صلى الله عليه وسلم بدرء المار وإن أفضى إلى المقاتلة، وحديث مشيه صلى الله عليه وسلم لفتح الباب لعائشة، وكل ما كان كذلك ينبغي أن يكون مخصصا لعموم أدلة المنع.(1/36)
واعلم أن الأمر بقتل الحية والعقرب مطلق غير مقيد بضربة أو ضربتين، وقد أخرج البيهقي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفاك للحية ضربة أصبتها أم أخطأتها» وهذا يوهم التقييد بالضربة. قال البيهقي: وهذا إن صح فإنما أرد والله تعالى أعلم وقوع الكفاية بها في الإتيان بالمأمور فقد أمر صلى الله عليه وسلم بقتلها، وأراد والله أعلم إذا امتنعت بنفسها عند الخطأ، ولم يرد به المنع من الزيادة على ضربة واحدة. ثم استدل البيهقي على ذلك بحديث أبي هريرة عند مسلم «من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة أدنى من الأولى، ومن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة أدنى من الثانية» قال في (شرح السنة): وفي معنى الحية والعقرب كل ضرار مباح القتل كالزنابير ونحوها. أفاده الشوكاني.
وفي أحاديث الباب أيضًا جواز الفعل القليل الخارج عن الصلاة للحاجة سواء أكانت الصلاة نفلاً أم فرضًا كان الفعل مشيًا أو نحوه، فيستدل لجواز ذلك في النفل بحديث عائشة، وفي الفرض بحديث أبي برزة. قال النووي رحمه الله: ومختصر ما قاله أصحابنا أن الفعل الذي من جنس الصلاة إن كان كثيرًا أبطلها بلا خلاف، وإن كان قليلاً لم يبطلها بلا خلاف، هذا هو الضابط، قال: ثم اختلفوا في ضبط القليل والكثير على أربعة أوجه، فذكر ثلاثة منها، ثم قال: والرابع وهو الصحيح المشهور وبه قطع صاحب (المهذب) والجمهور أن الرجوع فيه إلى العادة، فلا يضر ما يعده الناس قليلاً كالإشارة برد السلام وخلع النعل ورفع العمامة ووضعها ولبس ثوب خفيف ونزعه وحمل صغير ووضعه ودفع مار ودلك البصاق في ثوبه وأشباه هذا، وأما ما عده الناس كثيرًا كخطوات كثرة متوالية وفعلات متتابعة فتبطل الصلاة. اهـ. ج. قال الحافظ في (الفتح): وقد أجمع الفقهاء على أن المشي الكثير في الصلاة
@@@117
12 - باب في جواز حمل الصغير في الصلاة(1/37)
864 - عن عمرو بن سليم الزرقي أنه سمع أبا قتادة يقول: بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع (1) وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صبية (2) فحملها على عاتقه فصلى صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه، يضعها إذا ركع، ويعيدها على عاتقه إذا قام (3)، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه حتى قضى صلاته، يفعل ذلك بها
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المفروضة يبطلها فيحمل حديث أبي برزة على القليل، قال: وفي بعض طرقه أن الصلاة المذكورة كانت صلاة العصر. اهـ.
وفي أحاديث الباب أيضًا دليل على جواز الالتفات في الصلاة لحاجة بدون أن يلوي عنقه إلى ظهره كما في حديث ابن عباس وما بعده في الباب وإليه ذهب عطاء ومالك وأبو حنيفة وأصحابه والأوزاعي وأهل الكوفة. قاله الحازمي، واستدل على نسخ الالتفات بحديث رواه بإسناده إلى ابن سيرين قال: «كان رسول الله إذا قام في الصلاة نظر هكذا وهكذا فلما نزل {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون/1، 2] نظر هكذا. قال ابن شهاب ببصره نحو الأرض، قال: وهذا وإن كان مرسلاً فله شواهد، واستدل أيضًا بقول أبي هريرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزل {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون/2].
864 - عن عمرو بن سليم الزرقي
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج بن محمد ثنا ليث يعني بن سعد حدثني سعيد بن أبي سعيد عن عمرو بن سليم الزرقي (الحديث).
(غريبه)(1/38)
1 - قال النووي: قوله «ابن الربيع» هو الصحيح المشهور في كتب أسماء الصحابة وكتب الأنساب وغيرها، ورواه أكثر رواة (الموطأ) عن مالك رحمه الله تعالى، فقالوا: ابن ربيعة، وكذا رواه البخاري من رواية مالك رحمه الله تعالى، قال القاضي عياض: وقال الأصيلي هو ابن الربيع بن ربيعة فنسبه مالك إلى جده، قال القاضي: وهذا الذي قاله غير معروف، ونسبه عند أهل الأخبار والأنساب باتفاقهم أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، واسم أبي العاص لقيط، وقيل مهشم، وقيل غير ذلك، والله تعالى أعلم. اهـ. م.
2 - أي صغيرة قيل أنها كانت لم تفطم من الرضاع.
وقوله «على عاتقه» أي بين منكبه وعنقه، والعاتق يذكر ويؤنث وجمعه عواتق. وفي الحديث التالي قال: «على رقبته» بدل «عاتقه».
3 - أي من السجود كما في الحديث التالي.
(تخريجه)
(ق. لك. نس. حب. عب).
@@@118
865 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا ابن جريج أخبرني عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي أنه سمع أبا قتادة يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى وأمامة بنت زينب ابنة النبي صلى الله عليه وسلم وهي ابنة أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى على رقبته (1)، فإذا ركع وضعها، وإذا قام من سجوده أخذها فأعادها على رقبته، فقال عامر: ولم أسأله أي صلاة هي (2). قال ابن جريج وحدثت عن زيد بن أبي عتاب عن عمرو بن سليم أنها صلاة الصبح. قال أبو عبد الرحمن: جوده.
866 - عن عبد الله بن شداد عن أبيه (3) قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر (4) وهو حامل حسن أو
ــــــــــــــــــــــــــــــ
865 - حدثنا عبد الله
(غريبه)
1 - في رواية عند مسلم «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس وأمامة على عاتقه».(1/39)
2 - يعني أن عامر بن عبد الله بن الزبير لم يسأل عمرو بن سليم عن الصلاة التي حمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة، فقال ابن جريج: حدثت (يعني من طريق آخر) عن زيد بن أبي عتاب عن عمرو بن سليم أنها صلاة الصبح. قال أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن الإمام أحمد) جود ابن جريج إسناد الحديث الذي فيه أنها صلاة الصبح. والله أعلم.
(تخريجه)
(ق. لك. نس. وغيرهم)
866 - عن عبد الله بن شداد حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون قال أنا جريج بن حازم قال ثنا محمد بن يعقوب عن عبد الله بن شداد الخ.
(غريبه)
3 - هو شداد بن الهاد الليثي صحابي شهد الخندق وما بعدها. وعبد الله ابنه راوي الحديث كنيته أبو الوليد المدني ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكره العجلي من كبار التابعين الثقات، وكان معدودًا في الفقهاء، مات بالكوفة مقتولاً سنة إحدى وثمانين وقيل بعدها، ذكره الحافظ في (التقريب).
4 - أي في واحدة من صلاتي العشي، إما الظهر وإما العصر، شك الراوي، وسميت الظهر والعصر بالعشي لأن ما بعد الزوال إلى المغرب عشي، وقيل العشي من زوال الشمس إلى الصباح، وقيل لصلاة المغرب والعشاء العشاءان، ولما بين المغرب والعتمة عشاء. (نه).
@@@119
حسين فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبر للصلاة، فصلى، فسجد بين ظهري (1) صلته سجدة أطالها، قال: إني رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني (2) فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - أي في وسط الصلاة.
2 - أي جعلني كالراحلة فركب على ظهري.(1/40)
وقوله «حتى يقضي حاجته» يعني حتى يتم له مقصوده من الركوب، لأنه لو منعه من ذلك لبكى الصبي وهوش على المصلين، وفي فعله صلى الله عليه وسلم من الحكمة وسداد الرأي وحسن الخلق وكمال الرحمة ما لا يخفى.
(تخريجه)
(نس. ك) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قلت: وأقره الذهبي.
تنبيه: حديث عبد الله بن شداد هذا هو آخر حديث وقع في مسند الإمام أحمد وقد أشرت إلى ذلك في المقدمة.
(الأحكام)
أحاديث الباب تدل على جواز حمل الصغير في الصلاة بالكيفية التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم مع أمامة، وأن ذلك غير مبطل للصلاة متى كانت الأفعال قليلة أو كثيرة غير متوالية. قال النووي رحمه الله تعالى في الكلام على حديث أبي قتادة عند مسلم: هذا يدل لمذهب الشافعي رحمه الله تعالى ومن وافقه أنه يجوز حمل الصبي والصبية، وغيرهما من الحيوان الطاهر في صلاة الفرض وصلاة النفل، ويجوز ذلك للإمام والمأموم والمنفرد، وحمله أصحاب مالك رضي الله عنه على النافلة ومنعوا جواز ذلك في الفريضة، وهذا التأويل فاسد لأن قوله «يؤم الناس» صريح أو كالصريح في أنه كان في الفريضة. (قلت: جاء في رواية ابن جريج من أحاديث الباب عند الإمام أحمد أن ذلك كان في صلاة الصبح وهو صريح في الفرض) قال: وادعى بعض المالكية أنه منسوخ، وبعضهم أنه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبعضهم أنه كان لضرورة، وكل هذه الدعاوى باطلة ومردودة، فإنه لا دليل عليها ولا ضرورة إليها، بل الحديث صحيح صريح في جواز ذلك، وليس فيه ما يخالف قواعد الشرع، لأن الآدمي طاهر وما في جوفه معفو عنه لكونه في معدته، وثياب الأطفال وأجسادهم على الطهارة، ودلائل الشرع متظاهرة على هذا، والأفعال في الصلاة لا تبطلها
@@@120
13 - باب جواز الصلاة في الثوب المخطط وفي ثوب واحد وفي ثوب بعضه على المصلي وبعضه على الحائض
867 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في بردة حبرة (1)(1/41)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا قلت أو تفرقت، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا بيانًا للجواز وتنبيهًا به على هذه القواعد التي ذكرتها، وهذا يرد ما ادعاه الإمام أبو سليمان الخطابي أن هذا الفعل يشبه أن يكون كان بغير تعمد فحملها في الصلاة لكونها كانت تتعلق به صلى الله عليه وسلم فلم يدفعها، فإذا قام بقيت معه، قال: ولا يتوهم أنه حملها ووضعها مرة بعد أخرى عمدًا لأنه عمل كثير ويشغل القلب، وإذا كان علم الخميصة شغله فكيف لا يشغله هذا ؟ هذا كلام الخطابي رحمه الله تعالى، وهو باطل ودعوى مجردة، ومما يردها قوله في (صحيح مسلم) «فإذا قام حملها» وقوله «فإذا رفع من السجود أعادها» وقوله في رواية غير مسلم «خرج علينا حاملاً أمامة فصلى» فذكر الحديث، وأما قضية الخميصة فلأنها تشغل القلب بلا فائدة، وحمل أمامة لا نسلم أنه يشغل القلب، وإن شغله فيترتب عليه فوائد وبيان قواعد مما ذكرناه وغيره، فأحل ذلك الشغل لهذه الفوائد لخلاف الخميصة، فالصواب الذي لا معدل عنه أن الحديث كان لبيان الجواز والتنبيه على هذه الفوائد، فهو جائز لنا وشرع مستمر للمسلمين إلى يوم الدين والله أعلم. اهـ. م. قال الفاكهاني: وكان السر في حمله صلى الله عليه وسلم أمامة في الصلاة دفعًا لما كانت العرب تألفه من كراهة البنات وحملهن، فخالفهم في ذلك حتى في الصلاة للمبالغة في ردعهم، والبيان بالفعل قد يكون أقوى من القول. اهـ. قلت: وفي أحاديث الباب أيضًا ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من التواضع مع الصبيان وسائر الضعفة ورحمتهم وملاطفتهم وفيها غير ذلك والله أعلم.
867 - عن أنس بن مالك
(سنده)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم عن حميد عن أنس (الحديث).
(غريبه)(1/42)
1 - البردة في الأصل كساء أسود مربع فيه صغر تلبسه الأعراب، والجمع برد بضم الباء الموحدة وفتح الراء، فإذا وصفت بالحبر بوزن عنب أو أضيفت إليه كان المراد بها الثياب اليمانية التي من قطن أو كتان مخطط، يقال: بردة حبرة على الوصف، وبردة حبرة على الإضافة، والجمع حبر وحبرات كعنب وعنبات. قال الأزهري: ليس حبرة موضعًا أو شيئًا معلومًا، وإنما هو شيء معلوم أضيف الثوب إليه كما قيل ثوب قرمز بالإضافة، والقرمز صبغة فأضيف الثوب إلى الوشي والصبغ للتوضيح. اهـ. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب ثياب الحبرة لما رواه مسلم والإمام أحمد من حديث أبي قتادة وسيأتي في كتاب اللباس إن شاء الله قال: قلنا لأنس بن مالك أي اللباس كان أعجب (وفي رواية أحب) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(1/43)
1@@@
بسم الله الرحمن الرحيم
القسم الرابع من الكتاب – قسم الترغيب
((56)) كتاب النية والاخلاص في العمل
(باب ما جاء في النية) (عن عمر بن الخطاب) (1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الأعمال بالنية ولكل أمرء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله عز وجل فهجرته إلى ما هاجر إليه ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه (عن أبي هريرة) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يبعث الناس وربما قال شريك (3) يحشر الناس على نياتهم (4(
)باب) (1) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب النية والتسميه عند الوضوء صحيفة 17 رقم 234 في الجزء الثاني فارجع إليه (2) (سنده) حدثنا أسود بن عامر أبو عبد الرحمن ثنا شريك عن ليث عن طاوس عن أبي هريرة الخ (غريبه) (3) شريك أحد رجال السنة (4) معناه إذا
بيان رموز واصطلاحات تختص بالشرح
(خ) البخاري (م) لمسلم (حم) للأمام أحمد (لك) للامام مالك في المرطأ (فع) للإمام الشافعي (الأربعة ) لأصحاب السنن الأربعة أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه (الثلاثة) لهم إلا ابن ماجه (د) لأبي داود (نس) للنسائي (مذ) للترمذي (جه) لابن ماجه (حب) لابن حبان في صحيحه (مى) للدارمى في سننه (خز) لابن خزيمه في صحيحه (بز) للبزار في مسنده (طب) للطبراني في الكبير (فس) له في الأوسط (لص) له في الصغير (ص) لسعيد بن منصور في سننه (ش) لابن ابي شيبه في مصنفه (عب) لعبد الرزاق في الجامع (عل) لأبي يعلي في مسنده (قط) لأبي قطي في سننه (حل) لأبي نعيم في الحلية (هق) للبيهق في السنن الكبرى (هب) له في شعب الإيمان (طح) للطحاوي في معاني الآثار (ك) للحاكم في المستدرك (طل) لأبي داود الطيالسي في مسنده رحمهم الله تعالى .(1/1)
أما الشراح وأصحاب كتب الرجال والغريب ونحوهم فإليك ما يختص بهم (نه) للحافظ بن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث (خلاصة) للحافظ الخزرجي في خلاصة تهذيب الكمال (قر) للحافظ ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب ثم إذا قلت قال الحافظ واطلقت فالمراد به الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح البخاري وإذا قلت قال النووي فالمراد به في شرح مسلم وإذا قلت قال المنذري فالمراد به الحافظ زكي الدين بن عبد العظيم المنذري صاحب كتاب الترغيب والترهيب ومختصر أبي داود وإذا قلت قال الشوكاني فالمراد به في كتابه نيل الأطار وإذا قلت بدائع المنن فالمراد به كتابي بدائع المنن في جميع وترتيب مسند الشافعي والسنن وإذا قلت انظر القول الحسن فالمراد به شرحي على بدائع المنن والله تعالى ولي التوفيق .
@@@2
ما جاء في أن المدار على النية في الأعمال
(عن أبي الجويرية) (1) أن معن بن يزيد حدثه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبي (2) وجدي وخطب على فأنكحني (3) فخاصمته إليه فكان أبي يزيد خرج بدنانير يتصدق بها فوضعها عند رجل (4) في المسجد فأخذتها فأتيته بها (5) فقال والله ما اياك أردت بها فخاصمته (6) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لك ما نويت يا يزيد (7) ولك يا معن ما أخذت (8) (وعن أبي بن كعب)(9) قال كان رجل (وفي رواية أخرى) كان ابن عم لي) ما أعلم من الناس من انسان من أهل المدينة ممن يصلي إلى القبلة أبعد بيتا من المسجد منه قال فكان يحضر الصلوات كلهن من النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له لو اشتريت حمارا تركبه في الرمضاء (10) والظلماء (زاد في رواية ويقيك من هوام الأرض) قال والله ما احب أن بيتي يلزق بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي رواية فقال ما يسرني أن بيتي مطنب (11) ببيت محمد صلى الله عليه وسلم(1/2)
ظهر الفساد في قوم وفيهم الصالحون عمهم الله بعذاب من عنده كأن يسلط عليهم عدوهم فيهلك الطائع والعاصي ثم يبعثون يوم القيامة على نياتهم العاصي مع العاصي والطائع مع الطائع وكل يجازي بنيته والله أعلم (تخريجه) (جه) وفي أسناده ليث بن سليم ضعيف ولكن له شواهد كثيرة تعضده منها ما رواه الشيخان والإمام أحمد وسيأتي عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا انزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم ومنها ما رواه جابر عند مسلم وابن ماجه بلفظ يحشر الناس على نياتهم (1) (سنده) حدثنا مصعب بن المقدام ومحمد بن سابق قالا ثنا اسرائيل عن أبي الجويرية الخ (غريبه) (2) أبوه يزيد السلمى بضم السين المهملة الصحابي وجده الأخنس بن حبيب السلمى الصحابي رضي الله عنهم (3) معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من ولي المرأة أن يزوجها منه فزوجه إياها (وقوله وخاصمته إليه فكان أبي الخ) هكذا وقع في هذه الرواية عند الامام احمد وكذلك عند البخاري من طريق اسرائيل أيضا قال الزركشي والبرماوي كأنه سقط هنا من البخاري ما ثبت في غيره وهو (فأفلجني) بالجيم يعني حكم لي أي أظفرني بمرادي يقال فلج الرجل على خصمه إذا ظفر به أهـ قلت جاء هذا اللفظ وهو قوله فأفلجني من طرق أخرى عند الإمام أحمد مقتصرا إلى قوله وخطب على فأنكحني قال الإمام احمد رحمه الله حدثنا هشام بن عبد الملك وسريج بن النعمان قال ثنا أبو عوانة عن أبي الجويرية عن معن بن يزيد ح وحدثنا عفان قال ثنا أبوعوانة قال ثنا أبو الجويرية عن معن بن يزيد قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنا وأبي وجدي وخاصمت إليه فأفلجني وخطب على فأنكحني اهـ (4) لم يذكر اسم الرجل والمعنى أنه أذن لهذا الرجل أن يتصدق بها على المحتاج إليها إذنا مطلقا (5) أي أتيت أبي بالصدقة (6) يعني أنه خاصم أباه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الصدقة وهذه(1/3)
المخاصمة تفسير لخاصمت الأول (7) يعني من أجر الصدقة على محتاج وابنك محتاج (8) أي لانك اخذت محتاجا إليها وإنما أمضاها النبي صلى الله عليه وسلم لأنه دخل في عموم الفقراء المأذون للوكيل في الصرف إليهم وكانت صدقة تطوع (تخريجه) (خ) وفيه أن العبرة بالنية وان للمتصدق أجر ما نواه سواء صادف المستحق أم لا وأن الأب لارجوع له في الصدق على ولده بخلاف الهبة والله أعلم (9) (سنده) حدثنا عبيد الله بن معاذ بن العنبري ثنا المعتمر قال قال أبي رحمه الله ثنا أبو عثمان عن أبي بن كعب الخ (غريبه) (10) شد الحر (11) بضم الميم وفتح الطاء المهملة وتشديد النون مفتوحة أي
3@@@
قوله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم(1/4)
قال فما سمعت كلمة أكره إلى منها قال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك فقال يانبي الله لكيما يكتب أثري ورجوعي إلى أهلي وإقبالي إليه قال أنطاك (1) الله ذلك كله (وفي لفظ) إن له بكل خطوة درجة (وفي رواية فقال لك ما نويت أو قال لك أجر ما نويت) (عن عائشة أم المؤمنين) (2) رضي الله عنها قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم إذ ضحك في منامه ثم استيقظ فقلت يارسول الله مم ضحكت ؟ قال إن أناسا من أمتي يؤمون هذا البيت لرجل من قريش قد استعاذ بالحرم فلما بلغوا البيداء خسف بهم ومصادرهم شتى (4) يبعثهم الله على نياتهم قلت وكيف يبعثهم الله عز وجل على نياتهم ومصادرهم شتى ؟ قال جمعهم الطريق منهم المستبصر (6) وابن السبيل والمجبور يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى (عن ابن عمر) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم (عن عبد الله بن عمرو) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه فقال اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة ماكان يعمل من خير (8) ماكان وثاقى (عن عائشة رضي الله عنها) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن(1/5)
مشدود بالحبال ببيت محمد صلى الله عليه وسلم الخ يريد ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته لأني أحتسب عند الله كثرة الخطا من بيتي إلى المسجد (1) بالنون أي أعطاك وهي لغة أهل اليمن (تخريجه) (م جه) وتقدم نحوه في باب فضل المسجد الأبعد وكثرة الخطا إلى المساجد من كتاب الصلاة في الجزء الخامس صحيفة 208 رقم 1351 (2) (سنده) حدثنا أبو سعيد قال حدثنا القاسم بن الفضل الحداني قال سمعت محمد بن يزيد قال سمعت عبد الله بن الزبير يقول حدثتني عائشة أم المؤمنين الخ (غريبه) (3) أي يقصدون الكعبة لغزو رجل من قريش الخ (4) أي أغراضهم مختلفة (5) قال النووي رحمه الله تعالى المستبصر هو المستبين لذلك القاصد له عمدا وأما المجبور فهو المكره يقال أجبرته فهو مجبر هذه اللغة المشهورة ويقال أيضا جبرته فهو مجبور حكاها الفراء وغيره وجاء هذا الحديث على هذه اللغة وأما ابن السبيل فالمراد به سالك الطريق معهم وليس منهم (ويهلكون مهلكا واحدا) أي يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم ويصدرون يوم القيامة مصادر شتى أي يبعثون مختلفين على قدر نياتهم فيجازون بحسبها وفي هذا الحديث من الفقه التباعد من أهل الظلم والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المضلين لئلا يناله ما يعاقبون به وفيه أن كثر (بتشديد المثلثة) سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا (تخريجه) (ق وغيرهما) بألفاظ مختلفة والمعنى واحد (6) (سنده) حدثنا إبراهيم بن إسحاق حدثنا ابن المبارك عن يونس عن ابن شهاب أخبره حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) (7) (سنده) حدثنا إسماعيل بن يوسف الأزرق حدثنا سفيان الثورى عن علقمة بن مرثد عن القاسم يعنى ابن مخيمرة عن عبد الله بن عمرو الخ (غريبه) (8) أي من النوافل كصلاة بالليل أو صيام نفل بالنهار تعوده ونحو ذلك (وقوله ماكان في وثاقي) معناه مادام يمنعه المرض عن(1/6)
العمل (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه (حم بز طب) ورجال أحمد رجال الصحيح (9) (سنده) حدثنا
4@@@
إذا عزم الإنسان على سيئة فعملها كتبت سيئة : فإن تركها خوفا من الله كتبت حسنة
رجل تكون له ساعة من الليل (وفي رواية صلاة من الليل) يقومها فينام عنها إلا كتب له أجر صلاته (1) وكان نومه عليه صدقة تصدق به عليه (عن أبي هريرة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الملائكة رب ذلك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به (3) فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وان تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها جراى (4) (باب ما جاء في الإخلاص في العمل ومضاعفة الأجر بسببه) (عن أبي ذر) (5) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما (6) ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة (7) وخليقته مستقيمة وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة فأما الأذن فقمع (9) والعين مقرة (10) لما يوعى القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا (عن أبي هريرة) (11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينظر(1/7)
وكيع حدثنا ابو جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر عه سعيد بن جبير عن عائشة الخ (غريبه) (1) أي تفضلا من الله تعالى وهذه الفضيلة إنما تحصل لمن غلبه النوم أو منعه عذر من القيام مع أن نيته القيام لاسيما وقد جاء عن ابن ماجه من حديث أبي الدرداء مرفوعا (من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم فيصلي في الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه) فظاهره أن له أجرا مكملا مضاعفا لحسن نيته وصدق تلهفه وتأسفه وهو قول كثير من العلماء وقال بعضهم يحتمل أن يكون غير مضاعف والتي يصليها أكمل وافضل والظاهر هو الأول لأن الأجر يكتب بالنية وقد حصلت والله أعلم (تخريجه) (دنس طل) وسكت عنه أبو داود والمنذري وروى نحوه ابن ماجه من حديث أبي الدرداء (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن عمام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة فذكر أحاديث منها عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (3) أي بنيته وقصده لا يحتاج إلى تبليغ الملائكة (4) بفتح الجيم والراء المشددة أي من أجلي وخشية عقابي وهذا من فضل الله تعالى ورحمته بهذه الأمة (تخريجه) (م) وغيره (باب) (5) (سنده) حدثنا إبراهيم بن أبي العباس ثنا بقية قال وأخبرني بحير بن سعيد عن خالد بن معدان قال قال أبو ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (6) أي من الأمراض كحقد وحسد وغيرهما (7) أي راضية بالأقضية الإلهية (وخليقته) أي طريقته (8) وخص السمع والبصر لأن الآيات الدالة على وحدانية الله أما سمعية فالأذن هي التي تجعل القلب وعاء لها أو نظرية والعين هي التي تقرها في القلب وتجعله وعاءا لها (9) بفتح القاف وكسر الميم جمعه أقماع كضلع وأضلاع وهو الإناء الذي يترك في رءوس الظروف لتملأ بالمائعات من الأشربة والأدهان شبه أسماع الذين يستمعون القول ويحفظونه ويعملون به بالأقماع في حفظ ما يفرغ فيها من الاندلاق فإن سمعت ولم تع فكالاقماع(1/8)
التي لا تعى شيئا مما يفرغ فيها فكأنه يمر عليها مجازا كما يمر الشراب في الاقماع اجتيازا (10) أي ساكنة مطمئنة (لما يوعى القلب) أي لما يعقل ويحفظ من الخير والشر ولذا قال صلى الله عليه وسلم (وقد أفلح من جعل قلبه واعيا) أي للخير كالإيمان بالله ورسوله والأعمال الصالحة (تخريجه) (هق) وأورده الهيثمي وحسن أسناده وقال المنذري في أسناد أحمد احتمال للتحسين (11) (سنده) حدثنا محمد بن بكر البرسانى حدثنا جعفر يعنى ابن برقان قال سمعت يزيد بن الأصم عن أبي هريرة الخ
5@@@
تضاعف الحسنات بلا حد باعتبار النية والإخلاص في العمل
إلى صوركم وأموالكم (1) وإنما ينظر إلى قلوبكم (2) وأعمالكم (عن أبي عثمان) (3) قال بلغني عن أبي هريرة أنه قال أن الله عز وجل يعطي عبده المؤمن بالحسنة الواحده ألف ألف حسنة قال فقضى أنى انطلقت حاجا أو معتمرا فلقيته فقلت بلغني عنك حديث أنك تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يعطى عبده المؤمن بالحسنة ألف ألف حسنة ؟ (4) قال أبو هريرة لا بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يعطيه ألفي ألف حسنة (5) ثم (تلا يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) فقال إذا قال أجرا عظيما فمن يقدر قدره (وعنه في رواية أخرى بنحوه وفيها ) فقال (يعنى أبا هريرة) وما أعجبك فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ليضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة (باب ما جاء في العزم والنية على الشر) (عن أبي بكرة) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تواجه المسلمان بسيفيهما (7) فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار (8) قيل هذا القاتل فما بال المقتول (9)
((1/9)
غريبه) (1) أي لا ينظر إلا حسن صوركم وكثرة أموالكم الخالية من الخيرات أي لا يثيبكم عليها ولا يقربكم منه (2) أي لأنها محل التقوى وأوعية الجواهر وكنوز المعرفة (وأعمالكم) الصالحة بالإخلاص (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) بعمنى النظر هنا الإحسان والرحمة والعطف فأصلحوا أعمالكم وقلوبكم ولا تجعلوا همتكم متعلقة بالبدن والمال فإن الله تعالى لا يقبل المرء ولا يقربه بحسن الصورة وكثرة المال ولا يرده بضد ذلك وهو العليم الخبير جل شأنه (فائدة) قال الإمام الغزالي قد أبان هذا الحديث أن يحل القلب موضع نظر الرب فياعجبا ممن يهتم بوجهه الذي هو نظر الخلق فيغسله وينظفه من القذر والدنس ويزينه لئلا يطلع ربه على دنس أو غيره فيه اهـ (تخريجه) (م جه) (3) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا سليمان يعنى ابن المغيرة عن علي بن زيد عن أبي عثمان (يعني النهدي) قال بلغني عن أبي هريرة الخ (غريبه) (4) جاء عند أبي حاتم عن أبي عثمان قال قلت يا أبا هريرة سمعت أخواني بالبصرة يزعمون أنك تقول سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يجزي بالحسنة ألف ألف حسنة الحديث (5) هذه المضاعفة تكون بقدر الإخلاص في العمل والخوف من الله عز وجل ثم استدل أبو هريرة بقوله تعالى (وإن تلك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) يعني أن الله تعالى أطلق المضاعفة ولم يقيدها بعدد معلوم ثم قال (ويؤت من لدنه أجرا عظيما) فوق المضاعفة فمن الذي يقدر (بضم الدال) أي يمكنه معرفة هذا الجزاء يقال قدرت الأمر أقدره بضم الدال وكسرها إذا نظرت فيه ودبرته قال المفسرون في قوله تعالى (ويؤت من لدنه أجرا عظيما) يعني الجنة والله أعلم (تخريجه) أخرجه أيضا ابن ابي حاتم في تفسيره ورجاله عند الإمام أحمد ثقات إلا على بن زيد ففيه خلاف بعضهم وثقه وبعضهم ضعفه والله أعلم (باب) (6) (سنده) حدثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن زيد ثنا المعلى بن زياد(1/10)
ويونس وأيوب وهشام عن الحسن عن الأحنف عن أبي بكرة الخ (غريبه) (7) أي ضرب كل منهما وجه الآخر أي ذاته (8) وفي رواية للبخاري (من أهل النار) أي إستحقانها وقد يغفر الله لهما أو ذلك محمول على من استحل ذاك (9) أي فما ذنبه يدخلها ؟ والقاتل
6@@@
إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار وكلام العلماء فيما شجر بين الصحابة
قال قد أراد قتل صاحبه (1) (باب إحسان النية على الخير ومضاعفة الأجر بسبب ذلك وما جاء في العزم والهم) (عن أبي هريرة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحسن أحدكم اسلامه (3) فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف (4) وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها حتى يلقى الله عز وجل (عن ابن عباس) (5) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ربك تبارك وتعالى رحيم (6) من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرة إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة (7) ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له واحده أو يمحوها الله ولا يهلك على الله تعالى إلا هالك (8) (وعنه عن طريق(1/11)
ذلك هو أبو بكرة (1) وفي رواية للبخاري (أنه كان حريصا على قتل صاحبه) أي جازما بذلك مصمما عليه ناويا له وبه استدل من قال بالمؤاخذة بالعزم وإن لم يقع الفعل واجاب من لم يقل بذلك أن في هذا فعلا وهو المواجهة بالسلاح ووقوع القتال ولا يلزم من كون القاتل والمقتول في النار أن يكونا في مرتبة واحدة فالقاتل يعذب على القتال والقتل والمقتول يعذب على القتال فقط فلم يقع التعذيب على العزم المجرد (قال النووي) وأما كون القاتل والمقتول من أهل النار فمحمول على من لا تأويل له ويكون قتالهما عصبية ونحوها ثم كونه في النار معناه مستحق لها وقد يجازى بذلك وقد يعفو الله تعالى عنه هذا مذهب أهل الحق وعلى هذا يتأول كل ما جاء من نظائره (واعلم) ان الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم ليست بداخلة في هذا الوعيد ومذهب أهل السنة والحق احسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم وتأويل قتالهم وأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض النيا بل اعتقد كل فريق أنه الحق ومخالفه باغ فوجب عليه قتاله ليرجع إلى أمر الله وكان بعضهم مصيبا وبعضهم مخطئا معذورا في الخطأ لأنه لاجتهاد والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه وكان علي رضي الله عنه هو المحق المصيب في تلك الحرب هذا مذهب أهل السنة وكانت القضايا مشتبهة حتى إن جماعة من الصحابة تحيروا فيها فاعتزلوا الظائفتين لم يقاتلوا ولم يتيقنوا الصواب ثم تأخروا عن مساعدته والله أعلم (تخريجه) (ق فس) وغيرهما (باب) (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة فذكر أحاديث (منها) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (3) معنى حسن إسلامه أسلم إسلاما حقيقيا ظاهرا وباطنا مخلصا لله عز وجل في عمله وليس كاسلام المنافقين ظاهره يخالف باطنه (4) سيأتي الكلام على معنى المضاعفة في شرح الحديث التالي (تخريجه) (ق.(1/12)
وغيرهما) (5) (سنده) حدثنا عفان حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا الجعد أبو عثمان عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس الخ (غريبه) (6) أي بعباده خصوصا الأمة المحمدية فقد أكرمها الله تعالى وضاعف لها الحسنات وخفف عنها مما كان على غيرها من الإصر وهو الثقل والمشاق (7) قال النووي فيه تصريح بالمذهب الصحيح المختار عند العلماء أن التضعيف لا يقف على سبعمائة ضعف وحكى أبو الحسن أقضى القضاة الماوردى عن بعض العلماء أن التضعيف لا يتجاوز سبعمائة ضعف وهو غلط لهذا الحديث والله أعلم اهـ (8) قال القاضي عياض رحمه الله معناه من حتم هلاكه وسدت عليه أبواب الهدى مع سعة رحمة الله تعالى وكرمه وجعله السيئة حسنة إذا لم يعملها وإذا عملها واحدة والحسنة إذا لم يعملها واحد وإذا
7@@@
كلام العلماء فيمن عزم على معصية أو هم بها أو خطر في نفسه
ثان) (1) يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل قال إن الله كتب الحسنات والسيئات فمن هم بحسنة فلم يعملها كتب الله له عنده حسنة كاملة وإن عملها كتبها الله عشرا إلى سبعمائة إلى اضعاف كثيرة أو إلى ماشاء الله أن يضاعف ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن عملها كتبها الله سيئة واحدة (عن أبي هريرة) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (باب ما جاء في حديث النفس ووسوسة الشيطان وتجاوز الله عز وجل عنه) (حدثنا محمد ابن جعفر وحجاج) (3) قالا ثنا شعبة عن سليمان ومنصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن(1/13)
عملها عشرا إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة فمن حرم هذه السعة وفاته الفضل وكثرت سيئاته حتى غلبت حسناته مع أن أفراد حسناته متضاعفة فهو الهالك المحروم والله أعلم (1) (سنده) حدثنا أبو كامل ثنا سعيد بن زيد اخبرنا الجعد أبو عثمان قال حدثني أبو رجاء العطاردي عن ابن عباس يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معتمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة فذكر أحاديث منها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يفعل فإذا عملها اكتبها له بعشرة أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها ما لم يفعلها فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها (تخريجه) (ق.(1/14)
وغيرهما) هذا وأحاديث الباب جاءت من طرق كثيرة عند الشيخين والإمام أحمد وغيرهم اقتصرت منها هنا على أصحها وأجمعها وكلها بمعنى واحد (قال الإمام المازرى) رحمه الله مذهب القاضي أبي بكر بن الطيب ان من عزم على المعصية بقلبه ووطن نفسه علها أثم في اعتقاده وعزمه ويحمل ما وقع في هذه الأحاديث وأمثالها على أن ذلك فيمن لم يوطن نفسه على المعصية وإنما مر ذلك بفكره من غير استقرار ويسمى هذا هما ويفرق بين الهم والعزم هذا مذهب القاضي أبي بكر وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين وأخذوا بظاهر الحديث (قال القاضي عياض) رحمه الله : عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين على ما ذهب إليه القاضي أبي بكر للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب لكنهم قالوا أن هذا العزم يكتب سيئة وليست السيئة هم بها لكونه لم يعملها وقطعه عنها قاطع غير خوف الله تعالى والإنابة لكن نفس الإصرار والعزم معصية فتكتب معصية فإذا عملها كتبت معصية ثانية فإن تركها خشية الله تعالى كتبت حسنة كما في الحديث (إنما تركها من جراى) فصار تركه لها لخوف الله تعالى ومجاهدته نفسه الأمارة بالسوء في ذلك وعصيانه هواه حسنة فأما الهم الذي لا يكتب فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها ولا يصحبها عقد ولا نية ولا عزم وذكر بعض المتكلمين خلافا فيما إذا تركها لغير خوف الله تعالى بل لخوف الناس هل تكتب حسنة قال لا لأنه إنما حمله على تركها الحياء وهذا ضعيف لا وجه له هذا آخر كلام القاضي وهو ظاهر حسن لا مزيد عليه وقد تظاهرت نصوص الشرع بالمؤاخذة بعزم القلب المستقر ومن ذلك قوله تعالى (ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم) الآية وقوله تعالى (اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم) والآيات في هذا كثيرة وقد تظاهرت نصوص الشرع وإجماع العلماء على تحريم الحسد وحتقار المسلمين وإرادة المكروه بهم وغير ذلك من أعمال القلوب وعزمها والله أعلم فأده(1/15)
النووي في شرح مسلم (باب) (3) (حدثنا محمد بن جعفر) وحجاج قالا ثنا شعبة عن سليمان ومنصور عن ذر الخ)
8@@@
ما جاء في الحديث عن النفس ووسوسة الشيطان
عباس أنهم قالوا (1) يا رسول الله إنا نحدث أنفسنا بالشيء (2) لأن يكون أحدنا حممة (3) أحب إليه من أن يتكلم به قال فقال أحدهما (4) الحمدلله الذي لم يقدر منكم (يعني الشيطان) إلا على الوسوسة وقال الآخر الحمدلله الذي رد أمره إلى الوسوسة (وعن ابن عباس أيضا من طريق ثان) (5) قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر الحمدلله الذي رد كيده إلى الوسوسة (6)
((1/16)
غريبه) (1) يعني أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا الخ (2) لعل هذا لشيء ما جاء في حديث أبي هريرة عند الشيخين والإمام أحمد وتقدم في باب صفاته عز وجل وتنزيهه عن كل نقص من كتاب التوحيد في الجزء الأول صحيفة 46 رقم 19 قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلق السماء ؟ فيقول الله عز وجل فيقول من خلق الأرض ؟ فيقول الله فيقول من خلق الله ؟ فإذا أحس أحدكم بشيء من هذا فليقل آمنت بالله وبرسله وفي لفظ للشيخين فليستعذ بالله ولينته (3) بضم الحاء المهملة وفتح الميمين أي فحمة (4) يعني أحد الراويين اللذين روى عنهما الإمام أحمد في هذا الحديث وهما محمد بن جعفر وحجاج قال أحدهما في روايته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمد لله الذي لم يقدر منكم إلا على الوسوسة قال الآخر في روايته الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة (ولمسلم عن أبي هريرة) قال جاء ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال وقد وجدتموه ؟ قالوا نعم قال ذاك صريح من الإيمان ومعناه أن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك (وأما قوله) فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله ورسله (وفي اللفظ الآخير) فليستعذ بالله ولينته فمعناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه (قال الإمام المازرى) رحمه الله أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها والرد لها من غير استدلال ولا نظر في ابطالها قال والذي يقال في هذا المعنى أن الخواطر على قسمين فأما التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها وعلى هذا يحمل الحديث وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه وأما(1/17)
الخواطر المستقرة التي أوجدتها الشبهة فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها والله أعلم (وأما قوله) فليستعذ بالله ولينته فمعناه إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره وليعرض عن الفكرة في ذلك وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها والله أعلم (5) (سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ذر بن عبد الله الهمداني عن عبد الله ابن شداد عن ابن عباس الخ (6) إنما قال ذلك صلى الله عليه وسلم لأن الشيطان إنما يوسوس بأن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه وأما الكافر فأنه يأتيه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف أراد فعلى هذا معنى سبب الوسوسة محض الإيمان ويؤيد ذلك ما رواه الإمام أحمد أيضا عن عائشة رضي الله عنها وتقدم في باب صفات الله تعالى وتنزيه عن كل نقص من كتاب التوحيد في الجزء الأول صحيفة 46 رقم 20 قال : شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجدون من الوسوسة
(م2 – الفتح الرباني – ج 19)
9@@@
الاقتصاد في الأعمال من سنة النبي صلى الله عليه وسلم
(عن أبي هريرة) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجوز (2) لأمتي (وفي رواية أخرى أن الله تجاوز لأمتى) عما حدثت في أنفسها أو وسوست به أنفسها (3) مالم تعمل به (4) أو تكلم به
((57)) كتاب الاقتصاد
((1/18)
باب الاقتصاد في الأعمال) (حدثنا هشيم) (5) عن حصين بن عبد الرحمن ومغيرة الضي عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال زوجني أبي امرأة من قريش فلما دخلت على جعلت لا أنحاش (6) لها عما بي من القوة على العبادة من الصوم والصلاة فجاء عمرو بن العاص إلى كنته (7) حتى دخل عليها فقال لها كيف وجدت بعلك ؟ قالت خير الرجال أو كخير البعولة (8) من رجل لم يفتش لنا كنفا (9) ولم يعرف لنا فراشا فأقبل علي فعذمني (10) وعضني بلسانه فقال انكحتك امرأة من قريش ذات حسب فعضلتها (11) وفعلت وفعلت ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته فقال لي أتصوم النهار؟ قلت نعم قال وتقوم الليل ؟ قلت نعم قال لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأمس النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني قال اقرأ القرآن كل شهر قلت إني اجدني أقوى من ذلك قال فاقرأه في كل عشرة أيام(1/19)
وقالوا يا رسول الله إنا لنجد شيئا لو أن احدنا خر من السماء كان أحب إليه من أن يتكلم به فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك محض من الإيمان (تخريجه) أخرج حديث الباب (ق. وغيرهما) (1) (سنده) حدثنا يزيد ******** عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن أبي هريرة الخ (غريبه) (2) بضم أوله وثانيه مبنى للمفعول وبكسر الواو مشددة وفي الرواية الأخرى تجاوز ومعناها واحد أي عفا (3) قال العلماء المراد به الخواطرالتي لا تستقر مطلقا ولو بالكفر وغيره من الكبائر فلو خطر له الكفر مجرد خطور من غير تعمد لتحصيله ثم صرفه في الحال فليس بكافر ولا شيء عليه (4) في العمليات بالجوارح (أو تكلم به) اصله تتكلم حذفت إحدى التاءين تخفيفا أي في القوليات باللسان على وفقه إذا لم يحصل كلام ولا عمل فلا مؤاخذة بحديث النفس مالم يبلغ حد الجزم وإلا أوخذ به والله أعلم (تخريجه) (ق والأربعة وغيرهم) (5) (حدثنا هشيم الخ) (غريبه) (6) بفتح الهمزة وسكون النون من الحوش وهو التجمع والجمع يقال ما ينحاش فلان من شيء إذا لم يتجمع له لقلة اكتراثه به والمعنى أنه لم يهتم بشأنها ولم يجعل لها وقتا للاختلاء بها ومؤانستها رغما عما به من القوة والشباب بل أفرغ كل وقته وقوته للعبادة من صلاة وصوم (7) بفتح الكاف وتشديد النون امرأة الابن وتطلق أيضا على امرأة الأخ (8) جمع بعل وهو الزوج (9) قال في النهاية بفتح الكاف والنون وهو الجانب تعني أنه لم يقربها (10) بالعين المهملة والذال المعجمة المفتوحتين قال الخليل أصل العذم العض ثم يقاله عذمه بلسانه يعذمه عذما (وقال الرمخشري) في الأساس ومن المستعار رأيته يعذم صاحبه أي يعضه بالملام والعذائم اللوائم فقوله بعد وعضني عطف تفسير (وبلسانه) قرينه للمجاز (11) قال في النهاية هو من العضل المنع أراد أنك لم تعاملها معاملة الأزواج لنسائهم ولم تتركها تتصرف في نفسها فكأنك منعتها (وقوله وفعلت وفعلت) يعدد إساءته لها
10@@@(1/20)
حديث عبدالله بن عمرو في الإفراط في العمل وعدم قبوله الرخصة وندمه على ذلك
قلت إني اجدني أقوى من ذلك قال أحدهما أما حصين وإما مغيرة (1) قال فاقرأه في كل ثلاث (وفي رواية قال فاقرأه في كل سبع لا تزيدن على ذلك) قال ثم قال صم في كل شهر ثلاثة أيام فلت إني أقوى من ذلك قال فلم يزل يرفعني (2) حتى قال صم يوما وافطر يوما فإنه أفضل الصيام وهو صيام أخي داود قال حصين في حديثه ثم قال صلى الله عليه وسلم فإن لك عابد شرة (3) فترة فإما إلى سنة وإما إلى بدعة فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك قال مجاهد فكان عبد الله بن عمرو حيث قد ضعف وكبر يصوم الأيام كذلك يصل بعضها إلى بعض ليتقوى بذلك ثم يفطر بعد (4) تلك الأيام قال وكان يقرأ في كل حزب كذلك يزيد أحيانا وينقص أحيانا غير أنه يوفي العدد إما في سبع وإما في ثلاث قال ثم كان يقول بعد ذلك لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي مما عدل به (5) أو عدل لكني فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره (عن جابر) (6) (يعني ابن عبدالله ) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا (7) وسددوا فإنه ليس أحد منكم ينجيه عمله (8) قالوا ولا إياك يا رسول الله ؟
((1/21)
1)هما الراويان اللذان رويا هذا الحديث عن مجاهد (2) أي يزيد في طلبه (3) الشرة بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء المفتوحة النشاط والرغبة (والفترة) الانكسار والضعف والسكون بعد الحدة واللين بعد الشدة (4) بكسر الموحدة وفتح المهملة يعني بعدد تلك الأيام وفي نسخة بهامش مسلم (بعد) فعل مضارع (5) بضم أوله وكسر ثانيه مبني للمفعول أي وزن به كل شيء يقابل ذلك من الدنيويات قاله الحافظ (وقوله أو عدل) بفتح العين والدال بالبناء للفاعل كما ضبط في بعض النسخ أي ساوى والمعنى مقارب في الحرفين (تخريجه) لم أقف عليه مطولا بهذا السياق لغير الإمام أحمد وسنده صحيح وهو حديث مشهور معروف من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رواه عنه كثير من التابعين وأخرجه أصحاب الكتب وغيرهم مقطعا بعضه بلفظ أو بمعناه من طرق كثيرة (قال النووي رحمه الله) وحاصل الحديث بيان رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمته وشفقته عليهم وإرشادهم إلى مصالحهم وحثهم على ما يطيقون الدوام عليه ونهيهم عن التعمق والإكثار من العبادات التي يخاف عليهم الملل بسببها أو تركها أو ترك بعضها وقد بين ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وبقوله صلى الله عليه وسلم لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل وفي الحديث الآخر أحب العمل إليه ما داوم صاحبه عليه وقد ذم الله تعالى قوما أكثروا العبادة ثم فرطوا فيها فقال تعالى (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها) أهـ (قلت) وسيأتي في هذا الباب كثير من ذلك (6) (سنده) حدثنا سريج بن النعمان ثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر الخ (غريبه) (7) المقاربة القصد في الأمور التي لاغلو فيها ولا تقصير أي اقتصدوا في الأمور وتجنبوا الافراط والتفريط ولا تنهمكوا في أمر الدنيا فتعرضوا عن الطاعة رأسا (وسددوا) أي اقصدوا السداد أي الصواب أو(1/22)
بالغوا في التصويب من سدد الرجل إذا صار ذا سداد وسدد في رميته إذا بالغ في تصويبها واصابتها (8) قال القاضي عياض أراد أن النجاة من العذاب والفوز بالثواب بفضل الله ورحمته والعمل
11@@@
قوله صلى الله عليه وسلم اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن خير العمل أدومه وإن قل
قال ولا إياي إلا أن يتغمدني (1) الله برحمته (عن عبدالله بن عمرو) (2) قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجال ينصبون (3) في العبادة من أصحابه نصبا شديدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك ضراوة (4) الإسلام وشرته (5) ولكل ضراوة شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى الكتاب والسنة (6) فلأم (7) ماهو ومن كانت فترته إلى معاصي الله (8) فذلك هو الهالك (عن ابي هريرة) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلفوا (10) من العمل ما تطيقون فإن خير العمل أدومه وإن قل (11)(1/23)
غير مؤثر فيهما على سبيل الإيجاب والاقتضاء بل غايته أنه يعد العامل لأن يتفضل عليه ويقرب إليه الرحمة كما قال تعالى أن رحمة الله قريب من المحسنين وليس المراد توهين العمل ونفيه بل توقيف العباد على أن العمل إنما يتم بفضل الله وبرحمته لئلا يتكلوا على أعمالهم اغترارا بها اهـ . (قلت) لا تعارض بين هذا وقوله تعالى (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) (1) أي يشملني بفضله ورحمته مأخوذ من غمد السيف يقال غمدته إذا ألبسته غمده وغشيته به (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ من حديث جابر لغير الإمام أحمد وسنده صحيح وروى نحوه الشيخان من حديث أبي هريرة ولفظ البخاري (لن يدخل أحدا عمله الجنة قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضله ورحمته فسددوا وقاربوا الحديث (وعن عائشة رضي الله عنها) عند البخاري والإمام أحمد مثله وسيأتي في هذا الباب (2) (سنده) حدثنا يعقوب ابي عن ابن اسحاق حدثني أبو الزبير المكي عن أبي العباس ولي بني الديل عن عبدالله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ وله طريق أخرى عند الامام أحمد قال حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن اسحاق عن ابي الزبير عن ابي العباس مولى بني الديل عن عبدالله بن عمرو فذكر الحديث بنحو حديث الباب (غريبه) (3) بفتح الصاد المهملة من باب تعب أي يتعبون في العبادة الخ (4) بفتح الضاد المعجمية وتخفيف الراء من قولهم ضرى بالشيء ضرى وضراوة إذا اعتاده ولزمه وأولع به كما يضرى السبع بالصيد وهو من باب تعب (5) تقدم ضبط الشرة ومعناها في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب وهو النشاط والرغبة (والفترة) اللين بعد الشدة (6) أي إلى العمل بكتاب الله كقوله تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) (والسنة) كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي (اكلفوا من العمل ما تطيقون) (7) بكسر اللام وفتح الهمزة وتشديد الميم المكسورة منونة (قال في النهاية) أي قصد الطريق المستقيم يقال أمه(1/24)
يؤمه أما واسممه وتيممه (8) أي كان انصرف من الاجتهاد في طاعة الله إلى الاجتهاد في معصية الله فذلك هو الهالك نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) الحديث سنده صحيح وأورده الهيثمي وقال رواه الطبراني في الكبير واحمد بنحوه ورجال احمد ثقات وقد قال ابن اسحق حدثني أبو الزبير فذهب التدليس أهـ ومعنى ذلك أن ابن اسحاق روى هذا الحديث مرتين فقال في احداهما حدثني ابو الزبير وهي الرواية الصحيحة التي اثبتناها في المتن وقال في الثانية عن أبي الزبير لم يصرح بالتحديث في هذه المرة وهي التي أثبتنا سندها في الشرح وابن اسحاق ثقة مدلس فإذا عنعن لا يحتج بحديثه وإذا صرح بالتحديث فحديثه يحتج به والله أعلم (9) (سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيمة حدثنا عبد الرحمن الأعرج قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (10) (غريبه) بفتح اللام من كلف بكسرها أي تحملوا من العمل ما تطيقون المداومة عليه من غير عجز في المستقبل (11) معناه أن المداومة على عمل من أعمال البر ولو
12@@@
أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مادام وإن قل
((1/25)
عن أبي صالح) (1) قال سئلت عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أي العمل كان أعجب (2) إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالتا ما دام وإن قل (ومن طريق ثان) (3) عن الأسود قال قلت لعائشة رضي الله عنها حدثيني بأحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان أحب العمل إليه الذي يدوم عليه الرجل وإن كان يسيرا (عن عائشة رضي الله عنها) (4) أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها فلانه (5) لامرأة فذكرت من صلاتها فقال (6) عليكم بما تطيقون (7) فوالله لا يمل (8) الله عز وجل حتى تملوا إن أحب الدين (9) إلى الله ما داوم عليه صاحبه (وعنها أيضا) (10) قالت مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم الحولاء بنت تويت (11) فقيل له يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها تصلى بالليل صلاة كثيرة فإذا غلبها النوم ارتبطت بحبل فتعلقت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتصل ما قويت على الصلاة فإذا نعست (12)(1/26)
كان مفضولا أحب إلى الله عز وجل من عمل يكون أعظم أجرا لكن ليس فيه مداومة (تخريجه) (جه طل) وفي إسناده ابن لهيعة وقد صرح بالتحديث فحديثه حسن ويؤيده أحاديث عائشة الآتية وحديثها عند البخاري : قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال أدومها وإن قل وقال اكلفوا من الأعمال ماتطيقون (1) (سنده) حدثنا محمد بن فضيل قال ثنا الأعمش عن أبي صالح الخ (غريبه) (2) أي أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الطريق الثانية (3) (سنده) حدثنا ابو نعيم قال حدثنا يونس عن أبي اسحاق عن الأسود الخ (تخريجه) (خ) من طريق عروة بن الزبير عن عائشة ومن طريق مسروق عن عائشة أيضا بمعناه (4) (سنده) حدثنا يحيى ثنا هشام قال أخبرني أبي عن عائشة الخ (قلت) هشام هو ابن عروة بن الزبير بن العوام (غريبه) (5) لم يذكر اسمها في هذا الحديث وهي الحولاء بنت تويت بضم التاء الفوقية وفتح الواو كما صرح بذلك الحديث التالي وهو مروي عن طريق عروة عن أبيه عن عائشة أيضا (6) اسم مبني على السكون اسكت أي اسكتي عن مدحها (7) أي ما تطيقونه على الدوام والاستمرار والثبات لا ما تفعلونه أحيانا وتتركونه أحيانا (8) بفتح الياء التحتية والميم أي لا يقطع الثواب والرحمة عنكم ما بقي لكم نشاط الطاعة أو لا يترك فضله عنكم حتى تتركوا سؤاله ذكر بهذه العبارة للازدواج نحو نسوا الله فنسيهم وإلا فالملال فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء فيورث الكلال في الفعل وهو محال على الله تعالى (حتى تملوا) بفتح الأول والثاني أي حتى تقطعوا أعمالكم (9) أي التعبد به من دان بالإسلام دينا بالكسر تعبد به وتدين به كذلك فهو دين مثل ساد فهو سيد (تخريجه) (جه) وسنده صحيح (10) (سنده) حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن ابن اسحاق قال حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت الخ (غريبه) (11) قال الحافظ في الإصابة الحولاء بنت تويت بمثناتين(1/27)
مصغرا ابن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية ذكرها ابن مسعد وقال أسلمت وبايعت وثبتت في الصحيحين وغيرهما في حديث الزهري عن عروة عن عائشة أن الحولاء بنت تويت مرت بها وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هذه الحولاء بنت تويت يزعمون أنها لا تنام الليل فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا من العمل ما تطيقون الحديث وللحديث طرق بألفاظ ولم تسم في اكثرها اهـ وأشار الحافظ إلى حديث الباب عند الإمام أحمد (12) بفتح العين من بابي نفع وقتل أي أصابها بالنعاس وأل في الصلاة للجنس فتصدق بأي الصلاة كانت فرضا أو نفلا
13@@@
قوله يا أيها الناس أنكم لم تفعلوا ولن تطيقوا كل ما أمرتمم به الخ(1/28)
فلتنم (عن أنس بن مالك) (1) قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبل ممدود بين ساريتين (2) فقال ما هذا ؟ فقالوا لزينب فإذا كسلت (3) أو فترت أمسكت به فقال حلوه ثم قال ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقعد (4) (وفي لفظ) لتصل ما عقلت فإذا غلبت (5) فلتنم (عن عبدالرحمن) (6) قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم حبلا ممدودا بين ساريتين فقال لمن هذا ؟ قالوا لحمنة (7) بنت جحش فإذا عجزت تعلقت به فقال لتصل ما أطاقت فإذا عجزت فلتقعد (عن أبي سلمة عن عائشة) (8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله عز وجل لا يمل حتى تملوا قالت عائشة وكان أحب الصلاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة داوم عليها (9) قال أبو سلمة قال الله عز وجل (الذين هم على صلاتهم دائمون) (10) (عن الحكم ابن حزن الكلفي) (11) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس إنكم لن تفعوا ولن تطيقوا كل ما أمرتم به ولكن سددوا وأبشروا (عن عائشة رضي الله عنها) (12) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمرهم بما يطيقون من العمل يقولون يا رسول الله إنا لسنا كهيئتك إن الله عز وجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قالت فيغضب (13) حتى يعرف الغضب في وجهه(1/29)
ليلا أو نهارا (فلتنم) أي ترقد كما في بعض الروايات (تخريجه) (ق. وغيرهما) (1) (سنده) حدثنا إسماعيل ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (2) تثنية سارية وهي العمود (3) بكسر السين المهملة (أو فترت) شك من الراوي أي ضعفت عن القيام في الصلاة (4) أي يجلس حتى يذهب عنه الضعف والفتور (5) بضم أوله وكسر ثانيه مبني للمفعول أي غلبها النوم (تخريجه) (ق د نس جه) (6) (سنده) حدثنا عبدالرحمن (يعني ابن مهدى) ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبدالرحمن (يعني ابن ابي ليلى) قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (7) بفتح الحاء المهملة وسكون الميم هي أخت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء في الحديث السابق أن هذه القصة وقعت لزينب بنت جحش فيحتمل أنهما واقعتان أو أن بعض الرواة اختلف في الاسم والاختلاف في الاسم لا يؤدي إلى الاختلاف في الحكم والله أعلم (تخريجه) (ق.(1/30)
وغيرهما) (8) (سنده) حدثنا أبو المغيرة قال ثنا الأزواعى قال ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة الخ (غريبه) (9) تعني من النوافل (10) جاء في الأصل (والذين هم على صلاتهم دائمون) ولابد أن تكون هذه الواو وقعت خطأ من الناسخ والصواب (إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون) كما في سورة المعارج (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير إلى قوله حتى تملوا وعزاه للبخاري ومسلم (11) (عن الحكم بن حزن الكلفي) حزن بفتح المهملة وسكون الزاي (الكافي) بضم الكاف وفتح اللام صحابي معروف وهذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الخطبتين يوم الجمعة الخ من كتاب الصلاة في الجزء السادس صحيفة 92 رقم 1595 وهو حديث حسن وصححه ابن خزيمة وابن السكن وأخرجه (د عل هق) (12) (سنده) حدثنا ابن نمير عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه) (13) إنما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يريد بهم اليسر وهم يريدون لأنفسهم العسر لجهلهم بعاقبة ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام
14@@@
قوله صلى الله عليه وسلم أن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق
((1/31)
خط) (عن أنس بن مالك) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا الدين متين (2) فأوغلوا فيه برفق(عن أبي قتادة) (3) عن اعرابي سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن خير دينكم أيسره (4) إن خير دينكم أيسره (عن محجن بن الأدرع) (5) أنه كان آخذا بيد النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد قال ثم أتى حجرة امرأة من نسائه فنفض يده من يدي قال إن خير دينكم أيسره أن خير دينكم أيسره (عن بريدة الأسلمي) (6) قال خرجت يوما لحاجة فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم يمشى بين يدي فأخذ بيدي فانطلقنا نمشي جميعا فإذا نحن بين أيدينا برجل يصلي يكثر الركوع والسجود فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتراه يراني ؟ فقلت الله ورسوله أعلم فترك يدي من يده ثم جمع بين يديه فجعل يصوبهما ويرفعهما ويقول عليكم هديا قاصدا (7) عليكم هديا قاصدا عليكم هديا قاصدا (8) فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه (وفي لفظ) فأرسل يدي ثم طبق بين كفيه فجمعهما وجعل يرفعهما بحيال منكبيه ويضعهما ويقول عليكم هديا قاصدا ثلاث مرات فإنه من يشاد الدين يغلبه (عن مجاهد) (9) قال دخلت أنا ويحيى بن جعدة على رجل من الأنصار من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاة لبني عبد المطلب (10) فقالوا أنها تقوم الليل وتصوم النهار قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكني أنا أنام وأصلى وأصوم وأفطر فمن اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني ان لكل عمل شرة (11)(1/32)
أحمد وسنده صحيح وهو من ثلاثيات الإمام أحمد (1) (خط) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب قال اخبرني عمرو بن حمزة ثنا خلف أبو الربيع أمام مسجد سعيد بن أبي عروبة ثنا أنس بن مالك الخ (غريبه) (2) أي صلب شديد (فأوغلوا) أي سيروا (فيه برفق) من غير تكلف ولا تحملوا أنفسكم ما لا تطيقونه فتعجزوا وتتركوا العمل والإيغال كما في النهاية السير الشديد والوغول الدخول في الشيء (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للإمام أحمد فقط ورمز له بعلامة الصحة (3) (سنده) حدثنا أبو سلمة الخزاعي قال أخبرنا أبو هلال عن حميد بن هلال العدوي سمعه منه عن أبي قتادة الخ (غريبه) (4) أي الذي لا مشقة فيه والدين كله كذلك إذ لا مشقة فيه ولا إصر كالذي كان من قبل لكن بعضه أيسر من بعض فأمر بعدم التعمق فيه فإنه لن يغالبه أحد إلا غلبه وقد جاءت الأنبياء السابقة بتكاليف وآصار بعضها أغلظ من بعض (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (5) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه وسنده وشرحه وتخريجه في الباب الثاني من كتاب المدح والذم (6) (سنده) حدثنا اسماعيل ثنا عيينة ابن عبد الرحمن عن أبيه عن بريدة الأسلمى الخ (غريبه) (7) أي طريقا معتدلا غير شاق يعني الزموا القصد في العمل وهو استقامة الطريق أو الأخذ بالأمر الذي لا غلو فيه ولا تقصير (فإنه) أي الشأن (من يشاد هذا الدين يغلبه) أي من يقاومه ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقته يؤدي به ذلك إلى التقصير في العمل وترك الواجبات (8) كرر هذه الجملة ثلاثا للتأكيد (تخريجه) (ك هق) وصححه الحاكم وأقره الذهي وقال الهيثمي رجاله موثقون وحسنه الحافظ (9) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن مجاهد الخ (غريبه) (10) جاء عند **** مولاة للنبي صلى الله عليه وسلم (11) تقدم شرح هذه
15@@@(1/33)
قصة خويلة بنت حكيم مع زوجها عثمان بن مظعون وإهماله أمرها بسبب العبادة
ثم فترة فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل ومن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى (عن عائشة) رضي الله عنها (1) أن أناسا كانوا يتعبدون في عبادة شديدة (2) فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال والله إني لأعلمكم بالله عز وجل وأخشاكم له وكان يقول عليكم من العمل ما تطيقون فإن الله عز وجل لا يمل حتى تملوا (وعنها أيضا) (3) أنها كانت تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا ويسروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله قالوا ولا انت يا رسول الله ؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله عز وجل رحمة واعلموا أن احب العمل إلى الله عز وجل أدومه وإن قل (وعنها أيضا) (4) قالت دخلت على خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وكانت عند عمان بن مطعون قالت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاذة هيئتها فقال لي يا عائشة ما أبذ هيئة خويلة ؟ قالت فقلت يا رسول الله امرأة لها زوج يصوم النهار ويقوم الليل فهي كمن لا زوج لها فتركت نفسها وأضاعتها قالت فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن مظعون فجاءه فقال يا عثمان أرغبة عن سنتي ؟ قال فقال لا والله يا رسول الله ولكن سنتك أطلب قال فإني أنام وأصلى وأصوم وأفطر وانكح النساء فاتق الله يا عثمان فإن لأهلك عليك حقا فصم وافطر وصل ونم (عن عبدالله بن مسعود) (5) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال ألا هلك المتنطعون (6) ثلاث مرار (7)(1/34)
الجملة الخ الحديث في شرح حديث عبدالله بن عمرو الثالث من أحاديث الباب (تخريجه) أورده الهيثمي وعزاه للبزار فقط وغفل عن عزوه للامام أحمد ثم قال ورجاله رجال الصحيح (1) (سنده) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة قال أنا هشام عن عروة عن عائشة الخ (2) لعلها تشير بذلك إلى الحولاء بنت تويت وزينب بنت جحش وأختها حمنة كما تقدم آنفا في أحاديثهن والله أعلم (تخريجه) (ق. وغيرهما) (3) (سنده) حدثنا عفان قال ثنا وهيب قال ثنا موسى بن عقبة قال سمعت أبا سلمة بن عبدالرحمن ابن عوف يحدث عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تقول الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) وتقدم نحوه جابر بن عبد الله وهو الثاني من أحاديث الباب وتقدم شرحه هناك (4) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب حق الزوجة على الزوج من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر صحيفة 233 رقم 265 فارجع إليه (5) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد ثنا ابن جريج حدثني سليمان بن عتيق عن طلق بن حبيب عن الأحنف بن قيس عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبه) (6) أي المتعمقون المتقعرون في الكلام الذي يرومون بجودة سبكه سي قلوب الناس يقال تنطع الرجل في علمه إذا تنطس فيه (وقال النووي) فيه كراهة التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة ودقائق الاعراب في مخاطبة العوام ونحوهم اهـ وقيل المتعنتون في السؤال عن عويص المسائل الذي يندر وقوعها وقيل الغالون في عبادتهم بحيث تخرج عن قوانين الشريعة ويسترسل مع الشيطان في الوسوسة والله أعلم (7) جاء عند مسلم قالها ثلاث مرات يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كرر هذه الجملة ثلاث مرات للتأكيد وهو آخر الحديث عند مسلم وزاد عند الإمام أحمد بعد قوله ثلاث مرار (قال يحيى في حديث طويل) يعني أن هذا الحديث طرف من حديث طويل اهـ لم يذكر الحديث الطويل (تخريجه) (م د)
16@@@
استحباب الأخذ بالرخصة وعدم التشديد في الدين
((1/35)
1) (عن أنس) أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعضهم لا اتزوج وقال بعضهم أصلى ولا أنام وقال بعضهم أصوم ولا أفطر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأتزوج من النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني (وعنه من طريق ثان) (2) أن ناسا سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عبادته في السر قال فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال أقوام يسألون عما أصنع فذكر الحديث (3) (باب في استحباب الأخذ بالرخصة وعدم التشديد في الدين) (عن ابن عمر) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب أن تؤتي رخصة كما يكره أن تؤتي معصيته (عن عقبة بن عامر) (5) الجهنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يقبل رخصة الله عز وجل كان عليه من الذنوب مثل جبال عرفة (عن عائشة) (6) رضي الله عنها قالت رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر فتنزه عنه ناس من الناس فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب حتى بان الغضب في وجهه (7) ثم قال ما بال قوم يرغبون عما رخص لي فيه (8) فوالله لأنا أعلمهم بالله عز وجل واشدهم له خشية (باب الاقتصاد في الموعظة) (عن أبي وائل) (9) قال كان عبد الله (10) يذكر كل خميس أو اثنين الأيام قال فقلنا أو فقيل يا أبا عبد الرحمن إنا لنحب
((1/36)
1) (سنده) حدثنا مؤمل حدثنا حماد ثنا ثابت عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (2) (سنده) حدثنا أسود ابن عامر ثنا حماد عن ثابت عن أنس أن ناسا الخ (3) (بقيته) أما أنا فأصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني (تخريجه) (ق. وغيرهما) (4) (سنده) حدثنا قتيبه بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن نافع عن ابن عمر الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والبزار والطبراني في الأوسط واسناده حسن (5) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق السيلحبني ثنا ابن لهيعة عن زريق الثقفي وقتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن زريق الثقفي عن ابن شماسة يحدث عقبة بن عامر الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد من حديث عقبة وفي اسناده ابن لهيعة وحديثه ضعيف إذا عنعن وقد عنعن ولكن يؤيده حديث ابن عمر بلفظ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الاثم مثل جبال عرفة رواه الإمام أحمد والطبراني وحسنه الهيثمي والحافظ العراقي وقدم بشرحه وتخريجه في باب جواز الفطر والصوم في السفر من كتاب الصيام في الجزء العاشر صحيفة 108 رقم 168 فارجع إليه والله الموفق (6) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة الخ (غريبه) (7) قال النووي فيه الحث على الافتداء به صلى الله عليه وسلم والنهي عن التعمق في العبادة وذم التنزه عن المباح شكا في إتاحته وفيه الغضب عند انتهاك حرمات الشرع وإن كان المنتهك متأولا تأويلا باطلا (8) معناه أنهم توهموا أن رغبتهم عما رغبت فيه أقرب لهم عند الله تعالى وليس كما توهموا فإني أعلمهم بالله جل شأنه وبالقربات وأولاهم بالعمل وأشدهم لله خشية لأنها تكون بقدر ما أوتيه المرء من العلم (تخريجه) (ق.(1/37)
نس) (باب) (9) (سنده) حدثنا عبيدة يعني ابن حميد عن منصور عن أبي وائل الخ (غريبه) (10) يعنى ابن مسعود رضى الله عنه (يذكر) بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الكاف مكسورة أي يذكرنا بالموعظة والعلم
(م3 – الفتح الرباني – ج 19)
17@@@
الاقتصاد في الموعظة والمعيشة
حديثك ونشتهيه ووددنا أنك تذكرنا كل يوم فقال عبد الله أن لا يمنعني من ذلك إلا أني اكره أن أملكم (1) واني لأتخولكم (2) بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا (عن شقيق) (3) قال كنا ننتظر عبدالله بن مسعود في المسجد يخرج علينا فجاء يزيد بن معاوية يعني النخمى قال فقال الا اذهب فانظر فإن كان في الدار لعلي أن اخرجه اليكم فجاءنا فقام علينا فقال أنه ليذكر لي مكانكم فما آتيكم كراهية أن أملكم لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة كراهية السآمة علينا (4) (ز) (قال عبد الله) (5) سمعت القواريرى (يعني عبيد الله بن عمر القواريرى) يقول كنت أمر بناصح (يعني ابن العلاء أبو العلاء) فيحدثني فإذا سألته الزيادة قال ليس عندي غير ذا وكان ضريرا (6) (باب الاقتصاد في المعيشة) (قر) (قال عبد الله بن الإمام أحمد) (7) قرأت على أبي حدثنا أبو عبيدة الحداد حدثنا سكين بن عبد العزيز العبدي حدثنا ابراهيم الهجرى عن ابي الأحوص (عن عبدالله بن مسعود) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عال (8) من اقتصد (عن أبي الدرداء) (9) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من فقه الرجل (10) رفقه في معيشه
((1/38)
1) أي أتسبب في فتوركم عن طلب العلم والموعظة والاجتهاد والنفور بعد الرغبة (2) بالخاء المعجمة وتشديد الواو قال الخطابي الخائل بالمعجمة هو القائم المتعهد للمال يقال خال المال يخوله تخولا إذا تعهده وأصلحه والمعنى كان يراعى الأوقات في تذكيرهم ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا يملوا (تخريجه) (ق. وغيرهما) (3) (سنده) حدثنا سفيان قال سليمان سمعت شقيقا يقول كنا ننتظر عبد الله بن مسعود الخ (غريبه) (4) قال الحافظ أي السآمة الطارئة علينا أو ضمن السآمة معنى المشقة فعداها بعلى والصلة محذوفة والتقدير من الموعظة ويستفاد من الحديث استحباب ترك المداومة في الجد في العمل الصالح خشية الملال وإن كانت المواظبة مطلوبة قال وتختلف باختلاف الأحوال والأشخاص والضابط الحاجة مع مراعاة وجود النشاط (تخريجه) (ق. وغيرهما) (ز) (5) (قال عبد الله) يعني ابن الامام احمد رحمهما الله (غريبه) (8) من العيلة وهي الفقر أي ما افتقر من انفق قصدا لم يبخل ولم يبذر قال تعالى : (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا لم يقتروا وكانوا بين ذلك قواما) (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفي أسانيدهم إبراهيم بن مسلم الهجرى وهو ضعيف (قلت) له شاهد من حديث ابن عباس أورده الهيثمي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عال مقتصد قط ثم قال رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف (9) (سنده) حدثنا عصام بن خالد حدثني أبو بكر بن عبد الله عن ضمرة عن أبي الدرداء الخ (غريبه) (10) أي من جودة فهمه وحسن تصرفه (رفقه في معيشته) أي ما يتعيش به بأن يسعى في اكتسابها من الحلال من غير كد ولا تهافت ويستعمل القد في الإنفاق من غير إسراف ولا تقتير (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد والطبراني في الكبير ورمز
18@@@
ما جاء في الخوف من الله عز وجل
(58) (كتاب الترغيب في صالح الأعمال)
((1/39)
باب ما جاء في الخوف من الله عز وجل) (عن أبي الدرداء) (1) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقص على المنبر (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت وان زنى وإن سرق يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الثانية (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت الثانية وإن زني وإن سرق يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم الثالثة (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت الثالثة وإن زنى وإن سرق يا رسول الله قال نعم وإن رغم أنف أبي الدرداء (عن سليمان بن سليم) (2) قال قال المقداد بن الأسود لا أقول في رجل خيرا ولا شرا حتى أنظر ما يختم له يعني بعد شيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قيل وما سمعت ؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا اجتمعت عليه (3) (عن أنس بن مالك) (4) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقال له أصحابه وأهله يا رسول الله أتخاف علينا وقد آمنا بك وبما جئت به قال إن القلوب بيد الله عز وجل يقلبها (عن حكيم بن معاوية) (5) عن أبيه (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن رجلا كان فيمن قبلكم رغسه (7) الله تبارك وتعالى مالا وولدا (8) حتى ذهب عصره وجاء عصر فلما حضرته الوفاة قال أي بني أي أب كنت لكم ؟ قالوا خير أب قال فهل أنتم مطيعي ؟ قالوا نعم قال انذروا إذا أنا مت أن تحرقوني حتى تدعوني فحما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا والله ذلك ثم اهرسوني بالمهراس يومئ بيده (9) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا والله ذلك ثم أذروني في البحر في يوم ريح لعلي أضل الله تبارك وتعالى (10) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا والله ذلك فإذا هو في قبضة الله تبارك وتعالى فقال يا ابن آدم ما حملك على ما صنعت ؟ قال أي رب(1/40)
له بعلامة الحسن (باب) (1) (عن أبي الدرداء الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في تفسير سورة الرحمن من كتاب فضائل القرآن الخ في الجزء الثامن عشر صحيفة 293 رقم 449 (2) (سنده) حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا الفرج حدثنا سليمان بن سليم الخ (غريبه) (3) معناه أن التطارد لا يزال فيه جندي الملائكة والشياطين فكل منهما يغلبه إلى مرامه ويلفته إلى جهة فهو محل المعركة دائما أن يقع الفتح لأحد الحزبين فيسكن سكونا تاما (تخريجه) (ك طب) وقال الحاكم على شرط البخاري ورده الذهي بأن فيه معاوية بن صالح لم يرو له البخاري اهـ وقال الهيثمي رواه الطبراني بأسانيد رجال أحدها ثقات اهـ (قلت) لم يرده الذهي لجرح في معاوية بن صالح وإنما رد قول الحاكم على شررط البخارى مع هذا فإن معاوية بن صالح ليس في سند حديث الباب وهو ثقة (4) هذا الحديث تقدم بسنده وتخريجه في باب أدعية كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء بها من كتاب الأذكار في الجزء الرابع عشر صحيفة 289 وتقدم الكلام عليه في شرح حديث أم سلمة رقم 235 صحيفة 288 في الباب المشار إليه (5) (سنده) حدثنا مهنى بن عبد الحميد أبو شبل ثنا حماد بن سلمة عن أبي قزعة عن حكيم بن معاوية الخ (غريبه) (6) أبوه معاوية بن حيدة الصحابي رضي الله عنه (7) بفتح الراء والغين المعجمة بعدها سين مهملة أي كثر ماله وأولاده وبارك له فيها والرغس بسكون المعجمة السعة في النعمة والبركة والنماء (8) جاء في رواية أخرى (كان لا يدين الله عز وجل دينا) الظاهر أنه كان في زمن الفترة (9) أي يشير بيده إلى هيئة الهرس والهرس دق الشيء (10) قال في النهاية لعلي أضل الله أي أفوته ويخفى
19@@@
قصة الرجل الذي أراد الهروب من عذاب الله عز وجل(1/41)
مخافتك (1) قال فتلافاه الله تبارك وتعالى بها (2) (وعن حذيفة بن اليمان) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وفيه فجمعه الله إليه وقال له لم فعلت ذلك ؟ قال من خشيتك قال فغفر له قال عقبة بن عمرو (4) أنا سمعته يقول ذلك (5) وكان نباشا (عن عبد الله) (6) أن رجلا لم يعمل من الخير شيئا قط إلا التوحيد فلما حضرته الوفاة قال لأهله إذا أنا مت فخذوني وأحرقوني حتى تدعوني حممة (7) اطحنوني ثم ذروني في البحر في يوم راح (8) قال ففعلوا به ذلك فإذا هو في قبضة الله قال فقال الله عز وجل له ما حملك على ما صنعت قال مخافتك قال فغفرالله له قال يحيى (9) حدثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع (10) عن أبي هريرة بمثله (11) (وعن أبي سعيد الخدري) (12) عن(1/42)
عليه مكاني وقيل لعلي أغيب عن عذاب الله يقال ضللت الشيء (بفتح اللام الأولى) وضللته (بكسرها) إذا جعلته في مكان ولم تدر أين هو وأضللته إذا ضيعته وضل الناس إذا غاب عنه حفظ الشيء اهـ باختصار (1) أي خوفي من عذابك حملني على ما صنعت وفي بعض الروايات قال من خشيتك قال فغفر له (2) أي تداركه برحمته وغفر له (فإن قيل) كيف يغفر الله له وقد اعتقد أن هروبه ينفعه وأنه يخفى على الله والله تعالى يقول (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء) (وأجيب عن ذلك) بأجوبة (منها) أنه كان مثبتا للصانع وكان في زمن الفترة فلم تبلغه شرائط الإيمان (ومنها) أنه قال ذلك في حال دهشته وغلبه الخوف عليه حتى ذهب بعقله لما يقول ولم يقله قاصدا لحقيقة معناه بل في حالة كان فيها كالغافل والذاهل والناسي الذي لا يؤاخذه بما يصدر منه والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه والأوسط ورجال أحمد ثقات (3) (سنده) حدثنا عفان ثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك بن عمير عن ربعى قال قال عقبة بن عمرو لحذيفة ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؟ قال سمعته يقول أن رجلا حضره الموت فلما أيس من الحياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا جزلا (أي غليظا قويا) ثم اوقدوا فيه نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلص إلى عظمي فامتحشت (أي صارت كالفحم) فخذوها فاذروها في اليم ففعلوا فجمعه الله عز وجل الخ (غريبه) (4) هو أبو مسعود البدري الأنصاري الصحابي (5) الظاهر أنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم وزاد في روايته لفظ (وكان نباشا) وقد جاءت هذه الزيادة في صحيح ابن حبان من طريق ربعي بن خراش أنه كان نباشا للقبور يسرق أكفان الموتى (تخريجه) (خ حب وغيرهما) (6) (سنده) حدثنا يحيى ابن اسحاق أنبأنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه) (7) الحممة وزان رطبة ما أحرق من(1/43)
خشب ونحوه والجمع بحذف الهاء (8) أي ذي ريح كقولهم رجل مال وقيل يوم راح وليلة راحة إذا اشتدت الريح فيها (نه) (9) هو ابن اسحق الذي روى عنه الإمام أحمد هذا الحديث (10) هو نفيع بن رافع الصائغ تابعي كبير ثقة من كبار التابعين (11) معناه أنه روي مثل هذا الحديث عن أبي هريره (تخريجه) أوردهما الحافظ الهيثمي كما هنا وقال رواهما أحمد ورجال حديث أبي هريرة رجال الصحيح واسناد أبو مسعود حسن (12) (سنده) حدثنا معاوية بن هشام ثنا شيبان أبو معاوية ثنا فراس بن يحيى الهمداني عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد دخل رجل الجنة ما عمل خير قط قال لأهله حين حضره الموت إذا أنا
20@@@
الترغيب في أعمال البر والطاعة مطلقا(1/44)
النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (عن أبي قتادة وأبي الدهماء) (1) قالا كانا يكثران السفر نحو هذا البيت (2) قالا اتينا على رجل من أهل البادية (وفي رواية فقلنا هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا) فقال البدوي أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يعلمني مما علمه الله تبارك وتعالى وقال أنك لن تدع شيئا (3) اتقاء الله عز وجل إلا اعطاك الله خيرا منه (باب في الترغيب في أعمال البر والطاعة مطلقا) (عن ابن عباس) (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا أسألكم على ما اتيتكم به من البينات والهدى أجرا إلا أن توادوا الله ورسوله وأن تقربوا إليه بالطاعة (عن أبي هريرة) (5) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك والا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك (وعنه أيضا) (6) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ربكم عز وجل لو أن عبادك أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولما اسمعتهم صوت الرعد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حسن الظن بالله من حسن عبادة الله (عن عبد الله بن قيس) (7) قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ثم قال على مكانكم اثبتوا ثم اتى الرجال فقال أن الله عز وجل يأمرني أن آمركم أن تتقوا الله وأن تقولوا قولا سديدا ثم تخلل إلى النساء فقال لهن أن الله عز وجل يأمرني أن آمركن أن تتقوا الله وأن تقولوا (8) قولا سديدا قال ثم رجع حتى اتى الرجال فقال إذا دخلتم مساجد المسلمين وأسواقهم ومعكم النبل (9) فخذوا بنصلها(1/45)
مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروا نصفي في البحر ونصفي في البر فأمر الله البر والبحر فجمعاه ثم قال ما حملك على ما فعلت ؟ قال مخافتك قال فغفر له لذلك (تخريجه) (ق. وغيرهما) (1) (سنده) حدثنا اسماعيل ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي قتادة وأبي الدهماء الخ (غريبه) (2) الظاهر أنه يعني الكعبة (3) أي شيئا من الأمور المحرمة (اتقاء الله عز وجل) أي خوفا منه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ورجاله ثقات وأورده الهيثمي وقال رواه كله أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح (باب) (4) (سنده) حدثنا حسن بن موسى حدثنا قزعة يعني ابن سويد حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس الخ (تخريجه) (ك) وصححه وأقره الذهي وأورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجال أحمد فيهم قزعة بن سويد وثقة ابن معين وغيره وفيه ضعف وبقة رجاله ثقات (5) (سنده) حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا عمران يعني ابن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال راه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن وابن حبان في صحيحه باختصار إلا أنه قال ملأت بدنك شغلا والحاكم والبيهقي في كتاب الزهد وقال الحاكم صحيح الأسناد (6) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وشرحه في باب الأصل في الاجتماع على الذكر بقول لا إله إلا الله من كتاب الأذكار في الجزء الرابع عشر صحيفة 214 رقم 533 (7) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا يزيد يعني ابن ابراهيم أنا ليث عن أبي بردة عن عبدالله بن قيس الخ (قلت) عبدالله بن قيس هو أبو موسى الأشعري رضي الله عنه (غريبه) (8) هكذا بالأصل (أن تتقوا الله وأن تقولوا) الخ وجاء عند الطبراني أنه قال في النساء (أن الله أمرني أن آمركن أن تتقين الله وأن تقلن قولا سديدا) وهذه الرواية مناسبة للنساء (9) بفتح النون (وقوله فخذوا بنصها) أي أمسكوا بنصلها والنصل حديدة
21@@@(1/46)
ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات
لا تصيبوا بها أحدا فتؤذوه أو تجرحوه (عن شداد بن أوس) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكيس (2) من دان نفسه (3) وعمل لما بعد الموت (4) والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله (5) (عن عقبة بن عامر) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع (7) ضيقة قد خنقته (8) ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل حسنة أخرى فانفكت حلقة أخرى حتى تخرج إلى الأرض (9) (عن أبي ذر) (10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل من عمل حسنة فله عشر أمثاله أو أزيد ومن عمل سيئة فجزاؤه مثلها أو أغفر ومن عمل قراب (11) الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة ومن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا ومن اقترب إلى ذراعا اقتربت إليه باعا(1/47)
السهم وفيه اجتناب ما يخاف منه ضرر (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مضطرب الحديث وبقية رجالهما رجال الصحيح اهـ (قلت) الأمر بالأخذ بنصال النبل عند دخول المساجد أو الأسواق جاء في الصحيحين وغيرهما من عدة طرق عن كثير من الصحابة (1) (سنده) حدثنا على بن إسحاق قال أنا عبد الله يعني ابن المبارك قال أنا أبو بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن شداد بن أوس الخ (غريبه) (2) على وزن السيد يعني العاقل وقال الزمخشري الكيس حسن التأني في الأمور (3) أي حاسبها وقهرها بأن جعل نفسه مطيعة منقادة لأوامر ربها (4) أي قبل نزوله ليصير على نور من ربه فالموت عاقبة أمور الدنيا فالكيس من أبصر العاقبة والأحمق من عمى عنها وحجبته الشهوات (والعاجز) المقصر في الأمور ومن اتبع نفسه هواها فلم يكفها عن الشهوات ولم يمنعها عن مفارقة المحرمات واللذات (5) زاد في بعض الروايات لفظ الأماني بتشديد الياء التحتية جمع أمنية أي فهو مع تقصيره في طاعة ربه واتباع شهوات نفسه لا يستعد ولا يعتذر ولا يرجع بل يتمنى على الله العفو والعافية والجنة مع الاصرار وترك التوبة والاستغفار (تخريجه) (مذ جه ك) وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري وتعقبه الذهي فقال لا والله ابو بكر يعني أبا بكر بن أبي مريم أحد رجال السند ضعيف (6) (سنده) حدثنا علي ابن اسحاق قال أنا عبد الله يعني ابن المبارك قال انا ابن لهيعة قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال ثنا أبو الخير أنه سمع عقبة بن عامر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (7) الدرع بكسر الدال المهملة وسكون الراء أي من حديد يذكر ويؤنث وهو كالقميس يلبس حال الحرب لينجي صاحبه من ضربات العدر (8) أي عصرت حلقه وتر قوته من ضيق تلك الدرع (9) المعنى أن عمل السيئات يضيق صدر العامل ورزقه ويحيره في أمره ويبغضه الناس فإذا عمل الحسنات تزيل حسناته سيئاته فإذا زالت انشرح صدره(1/48)
وتوسع رزقه وسهل أمره وأحبه الخلق (ومعنى قوله حتى تخرج إلى الأرض) أي انحلت وانفكت حتى تسقط تلك الدرع ويخرج صاحبها من ضيقها فقوله تخرج إلى الأرض كناية عن سقوطها والله أعلم (تخريجه) (طب) وسنده حسن وإن كان فيه ابن لهيعة لكنه صرح بالتحديث فحديثه حسن (10) (سنده) حدثنا ابو معاوية ثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر الخ (غريبه) (11) بضم القاف ومعناه ما يقارب ملأها
22@@@
قوله صلى الله عليه وسلم من تقرب إلى الله شبرا تقرب إليه ذراعا(1/49)
ومن أتاني يمشي أتيته هرولة (1) (عن أبي هريرة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قال إذا تلقاني عبدي بشبر تلقيته بذراع وإذا تلقاني بذراع تلقيته بباع وإذا تلقاني بباع جئته بأسرع (3) (عن يزيد بن نعيم) (4) قال سمعت أبا ذر الغفاري وهو على المنبر بالفسطاط يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من تقرب إلى الله عز وجل شبرا تقرب إليه ذراعا ومن تقرب إلى الله ذراعا تقرب إليه باعا ومن أقبل على الله عز وجل ماشيا أقبل الله إليه مهرولا والله أعلى وأجل والله أعلى وأجل والله أعلى وأجل (عن معاذ) (5) قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد ؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا قال فهل تدري ما حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك ؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال لا يعذبهم (زاد في رواية قال قلت يا رسول الله ألا أبشر الناس قال دعهم يعملوا) (عن أبي ذر) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تحقرن من المعروف شيئا فإن تجد فألق أخاك بوجه طلق (عن جابر) (7) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم والد النعمان بن قوفل (8) فقال يا رسول الله أرأيت إن حللت الحلال وحرمت الحرام (9) وصليت المكتوبات ولم أزد على ذلك أأدخل الجنة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم (عن عائشة) (10) رضي الله عنها قالت ما أعجب (11) رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء من الدنيا
((1/50)
1) قال النووي معنى الحديث من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي وإن زاد زدت فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي لقيته هرولة أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود والله أعلم (تخريجه) (م) وغيره (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة فذكر أحاديث منها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (3) معناه كالذي قبله (تخريجه) (ق. وغيرهما) (4) (سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن يزيد بن نعيم قال سمعت أبا ذر الغفاري الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد والطبراني واسنادهما حسن (5) (سنده) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ (يعني ابن جبل) الخ (تخريجه) (ق. وغيرهما) وهذا الحديث فيه تشريف لأمة الإجابة حيث جعلوا مستحقين على الله أن لا يعذبهم فضلا منه جل شأنه فإن جانب العبودية مجرد عن الاستحقاق فهو كما في قوله تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) (6) (سنده) حدثنا روح حدثنا أبو عامر الخزاعي عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر الخ (تخريجه) (م.(1/51)
وغيره) (7) (سنده) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش وابن نمير أنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر (يعني ابن عبد الله) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (8) بقافين مفتوحتين بينهما واو ساكنة وآخره لام (9) قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعلى الظاهر أنه أراد به أمرين أن يعتقده حراما وأن لا يفعله بخلاف تحليل الحلال فإنه يكفي فيه مجرد اعتقاده حلالا (تخريجه) (م وغيره) (10) (سنده) حدثنا حسن قال ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الأسود عن القاسم بن محمد عن عائشة الخ (غريبه) (11) أي ما استحق شيئا من الدنيا ولا أحدا من الناس ولا أخبر عن رضاه به إلا رجل (ذو تقى) أي متمسك بتقوى الله فهذا هو الذي أعجبه ورضي عنه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ورجاله ثقات
23@@@
الترغيب في خصال مجتمعه من أفضل أعمال البر
ولا أعجبه قط إلا ذو تقى (عن عقبة بن عامر) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل ليعجب من الشاب ليست له صبوة (2) (باب في الترغيب في خصال مجتمعه من أفضل أعمال البر والنهي عن ضدها) (عن البراء بن عازب) (3) قال جاء إعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة فقال لئن كنت اقصرت الخطبة لقد اعرضت المسألة (4) اعتق النسمة (5) وفك الرقبة فقال يا رسول الله أو ليستا بواحدة ؟ قال لا أن عتق النسمة أن تفرد بعتقها (6) وفك الرقبة أن تعين في عتقها (7) والمنحة الوكوف (8) والفيء على ذي الرحم الظالم فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن وامر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من الخير (عن عبد الله بن حبشي الخثعمي) (9) أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الأعمال أفضل؟ قال إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة(1/52)
وإن كان فيهم ابن لهيعة ولكنه صرح بالتحديث فحديثه حس (1) (سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر الخ (غريبه) (2) أي عظم ذلك عند الله عز وجل وكبر لديه أمر هذا الشاب وقال في النهاية أعلم الله إنما يتعجب الآدمي من الشيء إذا عظم موقعه عنده وخفى عليه سببه فأخبرهم بما يعرفون ليعلموا موقع هذه الأشياء عنده اهـ (وقوله ليست له صبوة) أي ميل إلى الهوى بمعنى اعتياده للخير وقوة عزيمته في البعد عن الشر (قال حجة الإسلام) وهذا عزيز نادر فلذلك قرن بالتعجب (وقال القونوي) سره أن الطبيعة تنازع الشاب وتتقاضاه الشهوات من الزنا وغيره وتدعوه إليها وعلى ذلك ظهير وهو الشيطان فعدم صدور الصبوة منه من العجب العجاب (تخريجه) (طب عل) وحسنه الهيثمي والسيوطي وفي اسناده ابن لهيعة ضعفه الجمهور إذا عنعن وقد عنعن وربما كان له طرق أخرى صرح فيها بالتحديث أو لم يكن فيها ابن لهيعة حتى حسنه الحافظان الهيثمي والسيوطي والله أعلم باب (3) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قال ثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي من بني بجلة من بني سليم عن طلحة قال أبو أحمد ثنا طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب الخ (غريبه) (4) معناه جئت بالخطبة قصيرة والمسألة واسعة كثيرة (5) النسمة للنفس والروح أي من أعتق ذا روح وكل دابة فيها روح فهي نسمة وإنما يريد الناس (6) معناه أن تكون ملكا لك فتعتقها (7) كالمكاتب يكون مملوكا للغير فيكاتب سيده على عتقه فتعينه على كتابته (8) المنحة نوعان منحه ورق ومنحه لبن فمنحه الورق القرض ومنحه اللبن أي يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانا ثم يردها فقوله هنا (والمنحة الوكوف) أي غزيرة باللبن وقيل التي لا ينقطع لبنها سنتها جميعها وهو من قولهم وكف البيت بالمطر والعين بالدمع وكفا من باب وعد ووكوفا ووكيفا سال قليلا قليلا (وقوله والفئ(1/53)
على ذي الرحم الظالم) معناه العطف عليه والرجوع إليه بالبر وإن كان ظالما (تخريجه) أخرجه أيضا أبو داود والطيالسي ورجاله كلهم ثقات (9) (سنده) حدثنا حجاج قال قال ابن جريح حدثني عثمان بن أبي سليمان عن علي الأزدي
24@@@
الترغيب في خصال مجتمعة من أفضل أعمال البر
قيل فأي الصلاة أفضل قال طول القنوت (1) قيل أي الصدقة أفضل ؟ قال جهد (2) المقل قيل فأي الهجرة أفضل ؟ قال من هجر ما حرم الله عليه قيل فأي الجهاد أفضل ؟ قال من جاهد المشركين بماله ونفسه قيل فأي القتل أشرف ؟ قال من أهريق دمه وعقر جواده (3) (عن جابر) (4) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله أي الصلاة أفضل ؟ قال طول القنوت قال يا رسول الله وأي الجهاد أفضل ؟ قال من عقر جواده وأريق دمه قال يا رسول الله أي الهجرة أفضل ؟ قال من هجر ما كره الله عز وجل قال يا رسول الله فأي المسلمين أفضل ؟ قال من سلم المسلمون من لسانه ويده قال يا رسول الله فما الموجبتان ! (5) قال من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار (عن ماعز) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الأعمال أفضل ؟ قال إيمان بالله وحده ثم الجهاد ثم حجة برة تفضل سائر العمل كما بين مطلع الشمس إلى مغربها (عن جابر بن عبد الله) (7) البجلي قال قلت يا رسول الله اشترط علي (8) قال تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتنصح المسلم وتبرأ من الكافر (عن أبي مراوح) (9) عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي العمل أفضل قال إيمان بالله تعالى وجهاد في سبيله قلت يا رسول الله فأي الرقاب أفضل ؟ قال أنفسها عند الله واغلاها ثمنا قال فإن لم أجد قال تعين صانعا أو تصنع لأخرق (10) وقال فإن لم استطع ؟ قال كف أذاك عن الناس فإنها صدقة تصدق بها عن نفسك (عن أبي هريرة) (11) أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال يا نبي الله اي(1/54)
عن عبيدة بن عمير عن عبد الله بن حبشي الخثعمي الخ (غريبه) (1) المراد بالقنوت هنا القيام يعني طول القيام في الصلاة وأصل القنوت الطاعة ويقع على الصلاة والقيام والخشوع والعبادة والسكون والدعاء وغير ذلك (2) بضم الجيم وفتحها الوسع والطاقة وقيل بالضم الوسع والطاقة وبالفتح المشقة (والمقل) الفقير قليل المال والمعنى أفضل الصدقة صدقة الفقير بما في وسعه وطاقته (3) يعني في سبيل الله والله أعلم (تخريجه) (د نس) وسكت عنه أبو داود والمنذري فهو صالح للاحتجاج به (4) (سنده) حدثنا لنضر ابن اسماعيل أبو المغيرة ثنا ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر (يعني ابن عبد الله) الخ (غريبه) (5) يعني اللتان توجبان دخول الجنة أو النار (تخريجه) لم أقف عليه مطولا بهذا السياق لغير الإمام أحمد وفي اسناده النضر بن إسماعيل أبو المغيرة مختلف فيه وثقة جماعة ولينه آخرون وقال جماعة لا بأس به وبقية رجاله ثقات ورواه الشيخان وغيرهما مقطعا في أبواب مختلفة من طرق متعددة (6) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي مسعود يعني الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن ماعز الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجال أحمد رجال الصحيح (7) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد أنا عاصم بهدلة عن أبي وائل عن جرير بن عبد الله البجلي الخ (غريبه) (8) يعني عندما بايعه (تخريجه) (ق) بلفظ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم (سنده) (9) حدثنا سفيان ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح عن أبي ذر الخ (غريبه) (10) الأخرق هو الذي لا يحسن الصنعة (تخريجه) (م) (11) (سنده) حدثنا عفان ثنا خليفة بن غالب الليثي
(م 4 – الفتح الرباني - ج 19)
25@@@
الترغيب في خصال مجتمعة من أفضل أعمال البر(1/55)
الأعمال أفضل ؟ فذكره (1) (وعنه أيضا) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخير البرية ؟ قالوا بلى يا رسول الله قال قال رجل أخذ بعنان فرسه في سبيل الله عز وجل كلما كانت هيعة (3) استوى عليه ألا أخبركم بالذي يليه ؟ قالوا بلى قال رجل في تلة (4) من غنمه يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ألا أخبركم بشر البرية ؟ قالوا بلى قال الذي يسأل بالله ولا يعطي به (عن ابن مسعود) (5) قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال الصلاة على وقتها قال قلت ثم أي قال ثم بر الوالدين قال قلت ثم أي ؟ قال ثم الجهاد في سبيل الله قال فحدثني بهن ولو استزدته لزادني (عن الشفا بنت عبد الله) (6) وكانت امرأة من المهاجرات قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الأعمال فقال إيمان بالله وجهاد في سبيل الله عز وجل وحج مبرور (7) (وعن أبي هريرة) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن سليم بن عامر) (9) قال سمعت أبا أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في حجة الوداع وهو على الجدعاء واضع رجله في غراز الرحل يتطاول يقول ألا تسمعون فقال رجل من آخر القوم ما تقول ؟ قال اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا إذا أمركم (10) تدخلوا جنة ربكم قلت فمذ كم سمعت هذا الحديث يا أبا أمامة ؟(1/56)
قال حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (1) أي ذكر نحو الحديث المتقدم بمعناه لا يختلف عنه شيئا (2) (سنده) حدثنا إسحاق بن عيسى قال ثنا أبو معشر عن ابن وهب مولى أبي هريرة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (3) الهيعة الصوت الذي تفزع منه وتخافه من عدو وقد هاع يهيع هيوعا إذا جبن (نه) (4) أي جماعة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال لأبي هريرة حديث في الصحيح بغير هذا السياق وقال في هذا الحديث رواه أحمد وأبو معشر نجيح ضعيف وابن وهب مولى أبي هريرة لم أعرفه اهـ (قلت) الحديث رواه الحاكم ما عدا قوله ألا أخبركم بشر البرية الخ وليس في اسناده من ذكرهما الهيثمي وقال الحاكم في هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (قلت) واقره الذهي وله شاهد من حديث ابن عباس عند الإمام أحمد والنسائي والترمذي وابن حبان وحسنه الترمذي وتقدم في باب فضل المجاهدين في سبيل الله من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 11 رقم 31 (5) (سنده) حدثنا عفان بن مسم حدثنا شعبة أخبرني الوليد بن العيزار بن حريث قال سمعت أبا عمرو الشيباني قال حدثنا صاحب هذه الدار واشار إلى دار عبد الله (يعني ابن مسعود) ولم يسمعه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم (تخريجه) أورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (خ م نس مذ) (6) (سنده) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن رجل من آل أبي حثمة عن الشفا بنت عبد الله الخ (غريبه) (7) الحج المبرور هو الذي لم ترتكب فيه معصية (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي سنده رجل لم يسم (8) (سنده) حدثنا أبو كامل ثنا إبراهيم ثنا ابن شهاب عن سعيد بن المنيب عن أبي هريرة قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا ؟ قال ثم الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا ؟ ثم حج مبرور (تخريجه) (ق.(1/57)
وغيرهما) (9) (سنده) حدثنا زيد ابن الحباب ثنا معاوية بن صالح حدثني سليم بن عامر قال سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (10) قال القارئ أي الخليفة والسلطان وغيرهما من الأمراء أو المراد العلماء أو أعم أي كل
26@@@
الترغيب في خصال مجتمعة من أفضل أعمال البر
قال وأنا ابن ثلاثين سنة (عن أبي مالك الأشعري) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الإيمان (2) والحمد لله تملأ الميزان (3) وسبحان الله (4) والله أكبر ولا إله إلا الله والله أكبر تملأ ما بين السماء (وفي رواية ما بين السموات) والأرض والصلاة نور (5) والصدقة برهان (6) والصبر ضياء (7) والقرآن حجة عليك أو لك (8) كل الناس يغذو فبائع نفسه فموبقها أو معتقها (9) (وعنه أيضا) (10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة(1/58)
من تولى أمرا من أموركم سواء كان السلطان ولو جائرا أو متغلبا وغيره من أمرئه وسائر نوابه إلا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولم يقل أميركم إذ هو خاص عرفا ببعض من ذكرو لأنه أوثق بقوله تعالى (واطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) اهـ (قلت) انظر باب قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول الآية) من سورة النساء في الجزء الثاني عشر صحيفة 114 (تخريجه) (مذ حب ك) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح (قلت) وصححه أيضا الحاكم وغيره (1) (سنده) حدثني يحيى بن اسحاق أخبرني أبان بن يزيد وحدثنا عفان قال قال أنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن أبي مالك الأشعري الخ (غريبه) (2) الطهور هنا بضم الطاء أي فعل الطهارة (وقوله شطر الإيمان) أي نصفه والمراد بالإيمان هنا على اطهر الاقوال الصلاة كما قال تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم) والطهارة شرط في صحة الصلاة فصارت كالشطر وليس جزم في الشطر أن يكون نصفا حقيقيا وهذا أقرب الأقوال قاله النووي (3) قال النووي معناه عظم أجرها وأنه يملأ الميزان وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال وثقل الموازين وخفتها (4) جاء عند مسلم (سبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض) بدون ذكر التكبير والتهليل قال النووي معناه يحتمل أن يقال لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السموات والأرض وسبب عظم فضلها ما اشتملتا عليه من التنزيه لله تعالى بقول سبحان الله والتفويض والافتقار إلى الله تعالى بقوله الحمد لله والله أعلم (5) لأنها تمنع من المعاصي وتنهي عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به وقيل معناه أنها تكون نورا ظاهرا على وجهه يوم القيامة ويكون في الدنيا أيضا على وجهه البهاء بخلاف من لم يصل والله أعلم (6) أي حجة على إيمان فاعلها فإن المنافق يمتنع عنها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على صدق(1/59)
إيمانه (7) أي الصبر المحبوب في الشرع وهو الصبر على طاعة الله والصبر على معصيته والصبر أيضا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا والمراد أن الصبر محمود ولا يزال صاحبه مستضيئا مهتديا مستمرا على الصواب (قال الأستاذ أبو على الدقاق) رحمه الله تعالى حقيقة الصبر أن لا يعترض على المعذور فأما إظهار البلاء لا على وجه الشكوى فلا ينافي الصبر قال الله تعالى في أيوب عليه السلام (إنا وجدناه صابرا نعم العبد) مع أنه قال (إني مسني الضر) (8) معناه أن لم تقرأ ولم تعمل بما فيه يكون خصمك يوم القيامة وحجة عليك اما إذا قرأته وعملت به فيكون حجة لك يدافع عنك يوم القيامة (9) معنى هذه الجملة أن كل إنسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقهما أي يهلكها والله أعلم نسأل الله السلامة (تخريجه) (م مذ جه) (10) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن
27@@@
الترغيب في خصال مجتمعة من أفضل أعمال البر(1/60)
غرفه يرى (1) ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام (2) وصلى والناس نيام (وعن عبد الله بن عمرو) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وفيه فقال أبو موسى الأشعري (رضي الله عنه) لمن هي يا رسول اللة قال لمن آلان الكلام وأطعم الطعام وبات لله قائما والناس نيام (وعن درة بنت أبي لهب) (4) قالت قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي الناس خير ؟ فقال صلى الله عليه وسلم خير الناس أقرؤهم وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم (عن أبي هريرة) (5) أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله قال فإن لم استطع ذلك قال احبس نفسك عن الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك (عن عطاء ابن يسار) (6) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصلوات الخمس وحج البيت الحرام وصام رمضان ولا أدرى أذكر الزكاة أم لا (7) كان حقا على الله أن يغفر أن هاجر في سبيله أو مكث بأرضه التي ولد بها فقال معاذ يا رسول الله(1/61)
ابن معانق أو أبي معانق عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) هكذا بالأصل غرفة بالأفراد وفي بعض الروايات غرفا بالجمع (2) قال ابن العربي عنى بالصيام المعروف كرمضان والأيام المشهود لها بالفضل على الوجه المشروع مع بقاء القوة دون استيفاء الزمان كله واستيفاء القوة بأسرها وإنما يكسر الشهوة مع بقاء القوة اهـ (قلت) وهو وجيه وتقدم الكلام على الصيام المشروع وصيام الأيام الفاضلة في كتاب الصيام في الجزءين التاسع والعاشر (تخريجه) (حب هب) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال صحيح غير عبد الله ابن معانق ووثقه ابن حبان اهـ (قلت) وفي التقريب وثقة العجلى (3) (سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثني حيى بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي حدثه عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو موسى الأشعري لمن هي يا رسول الله ؟ قال لمن ألان الكلام وأطعم الطعام وبات لله قائما والناس نيام (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم وذكره أيضا قبل ذلك في باب صلاة الليل من كتاب الصلاة في الجزء الثاني صحيفة 254 وفيه فقال أبو مالك الأشعري بدل قوله هنا (فقال أبو موسى الأشعري) ثم قال رواه أحمد والطبراني في الكبير واسناده حسن واللفظ له قال وفي رواية أحمد فقال أبو موسى الأشعري اهـ (4) (سنده) حدثنا أحمد بن عبد الملك ثنا شريك عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن زوج درة بنت أبي لهب عن درة بنت أبي لهب الخ (تخريجه) أورده المنذري بصيغة التمريض وقال رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي في كتاب الزهد وغيره اهـ (قلت) وفي اسناده زوج درة لم يعرف (5) (سنده) حدثنا أبو سعيد ثنا خليفة يعني ابن غالب ثنا سعيد بن أبي سعيد المقبرى عن أبيه عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (ق.(1/62)
وغيرهما) بدون قوله أحبس نفسك الخ وسنده جيد (6) (سنده) حدثنا سريج بن النعمان ثنا عبد العزيز يعني الدراوردي عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار الخ (غريبه) (7) الظاهر أن
28@@@
صفة الفردوس وعدد الرسل وأن آدم نبي يوحى إليه
أفأخبر الناس (1) قال ذر الناس يا معاذ في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة سنة الفردوس (2) أعلى الجنة وأوسطها ومنها تفجر أنهار الجنة (3) فإذا سألتم الله فاسألوه الالفردوس (عن أبي ذر) (4) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال يا أبا ذر هل صليت ؟ قلت لا قال قم فصل فقمت فصليت ثم جلست فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الأنس والجن قلت يا رسول الله وللانس شياطين ؟ قال نعم (5) قلت يا رسول الله الصلاة قال خير موضوع (6) من شاء أقل ومن شاء أكثر قال قلت يا رسول الله الصوم قال فرض مجزئ وعند الله مزيد (7) قلت يا رسول الله فالصدقة قال أضعاف مضاعفة (8) قلت يا رسول الله فأيها أفضل ؟ قال جهد من مقل (9) أو سر إلى فقير قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أولا ؟ قال آدم قلت ونبيا كان ؟ قال نعم نبي مكلم (10) قال قلت يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال ثلاثمائة وبضعة عشر وقال مرة وخمسة عشرة جما غفيرا (11) قال قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم ؟ قال آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم(1/63)
قائل لا أدري هو عطاء بن يسار وفاعل ذكر هو معاذ بن جبل (1) معناه أفأبشر الناس بذلك حتى يفرحوا بهذه البشارة؟ فقال صلى الله عليه وسلم (ذر الناس) أي اتركهم بلا بشارة يعملون ويجتهدون في زيادة العبادة ولا يتكلوا على هذا الإجمال فإن في الجنة مائة درجة الخ (2) قال الحافظ الفردوس هو البستان الذي يجمع كل شيء وفي القاموس الفردوس الأودية التي تنبت ضروبا من النبت والبستان يجمع كل ما يكون في البساتين يكون فيه الكروم وقد يؤنث عربية أو رومية أو سريانية اهـ (3) يعني التي ذكرها الله عز وجل بقوله (فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى) (تخريجه) (مذ جه) وفيه انقطاع لأن عطاءا لم يدرك معاذا لكن رواه البخاري عن طريق هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة (4) (سنده) حدثنا وكيع ثنا المسعودي أنبأني أبو عمر الدمشقي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر الخ (غريبه) (5) قال تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن) (6) أي خير موضوع فرض على المكلف بعد الإسلام (من شاء أقل) أي اقتصر على الفرائض (ومن شاء أكثر) يعني من النوافل وكل بثوابه (7) أي غذا اداه كفاه المطالبة به وكفاه عذاب النار مع مزيد الثواب عليه من الله عز وجل بدون حصر مصداق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (يقول الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به) إنما يترك طعامه وشرابه من أجلي فصيامه لي وأنا اجزي به كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به رواه (ق حم والأربعة) عن أبي هريرة وتقدم في الباب الأول من كتاب الصيام في الجزء التاسع صحيفة 211 (8) أي يضاعف الله له ثوابها قال تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) (9) معناه أفضل الصدقات صدقة الفقير بما في وسعه وطاقته وهذا محمول على فقير رزق القناعة والرضا فصدقته ولو(1/64)
قليلة أكثر ثوابا من صدقة الغنى كثير المال ولو كثيرة (وقوله أو سر إلى فقير) معناه أن يتصدق على فقير محتاج سرا بدون أن يشعر بذلك أحد خشية الرياء قاصدا بذلك وجه الله تعالى (10) أي نبي يوحي إليه وفيه دلالة على ثبوت نبوة آدم عليه السلام وقد ظهر في عصرنا من ينكر نبوة آدم فهذا يرد عليه (11) يقال جاء القوم جما غفيرا أو الجماء الغفير وجماء غفير
29@@@
رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المنام وما قاله له
(وفي رواية حتى ختم الآية) (1) (عن معاذ بن جبل) (2) قال احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى قرن الشمس (3) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا فثوب بالصلاة (4) وتجوز في صلاته فلما سلم قال كما أنتم على مصافحكم ثم أقبل إلينا فقال إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة إني قمت من الليل فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استيقظت فإذا أنا بربي عز وجل في أحسن صورة (5) فقال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت لا أدري يا رب ؟ فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين صدري (6) فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت في الكفارات قال وما الكفارات ؟ قلت نقل الأقدام إلى الجمعات وجلوس في المسجد بعد الصلاة واسباغ الوضوء عند الكريهات قال وما الدرجات ؟ قلت اطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام قال سل : قلت اللهم إني اسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وغذا أردت فتنة في قومي فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربي إلى حبك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها حق (7) فادرسوها(1/65)
أي مجتمعين كثيرين (1) تقدم الكلام على وجه تفضيل آية الكرسي على غيرها من القرآن في الجزء الثاني عشر في تفسير سورة البقرة صحيفة 93 فارجع اليه (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره بسنده ولفظه وعزاه للإمام أحمد ثم قال ورواه النسائي من حديث أبي عمر الدمشقي به وقد اخرج هذا الحديث مطولا جدا أبو حاتم وابن حبان في صحيحه بطريق آخر ولفظ آخر مطولا جدا فالله أعلم اهـ (قلت) حديث الباب في اسناده عند الإمام أحمد أبو عمر الدمشقي ضعيف وعبيد بن الخشخشاش لين الحديث (2) (سنده) حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا جهضم اليمامي ثنا يحيى يعني ابن ابي كثير ثنا زيد يعني ابن ابي سلام بتسديد اللام وهو زيد بن أبي سلام ينسبه إلى جده أنه حدثه عبد الرحمن ابن عائش الحضرمي عن مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل قال احتبس علينا الخ (غريبه) (3) أي حتى قاربنا أن نرى طلوع الشمس المفوت لأداء الصبح (4) من التثويب أي أقيم بها (وتجوز في صلاته) أي خفف فيها واقتصر على خلاف عادته (5) ظاهره أنه صلى الله عليه وسلم رأى الله عز وجل في اليقظة لكن جاء في هذا الحديث نفسه عند الترمذي (فنعست في صلاتي فاستثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة) وهذا يدل على أن الرؤيا كانت منامية (قال أبو حجر المكي) والظاهر أن رواية حتى استيقظت تصحيف فان المحفوظ في رواية احمد والترمذي حتى استثقلت اهـ وقال الحافظ ابن كثير بعد نقل هذا الحديث عن مسند الامام أحمد وهو حديث المنام المشهور ومن جعله يقظة فقد غلط اهـ (6) تقدم الكلام على شرح هذا الحديث في شرح حديث ابن عباس الذي جاء بمعناه في باب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه من كتاب تعبير الرويا في الجزء السابع عشر صحيفة 223 رقم 50 فارجع إليه (7) أي أن هذه الرؤيا حتى إذ رؤيا الأنبياء وحي (فادرسوها) أي فاحفظوا الفاظها التي ذكرتها لكم والله أعلم (تخريجه) (مذ طب) ومحمد بن نصر وابن مردويه وقال الترمذي هذا(1/66)
حديث حسن صحيح سألت محمد بن اسماعيل (يعني
30@@@
رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المنام وما قال له
وتعلموها (عن عبد الرحمن بن عائش) (1) عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم ذات غذوة وهو طيب النفس مسفر الوجه أو مشرق الوجه فقلنا يا رسول الله إنا نراك طيب النفس مسفر الوجه أو مشرق الوجه فقال وما يمنعني وأتاني ربي عز وجل الليلة في أحسن صورة قال يا محمد قلت لبيك ربي وسعديك قال فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت لا أدري أي رب قال ذلك مرتين أو ثلاثا قال فوضع كفيه بين كتفي فوجدت برها بين ثديي حتى تجلى لي ما في السمواقت وما في الأرض ثم تلا هذه الآية (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين) ثم قال يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قال قلت في الكفارات قال وما الكفارات ؟ قلت المشي على الأقدام إلى الجماعات والجلوس في المسجد خلاف الصلوات وابلاغ الوضوء في المكاره قال من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه ومن الدرجات طيب الكلام وبذل السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام قال يا محمد إذا صليت فقل اللهم إني اسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب علي وإذا أردت فتنة في الناس فتوفني غير مفتون (عن معاذ) (2) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سأنبئك بأبواب من الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وقيام العبد من الليل ثم قرأ (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) الآية (وعن أبي تميمة) (3) عن رجل من قومه (4) أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال أنت رسول الله أو قال أنت محمد ؟ فقال نعم قال فإلام تدعو ؟ قال أدعو إلى عبادة الله وحده من(1/67)
البخاري) عن الحديث فقال هذا صحيح (1) (سنده) حدثنا أبو عامر ثنا زهير بن محمد عن يزيد ابن يزيد يعني ابن جابر عن خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) قوله (عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) الظاهر أنه معاذ بن جبل رضي الله عنه لأن سياق هذا الحديث كالذي قبله وتقدم الكلام عليه شرحا وتخريجا والله أعلم (2) (سنده) حدثنا سريع ثنا حماد يعني ابن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن شهر بن حوشب عن معاذ (يعني ابن جبل) الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وشهر بن حوشب لم يسمع من معاذ (3) (سنده) حدثنا أبو النضر ثنا الحكم عن فضل عن خالد الحذاء عن أبي تميمة عن رجل من قومه الخ (قلت) أبو تميمه هو الهجيمي اسمه طريف بن مجالد كذا في الإصابة وعند أبي داود أيضا (غريبه) (4) هو أبو جري بضم الجيم وفتح الراء وتشديد الياء التحتية مصغرا فقد جاء هذا الحديث عن أبي داود قال حدثنا مسدد أخبرنا يحيى عن أبي غفار أخبرنا أبو تميمة الهجيمي وأبو تميمة اسمه طريف بن مجالد عن أبي جري جابر بن سليم قال رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه (أي يقبلون قوله) لا يقول قولا إلا صدورا عنه قلت من هذا ؟ قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت عليك السلام يا رسول الله مرتين قال لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الميت قل السلام عليك قال قلت أنت رسول الله ؟ قال أنا رسول الله الذي إذا اصابك ضر فدعوته كشفه عنك فذكر الحديث كما هنا والجزء المختص بالسلام
31@@@
وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي جري جابر بن سليم – وأبي سعيد الخدري(1/68)
إذا كان بك ضر فدعوته كشفه عنك ومن إذا أصابك عام سنة (1) فدعوته أنبت لك ومن إذا كنت في أرض قفر فأضللت (2) فدعوته رد عليك قال فاسلم الرجل ثم قال أوصني يا رسول الله فقال له لا تسبن شيئا أو قال أحدا شك الحكم (أحد الرواة) قال فما سببت شيئا بعيرا ولا شاة منذ أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تزهد في المعروف (3) ولو ببسط وجهك إلى أخيك وأنت تكلمه وأفرغ من دلوك في إناء المستسقي واتزر إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين وإياك واسبال الأزرار قال فإنها من المخيلة والله لا يحب المخيلة (4) (عن أبي سعيد الخدري) (5) أن رجلا جاءه فقال أوصني فقال سألت عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبلك أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شيء (6) وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام (7) وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فإنه روحك (8) في السماء وذكرك في الأرض (9) (عن سهل بن معاذ) (10) بن أنس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال أفضل الفضائل (11) أن تصل من قطعك وتعطي من منعك (12) وتصفح عمن شتمك (13)(1/69)
جاء في حديث إخرجه الامام أحمد تقدم في باب ما جاء في الفاظ السلام من كتاب السلام والاستئذان في الجزء السابع عشر صحيفة 322 رقم 10 فارجع إليه (1) بإضافة عام إلى سنة ومعني سنة أي جدب فكأنه قال إذا أصابك عام جدب فدعوته الخ (2) أي فقدت شيئا من حوائجك وجاء عند أبي داود (فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك) (3) أي لا تحقرن من المعروف شيئا (4) زاد أبو داود في هذه الرواية (وان امره شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه) (تخريجه) (د) قال المنذري واخرجه الترمذي والنسائي مختصرا وقال الترمذي حسن صحيح (5) (سنده) حدثنا حسين ثنا ابن عياش يعني اسماعيل عن الحجاج بن مروان الكلاعي وعقيل ابن مدرك السلمي عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (6) معناه ان التقوى وان قل لفظها جامعة لحقوق الله عز وجل وحقوق عبادة شاملة لخيري الدارين إذ هي تجنب كل منهي عنه وفعل كل مأمور به قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) وقال (ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا) (7) الرهبانية هي ما يتكلفه النصارى من أنواع المجاهدات والتبتل والتخلى عن الدنيا والزهد فيها فلا تخلى ولا زهد أفضل من بذل النفس في سبيل الله فكما أن الرهبانية هي أفضل عمل أولئك فالجهاد أفضل عملنا (8) بفتح الراء أي راحتك (9) أي باجراء الله السنة الخلائق بالثناء الحسن عليك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وقال الهيثمي رجاله ثقات اهـ (قلت) وحسنه الحافظ السيوطي (10) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة قال ثنا زبان عن سهل بن معاذ بن انس عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهني) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (11) الفضائل جمع فضيلة وهي الخصلة الجميلة التي يحصل لصاحبها بسببها شرف وعلو منزلة عند الخالق والمخلوق (12) أي لما فيه من المشقة في مجاهدة النفس وارغامها ومكابدة الطبع لميله إلى المؤاخذة والانتقام (13)(1/70)
وفي رواية عمن ظلمك وإنما كانت هذه الخصال أفضل الفضائل لأن ذلك أشق على النفس من سائر العبادات الشاقة فكان أفضل قال الراغب فالعفو عمن ظلمك نهاية الحلم والشجاعة وإعطاء من حرمك غاية الجود ووصل من قطعك نهاية الاحسان (تخريجه) (ك طب)
32@@@
ماجاء في البر والإثم وتعريفهما
(عن شيبة الحضرمي) (1) قال كنا عند عمر بن عبد العزيز فحدثنا عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله عز وجل من له سهم في الاسلام كمن لا سهم له فاسهم الاسلام ثلاثة الصلاة (2) والصوم والزكاة ولا يتولى الله عز وجل عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة ولا يحب رجلا قوما إلا جعله عز وجل معهم (3) والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا آثم لا يستر الله عز وجل عبدا في الدنيا إلا ستره يوم القيامة فقال عمر بن عبد العزيز إذا سمعتم مثل هذا الحديث من مثل عروة يرويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم فاحفظوه
(59) كتاب البر والصلة
(باب ما جاء في تعريف البر والإثم) (عن وابصة) (يعني ابن معبد) (4) الأسدي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه فجعلت اتخطاهم فقالوا إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت دعوني فأدنو منه فإنه أحب الناس إلي أن أدنوا منه فقال دعوا وابصة أدن يا وابصة مرتين أو ثلاثا قال فدنوت منه حتى قعدت بين يديه فقال يا وابصة أخبرك أو تسألني ؟ قلت لا بل أخبرني فقال جئت تسألني عن البر والإثم فقال نعم فجمع أنامله فجعل ينكت بهن في صدري ويقول يا وابصة استفت قلبك (5) واستفت نفسك ثلاث مرات البر ما اطمأنت إليه النفس (6) والإثم(1/71)
وفي اسناده زبان بن فائد ضعيف وسهل بن معاذ قال في التقريب سهل بن معاذ بن أنس الجهني نزيل مصر لا بأس به إلا في روايات زبان عنه (1) (سنده) حدثنا يزيد أنا همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني شيبة الحضرمي الخ (غريبه) (2) يعني الأسهم الثلاثة الآتية الصلاة أي المفروضات الخمس (والصوم) أي صوم رمضان (والزكاة) بسائر أنواعها فهذه واحدة من الثلاث والثانية (لا يتولى الله عز وجل عبدا في الدنيا) أي يحفظه ويرعاه ويوفقه في الدنيا (فيوليه غيره يوم القيامة) بل كما يتولاه في الدنيا التي هي مزرعة الآخرة يتولاه يوم القيامة ولا يكله إلى غيره (3) أي والثالثة لا يحب رجلا قوما ما في الدنيا إلا حشره معهم في الآخرة فمن أحب أهل الخير كان معهم ومن أحب أهل الشر كان معهم والمرء مع من أحب (وقوله الرابعة) أي وخصلة رابعة لو حلفت عليها رجوت ألا آثم عليها وهي لا يستر الله عز وجل عبد الخ (تخريجه) (نس هق ك) وسنده حسن وأخرجه أيضا أبو يعلى عن ابن مسعود والطبراني عن أبي أمامة الباهلي قال الهيثمي رجاله ثقات (باب) (4) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا الزبير أبو عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مكرز ولم يسمعه منه قال حدثني جلساؤه وقد رأيته عن وابصة الأسدي قال عفان حدثني غير مرة ولم يقل حدثني جلساؤه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) أي عول على مافيه لأن للنفس شعورا بما تحمد عاقبته أو تذم (واستفت نفسك) (6) أي النفس المطمئنة الموهوبة نورا يفرق بين الحق والباطل والصدق والكذب أو الخطاب لوابصة وهو يتصف بذلك والمعنى التزم العمل بما في نفسك والبر بكسر الموحدة أي الفعل المرضي الذي هو في تزكية النفس
(م 5 – الفتح الرباني – ج 19)
33@@@
تعريف البر والإثم وكلام العلماء في ذلك(1/72)
ما حاك في النفس (1) وتردد في الصدر وأن أفتاك الناس وأفتوك (وعنه من طريق ثان) (2) قال جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله عن البر والإثم فقال جئت تسأل عن البر والإثم فقلت والذي بعثك بالحق ما جئت أسألك عن غيره فقال البر ما انشرح له صدرك والإثم ما حاك في صدرك وإن افتاك عن الناس (عن أبي ثعلبة الخشني) (3) قال قلت يا رسول الله أخبرني بما يحل لي ويحرم علي قال فصعد (4) النبي صلى الله عليه وسلم وصوب في النظر فقال النبي صلى الله عليه وسلم البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وأن أفتاك المفتون (5) وقال لا تقرب لحم الحمار الأهلي ولا ذا ناب من السباع (6) (عن النواس بن سمعان الأنصاري) (7) أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال البر حسن الخلق (8) والإثم ما حاك (9)(1/73)
كالبر في تغذية البدن وضده الفجور والإثم ولذا قابله به وهو بهذا المعني عبارة عما اقتضاه الشارع وجوبا أو ندبا والإثم ما ينهي عنه (1) يقال حك الشيء في نفسي إذا لم تكن منشرح الصدر به وكان في قلبك منه شيء من الشك والريب وأوهمك أنه ذنب وخطيئة وهذا معنى قوله وتردد والصدر (وإن افتاك الناس وافتوك) افتوك بفتح التاء وسكون الواو تأكيد لأفتاك والمعنى وإن افتاك الناس بخلافه لأنهم إنما يطلعون على الظواهر (قال حجة الإسلام) ولم يرد كل أحد لفتوى نفسه وإنما ذلك لوابصة في واقعة تخصه وقال بعض العلماء وبفرض العموم فالكلام فيمن شرح الله صدره بنور اليقين فأفتاه غيره بمجرد حدس أو ميل من غير دليل شرعي والا لزمه اتباعه وان لم يشرح له صدره وهو وجيه (2) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال سمعت وابصة بن معبد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (مي طب) والبخاري في التاريخ وحسنه الحافظ السيوطي والنووي في رياض الصالحين (3) (سنده) حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي قال ثنا عبد العلاء قال سمعت مسلم بن مشكم قال سمعت الخشني (يعني أبا ثعلبة) يقول قلت يا رسول الله الخ (غريبه) (4) بتشديد العين مفتوحة وكذا الواو في قوله وصوب ومعناه أنه صلى الله عليه وسلم رفع نظره إليه ثم خفضه (5) تقدم شرح هذه الجملة في شرح الحديث السابق (6) تقدم الكلام على ذلك في باب ما جاء في الحمر الأهلية والجلالة في الجزء السابع عشر صحيفة 79 وفي باب ما جاء في الهر وكل ذي ناب من السباع في الجزء المذكور صحيفة 111 من كتاب الأطعمة فارجع إليه (تخريجه) لم عليه إلا لغير الإمام أحمد من حديث أبي ثعلبة وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (7) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب ثنا معاوية بن صالح قال سمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي يذكر عن أبيه عن النواس بن سمعان الخ ((1/74)
قلت) وله طريق آخر عند الإمام أحمد قال حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي عن معاوية يعني ابن صالح بالسند المتقدم ومتنه (غريبه) (8) أي التخلق بالأخلاق الحسنة مع الخلق والخالق والمراد هنا المعروف وهو طلاقة الوجه وكف الأذى وبذل الندى وأنه يحب للناس ما يحب لنفسه وهذا راجع لتفسير البعض له بأنه الانصاف في المعاملة والموقف في المجادلة والعمل في الأحكام والاحسان في العسر واليسر إلى غير ذلك من الخصال الحميدة (9) بحاء مهملة وكاف
34@@@
ما جاء في بر الوالدين وحقوقهما والترغيب في ذلك
في صدرك وكرهت أن يطلع الناس عليه (1) (باب ما جاء في بر الوالدين وحقوقهما والترغيب في ذلك) (عن أنس بن مالك) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يمد له في عمره وأن يزاد له في رزقه (3) فليبر والديه وليصل رحمه (عن أبي هريرة) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه (5) (عن معاذ بن جبل) (6) أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصاه بعشر كلمات (منها) ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك (عن عبد الله بن عمرو) (7) قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال جئت لأبايعك (زاد في رواية أخرى (8) على الهجرة) وتركت أبوي يبكيان قال فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما
((1/75)
في صدرك) أي اختلج في النفس وتردد في القلب ولم يطمئن إليه (1) جاء في رواية وكرهت أن يعلمه الناس ومعناهما واحد والمراد أماثل الناس وأفاضلهم الذين يستحيا منهم والمراد بالكراهية هنا الدينية فخرج العادية كم يكره أن يرى آكلا لنحو حياء أو بخل وظاهر الحديث أن مجرد خطور المعصية اثم وللعلماء كلام في ذلك تقدم في باب ما جاء في حديث النفس وهو الباب الأخير من كتاب النية والإخلاص في العمل في هذا الجزء ص 9 وهذا الحديث من جوامع الكلم لأن البر كلمة جامعة لكل خير والاثم جامع للشر (تخريجه) (م مذ) والبخاري في الأدب (باب) (2) (سنده) حدثنا يونس ثنا حزم عن ميمون بن سياه قال سمعت أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (3) العمر والرزق مقدران في علم الله تعالى والإنسان في بطن أمه لا زيادة فيهما ولانقص عما قدر فالمراد بالزيادة هنا البركة وزيادة العمر كثرة الثواب وإن كان عمره قصيرا فيكون كمن عاش زمنا طويلا وزيادة الرزق البركة فيه بحيث يكفيه القليل وقيل يحتمل أن الحديث صدر في معرض الحث على الصلة بطريق المبالغة أن أنه يكتب في بطن أمه أن بر والديه ووصل رحمه فرزقه وأجله كذا وأن لم يصل فكذا والله أعلم (تخريجه) (ق د نس) (4) (سنده) حدثنا أبو كامل ثنا زهير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (5) معناه لا يقوم ولد بمالأبيه عليه من حق ولا يكافئه بإحسانه به إلا أن يصادفه مملوكا فيعتقه والإعتاق يترتب عليه بنفس الشراء من غير حاجة إلى إنشاء العتق كما هو مقتضى حديث سمرة بن جندب رواه (حم مذ جه ك) وتقدم في باب من أعتق عبدا أو شرط عليه خدمة الخ من كتاب العتق في الجزء الرابع عشر صحيفة 155 رقم 45 ولفظه مرفوعا (من ملك ذا رحم محرم فهو عتيق) وفي لفظ فهو حر وتقدم حديث الباب في نفس الصحيفة رقم 46 وتقدم الكلام عليه هناك فارجع إليه والله الموفق (تخريجه) (ق.(1/76)
والأربعة) وغيرهم (6) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه وسنده وشرحه في باب العشاريات من كتاب الكبائر إن شاء الله تعالى (7) (سنده) حدثنا إسماعيل ابن ابراهيم ثنا عطاء بن السائب عن أبيه عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (8) يعني عند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو أيضا وكذلك جاء عند أبي داود والظاهر أن هذه الهجرة كانت لأجل الجهاد ولذلك قال الخطابي في شرح هذا الحديث ما لفظه الجهاد إذا كان الخارج فيه متطوعا فان ذلك لا يجوز إلا بإذن الوالدين فأما إذا تعين عليه فرض الجهاد فلا حاجة به إلى إذنهما وإن منعاه من الخروج عصاهما وخرج في الجهاد وهذا إذا كانا مسلمين فإن كانا كافرين فلا سبيل لهما إلى منعه من الجهاد
35@@@
بر الوالدين أفضل من الجهاد ووجوب استئذانهما فيه(1/77)
وأبى أن يبايعه (وعنه أيضا) (1) قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت هذه الشجرة إذ أقبل رجل من هذا الشعب فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا رسول الله إني قد أردت الجهاد معك ابتغي بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة قال هل من أبويك أحد حي ؟ قال نعم يا رسول الله كلاهما قال فارجع أبرر أبويك قال فولى رجعا من حيث جاء (وعنه من طريق ثان) (2) أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك ؟ قال نعم قال ففيهما فجاهد (عن أبي سعيد الخدري) (3) قال هاجر رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال له يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرت الشرك ولكنه الجهاد هل باليمن أبواك ؟ قال نعم قال أذنا لك قال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع إلى أبويك فاستأذنهما فإن فعلا وإلا فبرهما (عن معاوية بن جاهمة) (4) قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت الغزو وجئتك أستشيرك فقال هل لك من أم ؟ قال نعم فقال الزمها فإن الجنة عند قدميها (5) ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى كمثل هذا القول(1/78)
فرضا كان أو نفلا وطاعتهما حينئذ معصية لله ومعونة للكفار وإنما عليه أن يبرهما ويطيعهما فيما ليس بمعصية الله (قلت) والظاهر أن هذا الرجل كان متطوعا ولهذا لم يبايعه النبي صلى الله عليه وسلم ارضاءا لوالديه والله أعلم (تخريجه) (د نس جه) وسكت عنه أبو داود والمنذري فهو صالح للاحتجاج به (1) (سنده) حدثنا محمد بن عبيد ثنا محمد بن اسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن ناعم مولى أم سلمة عن عبد الله بن عمرو قال حججت معه حتى إذا كنا ببعض طرق مكه رأيته تيمم حتى إستبانب (يعني استبانت له شجرة أخذا من سياق الحديث) جلس تحتها ثم قال رأيت رسو ل الله صلى الله عليه وسلم تحت هذه الشجرة الخ (2) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حبيب قال سمعت أبا العباس يقول سمعت عبد الله بن عمرو يحدث رجلا الخ (تخريجه) (ق طل) والثلاثة (3) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) (د) قال المنذري في اسناده دراج أبو السمح المصرى ضعيف اهـ (قلت) أورده الهيثمي وعزاه للامام أحمد وقال اسناده حسن فربما وقف له على طرق توجب تحسينه والله أعلم (4) (سنده) حدثنا روح قال أنا جريج قال أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه طلحة بن عبد الله بن معاوية بن جاهمة جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) معناه أنه يكون في برها وخدمتها كالتراب تحت قدميها مقدما لها على هواه مؤثرا برها على بر كل عباد الله لتحملها شدائد حمله ورضاعه وتربيته فإذا فعل ذلك كان هذا الفعل سببا لدخوله الجنة قال الذهي فيه أن عقوق الأمهات من الكبائر وهو إجماع (وقوله ثم الثانية ثم الثالثة الخ) معناه والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل هذه الجملة له ولغيره (في مقاعد شتى) أي مجالس متعددة والله أعلم (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (جه نس ك) وقال صحيح الاسناد اه (قلت)(1/79)
جاء في رواية الحاكم فإن الجنة عند رجليها وقال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهي قال المنذري ورواه الطبراني باسناد جيد ولفظه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم استشيره في الجهاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم الك والدان ؟ قلت نعم قال الزمهما فإن الجنة تحت أرجلهما
36@@@
أحب العمل إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين
(عن ابن مسعود) (1) رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله ؟ قال الصلاة على وقتها قال قلت ثم أي ؟ قال ثم بر الوالدين قال قلت ثم أي ؟ قال ثم الجهاد في سبيل الله قال فحدثني بهن ولو استزدته لزادني (عن ابي هريرة) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رغم (3) أنف رغم أنف رغم أنف رجل أدرك والديه أحدهما او كلاهما عنده الكبر لم يدخله الجنة (4) (وفي لفظ) فلم يدخلاه الجنة (عن أبي بن مالك) (5) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك فأبعده الله واسحقه (6) (عن المقدام بن معديكرب) (7) الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يوصيكم بأمهاتكم (8) إن الله يوصيكم بآبائكم إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب (عن خداش بن سلامة) (9) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أوصى امرءا بأمه اوصى امرءا
((1/80)
1) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الترغيب في أعمال من الطاعة مجتمعة ص 26 رقم 31 في هذا الجزء (2) (سنده) حدثنا عفان ثنا أبو عوانة حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (3) بكسر الغين المعجمة وتفتح أي لص أنفه بالتراب وهو كناية عن حصول غاية الذل والهوان (وقوله أنف رجل) أي إنسان سواء كان ذكرا أو انثى وكرر هذا اللفظ ثلاثا للتأكيد في التنفير والتحذير (4) رواية مسلم فلم يدخل الجنة وفي الرواية الأخرى للامام أحمد (فلم يدخلانه الجنة) وهذه الروايات كلها بمعنى واحد وهو أن من قصر في بر والديه عند كبرهما وضعفهما أو أحدهما بالخدمة أو النفقة أو غير ذلك لم يدخله الله الجنة أما من قام بخدمتهما وبرهما والانفاق عليهما كان ذلك سببا في دخوله الجنة وفيه الحث على بر الوالدين وعظم ثوابه والتحذير من عقوقهما وعظم عقابه (تخريجه) (م) وغيره ولأبي هريرة عند الامام أحمد ومسلم وغيرهما حديث آخر مولا تقدم في باب ذم تارك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الجزء الرابع عشر صحيفة 308 رقم 284 (5) (سنده) حدثنا حجاج ثنا شعبة اخبرني قتادة وبهز قال وحدثني شعبة عن قتادة قال سمعت زرارة ابن اوفى يحدت عن أبي بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (6) أي وأبعده فكأنه قال فأبعده الله وأبعده وكرره للتأكيد والزجر ومعناه ابعده الله عن رحمته بسبب عقوقه لوالديه نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) (طل) وسنده جيد (7) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد قال ثنا ابن عياش عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معديكرب الكندي الخ (غريبه) (8) جاء عند ابن ماجه (أن الله يوصيكم بأماتكم ثلاثا) ويؤيد هذه الرواية حديث خداش بن سلامة ومعاوية بن حيدة الآتيين بعد هذا وإنما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالأم ثلاثا لما عانته من الحمل والوضع والرضاعة ولأن كثيرا من الناس يتهاون في حقها بالنسبة إلى الأب فالتكرير(1/81)
للتأكيد وهذه الأمور تنفرد بها الأم ثم تشارك الأب في الرتبة وأوصى بالأب مرة (وفي رواية) مرتين لما له من حق الرعاية ولانفاق ثم أوصى بعد ذلك بالأقرب فالأقرب من النسب من ذوي الأرحام قال ذلك مرة واحدة إشارة إلى أن حقهن وأن كان متأكدا فهو دون تأكد حق الأبوين وكرر الفعل مع المؤكد حثا على الاهتمام بالوصية (تخريجه) (جه طب ك) وحسنه الحافظ السيوطي وقال الحافظ أخرجه البيهقي بإسناد حسن (9) (سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا شيبان عن منصور عن عبيد الله بن علي بن عرفطة السلمي عن خداش بن سلامة الخ (وله طريق ثان)
37@@@
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ببر الأم ثلاثا وبالأب واحدة
بأمه أوصى امرءا بأمه (1) أوصى امرءا بأبيه أوصى امرءا بأبيه أوصى امرءا بمولاه الذي يليه (2) وإن كانت عليه فيه أذاة تؤذيه (عن معاوية بن حيدة) (3) قال قلت يا رسول الله من أبر ؟ (4) قال أمك قلت ثم من قال ثم أمك قال قلت يا رسول الله ثم من ؟ قال أمك (5) (5) قال قلت ثم من ؟ قال ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب (6) (وعن أبي هريرة) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه إلا قوله ثم الأقرب فالأقرب (عن أبي أسيد الساعدي) (8) صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بدريا وكان مولاهم قال أبو أسيد بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من الأنصار (9) فقال يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شي بعد موتهما أبرهما به ؟ قال نعم خصال أربعة الصلاة(1/82)
عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا اسحاق بن يوسف عن سفيان عن منصور (الخ) (غريبه) (1) جاء في الطريق الثانية (أوصى الرجل بأمه) بدل امرءا في الجميع (2) أي مملوكا الذي في خدمته (وإن كانت عليه) أي على المرء (فيه) أي في المولى (أذاة) بتاء التأنيث وجملة تؤديه صفة لأذاة مؤكدة فإن عمل بهذه الوصية غفر الله له بعض معاصيه والله أعلم (تخريجه) قال الحافظ في الإصابة اخرج حديثه أحمد وابن ماجه والطبراني في الأوسط (قلت) قال العلامة السندي في حاشيته على ابن ماجه وقد نبه (يعني البوصيري) في الزوائد على أن الحديث انفرد به المصنف لكن لم يتعرض لاسناده وقال ليس لابن سلامة هذا عند المصنف (يعني ابن ماجه) سوى هذا الحديث وليس له شيء في بقية الكتب اهـ (قلت) لعله يعين الكتب الستة والا فقد رواه الامام أحمد كما ترى وليس لابن سلامة هذا عند الامام أحمد أيضا سوى هذا الحديث وفي اسناده عند الجميع عبيد الله بن علي بن عرفطة قال الحافظ في التقريب عبيد الله ابن علي بن عرفطة السلمي ويقال عبيد بلا إضافة مجهول (3) (سنده) حدثنا يزيد حدثنا بهز بن حكيم ابن معاوية عن أبيه عن جده (يعني معاوية بن حيدة) الخ (غريبه) (4) بفتح الموحدة وتشديد الراء على صيغة المتكلم أي من أحسن إليه ومن أصله ؟ (قال أمك) بالنصب أي بر أمك وصلها أولا (5) قال العلماء سبب تقديم الأم كثرة تعبها عليه وشفقتها وخدمتها وفي التنزيل إشارة إلى هذا التأويل في قوله تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) فالتثليث في مقابلة ثلاثة أشياء مختصة بالأم وهي تعب الحمل ومشقة الوضع ومحنة الرضاع (6) قال النووي فيه الحث على بر الأقارب وأن الأم أحقهم بذلك ثم بعدها الأب ثم الأقرب فالأقرب (تخريجه) (د مذ) وقال الترمذي هذا حديث حسن وقد تكلم شعبة في بهزبن حكيم وهو ثقة عن أهل الحديث وروى عنه معمر وسفيان الثوري وحماد بن سلمة وغير واحد من(1/83)
الأئمة (7) (سنده) حدثنا هاشم ثنا محمد عن عبد الله ابن شيرمة عن ابي زرعة بن عمرو عن أبي هريرة قال رجل يا رسول الله أي الناس أحق مني بحسن الصحبة ؟ قال أمك قال ثم من ؟ قال ثم أمك قال ثم من ؟ قال ثم أمك قال ثم من قال أبك (تخريجه) (ق وغيرهما) (8) (سنده) حدثنا يونس بن محمد قال ثنا عبد الرحمن بن الغسيل قال حدثني أسيد بن علي عن أبيه علي بن عبيد عن أبي أسيد الساعدي الخ (قلت) أسيد بوزن شهيد اسمه مالك ابن ربيعة الساعدي (غريبه) (9) جاء عند أبي داود وابن ماجه (من بني سلمة) بكسر اللام بدل
38@@@
قصة الرجل الذي أمرته أمه بطلاق زوجته
عليهما والاستغفار لهما (1) وانفاذ عهدهما (2) واكرام صديقهما (3) وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما (4) فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما (حدثنا محمد بن جعفر) (5) ثنا شعبة عن عطاء بن السائب قال سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يحدث أن رجلا أمرته أمه أو أبوه (6) أو كلاهما قال شعبة يقول ذلك أن يطلق امرأته فجعل عليه مائة محرر (7) فأتى أبا الدرداء فإذا هو يصلي الضحى يطيلها فصلى ما بين الظهر والعصر (8) فسأله فقال له أبو الدرداء أوف بنذرك وبر والديك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الوالد أوسط باب الجنة (9) فحافظ على الوالد أو اترك (ومن طريق ثانية) (10) عن أبي عبد الرحمن السلمي أيضا قال أتى رجل أبا الدرداء رضي الله عنه فقال إن امرأتي بنت عمي وأنا أحبها وإن والدتي تأمرني أن أطلقها فقال لا آمرك أن تطلقها ولا آمرك أن تعصي والدتك ولكن أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الوالدة أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأمسك وإن شئت فدع(1/84)
قوله هنا من الأنصار (1) هذه إحدى الخصال والمراد بالصلاة عليهما والاستغفار لهما الدعاء لهما بالرحمة وأنه لم يكن بلفظ الصلاة لكن الظاهر شمول ما كان بلفظ الصلاة أيضا ويحتمل أن المراد صلاة الجنازة فينبغي أن يفعل ذلك كله (2) معناه أن يكون بين والديه وبين احد عهد في معونة وبر ولم يتمكنا من ذلك حتى ماتا فيقوم الولد به بعدهما (3) من تمام بر الأب أن يصل الرجل صديق أبيه كما قال صلى الله عليه وسلم (أن البر صلة المرء أهل ود أبيه بعد أن يولى) وسيأتي هذا الحديث في هذا الباب وقد كان صلى الله عليه وسلم يصل صدائق خديجة رضي الله عنها برا بها فكيف بصديق الأب (4) أي بسببها (تخريجه) (د جه) وسكت عنه أبو داود والمنذري وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وزاد في آخره قال الرجل ما أكثر هذا يا رسول الله وما أطيبه قال فاعمل به (5) (حدثنا محمد بن جعفر) الخ (غريبه) (6) أو للشك من شعبة يشك في الذي أمر الرجل هل هو أبوه أو أمه أو كلاهما ولذلك قال محمد بن جعفر شعبة يقول ذلك يعني يشك وقد جاء في الطريق الثانية والثالثة أنه أمه هي التي أمرته بغير شك (7) معناه أن ذلك الرجل نذر أن يعتق مائة عبد ان طلق زوجته يريد بذلك إشفاق أبيه أو أمه أو هما معا عليه من غرامة العتق وتنازلهما عن الزامه بطلاق زوجته التي يحبها والظاهر أن الآمر لم يتنازل عن أمره ولذلك جاء الرجل إلى أبي الدرداء يستفتيه في أمره فأجاب بما سيأتي (8) أي تطوعا غير صلاة الضحى لأن وقتها من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال (9) قال القاضي عياض أي خير الأبواب وأحلاها والمعنى أحسن ما يتوسل به إلى دخول الجنة ويتوسل به إلى وصول درجتها العالية مطاوعة الوالد ومراعاة جانبه وقال غيره أن للجنة أبوابا وأن أحسنها دخولا اوسطها وأن سبب دخول ذلك الباب الأوسط هو المحافظة على حقوق الوالد وقال المراد بالوالد الجنس وإذا كان حكم(1/85)
الوالد هذا فحكم الوالدة أقوى وبالاعتبار أولى (وقوله فحافظ على الوالد) يعني على حقوقه (أو اترك) ليس المراد به التخيير بين الأمرين بل المراد التوبيخ على الإضاعة والحث على الحفظ مثل قوله تعالى (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) قال الحافظ السيوطي ظاهره أنه من تتمة الحديث المرفوع وفي رواية الطبراني أن مندرج من كلام الراوي والله أعلم (10) (سنده) حدثنا حسين بن محمد
39@@@
وجوب بر الوالدين وطاعتهما وان كانا كافرين إلا في معصية الله عز وجل
((1/86)
وعنه من طريق ثالث) (1) قال كان فينا رجل لم تزل به أمه أن يتزوج حتى تزوج ثم أمرته أن يفارقها فرحل إلى أبي الدرداء بالشام فقال إن أمي (2) لم تزل بي حتى تزوجت ثم امرتني أن أفارق قال ما أنا بالذي آمرك أن تفارق وما أنا بالذي آمرك أن تمسك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو أحفظه قال فرجع وقد فارقها (عن ابن عمر) (3) قال كانت تحتى امرأة احبها وكان عمر يكرهها فأمرني أن اطلقها فأبيت فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن عند عبد الله بن عمر امرأة كرهتها له فأمرته أن يطلقها فأبى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله طلق امرأتك فطلقتها (وفي رواية أخرى) فقال اطع أبك (عن عياض بن مرثد) (4) أو مرثد بن عياض عن رجل منهم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال هل من والديك من أحد حي ؟ قال له مرات (5) قال لا قال فاسق الماء قال كيف اسقيه؟ قال اكفهم آلته إذا حضروه واحمله اليهم إذا غابوا عنه (أسماء بنت أبي بكر) (6) قالت قدمت أمي (وفي لفظ أتتني أمي) وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم (7) فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أمي قدمت وهي راغبة (8) أفأصلها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم صلي أمك (وعنها من طريق ثان) (9) قالت قدمت أمي في مدة قريش (وفي لفظ في عهد قريش ومدتهم التي كانت(1/87)
ثنا شريك عن عطاء عن أبي عبد الرحمن السلمي قال أتى رجل أبا الدرداء الخ (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق قال أنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال كان فينا رجل الخ (2) جاء عند الترمذي وربما قال سفيان أن أمي وربما قال أبي (تخريجه) (مذ جه حب طل ك) وصححه الحاكم وأقره الذهي وقال الترمذي هذا حديث صحيح وأبو عبد الرحمن السلمي اسمه عبد الله بن حبيب اهـ (3) (عن ابن عمر الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب جواز الطلاق للحاجة من كتاب الطلاق في الجزء السابع عشر صحيفة 3 رقم 5 فارجع إليه (4) (سنده) حدثنا عفان ثنا شعبة قال عاصم بن كليب أخبرني قال سمعت عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض الخ (قلت) قوله في السند (قال عاصم بن كليب اخبرني) معناه أن شعبة قال اخبرني عاصم بن كليب (غريبه) (5) معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كرر لفظ (هل من والديك أحد حي) مرات متعددة للتأكيد والظاهر أنه لو قال نعم لأمره بخدمتهما والبر بهما فإن ذلك أفضل من سقي الماء فلما كانا قد ماتا أمره بقي الماء للمحتاج إليه لأنه من الأعمال التي تدخل صاحبها الجنة لاسيما إذا قصد بذلك الصدقة على والديه والله أعلم (تخريجه) (طب) ورجاله كلهم ثقات (6) (سنده) حدثنا حسن قال ثنا ابن لهيعة قال ثنا أبو الأسود أنه سمع عروة يحدث عن أسماء بنت أبي بكر قالت قدمت أمي الخ (غريبه) (7) الظاهر أن هذه المعاهدة كانت بشأن صلح الحديبية (8) جاء عند أبي داود بلفظ (قدمت على أمي راغبة في عهد قريش وهي راغمة مشركة) قال المنذري راغبة أي طامعة فيما عندي تسألني الإحسان إليها (راغمة) أي كارهة للاسلام (9) (سنده) حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال ثنا أبو عقيل يعني عبد الله بن عقيل الثقفي قال
40@@@
فضل صلة أصدقاء الأب والأم والأقارب(1/88)
بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ) مشركة وهي راغبة يعني محتاجة فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي مشركة راغبة أفأصلها ؟ قال صلى أمك (عن عبد الله ابن دينار) (1) عن ابن عمر أن اعرابيا مر عليه وهم في طريق الحج فقال له ابن عمر الست فلان بن فلان ؟ قال بلى قال فانطلق إلى حمار كان يستريح عليه إذا مل راحلته (2) وعمامة كان يشد بها رأسه فدفعها إلى الأعرابي فلما انطلق قال له بعضنا انطلقت إلى حمارك الذي كنت تستريح عليه وعمامتك التي كنت تشد بها رأسك فأعطيتهما هذا الأعرابي وإنما كان يرضى بدرهم قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أبر البر صلة المرء أهله ود أبيه بعد أن يولى (عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده) (3) قال إني أعرابي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي يريد أن يجتاح مالي قال أنت ومالك لوالدك إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أموال أولادكم من كسبكم فكلوه هنيئا (عن عائشة رضي الله عنها) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من كسب أولادكم (باب في بر الأولاد والأقارب والأقرب فالأقرب) (عن جابر بن عبد الله) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه وإن كان فضلا فعلى عياله وإن كان فضلا فعلى ذوي قرابته أو قال ذوي رحمه وإن كان فضلا فههنا وهاهنا (عن المقدام بن معديكرب) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة وما أطعمت زوجك فهو(1/89)
ثنا هشام قال أخبرني أبي عن أمه أسماء بنت أبي بكر قالت قدمت على أمي الخ (تخريجه) (ق . د طل) وفيه دلالة على بر الوالدين وإن كانا كافرين قال تعالى (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) (1) (سنده) حدثنا أبو نوح اخبره ليث عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر الخ (غريبه) (2) معناه أنه كان يستصحب حمارا ليستريح عليه إذا ضجر ركوب البعير (تخريجه) (م) قال النووي وفي هذا أفضل صلة أصدقاء الأب والإحسان إليهم وإكرامهم وهو متضمن لبر الأب وإكرامه لكونه بسببه وتلحق به أصدقاء الأم والأجداد والمشايخ والزوج والزوجة وقد سبقت الأحاديث في إكرامه صلى الله عليه وسلم خلائل خديجة رضي الله عنها اهـ (قلت) تقدمت الإشارة إلى ذلك في الشرح آنفا في هذا الباب (3) (عن عمرو بن شعيب الخ) هذا الحديث والذي بعده تقدما بسندهما وشرحهما وتخريجهما في باب أفضل الكسب الخ من كتاب البيوع في الجزء الخامس عشر صحيفة 7 (4) (عن عائشة) الخ تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب المشار اليه آنفا (باب) (5) (عن جابر بن عبد الله الخ) هذا طرف من حديث تقدم بتمامه وسنده وشرحه وتخريجه في باب الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم ومراتب المستحقين من
(م 6 – الفتح الرباني – ج 19)
41@@@
فضل تربية الأولاد والإنفاق عليهم(1/90)
لك صدقة وما اطعمت خادمك فهو لك صدقة (عن ثوبان) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفضل دينار دينار ينفقه الرجل على عياله دينار ينفقه على دابته في سبيل الله قال ثم قال أبو قلابة من قبلة برا بالعيال قال وأي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عياله صغارا يعفهم الله به (عن المقدام بن معديكرب) (2) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يوصيكم بالأقرب فالأقرب (عن ابن عمر) (3) قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله أذنبت ذنبا كبيرا فهل لي توبة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألك والدان؟ قال لا قال فلك خاله ؟ قال نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرها إذا (عن سليمان بن يسار) (4) عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها قالت أعتقت جارية لي فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بعتقها فقال آجرك الله أما أنك لو كنت أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك (عن شعبة) (5) قال قلت لمعاوية بن قرة أسمعت أنسا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنعمان بن مقرن (6) ابن اخت القوم منهم (7) قال نعم (عن عبد الرحمن بن أبي ليل) (8) قال سمعت أمير المؤمنين عليا يقول اجتمعت أنا وفاطمة والعباس وزيد بن حارثة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال العباس يا رسول الله كبر سني ورق عظمي وكثرت مؤنتي فإن رأيت يا رسول الله أن تامر لي بكذا وكذا وسقا من طعام فافعل فقال رسول(1/91)
أبواب صدقة التطوع في الجزء التاسع صحيفة 90 رقم 238 (1) (عن ثوبان الخ) هذا الحديث تقدم في بسنده وشرحه وتخريجه في باب النفقة على الأقارب من كتاب النفقات في الجزء السابع عشر صحيفة 62 رقم 39 (2) (عن المقدام معديكرب الخ) هذا بعض حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب السابق ص 27 رقم 14 (3) (سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا محمد بن سوقة عن أبي بكر بن حفص عن ابن عمر الخ (تخريجه) (مذ ك حب) وصححه الحاكم وأقره الذهي وفيه الحث على بر أقارب الوالدين وتقدم الكلام على ذلك (4) (عن سليمان بن يسار الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب فضل العتق والحث عليه من كتاب العتق في الجزء الرابع عشر صحيفة 141 رقم 6 والظاهر أن أخوالها كانوا محتاجين إلى الجارية فبرهم حينئذ بإعطائهم الجارية أفضل من العتق والله أعلم (5) (سنده) حدثنا وكيع عن شعبة قال قلت لمعاوية بن قرة الخ (غريبه) (6) بضم الميم وفتح القاف وتشديد الراء مكسورة (7) المراد بذلك أنه مهم في الصلة والمعاونة والمدافعة عنه ولأنه ينسب إلى بعضهم وهي أمه فهو متصل بأقربائه في كل ما يجب أن يتصل به كنصرة ومشورة ومودة وافشاء سر ومعونة وشفقة واكرام ونحو ذلك قال الطيي فمن اتصالية ومن هذا التقرير تبين أنه لا حجة فيه لمن قال بتوريث ذوي الأرحام (قال ابن أبي جمرة) وحكمة ذكرها ذلك ابطال ما كان عليه أهل الجاهلية من عدم الالتفات إلى أولاد البنات فضلا عن أولاد الأخوات حتى قال قائلهم (بنونا بنو أبنائنا وبناتنا : بنوهن أبناء الرجال الأباعد) فقصد بالحديث التحريض على الألفة بين الأقارب والله أعلم (تخريجه) (مذ نس جه) وهو حديث صحيح رجاله من رجال الصحيحين (8) (سنده) حدثنا محمد بن عبيد حدثنا هاشم بن البريد عن حسين بن ميمون عن عبد الله بن عبد الله قاضي الرى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
42@@@
فضل صلة الأقارب الفقراء وبرهم(1/92)
الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذلك ثم قال زيد بن حارثه يا رسول الله كنت اعطيتني ارضا كانت معيشتي منها ثم قبضتها فإن رأيت أن تردها على فافعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذاك قال فقلت أنا يا رسول الله أن رأيت أن توليني هذا الحق الذي جعله الله لنا في كتابه من هذا الخمس فاقسمه في حياتك كيلا ينازعنيه أحد بعدك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذاك فولانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمته في حياته ثم ولانيه أبو بكر فقسمته في حياته ثم ولانيه عمر فقسمته في حياته حتى كانت آخر سنة من سني عمر فإنه أتاه مال كثير (1) (عن ابن عباس) (2) قال قدمت عير إلى المدينة فاشترى النبي صلى الله عليه وسلم فربح أواقي فقسمها في أرامل بني عبد المطلب (3) وقال لا اشتري شيئا ليس عندي ثمنه (4) (عن أنس بن مالك) (5) قال كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه ببرحاء وكانت مستقبلة المسجد فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وإن أحب أموالي إلى ببرحاء وإنها صدقة لله عز وجل أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله قال فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه (باب ما جاء في ثمرة الأولاد والترغيب في تأديبهم والعطف عليهم)(1/93)
الخ (1) زاد أبو داود ما لفظه فعزل حقنا ثم أرسل إلى فقلت بنا العام غنى وبالمسلمين إليه حاجة فاردده عليهم فرده عليهم ثم لم يدعني إليه أحد بعد عمر فلقيت العباس بعد ما خرجت من عند عمر فقال يا علي حرمتنا الغداة شيئا لا يرد علينا أبدا وكان رجلا داهيا (أي ذا فطنة ورأي سديد) (تخريجه) (د) أخرج أبو داود منه القسم المختص بعلي مع الزيادة المذكورة وقال المنذري في اسناده حسين بن ميمون الخدفي قال أبو حاتم الرازي ليس بقوى الحديث يكتب حديثه وقال على بن المديني ليس بمعروف وذكر له البخاري في تاريخه الكبير هذا الحديث وقال وهو حديث لم يتابع عليه اهـ وفيه عطف النبي صلى الله عليه وسلم على أقاربه ومواليه والنظر إلى مصالحهم (2) (سنده) حدثنا وكيع حدثنا شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (3) أي لأنهم من أقرب الناس إليه (4) معناه أنه صلى الله عليه وسلم لم يشتر شيئا يريد التصدق به ليس عنده ثمنه أما إذا كان ضروريا لقوته ومن وجبت عليه نفقته فلا بأس بشرائه دينا فقد ثبت عن عائشة قالت توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير وراه الشيخان والامام أحمد وغيرهم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني ورجاله ثقات وغفل عن عزوه للامام أحمد واخرجه أيضا الحاكم من طريق شريك وقال (قد احتج مسلم بسماك وشريك) والحديث وصحيح ولم يخرجاه اهـ (قلت) واقره الذهي (5) (عن أنس بن مالك الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه وفيه اختلاف في بعض الألفاظ والمعنى واحد تقدم في باب مشروعية الوقف وفضله من كتاب الوقف في الجزء الخامس عشر صحيفة 179 رقم 64 فارجع اليه وهو حديث صحيح أخرجه الشيخان والامامان مالك وأحمد وغيرهم وإنما ذكرته هنا لأن النبي صلى الله عليه وسلم
43@@@
ما جاء في ثمرةالأولاد وأنهم قرة عين إذا عاشوا ولوالديهم أجرهم إذا ماتوا
((1/94)
عن أبي هريرة) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له (ز) (عن الأشعث بن قيس) (2) قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة فقال لي هل لك من ولد ؟ قلت غلام ولد لي في مخرجي إليك من ابنة حمد ولوددت أن مكانه شبع القوم (3) قال لا تقولن ذلك فإن فيهم (4) قرة عين وأجرا إذا قبضوا ثم ولئن قلت ذاك (5) إنهم لمجبنة محزنة إنهم لمجبنة محزنة (عن عمر ابن عبد العزيز) (6) قال زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج محتضنا أحد ابني لبنته (7) وهو يقول والله أنكم لتجبنون وتبخلون (8) وأنكم لمن ريحان الله عز وجل وإن آخر وطأة وطئها الله بوج (9) وقال سفيان مرة انكم لتبخلون وانكم لتجبنون(1/95)
أمر أبي طلحة أن يجعل صدقته في الأقربين فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه (1) (عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الصدقة الجارية من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 204 رقم 148 (2) (ز) (سنده) حدثنا سريج بن النعمان ثنا هشيم أنبأنا مجاهد عن الشعبي ثنا الأشعث بن قيس الخ (غريبه) (3) الظاهر أن قومه كانوا مجدبين فتمنى شبع قومه بدل هذا الولد (4) يعني في الأولاد (قرة عين) أي إذا عاشوا (واجرا إذا قبضوا) أي ماتوا (5) أي ومع قولي (إن فيهم قرة عين واجرا إذا قبضوا) فإنهم لمجبنة محزنة (بوزن ميمنة) أي يجبن آباؤهم عن القتال لتربيتهم ويحزنون لفقدهم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجال أحمد رجال الصحيح (6) (سنده) حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن ابن أبي سويد عن عمر بن عبد العزيز الخ (غريبه) (7) يعني فاطمة رضي الله عنها وهو إما الحسن وإما الحسين رضي الله عنهما (8) الصيغتان من باب التفعيل أي يحملون على الجبن والبخل وزاد الترمذي ويجهلون بصيغة التفعيل أيضا قال في النهاية في شرح هذا الحديث أي تحصلون على البخل والجبن والجهل يعني الأولاد فإن الأب يبخل بانفاق ماله ليخلفه لهم ويجبن عن القتال ليعيش لهم فيربيهم ويجهل لأجلهم فيلاعبهم وريحان الله رزقه وعطاؤه (ووج) من الطائف والوطء في الأصل الدوس بالقدم فسمى به الغزو والقتل لأن من يطأ على الشيء برجله فقد استقصى في هلاكه واهانته والمعنى أن آخر اخذة ووقعة أوقها الله بالكافر كانت بوج وكانت غزوة الطائف آخر غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يغز بعدها إلا غزوة تبوك ولم يكن فيها قتال ووجه تعلق هذا القول بما قبله من ذكر الأولاد أنه إشارة إلى تقليل ما بقي من عمره فكنى عنه بذلك (9) وج فتح الواو وتشديد الجيم موضع بناحية الطائف وقيل هو اسم جامع لحصونها وقيل اسم واحد منها ((1/96)
نه) وقد جاء في آخر الحديث بعد لفظ وج (وقال سفيان مرة إنكم لتبخلون وانكم لتجبنون) وسفيان هو ابن عيينه أحد مشايخ الإمام أحمد الذي روى عنه هذا الحديث والمعنى واحد ولكن قال ذلك الامام أحمد رحمه الله محافظة على الرواية (تخريجه) أخرجه الترمذي وقال حديث ابن عيينه عن إبراهيم بن ميسرة (يعني حديث الباب) لا نعرفه إلا من حديثه ولا نعرف لعمر بن عبد العزيز سماعا من خولة اهـ (قلت) قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمته روى عن خولة بنت حكيم مرسلا اهـ وعلى هذا فحديث عمر بن
44@@@
ما جاء في تأديب الأولاد وحسن تربيتهم
(حدثنا علي بن ثابت) (1) الجزري عن ناصح بن عبد الله (2) عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأن يؤدب الرجل ولده أو أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم نصف صاع قال عبد الله (3) وهذا الحديث لم يخرجه أبي في مسنده من أجل ناصح لأنه ضعيف في الحديث وأملاه علي في النوادر (4) (حدثنا يزيد بن هرو) (5) قال أنا عامر بن صالح بن رستم المزني (6) ثنا أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص قال أو ابن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نحل (8) والد ولده أفضل من أدب حسن (9) قال أبو عبد الرحمن (10) حدثنا به خلف بن هشام البزار والقواريري قالا ثنا عامر بن أبي عامر بأسناده فذكر مثله (11)(1/97)
عبد العزيز هذا عن خولة منقطع والله أعلم (1) (حدثنا علي بن ثابت الخ) (غريبه) (2) جاء في الأصل ناصح أبو عبد الله وهو خطأ من الناسخ وصوابه بن عبد الله كما في الأصول الأخرى وكتب الرجال (3) هو ابن الامام أحمد رحمهما الله تعالى (4) جاء هذا الحديث في المسند في موضع آخر مكررا بسنده ولفظه وفي آخره قال أبو عبد الرحمن (يعني ابن الامام أحمد) ما حدثني أبي عن ناصح بن عبد الله غير هذا الحديث (تخريجه) أخرجه الترمذي وقال هذا حديث غريب وناصح بن علاء الكوفي ليس عند أهل الحديث بالقوى ولا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه وناصح شيخ آخر بصري يروى عن عمار بن أبي عمار وغيره وهو اثبت من هذا اهـ (قلت) قال الحافظ في تهذيب التهذيب بعد نقل كلام الترمذي ما لفظه (قال المزي) هكذا قال الترمذي وهو وهم وإنما ابن العلاء هو البصري الكوفي وسنذكره قال الحافظ وقال أبو عبد الله الحاكم ناصح بن العلاء هو البصري ثقة وإنما المطعون عليه ناصح بن عبد الله المحلى (بضم الميم وفتح المهملة وتشديد اللام مكسورة) فإنه روى عن سماك بن حرب المناكير وقال الحاكم أبو أحمد ناصح بن عبد الله ذاهب الحديث وقال الدار قطنى ضعيف وقال ابن حبان تفرد بالمناكير عن المشاهير انتهى كلام الحافظ (5) (حدثنا يزيد بن هارون الخ) (غريبه) (6) قال في التقريب عامر بن صالح بن رستم المزنى أبو بكر بن أبي عامر الخزاز بمعجمات البصرى صدوق سيء الحفظ افرط فيه ابن حبان فقال يضع (7) الذي جاء عند الترمذي حدثنا أيوب بن موسى عن أبيه عن جده قال الحافظ في التقريب أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص ثقة وقال في أبيه موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المكي أخو سعيد والد أيوب مستور (عن جده) يحتمل أن يعود على أيوب ويحتمل أن يعود على موسى وسيأتي في تفصيله في التخريج (8) بفتح النون والحاء المهملة أي ما أعطى (والد والده) قال في النهاية النحل العطية والهبة ابتداء من غير عوض(1/98)
ولا استحقاق (9) أي من تعليمه ذلك ومن تأديبه بنحو توبيخ أو تهديد أو ضرب على فعل الحسن وتجنب القبيح فإن حسن الأدب يرفع العبد المملوك إلى رتبة الملوك (10) أبو عبد الرحمن كنية عبد الله بن الامام أحمد يقول إن هذا الحديث حدثه به أيضا غير أبيه وهو خلف بن هشام الخ (11) هكذا في الأصل فذكر مثله وهي اختصار من الاصل لامنى (تخريجه) أخرجه الترمذي وقال هذا الحديث غريب لا نعرف إلا من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز وأيوب بن موسى هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص وهذا عندي حديث مرسل اهـ (قال الحافظ) في تهذيب التهذيب في ترجمة عمرو بن سعيد بن العاص بعد نقل كلام
45@@@
العدل بين الأولاد في العطية وكراهة تخصيص بعضهم
((1/99)
عن معاذ بن جبل) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أوصاه بعشر كلمات (منها) وأنفق على عيالك من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله (عن النعمان ابن بشير) (2) قال ان ابي بشيرا وهب لي وهبة فقالت أمي (3) أشهد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فانطلق بي حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أم هذا الغلام سألتني أن أهب له هبة فوهبتها له فقالت أشهد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيتك لأشهدك فقال رويدك الك ولد غيره ؟ قال نعم قال كلهم أعطيته كما أعطيته ؟ قال لا قال فلا تشهدني إذا إني لا أشهد على جور (4) إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم (5) (وفي لفظ آخر) فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأشهد غيري ثم قال اليس يسرك أن يكونوا في البر سواء ؟ قال بلى وفي لفظ إن لهم عليك من الحق أن تعدل بينهم كما إن لك عليهم من الحق أن يبروك (وعنه أيضا) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قاربوا بين أبنائكم يعني سووا بينهم (وفي لفظ) اعدلوا بين أبنائكم اعدلوا بين ابنائكم اعدلوا بين ابنائكم (عن أبي هريرة) (7) ابصر النبي صلى الله عليه وسلم الأقرع (8) يقبل حسنا فقال لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم قط قال أنه من لا يرحم (9)(1/100)
الترمذي هذا الضمير في جده يعود على موسى فالحديث عن رواية سعيد وقد ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والظاهر أن له رؤية وأما عمرو وهو الأشدق فلا صحبة له ولم يولد إلا في زمان عثمان والحديث على كل حال مرسل (وقال) في ترجمة سعيد بن العاص قال ابن سعيد قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولسعيد تسع سنين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وقال فيها ايضا يحتمل أن يكون ضمير الجد على أيوب وهذا ظاهرويحتمل أن يعود على موسى فيكون الحديث من مسند سعيد بن العاص فيستفاد منه أن الترمذي أخرج لسعيد أيضا وهو مع ذلك مرسل إذ لم يثبت سماع سعيد اهـ (1) (عن معاذ ابن جبل الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب العشاريات من كتاب الكبائر (2) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن مجالد ثنا عامر قال سمعت النعمان بن بشير يقول إن أبي بشيرا الخ (3) هي عمرة بنت رواحة كما صرح بذلك في بعض الروايات أخت عبد الله بن رواحة شاعر النبي صلى الله عليه وسلم (4) أي ميل عن الاستواء والاعتدال (5) يعني في العطية (تخريجه) (ق والامامان والاربعة وغيرهم) بألفاظ مختلفة والمعنى واحد وتقدم نحوه ومن طرق متعددة في باب جواز هبة الرجل لأولاده من كتاب الهبة في الجزء الخامس عشر صحيفة 171 (6) (وعنه أيضا الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب المشار اليه صحيفة 172 رقم 35 فارجع إليه (7) (سنده) حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (8) الأقرع هو ابن حابس من المؤلفة قلوبهم شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا وحصار الطائف وشهد مع خالد بن الوليد فتح العراق والأنبار قال ابن دريد اسم الأقرع فراس ولقب الأقرع بقرع كان في رأسه وكان شريفا في الجاهلية والإسلام ذكره النووي في تهذيب الأسماء (9) قال الحافظ في قوله صلى الله عليه وسلم (من لا يرحم لا يرحم) هو بالرفع فيهما على الخبر وقال عياض هو(1/101)
للأكثر وقال أبو البقاء من موصلة ويجوز أن تكون شرطية فيقرأ بالجزم فيهما اهـ (قلت) (من لا يرحم) بالبناء للفاعل (ولا يرحم) بالبناء للمفعول أي من لا يكون من
46@@@
رحمة الآباء بالأبناء واكرام البنات منهم
(وعنه أيضا) (1) قال دخل عيينة بن حصن (2) على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فرآه يقبل حسنا أو حسينا فقال له لا تقبله يا رسول الله لقد ولد لي عشرة ما قبلت أحدا منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من لا يرحم لا يرحم (باب الترغيب في إكرام الإناث من الأولاد وفضل تربيتهن والعطف عليهن) (عن عقبة بن عامر) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكرهوا (4) البنات فإنهن المؤنسات الغاليات (5) (عن عكرمة) (6) قال كنت جالسا عن زيد بن علي بالمدينة فمر شيخ يقال له شرحبيل أبو سعد فقال يا أبا سعد من أين جئت فقال من عند أمير المؤمنين حدثته بحديث فقال لأن يكون هذا الحديث حقا أحب إلى من أن يكون لي حمر النعم قال حدث به القوم قال سمعت ابن عباس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم تدرك له ابنتان (7) فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا ادخلتاه الجنة (8)(1/102)
أهل الرحمة لا يرحمه الله أو من لا يرحم الناس بالإحسان لا يثاب من قبل الرحمن (هل جزاء الإحسان إلا الاحسان) وقيل غير ذلك (تخريجه) رواه البخاري من طريق شعيب ومسلم من طريق ابن عيينة ومن طريق معمر وأبو داود والترمذي كلاهما من طريق ابن عيينة أيضا ثلاثتهم عن الزهري أي أبي سلمة عن ابي هريرة (1) (سنده) حدثنا هشيم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال دخل عيينة الخ (غريبه) (2) هو من المؤلفة أسلم بعد الفتح وقيل فبله وشهد حنينا والطائف وكان من الأعراب الجفاة ارتد وتبع طليحة الأسدي وقاتل معه فأسرته الصحابة وحملوه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأسلم فأطلقه قال النووي في تهذيب الأسماء (قلت) تقدم في الحديث السابق أن صاحب القصة الأقرع بن حابس وكلا الحديثين صحيح فيحتمل أن القصة وقعت لكليهما وكلاهما من المؤلفة والا فالحديث السابق ارجح (تخريجه) (ق د مذ) ولكن في روايتهم جميعا الأقرع بن حابس بدل عيينه بن حصن كما في الحديث السابق لأنه روى من ثلاث طرق شعيب وابن عيينه ومعمر وهذا روى من طريق هشيم فقط والله أعلم (باب) (3) (سنده) حدثنا قتيبة ثنا ابن لهيعة عن ابن عشانة عن عقبة بن عامر الخ (غريبه) (4) بفتح التاء والراء بينهما كاف ساكنة من الكراهة التي هي ضد الحب ويحتمل أن يكون من الكره بضم الكاف وهي المشقة وبفتحها الاكراه يقال قام على كره على مشقة وإقامه فلان على كره أكرهه على القيام (قال الكسائي) هما لغتان بمعنى واحد وعلى هذا فيكون (لا تكرهوا) بضم التاء وكسر الراء بينهما كاف ساكنة (5) أي المؤمنات المحببات لأزواجهن قال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) (6) (سنده) حدثنا يعلى حدثنا حجاج الصواف عن يحي عن عكرمة قال كنت جالسا الخ (غريبه) (7) من أدرك إذا بلغ إنما قيد بذلك لأن البنت تغفل عن الأب بعد البلوغ فربما تؤدي الكراهة إلى سوء المعاملة فبين أن حسن(1/103)
المعاملة أعظم أجرا (8) أي أدخله قيامه بالاحسان إليهما والانفاق عليهما الجنة (تخريجه) (جه حب ك) والبخاري في الأدب وصححه الحاكم (قال البوصيري) في زوائد ابن ماجه في اسناده أبو سعد اسمه شرحبيل وهو وان ذكره ابن حبان في الثقات فقد ضعفه غير واحد وقال ابن أبي ذئب كان منهما ورواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح الاسناد اهـ (قلت) قال الحافظ في
47@@@
فضل إكرام البنات والأخوات والإنفاق عليهن
(عن أبي سعيد الخدري) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن (2) إلا دخل الجنة (وعن جابر) (3) (يعني ابن عبد الله) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وزاد وجبت له الجنة البتة قال قيل يا رسول الله فإن كانت اثنتين ؟ قال وإن كانت اثنتين قال فرأى بعض القوم أن لو قالوا له واحدة لقال واحدة (عن ثابت عن أنس أو غيره) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو اختين أو ثلاث أخوات حتى يمتن أو يموت عنهن كنت أنا وهو كهاتين وأشار بإصبعه السبابة والوسطى (5) (وعنه من طريق ثان) (6) يحدث عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له ثلاث بنات وثلاث أخوات اتقى الله عز وجل وأقام عليهن كان معي في الجنة هكذا وأشار بأصابعه الأربع (7) (عن سراقة بن مالك) (8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا سراقة ألا أدلك(1/104)
التقريب شرحبيل بن سعد أبو سعد المدني مولى الأنصار صدرق اختلط بآخرة من الثالثة مات سنة ثلاث وعشرين وقد قارب المائة (1) (سنده) حدثنا محمد بن الصباح ثنا اسماعيل بن زكريا عن سهيل عن سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل عن أيوب بن بشر الأنصاري عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (2) الاحسان اليهن يشمل كل الخصال المحمودة من أدب وانفاق وحسن معاشرة ونحو ذلك وجاء عند أبي داود بلفظ من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن له الجنة (وله في رواية أخرى) قال ثلاث أخوات أو ثلاث بنات أو بنتان أو أختان كما هنا (تخريجه) (د مذ) قال المنذري واختلف في اسناده وأخرجه أبو داود من حديث سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل عن أيوب ابن بشير الأنصاري المعادي عن أبي سعيد الخدري وأخرجه الترمذي من حديث سهيل عن سعيد ابن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري وقال وقد زادوا في هذا الاسناد رجلا وأخرجه أيضا من حديث سفيان بن عيينه عن سهيل عن أيوب بن بشير عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبي سعيد وقال البخاري في تاريخه وقال ابن عيينه عن سهيل عن أيوب عن سعيد الأعشى ولا يصح اهـ (قلت) الحديث له شواهد كثيرة تعضده منها حديث جابر وحديث انس الآتيين بعده (3) (سنده) حدثنا هشيم أنا على بن زيد عن محمد بن المنكدر قال حدثني جابر (يعني ابن عبد الله) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كن له ثلاث بنات يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة الحديث (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط بنحوه وزاد ويزوجهن من طرق واسناد أحمد جيد (4) (سنده) حدثنا يونس ثنا حماد يعني ابن زيد عن ثابت عن أنس أو غيره الخ (غريبه) (5) معناه أنه لا تنقص درجته عن درجة النبي صلى الله عليه وسلم إلا كما ينقص السبابة عن الوسطى (6) (سنده) حدثنا يونس ثنا محمد بن زياد البرجمي قال سمعت ثابتا البناني يحدث عن أنس بن مالك الخ (7) أي غير الابهام ((1/105)
تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني في الأوسط بأسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح اهـ (قلت) غفل الحافظ الهيثمي عن عزوه للامام أحمد ورجال الطريق الأولى عند الامام أحمد ورجال الصحيح (8) (سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا موسى بن علي قال سمعت أبي يقول بلغني
48@@@
فضل إكرام البنات والأخوات والقريبات والإنفاق عليهن
على أعظم الصدقة أو من أعظم الصدقة ؟ قال بلى يا رسول الله قال ابنتك (1) مردودة إليك ليس لها كاسب غيرك (عن عوف بن مالك) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كن له بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان اتقى الله فيهن واحسن إليهن حتى يبن (3) أو يمتن كن له حجابا من النار (عن ابن عباس) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولدت له ابنة فلم يئدها (5) ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها يعني الذكر اخله الله بها الجنة (عن عبد المطلب بن عبد الله المخزومي) (6) قال دخلت على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا بني ألا احدثك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت بلى يا أمه قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما الله من فضله عز وجل أو ييكفيهما كانت له سترا من النار (عن أبي هريرة) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كل ثلاث بنات فصبر على لأوائهن (8) وضرائهن وسرائهن أدخله الله الجنة بفضل رحمته اياهن فقال رجل أو اثنتان يا رسول الله ؟ قال أو اثنتان فقال رجل أو واحدة ؟ يا رسول الله قال أو واحدة (عن عائشة) (9) رضي الله عنها(1/106)
عن سراقة بن مالك يقول أنه حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) أي هي ابنتك يعني الصدقة عليها (مردودة) بالنصب حال أي حال كونها مردودة إليك بأن طلقها زوجها مثلا (تخريجه) (جه ك) وفي اسناده عند الامام أحمد رجل لم يسم (وقال البوصيري) في زوائد ابن ماجه رجال أسناده ثقات إلا أن ابن رباح (يعني عليا بضم المهملة وفتح اللام مصغرا) بن رباح والدموسى لم يسمع من سراقة اهـ (قلت) ومع هذا صححه الحاكم واقره الذهي (2) (سنده) حدثنا علي بن عاصم قال اخبرني النهاس بن قهم عن أبي عمار شداد عن عوف بن مالك (يعني الأشجعي) الخ (غريبه) (3) بفتح الياء التحتية والموحدة أو يزوجن يقال ابان فلان بنته وبينها إذا زوجها وبانت هي إذا تزوجت وكأنه من البين البعد أي بعدت عن بيت أبيها (تخريجه) أورده الهيثمي عن عوف بن مالك أيضا بلفظ (ما من مسلم يكون له ثلاث بنات فينفق عليهم حتى يبلغن أو يمتن إلا كن له حجابا من النار فقالت امرأة واثنتان فقال واثنتان) وقال رواه الطبراني وفيه النهاس ابن قهم وهو ضعيف اه (قلت) النهاس بتشديد النون والهاء مفتوحتين ابن قهم بالقاف وآخره ميم قال المنذري لا يحتج بحدثه (4) (سنده) حدثنا ابو معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ابن حدير عن ابن عباس الخ (غريبه) (5) بكسر الهمزة قال الخطابي معناه لم يدفنها حية وكانوا في الجاهلية يدفنون البنات أحياء يقال منه وأديئد وأدا ومنه قوله سبحان وتعالى (وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت) (تخريجه) (د) وسنده حسن (6) (سنده) حدثنا قران بن تمام أبو تمام الأسدي قال ثنا محمد بن أبي حميد عن المطلب بن عبد الله المخزومي الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه محمد ابن حميد المدني وهو ضعيف اهـ (قلت) وأورده أيضا المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (حم طب) من رواية محمد بن أبي حميد المدني ولم يترك ومشاه بعضهم ولا يضر في المتابعات (7) (سنده) (8) قال في(1/107)
المختار اللأواه الشدة والضراء مرادف له والسراء والرخاء وهو ضد الضراء (تخريجه) (ك) وصححه وأقره الذهي (9) (سنده) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة الخ
(م 7 – الفتح الرباني – ج 19)
49@@@
رحمة الأم بأولادها وايثارهم على نفسها
أن امرأة دخلت عليها ومعها ابنتان لها قالت فاعطيتها تمرة فشققتها بينهما فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من ابتلى (1) بشيء من هذه البنات فأحسن إليهن كن له سترا من النار (2) (وعنها أيضا) (3) أنها قالت جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتهما ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها قالت فأعجبني شأنها فذكرت ذلك الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله عز وجل قد أوجب لها بها الجنة واعتقها بها من النار (باب الترغيب في صلة الرحم) (ز) (عن علي رضي الله عنه) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره أن يمد له في عمره ويوسع له رزقه (5) ويدفع عنه منية السوء (6) فليتق الله وليصل رحمه (7) (عن أنس بن مالك) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
((1/108)
غريبه) (1) بصيغة المجهول أي امتحن واختبر من الاختبار والمعنى من اختبر بشيء من البنات ينظر ما يفعل ايحسن اليهن أو يسيء وقال النووي تبعا لابن بطال أنما سماه ابتلاءا لأن الناس يكرهون البنات فجاء الشرع بزجرهم عن ذلك ورغب في ابقائهن وترك قتلهن بما ذكر من الثواب الموعود به من احسن اليهن وجاهد نفسه في الصبر عليهن (2) أي يكون جزاؤه على ذلك أن يجعل الله عز وجل له حائلا بينه وبين نار جهنم وفيه تأكيد حق البنات لما فيهن من الضعف غالبا عن القيام بمصالح أنفسهن بخلاف الذكور لما فيهم من قوة البدن وجزالة الرأي وامكان التصرف في الأمور المحتاج إليها في أكثر الأحوال (تخريجه) (ق مذ) (3) (سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن ابن الهاد أن زياد بن أبي زياد مولى ابن عباس حدثه عن عراك بن مالك قال سمعته يحدث عمر بن عبد العزيز عن عائشة أنها قال جاءتني مكينة الخ (تخريجه) (م وغيره) (باب) (4) (ز) (سنده) حدثنا محمد بن عباد حدثنا عبد الله بن معاذ يعني الصنعاني عن معمر عن أبي اسحاق عن عاصم بن ضمرة عن الخ (غريبه) (5) من المعلوم أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وأجاب العلماء بأجوبة أصحها أن قوله صلى الله عليه وسلم (يمد له في عمره) المراد به الزيادة بالبركة في عمره والتوفيق للطاعات وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة وصيانتها عن الضيع في غير ذلك والمراد بتوسيع الرزق البركة فيه بحيث يكفيه وان كان قليلا (6) أي موته السوء وهو سوء الخاتمة والعياذ بالله تعالى (7) قال القاضي عياض الرحم التي توصل وتقطع وتبر إنما هي معنى من المعاني ليست بجسم وإنما هي قرابة ونسب تجمعه رحم والدة ويتصل بعضه ببعض نسمي ذلك الاتصال رحما اهـ وقيل هم المحارم فقط والقول الجامع الراجع أن الرحم يطلق على الأقارب وهم من بينه وبين الآخر نسب سواء كان يرثه أم لا وسواء كان ذا محرم أم(1/109)
لا (قال ابن ابي جرة) فتكون صلة الرحم بالمال وبالعون على الحاجة وبدفع الضرر وبطلاقة الوجه وبالدعاء والمعنى الجامع ايصال ما امكن من الخير ودفع ما امكن من الشر بحسب الطاقة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح غير عاصم بن ضمرة وهو ثقة اهـ (قلت) وأخرجه ايضا الحاكم وصححه واقره الذهي (8) (سنده) حدثنا حسين بن محمد حدثنا مسلم يعني ابن خالد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي المقرى عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم
50@@@
قوله صلى الله عليه وسلم تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم
(عن ثوبان) (1) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نحوه (عن أبي هريرة) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم (3) فإن صلة الرحم محبة (4) في الأهل مثراة (5) في المال منسأة في أثره (عن عبد الله بن عمرو) (6) يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن (7) ارحموا أهل الأرض (8) يرحمكم أهل السماء والرحم شجنة (9) من(1/110)
قال من سره أن يعظم الله رزقه وأن يمد في أجله فليصل رحمه (تخريجه) (ق وغيرهما) (1) (سنده) حدثنا محمد بن بكر أنا ميمون أبو محمد المزني التميمي ثنا محمد بن عباد المخزومي عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره النساء في الأجل والزيادة في الرزق فليصل رحمه (قلت) النساء بفتح النون المشددة بعدها سين مهملة وآخره همزه يقال نسأت الشيء نساءا وأنسأته إنساءا إذا اخرته والنساء الاسم وهو التأخير في العمر وتقدم الكلام في معناه في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث ثوبان وسنده جيد ويؤيده ما قبله (2) (سنده) حدثنا ابراهيم ثنا ابن مبارك عن عبد الملك بن عيسى الثقفي عن مولى المنبعث عن أبي هريرة الخ (غريبه) (3) أي مقدارا تعرفون به أقاربكم لتصلوها فتعليم النسب مندوب لمثل هذا وقد يجب أن تقف عليه واجب (4) مفعلة من الحب كمظنة من الظن (5) بفتح فسكون مفعلة من الثرى أي الكثرة (في المال) أي سبب لكثرته (منسأة في أثره) مفعلة من النسء في العمر أي مظنة لتأخيره وتقدم الكلام على ذلك في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب وقيل دوام استمرار في النسل والمعنى أن بركة الصلة تقضي إلى ذلك ذكره البيضاوي وسمي الأجل أثرا لأنه يتبع العمر (قال ابن العربي) في عارضة الأحوذي أما المحبة فالإحسان اليهم وإما النساء في الأثر فيتمادى الثناء عليه وطيب الذكر الباقي له (تخريجه) (مذ ك) وصححه الحاكم واقره الذهي وأورده الهيثمي من حديث العلاء بن خارجة وعزاه للطبراني وقال رجاله قد وثقوا (6) (سنده) حدثنا سفيان عن عمرو (يعني ابن دينار) عن أبي قابوس عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبه) (7) أي يحسن اليهم ويتفضل عليهم والرحمة مقيدة باتباع الكتاب والسنة فإقامة الحدود والانتقام لحرمة الله لا ينافي كل منهما الرحمة (8) قال الطيى أتى بصفة العموم ليشمل جميع أصناف الخلف فيرحم البر والفاجر(1/111)
والناطق والبهم والوحوش والطير اهـ وفيه اشارة إلى أن ايراد من لتغليب ذوي العقول على غيرهم لشرفهم على غيرهم أو للمشاكلة المقابلة بقوله (يرحمكم أهل السماء) وهو مجزوم على جواب الأمر والمراد بأهل السماء الملائكة ومعنى رحمتهم لأهل الأرض دعاؤهم لهم بالرحمة والمغفرة كما قال تعالى (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض) (9) بكسر المعجمة وسكون الجيم بعدها نون وجاء بضم أوله وفتحه رواية ولغة وأصل الشجنة عروق الشجر المشتبكة والشجن بالتحريك واحد الشجون أعلى طرف الأودية (ومنه قولهم) الحديث ذو شجون أي يدخل بعضه في بعض (وقوله من الرحمن) اي أخذ اسمها من هذا الاسم كما في حديث عبد الرحمن عوف في السنن مرفوعا (أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي) والمعنى أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها فالقاطع لها منقطع من رحمة الله تعالى (وقال الاسماعيلي) معنى الحديث أن الرحم اشتق اسمها من اسم الرحمن فلها به علقة وليس معناه أنها من ذات الله تعالى الله عن ذلك ذكره الحافظ في الفتح(1/112)
@@@51
ما جاء في صلة الرحم وفضلها والحث عليها وإن أساءوا إليه
الرحمن من وصلها وصلته ومن قطعها بتته (وعنه أيضا) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرحم معلقة بالعرش (2) وليس الواصل بالمكافئ (3) ولكن الواصل الذي اذا انقطعت رحمه وصلها (4) (عن عمرو بن شعيب) (5) عن أبيه عن جده قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي ذوي أرحام أصل ويقطعون وأعفو ويظلموني وأحسن ويسيئون أفأكافئهم ؟ (6) قال لا إذا تتركون (7) ولكن خذ بالفضل وصلهم فإنه لن يزال معك ظهير(8) من الله عز وجل ما كنت على ذلك (عن أبي هريرة) (9) أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعون واحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم (10) ويجهلون علي قال لئن كنت كما تقول كأنما تسفهم (11) المل ولا يزال معك من الله ظهير (12) عليهم مادمت على
((1/1)
تخريجه) (مذ د ك) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وسكت عنه أبو داود ونقل المنذري تصحيح الترمذي وأقره وصححه الحاكم وأقره الذهبي (1) (سنده) حدثنا يعي حدثنا قطر عن مجاهد عن عبد الله ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (2) قال العلماء الرحم التي تقطع وتوصل معنى من المعاني فذكر تعلقها بالعرش استعارة واشارة إلى عظم شأنها قال العلائي ولا استحالة في تجسيدها بحيث تنقل وتنطق اهـ وعلى هذا فمتى تعلقها أنها متمسكة أخذت بقائمة من قوائم العرش وجاء عند مسلم عن عائشة قالت (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله) وسيأتي في حديث عبد الله بن عمرو ايضا في باب ماجاء في قطع صلة الرحم من قسم الترهيب ، أنها تتكلم بلسان طلق ذلق (3) معناه أن الذي يكافئ من أعطاه لا يسمى واصلا (قال الحافظ) أي الذي يعطي لغيره نظير ما أعطاه ذلك الغير قد أخرج عبد الرزاق عن عمر موقوفا ليس الواصل أن تصل من وصلك ذلك القصاص ولكن الواصل أن تصل من قطعك ونقل الحافظ عن الطيبي قال المعنى ليست حقيقة الواصل ومن يعتد بصلته من يكافئ صاحبه بمثل فعله ولكنه من تفضل على صاحبه اهـ (4) أي إذا انقطع عنه ذو رحمة وصلهم هذا هو الواصل (تخريجه) (خ د مذ) ماعدا قوله (أن الرحم معلقة بالعرش) وثبت هذا اللفظ عند مسلم من حديث عائشة وتقدم آنفا في الشرح (5) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب الخ (غريبه) (6) معناه أفأقاطعهم وأسيء إليهم كما أساءوا إلي (7) معناه إن فعلت ذلك تجعل القطعية ويترك بعضكم صلة بعض ويحتمل أن يكون المراد بالترك تركهم من رحمة الله عز وجل ويحتمل المعنيين والله أعلم (8) أي مساعد ومعين (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام احمد من حديث عمرو بن شعيب وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه حجاج بن ارطاة وهو مدلس وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت)(1/2)
يؤيده حديث أبي هريرة الآتي بعده (9) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت العلاء بن عبد الرحمن يحدث عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (10) بضم اللام (ويجهلون) أي يسيئون والجهل هنا القبيح من القول (11) بضم التاء وكسر المهملة وتشديد الفاء (والمل) بفتح الميم الرماد الحار ومعناه كأنما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم ولا شيء على هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وادخالهم الأذى عليه (12) الظهير
@@@52
من خيار الناس وأفضلهم الواصل رحمه وأفضل الصدقة صلة الرحم
ذلك (عن درة بنت أبي لهب) (1) قالت قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي الناس خير ؟ فقال صلى الله عليه وسلم خير الناس اقرؤهم واتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم (خط) (عن حكيم بن حزام) (2) أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيهما أفضل ؟ قال على ذي الرحم الكاشح (3) (عن أبي أيوب الأنصاري) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (وعنه أيضا) (5) أن اعرابيا عرض للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسيره فأخذ بخطام ناقته أو بزمام ناقته فقال يا رسول الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم (عن سلمان بن عامر الضبي) (6) قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول صدقتك على المسكين صدقة وعلى ذي القربى الرحم اثنتان صدقة وصلة (عن عائشة رضي الله عنها) (7) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أنه من أعطى من الرفق فقد أعطى(1/3)
المعين الدافع لأذاهم (تخريجه) (م وغيره) (1) حديث درة بنت أبي لهب تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الترغيب في خصال من أفضل أعمال البر مجتمعة في هذا الجزء صحيفة 28 رقم 38 (خط) (2) (سنده) حدثنا سعيد يعني ابن سلمان حدثنا عباد يعني ابن العوام عن سفيان بن حسين عن الزهرى عن أيوب بن بشير الأنصاري عن حكيم بن حزام الخ (غريبه) (3) فسره صاحب النهاية فقال الكاشح العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحه أي باطنه والكشح الخصر أو الذي يطوى عنك كشحه ولا يألفك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير واسناده حسن (4) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الحجاج عن الزهرى عن حكيم بن بشير عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح (تخريجه) لم أقف عليه من حديث أبي أيوب لغير الامام أحمد ورجاله ثقات ويؤيده ما قبله (5) (سنده) حدثنا يحيى ثنا عمرو بن عثمان قال سمعت موسى بن طلحة أن أبا أيوب أخبره أن اعرابيا عرض للنبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وزاد فيه فلما ادبر (يعني الرجل) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تمسك بما أمرته به دخل الجنة وقال رواه البخاري ومسلم واللفظ له (6) (سنده) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن حفصة بنت سيرين عن الرباب أم الرائح بنت صليع عن سلمان بن عامر الضبي الخ (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد قال حدثنا يزيد قال أنا هشام عن حفصة عن سلمان بن عامر الضبي قال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصدقة على المسكين صدقة والصدقة على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (نس مذ خز حب ك) وحسنه الترمذي وصححه الحاكم ولفظ ابن خزيمة قال الصدقة على المسكين صدقة وعلى القريب صدقتان صدقة وصلة (7) (سنده) حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا محمد بن مهزم عن عبد(1/4)
الرحمن بن القاسم ثنا القاسم عن عائشة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي والمنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه احمد ورواته ثقات إلا أن عبد الرحمن بن القاسم لم يسمع من عائشة اهـ (قلت) عبد الرحمن ابن القاسم صرح في هذا السند بأن القاسم حدثه عن عائشة فالحديث متصل صحيح لأن سماع القاسم من عائشة معروف ومشهور لاشك فيه قال في الخلاصة القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي أبو محمد المدني أحد الفقهاء السبعة وأحد الأعلام عن عائشة وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وطائفة وقال في
@@@53
الترغيب في كفالة اليتيم والإحسان إليه
حفظه من الدنيا والآخرة وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار (باب الترغيب في كفالة اليتيم والإحسان إليه ومسح رأسه والسهر على الأرملة والمسكين) (عن أبي هريرة) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كافل اليتيم له أو لغيره (2) أنا وهو كهاتين في الجنة إذا اتقى الله واشار مالك (أحد الرواة) بالسبابة والوسطى (3) (عن مالك بن الحارث) (4) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من ضم يتيما بين أبوين (5) مسلمين إلى طعامه وشرابه(1/5)
ترجمة عبد الرحمن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي روى عن أبيه فثبت بذلك اتصال الحديث (باب) (1) (سنده) حدثنا اسحق انبأنا مالك عن ثور بن زيد الديلي قال سمعت أبا الغيث يحدث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (غريبه) (2) اليتيم من الناس هو الذي مات أبوه وهو صغير يستوي فيه الذكر والأنثى ومن الدواب من ماتت أمه (قال النووي) كافل اليتيم القائم بأموره من نفقه وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه أو من مال اليتيم بولاية شرعية وأما قوله (له أو لغيره) فالذي له أن يكون قريبا له كجده وأمه وجدته وأخيه وأخته وعمه وخاله وعمته وخالته وغيرهم من أقاربه والذي لغيره أن يكون أجنبيا (3) معناه أن يكون مصاحبا للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وقد تطابقت الشرائع والأديان على الحث على الإحسان إلى اليتيم وحق على من سمع هذا الحديث أن يعمل ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة أفضل من ذلك وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى (تخريجه) أخرجه مسلم وغيره (4) (سنده) حدثنا هشيم قال علي بن زيد انبأنا عن زرارة بن أوفى عن مالك بن الحارث رجل منهم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم الخ (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا وكيع ثنا سفيان عن علي بن زيد بن جدعان عن زرارة بن أوفى عن عمرو بن مالك أو مالك بن عمرو كذا قال سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضم يتيما بين أبويه فله الجنة البتة (هذا) وقد اختلف في اسم مالك بن الحارث (قال الحافظ في الإصابة) مالك بن عمرو القشيري ويقال العقيلي ويقال الكلابي ويقال الأنصاري وقيل فيه عمرو بن مالك وقيل أبى بن مالك بن الحارث والراجح أبى بن مالك لكون ذلك من رواية قتادة وهو أحفظ من رواية على بن زيد بن جدعان فإنه اضطرب فيه في روايته عن(1/6)
زرارة بن أوفى عنه فاختلف عليه في اسمه ونسبه ونسبته والحديث واحد وهو في فضل من اعتق رقبة مؤمنة أو فيمن ضم يتيما بين أبويه وقد جعله بعض من صنف عدة أسماء وساق في كل اسم حديثا مها وهو واحد اهـ باختصار (قلت) جاء عند الامام احمد في الطريق الأولى من هذا الحديث (مالك بن الحارث) وفي الطريق الثاني (عمرو بن مالك أو مالك بن عمرو) وجاء في الحديث التالي عن رجل من قومه يقال له مالك أو ابن مالك وجاء عند الامام أحمد أيضا (عن مالك بن عمرو القشيري) بمعنى حديث الباب وتقدم في باب فضل العتق من كتاب العتق في الجزء الرابع عشر صحيفة 142 رقم 9 وكل هذه الروايات من طريق علي بن زيد بن جدعان وجاء عنده أيضا من طريق قتادة يحدث عن زرارة ابن أوفى عن أبي بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أدرك والديه أو أحدهما الحديث تقدم في هذا الجزء في باب بر الوالدين وحقوقهما ص 57 رقم 15 وقد رجع الحافظ في الإصابة هذه الرواية كما تقدم والله أعلم (غريبه) (5) أي من بين أبوين مسلمين كما صرح بذلك في الحديث رقم 9 ص 142 في الجزء
54@@@
مسح رأس اليتيم يرقق القلب القاسي وضمه إلى طعامه يوجب له الجنة(1/7)
حتى يستغنى (1) عنه وجبت له الجنة البتة ومن اعتق امرءا مسلما (2) كان فكاكه من النار يجزي بكل عضو منه عضوا منه من النار (عن زرارة بن أوفى) (3) عن رجل من قومه يقال له مالك أو ابن مالك (4) يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أيما مسلم ضم يتيما بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى استغنى وجبت له الجنة البتة وأيما مسلم اعتق رقبة أو رجلا مسلما كانت فكاكه من النار ومن أدرك والديه أو احدهما فدخل النار فابعده الله (5) (عن أبي هريرة) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني ارج حتى الضعيفين اليتيم والمرأة (وعنه أيضا) (7) أن رجلا شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال امسح رأس اليتيم واطعم المسكين (عن أبي أمامة) (8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا الله وكان بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وفرق بين اصبعيه السبابة والوسطى (عن أبي هريرة) (9) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الساعي على الأرملة والمسكين (10) كالمجاهد في سبيل الله(1/8)
الجزء الرابع عشر (1) أي حتى يغنيه الله عنه (وقوله البتة) نصب على المصدر والمراد به القطع بالشيء والمراد أنه لا بد له من دخول الجنة وأن تقدم من عذاب وفيه بشارة عظيمة له بأن يموت على الإيمان لأنه لا يدخل الجنة إلى مؤمن كما في الحديث (2) هذا الجزء المختص بالعتق تقدم شرحه في الحديث رقم 9 ص 142 في الجزء الرابع عشر المشار إليه آنفا (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه على بن زيد وهو حسن الحديث وبقية رجاله رجال الصحيح (3) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت علي بن زيد يحدث عن زرارة بن أوفى الخ (غريبه) (4) هو مالك بن الحارث المذكور في الحديث السابق (5) هذا الجزء المختص بالوالدين تقدم شرحه في هذا الجزء من باب بر الوالدين وحقوقهما ص 37 رقم 13 (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (عل حم طب) وهو حسن الاسناد (6) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب حق الزوجة على الزوج في الجزء السادس عشر صحيفة 132 رقم 263 (وقوله أحرج) بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء مكسورة أي أضيقه وأحرمه على من ظلمها (7) (سنده) حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران عن ابي هريرة أن رجلا شكى الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (8) (سنده) حدثنا أبو اسحاق الطالقاني حدثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن **** عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه علي بن زيد الاءلهاني وهو ضعيف (9) (سنده) حدثنا أبو سلمة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة الخ (غريبه) (10) الساعي على الأرملة والمسكين أي الكاسب لهما العامل (لمؤنتهما) (والأرملة) براء مهملة وفتح الميم المرأة التي لا زوج لها وقد ارملت المرأة مات عنها زوجها والأرمل بفتح الميم أيضا الذي لا امرأة له (والمسكين)(1/9)
تقدم تعريفه هو والفقير في باب ما جاء في الفقير والمسكين من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 51 رقم 11 فارجع إليه (تخريجه) (ق نس مذ جه) هذا وتقدم أحاديث تختص باليتيم أيضا في كتاب الوصايا في الجزء
55@@@
ما جاء في الإحسان إلى الجار وأن ايذاءه ينافي الايمان
أو كالذي يقوم الليل ويصوم النهار (باب الترغيب في الإحسان إلى الجار) (عن أبي هريرة) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره (2) ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت (عن عائشة) (3) رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلأا أن فيه فليقل خيرا أو ليصمت بدل يسكت (عن أبي شريح الخزاعي) (4) وكانت له صحبة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت (عن أبي هريرة) (5) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالها ثلاث مرات قالوا وماذاك يا رسول الله ؟ قال الجار لا يأمن الجار بواتقه قالوا وما بواتقه ؟ قال شره (عن علقمة بن عبد الله المزني) (6) عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله عز وجل وليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليقل حقا أو ليسكت (حدثنا محمد بن جعفر) (7) ثنا هشام ويريد قال أنا هشام عن حفصة عن أبي العالية عن الأنصاري قال يزيد رجل من الأنصار قال خرجت من أهلي أريد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أنا به قائم ورجل معه مقبل عليه فظننت أن لهما حاجة قال فقال الأنصاري والله لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعلت أرثي لرسول(1/10)
الله صلى الله عليه وسلم من طول القيام
الخامس عشر (باب) (1) (سنده) حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي حسين عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه) (2) جاء في رواية أخرى لمسلم والإمام أحمد وسيأتي بعد حديث بلفظ (فليحسن إلى جاره) بدل فلا يؤذ جاره (تخريجه) (ق . وغيرهما) (3) (سنده) حدثنا الحكم ابن موسى قال ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال قال قال أبي فذكره عن أمه عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر الحديث (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (4) (سنده) حدثنا روح بن عبادة قال أنا زكريا بن اسحاق قال حدثنا عمرو بن دينار عن نافع بن جبير ابن مطعم عن أبي شريح الخزاعي الخ (تخريجه) (م) إلا أنه قال فليقل خيرا أو ليسكت بدل أو ليصمت والمعنى واحد (5) (سنده) حدثنا حجاج وروح قال ثنا ابن ابي ذئب عن سعيد المقبرى عن أبي شريح الكعبي وقال روح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب عن أبي هريرة إلى قوله بواثقه وعزاه للامام أحمد والبخاري ومسلم ثم قال وزاد أحمد (قالوا يا رسول الله وما بواتقه ؟ قال شره) قال وفي رواية لمسلم (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بواتقه) (6) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن علقمة بن عبد الله المزني عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علقمة بن عبد الله المزني وهو ثقة (7) (حدثنا محمد بن جعفر الخ) (غريبه) (3) من رثى إذا رق
56@@@
وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الجار(1/11)
فلما انصرف قلت يا رسول الله لقد قام بك الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام قال ولقد رأيته ؟ قلت نعم قال أتدري من هو ؟ قلت لا قال ذاك جبريل عليه السلام مازال يوصيني بالجار (1) حتى ظننت أن سيورثه ثم قال أما أنك لو سلمت عليه رد عليك السلام (عن عائشة) (2) رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجارحتى أنه سيورثه (3) (عن عبد الله) (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مازال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه أو قال خشيت أن يورثه (عن عبد الله بن عمرو) (5) بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن أبي هريرة) (6) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نحوه (عن أبي أمامة) (7) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه(1/12)
وتوجع أي اشفق عليك واتوجع لك (1) قال العلائي الظاهر أن المراد جار الدارلا جار الجوار لأن التوارث كان في صدر الإسلام بجوار العهد ثم نسخ (حتى) بعني أنه لما أكثر علي في المحافظة على رعاية حقه (ظننت أنه سيورثه) أي سيحكم بتوريث الجار من جاره بأن يأمرني عن الله به (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (2) (سنده) حدثنا يحيى عن يحيى عن رجل عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (3) جاء في آخر الحديث في الأصل بعد هذه الجملة قال يحيى أراه سمى لي أبا بكر بن محمد ولكن نسيت اسمه (قلت) قوله (قال يحيى) هو ابن سعيد الراوي عن يحيى الأول والظاهر أن يحيى الأول هو يحيى بن يحيى بن بكير (أراه) بضم الهمزة أي أظنه (سمى لي أبا بكر بن محمد) يعني ابن عمرو بن حزم ومما يؤيد ذلك أن مسلما رواه عن طريق يحيى بن سعيد أخبرني أبوبكر وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم أن عمرة حدثته أنها سمعت عائشة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثنه (تخريجه) (ق .(1/13)
والأربعة وغيرهم) (4) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه محمدا يحدث عن عبد الله (يعني ابن عمر) الخ (تخريجه) (ق مذ) (5) (سنده) حدثنا سفيان عن داود يعني ابن شابور عن مجاهد وبشير أبي اسماعيل عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سورثه (تخريجه) (د مذ) والبخاري في الأدب المفرد وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب اهـ قال المنذري وقد روى هذا المتن من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم (6) (سنده) حدثنا أبو قطن ثنا يونس بن عمرو بن عبد الله يعني ابن أبي اسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام فقال اني كنت اتيتك الليلة فلم يمنعني أن ادخل عليك البيت الذي أنت فيه إلا أنه كان في البيت تمثال رجل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل فمر برأس التمثال يقطع فيصير كبيئة الشجرة ومر بالستر يقطع فيجعل منه وسادتان توطآن ومر بالكلب فيخرج ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الكلب جرو كان للحسن والحسين عليه السلام تحت نضد لهما قال ومازال يوصيني بالجار حتى ظننت أو رأيت أنه سيورثه (تخريجه) (د مذ نس حب) وقال الترمذي حديث حسن صحيح (7) (سنده) حدثنا حيوة بن شريح ثنا بقية ثنا محمد بن زياد الالهاني قال سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني بنحوه وصرح **** بالتحديث فهو حديث حسن
(م 8 – الفتح الرباني – ج 19)
57@@@
الترغيب في إكرام الضيف وفضل ذلك وبركته
((1/14)
عن عبد الله بن عمرو) (1) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره (عن أبي ذر) (2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا ذر إذا طبخت فأكثر المرقد وتعاهد (3) جيرانك أو اقسم بين جيرانك (عن عمر بن الخطاب) (4) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا شبع الرجل دون جاره
(أبواب الضيافة وآدابها)
(باب الترغيب في إكرام الضيف وفضل ذلك وبركته) (عن عبد الله بن عمرو) (5) أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال خير ؟ قال أن تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف (وعنه أيضا) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحفظ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت (عن أبي سعيد الخدري) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه قالها ثلاثا قالوا وما كرامة الضيف يا رسول الله ؟ قال ثلاثة أيام
((1/15)
1) (سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة وابن لهيعة قالا اخبرن شرحبيل بن شريك أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلى يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (مذ ك حب) وقال الترمذي حديث حسن غريب اهـ وصححه الحاكم وأقره الذهبي (2) (سنده) حدثنا عبد العزيز ابن عبد الصمد حدثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر الخ (غريبه) (3) قال في القاموس التعهد والتعاهد والاعتهاد أن يلتزم محافظة شيء ويتفقد أحواله ولا يغفل عنه أصلا قال العلماء هذا أمر ندب ويعد ارشاد إلى مكارم الأخلاق قال الأبى جيرانك جمع جار لكن يخصصه قوله في بعض الروايات ثم انظر أهل بيت من جيرانك فبالبيت الواحد يخرج من العهدة (تخريجه) (م مذ جه) (4) (عن عمر بن الخطاب الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وتخريجه في باب مناقب سعد بن أبي وقاص من كتاب مناقب الصحابة رضي الله عنهم (باب) (5) (سنده) حدثنا حجاج وأبو النضر قالا حدثنا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (تخريجه) (ق د نس جه) وغيرهم (6) (سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) واسنادهما حسن اهـ (قلت) وأورده أيضا المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد باسناد حسن (7) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) أورده الهيثمي والمنذري في الترغيب والترهيب وقالا رواه أحمد مطولا ومختصرا باسانيد احدها صحيح والبزار وأبو يعلي اهـ (قلت) من المطول حديث تقدم في باب الاستئذان ثلاث مرات من كتاب السلام والاستئذان في الجزء السابع عشر وسنده حسن ومن المختصر حديث لأبي سعيد أيضا مرفوعا بلفظ الضيافة ثلاث فما زاد على(1/16)
ذلك فهو صدقة وسنده صحيح وسيأتي بعد باب
58@@@
قوله صلى الله عليه وسلم لا خير فيمن لا يضيف
فما جلس بعد ذلك فهو عليه صدقة (عن عقبة بن عامر) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا خير فيمن لا يضيف (عن مالك بن نضلة) (2) قال قلت يا رسول الله رجل نزلت به فلم يقرني (3) ولم يكرمني ثم نزل بي أقريه أو أجزيه (4) بما صنع قال بل أقره (5) (عن سنان بن سنة) (6) صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الطاعم الشاكر (7) له مثل أجر الصائم الصابر (8) (باب ما جاء في عدم التكلف للضيف) (عن عبد الله بن عبيد بن عمير) (9) قال دخل على(1/17)
وفي حديث الباب دراج بن سمعان أبو السمح وحديثه عن أبي الهيثم ضعيف والله أعلم (1) (سنده) حدثنا حجاج وحسن بن موسى قالا ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر الخ (تخريجه) (هب) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وحديثه حسن اهـ (قلت) وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بعلامة الحسن (2) (سنده) حدثنا عفان ثنا شعبة قال ابو اسحاق انبأنا قال سمعت أبا الأحوص يحدث عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قشيف الهيئة فقال هل لك مال ؟ قال قلت نعم قال فما مالك ؟ فقال من كل المال من الخيل والابل والرقيق والغنم قال فماذا آتاك الله عز وجل ما لا فلير عليك فقال هل تنتج ابل قومك صحاحا آذانها فتعمد إلى الموسى فتقطعها أو تقطعها وتقول هذا بحر وتشق جلودها وتقول هذه صرم فتحرمها عليك وعلى أهلك ؟ قال قلت نعم قال كل ما آتاك الله عز وجل لك حل وساعد الله أشد من ساعدك وموسى الله أحد من موساك قال قلت يا رسول الله رجل نزلت به فلم يقرني الخ (غريبه) (3) بفتح أوله (ولم يكرمني) بضم أوله وجاء عند الترمذي بلفظ (قلت يا رسول الله الرجل امر به فلا يقريني ولا يضيفني) فقوله ولا يضيفني بضم أوله تفسير لقوله فلا يقريني (4) أقريه أو أجزيه كلاهما بفتح الهمزة ومعناه أكافئه ترك القرى ومنع الطعام كما فعل بي أم أقربه وأضيفه ؟ (5) بفتح الهمزة وسكون القاف وكسر الراء أي أضفه وفيه حث على القرى الذي هو من مكارم الأخلاق ومنها دفع السيئة بالحسنة هذا وصدر هذا الحديث الذي لم نتعرض لشرحه هنا تقدم مثله من حديث أبي الأحوص أيضا في باب النهي عن قتل الحيوان أو الإنسان من كتاب القتل والجنايات في الجزء السادس عشر صحيفة 29 رقم 91 وتقدم شرحه هناك مستوفي فارجع إليه إن شئت (تخريجه) (مذ نس) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي (6) (سنده)(1/18)
حدثنا هارون بن معروف قال أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن الإمام أحمد) وسمعته أنا من هارون ثنا عبد العزيز بن محمد قال اخبرني محمد بن عبد الله بن أبي حرة عن عمه حكيم بن أبي حرة عن سنان بن سنة الخ (غريبه) (7) هو الذي يطعم الفقير والمسكين وابن السبيل ويقرى الضيف ونحو ذلك مع شكره لله عز وجل على نعمة الغنى وتصورها وإظهارها (8) أي لأن الطعم فعل والصوم كف عن فعل فالطاعم بطبعه يأتي ربه بالشكر والصائم بكفه عن الطعم يأتي ربه بالصبر (قال الإمام الغزالي) هذا دليل على فضيلة الصبر إذ ذكر ذلك في معرض المبالغة لرفع درجة الشكر فألحقه بالصبر فكان هذا منتهى درجته ولولا أنه فهم من الشرح علو درجة الصبر لما كان الحاق الشكر به مبالغة في الشكر (تخريجه) (مذ جه ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي باب (9) (سنده) حدثنا أسباط بن محمد ثنا عبيد الله بن الوليد الوصافى عن عبد الله بن عبيد بن
59@@@
ما جاء في عدم التكلف للضيف ومدة الضيافة(1/19)
جابر بن عبد الله نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقدم إليهم خبزا وخلا فقال كلوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم نعم إلادام الخل أنه هلاك بالرجل أن يدخل عليه النفر من أخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليهم وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم اليهم (عن سلمان الفارسي) (1) أنه دخل عليه رجل فدعا له بما كان عنده فقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا ولولا أنا نهينا أن يتكلف أحدنا لصاحبه لتكلفنا لك (باب ما جاء مدة الضيافة وما للضيف من الحق وما عليه) (عن أبي هريرة) (2) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال حق الضيافة ثلاثة أيام فما أصاب بعد ذلك فهو صدقة (عن أبي سعيد الخدري) (3) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مثله (عن أبي شريح الخزاعي) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الضيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة (5) ولا يحل للرجل أن يقيم عند أحد حتى يؤثمه (6) قالوا يا رسول الله فكيف يؤثمه ؟ قال يقيم عنده وليس له(1/20)
عمير الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (حم طب عل) إلا أن أبا يعلى قال وكفى بالمرء شرا أن يحتقر ما قرب إليه وبعض أسانيدهم حسن (ونعم الإدام الخل) في الصحيح ولعل قوله (أنه هلاك بالرجل) الخ من كلام جابر مدرج غير مرفوع والله أعلم (1) (سنده) حدثنا عفان ثنا قيس بن الربيع ثنا عثمان بن سابور رجل من بني أسد عن شقيق أو نحوه شك قيس أن سلمان دخل عليه رجل الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد واحد أسانيد الكبير رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) يؤيدهما أورده الهيثمي أيضا وعزاه للطبراني عن شقيق بن سلمة قال دخلت أنا وصاحب لي إلى سلمان الفارسي فقال سلمان لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التكلف لتكلفت لكم ثم جاء بخبز وملح فقال صاحبي لو كان ملحنا عنقز فبعث سلمان بمطهرته فرهنها ثم جاء بعنقز فلما أكلنا قال صاحبي الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا فقال سلمان لو قنعت بما رزقك لم تكن مطهرتي مرهونة قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطوسى وهو ثقة وفي رواية عنده نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا اهـ (قلت) جاء في الحديث لفظ العنقز وفسره في النهاية بأصل القصب الغض والله أعلم (باب) (2) (سنده) حدثنا روح ثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورواته ثقات سوى ليث بن أبي سليم اهـ (قلت) ليث بن أبي سليم ليس من رجال هذا الحديث عند الإمام أحمد بل رجاله عنده من رجال الصحيحين فالحديث صحيح (3) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الضيافة ثلاث فما زاد على ذلك فهو صدقة (تخريجه) (بز عل) وسنده عند الامام أحمد صحيح (4) (سنده) حدثنا وكيع ثنا عبد الحميد بن جعفر عن سعيد بن أبي سعيد المقبرى عن أبي(1/21)
شريح الخزاعي الخ (غريبه) (5) الجائزة العطية أي ليكلف في اليوم الأول بما اتسع له من بر قدر طاقته وفي اليوم الثاني والثالث يكفي الطعام المعتاد (6) أي يحرجه كما صرخ بذلك في بعض الروايات من الإحراج والتحريج والحرج هو الضيق أي حتى يضيق عليه (وقال الخطابي) معناه لا يحل للضيف أن يقيم عنده بعد ثلاثة أيام من غير استدعاء منه حتى يضيق صدره فيبطل أجره اهـ (قال الحافظ المنذري) وللعلماء في هذا الحديث تأويلان (أحدهما) أنه يعطيه ما يجوز به ويكفيه في يوم وليلة إذ اجتاز به وثلاثة
60@@@
ما جاء في حف الضيق وكيف يأخذه ممن لم يقره
شيء يقريه (عن العباس الجريري) (1) قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول تضيفت أبا هريرة سبعا (2) قال وسمعته يقول قسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه تمرا فأصابني سبع تمرات احداهن حشفة (3) فلم يكن شيء أعجب إلى منها شدت مضاغي (4) (عن أبي هريرة) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاما فليأكل من طعامه ولا يسأله عنه فإن سقاه شرابا من شرابه فليشرب من شرابه ولا يسأله عنه (عن المقدام بن معديكرب) (6) الكندي أبي كريمة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ليلة الضيف واجبة على كل مسلم (7) فإن اصبح بفنائه (8) محروما كان دينا له عليه إن شاء اقتضاه وان شاء تركه(وعنه من طريق ثان) (9) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيما مسلم أضاف قوما فأصبح الضيف محروما فإن حقا على كل مسلم نصره حتى يأخذ بقرى الليلة ليلته من زرعه وماله (10) (عن أبي هريرة) (11) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه (عن عقبة بن عامر) (12) أنه قال قلنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنك تبعثنا فننزل بقوم لا يقرونا فما(1/22)
أيام إذا قصده (والثاني) يعطيه ما يكفيه يوما وليلة يستقبلهما بعد ضيافته اهـ (تخريجه) (ق د مذ جه لك) (1) (سنده) حدثنا عفا حدثنا حماد بن يزيد ثنا العباس الجريري الخ (غريبه) (2) أي نزلت على أبي هريرة ضيفا سبع ليال وفيه جواز مكت الضيف زيادة على ثلاث برضا المضيف (3) الحشف بالتحريك اليابس الفاسد من التمر وقيل الضعيف الذي لا نوى له كالشيص (4) المضاغ بالفتح الطعام يمضغ وقيل هو المضغ نفسه يقال لقمة لينة المضاغ وشديدة المضاغ أراد أنه كان فيها قوة عند مضغها (نه) (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ورجاله كلهم ثقات (5) (سنده) حدثنا حسين بن محمد قال ثنا مسلم يعني ابن خالد عن زيد بن أسلم عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) وفي اسناده مسلم بن خالد الزنجى وثقه ابن معين وغيره وضعفه أحمد وغيره وبقية رجالهما رجال الصحيح (6) (سنده) حدثنا حيحى بن سعيد قال ثنا شعبة حدثني منصور عن الشعبي عن المقدام بن معديكرب الخ (غريبه) (7) قال الامام الخطابي وجه ذلك أنه رآها حقا من طريق المعروف والعادة المحمودة ولم يزل قرى الضيف وحسن القيام عليه من شيم الكرام وعادات الصالحين ومنع القرى مذموم على الألسن وصاحبه ملوم وقد قال صلى الله عليه وسلم من كان يومن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه (8) بكسر الفاء هو المتسع أما الدار ويجمع الفناء على أفنية (9) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت أبا الجودى يحدث عن سعيد بن المهاجر عن المقدام أبي كريمة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (10) قال الإمام الخطابي يشبه أن يكون هذا في المضطر الذي لا يجد ما يطعمه ويخاف التلل على نفسه من الجوع فإذا كان بهذه الصفة كان له أن يتناول من مال أخيه ما يقيم به نفسه قال وهذا يشبه مذهب الشافعي (تخريجه) (د جه ك) وصححه الحاكم وسكت عنه أبو داود والمنذري (11) (سنده) حدثنا قتيبة قال حدثنا ليث بن(1/23)
سعد عن معاوية ابن صالح عن أبي طلحة عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد ورواته ثقات والحاكم وقال صحيح الاسناد (12) (سنده) حدثنا حجاج انا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير
61@@@
ما جاء في اشتراك المسلمين وتعاونهم في قرى الأضياف إذا كثروا
ترى في ذلك ؟ فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا وان لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم (باب اشتراك المسلمين وتعاونهم في قرى الأضياف إذا كثروا) (عن الحارث بن عبد الرحمن) (1) قال بينما أنا جالس مع أبي سلمة بن عبد الرحمن إذ طلع علينا رجل من بني غفار ابن لعيد الله بن طهفة فقال أبو سلمة ألا تخبرنا عن خبر أبيك ؟ قال حدثني أبي عبد الله بن طهفة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا كثر الضيف عنده قال لينقلب كل رجل بضيفه حتى إذا كان ذات ليلة اجتمع عنده ضيفان كثير وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينقلب كل رجل مع جليسه قال فكنت ممن انقلب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما دخل قال يا عائشة هل من شيء ؟ قالت نعم حويسة (2) كنت أعددتها لإفطارك قال فجاءت بها في قعيبة (3) لها فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها قليلا فأكله ثم قال خذوا باسم الله فأكلنا منها حتى ما تنظر إليها (4) ثم قال هل عندك من شراب ؟ قالت نعم لبينة (5) كنت أعددتها لك قال هلميها (6) فجاءت بها فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعها إلى فيه فشرب قليلا ثم قال اشربوا بسم الله فشربنا حتى والله ما ننظر إليها (7) ثم خرجنا فأتينا المسجد (8) فاضطجعت على وجهي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يوقظ الناس الصلاة الصلاة وكان إذا خرج يوقظ الناس للصلاة فمر بي وأنا على وجهي فقال من هذا ؟ فقلت أنا عبد الله بن طهفة (9) فقال أن هذه ضجعة يكرهها الله عز وجل (عن عبد الرحمن بن أبي بكر) (10)(1/24)
رضي الله عنهما أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مرة من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث من كان عنده
عن عقبة بن عامر الخ (تخريجه) (ق د جه) قال المنذري واخرجه الترمذي من حديث ابن لهيعة وقال حسن (باب) (1) (سنده) حدثنا يزيد انا بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن الخ (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا اسماعيل بن ابراهيم عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن يعيش بن طخفة الغفاري قال كان أبي من أصحاب الصفة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم فجعل ينقلب الرجل بالرجل والرجلين حتى بقيت خمسة خمسة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا فانطلقنا معه إلى بيت عائشة الخ (غريبه) (2) تصغير الحيس وهو الطعام المتخذ من التمر والإقط والسمن وقد يجعل عوض الإقط الدقيق (نه) (3) تصغير القعب بفتح القاف والعب اناء ضخم كالقصعة والجمع قعاب واقعب مثل سهم وسهام وأسهم والمراد هنا إناء صغير (4) يعني من كثرة الشبع (5) تعني شيئا قليلا من اللبن (6) أي ائتني بها (7) أي من كثرة الري والشبع وفي تكثير الطعام والشراب معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم (8) جاء في الطريق الثانية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئتم بتم وان شئتم انطلقتم إلى المسجد فقلنا لا بل ننطلق إلى المسجد (9) جاء في هذه الرواية طهفه بالهاء وجاء في الطريق الثانية طخمه بالخاء المعجمة بدل الهاء وتقدم الكلام على ذلك في باب هيئة الاضطجاع للنوم من كتاب الاذكار في الجزء الرابع عشر صحيفة 245 في شرح حديث رقم 119 فارجع إليه (تخريجه) (د نس جه) وسكت عنه أبو داود والمنذري وسنده جيد (10) (سنده) حدثنا عارم ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمن
62@@@
قصة أبي بكر مع أضيافه وفيها منقبة له رضي الله عنه(1/25)
طعام أربعة فليذهب بخامس بسادس أو كما قال (1) وان أبا بكر جاء بثلاثة فانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة (2) وأبو بكر بثلاثة قال فهو أنا وأبي وأمي (3) ولا أدري هل قال وامرأتي وخادم بين بيتنا وبيت أبي بكر وان أبا بكر تعشى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى نعس (4) رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله قلت له امرأته ما حبسك على أضيافك أو قالت ضيفك؟ قال أو ما عشيتهم ؟ قالت أبوا حتى تجيء قد عرضوا عليهم فغلبوهم (5) قال فذهبت أنا فاختبأت (6) قال يا غنثر أو يا عنتر (7) فجدع وسب وقال كلوا لا هنيئا (8) وقال والله لا أطعمه أبدا قال وحلف الضيف أن لا يطعمه حتى يطعمه أبو بكر (9) قال فقال أبو بكر هذه من الشيطان قال فدعا بالطعام فأكل قال فايم الله ما كنا نأخذ من لقمة ربا (10) من أسفلها أكثر منها قال حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك فنظر إليها أبو بكر فاذا هي كما هي أو اكثر فقالى لامرأته (11) يا أخت بني فراس ما هذا ؟ قالت لا وقرة عيني (12) لهى(1/26)
ابن أبي بكر أن أصحاب الصفة الخ (غريبه) (1) فيه فضيلة الايثار والمواساة وانه إذا حضر ضيفان كثيرون ينبغي للجماعة أن يتوزعوهم ويأخذ كل واحد منهم من يحتمله وانه ينبغي لكبير القوم أن يأمر اصحابه بذلك ويأخذ هو من يمكنه (2) هذا مبين لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الأخذ بأفضل الأمور والسبق إلى السخاء والجود فإن عيال النبي صلى الله عليه وسلم كانوا قريبا من عدد ضيفانه هذه الليلة فأتى بنصف طعامه أو نحوه وأتى أبو بكر رضي الله عنه بثلث طعامه أو أكثر وأتى الباقون بدون ذلك والله أعلم قاله النووي (3) القائل انا الخ عبد الرحمن بن أبي بكر راوي الحديث والقائل ولا أدري هو الراوي عن عبد الرحمن (4) بفتح العين المهملة (5) معناه أنهم عرضوا عليهم الطعام فأبوا حتى يحضر أبو بكر وانما فعلوا ذلك ادبا ورفقا بأبي بكر فيما ظنوه لأنهم ظنوا أنه لا يحصل له عشاء من عشائهم (6) القائل فذهبت أنا هو عبد الرحمن بن أبي بكر والقائل يا غنثر الخ هو ابو بكر رضي الله عنه وانما اختبأ عبد الرحمن خوفا من خصام أبيه له وشتمه إياه (وغنثر) بضم الغين المعجمة ثم بعدها نون ساكنة ثم ثاء مثلثة مفتوحة ومضمومة لغتان هذه هي الرواية المشهورة في ضبطه قالوا هو الثقيل الوخم وقيل هو الجاهل مأخوذ من الثغارة بفتح الغين المعجمة وهو الجهل والنون فيه زائدة وقيل هو السفيه وقيل هو ذباب أزرق وقيل هو اللئيم مأخذ من الغثر وهو اللؤم (7) أو للشك من الراوي هل قال يا غنثر أو يا عنتر وعنتر بعين مهملة وتاء مثناة مفتوحتين قالوا وهو الذباب وقيل هو الأزرق منه شبهه به تحقيرا له (8) إنما قال ذلك لما حصل له من الحرج والغيظ بتركهم العشاء بسببه وقيل أنه ليس بدعاء إنما أخبر أي لم تتهنئوا به وقته (9) بعد هذا الحلف من الطرفين قال أبو بكر هذه من الشيطان يعني يمينه كما سيأتي في الحديث ثم أكل بعد الحلف وفيه أن من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فعل ذلك(1/27)
وكفر عنه يمينه كما جاءت به الأحاديث الصحيحة (10) أي زاد وفيه كرامة ظاهرة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وفيه اثبات كرامات الأولياء وهو مذهب أهل السنة خلافا للمعتزلة (11) هي أم رومان بنت عامر بن بني فراس بن غنيم بن غنيم بن مالك بن كنانة وهي أم عبد الرحمن وعائشة (12) قال أهل اللغة
63@@@
الترغيب في النصيحة للمسلمين
الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار فأكل منها أبو بكر وقال انما ذلك من الشيطان يعني يمينه ثم أكل لقمة ثم حملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده قال وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الاجل فعرفنا (1) اثني عشر رجلا مع كل رجل أناس الله أعلم كم مع كل رجل غير أنه بعث معهم فأكلوا منها اجمعون أو كما قال
(أبواب تعظيم حرمات المسلمين)
(وبيان حقوقهم والشفقة عليهم والنصح لهم وحسن الظن لهم وستر عوراتهم وغير ذلك) (باب الترغيب في النصيحة للمسلمين) (عن ابن عباس) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الدين النصيحة قالوا لمن ؟ قال لله ولرسوله (3) ولأئمة المسلمين (4)(1/28)
قرة العين يعبر بها عن المسرة ورؤية ما يحبه الإنسان ويوافقه قيل إنما قيل ذلك لأن عينة تقر لبلوغ أمنيته فلا يستشرف لشيء فيكون مأخوذا من القرار وقيل مأخوذ من القر بالضم وهو البرد أي عينه بارده لسرورها وعدم مقلقها قال الأصمعي وغيره أقر الله عينه أي ابرد دمعته لأن دمعة الفرح باردة ودمعة الحزن حارة ولهذا يقال في ضده أسخن الله عينه (قال صاحب المطالع) قال الداودي أرادت بقرة عينها النبي صلى الله عليه وسلم فأقسمت به ولفظه (لا) في قولها لا وقرة عيني زائدة ولها نظائر مشهورة ويحتمل أنها نافية وفيه محذوف أي لا شيء غير ما أقول وهو وقرة عيني لهى أكثر منها (1) بالعين المهملة وتشديد الراء أي جعلنا عرفاء والعريف النقيب وهو دون الرئيس (قال النووي) وفي هذا الحديث دليل لجواز تفريق العرفاء على العساكر ونحوها وفي سنن أبي داود (العرافة حق) لما فيه من مصلحة الناس وليتيسر ضبط الجيوش ونحوها على الامام باتخاذ العرفاء وأما الحديث الآخر (العرفاء في النار) فمحمول على العرفاء المقصرين في ولايتهم المرتكبين فيها ما لا يجوز كما هو معتاد لكثير منهم (تخريجه) (م د) (باب) (2) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرني عبد الرحمن بن ثوبان قال سمعت عمرو ابن دينار يقول اخبرني من سمع ابن عباس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (3) جاء في حديث تميم الداري لله ولكتابه ولرسوله (4) زاد في حديث تميم الداري (وعامتهم) ومعنى الحديث ذكره صاحب النهاية فقال النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له وليس يمكن أن يعبر هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها واصل النصح في اللغة الخلوص يقال نصحته ونصحت له ومعنى نصيحة الله صحة الاعتقاد في وحدانيته واخلاص النية في عبادته والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه ونصيحة رسوله التصديق بنبوته ورسالته والانقياد لما أمر به ونهى عنه ونصيحة الأئمة أن يطيعهم(1/29)
في الحق ولا يرى الخروج عليهم إذا جاروا ونصيحة عامة المسلمين ارشادهم إلى مصالحهم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) والطبراني في الكبير وقال ولأئمة المسلمين وعامتهم قال أحمد عن عمرو بن دينار اخبرني من سمع ابن عباس وقال الطبراني عن عمرو بن دينار عن ابن عباس فقتضى رواية أحمد الانقطاع بين عمرو وابن عباس ومع ذلك فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقد ضعفه أحمد وقال أحاديثه مناكير ورواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح ولفظ أبي يعلي قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال لكتاب الله ولنبيه ولأئمة اهـ (قلت) يؤيده حديث أبي هريرة الآتي بعده وحديث تميم الداري
64@@@
قوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة – ووجوبها لكل مسلم
((1/30)
عن ابي هريرة) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة ثلاث مرات قال قيل يا رسول الله لمن ؟ قال لله ولكتابه ولأئمة المسلمين (عن تميم الداري) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة ثلاثا (وفي رواية إنما الدين النصيحة) قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم (عن حكيم بن أبي يزيد) (3) عن أبيه عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول دعوا الناس فليصب بعضهم من بعض فماذا استنصح رجل أخاه فلينصح له (عن جرير) (4) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أبايعك على الإسلام فقبض يده وقال النصح لكل مسلم ثم قال صلى الله عليه وسلم أنه من لم يرحم الناس لم يرحمه الله عز وجل (عن زياد بن علاقة) (5) قال سمعت جرير ابن عبد الله رضي الله عنه قام يخطب يوم توفي المغيرة بن شعبة فقال عليكم باتقاء الله عز وجل الوقار والسكينة حتى يأتيكم أمير فإنما يأتيكم الآن ثم قال اشفعوا لأميركم (6) فإنه كان يحب العفو وقال أما بعد فإني أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أبايعك على الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واشترط على النصح لكل مسلم (7) وفي رواية (وتنصح للمسلم وتبرأ من الكافر) فبايعته على هذا ورب هذا المسجد (8) إني لكم لناصح جميعا (9) ثم استغفر ونزل (عن أبي أمامة) (10) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(1/31)
الآتي بعد حديث أبي هريرة رواه مسلم وغيره وهو الحديث السابع من الأربعين النووية (1) (سنده) حدثنا صفوان أنا ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن (2) (سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد المليئي عن تميم الدارى الخ (تخريجه) (م د نس) (3) (سنده) حدثنا عفان ثنا أبو عوانة عن عطاء ابن السائب عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه الخ (قلت) أبوه يزيد الكرخى قال الحافظ ذكره في الصحابة ابن منده وابو نعيم وابن عبد البر وابن الاثير (تخريجه) اخرجه ابو عوانة عن حكيم بن أبي يزيد أيضا بسنده ولفظه واخرجه الطبراني والقضاعي عن أبي السائب قال (مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يساوم صاحبه فجاءه رجل فقال للمشترى دعه) فذكره (وقوله فإذا استنصح أحدكم أخاه) أي طلب منه أن ينصحه (فلينصح له) وجوبا أورده الهيثمي وعزاه للطبراني وفي اسناده عند الجميع عطاء بن السائب وقد اختلط في آخر عمره (4) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سماك بن حرب عن عبيد الله بن جرير عن جرير (يعني ابن عبد الله) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أخرج الجزء المختص بالنصح منه (ق د نس) وأخرج الجزء المختص بالرحمة منه حديثا مستقلا (ق مذ) (5) (سنده) حدثنا عفان ثنا أبو عوانة حدثنا زياد ابن علاقة الخ (غريبه) (6) أيالمتوفى ويعني بالشفاعة له الدعاء له بالرحمة والمغفرة (7) في هذا الحديث والذي قبله تأكيد النصح لكل مسلم (8) الظاهر أنه مسجد الكوفة لأن المغيرة بن شعبة كان أمير الكوفة ولا يزال كذلك حتى توفي بها سنة إحدى وخمسين (9) أي في أمرهم بالسكينة والوقار حتى يأتي أمير آخر وهو زياد ابن أبي سفيان وفي قوله اشفعوا لأميركم ولا يريد بذلك إلا النصح لهم (تخريجه) (ق د نس) بدون القصة (10) (سنده) حدثنا علي بن اسحاق انا عبد الله بن المبارك ثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن(1/32)
زحر
(م 9 – الفتح الرباني – ج19)
65@@@
قوله صلى الله عليه وسلم المستشار مؤتمن – والترغيب في إعانة المسلم
قال الله عز وجل أحب ما تعبدني به عبدي إلى النصح لي (1) (عن أبي مسعود) (2) رفعه وقال شاذان مرة (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المستشار مؤتمن (4) ذكر شاذان أيضا حديث الدال على الخير كفاعله (5) (باب الترغيب في اعانة المسلم وتفريج عنه كربه وقضاء حاجته وستر عورته) (عن أبي هريرة) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس (7) عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما (8) ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكية (9) وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله عز وجل فيمن عنده ومن أبطأ به عمله (10) لم يسرع به نسبه(1/33)
عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الخ (غريبه) (1) تقدم أن النصح لله صحة الاعتقاد في وحدانيته وإخلاص النية في عبادته (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف (2) (سنده) حدثنا أسود بن عامر ثنا شريك عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود (يعني البدري الأنصاري) رفعه الخ (غريبه) (3) شاذان لقب للأسود بن عامر الذي روى عنه الامام أحمد هذا الحديث يعني ان اسود بن عامر قال مرة أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم بدل قوله رفعه والمعنى واحد (4) أي أمين على ما استشرته فيه فمن افضى إلى أخيه بسره وأمنه على نفسه فقد جعله بمحلها فيجب عليه أن لا يشير عليه إلا بما يراه صوابا وفيهد حث على ما يحصل به معظم الدين وهو النصح لله ورسوله وعامة المسلمين وبه يحصل التحابب والائتلاف وبضده يكون التباغض والاختلاف (5) معناه أن حصل ذاك الخير فله مثل ثوابه وإلا فله ثواب دلالته (قال القرطبي) ذهب بعض الأئمة إلى أن المثل المذكور وإنما هو بغير تضعيف لأن فعل الخير لم يفعله الدال وليس كما قال بل ظاهر اللفظ المساواة ويمكن أن يصار إلى ذلك لأن الأجر على الأعمال إنما هو بفضل الله يهب لمن يشاء على أي فعل شاء وقد جاء في الشرح كثير اهـ (تخريجه) اخرج ابن ماجه حديث المستشار ومؤتمن بسنده ولفظه كما هنا وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناد حديث أبي مسعود صحيح ورجاله ثقات وأما حديث الدال على الخير كفاعله أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبزار عن ابن مسعود وللطبراني عن سهل ابن سعد وعن أبي مسعود ورمز له بالصحة (باب) (6) (سنده) حدثنا ابو معاوية حدثنا الأعمش وابن نمير قال اخبرنا الأعمش عن ابي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه) (7) بتشديد الفاء من التنفيس أي فرج عنه (8) أي في قبيح فعله وقوله فلم يفضحه بأن اطلع منه على ما يشينه في دينه أو عرضه أو ماله أو أهله فلم يهتكه(1/34)
ولم يكشفه بالتحدث ولم يرفعه للحاكم إن لم يعرف بأذى الناس ولم يجاهر بالفساد وإلا ندب رفعه للحاكم مالم يخف فتنة لأن الستر يقويه على فعله وليس في الحديث ما يقتضي ترك الانكار عليه فيما بينه وبينه (9) قيل المراد بالسكينة هنا الرحمة وهو الذي اختاره القاضي عياض قال النووي وهو ضعيف لعطف الرحمة عليه وقيل الطمأنينة والوقار وهو أحسن (10) معناه من كان عمله ناقصا لم يلحقه بمرتبة
66@@@
الترغيب في قضاء حاجة المسلم وتفريج كربه وعدم ظلمه
(عن مسلمة بن مخلد) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ستر مسلمان في الدنيا ستره الله عز وجل في الدنيا والآخرة ومن نجى مكروبا فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن كان في حاجة أخية كان الله عز وجل في حاجته (عن ابن عمر) (2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله عز وجل في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عز وجل عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة (عن سلام بن عمرو اليشكري) (3) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوانكم (4) فأصلحوا إليهم (وفي رواية فأحسنوا إليهم) واستعينوهم على ما غلبكم (5) وأعينوهم على ما غلبهم (6) (عن ابن عباس) (7) قال جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم رجلان حاجتهما واحدة فتكلم أحدهما فوجد نبي الله صلى الله عليه وسلم من فيه إخلافا (8) فقال له ألاتستاك ؟ فقال اني لأفعل ولكن لم أطعم طعاما منذ ثلاث فأمر به رجلا فآواه وقضى له حاجته (باب الترغيب في شد أزر المؤمن ووده والعطف عليه والتألم لألمه) (عن النعمان بن بشير) (9) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه(1/35)
أصحاب الأعمال فينبغي أن لا يتكل على شرف النسب وفضيلة الآباء ويقصر في العمل (تخريجه) (م د) وروى أبو داود والترمذي قطعا منه (1) (سنده) حدثنا محمد بن بكر أنا ابن جريج عن ابن المنكدر عن أبي أيوب عن مسلمة بن مخلد الخ (قلت) مسلمة بفتح الميم واللام بينهما مهملة ساكنة (ومخلد) بضم الميم وفتح المعجمة وكسر اللام مشددة ذكره الحافظ في الصحابة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد ورجاله ثقات ويؤيده الحديث السابق لأنه بمعناه (وعند الإمام) أحمد حديث آخر لمسلمة بن مخلد قال عبد الله ابن الامام احمد قرأت على أبي هذا الحديث حدثنا عباد بن عباد وابن أبي عدي عن ابن عون عن مكحول أن عقبة (قال ابن أبي عدي) أتى مسلمة بن مخلد بمصر وكان بينه وبين البواب شيء فسمع صوته فأذن له فقال إني لم آتك زائرا ولكني جئتك لحاجة اتذكر يوم (قال عباد في حديثه) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم من أخيه سيئة فسترها ستره الله عز وجل يوم القيامة ؟ فقال نعم فقال لهذا جئت قال ابن أبي عدي في حديثه ركب عقبه ابن عامر إلى مسلمة بن مخلد وهو أمير على مصر اهـ (قلت) هذا الحديث ذكره الحافظ في الاصابة وعزاه لأبي نعيم (2) (سنده) حدثنا حجاج حدثنا ليث حدثني عقيل عن ابن شهاب ان سالم بن عبد الله اخبره أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق د) (3) (سنده) حدثنا عفان ثنا ابو عوانة عن أبي بشر عن سلام بن عمرو اليشكرى عن رجل الخ (غريبه) (4) منصرب بفعل محذوف أي احفظوا اخوانكم وفي تخصيص الاخوان بالذكر اشعار بصلة المواساة وان ذلك مندوب لأنه وارد على منهج التعطف والتلطف (وقوله فأصلحوا اليهم) اي فأحسنوا إليهم كما جاء في الرواية الثانية (5) أي ما يشق عليكم ولا تطيقونه (6) اي ما يشق عليهم ولا يطيقونه والظاهر أن هذا الحديث ورد في المماليك وان كان صالحا للعموم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أبو يعلي ورجاله ثقات(1/36)
وغفل عن عزوه للامام أحمد (7) (سنده) حدثنا حسن حدثنا زهير عن قابوس ان أباه حدثه عن ابن عباس قال جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (8) بكسر الهمزة من قولهم أحلف فمه إذا تغيرت رائحته ومنه خلوف فم الصائم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (باب) (9) (سنده) حدثنا اسحاق بن يونس قال ثنا زكريا عن الشعي عن النعمان بن بشير الخ
67@@@
الترغيب في شد أزر المؤمن
قال مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى (وعنه أيضا) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين كرجل واحد إذا اشتكى رأسه اشتكى كله إن اشتكى عينه اشتكى كله (عن أبي موسى) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا (عن سهل بن سعد الساعدى) (3) يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن من أهل الايمان يمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن لأهل الايمان كما يألم الجسد لما في الرأس (عن سيار) (4) أنه سمع خالد بن عبد الله التقسرى وهو يخطب على المنبر وهو يقول حدثني أبي عن جدي أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتحب الجنة ؟ قال قلت نعم قال أحب لأخيك ما تحب لنفسك (عن أنس) (5) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه من الخير (باب الترغيب في نصرة المؤمن والرد عن عرضه) (عن أنس) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انصر اخاك ظالما أو مظلوما قيل يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما ؟ قال تمنعه من الظلم (وفي لفظ) تحجزه تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره (عن جابر) (7) قال اقتتل غلامان (8) غلام من المهاجرين وغلام من الانصار فقال المهاجري ياللمهاجرين وقال الأنصاري ياللانصار (9) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ادعوى
((1/37)
تخريجه) (ق وغيرهما) (1) (سنده) حدثنا وكيع ثنا الأعمش عن خيثمة عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (م وغيره) (2) (سنده) حدثنا ابن ادريس عن يزيد عن جده أبي موسى (يعني الأشعري) الخ (تخريجه) (ق نس مذ) (3) (سنده) حدثنا احمد بن الحجاج حدثنا عبد الله انا مصعب بن ثابت حدثني أبو حازم قال سمعت سهل بن سعد الساعدي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب طس) ورجال أحمد رجال الصحيح (4) (سنده) حدثنا محمد بن عبد الله الرازي أبو جعفر قال ثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة قال ثنا سيار أنه سمع خالد بن عبد الله الخ (قلت) جاء في الاصل يسار بدل سيار وهو خطأ وصوابه سيار بتقديم السين على الياء وهو سيار العنزى بفتح النون أبو الحكم الواسطى روى عن هشيم وغيره وثقه الامام احمد وابن معين توفي سنة 122 (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد جاءت على الصواب قال الامام احمد حدثنا ابو معمر ثنا هشيم قال ثنا سيار عن خالد بن عبد الله القشري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لجده يزيد بن أسد أحب للناس ما تحب لنفسك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه ورجاله ثقات اهـ (قلت) لعله يريد عبد الله بن الامام أحمد في زوائده على مسند أبيه وليس كذلك فإن هذا الحديث رواه الامام احمد من عدة طرق ولم يروه عبد الله عن غير أبيه والله أعلم (5) (سنده) حدثنا عفان ثنا همام ثنا قتادة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (تخريجه) (ق مذ نس جه) باب (6) (سنده) حدثنا يزيد انا حميد عن انس (يعني ابن مالك) الخ (تخريجه) (خ مذ) وروى مسلم معتاد عن جابر (7) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم وابو النضر قالا ثنا زهير انا ابو الزبير ثنا جابر (يعني ابن عبد الله) الخ (غريبه) (8) أي تضاربا (9) بفتح اللام فيهما وهي لام الاستغاثة ومعناها ادعو المهاجرين
68@@@(1/38)
الترغيب في نصرة المؤمن والرد عن عرضه
الجاهلية (1) فقالوا لا والله إلا أن غلامين كسع (2) أحدهما الآخر فقال لا بأس (3) لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما فإن كان ظالما فلينهه فإن له نصرة وان كان مظلوما فلينصره (عن سهل بن حنيف) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أذل (5) عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على أن ينصره أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة (عن أبي الدرداء) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رد عن عرض أخيه المسلم (7) كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة (عن معاذ بن أنس الجهنى) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حمى مؤمنا من منافق يعيبه بعث الله تبارك وتعالى ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن رمى مؤمنا بشيء يريد شينه حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال (باب الترغيب في ستر عورات المسلمين وعد اشاعتها) (حدثنا محمد بكر) (9) قال قال ابن جريج ركب أبو أيوب الانصار إلى عقبة بن عامر إلى مصر فقال إني سائلك عن أمر لم يبق ممن حضره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنا وأنت كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ستر المؤمن ؟ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر مؤمنا في الدناي على عورة ستره الله عز وجل يوم القيامة فرجع إلى المدينة فما حل رحله(1/39)
واستغيث بهم وادعوا الانصار واستغيث بهم (1) كره النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول منهم لأنه مما كانت عليه الجاهلية من التعاضد بالقبائل في أمور الدنيا ومتعلقاتها وكانت الجاهلية تأخذ حقوقها بالعصبات والقبائل فجاء الإسلام بإبطال ذلك وفصل القضايا بالأحكام الشرعية فإذا اعتدى انسان على آخر حكم القاضي بينهما والزمه بمقتضى عدوانه كما تقرر من قواعد الاسلام (2) هو بعين مهملة مخففه أي ضرب دبره وعجيزته بيد أو رجل ونحو ذلك (3) معناه لم يحصل من هذه القصة بأس مما كنت خفته فإنه خاف أن يكون حدث أمر عظيم يوجب فتنة وفسادا وليس عائد إلى رفع كراهة الدعاء بدعوى الجاهلية (تخريجه) (م وغيره) (4) (سنده) حدثنا حسن بن موسى قال ثنا ابن لهيعة قال ثنا موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل ابن حنيف عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) بالبناء للمجهول (عنده) أي بحضرته أو بعلمه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) هو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث وفيه ضعف إذا عنعن وهنا صرح بالتحديث فحديثه حسن (6) (سنده) حدثنا اسماعيل عن ليث عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن ابي الدرداء الخ (وله في طريق أخرى عند الامام احمد) قال حدثنا علي بن اسحاق انا عبد الله يعني ابن مالك قال انا ابوبكر النهشلي عن مرزوق أبي بكير التيمي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة (غريبه) (7) أي رد على من اغتابه أو تكلم فيه بسوء ودافع عنه (تخريجه) (مذ) وحسنه (8) (سنده) حدثنا احمد بن الحجاج ويعمر بن بشر قال احمد انا عبد الله وقال يعمر ثنا عبد الله قال اخبرني يحيى بن أيوب عن عبد الله بن سليمان ان اسماعيل بن يحيى المعافري أخبره عن سهل بن معاذ بن أنس الجهنى عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهنى) الخ (تخريجه) ((1/40)
د طب) وابن ابي الدنيا وفي اسناده اسماعيل بن يحيى المعافري المصري قال في التقريب مجهول وقال ابن حبان لا تحل رواية عنه باب (9) (حدثنا محمد بن بكرالخ) أورده الهيشمي بلفظه وقال أورده أحمد هكذا منقطع السند
69@@@
الترغيب في ستر عوراة المسلمين وعدم إشاعتها
يحدث بهذا الحديث (عن منيب عن عمه) (1) قال بلغ رجلا (2) من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة فرحل إليه وهو بمصر فسأله هذا الحديث قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة فقال وأنا قد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم (قر) (عن مكحول) (3) أن عقبة أتى مسلمة بن مخلد (4) بمصر (وفي رواية ركب عقبة بن عامر غلى مسلمة بن مخلد وهو أمير على مصر) وكان بينه وبين البواب شيء فسمع صوته فأذن له فقال اني لم آتك زائرا ولكني جئتك لحاجة أتذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم من أخيه سيئة فسترها ستره الله عز وجل يوم القيامة ؟ فقال نعم فقال لهذا جئت (عن دخين كاتب عقبة بن عامر) (5) قال قلت لعقبة (رضي الله عنه) إن لنا جيرانا يشربون الخمروأنا داع لهم الشرط (6) فيأخذوهم فقال لا تفعل ولكن عظهم وتهددهم قال ففعل فلم ينتهوا قال فجاءه دخين اني نهيتهم فلم ينتهوا وأنا داع لهم الشرط فيأخذوهم فقال عقبة ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر عورة (7) مؤمن فكأنما استحيا موءودة (8) من قبرها (وفي رواية) كان كمن احيا موءودة من قبرها (عن أبي هريرة) (9) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يستر
((1/41)
قلت) وهو كما قال (1) (سنده) حدثنا مؤمل بن اسماعيل أبو عبد الرحمن ثنا حماد ثنا عبد الملك ابن عمير عن منيب عن عمه الخ (غريبه) (2) الظاهر أن هذا الرجل هو أبو أيوب الانصاري (وقوله عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) هو عقبة بن عامر أخذا من الحديث السابق والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ومنيب هذا ان كان ابن عبد الله فقد وثقه ابن حبان وان كان غيره فإني لم أر من ذكره اهـ (قلت) جاء في تعجيل المنفعة (منيب) عن عمه وعنه عبد الملك بن عمير لا يعرف وجاء في أصل المسند (هبيب عن عمه) بهاء ثم موحدة بدل الميم والنون وهو خطأ والصحيح منيب كما جاء في تعجيل المنفعة ومجمع الزوائد للهيثمي والله أعلم (قر) (3) (سنده) قال عبد الله بن الامام أحمد قرأت على أبي هذا الحديث حدثنا عباد بن عباد وابن ابي عدي عن ابن عون عن مكحول الخ (غريبه) (4) بضم الميم وفتح المعجمة وتشديد اللام مكسورة (تخريجه) أورده الهيثمي كما هنا وقال رواه الطبراني في الكبير هكذا وفي الأوسط عن محمد بن سيرين (قال خرج عقبة بن عامر) فذكره مختصرا ورجال الكبير رجال الصحيح (قلت) وغفل عن عزوه للامام أحمد (5) (سنده) حدثنا هاشم ثنا ليث عن إبراهيم بن نشيط الخولاني عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم عن دخين كاتب عقبة بن عامر الخ (قلت) دخين بوزن حسين (غريبه) (6) بضم الشين المعجمة وفتح الراء من نصبه الأمير لتنفيذ الأوامر وما يتعلق بذلك من حبس وضرب وأخذ ممن يستحقه (7) العورة ما يجب سترها من الأعضاء وما يكره الإنسان ظهوره ويستحي من كشفه من العيوب والنقائص وهذا هوالمراد في الحديث (8) الموءودة هي البنت الصغيرة التي دفنها أهلها حية خوفا من العار كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية فقوله (فكأنما استحيا موءودة من قبرها) أي اخرجها من قبرها قبل موتها أو منع والديها من دفنها كذلك (تخريجه) (د نس) ورجاله كلهم ثقات (9) (سنده)
70@@@(1/42)
الترغيب في الدعوة إلى الهدى وأعمال الخيرات والدلالة عليها
عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة (باب الترغيب في الدعوة إلى الهدى وأعمال الخير والدلالة عليها والشفاعة واصلاح ذات البين) (عن أبي هريرة) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من دعا إلى هدى (2) كان له من الأجر مثل أجور من يتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا (3) ومن دعا إلى ضلالة (4) كان عليه من الاثم مثل آثام من يتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا (عن المنذر بن جرير عن أبيه) (5) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء (عن حذيفة) (6) قال سأل رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأمسك القوم ثم أن رجلا أعطاه فأعطى القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من سن خيرا فاستن به كان له أجره ومن أجور من تبعه غير منتقص من أجورهم شيئا ومن سن شرا فاستن به كان عليه وزره ومن أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا (عن أبي مسعود الانصاري) (7) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال انى ابدع بي (8) فاحملني قال ما عندي ما أحملك عليه ولكن ائت فلانا فأتاه فحمله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله (وعنه من طريق ثان) (9) نحوه وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عندي فقال رجل يا رسول الله(1/43)
حدثنا عفان ثنا وهيب حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (م وغيره) باب (1) (سنده) حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال انا اسماعيل يعني ابن جعفر قال انا العلاء عن ابيه عن ابي هريرة الخ (غريبه) (2) بضم الهاء وفتح المهملة منونة أي عمل من أعمال الخير المشروعة (3) دفع ما يتوهم ان اجر الداعي انما يكون بالتنقيص من اجر التابع وضمه إلى اجر الداعي فكما يترتب على الثواب والعقاب على ما يباشره وبزواله يترتب كل مهنما على ما هو سبب فعله كالارشاد إليه والحث عليه (4) أي عمل من أعمال الشر المنهي عنها شرعا (تخريجه) (م والأربعة) (5) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا شعبة عن عون بن أبي جحيفة عن المنذر بن جرير عن ابيه (يعني جرير بن عبد الله) الخ (تخريجه) (م) وغيره (6) (سنده) حدثنا وهب بن جرير ثنا هشام بن حسان عن محمد عن أبي عبيدة بن حذيفة عن حذيفة (يعني ابن اليمان) قال سأل رجل الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طس) ورجاله رجال الصحيح إلا أبا عبيدة ابن حذيفة وقد وثقه ابن حبان (7) (سنده) حدثنا ابن نمير ويعلى ومحمد يعني ابني عبيد قالوا انا الاعمش عن ابي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الانصاري الخ (غريبه) (8) أبدع بضم الهمزة وكسر الدال المهملة مبني للمفعول أي انقطع بي لكلال راحلتي يقال ابدعت الناقة إذا انقطعت عن السير بكلال أو ظلع كأنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه من عادة السير ابداعا أي انشاء أمر خارج عما اعتيد منها (نه) وجاء في آخر الحديث قال محمد فإنه قد بدع بي (قلت محمد هو أحد لرواة الثلاثة الذين روى عنهم الامام احمد هذا الحديث) قال في روايته بدع بي بدل ابدع بي والمعنى واحد وكلاهما جائز (9) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الانصاري قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله اني ابدع بي فاحملني قال فقال ليس عندي الخ (تخريجه)
71@@@(1/44)
الترغيب في الشفاعة للمسلم في غير حد من حدود الله عز وجل
افلا أدله على من يحمله ؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله (عن بريدة الأسلمي) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل أتاه اذهب فإن الدال على الخير كفاعله (عن معاذ بن جبل) (2) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ أن يهدى (3) الله على يديك رجلا من أهل الشرك خير لك من أن يكون لك حمر النعم (عن أبي موسى الأشعري) (4) قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وأنه سأله سائل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشفعوا (5) تؤجروا وليقض الله عز وجل على لسان نبيه ما أحب (6) (عن ابي الدرداء) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة (8) ؟ قالوا بلى قال اصلاح ذات البين (9)
((1/45)
م د مذ) ومعنى الحديث أن من دل على شيء من أي أنواع الخصال الحميدة فله ثواب كما لفاعله ثواب ولا يلزم تساوي قدرهما ذكره النووي والله أعلم (1) (سنده) حدثنا اسحق بن يوسف أنا ابو فلانة كذا قال أبي لم يسمه على عمد وحدثناه غيره فسماه يعني أبا حنيفة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه (يعني بريدة الأسلمي) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ضعف ومع ضعفه لم يسم اهـ (قلت) أبو حنيفة المسمى في السند قال الحافظ في التقريب أبو حنيفة الكوفي والد عبد الأكرم مجهول اهـ فالحديث ضعيف لكن يؤيده ما قبله (2) (سنده) حدثنا حيوة بن شريح حدثني بقية حدثني ضبارة بن عبد الله عن دويد بن نافع عن معاذ بن جبل الخ (غريبه) (3) بفتح همزة ان على حذف لام القسم واصله لأن يهدى الخ وقد جاء بلام القسم في مجمع الزوائد وجاء في حديث على كذلك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات الا أن دريد ابن نافع لم يدرك معاذا (4) (سنده) حدثنا وكيع ثنا بريد بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن جده (يعني ابا موسى الاشعري) قال كنا جلوسا الخ (غريبه) (5) أمر من الشفاعة وهي الطلب والسؤال بوسيلة أو ذمام (تؤجرو) أي يثبكم الله على الشفاعة وان لم تقبل والكلام فيما لا حد فيه من حدود الله لورود النهي عن الشفاعة في الحدود وتقدم ذلك في الباب الأول من كتاب الحدود في الجزء السادس عشر صحيفة 62 وفي هذا الحديث دلالة على استحباب الشفاعة إلى ولاة الأمر وغيرهم من ذي الحقوق مالم تكن في حد أو في أمر لا يجوز تركه كالشفاعة إلى ناظر طفل أو مجنون أو وقف في ترك بعض حق من في ولايته فهذه شفاعة محرمة (6) أي يظهر الله تعالى على لسان رسوله بوحي أو الهام ما قدره في علمه أنه يكون من اعطاء وحرمان أو يجرى الله على لسانه ما شاء من موجبات قضاء الحاجة وعدمها فإذا عرض صاحب حاجة حاجته علي فاشفعوا له يحصل لكم أجر(1/46)
الشفاعة أي ثوابها وان لم تقبل فإن قضيت حاجة من شفعتم له فبتقدير الله وان لم تقض فبتقدير الله وهذا من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم ليصلوا جناح السائل وطالب الحاجة (تخريجه) (ق والثلاثة) (7) (سنده) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أم الدرداء عن ابي الدرداء الخ (غريبه) (8) أي بدرجة هي أفضل الخ (9) أي ازالة العداوة تكون بين القوم والمراد اسكان الثائرة حتى تكون أحوالهم أحوال صحبة وألفة وقد جاء في رواية (فان فساد البين هي الحالقة) أي الخصلة التي شأنها ان تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموس الشعر والمراد المزيلة لمن وقع فيها لما يترتب عليها من الفساد والضغائن وانما كان
72@@@
ما جاء في إماطة الأذى عن الطريق وفضل ذلك(1/47)
وفساد ذات البين هي الحالقة (باب الترغيب في إماطة الأذى عن الطريق وارشاد الضال) (عن أبي هريرة) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت شجرة تؤذي اهل الطريق فقطعها رجل فنحاها (2) عن الطريق فأدخل بها الجنة (وعنه من طريق ثان) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مر رجل من المسلمين بجذل (4) شوك في الطريق فقال لأميطن (5) هذا الشوك عن الطريق أن لا يعقر رجلا مسلما (6) قال فغفر له (وعنه من طريق ثالث) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخل عبد الجنة بغصن شوك على ظهر طريق المسلمين فأماطه عنه (وعنه من طريق رابع) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي على طريق وجد غصن شوك فقال لارفعن هذا لعل الله عز وجل يغفر لي فرفعه فغفر الله له به وأدخله الجنة (عن أنس بن مالك) (9) قال كانت شجرة في طريق الناس تؤدي الناس فأتاها رجل فعزلها عن طريق الناس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم فلقد رأيته يتقلب في ظلها في الجنة (عن أبي برزة الأسلمى) (10) قال قتلت عبد العزي بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة وقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله مرني بعمل أعمله (وفي رواية علمني شيئا انتفع به) فقال امط الأذي عن الطريق فهو لك صدقة (وفي لفظ) قلت يا رسول الله علمني شيئا ينفعني الله تبارك وتعالى به فقال انظر ما يؤذي الناس فاعزله عن طريقهم (وفي لفظ آخر) قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة أو انتفع به قال اعزل الأذى عن طريق المسلمين(1/48)
إصلاح ذات البين أفضل من نوافل الصلاة والصيام والصدقة لما فيه من عموم المنافع الدينية والدنيوية من التعاون والتناصر والألفة والاجتماع على الخير حتى أبيح فيه الكذي وكثرة ما يندفع من المضرة في الدنيا والدين بتشتت القلوب ووهن الأديان من العداوات وتسليط الأعداء وشماتة الحساد فلذلك صارت أفضل الصدقات والله أعلم (تخريجه) (د مذ) وصححه الترمذي والحافظ واخرجه البخاري في الأدب المفرد من هذا الوجه وغيره باب (1) (سنده) حدثنا أبو كامل ثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة الخ (غريبه) (2) أي أبعدها وعزلها عن الطريق (3) (سنده) حدثنا عفان ثنا وهيب ثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (4) الجذل بالكسر والفتح أصل الشجرة يقطع وقد يجعل العود جذلا (5) اماطة الأذي عن الطريق تنحيته أي عزله عن الطريق وابعاده (6) اي يؤذيه (7) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد قال ثنا ابن عياش يعني اسماعيل عن سهيل بن ابي صالح عن أبيه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (8) (سنده) حدثنا عبد الرحمن عن زهير وابو عامر قال ثنا زهير عن العلاء عن أبيه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق) ورواه ايضا أبو داود ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق إما قال كان في شجرة فقطعه وإما كان موضوعا فأماطه عن الطريق فشكر الله ذلك له فأدخله الجنة (9) (سنده) حدثنا حسن ثنا أبو هلال ثنا قتادة عن أنس بن مالك الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد وابو يعلى ولا بأس باسناده في المتابعات (10) (سنده) حدثنا اسماعيل ثنا شداد بن سعيد حدثني جابر بن عمرو
(م 10 – الفتح الرباني – ج 19)
73@@@
ما جاء في حسن الخلق وفضله
((1/49)
عن أبي ذر) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فرأيت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق ورايت في مساوئ أعمالها النخاعة (2) تكون في المسجد لا تدفن (عن أبي الدرداء) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من زحزح عن طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له به حسنة ومن كتب له عنده حسنة أدخله الله بها الجنة (عن موسى بن ابي عيسى) (4) أن مريم فقدت عيسى عليه السلام فدارت بطلبه فلقيت حائكا (5) فلم يرشدها فدعت عليه فلا تزال تراه تائها (6) فلقيت خياطا فارشدها فدعت له فهم يؤنس اليهم أي يجلس اليهم (7)
(60) (كتاب الأخلاق الحسنة ما جاء فيها)
(باب الترغيب في محاسن الأخلاق) (عن أبي هريرة) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم بخياركم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال خياركم أطولكم اعمارا (9) واحسنكم اخلاقا (10) (وعنه أيضا) (11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وخيارهم(1/50)
الراسى قال سمعت ابا برزة الأسلمى يقول قتلت عبد العزى الخ (تخريجه) (م جه) (1) (سنده) حدثنا عفان ثنا مهدي ثنا واصل عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر وكان واصل ربما ذكر ابا الأسود الديلي عن أبي ذر الخ (غريبه) (2) هي البزقة التي تخرج من اصل الفم مما يلي أصل النخاع تكون في المسجد ظاهرة على أرضه أو حائطه لا تدفن والسنة دفنها (تخريجه) (م جه) (3) (سنده) حدثنا أبو المغيرة قال ثنا أبو بكر بن ابي مريم قال حدثني حميد بن عقبة بن رومان عن ابي الدرداء الخ (تخريجه) (طس) وفي اسناده أبو بكر بن ابي مريم ضعيف وأورده نحوه المنذري عن أبي شيبه المروى قال كان معاذ يمشي ورجل معه فرفع حجرا من الطريق فقال ما هذا ؟ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رفع حجرا من الطريق كتبت له حسنة ومن كانت له حسنة دخل الجنة قال المنذري رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات (4) (سنده) حدثنا سفيان يعني ابن عيينة عن موسى بن أبي عيسى الخ (غريبه) (5) أي نساجا وهو الذي ينسج الثياب (6) يعني وحيدا لا مؤنس له (7) هذا موضع الدلالة منه وهو من دل انسانا على ضالته أو قضى حاجته استحق الخير ورضاء الصالحين عنه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وهو منقطع السند (باب) (8) (سنده) حدثنا أحمد بن عبد الملك ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن اسحاق عن محمد بن ابراهيم عن ابي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (9) أي لأن المرء كلما طال عمره وحسن عمله يغتنم من الطاعات ويراعي الأوقات فيتزود منها للآخرة ويكثر من الأعمال الموجبة للسعادة الأبدية (10) قال الطبي هذه إشارة إلى ما قاله في جواب من سأله أي الناس خير فذكره (وقوله أحسنكم اخلاقا) لقوله وحسن عمله في ارادة الجمع بين طول العمر وحسن الخلق (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه البزار وفيه ابن اسحاق وهو مدلس اهـ (قلت) وفي اسناده ابن اسحاق عند احمد ايضا وهو ثقة لكنه مدلس والمدلس لا يقوى حديثه إذا عنعن(1/51)
وقد عنعن في هذا الحديث وقد غفل الامام الهيثمي عن عزوه للامام أحمد والكمال لله وحده (11) (سنده) حدثنا ابن ادريس قال سمعت
74@@@
قوله صلى الله عليه وسلم ان من أحبكم إلي أحسنكم خلقا
خيارهم لنسائهم (1) (وعنه ايضا) (2) قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يلج الناس به النار ؟ فقال الأجوفان الفم والفرج وسئل عن أكثر ما يلج به الناس الجنة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الخلق (وعنه أيضا) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق (4) (عن عبد الله بن عمرو) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أحبكم إلي أحسنكم خلقا (6) (عن عمرو بن شعيب) (7) عن أبيه عن جده أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ؟ فسكت القوم فأعادها مرتين أو ثلاثا قال القوم نعم يا رسول الله قال أحسنكم خلقا (عن عبد الله بن عمرو) (8) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان المسلم المسدد (9) ليدرك درجة الصوام الفوام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته (10)(1/52)
محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (1) اي من يعاملهن بالصبر على أخلاقهن ونقصان عقلهن وطلاقة الوجه والاحسان اليهن ولهذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أحسن الناس معاشرة لعياله وهو شامل لكل من ينتمي إلى الرجل من زوجة واصول وفروع وأقارب أو من في نفقته منهن أو الكل والحمل على الأعم أتم تخريجه (مذ حب) وروى أبو داود شطره الأول فقط وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم (2) (سنده) حدثنا يزيد عن المسعودي عن داود بن يزيد عن ابي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده المنذري عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج ثم قال رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه والبيهقي في الزهد وغيره وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب (قلت) ورواه أيضا الحاكم بهذا اللفظ وصححه وأقره الذهبي (3) (سنده) حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عجلان عن القعقاع ابن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه) (4) قال الباجى كانت العرب أحسن الناس أخلاقا مما بقي عندهم من شريعة إبراهيم وكانوا ضلوا بالكفر عن كثير منها فبعث صلى الله عليه وسلم ليتمم محاسن الأخلاق ببيان ما ضلوا عنه وبما خص به في شرعه (قال ابن عبد البر) ويدخل فيه الصلاح والخير كله والدين والفضل والمروءة والاحسان والعدل فبذلك بعث ليتممه (تخريجه) (لك طب) قال ابن عبد البر وهو حديث صحيح مدني متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره (5) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل يحدث عن مسروق عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (6) أي أكثركم حسن خلق وهو اختيار الفضائل وترك الرذائل (تخريجه) (خ) (7) (سنده) حدثنا يونس وأبو سلمة الخزاعي قالا ثنا(1/53)
ليث عن يزيد يعني ابن الهاد عن عمرو بن شعيب الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد واسناده جيد قال وله في الصحيح إن من أحبكم إلى أحسنكم خلقا فقط (8) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا الحارث عن يزيد عن علي بن رباح قال سمعت عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (9) اي الملازم للطريقة المستقيمة وهي القصد في الأمور والعدل فيه (10) أي طبيعته وسجيته (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني
75@@@
قوله صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم
(عن عائشه) (1) رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الرجل ليدرك يحسن الخلق بحسن الخلق درجة الصائم القائم (وفي لفظ) درجات قائم الليل صائم النهار (وعنها أيضا) (2) قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم قال (وفي رواية كان يقول) اللهم احسنت خلقي فأحسن خلقي (عن أبي الدرداء) (3) قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ما يكون إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه (4) فصدقوا وإذا سمعتم برجل تغير عن خلقه (5) فلا تصدقوا به وأنه يصير إلى ما جبل عليه (عن أبي ثعلبة الخشنى) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان احبكم إلي واقربكم مني في الآخرة محاسنكم اخلاقا وان أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة مساويكم اخلاقا الثرثارون (7) المتفيهقون المتشدقون (8) (عن اسامة بن شريك) (9) قال جاء اعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اي الناس خير ؟ قال أحسنهم خلقا(1/54)
في الكبير والأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) ابن لهيعة حديثه ضعيف إذا عنعن ولم يصرح بالتحديث وهنا صرح بالتحديث فحديثه حسن كذا قال الهيثمي نفسه في غير موضع من كتابه وكذلك قال الحافظ ابن كثير (1) (سنده) حدثنا سعيد بن منصور قال ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله عن عائشه الخ (تخريجه) (د حب ك) وصححه الحاكم وسكت عنه أبو داود والمنذري (2) (سنده) حدثنا هاشم وأسود ابن عامر قالا ثنا اسرائيل عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن عائشه الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورواته ثقات (3) (سنده) حدثنا وهب بن جرير قال ثنا أبي قال سمعت يونس يحدث عن الزهري أن أبا الدرداء قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (4) أي إذا أخبركم مخبر بأن جلا من جبال الدنيا تحول وانتقل من محله الذي هو فيه إلى محل آخر (فصدقوا) يعني لا تكذبوا فإنه لا يخرج عن دائرة الامكان (5) بضمتين أو بضم فكون طبعه وسجيته بأن فعل خلاف ما يقتضيه وثبت عليه (فلا تصدقوا به) اي لا تعتقدوا صحة ذلك بخروجه عن الامكان اذ هو بخلاف ما يقتضيه جبلة الانسان ولذلك قال (وانه يصير إلى ما جبل) بالبناء للمجهول أي طبع عليه يعني وان فرط منه على سبيل الندرة خلاف ما يقتضيه طبعه فما هو إلا كطيف منام أو برق لاح ومادام (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غلا أن الزهري لم يدرك أبا الدرداء وقال السخاوى حديث منقطع والله أعلم (6) (سنده) حدثنا محمد بن عدى عن داود عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشنى الخ (غريبه) (7) بثاءي مثلثتين مفتوحتين هموا الكثيروا الكلام تكلفا (المتفيهقون) المتفيهق أصله من الفهق وهو الامتلاء وهو بمعنى المتشدق لأنه الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه اظهارا لفصاحته وفضله واستعلاءا على غيره ولهذا فسره النبي صلى الله عليه وسلم(1/55)
بالمتكبر في بعض الروايات (8) المتشدق هو المتكلم بملء شدقية تفاصحا وتعظما لكلامه قال المنذري (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد ورواته رواة الصحيح والطبراني وابن حبان في صحيحه (9) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من كتاب الطب
76@@@
قوله صلى الله عليه وسلم إن أحسن الناس اسلاما أحسنهم أخلاقا
(عن جابر بن سمرة) (1) قال كنت في مجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم قال وأبي سمرة جالس أمامي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الفحش (2) والتفحش ليسا من الاسلام وأن احسن الناس اسلاما احسنهم خلقا (عن معاذ) (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ أتبع (4) السيئة بالحسنة تمحها (5) وخالق الناس بخلق حسن (حدثنا وكيع) (6) ثنا سفيان عن حبيب عن ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له اتق الله (7) حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن قال وكيع (8) وقال سفيان مرة عن معاذ(1/56)
في الجزء السابع عشر رقم 45 (1) (سنده) حدثنا عبد الله بن محمد (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته أنا من عبد الله بن محمد ثنا أبو أسامة عن زكريا بن سياه ابي يحيى عن عمران بن رباح عن علي ابن عمارة عن جابر بن سمرة الخ (غريبه) (2) الفحش والفاحشة والفواحش كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي وقد يكون الفحش بمعنى التعدي في القول والجواب وقد يكون بمعنى الزيادة والكثرة والتفحش تفعل منه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني وأحمد وابنه وأبو يعلى بنحوه ورجاله ثقات (3) (سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن ابي شبيب عن معاذ (يعني ابن جبل الخ) وجاء في آخر هذا الحديث (قال عبد الله بن الامام احمد) حدثني أبي فقال وقال وكيع وجدته في كتابي عن أبي ذر وهو السماع الأول قال أبي وقال وكيع قال سفيان مرة عن معاذ (غريبه) (4) هكذا جاء هذا الحديث في مسند معاذ مختصرا بلفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا معاذ اتبع الخ اتبع بفتح الهمزة وسكون المثناة فوق وكسر الموحدة أي الحق (السيئة) الصادرة منك صغيرة أو كبيرة كما اقتضاه ظاهر الحديث وأياها كان فالحسنات تؤثر في السيئات بالتخفيف منها قال تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) فلا يعجزك إذا فرطت منك سيئة ان تتبعها حسنة بعد التوبة منها كصلاة أو صدقة أو استغفار (5) أي السيئة المثبتة في صحف الكاتبين ثم ان ذا يخص من عمومه السيئة المتعلقة بآدمي فلا يمحها إلا الاستحلال مع بيان جهة الظلامة ان امكن ولم يترتب عليه مفسدة وإلا فالمرجو كفاية الاستغفار والدعاء وفضل الله واسع لاسيما إذا صلحت نية العبد وعزيمته (تخريجه) (مذ هب هق) وحسنه الترمذي وقال الذهبي في المهذب إسناده حسن (6) (حدثنا وكيع الخ) (غريبه) (7) اي بامتثال أمره واجتناب نهيه قال القيصري قد أكثر الناس القول في التقوى وحقيقتها تنزيه القلب عن الأدناس وطهارة البدن من الآثام وان شئت قلت(1/57)
الحذر من موافقة المخالفات (وقوله حيثما كنت) أي وحدك أو في جمع أو المراد في أي زمان ومكان كنت فيه رآك الناس أم لا والخطاب لكل من يتوجه اليه الأمر فيشمل كل مأمور وإفراد الضمير باعتبار كل فرد وما زائدة بدليل رواية حذفها وهذا من جوامع الكلم فإن التقوى وان قل لفظها كلمة جامعة ومن ثم شملت خيري الدنيا والآخرة إذ هي تجنب كل منهي عنه وفعل كل مأموربه فمن فعل ذلك فهو من المتقين الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين ثم نبه على تدارك ما عساه يفرط من تقصيره في بعض الأمور فقال (واتبع السيئة الحسنة الخ) وتقدم الكلام على ذلك في شرح الحديث السابق (8) (قال وكيع الخ) معناه ان وكيعا سمع هذا الحديث من سفيان عن حبيب عن ميمون عن أبي ذر فأثبته في كتابه ثم سمعه بعد ذلك من سفيان بهذا السند نفسه عن معاذ وتقدم حديث معاذ قبل هذا مع
77@@@
قوله صلى الله عليه وسلم أن أفضل شيء في الميزان يوم القيامة الخلق الحسن
فوجدت في كتابي عن أبي ذر وهو السماع الأول (عن أبي الدرداء) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أفضل شيء في الميزان قال ابن ابي بكير (2) أثقل شيء في الميزان يوم القيامة الخلق الحسن (عن أم الدرداء) (3) عن أبي الدرداء رضي الله عنه يبلغ به من أعطى حظه (4) من الرفق أعطى حظه من الخير (5) وليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن (باب الترغيب في كظم الغيظ وعدم الغضب) (عن ابن عباس) (6) من حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من جرعة (7) أحب إلي من جرعة غيظ يكظمها عبد (8) ما كظمها عبد الله إلا ملأ الله جوفه إيمانا (عن ابن عمر) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجرع عبد(1/58)
الكلام عليه والله أعلم (تخريجه) (مذ ك هق) وصححه الترمذي والحاكم وأقره الذهبي (1) (سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو وابن أبي بكير قالا ثنا ابراهيم يعني ابن نافع عن الحسن بن مسلم عن خاله عطاء بن نافع أنهم دخلوا على أم الدرداء فأخبرتهم أنها سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (2) ابن ابي بكير بالتصغير هو يحيى الكرماني أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام أحمد هذا الحديث يعني أنه قال في روايته أثقل بدل أفضل (تخريجه) أورده المنذري بلفظ (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وان الله يبغض الفاحش البذيئ) وعزاه للترمذي وابن حبان في صحيحه قال وقال الترمذي حديث حسن صحيح وزاد في روايته له وان صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة ورواه بهذه الزيادة البزار باسناد جيد لم يذكر فيه (الفاحش البذيئ) ورواه أبو داود مختصرا قال ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق (البذيئ) بالذال المعجمة ممدودا هو المتكلم بالفحش رديئ الكلام (3) (سنده) حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن ابي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم الدرداء عن أبي الدرداء يبلغ به (يعني يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم) من أعطى حظه الخ (غريبه) (4) أي نصيبه من الرفق وهو الرأفة والرحمة والتلطف بما خلق الله (5) أي من الخير كله إذ به تنال المطالب الأخروية والدنيوية وبفوته يفوتان (تخريجه) (مذ) مرفوعا ولفظه من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وروى الشطر الثاني منه الترمذي أيضا في موضع آخر عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن فإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيئ وقال هذا حديث حسن صحيح (6) (عن ابن عباس الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب فضل من(1/59)
أنظر معسرا أو وضع له من كتاب البيوع والكسب في الجزء الخامس عشر صحيفة 96 رقم 317 (غريبه) (7) الجرعة تروى بالضم والفتح فالضم الاسم من الشرب اليسير والفتح المرة الواحدة منه (8) شبه جرع غيظه ورده إلى باطنه بتجرع الماء وهي أحب جرعة يتجرعها العبد وأعظمها ثوابا وأرفعها درجة كحبس نفسه من التشفى ولا يحصل هذا الحب إلا بكونه قادرا على الانتقام (وقوله يكظمها عبد) أي يحبس غيظه لله بنية سلامة دينه وقيل ثوابه (9) (سنده) حدثنا علي بن عاصم عن يونس بن عبيد أخبرنا الحسن عن ابن عمر الخ
78@@@
الترغيب في كظم الغيظ وعدم الغضب وفضل ذلك
جرعة افضل عند الله عز وجل من جرعة غيظ يكظمها (1) ابتغاء وجه الله تعالى (عن معاذ ابن أنس الجهني) (2) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من كظم غيظه وهو يقدر على أن ينتصر دعاه الله تبارك وتعالى على رءوس الخلائق حتى يخيره في حور العين أيتهن شاء ومن ترك أن يلبس صالح الثياب وهو يقدر عليه تواضعا لله تبارك وتعالى دعاه الله تبارك على رءوس الخلائق حتى يخيره الله تعالى في حلل الإيمان ايتهن شاء (عن أبي هريرة) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة (4) ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب (عن عبد الله) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون فيكم الصرعة ؟ قال قلنا الذي لا يصرعه الرجال قال قال لا ولكن الصرعة الذي يملك نفسه عند الغضب (عن ابن حصبة) (6) أو أبي حصبة عن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال تدرون ما الصرعة ؟ قال قالوا الصريع قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصرعة كل الصرعة الصرعة كل الصرعة الرجل يغضب فيشتد غضبه ويحمر
((1/60)
غريبه) (1) قال في النهاية كظم الغيظ تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه والتجرع شرب في عجلة وقيل هو الشرب قليلا قليلا اهـ (تخريجه) (جه هق) وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح ورجاله ثقات اهـ وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه ابن ماجه ورواته محتج بهم في الصحيح (2) (سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا زبان عن سهيل بن معاذ عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهني) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أخرج الشطر الأول منه (د مذ جه) كلهم من طريق ابي مرحوم واسمه عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ عن أبيه وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب اهـ (قلت) قال المنذري سهل بن معاذ عن أنس الجهني ضعيف والذي روى عنه هذا الحديث أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون الليثي مولاهم المصرى ولا يحتج به اهـ (قلت) أبو مرحوم ليس عند الامام أحمد ولكن عنده زبان بن فائد ضعيف (3) (سنده) حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة الخ (غريبه) (4) بضم الصاد المهملة وفتح الراء هو الذي يصرع الناس كثيرا بقوته وأما الصرعة بسكون الراء فهو الضعيف الذي يصرعه الناس حتى لا يكاد يثبت مع أحد والمعنى ليس الشديد الكامل الذي يصرع الناس كثيرا بقوته وبأسه إنما الشديد الذي يملك نفسه عند ثوران الغضب ويقاومها بحلمه ويصرعها بثباته فإن من ملك نفسه عند ذلك فقد قهر شر خصومه وأعدى أعدائه التي بين جنبيه (تخريجه) (ق د نس) (5) (سنده) حدثنا ابو معاوية حدثنا الأعمش عن ابراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (تخريجه) (م - وغيره) وهو القسم الثاني من حديث عبد الله ابن مسعود وتقدم القسم الأول منه في الباب الأول من أبواب صدقة التطوع في كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 160 رقم 205 (6) (عن ابن حصبة الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب الترغيب في الصبر على(1/61)
موت الأولاد من كتاب الصبر في قسم الرغيب
79@@@
قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ماذا يباعدني من غضب الله ؟ قال لا تغضب
وجهه ويقشعر شعره فيصرع غضبه وإنما تطفأ النار بالماء (عن جارية بن قدامة السعدي) (1) أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل علي لعلي أعيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب فأعاد عليه حتى أعاد عليه مرارا كل ذلك يقول لا تغضب (عن حميد بن عبد الرحمن) (2) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رجل يا رسول الله أوصني قال لا تغضب قال قال الرجل ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله (عن أبي هريرة) (3) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال مرني بأمر ولا تكثر علي حتى أعقله قال لا تغضب فأعاد عليه قال لا تغضب (عن عطيه السعدي) (4) قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استشاط (5) السلطان تسلط الشيطان (عن عبد الله بن عمرو) (6) أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يباعدني من غضب الله عز وجل قال لا تغضب
((1/62)
1) (سنده) حدثنا ابن نيمر حدثنا ابن هشام عن أبيه عن الاحنف بن قيس عن عم له يقال له جارية بن قدامة السعدي الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط إلا أنه قال عن الأحنف بن قيس عن عمه وعمه جارية بن قدامة أنه قال يا رسول الله صلى الله قل لي قولا ينفعني الله به فذكر نحوه ورواه في الكبير كذلك وفي رواية عنده عن جارية بن قدامة عن ابن عم له قال قلت يا رسول الله ورجال أحمد رجال الصحيح ورواه أبو يعلى إلا انه قال عن جارية بن قدامة أخبرني عم أبي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه ورجاله رجال الصحيح (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (قلت) وأورده أيضا المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورجاله محتج بهم في الصحيح (3) (سنده) حدثنا زيد بن يحيى الدمشقى حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال سمعت القاسم مولى يزيد يقول حدثني أبو هريرة قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (خ مذ) (4) (سنده) حدثنا ابراهيم بن خالد حدثني أمية بن شبل وغيره عن عروة بن محمد قال حدثني أبي عن جدي (يعني عطية السعدي) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) أي احتد في غضبه والتهب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجاله ثقات (6) (سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين الحديث وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) ابن لهيعة حديثه يحتج به إذا صرح بالتحديث وقد صرح به هنا فحديثه حسن لا سيما ويؤيده ما تقدم بمعناه والله أعلم (هذا) وفي أحاديث الباب وصية وجيزة لمستوص طلب الاقلال من القول رغبة في أن يعيه ولعله كان غضوبا ولذا اقتصر صلى الله عليه وسلم في وصيته على(1/63)
ترك الغضب لان شأن الحكيم المرشد يخاطب كل شخص بما هو أولى به والنهي لا يتناول الغضب لأمر ديني كما لا يخفى وقد انطوت هذه الكلمة على خير ليس بالقليل فقد نهت عما له أثر سيء في تشويه الظاهر ومسخ الباطن فالغضب جماع الشر كله إذ بتوقده يتطور المرء بطور غير ويحول في متاه البغي فيتوسع في المعاصي القلبية والقالبية فهو لا ريب خلق يلزم صاحب التقية التطهر من رجسه وأقوى دافع له استحضار الفاعل الحقيقي
80@@@
ما يقال ويفعل لإذهاب الغضب
(باب ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم لإذهاب الغضب) (حدثنا ابراهيم بن خالد) (1) قال ثنا وائل صنعاني مرادى قال كنا جلوسا عند عروة بن محمد قال إذ دخل عليه رجل فكلمة بكلام أغضبه قال فلما أن غضب قام ثم عاد إلينا وقد توضأ فقال حدثني أبي عن جدي عطية (2) وقد كانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغضب من الشيطان وان الشيطان خلق من النار وانما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ (عن معاذ) (3) قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما حتى إنه ليتخيل أن أنفه ليتمزع من الغضب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لأعلم كلمة لو يقولها هذا الغضبان لذهب عنه الغضب اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم (عن أبي ذر) (4) قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس (5) فإن ذهب(1/64)
المنفرد بالتأثير وبتذكره أيضا فضل كظم الغيظ والعفو عن الناس (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد) (باب) (1) (حدثنا إبراهيم بن خالد الخ) (غريبه) (2) هو عطيه السعدي وترجم له في المسند بذلك قال الحافظ في الاصابة قيل هو من بني بكر بن سعد وقيل من بني جشيم بن سعد صحابي معروف له أحاديث نزل الشام وجزم ابن حبان بأنه عطية بن عروة بن سعد ووقع عند الطبراني والحاكم عطية بن سعد (تخريجه) (د) وسكت عنه أبو داود والمنذري وحسنه الحافظ السيوطي (3) حدثنا أبو سعيد ثنا زائدة ثنا عبد الملك عن ابن أبي ليلى عن معاذ (يعني ابن جبل) قال استب رجلان الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (د مذ نس) كلهم من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه وقال الترمذي هذا حديث مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل مات معاذ في خلافة عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلام ابن ست سنين والذي قاله الترمذي واضح فان البخاري ذكر ما يدل على أن مولد عبد الرحمن بن أبي ليلى سنة سبع عشرة وذكر غير واحد أن معاذ بن جبل توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وقيل سنة سبع عشرة وقد روى النسائي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ابن كعب وهذا متصل والله أعلم (4) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن ابي الأسود عن أبي الأسود عن أبي ذر قال كان يسقى على حوض له فجاء قوم فقال أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه ؟ فقال رجل انا فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه وكان أبو ذر قائما فجلس ثم اضطجع فقيل له يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت ؟ قال فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) قال الخطابي النائم متهيء للحركة والبطش والقاعد دونه في هذا المعنى والمضطجع ممنوع منهما فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بالقعود والاضطجاع لئلا تبدر منه في حال قيامه(1/65)
وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد والله أعلم (تخريجه) أورد المنذري الجزء المرفوع منه وقال رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية أبي حرب بن الأسود عن أبي ذر وقد قيل أن أب حرب إنما يروى عن عمه عن أبي ذر ولا يحفظ له سماع من أبي ذر وقد رواه أبو داود أيضا عن داود وهو ابن أبي هند عن بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا ذر بهذا الحديث ثم قال أبو داود وهو أصح الحديثين يعني أن هذا المرسل أصح من الأول والله أعلم اهـ (قلت) سنده عند الامام أحمد متصل فقد رواه أبو حرب بن أبي الأسود عن أبي الأسود عن أبي ذر
(م 11 – الفتح الرباني – ج 19)
81@@@
الترغيب في العفو عن المظالم وفضله(1/66)
عنه الغضب والا فليضطجع (باب الترغيب في العفو عن المظالم وفضله) (عن عبد الرحمن ابن عوف) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث والذي نفس محمد بيده ان كنت لحالفا عليهن لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه الله إلا رفعه الله بها وقال أبو سعيد مولى بني هاشم إلا زاده الله بها عزا يوم القيامة ولا يفتح عبد باب مسئلة إلا فتح الله عليه باب فقر (عن أبي هريرة) (2) أن رجلا شتم ابا بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب (3) ويبتسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان (4) فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضى (5) عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة (6) إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة (7) الا زاده الله عز وجل بها قلة (عن عقبة ابن عامر) (8) قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده فقلت يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال فقال يا عقبة صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك (عن عبادة ابن الصامت) (9) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يجرح في جسده جراحة(1/67)
وأبو الأسود هو الدبلى قال في الخلاصة اسمه ظالم بن عمر أو عمرو بن سفيان قاضي البصرة قال الواقدى مخضرم وقال العجلى ثقة أول من تكلم في النحو وأورده الهيثمي وقال رواه أبو داود باختصار القصة ودون ذكر أبي الأسود رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (باب) (1) (سنده) حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال حدثني قاضي أهل فلسطين قال سمعت عبد الرحمن ابن عوف يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بز) وفيه رجل لم يسم وله عند البزار طريق عن أبي سلمة عن أبيه وقال ان الرواية هذه اصح والله أعلم (2) (سنده) حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال ثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة الخ (غريبه) (3) يعجب من باب تعب أي يتعجب من شتم الرجل أبا بكر بحضرته صلى الله عليه وسلم ويبتسم لكونه رأى الملك يرد عن أبي بكر فلما أكثر الرجل (رد عليه أبو بكر بعض قوله) (4) أي حضر الشيطان مكان الملك (5) بالغين المعجمة قال في القاموس اغضى على الشيء سكت وتغاضى عنه تغافل والمعنى أنه لم يقابل المظلمة بمثلها بل يعفو عمن ظلمه (6) أي صلة أقاربه وذوى رحمه (7) أي لأجل التكثر في الدنيا لا لكونه محتاجا (تخريجه) أخرجه الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح قال وروى أبو داود منه إلى قوله فلم أكن لأقعد مع الشيطان (8) (عن عقبة بن عامر الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب الثلاثيات في قسم الترغيب (9) (عن عبادة بن الصامت الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب فضل من استحق
...
82@@@
قوله صلى الله عليه وسلم من أقال عثرة أقاله الله يوم القيامة(1/68)
فيتصدق بها إلا كفر الله عنه مثل ما تصدق به (خط) (عن ابن عباس) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمح يسمح (2) لك (عن حذيفة بن اليمان) (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن قوما كانوا أهل ضعف ومسكنة قاتلهم أهل تجبر (4) وعدد فاظهر الله أهل الضعف عليهم فعمدوا إلى عدوهم فاستعملوهم (5) وسلطوهم فأسخطوا الله عليهم إلى يوم يلقونه (عن أبي هريرة) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقال عثرة (7) أقاله الله يوم القيامة (8) (وعنه أيضا) (9) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله عزا ولا تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل (باب الترغيب في الرفق وما جاء في فضله) (عن عبد الله بن مغفل) (10) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل(1/69)
القصاص وعفا من كتاب القتل والجنايات في الجزء السادس عشر صحيفة 38 رقم 113 (1) (خط) (سنده) حدثنا مهدى بن جعفر الرملى حدثنا الوليد يعني ابن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس الخ (غريبه) (2) بالبناء للمفعول والفاعل هو الله عز وجل أي عامل الخلق بالمسامحة والمساهلة يعاملك ربك بمثله في الدنيا والآخرة (تخريجه) (طب هب) ورمز له الحافظ السيوطي في الجامع الصغير بعلامة الحسن قال شارحه المناوى قال الحافظ العراقي رجاله ثقات وقال تلميذه الهيثمي رواه أحمد عن شيخه مهدي بن جعفر الرملى وقد وثقه غير واحد وفيه كلام وبقية رجاله رجال الصحيح وقال في موضوع آخر فيه مهدي وثقه ابن معين وغيره وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني في الأوسط والأخير ورجالهما رجال الصحيح اهـ (3) (سنده) حدثنا مصعب بن سلام حدثنا الأجلح عن قيس بن أبي مسلم عن ربعى بن حراش قال سمعت حذيفة بن اليمان يقول ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثالا واحدا وثلاثة وخمسة وسبعة وتسعة وأحد عشر قال فضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها مثالا وترك سائرها قال ان قوما كانوا أهل ضعف الخ (غريبه) (4) أي نعمة وسعة (5) أي في اشغال شاقة عليهم ولم يرحموهم (وسلطوهم) أي تسلطوا عليهم وقهروهم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وسنده حسن (6) (سنده) حدثنا يحيى بن معين حدثنا حفص عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه) (7) العثرة بفتح العين المهملة والراء بينهما مثلثة ساكنة أصلها المرة من العثار في المشي والمراد هنا فعل الإنسان شيئا يقدم على فعله وهو على حذف مضاف تقديره من أقال ذا عثرة الخ وجاء عند أبي داود وغيره بلفظ من أقال مسلما وهو عام يشمل الإقالة من البيع والبيعة والعهد وغير ذلك قال في النهاية يقال اقاله يقيله إقالة وتقاؤلا إذا فسخا البيع وعاد البيع إلى مالكه والثمن إلى المشترى إذا ندم أحدهما أو كلاهما وتكون الإقالة في(1/70)
البيعة والعهد اهـ قال ابن عبد السلام في الشجرة اقاله النادم من الاحسان المأمور به في القرآن لما له من الغرض فما ندم عليه سما في بيع العقار وتمليك الجوار (8) جاء عن أبي داود بلفظ (اقال الله عثرته) وهي تفسر قوله عند الامام احمد (اقاله الله يوم القيامة) والمعنى يزيل ذنبه ويغفر له ويرفعه من سقوطه يوم القيامة (تخريجه) (د جه ك) وغيرهم وسكت عنه أبو داود والمنذري وصححه الحاكم وأقره الذهبي (وقال ابن دقيق العيد) هو على شرطهما (يعني البخاري ومسلم) وصححه ابن حزم لكنه في اللسان نقل تضعيفه عن الدار قطنى اهـ (قلت) التحقيق ان الحديث صحيح (9) (سنده) حدثنا ابن ابي عدي عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن ابي هريرة الخ (تخريجه) (م مذ) (باب) (10) (سنده) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أنا يونس وحميد عن الحسن عن
83@@@
الترغيب في الرفق وما جاء في فضله
رفيق (1) يحب الرفق ويعطى على الرفق (2) ما لا يعطى على العنف (3) (عن علي بن أبي طالب) (4) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن جرير بن عبد الله) (5) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من يحرم الرفق يحرم الخير (6) (عن المقدام بن شريح الحارثي عن أبيه) (7) قال قلت لعائشة رضي الله عنها هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدو ؟ (8) قالت نعم كان يبدو إلى هذه التلاع (9) فأراد البداوة مرة فأرسل الى نعم من ابل الصدقة فأعطاني منها ناقة محرمة (10) ثم قال لي يا عائشة عليك بتقوى الله عز وجل والرفق فإن الرفق لم يك شيء قط إلا زانه ولم ينزع من شيء إلا شأنه (عن عائشة) (11) رضي الله عنها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق(1/71)
عبد الله بن مغفل الخ (غريبه) (1) الرفق ضد العنف وهو العطف وأخذ الأمر بأحسن الوجوه وايسرها فمعنى (إن الله عز وجل رفيق) أي لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر كما قال في كتابه العزيز فلا يكلفهم فوق طاقتهم بل يسامحهم ويلطف بهم (يحب للرفق) بكسر الراء المشددة لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل أي يحب أي يرفق بعضكم ببعض (2) أي في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وغيرها وفي الآخرة من الثواب الجزيل (3) بضم المهملة الشدة والمشقة وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله (تخريجه) (د) والبخاري في الأدب المفرد وسكت عنه أبو داود والمنذري واخرج مثله مسلم من حديث عمرة عن عائشة (4) (سنده) حدثنا علي بن بحر حدثنا عبد الله بن ابراهيم بن عمر بن كيسان قال اني سمعته يحدث عن عبد الله بن وهب عن أبي خليفة عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز عل) وابو خليفة لم يضعفه أحد وبقية رجاله ثقات (5) (سنده) حدثنا يحيى عن محمد بن اسماعيل ثنا عبد الرحمن بن هلال العبسي قال قال جرير بن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم من يحرم الرفق يحرم الخير (6) زاد أبو داود (كله) يعني يحرم الخير كله (تخريجه) (م د جه) ولفظ مسلم من حرم الرفق حرم الخير (7) (سنده) حدثنا ابن نمير حدثنا شريك عن المقدام بن شريح الحارثي عن أبيه الخ (غريبه) (8) أي يخرج إلى البدو وجاء في حديث آخر (كان صلى الله عليه وسلم إذا اهتم بشيء بدا) أي خرج إلى البدو يشبه أن يكون يفعل ذلك ليبعد عن الناس ويخلو بنفسه (9) التلاع مسايل الماء من علو إلى أسفل واحدها تلعة وقيل هو من الاضداد تقع على ما انحدر من الارض واشرف منها (10) بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الراء مفتوحة (قال الخطابي) هي التي قد امتنعت عن ركوبها لم تذلل(1/72)
ولم ترض ومن هذا قولهم اعرابى محرم إذا كان أول ما يدخل المضر ولم يخالط الناس ولم يجالسهم اهـ (قلت) زاد أبو داود في رواية أخرى (محرمة يعني لم تركب) (تخريجه) (د) واخرجه مسلم بلفظ ان الرفق لا يكون في شيء الخ ثم زاد في رواية أخرى عن المقدام بن شريح أيضا عن أبيه ركبت عائشة بعيرا فكانت فيه صعوبة فجعلت تردده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بالرفق ثم ذكر مثله وروى البزار عن عائشة قالت أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة سوداء كأنها فحمة ضعيفة لم تخطم فمسحها ثم دعا لي عليها بالبركة ثم قال يا عائشة ادبي وارفقي وفي رواية فجعلت اضربها (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه البزار باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح (11) (سنده) حدثنا هيثم بن خارجة قال ثنا حفص بن ميسرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الخ
84@@@
الترغيب في الرفق بالحيوان
(وعنها ايضا) (1) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق عليهم فشق عليه (باب الترغيب في الرفق بالحيوان) (عن سهل بن معاذ عن ابيه) (2) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر على قوم وهم وقوف على دواب ورواحل فقال لهم اركبوها سالمة (3) ودعوها سالمة (4) ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق (5) فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكر الله تبارك وتعالى منه (عن سوادة بن الربيع) (6) قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فأمر لي بذود (7) ثم قال إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم (8) ومرهم فليقلموا أظفارهم ولا يعبطوا (9) بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا (عن ضرار بن الأزور) (10) قال اهدينا لرسول الله لقحة (11) (وفي رواية بعثني أهلي بلقوح إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرني أن أحلها) قال فحلبها قال فلما
((1/73)
تخريجه) (هب) والبخاري في التاريخ وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (1) (سنده) حدثنا وكيع قال ثنا معاوية بن ابي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة الخ (تخريجه) (م) بلفظ اللهم من ولى من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فأشقق عليه ومن ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به (باب) (2) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا زبان عن سهل ابن معاذ عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهني) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ ورواه الامام أحمد أيضا من طريق ثان عن حجاج (ومن طريق ثالث) عن ابي الوليد الطيالسي كلاهما قال ثنا ليث بن سعد عن يزيد عن أبي حبيب عن ابن معاذ بن أنس عن أبيه الحديث (غريبه) (3) أي خالصة عن الكد والاتعاب (4) اي اتركوها ورفهوا عنها إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها (5) أي لا تجلسوا على ظهورها ليتحدث كل منكم مع صاحبه وهي موقوفة كجلوسكم على الكراسي للتحدث والمنهي عنه الوقوف الطويل بغير حاجة فيجوز حال القتال والوقوف بعرفة ونحو ذلك وعلل النهي عن ذلك بقوله (فرب) دابة (مركوبة خير من راكبها) عند الله (واكثر ذكر الله تبارك وتعالى) وفيه أن الدواب منها ما هو صالح ومنها ما هو طالح وانها تذكر الله تعالى (وان من شيء إلا يسبح بحمده) وأن بعضها أفضل من بعض الآدميين ولا ينافيه (ولقد كرمنا بني آدم) لأنه في الجنس (تخريجه) (طب عل ك) وأورده الهيثمي وقال أحد اسانيد احمد رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) يعني الطريق الثانية والثالثة المذكورتين آنفا في الشرح (6) (سنده) حدثنا أبو النضر قال ثنا المرجي ابن رجاء اليشكري قال حدثني مسلم بن عبد الرحمن قال سمعت سوادة بن الربيع قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (7) الذود من الابل ما بين الخمس إلى التسع (8) بكسر الراء جمع ربع وهو ما ولد من الابل في الربيع وقيل ما ولد أول النتاج واحسان غذائها ان لا يستقصى حلب امهاتها ابقاءا عليها (نه) (9) أي لا(1/74)
يشددوا الحلب فيعقروها ويدموها بالعصر من العبيط وهو الدم الطرى لا يستقصوا حلبها حتى يخرج الدم بعد اللبن (نه) (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا أعمالهم ومرهم فليقلموا أظفارهم ولا يخدشو بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا وفيه مرجي بن رجاء وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه بن معين وغيره وبقية رجال أحمد ثقات (10) (سنده) حدثنا اسود بن عامر ثنا زهير عن الأعمش عن يعقوب بن بجير رجل من الحي قال سمعت ضرار ابن الأزور قال اهدينا لرسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (11) اللقحة بالكسر والفتح الناقة القريبة العهد
85@@@
قوله صلى الله عليه وسلم إن الرفق لا يخالط شيئا إلا زانه ولا يفارق شيئا إلا شانه(1/75)
أخذت لأجهدها قال لا تفعل دع داعى اللبن (1) (وعنه من طريق ثان) (2) أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يحلب فقال دع داعى اللبن (عن عائشة) (3) رضي الله عنها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البادية إلى ابل الصدقة فأعطى نساءه بعيرا غيرى فقلت يا رسول الله اعطيتهن بعيرا بعيرا غيرى فأعطاني بعيرا آدد (4) صعبا لم يركب عليه (وفي رواية أخرى فجعلت اضر به) فقال يا عائشة ارفقي به فإن الرفق لا يخالط شيئا إلا زانه ولا يفارق شيئا إلا شانه (عن عبد الله بن زياد) (5) عن ابني بسر السلميين قال دخلت عليهما فقلت يرحكما الله الرجل منا يركب دابته فيضربها بالسوط ويكفحها باللجام هل سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ؟ قال ما سمعنا في ذلك شيئا فإذا امرأة قد نادت من جوف البيت أيها السائل إن الله عز وجل يقول (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحه الا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء) فقال هذه اختنا وهي اكبر منا وقد ادركت رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن جابر بن عبد الله) (6) قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا قد وسم (7) في وجهه فقال لعن الله من فعل هذا (عن سراقة بن مالك بن جعشم) (8) أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه قال فطفقت اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ما أذكر ما اسأله عنه فقال اذكره قال وكان مما سألته عنه أن قلت يا رسول الله الضالة (وفي رواية الضالة من الإبل) تغشى حياضى (9) وقد ملأتها ماء لإبلي فهل لي من أجر أن اسقيها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم في سقي كل كبد (10)(1/76)
بالنتاج والجمع لقح وقد لقحت لقحا ولقاحا وناقة لقوح إذا كانت غزيرة اللبن واللقاح ذوات الألبان الواحدة لقوح (1) أي ابق في الضرع باقيا يدعوا ما فوقه من اللبن فينزله ولا تستوعبه فإنه إذا استقصى ابطأ الدر (2) (سنده) حدثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن سنان عن ضرار بن الأزور أن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (حب مي ك) والبخاري في التاريخ وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد بأسانيد احدها رجاله ثقات اهـ (قلت) اصحها الطريق الثانية والله أعلم (2) (سنده) حدثنا حسين قال ثنا اسرائيل عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه) (4) بمد الهمزة أي قويا يهدر (تخريجه) (م) وغيره (5) (عن عبد الله بن زياد الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في (باب وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه الآية) من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 126 رقم 267 (6) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن يحيى بن ابي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه) (7) اصله من السمة وهي العلامة بنحوكى فيحرم وسم الآدمي وكذا غيره في وجهه على الأصح ويجوز في غيره قال النووي وأما الوسم في الوجه فمنهي عنه بالاجماع وأما وسم غير الوجه من غير الآدمي فجائز على خلاف عندنا لكن يستحب في نعم الزكاة والجزية ولا يستحب في غيرها ولا ينهى عنه انتهى باختصار (تخريجه) (ق د) والترمذي عن جابر ايضا بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوسم في الوجه والضرب وقال هذا حديث حسن صحيح (8) (سنده) حدثنا يعقوب ثنا أبي عن صالح وحدث ابن شهاب ان عبد الرحمن بن مالك أخبره أن أباه أخبره ان سراقة بن جعشم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (9) أي تنزلها (10) أي في سقى كل ذات كبد (وقوله
86@@@
الترغيب في الرفق بالحيوان(1/77)
حرا أجر الله عز وجل (عن عبد الرحمن بن عبد الله) (1) قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فانطلق انسان إلى غيضة (2) فأخرج بيض حمرة فجاءت الحمرة (3) ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ورءوس أصحابه فقال أيكم فجع هذه ؟ فقال رجل من القوم أنا اصبت لها بيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أردده (وعنه في أخرى) رده رحمة لها (عن أبي هريرة) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما رجل يمشي وهو بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغني فنزل البئر فملأ خفيه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقى به فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم لأجرا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ذات كبد رطبة أجر (وعنه أيضا) (5) عن النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة بغيا (6) رأت كلبا في يوم حار يطيف (7) ببئر قد أدلع لسانه (8) من العطش فنزعت موقها (9) فغفر لها (وعنه أيضا) (10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت امرأة (11) النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها(1/78)
حرا) بألف مقصورة (قال في النهاية)الحرا فعل من الحر وهي تأنيث حران وهما للمبالغة يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش والمعنى أن في سقى كل شيء غلبه العطش أجر وقيل أراد بالكبد الحرا حياة صاحبها لأنه إنما يكون كبده حرا إذا كان فيه حياة يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان أجر (تخريجه) (جه حب) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه فيه محمد بن اسحاق وهو مدلس اهـ (قلت) محمد بن اسحاق لم يأت في هذه الرواية عند الامام أحمد وجاء في رواية أخرى للامام أحمد مختصرة كما جاء في ابن ماجه وسند الرواية الأولى عند الامام أحمد صحيح (1) (سنده) حدثنا ابو قطن حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه) (2) الغيضة بفتح الغين المعجمة وسكون الياء التحتية الشجر الملتف أي المتصل بعضه ببعض (3) الحمرة بضم الحاء المهملة وتشديد الميم مفتوحة ويجوز تخفيفها طائر صغير كالعصفور (نه) (تخريجه) الحديث اسناده صحيح لكنه مرسل لم يذكر فيه عن ابن مسعود ورواه أبو داود مطولا عن طريق أبي اسحاق الفزاري عن أبي اسحاق الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه (قال المنذري) ذكر البخاري وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي أن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود سمع من أبيه وصحح الترمذي حديث عبد الرحمن عن أبيه في جامعه وعلى هذا فاسناد أبي داود صحيح متصل ورواه أيضا أبو داود الطيالسي قال حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فذكر الحديث واسناده صحيح متصل (4) (سنده) حدثنا اسحاق اخبرني مالك عن سمي عن ابي صالح عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (ق د) وغيرهم (5) (سنده) حدثنا يزيد انا هشام بن حسان عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (6) أي زانية والبغاء بالمد هو الزنا (7) بضم أوله(1/79)
وكسر ثانيه اي يطوف ويدور حول البئر (8) أي اخرجه (9) الموق الخف فارسي معرب (تخريجه) (م وغيره) (10) (سنده) حدثنا يزيد أخبرنا محمد وابن نمير قال حدثنا محمد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (11) لم يذكر اسمها في كل الروايات (قال القرطبي) هل كانت كافرة أو مسلمة كل محتمل (قلت) يؤيد كونها كافرة ما سيأتي في الحديث التالي ففيه التصريح بذلك
...
87@@@
الترغيب في الرحمة بخلق الله تعالى وثواب فاعلها
ولم ترسلها فتأكل من خشاش (1) الأرض (حدثنا عبد الله) (2) حدثني ابي ثنا سليمان بن داود يعني الطيالسي (3) ثنا أبو عامر الخزاعي عن سيار عن الشعبي عن علقمة قال كنا عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت أنت الذي تحدث ان امرأة عذبت في هرة أنها ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها ؟ فقال سمعته منه يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله (4) كذا قال أبي فقالت هل تدري ما كانت المرأة ؟ ان المرأة مع ما فعلت كانت كافرة وان المؤمن أكرم على الله عز وجل من أن يعذبه في هرة فإذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر كيف تحدث (5) (باب الترغيب في الرحمة بخلق الله تعالى وثواب فاعلها ووعيد من لم يرحم) (عن معاوية بن قرة عن أبيه) (6) ان رجلا قال يا رسول الله اني لأذبح الشاة واني ارحمها أو قال اني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال والشاة ان رحمتها رحمك الله (عن جرير) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم ومن لا يغفر لا يغفر له (عن عمرو بن شعيب) (8) عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا (9) من لم يرحم صغيرنا (10) ويعرف حق كبيرنا (عن ابي سعيد) (11) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من لا يرحم الناس لا يرحمه الله (عن ابي اسحاق) (12) قال كان جرير
((1/80)
وقوله في هرة) أي من جراء هرة كما صرح بذلك في بعض روايات مسلم اي بسببها (1) بفتح الخاء المعجمة أشهر من كسرها وضمها كما في الديباج وغيره أي حشرات الأرض وهوامها (تخريجه) (ق جه) (2) (حدثنا عبد الله الخ) (قلت) عبد الله هو ابن الامام احمد رحمهما الله (غريبه) (3) هو صاحب المسند ومن مشايخ الامام أحمد (4) يعني عبد الله بن الامام احمد رحمهما الله (5) لا لوم على أبي هريرة في ذلك لأنه حدث بما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن فيما سمع تعيين دين المرأة ولعل عائشة سمعت التعيين من النبي صلى الله عليه وسلم ومن حفظ حجة على من لم يحفظ والله أعلم (تخريجه) (طل) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (باب) (6) (سنده) حدثنا اسماعيل بن ابراهيم ثنا زياد بن مخراق ثنا معاوية بن قرة عن أبيه الخ (قلت) أبوه هو قرة بن اياس المزنى صحابي رضي الله عنه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب طس) كلهم من غير شك قالوا قال يا رسول الله اني لأذبح الشاة فأرحمها وله الفاظ كثيرة ورجاله ثقات (7) (سنده) حدثنا أبو احمد ثنا اسرائيل عن ابي اسحاق عن ابيه عن جرير (يعني ابن عبد الله) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد قال حدثنا يحيى عن اسماعيل ثنا قيس ثنا جرير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل (تخريجه) (ق مذ) (8) (سنده) حدثنا اسحاق بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب الخ (غريبه) (9) أي ليس على سنتنا أو ليس من أهل الكمال منا (10) رحمة الصغير اعطاؤه حقه من الرفق به والرحمة والشفقة عليه (ويعرف حق كبيرنا) معناه أن يعطي الكبير ما يستحقه من التعظيم والتبجيل والتوقير (تخريجه) (د مذ ك) قال في الرياض حديث صحيح وقال الحاكم على شرط مالك وأقره الذهبي وقال العراقي سنده حسن وأخرجه أيضا(1/81)
البخاري في الأدب المفرد (11) (سنده) حدثنا معاوية ثنا شيبان عن فراس عن عطية عن ابي سعيد (يعني الخدري) الخ (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث غريب من هذا الوجه (12) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة
88@@@
الترغيب في الرحمة بخلق الله وثواب فاعلها
ابن عبد الله البجلى في بعث بأرمينية (1) قال فأصابتهم مخمصة أو مجاعة قال فكتب جرير إلى معاوية اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لم يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل قال فأرسل اليه فأتاه فقال انت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال نعم قال فأففلهم (2) ومتعهم قال ابو اسحاق وكان أبي في ذلك الجيش فجا بقطيفة مما متعه معاوية (عن عبد الله بن عمرو بن العاص) (3) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم على منبره يقول ارحموا ترحموا واغفروا يغفرالله لكم ويل لأقماع (4) القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلو وهم يعلمون (عن أبي هريرة) (5) قال سمعت الصادق المصدوق أبا القاسم صاحب الحجرة صلى الله عليه وسلم يقول لا تنزع الرحمة إلا من شقى (وعنه أيضا) (6) قال دخل عيينة بن حصن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه يقبل حسنا أو حسينا فقال له لا تقبله يا رسول الله لقد ولد لي عشرة ما قبلت أحدا منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم (عن عائشة رضي الله عنها) (7) قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال يا رسول الله أتقبل الصبيان ؟ فوالله ما نقبلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أملك (8) أن الله عز وجل نزع من(1/82)
قال سمعت أبا اسحاق قال كان جرير بن عبد الله في بعث الخ (غريبه) (1) قال ياقوت في معجمه أرمينية بكسر أوله وبفتح وسكون ثانية وكسر الميم وياء ساكنه وكسر النون وياء خفيفة مفتوحة اسم لصقيع عظيم واسع في جهة الشمال (يعني بلاد الروم) (2) اي أمرهم بالرجوع إلى بلادهم (ومتعهم) أي أعطاهم ما تمتعوا به من نفقة وكسوة (تخريجه) (ق مذ) (3) (سنده) حدثنا حسن بن موسى الأشيب حدثنا جرير يعني ابن عثمان الرحبي عن حبان بن زيد عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ (غريبه) (4) الاقماع بفتح الهمزة جمع قمع بكسر القاف وفتح الميم وتسكن الاناء الذي يجعل في رأس الظرف ليملأ بالمائع شبه استماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ولا يعملون به بالأقماع التي لا تعى شيئا مما يفرغ فيها فكأنه يمر عليها مجتازا كما يمر الشراب في القمع كذلك (قال الزمخشري) من المجاز ويل لأقماع القول وهم الذين يستمعون ولا يعون (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حبان بن زيد الشرعي ووثقه ابن حبان ورواه الطبراني كذلك اهـ (قلت) ورواه أيضا البخاري في الأدب المفرد والخطيب في تاريخ بغداد وعزاه السيوطي للبيهقي في الشعب (5) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن منصور عن أبي عثمان عن أبي هريرة الخ (وفي آخر الحديث) قال شعبة كتب به إلي وقرأته عليه يعني منصورا (تخريجه) (د مذ حب طل ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي ورواه البخاري في الأدب المفرد قال ابن الجوزي في شرح الشهاب واسناده صالح ورواه عنه أيضا البيهقي قال في المهذب واسناده صالح (6) (سنده) أخبرنا هشيم عن الزهري عن سلمة عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (ق د مذ) وفي روايتهم جميعا الأقرع بن حابس بدل عيينة بن حصن وكلاهما من المؤلفة قلوبهم وكلاهما له عشرة من الولد ورجح العلماء رواية الشيخين ومن وافقهما (7) (سنده) حدثنا ابن نمير ثنا هشام عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه) (8) جاء عند البخاري بلفظ (أو(1/83)
أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة) قال الحافظ هو بفتح الواو والهمزة الأولى للاستفهام للاستفهام الانكاري ومعناه النفي أي لا أملك أي لا أقدر أن أجعل الرحمة في قلبك بعد أن نزعها الله منه ووقع عند مسلم بحذف الاستفهام وهي مرادة وعند الاسماعيلي
(م 12 – الفتح الرباني – ج 19)
89@@@
الترغيب في الحياء وأنه لا يأتي إلا بخير
قلبك الرحمة (عن خالد بن حكيم بن حزام) (1) قال تناول أبو عبيدة رجلا بشيء فنهاه خالد بن الوليد رضي الله عنه فقالوا أغضبت الأمير فأتاه فقال اني لم ارد أن اغضبك ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اشد الناس عذابا (2) يوم القيامة أشد الناس عذابا للناس في الدنيا (عن عروة بن الزبير) (3) عن هشام بن حكيم بن حزام أنه مر بأناس من أهل الذمة قد أقيموا في الشمس بالشام فقال ما هؤلاء ؟ قالوا بقى عليهم شيء من الخراج فقال اني اشهد اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس قال وأمير الناس يومئذ عمير بن سعد على فلسطين قال فدخل عليه فحدثه فخلى سبيلهم (باب الترغيب في الحياء وأنه لا يأتي إلا بخير) (عن عبد الله بن مسعود) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ذات يوم استحيوا من الله عز وجل حق الحياء قال قلنا يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله قال ليس ذلك (5) ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الراس (6) وما حوى والبطن وما وعى (7) وليذكر الموت والبيلي ومن اراد الآخرة (8) ترك زينة الدنيا (9) فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله عز وجل حق الحياء (10) (عن أبي هريرة) (11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء شعبة من الإيمان (وعنه أيضا) (12) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(1/84)
وما أملك وله في أخرى ما ذنبي إن كان الخ اهـ (تخريجه) (ق وغيرهما) (1) (سنده) حدثنا سفيان بن عيينه عن عمرو بن دينار عن ابن ابي نجيح عن خالد بن حكيم بن حزام الخ (غريبه) (2) أي من اشد الناس عذابا (تخريجه) (حب) وسنده صحيح ورجاله ثقات وصححه الحافظ للسيوطي (3) (سنده) حدثنا وكيع ثنا هشام بن عروة عن أبيه (يعني عروة بن الزبير) عن هشام بن حكيم الخ (تخريجه) (ك) وسنده صحيح ورجاله من رجال الصحيحين باب (4) (سنده) حدثنا محمد بن عبيد حدثنا ابان بن اسحاق عن الصباح بن محمد عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبه) (5) قال البيضاوي ليس حق الحياء من الله ما تحسبونه بل أن يحفظ نفسه بجميع جوارحه عما لايرضاه من فعل وقول (6) أي رأسه (وما حوى) أي جمعه من الحواس الظاهرة والباطنة كالسمع والبصر واللسان ونحو ذلك حتى لا يستعملها إلا فيما يحل (7) اي وما جمعه الجوف باتصاله به من القلب والفرج واليدين والرجلين فإن هذه الاعضاء متصلة بالجوف فلا يستعمل منها شيئا في معصية الله عز وجل (8) أي الفوز بنعيمها (9) أي لأن الآخرة خلقت لحظوظ الأرواح وقرة عين الإنسان والدنيا خلقت لمرافق النفوس وهما ضرتان إذا أرضيت احداهما غضبت الأخرى فمن أراد الله تعالى فليرفض جميع ما سواه استحياءا منه بحيث لا يرى إلا اياه (10) قال الطيبي المشار إليه بقوله ذلك جميع مامر فمن اهمل من ذلك شيئا لم يخرج من عهدة الاستحياء (تخريجه) (مذ ك هب) وأورده المنذري وقال رواه الترمذي وقال هذا حديث انما نعرفه من هذا الوجه من حديث ابان بن اسحاق عن الصباح بن محمد قال أعني المنذري وابان فيه مقال والصباح مختلف فيه وتكلم فيه لرفعه هذا الحديث وقالوا الصواب عن ابن مسعود موقوف والترمذي قال لا يعرف إلا من هذا الوجه اهـ (قلت) الجمهور على توثيق ابان وتضعيف الصباح (11) (عن ابي هريرة الخ) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب شعب الايمان من كتاب(1/85)
الايمان في الجزء الأول صحيفة 82 رقم 27 فارجع إليه (12) (سنده) حدثنا يزيد أخبرنا محمد عن
90@@@
قوله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب الحياء والستر
الحياء من الإيمان (1) والإيمان في الجنة (2) والبذاء من الجفاء (3) والجفاء في النار (4) (عن أنس بن مالك) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه (عن يعلى بن أمية) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب الحياء والستر (عن عمران بن حصين) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله (عن سالم عن أبيه) (8) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعظ أخاه في الحياء فقال الحياء من الإيمان (عن أبي أمامة الباهلي) (9) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحياء والعي (10) شعبتان من الإيمان (11) والبذاء والبيان شعبتان من النفاق (12) (عن قتادة) (13) قال سمعت ابا السوار (14) العدوي يحدث أنه سمع عمران(1/86)
ابي سلمة عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) قال الزمخشري جعل كالبعض منه لمناسبته له في أنه يمنع من المعاصي كما يمنع الايمان اهـ (2) اي يوصل إليها والبذاء بذال معجمة ومد الفحش في القول (3) بالمد أي الطرد والأعراض وترك الصلة والبر (4) يفسره قوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر وهل يكب الناس في النار الا حصائد السنتهم (فائدة) سئل بعضهم هل يكون الحياء من الايمان مقيدا أو مطلقا ؟ فقال مقيد بترك الحياء في المذموم شرعا وإلا فعدمه مطلوب في النصح ولأمر والنهي الشرعي فتركه في هذه الأشياء من النعوت الإلهية (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما) والله لا يستحي من الحق (تخريجه) (مذ ك حب هب) وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح (5) (سنده) حدثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن ثابت عن أنس الخ(تخريجه) أورده المنذري وقال رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب (6) (سنده) حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن يعلى بن أمية الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وسنده جيد (7) حدثنا يحيى بن سعيد عن خالد بن رباح قال سمعت ابا السوار قال سمعت عمران بن حصين قال (تخريجه) (م د) وفي رواية عند البخاري ومسلم بلفظ الحياء لا يأتي إلا بخير (8) (سنده) حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه (يعني عبد الله بن عمر) انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (ق والأربعة) (9) (سنده) حدثنا حسين بن محمد وغيره قالا ثنا محمد بن مطرف عن حسان ابن عطية عن أبي امامة الباهلي الخ (غريبه) (10) العي بكسر العين المهملة وتشديد الياء التحتية معناه العجز وبابه تعب يقال عيي بالأمر وحجته يعيا عيا عجز عنه قد يدعم الماضي فيقال عيي * لرجل عيى والمراد هو سكون اللسان تحرزا عن الوقوع في البهتان لا(1/87)
عيى القلب ولا عيى العمل ولا عيى اللسان لخلل (11) أي اثران من آثاره بمعنى أن المؤمن يحمله الإيمان على الحياء فيترك القبائح حياءا من الله ويمنعه من الاجتراء على الكلام شفقا من عثر اللسان والوقيعة في البهتان (والبذاء) بفتح الموحدة هو ضد الحياء وقيل فحش الكلام (والبيان) أي فصاحة اللسان والمراد به هنا ما يكون فيه اثم من الفصاحة كهجو أو مدح بغير حق (12) يعني انهما خصلتان منشأهما النفاق والبيان المذكور هو التعمق في المنطق والتفاصح واظهار التقدم فيه على الغير تيها وعجبا كما تقرر (تخريجه) (مذ ك) وحسنه الترمذي والحافظ العراقي في أماليه وقال الذهبي صحيح (13) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن قتادة الخ (غريبه) (14) بوزن عمار
...
91@@@
قوله صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي إلا بخير(1/88)
ابن حصين الخزاعي (1) يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحياء لا يأتي إلا بخير فقال بشير (2) ابن كعب مكتوب في الحكمة (3) أن منه وقارا (4) ومنه سكينة (5) فقال عمران أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحفك (عن حميد بن هلال) (6) عن بشير بن كعب عن عمران ابن حصين قال قال صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله فقال بشير فقلت إن منه ضعفا وان منه عجزا (7) فقال أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجيئني بالمعاريض (8) لا أحدثك بحديث ما عرفتك فقالوا يا ابا نجيد إن طيب الهوى (9) وإنه وإنه فلم يزالوا به حتى سكن وحدث (باب الترغيب في الصدق والأمانة) (عن عبد الله) (10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا (عن عبد الله بن عمرو) (11) أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما عمل الجنة؟ قال الصدق وإذا صدق العبد بر وإذا بر آمن وإذا آمن دخل الجنة قالوا يا رسول الله ما عمل النار ؟ قال الكذب إذا كذب فجر وإذا فجر كفر وإذا(1/89)
ابن حريث مصغرا (1) كنيته أبو نجيد صحابي أسلم مع أبي هريرة رضي الله عنهما (2) بضم الموحدة وفتح المعجمة مصغرا العدوي البصري التابعي الجليل (3) قال في الكواكب الحكمة هي العلم الذي يبحث فيه عن أحوال حقائق الموجودات وقيل العلم المتقن الوافي (4) أي حلما ورزانة (5) أي دعة وسكونا وفي رواية لمسلم إن منه سكينة ووقارا لله ومنه ضعف (قال الحافظ) وهذه الزيادة متعبة ولأجلها غضب عمران اهـ وقال في الكواكب انما غضب لأن الحجة انما هي سنة انما هي في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فيما يروى عن كتب الحكمة لأنه لا يدري ما في حقيقتها ولا يعرف صدقها وقال القرطبي انما انكر عليه من حيث أنه ساقه في معرض من يعارض كلام النبوة بكلام غيره وقيل لكونه خاف أن يخلط السنة بغيرها وإلا فليس في ذكر السكينة والوقار ما ينافي كونه خيرا (6) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون انا ابو عوانة عن حميد بن هلال الخ (7) معناه أنه قد يستحي أنه يواجه بالحق من يستحييه فيدع أمره بمعروف ونهيه عن منكر وقد يحمله على اخلاله ببعض الحقوق وغير ذلك مما يعرف عادة (والجواب عن ذلك) ان هذا المانع ليس من الحياء حقيقة بل هو عجز وخور ومهانة وإنما يطلق عليه أهل العرف حياء مجازا أما الحياء الحقيقي فهو خلق يبعث على ترك قبيح ويمنع من التقصير في حق كل ذي حق (8) جاء عند مسلم وأبي داود فغضب عمران حتى احمرت عيناه قال النووي واما انكار عمران رضي الله عنه فلكونه قال منه ضعف بعد سماعه قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه خير كله (ومعنى قوله وتجيئني بالعاريض) اي تأتي بكلام في مقابلته وتعترض مما يخالفه (9) جاء عند مسلم أنه منايا أبا نجيد أنه لا بأس به ومعنى طيب الهوى أي طيب القلب لا يقصد سوءا (قال النووي) وقولهم انه منا لا بأس به معناه ليس هو ممن يتهم بنفاق أو زندقة أو بدعة وغيرها مما يخالف به أهل الاستقامة والله أعلم (تخريجه) (ق د) (باب) (10) (سنده) حدثنا أبو(1/90)
معاوية حدثنا الاعمش عن شقيق عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق مذ) والبخاري في الأدب المفرد (11) (سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الخيلى عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) أن رجلا الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد
...
92@@@
الترغيب في الصدق والأمانة
كفر دخل يعني النار(عن علقمة بن عبد الله المزني) (1) عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليقل حقا أو ليسكت (حدثنا محمد بن أبي عدي) (2) عن حميد عن رجل من أهل مكه يقال له يوسف قال كنت أنا ورجل من قريش نلي مال أيتام قال وكان رجل قد ذهب عني بألف درهم قال فوقعت له في يدي الف درهم قال فقلت للقرشي أن قد ذهب لي بألف درهم وقد اصبت له ألف درهم قال فقال القرشي حدثني أبي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اد (3) الأمانة من ائتمنك (4) ولا تخن من خانك (عن أبي الدرداء) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع من رجل حديثا لا يشتهي أن يذكر عنه فهو أمانة (6) وان لم يستكتمه (باب الترغيب في شكر المنعم والمكافأة على المعروف)(1/91)
وفيه ابن لهيعة واورده كذلك المنذري وقال رواه احمد من رواية ابن لهيعة اهـ (قلت) ابن لهيعة صرح بالتحديث فحديثه حسن كما تقدم غير مرة (1) (عن علقمة بن عبد الله المزني الخ) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وتخريجه في باب الترغيب في الاحسان إلى الجار في هذا الجزء صحيفة 56 رقم 72 (2) (حدثنا محمد بن أبي عدي الخ) (غريبه) (3) من الأداء وجوبا قال الراغب هو دفع ما يحق دفعه وتأديته (والأمانة) هي كل حق لزمك اذاؤه وحفظه قال القرطبي والأمانة تشمل اعدادا كثيرة لكن امهاتها الوديعة واللقطة والرهن والعارية (قال القاضي عياض) وحفظ الامانة اثر كمال الايمان فإذا نقص الايمان نقصت الأمانة في الناس وإذا زاد زادت (4) هذا لا مفهوم له بل غالبي والخاينة التفريط في الأمانة قال الحراني ولائتمان طلب الأمانة وهو ايداع الشيء لحفظه حتى يعاد إلى المؤتمن ولما كانت النفوس نزاعة إلى الخيانة رواغة عند مضايق الأمانة وربمان تأولت جوازها مع من يلتزمها أعقبة بقوله (ولا نحن من خانك) أي لا تعامله بمعاملته ولا تقابل خيانته بخيانتك فتكون مثله وليس منها ما يأخذه من مال من جحده حقه إذ لا تعدى فيه أو المراد إذا خانك صاحبك فلا تقابله بجزاء خيانته وان كان حسنا بل قابله بالأحسن الذي هو العفو وادفع بالتي هو احسن وهذا كما قاله أحسن (قال ابن العربي) وهذه مسألة متكررة على السنة الفقهاء ولهم فيها أقوال (الأول) لا تخن من خانك مطلقا (الثاني) خن من خانك قال الشافعي (الثالث) ان كان مما ائتمنك عليه من خانك فلا تخنه وان كان ليس في يدك فخذ حقك منه قاله مالك (الرابع) ان كان من جنس حقك فخذه وإلا فلا قاله أبو حنيفة قال والصحيح منها جواز الاعتداء بأن تأخذ مثل مالك من جنسه أو غير جنسه إذا عدلت لأن ماللحاكم فعله إذا قدرت تفعله إذا اضطررت (تخريجه) لم يذكر في هذا الحديث اسم الصحابي واريه وجهالة الصحابي لا تضر في سنده من لا يعرف ورواه (د مذ) والبخاري في(1/92)
التاريخ عن أبي هريرة وقال الترمذي حسن غريب ورواه أيضا الطبراني في الكبير والصغير باللفظ المذكور عن أنس قال الهيثمي رجاله ثقات وللحديث طرق كثيرة غير ما تقدم ولكنها لا تخلوا من مقال وبكثرة طرقه يتقوى (5) (سنده) حدثنا أبو معاوية قال ثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عبد الله بن عبيد بن عميرعن أبي الدرداء الخ (غريبه) (6) أي إذا فهم السامع من المحدث أنه لا يشتهي أن يذكر عنه هذا الحديث فهو أمانة لا ينبغي أنه يذكره لأحد وان لم يأمره المحدث بالكتمان (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده عبيد الله بن الوليد الوصافي
93@@@
الترغيب في شكر المنعم والمكافأة على المعروف
(عن أبي هريرة) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل يوم القيامة يا ابن آدم حملتك على الخيل والابل وزوجتك النساء وجعلتك تربع (2) وترأس فأين شكر ذلك (عن المغيرة ابن شعبة) (3) قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) حتى تورمت قدماه فقيل يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك قال أولا أكون عبدا شكورا (عن أبي هريرة) (5) رفعه قال ان الله عز وجل يحب أن يرى أثر نعمته على عبده (6) (وعنه أيضا) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعم الشاكر كالصائم الصابر (عن أبي هريرة) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل (عن أبي سعيد الخدري) (9) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن الأشعث بن قيس) (10) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مثله(1/93)
ضعيف (1) (سنده) حدثنا بهز وعفان قالا ثنا حماد قال عفان في حديثه قال انا اسحاق بن عبد الله عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه) (2) بفتح أوله وسكون ثانيه ثم موحدة مفتوحة أي تأخذ ربع الغنيمة يقال ربعت القوم أربعهم إذا أخذت ربع أموالهم يريد ألم أجعلك رئيسا مطاعا لأن الملك كان يأخذ الربع من الغنيمة في الجاهلية دون أصحابه ويسمى ذلك الربع الرباع (نه) (وترأس) بوزن تربع أي جعلتك رئيسا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وسنده صحيح ورجاله من رجال الصحيحين (3) (سنده) حدثنا سفيان عن زياد بن علاقة سمع المغيرة بن شعبة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (4) يعني في صلاة الليل (تخريجه) (ق نس مذ جه) وتقدم نحوه عن المغيرة أيضا وعائشة في باب فضل صلاة الليل من كتاب الصلاة في الجزء الرابع صحيفة 237 و 238 رقم 1005 و 1006 بشرحهما وتخريجهما (5) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن ابن موهب عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (6) معناه يرى مزيد الشكر لله عز وجل بالأعمال الصالحة واجتناب ضدها قال تعالى (وأحسن كما أحسن الله اليك) (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه يحيى بن عبد الله بن موهب وهو ضعيف اهـ (قلت) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير بلفظ حديث الباب من حديث عبد الله بن عمرو وعزاه للترمذي والحاكم قال المناوى وحسنه الترمذي قال وفي الباب عمران بن الحصين وأبو هريرة وجابر وأبو الاحوص وأبو سعيد وغيرهم (7) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن رجل من بني غفار أنه سمع سعيد المقبري يحدث عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (مذ جه ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال العراقي علقه البخاري وأسنده الترمذي وغيره اهـ (قلت) وفي اسناده عند الامام احمد رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات وتقدم مثله مشروحا مخرجا من حديث سنان بن سنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في(1/94)
باب الترغيب في اكرام الضيف من هذا الجزء ص 59 رقم 86 فارجع اليه (8) (سنده) حدثنا عبد الواحد (يعني ابن واصل الحداد) ثنا الربيع بن مسلم القرشي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (د مذ حب طل هق) وصححه الترمذي (9) (سنده) حدثنا المطلب بن زياد ثنا ابن ابي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لم يشكر الناس لم يشكر الله (تخريجه) (مذ) والضياء المقدسي في المختارة وحسنة الترمذي والهيثمي (10) (سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلم بن عبد الرحمن عن زياد بن كليب عن الأشعث بن قيس
94@@@
قوله صلى الله عليه وسلم من لم يشكر الناس لم يشكر الله
(عن النعمان بن بشير) (1) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأعواد أو على هذا المنبر من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله التحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب قال فقال أبو أمامة الباهلي عليكم بالسواد الأعظم (2) قال فقال رجل ما السواد الأعظم فقال أبو أمامة هذه الآية في سورة النور (فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم) (عن عائشة رضي الله عنها) (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أتى إليه (4) معروف فليكافئ به ومن لم يستطع فليذكره (5) فمن ذكره فقد شكره ومن تشبع بما لم ينل (6) فهو كلابس ثوبي زور(1/95)
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكر الله من لا يشكر الناس (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا بهز ثنا محمد بن طلحة بن مصرف عن عبد الله بن شريك العامري عن عبد الرحمن بن عدي الكندي عن الأشعث بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اشكر الناس لله عز وجل أشكرهم للناس (تخريجه) أورده الهيثمي بطريقيه وقال رواه كله أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات (قلت) وكذلك قال المنذري (1) (سنده) حدثنا يحيى بن عبد الرحمن مولى بني هاشم ثنا ابو وكيع (يعني الجراح بن مليح) عن أبي عبد الرحمن عن الشعبي عن النعمان بن بشير الخ (ورواه) أيضا عبد الله بن الامام أحمد كرواية أبيه بسنده ولفظه إلا أنه قال حدثنا يحيى بن عبد ربه مولى بني هاشم يدل قول أبيه حدثنا يحيى بن عبد الرحمن وذكره الحسيني في تعجيل المنفعة فقال يحيى بن عبد الله ويقال ابن عبد ربه البغدادي أبو محمد مولى بني هاشم (وتعقبه الحافظ) في تعجيل المنفعة فقال كذا وقع في خط الحسيني عبد ربه بالراء بعدها موحدة وزاد فيها تارة هاء وتارة حذفها وهو غلط والصواب عبد وبه بوزن را هويه وكذا هو في ميزان الذهبي قال وأثنى عليه أحمد وامر ابنه عبد الله بالأخذ عنه حيث منعه من الأخذ عن علي ابن الجعد قال روى عنه جعفر بن نزال اهـ قال الحافظ وفي ثقات ابن حبان محيى بن عبدويه شيخ يروى عن قيس بن الربيع روى عنه مجمد بن يحيى بن كثير فاظنه هو فإنه من هذه الطبقة وقد ذكر الحسيني في اكماله ان يحيى هذا يروى عن قيس بن الربيع اهـ (غريبه) (2) يعني الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم واهتدوا بهديه واشار أبو أمامة إلى هذه الآية في سورة النور وهي قوله تعالى (فان تتولوا) يعني عن طاعة الله ورسوله (فانما عليه ما حمل) يعني على الرسول ما كلف وأمر به في تبليغ الرسالة (وعليكم ما حملتم) في الاجابة والطاعة وقد اطاعه واتبعه السواد الأعظم من الناس ولم يتخل عنه إلا المنافقون(1/96)
واليهود وهم قليلون بالنسبة لمن اتبعه ففي اتباعه كل خير وفي التخلي عنه كل شر (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله (يعني ابن الامام احمد) وأبو عبد الرحمن راويه عن الشعبي لم اعرفه وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) وكذلك رواه الامام احمد نفسه وهو ما ثبت في المتن وأورده أيضا الحافظ المنذري وقال رواه عبد الله بن أحمد في زوائده باسناد لا بأس به ورواه ابن ابي الدنيا في كتابه اصطناع المعروف باختصار (3) (سنده) حدثنا سكن بن نافع قال ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة الخ (غريبه) (4) أتى بضم الهمزة وكسر التاء مبني للمجهول أي من ناله معروف من أحد فليكافئ صحاب المعروف بمثله قيل هو في الهدية وقيل السلام (5) أي يثني عليه كما جاء في رواية أخرى وفي الحديث إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء رواه (مذ طب) (6) أي المتكثر بأكثر مما عنده يفتخر بذلك
...
95@@@
الترغيب في التواضع وفضله
(عن أبي أمامة) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يمشي في شدة حر انقطع شسع (2) نعله فجاءه رجل بشسع فوضعه في نعله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تعلم ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) لم تفعل ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (باب الترغيب في التواضع وفضله) (حدثنا يزيد) (4) انبأنا عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمرو عن عمر قال لا أعلمه الا رفعه (5) قال يقول الله تبارك وتعالى من تواضع لي هكذا وجعل يزيد باطن كفه إلى الأرض وأدناها إلى الأرض رفعته هكذا وجعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء (عن أبي سعيد الخدري) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تواضع لله درجة رفعه الله درجة حتى يجعله في طيين (7) ومن تكبر على الله درجة وضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل السافلين (8) (عن شريح بن عبيد) (9) قال كان عتبة (10) يقول(1/97)
كأن يقول عندي كذا من أحسن الملابس وأكلت كذا من أفخر المأكولات كالذي يرى أنه شبعان وليس كذلك ومن فعله فإنما يسخر من نفسه وهو من أفعال ذوى الزور بل هو في نفسه زور أي كذب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طس) وفيه صالح بن أبي الأخضر وقد وثق على ضعفه وبقية رجال احمد ثقات (1) (سنده) حدثنا أبو المغيرة حدثنا معاذ بن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم ابي عبد الرحمن عن أبي أمامة الخ (غريبه) (2) الشسع بكسر المعجمة سكون المهملة أحد سيور النعل وهو الذي يدخل بين الاصبعين ويدخل في طرفه في الثقب الذي في صدر العنل المشدود في الزمام والزمام السير الذي يعقد فيه الشسع (3) قال في القاموس (احتمل الصنيعة تقلدها وشكرها) فكأنه بصنعه الجميل كلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لا يستطيع القيام بمكافئته ولو علم ذلك لم يفعله وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم ومبالغة في شكر صانع المعروف وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم (لو تعلم ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تفعل ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقد جاء في هذا الحديث تحريف من الناسخ في لفظ (لم تفعل) حيث جاء في الأصل (لم يعل) بدل (لم تفعل) وهذا لا معنى له وصححناه من مجمع الزوائد وان كان جاء فيه (لم يفعل) بالياء التحتية بدل التاء الفوقية وهو خطأ أيضا هذا ما ظهر لي في هذا الحديث والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه علي بن يزيد الالهائي وهو ضعيف (باب) (4) (حدثنا يزيد الخ) (غريبه) (5) أي رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طس) ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح وفي اسناد الطبراني سعيد بن سلام العطار وهو كذاب (6) (سنده) حدثنا ثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (7) قيل هو(1/98)
مكان في السماء السابعة تحت العرش وهو كناية عن رفع درجته وشرفه (8) السفل خلاف العلو وهو كناية عن انخفاضه وانحطاطه (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (جه حب) في صحيحه كلاهما من طريق دراج عن أبي الهيثم عنه اهـ (قلت) يشير بذلك إلى ضعف الحديث لأنه من رواية دراج عن ابي الهيثم وقد قال أبو داود في دراج حديثه مستقيم إلا عن أبي الهيثم (9) (سنده) حدثنا الحكم بن نافع ثنا اسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد الخ (غريبه) (10) هو ابن عبد السلمي أبو الوليد صحابي شهير أول مشاهده قريظه مات سنة سبع
...
96@@@
الترغيب في التوكل على الله عز وجل
عرباض خير مني وعرباض (1) يقول عقبة خير مني سبقني إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسيفه (عن معاذ بن أنس الجهني) (2) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من ترك ان يلبس صالح الثياب وهو يقدر عليه تواضعا لله تبارك وتعالى دعاه الله تبارك وتعالى على رءوس الخلائق حتى يخيره الله تعالى في حلل الايمان ايتهن شاء (عن أبي هريرة) (3) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وما تواضع أحد إلا رفعه الله عز وجل (باب الترغيب في التوكل) (عن عمر بن الخطاب) (4) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا (5) وتروح بطانا (وعنه من طريق ثان) (6) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أنكم كنتم توكلون (وفي رواية لو أنكم توكلتم) على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ألا ترون انها تغدو خماصا وتروح بطانا (عن عبد الله) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نزل به حاجة (8) فأنزلها بالناس كان قمنا (9) من ان لا تسهل حاجته ومن أنزلها بالله آتاه الله برزق عاجل أو بموت آجل (10)(1/99)
وثمانين ويقال بعد التسعين وقد قارب المائة رضي الله عنه (1) بكسر العين وسكون الراء بعدها موحدة وآخره معجمة ابن سارية السلمي أبو نجيح كان من أهل الصفة ونزل حمص ومات بعد السبعين (تخريجه) لم أقف على هذا الاثر لغير الامام احمد وسنده حسن (2) (عن معاذ بن أنس الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وطوله وتخريجه في باب الترغيب في كظم الغيظ من هذا الجزء صحيفة 79 رقم 20 فارجع إليه (3) (عن ابي هريرة الخ) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وتمامه وتخريجه في باب الترغيب في العفو عن المظالم وفضله رقم 38 صحيفة 83 ورواه مسلم وغيره (باب) (4) (سنده) حدثنا ابو عبد الرحمن ثنا حيوة اخبرني بكر بن عمرو انه سمع عبد الله بن هبيرة يقول إنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول سمع عمر بن الخطاب يقول إنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول الخ (غريبه) (5) أي تغدو بكرة وهي جياع وتروح عشاءا وهي ممتلئة البطون (6) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق انبأنا ابن لهيعة حدثنا عبد الله بن هبيرة قال سمعت أبا تميم الجيشاني يقول سمعت عمر ابن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (نس مذ جه لك) وقال الترمذي حسن صحيح اهـ (قلت) وصححه ايضا الحاكم واقره الذهبي (ويستفاد منه) أن المؤمن ينبغي أن لا يقصد لرزقه جهة معينة إذ ليس للطائر جهة معينة ومراتب الناس فيه مختلفة وما أحسن ما قال شيخ الاسلام الصابوني (توكل على الرحمن في كل حاجة- أردت فإن الله يقضى ويقدر- متى ما يرد ذو العرش أمرا بعبده- يصيبه وما للعبد ما يتخير- وقد يهلك الإنسان من وجه أمنه- وينجو بإذن الله من حيث يحذر) (7) (سنده) حدثنا وكيع حدثني بشير بن سلمان عن سيار أبي الحكم عن طارق ابن شهاب عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه) (8) الحاجة الفاقة والفقر (وقوله فأنزلها بالناس) اي عرضها عليهم وسألهم سد خلته (9) أي خليقا وجديرا (10) هكذا جاء في المسند بهذا اللفظ من(1/100)
هذا الطريق وكذلك ذكره الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد وابي داود والحاكم إلا انه قال كما في الطريق الثاني هنا (غنى عاجل) بدل قوله (رزق عاجل) قال شارحه
(م 13 – الفتح الرباني - 19)
97@@@
فضل التوكل ومنقبة لعكاشة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
(وعنه من طريق ثان) (1) قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أصابته فاقة فانزلها بالناس لم تسد فاقته (2) ومن أنزلها بالله عز وجل أوشك الله له بالغنى أما اجل عاجل أو غنى عاجل (عن ابن مسعود) (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى الأمم بالموسم (4) فراثت عليه أمته قال فاريت أمتي فأعجبني كثرتهم قد ملئوا السهل والجبل فقيل لي إن مع هؤلاء سبعين الفا يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يكسوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون قال عكاشة يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا له ثم قام يعني آخر فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني معهم قال سبقك بها عكاشة (عن أنس بن مالك) (5) قال أهديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث طوائر فأطعم خادمه (6) طائرا فلما كان في الغد أتته به فقال لها ألم أنهك أن ترفعي شيئا فإن الله عز وجل يأتي برزق كل غد (عن سلام أبي شرحبيل) (7) قال سمعت حبة (8) وسواء ابني خالد رضي الله عنهما يقولان اتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعمل عملا أو يبني بناءا فأعناه عليه فلما فرغ(1/101)
المناوى كذا في نسخ هذا الكتاب تبعا لما في جامع الأصول وأكثر نسخ المصابيح والذي في سنن أبي داود والترمذي بموت عاجل أو غنى عاجل وهو كما قال اصح اهـ (قلت) وهو الذي جاء في الطريق الثانية عند الامام احمد كما سيأتي (1) (سنده) حدثنا ابو أحمد الزبيري حدثنا بشير بن سلمان كان ينزل في مسجد المطمورة عن سيار أبي الحكم عن طارق بن شهاب عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصابته فاقة الخ (2) أي لتركه القادر على حوائج جميع الخلق الذي لا يغلق بابه وقد قال وهب بن منبه لرجل يأتي الملوك ويحك أتأتي من يغلق عنك بابه ويوارى عنك غناه وتدع من يفتح لك بابه نصف الليل ونصف النهار ويظهر لك غناه ؟ فالعبد عاجز عن جلب مصالحه ودفع مضاره وليس معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل (تخريجه) (د مذ ك) وقال الترمذي حسن صحيح غريب اهـ وصححه الحاكم وأقره الذهبي (3) (سنده) حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود الخ (غريبه) (4) أي ليلة الاسراء كما يستفاد ذلك من رواية أخرى (وقوله فراثت) أي أبطأت (هذا) وشرح سائر الحديث تقدم في شرح حديث ابن عباس في باب مالا يجوز من الرقى والتمائم في الجزء السابع عشر صحيفة 185 رقم 144 فارجع إليه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد مطولا ومختصرا ورواه أبو يعلى ورجالهما في المطول رجال الصحيح اهـ (قلت) يعني بالمطول حديثا آخر لابن مسعود لا يختلف معناه عن حديث ابن عباس المشار إليه آنفا وحديث ابن عباس رواه البخاري ومسلم مطولا ومختصرا (5) (سنده) حدثنا مروان بن معاوية قال اخبرني هلال بن سويد أبو معلى قال سمعت أنس بن مالك وهو يقول اهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (6) الخادم يقال للذكر والأنثى والخادمة بالهاء في المؤنث قليل والجمع خدم وخدام والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم اعطاها طائرا لتأكله فادخرته لليوم التالي وهذا معنى قوله صلى الله عليه(1/102)
وسلم (ألم أنهك أن ترفعي شيئا الخ) وجاء في بعض الروايات (ان ترفعي شيئا لغد) بزيادة لغد (تخريجه) أورده الهيثمي بلفظه وقال رواه أبو يعلى ورجاله ثقات اهـ (قلت) وأورده في موضع آخر وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال ابي المعلى وهو ثقة (7) (سنده) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن سلام ابي شرحبيل الخ (غريبه) (8) بفتح الحاء
...
98@@@
قوله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر لا تحصي فيحصى الله عليك
دعا لنا وقال لا تيأسا من الخير (وفي رواية من الرزق) ما تهززت (1) رؤسكما ان الانسان تلده امه أحمر (2) ليس عليه قشرة ثم يعطيه الله ويرزقه (عن أسماء بنت أبي بكر) (3) رضي الله عنهما قالت مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحصي شيئا وأكيله قال يا أسماء لا تحصي فيحصى الله عليك (4) قالت فما أحصيت شيئا بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندي ولا دخل علي وما(1/103)
بعدها موحدة هكذا جاء في المسند وفي كتب الرجال وقال الحافظ في الاصابة حبة بن خالد الخزاعي وقيل العامري اخر سواء بن خالد صحابي نزل الكوفة روى حديثه ابن ماجه باسناد حسن من طريق الأعمش عن أبي شرحبيل عن حبة وسواء ابني خالد قال دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعالج شيئا الحديث لكن جاء في حاشية السندى على ابن ماجه (قوله عن خبة) بخاء مفتوحة وباء موحدة مشددة (وسواء) بفتح السين ممدودا قال السيوطي قال القاسم البغوى في معجم الصحابة ليس لسواء غير هذا الحديث (قلت) وليس له ولأخيه في مسند الامام أحمد سوى هذا الحديث أما قوله خبة بخاء فهو تحريف من الناسخ وصوابه حبة بحاء مهملة (1) بزايين مفتوحتيين الأولى مشددة والثانية مخففة بعدهما تاء فوقية ساكنة أي تحركت وهو كناية عن الحياة أي مادمتما على قيد الحياة (2) أي كاللحم الذي لا قشر عليه لضعف الجلد ثم يقوى الله تعالى قشره أي جلده ويحتمل أن المزاد بالقشر الثوب أي يخرج عريانا بلا ثوب ثم يعطيه الله تعالى الثوب قاله السندي (تخريجه) (جه) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح وسلام ابو شرحبيل ذكره ابن حبان في الثقات اهـ (قلت) وحسنه الحافظ في الاصابة كما تقدم (3) (سنده) حدثنا أبو بكر الحنفي قال ثنا الضحاك بن عثمان قال حدثني وهب بن كيسان قال سمعت اسماء بنت أبي بكر قالت مر بي الخ (غريبه) (4) قال السندي هو من باب مقابلة اللفظ باللفظ للتجنيس كما قال تعالى (ومكروا ومكر الله) ومعناه يمنعك كما منعت ويقتر عليك كما قترت ويمسك فضله عنك كما امسكته (وقيل) يعني لا تحصي أي لا تعديه فتستكثريه فيكون سببا لانقطاع انفاقك (تخريجه) (ق والثلاثة) مختصرا ومطولا بنحوه وتقدم المطول في باب صدقة المرأة من بيت زوجها من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 197 رقم 244 (هذا) وقد ورد في التوكل أحاديث كثيرة بعضها تقدم مع خصال أخرى في أبوابها وبعضها سيأتي وأبلغ ما ورد في التوكل(1/104)
قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه الآية) قال أبو ذر قال النبي صلى الله عليه وسلم اني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم ثم ثلا (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) فما زال يكررها ويعيدها وإليك تفسير الآية (ومن يتق الله) أي من يقف عند حدود الله بامتثال امره واجتناب نواهيه (يجعل له مخرجا) اي يخرجه من الحرام إلى الحلال ومن الضيق إلى السعة ومن النار إلى الجنة وقال ابن عباس قرأ النبي صلى الله عليه وسلم (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) قال مخرجا من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت ومن شدائد يوم القيامة وقال أبو سعيد الخدري ومن يبرأ من حوله وقوته بالرجوع إلى الله يجعل له مخرجا مما كلفه بالمعونة له (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) أي من فوض إليه أمره ووثق به فيما نابه كفاه ما أهمه وقيل أي من اتقى الله وجانب المعاصي وتوكل عليه فله فيما يعطيه في الآخرة من ثوابه كفاية ولم يرد الدنيا لأن المتوكل قد يصاب في الدنيا وقد يقتل وقال عبد الله ابن رافع لما نزل قوله تعالى (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنحن إذا توكلنا عليه
...
99@@@
الترغيب في القناعة والعفة(1/105)
نفذ عندي من رزق الله إلا أخلفه الله عز وجل (باب الترغيب في القناعة والعفة) (عن أبي هريرة) (1) يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم لا ينظر أحدكم إلى من فوقه في الخلق أو الخلق أو المال ولكن ينظر إلى من هو دونه (2) (وعنه من طريق ثان) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر (4) أن لا تزدروا نعمة الله قال أبو معاوية عليكم (5) (عن نافع) (6) قال كنت اتجر إلى الشام أو إلى مصر قال فتجهزت إلى العراق فدخلت على عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقلت يا أم المؤمنين اني قد تجهزت إلى العراق فقالت مالك ولمتجرك (7) اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا كان لأحدكم رزق في شيء فلا يدعه حتى يتغير له أو يتنكر له (8) فأتيت العراق ثم دخلت عليها فقلت يا أم المؤمنين والله ما رددت الرأس مال (9) فأعادت عليه الحديث أو قالت الحديث كما حدثتك (عن فضالة بن عبيد) (10) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى (11) لمن هدى إلى الاسلام وكان عيشه كفافا وقنع (12)(1/106)
نرسل ما كان لنا ولا نحفظه فنزلت (ان الله بالغ أمره) فيكم وعليكم وقال الربيع بن خيثم ان الله تعالى قضى على نفسه ان من توكل عليه كفاه ومن آمن به هداه ومن أفرضه جازاه ومن وثق به نجاه ومن دعاه أجاب له (قد جعل الله لكل شيء قدرا) أي لكل شيء من الشدة والرخاء أجلا ينتهي إليه وقيل تقديرا والله أعلم (باب) (1) (سنده) حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة الخ (غريبه) (2) أي في أمور الدنيا أي الأحق والأولى ذلك (3) أي أسفل منه كما جاء في الطريق الثانية لأن النظر إلى من هو أسفل لا إلى من هو فوق حقيق بأن لا يحتقر نعمة الله عليه فإن المرء إذا نظر إلى من فضل عليه في الدنيا طمحت له نفسه واستصغر ما عنده من نعم الله وحرص على الازدياد ليلحقه أو يقاربه وإذا نظر للدون شكر النعمة وتواضع وحمد (3) (سنده) حدثنا أبو معاوية ووكيع حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (4) أي أحق وأولى (وقوله ان لا تزدروا) قال في النهاية الازدراء الاحتقار والانتقاص والعيب (5) معناه أن أبا معاوية أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث زاد في روايته (لفظ عليكم) فقال ان لا تزدروا نعمة الله عليكم وقد جاءت هذه الرواية عن أبي معاوية عند مسلم وابن ماجه (تخريجه) (ق مذ جه) (6) (سنده) حدثنا الضحاك بن مخلد قال حدثني أبي قال حدثني الزبير بن عبيد عن نافع قال يعني أبا عاصم قال أبي ولا أدري من هو يعني نافعا هذا قال كنت اتجر إلى الشام الخ (غريبه) (7) أي لأي شيء تترك متجرك إلى الشام أو إلى مصر وقد بورك لك فيه وتذهب إلى العراق (8) أي كعدم رواج تجارته في هذه الجهة أو زيادة مشقة في السفر أو نحو ذلك (9) معناه أنه خسر تجارته في العراق حتى لم يبق له رأس المال وذلك لمخالفته حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ونصيحة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد(1/107)
وفي سنده نافع مجهول (10) (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة قال أخبرني أبو هانئ ان أبا علي أخبره أنه سمع فضالة بين عبيد انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (11) قال في النهاية طوبى اسم الجنة وقيل هي شجرة فيها واصلها فعلى من الطيب فلما ضمت الطاء انقلبت الياء واوا (12) الكفاف وهو الذي لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة اليه (وقنع) أي لم يتطلع إلى أكثر من ذلك
100@@@
الترغيب في الزهد في الدنيا وزخرفها
(عن ابي سعيد الخدري) (1) أن رجلا من الانصار كانت له حاجة فقال له أهله ائت النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فاسأله فأتاه وهو يخطب وهو يقول من استعف اعفه الله ومن استغنى اغناه الله ومن لجأ لنا فوجدنا له أعطيناه قال فذهب ولم يسأل
(61) (كتاب الزهد والتقليل من الدنيا والرضا بالكفاف)
(باب الترغيب في الزهد في الدنيا وزخرفها ونعيمها) (عن أبي أمامة) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرض علي ربي عز وجل (3) ليجعل لي بطحاء مكة (4) ذهبا فقلت لا يارب اشبع يوما واجوع يوما أو نحو ذلك فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك (عن أنس بن مالك) (5) قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مضطجع مرمل بشريط (6) وتحت رأسه وسادة من أدم (7) حشوها ليف فدخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر فانحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم انحرافة فلم ير عمر بين جنبيه وبين الشريط ثوبا وقد اثر الشريط بجنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر ؟ قال والله الا أن اكون اعلم أنك اكرم
((1/108)
تخريجه) (مذ حب ك) وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي (1) (سنده) حدثنا هشيم ثنا أبو بشر عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الامام أحمد ورجاله ثقات وتقدم نحوه بهذا المعنى في فصل (في التعفيف في المسألة) في آخر كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 111 رقم 161 رواه الشيخان والثلاثة وغيرهم والظاهر أن الرجل الذي ذكره أبو سعيد في الحديث هو أبو سعيد نفسه كما يستفاد من أحاديث الفصل المشار إليه والله سبحانه وتعالى أعلم (باب) (2) (سنده) حدثنا علي بن اسحاق ثنا عبد الله (يعني ابن المبارك) أنا يحيى بن أيوب ثنا عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم (زاد في الاصل بعد هذه الجملة) وحدثنا بهذا الاسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرض علي ربي الخ (غريبه) (3) معناه شاورني ربي وخيرني بين الوسع في الدنيا واختيار البلغة لزاد العقبي من غير حساب ولا عتاب قاله القارى (4) أصل البطحاء مسيل الماء وأراد هنا عرصة مكة وصحاريها وأرضها وحجرها ورمالها (ذهبا) بدل أرضها وأحجارها ومدرها قال في اللمعت وجعلها ذهبا (إما بجعل حصاه ذهبا أو ملء مثله بالذهب) والأول أظهر وجاء في بعض الروايات جعل جبالها ذهبا اهـ (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن والقاسم هو ابن عبد الرحمن ويكني أبا عبد الرحمن وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن زيد بن معاويه وهو شامي ثقة وعلي بن يزيد يضعف في الحديث ويكني أبا عبد الملك اهـ وكذلك ضعفه الحافظ في التقريب (5) (سنده) حدثنا أبو النضر ثنا المبارك عن الحسن عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (6) هكذا جاء في الأصل (على سرير مضطجع مرمل بشريط) فلفظ مضطجع وقعت معترضة بين الموصوف وصفته ومعناه أن أنسا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على سرير مرمل بشريط الخ ومعنى مرمل أي مصنوع (بشريط) الشريط حبل يفتل من الخوص (7) بفتحتين(1/109)
وبضمتين أيضا وهو القياس جمع أديم
...(1/110)
@@@101
زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وعدم تمتعه بشيء منها
على لله عز وجل من كسرى وقيصر وهما يعبثان (1) في الدنيا فيما يعبثان فيه وأنت يا رسول الله بالمكان الذي أرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون لهم الدنيا (2) ولنا الآخرة قال عمر بلى قال فإنه كذاك (عن أبي هريرة) (3) قال هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه شهرا فأتاه عمر ابن الخطاب وهو في غرفة على حصير قد أثر الحصير بظهره فقال يا رسول الله كسرى يشربون في الذهب والفضة وأنت هكذا فقال صلى الله عليه وسلم إنهم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا (عن ابن عباس) (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر (رضي الله عنه) وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال يا نبي الله لو اتخذت فراشا أوثر (5) من هذا فقال مالي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا الا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها (عن علي ابن رباح) (6) قال سمعت عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول لقد اصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيه أصبحتم ترغبون في الدنيا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيها والله ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر مما له قال فقال له بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسلف (وقال غير يحيى) (7) والله ما مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الدهر إلا والذي عليه أكثر من الذي له (ومن طريق ثان) حدثنا عبد الله بن يزيد (8) قال حدثنا موسى (9) قال سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر يقول ما أبعد هديكم من هدى نبيكم صلى الله عليه وسلم أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا وأما أنتم فأرغب الناس فيها(1/1)
على وزن بريد وبرد والأديم الجلد المدبوغ (1) العبث بالتحريك اللعب يقال عبث عبثا من باب تعب لعب وعمل ما لا فائدة فيه (2) أي لكسرى وقيصر ومن تبعها يتنعمون فيها ويتمتعون بزهرتها ونضرتها ولذتها (ولنا الآخرة) أي الأنبياء والمؤمنين ولم يقل لي مع كون السؤال عن حاله إشارة إلى أن الآخرة لأتباعه وفي بعض الروايات (انهم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا) كما في الحديث التالي (تخريجه) (ق جه) من حديث عمر (3) (عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في كتاب الايلاء في الجزء السابع عشر صحيفة 21 رقم 42 (4) (سنده) حدثنا عبد الصمد وأبو سعيد وعفان قالوا حدثنا ثابت حدثنا هلال عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (5) أي أوطأ وألين (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي اهـ (قلت) وقال الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة (6) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق قال ثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح الخ (غريبه) (7) القائل وقال غير يحيى هو الامام أحمد كما جاء في الأصل عقب قوله يستسلف (قال عبد الله بن الامام احمد) حدثني أبي قال وقال غير يحيى والله مامر الخ والمعنى أن بعض الرواة غير يحيى أحد رجال السند من مشايخ الامام احمد قال والله مامر الخ (8) القائل حدثنا عبد الله بن يزيد هو الامام أحمد (9) موسى هو ابن علي بضم أوله مصغرا ابن رباح اللخمى أبو عبد الرحمن أمير مصر عن أبيه وابن المنكدر وثقة النسائي وأبو حاتم (خلاصة) زاد في التهذيب وابن معين واحمد والعجلي (تخريجه) أورده الهيثمي بجميع طرقه كما هنا وقال رواه كله أحمد والطبراني روى حديث عمر فقط ورجال أحمد رجال
@@@102
قوله صلى الله عليه وسلم ما يسرني أن لي أحدا ذهبا الحديث
((1/2)
عن أبي ذر) (1) قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة (2) المدينة عشاء ونحن ننظر إلى أحد فقال يا أبا ذر قلت لبيك يا رسول الله قال ما أحب أن احد (3) ذاك عندي ذهبا (4) أمسى ثالثه وعندي منه دينار إلا دينار (5) أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وحثا عن يمينه وبين يديه وعن يساره قال ثم مشينا فقال يا أبا ذر إن الاكثرين هم الاقلون ليوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا وحثا عن يمينه وبين يديه وعن يساره قال ثم مشينا فقال يا أباذر كما أنت حتى آتيك قال فانطلق حتى توارى عني قال فسمعت لغطا وصوتا قال فقلت لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض له قال فهممت ان اتبعه ثم تذكرت قوله لا تبرح حتى آتيك فانتظرته حتى جاء فذكرت له الذي سمعت فقال ذاك جبريل عليه السلام أتاني فقال من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة (6) قال قلت وان زنى وان سرق (7) قال وان زنى وان سرق (وعنه من طريق ثان) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر اي جبل هذا ؟ قلت أحدد يا رسول الله قال والذي نفسي بيده ما يسرني أن لي ذهبا قطعا أنفقه في سبيل الله ادع منه قيراطا قال قلت قنطارا يا رسول الله قال قيراطا قالها ثلاث مرات ثم قال يا ابا ذر انما أقول الذي أقل (9) ولا اقول الذي هو أكثر (وعنه من طريق ثالث) (10) قال ما يسرني أن لي أحدا ذهبا أموت يوم أموت وعندي منه دينار أو نصف دينار إلا أن أرصده لغريم (11) (عن أبي أسماء) (12) أنه دخل على أبي ذر رضي الله وتبارك وتعالى عنه وهو بالربذة (13) وعنده امرأته سوداء مسغبة (14) ليس عليها أثر
((1/3)
1) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر الخ (غريبه) (2) بفتح المهملة وتشديد الراء هي أرض ذات حجارة سود خارج المدينة (3) بضم الهمزة والحاء المهملة اسم جبل مشهور بجوار المدينة (4) أي ما أحب أنه تحول لي ذهبا كما صرح بذلك في رواية البخاري (5) بالرفع على البدل من دينار السابق (وقوله ارصده) بضم الهمزة وكسر الصاد من الارصاد أي أعده (6) هذا دليل قاطع على أنه من مات غير مشرك بالله دخل الجنة أر لا ان لم يكن صاحب كبيرة مات مصرا عليها فإن كان صاحب كبيرة مات مصرا عليها فهو تحت المشيئة فإن عفى عنه دخل أو لا والا عذب ثم خرج من النار وخلد في الجنة والله أعلم (7) فيه حجة لمذهب أهل السنة أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار وأنهم ان دخلوها اخرجوا منها وختم لهم بالخلود في الجنة والله أعلم (8) (سنده) حدثنا محمد بن فضيل ثنا سالم يعني ابن أبي حفصة عن سالم بن أبي الجعد عن أبي ذر وأبي منصور عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (9) معناه انى اخبر بالأقل فالأكثر من باب أولى (10) (سنده) حدثنا عفان ثنا شعبة اخبرني عمرو بن مرة عن سعيد بن الحارث عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يسرني الخ (11) أي لصاحب دين علي كما يستفاد من الطريق الأولى (تخريجه) (ق نس مذ حب هق) (12) (سنده) حدثنا عفان ثنا همام ثنا قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الخ (غريبه) (13) هي براء ثم باء موحدة ثم ذال معجمة مفتوحات ثم هاء وهو موضع قريب من مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وهو منزل من منازل حاج العراق وبها قبر أبي ذر الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (14) الساغب الجائع ومسغبون
@@@103
قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ اياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين(1/4)
المجاسد (1) ولا الخلوق قال فقال لا تنظرون إلى ما تأمرني به هذه السويداء تأمرني أن آتي العراق فإذا اتيت العراق مالوا علي بدنياهم (2) وان خليلي صلى الله عليه وسلم عهد إلى ان دون جسر جهنم (3) طريقا ذا دحض (4) ومزلة وأنا نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار (5) أحرى أن ننجو عن أن تأتي عليه ونجن مواقير (6) (عن معاذ بن جبل) (7) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث به إلى اليمن قال اياك والتنعيم (8) فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين (عن أبي عسيب) (9) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا فمر بي فدعاني اليه فخرجت ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج إليه ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار فقال لصاحب الحائط اطعمنا بسرا (10) فجاه بعذق فوضعه فأكل فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم دعا بماء بارد فشرب فقال لتسئلن عن هذا يوم القيامة قال فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا رسول أئنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة ؟ قال نعم إلا من ثلاث خرقة كف بها الرجل عورته (11) أو كسرة سد بها جوعته أو حجرا (12) يتدخل فيه من الحر والقر(1/5)
داخلون في مسبغة وهي المجاعة وقيل لا يكون السغب إلا مع التعب (1) جمع مجسد بضم الميم وفتح السين المهملة بينهما جيم ساكنة وهو المصبوغ المشبع بالجسد وهو الزعفران أو العصفر (والخلوق) بفتح المعجمة طيب مركب يؤخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب يصفها بالفقر المدقع وعدم الزينة والطيب (2) خشى أن يصيبه من دنياهم وأموالهم شيء فيصبح غنيا يطول حسابه يوم القيامة (3) يعني الصراط (4) الدحض بفتح الدال وسكون الحاء المهملتين وبفتح الحاء أيضا وآخره ضاد معجمة هو الزلق (5) أي خفة وقلة نقدر على حملها (وقوله أحرى) أي أجدر وأحق (6) جمع وقر بكسر الواو الحمل واكثر ما يستعمل في حمل البغل والحمار (هذا) وقد جاء في الأصل بعد قوله (وفي احمالنا اقتدار) ما لفظه وحدث مطر أيضا بالحديث اجمع في قول أحدهما أن تأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار وقال الآخر ان تأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار وقال الآخر أن تأتي عليه وفي احمالنا اضطمار احرى أن ننجو عن أن نأتي عليه ونحن مواقير وإنما ذكرت هذا محافظة على ما في الأصل وإلا فالحديث مستقيم بدونه (تخريجه) أورده المنذري باللفظ الذي اثبته في المتن إلا أنه قال (وفي احمالنا اقتدار واضطماراحرى ان ننجو الخ) وقال رواه أحمد ورواته رواة صحيحة وكذلك قال الهيثمي (7) (سنده) حدثنا سريج بن النعمان ويونس قالا ثنا بقية بن الوليد عن السرى بن ينعم عن مريح بن مسروق عن معاذ بن جبل الخ (غريبه) (8) حذره النبي صلى الله عليه وسلم من التنعيم وان كان التنعيم بالمباح جائزا لكنه يوجب الأنس به والغفلة عن الله عز وجل والتعلق بزخارف الدنيا وعباد الله الصالحين ليسوا كذلك فيقتدي بهم لا سيما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يتنعم في الدنيا (تخريجه) أورده المنذري وعزاه للامام احمد والبيهقي في الشعب وقال رواه احمد ثقات وكذلك قال الهيثمي (9) (سنده) حدثنا سريج ثنا حشرج عن أبي نصيرة عن أبي عسيب الخ (غريبه) (10) قال في(1/6)
المختار البسر أوله طلع ثم خلال بالفتح ثم بلح بفتحتين ثم يسر ثم رطب ثم ثمر الواحدة يسرة (وقوله فجاه بعذق) العذق بكسر المهملة المرجون بما فيه من الشماريخ يجمع على عذاق (11) أي سترها بها كالسراويل (12) بحاء مكسورة ثم جيم ساكنة معناه حجرة تقية الحر والبرد (تخريجه) الحديث
@@@104
الترغيب في الرضا بالكفاف وأنه أفضل من الغنى
(عن جابر بن عبد الله) (1) قال أتاني النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فأطعمتهم رطبا واسقيتهم ماءا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا من النعيم الذي تسألون عنه (باب الترغيب فيما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من التقليل في الدنيا والرضا منها بالكفاف) (عن عبد الله بن عمرو بن العاص) (2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من اسلم ورزق كفافا (3) وقنعه الله بما آتاه (عن فضالة بن عبيد) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن عثمان بن عفان) (5) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل شيء سوي ظل بيت (6) وجلف الخبز وثوب يوارى عورته (7) والماء فما فضل عن هذا فليس لابن آدم فيهن حق (8) (عن عتبة بن عبد السلمي) (9) قال استكسيت (10) رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فكساني خيشتين (11) فلقد رأيتني البسهما وأنا من أكسي أصحابي (12)(1/7)
سنده جيد واورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وقال تفرد به احمد اهـ (قلت) وله شواهد تؤيده منها حديث أبي هريرة بمعناه عند مسلم والأربعة (1) (سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا حماد يعني ابن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن جابر الخ (تخريجه) (نس) وسنده جيد (باب) (2) (سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ من كتابه حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني شرحبيل بن شربك عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ (غريبه) (3) بفتح الكاف هو الذي يكون بقدر الحاجة إليه لا يزيد ولا ينقص (تخريجه) (م مذ جه) (4) (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة قال اخبرني أبو هانئ أن أبا علي أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى لمن هدى إلى الاسلام وكان عيشه كفافا وقنع (قلت) طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها وهذا التفسير لفظ حديث رواه الامام احمد وابن حبان عن أبي سعيد (تخريجه) (مذ حب ك) وصححه الحاكم على شرط مسلم واقره الذهبي (5) (سنده) حدثنا عبد الصمد حدثنا حريث بن السائب قال سمعت الحسن يقول حدثني حمران عن عثمان بن عفان الخ (غريبه) (6) المراد بيت يسكنه كما صرح بذلك عند الترمذي أي محل يأوي إليه دفعا للحر والبرد (وقوله وجلف الخبز) بكسر الجيم وسكون اللام قال في النهاية الجلف الخبز وحده لا أدم معه وقيل الخبز الخليط اليابس ويروى بفتح اللام جمع جلفه وهي الكسرة من الخبز اهـ والمقصود غاية القناعة ونهاية الكفاية (7) أي يسترها عن أعين الناس (8) قيل أراد بالحق ما وجب له من الله من غير تبعه في الآخرة وسؤال عنه وإذا اكتفى بذلك من الحلال لم يسأل عنه لأنه من الحقوق التي لا بد للنفس منها واما ما سواه من الحظوظ يسأل عنه ويطالب بشكره وقال القاضي عياض أراد بالحق ما يستحقه الانسان لافتقاره إليه وتوقف تعيشه عليه وما هو المقصود الحقيقي من المال وقيل أراد به ما لم يكن(1/8)
له تبعة حساب إذا كان مكتسبا من وجه حلال اهـ (تخريجه) (مذ ك) وقال الترمذي هذا حديث صحيح وصححه أيضا الحاكم وأقره الذهبي (9) (سنده) حدثنا هيثم بن خارجة أنا اسماعيل بن عياش عن عقيل بن مدرك السلمي عن لقمان بن عامر الوصابي عن عتبة ابن عبد السلمي الخ (غريبه) (10) أي طلبت منه كسوة (11) قال في المختار الخيش ثياب من أردء الكتان (12) يعني من أحسنهم كسوة (تخريجه) (د) قال المنذري في اسناده اسماعيل بن عياش وفيه
(م 14 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@105
ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من التقليل من الدنيا
(عن عبد الله بن عامر بن ربيعة) (1) عن أبيه وكان بدريا قال لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثنا في السرية يا بني مالنا زاد الا السلف من التمر فيقسمه قبضة قبضة حتى يصير إلى تمرة تمرة قال فقلت له يا أبت وما عسى أن تغني التمرة عنكم ؟ قال لا تقل ذلك يا بني فبعد أن فقدناها فاختللنا اليها (2) (عن عبد الله بن شقيق) (3) قال أقمت بالمدينة مع أبي هريرة سنة فقال لي ذات يوم ونحن عند حجرة عائشة رضي الله عنها لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البرد (4) المتفتقة وإنا ليأتي على أحدنا الأيام ما يجد طعاما يقيم به صلبه حتى ان كان أحدنا ليأخذ الحجر فيشده على أخمص بطنه ثم يشده بثوبه ليقيم به صلبه فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بيننا تمرا فأصاب كل انسان منا سبع تمرات فيهن خشفة (5) فما سرني ان لي مكانها تمرة جيدة قال قلت لم ؟ قال تشد لي من مضغى (6) (عن علي رضي الله عنه) (7) قال لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع وان صدقتي اليوم لأربعون الفا (وفي رواية وإن صدقة مالي لتبلغ أربعين الف دينار) (8) (عن أبي هريرة) (9) قال انما كان طعامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم(1/9)
مقال (1) (سنده) حدثنا يزيد انا المسعودي عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه الخ (غريبه) (2) أي احتجنا إليها فطلبناها (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب طس) وفيه المسعودي وقد اختلط وكان ثقة (3) (سنده) حدثنا عبد الصمد حدثني ابي ثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق الخ (غريبه) (4) بضم الموحدة وفتح الراء جمع بردة بضم الموحدة وسكون الراء وهي كساء أسود مربع فيه صغر تلبسه الأعراب (وقوله المتفتقة) أي الممزقة (5) الحشف اليابس الفاسد من التمر وقيل الضعيف الذي لا نوى له كالشيص (6) هكذا بالأصل (تشدلي من مضغي) وجاء في النهاية بلفظ (لأنها شدت في مضاغي) قال صاحب النهاية المضاغ بالفتح الطعام يمضغ وقيل هو المضغ نفسه يقال لقمة لينة المضاغ وشديدة المضاغ أراد أنها كان فيها قوة عند مضغها اهـ وليس هذا آخر الحديث بل هذا هو الطرف الأول منه ذكرته هنا لمناسبة الترجمة (وبقيته) قال (يعني ابا هريرة) (لي) يعني لعبد الله بن شقيق (من أين أقبلت ؟ قلت من الشام قال فقال لي هل رأيت حجر موسى؟ قلت وما حجر موسى ؟ قال إن بني اسرائيل قالوا لموسى قولا تحت ثيابه في مذاكيره قال فوضع ثيابه على صخرة وهو يغتسل قال فسعت ثيابه قال فتبعها في أثرها وهو يقول يا حجر الق ثيابي حتى أتت به على بني إسرئيل فرأوه مستويا حسن الخلق فلجبه ثلاث لجبات فوالذي نفس أبي هريرة بيده لو كنت نظرت لرأيت لجبات موسى فيه اهـ) (تخريجه) لم أقف عليه هكذا لغير الامام أحمد وأورد المنذري في الترغيب والترهيب الطرف الأول منه وقال رواه أحمد ورواته رواة الصحيح (7) (سنده) حدثنا حجاج حدثنا شريك عن عاصم بن كليب عن محمد بن كعب القرظي ان عليا قال لقد رأيتني الخ (غريبه) (8) يريد أنهم كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقراء جدا وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم أقبلت عليهم الدنيا ومع هذا فقد كان علي رضي الله عنه(1/10)
من أزهد الناس في الدنيا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وسنده جيد ليس بمنقطع لأن محمد بن كعب القرظى أدرك عليا قبل وفاته بعشر سنين (9) (سنده)
@@@106
اقبال الدنيا على الصحابة بعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم
الأسودان التمر والماء والله ما كنا نرى سمراءكم (1) هذه ولا ندري ما هي وإنما كان لباسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم النمار (2) يعني برود الأعراب (عن أبي حسبة) (3) مسلم بن أكيس مولى عبد الله بن عامر عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال ذكر من دخل عليه فوجده يبكي فقال ما يبكيك يا أبا عبيدة ؟ فقال نبكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوما ما يفتح الله على المسلمين ويفيء عليهم حتى ذكر الشأم فقال إن ينسأ في أجلك (4) يا أبا عبيدة فحسبك (5) من الخدم ثلاثة خادم يخدمك وخادم يسافر معك وخادم يخدم أهلك ويرد عليهم وحسبك من الدواب ثلاثة دابة لرحلك ودابة لثقلك (6) ودابة لغلامك ثم ها انذا انظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا وانظر إلى مربطي قد امتلأ دواب فكيف القى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن احبكم إلي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال الذي فارقني عليها (عن شقيق) (7) قال دخل معاوية على خاله أبي هاشم بن عتبة يعوده قال فبكى قال فقال له معاوية ما يبكيك يا خال أوجعا يشئزك (8) أم حرصا على الدنيا ؟ قال فقال فكلا (9) لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا فقال يا أبا هاشم انها علها تدرك أموالا يؤتاها أقوام وانما يكفيك في جمع المال خادم ومركب في سبيل الله تبارك وتعالى وانى اراني قد جمعت (ومن طريق ثان) (10) عن أبي وائل قال دخل معاوية على أبي هاشم بن عتبة وهو مريض يبكي فذكر معناه(1/11)
حدثنا حسن حدثنا شيبان عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة الخ (غريبه) (1) يعني الحنطة وهي القمح (2) فسرها الراوي ببرود الأعراب وتقدم الكلام على البرد قريبا في شرح حديث عبد الله بن شقيق (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه البزار باختصار (3) (سنده) حدثنا ابو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثنا أبو حسبة مسلم بن أكيس الخ (غريبه) (4) اي يؤخر من النسئ وهو التأخير والمعنى ان طال أجلك (5) أي يكفيك (6) أي لحمل أثقالك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات (7) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن شقيق الخ (غريبه) (8) أي يقلقك يقال شئز وشُئز فهو مشئوز وأشأزه غيره وأصله الشأز وهو الموضع الغليظ الكثير الحجارة (نه) (9) بضم الكاف وتشديد اللام (10) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن الأعمش وعن سفيان عن منصور عن أبي وائل الخ (تخريجه) (مذ) بسند الطريق الثاني عن أبي وائل قال جاء معاوية (يعني ابن ابي سفيان) إلى أبي هاشم بن عتبة وهو مريض يعوده فذكره بلفظ الطريق الأول ثم قال وقد رواه زائدة وعبيدة بن حميد عن منصور عن أبي وائل عن سمرة بن سهم قال دخل معاوية على أبي هاشم بن عتبة فذكر نحوه اهـ (قلت) سكت عنه الترمذي (وقال الحافظ) في الاصابة في ترجمة أبي هاشم بن عتبة روى حديثه الترمذي وغيره بسند صحيح من طريق منصور والأعمش عن أبي وائل فذكر حديث الترمذي وقال المنذري في الترغيب والترهيب بعد ذكر الحديث المذكور رواه الترمذي والنسائي ورواه ابن ماجه عن أبي وائل عن سمرة بن سهم عن رجل من قومه لم يسمه قال نزلت على ابي هاشم بن عتبة فجاءه معاوية فذكر الحيث بنحوه ورواه ابن حبان في صحيحه عن سمرة بن سهم قال نزلت على ابي هاشم ابن عتبة وهو مطعون فأتاه معاوية فذكر هذا الحديث وذكره رزين فزاد فيه فلما مات حصل ما خلف فبلغ
@@@107(1/12)
المقارنة بين الصحابة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وبينهم بعد وفاته
(عن حارثة بن مضرب) (1) قال دخلت على خباب (2) وقد اكتوى سبعا فقال ما أعلم أحدا لقي من البلاء ما لقيت (3) لولا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يتمنى أحدكم الموت لتمنيته (4) ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أملك درهما وان في جانب بيتي الآن لأربعين ألف درهم قال ثمم أتى بكفنه فلما رآه بكى وقال لكن حمزة (5) لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء إذا جعلت على رأسه قلصت (7) عن قدميه وإذا جعلت على قدميه قلصت على رأسه حتى مدت على رأسه (8) وجعل على قدميه الإذخر (عن شقيق عن خباب أيضا) (9) قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا (10) منهم مصعب بن عمير (11) لم يترك إلا نمرة (12) إذا غطوا بها راسه بدت رجلاه وإذا غطينا رجليه بدا رأسه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا رأسه وجعلنا على رجليه إذخرا قال ومنا من اينع الثمار (13) فهو يهديها (عن خالد بن عمير) (14) قال خطب(1/13)
ثلاثين درهما وحسبت فيه القصعة التي كان يعجن فيها وفيها يأكل اهـ (1) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم ثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن حارثة بن مضرب الخ (غريبه) (2) بموحدتين الأولى مثقلة بن الأرت بتشديد التاء المثناة مولى بني زهرة التميمي الصحابي ابو عبد الله من السابقين إلى الاسلام كان يعذب في الله وشهد بدرا ثم نزل الكوفة ومات بها سنة سبع وثلاثين (3) أي لأنه كان مريضا وقد اكتوى سبعا وكان في شدة الألم (4) انما لم يتمن الموت من شدة مع شدة تألمه من المرض لأنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وصاحبه النهي عن ذلك وقد تقدم الكلام على حكم تمنى الموت في أحكام باب كراهة تمني الموت من كتاب الجنائز في الجزء السابع صحيفة 49 فارجع إليه (5) هو ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم استشهد في غزوة أحد ولم يوجد له كفن إلا ما ذكره خباب (6) اي فيها خطوط سود وبيض (7) بفتح القاف واللام اي ارتفعت لقصرها (8) اي وضعت على رأسه وستروا قدميه بالاذخر بكسر الهمزة والخاء المعجمة بينهما ذال معجمة ساكنة نبات معروف بالحجاز ذكي الريح وإذا جف ابيض (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الامام أحمد واخرجه (ق والاربعة) مقطعا في مواضع متعددة من صحيحيهما (9) (سنده) حدثنا عبد الله بن ادريس قال سمعت الأعمش يروى عن شقيق عن خباب قال هاجرنا الخ (غريبه) (10) أي لم ينقص من أجره شيئا لأنه لم يتمتع بشيء من متاع الدنيا بعد اسلامه (11) كان رضي الله عنه من أفاضل الصحابة ومن السابقين إلى الاسلام اسلم بمكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بدار الارقم وكتم اسلامه خوفا من أمه وقومه وشهد بدرا وأحدا واستشهد بأحد ومعه لواء المسلمين قيل كان عمره أربعين سنة وأكثر قليلا (12) بفتح النون وكسر الميم (قال في النهاية) كل شملة مخططة من مآزر الأعراب فهي نمرة وجمعها أنمار كأنها أخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض وهي من الصفات الغالبة اهـ يريد(1/14)
أنه لم يجز من متاع الدنيا شيئا غير هذه النمرة الحقيرة التي لا تستر الجسم وكان مصعب بن عمير رضي الله عنه من أفاضل الصحابة ومن السابقين إلى الاسلام (13) اي نضجت ثماره (فهو يهديها) قال النووي بفتح أوله وكسر الدال وضمها أي يجتنبها وهو إشارة إلى ما فتح الله عليهم من الدنيا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مصعب زوج حمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين (تخريجه) (ق د نس مذ) (14) (سنده) حدثنا بهز بن أسد ثنا سليمان بن المغيرة ثنا حميد يعني ابن هلال
@@@108
خطبة عتبة بن غزوان في التحذير من الدنيا والتخويف من الآخرة
عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فان الدنيا قد آذنت (1) بصرهم وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة (2) كصبابة الاناء يتصابها صاحبها وانكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم (3) فإنه قد ذكر لنا ان الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوى فيها سبعين عاما ما يدرك لها قعرا (4) والله لتملؤنه (5) فعجبتم والله لقد ذكر لنا ان ما بين مصارع (6) الجنة مسيرة أربعين عاما وليأتين عليه يوم كظيظ (7) الزحام ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مالنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت (8) أشداقنا واني التقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد (9) فائتزر بنصفها وائتزت بنصفها فما اصبح منا أحد اليوم إلا أصبح أمير مصر من الامصار (10) واني أعوذ بالله أن اكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا (11) وانها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت (12) حتى يكون عاقبتها ملكا وستبلون أو ستخبرون الأمراء (13) بعدنا (وعنه من طريق ثان) (14) قال سمعت عتبة بن غزوان يقول (وفي لفظ خطبنا عتبة بن غزوان على المنبر) لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الحبلة (15) حتى قرحت(1/15)
عن خالد بن عمير قال خطب عتبة بن غزوان قال بهز وقال قبل هذه المرة خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحمد الله وأثنى عليه الخ (قلت) جاء هذا الحديث عند مسلم قال شيبان بن فروح حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله واثنى عليه فذكر الحديث كما هنا والمحفوظ ما رواه بهز في المرة الثانية وهو أن صاحب الخطبة عتبة بن غزوان وهي التي توافق رواية مسلم (غريبه) (1) بهمزة ممدودة وفتح الذال أي اعلمت (بصرم) الصرم بالضم الانقطاع والذهاب (وولت حذاء) بحاء مهملة مفتوحة ثم ذال معجمة مشددة والف ممدودة أي مسرعة الانقطاع (2) الصبابة بضم الصاد المهملة البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الاناء (وقوله يتصابها) أي يشربها (3) أي بصالح الأعمال (4) قعر الشيء أسفله (5) معناه أن جهنم مع بعد عمقها وعظم اتساعها تملأ من الكفار والعصاة فلا تستبعدوا ذلك ولا تعجبوا منه (6) جمع مصراع بكسر الميم قال في المصباح المصراع من الباب الشطر وهما مصراعان اهـ (وفي القاموس) المصراعان من الابواب والشعر ما كانت قافيتان في بيت وبابان منصوبان ينضمان جميعا مدخلهما في الوسط منهما اهـ والمراد اتساع الباب من أبواب الجنة مسيرة أربعين عاما (7) الكضيظ الممتلئ والمعنى أن هذه الأبواب مع كثرتها واتساعها يأتي عليها يوم تزدحم فيه لكثرة الداخلين (8) بفتح القاف وكسر الراء أي صار فيها قروح وجراح من خشونة الورق الذي نأكله وحرارته (9) هو ابن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة (10) جاء في رواية لمسلم أنه كان أميرا على البصرة (11) يستعيذ بالله أن يدخل في نفسه الاغترار بالدنيا وعظمة الامارة فيظلم الناس فيكون (عند الله صغيرا) أي مرتكبا لذنوب يدخل بسببها النار وقد حفظه الله من ذلك (12) أي تحولت من حال إلى حال يعني أمر الأمة وتغاير أحوالها (13) جاء عند مسلم بلفظ (فستخبرون وتجربون(1/16)
الأمراء بعدنا) يشير إلى ظلم من يأتي من الأمراء بعدهم واغترارهم بالدنيا وزخرفها وقد كان ذلك (14) (سنده) حدثنا وكيع ثنا قرة بن خالد عن حميد بن هلال العدوي عن خالد بن عمير رجل منهم قال سمعت عتبة بن غزوان الخ (15) جاء في الاصل إلا ورق الخبة بخاء معجمة بعدها موحدة
@@@109
وصف بعض الصحابة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من ضيق العيش
اشداقنا (حدثنا عبد الله بن يزيد) (1) قال حدثنا موسى (2) قال سمعت أبي يقول كنت عند عمرو ابن العاص بالاسكندرية فذكروا ما هم فيه من العيش فقال رجل من الصحابة لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع أهله من الخبز الغليث (3) قال موسى يعني الشعير والسلت إذا خلطا (عن أبي حرب) (4) أن طلحة حدثه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت المدينة وليس لي بها معرفة فنزلت في الصفة مع رجل فكان بيني وبينه كل يوم مد من تمر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما انصرف قال رجل من أصحاب الصفة يا رسول الله احرق بطوننا التمر وتخرقث عنا الخنف (5) فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب ثم قال والله لو وجدت خبزا أو لحما لأطعمتكموه أنا أنكم توشكون أن تدركوا ومن أدرك ذلك منكم أن يراح عليكم بالجفان (6) وتلبسون مثل استار الكعبة (7) قال فمكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يوما وليلة ما لنا طعام البرير (8) حتى جئنا إلى اخواننا الانصار فواسونا وكان خير ما اصبنا هذا التمر (عن شقيق) (9) عن عقبة بن عمرو أبي مسعود (يعني(1/17)
واخره هاء وهو تحريف من الناسخ وصوابه (الحبلة) بحاء مهملة مضمونة ثم موحدة ساكنة قلام ثم هاء كما جاء عند مسلم من حديث سعد بن ابي وقاص بلفظ (مالنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر) هكذا جاء عند مسلم بهذا اللفظ والسمر بفتح السين وضم الميم وهما نوعان من شجر البادية كذا قاله أبو عبيد وآخرون وقيل الحبلة ثمر العضاه وهذا يظهر على رواية البخاري (إلا الحبلة وورق السمر) وفي هذا بيان ما كانوا عليه من الزهد في الدنيا والتقلل منها والصبر في طاعة الله تعالى على المشاق الشديدة (تخريجه) (ق مذ جه) (1) (حدثنا عبد الله بن يزيد الخ) (غريبه) (2) هو ابن علي بضم المهملة مصغرا ابن رباح (3) قال في المصباح غلثت الشيء بغيره غلثا من باب ضرب خلطته به كالحنطة بالشعير وهو يوافق تفسير الراوي (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد رحمه الله وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (4) (سنده) حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثني أبي ثنا داود يعني ابن أبي هند عن أبي حرب أن طلحة حدثه الخ (قلت) طلحة هذا غير طلحة ابن عبيد الله الصحابي المشهور (قال الحافظ في الاصابة) طلحة بن عمرو البصرى قال البخاري له صحبة وقال ابن السكن يقال كان من أهل الصفة وروى أحمد والطبراني وابن حبان والحاكم من طريق أبي حرب ابن أبي الأسود ان طلحة حدثه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديث الباب وصححه ثم قال رووه كلهم من طرق عن داود بن أبي هند عنه منهم من قال عن طلحة ولم ينسب ومنهم من قال طلحة بن عمرو وقال ابن السكن ليس لطلحة غيره اهـ (غريبه) (5) جمع خنيف وهو نو غليظ من أردء الكتان أراد ثيابا تعمل منه كانوا يلبسونها (6) بكسر الجيم جمع جفنة بفتحها وهي القصعة (7) يعني من أفخر الملابس (8) البرير ثمرة الأراك إذا اسود وبلغ وقيل هو اسم له على كل حال (تخريجه) (طب حب ك) وأورده الهيثمي وقال رواه (طب) والبزار إلا أنه قال في(1/18)
أوله كان أحدنا إذا قدم المدينة فكان له عريف نزل على عريفه وان لم يكن له عريف نزل الصفة فقدمت المدينة فنزلت الصفة فوافقت رجلين فكان يجرى علينا كل يوم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدين اثنين والباقي بنحوه ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن عثمان العقيلي وهو ثقة (9) (سنده) حدثنا أبو أسامة حدثنا زائدة عن الأعمش عن شقيق
@@@110
منقبة عظيمة لسلمان الفارسي وأبي ذر رضي الله عنهما
أبا مسعود البدري) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالصدقة فينطلق أحدنا فيحامل (1) فيجيء بالمدوان لبعضهم اليوم مائة الف (2) قال شقيق فرأيت أنه يعرض بنفسه (عن الحسن) (3) قال لما احتضر سلمان بكى وقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد الينا عهدا فتركنا ما عهد الينا أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب (4) قال ثم نظرنا فيما ترك فإذا قيمة ما ترك بضعه وعشرون درهما أو بضعة وثلاثون درهما (5) (عن بريدة الأسلمي) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليكف أحدكم من الدنيا خادم ومركب (عن عراك بن مالك) (7) قال قال أبو ذر (رضي الله عنه) اني لأقربكم يوم القيامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اقربكم مني يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته عليه (8) وانه والله ما منكم من احد إلا وقد تشبث منها بشيء غيري(1/19)
عن عقبة بن عمرو أبي مسعود البدري الخ (غريبه) (1) أي يتكلف أحدنا الحمل على ظهره بمشقة ليحصل على أجرة يتصدق بها وهذا لشدة رغبتهم في الصدقة مع احتياطهم وقلة ذات يدهم مع انها ليست واجبة عليهم (2) يريد انهم كانوا في مدة النبي صلى الله عليه وسلم فقراء لا يملكون شيئا مدخرا ثم اغناهم الله عز وجل بعد عصر النبوة حتى صار الرجل منهم يملك مائة الف مدخرة يعني نفسه ولذلك قال شقيق فرأيت أنه يعرض بنفسه والله أعلم (تخريجه) (ق نس جه) (3) (سنده) حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن الخ (غريبه) (4) يعني شيئا قليلا على قدر الحاجة لأن المسافر لا يتزود لسفره إلا بقدر الحاجة وفيه اشارة إلى أن الانسان في الدنيا كالمسافر لسرعة زوالها وعدم بقائها وانما يتزود منها لدار البقاء بالتقوى والعمل الصالح قال تعالى (وتتزودوا فإن خير الزاد التقوى) (5) يستفاد من هذا أن سلمان رضي الله عنه كان شديد الورع والزهد في الدنيا ومع هذا فهو يبكي خوفا من أن يكون ترك شيئا يزيد عما عهد إليه النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بمن يترك الآلاف ولم يخطر بباله الموت ولم يؤد زكاتها نسأل الله السلامة (تخريجه) أورده الحافظ المنذري من حديث عامر بن عبد الله وفيه فجمع مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر درهما وعزاه لابن حبان في صحيحه وسنده عند الامام احمد جيد (6) (سنده) حدثنا عبد الصمد وعفان قالا ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن عبد الله بن موله عن بريدة الأسلمي الخ (قلت) قال في الخلاصة عبد الله بن موله بضم أوله وفتح الواو واللام المشددة القشيري عن بريدة الأسلمي وعنه أبو نضرة وثقة ابن حبان (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للنسائي والضياء المقدسي ورمز له بعلامة الصحة وفيه الترغيب في عدم التوسع في ملذات الدنيا ونعيمها لأن التوسع في نعيمها يوجب الركون اليها والانهماك في لذاتها وحق على كل مسافر أن لا يحمل إلا بقدر زاده(1/20)
في السفر والباعث على هذا قصر الأمل ولهذا أشار صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق بقوله (كزاد الراكب) تشبيها للانسان في الدنيا مجال المسافر (7) (سنده) حدثنا يزيد ثنا محمد بن عمرو عن عراك بن مالك الخ (غريبه) (8) يعني من الزهد في الدنيا وعدم التكثر منها والرضا بالكفاف وقد كان ابو ذر كذلك واقل من ذلك حتى لم يترك ما يكفنن فيه فقد كفنه رجل من المسلمين حين مات بالربذة بعيدا عن المدينة منقطعا عن خلق الله سنة اثنين وثلاثين (قال المدائني) وصلى عليه ابن مسعود ثم قدم ابن مسعود المدينة فأقام عشرة أيام ثم توفى وكان مذهب ابي ذر انه يحرم على الانسان ادخار ما زاد على حاجته وكان قوالا بالحق ولذلك
@@@111
قصة أبي هريرة في الجوع ومعجزة باهرة للنبي صلى الله عليه وسلم
(باب قصة ابي هريرة رضي الله عنه في الجوع وفيها معجزة عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم)
((1/21)
عن مجاهد) (1) أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يقول والله اني كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وان كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع لقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجو منه فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته الا ليستتبعني (2) فلم يفعل فمر عمر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فعرف ما في وجهي وما في نفسي فقال أبا هريرة قلت له لبيك يا رسول الله فقال ألحق (3) واستأذنت فأذن لي فوجدت لبنا في قدح قال من أين لكم هذا اللبن (4) فقالوا أهداه لنا فلان أو آل فلان قال أبا هريرة قلت لبيك يا رسول الله قال انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي قال واهل الصفة اضياف الاسلام لم يأووا إلى أهل ولا مال (5) إذا جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية اصاب منها وبعث اليهم منها قال واحزنني ذلك وكنت ارجو أن اصيب من اللبن شربة اتقوى بها بقية يومي وليلتي (6) فقلت أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي يعطيهم فقلت ما يبقى لي من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة الرسول بد فانطلقت فدعوتهم فاقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال أباهر خذ فأعطهم (7) فأخذت القدح فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد القدح فأعطيه الآخر فيشرب حتى يروى ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ودفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة (8)(1/22)
قال أبو الدرداء والذي نفس أبي الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعت . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء اصدق لهجة من أبي ذر وروى مثل ذلك عن عمرو بن العاص وسيأتي في مناقبه شيء كثير من كتاب مناقب الصحابة ان شاء الله تعالى (تخريجه) أورده الهيثمي عن أبي ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن احبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحقني على ما عاهدته عليه وقال رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف اهـ (قلت) سنده عند الامام أحمد جيد وليس فيه موسى بن عبيدة (باب) (1) (سنده) حدثنا روح ثنا عمر بن ذر عن مجاهد الخ (غريبه) (2) معناه أنه لم يسأله عن الآية لاحتياجه إلى السؤال عنها وانما جعل ذلك سببا لكونه يتفطن لحالته فيأخذه إلى منزله فيطعمه ما يسد رءق الجوع فلم يفطن أبو بكر رضي الله عنه لذلك وكذلك عمر رضي الله عنه (3) أي اتبعني (4) يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أهل بيته عمن جاء باللبن (5) أي ليس لهم مال يأكلون منه ولا أهل ولا عشيرة تواسيهم ولا يمكنهم التكسب لذلك كان مأواهم المسجد وكان أهل المدينة يتصدقون عليهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا اتته هدية ارسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها (6) انما حزن أبو هريرة لأنه رأى اللبن قليلا في قدح وأهل الصفة كثيرون ففهم أن اللبن لا يبقى منه شيء له يسد به ثورة الجوع ولكن لم يسعه إلا الطاعة فذهب إلى أهل الصفة يدعوهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم (7) من المتبع أن الساقي يشرب آخر القوم فازداد لذلك خوف أبي هريرة لأنه خشي أنه لا يبق له شيء (8) شرب جميع القوم من القدح حتى رووا وشبعوا وبقيت فيه فضلة قليلة فدفعه أبو هريرة
@@@121
الترغيب في الفقر يعني الكفاف مع الصلاح(1/23)
ثم رفع رأسه فنظر إليه وتبسم فقال أباهر قلت لبيك يا رسول الله قال بقيت أنا وأنت فقلت صدقت يا رسول الله قال فاقعد فاشرب قال فقعدت فشربت ثم قال لي اشرب فشربت فما زال يقول لي اشرب فأشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد لها في مسلكا قال ناولني القدح فرددت اليه القدح فشرب من الفضلة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
(62) (كتاب الفقر والغنى)
(باب الترغيب في الفقر مع الصلاح) (عن ابي أمامة) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أغبط أوليائي (وفي رواية ان اغبط الناس) عندي (2) مؤمن خفيف الحاذ (3) ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه وكان في الناس غامضا (4) لا يشار إليه بالأصابع (5) فعجلت منيته (6) وقل تراثه وقلت بواكيه (عن البراء السليطي) (7) عن نقادة الأسدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعث نقادة الأسدي إلى رجل يستمنحه (8) ناقة له وأن الرجل رده فأرسل به إلى رجل آخر سواه فبعث إليه بناقة فلما أبصر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء بها نقادة يقودها قال اللهم بارك فيها وفيمن أرسل بها قال نقادة يا رسول الله وفيمن جاء بها قال وفيمن جاء بها(1/24)
إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشربها وكأنه يقول في نفسه ما خشيته قد وقع وفهم النبي صلى الله عليه وسلم منه ذلك فنظر إليه وتبسم وقال له بقيت أنا وأنت ومعناه أن نصيبنا هذه الفضلة القليلة ثم أمره بالجلوس وأذن له أن يشرب فشرب وأبان القدح عن فيه ليشرب النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له في الشرب ثانية وثالثة وهكذا حتى أقسم أبو هريرة أنه لم يجد لها مسلكا ومعناه أنه شرب حتى روى وشبع وامتلأ بطنه وفي هذا الحديث دلالة على شدة عطفه صلى الله عليه وسلم على الفقراء ومواساتهم وايثارهم على نفسه وفيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد بارك الله في الشيء القليل حتى أشبع جميع القوم وفيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع حيث لم يشرب إلا آخر القوم وفيه غير ذلك والله أعلم (تخريجه) (خ ك) وغيرهما (باب) (1) (سنده) حدثنا وكيع ثنا علي بن صالح عن أبي المهلب عن عبيد الله بن زحر عن علي ابن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الخ (غريبه) (2) اي أحسنهم جمالا (3) بحاء مهملة وذال معجمة مخففة أي قليل المال خفيف الظهر من العيال (ذو حظ من صلاة) (وفي رواية من الصلاة) أي ذو راحة من مناجاة الله فيها واستغراقه في المشاهدة ومنه حديث (ارحنا يابلال بالصلاة) (4) أي مغمورا غير مشهور (5) أي لا يشير الناس إليه بأصابعهم وفيه بيان وتقرير لمعنى الغموض (6) أي سلت روحه بالتعجيل لقلة تعلقه بالدنيا وغلبة شغفه بالآخرة (وقل تراثه) أي ميراثه وماله الذي خلفه (وقلت بواكيه) أي لقلة عياله وهوانه على الناس وعدم احتفالهم به (تخريجه) (مذ جه ك) وفي اسناده علي بن يزيد ضعيف (7) (سنده) حدثنا يونس وعفان قالا ثنا غسان بن برزين ثنا سيار بن سلامة الرباحي عن البراء السليطي الخ (غريبه) (8) أي يطلب منه أن يمنحه ناقة أي يعطيه الانتفاع
(م 15 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@131
قوله صلى الله عليه وسلم اللهم أجعل رزق آل محمد قوتا(1/25)
فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلبت فدرت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أكثر مال فلان وولده يعني المانع (1) الأول اللهم اجعل رزق فلان يوما بيوم يعني صاحب الناقة الذي ارسل بها (عن أبي هريرة) (2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم (3) أجعل رزق آل بيتي (4) قوتا (وعنه من طريق ثان) (5) بلفظ اللهم اجعل رزق آل محمد (6) قوتا (عن أنس) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد يوم القيامة غني ولا فقير الا ود انما كان أوتي من الدنيا قوتا قال يعلي في الدنيا (8) (عن فضالة بن عبيد) (9) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى بالناس(1/26)
بها لعله طلبها لبعض المحتاجين إلى ذلك (1) كأنه رده لقلة ما له فطلب له الاكثار لينال بذلك فضيلة التصدق أو أنه غضب عليه فدعا له باكثار المال في الدنيا ليقل به حظه من الآخرة وهو الظاهر لمقابلته بقوله اللهم اجعل رزق فلان يوما بيوم إذ الظاهر أنه دعا له بذلك لأنه رأى كثرة ماله فخاف عليه الافتتان بذلك فدعا له بتقليل المال والله أعلم بحقيقة الحال (تخريجه) (جه) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه في اسناده البراء قد ذكره ابن حبان في الثقات وقال الذهبي مجهول وباقي رجال الاسناد ثقات وقال ليس لنقادة شيء في بقية الكتب الستة سوى هذا الحديث الذي انفرد به ابن ماجه اهـ (قلت) وليس ابن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (3) أصله ياالله حذفت ياؤه وعوض عنها الميم وشددت لتكون على حرفين كالمعوض عنه (4) أي زوجاته ومن في نفقته وبنو عبد المطلب (وقوله قوتا) أي كفافا كما صرح بذلك في بعض الروايات ومعناه بلغة تسد رمقهم وتمسك قوتهم بحيث لا ترهقهم الفاقة ولا تذلهم المسألة والحاجة ولا يكون فيهم فضول يصل إلى ترفه وتبسط ليسلموا من آفات الغنى والفقير والكفاف مالا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة والقوت ما يسد الرمق سمي قوتا لحصول القوة به (5) (سنده) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة الخ (6) جاء في هذه الرواية آل محمد وهو يشمل كل تقي من أمته صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (م مذ جه) (7) (سنده) حدثنا ابن نمير انا اسماعيل ويعلي بن عبيد قال ثنا اسماعيل عن نفيع عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه) (8) معناه أن يعلي بن عبيدة زاد في روايته لفظ (في الدنيا) بعد قوله قوتا يعني قوتا في الدنيا (تخريجه) (جه) وعبد بن حميد وأبو نعيم في الحلية وأورده ابن الجوزي في الموضوعات لأن في اسناده نفيع بن الحارث ابو داود الأعمى متروك وله شاهد من حديث ابن مسعود عند الخطيب في تاريخه قال أنبأنا عبد(1/27)
الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أنبأنا عبد الباقي بن قانع ثنا عمر بن إبراهيم الحافظ ثنا أحمد بن ابراهيم القطيعي ثنا عباد بن العوام ثنا سفيان بن حسين عن يسار عن أبي وائل عن عبد الله (يعني بن مسعود) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه كان يأكل في الدنيا قوتا اهـ وقال أبو نعيم حدثنا عبد الملك بن محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن محمد العيسى ثنا عباد بن العوام فذكره موقوفا وحديث مثل هذا جاء من طرق متعددة ليس في بعضها نفيع المتروك لا يحكم عليه بالوضع بل يقال إنه ضعيف والله سبحانه وتعالى أعلم (9) (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة قال اخبرني أبو هانئ عن عمرو بن مالك حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ
@@@141
بيان فضل أصحاب الصفة وعددهم ومسكنهم(1/28)
خر رجال من قامتهم (1) في الصلاة لما بهم من الخصاصة (2) وهم من أصحاب الصفة (3) حتى يقول الأعراب إن هؤلاء مجانين فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة انصرف إليهم فقال لهم لو تعلمون مالكم عند الله عز وجل لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجة وفاقة قال فضالة وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ (عن محمود بن لبيد) (4) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اثنتان يكرهما ابن آدم (5) الموت والموت خير للمؤمن من الفتنة ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب (6) (عن أبي سعيد الخدري) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن موسى عليه الصلاة والسلام قال أي رب عبدك المؤمن تقتر عليه في الدنيا قال فيفتح له باب الجنة (8) فينظر إليها قال يا موسى هذا ما أعددت له فقال موسى أي رب وعزتك وجلالك لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤسا قط قال ثم قال موسى أي رب عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا قال فيفتح له باب من النار (9) فيقال يا موسى هذا ما أعددت له فقال موسى أي رب وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلى يوم
((1/29)
غريبه) (1) أي من قيامهم فيها قال القاموس قام قوما وقومة وقياما وقامة انتصب (2) بفتح المعجمة أي الجوع والضعف واصلها الفقر والحاجة (3) بضم الصاد المهملة وتشديد الفاء وهم زهاد من الصحابة فقراء غرباء وكانوا سبعين ويقلون حينا ويكثرون حينا يسكنون صفة المسجد وهو موضع مظلل في مسجد المدينة لأنهم لا مسكن لهم ولا مال ولا ولد وكانوا متوكلين ينتظرون من يتصدق عليهم بشيء يأكلونه ويلبسونه (تخريجه) (مذ حب) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح (4) (سنده) حدثنا أبو سلمة ثنا عبد العزيز يعني بن محمد عن عمرو عن عاصم ابن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد الخ (وله طريق أخرى) عند الامام احمد قال حدثنا سليمان بن أحمد انا اسماعيل اخبرني عمرو بن أبي عمرو عن عاصم عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر مثله (5) أي غالبا وكأنه قيل وما هما ؟ فقال (الموت) أي نزوله به (والموت) أي موته (خير للمؤمن من الفتنة) والظاهر أن المراد بالمؤمن هنا الموحد ضد المشرك والفتنه الكفر أو الضلال أو الاثم أو الاختبار والامتحان ونحوهما وذلك لأنه ما دام حيا لا يأمن الوقوع في ذلك (فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) ومن غير الغالب من اتحفه الله بلطف من عنده فحبب إليه الموت كالأولياء والصالحين (6) يعني السؤال عنه كما في حديث (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وفيه عن ماله من أين اكتسبه وفيم انفقه أي ولو حلالا) (تخريجه) (ص) وأورده المنذري وقال رواه أحمد باسنادين رواة أحدهما محتج بهم في الصحيح قال ومحمود له رواية ولم يصح له سماع وقال الهيثمي أخرجه أحمد باسنادين أحدهما رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) يعني الطريق الثانية وعلى قول المنذري فالحديث مرسل والله أعلم (7) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق ثنا ابن لهيعة عن دراج عن ابي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (8) أي يفتح لموسى باب الجنة لينظر ما أعده الله لهذا العبد(1/30)
المؤمن (9) أي يفتح لموسى باب من النار لينظر ما أعده الله لهذا الكافر أيضا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وفي اسناده ابن لهيعة حديثه ضعيف إذا عنعن وقد عنعن ودراج بتثقيل
@@@151
قوله أبي أمامة ما كان يفضل عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خبز الشعير
القيامة وكان هذا مصيره كان لم ير خيرا قط (عن سماك بن حرب) (1) قال حدثنا النعمان ابن بشير يقول على منبر الكوفة والله ما كان النبي صلى الله عليه وسلم أو قال نبيكم عليه السلام يشبع من الدقل (2) وما ترضون دون الوان التمر والزبد (وعنه من طريق ثان) (3) أنه سمع النعمان بن بشير يخطب وهو يقول أحمد الله تعالى فربما أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر يظل يتلوى ما يشبع من الدقل (عن أبي أمامة) (4) قال ما كان يفضل (5) على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خبز الشعير (عن أبي العلاء بن الشخير) (6) حدثني أحد بني سليم ولا أحسبه إلا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم (7) أن الله تبارك وتعالى يبتلي عبده بما أعطاه (8) فمن رضى بما قسم الله عز وجل له بارك الله له فيه ووسعه ومن لم يرض لم يبارك له (باب ما جاء في فضل فقراء المهاجرين والمستضعفين) (عن عبد الله بن عمرو بن العاص) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن عنده طوبى (10) للغرباء فقيل من الغرباء يا رسول الله ؟ قال أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم قال وكنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما آخر حين(1/31)
الراء آخره جيم ابن سمعان ابو السمح ضعيف في حديثه عن أبي الهيثم قال أبو داود حديثه مستقيم إلا عن أبي الهيثم وقصارى القول أن هذا الحديث ضعيف والله أعلم (1) (سنده) حدثنا أبو كامل ثنا زهيرثنا سماك بن حرب ثنا النعمان بن بشير الخ (غريبه) (2) بفتح الدال المهملة والقاف قال في المصباح هو اردء التمر الواحدة دقلة (3) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا اسرائيل عن سماك انه سمع النعمان بن بشير الخ (تخريجه) (م مذ) في الزهد (4) حدثنا حجاج أنا جرير حدثني سليم عن عامر عن أبي غالب عن أبي أمامة الخ (غريبه) (5) قال في المصباح فضل فضلا من باب قتل بقى وفي لغة فضل يفضل من باب تعب اهـ والمعنى لم يتيسر لهم من دقيق الشعير ما إذا خبزوه يفضل عنهم (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه واخرجه أيضا في الشمائل (6) (سنده) حدثنا اسماعيل عن يونس حدثني أبو العلاء بن الشخير الخ (قلت) ابن الشخير هذا اسمه مطرف بضم أوله وفتح ثانيه ثم راء مشددة مسكورة وكنيته ابو العلاء وابو عبد الله بن الشخير بكسر الشين المعجمة بعدها خاء معجمة مشددة مكسورة وقد نسب إلى جده (غريبه) (7) يقول ابن الشخير لا احسبه إلا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وايهام الصحابي لا يقدج في الحديث لأنهم كلهم عدول (8) أي يمتحنه ويختبره بما أعطاه من الرزق (تخريجه) (هب) وابن قانع في معجم الصحابة وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح اهـ وصححه أيضا الحافظ السيوطي (باب) (9) (سنده) حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا الحارث بن يزيد عن جندب بن عبد الله أنه سمع سفيان بن عوف يقول سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (10) تقدم تفسير لفظ طوبى غير مرة وهي اسم للجنة وقيل هي شجرة فيها (تخريجه) أورده الحافظ الهيثمي في موضعين فذكر الحديث من أوله في الموضع الأول إلى قوله أكثر ممن يطيعهم وقال رواه(1/32)
أحمد والطبراني في الأوسط وقال أناس صالحون قليلون وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف (وذكر بقيته في الموضع الثاني وقلل) رواه (حم طب طس) ثم قال وزاد في الكبير (ثم قال طوبى للغرباء طوبى للغرباء قيل ومن الغرباء ؟ قال ناس صالحون
@@@161
ما جاء في فصل فقراء المهاجرين وفيه منقبة لبلال المؤذن
طلعت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي اناس من أمتي يوم القيامة نورهم كضور الشمس قلنا من أولئك يا رسول الله ؟ (وفي رواية فقال أبو بكر نحن هم يا رسول الله ؟ قال لا ولكم خير كثير) فقال فقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكارة يموت أحدهم وحاجته في صدره يحشرون من أقطار الأرض (وعنه أيضا) (1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا (2) قال عبد الله فإن شئتم أعطيناكم مما عندنا وان شئتم ذكرنا أمركم للسلطان قالوا فإنا نصبر فلا نسأل شيئا (حدثنا الهذيل بن ميمون) (3) الكوفي الجعفي كان يجلس في مسجد المدينة يعني مدينة أبي جعفر قال عبد الله (4) هذا شيخ قديم كوفي عن مطرح (5) بن يزيد عن عبيد الله بن زحر (6) عن علي بن يزيد عن القاسم (يعني ابن عبد الرحمن) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فرجدت فيها خشفة (7) بين يدي فقلت ما هذا ؟ قال بلال قال فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذرارى المسلمين ولم أر أحدا أقل من الأغنياء والنساء والنساء فقيل لي أما الأغنياء فهم هاهنا بالباب يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهن الأحمران الذهب والحرير قال ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتي في كفة فرجحت بها ثم أتى بأبي بكر (رضي الله عنه) فوضع في كفة وجيئ بجميع أمتي في كفة فوضعوا فرجح أبو بكر (رضي الله عنه) وجيئ بعمر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فرجح عمر (رضي الله عنه) وعرضت(1/33)
أمتي رجلا رجلا فجعلوا يمرون فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف ثم جاء
في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم وفي رواية فقال ابو بكر وعمر نحن هم ؟ وله في الكبير أسانيد ورجال احدها رجال الصحيح اهـ (قلت) قول الهيثمي في ابن لهيعة فيه ضعف لعله يريد إذا عنعن اما إذا قال حدثنا فحديثه حسن ذكر ذلك الهيثمي نفسه في غير موضع من كتابه مجمع الزوائد وكذلك الحافظ ابن كثير وقد صرح ابن لهيعة بالتحديث في هذا الحديث فهو حسن والله أعلم (1) (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوة اخبرني ابو هانئ أنه سمع ابا عبد الرحمن الحبلي يقول سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (2) اي اربعين سنة وقوله (قال عبد الله) يعني ابن عمرو بن العاص وسبب قوله ذلك ذكره مسلم في صحيحه من طريق أبي عبد الرحمن الحبلي أيضا قال جاء ثلاثة نفر غلى عبد الله بن عمرو بن العاص وانا عنده فقالوا يا أبا محمد انا والله نقدر على شيء لا نفقه ولا دابة ولا متاع فقال لهم ما شئتم ان شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم وان شئتم ذكرنا امركم للسلطان وان شئتم صبرتم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريقا قالوا فانا نصبر لا نسأل شيئا (تخريجه) (م) (3) (حدثنا الهذيل بن ميمون الخ) (غريبه) (4) يعني ابن الامام احمد رحمهما الله (5) بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الراء مكسورة (6) بفتح الزاي وسكون المهملة آخره راء (7) الخشفة بالسكون الحس
@@@171
من كثر ماله طال حسابه وما جاء في عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه(1/34)
بعد الإياس فقلت عبد الرحمن فقال بأبي وأمي يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما خلصت إليك حتى ظنن أني لا أنظر إليك أبدا إلا بعد المشيبات قال وما ذاك ؟ قال من كثرة مالي أحاسب وأمحص (1) (عن العباس بن سالم اللخمي) (2) قال بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي سلام الحبشي فحمل إليه على البريد ليسأله عن الحوض فقدم به عليه فسأله فقال سمعت ثوبان (3) يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن حوضى من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكاويبه عدد النجوم من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين فقال عمر بن الخطاب من هم يا رسول الله ؟ قال هم الشعث (4) رءوساء الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات (5) ولا تفتح لهم أبواب السدد (6) فقال عمر بن عبد العزيز لقد نكحت المتنعمات وفتحت لي السدد (7) إلا ان يرحمني الله والله لا جرم ان لأأدهن(1/35)
والحركة وقيل هو الصوت والخشفة بالتحريك الحركة وقيل هما بمعنى وكذلك الخشف (نه) (1) معناه أن الذي أخره عن دخول الجنة مع أصحابه طول حسابه على كثرة ماله (روى الترمذي) أن عبد الرحمن ابن عوف اوصى لأمهات المؤمنين بحديقة بيعت بأربعمائة الف قال الترمذي حديث حسن صحيح وقال عروة بن الزبير أوصى عبد الرحمن بخمسين الف دينار في سبيل الله تعالى وقال الزهري أوصى عبد الرحمن لمن بقي ممن شهد بدرا لكل رجل أربعمائة دينار وكانوا مائة فأخذوها واخذها عثمان فيمن أخذ وأوصى بألف فرس في سبيل الله وخلف مالا عظيما من ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منها وترك الف بعير ومائة فرس وثلاثة آلاف شاة ترعى وكان له أربع نسوة صالحت امرأة منهن عن نصيبها بثمانين الف وهذا قليل من كثير ذكره النووي في تهذيب الأسماء واللغات وسيأتي لذلك مزيد في مناقبة من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (تخريجه) أورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب مختصرا وقال رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه اهـ (قلت) يشير إلى أن علي بن يزيد الإلهاني ضعيف وعبيد الله بن زخر قال في التقريب صدوق يخطئ (قلت) وفيه أيضا مطرح ابن يزيد ضعفه في التقريب أيضا وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني بنحوه وفيهما مطرح بن يزيد وعلي بن يزيد وهما مجمع على ضعفهما وعبد الرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر والحديبية وأحد والعشرة المشهود لهم بالجنة وهم أفضل الصحابة رضي الله عنهم اهـ (2) (سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا ابن عياش عن محمد بن المهاجر عن العباس بن سالم اللخمي ال (غريبه) (3) يعني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) بضم الشين المعجمة وسكون المهملة جمع اشعث بالمثلثة أي المتفرقوا الشعر (ورءوسا) تمييز (الدنس) بضم المهملة والنون وقد يكن جمع الدنس وهو الوسخ (5) هن بنات الأغنياء والمعنى لو خطبوهن لم يجابوا (6) بضم(1/36)
السين المهملة بعدها دال مهملة مفتوحة جمع سدة وهي باب الدار سمي بذلك لأن المدخل يسد به والمعنى لو دقوا الأبواب واستأذنوا للدخول لم يفتح لهم ولم يؤذن (7) جاء في رواية ابن ماجه (فبكى عمر حتى اخضلت لحيته ثم قال لكني نكحت الخ) وقد كان نكح فاطمة بنت عبد الملك وهي بنت الخليفة وجدها خليفة وهو مروان واخوتها الأربعة سلمان ويزيد وهشام والوليد خلفاء وزوجها خليفة فهذا من الغرائب وفيها قال الشاعر (بنت الخليفة جدها خليفة : زوج الخليفة أخت الخلائف)
@@@181
منقبة عظيمة لسلمان الفارسي وصهيب وبلال
راسي حتى يشعث ولا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ (عن أبي الدرداء) (1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ابغوني (2) ضعفائكم فإنكم انما ترزقون وتنصرون بضعفائكم (عن عائد بن عمرو) (3) أن سلمان وصهيبا وبلالا كانوا قعودا في أناس فمر بهم أبو سفيان ابن حرب فقالوا ما أخذت سيوف الله تبارك وتعالى من عنق عدو الله مأخذها بعد (4) فقال أبو بكر اتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها ؟ قال فاخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر لعلك أغضبتهم فلئن كنت أغضبتهم لقد اغضبت ربك تبارك وتعالى (5) فرجع إليهم فقال أي أخوتنا لعلكم غضبتم ؟ فقالوا لا يا أبا بكر يغفر الله لك (باب ما جاء في فضل الفقراء والمساكين والترغيب في حبهم ومجالستهم) (حدثنا محمد بن جعفر) (6) ثنا شعبة عن زيد أبي الحوارى عن أبي الصديق (7) عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يدخل فقراء المؤمنين الجنة قيل أغنيائهم بأربعمائة عام قال فقلت ان الحسن يذكر أربعين عاما (8) فقال عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أربعمائة عام قال حتى يقول الغني يا ليتني كنت عيلا
((1/37)
تخريجه) (مذ جه ك) وقال الترمذي هذا حديث غريب من هذا الوجه وقد روى هذا الحديث عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم وابو سلام الحبشي اسمه ممطو اهـ (قلت) وصححه الحاكم واقره الذهبي وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح وهو في الترمذي وابن ماجه نحوه (3) (سنده) حدثنا ابن اسحاق ثنا ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد قال أبي وعلي بن اسحاق انا عبد الله بن المبارك ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني زيد بن ارطاة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء الخ (غريبه) (2) بالوصل من الثلاثي فهو مكسور الهمزة أي اطلبو لي طلبا حثيثا (يقال ابغنى مطالبي اطلبها لي) (قال القاضي عياض) أي اطلبوا لي وتقربوا لي بالتقرب اليهم وتفقد حالهم وحفظ حقوقهم والاحسان اليهم قولا وفعلا واستنصارا بهم اهـ والمراد بالضعف هنا ضعفاء الحال أي الفقراء (تخريجه) (م حب ك) (3) (سنده) حدثنا مهنى بن عبد الحميد ابو شبل وحسن يعني ابن موسى قال ثنا عمار بن سلمة المعني عن ثابت بن معاوية بن قرة عن عائد بن عمرو الخ (غريبه) (4) قال ذلك سلمان وصاحباه لأبي سفيان زمن الهدنة بعد صلح الحديبية وهو كافر قبل أن يسلم ومعناه أنه نجا من القتل بسبب الصلح (5) فيه فضيلة ظاهرة لسلمان ورفقته هؤلاء وفيه مراعاة قلوب الضعفاء وأهل الدين واكرامهم وملاطفتهم (تخريجه) (م) في الفضائل (باب) (6) (حدثنا محمد بن جعفر الخ) (غريبه) (7) بتشديد الدال المكسورة هو بكر بن عمر والناجى بالنون والجيم ثقة (8) تقدم في الحديث الثاني من الباب السابق عن عبد الله بن عمرو اربعين خريفا يعني عاما وهو يؤيد رواية الحسن ولكن جاء في هذا الحديث اربعمائة عام وفي الحديث التالي خمسمائة عام فكيف التوفيق بين هذه الروايات ؟ وقد جمع العلماء بين هذه الروايات بأن الفقير الحريص يتقدم على الغني بأربعين سنة والفقير الزاهد يتقدم عليه بخمسمائة أو يقال(1/38)
المراد بأربعين خريفا التكثير لا التحديد فلا منافاة أو يقال الذي ذكر فيه أربعمائة أو خمسمائة يحتمل أن يكون متأخرا عن هذا الحديث ويكون الشارع قد زاده في زمان سبق الدخول ترغيبا إلى الصبر على الفاقة والله أعلم تخريجه أورده الهيثمي وقال رواه أحمد
@@@191
قوله صلى الله عليه وسلم يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وهو خمسمائة عام(1/39)
قال قلنا يا رسول الله سمهم لنا بأسمائهم ؟ قال هم الذين إذا كان مكروه بعثوا له وإذا كان مغتم بعث إليه سواهم وهم الذين يحجبون عن الأبواب (عن أبي هريرة) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وهو خمسمائة عام (عن أنس بن مالك) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ألا أخبركم بأهل النار وأهل الجنة ؟ أما أهل الجنة فكل ضعيف متضعف أشعث ذي طمرين (3) لو أقسم على الله لأبره وأما أهل النار فكل جعظرى (4) جواظ جماع مناع ذي تبع (5) (عن أبي سعيد الخدري) (6) قال كنت في حلقة من الأنصار وإن بعضنا ليستتر ببعض من العرى وقارئ لنا يقرؤ علينا فنحن نسمع إلى كتاب الله اذ وقف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعد فينا ليعد نفسه معهم فكف القارئ فقال ما كنتم تقولون ؟ فقلنا يا رسول الله كان قارئ لنا يقرؤ علينا كتاب الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وحلق بها يرمئ اليهم أن تحلقوا فاستدارت الحلقة فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف منهم أحدا غيري قال فقال ابشروا يا معشر الصعاليك (7) تدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وذلك خمسمائة عام (عن أبي ذر) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر انظر ارفع رجل (9) في المسجد فنظرت فإذا رجل عليه حلة قال قلت هذا قال قال لي انظر أوضع رجل (10) في المسجد قال فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق (11) قال قلت هذا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا عند الله أخير يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا (وفي رواية خير من قراب (12) لأرض مثل هذا)(1/40)
ورجاله رجال الصحيح غير زيد بن ابي الحواري وقد وثق على ضعفه (1) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح اهـ قال المنذري ورواته محتج بهم في الصحيح ورواه ابن ماجه بزيادة من حديث موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر (2) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة عن أبي النضر عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (3) بكسر الطاء المهملة وسكون الميم قال في النهاية الطمر الثوب الخلق (بفتح اللام) (4) بفتح الجيم وسكون المهملة الجعظرى الفظ الغليظ المتكبر وقيل هو الذي ينتفخ بما ليس عنده وفيه قصر (نه) (والجواظ هو الجماع المتاع ) جماع للمال والدنيا متاع للخير وقيل الكثير اللحم المختال في مشيته وقيل القصير البطين (5) أي له اتباع وعشيرة يتبعه كثير من الناس (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه يعتضد (6) (سنده) حدثنا سيار ثنا جعفر ثنا المعلي بن زياد ثنا العلاء بن بشير المزنى وكان والله ما علمت شجاعا عند اللقا بكاءا عند الذكر عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (7) الصعاليك جمع صعلوك بالضم وهو الفقير (تخريجه) (تخريجه) أورده صاحب راموز الأحاديث وعزاه للامام أحمد (د عل ص) والبيهقي في الدلائل وفي اسناده العلاء بن بشير المزني قال ابن المدينى مجهول والله أعلم (8) (سنده) حدثنا وكيع ثنا الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن لحر عن أبي ذر الخ (غريبه) (9) أي أغنى رجل (10) أي أفقر رجل (11) أي ثياب بالية مقطعة (12) بضم القاف أي بما يقارب ملأها وهو مصدر قارب يقارب (نه) (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد بأسانيد
@@@201
قوله صلى الله عليه وسلم اطلعت في الجنة فوجدت أكثر أهلها الفقراء
((1/41)
عن عبد الله بن عمرو) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء (عن أبي ذر) (2) قال قلت يا رسول الله ذهب الأغنياء يصلون ويصومون وحجون قال وأنتم تصومون وتصلون وتحجون قلت يتصدقون ولا نتصدق قال وأنت فيك صدقة رفعك العظم عن الطريق صدقة وهدايتك الطريق صدقة وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقة وبيانك عن الأرتم (3) صدقة ومباضعتك امرأتك صدقة (4) قال قلت يا رسول الله نأتي شهوتنا ونؤجر ؟ قال أرأيت لو جعلته في حرام اكان تأثم ؟ قال قلت نعم قال فتحتسبون بالشر ولا تحتسبون بالخير ؟ (عن سعيد بن أبي سعيد الخدري) (5) عن أبيه أنه شكا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبر ابا سعيد (6) فإن الفقر إلى من يحينى منكم اسرع من السبل على أعلى الوادي ومن أعلى الجبل إلى أسفله (عن أسامة بن زيد) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين وإذا أصحاب الجد (8) وقال يحيى بن سعيد وغيره أن أصاحب الجد محبوسون إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء (عن ابن عباس) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء (وعنه أيضا) (10) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم التقى مؤمنان على باب الجنة مؤمن غني ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس ثم ادخل الجنة فلقيه الفقير فيقول أي أخي ماذا حبسك ؟ والله لقد احتبست حتى خفت عليك فيقول أي(1/42)
ورجالها رجال الصحيح (1) حدثنا عبد الله بن محمد (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته انا من عبد الله ابن محمد بن أبي شيبة حدثنا شريك عن أبي اسحاق عن السائب بن مالك عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد واسناده جيد (2) (سنده) حدثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البخترى عن أبي ذر الخ (غريبه) (3) أي الأرت وهو الذي لا يفصح الكلام ولا يصححه ولا يبينه (4) يعني الجماع (تخريجه) (م وغيره) (5) (سنده) حدثنا هارون بن معروف حدثنا ابن وهب اخبرني عمرو عن سعيد بن أبي سعيد الخدري عن أبيه الخ (قلت) عمرو هو ابن الحارث ثقة (غريبه) (6) فيه الأمر بالصبر على الفقر وان الفقر لازم للصالحين لا سيما من كان أكثرهم محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن المرء مع من أحب وفي الحديث (من أحب قوما حشره الله في زمرتهم) (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد ورجاله ثقات (7) (سنده) حدثنا اسماعيل بن ابراهيم عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد الخ (غريبه) (8) بفتح الجيم هو الحظ وللغنى (وقوله وقال يحيى ابن سعيد الخ) لم يذكر يحيى بن سعيد في السند والظاهر أنه قاله في رواية أخرى (تخريجه) (ق وغيرهما) (9) (سنده) حدثنا وكيع حدثنا حماد بن نجيح سمعه من أبي رجاء (يعني العطاردي) عن ابن عباس الخ (تخريجه) (نس) وسنده صحيح (10) (سنده)
(م 16 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@211
قصة الرجل وزوجته الفقيرين وما أظهره الله لهما من الكرامة(1/43)
أخي اني حبست بعدك محبسا (1) فظيعا كريها وما وصلت إليك حتى سال مني العرق مالو ورده الف بعير كلها آكلة حمض (2) لصدرت عنه رواءا (3) (باب في ذكر قصة الرجل وزوجته الفقيرين المتعففين وما أكرمهما الله به) (عن شهر بن حوشب) (4) قال قال أبو هريرة بينما رجل وامرأة في السلف الخالى (5) لا يقدران على شيء (6) فجاء الرجل من سفره فدخل على امرأته جائعا قد أصابته مسغبة (7) شديدة فقال لامرأته أعندك شيء ؟ قالت نعم أبشر أتاك رزق الله فاستحثها فقال ويحك ابتغي ان كان عندك شيء قالت نعم هنية (8) نرجو رحمة الله حتى إذا طال عليه الطوى (9) قال ويحك قومي فابتغي ان كان عندك خبر فأتيني به فإني قد بلغت وجهدت فقالت نعم الآن ينضج التنور فلا تعجل فلما ان سكت عنها ساعة وتحينت أيضا أن يقول لها قالت هي من عند نفسها لو قمت فنظرت إلى تنوري فقامت فوجدت تنورها ملآى جنوب (10) الغنم ورحييها تطحنان إلى الرحى فنفضتها واخرجت ما في تنورها من جنوب الغنم قال أبو هريرة فوالذي نفس أبي القاسم بيده عن قول محمد صلى الله عليه وسلم لو أخذت ما في رحييها ولم تنفضها لطحنتها إلى يوم القيامة (وعنه من طريق ثان) (11) قال دخل رجل على أهله فلما رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البرية (12) فلما رأت امرأته قامت إلى الرحى فوضعتها والى التنور فسجرته (13) ثم قالت اللهم ارزقنا فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت (14) قال وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئا (15) قال فرجع الزوج قال اصبتم بعدي شيئا ؟ قالت امرأته(1/44)
حدثنا حسن حدثنا دويد عن سلم بن بشير عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (1) المحبس بكسر الياء الموحدة مصدر كالحبس كما ذكره صاحب اللسان عن بعضهم وهذا الحديث يؤيده (2) الحمض بفتح الحاء وسكون الميم من النبات وهو كل نبت في طعمه حموضة وهو للابل كالفاكهة للانسان وذلك ان الابل إذا ملت رعى الخلة وهو الحلو من النبات اشتهت الحمض فتحولت إليه فإذا أكلته شربت عليه (3) بكسر الراء وتخفيف الواو آخره همزة جمع ريان وريا للمذكر والمؤنت يقال رجل ريان وامرأة ريا من قوم رواء (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه دويد غير منسوب فإن كان هو الذي روى عن سفيان فقد ذكره العجلى في كتاب الثقات وان كان غيره لم اعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح غير مسلم بن بشير وهو ثقة اهـ هكذا قال الهيثمي مسلم بن بشير بزيادة ميم في أوله ولم أقف لسلم ولا لمسلم على ترجمة في كتب الرجال فالله أعلم (باب) (4) (سنده) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام قال ثنا شهر بن حوشب قال قال ابو هريرة الخ (غريبه) (5) ظاهره ان هذه القصة كانت قبل عصر النبوة (6) أي لا يملكان شيئا من حطام الدنيا (7) أي تعب شديد وجوع (8) اي اصبر زمنا قليلا (9) أي شدة الجوع (وقوله ويحك) معناه عذاب لك لأن ويح قد تكون بمعنى الرحمة وقد تكون بمعنى العذاب وقد قالها الرجل وهو في ثورة الغضب فيراد بها العذاب أي عذاب لك والله أعلم (10) الجنوب جمع جنب يريد جنب الشاة أي انه كان في التنور جنوب كثيرة لا جنب واحد (11) (سنده) حدثنا أبن عامر انا ابو بكر عن هشام عن محمد بن ابي هريرة قال دخل رجل على أهله الخ (12) البرية بفتح الموحدة وتشديد الراء مكسورة ثم ياء مشددة مفتوحة وآخره هاء الصحراء وجمعه البراري (13) أي أوقدته (14) الجفنة القصة الكبيرة تكون تحت الرحى لتلقى ما يطحن من الدقيق (15) يعني
@@@221
الترغيب في الغنى الصالح للرجل الصالح(1/45)
نعم من ربنا قام إلى الرحى (1) فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أما انه لو لم يرفعها لم تزل تدور إلى يوم القيامة شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول والله لأن يأتي أحدكم صبيرا (2) ثم يحمله يبيعه فيستعف منه خيرا له من أن يأتي رجلا يسأله (باب الترغيب في الغنى الصالح للرجل الصالح) (عن معاذ بن عبد الله بن خبيب) (3) عن أبيه عن عمه (4) قال كنا في مجلس فطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه أثر ماء (5) فقلنا يا رسول الله نراك طيب النفس قال أجل قال ثم خاض القوم في ذكر الغنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بأس بالغنى لمن اتقى الله عز وجل (6) والصحة لمن اتقى الله خير من الغنى (7) وطيب النفس من النعم (8) (عن عمرو بن العاص) (9) قال بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني فاتيته وهو يتوضأ(1/46)
من جنوب الغنم كما مر في الطريق الأولى (1) هكذا بالأصل (قام إلى الرحى) فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم الخ ولا بد أن يكون هنا سقط وربما كان فقام إلى الرحى فرفعها كما صرح بذلك في مجمع الزوائد (2) اي جبلا قال في القاموس الصبير الكفيل ومقدم القوم في أمورهم والجبل (وقوله ثم يحمله) أي يحمل حطبا منه يبيعه الخ (تخريجه) أورد الطريق الأولى منه الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله وثقوا (وأورد الطريق الثانية) منه الهيثمي أيضا وقال رواه أحمد والبزار وقال فقالت امرأته اللهم ارزقنا ما نطحن وما نعجن ونخبز فإذا الجفنة ملآى خبزا والرحا تطحن والتنور ملآى جنوب شواء فجاء زوجها فقال عندكم شيء ؟ قالت رزق الله أو قد رزق الله فرفع الرحا فكنس حولها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تركها لطحنت إلى يوم القيامة ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه ورجالهم رجال الصحيح غير شيخ البزار وشيخ الطبراني وهما ثقتان (باب) (3) (سنده) حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ثنا عبد الله بن أبي سليمان مدينى ثنا معاذ بن عبد الله بن خبيب الخ (غريبه) (4) اسمه يسار بن عبد فقد جاء هذا الحديث في الجامع الصغير وعزاه الحافظ السيوطي ليسار بن عبد قال الحافظ في التقريب يسار بن عبد أبو عزة بفتح المهملة وتشديد الزاي الهدلى صحابي مشور بكنيته (5) جاء في بعض الروايات (وعليه اثر غسل وهو طيب النفس فظننا انه الم بأهله فقلنا نراك اصبحث طيب النفس قال أجل والحمد لله) الحديث (6) أي فالغنى بغير تقوى هلكه بجمعه من غير حقه ويمنعه ويضعه في غير حقه فإذا كان مع صاحبه تقوى فقد ذهب البأس وجاء الخير قال محمد بن كعب الغني اذا اتقى الله اتاه اجره مرتين لأنه امتحنه فوجده صادقا وليس من امتحن كمن لا يمتحن (7) أي لأن صحة البدن عون على العبادة فالصحة مال ممدود والسقيم عاجز والصحة مع الفقر خير من الغني مع العجز (8) طيب النفس هو السرور بما أعطاه الله لعبده من التوفيق(1/47)
لطاعته وعدم تكبد العيش وتعب الجسم وأمنه من المخاوف فإذا أضاء له الصبح ووضح له الطريق وذهبت المخاوف وزالت العسرة ارتاح القلب واطمأنت النفس وصارت في نعيم (تخريجه) (جه ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وصححه الحافظ السيوطي أيضا (9) (سنده) حدثنا عبد الرحمن ثنا موسى بن علي عن أبيه قال سمعت عمرو بن العاص يقول بعث إلي رسول الله
@@@231
قوله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب أن ترى نعمته على عبده(1/48)
فصعد في النظر (1) ثم طأطأ فقال إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وارغب لك من المال رغبة صالحة قال قلت يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال ولكني اسلمت رغبة في الاسلام وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح (2) (عن عبد الله بن مسعود) (3) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس (عن عمرو بن شعيب) (4) عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا غير مخيلة (5) ولا سرف وقال يزيد (6) مرة في غير اسراف ولا مخيلة (وعنه من طريق ثان) (7) بنحوه وزاد بعد قوله ولا سرف ان الله يجب ان ترى نعمته على عبده (عن أبي الأحوص عن أبيه) (8) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى شملة أو شملتان (وفي رواية فرآني في رث الهيئة) فقال لي هل لك من مال ؟ قلت نعم قد أتاني الله عز وجل من كل ماله من خيله وأبله وغنمه ورقيقه فقال فإذا أتاك الله مالا فليرى عليك نعمته (وفي رواية فلير أثر نعمة الله عليك) فرحت إليه في حلة وفي رواية فغدوت إليه في حله حمراء (وعنه من طريق ثان) أن أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشعث سيء الهيئة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أمالك مال قال من كل المال قد آتاني الله عز وجل قال فإن الله عز وجل إذا انعم على عبد نعمة أحب أن ترى عليه (وعنه أيضا عن أبيه) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطى التي(1/49)
صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) أي رفع نظره إلى (2) أي نعم المال الحلال للرجل الذي ينفقه في حاجته ثم في ذوي رحمه وأقاربه الفقراء ثم في أعمال البر (تخريجه) (طب طس عل) قال الهيثمي ورجال احمد وابي يعلى رجال الصحيح (3) (عن عبد الله بن مسعود الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في أول الباب الأول من كتاب العلم في الجزء الأول صحيفة 144 رقم 1 فارجع إليه (4) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون اخبرنا همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب الخ (غريبه) (5) المخيلة والخيلاء بضم الخاء المعجمة وكسرها الكبر والعجب يقال اختال فهو مختال وفيه خيلاء ومخيلة أي كبر (6) هو ابن هارون الذي روى عنه الامام أحمد هذا الحديث قال مرة في روايته في غير اسراف بدل سرف ومعناهما واحد ولكن محافظة على اللفظ أتى الامام احمد رحمه الله بالروايتين ومعنى الاسراف تجاوزه الحد في الانفاق حتى يدخل في حد التبذير وقد قال الله عز وجل (ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين) وقال قوم الاسراف النفقة في معصية الله وان قلت (بتشديد اللام مفتوحة) (7) (سنده) حدثنا بهز حدثنا همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير مخيلة ولا سرف ان الله يحب أن يتم نعمته على عبده (تخريجه) (نس جه) وسنده صحيح (8) هذا الحديث بطريقيه تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من كتاب اللباس في الجزء السابع عشر صحيفة 335 رقم 20 فارجع اليه ان شئت (9) (وعنه أيضا عن أبيه) يعني مالك بن نضلة الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في اليد العليا واليد السفلى الخ من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 102 رقم 147 وانما
@@@241
قوله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يحب العبد التقي الغني الخفى(1/50)
تليها ويد السائل السفلى فأعطين الفضل ولا تعجز عن نفسك (عن معبد الجهنى) (1) قال كان معاوية (رضي الله عنه) قلما يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ويقول هؤلاء الكلمات فلما يدعهن أو يحدث بهن في الجمع (وفي رواية يوم الجمعة) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإن هذا المال حلو خضر (2) فمن يأخذه بحقه (3) يبارك له فيه وإياكم والتمادح فإنه الذبح (4) (عن عامر بن سعد) (5) أن أخاه عمر انطلق إلى سعد في غنم له خارجا من المدينة فلما رآه سعد قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب (6) فلما أتاه قال يا أبت أرضيت أن تكون اعرابيا في غنمك والناس يتنازعون في الملك بالمدينة ؟ فضرب سعد صدر عمر وقال اسكت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يحب العبد التقي (7) الغني الخفنى (8) (ومن طريق ثان) (9)(1/51)
ذكرته هنا لقوله في آخره ولا تعجز عن نفسك اي لا تحرم نفسك من اظهار نعمته عليك بالغني كما قال له في الحديث السابق (إذا آتاك الله مالا فلير عليك نعمته وفي الرواية الأخرى فلير اثر نعمة الله عليك) ثم امره في هذا الحديث ان يعطى الفضل يعني بعد كفاية نفسه ومن تلزمه نفقته من الزوجة والأولاد والأقارب في الصدقة وأعمال البر والله أعلم (1) (سنده) حدثنا عفان ثنا شعبة قال أنبأني سعد بن إبراهيم عن معبد الجهنى الخ (غريبه) (2) أي غض ناعم طرى (3) اي يكون مستحقا لأخذه كالفقير والمسكين وابن السبيل ونحو ذلك (4) الذبح هنا مجاز عن الهلاك فانه من أسرع أسبابه وفيه التحذير من التمادح وهو أن يمدح الناس بعضهم بعضا لأغراض دنيوية وقد جاءت أحاديث كثيرة في جواز المدح والنهي عنه وللعلماء كلام في ذلك سيأتي في كتاب المدح والذم في هذا الجزء ان شاء الله تعالى (تخريجه) (ق وغيرهما) بألفاظ مختلفة وليس فيها لفظ التمادح (5) (سنده) حدثنا ابو بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد حدثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد (يعني ابن أبي وقاص) أن اخاه عمر الخ (غريبه) (6) استعاذ سعد من ابنه لكونه يعلم منه التطلع إلى الفتن السياسية والطمع في الامارة وقد تحققت فراسة سعد في ابنه فقد استعمله عبد الله بن زياد وكان على رأس الجيش الذي قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وقد انتقم الله منه حيث قتله المختار بن عبيد وقتل ابنه حفصا حينما تغلب المختار على الكوفة (7) يعني المؤمن التقي بمثناة فوقيه من يترك المعاصي امتثالا للمأمور به واجتنابا للمنهي عنه (الغنى) قال جماعة المراد بالغنى هنا غنى النفس لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي (ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس) وجزم به في الرياض وهو الغنى المحبوب وأشار البيضاوي والقاضي عياض والطيى إلى أن المراد غنى المال والمال غير محظور لعينه بل لكونه يعوق عن الله فكم من غني لم يشغله غناه(1/52)
عن الله وكم من فقير شغله فقره عن الله فالتحقيق أنه لا يطلق القول بتفضيل الغنى على الفقير وعكسه (8) بالخاء المعجمة قال النووي هذا هو الموجود في النسخ والمعروف في الروايات وذكر القاضي أن بعض رواة مسلم رواه بالمهملة فمعناه بالمجمة الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه ومعناه بالمهملة الوصول للرحم اللطيف بهم وغيرهم من الضعفاء والصحيح بالمعجمة وفي هذا الحديث حجة لمن يقول الاعتزال أفضل من الاختلاط وحمله من قال بالتفضيل للاختلاط على الاعتزال على وقت الفتنة ونحوها والله أعلم (9) (سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا كثير بن زيد الأسلمي عن المطلب (يعني ابن
@@@251
قوله صلى الله عليه وسلم ليس الغني عن كثرة الغرض ولكن الغنى غنى النفس
عن عمر بن سعد عن أبيه أنه قال جاءه ابنه عامر فقال أي بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا لا والله حتى أعطى سيفا إن ضربت به مؤمنا نبا عنه (1) وان ضربت كافرا قتله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يحب الغني الخفي التقي (عن أبي هريرة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض (3) ولكن الغنى غنى النفس (وعنه من طريق ثان) (4) مثله وزاد والله ما أخشى عليكم الفقر ولكن اخشى عليكم العمد (وفي لفظ) ما أخشى عليكم الخطأ ولكن أخشى عليكم العمد (6)
(63) (كتاب الصبر والترغيب فيه)
وما أعده الله لصاحبه من الأجر العظيم والفضل الجسيم
(باب أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون) (عن مصعب بن سعد عن أبيه) (7)(1/53)
عبد الله بن المطلب) عن عمر بن سعد عن أبيه الخ (قلت) جاء في الطريق الأولى أن الراوي عامر بن سعد والموجه اليه القول عمر بن سعد عكس ما في الطريق الثانية فلعلهما قصتان والا فما في الطريق الأولى اصح لأنها توافق رواية مسلم والله اعلم (1) أي لم يقطع فيه فكأنه يقول لا أكون رأسا في الفتنة إلا إذا أعطيب سيفا يميز بين المؤمن والكافر فلا يقطع في المؤمن ويتباعد عنه ويدنو من الكافر فيقتله وهذا لم يسبق له نظير فلا أكون رأسا في الفتنة (تخريجه) اخرج الطريق الأولى مسلم ولم أقف على من أخرج الطريق الثانية وسنده جيد والأولى أصح (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام ابن عقبة قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة فذكر أحاديث منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الغنى الخ (غريبه) (3) بفتح المهملة والراء أي متاع الدنيا من الأموال ونحوها وان كثيرا ممن وسع الله عليه وانتفع بما اوتى بل هو متجرد في الزيادة ولا يبالي من أين يأتيه فكأنه فقير لشدة حرصه فالحريص فقير دائما (ولكن الغنى) المحمود المعتبر عند أهل الكمال (غنى النفس) أي استغناؤها بما قسم لها وقناعتها ورضاها بغير الحاح في طلب ولا الحاف في سؤال (تخريجه) (ق مذ جه) (4) (سنده) حدثنا كثير ثنا جعفر قال سمعت يزيد بن الاصم يقول قال ابو هريرة حديث لا احسبه إلا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس والله ما اخشى عليكم الفقر الخ (غريبه) (5) معناه ليس خوفي عليكم من الفقرولكن خوفي من الغنى الذي هو مطلوبكم (قال العلماء) أشار بهذا إلى أن مضرة الفقر دون مضرة الغنى لأن ضرر الفقر دنيوي وضرر الغنى ديني وذلك أن معظم الأغنياء مشغلهم مالهم عن الله عز وجل وعن تذكر الموت والآخرة وكثير منهم لا يؤدي زكاة ماله ولا يعطف على الفقراء والمساكين فالغنى وبال عليه (6) جاء في هذه الرواية بلفظ (وما أخشى عليكم الخطأ) يعني في(1/54)
الأمور المحظورة (ولكن اخشى عليكم العمد) أي تعمد فعل المحظور والمنهي عنه شرعا والعمد بوجب العقاب (تخريجه) أخرج الطريق الأولى منه (ق مذ جه) وأخرج الطريق الثانية (ك هق) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال المنذري والهيثمي ورجاله رجال الصحيح (باب) (7) (سنده) حدثنا وكيع
@@@261
الترغيب في الصبر على البلاء وأن أشد الناس بلاء الأنبياء
قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل (1) يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة (2) زيد في بلائه وان كان في دينه رقة (3) خفف عنه وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة (عن أبي هريرة) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وفي ماله وفي والده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة (وعنه أيضا) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن مثل الزرع (6) لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كشجرة الأرز (7) لا تهتز حتى تحصد (وعنه من طريق ثان) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن مثل خامة (9) الزرع من حيث انتهي الريح كفتها (10) فاذا سكنت اعتدلت وكذلك مثل المؤمن يتكفأ بالبلاء (11) ومثل الكافر كمثل الأرزة جاء معتدلة يقصمها الله إذا شاء (وعنه أيضا) (12) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من يرد الله به خيرا يصب (13) منه(1/55)
حدثنا سفيان عن عاصم بن أبي النجود عن مصعب بن سعد عن أبيه (يعني سعد بن أبي وقاص) قال قلت الخ (غريبه) (1) أي الاشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة يقال هذا امثل من هذا أي أفضل وأدنى إلى الخير (نه) (2) أي قوة (3) أي ضعف (تخريجه) (نس جه حب مي ك) وقال الترمذي حديث حسن صحيح (4) (سنده) حدثنا محمد بن بشر ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (حب ك هق) وأبو نعيم في الحلية وصححه الترمذي والحاكم واقره الذهبي (5) (سنده) حدثنا عبد الأعلى ثنا معمر عن الأزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الخ (غريبه) (6) أي كالحنطة ونحوها من النبات اللين الذي لم يشتد بعد (لا تزال الريح تميله) أي تحركه يمنه ويسره ومعناه أن المؤمن لا يخلو من بلاء يصيبه فهو يميله تارة كذا وتارة كذا فهو كثير الآلام في بدنه وماله فيعرض ويصاب غالبا ويخلو من ذلك أحيانا ليكفر عنه سيئاته ويفعل الله ذلك بالمؤمن ليصرفه إليه في كل حال فكلما سكنت نفسه إلى شيء أمالها عنه ليدعوه بلسانه وجنانه لأنه يحب صوته (7) بفتح الهمزة وسكون الراء شجر معروف بالشام وهي شجر الصنوبر والصنوبر ثمرتها لا تهتز حتى تحصد بمنجل الموت فشبه بها المنافق لقساوة قلبه وعدم ميله إلى الايمان فنفسه كالخشب المسندة لا تميل لشيء وقلبه كالحجر بل أشد ليس فيه رطوبة الايمان ولا تعتريه الأمراض والمصائب في الغالب ليجئ بسيئاته كاملة يوم القيامة نعوذ بالله من ذلك (8) (ستنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو وسريج المعنى قالا ثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخ (9) هي الطاقة الغضة اللينة من الزرع وقيل مالها ساق واحد (10) أي امالتها يمنة ويسرة (11) اي يصاب به تارة في بدنه وتارة في أهله وتارة في ماله لتكفير ذنوبه ورفع درجاته والكافر قليلها وان حل به شيء لم يكفر بل يأتي(1/56)
بها تامة يوم القيامة وفي أحاديث هذا الباب اشارة إلى انه ينبغي للمؤمن أن يرى نفسه في الدنيا عارية معزولة عن استيفاء اللذات والشهوات معروضة للحوادث والمصيبات مخلوقة للآخرة لأنها جنته ودار خلوده وثباته والله أعلم (تخريجه) (ق وغيرهما) (12) (سنده) حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن محمد بن عبد الله ابن أبي صعصعة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة الخ (غريبه) (13) بكسر الصاد عند الأكثر والفاعل الله
@@@271
قوله صلى الله عليه وسلم إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر
(عن أبي سعيد الخدري) (1) قال وضع رجل يده على النبي صلى الله عليه وسلم فقال والله ما أطيق أن أضع يدي عليك من شدة حماك فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر إن كان النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء يبتلى بالقمل حتى يقتله وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالفقر حتى يأخذ العباءة فيجوبها (2) وان كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون بالرخاء (عن أنس بن مالك) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أوذيت في الله تعالى (4) وما يؤذى أحد واخفت في الله وما يخاف أحد (5) ولقد اتت على ثلاثة (وفي رواية ثلاثون) من بين يوم وليلة (6) ومالي ولعيالي طعام يأكله ذو كبد الا ما يوارى ابط (7) بلال (عن أبي عبيدة) (8) بن حذيفة عن عمته فاطمة انها قالت اتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده في نساء فإذا سقاه معلق نحوه يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حر الحمى قلنا يا رسول الله لو دعوت الله فشفاك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم (9) ثم الذين يلونهم(1/57)
عز وجل وروى بفتحها واستحسنه ابن الجزري ورجحه الطيبي قال القاضي عياض أي يوصل إليه المصائب ليطهره من الذنوب ويرفع درجته (تخريجه) (خ للـ نس) (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق انا معمر عن زيد بن اسلم عن رجل عن أبي سعيد الخ (غريبه) (2) قال المناوي في شرح الجامع الصغير بجيم وواو فموحدة أي يخرقها ويقطعها وكل شيء قطع وسطه فهو مجوب اهـ زاد عند الحاكم فيلبسها وفي النهاية اجتبت القميص والظلام أي دخلت فيهما وكل شيء قطع وسطه فهو مجوب ومجوب وبه سمي جيب القميص اهـ وجاء في الأصل (حتى يأخذ العباءة فيخونها) بالخاء المعجمة والنون وهو تحريف مطبعي أو من الناسخ وصوابه كما اثبتناه هنا وهو الذي في الجامع الصغير وشرحه (تخريجه) (جه ك) وصححه الحاكم واقره الذهبي قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح ورجاله ثقات (3) (سنده) حدثنا وكيع ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (4) أي في اظهار دينه واعلاء كلمته (وما يؤذي) بالبناء للمفعول (احد) أي من الناس في ذلك الزمان بل كنت المخصوص بالايذاء لنهيى إياهم عن عبادة الأوثان وأمري لهم بعبادة الرحمن (وأخفت) ماضي مجهول من الاخافة (في الله) أي هددت وتوعدت بالتعذيب والقتل بسبب اظهار الدعاء إلى الله تعالى واظهار دين الاسلام (5) حال أي خوفت في الله وجدى وكنت وحيدا في ابتداء اظهاري للدين فإذا أتى الكفار بالتهديد والوعيد الشديد فكنت المخصوص بينهم بذلك في ذلك الزمان ولم يكن معي أحد يساعدني في تحمل أذيتهم (6) تأكيد لشمول أي ثلاثون يوما وليلة متواترات لا ينقص منها في الزمان (7) أي يستره والمعنى ما كان لنا من الطعام إلا شيء قليل بقدر ما يأخذه بلال تحت ابطه (تخريجه) (مذ جه) وقال الترمذي حسن صحيح (8) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن حصين عن أبي عبيدة بن حذيفة عن عمته فاطمة الخ (غريبه) (9) أي في الرتبة والمنزلة وقوة الدين وهكذا (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي(1/58)
في الجامع الصغير وعزاه للطبراني في الكبير ورمز له بعلامة الحسن وأورده أيضا الهيثمي وقال رواه (حم) والطبراني في الكبير بنحوه وقال فيه انا معاشر الأنبياء يضاعف علينا البلاء واسناد احمد حسن
128@@@
قوله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن يؤجر في كل شيء حتى اللقمة يرفعها إلى في امرأته
(عن صهيب) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت من أمر المؤمن إن أمر المؤمن كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن اصابته سراء فشكر كان ذلك له خير وإن اصابته ضراء فصبر كان ذلك له خيرا (عن عمر بن سعد بن ابي وقاص عن أبيه) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت من قضاء الله عز وجل للمؤمن إن اصابه خير حمد ربه وشكره وان اصابته مصيبة حمد ربه وصبر المؤمن يؤجر في كل شيء حتى اللقمة يرفعها إلى في امرأته (عن عبد الرحمن بن شيبه) (3) أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت عائشة لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الصالحين يشدد عليهم وإنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حطت به عنه خطيئة ورفع بها درجة (عن محمود بن لبيد) (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع (عن عبد الله بن مغفل) (5) أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا (6) في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت المرأة مه (7) إن الله عز وجل قد ذهب بالشرك وقال عفان مرة ذهب بالجاهلية (8) وجاءنا بالإسلام فولى الرجل فأصاب وجهه الحائظ فشجه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أنت عبد أراد الله بك خيرا إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا عجل له عقوبة ذنبه وإذا أراد بعبد شرا أمسك عليه بذنبه حتى يوفى (9) به يوم القيامة كأنه عير (10) (عن عائشة رضي الله عنها) (11) قالت قال رسول الله صلى الله(1/59)
عليه وسلم إذا كثرت
(1) (سنده) حدثنا بهز وحجاج قالا ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب (يعني ابن سنان) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (م حب مى) (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق انبأنا معمر عن أبي اسحاق عن الميزار بن حريث عن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد بأسانيد ورجالها كلها رجال الصحيح اهـ (قلت) ورواه ايضا (هب طل) (3) (سنده) حدثنا هشام بن سعيد انا معاوية يعني ابن سلام قال سمعت يحيى بن أبي كثير قال اخبرني أبو قلابة ان عبد الرحمن بن شيبة اخبره ان عائشة الخ (تخريجه) (حب ك هب) وصححه الحاكم واقره الذهبي (4) (سنده) حدثنا أبو سعيد ثنا سليمان عن عمر وابي عمرو عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد الخ (تخريجه) أورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورواته ثقات ومحمود بن لبيد رأى النبي صلى الله عليه وسلم واختلف في سماعه منه (5) (سنده) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن عبد الله بن مغفل الخ (غريبه) (6) أي من المومسات في الجاهلية ثم أسلمت وحسن اسلامها (7) اسم فعل بمعنى اكفف (8) عفان أحد رجال السند روى الحديث مرتين مرة قال قد ذهب بالشرك ومرة قال ذهب بالجاهلية بدل الشرك (9) معناه لا يجازيه بذنبه حتى يجيئ في الآخرة مستوفي الذنوب وافيها فيستوفي حقه من العذاب (10) بفتح العين المهملة وسكون الياء التحتية قال في النهاية العير الحمار الوحشي وقيل أراد الجبل الذي بالمدينة اسمه عير شبه عظم ذنوبه به (تخريجه) (طب ك هب) وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي (11) (سنده) حدثنا حسن
(م 17 – الفتح الرباني – ج 19)
129@@@
ماجاء في فضل الصبر على المكاره مطلقا(1/60)
ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها من العمل ابتلاه الله عز وجل بالحزن (1) ليكفرها عنه (باب الترغيب في الصبر على المكاره مطلقا وفضل ذلك) (عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري) (2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المؤمن من وصب (3) ولا نصب ولا هم ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه (عن أبي هريرة أيضا) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مؤمن يشاك بشوكة في الدنيا يحتسبها الا قصر بها (5) من خطاياه يوم القيامة (عن أبي سعيد الخدري) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن لا يصيبه وصب ولا نصب ولا حزن ولا سقم ولا أذى حتى الهم يهمه إلا يكفر الله عنه من سيئاته (عن أبي موسى) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أصبر (8) على أذى يسمعه من الله عز وجل إنه يشرك به ويجعل له الولد وهو يعافيهم ويدفع عنهم ويرزقهم (عن خباب) (9) قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل الكعبة متوسدا بردة له فقلنا(1/61)
ابن علي عن زائدة عن ليث عن مجاهد عن عائشة الخ (غريبه) (1) أي بمصيبة توجب له الحزن (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام أحمد فقط ورمز له بعلامة الحسن وقال المناوى شارحه قال المنذري رواته ثقات الا الليث بن أبي سليم وقال العراقي فيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه وقال الهيثمي فيه ليث وهو مدلس وبقية رجاله ثقات والله أعلم (باب) (2) (سنده) حدثنا عبد الرحمن ثنا زهير يعني ابن محمد عن محمد بن عمر بن حلحل عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة وأبي سعيد الخ (غريبه) (3) الوصب المرض والنصب التعب (تخريجه) (ق وغيرهما) (4) (سنده) حدثنا علي بن اسحاق قال انا عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهوب قال حدثني عمي عبيد الله بن عبد الله بن موهوب قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) جاء عند مسلم بلفظ (الا قص الله بها من خطيئته) قال النووي هكذا هو في معظم النسخ وفي بعضها نقص وكلاهما صحيح متقارب المعنى اهـ (أقول) وكذلك قصر فإنها بمعنى قص والله أعلم (تخريجه) (م) بمعناه مطولا من طريق أخرى وفي اسناده عند الامام احمد عبيد الله بن عبد الله بن موهوب فيه كلام ووثقه بن حبان وله شاهد عند مسلم من حديث عائشة (6) (سنده) حدثنا اسماعيل بن ابراهيم انا محمد بن اسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه ابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن (7) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى (يعني الأشعري) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (8) الصبر معناه حبس النفس عما تشتهيه وهو في حق الله تعالى حبس العقوبة عن مستحقها إلى وقت (والأذى) معناه المكروه المؤلم ظاهرا كان أو باطنا وهو في حق الله عز وجل ما يخالف رضاه وأمره ((1/62)
تخريجه) (ق وغيرهما) (9) (سنده) حدثنا محمد بن عبيد الله ثنا اسماعيل عن قيس عن خباب الخ (قلت) خباب بفتح أوله وتشديد الموحدة هو ابن الأرت بفتح الهمزة والراء وتشديد التاء الفوقية من السابقين إلى الاسلام وكان مملوكا وله مناقب
130@@@
كان بعض الأنبياء ينشر رأسه بالمنشار فصبر ولم يتحول عن دينه
يا رسول الله أدع الله تبارك وتعالى لنا واستنصره (1) قال فاحمر لونه أو تغير (2) فقال لقد كان من كان قبلكم (3) يحفر له حفرة ويجاء بالمنشار (4) فيوضع على رأسه فيشق (5) ما يصرفه عن دينه ويمشط بأمشاط (6) الحديد ما دون عظم (7) من لحم أو عصب ما يصرفه عن دينه وليتمن (8) الله تبارك وتعالى هذا الأمر (9) حتى يسير الراكب ما بين صنعاء (10) إلى حضرموت لا يخشى إلا الله تعالى والذئب على غنمه (11) ولكنكم تعجلون (عن عائشة كانت تقول) (12) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مصيبة يصاب بها المسلم إلا كفربها عنه (13) حتى الشوكة يشاكها (وعنها من طريق ثان) (14) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا حطت من خطيئة (وعنها من طريق ثالث) (15) مثله وفيه إلا كتب له بها درجة وكفر عنه بها خطيئة (باب الترغيب في الصبر على المرض مطلقا في أي عضو وكان من الانسان وفضله) (عن عبد الله) (16) قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته فقلت يا رسول الله انك لتوعك (17) وعكا شديدا قال أجل اني أوعك كما يوعك رجلان منكم قلت ان لك اجرين ؟ قال نعم والذي نفسي بيدهما على الأرض مسلم يصيبه أذى من(1/63)
سيأتي ذكرها في بابها من كتاب مناقب الصحابة (غريبه) (1) أي اطلب لنا من الله عز وجل النصر على الكفار وانما طلب ذلك خباب من النبي صلى الله عليه وسلم حينما اشتد إيذاء الكفار بالصحابة وقد جاء عند البخاري ان خبابا قال لقد لقينا من المشركين شدة فقلت ألا تدعو الله (2) يعني من الغضب (3) يعني من الأنبياء وأممهم (4) بكسر الميم (5) اي فيشق رأسه بالمنشار (6) بضم التحتية وسكون الميم وفتح المعجمة مبنيا للمفعول (بأمشاط الحديد) جمع مشط بضم الميم (7) جاء عند البخاري (ما دون عظامه من لحم أو عصب) وفي رواية أخرى للبخاري (ما دون لحمه من عظم أو عصب) أي ما تحته أو عنده (8) بضم التحتية وكسر الفوقية من الاتمام والاكمال واللام للتوكيد (9) أي ليكملن الله أمر الاسلام (10) بوزن زهراء قاعدة اليمن إذ ذاك ومدينته العظمى (إلى حضرموت) بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة وفتح الراء والميم وسكون الواو بعدها فوقية بلدة باليمن أيضا بينها وبين صنعاء مسافة بعيدة قيل أكثر من أربعة أيام أو المراد صنعاء الشام فيكون أبلغ في البعد والمراد يعني الخوف من الكفار على المسلمين كما قال (لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه) (11) بنصب الذئب عطفا على المستثنى منه لا المستثنى قاله في الكواكب (تخريجه) (خ د نس) (12) (سنده) حدثنا ابراهيم بن أبي الياس قال ثنا أبو أويس قال قال الزهري حدثني عروة عن عائشة كاننت تقول الخ (غريبه) (13) يعني من سيئاته (سنده) حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (15) (سنده) حدثنا حسين ثنا شيبان عن منصور عن ابراهيم عن الاسود عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مؤمن يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتب له الخ (تخريجه) أخرجه مسلم بجميع طرقه باب (16) (سنده) حدثنا ابو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث ابن سويد عن عبد الله (يعني ابن(1/64)
مسعود) قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (17) الوعك
131@@@
قوله صلى الله عليه وسلم المريض تحات خطاياه كما يحات ورق الشجر
مرض فما سواه الا حط الله عنه به خطاياه كما تحط الشجر ورقها (عن خالد بن عبد الله) (ز) (1) من جده أسد بن كرز سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول المريض تحات (2) خطاياه كما يحات ورق الشجر (3) (عن معاوية) (4) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه (5) الا كفر الله به من سيئاته (عن أبي الأشعث الصنعاني) (6) أنه راح إلى مسجد دمشق وهجر (7) بالرواح فلقى شداد بن أوس رضي الله عنه والصنابحى معه فقلت أين تريدان يرحكما الله ؟ قالا نريد هاهنا إلى أخ لنا مريض نعوده فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل فقالا له كيف اصبحت ؟ قال اصبحت بنعمة فقال له شداد أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يقول إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته (8) فإنه يقوم من مضجعه كيوم ولدته أمه من الخطايا (9) ويقول الرب عز وجل أنا قيدت عبدي وابتليته (10) وأجروا له كما كنتم تجرون له وهو صحيح (11) (عن عائشة) (12) رضي الله عنها قالت ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على(1/65)
مرض الحمى (تخريجه) (ق وغيرهما) (1) (سنده) حدثنا عقبة بن مكرم العجمي قال ثنا مسلم ابن قتيبة عن يونس بن أبي اسحاق عن اسماعيل بن أوسط عن خالد بن عبد الله عن جده أسد ابن كرز الخ (غريبه) (2) أصله تتجأت بتاءين حذفت إحداهما تخفيفا أي تسقط (خطاياه) أي ذنوبه عنه (3) أي من هبوب الريح فإن مات من مرضه ذلك مات وقد خلصت سبيكة إيمانه من الخبث فلقى الله طاهرا مطهرا صالحا لجواره بدار كرامته (تخريجه) (هب عل) والضياء المقدسي والبغوى وهو من زوائد عبد الله بن الامام احمد على مسند أبيه وأورد الهيثمي وقال اسناده حسن وكذا حسنه الحافظ السيوطي لكن قال الحافظ في الاصابة فيه انقطاع بين خالد وأسد والله أعلم وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه عبد الله بن احمد في زوائده وابن ابي الدنيا باسناد حسن (4) (سنده) حدثنا يعلي بن عبيد قال ثنا طلحة يعني ابن يحيى عن أبي بردة عن معاوية (يعني ابن ابي سفيان) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) أي فصبر واحتسب كما في رواية (تخريجه) (ك طب) وابن أبي الدنيا وصححه الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي وقال الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح (6) (سنده) حدثنا هيثم بن خارجة ثنا اسماعيل بن عياش عن راشد بن داود الصنعاني عن أبي الأشعث الصنعاني الخ (غريبه) (7) بفتح الهاء وتشديد الجيم التهجير التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه (8) أي وصبر ولم يضجر (9) معناه أنه يقوم من مرضه وقد محيت ذنوبه (10) أي منعته بسبب المرض عما كان يعمله وهو صحيح من أعمال الخير وهذا القول للحفظة (11) أي اكتبوا له ثواب العامل في المدة التي حبسته فيها عن العمل وقد جاء معنى ذلك في حديث عبد الله بن عمرو عند الحاكم وغيره وصححه الحاكم وأقره الذهبي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله الحفظة الذين يحفظونه ان اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير على ما كان يعمل(1/66)
مادام محبوسا في وثاقي (تخريجه) (طب طس) وأورده المنذري وقال رواه أحمد من طريق اسماعيل بن عياش عن راشد الصنعاني والطبراني في الكبير والأوسط وله شواهد كثيرة اهـ (12) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن
132@@@
دعاء أبي بن كعب على نفسه أن لا تفارقه الحمى طمعا في الثواب
رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن محمد بن خالد عن أبيه عن جده) (1) وكان لجده صحبة أنه خرج زائرا لرجل من أخوانه (2) فبلغه بشكائه قال فدخل عليه فقال أتيتك زائرا عائدا (3) ومبشرا قال كيف جمعت هذا كله ؟ قال خرجت وأنا أريد زيارتك فبلغني شكاتك فكانت عيادة وابشرك بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله (4) ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبره (5) حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له منه (6) (حدثنا يحيى) (7) عن سعد بن اسحاق (8) قال حدثتني زينب ابنة كعب بن عجرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا (9) بها قال كفارات قال أبي (10) وان قلت ؟ قال وان شوكة فما فوقها قال فدعا أبي على نفسه أن لا يفارقه الوعك (11) حتى يموت في أن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة فما مسه إنسان إلا وجد حره حتى مات
أبواب الترغيب في الصبر على أمراض معينة
(باب الترغيب في الصبر على مرض الحمى والصداع) (عن أبي بن كعب) (12) أنه دخل(1/67)
مسروق عن عائشة الخ (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح اهـ (قلت) رواه بن سعد في طبقاته فقال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشه فذكره ورجاله عند الجميع من رجال الصحيح (1) (سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا أبو المليح عن محمد بن خالد عن أبيه عن جده الخ (غريبه) (2) أي يريد زيارته ولم يعلم بشكاته أي مرضه (3) أي لأنه في الأصل كان يقصد الزيارة فلما بلغه مرضه قصد عيادته أيضا (4) معناه إذا منحه الله في الأزل مرتبة متعالية في الآخرة لم ينلها بعمله لقصوره عن ابلاغه إياها لضعفه وقلته وسموها ورفعتها (5) بتشديد الموحدة (6) أي بسبب الصبر وعدم الضجر وفي هذا الحديث الاعلام بفضل الباء وانه مظنة لرفع درجات العبد وان قل (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبخاري في التاريخ وأبي داود في رواية ابن داسة وابن سعد وأبي يعلي ورمز له بعلامة الحسن وقال الحافظ في الفتح رواه أحمد وأبو داود ورجاله ثقات الا أن خالدا لم يرو عنه غير ابنه محمد وأبوه اختلف في اسمه لكن ابهام الصحابة لا يضر هكذا في الفتح وقضيته تصحيح الحديث والله أعلم (7) (حدثنا يحيى) الخ (غريبه) (8) اسحاق هو ابن كعب بن عجرة وزينب بنت كعب عمة سعد بن اسحاق وزوجة أبي سعيد الخدري (9) يعني ما فائدتها لنا ؟ قال كفارات يعني تكفر الذنوب (10) بضم الهمزة وفتح الموحدة وتشديد التحتية هو أبي بن كعب الأنصاري أبو المنذر سيدا القراء من السابقين إلى الإسلام وكان من أصحاب العقبة الثانية وشهد بدرا والمشاهد (وقوله وإن قلت) بضم القاف وتشديد اللام مفتوحة يعني وإن كانت قليلة (11) بسكون العين المهملة يعني الحمى (تخريجه) أورده الحافظ في الاصابة وقال رواه أحمد وأبو يعلي وابن أبي الدنيا وصححه ابن حبان ورواه الطبراني من حديث أبي بن كعب بمعناه واسناده حسن (باب) (12) (سنده) حدثنا سفيان بن عيينة عن اسماعيل بن أمية(1/68)
عمن حدثه عن أم ولد
133@@@
بيان ثواب من أصيب بالحمى أو الصداع فصبر
رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال متى عهدك بأم ملدم (1) وهو حر بين الجلد واللحم ؟ قال ان ذلك لوجع ما أصابني قط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن مثل الخامة (2) تحمر مرة وتصفر أخرى (3) (عن سهل بن معاذ عن أبيه) (4) عن ابي الدرداء أنه أتاه عائدا (5) فقال أبو الدرداء لأبي بعد أن سلم عليه بالصحة لا بالوجع ثلاث مرات يقول ذلك (6) ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما يزال المرء المسلم به المليلة (7) والصداع وأن عليه من الخطايا لأعظم من أحد (8) حتى يتركه وما عليه من الخطايا مثقال حبة من خردل (9) (عن أبي أمامة) (10) عن النبي صلى الله عليه وسلم(1/69)
أبي بن كعب عن أبي بن كعب الخ (غريبه) (1) هي كنية الحمى والميم الأولى مكسورة زائدة والدمت عليه الحمى أي دامت وبعضهم يقولها بالذال المعجمة (نه) (2) هي الطاقة الغضة اللينة من النبات التي لم تشتد بعد وقيل ما لها ساق واحد وانها منقلبة عن واو (3) معناه أنه ليس على حالة واحدة بل تعتريه الأمراض فتارة يكون صحيحا وتارة يكون مريضا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده رجل لم يسم (4) (سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهنى) عن أبي الدرداء الخ (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب عن معاذ بن سهل بن أنس الجهني عن أبيه عن جده أنه دخل على أبي الدرداء فقال بالصحة لا بالمرض فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الصداع والمليلة لا تزال بالمؤمن وان ذنبه مثل أحد فما تدعه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل اهـ (قلت) جاء في هذه الرواية (عن معاذ بن سهل بن أنس الجهني عن أبيه عن جده) وهو خطأ من الناسخ أو الطابع وصوابه عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه لا عن جده كما جاء في الطريق الأولى (غريبه) (5) يعني أن معاذ بن أنس اتى أبا الدرداء يعوده لمرض ألم به (6) صريح هذه الرواية أن القائل بالصحة لا بالوجع هو أبو الدرداء لكن ظاهر الرواية الثانية أن القائل ذلك هو معاذ ابن أنس ويمكن الجمع بينهما بأن القائل ذلك أولا هو معاذ بن أنس ثم رد عليه أبو الدرداء بقوله ذلك ثلاث مرات (7) المليلة حرارة الحمى ووهجها وقيل هي الحمى التي تكون في العظام (نه) (والصداع) بضم الصاد المهملة وجع بعض أعضاء الرأس أو كله فما منه في أحد شقي الرأس لازما سمي شقيقة أو شامل لكلها لازما سمي بيضة وخوذة وأنواعه كثيرة وأسبابه مختلفة وحقيقة الصداع سخونة الرأس واحتقان البخار فيها وهو مرض الأنبياء عليهم(1/70)
الصلاة والسلام كان أكثر مرض النبي صلى الله عليه وسلم منه (8) بضم الهمزة والحاء المهملة الجبل المعروف بالمدينة (9) معناه أن الله عز وجل يكفر عنه جميع ذنوبه وخص الخردل بالذكر لكمال المبالغة إذ هو أصغر الحبوب قدرا (تخريجه) (طب) وابن ابي الدينا قال المنذري فيه ابن لهيعة وسهل بن معاذ اهـ وقال الهيثمي فيه ابن لهيعة وهو ضعيف اهـ (قلت) ذكرنا غير مرة ان ابن لهيعة إذا قال حدثنا فحديثه حسن وقد قال حدثنا في هذين الطريقين وأما سهل بن معاذ فقد قال الحافظ في التقريب لا بأس به إلا في روايات زبان عنه ولم يذكر زبان في الطريق الثانية وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي يعلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال المليلة والصداع بالعبد والأمة وان عليهما من الخطايا مثل أحد فما تدعهما وعليهما مثقال خردلة أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أبو يعلي ورواته ثقات (عن أبي أمامة) (10) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء
134@@@
قوله صلى الله عليه وسلم الحمى من كير جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار(1/71)
قال الحمى من كير جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار (عن أبي صالح الأشعري) (1) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عاد مريضا ومعه أبو هريرة من وعك (أي حمى) كان به فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابشر أن الله عز وجل يقول ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة (عن جابر بن عبد الله) (2) قال استأذنت الحمى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال من هذه ؟ فقالت أم ملدم قال فأمر بها إلى أهل قباء فلقوا منها ما يعلم الله فأتوه فشكوا ذلك إليه فقال ما شئتم إن شئتم أن ادعو الله لكم فيكشفها عنكم وان شئتم ان تكون لكم طهورا قالوا يا رسول الله أو تفعل ؟ قال نعم قالوا فدعها (باب الترغيب في الصبر على مرض الصرع وثواب ذلك) (عن أبي هريرة) (3) قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بها لمم (4) فقالت يا رسول الله ادع الله أن يشفيني قال إن شئت دعوت الله أن يشفيك وان شئت فاصبري ولا حساب عليك ؟ قالت بل أصبر ولا حساب علي (عن عطاء بن أبي رباح) (5) قال قال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قال قلت بلى قال هذه السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع واتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وان شئت دعوت الله لك ان يعافيك قالت بل اصبر فادع الله أن لا انكشف أو لا ينكشف عني قال فدعا لها (باب الترغيب في الصبر على فقد للعينين وثواب ذلك) (عن زيد بن أرقم) (6) قال أصابني رمد فعادني النبي صلى الله عليه وسمل قال فلما برأت خرجت قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو كانت عيناك لما بهما (7) ما كنت صانعا ؟ قال قلت لو كانتا عيناي لما بهما صبرت واحتسبت قال لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك قال اسماعيل (8) ثم صبرت واحتسبت(1/72)
في الحمى وعلاجها في الجزء السابع عشر صحيفة 160 رقم 61 (1) (سنده) حدثنا أبو أسامة قال أخبرني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن اسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح الأشعري الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغيرالامام احمد ويؤيده حديث أبي أمامة المتقدم وله شاهد أيضا من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الحمى حظ كل مؤمن من النار) أورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه البزار باسناد حسن (2) (عن جابر بن عبد الله الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الحمى وعلاجها في الجزء السابع عشر صحيفة 159 رقم 59 وأورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورواته رواة الصحيح وأبو يعلي وابن حبان في صحيحه (باب) (3) (سنده) حدثنا محمد بن عبيد قال ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (4) اللمم طرف من الجنون يلم بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه (نه) (تخريجه) (ق وغيرهما) (5) (سنده) حدثنا يحيى عن عمران أبي بكر قال حدثنا عطا بن أبي رباح الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) باب (6) (سنده) حدثنا حجاج عن يونس بن أبي اسحاق واسماعيل بن عمر قال ثنا يونس بن ابي اسحاق عن أبي اسحاق عن زيد بن ارقم الخ (غريبه) (7) أي اصيبتا بسوء كفقد إبصارهما (8) هو ابن عمر أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث قال في روايته الا أوجب الله تعالى
135@@@
ما جاء في أن من فقد عينيه ثم صبر واحتسب كان ثوابه الجنة(1/73)
إلا أوجب الله تعالى لك الجنة (عن أنس بن مالك) (1) قال دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم تعود زيد ابن أرقم وهو يشتكي عينيه فقال له يا زيد لو كان بصرك لما به فذكر مثله (عن أنس بن مالك) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ربكم عز وجل من اذهبت كريمتيه (3) ثم صبر واحتسب (4) كان ثوابه الجنة (5) (عن أبي أمامة) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياابن آدم إذا أخذت كريمتيك فصبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى (7) لم أرض لك بثواب دون الجنة (عن عائشة بنت قدامة) (8) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عزيز على الله عز وجل (9) ان يأخذ كريمتي مسلم ثم يدخله النار قال يونس (10) يعني عينيه (عن أبي هريرة) (11) رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل من أذهبت عينيه فصبر واحتسب لم أرض له بثواب دون الجنة (باب من حبسه المرض عن عمل الخير يكتب له ثواب العامل) (عن عبد الله بن عمرو) (12) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه(1/74)
لك الجنة يدل قوله للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك والله أعلم (تخريجه) (د) وحسنه المنذري (1) (سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا شريك عن جابر عن خيثمة عن أنس بن مالك الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه الجعفي (يعني جابرا) وفيه كلام كثير وقد وثقه الثوري وشعبه (2) (سنده) حدثنا عفان ثنا نوج بن قيس ثنا الأشعث بن جابر الحراني عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (3) أي أعميت عينيه الكريمتين عليه وانما سميتا بذلك لأنه لا أكرم عند الانسان في حواسه منهما (4) قال الحافظ المراد انه يصبر مستحضرا ما وعد الله به الصابر من الثواب لا أن يصبر مجردا عن ذلك لأن الأعمال بالنيات وابتلاء الله عبده في الدنيا ليس من سخطه عليه بل اما لدفع مكروه أو لكفارة ذنوب أو لرفع منزلة فإذا تلقى ذلك بالرضا ثم له المراد (5) أي دخولها مع السابقين أو بغير عذاب لأن العمى من أعظم البلايا وهو مقيد بما إذا صبر واحتسب (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه البخاري والترمذي (6) (سنده) حدثنا ابراهيم بن مهدي ثنا اسماعيل بن عياش عن ثابت ابن عجلان عن القاسم عن أبي أمامة الخ (غريبه) (7) أي عند أول المصيبة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث أبي أمامة وسنده جيد ويؤيده ما قبله (8) (سنده) حدثنا ابراهيم ويونس قالا ثنا عبد الرحمن قال وحدثني أبي عن أمه عائشة بنت قدامة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (9) أي أمر كبير لمن ابتلى به ثواب عظيم عند الله ومن كانت منزلته كذلك عند الله لم يدخله النار (10) أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث فسر كريمتيه بعينيه وتقدم الكلام على ذلك (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد والطبراني من رواية عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي اهـ (قلت) يشير إلى ضعفه قال في الميزال ضعفه ابو حاتم الرازي (قلت) قال الهيثمي وذكره ابن حبان في الثقات (11) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا سفيان عن(1/75)
الأعمش عن ذكوان عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (مذ حب) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح (باب) (12) (سنده) حدثنا اسحاق بن يوسف الأزرق حدثنا سفيان النوري عن علقمة ابن مرسد عن القاسم يعني
136@@@
من حبسه المرض عن عمل الخير يكتب له ثواب العامل
فقال اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي (1) (وعنه أيضا) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا كان على طريقه حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أكفته الى (3) (عن عقبة بن عامر) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ليس من عمل (5) ألا وهو يختم عليه (6) فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة يا ربنا عبدك فلان حبسته ؟ فيقول الرب عز وجل اختمو له على مثل عمله حتى يبرأ أو يموت (عن أنس بن مالك) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله أكتب له صالح عمله الذي كان يعمله فإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه (باب عدم قبول من لم يبتل في الدنيا) (عن أبي هريرة) (8) قال مر برسول الله صلى الله عليه وسلم اعرابي اعجبه صحته وجلده قال فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال متى احسست أم ملدم قال ؟ قال وأي شيء أم ملدم ؟ قال الحمى قال وأي شيء الحمى ؟ قال سخنه تكون تكون بين الجلد والعظام قال ما بذلك لي عهد (وفي رواية قال ما وجدت هذا قط) قال فمتى احسست بالصداع ؟ قال وأي شيء الصداع ؟ قال ضربان يكون في الصدغين والرأس قال مالي بذلك عهد (وفي رواية(1/76)
ابن مخيمرة عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبه) (1) الوثاق بفتح الواو وكسرها هو في الأصل قيد يشد به الأسير والدابة فاستعير لمن منعه المرض عن أداء ما كان يعمل من أعمال الخير (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب) ورجال احمد رجال الصحيح (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (3) قال المنذري بكاف ثم فاء مثناة فوق معناه اضمه إلي واقبضه اهـ وفي النهاية كل من ضممته إلى شيء فقد كفته (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الامام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد واسناده صحيح (4) (سنده) حدثنا علي بن اسحاق قال حدثنا عبد الله أخبرني ابن لهيعة قال حدثني يزيد ان ابا الخير حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) أي من الأعمال الصالحة (6) أي يطبع عليه بطابع معنوي ويستوثق به (تخريجه) (ك طب طس) وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بأن في سنده عند الحاكم رشدين واهـ وأورده الهيثمي وتعقب مسند الامام أحمد والطبراني بأن فيه ابن لهيعة قال وفيه كلام اهـ (قلت) فيه كلام إذا عنعن ولكنه صرح بالتحديث في هذا الحديث فسنده حسن والله أعلم (7) (سنده) حدثنا حسن وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة عن سنان بن ربيعة قال عفان في حديثه قال انا أبو ربيعة قال سمعت أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (هل حم) ورجاله ثقات باب (8) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد قال ثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة الخ (وله طريق أخرى) عند الامام احمد ايضا قال حدثنا محمد بن بشير ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة فذكر نحوه بمعناه ماعدا بعض ألفاظ مغايرة للفظ حديث الباب في اللفظ لا في المعنى ذكرتها هنا(1/77)
في صلب حديث الباب بين دائرتين (تخريجه) أورده الهيثمي
(م 18 – الفتح الرباني – ج 19)
137@@@
عدم قبول لم يبتل في الدنيا والصبر على موت الأولاد
قال ما وجدت هذا قط) قال فلما قفا أو ولى الأعرابي قال من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه (وفي لفظ من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا) (عن أنس ابن مالك) (1) أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ابنة لي كذا وكذا وذكرت من حسنها وجمالها فآثرتك بها فقال قد قبلتها فلم تزل تمدحها حتى ذكرت أنها لم تصدع (2) ولم تشتك شيئا قط قال لا حاجة لي في ابنتك (3) (باب الترغيب في الصبر على موت الأولاد وثواب ذلك) (عن أبي هريرة) (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه (5) من أهل الدنيا ثم احتسبه (6) إلا الجنة (وعنه أيضا) (7) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات له ثلاثة (زاد في رواية من الولد) لم يبلغوا الحنث (8) لم تمسه النار الا تحلة القسم (9) يعني الورود (وعنه أيضا) (10) قال جاء نسوة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن يا رسول الله ما نقدر عليك في مجلسك من الرجال فواعدنا منك يوما نأتيك فيه قال موعدكن بيت فلان وأتاهن في ذلك اليوم ولذلك الموعد قال فكان مما قال لهن يعني ما من امرأة تقدم ثلاثا من الولد تحتسبهن (11) إلا دخلت الجنة فقالت امرأة أو اثنان ؟ قال أو اثنان (عن أبي سعيد الخدري) (12) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهن ما منكن امرأة يموت لها ثلاثا من الولد إلا كانوا لها حجابا من النار فقالت امرأة الخ (عن جابر) (13)(1/78)
وقال رواه (حم بز) واسناده حسن (1) (سنده) حدثنا عبد الله بن بكر أبو وهب ثنا سنان بن ربيعة عن الحضرمي عن أنس بن مالك الخ (غريبة) (2) أي لم تصب بمرض الصداع ولا غيره (3) يستفاد من هذا الحديث والذي قبله أن من لم يبتل في الدنيا لم يكن مقبولا عند الله عز وجل وهذا سبب رفض النبي صلى الله عليه وسلم الزواج بابنة المرأة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) ورجاله ثقات (باب) (4) (سنده) حدثنا قتيبة ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن ابي عمرو عن سعيد المقبرى عن أبي هريرة الخ (غريبه) (5) قال في النهاية صفى الرجل الذي يصافيه الود ويخلصه له فعيل بمعنى فاعل أو مفعول (6) اي صبر على فقده ابتغاء مرضاة الله (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد ورجاله ثقات (7) (سنده) حدثنا عبد الرزاق قال قال معمر أخبرني الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة الخ (غريبه) (8) أي لم يبلغوا مبلغ الرجال ويجرى عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث وهو الاثم وقال الجوهري بلغ الغلام الحنث أي المعصية والطاعة (9) فسر في الحديث بالورود يعني قوله تعالى (وان منكم إلا واردها) والورود وهو العبور على الصراط وهو جسر منصوب على ظهر جهنم عافانا الله منها (تخريجه) (ق وغيرهما) (10) (سنده) حدثنا سفيان حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال جاء نسوة الخ (غريبه) (11) أي تحتسب اجرها على الله في الصبر على المصيبة (تخريجه) (ق وغيرهما) (12) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الاصبهاني عن ذكوان عن أبي سعيد الخدري ان النساء قلن غلبنا عليك الرجال فذكر نحو الحديث المتقدم (تخريجه) (ق وغيرهما) (13) (سنده) حدثنا محمد بن أبي عدى عن محمد بن اسحاق
138@@@
من مات له ولد واحد فصبر كان له حصنا من النار(1/79)
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة قال قلنا يا رسول الله واثنان قال واثنان قال محمود (1) فقلت لجابر أراكم لو قلتم وواحد لقال وواحد قال وانا والله أظن ذلك (عن عبد الله بن مسعود) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الخنث (3) إلا كانوا له حصنا حصينا من النار (4) فقيل يا رسول الله فان كانا اثنين ؟ قال وان كانا اثنين فقال أبو ذر يا رسول الله لم أقدم إلا اثنين ؟ قال وإن كانا اثنين قال فقال أبي بن كعب أبو المنذر سيد القراء لم أقدم إلا واحدا قال فقيل له وإن كان واحدا فقال إنما ذاك عند الصدمة الأولى (5) (حدثنا علي بن عبد الله) (6) ثنا حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي قال سمعت طلق بن معاوية (7) قال سمعت أبا زرعة يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها فقالت يا رسول الله ادع الله له فقد دفنت ثلاثة فقال لقد احتظرت (8) بحظار شديد من النار قال حفص سمعت هذا الحديث من ستين سنة ولم(1/80)
حدثني محمد بن ابراهيم عن محمود بن لبيد عن جابر (يعني ابن عبد الله) الخ (غريبه) (1) يعني ابن لبيد احد الرواة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (2) (سنده) حدثنا هشيم انبأنا العوام عن محمد بن أبي محمد مولى لعمر بن الخطاب عن أبي عبيدة ابن عبد الله عن عبد الله بن مسعود الخ (وله طريق ثان) بهذا السند إلى قوله مولى لعمر بن الخطاب فقال عن أبيه عن أبي عبيده فذكر معناه (وله طريق ثالث) قال حدثنا محمد ويزيد (يعني ابن هارون) قالا حدثنا العوام قال حدثني ابو محمد مولى عمر بن الخطاب عن أبي عبيدة خالفا هشيما فقالا أبو محمد مولى عمر بن الخطاب اهـ (غريبه) (3) تقدم معنى الحنث في شرح الحديث الثاني من احاديث الباب (4) أي حجابا يحجب من النار (5) معناه أن الصبر الذي يحمد عليه صاحبه ويترتب عليه الثواب ما كان عند مفاجأة المصيبة بخلاف ما بعد ذلك فإنه على طول الأيام يسلو كما يقع لكثير من أهل المصائب (تخريجه) (مذ جه) وقال الترمذي هذا حديث غريب وابو عبيدة لم يسمع من أبيه اهـ فالحديث ضعيف لا نقاطعه وقال الحافظ في تعجيل المنفعة أخرجه الترمذي وابن ماجه وفيه اختلاف على العوام بن حوشب قيل عنه عن محمد بن أبي محمد وقيل عنه عن أبي محمد مولى عمر وقد أخرجه احمد على الوجهين أخرجه عن هشيم عن العوام بالقول الأول (يعني الطريق الأولى التي أثبتها في المتن) قال واخرجه عن يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد الواسطي كلاهما عن العوام بالقول الثاني (قلت يعني الطريق الثالثة التي أثبتها الشرح) قال وأخرجه الترمذي وابن ماجه من رواية اسحاق الأزرق عنه كما قال يزيد فرواية ثلاثة أرجح من انفراد واحد وقد قال المزي في ترجمة أبي محمد عن أبي عبيدة في الكنى وقيل محمد بن أبي محمد إشارة إلى رواية أحمد هذه وقد أخرج ابن خزيمة في صحيحه الحديث الذي اخرجوه من طريق محمد بن يزيد فقال عن أبي محمد وبذلك جزم أبو(1/81)
احمد الحاكم في الكنى اهـ (6) (حدثنا علي بن عبد الله الخ) (غريبه) (7) يعني أبا غياث الكوفي تابعي كبير مخضرم وهو جد حفص بن سفيان (8) أراد لقد احتميت بحمى عظيم من النار يفيك حرها ويؤمنك دخولها (نه) (تخريجه) الحديث سنده جيد ولم
139@@@
قصة المرأة التي مات لها ثلاثة من أولادها
أبلغ عشر سنين وسمعت حفصا يذكر هذا الكلام سنة سبع وثمانين ومائة (عن محمد) (1) قال حدثتنا امرأة كانت تأتينا يقال لها ماوية كانت ترزأ (2) في ولدها فأتت عبيد الله بن معمر القرشي ومعه رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحدث ذلك الرجل أن امرأة اتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله تبارك وتعالى أن يبقيه لي فقد مات لي قبله ثلاثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنذ أسلمت ؟ فقالت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة حصينة (3) قالت ماوية قال لي عبد الله ابن معمر اسمعي يا ماوية (4) قال محمد (يعني محمد بن سيرين) فخرجت من عند ابن معمر فأتتنا فحدثتنا هذا الحديث (عن ابن سرين) (5) عن امرأة يقال لها رجاء قالت كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءته امرأة بابن لها فقالت يا رسول الله ادع لي فيه البركة فإنه قد توفي لي ثلاثة (6) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنذ أسلمت ؟ قالت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة حصينة فقال لي رجل اسمعي يا رجاء ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن عتبة بن عبد السلمى) (7) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل (عن عمرو بن عبسة السلمى) (8) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما رجل مسلم قدم لله عز وجل من صلبه ثلاثة لم يبلغوا الحنث أو امرأة فهم(1/82)
أقف عليه لغير الامام أحمد من حديث أبي هريرة وأورده الهيثمي من حديث زهير بن علقمة وعزاه للطبراني في الكبير وقال رجاله رجال الصحيح والبزار وقال رجاله ثقات (1) (سنده) حدثنا يزيد أنا هشام عن محمد (يعني ابن سيرين) قال حدثتنا امرأة الخ (غريبه) (2) بضم أوله مبني للمفعول أي تصاب بفقد أولادها والرزء المصيبة بفقد الأعزة (3) أي تحفظ من فيها وتحميه من دخول النار ومن كل مكروه يقال تحصن العدو إذا دخل الحصن واحتمى به (4) أي اتعظي بما ذكره الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم واصبري لتنالي هذه الدرجة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا ماوية شيخة ابن سيرين (5) (سنده) حدثنا عبد الرزاق انا هشام عن ابن سيرين الخ (غريبه) (6) الظاهر أن هذه المرأة هي التي ذكر قصتها الصحابي في الحديث السابق لأن سياق الحديثين متحد ورواية الحديث عن غير واحد من الصحابة تزيده قوة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه سماها رحما ورجاله رجال الصحيح (7) (سنده) حدثنا اسماعيل بن عمر وحسن بن موسى قالا ثنا حريز عن شرحبيل بن شفعة الرجبي قال سمعت عتية بن عبد السلمي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يموت له وقال حسن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما رجل مسلم الخ (قلت) قوله وقال حسن يعني في روايته ان عتبة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (جه) وسنده جيد وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه في اسناده شرحبيل بن شفعة ذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو داود شرحبيل وحريز (يعني ابن عثمان) كلهم ثقات قال العلامة السندي وباقي رجال الاسناد على شرط البخاري (8) (عنعمرو بن عبسة السلمي الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بسنده وشرحه وتخريجه في باب العشاريا من كتاب جامع للمواعظ والحكم والخ من هذا القسم
140@@@(1/83)
من مات له ولد واحد فحمد الله واسترجع بنى الله له بيتا في الجنة وسماه بيت الحمد
له سترة من النار (وعن أم سليم) (1) بنت ملحان وهي أم أنس ابن مالك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نحوه (عن أبي سنان) (2) قال دفت ابنا لي واني لفي القبر إذ أخذ بيدي أبو طلحة (3) فأخرجني فقال ألا أبشرك؟ قال قلت بلى قال حدثني الضحاك بن عبد الرحمن (4) عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يا ملك الموت قبضت ولد عبدي ؟ (5) قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده ؟ (6) قال نعم قال فما قال ؟ قال حمدك واسترجع (7) قال ابنو له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد (8) (عن ابن حصبة أو أبي حصبة) (9) عن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال تدرون ما الرقوب ؟ (10) قالوا الذي لا ولد له فقال الرقوب كل الرقوب الرقوب كل الرقوب الرقوب كل الرقوب (11) الذي له ولد فمات ولم يقدم منهم شيئا قال أتدرون ما الصعلوك ؟ (12) قالوا الذي ليس له مال قال النبيص صلى الله عليه وسلم الصعلوك
((1/84)
1) (سنده) حدثنا ابن نمير قال ثنا عثمان يعني ابن حكيم قال حدثني عمرو الأنصاري عن أم سليم بنت ملحان وهي أم أنس بن مالك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرأين مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله الجنة بفضل الله ورحمته اباهم اهـ (قلت) قوله (إلا أدخلهم الله الجنة) أي الأبوين والأولاد بفضل الله ورحمته اباهم أي الأولاد والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي بلفظ إلا أدخلهما الله الجنة بفضله ورحمته قالها ثلاثا قلت يا رسول الله واثنان ؟ قال واثنان والظاهر ان هذا اللفظ للطبراني لأنه عزاه للامام أحمد والطبراني في الكبير قال وفيه عمرو بن عاصم الانصاري ولم أجد من وثقه ولا جرحه وبقية رجاله رجال الصحيح (2) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق يعني السالحيني قال انا حماد بن سلمة عن أبي سنان الخ (وله طريق أخرى عند الامام احمد) قال حدثنا علي بن اسحاق قال انا عبد الله يعني ابن المبارك فذكره الا أنه قال أبو طلحة الخولاني وقال الضحاك ابن عبد الرحمن بن عزرب (قلت) عزرب بفتح المهملة وسكون الراء وفتح الزاي ثم موجدة ثقة (غريبه) (3) يعني الخولاني كما جاء في الطريق الثانية (4) يعني ابن عزرب كما في الطريق الثانية (5) أي روحه قال ذلك على تقدير الاستفهام وهو أعلم (6) قال ذلك ثانيا اظهارا لكمال الرحمة وسمى الولد ثمرة فؤاده لأنه نتيجة الأب كالثمرة للشجرة (7) أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون (8) أضاف البيت إلى الحمد الذي قاله عند المصيبة لأنه جزاء ذلك الحمد قاله القارئ (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن غريب (9) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت عروة بن عبد الله الجعفي يحدث عن ابن حصبة أو أبي حصبة عن رجل الخ (غريبه) (10) بفتح الراء قال في النهاية الرقوب في اللغة الرجل والمرأة إذا لم يعيش لهما ولد لأنه يرقب موته ويرصده خوفا عليه فنقله النبي صلى الله عليه وسلم إلى الذي لم(1/85)
يقدم من الولد شيئا أي يموت قبله تعريفا ان الاجر والثواب لمن قدم شيئا من الولد وان الاعتداد به اكثر والنفع فيه أعظم وان فقدهم وان كان في الدنيا عظيما فان فقد الاجر والثواب على الصبر والتسليم للقضاء في الآخرة أعظم وان المسلم ولده في الحقيقة من قدمه واحتسبه ومن لم يرزق ذلك فهو كالذي لا ولد له (11) كررها ثلاثا للتأكيد (12) قال في القاموس الصعلوك كعصفور الفقير اهـ (قلت) هذا معناه اللغوي وهو كما قال الصحابة الذي ليس له مال والفقر في الدنيا ليس عيبا يشين صاحبه وإنما الفقير حقيقة الذي يشينه الفقر ويقال له صعلوك في الآخرة هو الذي له مال فمات ولم يقدم منه شيئا ينفعه في ذلك اليوم
141@@@
من لم يمت له أحد من أولاده في حياته فكأنه لا ولد له(1/86)
الصعلوك الصعلوك كل الصعلوك الذي له مال فمات ولم يقدم منه شيئا قال ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ما الصرعة ؟ (1) قال قالوا الصريع قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصرعة كل الصرعة الصرعة كل الصرعة الرجل يغضب فيشد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر شعره فيصرع غضبه (عن ابن مسعود) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون فيكم الرقوب ؟ قال قلنا الذي لا ولد له قال لا ولكن الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئا (عن ابن عباس) (3) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان له فرطان (4) من أمتى دخل الجنة فقالت عائشة بأبي فمن كان له فرط ؟ فقال ومن كان له فرط يا موفقه (5) قالت فمن لم يكن له فرط من أمتك ؟ قال فانا فرط أمتي (6) لم يصابوا بمثلي (7) (عن معاذ) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته اياهما فقالوا يا رسول الله أو اثنان ؟ قال أو اثنان قالوا أو واحد ؟ قال أو واحد ثم قال والذي نفسي بيده إن السقط ليجرامه بسرره (9) إلى الجنة إذا احتسبته (10) (ز) (عن الحارث بن أقيش) (11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يموت لهما أربعة(1/87)
وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (1) الصرعة بضم الصاد المهملة وفتح الراء المبالغ في الصرعة الذي لا يغلب وتقدم الكلام عليه في باب الترغيب والترهيب في كظم الغيظ من كتاب الأخلاق الحسنة في هذا الجزء صحيفة 79 رقم 21 (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وفيه أبو حصبة أو ابن حصبة (قال الحافظ) في تعجيل المنفعة أبو حصبة أو ابن حصبة عن رجل شهد النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وعنه عروة بن عبد الله الجعفي مجهول قال الحسيني وضبطه بمهملتين وموحدة اهـ باختصار (قلت) وبقية رجاله ثقات (2) (عن ابن مسعود الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بسنده وشرحه وتخريجه في باب الثلاثيات من كتاب جامع للمواعظ والحكم الخ (3) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا عبد ربه بن بارق الحنفي حدثنا سماك ابو رميل الحنفي قال سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله الخ (غريبه) (4) بفتحتين أي ولدان لم يبلغا أو ان الحلم بل ماتا قبله يقال فرط فرط إذا تقدم وسبق فهو فارط وسمي الولد فرطا لأنه يتقدم ويهيئ لوالديه نزلا ومنزلا في الجنة كما يتقدم فراط القابلة إلى النازل فيعدون لهم ما يحتاجون إليه من الماء والمرعى وغيرهما (5) إنما قال لها ذلك لأنها وفقت إلى الأسئلة الواقعة موقعها شفقة على الأمة (6) أي سابقهم وإلى الجنة بالشفاعة سائقهم (7) أي بمثل مصيبتي لهم فإن مصيبتي أشد عليهم من سائر المصائب (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن غريب ولا نعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق وقد روى عنه غير واحد من الأئمة اهـ (قلت) يريد ان الحديث غير مطعون فيه وعبد ربه بن بارق الحنفي ثقة ذكره ابن حبان في الثقات (8) (سنده) حدثنا عفان ثنا خالد يعني الطحان انا يحيى التيمي عن عبد الله ابن مسلم عن معاذ (يعني ابن جبل) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (9) بفتحتين وتكسر السين هو ما تقطعه القابلة وهو السر بالضم أيضا وأما السرة فهي ما يبقى بعد القطع (10) أي صبرت(1/88)
عليه طلبا للاجر من الله (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه يحيى بن عبيد الله التيمي ولم أجد من وثقه ولا جرحه قال وروى ابن ماجة منه أن السقط ليجر أمه الخ (11) (ز) (سنده) حدثنا محمد ابن أبي بكر المقدمي ثنا بشر بن الفضل عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن قيس عن الحارث بن اقيش الخ
142@@@
قوله صلى الله عليه وسلم من قدم ثلاثة من ولده حجبوه من النار
أولاد إلا أدخلهما الله الجنة قالوا يا رسول الله وثلاثة ؟ قال وثلاثة قالوا يا رسول الله واثنان قال واثنان وان من امتي (1) لمن يعظم للنار (2) حتى يكون أحد زواياها وان من امتي (3) لمن يدخل بشفاعته الجنة أكثر من مضر (عن ابي ثعلبة الأشجعي) (4) قال قلت مات لي يا رسول الله ولدان في الاسلام فقال من مات له ولدان في الاسلام أدخله الله عز وجل الجنة بفضل رحمته اياهما فلما كان بعد ذلك لقيني أبو هريرة قال فقال أنت الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولدين ما قال ؟ قلت نعم قال فقال لئن قاله لي أحب إلى مما غلقت عليه حمص وفلسطين (5) (عن صعصعة بن معاوية) (6) قال أتيت أبا ذر قلت ما بالك ؟ قال لي عملي قلت حدثني قال نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من أولادهما لم يبلغوا الحنث إلا غفر الله لهما (عن أبي سعيد الخدري) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قدم ثلاثة من ولده حجبوه من النار (عن أبي هريرة) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت له ثلاثة أولاد
((1/89)
غريبه) (1) قال العلماء يحتمل أن يكون المراد من الأمة (أمة) الدعوة أو الذين ارتدوا بعد الاسلام أو الذين اختلطوا مع أهل الشرك في زيهم وعادتهم واعمالهم والله أعلم (2) المراد زيادة مقدار أعضائه حتى يسد فراغ بعض جوانبها وقد ورد في الحديث أن الكافر يعظم حتى ان ضرسه لأعظم من أحد وفضيلة جسده على ضرسه كفضيلة جسد أحكم على ضرسه رواه (حم جه) وللامام احمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد وعرض جلده سبعون ذراعا الحديث (وللامام أحمد أيضا) عن ابن عمر نحوه وسيأتي كل ذلك في باب ما جاء في أهل النار وصفاتهم من كتاب قيام الساعة قال القاضي عياض يزاد في مقدار أعضاء الكافر زيادة في تعذيبهم بسبب زيادة المساسة (3) أي أمة الاجابة يعني الصالحين منهم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن احمد والطبراني في الكبير وابو يعلي ورجاله ثقات (قلت) وأخرجه ايضا الحاكم من حديث الحارث بن اقيش أيضا وصححه على شرط مسلم واقره الذهبي وجاء في محمع الزوائد عن الحارث بن قيس واطنه تحريفا من الناسخ وصوابه عن الحارث ابن أقيش بهمزة قبل القاف الساكنة وفتح الياء التحتية بعدها بعدها شين معجمة والله أعلم (4) (سنده) حدثنا حماد بن مسعدة قال ثنا ابن جريج عن أبي الزبير عن عمر بن نبهان عن أبي ثعلبة الأشجعي الخ (غريبه) (5) معناه لو حدث لي مثل ما حدث لك وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما قال لك لكان أحب إلي من أن املك حمص وفلسطين وما اغلقت عليه ابوابهما من متاع ومال ونحو ذلك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجاله ثقات (6) (عن صعصعة بن معاوية الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب فضل الصدقة في سبيل الله من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 171 رقم 218 وهو حديث صحيح اخرج البخاري نحوه عن أنس مرفوعا ولفظه (مامن الناس من مسلم يتوفى له ثلاثة لم يبلغوا(1/90)
الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته اياهم) (7) (سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا سليمان بن قرم عن عبد الرحمن يعني الاصبهاني عن أبي صالح عن أبي سعيد الخ (تخريجه) هذا الحديث مختصر من حديث طويل لأبي سعيد تقدم في هذا الباب رواه الشيخان وغيرهما (8) (سنده) حدثنا اسحاق
143@@@
أخذ الولد بطرف ثوب أبويه فلا يفارقهما حتى يدخلهما الله معه الجنة
لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله واياهم بفضل رحمته الجنة وقال يقال لهم ادخلوا الجنة قال فيقولون حتى يجيء أبوانا قال ثلاث مرات فيقولون مثل ذلك (1) فيقال لهم ادخلوا الجنة أنتم وأبواكم (عن أبي حسان) (2) قال توفي ابنان لي فقلت لأبي هريرة سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا تحدثناه يطيب بأنفسنا عن موتانا ؟ قال نعم صغارهم دعاميص (3) الجنة يلقى أحدهم اباه أو قال أبويه فيأخذ بناحية ثوبه أو يده كما أخذ بصنفه (4) ثوبك هذا فلا يفارقه حتى يدخله الله واباه الجنة (عن معاوية بن قرة) (5) عن أبيه أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتحبه ؟ فقال يا رسول الله أحبك الله كما أحبه ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل ابن فلان ؟ قالوا يا رسول الله مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه أما تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة الا وجدته ينتظرك ؟ فقال الرجل يا رسول أله خاصة أو لكلنا ؟ قال بل لكلكم (عن حسان بن كريب) (6) أن غلاما منهم توفي فوجد عليه أبواه أشد الوجد فقال حوشب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ؟ يقول في مثل ابنك ان رجلا من أصحابه كان له ابن قد ادب أودب (7)(1/91)
انا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبخ) (1) معناه أنه يقال لهم ادخلوا الجنة ثلاثة مرات فيكون جوابهم في كل مرة حتى يجيء ابوانا (تخريجه) الجزء الأول منه إلى قوله الجنة اخرجه الشيخان وغيرهما عن غير واحد من الصحابة ولم أقف على من اخرج الجزء الثاني منه من حديث أبي هريرة سوى الامام أحمد واورد نحوه الهيثمي عن حبيبة انها كانت عند عائشة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها فقال ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا جيء بهم يوم القيامة حتى يوقفوا على باب الجنة فيقال لهم ادخلوا الجنة فيقولون حتى يدخل آباؤنا فيقال لهم ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم (قال الهيثمي) رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا يزيد بن أبي بكرة ولم أجد من ترجمه واعاده باسناد آخر ورجاله ثقات وليس فيه يزيد بن أبي بكرة والله اعلم اهـ (2) (سنده) حدثنا محمد بن أبي عدي عن سليمان عن أبي السليل عن أبي حسان الخ (غريبه) (3) أي صغار أهلها وهو بفتح الدال المهملة جمع دعموص يضمها الصغير واصله دويبه صغيرة يضرب لونها إلى سواد تكون في الغدران لا تفارقها شبه الطفل بها في الجنة لصغره وسرعة حركته لكثرة دخوله وخروجه وقيل الدعموص اسم للرجل الزوار للملوك الكثير الدخول عليهم والخروج ولا يتوقف على اذن ولا يبالي أين يذهب من ديارهم شبه طفل الجنة به لكثرة ذهابه في الجنة حيث شاء لا يمنع من أي مكان منها (4) بفتح الصاد المهملة وكسر النون وفتح الفاء معناه الطرف أي طرف ثوبك (تخريجه) (م) والبخاري في الأدب المفرد (5) (سنده) حدثنا وكيع ثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه الخ (قلت) أبوه هو قرة بن اياس الصحابي رضي الله عنه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح قال ورواه النسائي باختصار وقوله الرجل أله خاصة (6) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق من كتابه قال أنا(1/92)
ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن حسان بن كريب الخ (غريبه) (7) أي بلغ من السن مبلغ تأديب الطفل أو بلغ مبلغ سعي الغلام مع والده (واو) للشك
144@@@
من مات له ابن صغير ثم صبر على موته كان ثوابه الجنة
وكان يأتي مع أبيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم ان ابنه توفي فوجد عليه (1) أبوه قريبا من ستة أيام لا يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا أرى فلانا قالوا يا رسول الله ان ابنه توفي فوجد عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان أتحب لو ان ابنك عندك الآن كأنشط الصبيان نشاطا؟ أتحب ان ابنك عندك أجرأ الغلمان جراءة ؟ اتحب ان ابنك عندك كهلا كأفضل الكهول أو يقال لك ادخل الجنة ثواب ما أخذ منك (عن أنس بن مالك) (2) قال انطاق حارثة بن عمتي (3) يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما نظارا (4) ما انطلق للقتال فأصابه سهم فقتله قال فجاءت أمه عمتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ابني حارثة ان يكن في الجنة اصبر واحتسب والا فسيرى الله ما اصنع (5) قال يا أم حارثة إنها جنان كثيرة وإن حارثة في الفردوس (6) الأعلى (باب قصة أم سليم مع زوجها أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنهما عندما توفي ولدهما) (عن أنس) (7) قال مات ابن لأبي طلحة (8) من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون انا أحدثه قال فجاء فقربت إليه عشاءا فأكل وشرب قال ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك (9) فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت يا أبا طلحة أرأيت أن قوما أعاروا(1/93)
من الراوي (1) أي حزن (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة فيه كلام اهـ (قال النووي) رحمه الله وفي هذه الأحاديث (يعني أحاديث الباب) دليل على كون أطفال المسلمين في الجنة وقد نقل جماعة فيهم اجماع المسلمين وقال المازرى أما أولاد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فالاجماع متحقق على انهم الجنة وأما أطفال من سواهم من المؤمنين فجماهير العلماء على القطع لهم بالجنة ونقل جماعة الاجماع في كونهم من أهل الجنة قطعا لقوله تعالى (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان الحقنا بهم ذريتهم) وتوقف بعض المتكلمين إلى أنه لا يقطع لهم كالمكلفين والله أعلم (2) (سنده) حدثنا عفان ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت عن أنس بن مالك الخ (3) هي الربيع بفتح الموحدة وتشديد الياء التحتية مكسورة بنت النضر عمة أنس بن مالك وأم حارثة بن سراقة فقد روى الترمذي وابن خزيمة من حديث أنس أن الربيع بنت النضر أتت النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابنها حارثة بن سراقة أصيب يوم بدر الحديث (4) أي ينظر إلى القتال ليقاتل قال في المختار النظاره مشددا القوم ينظرون إلى شيء (5) تعني من البكاء والحزن عليه فقد جاء عند البخاري بلفظ (اجتهدت عليه في البكاء) بدل فسيرى الله ما أصنع (قال الخطابي) أقرها النبي صلى الله عليه وسلم على هذا فيؤخذ منه الجواز وتعقبه الحافظ بقوله كان ذلك قبل تحريم النوح فلا دلالة فيه فإن تحريمه كان عقب غزوة أحد وهذه القصة كانت عقب غزوة بدر (6) قال في النهاية الفردوس هو البستان الذي فيه الكرم والأشجار والجمع فراديس ومنه جنة الفردوس (تخريجه) (خ مذ خز نس) وغيرهم (7) (سنده) حدثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس (يعني ابن مالك) قال مات ابن لأبي طلحة الخ (غريبه) (8) أبو طلحة هو الأنصاري زوج أم سليم بضم السين المهملة وفتح اللام أم أنس ابن مالك (9) يعني انها تزينت ومست من الطيب ثم دخلت معه في فراشه كما سيأتي(1/94)
في الطريق الثانية
(م 19 – الفتح الرباني – ج 19)
145@@@
قصة أم سليم مع زوجها عندما توفي ولدهما
عاريتهم أهل بيت وطلبوا عاريتهم الهم أن يمنعوهم ؟ قال لا (1) قالت فاحتسب ابنك فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في غابر (2) ليلتكما قال فحملت قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقا (3) فدنوا من المدينة فضربها المخاض (4) واحتبس عليها أبو طلحة (5) وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو طلحة يا رب إنك لتعلم أنه يعجبني أن أخرج مع رسولك إذا خرج وادخل معه إذا دخل وقد احتبست بما ترى (6) قال تقول أم سليم يا أبا طلحة ما اجد الذي كنت أجد (7) فانطلقنا قال وضربها المخاض حين قدموا فولدت غلاما (8) فقالت لي أمي يا أنس لا يرضعنه أحد حتى تغدوا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصادفته ومعه ميسم (9) فلما رآني قال لعل أم سليم ولدت ؟ قلت نعم فوضع الميسم قال فجئت به فوضعته في حجره قال ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة من عجوة المدينة فلاكها في فيه حتى ذابت ثم قذفها في الصبي (10) فجعل الصبي يتلمظ (11) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى حب الأنصار التمر قال فمسح وجهه وسماه عبد الله (12) (ومن طريق ثان) (13) (فر) عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال تزوج أبو طلحة من أم سليم وهي أم أنس (بن مالك) والبراء قال فولدت له بنيا قال فكان يحبه حبا شديدا قال فمرض الغلام مرضا شديدا فكان أبو طلحة يقوم صلاة الغداة يتوضأ ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي (14) معه ويكون معه إلى قريب من نصف النهار (15) ويجيئ يقيل ويأكل فإذا صلى الظهر تهيأ (16) وذهب فلم يجيئ إلى صلاة العتمة (17) قال فراح عشية ومات
((1/95)
1) قال النووي ضربها لمثل العارية دليل لكمال علمها وفضلها وعظم إيمانها وطمأنينتها (2) أي ماضيها (3) أي لا يدخلها في الليل (4) أي الطلق ووجع الولادة (5) يعني أنه بقي مع زوجته حين ضربها المخاض وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (6) يعني باشتغاله بزوجته وهذا يدل على كمال محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبته في الجهاد وتحصيل العلم والخير (7) تريد أن الطلق انجلى عنها وتأخرت الولادة وفيه كرامتها وقبول دعاء أبي طلحة (8) فيه قبول دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهما حيث قال (بارك الله لكما في غابر ليلتكما) وهذا الغلام سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وجاء من ولده عشرة رجال علماء أخيار (9) هي الآلة التي يكوى بها الحيوان من الوسم وهو العلامة ومنه قوله تعالى (سنسمه على الخرطوم) أي سنجعل على أنفه علامة يعرف بها يوم القيامة والخرطوم من الإنسان الأنف وفيه جواز وسم الحيوان ليتميز وليعرف فيردها من وجدها وفيد تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ووسمه بيده (10) أي حنكه بها أي دلك بها حنكه (11) أي يتتبع بلسانه بقيتها ويمسح به شفتيه وفيد تحنيك المولود وأنه يحمل إلى صالح ليحنكه (12) فيه جواز تسمية المولود في يوم ولادته واستحباب التسمية بعبد الله (13) (قر) (سنده) قال أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن الامام أحمد) فرأت على أبي هذا الحديث وجده فأقر به وحدثنا ببعضه في مكان آخر قال (حدثنا) موسى بن هلال العبدي ثنا همام عن ابن سيرين عن أنس بن مالك الخ (14) أي يقوم لصلاة الصبح (15) أي لطلب العلم والاستفادة (16) أي تهيأ لشغله ومعاشه (17) أي صلاة العشاء
146@@@
قصة أم سليم مع زوجها عندما توفي ولدهما(1/96)
الصبي قال وجاء أبو طلحة قال نسجت عليه ثوبا وتركته (1) قال فقال لها أبو طلحة يا أم سليم كيف بيات بني الليلة؟ قالت يا أبا طلحة ما كان ابنك منذ اشتكى اسكن منه الليلة (2) قال ثم جاءته بالطعام فأكل وطابت نفسه قال فقام إلى فراشه فوضع رأسه قالت وقمت أنا فمسست شيئا من طيب ثم جئت حتى دخلت معه الفراش فما هو إلا أن وجد ريح الطيب كان منه ما يكون من الرجل إلى أهله قال ثم أصبح أبو طلحة يتهيأ كما كان يتهيأ كل يوم (3) قال فقالت له يا أبا طلحة أرأيت لو أن رجلا استودعك وديعة فاستمتعت بها ثم طلبها فأخذها منك تجزع من ذلك ؟ قال لا قلت فإن ابنك قد مات قال أنس فجزع عليه جزعا شديدا وحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من أمرها في الطعام والطيب وما كان منه اليها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبتما عروسين وهو إلى جنبكما ؟ قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في ليلتكما (4) قال فحملت أم سليم تلك الليلة قال فتلد غلاما قال فحين أصبحنا قال أبو طلحة احمله في خرقة حتى تأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم واحمل معك تمرة عجوة قال فحملته في خرقة قال ولم يحنك ولم يذق طعاما ولا شيئا (5) قال فقلت يا رسول الله ولدت أم سليم قال الله أكبر ما ولدت ؟ قلت غلاما قال الحمد لله فقال هاته لي فدفعته إليه فحنكه (6) رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لي معك تمر عجوة ؟ قلت نعم فأخرجت تمرات فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة والقاها في فيه فمازال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوكها حتى اختلطت بريقه ثم دفعه الصبي فما هو إلا أن وجد الصبي حلاوة التمر جعل يمص بعض حلاوة التمر وريق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس فكان أول من فتح أمعاء ذلك الصبي على ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الأنصار التمر فسمي عبد الله بن طلحة قال فخرج منه رجل كثير ((1/97)
7) قال واستشهد عبد الله بفارس (باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الصبر عند الصدمة الأولى) (عن ثابت البتانى) (8) قال سمعت انسا يقول لامرأة من أهله اتعرفين فلانه ؟ فإن رسول الله
(1) يعني أن أم سليم أم الصبي غطته بثوب بعد موته وكتمت أمره عن أبي طلحة فلم تخبره بموته (2) أوهمته أنه استراح من مرضه وتريد أنه استراح منه بالموت فما كذبت (2) اي يذهب في الصباح إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد الظهر إلى معاشه كما تقدم في الطريق الأولى (4) معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم سر بفعل أم سليم مع زوجها لأن ذلك لا يصدر إلا من امرأة حازمة عاقلة تقية صابرة ولذلك دعا لهما النبي صلى الله عليه وسلم بأن يبارك الله لهما في ليلتهما وقد استجاب الله دعاءه فحملت في تلك الليلة بعبد الله الذي أوجد الله من ذريته الخير الكثير كما تقدم (5) كان ذلك بأمر أم سليم لأنها أرادت أول شيء يدخل جوفه ريق النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان ذلك (6) تقدم معنى التحنيك في الطريق الأولى (7) ثبت في صحيح البخاري عن ابن عيينه قال قال رجل من الانصار رأيت تسعة أولاد كلهم قد قرءوا القرآن يعني من أولاد عبد الله وفي غير البخاري عن علي بن المديني قال ولد لعبد الله بن أبي طلحة عشرة من الذكور كلهم قرءوا القرآن وروى أكثرهم العلم وروي عن عبد الله ابناه اسحاق وعبد الله وشهد مع علي صفين وقتل بفارس شهيدا رضي الله عنه (تخريجه) (م طل) (باب) (8) (عن ثابت البتانى الخ) هذا الحديث تقدم
147@@@
ما يقوله المصاب عند المصيبة(1/98)
صلى الله عليه وسلم مر بها وهي تبكي على قبر فقال لها اتقي الله واصبري فقالت له اياك عني فانك لا تبالي بمصيبتي قال ولم تكن عرفته فقيل لها إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بها مثل الموت فجاءت إلى بابه فلم تجد عليه بوابا فقالت يا رسول الله اني لم أعرفك فقال ان الصبر عند أول صدمة (باب ما يقول المصاب عن المصيبة) (عن أم سلمة) (1) أن أبا سلمة حدثها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا اصابت أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا اليه راجعون اللهم عندك احتسب مصيبتي فآجرني فيها (2) وابدلني بها خيرا منها فلما قبض أبو سلمة خلفني الله عز وجل في أهلي خيرا منه (وعنها أيضا) (3) قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وانا اليه راجعون اللهم اؤجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها الا أجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها قالت فلما توفي أبو سلمة قلت من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ثم عزم الله عز وجل لي فقلتها اللهم أؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها قالت فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن الحسين بن علي) (4) رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وان طال عهدها (وفي لفظ) وان قدم عهدها فيحدث لذلك استرجاعا (5) الا جدد الله له عند ذلك فأعطاه مثل اجرها يوم اصيب بها
(64) (كتاب المحبة والصحبة)
(باب وجوب محبة الله ورسوله والترغيب في ذلك) (عن أنس بن مالك) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يؤمن أحدكم (7) حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وحتى يقذف(1/99)
بسنده وشرحه وتخريجه في باب تعزية المصاب وثواب صبره الخ من كتاب الجنائز في الجزء الثامن صحيفة 87 رقم 271 فارجع اليه (باب) (1) (سنده) حدثنا روح قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال حدثني ابن عمر عن أبيه عن أم سلمة الخ (غريبه) (2) بمد الهمزة قال في النهاية آجره يوجره إذا أثابه وأعطاه الأجر والجزاء وكذلك أجره (يعني بغير مد الهمزة) بأجره والأمر منهما آجرني وأجرني (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه لأبي داود والحاكم عن أم سلمة وللترمذي وابن ماجه عن أبي سلمة ورمز له بعلامة الصحيح وأخرجه أيضا (طل) عن أبي سلمة (3) (سنده) حدثنا ابن نمير قال ثنا سعد بن سعيد قال أخبرني عمر بن كثير عن أبي سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (م) (4) (سنده) حدثنا يزيد وعباد بن عباد قالا أنبأنا هشام بن أبي هشام قال عباد بن زياد عن أمه عن فاطمه ابنة الحسين عن أبيها الحسين ابن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) قوله في السند (قال عباد بن زياد) معناه أن عبادا قال في روايته أنبأنا هشام بن زياد واما يزيد بن هارون فقد قال في روايته (أنبأنا هشام بن أبي هشام) (غريبه) (5) يعني يقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) (تخريجه) (جه) وفي أسناده هشام بن زياد قال في التقريب متروك قال وقال الامام أحمد وأبو زرعة ضعيف (باب) (6) (سنده) حدثنا روح ثنا شعبة ثنا قتادة عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (7) أي إيمانا كاملا (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله من
148@@@
وجوب محبة الله ورسوله والترغيب في ذلك(1/100)
في النار أحب إليه أن يعود في الكفر بعد أن نجاه الله منه ولا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من ولده ووالده والناس أجمعين (عن زهرة بن معبد (1) عن جده (2) قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال والله أنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا نفسي (3) فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون عنده أحب إليه من نفسه فقال عمر فلأنت الآن والله أحب إلي من نفسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر (4) (عن عبد الله ابن فيروز) (5) الديلمى عن أبيه أنهم أسلموا وكان فيمن أسلم فبعثوا وفدهم غلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعتهم واسلامهم فقبل ذلك رسول الله منهم فقالوا يا رسول الله نحن من قد عرفت (6) جئنا من حيث قد علمت (7) وأسلمنا فمن ولينا ؟ (8) قال الله ورسوله قالوا حسبنا (9) رضينا (عن أبي ذر) (10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد أمتي لي حبا قوم يكونون أو يخرجون بعدي يود أحدهم أنه أعطى أهله وماله (11) وأنه رآني (عن ثوبان) (12) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن(1/101)
رجال الصحيحين وروى الشطر الأخير منه الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم الشيخان والنسائي وابن ماجه وروى معناه الشيخان وغيرهما عن أنس أيضا والامام أحمد بلفظ (ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الايمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله ومن يكره ان يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار) (1) (سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا بن لهيعة عن زهرة بن معبد عن جده الخ (غريبه) (2) جده عبد الله بن هشام (كما صرح بذلك في رواية البخاري) القرشي التيمي له ولأبيه صحبة قال البغوى سكن المدينة (3) ذكر حبه لنفسه بحسب الطبع (4) معناه الآن عرفت فنطقت بما يجب عليك (تخريجه) (خ) وفي اسناده عند الامام احمد بن لهيعة وقد عنعن وهو ضعيف إذا عنعن لكن رواه البخاري من طريق حيوة بفتح المهملة والواو بينهما تحتية ساكنة آخره هاء تأنيث ابن شريح عن زهرة بن معبد به وعلى هذا فالحديث صحيح (5) (سنده) حدثنا يزيد بن عبد ربه قال ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا الأوزاعي عن عبد الله بن فيروز الديلمى عن أبيه الخ (غريبه) (6) يعني أسلمنا دون قومنا (7) جاء في رواية أخرى (ونحن نزول بين ظهرانى من قد علمت) معناه أنهم نزول بين قوم كفار (8) يعني فمن يحفظنا من أذاهم (9) أي كافينا رضينا بذلك (تخريجه) هذا الحديث مختصر من حديث أطول من هذا رواه (د نس) والامام أحمد أيضا وتقدم في الباب الأول من أبواب الأنبذة الجائزة والمحرمة من كتاب الأشربة في الجزء السابع عشر صحيفة 117 رقم 51 فارجع إليه وسكت عنه أبو داود والمنذري (10) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى حدثني أبو صالح عن رجل من بني أسد (ح) ويعلى ثنا يحيى عن ذكوان أبي صالح عن رجل من بني أسد أن أبا ذر أخبره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (11) أي فقد أهله وماله كما في بعض الروايات وفي هذا بيان لشدة حبهم له (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام(1/102)
احمد وقد رواه الامام احمد من طريقين كما هو ظاهر في السند وأورده الهيثمي وقال لم يسم التابعي (يعني الرجل الذي من بني أسد) قال وبقية رجال إحدى الطريقين رجال الصحيح اهـ (قلت) يعني الطريق الأولى وحسنه الحافظ السيوطي (12) (سنده) حدثنا
149@@@
قوله صلى الله عليه وسلم المرء من أحب
العبد ليلتمس مرضاة الله ولا يزال بذلك فيقول الله عز وجل لجبريل إن فلانا عبدي يلتمس أن يرضيني ألا وإن رحمتي عليه فيقول جبريل رحمة الله على فلان ويقولها حملة العرش ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السموات السبع ثم تهبط له إلى الأرض (1) (عن حميد عن أنس) (2) رضي الله عنه قال كان يعجبنا أن يجيئ الرجل من أهل البادية فيسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال يا رسول الله متى قيام الساعة ؟ وأقيمت الصلاة فصلى رسول الله فلما فرغ من صلاته قال أين للسائل عن الساعة ؟ قال أنا يا رسول الله قال وما اعددت لها ؟ قال ما أعددت لها من كثير عمل لا صلاة ولا صيام إلا أني أحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب (وفي رواية فإنك مع من أحببت ولك ما أحببت) قال أنس فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الاسلام بشيء ما فرحوا به (ومن طريق ثان) (3) عن ثابت عن أنس بنحوه وفيه قال أنس فما فرحنا بشيء بعد الاسلام فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم إنك مع من أحببت قال فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر (4) وأنا ارجو ان أكون معهم لحبي إياهم وان كنت لا أعمل بعملهم (باب حب الله عز وجل لعباده الصالحين) (عن أبي هريرة) (5) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا أحب الله عبدا قال يا جبريل اني احب فلانا فأحبوه فينادي جبريل في السموات إن الله عز وجل يحب فلانا فأحبوه فيلقي حبه على أهل الأرض فيحب وإذا أبغض عبدا قال يا جبريل اني ابغض فلانا فأبغضوه فينادي جبريل في السموات ان الله عز وجل يبغض فلانا فأبغضوه(1/103)
فيوضع له البغض لأهل الأرض فيبغض (وعنه من طريق ثان) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله إذا احب عبدا قال لجبريل
محمد بن بكر اتا ميمون (أبو محمد المزني التميمي) ثنا محمد بن عباد عن ثوابان (يعني مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم) الخ (1) المراد بالرحمة في هذا الحديث رضا الله عنه ودعاء الملائكة له وحب أهل الأرض ورحمتهم اياه (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد فقط ثم قال غريب ولم يخرجوه من هذا الوجه اهـ (قلت) وأورده نحوه الهيثمي بزيادة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الآية التي أنزل الله عليكم في كتابه (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) وان العبد ليلتمس سخط الله فيقول الله عز وجل يا جبريل ان فلانا يستسخطنى الاوان غضبي عليه فيقول جبريل غضب الله على فلان وتقول حملة العرش ويقول من دونهم حتى يقوله أهل السموات السبع ثم يهبط إلى الأرض وعزاه للطبراني في الأوسط وقال رجاله ثقات (2) (سنده) حدثنا ابن ابي عدي عن حميد عن أنس (يعني ابن مالك الخ) (3) (سنده) حدثنا يونس ثنا حماد يعني ابن زيد عن ثابت عن أنس بن مالك أن رجلا قال يا رسول الله متى الساعة ؟ قال وماذا اعددت لها ؟ قال لا إلا اني أحب الله ورسوله قال فإنك مع من أحببت قال أنس الخ (غريبه) (4) القائل فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر الخ هو أنس بن مالك كما صرح بذلك عند مسلم (تخريجه) (ق مذ) (باب) (5) (سنده) حدثنا يزيد انا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ثنا سهيل بن ابي صالح سمع أباه قال سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الخ (6) (سنده) حدثنا عبد الرزاق عن معمر
150@@@
ما جاء في حب الله عز وجل لعباده الصالحين(1/104)
اني احب فلانا فأحبه فيقول جبريل لأهل السماء ان ربكم يحب فلانا فأحبوه قال فيحبه أهل السماء قال ويوضع له القبول في الأرض قال وإذا ابغض فمثل ذلك (عن ابي سعيد الخدري) (1) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله إذا رضى عن العبد أثنى عليه (2) سبعة أصناف من الخير (3) لم يعمله وإذا سخط على العبد أثني عليه سبعة أصناف من الشر لم يعمله (حدثنا أسود بن عامر) (4) ثنا شريك عن محمد بن سعد الواسطي عن أبهي طيبة عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المقة (5) من الله قال شريك (6) هي المحبة والقيت من السماء فإذا أحب الله عبدا قال لجبريل إني أحب فلانا فينادي جبريل إن الله عز وجل يمق يعني يحب فلانا فأحبوه أرى شريكا قد قال فينزل له المحبة في الأرض (7) وإذا بغض عبدا قال لجبريل اني ابغض فلانا فأبغضه قال فينادي جبريل إن ربكم يبغض فلانا فأبغضوه قال أرى شريكا قد قال فيجرى له البغض في الأرض (عن أنس) (8) قال كان صبي على ظهر الطريق فمر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناس من أصحابه فلما رأت(1/105)
عن سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) (1) (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة أخبرني سالم بن غيلان أنه سمع دراجا أبا السمح يحدث عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (2) أي أعلم ملائكته فيثنون عليه ثم يقذف ذلك في قلوب أهل الأرض فيثنون عليه (3) جاء ف في الجامع الصغير (بسبعة أصناف من الخير) بزيادة باء موحدة في سبعة في الموضعين قال شارحه المناوى يعني انه يقدر له التوفيق لفعل الخير في المستقبل ويثني عليه به قبل صدوره منه بالفعل (قلت) ويقال عكس ذلك في قوله وإذا سخط على العبد الخ وفيه أن الثناء يستعمل في الخير والشر يقال اثنى علي فلان خيرا واثنى علي فلان شرا (فئدة) يقال الدقاق رحمه الله تعالى بشر الحافى بجمع من الناس فقالوا هذا رجل لا ينام الليل ولا يفطر إلا في كل ثلاثة أيام رة فبكى وقال اني لا أذكر اني سهرت ليلة كاملة ولا صمت يوما لم افطر من ليلته ولكن الله يلقى في القلوب أكبر مما يفعله العبد تفضلا وتكرما (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي وعزاه للامام احمد وابن حبان ورمز له بعلامة الحسن وأورده الهيثمي وفي لفظه عنده (سبعة اضعاف) بدل سبعة أصناف في الموضعين وقال رواه احمد وابو يعلى إلا أنه قال تسعة أضعاف ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم اهـ (قلت) في اسناده دراج عن أبي الهيثم قال في التقريب ضعيف في حديثه عن أبي الهيثم (4) (حدثنا اسود ابن عامر الخ) (غريبه) (5) المقه بكسر الميم وفتح القاف المحبة وقد ومق يمق مقة والهاء فيه عوض عن الواو المحذوفة وبابه الواو (نه) (6) القائل قال شريك هو اسود بن عامر الراوي عن شريك يقول ان لفظ (هي المحبة) من قول شريك (7) يرى اسود بن عامر ان قوله (فينزل له المحبة في الأرض) وكذلك قوله (فيجرى له البغض في الأرض) يرى أن هذه الألفاظ مدرجة من قول شريك لا من الحديث المرفوع ولكن سياق حديث أبي هريرة(1/106)
المتقدم قبل حديث يستفاد منه أن ذلك من الحديث المرفوع والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب طس) ورجاله وثقوا (8) (سنده) حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حميد عن أنس (يعني ابن مالك) قال كان صبي الخ(1/107)
@@@151
الترغيب في محبة الصالحين وصحبتهم
أم الصبي القوم خشيت أن يوطأ ابنها فسعت وحملته وقالت ابني ابني قال فقال القوم يا رسول الله ما كانت هذه لتلقى ابنها في النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ولا يلقى الله حبيبه في النار (باب الترغيب في محبة الصالحين وصحبتهم والجلوس معهم وزيارتهم واكرامهم وعدم إيذائهم) (عن ثابت البناني عن أنس بن مالك) (1) قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الرجل يحب الرجل ولا يستطيع أن يعمل كعمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب فقال انس فما رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحوا بشيء قط الا أن يكون الاسلام ما فرحوا بهذا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنس فنحن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نستطيع أن نعمل كعمله فإذا كنا معه فحسبنا (عن أبي هريرة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله(3) فلينظر أحدكم من يخالط (4) وقال مؤمل من يخالل (عن أبي سعيد الخدري) (5) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تصحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك الا تقي (عن أبي ذر) (6) قال قلت يا رسول الله الرجل يحب القوم لا يستطيع أن يعمل بأعمالهم قال انت يا أبا ذر مع من أحببت ؟ قال قلت فإني أحب الله ورسوله يعيدها مرة أو مرتين (عن عبد الله) (7) قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول أرأيت رجلا أحب قوما ولما يلحق بهم (8) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب (9) (عن أبي موسى) (10) رواية قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
((1/1)
تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) ورجالهما رجال الصحيح اهـ (قلت) هذا الحديث من ثلاثيات الامام أحمد رحمه الله (باب) (1) (سنده) حدثنا هاشم ثنا سليمان عن ثابت البناني الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) بمعناه عن أنس أيضا (2) (سنده) حدثنا عبد الرحمن ومؤمل قالا حدثنا زهير بن محمد قال مؤمل الخراساني ثنا موسى بن وردان عن أبي هريرة الخ (غريبه) (3) أي صاحبه (4) أي فليتأمل أحدكم بعين بصيرته إلى امرئ يريد صداقته فمن رضى دينه وخلقه صادقه والا تجنبه (وقال مؤمل) هو ابن اسماعيل العدوي أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث قال غب روايته فلينظر أحدكم من يخالل بدل من يخالط والمعنى واحد (تخريجه) (د مذ حب) وحسنه الترمذي وقال النووي في رياض الصالحين اسناده صحيح (5) (سنده) حدثنا ابو عبد الرحمن ثنا حيوة اخبرنا سالم بن غيلان أن الوليد بن قيس التجيبي أخبره أنه سمع أبا سعيد الخدري أو عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) (د مذ حب ك) وقال الحاكم صحيح وأقره الذهبي (6) (سنده) حدثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد عن عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر قلت يا رسول الله الخ (تخريجه) (م د جه) (7) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سلمان عن أبي وائل عن عبد الله (يعني ابن قيس) اسم أبي موسى الأشعري (غريبه) (8) معناه أنه لا يستطيع أن يعمل كعملهم (9) قيل المراد هنا من أحب قوما باخلاص فهو في زمرتهم وان لم يعمل عملهم لثبوت التقارب مع قلوبهم وفيه حث على حب الأخيار رجاء اللحاق بهم في دار القرار والخلاص من النار والقرب من الجبار (تخريجه) (ق وغيرهما) (10) (سنده) حدثنا سفيان عن بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن
@@@152
الترغيب في محبة الصالحين وصحبتهم(1/2)
ومثل الجليس الصالح مثل العطار (1) ان لم يحذك من عطره علقك من ريحه (2) ومثل الجليس السوء مثل الكير (3) ان لم يحرقك نالك من شروره والخازن الأمين (4) الذي نؤدي ما أمر به مؤتجرا أحد المتصدقين (ومن طريق ثان) (5) عن أبي كبشة قال سمعت أبا موسى الأشعري يقول على المنبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح كمثل العطار فكر نحوه مختصرا (6) (عن زر بن حبيش) (7) قال وفدت في خلافة عثمان بن عفان وانما حملني على الوفادة لقي أبي بن كعب واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت صفوان بن عسال (رضي الله عنه) فقلت له هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال نعم وغزوت معه اثنتي عشرة غزوة (عن قيس بن سعد بن عبادة) (8) قال أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فوضعنا له غسلا فاغتسل ثم أتينا بملحقة (9) ورسية فاشتمل بها فكأني أنظر إلى أثر الورس على عكنه (10) ثم اتيناه بحمار ليركب فقال صاحب الحمار أحق بصدر حماره (11) فقال يا رسول الله(1/3)
أبي موسى رواية الخ (قلت) أبو موسى هو الاشعري وقوله رواية هكذا جاء بالأصل (غريبه) (1) جاء في رواية كحامل المسك (وقوله ان لم يحذك) كيعطك وزنا ومعنى (2) أي تعلق بثيابك شيء من ريحه وشممت منه رحا طيبة (3) أي نافخ الكير كما صرح بذلك في بعض الروايات والكير بالياء التحتية آلة الحداد الذي ينفخ بها (4) أي الذي يشتغل عند رب المال بالأجرة إذا تصدق بشيء بإذن رب المال (أحد المتصدقين) أي له أجر عند الله كما لرب المال أجر ولا يلزم التساوي في الاجر بل المراد أن الاجر يكون مقسوما بينهما لهذا نصيب بماله ولهذا نصيب بعمله فلا يزاحم صاحب المال العامل في نصيب عمله ولا يزاحم العامل صاحب المال في نصيب ماله أما إذا تصرف العامل في مال غيره بغير اذنه فلا أجر له مطلقا بل عليه وزر بتصرفه في مال غيره بغير اذنه والله أعلم (5) (سنده) حدثنا عفان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عاصم الأحول عن أبي كبشة الخ (6) اي لم يذكر فيه سوى الجليس الصالح والجليس السوء (تخريجه) (ق نس) بدون ذكر الخازن الأمين الخ (7) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا همام ثنا عاصم بن بهدلة حدثني زر بن حبيش الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وحديثه حسن اهـ (قلت) وموضع الدلالة منه أن زر بن حبيش جاء من بلده لا لشيء إلا لملاقاة بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتبرك بهم وفيه منقبة لصفوان بن عسال حيث قد غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة (8) (سنده) حدثنا وكيع ثنا ابن أبي ليلى عن محمد ابن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن محمد بن شرحبيل عن قيس بن سعد الخ (غريبه) (9) بكسرالميم وسكون اللام هي الملاءة وكل شيء تغطيت به فقد التحفت به (وقوله ورسية) بفتح الواو وسكون الراء بوزن شرقية اي مصبوغة بالورس وهو نبت أصفر يصبغ به (10) جمع عكنة كغرفة وغرف وهي الطي في الطن من السمن (11) أي فلا يركب غيره معه عليه الا(1/4)
رديفا الا أن يؤثره فلا يأبى الكرامة (قال ابن العربي) انما كان الرجل أحق بصدر دابته لأنه شرف والشرف حق المالك ولأنه يصرفها في المشي حيث شاء وعلى أي وجه أراد من اسراع وابطاء وطول وقصر بخلاف غير المالك (قلت) فيه دلالة على اكرام الصالحين وحبهم ومبالغة الصحابة في اكرام رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه حتى ان صاحب الحمار تنازل عن حماره وملكه اياه لما علم أن صاحب الحمار احق بصدر حماره لتكون الصدارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه
(م 20 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@153
وعيد من أهان الصالحين – والترغيب في الحب في الله والبغض في الله
فالحمار لك (عن عائشة) (1) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل من أذل لي وليا (2) (وفي رواية من آذى لي وليا) فقد استحل محاربتي وما تقرب الي عبدي بمثل أداء الفرائض وما يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ان سألني أعطيته وان دعاني اجبته ما ترددت عن شيء أنا فاعله (3) ترددي عن وفاته لأنه يكره الموت واكره مساءته (باب الترغيب في الحب في الله والبغض في الله والحث على ذلك) (عن البراء بن عازب) (4) قال كنا جلوسا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال اي عرى (5) الاسلام أوسط ؟ قالوا الصلاة قال حسنة وما هي بها قالوا الزكاة قال حسنة وما هي بها قالوا صيام رمضان قال حسن وما هو به قالوا الحج قال حسن وما هو به قالوا الجهاد قال حسنة وما هو به قال إن أوسط عرى الايمان ان تحب في الله وتبغض في الله (6) (عن أبي ذر) (7) قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتدرون أي الأعمال احب إلى الله ؟ قال قائل الصلاة والزكاة وقال قائل الجهاد قال ان احب الأعمال إلى الله عز وجل الحب في الله والبغض في الله (عن أبي الطفيل) (8) عامر بن واثلة أن رجلا مر على قوم فسلم عليهم فردوا عليه السلام فلما(1/5)
دلالة على تواضعه صلى الله عليه وسلم وكرم أخلاقه (تخريجه) (طب) قال الهيثمي فيه ابن ابي ليلى سيء الحفظ اهـ (قلت) وفي الباب عن بريدة الأسلمي عند الامام احمد وابي داود والترمذي وابن حبان وحسنه الترمذي وتقدم في باب ما يقوله المسافر عند ركوب دابته من أبواب صلاة المسافر صحيفة 72 رقم 1175وعن عمر بن الخطاب عند الامام احمد في الباب المشار إليه رقم 1176 (1) (سنده) حدثنا حماد وأبو المنذر قالا ثنا عبد الواحد مولى عروة عن عروة عن عائشة الخ وفي آخر هذا الحديث قال عبد الله بن الامام احمد قال أبي وقال أبو المنذر قال حدثني عروة قال حدثتني عائشة وقال أبو المنذر آذى لي اهـ (غريبه) (2) الولي هو المؤمن التقي الذي يفعل ما أمر الله به ويجتنب ما نهى الله عنه قال تعالى (ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) (3) معنى التردد هنا بالنسبة لله عز وجل التلطف بعبده المؤمن وليس المراد معناه اللغوي وهو الشك فإن ذلك خاص بالمخلوق لا الخالق تنزه الله عن ذلك (تخريجه) (عل طس هق) وابن عساكر والحكيم والترمذي وأورده الهيثمي مختصرا وقال رواه البزار واللفظ له وأحمد والطبراني في الأوسط وفيه عبد الواحد بن قيس وقد وثقه غير واحد وضعفه غيرهم وبقية رجال أحمد رجال الصحيح ورجال الطبراني في الأوسط رجال الصحيح غير شيخه هارون بن كامل (باب) (4) (سنده) حدثنا اسماعيل ثنا ليث عن عمرو بن مرة عن معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء بن عازب الخ (غريبه) (5) جمع عروة أي احكامه والعروة من الدلو والكرز المقبض الذي يستمسك به (وقوله أوسط) أي أوثق كما صرح بذلك في رواية أخرى أي أحكم وأقرب إلى الوصول إلى الله عز وجل لمن تمسك بها (6) معناه أن تحب الرجل الصالح لكونه صالحا لا لعلة أخرى وتبغض الفاسق لفسقه لا لعلة أخرى (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه ليث بن أبي سليم(1/6)
وضعفه الأكثر (7) (سنده) حدثنا حسين ثنا يزيد يعني ابن عطاء عن يزيد يعني ابن أبي زياد عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده رجل لم يسم (8) (سنده) حدثنا أبو كامل مظفر
@@@154
قصة الرجل الذي ادعى أنه يبغض فلانا في الله عز وجل
جاوزهم قال رجل منهم والله اني لأبغض هذا في الله فقال أهل المجلس فبئس والله ما قلت أما والله لننبئنه قم يا فلان رجل منهم فأخبره قال فأدركه رسولهم فأخبره بما قال فانصرف الرجل حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله مررت بمجلس من المسلمين فيهم فلان فسلمت عليهم فردوا السلام فلما جاوزتهم أدركني رجل منهم فأخبرني أن فلانا قال والله اني لأبغض هذا الرجل في الله فادعه فسله على ما يبغضني ؟ فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما أخبره الرجل فاعترف بذلك وقال قد قلت له ذلك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تبغضه ؟ قال أنا جاره وأنا به خابر والله ما رأيته يصلي صلاة قط إلا هذه الصلاة المكتوبة التي يصليها البر والفاجر قال الرجل سله يا رسول الله هل رآني قط أخرتها عن وقتها أو أسأت الوضوء لها ؟ أو أسأت الركوع والسجود فيها ؟ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال لا ثم قال والله ما رأيته يصوم قط إلا هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر قال فسله يا رسول الله هل رآني قط أفطرت فيه أو انتقصت من حقه شيئا ؟ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا ثم قال والله ما رأيته يعطي سائلا قط ولا رأيته ينفق من ماله شيئا في شيء من سبيل الله بخير الا هذه الصدقة التي يؤديها البر والفاجر قال فسله يا رسول الله هل كتمت من الزكاة شيئا قط أو ما كست فيها طالبها ؟ قال فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال لا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قم ان ادرى (1) لعله خير منك (عن أبي هريرة) (2) عن النبي صلى الله(1/7)
عليه وسلم قال الأرواح جنود مجندة (3) فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف (وعنه ايضا) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أحب وقال هاشم (5) (من سره) أن يجد طعم الايمان فليحب
ابن مدرك ثنا ابراهيم بن سعد ثنا بن شهاب عن أبي الطفيل الخ (غريبه) (1) أي ما ادرى لعله خير منك عند الله عز وجل وفيه ان من حافظ على الفرائض بشروطها وحقوقها كان مقبولا عند الله عز وجل وان لم يزد عليها شيئا من النوافل والله اعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجاله رجال الصحيح إلا مظفر بن مدرك وهو ثقة ثبت (2) (سنده) حدثنا عبد الصمد وحسن بن موسى قالا ثنا حماد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (3) الأرواح التي تقوم بها الاجساد جموع متجمعة وأنواع مختلفة (فما تعارف) أي توافق في الصفات وتناسب في الأخلاق (منها ائتلف) أي ألف قلبه قلب الآخر وان تباعدا (وما تناكر منها) أي لم يتوافق ولم يتناسب (اختلف) أي نافر قلبه قلب الآخر وان تقاربا جسدا فالائتلاف والاختلاف للقلوب والأرواح البشرية التي هي النفوس الناطقة مجبولة على ضرائب مختلفة وشواكل متباينة فكل ما تشاكل منها في عالم الأرواح تعارف في عالم الخلق وكل ما كان غير ذلك في عالم الأرواح تناكر في عالم الخلق فتعارف الأرواح يقع على حسب الطباع التي خطرت عليها من موجبات السعادة أو قضايا الشقاوة فما توافق في الصفات ائتلف وما تباين في ذلك تنافر واختلف والله الموفق (تخريجه) (م د) وأخرجه البخاري عن عائشة والطبراني عن ابن مسعود قال الهيثمي رجال الطبراني رجال الصحيح (4) (سنده) حدثنا محمد يعني ابن جعفر وهاشم قالا ثنا شعبة قال هاشم أخبرني يحيى بن أبي سليم سمعت عمرو بن ميمون وقال محمد عن ابي بلج (بفتح الموحدة وسكون اللام) عن عمرو بن ميمون عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) هاشم احد الراويين اللذين روي
@@@155(1/8)
قوله صلى الله عليه وسلم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا
المرء ولا يحبه لله عز وجل (وعنه أيضا) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يقول أين المتحابون بحلالى (2) اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي (وعنه أيضا) (3) يرفعه قال لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على رأس ذلك أو ملاك ذلك افشوا السلام بينكم (وفي رواية) ألا ادلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ افشوا السلام بينكم (عن عمرو بن الجموح) (4) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحق العبد حق صريح الايمان (5) حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله تبارك وتعالى فقد استحق الولاء من الله تعالى وان أوليائي من عبادي وأحبابي من خلقي الذين يذكرون بذكري (6) واذكرهم بذكرهم (7) (باب ثواب المتحابين في الله وما اعده الله لهم من الأجر العظيم والنعيم المقيم) (عن أبي سعيد الخدري) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المتحابين لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي والغربي فيقال من هؤلاء ؟ فيقال هؤلاء المتحابون في الله عز وجل (عن العرباض بن سارية) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل المتحابون بحلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي (10) (عن أبي أمامة) (11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما أحب عبد عبد الله عز وجل إلا اكرم ربه عز وجل (12)(1/9)
عنهما الامام احمد هذا الحديث يعني انه قال في روايته من سره بدل من أحب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) ورجاله ثقات (1) (سنده) حدثنا فليح عن عبد الله بن عبد الرحمن عن سعيد ابن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (2) بسبب عظمتي ولأجل تعظيمي أو الذين يكون التحابب بينهم لأجل رضا جنابي وجزاء ثوابي قاله في المرقاة (تخريجه) (م وغيره) (3) (وعنه أيضا الخ) هذا الحديث تقدم مثله بسنده وشرحه وتخريجه في أول كتاب السلام والاستئذان في الجزء السابع عشر صحيفة 330 رقم 1 فارجع اليه (4) (سنده) حدثنا الهيثم بن خارجة قال أبو عبد الرحمن وسمعته أنا من الهيثم ثنا رشدين بن سعد عن عبد الله بن الوليد عن ابي منصور ومولى الأنصار عن عمرو ابن الجموح الخ (غريبه) (5) معناه لا يبلغ العبد حقيقة الايمان حتى يحب لله ويبغض لله (6) أي الذين يشتغلون بذكرى عبادتي (7) اي بسبب ذكرهم اياي وذكر الله لعبده رضاه ورحمته واظهار ذلك على الملأ الأعلى (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد وهو منقطع ضعيف (قلت) وكذلك هو عند الطبراني في الأوسط (باب) (8) (سنده) حدثنا علي بن عياش ثنا محمد ابن مطرف ثنا أبو حازم عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله ثقات (9) (سنده) حدثنا هيثم بن خارجة قال ثنا ابن عياش يعني اسماعيل عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن ميسرة عن العرباض بن سارية الخ (10) جاء في الأصل بعد هذه الجملة قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) واحسبني قد سمعته منه ومعناه يظن عبد الله انه سمع هذا الحديث ايضا من هيثم ابن خارجه كما سمعته من أبيه الامام احمد رحمهما الله (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) واسنادهما جيد (11) (سنده) حدثنا ابراهيم بن مهدي ثنا اسماعيل بن عياش عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة الخ (غريبه) (12) اكرام العبد لربه(1/10)
عز وجل امتثال امره واجتناب نواهيه
@@@156
ثواب المتحابين في الله وما أعده الله لهم من الأجر العظيم
(عن سهل بن سعد الساعدي) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن مألفة (2) ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف (عن أبي مسلم الخولاني) (3) قال دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا (وفي رواية حسن الوجه ادعج العينين اغر الثنايا) ساكت فإذا امترى (4) القوم في شيء اقبلوا عليه فسألوه (وفي رواية فإذا اختلفوا في شيء فقال قولا انتهوا إلى قوله) (5) فقلت لجليس لي من هذا ؟ قال هذا معاذ بن جبل فوقع له في نفسي حب فكنت معهم حتى تفرقوا ثم هجرت (6) إلى المسجد فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية فسكت لا يكلمني فصليت ثم جلست فاحتبيت برداء لي ثم جلس فسكت لا يكلمني وسكت لا اكله ثم قلت والله اني لأحبك قال فيم تحبني ؟ قال قلت في الله تبارك وتعالى فأخذ بحبوني فجرني اليه هنية (7) ثم قال ابشر ان كنت صادقا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون (8) والشهداء (وفي رواية) احب انه قال في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله (وفي أخرى) يوضع لهم كراسي من نور يغبطهم بمجلسهم من الرب النبيون والصديقون والشهداء قال فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت فقلت يا أبا الوليد ألا أحدثك بما حدثني معاذ بن جبل في المتحابين ؟ قال فأنا احدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم يرفعه إلى الرب عز وجل قال حقت محبتي (9) للمتحابين وحقت(1/11)
والحب في الله والبغض في الله من الأمور التي حث عليها الشارع فمن أحب انسانا لله عز وجل امتثل أمره وبهذا الاعتبار يكون قد أكرم ربه والله أعلم (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد فقط ورمز له بعلامة الصحيح لكن قال شارحه المناوي رمز لحسنه وهو كما قال أو اعلى فقد قال الهيثمي وغيره رجاله وثقوا اهـ (قلت) يحتمل أن النسخة التي وقعت للمناوي كان الرمز فيها بعلامة الحسن والله أعلم (1) (سنده) حدثنا علي بن بحر ثنا عيسى بن يونس عن الحسن بن ثابت عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي الخ (غريبه) (2) معناه يألف ويؤلف كما جاء في بعض الروايات فو يألف الناس لكرم أخلاقه وسهوله طباعه ونيته وتألفه الناس لأن الإيمان هذبه واما ضعيف الايمان فلا تألفه الناس لسوء خلقه وشذوذ طباعه ولا يألفهم لعدم اقبالهم عليه ومن دواعي التآلف ترك الجدال والمراء وكثرة المزاح والاعتذار عند توهم شيء في النفس (تخريجه) لم أقف عليه من حديث سهل بن سعد لغير الامام احمد وصححه الحافظ السيوطي والهيثمي (3) (سنده) حدثنا كثير بن هشام ثنا جعفر يعني ابن برقان ثنا حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن ابي رباح عن أبي مسلم الخولاني الخ (غريبه) (4) أي اختلفوا في شيء كما صرح بذلك في الرواية الأخرى (5) معناه أطاعوه واقتدوا به (6) بفتح أوله والجيم المشددة أي بكرت قال في النهاية التهجير التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه (7) أي شيئا قليلا (8) الغبطة بالكسر أن تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه وليس بحسد (9) وفي رواية وجبت محبتي الخ معناه أن الله عز وجل أوجب على نفسه محبة المتحابين فيه كما قال تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) (والمتزاورين) الذين يزور بعضهم بعضا لله (والمتباذلين) الذين يبذلون أموالهم ويتصدقون بها ابتغاء مرضاة الله (والمتواصلين) الذين يصل بعضهم
@@@157(1/12)
ثواب المتحابين في الله وما جاء في أن من أحب إنسانا فليخبره
محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتباذلين في وحقت محبتي للمتواصلين في (عن أبي مالك الأشعري) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله فجاء رجل من الاعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ناس ليسوا بانبياء ولا شهدا يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله انعتهم لنا يعني صفهم لنا فسر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسؤال الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله تعالى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (باب من أحب انسانا فليخبره) (عن أنس بن مالك) (2) قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر رجل فقال رجل من القوم يا رسول الله اني لأحب هذا الرجل قال هل أعلمته بذلك ؟ قال لا قال قم فأعلمه قال فقام اليه فقال يا هذا والله اني لأحبك في الله قال أحبك الذي احببتني له (وفي لفظ) قم فأخبره تثبت المودة بينكما (عن أبي ذر) (3) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أحب احدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره انه يحبه لله وقد جئتك في منزلك (4) (باب حقوق الصحبة والمؤاخاة في الله تعالى) (عن ابن عمر) (5) ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ويقول والذي نفس محمد بيده ما تواد اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما (6) وكان يقول للمرء المسلم على أخيه ست يشتمه إذا(1/13)
بعضا كصلة الرحم والأقارب الفقراء ونحو ذلك (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه مالك باسناد صحيح وابن حبان في صحيحه اهـ (قلت) ورواه الطبراني باختصار والبزار بعض حديث عبادة فقط وروى الترمذي طرفا من حديث معاذ وحده ورواه الحاكم بمعناه كما هنا وصححه على شرط الشيخين واقره الذهبي (1) (عن أبي مالك الأشعري الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب جامع صفة الصلاة من كتاب الصلاة في الجزء الثالث صحيفة 151 رقم 478 وأورد المنذري هذا الطرف منه وقال رواه (حم عل) باسناد حسن والحاكم وقال صحيح الاسناد (باب) (2) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب ثنا حسين بن واقد حدثني ثابت البناني حدثني أنس بن مالك الخ (تخريجه) (حب) في صحيحه والحاكم وصححه وأقره الذهبي (3) (سنده) حدثنا احمد بن الحجاج ثنا عبد الله انا بن لهيعة ثنا يزيد بن أبي حبيب ان ابا سالم الجيشاني اتى الى أبي أميه في منزله فقال اني سمعت ابا ذر يقول انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول الخ (غريبه) (4) الظاهر أن قرله وقد جئتك في منزلك مدرج من قوله أبي سالم الجيشاني يخاطب أبا أمية وقد أحبه في الله فأتاه إلى منزله كما سمع الحديث من أبي ذر والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد واسناده حسن اهـ (قلت) ورواه أيضا الضباء المقدسي (باب) (5) (سنده) حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبه) (6) معناه أن الله عز وجل لم يفرق بينهما ماداما على طاعة الله عز وجل
@@@158
ما جاء في حقوق الصحبة والمؤاخاة في الله تعالى(1/14)
عطس ويعوده إذا مرض وينصحه إذا غاب ويشهده ويسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويتبعه اذا مات ونهى عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث (عن الحسن) (1) حدثني رجل من بني سليط قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أزفلة (2) من الناس فسمعته يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى ههنا قال حماد وقال بيده إلى صدره وما تواد رجلان في الله عز وجل فتفرق بينهما الا بحدث يحدثه أحدهما والمحدث شر والمحدث شر (3) (عن أبي ظبية) (4) قال ان شرحبيل بن السمط دعا عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه فقال يابن عبسة هل أنت محدثي حديثا سمعته أنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه تزيد ولا كذب ولا تحدثنيه عن آخر سمعه منه غيرك ؟ قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل يقول قد حقت (5) محبتي للذين يتحابون من اجلي وحقت محبتي للذين يتصافون من أجلي وحقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي وحقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي وحقت محبتي للذين يتنافرون من أجلي (باب الترغيب في زيارة الصاحب وعيادته إذا مرض) (عن ابي هريرة) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خرج رجل يزور أخاه في الله عز وجل في قرية أخرى فأرصد الله عز وجل بمدرجته (7) ملكا فلما مر به قال أين تريد ؟ قال أريد فلانا قال لقرابة ؟ قال لا قال فلنعمة له عندك تربها ؟ (8) قال لا قال فلم تأتيه قال اني احبه في الله قال فإني رسول الله اليك انه يحبك بحبك اياه فيه (وعنه أيضا) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زار المسلم اخاه في الله أوعاده قال الله عز وجل طبت وتبوأت من الجنة منزلا (زاد في رواية)(1/15)
فإذا أحدث أحدهما ذنبا فرق الله بينهما (تخريجه) أورده الهيثمي كله ما عدا النهي عن هجرة المسلم أخاه وقال رواه أحمد واسناده حسن اهـ (قلت) النهي عن ظلم المسلم وخذلانه جاء في الصحيحين وغيرهما وكذلك النهي عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث وقد عقدت لذلك بابا مخصوصا سيأتي في قسم الترهيب (1) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد انا علي بن زيد عن الحسن الخ (وله في طريق أخرى) عند الامام احمد قال حدثنا عفان ثنا المبارك بن فضالة ثنا الحسن أخبرني شيخ من بني سليط قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لا كلمة في سببي أصيب لنا في الجاهلية فذكر نحوه باختصار إلى قوله التقوى هاهنا أي في القلب (غريبه) (2) أي جماعة فقد جاء في الطريق الثانية فإذا هو يحدث القوم وحلقة قد اطافت به (3) كررها ثلاثا للتأكيد ومعناه ان المحدث هو الذي أحدث الشر فهو آثم يعاقب على اثمه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد بأسانيد واسناده حسن ورواه أبو يعلي بنحوه (4) (سنده) حدثنا هاشم حدثني عبد الحميد حدثني شهر حدثني أبو ظبية قال ان شرحبيل الخ (غريبه) (5) أي وجبت وتقدم الكلام على ذلك في شرح حديث أبي مسلم الخولاني قبل باب (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد ورواته ثقات والطبراني في الثلاثة واللفظ له والحاكم وقال صحيح الأسناد (باب) (6) (سنده) حدثنا يزيد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة الخ (غريبه) (7) أي بطريقه (8) بفتح أوله وضم الراء وتشديد الموحدة مضمومة أي تقوم بها وتسعى في صلاحها كما يربي الرجل ولده (تخريجه) (م) والبخاري في الأدب المفرد (9) (سنده) حدثنا موسى بن داود ثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان
@@@159
الترغيب في زيادة الصاحب وعيادته اذا مرض وعيادة المريض مطلقا(1/16)
بعد قوله طبت (وطاب ممشاك) (عن ثوبان) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا عاد الرجل المسلم اخاه المسلم فهو في مخرفة الجنة وفي لفظ فهو في اخراف (2) الجنة حتى يرجع (وعنه من طريق ثان) (3) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة قيل وما خرفة الجنة ؟ قال جناها (باب الترغيب في عيادة المريض مطلقا وثواب ذلك) (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) (4) قال جاء أبو موسى الى الحسن بن علي يعوده فقال له علي اعائدا جئت أم شامتا ؟ (5) قال لا بل عائدا (6) قال فقال له ان كنت جئت عائدا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة (7) الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة فان كان غدوة صلى عليه سبعون الف ملك حتى يمسي وان كان مساءا صلى عليه سبعون الف ملك حتى يصبح (ومن طريق ثانية) (8) عن عبد الله بن نافع قال عاد أبو موسى الأشعري الحسن بن علي فقال له علي اعائدا جئت ام زائرا ؟ فقال أبو موسى بل جئت عائدا فقال علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من عاد مريضا بكرا (9) شيعة سبعون الف ملك كلهم يستغفر له حتى يمسي وكان له خريف في الجنة (10) وان عاده مساءا شيعه سبعون الف ملك كلهم يستغفر له حتى يصبح وكان له خريف في الجنة (عن علي رضي الله عنه) (11)(1/17)
عن عثمان بن أبي سودة عن أبي هريرة الخ (تخريجه) لم اقف عليه من حديث ابي هريرة لغير الامام احمد وله شاهد من حديث انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مامن عبد مسلم اتى أخاه يزوره في الله إلا نادى مناد من السماء ان طبت وطابت لك الجنة والا قال الله تعالى في ملكوت عرشه عبدي زارني وعلى فراه فلم يرض له بثواب دون الجنة) أورده الهيثمي وقال رواه البزار وأبو يعلي ورجال أبي يعلي رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة (1) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عاصم الأحول عن أبي قلابة عن أبي اسماء الرحبي عن ثوبان (يعني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم) الخ (غريبه) (2) جمع خرفة كغرفة هو ما يخترف من نخلها أي يجتنى من الثمر أي لم يزل كأنه في بستان يجتنى منه الثمر شبه ما يحوزه العائد من الثواب بما يحوزه المخترف من الثمر (3) (سنده) حدثنا يزيد انا عياض عن عبد الله بن زيد عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (م وغيره) (باب) (4) (سنده) حدثنا معاوية حدثنا الأعمش عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الخ (غريبه) (5) الظاهر والله أعلم انه كان بين أبي موسى وعلي أو الحسن أمور شخصية حتى قال علي ذلك لأبي موسى (6) لم تمنع الأمور التي كانت بينهما من عيادة أبي موسى للمريض لما يعلمه من الحث عليها وكثرة ثوابها (7) بكسر الخاء المعجمة أي اجتناء ثمر الجنة وتقدم الكلام على ذلك (8) (سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد الله بن نافع الخ (9) بضم الموحدة وفتح الكاف أي مبكرا (10) أي طريق أو بستان من النخل يجنى ثماره (تخريجه) (د مذ جه حب ك) وقال الترمذي حسن غريب وقد روى عن علي موقوفا اهـ ورواه الحاكم مرفوعا كما هنا وقال هذا اسناده صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لأن جماعة من الرواة أوقفوه عن الحكم بن عتيبة ومنصور بن المعتمر عن(1/18)
ابن ابي ليلى عن علي من حديث شعبة عنهما قال وانا على أصلى في الحكم لراوي الزيادة وأقره الذهبي على ذلك (11) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه في باب المشي أمام الجنازة
@@@160
ما جاء في فضل عيادة المريض
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم عاد أخاه إلا ابتعث الله له سبعين ألف ملك يصلون عليه من أي ساعات النهار كان حتى يمسي ومن أي ساعات الليل كان حتى يصبح (ز) (عن علي رضي الله عنه) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عاد مريضا مشى في خراف الجنة فإذا جلس عنده استنقع (2) في الرحمة فإذا خرج من عنده وكل به سبعون ألف ملك يستغفرون له ذلك اليوم (عن أبي هريرة) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل انه قال مرضت فلم يعدني ابن آدم (4) وظمئت فلم يسقني ابن آدم فقلت اتمرض يا رب (5) قال يمرض العبد من عبادي ممن في الأرض فلا يعاد فلو عاده كان ما يعوده لي (6) ويظمأ في الأرض فلا يسقى فلو سقى كان ما سقاه لي (عن هارون بن أبي داود) (7) حدثني أبي قال أتيت أنس بن مالك فقلت يا أبا حمزة ان المكان بعيد ونحن يعجبنا أن نعودك فرفع رأسه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما رجل يعود مريضا فإنما يخوض في الرحمة فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة قال فقلت يا رسول الله هذا(1/19)
وخلفها من كتاب الجنائز في الجزء الثامن صحيفة 15 و 16 رقم 210 (1) (ز) (سنده) حدثنا محمد ابن أبي بكر المقدمي حدثنا سعيد بن سلمة يعني ابن أبي الحسام حدثنا مسلم بن أبي مريم عن رجل من الأنصار عن علي الخ (غريبه) (2) بضم التاء وكسر القاف مبني للمجهول أي استقر فيها كما يستقر النقيع في الماء (تخريجه) الحديث من زوائد عبد الله بن الامام احمد على مسند أبيه ولم اقف عليه لغير عبد الله وسنده ضعيف لأن فيه رجلا لم يسم (3) (سنده) حدثنا موسى بن داود قال ثنا ابن لهيعة عن عبيد الله ابن ابي جعفر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (4) قال العلماء انما اضاف المرض اليه سبحانه وتعالى والمراد العبد تشريفا للعبد وتقريبا له (5) الظاهر من السياق أن القائل (اتمرض يارب) هو النبي صلى الله عليه وسلم (6) قال العلماء في قوله (كان ما يعوده لي) وفي وقوله (كان ما سقاه لي) أي تقربا الي أثيبه عليه (تخريجه) (م) وفي اسناده عند الامام احمد ابن لهيعة وقد عنعن وهذا يقتضى أن يكون الحديث ضعيفا ولكن رواه مسلم بسند آخر ولفظ اثم (قال رحمه الله) حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال أما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده ؟ أما علمت أنك لو عدته لو جدتني عنده (أي وجدت ثوابي وكرامتي) ياابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يارب وكيف اطعمك وانت رب العالمين ؟ قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو اطعمته لو جدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف اسقيك وانت رب العالمين ؟ قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه اما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي اهـ (7) (سنده) حدثنا حسن ابن موسى قال سمعت هلال بن ابي داود الحبطى(1/20)
ابا هشام قال قال أخي هارون بن أبي داود الحبطي أبا هشام قال قال أخي هارون بن أبي داود حدثني أبي قال أتيت أنس بن مالك الخ (تخريجه) أورده المنذري بصيغة التمريض ولم يبين علته وقال رواه احمد ورواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الصغير والأوسط وزاد (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه اهـ) (قلت) في اسناد حديث الباب ابو داود الحبطي قال الهيثمي
(م 21 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@611
قوله صلى الله عليه وسلم عائد المريض يخوض في الرحمة وما يدعى به للمريض
الصحيح الذي يعود المريض فالمريض ماله ؟ قال تحط عنه ذنوبه (عن كعب بن مالك) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا خاض في الرحمة فإذا جلس عنده استنقع فيها (2) وقد استنقعتم ان شاء الله في الرحمة (عن أبي سعيد الخدري) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عودوا المريض وامشوا في الجنائز تذكركم الآخرة (عن أبي أمامة) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائد المريض يخوض في الرحمة ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وركه ثم قال هكذا (5) مقبلا ومدبرا واذا جلس عنده غمرته (6) الرحمة (باب الترغيب في كلمات يدعى بهن للمريض وكلمات يقولهن المريض) (عن ابن عباس) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من عبد مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفى (عن عبد الله بن عمرو بن العاص) (8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء الرجل يعود مريضا قال اللهم(1/21)
ضعيف جدا اهـ ولذلك ذكره المنذري بصيغة التمريض والله أعلم (1) (سنده) حدثنا يونس قال ثنا ابو معشر عن عبد الرحمن بن عبد الله الانصاري قال دخل ابو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم على عمر ابن الحكم بن ثوبان فقال يا أبا حفص حدثنا حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه اختلاف قال حدثني كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (2) أي استقر فيها (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد باسناد حسن والطبراني في الكبير والأوسط ورواه فيهما ايضا من حديث عمرو بن حزم رضي الله عنه وزاد فيه (فإذا قام من عنده فلا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج) واسناده إلى الحسن أقرب (3) (سنده) حدثنا يحيى عن المثنى حدثنا قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) (بز حب) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات (4) (سنده) حدثنا علي بن اسحاق انا عبد الله يعني ابن المبارك انا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الخ (غريبه) (5) أي ثم فعل هكذا يعني أمر يده على فخذه مقبلا ومدبرا لأن القول يطلق على معنى الفعل في كثير من الاحوال ومعناه أنه يخوض في الرحمة إلى وركه (6) أي علته وسترته (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام أحمد والطبراني في الكبير وزاد فيه (ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو يده فيسأله كيف هو وتمام تحيتكم بينكم المصافحة) ورمز له بعلامة الضعف (قلت) قال شارحه المناوى ورواه أيضا ابن منيع والديلمى عن أبي أمامة (قال الهيثمي) فيه عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد وكلاهما ضعيف (تنبيه) جاء في شرح المناوى على الجامع الصغير عبد الله بن زحر وعلي بن يزيد وكلاهما خطأ من الناسخ وتصحيحهما كما ذكرنا عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد يعني الالهانى فتنبه (باب) (7) (سنده) حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة عن يزيد(1/22)
أبي خالد قال سمعت المنهال بن عمرو يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري اهـ (قلت) واقر الذهبي تصحيح الحاكم (8) (سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن احبلى حدثه عن عبد الله بن
@@@621
ما يقول ويفعل عائد المريض
اشف عبدك ينكأ لك (1) عدوا ويمشي لك إلى الصلاة (عن ابي امامة) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تمام عيادة المريض ان يضع أحدكم يده على جبهته أو يده فيسأل كيف هو وتمام تحياتكم بينكم المصافحة (عن عائشة رضي الله عنها) (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد مريضا قال اذهب البأس رب الناس واشف انك انت الشافي ولا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما (عن أم سلمة رضي الله عنها) (4) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حضرتم الميت أو المريض فقولوا خيرا (5) فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون (6) (عن أنس بن مالك) (7) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على اعرابي يعوده وهو محموم فقال كفارة وطهور (8) فقال الأعرابي بل حمى تفور (9) على شيخ كبير تزيره القبور (10) فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه (11)(1/23)
عمرو بن العاص الخ (غريبه) (1) بفتح الياء التحتية وفتح الكاف بينهما نون ساكنة وآخره همرة مجزوم في جواب الأمر ويجوز رفعه على انه خبر لمبتدأ محذوف تقديره فهو ينكأ وفي المصباح نكأت القرحة انكؤها مهموز بفتحتين فشرتها ونكأت في العدو نكئا من باب نفع ايضا لغة في نكيت فيه اتكى من باب رمى والاسم النكاية بالكسر اذا قتلت واثخنت (تخريجه) (د ك حب) وابن السني في عمل اليوم الليلة وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي (2) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد ثنا ابن المبارك وعلي بن اسحاق انا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي امامة الخ (تخريجه) (مذ) وقال اسناده ليس بالقوي ونقل عن البخاري ان عبيد الله بن زحر وكذا القاسم ثقتان لكن علي بن يزيد ضعيف اهـ وقال الحاقظ حديث الترمذي سنده لين اهـ وقال الحافظ السيوطي له شواهد تعضده (منها) عن أبي رهم السمعي عند الطبراني (ومنها) عن أبي هريرة عند البيهق (ومنها) عن عائشة عند ابن السني وغير ذلك والله أعلم (3) (سنده) حدثنا سريج قال ثنا أبو عوانة عن منصور عن ابراهيم عن مسروق عن عائشة الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) (4) (سنده) حدثنا ابو معاوية قال ثنا الأعمش عن شقيق عن أم سلمة الخ (غريبه) (5) كأن يدعو للميت بالرحمة والمغفرة ويأمر أهله بالصبر وعدم الجزع والنوح ويدعو للمريض بالشفا ويبشره بالصحة والعافية ان شاء الله ونحو ذلك (6) ليس هذا آخر الحديث وبقيته قالت فلما مات ابو سلمة اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان أبا سلمة قد مات فقال قولي اللهم اغفر لي وله واعقبني منه عقبى حسنة قالت فأعقبني الله عز وجل من هو خير لي منه محمد صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (م حب ك والأربعة) (7) (سنده) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا أبو ربيعة عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (8) هذا دعاء للمريض بتكفير ذنوبه وطهارته من دنسها (9) أي شديدة(1/24)
الحرارة كحرارة ما في القدر عند فورانه (10) أي تكون سببا في موته (11) جاء عند عبد الرزاق من حديث ابن عباس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنعم إذا ومعناه أنه سيموت بسببها ولهذا تركه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يجد عنده صبرا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد من حديث أنس وسنده جيد وله شاهد عند عبد الرزاق عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على اعرابي يعوده فقال طهور ان شاء الله فقال الاعرابي كلا بل هي حمى تفور على شيخ كبير كيما تزيره
@@@631
النهي عن الجلوس في الطرقات إلا بحقها
(65) (كتاب المجالس وآدابها)
(باب النهي عن الجلوس في الطرقات إلا بحقها) (عن أبي سعيد الخدري) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها قال فأما إذا ابيتم فأعطوا الطريق حقه قالوا يا رسول الله فما حق الطريق ؟ قال غض النضر وكف الأذى (2) ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (عن ابي طلحة الانصاري) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (عن البراء بن عازب) (4) قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على مجلس من الأنصار فقال أن أبيتم الا ان تجلسوا فاهدوا السبيل (5) وردوا السلام واعينوا المظلوم (عن أبي شريح بن عمرو الخزاعي) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والجلوس على الصعدات فمن جلس منكم على الصعيد فليعطه حقه قال قلنا يا رسول الله وما حقه ؟ قال غضوض البصر ورد(1/25)
القبور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنعم إذا (باب) (1) (سنده) حدثنا عبد الرحمن ثنا زهير ابن محمد عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار عن ابي سعيد الخدري الخ (غريبه) (2) يشير إلى السلامة من احتقار الناس والغيبة (تخريجه) (ق وغيرهما) (3) (سنده) حدثنا عفان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عثمان بن حكيم قال حدثني اسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني أبي قال قال أبو طلحة كنا جلوسا بالأفنية فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما لكم ومجالس الصعدات اجتنبوا الصعدات قال قلنا يا رسول الله انا جلسنا لغير ما بأس نتذاكر ونتحدث قال فأعطوا المجالس حقها قلنا وما حقها ؟ قال غض البصر ورد السلام وحسن الكلام (قلت) الأفنية جمع فناء بكسر الفاء ونون ومد وهو المكان المتسع أمام الدار (والصعدات) بضم الصاد والعين المهملتين جمع صعيد وهو المكان الواسع (تخريجه) (م وغيره) (4) (سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن البراء (يعني ابن عازب) الخ (غريبه) (5) أي الضال عن الطريق كالأعمى والجاهل بالطريق ونحو ذلك (تخريجه) (مذ) وحسنه مع أن الحديث منقطع كما صرح بذلك في طريق أخرى للامام احمد قال حدثنا عفان ثنا شعبة انا ابو اسحاق عن البراء قال شعبة ولم يسمعه من البراء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بناس من الانصار فذكره (قلت) وانما حسنه الترمذي لكثرة شواهده الصحيحه والله أعلم (6) (سنده) حدثنا صفوان قال انا عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي شريح بن عمرو الخزاعي الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جدا (فائدة) جاء في أحاديث الباب عند الامام احمد سبع خصال من حقوق الطريق وجاءت حقوق اخرى في أحاديث اخرى غير أحاديث الباب ذكرها الحافظ في شرحه على البخاري ثم قال ومجموع ما في هذه الأحاديث أربعة عشر أدبا وقد نظمتها في ثلاثة أبيات وهي :
((1/26)
جمعت آداب من رام الجلوس على الطريق من قول خير الخلق انسان)
(افش السلام واحسن في الكلام وشمت عاطسا وسلاما رد احسانا )
(في الحمل عاون ومظلوما أعن واغث لهفان واهد سبيلا واهد حيرانا)
@@@641
ما جاء في خير المجالس وشرها
التحية وأمر بمعروف ونهي عن منكر (باب ما جاء في خير المجالس وشرها) (عن عبد الرحمن ابن ابي عمرة) (1) الأنصاري قال أخبر أبو سعيد (2) بجنازة فعاد وقد تخلف حتى إذا أخذ الناس مجالسهم ثم جاء فلما رآه القوم تشذبوا (3) عنه فقام بعضهم ليجلس في مجلسه فقال لا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان خير المجالس اوسعها (4) ثم تنحى وجلس في مجلس واسع (عن أبي عياض) (5) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجلس بين الضح (6) والظل وقال مجلس الشيطان (عن أبي هريرة) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم جالسا في الشمس فقلصت (8) عنه فليتحول من مجلسه (عن أي سعيد الخدري) (9) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المجالس ثلاثة سالم (10) وغانم وشاجب (عن جابر بن عبد الله) (11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المجالس بالأمانة (12) إلا ثلاثة مجالس مجلس يسفك فيه دم حرام ومجلس يستحل فيه فرج حرام ومجلس يستحل فيه مال من غير حق
((1/27)
باب) (1) (سنده) حدثنا أبو عامر ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي حدثني عبد الرحمن ابن أبي عمرة الأنصاري الخ (قلت) قال أبو داود هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرة الأنصاري (2) يعني الخدري رضي الله عنه (3) أي تفرقوا وقام بعضهم ليجلس في مجلسه (4) أي لأنها أبعد من تأذى أهلها وامكن للتفسيح المأمور به (تخريجه) (د ك حب) والبخاري في الأدب المفرد وسكت عنه أبو داود والمنذري وقال النووي في رياض الصالحين اسناده صحيح على شرط البخاري اهـ وصححه الحاكم وأقره الذهبي (5) (سنده) حدثنا بهز وعفان قالا ثنا همام قال عفان في حديثه ثنا قتادة عن كثير عن أبي عياض الخ (غريبه) (6) الضح بفتح المعجمة وتشديد المهملة ضوء الشمس (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير كثير بن أبي كثير وهو ثقة (7) (سنده) حدثنا عفان ثنا عبد الوارث ثنا محمد بن المتكدر عن أبي هريرة الخ (غريبه) (8) بفتحات يقال قلص الظل من باب ضرب ارتفع وقلص الماء اذا ارتفع في البئر (تخريجه) (د حب) ورجاله ثقات (9) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن ابي سعيد الخ (غريبه) (10) أي لم يرتكب فيه ذنب (وغانم) اي اشتمل على جانب من العبادة كذكر وتلاوة قرآن وكل ما هو ممدوح شرعا وشاجب بالجيم أي هالك يقال شجب من باب نصر فهو شاجب وشجب من باب فرح فهو شجب والمعنى أما سالم من الاثم واما غانم للأجر واما هالك آثم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وهو حديث ضعيف لأن في اسناده دراج عن أبي الهيثم ودراج صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعيف كما في التقريب وغيره (11) حدثنا سريج بن النعمان ثنا عبد الله بن نافع عن ابن أبي ذئب عن ابن أخي جابر بن عبد الله عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه) (12) بالأمانة متعلق بمحذوف أي المجالس انما تحسن أو حسن المجالس وشرفها بأمانة حاضريها على ما يقع من قول أو فعل (قال القاضي عياض) يزيد أن المؤمن ينبغي إذا(1/28)
حضر مجلسا ووجد أهله على منكر أن يستر عوراتهم ولا يشيع ما يرى منهم (إلا ثلاثة) اي إلا أن يكون أحد هذه الثلاثة فإنه فساد كبير واخفاؤه إضرار عظيم (تخريجه) (د) وحسنه الحافظ السيوطي وقال المنذري ابن اخي جابر مجهول قال وفيه ايضا عبد الله بن نافع الصائغ روى له مسلم وغيره وفيه كلام
@@@651
ما جاء في آداب تختص بالقادم على المجلس
(عن عبد الله بن عمرو) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم جلسوا مجلسا لم يذكروا الله فيه إلا رأوه حسرة يوم القيامة (عن أبي هريرة) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله عز وجل ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم الا كان عليهم حسرة يوم القيامة وان دخلوا الجنة للثواب (3) (وعنه أيضا) (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما اجتمع قوم ثم تفرقوا لم يذكروا الله كأنما تفرقوا عن جيفة حمار (5) (باب آداب تختص بالقادم على المجلس) (عن جابر بن سمرة) (6) قال كنا إذا جئنا إليه يعني النبي صلى الله عليه وسلم جلس احدنا حيث ينتهي (عن ابن عمر) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا (عن أبي هريرة) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ولكن افسحوا يفسح الله لكم (عن سعيد بن أبي الحسن البصري) (9) يحدث عن أبي بكرة أنه دعى إلى شهادة مرة فجاء إلى البيت فقام له رجل من مجلسه فقال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام الرجل للرجل من مجلسه أن يجلس فيه وعن أن يمسح الرجل يده بثوب من لا يملك (عن أبي الخصيب) (10) قال كنت قاعدا فجاء ابن عمر فقام رجل من مجلسه له فلم يجلس فيه وقعد(1/29)
وقال الزين العراقي وابن أخيه غير مسمى عنده (1) (سنده) حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا شداد ابو طلحة الراسي سمعت أبا الوازع جابر بن عمرو يحدث عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (تخريجه) لم أقف عليه من حديث عبد الله بن عمرو لغير الامام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح (2) (سنده) حدثنا عبد الرحمن عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه) (3) أي الثواب على أعمال أخرى ولكنهم يتحسرون بسبب تفريطهم في ذكر الله تعالى وذلك لما يظهر لهم في موقف الحساب من أجور العامرين لمجالسهم بذكر الله تعالى (تخريجه) (حب ك) وصححه المنذري والحاكم وأقره الذهبي (4) (سنده) حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن محمد بن عمرو بن علقمة عن رجل عن أبي هريرة الخ (غريبة) (5) أي مثلها في النتن وفي هذا التشبيه غاية التنفير عن ترك ذكر الله تعالى في المجالس وانه ينبغي لكل احد ان لا يجلس فيه ولا يلامس أهله وان يفر عنه كما يفر عن جيفة الحمار (تخريجه) (د مذ حب ك) وحسنه الترمذي صححه الحاكم وأقره الذهبي وقال النووي في الأذكار والرياض اسناده صحيح (باب) (6) (سنده) حدثنا اسود بن عامر ثنا شريك عن سماك عن جابر بن سمرة الخ (تخريجه) (د نس مذ طل) وقال الترمذي حسن غريب (7) (سنده) حدثنا يحيى عن عبيد الله اخبرني نافع عن ابن عمر الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) زاد في رواية وكان ابن عمر اذا قام له رجل من مجلسه لم يجلس فيه (8) (سنده) حدثنا يونس ثنا فليح عن أيوب بن عبد الرحمن عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وقال تفرد به احمد اهـ (قلت) وسنده حسن (9) (سنده) حدثنا هاشم بن القاسم ثنا شعبة عن عبد ربه بن سعيد قال سمعت مولى لآ أبي موسى الأشعري يكنى أبا عبد الله قال سمعت سعيد ابن أبي الحسن البصري يحدث عن أبي بكرة الخ (تخريجه) (د طل ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (10) ((1/30)
سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عقيل بن طلحة سمعت ابا الخصيب قال كنت
@@@661
ما جاء في آداب تختص بمن في المجلس
في مكان آخر فقال الرجل ما كان عليك لو قعدت فقال لم أكن أقعد في مقعدك ولا مقعد غيرك بعد شيء شهدته من رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام له رجل من مجلسه فذهب ليجلس فيه فهناه رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن أبي المليح) (1) أنه قال لأبي قلابة دخلت أنا وأبوك على ابن عمر فدثنا أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى له وسادة من أدم (2) حشوها ليف فلم أقعد عليها بقيت بيني وبينه (عن سعيد المقبري) (3) قال جلست الى ابن عمر ومعه رجل يحدثه فدخلت معهما فضرب بيده صدري وقال أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا تناجى اثنان فلا تجلس اليهما حتى تستأذنهما (باب آداب تختص بمن في المجلس)(عن عبد الله) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج (5) اثنان دون صاحبهما فان ذلك يحزنه (وفي لفظ) لا يتسار اثنان دون الثالث (عن ابن عمر) (6) قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتناجى اثنان دون الثالث اذا لم يكن معهم غيرهم قال ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخلف الرجل الرجل في مجلسه وقال إذا رجع فهو أحق به (وعنه أيضا) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كنتم ثلاثة فلا ينتجى اثنان دون صاحبهما قال قلنا فان كانوا اربعا (8) قال فلا يضر (عن جابر ابن عبد الله) (9) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حدث في مجلس بحديث ثم التفت (10) فهي امانة(1/31)
قاعدا الخ (قلت) الخصيب بوزن الخطيب اسمه زياد بن عبد الرحمن كما صرح بذلك أبو داود في سننه (تخريجه) (د طل) وسنده صحيح (1) (سنده) حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد حدثنا خالد الحذاء أن أبا المليح قال لأبي قلابة الخ (غريبة) (2) بفتح الهمزة والدال المهملة الجلد وهو اسم جمع الواحد اديم أو هو جمع واحدته (ادمة) (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله ثقات (3) (سنده) حدثنا سريج حدثنا عبد الله (يعني ابن عمر العمرى) عن سعيد المقبري الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد ورجاله ثقات (باب) (4) (سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) أي لا يتحدثان سرا بحضور الثالث وقد بين العلة بأن ذلك يحزنه (تخريجه) (ق مذ جه طل) (6) (سنده) حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن اسحاق نافع عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم اقف عليه بهذا السياق لغير الامام احمد والطرف الأول منه تقدم معناه في الحديث السابق الذي رواه الشيخان وغيرهما والطرف الثاني أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) ورجاله ثقات إلا أن ابن اسحاق مدلس اهـ (قلت) ابن اسحاق ثقة امام يحتج بحديثه إذا صرح بالتحديث أما اذا عنعن فلا يحتج بحديثه لأنه منهم بالتدليس وقد عنعن في هذا الحديث لكن له شواهد كثيرة في الصحيحين وغيرهما تؤيده (7) (سنده) حدثنا يحيى عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (8) القائل (قلنا فإن كانوا اربعا) هو أبو صالح الراوي عن ابنعمر فقد جاء في سنن أبي داود (وقال ابو صالح وهو ذكوان السماني) فقلت لابن عمر فأربعة ؟ قال لا يضرك (تخريجه) (د) قال المنذري وقد اخرجه البخاري ومسلم من حديث نافع عن ابن عمر (9) (سنده) حدثنا ابو عامر ثنا ابن ابي ذئب عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن(1/32)
عبد الله الخ (غريبة) (10) في التفاته
@@@671
ما جاء في آداب تختص بمن في المجلس
(عن أبي هريرة) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به (عن وهب بن حذيفة) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قام الرجل من مجلسه فرجع اليه فهو أحق به وان كانت له حاجة فقام اليها ثم رجع فهو أحق به (عن جابر بن سمرة) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه خرج على أصحابه (وفي رواية دخل المسجد وهم حلق) فقال مالي اراكم عزبن وهم قعود (عن أبي مجلز عن حذيفة) (4) في الذي يقعد في وسط الحلقة قال مامون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أو لسان محمد صلى الله عليه وسلم (عن حرملة العنبري) (5) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أوصني قال اتق الله واذا كنت في مجلس فقمت منه فسمعتهم يقولون ما يعجبك فأنه وإذا سمعتهم يقولون ما تكره فاتركه (عن الشريد بن سويد) (6) قال مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا جالس هكذا وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية (7) يدي فقال أتقعد قعدت المغضوب عليهم(1/33)
إعلام لمن يحدثه انه يخاف أن يسمع حديثه أحد آخر وأنه خصه بسره فكأن الالتفات قائم مقام قوله اكتم هذا عني وهو أمانة عندك والله أعلم (تخريجه) (د) قال المنذري وأخرجه الترمذي وقال حسن انما نعرفه من حديث ابن ابي ذئب هذا آخر كلامه وفي اسناده عبد الرحمن بن عطاء المدني قال البخاري عنده مناكير وقال ابو حاتم الرازي شيخ قيل له ادخله البخاري في كتاب الضعفاء قال يحول من هناك وقال الموصلى عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر لا يصح اهـ كلام المنذري (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (م وغيره) (2) (سنده) حدثنا عفان قال ثنا خالد الواسطى قال ثنا عمرو بن يحيى عن محمد بن يحيى عن عمه واسع ابن حبان عن وهب بن حذيفة الخ (تخريجه) (مذ) وصححه (3) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان قال سمعت المسيب بن رافع يحدث عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة الخ (تخريجه) (م د) (4) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال ثنا قتادة عن أبي مجلز عن حذيفة (يعني اليمان) في الذي يقعد الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم بنحوه وقال صحيح على شرطهما (5) (سنده) حدثنا روح ثنا قرة بن خالد عن ضرغامة بن علية بن حرملة العنبري قال حدثني أبي عن أبيه (يعني حرملة العنبري) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (طل) والبخاري في الأدب المفرد قال ابن حبان حرملة بن اياس (يعني العنبري) له صحبة عداده في اهل البصرة وحديثه في الأدب المفرد للبخاري ومسند أبي داود الطيالسي وغيرهما باسناد حسن (قلت) يعني حديث الباب وقد ينسب لجده فيقال حرملة بن اياس (قلت) جاء في الاصابة حرملة بن عبد الله ابن اياس وقيل ابن اوس العنبري (6) (سنده) حدثنا علي بن بحر حدثنا عيسى بن يونس انا ابن جريح عن ابراهيم بن ميسرة عن عمرو بن شريد عن ابيه الشريد بن سويد قال(1/34)
مربى الخ (غريبه) (7) الية اليد بفتح الهمزة وسكون اللام هي اللحمة التي في أصل الابهام وقال الاصمعي الآلية أصل الابهام والضرة (بفتح المعجمة وتشديد الراء مفتوحة) التي تقابلها اهـ ومنه حديث البراء السجود على أليتي الكف قال الزمخشري أراد اليتي الابهام وضرة الخنصر فغلب كقولهم العمران والقمران (تخريجه) (د ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وسكت عنه أبو داود والمنذري فهو صالح وأورده المنذري في الترغيب والترهيب
@@@681
النهي عن وضع احدى الرجلين على الاخرى عند الجلوس أو الاستلقاء
(عن جابر بن سمرة) (1) قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فرأيته متكئا على وسادة (عن جابر) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جلس أو استلقى احدكم فلا يضع رجليه احداهما على الأخرى (عن سمرة) (3) قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتدل في الجلوس وأن لا نستوفز (4) (عن أبي النضر) (5) أن أبا سعيد كان يشتكي رجليه فدخل عليه اخوه (6) وقد جعل احدى رجليه على الأخرى وهو مضطجع فضربه بيده على رجله الوجعية فأوجعه فقال أوجعتني أو لم تعلم أن رجلى وجعة ؟ قال بلى قال فما حملك على ذلك ؟ قال أولم تسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن هذه (7) (باب أذكار تقال عند القيام من المجلس) (عن اسماعيل بن عبد الله بن جعفر) (8) قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من انسان يكون في مجلس فيقول حين يريد أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس فحدثت هذا الحديث (9) يزيد بن خصيفة قال هكذا حدثني السائب بن يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن أبي برزة الأسلمي) (10) قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بآخرة (11) إذا طال المجلس فقام قال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت استغفرك(1/35)
وقال رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وزاد قال ابن جريح (وضع راحتيك على الأرض) (1) (سنده) حدثنا وكيع ثنا اسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله ثقات (2) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن الأخنس عن أبي الزبير عن جابر (يعني ابن عبد الله) عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (د) قال المنذري وأخرجه مسلم والترمذي مختصرا ومطولا (قلت) وأخرجه أبو داود والحاكم كما هنا وصححه الحاكم وأقره الذهبي (3) (سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا سعيد بن بشير ثنا قتادة عن الحسن عن سمرة (يعني ابن جندب) الخ (غريبه) (4) قال في القاموس استوفر في قعدته انتصب فيها غير مطمئن أو وضع ركبتيه ورفع اليتية أو استقل على رجليه ولما يستو قائما وقد تهيأ للوثوب اهـ (تخريجه) لم اقف عليه لغير الامام أحمد وفي اسناده سعيد بن بشير ضعيف (5) (سنده) حدثنا يونس ثنا ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي النضر أن ابا سعيد الخ (قلت) أبو سعيد هو الخدري رضي الله عنه (غريبه) (6) يعني أخاه لأمه قتادة بن النعمان وهو الذي ضرب أبا سعيد كما جاء عند الحاكم (7) قال الخطابي يشبه أن يكون انما نهى عن ذلك من اجل انكشاف العورة اذا كان لباسهم الازر دون السراويلات والغالب أن ازرهم غير سابغة والمستلقي إذا رفع احدى رجليه على الأخرى مع ضيق الازار لم يسلم أن ينكشف شيء من فخذه والفخذ عورة فإذا كانت الازار سابغا أو كان لابسه عن التكشف متوقيا فلا بأس به والله أعلم (تخريجه) (ك) وسنده عند الامام احمد جيد (باب) (8) (سنده) حدثنا يونس ثنا ليث عن يزيد يعني ابن الهاد عن اسماعيل بن عبد الله بن جعفر الخ (غريبه) (9) القائل فحدثت هذا الحديث الخ هو اسماعيل بن عبد الله بن جعفر وبهذا صار الحديث مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجالهما رجال الصحيح (10) (سنده) حدثنا عبد الله بن(1/36)
نمير انبأنا حجاج عن أبي هاشم الواسطي عن ابي برزة الأسلمي الخ (غريبه) (11) بمد الهمزة
(م 22 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@691
أذكار تقال عند القيام من المجلس وما جاء في العزلة
وأتوب إليك فقال له بعضنا إن هذا قول ما كنا نسمعه منك فيما خلا (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا (2) كفارة ما يكون في المجلس (عن أبي هريرة) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جلس في مجلس كثر فيه لغطه (4) فقال قبل أن يقوم سبحانك ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت استغفرك ثم اتوب اليك الا غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك (عن عروة عن عائشة) (5) رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلسا أو صلى تكلم بكلمات فسألته عائشة عن الكلمات فقال ان تكلم بخير كان طابعا عليهن (6) إلى يوم القيامة وان تكلم بغير ذلك (7) كان كفارة سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك (باب هل الافضل العزلة عن الناس أو الاختلاط بهم) (عن أبي أمامة) (8) قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية من سراياه قال فمر رجل بغار فيه شيء من ماء قال فحدث نفسه بأن يقيم في ذلك الغار فيقوته ما كان فيه من ماء ويصيب ما حوله من البقلى ويتخلى من الدنيا ثم قال لو أني أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فإن اذن لي فعلت والا لم أفعل فأتاه فقال يانبي الله اني مررت بغار فيه ما يقوتني من الماء والبقل فحدثني نفسي بأن اقيم فيه واتخلى عن الدنيا قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لم ابعث باليهودية ولا النصرانية ولكن بعثت بالحنيفية السمحة والذي نفس محمد بيده لغدوة أو روحة في سبيل الله (9) خير من الدنيا وما فيها ولمقام أحدكم الصف (10) خير من صلاته ستين سنة (عن ابن عمر) (11) يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم اعظم أجرا من الذي لا يخالطهم(1/37)
وفتح المعجمة أي في آخر جلوسه أو في آخر عمره صلى الله عليه وسلم (1) أي فيما مضى من مدة عمرك والسؤال لتحقيق فائدته (2) أي هذا القول كفارة ما يكون في المجلس يعني من لغظ أو غيبة أو نحو ذلك (تخريجه) (د نس) وسكت عنه أبو داود والمنذري (3) (سنده) حدثنا حجاج قال قال ابن جريج اخبرني موسى بن عقبة عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة الخ (4) اللغظ بفتحتين من باب نفع قال في المصباح وهو كلام فيه جلبة واختلاط ولا يتبين وفي النهاية اللغظ صوت وضجه لا يفهم معناه (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب (5) (سنده) حدثنا ابو سلمة ثنا خالد بن سلمان الحضرمي عن خالد بن أبي عمران عن عروة عن عائشة الخ (غريبه) (6) الطابع بالفتح الخاتم يريد أنه يختم عليها وترفع كما يفعل الانسان بما يعز عليه أي تحفظ إلى يوم القيامة (7) جاء في بعض الروايات (وان تكلم بشر) الخ (تخريجه) (نس ك هق) وابن ابي الدنيا ورجاله ثقات (باب) (8) (سنده) حدثنا أبو المغيرة ثنا عفان عن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم (يعني ابن عبد الرحمن) عن أبي امامة الخ (غريبة) (9) يعني في الجهاد في سبيل الله (10) أي في الصلاة مع الجماعة والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك لهذا الرجل لأنه رآى منه النفع في الجهاد ولا ضرر عليه في الخلط (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والطبراني وفيه علي بن يزيد الالهاني وهو ضعيف (11) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قال حدثنا شعبة سمعت سليمان الأعمش وقال حجاج عن
@@@701
ثواب من قام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(1/38)
ولا يصبر على أذاهم (1) (وفي رواية) خير من الذي لا يخالطهم (عن أبي سعيد الخدري) (2) قال قال رجل يا رسول الله اي الناس أفضل ؟ قال مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله قال ثم من قال ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب (3) يعبد ربه عز وجل ويدع الناس من شره (4)
(كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
(باب الترغيب فيه وما جاء في فضله وثواب فاعله) (عن أبي أمامة) (5) قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرمي الجمرة فقال يا رسول الله أي الجهاد أحب إلى الله عز وجل ؟ قال فسكت عنه حتى إذا رمى الثانية عرض له فقال يا رسول الله اي الجهاد أحب إلى الله عز وجل ؟ قال فسكت عنه ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اذا اعترض في الجمرة الثالثة عرض له فقال يا رسول الله أي الجهاد أحب إلى الله عز وجل ؟ قال كلمة حق تقال لامام جائر قال محمد بن الحسن (6) في حديثه وكان الحسن يقول لامام ظالم (عن طارق) (7) قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي الجهاد أفضل ؟ قال كلمة حق عند امام (وفي رواية سلطان) جائر(1/39)
الأعمش يحدث عن يحيى بن وثاب عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال وأراه ابن عمر قال حجاج قال شعبة قال سليمان وهو ابن عمر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (1) قال حجة الاسلام الامام الغزالي وللناس خلاف طويل في العزلة والمخالطة أيهما أفضل مع أن كلا منهما لا ينفعك من غوائل تنفر عنها وفوائد تدعوا اليها وميل أكثر العباد والزهاد إلى اختيار العزلة وميل الشافعي واحمد إلى مقابلة واستدل كل لمذهبه بما يطول والانصاف ان الترجيح يختلف باختلاف الناس فقد تكون العزلة لشخص أفضل والمخالطة لآخر أفضل فالقلب المستعد للاقبال على الله المنتهى لاستغراقه في شهود الحضرة العزلة له أولى والعالم بدقائق الحلال والحرام مخالطته للناس ليعلمهم وينصحهم في دينهم أولى وهكذا الا ترى إلى تولية النبي صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد وعمر بن العاص وغيرهما من امرائه وقوله لأبي ذر اراك رجلا ضعيفا واني احب لك ما احب لنفسي لا تتأمر على اثنين في الحديث (تخريجه) (مذ جه) والبخاري في الأدب المفرد وحسن اسناده الحافظ (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهرى عن عبيد الله ابن عبد الله أو عطاء بن يزيد معمر شك عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (3) قال النووي الشعب ما انفرج بين الجبلين وليس المراد نفس الشعب بل المراد الانفراد والاعتزال وذكر الشعب مثالا لأنه خال عن الناس غالبا (5) أي فلا يخاصمهم ولا ينازعهم في شيء (تخريجه) (ق ك والأربعة) باب (4) (سنده) حدثنا محمد بن الحسن بن انس ثنا جعفر يعني ابن سليمان عن معلى بن زياد عن أبي غالب عن أبي أمامة ح وثنا روح ثنا حماد عن أبي غالب عن أبي امامة الخ (غريبة) (6) يعني المذكور في السند الأول لأن الامام احمد رحمه الله ذكر هذا الحديث بسندين مفصولا بينهما بحرف حاء كما ترى في السند قال محمد بن الحسن في حديثه (وكان الحسن) الظاهر ان الحسن (يعني) البصري قال في غير هذا(1/40)
الحديث (لامام ظالم) بدل لفظ (لامام جائر) المذكور في حديث الباب والمعنى واحد (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه ابن ماجه باسناد صحيح (7) (سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن علقمة عن طارق
@@@711
وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحث عليه والتشديد في تركه
(عن عبد الرحمن بن الحضري) (1) قال أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان من امتي قوما (2) يعطون مثل اجور أو لهم (3) ينكرون المنكر (4) (باب وجوبه والحث عليه والتشديد فيه) (عن عبد الله) (5) قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة حمراء قال عبد الملك (أحد الرواة) من أدم في نحو من أربعين رجلا (وفي رواية جمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربعون) قال عبد الله (يعني ابن مسعود) فكنت آخر من أتاه فقال انكم مفتوح عليكم منصورون ومصيبون فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر وليصل رحمه من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومثل الذين يعين قومه على غير الحق كمثل بعير ردى في بئر فهو ينزع منها بذنبه (عن أسامة بن زيد) (6) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور بها في النار كما يدور الحمار بالرحى قال فيجتمع أهل النار عليه فيقول يا فلان أما كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ قال فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف فلا آتيه وانهي عن المنكر وآتيه (عن طارق بن شهاب) (7) قال أول من قدم الخطبة قبل الصلاة مروان فقام رجل فقال يا مروان خالفت السنة قال ترك ما هناك يا أبا فلان فقال أبو سعيد (الخدري رضي الله عنه) أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان (عن حذيفة بن اليمان) (8) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن(1/41)
بالمعروف ولتنهون
(يعني ابن شهاب) الخ (تخريجه) قال المنذري رواه النسائي باسناد صحيح (1) (سنده) حدثنا يزيد بن الحباب قال أخبرني سفيان عن عطاء بن السائب قال سمعت عبد الرحمن بن الخضرمي يقول أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول الخ (غريبه) (2) أي جماعة لهم قوة في الدين (3) أي يثيبهم الله مع تأخر زمنهم مثل اثابة الأولين من الصدر الأول الذين نصروا الاسلام واسسوا قواعده (4) أي ما أنكره الشرع ولا يخافون في الله لومة لائم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وقال الهيثمي فيه عطاء بن السائب سمع منه الثوري في الصحة وعبد الرحمن الحضرمي لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح (باب) (5) (سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو ومؤمل قالا حدثنا سفيان عن سماك عن عبد الرحمن (يعني ابن عبد الله بن مسعود) عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال انتهيت الخ (تخريجه) (مذ) ما عدا قوله ومثل الذي يعين قومه الخ وقال حديث حسن صحيح وأخرج أبو داود وابن ماجه منه الجزء المختص بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (6) (عن أسامة بن زيد الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب من تعلم علما وكتمه من كتاب العلم في الجزء الأول صحيفة 163 رقم 41 فارجع اليه وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما (7) (عن طارق ابن شهاب الخ) هذا مختصر حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب خطبة العيدين في الجزء السادس صحيفة 151 رقم 1660 وتقدم الكلام عليه مستوفي هناك (8) (سنده) حدثنا سليمان الهاشمي انا اسماعيل يعني ابن جعفر اخبرني عمرو يعني ابن ابي عمرو عن عبد الله بن عبد الرحمن الاشهلى
@@@721
وعيد من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر(1/42)
عن المنكر (1) أو ليوشكن الله (2) أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم (3) (عن عائشة رضي الله عنها) (4) قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه ان قد حفزه شيء فتوضأ ثم خرج فلم يكلم أحدا فدنوت من الحجرات فسمعته يقول يا أيها الناس ان الله عز وجل يقول مروا بالمعروف وانوا عن المنكر من قبل أن تدعوني فلا أجيبكم وتسألوني فلا أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم (عن أبي الرقاد) (5) قال خرجت مع مولاي وأنا غلام فدفعت إلى حذيفة (6) وهو يقول ان كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصير منافقا واني لاسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتحاضن (7) على الخير أو ليسحتنكم الله جميعا بعذاب أو ليؤمرن عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم (عن عبادة بن الصامت) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهدوا الناس في الله تبارك وتعالى القريب والبعيد ولا تبالوا في الله لومة لائم واقيموا حدود الله في الحضر والسفر (عن أبي سعيد الخدري) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقرن (10)(1/43)
عن حذيفة بن اليمان الخ (غريبة) (1) قال في النهاية المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والاحسان إلى الناس وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات وهو من الصفات الغالبة أي أمر معروف بين الناس اذا رأوه لا ينكرونه والمعروف النصفة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس والمنكر ضد ذلك جميع (2) اي ليسرعن (3) المعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم يقسم ان أحد الأمرين واقع إما الامر والنهي منكم وإما انزال العذاب من ربكم ثم عدم استجابة الدعاء له في دفعه عنكم بحيث لا يجتمعان ولا يرتفعان فإن كان الأمر والنهي لم يكن عذابا وان لم يكونا كائن عذاب عظيم (تخريجه) (مذ) وحسنه وذكره المنذري في الترغيب والترهيب ونقل تحسين الترمذي له وأقره وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبزار والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة (4) (سنده) حدثنا ابو عامر ثنا هشام يعني ابن سعد عن عثمان بن عمرو بن هانئ عن عاصم بن عمر ابن عثمان عن عروة عن عائشة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) وفيه عاصم بن عمر أحد المجاهيل اهـ (قلت) وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (جه حب) في صحيحه كلاهما من رواية عاصم بن عمر بن عثمان عن عروة اهـ (5) (سنده) حدثنا عبد الله بن نمير ثنا رزين الجهني حدثنا أبو الرقاد (بضم الراء) قال خرجت مع مولاي الخ (غريبة) (6) يعني ابن اليمان رضي الله عنه (7) اي يحض بعضكم بعضا على فعل الخير (أو ليسحتنكم) من السحت بضم السين المهملة وهو الهلاك والاستئصال (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد بهذا اللفظ وسنده جيد (8) (عن عبادة بن الصامت الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في أول باب فرض الخمس من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 74 رقم 235 بعضه في المتن وبعضه في الشرح (9) (سنده) حدثنا ابن نمير انبأنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البخترى(1/44)
عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبة) (10) بفتح أوله وسكون المهملة وكسر القاف أي لا يستصغرن أحدكم نفسه وجاء عند ابن ماجة قالوا يا رسول الله
@@@731
قوله صلى الله عليه وسلم لا يمنعن رجلا منكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه وعلمه
أحدكم نفسه أن يرى أمرا عليه فيه مقالا ثم لا يقوله (1) فيقول الله ما منعك أن تقول فيه (2) فيقول رب خشيت الناس فيقول وأنا أحق أن يخشى (3) (وعنه أيضا) (4) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تبارك وتعالى ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول ما منعك إذ رأيت المنكر تنكره ؟ فإذا لقن الله عبدا حجته قال يا رب وثقت بك (5) وفرقت من الناس (وعنه أيضا) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يمنعن رجلا منكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه وعلمه (وفي رواية) إذا رآه أو علمه أو رآه أو سمعه (زاد في رواية) فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو يذكر بعظيم (عن أبي ذر) (7) قال بايعني رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا واوثقني سبعا واشهد على تسعا اني لا أخاف في الله لومة لائم الحديث (باب هلاك كل أمة لم تقم بهذا الواجب) (عن اسماعيل بن أبي خالد) (8) عن قيس قال قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الناس اذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه (عن عبد الله) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقعت بنو اسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسهم في مجالسهم قال يزيد (10) احسبه قال واسواقهم(1/45)
كيف يحقر أحدنا نفسه ؟ (1) هذه الجملة جواب السؤال المصرح به عند بن ماجه والمعنى أن يرى أمرا منكرا يجب عليه انكاره لله ثم لا ينكره (2) أي ما منعك أن تنكر المنكر وجاء عند ابن ماجه فيقول الله عز وجل له يوم القيامة ما منعك أن تقول في كذا وكذا ؟ فيقول خشيت الناس (3) جاء عند ابن ماجه فيقول (يعني الله عز وجل) فإياي كنت احق أن تخشى (تخريجه) (جه) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح رجاله ثقات وابو البخترى اسمه سعيد بن فيروز الطائي اهـ وأورده المنذري وقال رواه ابن ماجه ورواته ثقات (4) (سنده) حدثنا ابو سلمة انا سليمان بن بلال عن عبد الله ابن عبد الرحمن عن نهار العبدي انه سمعه يحدث عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى الخ (غريبة) (5) أي برحمتك وعفوك عني (وفرقت) بكسر الراء أي خفت من الناس والظاهر أنه لم ينكر المنكر إلا لكونه خشى على نفسه ضررا بليغا من الناس وعلم ان انكاره لا يفيد عندهم ومثل هذا يعذر والله أعلم (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه لابن ماجه ثم قال واسناده لا بأس به (6) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي مسلمة انه سمع أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (عل طب حب هق) وسنده حسن (7) (عن أبي ذر الخ هذا) طرف من حديث طويل تقدم بسنده وطوله وشرحه وتخريجه في باب البيعة على عدم السؤال من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 143 رقم 163 (باب) (8) (عن اسماعيل بن أبي خالد الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم الآية) من تفسير سورة المائدة في الجزء الثامن عشر صحيفة 143 رقم 266 (9) (سنده) حدثنا يزيد انبأنا شريك بن عبد الله عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه) (10) يزيد هو
@@@741(1/46)
اذا أهمل قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عمهم الله بعقاب
وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فقال والذي نفسي بيده حتى تأطروهم (1) على الحق أطرا (عن المنذر بن جرير عن أبيه) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم يعملون بالمعاصي وفيهم رجل أعز منهم وامنع (3) لا يغيرون الا عمهم الله عز وجل بعقات أو قال أصابهم العقاب (عن منذر الثوري) (4) عن الحسن بن محمد قال حدثتني امرأة من الانصار هي حية اليوم ان شئت ادخلتك عليها قلت لا حدثني قال دخلت على أم سلمة فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانه غضبان فاستترت منه بكم درعى فتكلم بكلام لم أفهمه فقلت يا أم المؤمنين كأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل وهو غضبان فقالت نعم أو ما سمعت ما قال ؟ قلت وما قال ؟ قالت قال ان الشر اذا فشا في الأرض فلم يتناه (5) عنه أرسل الله عز وجل بأسه على أهل الأرض قالت قلت يا رسول الله وفيهم الصالحون قال نعم وفيهم الصالحون يصيبهم ما أصاب الناس ثم يقبضهم الله عز وجل إلى مغفرته ورضوانه أو إلى رضوانه ومغفرته (عن عبد الله بن عمرو) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيت أمتى لا يقولون للظالم منهمم أنت الظالم(1/47)
ابن هارون شيخ الامام احمد (احسبه) أي أظنه (1) بكسر الطاء المهملة من باب ضرب والأطرعطف الشيء وهو أن تقبض على أحد طرفيه فتثنيه يقال أطرت الشيء فاتأطر وتأطر أي انثنى ومعناه تقهرهم وتلزمهم باتباع الحق (تخريجه) (د مذ جه) وقال الترمذي حديث حسن غريب وكلهم رووه من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود ولم يسمع من أبيه وعلى هذا فالحديث ضعيف وقيل سمع ولذلك حسنه الترمذي والله أعلم (2) (سنده) حدثنا حجاج بن محمد انا شريك عن أبي اسحاق عن المنذر بن جرير عن أبيه الخ (قلت) جرير هو ابن عبد الله الصحابي رضي الله عنه (غريبه) (3) أي أعز من الفاعلين واضح منهم أي يمكنه أن يغير هذا المنكر ثم لا يفعل والظاهر أن المرأة اذا عملت المعصية فهو من هذا القبيل لأن الرجال أعز من النساء ويستفاد منه أن العقاب يكون عاما للصالح والطالح كما صرح بذلك في الحديث التالي فالصالحون يصيبهم ما أصاب الناس ثم يقبضهم الله عز وجل إلى مغفرته ورضوانه (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أبو داود عن أبي اسحاق قال اظنه عن ابن جرير ولم يسم ابنه ورواه ابن ماجة وابن حبان في صحيحه والأصبهاني وغيرهم عن أبي اسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه (4) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون قال انا شريك بن عبد الله عن جامع بن أبي رائد عن منذر الثوري الخ (وله طريق ثان) قال حدثنا حسين قال ثنا خلف يعني ابن خليفة عن ليث عن علقمة بن مرند عن المعروف ابن سويد عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله عز وجل بعذاب من عنده فقلت يا رسول الله اما فيهم يزمئذ اناس صالحون ؟ قال بلى قالت فكيف يصنع أولئك ؟ قال يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوانه (غريبه) (5) بضم أوله مبني للمجهول أي لم ينه الناس عنه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح اهـ ((1/48)
قلت) هو السند الأول من طريق يزيد بن هارون ورواه أيضا الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية (6) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي حدثنا الحسن بن عمرو عن
@@@751
اخباره صلى الله عليه وسلم بزمن يأتي بعده لا يعرف الناس فيه معروفا ولا ينكرون منكرا
فقد تودع منهم (1) (وعنه أيضا) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته (3) من أهل الأرض فيبقى فيها عجاجة (4) لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا (عن ابن عباس) (5) يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منها (6) من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينهى (7) عن المنكر (عن النعمان بن بشير) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل القائم على حدود الله تعالى (9) والمدهن فيها (وفي رواية والواقع فيها) (10) كمثل قوم استهموا على سفينة (11) في البحر فأصاب بعضهم أسفلها وأصاب بعضهم أعلاها فكان الذين في أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين في أعلاها فقال الذين في أعلاها لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا فقال الذين في أسفلها فأنا ننقبها من أسفلها فنستقى قال فإن أخذوا على أيديهم (12) فمنعوهم نجوا جميعا وان تركوهم غرقوا جميعا(1/49)
أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) بضم التاء والواو مبني للمجهول من التوديع قال الزمخشري في الفائق أي استربح منهم وخذلوا وخلى بينهم وبين ما يرتكبون من المعاصي (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) باسنادين ورجال أحد اسنادي البزار رجال الصحيح وكذلك رجال احمد إلا أنه وقع فيه في الاصل غلط فلذلك لم أذكره اهـ (قلت) الغلط الذي أشار اليه الهيثمي هو أنه جاء في النسخة التي وقعت له حدثنا الحسن عن عمرو والصواب حدثنا الحسن بن عمرو كما جاء في نسختنا وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه الحاكم وقال صحيح الاسناد اهـ (قلت) وأقره الذهبي وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام (حم طب ك) والبيهقي في الشعب (2) (سنده) حدثنا عبد الصمد حدثنا همام حدثنا قتادة عن الحسن عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (3) بفتح الشين المعجمة وكسر الراء قال في النهاية يعني أهل الخير والدين والاشراط من الاضداد يقع على الاشراف والارذال اهـ (قلت) ومعناه موت أهل الخير والدين (4) العجاج الغوغاء والارذال قال ومن لا خير فيه واحدهم عجاجة (نه) (تخريجه) (ك) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ان كان الحسن سمعه من عبد الله بن عمرو وأقره الذهبي (قلت) قال كثير من العلماء لا مانع من اتصال رواية الحسن البصري عن عبد الله بن عمرو لثبوت المعاصرة والله أعلم وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد مرفوعا وموقوفا ورجالهما رجال الصحيح (5) (سنده) حدثنا عثمان بن محمد (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته أنا من عثمان بن محمد حدثنا جرير عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن عكرمة عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (6) قال الترمذي قال بعض أهل العلم (ليس منا) أي ليس من سنتنا يقول ليس من أدبنا (7) هكذا بالأصل وينهى(1/50)
وجاء عند الترمذي (وينه) لعطفه على المجزوم وما هنا من اثبات المجزوم على صورة المرفوع وكلاهما صحيح له شواهد تؤيده (تخريجه) (مذ) وقال حديث غريب وفي بعض نسخه حسن غريب وحسنه الحافظ السيوطي وقال ابن القطان ضعيف فيه ليث بن أبي سليم ضعفوه وقال الهيثمي فيه ليث وهو مدلس والله أعلم (8) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن الشعبي عن النعمان بن بشير الخ (غريبه) (9) أي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر (والمدهن) بضم الميم وسكون المهملة وكسر الهاء آخره نون أي الذي يرائي في حدود الله ويضيعها (10) أي مرتكبها (11) أي اقترعوا سفينة مشتركة بينهم تنازعوا في المقام بها علوا أو سفلا فأخذ كل واحد منهم نصيبا من السفينة بالقرعة (12) أي منعوهم
@@@761
عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمنع استجابة الدعاء
(عن أنس بن مالك) (1) قال قيل يا رسول الله متى ندع الائتمار بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ قال إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني اسرائيل إذا كانت الفاحشة في كباركم والملك في صغاركم والعلم في رذالكم (عن عائشة رضي الله عنها) (2) قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه أن قد حفزه (3) شيء فتوضأ ثم خرج فلم يكلم أحدا فدنوت من الحجرات فسمعته يقول يا أيها الناس ان الله عز وجل يقول مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر من قبل أن تدعوني فلا أجيبكم وتسألوني فلا أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم
(67) (كتاب جامع للأدب والمواعظ والحكم وجوامع الكلم في الترغيبات)(1/51)
مبدئا بالترغيبات المفردات في الباب الأول وبالثنائيات في الثاني وبالثلاثيات في الثالث وهكذا (باب ما جاء في المفردات) (حدثنا أبو النضر) (4) ثنا المبارك ثنا الحسن (5) أن شيخا من بني ترابط (6) أخبره قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلمه في شيء أصيب لنا في الجاهلية فإذا هو قاعد وعليه حلقة قد أطافت به وهو يحدث القوم عليه أزار قطن له غليظ فأول شيء سمعته يقول وهو يشير بإصبعيه المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله (7) التقوى ها هنا التقوى ههنا يقول أي في القلب (8) (عن أبي ذر) (9) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تحقرن من المعروف شيئا فإن(1/52)
من نقب السفينة وخرقها (قال الحافظ) وهكذا إقامة الحدود يحصل بها النجاة لمن اقامها واقيمت عليه وإلا هلك العاصي بالمعصية والساكت بالرضا بها قال المهلب وغيره في هذا الحديث تعذيب العامة بذنب الخاصة وفيه نظر لأن التعذيب المذكور إذا وقع في الدنيا على من لا يستحقه فإنه يكفر من ذنوب من وقع به أو يرفع من درجته وفيه استحقاق العقوبة بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (تخريجه) (خ مذ) (1) (سنده) حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي ثنا أبو سعيد ثنا مكحول عن أنس بن مالك الخ (تخريجه) (جه عل) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح ورجاله ثقات (2) (سنده) حدثنا ابو عامر ثنا هشام يعني ابن سعد عن عثمان بن عمرو بن هانئ عن عاصم بن عمر ابن عثمان عن عروة عن عائشة الخ (غريبه) (3) أي اقلقه شيء (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (جه حب) في صحيحه كلاهما من رواية عاصم بن عمر بن عثمان عن عروة عنها اهـ (قلت) قال في الخلاصة عاصم بن عمر بن عثمان عن عروة وعنه عمرو بن عثمان بن هانئ مجهول وثقه ابن حبان (باب) (4) (حدثنا أبو النضر الخ) (غريبه) (5) هو البصرى (6) هذا الشيخ صحابي وجهالة الصحابي لا تضر لأنهم كلهم عدول (7) بضم الذال المعجمة من الخذلان وهو ترك النصرة والإعانة قال النووى معناه إذا استعان به في دفع ظالم أو نحوه لزمه اعانته ان امكنه ولم يكن له عذر شرعي (8) جاء مسلم (ويشير إلى صدره ثلاث مرات) ومعناه أن الأعمال الظاهرة لا يحصل بها التقوى وانما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله تعالى وخشيته ومراقبته (تخريجه) (م مذ) مطولا من حديث أبي هريرة واخرجه (خ نس مذ) من حديث ابن عمر (9) (سنده) حدثنا روح ثنا أبو عامر الخزاز عن
(م 23 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@771
ما جاء في المفردات من المواعظ والحكم(1/53)
لم تجد فالق اخاك بوجه طلق (1) (عن أبي هريرة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قال أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (3) (عن سالم بن عبد الله عن أبيه) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الناس كابل مائة لا يوجد فيها راحلة (5) (عن ابن مسعود) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حرم على النار كل هين لين قريب من الناس (وعنه أيضا) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال المرء مع من أحب (عن أبي هريرة) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا (9) في الدين (وعنه أيضا) (10) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعت الرجل(1/54)
أبي عمران الجونى عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر الخ (غريبه) (1) فيه الحث على فعل المعروف بما تيسر منه وان قل فإن لم يجد شيئا فليلق أخاه بوجه طلق (بفتح أوله وسكون اللام) أي سهل منبسط قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره (تخريجه) (م وغيره) (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به ابو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر احاديث منها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل الخ (غريبه) (3) زاد في رواية وامرء وان شثتم (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة اعين) وتقدم الحديث بالزيادة في تفسير قوله تعال (تتجافى جنوبهم عن المضاجع الآية) من تفسير سورة السجدة في الجزء الثامن عشر صحيفة 232 (تخريجه) (ق نس مذ جه) (4) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا معمر اخبرنا الزهرى عن سالم بن عبد الله عن أبيه الخ (قلت) سالم هو ابن عبد الله بن عمر عن أبيه يعني عبد الله بن عمر (غريبه) (5) قال في النهاية الراحلة من الإبل البعير القوى على الأسفار والأحمال والذكر والأنثى فيه سواء والهاء فيه للمبالغة وفي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على الجابة وتمام الخلق وحسن المنظر فإذا كانت في جماعة من الابل عرفت قال والمعنى أن المرضي المنتخب من الناس في عزة وجوده كالجيب من الابل القوى على الأحمال والأسفار الذي لا يوجد في كثير من الإبل (تخريجه) (ق مذ جه) (6) (سنده) حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا سعيد يعني ابن عبد الرحمن الجمحي عن موسى بن عقبة عن الأودى عن ابن مسعود الخ (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد فقط ورمز له بعلامة الحسن ونقل المناوى شارحه عن الحافظ العراقي انه قال رواه الترمذي لكن بدون لفظ (لين) وقال حسن غريب (قلت) وأورد الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب حديثا بمعناه عن ابن مسعود ايضا وقال رواه الترمذي وقال حديث حسن وابن(1/55)
حبان في صحيحه والله أعلم (7) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله (يعني ابن مسعود) عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) (8) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق انا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن أبي علقمة عن أبي هريرة الخ (غريبة) (9) أي خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام ايضا (إذا فقهوا) بضم القاف يقال فقه الرجل بالضم إذا صار فقيها عالما وبالكسر إذا علم وفيه اشارة إلى أن شرف الاسلام لا يتم إلا بالتفقه في الدين (تخريجه) (م وغيره) وتقدم مثله عن جابر بن عبد الله في فصل من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين من كتاب العلم صحيفة 148 في الجزء الأول (10) (سنده) حدثنا اسحاق قال أنا مالك
178@@@
ما جاء في الثنائيات من المواعظ والحكم
يقول هلك الناس (1) فهو أهلكهم (باب ما جاء في الثنائيات) (عن أبي هريرة) (2) ان رجلا شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له ان اردت تليين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم (وعنه أيضا) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان قالوا يا رسول الله وما الأجوفان ؟ قال الفرج والفم قال أتدرون اكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق (عن أبي سعيد الخدري) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسئل أي الناس خير ؟ فقال مؤمن مجاهد بماله ونفسه في سبيل الله قال ثم من ؟ قال مؤمن في شعب من الشعاب يتقى الله ويدع الناس من شره (عن ابن عباس) (5) انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الصحة والفراغ (6) نعمتان من نعم الله مغبون (7) فيهما كثير من الناس (عن عبد الله بن عمر) (8) قال احذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال اعبد الله كأنك تراه وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل (9) (عن أبي هريرة) (10) ان النبي صلى الله عليه وسلم وقف على ناس جلوس فقال ألا أخبركم(1/56)
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (1) معناه أنه قال ذلك اعجابا بنفسه وتيها بعلمه أو عبادته واستصغارا لشأن الناس وذكر عيوبهم أما لو قال تفجيعا واشفاقا عليهم فليس محل الذم (فهو أهلكهم) بضم الكاف أي أشدهم هلاكا وأحقهم بالهلاك لكونه أقنطهم عن رحمة الله وأيأسهم من غفرانه (تخريجه) (م لك د) والبخاري في الأدب المفرد (باب) (2) (سنده) حدثنا أبو كامل ثنا حماد عن أبي عمران الجونى عن رجل عن أبي هريرة أن رجلا الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب قال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) في اسناده عند الامام احمد رجل لم يسم (3) (سنده) حدثنا محمد بن عبيد قال ثنا داود عن أبيه عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه والبيهقي في الزهد وغيره وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب اهـ (قلت) ورواه أيضا الحاكم وصححه وأقره الذهبي (4) (عن أبي سعيد الخدري الخ) هذا الحديث تقدم مثله بسنده وشرحه وتخريجه في باب هل الأفضل العزلة عن الناس أو الاختلاط في هذا الجزء ص 38 رقم 171 (5) (سنده) حدثني مكي بن ابراهيم حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند أنه سمع أباه يحدث عن ابن عباس انه قال الخ (غريبه) (6) المراد بالفراغ هنا الفراغ من الشواغل الدنيوية المانعة للعبد عن الاشتغال بالأمور الأخروية فلا ينافي احتراف العبد بحرفة يتعيش منها لا تمنعه من القيام بطاعة الله عز وجل (7) أصل الغبن في البيع والشراء يقال غبنة غبنا من باب ضرب مثل غلبة فانغبن وغبته أي نقصه وغبن بالبناء للمفعول فهو مغبون أي منقوص في الثمن أو غيره شبه المكلف بالتاجر والصحة والفراغ برأس المال لكونهما من أسباب الارباح مقدمات النجاح فمن عامل الله بامتثال أوامره ربح ومن عامل الشيطان باتباعه ضيع رأس ماله والفراغ نعمة (غبن) أي نقص فيها كثير من الناس ونبه بكثير على أن الموفق لذلك قليل فالموفق كامل(1/57)
الايمان وهو قليل وغيره ناقص الايمان وهو كثير والله أعلم (تخريجه) (خ مذ جه منى) (8) (سنده) حدثنا ابو المغيرة ثنا الاوزاعي اخبرني عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن عمر الخ (غريبه) (9) زاد في رواية وعد نفسك من أهل القبور (تخريجه) أخرج الطرف الأول منه البخاري وغيره من حديث عمر وغيره وتقدم في أول كتاب الايمان في الجزء الأول واخرج الطرف الثاني منه (خ مذ جه) (10) (سنده) حدثنا هيثم ثنا حفص بن ميسرة يعني
179@@@
ما جاء في الثنائيات المبدوءة بعدد
بخيركم من شركم ؟ فسكت القوم فأعادها ثلاث مرات فقال رجل من القوم بلى يا رسول الله قال خيركم من يرجى خيره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره (عن أبي سعيد الخدري) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حليم إلا ذو عثرة (2) ولا حكيم إلا تجربة (3) (عن سمرة) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم االحسب المال (5) والكرم التقوى (عن أبي هريرة) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا بنو اسرائيل يخنز اللحم (7) ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها (8) (باب الثنائيات المبدوءة بعدد) (عن عقبة بن عامر الجهني) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرتان أحداهما يحبها الله عز وجل والأخرى يبغضها الله ومخيلتان احداهما يحبها الله عز وجل والأخرى يبغضها الله الغيرة في الريبة يحبها الله عز وجل (10) والغيرة في غيره(1/58)
الصنعاني عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للترمذي وابن حبان ورمز له بعلامة الحسن وقال الذهبي في المهذب سنده جيد (1) (سنده) حدثنا قتيبة ثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبة) (2) بفتح المهملة وسكون المثلثة قال القارى أي صاحب زلة قدم أو لغزة قلم في تقريره وتحريره وقيل أي لا حليم كاملا إلا من وقع في زلة وحصل منه الخطأ والتخجل فعفى عنه فعرف رتبة العفو فيحلم عند عثرة غيره لأنه عند ذلك يصير ثابت القدم اهـ وقد وقع في أصل المسند لا حليم إلا ذور عزة وهو خطأ من الناسخ أو جامع الحروف لأنه يخالف ما في الأصول الأخرى كجامع الترمذي والمستدك والجامع الصغير وغيرها ولا معنى له يطابق السياق (3) أي صاحب امتحان في نفسه أو غيره (قال العلماء) لا حكيم كاملا إلا من جرب الأمور وعلم المصالح والمفاسد قالوا ويمكن أن يقال المعنى لا حليم إلا وقد يعثر كما قيل نعوذ بالله من غضب الحليم ولا حكيم من الحكماء الطبية إلا صاحب التجربة في الأمور الدائية والذاتية (تخريجه) (مذ حب ك) وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (قلت) وصححه الحاكم واقره الذهبي مع أن في اسناده عندهم جميعا دراج عن أبي الهيثم وكل ما رواه دراج عن أبي الهيثم ضعيف كما ذكره ابو داود والحافظ في التقريب والله أعلم (4) (سنده) حدثنا يونس ابن محمد ثنا سلام بن ابي مطيع عن قتادة عن الحسن عن سمرة (يعني ابن جندب) الخ (غريبة) (5) يعني ان الشيء الذي يكون به الانسان عظيم القدر عند الناس هو المال والذي يكون به عظيما عند الله هو التقوى (تخريجه) (مد جه ك) وصححه الترمذي والحاكم واقره الذهبي (6) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن جلاس بن عمرو الهجري قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (7) أي ينتن واصل ذلك فيما(1/59)
روى عن قتادة أن بني اسرائيل ادخروا لحم السلوى وكانوا نهوا عن ادخاره فقوبلوا بذلك (8) يشير إلى ما وقع من حواء في قبولها تزيين ابليس لآدم عليه السلام وميلها إلى ذلك التسويل حتى وقعا في الأكل من الشجرة فعد ذلك خيانة منها ولما كانت هي أم بنات آدم اشتبهتها بالولادة ونزع العرق فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة بعلها بالفعل أو القول وخيانة كل واحدة منهن بحسب ما يسرت له (تخريجه) (ق ك) (باب) (9) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن يحيى بن ابي كثير عن زيد بن سلام عن عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة بن عامر الجهني الخ (غريبة) (10) مثل ان يغتار الرجل على محارمه اذا رأى منهم فعلا مجرما
180@@@
ما جاء في الثلاثيات من المواعظ والحكم
يبغضها الله (1) والمخيلة إذا تصدق الرجل يحبها الله (2) والمخيلة في الكبر يبغضها الله (3) (باب ما جاء في الثلاثيات) (حدثنا حسن) (4) ثنا زهير قال ثنا قابوس بن أبي ظبيان ان اباه حدثه عن ابن عباس عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال زهير لاشك فيه قال ان الهدى الصالح (5) والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة (6) (عن أبي هريرة) (7) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر احدهما مسلم قتل كافرا ثم سدد (8) المسلم أو قارب ولا يجتمعان في جوف عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم ولا يجتمعان في قلب عبد الايمان والشح (عن عبد الله بن مسعود) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجيبوا الداعي (10) ولا(1/60)
فإن الغيرة في ذلك ونحوه مما يحبه الله وجاء في اصل المسند الغيرة في الرمية بميم بعد الراء وهو خطأ من الناسخ أو جامع الحروف لأنه يخالف ما جاء في الأصول الأخرى بل ما جاء في مسند الامام احمد نحوه عن جابربن عتيك بمعنى هذا الحديث فالصواب (الغيرة في الريبة) والله أعلم (1) أي الغيرة في غير الريبة نحو أن يغتار الرجل على أمه ان ينكحها زوجها وكذلك سائر محارمه فإن هذا مما يبغضه الله تعالى لأن ما أحله الله فالواجب علينا الرضا به فإن لم نرض به كان من إيثار حمية الجاهلية على ما شرعه الله لنا (2) هذا إذا قصد المتصدق اقتداء غيره به وربما كان ذلك من أسباب الاستكثار منها والرغبة فيها (3) أي يقصد التكبر على الناس والخيلاء بحسبه وكثرة ماله ونحو ذلك فهذا يبغضه الله عز وجل والله أعلم وليس هذا آخر الحديث (وبقيته) وقال ثلاث مستجاب لهم دعوتهم المسافر والوالد والمظلوم وقال ان الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد الجنة ثلاثة صانعه والممد به والرامي به في سبيل الله عز وجل (تخريجه) الحديث سنده جيد ولم أقف عليه بهذا السياق من حديث عقبة بن عامر لغير الامام احمد واخرجه أئمة الحديث في كتبهم مقطعا في أبواب متفرقة بعضه عند الشيخين وبعضه عند الطبراني وبعضه عند الدارمى والأربعة والحاكم وصححه وأقره الذهبي وتقدم نحوه عن عقبة أيضا بأطول من هذا في باب الرمي بالسهام وفضله في الجزء الرابع عشر صحيفة 129 رقم 361 (باب) (4) (حدثنا حسن الخ) (غريبه) (5) بفتح الهاء أي الطريقة الصالحة (قال الخطابي) وهدى الرجل حاله وسيرته (والسمت الصالح) بفتح السين المهملة أي الهيئة الحسنة (والاقتصاد) سلوك القصد في الأمور والدخول فيها برفق وعلى سبيل يمكن ادامته (6) معناه أن هذه الخصال منحها الله أنبياءه فهي من شمائلهم وفضائلهم فاقتدوا بهم فيها لا أن النبوءة تتجزأ ولا أن المتصف بها بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يكون نبيا إذ أنه لا نبي بعده ولأن(1/61)
النبوة غير مكتسبة (تخريجه) (د) وفي اسناده قابوس ضعفه بعضهم ووثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان وقال الحافظ في التقريب لا بأس به فالحديث حسن (7) (سنده) حدثنا يونس ثنا ليث عن محمد يعني ابن عجلان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة الخ (8) أي لازم الاستقامة وطاعة الله عز وجل بعد قتله إلى أن مات (أو قارب) يعني قارب السداد (تخريجه) أخرج الطرف الأول منه (م د) وأخرجه كله (نس ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (9) (سنده) حدثنا محمد بن سابق ثنا اسرائيل عن الاعمش عن شقيق عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبة) (10) يعني الى وليمة العرس ان توفرت فيها الشروط التي تقدمت في باب الوليمة من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر (تخريجه) (طب هق)
181@@@
ما جاء في الثلاثيات من المواعظ والحكم(1/62)
تردوا الهدية ولا تضربوا المسلمين (عن أبي هريرة) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقى الله لا يشرك به شيئا وادى زكاة ماله طيبا بها نفسه محتسبا وسمع واطاع فله الجنة أو دخل الجنة (2) (وعنه أيضا) (3) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله رجلا بعفو الا عزا وما تواضع احد لله إلا رفعه الله عز وجل (عن أبي سعيد الخدري) (4) فعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما مؤمن سقى مؤمنا شربة على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم وأيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة وأيما مؤمن كسا مؤمنا ثوبا على عرى كساه الله من خضر (5) الجنة (عن نافع بن عبد الحارث) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة المرء الجار الصالح والمركب الهنئ والسكن الواسع (عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه) (7) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطي من منعك وتصفح عمن شتمك (وعنه أيضا) (8) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من كان صائما وعاد مريضا وشهد جنازة غفر له من بأس (9)(1/63)
والبخاري في الأدب المفرد قال الهيثمي رجال احمد رجال الصحيح (1) (سنده) حدثنا زكريا بن عدي انا بقية عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن أبي المتوكل عن أبي هريرة الخ (غريبة) (2) ليس هذا آخر الحديث (وبقيته) وخمس ليس لهن كفارة الشرك بالله عز وجل وقتل النفس بغير حق أو نهب مؤمن أو الفرار يوم الزحف أو يمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق وسيأتي هذا الطرف في الخماسيات من أبواب الترهيب من خصال من المعاصي معدودة (تخريجه) الحديث سنده جيد ورواه أبو الشيخ في التوبيخ وحسنه الحافظ السيوطي (3) (سنده) حدثنا عفان حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم قال ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (م مذ) (4) (سنده) حدثنا حسن ثنا زهير عن سعد ابي المجاهد الطائي عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبة) (5) بضم الخاء وسكون الضاد جمع أخضر أي من ثيابها الخضر فهو من اقامة الصفة مقام الموصوف كما ذكره الطيى (تخريجه) (د مذ) وفي اسناده عند الامام احمد عطية بن سعد العوفي قال في الخلاصة ضعفه الثورى وهشيم وابن عدى وحسن له الترمذي احاديث اهـ وأورده الحافظ السيوطي ورمز له بعلامة الحسن قال المناوى قال المنذري رواه أبو داود والترمذي من رواية أبي خالد بن يزيد الدالاني وحديثه حسن اهـ ولينه ابن عدى (6) (سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت حدثني جميل انا مجاهد عن نافع بن عبد الحارث الخ (تخريجه) (حب ك) والبيهقي في شعب الايمان وصححه الحاكم واقره الذهبي (7) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة قال حدثنا زبان عن سهيل بن معاذ بن أنس عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهني) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (طب) قال العراقي ضعيف وقال الهيثمي والمنذري في اسناده زبان بن فائد ضعيف (8) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله صلى الله(1/64)
عليه وسلم الخ (غريبه) (9) هكذا بالأصل (غفر له من بأس) والظاهر أنه سقط منه شيء يجوز أن يكون (غفر له ما كان من بأس) والله أعلم (وقوله الا أن يحدث من بعد) معناه إلا أن يحدث ذنبا بعد ذلك (تخريجه)
182@@@
ما جاء في الثلاثيات من المواعظ والحكم
إلا أن يحدث من بعد (عن سهل بن حنيف) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غارما في عسرته أو مكاتبا في رقبته (2) أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (عن أبي موسى) (3) قال قال رسول الله اطعموا الجائع وفكوا العانى (4) وعودوا المريض قال قال عبد الرحمن المرضى (5) (عن عبادة بن الصامت) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من أمتي (7) من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا (8) قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) وسمعته انا من هرون (عن عبد الله بن عمرو) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعبدوا الرحمن وافشوا السلام واطعموا الطعام تدخلون الجنان قال عبد الصمد (10) تدخلون الجنة (عن أبي هريرة) (11) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كرم الرجل دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه (12) (وعنه أيضا) (13)(1/65)
لم أقف عليه لغير الامام أحمد وهو ضعيف كالذي قبله لأن في اسناده زبان بن فائد والله أعلم (1) (سنده) حدثنا زكريا بن عدى قال أنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله بن سهل ابن حنيف عن أبيه (يعني سهل بن حنيف) الخ (غريبه) (2) أي في فك رقبته من الرق (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه عبد الله بن سهل بن حنيف لم اعرفه وبقية رجاله حديثهم حسن اهـ (قلت) وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد والحاكم ورمز له بعلامة الصحة قال شارحه المناوى رواه الحاكم في باب المكاتب من حديث عمرو بن ثابت عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله بن سهل بن حنيف وحديثه حسن اهـ (قلت) الحديث رواه الحاكم وصححه على شرط مسلم لكن تعقبه الذهبي فقال عمرو (يعني ابن ثابت) رافضى متروك فالله أعلم (3) (سنده) حدثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى (يعني الاشعري الخ) (غريبة) (4) يعني الاسير وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا (5) عبد الرحمن احد الراويين اللذي روى عنهما الامام احمد هذا الحديث يعني انه قال في روايته المرضى بد المريض (تخريجه) (خ د طل) (6) (سنده) حدثنا هارون ثنا ابن وهب حدثني مالك بن الخير الزيادي عن أبي قبيل المعافرى عن عبادة بن الصامت الخ (غريبة) (7) أي المتبعة لسنته صلى الله عليه وسلم (8) يعني لم يحترمه ولم يطع أمره في غيره معصية ومعرفة حق العالم هو حق العلم بأن يعرف قدره بما رفع الله من قدره فقد قال تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم) ثم قال (والذين أوتوا العلم درجات) فيعرف له درجته بما آتاه الله من العلم (تخريجه) (ك طب) قال الهيثمي وسنده حسن (قلت) صححه الحاكم وأقره الذهبي (9) (سنده) حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة وعبد الصمد قال حدثني ابي عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبه) (10) يعني في روايته ((1/66)
تخريجه) (مذ جه مى) والبخاري في الأدب المفرد وقال الترمذي حديث حسن صحيح (11) (سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا مسلم يعني ابن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبة) (12) بضم الخاء واللام أي ليس شرفه بشرف آبائه بل بشرف أخلاقه وليس كرمه بكثرة ماله بل بمحاسن أخلاقه (تخريجه) (ك هق) وقال الحاكم على شرط مسلم وتعقبه الذهبي بأن فيه مسلما الزنجى ضعيف وقال البخاري منكر الحديث وقال الرازي لا يحتج به والله أعلم (13) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد قال ثنا ابن مبارك عن محمد بن عجلان
183@@@
ما جاء في الثلاثيات من المواعظ والحكم
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي (1) خير وأفضل وأحب إلى الله عز وجل من المؤمن الضعيف (2) وفي كل خير أحرص على ما ينفعك ولا تعجز (3) فإن غلبك أمر فقل قدر الله وما شاء صنع واياك واللو فإن اللو يفتح عمل الشيطان (عن أنس بن مالك) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه (5) (عن عقبة بن عامر) (6) قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته فأخذت بيده فقلت يا رسول الله ما نجاة المؤمن ؟ قال يا عقبة املك لسانك (7) وليسعك بيتك (8) وابك على خطيئتك (9) قال ثم لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأني فأخذ بيدي فقال يا عقبة بن عامر الا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والانجيل والزبور والفرقان العظيم ؟ قال قلت بلى جعلني الله فداك قال فأقرأني قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم قال يا عقبة لا تنساهن ولا تبيتن ليلة حتى تقرأهن قال فما نسيتهن من منذ قال لا تنساهن وما بت ليلة قط حتى اقراهن (10) قال(1/67)
عن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (1) أي الذي منحه الله صحة في بدنه وقوة في ايمانه (2) أي ضعيف الجسم ولكنه قوى الإيمان فالأول أفضل باعتبار ان نفعه متعد لأنه يمكنه الجهاد وكل ما يطلبه الشرع من الأمور التي تحتاج إلى قوة الجسم والثاني نفعه قاصر على نفسه وفي كل خير باعتبار قوة الايمان (3) أي لا تترك الحرص على ما ينفعك في دينك ودنياك فإن حاولت الحرص وغلبك أمر فاتركه وقل قدر الله وما شاء صنع لأنه لا يقع في ملكه إلا ما يريد ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من اللو وهو قول المتندم على الفائت لو كان كذا لقلت وفعلت كذالك قول المتمني لأن ذلك من الاعتراض على الاقدار والاصل فيه لو ساكنة الواو وهي حرف من حروف المعاني يمتنع بها الشيء لامتناع غيره (وقوله فان اللو يفتح عمل الشيطان) يريد باب اللو يفتح عمل الشيطان عدو الانسان فإن فيه عدم الرضا بما قدره الله (تخريجه) رواه مسلم في باب الايمان بالقدر والاذعان له (4) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب قال اخبرني علي بن مسعدة الباهلي قال ثنا قتادة عن أنس بن مالك الخ (غريبة) (5) أي غوائله وشروره واحدها بائقة وهي الداهية (نه) (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد وابن ابي الدنيا في الصمت كلاهما من رواية علي بن مسعدة اهـ (قلت) قال في الخلاصة علي بن مسعدة وثقه أبو داود الطيالسي وقال أبو حاتم لا بأس به وقال النسائي ليس بالقوي اهـ وقال في التهذيب لا بأس به (6) (سنده) حدثنا أبو المغيرة ثنا معاذ بن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم (يعني ابن عبد الرحمن) عن أبي أمامة الباهلي عن عقبة بن عامر الخ (غريبة) (7) أي احفظه وصنه لعظم خطره وكثرة ضرره بأن لا تحركه في معصية بل ولا فيما لا يعنيك (8) أي تعرض لما هو سبب للزوم البيت من الاشتغال بالله والمؤانسة بطاعته والخلو عن الأغيار خصوصا في زمن الفتنة (9) أي ذنوبك ضمن بكى معنى(1/68)
الندامة وعداه بعلى أي اندم على خطيئتك باكيا فإن جميع أعضائك تشهد عليك في عرصات القيامة (10) هذا الجزء المختص بفضل قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين تقدم في الجزء الثاني عشر صحيفة 348 رقم 537 (وله طريق ثان) عند الامام احمد قال حدثنا حسين بن محمد حدثنا ابن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمى عن عروة بن مجاهد اللخمي عن عقبة بن عامر
184@@@
ما جاء في فواضل الأعمال
عقبة ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته فأخذت بيده فقلت يا رسول الله اخبرني بفواضل الأعمال فقال يا عقبة صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك (عن معاذ) (1) انه قال يا رسول الله اوصني قال اتق الله حيثمان كنت أو أينما كنت قال زدني قال اتبع السيئة الحسنة تمحها قال زدني قال خالق الناس بخلق حسن (عن أبي أيوب الأنصاري) (2) قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عظني وأوجز فقال إذا قمت في صلاتك فصل صلاة المودع (3) ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدا (4) واجمع الإيا مما في أيدي الناس (5) (باب الثلاثيات المبدوءة بعدد) (عن ابن عمر) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة على كثبان (5) المسك يوم القيامة رجل أم قوما وهم به راضون ورجل يؤذن في كل يوم وليلة خمس صلوات وعبد أدى(1/69)
قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله سواه إلا بعض الفاظ من كلام عقبة وزاد في آخره وكان عروة بن مجاهد إذا حدث بهذا الحديث يقول ألا فرب من لا يملك لسانه ولا يبكي على خطيئة ولا يسعه بيته (تخريجه) الحديث لم أقف عليه لغير الامام أحمد بهذا الطول والسياق وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره بطوله كما هنا وقال تفرد به أحمد اهـ (قلت) ورواه الترمذي من أوله إلى قوله (وابك على خطيئتك) قولا هذا حديث حسن وأورده المنذري ف الترغيب في الصمت وقال رواه (د مذ) وابن أبي الدنيا في العزلة وفي الصمت والبيهقي في كتاب الزهد وغيرهم وكلهم من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عنه وقال الترمذي حديث حسن غريب اهـ (قلت) يشير إلى أن في اسناده علي بن يزيد الالهاني وهو ضعيف وأورد المنذري الجزء الأخير منه وهو قوله (صل من قطعك الخ) في الترغيب في صلة الرحم وقال رواه أحمد والحاكم ثم قال ورواة احد اسنادي احمد ثقات اهـ (قلت) يعني الطريق الثانية والله وأعلم (1) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من كتاب الأخلاق الحسنة في هذا الجزء صحيفة 77 رقم 14 (2) (سنده) حدثنا علي بن عاصم ثنا عبد الله ابن عثمان بن خثيم عن عثمان بن جبير عن أبي أيوب الأنصاري الخ (غريبة) (3) أي اذا شرعت في صلاتك فاقبل على الله وحده ودع غيره لمناجاة ربك (ولا تكلم) بحذف إحدى التاءين تخفيفا (4) أي لا تتكلم بشيء يوجب اللوم عليك فتضطر إلى الاعتذار منه في المستقبل (وأجمع) بقطع الهمزة وجيم ساكنة وميم مكسورة لأنه من أجمع الذي هو متعلق بالمعاني دون الأعيان لا من جمع فإنه مشترك بينهما قال في النهاية الاجماع احكام النية والعزيمة (5) أي أعزم وصمم على قطع الامل مما في يد غيرك من جميع الخلق فإنه يريح القلب والبدن وإذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه(1/70)
للامام احمد وابن ماجه ورمز لصحته (باب) (6) (سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي اليقظان عن زاذان عن ابن عمر الخ (غريبة) (7) جمع كثيب والكثيب الرمل المستطيل المحدودب (نه) (تخريجه) (مذ) وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سفيان وأبو اليقظان اسمه عثمان بن قيس اهـ (قلت) قال في التقريب عثمان بن عمير بالتصغير ويقال ابن قيس والصواب ابن قيسا جد أبيه وهو عثمان بن أبي حميد أيضا البجلى أبو اليقظان الكوفي الأعمى ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع من السادسة مات في حدود الخمسين ومائة اهـ (قلت) فالحديث ضعيف بابي اليقظان الذي سماه الترمذي عثمان بن قيس فنسبه إلى جده
(م 24 – الفتح الرباني – ج 19)
185@@@
ما جاء في الثلاثيات المبدوءة بعدد(1/71)
حق الله تعالى وحق مواليه (عن أبي هريرة) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث كلهم حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والناكح المستعفف والمكاتب يريد الأداء (وعنه أيضا) (2) قال ثلاث أوصاني بهن خليلي صلى الله عليه وسلم لا أدعهن أبدا (وفي رواية لا أدعهن حتى أموت) الوتر قبل أن انام وصيام ثلاثة أيام من كل شهر والغسل يوم الجمعة (3) (وعنه أيضا) (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله كره لكم ثلاثا ورضى لكم ثلاثا رضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا وان تنصحوا لولاة الأمر وكره لكم قيل وقال (5) واضاعة المال وكثرة السؤال (وعنه ايضا) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة كلهن حق على كل مسلم عيادة المريض وشهود الجنازة وتشميت العاطس إذا حمد الله (عن أنس بن مالك) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يتبع الميت ثلاث أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد (8) أهله وماله ويبقى عمله (عن أبي هريرة) رضي الله عنه (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض على أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فإما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف (10) متعفف ذو عيال وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط (11) وذو ثروة من مال لا يعطي حق ماله وفقير فخور (عن سعد(1/72)
الأعلى (1) (سنده) حدثنا يحيى عن ابن عجلان حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (نس مذ جه حب ك) وقال الترمذي هذا حديث حسن وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم واقره الذهبي (2) (سنده) حدثنا اسود بن عامر ثنا جرير يعني ابن حازم قال سمعت الحسن قال قال أبو هريرة ثلاث أوصاني بهن خليلي الخ (غريبة) (3) (وفي رواية وصلاة الضحى بدل والغسل يوم الجمعة) (تخريجه) (طل) وابن جرير وابن عساكر وسنده جيده ورجاله ثقات (4) (سنده) حدثنا عبد الصمد عن حماد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (5) أكر كره فضول ما يتحدث به المتجالسون من قولهم قيل كذا وقال كذا والقالة بين الناس أي كثرة القول وايقاع الخصومة بين الناس مما يحكى للبعض عن البعض (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد بهذا السياق ورجاله ثقات وأورد صاحب الراموز الجزء الأخير منه وزاد ومنع ومات زواد البنات وعقوق الامهات وعزاه للطبراني عن عمار بن ياسر والمغيرة بن شعبة معاذ وللطبراني أيضا عن معقل بن يسار (6) (سنده) حدثنا اساحق بن عيسى حدثنا ابو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (طل) وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبخاري في الأدب المفرد ورمز له بعلامة الحسن (7) (سنده) حدثنا سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر سمع انسا يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (8) لفظ يبقى واحد وقع في الأصل هكذا بين البدل والمبدل منه والمعنى فيرجع اثنان اهله وماله ويبقى عمله لفظه عند الشيخين يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله (تخريجه) (ق وغيرهما) (9) (سنده) حدثنا اسماعيل بن ابراهيم قال ثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عامر العقيلى عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبة) (10) أي عفيف عن تعاطى ما لا يحل (متعفف) عن سؤال الناس ((1/73)
11) بضم الميم
186@@@
ما جاء في الثلاثيات المبدوءة بعدد
ابن أبي وقاص) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن آدم ثلاثة ومن شقوة ابن آدم ثلاثة من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح ومن شقوة ابن آدم المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء (عن سهل بن حنيف) (2) أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه قال أنت رسولي إلى أهل مكة قل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني يقرأ عليكم السلام ويأمركم بتلات لا تحلفوا بغير الله وإذا تخليتم فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولا تستنجوا بعظم ولا ببعرة (عن عقبة بن عامر) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مستجاب لهم دعوتهم المسافر والوالد والمظلوم (عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان) (4) عن رجل من الأنصار عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ثلاث حق على كل مسلم (5) الغسل يوم الجمعة والسواك ويمسس من طيب ان وجد (عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن اخلاص العمل والنصيحة لولي الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تكون من ورائه (عن عبد الله بن حوالة) (7) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نجا من ثلاث فقد نجا ثلاث مرات(1/74)
وفتح المهملة وتشديد اللام مفتوحة أي مسلطا على رعيته بالجور والظلم (تخريجه) (هق ك) وسنده جيد وحسنه الحافظ السيوطي (1) (سنده) حدثنا روح حدثنا محمد بن أبي حميد حدثنا اسماعيلى بن محمد ابن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده (يعني سعد بن أبي وقاص الخ) (تخريجه) (مذ) وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ويقال له أيضا حماد بن أبي حميد وهو أبو ابراهيم المديني وليس بالقوى عند أهل الحديث اهـ (قلت) ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم (2) (سنده) حدثنا روح وعبد الرزاق قال انا ابن جريج قال حدثني عبد الكريم بن أبي المخارق أن الوليد ابن مالك بن عبد القيس أخبره وقال عبد الرزاق من عبد القيس أن محمد بن قيس مولى سهل بن خنيف من بني ساعدة أخبره ان سهلا اخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف (3) (عن عقبة بن عامر) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب السابق فارجع اليه (4) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سعد بن ابراهيم قال سمعت محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان يحدث عن رجل من الانصار الخ (وله طريق ثانية) عند الامام احمد قال حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن سعد بن ابراهيم عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن رجل من الانصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره (قلت) جاء في الطريق الأولى عن رجل من الأنصار عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكرر لفظ عن رجل مرتين وجاء في الطريق الثانية عن رجل من الانصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح ما في الطريق الثانية وان لفظ عن رجل كرر في الطريق الأولى خطأ هذا ما ظهر لي والله أعلم (غريبة) (5) أي فعلهن متأكد كما تقدم في أبوابهن (تخريجه) (ش) الحديث الصحيح ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين (6) (عن محمد بن(1/75)
جبير بن مطعم الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب فضل تبليغ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتاب العلم في الجزء الأول صحيفة 164 رقم 43 فارجع اليه (7) (سنده) حدثنا محمد بن اسحاق ثنا يحيى بن أيوب حدثني زيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط
187@@@
ما جاء في الثلاثيات المبدوءة بعدد
موتى (1) والدجال وقتل خليفة مصطبر بالحق يعطيه (2) (عن أبي ذر) (3) قال أوصاني حيى بثلاث لا ادعهن ان شاء الله ابدا أوصاني بصلاة الضحى وبالوتر قبل النوم وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر (عن أبي الدرداء) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وفيه وسبحة الضحى في الحضر والسفر (عن أبي هريرة) (5) قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث ونهاني عن ثلاث أمرني بركعتي الضحى كل يوم والوتر قبل النوم وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ونهانى عن نقرة كنقرة الديك (6) واقعاء كأقعاء الكلب (7) والتفات كالتفات الثعلب (8) (عن مطرف بن عبد الله بن الشخير) (9) قال بلغني عن أبي ذر حديث فكنت أحب أن القاه فلقيته فقلت له يا أبا ذر بلغني عنك حديث فكنت أحب أن القاك فاسألك عنه فقال قد لقيت فسل قال قلت بلغني أنك تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاثة يحبهم الله عز وجل وثلاثة يبغضهم الله عز وجل قال نعم فما اخالني اكذب على خليلي محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثا يقولها قال قلت من الثلاثة الذي يحبهم الله عز وجل ؟ قال رجل غزا في سبيل الله فلقى العدو مجاهدا محتسبا فقاتل حتى قتل وأنتم تجدون في كتاب الله عز وجل (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا) ورجل له جار يؤذيه فيصبر على أذه ويحتسبه حتى يكفيه الله إياه بموت أو حياة ورجل يكون مع قوم فيسيرون حتى يشق عليهم الكرى (10) والنعاس فينزلون في آخر الليل فيقوم إلى وضوئه وصلاته (وفي لفظ فيصلي حتى(1/76)
عن عبد الله بن حوللة الخ (تخريجه) (1) أي موت النبي صلى الله عليه وسلم فقد افتتن قوم بعد وفاته وارتدوا عن الاسلام (والدجال) يعني المسيح الدجال فإن فتنته من أعظم الفتن ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ منها وامرنا بالتعوذ منها (2) الظاهر والله أعلم ان هذا الخليفة هو عثمان بن عفان رضي الله عنه فإن قتل مظلوما (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجال احمد رجال الصحيح غير ربيعة بن لقيط وهو ثقة (3) (سنده) حدثنا سليمان بن داود الهاشمي انا اسماعيل يعني ابن جعفر اخبرني محمد بن أبي حرملة عن عطاء بن يسار عن أبي ذر الخ (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله من رجال الصحيحين وأخرجه أيضا النسائي (4) (حديث أبي الدرداء) تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من أبواب صلاة الضحى من كتاب الصلاة في الجزء الخامس صحيفة 22 رقم 1123 وهو حديث صحيح رواه (م د نس) (5) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن ابن موهب عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبة) (6) النقرة بفتح النون والمراد بها ترك الطمأنينة في الصلاة وتخفيف السجود وأن لا يمكث فيه إلا قدر وضع الديك منقاره فيما يريد الأكل منه لأنه يتابع في النقر منها من غير تريث (7) الاقعاء هو ان يلصق البتية بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه على الأرض كاقعاء الكلب هكذا فسره أبو عبيدة معمر بن المثنى صاحبه أو عبيد القاسم بن سلام وآخرون من أهل اللغة وهذا النوع هو المكروه الذي ورد النهي عنه (8) يعني الالتفات في الصلاة وقد وردت بالمنع منه أحاديث (تخريجه) أخرج الشق الأول منه (ق والأربعة) واخرج الشق الثاني منه (هق عل طس) وأشار إليه الترمذي وقال في مجمع الزوائد اسناد احمد حسن (9) (سنده) حدثنا يزيد انا الاسود بن شيبان عن يزيد بن العلاء عن مطرف بن عبد الله ابن الشخير الخ (غريبه) (10) الكرى بفتح الكاف والراء هو النوم (والنعاس) أو النوم
188@@@
ما جاء في الرباعيات(1/77)
يوقظهم لرحيلهم) قال قلت من الثلاثة الذين يبغضهم الله ؟ قال الفخور المختال وأنتم تجدون في كتاب الله عز وجل (إن الله لا يحب كل مختال فخور) والبخيل المان والتاجر والبياع الحلاف قال (قلت) يا أبا ذر ما المال (1) قال فرق لنا (2) وذود يعني بالفرق غنما يسيره قال قلت لست عن هذا اسأل إنما اسألك عن صامت المال (3) قال ما أصبح لا امسى وما أمسى لا أصبح (4) قال قلت يا أبا ذر مالك ولأخوتك قريش ؟ (5) قال والله لا اسألهم دنيا ولا استفتيهم عن دين الله تبارك وتعالى حتى القى الله ورسوله ثلاثا يقولها (باب ما جاء في الرباعيات) (عن أبي هريرة) (6) قال قلت يا رسول الله انبئني عن أمر إذا اخذت به دخلت الجنة قال افش السلام واطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام ثم ادخل الجنة بسلام (وعنه أيضا) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذ استجمر احدكم فليوتر واذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات ولا يمنع فضل ماء ليمنع به الكلأ (8) ومن حق الابل أن تحلب على الماء يوم وردها (9) (وعنه أيضا) (10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اكتحل فليوتر ومن فعل فقد احسن ومن لا فلا حرج عليه
((1/78)
1) يسأله عن ماله (2) الفرق بكسر الفاء وسكون الراء القطعة من الغنم وقد فسرها في الحديث بالغنم اليسيرة (والذود) بذال معجمة مفتوحة ثم واو ساكنة من الابل ما بين اثنتين إلى التسع وقيل ما بين الثلاث إلى العشر (3) صامت المال هو الذهب والفضة وضده الناطق وهو الحيوان كالأبل والغنم ونحو ذلك (4) معناه ما يأتيني منه في الصباح لا ابقيه إلى المساء وما يأتيني منه في المساء لا أبقيه الى الصباح يعني ينفقه في سبل البر (5) معناه ما الذي جرى بينك وبين اخوتك في الدين من قريش حتى فارقهم وصرت في معزل عنهم وكان أبو ذر رضي الله عنه ترك المدينة وسكن بالربذة موضع قريب من المدينة خال من الناس فقال والله لا اسألهم دنيا لأني لا مطمع لي في متاعها وزخرفها ولا استقتيهم عن دين الله فقد أغناني الله عنهم بما ورثته من علم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك ثلاثا للتأكيد رضي الله عنه (تخريجه) (نس مذ حب ك) بألفاظ مختلفة والمعنى واحد وقال الترمذي حديث صحيح (قلت) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وجود الحافظ العراقي اسناده (باب) (6) (سنده) حدثنا يزيد انا هشام عن قتادة عن ابي ميمونه عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله اني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شيء فقال كل شيء خلق من ماء قال قلت يا رسول الله انبئني أمر الخ (تخريجه) (حب ك) وسنده جيد ورجاله ثقات (7) (سنده) حدثنا موسى بن داود ثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (غريبة) (8) الكلا بفتح الكاف واللام بعدها همزة مقصورة وهو النبات رطبه ويابسه والمعنى أن يكون حول البئر كلأ ليس عنده ماء غيره ولا يمكن اصحاب المواشي رعيه إلا اذا مكنوا من سقى بهائمهم من تلك البئر لئلا يتضرروا بالعطش بعد الرعى فيستلزم منعهم من الرعي والي هذا التفسير ذهب الجمهور (9) بكسر الواو وسكون الراء أي يوم وردها للشرب والمراد(1/79)
يحلبها على الماء ليصيب الناس من لبنها (تخريجه) أخرجه الشيخان وأصحاب السنن مقطعا في أبواب متنوعة ورجاله ثقات (10) (سنده) حدثنا سريج قال ثنا عيسى بن يونس عن ثور عن الحصين كذا
189@@@
ما جاء في الرباعيات
ومن استجمر فليوثر ومن فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ومن أكل فما تخلل فليلفظ (1) ومن لاك بلسانه فليبتلع من فعل فقد احسن ومن لا فلا حرج ومن أتى الغائط فليستتر فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا (2) فليستدبره فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم (3) من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج (عن أنس بن مالك) (4) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا شغار في الاسلام ولا حلف في الاسلام ولا جلب ولا جنب (عن جابر) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أغلقوا أبوابكم وخمروا آنيتكم (6) واطفئوا سرجكم وأوكئوا (7) اسقيتكم فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ولا يكشف غطاءولا يحل وكاء (8) وان الفويسقة (9) تضرم البيت على أهله يعني الفأرة (عن عائشه) (10) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أنه من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من خير الدنيا والآخرة وصلة الرحمن وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الاعمار (11) (عن أبي هريرة) (12) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدا (13) جفا ومن اتبع الصيد غفل (14)(1/80)
قال عن أبي سعد الخير وكان من أصحاب عمر بن أبي هريرة الخ (غريبة) (1) بكسر الفاء ومعناه أن من تخلل يعني أخرج ما بين أسنانه يعود ونحوه فليلفظ أي فليرم به وليخرجه من فمه (ومن لاك) الوك ادارة الشيء في الفم يعني من أدار اللقمة في فمه ومضغها فليبتلعها (2) الكثيب هو التل من الرمل (3) معناه أن الشياطين تحضر تلك الأمكنة وترصدها بالأذى والفساد لأنها مواضيع نهجر فيها ذكر الله تعالى وتكشف فيها العورات وفيه الأمر بالتستر ما أمكن وان لا يكون قعود الانسان في براح من الأرض تقع عليه أبصار الناظرين فيتعرض لانتهاك الستر أو تهب عليه الريح فينتشر البول عليه فيلوث بدنه أو ثيابه وكل ذلك من لعب الشيطان به وقصده إياه بالأذى والفساد (تخريجه) (د جه) وقال الحافظ في الفتح اسناده حسن (4) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا سفيان عمن سمع أنس بن مالك يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (نس) وفي اسناده عند الامام احمد رجل لم يسم انظر حديث عمران بن حصين في باب مشروعية السبق في الجزء 15 صحيفة 127 رقم 354 وصححه الترمذي أما شرحه فتقد مفي أبوابه (5) (سنده) حدثنا وكيع عن قطر عن أبي الزبير عن جابر (يعني ابن عبد الله) الخ (غريبه) (6) أي غطوا رءوس الآنية (7) الوكاء شيء يربط به فم القربة وأمثالها ومعناه أن تربط أفواه الأسقية بالوكاء (8) زاد عند مسلم (فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على انائه عودا أو يذكر اسم الله فليفعل) (9) تصغير فاسقه وقد فسرها في الحديث بالفأرة ومعنى اضرامها النار على أهل البيت أن يكون السراج موقدا فتعبث به فتقلبه فتضطرم النار على أهل البيت (تخريجه) (م) والبخاري في الأدب المفرد وغيرهم (10) (سنده) حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا محمد بن مهزم عن عبد الرحمن بن القاسم ثنا القاسم عن عائشة الخ (غريبة) (11) زيادة الاعمار بركتها وتقدم الكلام على ذلك غير مرة (تخريجه) (هب) وأورده الحافظ السيوطي في الجامع(1/81)
الصغير ورمز له بعلامة الحسن قال شارحه المناوى وهو كما قال فقد قال الحافظ في الفتح رواه احمد بسند رجاله ثقات (12) (سنده) حدثنا محمد قال حدثنا اسماعيل بن زكريا عن الحسن بن الحكم النخمي عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة الخ (غريبه) (13) أي من قطن بالبادية صار فيه جفاء الأعراب (14) بفتحات أي من شغل الصيد قلبه والهاه صارت
190@@@
ما جاء في الرباعيات المبدوءة بعدد
ومن أتى أبواب السلطان افتتن (1) وما ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا (عن عثمان بن زفر) (2) عن بعض بني رافع بن مكيث وكان ممن شهد الحديبية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حسن الخلق نماء (3) وسوء الخلق شؤم (4) والبر زيادة في العمر (5) والصدقة تمنع ميتة (6) السود (عن ابن عمر) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن أتى عليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تعلموا ان قد كافأنموه (باب في الرباعيات المبدوءة بعدد) (عن أبي أيوب الأنصاري) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من سنن المرسلين التعطر والنكاح والسواك والحياء (عن حفصة رضي الله عنها) (9) قالت أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر والركعتين قبل الغداة (عن عبد الله بن عمرو) (10) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربع اذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة (عن أبي كبشة الانصاري) (11) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله عز وجل مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله عز وجل فيه حقه قال فهذا بأفضل المنازل قال وعبد رزقه الله عز وجل علما ولم يرزقه مالا قال فهو يقول(1/82)
فيه غفلة (1) أي لأن الداخل عليهم اما أن يلتفت إلى تنعمهم فيزدري نعمة الله عليه أو يهمل الانكار عليهم مع وجوبه فيفسق (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث ابي هريرة وروى مثله الطبراني عن ابن عباس وسند حديث الباب جيد قال المنذري والهيثمي واحد اسنادي احمد رجاله رجال الصحيح خلا الحسن بن الحكم النخمي وهو ثقة (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق قال انا معمر عن عثمان ابن زفر اخل (غريبة) (3) بالفتح والتخفيف والمد أي زيادة رزق وأجر وارتفاع مكانة عند الله عز وجل (4) أي والشؤم يورث الخذلان ودخول النيران (5) معنى زيادته بركته (6) الميتة الحالة التي يكون عليها الانسان من موته وميتة السوء أن يموت على وجه النكال والفضيحة ككونه شرب خمرا وبغير توبة أو قبل قضاء دينه وغير ذلك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وقال فيه رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات (7) (سنده) حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة حدثنا سلمان الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر الخ (تخريجه) (د نس ك حب) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال النووي في رياض الصالحين حديث صحيح (باب) (8) (عن أبي أيوب الأنصاري) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في آخر الباب الأول من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر صحيفة 141 رقم 7 (9) (عن حفصة رضي الله عنها) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب جامع لبعض ما يستحب صومه من كتاب الصيام في الجزء العاشر صحيفة 162 رقم 214 (10) (سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (حم طب) واسنادهما حسن (11) (سنده) حدثنا عبد الله
191@@@
ما جاء في الرباعيات المبدوءة بعدد(1/83)
لو كان لي مال عملت بعمل فلان قال فأجرهما سواء قال وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه عز وجل ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم فيه لله حقه فهذا بأخبث المناذل قال وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو كان لي مال لعملت بعمل فلان قال هي نيته فوزردهما فيه سواء (عن أبي هريرة) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله اصطفى من الكلام اربعا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فمن قال سبحان الله كتب الله له عشرين حسنة وحط عنه عشرين سيئة ومن قال الله أكبر فمثل ذلك ومن قال لا إله إلا الله فمثل ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتب له ثلاثون حسنة وحط أو حطت عنه ثلاثون سيئة (عن أبي سعيد الخدري) (2) قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال يا أبا سعيد ثلاثة من قالهن دخل الجنة قلت ما هن يا رسول الله قال من رضى بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا ثم قال يا أبا سعيد والرابعة لها من الفضل كما بين السماء إلى الأرض وهي الجهاد في سبيل الله (وعنه أيضا) (3) ان وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا انا حي من ربيعة وبيننا وبينك كفار مضر ولسنا نستطيع أن نأتيك إلا في اشهر الحرم فمرنا بأمر إذا نحن أخذنا به دخلنا الجنة ونأمر به أو ندعو من وراءنا فقال آمركم بأربع وأنهاكم عن اربع اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فهذا ليس من الأربع (4) واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان واعطوا من الغنائم الخمس وانهاكم عن الدباء والنقر والحتم والمزفت (5) قالوا وما علمك بالنقير قال جذع ينقر(1/84)
ابن محمد بن نمير ثنا عبادة بن مسلم حدثني يونس بن خباب عن سعيد أبي البختري الطائي عن أبي كبشه الانمارى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث اقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال فاما الثلاث الذي اقسم عليهن فإنه ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد بمظلمة فيصبر عليها إلا زاده الله عز وجل بها عزا ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله له باب فقر واما الذي احدثكم حديثا فاحفظوه فإنه قال انما الدنيا لأربعة نفر الحديث (تخريجه) (مذ) مطولا كما هنا وقال حديث حسن صحيح (قلت) ورواه ابن ماجه مختصرا بلفظ (مثل هذه الامة كمثل أربعة نفر رجل أتاه الله مالا وعلما فذكره) (1) (عن أبي هريرة) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب فضل سبحان الله والحمد لله من كتاب الأذكار في الجزء الرابع عشر صحيفة 220 رقم 47 (2) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق قال انا ابن لهيعة عن خالد ابن ابي عمران عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده ابن لهيعة ضعيف اذا عنعن (3) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن ابي عروبة ثنا قتادة عمن لقى الوفد وذكر قتادة ابا نضرة عن أبي سعيد ان وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) معنى قوله (وذكر قتادة أبا نضرة عن أبي سعيد) ان قتادة حدث بهذا الحديث عن أبي نضرة عن أبي سعيد كما جاء مصرحا بذلك في بعض روايات مسلم (غريبه) (4) يعني قوله اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ليس معدودا من الأربع (5) تقدم مثل هذا الحديث عن ابن عباس في باب ما جاء في وفد عبد القيس من كتاب الايمان في الجزء الأول صحيفة 70 رقم 14 إلى
192@@@
ما جاء في الخماسيات(1/85)
ثم يلقون ليه من القطيعاء (1) أو التمر والماء حتى إذا سكن غليانه شربتموه حتى إن أحدكم ليضرب ابن عمه بالسيف (2) وفي القوم رجل أصابته جراحة (3) من ذلك فجعلت اخبؤها حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فما تأمرنا أن نشرب ؟ قال في الأسقية التي يلاث (4) على أفواهها قال ان ارضنا ارض كثيرة الجرذان (5) لا تبقى فيها أسقية الأدم (6) قال وان أكلته الجرذان مرتين أو ثلاثا وقال لأشج عبد القيس (7) إن فيك خلقين يحبهما الله عز وجل الحلم والأناه (عن أبي مسعود) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمسلم على المسلم أربع خلال أن يجيبه إذا دعاه ويشتمه إذا عطس وإذا مرض أن يعوده وإذا مات أن يشهده (باب ما جاء في الخماسيات) (عن سهل بن معاذ عن أبيه) (9) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من أعطى لله تعالى ومنع لله تعالى وأحب لله تعالى وأبغض لله تعالى وأنكح لله تعالى فقد استكمل ايمانه (عن أبي ذر) (10)(1/86)
قوله المزفت قال وربما قال المقير قال احفظوهن واخبروا بهن من وراءكم وتقدم شرحه هناك واليك شرح الزائد هنا (1) بضم القاف وفتح الطاء وبالمد وهو نوع من التمر صغار يقال له الشهريز بالشين المعجمة والمهملة وبضمهما وبكسرهما قال النووي (2) يعني انه إذا شرب هذا الشراب سكر فلم يبق له عقل وهاج به الشر فيضرب ابن عمه الذي هو عنده من أحب أحبابه وهذا مفسدة عظيمة ونبه بها على ما سواها من المفاسد (3) قيل اسم هذا الرجل جهم وكانت الجراحة في ساقه (4) بضم الياء التحتية وفتح اللام مخففة وآخره ثاء مثلثة ومعناه يلف الخيط على أفواهها وتربط به (5) بكسر الجيم واسكان الراء وبالذال المعجمة جمع جرذ بضم الجيم وفتح الراء والجرذ نوع من الفأر كذا قاله لجوهري وغيره (6) بفتح الهمزة والدال جمع أديم وهو الجلد الذي تم دباغه (7) قال النووى أما الأشج فاسمه المنذر ابن عائد بالذال المعجمة العصرى بفتح العين والصاد المهملتين هذا هو الصحيح المشهور الذي قاله ابن عبد البر قال وأما الحلم فهو العقل وأما الاناة فهي التثبت وترك العجلة وهي مقصورة وسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك له ما جاء في حديث الوفد أنهم لما وصلوا المدينة بادروا الى النبي صلى الله عليه وسلم واقام الاشج عند رجالهم فجمعها وعقل ناقته وليس احسن ثيابه ثم اقبل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقربه النبي صلى الله عليه وسلم واجلسه إلى جانبه ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم تبايعون على أنفسكم وقومكم ؟ فقال القوم نعم فقال الأشج يا رسول الله إنك لم تزاول الرجل عن شيء أشد عليه من دينه نبايعك على انفسنا ونرسل من يدعوهم فمن اتبعنا كان منا ومن أبى قاتلناه قال (صدقت ان فيك خصلتين) كما في رواية مسلم أو خلقين كما في رواية الامام احمد الخ (تخريجه) (م وغيره) (8) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الحميد بن جعفر حدثني أبي عن حكيم ابن افلح عن أبي مسعود (يعني البدري الانصاري)(1/87)
عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (جه ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناد حديث ابي مسعود صحيح واصل الحديث في الصحيحين وغيرهما من رواية غيره (قلت) يعني حديث أبي هريرة وسيأتي في الخماسيات (باب) (9) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة عن زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه (يعني معاذ بن انس الجهنى) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (مذ) وفي اسناده ابن لهيعة ضعيف اذا عنعن وزبان بن فائد ضعيف أيضا (10) (سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن
(م 25 – الفتح الرباني – ج 19)
193@@@
ما جاء في الخماسيات المبدوءة بعدد
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستة أيام (1) ثم اعقل يا أبا ذر ما أقول لك بعد فلما كان اليوم السابع قال اوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وإذا أسأت فأحسن (2) ولا تسألن أحدا شيئا وإن سقط سوطك (3) ولا تقبض امانة (وفي رواية ولا تووين أمانة) (4) ولا تقض بين اثنين (5) (عن أبي مريم) (6) أنه سمع ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الملك في قريش والقضاء في الأنصار (7) والأذان في الحبشة (8) والشرعة في اليمن وقال زيد (9) مرة يحفظه والأمانة في الأزد (باب ما جاء في الخماسيات المبدوءة بعدد) (عن أبي هريرة) (10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأخذ من أمتي خمس خصال فيعمل بهن أو يعلمهن من يعمل بهن ؟ قال قلت أنا يا رسول الله قال فأخذ بيدي فعدهن فيها ثم قال اتق المحارم (11) تكن أعبد الناس وأرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب (وعنه أيضا) (12) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس من حق المسلم على المسلم أد التحية واجابة الدعوة وشهود الجنازة وعيادة المريض وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل(1/88)
أبي الهيثم عن أبي ذر الخ (غريبة) (1) الظاهر والله أعلم أن أبا ذر طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه فأمهله هذه المدة لحكمة يعلمها (2) معناه اتبع السيئة الحسنة تمحها كما ورد في حديث آخر (3) مبالغة في النهي عن السؤال (4) أي وديعة أو نحوها والنهي للتحريم أن عجز عن حفظها وللكراهة أن قدر ولم يثق بأمانة نفسه فإن وثق بأمانة نفسه ندب بل أن تعين وجب (5) انما نهاه عن القضاء لخطر أمره وحسبك في خطره حديث (من ولى القضاء فقد ذبح بغير سكين) والخطاب الأبي ذر وكان يضعف من ذلك (تخريجه) لم اقف عليه لغير الامام احمد والحديث ضعيف لأن في اسناده دراج عن أبي الهيثم (6) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية بن صالح قال حدثني أبو مريم أنه سمع أبا هريرة الخ (غريبة) (7) خصهم به لأنهم اكثر فقها فمنهم معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهم (8) يعني الذين منهم بلال المؤذن (والشرعة) بكسر الشين المشددة وسكون الراء أي الشريعة يريد قوة الإيمان ولذلك ورد في الحديث (الايمان يمان) وسيأتي في كتاب الفضائل في فضل أهل اليمن (9) هو ابن الحباب الذي روى عنه الامام احمد هذا الحديث يعني انه قال في رواية أخرى محفوظة عنده (والأمانة في الأزد) بفتح الهمزة وسكون الزاي قال النووى في التهذيب يعني اليمن اهـ وجزم به الزين العراقي (تخريجه) (مذ) في فضل اليمن عن أبي هريرة مرفوعا وموقوفا قال الترمذي ووقفه اصح اهـ وقال الهيثمي رجال احمد ثقات (باب) (10) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا جعفر يعني ابن سليمان عن أبي طارق عن الحسن عن أبي هريرة الخ (غريبة) (11) أي احذر الوقوع في جميع ما حرم الله عليك (تخريجه) (مذ) في الزهد وقال غريب منقطع اهـ قال المنذري وبقية اسناده فيه ضعيف اهـ (قال المناوى) وفيه جعفر ابن سليمان الضبعي شيعي زاهد أورده الذهبي في الضعفاء وضعفه القطان ووثقه جمع وقال في الكاشف ثقة فيه شيء وفيه أيضا أبو طارق السعدي(1/89)
قال الذهبي مجهول (12) (سنده) حدثنا محمد بن بشر ثنا محمد
194@@@
ما جاء في الخماسيات المبدوءة بعدد
(عن أبي سلام) (1) عن مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بخ بخ (2) لخمس ما أثقلهن في الميزان (وفي رواية قال رجل ما هن يا رسول الله قال) لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمدلله والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده قال بخ بخ لخمس من لقى الله عز وجل مستيقنا بهن دخل الجنة يؤمن بالله واليوم الآخر وبالجنة والنار وبالبعث بعد الموت والحساب (عن معاذ) (3) قال عهد الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمس من فعل منهن واحدة كان ضامنا (4) على الله من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا في سبيل الله أو دخل على امام يريد بذلك تعزيره (5) وتوقيره أو قعد في بيت فيسلم الناس منه (6) ويسلم (عن أبي ذر) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوصاني حيي بخمس أرحم المساكين وأجالسهم وانظر إلى من هو تحتي ولا أنظر إلى من هو فوقي وأن أصل الرحم وان ادبرت وأن اقول بالحق وان كان مرا وان أقول لا حول ولا قوة إلا بالله يقول مولى غفرة لا أعلم بقى فينا من الخمس إلا هذه قولنا لا حول ولا قوة إلا بالله قال أبو عبد الرحمن (8) وسمعته انا من الحكم بن موسى وقال عن محمد بن كعب(1/90)
ابن عمرو ثنا ابو سلمة عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (ق جه د نس) (1) (سنده) حدثنا عفان ثنا أبان ثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد عن أبي سلام عن مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (2) بخ بخ بفتح الموحدة وكسر المعجمة منون فيها صيغة تعظيم وهي كلمة تقال للمدح والرضا وتكرر للمبالغة فإن وصلت جرت ونونت (وقوله لخمس) بفتح اللام يعني من الكلمات (تخريجه) أورد الشطر الأول منه الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبزار عن ثوبان وللنسائي وابن حبان والحاكم عن ابي سلمى وللامام احمد عن أبي أمامة ورمز له بعلامة الحسن وقال المناوى شارحه ابو سلمى راعى رسلو الله صلى الله عليه وسلم حصى له صحبة و حديث في أهل الشام ورواه عنه ايضا ابن عساكر وقال يعرف بكنيته ولم يقف على اسمه وقال غيره اسمه حريث اهـ قلت اخرج (ك طل) الشطر الأول من الحديث وصححه الحاكم وأقره الذهبي ورواه أيضا الامام أحمد من حديث أبي أمامة بسند صحيح ولم اقف على من اخرج الشطر الثاني غير الامام احمد (3) (سنده) حدثنا قتيبة بن سعد ثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن عبد الله ابن عمرو بن العاص عن معاذ (يعني ابن جبل) قال عهد الينا الخ (غريبة) (4) أي ذو ضمان اي أجره مضمون على الله كقوله تعالى (فقد وقع أجره على الله) (5) التعزير هاهنا الاعانة على الحق والتوقير والنصر وأصل التعزير المنع والرد فكأن من نصرته قد رددت عنه اعداءه ومنعتهم من أذاه فمن أعداء الانسان النفس والشيطان والعدو المحارب ونحو ذلك فمن فعل ذلك قاصدا به وجه الله تعالى كاه أجره على الله (6) أي من شره (ويسلم) من شرورهم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب طس) ورجال احمد رجال الصحيح خلا ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف (قلت) حديثه حسن اذا صرح بالتحديث وفيه ضعف اذا عنعن وقد عنعن هنا قال الهيثمي ايضا ورواه ابو داود باختصار (قلت) ورواه أيضا الحاكم في المستدرك من وجه(1/91)
آخر وقال هذا حديث رواته بصريون ثقات ولم يخرجاه (7) (سنده) حدثنا الحكم بن موسى ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال المدني انا عمر مولى غفرة عن ابن كعب عن ابي ذر الخ (قلت) ابن كعب اسمه محمد كما سيأتي في آخر الحديث (غريبه) (8) يعني
195@@@
ما جاء في الخماسيات المبدوءة بعدد
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن الحارث الأشعري) (1) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا (2) بخمس كلمات يعمل بهن وأن يأمر بني اسرائيل ان يعملوا بهن فكاد ان يبطئ فقال له عيسى انك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن وأن تأمر بني اسرائيل أن يعملوا بهن فإما إن تبلغهن وإما ابلغهن فقال له يا أخي اني اخشى ان سبقتني ان اعذب أو يخسف بي قال فجمع يحيى بنو اسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعد على الشرف (3) فحمد الله واثنى عليه ثم قال ان الله عز وجل امرني بخمس كلمات ان أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فإن مثل ذلك مثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بورق أو ذهب فجعل يعمل ويؤدي عمله إلى غير سيده فايكم يسره ان يكون عبده كذلك وان الله عز وجل خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا وآمركم بالصلاة فإن الله عز وجل ينصب (4) وجهه لوجه عبده مالم يلتفت فإذا صليتم فلا تلتفتوا وآمركم بالصيام فإم مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك في عصابة (5) كلهم يجد ريح المسك وإن خلوف (6) فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فشدوا يديه إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فقال هل لكم أن افتدي نفسي منكم فجعل يفتدى نفسه منهم بالقليل والكثير حتى فك نفسه وآمركم بذكر الله كثيرا وان مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فإني حصنا حصينا (7) فتحصن فيه وان العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل قال وقال رسول الله صلى الله عليه(1/92)
وسلم انا آمركم بخمس الله أمرني بهن بالجماعة وبالسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فإنه من خرج من الجماعة قيد (8) شبر فقد
عبد الله بن الامام احمد رحمهما الله يقول سمع هذا الحديث من والده الامام احمد ومن الحكم ابن موسى ايضا لكن قال الحكم بن موسى في رواية عبد الله عنه قال محمد بن كعب وقال في رواية الامام احمد عنه عن ابن كعب بدون ذكر الاسم (تخريجه) أورده المنذري مختصرا وقال رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه اهـ (قلت) في اسناده عمر مولى غفرة بضم المعجمة ضعيف (1) (سنده) حدثنا عفان ثنا أبو خلف موسى بن خلف كان يعد من البدلا قال ثنا يحيى بن ابي كثير عن زيد بن سلام عن جده ممطور عن الحارث الأشعري الخ (قلت) قال في التقريب الحارث بن الحارث الأشعري الشامي صحابي يكنى أبا مالك تفرد بالرواية عنه ابو سلام (بتشديد اللام) وفي الصحابة أبو مالك الأشعري اثنان غير هذا اهـ (غريبه) (2) أي أوحى اليه كما في رواية ابن خزيمة (3) بضم الشين المعجمة وفتح الراء جمع شرفة يقال اشرف الموضع ارتفع فهو مشرف وشرفة القصر جمعها شرف مثل غرفة وغرف (4) أي يقبل بوجهه إلى وجه عبده كما صرح بذلك في رواية ابن خزيمة (5) بكسر العين المهملة أي جماعة (6) بضم المعجمة أي تغير ريح فم الصائم من الصيام يقال خلف فم الصائم خلوفا اذا تغيرت رائحته وكذا اللبن والطعام اذا تغير طعمه أو ريحه وبابه دخل (7) الحصن بالكسر كل مكان محمي منيع لا يوصل إلى جوفه والحصين من الاماكن المنيع (8) بكسر القاف وسكون التحتية أي قدره
196@@@
ما جاء في السداسيات المبدوءة بعدد(1/93)
خلع ربقة (1) الاسلام من عنقه إلى أن يرجع ومن دعا بدعوى الجاهلية (2) فهو من جثا (3) جهنم قالوا يا رسول الله صلى وان صام وصلى ؟ قال وان صام وصلى وزعم أنه مسلم فادعوا المسلمين (4) بما سماهم المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل (باب ما جاء في السداسيات) (عن عياض بن غطيف) (5) قال دخلنا على أبي عبيدة بن الجراح نعوده من شكوى اصابه وامرأته تحيفه قاعدة عند رأسه قلت كيف بات أبو عبيدة ؟ قالت والله لقد بات بأجر فقال أبو عبيدة ما بت بأجر وكان مقبلا بوجهه على الحائط فأقبل على القوم بوجهه فقال ألا تسألوني عما قلت ؟ قالوا ما أعجبنا ما قلت فنسألك عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق نفقه فاضلة في سبيل الله فسبعمائة ومن أنفق على نفسه وأهله أو عاد مريضا أو ماز (6) أذى فالحسنة بعشر أمثالها (والصوم جنة مالم يخرقها ) ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة (7) (باب السداسيات المبدوءة بعدد) (عن علي رضي الله عنه) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلم على المسلم من المعروف ست يسلم عليه اذا لقيه ويشمته إذا عطس ويعوده اذا مرض ويجيبه اذا دعاه ويشهده اذا توفى ويحب له ما يحب لنفسه وينصح له بالغيب (عن عبادة بن الصامت) (9) ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اضمنوا لي ستا من انفسكم اضمن لكم الجنة اصدقوا اذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا
((1/94)
1) بكسر الراء وسكون الموحدة وهي في الأصل عروة في حبل يجعل في عنق البهيمة او يدها تمسكها فاستعارها للاسلام يعني ما شد المسلم به نفسه من عرى الاسلام أو حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه (2) أي سننها وما اعتادوه فيها مما يخالف الاسلام (3) الجثا جمع جثوة بالضم وهو الشيء المجموع أي من جماعة جهنم (4) جاء عند الترمذي (فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله) (تخريجه) (مذ طل خز) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب قال محمد بن اسماعيل (يعني البخاري) الحارث الاشعري له صحبة وله غير هذا الحديث اهـ (5) (سنده) حدثنا زياد بن الربيع ابو خداش حدثنا واصل مولى ابي عبيدة عن بشار بن أبي سيف الجرمى عن عياض بن غطيف الخ (غريبة) (6) أي نحاه وأزاله وقد وقع في الاصل (أو مازاد أذى) وهو خطأ من الناسخ أو الطابع (7) أي تحط عنه خطاياه وذنوبه (تخريجه) أورده الحافظ الهيثمي وقال رواه (حم عل بز) وفيه يسار بن أبي سيف ولم أر من وثقه ولا جرحه وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) الظاهر ان النسخة التي وقعت للحافظ الهيثمي فيها يسار بالياء التحتية والسين المهملة وهو خطأ ولذلك لم يجد له ترجمة والصواب بشار بالباء الموحدة والشين المعجمة كما جاء في نسختنا وفي التقريب بشار بن أبي سيف الجرى بفتح الجيم الشامي نزل البصرة مقبول اهـ (باب) (8) (سنده) حدثنا أبو سعيد ثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن الحارث عن علي الخ (تخريجه) (مذ جه) كلاهما من طريق أبي اسحاق قال الترمذي حديث حسن قد روى من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد تكلم بعضهم في الحارث الاعور اهـ (قلت) الحارث الأعور ضعيف ولما كان الحديث له طرق عديدة وروى نحوه غير واحد من الصحابة وليس في بعض طرقه الحارث الأعور حسنة الترمذي لأجل ذلك (9) (سنده) حدثنا سليمان بن داود الهاشمي انا اسماعيل انا عمرو عن
197@@@
ما جاء في السباعيات المبدوءة بعدد(1/95)
فروجكم وغضوا ابصاركم وكفوا ايديكم (عن خريم بن فاتك) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعمال ستة (2) والناس أربعة (3) فموجبتان (4) ومثل بمثل وحسنة بعشر أمثالها (5) وحسنة بسبعمائة (6) فإما الموجبتان فمن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار ولما مثل بمثل فمن هم بحسنة حتى يشعرها قلبه (7) ويعلمها الله منه كتبت له حسنة ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة (8) ومن عمل حسنة فبعشر أمثالها (9) ومن انفق نفقة في سبيل الله فحسنه بسبعمائة (10) وأما الناس فموسع عليه في الدنيا مقتور عليه في الآخرة (11) ومقتور عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة (12) ومقتور عليه في الدنيا والآخرة وموسع عليه في الدنيا والآخرة (باب ما جاء في السباعيات) (عن أبي هريرة) (13) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله (14) الامام العادل وشاب نشأ بعبادة الله ورجل فلبه متعلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله عز وجل(1/96)
المطلب عن عبادة بن الصامت الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طس) ورجاله ثقات الا ان المطلب لم يسمع من عبادة (1) (سنده) حدثنا يزيد انا المسعودي عن الركين بن الربيع عن رجل عن خريم بن فاتكالخ (غريبة) (2) يعني ستة أنواع (3) أي اربعة اصناف (4) هذا شروع في تفصيل الأعمال قال فموجبتان يعني من الأنواع الستة نوعان احداهما يوجب الجنة والثاني يوجب النار والثالث والرابع (مثل بمثل) أي يجازي فاعلهما بالمثل من غير تضعيف (5) هذا هو النوع الخامس ومعناه أن الحسنة الواحدة تضاعف بعشر أمثالها (6) هذا هو النوع السادس ومعناه أن الحسنة تضاعف بسبعمائة ضعف ثم أخذ يفصل كل نوع على حدة فقال (فإما الموجبتان الخ) (7) أي يعزم على فعلها ولم يفعلها (8) أي سيئة واحدة وهذا من لطف الله عز وجل بعباده (9) أي تضاعف له بعشر أمثالها وهذا من كرم الله وفضله على عباده (10) انما ضوعف ثواب النفقة في سبيل الله الى سبعمائة ضعف لأنها تعين على اعلاء كلمة الله ونصر دينه (11) هذا هو الصنف الأول من أصناف الناس وهم الذين اغتروا بالدنيا وزخرفها وشغلوا بها عن الآخرة كالكفار والفسقة (12) هذا هو الصنف الثاني من الناس وهم الصالحون الفقراء في الدنيا الصابرون على تحمل الفقر يوسع الله عليهم في الآخرة حتى يصبروا أغنياءها ثم ذكر الصنف الثالث بقوله (ومقتور عليه في الدنيا والآخرة) وهو يشمل فقراء الكفار وفقراء المسلمين الساخطين العصاة كل على قدر حاله ثم ذكر الصنف الرابع بقوله (وموسع عليه في الدنيا والآخرة) وهؤلاء هو الأغنياء الشاكرون الصالحون الذين يؤدون حقوق الله وزكاة أموالهم ويطعمون الفقير وينفقون في سبيل الله نسأل الله التوفيق لطاعته والعمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب طس) ورجال الصحيح الا انه قال عن الركين بن الربيع عن رجل عن خريم وقال الطبراني عن الركين بن الربيع عن أبيه عن عمه(1/97)
يسير بن عميلة ورجاله ثقات (باب) (13) (سنده) حدثنا يحيى عن عبد الله قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي عزيزة الخ (غريبة) (14) العدد لا مفهوم له فقد روى الاظلال لغير من نص عليهم في هذا الحديث قال القاضي عياض وقال ابن دينار المراد بالظل هنا الكرامة والكنف والكف من المكاره في ذلك الموقف قال وليس المراد ظل الشمس قال القاضي وما قاله معلوم في اللسان يقال فلان في ظل فلان أي
198@@@
ما جاء في السباعيات المبدوءة بعدد(1/98)
اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل تصدق بصدقة أخفاها لا تعلم شماله ما تنفق يمينه (1) ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته ذات منصب (2) وجمال إلى نفسها فقال أنا اخاف الله عز وجل (عن معاوية بن سويد بن مقرن) (3) عن البراء بن عازب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع قال فذكر ما أمرهم به من عيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس ورد السلام وابرار القسم واجابة الداعي ونصر المظلوم ونهانا عن آنية الفضة أو قال حلقة الذهب والاستبرق (4) والحرير والديباج والميثرة والقسى (عن أبي كبشة الأنماري) (5) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث اقسم عليهن واحدثكم حديثا فاحفظوه قال فاما الثلاث الذي أقسم عليهن فإنه ما نقص مال عبد صدقة ولا ظلم عبد بمظلمة فيصبر عليها إلا زاده الله عز وجل بها عزا ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله باب فقر (واما الذي احدثكم حديثا فاحفظوه) فإنه قال انما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله عز وجل مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله عز وجل فيه حقه قال فهذا بأفضل المنازل قال وعبد رزقه الله عز وجل علما ولم يرزقه مالا قال فهو يقول لو كان لي مال عملت بعمل فلان قال فاجرهما سواء قال وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه عز وجل ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقه فهذا بأخبث المنازل قال وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو كان لي مال لعملت بعمل فلان قال هي نيته فوزرهما فيه سواء (عن أبي ذر) (6) قال أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع أمرني بحب المساكين والدنو منهم وامرني ان انظر الى من هو دوني ولا انظر إلى من هو فوقي وامرني ان اصل الرحم وان ادبرت وامرني ان لا اسأل احدا شيئا وامرني ان اقول بالحق وان كان مرا وامرني ان لا اخاف في الله لومة لائم وامرني ان اكثر من قول(1/99)
في كنفه وحمايته قال وهذا أولى الاقوال وتكون اضافته إلى العرش لأنه مكان التقريب والكرامة والا فالشمس وسائر العالم تحت العرش وفي ظله (1) قال العلماء وهذا في صدقة التطوع فالسر فيها افضل لأنه أقرب إلى الأخلاص وابعد من الرياء وأما الزكاة الواجبة فاعلانها أفضل وهكذا حكم الصلاة فإعلان فرائضها أفضل واسرار نوافلها أفضل (2) أي دعته امرأة ذات حسب ونسب شريف ومعنى دعته أي دعته إلى الزنا بها (تخريجه) (ق لك وغيرهم) (3) (سنده) حدثنا بهز ثنا شعبة ثنا الاشعث بن سليم عن معاوية بن سويد بن مقرن الخ (قلت) مقرن بضم الميم وفتح القاف وكسر الراء مشددة (غريبة) (4) تقدم تفسير الاسترق وما بعده في الباب الأول من أبواب ما جاء في الذهب والفضة والحرير من كتاب اللباس ص 247 في الجزء السابع عشر (تخريجه) (خ نس مذ) (5) (سنده) حدثنا عبد الله بن محمد بن نمير ثنا عبادة بن مسلم حدثني يونس بن خباب عن سعيد أبي البختري الطائي عن أبي كبشة الانماري الخ (تخريجه) (مذ جه) وقال الترمذي حديث حسن صحيح (6) (سنده) حدثنا عفان ثنا سلام أبو المنذر عن محمد بن واسع عن عبد الله بن الصامت عن
199@@@
ما جاء في الثمانيات والعشاريات(1/100)
لا حول ولا قوة إلا بالله فانهن من كنز تحت العرش (باب ما جاء في الثمانيات) (عن عمرو بن العاص) (1) قال قال رجل يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال ايمان بالله وتصديق وجهاد في سبيل الله وحج مبرور قال الرجل اكثرت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلين الكلام وبذل الطعام وسماح وحسن خلق قال الرجل أريد كلمة واحدة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فلا تتهم الله على نفسك (باب ما جاء في العشاريات ومازاد عنها) (عن أبي طيبة) (2) قال ان شرحبيل بن السمط دعا عمرو بن عبسة السلمي فقال يا ابن عبسة هل انت محدثي حديثا سمعته انت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه تزيد ولا كذب ولا تحدثنيه عن آخر سمعه منه غيرك ؟ قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل يقول قد حقت محبتي للذين يتحابون من اجلي وحقت محبتي للذين يتصافون من أجلي وحقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي وحقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي وحقت محبتي للذين يتناصرون من اجلي وقال عمرو بن عبسة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ايما رجل رمى بسهم في سبيل الله عز وجل فبلغ مخطئا أو مصيبا فله من الأجر كرقبة يعتقها من ولد اسماعيل وايما رجل شاب شيبة في سبيل الله فهي له نور وايما رجل مسلم اعتق رجلا مسلما فكل عضو من المعتق بعضو من المعتق فداء له من النار وايما امرأة مسلمة اعتقت امرأة مسلمة فكل عضو من المعتقة بعضو من المعتقة فداء لها من النار وايما رجل مسلم قدم لله عز وجل من صلبه ثلاثة لم يبلغوا الحنث او امرأة فهم له سترة من النار وايما رجل قام إلى وضوء يريد الصلاة فأحصى الوصوء إلى أماكنه سلم من كل ذنب أو خطيئة له فإن قام إلى الصلاة رفعه الله عز وجل بها درجة وان قعد قعد سالما فقال شرحبيل بن السمط انت سمعت(1/101)
أبي ذر الخ (تخريجه) أخرجه الروياني وأبو نعيم وسنده عند الامام احمد جيد وأورده المنذري مختصرا وعزاه للطبراني وابن حبان في صحيحه (باب) (1) (سنده) حدثنا يحيى بن غيلان قال ثنا رشدين حدثني موسى بن علي عن أبيه عن عمرو بن العاص الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وأورده الهيثمي وقال رواه احمد وفي اسناده رشدين وهو ضعيف (باب) (2) (سنده) حدثنا هاشم حدثني عبد الحميد حدثني شهر حدثني ابو طيبة قال ان شرحبيل الخ (قلت) أبو طييه الأصح في اسمه أنه أبو ظبيه بالظاء المعجمة بدل الطاء قال في التقريب أبو ظبية بفتح أوله وسكون الموحدة بعدها تحتانية ويقال بالمهملة وتقديم التحتانية والأول أصح السلفى بضم المهملة الكلاعي بفتح الكاف اهـ وفي الخلاصة أبو ظبيه السلفي بضم المهملة الكلاعي الحمصي عن عمر المقداد وعنه شهر بن حوشب وثابت وثقه ابن معين (تنبيه) اعلم وفقني الله واياك اني اتيت بهذا الحديث هنا كاملا لأنه جمع احدى عشرة خصلة تقدمت جميعها متفرقة في أبوابها من هذا الطريق ومن طرق أخرى عند الامام احمد والشيخين واصحاب السنن وعزاه الهيثمي للامام احمد والطبراني في الثلاثة ثم قال ورجال احمد ثقات وذكره ايضا الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب مختصرا وقال رواه احمد ورجاله ثقات والطبراني في الثلاثة والحاكم
200@@@
ما جاء في العشاريات وما زاد عنها(1/102)
هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن عبسة ؟ قال نعم والذي لا إله إلا هو لو اني لم اسمع هذا الحديث من رسول اله صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة أو مرتين أو ثلاث أو أربع أو خمس أو ست أو سبع فانتهى عند سبع ما حلفت يعني ما باليت ان لا أحدث به احدا من الناس ولكني والله ما أدري عدد ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (عن أبي تميمة الهجيمي) (1) عن رجل من قومه (2) قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة فسألته عن المعروف (3) فقال لا تحقرن من المعروف شيئا (4) ولو أن تعطي صلة الحبل (5) ولو أن تعطى شسع النعل (6) ولو أن تفرع من دلوك في اناء المستسقي ولو أن تنحى الشيء من طريق الناس يؤذيهم ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق ولو أن تلقى أخاك فتتسلم عليه و ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض وان سبك رجل بشيء يعلمه فيك وانت تعلم فيه نحوه فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه وما سر اذنك أن تسمعه فاعمل به وما ساء اذنك ان تسمعه فاجتنبه (عن عمر بن الخطاب) (7) رضي الله عنه(1/103)
وقال صحيح الاسناد (1) جاء في الأصل الهجيني بالنون بدل الميم وهو خطأ وصوابه الهجيمي بالميم قال الحافظ في الاصابة والتقريب وأبو داود في سننه أبو تميمه الهجيمي اسمه طريف بن مجالد (قلت) وما ذكرته في هذا الباب هو طرف من حديث طويل تقدم بسنده وطوله في باب ما جاء في الفاظ السلام والرد من كتاب السلام والاستئذان في الجزء السابع عشر رقم 10 صحيفة 333 بعضه في المتن وبعضه في الشرح وقد أشرت في آخره هناك إلى أن هذا الطرف سيأتي في باب العشاريات من كتاب جامع للآدب والمواعظ والحكم من قسم الترغيب وقد وقع هناك خطأ مطبعي في لفظ الترغيب فجاء الترهيب بالهاء بدل الغين وهو خطأ وصوابه الترغيب بالغين المعجمة فأصلح نسختك (غريبة) (2) هذا الرجل هو أبو جرى بضم الجيم وفتح الراء وتشديد التحتية مصغرا الهجيمي فقد جاء في سنن أبو داود (عن أبي جرى الهجيمي رضي الله عنه واسمه جابر بن سليم وقيل سليم بن جابر قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث مختصرا في باب كراهية أن يقول عليكم السلام ومطولا في باب ما جاء في اسبال الازار من كتاب اللباس (3) المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب اليه والاحسان إلى الناس وكل ما تدب اليه الشرع ونهي عنه من المحسنات والمقبحات وهو من الصفات الغالبة أي أمر معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه (4) أي لا تستصغرن منه شيئا ولا تستهن به يقال حقر الشيء بضم الحاء وكسر القاف حقارة هان قدره فلا يعبأ به فهو حقير وبعدي بالحركة فيقال حقرته من باب ضرب واحتقرته (5) اي ما يطول الحبل القصير لصاحبك (6) شسع النعل بكسر المعجمة وسكون المهملة احد سيور النعل وهو الذي يدخل بين الاصبعين ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزمام والزمام السير الذين مقدفيه الشسع (تخريجه) (د) مطولا و (نس مذ) مختصرا وقال الترمذي حسن صحيح (7) (سنده) حدثنا يزيد حدثنا عاصم عن أبي عثمان النهدي عن عمر بن(1/104)
الخطاب الخ
(م 26 – الفتح الرباني – ج 19)(1/105)
@@@201
ما جاء في النساء وما يدخلهن الجنة
أنه قال اتزروا وارتدوا وانتعلوا الخفاف والسراويلات (1) والقوا الركب (2) واتزوا تزوا (3) وعليكم بالمعدية (4) وارموا الأغراض وذوروا التنعم وزي العجم واياكم والحرير فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه وقال لا تلبسوا من الحرير إلا ما كان هكذا واشار رسول الله بإصبعيه (باب ما جاء في النساء وما يدخلهن الجنة) (عن عبد الرحمن بن عوف) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا صلت المرأة خمسها (6) وصامت شهرها (7) وحفظت فرجها (8) واطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت (عن أبي أمامة) (9) أن امرأة اتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله ومعها صبيان لها فأعطاها ثلاث تمرات (10) فأعطت كل واحد منها تمرة قال ثم ان احد الصبين بكى قال فشقتها فأعطت كل واحد نصفها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملات والدات رحيمات بأولادهن لولا ما يصنعن بأزواجهن (11) لدخل مصلياتهن الجنة (12) (وعنه من طريق ثان) (13) قال أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة ومعها
((1/1)
غريبه) (1) أي اتركوا لبسهما والظاهر أن ذلك ما كان اول الأمر لأن أهل الكتاب كانوا يتخففون ولا ينتعلون ويتسرولون ولا يأتزرون فأمرهم بتركها لمخالفة أهل الكتاب ولكن ثبت في حديث أبي أمامة وتقدم في باب ما جاء في النعال ولبسها من كتاب اللباس في الجزء السابع عشر صحيفة 237 رقم 15 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم تسرولوا واتزروا وخالفوا أهل الكتاب قال فقلنا يا رسول الله أن اهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم فتخففوا وانتعلوا وخالفوا أهل الكتاب (2) بضم الراء والكاف جمع (ركاب) يريدان يدعو الاستعانة بها على ركوب الخيل (3) أي ثبوا على الخيل وثبا لما في ذلك من القوة والنشاط (4) بفتح الميم والعين المهملة يريد خشونة اللباس والعيش تشبها بمعد بن عدنان جد العرب وكانوا أهل قشف وغلظ في المعيشة لأن في التنعيم اللين والطراوة وهما يورثان الضعف والذل (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (باب) (5) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق حدثنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر ان ابن قارظ اخبره عن عبد الرحمن ابن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (6) أي المكتوبات الخمس (7) يعني رمضان (8) أي عن الزنا وانما اقتصر على ذكر الصلاة والصيام ولم يذكر بقية الأركان الخمسة التي بني الاسلام عليها لغلبة تفريط النساء في الصلاة والصوم وغلبة الفساد فيهن وعصيان الحليل ولأن الغالب أن المرأة لا مال لها تجب زكاته ويتحتم فيه الحج فأناط الحكم بالغالب وحثها على مواظبة فعل ما هو لازم لها بكل حال (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طس) وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ وقال المنذري رواة احمد رواة الصحيح خلال ابن لهيعة وحديثه حسن في المتابعات (9) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج قال حدثني شعبة عن منصور قال سمعت سالما قال حجاج عن سالم بن أبي الجعد(1/2)
قال ابن جعفر سمعت سالم بن أبي الجعد قال ذكر لي عن أبي أمامة ان امرأة الخ (غريبة) (10) الظاهر أنه لم يكن لديه في ذلك الوقت غير التمرات الثلاث (11) أي من كفران العشرة ونحو ذلك (12) مفهومه ان غير مصلياتهن لا يدخلنها وهو وارد على منهج الزجر والتمويل والتخويف والا فكل من مات على الاسلام لابد أن يدخلها أو لا يدخلنها حتى يطهرن بالنار ان لم يعف عنهن والله أعلم (13) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون ثنا شريك عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن
@@@202
ما جاء في أمور تختص بالنساء(1/3)
صبي لها تحمله وبيدها آخر لا أعلمه إلا قال وهي حامل فلم تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا يومئذ إلا أعطاها اياه ثم قال حاملات والدات الحديث (عن أبي هريرة) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف من الصبح يوما (2) فأتى النساء في المسجد فوقف عليهن فقال يا معشر النساء ما رأيت من نواقص عقول ودين اذهب لقلوب ذوي الالباب (3) منكن فإني قد رأيتكن أكثر أهل النار يوم القيامة (4) فتقربن إلى الله ما استطعتن وكان في النساء امرأة عبد الله بن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذت حليا لها فقال ابن مسعود فأين تذهبين بهذا الحلي ؟ فقالت اتقرب به إلى الله عز وجل ورسوله لعل الله أن لا يجعلني من أهل النار فقال ويلك على فتصدقي به علي وعلى ولدي فأنا له موضع (5) فقالت والله حتى اذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذهبت تستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم هذه زينب تستأذن يا رسول الله فقال أي الزيانب هي ؟ فقالوا امرأة عبد الله بن مسعود فقال ائذنوا لها فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني سمعت منك مقالة فرجعت إلى ابن مسعود فحدثته وأخذت حليا اتقرب به إلى الله واليك رجاء أن لا يجعلني الله من أهل النار فقال لي ابن مسعود تصدقي به علي وعلى ولدي فأنا له موضع فقلت حتى استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم تصدقي به عليه وعلى بنيه فإنهم له موضع ثم قالت يا رسول الله أرأيت ما سمعت منك حين وقفت علينا ما رأيت من نواقص عقول قط ولا دين اذهب بقلوب ذوي الألباب منكن قالت يا رسول الله فما نقصان ديننا وعقولنا ؟ فقال أما ما ذكرت من نقصان دينكن فالحيضة التي تصيبكن تمكث احداكن ما شاء الله ان تمكث لا تصلى ولا تصوم فذلك من نقصان دينكن وأما ما ذكرت من نقصان عقولكن فشهادتكن انما شهادة المرأة نصف شهادة (عن ابن عمر) (6) ان رسول(1/4)
الله صلى الله عليه وسلم قال يا معشر النساء تصدقن واكثرن فإني رأيتكن اكثر اهل النار لكثرة اللعن وكفر العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين اغلب لذي لب منكن قالت يا رسول الله وما نقصان العقل والدين ؟ قال اما نقصان العقل
عن أبي أمامة قال اتت النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (جه ك) ورواه ايضا (طب طس) وزاد فيه (مرضعات) وصححه الحاكم والحافظ والسيوطي (1) (سنده) حدثنا سليمان انبأنا اسماعيل اخبرني عمرو يعني ابن أبي عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة الخ (غريبة) (2) جاء في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلي ثم انصرف فوعظ النساء فذكره نحوه (3) أي ذوي العقول ومعناه ان المرأة مع نقصان عقلها تفتن ذوي العقول من الرجال (4) إنما كان النساء أكثر أهل النار لأنهن يكفون العشير كما جاء في بعض الروايات يعني نعمة الزوج (5) جاء في رواية أخرى من حديثها عند الامام احمد ايضا (قالت فكان عبد الله خفيف ذات اليد) أي فقيرا لا يملك شيئا يقوم بشأنه كله (تخريجه) (ق نس جه) (6) (سنده) حدثنا هارون بن معروف حدثنا ابن وهب وقال مرة حيوة عن ابن الهاد عن عبد الله بن دينار عن
@@@203
ما جاء في أمور تختص بالنساء(1/5)
والدين فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي لا تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين (عن أبي هريرة) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة (2) (عن عمرو بن معاذ) (3) الاشهلي عن جدته (4) رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أن فيه ولو كراع شاة محرق (عن عائشة) (5) رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا خير في جماعة النساء (6) إلا في مسجد أو في جنازة قتيل (وعنها أيضا) (7) قالت استأذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال جهادكن أو حسبكن الحج (وعنها من طريق ثان) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عليكن بالبيت فإنه جهادكن (حدثنا اسماعيل) (9) انا ايوب عن حفصة بنت سيرين قالت كنا نمنع عواتقنا (10) ان يخرجن فقدمت امرأة فنزلت قصر بني خلف (11) فحدثت أن اختها كانت (12) تحت رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة قالت أختي غزوت(1/6)
ابن عمر الخ (تخريجه) (م) (1) (سنده) حدثنا ابو كامل ثنا ليث حدثني سعيد عن ابيه عن ابي هريرة الخ (غريبة) (2) معناه لا تمنع جارة من الصدقة والهدية لجارتها شيئا من الموجود عندها لاحتقاره بل تجود بما تيسر وان كان قليلا كفرسن شاة والفرسن للبعير كالقدم للإنسان واستعير هنا لظلف الشاة وهو عظم قليل اللحم وأريد به المبالغة أي ولو شيئا يسيرا (تخريجه) (م) (3) (سنده) حدثنا روح قال ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ الأشهلي عن جدته انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا نساء المؤمنات لا تحقرن احداكن لجارتها ولو كراع شاة محرق (غريبة) (4) اسمها حواء كما صرح بذلك في الموطأ (تخريجه) (لك) وأبو نعيم وابن اسحاق وابن سعد وسنده جيد (5) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا الوليد بن أبي الوليد قال سمعت القاسم بن محمد يخبر عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (6) اي في اجتماعهن في أمور يشاركن فيها الرجال (إلا في مسجد) أي لأجل الصلاة بشروط تقدمت في صلاة الجماعة (أو جنازة قتيل) أو نقله من مكان المعركة وتجهيزه لاشتغال الرجال بالحرب والمراد بالجنازة الميت نفسه (تخريجه) لم اقف عليه لغير الامام احمد وسنده حسن (7) (سنده) حدثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان ثنا معاوية بن اسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت استأذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (8) (سنده) حدثنا اسود قال ثنا شريك عن معاوية بن اسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (خ ذ نس جه) بالفاظ مختلفة والمعنى واحد وتقدم نحوه مطولا عن عائشة ايضا في باب وجوب الحج على النساء في الجزء العاشر ص 17 رقم 20 و 21 فارجع اليه ان شئت (9) (حدثنا اسماعيل الخ) (غريبة) (10) جمع عاتق وهي المرأة الشابه أول ما تدرك وقيل هي التي لم تبن من والديها ولم تتزوج بعد ادراكها وقال ابن دريد هي التي قاربت(1/7)
البلوغ (وقولها ان يخرجن) تعني الى المصلى يشهدن صلاة العيد فيه (11) قال الحافظ لم أقف على اسمها وقصر بني خلف كان بالبصرة وهو منسوب إلى طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي المعروف بطلحة الطلحان وقد ولى امرة سجتان (12) قال الحافظ هي أم عطية وقيل غيرها وعليه مشى الكرماني وعلى
@@@204
ما جاء في أمور تختص بالنساء
معه (1) ست غزوات قالت كنا نداوي الكلمى (2) ونقوم على المرضى فسألت أختي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هل على احدانا بأس (3) لمن لم يكن لها جلباب (4) أن لا تخرج ؟ فقال لتلبسها صاحبتها من جلبابها (5) ولتشهد الخير ودعوة المؤمنين قالت (6) فلما قدمت ام عطية فسألتها أو سألناها هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا ؟ قالت وكانت لا تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا إلا قالت بيبا (7) فقالت نعم بيبا قال لتخرج العواتق ذوات الخدور (8) أو قالت العواتق وذوات الخدور والحيض (9) فيشهدن الخير ودعوة المؤمنين ويعتزلن (10) الحيض المصلى فقلت لأم عطية آلحائض ؟ (11) فقلت أو ليس يشهدن عرفة (12) وتشهد كذا وتشهد كذا
(خاتمة في احاديث جرت مجرى الامثال)
(عن عائشة) (13) رضي الله عنها قالت حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ذات ليلة حديثا فقالت امرأة منهن يا رسول الله كان الحديث حديث خرافة فقال اتدرون ما خرافة ؟ ان خرافة كان رجلا من عذرة اسرته الجن في الجاهلية فمكث فيهن طويلا ثم ردوه إلى الإنس فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من أعاجيب فقال الناس حديث خرافة (عن ابي مسعود) (14) قال قال(1/8)
تقدير ان تكون أم عطيه فلم نقف على تسمية زوجها أيضا (1) أي مع زوجها أو مع النبي صلى الله عليه وسلم (2) بفتح الكاف أي الجرحى (3) أي حرج وإثم (4) بكسر الجيم وسكون اللام وبموحدتين بينهما الف أي خمار واسع كالملحفة تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها أو القميص (ان لا تخرج) أي لئلا تخرج وان مصدرية أي لعدم خروجها إلى المصلى للعيد (5) أي لتعرها من ثيابها مالا تحتاج المعيرة اليه (6) يعني حفصة بنت سيرين وأم عطية اسمها نسيبة بنت الحارث أو بنت كعب (7) بباءين موحدتين أولاهما مكسورة والثانية مفتوحة بينهما ياء تحتية ساكنة أي فديته بأبي أو هو مفدى بقلب الهمزة ياء وفتح الموحدة (8) بضم الخاء المعجمة والدال المهملة جمع خدر بكسرها وسكون الدال وهو ستر يكون في ناحية البيت تقعد البكر وراءه (9) بضم المهملة وتشديد الياء التحتية جمع حائض وهو معطوف على العواتق (10) هكذا جاء عند الامام احمد وهو على لغة اكلوني البراغيث وجاء عند البخاري ويعتزل الحيظ الخ وهو خير بمعنى الأمر (قال الحافظ) وحمل الجمهور الأمر المذكور على الندب لأن المصلى ليس بمسجد يمتنع الحيض من دخوله (11) بهمزة ممدودة على الاستفهام النعجي من اخبارها بشهود الحيض (12) أي يومها (وكذا وكذا) أي نحو المزدلفة ومنى وصلاة الاستسقاء (تخريجه) (ق والأربعة) (خاتمة) (13) (سنده) حدثنا ابو النضر ثنا ابو عقيل يعني الثقفي ثنا مجالد بن سعد عن عامر عن مسروق عن عائشة الخ وجاء في آخر الحديث (قال عبد الله بن الامام احمد) قال ابي ابو عقيل هذا (يعني المذكور في المسند) ثقه اسمه عبد الله بن عقيل الثقفي (تخريجه) لم اقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (14) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن منصور قال سمعت ربعي بن حراش يحدث عن ابي مسعود الخ (قلت) ابو مسعود هو البدري الانصاري الصحابي
@@@205
خاتمة في أحاديث جرت مجرى الأمثال(1/9)
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مما أدرك الناس (1) من كلام الجاهلية الأولى إذا لم تستح (2) فاصنع ما شئت (عن حذيفة بن اليمان) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المعروف كله صدقة وإن آخر ما تعلق به أهل الجاهلية (4) من كلام النبوة اذا لم تستح فافعل ما شئت (عن أبي الدرداء) (5) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل شيء ينقص إلا الشر فإنه يزاد فيه (6) (عن عائشة) (7) قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استراث الخبز (8) تمثل به (9) ببيت طرفة (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) (10) (عن أبي هريرة) (11) عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين (12) (عن أبي الدرداء) (13)(1/10)
رضي الله عنه (غريبة) (1) أي ان مما ادركه الأقوام من حكم الأولين مما اتفقوا عليه ولم ينسخ فيما نسخ من شرائعهم ولم يبدل فيما يدل منها للعلم بصوابه واتفاق العقول على استحسانه إذا لم تستخ الخ (2) أي إذا لم يكن ثمة حياء يكف عن الهوى ويردع عن مواقعة المرديات وملابسة المستهجنات فاعمل ما شئت مما تطوعه لك النفس ويسوله لك الشيطان فإنك ملاق جزاءه في الحياة الدنيا وفي يوم تشخص فيه الابصار فالأمر للتهديد كقوله تعالى (اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير) (تخريجه) (خ طل جه) (3) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون انا ابو مالك حدثني ربعي بن حراش عن حذيفة (يعني ابن اليمان) الخ (غريبة) (4) أي آخر ما تمسك به أهل الجاهلية لاتفاق العقول على استحسانه كما تقدم (تخريجه) لم اقف عليه من حديث حذيفة لغير الامام احمد وارخرج ما يختص بالمعروف منه (م د) (5) (سنده) حدثنا محمد بن مصعب قال حدثني ابو بكر عن زيد بن ارطأة عن بعض اخوانه عن ابي الدرداء الخ (غريبة) (6) يحتمل معناه ان المراد كل زمان يأتي بعده أكثر شرا منه والله أعلم (تخريجه) (طب) وفي اسناده ابو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف ورجل آخر لم يسم (7) (سنده) حدثنا هشيم قال انا مغيرة عن الشعبي عن عائشة الخ (غريبة) (8) اي استبطأ الخبر وهو استفعل من الريث وهو الاستبطاء يقال راث ريثا ابطأ واسترثته استبطأته (9) قال في القاموس تمثل بشيء ضربه مثلا (10) أوله (ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلا) وفي رواية أنه كان أبغض الحديث اليه الشعر غير انه تمثل مرة ببيت أخي قيس بن طرفة ستبدى الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح قال ورواه الترمذي أيضا لكن جعل مكانه طرفه بن رواحة (11) (سنده) حدثنا قتيبة حدثنا ليث يعني ابن سعد عن عقيل عن الزهري عن ابن المسيب عن ابي هريرة الخ (غريبة) (12) قال الحافظ قال أبو عبيدة معنا ولا ينبغي للمؤمن اذا نكب من وجه أن يعود اليه (قال الحافظ)(1/11)
قيل المراد بالمؤمن في هذا الحديث الكامل الذي قد أوقفته معرفته على غوامض الأمور حتى صار يحذر مما سيقع واما المؤمن المغفل فقد يلدغ مرارا اهـ وقال التور بشتى سبب هذا الحديث انه صلى الله عليه وسلم من على أبي عزة الشاعر الجمحي وشرط عليه ان لا يجلب عليه فلما بلغ مأمنه عاد إلى ما كان فأسر مرة أخرى فأمر بضرب عنقه وكلمه بعض الناس في المن عليه فقال لا يلدغ المؤمن الحديث (تخريجه) (ق د جه) كلهم من حديث عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا ورواه ايضا (حم طل جه) عن ابن عمر مرفوعا بلفظ لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين لكن في اسناده زمعة بن صالح ضعيف (13) (سنده) حدثنا عصام بن خالد حدثني ابي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني عن خالد بن محمد الثقفي عن بلال بن أبي الدرداء عن
@@@206
ما جاء في أحاديث جرت مجرى الأمثال
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حبك الشيء يعمي ويصم (عن أبي قلابة) (1) قال قال أبو عبد الله لأبي مسعود أو قال أبو مسعود لأبي عبد الله يعني حذيفة رضي الله عنهما ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا (2) قال سمعته يقول بنس مطية الرجل (3) (عن ابن عباس) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الخبر كالمعاينة ان الله عز وجل اخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا القى الألواح فانكسرت
(القسم الخامس من الكتاب قسم الترهيب)
(68) (كتاب الكبائر وأنواع اخرى من المعاصي)
(باب ما جاء في الترهيب من المعاصي مطلقا وغيره الله (5) على مرتكبها) (عن أبي هريرة) (6)(1/12)
أبي الدرداء الخ (تخريجه) (د) والبخاري في التاريخ قال المنذري في اسناده بقية بن الوليد (يعني عند أبي داود) وأبو بكر بكير بن عبد الله بن ابي مريم الغساني الشامي وفي كل واحد منهما مقال وروى عن بلال عن أبيه من قوله وهو أشبه بالصواب قال وروى من حديث معاوية بن أبي سفيان ولا يثبت وسئل ثعلب عن معناه فقال يعمى العين عن النظر إلى مساويه ويصم الاذن عن استماع العذل فيه وانشأ يقول (وكذبت طرفي فيك والطرف صادق واسمعت اذني فيك ما ليس تسمع) وقال غيره يعمى ويصم عن الآخرة وفائدته النهي عن حب مالا ينبغي الاغراق في حبه (1) (سنده) حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة الخ (غريبة) (2) زعم من باب قتل قال في المصباح ويطلق بمعنى القول ومنه زعمت الحنفية وزعم سبيويه أي قال وعليه قوله تعالى أو (تسقط السماء كما زعمت) أي كما اخبرت ويطلق على الظن يقال في زعمي كذا وعلى الاعتقاد ومنه قوله تعالى (زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا) قال الازهري واكثر ما يكون الزعم فيما يشك فيه ولا يتحقق وقال بعضهم هو كناية عن الكذب وقال المرزوقي أكثر ما يستعمل فيما كان باطلا وفيه ارتياب (3) قال في النهاية معناه أن الرجل اذا اراد المسير إلى بلد والظعن في حاجة ركب مطيته وصار حتى يقضي اربه فشبه ما يقدمه المتكلم أمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله زعموا كذا وكذا بالمطية التي يتوصل بها إلى الحاجة وانما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا ثبت فيه وانما يحكى على الألسن على سبيل البلاغ فذم من الحديث ما كان هذا سبيله والزعم بالضم والفتح قريب من الظن (تخريجه) (د) قال المنذري قال أبو داود أبو عبد الله هذا حذيفة ابو قلابة عبد الله بن زيد الجري البصري ذكر الحافظ ابو القاسم الدمشقي في الاطراف انه لم يسمع منهما يعني حذيفة وابا مسعود رضي الله عنهما (4) (سنده) حدثنا سريج بن النعمان حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ ((1/13)
تخريجه) (ك حب طس بز) وصححه ابن حبان والحاكم واقره الذهبي وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح (باب) (5) الغيرة بفتح الغين المعجمة وسكون التحتية وفتح الراء والغيرة في حقنا هي الحمية والأنفة يقال رجل غيور وامرأة غيور بلا هاء لأن فعولا يشترك فيه الذكر والأنثى (6) (سنده) حدثنا اسود بن عامر انا كامل
@@@207
غيرة الله على مرتكب المعاصي
قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اما تغار ؟ قال والله أني لأغار والله أغير منى (1) ومن غيرته نهى عن الفواحش (وعنه من طريق ثان) (2) ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يغار (3) والله يغار ومن غيرة الله أن يأتي المؤمن شيئا حرم الله (4) (وعنه أيضا) (5) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن المؤمن مرتين أو ثلاثا يغار يغار (6) والله أشد غيرا (عن المغيرة بن شعبة) (7) الله قال قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امراتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتعجبون من غيرة سعد واله لأنا أغير منه والله أغير مني (7) ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص أغير من الله (9) ولا شخص أحب اليه العذر (10) من الله من أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين ولا شخص أحب إليه مدحة من الله (11) من أجل ذلك وعد الله الجنة (ومن طريق ثان) قال حدثنا عبيد الله القواريري ليس(1/14)
عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبة) (1) غيرة الله ان يأتي المؤمن ما حرم عليه أي غيرته منعه وتحريمه كما جاء في الحديث (ومن غيرته نهى عن الفواحش) وفي الطريق الثانية (ومن غيرة الله أن يأتي المؤمن شيئا حرم الله) (2) سنده حدثنا عفان ثنا ابان العطار قال ثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثني ابو سلمة ابن عبد الرحمن عن ابي هريرة ان نبي الله صلى الله عليه وسلم الخ (3) المؤمن الذي يغار في محل الغيرة قد وافق ربه في صفة من صفاته ومن وافقه في صفة منها قادته تلك الصفة بزمامه وأدخلته عليه وأدنته منه وقربته من رحمته (4) غيرة الله على المؤمن الذي يأتي شيئا حرمه الله تعالى تعجل العقوبة له والانتقام منه (تخريجه) (م وغيره) (5) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (6) قال النووي هكذا هو في النسخ (غيرا) بفتح الغين واسكان الياء منصوب بالألف وهو الغيرة قال اهل اللغة الغيرة والغير والغار بمعنى والله أعلم (تخريجه) (ق وغيرهما) (7) (سنده) حدثنا هشام بن عبد الملك ابو الوليد ثنا ابو عوانة عن عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة بن شعبة الخ (غريبة) (8) قال النووي قال العلماء الغيرة بفتح الغين واصلها المنع والرجل غيور على اهله أي يمنعهم من التعلق بأجنبي بنظر أو حديث أو غيره والغيرة صفة كمال فأخبر صلى الله عليه وسلم بأن سعدا غيور وأنه اغير منه وان الله اغير منه صلى الله عليه وسلم وانه من اجل ذلك حرم الفواحش فهذا تفسير لمعنى غيرة الله تعالى أي انها منعه سبحانه وتعالى الناس من الفواحش لكن الغيرة في حق الناس يقارنها تغير حال الانسان وانزعاجه وهذا مستحيل في غيرة الله تعالى (9) أي لا أحد وإنما قال لا شخص استعارة وقيل معناه لا ينبغي لشخص أن يكون أغير من الله تعالى ولا يتصور ذلك منه فينبغي أن يتأدب الانسان بمعاملته سبحانه لعباده(1/15)
فإنه لا يعالجهم بالعقوبة بل حذرهم وانذرهم وكرر ذلك عليهم وأمهلهم مع أنه لو عاجلهم كان عدلا منه سبحانه وتعالى (10) معناه ليس أحد أحب إليه الاعذار من الله تعالى فالعذر هنا بمعنى الاعذار والانذار قبل أخذهم بالعقوبة ولهذا بعث المرسلين كما قال سبحانه وتعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) قال القاضي عياض ويحتمل أن المراد الاعذار أي اعتذار العباد اليه من تقصيرهم وتوبتهم من معاصيهم فيغفر لهم كما قال تعالى (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) (11) المدحة بكسر الميم وهو المدح بفتحها فإذا ثبتت الهاء كسرت الميم وإذا
@@@208
قوله صلى الله عليه وسلم إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه
ثنا أبو عوانة بإسناده مثله (1) سواء قال أبو عبد الرحمن (2) قال عبيد الله القواريري ليس حديث أشد على الجهمية (3) من هذا الحديث قوله لا شخص أحب إليه مدحة من الله عز وجل (عن أسماء بنت أبي بكر) (4) رضي الله عنهما ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا شيء أغير من الله عز وجل (عن زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم) (5) قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نوم وهو محمر وجهه وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب (6) فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق (7) قلت يا رسول الله انهلك وفينا الصالحون ؟ قال صلى الله عليه وسلم نعم إذا كثر الخبث (8) (عن عائشة) (9) رضي الله عنها تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم إذا ظهر السوء في الأرض (10) أنزل الله بأهل الأرض بأسه قالت وفيهم أهل طاعة الله عز وجل ؟ قال نعم ثم يصيرون إلى(1/16)
حذفت فتحت ومعنى (من أجل ذلك وعد الله الجنة) انه لما وعدها ورغب فيها كثر سؤال العباد اياها منه والثناء عليه والله أعلم (1) اي بإسناد الطريق الأولى (مثله سواء) اي سندا ومتنا (2) أي عبد الله بن الامام احمد رحمهما الله (3) هم أصحاب جهم بن صفوان وهو من الجبرية الخالصة ظهرت بدعته بترمذ وقتله سالم بن أحوز المارني بمرو في آخر ملك بني أمية يقولون بأن الانسان لا يقدر على شيء ولا يوصف بالاستطاعة وانما هو مجبور في أفعاله لا قدرة له ولا اختيار وإذا كان هذا قولهم فليس حديث أشد عليهم من هذا الحديث ففيه المجازاة على الفعل والوعد بالجنة التي يقولون بفنائها (تخريجه) (ق) بدون قول القواريري (4) (سنده) حدثنا يونس بن محمد قال ثنا أبان يعني ابن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عروة بن الزبير عن أسماء بنت أبي بكر الخ (تخريجه) (ق) (5) (سنده) حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان عن أمها أم حبيبة عن زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال سفيان أربع نسوة قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) زينب هي بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وقول سفيان أربع نسوة يعني اجتمعن في سند هذا الحديث قال النووي هذا الاسناد اجتمع فيه اربع صحابيات زوجتان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وربيبتان له بعضهن عن بعض ولا يعلم حديث اجتمع فيه أربع صحابيات بعضهن عن بعض غيره واما اجتماع اربعة صحابيات أو اربعة تابعيين بعضهم عن بعض فوجدت منه أحاديث جمعتها في جزء قال وحبيبة هذه هي بنت أم حبيبة أم المؤمنين بنت أبي سفيان ولدتها من زوجها عبد الله بن جحش الذي كانت عنده قبل النبي صلى الله عليه وسلم (غريبة) (6) جاء من طريق ثان عن زينب أيضا قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب الخ (7) جاء في الطريق الثاني وحلق بإصبعيه(1/17)
الابهام والتي تليها (وجاء في طريق ثالث) من ردم يأجوج ومأجوج مثل موضع الدرهم (8) بفتح الخاء والباء الموحدة وفسره الجمهور بالفجور والفسوق وقيل المراد الزنا خاصة وقيل أولاد الزنا قال النووي والظاهر أنه المعاصي مطلقا قال ومعنى الحديث أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك التام وان كان هناك صالحون (تخريجه) (ق مذ جه) (9) (سنده) حدثنا سفيان عن جامع بن أبي راشد عن منذر عن حسن بن محمد عن امرأته عن عائشة الخ (غريبة) (10) يعني المنكر وهو كل ما انكره الشرع من أنواع المعاصي (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده امرأة لم تسم لكن يؤيده
(م 27 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@209
ما جاء في أمور من كبريات المعاصي مجتمعه ولعن فاعلها(1/18)
رحمة الله تعالى (عن علي رضي الله عنه) (1) قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه والواشمة والمستوشمة والمحلل والمحلل له ومانع الصدقة وكان ينهى عن النوح (عن سمرة بن جندب الفزاري) (2) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يقوله لأصحابه هل رأى أحد منكم رؤيا ؟ قال فيقص عليه من شاء الله أن يقص قال وإنه قال لنا ذات يوم غداة (3) إنه آتاني الليلة آيتان (4) وانهما ابتعثاني وانهما قالا لي انطلق واني انطلقت معهما (5) وانا اتينا على رجل مضطجع واذا آخر قائم عليه بصخرة واذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ (6) بها رأسه فيتدهده الحجر ههنا (7) فيتبع الحجر يأخذه (8) فما يرجع إليه (9) حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان (10) قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقت معهما فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب (11) من حديد فإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر (12) شدقه إلى قفاه ومنخراه إلى قفاه وعيناه إلى قفاه قال ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول حتى يصبح الأول كما كان ثم يعود فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان ؟ قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقت فأتينا على مثل بناء التنور (13) قال عوف واحسب(1/19)
حديث أم سلمة المتقدم في باب هلاك كل أمة لم تقم بهذا الواجب) من كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الجزء صحيفة 175 رقم 55 وسنده صحيح (عن علي رضي الله عنه) (1) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من أبواب الربا في الجزء الخامس عشر صحيفة 68 رقم 225 فارجع اليه (2) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف (يعني الاعرابي) عن أبي رجاء العطاردي حدثنا سمرة بن جندب الفزاري الخ (غريبة) (3) أي بعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس ولذلك ترجم له البخاري بقوله باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (4) جاء في حديث علي عن ابن أبي حاتم ملكان وفي الجنائز عند البخاري انهما جبريل وميكائيل وسيأتي التصريح بأنهما جبريل وميكائيل في الطريق الثانية (وقوله ابتعثاني) أي ارسلاني وفي رواية عند البخاري انبعثا بي (5) أي حصل منهما القول ومني الانطلاق وزاد جرير بن أبي حازم في روايته إلى الأرض المقدسة وفي حديث علي فانطلقا بي إلى السماء (6) بفتح التحتية وسكون المثلثة وبعد اللام المفتوحة غين معجمة أي فيشدخ رأسه والشدخ كسر الشيء الأجوف (7) أي فيتدحرج الحجر ويندفع من علو إلى أسفل (هاهنا) أي إلى جهة الضارب (8) يتبع بفتح أوله وسكون ثانيه أي فيتبع الرجل الضارب الحجر فيأخذه ليصنع به كما صنع أولا (9) أي إلى الذي ثلغ رأسه (10) أي ما هذان الرجلان يعني الضارب والمضروب (11) بفتح الكاف وتضم وضم اللام المشددة له شعب وهو الذي يعلق به اللحم (12) بمعجمتين وراءين وضم أوله مبني للمجهول وفي بعض روايات البخاري (فيشق) بدل فيشرشر أي فيقطع (شدقه) بكسر المعجمة أي جانب فمه ويقطع (منخراه) بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة ويقطع أيضا عيناه إلى قفاه وجاء عند البخاري بالافراد في الشدق والمنخر والعين (13) أي الذي يخبز فيه وفي رواية جرير في الجنائز للبخاري
@@@210
ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا من أنواع العذاب لعصاة أمته(1/20)
أنه قال وإذا فيه لغط وأصواب قال فأطلعت فإذا فيه رجال ونساء عراة واذا هم يأتيهم لهب من اسفل منهم فإذا اتاهم ذلك اللهب ضوضوا (1) قال قلت من هؤلاء ؟ قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأثبنا على نهر حسبت أنه قال أحمر مثل الدم واذا في النهر رجل يسبح (2) ثم يأتي ذلك الرجل الذي جمع الحجارة فيفغر له (3) فاه فيلقمه حجرا حجرا قال فينطلق فيسبح ما يسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه والقمه حجرا قال قلت ما هذا ؟ قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة (4) كأكره ما أنت راه رجلا مرآة فإذا هو عند نار له يحشها (5) ويسعى حولها قال قلت لهما ما هذا ؟ قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على روضة معشبة (6) فيها من كل نور الربيع قال وإذا بين ظهراني الروضة رجل قائم طويل لا اكاد ان أرى رأسه طولا في السماء واذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط وأحسنه قال قلت لهما ما هذا وما هؤلاء ؟ قال فقالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فانتهينا إلى دوحة (7) عظيمة لم أر دوحة قط اعظم منها ولا أحسن فقالا لي ارق فيها (8) فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة (9) فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلنا فلقينا فيها رجالا شطر (10) من خلقهم كأحسن ما أنت راه وشطر كأقبح ما انت راه قال فقالا لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر فإذا نهر صغير معترض يجري كانما هو المحض (11) في البياض قال فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا الينا وقد ذهب ذلك السوء عنهم وصاروا في أحسن صورة قال فقالا لي هذه جنة عدن وهذاك منزلك قال فبينما بصري في صعدا (12) فإذا قصر مثل الربابة (13) البيضاء قالا لي هذاك منزلك قال قلت لهما بارك الله فيكما ذراني (14) فلأدخله قال قالا لي أما الآن فلا وانت داخله (15) قال فإني(1/21)
فانطلقت فأتيت إلى ثقب مثل التنور اعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نار قال الداودي ولعلي ذلك التنور على جهنم (1) بضادين معجمتين مفتوحتين بينهما واو ساكنة وآخره واو أخرى ساكنة ايضا بلا همز بلفظ الماضي أي صاحوا (2) أي يعود على ظهر الماء جاء عند البخاري بعد قوله يسبح (وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة الخ) (3) بتحتية مفتوحة ففاء ساكنة فغين معجمة مفتوحة أي يفتح له (فاه) أي فمه (4) بفتح الميم وسكون الراء وهمزة ممدودة ثم هاء تأنيث أي كريه المنظر (وقوله كأكره) بفتح الهاء وكسرها (5) بحاء مهملة وشين معجمة مشددة مضمومتين أي يحركها ويوقدها (6) أي نبت فيها العشب الكثير والعشب بضم المهملة الكلأ بفتح الكاف واللام آخره همزة مادام رطبا (وقوله فيها) أي في الروضة (من كل نور الربيع) بفتح النون أي زهره (7) أي شجرة كبيرة (8) أي اصعد فيها (9) جمع لبنة بكسر الموحدة واصلها ما نبني به من الطين (10) أي نصف (من خلقهم) بفتح الخاء وسكون اللام بعدها قاف هيأتهم (كأحسن) خبر قوله شطر والطاف زائدة (11) بالحاء المهملة والضاد المعجمة اللبن الخالص (12) بضم المهملتين وتنوين الدال المهملة ارتفع كثيرا (13) بفتح الراء والموحدتين بينهما الف السحابة البيضاء (14) بفتح المعجمة والراء المخففة أي اتركاني (15) اي في الدار الآخرة وفي رواية جرير قالا انه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملت أنت منزلك
@@@211
تفسير ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا من أنواع العذاب لعصاة أمته(1/22)
رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت ؟ قال قالا لي أما إنا سنخبرك (أما) الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه رجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلوات المكتوبة (وأما) الرجل الذي أتيت يشرشر شدقه إلى قفاه وعيناه إلى قفاه ومنخراه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق (وأما) الرجال والنساء العراة الذين في بناء مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني (وأما) الرجل الذي يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا (وأما) الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها فإنه مالك خازن جهنم (وأما) الرجل الطويل الذي رأيت في الروضة غابة إبراهيم عليه السلام (وأما) الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة ؟ قال فقال بعض المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاد المشركين (وأما) القوم الذي كان شطر منهم حسنا وشطر منهم قبيح فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتجاوز الله عنهم قال أبو عبد الرحمن (1) قال أبي سمعت من عباد بن عباد يخبر به عن عوف عن أبي رجاء عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيتدهده الحجر ههنا قال أبي فجعلت اتعجب من فصاحة عباد (2) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا صلى صلاة الغداة أقبل علينا بوجهه فقال هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟ فإن كان أحد رأى تلك الليلة رؤيا تشعها عليه فيقول فيها ما شاء الله أن يقول فسألنا يوما فقال هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟ فقلنا لا قال لكن أنا رأيت رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى أرض فضاء أو أرض مستوية فرا بي على رجل فذكر نحو الحديث المتقدم وفيه فانطلقت معهما فإذا بيت مبني على بناء التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يوقد تحته نار فإذا فيه رجال ونساء عراة فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها (وفيه) فانطلقت فإذا نهر من دم فيه رجل وعلى شط النهر رجل بين(1/23)
يديه حجارة فيقبل الرجل الذي في النهر فإذا دنا ليخرج رمى في فيه حجرا فرجع إلى مكانه (وفيه) فانطلقت فإذا روضه خضراء فإذا فيها شجرة عظيمة وإذا شيخ في أصلها حوله صبيان وإذا رجل قريب منه بين يديه نار يحششها ويوقدها فصعدا بي في الشجرة فأدخلاني دار لم أر دارا أحسن منها فإذا فيها رجال شيوخ وشبان وفيها نساء وصبيان فأخرجاني منها فصعدا بي في الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل منها فيها شيوخ وشباب (وفيه) وأما الدار التي دخلت أولا فدار عامة المؤمنين وأما الدار الأخرى فدار الشهداء وانا جبريل وهذا ميكائيل ثم قالا لي ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا هي كهيئة السحاب فقالا لي وتلك دارك فقلت لهما دعاني ادخل داري فقالا إنه قد بقي لك عمل لم تستكمله فلو استكملته دخلت دارك
وسيأتي نحو ذلك في الطريق الثانية (1) كنية عبد الله بن الامام احمد رحمهما الله يخبر ان اباه الامام أحمد روى هذا الحديث ايضا عن طريق عباد بن عباد عن عوف بالسند المتقدم (2) أي لكونه روى الحديث بدون تغيير أو تبديل في لفظه والله أعلم (3) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون انا جرير بن حازم قال
@@@212
الترهيب من خصال من كبريات المعاصي مجتمعه ووعيد فاعلها
((1/24)
عن أبي سعيد الخدري) (1) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن أحدكم يعمل (2) في صخرة سماء وليس لها باب ولا كوة (3) لخرج عمله للناس كائنا ما كان (عن علي بن خالد) (4) أن أبا امامة الباهلي مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن الين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا كلكم دخل الجنة الا من شرد على الله (5) شراد البعير (6) على أهله (عن أبي هريرة) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار الا شقي قيل ومن الشقي ؟ قال الذي لا يعمل بطاعة ولا يترك لله معصية (8) (باب ما جاء في الترهيب من خصال من كبريات المعاصي مجتمعة ووعيد فاعلها) (حدثنا بهز وعفان) (9) قالا ثنا همام عن قتادة عن الحسن وعطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يزنى حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يغل حين يغل وهو مؤمن (10) ولا ينتهب حين ينتهب وهو مؤمن وقال عطاء ولا ينتهب نهبة ذات شرف (11) وهو مؤمن قال بهز فقيل له قال إنه ينتزع منه الايمان (12) فإن تاب تاب الله عليه (عن أنس بن مالك) (13) قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر أو سئل عن الكبائر فقال(1/25)
سمعت أبا رجاء العطار أي يحدث عن سمرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الخ (تخريجه) (ق طل وغيرهم) (1) (سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبة) (2) المراد بالعمل هنا المعصية (3) اي نافذة ومعنى الحديث ان العبد إذا عمل ذنبا في قعر بيت مظلم في ليلة مظلمة في جحر لظهر للناس عمله فما بالك بمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بعلامة الصحة وعزاه للامام (حم عل حب ك) قال شارحه المناوي قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي وقال الهيثمي اسناد احمد وابو يعلي حسن والله أعلم (4) (سنده) حدثنا قتيبة ثنا ليث عن سعيد بن أبي هلال عن علي بن خالد الخ (غريبة) (5) أي فارق الجماعة وخرج عن الطاعة التي يستوجب بها دخول الجنة (6) شبهه بالبعير في قوة نفاره وشدة فراره لأن من ترك التسبب إلى شيء لا يوجد بغيره فقد أباه ونفر عنه والأباء شدة الامتناع وخص البعير لأنه اشد الحيوانات نفار فإذا انفلت لا يكاد يلحق (تخريجه) (طس ك) وصححه الحافظ السيوطي وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح غير على بن خالد وهو ثقة (7) (سنده) حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا عبد ربه ابن سعيد عن المقبري عن أبي هريرة الخ (غريبة) (8) أي لا يترك معصية خوفا من الله نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (باب) (9) (حدثنا بهز وعفان الخ) (غريبة) (10) الغلول هو الخيانة في المعنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة يقال غل في الغنيمة يغل غلولا فهو غال وكل من خان في شيء خفية فقد غل (11) النهب الغارة والسلب بسكون اللام أي لا يختلس شيئا له قيمة عالية وهذا لا ينافي نهب ما قلت قيمته فكل ذنب له جزاء بحسب قيمته (12) معناه ان الله تعالى يسلب منه الايمان عند مباشرة خصلة من هذه الخصال ويبقى كذلك إلى أن يتوب فإن(1/26)
تاب وأحسن التوبة تاب الله عليه ورجع إليه الايمان (تخريجه) (ق والثلاثة) (13) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا
@@@213
قوله صلى الله عليه وسلم إن من أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين الخ
الشرك بالله عز وجل وقتل النقس وعقوق الوالدين وقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قال قول الزور أو قال شهادة الزور (1) قال شعبة أكبر ظني أنه قال شهادة الزور (عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه) (2) قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا الاشراك بالله عز وجل قال وذكر الكبائر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال الاشراك بالله عز وجل وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس وقال وشهادة الزور وشهادة الزور وشهادة الزور أو قول الزور وشهادة الزور (3) فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكررها حتى قلنا ليته سكت (4) (عن عبد الله ابن أنيس الجهني) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس (6) وما حلف حالف بالله يمينا صبرا (7) فأدخل فيها مثل جناح بعوضة(1/27)
شعبة حدثني عبيد الله بن أبي بكر قال سمعت أنس بن مالك قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (1) قال النووي رحمه الله تعالى واما قوله صلى الله عليه وسلم ألانبئكم بأكبر الكبائر قول الزور أو شهادة الزور فليس على ظاهره المتبادر إلى الافهام منه وذلك لأن الشرك أكبر منه بلا شك وكذا القتل فلا بد من تأويله وفي تأويله ثلاثة أوجة (احداهما) انه محمول على الكفر فإن الكافر شاهد الزور وعامل به (والثاني) أنه محمول على المستحل فيصير بذلك كافرا (والثالث) ان المراد من أكبر الكبائر وهذا الثالث هو الظاهر أو الصواب (قلت) والذي صوبه الامام النووي وجيه فقد ثبت في اشياء اخرى بالأحاديث الصحيحة انها من أكبر الكبائر (منها) حديث انس في قتل النفس وحديث عبد الله ابن انيس بلفظ ان من أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس الخ وسيأتي بعد حديث وغير ذلك كثير (تخريجه) (ق طل وغيرهم) (2) (سنده) حدثنا اسماعيل ثنا عبد الرحمن بن ابي بكرة عن أبيه قال وقال اسماعيل مرة كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) اسماعيل هو ابن عليه بضم أوله وفتح اللام (وقوله كنا جلوسا الخ) يعني ان ابا بكرة قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم الخ (وقوله وذكر الكبائر عند النبي صلى الله عليه وسلم) معناه ان هذه الجملة جاءت في رواية اخرى بعد قوله (كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم) (غريبة) (3) إنما كرر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجملة مرارا بعد أن جلس لاهتمامه بهذا الامر وهو يفيد تأكيد تحريمه وعظم قبحه (4) قال النووي واما قولهم ليته سكت فإنما قالوه وتمنوه شفقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكراهية لما يزعجه ويغضبه (تخريجه) (ق مذ) (5) (سنده) حدثنا عبد الله بن يونس قال ثنا ليث عن هشام بن سعد عن محمد بن زيد بن المهاجرين فنفذ التيمي عن أبي امامة الانصاري عن عبد الله بن أنيس الجهني الخ (غريبة) ((1/28)
6) قال في النهاية هي اليمين الكاذبة الفاجرة التي يقتطع بها الحاف مال غيره سميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في الاثم ثم في النار (7) معنى صبرا أي الزم بها وحبس عليها وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم وقيل لها مصبورة وان كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور لأنه انما صبر من اجلها أي حبس فوصفت بالصبر وقيل يمين الصبر هي التي يكون فيها متعمدا للكذب قاصدا لاذهاب مال المسلم لأنه يصبر النفس على تلك اليمين أي محبسها عليها كذا في المرقاة (وقوله ادخل فيها) أي في تلك
@@@214
من أكبر الكبائر الاشراك بالله وقتل النفس(1/29)
الا جعله الله (1) نكتة في قلبه إلى يوم القيامة (عن أبي أيوب الانصاري) (2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئا ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر فإن له الجنة وسألوه ما الكبائر ؟ قال الاشراك بالله وقتل النفس المسلمة وفرار يوم الزحف (عن عبد الله) (3) قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي الذنب أكبر ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال ثم أي ؟ قال ثم أن تقتل ولدك من أجل أن يطعم معك قال ثم أي ؟ قال ثم أن تزاني بحليلة جارك قال فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه (والذين لا يدعون مع الله إله آخر) إلى قوله (ومن يفعل ذلك يلق أثاما) (عن عبد الله بن عمرو) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الكبائر الاشراك بالله عز وجل وعقوق الوالدين أو قتل النفس شعبة الشاك واليمين الغموس (عن سلمة بن قيس الأشجعي) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الا انما هن أربع (6) أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا قال فما أنا بأشح عليهن مني اذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن عبد الله بن عمرو بن العاص) (7) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الظلم ظلمات يوم القيامة واياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش واياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا قال فقام رجل فقال يا رسول أي الاسلام أفضل ؟(1/30)
اليمين (مثل جناح بعوضة) المراد أقل شيء والمعنى يسيرا من الكذب والخيانة (1) أي الذنب (نكتة) سوداء أي أثر قليلا كالنقطة تشبه الوسخ في نحو المرآة والسيف (إلى يوم القيامة) ثم بعد ذلك يترتب عليها وبالها والعقاب غلبها مالم يتب توبة صادق بشروطها (تخريجه) (مذ ك) وابن ابي حاتم وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب (2) (سنده) حدثنا المقرئ ثنا حيوة بن شريح ثنا بقية حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان ثنا أبو رهم السمعي أن ابا ايوب حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (نس) وسنده حسن (3) (سنده) حدثنا وكيع وأبو معاوية المعنى قالا حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال جاء رجل الخ (تخريجه) (ق د نس) وغيرهم (4) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فراس عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (تخريجه) (خ مذ نس) وأبو نعيم في الحلية (5) (سنده) حدثنا هاشم قال ثنا ابو معاوية يعني شيبان ثنا منصور عن هلال بن يساف عن سلمة بن قيس الأشجعي الخ (غريبة) (6) جاء في بعض الروايات ان الكبائر سبع وفي بعضها ثلاث وفي هذه الرواية أربع (قال العلماء) ولا انحصار للكبائر في عدد مذكور وقد جاء عن ابن عباس انه سئل عن الكبائر سبع هي ؟ فقال هي إلى سبعين ويروى إلى سبعمائة (قلت) فاقتصاره في هذه الرواية على الأربع لكونها من أفحش الكبائر مع كثرة وقوعها لا سيما فيما كانت عليه الجاهلية (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للنسائي ورجاله ثقات (7) (سنده) حدثنا ابن ابي عدي عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير عن عبد الله بن معمرو بن العاص الخ
@@@215
قوله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر(1/31)
قال ان يسلم المسلمون من لسانك ويدك الحديث (1) (باب ما جاء في الترهيب من عقوق الوالدين) (عن عبد الله بن عمرو) (2) رفعه سفيان ووقفه مسعر (3) قال من الكبائر أن يشتم الرجل والديه قالوا وكيف يشتم الرجل والديه ؟ قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه (وعنه من طريق ثان) (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن أكبر الكبائر (5) عقوق الوالدين قال قيل ما عقوق الوالدين ؟ قال يسب الرجل الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه (عن ابن عباس) (6) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ملعون من سب أباه ملعون من سب أمه (عن انس بن مالك) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلج حائط القدس (8) مدمن خمر ولا العاق لوالديه ولا المنان عطاءه (9) (عن أبي الدرداء) (10) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر (11) (عن معاذ ابن أنس الجهني) (12) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ان لله تبارك وتعالى عبادا لا يكلمهم الله يوم القيامة
((1/32)
غريبة) (1) ليس هذا آخر الحديث وله بقية ستأتي في باب أحكام الهجرة (تخريجه) (طل) وسنده صحيح وروى أبو داود منه النهي عغن الشح وتأثيره بالبخل والقطيعة والفجور وروى الحاكم بعضه وصححه وأقره الذهبي (باب) (2) (سنده) حدثنا وكيع حدثنا مسعر وسفيان عن سعد بن ابراهيم عن حميد ابن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبة) (3) (قلت) الحديث جاء عند (م د مذ) مرفوعا فلا يعل بأن وقفه مسعر والرفع زيادة من ثقة بل من ثقات (4) (سنده) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا سعد بن ابراهيم عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله ابن عمرو الخ (5) اي من أكبر الكبائر وتقدم الكلام على ذلك أول الباب السابق (تخريجه) (م د مذ) (6) (عن ابن عباس الخ) هذا جزء من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في كتاب اللعن والسب في باب من لعنهم الله ورسوله (7) (سنده) حدثنا هشيم ثنا محمد بن عبد الله المعي عن علي ابن زيد عن انس بن مالك الخ (غريبة) (8) الظاهر والله أعلم انه يريد بيت المقدس سمي بذلك لأنه الموضع الذي يتقدس فيه من الذنوب أي يتطهر منها فلا يقربه مذنب إلا اذا تاب من ذنبه أو المراد الجنة (9) هكذا بالأصل (ولا المنان عطاءه) بحذف حرف الجر أي بعطائه قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا صدقتكم بالمن والأذى) (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده علي بن زيد بن جدعان ضعيف (10) (سنده) حدثنا ابو جعفر السويدي قال ثنا ابو الربيع ثنا سليمان بن عتبة الدمشقي قال سمعت يونس ابن ميسرة عن أبي ادريس عائذ الله عن أبي الدرداء الخ (11) قال العلماء يحتمل أنه يخشى عليه سوء الخاتمة فلا يدخل الجنة بسببه أو انه لا يدخلها مع أول داخل حتى يطهر بعفو الله عنه (تخريجه) (طب هق) واخرج ابن ماجه الجزء المختص بالخمر منه بسند حديث الباب قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده حسن وسليمان بن عتبة مختلف فيه وباقي(1/33)
رجال الاسناد ثقات (12) (سنده) حدثنا يحيى قال ثنا رشدين عن زبان عن سهل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) سهل هو ابن معاذ بن انس الجهني عن أبيه معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده رشدين بن سعد
@@@216
الترهيب من قطع صلة الرحم
ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم قيل له من أولئك يا رسول الله ؟ قال متبر من والديه راغب عنهما ومتبر من ولده ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم (باب ما جاء في الترهيب من قطع صلة الرحم) (عن سعيد بن زيد) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من ابى الربا الاستطالة ف عرض مسلم بغير حق وان هذه الرحم شجنة (2) من الرحمن فمن قطعها حرم الله عليه الجنة (عن ابراهيم بن عبد الله بن قارظ) (3) ان اباه حدثه انه دخل على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وهو مريض فقال له عبد الرحمن وصلتك رحم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن يصلها اصله ومن يقطعها اقطعه فأبته (4) أو قال من يبتها أبته (عن عبد الله بن عمرو بن العاص) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضع الرحم يوم القيامة لها حجنة (6) كحجنة المغزل تتكلم بلسان طلق (7) ذلق فتصل من وصلها وتقطع من قطعها وقال عفان (8) المغزل وقال بألسنة لها (عن أبي بكرة) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذنب أحرى أن يعجل الله بصاحبه العقوبة مع ما يؤخره (10) وفي(1/34)
وزبان بن فائد ضعيفان (باب) (1) (سنده) حدثنا ابو اليمان انبأنا شعيب عن عبد الله بن عبد الرحمن ابن ابي حسين قال بلغني ان لقمان كان يقول يا بني لا تعلم العلم لتباهي به العلماء أو تمارى به السفهاء وترائي به في المجالس فذكره وقال حدثنا نوفل بن مساحق عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (2) بكسر الشين المعجمة وضمها وسكون الجيم قال في النهاية أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق شبهه بذلك مجازا واتساعا واصل الشجنة بالكسر والضم شعبة في غصن من غصون الشجرة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والبزار ورجال احمد رجال الصحيح غير نوفل بن مساحق وهو ثقة (3) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن قارظ الخ (غريبة) (4) بفتح الهمزة توكيد لأقطعه لأن معنى اليت القطع (تخريجه) (ك) وأشار الحافظ الى اسناد هذا الحديث في التهذيب وقال رواه أبو يعلي بسند صحيح من طريق عبد الله بن قارظ (5) (سنده) حدثنا بهز وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا قتادة عن أبي تمامة الثقفي عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ (غريبة) (6) أوله حاء مهملة مضمومة ثم جيم ساكنه بعدها نون مفتوحة قال في النهاية كحجنة المغزل أي صنارته وهي المعوجة التي في رأسه (7) بضم أوله وفتح اللام ومثله ذلق بضم أوله وفتح اللام قال في النهاية أي فصيح بليغ كذا جاء في الحديث على فعل بوزن صر د ويقال طلق ذلق وطلق ذلق (بفتح أوله وكسر اللام وضم أوله مع اللام فيهما) ويراد بالجميع المضاد والنفاذ (8) هو أحد الراويين الذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث يعني انه قال في روايته المغزل وهي كرواية بهز ولا أدري لتكريرها معنى وقال بألسنة لها يعني بدل قوله في رواية بهز بلسان (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجال احمد رجال الصحيح غير أبي تمامة الثقفي وثقه وثقه ابن حبان اهـ (قلت) وأخرجه أيضا الحاكم في(1/35)
المستدرك وصححه وأقره الذهبي (9) (سنده) حدثنا يحيى عن عبيدة قال حدثني أبي عن أبي بكرة ووكيع قال ثنا عيينة ويزيد انا عيينة عن أبيه عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (10) معناه أن الله عز وجل يعجل له العقوبة غير ما يؤخره له من العقاب الشديد في الآخرة والبغي هو الجور والكبر والظلم نعوذ بالله من ذلك
(م 28 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@217
قوله صلى الله عليه وسلم الرحم من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله(1/36)
رواية مع ما يدخر له في الآخرة من بغي أو قطيعة رحم (وعنه من طريق ثان) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنبان لا يؤخران البغي وقطيعة الرحم (عن أبي هريرة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل لما خلق الخلق قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن قالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال أما ترضى أن اصل من وصلك وأقطع من قطعك اقرءوا ان شئتم (فهل مسيتم إن توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا ارجامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) (وعنه أيضا) (3) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اعمال بني آدم تعرض كل خميس (4) ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم (وعنه أيضا) (5) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الرحم شجنة (6) من الرحمن عز وجل تجيء يوم القيامة تقول يا رب قطعت يارب ظلمت يارب اسيء إلي زاد في رواية قال فيجيبها الرب أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك (عن عائشة) (7) رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله (باب الترهيب من ايذاء الجار والتغليظ فيه) (عن أبي هريرة) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذين جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
((1/37)
1) (سنده) حدثنا وكيع ثنا محمد بن عبد العزيز الراسي عن مولى لأبي بكرة عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (د مذ جه حب ك) والبخاري في الأدب المفرد وصححه الحاكم وأقره الذهبي (2) (عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم في كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 274 رقم 226 (3) (سنده) حدثنا يونس بن محمد قال حدثني الخزرج يعني ابن عثمان السعدي عن أبي أيوب يعني مولى عثمان عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (4) جاء في بعض الروايات بلفظ تعرض على الله عشية كل خميس الخ ومعنى العرض هنا الظهور وذلك ان الملائكة تقرأ الصحف في هذا الوقت وفيه اشارة الى أن الشخص ينبغي له تفقد نفسه في تلك العشية ليلقى ليلة الجمعة على وجه حسن وفيه زجر شديد لقاطع الرحم (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد والبخاري في الادب المفرد ورمز له بعلامة الحسن قال شارحه المناوي قال الهيثمي كالمنذري رجاله ثقات (5) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون حدثنا شعبة بن الحجاج عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (6) بضم الشين المعجمة وكسرها رواية ولغة بعدها جيم ساكنة ثم نون وتقدم شرحها في باب الترغيب في صلة الرحم من هذا الجزء صحيفة 51 رقم 51 في حديث عبد الله بن عمرو (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد باسناد جيد قوي وابن حبان في صحيحه (7) (سنده) حدثنا وكيع قال ثنا معاوية بن أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة الخ (تخريجه) وله الشيخان عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله (باب) (8) (عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في
@@@218(1/38)
الترهيب من ايذاء الجار
(وفي رواية) أو ليصمت (وعنه أيضا) (1) قال قال رجل يا رسول الله ان فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير انها تؤذي جيرانها بلسانها قال هي في النار (2) قال يا رسول الله صلى فإن فلانه يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها (3) وأنها تصدق بالأثوار (4) من الأقط ولا تؤذي جيرانها قال هي في الجنة (عن عقبة بن عامر) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول خصمين يوم القيامة جاران (6) (عن أبي هريرة) (7) ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذوا بالله من شر جار المقام فان جار المسافر اذا شاء ان يزال زال (وعنه أيضا) (8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا وماذاك يا رسول الله ؟ قال الجار لا يأمن جاره بوائقه قالوا يا رسول الله وما بوائقه ؟ قال شره (عن أنس بن مالك) (9) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه (عن عبد الله بن مسعود) (10)(1/39)
باب الترغيب في الاحسان الى الجار في هذا الجزء صحيفة 56 رقم 68 (1) (سنده) حدثنا الأعمش عن أبي يحيى مولى جعدة عن أبي هريرة الخ (غريبة) (2) معناه لها أجر صلاتها وصيامها وصدقتها ان لم يدخلها الرياء وعليها وزر ايذاء الجار تعاقب به في النار (3) فيه اشارة إلى انها كانت تقتصر على الفرائض دون النوافل اخذا من قوله من قلت صيامها الخ وعلى فرض انها كانت تقتصر في الفرائض يقال ان الله عز وجل اطلع نبيه على انها ستتوب وتؤدي ما فرض عليها وذلك ببركة احسانها الى جيرانها والله اعلم (4) جمع ثور بثاء مثلثة وهي قطعة من الاقط بكسر القاف وهو لبن جامد مستحجر ويتخذ من مخيض اللبن الغنمي (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (حم بز حب ك) وقال الحاكم صحيح الاسناد ورواه ابو بكر بن أبي شيبة باسناد صحيح ايضا (5) (سنده) حدثنا قتيبة ثنا ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر الخ (غريبة) (6) أي لم يحسن احدهما جوار صاحبه ولم يف له بحقه ومقصود الحديث الحث على كف الأذى عن الجار وان جار وانه تعالى يهتم بشأنه وينتقم للجار المظلوم من الظالم بفضل القضاء بينهما (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد والطبراني باسنادين احدهما جيد اهـ وأورده الهيثمي أيضا وقال رواه احمد والطبراني بنحوه وأحد اسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح غير أبي عشانة وهو ثقة (7) (سنده) حدثنا عفان ثنا وهيب حدثنا عبد الرحمن بن اسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده المنذري عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم اني اعوذ بك من جار السوء في دار المقام فإن جار البادية يتجول وقال رواه ابن حبان في صحيحه اهـ (قلت) وسنده عند الامام احمد جيد (8) (وعنه ايضا) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الترغيب في الاحسان الى الجار في هذا الجزء صحيفة 56 رقم 71 (9) (سنده) حدثنا حسن ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد ويونس بن عبيد وحميد عن(1/40)
أنس يعني ابن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر السوء والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (حم عل بز) واسناد احمد جيد تابع علي بن زيد حميد ويونس بن عبيد (10) (سنده) حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود الخ (تخريجه) (جه حب طب) وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه
@@@219
الترهيب من الرياء وهو الشرك الخفي
قال قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لي أن أعلم اذا أحسنت واذا اسأت ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا سمعت جيرانك يقولون قد احسنت فقد احسنت واذا سمعتهم يقولون قد أسأت فقد أسأت (عن رجل من بني سدود) (1) يقال له ديسم قال قلنا لبشير بن الخصاصية قال وما كان اسمه بشيرا فسماه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بشيرا (2) إن لنا جيرة من بني تميم لا تشذ لنا قاصية إلا ذهبوا بها (3) وانها تخالفنا من اموالهم أشياء (4) افنأخذ ؟ قال لا (باب ما جاء في الترهيب من الرياء وهو الشرك الخفي نعوذ بالله منه) (عن عبادة بن أنس) (5) من شداد بن أوس رضي الله عنه انه بكى فقيل له ما يبكيك ؟ قال شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله فذكرته فأبكاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية قال قلت يا رسول الله اتشرك أمتك من بعدك ؟ قال نعم أما انهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراءون بأعمالهم (6) والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائما فتعرض(1/41)
حديث عبد الله بن مسعود هذا صحيح رجاله ثقات وأورده الهيثمي وقال رواه (طب) ورجاله رجال الصحيح وغفل عن عزوه للامام احمد (1) (سنده) حدثنا بهز وعفان قالا ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن رجل من بني سدوس الخ (غريبة) (2) قال المنذري كان اسمه في الجاهلية زحما بفتح الزاي وسكون الحاء المهملة وبعدها ميم والخصاصية أمه بفتح الخاء المعجمة وبعدها صاد مهملة مفتوحة وبعد الألف صاد مهملة مكسورة وياء آخر الحروف مفتوحة وقيل مشددة وتاء تأنيث (قلت) قال الحافظ في التهذيب جزم ابن عبد البر وغيره أن الخصاصية أمه وليس كذلك بل هي إحدى جداته وهي والدة جده الأعلى ضبارى بن سدوس (3) معناه لا تذهب إليهم ضالة من مواشينا إلا أخذوها (4) أي تأتي الينا من مواشيهم أشياء وفيه عدم الاعتداء على الجار وان جار (تخريجه) هذا الاثر لم اقف عليه بهذا السياق لغير الامام احمد وسنده جيد وجاء عند ابي داود من طريق ديسم أيضا بشير بن الخصاصية قال وما كان اسمه بشيرا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه بشيرا قال قلنا ان اهل الصدقة يعتدون علينا افنكتم أموالنا بقدر ما يعتدون علينا ؟ فقال لا هكذا جاء عند أبي داود من طريق ديسم السدوسي أيضا وسكت عنه أبو داود والمنذري ومعناه يرمى إلى عمال الزكاة والله أعلم (باب) (5) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني عبد الواحد بن زيد أخبرنا عبادة بن نيس الخ (غريبة) (6) أي يظهرون الأعمال الصالحة للناس ليقال إنهم من الصالحين ويأتون ما تشتهيه انفسهم من المعاصي خفية ويؤيد ذلك تفسير النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لأن الصوم طاعة فهو يظهر للناس انه صائم ويأتي ما تشتهيه نفسه من الطعام وغيره عندما يختلي بنفسه (تخريجه) (ك) وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي فقال عبد الواحد يعني ابن زيد أحد رجال السند متروك اهـ (قلت) قال الحافظ في تعجيل المنفعة ذكره ابن حبان في الثقات وقال له حكايات في الوعد والرقائق(1/42)
روى عنه أهل البصرة يعتبر حديثه إذا كان فوقه ثقة ودونه ثقة ويجتنب ما كان من رواية سعيد بن عبد الله بن دينار عنه فإنه يأتي عنه بمالا أصل له اهـ ورواه ابن ماجه من وجه آخر ليس فيه عبد الواحد قال البوصيرفي زوائد بن ماجه في اسناده عامر بن عبد الله لم ار من تكلم فيه
@@@220
قوله صلى الله عليه وسلم من صلى يرائي فقد اشرك ومن صام يرائي فقد اشرك الخ(1/43)
له شهوة من شهواته فيترك صومه (عن أبي سعيد) (1) بن أبي فضالة الانصاري وكان من الصحابة انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جمع الله عز وجل الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه ينادي مناد من كان أشرك في عمل عمله لله تبارك وتعالى احدا فليطلب ثوابه من عند غير الله عز وجل فإن الله عز وجل أغنى الشركاء عن الشرك (عن أبي هريرة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل انا خير الشركاء من عمل لي عملا فأشرك غيري فأنا منه بريء وهو الذي أشرك (3) (حدثنا أبو النضر) (4) قال ثنا عبد الحميد يعني بن بهرام قال قال شهر بن حوشب قال ابن غنم لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء لقينا عبادة بن الصامت فأخذ يميني بشماله وشمال أبي الدرداء بيمينه فخرج يمشي بيننا ونحن نتنجى (5) والله أعلم فيما نتناجى (6) وذاك قوله فقال عبادة بن الصامت لئن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما لتوشكان أن تريا بالرجل من ثبج (7) المسلمين يعني من وسط قراء القرآن على لسان محمد (وفي رواية على لسان أخيه قراءة على لسان محمد صلى الله عليه وسلم) فأعاده وأبدله واحل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله لا يحور فيكم (8) إلا كما يحور رأس الحمار الميت قال فبينا نحن كذلك إذ طلع شداد بن أوس وعوف بن مالك فجلسا الينا فقال شداد إن اخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من الشهوة الخفية والشرك فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء اللهم غفرا (9) أو لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ان الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد ؟ فقال شداد أرأيتكم لو رأيتم رجلا يصلي لرجل أو يصوم له أو يتصدق له أترون أنه قد أشرك ؟ قالوا نعم والله ان من صلى لرجل أو صام له أو تصدق له فقد أشرك فقال شداد فإني(1/44)
قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد اشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك فقال عوف بن مالك عند ذلك أفلا يعمد إلى ما ابتغي فيه وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له
وباقي رجال الاسناد ثقات (1) (سنده) حدثنا محمد بن بكر البرساني قال أنا عبد الحميد بن جعفر قال انا ابي عن زياد بن ميناء عن أبي سعيد بن أبي فضالة الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه الترمذي في التفسير من جامعه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي اهـ (قلت) وسكت عنه المنذري فهو صالح للاحتجاج به (2) (سنده) حدثنا روح ثنا شعبة ثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (3) هو تأكيد للرد وإلا فهو عمل باطل (تخريجه) (م جه) (4) (حدثنا ابو النضر الخ) (غريبة) (5) أي نتحدث سرا (6) الظاهر والله أعلم انهما كانا يتناجيان في آمر الرياء ولذلك قال عبادة قولته (7) أي من وسطهم وقبل من سراتهم وعليتهم (نه) (8) الحور بالحاء المهملة الرجوع أي لا يرجع منه بخير ولا ينتفع بما حفظه من القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه (9) بفتح العين المعجمة وسكون القاء وأصـ لل غفر التغطية يقال
@@@221
قوله صلى الله عليه وسلم من قام مقام رياء وسمعه راآ الله به يوم القيامة وسمع(1/45)
ويدع ما يشرك به ؟ فقال شداد عند ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا خير قسيم (1) لمن اشرك بي من أشرك بي شيئا فان حشده (2) عمله قليله وكثيره لشريكه الذي اشرك به وانا عنه غني (عن أبي بكرة) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع (4) سمع الله به ومن راآ راآ (5) الله به (عن أبي هند الداري) (6) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام مقام رياء وسمعة راآ الله به يوم القيامة وسمع (عن عبد الله بن عوف الكناني) (7) وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الرملة انه شهد عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص يا أبا اليمان قد احتجت اليوم الى كلامك فقم فتكلم قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة أوقفه الله عز وجل يوم القيامة موقف رياء وسمعة (عن عبد الله بن عمرو) (8) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه (9)(1/46)
غفر الله لك غفرا وغفرانا ومغفرة والمغفرة الباس الله تعالى العفو للمذنبيين (نه) (1) اي خير شريك كما قال في الحديث السابق انا خير الشركاء ومعناه لو علم هذا الذي اشرك غيري معي وعلم ما عندي من القدرة والثواب الجزيل لمن أخلص لي لم يختر غيري ولم يشرك بي أحدا من خلقي (2) أي جميع عمله حيره وشره قل أو كثر لشريكه الخ (تخريجه) (هق) ورجاله عند الامام احمد ثقات وشهر بن حوشب وان تكلم فيه بعضهم فقد وثقه ابن معين والامام احمد وقال يعقوب شهر وان قال ابن عون تركوه فهو ثقة وقال ابن معين ثبت كذا في الخلاصة (3) (سنده) حدثنا احمد بن عبد الملك ثنا بكار قال حدثني أبي عن أبي بكرة الخ (غريبة) (4) بتشديد الميم مفتوحة أي من نوه بعلمه وشهر ليراه الناس ويمدحوه (سمع الله به) أي شهره بين أهل العرصات وفضحه على رءوس الاشهاد يوم القيامة وانما سمي فعل المرائي سمعة وياء لأنه يفعله ليسمع به (5) أي راءى بعمله والرياء اظهار العبادة بقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبها (راءى الله به) اي بلغ مسامع خلقه أنه مراء مزور وأشهره بذلك بين خلقه فيفتضح بين الناس (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب بز) وأسانيدهم حسنة (قلت) ورواه مسلم من حديث ابن عباس في الزهد بهذا اللفظ (6) (سنده) حدثنا ابو عبد الرحمن المقرى عبد الله بن يزيد ثنا حيوة ثنا أبو صخر أنه سمع مكحولا يقول حدثني أبو هند الداري انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم اهـ (قلت) وله شاهد من حديث أبي مالك الأشجعي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام مقام رياء راءى الله به ومن قام مقام سمعة سمع الله به أورده المنذري وقال رواه الطبراني باسناد حسن (7) (سنده) حدثنا سعيد بن منصور قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) حدثنا ابي عنه وهو حيى قال ثنا حجر بن الحارث الغساني من أهل الرملة عن عبد الله بن(1/47)
عوف الكناني الخ (تخريجه) (ص طب) والبغوى ورجاله ثقات (8) (سنده) حدثنا يحيى يعني ابن سعيد عن شعبة حدثني عمرو بن مرة سمعت رجلا في بيت أبي عبيدة انه سمع عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) يحدث ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (9) قال في النهاية وفي رواية (اسامع خلقه) يقال سمعت بالرجل تسميعا وتسمعه إذا شهرته ونددت به وسامع اسم فاعل من سمع واسامع جمع اسمع واسمع جمع قلة لسمع وسمع
@@@222
وقوف المرائي للحساب بين يدي الله عز وجل وافتضاح أمره(1/48)
وصغره وحقره قال (1) فذرفت عينا عبد الله (عن سليمان بن يسار) (2) قال تفرج الناس عن أبي هريرة (3) فقال له نأتل الشامي أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فإني به فعرفه نعمه فعرفها فقال وما عملت فيها ؟ قال قاتلت فيك حتى قتلت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال هو جريئي فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى القي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به ليعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال تعلمت منك العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن فقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى القي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها ؟ قال ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها إلا انفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ذلك ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فيسجب على وجهه حتى القي في النار (عن ابي سعيد الخدري) (4) قال كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنبيت عنده تكون له الحاجة ويطرقه أمر من الليل فيبعثنا فيكثر المحتسبون وأهل النوب فكنا نتحدث (5) فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقال ما هذه النجوى ؟ الم أنهكم عن النجوى ؟ قال قلنا نتوب إلى الله يا نبي الله إنما كان في ذكر المسيح فرقا (6) منه فقال ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي ؟ قال قلنا بلى قال الشرك الخفي ان يقوم الرجل يعمل لمكان رجل (7)(1/49)
فلان بعمله إذا اظهره ليسمع فمن رواه سامع خلقه بالرفع جعله من صفة الله تعالى أي سمع الله تعالى سامع خلقه به الناس ومن رواه أسامع أراد أن الله يسمع به اسماع خلقه يوم القيامة اهـ باختصار (1) قال يعني الراوي عن عبد الله بن عمرو (وقوله ذرفت) بفتح الراء من باب ضرب يقال ذرفت العين ذرفا دميت وذرفت الدموع سال (تخريجه) أورده الهيثمي بأطول من هذا وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط ثم ذكر انه رواه احمد باختصار ثم قال وسمى الطبراني الرجل المبهم في سند الامام احمد قال وهو خيثمة ابن عبد الرحمن فبهذا الاعتبار رجال احمد وأحد أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح (2) (سنده) حدثنا حجاج عن ابن جريج حدثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار الخ (غريبة) (3) أي تركوه بعد أن كانوا مجتمعين عليه فلما خلا المجلس قال له نأتل الشامي الخ ونأتل هذا هو ابن قيس بن زيد الشامي الفلسطيني احد الامراء لمعاوية ذكره في التقريب (تخريجه) (مذ) مطولا بقصة فيه وقال هذا حديث حسن غريب اهـ (قلت) وأورده المنذري وعزاه لابن خزيمة في صحيحه (4) (سنده) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ثنا كثير بن زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده (يعني ابا سعيد الخدري) قال كنا نتناوب الخ (غريبة) (5) اي يتحدثون سرا وهو المعبر عنه بالنجوى (6) بالتحريك أي خوفا منه (7) أي يرائي في عمله للرجل صاحب المكانة وعند ابن ماجه قال يقوم الرجل فيصلى فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل قال العلامة السندي معنى الشرك الخفي انه شرك لا يظهر للناس أنه شرك بل يظهر لهم انه صلاح (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (جه هق) اهـ وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده حسن وكثير بن زيد وربيح بن عبد الرحمن
@@@223
الترهيب من الكبر والخيلاء
((1/50)
عن ابن الادرع) (1) قال كنت احرس النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرج لبعض حاجته قال فرآني فأخذ بيدي فانطلقنا فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن فقال النبي صلى الله عليه وسلم عسى أن يكون مرائيا (2) قال قلت يا رسول الله يصلي يجهر بالقرآن (3) قال فرفض يدي (4) ثم قال انكم لن تنالوا هذا الأمر (5) بالمغالبة قال ثم خرج ذات ليلة وانا احرسه لبعض حاجته فأخذ بيدي فمررنا على رجل يصلي بالقرآن قال فقلت عسى أن يكون مرائيا (6) فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا إنه أواب قال فنظرت فإذا هو عبد الله ذو البجادين (7) (باب ما جاء في الترهيب من الكبر والخيلاء) (عن عبد الله بن مسعود) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من ايمان ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر فقال رجل يا رسول الله اني ليعجبني ان يكون ثوبي غسيلا ورأسي دهينا وشراك نعلي جديدا وذكر أشياء حتى ذكر علاقة سوطه افمن الكبر ذاك يا رسول الله ؟ قال لا ذاك الجمال إن الله جميل يحب الجمال ولكن الكبر صفه الحق وازدرى الناس (عن عقبة بن عامر) (9) أنه سمع رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقول(1/51)
مختلف فيهما (1) (سنده) حدثنا وكيع انا هشام بن سعد عن زيد بن اسلم عن ابن الادرع الخ (غريبة) (2) الظاهر ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى منه امارات الرياء (3) يعني انه رجل صالح (4) أي تركها من يده (5) أي الثواب على الأعمال ورضا الله عز وجل (بالمغالبة) أي بالغلبة والقهر والقوة واظهار الصلاح وانما تنال بالعجز والاخلاص والالتجاء إلى الله عز وجل (6) انما قال ذلك لأنه ظن ان هذا مثل ذاك فنفى النبي صلى الله عليه وسلم ظنه بقوله إنه أواب أي كثير الرجوع الله بالتوبة والاخلاص في العمل (7) البجاد الكساء وجمعه بجد بضم أوله وثانيه وقال ابن اسحاق حدثني محمد بن ابراهيم التيمي قال كان عبد الله رجلا من مزينة وهو ذو البجادين يتيما في حجر عمه وكان محسنا له فبلغ عمه أنه اسلم فنزع منه كل شيء اعطاه حتى جرده من ثوبه فأتى أمه فقطعت له بجادها باثنتين فاتزر نصفا وارتدى نصفا ثم اصبح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن عبد الله ذو البجادين فالتزم بابي فألتزم بابه وكان يرفع صوته بالذكر فقال عمر أمراء هو ؟ قال بل هو أحد الأواهين اهـ وقيل كان اسمه عبد العزى فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وروى عمر بن شبة من طريق عبد العزيز بن عمران قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر وعزفت عليه الطريق فأبصره ذو البجادين فقال لأبيه دعني ادله على الطريق فأبى ونزع ثيابه عنه وتركه عريانا فاتخذ بجادا من شعر وطرحه على عورته ثم لحقهم فأخذ بزمام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وانشأ يرتجز
((1/52)
هذا أبو القاسم فاستقيمي * تعرض مدارجا وسومي * تعرض الجوزاء في النجوم) (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث ابن الادرع وأورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) وله شواهد كثيرة تعضده (باب) (عن عبد الله بن مسعود الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب استحباب اللباس الجميل والتواضع فيه من كتاب اللباس في الجزء السابع عشر صحيفة 288 رقم 186 (9) (سنده) حدثنا هاشم ثنا عبد الحميد ثنا شهر بن حوشب قال سمعت رجلا يحدث عن عقبة بن عامر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (بقيته) اني لأحب الجمال واشتهيه حتى اني لأحبه في علاقة سوطي وفي شراك نعلي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ذاك
@@@224
الترهيب من الكبر والخيلاء(1/53)
ما من رجل يموت حين يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر تحل له الجنة ان يريح ريحها ولا يراها فقال رجل من قريش يقال له أبو ريحانه والله يا رسول الله اني لأحب الجمال وذكر نحو حديث عبد الله بن مسعود (عن أبي ريحانه) (1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل شيء من الكبر الجنة فقال قائل (2) يا نبي الله اني احب ان اتجمل بحبلان سوطي وشسع نعلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان ذلك ليس بالكبر ان الله عز وجل جميل يحب الجمال انما الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعينيه (3) يعني بالحبلان سير السوط وشسع النعل (عن عبد الله بن عمرو) (4) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان نبي الله نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه اني قاص عليك الوصية آمرك باثنتين وانهاك عن اثنتين آمرك بلا إله إلا الله (فذكر فضلها) (5) وسبحان الله وبحمده فذكر فضلها ثم قال وانهاك عن الشرك والكبر قال قلت أو (6) قيل يارسول الله هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر ؟ قال ان يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان ؟ قال لا قال هو أن قال هو ان يكون لأحدنا حلة يلبسها قال لا قال الكبر هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها ؟ قال لا قال أفهو ان يكون لأحدنا أصحاب يجلسون اليه ؟ قال لا قيل يا رسول الله فما الكبر ؟ قال سفه الحق (7) وغمص الناس(1/54)
الكبر ان الله عز وجل جميل يحب الجمال ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعينيه (وقوله سفه الحق) معناه الاستخفاف بالحق وان لا يراه حقا (وغمص الناس) أي احتقرهم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده رجل لم يسم (1) (سنده) حدثنا عصام بن خالد ثنا حريز بن عثمان عن سعد بن مرثد الرحبي قال سمعت عبد الرحمن بن حوشب يحدث عن ثوبان بن شهر الاشعري قال سمعت كريب بن ابرهة وهو جالس مع عبد الملك على سريره يدير المران وذكر الكبر فقال كريب سمعت ابا ريحانه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (2) الظاهر ان هذا القائل هو ابو ريحانه نفسه راوي الحديث كما تقدم قي الحديث الساق (3) أي احتقرهم ولم يرهم شيئا (وقوله يعني بالحبلان الخ) هذا تفسير من الراوي للحبلان المتقدم ذكره في الحديث (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله كلهم ثقات (4) (سنده) حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن الصعقب بن زهير عن زيد ابن أسلم قال حماد أظنه عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيجان مزرورة بالديباج فقال ألا إن صاحبكم هذا وضع كل فارس بن فارس قال يريد ان يضع كل فراس بن فارس ويرفع كل راع ابن راع قال فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبنه وقال لا أرى عليك لباس من لا يعقل ثم قال نبي الله نوحا الخ (قلت) هذا الطرف تقدم نحوه من حديث عبد الله بن عمرو ايضا في باب ما جاء عاما في تحريم الذهب والحرير كتاب اللباس والزينة في الجزء السابع عشر ص 168 رقم 120 وتقدم شرحه هناك (غريبه) (5) تقدم الحديث في ذلك مشروحا في باب فضل لا إله إلا الله من كتاب الاذكار صحيفة 211 بعد حديث رقم 28 في الجزء الرابع عشر فارجع اليه (6) أو للشك من الراوي يشك هل قال عبد الله بن عمرو قلت يا رسول الله أو القائل غيره (7) تقدم تفسيره في(1/55)
الحديث السابق (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه كله احمد ورواه الطبراني بنحوه وزاد في رواية وأوصيك بالتسبيح فإنها عبادة الخلق وبالتكبير قال ورجال احمد
(م 29 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@225
الترهيب من الكبر والخيلاء
(عن أبي حيان عن أبيه) (1) قال التقي عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) وعبد الله بن عمر ثم اقبل عبد الله بن عمر وهو يبكي فقال القوم ما يبكيك يا ابا عبد الرحمن ؟ قال الذي حدثني هذا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة انسان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر (ومن طريق ثان) (2) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال التقى عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص على المروة فتحدثا ثم مضى عبد الله بن عمرو وبقي عبد الله بن عمر يبكي فقال له رجل ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال هذا يعني عبد الله بن عمرو زعم انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر أكبه الله على وجهه في النار (عن حميد بن عبد الرحمن) (3) قال قال ابن مسعود كنت لا أحجب عن النجوى (4) ولا عن كذا ولا عن كذا قال ابن عون (5) فنسى واحدة ونسيت أنا واحدة قال فأتيته (6) وعنده مالك بن مراوة الرهاوى فأدركت من آخر حديثه وهو يقول يارسول الله قد قسم لي من الجمال ما ترى فما أحب أن أحدا من الناس فضلني بشراكين (7) فما فوقهما أفليس ذلك هو البغى ؟ قال لا ليس ذلك البغى لكن البغى من بطر (8) قال أو قال سفه الحق وغمط (9) الناس (عن ابن عمر) (10) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقى الله وهو عليه غضبان (عن عبد الرحمن بن غنم) (11) قال قال(1/56)
ثقات (1) (سنده) حدثنا يعلي بن عبيد حدثنا ابو حيان عن ابيه الخ (2) (سنده) حدثنا مروان ابن شجاع ابو عمرو الجزري حدثني ابراهيم بن أبي عبلة العقيلي من أهل بيت المقدس عن أبي سلمة بن عبد الرحمن الخ (تخريجه) أورده الهيثمي الطريق الثانية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وقال رواه (حم طب) ورجاله رجال الصحيح قال وفي رواية أخرى عند أحمد صحيحه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة إنسان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر (يعني الطريق الأولى) (3) (سنده) حدثنا اسماعيل عن ابن عون عن عمرو بن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن الخ (غريبة) (4) أي عن سماع سر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذن منه كما في حديث آخر (5) هو أحد رجال السند والمعنى ان ابن مسعود كان لا يحجبه النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاث خصال منها عدم احتجابه عن سره وعبر ابن عون الراوي عن عمرو ابن سعيد عن الخصلتين الباقيتين بكذا وكذا لأنه نسي إحداهما ونسي الثانية ابن عمرو (6) القائل فأتينه هو ابن مسعود يعني انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم فوجد عنده مالك بن مرارة بضم الميم وفتح الراء مخففة (الرهاوي) بفتح الراء نسبة إلى رهاء قبيلة من مذحج (7) تثنية شراك بكسر الشين وتخفيف الراء احد سيور النعل وتقدم الكلام عليه آنفا (8) بفتح أوله وكسر ثانيه هو ان يتكبر عن الحق فلا يقبله وأو للشك من الراوي (وقوله سفه الحق) أي جهله والسفه في الاصل الخفة والطيش (9) بالتحريك أي استهان بهم واحتقرهم (تخريجه) لحديث أشار إليه الحافظ في الاصابة فذكره مختصرا وعزاه للبغوى وأبي يعلي ورجاله ثقات (10) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق اخبرنا يونس بن القاسم الحنفي يماني سمعت عن عكرمة ابن خالد المخزومي يقول سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (طب) واللفظ له ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم بنحوه وقال صحيح على شرط مسلم اهـ ((1/57)
قلت) ورواه البخاري في الأدب المفرد وأورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح (11) (سنده)
@@@226
قوله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة الجواظ والجعظري والعتل والزنيم
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة الجواظ (1) والجعظري والعتل والزنيم (عن عمرو بن شعيب) (2) عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس يعلوهم كل شيء من الصغار(3) حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له بولس (4) فتعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال (5) عصارة أهل النار (عن عبد الله بن عمرو) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما رجل يتبختر في حلة إذ أمر الله عز وجل به الأرض فأخذته وهو يتجلجل (7) فيها أو يتجرجر (8) فيها إلى يوم القيامة (وعن أبي هريرة) (9) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(باب ما جاء في الترهيب من التفاخر بالآباء في النسب وغير ذلك) (عن ابن عباس) (10) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية فوا الذي نفسي بيده لما يدهده (11) الجعل بمنخريه خير من آبائكم الذين(1/58)
حدثنا وكيع ثنا عبد الحميد عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم الخ (غريبه) (1) الجواظ بفتح الجيم وتشديد الواو من جمع المال من كل مكان أو من لم يتصدق (والجعظري) على وزن الجعفري الفظ والغليظ والقبيح الاخلاق والشديد والخبيث (والعتل) بضمتين وتشديد اللام البخيل والأكول والمنوع والغليظ (والزنيم) بالفتح اللئيم والدنيء والمعروف بالشر والشناعة يقال زنيم أي معروف بلؤمه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده حسن قال الحافظ ابن كثير في تفسيره وقد أرسله غير واحد من التابعين (2) (سنده) حدثنا عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب الخ (غريبة) (3) بفتح الصاد المهملة والغين المعجمة الذل والهوان (4) بضم الباء الموحدة في هو الأصل الفساد وهو يكون في الافعال والأبدان والعقول والخبل بالتسكين الفساد وفسره في الحديث بعصارة أهل النار بضم العين المهملة وهو ما يسيل منهم من الدم والصديد نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه النسائي والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن (6) (سنده) حدثنا عبد الله بن محمد قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) وسمعته انا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال حدثنا ابن فضيل عن عطاء ابن السائب عن ابيه عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص الخ) (غريبه) (7) أي يغوص في الأرض حين يخسف به والجلجلة حركة مع صوت (8) أو للشك من الراوي والتجرجر من الجر وهو الجذب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات اهـ (قلت) واخرجه ايضا الترمذي وقال حديث حسن صحيح (9) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يتبختر في بردين وقد أعجبته نفسه خسفت به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة (تخريجه) (ق وغيرهما) (باب) (10) (سنده) حدثنا سليمان بن داود حدثنا هشام يعني الدستوائي عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس الخ ((1/59)
غريبة) (11) أي يدحرج وهو يدحرج العذر والقاذورات (الجعل) بضم الجيم وفتح العين المهملة آخره لام حيوان صغير قذر كالخنفسا واكبر منها في الجسم وفي اللسان قال هو ابو جعران بفتح الجيم (تخريجه) (طل) وأورده الهيثمي وقال رواه احمد والطبراني في الأوسط والكبير بنحوه إلا أنه قال الذي
@@@227
الترهيب من التفاخر بالآباء في النسب وغير ذلك(1/60)
ماتوا في الجاهلية (عن أبي هريرة) (1) ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفه بأنفها النتن وقال إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عيية (2) الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي الناس بنو آدم وآدم من تراب (وعنه عن طريق ثان) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعن الناس فخرهم في الجاهلية أو ليكونن أبغض الى الله عز وجل من الخنافس (عن أبي نضرة) (4) حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط أيام التشريق فقال يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت ؟ قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن معاذ بن جبل) (5) قال انتسب رجلان من بني اسرائيل على عهد موسى عليه السلام احدهما مسلم والآخر مشرك فانتسب المشرك فقال انا فلان بن فلان حتى بلغ تسعة آباء ثم قال لصاحبه انتسب لا أم لك قال أنا فلان بن فلان وأنا بريء مما وراء ذلك فنادى موسى عليه السلام الناس فجمعهم ثم قال قد قضى بينكما أما الذي انتسب إلى تسعة آباء فأنت فوقهم العاشر في النار وأما الذي انتسب إلى ابويه فانت امرؤ من أهل الاسلام (ز) (عن أبي بن كعب) (6) قال انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احدهما انا فلان بن فلان فمن انت لا أم لك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام فذكر نحو حديث معاذ (7) (عن أبي سعيد الخدري) (8) قال افتخر أهل(1/61)
يدهده الجعلان بأنفه خير منهم ورجال احمد رجال الصحيح (1) (سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو ثنا هشام بن سعد عن المقبري عن أبي هريرة الخ (غريبة) (2) بضم العين المهملة وكسرها وتشديد الباء الموحدة مكسورة وبعدها ياء تحتية مشددة هي الكبر والفخر والنخوة (3) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد قال ثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (طل) وأورده المنذري وقال رواه (د مذ) وحسنه البيهقي باسناد حسن ايضا (4) (عن أبي نضرة) الخ هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الخطبة أوسط أيام الشريف من كتاب الحج في الجزء الثاني عشر صحيفة 226 رقم 427 فارجع اليه (5) (سنده) حدثنا احمد بن عبد الملك الحراني ثنا عبيد الله يعني ابن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني واحمد موقوفا على معاذ واحد أسانيد الطبراني رجاله رجال الصحيح وكذلك رجال احمد (6) (ز) (سنده) حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن نمير ثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب الخ (غريبة) أي نحو حديث معاذ السابق مختصرا وفي أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن زياد بن أبي الجعد وهو ثقة (8) (عن أبي سعيد الخدري الخ) هذا الحديث تقدم بسنده
228@@@
قوله صلى الله عليه وسلم ليس لأحد فضل الا بالدين أو عمل صالح(1/62)
الأبل والغنم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم الفخر والخيلاء في أهل الأبل والسكينة والوقار في أهل الغنم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث موسى عليه السلام وهو يرعى غنما على أهله وبعثت أنا وأنار أرعى غنما لأهلي بجياد (عن أبي ذر) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أنظر فإنك ليس بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى (عن عتي بن ضمرة) (2) عن ابي بن كعب أن رجلا اعتزى (3) بعزاء الجاهلية فأعضه (4) ولم يكنه فنظر القوم إليه (5) فقال للقوم إني قد أرى الذي في انفسكم (6) اني لم استطع إلا أن أقول هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا إذا سمعتم من يعتزي بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا (7) (ز) (عن أبي عثمان) (8) عن أبي بن كعب أن رجلا اعتزى فأعضه ابي بهن أبيه قالوا ما كنت فحاشا قال إنا أمرنا بذلك (9) (عن عقبة بن عامر) (10) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان انسابكم هذه ليست بسباب على أحد وانما أنتم ولد آدم علف الصاع (11) لم تملوه ليس لأحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح حسب الرجل أن يكون فاحشا بذيا بخيلا(1/63)
وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في اتخاذ الغنم وبركتها من كتاب البيوع والكسب في الجزء الخامس عشر صحيفة 12 رقم 34 (1) (سنده) حدثنا وكيع عن أبي هلال عن بكر عن أبي ذر الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات غلا أن بكر بن عبد الله المزني لم يسمع من أبي ذر (2) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن الحسن عن عتي بن ضمرة الخ (قلت) عتي بضم أوله وفتح ثانية ثم ياء تحتية مشددة مصغرا هو ابن ضمرة التيمي السعدي البصري ثقة (غريبه) (3) اي انتسب وانتمى وتعزى كذلك عزاء الجاهلية هو أنهم كانوا يقولون في الاستغاثه يالفلان وينادي أنا فلان بن فلان ينتمي إلى أبيه وجده لشرفه وعزه (4) أي قال له أعضض ذكر أبيك بصريح اللفظ لا بالكنية عنه وهي الهن والهن خفيف النون كناية عن كل اسم جنس والانثى هنة وكنى بهذا الاسم عن الفرج ويعرب بالحروف فيقال هنوها وهناها وهنيها مثل أخوها وأخاها وأخيها (5) أي نظروا إليه نظر انكار ودهشه (6) أي من الانكار علي وساذكر لكم السبب الذي حملني على ذلك فذكر الحديث (7) مما تقدم يقهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم فأعضوه ولا تكنوا وهو أمر تأديب وفيه زجر عن دعوى الجاهلية (تخريجه) (نس حب طب) والضياء المقدسي ورمز له الحافظ السيوطي بعلامة الصحة (8) (ز) (سنده) حدثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ثنا سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي الخ (غريبة) (9) أي امرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أخذا مما تقدم (تخريجه) هو كالذي قبله (10) (سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر الخ (غريبه) (11) أي قريب بعضكم من بعض يقال هذا طف المكيال وطفافه وطفافه أي ما قرب من ملئه وقيل هو ما علا فوق رأسه ويقال له أيضا طفاف بالضم والمعنى كلكم في الانتساب إلى اب واحد بمنزلة واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن(1/64)
يملأ المكيال ثم أعلمهم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى (نه) (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه ابن لهيعة وبقية
229@@@
الترهيب من النفاق
جبانا (عن عبد الله بن بريدة) (1) عن أبيه (2) قال اجتمع عند النبي صلى الله عليه وسلم عيينة بن بدر والأقرع بن حابس وعلقمة بن علانة (3) فذكروا الجدود (4) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان شئتم أخبرتكم جد بني عامر (5) جمل أحمر أو آدم (6) يأكل من أطراف الشجر قال وأحسبه قال في روضة وغطفان (7) أكمة خشاء تنفي الناس عنها قال فقال الأقرع بن حابس فاين جد بني تميم (8) قال لو سكت (باب ما جاء في الترهيب من النفاق وذكر المنافقين وخصالهم وذي الوجهين) (عن يزيد يعني ابن الهاد) محمد بن عبد الله (9) أنه حدثه أن عبد الله بن عمر لقى ناسا خرجوا من عند مروان فقال من أين جاء هؤلاء ؟ قالوا خرجنا عن عند الأمير مروان قال وكل حق رأيتموه تكلمتم به وأنتم عليه ؟ وكل منكر رأيتموه أنكرتموه ورددتموه عليه ؟ قالوا لا والله بل يقول ما ينكر فنقول قد أصبت أصلحك الله فإذا خرجنا من عنده قلنا قاتله الله ما أظلمه وأفجره قال عبد الله كنا بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نعد هذا نفاقا لمن كان هكذا (عن ابن عمر) (10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المنافق مثل الشاة العائرة (11) بين الغنمين تعيرإلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدرى أهذه تتبع أم هذه (عن ابن عبيد عن أبيه) (12) أنه(1/65)
رجاله وثقوا اهـ (قلت) في ابن لهيعة لين اذا عنعن وقد عنعن في هذا الحديث (1) (سنده) حدثنا روح ثنا علي بن سويد عن عبد الله بن بريدة الخ (غريبة) (2) أبوه بريدة الأسلمي (3) هؤلاء الثلاثة كانوا من المؤلفة قلوبهم (4) زاد عند الطبراني فقالوا جد فلان أقوى (5) يريد المنتسب اليهم علقمة بن علاثة (6) بمد الهمزة الأدمة بفتح الهمزة في الأبل البياض مع سواد المقلتين وقيل هو من أدمة الأرض وهو لونها وبه سمي آدم (7) بفتحات يعني المنتسب اليهم عيينة بن بدر (وقوله اكمه) بفتح الهمزة وسكون الكاف تل وقيل شرفة كالرابية وهو ما اجتمع من الحجارة في مكان واحد (وقوله خشاء) كسراء وضراء (تنفي الناس عنها) أي تطردهم يقال خسأت الكلب أي طردته وأبعدته (8) يعني جده الأعلى المنتسب اليه فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لو سكت أي لكان أولى ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم جد بني تميم لمصلحة يعلمها وهذه أمثله ضربها النبي صلى الله عليه وسلم لجدودهم (تخريجه) أورده الحافظ في الاصابة وعزاه للطبراني من طريق علي بن سويد عن عبد الله بن بريدة عن أبهي كما هنا ورجاله ثقات (باب) (9) (سنده) حدثنا يعقوب سمعت أبي يحدث عن يزيد يعني ابن الهاد عن محمد بن عبد الله الخ (قلت) محمد بن عبد الله هو محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب نسب إلى جده يؤيد ذلك رواية البخاري من طريق عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله عن أبيه قال الناس لابن عمر انا ندخل على سلطاننا نقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم قال كنا نعد هذا نفاقا (تخريجه) (خ طل) وذكر الحافظ طرقا اخرى لهذا الحديث تدل على تعدد الواقعة في عهد امراء آخرين (10) (سنده) قال عبد الله بن الامام احمد وجدت في كتاب أبي حدثنا اسحاق بن يوسف حدثنا عبيد اله عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبه) (11) أي المترددة بين قطيعين من الغنم لا تدرى أيهما تتبع أنه مذبذب كالشاة الواحدة بين قطيعين من الغنم ((1/66)
تخريجه) (مذ نس حب) وحسنه الترمذي (12) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد حدثنا
230@@@
ذم المنافقين وبيان علاماتهم
جلس ذات يوم بمكة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما معه فقال أبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مثل المنافق يوم القيامة كالشاة بين الربيضين (1) من الغنم إن اتت هؤلاء نطحتها وإن أتت هؤلاء نطحتها فقال له بن عمر كذبت فأثنى القوم على أبي خيرا أو معروفا فقال ابن عمر لا اظن صاحبكم إلا كما تقولون ولكني شاهد نبي الله صلى الله عليه وسلم إذ قال كالشاة بين الغنمين فقال هو سواء (2) فقال هكذا سمعته (وعن حذيفة بن اليمان) (3) رضي الله عنه قال إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقا واني لاسمعها من أحدكم اليوم في المجالس عشر مرات (عن أبي مسعود) (4) قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن فيكم منافقين (5) فمن سميت فليقم ثم قال قم يا فلان قم يافلان قم يا فلان حتى سمى ستة وثلاثين رجلا ثم قال إن فيكم أو منكم (6) فاتقوا الله قال فمر عمر على رجل ممن سمى مقنع (7) قد كان يعرفه قال مالك ؟ قال فحدثه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعدا لك سائراليوم (9) (عن بريدة الأسلمي) (8) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا للمنافق سيدنا فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم عز وجل (عن أبي هريرة) (10) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للمنافقين علامات يعرفون بها تحيتهم لعنة وطعامهم نهية (11) وغنيمتهم غلول (12) ولا يقربون المساجد الا هجرا (13) ولا يأتون(1/67)
الهذيل بن بلال عن ابن عبيد (يعني عبد الله) عن ابيه الخ (قلت) أبوه هو عبيد بن عمير بالتصغير فيهما ابن قتادة قاص أهل مكة تابعي قديم ثقة كان ابن عمر يجلس اليه ويقول لله در ابن قتادة ماذا يأتي به (1) بفتح الراء مشددة قال في النهاية الربيض الغنم نفسها والمربض موضعها الذي تربض فيه (2) يعني معناهما واحد ولكن ابن عمر حافظ على اللفظ الذي سمعه وجاء في رواية اخرى ان ابن عمر قال انما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كشاة بين غنمين قال فاحتفظ الشيخ وغضب فلما رأى ذلك عبد الله قال اما اني لو لم اسمعه لم أرد ذلك عليك (تخريجه) (م نس طل) (3) (سنده) حدثنا وكيع ثنا رزين بن حبيب الجهني عن أبي الرقاد العبسي عن حذيفة الخ (تخريجه) (طل) بلفظ آخر والمعنى واحد وسنده جيد (4) (سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن سلمة عن عياض بن عياض عن أبيه عن أبي مسعود (يعني عقبة بن عمرو الانصاري البدري) قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) الظاهر ان الله عز وجل أطلعه عليهم اما بوحي أو الهام أو رؤيا (6) أو للشك من الراوي يشك هل قال ان فيكم أو ان منكم يعني منافقين (7) على وزن جعفر أي كان يقنع به أو بحكمه أو بشهادته (8) هذا دعاء عليه أي هلاكا لك وسحقا (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه عياض بن عياض عن أبيه ولم أر من ترجمهما (9) (سنده) حدثنا عفان حدثني معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه (يعني بريدة الأسلمي) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (د نس هق) وابن السنى وسكت عنه أبو داود والمنذري فهو صالح (10) (سنده) حدثنا يزيد انا عبد الملك بن قدامة الجمحي عن اسحاق بن بكر بن أبي الفرات عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (11) أي اغتصاب (12) أي سرقة (13) بفتح الهاء وسكون الجيم يريد الترك لها والأعراض عنها يقال هجرت الشيء هجرا اذا تركته واغفلته(1/68)
231@@@
حديث آية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا ائتمن خان
الصلاة إلا دبرا (1) مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون حشب (2) بالليل صخب بالنهار وفي رواية سخب بالنهار (3) (وعنه أيضا) (4) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال آية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا ائتمن خان (وعنه أيضا) (5) يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال تجد من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه (وعنه من طريق ثان) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجد شر الناس وقال يعلي (7) تجد من شر الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين قال ابن نمير (8) الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء وهؤلاء بحديث هؤلاء (وعنه أيضا) (9) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا (عن جبير بن مطعم) (10) قال قلت يارسول الله انهم يزعمون انه ليس لنا اجر بمكة (11) قال لتأتينكم اجوركم ولو كنتم في جحر ثعلب (12) قال فاصغي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسه فقال ان في اصحابي منافقين (13) (عن أبي عثمان النهدي) (14) قال اني لجالس تحت منبر عمر وهو يخطب الناس فقال في خطبته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اخوف ما أخاف على هذه الأمة (وفي لفظ على أمتي) كل منافق عليم (15) اللسان
((1/69)
1) يروى بفتح المهملة وضمها مع سكون الموحدة والمراد انه يأتي الصلاة حين أدبر وقتها أي بعدما يفوت وقتها (2) أراد انهم ينامون الليل كأنهم خشب مطرحة لا يصلون فيه ومنه قوله تعالى (كأنهم خشب مسنده) وتضم الشين وتسكن تخفيفا (3) الصخب والسخب الضجة واضطراب الأصواب للخصام والمراد انهم صياحون فيه ومتجادلون (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) وفيه عبد الملك ابن قدامة الجمحي وثقة يحيى بن معين وغيره وضعفه الدار قطنى وغيره (4) (سنده) حدثنا سليمان حدثنا اسماعيل اخبرني ابو سهل نافع بن مالك بن ابي عامر عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) (5) (سنده) حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم الخ (6) (سنده) حدثنا ابن نمير عن الاعمش ويعلى قال ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (7) هو أحد رجال السند قال في روايته من شر بزيادة من (8) هو أحد رجال السند ايضا زاد في روايته الذي يأتي هؤلاء الخ والظاهر ان هذه الزيادة تفسير من ابن نمير لقوله ذا الوجهين والله أعلم (تخريجه) (ق لك د مذ) (9) (سنده) حدثنا عبيد بن أبي قرة ثنا سليمان عن ابن عجلان عن عبيد الله بن سليمان الأغر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (10) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن النعمان ابن سالم عن رجل عن جبير بن مطعم الخ (غريبه) (11) يعني في المقام بها بعد الفتح (12) مبالغة في أنهم يؤتون أجورهم (وقوله فأصغى إلى) أي أمال رأسه إلى (13) معناه ان هذا الزعم من المنافقين وغرضهم بذلك اساءة الصحابة المخلصين (تخريجه) (طل عل) وفي اسناده رجل لم يسم (14) (سنده) حدثنا يزيد أنبأنا ديلم بن غزوان العبدي حدثنا ميمون الكردي عن أبي عثمان النهدي الخ (غريبه) ((1/70)
15) أي كثير علم اللسان جاهل القلب والعمل اتخذ العلم حرفة يتأكل بها ذاهيية وأبهة يتعزز ويتعاظم بها يدعو الناس إلى الله ويفر هو منه قال الزمخشري رحمه الله والمنافقون أخبث الكفرة وأبغضهم إلى الله تعالى
232@@@
الترهيب من الغدر ونقض العهد
(باب ما جاء في الترهيب من الغدر ونقض العهد وعدم الوفاء به) (عن أبي وائل) (1) عن عبد الله (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء (3) يوم القيامة قال ابن جعفر (4) يقال هذه غدرة (5) فلان (عن ابن عمر) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان بن فلان (وعنه أيضا) (7) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حجرة عائشة رضي الله عنها يقول ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ولا غدرة أعظم من غدرة امام عامة (عن ابي هريرة) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وذمه المسلمين واحدة يسعى بها ادناهم فمن اخفرمسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا (عن أنس بن مالك) (9) قال ما خطبنا نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال لا ايمان لمن لا امانة له ولا دين لمن لا عهد له (عن عمرو بن عبسة) (10) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقده ولا يحل حتى يمضي امدها أو ينبذ اليهم على سواء (عن حذيفة) (11)(1/71)
وأمقتهم عنده لأنهم خلطوا بالكفر تمويها وتدليسا وبالشكر استهزاءا وخداعا ولذلك انزل فيهم (ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار) اهـ (تخريجه) (بز عل) قال المنذري ورواته محتج بهم في الصحيح وقال الهيثمي رجاله موثقون (باب) (1) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر وعفان قالا حدثنا شعبة عن سليمان قال عفان حدثنا سليمان عن أبي وائل الخ (غريبة) (2) عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه (3) أي علامة يشهر بها في الناس لأن موضوع اللواء شهرة مكان الرئيس (نه) (4) ابن جعفر احد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث يعني انه زاد روايته لفظ يقال الخ (5) بفتح الغين المعجمة الغدر من باب ضرب نقض العهد كما تقدم في الترجمة (تخريجه) (ق جه) وغيرهم (6) (سنده) حدثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر الخ (تخريجه) (م) وغيره (7) (سنده) حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن زيد عن بشر بن حرب سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) تقدم القسم الأول منه في حديثه السابق وفي حديث ابن مسعود ايضا والقسم الثاني لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث ابن عمر ولكنه جاء عند مسلم والامام احمد عن ابي سعيد وتقدم في باب الوفاء بالعهد الخ من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 119 رقم 333 فارجع اليه (8) (عن ابي هريرة الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب من لعنهم الله ورسوله من كتاب اللعن والسب (وقوله فمن اخفر مسلما) أي نقض عهده وذمامه والهمزة فيه للازالة أي ازلت خفارته وبغير الهمزة معناه الحماية تقول خفرت الرجل اجرته وحفظته وخفرته اذا كنت له خفيرا اي حاميا وكفيلا (9) (سنده) حدثنا بهز ثنا ابو هلال ثنا قتادة عن أنس بن مالك الخ (تخريجه) (هل حب طس هق) والضياء المقدسي في المختارة وعبد بن حميد وسنده حسن (10) (عن عمرو بن عبسة الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم من وجه آخر بطوله وسنده(1/72)
وشرحه وتخريجه في باب الوفاء بالعهد الخ من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 117 رقم 327 وهو حديث صحيح أخرجه (د مذ نس) وقال الترمذي حسن صحيح (11) (سنده) حدثنا يزيد انا حجاج عن عبد الرحمن
(م 30 – الفتح الرباني – ج 19)
233@@@
الترهيب من الغدر وقوله صلى الله عليه وسلم الايمان قيد الفتك
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرط لأخيه شرطا لا يريد أن يفي له به فهو كا المدلى جاره إلى غيره منعه (1) (عن الحسن) (2) قال جاء رجل إلى الزبير بن العوام رضي الله عنه فقال اقتل لك عليا ؟ قال وكيف تقتله ومعه الجنود ؟ قال الحق به فأفتك به (3) قال لا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الايمان قيد الفتك (4) لا يفتك مؤمن (عن معاوية بن أبي سفيان) (5) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الايمان قيد الفتك (عن ابي رفاعة البجلي) (6) قال دخلت المختار بن أبي عبيد (7) قصره فسمعته يقول ما قام جبريل إلا من عندي قبل قال فهممت أن أضرب عنقه فذكرت حديثا حدثناه سليمان بن صرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أمنك (8) الرجل على دمه فلا تقتله قال وكان قد امني على دمه فكرهت دمه (عن رفاعة القتباني) (9) قال دخلت على المختار فألقى لي وسادة وقال لولا أن اخي جبريل قام عن هذه لالقيتها لك قال فأردت أن اضرب عنقه فذكرت حديثا حدثنيه أخي عمرو بن الحمق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما مؤمن أمن مؤمنا على دمه فقتله فأنا من القاتل بريء (وعنه من طريق ثان) (10)(1/73)
ابن عباس عن أبيه عن حذيفه (يعني ابن اليمان) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) المنعة بالتحريك القوة ومعناه كالمرسل جاره إلى قوم ليس عندهم قوة ولا منعة يمنعون بها من يريدهم بسوء والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (2) (سنده) حدثنا عفان ثنا مبارك حدثنا الحسن قال جاء رجل إلى الزبير الخ (غريبه) (3) بضم التاء المثناة فوق من باب نصر ومناه اقتله على غفلة منه (4) أي يمنع الفتك الذي هو القتل بعد الامان غدرا (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة ولكن مدلس ولكنه قال حدثنا الحسن اهـ يعني فالحديث صحيح (5) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة قال انا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب ان معاوية دخل على عائشة فقالت له اما خفت ان اقعد لك رجلا فيقتلك ؟ فقال ما كنت لتفعليه وأنا في بيت أمان وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يعني الايمان قيد الفتك كيف انا في الذي بيني وبينك وفي حوائجك ؟ قالت صالح قال فدعينا واياهم حتى نلقى ربنا عز وجل (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) إلا أن الطبراني قال عن سعيد بن المسيب عن مروان قال دخلت مع معاوية على عائشة وفيه علي بن زيد وهو ضعيف (6) (سنده) حدثنا يونس بن محمد قال ثنا عبد الله بن ميسرة أو ليلى عن أبي عائشة الهمداني قال قال أبو رفاعة البجلي دخلت على المختار الخ (7) (غريبه) كان المختار بن أبي عبيد الثقفي أحد الكذابين وكان يزعم أن الوحي يأتيه على يد جبريل وقد روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان في ثقيف كذابا ومبيرا وقد ذكر العلماء ان الكذاب هو المختار بن أبي عبيد الثقفي والمبير هو الحجاج الثقفي اي مهلك يسرف في اهلاك الناس (8) بفتح الهمزة وكسرالميم كسمع يقال امنته على كذا أو أئتمنته بمعنى (تخريجه) لم أقف عليه من حديث سليمان بن صرد لغير الامام احمد(1/74)
وفي اسناده عبد الله بن ميسرة ضعفه قوم ووثقه آخرون (9) (سنده) حدثنا ابن نيمر حدثنا عيسى القارى ابو عمر بن عمر ثنا السدى عن رفاعة القتباني الخ (10) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد
234@@@
الترهيب من الظلم والباطل والشح والفحش
قال كنت أقوم على رأس المختار (1) فلما عرفت كذبه هممت ان اسل سيفي فأضرب عنقه فذكرت حديثا حدثناه عمرو بن الحمق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أمن رجلا على نفسه فقتله أعطى لواه الغدر يوم القيامة (باب ما جاء في الترهيب من الظلم والباطل والاعانة عليهما) (عن أبي هريرة) (2) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اياكم والظلم فإن الظلم ظلمات عند الله يوم القيامة واياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش والتفحش واياكم والشح فإنه دعا من قلبكم فاستحلوا محارمهم وسفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم (عن جابر بن عبد الله) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه لم يذكر الفحش والتفحش (عن ابن عمر) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة (عن أبي هريرة) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسمل لا تحاسدوا ولا تناجشوا (6) ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع أحدكم على بيع أخيه وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا وأشار بيده إلى صدره ثلاث مرات حسب امرئ من الشر (وفي رواية من الشرك) ان يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه (عن وائلة بن الأسقع) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله من قوله المسلم اخو المسلم الخ الحديث (عن أبي هريرة) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم(1/75)
القطان عن حماد بن سلمة حدثني عبد الملك بن عمير عن رفاعة بن شداد (يعني القتباني) قال كنت أقوم على رأس المختار الخ (غريبه) (1) يعني حارسا له (تخريجه) (نس جه طل) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح ورجاله ثقات (باب) (2) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (حب ك) وسكت عنه الحاكم والذهبي وسنده جيد (3) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا داود بن قيس عن عبد الله بن مقسم انه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم (تخريجه) (م وغيره) (4) (سنده) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن ابن عمر الخ (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام (حم طب هق) ورمز له بعلامة الصحة (5) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا داود بن قيس عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (6) هو تفاعل من النجش وهو ان يمدح السلعة لينفقها ويروجها أو يزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها ليقع غيره فيها والأصل فيه تنفير الوحش من مكان إلى مكان (نه) (تخريجه) (م وغيره) (7) (سنده) حدثنا الحكم بن نافع قال ثنا اسماعيل بن عياش عن أبي شيبة يحيى بن يزيد عن عبد الوهاب المكي عن عبد الواحد بن عبد الله النصري عن وائلة بن الاسقع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله والتقوى هاهنا وأو ما بيده إلى القلب قال وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم (تخريجه) لم أقف عليه من حديث وائلة لغير الامام احمد وسنده جيد ويؤيده ما قبله (8) (سنده) حدثنا يحيى عن مالك قال حدثني سعيد(1/76)
وحجاج قال انا
235@@@
الترهيب من الاعانة على الظلم لأجل العصبية
قال من كانت يعني عنده مظلمة لأخيه في ماله أو عرضه (1) فليأته فليستحلها منه (2) قبل أن يؤخذ أو تؤخذ وليس عنده دينار ولا درهم فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته فأعطيها هذا والا أخذ من سيئات هذا فألقى عليه (عن عباد بن كثير الشامي) (3) من أهل فلسطين من أمرأة منهم يقال لها فسيلة (4) أنها قالت سمعت أبي (وائلة بن الأسقع) يقول سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أمن العصبية أن يحب الرجل قومه ؟ قال لا ولكن من العصبية أن ينصر الرجل قومه على الظلم (عن ابن مسعود) (5) رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يعين عشيرته على غير الحق مثل البعير ردى (6) في بئر فهو يمد بذنبه (عن أبي هريرة) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن آدم اعمل كأنك ترى وعد نفسك مع الموتى واياك ودعوة المظلوم (وعنه أيضا) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة المظلوم مستجابة وان كان فاجرا ففجوره على نفسه(1/77)
ابن أبي ذئب عن سعيد المعنى عن أبي هريرة الخ (غريبه) (1) العرض موضع المدح والذم سواء كان ذلك في نفسه أو أصله وان علا أو فرعه وان سفل (2) يريد بالتحليل استبراء الذمة لا ان يحل ما حرم الله تعالى وجاء عند البخاري (فليتحلله منه اليوم) ويريد باليوم أيام الدنيا بدليل مقابلته بما بعده (تخريجه) (خ مذ) (3) (سنده) حدثنا زياد بن الربيع قال ثنا عباد بن كثير الشامي من أهل فلسطين الخ (غريبه) (4) بضم الفاء وفتح المهملة وسكون التحتية وبعد اللام المفتوحة تاء تأنيث ويقال فيها أيضا خصيلة بالخاء والصاد المهملة بدل التاء والسين المهملة (قال عبد الله) بن الامام احمد رحمهما الله في آخر هذا الحديث سمعت من يذكر من أهل العلم ان اباها يعني فسيلة وائلة بن الاسقع ورأيت ابي جعل هذا الحديث في آخر أحاديث وائلة فظننت انه الحقة في حديث وائلة اهـ (تخريجه) (د حب) قال المنذري واخرجه ابن ماجه وقال فيه عن عباد بن كثير الشامي عن امرأة منهم يقال لها فسيلة قالت سمعت أبي يذكره بمعناه قال وعباد بن كثير وثقه يحيى بن معين وتكلم فيه غير واحد واسناد حديث ابي داود امثل من هذا اهـ (قلت) قال ابو داود حدثنا محمود بن خالد الدمشقي قال انا الفريابي قال ناسمة بن بشير الدمشقي عن بنت وائلة بن الاسقع انها سمعت اباها يقول قلت يا رسول الله ما العصبية ؟ قال أن تعين قومك على الظلم (5) (سنده) حدثنا محمد حدثنا شعبة عن سماك قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يحدث عن أبيه (يعني عبد الله بن مسعود) قال شعبة واحسبه قد رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يعين عشيرته الخ (غريبه) (6) بهامش المنذري ردى وتردى بفتح الدال والراء المهملتين لغتان أي سقط في بئر أو نهر يريد أنه وقع في الاثم وهلك كالبعير الذي تردى في البئر وأريد أن ينزع بذنبه فلا يقدر على خلاصه (تخريجه) (د) ولفظه قال حدثنا النفيلي أنا زهير حدثنا سماك بن حرب عن عبد الرحمن عن(1/78)
عبد الله بن مسعود عن أبيه قال من نصر قومه على غير الحق الخ ثم رواه مرة أخرى فال حدثنا ابن بشار انا ابو عامر ناسفيان عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال انهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من أدم فذكر نحره قال المنذري الأول موقوف والثاني مسند وعبد الرحمن قد سمع من أبيه اهـ (قلت) فالحديث صحيح (7) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد يعني ابن سلمة عن علي بن زيد حدثني من سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم اقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده علي بن زيد بن جدعان ضعيف ورجل لم يسم فالحديث ضعيف (8) (سنده)
236@@@
الترهيب من الحسد والغش وقصة الرجل الذي عافاه الله منهما
((1/79)
وعنه أيضا) (1) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا ترد دعوتهم الامام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح له أبواب السماء ويقول الرب عز وجل وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين (باب ما جاء في الترهيب من الحسد والبغضاء والغش) (عن الزبير بن العوام) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دب اليكم داء الامم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر والذي نفسي بيده لا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم (عن ابي هريرة) (3) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا (عن أنس ابن مالك) (4) قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الانصار تنطف لحيته (5) من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته ايضا فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال اني لاحيت (6) ابي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤيني اليك حتى تمضى فعلت ؟ قال نعم قال أنس وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار (7) وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل(1/80)
حدثنا خلف قال ثنا أبو معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (بز طل) قال المنذري والهيثمي اسناده حسن وقال العامري البغدادي صحيح غريب (1) (وعنه أيضا الخ) هذا طرف من حديث طريل سيأتي بتمامه في باب اوصاف الجنة من كتاب القيامة وذكر بعضه في باب عدم قنوط المذنب من المغفرة وسيأتي في كتاب التوبة ان شاء الله تعالى والله الموفق (باب) (2) (عن الزبير بن العوام الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من كتاب السلام والاستئذان في الجزء السابع عشر صحيفة 331 رقم 5 فارجع اليه تجد ما يسرك (3) (عن أبي هريرة الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب السابق (4) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري قال أخبرني أنس ابن مالك قال كنا جلوسا الخ (غريبه) (5) من بابي نصر وضرب اي تقطر يقال نطف الماء ينطف بضم الطاء وينطف بكسرها اذا قطر قليلا قليلا (6) بالحاء المهملة بعدها ياء تحتية أي خاصمت (7) بتشديد الراء أي استيقظ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه احمد باسناد على شرط البخاري ومسلم والنسائي ورواته احتجا بهم أيضا إلا شيخه سويد بن نصر وهو ثقة وأبو يعلى والبزار بنحوه وسمى الرجل الميهم سعدا وقال في آخره فقال سعد ما هو الا ما رأيت يا ابن اخي الا اني لم ابت ضاغنا على مسلم أو كلمة نحوها (زاد النسائي) في رواية له والبيهقي والاصبهاني فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق ورواه البيهقي أيضا عن سالم بن عبد الله (يعني ابن عمر) عن أبيه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة فجاء سعد بن مالك فدخل منه قال البيهقي فذكر الحديث قال فقال عبد الله بن عمر ما انا بالذي انتهى حتى أبايت هذا
237@@@
الترهيب من هجر المسلم وترويعه والاضرار به(1/81)
وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر قال عبد الله غير اني لم اسمعه يقول الا خيرا فلما مضت الثلاث ليال وكدت ان احتقر عمله قلت يا عبد الله اني لم يكن بيني وبين ابي غضب ولا هجر ثم ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرار فاردت ان آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال ما هو إلا ما رأيت قال فلما وليت دعاني فقال ماهو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسليمن غشا ولا أحسد احدا على خير أعطاه الله اياه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق (باب ما جاء في الترهيب من هجر المسلم وترويعه والاضرار به) (عن محمد بن سعيد بن مالك عن أبيه) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه (2) فوق ثلاث (عن أبي هريرة) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم لا هجرة فوق ثلاث فمن هجر أخاه فوق ثلاث فمات دخل النار (وعنه أيضا) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح أبواب الجنة في كل اثنين وخميس قال معمر وقال غير سهيل (5) وتعرض(1/82)
الرجل فانظر عمله قال فذكر الحديث في دخوله عليه قال فناولني عباءة فاضطجعت عليها قريبا منه وجعلت ارمقه بعيني ليلة كلما تعار سبح وكبر وهلل وحمد الله حتى اذا كان في وجه السحر قام فتوضأ ثم دخل المسجد فصلى ثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من المفصل ليس من طواله ولا من قصاره يدعو في كل ركعتين بعد التشهد بثلاث دعوات يقول اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اكفنا ما أهمنا من أمر آخرتنا ودنيانا اللهم إنا نسألك من الخير كله وأعوذ بك من الشر كله حتى اذا فرغ قال فذكر الحديث في استقلاله عمله وعوده اليه ثلاثا إلى ان قال فقال آخذ مضجعي وليس فيقلبي غمر على أحد (غمر) بكسر الغين المعجمة وسكون الميم هو الحقد انتهى ما اورده المنذري (باب) (1) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن محمد بن سعد بن مالك عن أبيه الخ (قلت) أوبوه هو سعد بن أبي وقاص نسب غلى جده (غريبه) (2) قال في النهاية الهجر ضد الوصل يعني فيما يكون بين المسلمين من عتب وموجدة أو تقصير يقع في حقوق العشرة والصحبة دون ما كان من ذلك في جانب الدين فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة على مر الأوقات ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع الى الحق (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بز طب) ورجال احمد رجال الصحيح (3) (سنده) حدثنا حسين ثنا شيبان عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة قال واحسبه ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا هجرة الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (د نس) باسناد على شرط البخاري ومسلم (4) (سنده) حدثنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن سهيل بن ابي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) هذا المبهم هو مسلم بن أبي مريم فقد رواه مالك عن مسلم بن أبي مريم عن ابي صالح السمان وهو والد سهيل عن أبي هريرة انه قال تعرض أعمال الناس كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس(1/83)
فذكر نحوه هكذا موقوفا ورواه ابن وهب عن مالك مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ورواه مسلم من طريق بن وهب عن مالك به مرفوعا وقال ابن عبد البر القول
238@@@
قوله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم ان يهجر مسلما فوق ثلاث ليال
الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز وجل لكل عبد لا يشرك به شيئا الا المتشاحنين (1) يقول الله عز وجل للملائكة ذروهما حتى يصطلحا (عن هشام بن عامر) (2) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال غإن كان تصادرا (3) فوق ثلاث فإنهما ناكبان (4) عن الحق ماداما على صرامهما (5) وأولهما فيئا فسبقه بالفيء كفارته (6) فإن سلم عليه فلم يرد عليه ورد عليه سلامه (7) ردت عليه الملائكة ورد على الآخر الشيطان فإن ماتا على صرامهما لم يجتمعا في الجنة ابدا (وله في رواية أخرى) لم يدخلا الجنة جميعا ابدا (عن أبي خراش السلمي) (8) أن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه (9) (عن أنس بن مالك) (10) ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدا بالسلام (عن عطاء بن يزيد) (11) عن أبي أيوب يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام (عن عوف بن الحارث) (12) وهو ابن اخي عائشة لأمها رضي الله عنها حدثته (13) أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء(1/84)
قوله من رفعه (1) أي المتخاصمين (تخريجه) (م لك د مذ) وغيرهم (2) (سنده) حدثنا روح بن عبادة قال ثنا شعبة عن يزيد الرشك قال شعبة قرأته عليه قال سمعت معاذة العدوية قالت سمعت هشام بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخ غريبه) (3) اي تهاجرا وبقيا على خصامهما (4) أي متنحيان ومعرضان عن الحق (5) أي هجرهما وانقطاعها (وأولهما فيئا) أي رجوعا (6) أي كفارة لذنبه (7) أي لم يقبله كما في رواية أخرى بلفظ (وان سلم فلم يقيل ورد عليه سلامه ردت عليه الملائكة) (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد ورواته محتج بهم في الصحيح وابو يعلي والطبراني وابن حبان في صحيحه إلا انه قال لم يدخلا الجنة ولم يجتمعا في الجنة (8) (سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد قال ثنا حيوة بن شريح ثنا أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد المدني ان عمران بن أبي انس حدثه عن أبي خراش السلمي الخ (قلت) ابو خراش بكسر الخاء المعجمة بعدها راء وقد جاء في الاصل بالدال المهملة بدل الراء وهو خطأ من الناسخ أو الطابع انظر الاصابة وسنن أبي داود ليس له في المسند سوى هذا الحديث (9) بهامش المندري يحتمل ان معناه ان عليه الاثم بهذه الهجرة كالاثم على قتله وقد قيل هذا في الحديث الذي اخرجه البخاري ومسلم وفيه لعن المؤمن كقتله (تخريجه) (د هق) وسكت عنه ابوداود والمنذري فهو صالح (10) (سنده) حدثنا ابو اليمان انا شعيب عن الزهري قال اخبرني انس بن مالك الخ (تخريجه) (ق د مذ) (11) (سنده) حدثنا سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي ايوب يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل الخ (قلت) هكذا جاء بالأصل وجاء عند البخاري وابي داود وغيرهما عن عطاء بن يزيد الليني عن أبي ايوب الانصاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل الخ (تخريجه) (ق د مذ) (12) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عوف بن الحارث الخ (غريبه) (13) جاء عند البخاري (ان عائشة حدثت) بضم(1/85)
الحاء المهملة مبنيا للمفعول قال الحافظ كذا للاكثر بضم أوله وبحذف المفعول ووقع في رواية الاصيل حدثته والأول اصح
239@@@
قصة عائشة رضي الله عنها مع ابن الزبير وعجرها اياه
أعطته (1) والله لتنتهين عائشة أو لا حجرن عليها فقالت عائشة أو قال هذا ؟ قالوا نعم قالت هو لله على نذر ان لا أكلم ابن الزبير كلمة ابدا (2) فاستشفع عبد الله بن الزبير المسور بن مخرمة وعبد الرحمن ابن الاسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة فذكر الحديث وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدان عائشة الا كلمته وقبلت منه ويقولان لها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عما علمت من الهجر أنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال (3) (عن عائشة) (4) رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبغض الرجل الألد (5) الخصم (عن اسماعيل بن بشير) (6) مولى بني مغالة قال سمعت جابر بن عبد الله وابا طلحة بن سهل الانصاريين يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن (9) يحب فيه نصرته (عن وقاص بن ربيعة) (10)(1/86)
ويؤيده ان في رواية الأوزاعي ان عائشة بلغها اهـ (قلت) وهذا هو الموافق لسياق الحديث (1) جاء في رواية الأوزاعي عند البخاري في دار لها باعتها فسخط عبد الله بن الزبير بيع تلك الدار وفي مناقب قريش عند البخاري من طريق عروة قال كانت عائشة لا تمسك شيئا فما جاءها من رزق الله تصدفت (قال الحافظ) وهذا لا يخالف الذي هنا لأنه يحتمل أن تكون باعت الرباع لتتصدق بثمنها (2) جاء في رواية الاوزاعي المذكورة بدل قولها ابدا حتى يفرق الموت بيني وبينه (3) زاد البخاري فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحرج (أي لما ورد في القطيعة من النهي) طفقت تذكرهما (بضم الفوقية وفتح المعجمة وكسر الكاف مشددة أي تذكرهما تذرها وتبكي) وتقول اني نذرت والنذر شديد فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير واعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة فإن قيل كيف تفعل ذلك عائشة مع ان النذر لا يكون إلا في طاعة فإن كان في حرام أو مكروه فلا وعائشة لا تجهل أن التهاجر والقطيعة حرام (وقد أجاب العلماء) بأن عائشة رأت أن ابن الزبير ارتكب بقوله لأحجرن عليها أمرا عظيما لما فيه من تنقيصها ونسبته لها إلى التبذير الموجب لمنعها من التصرف مع ما يضاف الى ذلك من كونها ام المؤمنين وخالته اخت امه فكأنها رأت الذي صدر منه نوع من عقوق فهو معنى نهيه صلى الله عليه وسلم المسلمين من كلام كعب بن مالك وصاحبيه لتخلفهم عن غزوة تبوك بغير عذر عقوبة لهم (تخريجه) (خ) (4) (سنده) حدثنا يحيى عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة الخ (غريبه) (5) بفتح الهمزة واللام وتشديد الدال أي الشديد الخصومة الآخذ في كل لدد أي في كل شيء من المراء والجدال لفرط لجاجة كذا قرره الزمخشري (الخصم) بفتح المعجمة وكسر المهملة أي المولع بها الماهر فيها الحريص عليها المتمادي في الخصام بالباطل (تخريجه) (ق مذ) (6) (سنده) حدثنا احمد بن حجاج قال انا عبد الله يعني ابن المبارك قال انا ليث بن سعد فذكر حديثا قال(1/87)
وحدثني ليث بن سعد قال حدثني يحيى بن سليم بن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سمع اسماعيل ابن بشير الخ (غريبه) (7) اي لم يحل بينه وبين من يظلمه ولا ينصره (8) اي في موضع يكون فيه احوج لنصرته وهو يوم القيامة (9) هو يوم القيامة أيضا (تخريجه) (د) والضياء المقدسي وسكت عنه أبو داود والمنذري وصححه الحافظ السيوطي (10) (سنده) حدثنا روح قال ثنا ابن جريح قال قال سليمان
240@@@
الترهيب من ترويع المسلم وإن كان هازلا
ان المستورد (1) حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اكل برجل مسلم أكلة وقال مرة أكلة (2) فإن الله عز وجل يطعمه مثلها من جهنم ومن اكتسى برجل مسلم ثوبا فإن الله عز وجل يكسوه مثله من جهنم ومن قام برجل مسلم مقام سمعة (3) فإن الله عز وجل يقوم به مقام سمعة يوم القيامة (عن أبي صرمة) (4) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من ضار (5) اضر الله به ومن شاق (6) شق الله عليه (عن أبي بكرة) (7) قال اني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يتعاطون سيفا مسلولا فقال لعن الله من فعل هذا أو ليس قد نهيت عن هذا ؟ ثم قال اذا سل احدكم سيفه فنظر اليه فأراد ان يناوله اخاه فليغمده ثم يناوله اياه (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) (8) قال حدثنا اصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى كبل معه فأخذها فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم فقال ما يضحككم؟ فقالوا لا الا انا اخذنا نبل هذا ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم ان يروع (9) مسلما (باب ما جاء في الترهيب من التجسس وسوء الظن) (عن ثوبان) (10) مولى رسول الله(1/88)
ثنا وقاص بن ربيعة الخ (غريبه) (1) هو المستورد بن شداد اخو بني فهر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح بذلك في بعض الروايات (2) جاء بهامش المنذري معناه الرجل يذهب إلى عدو الرجل فيتكلم فيه بغير الجميل يجزه عليه بجائزة وهي بالضم اللقمة وبالفتح المرة الواحدة مع الاستيفاء اهـ (قلت) لعل قوله (وقال مرة اكلة) يريد انه قال مرة بضم الهمزة وهي اللقمة ومرة بفتحها وهي المرة الواحدة كما قال المندري والله اعلم (3) زاد عند ابي داود ورياء في الموضعين (تخريجه) (د) قال المنذري في اسناده بقية بن الوليد وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وهما ضعيفان اهـ (قلت) سنده عند الامام احمد جيد لأنه ليس في اسناده من ذكرهما المنذري وسليمان هو ابن موسى صدوق ثبت ووقاص بن ربيعة وثقه ابن حبان (4) (سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا ليث عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن لؤلؤة عن أبي صرمة الخ (قلت) أبو صرمة بكسر الصاد المهملة قال المنذري له صحبة شهد بدرا واسمه مالك بن قيس وقيل مالك بن اسعد وقيل لبابة بن قيس انصاري تجاري (غريبه) (5) بتشديد الراء أي اوصل ضررا إلى مسلم بغير حق (ضار الله به) أي أوقع به الضرر البالغ وشدد عليه عقابه في العقبي (6) بتشديد القاف أو أوصل مشقه إلى احد بمحاربة أو غيرها (شق الله عليه) أي ادخل عليه ما يشق عليه مجازاة له على فعله بمثله (تخريجه) (الاربعة) وسكت عنه ابو داود والمنذري وقال الترمذي حسن غريب (7) (سنده) حدثنا المبارك قال سمعت الحسن يقول اخبرني ابو بكرة قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجال احمد رجال الصحيح (8) (سنده) حدثنا عبد الله بن نمير ثنا الأعمش عن عبد الله بن يسار الجهني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الخ (غريبه) (9) بضم أوله وتشديد الواو مكسورة أي يخيفه ويفزعه وإن كان هازلا كاشارته بسيف(1/89)
أو حديده أو افعى أو أخذ متاعة فيفزع لما فيه من ادخال الاذى والضرر عليه والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (تخريجه) (د) في الأدب قال الزين العراقي بعد ما عزاه للامام احمد والطبراني حديث حسن (باب) (10) (سنده) حدثنا محمد بن بكر ثنا ميمون ثنا محمد بن عباد
(م 31 – الفتح الرباني – ج 19)
241@@@
الترهيب من التجسس وسوء الظن
صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته (عن أبي هريرة) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا (وفي رواية أمرآ) اطلع بغير اذنك فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك جناح (وعنه من طريق ثان) (2) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطلع في بيت قوم بغير اذنهم ففقئوا عينه فلا دية له ولا قصاص (عن أنس) (3) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فاطلع اليه رجل فأهوى إليه بممشقص (4) معه فتأخر الرجل (عن أبي هريرة) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والظن فإن الظن اكذبت الحديث (6) ولا تجسسوا (7) ولا تحسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا (7) ولا تنافسوا وكونوا عباد الله اخوانا (وعنه أيضا) (9) أن رسول الله(1/90)
عن ثوبان الخ (تخريجه) اورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة (1) (سنده) حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة الخ (2) (سنده) حدثنا علي قال حدثنا معاذ حدثني ابي عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن تهيك عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطلع في بيت قوم الخ (تخريجه) (ق) وغيرهما (3) (سنده) حدثنا ابن ابي عدي عن حميد عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه) (4) المشقص بكسر الميم بعدها شين معجمة ساكنة وقاف مفتوحة هو سهم له نصل عريض وقيل طويل وقيل هو النصل العريض نفسه وقيل الطويل (تخريجه) (ق والثلاثة) (5) (سنده) حدثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (6) يعني حديث النفس لأنه يكون بالقاء الشيطان في نفس الانسان (قال الامام الغزالي) رحمه الله من مكايد الشيطان سوء الظن بالمسلمين (ان بعض الظن اثم) ومن حكم بشيء على غيره بالظن بعثه الشيطان على أن يطول فيه اللسان بالغيبة فيهلك أو يقصر في القيام بحقوقه أو ينظر إليه بعين الاحتقار ويرى نفسه خيرا منه وكل ذلك من المهلكات ولذلك منع الشرع من التعرض للتهم (7) قال الزمخشري التجسس ان لا يترك عباد الله تحت سترة فيتوصل إلى الاطلاع عليهم والتجسس على احوالهم وهتك الستر حتى ينكشف لك ما كان مستورا عنك (ولا تحسسوا) بالحاء المهملة بدل الجين اي لا تطلبوا الشيء بالحاسة كااستراق السمع وابصار الشيء خفية وقيل الأول التفحص عن عورات الناس وبواطن أمورهم بنفسه أو بغيره والثاني أن يتولاه بنفسه وقيل الأول يختص بالشر والثاني اعم (8) اي تتقاطعوا من الدبر فإن كلا منهما يولي صاحبه دبره (ولا تنافسوا) بفاء وسين من المنافسة وهي الرغبة في الشيء والانفراد به لمصلحة شخصية تعود عليه فإن كان لمصلحة دينية فهو ممدوح ومنه قوله تعالى (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) (تخريجه) (ق لك د مذ) (9) (سنده)(1/91)
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن واسع عن شتير بن نهار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال ان حسن الظن من حسن العبادة هكذا جاء عند الامام احمد بهذا اللفظ وهو عام يشمل حسن الظن بالله عز وجل وبعباده الصالحين ولا ينافي هذا حديث (احترسوا من الناس بسوء الظن) فإن ذلك خاص بشرار الناس ومن يجهل حالته الدينية ومعناه تحفظوا منهم تحفظ من أساء الظن بهم كذا قال مطرف التابعي الكبير وقيل أراد
242@@@
الترهيب من الغنى مع الحرص
صلى الله عليه وسلم قال إن حسن الظن من حسن العبادة (باب ما جاء في الترهيب من الغنى مع الحرص) (عن عقبة بن عامر) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخدناهم بغتة فإذا هم مبلسون) (عن أبي حصبة أو أبي حصبة) (2) عن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال أتدرون ما الصعلوك ؟ قالوا الذي ليس له مال قال النبي صلى الله عليه وسلم الصعلوك كل الصعلوك الصعلوك كل الصعلوك الذي له مال فمات ولم يقدم منه شيئا (عن حارثة بن النعمان) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخذ أحدكم السائمة (4) فيشهد الصلاة في جماعة فتتعذر عليه سائمته (5) فيقول لو طلبت لسائمتي مكانا هو أكلا من هذا فيتحول ولا(1/92)
لا تثقوا بكل أحد فإنه اسلم لكم واما حديث الباب والحديث الذي قبله بلفظ (إياكم والظن الخ) فمعناه التحذير من اساءة الظن فيمن تحقق حسن سريرته وأمانته وأما حديث (احترسوا الخ) فهو خاص بمن ظهر من الخدام والمكر وخلف الوعد والخيانة والقرينة تغلب أحد الطفين فمن ظهرت عليه قرينة سوء أو جهل أمره يتحفظ منه تحفظ من أساء الظن به ومن لا فلا على أن حديث (احترسوا من الناس بسوء الظن) ضعيف رواه (طس) وابن عدي وضعفه أئمة الحديث فلا يعارض حديث الباب وان كانت التجارب دلت على صحة معناه والله أعلم (تخريجه) (مذ ك) وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير بلفظ (ان حسن الظن بالله من حسن عبادة الله) وعزاه للامام (حم مذ ك) ورمز له بعلامة الصحيح ومعناه ان حسن ظن العبد بربه من جملة حسن عبادته فيظن أنه يعطف على ضعفه وفقره ويكشف ضره ويغفر ذنبه بجميل صفحه فيعلق آماله به لا بغيره فهو مطلوب محبوب لكن مع ملاحظة مقام الخوف فيكون باعث الرجاء والخوف في قرن ان لم يغلب القنوط والا فالرجاء أولى ثم هذا كل في الصحيح أما المريض لا سيما المحتضر فالأولى في حقه الرجاء وتقدم للامام الغزالي كلام وجيه في حسن الظن بالناس في شرح الحديث السابق والله أعلم (باب) (1) (سنده) حدثنا يحيى بن غيلان قال ثنا رشدين يعني ابن سعد ابو الحجاج المهرى عن حرملة بن عمران التجيبي عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد ثم قال ورواه ابن جرير وابن ابي حاتم من حديث حرملة وابن لهيعة عن عقبة ابن مسلم عن عقبة بن عامر به اهـ (قلت) في اسناده عند الامام احمد رشدين بن سعد ضعيف وأورده الهيثمي وقال رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه الوليد بن العباس المصري وهو ضعيف (قلت) وغفل عن عزوه للامام احمد (2) (عن ابن حصبة أو أبي حصبة الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه(1/93)
في باب الصبر على موت الأولاد من كتاب الصبر في هذا الجزء صحيفة 141 رقم 58 (3) (سنده) حدثنا أبو سعيد ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال قال سمعت عمر مولى غفرة يحدث عن ثعلبة بن ابي مالك عن حارثة بن النعمان الخ (غريبه) (4) السائمة من المواشي هي التي ترعى بنفسها يقال سامت الماشية سوما من باب رعت بنفسها (5) معناه تكثر وتقل المرعى من ضواحي الحضر فيطلب مكانا أبعد بكثير فيه الكلأ وهو العشب الذي ترعاه المواشي وتقدم تفسيره
243@@@
الترهيب من الغنى مع الحرص
يشهد الا الجمعة فتتعذر عليه سائمته فيقول لو طلبب لسائمتي مكانا هو أكلا من هذا فيتحول (1) فلا يشهد الجمعة ولا الجماعة فيطبع على قلبه (2) (عبد الملك بن أبي بكر) (3) بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام عن أبيه عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (4) قال يوشك أن يغلب على الدنيا (5) لكع بن لكع وأفضل الناس مؤمن بين كريمتين (6) لم يرفعه (عن أبي سعيد الخدري) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم ان موسى قال أي رب عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا قال فيفتح له باب من النار فيقال يا موسى هذا ماأعددت له فقال موسى أي رب وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ خلقته الى يوم القيامة وكان هذا مصيره كان لم ير خيرا قط (وعنه أيضا) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلك المثرون (9) قالوا الا من ؟ قال هلك المثرون قالوا الا من ؟ قال هلك المثرون قالوا الا من ؟ قال حتى خفنا ان يكون قد وجبت (10) فقال الا من قال هكذا وهكذا وهكذا وقليل ما هم (عن أبي هريرة) (11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المكثرين (12) هم الارذلون (وفي لفظ هم الأقلون) (13) إلا من قال هكذا وهكذا(1/94)
غير مرة (1) أي يتوغل جدا في البادية ليطلب المرعى كلما كثرت الماشية فيئول أمره إلى ترك الجمعة والجماعة (2) أي ختم الله عليه غشاه ومنعه ألطافه نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده لا بأس به (3) (سنده) حدثنا ابو كامل ثنا ابراهيم بن سعد ثنا ابن شهاب عن عبد الملك بن أبي بكر الخ (غريبه) (4) الظاهر انه أبو ذر رضي الله عنه بدليل ما سيأتي في التخريج (وقوله يوشك) أي يقرب ويدنوا ويسرع (5) أي تأتيه الدنيا ويكون صاحب الأمر والنهي (وقوله لكع بن لكع) بضم اللام وفتح الكاف فيهما أي عبد بن عبد (6) أي بين فرسين في ذلك الوقت يغزو عليهما أو بين بعيرين يستقي عليهما ويعتزل الناس (وقوله لم يرفعه) أي لم يرفعه الراوي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل هو موقوف على الصحابي (تخريجه) أخرجه العسكري في الامثال عن أبي ذر إلا انه قال (وأفضل الناس مؤمن بين كريمين) بدل قوله عند الامام احمد كريمتين وفسره بعض الشراح بكونه بين أبوين مؤمنين سخيين فيكون قد اجتمع له الايمان والكرم أو بين فرسين يغزو عليهما أو بين بعيرين يستقي عليهما ويعتزل الناس والله أعلم وسنده عند الامام احمد جيد ورجاله ثقات (7) (عن أبي سعيد الخدري الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من كتاب الفقر والغنى في هذا الجزء صحيفة 115 رقم 7 فارجع اليه (8) (سنده) حدثنا محمد ثنا محمد بن عبيد ثنا الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخ (غريبه) (9) يقال ثرى القوم يثرون وأثروا اذا كثروا وكثرت أموالهم (10) اي وجب الهلاك على كل ثري (فقال الا من قال هكذا الخ) أي أكثر التصديق في جهات الخير كلها فالقول في الحديث بمعنى الفعل (تخريجه) (جه) وفي اسناده عطية العوفي ضعيف وجاء عند ابن ماجه بلفظ ويل للمكثرين (11) (سنده) حدثنا الاسود ثنا كامل ثنا ابو صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه) (12) يعني من الاموال (13) معناه هم(1/95)
الفقراء في الآخرة وفي حديث أبي ذر عند الامام احمد والشيخين ولفظهما المكثرون هم الاخسرون قال أبو ذر من هم يا رسول الله ؟ فقال هم الاكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا )
244@@@
قوله صلى الله عليه وسلم ما أخشى عليكم الفقر ولكن اخشى عليكم التكاثر
وهكذا (زاد في رواية وقليل ما هم) قال كامل بيده (1) عن يمينه وعن شماله وبين يديه (وعنه أيضا) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخشى عليكم الفقر ولكن اخشى عليكم التكاثر (3) وما أخشى الخطأ ولكن أخشى عليكم العمد (4) (عن سعد بن الأخرم) (5) عن أبيه عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتخذوا الضيعة (6) فترغبوا في الدنيا قال ثم قال عبد الله وبراذان (7) ما براذان وبالمدينة ما بالمدينة (حدثنا حجاج) (8) حدثنا شعبة عن أبي التياح عن رجل من طيء عنعبد الله قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلمعن التبقر (9) في الأهل والمال فقال أبو جمرة وكان جالسا عنده نعم حدثني أحرم الطائي عن أبيه عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فقال عبد الله فكيف بأهل براذان وأهل بالمدينة وأهل بكذا قال شعبة فقلت لأبي(1/96)
وانما وصفهم بالخسران ونحوه لطول حسابهم وتوقع عقابهم (1) هو كامل ابن العلاء التميمي احد رجال السند ومعناه أشار بيده عن يمينه وعن شماله وبين يديه ولفظ القول يستعمل كثيرا في الاشارة بدل النطق (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد ورواته ثقات وابن ماجه بنحوه (2) (سنده) حدثنا محمد بن بكر البرساني ثنا جعفر يعني ابن برقان قال سمعت يزيد بن الاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (3) معناه ليس خوفي عليكم من الفقر ولكن خوفي عليكم من الغنى الذي هو مطلوبكم وفيه اشارة إلى أن مضرة الفقر دون مضرة الغنى لأن ضرر الفقر دنيوي وضرر الغنى ديني غالبا (كلا إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى) وفيه حجة لمن فضل الفقر على الغنى قالوا قال ذلك لأصحابه وهم آية الشاكرين فما بالك بغيرهم من المساكين (4) تقدم تفسير هذه الجملة في شرح حديث لأبي هريرة أيضا في آخر باب الترغيب في الغنى الصالح للرجل الصالح في هذا الجزء صحيفة 126 رقم 38 (تخريجه) (ك هق) في شعب الايمان وصححه الحاكم على شرط مسلم واقره الذهبي ولهذا الحديث سبب سيأتي بعد حديثين في حديث المسور بن مخرمة والله الموفق (5) (سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شمر بن عطية عن مغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه عن عبد الله (يعني ابن مسعود الخ) (غريبه) (6) أي الاسباب التي تكثر الدنيا والمعاش أي الاكثار منها كالصنعة والتجارة والزراعة بل اقتصروا على الضروري منها ولا تتوسعوا فيها (7) راذان براء مهملة وذال معجمة خفيفة مكان خارج الكوفة قاله الحافظ في تعجيل المنفعة قال ومعنى الحديث أن ابن مسعود حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن التوسع وعن اتخاذ الضيع ثم لما فرغ الحديث استدل على نفسه واشار إلى انه اتخذ ضيعتين احداهما بالمدينة والأخرى براذان واتخذ أهلين أخل بالكوفة وأهل براذان اهـ (قلت) يريد ابن مسعود انه يخشى ان يكون خالف هذا باتخاذه(1/97)
ضياعا براذان وبالمدينة والله أعلم (تخريجه) (مذ ك) وحسنه الترمذي وصححه الحاكم وأقره الذهبي (8) (حدثنا حجاج الخ) (غريبه) (9) التبقر في الأهل والمال هو الكثرة والسعة كما قال أبو التياح في آخر الحديث والبقر بسكون القاف الشق والتوسعة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد بأسانيد وفيها رجل لم يسم اهـ (قلت) يشير غلى قوله عن رجل من طيء في السند الأول والى الاضطراب في اسم الراوي في السند الثاني حيث قال حدثني اخرم الطائي عن أبيه والصحيح سعد بن الأخرم عن أبيه كما جاء في الحديث السابق عند الامام احمد والحاكم والترمذي وهو
245@@@
الترهيب من الحرص على المال(1/98)
التياح ما التبقر قال الكثرة (عن عروة بن الزبير) (1) أن المسور بن محزمة أخبره أن عمرو بن عوف وهو حليف بني عامر بن لؤى وكان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ابا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وامر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصاربقدومه فوافت صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم فقال أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء وجاء بشيء ؟ قالوا أجل يا رسول الله قال فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله الفقر ما أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها (2) كما تنافسوها وتلهيكم كما الهتهم (باب ما جاء في الترهيب من الحرص على المال) (عن ابن عباس) (3) قال جاء رجل إلى عمر رضي الله عنه يسأله فجعل ينظر إلى رأسه مرة وغلى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس شيئا ثم قال له عمر كم مالك ؟ قال أربعون من الابل قال ابن عباس فقلت صدق الله ورسوله لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب فقال عمر ما هذا ؟ فقلت هكذا اقرأنيها أبي بن كعب قال فمر بنا إليه قال فجاء إلى أبي فقال ما يقول هذا ؟ قال أبي هكذا اقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأثبتها قال فأثبتها (حدثنا روح) (4) حدثنا ابن جريج قال سمعت عطاءا يقول سمعت ابن عباس يقول قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لو أن لابن آدم واديا مالا لأحب ان له اليه مثله ولا يملأ نفس ابن آدم الا التراب والله يتوب على من تاب فقال ابن عباس فلا أدرى أمن القرآن هو أم لا (5) (عن مسروق) (6) قال قلت لعائشة رضي الله عنها هل كان رسول(1/99)
الله صلى الله عليه وسلم يقول شيئا
حديث صحيح سندا ومتنا (1) (سنده) حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب اخبرني عروة بن الزبير ان المسور بن مخرمة الخ (غريبه) (2) أي تتنافسوها حذفت احدى التاءين تخفيفا ومعناها تتسابقوا اليها (تخريجه) (ق وغيرهما) (باب) (3) (عن ابن عباس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ذكر آيات كانت في القرآن ونسخت من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 61 رقم 138 فارجع اليه (4) (حدثنا روح الخ) (غريبه) (5) جاء عند البخاري عن أبي بن كعب قال (كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت الهاكم التكاثر) قال الحافظ روجه ظنهم ان الحديث المذكور من القرآن ما تضمنه من ذم الحرص على الاستكثار من جمع المال والتقريع بالموت الذي يقطع ذلك ولا بد لكل أحد منه فلما نزلت هذه السورة وتضمنت معنى ذلك مع الزيادة عليه علموا أن الأول من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو التوجيه الصحيح (6) (سنده) حدثنا يحيى عن مجالد قال حدثني عامر عن مسروق قال قلت لعائشة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وابو يعلي إلا انه قال انما جعلنا المال لتقضى به الصلاة وتؤتي به الزكاة قالت فكنا نرى انه مما نسمح من القرآن (والبزار) وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط ولكن يحيى القطان لا يروى عنه ما حدث به في
246@@@
قوله صلى الله عليه وسلم لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا(1/100)
اذا دخل البيت ؟ قالت كان اذا دخل البيت تمثل لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالث ولا يملاء فمه الا التراب وما جعلنا المال الا لاقام الصلاة وايتاء الزكاة ويتوب الله على من تاب (عن أنس) (1) قال كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فلا أدري أشيء نزل عليه أم شيء يقوله ؟ وهو يقول لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا ولا يملاء جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب (عن جابر بن عبد الله) (2) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو كان لابن آدم واد من نخل تمنى مثله ثم تمنى مثله حتى يتمنى أودية ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب (عن زيد بن أرقم) (3) قال لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى اليهما آخر ولا يملاء بطن ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب (عن أبي هريرة) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ يكبر ويضعف جسمه وقلبه شاب على حب اثنين طول العمر والمال (عن أنس) (5) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يهرم (6) ابن آدم وتبقى منه اثنتان (7) الحرص والأمل (عن كعب بن مالك) (8) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ذئبان جائعان ارسلا في غنم أفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه (9)(1/101)
اختلاطه والله اعلم اهـ (قلت) تقدم نحو هذا الحديث عن أبي واقد الليثي في باب ذكر آيات كانت في القرآن ونسخت من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 60 رقم 136 وتقدم شرحه وتخريجه هناك ورجاله رجال الصحيح (1) (سنده) حدثنا يزيد انا شعبة عن قتادة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (تخريجهخ) (خ طل وغيرهما) (2) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا ابو الزبير انه سأل جابرا أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان لابن آدم واد تمنى آخر ؟ فقال جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بز) ورجال أبي يعلي والبزار رجال الصحيح (3) (عن زيد بن أرقم الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ذكر آيات كانت في القرآن ونسخت من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر ص 61 رقم 137 (4) (سنده) حدثنا سريج ثنا ابو عامر ثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد واورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه لعبد الغني بن سعيد في كتاب الايضاح ورمز له بعلامة الحسن (5) (سنده) حدثنا يحيى عن شعبة ثنا قتادة عن أنس (يعني ابن مالك) أن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (6) أي يكبر (وتبقى منه) أي من شبابه ويؤيد ذلك مارواه البخاري عن أبي هريرة ايضا مرفوعا بلفظ لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين في حب الدنيا وطول الأمل أي العمر (7) أي خصلتان (الحرص) على المال (والأمل) أي طول الحياة (تخريجه) (ق نس) (8) (سنده) حدثنا علي بن بحر قال ثنا عيسى بن يونس عن زكريا عن محمد بن عبد الرحمن ابن سعد بن زرارة ان ابن كعب بن مالك حدثه عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخ (غريبه) (9) معنى الحديث ان الحرص على المال والشرف اكثر افساد للدين من افساد الذئبين للغنم لأن ذلك الأشر
247@@@
ما جاء في الأجل والأمل
((1/102)
ز) (عن بريد بن أخرم) (1) قال سمعت عليا يقول مات رجل من أهل الصفة فقيل يا رسول الله ترك دينارا أو درهما فقال كيتات صلوا على صاحبكم (عن ابن عمر) (2) قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وأعدد نفسك في الموتى (عن أبي هريرة) (3) أن اعرابيا غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر فأصابه من سهمه ديناران فأخذهما الاعرابي فجعلهما في عباءته وخيط عليهما ولف عليهما فمات الاعرابي فوجدوا الدينارين فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيتان (عن عبد الله) (4) قال لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم عبد أسود فمات فأوذن النبي صلى الله عليه وسلم فقال انظروا هل ترك شيئا؟ فقالوا ترك دينارين فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيتان (باب ما جاء في الأجل والأمل) (عن عبد الله بن مسعود) (5) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه خطا خطا مربعا وخط خطا وسط الخط المربع وخطوطا إلى جنب الخط الذي وسط الخط المربع وخط خارج من الخط المربع (6) قال هل تدرون ما هذا ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا الاسنان الخط الأوسط وهذا الخطوط التي الى جنبه الاعراض (7) تنهشه من كل مكان ان اخطأه هذا اصابه هذا والخط المربع الاجل المحبط به والخط الخارج(1/103)
والبطر يستفز صاحبه ويأخذ به الى ما يضره وذلك مذموم لاستدعائه العلو في الارض والفساد المذمومين شرعا (تخريجه) (مذ) وصححه وقال المنذري اسناده جيد وأورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله بن زنجويه وعبد الله بن محمد بن عقيل وقد وثقا (1) (ز) (سنده) قال عبد الله بن الامام احمد حدثني محمد بن عبيد بن حساب حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا عتيبة وهو الضرير عن بريد بن أخرم قال سمعت عليا يقول الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وابنه عبد الله وقال دينارا أو درهما والبزار كذلك وفيه عتيبة الضرير وهو مجهول وبقية رجاله وثقوا (2) (سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر الخ (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزى الشطر الأول منه للبخاري وهو (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) ثم قال زاد (حم مذ جه) (وعد نفسك من أهل القبور) ورمز له بعلامة الصحة (3) (سنده) حدثنا يحيى حدثنا ابن لهيعة عن ابي يونس عن ابي هريرة الخ (تخريجه) لم اقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده بن لهيعة ضعيف اذا عنعن ولكن يعضده ماله من الشواهد من أحاديث الباب الصحيحة (4) (سنده) حدثنا معاوية حدثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) ورجالهما رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة (وهو ابن ابي النجود) وقد وثق (باب) (5) (سنده) حدثنا يحيى عن سفيان حدثني ابي عن ابي يعلي عن ربيع بن خثيم عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبه) (6) رسم شراح البخاري كالحافظ والقسطلاني وغيرهم من الأئمة المتقدمين رسوما توضح الغرض من ذلك اخترت منها هذا الرسم لأنه الذي يتفق مع سياق الحديث وقد زاده النبي صلى الله عليه وسلم ايضاحا بقوله هذا الانسان الخط الأوسط أي هذا الخط هو الانسان على سبيل التمثيل (7) الأعراض جمع عرض بفتحتين أي
248@@@(1/104)
ما جاء في الأجل والأمل
الأمل (عن أبي سعيد الخدري) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم غرز بين يديه غرزا ثم غرز الى جنبه آخر ثم غرز الثالث فأبعده ثم قال هل تدرون ما هذا ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا الانسان وهذا أجله وهذا أمله (2) يتعاطى الأمل يختلجه الأجل دون ذلك (3) (عن أنس بن مالك) (4) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع أصابعه فوضعها على الأرض فقال هذا ابن آدم ثم رفعها خلف ذلك قليلا وقال هذا أجله ثم رمى بيده أمامه قال وثم أمله (5) (وعنه من طريق ثان) (6) قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنامله فنكتهن (7) في الأرض فقال هذا ابن آدم وقال بيده خلف ذلك (8) وقال هذا اجله قال وأومأ بين يديه (9) قال وثم (10) أمله ثلاث مرار (وعنه من طريق ثالث) (11) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ثلاث حصيات فوضع واحدة ثم وضع أخرى بين يديه ورمى بالثالثة (12) فقال هذا ابن آدم وهذا أجله وذاك أمله التي رمى بها (باب ما جاء في اعمار الأمة المحمدية) (عن عبد الله بن دينار) (13) سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلكم في أجل من كان قبلكم (14) كما بين صلاة(1/105)
الآفات العارضة له كمرض أو فقد مال أو غيرهما والمراد بالخطوط المثال لا عدد مخصوص معين (وقوله تتهمشه) بالشين المعجمة أي تصيبه وتأخذه فإن سلم من هذا لم يسلم من هذا وان سلم من الجميع ولم يصبه آفة من مرض أو فقد مال أو غير ذلك بغته الأجل والحاصل أن من لم يمت بالسبب مات بالأجل وفي الحديث الحض على قصور الأمل والاستعداد لبغته الأجل وعبر بالنهش وهو لدعة ذات السم مبالغة في الاصابة والاهلاك (تخريجه) (ق مذ جه) (1) (سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو ثنا علي بن علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (2) يريد الغرز البعيد (3) معناه أن الانسان يشغل نفسه بالأمل البعيد في المستقبل وينسى الموت القريب منه فما يشعر إلا وقد اخترمته المنية (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة (4) (سنده) حدثنا يزيد انا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (5) فيه اشارة إلى بعد الامل وقرب الاجل (6) (سنده) حدثنا بهز ثنا حماد بن سلمة قال انا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم انامله الخ (7) أي ضرب بهن الأرض لتحدث أثرا فيها فعل المفكر المهموم (8) أي نكت بيده خلف الأثر الأول قريبا منه (9) أي أشار (10) بفتح المثلثة أي هناك وفيه اشارة إلى البعد (11) (سنده) حدثنا عبد الصمد بن حسان ثنا عمارة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (12) أي بعيدا (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح وللبخاري نحوه عن أنس أيضا وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وعزاه للترمذي وابن حبان في صحيحه قال ورواه النسائي أيضا وابن ماجه بنحوه (باب) (13) (سنده) حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار الخ (غريبه) (14) قال الحافظ معناه أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الامم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية(1/106)
النهار فكأنه انما بقاؤكم بالنسبة إلى ما سلف إلى آخره وحاصله ان في بمعنى ألى وحذف المضاف وهو لفظه نسبة
(م 32 – الفتح الرباني – ج 19)
249@@@
ما جاء في أعمار الأمة المحمدية
العصر إلى غروب الشمس (ومن طريق ثان) (1) عن مجاهد عن ابن عمر أيضا قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم والشمس على فعيفعان (2) بعد العصر فقال ما أعماركم في أعمار من مضى الا كما بقى من النهار فيما مضى منه (عن أبي هريرة) (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد أعذر الله إلى عبد أحياه حتى بلغ ستين أو سبعين سنة (4) لقد أعذر الله لقد أعذر الله اليه (وعنه طريق ثان) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمر ستين أو سبعين سنة فقد أعذر اليه في العمر (عن انس بن مالك) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة الا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ خمسين سنة لين الله عليه الحساب فإذا بلغ ستين رزقه اللله الانابة اليه بما يحب فإذا بلغ سبعين سنة أحبه الله وأحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته فإذا بلغ تسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه
((1/107)
1) (سنده) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا شريك سمعت سلمة بن كهيل يحدث عن مجاهد عن ابن عمر الخ (2) بضم القاف الأولى وكسر الثانية بلفظ التصغير وهو جبل بمكة الى جنوبها بنحو اثني عشر ميلا (تخريجه) (خ مذ) (3) (سنده) حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن رجل من بني غفار عن سعيد المقبري عن أبي هريرة الخ (غريبه) (4) معناه ان الله عز وجل لم يترك له شيئا في الاعتذار يتمسك به كأن يقول لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به وهذا اصل الاعذار من الحاكم والمحكوم عليه (5) (سنده) حدثنا خلف قال ثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (خ ك) وفي الطريق الأولى عند الامام احمد رجل لم يسم وهو معن بن محمد الغفاري كما جاء في رواية البخاري من طريق عمر بن المقدمي عن معن بن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اعذر الله الى امرئ أخر حياته حتى بلغه (بتشديد اللام) ستين سنة ثم قال البخاري تابعه أبو حازم وابن عجلان عن المقبري وصرح الحافظ بأن الرجل المبهم في رواية المسند هذه هو معن بن محمد الغفاري وقال بشأن رواية المسند فهي متابعة قوية لعمر بن علي اهـ (قلت) وعلى هذا فالحديث صحيح (6) (سنده) حدثنا أنس بن عياض حدثني يوسف بن أبي بردة الانصاري عن جعفر بن عمرو بن اميه الضمري عن أنس بن مالك الخ (وله طريق أخرى) عند الامام احمد موقوفا على انس قال الامام احمد حدثنا ابو النضر ثنا الفرج ثنا محمد بن عامر عن محمد بن عبيد الله عن جعفر بن عمرو عن انس بن مالك قال اذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة أمنه الله من أنواع البلاء من الجنون والجذام والبرص فذكر الحديث المرفوع (قال الحافظ) في القول المسدد وعلة الحديث المرفوع يوسف ابن ابي ذرة (قلت) هكذا جاء في القول المسدد وفي ميزان الاعتدال للذهبي (يوسف بن أبي ذرة) بذال معجمة وجاء في تعجيل المنفعة يوسف بن أبي(1/108)
درة بدال مهملة بدل الذال وجاء في المسند (يوسف بن أبي بردة) وهو خطأ من الناسخ لأنه جاء في الخلاصة ان يوسف بن أبي بردة هو ابن أبي موسى الاشعري الكوفي عن أبيه وعنه اسرائيل وسعيد بن مسروق وثقه ابن حبان اهـ والظاهر ان الصحيح يوسف بن ابي ذرة بالذال المعجمة كما في الميزان والقول المسدد (قال الحافظ) في القول المسدد في ترجمته أورده ابن حبان في تاريخ الضعفاء وقال يرى المناكير التي لا اصل لها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل
250@@@
الترهيب من الشح والبخل
وما تأخر وسمى أسير الله في أرضه وشفع لأهل بيته (باب ما جاء في الترهيب من الشح والبخل) (عن عبد الله بن عمرو بن العاص) (1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول اياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا (عن أبي هريرة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع شح وايمان في قلب رجل مسلم (عن عبد الله بن الصامت) (3) أنه كان مع أبي ذر فخرج عطاؤه ومعه جارية له فجعلت تقضي حوائجه قال ففضل معها سبعة (4) قال فأمرها أن تشتري بها فلوسا (5) قال قلت له لو ادخرته للحاجة تنوبك أو للضيف ينزل بك ؟ قال إن خليلي عهد إلى أن ايما ذهب أو فضة أو كي عليه (6) فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله عز وجل (عن ابي هريرة) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان (8) من حديد من لدن ثديهما (9) إلى تراقيهما (فأما المنفق) فلا ينفق منها إلا اتسعت(1/109)
الاحتجاج به محال روى عن جعفر بن عمرو عن أنس ذاك الحديث وأورد ابن الجوزي في الموضوعات هذا الحديث من الطريقين المرفوع والموقوف وقال هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأعل الحديث الموقوف بالفرج بن فضالة وحكى أقوال الائمة في تضعيفه قال وأما محمد بن عامر فقال ابن حبان يقلب الاخبار يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم وأما محمد بن عبيد الله فهو العزرمى قال احمد ترك الناس حديثه (قال الحافظ) وقد خلط فيه الفرج بن فضالة فحدث به هكذا وقلب اسناده مرة اخرى فجعله من حديث ابن عمر مرفوعا ايضا رواه احمد اهـ كلام الحافظ في القول المسدد فهذا الحديث واه لا يحتج به محال والله أعلم (باب) (1) (عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وتخريجه في الباب الثاني من كتاب الكبائر في هذا الجزء صحيفة 215 رقم 19 (2) (سنده) حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن عمرو عن صفوان بن أبي يزيد عن حصين بن اللجلاج عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري رجل مسلم ولا يجتمع شح الخ (تخريجه) (خ نس ك) وتقدم نحو الجزء الأول منه في باب ماجاء في فضل المجاهدين من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 14 رقم 44 (3) (سنده) حدثنا عفان ثنا همام ثنا قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن عبد الله بن الصامت الخ (غريبه) (4) أي سبعة دراهم من الفضة (5) جمع فلس بفتح الفا وسكون اللام أقل شيء قيمة يتعامل به من النحاس (6) بضم الهمزة اي ادخر وشد عليه بالوكاء وهو الخيط الذي تشد به الصرة والكيس وغيرهما (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح ورواه ايضا الطبراني باختصار القصة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أوكى على ذهب أو فضة ولم ينفقه في سبيل الله كان جمرا يوم القيامة يكوى به هذا لفظ الطبراني ورجاله ايضا رجال الصحيح (7) (سنده) حدثنا يزيد أخبرنا(1/110)
محمد بن اسحاق عن ابي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة الخ (غريبه) (8) جاء في بعض الروايات جنتان من حديد أي وقابتان ويروى بالياء الموحدة تثنية جبة اللباس (9) بضم المثلثة وكسر الدال المهملة وتشديد التحتية مكسورة(1/111)
@@@251
قصة الرجل الذي هو أبخل الناس
حلقة مكانها فهو يوسعها عليه (وأما البخيل) فإنها لا تزداد عليه إلا استحكاما (عن جابر) (1) أن رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لفلان في حائطي (2) عذقا وانه قد اذاني وشق على مكان عذقة فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعني عذقك الذي في حائط فلان قال لا قال فهبه لي قال لا قال فبعنيه بعذق في الجنة قال لا فقال النبي صل الله عليه وسلم ما رأيت الذي هو أبخل منك إلا الذي يبخل بالسلام (عن أبي بشر) (3) قال سمعت عباد بن شرحبيل وكان منا من بني غبر (4) قال اصابتنا سنة (5) فأتيت المدينة فدخلت حائطا من حيطانها فأخذت سنبلا ففركته وأكلت منه وحملت في ثوبي فجاء صاحب الحائط فضربني وأخذ ثوبي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما علمته إذا كان جاهلا ولا أطعمته إذ كان ساغبا أو جائعا فرد علي الثوب وأمر لي بنصف وسق (6) أو وسق (عن أبي هريرة) (7) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول العبد مالي ومالي وانما له من ماله ثلاث ما أكل فأنى أو لبس فأبلى أو أعطى فأقنى (8) ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس (باب ما جاء في الترهيب من احتقار الذنوب الصغيرة) (عن عبد الله بن مسعود) (9) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم ومحقرات (10) الذنوب فانهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه(1/1)
جمع ثدى (والتراقى) جمع ترقوة بفتح أوله وسكون الراء وضم القاف وفتح الواو وهي العظام التي بين ثغرة النحر والعاتق ومعنى الحديث أن المنفق كلما انفق طالت عليه وسبغت حتى تستر بنان رجليه ويديه والبخيل كلما أراد أن ينفق لزمت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الله تعالى ورزقه بالجنة أو الجبة فالمنفق كلما انفق اتسعت عليه والنعم سبغت ووفرت حتى تستره سترا كاملا شاملا والبخيل كلما أراد أن ينفق منعه الشح والحرص وخوف النقص فهو بمنعه يطلب أن يزيد ما عنده وان تتسع عليه النعم فلا تتسع ولا تستر منه ما يروم ستره والله أعلم (تخريجه) (ق وغيرهما) (1) (سنده) حدثنا ابوا عامر العقدي حدثنا زهير عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر الخ (غريبه) (2) الحائط والبستان (والعذق) بكسر العين المهملة وسكون الذال النخلة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن ويه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) وأورده أيضا المندري وقال رواه (حم بز) واسناد احمد لا بأس به (3) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي بشر قال سمعت عباد بن شرحبيل الخ (4) بضم الغين المعجمة وسكون الموحدة كما يستفاد من القاموس (5) السنة الجدب وهي من الاسماء الغالبة كالدابة في الفرس والمال في الابل وسنة سنهاء أي لا نبات بها ولا مطر (6) الوسق بفتح الواو وسكون المهملة ستون صاعا (تخريجه) (طل) وسنده صحيح ورجاله ثقات (7) (سنده) حدثنا هيثم انا حفص بن ميسرة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (8) بقاف بعد الهمزة أي تصدق ببعض ماله المتخذ قنية (تخريجه) (م) وغيره (باب) (9) (سنده) حدثنا سليمان بن داود حدثنا عمران عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن عبد الله بن مسعود الخ (10) (غريبه) بتشديد القاف مفتوحة أي التي يحتقرها الناس لكونها صغيرة اي احذروا صغائرها لأن صغارها اسباب(1/2)
تؤدي إلى ارتكاب كبائرها
@@@252
الترهيب من احتقار الذنوب الصغيرة
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم (أي طعامهم) فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سوادا فأججوا نارا وانضجوا ما قذفوا فيها (1) (عن سهل بن سعد) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم ومحقرات الذنوب (3) كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود حتى انضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يأخذ بها صاحبها تهلكه (عن عائشة رضي الله عنها) (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله عز وجل طالبا (عن أبي سعيد الخدري) (5) قال إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في عينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات (عن أنس بن مالك) (6) رضي الله عنه قال انكم لتعملون اعمالا فذكر مثل الأثر المتقدم بلفظه (عن عبادة بن قرط) (7) رضي الله عنه قال انكم لتعملون اليوم أعمالا فذكر مثله (باب ما جاء في الترهيب من التفريق بين المرء وزوجه والخادم وسيده) (عن عمرو بن شعيب) عن أبيه (8) عن عبد الله بن عمرو (بن العاص رضي الله عنهما)(1/3)
كما ان صغار الطاعات أسباب مؤدية إلى تحري كبارها (1) معنى ذلك ان الصغائر اذا اجتمعت ولم تكفر أهلكت ولم يذكر الكبائر لندرة وقوعها من الصدر الأول لشدة تحرزهم عنها فأنذرهم بما قد لا يكترثون به (تخريجه) اورده الهيثمي وقال رواه (حم طس) ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور القطان وقد وثق اهـ وقال الحافظ العراقي اسناده جيد وقال العلائي حديث جيد على شرط الشيخين وقال الحافظ سنده حسن (2) (سنده) حدثنا أنس بن عياض أبو حازم لا اعمله إلا عن سهل بن سعد (يعني الساعدي) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (3) هكذا جاء بالاصل (اياكم ومحقرات الذنوب كقوم الخ) والظاهر ان هنا سقط وهو (فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا في بطن واد الخ) كما جاء في مجمع الزوائد والجامع الصغير وكلاهما عزاه إلى الامام احمد والطبراني رحمهما الله (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام (حم طب هق) والضياء المقدسي كلهم عن سهل بن سعد ورمز له بعلامة الصحة قال شارحه المناوي قال الهيثمي كالمنذري رجال احمد رجال الصحيح ورواه الطبراني في الثلاثة من طريقين ورجال احدهما رجال الصحيح غير عبد الوهاب بن عبد الحكم وهو ثقة (4) (سنده) حدثنا الخزاعي وأبو سعيد قالا ثنا سعيد بن مسلم بن بانك قال ثنا عامر بن عبد الله بن الزبير عن عوف بن الحارث قال الخزاعي ابن اخي عائشة لأمها عن عائشة الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (5) (سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو ثنا عمار يعني ابن راشد عن داود بن ابي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخ (تخريجه) هذا الاثر لم اقف عليه لأبي سعيد عند غير الامام احمد وفي اسناده عمار بن راشد لم اقف له على ترجمة وباقي رجاله ثقات (6) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق ثنا مهدي قال ثنا غيلان بن جرير عن انس بن مالك الخ (تخريجه) هو كالذي قبله وسنده جيد (7) (عن عبادة بن قرط) هذا الأثر تقدم بسنده(1/4)
وشرحه وتخريجه في باب النهي عن الشهرة والاسبال من كتاب اللباس في الجزء السادس عشر صحيفة 291 رقم 195 واخرجه ايضا ابو داود الطيالسي في مسند (باب) (8) (سنده)
@@@253
الترهيب من التفريق بين المرء وزوجه والخادم ومخدومه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما (1) (عن أبي هريرة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبب خادما (3) على أهلها فليس منا (4) ومن أفسد امرأة على زوجها فليس هو منا (وعنه أيضا) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في إنائها فإن رزقها على الله عز وجل (عن عبد الله بن بريدة عن أبيه) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من حلف بالأمانة (7) ومن خبب امرئ زوجته أو(1/5)
حدثنا عفان حدثنا عبد الله أخبرنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب الخ (غريبه) (1) هذا الحديث عام يشمل التفريق بين المرء وزوجه كالعبد المتزوج بأمة سيده لا يجوز للسيد أن يفرق بينهما إلا برضاهما يؤيد ذلك ما رواه ابن ماجه والدارقطنى ابن عباس قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله سيدي زوجني أمته وهو يريد أن يفرق بيني وبينها قال فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال (يا ايها الناس ما بال أحدكم يزوج عبده أمته ثم يريد أن يفرق بينهما إنما الطلاق لمن أخذ بالساق) يعني ساق المرأة فهو كناية عن الزوج لأنه لا يأخذ بساقها إلا زوجها (ويشمل ايضا) التفريق في مجلسهما يدل على ذلك ما رواه الامام احمد عن سعيد المقبري قال جلست غلى ابن عمر ومعه رجل يحدثه فدخلت بينهما فضرب بيده صدري وقال أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا تناجى اثنان فلا تجلس اليهما حتى تستأذنهما (وفي لفظ) فلا يدخل بينهما الثالث إلا بإذنهما وتقدم في باب آداب تختص بالقادم على المجلس من كتاب المجالس وآدابها في هذا الجزء صحيفة 167 رقم 119 (تخريجه) (د مذ) وحسنه الترمذي (2) (سنده) حدثنا ابو الجواب ثنا عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن عكرمة عن يحيى بن يعمر عن أبي هريرة الخ (غريبه) (3) بخاء معجمة ثم موحدتين أولاهما مشددة والثانية مخففة اي افسدها على أهلها سواء كان الخادم ذكرا أم أنثى وانت الضمير لأن لفظ الخادم يستوي فيه المذكر والمؤنت ومعنى افساده ان يرغمه في خدمته ويزيد له في الأجرة ويبالغ في اكرامه فيسيء اخلاقه مع سيده فإن كان الخادم حرا طرده المخدوم وان كان عبدا باعه سيده فيشتريه المفسد ونحو ذلك من افسد امرأة على زوجها لكونه يرغب فيها ويرغبها في نفسه بالمال والشباب حتى تسيء أخلاقها مع زوجها فيطلقها (4) اي ليس على طريقتنا ولا من العاملين بقوانين احكام شريعتنا (تخريجه) (د نس) وسكت عنه أبو داود(1/6)
والمنذري (5) (وعنه ايضا الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في بابا الثمانيات من أبواب الترهيب من خصال معدودة في قسم الترهيب وتقدم شرح هذا الجزء منه في باب النهي ان يخطب الرجل على خطبة أخيه من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر صحيفة 152 رقم 36 وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما (6) (سنده) حدثنا وكيع ثنا الوليد بن ثعلبة الطائي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه (يعني بريدة الاسلمي رضي الله عنه) الخ (غريبه) (7) الامانة لها معان كثيرة منها الطاعة والعبادة والوديعة والثقة والامان وقد جاء في كل منها حديث قال في النهاية وفيه (من حلف بالامانة فليس منا) يشبه أن تكون الكراهة فيه لأجل انه أمر أن يحلف بأسماء الله وصفاته والأمانة أمر من أموره فنهو عنها من أجل التسوية بينهما وبين أسماء الله تعالى كما نهوا ان يحلفوا بآبائهم واذا قال الحالف وأمانة الله كانت يمينا عند أبي حنيفة والشافعي لا يعدها
@@@254
الترهيب من مواقع الشبه ومواطن الريبة(1/7)
مملوكا فليس منا (باب ما جاء في الترهيب من مواقع الشبة ومواطن الريبة) (عن الشعبي) (1) قال سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت إذا سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أصغيت وتقربت وخشيت أن لا أسمع احدا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حلال بين وحرام بين وشبهات بين ذلك من ترك ما اشتبه عليه من الاثم كان لما استبان له أترك ومن اجترأ على ما شك فيه أو شك أن يواقع الحرام وان لكل ملك حمى وان حمى الله في الأرض معاصيه أو قال محارمه (عن أنس بن مالك) (2) أن رجلا مر برسول لاله صلى الله عليه وسلم ومعه بعض أزواجه (3) فقال يا فلانة يعلمه أنها زوجته (4) فقال الرجل يا رسول الله أتظن بي ؟ فقال اني خشيت أن يدخل عليك الشيطان (5) (وعنه من طريق ثان) (6) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع امرأة من نسائه فمر رجل فقال يا فلان هذه امرأتي فقال يا رسول الله من كنت أظن به فإني لم أكن اظن بك قال ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم (7) (عن علي بن حسين) (8) عن صفية بنت حيي (زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها) قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت (9) فقام معي يقلبني وكان مسكنها في دار اسامة بن زيد فمر رجلان من الانصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما (10) إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله (11) فقال ان الشيطان(1/8)
يمينا رضي الله عنهما (تخريجه) (حب ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال الهيثمي رجال احمد رجال الصحيح خلا الوليد بن ثعلبة وهو ثقة (وقال المنذري في اسناد احمد صحيح) (باب) (1) (سنده) حدثنا سفيان قال حفظته من أبي فروة أولا ثم من مجالد سمعته من الشعبي قال سمعت النعمان بن بشيريقول الخ (تخريجه) (ق والأربعة وغيرهم) وتقدم نحو هذا الحديث بمعناه عن النعمان بن بشير ايضا في الباب الأول من كتاب البيوع والكسب في الجزء الخامس عشر صحيفة 4 رقم 6 وتقدم شرحه هناك فارجع اليه (2) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون انا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس ابن مالك الخ (غريبه) (3) هي صفية بنت حيي أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في حديثها الآتي وفيه سبب وجودها معه صلى الله عليه وسلم في ذاك المكان (4) انما قال ذلك صلى الله عليه وسلم لينفي ما عساهد ان يحصل للرجل من وسوسة الشيطان وتعليما لأمته (5) يعني بالوسوسة (6) (سنده) حدثنا سريج وينس بن محمد قالا ثنا حماد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (7) قال النووي قال القاضي وغيره قيل هو على ظاهره وأن الله تعالى جعل له قوة وقدرة على الجري في باطن الانسان مجاري دمه وقيل هو على الاستعارة لكثرة أعوانه ووسوسته فكأنه لا يفارق الانسان كما لا يفارقه دمه وقيل يلقى وسوسته في مسام لطيفه من البدن فتصل الوسوسة إلى القلب والله أعلم (تخريجه) (ق د) (8) (سنده) حدثنا عبد الرزاق قال انا معمر وعبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن علي بن حسين الخ (غريبه) (9) اي قامت عنده لترجع إلى المنزل (فقام معي يقلبني) اي يردني الى منزلي قال النووي فيه جواز تمشي المعتكف مع زوجته مالم يخرج من المسجد وليس في الحديث أنه خرج من المسجد (10) بكسر الراء وفتحها لغتان والكسر أفصح واشهر أي على هيئتكما في المشي فما هنا شيء تكرهانه (11) فيح جواز التسبيح تعظيما(1/9)
للشيء
@@@255
الترهيب من ترك العمل اتكالا على النسب
يجري من الانسان مجرى الدم واني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا (باب ما جاء في الترهيب من ترك العمل اتكالا على النسب) (عن عائشة) (1) رضي الله عنها قال لما نزلت (وأنذر عشيرتك الاقربين) قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا فاطمة يا بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم (عن أبي هريرة) (2) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا بني عبد المطلب يا بني هاشم اشتروا انفسكم من الله عز وجل لا املك لكم من الله شيئا يا أم الزبير عمة النبي صلى الله عليه وسلم يا فاطمة بنت محمد اشتروا (3) أنفسكم لا أملك لكم من الله شيئا سلاني (4) من مالي (عن أبي سعيد الخدري) (5) قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر ما بال رجال يقولون ان رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومه بلى والله ان رحمي موصولة في الدنيا والآخرة واني أيها الناس فرطك على الجوض فإذا جئتم قال رجل يا رسول الله انا فلان بن فلان وقال أخوه أنا فلان ابن فلان قال لهم أما النسب فقد عرفته ولكنكم احدثتم بعدي وارتددتم القهقري(1/10)
وتعجبا منه وقد كثر في الأحاديث وجاء به القرآن في قوله تعالى (لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان تتكلم بهذا) (سبحانك) (تخريجه) (ق د جه) قال الامام النووي رحمه الله الحديث فيه فوائد (منها) بيان كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ومراعاته لمصالحهم وصيانة قلوبهم وجوارحهم (وكان بالمؤمنين رحيما) فخاف صلى الله عليه وسلم ان يلقى الشيطان في قلوبهما فيهلكا فإن ظن السوء بالانبياء كفر بالاجماع والكبائر غير جائزة عليهم (وفيه) ان من ظن شيئا من نحو هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم كفر (وفيه) جواز زيادة المرأة لزوجها المعتكف في ليل أو نهار وأنه لا يضر اعتكافه لكن يكره الاكثار من مجالستها والاستلذاذ بحديثها لئلا يكون ذريعة إلى الوقاع أو إلى القبلة أو نحوها مما يفسد الاعتكاف (وفيه) استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الانسان وطلب السلامة والاعتذار بالأعذار الصحيحة وانه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق وقد يخفى أن يبين حاله ليدفع ظن السوء فيه (وفيه) الاستعداد للتحفظ من مكايد الشيطان فإنه يجري من الانسان مجرى الدم فيتأهب الانسان للاحتراز من وساوسه وشره والله أعلم (باب) (1) (عن عائشة رضي الله عنها الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب قوله تعالى (وانذر عشيرتك الأقربين) من سورة الشعراء من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 226 رقم 369 (2) (سنده) حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة قال ثنا عبد الله بن ذكوان يكنى أبا الزناد عن عبد الرحمن الاعرج عن أبي هريرة الخ (غريبه) (3) هكذا بالاصل بواو الجماعة يريد من تقدم ذكرهم من بني عبد المطلب ومن ذكر بعدهم (4) بألف التثنية يريد ام الزبير وفاطمة (تخريجه) (ق مذ) وغيرهم (5) (سنده) حدثنا أبو عامر ثنا زهير عن عبد الله بن محمد عن حمزة ابن ابي سعيد الخدري عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير(1/11)
الامام احمد
@@@256
قوله صلى الله عليه وسلم ثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة
(69) (كتاب آفات اللسان)
(باب ما جاء في الترهيب من كثرة الكلام وما جاء في الصمت) (عن تميم بن يزيد) (1) مولى بني زمعة عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قال أيها الناس ثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة قال فقام رجل من الانصار فقال يا رسول الله لا تخبرنا (2) ما هما ثم قال اثنان من وقاه الله شرهما دخل الجنة حتى إذا كانت الثالثة أجلسه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد يبشرنا فتمنعه ؟ فقال اني اخاف ان يتكل الناس فقال ثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة ما بين لحييه (3) وما بين رجليه (عن أبي الصبهاء) (4) قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) لا أعلمه الا رفعه قال اذا اصبح ابن آدم فإن أعضاءه تكفر (5) اللسان تقول اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا (عن علي بن حسين) (6) عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ملا يعنيه(1/12)
وسنده حسن (باب) (1) (سنده) حدثنا ابن نمير عن عثمان يعني ابن حكيم اخبرني تميم بن يزيد الخ (غريبه) (2) بلفظ النهي وتخبرنا مجزوم بلا الناهية وقد أجاب الرجل في الحديث عن سبب النهي وهو قوله أني اخاف ان يتكل الناس (3) بفتح اللام وسكون المهملة مثنى هما العظمان في جانب الفم وما بينهما هو اللسان (وما بين رجليه) فرجه ولم يصرح به استهجانا له واستحياءا لأنه صلى الله عليه وسلم كان أشد حياء من البكر في خدرها وجاء في رواية مالك انه كرر ما بين لحييه وما بين رجليه ثلاث مرات للتأكيد (قال ابن بطال) دل الحديث على أن أعظم البلايا على المرء في الدنيا لسانه وفرجه فمن وقى شرهما وقى أعظم الشر اهـ وهذا سبب تخصيصهما بالذكر والحديث معدود من جوامع الكلم (تخريجه) (لك) عن عطاء بن يسار مرسلا ورواه (خ مذ) موصولا عن سهل بن سعد والعسكري وابن عبد البر وغيرهما عن جابر (مذ حب ك) عن أبي هريرة والبيهقي وابن عبد البر والديلمي عن أنس وجاء أيضا عن أبي موسى كلهم بمعناه (4) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن زيد ثنا ابو الصهباء الخ (غريبه) (5) بتشديد الفاء المكسورة أي تتذلل وتتواضع له من قولهم كفر اليهودي اذا خضع مطأطئا رأسه وانحنى لتعظيم صاحبه كذا قيل وقال في النهاية التكفير هو ان ينحني الانسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه (تخريجه) رواه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي في شعب الايمان وابن ابي الدنيا ورواه الترمذي مرفوعا وموقوفا وقال الموقوف اصح ثم قال وهذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حماد ابن زيد وقد رواه غير واحد عن حماد بن زيد ولم يرفعوه (6) (سنده) حدثنا موسى بن داود حدثنا عبد الله بن عمر عن ابن شهاب عن علي بن حسين عن أبيه (يعني الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما) (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والطبراني في الثلاثة ورجال احمد والكبير ثقات اهـ (قلت) الحديث تقدم من طريق ثان عن الحسين(1/13)
أيضا في باب خصال الايمان وآياته من كتاب الايمان في
(م 33 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@257
الترهيب من آفات اللسان
(عن سفيان بن عبد الله الثقفي) (1) قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به (وفي لفظ) مرني في الاسلام بأمر لا أسأل عنه أحدا بعدك قال قل ربي الله (وفي لفظ آمنت بالله) ثم استقم قال قلت يا رسول الله ما أخوف (وفي لفظ ما أكبر) ما تخاف علي (وفي لفظ فأي شيء اتقي) قال فأخذ بلسان نفسه ثم قال هذا (عن عبد الله بن عمرو) (2) أن رجلا قال يا رسول الله اي الاسلام أفضل ؟ قال من سلم المسلمون من لسانه ويده (عن البراء بن عازب) (3) أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أعرابيا بخصال من أنواع البر (فيها) وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فان لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من الخير (عن معاذ بن جبل) (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له الا اخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ (5) قال فقلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا اخبرك بملاك (6) ذلك كله ؟ فقلت بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه فقال كف عليك هذا فقلت يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك (7) أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار أو قال على مناخرهم الا حصائد (8) السنتهم (عن ابن مسعود) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه(1/14)
الجزء الأول صحيفة 88 رقم 41 وتقدم الكلام عليه هناك فارجع اليه (1) (عن سفيان بن عبد الله الثقفي الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب خصال الايمان وآياته من كتاب الايمان في الجزء الأول صحيفة 84 رقم 29 وهو حديث صحيح (2) (عن عبد الله بن عمرو) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وتخريجه في باب خصال الايمان وآياته من كتاب الايمان أيضا في الجزء الأول صحيفة 87 رقم 37 (3) (عن البراء بن عازب) الخ هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الترغيب في خصال مجتمعة من أفضل أعمال البر الخ في هذا الجزء صحيفة 24 رقم 23 (4) (سنده) حدثنا عبد الرزاق انا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت من عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال الا ادلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ قوله تعالى (تتجافى جنوبهم عن المضاجع – حتى بلغ يعملون) ثم قال ألا أخبركم برأس الأمر وعموده الخ (غريبه) (5) سنام كل شيء أعلاه والذروة أعلى سنام البعير (6) بكسر الميم أي نظامه وما يعتمد عليه فيه (7) بكسر الكاف أي فقدتك وهي من الالفاظ التي تجري على السنة العرب ولا يراد بها الدعاء كقوله تربت يداك (8) اي ما يقطعونه من الكلام الذي لا خير فيه واحدتها حصيدة تشبيها بما يحصد من الزرع وتشبيها للسان وما يقتطعه من القول محد المنجل الذي يحصد به (نس طل مذ جه) وقال الترمذي حديث حسن صحيح وما ذكرته منه هنا في الشرح تقدم نحوه عن معاذ أيضا في الحديث الثالث من كتاب الايمان في الجزء الأول صحيفة 59 رقم 3 فارجع اليه (9) (عن ابن مسعود الخ) هذا طرف(1/15)
من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب خصال
@@@258
قوله صلى الله عليه وسلم من توكل لي ما بين لحييه وما بين رجليه توكلت له بالجنة
ولسانه (عن سهل بن سعد) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من توكل لي (2) ما بين لحييه (3) وما بين رجليه توكلت (4) له بالجنة (عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوى) (5) قال خرج أبو الغادية (6) وحبيب بن الحارث وأم أبي العالية مهاجرين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا فقالت المرأة أوصني يا رسول الله قال إياك (7) وما يسوء الأذن (عن سليمان بن سحيم) (8) عن أمه ابنة أبي الحكم الغفاري قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها قيد (9) ذراع فيتكلم بالكلمة (10) فيتباعد منها أبعد من صنعاء (11) (عن أبي موسى الأشعري) (12) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفظ ما بين فقميه (13) وفرجه دخل الجنة (حدثنا أبو معاوي) (14) ثنا محمد بن عمرو بن علقمة الليثي عن أبيه عن جده علقمة عن بلال بن الحرث المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله عز وجل (15) ما يظن أن تبلغ ما بلغت (16) يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى(1/16)
الايمان وآياته من كتاب الايمان في الجزء الأول صحيفة 84 رقم 30 (1) (سنده) حدثنا عفان ثنا عمر بن علي قال سمعت أبا حازم عن سهل بن سعد الخ (غريبه) (2) قال في النهاية توكل بالأمر اذا ضمن القيام به وقيل هو بمعنى تكفل (3) بفتح اللام وسكون الحاء والتثنية هما العظمان اللذان ينبت عليهما الاسنان علوا وسفلا (وما بين رجليه) قال الحافظ والمراد بما بين اللحيين اللسان وما يتأنى به النطق وما بين الرجلين الفرج (4) (توكلت) جواب الشرط أي تكلفت له وهو من باب المقابة (بالجنة) أي دخولها أولا أو درجاتها العالية والله أعلم (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح غريب (5) (سنده) حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري قال ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي الخ (قلت) الطفاوي بضم الطاء وفتح الفاء وبعد الألف واو نسبة غلى طفاوة بطن من قيس بن غيلان (غريبه) (6) بالغين المعجمة (7) بكسر الكاف خطابا للمرأة يحذرها من النطق بكلام يسوء غيرها اذا سمع عنها ذلك فإنه موجب للتنافر والتقاطع والعداوة وربما أوقع في الشرور (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد عن أبي الغادية ولأبي نعيم في المعرفة عن حبيب بن الحارث والطبراني في الكبير عن عمه العاص بن عمرو الطغاوي ولم يرمز لدرجته الحافظ السيوطي بشيء على غير عادته وسنده عند الامام احمد جيد (8) (سنده) حدثنا ابن أبي عدي عن محمد بن اسحاق عن سلمان بن سحيم الخ (غريبه) (9) بكسر القاف أي قدر ذراع (10) أي مما يسخط الله أي يغضبه كما سيأتي في الحديث التالي (11) صنعاء مدينة باليمن والمراد المبالغة في البعد نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده لا بأس به ويؤيده الحديث التالي (12) (سنده) حدثنا أحمد بن عبد الملك ثنا موسى ابن أعين عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن رجل عن أبي موسى الاشعري الخ (غريبه) (13) بفتح الفاء وسكون القاف (قال في النهاية) الفقم بالضم(1/17)
والفتح اللحى يريد من حفظ لسانه وفرجه (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (حم عل طب) ورواته ثقات اهـ (قلت) في اسناده عند الامام احمد رجل لم يسم وقد جاء عند الطبراني وأبي يعلي من وجه آخر سمي فيه الراوي عن أبي موسى والله أعلم (14) (حدثنا أبو معاوية الخ) (غريبه) (15) أي مما يرضيه ويحبه (16) يعني من رضا الله عز وجل عنه
@@@259
ما جاء في الصمت وقوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
يوم القيامة (1) وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط (2) الله عز وجل ما يظن أن تبلغ ما بلغت (3) يكتب الله عز وجل بها عليه سخطه إلى يوم القيامة (4) قال فكان علقمة يقول كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحرث (باب ما جاء في الصمت) (عن عبد الله بن عمرو بن العاص) (5) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صمت نجا (عن ابي هريرة) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت (عن عائشة) (7) رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (وفيه) ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت (باب ما جاء في الترهيب من الغيبة والبهت) (عن أبي هريرة) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هل تدرون ما الغيابة (9) قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما ليس فيه قال أرأيت ان كان في اخي ما أقول له ؟ قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه فقد بهته (10) (عن أبي برزة الأسلمي) (11) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي رواية نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم
((1/18)
1) قال الطيبي ومعنى كتبه رضوانه توفيقه لما يرضى الله من الطاعات والمسارعة إلى الخيرات فيعيش في الدنيا حميدا والبرزخ بصان من عذاب القبر ويحشر يوم القيامة سعيدا (2) بضم فسكون أي مما يسخط الله عز وجل أي يغضبه (3) يعني من سخط الله (4) معناه أن يختم له بالشقاوة ويصير معذبا في قبره مهانا في حشره حتى يلقاه يوم القيامة فيورده النار نعوذ بالله من ذلك (قال الامام الشافعي) رحمه الله ينبغي للمرء أن يتفكر فيما يريدان يتكلم به ويتدبر عاقبته فإن ظهر له انه خير محقق لا يترتب عليه مفسدة ولا يجر إلى منهي عنه اتى به والا سكت واختلف في قوله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) فقيل يشمل المباح فيكتب وقيل الا يكتب إلا ما فيه ثواب أو عقاب (تخريجه) (لك مذ نس حب ك) وسنده صحيح (5) (سنده) حدثنا حسن واسحاق بن عيسى ويحيى بن اسحاق قالوا حدثنا ابن لهيعة حدثنا يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ (تخريجه) (مذ طب) وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه الترمذي وقال حديث غريب (قال المنذري) ورواه الطبراني ورواته ثقات وقال المناوي في شرح الجامع الصغير قال الزين العراقي سند الترمذي ضعيف وهو عند الطبراني بسند جيد وقال الحافظ رواته ثقات (6) (عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الترغيب في الاحسان الى الجار في هذا الجزء صحيفة 56 رقم 68 (7) (عن عائشة رضي الله عنها الخ) حديث عائشه تقدم أيضا بسنده وشرحه وتخريجه في الباب المشار إليه عقب حديث أبي مريرة رقم 69 (باب) (8) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (9) هكذا جاء في الأصل المطبوع وفي بعض الأصول المخطوطة وفي بعضها (الغيبة) باللفظ المعروف (10) من البهتان وهو الكذب والافتراء أي كذبت وافتريت عليه (تخريجه) (م(1/19)
د مذ ذر وغيرهم) (11) (سنده) حدثنا اسود بن عامر شاذان أنا أبو بكر يعني ابن عياش عن الاعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبي برزة الأسلمي الخ (تخريجه) (د) قال المنذري
@@@260
الترهيب من الغيبة وقصة المرأتين اللتين اغتابتا
حتى اسمع العواتق فقال) يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته (عن أبي حذيفة) (1) أن عائشة رضي الله عنها حكت امرأة (2) عند النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت قصرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد اغتبتها (ومن طريق ثان) (خط) (3) عن أبي حذيفة ايضا عن عائشة رضي الله عنها قالت حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال ما يسرني أني حكيت رجلا وان لي كذا وكذا (4) قالت فقلت يا رسول الله ان صفية امرأة وقال بيده (يعني الراوي) كأنه يعني قصيرة فقال (أي النبي صلى الله عليه وسلم) لقد مزحت (وفي لفظ لقد تكلمت) بكلمة لو مزج بها ماء البحر مزجت (5) (عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم) (6) ان امرأتين صامتا وأن رجلا قال يا رسول الله ان هاهنا امرأتين قد صامتا وانهما قد كادتا أن تموتا من العطش فأعرض عنه أو سكت ثم عاد (قال الراوي) وأراه قال بالهاجرة قال يا نبي الله انهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا قال ادعهما قال فجاءتا قال فجيئي بقدح أوعس فقال لاحداهما قيئي فقاءت قيحا أو دما وصديدا ولحما حتى قاءت نصف القدح ثم قال للأخرى قيئي فقاءت من قيح ودم وصديد ولحم عبيط وغيره حتى ملأت القدح ثم قال ان هاتين صامتا عما احل الله وافطرتا على ما حرم الله عز وجل عليهما جلست احداهما(1/20)
سعيد بن عبد الله بن جريح مولى أبي برزة بصرى قال أبو حاتم الرازي هو مجهول وقال ابن معين ما سمعت أحد روى عنه إلا الأعمش من رواية أبي بكر بن عياش (1) (سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي حذيفة ان عائشة الخ (2) الظاهر انها صفية بنت حييى إحدى زوجاته صلى الله عليه وسلم كما يستفاد من الطريق الثانية والله أعلم (قال النووي) رحمه الله من الغيبة المحرمة المحاكاة بأن يمشي متعارجا أو مطأطأ رأسه أو غير ذلك من الهيئات وهو معنى قوله في الحديث حكت امرأة أي فعلت مثل فعلها أو قالت مثل قولها منقصة لها يقال حكاه وحاكاه (قال الطيبي) واكثر ما تستعمل المحاكاة في القبيح (3) (خط) (سنده) حدثنا عبد الرحمن قال سمعت سفيان يحدث قال ثنا علي ابن لأقمر عن أبي حذيفة وكان من أصحاب عبد الله وكان طلحة يحدث عنه عن عائشة قالت حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم الخ (4) اي ولو أعطيت كذا وكذا من الدنيا أي شيئا كثيرا منها بسبب ذلك فهي جملة حالية وارده على التعميم والمبالغة (5) يعني مزجته كما جاء في بعض الروايات أي خالطته مخالطة يتغير بها طعمه وريحه لشدة نتنها وقبحها كذا قرره النووي وقال غيره معناه هذه غيبة منتنة لو كانت مما يمزج بالبحر مع عظمه لغيرته فكيف بغيره قال النووي هذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغيبة أو أعظمها وما أعلم شيئا من الاحاديث بلغ في ذمها هذا المبلغ (وما ينطق عن الهوى إن هو وحي يوحى) (تخريجه) أورده النووي في رياض الصالحين وقال رواه (د مذ) وقال يعني الترمذي حديث حسن صحيح اهـ (قلت) جاء في آخر هذا الحديث في الاصل بعد قوله مزجت قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يداه اهـ ولذلك رمزت له برمز (خط) في أوله كما أشرت إلى ذلك في المقدمة والله أعلم (6) (عن عبيد الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب تحذير الصائم من اللغو والرفث
@@@261(1/21)
الترهيب من النميمة وقوله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات
إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس (عن جابر بن عبد الله) (1) قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح جيفة منتنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتدرون ما هذه الريح ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين (عن أسماء بنت يزيد) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ذب عن لحم أخيه في الغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار (عن ابن عمر) (3) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال (باب ما جاء في الترهيب من النميمة) (عن حذيفة) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة (5) قتات (عن عبد الله) (6) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الا انبئكم ما العضه ؟ قال هي النميمة القالة بين الناس وان محمد صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا ويكذب حتى يكتب كذابا (عن أسما بنت يزيد) (7) الانصارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الا اخبركم بخياركم ؟ قالوا بلى يا رسول الله قال الذين اذا رؤا ذكر الله تعالى ثم قال ألا أخبركم بشراركم ؟ المشاؤون بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون البرآء العنت (8)(1/22)
وللغيبة من كتاب الصيام في الجزء العاشر صحيفة 77 رقم 143 فارجع اليه (1) (سنده) حدثنا عبد الصمد حدثني ابي حدثنا واصل مولى أبي عيينة حدثني خالد بن عرفطة عن طلحة بن نافع عن جابر ابن عبد الله الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد وابن ابي الدنيا ورواة احمد ثقات اهـ (قلت) وكذلك وثق رجاله الحافظ الهيثمي (2) (سنده) حدثنا محمد بن بكر أنا عبيد الله بن أبي زياد ثنا شهر ابن حوشب عن اسماء بنت يزيد الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد باسناد حسن وابن ابي الدنيا والطبراني وغيرهم (3) (عن ابن عمر الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الرباعيات من كتاب الكبائر (وردغه الخبال) بالغين المعجمة قال في النهاية جاء تفسيرها في الحديث انها عصارة أهل النار والردغة بسكون الدال وفتحها طين ووحل كثير وتجمع على ردغ ورداغ اهـ (وقوله حتى يخرج مما قال) أي يتوب ويرجع عن قوله والله أعلم (باب) (4) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن ابراهيم عن همام عن حذيفة (يعني ابن اليمان الخ) (غريبه) (5) أي بدون سبق عذاب أو لا يدخلها مطلقا ان احتل ذلك والقتات بفتح القاف والتاء الأولى مشددة هو النمام لأنهما بمعنى واحد وقيل النمام الذي يكون مع جماعة يتحدثون فينم عليهم والقتات الذي يتسع عليهم وهم لا يعلمون ثم ينم والله اعلم (تخريجه) (ق د مذ) (6) (عن عبد الله) يعني ابن مسعود الخ هذا طرف من حديث تقدم جميعه بسنده وشرحه وتخريجه بعضه في المتن وبعضه في الشرح في باب ما ورد في الفاظ التشهد من كتاب الصلاة في الجزء الرابع صحيفة 4 رقم 710 وهذا الطرف منه رواه مسلم وغيره (والعضه) بفتح العين والمهملة وسكون الضاد المعجمة فسر في الحديث بالنميمة قال في النهاية هكذا روى في كتب الحديث والذي جاء في كتب الغريب (ألا انبئكم ما العضة) بكسر العين وفتح الضاد والله أعلم (7) (سنده) حدثنا علي بن عاصم قال اخبرني عبد(1/23)
الله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد الانصارية الخ (8) قال في النهاية الباغون البرآء العنت (العنت) المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلظ والخطأ والزنا وكل ذلك قد جاء وأطلق العنت عليه والحديث يحتمل كلها والبرآء جمع بريئي
@@@262
كراهة تبليغ الانسان ما يقال فيه من الغيبة
((1/24)
عن ابن عباس) (1) قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول قال وكيع من بوله وأما الآخر فكان يمشي بالنمميمة (عن ابن مسعود) (2) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج اليكم وأنا سليم الصدر قال وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مال فقسمه قال فمررت برجلين واحدهما يقول لصاحبه والله ما أراد محمد بقسمته وجه الله ولا الدار الآخرة فتثبت حتى سمعت ما قالا ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنك قلت لنا لا يبلغني أحد عن أحد أصحابي شيئا واني مررت بفلان وفلان وهما يقولان كذا وكذا قال فاحمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشق عليه ثم قال دعنا منك فقد أوذي موسى أكثر من ذلك ثم صبر (وعنه من طريق ثان) (3) قال تكلم رجل من الانصار كلمة فيها موجدة على النبي صلى الله عليه وسلم فلم تقرني نفسي أن أخبرت بها النبي صلى الله عليه وسلم فلوددت أني افتديت منها بكل أهل ومال فقال قد آذوا موسى عليه الصلاة والسلام أكثر من ذلك فصبر ثم أخبر أن نبيا كذبه قومه وشجوه حين جاءهم بأمر الله فقال وهو يمسح الدم عن وجهه اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون (باب ما جاء في الترهيب من الكذب) (عن عبد الله) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وان الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله عز وجل كذابا (عن عائشه) (5) رضي الله عنها(1/25)
وهو والعنت منصوبان مفعولان للباغين يقال بغيت فلانا خيرا وبغيتك الشيء طلبته لك وبغيت الشيء طلبته (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه شهر بن حوشب وقد وثقه غير واحد وبقية رجال أحد أسانيده رجال الصحيح اهـ (قلت) هو ما ذكرته هنا (هذا) وقد جاء في مجمع الزوائد (الباغون للبرآء العيب) بدل العنت وهو خطأ من الناسخ أو الطابع والله أعلم (1) (عن ابن عباس) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في أبواب عذاب القبر من كتاب الجنائز صحيفة 127 رقم 308 في الجزء الثامن فارجع اليه تجد ما يسرك وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما وهناك في الباب المذكور أحاديث أخرى بهذا المعنى والله الموفق (2) (سنده) حدثنا حجاج قال سمعت اسرائيل بن يونس عن الوليد بن أبي هشام مولى الهمداني عن زيد بن أبي زائد عن عبد الله بن مسعود الخ (3) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة قال اخبرنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن ابن مسعود قال تكلم رجل الخ (تخريجه) (د) وسند الطريق الأولى حسن والثانية صحيح والله أعلم (باب) (4) (سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله عز وجل صديقا واياكم والكذب الخ (تخريجه) (ق د مذ) والبخاري في الأدب المفرد وتقدم صدره المختص بالصدق في باب الترغيب في الصدق والأمانة في هذا الجزء صحيفة 92 رقم 78 (5) (سنده) حدثنا عبد الرزاق انا معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكه وغيره أن عائشه قالت ما كان خلق الخ
@@@263
الترهيب من الخيانة والكذب(1/26)
قالت ما كان خلق أبغض إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ولقد كان الرجل يكذب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذبة فما يزال في نفسه عليه حتى يعلم أن قد احدث منها توبة (عن المغيرة) ابن شعبة (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين وقال عبد الرحمن (2) فهو أحد الكذابين (عن أبي أمامة) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطبع المؤمن على الخلال كلها (4) إلا الخيانة والكذب (5) (عن عائشه) رضي الله عنها (6) ان امرأة جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان لي زوجا ولي ضرة واني اتشبع من زوجي اقول أعطاني كذا وكساني كذا وهو كذب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبع بمالم يعط (7) كلابس ثوبي زور (8) (عن نواس بن سمعان) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كبرت خيانة تحدث أخاك (10) حديثا هو لك مصدق وأنت به كاذب
((1/27)
تخريجه) (بز حب ك) وصححه الحاكم (1) (سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان قال وحدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن حبيب عن ميمون بن أبي شبيب عن المغيرة بن شعبة الخ (غريبه) (2) هو أحد رجال السند يعني أنه قال في روايته أحد الكذابين بدل الكاذبين (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (3) (سنده) حدثنا وكيع قال سمعت الأعمش قال حدثت عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (4) أي يخلق المؤمن (على الخلال) أي الخصال كلها من خير وشر (5) أي فلا يطبع عليهما بل قد يحصلان تطبعا وتخلقا قال الطيبي وانما كانت الخيانة والكذب منافيين لحاله لأنه حكم بأنه مؤمن والايمان يضادهما اذ الخيانة ضد الامانة (لا ايمان لمن لا أمانة له) والكذب بجانب للايمان وليس من شرطه ان لا يوجد منه خيانة ولا كذب أصلا بل أن لا يكثر منه (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد قال حدثنا وكيع سمعت الأعمش قال حدثت علي بن أمامة اهـ (قلت) يشير إلى انه منقطع وله شاهد يؤيده من حديث سعد بن أبي وقاص أورده المنذري عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب ثم قال رواه البزار وأبو يعلي ورواته رواة الصحيح (قلت) وقاله الهيثمي رجاله رجال الصحيح اهـ وقال الحافظ سنده قوي (6) (سنده) حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشه الخ (غريبه) (7) بضم أوله وفتح الطاء المهملة بينهما مهملة ساكنة مبني للمفعول وأصل المتشبع الذي يظهر أنه شبعان وليس بشبعان ومعناه هنا كما قاله النووي وغيره أنه يظهر أنه حصل له فضيلة وليست محاصلة (8) أي ذي زور وهو من يزور على الناس فيلبس لباس ذري التقشف ويتزيا بزي أهل الزهد والصلاح والعلم وليس هو بتلك الصفة وأضاف الثوبين إلى الزور لأنهما ليسا لأجله وثنى باعتبار الرداء والازار يعني أن المتحلي بما ليس له كمن لبس ثوبين من الزور فارتدى بأحدهما وتأزر بالآخر ((1/28)
تخريجه) (م) وغيره (9) (سنده) حدثنا عمر بن هارون عن ثور بن يزيد عن شريح عن جبير بن نفير الحضري عن نواس بن سمعان الخ (10) أي في الدين وان لم يكن أخاك من النسب قال الطيبي أخاك فاعل كبرت وأتت باعتبار المعنى لأنه نفس الخيانة وفيه معنى التعجب كما في (كبر مقتا عند الله) والمراد خيانة عظيمة له منك اذا حدثت أخاك المسلم بحديث وهو يعتمد عليك اعتمادا على انك
@@@264
تحريم الكذب ومن أكذب الناس ؟
(عن أسماء بنت عميس) (1) قالت قلت يا رسول الله إن قالت أحدانا لشيء تشتهيه لا اشتهيه يعد ذلك كذبا ؟ قال إن الكذب يكتب كذبا حتى تكتب الكذيبة كذيبة (فصل منه في ذكر أناس اتصفوا بالكذب) (عن أبي هريرة) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أكذب الناس أو من أكذب الناس الصواغون والصباغون (وعنه أيضا) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أكذب الناس الصناع (فصل فيما يباح من الكذب) (عن أسماء بنت يزيد) (3) أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يقول يا أيها الذين آمنوا ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال رجل كذب على امرأته ليرضيها أو رجل كذب في خديعة حرب أو رجل كذب بين أمرأين مسلمين ليصلح بينهما (4) (عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف) (5)(1/29)
مسلم لا تكذب فيصدقك والحال أنك كاذب (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه احمد عن شيخه عمر بن هارون وفيه خلاف وبقية رواته ثقات اهـ وأورده أيضا الهيثمي وقال رواه احمد عن شيخه عمر ابن هارون وقد وثقه قتيبة وغيره وضعفه ابن معين وغيره وبقية رجاله ثقات اهـ وقال العراقي حديث النواس سنده جيد وعزاه الحافظ السيوطي للامام احمد والطبراني قال المناوي وكذا ابن دي والله اعلم (1) (عن اسماء بنت عميس الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بسنده وشرحه وتخريجه في باب بناته صلى الله عليه وسلم عائشه من أبواب ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات في القسم الثالث من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله تعالى (فصل) (2) (عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث والذي بعده تقدما بسندهما وشرحهما وتخريجها في باب كسب الحجام والاماء والقصاب والصائغ من كتاب البيوع والكسب في الجزء الخامس عشر ص 15 رقم 43 و 45 فارجع اليه (فصل) (3) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن خثيم عن شهر بن حوشب عن اسماء بنت يزيد الخ (غريبه) (4) قال النووي في شرح مسلم قال القاضي لا خلاف في جواز الكذب في هذه الصور واختلفوا في المراد بالكذب المباح فيها ما هو (فقالت طائفة هو على اطلاقه) واجازوا قول ما لم يكن في هذه المواضع للمصلحة وقالوا الكذب المذموم ما فيه مضرة واحتجوا بقول ابراهيم صلى الله عليه وسلم بل فعله كبيرهم (واني سقيم) وقوله انها اختي وقول منادي يوسف صلى الله عليه وسلم أيتها العير إنكم لسارقون قالوا ولا خلاف انه لو قصد ظالم قتل رجل هو عنده مختف وجب عليه الكذب في أنه لا يعلم أين هو (وقال الآخرون) منهم الطبري لا يجوز الكذب في شيء أصلا قالوا وما جاء في الاباحة في هذا المراد به التورية واستعمال المعاريض لا صريح الكذب مثل ان يعد زوجته ان يحسن اليها أو يكسوها كذا وينوي أن قدر الله ذلك وحاصله أن يأتي بكلمات محتملة يفهم المخاطب(1/30)
منها ما يطيب قلبه واذا سعى في الاصلاح نقل عن هؤلاء إلى هؤلاء كلاما جميلا ومن هؤلاء الى هؤلاء كذلك وورى وكذا في الحرب أن يقول لعدوه مات إمامكم الا عظم وينوى امامهم في الأزمان الماضية وغدا يأتينا مدد أي طعام ونحو هذا من المعاريض المباحة فكل هذا جائز وقالوا قصة ابراهيم ويوسف وما جاء من هذا على المعاريض أما كذبه لزوجته وكذبها له فالمراد به في اظهار الود والوعد بما لا يلزم ونحو ذلك وأما المخادعة في منع حق عليه أو عليها أو أخذ ما ليس له أولها فهو حرام باجماع المسلمين انتهى كلام النووي (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن لا نعرفه من حديث أسماء الا من حديث ابن خثيم اهـ (قلت) يؤيده حديث ام كلثوم الآتي بعده (5) (سنده) حدثنا يعقوب قال حدثنا ابي عن
(م 34 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@265
الرخصة في الكذب لمصلحة شرعية
أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمى خيرا أو يقول خيرا (1) وقالت لم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس (2) إلا في ثلاث في الحرب والاصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها وكانت أم كلثوم بنت عقبة (3) من المهاجرات (4) اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (باب ما جاء في الترهيب من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ في ذلك) (عن عمر بن الخطاب) رضي الله عنه (5) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كذب علي فهو في النار (عن عثمان بن عفان) رضي الله عنه (6) قال ما يمنعني أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أوعى أصحابه عنه ولكني اشهد لسمعته يقول من قال علي ما لم أقل فليتبوأ (7) مقعده من النار وقال حسين أوعى صحابته عنه (وعنه من طريق ثان) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعمد علي كذبا فليتبوأ(1/31)
صالح بن كيسان قال ثنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب ان حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخبره أن امه ام كلثوم الخ (غريبه) (1) جاء في رواية أخرى ويقول خيرا بدون همزة قبل الواو (2) زاد في رواية (من الكذب) (3) يعني ابن أبي معيط (4) زاد في رواية (الأول) يعني من المهاجرات السابقات في الهجرة وأول من هاجر عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم الى الحبشة (تخريجه) (ق د مد نس طل) (باب) (5) (سنده) حدثنا ابو سعيد حدثنا دجين أبو الغصن بصرى قال قدمت المدينة فلقيت اسلم مولى عمر بن الخطاب فقلت حدثني عن عمر فقال لا استطيع أخاف أن أزيد أو انقص كنا اذا قلنا لعمر حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخاف أن أزيد حرفا أو انقص ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كذب علي فهو في النار (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وأبو يعلي الا انه قال من كذب علي متعمدا فيتبوأ مقعده من النار وفيه دجين بن ثابت أبو الغصن وهو ضعيف ليس بشيء (6) (سنده) حدثنا اسحاق بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد (ح) وسريج وحسين قالا حدثنا ابن ابي الزناد عن أبيه عن عامر بن سعد قال حسين بن أبي وقاص قال سمعت عثمان بن عفان يقول ما يمنعني ان احدث الخ (قلت) حرف الحاء الموضوع في السند بين دائرتين هو علامة تحويل السند في اصطلاح المحدثين فالامام احمد رحمه الله روى هذا الحديث عن اسحاق بن عيسى وسريج بن النعمان وحسين فقال اسحاق في روايته حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد فذكر اسمه عبد الرحمن أما سريج وحسين فقالا حدثنا ابن أبي الزناد فلم يذكر اسمه وفي السند ايضا (قال حسين ابن أبي وقاص) ومعناه ان حسينا قال في روايته عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أما اسحاق وسريج فقالا عن عامر بن سعد فقط ولم يذكرا الفظ ابن ابي وقاص ولأجل المحافظة على اللفظ بيمن ذلك الامام احمد رحمه الله في المسند وهكذا تكون الامانة والتحري في رواية(1/32)
الحديث رحمه الله (غريبه) (7) أي فليتخذ مقعده من النار وكذلك فليتبوأ بيتا وقد تكرر هذا اللفظ في احاديث الباب ومعناه ما ذكر (8) (سنده) حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد ابو بكر الحنفي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن محمود بن عبيد عن عثمان ابن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي بطريقيه وقال رواهما (حم عل بز)
@@@266
تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيتا في النار (عن علي) (1) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لا تكذبوا علي فإنه من يكذب علي يلج النار (2) (وعنه من طريق ثان) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أكذب الكاذبين (عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه) (4) قال قلت للزبير مالي لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما اسمع ابن مسعود وفلانا وفلانا ؟ قال أما إني لم أفارقه منذ اسلمت ولكني سمعت منه كلمة من كذب علي معتمدا فليتبوأ مقعده من النار (عن ابن عمر) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الذي يكذب علي يبنى له بيت في النار (عن أبي هريرة) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار (7) (قط) (عن شعبة) (8) قال اخبرني قتادة وحماد بن أبي سليمان وسليمان التيمي سمعوا أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (عن مسلم مولى خالد بن عرفطة) (9) أن خالد بن عرفطة قال للمختار هذا (10) رجل كذاب ولقد سمعت(1/33)
وفي رواية البزار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وكذلك أبو يعلي وهو حديث رجاله رجال الصحيح والطريق الأولى فيها عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف وقد وثق (1) (سنده) حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا منصور قال سمعت ربعيا قال سمعت عليا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (2) أي يدخلها (3) (سنده) حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة حدثنا ابن فضيل عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي (يعني ابن أبي طالب) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) اخرج الطريق الأولى الشيخان واخرج الطريق الثانية ابن ماجه والحديث صحيح بطريقيه (4) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن جامع بن شداد عن عامر ابن عبد الله بن الزبير عن أبيه الخ (تخريجه) (خ د نس جه) (5) (عن ابن عمر) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب تغليظ الكذب دلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتاب العلم في الجزء الأول صحيفة 181 رقم 75 (6) (سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد من كتابه قال ثنا سعيد يعني ابن ابي أيوب ثنا بكر بن عمر الغافري عن عمرو بن أبي نعيمة عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة الخ (غريبه) (7) ليس هذا آخر الحديث (وبقيته) ومن استشاره اخوه المسلم فاشار عليه بغير رشد فقد خانه ومن أفتى بفتيا غير ثبت فإنما اثمه على من أفتاه (تخريجه) أخرجه الشيخان وغيرهما بلفظ كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وأخرجه البخاري من حديث سلمة بن الاكوع قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار (8) (قط) (سنده) حدثنا ابو عبد الله السلمي قال حدثني حرمى بن عمارة ثنا شعبة قال اخبرني قتادة الخ (تخريجه) اخرجه الشيخان بلفظ (من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار) والمعنى واحد وهذا الحديث من زوائد القطيعي على مسند الامام احمد ولذلك رمزت(1/34)
له برمز (قط) كما سبق في المقدمة والله الموفق (9) (سنده) حدثنا عبد الله ابن محمد ثنا محمد بن بشر ثنا زكريا بن ابي زائدة ثنا خالد بن سلمة ثنا مسلم مولى خالد بن عرفطه الخ (غريبه) (10) المراد باسم الاشارة هو المختار يعني انه قال في المختار هذا رجل كذاب والمختار هو ابن عبيد وتقدم
@@@267
ما جاء في المزاح والترهيب من الكذب فيه
النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من جهنم (عن قيس بن سعد بن عبادة الانصاري) (1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي كذبة متعمدا فليتبوأ مضجعا من النار أو بيتا في جهنم (2) (باب ما جاء في المزاح والترهيب من الكذب فيه) (عن أبي هريرة) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن العبد الايمان كله حتى يترك الكذب من المزاحة ويترك المراء وان كان صادقا (وعنه أيضا) (4) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة (عن عبد الله بن عامر بن ربيعة) (5) أنه قال اتانا رسول الله صلى الله عليه وسل في بيتنا وانا صبي قال فذهبت اخرج لألعب فقالت أمي يا عبد الله تعال أعطك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه ؟ قالت أعطيه تمرا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة (عن معاوية بن جيدة) (6) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للذي يحدث القوم ثم يكذب ليضحكهم ويل له وويل لهم (عن أبي هريرة) (7) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوي بها(1/35)
الكلام عليه في شرح حديث أبي رفاعة البجلي في باب الترهيب من الغدر في هذا الجزء صحيفة 234 رقم 94 (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) ولفظه عند البزار (من قال علي مالم أقل فليتبوأ مقعده من النار) رواه الطبراني في الكبير نحو احمد وفيه مسلم مولى خالد بن عرفطة يرو عنه الا خالد بن سلمة (1) (سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة قال حدثنيه ابن هبيرة قال سمعت شيخا من حمير يحدث أبا تميم الجيشاني انه سمع قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (2) ليس هذا آخر الحديث (وبقيته) وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر أتى عطشانا يوم القيامة ألا فكل مسكر خمر واياكم والغبيرا قال هذا الشيخ سمعت عبد الله بن عمر بعد ذلك يقول مثله فلم يختلف غلا في بيت أو مضجع (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة ورجل لم يسم اهـ (قلت) علته الرجل المجهول أم ابن لهيعة فقد صرح فيه بالتحديث (باب) (3) (سنده) حدثنا حجين أبو عمر وحدثنا عبد العزيز عن منصور بن زاذان عن مكحول عن ابي هريرة الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (حم طب) ورواه أبو يعلي من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يبلغ العبد صريح الايمان حتى يدع المزاح والكذب ويدع المراء وان كان محقا) وفي أسانيدهم من لا يحضرني حاله ولمتنه شواهد كثيرة (4) (سنده) حدثنا حجاج قال حدثنا ليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد من رواية الزهري عن أبي هريرة ولم يسمعه منه (5) (سنده) حدثنا هاشم حدثنا الليث عن محمد بن عجلان عن مولى لعبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي عن عبد الله بن عامر بن ربيعة الخ (تخريجه) (د) قال المنذري مولى عبد الله مجهول (6) (سنده) حدثنا عبد الرزاق انا معمر عن بهز بن حكيم عن ابيه عن جده (يعني معاوية(1/36)
بن حيدة) (تخريجه) (د مذ نس) وحسنه الترمذي (7) (سنده) حدثنا علي بن اسحاق قال انا عبد الله انا الزبير
@@@268
الترهيب من المزاح لإضحاك الناس
أبعد من الثريا (1) (وعنه من طريق ثان) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل يتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا (3) يهوى بها سبعين خريفا (4) في النار (وعنه من طريق ثالث) (5) يرفعها إن العبد يتكلم بالكلمة يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب (عن أبي سعيد الخدري) (6) يرفعه قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يريد بها بأسا الا ليضحك بها القوم فإنه ليقع منها أبعد من السماء (7) (عن عبد الله بن زمعة) (8) قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة فقال علام يضحك أحدكم على ما يفعل (عن أبي هريرة) (9) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إني لا أقول إلا حقا قال بعض أصحابه فإنك تداعبنا (10) يا رسول الله فقال إني لا أقول إلا حقا (عن أنس ابن مالك) (11) أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستحمله (12) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا حاملوك على ولد ناقة (13) قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اصنع بولد ناقة ؟ (14) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تلد(1/37)
ابن سعيد فذكر حديثا عن صفوان بن سليم أيضا عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) يعني في النار كما يستفاد من الطرق الآتية (2) (سنده) حدثنا ابن ابي عدي عن محمد بن اسحاق حدثني محمد بن ابراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (3) أي في نفسه ولكنها مذمومة عند الله عز وجل (4) أي سبعين عاما قال في النهاية الخريف الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء (5) (سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن يزيد بن الهاد عن محمد بن ابراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان العبد الخ (تخريجه) (ق مذ نس جه لك ك) بألفاظ مختلفة والمعنى واحد (6) (سنده) حدثنا أسود بن عامر قال انا ابو اسرائيل عن عطية عن أبي سعيد الخدري يرفعه الخ (غريبه) (7) اي يقع بها في النار أبعد من وقوعه من السماء إلى الأرض (قال الغزالي) المراد به ما فيه غيبة مسلم أو ايذاؤه دون محض المزاح أورده المنذري وقال رواه أبو الشيخ عن أبي اسرائيل عن عطية وهو العوفي عنه اهـ (قلت) يشير الحافظ المنذري بذلك إلى أن في اسرائيل وعطية كلام (8) (عن عبد الله بن زمعة الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه في باب خطب النبي صلى الله عليه وسلم في القسم الثالث من كتاب السيرة النبوية (9) (سنده) حدثنا يونس حدثنا ليث عن محمد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة الخ (غريبه) (10) من الدعابة أي تمازحنا والمداعبة مطلوبة محبوبة لكن في مواطن مخصوصة فليس في كل آن يصلح المزاح ولا في كل وقت يحسن الجد ورحم الله من قال – (أهازل حيث الهزل يحسن بالفتى – واني إذا اجد الرجال لذو جد) وقال الراغب المزاح والمداعبة إذا كان على الاقتصاد محمود والافراط فيه يذهب البهاء ويجريء السفهاء ولا ينتج الا الشر (تخريجه) (مذ) وحسنه وقال الهيثمي إسناد احمد(1/38)
حسن (11) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد حدثنا خالد بن عبد الله عن حميد الطويل عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (12) أي سأله الحملان والمراد به أن يعطيه حمولة يركها (13) يعتى بعيرا من الابل وانما قال ولد ناقة مباسطا له (14) توهم الرجل أن الولد لا يطاق إلا على الصغير وهو
@@@269
قصة نعيمان وبيعه سويبط الصحابي البدري الحر للتجار
الإبل (1) إلا النوق (عن أم سلمة) (2) أن أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى ومعه نعيمان وسويبط ابن حرملة وكلاهما يدري وكان سويبط على الزاد فجاءه نعيمان فقال اطعمني فقال لا حتى يأتي أبو بكر وكان نعيمان رجلا مضحاكا مزاحا فقال لأغيظنك فجاء إلى أناس جلبوا ظهرا فقال ابتاعوا مني غلاما عربيا فارها (3) وهو ذو لسان ولعله يقول أنا حر فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوني لا تفسدوا علي غلامي فقالوا بل نبتاعه منك بعشر قلائص (4) فاقبل بها يسوقها واقبل بالقوم حتى عقلها ثم قال للقوم دونكم هو هذا فجاء القوم فقالوا قد اشتريناك قال سويبط هو كاذب انا رجل حر فقالوا قد أخبرنا خبرك وطرحوا الحبل في رقبته فذهبوا به فجاء أبو بكر فاخبر فذهب هو أصحابه له فردوا القلائص وأخذوه فضحك منها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا (5) (عن عبد الحميد بن صيفي عن أبيه عن جده) (6) قال ان صهيبا قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم وبين يديه تمر وخبز فقال ادن فكل فأخذ يأكل من التمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان بعينك رمدا (7) فقال يا رسول الله إنما آكل من الناحية الأخرى (8) قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم (باب ما جاء في الترهيب من الجدال والمراء) (عن أبي هريرة) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جدال(1/39)
غير قابل للركوب (1) بالفتح مفعول للد أي جنس الابل من الصغار والكبار الا النوق بضم النون والقاف فاعل والنوق جمع الناقة وهي انثى الإبل والمعنى انك لو تدبرت لم تقل ذلك ففيه من المباسطة له الاشارة إلى ارشاده واشاد غيره بأنه ينبغي لمن سمع قولا أن يتأمله ولا يبادر إلى رده الا بعد أن يدرك معناه (تخريجه) (د مذ) وقال الترمذي هذا حديث صحيح غريب (2) (سنده) حدثنا روح حدثنا زمعة بن صالح قال سمعت ابن شهاب يحدث عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة الخ (قلت) أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم احدى امهات المؤمنين رضي الله عنها (غريبه) (3) أي نشيطا قويا (وهو ذو لسان) اي فصيح بليغ في الكلام (4) أي بعشر نوق (5) أي عاما والظاهر أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يذكرون هذه القصة فيما بينهم أحيانا واستمرت هذه الذكرى مدة عام فإذا جاءت مناسبة لها عند النبي صلى الله عليه وسلم ضحك هو أيضا ضحكة المعلوم وهو التبسم والله أعلم (تخريجه) (جه) وفي اسناده زمعة ابن صالح قال في الخلاصة ضعفه احمد وابن معين وابو حاتم قال النسائي ليس بالقوى كثير الغلط عن الزهري قرئه مسلم بآخر له عنده فرد حديث (6) (سنده) حدثنا أبو النضر حدثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الحميد ابن صيفي عن أبيه عن جده الخ (قلت) جده هو صهيب بن سنان الرومي صحابي مشهور شهد بدرا له أحاديث (غريبه) (7) جاء عند ابن ماجه (فقال النبي صلى الله عليه وسلم تأكل تمرا وبك رمد) فيحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ذلك من وجه المباسطة ويحتمل أن من به رمد لا يناسبه أكل التمر لأنه يحتاج إلى قوة في المضغ وهذا يؤلم العين (8) معناه اني امضغ من ناحية أخرى كما صرح بذلك عند ابن ماجه وهذا الجواب فيه غاية المباسطة أو يدل على بله الرجل ولذلك تبسم النبي صلى الله عليه وسلم لأن المضغ يؤلم العين مطلقا سواء كان من جهة العين الوجعه أو من غيرها والله أعلم (تخريجه) (جه) وسنده(1/40)
جيد (باب) (9) (سنده) حدثنا يزيد أخبرنا زكريا عن سعد بن ابراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه)
@@@270
الترهيب من الجدال والمراء
في القرآن كفر (1) (عن أبي أمامة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم تلا هذه الآية (ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون) (3) (عن أبي هريرة) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن العبد الايمان كله حتى يترك الكذب من المزاحة ويترك المراء وان كان صادقا (عن عائشة) (5) رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم (باب ما جاء في الترهيب من تشقيق الكلام والتشدق فيه وما جاء في البيان في القول) (عن عبد الله بن عمرو) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ان الله عز وجل يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تخلل (7) الباقرة بلسانها (عن أبي هريرة) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بشراركم ؟ فقال هم الثرثارون (9) المتشدقون ألا أنبئكم بخياركم احسا منكم أخلاقا (عن معاوية) (10) قال لعن
((1/41)
1) تقدم نحو هذا الحديث من وجه آخر عن أبي هريرة أيضا في الباب الأول من أبواب القراآت من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 39 رقم 95 وتقدم شرحه هناك (تخريجه) (د مذ ك) وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي (2) (سنده) حدثنا عبد الواحد الحداد حدثنا شهاب بن خراش عن حجاج بن دنيار عن أبي غالب عن أبي أمامة الخ (غريبه) (3) أنظر تفسير هذه الآية في سورة الزخرف من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 266 (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد ثم قال وقد رواه الترمذي وابن ماجه وابن جرير من حديث حجاج بن دينار به ثم قال الترمذي حديث صحيح لا نعرفه إلا من حديثه كذا قال (4) (عن ابي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب السابق (5) سنده حدثنا وكيع حدثنا ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة الخ (غريبه) تقدم نحو هذا الحديث عن عائشه ايضا في باب الترهيب من هجر المسلم في هذا الجزء صحيفة 340 رقم 118 وتقدم شرحه هناك (تخريجه) (ق مذ) (باب) (6) (سنده) حدثنا يزيد حدثنا نافع بن عمر عن بشر بن عاصم بن سفيان عن أبهي عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبه) (7) أصله تتخلل حذفت إحدى التاءين تخفيفا (وقوة الباقرة) يعني البقرة قال في النهاية هو الذي يتشدق في الكلام ويفحم به لسانه ويلفه كما تلف البقرة الكلأ (يعني العشب) بلسانها (تخريجه) (د مذ) وقال الترمذي حديث حسن غريب من هذا الوجه (8) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق قال حدثنا البراء قال حدثني عبد الله بن شقق عن أبي هريرة الخ (غريبه) (9) بثاءين مثلثتين ومفتوحتين هو الكثير الكلام تكلفا (والمتشدق) هو المتكلم بملئ شدقه تفاصحا وتعظيما لكلامه (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الامام احمد من حديث أبي هريرة وسنده جيد وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحبكم(1/42)
الي واقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقا وان ابغضكم إلي وابعدكم مني في الآخرة مساويكم اخلاقا الثرثارون المتفيقهون المتشدقون رواه الامام احمد وتقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من كتاب الأخلاق الحسنة في هذا الجزء صحيفة 76 رقم 11 وأورده المنذري وقال رواه احمد ورواته رواة الصحيح والطبراني وابن حبان في صحيحه (10) (سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن
@@@271
الترهيب من تشقيق الكلام وقوله صلى الله عليه وسلم ان من البيان سحرا(1/43)
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يشققون الكلام تشقيق الشعر (عن ابن عمر) (1) قال قدم رجلان من المشرق خطيبان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاما فتكلما ثم قعدا وقام ثابت بن قيس خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم ثم قعد فعجب الناس من كلامهم فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس قولوا بقولكم (2) فإنما تشقيق الكلام من الشيطان قال النبي صلى الله عليه وسلم أن من البيان سحرا (3) (وعنه من طريق ثان) (4) قال جاء رجلان من أهل المشرق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخطبا فعجب الناس من بيانهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من البيان سحرا وان بعض البيان سحر (عن سهيل بن ذراع) (5) أنه سمع معن بن يزيد أو أبا معن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا في مساجدكم فإذا اجتمع قوم فليؤذنوني قال فاجتمعنا أول الناس فأتيناه فجاء يمشي معنا حتى جلس الينا فتكلم متكلم منا فقال الحمد الله الذي ليس للحمد دونه مقتصر وليس وراءه منفذ ونحوا من هذا فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم (6) فقام فتلاومنا ولام بعضنا بعضا فقلنا خصنا الله به أن أتانا أول الناس وأن فعل وفعل قال فأتيناه فوجدناه في مسجد بني فلان فكلمناه فاقبل يمشي معنا حتى جلس في مجلسه الذي كان فيه أو قريبا منه ثم قال ان الحمد لله ما شاء الله جعل بين يديه وما شاء جعل خلفه وان من البيان سحرا ثم اقبل علينا فامرنا وكلمنا وعلمنا (عن سعد بن أبي وقاص) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بالسنتهم (8) كما يأكل البقر بألسنتها(1/44)
جابر بن عمرو بن يحيى عن معاوية (يعني بن أبي سفيان الخ) (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف (1) (سنده) حدثنا ابو عامر عبد الملك بن عمرو حدثنا زهير عن زيد بن اسلم سمعت ابن عمر قال قدم رجلان من المشرق الخ (قلت) المنذري الرجلان هما الزبرقان بن بدر وعمرو بن الاهتم ولهما صحبة والاهتم بفتح التاء ثالث الحروف وكان قدومهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع من الهجرة (غريبه) (2) أي تكلموا على سجيتكم دون تعمل وتصنع للفصاحة والبلاغة (3) اختلف العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم (ان من البيان سحرا) فقيل أورده مورد الذم لتشبيهه بعمل الساحر لقلبه القلوب وتزيينه القبيح وتقبيحه الحسن وقيل معناه إن صانعه يكسب به من الاثم ما يكسبه الساحر بعمله وقيل أورده مورد المدح أي أنه تمال به القلوب ويترضى به الساخط ويستنزل به الصعب (4) (سنده) حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال جاء رجلان الخ (تخريجه) (خ مذ) (5) (سنده) حدثنا يحيى بن حماد قال ثنا ابو عوانة عن عاصم بن كليب قال حدثني سهيل بن ذراع الخ (6) انما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكون المتكلم بالغ في كلامه وحجر على الحمد فلم يجعل له منفذا ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث ان الحمد لله ما شار الله جعل بين يديه وما شاء جعل خلفه والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجاله رجال الصيح غير سهيل بن ذراع وقد وثقه ابن حبان (7) سنده حدثنا سريج بن النعمان ثنا عبد العزيز يعني الدراوردي عن زيد بن اسلم عن سعد بن أبي وقاص الخ (غريبه) (8) أي يجعلون التشدق بالكلام حرفة يتعيشون بها ويلفون الكلام كما يلف البقر العشب بألسنتها (تخريجه) أورده
@@@272
قوله صلى الله عليه وسلم شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره
((1/45)
عن عروة بن الزبير) (1) أن عائشة رضي الله عنها اخبرته ان رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ائذنوا له فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة وقال مرة رجل (2) فلما دخل عليه ألان له القول فلما خرج قالت عائشة له الذي قلت ثم النت له القوم فقال أي عائشة شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس أو تركه الناس اتقاء فحشه (وفي لفظ) ان من شرار الناس أو شر الناس الذين يكرمون اتقاء شرهم (عن أبي يونس مولى عائشه) (3) عن عائشة رضي الله عنها قالت استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال بئس ابن العشيرة فلما دخل هش له (4) رسول الله صلى الله عليه وسلم وانبسط اليه ثم خرج ثم خرج فاستأذن رجل آخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم ابن العشيرة فلما دخل لم ينبسط اليه كما انبسط الى الآخر ولم يهش له كما هش فلما خرج قلت يا رسول الله استأذن فلان فقلت له ما قلت ثم هششت له وانبسطت اليه وقلت لفلان ما قلت ولم أرك صنعت به ما صنعت للآخر فقال يا عائشه إن من شرار الناس من اتقى لفحشه (باب ما جاء في الترهيب من الشعر ان كان فيه فحش أو كذب او انشغال عن الله) (عن سعد) (5) (يعني بن أبي وقاص) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه (6) خير من أن يمتلئ شعرا (7)(1/46)
الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن زيد بن أسلم لم يسمع من سعد (قلت) يعني فالحديث منقطع (1) (سنده) حدثنا سفيان انا ابن المنكدر قال اخبرني عروة بن الزبير ان عائشه الخ (غريبه) (2) معناه ان بعض الرواة قال مرة بئس أخو العشيرة وقال مرة بئس أخو العشيرة رجل فزاد في المرة الأخرى لفظ رجل (قال النووي) قال القاضي هذا الرجل هو عيينة بن حصن ولم يكن أسلم حينئذ وان كان قد اظهر الاسلام فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يبين حاله ليعرفه الناس ولا يغتر به من لم يعرف حاله قال وكان منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ما دل على ضعف ايمانه وارتد مع المرتدين وجيء به أسيرا إلى أبي بكررضي الله عنه ووصف النبي صلى الله عليه وسلم له بأنه بئس اخو العشيرة من أعلام النبوة لأنه ظهر كما وصف وانما الآن له القول تألقا له ولأمثاله على الاسلام وفي هذا الحديث مدارة من يتقي فحشه وجواز غيية الفاسق المعلن فسقه ومن يحتاج الناس الى التحذير منه ولم يمدحه النبي صلى الله عليه وسلم ولا ذكر انه اثنى عليه في وجهه وفي في قفاه انما تألفه بشيء من الدنيا مع لين الكلام واما بئس ابن العشيرة أو رجل منها اهـ (تخريجه) (ق مذ وغيرهم) (3) (سنده) حدثنا ابو عامر وسريج يعني ابن النعمان قالا ثنا فليح عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن أبي يونس مولى عائشه الخ (غريبه) (4) أي اظهر له الفرح به والسرور والارتياح له (تخريجه) أورده الهيمثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح وفي الصحيح بعضه اهـ (قلت) يشير الى الحديث المتقدم (باب) (5) (سنده) حدثنا حسن حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عمر بن سعد بن مالك عن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (6) بفتح الياءين التحتيتين بينهما راء مكسورة قال في النهاية هو من الورى الداء قال الأزهري الورى مثال الرمي داء بداخل الجوف وقال الجوهري وى القيح جوفه يريه وريا أكله (7) قال(1/47)
النووي قالوا المراد منه أن يكون الشعر غالبا عليه مستول بحيث يشغله
(م 35 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@273
ما جاء في الشعر المذموم
(وعن أبي هريرة) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن ابن عمر) (2) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا (عن أبي سعيد الخدري) (3) قال بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج (4) إذ عرض شاعر ينشد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذو الشيطان أو امسكوا الشيطان (5) لأن يمتلئ جوف رجل قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا (عن أبي نوفل بن أبي عقرب) (6) قال سألت عائشه هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر ؟ قالت كان أبغض الحديث اليه (7) (حدثنا يزيد بن هرون) (8) أنا قزعة بن سويد الباهلي عن عاصم بن مخلد عن أبي الأشعث الصنعاني قال أبي (9) ثنا الاشيب فقال عن ابي عاصم الاحول عن أبي الاشعث عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرض (10) بيت شعر بعد العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة تلك الليلة(1/48)
عن القرآن أو غيره من العلوم الشرعية وذكر الله تعالى اهـ وبالجملة فالشعر غالبا لا يخلو من ضرر ديني فالضرر الدنيوي خير منه (تخريجه) (م مذ جه طل) (1) (سنده) حدثنا المفضل بن دكين حدثنا سفيان عن الاعمش عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يمتلئ جوف الرجل قيحا يريه خير له من ان يمتلئ شعرا (تخريجه) (ق والأربعة) (2) (سنده) حدثنا اسحاق بن سليمان سمعت حنظلة بن أبي سفيان الجمحي سمعت سالم بن عبد الله يقول سمعت عبد الله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (خ) (3) (سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن الهاد عن يحنس مولى مصعب ابن الزبير عن ابي سعيد الخدري الخ (غريبه) (4) قال النووي هو بفتح المهملة واسكان الراء وبالجيم وهي قرية جامعة من عمل الفرع على نحو ثمانية وسبعين ميلا من المدينة (5) سمي النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل الذي سمعه ينشد شيطانا فلعله كان كافرا وكان الشعر هو الغالب عليه أو كان شعره هذا من المذموم وقد استدل بعض العلماء على كراهة الشعر مطلقا قليله وكثيرة وان كان لا فحش فيه بهذا الحديث وقال جمهور العلماء هو مباح مالم يكن فيه فحش ونحوه قالوا وهو كلام حسنه حسن وقبيحه فبيح قال النووي وهذا هو الصواب فقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم الشعر واستنشده وامر به حسان في هجاء المشركين وانشده اصحابه بحضرته في الأسفار وغيرها وانشده الخلفاء وأئمة الصحابة وفضلاء السلف ولم ينكره أحد منهم على اطلاقه وانما انكروا المذموم منه وهو الفحش ونحوه (تخريجه) (م) (6) (سنده) حدثنا عفان قال ثنا الأسود ابن شيبان قال ثنا ابو نوفل بن أبي عقرب الخ (غريبه) (7) هذا محمول على ما كان فيه فحش ونحوه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) ورواه ايضا (طل) في مسنده (8) (حدثنا يزيد بن هارون) الخ (غريبه) (9) القائل قال أبي هو عبد الله بن الامام(1/49)
احمد والاشيب بوزن أحمد اسمه حسن وهذا اسناد ثان للحديث (10) القرض له معان منها القطع وقرضت الشعر نظمته فهو قريض فعيل بمعنى مفعول لأنه اقتطاع من الكلام قال ابن دريد وليس في الكلام يقرض البتة يعني بالضم وانما الكلام يقرض مثل يضرب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب) وفيه قزعة ابن سويد الباهلي وثقه ابن معين وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) قال الحافظ في القول المسدد في الذب عن المسند للامام احمد اورده ابن الجوزي في الموضوعات باسناد المسند وقال هذا حديث موضوع
@@@274
ما جاء في الشعر الممدوح لمصلحة شرعية
(باب ما يجوز من الشعر لمصلحة شرعية) (عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب) عن كعب بن مالك (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهجوا المشركين بالشعر ان المؤمن يجاهد بنفسه (2) وماله والذي نفس محمد بيده كأنما ينضحوهم (3) بالنبلى (وعنه من طريق ثان) (4) عن أبيه أنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل قد أنزل في الشعر ما أنزل فقال إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفس محمد بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل (5) (وعنه من طريق ثالث) (6) ان كعب بن مالك حين انزل الله تبارك وتعالى في الشعر ما أنزل اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الله تبارك وتعالى قد أنزل في الشعر ما قد(1/50)
وعاصم في عداد المجهولين قال العقيلي لا يعرف إلا بعاصم ولا يتابع عليه وقزعة بن سويد قال احمد بن حنبل مضطرب الحديث وقال ابن حبان كان كثير الخطأ فاحس الوهم فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج به اهت (قال الحافظ رحمه الله) قلت ليس في شيء من هذا ما يقضي على هذا الحديث بالوضع إلا أن يكون استنكر عدم القبول من أجل فعل المباح لأن قرض الشعر مباح فكيف يعاقب فاعله بأن لا تقبل له صلاة فلو علل بهذا لكان البق به من تعليله بعاصم وقزعة لأن عاصما ما هو من المجهولين كما قال بل ذكره ابن حبان في الثقات واما كونه تفرد برواية هذا عن أبي الأشعث فليس كذلك فقد تابعه عليه عبد القدوس حبيب عن أبي الأشعث رويناه في الجعديات عن أبي القاسم البغوي قال حدثني علي بن الجعد ثنا عبد القدوس ولكن عبد القدوس ضعيف جدا كذبه ابن المبارك فكأن العقيلي لم يعتد بمتابعته واما قزعة بن سويد فهو باهلي بصري يكنى أبا محمد روى أيضا عن جماعة من التابعين وحدث عنه جماعة من الأئمة واختلف فيه كلام يحيى بن معين فقال عباس الدورى عنه ضعيف وقال عثمان الدارمي عنه ثقة وقال أبو حاتم محله الصدق وليس بالمتين يكتب حديثه ولا يحتج به وقال ابن عدي له احاديث مستقيمة وارجو انه لا بأس به وقال البزار لم يكن بالقوي وقد حدث عنه أهل العلم وقال العجلي لا بأس به وفيه ضعف فالحاصل من كلام هؤلاء الأئمة فيه ان حديثه في مرتبة الحسن والله أعلم وقد وجدت هذا الحديث من طريق أخرى عن أبي الأشعث وذكره ابن أبي حاتم في العلل فقال سألت أبي عن حديث رواه موسى بن أيوب عن الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبد الله بن عمرو يرفعه قال من قرض بيت شعر بعد العشاء لم تقبل له صلاة حتى يصبح فقال هذا خطأ الناس يروون هذا الحديث لا يرفعونه يقولون عن عبد الله بن عمرو وفقط يعني موقوفا فقلت له الغلط ممن ؟ قال من موسى انتهى ما ذكره الحافظ في القول المسدد رحمه(1/51)
الله تعالى (باب) (1) (سنده) حدثنا علي بن بحر ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن محمد بن عبد الله بن اخي ابن شهاب عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن كعب بن مالك الخ (غريبه) (2) أي بلسانه كما يستفاد من الطريق الثانية (3) أي يرمونهم بالنبل (بفتح النون مشددة) (4) (سنده) حدثنا عبد الرزاق قال انا معمر عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الخ (5) معناه ان ماترمونهم به من الشعر كرميكم اياهم بالنبل (6) (سنده) حدثنا أبو اليمان قال إنا شعيب عن الزهري قال حدثني عبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب بن مالك ان كعب بن مالك الخ (تخريجه) أورده الهيثمي ببعض طرقه وقال رواه كله احمد بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح قال وروى الطبراني في الأوسط والكبير نحوه اهـ (قلت) وما اثبته
@@@275
قوله صلى الله عليه وسلم إن من الشعر حكما ومن البيان سحرا
علمت وكيف ترى فيه ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه (عن أبي بن كعب) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من الشعر حكمة (2) (عن ابن عباس) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من الشعر حكما (4) ومن البيان سحرا (5) وفي لفظ وان من القول سحرا (عن عبد الله بن عمرو بن العاص) (6) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أبالي ما أتيت (7) وما ركبت اذا انا شربت ترياقا وتعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل نفسي (8)(1/52)
هنا من طرقه فهو صحيح (1) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون انا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن مروان بن الحكم عن ابن الأسود بن عبد يغوت عن أبي بن كعب الخ (غريبه) (2) أي قولا صادقا مطابقا للحق موافقا للواقع وذلك ما كان منه من قبيل المواعظ وذم الدنيا والتحذير من غرورها ونحو ذلك وجلس الشعر وان كان مذموما ففيه ما يحمد لاشتماله على الحكمة وعبر بمن اشارة إلى بعضه ليس كذلك وفيه رد على من كره مطلق الشعر (تخريجه) (خ د جه) (3) (سنده) حدثنا أبو سعيد حدثنا زائدة حدثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (4) بضم الحاء وسكون الكاف الحكمة قال في النهاية أي من الشعر كلاما نافعا يمنع من الجهل والسفه وينهى عنهما قيل أراد بها المواعظ والامثال التي ينتفع بها الناس (5) البيان معناه جمع الفصاحة وفي اللفظ والبلاغة باعتبار المعنى فقد يبلغ من بيانه ان يمدح الانسان فيصدق فيه حتى يصرف القلوب الى قوله ثم يذمه فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله الآخر فكأنه سحر السامعين بفصاحته (وللعلماء خلاف في ذلك) فقيل أورده مورد الذم لتشبيهه بعمل السحر لقلبه القلوب وتزيينه القبيح وتقبيحه الحسن واليه اشار الامام مالك رحمه الله في الموطأ في باب ما يكره من الكلام (وقيل) أورده مورد المدح أي أنه تمال به القلوب ويترضى به الساخط والله أعلم (تخريجه) (د جه) والبخاري في الأدب المفرد وسكت عنه أبو داود والمنذري وروى الترمذي منه (ان من الشعر حكما) وقال حديث حسن صحيح (6) (سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني شرحبيل بن شريك المعافري عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخ (غريبه) (7) ما الأولى نافيية والثانية موصوله والراجع محذوف والموصول مع الصلة مفعول أبالي (وقوله اذا انا شربت ترياقا) شرط حذف جوابه(1/53)
لدلالة الحال عليه أي أن فعلت هذا فما أبالي كل شيء أتيت به ولكني أبالي من أتيان بعض الأشياء والترياق بالكسر دواء السموم يعني حرام عليه شرب الترياق (قال الخطابي) ليس شرب الترياق مكروها من أجل ان التداوي محضور وقد أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم التداوي والعلاج في عدة أحاديث ولكن من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي وهي محرمة والترياق أنواع فإذا لم يكن فيه لحوم الأفاعي فلا بأس بتناوله (والتميمة) تقدم الكلام عليها في باب ما لا يجوز من الرقى والتمائم من كتاب الطب في الجزء السابع عشر صحيفة 186 رقم 145 (8) أي من جهة نفسي بخلاف قوله على الحكاية وهذا وان اضافه إلى نفسه فمراده اعلام غيره بالحكم وتحذيره من ذلك الفعل (قال في اللمعات) ومعنى الحديث اني ان فعلت هذه الأشياء كنت كمن لا يبالي بما فعله من الافعال مشروعة وغيرها ولا يميز بين المشروع وغيره (تخريجه) (د ش) وابو نعيم في الحلية قال المنذري في اسناده عبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي افريقيا قال البخاري في حديثه بعض المناكير حديثه في المصريين وحكى ابن ابي حاتم
@@@276
ما جاء في شعر لبيد وامية بن أبي الصلت
(باب ما جاء في شعر لبيد وأمية بن أبي الصلت) (عن أبي هريرة) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال على المنبر اشعر بيت قالته العرب (2) (الاكل شيء ما خلا الله باطل) (3) وكاد أمية بن أبي الصلت ان يسلم (وعنه من طريق ثان) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اصدق بيت قال الشاعر (الاكل شيء الخ) (عن ابن عباس) (5) أن النبي صلى الله عليه وسلم صدق أمية في شيء من شعره فقال
رجل وثور تحت رجل يمينه والنسر للاخرى وليث مرصد (6)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق (7) وقال :
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد
تأتي فما تطلع لنا في رسلها (8) الا معذبة لا تجلد(1/54)
عن أبيه نحو هذا اهـ (قلت) قال في التهذيب ذكره ابن حبان في الثقات وقال لا يحتج بخبره اذا كان من رواية عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي فإنما وقع المناكير في حديثه من أجله (قلت) ولم يقع هذا في حديث الباب فالحديث حسن والله اعلم (باب) (1) (سنده) حدثنا اسود ثنا شريك عن ابن عمير يعني عبد الملك عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (2) جاء عند البخاري بلفظ (أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد (الاكل شيء ما خلا الله باطل) ولبيد هو الشاعر المجيد وفد علي النبي صلى الله عليه وسلم مع وفود قومه بني جعفر فأسلم وحسن اسلامه (3) المراد بالباطل هنا الفناء وهو مطابق لقوله تعالى (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) ولذلك صدقه النبي صلى الله عليه وسلم (وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم) أي قرب من ان يدخل في دين الله تعالى لأنه أكثر في شعره من ذكر التوحيد روى أن اخته الفارعة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فاستنشهدها من شعره فانشدته :
(لك الحمد والنعماء والفضل ربنا ولا شيء أعلى منك جدا وأمجد)
(ملك على عرش السماء مهيمن لعزته تعنو الوجوه وتسجد)(1/55)
وكان من شعراء الجاهلية وأدرك مبادئ الاسلام وبلغه خبر المبعث لكنه لم يوفق للايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم (4) (سنده) حدثنا سفيان عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق مذ جه) (5) (سنده) حدثنا عبد الله بن محمد (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته انا من عبد الله بن محمد قال حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن اسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبة) (6) يشير بهذا البيت إلى صفة حملة العرض من الملائكة ان منهم من هو صورة في الرجل ومنهم من هو صورة في الثيران ومنهم من هو صورة النسور ومنهم من هو في صورة الأسود ذكر الامام البغوي في تفسيره عند قوله تعالى (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) قال أي ثمانية املاك جاء في الحديث انهم اليوم اربعة فإذا كان يوم القيامة امدهم الله بأربعة اخرى فكانوا ثمانية على صورة الأوعال بين اظلافهم إلى ركبهم كما بين سماء إلى سماء وجاء في الحديث لكل ملك مهم وجه رجل ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر اهـ (7) قال الحافظ في الاصابة بعد ذكر هذا البيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق هكذا صفة حملة العرش (8) الرسل بكسر الراء وسكون المهملة الرفق والنؤدة قال ابن قتيبة ويقولون ان الشمس اذا غربت امتنعت من الطلوع وقالت لا اطلع على قوم يعبدونني من
@@@277
تحقيق أن قول الشاعر (ويأتيك بالاخبار من لم تزود) لطرفة بن العبد(1/56)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق (عن عمرو بن الشريد عن أبيه) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استنشده من شعر أمية بن أبي الصلت قال فانشده مائة قافية قال فلم أنشده شيئا الا قال إيه إيه (2) حتى اذا استفرغت من مائة قافية قال كاد أن يسلم (وعنه من طريق ثان) (3) قال قال الشريد كنت ردفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي أمعك من شعر أمية ابن أبي الصلت شيء ؟ قلت نعم فقال انشدني فانشدته بيتا فلم يزل يقول لي كلما أنشدته بيتا إيه حتى انشدته مائة بيت قال ثم سكت النبي صلى الله عليه وسلم وسكت (باب ما جاء في شعر عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت رضي الله عنهما) (حدثنا وكيع) (4) عن شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشه رضي الله عنها قال قلت لها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي شيئا من الشعر (5) قالت نعم شعر عبد الله بن رواحة (6) كان يروي هذا البيت (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) (7) (عن عائشة رضي الله عنها) (8) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا استراث الخبر تمثل فيه ببيت طرفة (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) (عن ابن المسيب) (9) ان حسان (10) قال في حلقة فيهم أبو هريرة رضي الله عنه أنشدك الله (11) يا أبا هريرة هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أجب عني (12) أيدك الله بروح القدس (13) قال نعم(1/57)
دون الله حتى تدفع وتجلد فتطلع هكذا قال والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل طب) ورجاله ثقات إلا أن ابن اسحاق مدلس (1) (سنده) حدثنا ازهر بن القاسم ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلي بن كعب الطائفي عن عمرو بن الشريد عن أبيه الخ (غريبه) (2) هذه كلمة يراد بها الاستزادة وهي مبنية على الكسر فإذا وصلت نونت فقلت ايه حدثنا واذا قلت إيها بالنصب فإنما تأمره بالسكون (نه) (3) (سنده) حدثنا روح حدثنا زكريا بن اسحاق ثنا ابراهيم بن ميسرة انه سمع عمرو بن الشريد يقول قال الشريد كنت ردفا الخ (تخريجه) (م جه) (باب) (4) (حدثنا وكيع الخ) (غريبه) (5) أي يتمثل بشيء من الشعر كما جاء في رواية الترمذي قال في القاموس تمثل بشيء ضربه مثلا (6) هذا ينافي ما سيأتي في حديثها التالي من أن الشاعر الذي تمثل النبي صلى الله عليه وسلم بشعره في قوله (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) هو طرفة بن العبد لا بعد الله بن رواحة واجاب العلماء عن ذلك بأن نسبة عائشة الشعر المذكور إلى ابن رواحة نسبة مجازية فإنه ليس له بل لطرفة بن العبد البكري في معلقته المشهورة وقد نسبته عائشه إلى طرفة أيضا كما في رواية احمد (قلت) يشير إلى حديثها التالي (7) من التزويد وهو اعطاء الزاد يقال ازاده وزوده أي اعطاه الزاد وهو طعام يتخذ للسفر وضمير المفعول محذوف أي من لم تزوده ومعناه وينقل اليك الاخبار من لم تعطه الزاد (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح (8) (عن عائشه الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في خاتمة في احاديث جرت مجرى الامثال في هذا الجزء صحيفة 206 رقم 105 (9) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب الخ (غريبه) (10) هو ابن ثابت بن المنذر بن حرام بفتح المهملة والراء الانصاري شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم (11) بفتح الهمزة وضم الشين المعجمة ونصب لفظ الجلالة أي سألتك بالله (12) اي دافع عني المعنى أجب(1/58)
الكفارعن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ هجوه واصحابه (13) يعني جبريل
278@@@
ما جاء في المفردات من المناهي
(عن عائشة رضي الله عنها) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع لحسان بن ثابت رضي الله عنه منبرك في المسجد ينافح (2) عنه بالشعر ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل ليؤيد حسان بروح القدس (3) يتافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبوب الترهيب من خصال من المناهي معدودة مبتدئا بالمفردات ثم الثنائيات ثم الثلاثيات وهكذا) (باب ما جاء في المفردات) (عن عبد الله بن مسعود) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لم يحرم حرمة إلا وقد علم انه سيطلعها منكم مطلع (5) ألا واني آخذ بحجزكم (6) أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش أو الذباب (عن ابن عمر) (7) قال سمعت ابا بكر رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعمل سوءا يجز به في الدنيا (عن عائشه رضي الله عنها) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست (9) (وعنها أيضا) (10)(1/59)
عليه السلام (وسبب هذا الحديث) مارواه البخاري في بدء الخلق ان عمر رضي الله عنه مر في المسجد وحسان ينشد فزجره فقال كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك ثم التفت الى ابي هريرة فقال أنشك الله الحديث (تخريجه) (ق نس) (1) (سنده) حدثنا موسى بن داود ثنا ابن ابي الزناد عن أبيه عن عروة عن عائشة الخ (غريبه) (2) بنون ثم فاء فحاء مهملة أي يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ويخاصم المشركين ويهجوهم مجازاة لهم على هجوهم اياه (3) أي بجبريل وتأييده امداده له بالجواب والهامه لما هو الحق والصواب (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن غريب صحيح قال صاحب المشكاة بعد ذكر هذا الحديث أخرجه البخاري وقال الحافظ بعد ذكره وعزوه الى الترمذي ما لفظه وذكر المزي ف الأطراف ان البخاري اخرجه تعليقا نحوه وأتم منه لكني لم أره فيه اهـ والله أعلم (باب) (4) (سنده) حدثنا وكيع عن المسعودي عن عثمان الثقفي أو الحسن بن سعدشك المسعودي عن عبدة النهدي عن عبد الله بن مسعود الخ (وله سند آخر عند الامام احمد ايضا) قال حدثنا ابو قطن حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبدة النهدي فذكره وكذا قال يزيد وأبو كامل عن الحسن بن سعد قال روح حدثنا المسعودي حدثنا ابو المغيرة عن الحسن بن سعد وقال الفراش أو الذباب (غريبه) (5) أي إلا علم أن بعض الناس يعلمه ويتطلع إليه ويرتكبه (6) الحجز بضم الحاء المهملة جمع حجزة وهي موضع شد الازار ثم قيل للازار حجزة للمجاورة والمعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم يمسك بازرهم خشية أن يقعوا في النار وهذا من رحمته صلى الله عليه وسل واشفاقه على أمته اللهم اجزه عنا احسن ما جازيت نبيا عن أمته (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وابو يعلي وفيه المسعودي وقد اختلط اهـ (قلت) المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي الكوفي احد الاعلام ثقة قال ابو حاتم تغير قبل موته بسنة أو سنتين اهـ وقد قرر العلماء أن وكيعا سمع منه قبل(1/60)
اختلاطه وتغيره فالحديث صحي ح(7) (سنده) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن زياد الجصاص عن علي بن زيد عن مجاهد عن ابن عمر الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده ضعيفان زياد بن أبي زياد الجصاص وعلى بن زيد بن جدعان فالحديث ضعيف (8) (سنده) حدثنا يحيى ثنا هشام حدثني ابي عن عائشه الخ (غريبه) (9) بكسر القاف وفتح المهملة أي غثت واللقيس السيء الخلق وقيل الشحيح ولقست نفسه الى الشيء اذا حرصت عليه ونازعته اليه (قال الخطابي) قوله لقست نفسي (خبثت) معناهما واحد وانما كره من ذلك لفظ الخبث وبشاعة الاسم ومنه علمهم الادب في النطق (تخريجه) (ق د نس) (10) (سنده) حدثنا أبو اليمان ومحمد بن مصعب ثالا ثنا أبو بكر بن
279@@@
ما جاء في الثنائيا من المناهي
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشؤم سوء الخلق (1) (عن أبي هريرة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقل أحدكم للعنب الكرم انما الكرم الرجل المسلم (3) (باب ما جاء في الثنائيا) (عن أبي هريرة) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شر ما في رجل (5) شح هالع وجبن خالغ (6) (عن أبي برزة الأسلمي) (7) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان مما اخشى عليكم شهوات الغيى (8) في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى (9) (وفي رواية ومضلات الفتن) (فصل منه في الثنائيات المبدوءة بعدد) (عن أبي هريرة) (10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنتان هما بالناس كفر (11) نياحة على الميت وطعن في النسب(1/61)
عبد الله بن حبيب بن عبيد قال قالت عائشه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) معناه ان سوء الخلق يوجد فيه ما يناسب الشؤم ويشاكله أو ان يتولد منه والله أعلم (تخريجه) (طس) وابو نعيم في الحلية وكذا العسكري كلهم عن عائشة وضعفه المنذري وقال الهيثمي فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف (3) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به ابو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر احاديث (منها) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقل أحدك الخ (غريبه) (3) قيل سمعت العرب الكرم كرما لأن الخمر المتخذ منه يحث على الكرم فلما حرمها الشرع نفى عنها اسم المدح ونهى عن تسميتها بذلك لئلا تتشوق لها النفوس التي عهدتها قبل وقصر هذا الاسم الحسن على الرجل المسلم وقيل أراد أن يقرر ما في قوله تعالى (إن أكرمهكم عند الله أتقاكم) اشار إلى أن المسلم جدير بأن لا يشارك فيما سماه الله به (تخريجه) (م د) وغيرهما (باب) (4) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن موسى يعني ابن علي عن أبيه عن عبد العزيز بن مروان عن أبي هريرة الخ (غريبه) (5) إنما قال شر ما في رجل ولم يقل في الانسان لأن الشح والجبن مما تحمد عليه المرأة ويذم به الرجل أو لأن الخصلتان يقعان موقع الذم من الرجال فوق ما يقعان من النساء والمعنى شر مساوئ أخلاقه (شح هالع) اي جازع يعني يحمل على الحرص على المال والجزع على ذهابه والشخ بخل مع حرص فهو أبلغ في المنع من البخل (والهلع) أفحش الجزع ومعناه انه يجزع في شحه اشد الجزع على استخراج الحق منه (6) أي شديد كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه والمراد به ما يعوض من أنواع الأفكار وضعف القلب عند الخوف من الخلع وهو نزع الشيء عن الشيء بقوة يعني حين يمنعه من محاربة الكفار والدخول في عمل الابرار فكأن الجبن يخلغ القوة والنجدة من القلب (تخريجه) (د) في الجهاد والبخاري في التاريخ قال ابن أبي حاتم اسناده متصل(1/62)
وقال الزين العراقي اسناده جيد (7) (سنده) حدثنا يزيد قال انا ابو الاشهب عن أبي الحكم البناني عن أبي برزة (يعني الاسلمي الخ) (غريبه) (8) الغيى بفتح الغين المعجمة وتشديد الياء التحتية اصله الضلال والانهماك في الباطل والظاهر ان المراد هنا أكل ما تشتهيه نفسه من ملذات الدنيا سواء كان حلالا أو حراما وعدم التعفف عن الزنا ارضاءا لشهوته (9) أي فعل ما تهواه نفسه من المعاصي فإنها تبطل عمله الصالح وتضيعه مأخوذ من الضلال الضياع ويقال مثل ذلك في الفتن والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وأورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح (فصل) (10) (سنده) حدثنا محمد ابن عبيد قال ثنا الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة الخ (غريبه) (11) جاء في رواية اخرى للامام احمد ايضا هما كفر ولفظ مسلم اثنتان الناس هما بهم كفر قال النووي فيه أقوال اصحها ان معناه هما من
280@@@
ما جاء في الثلاثيات
(عن أبي بكرة) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنبان معجلان لا يؤخران البغى وقطيعة الرحم (باب ما جاء في الثلاثيات) (عن ابن عباس) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تستقبلوا (3) ولا تحلفوا (4) ولا ينعق (5) بعضكم لبعض (عن سهل عن أبيه) (6) عن النبي صلى الله عليه وسمل انه قال ان لله عبادا لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم قيل له من اولئك يا رسول الله ؟ قال متبر من والديه راغب عنهما ومتبر من ولده وجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم (عن أبي شريح الخزاعي) (7) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (8)(1/63)
أعمال الكفار واخلاق الجاهلية (والثاني) أن يؤدي إلى الكفر(والثالث) انه كفر النعمة والاحسان (يعني انكارهما) (والرابع) ان ذلك في المستحل وفي هذا الحديث تغليظ تحريم الطعن في النسب اهـ (قلت) وتقدم الكلام على ذلك في أبوابه والله أعلم (تخريجه) (م وغيره) (1) (عن أبي بكرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الترهيب من قطع صلة الرحم في هذا الجزء صحيفة 217 رقم 28 (باب) (2) (سنده) حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته أنا من عبد الله بن محمد ثنا ابو الأحرص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (3) لعله يريد لا تستقبلوا القبلة يعني ببول أو غائط كما جاء في حديث أبي أيوب وابي هريرة وغيرهما وهي أحاديث صحيحه رواها الشيخان والامام احمد وغيرهم وتقدمت في باب النهي عن استقبال القبلة واستدبارها وقت قضاء الحاجة من كتاب الطهارة في الجزء الأول صحيفة 270 و 271 و 272 وتقدم الكلام على ذلك مستوفى هناك وحذف لفظ القبلة للعلم به ويحتمل أن يكون المراد بالاستقبال التلقى وهو تلقى البيع من الركبان قبل دخول السوق كما جاء في حديث أبي هريرة مرفوعا (لا تلقوا البيع ولا تصروا الغنم والابل للبيع) ففيه النهي عن تلقى البيع وبيع المصراة وتقدم في باب ما جاء في المصراة من كتاب البيوع والكسب في الجزء الخامس عشر صحيفة 60 رقم 306 والله أعلم (4) بفتح الحاء المهملة وتشديد الفاء مكسورة من التحفيل وهو التجمع أي تجميع اللبن في ضرع الشاة ونحوها أياما حتى يظنها المشتري غزيرة اللبن وتسمى المصراة أيضا وتقدم الكلام على معنى ذلك في الباب المشار اليه مستوفى (5) من النعيق وهو الصياح فيحتمل أن يكون من الصياح والنوح على الميت كما جاء في حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء ابكين واياكن ونعيق الشيطان (يعني الصياح والنوح على الميت) وتقدم(1/64)
في باب الرخصة في البكاء من غير نوح من كتاب الجنائز في الجزء السابع صحيفة 129 رقم 94 ويحتمل ان يراد به دعاء الراعي الغنم يصيح بها ويزجرها فنهى أن ينادي بعضهم بعضا بمثل هذا الصوت المنكر والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (6) (سنده) حدثنا محسن قال حدثنا رشدين عن زبان عن سهل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) أبوه معاذ بن أنس الجهني الصحابي رضي الله عنه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والطبراني وزاد (ولهم عذاب اليم) وفيه زبان بن فائد ضعفه احمد وابن معين وقال ابو حاتم صالح (7) (سنده) حدثنا علي بن عبد الله (قال عبد الله بن الامام احمد) واكبر علمي ان ابي حدثنا عنه قال حدثنا يزيد بن زريع قال ثنا عبد الرحمن بن اسحاق قال ثنا الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي شريح الخزاعي الخ (غريبه) (8) العتو التجبر
(م 36 – الفتح الرباني – ج 19)
281@@@
ما جاء في الثلاثيات
الناس على الله عز وجل من قتل غير قاتله أو طلب بدم الجاهلية من أهل الاسلام أو بصر عينيه في النوم مالم تبصر (عن رويفع بن ثابت الانصارب) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رويفع لعل الحياة ستطول بك فأخبر الناس أنه من عقد لحيته (2) أو تقلد وترا أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمد صلى الله عليه وسلم منه بريء (وفي لفظ) فقد برئ بما أنزل على محمد (عن أبي هريرة) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تقول علي مالم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد (4) فقد خانه ومن أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه (5) (وعنه أيضا) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب الرجل(1/65)
والتكبر (تخريجه) (ك) من طريق الزهري أيضا بسند حديث الباب وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه إلا أن يونس بن زيد رواه عن الزهري باسناد آخر (ثم قال) أنبأنا يونس عن الزهري عن مسلم بن يزيد عن أبي شريح الكعبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث اهـ (قلت) قال الذهبي صحيح لكن اختلف على الزهري فيه (ابن وهب) ثنا يونس عن الزهري عن مسلم بن يزيد عن أبي سريح بهذا هذا ما قاله الذهبي والله أعلم (1) (سنده) حدثنا حسن بن موسى الأشيب قال انا ابن لهيعة قال ثنا عياش بن عباس عن شييم بن بيتان قال ثنا رويفع بن ثابت قال كان أحدنا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ جمل أخيه على أن يعطيه النصف مما يغنم وله النصف حتى أحدنا ليطير له النصل والريش والآخر القدح ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رويفع لعل الحياة الخ (غريبه) (2) قال الخطابي نهيه صلى الله عليه وسلم عن عقد اللحية يفسر على وجهين (أحدهما) ما كانوا يفعلونه من ذلك في الحروب كانوا في الجاهلية يعقدون لحاهم وذلك من زي الأعاجم يفتلونها ويعقدونها وقيل معناه معالجة الشعر لينعقد ويتجعد وذلك من فعل أهل التوضيع والتأنيب (وأما نهيه عن تقلد الوتر) فقد قيل ان ذلك من العوذ التي كانوا يعقلونها عليه والتمائم التي يشدونها بتلك الأوتار وكانوا يرون أنها تعصم من الآفات وتدفع عنهم المكاره فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من فعلهم ونهاهم عنه وقد قيل ان ذلك من جهة الأجراس التي كانوا يعلقونها بها وقيل انه نهى عن ذلك لئلا تختنق الخيل بها عند شدة الركض (تخريجه) (د نس) وسكت عنه أبو داود والمنذري وتقدم منه الجزء المختص بالجهاد مشروحا في باب اخلاص النية في الجهاد وما جاء في أخذ الأجرة عليه من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 32 رقم 68 (3) (سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد من كتابه قال ثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب ثنا بكر بن عمرو المعافري عن عمرو(1/66)
بن أبي نعيمة عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة الخ (غريبه) (4) الرشد بالتحريك وبضم الراء وسكون المعجمة الهداية والدلالة على مافيه الخير والسداد فإذا أشار عليه بغير ما يراه صوابا فقد خانه ولذلك جاء في لفظ (فأشار عليه بأمر وهو يرى الرشد في غيره فقد خانه) (5) معناه أن من افتى رجلا جاهلا بحكم من غير حجة ولا تثبت فيه وكانت الفتيا على غير الصواب فإثم المستفتي على المفتي والثبت بالتحريك الحجة والبينة والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الامام احمد ورجاله كلهم ثقات وتقدم الكلام عن شرح الجزء الأول منه في باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتاب العلم في الجزء الأول صحيفة 177 (6) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا حماد عن أيوب عن عكرمة عن
282@@@
ما جاء في الثلاثيات
قائما (1) وعن الشرب من في السقاء وأن يمنع الرجل جاره أن يضع الخشبة في حائطه (2) (عن وائلة بن الأسقع) (3) قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم أن من أعظم الفيرى (4) أن يدعي الرجل إلى غير أبيه أو يرى في المنام مالم تريا (5) أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل (6) (حدثنا محمد بن جعفر) (7) ثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت رجلا من بني ليث قال أشهد على عمران بن حصين قال شعبة او (8) قال عمران اشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه نهى عن الحناتم أو قال الحنتم (9) (وفي لفظ) عن الشرب في الحناتم وخاتم الذهب والحرير (10) (عن ثوبان) (11) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يحل لامرئ من المسلمين أن ينظر في جوف بيت امرئ حتى يستأذن فإن نظر فقد دخل (12) ولا يؤم قوما فيختص نفسه بدعاء دونهم فإن فعل فقد خانهم (13)(1/67)
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) النهي عن شرب قائما تقدم الكلام عليه في بابه من كتاب الاشربة في الجزء السابع عشر صحيفة 110 وكذلك النهي عن الشرب من في السقاء تقدم الكلام على شرحه في بابه في الجزء المذكور صحيفة 111 (2) تقدم الكلام على ذلك في باب ما جاء في وضع الخشب على جدار الجار من كتاب الصلح وأحكام الجوار في الجزء الخامس عشر صحيفة 109 (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق من حديث أبي هريرة لغير الامام احمد وسنده جيد ورجاله ثقات وأخرجه الأئمة مقطعا في أبوابه والله أعلم (3) (سنده) حدثنا عصام بن خالد وابو المغيرة قالا حدثنا حريز بن عثمان قال سمعت عبد الواحد بن عبد الله النصري قال سمعت وائلة بن الأسقع يقول قال نبي الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (4) بكسر الفاء وفتح الراء جمع فرية يعني الكذب والاختلاق أي من أكذب الكذب وأشنعه انتساب المرء إلى غير أبيه (5) اي يدعي أن عينيه رأتا في المنام مالم ترياه (6) معناه أن يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا ولم يسمع كما صرح بذلك في رواية أخرى للامام احمد ايضا بلفظ (ويقول سمعني ولم يسمع مني) (تخريجه) (خ) (7) (حدثنا محمد بن جعفر الخ) (غريبه) (8) أو للشك من شعبة هل قال الرجل اشهد على عمران أو عمران هو الذي قال اشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم (9) الحنتم بوزن مريم الخزف الأخضر والمراد الجرة ويقال لكل اسود حنتم والأخضر عند العرب اسود وتقدم الكلام على ذلك في باب ما لا يجوز من الانبذة ونبيذ الجر من كتاب الاشربة في الجزء السابع عشر صحيفة 119 (10) تقدم الكلام على ذلك في أبواب ما جاء في الذهب والفضة والحرير من كتاب اللباس والزينة في الجزء السابع عشر صحيفة 247 (تخريجه) أخرج الترمذي والنسائي الجزء المختص بخاتم الذهب منه وفي اسناده عند الامام احمد رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات (11) (سنده) حدثنا الحكم بن نافع(1/68)
ثنا اسماعيل بن عياش عن حبيب بن صالح عن يزيد بن شريح الحضرمي عن أبي حيى المؤذن عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) ثوبان هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (غريبه) (12) معناه ان من نظر إلى بيت غيره بغير اذن كان كمن دخل بغير اذن يعني انهما في الوزن سواء (13) يعني ان المطلوب من الامام أن يعمم الدعاء في صلاته ليتناول المصلين وراءه لأنهم يعتمدون على دعائه ويؤمنون جميعا اذا دعا اعتمادا على عمومه فكيف يخص بذلك الدعاء نفسه وهذا في القنوت ونحوه من كل ما يجهر به
283@@@
ما جاء في الثلاثيات المبدوءة بعدد
ولا يصلي وهو حقن (1) حتى يخفف (فصل منه في الثلاثيات المبدوءة بعدد) (عن عبد الله بن عمر) (2) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق والديوث (3) الذي يقر في أهله الخبث (وعنه أيضا) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله اليهم يوم القيامة العاق والديه والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال والديوث وثلاث لا ينظر الله اليهم يوم القيامة العاق بوالديه والمدمن الخمر والمنان بما أعطى (عن عبد الله بن عمرو) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث اذا كن في الرجال فهو المنافق الخالص ان حدث كذب وان وعد اختلف وان ائتمن خان ومن كانت فيه خصلة منهن لم يزل يعني فيه خصلة من النفاق حتى يدعها (حدثنا عبد الرحمن) (6) يعني ابن اسحق عن سعيد عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من عمل أهل الجاهلية لا يتركهن اهل الاسلام النياحة (7) والاستسقاء بالأنواء وكذا (8) قلت لسعيد وما هو قال دعوى الجاهلية يا آل فلان يا آل(1/69)
أما ما يسر فيه كدعاء الافتتاح ونحوه فلا كراهة (1) جاء في بعض الروايات وهو حاقن وهما سواء وهو الذي حبس بوله كالحاقب بالباء الموحدة للغائط والمعنى أنه يكره للرجل أن يصلي وهو حابس البول أو الغائط لأنه ينافي الخشوع وهذا اذا لم يمنعه عن اداء شيء من الاركان فإن منعه عن ذلك بطلت صلاته (تخريجه) (د مذ) وقال الترمذي حديث ثوبان حديث حسن (فصل منه) (2) (سنده) حدثنا يعقوب حدثنا ابي عن الوليد ابن كثير عن قطن بن وهب بن عويمر بن الاجدع عمن حدثه عن سالم بن عبد الله بن عمر انه سمعه يقول حدثني عبد الله بن عمر الخ (غريبه) (3) هو الذي لا يغار على أهله وقيل هو سرياني معرب وفسره في الحديث بأنه الذي يقر في أهله الخبث بضم الخاء المعجمة وسكون الموحدة وهو الفسق والفجور والمعنى انه يرضى بذلك من زوجته ومحارمه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) يؤيده ما بعده وأورده المنذري بهذا اللفظ وعزاه للامام احمد قال واللفظ له والنسائي والبزار والحاكم وقال صحيح الاسناد (4) (سنده) حدثنا يعقوب حدثنا عاصم بن محمد يعني ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أخيه عمر بن محمد عن عبد الله بن يسار مولى ابن عمر قال اشهد لقد سمعت سالما يقول قال عبد الله (يعني ابن عمر) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه النسائي والبزار واللفظ له باسنادين جيدين والحاكم وقال صحيح الاسناد (قلت) روى الحاكم شطره الثاني وصححه وأقره الذهبي (قال المنذري) وروى ابن حبان في صحيحه شطره الأول والله أعلم (5) (سنده) حدثنا الوليد بن القاسم بن الوليد سمعت أبي يذكره عن أبي الحجاج عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ من حديث عبد الله بن عمرو لغير الامام احمد واخرجه بمعناه من حديث أبي هريرة الشيخان والامام احمد وتقدم في باب الترهيب من النفاق(1/70)
في هذا الجزء صحيفة 132 رقم 81 (حدثنا عبد الرحمن الخ) (غريبه) (7) تقدم الكلام على النياحة في باب ما لا يجوز من البكاء على الميت من كتاب الجنائز في الجزء السابع صحيفة 109 رقم 81 (حدثنا عبد الرحمن الخ) (غريبه) (7) تقدم الكلام على النياحة في باب ما لا يجوز من البكاء على الميت من كتاب الجنائز في الجزء السابع صحيفة 109 وعلى الاستسقاء بالأنواء في باب كفر من قال مطرنا بنوء كذا من أبواب الاستسقاء في الجزء السادس صحيفة 252 (8) الظاهر ان
284@@@
ما جاء في الثلاثيات المبدوءة بعدد
فلان يا آل فلان (عن أبي هريرة) (1) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده (وعنه أيضا) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم رجل على فضل ماء بالفلاة (3) يمنعه من ابن السبيل ورجل بايع الامام ولا يبايعه إلا لدينا فإن اعطاه منها وفي له وان لم يعطه لم يف له قال ورجل بايع رجلا سلعة بعد العصر (4) فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك (عن المغيرة بن شعبة) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله كره لكم ثلاثا قيل وقال (6) وكثرة السؤال (7) واضاعة المال (8) وحرم عليكم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأد البنات (9) وعقوق الأمهات (10) ومنع وهات (عن رجل من ثقيف) (11) قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاث فلم يرخص لنا في شيء منهن سألناه أن يرد الينا ابا بكرة وكان مملوكا واسلم قبلنا فقال لا هو طليق الله ثم طليق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سألناه أن يرخص لنا في الشتاء وكانت أرضنا أرضا باردة يعني في الطهور فلم يرخص لنا (12)(1/71)
سعيد الراوي عن أبي هريرة نسي الثالثة فقال له عبد الرحمن بن اسحاق الراوي عنه وما هو يعني الأمر الثالث فتذكر فقال دعوى الجاهلية ثم فسره بقوله يا آل فلان يا آل فلان يعني يستغيث بقبيلته وذويه (تخريجه) (مذ حب) وقال الترمذي هذا حديث حسن (1) (سنده) حدثنا عفان حدثنا ابان حدثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو جعفر عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (د مذ) والبخاري في الأدب المفرد وحسنه الترمذي (2) (سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال الخ (غريبه) (3) الفلاة بفتح الفاء معناه المكان القفر الذي لا أنيس به (4) خص ما بعد العصر لشرفه بسبب اجتماع ملائكة الليل والنهار في ذلك الوقت فالحالف في ذلك الوقت كاذبا مستحق هذا الوعيد وهذا لا ينافي عقاب من حلف كاذبا في أي وقت لكنه في هذا الوقت أشد (تخريجه) (ق د نس جه) وغيرهم (5) (سنده) حدثنا حسين ثنا شيبان عن منصور عن الشعى عن وارد عن المغيرة بن شعبة الخ (غريبه) (6) يريد بذلك حكاية أقاويل الغير وفي الصحيح (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع) (7) أي سؤال المال وعن المشكلات أو عما لا يعني وحمله على المعنى الأعم أو في يحق المقام (8) اضاعة المال تكون بانفاقه في غير ما خلق لأجله كالتبذير وسوء التدبير قال تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) (9) أي دفنهن أحياءا حين يولدن كما كان يفعل أهل الجاهلية خشية من لحوق العار بهم من أجلهن (10) وكذا الآباء لقوله تعالى (ولا تقل لهما أف) الآية وخص الامهات بالذكر لأن العقوق اليهن اسرع لضعفهن والتنبيه على أن برهن آكد لتضاعف حقوقهن فهو من تخصيص الشيء بالذكر اظهارا لتعظيم موقعه (ومنع وهات) جاء في بعض الروايات (ومنها) أي وحرم عليكم منع ما وجب من الحقوق لو طلب ما حرم عليكم من المحظورات (تخريجه) (ق وغيرهما) (11) (سنده) حدثنا علي بن عاصم انا المغيرة عن شباك عن عامر اخبرني فلان الثقفي قال سألنا رسول الله صلى الله(1/72)
عليه وسلم الخ (غريبه) (12) الظاهر والله أعلم أنهم طلبوا منه ان يرخص لهم في ترك الطهور بالماء فلم يرخص لهم وكأنه صلى الله عليه وسلم رأى أن الطهور بالماء
285@@@
ما جاء في الثلاثيات المبدوءة بعدد
وسألناه أن يرخص لنا في الدباء (1) فلم يرخص لنا فيه (عن أبي موسى الأشعري) (2) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر وقاطع رحم ومصدق بالسحر ومن مات مدمنا للخمر سقاه الله عز وجل من نهر الغوطة قيل وما نهر الغوطة ؟ قال نهر يجري من فروج المومسات (3) يؤذي أهل النار ريح فروجهم (عن أبي ذر) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم قال قلت يا رسول الله من هم خسروا وخابوا قال فاعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات قال المسبل (5) والمنفق سلعته (6) بالحلف الكاذب أو الفاجر (7) والمنان (عن ثوبان) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فارق الروح الجسد وهو بريء من ثلاث دخل الجنة الكبر والدين والغلول (9) (عن فضالة بن عبيد) (10) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ثلاثة لا تسأل عنهم (11) رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا وأمة أو عبد أبق فمات (12) وامرأة غلب عنها زوجها قد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده (13) فلا تسأل عنهم (14) وثلاثة لا تسأل عنهم رجل نازع الله عز وجل رداءه فإن رداءه الكبرياء (15) وازاره العزة ورجل شك في أمر الله (16) والقنوط من رحمة الله عز وجل (17)(1/73)
لا يضرهم والله أعلم (1) بضم المهملة وتشديد الموحدة مفتوحة يعني القرع وهو من الأوعية التي نهى عن الانتباذ فيها ثم رخص لهم فيها بعد ذلك بشرط أن لا يشتد ما فيها ويسكر (تخريجه) رواه ابن اسحاق في السيرة ورجاله ثقات (2) (سنده) حدثنا علي بن عبد الله ثنا المعتمر بن سليمان قال قرأت على الفضيل ابن ميسرة عن حديك أبي جرير ان ابا بردة حدثه عن حديث أبي موسى أن للنبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) يعني الزانيات (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (حم عل حب) والحاكم وصححه وفي رواية ابن حبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع رحم (4) (سنده) حدثنا عفان ثنا شعبة قال علي بن مدرك أخبرني قال سمعت أبا زرعة يحدث عن خرشة بن الحر عن أبي ذر (غريبه) (5) يعني المسبل ازاره اسفل الكعب (6) أي المروجها (7) الكاذب أو الفاجر صفة للحلف وأو للشك من الراوي (والمنان) الذي لا يعطي شيئا الا منه واعتد به على من اعطاه وهو مذموم لأن المنة تفسد الصنيعة (تخريجه) (م والأربعة) (8) (سنده) حدثنا عفان ثنا همام وأبا قالا ثنا قتادة عن سالم عن معدان عن ثوبان (يعني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم) عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (9) بضمتين الخيانة في الغنيمة (تخريجه) (مذ جه) وسنده جيد (10) (سنده) حدثنا ابو عبد الرحمن ثنا حيوة قال اخبرني أبو هانئ أن أبا علي عمرو بن مالك الجنسى حدثه فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (11) أي فإنهم من الهالكين (12) أي هرب من سيده أو سيدته فمات وهو هارب فإنه يموت عاصيا (13) أظهرت زينتها ومحاسنها للاجانب (14) فائدة ذكره ثانيا تأكيد العلم ومزيد بيان الحكم (15) معناه أن من تكبر من المخلوقين أو تعزز فقد نازع الله عز وجل في وصفه من صفاته وهي الكبرياء الخاص به من كان هذا شأنه فله في الدنيا الذل والصغار وفي الآخرة عذاب النار (16)(1/74)
أي في وجود الله عز وجل قال تعالى (أفي الله شك) ؟ (17) اي ورجل قنط من رحمة الله والقنوط بالضم
286@@@
ما جاء في الثلاثيات المبدوءة بعدد
(عن الشعبي) (1) قال قالت عائشه رضي الله عنها لابن ابي السائب قاص (2) أهل المدينة ثلاثا لتبايعني عليهن أو لأناجزنك (3) فقال ما هن ؟ بل أنا ابايعك يا أم المؤمنين قالت اجتنب السجع من الدعاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا لا يفعلون ذلك وقال اسماعيل (4) مرة فقالت اني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم لا يفعلون ذاك وقص على الناس في كل جمعة مرة فإن أبيت فثنتين فان أبيت فثلاثا فلا تمل الناس هذا الكتاب (5) ولا الفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقطع عليهم حديثهم ولكن اتركهم فإذا جرءوك (6) عليه وأمروك به فحدثهم (عن عائشه) (7) رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسل الدواوين (8) عند الله عز وجل ثلاثة ديوان لا يعباء الله به شيئا (9) وديوان لا يترك الله منه شيئا (10) وديوان لا يغفره الله فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله قال الله عز وجل (ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه أو صلاة تركها فإن الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء (11) وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص (12) لا محالة(1/75)
أي اليأس من رحمة الله قال تعالى (أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) (تخريجه) اخرج الشطر الأول منه (ك عل طب حب) والبخاري في الأدب المفرد وقال الحاكم على شرطها ولا علم له علة وأقره الذهبي وقال رجاله ثقات وأخرج الشطر الثاني منه (طب عل) والبخاري في الادب المفرد وقال الهيثمي رجاله ثقات (1) (سنده) حدثنا اسماعيل قال حدثنا داود عن الشعبي قال قالت عائشة الخ (غريبه) (2) القاص الذي يأتي بالقصة على وجهها بأخبار من مضى من الأمم السالفة كأنه يتتبع معانيها والفاظها (3) اي لأقاتلنك وأخاصمنك (4) اسماعيل شيخ الامام احمد الذي روى عنه هذا الأثر (5) انما حددت له ذلك عائشة رضي الله عنها لأنها خشيت ان يصرف الناس من مدارسه كتاب الله عز وجل (6) هو من الجراءة الاقدام على الشيء ومعناه ان قدموك وامروك بالحديث فحدثهم والله أعلم (تخريجه) لم أقف على هذا الاثر لغير الامام احمد وسنده جيد (7) (سنده) حدثنا يزيد قال انا صدقة بن موسى قال حدثنا ابو عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس عن عائشة الخ (غريبه) (8) جمع ديوان بكسر الدال المهملة وقد تفتح فارسي معرب قال ابن العربي هو الدفتر قال في المغرب الديوان الجريدة من دون الكتب اذا جمعها لأنها قطعة من القراطيس مجموعة قال الطيبي والمراد هنا صحائف الأعمال ثلاثة (9) يقال ما عبأت به اذا لم ابال به وأصله من العبئ أي الثقل بكسر المثلثة وسكون القاف كأنه قال ما أرى له وزنا ولا قدرا قال تعالى (ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) (10) اي بل يعمل فيه بقضية العدل بين أهله (11) اي لأنه حق كريم وشأن الكريم المسامحة (12) اي لا بد أن يطالب بها حتى يقع القصاص من بعضهم لبعض (قال الطيبي) انما قال في القرينه الأولى لا يغفره الله (يعني الشرك بالله) ليدل على أن الشرك لا يغفر اصلا وفي الثالثة لا يترك (يعني ظلم العباد بعضهم بعضا) ليؤذن بأن حق الغير لا يهمهل قطعا اما بأن يقتص من خصمه أو يرضيه(1/76)
الله عنه وفي الثانية (لا يعبأ) يعني حق الله عز وجل
287@@@
ما جاء في الرباعيات
(عن أبي هريرة) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه فهو منافق وان صام وصلى وزعم أنه مسلم أذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا ائتمن خان (باب ما جاء في الرباعيات) (عن ابن عباس) (2) يرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر (عن ابن عمر) (3) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حدود الله عز وجل فقد ضاد الله في أمره (4) ومن مات وعليه دين فليس بالدينار ولا بالدرهم ولكنها الحسنات والسيئات (5) ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع (6) ومن قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغه الخبال (7) حتى يخرج مما قال (عن عبد الله بن عمرو) (8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل أن ينكح المرأة بطلان أخرى ولا يحل لرجل أن يبيع على بيع صاحبه حتى يذره (9) ولا يحل لثلاث نفر يكونون بأرض فلاة الا أمروا عليهم أحدهم (10) ولا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة يناجي(1/77)
ليشعر بأن حقه تعالى مبني على المساهلة فيترك كرما وجودا ولطفا (تخريجه) (ك) وصححه وتعقبه الذهبي بأن صدقة ضعفوه وابن بابنوس فيه جهالة اهـ وقال الهيثمي في سند احمد صدقه بن موسى ضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات (1) (سنده) حدثنا حسن ثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة عن الننبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن الحسن صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه الخ (تخريجه) الحديث تقدم نحوه عن أبي هريرة أيضا في باب الترهيب من النفاق في هذا الجزء صحيفة 132 رقم 81 ولفظه آيه المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا ائتمن خان رواه الشيخان وغيرهما (2) (عن ابن عباس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب هلاك كل أمة لم تقم بهذا الواجب من كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الجزء صحيفة 176 رقم 58 فارجع اليه (3) (سنده) حدثنا حسن بن موسى قال حدثنا زهير حدثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد قال خرجنا حجاجا عشرة من أهل الشام حتى أتينا مكة فذكر الحديث قال فأتينا فخرج الينا يعني ابن عمر فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حالت شفاعته الخ (غريبه) (4) اي فقد خالف أمر الله عز وجل وعمل على تعطيل حدوده (5) معناه أنه يؤخذ من حسنات المدين وتدفع الى الدائن فإذا لم تف حسناته أخذ من سيئات الدائن ودفعت الى المدين (6) أي يكف عنه ويتوب منه (7) قال المنذري الردغة بفتح الراء وسكون الدال المهملة وتحريكها أيضا وبالغين المعجمة هي الوحل والخبال بفتح الخاء وبالباء الموحدة هي عصارة أهل النار أو عرقهم كما جاء مفسرا في صحيح مسلم وغيره (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أبو داود واللفظ له والطبراني باسناد جيد نحوه وزاد في آخره وليس بخارج (قلت) لفظ أبي داود الذي ذكره المنذري ليس فيه من مات وعليه دين قال ورواه الحاكم مطولا ومختصرا(1/78)
وقال في كل منهما صحيح الاسناد (8) (سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا عبد الله بن هبيرة عن أبي سالم الجيشاني عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبه) (9) تقدم شرحه في باب النهي أن يخطب الرجل على خطبة أخيخ من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر صحيفة 152 رقم 36 (10) قال الخطابي انا أمر بذلك ليكون
288@@@
ما جاء في الرباعيات المبدوءة بعدد من المناهي
اثنان دون صاحبهما (1) (وعنه أيضا) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا منان ولا ولد زنية (ز) (عن علي رضي الله عنه) (3) قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا علي اسبغ الوضوء وان شق عليك ولا تأكل الصدقة (4) ولا تنز الحمير على الخيل ولا تجالس أصحاب النجوم (5) (فصل منه في الرباعيات المبدوءة بعدد) (عن عبد الله بن عمرو) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع من كن فيه منافقا أو كانت فيه خصلة من الأربع كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر (عن أبي هريرة) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اربع من امر الجاهلية لن يدعهن الناس التعيير (8) في الاحساب والنياحة على الميت والأتواء (9) وأجرب بعير فاجرب مائة من اجرب البعير(1/79)
أمرهم جميعا ولا يتفرق بهم الرأي ولا يقع بينهم خلاف فيعنتوا وفيه دليل على أن الرجلين اذا حكما رجلا بينهما في قضية فقضى بالحق فقد نفذ حكمه (1) تقدم الكلام عليه في باب آداب تختص بمن في المجلس من كتاب المجالس في هذا الجزء صحيفة 167 رثم 20 و 21 و 22 (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه ابن لهيعة وهو لين وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) ابن لهيعة صرح بالتحديث فالحديث على أقل درجاته حسن لا سيما وقد رواه أئمة الحديث مقطعا في أبواب متفرقة بأسانيد صحيحه (2) (وعنه أيضا) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في ولد الزنا من كتاب الحدود في الجزء السادس عشر صحيفة 72 رقم 192 (3) (سنده) حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا هارون ابن مسلم حدثنا القاسم عن عبد الرحمن عن محمد بن علي عن أبيه عن علي الخ (غريبه) (4) أي لأنها محرمة على بني هاشم (ولا تنز الحمير على الخيل) أي لا تحملها عليها للنسل يقال نزوته على الشيء انزو نزوا إذا وثبت عليه وتقدم الكلام على ذلك في باب استحباب تكثير نسل الخيل في آخر كتاب الجهاد في الجزء الخامس عشر صحيفة 134 (5) أي لأن الكثير منهم يخبر بالمغيبات التي لا يعلمها إلا الله وهذا مناف لقوله تعالى (قل لا يعلم من السماوات والأرض الغيب إلا الله) (نخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن احمد وفيه هارون بن احمد وفيه هارون بن مسلم صاحب الحناء لينه أبو حاتم ووثقه الحاكم وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) محمد بن على المذكور في السنده هو الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو ثقة إلا أن اباه زين العابدين لم يدرك علي بن أب يطالب جده فروايته عنه مرسلة والله أعلم (فصل منه) (6) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سليمان (قال عبد الله بن الامام احمد) قال أبي وابن نمير قال اخبرنا الاعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن(1/80)
العاص) عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق د مذ نس) (7) (سنده) حدثنا يزيد انا المسعودي عن علقمة ابن مرثد عن أبي الربيع عن أبي هريرة الخ (غريبه) (8) يعني الطعن في الاحساب كما صرح بذلك في رواية الترمذي (والاحساب) جمع حسب وهو ما يعده الرجل من الخصال التي تكون فيه كالشجاعة والفصاحة ونحو ذلك وقيل الحسب ما يعده الانسان من مفاخر آبائه (قال ابن السكيت) الحسب والكرم يكونان في الرجل وان لم يكن لآبائه شرف والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء (9) كأن يقول مطرنا بنوء كذا وتقدم الكلام على ذلك في باب كفر من قال مطرنا بنوء كذا من أبواب صلاة
(م 37 – الفتح الرباني – ج 19)
289@@@
ما جاء في الرباعيات المبدوءة بعدد من المناهي
الأول ؟ (عن أبي سعيد) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القلوب أربعة قلب أجرد (2) فيه مثل السراج يزهر وقلب أغلف مربوط على غلافه (3) وقلب منكوس (4) وقلب مصفح (5) فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن سراجه فيه نوره وأما القلب الأغلف فقلب الكافر وأما القلب المنكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق فمثل الايمان فيه كمثل البقلة (6) ممدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة (7) يمدها القيح والدم فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه (وعنه أيضا) (8) قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا فأعجبتني وأينقني قال عفان (9) وأنقني نهى أن تسافر المرأة مسيرة يومين قال عفان أو ليلتين الا ومعها زوج أو ذو محرم ونهى عن الصلاة في ساعتين بعد الغداة حتى تطلع الشمس وبعد العصرة حتى تغيب ونهى عن صيام يومين يوم النحر ويم الفطر وقال لا تشد الرحال إلا في ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي هذا (عن أبي مالك الأشعري) (10)(1/81)
الاستسقاء في الجزء السادس صحيفة 252 (وقوله وأجرب بعير) أي صار ذا جرب (فأجرب مائة بعير) أي سرت منه العدوى إلى مائة بعير فأجربتها وسبق الكلام على ذلك في الباب الأول من أبواب ما جاء في العدوى والطيرة الخ في الجزء السابع عشر صحيفة 192 رقم 161 فارجع اليه تجد ما يسرك (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن (1) (سنده) حدثنا ابو النضر ثنا ابو معاوية يعني شيبان عن ليث عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي سعيد (يعني الخدري) الخ (غريبه) (2) أي ليس فيه غل ولا غش فهو أصل الفطرة فتور الايمان فيه يزهر (3) أي عليه غشاء عن سماع الحق وقبوله (4) أي عرف الايمان ثم انكره ورجع إلى الكفر (5) المصفح بضم الميم وسكون الصاد المهملة وفتح الفاء الذي له وجهان يلقى أهل الكفر بوجه وأهل الايمان بوجه وصفح كل شيء وجهه وناحيته (6) البقل كل نبات أخضرت به الأرض قاله ابن فارس (7) بفتح القاف وضمها الجرح (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طس) وفي اسناده ليث بن ابي سليم اهـ (قلت) يشير الى انه متكلم فيه قال في الخلاصة قال احمد مضطرب الحديث وقال الفضيل بن عياض ليث أعلم اهل الكوفة بالمناسك وقال الدار قطني انما انكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد قرنه مسلم بآخر (8) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر وعفان قالا ثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن قزعة قال سمعت أبا سعيد الخدري قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) جاء في آخر الحديث قال عفان (يعني احد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث) قال في حديثه قال عبد الملك بن عمير انبأني قال سمعت قزعة مولى زياد (غريبه) (9) عفان هو الذي اشرت اليه عقب السند (وقوله وأينقتني) هو عطف مرادف لأعجبنني إذ معناهما واحد (قال في النهاية) فأنقنني أي أعجبنني والأنق بالفتح الفرح والسرور والشيء الأنيق المعجب والمحدثون يروونه أينقنني وليس بشيء وقد جاء في صحيح مسلم لا أينق بحديثه أي لا(1/82)
أعجب وهي كذا تروى (تخريجه) هذا الحديث يتضمن أربعة احكام مهمة وهو حديث صحيح رواه الشيخان والأربعة إلا النسائي وهو عند الجميع في الصلاة والمساجد والصيام والحج وتقدم شرحه وغيره في هذه الابواب في الفتح الرباني والله الموفق (10) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق ثنا موسى اخبرني ابان بن يزيد عن يحيى
290@@@
ما جاء في الخماسيات من المناهي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من الجاهلية لا يتركن الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة والنائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال (1) من قطران أو درع (2) من جرب (عن أبي هريرة) (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة الدجال (باب ما جاء في الخماسيات) (عن عبد الله بن عمر) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم على أمتى الخمر والميسر والمزر (5) والكوبة والقنين (6) وزادني صلاة الوتر (7) قال يزيد (أحد الرواة) القنين البرابط (عن أبي هريرة) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبع حاضر لباد ولا تناجشوا ولا يزيد الرجل على بيع أخيه ولا يخطب على خطبته ولا تسأل امرأة طلاق اختها (وعنه أيضا) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسرق سارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يزني زان حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الشارب حين يشرب وهو مؤمن يعني الخمر (10) والذي نفس محمد بيده ولا ينهب أحدكم نهبة ذات شرف يرفع اليه المؤمنون أعينهم فيها وهو حين ينتهبها(1/83)
ابن أبي كثير عن زيد بن أبي سلام عن أبي مالك الأشعري الخ (غريبه) (1) السربال القميص أو القطران بفتح القاف وكسر الطاء (قال ابن عباس) هو النحاس المذاب وقال الحسن هو قطران الابل (3) درع المرأة قميصها (قال في النهاية) النوائح عليهن سراييل من قطران وقد تطلق السرابيل على الدروع (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه مسلم وابن ماجه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النياحة من أمر الجاهلية وان النائحة اذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران ودرعا من لهب النار نعوذ بالله من ذلك (3) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان حدثنا عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن ابي هريرة الخ (تخريجه) (نس) وسنده صحيح (باب) (4) (سنده) حدثنا يزيد أخبرنا فرج بن فضالة عن ابراهيم بن عبد الرحمن بن رافع عن أبيه عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبه) (5) المزر بكسر الميم وسكون الزاي وآخره راء نبيذ يتخذ من الذرة وقيل من الشعير والحنطة (والكوبة) بضم الكاف قال الخطابي يفسر بالطبل ويقال هو النرد ويدخل في معناه كل وتر ومزهر ونحو ذلكمن الملاهي والغناء (6) القنين بكسر القاف وتشديد النون المكسورة وآخره نون ايضا (قال في النهاية) لعبة الروم يقامرون بها وقيل هو الطنبور بالحبشية والتقنين الضرب بها (7) قال الخطابي معناه الزيادة في النوافل وذلك ان نوافل الصلاة تقع لا وتر فيها فقيل أمدكم بصلاة وزادكم صلاة لم تكونوا تصلونها قبل على تلك الهيئة والصورة وهي الوتر (قال يزيد) يعني الذي روى عنه الامام احمد هذا الحديث فسر القنين بالبرابط والبرابط جمع بربط قال في النهاية البربط ملهاة تشبه العود وهو فارسي معرب واصله بربت لأن الضارب به يضعه على صدره واسم الصدر (بر) (8) (سنده) حدثنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن ابي هريرة الخ (تخريجه) (ق وغيرها) وتقدم شرحه في أبوابه (9) (سنده) حدثنا عبد(1/84)
الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة فذكر أحاديث منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسرق سارق الخ (10) تقدم شرح هذا الجزء من الحديث
291@@@
ما جاء في الخماسيات المبدوءة بعدد من المناهي
مؤمن ولا يغل أحدكم حين يغل وهو مؤمن (1) فأياكم واياكم (عن حنش الصنعائي) (2) قال غزونا مع رويفع بن ثابت الانصاري قرية من قرى المغرب يقال لها جربة فقام فينا خطيبا فقال ايها الناس اني لا أقول فيكم إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قام فينا يوم حنين فقال لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماؤه زرع غيره يعني اتيان الحبالى من السبايا وان يصيب امرأة ثيبا من السبى حتى يسترها يعني اذا اشتراها وان يبيع مغنما حتى يقسم وأن يركب دابة من فيء المسلمين حتى اذا أعجفها ردها فيه وأن يلبس ثوبا من قيء المسلمين حتى اذا اخلقه رده فيه (حدثنا حجاج وروح) (3) عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمش في نعل واحدة ولا تحتبين في إزار واحد ولا تأكل بشمالك ولا تشتمل الصماء ولا تضع احدى رجليك على الاخرى اذا استلقيت قلت لأبي الزبير أو ضعه (4) رجله على الركبة مستلقيا ؟ قال نعم قال أما الصماء فهي احدى اللبستين تجعل داخله ازارك وخارجه على احدى عاتقيك قلت لأبي الزبير (5) فإنهم يقولون لا يحتبى في إزار واحد مفضيا قال كذلك سمعت جابرا يقول لا يحتبى في إزار واحد (6) قال حجاج عن ابن جريج قال عمرو لي مفضيا (7) (فصل منه في الخماسيات المبدوءة بعدد) (عن أيوب بن سلمان) (8) رجل من أهل صنعاء أنه جلس هو وآخرون إلى ابن عمر رضي الله عنهما فقال لهم الا أخبركم بخمس سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بلى قال من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فهو مضاد الله في أمره ومن أعان على خصومة بغير حق فهو مستظل في سخط الله حتى يترك ومن قفا(1/85)
مؤمنا (9) أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال عصارة أهل النار ومن مات وعليه دين أخذ لصاحبه من حسناته لا دينار ثم
في باب ما جاء في التنفير من الزنا من كتاب الحدود في الجزء السادس عشر صحيفة 69 رقم 181 (1) تقدم شرح النهب والغلول في باب ما جاء في الترهيب من خصال من كبريات المعاصي الخ في هذا الجزء صحيفة 213 رقم 11 (تخريجه) (ق نس جه) (2) (عن حنش الصنعائي الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب حل الغنيمة من خصوصياته صلى الله عليه وسلم من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 70 رقم 227 فارجع اليه (3) (حدثنا حجاج وروح الخ) (غريبه) (4) أوضعه بهمزة الاستفهام وفتح الواو وسكون الضاد المعجمة ومعناه أوضعه رجله على الركبة مستلقيا داخل في النهي قال نعم (5) القائل قلت لأبي الزبير الخ هو ابن جريج (6) يعني بدون لفظ مفضيا (7) معناه أن حجاجا قال في رواية أخرى عن ابن جريج ان عمرا قال له أي لابن جريح مفضيا أي لا يحتبى في ازار واحد مفضيا والله اعلم (تخريجه) لم اقف عليه بهذا السياق لغير الامام احمد ورجاله رجال الصحيح وتقدم شرحه في ابواب متفرقة تناسبه والله الموفق (8) (سنده) حدثنا محمد بن الحسن بن أتش أخبرني النعمان بن الزبير عن أيوب ابن سليمان رجل من أهل صنعاء قال كنا بمكة فجلسنا الى عطاء الخراساني الى جنب جدار المسجد فلم نسأله ولم يحدثنا قال ثم جلسنا الى ابن عمر مثل مجلسكم هذا فلم نسأله ولم يحدثنا قال فقال ما بالكم لا تتكلمون ولا تذكرون الله قولوا الله اكبر والحمد لله وسبحان الله وبحمده بواحدة عشرا وبعشر مائة من زاد زاده الله ومن سكت غفر له ألا أخبركم بخمس سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (9) قفا
292@@@
ما جاء في السداسيات من المناهي(1/86)
ولا درهم (1) وركعتا الفجر حافظوا عليهما فإنهما من الفضائل (عن أبي هريرة) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس ليس لهن كفارة الشرك بالله عز وجل وقتل النفس بغير حق أو نهب مؤمن أو الفرار يوم الزحف أو يمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق (عن أبي سعيد الخدري) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة صاحب خمس مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع رحم ولا كاهن ولا منان (باب ما جاء في السداسيات) (عن أبي هريرة) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع أحدكم على بيع أخيه وكونوا عباد الله اخوانا (عن المغيرة بن شعبة) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال وحرم عليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأد البنات وعقوق الأمهات ومنع وهات (عن أنس) (6) قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم على النساء حين بايعهن أن لا ينحن فقلن يا رسول الله ان نساآ اسعدننا في الجاهلية أفنسعدهن في الاسلام ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا إسعاد (7) في الاسلام ولا شغار ولا عقر في الاسلام (8) ولا جلب في(1/87)
مؤمنا إذا رماه بالبهتان والأمر القبيح (1) تقدم شرح هذه الخصلة والتي قبلها في شرح الحديث الثاني من الباب السابق (تخريجه) (طب طس) وروى بعضه (د مذ نس ك) وغيرهم والحديث صحيح لا جرح في رجاله وتقدم ما يختص بالذكر منه في باب فضل سبحان الله والحمد لله من كتاب الاذكار في الجزء الرابع عشر صحيفة 221 رقم 51 وقد جاء في سنده هناك محمد بن الحسن بن أقيش وهو خطأ وصوابه ابن أتش بفتح الهمزة والتاء المثناة بعدها شين معجمة كما هنا وكذلك في المشتبه والقاموس والله أعلم (2) (عن أبي هريرة الخ) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الثلاثيات من قسم الترغيب في هذا الجزء صحيفة 183 رقم 22 وتقدم شرح هذا الطرف في أبوابه (3) (سنده) حدثنا معاوية بن عمرو ثنا ابو اسحاق عن الأعمش عن سعد الطائي عن عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) أخرجه القاضي عبد الجبار وفي حديث آخر لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مصدق بسحر ولا قاطع رحم رواه الخرائطي عن أبي موسى وسند حديث الباب جيد (باب) (4) (عن أبي هريرة الخ) هذا صدر حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الترهيب من الظلم والباطل الخ من قسم الترهيب في هذا الجزء صحيفة 235 رقم 99 (5) (عن المغيرة بن شعبة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في فصل الثلاثيات المبدوءة بعدد من قسم الترهيب في هذا الجزء صحيفة 285 رقم 111 (6) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن ثابت عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه) (7) الاسعاد المساعدة في النياحة خاصة (قال الخطابي) أما الاسعاد فخاض في هذا المعنى وأما المساعدة فعامة في كل معونة اهـ قال في النهاية الاسعاد هو اسعاد النساء في المناحاة تقوم المرأة فتقوم معها أخرى من جاراتها فتساعدها على النياحة وقيل كان نساء الجاهلية يسعد بعضهن بعضا على ذلك سنة فنهين عن ذلك (والاشغار) تقدم معنى الشغار والجلب والجنب في شرح(1/88)
حديث ابن عمر في الباب الأول من أبواب السبق والرمي من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 126 رقم 353 (8) معناه انهم كانوا في الجاهلية يعقرون الابل على قبور الموتى أن ينحرونها ويقولون ان صاحب القبر كان يعقر
293@@@
ما جاء في السداسيات المبدوءة بعد من المناهي
الإسلام ولا جنب ومن انتهب فليس منا (1) (عن أبي سعيد الخدري) (2) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن صيام يومين وعن صلاتين وعن نكاحين سمعته ينهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس (3) وعن صيام يوم الفطر والاضحى وأن يجمع بين المرأة وخالتها وبين المرأة وعمتها (حدثنا يزيد بن هارون) (4) قال ثنا شريك ابن عبد الله عن عثمان بن عمير عن زاذان ابي عمر عن عليم قال كنا جلوسا على سطح معنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال يزيد لا أعلمه الا عبسا الغفاري والناس يخرجون في الطاعون فقال عبس يا طاعون خذني ثلاثا يقولها فقال له عليم لم تقول هذا ؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنى أحدكم الموت فإنه عند انقطاع عمله (5) ولا يرد فيستعتب (6) فقال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بادروا بالموت ستا أمرة السفهاء وكثرة الشرط (7) وبيع الحكم واستخفافا بالدم (8) وقطيعة الرحم ونشئا (9) يتخذون القرآن مزامير (10) يقدمونه يغنيهم وان كان (11) أقل منهم فقها(1/89)
للأضياف أيام حياته فنكافئه بمثل صنيعه بعد وفاته فنهوا عن ذلك في الاسلام (1) تقدم شرح النهب في باب ما جاء في الترهيب من خصال من كبريات المعاصي في هذا الجزء صحيفة 213 رقم 11 (تخريجه) (نس حب) وسنده صحيح ورجاله من رجال الصحيحين (2) (سنده) حدثنا يزيد انا محمد ومحمد بن عبيد قال ثنا محمد بن اسحاق عن يعقوب بن عتبة عن سليمان بن يسار عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) (3) هذا وما بعده تفصيل لما أجمله في أول الحديث (تخريجه) (ق د مذ) ما عدا الجمع بين المرأة وخالتها وبين المرأة وعمتها وهو ثابت من حديث أبي هريرة عند الشيخين والأربعة وتقدم الكلام على هذه الاحكام وشرحها في أبوابها والله الموفق (4) (حدثنا يزيد بن هارون الخ) (غريبه) (5) معناه ان بالموت ينقطع عمل الانسان (6) الاستعتاب طلب الرضا عنه وقد جاء في حديث آخر ولا بعد الموت من مستعتب أي ليس بعد الموت من استرضاء لأن الاعمال بطلت وانقضى زمانها وما بعد الموت دار جزاء لا دار عمل وقد جاء في حديث آخر (لا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد واما مسيئا فلعله يستعتب) أي يرجع عن الاساءة ويطلب الرضا (7) بضم المعجمة وفتح الراء وهم أعوان الولاة والمراد كثرتهم بأبواب الأمراء والولاة وبكثرتهم يكثر الظلم (وبيع الحكم) يعني بأخذ الرشوة عليه فالمراد به هنا معناه اللغوي وهو مقابلة شيء بشيء (8) اي بحقه بأن لا يقتص من القاتل (9) بفتح النون والمعجمة جمع ناشئ كخادم وخدم يريد جماعة احداثا (10) جمع مزمار بكسر الميم آلة الزمر يتغنون به ويأتون فيه بنغمات مطربة وقد كثر ذلك في هذا الزمان وانتهى الأمر إلى التباهي باخراج الفاظ القرآن عن وضعها (وقوله يقدمونه) يعني الناس الذين هم أهل ذلك الزمان يقدمون ذلك النشأ (يغنيهم) بحيث يخرجون الحروف عن أوضاعها ويزيدون وينقصون لأجل موافات الالحان وتوفر النعمات (11) يعني المقدم بتشديد الدال المهملة مفتوحة (أقل منهم فقها) إذ ليس(1/90)
غرضهم إلا الالتذاذ والاستماع بتلك الالحان والاوضاع نسأل الله السلامة (تخريجه) (طب) وفي اسناده عثمان بن عمير (قال في التقريب) ويقال ابن قيس والصواب ان قيسا جد أبيه وهو عثمان بن أبي حميد ايضا البجلى أبو القيظان الكوفي الاعمى ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع اهـ وفي الخلاصة ضعفه
294@@@
ما جاء في السباعيات من المناهي
(عن شداد أبي عمار الشامي) (1) قال قال عوف بن مالك يا طاعون خذني اليك قال فقالوا اليس قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ماعمر المسلم كان خيرا له (وفي رواية إن المؤمن لا يزيده طول العمر إلا خيرا) قال بلى ولكني اخاف ستا امارة السفهاء وبيع الحكم وكثرة الشرط وقطيعة الرحم ونشئا ينشؤون يتخذون القرآن مزامير وسفك الدم (باب ما جاء في السباعيات) (عن ابن عباس) (2) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله من غير تخوم (3) الأرض لعن الله من ذبح لغير الله (4) لعن الله من لعن والديه لعن الله من تولى غير مواليه (5) لعن الله من كمه (6) أعمى عن السبيل لعن الله من وقع على بهيمة (7) لعن الله من عمل عمل قوم لوط ثلاثا (8) (عن أبي ريحانة) (9) أنه قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوشر (10) والوشم والنتف والمشاغرة والمكامعة والوصال والملامسة (فصل منه في السباعيات المبدوءة بعدد)(1/91)
احمد وغيره وتركه ابن مهدي (1) (سنده) حدثنا وكيع قال ثنا النهاس بن قهم أبو الخطاب عن شداد أبي عمار الشامي الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث عوف بن مالك وفي اسناده النهاس بن قهم بالقاف ضعيف وهو في معنى الحديث السابق (باب) (2) (سنده) حدثنا حجاج أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (3) أي معالمها وحدودها وقال الزمخشري روى بضم أوله وفتحه وهي مؤنثة والتخوم جمع لا واحد له من لفظه وقيل واحدها تخم والمراد تغير حدود الحرم التي حددها ابراهيم وهو عام في كل حد ليس لأحد ان يزوى من حد غيره شيئا اهـ وقيل أراد المعالم التي يهتدي بها في الطريق (قال القرطبي) والمغير لها ان اضافها الى ملكه فغاضب والا فمعد ظالم مفسد لملك الغير (4) قال القرطبي ان كان المراد الكافر الذي ذبح للاصنام فلا خفاء بحاله وهي التي اهل بها والتي قال الله فيها (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) وأما ان كان مسلما فيتناوله عموم هذا اللعن لا تحل ذبيحته لأنه لا يقصد بها الاباحة الشرعية (5) أي انتسب الى غير سيده وولى نعمته (6) كمه بفتحات أي عمى عليه الطريق كما جاء في رواية اخرى وهما بمعنى أي لم يرشده الى الطريق الذي يقصده (7) أي واطأها (8) أي من وطئ الذكر بدل الانثى (وقوله ثلاثا) أي كرر هذا اللفظ ثلاث مرات لقبح هذا العمل وفضاعته نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الامام احمد وسنده حسن وروى بعضه مسلم والنسائي وغيرها (9) (سنده) حدثنا حجاج بن محمد ثنا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الحصين الحجري عن أبي ريحانة انه قال بلغنا الخ (غريبه) (10) الوشر بمعجمة وراء تحديد الاسنان وترقيقها ايهاما لحداثة السن لما فيه من تغيير خلق الله (والوشم) أي النقش وهو غرزالجلد بإبرة ثم يدر عليها ما يخضره أو يسوده (والنتف) للشيب فيكره لأنه نور الاسلام أو الشعر عند(1/92)
المصيبة أو اللحية أو الحاجب للزينة والمقتضى للنهي في الثلاثة تغيير الخلقة (والمشاغرة) يعني نكاح الشغار وهو أن يقول لآخر زوجني بنتك أو من تلي أمرها بغير صداق على أن أزوجك ابنتي أو من ألي امرها بغير صداق ايضا وتقدم توضيح ذلك في بابه من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر (والمكامعة) أي مضاجعة الرجل للرجل في ثوب واحد والمرأة للمرأة كذلك والكميع الضجيع ومحل النهي اذا كان ليس بينهما ثوب كما صرح بذلك في رواية أخرى (والوصال) اي وصل شعر المرأة بغير
295@@@
ما جاء في السباعيات المبدوءة بعدد من المناهي
(عن أبي حريز) (1) مولى معاوية قال خطب الناس معاوية بحمص فذكر في خطبته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم سبعة أشياء وإني أبلغكم ذلك وأنهاكم عنه منهن النوح (2) والشعر والتصاوير والتبرج (3) وجلود السباع (4) والذهب والحرير (5) (عن عبد الله بن عمرو) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه استعاذ من سبع موتات موت الفجأة ومن لدع الحية ومن السبع ومن الغرق ومن الحرق ومن أن يخر على شيء أو يخر عليه شيء (7) ومن القتل عند فرار الزحف (باب ما جاء في الثمانيات) (عن أبي هريرة) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تناجشوا ولا تدابروا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا يستام الرجل على سوم أخيه ولا يبع حاضر لباد دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض ولا تشترط امرأة طلاق اختها (عن عبد الله) (9) قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة والواصلة والموصلة والمحل(1/93)
ليكثر شعرها وتقدم الكلام على ذلك في باب ما جاء في وصل الشعر من كتاب اللباس في الجزء السابع عشر صحيفة 297 (والملامسة) أي بيع الملامسة وهو أن يمس الثوب بيده ولا يلبسه ولا يقلبه اذا مسه وجب البيع وتقدم توضيح ذلك في بابه من كتاب البيوع في الجزء الخامس عشر صحيفة 35 (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله ثقات وان كان مرسل صحابي لقول أبي ريحانه بلغنا فهو في حكم الموصول المسند لأنه في الغالب لا يروي إلا عن صحابي والجهالة بالصحابة لا تضر لأنهم كلهم عدول ورواه أبو داود والنسائي والامام احمد عن أبي ريحانه ايضا من وجه آخر بزيادة خصال أخرى وسيأتي في باب العشاريات بعد باب وفي اسناده رجل لم يسم وسيأتي الكلام عليه في بابه والله اعلم (فصل منه) (1) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد قال ثنا ابن عياش يعني اسماعيل عن عبد الله بن دينار وغيره عن أبي حريز مولى معاوية الخ (غريبه) (2) يعني النياحة على الميت (والشعر) بفتح الشين المعجمة أي وصل شعر المرأة بغيره (3) أي تبرج المرأة بالزينة (4) جاء في بعض الروايات النمور بدل السباع أي نهى عن الركوب عليها من أجل انها مراكب اهل الترف والخيلاء (5) أي لبسهما للرجال (تخريجه) روى بعضه أبو داود وابن ماجه ورواه أئمة الحديث في كتبهم مقطعا في أبوابه بأسانيد صحيحة وفي اسناده عند الامام احمد ابو حريز قال في الخلاصة والتقريب مجهول (6) (سنده) حدثنا حسن بن موسى قال ثنا ابن لهيعة ثنا ابو قبيل عن خالد بن عبد الله عن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي موضع آخر قال مالك بن عبد الله عن عبد الله ابن عمرو (يعني ابن العاص) (غريبه) (7) أو للشك من الراوي يشك هل قال ان يخر على شيء أو قال ان يخل عليه شيء (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب طس) وفيه ابن لهيعة وفيه كلام اهـ (قلت) فيه كلام اذا عنعن وقد صرح بالتحديث في هذا الحديث فهو حسن والله اعلم (باب) (8) (سنده) حدثنا اسود بن عامر(1/94)
انا ابو بكر عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (ق لك مذ) مختصرا وأخرجه (ق والأربعة وغيرهم) مقطعا في جملة أبواب من حديث أبي هريرة وغيره وتقدم أيضا في الفتح الرباني كل حكم في بابه من حديث أبي هريرة وغيره وتقدم شرحه في أبوابه والحديث سنده جيد (9) (سنده) حدثنا اسود بن عامر اخبرنا سفيان عن ابي قيس عن هزيل عن عبد الله (يعني
296@@@
ما جاء في العشاريات من المناهي
والمحلل له وآكل الربا ومطعمه (1) (فصل منه في الثمانيات المبدوءة بعدد) (عن أنس بن مالك) (2) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من ثمان الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الدين وغلبة العدو (باب ما جاء في العشاريات) (عن علي رضي الله عنه) (3) قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه والواشمة والمستوشمة للحسن ومانع الصدقة والمحال والمحلل له وكان ينهى عن النوح (حدثنا محمد بن أبي عدي) (4) عن ابن عون عن الشعبي قال لعن محمد صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهده والواشمة والمستوشمة قال ابن عون قلت الا من داء قال نعم (5) والحال والمحلل له ومانع الصدقة وقال وكان ينهى عن النوح ولم يقل لعن فقلت من حدثك (6) قال الحارث الأعور الهمداني (7) (فصل منه في العشاريات المبدوءة بعدد) (عن عبد الله بن مسعود) (8) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره عشر خلال تختم الذهب وجر(1/95)
ابن مسعود الخ) (غريبه) (1) زاد في رواية أخرى من طريق ثان وكاتبه وشاهداه وجاء فيها ايضا (ولاوى الصدقة والمرتد اعرابيا بعد الهجرة) بدل والواصلة والموصولة (والمحل والمحلل له) وتقدم شرح ذلك في أبوابه (تخريجه) روى الشيخان والنسائي بعضه ورواه أيضا (عل طب) وسنده حديث الباب جيد (فصل منه) (2) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون انا المسعودي عن عمرو بن ابي عمرو عن انس بن مالك الخ (تخريجه) (ق د نس) (باب) (3) (سنده) حدثنا عبد الرزاق انبأنا سفيان عن جابر عن الشعبي عن الحارث عن علي الخ (تخريجه) (طل) من طريق الحارث ايضا عن عبد الله بن مسعود والحارث هو ابن عبد الله الاعور ضعيف ورواه الشيخان وغيرهما مقطعا وكذلك الامام احمد في ابواب متفرقة من طرق اخرى بأسانيد صحيحه (4) (حدثنا محمد بن أبي عدي الخ) (غريبه) (5) معناه أن الوشم يجوز اذا تعين دواآ لمرض (وقوله والحال) بتشديد اللام اسم فاعل وفي هذا اللفظ ثلاث لغات حللت بتشديد اللام الأولى وسكون الثانية فيهما وأحللت وحللت بفتح اللام الاولى وسكون الثانية فعلى الاولى جاء الحديث (لعن الله المحلل) بتشديد اللام الاولى مكسورة يقال حلل بفتح اللام الاولى مشددة فهو محلل بكسرها مشددة ومحلل له بفتحها مشددة (وعلى الثانية) جاء الحديث (لعن الله المحل) كقوله أحل فهو محل ومحل له (وعلى الثالثة) جاء الحديث (لعن الله الحال) تقول حللت بفتح اللام الأولى وسكون الثانية فانا حال وهو محلول له والمعنى في الجميع ان يطلق الرجل امرأته ثلاثا فيتزوجها رجل آخر على شريطة ان يطلقها بعد وطئها لتحل لزوجها الأول وقيل سمي محللا (بكسر اللام الاولى مشددة) بقصده الى التحليل كما يسمى مشتريا اذا قصد الشراء (نه) باختصار وتصرف (6) القائل فقلت من حدثك هو ابن عون يقول للشعبي من حدثك (7) لم يسنده الى صحابي ولكن سياق الحديث وسنده يدل على انه عن علي رضي الله عنه (تخريجه) هو كالذي قبله في الدرجة والسياق(1/96)
والتخريج (فصل منه) (8) (سنده) حدثنا جرير عن الركين عن القاسم بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره عشر خلال الخ
(م 38 – الفتح الرباني – ج 19)
297@@@
ما جاء في العشاريات المبدوءة بعدد من المناهي
الإزار والصفرة يعني الخلوق (1) وتغيير الشيب قال جرير (2) انما يعني بذلك نتفه وعزل الماء عن محله (3) والرقى إلا بالمعوذات (4) وفساد الصبي غير محرمه (5) وعقد التمائم (6) والتبرج بالزينة لغير محلها (7) والضرب بالكعاب (8) (عن معاذ) (9) قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال لا تشرك بالله شيئا وان قتلت وحرقت ولا تعقن والديك وان امراك أن تخريج من أهلك ومالك ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا فإنه من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله (10) ولا تشربن خمر فإنه رأس كل فاحشة وإياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله عز وجل وإياك من الفرار يوم الزحف وان هلك الناس واذا أصاب الناس موتان (11) وأنت فيهم فأثبت وأنفق على عيالك من طولك (12) ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله (عن عياش بن عباس) (13) عن أبي الحصين (14) الهيثم بن شفى أنه سمعه يقول خرجت أنا وصاحب لي يسمى أبا عامر رجل من المعافر (15) ليصلى بايلياء (16) وكان قاصهم رجلا من الأزد
((1/97)
غريبه) (1) بفتح المعجمة نوع من الطيب وتقدم الكلام عليه في باب ما يكره من الطيب للرجال من كتاب اللباس في الجزء السابع عشر صحيفة 306 في شرح حديث رقم 345 (2) جرير هو شيخ الامام احمد الذي روى عنه هذا الحديث وتفسيره تغيير الشيب بنتفه هو الصواب لأن تفسيره بغير ذلك ينافي الأمر بتغييره بنحو الحنا (3) هو انه يعزل الرجل منيه وقت تزوله عن فرج المرأة خشية الحمل (4) هذا باعتبار الغالب والا فقد ثبتت الرقى بغير المعوذتين كالفاتحة وخواتيم سورة البقرة وغير ذلك من القرآن ومن غير القرآن انظر ابواب الرقى والتمائم في الجزء السابع عشر صحيفة 177 (5) بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الراء مكسورة (قال في النهاية) هو ان يطأ المرأة المرضع فإذا حملت فسد لبنها وكان من ذلك فساد الصبي ويسمى الغيلة (وقوله غير محرمه) يعني انه كرهه ولم يبلغ حد التحريم (6) جمع تميمة وأصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع العين ثم توسعوا فيها فسموا بها كل عوذة انظر باب ما لا يجوز من الرقى والتمائم في الجزء السابع عشر صحيفة 185 واقرأ فيه حديث رقم 145 وشرحه (7) يعني تبرج المرأة بزينتها لغير زوجها (8) قال في النهاية الكعاب فصوص الترد واحدها كعب وكعبة واللعب بها حرام وكرهها عامة الصحابة وقيل كان ابن مغفل يفعله من امرأته على غير قمار وقيل رخص فيه ابن المسيب على غير قمار ايضا اهـ (تخريجه) (د نس طس) (9) (سنده) حدثنا ابو اليمان انا اسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن معاذ (يعني ابن جبل) الخ (غريبه) (10) الذمة والذمام العهد والامان والضمان والحرمة والحق والمعنى ان من خالف ما أمر الله به أو فعل ما حرم الله عليه خذلته ذمة الله فيصير لا عهد له عند الله ولا حرمة وأي مخالفة اشنع من ترك الصلاة نعوذ بالله من ذلك (11) بضم الميم أي الموت الكثير كطاعون ونحوه (فاثبت) أي لا تفر منه إذا كنت في بلده (12) أي(1/98)
على قدر كسبك (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه (حم طب) واسناده احمد صحيح لو سلم من الانقطاع فإن عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ (13) (سنده) حدثنا يحيى بن غيلان ثنا المفضل بن فضالة حدثني عياش بن عباس الخ (قلت) زاد في رواية لفظ الفتيابي بعد قوله عياش بن عباس (غريبه) (14) زاد في رواية الحجري بفتح المهملة وسكون الجيم وترك لفظ الهيثم بن شفى (15) بفتح الميم أرض باليمن (16) بكسر الهمزة
298@@@
كتاب المدح والذم – ما يجوز من المدح
يقال له أبو ريحانة من الصحابة قال أبو الحصين فسبقني صاحبي إلى المسجد ثم ادركته فجلست الى جنبه فسألني هل أدركت قصص أبي ريحانة ؟ فقلت لا فقال سمعته يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرة عن الوشر والوشم (1) والنتف وعن مكامعة الرجل الرجل بغير شعار وعن مكامعة المرأة المرأة بغير شعار وأن يجعل الرجل في أسفل ثيابه حريرا مثل الأعلام (2) وان يجعل على منكبيه (3) مثل الأعاجم وعن النهي وركوب النمور (4) ولبوس الخاتم (5) إلا لذي سلطان (6)
(70) (كتاب المدح والذم)
(باب ما يجوز من المدح) (عن عبد الله) (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أغير من الله عز وجل فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل (وعنه من طريق ثان مثله) (8) وزاد (ولذلك مدح نفسه) بعد قوله من الله عز وجل(1/99)
واللام بينهما ياء ساكنة بالمد والقصر مدينة بيت المقدس (1) تقدم شرح الوشر والوشم وما عطف عليهما الى قوله بغير شعار في باب ما جاء في السباعيات في شرح الحديث الثاني منه صحيفة 295 رقم 146 في هذا الجزء (2) جاء في رواية اخرى وخطى حرير على أسفل الثوب وخطى حرير على العاتقين والاعلام جمع علم وجاء في القاموس من معانى العلم رسم الثوب ورقمه وفي المصباح اعلمت الثوب جعلت له علما من طراز وغيره وهي العلامة انظر باب اباحة اليسير من الحريركالعلم والرقعة ونحوها في الجزء السابع عشر صحيفة 274 (3) معناه وان يجعل على منكبيه ثوبا من حرير لأن الأعاجم كانوا يفعلون ذلك افتخارا وتكبرا (4) جمع نمر بفتح النون وكسر الميم ويجوز التخفيف بكسر النون وسكون الميم الانثى نمرة بالهاء وهو نوع معروف من السباع أقل من الاسد وأخبث وأجرأ منه والمراد جلودها التي تلقى على السرج والرحال وانما نهى عن استعمالها كذلك لما فيها من الزينة والخيلاء ولأنها زي العجم (5) بضم اللام مصدر بمعنى اللبس (6) المراد بذى سلطان من يحتاج اليه للمعاملة مع الناس ولغيره يكون زينة محضة فالأولى تركه فالنهي للتنزيه كما قال كثير من العلماء (تخريجه) (د نس جه) واعله بعض العلماء بأن في اسناده رجل مبهم (قلت) يعني صاحب ابي الحصين حيث قال في بعض الروايات وصاحب لي ولم يصرح باسمه ولكنه جاء عند الامام احمد من وجه آخر انه قال عن ابي حصين الحجري عن عامر الحجري وجاء في سند حديث الباب ان ابا الحصين قال خرجت انا وصاحب لي يسمى ابا عامر رجل من المعافر قال الحافظ في التقريب أبو عامر الحجري بفتح المهملة وسكون الجيم المصري اسمه عبد الله بن جابر وقيل اسمه عامر والصحيح أبو عامر مقبول اهـ وعلى هذا فليس فيه مبهم وسنده حسن والله اعلم (باب) (7) (سنده) حدثنا ابو معاوية حدثنا الاعمش عن شقيق عن عبد الله (يعني ابن مسعود الخ) (8) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن(1/100)
مرة قال سمعت ابا وائل يقول سمعت عبد الله يقول (قلت) انت سمعته من عبد الله قال نعم وقد رفعه قال لا احد اغير من الله عز وجل ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد احب اليه المدح الخ (تخريجه) (ق مذ) وتقدم نحوه عن
299@@@
ما يجوز من المدح
(عن الاسود بن سريع) (1) قال قلت يا رسول الله ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى ؟ قال أما إن ربك عز وجل يحب المدح (عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه) (2) انه قد وفدالى النبي صلى الله عليه وسلم في رهط من بني عامر قال فأتيناه فسلمنا عليه فقلنا أنت ولينا وأنت سيدنا وأنت أطول علينا قال يونس (3) وانت أطول علينا طولا وانت أفضل علينا فضلا وانت الجفنة الغراء (4) فقال قولوا قولكم (5) ولا يستجرينكم الشيطان (6) قال وربما قال ولا يستهوينكم (وعنه من طريق ثان) (7) عن أبيه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انت سيد قريش فقال النبي صلى الله عليه وسلم السيد الله فقال أنت أفضلها فيها قولا وأعظمها فيها طولا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقل أحدكم بقوله ولا يستجرنه الشيطان أو الشياطين (عن أبي بكر بن زهير) (8) الثقفي عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم(1/101)
أبي هريرة والمغيرة بن شعبة في الباب الأول من كتاب الكبائر وأنواع اخرى من المعاصي في هذا الجزء صحيفة 207 و 208 وتقدم شرحه مستوفي هناك (1) (سنده) حدثنا روح قال حدثنا عوف عن الحسن عن الأسود بن سريع قال قلت يا رسول الله الخ (وله طريق ثان) عند الامام احمد ايضا قال حدثنا حسن ابن موسى ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ان الاسود بن سريع قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني قد حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح واياك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ان ربك تبارك وتعالى يحب المدح هات ما امتدحت به ربك قال فجعلت انشده فجاء رجل فاستأذن او لم اصلح ايسر أعسر قال فاستنصتني له رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصف لنا ابو سلمة كيف استنصته قال كما صنع بالهر فدخل الرجل فتكلم ساعة ثم خرج ثم اخذت انشده ايضا ثم رجع بعد فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه أيضا فقلت يا رسول الله من ذا الذي استنصتني له ؟ فقال هذا رجل لا يحب الباطل هذا عمر بن الخطاب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والطبراني بنحوه بأسانيد ورجال احدها عند احمد رجال الصحيح اهـ (قلت) اصح طرقه سندا ما أثبتته في المتن واطولها واكثرها معنى ما ذكرته في الشرح غلا أن في سند المطول علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف (2) (سنده) حدثنا سويد بن عمرو وعبد الصمد قالا ثنا مهدي ثنا غيلان عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه الخ (غريبه) (3) لم يذكر يونس في السند ويريد انه زاد لفظ طولا في رواية أخرى والطول بفتح الطاء المهملة وسكون الواو الفضل والعلو على الاعداء (4) كانت العرب تدعو السيد المطعام جفنة لأنه يضعها ويطعم الناس فيها فسمى باسمها (والغراء) البيضاء اي انها مملوءة بالشحم والدهن (5) قال الخطابي يريد قولوا بقول اهل دينكم وملتكم وادعوني نبيا ورسولا كما سماني الله عز وجل في كتابه فقال (يا أيها(1/102)
النبي يا أيها الرسول) ولا تسموني سيدا كما تسمون رؤساءكم وعظماءكم ولا تجعلوني مثلهم فإني كنت كأحدهم اذ كانوا يسودونكم أسباب الدنيار وانا اسودكم بالنبوة والرسالة فسموني نبيا ورسولا (6) أي لا يستغلبكم فيتخذكم جريا أي رسولا ووكيلا (نه) والجرى الوكيل ويقال الاجير ايضا (7) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج قال حدثني شعبة عن قتادة وقال ابن جعفر سمعت قتادة عن مطرف بن عبد الله قال حجاج في حديثه قال سمعت مطرفا عن أبيه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (د نس) وسكت عنه أبو داود والمنذري وسنده جيد (8) (سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو وسريج المعنى قالا ثنا نافع بن عمر
300@@@
ما لا يجوز من المدح(1/103)
بالنباءة أو النباوة (1) شك نافع من الطائف وهو يقول يا أيها الناس انكم توشكون ان تعرفوا اهل الجنة من اهل النار أو قال خياركم من شراركم قال فقال رجل من الناس بم يا رسول الله ؟ قال بالثناء السيء والثناء الحسن (2) وأنتم شهداء الله بعضكم على بعض (عن عبد الله بن الصامت عن أبي الذر) (3) أنه قال يا رسول الله الرجل يعمل العمل فيحمده الناس عليه ويثنون عليه به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك عاجل بشرى المؤمن (4) (باب مالا يجوز من المدح) (عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه) (5) عن النبي صلى الله عليه وسلم انهم ذكروا رجلا عنده فقال رجل يا رسول الله ما من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل منه في كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحك قطعت عنق صاحبك (6) مرارا يقول ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كان احدكم مادحا اخاه لا محالة فليقل احسب فلانا ان كان يرى انه كذاك ولا ازكى على الله تبارك وتعالى احدا (7) وحسيبه الله احسبه كذا وكذا (وعنه من طريق ثان عن ابيه) (8) أن رجلا مدح صاحبا له عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ويلك قطعت عنقه ان كنت مادحا لا محالة فقل احسبه كذا وكذا والله حسيبه ولا أزكى على الله تعلى احدا (عن عطاء بن ابي رباح) (9) قال كان رجل يمدح ابن عمر قال فجعل ابن عمر يقول هكذا يحثو في وجهه التراب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم(1/104)
عن أمية بن صفوان عن أبي بكر بن أبي زهير عن أبيه الخ (غريبه) (1) النباوة بالواو هو موضع معروف بالطائف وأو للشك من نافع احد رجال السند (2) قيل هو مخصوص بالصحابة وقيل ممن كان على صفتهم في الايمان وقيل هذا اذا كان الثناء مطابقا لأفعالهم (وقال النووي) الصحيح انه على عمومه واطلاقه فكل مسلم مات فألهم الله الناس أو معظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلا على أنه من أهل الجنة سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا إذ العقوبة غير واجبة فإلهام الله الثناء عليه دليل انه يشاء المغفرة له (تخريجه) (جه) وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح ورجاله ثقات وليس لزهير هذا عند ابن ماجه سوى هذا الحديث وليس له شيء في بقية الكتب الستة اهـ وانا اقول ليس له في مسند الامام احمد ايضا سوى هذا الحديث (3) (سنده) حدثنا بهز ثنا حماد ثنا ابو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت الخ (غريبه) (4) قال العلماء معناه هذه البشرى المعجلة له بالخير وهي دليل على رضاء الله تعالى عنه ومحبته له فيحببه الى الخلق ثم يوضع له القبول في الارض (تخريجه) (م د جه) (باب) (5) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه الخ (غريبه) (6) معناه أهلكته وهذه استعارة من قطع العنق الذي هو القتل لاشتراكهما في الهلاك لكن هلاك هذا الممدوح في دينه وقد يكون من جهة الدنيا لما يشتبه عليه من حاله بالاعجاب (7) أي لا اقطع على عاقبة أحد ولا ضميره لأن ذلك مغيب عنا ولكن احسب واظن لوجود الظاهر المقتضي لذلك (8) (سنده) حدثنا محبوب بن الحسن عن خالد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ان رجلا الخ (تخريجه) (ق د جه) (9) (سنده) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة اخبرنا علي بن الحكم(1/105)
@@@301
ما لا يجوز من المدح
يقول إذا رأيتم المداحين فاحثوا (1) في وجوههم التراب (عن محجن بن الأدرع) (2) أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بباب المسجد إذا رجل يصلي قال اتقوله صادقا (3) قال قلت يا نبي الله هذا فلان وهذا من أحسن أهل المدينة أو قال أكثر أهل المدينة صلاة قال لا تسمعه فتهلكه (4) مرتين أو ثلاثا انكم امة أريد بكم اليسر (5) (عن أبي موسى الأشعري) (6) قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثنى على رجل ويطريه في المدحة (7) فقال لقد أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل (عن مجاهد) (8) أن سعيد بن العاص بعث وفدا من العراق الى عثمان فجاءوا يثنون عليه فجعل المقداد يحثو في وجهوهم التراب (9) وقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثوا في وجوه المداحين التراب وقال سفيان مرة فقام المقداد فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول احثوا في وجوه المداحين التراب قال الزبير أما المقداد فقد قضى ما عليه (10) (وعنه أيضا) (11) عن أبي معمر(1/1)
عن عطاء بن أبي رياح الخ (غريبه) (1) أي ارموا يقال حثا يحثوا حثوا ويحثي حثيا يريد به الخيبة وان لا يعطوا عليه شيئا ومنهم من يجريه على ظاهره فيرى في وجهه التراب (نه) (قلت) هذا هو الصحيح المختار وقد فسره ابن عمر بفعله ذلم بمن مدحه وسيأتي كذلك في المقداد بن الاسود والصحابي ادرى بروايته من غيره (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب طس) ورجاله رجال الصحيح (2) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا كهمس ويزيد قال انا كهمس قال سمعت عبد الله بن شقيق قال محجن بن الادرع بعثني نبي الله صلى الله عليه وسلم في حاجة ثم عرض لي وانا خارج من طريق من طرق المدينة قال فانطلقت معه حتى صعدنا احدا فاقبل على المدينة فقال ويل أمها قرية يوم يدعها أهله قال يزيد كأبنع ما تكون قال قلت يا نبي الله من يأكل ثمرتها ؟ قال عافية الطير والسباع قال ولا يدخلها الدجال كلما أراد أن يدخلها تلقاه بكل نقب منها ملك مصلتا قال ثم اقبلنا حتى اذا كنا بباب المسجد قال اذا رجل يصلي الخ (غريبه) (3) أي اتظنه صادقا في صلاته ؟ (4) قال العلماء هذا فيمن يتغالى في المدح بحيث يصف الانسان بما ليس فيه أو فيمن يخاف عليه الاعجاب والفساد والا فقد مدح صلى الله عليه وسلم وامتدح بحضرته فلم ينكر (5) قال تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (تخريجه) (طل ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (6) (سنده) حدثنا محمد بن الصباح قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) وسمعته انا من محمد بن الصباح ثنا اسماعيل بن زكريا عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى الاشعري الخ (غريبه) (7) هي بكسر الميم والاطراء مجاوزة الحد في المدح (تخريجه) (م وغيره) (8) (سنده) حدثنا سفيان عن ابن ابي نجيح عن مجاهدان سعيد بن العاص الخ (غريبة) (9) جاء عند مسلم فعمد المقداد (يعني ابن الاسود) فجثا على ركبتيه وكان رجلا ضخما فجعل يحثوا في وجهه الحصباء فقال له عثمان ما شأنك ؟ فقال ان رسول الله صلى(1/2)
الله عليه وسلم قال اذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب (قال النووي رحمه الله) قد حمل هذا الحديث على ظاهره المقداد الذي هو راويه ووافقه طائفة وكانوا يحثون التراب في وجهه حقيقة (وقال آخرون) معناه خيبوهم فلا تعطوهم شيئا لمدحهم (10) يعني انه فعل ما أمر به (قال الخطابي) المداحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة وجعلوه بضاعة يستأكلون به الممدوح ويفتنونه فأما من مدح الرجل على الفعل الحسن والأمر المحمود يكون منه ترغيبا له في أمثاله وتحريضا للناس على الاقتداء به في أشباهه فليس بمداح وان كان قد صار مادحا بما تكلم به من جميل القول فيه (تخريجه) (م د مذ جه طل) (11) (سنده) حدثنا عبد الرحمن عن سفيان
@@@302
ما جاء في ذم النساء
قال قال رجل يثني على أمير من الأمراء (1) فجعل المقداد يحثى في وجهه التراب وقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثي في وجوه المداحين التراب (عن أبي بكرة) (2) عن النبي قال لا يقولن أحدكم اني قمت رمضان كله أو صمته قال فلا ادري (3) أكره التزكية ام لا فلا بد من غفلة أو رقدة (باب ما جاء في ذم النساء) (عن أسامة بن زيد) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تركت في الناس بعدي (5) فتنة أضر على الرجال من النساء (عن أبي سعيد الخدري) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدنيا فقال ان الدنيا خضرة حلوة فاتقوها واتقوا النساء ثم ذكر نسوة ثلاثا من بني اسرائيل امرأتين طويلتين تعرفان وامرأة قصيرة لا تعرف فاتخذت رجلين من خشب (7) وصاغت خاتما فحشبه من أطيب الطيب المسك وجعلت له غلقا فإذا مرت بالملاء أو المجلس قالت به (8) ففتحته ففاح ريحه قال المستمر بخنصره (9) اليسرى فأشخها دون أصابعه الثلاث شيئا وقبض الثلاثة (عن عبد الرحمن بن شبل) (10) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الفساق هم أهل النار قيل يا رسول الله ومن الفساق؟ قال النساء وقال رجل يا رسول الله أو لسن أمهاتنا(1/3)
عن حبيب عن مجاهد عن أبي معمر الخ (غريبه) (1) الظاهر انه عثمان بن عفان كما يدل عليه السياق والحديث الذي قبله ويحتمل أنه غيره وان الواقعة تعددت من المقداد والله أعلم (تخريجه) (م وغيره) (2) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن مهلب بن أبي حبيبة ثنا الحسن عن ابي بكرة الخ (غريبه) (3) هذا قول الراوي وجاء عند أبي داود (فلا أدري اكره التزكية أو قال لا بد من نومة الخ) قال في فتح الودود لا يخفى أن النوم لا ينافي الصوم فهذا التعليل يفيد منع ان يقول صمته وقمته جميعا لا أن يقول صمته ويمكن ان يكون وجه المنع ان مدار الصيام والقيام على القبول وهو مجهول (تخريجه) (د نس) وسكت عند أبو داود والمنذري فهو صالح (باب) (4) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد ثنا التيمي واسماعيل عن التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد الخ (غريبه) (5) أي بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لأن السواد الأعظم من النساء في زمنه كن صالحات متدينات ثم كثرت فتنتهن بعد عصره فصارت اظهروا ضر واشهر وهكذا كلما تقادم الزمن كلما ازداد فسادهن نعوذ بالله من فتنتهن (قيل) ان ابليس لما خلقت المرأة قال انت نصف جندي وانت موضع سري وانت سهمي الذي ارمي بك فلا اخطئ ابدا (تخريجه) (ق مذ نس جه) (6) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا المستمر بن الريان الأيادي ثنا ابو نضرة العبدي عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (7) أي نعلين من خشب مرتفعين بحيث تساوي غيرها من النسوة في الطول لتعرف (8) اي رفعت إصبعها الذي فيه الخاتم (9) أي رفع المستمر خنصره فيحكي المرأة والمستمر هو ابن الريان احد رجال السند (تخريجه) (م مذ نس جه) بدون ذكر قصة المرأة ورجاله عند الامام احمد ثقات (10) (سنده) حدثنا اسماعيل بن ابراهيم عن هشام يعني الدستوائي قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد الحبراني قال قال عبد الرحمن بن شبل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا(1/4)
به ولا تستكثروا به وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان التجار هم الفجار قال قيل يا رسول الله أو ليس قد أحل الله البيع ؟ قال بلى ولكنهم يحدثون فيكذبون ويحلفون ويأثمون وقال قال
@@@303
ما جاء في ذم النساء
وأخواتنا وأزواجنا قال بلى ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن (1) واذا ابتلين لم يصبرن (عن ابن عباس) (2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا لم يا رسول الله ؟ قال بكفرهن قيل أيكفرن بالله ؟ قال يكفرن العشير ويكفرن الاحسان لو أحسنت إلى احداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط (عن عمارة بن خزيمة بن ثابت) (3) قال كنا مع عمرو بن العاص (رضي الله عنه) في حج حتى اذا كنا يمر الظهران فإذ امرأة في هودجها (وفي رواية فإذا امرأة في يديها حبائرها (4) وخواتيمها) قد وضعت يديها على هودجها (5) قال فمال فدخل الشعب (6) فدخلنا معه فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المكان فإذا نحن بغربان كثيرة فيها غراب أعصم (7) أحمر المنقار والرجلين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من النساء الا مثل هذا الغراب في هذه الغربان (8) (عن عمران بن حصين) (9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلعت في النار فرأيت أكثر اهلها النساء واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء (عن أبي التياح) (10) قال سمعت مطرفا يحدث انه كانت له امرأتان قال فجاء إلى احداهما قال فجعلت تنزع به عمامته (11) وقال جئت من عند امرأتك قال جئت من عند عمران بن حصين فحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حسب (12) أنه قال ان أقل ساكني الجنة النساء (13) (فصل منه في قصة الأعشى (عبد الله بن الأعور) مع زوجته معاذة)(1/5)
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الفساق هم أهل النار الخ (غريبه) (1) أعطين بضم الهمزة وكسر المهملة مبني للمفعول ومثله ابتلين (تخريجه) (ك) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (قلت) واقره الذهبي (2) (عن ابن عباس الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه في الباب الرابع من أبواب صلاة الكسوف في الجزء السادس صحيفة 330 رقم 1698 فارجع اليه (3) (سنده) حدثنا سليمان بن حرب وحسن بن موسى قالا ثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الخ (غريبه) (4) أي نوع من أنواع الزينة التي تتزين بها المرأة فتكسبها الجمال والهيئة الحسنة (5) يعني بادية زينتها (6) الشعب بكسر المعجمة الطريق في الجبل والجمع شعاب والمعنى انه عدل عن الطريق الذي فيه المرأة الى طريق آخر (7) هو الأبيض الجناحين واحذمى الرجلين (8) اراد قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان عزيز قليل (تخريجه) (ك) وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي (9) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن أبي رجاء عن عمران بن حصين الخ (تخريجه) (خ مذ) تقدم مثله عن عبد الله بن عمرو وابن عباس في باب ما جاء في فضل الفقراء في هذا الجزء صحيفة 121 (10) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن ابي النياح الخ (غريبه) (11) هكذا في الأصل (فجاءت تنزع به عمامته) وجاء عند الحاكم في المستدرك فجعلت تنزع عمامته (12) اي ظن أنه قال الخ وفي المستدرك فقال جئت من عند عمران بن حصين فحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الخ (13) أي الصالحات منهن في أول الأمر قبل خروج عصاتهن من النار حيث تكون الكثرة لهن في النار ويؤيد ذلك حديث عمران بن حصين الذي قبل هذا بلفظ اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء فلا ينافي كثرتهن
@@@304
قصة الأعشى عبد الله بن الأعور مع زوجته معاذة
((1/6)
عن نضلة بن طريف) (1) أن رجلا منهم يقال له الأعشى واسمه عبد الله بن الأعور كانت عنده امرأة يقال لها معاذة خرج في رجب يمير (2) أهله من هجر فهربت امرأته بعده ناشرا عليه (3) فعاذت برجل منهم يقال له مطرف بن بهصل بن كعب بن قميشع بن دلف بن أهصم بن عبد الله بن الحرماز فجعلها خلف ظهره فلما قدم ولم يجدها في بيته وأخبر انها نشزت عليه وانها عادت بمطرف بن بهصل فأتاه فقال يا ابن العم أعندك امرأتي معاذة فادفعها إلى ؟ فقال ليست عندي ولو كانت عندي لم أدفعها اليك قال وكان مطرف أعز منه فخرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعاذبه وأنشأ يقول :
يا سيد الناس وديان (4) العرب اليك اشكو ذربة (5) من الذرب
كالذئبة الغبشاء (6) في ظل السرب (7) خرجت أبغيها الطعام (8) في رجب
فخلقتني (9) بنزاع وهرب أخلفت العهد ولطت (10) بالذنب
وقذفتني بين عيص (11) مؤتشب وهن شر غالب لمن غلب (12)(1/7)
في الجنة بعد عقات عصاتهن والله أعلم (تخريجه) (ك) وصححه على شرط الشيخين واقره الذهبي وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه لـ (م حم د) (فصل منه) (1) (سنده) حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا أبو سلمة عبيد بن عبد الرحمن الخنفي حدثني الجنيد بن امين بن ذروة بن طريف بن بهصل الحرماز حدثني أبي أمين بن ذروة عن أبيه ذروة بن نضلة عن أبيه نضلة بن طريف أن رجلا منهم الخ (غريبه) (2) أي يطلب لهم الميرة بكسر الميم وهي الطعام (وهجر) بفتح الهاء والجيم هي ناحية البحرين وقيل قاعدتها وهي غير هجر التي تنسب اليها قلال هجر فإن هذه قرية من قرى المدينة كما في النهاية وغيرها (3) أي خرجت عن طاعته (4) قال الزمخشري الديان من دان الناس اذا قهرهم على الطاعة يقال أدنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا (5) قال في النهاية كنى عن فسادها وخيانتها بالذربة واصله من ذرب المعدة وهو فسادها وذربة منقولة من ذربة كمعدة من معدة وقيل أراد سلاطة لسانها وفساد منطقها من قولهم ذرب لسانه اذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال (6) بالغين والشين المعجمتين من الغبش وهو ظلمة الليل يخالطها بياض (7) بفتح السين والراء وهو جخر الثعلب والأسد والضبع والذئب كما في اللسان (8) قال الزمخشري بغاء الشيء طلبه له (9) في روايات كثيرة بتخفيف اللام قال في اللسان أي خالفت ظنى فيها وقال الزمخشري أي بقيت بعدي قال ولو روى فخلفتني (يعني بتشديد اللام) كان المعنى فتركتني خلفها بنزاع اليها وشدة حال من الصبوة اليها (10) بفتح اللام وتشديد الطاء المهملة (قال في النهاية) أراد منعته بضعها من لطت الناقة بذنبها اذا سدت فرجها به اذا أرادها الفحل وقيل أراد توارت وأخفت شخصها عنه كما تخفي الناقة فرجها بذنبها (11) قال في النهاية العيص أصل الشجر والمؤتشب الملتف وفي اللسان الأشب شدة التفاف الشجر وكثرته (وقال الزمخشري) المؤتشب الملتف الملتبس ضربه مثلا للتباس أمره(1/8)
عليه (12) قال الزمخشري اللام في قوله (لمن غلب) متعلق بشر كقولك أنت شر لهذا منك لهذا
(م 39 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@305
بقية قصة الأعشى مع زوجته معاذة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهن شر غالب لمن غلب فشكا اليه امرأته وما صنعت به وأنه عند رجل منهم يقال له مطرف بن بهصل فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم إلى مطرف انظر امرأة هذا (1) معاذة فادفعها اليه فأتاه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرئ عليه فقال لها يا معاذة هذا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فيك فأنا دافعك اليه قالت خذ لي عليه العهد والميثاق وذمة نبيه لا يعاقبني فيما صنعت فأخذ لها ذلك عليه ودفعها مطرف اليه فأنشأ يقول :
لعمرك ما حبي معاذة بالذي يغيره الواشي (2) ولا قدم العهد
ولا سوء ما جاءت به اذ أزالها غواة الرجال إذ يناجونها (3) بعدي
(ومن طريق ثان) (4) عن صدقة بن طيسلة حدثني معن بن ثعلبة المازني والحي بعد (5) قال حدثني الأعشى المازني قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته :
يا مالك الناس وديان العرب اني لقيت ذربة من الذرب
غدوت أبغيها الطعام في رجب فخلفتني بنزاع وهرب
أخلفت العهد ولطت بالذنب وهن شر غالب لمن غلب
قال فجعل يقول النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهن شر غالب لمن غلب (فصل منه أيضا في عدم صلاحية النساء لولاية الأمور) (عن أبي بكرة) (6) أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشر بظفر جند له(1/9)
إذا اراد لمن عليه فحذف الضمير الراجع من الضلة الى الموصول (1) قال الزمخشري أي اطلبها يقال انظر فلانا نظرا حسنا وانظر الثوب اين هو (2) قال في النهاية وشي به يشي وشاية اذا نم عليه وسعى به فهو واش وجمعه وشاة والمعنى ان حبها لا زال عالقا بقلبي لا يغيره وشاية الواشين ولا طول مكثها عند من كانت عند (3) معناه أن معاذة وان كانت اساءت الي بهربها وتركها فراشي بسبب غواة الرجال الذين كانوا يناجونها أي يسرون اليها القول بهجري فإني لا زلت أحبها رغما عن ذلك كله (4) (سنده) حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا ابو معشر البراه حدثن صدقة بن طيلة حدثني معن بن ثعلبة الخ (5) أي الذي هو حي الآن (تخريجه) هذا الحديث بطريقيه جاء سنده في الأصل هكذا حدثنا عبد الله حدثني أبي فهو يشعر بأن هذا الحديث من مسند الامام احمد ولكن ذكر كثير من أئمة الحديث أنه من رواية عبد الله بن الامام احمد يعني من زوائده على مسند أبيه منهم البخاري والحافظ وابن الاثير في أسد الغابة والهيثمي في مجمع الزوائد وغيرهم وذكر الطريق الأولى منه الحافظ ابن الكثير في التاريخ عن هذا الموضع من المسند قال قال عبد الله بن الامام احمد حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري الخ وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه عبد الله بن احمد والطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم وذكر الطريق الأولى ايضا ابن عبد البر في الاستيعاب مطولا بنحوه ثم قال وهو خبر مضطرب الاسناد ولكنه روى من وجوه كثيرة (قلت) الطريق الثانية تؤيد الطريق الأولى لأن سندها صحيح أخرجها البخاري في التاريخ وابن سعد في الطبقات وأوردها الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه عبد الله ابن احمد ورجاله ثقات (فصل منه أيضا) (6) (سنده) حدثنا احمد بن عبد الملك الحرافى ثنا
@@@306
قوله صلى الله عليه وسلم هلكت الرجال إذا أطاعت النساء(1/10)
على عدوهم ورأسه في حجر عائشه رضي الله عنها فقام فخر ساجدا ثم أنشأ يسائل البشير فأخبره فيما أخبره انه ولى امرهم امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن هلكت الرجال اذا أطاعت النساء هلكت الرجال اذا أطاعت النساء (1) ثلاثا (وعنه أيضا) (2) أن رجلا من أهل فارس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (أي النبي صلى الله عليه وسلم) إن ربي تبارك وتعالى قد قتل ربك (3) قال وقيل له يعني النبي صلى الله عليه وسلم انه قد استخلف ابنته قال فقال لا يفلح قوم تملكهم امرأة (4) (باب ما جاء في ذم المال) (حدثنا عفان) (5) قال ثنا همام انا قتادة عن مطرف بن عبد الله عن أبيه (6) قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر قال فقال يقول ابن آدم مالي مالي (7) وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ؟ أو لبست فأبليت (8) أو تصدقت فأمضيت (9) وكان قتادة يقول كل صدقة لم تقبض فليس بشيء (10) (عن كعب بن عياض) (11) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان لكل أمة فتنة (12) وان فتنة أمتى المال(13)(1/11)
أبو بكرة بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة قال سمعت أبي يحدث عن أبي بكرة انه شهد النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) أي فعلت ما يؤدي إلى الهلاك يعني حين أطاعت النساء فإنهن لا يأمرن بخير وروى ابن لال والديلمي عن أنس يرفعه لا يفعلن أحدكم أمرا حتى يستشير فإن لم يجد من يستشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها فإن خلافها البركة وروى العسكري عن معاوية عودوا النساء _لا_ فإنها ضعيفة وان اطعتها اهلكتك (تخريجه) (طب ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (2) (سنده) حدثنا اسود بن عامر ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن أبي بكرة ان رجلا الخ (غريبه) (3) معناه أن الله تعالى قد أهلك ملكهم ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم عليهم حينما ارسل كتابه الى كسرى فمزقه فدعا عليهم بأن يمزقوا كل ممزق فاستجاب الله تعالى دعاءه ولم يقم لهم بعد ذلك أمر نافذ وأدبر عنهم الاقبال واقبل عليهم الحين فقتل بعضهم بيد بعض حتى أفضى ذلك إلى تأمير المرأة فجر ذلك إلى تلاشي ملكهم ومؤقوا كل ممزق جزاءا وفاقا وتصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يفلح قوم تملكهم امرأة) وجاء في رواية اخرى عند الامام احمد ايضا (لن يفلح قوم اسندوا أمرهم إلى امرأة) (تخريجه) (خ مذ نس) (باب) (5) (حدثنا عفان الخ) (غريبه) (6) أبوه هو عبد الله بن الشخير بكسر الشين والخاء المعجمتين مشدتين ابن عوف العامري صحابي من مسلمة الفتح كذا في التقريب (7) كأنه أفاد بهذا التفسير أن المراد التكاثر في الأموال (8) انكار منه صلى الله عليه وسلم على ابن آدم بأن ماله هو ما انتفع به في الدنيا بالأكل أو اللبس أو الآخرة بالتصدق وأشار بقوله فأفنيت فأبليت الى ان ما اكل أو لبس فهو قليل الجدوى لا يرجع الى عاقبة (9) أي أردت التصدق فأمضيت الوصية بذلك أو تصدقت بالفعل فقمت لآخرتك (10) يريد ان الأحوط ان لا يرتكن على الوصية بل يدفع الصدقة لمستحقها بالفعل (تخريجه) (م مذ نس) (11) (سنده)(1/12)
حدثنا ابو العلاء الحسن بن سوار ثنا ليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير عن أبيه عن كعب بن عياض الخ (غريبه) (12) اي امتحانا واختبارا قال القاضي عياض أراد بالفتنة الضلال والمعصية (13) أي الالتهاء به لأنه يشغل البال عن القيام بالطاعة وينهى
@@@307
ما جاء في ذم المال
(عن أبي هريرة) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول العبد مالي مالي وانما له من ماله ثلاث ما أكل فأقنى أو لبس فأبلى أو أعطى فأقنى ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس (عن ثوبان) (2) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما أنزلت (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقال بعض أصحابه قد نزل في الذهب والفضة ما نزل فلو أنا علمنا أي المال خير اتخذناه فقال أفضله (3) لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة مؤمنة تعينه على ايمانه (عن عبد الله بن ابي الهذيل) (4) قال حدثني صاحب لي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تبا (5) للذهب والفضة قال فحدثني صاحبي انه انطلق مع عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله قولك تبا للذهب والفضة ماذا ندخر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسانا (6) ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة تعين على الآخرة (7) (عن مطرف بن عبد الله بن الشخير) (8) يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كان بالكوفة أمير قال فخطب يوما فقال في اعطاء هذا المال فتنة وفي امساكه فتنة (9) وبذلك قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته (10) حتى فرغ ثم نزل (عن عبد الله بن الحارث) (11) قال وقفت انا وابي بن كعب (رضي الله عنه) في ظل أجم (12) حسان فقال لي أبي ألا ترى(1/13)
الآخرة قال تعالى (انما أموالكم وأولادكم فتنة) (تخريجه) (مذ ك) وقال الترمذي حسن غريب وصححه الحاكم واقره الذهبي (1) (سنده) حدثنا هيثم انا حفص بن ميسرة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة الخ وقوله فأقنى بالقاف أي أرضى (تخريجه) (م) (2) (سنده) حدثنا عبد الرحمن عن اسرائيل عن منصور عن سالم بن ابي الجعد عن ثوبان الخ (غريبه) (3) يعني افضل من المال لسانا ذاكرا الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد ثم قال ورواه الترمذي وابن ماجه من غير وجه عن سالم بن أبي الجعد وقال الترمذي حسن وحكى عن البخاري أن سالما لم يسمعه من ثوبان (قال الحافظ ابن كثير) ولهذا رواه عنه بعضهم مرسلا والله اعلم (4) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة حدثني سالم قال سمعت عبد الله بن أبي الهذيل قال حدثني صاحب لي الخ (غريبه) (5) أي هلاكا لهما والتب الخسران والهلاك نصب على المصدر أو باضمار فعل أي الزمهما الله الهلاك والخسران (6) منصوب بفعل محذوف أي ادخروا لسانا ذاكرا الخ (7) أي صالحة لا ترهقه بطلب متاع الدنيا وزينتها فيتفرغ لعبادة الله عز وجل (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد ورواه البيهقي عن ابن عمر والطبراني وغيره عن ثوبان (8) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت اسحاق بن سويد قال سمعت مطرف بن عبد الله بن الشخير يحدث عن رجل الخ (غريبه) (9) معناه انه اذا اعطى لا يقنع الأخذ ويطلب المزيد والا سخط واذا امسك ينسب إلى البخل وعدم العدل (10) يشير إلى ان النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فذكر هذا المعنى في خطبته والله أعلم (تخريجه) أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله كلهم ثقات (11) (سنده) حدثنا شجاع بن مخلد وأبو حثمة زهير بن حرب قال ثنا عبد الله بن حمران الحمراني ثنا عبد الحميد بن جعفر اخبرني ابن جعفر بن عبد الله عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن الحارث الخ (غريبه) (12) هو بضم الهمزة والجيم(1/14)
وهو الحضن
@@@308
ما جاء في ذم المال وطلب الدنيا
الناس مختلفة أعناقهم (1) في طلب الدنيا ؟ قال قلت بلى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوشك (2) الفرات ان يحسر عن جبل من ذهب (3) فإذا سمع به الناس ساروا اليه فيقول من عنده والله لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن (4) فيقتتل الناس حتى يقتل من كل مائة تسعة وتسعون (5) وهذا لفظ حديث أبي عن عفان (6) (عن علي رضي الله عنه) (7) قال مات رجل من أهل الصفة وترك دينارين أو درهمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيتان صلوا على صاحبكم (عن أبي أمامة) (8) أن رجلا من أهل الصفحة توفي وترك دينارا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له كية قال ثم توفي آخر فترك دينارين (وفي رواية فوجد في مئزره ديناران) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيتان (عن أم سلمة رضي الله عنها) (9) قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم الوجه (10) قالت فحسبت أن ذلك من وجع فقلت يا نبي الله مالك ساهم الوجه ؟ قال قال من أجل الدنانير السبعة التي اتتنا أمس أمسينا وهي في خصم الفراش (11) (عن أبي سلمة) (12) قالت عائشة(1/15)
وجمعه آجام وآطام في الوزن والمعنى (1) قال العلماء المراد بالاعناق هنا الرؤساء والكبراء وقيل الجماعات (قال القاضي) وقد يكون المراد بالأعناق نفسها وعبر بها عن أصحابها لاسيما وهي التي بها التطلع والتشوق للاشياء (2) أي يقرب والفرات يطلق على الماء العذب ومنه قوله تعالى (هذا عذب فرات) وعلى النهر المشهور بالكوفة وهو المراد (وقوله يحسر) بفتح أوله وكسر السين المهملة أي ينكشف لذهاب مائة (3) جاء في رواية أخرى (عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا) يعني اتقاءا للفتنة وحقنا للدماء (4) معناه يفنى ولا يبقى لنا منه شيء (5) هذه من أعظم فتن المال حيث يقتل الناس بعضهم بعضا لأجل المال (6) هذا قول عبد الله بن الامام احمد يقول وهذا لفظ حديث أبي يعني أباه الامام احمد (تخريجه) (ق وغيرهما) (7) (سنده) حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا عتيبة عن البريد بن اصرم قال سمعت عليا يقول مات رجل الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وابنه عبد الله وقال دينارا أو درهما والبزار كذلك وفيه عتيبة الضرير وهو مجهول وبقية رجاله وثقوا اهـ (قلت) حديث عبد الله بن الامام احمد تقدم في باب ما جاء في الترهيب من الحرص على المال في هذا الجزء صحيفة 248 رقم 148 (8) (سنده) حدثنا حجاج قال سمعت شعبة يحدث عن قتادة وهاشم قال حدثني شعبة انا قتادة قال سمعت ابا الجعد يحدث قال هاشم في حديثه ابو الجعد مولى لبني ضبيعة عن أبي أمامة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه كله احمد بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وقد وثق اهـ (قلت) هذا السند الذي ذكرته هنا رجاله رجال الصحيح وليس فيه شهر بن حوشب (9) (سنده) حدثنا ابو الوليد ثنا ابو عوانة عن عبد الملك يعني ابن عمير عن ربعي بن حراش عن ام سلمة الخ (غريبه) (10) أي متغيره يقال سهم لونه يسهم اذا تغير عن حاله لعارض (11) يأسف النبي صلى الله عليه وسلم ويتغير وجهه أسفا لكونه نسى السبعة(1/16)
الدنانير فلم يتصدق بها قيل ان يدركها المساء عنده وفيه غاية الزهد في المال وعدم الاكتراث به (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) ورجالهما رجال الصحيح قال وفي رواية أتتنا ولم ننفقها (12) (سنده) حدثنا يحيى عن محمد بن عمرو قال حدثني أبو سلمة قال قالت
@@@309
منقبة لعبد الرحمن بن عوف وأنه كان من أكثر الناس مالا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه يا عائشه ما فعلت الذهب ؟ فجاءت (1) ما بين الخمسة إلى السبعة أو الثمانية أو التسعة (2) فجعل يقلبها بيده ويقول ماظن محمد بالله عز وجل لو لقيه وهذه عنده أنفقها (عن شقيق) (3) قال دخل عبد الرحمن بن عوف على أم سلمة (رضي الله عنها) فقال يا أم المؤمنين اني اخشى ان اكون قد هلكت اني من اكثر قريش مالا بعث أرضا لي بأربعين الف دينار فقالت انفق يابني فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان من اصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه فأتيت عمر فأخبرته فأتاها فقال بالله أنا منهم ؟ قالت اللهم لا ولن ابرئ احدا بعدك (عن عبد الله بن بريدة) (4) عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان احساب (5) أهل الدنيا الذين يذهبون اليه هذا المال (6) (عن زيد بن أسلم) (7) عن رجل من بني سليم عن جده انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم بفضة فقال هذه من معدن لنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ستكون معادن (8) يحضرها شرار الناس (9) (عن خولة بنت قيس) (10) امرأة حمزة بن عبد المطلب ان رسول(1/17)
عائشه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) في رواية أخرى (فجاءت بها إليه) (2) أي دنانير (تخريجه) لم أقف عليه من حديث عائشة لغير الامام احمد ورجاله رجال الصحيح (3) (سنده) حدثنا محمد بن عبيد قال ثنا الأعمش عن شقيق الخ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الامام احمد وسنده جيد وأورده الهيثمي مختصرا وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وروى الحاكم في المستدرك عن أم بكر بنت المسور أن عبد الرحمن بن عوف باع أرضا له بأربعين الفا فقسمها في بني زهرة وفقراء المسلمين والمهاجرين وازواج النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الى عائشة رضي الله عنها بمال من ذلك فقالت من بعث هذا المال ؟ قلت عبد الرحمن بن عوف قال وقص القصة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحنو عليكن من بعدي إلا الصابرون سقى الله بن عوف من سلسبيل الجنة وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) قال الذهبي صحيح عن عائشة وأم سلمة (4) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه (يعني بريدة الأسلمي) الخ (غريبه) (5) جمع حسب بمعنى الكرم والشرف والمجد سماهم أهل الدنيا لشغلهم بها وطمأنينتهم اليها كما يشفق الرجل بأهله ويأنس اليهم (6) قال الحافظ العراقي يحتمل كون الحديث خرج مخرج الذم لأن الأحساب انما هي الانساب لا بالمال فصاحب النسب العالي هو الحسيب ولو فقيرا ووضع النسب غير حسيب وان اثرى وكثر ماله جدا (تخريجه) (نس ك حب) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (7) (سنده) حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن زيد يعني ابن أسلم عن رجل من بني سليم الخ (غريبه) (8) جمع معدن وهو الجوهر المستخدم من مكان خلقه الله ويسمى به مكانه أيضا (9) أي فاتر كوها ولا تقربوها لما يلزم على حضورها والتزاحم عليها من الفتن المؤدية الى القتل (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفيه راو لم يسم ورواه الخطيب عن ابن عمر بلفظ أتى النبي صلى الله(1/18)
عليه وسلم بقطعة من ذهب كانت أول صدقة جاءته من معدن فقال ما هذه ؟ فقالوا صدقة من معدن كذا فذكره (10) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون قال انا يحيى بن سعيد ان عمر بن سعيد بن كثير بن افلح مولى أبي ايوب الانصاري اخبره انه سمع عبيد سنوطا يحدث عن خولة بنت قيس
@@@310
ما جاء في فضل عيادة المريض
الله صلى الله عليه وسلم دخل على حمزة فتذاكرا الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الدنيا خضرة حلوة (1) فمن أخذها بحقها (2) بورك له فيها ورب متخوض (3) في مال الله ومال رسول له النار يوم يلقى الله (عن خولة بنت ثامر الانصارية) (4) انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الدنيا حلوة خضرة وان رجال يتخوضون في مال الله عز وجل بغير حق لهم النار يوم القيامة (باب ما جاء في ذم الدنيا) (عن أبي سعيد الخدري) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ان اخوف ما اخاف عليكم ما يخرج الله من نبات الأرض وزهرة الدنيا فقال رجل أي رسول الله أو يأتي (6) الخير بالشر ؟ فسكت حتى رأينا أنه ينزل عليه قال وغشيه بهر (7) وعرق فقال أين السائل ؟ فقال ها أنا ولم ارد إلا خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الخير لا يأتي إلا بالخير ان الخير لا يأتي إلا بالخير إن الخير لا يأتي إلا بالخير ولكن الدنيا خضرة حلوة وكان ما ينبت الربيع يقتل حبطا (8) أو يلم إلا آكله (9) الخضر فإنها أكلت حتى امتدت خاصرتاها (10) واستقبلت الشمس فثلطت (11) وبالت ثم عادت فأكلت (12) فمن أخذها بحقها بورك له فيه ومن اخذها بغير حقها(1/19)
امرأة حمزة الخ (قلت) عبيد سنوطا بفتح السين المهملة وضم النون قال في التهذيب اسم فارسي (غريبه) (1) أي كفاكهة أو روضة أو شجرة متصفة بأنها (خضرة) في المنظر (حلوة) في المذاق وكل من الوصفين على انفراده تميل اليه النفس فكيف اذا اجتمعا (2) أي أخذ شيئا من مالها أو متاعها (بحقها) أي بحق كما جاء في بعض الروايات أي بقدر حاجته من الحلال (3) التخوض تكلف الخوض والأصل فيه المشي في الماء وتحريكه ثم استعمل في التلبس بالأمر والتصرف فيه والمراد بمال الله ما جعل لمصالح المسلمين وأضافه اليه جل شأنه تشريفا وتخويفا للتخوض فيه بما لا يرضيه والمعنى ان الذين يتصرفه فيما خصصه الله تعالى لمصلحة العامة بما تهوى أنفسهم فالئك لهم عذاب اليم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم (تخريجه) (مذ) وقال حسن صحي (4) (سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد قال ثنا سعيد يعني ابن ابي ايوب قال حدثني ابو الاسود عن النعمان بن أبي عياش الرزقي عن خولة بنت ثامر الانصارية الخ (قلت) خولة بنت ثامر بالثاء المثلثة هي خولة بنت قيس راوية الحديث السابق وبذلك جزم علي بن المديني فهي واحدة (تخريجه) (خ) في باب قول الله تعالى (فأن لله خمسه الخ) من كتاب فرض الخمس (5) (سنده) حدثنا سفيان عن ابن عجلان عن عياض بن عبد الله بن سعد ابن ابي سرح سمع ابا سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (6) أو يأتي الخ بفتح الواو معناه أن ما يخرج الله من نبات الأرض وزهرة الدنيا هو خير فكيف يأتي الخير بالشر (7) البهر بالضم ما يعتري الانسان عند السعي الشديد والعدو من النهج وتتابع النفس (8) الحبط بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة التخمة (وقوله أو يلم) بضم اوله وكسر اللام معناه أو يقارب القتل (9) بهمزة ممدودة والخضر بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمة (10) جاء عند مسلم حتى اذا امتلأت خاصرتاها (11) بفتح الثاء المثلثة أي القت الثلط وهو الرجيع(1/20)
الرقيق وأكثر ما يقال للابل والبقر والفيلة (12) معناه أن هذا الذي يحصل لكم من زهرة الدنيا ليس بخير وانما هو فتنة وتقديره (الخير لا يأتي إلا بخير) ولكن ليست هذه
@@@311
قوله صلى الله عليه وسلم من أحب دنياه أضر بآخرته
لم يبارك له وكان كالذي يأكل ولا يشبع قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد بن حنبل رحمهما الله) قال أبي قال سفيان وكان الأعمش يسألني عن هذا الحديث (1) (عن عقبة بن عامر) (2) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر فقال إني فرطكم وأنا عليكم شهيد وان موعدكم الحوض واني لأنظر اليه ولست اخشى عليكم ان تشركوا أو قال تكفروا ولكن الدنيا ان تنافسوا فيها (عن أبي موسى الأشعري) (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب دنياه أضر بآخرته (4) ومن أحب آخرته اضر بدنياه (5) فأثروا ما يبقى على ما يفنى (عن زيد بن ثابت) (6) انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل هناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كان نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له (عن عبيد الحضرمي) (7) ان أبا مالك الاشعري لما حضرته الوفاة قال يا سامع الاشعريين ليبلغ الشاهد منكم الغائب اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول حلوة الدنيا مرة الآخرة ومرة الدنيا حلوة الآخرة (8)(1/21)
الزهرة بخير لما تؤدي اليه من الفتنة والمنافسة والاشتغال بها عن كمال الاقبال على الآخرة ثم ضرب لذلك مثلا فقال صلى الله عليه وسلم وكان ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم الا آكله الخضر الخ ومعناه ان نبات الربيع وخضره يقتل حبطا بالتخمة لكثرة الأكل أو يقارب القتل إلا إذا اقتصر منه على اليسير الذي تدعوا اليه الحاجة وتحصل به الكفاية المقتصدة فإن لا يضر وهكذا المال هو كنبات الربيع مستحسن تطلبه النفوس وتميل اليه فمنهم من يستكثر منه ويستغرق فيه غير صارف له في وجوهه فهذا يهلكه أو يقارب اهلاكه ومنهم من يقتصد فيه فلا يأخذ إلا يسيرا وان اخذ كثيرا فرقه في وجوهه كما تثلطه الدابة فهذا لا يضره هذا مختصر معنى الحديث (1) أي لما فيه من العظة والعبرة (تخريجه) (ق جه) (2) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم ثنا ابن مبارك عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن ابي الخير عن عقبة بن عامر الخ (تخريجه) (ق د نس) (3) (سنده) حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال ثنا اسماعيل يعني ابن جعفر قال اخبرني عمرو (يعني ابن ابي عمرو) عن المطلب بن عبد الله عن أبي موسى الأشعري الخ (غريبه) (4) أي لأن من أحب دنياه عمل في كسب شهوتها واكب على معاصيه ولم يتفرغ لعمل الآخرة فأضر بنفسه في آخرته (5) من نظر الى فناء الدنيا وحساب حلالها وعذاب حرامها وشاهد بنور ايمانه جمال الآخرة أضر بنفسه في دنياه بحمل مشقة العبادات وتجنب الشهوات فصبر قليلا وتنعم كثيرا فمثل الدنيا والآخرة كمثل الضرتين اذا ارضيت احداهما اسخطت الأخرى (تخريجه) (ك) وصححه على شرط الشيخين وتعقبه الذهبي بأن فيه انقطاع وأورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب) ورجالهم ثقات (6) (عن زيد بن ثابت الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه في باب فضل تبليغ العلم من كتاب العلم في الجزء الأول صحيفة 164 رقم 43 وجاء في هذا الحديث (فرق الله عليه ضيعته) معناه ما يكون منها معاشه كالصنعة والتجارة(1/22)
والزراعة وغير ذلك وتقدم شرح ذلك هناك (7) (سنده) حدثنا ابو المغيرة ثنا صفوان عن شريح عن عبيد الحضرمي الخ (غريبه) (8) معنى الحديث
@@@312
قوله صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
(عن أبي هريرة) (1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لثوبان كيف أنت يا ثوبان اذا تداعت عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة الطعام يصيبون منه ؟ قال ثوبان بأبي وأمي يا رسول الله من قلة بنا ؟ قال لا أنتم يومئذ كثير ولكن يلقى في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله ؟ قال حبكم الدنيا وكراهيتكم للقتال (وعنه أيضا) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر (3) (عن عبد الله بن عمرو) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدنيا سجن المؤمن وسنته (5) فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة (عن عوف بن مالك) (6) قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في اصحابه فقال الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا فإن الله فاتح لكم أرض فارس والروم وتصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزبغكم (7) بعدي إن أزاغكم الا هي(1/23)
ان الرغبة في الدنيا لا تجتمع مع الرغبة في الآخرة ولا يسكن هاتان الرغبتان في محل واحد إلا طردت احداهما الاخرى واستبدت بالمسكن فإن النفس واحدة والقلب واحد فإذا اشتغلت بشيء انقطع عن ضده ويحتمل أن يكون المراد (حلوة الدنيا) ما تشتهيه النفس في الدنيا (مرة الآخرة) اي يعاقب عليه في الآخرة (ومرة الدنيا) ما يشق عليه من الطاعات وحبس نفسه عما تشتهيه (حلوة الآخرة) اي يثاب عليه في الآخرة (تخريجه) (ك طب هق) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال الهيثمي رجال احمد والطبراني ثقات (1) (عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب وعيد من ترك الجهاد في سبيل الله من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 26 رقم 58 فارجع اليه (2) (سنده) حدثنا ابو عامر ثنا زهير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (3) جاء شرح هذا الحديث في حكاية لطيفة ذكرها المناوي في شرح الجامع الصغير (قال رحمه الله) ذكروا ان الحافظ ابن حجر لما كان قاضي القضاة مر يوما بالسوق في موكب عظيم وهيئة جميلة فهجم عليه يهودي يبيع الزيت الحار وأثوابه ملطخة بالزيت وهو في غاية الرثاثة والشناعة فقبض على لجام بغلته وقال يا شيخ الاسلام تزعم أن نبيكم قال (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فأي سجن أنت فيه واي جنة أنا فيها ؟ فقال أنا بالنسبة لما أعده الله لي في الآخرة من النعيم كأني الآن في سجن وانت بالنسبة لما أعد لك في الآخرة من العذاب الأليم كأنك في جنة فأسلم اليهودي (تخريجه) (م مذ جه) (4) (سنده) حدثنا علي بن اسحاق اخبرنا عبد الله (يعني ابن المبارك) اخبرنا يحيى بن أيوب اخبرني عبد الله بن جنادة المعافري ان ابا عبد الرحمن الحبلي حدثه عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) السنة بفتح السين والنون القحط والجدب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد(1/24)
والطبراني باختصار ورجال احمد رجال الصحيح غير عبد الله بن جنادة وهو ثقة (6) (سنده) حدثنا حيوة قال انا بقية بن الوليد قال حدثني بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك (يعني الاشجعي) الخ (غريبه) (7) الزيغ الجور والعدول عن الحق يخبر صلى الله عليه وسلم أصحابه ان الدنيا ستقبل عليهم وانها اعظم فتنة تحول الانسان عن الطاعة إلى المعصية نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد رحمه الله تعالى وفيه بقية بن الوليد فيه كلام
(م 40 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@313
مثل الدنيا عند الله وهوانها عليه
((1/25)
عن أنس) (1) قال كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضبا وكانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين فلما رأى ما في وجوههم قالوا سبقت العضباء فقال ان حقا على الله ان لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه (عن عائشه رضي الله عنها) (2) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (3) (فصل منه في مثل الدنيا عند الله وهوانها عليه) (عن ابن عباس) (4) قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة قد القاها اهلها فقال والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها (عن أبي هريرة) (5) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسخله جرباء قد اخرجها اهلها فقال أترون هذه هينة على أهلها ؟ قالوا نعم قال للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها (عن جابر) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى العالية فمر بالسوق فمر بجدي أسك (7) ميت فتناوله فرفعه ثم قال بكم تحبون ان هذا لكم قالوا ما نحب انه لنا شيء وما نصنع به ؟ قال بكم تحبون لنه لكم ؟ قالوا والله لو كان حيا لكان عيبا فيه انه أسك فكيف وهو ميت قال فوالله للدينا أهون على الله من هذا عليكم (عن قيس بن أبي حازم) (8) عن المستورد بن شداد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والله (وفي لفظ والذي نفسي بيده) ما الدنيا في الآخرة إلا كرجل وضع اصبعه في اليم ثم رجعت اليه (وفي لفظ فلينظر بما يرجع وأشار بالسبابة) (وفي لفظ يعني التي تلي الابهام) قال وقال المستورد أشهد اني كنت مع الركب الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مر بمنزل قوم قد ارتحلوا عنه فإذا سخلة (9) مطروحة فقال اترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها ؟ قالوا من هوانها عليهم القوها قال فوالله للدنيا اهون على الله عز وجل من هذه على أهلها (عن الحسن) (10) عن الضحاك
((1/26)
1) (سنده) حدثنا ابن ابي عدي عن حميد عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (تخريجه) (خ ذ نس) وفيه جواز المسابقة على الابل واتخاذها الركوب وفيه التزهيد في الدنيا للارشاد إلى ان كل شيء منها لا يرتفع إلا انصع (2) (سنده) حدثنا حسين بن محمد قال ثنا ذويد عن أبي اسحاق عن زرعة عن عائشه الخ (غريبه) (3) معناه أن من اتخذها دارا فكأنه لا دار له قال تعالى (وان الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) (تخريجه) (هب) قال المنذري والحافظ العراقي اسناده جيد وقال الهيثمي رجال احمد رجال الصحيح غير ذويد وهو ثقة (فصل منه) (4) (سنده) حدثنا محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بز) وفيه محمد بن مصعب وقد وثق على ضعفه وبقية رجالهم رجال الصحيح (5) (سنده) حدثنا يونس ثنا حماد ثنا ابو المهزم عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه ابو المهزم وضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح (6) (سنده) حدثنا عفان ثنا وهيب ثنا جعفر عن أبيه عن جابر (يعني ابن عبد الله) الخ (غريبه) (7) الأسك فتح الهمزة والسين المهملة أيضا وتشديد الكاف هو الصغير الأذن (تخريجه) (م وغيره) (8) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد ثنا عباد بن عباد يعني المهلبي ثنا المجاهد بن سعيد عن قيس بن ابي حازم الخ (غريبه) (9) السخلة بفتح السين المهملة يطلق على الذكر والأنثى من أولاد الضأن والمعز ساعة تولد والجمع سخال (تخريجه) اخرج الشطر الاول منه (م مذ جه) واخرج الشطر الثاني منه (مذ جه) وسنده صحيح (10) (سنده) حدثنا احمد بن عبد الملك ثنا حماد بن زيد عن علي بن جدعان
@@@314
ما جاء في ذم البنيات(1/27)
ابن سفيان الكلابي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا ضحاك ما طعامك ؟ قال يا رسول الله اللبن واللحم قال ثم يصير إلى ماذا ؟ قال إلى ما قد علمت ؟ قال (أي النبي صلى الله عليه وسلم) فإن الله تبارك وتعالى ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا (عن أبي بن كعب) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مطعم ابن آدم جعل مثلا للدنيا وان قزحة (2) وملحه فانظروا الى ما يصير (باب ما جاء في ذم البنيان) (عن أنس) (3) قال مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم في طريق المدينة فرأى قبة من لبن فقال لمن هذه ؟ فقلت لفلان فقال أما ان كل بناء (4) هد على صاحبه يوم القيامة إلا ما كان في مسجد أو في بناء مسجد شك أسود أو أو أو (5) ثم مر فلم يلقها فقال ما فعلت القبة ؟ قلت بلغ صاحبها ما قلت فهدمها قال فقال رحمه الله (عن قيس) (6) قال دخلنا على خباب (بن الأرت) نعوده وهو يبني حائطا له فقال المسلم يؤجر في كل شيء خلا ما يجعل في هذا التراب (7) وقد اكتوى سبعا في بطنه وقال لولا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا ان ندعو بالموت لدعوت به (8) (زاد في رواية) ثم قال ان اصحابنا الذين مضوا(1/28)
عن الحسن عن الضحاك الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجال الطبراني رجال الصحيح غير علي بن زيد بن جدعان وقد وثق (1) (ز) (سنده) حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزار ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب الخ (غريبه) (2) قال في النهاية أي توبله من القزح وهو التابل الذي يطرح في القدر كالكمون والكزبرة ونحو ذلك يقال قزحت القدر اذا تركت فيها الأبازيروالمعنى ان المطعم وان تكلف الانسان التنوق في صنعته وتطييبه فإنه عائد إلى حال يكره ويستقذر فكذلك الدنيا المحروص على عمارتها ونظم أسبابها راجعة إلى خراب وادبار (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله (يعني ابن الامام احمد في زوائده على مسند أبيه) والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير عتيى وهو ثقة (باب) (3) (سنده) حدثنا أسود بن عامر ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه) (4) أي من القصور المشيدة والحصون المانعة والغرف المرتفعة (هد) بفتح الهاء وتشديد الدال المهملة أي هدم على صاحبه يوم القيامة أي يعذب بهدمه على رأسه يوم القيامة ويحتمل أن يكون المراد به شدة عذابه وجاء في بعض الروايات (أما ان كل بناء وبال على صاحبه الخ) أي سوء عقاب وطول عذاب في الآخرة لأن انما يبنيها كذلك رجاء التمكن في الدنيا وجمع المال والتفاخر والتطاول على الفقراء والتشبيه بمن يتمنى الخلود في الدنيا وقد ذم الله فاعليه بقوله (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) (5) كرر لفظ أو ثلاثا اشعارا بأن سبل الخير كثيرة كبناء مدرسة لمدارسة العلم والقرآن أو لضيافة الغريب والفقير وابن السبيل أو نحو ذلك مما قصد ببنائه التقرب الى الله وما عدا ذلك فهو مذموم شرعا وعرفا (لطيفة) قيل خلق آدم من تراب فهمة أولاده في التراب وخلقت المرأة من الرجل فهمتها في الرجل (تخريجه) (د جه) قال الحافظ ورجاله موثقون إلا(1/29)
الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي غير معروف وله شواهد عن وائلة عند الطبراني اهـ وقال المنذري رواه الطبراني بإسناد جيد مختصرا (6) (سنده) حدثنا وكيع ثنا ابن أبي خالد (يعني اسماعيل) عن قيس (يعني ابن أبي حازم) قال دخلنا على خباب الخ (غريبه) (7) يعني البناء (8) تقدم الكلام على ذلك في باب كراهة تمني الموت من كتاب الجنائز في باب
@@@315
ما جاء في ذم الاسواق وأماكن أخرى
لم تنقصهم (1) الدنيا شيئا وانا أصبنا بعدهم ما لا نجد له موضعا إلا التراب (2) (عن عبد الله بن عمرو) (3) بن العاص قال مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصلح خصالنا (4) فقال ما هذا ؟ قلنا خصالنا وهي (5) فنحن نصلحه قال فقال اما ان الأمر (6) اعجل من ذلك (عن أم مسلم الأشجعية) (7) ان النبي صلى الله عليه وسلم أتاها وهي في قبة فقال ما أحسنها ان لم يكن فيها منية (8) قالت فجعلت أتتبعها (9) (باب ما جاء في ذم الأسواق وأماكن أخرى) (عن محمد بن جبير) (10) بن مطعم عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي البلدان شر ؟ قال فقال لا أدري فلما أتاه جبريل عليه السلام قال يا جبريل أي البلدان شر ؟ قال لا أدري حتى اسأل ربي عز وجل فانطلق جبريل عليه السلام ثم مكث ما شاء الله ان يمكث ثم جاء فقال يا محمد انك سألتني أي البلدان شر فقلت لا ادري اني سألت ربي عز وجل أي البلدان شر فقال أسواقها (عن ابن عمر) (11) ان النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر(12) قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا الا ان تكونوا باكين (13) ان يصيبكم ما اصابهم(1/30)
كراهة تمني الموت الخ في الجزء السابع (1) بضم أوله وكسر القاف بينهما نون ساكنة أي لم تؤثر عليهم الدنيا ولم تغير من حالهم التي كانوا عليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من التقشف والفقر (2) معناه أن اموالهم كثرت حتى صار الكثير منهم ينفقها في البناء الذي مآله إلى الخراب (تخريجه) اخرج الشيخان والترمذي الجزء الخاص بالكي والنهي عن تمنى الموت واخرجه ابن ماجه نحو رواية الامام احمد وسنده صحيح (3) (سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الاعمش عن ابي السفر عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ (غريبه) (4) بضم الخاء المعجمة وتشديد الصاد المهملة (قال في النهاية) بيت يعمل من الخشب والقصب وجمعه خصاص واخصاص سمي به لما فيه من الخصاص وهي الفرج والانقاب (5) بفتح الواو والهاء من البلى والتخرق يريد أن الخص خرب أو كاد يخرب (6) أي أمر الموت على وجه الاحتمال فلا ينبغي للعاقل الاشتغال بما يتعبه والله أعلم (تخريجه) (د مذ جه) وقال الترمذي حسن صحيح (7) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن حبيب يعني ابن أبي ثابت عن رجل عن أم مسلم الأشجعية الخ (غريبه) (8) المنية هي الموت وجمعها المنايا ومعناه ان لم تمت وتتركها (9) أي تنتظر الموت متى يأتيها والله أعلم (تخريجه) أورده الحافظ في الاصابة وعزاه لابن السكن من طريق سفيان ايضا بسند حديث الباب وليس فيه فجعلت أتتبعها قال وأخرجه ابن منده من وجهين أحدهما يعلو إلى الثورى وقال رواه قيس بن الربيع عن حبيب عن رجل من بني المصطلق عن أم مسلم الأشجعية نحوه وأخرجه ابن سعد في قبيصة عن الثوري اهـ (قلت) وفي اسناده عند الجميع رجل لم يسم (باب) (10) (عن محمد بن جبير) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ذم الكذب والحلف لترويج السلعة وذم الاسواق من كتاب البيوع في الجزء الخامس عشر صحيفة 22 رقم 64 فارجع اليه (11) (سنده) حدثنا يعمر ابن بشر اخبرنا عبد الله اخبرنا معمر عن الزهري(1/31)
اخبرني سالم بن عبد الله عن أبيه (يعني عبد الله بن عمر) الخ (غريبه) (12) وادى ثمود بين المدينة والشام وقد جاء ذكرهم في قوله تعالى (كذب اصحاب الحجر المرسلين) يعني نبيهم صالحا ومن كذب واحدا من المرسلين فكأنما كذب الجميع أو صالحا ومن معه من المؤمنين (13) زاد البخاري فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ان يصيبكم الخ ومعنى قوله إلا ان
@@@316
ما جاء في النهي عن اللعن والترهيب منه
وتقنع بردائه وهو على الرحل (1) (عن البراء بن عازب) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدا (3) جفا (باب ما جاء في النهي عن اللعن والترهيب منه) (عن سمرة بن جندب) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلاعنوا (5) بلعنة الله (6) ولا بغضبه (7) ولا بالنار (8) (عن جرموز الهجيمي) (9) قال قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك أن لا تكون لعانا (عن أبي زيد بن أسلم) (10) قال كان عبد الملك بن مروان يرسل إلى أم الدرداء فتبيت عند نسائه ويسألها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فقام ليلة فدعا خادمه فأبطأت عليه فلعنها فقالت لا تلعن فإن أبا الدرداء حدثني انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء ولا شفعاء (11) (عن عبد الله) (12) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن ليس باللعان (13) ولا الطعان ولا الفاحش وال البذيء(1/32)
تكونوا باكين أي من الخوف خشية ان يصيبكم مثل ما اصابهم من العذاب لأن من دخل عليهم ولم يبك اعتبارا بأحوالهم فقد شابههم في الاعمال ودل على قساوة قلبه فلا يأمن ان يجره ذلك إلى العمل بمثل أعمالهم فيصيبه مثل ما أصابهم (1) أي لئلا ينظر إلى هذا المكان وكان ذلك لما مر النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة في حال توجههم الى غزوة تبوك (تخريجه) (خ) والبغوى في تفسيره (2) (سنده) حدثنا عبد الله بن محمد قال أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن الامام احمد) وسمعته انا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال ثنا شريك عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن البراء الخ (غريبه) (3) أي من سكن البادية (حفا) أي صار فيه جفاء الأعراب لتوحشه وانفراده وغلظ طبعه لبعده عن لطف الطباع ومكارم الأخلاق فيقوته الأدب ويتبلد ذهنه ويقف عن فهم دقيق المعاني ولطيف البيان فكره لأجل ذلك (د مذ) وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح غير الحسن بن الحكم النخعي وهو ثقه (باب) (4) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود قالا ثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب الخ (غريبه) (5) أصله لا تتلاعنوا حذفت إحدى التاءين تخفيفا (6) معنى اللعنة الابعاد من الرحمن والمؤمنين رحماء بينهم (7) أي لا يدعو بعضكم على بعض بغضب الله كأن يقول عليه غضب الله (8) أي لا يقول أحدكم اللهم اجعله من أهل النار (د مذ ك) وقال الترمذي حسن صحيح (9) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا عبيد الله بن هوذة القريعي انه قال حدثني رجل سمع جرموز الهجيمي قال قلت يا رسول الله الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) من طريق عبيد الله بن هوذة عن رجل من جرموز وهي طريق رجالها ثقات وجرموز له صحبة اهـ (قلت) وأخرجه أيضا البخاري في التاريخ (10) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن زيد بن أسلم الخ (غريبه) (11) قال النووي فيه ثلاثة أقوال أصحها وأشهرها لا يكونون شهداء يوم القيامة على الامم(1/33)
بتبليغ رسلهم اليهم الرسالات (والثاني) لا يكونون شهداء في الدنيا أي لا تقبل شهادتهم لفسقهم (والثالث) لا يرزقون الشهادة بالقتل في سبيل الله (تخريجه) (م د) (12) (سنده) حدثنا اسود اخبرنا ابو بكر عن الحسن بن عمرو عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه) (13) لعل اختبار صيغة المبالغة فيها لأن المؤمن الكامل قل ان يخلو عن المنقصة بالكلية (ولا الطعان) أي عيابا للناس (ولا الفاحش) أي فاعل الفحش (ولا البذيء) هو الذي لا حياء له وفي النهاية البذاء بالمد الفحش في القول وهو بذيء اللسان وقد يقال بالهمز
@@@317
قوله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي للصديق أن يكون لعانا
(عن أبي هريرة) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينبغي للصديق (2) أن يكون لعانا (حدثنا وكيع) (3) حدثنا عمر بن ذر عن العيزار بن جرول الحضرمي عن رجل منهم يكنى أبا عمير انه كان صديقا لعبد الله بن مسعود وان عبد الله بن مسعود زاره في أهله فلم يجده قال أستأذن على أهله وسلم فاستسقى (4) قال فبعثت الجارية (5) تجيئه بشراب من الجيران فأبطأت فلعنتها (6) فخرج عبد الله فجاء أبو عمير فقال يا أبا عبد الرحمن ليس مثلك يغار عليه هلا سلمت على أهل أخيك وجلست وأصبت من الشراب ؟ قال قد فعلت فأرسلت الخادم فابطأت إما لم يكن عندهم وإما رغبوا فيما عندهم (7) فابطأت الخادم فلعنتها وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اللعنة الى من وجهت اليه (8) فإن اصابت عليه سبيلا أو جدت فيه مسلكا (9) وإلا قلت يا رب وجهت إلى فلان فلم أجد عليه سبيلا ولم أجد فيه مسلكا (10) فيقال لها ارجعي من حيث جئت (11) فخشيت أن تكون الخادم معذورة فترجع اللعنة فأكون سببها (عن ثابت بن الضحاك) (12) الانصاري(1/34)
وليس بكثير (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن غريب وقد روى عن عبد الله من غير هذا الوجه (قال شارحه) وأخرجه أحمد والبخاري في تاريخه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الايمان قال ميرك ورجاله رجال الصحيح سوى محمد بن يحيى شيخ الترمذي وثقه ابن حبان والدارقطني اهـ (1) (سنده) حدثنا منصور انا سليمان يعني بن بلال عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة الخ(غريبه) (2) بتشديد الصاد والدال المهملتين مكسورتين للمبالغة في الصدق ويكون الذي يصدق قوله بالعمل وانما قال لعانا ولم يقل لاعنا لأن هذا الذم في الحديث انما هو لمن كثر منه اللعن لا المرة ونحوها ولأنه يخرج منه أيضا اللعن المباح وهو الذي ورد الشرع به وهو لعنة الله على الظالمين لعن الله اليهود والنصارى ونحو ذلك بما هو مشهور في الكتاب والسنة (تخريجه) (م وغيره) (3) (حدثنا وكيع الخ) (غريبه) (4) أي طلب الماء ليشرب (5) أي فبعثتزوجة عمير جاريتها الخ (6) أي لعنت زوجة عمير الجارية لكونها ابطأت (7) معناه امالم يكن عند الجيران ماء واما ان يكون على قدر حاجتهم فقط فرغبوا فيه ولم يعطوها شيئا (فأبطأت) بسبب البحث عنه عند غيرهم والله أعلم (8) جاء في رواية أخرى للامام احمد من حديث ابن مسعود أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا وجهت اللعنة توجهت الى من وجهت اليه فإن وجدت فيه مسلكا ووجدت عليه سبيلا حلت به وإلا جاءت الى ربها فقالت يا رب ان فلانا وجهني الى فلان واني لم اجد عليه سبيلا ولم اجد فيه مسلكا فما تأمرني فقال ارجعي من حيث جئت (9) أي ان كان يستحق اللعن حلت به (10) معناه انها وجدته لا يستحق اللعن (11) معناه انها ترجع الى من وجهها وتحل به وتصيبه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وأبو عمير لم اعرفه وبقية رجاله ثقات ولكن الظاهر ان صديق ابن مسعود الذي يزوره هو ثقة والله اعلم (12) (عن ثابت بن الضحاك الخ) هذا طرف من حديث طويل(1/35)
تقدم بطوله وسنده وتخريجه في باب وعيد من قتل نفسه بأي شيء كان من كتاب القتل والجنايات في الجزء السادس عشر صحيفة 11 رقم 30 بعضه في المتن وبعضه في الشرح قال النووي جاء في الحديث الصحيح (لعن المؤمن كقتله) لأن القاتل يقطعه من منافع الدنيا وهذا يقطعه
@@@318
ما جاء فيمن لعنهم الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن المؤمن كقتله (وعنه أيضا) (1) رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسه بشيء عذب به (2) ومن شهد على مسلم (3) أو قال مؤمن بكفر فهو كقتله ومن لعنه فهو كقتله ومن حلف على ملة غير الاسلام كاذبا فهو كما حلف (باب ما جاء فيمن لعنهم الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم) (عن أبي حسان) (4) ان عليا رضي الله عنه كان يأمر بالأمر فيؤتي فيقال قد فعلنا كذا وكذا فيقول صدق الله ورسوله قال فقال له الأشتر ان هذا الذي تقول قد تفشغ (5) في الناس فشيء عهده اليك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال علي رضي الله عنه ما عهد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا خاصة دون الناس إلا شيء سمعته منه فهو في صحيفة في قراب (6) سيفى قال فلم يزالوا به حتى أخرج الصحيفة قال فإذا فيها من أحدث حدثا أو آوى محدثا (7) فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل (8) قال واذا فيها ان ابراهيم حرم مكة الحديث (9) (ز) (عن أبي الطفيل) (10) قال قلنا لعلي أخبرنا بشيء أسره اليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أسر الي شيئا كتمه الناس ولكن سمعته يقول لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوى محدثا ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من غير تخوم الأرض (11) يعني المنار(1/36)
عن نعيم الآخرة ورحمة الله تعالى وقيل معنى لعن المؤمن كقتله في الإثم وهذا أظهر اهـ (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك رفع الحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (2) تقدم شرح هذه الجملة في باب وعيد من قتل نفسه المشار اليه آنفا (3) أي شهادة زور وقوله (أو قال مؤمن) يشك الراوي هل قال على مسلم أو على مؤمن (فهو كقتله) أي لأنه يحكم عليه بالقتل بمقتضى شهادته فكأنه قتله (ومن لعنه فهو كقتله) تقدم الكلام عليه (ومن حلف على ملة غير الاسلام الخ) تقدم الكلام على ذلك في بابه من كتاب اليمين والنذر في الجزء الخامس عشر صحيفة 168 (تخريجه) (ق وغيرهما) (باب) (4) (سنده) حدثنا بهز حدثنا همام أنبأنا قتادة عن ابي حسان الخ (غريبه) (5) بفاء مفتوحة ثم شين معجمة مشددة مفتوحة ثم غين معجمة أي فشا وانتشر(6) قال في النهاية هو شبه الجرلب يطرح فيه الراكب سيفه بغمده وسوطه وقد يطرح فيه زاده من تمر وغيره (7) الحدث الآمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة (والمحدث) يروى بفتح الدال وكسرها على الفاعل والمفعول فمعن الكسر من نصر جانيا أو آواه وأجاره من خصمه وحال بينه وبين أن يقتض منه والفتح هو الأمر المبتدع نفسه ويكون معنى الايواء فيه الرضا به والصبر عليه فإنه اذا رضى بالبدعة واقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد آواه (نه) (8) الصرف التوبة وقيل النافلة والعدل الفدية وقيل الفريضة (9) الحديث له بقية وسيأتي بتمامه في باب فضائل المدينة من كتاب الفضائل إن شاء الله تعالى (تخريجه) (ق د مذ نس) (10) (ز) (سنده) حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابو خالد الاحمر عن منصور بن حيان عن أبي الطفيل الخ (غريبه) (11) بضم التاء الفوقية أي معالمها وحدودها واحدها تخم بفتح التاء وسكون المعجمة وقيل أراد بها حدود الحرم خاصة وقيل هو عام في جميع الأرض وأراد المعالم التي يهتدي بها في الطرق(1/37)
وقيل هو أن يدخل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظلما ويروى تخوم الأرض
@@@319
شكوى امرأة الوليد بن عقبة من زوجها الى النبي صلى الله عليه وسلم
(عن أبي هريرة) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) في سبيل الله (3) (ز) (قال عبد الله بن الامام احمد) (4) حدثني نصر بن علي وعبيد الله بن عمر (يعني القواريري) قال ثنا عبد الله بن داود عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم عن علي رضي الله عنه ان امرأة الوليد بن عقبة (5) أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان الوليد يضربها وقال نصر بن علي في حديثه تشكوه قال قولي له قد اجارني قال علي فلم تلبث الا يسيرا حتى رجعت فقالت ما زادني الا ضربا فأخذ هدبة من ثوبه فدفعها اليها وقال قولي له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجارني فلم تلبث الا يسيرا حتى رجعت فقالت ما زادني إلا ضربا فرفع يديه وقال اللهم عليك الوليد أثم بي مرتين وهذا لفظ حديث القواريري (6) ومعناهما واحد (عن ابن عباس) (7) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ملعون من سب أباه ملعون من سب أمه ملعون من ذبح لغير الله ملعون من غير تخوم الأرض ملعون من كمه أعمى عن طريق ملعون من وقع(1/38)
بفتح التاء على الافراد وجمعه تخم بضم التاء والخاء (نه) (تخريجه) (م نس) (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به ابو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الله عز وجل على قوم فعلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ يشير الى رباعيته وقال اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله (قلت) يشير الى رباعيته يعني حينما كسرت في غزوة احد (غريبه) (2) قال العلماء يحتمل أن يراد به جنس الرسول ويحتمل ان يراد به نبينا صلى الله عليه وسلم قيل الذي قتله نبينا صلى الله عليه وسلم هو أبي بن خلف قتله النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد بحرية تناولها من الحارث بن الصمة الصحابي كما في سيرة ابن هشام (3) احترز بقوله في سبيل الله ممن يقتله في حد أو قصاص لأن من يقتله في سبيل الله كان قاصدا قتل النبي صلى الله عليه وسلم قاله النووي (تخريجه) (ق وغيرهما) (4) (ز) (قال عبد الله بن الامام احمد الخ) (غريبه) (5) يعني عقبة بن أبي معيط الكافر الذي اكثر من ايذاء النبي صلى الله عليه وسلم قتل يوم بدر كافرا اسلم الوليد يوم فتح مكة هو وأخوه خالد بن عقبة والوليد هو الذي نزل فيه قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ) الآية وهو الذي صلى صلاة الصبح بأهل الكوفة أربع ركعات فقال أزيدكم وكان سكران (قال ابن عبد البر) وخبر صلاته بهم سكران وقوله أزيدكم بعد ان صلى بهم الصبح اربعا مشهور من رواية الثقات من أهل الحديث ولما شهدوا عليه بالشرب أمر عثمان فجلد وعزل من الكوفة ولما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة وأقام بالرقة إلى أن توفى بها وله بها عقب ذكره النووي في التهذيب وليس غريبا ان يرد شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في عدم ضرب امرأته والله أعلم (6) جاء في المسند ان عبد الله بن الامام احمد(1/39)
روى هذا الحديث عن نصر بن علي وعبيد الله بن عمر القواريري ثم ساق الحديث بلفظ القواريري وهذا معنى قوله وهذا لفظ القواريري (وقوله ومعناهما واحد) يعني ان رواية نصر بن علي لا تختلف عن معنى رواية القواريري (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن احمد والبزار وابو يعلي ورجاله ثقات (7) (سنده) حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن اسحاق عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس الخ وتقدم مثله في باب السباعيات من قسم
@@@320
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على رجلين كانا يتغنيان بالشعر المذموم
على بهيمة ملعون من عمل بعمل قوم لوط (عن أبي برزة) (1) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسمع رجلين يتغنيان (2) وأحدهما يجيب الآخر وهو يقول (لا يزال حوارى تلوح عظامه * زوى الحرب عنه أن يجن فيقبرا) (3) فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظروا من هما ؟ قال فقالوا فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أركسهما (4) ركسا ودعهما الى النار (5) دعا(1/40)
الترهيب في هذا الجزء صحيفة 295 رقم 145 وتقدم شرحه وتخريجه هناك (1) (سنده) حدثنا عبد الله ابن محمد (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته انا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الاحوص قال اخبرني رب هذه الدار ابو هلال قال سمعت ابا برزة (يعين الاسلمي) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (2) هما معاوية بن رافع وعمرو بن رفاعة كما سيأتي بيان ذلك (3) جاء هذا البيت في المسند هكذا بلفظه وحروفه وجاء في ذيل القول المسدد في الذب عن المسند للشيخ محمد صبغة الله المدراسي المطبوع بحيدر اباد الدكن سنة 1319 هـ نقلا عن المسند هكذا (لا يزال حواي تلوح عظامه روى الحر عنه أن يحن فيقبرا) وكتب في مصححه بدل لفظ حواري (جوادي) وكتب ايضا بدل قوله روى الحر (ذوى الموت) (4) بضم الكاف قال في المصباح ركست الشيء ركسا من باب قتل قلبته ورددت أوله على آخره وأركسته بالألف رددته على رأسه وفي النهاية ركست الشيء وأركسته اذا رددته ورجعته قال ومنه الحديث (اللهم اركسهما في الفتنة ركسا) (5) الدع الطرد والدفع (تخريجه) (عل) (وله شواهد ستأتي وأورده العلامة الشيخ محمد صبغة الله المدراسي) في ذيل القول المسدد ولفظه وعزاه لعبد الله بن الامام احمد ثم قال أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابي يعلي ثنا علي بن المنذر ثنا ابن فضيل ثنا يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الاحوص عن ابي برزة رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت غناء فقال انظروا ما هذا فصعدت فنظرت فإذا معاوية وعمرو بن العاص يتغنيان فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اركسهما في الفتنة ركسا اللهم دعهما الى النار دعا (قال ابن الجوزي) لا يصح يزيد بن أبي زياد كان يلقن بالآخرة فيتلقن (قلت) يزيد بن أبي زياد احتج به الأربعة وروى له مسلم مقرونا وقد مر عن الحافظ(1/41)
العسقلاني انه قال يزيد وان ضعفه بعضهم من قبل حفظه فلا يلزم ان كل ما يحدث به موضوع (قال الجلال السيوطي) ما قاله ابن الجوزي لا يقتضي الوضع قال وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه الطبراني في الكبير حدثنا احمد بن علي بن الجارود الاصبهاني ثنا عبد الله بن عباد عن سعيد الكندي حدثنا عيسى ابن الاسود النخعي عن ليث عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنها قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت رجلين وساق نحو سياق احمد وسمى الرجلين معاوية وعمرو بن العاص (ورواه ابن نافع) في معجمه حدثنا محمد ابن عبدوس بن كامل ثنا عبد الله بن عمر ثنا سعيد ابو العباس التيمي ثنا سيف بن عمر حدثني ابو عمر مولى ابراهيم بن طلحة عن زيد بن أسلم عن صالح شقران رضي الله عنه قال بينما نحن ليلة في سفر إذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوتا فذكر الحديث وسمى الرجلين معاوية بن رافع وعمرو بن رفاعة وقال في آخر الحديث فمات عمرو بن رفاعة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم من السفر (قال الجلال) هذه الرواية ازالت الاشكال وبينت ان الوهم وقع في الحديث في لفظة واحدة وهي قوله ابن العاص
(م 41 – الفتح الرباني – ج 19)
@@@321
لعن النبي صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال والمترجلات من النساء
((1/42)
عن عبد الله بن عمرو) (1) قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني فقال ونحن عنده ليدخلن عليكم رجل لعين فوالله ما زلت وجلا (2) اتشوف داخلا وخارجا حتى دخل فلان يعني الحكم (3) (عن أبي هريرة) (4) قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء والمترجلات من النساء المتشبهين بالرجال والمتبتلين من الرجال الذي يقول لا يتزوج والمتبتلات من النساء اللاتي يقلن ذلك وراكب الفلاة وجده (5) فاشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حتى استبان ذلك في وجوههم وقال البائت وحده (6) (عن عبد الله بن رافع) (7) مولى أم سلمة قال سمعت ابا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول ان طال بك مدة أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط الله عز وجل ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر (8)(1/43)
وانما هو ابن رفاعة احد المنافقين وكذلك معاوية بن رافع احد المنافقين انتهى (1) (سنده) حدثنا ابن نمير حدثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبه) (2) أي خائفا فزعا (اتشوف داخلا وخارجا) أي انظر الداخل والخارج وانما فزع عبد الله بن عمرو خشية أن يكون والده هو المقصود باللعن لأنه تركه يلبس ليلحق به الى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل خائفا أن يكون أول من يدخل والده (3) جاء عند ابن عبد البر في الاستيعاب بسند صحيح قال فدخل الحكم بن أبي العاص اهـ والحكم هو ابن ابي العاص بن أمية بن عبد شمس وهو عم عثمان بن عفان وأبو مروان بن الحكم وبنيه من خلفاء بني أميه أسلم يوم فتح مكة وسكن المدينة ثم نفاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ومكث بها حتى اعاده عثمان في خلافته ومات بها (قال ابن الاثير) في أسد الغابة وقد روى في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة لا حاجة الى ذكرها إلا أن الأمر المقطوع به أن النبي صلى الله عليه وسلم مع حلمه واغضائه على ما يكره ما فعل به ذلك إلا لأمر عظيم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح اهـ وأورده ابن عبد البر في الاستيعاب بسند صحيح (4) (سنده) حدثنا أيوب بن النجار عن طيب بن محمد عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة الخ (غريبه) (5) أي المسافر في الصحراء وحده (6) تقدم الكلام على البائت وحده والمسافر وحده في باب اتخاذ الرفيق في السفر من أبواب صلاة السفر في الجزء الخامس صحيفة 63 وتقدم شرح الحديث جميعه في أبوابه لأن كل مسئلة منه لها باب تقدم (تخريجه) أخرجه (ق والأربعة وغيرهم) مقطعا في أبواب متعددة وفي سند حديث الباب طيب بن محمد اليمامي ضعفه العقيلي وقال أبو حاتم لا يعرف ووثقه ابن حبان (7) (سنده) حدثنا ابو عامر ثنا أفلح بن سعيد شيخ من أهل قباء من الانصار ثنا عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال سمعت ابا هريرة الخ ((1/44)
غريبه) (8) تسمى في ديار العرب بالمقارع جمع مقرعة وهي جلد طرفها مشدود عرضها كالاصبع (زاد في رواية يضربون بها الناس) يعني ممن اتهم في شيء ليصدق في اقراره وقيل هم أعوان والى الشرطه المعروفون بالجلادين فإذا امروا بالضرب تعدوا المشرع في الصفة والمقدار (تخريجه) (م) وأورده الحافظ بسنده ومتنه كما هنا في القول المسدد في الذب عن المسند للامام احمد وعزاه للإمام احمد ثم قال ذكره ابن الجوزي في الموضوعات باسناد المسند أيضا ونقل عن
@@@322
ذب الحافظ عن حديث ورواه الامام احمد ومسلم أورده ابن الجوزي في الموضوعات
(حدثنا أبو سعيد) (1) ثنا عبد الله بن بجير ثنا سيار أن ابا امامه رضي الله عنه ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال أو قال يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان معهم أسياط كأنها أذناب البقر يغدون(1/45)
ابن حبان انه قال ان هذا الخبر باطل وافلح كان يروى عن الثقات الموضوعات اهـ وهذا الحديث اخرجه مسلم عن جماعة من مشايخة عن أبي عامر العقدي بهذا وأخرجه من وجه آخر كما سيأتي ولم أقف في كتاب الموضوعات لابن الجوزي على شيء حكم عليه بالوضع وهو أحد الصحيحين غير هذا الحديث وانها لغفلة شديدة منه وافلح المذكور يعرف بالقبائي مدني من أهل قباء ثقة مشهور وثقه ابن معين وابن سعد وقال ابن معين ايضا والنسائي لا بأس به وقال أبو حاتم شيخ صالح الحديث واخرج له مسلم في صحيحه وقد روى عنه عبد الله بن المبارك وطبقته ولم أر للمنقبين فيه كلاما إلا ان العقيلي قال لم يرو عنه ابن مهدي (قلت) وليس هذا يجرح وقد غفل ابن حبان فذكره في الطبقة الرابعة من الثقات وقد اخطأ ابن الجوزي في تقليده لابن حبان في هذا الموضوع خطأ شديدا وغلط ابن حبان في افلح فضعفه بهذا الحديث وعقبه بأن قال هذا بهذا اللفظ باطل والمحفوظ عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ اثنان من أمتي لم ارهما رجال بأيديهم سياطمثل اذناب البقر ونساء كاسيات عاريات (وتعقب الذهبي) في الميزان كلام ابن حبان هذا فقال حديث أفلح حديث صحيح غريب ورواية سهيل شاهدة له وابن حبان ربما جرح الثقة حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه اهـ (قلت) وقد صححه من طريق افلح ايضا الحاكم في المستدرك وصححه من طريق سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال حدثنا أبو خيثمة ثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم ارهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات وسبن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها ليوجد من مسرة كذا وكذا واخرجه البيهقي في دلائل النبوة من طريق الحسن بن سفيان عن محمد بن عبد الله بن نمير ثنا زيد ابن الحباب حدثنا افلح بن سعيد فذكره ولفظه (يوشك ان طالت بك مدة ان ترى(1/46)
قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخطه قال البيهقي رواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير وهو كما قال ابن حبان في النوع التاسع والمائة من القسم الثاني من صحيحه انا عبد الله بن شيرويه انا اسحاق بن راهويه انا جرير عن سهيل فذكره واخرجه احمد ايضا من وجهين عن شريك بن عبد الله القاضي عن سهيل نحوه (قلت) تقدم هذا الحديث في باب نهي المرأة ان تلبس ما يحكي بدنها من كتاب اللباس في الجزء السابع عشر صحيفة 302 رقم 230) قال فلقد اساء ابن الجوزي لذكره في الموضوعات حديثا من صحيح مسلم وهذا من عجائبه انتهى ما أورده الحافظ رحمه الله تعالى (1) (حدثنا ابو سعيد الخ) هذا الحديث أورده الحافظ في القول المسدد في الذب عن المسند للامام احمد بسنده ومتنه وعزاه للامام احمد ثم قال اورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند ايضا ونقل عن ابن حبان انه قال عبد الله ابن مجاهد يروي العجائب التي كأنها معمولة لا يحتج به اهـ (قال الحافظ قلت) وهذا شاهد لحديث أبي هريرة المتقدم وقد غلط ابن الجوزي في تضعيفه لعبد الله بن بجير فإن عبد الله بن بجير المذكوربضم الموحدة
@@@323
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمن لعنه في غضبه وليس هو أهل لذلك
في سخط الله ويروحو في غضبه (باب ما جاء فيمن لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهل لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة) (عن أبي هريرة) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اني اتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه إنما انا بشر فإي المؤمنين آذيته أو شتمته أو جلدته أو لعنته (2) فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة (عن عمرو بن أبي قرة) (3) قال كان حذيفة (يعني ابن اليمان رضي الله عنه) بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) فجاء حذيفة الى سلمان فيقول سلمان يا حذيفة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم(1/47)
بعدها جيم بصيغة التصغير يكنى أبا حمدان بصري قيسي ويقال تميمي وقد وقع في رواية الطبراني انه قيسى وثقه احمد وابن معين وابو داود وابو حاتم وروى الآجرى عن أبي داود ان ابا الوليد الطيالسي روى عنه ووثقه وذكره ابن حبان في الثقات وانما قال ابن حبان ما نقله ابن الجوزي عنه في عبد الله بن بجير القاص الصنعاني الذي يكنى ابا وائل وأبو بجير بفتح الموحدة وكسر الحاء المهملة على ان المذكور قد وثقه غير ابن حبان ولكن ليس هو راوي حديث أبي امامة لأنه صنعاني يروى عن أهل اليمن وصاحب الحديث المذكور يروى عن البصريين وسيار شيخه شامي نزل البصرة فروى عنه اهلها (وقد اخرج أيضا المقدسي) حديث أبي اسامة من طريق المسند ومن طريق الطبراني في الأحاديث المختارة ولم ينفرد به عبد الله بن بجير المذكور فقد رويناه في المعجم الكبير للطبراني ايضا قال ثنا احمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ثنا حيوة بن شريح ثنا اسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في آخر الزمان شرط يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله فإياك ان تكون منهم وهذا اسناد صحيح لأن رواية اسماعيل بن عياش عن الشاميين قوية وشرحبيل شامي وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (قال ابن ابي شيبة) ثنا عبيد الله هو ابن موسى حدثنا شيبان عن الاعمش عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال انا لنجد في كتاب الله المنزل صنفين في النار قوم يكونون في آخر الزمان معهم سياط كأنها أذناب البقر يضربون بها الناس على غير جرم لا يدخلون بطونهم إلا خبيثا ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها انتهي ما اورده الحافظ رحمه الله تعالى (باب) (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها قال رسول الله صلى الله عليه(1/48)
وسلم اللهم اني اتخذ عندك عهدا الخ (غريبه) (2) جاء عند مسلم من حديث أنس (ايما احد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة الخ) (تخريجه) (م وغيره) ورواه الامام احمد من وجه آخر عن أبي سعيد وأبي هريرة معا بلفظ حديث الباب (3) (سنده) حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة ثنا عمر بن قيس الماصر عن عمرو بن أبي قرة الخ (غريبه) (4) جاء عند ابي داود قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك في حذيفة فيأتون سلمان فيذكرون له قول حذيفة فيقول سلمان حذيفة اعلم بما يقول فيرجعون الى حذيفة فيقولون له قد ذكرنا قولك لسلمان فما صدقك ولا كذبك فأتى حذيفة سلمان وهو في مبقلة (أي مزرعة البقل) فقال يا سلمان ما يمنعك ان تصدقني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال
@@@324
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على حفصه وعائشه في حال غضبه(1/49)
كان يغضب فيقول ويرضى ويقول (1) لقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبي أو لعنته لعنة فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون واما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة (عن أنس بن مالك) (2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع الى حفصة ابنة عمر رجلا (3) فقال احتفظي به قال فغفلت حفصه ومضى الرجل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا حفصة ما فعل الرجل ؟ قالت غفلت عنه يا رسول الله فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع الله يدك فرفعت يديها هكذا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأنك يا حفصة ؟ فقالت يا رسول الله قلت قبل لي كذا وكذا فقال لها صفي يديك فإني سألت الله عز وجل أي انسان من امتي دعوت الله عز وجل عليه ان يجعلها له مغفرة (عن ذكوان مولى عائشة) (4) عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم بأسير فلهوت فنه فذهب بجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل الأسير ؟ قالت لهوت عنه مع النسوة فخرج فقال مالك قطع الله يدك أو يديك فخرج فآذن به الناس (5) فطلبوه فجاءوا به فدخل علي وأنا أقلب يدي فقال مالك أجننت ؟ قلت دعوت علي فأنا أقلب يدي أنظر ايتهما يقطعان فحمد الله وأثني عليه ورفع يديه مدا وقال اللهم اني بشر اغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنه دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهرا (وعنها من طريق ثان) (6)(1/50)
سلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ويرضى فيقول في الرضي لناس من أصحابه اما تنتهي حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا بغض رجال وحتى توقع اختلافا وفرقة ولقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الخ (1) زاد أبو داود والله لتنتهين أو لأكتبن الى عمر اهـ ومعنى الحديث ان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان يذكر للناس بعض أحاديث صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم فيها مدح لبعض أصحابه في حالة الرضا عنهم لأمور يستحقون عليها المدح ويذكر أحاديث اخرى صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه فيها ذم لهم في حالة غضبه عليهم لأمور يستحقون عليها الذم فنهاه سلمان الفارسي رضي الله عنه عن ذكر هذه الاحاديث لأن ذكرها للناس يجر الى حب بعض الصحابة وكراهة بعضهم لا سيما وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يذذمهم إلا في حالة الغضب وقد قال صلى الله عليه وسلم ايما رجل من أمتي سببته الخ (تخريجه) (د) وسكت عنه أبو داود والمنذري قال المنذري وهذا الفصل الأخير قوله صلى الله عليه وسلم (فإيما مؤمن سببته) قد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث سعيد بن المسيب عن ابي هريرة (2) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثني ثابت البناني حدثني انس ابن مالك الخ (غريبه) (3) الظاهر ان هذا الرجل كان اسيرا كما يستفاد ذلك من حديث عائشه الآتي بعده (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله ثقات (4) (سنده) حدثنا يحيى عن ابن ابي ذتب قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة قالت دخل الخ (غريبه) (5) أي اعلمهم بهربه (6) (سنده) حدثنا عفان وبهز قالا ثنا حماد عن سماك عن عكرمة عن عائشة انها قالت قال بهز ان عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وفي آخره قال بهز يعني في روايته فلا تعاقبني فيه بدل قوله في رواية عفان فلا تعاقبني به (تخريجه) لم أقف(1/51)
عليه
@@@325
دعاء النبي صى الله عليه وسلم على قوم ضايقوه واغضبوه واستغفاره لهم
قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ازار ورداء فاستقبل القبلة وبسط يديه فقال اللهم انما انا بشر فأي عبد من عبادك ضربت أو آذيت فلا تعاقبني به قال بهز فيه (عن عروة بن الزبير) (1) أن عائشة قالت ان امداد (2) العرب كثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غموه (3) وقام المهاجرون يفرجون عنه حتى قام على عتبة عائشه فرهقوه (4) فأسلم رداءه في أيديهم ووثب (5) على العتبة فدخل وقال اللهم اللعنهم (6) فقالت عائشة يا رسول الله هلك القوم فقال كلا والله يا بنت أبي بكر لقد اشترطت على ربي عز وجل شرطا لا حلف له (7) فقلت انما انا بشر أضيق كما يضيق به البشر فأي المؤمنين بدرت اليه مني بادرة فاجعلها له كفارة (وعنها ايضا) (8) قالت دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فأغلظ لهما وسبهما قالت فقلت يا رسول الله لمن أصاب منك خيرا ما أصاب هذان منك خيرا (9) قالت فقال أو ما علمت ما عهدت عليه ربي عز وجل قال قلت اللهم ايما مؤمن سببته أو جلدته أو لعنته فاجعلها له مغفرة وعافية وكذا وكذا (عن حذيف) (10) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غزوة تبوك قال فبلغه أن في الماء قلة الذي يرده (11) فأمر مناديا فنادى في الناس(1/52)