[قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ قَالَ الحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ]
863- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا (أَبُو) (1) مُحَمَّدٍ مَوْلَى قُرَيْشٍ (2) ، عَنْ عَبَّاد بْنِ الرَّبيع (3) ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنه كان يقرأ: (تَسْتَطِيْعُ) (4) .
__________
(1) ما بين القوسين سقط من الأصل، ولابد منه، وقد مضى هذا الإسناد برقم [716] .
(2) تقدم في الحديث [716] أنه مجهول.
(3) تقدم في الحديث [716] أيضًا أنه مجهول.
(4) لم تنقط التاء الأولى في الأصل، فاحتمل أن يكون: ((يستطيع)) ، لكن الذي روي عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في هذه القراءة هو هذا.
وفي الآية قراءتان.
الأولى: {هَلْ تَسْتَطِيْعُ رَبَّكَ} بالتاء ونصب ((ربك)) ، وبها قرأ علي ومعاذ وعائشة وابن عباس رضي الله عنهم ومن التابعين: مجاهد وسعيد بن جبير، وهي قراءة الكسائي.
والمعنى: هل تستطيع أن تسأل ربك؟ أو: هل تستطيع أن تدعو ربك؟ أو: هل تستطيع وترى أن تدعوه؟ وقالوا: لم يكن الحواريُّون شاكّين أن الله تعالى ذكره قادر أن ينزل عليهم ذلك، وإنما قالوا لعيسى: هل تستطيع أنت ذلك.
وكانت عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: كان القول أعلم بالله عز وجل من أن يقولوا: {هل يستطيع ربُّك} ، قالت: ولكن: {هل تستطيع ربَّك} .
الثانية: {هل يَسْتَطِيْعُ ربُّكَ} وهي قراءة عامة قَرَأة المدينة والعراق، واختُلف في معناها، فقال بعضهم: إن القوم لم يشكُّوا في استطاعة الباري سبحانه؛ لأنهم كانوا مؤمنين عارفين عالمين، وإنما هو كقولك للرجل: هل =(4/1677)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= يستطيع فلان أن يأتي؟ وقد علمت أنه يستطيع، فالمعنى: هل يفعل ذلك؟ وهل يجيبني إلى ذلك أم لا؟ وقد كانوا عالمين باستطاعة الله تعالى لذلك ولغيره علم دلالة وخبر ونظر، فأرادوا علم معاينة كذلك كما قال إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -: {رب أرني كيف تحيي الموتى} ، وقد كان إبراهيم عَلِمَ ذلك علم خبر ونظر، ولكن أراد المعاينة لا يدخلها ريب ولا شبهة، لأن علم الخبر والنظر قد تدخله الشبهة والاعتراضات، وعلم المعاينة لا يدخله شيء من ذلك، ولذلك قال الحواريون: {وتطمئن قلوبنا} كما قال إبراهيم: {ولكن ليطمئن قلبي} .
ذكر هذا القول القرطبي واستحسنه واستحسن القول الآتي أكثر من هذا، وهو قول من قال: إن ذلك كان من قول مَنْ كان مع الحواريين؛ لأن الحواريين كانوا خيرة من آمن بعيسى، فكيف يظن بهم الجهل باقتدار الله تعالى على كل شيء ممكن؟ وأحسن من هذا كله ما اختاره ابن جرير الطبري، وهو: أن قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} من صلة: {إذ أوحيت} ، فيكون معنى الكلام: وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ؟ لأن من الواضح البَيِّن أن الله سبحانه كره منهم ما قالوه، واستعظمه، وأمرهم بالتوبة ومراجعة الإيمان من قولهم ذلك، والإقرار لله بالقدرة على كل شيء، وتصديق رسوله فيما أخبرهم عن ربهم، وقد استعظم منهم عيسى ذلك، فقال: {واتقوا الله إن كنتم مؤمنين} ، فاستتابة الله تعالى لهم، ودعوته لهم إلى الإيمان به وبرسوله عند قيلهم ما قالوا، واستعظام نبي الله لقولهم، فيه دلالة كافية على صحة القراءة بالياء ورفع ((الرب)) .
ولو كانوا قالوا له: هل تستطيع أن تسأل رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً من السماء؟ لما كان لاستنكار عيسى لقولهم معنى، واستعظامه لذلك منهم، ويدّل عليه: أنهم قالوا بعد ذلك: {نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا} ، فدلّ هذا على أنهم لم يكونوا يعلمون أن عيسى قد صدقهم، ولا اطمأنّت قلوبهم إلى حقيقة نبوّته، فلا بيان أبيْنَ من هذا الكلام في أن القوم كانوا قد خالط =(4/1678)
864- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نا حُصَيْنٌ (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَ ذَلِكَ (2) .
__________
= قلوبهم مرض وشكٌّ في دينهم وتصديق رسولهم، وأنهم سألوا ما سألوا من ذلك اختبارًا. اهـ. من "تفسير ابن جرير الطبري" (11 / 218 - 222) ، و"معاني القرآن" للنحاس (2 / 384 - 385) ، و"حجة القراءات" (ص240 - 241) ، و"تفسير القرطبي" (6 / 364 - 365) .
[863] سنده ضعيف لجهالة عَبَّاد وأبي محمد.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 231) وعزاه لابن أبي حاتم فقط.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 49 / أ، وب) من طريق شريك ابن عبد الله القاضي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عامر الشعبي، أنه كان يقرؤها - يعني عليًّا -: {هل تَسْتَطيعُ ربَّك} قال: هل يطيعك ربك.
وسنده ضعيف جدًّا، فجابر الجعفي تقدم في الحديث [101] أنه ضعيف جدًّا، وشريك تقدم في الحديث [4] أنه صدوق يخطئ كثيرًا، وعليه فالحديث باقٍ على ضعفه.
(1) هو ابن عبد الرحمن السُّلمي تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغيَّر حفظه في الآخر، لكن الراوي عنه هنا هو هشيم بن بشير، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط كما في الحديث رقم [91] .
(2) أي أنه قرأها هكذا: {هل تَسْتَطِيعُ ربَّكَ} بالتاء ونصب ((ربك)) كما في الموضع الآتي من "الدر المنثور".
[864] سنده صحيح.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 231) وعزاه لأبي عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ، جميعهم عن ابن عباس أنه قرأها: {هل تستطيع ربك} بالتاء ونصب ((ربك)) .
وسيأتي الحديث من طريق سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عباس برقم [865 و 868] .(4/1679)
865- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَين (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ} (3) .
866- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا عَوْفٌ (4) ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كان يقرأ: {هَلْ يَسْتَطِيعُ} .
867- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا مُغِيرَةُ (5) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قال: كان أصحابنا (6) يقرؤون كذلك (7) .
__________
(1) أظنه ابن عبد الرحمن السُّلمي، لكن يشكل عليه أنى لم أجد من نصّ على أن سفيان بن عيينة ممن روى عنه!
(2) لم أهتد إليه، وفي ظني أن في إسناد هذا الحديث غلطًا.
(3) لم تضبط الآية في الأصل، ولم تنقط التاء الأولى في ((تستطيع)) ، وإنما ضبطتها هكذا لأنها القراءة المعروفة عن ابن عباس كما في الحديث السابق والذي قبله، وانظر الحديث الآتي برقم [868] .
[865] الحكم على الحديث متوقف على زوال الإشكال في حصين وشيخه.
(4) هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
[866] سنده صحيح.
وقراءة الحسن البصري هذه هي القراءة المشهورة، انظر التعليق رقم (4) على الحديث رقم [863] .
(5) هو ابن مِقْسَم الضَّبِّي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلِّس، لا سيّما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه.
(6) يعني أصحاب عبد الله بن مسعود من الكوفيين.
(7) يعني على القراءة المشهورة: {هَلْ يَسْتَطِيعُ ربُّك} ، وممن قرأ بها أهل الكوفة كما في الحديث رقم [863] . =(4/1680)
868- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {هَلْ تَسْتَطيع رَبَّك} (2) .
869 - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3) ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {هَلْ تَسْتَطيع} .
__________
[867] سنده ضعيف لأن مغيرة مدلس ولم يصرح بالسماع.
(1) تقدم في الحديث [6] أنه ثقة، إلا أنه اختلط في آخر عمره، والراوي عنه هنا هو خالد بن عبد الله الطَّحَّان الواسطي، وهو ممن روى عنه بعد الاختلاط.
(2) الآية جاءت مضبوطة في الأصل هكذا، لكن الفتحة فوق الباء في (رَبَّك) يشبه أن تكون ضَمَّة، فإن كان كذلك فهو تصحيف، لأنه لم يُذكر أن أحدًا قرأها كذلك كما يتضح من مراجعة المراجع المذكورة في التعليق رقم (4) على الحديث رقم [863] .
[868] سنده ضعيف لاختلاط عطاء بن السائب، وهو صحيح لغيره بالطريق المتقدمة برقم [864] .
(3) هو السُّلَمي عبد الله بن حبيب.
[869] سنده ضعيف لاختلاط عطاء بن السائب كما في الحديث السابق.(4/1681)
الخاتمة
وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها
في ختام هذه الرسالة أذكر أهم ما توصلت إليه من نتائج من خلال بحثي هذا.
فمن ذلك:
1- إظهار نص كان في عداد المفقود.
2- بيان مكانة الإمام سعيد بن منصور، والرد على من تكلم فيه.
3- بيان القيمة العلمية لسنن سعيد بن منصور، فقد تبين من خلال الإحصائية التي قمت بها أن نسبة الأحاديث المقبولة بلغت (70%) ؛ ما بين صحيح وحسن لذاته ولغيره، ونسبة (25%) أو أكثر من الضعيف الذي يمكن أن ينجبر بتعدد طرقه.
4- بيان خطأ من ذكر أن سنن سعيد بن منصور من مظان وجود المعضل والمنقطع والمرسل، وقرنها بمؤلفات ابن أبي الدنيا في ذلك.
5- بيان أن كتاب الزهد وكتاب التفسير من كتب سنن سعيد بن منصور، وليسا كتابين مستقلين.
* * *(4/1683)
ملحق
في تقويم العمل المطبوع من سنن سعيد بن منصور
بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي
قبل ما يقرب من خمس وعشرين سنة أخرج الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي قطعة من سنن سعيد بن منصور تضم كتاب الفرائض والوصايا والنكاح والطلاق والجهاد.
واعتمد الشيخ على نسخة منقولة- فيما يظهر- عن الأصل الذي نُقِلت عنه النسخة التي اعتمدت عليها؛ بدليل أن سندهما واحد (1) ، وتاريخ نسخهما متقارب (2) ، ومكانهما واحد (3) ، ونجد كثيراً من الأخطاء التي ترد في إحداهما موجوداً في الأخرى كذلك.
فمن ذلك على سبيل المثال: أنه سقط من النسختين قوله في كتاب الفرائض (4) : ((فرض لهم الثلث)) ، فاستدركه الأعظمي من سنن البيهقي.
ومن ذلك أيضاً قوله في كتاب الفرائض (5) : ((عن الشعبي، أن علياً)) ، وقد جاء في الأصلين- خطأ- هكذا: ((أن علي)) ، وصوبه الأعظمي.
__________
(1) انظر (ص 163) من المقدمة.
(2) فالنسخة التي اعتمدها الشيخ الأعظمي نسخت سنة خمس وعشرين وسبعمائة، بينما نسخت النسخة التي اعتمدتها سنة أربع وثمانين وسبعمائة.
انظر (ص 226) من المقدمة، وانظر أيضاً المطبوع بتحقيق الأعظمي (2 / 377) .
(3) فالنسختان نسختا في مرج دمشق كما في الموضعين السابقين.
(4) انظر المطبوع من السنن بتحقيق الأعظمي (1 / 3 رقم 5) .
(5) انظر المطبوع من السنن بتحقيق الأعظمي (1 / 14 رقم 15) .(4/1685)
ومثله قوله (1) : ((أخذت)) ، فإنه جاء في الأصلين هكذا: ((أخذ)) .
و (2) : ((سعيد بن أبي بردة)) ؛ جاء في الأصلين هكذا: ((سعيد بن بردة)) .
و (3) : ((إبراهيم بن ميسرة)) ؛ جاء في الأصلين هكذا: ((إبراهيم، عن ميسرة)) .
و (4) : ((ولا عن بنات ابن مع بنات صلب)) ؛ جاء في الأصلين هكذا: ((ولا مع بنات ابن مع بنات صلب)) .
وهكذا في أمثلة عديدة، وجميع ما سبق صوّبه الشيخ الأعظمي.
وبما أن النسخة التي اعتمدت عليها تضم أيضاً ما أخرجه الشيخ الأعظمي (5) ، فقد قمت بمقابلة مائة وثلاث صفحات [وتضم 405 حديثاً] مما أخرجه الشيخ الأعظمي مع المخطوط الذي لدي صورته، وأخذت نماذج من باقي العمل، فاتضح لي ما يلي:
أولاً: فيما يتعلق بضبط النص:
فقد بذل الشيخ الأعظمي جهداً في محاولة ضبط النص، ووفق في الكثير الغالب، إلا أن مشكلته تكمن في اعتماده على نسخة وحيدة، وهي وإن كانت لا بأس بها في الجملة، إلا أنه يعتريها ما يعتري الكثير من المخطوطات؛ من وجود سقط أو تصحيف. وقد ضاعف من حجم المشكلة: أن الذي قام بتجليد هذه النسخة ساوى أطرافها بالمقص، فطغى القصّ على الكتابة، فذهب ببعض الكلمات، هذا بالإضافة إلى
__________
(1) انظر المطبوع من السنن بتحقيق الأعظمي (1 / 17 رقم 29) .
(2) انظر المطبوع من السنن بتحقيق الأعظمي (1 / 21 رقم 44) .
(3) انظر المطبوع من السنن بتحقيق الأعظمي (1 / 33 رقم 90) .
(4) انظر المطبوع من السنن بتحقيق الأعظمي (1 / 36 رقم 112) .
(5) فهي تعتبر نسخة أخرى للعمل الذي أخرجه الأعظمي.(4/1686)
أن الشيخ أخفق في بعض الأحيان في تقويم النصّ، وفيما يلي بيان ذلك مع الأمثلة (1) : -
1- معظم النص الذي قمت بمقابلته من النسخة (أ) جاء موافقاً للنسخة (ب) .
2- للشيخ الأعظمي اجتهادات صائبة في تصويب ما تصحف، أو استدراك ما سقط. ومن أمثل ذلك: ما ذكره (2) من أن القصّ جار على آخر كلمة في الحديث رقم [58] ، فاجتهد في استظهارها، ورأى أنها كلمة: ((السدس)) ، وقد أصاب في ذلك؛ فإنها جاءت هكذا في (ب) .
وفي كتاب الفرائض ذكر أن العبارة في (أ) جاءت هكذا: ((ولد ابن ذكر)) ، ثم صوبها هكذا: ((ولد ابن ذكراً)) ، وقد أصاب في ذلك؛ فإنها جاءت هكذا في (ب) . وسبق ذكر عدة أمثلة من تصويباته لبعض الأخطاء (3) .
3- اجتهد الشيخ الأعظمي في استدراك ما سقط من بعض الأحاديث فلم يصب؛ كالحديث رقم (1792) ، فإنه أثبته هكذا: ((حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الشعبي، أنه كان يراه جائزاً)) (4) .
ثم علّق على موضع النقط بقوله: ((سها كاتب الأصل أن يكتب هذا الأثر في الصلب، فاستدركه في الهامش، وقد جار
__________
(1) وسأرمز لنسخة الأعظمي بالرمز (أ) وللنسخة التي لدي مصورتها بالرمز (ب) .
(2) انظر المطبوع من السنن بتحقيق الأعظمي (1 / 24 رقم 58) .
(3) انظر ما تقدم (ص 1685 - 1686) .
(4) انظر المطبوع من السنن بتحقيق الأعظمي (2 / 7 رقم 1792) .(4/1687)
القصّ على ما كان موضع النقط، وأراه: (عن فراس الهمداني) ؛ فقد روى عب - يعني عبد الرزاق - معناه عن الثوري، عن فراس الهمداني، عن الشعبي ... )) إلخ.
ولم يصب الشيخ في ما رآه، فالذي في موضع النقط في (ب) ما نصه: ((قال: نا محمد بن سالم وحجاج، عن)) .
ثانياً: فيما يتعلق بالتعليق على النص:
هناك قصور شديد فيما يتعلق بتعليق الأعظمي على النص، وفيما يلي بيان أوجه هذا القصور:
1- هناك قصور شديد في تخريجه للأحاديث، ويتضح ذلك بالمقارنة بين بعض الأحاديث التي وردت في القسم الذي أخرجه والقسم الذي حققته؛ كالحديث رقم [681] ، فإن المصنِّف سعيد بن منصور أخرجه في كتاب الجهاد (1) ، وعلّق عليه الشيخ الأعظمي بقوله: ((أخرجه هق - يعني البيهقي - من طريق سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزناد (9 / 23) . وأصل الحديث أخرجه البخاري من حديث مروان بن الحكم، عن زيد بن ثابت. وأخرجه د - يعني أبا داود - عن المصنِّف (1 / 339)) ) .
وقد بينت في تخريجي لهذا الحديث أنه أخرجه ابن سعد وأبو داود والحاكم، ثلاثتهم من طريق المصنِّف.
ومن طرق أخرى أخرجه عبد الرزاق وابن سعد والإمام أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن الجارود وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي.
__________
(1) انظر المطبوع من السنن بتحقيق الأعظمي (2 / 129 - 130 رقم 2314) .(4/1688)
2- لا يتعرّض لدراسة الإسناد في الكثير الغالب، وإذا تعرض فإنما يعرِّف تعريفاً موجزاً برجل من رجال الإسناد ولا يدرس كامل الإسناد.
3- لا يتعرّض للحكم على الحديث.
4- فيما يتعلق بغريب اللغة والحديث والتعليق على ما يحتاج إلى تعليق، ليس له فيه منهج واضح، فهو يعلق أحياناً، ويهمل ذلك أحياناً أخرى؛ كقوله: ((أحرى أن يؤلف بينكما)) تعليقاً على قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أحرى أن يؤدم بينكما)) (1) .
ولم يعلق على قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَغَرّ أخلاقاً)) في الحديث رقم [514] ونصه: ((عليكم بالجواري الشواب، فانكحوهن، فإنهن أفتح أرحاماً، وأغر أخلاقاً ... )) الحديث (2) .
هذا مع أنه لم يقدم دراسة عن الكتاب ومؤلفه، وإنما اعتمد على نصوص نقلها الدكتور حميد الله من بعض كتب الرجال فيما يتعلق بترجمة سعيد بن منصور.
وبالجملة فالعمل الذي قدمه الشيخ الأعظمي لا بأس به في مجمله فيما يتعلق بضبط نصه، وأما فيما يتعلق بخدمة الكتاب بتخريج أحاديثه، ودراسة أسانيد أحاديثه والحكم عليها والتعليق على ما يحتاج إلى تعليق، فإن الكتاب لا يزال بحاجة إلى من يخدمه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
__________
(1) انظر المطبوع من السنن بتحقيق الأعظمي (1 / 129 رقم 516) .
(2) انظر المطبوع من السنن بتحقيق الأعظمي (1 / 128 رقم 514) .(4/1689)
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْأَنْعَامِ
[الْآيَةُ 19: قَوْلُهُ تَعَالَى
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا القُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ ... } الْآيَةُ]
870- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَر (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا القُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} -، قَالَ: وَمَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ، فَقَدْ بلَّغه مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -.
__________
(1) هو نجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث (167) أنه ضعيف.
870 - سنده ضعيف لضعف أبي معشر، وهو حسن لغيره بمتابعة موسى بن عبيدة له كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 257) ، وعزاه لابن أبي شيبة، وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11 / 291 / رقم 13124) من طريق خالد بن يزيد، عن أبي معشر به نحوه.
وهو في "تفسير" مجاهد (ص213) من رواية عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن الحسين، عن آدم بن أبي إياس، عن أبي معشر، به نحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10 / 468 / رقم 10007) .
وابن جرير في "تفسيره" (3 / ل 61 ب) .
ثلاثتهم من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذي، عن محمد بن كعب =(5/7)
[الْآيَةُ (23) : قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ]
871 - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بن زيد، قال: شعيب ابن الحَبْحَاب (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبي يَقْرَؤُهَا: {واللهِ ربَّنا} (2) ،
__________
= ((لأنذركم به ومن بلغ)) - قال: من بلغه القرآن، فكأنما رأى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قرأ: {ومن بلغ أئنكم لتشهدون} .
هذا لفظ ابن جرير، ونحوه لفظ ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، إلا أن ابن أبي شيبة قال: ((من قرأه)) بدل قوله: ((من بلغه)) ، وزاد ابن أبي حاتم في بعض الطرق: فكأنما رأى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكلّمه.
وسنده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة كما في ترجمته في الحديث [31] ، وهو حسن لغيره بمجموع هذين الطريقين، والله أعلم.
(1) هو شعيب بن الحَبْحَاب الأزْدي، مولاهم، أبو صالح البصري، ثقة، من الرابعة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة أو قبلها (التقريب) (ص 267 / رقم 2796) .
(2) قرأ حمزة والكسائي: {والله ربَّنا} - بالنصب -، أي: يا ربَّنا! على النداء.
وحجتهما: أن الآية ابتدأت بمخاطبة الله إياهم؛ إذ قال للذين أشركوا: {أين شركاؤكم} ، فجرى جوابهم إياه على نحو سؤاله لمخاطبتهم إياه، فقالوا: {والله ربَّنا} ؛ بمعنى: واللهِ يا ربَّنا ما كنا مشركين؛ فأجابوه مخاطِبين له كما سألهم مخاطَبين.
وقرأ الباقون ((والله ربِّنا)) - خفضًا على النعت والثناء - وحجتهم في ذلك: أنك إذا قلت: ((أحلف بالله ربي)) كان أحسن من أن تقول: ((أحلف بالله يا رب)) . اهـ. من (حجة القراءات) (ص244) .(5/8)
فقلت له: إن أصحابنا يقرؤون: {واللهِ ربِّنا} ، قَالَ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا عَلْقَمَةُ (1) .
872- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ (2) ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللِّهِ (3) يقرؤونها: {وَاللَّهِ ربَّنا} ، وَكَانَ أَبُو عَبْدِ الرحمن (4) يقرؤها: {والله ربِّنا} (5) .
__________
(1) يعني ابن قيس النَّخَعي.
871 - سنده صحيح.
وقد ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (3 / 259) بنحو ما هنا، وعزاه لعبد ابن حميد فقط.
وسيأتي الحديث من طريق آخر عن الشعبي برقم (873) .
(2) هو ابن أبي النَّجود، تقدم في الحديث (17) أنه ثبت حجة في القراءة، صدوق، حسن الحديث، وهذا من روايته للقراءة.
(3) يعني ابن مسعود، ومنهم:
علقمة بن قيس كما في الحديث السابق واللاحق.
(4) هو السُّلَمي عبدا لله بن حبيب، تقدم في الحديث (21) أنه ثقة ثبت، وهو شيخ عاصم الذي أخذ عنه القراءة. انظر ((معرفة القراء الكبار)) للذهبي (1 / 88) .
(5) وهكذا قرأها عاصم - بالخفض - كما في ((الحجة للقراء السبعة)) (3 / 291) و ((الغاية في القراءات العشر)) (ص143) وكما سيأتي.
872 - سنده صحيح عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وأما أصحاب عبد الله فلم يُسَمِّهم عاصم حتى يمكن النظر في سماعه منهم من عدمه، وقد أخذ عاصم من كبار أصحاب عبد الله بن مسعود كأبي وائل شقيق بن سلمة وزِرِّ بن حُبيش وغيرهم 0 انظر ((تهذيب الكمال)) (13 / 474 - 475) . =(5/9)
873- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا: {والله ربنا} (1) .
[الْآيَةَ (26) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} ]
874- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حماد بن شعيب (2) ، عن
__________
= ولم أجد من أخرج هذا الأثر سوى المصنِّف، لكن كر السيوطي في ((الدر المنثور)) (3 / 258) أن عبد بن حميد أخرج عن عاصم أنه قرأ: ((ثم لم تكن فتنتهم)) - بالنصب -، ((إلا أن قالوا والله ربِّنا)) - بالخفض -.
(1) يعني بالنصب: ((ربَّنا)) كما في الحديث المتقدم برقم (871) .
873 - سنده رجاله ثقات، إلا الأعمش مدلِّس كما في ترجمته في الحديث رقم (3) ولم يصرح هنا بالسماع، وليس هذا من المواضع التي تحتمل فيها عنعنته، لكنه لم يتفرد به، بل تابعه شعيب بن الحبحاب في الحديث المتقدم برقم (871) ، وسنده صحيح.
وقد ذكر السيوطي هذا الأثر في (الدر المنثور) (3 / 259) وعزاه لعبد بن حميد وأبي الشيخ، ولفظه: عن علقمة أنه قرأ: ((والله ربنا)) : والله يا ربَّنا.
(2) هو حماد بن شعيب التَّميمي، الحِمَّاني، أبو شعيب الكوفي، يروي عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ومنصور والأعمش وغيرهم، روى عنه حسين الجعفي وموسى بن أعين وأحمد بن يونس وغيرهم، وقال الذهبي: ((وأحسبه بقي إلى حدود السبعين ومئة)) ، وهو ضعيف، ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما، وفي رواية عن ابن معين ((ليس بشيء، ولا يكتب حديثه)) ، وسئل عنه الأمام أحمد؛ فقال: ((لا أدري كيف هو)) ، وقال البخاري: ((فيه نظر)) ، ونقل ابن الجارود عنه أنه قال: (منكر الحديث) ، وفي موضع آخر: (تركوا حديثه) ، وقال أبو حاتم: (ليس بالقوي) ، وقال =(5/10)
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْأَنْعَامِ
[الْآيَةُ 19: قَوْلُهُ تَعَالَى
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا القُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ ... } الْآيَةُ]
870- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَر (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا القُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} -، قَالَ: وَمَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ، فَقَدْ بلَّغه مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -.
__________
(1) هو نجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث (167) أنه ضعيف.
870 - سنده ضعيف لضعف أبي معشر، وهو حسن لغيره بمتابعة موسى بن عبيدة له كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 257) ، وعزاه لابن أبي شيبة، وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11 / 291 / رقم 13124) من طريق خالد بن يزيد، عن أبي معشر به نحوه.
وهو في "تفسير" مجاهد (ص213) من رواية عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن الحسين، عن آدم بن أبي إياس، عن أبي معشر، به نحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10 / 468 / رقم 10007) .
وابن جرير في "تفسيره" (3 / ل 61 ب) .
ثلاثتهم من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذي، عن محمد بن كعب =(5/11)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 874 - سنده ضعيف لإبهام الواسطة بين حبيب بن أبي ثابت وابن عباس، وأما حماد بن شعيب؛ فإنه قد توبع كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في (الدر المنثور) (3 / 260) وعزاه للمصنِّف والفريابي وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه والحاكم والبيهقي في (الدلائل) .
وقد اختلف على حبيب بن أبي ثابت في هذا الحديث.
فرواه حماد بن شعيب وسفيان الثوري وأبو محمد الأسدي، ثلاثتهم عن حبيب، عمن سمع ابن عباس، وفي رواية الأسدي: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ.
وخالفهم قيس بن الربيع وحمزة بن حبيب.
أما قيس فلم يذكر واسطة بين حبيب وابن عباس، وإنما قال: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن ابن عباس.
وأما حمزة فجعل الواسطة سعيد بن جبير.
أما رواية حماد بن شعيب فهي التي أخرجها المصنِّف هنا.
وأما رواية سفيان الثوري فأخرجها هو في (تفسيره) (ص 106 - 107/ رقم 264) .
ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في (تفسيره) (2 / 206) .
وابن جرير الطبري في (تفسيره) (11 / 313 / رقم 13170، 13171) من ثلاث طرق عنه.
وابن أبي حاتم في (تفسيره) (3 / ل 64 / أ) من طريقين عنه.
والحاكم في (المستدرك) (2 / 315) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (13172) .
والبيهقي في (الدلائل) (2 / 340) .
كلاهما من طريق عبد الرزاق عن سفيان. =(5/12)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه البيهقي في الموضع نفسه أيضًا من طريق الحاكم.
تنبيه: وقع في تفسير سفيان الثوري: (حبيب بن أبي حبيب) ، وهو خطأ، وصوابه ما رواه الحفاظ عن سفيان، كعبد الرزاق في (تفسيره) ، ووكيع وعبد الرحمن ابن مهدي عند ابن جرير وغيره، فإنهم رووه على الصواب هكذا: (حبيب بن أبي ثابت) .
وأما رواية أبي محمد الأسدي فأخرجها ابن جرير الطبري برقم (13175) ، ولفظه نحو لفظ المصنف هنا.
وأبو محمد الأسدي هذا يحتمل أن يكون هو قيس بن الربيع، فهو أسدي، وكنيته: أبو محمد، وهو يروي عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، لكن الراوي عنه عند ابن جرير هو يونس بن بكير، ولم أجد من نص على أنه من الرواة عنه، وقد رجح الشيخ محمود شاكر في تعليقه إلى الحديث أن أبا محمد الأسدي هذا هو عبد العزيز بن سِيَاه، فهو الذي يروي عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، ويروي عنه يونس بن بكير، لكن لم يذكر في ترجمته أن كنيته أبو محمد، ولم يذكر من أولاده من أسمه محمد، وإنما ذكر له من الأولاد يزيد وقُطْبَة، فالله أعلم. انظر ترجمة قيس بن الربيع في الحديث المتقدم برقم [54] ، وانظر (تهذيب الكمال) (18 / 144 - 145) ، وحاشية (تفسير ابن جرير الطبري) (11 / 314) .
وأما رواية قيس بن الربيع فأخرجها الطبراني في (المعجم الكبير) (12 / 133 / رقم 12682) ، بنحو لفظ المصنف هنا، إلا أنه قال: وينأى عن اتباعه.
قال الهيثمي في (مجموع الزوائد) (7 / 20) : (وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات) .
قلت: قيس بن الربيع تقدم في الحديث [54] أنه صدوق تغير لما كبر، وادخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به.
وأما رواية حمزة بن حبيب، فأخرجها الحاكم في (المستدرك) (2 / =(5/13)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 315) .
ومن طريقه البيهقي في (دلائل النبوة) (2 / 340 - 341) .
والواحدي في (أسباب النزول) (ص 209) .
وقد ساق الحاكم من طريق شيخه علي بن حمشاذ العدل، ثنا محمد بن منده الأصبهاني، ثنا بكر بن بكار، ثنا حمزة بن حبيب، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - في قول الله عز وجل: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} - قال: نزلت فِي أَبِي طَالِبٍ؛ كَانَ يَنْهَى المشركين عن أن يؤذوا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم ويتباعد عما جاء به أهـ.
ثم قال الحاكم: (حديث حمزة بن حبيب صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، لكن الذي في (التلخيص) تصحيح الحديث دون أن يذكر أنه على شرط الشيخين.
وقد ذهل الذهبي - رحمه الله - عن تعقب الحاكم على هذا الحديث، مع أن من عادته تعقب مثله، ففي سند الحديث بكر بن بكار، وقد أخرج الحاكم بعض الأحاديث من طريقه في غير هذا الموضع وتعقبه الذهبي بقوله: (قلت بكر قال النسائي: ليس بثقة) . انظر (التلخيص بحاشية المستدرك) (1 / 530) ، و (4 / 593) .
وبكر هذا هو ابن بَكَّار، أبو عمرو القَيْسي، ضعيف، قال ابن معين وابن الجارود: (ليس بشيء) وقال أبو حاتم: (ليس بالقوي) ، وقال النسائي: (ليس بثقة) ، وقال الساجي: (ضعفه بعضهم) ، واتهمه العقيلي بسرقة بعض الأحاديث، وذكر ابن أبي حاتم ترجمة الحارث بن بدل حديثًا من طريق بكر هذا، ثم قال: (وهذا من تخليط بكر بن بكار، فإنه سيء الحفظ ضعيف الحديث) وقال ابن حجر: ((وفي نسخته مناكير ضُعِّف بسببها)) وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال: (ربما أخطأ) ، ووثقه أبو عاصم النبيل وقال ابن القطان: (ليست أحاديثه =(5/14)
785- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَر (1) ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ، قَالَ: كَانَ أَبُو طَالِبٍ يَنْهَى عَنْ قتله، ويَنْأى عنه اتِّباعه.
__________
= بالمنكرة) . انظر (الجرح والتعديل) (2 / 382 - 383 / رقم 1492) ، و (3 / 69 - 70 / رقم 318) ، و (الثقات) لابن حبان (8 / 146) ، و (الكامل) لابن عدي (2 / 464 - 465) ، و (ميزان الاعتدال) (1 / 343 / رقم 1274) ، و (لسان الميزان) (2 / 48 / رقم 178) .
والراوي عن بكر هذا هو محمد بن مَنْدَه بن أبي الهيثم منصور، أبو جعفر الأصبهاني، نزيل الرَّيّ، يروي عن بكر بن بكار والحسين بن حفص ومحمد بن مهران الجمّال وغيرهم، روى عنه إسماعيل بن محمد الصفّار وحمزة بن محمد الدهقان وغيرهما، وهو ضعيف جدًا؛ قال ابن أبي حاتم: (لم يكن عندي بصدوق؛ أخرج أولاً عن محمد بن بكير الحضرمي، فلما كتب عنه استحلى الحديث، ثم أخرج عن بكر بن بكار والحسين بن حفص، ولم يكن سنه سنّ من يلحقهما) ، وقال أبو نعيم: (ضعفه بعض الناس بروايته عن الحسين بن حفص، عن شعبة، ويونس بن أبي إسحاق؛ لأن الحسين لا تعرف له عنهما رواية) وكذّبه مهران، وذكره ابن حبان في (الثقات) . انظر: (الجرح والتعديل) (8 / 107 / رقم 463) ، و (الثقات لابن حبان) (9 / 154) ، و (ذكر أخبار أصبهان) لأبي نعيم (2 / 193) ، و (تاريخ بغداد) (3 / 304 - 305 / رقم 1395) ، و (لسان الميزان) (5 / 393 - 394 / رقم 1272) .
ومع ضعف بكار وشدة ضعف محمد بن منده؛ فهذه الطريق مخالفة لرواية سفيان الثوري ومن وافقه، وفيها إبهام الواسطة بين حبيب بن أبي ثابت وابن عباس، وعليه فالحديث بهذا الإسناد منكر، لا كما قال الحاكم.
(1) هو نجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
875 - سنده ضعيف جدًا؛ لضعف أبي معشر، وجهالة أشياخه، وإرسال الحديث أو إعضاله، فإن أبا معشر من طبقة أتباع التابعين. =(5/15)
[الْآيَةَ (33) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ
فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ} ]
876- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَر (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} (2) . قَالَ: قَالَ: (لَا يُبْطِلُونُ) (3) مَا في يديك.
__________
= لكن الحديث روي بإسناد أحسن من هذا - مع ضعفه -، وهو الحديث السابق.
(1) هو نجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
(2) في الأصل بتشديد الذال وكسرها، لكن التشديد بخط مغاير، فلعله بخط أحد المطالعين ممن أراد ضبطها كما في المصحف، بينما الصواب أنها بالتخفيف: (يُكْذِبونَكَ) ، كما في الموضعين الآتيين من (تفسير ابن أبي حاتم) و (الدر المنثور) .
وقراءة التخفيف هذه هي قراءة نافع والكسائي، بمعنى: أنهم لا يجعلونك كذابًا، وإنما يريدون أن ما جئت به باطل، لأنهم لم يجرِّبوا عليه كذبًا فيكذِّبوه، إنما أكذبوه، أي: ما جئت به كذب لا نعرفه.
وقرأ الباقون: (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) بالتشديد، أي: لا يسمونك كذابًا، ولكنهم ينكرون آيات بألسنتهم وقلوبهم موقنة بأنها من عند الله.
وعلى هذا فمعنى القراءتين واحد وإن اختلف اللفظان. انظر (تفسير) ابن جرير (11 / 330 - 331) ، و (الحجة للقراء السبعة) (3 / 302 - 304) ، و (حجة القراءات) (ص 247 - 249) .
(3) في الأصل: (لا يبطلوا) ، والتصويب من مصادر التخريج.
(876) - سنده ضعيف لضعف أبي معشر. =(5/16)
877- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا أَبُو مُحَمَّدٍ مَوْلَى قُرَيْشٍ (1) ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الرَّبِيعِ (2) ، عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، قَالَ: كَانَ يَقْرَأُ: (فَإِنَّهُمْ لَا يُكْذِبونك) خفيفة.
__________
= وذكره السيوطي في (الدر المنثور) (3 / 264) وعزاه للمصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، ولفظه: عن محمد ابن كعب أنه كان يقرؤها: {فإنهم لا يكذبونك} بالتخفيف، يقول: لَا يُبْطِلُونُ مَا فِي يَدَيْكَ.
وأخرجه ابن جرير الطبري في (تفسيره) (11 / 334 / رقم 13197) .
وابن أبي حاتم في (تفسيره) (3 / ل 66 / ب) .
كلاهما من طريق إسحاق بن سليمان أبي يحيى الرازي، عن أبي معشر، به، ولفظ ابن أبي حاتم هو نفس اللفظ الذي ساقه السيوطي، ولفظ ابن جرير مختصر.
(1 و 2) أبو محمد مولى قريش وعباد بن الربيع، كلاهما مجهول كما في الحديث رقم (716) .
877 - سنده ضعيف لجهالة أبي محمد وعباد بن الربيع.
والحديث ذكره السيوطي في (الدر المنثور) (3 / 264) وعزاه للمصنِّف وعبد ابن حميد وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والضياء، وفيه زيادة قوله: (قال: لا يجيئون بحق هو أحق من حقك) .
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في (تفسيره) (3 / ل 66 / ب) من طريق سفيان ابن عيينة، عن سالم بن أبي حفصة، قال: قرأ علي بن أبي طالب: {فَإِنَّهُمْ لا يُكْذِبُونَكَ} قال: لا يجيئون بحق هو أحق من حقك وقرأ: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ} .
وهذا إسناد ضعيف، لأن سالم بن أبي حفصة ليس له رواية عن أحد من الصحابة، وإنما يروي عن التابعين كما في (تهذيب الكمال) للمزي (10 / 133 - 134) ، فالسند منقطع بينه وبين علي رضي الله عنه. =(5/17)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه الضياء المقدسي في (المختارة) (2 / 365 - 366 / رقم 749) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن ناجية، عن علي أنه يقرأ هذا الحرف: {فَإِنَّهُمْ لا يُكْذِبُونَكَ} مخفَّفة.
وأخرجه الحاكم في (المستدرك) (2 / 315) من طريق محمد بن سابق، عن إسرائيل، عن أبي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ الأسدي، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: قال أبو جهل لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد نعلم يا محمد أنك تصل الرحم وتصدق الحديث، ولا نكذبك، ولكن نكذب الذي جئت به، فأنزل الله عز وجل: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيْحَزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون} . اهـ. ولم تضبط الآية في (المستدرك) .
ثم قال الحاكم: (هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ، فتعقبه الذهبي بقوله: (قلت: ما خرَّجا لناجية شيئًا) .
قلت: الحديث بهذا الإسناد معلول؛ فقد اختلف فيه على إسرائيل، وخولف إسرائيل.
أما الاختلاف على إسرائيل؛ ففي وصله وإرساله، وفي ذكر شيخ أبي إسحاق، فأبو أحمد الزبيري ومحمد بن سابق روياه عن إسرائيل موصولاً وسميا شيخ أبي إسحاق ناجية.
وأشار الدارقطني في (العلل) (4 / 143) إلى أن إسرائيل رواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي ميسرة مرسلاً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، ولم يذكر الدارقطني من الذي رواه عن إسرائيل على هذا الوجه، وقد أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه كما في (الدر المنثور) (3 / 264) .
وأما مخالفة إسرائيل، فقد خالفه سفيان الثوري، فرواه عن أبي إسحاق، عن ناجية مرسلاً ليس فيه ذكر لعلي رضي الله عنه، ولفظه نحو لفظ الحاكم.
أخرجه هكذا الترمذي في (جامعه) (8 / 438 / رقم 5059) في تفسير =(5/18)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سورة الأنعام من كتاب (التفسير) .
وابن جرير الطبري في (تفسيره) (11 / 334 / رقم 13195) .
وابن أبي حاتم في (تفسيره) (ل 66 / أوب)
ثلاثتهم من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ناجية به.
وأخرجه الطبري أيضًا برقم (13196) من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان به.
كذا رواه عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن آدم عن سفيان.
وخالفهما معاوية بن هشام، فرواه عن سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ناجية ابن كعب عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، هكذا موصولاً، فأخطأ فيه.
أخرجه الترمذي في الموضع السابق برقم (5058) .
وابن أبي حاتم في الموضع السابق أيضًا.
والدارقطني في (العلل) (4 / 143 - 144) .
والضياء المقدسي في (المختارة) (2 / 364 - 365 / رقم 748) .
والصواب فيه ما رواه عبد الرحمن بن مهدي ومن وافقه، هذا ما رجحه الترمذي والدارقطني.
أما الترمذي فإنه أخرج رواية معاوية أولاً، ثم أتبعها برواية ابن مهدي، ثم قال: (وهذا أصح) .
وأما الدارقطني فإنه سئل عن هذا الحديث، فقال: (يرويه الثوري، عن أبي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عن علي.
قاله معاوية بن هشام، عن الثوري.
وغيره يرويه عن الثوري مرسلاً، لا يذكر فيه عليًا، وهو المحفوظ) . أهـ.
وسبب الترجيح واضح بين؛ فإن عبد الرحمن بن مهدي إمام ثقة ثبت حافظ =(5/19)
[الْآيَةَ (44) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} ]
878- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ (1) يَقُولُ: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} ، قَالَ: رَخَاءُ الدُّنْيَا وَيُسْرُهَا: {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً} .
[الْآيَةَ (52) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} ]
879- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ (2) ، عن منصور (3) ، عن
__________
= عارف بالرجال كما تقدم في الحديث رقم [74] .
وأما معاوية بن هشام القَصَّار أبو الحسن الكوفي، مولى بني أسد، فهو صدوق، ألا أنه كثير الخطأ؛ قال الإمام أحمد: (هو كثير الخطأ) ، وقال ابن معين: (صالح وليس بذاك) ، وقال عثمان بن أبي شيبة: (صدوق وليس بحجة) ، وقال الساجي: (صدوق يهم) ، وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال: (ربما أخطأ) ، ووثقه أبو داود والعجلي، وقال ابن سعد: (كان صدوقًا كثير الحديث) ، وقال أبو حاتم: (صدوق) ، وقال ابن عدي: (وقد أغرب عن الثوري بأشياء، وأرجو أنه لا بأس به) .
انظر (تهذيب الكمال وحاشيته) (28 / 218 - 220 / رقم 6067) ، و (التهذيب) (10 / 218 / رقم 401) ، و (التقريب) (ص 538 / رقم 6771) .
(1) هو ابن عيينة.
878 - سنده صحيح، وهو موقوف على ابن عيينة من قوله.
(2) هو ابن عبد الحميد.
(3) هو ابن المعتمر.(5/20)
إِبْرَاهِيمَ (1) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ} -، قَالَ: لَا تَطْرُدْهُمْ عَنِ الذِّكْرِ.
[الْآيَةُ (57) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{إِنِ الحُكْمُ إِلَّا للهِ يَقُصُّ الحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الفَاصِلِينَ} ]
880- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كان يقرأ: {يقصّ الحق} ، وَيَقُولُ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ (2) أَحْسَنَ القصص} (3) .
__________
(1) هو النخعي.
879 - سنده صحيح.
وذكره السيوطي في (الدر المنثور) (3 / 275) وعزاه لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير في (تفسيره) (11 / 385 / رقم 13285 و 13286) من طريق سفيان بن وكيع ومحمد بن حميد، كلاهما عن جرير، به ولفظ ابن حميد مثل لفظ المصنف، ولفظ ابن وكيع قال فيه: (هم أهل الذكر) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (13284) من طريق وكيع، عن سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قوله: ((وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالغداة والعشي)) ، قال أهل الذكر.
وأخرجه ابن أبي حاتم في (تفسيره) ((3 / ل 73 / أ)) من طريق سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، به بلفظ: هم أهل الذكر.
(2) في الأصل: ((إليك)) .
(3) الآية (3) من سورة يوسف.
880- سنده صحيح. =(5/21)
[الْآيَةُ (59) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} ]
881- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ (2) ، عَنْ حَسَّان النُّمَيْرِي (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} -، قَالَ: مَا مِنْ شَجَرَةٍ فِي بَرٍّ وَلَا بَحْرٍ إِلَّا وَبِهَا مَلَكٌ يَكْتُبُ مَا يَسْقُطُ مِنْ ورقها.
__________
= وأخرجه ابن جرير الطبري في (تفسيره) (11 / 399 / رقم 13303) .
وابن أبي حاتم في (تفسيره) (3 / ل 75 / أ) .
أما ابن جرير فمن طريق سفيان بن وكيع.
وأما ابن أبي حاتم فمن طريق محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ.
كلاهما عن سفيان، به مثله.
(1) هو سلاَّم بن سليم.
(2) هو الثوري والد سفيان.
(3) لم أجد راويًا بهذه النسبة ((النميري)) يروي عن ابن عباس وعنه سعيد ابن مسروق.
وفي الموضع الآتي من "المطالب العالية" نقلاً عن "مسند مسدد": (الفهري) أو: ((النمري)) لم تتضح، وفي "تفسير ابن أبي حاتم" - كما سيأتي -: ((النمري)) .
والذي يظهر أنه: حَسَّان بن وَبْرَة النَّمري، أبو عثمان البصري، يروي عن أبي هريرة، روى عنه عمرو بن شراحيل، وهو مجهول، ذكره البخاري في (تاريخه) وسكت عنه، وذكره ابن حبان في (الثقات) ولم أجده في (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم. انظر (التاريخ الكبير) للبخاري (3 / 35 / رقم 147) ، و (الثقات) لابن حبان (4 / 165) . =(5/22)
[الْآيَةُ (65) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا
مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا
وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} ]
882- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بن زيد وسفيان، عن
__________
= وقد اختلف في نسبة حسان هذا، فالبخاري في الموضع السابق من (تاريخه) نسبه هكذا: (النمري) ، وذكر أن الذي نسبه هكذا هو إسحاق، عن سهل، وأن محمد بن شعيب قال: أخبرني عمرو بن شراحيل، قال: سمعت حسان ابن وبرة المُرِّي.
وأما (الثقات) لابن حبان فنسب فيها حسان هذا هكذا: (المزني) والله أعلم بالصواب.
881 - سنده ضعيف لجهالة حسان النُّميري.
وذكره السيوطي في (الدر المنثور) (3 / 278) وعزاه للمصنِّف ولمسدَّد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
وقد أخرجه مسدد في ((مسنده)) كما في ((المطالب العالية)) (ل 140 / أ) فقال: حدثنا أبو الأحوص، ثنا سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ حَسَّانَ الفهري، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما - في قوله: {وما تسقط من ورقة} - قَالَ: مَا مِنْ شَجَرَةٍ فِي بر أو بحر إلا وبها ملك موكل يَكْتُبُ مَا يَسْقُطُ مِنْ وَرَقِهَا.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (3 / ل 75 / ب) فقال: حدثنا أبي، ثنا الحسن بن الربيع، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مسروق، عن حسان النمري، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ: {وما يسقط من ورقة إلا يعلمها} - قَالَ: مَا مِنْ شَجَرَةٍ فِي بر ولا بحر إلا ملك موكل بها يكتب ما يسقط منها.(5/23)
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللِّهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَعُوذُ بِوَجْهِكَ)) ، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} ، قَالَ: ((أَعُوذُ بِوَجْهِكَ)) ، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} ، قَالَ: سُفْيَانُ (1) : هُوَ أَهْوَنُ. وَقَالَ سفيان: هاتان أيسر.
__________
= كذا جاء بالاصل! ولعل الصواب: ((قال حماد)) .
882- سنده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه البخاري كما سيأتي.
فالحديث له عن جابر رضي الله عنه طريقان:
الطريق الأولى: يرويها عمرو بن دينار، ورواه عن عمرو أربعة:
1- حماد بن زيد.
وهو الذي أخرج المصنف الحديث من طريقه هنا مقرونًا بسفيان بن عيينة.
وأخرجه البخاري في (صحيحه) (8 / 291 / رقم 4628) في تفسير سورة الأنعام من كتاب التفسير، باب: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} ، و (13 / 388 / رقم 7406) في التوحيد، باب قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {كُلُّ شيء هالك إلا وجهه} .
ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في (تفسيره) (2 / 104) ، وفي (شرح السنة) (14 / 217 / رقم 4016) .
وأخرجه أبو يعلى في (مسنده) (3 / 470 - 471 / رقم 1982 و 1983) .
والنسائي في (التفسير) (1 / 471 - 472 / رقم 184) ، وفي النعوت من (الكبرى) (4 / 412 رقم 7731) ، باب قوله سبحانه: {كل شيء هالك إلا وجهه} .
والإسماعيلي في (مستخرجه) كما في (فتح الباري) (8 / 292) . =(5/24)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2 / 26) .
جميعهم من طريق حماد بن زيد، به، نحوه، واقتصر بعضهم على قوله: ((هذا أهون)) ، وبعضهم على قوله: ((هذا أيسر)) ، وجمع بينهما بعضهم على الشك هكذا: ((هذا أهون، أو هذا أيسر)) .
2- سفيان بن عيينة.
وهو الذي أخرج المصنف الحديث من طريقه مقرونًا برواية حماد بن زيد السابقة.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1 / 211) .
والحميدي في "مسنده" (2 / 530 رقم 1259) .
ونعيم بن حماد في "الفتن" (2 / 620 رقم 1730) .
والإمام أحمد في "المسند" (3 / 309) .
والبخاري في "صحيحه" (13 / 295 - 296 رقم 7313) في الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول الله تعالى: {أو يلبسكم شيعًا} .
والترمذي في "جامعه" (8 / 438 رقم 5060) في تفسير سورة الأنعام من كتاب التفسير.
وأبو يعلى في "مسنده" (3 / 362 و 463 رقم 1829 و 1967) .
ومن طريقه ابن حبان في "صحيحه" (16 / 203 - 204 رقم 7220 / الإحسان) .
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11 / 422 و 423 رقم 13365 و 13366) .
وابن خزيمة في "التوحيد" (1 / 27 - 28 رقم 1) .
وابن أبي حاتم في "التفسير" (3 / ل 77 / ب) .
والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2 / 25 - 26) ، وفي "الاعتقاد" (ص =(5/25)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 89) .
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به، نحوه، وفيه: ((هاتان أهون، أو: هاتان أيسر)) ، وعند بعضهم: ((هاتان أهون وأيسر)) ، ولم يذكرها ابن أبي حاتم، وإنما اختصر الحديث.
3- معمر بن راشد.
أخرجه عنه عبد الرزاق في "تفسيره" مقرونًا برواية سفيان السابقة.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النسائي في "تفسيره" (1 / 472 - 473 رقم 185) .
وابن جرير في "تفسيره" (11 / 427 رقم 13372) .
4- حماد بن سلمة.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1 / 129 رقم 300) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، به نحوه.
الطريق الثانية: يرويها أبو الزبير، عن جابر.
أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" (2 / 140) - فقال: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا مقدام بن داود، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر، به نحوه، وفي آخره قال: ((ولو استعاذه لأعاذه)) .
وقد روي عن ابن لهيعة من وجه آخر، إلا أنه أرسله.
أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11 / 429 رقم 13377) من طريق أبي الأسود، أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن أبي الزبير قال: لما نزلت ... ، فذكره هكذا مرسلاً.
والرواية الوصولة لا تصح عن ابن لهيعة؛ لأن في سندها شيخ سليمان بن أحمد الطبراني وهو المقدام بن داود بن عيسى بن تليد الرعيني، أبو عمرو =(5/26)
[الْآيَةُ (75) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ}
883- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْر (1) ، قَالَ: حَدَّثَنِي السُّدِّي - وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} قَالَ: قَامَ عَلَى صَخْرَةٍ، فَفُرِجَت له السماوات السَّبْعُ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْعَرْشِ وَإِلَى مَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ فُرِجَتْ لَهُ الْأَرْضُونَ السَّبْعُ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي عَلَيْهَا الْأَرْضُونَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وآتيناه (2) أجره في الدنيا} (3) .
__________
= المصري، وهو ضعيف، روى عن عمه سعيد بن تليد وأسد بن موسى وخالد بن نزار وغيرهم، روى عنه الطبراني وابن أبي حاتم وقال: ((سمعت منه بمصر، وتكلموا فيه)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة)) ، وقال ابن يونس: ((تكلموا فيه)) ، وقال محمد بن يوسف الكندي: ((كان فقيهًا مفتيًا، لم يكن بالمحمود في الرواية)) ، وضعفه الدارقطني، وذكر ابن القطان ((أن أهل مصر تكلموا فيه)) ، وقال مسلمة بن القاسم: ((رواياته لا بأس بها)) ، وكانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائتين. انظر "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8 / 303 رقم 1399) ، و"لسان الميزان" (6 / 84 - 85 رقم 304) .
(1) تقدم في الحديث رقم [421] أنه متروك.
(2) في الأصل: ((ولقد آتيناه)) .
(3) الآية (27) من سورة العنكبوت.
883- سنده ضعيف لشدة ضعف الحكم بن ظُهَيْر، ولم ينفرد به، =(5/27)
884- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا الحَكَم بْنُ ظُهَيْر (1) ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ أَبِي (سُلَيْم) (2) ، عَنْ شَهْر بن حَوْشَب (3) ، عن
__________
= بل روي عن السُّدِّي من طريق آخر ضعيف كما سيأتي.
وهذا الأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 301) وعزاه للمصنِّف سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 85 / أ) من طريق آخر فقال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضَّل، ثنا أسباط، عن السُّدِّي ... ، فذكره بنحوه.
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه الراوي عن السُّدِّي: أسباط بن نصر الهَمْداني، قال ابن حجر في "التقريب" (ص98 رقم 321) : ((صدوق كثير الخطأ يغرب)) .
ومع كون أسباط كثير الخطأ، إلا أنه هو راوية السدي، وقد احتمل الأئمة روايته عن السدي في التفسير مما لا يُبنى عليه حكم، والله أعلم.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11 / 472 رقم 13449) من طريق محمد بن الحسين، عن أحمد بن المفضل بمثل رواية ابن أبي حاتم.
(1) تقدم في الحديث السابق أنه متروك.
(2) في الأصل: ((أسلم)) ، وهو تصحيف، والليث هذا تقدم في الحديث رقم [9] أنه صدوق اختلط جدًّا فلم يتميز حديثه فتُرك.
(3) هو شَهْرُ بن حَوْشَب الأشعري، الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، روى عنها وعن أبي هريرة وعائشة وغيرهم رضي الله عنهم، روى عنه عبد الحميد بن بهرام وقتادة وليث بن أبي سليم وغيرهم.
كان مولده في خلافة عثمان رضي الله عنه، واختلف في وفاته، فقيل: سنة مائة، وقيل قبلها بعام، وقيل بعدها بعام، وقيل غير ذلك.
وقد اختلف أقوال أئمة الجرح والتعديل في شهر، فوثقه الإمام أحمد وابن =(5/28)
سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: لَمَّا أُرِيَ إبراهيم ملكوت السماوات وَالْأَرْضِ، رَأَى رَجُلًا عَلَى فَاحِشَةً فَدَعَا عَلَيْهِ فَهَلَكَ، ثُمَّ رَأَى آخَرَ عَلَى فَاحِشَةٍ فَدَعَا عَلَيْهِ فَهَلَكَ، ثُمَّ رَأَى آخَرَ عَلَى فَاحِشَةٍ فَدَعَا عَلَيْهِ فَهَلَكَ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَهْلًا! فَإِنَّكَ رَجُلٌ مُسْتَجَابٌ لَكَ، وَإِنِّي مِنْ عَبْدِي عَلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: إِمَّا أَنْ يَتُوبَ قَبْلَ الْمَوْتِ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ، وَإِمَّا أَنْ أُخْرِجَ مِنْ صُلْبِهِ ذُرِّيَّةً يَذْكُرُونِي، وَإِمَّا أَنْ يَتَوَلَّى فَجَهَنَّمُ مِنْ وَرَائِهِ.
__________
= معين وغيرهما، وضعفه شعبة وابن عون وغيرهما، وبعض العلماء يحسِّن حديثه، وبعضهم يضعفه؛ قال الذهبي: ((الرجل غير مدفوع عن صدق وعلم، والاحتجاج به مترجحِّ)) ، وقال ابن حجر: ((صدوق كثير الإرسال والأوهام)) . انظر "تهذيب الكمال" (12 / 578 - 589) ، و"سير أعلام النبلاء" (4 / 372 - 378) ، و"تقريب التهذيب" (ص269 رقم 2830) . والذي أرجِّحه من هذه الأقوال: ما ذهب إليه ابن حجر، فشهر صدوق، إلا أنه ضعيف من قبل حفظه، وهذا الذي ترجح لي من النظر في أقوال من عدّله ومن جرّحه، فتعديل من عدّله يدل على أنه عدل، وجرح من جرحه منصرف إلى ضعف حفظه ونكارة بعض الأحاديث التي يرويها، والله أعلم.
ومع ضعفه فإنه لم يسمع من سلمان الفارسي كما نص عليه الذهبي في الموضع السابق من "سير أعلام النبلاء".
884- سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف الحكم بن ظُهير، وضعف الليث بن أبي سُليم، وضعف شهر بن حوشب من قبل حفظه، والانقطاع بينه وبين سلمان الفارسي - رضي الله عنه -، والاختلاف في سند الحديث الآتي ذكره.
وقد صح الحديث من وجه آخر عن سلمان - رضي الله عنه - كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 303) وعزاه للمصنِّف =(5/29)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن أبي شيبة وابن المنذر وأبي الشيخ.
وقد روي الحديث عن سلمان - رضي الله عنه - من طريقين:
الطريق الأولى: يرويها شهر بن حوشب، واختلف عليه.
فرواه عبد الجليل بن عطية، عن شهر موقوفًا عليه من قوله.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 84 / ب) فقال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي، ثنا روح، ثنا عبد الجليل بن عطية ... ، فذكره.
وعزاه السيوطي في "الدر" (3 / 302) أيضًا لعبد بن حميد.
وخالفه ليث بن أبي سُليم، واختُلف عليه أيضًا.
فرواه المصنِّف هنا من طريق الحكم بن ظهير، عن ليث، عن شهر، عن سلمان، وتقدم أن الحكم متروك.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (12 / 88 رقم 6274) من طريق عمرو بن عبد الرحمن الأبَّار عن ليث، عن شهر، عن معاذ بن جبل، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -.
وثقه ابن معين وابن سعد والدارقطني وغيرهم، وقال الإمام أحمد: ((ما كان به بأس)) ، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ((صدوق)) . انظر "الجرح والتعديل" (6 / 121 - 122 رقم 661) ، و"تهذيب الكمال" (21 / 426 - 429) .
والذي يظهر أن هذا الاختلاف من اختلاط الليث بن أبي سليم، والله أعلم.
وقد عزا السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 302 - 303) الحديث من رواية شهر، عن معاذ أيضًا لأبي الشيخ وابن مردويه.
والراجح من رواية شهر بن حوشب للحديث أنه موقوف عليه من قوله كما رواه عنه عبد الجليل بن عطية القيسي، أبو صالح البصري، وهو صدوق يهم كما في "التقريب" (ص332 رقم 3747) ، فهو أحسن حالاً من الليث بكثير، والله =(5/30)
[الْآيَةُ (82) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ
أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} ]
885- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نا العَوَّام بْنُ حَوْشب، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي؛ أَنَّ رَسُولَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عن قوله عز
__________
= أعلم.
وأما حديث سلمان الفارسي - رضي الله عنه - فأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11 / 472 - 473 رقم 13452) فقال: حدثنا هناد وابن وكيع، قالا: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض، رأى عبدًا عَلَى فَاحِشَةً، فَدَعَا عَلَيْهِ، فَهَلَكَ، ثُمَّ رَأَى آخَرَ عَلَى فَاحِشَةٍ، فَدَعَا عَلَيْهِ، فَهَلَكَ، ثُمَّ رَأَى آخَرَ عَلَى فَاحِشَةٍ، فَدَعَا عَلَيْهِ، فهلك، فقال: أنزلوا عبدي لا يُهلك عبادي. وهذا سند صحيح.
فأبو عثمان النَّهدي عبد الرحمن بن ملّ تقدم في الحديث [94] أنه ثقة ثبت عابد مخضرم.
وعاصم هو ابن سليمان الأحول تقدم في الحديث [47] أنه ثقة.
وأبو معاوية محمد بن خازم تقدم في الحديث [3] أنه ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره.
وهنّاد بن السَّرِيّ تقدم في الحديث [802] أنه ثقة.
885- سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى مُرْسِلِه إبراهيم بن يزيد التيمي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 310) وعزاه لعبد بن حميد فقط.(5/31)
وَجَلَّ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} ، فَلَمْ يُجِبْهُمْ بِشَيْءٍ حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ فَأَسْلَمَ، فَلَمْ يَمْكُثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((هَذَا مِنْهُمْ))
886- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا أَبُو الْأَحْوَصِ (1) ، عَنْ أَبِي (2) إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ (4) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} -، قَالَ: لَمْ يَخْلِطُوهُ بِشِرْكٍ.
887- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (5) ، عَنْ عَلْقَمَةَ، (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ) (6) ، قَالَ: لما نزلت:
__________
(1) هو سَلَّام بن سُلِيم.
(2) قوله: ((الأحوص عن أبي)) سقط من الأصل، وألحق بالهامش مع الإشارة لدخوله بالصلب، وهو بخط الناسخ نفسه.
(3) هو عمرو بن عبد الله الهَمْداني السَّبيعي، تقدم في الحديث [1] أنه ثقة، إلا أنه مدلِّس واختلط، وقد روى عنه هذا الأثر سفيان الثوري كما سيأتي وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط، فبقي عدم تصريحه بالسماع هنا.
(4) هو عمرو بن شرحبيل، تقدم في الحديث [711] أنه ثقة عابد مخضرم.
886- سنده رجاله ثقات، وأبو إسحاق مدلِّس ولم يصرِّح بالسماع.
وهذا الأثر أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11 / 500 و 501 رقم 13498 و 13499 و 13502) من طريق سفيان الثوري وغيره عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي ميسرة في قوله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بظلم} قال: بشرك.
(5) هو ابن يزيد النخعي.
(6) ما بين القوسين سقط من الأصل، فأثبته من مصادر التخريج، =(5/32)
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَه؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (( (إِنَّهُ لَيْسَ) (1) الَّذِي تَعْنُون، أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى مَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (2) ؟)) .
__________
= وبالأخص مَنْ أخرج الحديث من طريق أبي معاوية كالإمام أحمد في "المسند" (1 / 378) .
(1) انظر الحاشية السابقة.
(2) الآية (13) من سورة لقمان.
887- سنده صحيح، وقد أخرجه الشيخان كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 308) وعزاه لأحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني في "الأفراد" وأبي الشيخ وابن مردويه.
وقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1 / 378) .
ومسلم في "صحيحه" (1 / 114 - 115 رقم 197) في "كتاب الإيمان" باب صدق الإيمان وإخلاصه.
وابن جرير في "تفسيره" (11 / 495 - 496 رقم 13480) .
وأبو عوانة في "مستخرجه" (1 / 73 - 74) .
وابن منده في "كتاب الإيمان" (2 / 418 رقم 267) .
وأبو نعيم في "المستخرج" (ل 22 / ب) .
والبيهقي في "السنن" (10 / 185) في الشهادات، باب جماع أبواب من تجوز شهادته ومن لا تجوز من الأحرار البالغين العاقلين المسلمين.
جميعهم من طريق أبي معاوية، به نحوه.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (ص35 - 36 رقم 270) . =(5/33)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ومن طريقه وطريق أخرى أخرجه ابن منده في "الإيمان" (2 / 417 رقم 266) .
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1 / 87 رقم 32) في الإيمان، باب ظلم دون ظلم، و (6 / 465 رقم 3428) في أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن أشكر لله ... } الآية، و (8 / 294 رقم 4629) في التفسير، باب: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} .
والنسائي في "التفسير" (1 / 474 رقم 186) .
وأبو عوانة في" المستخرج" (1 / 74) .
والبيهقي في الموضع السابق.
جميعهم من طريق شعبة قال: قال لي الأعمش: ألا أحدثك حديثًا جيدًا؟ سمعت إبراهيم يحدث عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: لَمَّا نَزَلَتِ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يلبسوا إيمانهم بظلم} قال أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فنزلت: {لا تشرك بالله} .
هذا لفظ ابن منده.
زاد أبو عوانة في آخره: ((فطابت أنفسنا)) .
تنبيه: وقع في المطبوع من "مستخرج أبو عوانة": ((فطابت أنفسها)) ، والتصويب من المخطوط (1 / ل 37 / ب) ، وكذا على الصواب نقله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (1 / 88) ، لكنه عزاه لـ ((مستخرج أبي نعيم)) ، ولم أجده فيه، فالظاهر أنه أراد "مستخرج أبي عوانة".
ثم قال الحافظ ابن حجر: ((واقتضت رواية شعبة هذه أن السؤال سبب نزول الآية الأخرى التي في لقمان، لكن رواه البخاري ومسلم من طريق أخرى عن الأعمش - وهو سليمان المذكور في حديث الباب -، ففي رواية جرير عنه: فقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال: ليس بذلك، ألا تسمعون إلى قول لقمان؟ وفي =(5/34)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رواية وكيع عنه: فقال: ليس كما تظنون، وفي رواية عيسى بن يونس: إنما هو الشرك، أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى مَا قَالَ لقمان؟ وظاهر هذا أن الآية التي في لقمان كانت معلومة عندهم، ولذلك نبههم عليها، ويحتمل أن يكون نزولها وقع في الحال، فتلاها عليهم, ثم نبههم، فتلتئم الروايتان)) . اهـ.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1 / 444) .
والبخاري في "صحيحه" (12 / 303 رقم 6937) في استتابة المرتدين، باب ما جاء في المتأوِّلين.
ومسلم في الموضع السابق من "صحيحه".
وابن جرير في "تفسيره" (11 / 495 رقم 13479) .
وأبو عوانة في "مستخرجه" (1 / 73 - 74) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 87 / ب) .
وابن منده في "الإيمان" (2 / 418 رقم 267) .
وأبو نعيم في الموضع السابق.
والبيهقي في الموضع السابق.
جميعهم من طريق وكيع، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (1 / 424) .
وابن منده في "الإيمان" (2 / 417 و 418 رقم 265 و 267) .
وأبو نعيم في الموضع السابق.
ثلاثتهم من طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه البخاري أيضًا (6 / 465 رقم 3429) في أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة ... } الآية.
ومسلم في الموضع السابق من "صحيحه" برقم (198) .
والترمذي في "جامعه" (8 / 440 رقم 5062) في تفسير سورة الأنعام =(5/35)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من كتاب التفسير.
والنسائي في "التفسير" (2 / 151 رقم 410) .
ومن طريقه وطريق آخر أخرجه ابن منده في "الإيمان" (2 / 418 رقم 267) . جميعهم من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (8 / 513 رقم 4776) في تفسير سورة لقمان من كتاب التفسير، باب: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لظلم عظيم} ، و (12 / 264 رقم 6918) في استتابة المرتدين، باب إثم من أشرك بالله.
وأبو يعلى في "مسنده" (9 / 92 رقم 5159) .
وابن جرير في "تفسيره" (11 / 496 رقم 13483) .
وابن منده في "الإيمان" (2 / 418 رقم 267) .
وأبو نعيم في الموضع السابق.
جميعهم من طريق جرير، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه البخاري أيضًا (6 / 389 رقم 3360) في الأنبياء باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} .
وابن منده في الموضع السابق.
كلاهما من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، به نحوه.
وابن جرير في "تفسيره" (11 / 494 رقم 13476) .
وأبو عوانة في "مستخرجه" (1 / 75) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 87 /ب) .
وابن حبان في "صحيحه" (1 / 487 - 488 رقم 253 / الإحسان) .
وابن عدي في "الكامل" (1 / 380) .
والدارقطني في "الأفراد" كما في "أطرافه" لابن طاهر (ل 214 / أ) . =(5/36)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن منده في "الإيمان" (2 / 418 رقم 267 و 268) .
وأبو نعيم في الموضع السابق.
والبيهقي في الموضع السابق من "سننه".
جميعهم من طريق عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، به نحوه.
قال ابن إدريس: حدثنيه أولاً أبي، عن أبان بن تغلب، عن الأعمش، ثم سمعته منه - يعني من الأعمش -.
وقول بن إدريس هذا لم يذكره ابن أبي حاتم ولا البيهقي في روايتهما للحديث.
قال الدارقطني: ((غريب من حديث أبان بن تغلب أبي سعيد، عن الأعمش، وغريب من حديث إدريس الأوْدي، عنه، لم يروه غير ابنه عبد الله بن إدريس، وتفرد به أبو كريب عنه)) .
وأخرجه مسلم في الموضع السابق برقم (198) .
وأبو عوانة أيضًا (1 / 74) .
وأبو نعيم في الموضع السابق.
ثلاثتهم من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه أبو عوانة في الموضع السابق.
وابن أبي حاتم في الموضع السابق أيضًا.
كلاهما من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به مختصرًا.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (11 / 495 رقم 13478) من طريق يحيى بن عيسى، عن الأعمش، به نحوه.
وأخرجه أبو عوانة (1 / 73 و 74 و 75) من طريق محمد بن فضيل وعبد الواحد بن زياد بن رزيق.
ثلاثتهم عن الأعمش، به نحوه، والله أعلم.(5/37)
[الْآيَةُ (90) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}
888- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَوَّامُ (2) ، [ل135/أ] قَالَ: قَالَ لِي مُجَاهِدٌ: فِيْمَ السَّجْدَةُ الَّتِي فِي (ص) (3) ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ ذَكَرَ الْأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ قَالَ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} ، فَاقْتَدَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَاقْتَدَيْنَا نَحْنُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
889- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ العَوّام بْنِ حَوْشَب، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسِ: إِنَّا نَسْجُدُ فِي
__________
(1) تقدم في الحديث [206] أنه صدوق صاحب سنَّة.
(2) هو ابن حَوْشب.
(3) يعني قوله تعالى: {وظن داود أنما فتنّاه فاستغفر ربه وخرّ راكعًا وأناب} . الآية (24) من سورة (ص) .
888- سنده حسن لذاته إلى مجاهد، وهو مرسل، ومع ذلك فهو معلول من هذا الطريق؛ لأن الثقات رووه عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مجاهد، عن ابن عباس كما سيأتي في الحديث بعده، وهو صحيح، لكني أخشى أن يكون في النسخة سقط، وأن شهاب بن خراش وافق باقي الرواة عن العوام، ولم أجد من أخرج الحديث من طريق شهاب حتى يمكن تأييد هذا الاحتمال أو نفيه، وعلى كل حال فالعبرة بالروايات الصحيحة الآتية، ففيها غنية عن هذه الطريق، والله أعلم.
889- سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 313) وعزاه للمصنِّف والبخاري =(5/38)
(ص) ؟ فَقَرَأَ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} ، فَكَانَ دَاوُدُ فِيمَنْ أُمر نَبِيُّكُمْ أن يقتدي به.
__________
= والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني وابن مردويه.
وطريق يزيد بن هارون هذه علّقها البخاري في "صحيحه" (8 / 294 رقم 4632) في تفسير سورة الأنعام من كتاب التفسير، باب: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقتده} ، وذكره الحافظ ابن حجر في "الفتح" (8 / 295) أن الإسماعيلي وصل هذه الرواية في "مستخرجه".
أقول: وقد أخرجها موصولة أيضًا البيهقي في "سننه" (2 / 319) في الصلاة باب سجدة (ص) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (3 / 249 رقم 4454) في الصلاة، باب السجود في (ص) .
وقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (8 / 544 رقم 4806 و 4807) في تفسير سورة (ص) من كتاب التفسير.
والبيهقي في الموضع السابق من "سننه".
كلاهما من طريق شعبة ومحمد بن عبيد الطَّنَافِسي، عن العوام بن حوشب، به، ولفظ شعبة مختصر، ولفظ الطنافسي بنحو لفظ يزيد هنا.
وأخرجه البخاري أيضًا (6 / 456 رقم 3421) في أحاديث الأنبياء، باب: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب} ، من طريق سهل بن يوسف، عن العوام، به نحو لفظ يزيد.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1 / 360) .
وابن خزيمة في "صحيحه" (1 / 278 بعد الحديث رقم 552) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / 90 / ب) .
ثلاثتهم من طريق أبي سعيد الأشج، عن ابن أبي غنيَّةَ، عن العوام، به بنحو لفظ يزيد. =(5/39)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن خزيمة أيضًا (1 / 277 رقم 552) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء وأبي سعيد الأشج، كلاهما عن أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، عن العوام، به نحوه.
ومن طريق ابن خزيمة أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6 / 471 - 472 رقم 2766 / الإحسان) .
ولأبي سعيد الأشج فيه إسناد آخر سيأتي.
ورواه المصنَِّف سعيد بن منصور في تفسير سورة (ص) كما سيأتي (ل 168 / ب) من طريق هشيم بن بشير، قال: نا حصين والعوّام، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه كان يسجد في (ص) ، وتلا هذه الآية: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقتده} ، قال: كان داود عليه السلام ممن أُمر نَبِيُّكُمْ أَنْ يُقْتَدَى بِهِ.
ومن طريق المصنِّف أخرجه البيهقي في الموضع السابق من "المعرفة" رقم (4455) .
وتابع المصنِّف في روايته ابن أبي شيبة في "مصنَّفه" (2 / 9) ، فرواه عن هشيم، عن حصين والعوام، به مختصرًا.
وأخرجه النسائي في "تفسيره" (1 / 477 رقم 189) من طريق شريك القاضي، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه سجد في (ص) ، ثم قال: أمرني الله أن أقتدي بالأنبياء، ثم قرأ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقتده} .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2 / 9) من طريق مسعر بن كدام، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مجاهد، عن ابن عباس به مختصرًا.
وكذا رواه الطبراني في "الكبير" (11 / 58 رقم 11035) .
ثم رواه الطبراني أيضًا برقم (11036) .
والبيهقي في الموضع السابق من "سننه". =(5/40)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كلاهما من طريق شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، به.
ورواه جابر الجعفي، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دخلت عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - في سفر وهو يقرأ سورة (ص) فسجد فيها.
أخرجه الطبراني أيضًا برقم (11307) .
وجابر الجعفي تقدم في الحديث [101] أنه ضعيف جدًّا، وقد خالف الرواة في متن الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة في الموضع السابق.
والإمام أحمد في "المسند" (1 / 364) .
ومن طريق ابن أبي شيبة وطريق آخر أخرجه الطبراني في "الكبير" (11 / 77 رقم 11096) .
ثلاثتهم من طريق لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنِ مجاهد، عن ابن عباس أنَّ النَّبِيَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - سجد في (ص) .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3 / 336 رقم 5862) .
والبخاري في "صحيحه" (8 / 294 رقم 4632) في تفسير سورة الأنعام من كتاب التفسير.
كلاهما من طريق ابن جريج، قال: أخبرني سليمان الأحول، أن مجاهدًا أخبره، فذكر الحديث بنحوه، إلا أنه بعد ذكره للآية قال: ((هو منهم)) ، ولم يذكر قوله: ((فكان داود ... )) إلخ.
وللحديث طرق أخرى عن ابن عباس غير طريق مجاهد، منها:
طريق عكرمة وعبيد الله بن أبي يزيد وأبي معبد.
أما طريق عكرمة، فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3 / 337 رقم 5865) فقال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: رأيت النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سجد في (ص) ، وليست (ص) في العزائم. =(5/41)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11 / 318 رقم 11864) .
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (1 / 224 رقم 477) .
ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (19 / 129 - 130) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1 / 279 و 360) .
والبخاري في "صحيحه" (2 / 552 رقم 1069) في سجود القرآن، باب سجدة (ص) ، و (6 / 456 رقم 3422) في أحاديث الأنبياء، باب: {واذكر عبدنا داود ... } .
وأبو داود في "سننه" (2 / 123 - 124 رقم 1409) في الصلاة، باب السجود في (ص) .
ومن طريقه ابن عبد البر في الموضع السابق.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3 / 176 رقم 574) في الصلاة، باب ما جاء في السجدة في (ص) .
والنسائي في "التفسير" (1 / 478 رقم 190) .
وابن خزيمة في "صحيحه" (1 / 277 رقم 550) .
والطبراني في "المعجم الكبير" (11 / 318 رقم 11865) .
والبيهقي في "سننه" (2 / 318) في الصلاة، باب سجدة (ص) ، وفي "المعرفة" (3 / 248 رقم 4448) .
جميعهم من طريق أيوب، عن عكرمة، به.
وأما طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3 / 337 رقم 5868) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (2 / 8) .
كلاهما من طريق عبيد الله - وتصحف عند ابن أبي شيبة إلى عبد الله - ابن أبي يزيد مولى آل قارظ، أنه سمع ابن عباس سئل: في (ص) سجدة؟ قال: نعم =(5/42)
[الْآيَةُ (91) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ]
890- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَر (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} -، قَالَ: لَمْ يَدْرُوا كُنْهَ (3) اللَّهِ عز وجل.
__________
= {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقتده} .
وأما طريق أبي معبد، فأخرجه عبد الرزاق أيضًا في الموضع السابق برقم (5867) عن إسرائيل، عن رجل، عن أبي معبد مولى ابن عباس، قال: رأيت ابن عباس سجد في (ص) .
(1) هو نجيح بن عبد الرحمن السِّندي، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
(2) هو القُرظي، ثقة عالم كما في الحديث [4] .
(3) الكُنْهُ: نهاية الشيء وحقيقته وقدره وغايته. انظر "لسان العرب" (13 / 536 - 537) .
فالمعنى كما يقول ابن كثير (2 / 156) : ((وما عظموا الله حق تعظيمه؛ إذ كذبوا رسله إليهم)) . اهـ.
وسبب ذلك: نقص معرفتهم بالله، وإلا فلو عرفوه حق معرفته ما كذبوا رسله.
890- سنده ضعيف لضعف أبي معشر.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 314) بلفظ: ((ما علموا كيف هو حيث كذبوه)) ، وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (11 / 522 - 523 رقم 13538) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 91 / أ) . =(5/43)
[الْآيَةُ (95) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{إِنَّ اللهَ فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى} ]
891- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَين (1) ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى} -، قَالَ: الشَّقُّ الَّذِي يَكُونُ فِي النَّواة والحنطة.
__________
= كلاهما من طريق أبي معشر، به، ولفظ ابن أبي حاتم كما ذكر السيوطي، وأما ابن جرير فلفظه عنده: ((ما علموا كيف الله)) ، وهو ضمن قصة لليهود مع النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد علّق الشيخ محمود شاكر على هذه اللفظة بقوله: (في المطبوعة والمخطوطة: ((ما علموا كيف الله)) هكذا، وهو تعبير غريب جدًّا أكاد أستنكره، وأخشى أن يكون تحريفًا) . اهـ.
أقول: قد تكون اللفظة كما هنا: ((كنه)) بدل: ((كيف)) فتحرفّت وليس في التعبير - عندي - غرابة إلا إذا أفضى إلى محذور؛ كالتشبيه، وإما إن كان المعنى: معرفة الله بأسمائه وصفاته معرفةً تؤدي إلى تعظيمه سبحانه وتصديق رسله، فهو معنى معقول.
(1) هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن الراوي عنه هنا هو خالد بن عبد الله الواسطي، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط كما سبق بيانه.
(2) هو غزوان الغفاري، تقدم في الحديث [190] أنه ثقة.
891- سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 324) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (11 / 552) من طريق معلى بن أسد، عن خالد بن عبد الله، به مثله.(5/44)
[الْآيَةُ (98) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} ]
892- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: الْمُسْتَوْدَعُ مَا فِي الصُّلْب (2) ، والمستقرُّ مَا فِي الرَّحم، مِمَّا هُوَ حَيٌّ وَمِمَّا قَدْ مات.
__________
(1) هو جعفر بن إياس.
(2) الصُّلْبُ: عظمٌ من لدن الكاهل إلى العَجْب، وكل شيء من الظهر فيه فقارٌ فذلك الصُّلب، وهو الذي يخرج منه المني، ولذلك يُسَمَّى الجماع: صُلْبًا. انظر "لسان العرب" (1 / 526) .
892- سنده صحيح، وعنعنة هشيم لا تضرّ هنا؛ لأنه صرَّح بالسماع في روايتي ابن جرير والحاكم الآتيتين.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 331 - 332) وعزاه للمصنِّف وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والحاكم.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (11 / 566 رقم 13631) .
والحاكم في "المستدرك" (2 / 316) .
أما ابن جرير فمن طريق يعقوب بن إبراهيم، أما الحاكم فمن طريق عمرو بن عون، كلاهما عن هشيم قال: أخبرنا أبو بشر ... ، فذكره بمثله، إلا أنهما قدما (المستقر) على (المستودع) .
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) ، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن جرير برقم (13626) من طريق شعبة، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بن جبير قال: ((المستودع)) في الصلب، و ((المستقر)) في الآخرة وعلى وجه =(5/45)
893- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ (1) ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: تَزَوَّجْ يَا سَعِيدُ، قَالَ: قُلْتُ: مَا ذَاكَ فِي نَفْسِي الْيَوْمَ، قَالَ: أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَمَا كَانَ فِي صُلْبِكَ مِنْ مُسْتَوْدَعٍ لَيُخْرَجَنَّ.
__________
= الأرض.
وهكذا رواه كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير من قوله بلفظ: مستودعون ما كان في أصلاب الرجال، فإذا قرُّوا في أرحام النساء أو على ظهر الأرض أو في بطنها، فقد استقرُّوا.
أخرجه ابن جرير برقم (13620 و 13621) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 97 / أوب) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (13622 و 13623 و 13629 و 13637) .
من طريق المغيرة بن النعمان وأبي الجبر تميم بن حذلم، كلاهما عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، بألفاظ أخرى والمعنى واحد أو متقارب.
وروي هذا المعنى وبعضه وقريب منه عن ابن عباس من طريق عكرمة، وأبي ظبيان حصين بن جندب وعلي بن أبي طلحة وقتادة وعطية العوفي وتجدها مخرجة عند ابن جرير برقم (13627 و 13630 و 13634 و 13635 و 13654) ، وعند ابن أبي حاتم (3 / ل 37 / أوب) .
ولأبي بشر جعفر بن إياس في الحديث لفظ آخر وهو الآتي.
(1) هو وضّاح بن عبد الله.
893- سنده صحيح.
وقد عزاه ابن حجر في "فتح الباري" (9 / 114) للمصنِّف.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 332) وعزاه لعبد الرزاق فقط.
وسبق أن أخرجه "المصنِّف" (1 / 123 رقم 495 / تحقيق الأعظمي) . =(5/46)
894- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِذَا كَانَ أَجَلُ رَجُلٍ بِأَرْضٍ أُثْبِت لَهُ بِهَا حَاجَةٌ، فَإِذَا بَلَغَ أَقْصَى أَجَلِهِ، قَضَى أَجَلَهُ، قُبِضَ، فَتَقُولُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا رَبِّ! (هَذَا ما استودعتني) (1) .
__________
= في كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، من طريق أبي عوانة بمثله، إلا أنه لم يذكر قوله: ((يا سعيد)) ، ووقع هناك: ((ما ذلك)) بدل قوله: ((ما ذاك)) ، و: ((إن قلت)) بدل قوله: ((أما لئن قلت)) .
وقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7 / 147 رقم 12581) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (11 / 566 رقم 13632) .
كلاهما من طريق هشيم، عن أبي بشر، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (13633) من طريق شعبة، عن أبي بشر، به.
وأخرجه أيضًا (11/570 رقم 13652) من طريق سفيان بن عيينة، عن رجل حَدَّثَهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، به.
وهذا الرجل المبهم هو أبو بشر فيما يظهر، والله أعلم.
(1) ما بين القوسين ليس في الأصل، فأثبته من بعض مصادر التخريج.
894- سنده صحيح، وقد روي عن إسماعيل مرفوعًا، والصواب وقفه.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 332) وعزاه للمصنِّف وعبد الرزاق وابن المنذر.
وقد أخرجه عبد الرزاق في "التفسير" (1 / 215) عن سفيان بن عيينة، به نحو لفظ سعيد هنا.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" (5 / 239) من طريق يحيى بن سعيد =(5/47)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= القطان، عن إسماعيل به، موقوفًا كما رواه ابن عيينة.
ورواه عمر بن علي المقدَّمي ومحمد بن خالد الوهبي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن قيس، عن ابن مسعود مرفوعًا.
أما رواية عمر بن علي المقدَّمي، فأخرجها:
ابن ماجه في "سننه" (2 / 1424 رقم 4263) في الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له.
وابن أبي عاصم في "السنة" (1 / 173 رقم 392) .
والبزار في "مسنده" (5 / 274 - 275 رقم 1889) .
والحاكم في "المستدرك" (1 / 41) .
ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (7 / 172 رقم 9889 / تحقيق زغلول) .
قال الحاكم: ((قد احتج الشيخان برواة هذا الحديث عن آخرهم، وعمر بن علي المقدمي متفق على إخراجه في الصحيحين)) ، وأقرّه الذهبي.
وأما رواية محمد بن خالد الوهبي، فأخرجها:
الحاكم في "المستدرك" (1 / 41 - 42 و 367) .
وعلقها ابن أبي حاتم في "العلل" (1 / 362 رقم 1073) .
وأشار إليها الدارقطني في "العلل" (5 / 238) .
ورواه هشيم بن بشير عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، واختُلف على هشيم.
فرواه موسى بن محمد بن حيان البصري، عن عبد الرحمن بن مهدي، عنه، عن إسماعيل، به مرفوعًا مثل رواية عمر بن علي ومحمد بن خالد.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10 / 229 رقم 10403) .
والحاكم في "المستدرك" (1 / 42) .
وأشار الدارقطني في "العلل" (5 / 238 - 239) لهذه الرواية. =(5/48)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والحديث من هذا الطريق ضعيف لضعف موسى بن محمد بن حيان، أبي عمران البصري الذي يروي عن يحيى القطان وعبد الصمد بن عبد الوارث والعراقيين، ويروي عنه أبو يعلى ومطيّن وغيرهما، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8 / 161 رقم 714) : ((ترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا، كان قد أخرجه قديمًا في فوائده)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9 / 161) وقال: ((ربما خالف، مات سنة بضع وثلاثين ومائتين)) . وانظر "ميزان الاعتدال" (4 / 221 رقم 8921) ، و"لسان الميزان" (6 / 130 رقم 447) .
ومع ضعف موسى بن محمد فإنه خالف باقي الرواة الذين رووا الحديث عن هشيم، عن إسماعيل موقوفًا.
فقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: ((يرويه إسماعيل بن أبي خالد، فرفعه عنه عمر بن علي المقدمي ومحمد بن خالد الوهبي وهشيم - من رواية موسى بن حيان، عن ابن مهدي عنه -، وغيره يرويه عن هشيم ولا يرفعه. وكذلك رواه ابن عيينة ويحيى القطان وغيرهما موقوفًا، وهو الصواب)) . اهـ. من "العلل" (5 / 238 - 239) .
وهذا الذي رجحه الدارقطني كأن أبا حاتم الرازي مال إليه، فقد سأله ابنه أبو محمد عبد الرحمن عن هذا الحديث، فقال: (الكوفيون لا يرفعونه) ثم قال أبو محمد بن أبي حاتم: (هذا الحديث معروف بعمر بن علي بن مقدم، تفرد به عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وتابعه على روايته محمد بن خالد الوهبي)) . اهـ. من "العلل" لابن أبي حاتم (1 / 362 رقم 1073) .
وصنيع البزار في "مسنده" يقتضي هذا الترجيح أيضًا، فإنه بعد أن روى الحديث - كما سبق - قال (5 / 275) : ((وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرفعه إلا عمر بن علي المقدَّمي)) .
وأما أبو عبد الله الحاكم فإنه أخرج الحديث أولاً من طريق عمر بن علي =(5/49)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المقدَّمي، ثم ذكر أن رواة الحديث ممن احتجّ بهم الشيخان، ونصّ على أن المقدَّمي متفق على إخراجه في "الصحيحين"، ثم قال: ((وقد تابعه محمد بن خالد الوهبي على سنده عن إسماعيل ... )) ، ثم أخرجه من طريق الوهبي، ثم قال: ((وقد أسنده هشيم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ... )) ، ثم أخرجه من طريق هشيم، ثم قال: ((فقد أسند هذا الحديث ثلاثة من الثقات عن إسماعيل، ووقفه عنه سفيان بن عيينة، فنحن على ما شرطنا في إخراج الزيادة من الثقة في الوصل والسند)) . اهـ. من "المستدرك" (1 / 41 - 42) .
ولما ذكر البوصيري هذا الحديث في "مصباح الزجاجة" (3 / 311) قال: ((هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ... )) ثم ذكر كلام الحاكم. وصححه مرفوعًا الشيخ ناصر الدين الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3 / 222 رقم 1222) .
وهذا الذي ذهب إليه الدارقطني وغيره من ترجيح الرواية الموقوفة على المرفوعة - مع أن الرفع جاء من طريق ثلاثة من الثقات - سببه - والله أعلم -: أنهم نظروا في رواية هشيم على انفراد، فترجح لهم أن الرفع لا يصح عن هشيم؛ لأنه لم يرو إلا من طريق موسى بن محمد بن حيان، عن ابن مهدي، عن هشيم، وموسى ضعيف، وباقي الرواة يروونه عن هشيم موقوفًا، فوافقت رواية هشيم رواية الإمامين: سفيان بن عيينة ويحيى القطان.
ثم نظروا في رواية عمر بن علي ومحمد بن خالد الوهبي، فإذا بالقلب لا يطمئن لرواية عمر بن علي المقدَّمي، فمع كونه ثقة، إلا أنه كان يدلِّس شديدًا كما يقول ابن حجر في "التقريب" (ص416 رقم 4952) ، ولذلك عدّه في الطبقة الرابعة من "طبقات المدلسين" (ص130 رقم 123) ، وهم: من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرَّحوا فيه بالسماع، لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل، وليس هذا فقط، بل إنه كان يدلس تدليسًا قبيحًا؛ قال عبد الله بن الإمام أحمد: ((سمعت أبي - وذُكر عمر بن علي - فأثنى عليه خيرًا، =(5/50)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال كان يدلِّس، سمعته يقول: حجاج سمعته - يعني: حدَّثنا آخر -، قال أبي: هكذا كان يدلِّس)) .
وقال محمد بن سعد: ((كان ثقة، وكان يدلس تدليسًا شديدًا، يقول: سمعت وحدثنا، ثم يسكت، ثم يقول: هشام بن عروة والأعمش)) . ولذلك ترك ابن معين الكتابة عنه، قال ابن معين: ((لم أكتب عنه شيئًا، وأصله واسطي نزل البصرة، وكان يدلِّس، وما كان به بأس، حسن الهيئة)) .
وهذا التدليس من المقدَّمي يؤثر بلا شك على رواياته وبالأخص إذا كانت هناك مخالفة بزيادة ونحوها كما في هذا الحديث، ولذلك يقول أبو حاتم الرازي: ((محلّه الصدق، ولولا تدليسه لحكمنا له إذا جاء بزيادة، غير أنا نخاف أن يكون أخذه عن غير ثقة)) . انظر في ما تقدم: "تهذيب الكمال" (21 / 472 - 473) .
فيبقى الخوف من رواية المقدَّمي حتى وإن صرَّح بالسماع.
وأما رواية الوهبي فلا تنهض لمقاومة رواية ثلاثة من الأئمة الثقات: سفيان بن عيينة ويحيى القطان وهشيم - على ما ترجح عنه -.
ومن احتمل رواية المقدمي ورأى أن رواية الوهبي تعضدها فهو مجتهد، والأمر هيِّن في هذا الحديث؛ لأن القائل أن يقول: هذا الحديث وإن كان موقوفًا على ابن مسعود فله حكم الرفع؛ لأنه لا يقال بالرأي، وليس ابن مسعود ممن عرف بالأخذ عن أهل الكتاب، ويؤيد ذلك أن الحديث صحّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - مرفوعًا كما سيأتي في الحديث رقم [896] . وثمة اختلاف آخر على إسماعيل بن أبي خالد.
فالحديث أخرجه الحاكم أيضًا في "المستدرك" (1 / 367 - 368) من طريق زيد بن الحريش، عن عمران بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد، عن الشعبي، عن عروة بن مضرّس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ له إليها حاجة)) .
ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7 / 172 / رقم =(5/51)
895- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا (سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ) (1) إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (2) ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مُسْتَوْدَعُهَا فِي الدنيا ومستقرها في الرحم.
__________
= 9890 / تحقيق زغلول) .
والحديث منكر من هذا الطريق، فعمران بن عيينة أخو سفيان بن عيينة له أوهام مع كونه صدوقًا، فقد ضعفه ابن معين في رواية، وفي أخرى قال: ((ليس بشيء، ضعيف)) ، وفي أخرى قال: ((صالح الحديث)) ، وقال أبو زرعة: ((ضعيف الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((لا يحتج بحديثه؛ لأنه يأتي بالمناكير)) ، وسئل أبو داود عنه وعن أخويه إبراهيم ومحمد، فقال: ((كلهم صالح، وحديثهم قريب من قريب)) ، وقال العقيلي: ((في حديثه وهم وخطأ)) ، وذكره ابن حبان في ((الثقات)) ، وقال البزار: ((ليس به بأس)) ، وقال ابن خلفون: ((قال أبو صالح: صدوق)) . انظر "الثقات" لابن حبان (7 / 240) ، و"تهذيب الكمال" (22 / 346 - 347) ، و"تهذيب التهذيب" (8 / 137) .
والراوي عن عمران هو زيد بن الحريش الأهوازي، وفيه ضعف؛ فقد ذكرها ابن حبان في "الثقات" (8 / 251) ، وقال: ((ربما أخطأ)) ، وقال ابن القطان: ((مجهول الحال)) كما في ((لسان الميزان)) (2 / 503 رقم 2023) .
(1) ما بين القوسين سقط من الأصل فاستدركته من ((معجم الطبراني الكبير)) (9 / 236 رقم 9017) حيث روى الحديث من طريق المصنِّف بمثله سواء.
(2) هو النخعي، وروايته عن ابن مسعود مرسلة، لكنها صحيحة كما بينته في الحديث رقم [3] .
895- سنده صحيح، وإرسال إبراهيم له عن ابن مسعود لا يضر كما تقدم. =(5/52)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد أخرجه الطبراني كما سبق من طريق المصنف.
والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 332) وعزاه للمصنِّف والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني ولفظه:
المستقر: الرحم، والمستودع: المكان الذي تموت فيه.
وكان قد ذكر قبله الأثر عن ابن مسعود بلفظ: مستقرها في الدنيا، ومستودعها في الآخرة.
وعزاه لعبد الرزاق وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وأرى أنه نفس الأثر مع اختلاف في اللفظ.
فقد أخرجه عبد الرزاق بهذا اللفظ الأخير في "تفسيره" (2 / 215) عن سفيان بن عيينة شيخ المصنف، عن إسماعيل، عن إبراهيم، به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11 / 565 رقم 13625) .
وابن أبي حاتم (3 / ل 97) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (13615 و 13616 و 123618) من طريق أبي معاوية وهشيم بن بشير ومحمد بن فضيل وعلي بن هاشم، جميعهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن إبراهيم، به.
ولفظ أبي معاوية: مستقرها في الأرحام، ومستودعها حيث تموت.
ولفظ هشيم: المستودع حيث تموت، والمستقر ما في الرحم.
ولفظ ابن فضيل وعلي بن هشام: مستقرها في الأرحام، ومستودعها في الأرض حيث تموت فيها.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (13617) وابن أبي حاتم في الموضع السابق، كلاهما من طريق مُرّة بن شراحيل عن ابن مسعود بنفس اللفظ الذي ذكره السيوطي، وعزاه للمصنِّف وغيره.(5/53)
896- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ (1) ، عَنِ أَبِي المَلِيْح (2) ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ (3) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جعل له بها حاجة)) .
__________
(1) هو ابن أبي تَميمة كَيْسَان السختياني.
(2) هو أبو المَلِيح بن أسامة بن عُمير بن حنيف بن ناجية الهُذَلي، مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه، فقيل: اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد، وهو ثقة، يروي عن أبيه أسامة، وعن أنس بن مالك وبريدة بن الحصيب وجابر بن عبد الله وأبي عَزّة الهذلي وغيرهم، روى عنه أيوب السختياني وخالد الحذّاء وقتادة وأبناؤه زياد وعبد الرحمن ومبشر ومحمد أبناء أبي مليح، وغيرهم، وقد وثقه ابن سعد وأبو زرعة والعجلي وذكره ابن حبان في الثقات، وكانت وفاته سنة ثمان وتسعين، وقيل: ثمان ومائة، وقيل غير ذلك، وقد روى له الجماعة. انظر "الجرح والتعديل" (6 / 319 رقم 1381) ، و"تهذيب الكمال" (34 / 316 - 318) ، و"تقريب التهذيب" (ص675 رقم 8390) .
(3) هو أبو عَزَّة الهُذَلي كما جاء مصرحًا به في رواية إسماعيل بن عُلَيَّةَ، عن أيوب الآتية وغيرها، واسمه يسار بن عَبْدٍ. انظر: "الإصابة" (7 / 273 - 274) ، و"التقريب" (ص607 رقم 7801) ، وما سيأتي من نقل عن الترمذي والحاكم.
896- سنده صحيح، وإبهام شيخ أيوب لا يضر؛ لأنه صحابي وقد جاء التصريح باسمه في بعض الروايات كما سيأتي.
والحديث مداره على أبي المليح، وله عنه طريقان:
1- طريق أيوب السختياني الذي أخرجه المصنِّف هنا عن حماد بن زيد، عنه.
وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (ص188 رقم 1325) ، ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1 / 255) . =(5/54)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (8 / 420) تعليقًا، وأخرجه موصولاً في "الأدب المفرد" (2 / 670 رقم 1282) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (3 / 25 رقم 2154 / كشف الأستار) .
والطبراني في "المعجم الكبير" (22 / 276 رقم 707) .
والقضاعي في "مسند الشهاب" (2 / 296 رقم 1395) .
جميعهم من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ رَجُلٍ من قومه - وكانت له صحبة - به مثله، إلا أن رواية البزار وقع فيها التصريح باسم الصحابي فقال: ((عن أبي المليح، عن أبي عزة)) ، ولفظه نحوه وزاد: ((فإذا بلغ أقصى أثره قبضه)) .
وأما الطيالسي فقال: ((حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عن أبي مليح الهذلي، عن أبي عزة واسمه مطر بن عكامس ... )) .
كذا قال الطيالسي! وتسمية أبي عزة مطر بن عكامس خطأ نبّه عليه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (7 / 273) ، وقد روى البيهقي - كما سبق - هذا الحديث من طريق الطيالسي ولم يذكر قوله: ((واسمه مطر بن عكامس)) ، وإنما ساق بسنده عن علي بن المديني أنه قال: ((أبو عزة اسمه يسار بن عبد، هذلي له صحبة)) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3 / 429) .
ومن طريقه الحاكم في "المستدرك" (2 / 42) .
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2 / 249 رقم 780) وفي "التاريخ الكبير" (8 / 419 - 420) .
والترمذي في "جامعه" (6 / 359 - 360 رقم 2237 / تحفة) في كتاب القدر، باب ما جاء أن في النفس تموت حيث ما كتب لها.
وابن حبان في "صحيحه" (14 / 19 رقم 6151 / الإحسان) .
جميعهم من طريق إسماعيل بن عليّة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عن =(5/55)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي عزة الهذلي، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، نحوه.
قال الترمذي: ((هذا حديث صحيح، وأبو عزة له صحبة، اسمه يسار بن عبد، وأبو المليح بن أسامة اسمه عامر بن أسامة بن عمير الهذلي)) .
وقال الحاكم: ((هذا حديث صحيح، ورواته عن آخرهم ثقات، وسمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري، يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي عزة يسار بن عبد، له صحبة. وأما أبو المليح فإني سمعت علي بن عمر الحافظ يقول: يلزم البخاري ومسلمًا إخراج حديث أبي المليح عن أبي عزة، فقد احتج البخاري بحديث أبي المليح عن بريدة، وحديث أبي عزة رواة جماعة من الثقات الحفاظ)) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22 / 276 رقم 708) .
والقضاعي في "مسند الشهاب" (2 / 295 - 296 رقم 1393 و 1394) .
كلاهما من طريق وهيب، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عن رجل من قومه، به مثله.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2 / 307 رقم 1069) .
وأبو يعلى في "مسنده" (2 / 228 رقم 927) .
والدولابي في "الكنى" (1 / 44) .
والطبراني في "الكبير" (22 / 276 رقم 706) .
وأبو نعيم في "المعرفة" (2 / ل 247 / ب) .
والقضاعي في "مسند الشهاب" (2 / 295 رقم 1392) .
جميعهم من طريق حماد بن سلمة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عن أبي عزة، به مثله، إلا أن رواية الطبراني جاء في زيادة أبي قلابة بين أيوب وأبي المليح، وهذا خطأ لست أدري ما منشؤه. =(5/56)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه عبد الرزاق في "جامع معمر" الملحق بالمصنف (11 / 457 رقم 20996) عن معمر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عن أسامة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: ((ما جعل الله ميتة عبد بأرض إلا جعل له بها حاجة)) .
كذا قال معمر!! وهذه رواية شاذة لمخالفة معمر لجميع أصحاب أيوب الذين يروونه عنه، عن أبي المليح، عن أبي عزة، وقد يكون الخطأ من عبد الرزاق؛ لأن رواية "المصنَّف" من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِي عن عبد الرزاق متأخرة جدًّا، وكان ذلك بعد ما تغير عبد الرزاق كما تجده مفصلاً في "لسان الميزان" (1 / 349 - 350) ، فلعل الخطأ جاء من هذه الجهة والله أعلم.
وقد وقع خطأ في المطبوع من "المصنف" في اسم أبي المليح، فجاء هكذا: ((أبي بلج)) ، والتصويب من "معجم الطبراني الكبير" (1 / 144 رقم 461) حيث روى الحديث من طريق الدَّبَري، عن عبد الرزاق على الصواب، وفيه أيضًا التصريح بأن أسامة هو ابن زيد رضي الله عنهما، أقول هذا للتنبيه على خطأ محقق (المختارة) للضياء المقدسي، فإن الضياء أخرج الحديث (4 / 115 - 116 رقم 1327) من طريق الطبراني، وجعله في (مسند) أسامة بن زيد تبعًا للطبراني؛ لمجيئه مصرحًا فيه بأنه (ابن زيد) ، فأطال المحقق - اجتهادًا - في إثبات أنه (أسامة بن عمير) ، والحقيقة أن كل ذلك خطأ، وإنما هو عن أبي عزة كما سبق.
قال الضياء عقبه: ((إسناده حسن، وأخاف أن يكون غلطًا، فإن الحديث إنما يعرف من حديث أبي إسحاق، عن مطر بن عكامس، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -)) .
أقول: بل كلاهما مروي عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، وحديث أبي عزة أصح من حديث مطر بن عكامس كما سيتضح من خلال تخريج حديثه.
2- طريق عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" (3 / 455) -. =(5/57)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والطبراني في "المعجم الأوسط" (9 / 189 - 190 رقم 8407) ، هو في "مجمع البحرين" (5 / 382 رقم 3248) .
وابن عدي في "الكامل" (4 / 1634) .
وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" كما في "الإصابة" (7 / 274) .
وأبو نعيم في "الحلية" (8 / 374) ، وفي "المعرفة" (2 / ل 247 / ب) .
جميعهم من طريق عبيد الله بن أبي حميد، قال: حدثنا أبو المليح الهذلي، قال: حدثني يسار أبو عزة، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - قال: ((إذا أراد الله أن يقبض عبدًا بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ بِهَا حَاجَةً، ولا تنتهي حتى يقدمها)) ، ثم قرأ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - آخر سورة لقمان: {إن الله عنده علم الساعة} حتى ختمها، ثم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -: ((هذه مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا الله)) .
هذا لفظ الطبراني، ولفظ الآخرين نحوه وبعضهم اختصره.
وسند الحديث من هذا الطريق ضعيف جدًّا، فإن عبيد الله بن أبي حُميد غالب الهُذَلي، أبا الخطاب البصري، متروك الحديث كما في "التقريب" (ص370 رقم 4285) ، وهو يروي عن أبي المليح، وروى عنه وكيع بن الجراح وعيسى بن يونس ومحمد بن عبد الله الأنصاري وغيرهم، وقد قال عنه الإمام أحمد: ((ترك الناس حديثه)) ، وقد تركه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي، وقال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وفي رواية: ((ذاهب الحديث)) ، وفي أخرى: ((لا أروي عنه شيئًا)) ، وقال النسائي مرة: ((ليس بثقة)) ، وقال مرة أخرى: ((متروك الحديث)) .
انظر "الكامل" لابن عدي (4 / 1633 - 1634) ، و"تهذيب الكمال" (19 / 29 - 31) .
وللحديث شواهد من حديث ابن مسعود موقوفًا عليه بسند صحيح وتقدم برقم [894] ، ومن حديث مطر بن عكامس وجندب بن عبد الله وأبي هريرة. =(5/58)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أما حديث مطر بن عكامس؛ فأخرجه:
الإمام أحمد في "المسند" (5 / 227) .
والبخاري في "التاريخ الكبير" (7 / 400) .
والترمذي في "جامعه" (6 / 359 رقم 2235 و 2236 / تحفة) في القدر، باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها.
والطبراني في "المعجم الكبير" (20 / 343 - 344 رقم 807 و 808) .
والحاكم في "المستدرك" (1 / 42 و 367) .
وأبو نعيم في "الحلية" (4 / 346) .
والقضاعي في "مسند الشهاب" (2 / 296 رقم 1396) .
أما الإمام أحمد فمن طريق سفيان الثوري وحُديج بن معاوية، وأما البخاري والترمذي وأبو نعيم والقضاعي فمن طريق سفيان الثوري، وأما الطبراني فمن طريق سفيان الثوري وإسرائيل بن يونس، وأما الحاكم فمن طريق سفيان الثوري وأبي حمزة السُّكَّري، جميعهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن مطر بن عكامس، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((إذا قضى الله ميتة عبد بأرض جعل له إليها حاجة)) ، واللفظ للإمام أحمد.
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب، ولا نعرف لمطر بن عكامس عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - غير هذا الحديث)) .
وقال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد اتفقا جميعًا على إخراج جماعة من الصحابة ليس لكل واحد منهم إلا راوٍ واحد)) ، ووافقه الذهبي.
أقول: ومطر بن عُكَامِس هذا هو السُّلمي، الكوفي، لم يرو عنه سوى أبي إسحاق السبيعي، وقد اختلف في صحبته؛ قال عبد الله ابن الإمام أحمد: ((سألت أبي عنه: هل له صحبة؟ فقال: لا يعرف)) ، وقال عثمان الدارمي: سألت يحيى =(5/59)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن معين عن مطر بن عكامس: لقي النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قال: لا أعلمه، وما يروى عنه إلا هذا الحديث)) ، وقال إسحاق بن منصور: ((قلت ليحيى بن معين: مطر بن عكامس له صحبة؟ قال: لا، وقال أحمد بن حنبل: لا)) ، وقال ابن أبي حاتم: ((سألت أبي عن مطر بن عكامس: هل له صحبة؟ قال: لا نعرف له صحبة، قلت: رأى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قال: لا يُدرى، لم يرو إلا هذا الحديث ... )) فذكره.
وقال ابن حبان: ((له صحبة)) . انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص199) ، و"الثقات" لابن حبان (3 / 391) ، و"تهذيب الكمال" (28 / 56 - 57) ، و"الإصابة" (6 / 129) .
وأما حديث جندب بن سفيان فأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1 / 367) شاهدًا لحديث قبله حيث قال: ((ولهذا الحديث شواهد وأكثرها صحيحة، فمنها ما حدثنا ... )) ، ثم ساقه من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الحسن، عن جندب بن سفيان، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ فيها أو بها حاجة)) .
ولم أجد في هذا الإسناد ما يمكن أن يُعلّ به الحديث، سوى أن الحسن البصري مدلس كما تقدم في الحديث [5 و 9] ، ولم يصرح بالسماع هنا.
لكن القضاعي أخرج الحديث من طريق عباد بن العوام، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عن سعيد بن أبي الخيرة، عن الحسن، عن أبي هريرة، مرفوعًا به مثله.
انظر "مسند الشهاب" (2 / 294 - 295 رقم 1391) .
وسعيد بن أبي خَيْرة البصري هذا مقبول لم يوثق، سوى أن ابن حبان ذكره في الثقات، وروى عنه داود بن أبي هند وعباد بن راشد وسعيد بن أبي عروبة. انظر "التهذيب" (4 / 23 رقم 34) ، و"التقريب" (ص235 رقم 2297) .
فهذا الاختلاف على داود بن أبي هند بين إسحاق الأزرق وعباد بن العوام يصعب معه الترجيح بين الروايتين وبخاصة أنني لم أجد من أخرج الحديث سوى =(5/60)
897- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا مَنْصُورٌ (1) ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {فَمُسْتَقِرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} (2) .
898- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا عَبِيدة بن حُميد الحَذَّاء (3) ،
__________
= الحاكم والقضاعي، لكن فيما مضى من الطرق ما يغني عن هذه الطريق، فالحديث صحيح، والله أعلم.
(1) هو ابن زاذان.
(2) قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11 / 571 - 572) : ((واختلفت القَرَأَةُ في قراءة قوله: {فمستقر ومستودع} .
فقرأت ذلك عامة قراءة أهل المدينة والكوفة: {فَمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ} بمعنى: فمنهم من استقرّه الله في مقرّه، فهو مستقَرّ، ومنهم من استودعه الله فيما استودعه فيه، فهو مستودع فيه.
وقرأ ذلك بعض أهل المدينة وبعض أهل البصرة: {فَمُسْتَقِرٌّ} - بكسر القاف - بمعنى: فمنهم من استقرّ في مقرّه، فهو مستقِرٌ به.
وأولى القراءتين بالصواب عندي - وإن كان لكليهما عندي وجه صحيح -: {فَمُسْتَقَرٌّ} بمعنى: استقرّه الله في مستقرّه؛ ليأتلف المعنى فيه وفي {المستودع} ، في أن كل واحد منهما لم يسمّ فاعله، وفي إضافة الخبر بذلك إلى الله في أنه المستِقرّ هذا، والمستودع هذا، وذلك أن الجميع مجمعون على قراءة قوله: {ومستودع} - بفتح الدال - على وجه ما لم يسمّ فاعله، فإجراء الأول - أعني قوله: {فمستقر} - عليه، أشبه من عدوله عنه)) . اهـ.
897- سنده صحيح.
(3) هو عَبِيدُة بن حُميد بن صُهيب الحَذَّاء، أبو عبد الرحمن الكوفي، التيمي، أو الليثي، أو الضبيّ، يروي عن الأسود بن قيس وحميد الطويل والأعمش وعمار الدهني وغيرهم، روى عنه سعيد بن منصور هنا وفي مواضع أخرى، والإمام =(5/61)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أحمد وابن أبي شيبة وغيرهم، وروى عنه سفيان الثوري وهو أكبر منه، وقد وثقه ابن معين في رواية ووثقه كذلك ابن نمير وابن عمار والدارقطني وابن سعد وزاد: ((صالح الحديث)) ، وذكره ابن حبان وابن شاهين في ((الثقات)) ، وفي رواية عن ابن معين قال: ((ما به المسكين من بأس، ليس له بَخْتٌ)) ، وحكى أبو داود عن الإمام أحمد أنه قال: ((ليس به بأس)) ، وكذا قال النسائي، وحكى الفضل بن زياد عن الإمام أحمد أنه قال: ((ما أحسن حديثه، هو أحب إلي من زياد بن عبد الله البَكّائي)) وقال الأثرم: ((أحسن أبو عبد الله الثناء على عبيدة بن حميد جدًّا، ورفع أمره، وقال: ما أدري ما للناس وله، ثم ذكر صحة حديثه فقال: كان قليل السقط، وأما التصحيف فليس تجده عنده)) ، وقال ابن المديني: ((أحاديثه صحاح، وما رويت عنه شيئًا)) ، وضعفه، وفي موضع آخر قال: ((ما رأيت أصح حديثًا من عبيدة الحذاء، ولا أصح رجالاً)) ، وقال العجلي: ((لا بأس به)) ، وقال يعقوب بن شيبة: ((شيخ كتب الناس عنه، ولم يكن من الحفاظ المتقنين)) ، وقال الساجي: ((ليس بالقوي في الحديث، هو من أهل الصدق)) . اهـ. من "الجرح والتعديل" (6 / 92 رقم 479) ، و"تهذيب الكمال" (19 / 257 - 262) ، و"ميزان الاعتدال" (3 / 25 رقم 5458) .
ولما ذكر الحافظ ابن حجر عبيدة هذا في "التقريب" (ص379 رقم 4408) قال: ((صدوق نَحْوي، ربما أخطأ)) وذكر أن وفاته سنة تسعين يعني ومائة وقد جاوز ثمانين سنة.
والذي يظهر - والله أعلم- أن عبيدة هذا لا بأس به، فهو حسن الحديث، وهذا هو ظاهر كلام الأئمة الذين أثنوا عليه، ومن تكلم فيه فإنه يعترف له بصحة الحديث والصدق فيه، ويحمل تضعيفه على أنه لم يره من الحفاظ المتقنين كشعبة والثوري، فنقول: هو كذلك، ولكنه ليس بمدفوع عن الصدق والاحتجاج بحديثه، =(5/62)
قَالَ: نا عَمَّارٌ الدُّهْني (1) ، عَنْ حَمَّادٍ الْمَدِينِيِّ (2) ، عَنْ كُرَيْب (3) ، قَالَ:
__________
= وقد يحمل كلام علي بن المديني فيه على تساهله في الأخذ، أو اتهامه به، مع الاعتراف بأنه لم يضبط عليه خطأ في الحديث، ويدل على هذا قول ليحيى بن معين حين قال: ((لم يكن به بأس، كان ينزل في درب المفضّل، ثم انتقل إلى قصر وضّاح، فعابوه أنه يقعد عند أصحاب الكتب)) . انظر الموضع السابق من "تهذيب الكمال".
(1) هو عمار بن معاوية الدُّهني، تقدم في الحديث [133] أنه ثقة.
(2) كذا جاء في الأصل! ولم أجد راويًا بهذا الاسم يروي عن كريب، وعنه عمار الدهني، وقد روى ابن جرير هذا الخبر - كما سيأتي - وأبهمه، فجاء عنده: ((عن رجل)) ، ورواه ابن أبي حاتم - كما سيأتي أيضًا - وقال: ((عن حميد)) ، ولعل هذا هو الصواب، فحُمَيْد هذا هو ابن زياد، وهو مدني، فلعل اسمه تصحف في نسخة "السنن" هذه، وقد التقى بعمار بن معاوية الدهني، لكن الذي ذكر في ترجمته - كما سيأتي -: روايته عن عمار، لا العكس، وعمار أقدم منه، فوفاة عمار كانت سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وأما حميد فمتأخر عن هذا التاريخ - كما سيأتي -، لكن من المعلوم عند أهل الحديث أن الشيخ قد يروي عن تلميذه، وهذا كثير، ولذلك أفرد علماء الحديث هذا النوع بالكلام في مبحث ((رواية الأكابر عن الأصاغر)) ، فإن كان ما ذكر في "تفسير ابن أبي حاتم" صحيحًا - وهو الذي أميل إليه -، فهو: حميد بن زياد بن أبي المخارق، أبو صخر الخرّاط، صاحب العباء، مدني سكن مصر، وهو حميد بن صخر أبو مودود الخرّاط، كان يسميه كذلك حاتم بن إسماعيل في روايته عنه، وقيل: إنهما اثنان. روى حميد هذا عن أبي صالح ذكوان السمان وزيد بن أسلم وسعيد المقبري ونافع مولى ابن عمر وكريب مولى ابن عباس وعمار الدهني وغيرهم، روى عنه إبراهيم بن سعد وحاتم بن إسماعيل وابن لهيعة وابن وهب ويحيى القطان وغيرهم. وهو صدوق إلا أنه يهم، قال أحمد: ((ليس به بأس)) ، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين، فمرة قال: ((ثقة =(5/63)
دَعَانِي ابْنُ عَبَّاسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: اكْتُبْ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِلَى فُلَانٍ حَبْر تَيْماء (1) ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَقُلْتُ: تَبْدَؤُهُ فَتَقُولُ: سَلَامٌ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ هو
__________
= ليس به بأس)) ، وضعفه مرة، وفرق ابن عدي بينه وبين حميد بن صخر، فذكر لحميد بن زياد بعض الأحاديث التي انتقدت عليه، ثم قال: ((له أحاديث صالحة ... ، وهو عندي صالح الحديث، وإنما أنكرت عليه هذين الحديثين (المؤمن مؤالف) ، وفي القدرية، اللذين ذكرتهما، وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيمًا)) ، وذكر صخر بن حميد وذكر بعض الأحاديث التي انتقدت عليه، ثم قال: ((ولحاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر أحاديث غير ما ذكرته، وفي بعض هذه الأحاديث عن المقبري ويزيد الرقاشي ما لا يتابع عليه، وكانت وفاته سنة تسع وثمانين ومائة)) . اهـ. من "الجرح والتعديل" (3 / 222 رقم 975) ، و"الكامل" لابن عدي (2 / 684 - 685 و 691) ، و"تهذيب الكمال" (7 / 336 - 372) ، و"تقريب التهذيب" (ص181 رقم 1546) .
(3) هو كُرَيْب بن أبي مسلم الهاشمي، مولاهم، المدني، أبو رِشْدين، مولى ابن عباس، يروي عن أسامة بن زيد وزيد بن ثابت ومولاه ابن عباس وابن عمر وعائشة وأم سلمة وغيرهم رضي الله عنهم، روى عنه ابنه رشدين وعمرو بن دينار والزهري ومكحول وأبو صخر حميد بن زياد وغيرهم، وهو ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وقال ابن سعد: ((كان ثقة حسن الحديث)) ، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى له الجماعة، وتوفي سنة ثمان وتسعين. انظر "الجرح والتعديل" (7 / 168 رقم 956) ، و"تهذيب الكمال" (24 / 172 - 174) ، و"التقريب" (ص461 رقم 5638) .
(1) تَيْمَاء - بالفتح والمدّ -: بلد من أطراف الشام، بين الشام ووادي القرى على طريق حاج الشام. "معجم البلدان" (2 / 67) .(5/64)
السَّلَامُ، اكْتُبْ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَحَدِّثْنِي عَنْ {مُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} ، وعن: {جنة عرضها السماوات وَالْأَرْضُ} (1) ، قَالَ فَذَهَبْتُ بِالْكِتَابِ إِلَى الْيَهُودِيِّ، فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ (قَالَ) (2) : مَرْحَبًا بِكِتَابِ خَلِيلِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَيْتِهِ، فَفَتَحَ أَسْفَارًا لَهُ كَثِيرَةً، فَجَعَلَ يَطْرَحُ تِلْكَ الْأَسْفَارِ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، قُلْتُ: مَا شَأْنُكَ، قَالَ: هَذِهِ أَسْفَارٌ كَتَبَتْهَا الْيَهُودُ، حَتَّى أَخْرَجَ سِفْرَ مُوسَى، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: الْمُسْتَوْدَعُ: الصُّلْب، وَالْمُسْتَقَرُّ: الرَّحِمُ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ} (3) ، {وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} (4) قَالَ: هُوَ مُسْتَقَرُّهُ فِي الْأَرْضِ، وَمُسْتَقَرُّهُ فِي الرَّحِمِ، وَمُسْتَقَرُّهُ تَحْتَ الْأَرْضِ حَتَّى يَصِيرَ إِلَى الْجَنَّةِ أَوْ إِلَى النَّارِ، ثُمَّ نَظَرَ فقال: {جنة عرضها السماوات والأرض} ، قال: سبع سماوات، وَسَبْعُ أَرَضِينَ يُلَفَّقْنَ (5) كَمَا تُلَفَّقُ الثِّيَابُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: هَذَا عَرْضُهَا، وَلَا يَصِفُ أَحَدٌ طولها.
__________
(1) الآية (133) من سورة آل عمران.
(2) في الأصل: ((فقال)) .
(3) الآية (50) من سورة الحج.
(4) الآية (36) من سورة البقرة، وكان في الأصل: (ولكم في الأرض مستقر ومستودع إلى حين) ؛ فصوبتها.
(5) أي ضُمَّتْ بعضها إلى بعض. انظر "لسان العرب" (10 / 330 - 331) .
898- سنده ضعيف إن كان الراوي عن كريب هو حميد بن زياد؛ =(5/65)
[الْآيَةُ (105) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ]
899- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {دَارَسْتَ} - بِالْأَلْفِ -، قَالَ: قارَأْتَ (2) .
__________
= لضعفه من قبل حفظه، وإن كان غيره فالحكم متوقف على معرفته ومعرفة حاله. والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (2 / 315) وعزاه للمصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11 / 567 رقم 13638) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (ص545 - 546 رقم 1424 / ق1 / آل عمران) .
أما ابن جرير فمن طريق هناد بن السري، عن عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَمَّارٍ الدهني، عن رجل، عن كريب، به نحوه، إلا أنه لم يذكر منه ما يتعلق بآية آل عمران.
وأما ابن أبي حاتم فمن طريق سفيان الثوري، عن عمار الدهني، عن حميد، عن كريب، به مختصرًا بذكر ما يتعلق بآية آل عمران فقط.
(1) هو ابن أبي تميمة السختياني.
(2) قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 26 - 27) : ((واختلفت القرأة في قراءة ذلك)) .
فقرأته عامة قرأة أهل المدينة والكوفة: {وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ} ، يعني: قرأت، أنت، يا محمد، بغير ((ألف)) .
وقرأ ذلك جماعة من المتقدمين، منهم ابن عباس، على اختلاف عنه فيه، وغيرهُ وجماعة من التابعين، وهو قراءة بعض قرأة أهل البصرة: {وَلِيَقولُوا =(5/66)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= دَارَسْتَ} ، بألف، بمعنى: قارأت وتعلمت من أهل الكتاب.
وروي عن قتادة: أنه كان يقرؤه: {دُرِسَتْ} ، بمعنى: قرئت وتليت.
وعن الحسن أنه كان يقرؤه: {دَرَسَتْ} ، بمعنى: انمحت.
قال أبو جعفر: وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب، قراءة من قرأه: {وَلِيقولُوا دَرَسْتَ} ، بتأويل: قرأتَ وتعلمت، لأن المشركين كذلك كانوا يقولون لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد أخبر الله عن قيلهم ذلك بقوله: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [سورة النحل: 103] . فهذا خبرٌ من الله ينبئ عنهم أنهم كانوا يقولون: إنما يتعلم محمد ما يأتيكم به من غيره، فإذا كان ذلك كذلك، فقراءة: {وَلِيَقُولوا دَرَسْتَ} ، يا محمد، بمعنى: تعلمت من أهل الكتاب، أشبهُ بالحق، وأولى بالصواب من قراءة من قرأه: ((دارسْتَ)) ، بمعنى: قارأتهم وخاصمتهم، وغير ذلك من القراءات)) . اهـ.
899- سنده صحيح.
والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 336) ، وعزاه للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والضياء المقدسي في "المختارة".
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 28 رقم 13714) من طريق إسماعيل بن عُلَيَّة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كان يقرؤها: (وليقولوا دارست) ، أحسبه قال: قارأت أهل الكتاب.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8 / 716 رقم 6124) .
وابن جرير في "تفسيره" (12 / 28 رقم 13717 و 13718) .
أما ابن أبي شيبة وابن جرير في الموضع الأول فمن طريق إسماعيل بن عليه، وأما ابن جرير في الموضع الثاني فمن طريق شعبة كلاهما عن أبي المعلى العطار يحيى بن ميمون، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كان ابن عباس يقرأ: (دَارَسْتَ) - بالألف، بجزم السين، ونصب التاء -. =(5/67)
900- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ كَيْسَان (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: {دَارَسْتَ} : خَاصَمْتَ وتلوت.
__________
= هذا لفظ ابن جرير في الموضع الثاني، ونحوه في الموضع الأول مختصرًا.
وأما ابن أبي شيبة فلفظه: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يقرأ: (دَارَسْتَ) ويقول: دارس كطعم الصاب والعلقم.
وقد أخرجه قريبًا من هذا اللفظ ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 100 / ب) من طريق عبد العزيز بن المختار، عن أبي المعلى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: {دارست} قال: قارأت، قال: ثم أنشد هذا البيت: وجدتم دارسي كطعم الصاب والعلقم.
وهذا محتمل أن يكون عبد العزيز بن المختار أخطأ فيه فجعله من قول سعيد بن جبير، ومحتمل أن يكون سعيد بن جبير مرة يسنده إلى ابن عباس، ومرة يقوله من نفسه - فهو مفسِّر -، ورواه عنه على الوجهين أبو المعلى، والله أعلم.
وله طريق أخرى عن ابن عباس، أخرجها ابن جرير (12 / 28 رقم 13713) من طريق مجاهد، عن ابن عباس: {دارست} يقول: قارأت.
وسنده حسن.
وله طريق أخرى أيضًا يرويها ابن جرير (12 / 29 - 30 رقم 13728) من طريق شيخه محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - في قوله: {وليقولوا دارست} - قال: قالوا: دارست أهل الكتاب، وقرأت الكتب وتعلمتها.
وسنده ضعيف جدًّا لأجل الراوي عن ابن عباس وهو: عطية بن سعد العوفي والرواة عنه، فهو مسلسل بالضعفاء كما بينته في الحديث [454] .
(1) مجهول الحال، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (6 / 366 رقم =(5/68)
901- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو (1) ، سَمِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يقول: ((إن صبياننا ها هنا (يقولون) (2) : {دارست} ،
__________
= 2655) وسكت عنه، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6 / 256 رقم 1414) لم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5 / 184) ، ولم يذكروا أنه روى عن غير ابن عباس، ولا عنه غير عمرو بن دينار، ويبدو أنه مقل عن ابن عباس، فكلهم ذكروا أنه روى عنه قوله، وأوضح ابن حبان قول ابن عباس الذي رواه فقال: ((يروي عن ابن عباس: يا أهل مكة لا يغرنكم أن لا تعتمروا)) .
قلت: ويضاف له أيضًا هذا القول الذي هنا.
900- سنده ضعيف لجهالة حال عمرو بن كيسان، ولكن يشهد له الطريق السابق فإنه بنفس المعنى، وسنده صحيح.
والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 337) وعزاه للمصنِّف وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني وابن مردويه.
وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1 / 216) .
ومن طريقه وطريق آخر أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 28 - 29 رقم 13719 و 13720) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 100 / ب) من طريق عبد الرزاق.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11 / 137 رقم 11283) .
أما عبد الرزاق فعن سفيان بن عيينة بلا واسطة، وأما ابن جرير في الرواية الأخرى فمن طريق أبي كريب محمد بن العلاء وسفيان بن وكيع، وأما الطبراني فمن طريق الإمام أحمد، جميعهم عن سفيان بن عيينة، به، بلفظ: {دارست} : تلوت، خاصمت، جادلت.
(1) هو ابن دينار.
(2) في الأصل: ((يقول)) .(5/69)
وإنما هي {درست} ، [ل135/ب] ويقرؤون: {حمئة} (1) ، وإنما هي {حامية} ، ويقرؤون: {وحرم} (2) وإنما هي: {حرام} ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسِ يُخَالِفُهُ فِيهِنَّ كُلِّهِنَّ (3) .
902- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ (4) ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ (6) ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {دَارَسْتَ} قَالَ: قَرَأْتَ وتعلمت.
__________
(1) الآية (86) من سورة الكهف.
(2) الآية (95) من سورة الأنبياء.
(3) سيأتي الكلام عن اختلاف القراء في قراءة آيتي الكهف والأنبياء في موضعهما إن شاء الله تعالى.
901- سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 337) وعزاه للمصنِّف وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ.
وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1 / 216) عن سفيان بن عيينة، به بنحوه.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (12 / 30 رقم 13733) .
(4) هو الرصاصي، تقدم في الحديث [6] أنه صدوق.
(5) هو السبيعي، انظر التفصيل في روايته في الحديث رقم [1] .
(6) هو أَرْبَدَةُ التميمي المفسِّر، تقدم في الحديث [763] أنه صدوق.
902- سنده حسن لذاته، وهو صحيح لغيره بالطريقين المتقدمين برقم [899 و 900] .
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 337) وعزاه للفريابي وعبد بن =(5/70)
903- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {دَارَسْتَ} -، قَالَ: قَرَأْتَ وَتَعَلَّمْتَ.
904- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ (1) ، عن مجاهد، قال: قرأت وقرؤوا عليك.
__________
= حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن أبي الشيخ وابن مردويه.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 28 / رقم 13716) من طريق أبي داود الطيالسي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سمعت التميمي يقول: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ: {وليقولوا دارست} ، قال: قارأت وتعلمت.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره" (ص109 رقم 273) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، به.
ومن طريق سفيان الثوري أخرجه ابن جرير في الموضع السابق برقم (13715) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (3 / ل 100 / ب) .
ورواه عن أبي إسحاق السبيعي أيضًا ابن ابنه إسرائيل وعنبسة بن سعيد الضرير، أخرج الحديث من طريقهما ابن جرير برقم (13708 و 13711 و 13712) .
وله طريق أخرى يرويها سفيان بن عيينة، عن رجل مبهم، عن أبي إسحاق، وهي الآتية.
903- سنده ضعيف لإبهام شيخ سفيان بن عيينة، وهو حسن لغيره من طريق أبي إسحاق عن التميمي، بالطريق السابقة، وصحيح لغيره عن ابن عباس بالطريقين المتقدمين برقم [899 و 900] .
(1) لم أجد من أخرج هذا الأثر من طريق سفيان بن عيينة سوى ابن جرير =(5/71)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كما سيأتي، وفي روايته التصريح باسم هذا المبهم وهو: ابن أبي نجيح، لكن رواية ابن جرير هذه من طريق سفيان بن وكيع وهو ساقط الحديث مع كونه صدوقًا كما تقدم بيانه في الحديث [862] ، مع أنه يغلب على الظن أنه ابن أبي نجيح؛ لأن المصنف كثيرًا ما يروي عن مجاهد بهذا الإسناد، ومع ذلك فجميع طرق هذا الأثر التي وقفت عليها من رواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ كما يتضح من التخريج.
904- سنده ضعيف لإبهام شيخ سفيان بن عيينة، فإن كان عبد الله بن أبي نجيح - وهو الراجح لدي -، فالسند صحيح؛ لأن روايته عن مجاهد صحيحة كما بينته في الحديث [184] ، والأثر صحيح عن مجاهد بكل حال لوروده من طرق عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد.
فقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 337) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وهو في "تفسير مجاهد" (ص220 - 221) من رواية عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن الحسين الهمذاني، عن آدم بن أبي إياس، عن ورقاء بن عمر، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد: {دارست} أي: فاقهت؛ قرأت على يهود وقرأوا عليك.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 29 رقم 13727) من طريق سفيان بن وكيع، قال: حدثنا ابن عيينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد، بمثل سابقه سواء، إلا أنه لم يذكر قوله: ((أي: فاقهت)) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (13724 و 13725) .
وابن أبي حاتم (3 / ل 101 / أ) .
أما ابن جرير فمن طريق عيسى بن ميمون الجرشي وشبل بن عباد، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق ورقاء بن عمر، ثلاثتهم عن ابن أبي نجيح، به.(5/72)
905- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيم (1) ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: {دَارَسْتَ} ، قَالَ: قَرَأْتَ وَتَعَلَّمْتَ.
906- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبَّاد بْنُ عَبَّادٍ المُهَلَّبي (3) ، قَالَ: نَا الزُّبَيْرُ بْنُ الخِرِّيت (4) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {دَارَسْتَ} ، يَقُولُ: دَارَسْتَ أهل الكتاب: قارأتهم.
__________
(1) هو هُشيم بن بشير، تقدم في الحديث [8] أنه ثقة ثبت، لكنه كثير التدليس، ولم يصرح بالسماع هنا.
(2) هو جعفر بن إياس، تقدم في الحديث [121] أنه ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير.
905- سنده فيه عنعنة هشيم وهو مدلس، لكن الأثر صحيح لمجيئه من غير طريقه.
فقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 29 رقم 13721 و 13722 و 13723) من طريق شعبة وأبي عوانة، عن أبي بشر، به، ولفظ شعبة: (وليقولوا دارست) قال: قارأت.
ولفظ أبي عوانة: (دارست) أي: ناسخت.
والطريق الأولى عند ابن جرير يرويها عن شيخه محمد بن بشار بندار، عن محمد بن جعفر غندر، عن شعبة.
وهذا سند صحيح.
(3) تقدم في الحديث [319] أنه ثقة ربما وهم.
(4) تقدم في الحديث [469] أنه ثقة.
906- سنده صحيح.(5/73)
907- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا جُوَيْبِر (1) ، عَنِ الضَّحَّاكِ مثل حديث أبي بشر (2) .
__________
(1) تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا، وسيأتي الكلام عن روايته للتفسير.
(2) وهو الحديث المتقدم برقم [905] ولفظه: {دارست} : قرأت وتعلمت.
907- سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف جويبر، لكن روايته للتفسير تساهل فيها العلماء كما قال يحيى القطان: ((تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث ... )) ، وذكر الضحاك وجويبر بن سعيد ومحمد بن السائب الكلبي وقال: ((هؤلاء لا يحمل حديثهم، ويكتب التفسير عنهم)) .
وقال أحمد بن سيار المروزي: ((جويبر بن سعيد كان من أهل بَلْخ، وهو صاحب الضحاك، وله رواية ومعرفة بأيام الناس، وحاله حسن في التفسير، وهو ليَّن في الرواية)) .
ولمّا سئل عنه الإمام أحمد قال: ((ما كان عن الضحاك فهو أيسر، وما كان يسند عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - فهو منكر)) .
انظر تفصيل ذلك في مقدمة هذا الكتاب (1 / 220 / ق - 203 / ق) .
والأثر أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (12 / 29 رقم 13726) من طريق عمرو بن عون، عن هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ - في قوله: (دارست) - يعني: أهل الكتاب -.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (1 / 27 رقم 13710) فقال: حُدِّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثني عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول - في قوله: (درست) - يقول: تعلمت وقرأت.
وهذا الإسناد مع إبهام شيخ ابن جرير فيه، فهو من رواية الحسين بن الفرج =(5/74)
908- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيم (1) ، عَنْ عبَّاد بْنِ رَاشِدٍ (2) ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {دَرَّسْتَ} مشدَّدة (3) .
__________
= الخياط، وقد قال عنه ابن معين: ((كذاب يسرق الحديث)) ، وقال أبو زرعة: ((ذهب حديثه)) ، وتركه أبو حاتم. انظر "لسان الميزان" (2 / 307 رقم 1264) .
(1) تقدم في الحديث [8] أنه ثقة ثبت، ولكنه كثير التدليس، ولم يصرح بالسماع هنا.
(2) تقدم في الحديث [183] أنه صدوق حسن الحديث.
908- سنده ضعيف لعنعنة هشيم بن بشير، والصحيح عن الحسن البصري - رحمه الله - غير ذلك كما سيأتي.
والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 337) وعزاه لسعيد بن منصور وحده.
وذكر في الموضع نفسه أن عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبا الشيخ أخرجوا عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: (وليقولوا درست) أي: انمحت وذهبت.
وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1 / 216) من طريق شيخه معمر، قال: وقال الحسن: (دَرَسَتْ) يقول: تقادمت، انمحت.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 101 / أ) . ورجاله ثقات، إلا أن رواية معمر عن العراقيين فيها اضطراب كما سبق بيانه في الحديث [4] ، وهو هنا يروي عن الحسن البصري، لكن روايته هذه جاءت على الصواب لمشاركة قتادة له فيها.
فقد أخرج ابن جرير هذا الأثر في "تفسيره" (12 / 30 رقم 13731) فقال: حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: =(5/75)
909- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ (1) ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، قَالَ: هِيَ قراءة عبد الله {درَّسْتَ} .
__________
= كان الحسن يقرأ: (وليقولوا دَرَسَتْ) أي: انمحت.
فقول الحسن هذا صحيح عنه بمجموع هذين الطريقين، فبشر بن معاذ العقدي صدوق كما في "التقريب"، ويزيد بن زريع ثقة ثبت وهو من أثبت الناس في سعيد بن أبي عروبة وممن روى عنه قبل الاختلاط، وسعيد بن أبي عروبة من أوثق الناس في قتادة.
ومعنى قراءة الحسن هذه كما ذكر ابن جرير: ((هذا الذي نتلوه علينا قد مرّ بنا قديمًا، وتطاولت مدته)) .
(1) تقدم في الحديث [6] أنه صدوق.
(2) هو السبيعي من الثقات كما في الحديث [1] ، إلا أنه يدلس وتغير، لكن الراوي عنه هنا شعبة، وروايته عنه صحيحة.
ولم يدرك أبو إسحاق عبد الله بن مسعود، فروايته عنه هنا منقطعة.
909- سنده حسن لذاته إلى أبي إسحاق السبيعي، وهو ضعيف عن ابن مسعود للانقطاع بينه وبين أبي إسحاق، ومع ذلك فنسبة هذا القراءة إلى عبد الله بن مسعود هنا، وإلى الحسن البصري في الحديث السابق غير صحيحة، لضعف الإسناد عنهم أولاً، ولأني لم أجد في كتب القراءات من قرأ بهذه القراءة كما سيأتي ثانيًا، ولأن هذه الرواية اختلفت عن ابن مسعود ثالثًا.
فقد ذكر السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 337) أن عبد بن حميد وابن جرير الطبري أخرجا عن أبي غسحاق الهمداني - وهو السبيعي - أنه قال: في قراءة ابن مسعود: (دَرَسَتْ) بغير ألف، بنصب السين، ووقف التاء.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (12 / 30 رقم 13732) من طريق شيخه المثنى، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا أبو إسحاق =(5/76)
[الْآيَاتُ (119 - 121) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ
لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ... } إِلَى قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} ]
910- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ عطيَّة العَوْفي (2) يَقْرَأُ: {وَقَدْ فَصَلَ (3) لَكُمْ مَا حَرَّمَ
__________
= الهمداني، قال: في قراءة ابن مسعود: (دَرَسَتْ) بغير ألف، بنصب السين ووقف التاء.
وشيخ ابن جرير هو المثنى بن إبراهيم الآملي، تقدم في الحديث [389] أني لم أجد من ترجم له، ولم يترجم له الشيخ أحمد شاكر.
لكن قد يكون عبد بن حميد روى الأثر من غير طريقه وهو الأقرب؛ لأنه في طبقة عبد بن حميد، وهذا ما يجعل الترجيح بين الروايات صعبًا، وإن كان القلب يميل إلى أن الخطأ وقع في رواية سعيد بن منصور، وقد يكون ذلك من شيخه عبد الرحمن بن زياد الرّصَاصي، والله أعلم.
وهذه القراءة: (دَرَسَت) بفتح السين وسكون التاء هي قراءة ابن عامر ويعقوب، ولم أجد من قرأ: (درَّسْتَ) . انظر "علل القراءات" للأزهري (1 / 195) ، و "الحجة للقراء السبعة" (3 / 373 - 375) للفارسي.
(1) هو ابن رَزِين المؤدِّب، تقدم في الحديث [53] أنه صدوق يغرب.
(2) هو عطيَّة بن سعد العوفي، تقدم في الحديث [454] أنه ضعيف الحديث ويدلس، ولكن هذا لا يضر هنا لأن هذا ليس من باب الرواية منه، وإنما قراءة تنسب إليه.
(3) في الأصل: ((فصَّل)) بتشديد الصاد المفتوحة، هكذا شُكلت، والذي حكاه ابن جرير كما سيأتي هكذا بالتخفيف، وكذا القرطبي.(5/77)
عَلَيْكُمْ} (1) .
__________
(1) اختلف القُرَّاء في قراءة: ((فصل)) و: ((حرم)) .
فقرأ أبو بكر عن عاصم، وحمزةُ والكِسَائيُّ: ((وقد فَصَّلَ)) بفتح الفاء والصاد، و: ((ما حُرِّم)) بضم الحاء وكسر الراء المشددة، بترك تسمية الفاعل، بمعنى: وقد فصَّل الله لكم المحرَّم عليكم من مطاعمكم. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: ((وقد فُصِّل)) بضم الفاء وكسر الصاد المشددة، و: ((ما حُرِّم)) بضم الحاء وكسر الراء المشددة، على ما لم يسم فاعله.
وقرأ نافع وحفص عن عاصم، ويعقوبُ: ((فَصَّل)) بفتح الفاء والصاد المشددة، و: ((حَرَّم)) بفتح الحاء والراء المشددة، أي: فصل الله لكم ما حرّمه من مطاعمكم، فبينه لكم.
والمعنى فيها جميعها واحد؛ لأن الله هو المفصِّل المحرِّم. انظر "تفسير ابن جرير الطبري" (12 / 70) ، و"علل القراءات" للأزهري (1 / 199 - 200) ، و"الحجة في للقراء السبعة" للفارسي (3 / 390) ، و"حجة القراءات" (ص268 - 269) ، و"تفسير القرطبي" (7 / 73) .
910- سنده حسن لذاته عن عطية، ولكنها قراءة غير معروفة، فقد قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 70) : ((وروي عن عطية العوفي أنه كان يقرأ ذلك: {وقد فَصَل} بتخفيف الصاد وفتح الفاء، بمعنى: وقد أتاكم حكم الله فيما حَرَّم عليكم.
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن كل هذه القراءات الثلاث التي ذكرناها - سوى القراءة التي ذكرنا عن عطية - قراءات معروفات مستفيضةٌ القراءة بها في قَرَأَة الأمصار، وهن متفقات المعاني غير مختلفات، فبأي ذلك قرأ القارئ فمصيب فيه الصواب)) . اهـ.
وذكر القرطبي في "تفسيره" (7 / 73) قراءة عطية هذه بالتخفيف، وذكر أن معناه: ((أبان وظهر)) .(5/78)
911- حدثنا سعيد، قال: نا عبد العزيز بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ، قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ صَالِحٍ (2) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ (3) ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرَّ بِالْجَزَّارِينَ فَقَالَ: مَنْ يَذْبَحُ لَكُمْ؟ فَقَالُوا: هَذَا، فَقَالَ: أَنْتَ تَذْبَحُ لِهَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ صَلَاةِ كَذَا وَكَذَا؟ فَلَمْ يَدْرِ، فَضَرَبَهُ وَأَخْرَجَهُ مِنَ السُّوقِ وَضَرَبَ الْجَزَّارِينَ، وَقَالَ يَذْبَحُ لَكُمْ مِثْلُ هَذَا وَاللَّهُ يَقُولُ: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} ؟!
912- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أبو عوانة (4) ، عن حماد (5) ،
__________
(1) هو الدَّرَاوَرْدي، تقدم في الحديث [69] أنه صدوق.
(2) هو داود بن صالح بن دينار التمّار، المدني، مولى الأنصار، يروي عن أبيه صالح وسالم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وأبي سلمة بن عبد الرحمن والقاسم بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وغيرهم، روى عنه هشام بن عروة وابن جريج والدراوردي وغيرهم، وهو صدوق كما قال الذهبي وابن حجر، فقد سئل عنه الإمام أحمد فقال: ((ما أعلم به بأسًا)) ، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر "الجرح والتعديل" (3 / 415 - 416 رقم 1900) ، و"تهذيب الكمال" (8 / 402 - 403) ، و"الكاشف" (1 / 289 رقم 1456) ، و"التقريب" (ص199 رقم 1790) .
(3) هو القاسم بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، تقدم في الحديث [39] أنه ثقة، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وأن ولادته كانت قريبًا من سنة ست وثلاثين للهجرة، فروايته عن عمر رضي الله عنه مرسلة.
911- سنده ضعيف للانقطاع بين القاسم وعمر رضي الله عنه.
(4) هو وضّاح بن عبد الله اليشكُري.
(5) هو ابن أبي سليمان، تقدم في الحديث [511] أنه ثقة.(5/79)
عَنْ إِبْرَاهِيمَ (1) - فِي الرَّجُلِ يَذْبَحُ فَيَنْسَى أَنْ يُسَمِّيَ -، قَالَ: كَرِهَهُ وَلَمْ يَقُلْ إِنَّهُ حَرَامٌ.
913- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا أَبُو الْأَحْوَصِ (2) ، عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - فِي الرَّجُلِ يَذْبَحُ فَيَنْسَى أَنْ يُسَمِّيَ -، قال: يأكل.
__________
(1) هو ابن يزيد النخعي.
912- سنده صحيح.
وأخرج محمد بن الحسن في كتاب "الآثار" (ص182 رقم 827) عن أبي حنيفة، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - فِي الذي يرسل كلبه وينسى أن يسمي، فأخذه فقتل - قال: أكره أكله، وإن كان يهوديًا أو نصرانيًا فمثل ذلك. اهـ.
وهذا بمعنى هذا الأثر الذي هنا.
وأما ما سيأتي في الأثر الذي بعد هذا عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي - فِي الرَّجُلِ يَذْبَحُ فَيَنْسَى أَنْ يسمي -، قال: يأكل، وفي لفظ: لا بأس، فسنده صحيح، ويمكن الجمع بينه وبين ما رواه حماد: بأنه جوّز أكله بقوله: ((لا بأس)) ، مع كراهته لذلك؛ لكونه لم يحرِّم ذلك في الأثر الذي رواه حماد عنه هنا.
ويمكن أن يكون أحد الرأيين لإبراهيم النخعي متقدمًا والآخر متأخرًا، والله أعلم.
(2) هو سلاّم بن سُلَيم.
(3) هو ابن المعتمر.
913- سنده صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4 / 479 رقم 8540) من طريق شيخه سفيان الثوري، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - فِي الرَّجُلِ يَذْبَحُ فَيَنْسَى أَنْ يُسَمِّيَ - قال: لا بأس. =(5/80)
914- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ (1) ، عَنْ عَيْنٍ (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِيمَنْ يَذْبَحُ وَيَنْسَى التَّسْمِيَةَ -، قَالَ: الْمُسْلِمُ فِيهِ اسْمُ اللَّهِ وَإِنْ لَمْ يَذْكُرِ التسمية.
__________
= وانظر التعليق على الأثر السابق في التوفيق بين قول إبراهيم النخعي فيما رواه عنه حماد بن أبي سيلمان هناك، وبين ما رواه عنه منصور بن المعتمر هنا.
(1) تقدم في الحديث [113] أنه ثقة فقيه، وكنيته أبو الشعثاء.
(2) يعني عكرمة مولى ابن عباس كما جاء مفسرًا في بعض الروايات الآتية، وأوضحه البيهقي في "السنن" (9 / 239) حيث قال: ((ورواه غيره عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَيْنٍ - وهو عكرمة - عن ابن عباس موقوفًا)) ثم ساقه من رواية سعيد بن منصور هذه.
914- سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 350) وعزاه للبيهقي فقط.
وعزاه الزيلعي في "نصب الراية" (4 / 182) لسعيد بن منصور.
وذكره الحافظ ابن حجر في "الفتح" (9 / 624) وعزاه للمصنف سعيد بن منصور، وقال: ((وسنده صحيح، وهو موقوف)) .
وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (9 / 239) في كتاب الصيد والذبائح، باب من ترك التسمية وهو ممن تحل ذبيحته، من طريق المصنِّف، به مثله، إلا أنه قال: ((ذبح)) بدل قوله: ((يذبح)) .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4 / 481 رقم 8548) .
والدارقطني في "سننه" (4 / 295 - 296 رقم 95 و 96) .
والبيهقي في الموضع السابق (9 / 239 - 240) .
أما عبد الرزاق فعن ابن عيينة مباشرة، وأما الدارقطني فمن طريق شعبة =(5/81)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ومحمد بن بكر بن خالد، وأما البيهقي فمن طريق الحميدي، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أبي الشعثاء - وهو جابر بن زيد - قال: حدثنا عين - يعني عكرمة-، عن ابن عباس ... ، فذكره بنحوه، وبعضهم اختصره، وزاد فيه بعضهم.
وقد أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (13 / 447 رقم 18791) من طريق الدارقطني عن محمد بن بكر.
وقد توبع عليه أبو الشعثاء جابر بن زيد، فأخرجه عبد الرزاق أيضًا (4 / 479 رقم 8538) من طريق معمر، عن أيوب وهو السختياني، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: المسلم اسم من أسماء الله، فإذا نسي أحدكم أن يسمى على الذبيحة، فليُسَمِّ وليأكل.
وسنده صحيح أيضًا.
وقد روي هذا الحديث مرفوعًا، وسقط من إسناده ذكر أبي الشعثاء جابر بن زيد. فأخرجه الدارقطني في "سننه" (4 / 296 رقم 98) .
والبيهقي في الموضع السابق من "سننه" (9 / 239) .
وفي "معرفة السنن والآثار" (13 / 447 رقم 18793) .
ومن طريق الدارقطني أخرجه ابن الجوزي في "التحقيق" (2 / 360 رقم 1937) .
كلاهما من طريق محمد بن يزيد، عن معقل بن عبيد الله، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس أنَّ النَّبِيَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((المسلم يكفيه اسمه، فإن نسي أن يمسي حين يذبح، فليسمّ، وليذكر اسم الله، ثم ليأكل)) .
هذا لفظ الدارقطني، ونحوه لفظ البيهقي.
والحديث من هذا الطريق منكر لضعف محمد بن يزيد بن سنان الجزري، أبي عبد الله بن أبي فَرْوَة الرَّهاوي، فإنه ليس بالقوي كما في "التقريب" (ص513 =(5/82)
915- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ ابن أَبِي زِيَادٍ (1) ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَنْ ذَبَحَ فنسي أن
__________
= رقم 6399) ، ومع ذلك فقد خالف الثقات الذين رووا الحديث موقوفًا على ابن عباس كما سبق، وبزيادة أبي الشعثاء في سنده.
قال البيهقي بعد أن رواه في "المعرفة": ((والمحفوظ رواية سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن أبي الشعثاء، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ موقوفًا عليه كما مضى)) .
وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" - كما في "نصب الراية" (4 / 182) :
((ليس في هذا الإسناد من يُتكلم فيه غير محمد بن يزيد بن سنان، وكان صدوقًا صالحًا، لكنه كان شديد الغفلة)) . اهـ.
وقد أعل ابن الجوزي الحديث بمعقل بن عبيد الله، فقال في الموضع السابق من "التحقيق": ((فيه معقل، وهو مجهول)) ، فتعقبه ابن عبد الهادي في "التنقيح" - كما في "نصب الراية" (4 / 182 - 183) - بقوله: ((بل هو مشهور، وهو ابن عبيد الله الجزري، أخرج له مسلم في "صحيحه"، واختلف قول ابن معين فيه، فمرة وثقه، ومرة ضعفه، وقد ذكره ابن الجوزي في الضعفاء، فقال: معقل بن عبيد الله الجزري، يروي عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ يحيى: ضعيف، لم يزد على هذا. ومحمد بن يزيد بن سنان الجزري هو ابن أبي فروة الرهاوي، قال أبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات، والصحيح أن هذا الحديث موقوف على ابن عباس، هكذا رواه سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس)) . اهـ. كلام ابن عبد الهادي.
وللحديث طريق آخر عن ابن عباس موقوفًا عليه، وهو الآتي.
(1) هو الهاشمي، مولاهم الكوفي، تقدم في الحديث [18] أنه ضعيف. =(5/83)
يُسَمِّيَ، فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ وَلْيَأْكُلْ، وَلَا يَدَعُهُ لِلشَّيْطَانِ، إِذَا ذَبَحَ عَلَى الْفِطْرَةِ.
916- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْع (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُمَيْر (3) ، أَنَّ وَالاَنَ (4) مَرَّ عَلَى
__________
= 915- سنده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو صحيح لغيره بالطريق السابق.
وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 349) وعزاه للمصنِّف وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر.
وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (9 / 240) في كتاب الصيد والذبائح، باب من ترك التسمية وهو ممن تحل ذبيحته، من طريق المصنف، بمثله سواء.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4 / 479 - 480 رقم 8541) من طريق سفيان الثوري، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، به نحوه، ولم يذكر قوله: ((ولا يدعه للشيطان ... )) إلخ.
(1) هو الطحان الواسطي.
(2) هو إسماعيل بن سُمَيْع الحَنَفي، أبو محمد الكوفي، بَيَّاع السَّابري، صدوق، تكلم فيه لبدعة الخوارج. "التقريب" (ص108 رقم 452) .
(3) هو مالك بن عمير الحنفي، الكوفي، مخضرم مجهول الحال، أورده يعقوب بن سفيان في الصحابة بسبب حديث أرسله، وقال ابن القطان: ((حاله مجهولة، وهو مخضرم)) . انظر "تهذيب التهذيب" (10 / 20 رقم 29) ، و"التقريب" (ص517 رقم 6445) .
(4) والآن هذا يروي عن ابن مسعود، ولم يرو عنه سوى مالك بن عمير، فهو مجهول، وقد اختلف، وقد اختلف في نسبته، فخالد بن عبد الله الطحان هنا وأبو معاوية الضرير كما ذكر البخاري في "تاريخه الكبير" (8 / 185 رقم 2642) قالا: =(5/84)
بَغْلَةٍ لَهُ، قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَى الدَّارِ، قَالَ: وَشَاةٌ مَذْبُوحَةٌ، فَقَالَ لِنِسْوَةٍ حَوْلَهَا: مَنْ ذَبَحَهَا؟ فَقُلْنَ: ذَبَحَهَا فُلَانٌ غُلَامُكَ (1) ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يُصَلِّي غُلَامِي، فَقُلْنَ: وَلَكِنْ عَلَّمْنَاهُ فَسَمَّى، فَرَجَعْتُ كَمَا أَنَا، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَأَنْبَأْتُهُ بِتَعْلِيمِ النِّسْوَةِ إِيَّاهُ التَّسْمِيَةَ، فَقَالَ: كُلْ.
__________
= ((والان)) ولم ينسباه، وأما أحمد بن يونس، فرواه عن أبي بكر بن عياش، عن إسماعيل بن سميع، وسماه: ((والان الحنفي)) ، واعتمد البخاري هذه النسبة فأورده في الموضع السابق من "تاريخه" بها، وأشار إلى أن عبد الواحد بن زياد قال: ((شيخ من بني عجل)) ، ولم يسمِّه.
وأخرج الحديث عبد الرزاق في "مصنفه" - كما سيأتي - من طريق قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن سميع، لكنه قال: ((عن والان أبي عروة المرادي)) ، وقد أورده ابن أبي حاتم بهذه النسبة في "الجرح والتعديل" (9 / 43 - 44 رقم 185) ، ونقل عن أبيه أنه قال: ((مجهول)) ، وأورد قبله والآن الحنفي برقم (183) ، وسكت عنه، ففرَّق بينهما، وأما ابن حبان فصنع كصنيع البخاري، فأورد في "الثقات" (5 / 497) والان الحنفي فقط.
(1) وتدل رواية البخاري في "التاريخ" - كما سيأتي - على أنه صبي.
916- سنده ضعيف لجهالة والان وجهالة مالك بن عمير.
وقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4 / 484 رقم 8564) .
والبخاري في "التاريخ الكبير" (8 / 185 رقم 2642) .
أما عبد الرزاق فمن طريق قيس بن الربيع، وأما البخاري فمن طريق أبي بكر بن عياش، كلاهما عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ مالك بن عمير، عن والان، لكن في رواية عبد الرزاق: عن والان أبي عروة المرادي قال: رجعت إلى أهلي، فوجدت شاة لنا مذبوحة، فقلت لأهلي: ما شأنها؟ فقالوا: خشينا أن تموت، قال: وفي الدار غلام لنا سبي لم يصلّ، فذبحها، فأتيت ابن مسعود فسألته، فقال: =(5/85)
[الْآيَةُ (122) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ
فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} ]
917- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا أَبُو مَعْشَر (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعب (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} - يقول: أو من كَانَ كَافِرًا فَهَدَيْنَاهُ.
[الْآيَةُ (125) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ
يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} ]
918- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ (3) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَريمةَ (4) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَر - قال: وكان ولد جعفر بن أبي
__________
= كلوه.
وأما البخاري فاختصر الحديث على طريقته في "التاريخ"، فقال: ((والان الحنفي، سمع ابن مسعود في ذبيحة الصبي، قال: لا بأس به، قال لنا أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ مالك بن عمير)) .
(1) هو نَجِيح بن عبد الرحمن السِّنْدي، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
(2) هو القُرظي.
917- سنده ضعيف لضعف أبي معشر.
(3) هو ابن عيينة.
(4) هو خالد بن أبي كريمة الأصبهانين أبو عبد الرحمن الإسكاف، نزيل =(5/86)
طَالِبٍ (1) -، قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذِهِ الْآيَةَ: {فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ
__________
= الكوفة، ثقة؛ وثقه الإمام أحمد وابن معين وابن المديني وأبو داود، وقال يعقوب بن سفيان: ((حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان - وهو الثوري -، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، لا بأس به)) ، وقال العجلي: ((لا بأس به)) ، وقال النسائي: ((ليس به بأس)) ، وذكره ابن شاهين في "الثقات"، وكذا ابن حبان، إلا أنه قال: ((يخطئ)) ، وقال أبو حاتم الرازي: ((ليس بالقوي)) . اهـ. من "المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان (3 / 105) ، و"تاريخ بغداد" (8 / 292 - 293) ، و"تهذيب الكمال" (8 / 156 - 157) .
فهذا الراوي ثقة من ذكرتهم من الأئمة، وتكلم فيه أبو حاتم، وقريب منه كلام ابن حبان، وهما معروفان بتشددهما - رحمهما الله - في الجرح، فلا يؤثر قولهما في هذا الراوي في مقابل توثيق أولئك الأئمة، وليس هناك أحد يسلم من الخطأ، فما أخطأ فيه هذا الراوي يعرف ويُتَّقى، وما عدا ذلك فالأصل فيه الصحة.
وأما ما نقله المزي في الموضع السابق من "تهذيب الكمال" عن ابن معين في رواية عباس الدوري عنه، من أنه ضعف خالدًا هذا، فهو خطأ في النقل نبّه عليه محقق "تهذيب الكمال"، فارجع إليه إن شئت.
وقد تأثر الذهبي وابن حجر بهذا الخطأ، فقال الذهبي: ((صدوق لينه ابن معين)) ، وقال ابن حجر: ((صدوق يخطئ)) ، والعبرة بما تقدم.
(1) هو عبد الله بن مِسْوَر بن عبد الله بن عون بن جعفر بن أبي طالب، أبو جعفر الهاشمي المدائني، من أتباع التابعين وليس له رواية عن أحد من الصحابة، ومع ذلك فهو كذاب يضع الحديث، فقد قال الإمام أحمد وأبو إسحاق الجوزجاني: ((أحاديثه موضوعة)) ، وقال الإمام أحمد أيضًا: ((كان يضع الحديث ويكذب، وقد تركت أنا حديثه، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدثنا عنه)) ، ورماه بالوضع رقبة بن مَصْقَلة ومغيرة وجرير بن عبد الحميد وعلي بن المديني والبخاري وأبو نعيم الأصبهاني. قال ابن المديني: ((كان يضع الحديث عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -، =(5/87)
يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} ، (فَقَالُوا) (1) : فَهَلْ لِذَلِكَ عِلْمٌ يُعْرَفُ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ إِذَا دَخَلَ النُّورُ الْقَلْبَ انْفَسَحَ وَانْشَرَحَ، فَقَالُوا: فَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ يُعْرَفُ به؟ قال: (نعم) (1) ؛ الإبانة إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالتَّجَافِي عَنْ دار [ل136/أ] الْغُرُورِ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ الموت.
__________
= ولا يضع إلا ما فيه أدب أو زهد، فيقال له في ذلك فيقول: إن فيه أجرًا)) ، وقال النسائي: ((كذاب)) ، وقال ابن عبد البر: ((هو عندهم متروك الحديث لا يكتب حديثه، اتهموه بوضع الحديث)) ، وقال إسحاق بن راهويه: ((كان معروفًا عند أهل العلم بوضع الحديث، وروايته إنما هي عن التابعين ولم يلق أحدًا من الصحابة)) . اهـ. من "الجرح والتعديل" (5 / 169 - 170) ، و"لسان الميزان" (3 / 360 - 361) .
(1) ما بين القوسين ليس في الأصل، فأثبته من "الأسماء والصفات" للبيهقي (1 / 258) حيث روى الحديث من طريق المصنف.
918- هو حديث موضوع؛ لإعضاله، ولما رمي به عبد الله بن المسور من وضع الحديث.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 355) وعزاه للمصنف وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في "الأسماء والصفات".
وذكره قبل ذلك (3 / 354) وعزاه لابن المبارك في "الزهد"، ولعبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في "الأسماء والصفات".
وإنما فرقه في الموضعين؛ لأنه ذكره في الموضع الأول عن أبي جعفر المدائني رجل من بني هاشم، وفي الثاني عن عبد الله بن المسور، فلم يتنبه - والله أعلم - إلى أنهما واحد.
وقد أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1 / 258) من طريق =(5/88)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المصنف بمثله.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 101 رقم 13856) .
وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (1 / 452 - 453 رقم 87) .
ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "ذكر أخبار أصبهان" (1 / 305) ، و (2 / 38) .
أما ابن جرير فمن طريق سعيد بن الربيع، وأما أبو الشيخ فمن طريق عامر بن أسيد، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به نحوه، إلا أن أبا الشيخ زاد في روايته: ((وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية)) .
وفي روايته أيضًا زيادة في سند الحديث، فإنه جعل الحديث من رواية عبد الله بن المسور، عن أبيه.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (ص106 رقم 315) .
ووكيع بن الجراح في "الزهد" (1 / 238 - 239 رقم 15) .
وعبد الرزاق في "تفسيره" (1 / 217 - 218) .
وابن أبي شيبة في "المصنف" (3 / 221 - 222 رقم 16161 و 16162) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 98 رقم 13852) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 108 / ب) .
والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1 / 257 - 258) .
أما ابن المبارك ووكيع فمن طريق عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ المسعودي، وأما عبد الرزاق والبيهقي فمن طريق سفيان الثوري، وأما ابن أبي شيبة في الموضع الأول فمن طريق الأعمش، وأما في الموضع الثاني وابن أبي حاتم في الرواية الثانية فمن طريق عمرو بن قيس، وأما ابن جرير فمن طريق سليمان التيمي، وأما =(5/89)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن أبي حاتم في الرواية الأولى فمن طريق الحسن بن الفرات القزاز، جميعهم رووه عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عبد الله بن المسور أبي جعفر المدائني، به نحوه، ولم يختلفوا على عمرو بن مرة، إلا أن رواية ابن أبي شيبة للحديث من طريق عمرو بن قيس، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ فيها: ((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ)) بدلاً من: ((عبد الله بن مسور)) ، وهذا خطأ من الطابع أو الناسخ بلا شك بسبب تقارب الرسم، بدليل أن ابن أبي حاتم رواه من طريق أبي خالد الأحمر - شيخ ابن أبي شيبة في هذه الرواية - عن عمرو بن قيس وجاءت روايته على الصواب.
وقد اختُلف على عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ المسعودي، كما أن مالك بن مغول وزيد بن أبي أنيسة روياه عن عمرو بن مرة، وفي روايتيهما وبعض الروايات عن المسعودي اختلاف ذكره الدارقطني في "العلل" (5 / 188 - 190) ، ثم قال: ((والصواب: عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أبي جعفر عبد الله بن المسور مرسلاً عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، كذلك قاله الثوري، وعبد الله بن المسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب هذا متروك)) .
قلت: ومعظم الاختلاف الذي جاء في طريق هذا الحديث كله - في نظري - بسبب تصحف اسم: ((عبد الله بن مسور)) إلى ((عبد الله بن مسعود)) ، حتى إن من ينظر في هذا الموضع من مخطوط سنن سعيد بن منصور لأول وهلة قد يقع في هذا التصحيف بسبب تشابه الرسم بين الاسمين، وبخاصة أن ((سين مسور)) كتبت مسنّنة، فجاءت سنتها الأخيرة كأنها ((عين مسعود)) .
وقد عدّ بعضهم هذا الاختلاف وغيره طرقًا لهذا الحديث، كالحافظ ابن كثير حيث قال في "تفسيره" (2 / 175) : ((فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة يشد بعضها بعضًا، والله أعلم)) .
وأما الحافظ ابن رجب فأورد هذا الحديث مثالاً على أن المحدثين يستدلون باتفاق حديث الرجلين في اللفظ على أن أحدهما أخذه عن صاحبه، فقال =(5/90)
[الْآيَةُ (128) : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ
وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا
أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا} ]
919- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبيدة (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} - قَالَ الصَّحَابَةُ: - {وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا} - قال: الموت.
__________
= في "شرح العلل" (2 / 772 - 774) : ((وقد روى عمرو بن مرة، عن ابن المسور المدائني حديثًا آخر أصله مرسل، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -: لما نزل قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} ، قال النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح ... ، الحديث.
فهذا هو أصل الحديث، ثم وصله قوم وجعلوا له إسنادًا موصولاً مع اختلافهم فيه..)) ، ثم ذكر كلام الدارقطني في "العلل".
(1) هو الرَّبَذي، تقدم في الحديث [31] أنه ضعيف.
(2) هو القُرظي.
919- سنده ضعيف لضعف موسى بن عُبيدة.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 357) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 111 / أ) من طريق محمد بن الصباح البزار، عن إسماعيل بن زكريا، به مثله، إلا أنه فرّقه في موضعين، وقال: ((الصحابة في الدنيا)) . =(5/91)
[الْآيَةُ (133) : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{وَرَبُّكَ الغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ
مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} ]
920- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} (3) .
[الْآيَةَ (138) : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ} ]
921- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
__________
(1) تقدم في الحديث [67] أنه صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد.
(2) هو عبد الله بن ذكوان.
(3) لم تضبط القراءة في الأصل، ولم أجد فيما اطلعت عليه من كتب القراءات أن لأحد من القرّاء قراءة سوى القراءة المشهورة، ولست أدري هل المؤلف أورد هذه القراءة في قوله: ((أنشأكم)) أو: ((ذرية)) ؟ وإن كنت أرجح أنه لأجل: ((ذرية)) ، فقد قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 127) : ((وقد روي عن بعض المتقدمين أنه كان يقرأ: (من ذُرِّيئَةِ قوم آخرين) على مثال: ((فُعِّيلة)) ، وعن آخر أنه كان يقرأ: (ومن ذِرِّيَّةِ) على مثال: ((عِلِّيَّة)) . قال أبو جعفر: والقراءة التي عليها القَرَأَة في الأمصار: (ذُرِّيَّة) بضم الذال، وتشديد الياء، على مثال: ((عُبِّيَّة)) . اهـ.
920- سنده فيه عبد الرحمن بن أبي الزاناد، وتقدم أنه صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد، ولم أجد ما يدل على أن المصنِّف روى عنه قبل أو بعد تغيُّره.(5/92)
يَزِيدَ (1) ، سَمِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقْرَأُ: {أنعام (2) وحرث حِرْجٌ (3) } (4) .
__________
(1) هو المكي، مولى آل قارظ، تقدم في الحديث [32] أنه ثقة كبير الحديث.
(2) في الأصل: ((وأنعام)) ، وقد أورده السيوطي في "الدر" (3 / 364) من رواية المصنف بلا واو.
(3) قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 140 - 141) : ((و: ((الحِجْرُ)) في كلام العرب: الحرام، يقال: ((حَجَرْتُ على فلان كذا)) أي: حرَّمت عليه، ومنه قول الله: {ويقولون حجرًا محجورًا} [سورة الفرقان: 22] ... ، يقال: ((حِجْر)) ، و: ((حُجْر)) - بكسر الحاء وضمّها - وبضمها كان يقرأ - فيما ذُكر -: الحسن وقتادة ... ، وأما القَرَأَة من الحجاز والعراق والشام فعلى كسرها، وهي القراءة التي لا أستجيز خلافها، لإجماع الحجة من القرأة عليها، وأنها اللغة الجُودَى من لغات العرب.
وروي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يقرؤها: (وحرث حِرْجٌ) - بالراء قبل الجيم ... ، وهي لغة ثالثة، معناها ومعنى: ((الحجر)) واحد، وهذا كما قالوا: ((جذب)) و: ((جبذ)) و: ((ناء)) و: ((نأى)) . ففي: ((الحجر)) إذًا لغات ثلاث: ((حِجْر)) - بكسر الحاء، والجيم قبل الراء -، و: ((حُجْر)) - بضم الحاء، والجيم قبل الراء -، و: ((حِرْجٌ)) - بكسر الحاء، والراء قبل الجيم -)) . اهـ.
(4) هذا الحديث جاء في الأصل متأخرًا بعد الحديث الآتي برقم [922] ، وحقه التقديم عليه كما هو ظاهر من ترتيب الآيات.
921- سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 364) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر.(5/93)
[الْآيَةُ (141) : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ ... } إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
{كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} ]
922- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عن أَبِي نَجِيحٍ (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} - قَالَ: عِنْدَ الزَّرْعِ يُعْطِي القَبْصَ (2) ، وَعِنْدَ الْحَصَادِ يُعْطِي القَبْضَ (2) ، وَيَتْرُكُهُمْ يتبعون (3) آثار الصرام (4) .
__________
(1) هو عبد الله بن أبي نجيح، تقدمت ترجمته والكلام على روايته عن مجاهد في الحديث رقم [184] .
(2) القَبْصُ - بالصاد المهملة -: الأخذ بأطراف الأصابع، والقَبْضُ - بالضاد المنقوطة -: الأخذ بجميع الكف. انظر "النهاية في غريب الحديث" (4 / 5 - 6) .
(3) قوله: ((يتبعون)) لم ينقط في الأصل، فيحتمل أن تكون الكلمة: ((يبتغون)) .
(4) هذا الحديث في الأصل متقدم على الحديث السابق، وحقه التأخير عنه؛ لترتيب الآيات.
922- سنده صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1 / 219) من طريق شيخه سفيان بن عيينة، به مثله سواء.
وأشار المحقق إلى أن في إحدى النسخ: ((ويتركون يبتغون)) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 168 رقم 14019) ، إلا أنه سقط من سنده ذكر مجاهد. =(5/94)
923- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ بن عبد الحميد، عَنْ مَنْصُورٍ (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} - قَالَ: إِذَا حَصَدْتَ فَحَضَرَكَ الْمَسَاكِينُ، فَاطْرَحْ لَهُمْ مِنَ السُّنْبل، وَإِذَا طَيَّبْتَهُ وَكَدَسْتَهُ (2) وَحَضَرَكَ الْمَسَاكِينُ، فَاطْرَحْ لَهُمْ مِنْهُ وَإِذَا دُسْتَهُ (3) وذَرَيْتَهُ وَحَضَرَكَ الْمَسَاكِينُ، فَاطْرَحْ لَهُمْ مِنْهُ، وَإِذَا ذَرَيْتَهُ وَجَمَعْتَهُ وَعَرَفْتَ كَيْلَهُ، فَاعْزِلْ زَكَاتَهُ، وَإِذَا بَلَغَ النَّخْلُ، فَحَضَرَكَ الْمَسَاكِينُ فَاطْرَحْ لَهُمْ مِنَ الثَّفارِيق (4) والبُسْرُ، وإذا
__________
= وأخرجه عبد الرزاق أيضًا في "المصنف" (4 / 144 - 145 رقم 7264) من طريق سفيان بن عيينة، به نحو سابقه، وزاد: قلت: ما القبض؟ قال: قبضة من سنبل - في الأصل: سبيل، وأشار المحقق إلى التصويب -، قلنا: ما القبص؟ قال: إذا زرعت تعطيهم من الصبيب بأطراف أصابعك - وأشار بها -.
وأخرجه البيهقي في "سننه" (4 / 132) في الزكاة، باب ما ورد في قوله تعالى: {وآتوا حقه يوم حصاده} ، من طريق آخر عن سفيان بن عيينة، به بنحو سياق المصنِّف هنا، إلا أنه ذكر أنه أشار بأطراف أصابعه عند ذكر القبص، كأنه يتناول بها، وعند ذكر القبض أشار بكفه كأنه يقبض بها.
وانظر الحديث الآتي.
(1) هو ابن المعتمر.
(2) أي جمعته. انظر "لسان العرب" (6 / 192) .
(3) الدَّوْسُ: هو وَطْءُ السنابل بالأقدام والدَّوَابّ ودقُّها حتى تتفتت ويخرج الحب منها. انظر "لسان العرب" (6 / 90) .
(4) قال ابن منظور في "لسان العرب" (10 / 34) : ((قال الكسائي: الثَّفَارِيقُ: أقماع البُسْر، والثُّفروق: علاقة ما بين النواة والقمع، وروي عن مجاهد أنه قال - في قوله تعالى: {وآتوا حقه يوم حصاده} -، قال: يلقي لهم من الثَّفاريق =(5/95)
جَذَذْتَهُ فَحَضَرَكَ الْمَسَاكِينُ فَاطْرَحْ لَهُمْ مِنْهُ، وَإِذَا جَمَعْتَهُ وَعَرَفْتَ كَيْلَهُ، فَاعْزِلْ زَكَاتَهُ.
924- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ، عَنْ جَعْفَرٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نهى
__________
= والتمر. ابن شبل: العنقود إذا أُكل ما عليه فهو ثُفروق وعُمْشُوش، وأراد مجاهد بالثفاريق: العناقيد يُخرط ما عليها، فتبقى عليها التمرة والتمرتان والثلاث، يخطئها المخلب فتلقى للمساكين)) . اهـ.
923- سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 368) وعزاه للمصنِّف وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3 / 185 - 186) .
وابن جرير في "تفسيره" (12 / 163 رقم 13992) .
كلاهما من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ منصور، به نحوه.
وقد رواه ابن جرير (12 / 163 - 165 برقم 13994 - 14000) من طرق أخرى عن منصور وعن مجاهد، مع اختلاف في الألفاظ واختصار.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 115 / أ) من طريق سفيان الثوري عن منصور، وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ {وآتوا حقه يوم حصاده} قال: عند الدياس، وعند الحصاد، وعند الصرام يقبض لهم، فإذا كاله عزل زكاته.
(1) هو الدَّرَاوَرْدي، تقدم في الحديث [69] أنه صدوق.
(2) هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله المدني، المعروف بـ: الصادق، ثقة؛ وثقه الشافعي وابن معين وأبو حاتم وغيرهم. انظر "تهذيب الكمال" (5 / 74 - 97) .(5/96)
عن حصاد الليل وجدَادِه (1) .
__________
(1) الجَدَادُ - بفتح الجيم وكسرها، والدال غير المنقوطة -: صِرَام النخل، وهو قطع ثمرتها، وإنما نُهي عن ذلك ليلاً لأجل المساكين حتى يحضروا في النهار فيُتصدق عليهم منه لقوله تبارك وتعالى: {وآتوا حقه يوم حصاده} ، فإذا فعل ذلك ليلاً فإنما هو فارٌّ من الصدقة، فنهي عنه لهذا، وقيل: بل نهي عنه لمكان الهوام أن لا تصيب الناس إذا حصدوا أو جَدُّوا ليلاً، والقول الأول أرجح. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد الهروي (3 / 7) ، و"النهاية" لابن الأثير (1 / 244) .
924- سنده ضعيف لإرساله.
وذكره صاحب "كنز العمال" (15 / 540 رقم 42089) من رواية جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ موصولاً، وعزاه للدورقي وأبي بكر الشافعي في "الغيلانيات" وابن منده في "غرائب شعبة".
والحديث مداره على جعفر الصادق، واختُلف عليه.
فرواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي ومعمر ومروان بن معاوية الفزاري ويحيى بن سعيد القطان وسفيان بن عيينة، جميعهم عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي بن الحسين مرسلاً.
أما رواية عبد العزيز بن محمد فهي التي أخرجها المصنِّف هنا.
وأما رواية معمر فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (4 / 147 رقم 7270) .
وأما روايتا مروان الفزاري ويحيى القطان فأخرجهما أبو عبيد في "غريب الحديث" (3 / 7) .
وأما رواية سفيان بن عيينة فأخرجها البيهقي في "سننه" (9 / 289 - 290) في كتاب الضحايا، باب التضحية في الليل من أيام منى.
ورواه شعبة عن جعفر، واختُلف على شعبة. =(5/97)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فرواه عمرو بن حكام، عنه، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عن جده علي.
أشار لهذه الرواية الدارقطني في "العلل" (3 / 104 رقم 306) .
ولكن لا عبرة بهذه المخالفة، فعمرو بن حكام هذا ضعيف، قال البخاري: ((ليس بالقوي عندهم؛ ضعفه علي)) ، وقال أبو زرعة وأبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوي)) ، وذكره الساجي والعقيلي وابن شاهين في الضعفاء. انظر "لسان الميزان" (4 / 360 - 361) .
ورواه الربيع بن يحيى، عن شعبة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عن جده ... ، فذكره.
أخرجه البيهقي في "سننه" (4 / 133) في الزكاة، باب ما جاء في النهي عن الحصاد والجداد بالليل.
وتابع الربيع على روايته عن شعبة هكذا: أبو حفص الأبّار واسمه عمر بن عبد الرحمن، إلا أنه قرن مع شعبة محمد بن إسحاق.
أخرج هذه الرواية الدارقطني في الموضع السابق من "العلل" (3 / 104 - 105) .
ويمكن الجمع بين روايتي شعبة وابن إسحاق وبين رواية الباقين الذين رووا الحديث عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي بن الحسين - كما تقدم -: بأن المقصود بـ: ((جده)) : على بن الحسين، فتتفق الروايات، ولا يشكل عليه ما أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (12 / 372) من طريق داود بن رشيد، حدثنا أبو حفص الأبّار، عن محمد بن إسحاق وشعبة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عن جده - يعني الحسين - ... ، فذكره.
لأن قوله: ((يعني الحسين)) تفسير من أحد الرواة أخطأ فيه، فيحتمل أن يكون داود بن رشيد الراوي عن أبي حفص الأبّار، أو مَنْ دونه؛ لأن الدارقطني =(5/98)
925- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ؛ قَالَ: نا جَرِيرٌ (1) ، عَنْ لَيْثٍ (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} - قال: سوى الزكاة.
__________
= أخرجه - كما سبق - من طريق ابن منيع البغوي الإمام، عن أبي حفص، ولم يذكر هذا التفسير.
وقد رواه وهيب بن خالد عن جعفر مثل رواية محمد بن إسحاق وشعبة، أشار لذلك البيهقي في "سننه" (4 / 133) .
وقد رواه أيضًا سليمان بن بلال التيمي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عن جده عن علي.
أشار الدارقطني لهذه المخالفة في الموضع السابق من "العلل" بقوله: ((فروي عن سليمان ... )) .
ثم ذكر باقي الاختلاف الذي تقدم ذكره، ثم قال: ((ورواه أبو حفص الأبّار، عن شعبة، وابن إسحاق، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، ولم يذكر عليًّا.
وكذلك رواه أصحاب جعفر، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده علي بن الحسين مرسلاً، وهو الصواب)) . اهـ.
(1) هو ابن عبد الحميد.
(2) هو ابن أبي سُلَيْم، تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًّا فلم يتميز حديثه فتُرك.
925- سنده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وهو صحيح لغيره كما سيأتي.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 163 رقم 13993) من طريق سفيان بن وكيع، عن جرير بن عبد الحميد، به، إلا أنه قال: سوى الفريضة. =(5/99)
926- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ؛ قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَان (1) ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: إِنَّ فِي المال (لحقًّا) (2) سوى الزكاة.
__________
= وله طريق آخر.
فأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره" (ص109 رقم 275) عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد قال: يخرج شيئًا من السنبلة سوى زكاته، ثم يخرج زكاته بعد.
وإسناده صحيح.
وله طرق أخرى تقدم ذكرها في الأثر المتقدم برقم [923] من طريق منصور، عن مجاهد وسنده صحيح.
(1) هو ابن بشر.
(2) في الأصل: ((لحق)) .
926- سنده صحيح. وقد روي مرفوعًا ولا يصح.
وبهذا السياق ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 369) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (3 / 342 رقم 2525) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، سمعته يُسأل: هل على الرجل حق في ماله سوى الزكاة؟ قال: نعم، وتلا هذه الآية: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة} .
وذكر السيوطي في "الدر المنثور" (1 / 416) هذا الأثر بنحو سياق الطبري، وعزاه لعبد بن حميد فقط.
وقد رواه أبو حمزة ميمون الأعور، عن عامر الشعبي، عن فاطمة بنت قيس قالت: سألت - أو: سئل - النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الزكاة فقال: ((إِنَّ فِي الْمَالِ لَحَقًّا سِوَى الزكاة)) ، ثم تلا هذه الآية: {ليس البر أن تولوا وجوهكم ... } الآية. =(5/100)
927- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ (1) ، عن مغيرة (2) ، عن
__________
= أخرجه الدارمي في "سننه" (1 / 324 رقم 1644) .
والترمذي في "جامعه" (3 / 39 - 40 رقم 659 - 660) في كتاب الزكاة، باب ما جاء أن في المال حقًّا سوى الزكاة.
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (3 / 342 و 343 رقم 2527 و 2530) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2 / 27) .
وابن عدي في "الكامل" (4 / 1328) .
والدارقطني في "سننه" (2 / 125 رقم 11 و 12) .
والبيهقي في "سننه" (4 / 84) في الزكاة، باب الدليل على أن من أدى فرض الله ...
جميعهم من طريق شريك بن عبد الله القاضي، عن أبي حمزة، به، واللفظ للترمذي.
قال الترمذي بعد أن رواه: ((هذا حديث ليس إسناده بذاك، وأبو حمزة ميمون الأعور يُضَعَّف. وروى بيان وإسماعيل بن سالم عن الشعبي هذا الحديث قوله، وهذا أصح)) . اهـ.
وقال البيهقي عقبه: ((فهذا حديث يعرف بأبي حمزة ميمون الأعور، كوفي، وقد جرحه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين فمن بعدهما من حفاظ الحديث)) . اهـ.
(1) هو ابن عبد الحميد.
(2) هو مغيرة بن مِقْسم الضَّبِّي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، ولكنه يدلِّس، لا سيما إذا روى عن إبراهيم النخعي، وهو يروي هنا عنه بواسطة، فلعل احتمال التدليس غير وارد هنا، ويتأكد هذا إذا علمنا أنه توبع كما سيأتي.(5/101)
شِبَاك (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} - قَالَ: نَسَخَتْهَا الزَّكَاةُ الْعُشْرُ وَنِصْفُ العشر.
__________
(1) هو شِبَاك - بكسر أوله، ثم موحدة خفيفة، ثم كاف - الضَّبِّي، الكوفي، الأعمى، ثقة كما في "التقريب" (ص263 رقم 2734) ، وقد وُصِف بالتدليس، لكن ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الأولى من "طبقات المدلسين" (ص38 رقم 13) ، وهم من لم يوصف بالتدليس إلا نادرًا.
(2) هو ابن يزيد النخعي.
927- سنده صحيح إن شاء الله.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 168 - 169 رقم 14024) من طريق جرير بن عبد الحميد، به بلفظ: كانوا يفعلون ذلك، حتى سُنّ العشر ونصف العشر، فلما سُنّ العشر ونصف العشر تُرك.
ثم أخرجه ابن جرير أيضًا برقم (14030 و 14031) من طريق هشيم وسفيان بن عيينة، كلاهما عن مغيرة، به بلفظ: ((نسختها العشر ونصف العشر)) ، وفي لفظ هشيم زيادة.
ورواه سفيان الثوري، عن مغيرة، لكن الراوية عنه أحيانًا بإسقاط شباك من الإسناد، وأحيانًا بإثباته.
وروايته جاءت في "تفسيره" (ص109 رقم 274) بمثل اللفظ السابق.
ومن طريقه رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3 / 185) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره" برقم (14025 و 14026 و 14027) .
وتصحف اسم: ((شباك)) في "المصنف" إلى: ((سماك)) .
وأخرجه البيهقي في "سننه" (4 / 132 - 133) في الزكاة، باب ما ورد في قوله تعالى: {وآتوا حقه يوم حصاده} ، من طريق إسرائيل، عن مغيرة، عن إبراهيم بإسقاط شباك من الإسناد.
وقد تابع حماد بن أبي سليمان شِباكًا، فرواه عن إبراهيم أنه قال في هذه =(5/102)
928- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ (1) ، عَنِ الْحَجَّاجِ (2) ، عَنِ الْحَكَمِ (3) ، عَنْ مِقْسم (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} - قال: العُشْر ونصف العشر.
__________
= الآية: {وآتوا حقه يوم حصاده} : إنها منسوخة.
أخرجه أبو يوسف القاضي في "كتاب الآثار" (ص91 رقم 444) .
ومحمد بن الحسن الشيباني في "كتاب الآثار" أيضًا (ص63 رقم 313) .
كلاهما من طريق أبي حنيفة، عن حماد، به.
(1) هو محمد بن خازم الضرير.
(2) هو ابن أرطأة، تقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس.
(3) هو ابن عتيبة، تقدم في الحديثين [28 و 365] أنه ثقة ثبت فقيه، إلا أنه لم يسمع من مِقْسم سوى خمسة أحاديث، وليس هذا منها، وهو موصوف بالتدليس.
(4) هو مولى ابن عباس.
928- سنده ضعيف جدًّا؛ لما تقدم من الكلام في رواية الحكم عن مقسم، ولما تقدم عن حجاج بن أرطأة، واضطرابه في هذا الحديث كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 367) وعزاه للمصنِّف وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والبيهقي في "سننه".
وقد أخرجه يحيى بن آدم في "كتاب الخراج" (ص125 رقم 398) .
ومن طريقه أخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال" (2 / 794 رقم 1375) .
والبيهقي في "سننه" (4 / 132) في الزكاة، باب ما ورد في قوله تعالى: =(5/103)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= {وآتوا حقه يوم حصاده} .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3 / 186) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 161 و 168 رقم 13978 و 14020) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 115 / أ) .
جميعهم من طريق أبي معاوية، به مثله.
تنبيه: جاء في "كتاب الخراج" ليحيى بن آدم هكذا: ((حدثنا معاوية)) ، وصوابه: ((أبو معاوية)) كما في رواية ابن زنجويه والبيهقي للحديث من طريقه.
وسقط ((الحكم)) من إسناد ابن زنجويه، والصواب إثباته في رواية أبي معاوية. وأخرجه أبو يوسف القاضي في "كتاب الخراج" (ص122 - 123 رقم 136) عن الحجاج بن أرطأة، به مثله.
وأخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (ص171) من طريق محمد بن سعيد، عن الحجاج، به مثله.
فهؤلاء الثلاثة - أبو معاوية، وأبو سيف، ومحمد بن سعيد - رووه عن الحجاج بن أرطأة على هذا الوجه.
وخالفهم حفص بن غياث ويزيد بن هارون وعبد الواحد بن زياد.
أما حفص بن غياث، فرواه عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ ابن عباس، به هكذا بإسقاط مقسم من الإسناد.
أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (ص124 - 125 رقم 397) .
وابن أبي شيبة في "المصنف" (3 / 185) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 368 رقم 14021) .
وأما يزيد بن هارون، فرواه عن الحجاج، مثل رواية حفص؛ بإسقاط مقسم من الإسناد. =(5/104)
929- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (1) ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (2) ، عَنْ عَطَاءٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} - قَالَ: شَيْءٌ يَسِيرُ سِوَى الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ (3) ، يقول: هي الزكاة المفروضة.
__________
= أخرجه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (ص33 رقم 43) .
وأما عبد الواحد بن زياد، فرواه عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مجاهد عن ابن عباس، به هكذا بذكر مجاهد بدل مقسم.
أخرجه ابن جرير الطبري أيضًا (12 / 158 رقم 13964) .
وابن الجوزي في "الناسخ والمنسوخ" (ص332) .
وقد رواه هانئ بن سعيد، عن حجاج، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عن ابن عباس.
أخرجه ابن جرير أيضًا (13965) .
فلست أدري هل هذا اختلاف آخر على حجاج، أو رواية أخرى؟
وسبب هذا الاختلاف والاضطراب هو حجاج نفسه؛ لما وصف به من كثرة الخطأ والتدليس.
(1) تقدم في الحديث [9] أنه صدوق في روايته عن أهل بلده مخلِّط في غيرهم، وهذا الحديث من روايته عن ابن جريج وهو مكي.
(2) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، تقدم في الحديث [9] أنه ثقة فقيه فاضل، إلا أنه مدلس، ولم يصرح بالسماع هنا، لكنه صرح به في روايات أخرى كما سيأتي.
(3) الذي يظهرأن القائل: ((وكان سعيد بن المسيب)) هو ابن جريج، ولم أجد من نص على أنه سمع من سعيد، وهو مدلس كما سبق، ولم يصرح بالسماع منه فيتوقف عن قبول روايته عنه، بل هناك ما يدل على أنه أخذه عن سعيد بواسطة، عن واسطة أخرى كما سيأتي. =(5/105)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 929- سنده ضعيف عن عطاء وعن سعيد بن المسيب لما سبق، وهو عن عطاء صحيح لغيره.
فقد أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (4 / 143 - 144 رقم 7263) عن شيخه ابن جريج قال: قلت لعطاء: ما {وآتوا حقه يوم حصاده} ؟ ... ، فذكره بمعناه مطولاً في محاورة جرت بينهما.
وسنده صحيح.
وبنحو ذلك أخرجه يحيى بن آدم في "كتاب الخراج" (ص129 رقم 417) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 62 رقم 13988) من طريق محمد بن بكر، كلاهما عن ابن جريج.
وتابع ابن جريج عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عن عطاء.
أخرجه من طريقه يحيى بن آدم في "الخراج" (ص129 - 130رقم 416 و 418 و 420) .
وحميد بن زنجويه في "الأموال" (2 / 795 رقم 1377) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 162 - 163 رقم 13986 و 13989 و 13990) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 115 / أ) .
والبيهقي في "سننه" (4 / 132) في الزكاة، باب ما ورد في قوله تعالى: {وآتوا حقه يوم حصاده} .
وابن الجوزي في "الناسخ والمنسوخ" (ص333 و 334) .
وأما قول سعيد بن المسيب، فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4 / 145 رقم 7267) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 159 رقم 13969) .
كلاهما من طريق ابن جريج، قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله، عن عمرو =(5/106)
930- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَنْ أدَّى زَكَاةَ مَالِهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَتَصَدَّقَ.
931- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو شِهَابٍ (3) ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللِّهِ الثَّقَفِيِّ (4) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (5) ، عَنْ محمد بن علي (6) ، أنه
__________
= ابن سليمان وغيره، عن ابن المسيب أنه قال: {وآتوا حقه يوم حصاده} قال: الصدقة المفروضة.
وفي ((سنده)) شيخ ابن جريج أبو بكر بن عبد الله ولم أهتد إليه، وشيخه ((عمرو بن سليمان)) كما عند ابن جرير، أو: ((عمرو بن سليم)) كما عند عبد الرزاق، ولم أهتد إليه أيضًا، إلا أن يكون عمرو بن سليم بن خلدة الزُّرَقي، الأنصاري، المدني، فإنه هو الذي يروي عن سعيد بن المسيب كما في "تهذيب الكمال" (22 / 55 - 56) ، فإن كان هو، فهو ثقة، والله أعلم.
(1) هو سلاّم بن سليم.
(2) هو السبيعي عمرو بن عبد الله، تقدم في الحديث [1] أنه ثقة إلا إنه مدلس وتغير بآخره.
930- سنده رجاله ثقات، وفيه أبو إسحاق السبيعي وتقدم بيان حاله.
وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (4 / 133) في الزكاة، باب ما ورد في قوله تعالى: {وآتوا حقه يوم حصاده} من طريق المصنِّف، به مثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3 / 116 و 191) من طريق شيخه أبي الأحوص سلام بن سليم، به مثله.
(3) هو عبد ربه بن نافع، أبو شهاب الحنّاط.
(4) تقدم في الحديث [94] قول سعيد بن منصور ((نا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الثقفي ... )) ، وذكرت هناك أني لم أجد من يكنى =(5/107)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بهذه الكنية وينسب بهذه النسبة، لكن البيهقي بعد أن روى هذا الحديث في "السنن" - كما سيأتي - قال: ((محمد بن علي هذا هو ابن الحنفية، وأبو جعفر هو محمد بن علي بن الحسين، وكذلك رواه موسى بن إسماعيل عن أبي شهاب، ورواه علي بن مسلم عن أبي شهاب عن أبيض بن أبان، عن محمد بن علي - يعني - أبا جعفر -. اهـ.
وفي ترجمة أبيض بن أبان في "الجرح والتعديل" (2 / 312 رقم 1169) ، قال ابن أبي حاتم: ((وروى أَبُو شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن، عن محمد بن علي، فلا ندري أبو عبد الرحمن هو أبيض أم لا؟ سمعت أبي يقول ذلك.
سألت أبي عن أبيض بن أبان فقال: ليس عندنا بالقوي، يكتب حديثه، وهو شيخ)) . اهـ.
وفي "التاريخ الكبير" للبخاري (2 / 60 رقم 1685) قال: ((وقال أبو شهاب عبد ربه: حدثنا أبيض بن أبان، عن محمد بن علي، عن ابن الحنفية، سمع عليًّا يقول: فرض الله عز وجل على الأغنياء ما يكفي الفقراء، قال لنا موسى: حدثنا أبو شهاب، أخبرني أبو عَبْدِ اللِّهِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي جعفر، سمع ابن الحنفية، سمع عليًّا، مثله)) . اهـ.
فتبين مما سبق أن أبا شهاب يروي هذا الأثر مرة عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ، ومرة عن أبيض بن أبان، فيحتمل أن يكون أبيض بن أبان يكنى: أبا عبد الله، وأنه ثقفي، ويحتمل أن يكونا اثنين، ويحتمل أن يكون ذلك اضطرابًا من أبي شهاب، أو اختلافًا عليه، ولم يجزم البخاري ولا أبو حاتم ولا البيهقي بشيء؛ فدلّ هذا على أنه إما مجهول، أو ضعيف كما يظهر من جرح أبي حاتم له.
وأما ما وقع في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم في تكنيته: ((أبا عبد الرحمن)) بدل: ((أبي عبد الله)) ، فإما أن يكون خطأ وقع في النسخ، أو اختلاف آخر يؤكد جهالة الرجل، والله أعلم. =(5/108)
سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ فِي أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ مَا يَكْفِي فُقَرَاءَهُمْ، فَإِنْ جَاعُوا، أَوْ عُرُّوا، أَوْ جُهِدُوا فَبِمَنْعِ الْأَغْنِيَاءِ، وَحَقَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُحَاسِبَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُعَذِّبَهُمْ عَلَيْهِ.
[الْآيَةُ (142) : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ} ]
932- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ؛ قَالَ: نَا هشيم، أنا مغيرة (1) ، عن
__________
= (5 و 6) تقدم في كلام البيهقي ما يدل على أن أبا جعفر هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بالباقر، وهو ثقة فاضل كما تقدم في الحديث [262] .
وأما محمد بن علي شيخ أبي جعفر، فدل كلام البخاري والبيهقي على أنه محمد بن علي بن أبي طالب، المعروف بابن الحنفية، وهو ثقة عالم كما في "التقريب" (ص497 رقم 6157) .
931- سنده ضعيف لما تقدم عن حال أبي عبد الله الثقفي.
وذكره صاحب "كنز العمال" (6 / 528 رقم 16840) بمثل ما هنا سواء، وعزاه للمصنِّف سعيد بن منصور وللبيهقي. وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (7 / 23 - 24) في الصدقات، باب لا وقت فيما يعطي الفقراء والمساكين إلى ما يخرجون به من الققر والمسكنة، من طريق المصنِّف، به.
(1) هو ابن مقسم الضبِّي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلس، لا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه ولم يصرح فيها بالسماع.(5/109)
إِبْرَاهِيمَ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {حَمُولَةً وَفَرْشًا} - قَالَ: الحَمُولَةُ: مَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا مِنَ الإِبل، والفَرْشُ: الصِّغَارُ.
[الْآيَةُ (145) : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{ [قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا
أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ ... } الْآيَةُ]
933- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ؛ قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَوْلَا هَذِهِ الآية: {أو دَمًا} ، لَاتَّبَعَ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْعُرُوقِ مَا تتبع منه اليهود.
__________
932- سنده ضعيف لما تقدم من الكلام في رواية مغيرة عن إبراهيم النخعي.
933- سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 373) وعزاه للمصنِّف وعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1 / 220) من طريق شيخه سفيان بن عيينة، به مثله، إلا أن قال: ((ما اتبع اليهود)) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 193 رقم 14083) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 119 / أ) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (14082 و 14084) من طريقين آخرين عن سفيان، به.
ثم أخرجه برقم (14089) من طريق مجاهد، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عكرمة، به نحوه.(5/110)
[الْآيَةُ (151) : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{وَلَا تَقْرَبُوا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} ]
934- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ؛ قَالَ: نا أَبُو مَعْشَرٍ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (3) - قَالَ: {مَا ظَهَرَ} : كَانُوا يَمْشُونَ حَوْلَ الْبَيْتِ عُرَاةً، {وَمَا بَطَنَ} الزنا.
__________
(1) هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
(2) هناك اثنان ممن يقال له محمد بن قيس ويروي عنه أبو معشر نجيح السندي.
الأول: هو محمد بن قيس المدني قاص عمر بن عبد العزيز، وهو ثقة.
والثاني: محمد بن قيس مولى آل أبي سفيان بن حرب، ولعله الذي قال عنه ابن معين: ((ليس بشيء، لا يروى عنه)) . انظر "ميزان الاعتدال" (4 / 16 رقم 8091) . وقد حصل خلط بين الاثنين، ولذلك ترجم ابن حجر في "التقريب" (ص503 رقم 6245) لقاص عمر بن عبد العزيز وقال عنه: ((ثقة)) ، ثم ترجم برقم (6246) لمحمد بن قيس ولم ينسبه، وقال: ((شيخ لأبي معشر، من الرابعة، ضعيف، ووهم من خلطه بالذي قبله)) ، وانظر "الجرح والتعديل" (8 / 63 و 64 رقم 282 و 286) .
(3) الآية (33) من سورة الأعراف، وإنما أتى المصنف بهذا الأثر هنا لمناسبته للآية (151) من سورة الأنعام.
934- سنده ضعيف لضعف أبي معشر.(5/111)
[الْآيَةُ (153) : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} ]
935- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ؛ قَالَ: نا حَمَّادُ [ل136/ب] بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ (1) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (2) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (3) ، قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا، فَقَالَ: ((هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ)) ، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فَقَالَ: ((وَهَذِهِ سُبُل، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ)) ، ثُمَّ تَلَا {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} .
__________
(1) هو ابن بَهْدَلة، تقدم في الحديث [17] أنه صدوق حسن الحديث.
(2) هو شقيق بن سلمة.
(3) أي: ابن مسعود.
935- سنده حسن لذاته لما تقدم عن حال عاصم، وهو صحيح لغيره بالطرق الآتية.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 385) وعزاه لأحمد وعبد بن حميد والنسائي والبزار وابن المنذر وابن ابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والحاكم.
وقد أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (ص33 رقم 244) .
والإمام أحمد في "المسند" (1 / 435) .
والدارمي في "سننه" (1 / 60 رقم 208) .
وابن أبي عاصم في "السنة" (1 / 13 رقم 17) .
والبزار في "مسنده" (5 / 131 رقم 1718) .
ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (ص5) . =(5/112)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والنسائي في "تفسيره" (1 / 485 رقم 194) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 230 رقم 14168) .
والهيثم بن كليب في "مسنده" (2 / 48 - 51 رقم 535 و 536 و 537) .
وابن حبان في "صحيحه" (1 / 180 - 181 رقم 6 و 7 / الإحسان) .
والأجري في "الشريعة" (ص10) .
والحاكم في "المستدرك" (2 / 318) .
وأبو نعيم في "الحلية" (6 / 263) .
جميعهم من طريق حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ، به.
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) .
وتابع حماد بن زيد على روايته كل من: عمرو بن أبي قيس، وأبي بكر بن عياش، فروياه عن عاصم.
أما رواية عمرو بن أبي قيس فأخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 125 / أ) ، عنه، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن ابن مسعود بنحوه.
وأما رواية أبي بكر بن عياش، فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1 / 465) من طريق شيخه أسود بن عامر، ثنا أبو بكر، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله ... ، فذكره بنحوه، هكذا موافقًا لروايتي حماد بن زيد وعمرو بن أبي قيس، عن عاصم.
وأخرجه الحاكم (2 / 318) من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن أبي بكر ابن عياش، عن عاصم، مقرونًا برواية حماد بن زيد، بما يوحي باتحاد سياقهما عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن ابن مسعود.
وخالف في ذلك أبو هاشم الرفاعي، وأحمد بن عبد الله بن يونس، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، فرووه عن أبي بكر بن عياش، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرّ بْنِ حبيش، عن ابن مسعود. =(5/113)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أما رواية أبي هاشم فأخرجها محمد بن نصر المروزي في "السنة" (ص5) ، والآجري في "الشريعة" (ص10) .
وأما رواية أحمد بن عبد الله بن يونس فأخرجها النسائي في "تفسيره" (1 / 487 رقم 195) ، والحاكم في "المستدرك" (2 / 239) ، وصححه.
وأما رواية يحيى الحماني فأخرجها ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (2 / 190) .
وفي ظني أن هذا اضطراب من أبي بكر بن عياش، فإنه مع كونه ثقة عابدًا، إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وأما كتابه فصحيح كما تقدم في الحديث رقم [16] ، وليس هناك ما يدل على أنه روى هذا الحديث من كتابه.
وقد يكون لعاصم في هذا الحديث شيخان وهما أبو وائل وزر بن حبيش ولكن الاحتمال السابق أظهر فيما أرى.
وبكل حال فرواية أبي بكر بن عياش إن لم تقوِّ الحديث فإنها لا تضره، كما قد يفهم من صنيع الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (2 / 190) .
ويرجح رواية حماد بن زيد ومن وافقه: أن الحديث ورد من طريقين آخرين عن أبي وائل.
فقد رواه منصور بن المعتمر وسليمان بن مهران الأعمش، كلاهما عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، به.
أخرجهما البزار في "مسنده" (5 / 99 و 113 - 114 رقم 1677 و 1694) ، ثم قال: ((وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن أبي وائل)) .
وسندا هذين الطريقين صحيحان.
وله طريق آخر عن ابن مسعود.
أخرجه البزار في "مسنده" (5 / 251 رقم 1865) من طريق الربيع بن خثيم، عن ابن مسعود، به نحوه. =(5/114)
[الآية (158) : قوله تعالى:
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ المَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}
936- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ؛ قَالَ: نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الحَبْحَاب، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (1) ، قَالَ (2) : قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَهُ (3) (هَذِهِ) (4) الْآيَةَ: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسٌ إِيمَانُهَا} (5) فَلَمْ يُغَيِّر، وَكَانَ لَا يُغَيِّرُ عَلَى أَحَدٍ قِرَاءَةً يَقْرَؤُهَا، ثُمَّ قَالَ هُوَ: {يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} ، فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِإِبْرَاهِيمَ (6) ، فَقَالَ: أَحْسَبُ صَاحِبَكُمْ قَدْ بَلَغَهُ أَمْرٌ أَوْ سَمِعَ: أَنَّ مَنْ كَفَرَ بِحَرْفٍ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ بِهِ كلِّه.
__________
= قال البزار: ((وهذا الكلام قد روي عن عبد الله من غير وجه نحوه أو قريبًا منه)) . وسنده صحيح أيضًا.
(1) هو رُفَيْع بن مهران الرِّياحي، تقدم في الحديث [227] أنه ثقة.
(2) القائل: شعيب بن الحبحاب.
(3) أي: عند أبي العالية.
(4) ما بين القوسين ليس في الأصل.
(5) في الأصل بعد قوله تعالى: {إيمانها} كلمة لم أستطع استظهارها، والظاهر أنها: ((لم)) وشطب عليها. والسياق يدل على أن الرجل قرأ هذه الآية عند أبي العالية قراءة تختلف عن القراءة المعهودة، ولم أجد من ذكر أن في هذه الآية قراءة أخرى.
(6) أي: النخعي. =(5/115)
937- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ (1) ، قَالَ: نَا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيم (2) ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَلَا هَلْ يَسْمَعُونَ أَنَّ التَّوْبَةَ مَبْسُوطَةٌ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ من مغربها؟
__________
= 936- سنده صحيح.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص213 رقم 14 - 54) .
وابن أبي شيبة في "المصنف" (10 / 513 - 514 رقم 10185) .
وابن جرير الطبري في مقدمة "تفسيره" (1 / 54 رقم 56) .
والبيهقي في "شعب الإيمان" (5 / 223 رقم 2077) .
أما ابن أبي شيبة فمن طريق الثقفي، وأما الباقون فمن طريق إسماعيل بن إبراهيم بن علية، كلاهما عن شعيب بن الحبحاب، قال: كان أبو العالية إذا قرأ عنده رجل لم يقل: ليس كما يقرأ، وإنما يقول: أما أنا فأقرأ كذا وكذا. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي فقال: أرى صاحبك قد سَمِعَ: أَنَّ مَنْ كَفَرَ بِحَرْفٍ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ بِهِ كُلِّهِ.
واللفظ لابن جرير، ولفظ الباقين نحوه.
(1) هو سلام بن سُليم.
(2) الأشعث بن سُلَيم هو ابن أبي الشَّعثَاء، المحاربي، الكوفي، ثقة روى له الجماعة، وتوفي سنة خمس وعشرين ومائة. انظر "التقريب" (ص113 رقم 526) .
وهو هنا يروي عن ابن مسعود، وروايته عنه منقطعة، لأنه لم يدرك أحدًا من الصحابة، وإنما يروي عن التابعين. انظر "تهذيب الكمال" (3 / 271) .
وسيأتي أنه روى هذا الحديث بواسطة أبيه عن ابن مسعود.
937- سنده ضعيف للانقطاع بين أشعث وعبد الله بن مسعود، والصواب أن أشعث بن سليم يرويه عن أبيه سُلَيم بن أسود بن حنظلة المحاربي، =(5/116)
938- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ (1) ، عَنْ لَيْثٍ (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} -، قَالَ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا.
__________
= الكوفي، عن ابن مسعود.
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1 / 221) عن شيخه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، عن الأشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - فِي قَوْلِهِ تعالى: {لا ينفع نفسًا إيمانها} الآية - قال: لا تزال التَّوْبَةَ مَبْسُوطَةٌ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشمس من مغربها.
وسنده صحيح، وأبو الشعثاء ثقة باتفاق، وهو من أصحاب ابن مسعود.
انظر "تهذيب الكمال" (11 / 340 - 342) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 263 رقم 142139) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا (12 / 262 رقم 14234) من طريق سفيان بن وكيع، عن أبيه وكيع، عن إسرائيل وأبيه، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قال: التَّوْبَةَ مَبْسُوطَةٌ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشمس من مغربها.
(1) تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في آخر عمره.
(2) هو ابن سُلَيم، تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًّا فلم يتميز حديثه فُترك.
938- سنده ضعيف لما تقدم عن حال خلف وليث، ولكنهما لم ينفردا به، بل هو صحيح عن مجاهد.
وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 389) وعزاه لعبد بن حميد فقط.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 245 و 263 رقم 14195 =(5/117)
939- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ (1) ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - فِي قَوْلِهِ: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} - قَالَ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا.
__________
= 14240) من طريقين عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد، بمثله.
وسنده صحيح، فرواية عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد للتفسير صحيحة كما سبق بيانه في الحديث [184] .
وهو في "تفسير مجاهد" (ص228) من رواية عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن ديزيل، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح.
(1) تقدم في الحديث [6] أنه صدوق.
939- سنده حسن لذاته وهو صحيح لغيره؛ لأن عبد الرحمن بن زياد لم ينفرد به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 389) وعزاه للمصنِّف وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والطبراني.
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (9 / 237 رقم 9020) من طريق المصنِّف، به مثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (15 / 179 رقم 19444) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 259 و 260 و 261 رقم 14227 و 14228 و 14231) .
كلاهما من طريق شعبة، به مثله.
وقد رواه ابن أبي شيبة عن شيخه وكيع، عن شعبة.
وهذا سند صحيح.
ورواه عن شعبة أيضًا محمد بن جعفر غندر، ومحمد بن أبي عدي، عند ابن جرير الطبري.(5/118)
940- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا (حَمَّادُ) (1) بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ (2) ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْش، قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوان بْنَ عَسَّال المُرادي، فَقَالَ لِي: مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقُلْتُ: ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ بَلَغَنِي: ((أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَفْعَلُ)) ، فَقُلْتُ: حَكَّ فِي نَفْسِي مِنَ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَهَلْ حَفِظْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا إِذَا سَافَرْنَا أُمرنا أَنْ لَا نَخْلع خِفَافَنا ثَلَاثًا، إِلَّا مِنْ جَنَابَةٍ، لَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ. فَقُلْتُ: هَلْ حَفِظْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْهَوَى شَيْئًا؟ فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَادَاهُ رَجُلٌ كَانَ فِي أُخْرَيَاتِ الْقَوْمِ بِصَوْتٍ لَهُ (جَهْوَري) (3) ، أعرابيٌّ جِلْفٌ (4) جافٍ (5) ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ! فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: مَهْ، فَإِنَّكَ قَدْ نُهِيتَ عَنْ هَذَا، فَأَجَابَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نحوٍ مِنْ صَوْتِهِ: ((هَاؤُمُ - أَوْ هاؤٌ-)) ، فَقَالَ لَهُ: الرَّجُلُ يُحِبُّ قَوْمًا ولَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَالَ: ((هُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ)) قَالَ: زِرّ، فَمَا بَرَحَ يُحَدِّثُنِي حَتَّى حَدَّثَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جعل بالمغرب بابًا عرضه
__________
(1) ما بين القوسين ليس في الأصل.
(2) هو ابن بَهْدَلة، تقدم في الحديث [17] أنه صدوق حسن الحديث.
(3) في الأصل: ((جَهْرَوي)) ، والتصويب من مصادر التخريج.
والجَهْوَري: هو الشديد العالي. انظر "النهاية في غريب الحديث" (1 / 321) .
(4) الجِلْفُ: هو الأحمق. انظر المرجع السابق (1 / 287) .
(5) الجَفَاء: غِلَظُ الطبع. انظر المرجع السابق (1 / 281) .(5/119)
سَبْعُونَ عَامًا لِلتَّوْبَةِ لَا يُغْلَقُ، مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ مِنْ قِبَلِهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} - إلى قوله - {إنا منتظرون} .
__________
940- سنده حسن لذاته لما تقدم عن حال عاصم، وهو صحيح لغيره لأنه لم ينفرد به كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 393) وعزاه للمصنِّف والطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن ماجه والطبراني وابن المنذر وأبي الشيخ والبيهقي وابن مردويه.
وقد أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (ص160 - 161 رقم 1165 و 1166 و 1167 و 1168) مفرقًا.
ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلى" (2 / 113) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4 / 241) .
والترمذي في "جامعه" (4 / 596 رقم 2387) في الزهد، باب ما جاء أن المرء مع من أحب، و (5 / 546 - 547 رقم 3536) في الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله لعباده.
والنسائي في "التفسير" (1 / 490 - 491 رقم 198) .
وابن خزيمة في "صحيحه" (1 / 13 - 14 رقم 17) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1 / 82) .
والطبراني في "المعجم الكبير" (8 / 70 رقم 7360) .
وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1 / 156 - 158 رقم 163 و 164) .
جميعهم من طريق حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ، به.
وقد رواه عن عاصم - سوى حماد بن زيد - عدد كثير، وقفت على رواية =(5/120)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= واحد وأربعين منهم.
فقد أخرجه الشافعي في "كتاب الأم" (1 / 29 - 30) .
وعبد الرزاق في "المصنف" (1 / 205 - 206 رقم 795) .
ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (8 / 67 - 68 رقم 7353) .
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (2 / 388 - 390 رقم 881) .
وابن أبي شيبة في "المصنف" (1 / 177 - 178) .
وأبو خيثمة زهير بن حرب في "كتاب العلم" (ص110 رقم 5) .
والإمام أحمد في "المسند" (4 / 240) .
والترمذي في "جامعه" (5 / 545 - 546 رقم 3535) في الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار.
والنسائي في "سننه" (1 / 83 - 84) في الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين.
وابن خزيمة في "صحيحه" (1 / 13 - 14 رقم 17) .
والطحاوي في "شرح المعاني والآثار" (1 / 82) .
وابن حبان في "صحيحه" (4 / 149 - 150 رقم 1321 / الإحسان) .
وأبو نعيم في "الحلية" (7 / 308) .
والبيهقي في "سننه" (1 / 118 و 276) في الطهارة، باب الوضوء من النوم، وباب التوقيت في المسح على الخفين، وفي كتاب "المدخل إلى السنن" (ص251 رقم 349) .
وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1 / 159 رقم 167) .
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، عن عاصم، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1 / 204 - 205 رقم 793) ، وفي "تفسيره" (1 / 222) ، عن شيخه معمر، عن عاصم، به. =(5/121)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4 / 239 - 240) .
وابن ماجه في "سننه" (1 / 82 رقم 226) في المقدمة، باب فضل العلم والحث على طلب العلم.
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 255 رقم 14216) .
وابن خزيمة في "صحيحه" (1 / 97 رقم 193) .
وابن حبان في "صحيحه" (4 / 147 - 148 رقم 1319 / الإحسان) .
والطبراني في "المعجم الكبير" (8 / 66 - 68 رقم 7352 و 7353) .
والآجري في "أخلاق العلماء" (ص34 رقم 46) .
والدارقطني في "سننه" (1 / 196 - 197 رقم 15) .
والبيهقي في "سننه" (1 / 282) في كتاب الطهارة، باب رخصة المسح لمن لبس الخفين على طهارة.
وأخرجه عبد الرزاق أيضًا (1 / 204 رقم 792) .
ومن طريقه الطبراني (8 / 66 رقم 7351) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4 / 239) .
والترمذي في "جامعه" (4 / 596 رقم 2387) في الزهد، باب ما جاء أن المرء مع من أحب.
والنسائي في الموضع السابق من "سننه".
وابن جرير (12 / 263 - 264 رقم 14242) .
والخطيب في "تاريخه" (12 / 78) .
جميعهم من طريق سفيان الثوري، عن عاصم، به مختصرًا.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (ص160 - 161 رقم 1165 و 1166 و 1167 و 1168) من طريق همام وشعبة وحماد بن سلمة مقرونًا برواية حماد بن =(5/122)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= زيد السابقة، جميعهم، عن عاصم، به.
ومن طريق الطيالسي أخرجه ابن حزم في "المحلى" (2 / 113) .
وأخرجه من طريق همام أيضًا الطبراني في "الكبير" (8 / 71 رقم 7361) .
ومن طريق شعبة أخرجه أيضًا: النسائي في "سننه" (1 / 98) في الطهارة، باب الوضوء في الغائط والبول، وباب الوضوء من الغائط، والطبراني في "الكبير" (8 / 68 رقم 7355) ، وابن شاذان في "الفوائد المنتقاة" برقم (11) .
ومن طريق حماد بن سلمة أخرجه أيضًا:
الإمام أحمد في "المسند" (4 / 239 و 240) .
والدارمي في "سننه" (1 / 85 رقم 363) .
والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1 / 82) .
والطبراني في "المعجم الكبير" (8 / 69 - 70 رقم 7359) .
والبيهقي في "المدخل" (ص252 رقم 350) .
وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1 / 156 - 157 و 159 رقم 163 و 166) .
وباقي طرق الحديث الأخرى عن عاصم تجدها مخرجة عند:
الترمذي في "جامعه" (1 / 159 - 160 رقم 96) في الطهارة، باب المسح على الخفين للمسافر والمقيم.
وابن ماجه في "سننه" (2 / 1353رقم 4070) في الفتن، باب طلوع الشمس من مغربها.
والنسائي في "سننه" (1 / 83 - 84) في الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين.
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 250 و 251 و 255 رقم 14206 =(5/123)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= و14208 و 14217 و 14218) .
وابن حبان في "صحيحه" (4 / 149 رقم 1320 / الإحسان) .
والطبراني في "المعجم الكبير" (8 / 68 - 80 رقم 7354 - 7388) ، وفي "الصغير" (1 / 91) .
والبيهقي في "سننه" (1 / 114 - 115 و 289) في الطهارة، باب الوضوء من البول والغائط، وباب خلع الخفين وغسل الرجلين في الغسل من الجناية.
والخطيب في "تاريخه" (9 / 222) ، وفي "الرحلة في طلب الحديث" (ص83 رقم 7) .
وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1 / 158 - 159 رقم 165) .
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح)) ، ونقل عن البخاري أنه قال: ((أحسن شيء في هذا الباب حديث صفوان بن عسال)) .
وقال ابن عبد البر: ((حديث صفوان بن عسال هذا وقفه قوم عن عاصم، ورفعه عنه آخرون، وهو حديث صحيح حسن ثابت محفوظ مرفوع، ومثله لا يقال بالرأي)) .
ولم ينفرد به عاصم، بل تابعه سبعة من الرواة، كلهم رووه عن زر بن حبيش.
الأول: عبد الرحمن بن مرزوق، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ صفوان بن عسال، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - بذكر آخر الحديث: ((فتح الله عز وجل بابًا للتوبة ... )) الحديث.
أخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" (4 / 304 - 305) ، وأعله بقوله: ((لا يعرف سماع عبد الرحمن من زر)) .
الثاني: زبيد اليامي، عن زر، به.
أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 250 رقم 14207) . =(5/124)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والطبراني في "المعجم الكبير" (8 / 64 - 65 رقم 7348) .
الثالث: حبيب بن أبي ثابت، عن زر، به.
أخرجه الطبراني أيضًا (8 / 65 - 66 رقم 7350) من طريق عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عن حبيب، به.
وسنده ضعيف لضعف عبد الكريم كما تقدم في الحديث [28] .
الرابع: عيسى بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عن زر، به.
أخرجه الطبراني أيضًا (8 / 82 - 83 رقم 7394 و 7395) .
قال الهيثمي في "المجمع" (5 / 85) : ((وفيه إسحاق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة وهو متروك)) .
الخامس: طلحة بن مُصَرِّف، أن زِرّ بن حبيش أتى صفوان بن عَسَّال فقال: ما غدا بك ... ، الحديث.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (8 / 65 رقم 7349) ، و"الصغير" (1 / 73) .
والحاكم في "المستدرك" (1 / 101) .
كلاهما من طريق أبي جناب الكلبي، عن طلحة، به.
وسنده ضعيف، لأن أبا جناب الكلبي واسمه يحيى بن أبي حيَّة ضعيف، انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (31 / 284 - 290) .
ومع ضعفه فإنه قد خالف الآخرين في إرسال الحديث كما يتضح من الرواية، حيث جعله من رواية طلحة، أن زر بن حبيش أتى صفوان ...
وذكر الحاكم مخالفة أخرى وأقرّه عليها الذهبي، وهي: جعله الحديث موقوفًا، ولكن الحاكم لم يسق الحديث بتمامه، وساق الطبراني أكثره، وفيه رفع ما هو مرفوع.
قال الحاكم: ((وقد أوقفه أبو جناب الكلبي، عن طلحة بن مصرف، عن =(5/125)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= زر بن حبيش، وأبو جناب ممن لا يحتج بروايته في هذا الكتاب)) .
السادس: عبد الوهاب بن بخت، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ صفوان بن عسال المرادي، به بذكر بسط الملائكة أجنحتها فقط، ولم يذكر باقيه.
أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1 / 100) ، ثم قال: ((هذا إسناد صحيح، فإن عبد الوهاب بن بخت من ثقات البصريين وأثباتهم، ممن يجمع حديثه، وقد احتجا به، ولم يخرجا هذا الحديث، ومدار هذا الحديث على حديث عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ، وقد أعرضا عنه بالكلية، وله عن زر بن حبيش شهود ثقات غير عاصم بن بهدلة)) ، وأقره الذهبي.
السابع: الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ، به.
أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1 / 82) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8 / 63 - 64 رقم 7347) ، والآجري في "أخلاق العلماء" (ص33 رقم 45) ، والحاكم في "المستدرك" (1 / 100 و 101) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1 / 155 رقم 162) ، جميعهم من طريق الصَّعْق بن حزن، عن علي بن الحكم، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زرِّ بن حبيش، ثم اختلف الرواة عن الصعق بعد هذا، فعند الطحاوي رواه عن الصعق عبد الرحمن بن المبارك، وقال: ((عن زر بن حبيش الأسدي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قال: كنت جالسًا عند النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فجاء رجل من مراد يقال له: صفوان بن عسال ... )) ، فذكر سؤال صفوان عن المسح على الخفين.
وعند الحاكم وابن عبد البر رواه عن الصعق محمد بن الفضل، ولقبه عارم، فقال: ((عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: جاء رجل من مراد يقال له صفوان بن عسال إلى رسول الله ... )) فذكر الحديث هكذا مرسلاً.
وعند الطبراني والحاكم رواه عن الصعق شيبان بن فرُّوخ، فقال: ((عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: حدّث صفوان بن عسال =(5/126)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المرادي، قال: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - ... )) فذكر الحديث.
وأما عند الآجري فرواه عن شيبان أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني، فقال: ((عن زر بن حبيش، أخبرنا صفوان بن عسال المرادي، قال: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - ... )) الحديث.
وهذا خطأ من الحلواني أو من دونه، فإن جميع الذين رووه عن شيبان رووه على الوجه المتقدم.
قال الخطيب البغدادي: ((ذكر عَبْدُ اللِّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي هذا الإسناد زيادة غير صحيحة؛ لأن زرًا سمعه من صفوان نفسه، كذلك رواه عاصم بن أبي النجود وحبيب بن أبي ثابت وزبيد بن الحارث اليامي ومحمد بن سوقة وأبو سعد البقال، عن زر بن حبيش)) .
ذكره المزي في "تحفة الأشراف" (4 / 194) .
وعلق الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (4 / 193 - 194) على نقل المزي عن الخطيب بقوله: ((قلت: قال ابن السكن في "كتاب الصحابة": لم يتابع الصعق بن حزن عليه. وقد روى حديث صفوان بن عسال بطوله في قصة المسح على الخفين، وقصة التوبة، والمرء مع من أحب، وفضل طلب العلم: عاصم، عن زرّ، عنه. ورواه عن عاصم أكثر من ثلاثين من الأئمة، منهم السفيانان والحمادان ... ، وسردهم. قال: ورواه عن زر مع عاصم: حبيب بن أبي ثابت وزبيد اليامي وإسماعيل بن أبي خالد ومحمد بن سوقة وطلحة بن مصرف وعلي [الصواب: وعيسى] بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وأبو سعد البقال وعبد الكريم أبو أمية وعبد الوهاب بن بخت، وغيرهم. وروى سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عبد الرحمن بن مرزوق، عن زر، ولا نعرف سماعه منه)) . اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1 / 278) : ((ذكره ابن منده أبو القاسم أنه رواه عن عاصم أكثر من أربعين نفسًا، وتابع عاصمًا عليه عبد الوهاب =(5/127)
[الْآيَةَ (159) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ
إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}
941- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حبَّان بن علي (1) ، عن مُجَالد
__________
= ابن بخت وإسماعيل بن أبي خالد وطلحة بن مصرِّف والمنهال بن عمرو ومحمد بن سوقه، وذكر جماعة معه، ومراده أصل الحديث، لأنه في الأصل طويل مشتمل على التوبة، والمرء من أحب، وغير ذلك. لكن حديث طلحة عند الطبراني بإسناد لا بأس به، وقد روى الطبراني أيضًا حديث المسح من طريق عبد الكريم أبي أمية، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن زر، وعبد الكريم ضعيف.
ورواه البيهقي من طريق أبي روق، عن أبي الغريف، عن صفوان بن عسال، ولفظه: ((ليمسح أحدكم إذا كان مسافرًا على خفيه إذا أدخلهما طاهرتين ثلاثة أيام ولياليهن، وليمسح المقيم يومًا وليلة)) . اهـ.
قلت: هذه المتابعة من أبي الغريف لزرّ بن حبيش هي عند البيهقي كما قال الحافظ (1 / 276 و 282) في كتاب الطهارة من "سننه"، باب التوقيت في المسح على الخفين، وباب رخصة المسح لمن لبس الخفين على طهارة.
وأخرجه هذه المتابعة من هو أقدم من البيهقي.
فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4 / 240 - 241) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1 / 82) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8 / 84 رقم 7397) .
جميعهم من طريق أبي روق عطية بن الحارث، عن أبي الغريف عبيد الله بن خليفة، عن صفوان بن عسال، به، والله أعلم.
(1) تقدم في الحديث [820] أنه ضعيف.(5/128)
ابن سَعِيدٍ (1) ، (قَالَ) (2) : بَكَى مُرَّة الْهَمْدَانِيُّ (3) ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْكُمْ بَرِيءُ؛ إِنِّي أَسْمَعُ اللَّهَ يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} ، (فَأَخَافُ) (4) أَنْ لَا يَكُونَ اللَّهُ منا في شيء.
__________
(1) هو مجالد بن سعيد بن عمير الهَمْداني، أبو عمرو الكوفي، ليس بالقوي، وقد تغيَّر في آخر عمره. "التقريب" (ص520 رقم 6478) .
(2) ما بين القوسين ليس في الأصل، وهي زيادة يقتضيها السياق.
(3) هو مُرَّة بن شراحيل، ويقال: مرة الطيب، ويقال: مرة الخير، تقدم في الحديث [1] .
(4) في الأصل: ((فلا أخاف)) .
941- سنده ضعيف لضعف حبان ومجالد.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 403) وعزاه لابن أبي حاتم فقط.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 272 - 273 رقم 14270) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 128 / ب) .
وأبو نعيم في "الحلية" (4 / 163) .
ثلاثتهم من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد، عن عمرو بن قيس الملائي، عن مرة الطيب قال: ليتق امرؤ أن لا يكون مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - في شيء، ثم قرأ: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} .
وفي سنده انقطاع بين عمرو بن قيس ومرة الطيب، أعله بذلك محقق ((تفسير الطبري)) ، وهو إعلال في محلّه؛ لأن مرة توفي قديمًا سنة ست وسبعين للهجرة كما تقدم في الحديث [1] ، وعمرو بن قيس الملائي توفي سنة ست وأربعين كما في الحديث [135] ، فالفرق بين وفاتيهما سبعون سنة.(5/129)
باب
تفسير سورة الأعراف
تفسير سورة الأعراف
[الآيتان (8 و 9) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَالوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
المُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ
بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} ]
942- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المَرْزُبان (1) ، عَنْ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ) (2) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ النَّاسَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ عُمَرَ، قَالُوا: مَاذَا يَقُولُ لِرَبِّهِ إِذَا لَقِيَهُ؟ اسْتَخْلَفَ عَلَيْنَا فَظًّا غَلِيظًا وَهُوَ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ، فَكَيْفَ لَوْ قَدَرَ؟ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: أَبِرَبِّي تُخوِّفُوني؟ أَقُولُ: استخلفتُ خَيْرَ أَهْلِكَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ لله عملاً بالليل
__________
(1) هو سعيد بن المَرْزُبان العبسي، مولاهم، أبو سعد البقّال، الكوفي، الأعور، ضعيف مدلِّس. ((التقريب)) (ص241 / رقم2389) .
(2) ما بين القوسين سقط من الأصل ولابد منه؛ إذ ليس في الرواة - حسب بحثي - من يقال له: عبد الله بن سابط، ويدل على وجود السقط أن الحديث أخرجه أبو نعيم كما سيأتي فقال: ((عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بن سابط)) ، وعبد الرحمن هذا ثقة كما تقدم في ترجمته في الحديث [812] ، ولكنه هنا يروي عن أبي بكر وعمر ولم يسمع منهما. انظر: ((المراسيل)) لابن أبي حاتم (ص127 - 128) ، و ((الجرح والتعديل)) (5 / 240 / رقم 1137) ، و ((العلل)) للدراقطني (1 / 282) .(5/133)
لَا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ، وَعَمَلًا بِالنَّهَارِ، لَا يَقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَنْ تُقبل نافلةٌ حَتَّى تؤدُّوا الْفَرِيضَةَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَذَكَرَهُمْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُ تَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَةٍ (1) حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: أنَّى يَبْلُغُ عَمَلِي هَذَا؟ أَلَمْ تَرَ أن [ل137/أ] اللَّهَ حِينَ ذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ فَذَكَرَهُمْ بِأَسْوَأِ أَعْمَالِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِمْ حَسَنَةً (2) فَلَمْ تُقْبَلْ مِنْهُمْ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: عَمَلِي خَيْرٌ مِنْ هَذَا؟ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الرَّغْبَةَ وَالرَّهْبَةَ لِكَيْ يُرْهِبَ الْمُؤْمِنَ فَيَعْمَلَ، وَكَيْ يُرَغِّبَ فَلَا يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ؟ أَلَمْ تَرَ أَنَّ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُمْ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ وَتَرْكِهِمُ الْبَاطِلَ، فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَحُقَّ لِمِيزَانٍ أَنْ لَا يُوضَعَ فِيهِ إِلَّا الْحَقُّ أَنْ يَثْقُلَ؟ أَلَمْ تَرَ أَنَّ مَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (إِلَّا) (3) بِاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلَ وَتَرْكِهِمُ الْحَقَّ، وَحُقَّ لِمِيزَانٍ أَنْ لَا يُوضَعَ فِيهِ إِلَّا الْبَاطِلُ أَنْ يَخِفَّ؟ ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنْ حَفِظْتَ وَصِيَّتِي لَمْ يَكُنْ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ وَأَنْتَ لَا بُدَّ لَاقِيهِ، وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي لَمْ يَكُنْ غَائِبٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ ولا تعجزه.
__________
(1) كذا بالأصل.
(2) كذا بالأصل.
(3) ما بين القوسين ليس في الأصل، وهي زيادة يقتضيها السياق.
942- سنده ضعيف لإرساله، وأما سعيد بن المرزبان فإنه قد توبع. فقد أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (1 / 36 - 37) ، وفي ((معرفة الصحابة)) (1 / 183 - 184) من طريق فطر بن خليفة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن سابط به نحوه.
وذكره المحب الطبري في ((الرياض النضرة)) (1 / 259 - 260) بنحوه ولم =(5/134)
[الْآيَةُ (24) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ
وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}
943- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ (1) ، عَنِ السُّدِّي (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ (3) وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} - قال: آدم وحواء والحيَّة، حيث ما أَدْرَكَهَا ابْنُ آدَمَ قَتَلَهَا، وَحَيْثُمَا أَدْرَكَتِ ابْنَ آدَمَ أَخَذَتْ بِعَضُدِهِ.
__________
= يعزه لأحد.
ولبعضه شاهد أخرجه ابن سعد من طريقين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: لما ثقل أبي دخل عليه فلان وفلان فقالوا: يا خليفة رسول الله! ماذا تقول لربك إذا قدمت عليه غدًا وقد استخلفت علينا ابن الخطاب؟ فقال: أجلسوني، أبالله تُرهبوني؟ أقول: استخلفت عليهم خيرهم.
وفي كل من الطريقين ضعف يسير، ينجبر بهاتين المتابعتين، فهو حسن لغيره، والله أعلم.
(1) هو الأَصَمّ، تقدم في الحديث [186] أنه ثقة.
(2) هو إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
(3) فِي الأصل: {اهبطا منها جميعًا بعضكم لبعض عدو} .
943- سنده صحيح عن السُّدِّي، وقد رواه عن ابن عباس بواسطة، ولا يصح كما سيأتي.
فقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (12 / 358 / رقم 14413) من طريق أسباط، عن السدي: {اهبطوا بعضكم لبعض عدو} قال: فلعن الحيّة =(5/135)
[الْآيَةُ (28) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا
قُلْ إِنَّ اللهَ لَا يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} ]
944- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ (1) ، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا} -، قَالَ: كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاةً.
__________
= وقطع قوائمها، وتركها تمشي على بطنها، وجعل رزقها من التراب، وأهبطوا إلى الأرض: آدم وحواء وإبليس والحيّة.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (3 / 138 / ب) من طريق إسرائيل، عن إسماعيل السدي، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يقول: {اهبطوا بعضكم لبعض عدو} ، قال: آدم وحواء وإبليس والحيّة.
وسنده ضعيف لإبهام الواسطة بين السدي وابن عباس.
(1) هو ابن عبد الحميد.
(2) هو ابن المعتمر.
944- سنده صحيح.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (3 / 436) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (12 / 378 / رقم 14463) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (3 / ل 139 / ب) .
كلاهما من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ منصور، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (14462 و 14464) من طريقين آخرين عن منصور، وبرقم (14467 و 14468) من طريقين آخرين عن مجاهد.(5/136)
[الْآيَةُ (30) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ
أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} ]
945- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة (1) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ (2) ، عَنْ مَنْ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، ذَكَرَ القدريَّة، فَقَالَ: قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجل: {بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ. فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} ؟
[الْآيَةُ (31) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا
وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} ]
946- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ (3) ، عن مغيرة (4) ، عن
__________
(1) هو وضّاح بن عبد الله.
(2) تقدم في الحديث [6] أنه ثقة، إلا أنه اختلط في آخر عمره، والراوي عنه هنا هو أبو عوانة وضّاح بن عبد الله اليشكري ولم أجد من نص على أنه ممن روى عن قبل الاختلاط.
945- سنده ضعيف لما تقدم عن حال عطاء بن السائب، ولإبهام الواسطة بينه وبين ابن عباس.
(3) هو ابن عبد الحميد.
(4) هو ابن مقسم الضَّبِّي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلِّس، لا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه.
946- سنده ضعيف لما تقدم عن رواية مغيرة عن إبراهيم النخعي. =(5/137)
إِبْرَاهِيمَ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} - قَالَ: كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاةً، فَأُمِرُوا أَنْ يَلْبِسُوا ثِيَابَهُمْ.
947- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو (1) ، عَنْ طَاوُسٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} - قَالَ: الثِّيَابُ.
[الْآيَةُ (40) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ
أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ} ]
948- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ (2) ، عَنْ مُغِيرَةَ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ {حتى يلج الجمل} ،
__________
= وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (12 / 391 / رقم 14512 و 14513) من طريق جرير وهشيم، كلاهما عن مغيرة، به.
(1) هو ابن دينار.
947- سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (12 / 392 / رقم 14520) من طريق سفيان بن وكيع، عن سفيان بن عيينة، به مثله.
(2) هو ابن بشير، تقدم في الحديث [8] أنه ثقة ثبت، إلا أنه يدلس، ولم يصرح بالسماع هنا، ولكنه لم ينفرد به كما سيأتي.
(3) هو ابن مقسم، سبق التنبيه في الحديث قبل السابق على أن روايته عن إبراهيم النخعي ضعيفة إذا كانت بالعنعنة لأنه مدلس.
(4) هو النخعي، لم يسمع من ابن مسعود، لكن بعض العلماء صححوا مراسيله عن ابن مسعود كما سبق بيانه في الحديث [3] .(5/138)
قَالَ: زَوْجُ النَّاقَةِ.
949- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ (1) ، عَنْ مُغِيرَةَ (2) ، عن
__________
= 948 - سنده ضعيف لما تقدم عن رواية مغيرة عن إبراهيم، وهو صحيح لغيره لأن مغيرة قد توبع.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (3 / 456) وعزاه للمصنِّف والفريابي وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ والطبراني في ((الكبير)) .
وقد أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (9 / 151 / رقم 8691) من طريق المصنِّف سعيد بن منصور، به مثله.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (12 / 428 / رقم 14620 و 14621) من طريق هشيم، عن مغيرة، به مثله.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (14617) من طريق فضيل بن عياض عن مغيرة، به بلفظ: الجمل ابن الناقة، أو: زوج الناقة.
وأخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 229) .
ومن طريقه وطريقين آخرين أخرجه ابن جرير أيضًا برقم (14618 و 14619 و 14628) .
كلاهما من طريق سفيان الثوري، عن أبي حَصين، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ مسعود، به.
وسنده صحيح، وأبو حَصين: اسمه عثمان بن عاصم، تقدم في الحديث [4] أنه ثقة ثبت.
(1) هو ابن بشير، تقدم في الحديث [8] أنه ثقة ثبت كثير التدليس، ولم يصرِّح بالسماع هنا، لكنه لم ينفرد به كما سيأتي.
(2) هو ابن مقسم، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، لكنه يدلس، ولم يصرح بالسماع هنا.(5/139)
مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {حَتَّى يَلِجَ الجُمَّلُ} (1) قَالَ: حِبَالُ السُّفُنِ هَذِهِ القُلُوس (2) .
__________
= (1) قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 428 - 434) : ((وأما القَرَأَةُ من جميع الأمصار فإنها ... أجمعت على قراءة: (الجَمَلُ) - بفتح الجيم والميم، وتخفيف ذلك. وأما ابن عباس وسعيد بن جبير فإنه حكي عنه أنهم كانوا يقرؤون ذلك: (الجُمَّلُ) بضم الجيم وتشديد الميم، على اختلاف في ذلك عن سعيد وابن عباس.
فأما الذين قرؤوه بالفتح من الحرفين والتخفيف؛ فإنه وجّهوا تأويله إلى الجَمَل المعروف وكذلك فسروه ...
وأما الذين خالفوا هذه القراءة فإنهم اختلفوا.
فروي عن ابن عباس في ذلك روايتان: إحدهما الموافقة لهذه القراءة وهذا التأويل ... )) ، ثم ذكر عن ابن عباس ما يوافق قول ابن عباس من أنه الجمل ذو القوائم، ثم ذكر عنه الرواية الأخرى التي هنا، وكذا سعيد بن جبير، وعن عكرمة رواية واحدة، ثم قال: ((والصواب من القراءة في ذلك عندنا: ما عليه قَرَأَةُ الأمصار، وهو: {حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخياط} - بفتح الجيم والميم - من الجَمَل وتخفيفها ... ؛ لأنها القراءة المستفيضة في قَرَأَة الأمصار، وغير جائز مخالفة ما جاءت به الحجة متفقة عليه من القراءة)) . اهـ.
(2) الجُمَّلُ هي الحبال الغليظة المجموعة، يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجل، وهي التي تستعمل للسفن وتسَمَّى: القُلُوس، واحدها قَلْس، قال الأزهري: ((كأن الجمل الغليظ سمي جِمَالة، لأنها قوى كثيرة جمعت فأُجملت جملة)) . انظر "لسان العرب" (11 / 123 - 124) .
949- سنده ضعيف لما تقدم عن حال هشيم ومغيرة في التدليس، ولكنهما لم ينفردا به كما سيأتي، فهو حسن لغيره من طريق مجاهد، وصحيح لغيره عن ابن عباس. =(5/140)
950- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ يَقْرَأُ: {حَتَّى يَلِجَ الجُمَّلُ} ، قَالَ: حِبَالُ السُّفُنِ.
951- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مسعود، قال: زوج الناقة.
__________
= وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 456) وعزاه للمصنِّف وعبد بن حميد وأبي عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في "المصاحف" وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 431 و 432 رقم 14638 و 14639 و 14641) من طريق هشيم وفضيل بن عياض وجرير بن عبد الحميد ثلاثتهم عن مغيرة، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (14636) من طريق شيخه يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: حدثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عن مجاهد - في قوله: {حَتَّى يَلِجَ الجُمَّلُ فِي سَمِّ الخياط} قال: هو قَلْسُ السفينة.
وفي سنده شيخ ابن جرير، وهو: يحيى بن طلحة بن أبي كثير اليربوعي، الكوفي، وهو ليِّن الحديث. "التقريب" (ص592 رقم 7573) .
فالحديث بمجموع الطريقين حسن لغيره، عن ابن عباس بالطريق الآتية برقم [952] ، وانظر أيضًا الحديث الآتي.
(1) هو عمرو بن ثابت بن هرمز، تقدم في الحديث [179] أنه متروك رافضي.
950- سنده ضعيف جدًّا لما تقدم عن حال عمرو بن ثابت، ولكنه صحيح من غير طريقه، فانظر الحديث السابق والآتي برقم [952] .
(2) تقدم في الحديث السابق أنه متروك رافضي. =(5/141)
952- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {الجُمَّل} .
953- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ سَالِمٍ الأَفْطَس (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {الجُمَلُ} (2) ، يَعْنِي حَبْلَ سفينةٍ غليظًا.
__________
951- سنده ضعيف جدًّا كسابقه؛ لأجل عمرو بن ثابت، وهو صحيح من غير طريقه كما تقدم بيانه في الحديث [948] .
952- سنده صحيح، وتقدم من طريق أخرى برقم [949 و 950] .
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص172 رقم 45 - 50) من طريق الزبير بن خِرِّيت، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {حَتَّى يَلِجَ الجُمَّلُ في سم الخياط} ، قال: القَلْسُ من قلوس البحر.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 431 رقم 14637 و 14640) من طريق حنظلة السدوسي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {حَتَّى يَلِجَ الجُمَّلُ فِي سَمِّ الخياط} ، قال: الحبل الغليظ.
(1) هو عمر بن سالم بن عجلان الأَفْطَس الجزري، مولى بني أمية، مقبول. ((تقريب التهذيب)) (ص412 رقم 4899) .
ولم يذكر في ترجمته في ((تهذيب الكمال)) (21 / 352 - 353) أن سعيد بن منصور ممن روى عنه، فيستفاد من هذه الرواية روايته عنه.
(2) لم تضبط القراءة في الأصل، وإنما ضبطتها من الموضع الآتي من "تفسير ابن جرير الطبري".
953- سنده ضعيف لما تقدم عن حال عمر بن سالم الأفطس، ومخالفتها ما ثبت عن سعيد بن جبير.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 432 رقم 14643) من =(5/142)
[الآية (46 - 50) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ... }
إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} ]
954- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَرٍ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المزني (3) ، (عن أبيه) (4) ، قال:
__________
= طريق يحيى بن واضح، عن عمر بن سالم بن عجلان الأفطس قال: قرأت على أبي: {حتى يلج الجُمَّل} ، فقال: {حتى يلج الجُمَل} خفيفة، هو حبل السفينة، هكذا قرأنيها سعيد بن جبير.
كذا الصواب في الرواية، لكن وقع في التفسير المطبوع: ((عمرو، عن سالم بن عجلان الأفطس، قال: قرأت على أبي)) ، فوقع التصحيف في اسم عمر؛ حيث صُحِّف إلى: ((عمرو)) . وتصحف: ((بن)) إلى: ((عن)) .
ومما يؤكد ضعف هذه الرواية: أن ابن جريرأخرجه برقم (14642) بسند حسن عن سعيد أنه قرأها: {حتى يلج الجُمَّل} يعني قلوس السفن، يعني الحبال الغلاظ.
ويؤيد هذا: ما صح فيما تقدم برقم [952] أن ابن عباس كان يقرؤها كذلك، وسعيد بن جبير تلميذ لابن عباس وعنه أخذ القراءة والتفسير.
(1) هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
(2) يحيى بن شبل البَلْخي مقبول. انظر "الجرح والتعديل" (9 / 157 رقم 653) ، و"التهذيب" (11 / 229 رقم 370) .
(3) ويقال: عمر، ولم أجد له ترجمة بهذا الاسم أو ذاك، ولا بما ورد في بعض المصادر من تسميته محمدًا أحيانًا، أو يحيى، وكذا قال محقق "تفسير الطبري" (12 / 457 - 458) . =(5/143)
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ، فَقَالَ: ((هُمْ قَوْمٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَعْصِيَةِ آبَائِهِمْ، فَمَنَعَهُمْ دُخُولَ الْجَنَّةِ مَعْصِيَةُ آبَائِهِمْ، وَمَنَعَهُمْ دُخُولُ النَّارِ قَتْلُهُمْ في سبيل الله)) .
__________
(4) ما بين القوسين سقط من الأصل، فأثبته من الموضع الآتي من "البعث" للبيهقي و"تفسير ابن كثير"، وهو عبد الرحمن المزني والد عمر، ويقال: والد محمد، ويقال في تسميته: عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن الهلالي، ولم يرد ما يدل على صحبته إلا هذا الحديث الضعيف. انظر "الإصابة" لابن حجر (4 / 329 و 371 - 372) .
954- الحديث سنده ضعيف جدًّ لجهالة ابن عبد الرحمن المزني، وجهالة حال الراوي عنه يحيى بن شبل، وضعف أبي معشر واضطرابه في سنده كما سيأتي، وقد توبع وخولف في سنده كما سيأتي، ولكنه ضعيف جدًّا أيضًا.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 464) وعزاه للمصنِّف وعبد بن حميد وابن منيع والحارث بن أبي أسامة في "مسنديهما" وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في "كتاب الأضداد" والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في "البعث".
وساقه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (2 / 216) من رواية المصنِّف سعيد بن منصور، ومنه حصل تصويب النص باستدراك ما سقط منه، إلا أنه وقع عنده تسمية ابن عبد الرحمن المزني: ((يحيى)) ، فلست أدري، أهو تصحيف من الطباعة؟ أم النساخ؟ أم ماذا؟
فقد أخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (ص107رقم 106) من طريق سعيد بن منصور، بمثل سياق سنده هنا، إلا أنه لم يسق متنه اكتفاء بسياقه له من طرق سابقة، ثم قال البيهقي: ((وقيل عمر بن عبد الرحمن، وأبو معشر نجيح المدني - في الأصل: المزني وهو خطأ - هذا ضعيف)) . =(5/144)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قلت: ومع ضعفه فإنه قد اضطرب في سنده، وخولف.
فقد أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (3 / 75 / ب) ، و"المطالب العالية" (ل 135 / ب) . والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" (ص223 رقم 711) .
ومن طريقه وطرق أخرى أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2 / 56 / أ) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2 / 352 رقم 1123) .
وابن قانع في "معجم الصحابة" (ل 120 / ب) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 458 رقم 14705) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / 150 / ب) .
والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (ص104 رقم 251) .
وعبد الرحمن بن الحسن القاضي في "تفسير مجاهد" (ص237) .
ومن طريقه وطرق أخرى أخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (ص106 و 107، رقم 104 و 105 و 107) .
جميعهم من طريق أبي مَعْشَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، به، إلا أنه مرة يرويه موصولاً، ومرة يرسله، ومرة يسمي ابن عبد الرحمن المزني: عمرًا، ومرة: عمر، ومرة: محمدًا، ومرة: يحيى.
وقد أخرجه أيضًا البغوي في "معجم الصحابة" وابن مردويه في "التفسير" وعبد بن حميد وابن شاهين كما في "الإصابة" (4 / 329 و 372) .
وأخرجه الطبراني كما في "مجمع الزوائد" (7 / 23 - 24) .
قال الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني: ((وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف)) .
وقال ابن حجر بعد أن ذكر الاختلاف على أبي معشر: ((والاضطراب فيه من أبي معشر، وهو نجيح بن عبد الرحمن، فإنه ضعيف، وقد رواه سعيد بن أبي =(5/145)
955- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَين (1) ، عَنِ الشَّعْبِيِّ (2) ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ قَوْمٌ قصَّرت بِهِمْ حَسَنَاتُهُمْ لِيَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، وَتَجَاوَزَتْ بِهِمْ سَيِّئَاتُهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا، فَهُمْ عَلَى سُوَرٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ.
__________
= هلال، عن يحيى بن شبل، فخالف أبا معشر في سنده)) . اهـ
قلت: يشير الحافظ إلى ما أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (12 / 457 رقم 14704) ، وابن مردويه في "تفسيره"، وابن شاهين كما في الموضع السابق من "الإصابة".
ثلاثتهم من طريق الليث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يحيى بن شبل، أن رجلاً من بني نصر أخبره، عن رجل من بني هلال، أن أباه أخبره أنه سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ ... ، فذكره.
وهذا أيضًا ضعيف جدًّا للمجاهيل المذكورين فيه، والله أعلم.
(1) هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه بالآخر، لكن ممن روى هذا الأثر عنه: خالد بن عبدا لله الطحان الواسطي كما سيأتي برقم [956] ، وهو ممن روى عنه قبل تغيره، وأما الراوي عنه هنا هو سفيان بن عيينة فلم أجد من نص على أنه روى عنه قبل أو بعد تغيره.
(2) هو عامر بن شراحيل، لم أجد من نص على أنه سمع من حذيفة، وقد نص البيهقي كما سيأتي على إرساله.
955- سنده ضيعف للانقطاع بين عامر الشعبي وحذيفة، ولذلك قال البيهقي في "البعث والنشور" (ص105) : ((وروي مرسلاً موقوفًا ... )) ثم ساقه، وروي موصولاً، ولا يصح.
وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 460) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر، ثم ذكره (3 / 462 - 463) وعزاه للمصنِّف أيضًا وعبد الرزاق وهناد بن =(5/146)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= السري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي في "البعث والنشور".
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 456 رقم 14696) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه هناد بن السري في "الزهد" (1 / 151 رقم 201) .
والمروزي في "زوائد الزهد" لابن المبارك (ص483 رقم 1370) .
وابن جرير أيضًا (12 / 452 - 453 رقم 14686 و 14687) .
جميعهم من طريق حصين، به.
وسيأتي برقم [956] من طريق خالد بن عبد الله الطحان، عن حصين، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (14688 و 14691) من طريق جابر الجعفي وعيسى الحناط، كلاهما عن الشعبي، به.
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (ص106 رقم 103) من طريق مطرِّف، عن الشعبي، به.
وأخرجه هناد أيضًا برقم (220) .
وابن جرير برقم (14685 و 14689) .
وابن أبي حاتم (3 / 150 / ب) .
أما هناد وابن جرير في إحدى روايته فمن طريق وكيع بن الجراح، وأما الرواية الأخرى عند ابن جرير فمن طريق يحيى بن واضح، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق شيبان، جميعهم عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عن الشعبي، عن حذيفة.
وخالفهم عبيد الله بن موسى العَبْسي، فرواه عن يونس، عن الشعبي، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، به هكذا موصولاً.
أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2 / 320) ، ومن طريقه البيهقي في =(5/147)
956- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ قَوْمٌ قَصَّرَتْ بِهِمْ سَيِّئَاتُهُمْ عَنِ الْجَنَّةِ، وَتَجَاوَزَتْ بِهِمْ حسناتهم عن [ل137/ب] النَّارِ، جُعلوا هُنَاكَ حَتَّى يُقضى بَيْنَ النَّاسِ.
957- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ (أَبِي) (1) يَزِيدَ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، سُئِلَ عَنِ الْأَعْرَافِ قَالَ: هو الشيء المُشْرِف.
__________
= "البعث والنشور" (ص105 رقم 101) .
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) ، وقال البيهقي: ((هذا موصول موقوف)) .
ولكن رواية الآخرين ترجح على رواية عبيد الله لكثرة عددهم، وفيهم من هو أحفظ من عبيد الله كوكيع بن الجراح.
956- سنده ضعيف للانقطاع بين الشعبي وحذيفة، وتقدم بيان ذلك وتخريج الحديث في الحديث السابق رقم [955] .
(1) ما بين القوسين سقط من الأصل، وما أثبته من الموضع الآتي من "البعث والنشور" للبيهقي حيث روى الحديث من طريق المصنف، وتقدمت ترجمته في الحديث [32] ، وهو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ المكي، مولى آل قارظ، ثقة كثير الحديث.
957- سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 460) وعزاه للمصنِّف وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي في "البعث". =(5/148)
958- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو مِجْلَز (1) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ} - قَالَ: الْأَعْرَافُ مَكَانٌ مُرْتَفِعٌ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَعْرِفُونَ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِسِيمَاهُمْ وَأَهْلَ النَّارِ بِسِيمَاهُمْ، {وَنَادَوْا أَصْحَابَ الجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا (2) وَهُمْ يَطْمَعُونَ} فِي دُخُولِهَا، {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ} ، قَالَ: أَبْصَارُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تِلْقَاءَ أصحاب النار، قالوا: {قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً (3) } من
__________
= وقد أخرجه البيهقي في ((البعث والنشور)) (ص104 رقم 99) من طريق المصنِّف، به مثله سواء.
وقد تصحف اسم المصنف هناك إلى: ((أحمد بن منصور)) .
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1 / 229 - 230) ، ومن طريقه وطريق آخر أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 450 رقم 14673 و 14674) ، وأخرجه المروزي ويحيى بن صاعد في ((زياداتهما على الزهد)) لابن المبارك (ص482 - 483 رقم 1369) ، جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (14677) من طريق عيسى بن ميمون، وابن أبي حاتم (3 / ل 150 / ب) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يزيد، به.
(1) هو لاحق بن حميد.
(2) روى البيهقي - كما سيأتي - هذا الأثر من طريق المصنِّف، وعنده زيادة: ((بعد)) عقب قوله تعالى: {يدخلوها} .
(3) في الأصل: ((رجال)) .(5/149)
الْكُفَّارِ، {يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ. أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} ، فهذا حين دخلوها.
__________
958- سنده صحيح، وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (2 / 217) بعد سياقه له من رواية ابن جرير: ((وهذا صحيح إلى أبي مجلز لاحق بن حميد أحد التابعين، وهو غريب من قوله، وخلاف الظاهر من السياق، وقول الجمهور مقدَّم على قوله بدلالة الآية على ما ذهبو إليه)) . اهـ.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 465 - 466) وعزاه للمصنِّف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في "الأضداد" وأبي الشيخ والبيهقي في "البعث والنشور".
وقد أخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (ص108 - 109 رقم 112) من طريق المصنِّف، به مثله، عدا الفرق الذي تقدم ذكره.
وأخرجه المروزي في "زياداته على الزهد" لعبد الله بن المبارك (ص480 - 481 رقم 1366) من طريق مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، به نحوه، وفيه زيادة أن أبا مجلز أسند هذا الكلام إلى أبي بكر، ولكن في سنده مبهم، ومع ذلك فأبو مجلز لم يدرك أبا بكر.
وأخرجه المروزي أيضًا في الموضع السابق، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12 / 459 - 460 رقم 14707 و 14709 و 14710 و 14711 و 14712) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 151 / ب و 152 / ب) ، جميعهم من طريق سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، به، وسقط من المطبوع من "تفسير ابن جرير" في الموضع الأول ذكر سليمان التيمي، فيستدرك من "تفسير ابن كثير" (2 / 217) ، فإنه ساق الأثر عن ابن جرير.
وله طريق أخرى عند ابن جرير برقم (4708 و 14713 و 14714) يرويها عمران بن حدير، عن أبي مجلز.(5/150)
[الْآيَةُ (127) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقَالَ المَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي
الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} ]
959- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ حَسَنٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {ويَذَرَكَ (2) وإِلهتَكَ} (3) ، قَالَ: فِرْعَوْنُ يُعْبَد وَلَا يَعْبُد.
__________
(1) كذا جاء بالأصل! وفي الإسناد سقط ظاهر، فلا يمكن أن تكون الواسطة بين المصنِّف وابن عباس واحدًا، لويس في شيوخ المصنف من اسمه: ((عمرو بن حسن)) ، ولا في الرواة عن ابن عباس، بل ولا في الرواة جميعهم، وأرى أن الصواب هكذا: ((حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ محمد بن عَمْرُو بْنُ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ عباس ... )) ؛ لأن ابن جرير وابن أبي حاتم روياه من طريق سفيان بن عيينة، به كما سيأتي، ومحمد بن عمرو بن حسن بن علي بن أبي طالب ثقة كما في "التقريب" (ص499 رقم 6183) .
(2) في الأصل: ((وتذرك)) بالتاء وفي ظني أنه تصحيف؛ لأن جميع من روى هذه القراءة أو حكاها لم يجعلها بالتاء.
(3) أي: عبادتك كما جاء في بعض الروايات.
وقال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (13 / 38 - 41) : ((وقد روي عن ابن عباس ومجاهد أنهما كانا يقرآنها: {ويذرك وإلاهتك} بكسر الألف، بمعنى: ويذرك وعبودتك.
قال أبو جعفر: والقراءة التي لا نرى القراءة بغيرها: هي القراءة التي عليها قَرَأة الأمصار؛ لإجماع الحجة من القَرَأة عليها ...
وقد زعم بعضهم أن من قرأ: (وإلاهتك) إنما يقصد إلى نحو معنى قراءة من قرأ: (وآلِهتك) غير أنه أنَّث، وهو يريد إلهًا واحدًا، كأنه يريد: ويذرك =(5/151)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وإلاهك، ثم أنّث الإله، فقال: وإلاهتك.
وقد بيّن ابن عباس ومجاهد ما أرادا من المعنى في قراءتهما ذلك على ما قرآ، فلا وجه لقول هذا القائل ما قال في بيانهما عن أنفسهما ما ذهبا إليه من معنى ذلك)) . اهـ.
959- سند المصنِّف فيه ما تقدم ذكره، لكنه صحيح من غير طريقه كما سيأتي.
وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 516) وعزاه للفريابي وعبد بن حميد وأبي عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في "المصاحف" وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (1 / 124 رقم 143) و (13 / 39 و 40 رقم 14966 و 14971) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 173 / أ) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ محمد بن عَمْرُو بْنُ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ عباس، به.
وسند ابن أبي حاتم صحيح.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (1 / 123 رقم 142) و (13 / 39 رقم 14967) من طريق نافع بن عمر، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابن عباس، به هكذا بإسقاط الواسطة بين عمرو بن دينار وابن عباس.
وسنده ضعيف جدًّا لأنه من رواية شيخ ابن جرير وهو سفيان بن وكيع فإنه ساقط الحديث كما تقدم في الحديث [862] .
وله طريق أخرى عن ابن عباس أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص172 رقم45 - 50) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 173 / أ) ، كلاهما من طريق الزبير بن خرِّيت، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه كان يقرأ: {ويذرك =(5/152)
[الْآيَةُ (143) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ
إِلَيْكَ ... } إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ} ]
960- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ (1) ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ (2) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((يَوْمَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ عَلَيْهِ جُبَّةٌ صُوفٍ، وَكِسَاءٌ صُوفٍ، وَسَرَاوِيلُ صُوفٍ، وكُمَّةُ (3) صُوفٍ، (وَنَعْلَانِ) (4) مِنْ جَلْدِ حمارٍ غيرِ ذَكِيّ (5)) ) .
__________
= وإلاهتك} .
هذا لفظ أبي عبيد.
ولفظ ابن أبي حاتم: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تعالى: {ويذرك وإلاهتك} ، قال: عبادتك.
(1) تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في الآخر.
(2) تقدم في الحديث [417] أنه متروك، وهو حميد بن عطاء، ويقال: ابن علي.
(3) فسَّرها الترمذي في "جامعه" (4 / 225) بقوله: ((والكُمَّةُ: القَلنْسُوَةُ الصغيرة)) .
(4) في الأصل: ((ونعلين)) ، والتصويب من "مستدرك الحاكم"، فإنه روى الحديث من طريق المصنِّف.
(5) وفي رواية الترمذي: ((من جلد حمار ميِّت)) ، وهو بمعنى واحد، فالمذبوح ذَكِيٌّ، وغير الذَّكيّ: ما أزهقت نفسه قبل أن يدركه فيذكِّيه. انظر "النهاية في غريب الحديث" (2 / 164) . =(5/153)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
690- سنده ضعيف جدًّا، وقد تقدم هذا الإسناد لمتن آخر برقم [417] وقلت هناك: ((سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف حميد الأعرج، واختلاط خلف بن خليفة، وما تقدم عن أبي حاتم أنه قال: ((لا يعرف لعبد اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ مسعود شيء)) ، وقد نص ابن حبان كما سبق على أن حميدًا هذا يروي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عن ابن مسعود نسخة كأنها موضوعة، وهذا من روايته عنه)) .
وأزيد هنا فأقول: بل إن ابن حبان ذكر هذا الحديث بعينه في ترجمته مما انتُقد عليه، كما عدّه العقيلي وابن عدي.
فالحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 537) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في "الأسماء والصفات".
وذكره صاحب "كنز العمال" (11 / 509 رقم 32380) وعزاه لأبي يعلى والسراج والحاكم والبيهقي وابن النجار.
وقد أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1 / 28) من طريق المصنِّف، به مثله، إلا أنه قدَّم فيه وأخر، ثم قال الحاكم: ((قد اتفقا جميعًا على الاحتجاج بحديث سعيد بن منصور. وحميد هذا ليس بابن قيس الأعرج. قال البخاري في "التاريخ": حميد بن علي الأعرج الكوفي منكر الحديث، وعبد الله بن الحارث النجراني محتج به، واحتج مسلم وحده بخلف بن خليفة، وهذا حديث كبير في التصوّف والتكلم، ولم يخرجاه)) . اهـ.
وهذا الحديث من الأحاديث التي وقعت للحاكم في أول الكتاب، وهو الجزء الذي بيّضه ونقّحه، فهذا يدل على تساهل الحاكم رحمه الله الشديد، حيث خرّج هذا الحديث، وذكر علّته، ثم أورد بعده شاهدًا له في لبس الصوف من طريق واهٍ.
بل الأعجب من ذلك: أن الحاكم أخرجه بعد ذلك في كتاب التفسير (2 / 379) من طريق عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي وخلف بن خليفة، عن حميد =(5/154)
961- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نَا (عُمَرُ) (1) بْنُ حَمْزَةَ العُمَري، قَالَ: سَمِعْتُ محمد بن كعب القُرَظي
__________
= ابن قيس، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، به، ثم صححه على شرط البخاري، فتعقبه الذهبي بقوله: ((بل ليس على شرط البخاري، وإنما غرّه أن في الإسناد حميد بن قيس كذا!! وهو خطأ، إنما هو حميد الأعرج الكوفي: ابن علي أو ابن عمار أحد المتروكين، فظنه المكي الصادق)) .
والحديث أخرجه أيضًا الترمذي (4 / 224 - 225 رقم 1734) في كتاب اللباس، باب ما جاء في لبس الصوف.
والبزار في "مسنده" (5 / 400 رقم 2031) .
وأبو يعلى في "مسنده" (8 / 399 رقم 4983) .
والعقيلي في "الضعفاء" (1 / 268) .
وابن حبان في "المجروحين" (1 / 262) .
وابن عدي في "الكامل" (2 / 688) .
والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1 / 314 - 315) .
وابن النجار في "تاريخه" (2 / 211 - 212) .
جميعهم من طريق خلف بن خليفة، به.
قال الترمذي بعد أن أخرجه: ((هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج، وحميد هو ابن علي الكوفي، قال: سمعت محمدًا - يعني البخاري - يقول: حميد بن علي الأعرج منكر الحديث، وحميد بن قيس الأعرج المكي صاحب مجاهد ثقة)) .
وقال البزار: ((وهذا الحديث لا نعلمه يروى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه إلا خلف بن خليفة)) .
(1) في الأصل: ((عمرو)) وهو خطأ يدل عليه قوله في آخر الحديث: ((قال عمر)) . =(5/155)
قَالَ: قِيلَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَاذَا شَبَّهْتَ كَلَامَ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا خَلَقَ؟ قَالَ: الرَّعْد، قَالَ عُمَرُ: قَالَ رَجُلٌ: قَالَ مُحَمَّدٌ: الرَّعْدُ السَّاكِنُ.
962- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا مُغِيرَةُ (2) ، عَنِ الشَّعْبي، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثيم يَقْرَأُ: {جَعَلَهُ دَكّآءَ} - ممدوداً - (3) .
__________
= وهو عمر بن حمزة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن الخطاب العُمري، المدني، ضعيف كما في "التقريب" (ص411 رقم 4884) .
961- سنده ضعيف لضعف عمر بن حمزة، وآخره أشد ضعفًا لأجل الرجل المبهم، ولو صح عن محمد بن كعب لاحتمل أن يكون من الإسرائيليات التي يحدث بها محمد بن كعب، والله أعلم.
(1) هذا الحديث والذي يليه في الأصل متأخران عن الحديثين بعدهما رقم [964 و 965] ، فقدمتهما لترتيب الآيات.
(2) هو ابن مقسم الضبِّي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن إلا أنه مدلس، ولم يصرِّح هنا بالسماع.
(3) قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (13 / 100 - 120) : ((واختلفت القَرَأَةُ في قراءة قوله: {دَكًّا} . فقرأته عامة قَرَأَة أهل المدينة والبصرة: {دَكًّا} مقصورًا بالتنوين، بمعنى: دَكّ اله الجبل دكًّا، أي: فَتَّتَهُ، واعتبارًا بقول الله: {كلا إذا دُكَّت الأرض دكًّا دكًّا} [سورة الفجر: 21] .
وقرأته عامة قَرَأَة الكوفيين: {جعله دَكّاءَ} بالمدّ وترك الجرّ والتنوين، مثل: ((حمراء)) ، و ((سوداء)) ، وكان ممن يقرأه كذلك عكرمة.
واختلف أهل العربية في معناه إذا قرئ كذلك. =(5/156)
[الْآيَةُ (145) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{ [وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ ... } إلى قوله تعالى:
{سَأُورِيكُمْ دَارَ الفَاسِقِينَ} ]
963- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ؛ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {سَأُرِيكُمْ دَارَ الفَاسِقِينَ} - قَالَ: رُفعت لِمُوسَى حَتَّى نَظَرَ إليها.
__________
= فقال بعض نحويي البصرة: العرب تقول: ((ناقة دكَّاء)) : ليس لها سنام، وقال: ((الجبل)) مذكّر، فلا يشبه أن يكون منه، إلا أن يكون جعله: ((مثل دكاء)) ، حذف ((مثل)) ، وأجراه مجرى: {واسأل القرية} [سورة يوسف: 82] .
وكان بعض نحويي الكوفة يقول: معنى ذلك: جعل الجبل أرضًا دكاء، ثم حذف الأرض، وأقيمت الدكاء مقامها؛ إذ أدّت عنها ... )) .
ثم رجح ابن جرير بعد ذلك قراءة من قرأه: {دَكَّاءَ} .
962- سنده ضعيف لأن مغيرة مدلِّس ولم يصرح بالسماع.
(1) هذا الحديث والحديث السابق في الأصل متأخران عن الحديثين بعدهما رقم [964، 965] ، فقدمتهما لترتيب الآيات.
(2) تقدم في الحديث [179] أنه متروك رافضي.
963- سنده ضعيف جدًّا لما تقدم عن حال عمرو بن ثابت.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 562) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 185 / أ) من طريق عمرو بن ثابت، به.(5/157)
[الْآيَتَانِ (156 و 157) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا
إِلَيْكَ ... } إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} ]
964- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ؛ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نَا خَالِدٌ (2) ، عَنْ أَبِي العُرْيان (3) ، قَالَ: قَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} -، قَالَ: فَلَمْ يُعْطَهَا مُوسَى، {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ... } إِلَى قَوْلِهِ {أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} .
__________
(1) هذا الحديث والذي بعده في الأصل متقدمان عن الحديثين السابقين رقم [952 و 963] ، فأخرتهما لترتيب الآيات.
(2) هو ابن مَهْران الحَذَّاء.
(3) هو أُنَيْس أبو العُرْيان المجاشعي، مجهول الحال، روى عن ابن عباس والحسن بن علي ومحمد بن الحنفية، روى عنه خالد بن مهران الحذاء، سكت عنه البخاري، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" في موضعين، في طبقة التابعين، وفي طبقة أتباع التابعين. انظر "التاريخ الكبير" للبخاري (2 / 43 رقم 1628) ، و"الجرح والتعديل" (2 / 333 - 334 رقم 1265) ، و"الثقات" لابن حبان (4 / 51) ، و (6 / 81 - 82) .
964- سنده ضعيف لجهالة حال أنيس أبي العريان، وهو حسن لغيره بالطرق الآتي ذكرها.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 571) وعزاه للمصنِّف فقط. =(5/158)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (13 / 157 - 158 رقم 15206 و 15207) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن علية وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن خالد الحذاء، به.
وذكر له السيوطي في "الدر" (573) متابعات ببعضه ومعناه، وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11 / 503 رقم 11827) .
والبزار في "مسنده" كما في "كشف الأستار" (3 / 49 - 50 رقم 2213) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (13 / 156 و 161 رقم 15202 و 15214 و 15215 و 15216) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / 191 / أو 192 / أ) .
والحاكم في "المستدرك" (2 / 322) .
جميعهم من طريق عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: سأل موسى ربه مسألة: {واختار موسى قومه سبعين رجلاً ... } حتى بلغ: {مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل} ، فأعطيها مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
هذا لفظ ابن أبي شيبة.
وسنده ضعيف لأن عطاء بن السائب كان قد اختلط كما تقدم بيانه في الحديث رقم [6] ، وجميع الذين رووا عنه هذا الأثر - فيما تقدم - من الذين رووا عنه بعد الاختلاط، وبه يتبين خطأ الحاكم رحمه الله في قوله عقب الحديث: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) .
وله طريق آخر آخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 191 / أ) فقال: حدثنا عمار بن خالد الواسطي، ثنا محمد بن الحسن ويزيد بن هارون، عن أصبغ =(5/159)
965- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ؛ قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ قَيْسٍ (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وجل: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ} - قَالَ: عُهُودًا كَانَتْ عَلَيْهِمُ.
[الْآيَةُ (169) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الكِتَابَ يَأْخُذُونَ
عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا ... } الْآيَةُ] .
966- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا فضيل بن عياض، عن
__________
= ابن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، حدثني سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس - {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} - فقال موسى: رب سألتك التوبة لقومي فقلت: إن رحمتك كتبتها لقوم غير قومي، فليتك أخرتني حتى تخرجني حيًا في أمة ذلك الرجل المرحومة.
وسنده حسن.
(1) هذا الحديث والذي قبله في الأصل متقدمان عن الحديثين السابقين رقم [962 و 963] ، فأخرتهما لترتيب الآيات.
(2) موسى بن قيس الحضرمي، أبو محمد الكوفي الفَرَّاء، لقبه عصفور الجنة، صدوق رمي بالتشيع. "التقريب" (553 رقم 7003) .
965- سنده حسن لذاته إن كان موسى بن قيس سمع من مجاهد، فإني لم أجد من نصّ عليه.
والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 583) وعزاه لابن جرير فقط.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (13 / 166 رقم 15234) من طريق ابن نمير، عن موسى بن قيس، به.(5/160)
مَنْصُورٍ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} - قَالَ: يَعْمَلُونَ بِالذُّنُوبِ، وَيَقُولُونَ: سَيُغْفَرُ لَنَا.
[الْآيَةُ (172) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا}
967- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عتَّاب بن بشير (2) ، قال: نا
__________
(1) وهو ابن المعتمر.
966- سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 594) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي في "شعب الإيمان".
وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1 / 240) .
وابن جرير الطبري في "تفسيره" (13 / 212 رقم 15314) .
كلاهما من طريق فضيل بن عياض، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (15315 و 15317) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 204) .
كلاهما من طريق سفيان الثوري، وابن جرير أيضًا برقم (15316 و 15326) من طريق جرير بن عبد الحميد والبيهقي في "شعب الإيمان" (12 / 463 رقم 6758) من طريق عبد الرحمن بن منيب، جميعهم عن منصور، به.
(2) تقدم في الحديث [204] أنه لا بأس به، إلا في روايته عن خصيف فإنها منكرة.(5/161)
خُصَيْف (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ} -، قَالَ: أَخَذَ مِنَ النَّبِيِّينَ كلِّهم قَبْلَ أَنْ يُخْلَقوا، قَالَ: أَخَذَ النُّطف مِنْ صُلْب آدَمَ، فَرَأَى مِنْهَا نُطْفةً تَتَلألأُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، أَيُّ بَنِيَّ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، كَمْ جَعَلْتَ لَهُ؟ قَالَ: سِتِّينَ (2) سَنَةً، قَالَ: أَقْلَلْتَ لَهُ، قَالَ: فَأَعْطِهِ مِنْ سِنِينِكَ، فَإِنِّي جَعَلْتُ لَكَ أَلْفَ سَنَةً، فَأَعْطَأَهُ أَرْبَعِينَ (2) سَنَةً، فَلَمَّا حَضَرَ أَجَلُ آدَمَ، قَالَ: رَبِّ أَلَيْسَ جَعَلْتَ لِي أَلْفَ سَنَةً، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَيْسَ قَدْ جَعَلْتَ مِنْ سِنِينِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لِدَاوُدَ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وجل بالكتاب والشهود والبينة.
__________
(1) تقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيء الحفظ.
(2) في الأصل كتب العدد رقمًا بالأرقام الهندية.
967- سنده ضعيف لضعف خصيف بن عبد الرحمن الجزري من قبل حفظه، وقد صح مرفوعًا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه كما سيأتي.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (13 / 240 رقم 15364) بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير من قوله لم يذكر فيه ابن عباس.
وقد أخرجه أيضًا برقم (15365 و 15366) موقوفًا على سعيد أيضًا.
وأخرجه أيضًا (13 / 237 رقم 15361) نحوه مطولاً بإسناد ضعيف جدًّا، من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس.
وقد اشتهر الحديث من رواية حماد بن سلمة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يوسف بن مهران، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - في قول الله عز وجل: {إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ... } إلى آخر الآية -: ((إن أول من جحد آدم؛ إن الله أراه ذريته، فرأى رجلاً أزهر ساطعًا نوره، قال: يا رب من هذا؟ =(5/162)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قَالَ هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، قَالَ: يا رب، فما عمره؟ قال: ستون سنة، قال: يا رب، زد في عمره، قال: لا إلا أن تزيده من عمرك، قال: وما عمري؟ قال: ألف سنة، قال آدم: فقد وهبت له أربعين سنة، قال: فكتب الله عز وجل عليه كتابًا، وأشهد عليه ملائكته، فلما حضره الموت وجاءته الملائكة قال: إنه قد بقي من عمري أربعون سنة، قالوا: إنك قد وهبتها لابنك داود. قال: ما وهبت لأحد شيئًا، قال: فأخرج الله عز وجل الكتاب، وشهد عليه ملائكته)) .
وأخرجه أبو داود الطيالسي في "سننه" (ص350 رقم 2692) واللفظ له.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "سننه" (10 / 146) في الشهادات، باب الاختيار في الإشهاد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1 / 28) .
وابن أبي شيبة في "المصنف" (14 / 118 - 119 رقم 17793) مختصرًا.
والإمام أحمد في "المسند" (1 / 251 - 252 و 298 - 299 و 371) .
وابن أبي عاصم في "السنة" (1 / 90 رقم 204) وفي "الأوائل" (ص61 رقم 4) مختصرًا.
والفريابي في "القدر" برقم (4) .
وابن جرير الطبري في "تاريخه" (1 / 156) .
والطبراني في "المعجم الكبير" (12 / 214 رقم 12928) .
وأبو الشيخ في "العظمة" (5 / 1550 - 1551 رقم 1012) .
والبيهقي في الموضع السابق.
جميعهم من طريق حماد بن سلمة، به.
وأورده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (1 / 334) من رواية الإمام أحمد، =(5/163)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ثم قال: ((هذا الحديث غريب جدًّا، وعلي بن زيد بن جدعان في أحاديثه نكارة)) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، وهو حديث طويل تضمن ما ذكر في حديث ابن عباس وزيادة.
أخرجه الترمذي في "جامعه" (5 / 267 رقم 3076) في كتاب التفسير، باب ومن سورة الأعراف.
والفريابي في "القدر" برقم (19) .
وابن منده في "الرد على الجهمية" (ص49 - 50 رقم 23) .
والحاكم في "المستدرك" (2 / 325 و 585 - 586) .
جيعيهم من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زيد بن أسلم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -)) .
وقال ابن منده: ((هذا حديث صحيح من حديث هشام بن سعد ... )) .
وقال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)) .
وتابع أبا نعيم على روايته على هذا الوجه خلاد بن يحيى عند ابن سعد في "الطبقات" (1 / 27 - 28) ، والقاسم بن الحكم العرني عند أبي يعلى في "مسنده" (12 / 8 - 9 رقم 6654) .
وخالفهم عبد الله بن وهب، فرواه في "كتاب القدر" (ص67 - 68 رقم 8) عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بن يسار، عن أبي هريرة، به.
ومن طريق ابن وهب أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (11 / 263 - 264 رقم 6377) .
وحكم أبو زرعة الرازي على رواية ابن وهب هذه بالوهم، فذكر له عبد الرحمن بن أبي حاتم - كما في "العلل" له (2 / 87 - 88 رقم 1757) - =(5/164)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= روايتي ابن وهب وأبي نعيم، ثم قال عبد الرحمن: ((قلت لأبي زرعة: أيهما أصح؟ قال: حديث أبي نعيم أصح، وهم ابن وهب في (الحديث)) ) .
وله طريق أخرى أخرجها الترمذي أيضًا (5 / 453 - 454 رقم 3368) في كتاب التفسير، باب منه.
وابن خزيمة في "التوحيد" (1 / 160 - 162 رقم 89) .
ومن طريقه ابن حبان في "صحيحه" (4 / 40 - 42 رقم 6167) .
وأخرجها الحاكم في "المستدرك" (1 / 64) و (4 / 263) .
ومن طريقه البيهقي في "السنن" (10 / 147) في الشهادات، باب الاختيار في الإشهاد، وفي "الأسماء والصفات" (2 / 56) .
جميعهم من طريق صفوان بن عيسى، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا، به.
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم)) .
وتابع صفوان بن عيسى: أنس بن عياض عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1 / 91 رقم 206) ، وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيّان عند ابن جرير الطبري في "تاريخه" (1 / 155) ، وابن منده في "الرد على الجهمية" (ص53 - 55 رقم 26) ، كلاهما عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، به.
وتابع الحارث: إسماعيل بن رافع عند أبي يعلى في "مسنده" (11 / 453 - 455 رقم 6580) ، فرواه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، به.
وللحديث طرق أخرى تجدها عند ابن أبي عاصم في الموضع السابق من "السنة"، وعند ابن جرير الطبري في الموضع السابق من "التاريخ" وعند ابن منده في الموضع السابق من "الرد على الجهمية"، لكن أهم طرق الحديث هما الطريقان السابقان، والأولى منهما صحيحة كما سبق في كلام الأئمة الذين =(5/165)
968- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هشام بن سعد (2) [ل138/أ] ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نِصَاح (3) ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ أَكْرَمَهُ كَرَامَةً لَمْ يُكْرِمْهَا أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ: أَرَاهُ مَنْ هُوَ كَائِنٌ مِنْ صُلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنْ يَكُنْ مِمَّا أَرَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَكُنْ، فَلَا عَلَيْكَ أَنْ لا تفعله.
__________
= صححوه، وأما الأخرى وهي طريق سعيد المقبري، فقد صححها ابن حبان والحاكم كما سبق، وحسنها الترمذي مع استغرابه لها، وحكم النسائي عليها في "عمل اليوم والليلة" (ص238) بأنها خطأ، وأن الصواب: ((سعيد - وهو ابن أبي سعيد المقبري -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن سلام)) ، ولكن هذا الإعلال مختص بطريق سعيد المقري، عن أبي هريرة، وأما طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فهي صحيحة كما سبق، وبها يصح الحديث، والله أعلم.
(1) هو الدَّرَاوَرْدي، تقدم في الحديث [69] أنه صدوق.
(2) تقدم في الحديث [646] أنه ثقة إذا روى عن زيد بن أسلم، وأما في غيره فإنه صدوق له أوهام، وهذا ليس من روايته عن زيد بن أسلم.
(3) هو شيبة بن نِصَاح - بكسر النون بعدها مهملة، وآخره مهملة -، القارئ، المدني، القاضي، ثقة، مات سنة ثلاثين ومائة كما في "التقريب" (ص270 رقم 2839) .
ولم أجد من نصّ على أن هشام بن سعد روى عنه، ولم يصرح هشام هنا بالسماع منه، لكن سماعه منه محتمل جدًّا، فهشام لم يوصف بالتدليس، وكلاهما مدني، وقد تعاصرا فترة طويلة، فهشام كما في ترجمته في الحديث [646] توفي في حدود سنة ستين ومائة، وشيبة كما هنا توفي سنة ثلاثين ومائة.
968- سنده فيه هشام بن سعد وتقدم الكلام عن روايته عن غير زيد بن أسلم.(5/166)
969- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ، قَالَ: نا رَبِيعَةُ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ (3) ، عَنِ ابْنِ مُحَيْريز (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ، رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يُسأل) (5) عَنِ الْعَزْلِ فَقَالَ: ((لَا عَلَيْكُمُ أَنْ لَا تَفْعَلُوا؛ إِنْ تَكُنْ مِمَّا أَخَذَ اللَّهُ مِنْهَا الْمِيثَاقَ، فَكَانَتْ عَلَى صخرة لنفخ فيها الروح)) .
__________
(1) هو الدَّرَاوَرْدي، تقدم في الحديث [69] أنه صدوق.
(2) هو ربيعة بن أبي عبد الرحمن - واسم أبي عبد الرحمن: فَرُّوخ -، التَّيْمي، مولاهم، أبو عثمان المدني، المعروف بربيعة الرأي، ثقة فقيه مشهور. انظر "التقريب" (ص207 رقم 1911) .
(3) هو مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان - بفتح المهملة وتشديد الموحّدة - ابن منقذ الأنصاري، المدني، ثقة فقيه. انظر "التقريب" (ص512 رقم 6381) .
(4) هو عبد الله بن مُحَيْريز - بمهملة وراء، آخره زاي، مصغّر - ابن جُنادة بن وهب الجُمَحي، المكي، ثقة عابد. انظر "التقريب" (ص322 رقم 3604) .
(5) ما بين القوسين ليس في الأصل، وفي موضع إشارة إدخال، ولم يكتب بالهامش شيء، وما أثبته من القسم المطبوع من "السنن" للمصنف حيث سبق أن روى الحديث كما سيأتي.
[969]- سنده حسن لذاته لما تقدم عن حال عبد العزيز بن محمد، وهو صحيح لغيره لأنه قد توبع كما سيأتي، بل هو مخرج في "الصحيحين".
وذكره السيوطي في "الدر" (3 / 604) وعزاه للمصنف فقط.
وسبق أن أخرجه المصنف في القسم المطبوع من "سننه" (2 / 103 رقم 2220) كتاب الطلاق، باب جامع الطلاق، من طريق شيخه عبد العزيز بن محمد، به مثله، إلا أنه قال: ((إن يكن مما أخذ الله عليه الميثاق، فكانت على =(5/167)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= هذه الصخرة، أخرجها الله)) .
وهذا يدل على أن المصنِّف يرى الرواية بالمعنى؛ فإن شيخه في الموضعين واحد، ومع ذلك اختلف اللفظ بين الموضعين كما ترى، مع اتحاد المعنى.
وأخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (2 / 594 رقم 95) في كتاب الطلاق، باب ما جاء في العزل، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، به.
ومن طريق الإمام مالك أخرجه: الإمام أحمد في "المسند" (3 / 68) ، والبخاري في "صحيحه" (5 / 170 رقم 2542) في كتاب العتق، باب من ملك من العرب رقيقًا فوهب ... ، وأبو داود في "سننه" (2 / 624 رقم 2172) في النكاح، باب ما جاء في العزل، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3 / 33) ، والبيهقي في "سننه" (7 / 229) في النكاح، باب العزل.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (14 / 427 - 428 رقم 18683) .
والنسائي في "الكبرى" (3 / 200 - 201 رقم 5045) في العتق، باب ذكر ما يستدل به على منع بيع أمهات الأولاد.
كلاهما من طريق يحيى بن أيوب، عن ربيعة، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (7 / 428 - 429 رقم 4138) في المغازي، باب غزوة بني المصطلق.
ومسلم في "صحيحه" (2 / 1061 رقم 125) في النكاح، باب حكم العزل.
والنسائي في الموضع السابق برقم (5044) .
ثلاثتهم من طريق إسماعيل بن جعفر بن ربيعة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4 / 222) من طريق محمد بن =(5/168)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إسحاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبان، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3 / 72) .
والبخاري (13 / 390 - 391 رقم 7409) في التوحيد، باب قول الله تعالى: {هو الله الخالق البارئ المصور} .
ومسلم في الموضع السابق برقم (126) .
والطحاوي (3 / 33) .
وابن حبان في "صحيحه" (9 / 504 - 505 رقم 4193 / الإحسان) .
والبيهقي في "سننه" (9 / 125) في السير، باب باب وطء السبايا بالملك قبل الخروج من دار الحرب.
جميعهم من طريق موسى بن عقبة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبان، به.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (3 / 63) .
والنسائي في "الكبرى" (4 / 403 رقم 7698) في النعوت، باب الخالق، و (5 / 343 - 344 رقم 9089) في عشرة النساء، باب ذكر الاختلاف على الزهري في خبر أبي سعيد فيه.
والبيهقي في (10 / 347) في عتق أمهات الأولاد، باب الرجل يطأ أمته بالملك فتلد له.
ثلاثتهم من طريق الضحاك بن عثمان، عن محمد بن يحيى، به.
وأخرجه الطحاوي (3 / 33) من طريق أبي الزناد، عن محمد بن يحيى، به.
وتابع محمد بن يحيى: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، فرواه عن عبد الله بن محيريز، به.
أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3 / 88) .
والبخاري في "صحيحه" (4 / 420 رقم 2229) في البيوع، باب بيع =(5/169)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الرقيق، و (9 / 305 رقم 5210) في النكاح، باب العزل، و (11 / 494 رقم 6603) في القدر، باب وكان أمر الله قدرًا مقدورًا.
ومسلم في الموضع السابق من "صحيحه" برقم (217) .
والنسائي في "سننه الكبرى" (3 / 200 رقم 5042 و 5043) في العتق، باب ذكر ما يستدل به على منع بيع أمهات الأولاد، و (5 / 343 رقم 9087 و 9088) في عشرة النساء، باب ذكر الاختلاف على الزهري في خبر أبي سعيد فيه.
والطحاوي (3 / 33) .
والبيهقي (7 / 229) و (10 / 347) .
وابن عبد البر في "التمهيد" (3 / 133 - 134) .
وللحديث طرق أخرى كثيرة عن أبي سعيد الخدري، فانظرها في "مسند الطيالسي" (ص289 رقم 2177) ، و"مصنف عبد الرزاق" (7 / 146 رقم 12576) ، و"مسند الحميدي" (2 / 329 - 330 رقم 746 و 747 و 748) ، والمطبوع من "سنن سعيد بن منصور" بتحقيق الأعظمي (2 / 102 - 103 رقم 2217 و 2218 و 2219) ، و"مصنف ابن أبي شيبة" (4 / 221) ، و"مسند الإمام أحمد" (3 / 11 و 22 و 26 و 33 و 47 و 49 و 51 و 53 و 57 و 59 و 68 و 72 و 78 و 82 و 92 - 93) ، و"سنن الدارمي" (2 / 72 رقم 2229 و 2230) ، و"صحيح البخاري" (13 / 391 عقب الحديث رقم 7409) ، و"صحيح مسلم" رقم (128 و 129 و 130 و 131 و 132 و 133) ، و"سنن أبي داود" (2 / 623 - 624 رقم 2170 و 2171) ، و"جامع الترمذي" (3 / 435 رقم 1138) في النكاح، باب ما جاء في كراهية العزل، و"سنن ابن ماجه" (1 / 620 رقم 1926) في النكاح، باب العزل، والنسائي في "المجتبى" (6 / 107 - 108) في النكاح، باب العزل، وفي "الكبرى" (3 / 201 رقم 5047 و 5048) ، و (4 / 403 =(5/170)
[الْآيَةُ (187) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
{يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ} ]
970- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: {كأنك حفي (1) بها} (2) .
__________
= رقم 7697) ، و (5 / 341 - 345 رقم 9079 و 9080 و 9081 و 9082 و 9084 و 9085 و 9086 و 9090 و 9094) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3 / 31 - 34) ، وابن حبان في "صحيحه" (9 / 502 رقم 4191/ الإحسان) ، والبيهقي (7 / 229 - 230) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (3 / 140) .
(1) من عادة الناسخ ترك كتابة الهمزة، وفي الموضع الآتي من "الدر المنثور" عزاه لعبد بن حميد، وذكر هذه الكلمة مهموزة: ((حفيء)) ، فلست أدري أهي عند سعيد بن منصور مهموزة أم لا؟
(2) رجح ابن جرير الطبري في "تفسيره" (13 / 300 - 301) معنى هذه القراءة، لكن سقط من النسخة بعض كلامه، وقد أشار المحقق إلى ذلك، فكان مما قال: ((فوجّه هؤلاء تأويل قوله: ((كأنك حفي عنها)) إلى: ((حفي بها)) ، وقالوا: تقول العرب: ((تحفَّيْتُ له في المسألة)) ، و: ((تحفّيْت عنه)) ، قالوا: ولذلك قيل: ((أتينا فلانًا نسأل به)) بمعنى: نسأل عنه.
قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب: قول من قال: معناه: كأنك حفي بالمسألة عنها فتعلمها ... )) إلخ كلامه.
970- سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 622) مهموزًا هكذا: {كأنك حفيء بها} ، وعزاه لعبد بن حميد.(5/171)
971- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ خُصَيْف (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} - يَقُولُ: كَأَنَّكَ حَفِيٌّ بِهِمْ حَتَّى يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ.
[الْآيَتَانِ (189 و 190) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا
لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ
فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ
مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ
فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ]
972- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عن عمرو بن دينار،
__________
(1) هو ابن عبد الرحمن الجزري، تقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيء الحفظ.
971- سنده ضعيف لضعف خصيف من قبل حفظه.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 622) ، وعزاه لعبد بن حميد فقط، ولفظه: عن مجاهد: {يسألونك كأنك حفي} بسؤالهم، قال: كأنك تحب أن يسألوك عنها.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (13 / 298 رقم 15483) من طريق حجاج.
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 213 / ب) من طريق أبي سعيد المؤدب.
كلاهما عن خصيف، به.(5/172)
قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: {حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَاسْتَمَرَّتْ بِهِ} (1) .
973- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَتّاب بْنُ بَشِيرٍ (2) ، قَالَ: نا خُصَيْف (3) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} -، قَالَ: إِنَّ حَوّاء لَمَّا حَمَلَتْ أَتَاهَا إِبْلِيسُ فَقَالَ: إِنِّي أَنَا الَّذِي أَخْرَجْتُكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ، فَإِنْ لَمْ تُطِيعِينِي لَأَجْعَلَنَّ لِابْنِكِ قَرْنَيْنِ فَلَيَشُقَّنَّ بَطْنَكِ أَوْ لَأُخْرِجَنَّهُ مَيِّتًا، فَقَضَى (4) أَنْ خَرَجَ مَيِّتًا، ثُمَّ حَمَلَتِ الثَّانِيَ فَقَالَ لَهَا مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقَالَتْ لَهُ حَوَّاءُ: أَخْبِرْنِي مَا الَّذِي تُرِيدُ أَنْ أُطِيعَكَ فيه؟
__________
(1) رجّح ابن جرير الطبري معنى هذه القراءة، فقال في "تفسيره" (13 / 304 - 305) : ((وأما قوله: ((فمرّت به)) ، فإنه يعني: استمرّت بالماء، قامت به وقعدت وأتمت الحمل ... )) ثم ذكر عن الحسن البصري وقتادة ومجاهد والسدي هذا المعنى، وأشار إلى معنى آخر، فقال: ((وقال آخرون: معنى ذلك: فشكّت فيه ... )) ثم أسند إلى ابن عباس بسند ضعيف جدًّا، والصحيح الثابت عن ابن عباس ما أخرجه سعيد هنا.
972- سنده صحيح.
وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 625) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر.
(2) تقدم في الحديث [204] أنه لا بأس به، إلا في روايته عن خصيف فإنها منكرة، وهذه منها.
(3) تقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيء الحفظ.
(4) أي: الله سبحانه.(5/173)
قَالَ: سَمِّيه عَبْدَ الْحَارِثِ، فَفَعَلَتْ، فَخَرَجَ بِإِذْنِ اللَّهِ سَوِيًّا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: لَمْ يُخَصَّ بِهَا آدَمُ، وَلَكِنْ جَعَلَهَا عَامَّةً لِجَمِيعِ النَّاسِ بَعْدَ آدَمَ.
[الْآيَةُ (199) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} ]
974- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} - قَالَ: مَا أُمِرَ إِلَّا أَنْ يأخذ من أخلاقهم وأعمالهم.
__________
973- سنده ضعيف لما تقدم عن حال خصيف، وسيأتي الكلام عن متنه.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 624) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 217 / أ) من طريق شريك، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عن ابن عباس، به.
وذكره الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (2 / 274 - 275) وذكر غيره من الأحاديث والآثار التي وردت في هذا المعنى، ونقدها، وبين أنها من روايات أهل الكتاب، وأنها مما علمنا كذبه من أخبارهم، وأن الصواب في معنى قوله سبحانه: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شركاء فيما آتاهما} : أن المراد من ذلك: المشركون من ذرية آدم، ولهذا قال الله تعالى: {فتعالى الله عما يشركون} ، والله أعلم.
974- هو حديث صحيح لكن من رواية هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عروة ابن الزبير، عن أخيه عبد الله بن الزبير كما أخرجه البخاري في "صحيحه"، وأما هذا الطريق فهي مرسلة، وسندها صحيح إلى عروة، ولكنه معلول. =(5/174)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فالحديث مداره على هشام بن عروة، واختلف عليه.
* فرواه سفيان بن عيينة وعمر بن علي المقدَّمي وعبد الرحمن بن أبي الزناد، عنه، عن أبيه مرسلاً.
أما رواية سفيان فهي التي أخرجها المصنف هنا.
وأما رواية عمر بن علي المقدَّمي فأخرجها البزار في "مسنده" (6 / 141 رقم 2182) .
وأما رواية ابن أبي الزناد فأخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (13 / 326 - 327 رقم 15537) .
* ورواه معمر بن راشد، واختُلف عليه.
فرواه عبد الرزاق في "تفسيره" (1 / 245) عنه، عن هشام، عن أبيه مرسلاً مثل رواية من سبق.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" برقم (15538) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن هشام، عن أبيه، عن أخيه عبد الله بن الزبير، موصولاً مثل رواية من رواه عن هشام هكذا، وهم:
* عبد الله بن نمير، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ووكيع بن الجراح، وعبدة بن سليمان.
أما رواية ابن نمير فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13 / 388 رقم 16677) .
وأما رواية أبي أسامة، فأخرجها: هناد بن السري في "الزهد" (2 / 597 رقم 1264) ، والبخاري في "صحيحه" (8 / 305 رقم 4644) في تفسير سورة الأعراف من كتاب التفسير، باب: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عن الجاهلين} ، والطبراني في "المعجم الكبير" (13 / 107 رقم 257) .
وأما رواية وكيع بن الجراح، فأخرجها البخاري أيضًا في الموضع السابق =(5/175)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= برقم (4643) ، والحاكم في "المستدرك" (1 / 124 - 125) ، وصححه على شرط الشيخين، وفاته أن البخاري أخرجه.
وأما رواية عبدة بن سليمان، فأخرجها النسائي في "تفسيره" (1 / 512 / رقم 215) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" برقم (15541) ، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" من طريق النسائي (ص180) .
* ورواه محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي، واختلف عليه.
فرواه يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن عثمان العقيلي، كلاهما عنه، عن هشام، عن أبيه، عن أخيه عبد الله بن الزبير مثل رواية ابن نمير ووكيع وأبي أسامة وعبدة ن سليمان.
أما رواية يعقوب بن إبراهيم، فأخرجها أبو داود في "سننه" (5 / 143 رقم 4787) في كتاب الأدب، باب في التجاوز في الأمر، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" (1 / 310) .
وأما رواية محمد بن عثمان العقيلي، فأخرجها البزار في "مسنده" (6 / 140 - 141 رقم 2181) ، ثم قال: ((وهذا الحديث إنما يروي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، ولا نعلم أحدًا قال: عن ابن الزبير إلا محمد بن عبد الرحمن)) . اهـ. وفاته أن الأكثرين رووه عن هشام بن عروة مثل رواية الطفاوي عنده.
وخالف يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن عثمان: عمرو بن محمد الناقد وعثمان بن حفص التنومي، فروياه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطفاوي، عن هشام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رضي الله عنهما، به.
أما رواية عمرو بن محمد الناقد، فأخرجها:
ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 218 / أ) ، والحاكم في "المستدرك" (1 / 124) ، ثم قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط البخاري، وقد احتج بالطفاوي، ولم يخرجاه، وقد قيل فيه: عن عروة، عن عبد الله بن الزبير)) . =(5/176)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأما رواية عثمان بن حفص فأخرجها الطبراني في "الأوسط" (2 / 125 رقم 1238) .
* ورواه أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عن عبد الله بن الزبير، وهي الرواية الآتية بعد هذه برقم [975] ، وهي شاذة.
والصواب من هذه الروايات رواية من رواه عن هشام، عن أبيه عروة بن الزبير، عن أخيه عبد الله بن الزبير، لكون من رواه هكذا من الأئمة الحفاظ، وهم أكثر عددًا، وهم عبد الله بن نمير وأبو أسامة حماد بن أسامة ووكيع بن الجراح وعبدة بن سليمان ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي (في الراجح عنه) ، ومعمر بن راشد (في إحدى الروايتين عنه) ، وهذا ما رجحه البخاري.
وأما الرواية المرسلة التي رواها عن هشام: سفيان بن عيينة وعمر بن علي المقدمي وعبد الرحمن بن أبي الزناد ومعمر (في إحدى الروايتين) فيظهر أن الخطأ فيها من هشام نفسه، فمرة كان يكسل فيرسله كما رواه هؤلاء عنه، ومرة كان ينشط فيصله كما رواه الثقات الآخرون عنه.
وقد يعكِّر على هذا الترجيح: أن هشام بن عروة لما قدم العراق حدَّث بأحاديث انتقد عليه بعضها، فرواية العراقيين عنه ليست كرواية غيرهم كما سبق بيانه في الحديثين [251 و 769] ، والذين رووا هذا الحديث عن هشام موصولاً هم العراقيون، وأما الذين أرسلوه عنه فمنهم سفيان بن عيينة وابن أبي الزناد وهما حجازيان من بلد هشام؟!
ولكن هذا الإشكال لا يخفى مثله على البخاري وهو إمام هذه الصنعة، فقد صحح الرواية الموصولة كما سبق، والله أعلم.
وقد تطرق لهذه الاختلاف وغيره الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8 / 305) فقال: ((وقد اختُلف عن هشام في هذا الحديث، فوصله من ذكرنا عنه، وتابعهم عبدة بن سليمان عن هشام عند ابن جرير، والطفاوي عن هشام عند =(5/177)
975- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَان (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ على المنبر: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} ، وَاللَّهِ مَا أَمر بِهَا أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ، وَاللَّهِ لآخُذَنَّها مِنْهُمْ ما صحبتهم.
__________
= الإسماعيلي، وخالفهم معمر وابن أبي الزناد وحماد بن سلمة عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه من قوله موقوفًا. وقال أبو معاوية: عن هشام، عن وهب بن كيسان، عن ابن الزبير، أخرجه سعيد بن منصور عنه، وقال عبيد الله بن عمر: عن هشام، عن أبيه، عن ابن عمر، أخرجه البزار والطبراني، وهي شاذة، وكذا رواية حماد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة عند ابن مردويه. وأما رواية أبي معاوية فشاذة أيضًا مع احتمال أن يكون لهشام فيه شيخان. وأما رواية معمر ومن تابعه فمرجوحة بأن زيادة من خالفهما مقبولة لكونهم حفاظًا)) . اهـ.
(1) هو وهب بن كيسان القرشي، مولاهم، أبو نعيم المدني، المعلِّم، ثقة كما في "التقريب" (ص585 رقم 7483) .
975- سنده ظاهره الصحة، لكنه معلول بالشذوذ كما سبق ذكره في الحديث السابق، وقد يكون لهشام بن عروة فيه شيخان كما قال الحافظ ابن حجر، فمرة يرويه عن أبيه، ومرة عن وهب بن كيسان، وبكل حال فهو صحيح عن عبد الله بن الزبير كما سبق.
وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 628) وعزاه للمصنِّف وابن أبي شيبة والبخاري وأبي داود والنسائي والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" وابن جرير الطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في "دلائل النبوة".
والسيوطي بهذا العزو خلط هذه الطريق بالطريق السابقة. =(5/178)
[الْآيَةُ (204) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَإِذَا قُرِئَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ]
976- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا العَوَّام (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا قُرِئَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} - قَالَ: فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
__________
= وعزاه للمصنِّف من هذا الطريق أيضًا الحافظ ابن كثير كما سبق.
وقد أخرجه هناد في "الزهد" (2 / 596 - 597 رقم 1264) .
وابن جرير في "تفسيره" (13 / 327 رقم 15540) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / ل 218 / أ) .
جميعهم من طريق أبي معاوية، به.
(1) هو ابن حَوْشب.
976- سنده صحيح.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 637) بلفظ: هذا في الصلاة والخطبة يوم الجمعة، وعزاه لعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2 / 478) من طريق هشيم، به.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (13 / 350 رقم 15610) من طريق أبي خالد وابن أبي عتبة، كلاهما عن العوام، به.
وأخرجه ابن جرير الطبري أيضًا برقم (15609) من طريق سعيد بن مسروق، عن مجاهد - في قوله: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وأنصتوا} - قال: الإنصات للإمام يوم الجمعة.
وانظر الأثر الآتي بعده.(5/179)
977- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ (1) ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (بْنِ) (3) أبي حرَّة (4) ، عن
__________
(1) تقدم في الحديث [6] أنه صدوق.
(2) هو ابن المعتمر.
(3) في الأصل: ((وابن)) ، وهو خطأ صوابه من مصادر ترجمته.
(4) هو إبراهيم بن أبي حرَّة النصيبي، نزيل مكة، روى عن سعيد بن جبير ومجاهد وغيرهما، وعنه ابن عيينة ومنصور ومعمر بن راشد وجماعة، وهو ثقة، وثقه يحيى بن معين والإمام أحمد وأبو حاتم الرازي، وضعفه الساجي، وهو تضعيف بلا حجة، ومعارض بتوثيق هؤلاء الأئمة. انظر "الجرح والتعديل" (2 / 96 رقم 261) ، و"تعجيل المنفعة" (ص15 رقم 7) .
وقد تصحف اسم إبراهيم هذا في المصادر التي وجدتها أخرجت هذا الحديث من طريقه، ففي هذا الموضع من "سنن سعيد" هكذا: ((عن إبراهيم وابن أبي حرّة)) ، فأوهمني هذا الكلام أن شعبة بن الحجاج رواه عن اثنين وهما: منصور بن المعتمر وابن أبي حرة، ومنصور يرويه عن إبراهيم - وهو النخعي لأنه من شيوخه -، وابن أبي حرة يرويه عن مجاهد، وأكد هذا الفهم قوله بعد ذلك: ((قالا)) أي: إبراهيم ومجاهد.
وأخرج هذا الأثر ابن أبي شيبة وابن جرير كما سيأتي، وأزالا بعض الإشكال وأوقعا في إشكال آخر.
فوقع عندهما كليهما قول منصور: ((سمعت إبراهيم بن أبي ... أنه سمع مجاهدًا)) ، فأكد هذا إن إبراهيم هو الذي يروي عن مجاهد، وأنه ليس النخعي، ولكنه نسب عند ابن أبي شيبة هكذا: ((إبراهيم بن أبي حسن)) ، وعند ابن جرير هكذا: ((إبراهيم بن أبي حمزة)) ، فاضطرني هذا إلى الرجوع إلى النسخة الخطية لـ ((مصنف ابن أبي شيبة)) ، فوجدته هناك على الصواب: ((إبراهيم بن أبي حرة)) ، والحمد لله على توفيقه.(5/180)
مُجَاهِدٍ، (قَالَ) (1) : فِي الصَّلَاةِ وَالْخُطْبَةِ.
978- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَر (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ (3) ، قَالَ: كَانُوا يتلقَّفون مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذا قرأ شيئًا قرؤوا
__________
(1) في الأصل: ((قالا)) ، وانظر التعليق السابق.
977- سنده حسن لذاته لما تقدم عن حال عبد الرحمن بن زياد، وهو صحيح لغيره لأنه توبع.
فقد رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2 / 478 - 479) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (13 / 351 رقم 15611) ، كلاهما من طريق محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، به.
وسند ابن أبي شيبة صحيح.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (13 / 351 رقم 15613 و 15615) .
وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / 221 / ب) .
كلاهما من طريق سفيان الثوري، عن جابر - وهو الجعفي -، عن مجاهد قال: وجب الإنصات في اثنتين: في الصلاة والإمام يقرأ، وفي الجمعة والإمام يخطب.
ورواه عن مجاهد أيضًا ليث بن أبي سليم وأبو هاشم إسماعيل بن كثير وحميد الأعرج والقاسم بن أبي بَزّة، ولكنهم ذكروا: ((في الصلاة)) ، ولم يذكروا الخطبة. انظر رواياتهم في "تفسير عبد الرزاق" (1 / 247 - 248) ، و"مصنف ابن أبي شيبة" (2 / 479) ، و"تفسير ابن جرير" (13 / 347 - 349 رقم 15587 و 15589 و 15590 و 15591 و 15592 و 15593 و 15594 و 15595 و 15605) .
(2) هو نجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
(3) هو القُرظي.(5/181)
مَعَهُ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْأَعْرَافِ: {وَإِذَا قُرِئَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} .
979- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّة، يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَإِذَا قُرِئَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} فِي الصَّلَاةِ؛ إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي الصَّلَاةِ، وَأَنْزَلَهَا الْقَصَّاصُ في القصص.
__________
978- سنده ضعيف لضعف أبي معشر وإرساله، فإن محمد بن كعب تابعي، وهو حسن لغيره إلى محمد بن كعب كما سيأتي، فيبقى ضعفه لأجل الإرسال.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3 / 643) وعزاه للمصنِّف وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3 / 221 / أ) من طريق أبي صخر، عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - إذا قرأ في الصلاة أجابه من وراءه، إذا قال: بسم الله الرحمن الرحيم قالوا مثلما يقول، حتى تنقضي فاتحة القرآن والسورة، فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم نزلت: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وأنصتوا لعلكم ترحمون} ، فقرأ وأنصتوا.
وأبو صخر هذا هو حميد بن زياد، تقدم في الحديث [898] أنه صدوق يهم، فالحديث إلى محمد بن كعب حسن لغيره بمجموع الطريقين، ولكنه ضعيف لإرساله.
979- سنده صحيح إلى معاوية.
وذكره البيهقي في "سننه" (2 / 155) في الصلاة، باب من قال: يترك المأموم القراءة فيما جهر فيه الإمام بالقراءة، من رواية سعيد بن منصور، وأخرجه =(5/182)
980- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ (1) ، أَقْرَأُ فِي مُصْحَفٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ أَجْلِسُ إِلَى قَاصٍّ؟ (قَالَ: اقْرَأْ فِي مُصْحَفِكَ، قُلْتُ: أَعُودُ مَرِيضًا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ أَجْلِسُ إِلَى قَاصٍّ؟) (2) قَالَ: عُدْ مَرِيضَكَ. قُلْتُ: أشَيِّع جَنَازَةً أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ أَجْلِسُ إِلَى قَاصٍّ؟ قَالَ: شَيِّع جَنَازَتَكَ. قُلْتُ: اسْتَعَانَ بِي رَجُلٌ عَلَى حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَذْهَبَ مَعَهُ أَوْ أَجْلِسُ إِلَى قَاصٍّ؟ قَالَ: اذْهَبْ إِلَى حَاجَةِ أَخِيكَ، حَتَّى جَعَلَهُ خَيْرَ مَجَالِسِ الْفَرَاغِ.
981- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يَقُولُ: لَتَاجِر يَجْلب إِلَيْنَا الطَّعَامَ أَحَبُّ إِلَيَّ من
__________
= من طريق عفان بن مسلم، عن عون بن موسى، به، ولم يذكر عفان في روايته قوله: ((وأنزلها القصاص في القصص)) .
(1) هو البصري.
(2) ما بين القوسين سقط من الأصل، فاستدركته من كتاب "القصاص والمذكّرين" (ص182 - 183) لابن الجوزي حيث أخرج الحديث من طريق المصنِّف، ومن كتاب "تحذير الخواص" للسيوطي (ص255 - 256) حيث أورده من طريق المصنف.
980- سنده صحيح.
وأخرجه ابن الجوزي في "القصاص والمذكرين" كما سبق من طريق المصنِّف، وأورده السيوطي في الموضع السابق من "تحذير الخواص" من رواية سعيد بن منصور وعزاه أيضًا لابن أبي داود في "المصاحف".(5/183)
قاصّ بين اثنين. [ل138/ب] قَالَ (1) : وَسَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّة يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ للنساء {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (2) والقُصَّاصُ يأمرونهن بالخروج (3) .
__________
(1) أي عون بن موسى.
(2) الآية (33) من سورة الأحزاب.
(3) يظهر - والله أعلم - أنه يعني حث القُصَّاص الناس على حضور مجالس القصص ومنهم النساء، وربما كان فيه حث للنساء على الصلاة في المساجد.
981- سنده صحيح.(5/184)
باب
تفسير سورة الأنفال
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْأَنْفَالِ
[الْآيَةُ (1) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ للهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ
وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ]
982- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ (1) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاش بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ (2) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى الأشْدَق (3) ، عَنْ مَكْحول، عَنْ أَبِي سَلَّام الْبَاهِلِيِّ (4) ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ (5) ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَدْرٍ، فَلَقِيَ بِهَا الْعَدُوَّ، فَلَمَّا هَزَمَهُمُ اللَّهُ، اتَّبَعَتْهُمْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُونَهُمْ، وَأَحْدَقَتْ طَائِفَةٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتَوْلَتْ طَائِفَةٌ عَلَى النَّهْب وَالْعَسْكَرِ، فَلَمَّا رجع الذين طلبوا
__________
(1) تقدم في الحديث [168] أنه ضعيف.
(2) المخزومي، أبو الحارث المدني، صدوق له أوهام كما في «التقريب» (ص338 / رقم 3831) .
(3) تقدم في الحديث [23] أنه صدوق.
(4) هو أبو سلاّم ممطور الأسود الحبشي، الباهلي، الأعرج، الدمشقي، ثقة كما في «تهذيب الكمال» (28 / 484 - 488) و «تقريب التهذيب» (ص 545 / رقم 6879) .
(5) هو صُدَيّ بن عجلان، صحابي مشهور، وهو هنا يروي عن صحابي مثله.(5/187)
الْعَدُوَّ، قَالُوا: لَنَا النَّفْل؛ نَحْنُ طَلَبْنَا الْعَدُوَّ، وَبِنَا نَفَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهَزَمَهُمْ، وَقَالَ الَّذِينَ أَحْدَقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا، بَلْ هُوَ لَنَا، نَحْنُ أَحْدَقْنا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنَالَهُ مِنَ الْعَدُوِّ غِرَّة، وَقَالَ الَّذِينَ اسْتَوْلَوْا عَلَى النَّهب وَالْعَسْكَرِ: مَا أَنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا، بَلْ هُوَ لَنَا، نَحْنُ اسْتَوْلَيْنَا عَلَيْهِ وأَحْرَزْناه، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ للهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ... } الْآيَةَ، فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ عَنْ فُوَاق (1) ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُنَفِّلهم بَادِيَن الرُّبُعَ، فَإِذَا قَفَلُوا الثُّلُثَ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبْرَةً مِنْ ظَهْرِ بَعِيرِهِ، فَقَالَ: ((مَا يَحِلُّ لِي مِنَ الْفَيْءِ قَدْرُ هَذِهِ الْوَبَرَةِ، إِلَّا الْخُمُسَ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ، فأدُّوا الخِيَاطَ والمِخْيَطَ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ، فَإِنَّهُ عَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ، فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الغَمَّ والهَمَّ)) ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ النَّفْلَ وَيَقُولُ: ((يَرُدّ (قويُّ) (2) القوم على ضعيفهم)) .
__________
(1) أي: قسمها في قدر فُواق ناقة - وهو ما بين الحَلْبتين من الرَّاحة، وتُضَمّ فاؤه وتُفتح -.
وقيل: أراد التفضيل في القسمة، كأنه جعل بعضهم أفوق من بعض على قدر غنائمهم وبلائهم. "النهاية في غريب الحديث" (3 / 479) .
(2) في الأصل: ((مُقوى)) ، والتصويب من مصادر التخريج.
982- سنده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن الحارث من قبل حفظه، ولما في هذه الطريق من المخالفة التي سيأتي الكلام عنها، وأما عبد الله بن جعفر =(5/188)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فإنه قد توبع من عدد من الرواة
والحديث ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4 / 5) وعزاه للمصنِّف والإمام أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبي الشيخ والحاكم والبيهقي وابن مردويه.
وقد أخرجه البيهقي في «سننه» (9 / 57) في السير، باب قسمة الغنيمة في دار الحرب، ومن طريق المصنف إلى قوله: «فواق» ، ولم يذكر باقيه.
وأخرجه محمد بن إسحاق في «السيرة» (2 / 295 - 296 / سيرة ابن هشام) ، فقال: وحدثني عبد الرحمن بن الحارث وغيره من أصحابنا ... ، فذكره، إلا أنه أسقط «أبا سلاّم» من الإسناد.
ومن طريق ابن إسحاق أخرجه: الإمام أحمد في «المسند» (5 / 322 - 323) ، وابن جرير الطبري في «التاريخ» (2 / 458) ، وفي «التفسير» (13 / 370 / رقم 15655) ، والحاكم في «المستدرك» (2 / 136 و 326) ، ومن طريقه البيهقي في «سننه» (6 / 292 و 315) في كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب بيان مصرف الغنيمة، وباب الوجه الثالث من النفل.
وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (5 / 190 / رقم 9334) .
والإمام أحمد في «المسند» (5 / 319 - 320) .
والترمذي في «جامعه» (4 / 130 / رقم 1561) في كتاب السير، باب في النفل.
وابن ماجه (2 / 951 / رقم 2852) في الجهاد، باب النفل.
وابن أبي حاتم في «تفسيره» (3 / ل 225 / أ) .
والهيثم بن كليب في «مسنده» (ل 37 / أ) .
والبيهقي في «سننه» (6 / 313) - من طريق عبد الرزاق وغيره - في كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب الوجه الثاني من النفل. =(5/189)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= جميعهم من طريق سفيان الثوري، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، به.
ورواه الأشجعي عن الثوري، فأسط عبادة من سنده وجعله من رواية أبي أمامة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم مباشرة، وخطَّأ أبو حاتم الرازي هذه الرواية، وصوّب رواية من جعله عن أبي أمامة، عن عبادة. انظر «العلل» لابن أبي حاتم (1 / 338 و 343 - 344 / رقم 1003 و 1018) .
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5 / 318 و 319 و 323 - 324) .
والدارمي في «سننه» (2 / 147 و 148 / رقم 2485 و 2489 و 2490) .
والنسائي في «سننه» (7 / 131) في كتاب قسم الفيء.
والهيثم بن كليب في «مسنده» (ل 137 / ب) .
والحاكم في «المستدرك» (2 / 74 - 75) .
ومن طريقه وطريق غيره أخرجه البيهقي في «سننه» (6 / 303 و 315) في قسم الفيء والغنيمة، باب بيان مصرف خمس الخمس، وباب كراهية النفل من هذا الوجه إذا لم تكن حاجة، و (9 / 20 - 21) في السير، باب أصل فرض الجهاد.
جميعهم من طريق أبي إسحاق الفزاري، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، به.
لكن اختُلف على أبي إسحاق، فمنهم من يسقط مكحولاً من الإسناد، ومنهم من يسقط أبا سلاّم، ومنهم من يذكره بإثباتهما، ومنهم من يجعله عن أبي إسحاق، عن الثوري، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ كما تجده في «العلل» لابن أبي حاتم (1 / 343 - 344 / رقم 1018) .
وأخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (3 / 228 و 240 و 241) .
والهيثم بن كليب في «مسنده» (ل 137 / ب) .
كلاهما من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، =(5/190)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= به
وأخرجه حميد بن زنجويه في «الأموال» (2 / 703 / رقم 1187) ، وعلقه ابن أبي حاتم في «العلل» (1 / 338 / رقم 1003) ، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، به.
وأخرجه ابن جرير الطبري في «تفسيره» (13 / 369 / رقم 15654) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، به.
وأخرجه ابن حبان في «صحيحه» (11 / 193 - 194 / رقم 4855 - الإحسان) .
والحاكم في «المستدرك» (2 / 135) و (3 / 49) .
ومن طريقه البيهقي في «سننه» (6 / 292 و 315) .
كلاهما من طريق إسماعيل بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحارث، به.
فتبين بهذا أن كلاًّ من عبد الله بن جعفر وسفيان الثوري - في الراجح عنه - وعبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدي والمغيرة بن عبد الرحمن وإسماعيل بن جعفر، كلهم رووه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عن سليمان بن موسى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عن أبي أمامة، عن عبادة، وهو الصواب.
وأن رواية من رواه بخلاف هذا؛ كرواية محمد بن إسحاق، أو أبي إسحاق الفزاري - في بعض الاختلاف عليه-، أو بعض الاختلاف على الثوري، جميع هذه الروايات تعتبر شاذة، وهذا ما رجحه أبو حاتم الرازي كما في «العلل» لابنه (1 / 338 و 343 - 344 / رقم 1003 و 1018) .
وهذا كله بالنسبة للرواية عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عن سليمان بن موسى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ.
لكن هناك اختلاف على مكحول، وعلى أبي سلاّم.
أما الاختلاف على مكحول فلا يؤثر، فالصواب عنه ما رواه سليمان بن =(5/191)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= موسى هنا. وخالفه ثابت بن ثوبان وبُرْد بن سنان.
أما ثابت بن ثوبان فرواه عن مكحول، عن عبادة بن الصامت بإسقاط أبي سلاّم وأبي أمامة من الإسناد.
أخرجه ابن بشران في «الأمالي» كما في «السلسلة الصحيحة» للشيخ ناصر الدين الألباني (4 / 581) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه.
وأقل أحوال هذه الرواية أنها منكرة إن سلم سند الحديث فيما بين ابن بشران وعبد الرحمن بن ثابت.
فعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العَنْسي - بالنون - الدمشقي الزاهد هذا صدوق يخطئ، ورمي بالقدر، وتغير بأَخَرٍة كما في «التقريب» (ص337 / رقم 3820) .
وأما بُرْد بن سنان فرواه عن مكحول، عن أبي أمامة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم بإسقاط أبي سلاّم وعبادة.
أخرجه الطبراني في «الأوسط» (9 / 153 / رقم 8330) من طريق عمرو ابن الحصين، عن محمد بن عبد الله بن عُلاَثَة، عن برد، به.
وسنده ضعيف جدًا، فعمرو بن الحصين العُقَيْلي، الجَزَري متروك كما في «التقريب» (ص 420 / رقم 5012) .
وأما الاختلاف على أبي سلاّم، فعلى خمسة أوجه:
1 - رواية مكحول عنه للحديث فيما سبق، عن أبي أمامة، عن عبادة.
2 - رواية أبي سلاّم للحديث عن المقدام بن معدي كرب، عن عبادة، به.
ورواه عن أبي سلام على هذا الوجه اثنان، وهما أبو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي مريم ويحيى بن أبي كثير.
أما رواية أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي مريم، فأخرجها الإمام أحمد =(5/192)
الْعَدُوَّ، قَالُوا: لَنَا النَّفْل؛ نَحْنُ طَلَبْنَا الْعَدُوَّ، وَبِنَا نَفَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهَزَمَهُمْ، وَقَالَ الَّذِينَ أَحْدَقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا، بَلْ هُوَ لَنَا، نَحْنُ أَحْدَقْنا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنَالَهُ مِنَ الْعَدُوِّ غِرَّة، وَقَالَ الَّذِينَ اسْتَوْلَوْا عَلَى النَّهب وَالْعَسْكَرِ: مَا أَنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا، بَلْ هُوَ لَنَا، نَحْنُ اسْتَوْلَيْنَا عَلَيْهِ وأَحْرَزْناه، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ للهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ... } الْآيَةَ، فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ عَنْ فُوَاق (1) ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُنَفِّلهم بَادِيَن الرُّبُعَ، فَإِذَا قَفَلُوا الثُّلُثَ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبْرَةً مِنْ ظَهْرِ بَعِيرِهِ، فَقَالَ: ((مَا يَحِلُّ لِي مِنَ الْفَيْءِ قَدْرُ هَذِهِ الْوَبَرَةِ، إِلَّا الْخُمُسَ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ، فأدُّوا الخِيَاطَ والمِخْيَطَ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ، فَإِنَّهُ عَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ، فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الغَمَّ والهَمَّ)) ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ النَّفْلَ وَيَقُولُ: ((يَرُدّ (قويُّ) (2) القوم على ضعيفهم)) .
__________
(1) أي: قسمها في قدر فُواق ناقة - وهو ما بين الحَلْبتين من الرَّاحة، وتُضَمّ فاؤه وتُفتح -.
وقيل: أراد التفضيل في القسمة، كأنه جعل بعضهم أفوق من بعض على قدر غنائمهم وبلائهم. "النهاية في غريب الحديث" (3 / 479) .
(2) في الأصل: ((مُقوى)) ، والتصويب من مصادر التخريج.
982- سنده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن الحارث من قبل حفظه، ولما في هذه الطريق من المخالفة التي سيأتي الكلام عنها، وأما عبد الله بن جعفر =(5/193)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= المقدام بن معدي كرب، عن الحارث بن معاوية قال: حدثنا عبادة بن الصامت وعنده أبو الدرداء رضي الله عنهما، فذكر الحديث هكذا بزيادة الحارث بن معاوية في سنده.
أخرجه البيهقي في «سننه» (9 / 103 - 104) في السير، باب إقامة الحدود في أرض الحرب.
وابن عساكر في «تاريخه» (ص6 / عبادة بن أوفى - عبد الله بن ثوب) .
كلاهما من طريق محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن منصور الخولاني، عن أبي يزيد غيلان، به.
وفي سنده منصور الخولاني ولم أجد له من ترجم له.
والذي يظهر أن أحد الرواة أخطأ فأدخل الحارث بن معاوية بين المقدام وعبادة، والرواية التي قبل هذه فيها التصريح بأن المقدام كان جالسًا في مجلس فيه عبادة وأبو الدرداء والحارث عن معاوية، فسمع الحديث من عبادة بلا واسطة.
4 - رواية داود بن عمرو، عن أبي سلاّم، عن أبي إدريس الخولاني قال: قال النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الخمس مردود فيكم، فأدوا الخيط والمخيط وما دونه» ، فصلى إلى صفحة بعير. قال أبو سلام: فحدثت به عمر بن عبد العزيز، فاستعادنيه حتى حفظه.
أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (8 / 57) ، ثم ذكر بعده أن عبد الرحمن بن الحارث رواه عن سليمان بن موسى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عن أبي أمامة، عن عبادة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، ثم قال البخاري، «وداود أحفظ» يعني من الحارث بن عبد الرحمن، وهذا ترجيح منه رحمه الله لرواية داود بن عمرو المرسلة.
وهو داود بن عمرو الأَوْديّ الشامي، الدمشقي، عامل واسط، روى عن بُسْر ابن عبيد الله ومكحول وأبي سلاّم، روى عنه هشيم وخالد بن عبد الله وأبو عوانة، =(5/194)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وهو لا بأس به كما قال أبو زرعة الرازي، وقال الإمام أحمد: «حديثه مقارب» ، وقال ابن معين: «مشهور» ، ووثقه في رواية، وفي أخرى قال: «ليس به بأس» ، وذكره ابن حبان في «الثقات» ، واعتبره البخاري كما سبق أحفظ من عبد الرحمن ابن الحارث، ولم أجد من تكلم فيه من الأئمة سوى العجلي، فإنه قال: «يكتب حديثه، وليس بالقوي» ، واعتمده ابن حجر فقال: «صدوق يخطئ» ، والأصوب ما اعتمده الذهبي في «الكاشف» باختياره قول أبي زرعة الرازي: «لا بأس به» .
انظر «تهذيب الكمال» (8 / 431 - 434) ، و «الكاشف» (1 / 291 / رقم 1469) ، و «التقريب» (ص 199/ رقم 1804) .
5 - رواية عبد الله بن العلاء، أنه سمع أبا سلاّم الأسود قال: سمعت عمرو ابن عَبَسة قال: صلى بنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم إلى بعير ... ، الحديث.
أخرجه أبو داود في «سننه» (3 / 188 / رقم 2755) في الجهاد، باب في الإمام يستأثر بشيء من الفيء لنفسه.
والحاكم في «المستدرك» (3 / 616 - 617) .
والبيهقي في «سننه» من طريق أبي داود (6 / 339) في قسم الفيء والغنيمة، جماع أبواب تفريق الخمس.
كلاهما من طريق عبد الله بن العلاء، به.
وعلقه البخاري في «تاريخه» (8 / 58) ، مشيرًا إليه في جملة الاختلاف على أبي سلام، مع ترجيحه لرواية داود بن عمرو السابقة.
وسأل عبد الرحمن بن أبي حاتم في «العلل» (1 / 303 / رقم 907) أباه عن هذا الحديث، فقال: «ما أدري ما هذا! لم يسمع أبو سلام من عمرو بن عبسة شيئًا، إنما يروي عن أبي أمامة، عنه» اهـ.
وإنما استنكر أبو حاتم الرازي قول أبي سلام هنا: «سمعت عمرو بن عبسة» . =(5/195)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعبد الله بن العلاء بن زَبْر الرَّبْعي، الدمشقي ثقة كما في «التقريب» (ص 317 / رقم 3521) .
والراوي عنه هو الوليد بن مسلم، وتقدم في الحديث [130] أنه ثقة.
فتلخّص من خلال ما سبق أن:
1 - مكحولاً رواه عن أبي سلام، عن أبي أمامة، عن عبادة، والسند إلى مكحول ضعيف.
2 - وأن أبا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي مريم ويحيى بن أبي كثير وأبا يزيد غيلان مولى كنانة ثلاثتهم رووه عن أبي سلام، عن المقدام بن معدي كرب، عن عبادة، إلا أن غيلان أدخل بين المقدام وعبادة: الحارث بن معاوية.
وجميع هذه الأسانيد الثلاثة ضعيفة، وبعضها يقوي بعضًا.
3 - وأن داود بن عمرو رواه عن أبي سلام، عن أبي إدريس الخولاني، مرسلاً، ورجح هذه الطريق البخاري.
4 - وأن الوليد بن مسلم رواه عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن أبي سلام، عن عمرو بن عبسة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، ووقع التصريح بالسماع في جميع طبقات «السند» ، واستنكر أبو حاتم الرازي كون أبي سلام سمع من عمرو، وجميع رجال السند ثقات.
والإشكال فيما أرى إنما هو بين الأوجه الثلاثة الأخيرة، والترجيح بينها فيه ما فيه، لكن يؤيد رواية من رواه عن أبي سلام، عن المقدام، عن عبادة: أنه ورد من غير طريق أبي سلام، إلا أنه يشكل عليه أن المقدام المذكور فيه ليس هو ابن معدي كرب، الصحابي، وإنما المقدام الرهاوي تابعي لا يعرف بعدالة ولا جرح، والقصة هي القصة، فلست أدري، هل وقع خطأ من أبي سلام أو ممن دونه في تسميته ابن معدي كرب، أو ممن دون الحسن البصري في تسميته الرهاوي، أو هما حادثتان؟! =(5/196)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فقد أخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (1 / 385) ، وابن عساكر في «تاريخه» (ص 6 - 7 / عبادة بن أوفى - عبد الله بن ثوب) ، وعلقه البخاري في «التاريخ الكبير» ، مختصرًا (7 / 429 - 430) ، من طريق الحسن البصري، عن المقدام الرهاوي، قال: جلس عبادة بن الصامت وأبو الدرداء والحارث بن معاوية، فقال أبو الدرداء: أيكم يحفظ حديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم حين صلى بنا إلى بعير من المغنم، فقال عبادة: أنا ... ، فذكره.
والمقدام الرهاوي هذا ذكره البخاري في الموضع السابق من «تاريخه» وسكت عنه، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحًا ولا تعديلاً (8 / 320 / رقم 1394) ، وذكره ابن حبان في «الثقات» (5 / 449) ، وقال البزار: (لا يعلم حدث عنه إلا الحسن» كما في «لسان الميزان» (6 / 85 / رقم 305) .
وله طريقان آخران عن عبادة.
فأخرجه ابن ماجه في «سننه» (2 / 950 - 951 / رقم 2850) في الجهاد، باب الغلول، من طريق أبي سنان عيسى بن سنان، عن يعلى بن شداد، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: صلى بنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم يوم حنين إلى جنب بعير من المقاسم، ثم تناول شيئًا من البعير، فأخذ منه قَرَدَةً - يعني وَبرَةً -، فجعل بين إصبعيه، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إن هذا من غنائمكم، أدّوا الخَيْط والمِخْيَط فما فوق ذلك، فما دون ذلك، فإن الغلول عَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وشَنَار ونار» .
قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (2 / 419) : «هذا إسناد حسن، عيسى بن سنان القسملي مختلف فيه، وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه أبو داود» .
وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في «زوائد المسند» (5 / 330) .
والطبراني في «الأوسط» (6 / 306 - 307 / رقم 5656) .
كلاهما من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سالم القزّاز المفلوج، عن عبيدة =(5/197)
983- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ؛ قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الشَّيْباني (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفي (2) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ:
__________
= ابن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن عبادة ابن الصامت، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم أنه كان يأخذ الوبرة من جنب البعير من المغنم ويقول: «ما لي فيه إلا مثل ما لأحدكم، إياكم والغلول، فإنه خزي على صاحبه يوم القيامة، فأدوا الخياط والمخيط وما فوق ذلك، وجاهدوا في الله القريب والبعيد في الحضر والسفر، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة ينجِّي صاحبه من الهمّ والغمّ» .
وفي سنده عبيدة بن الأسود الكوفي وهو صدوق ربما دلَّس كما في «التقريب» (ص 379 / رقم 4415) ، فإن سلم الحديث من عنعنته، فهي طريق قوية للحديث.
وبكل حال فالذي أراه أن الحديث بمجموع هذه الطرق ثابت عن عبادة، وأنه لا ينزل عن رتبة الحسن.
وله شاهدان:
الأول: من رواية عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه.
والثاني: من رواية أم حبيبة بنت العرباض بن سارية، عن أبيها رضي الله عنه.
وتجد تخريجهما والكلام عليهما في «غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود» للأخ أبي إسحاق الحويني (3 / 334 - 337) .
1 - هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
2 - هو محمد بن عبيد الله بن سعيد، أبو عون الثقفي، الكوفي، الأعور ثقة كما في «التقريب» (ص 494 / رقم 6107) ، لكن روايته عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ مرسلة كما نص عليه أبو زرعة الرازي. انظر «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص 184 / رقم 665) .(5/198)
لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَتَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ (1) ، وَأَخَذْتُ سَيْفَهُ، وَكَانَ يُسَمّى: ذَا الكَتِيْفَةِ (2) ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اذْهَبْ فَاطْرَحْهُ فِي القَبْض)) (4) ، فَذَهَبْتُ وَبِي مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؛ مِنْ قَتْلِ أَخِي وَأَخْذِ سَلَبي، فَمَا جَاوَزَتْهُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْفَالِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اذْهَبْ فخذ سيفك)) .
__________
(1) كذا جاء في هذه الرواية، وصوب أبو عبيد في «كتاب الأموال» (ص 279) أنه العاص بن سعيد بن العاص، وكذا الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (4 / 726) وانظر «حاشية تفسير الطبري» (13 / 374) .
(2) الكَتِيْفَةُ: حديدة عريضة طويلة، وربما كانت كأنها صحيفة ... ، ويقال للسيف الصفيح: كَتيف. اهـ. من «لسان العرب» (9 / 295 - 296) .
(3) في رواية المصنِّف لهذا الحديث في كتاب الجهاد من نفس الطريق: «فجئت به إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم وقد قتل أخي عتبة قبل ذلك» .
(4) قال أبو عبيدة في «الأموال» (ص279) ، «القبض: الذي تجمع عنده الغنائم» .
983 - سنده ضعيف للانقطاع بين مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ وسعد بن أبي وقاص، وأصل القصة صحيح ثابت في «صحيح مسلم» كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4 / 3) وعزاه لابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير الطبري وابن مردويه.
وسبق أن أخرجه المصنِّف في كتاب الجهاد في القسم المطبوع بتحقيق الأعظمي (2 / 276 - 277 / رقم 2689) ، باب النفل والسلب في الغزو والجهاد، من طريق أبي معاوية.
وأخرجه أبو عبيد في كتاب «الأموال» (ص279) . =(5/199)
984- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْر (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الْأَنْفَالِ؟ قَالَ: نَزَلَتْ في أهل بدر.
__________
وابن أبي شيبة في «المصنف» (12 / 370 / رقم 14031) .
والإمام أحمد في «المسند» (1 / 180) .
ومن طريقه الواحدي في «أسباب النزول» (ص 227) .
وأخرجه حميد بن زنجويه في «الأموال» (2 / 675 - 676 / رقم 1126) .
وابن جرير الطبري في «تفسيره» (13 / 373 / رقم 15659) .
جميعهم من طريق أبي معاوية، به.
وذكر ابن حجر في «الإصابة» (4 / 726) أن البغوي أخرجه من طريق الثقفي، عن سعد، به.
وله طريق آخر أخرجه مسلم في «صحيحه» (3 / 1367 - 1368/ رقم 33 و 34) في الجهاد والسير، باب الأنفال، و (4 / 1877 - 1878/ رقم 43 و 44» في فضائل الصحابة، باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، من طريق مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قال: أصاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم غنيمة عظيمة، فإذا فيها سيف، فأخذته، فأتيت به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: نفَّلني هذا السيف، فأنا من قد علمت حاله، فقال: «رُدّه من حيث أخذته» ، فانطلقت، حتى إذا أردت أن أُلقيه في القبض لامتني نفسي، فرجعت إليه، فقلت: أعطنيه، قال: فشدّ لي صوته: «رُدّه من حيث أخذته» ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يسألونك عن الأنفال} .
وفي بعض طرقه زيادة.
(1) هو جعفر بن إياس.
984 - سنده صحيح، وعنعنة هشيم هنا لا تؤثر؛ لأنه صرح بالسماع في رواية البخاري. =(5/200)
[الآية (15 و 16) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{ [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ
الأَدْبَارَ. وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا
إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ} ]
985- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ (1) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقِينَا الْعَدُوَّ فَحَاصَ الْمُسْلِمُونَ حَيْصَة (2) ، فَكُنْتُ فيمن حَاصَ،
__________
= والحديث ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4 / 3) وعزاه للمصنِّف والبخاري وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه.
وقد أخرجه البيهقي في «سننه» (9 / 58) في السير، باب قسمة الغنيمة في دار الحرب، من طريق المصنِّف، به مثله.
وأخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص 130 / رقم 36 - 37) .
والبخاري في «صحيحه» (8 / 306 و 628 / رقم 4645 و 4882) في كتاب التفسير، باب تفسير سورة الأنفال، وباب تفسير سورة الحشر.
ومسلم في «صحيحه» (4 / 2322 / رقم 31) في كتاب التفسير، باب في سورة براءة والأنفال والحشر.
ثلاثتهم من طريق هشيم، به.
وفي رواية البخاري تصريح هشيم بالتحديث عن أبي بشر، وجميعهم ذكروا ما يتعلق بسورة التوبة وسورة الحشر، وأما المصنف فقد فرقه في المواضع الثلاثة، فانظر ما يأتي في أوائل السورتين.
(1) تقدم في الحديث [18] أنه ضعيف.
(2) قوله: «فحاص المسلمون حيصة» مكرر بالأصل. =(5/201)
فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَتَعَرَّضْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ الفَرَّارون، فَقَالَ: ((بَلْ أَنْتُمُ العَكَّارُون (1) ، إِنِّي فِئَتُكُمْ)) .
__________
= ومعناه: جالوا جَوْلةً يطلبون الفرار، والمَحِيْص: المَهْرب. انظر «النهاية» (1 / 468) .
(1) قال الترمذي في «جامعه» (4 / 215) : «ومعنى قوله: فحاص الناس حيصة: يعني أنهم فرُّوا من القتال. ومعنى قوله: بل أنتم العَكّارُون: والعكّار الذي يفرّ إلى إمامه لينصره، ليس يريد الفرار من الزَّحْف» .
985 - سنده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4 / 38) وعزاه للمصنِّف وابن سعد وابن أبي شيبة والإمام أحمد وعبد بن حميد والبخاري في «الأدب المفرد» وأبي داود والترمذي وابن ماجه وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في «شعب الإيمان» .
والحديث أعاده المصنِّف هنا وكان قد رواه في المطبوع من «السنن» بتحقيق الأعظمي (2 / 225 / رقم 2539) كتاب الجهاد، باب من قال: الإمام فئة كل مسلم.
وأخرجه الإمام أحمد في «المسند» (2 / 100) من طريق خالد بن عبد الله، به.
وأخرجه الشافعي في «الأم» (4 / 93) .
والحميدي في «مسنده» (2 / 320 / رقم 687) .
وابن سعد في «الطبقات» (4 / 145) .
وابن أبي شيبة في «المصنف» (12 / 535 - 536 / رقم 15533) .
والإمام أحمد في «المسند» (2 / 58 و 70 و 86 و 99 و 111) .
والبخاري في «الأدب المفرد» (2 / 436 - 437 / رقم 972) . =(5/202)
986- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ (3) ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ أَنَا فِئَةُ كُلِّ مُسْلِمٍ.
__________
وأبو داود في «سننه» (3 / 106 - 107 / رقم 2647) ، في الجهاد، باب في التولي يوم الزحف.
والترمذي في «جامعه» (4 / 215 / رقم 1716) في الجهاد، باب ما جاء في الفرار من الزحف.
وأبو يعلى في «مسنده» (9 / 446 - 447 / رقم 5596) و (10 / 158 / رقم 5781) .
وابن الجارود في «المنتقى» (3 / 305 - 306 / رقم 1050) .
والطحاوي في «مشكل الآثار» (2 / 357 - 358 / رقم 900 و 901 و 902) .
وابن أبي حاتم في «التفسير» (3 / 232 / ب) .
والنحاس في «الناسخ والمنسوخ» (ص 185) .
وأبو نعيم في «الحلية» (9 / 57) .
والبيهقي في «سننه» (9 / 76 - 77 / من طريق الشافعي وغيره) ، وفي «شعب الإيمان» (8 / 247 - 248 / رقم 4002) .
والبغوي في «شرح السنة» (11 / 68 - 69 / رقم 2708 / من طريق الشافعي) .
جميعهم من طريق يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، به.
(1) هو ابن عُلَيَّة.
(2) هو عبد الله بن أبي نجيح، تقدم أنه مدلس، لكن روايته عن مجاهد محتملة وإن كانت بالعنعنة كما تقدم بيانه في الحديث [184] .
(3) هو ابن جبر المكي، وهو هنا يروي عن عمر بن الخطاب ولم يسمع منه كما في المراسيل لابن أبي حاتم (ص204 - 205 / رقم 754) . =(5/203)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 986 - سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف للانقطاع بين مجاهد وعمر رضي الله عنه، وهو صحيح من غير هذا الطريق كما سيأتي.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4 / 36) وعزاه لابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم.
والحديث أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في القسم المطبوع من «السنن» بتحقيق الأعظمي (2 / 225 / رقم 2540) بمثل ما هنا سواء.
وأخرجه سفيان الثوري في «تفسيره» (ص 116 - 117 / رقم 302) .
وابن المبارك في «الجهاد» (ص201 / رقم 262) .
والشافعي في «الأم» (4 / 93) .
وعبد الرزاق في «المصنف» (5 / 252 / رقم 9524 / من طريق الثوري وغيره» .
وابن أبي شيبة في «المصنف» (12 / 536 / رقم 15535/ من طريق الثوري» .
وابن جرير الطبري في «تفسيره» (13 / 440 / رقم 15815 / من طريق الثوري وابن المبارك وغيرهما) .
والبيهقي في «السنن» (9 / 77 / من طريق الشافعي) من كتاب السير، باب من تولى مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فئة.
جميعهم عن ابن أبي نجيح، به
وله طرق أخرى عن عمر.
فمنها طريق يرويه محمد بن سيرين عند ابن أبي شيبة (12 / 536 / رقم 15534) ، وابن جرير (13 / 439 / رقم 15812) ، وآخر يرويه أبو الزبير عن غير واحد، وهو عند عبد الرزاق في «المصنف» (5 / 252 / رقم 9523) ، وآخر يرويه قتادة، وهو أيضًا عند عبد الرزاق برقم (9522) وآخر يرويه إبراهيم =(5/204)
[الْآيَةُ (27) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ
وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
987- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي (قَتَادَةَ) (2) ، يَقُولُ - فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ -:
__________
= النخعي، وهو عند ابن أبي شيبة (12 / 537 / رقم 15536) ، وجميعها مراسيل ضعيفة.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في «كتاب الجهاد» (ص 190 / رقم 233 / 2) .
ومن طريقه أخرجه ابن جرير برقم (15814) من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان، قال: لما قتل أبو عبيد جاء الخبر إلى عمر فقال: يا أيها الناس، أنا فئتكم.
وسنده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وهو متصل، فأبو عثمان الراوي له عن عمر هو أبو عثمان النهدي واسمه عبد الرحمن بن مِلّ.
وأخرج البيهقي في الموضع السابق من «سننه» من طريق شعبة، عن سماك، سمع سويدًا، سمع عمر بن الخطاب يقول لما هزم أبو عبيدة: «لو أتوني، كنت فئتهم» .
قال الشيخ ناصر الدين الألباني في «إرواء الغليل» (5 / 28) ، «وهذا سند صحيح على شرط مسلم» .
وسويد الراوي عن عمر هو أبو صفوان، ويقال: أبو مَرْحب سويد بن قيس له صحبة.
(1) هو إسماعيل.
(2) في الأصل: «خالد» ، وهو تصحيف بسبب وجود إسماعيل بن أبي =(5/205)
نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ} قَالَ: سَأَلُوا أَبَا لُبَابَة بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بَنُو قُرَيْظَةَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ: مَا هَذَا الْأَمْرُ (1) ؟ فَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ يَقُولُ: الذَّبْح، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ. قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَبُو لُبَابَةَ: مَا زَالَتْ قَدَمَايَ حَتَّى عَلِمْتُ أَنِّي خُنْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
988- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ (2) ، أَنَّ أَبَا لُبابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ - أو كعب بن
__________
= خالد في السند، والتصويب من الموضع الآتي من «تفسير ابن جرير» ، و «الدر المنثور» ، إلا أنه وقع في «الدر» : و «عبد الله بن قتادة» .
وهو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ الأنصاري، المدني، ثقة كما في «التقريب» (ص 318 / رقم 3538) .
(1) أي النزول على حكم الله ورسوله.
987 - سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف لإرساله، فعبد الله بن أبي قتادة تابعي، وقول سفيان معضل، وانظر الحديث الآتي بعده.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4 / 48) وعزاه للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير في «تفسيره» (13 / 482 / رقم 15942) من طريق عبد الله بن الزبير الحميدي، عن سفيان بن عيينة، به مختصرًا.
(2) هناك حادثتان وقعتا، إحداهما لأبي لبابة بن عبد المنذر، والأخرى لكعب بن مالك كما سيأتي، ويرويهما الزهري، لكن اختلف عليه في هذين الحديثين.
فالحديث الذي أخرجه سعيد بن منصور هنا هو في الحقيقة حديث أبي لبابة، لا كعب بن مالك، وسيأتي ذكر الاختلاف في سنده، لكن لم يذكر أحد من =(5/206)
مَالِكٍ - قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلعَ مِنْ مَالِي، وَأَهْجُرَ دَارِي الَّتِي أصبتُ فِيهَا الذَّنْبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُجْزِئُ عَنْكَ مِنْ ذَلِكَ الثُّلُثُ)) .
__________
= الرواة عن الزهري أن شيخ الزهري في قصة أبي لبابة هو ابن كعب بن مالك سوى سفيان بن عيينة ومعمر، وابن كعب بن مالك إما أن يكون عبد الله بن كعب بن مالك، أو ابنه عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بن كعب، وكلاهما ثقة كما في «التقريب» (ص319 و 344 / رقم 3552 و 3923) ، بل قيل إن لعبد الله رؤية.
وأما حديث كعب فسيأتي ذكره.
988 - سنده ضعيف لإرساله، وهو مضطرب، والصحيح إنما هو حديث كعب بن مالك، وهو مخرج في «الصحيحين» .
فقد اختُلف على الزهري في هذا الحديث اختلافًا شديدًا.
فرواه سعيد بن منصور هنا عن سفيان بن عيينة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بن مالك مرسلاً، على الشك في كون صاحب القصة أبا لبابة أو كعب بن مالك.
وخالف سعيد بن منصور: عبيد الله بن عمر القواريري، فرواه عن سفيان ابن عيينة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بن مالك، عن أبيه، به هكذا موصولاً.
أخرجه أبو داود في «سننه» (3 / 613 / رقم 3319) في الأيمان والنذور، باب فيمن نذر أن يتصدق بماله.
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في «سننه» (10 / 68) في الأيمان، باب الخلاف في النذر الذي يخرجه مخرج اليمين.
ثم أخرجه أبو داود أيضًا (3 / 613 - 614/ رقم 3320) من طريق محمد ابن المتوكل عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، قال: أخبرني ابن كعب بن مالك، قال: كان أبو لبابة ... ، فذكر معناه هكذا مرسلاً، ومن طريقه البيهقي في =(5/207)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الموضع السابق.
وهذه الرواية موافقة لرواية سعيد بن منصور، عن سفيان، عن الزهري، لكن الذي في «مصنف عبد الرزاق» - وهو من رواية الدَّبَري عن عبد الرزاق - (9 / 74 / رقم 16395) عن ابن جريج ومعمر، عن الزهري، أن أبا لبابة لما تاب الله عليه ... ، الحديث هكذا معضلاً.
وقد أخرجه الإمام أحمد في «المسند» (3 / 452 - 453 و 502) من طريق روح، عن ابن جريج، أخبرني ابن شهاب - أي الزهري -، أن الحسين بن السائب ابن أبي لبابة أخبره، أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ المنذر لما تاب الله عليه ... الحديث مرسلاً هكذا بالاختلاف في شيخ الزهري، فلست أدري، أهو اختلاف على ابن جريج أيضًا، أم رواية أخرى لابن جريج عن الزهري؟
وقد رواه عن الزهري بتسمية شيخه هكذا غير ابن جريج، مع بعض الاختلاف.
فأخرجه البيهقي في الموضع السابق من «سننه» (10 / 67) من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني بعض بني السائب بن أبي لبابة، أن أبا لبابة: فذكره هكذا مرسلاً.
وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (5 / 22 - 23 / رقم 4509) ، ومن طريقه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (3 /110 - 111 / رقم 1184) ، من طريق محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن الحسين بن السائب بن أبي لبابة، عن أبيه قال: لما تاب الله على أبي لبابة ... ، فذكره هكذا بزيادة والد الحسين، ويظهر أنه يعني أباه الأعلى، وهو جده أبو لبابة.
فقد أخرجه الطبراني عقبه برقم (4510) ، من طريق أسامة بن زيد، عن ابن شهاب، حدثني بعض ابن السائب بن أبي لبابة، عن أبي لبابة أنه قال: يا رسول ... ، فذكره. =(5/208)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ويؤيد ذلك أن البيهقي أخرجه في "سننه" (4 / 181) في الزكاة، باب ما يستدل به على أن قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى)) ... ، من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن حسين بن السائب بن أبي لبابة، أن جده حدثه، أن أبا لبابة حين تاب الله عليه ... ، الحديث.
وثَمَّةَ اختلاف آخر.
فأخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (2 / 481 / رقم 16) في النذور والأيمان، باب جامع الأيمان، عن عثمان بن حفص بن عمر بن خلدة، عن ابن شهاب أنه بلغه أن أبا لبابة ... ، الحديث.
وهذا بالنسبة لحادثة أبي لبابة.
وأما حادثة كعب بن مالك فمدارها على الزهري، واختُلف عليه فيها.
فمنهم من يروي الحديث عنه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن كعب بن مالك، عن أبيه عبد الله بن كعب، عن كعب بن مالك، ومنهم من يرويه عنه، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، ومنهم من يرويه عنه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن كعب، عن جده كعب ... ، وغير ذلك من الاختلاف الذي تجده والجواب عنه في "فتح الباري" (8 / 117) .
وحديث كعب هذا جزء من حديثه الطويل في قصة توبته لما تخلف عن غزوة تبوك هو وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ وَمَرَارَةُ بْنُ الربيع، ونزل فيهم قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خلفوا ... } الآية (118) من سورة التوبة، والشاهد من الحديث قوله: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صدقة إلى الله وإلى رسوله، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -: ((أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك)) ، قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر.
أخرجه البخاري في "صحيحه" (5 / 386 / رقم 2757) في الوصايا، باب إذا تصدق أو وقف بعض رقيقه أو دوابه فهو جائز، و (8 / 113 - 116 و 341 =(5/209)
[الْآيَةُ (29) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ... } الْآيَةُ]
989- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ؛ قَالَ: نا جَرِيرٌ (1) ، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} -: مخرجًا (3) .
__________
= - 432 رقم 4418 و 4673) في كتاب المغازي، باب حديث كعب بن مالك، وفي كتاب التفسير، تفسير سورة التوبة، باب: {لقد تاب الله على النبي ... } الآية، و (11 / 572 / رقم 6690) في الأيمان والنذور، باب إذا أهدى ماله على وجه النذر والتوبة.
ومسلم في «صحيحه» (4 / 2120 - 2129 / رقم 53 و 54 و 55) في كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه.
كلاهما من طريق الزهري، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن كعب، عن أبيه عبد الله بن كعب، عن كعب بن مالك، به.
ولما أخرج البيهقي حديث أبي لبابة في «سننه» (10 / 68) قال: «هو بهذا اللفظ في قصة أبي لبابة، فأما ما قال لكعب بن مالك فغير مقدر بالثلث» ، ثم أخرجه من حديث كعب، ثم قال: «وهذا حديث صحيح، والأول مختلف في إسناده ولا يثبت موصولاً، ولا يصح الاحتجاج به في هذه المسألة، فأبو لبابة إنما أراد أن يتصدق بماله شكرًا لله تعالى حين تاب الله عليه، فأقره النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يمسك بعض ماله كما قال لكعب بن مالك، ولم يبلغنا أنه نذر شيئًا أو حلف على شيء والله أعلم» . اهـ.
(1) هو ابن عبد الحميد.
(2) هو ابن المعتمر.
(3) قال ابن جرير في «تفسيره» (13 / 488) : «وقد اختلف أهل التأويل =(5/210)
[الْآيَةُ (32) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَإِذْ قَالُوا اللهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ
فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} الآية]
990- حدثنا [ل139/أ] سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ (1) ، عَنِ أبي بشر (2) ،
__________
= في العبارة عن تأويل قوله: {يجعل لكم فرقانًا} فقال بعضهم: مخرجًا، وقال بعضهم: نجاة، وقال بعضهم: فصلاً، وكل ذلك متقارب المعنى وإن اختلفت العبارات عنها» .
989 - سنده صحيح.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4 / 50) بلفظ: مخرجًا في الدنيا والآخرة، وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير في «تفسيره» (13 / 488 / رقم 15936) من طريق شيخه وسفيان بن وكيع، عن جرير، به مثله.
وأخرجه سفيان الثوري في «تفسيره» (ص 118 / رقم 309) عن منصور عن مجاهد، به مثله.
ومن طريق سفيان أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» (1 / 258) ، ومن طريق عبد الرزاق وطرق أخرى عن الثوري أخرجه ابن جرير في «تفسيره» (13 / 488 - 489 / رقم 15937 و 15943 و 15947) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (15944) من طريق زائدة عن منصور، وبرقم (15938 و 15939 و 15940 و15941) من طريق جابر الجعفي وابن أبي نجيح، كلاهما عن مجاهد.
(1) لم يصرح هشيم هنا بالسماع، لكنه صرح به في رواية ابن جرير الآتية.
(2) هو جعفر ابن إياس.(5/211)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} - قَالَ: نَزَلَتْ فِي النَّضْر بْنِ الحارث.
[الآيتان (33 و 34) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ
وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ
وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ المَسْجِدِ ... } الْآيَةُ]
991- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصين (1) ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ (3) وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} -،
__________
990 - سنده صحيح عن سعيد بن جبير، ولكنه مرسل.
وذكره السيوطي في «الدر» (4 / 55) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في «تفسيره» (13 / 505 / رقم 15981) من طريق شيخه يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا أبو بشر ... ، فذكره بمثله.
وأخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (3 / ل 240 / ب) من طريق شعبة، عن أبي بشر، به.
(1) هو ابن عبد الرحمن السلمي تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه بالآخر، لكن الراوي عنه هنا هو خالد بن عبد الله الواسطي، وهو ممن روى عنه قبل التغير.
(2) هو غزوان الغفاري.
(3) في الأصل: (وما كان ليعذبهم) .(5/212)
قَالَ: هَذِهِ لِلْمُسْلِمِينَ: - {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ} -، قَالَ: هَذِهِ لِلْمُشْرِكِينَ.
[الْآيَةُ (40) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلَاكُمْ
نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} ]
992- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ (3) ، قَالَ: أَمَّنا عَبْدُ اللِّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَافْتَتَحَ الْأَنْفَالَ فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: {نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} ، رَكَعَ، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ فِي الركعة الثانية بسورة.
__________
991 - سنده صحيح.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4 / 57) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير.
وقد أخرجه ابن جرير في «تفسيره» (13 / 510 / رقم 15991 و 15992 و15994) من طريق هشيم وعمران بن عيينة، كلاهما عن حصين، به.
(1) هو سلاّم بن سُليم.
(2) هو السبيعي عمرو بن عبد الله.
(3) هو النخعي.
992 - سنده رجاله ثقات، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (2 / 119) : «رجالهما موثقون» ، يعني طريقي الطبراني الآتيين.
وقد أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (9 / 303 / رقم 9310) من =(5/213)
[الْآيَةُ (41) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى ... } إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
{يَوْمَ الفُرْقَانِ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ]
993- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا مُغِيرَةُ (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} -، قَالَ: يُقْسَّمُ الْخُمُسُ عَلَى خَمْسَةِ أَخْمَاسٍ، فَخُمُسُ اللَّهِ وَالرَّسُولِ وَاحِدٌ، وَيُقْسَّمُ مَا سِوَى ذَلِكَ عَلَى الآخرين.
__________
= طريق المصنِّف، به مثله.
وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (2 / 110 - 111 / رقم 2701 و 2702) من طريق معمر وسفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الطبراني (9 / 302 / رقم 9307 و 9308) من طريق عبد الرزاق، و (9309) من طريق زائدة قال: سئل أبو إسحاق: أذكرت عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ... ، وفي آخره قال أبو إسحاق: نعم.
(1) هو ابن مِقْسَم الضَّبِّي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلِّس، لا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، وقد ورد أنه أخذه عنه بواسطة كما سيأتي.
993 - سنده ضعيف لعدم تصريح مغيرة بالسماع؛ ولوروده عنه بإثبات واسطة بينه وبين إبراهيم النخعي.
والأثر أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في المطبوع من «سننه» بتحقيق الأعظمي (2 / 273 / رقم 2677) كتاب الجهاد، باب ما جاء في سَهْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم والصفي، من نفس الطريق بلفظ أخصر مما هنا. =(5/214)
994- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة (1) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ (2) ، قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ الجزَّار عَنْ سَهْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخُمُسِ، قال: خمس الخمس.
__________
= من طريق المصنِّف أخرجه البيهقي في «سننه» (6 / 338) في كتاب قسم الفيء والغنيمة، جماع أبواب تفريق الخمس، باب سهم الله وسهم رسوله صلى الله عليه وسلم ... ، بمثل لفظه هنا سواء.
وأخرجه ابن زنجويه في «الأموال» (1 / 103 / رقم 76) .
وابن جرير الطبري في «تفسيره» (13 / 549 / رقم 16097) .
وابن حزم في «المحلى» (7 / 533) .
ثلاثتهم من طريق هشيم، به.
ثم أخرجه ابن جرير (13 / 550 / رقم 16101) من طريق أبي عوانة، عن المغيرة، عن أصحابه، عن إبراهيم، به.
فهذا السند - إن صح - فيه دلالة على أن مغيرة دلَّس في رواية هشيم عنه.
(1) هو وضّاح بن عبد الله.
(2) موسى بن أبي عائشة الهَمْداني - بسكون الميم - مولاهم أبو الحسن الكوفي ثقة عابد. «التقريب» (ص 552 / رقم 6980) .
994 - سنده صحيح إلى يحيى بن الجزار.
والأثر أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في المطبوع من «السنن» بتحقيق الأعظمي (2 / 273 - 274 / رقم 2678) بمثل ما هنا.
وأخرجه ابن زنجويه في «كتاب الأموال» (2 / 717 / رقم 1222) من طريق أبي عوانة، به.
وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (5 / 240 / رقم 9486) .
وأبو عبيد في الأموال (ص 19 و 298 / رقم 34 و 35 و 832 و 833) . =(5/215)
995- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (1) ، عَنْ حُصين (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - فِي قَوْلِهِ: {يَوْمَ الفُرْقَانِ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ} -، قَالَ: كَانَتْ لَيْلَةُ بَدْرٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رمضان.
__________
وابن أبي شيبة في «المصنف» (12 / 430 / رقم 15147 و 15148) .
وحميد بن زنجويه في «الأموال» (1 / 102 / رقم 74) و (2 / 717 / رقم 1223) .
والنسائي في «سننه» (7 / 133) كتاب قسم الفيء.
وابن جرير الطبري في «تفسيره» (13 / 553 / رقم 16106 و16107 و 16108) .
والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (3 / 281) .
والبيهقي في «سننه» (6 / 338) في كتاب قسم الفيء والغنيمة، جماع أبواب تفريق الخمس، باب سهم الله وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
من طرق عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، به.
(1) تقدم في الحديث [174] أنه ضعيف.
(2) هو ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه بالآخر.
(3) هو النخعي، ولم يدرك ابن مسعود، لكن مراسيله عند صحيحة كما تقدم بيانه في الحديث [3] ، إلا أن هذا الحديث لم يصح سنده إلى إبراهيم، وصوابه: إبراهيم، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابن مسعود، كما سيأتي.
995 - سنده ضعيف لضعف سويد بن عبد العزيز وما ذكر عن حصين من التغير، وقد أخطأ أحدهما في هذا الحديث فأسقط من سنده الأسود بن يزيد كما سيأتي، وهو صحيح من غير هذا الطريق. =(5/216)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (4 / 71 - 72) وعزاه للمصنِّف ومحمد بن نصر والطبراني.
والطبراني أخرجه في "الكبير" (9 / 252 رقم 9073) من طريق المصنِّف.
وقد أخطأ سويد أو حصين في هذه الرواية، فرواه عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مرسلاً، وصوابه: عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود.
فقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4 / 252 رقم 7697) عن شيخه سفيان الثوري، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسعود: تحرَّوا ليلة القدر ليلة سبع عشرة صباحة بدر، أو إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (9 / 366 رقم 9579) .
وأخرجه البيهقي في "سننه" (4 / 310) ، وعلقه ابن عبد البر في "التمهيد" (2 / 206) عن الثوري.
وهذا سند صحيح، إلا أن أبا معاوية وجرير بن عبد الحميد خالفا سفيان الثوري، فروياه عن الأعمش، به، وذكرا أن صبيحة بدر ليلة تسع عشرة لإحدى عشرة تبقى من رمضان.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2 / 513) و (3 / 75 - 76) و (14 / 354 رقم 18502) .
والبزار في "مسنده" (5 / 60 رقم 1622) .
كلاهما من طريق أبي معاوية.
والحاكم في "المستدرك" (3 / 20) ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" (3 / 127 - 128) من طريق جرير. =(5/217)
996- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ (خَلَتْ) (2) مِنْ رَمَضَانَ، صَبِيحَةَ يَوْمِ بَدْر: {يَوْمَ الفُرْقَانِ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ} وَفِي (إِحْدَى) (3) وَعِشْرِينَ وَفِي ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ فَإِنَّهَا لَا تَكُونُ إِلَّا في وتر.
__________
= وأخرجه محمد بن نصر في «قيام الليل» (ص 237 - 238) إلا أن المختصر حذف سنده.
والقلب يميل إلى ترجيح رواية سفيان الثوري؛ لشدة ضبطه؛ ولأنها تؤيدها رواية أبي إسحاق السبيعي الآتية؛ ولأن هذا هو المشهور عند أهل المغازي؛ ولذلك قال البيهقي عقب إخراجه للحديث في «دلائل النبوة» (3 / 128) : «كذا قال عبد الله بن مسعود، والمشهور عند أهل المغازي أن ذلك كان لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شهر رمضان والله أعلم ... » ثم ذكر الحديث من طريق أبي إسحاق الآتية وفيه: «سبع عشرة» .
ورواه الواقدي عن الثوري، والواقدي متروك، فأعرضت عن ذكر ما في روايته من اختلاف.
(1) هو السبيعي.
(2) ما بين القوسين ليس في الأصل، فأثبته من الموضع الآتي من «معجم الطبراني» حيث روى الحديث من طريق المصنف.
(3) في الأصل: «أحد» والمثبت من الموضع الآتي من معجم الطبراني.
996 - سنده رجاله ثقات، إلا أنه اختلف فيه على أبي إسحاق، فمنهم من رواه عنه موقوفًا، ومنهم من رفعه، ومنهم من جعله من روايته عن الأسود بلا واسطة، ومنهم من أدخل بينه وبينه واسطة، واختلفوا في الواسطة، فمنهم من ذكر أنها حُجَيْر التغلبي، ومنهم من ذكر أنها عبد الرحمن بن الأسود، والصواب أنه عن =(5/218)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= أبي إسحاق، عن حُجَير التغلبي، عن الأسود، عن ابن مسعود موقوفًا، وهو صحيح لغيره.
فالحديث أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (9 / 252 / رقم 9074) من طريق المصنف.
وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (3 / 21) من طريق محمد بن قتيبة عن أبي عوانة.
ورواه إسرائيل وشعبة، عن أبي إسحاق، عن حجير التغلبي، عن الأسود، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، به.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (2 / 514) .
والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (3 / 92) .
كلاهما من طريق إسرائيل.
ووقع عند الطحاوي: «تسع عشرة» بدل «سبع عشرة» وأظنه تصحيفًا بسبب تقارب الرسم، ولم يذكر ابن أبي شيبة قوله: «وفي إحدى وعشرين ... » إلخ.
وأخرجه ابن جرير الطبري في «التاريخ» (2 / 419) من طريق شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حجير، عن الأسود وعلقمة، عن ابن مسعود، إلا أنه قال: «تسع عشرة» بدل «ثلاث وعشرين» .
وأخرجه أبو داود في «سننه» (2 / 110 - 111 / رقم 1384) في الصلاة، باب من روى أنها ليلة سبع عشرة.
ومن طريقه البيهقي في «سننه» (4 / 310) في الصيام، باب الترغيب في طلبها ليلة ثلاث وعشرين.
والبزار في «مسنده» (5 / 76 - 77 / رقم 1648) .
كلاهما من طريق حكيم بن سيف الرقي، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد =(5/219)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ابن أبي أنيسة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن مسعود مرفوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي إسحاق بهذا الإسناد إلا زيد بن أبي أنيسة» ، وكان قد أخرج الحديث من طريق إبراهيم النخعي عن الأسود موقوفًا التي تقدم الكلام عنها في الحديث السابق، ثم قال (5 / 60) : «وهذا الحديث إنما أدخله قوم ونحوا به نحو المسند لما ذكر صبيحة بدر» .
ولكن هذه الطريق لا يلتفت إليها لمخالفتها لباقي الروايات، ومدارها على حكيم بن سيف بن حكيم الأسدي، مولاهم، أبي عمرو الرَّقِّي، قال عنه أبو حاتم الرازي: «شيخ صدوق لا بأس به، يكتب حديثه ولا يحتج به، ليس بالمتين» ، ونقل مغلطاي عن الآجري أنه قال: «سألت أبا داود عن حكيم بن سيف الرّقي فلم يقف عليه» وذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال ابن عبد البر: «شيخ صدوق لا بأس به عندهم» . اهـ. من «تهذيب الكمال» وحاشيته (7 / 195 - 197) ، و «تهذيب التهذيب» (2 / 449) .
واختصر الحافظ ابن حجر الحكم على حكيم هذا بقوله: «صدوق» .
«التقريب» (ص 177 / رقم 1473) .
والذي يظهر - والله أعلم - أن حكيمًا هذا صدوق يهم، فحديثه لا يحتج به على الانفراد، فكيف إذا خالف كما في هذا الحديث؟
فبقي الترجيح بين روايتي أبي عوانة من جهة وإسرائيل وشعبة من جهة أخرى في إثبات الواسطة بين أبي إسحاق السبيعي والأسود بن يزيد - وهي: حجير التغلبي - أو حذفها.
ورواية إسرائيل وشعبة أرجح من رواية أبي عوانة، لسببين:
1 - لأن أبا إسحاق مدلس كما في ترجمته في الحديث [1] ولم يصرح بالسماع هنا وثبتت الواسطة بينه وبين الأسود. =(5/220)
[الْآيَةُ (50) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا المَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ
وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ} ]
997- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سُليم (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ (2) ، قَالَ: قَالَ لِي مُجَاهِدٌ: تَدْرِي مَا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وجل: {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} ؟ قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: (وأُسْتَاهُم) (3) ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَرِيمٌ يُكْنِي.
__________
= 2 - شعبة وإسرائيل أرجح في أبي إسحاق من أبي عوانة وأكثر عددًا، مع أن أبا عوانة قد يكون أخذه عن أبي إسحاق بعد تغيره، والله أعلم.
وحُجَيْر التّغلبي هذا مجهول الحال لم أجد من ذكره سوى ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (3 / 291 / رقم 1296) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، ولم يذكر أنه روى عنه سوى أبي إسحاق السبيعي، لكن الحديث ورد بإسناد صحيح عن الأسود، عن عبد الله كما في الحديث المتقدم برقم [995] فلم ينفرد به حجير.
(1) هو يحيى بن سُلَيم الطائفي، نزيل مكة، صدوق سيء الحفظ كما في «التقريب» (ص 591 / رقم 7563) ، وانظر «تهذيب الكمال» (31 / 365 - 369) .
(2) هو إسماعيل بن كثير الحجازي، أبو هاشم المكي، ثقة كما في «التقريب» (ص 109 / رقم 474) .
(3) في الأصل: «وأشباههم» ، والتصويب من مصادر التخريج، وقد وقع التصحيف نفسه في «الدر المنثور» (4 / 81) .
997 - سنده فيه يحيى بن سليم وتقدم بيان حاله، لكنه لم ينفرد به، فقد =(5/221)
[الْآيَةُ (55) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} ]
998- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ (1) ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ - قَالَ: سِتَّةُ (2) رَهْطٍ مِنَ الْيَهُودِ، قَالَ أَيُّوبُ: سماهم، منهم ابن تابوت.
__________
= تابعه سفيان الثوري كما سيأتي، وسنده صحيح.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4 / 81) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في «تفسيره» (14 / 16 / رقم 16201) من طريق شيخه سفيان بن وكيع، عن يحيى بن سليم، به.
وأخرجه سفيان الثوري في «تفسيره» (ص 119 / رقم 314) .
ومن طريقه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (4 / ل 13 / أ) .
من طرق عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير، به.
وهذا سند صحيح.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (16204) من طريق ابن جريج، عن مجاهد.
(1) هو ابن أبي تميمة السختياني.
(2) في الأصل كتب العدد رقمًا: (6) .
998 - سنده صحيح.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4 / 81) وعزاه لأبي الشيخ فقط.(5/222)
[الْآيَةُ (60) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ... } الْآيَةُ]
999- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الهَمْدَاني (1) ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} -: ((أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ)) قَالَهَا ثَلَاثًا.
__________
(1) هو ثُمامة بن شُفَيّ - بمعجمة وفاء، مصغّر - الهَمْدَاني، أبو علي المصري، نزيل الإسكندرية، ثقة كما في «تهذيب الكمال» (4 / 404) و «التقريب» (ص 134 / رقم 852) .
999 - سنده صحيح، وهو في «صحيح مسلم» كما سيأتي.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4 / 83) وعزاه للإمام أحمد ومسلم وأبي داود وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والقراب في فضل الرمي والبيهقي في «شعب الإيمان» .
والحديث أعاده المصنف هنا وكان قد رواه في المطبوع من «سننه» بتحقيق الأعظمي (2 / 181 - 182) في كتاب الجهاد، باب ما جاء في الرمي وفضله.
ومن طريق المصنف أخرجه أبو داود في «سننه» (3 / 29 - 30 / رقم 2514) في الجهاد، باب في الرمي.
والطبراني في «المعجم الكبير» (17 / 330 / رقم 911) .
وأخرجه الإمام أحمد في «المسند» (4 / 156 - 157) .
ومسلم في «صحيحه» (3 / 1522 / رقم 167) ، في الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه. =(5/223)
[الْآيَةُ (65) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ ... }
إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} ]
1000- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} -، قَالَ: كُتِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرَّ عِشْرُونَ مِنْ مِائَتَيْنِ، ثُمَّ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فقال: {الآَنَ
__________
= وابن ماجه في «سننه» (2/ 940 / رقم 2813) في الجهاد، باب الرمي في سبيل الله.
وأبو يعلى في «مسنده» (3 / 283 / رقم 1743) .
ومن طريقه وطرق أخرى أخرجه البيهقي في «سننه» (10 / 13) في كتاب السبق والرمي، باب التحريض على الرمي.
وأخرجه ابن أبي حاتم في «التفسير» (4 / ل 14 / ب) .
والبيهقي في «شعب الإيمان» (8 / 231 / رقم 3990) .
والطبراني في الموضع السابق.
جميعهم من طريق عبد الله بن وهب، به.
وله طرق أخرى فيها بعض الاختلاف، فانظرها في: «مسند الطيالسي» (ص 136 / رقم 1010) و «سنن الدارمي» (2 /124 / رقم 2409) ، و «جامع الترمذي» ، (5 / 270 / رقم 3083) في تفسير سورة الأنفال من كتاب التفسير، و «تفسير ابن جرير الطبري» (14 / 31 - 33 / رقم 16224 - 16229) ، و «فضل الرمي وتعليمه» للطبراني (ص 48 / رقم 22) ، و «مستدرك الحاكم» (2 / 328) و «شعب الإيمان» للبيهقي (8 / 330 / رقم 3989) .(5/224)
خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ (1) وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} ، فَلَا يَنْبَغِي لِمِائَةٍ أَنْ يَفِرُّوا من مائتين.
__________
(1) في الأصل: «الآن خفف عليكم» .
1000 - سنده صحيح، وقد أخرجه البخاري في «صحيحه» كما سيأتي.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4 / 102) وعزاه للبخاري وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في «شعب الإيمان» .
والحديث أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في المطبوع من «سننه» بتحقيق الأعظمي (2 / 224 / رقم 2537) كتاب الجهاد، باب لا يفر الرجل من الرجلين من العدو.
وأخرجه الشافعي في «الأم» (4 / 92) .
ومن طريقه البيهقي في «سننه» (9 / 76) في السير، باب تحريم الفرار من الزحف وصبر الواحد مع الاثنين.
وأخرجه البخاري في «صحيحه» (8 / 311 / رقم 4652) في تفسير سورة الأنفال من كتاب التفسير، باب: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ... } الآية.
وابن الجارود في «المنتقى» (3 / 305 / رقم 1049) .
وابن أبي حاتم في «تفسيره» (4 / ل 18 / أ) .
والطبراني في «المعجم الكبير» (11 / 112 - 113 / رقم 11211) .
والبيهقي في «شعب الإيمان» (8 / 246 / رقم 4001) .
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به.
وتابعه ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به.
أخرجه ابن جرير الطبري في «تفسيره» (14 / 51 - 52 / رقم 16270) . =(5/225)
1001- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيح (1) ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنْ فَرَّ رَجُلٌ مِنْ رَجُلَيْنِ فَقَدْ فَرَّ، وَإِنْ فَرَّ مِنْ ثَلَاثَةٍ فَلَمْ يَفِرّ.
__________
= ورواه عكرمة، عن ابن عباس، به.
أخرجه ابن المبارك في «الجهاد» (ص 191 / رقم 237) عن جرير بن حازم، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الخِرِّيت، عَنْ عكرمة.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه البخاري في «صحيحه» (8 / 312 / رقم 4653) في تفسير سورة الأنفال من كتاب التفسير، باب: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أن فيكم ضعفًا} .
وأبو داود في «سننه» (3 / 105 - 106 / رقم 2646) في الجهاد، باب في التولي يوم الزحف.
والبيهقي في الموضع السابق من «سننه» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (5 / 324) .
وابن جرير الطبري في «تفسيره» (14 / 55 / رقم 16280) .
كلاهما من طريق يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (4 / ل 18 / ب) من طريق وهب ابن جرير بن حازم، عن أبيه، به.
(1) اسمه عبد الله، وهو ثقة لكنه مدلِّس كما سبق بيانه في الحديث [184] ولم يصرِّح بالسماع هنا.
1001- سنده رجاله ثقات، لكن فيه عنعنة ابن أبي نجيح، لكنه لم ينفرد به، فالحديث تقدم بإسناد صحيح في الحديث السابق.
وقد أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في المطبوع من «سننه» بتحقيق الأعظمي (2 / 224 - 225 / رقم 2538) في الجهاد، باب لا يفر الرجل من =(5/226)
[الْآيَةُ (68) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ]
1002- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَرٍ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ (2) ، قَالَ: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ} أَنِّي أَحْلَلْتُ لَكُمُ الْغَنَائِمَ فِي علمي، {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} من الأسارى {عَذَابٌ عَظِيمٌ} يعني: يوم بدر.
__________
= الرجلين من العدو.
وأخرجه ابن المبارك في «الجهاد» (ص 190 / رقم 235) .
والبيهقي في «سننه» (9 / 76) في السير، باب تحريم الفرار من الزحف وصبر الواحد مع الاثنين.
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، به.
وأخرجه أحمد بن منيع في «مسنده» - كما في «إتحاف المهرة» (3 / ل 77 / أ) من طريق ابن علية، عن ابن أبي نجيح، به.
(1) هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
(2) هو المَقْبُري.
1002 - سنده ضعيف لضعف نجيح أبي معشر.
وقد أعاده المصنِّف هنا، وكان قد رواه في المطبوع من «سننه» بتحقيق الأعظمي (2 / 352 / رقم 2907) كتاب الجهاد، باب جامع الشهادة، بمثل ما هنا سواء.
وقد روي عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المقبري، عن أبي هريرة.
أخرجه ابن جرير الطبري في «تفسيره» (14 / 66 / رقم 16300) . =(5/227)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن أبي حاتم في «تفسيره» (4 / ل 21 / أ) .
كلاهما من طريق أبي صيفي بشير بن ميمون، عن سعيد، به.
وسنده ضعيف جدًا.
فبشير بن ميمون أبو صَيْفي الواسطي هذا متروك الحديث كما في «التقريب» (ص 125 / رقم 725) ، وانظر «تهذيب الكمال» (4 / 178 - 181) .(5/228)
باب
تفسير سورة التوبة
تَفْسِيرُ سُورَةِ التَّوْبَةِ
1003- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا هُشَيْمٌ وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَيْن (بْنِ) (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ الهَمْدَاني (3) ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تعلَّموا سُورَةَ بَرَاءَةَ، وعلِّموا نِسَاءَكُمْ سُورَةَ (النُّورِ) (4) ، وحَلُّوهن الفضة.
__________
(1) في الأصل: ((عن)) ، والتصويب من الموضع الآتي من ((شعب الإيمان)) للبيهقي حيث روى الحديث من طريق المصنِّف.
(2) هو حصين بن عبد الرحمن السلمي، ثقة، إلا أنه تغير في آخر عمره، لكن هشيمًا وخالد بن عبد الله الواسطي ممن روى عنه قبل تغيُّره كما سبق بيانه في الحديثين [56 و 91] وهما ممن روى عنه هنا.
(3) هو مالك بن عامر أو ابن أبي عامر، أو ابن عوف أو ابن حُمْرَة، أو ابن أبي حُمْرَة، أبو عطية الوادعي، الهَمْداني، مشهور بكنيته، ثقة كما في ((التقريب)) (ص 658 / رقم 8253) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (34 / 90 - 92) .
وأما روايته عن عمر فإنما هي كتاب، قال البخاري في ((تاريخه الكبير)) (7 / 305 / رقم 1298) : ((مالك بن عامر أبو عطية الهمداني قال: جاءنا كتاب عمر، سمع ابن مسعود، كوفي ... )) فأثبت له السماع من ابن مسعود وذكر أن روايته عن عمر كتاب، وكذا في الموضع السابق من ((تهذيب الكمال)) ، وقوله: ((أتانا كتاب)) جاء في بعض طرق هذا الحديث.
(4) في الأصل: ((التوبة)) ، والتصويب من الموضع الآتي من ((شعب الإيمان)) للبيهقي. =(5/231)
1004- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيم، عَنْ أَبِي بِشْر (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ التَّوْبَةِ، قَالَ: بَلْ هِيَ الفَاضِحَةُ، مَا زَالَتْ تَنْزِلُ: وَمِنْهُمْ، وَمِنْهُمْ، حَتَّى ظَنُّوا أَنْ [ل139/ب] لَا يَبْقَى (أَحَدٌ) (2) مِنْهُمْ إِلَّا ذُكر فيها.
__________
= 1003 - سنده صحيح، والكتابة من طرق التحمل الصحيحة كما هو مقرر في علم المصطلح.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 120) وعزاه المصنف وأبي عبيد وأبي الشيخ والبيهقي في ((شعب الإيمان)) ، وكذا في ((كنز العمال)) (2 / 314 / رقم 4096) .
وقد أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (5 / 370 / رقم 2213) من طريق المصنِّف بمثل ما هنا، ومنه جرى التصويب.
وأخرجه أبو عبيد في ((فضائل القرآن)) (ص 129 - 130 و 134 - 135 / رقم 1 - 37 و 9 - 39) من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن حصين، به، ولم يذكر الفضة.
(1) هو جعفر ابن إياس.
(2) في الأصل: ((أحدًا)) .
1004 - سنده صحيح، وقد صرَّح هشيم بالسماع في رواية البخاري.
فهذا الحديث جزء من الحديث المتقدم برقم [984] ، وفيه زيادة ذكر ما يتعلق بسورة الأنفال وسورة الحشر، وقد فرقه المصنِّف في المواضع الثلاثة، وأما الذين أخرجوه وهم: أبو عبيد والبخاري في إحدى روايتيه ومسلم، فإنهم ذكروه بتمامه، وفيه تصريح هشيم بالسماع كما تقدم بيانه برقم [984] .
وقد ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 120) وعزاه لأبي عبيد وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه.(5/232)
[الْآيَةُ (2) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} ]
1005- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْدَاني (2) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيع (3) ، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ بُعِثْتَ؟ قَالَ: بِأَرْبَعٍ: إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانَ، وَلَا يَجْتَمِعُ مُسْلِمٌ وَمُشْرِكٌ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا فِي الْحَجِّ، وَمَنْ كَانَ لَهُ عَهْدٌ فَعَهْدُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عهد فأربعة أشهر.
__________
(1) هو ابن عيينة.
(2) تقدم في الحديث [1] أنه ثقة، إلا أنه مدلس وتغيَّر في آخر عمره، لكن هذا الحديث رواه عن سفيان الثوري كما سيأتي، وهو ممن روى عنه قبل تغيُّره.
(3) هو زيد بن يُثَيْع - بضم التحتانية بعدها مثلثة ثم تحتانية ساكنة ثم مهملة-، ويقال: أُثَيْع - بهمزة بدل الياء -، الهَمْدَاني، الكوفي، ثقة مخضرم كما في ((تهذيب الكمال)) (10 / 115 - 117) و ((التقريب)) (ص225 / رقم 2160) .
1005 - سنده صحيح، وقد يُعَلّ بعلل ثلاث، وهي:
1- تغير أبي إسحاق.
2- عنعنته وهو مدلس
3- الاختلاف عليه.
لكن يجاب عن الأولى: بأن سفيان الثوري ممن رواه عن أبي إسحاق، وهو ممن روى عنه قبل التغيُّر. =(5/233)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وعن الثانية: بأنه يروي هنا عن زيد بن يُثَيع ولم يرو عن زيد أحد سوى أبي إسحاق كما في الموضع السابق من ((تهذيب الكمال)) ، فلا يتصور حينئذ أن يسقط أحدًا بينه وبينه.
وعن الثالثة: بأن رواية سفيان بن عيينة هذه وما وافقها هي الراجحة كما سيأتي، وهذا ما رجحه الدارقطني وصححه غيره.
والحديث ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 125) وعزاه للمصنِّف وابن أبي شيبة وأحمد في ((المسند)) والترمذي وابن المنذر والنحاس والحاكم وابن مردويه والبيهقي في ((الدلائل)) .
وقد أخرجه البيهقي في ((سننه)) (9 / 207) في الجزية، باب لا يقرب المسجد الحرام - وهو الحرم كله - مشرك، من طريق المصنِّف.
وأخرجه الحميدي في ((مسنده)) (1 / 26 - 27 رقم 48) .
ومن طريقه الحاكم في ((المستدرك)) (3 / 52) .
ومن طريق الحاكم البيقي في ((دلائل النبوة)) (5 / 297) .
وأخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (1 / 79) .
والدارمي في ((سننه)) (1 / 394 رقم 1925) .
والترمذي في ((جامعه)) (3 / 213 رقم 871 و 872) في كتاب الحج، باب ما جاء في كراهية الطواف عريانًا، و (5 / 276 رقم 3092) في تفسير سورة التوبة من كتاب التفسير.
وأبو يعلى في ((مسنده)) (1 / 351 رقم 452) .
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 106 رقم 16373) .
والدارقطني في ((الأفراد)) كما في ((أطرافه)) (ل 40 / أ) .
والبيهقي في الموضع السابق من ((سننه)) ، من طريق زكريا بن أبي زائدة =(5/234)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي وزهير بن معاوية.
ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به مثل رواية سفيان.
وذكر الدارقطني في ((العلل)) (1 / 275) أن أبا بكر بن عياش رواه كذلك.
ورواه معمر وسفيان الثوري وإسرائيل، عن أبي إسحاق، واختلف عليهم.
أما معمر فرواه عنه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 265) ، والبزار في ((مسنده)) (3 / 34 / رقم 785) ، عن أبي إسحاق بمثل رواية ابن عيينة.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 109 / رقم 16379) ، والنحاس في ((الناسخ والمنسوخ)) (ص 196) .
ثم أخرجه ابن جرير الطبري أيضًا (14 / 105 - 107 / رقم 16371 و 16374) من طريق معمر، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ الأعور، عن علي.
وذكر الدارقطني في ((العلل)) (3 / 163) أن معمرًا رواه هكذا.
ولكن رواية عبد الرزاق عن معمر أرجح، وقد وافقه عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن معمر في رواية البزار، وهي موافقة للروايات المتقدمة.
وأما سفيان الثوري فأخرجه الحاكم في ((المستدرك)) (4 / 178) من طريق أبي حذيفة النهدي، عنه، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي، وهذه الرواية موافقة لرواية ابن عيينة ومن وافقه، وصححه الحاكم.
وأشار الترمذي (5 / 276) والدارقطني في ((العلل)) (3 / 163) إلى أن سفيان الثوري رواه عن أبي إسحاق، عن بعض أصحابه، عن علي، ثم أخرجه الدارقطني (3 / 164) من طريق عبيد الله بن موسى العبسي، عن الثوري هكذا.
وهذا الاختلاف يسير لا يؤثر، فشيخ أبي إسحاق المبهم في هذه الرواية هو زيد بن يثيع.
وعليه فرواية الثوري ومعمر توافق رواية ابن عيينة ومن وافقه.
وخالف هؤلاء جميعًا إسرائيل بن يونس، واختلف عليه. =(5/235)
[الْآيَةُ (3) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ
يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ} ]
1006- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأَحْوَص (1) ، عن أبي
__________
= فرواه وكيع بن الجراح عنه، عن جده أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عنه.
أخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (1 / 3) .
وأبو يعلى في ((مسنده)) (1 / 100 / رقم 104) .
والمروزي في ((مسند أبي بكر)) (ص 166 / 132) .
ورواه أبو أحمد الزبيري وخلف بن الوليد، عنه، عن جده أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع مرسلاً.
أما رواية أبي أحمد فأخرجها ابن جرير في ((تفسيره)) (14 / 106 / رقم 16372) .
وأما رواية خلف بن الوليد فذكرها الدارقطني في ((العلل)) (1 / 274 - 275) .
فطريق إسرائيل هذه تعتبر شاذة لمخالفتها لباقي الروايات، والصواب رواية سفيان بن عيينة ومن وافقه، وهذا ما رجحه الدارقطني في ((العلل)) (1 / 274 - 275 / رقم 67) و (3 / 162 - 164 / رقم 329) حيث قال في الموضع الأول: ((وقول ابن عيينة أشبه بالصواب)) ، وفي الموضع الثاني قال: ((وهو المحفوظ)) .
وهذا ما يقتضيه صنيع الترمذي والحاكم، فأمنا الترمذي فحسنه في كلا الموضعين، وأما الحاكم فصححه، والله أعلم.
(1) هو سلام بن سُليم.(5/236)
إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّاد (2) ، قَالَ: الْحَجُّ الْأَكْبَرُ: يَوْمَ النَّحْرِ، والحج الأصغر: العُمْرة.
__________
(1) هو السَّبيعي، تقدم في الحديث [1] أنه ثقة، إلا أنه يدلِّس وتغير في آخر عمره، لكن هذا الأثر رواه عنه أيضًا الثوري وشريك وهما ممن سمع منه قبل تغيُّره، وصرح أبو إسحاق في بعض الطرق بأنه سأل عبد الله بن شداد، فانتفى التدليس.
(2) هو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الهاد تقدم في الحديث [400] أنه ولد في عهد النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أنه لم يسمع منه شيئًا، وهو ثقة، والراوي عنه هنا أبو إسحاق السبيعي ولم ينصّ المزي في ((تهذيب الكمال)) (15 / 83) على أنه روى عنه، إنما الذي روى عنه هو أبو إسحاق الشيباني سليمان بن أبي سليمان، فيستفاد من تصريح أبي إسحاق في بعض طرق هذا الحديث بسؤاله عبد الله بن شداد روايته عنه.
1006 - سنده صحيح.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 129) وعزاه لابن أبي شيبة فقط.
وقد أخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 267) من طريق سفيان الثوري ومعمر، كلاهما عن أبي إسحاق، به وفيه تصريحه بالسؤال لعبد الله بن شداد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (1 / 4 / 462 / رقم 2982) .
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 120 و 122 و 130 / رقم 16421 و 16422 و 16438 و16439 و16467) .
أما ابن أبي شيبة فمن طريق وكيع عن سفيان الثوري وفيه تصريح أبي إسحاق بالسؤال.
وأما ابن جرير فمن طريق عبد الرزاق عن الثوري ومعمر، ومن طريق عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري، ومن طريق شريك عن أبي إسحاق.
وقد وقع في ((تفسير الطبري)) تصحيف - لعله من الطباعة - وذلك في =(5/237)
1007- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ (1) ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، فَسَأَلَهُ أَبُو سَلَمَةَ عَنِ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، قَالَ: هُوَ الَّذِي يُنْحَر فِيهِ، وَيَحِلُّ فِيهِ الْحَرَامُ، وَيُوضَعُ فِيهِ الشَّعْر.
1008- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ الْحَارِثِ (3) ، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن
__________
= موضعين:
1 - في الأثر (16438) حيث جعل شيخ عبد الرزاق: ((الشعبي)) وصوابه: ((الثوري)) كما في ((تفسير عبد الرزاق)) .
2 - في الأثر (16467) قال: ((عن أبي أسماء)) والصواب: ((عن أبي إسحاق)) .
(1) تقدم في الحديث [419] أنه ثقة، إلا أنه يدلِّس وتغيَّر حفظه في آخر عمره، لكن هذا لا يؤثر في هذا الحديث. أما التدليس فانتفى لتصريحه ها هنا بما يدل على السماع. وأما التغيُّر فلا يؤثر لكونه توبع من قبل عايش العامري وسليمان الشيباني كما سيأتي.
1007 - سنده صحيح.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 128) وعزاه للمصنِّف ولعبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وأبي الشيخ.
وقد أخرجه أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد في ((مسند عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى)) (ص 142 / رقم 44) واستوفيت تخريجه هناك، وذكرت هناك أن ابن أبي شيبة وغيره أخرجوه من طريق سليمان الشيباني وعياش العامري.
(2) هو السبيعي.
(3) هو ابن عبد الله الأعور، تقدم في الحديث [795] أنه ضعيف.(5/238)
الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، قَالَ: هُوَ يَوْمَ النحر.
__________
1008 - سنده ضعيف لضعف الحارث الأعور، وهو صحيح لغيره كما سيأتي.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 127) وعزاه لابن أبي شيبة والترمذي وأبي الشيخ.
وقد أخرجه الترمذي في ((جامعه)) (5 / 274 - 275 / رقم 3089) في تفسير سورة براءة من كتاب التفسير.
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 118 / رقم 16407) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 267) .
وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (1 / 4 / 462 / رقم 2983) .
وابن جرير الطبري (14 / 116 و 118 و 123 / رقم 16394 و 16395 و 16396 و 16406 و 16441) من طريق أبي الأحوص وسفيان الثوري والأجلح وعنبسة ومالك بن مغول وشتير.
جميعهم هؤلاء جميعًا شعبة ومحمد بن إسحاق.
أما شعبة، فأشار الترمذي في الموضع السابق إلى أنه رواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الله بن مُرَّة، عن الحارث، عن علي موقوفًا.
وقد تكون هذه الطريق أصح عن أبي إسحاق؛ لأنه مدلِّس كما تقدم في ترجمته في الحديث [1] ، وشعبة لا يأخذ عنه إلا ما تأكد لديه أن أبا إسحاق سمعه من شيخه، فكفانا شعبة تدليس أبي إسحاق.
وأما محمد بن إسحاق، فأخرجه من طريقه الترمذي في الموضع السابق برقم (3088) وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 26 / ب) عن أبي إسحاق، =(5/239)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن الحارث، عن علي قال: سألت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - عن يوم الحج الأكبر فقال: ((يوم النحر)) .
قال الترمذي بعد أن رواه من طريق سفيان بن عيينة موقوفًا: ((هذا الحديث أصح من حديث محمد بن إسحاق؛ لأنه روي من غير وجه هذا الحديث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عن علي موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه إلا ما روي عن محمد بن إسحاق. وقد رَوَى شعبةُ هذا الحديث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الله بن مرَّة، عن الحارث، عن علي موقوفًا)) .
ولم ينفرد به الحارث الأعور.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (1 / 4 / 462 - 463 رقم 2984) من طريق وكيع.
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 118 رقم 16405 و 16408) من طريق أبي داود الطيالسي ووكيع.
كلاهما عن شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، عن علي أنه لقيه رجل يوم النحر فأخذ بلجامه، فسأله عن يوم الحج الأكبر فقال: هو هذا اليوم.
وقد تصحف اسم شعبة في المطبوع من المصنف إلى: ((سعيد)) .
وسند هذه الطريق صحيح، وقد قال شعبة: ((لم يسمع يحيى بن الجزار من علي إلا ثلاثة أشياء: أحدها: أنَّ النَّبِيَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - كان على فَرْضَة من فُرَض الخندق، والآخر: أن عليًّا سئل عن يوم الحج الأكبر، ونسي محمود الثالث)) . اهـ. من ((تهذيب الكمال)) (31 / 253) ، ومحمود هو ابن غيلان الراوي لهذه الحكاية عن شبابة بن سوّار، عن شعبة.
وأخرجه ابن جرير الطبري أيضًا (14 / 121 رقم 16427) من طريق الشعبي، عن علي.(5/240)
1009- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا (....) (1) الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَان الْأَسَدِيِّ (2) ، قَالَ: خَطَبَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ عَلَى جَمَلٍ يَوْمَ الْأَضْحَى فَقَالَ: الْيَوْمُ النَّحْر، وَالْيَوْمُ الْحَجُّ الأكبر.
__________
(1) ها هنا سقط في الأصل كان من نتيجته توهُّم أن سعيد بن منصور يروي عن الأعمش، وهو إنما يروي عنه بواسطة، وفي كثير من الأحيان تكون تلك الواسطة أبا معاوية، ولكني لم أستطع استظهار السقط هنا لأني لم أجد من أخرجه من طريق المصنف.
(2) هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ الْأَسَدِيِّ، أبو سنان الكوفي، يروي عن علي وابن مسعود والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم، روى عنه الأعمش وأبو حصين وغيرهما، وهو ثقة؛ وثقه ابن معين وابن سعد وذكره ابن حبان في ((الثقات)) ، وكانت وفاته في ولاية الحجاج قبل الجماجم، وكانت وقعة الجماجم سنة إحدى وثمانين للهجرة.
انظر ((الجرح والتعديل)) (5 / 68 / رقم 324) ، و ((الثقات)) لابن حبان (5 / 11) و ((تعجيل المنفعة)) (ص 151 / رقم 548) .
1009 - سند المصنِّف فيه السقط الذي تقدمت الإشارة إليه، والحديث صحيح إن كان الأعمش سمعه من عبد الله بن سنان كما سيأتي، وقد توبع من طريق آخر بإسناد حسن.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (1 / 4 / 463 / رقم 2985) عن شيخه وكيع، عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 118 - 119 / رقم 16411 و 16412 و 16413) من طريق وكيع ويحيى بن عيسى، كلاهما عن الأعمش به.
وسند ابن أبي شيبة صحيح إن كان الأعمش سمعه من عبد الله بن سنان، =(5/241)
[الْآيَةُ (18) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ} ]
1010- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: نَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاج أَبِي السَّمْح (1) ، عَنْ أَبِي الهَيْثَم (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ، رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا عَلَيْهِ بِالْإِيمَانِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ مَنْ قَائِلٍ: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ} )) .
__________
= وقد تابعه أبو حَصين بن عثمان بن عاصم، أخرجه من طريقه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 123 / رقم 16443) من طريق شيخه أحمد بن إسحاق، عن أبي أحمد، عن إسرائيل، عن أبي حُصَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سنان، به. وهذا إسناد حسن لذاته، وأحمد بن إسحاق الأهوازي وشيخه أبو أحمد الزبيري تقدمت ترجمتهما في الحديث [323] .
(1) هو دَرَّاج بن سمعان أبو السَّمْح السهمي، مولاهم، المصري، القاص، صدوق، وفي حديثه عن أبي الهيم ضعف. ((التقريب)) (ص201 / رقم 1824) .
(2) هو سليمان بن عمرو بن عبد - أو عبيد - الليثي، العُتْوَاري، أبو الهيثم المصري، ثقة كما في ((التقريب)) (ص 253 / رقم 2599) .
1010 - سنده ضعيف لضعف رواية دَرَّاج عن أبي الهيثم، وبعض العلماء يحكم عليها بالنكارة.
والحديث ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 140) وعزاه للإمام أحمد وعبد بن حميد والدرامي والترمذي وابن ماجه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن حبان وأبي الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي. =(5/242)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقد أخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (3 / 68) ، وابن أبي عمر العدني في ((الإيمان)) (ص68 / رقم 2) ومن طريقه الترمذي في ((جامعه)) (5/ 12 و 277 / رقم 2617 و 3093) في الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة، وفي تفسير سورة التوبة من كتاب التفسير.
وأخرجه الدارمي في ((سننه)) (1 / 222 / رقم 1226)
وابن خزيمة في ((صحيحه)) (2 / 379 / رقم 1502) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 34 / ب) .
وابن حبان في ((صحيحه)) (5 / 6 / رقم 1721) .
وابن عدي في ((الكامل)) (3 / 98) .
والحاكم في ((المستدرك)) (1 / 212 - 213) و (2/ 332) .
ومن طريقه البيهقي في ((سننه)) (3 / 66) في الصلاة، باب فضل المساجد وفضل عمارتها بالصلاة فيها.
وأخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (8 / 327) .
جميعهم من طريق عبد الله بن وهب، به.
وأخرجه الترمذي في الموضع السابق من ((التفسير)) برقم (3093) .
وابن ماجه في ((سننه)) (1 / 263 / رقم 802) في المساجد، باب لزوم المساجد وانتظار الصلاة.
وابن عدي في ((الكامل)) (3 / 1013) .
ثلاثتهم من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، به.
وأخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (3 / 76) .
وعبد بن حميد في ((مسنده)) (ص 289 / رقم 923) .
ومحمد بن نصر في ((تعظيم قدر الصلاة)) (1 / 340 / رقم 336) .
ثلاثتهم من طريق عبد الله بن لهيعة، عن دراج أبي السمح، به.(5/243)
[الْآيَةُ (28) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا
المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ
يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ]
1011- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأَحْوَص، قَالَ: نَا سِمَاكُ بْنُ حَرْب (1) ، عَنْ عِكْرِمَةَ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} -، قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَجِيئُونَ إِلَى الْبَيْتِ وَيَجِيئُونَ مَعَهُمْ بِالطَّعَامِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ} ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْمَطَرَ، فَكَثُرَ خَيْرُهُمْ حَتَّى ذَهَبَ الْمُشْرِكُونَ عَنْهُمْ.
__________
(1) هو سِمَاكُ بن حَرْب بن أَوْس بن خالد الذُّهْلي البكري، أبو المغيرة الكوفي، صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير في آخر عمره فكان ربما تلقَّن، إلا ما كان من رواية من سمع منه قديمًا كشعبة وسفيان الثوري.
فحديثهم عنه صحيح مستقيم، وأما أبو الأحوص فاختلف عباراتهم فيه، فمنهم من عدّه مع القدماء، ومنهم من عدّه كغيره ممن سمع منه أخيرًا. انظر ((تهذيب الكمال)) (12 / 115 - 121) ، و ((التقريب)) (ص 255 / رقم 2624) .
1011 - سنده ضعيف لما تقدم عن رواية سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ.
والحديث ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 164) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر وابن أبي حاتم. =(5/244)
[الْآيَةُ (31) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ
وَالمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا
وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ]
1012- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْم، قَالَ: نا العَوَّام بْنُ حَوْشَب، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو البَخْتَري الطَّائي (1) ، قَالَ: قَالَ لِي حُذَيْفَةُ (2) : أَرَأَيْتَ قول الله عز وجل:
__________
= وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 194 / رقم 16599) من طريق هناد بن السري، عن أبي الأحوص، به نحوه.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 39 / أ) من طريق عبد الله بن صالح العجلي، عن أبي الأحوص، عن سماك، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به هكذا بزيادة ابن عباس في سنده، وهي رواية شاذة لمخالفتها لاثنين من الثقات وهما سعيد بن منصور وهناد بن السري كما سبق.
ويؤيد ذلك أن ابن جرير أخرجه أيضًا برقم (16600) من طريق علي بن صالح، عن سماك، عن عكرمة، به، ليس فيه ذكر لابن عباس.
على أن معناه قد رواه ابن جرير برقم (16598) من طريق عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابن عباس.
لكن علي بن أبي طلحة هذا متكلم فيه، وفي ((التقريب)) (ص 402 / رقم 4754)) : ((صدوق قد يخطئ)) ، ولم يسمع من ابن عباس، بل رواية عنه مرسلة، ويقال: إن الواسطة بينهما مجاهد. انظر ((تهذيب الكمال)) (20 / 490 - 494) .
(1) هو سعيد بن فيروز أبو البَخْتَري الطائي، الكوفي، ثقة ثبت فيه تشيع قليل: كثير الإرسال، روى له الجماعة، وسمع ابن عباس وابن عمر وغيرهما، =(5/245)
{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ} ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يصلُّوا لَهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا مَا أَحَلُّوا لَهُمْ مِنْ حرامٍ استحَلُّوه، وَمَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَرَامِ حرموه، فتلك ربوبيتهم.
__________
= وأرسل عن عمر وعلي وابن مسعود وأبي ذر وحذيفة ابن اليمان وسلمان الفارسي وأبي سعيد الخدري وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وعائشة رضي الله عنهم. قال ابن سعد: ((وكان أبو البختري كثير الحديث يرسل حديثه، ويروى عن أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، ولم يسمع من كبير أحد، فما كان من حديثه سماعًا فهو حسن، وما كان ((عن)) فهو ضعيف)) ، وكانت وفاته رحمه الله في وقعة الجماجم مقتولاً سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين للهجرة, انظر ((طبقات ابن سعد)) (6 / 292 - 293) ، و ((التاريخ الكبير)) للبخاري (3 / 506 - 507 / رقم 1684) ، و ((المراسيل)) لابن أبي حاتم (ص 74 و 76 - 77 / رقم 117 و 123) و ((تهذيب الكمال)) (11 / 32 - 35) ، و (جامع التحصيل)) (ص 222 - 223 / رقم 242) و ((التقريب)) (ص 240 / رقم 2380) .
(2) كذا جاء في الأصل!! وأغلب ظني أنه خطأ صوابه: ((قيل لحذيفة)) كما جاء في رواية الطبري (14 / 211 / رقم 16636) ؛ لأن أبا البختري لم يسمع من حذيفة، بل لم يسمع من كثير ممن توفي بعد حذيفة رضي الله عنه المتوفى سنة ست وثلاثين، وإنما سمع ممن تأخرت وفاته من صغار الصحابة كابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما كما سبق بيانه، ويدل عليه: أنه لم يذكر في شيء من مصادر تخريج الحديث ما ذكر هنا، بل فيها: أن حذيفة سئل، ولو كان النص هنا سالمًا من التصحيف لاستدلّ العلماء به على سماع أبي البختري من حذيفة، ولما نفوه عنه، ويترتب عليه عدم نفي السماع ممن تأخرت وفاته بعد حذيفة كعلي رضي الله عنه، وجميع هذا لم يكن. =(5/246)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 1012 - سنده ضعيف للانقطاع بين أبي البختري وحذيفة رضي الله عنه.
والحديث ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 174) وعزاه لعبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن ابي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 211 / رقم 16636) من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ بن حوشب، به نحوه.
وأخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص 124 / رقم 333) عن حبيب بن ثابت، به.
ومن طريق سفيان أخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 272) .
ومن طريق عبد الرزاق وغيره أخرجه ابن جرير (14 / 211 و 212 / برقم 16634 و 16635 و 16638) .
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 42 / ب) .
والبيهقي في ((سننه)) (10 / 116) في كتاب آداب القاضي، باب ما يقضي به القاضي ويفتي به المفتي.
كلاهما من طريق الأعمش، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، به.
وأخرجه ابن جرير الطبري (14 / 213 / رقم 16643) .
والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7 / 45 / رقم 9394 / بتحقيق زغلول) .
كلاهما من طريق سفيان - وأظنه ابن عيينة - عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبي البختري، عن حذيفة.
وخالف سفيان جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل وورقاء بن عمر، فرووه عن عطاء، عن أبي البختري من قوله ليس فيه ذكر لحذيفة.
أخرجه ابن جرير (14 / 211 - 212 / رقم 16637) من طريق جرير وابن فضيل، وهو في ((تفسير مجاهد)) (ص 276) من رواية عبد الرحمن بن الحسن. =(5/247)
[الْآيَةُ (33) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ} ]
1013- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (2) ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} - قَالَ: خُرُوجُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه الصلاة والسلام.
__________
= القاضي، عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، عن آدم بن أبي إياس، عن ورقاء.
ورواية سفيان هي الصواب، لموافقتها لباقي الروايات، وأما الخطأ في رواية الآخرين فمن عطاء بن السائب نفسه، لأنه قد اختلط كما سبق بيانه في الحديث رقم [6] والله أعلم.
(1) تقدم في الحديث [179] أنه متروك.
(2) هو الباقر محمد بن علي بن الحسين.
1013 - سنده ضعيف جدًا لشدة ضعف عمرو بن ثابت، ومع ذلك فقد خولف كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 176) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر والبيهقي.
وقد أخرجه البيهقي في ((سننه)) (9 / 180) في كتاب السير، باب إظهار دين النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأديان، من طريق المصنِّف.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 215 / رقم 16645) من طريق شقيق بن أبي عبد الله الكوفي، عن ثابت الحدّاد، عن شيخ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - فِي قَوْلِهِ: {ليظهره على الدين كله} - قال: حين خروج عيسى بن مريم. =(5/248)
[الْآيَةُ (36) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ... } الْآيَةَ]
1014- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الكَلْبي (1) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} - قَالَ: الْمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وذو الحجة.
__________
= وهذا أولى من رواية عمرو بن ثابت، وهو ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة، فإن كان أبا جعفر الباقر فيكون ضعيفًا للانقطاع بينه وبين أبي هريرة.
ثم أخرجه ابن جرير عقبه برقم (16646) من طريق فضيل بن مرزوق، قال: حدثني من سمع أبا جعفر: {ليظهره على الدين كله} ، قال: إذا خرج عيسى عليه السلام اتبعه أهل كل دين.
ومع ما في هذا السند من العلل الظاهرة، فشيخ الطبري هو سفيان بن وكيع، وتقدم الكلام على روايته مرارًا، وأنه ترك حديثه.
(1) هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي، أبو النضر الكوفي، النسّابة المفسِّر، متهم بالكذب ورمي بالرفض، وحكم جمع من الأئمة على رواياته عن أبي صالح باذام، عن ابن عباس بأنها موضوعة، وقد اعترف على نفسه بذلك؛ قال سفيان الثوري: قال لنا الكلبي: ما حدَّثت عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس فهو كذب فلا ترووه، انظر ((تهذيب الكمال)) (25 / 246 - 253) ، و ((التقريب)) (ص 479 / رقم 5901) .
(2) هو باذَام - بالذال المعجمة، ويقال: آخره نون: باذان -، أبو صالح مولى أم هانئ، ضعيف كما في ((التقريب)) (ص 120 / رقم 634) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (4 / 6 - 8) . =(5/249)
[الْآيَةُ (37) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا
يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا ... } الْآيَةُ]
1015- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ (1) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ} - قَالَ: كَانَ النَّاسِي (رَجُلًا) (3) مِنْ كِنَانة، وَكَانَ ذَا رَأْيٍ فِيهِمْ، وَكَانَ يَجْعَلُ الْمُحَرَّمَ سَنَةً (صَفَرًا) (4) فَيَغْزُو فِيهِ، فيُصِيب فِيهِ، وَسَنَةً يحرِّمه فَلَا يَغْزُو فِيهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا} .
__________
= 1014 - هو أثر موضوع لما تقدم عن حال الكلبي.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 184) وعزاه للمصنف وابن مردويه.
(1) هو ابن المعتمر.
(2) هو شقيق بن سلمة.
(3) في الأصل: ((رجل)) .
(4) في الأصل: ((صفر)) .
1015 - سنده صحيح إلى أبي وائل، لكن أبا وائل لم يذكر عمَّن تلقى هذا الخبر.
وقد ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 189) وعزاه لابن أبي حاتم فقط، وذكره (4 / 188) بنحوه وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 246 / رقم 16708) . وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 47 / أ) . =(5/250)
[الْآيَةُ (41) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ
فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ]
1016- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَين (1) ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ (2) ، قَالَ: أَوَّلُ شَيْءٍ نَزَلَ مِنْ بَرَاءَةَ: الَّتِي بَعْدَ الْأَرْبَعِينَ: {انْفِرُوا خفافًا [140/أ] وثقالاً ... } إِلَى قَوْلِهِ: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} .
__________
= كلاهما من طريق جرير بن عبد الحميد، به.
وأخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص 126 / رقم 338) عن شيخه منصور، به.
ومن طريق الثوري أخرجه ابن جرير برقم (16709) وابن أبي حاتم في الموضع السابق، إلا أنه سقط: ((منصور)) من سند ابن أبي حاتم.
(1) هو ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة إلا أنه تغير في آخر عمره، ولم أجد من نص على أن سفيان بن عيينة ممن روى عنه قبل أن يتغير.
(2) هو غزوان الغفاري.
1016 - سنده رجاله ثقات، إلا أن حصين بن عبد الرحمن تغير في آخر عمره، فالحكم على هذه الرواية متوقف على معرفة ما إذا كان سفيان بن عيينة ممن روى عنه قبل أن يتغير أم لا؟
والأثر ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 208) وعزاه لابن أبي شيبة وابن المنذر.
وقد أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في المطبوع من ((سننه)) بتحقيق الأعظمي (2 / 345 / رقم 2892) في كتاب الجهاد، باب جامع الشهادة، بمثل =(5/251)
[الْآيَةُ (43) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ
الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الكَاذِبِينَ} ]
1017- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الأَوْدي يَقُولُ: اثْنَتَانِ فَعَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُؤْمَرْ (بِهِمَا) (1) : إِذْنُه لِلْمُنَافِقِينَ، وأَخْذُه مِنَ الْأُسَارَى، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} ، و: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى} (2) .
__________
= ما هنا إلا أنه قال: ((إلى)) بدل: ((التي)) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (5 / 306) و (14 / 115 / رقم 17776) من طريق سفيان بن عيينة، به.
(1) في الأصل: ((به)) .
(2) الآية رقم (67) من سورة الأنفال.
1017 - سنده صحيح إلى عمرو بن ميمون، لم يذكر عمرو عمّن أخذه، وقد يكون فهمًا فهمه من الآيات، والله أعلم.
والأثر ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 210) وعزاه لعبد الرزاق في ((المصنف)) وابن جرير.
وقد أخرجه عبد الرزاق في ((مصنفه)) (5 / 210 / رقم 9403) .
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 273 / رقم 16765) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، به.(5/252)
1018- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَر (1) أَوْ غَيْرِهِ (2) ، عَنْ عَوْن (3) ، قَالَ: أَخْبَرَهُ بِالْعَفْوِ قَبْلَ أَنْ يعرِّفه بِالذَّنْبِ.
1019- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْد (4) أنه (كان) (5) يقرأ: (أَسْرَى) (6) .
__________
(1) هو ابن كِدَام.
(2) هو ابن مسعر جزمًا كما سيأتي في التخريج، ويظهر أن الشك من سعيد بن منصور، فإنه لم يشك فيه أحد ممن رواه عن سفيان.
(3) هو عَوْن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهُذَلي، أبو عبد الله الكوفي، ثقة عابد كما في ((التقريب)) ، (ص 434 / رقم 5223) .
1018 - سنده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (13 / 190 و 428 - 429 / رقم 16069 و 16812) ، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 52 / ب) أما ابن أبي شيبة فعن سفيان مباشرة، وأما ابن أبي حاتم فمن طريق محمد بن أبي عمر وأبي حصين بن سليمان الرازي، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن عون، بلا شك.
(4) هو حميد بن أبي حميد الطويل.
(5) ما بين القوسين ليس في الأصل، والزيادة من الأثر المتقدم برقم [198] .
(6) هذا الأثر لا مناسبة لإيراده في سورة التوبة إلا لأجل الأثر قبل الماضي رقم [1017] المتعلق بآية سورة التوبة رقم (43) : ((عفا الله عنك)) ، وآية سورة الأنفال رقم (67) : {ما كَانَ لِنَبِيِّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أسرى} .
1019 - سنده صحيح، وهو مكرر الأثر رقم [198] في سورة البقرة.(5/253)
[الْآيَةُ (47) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ
يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} ]
1020- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ (جَلَّ) (2) وعَزَّ: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} - قَالَ: عُيُونًا لَيْسُوا بِمُنَافِقِينَ، مِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رِفَاعَةَ، وابن تابوت.
__________
(1) هو عبد الملك بن عبد العزيز، تقدم في الحديث [9] أنه ثقة فقيه فاضل، إلا أنه يدلس، إلا أنه يدلس، ولم يصرح بالسماع هنا من مجاهد، بل من المجزوم به أنه لم يسمعه من مجاهد، ففي مقدمة ((الجرح والتعديل)) (ص 245) قال يحيى القطان: ((لم يسمع ابن جريج من مجاهد إلا حديثًا واحدًا: فطلقوهن في قبل عدتهن)) اهـ لكن هذا الأثر هنا صح من طريق آخر كما سيأتي.
(2) ما بين القوسين ليس في الأصل.
1020 - سنده ضعيف لعدم سماع ابن جريج له من مجاهد، لكنه صح من طريق آخر كما سيأتي.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 212) وعزاه لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 280 و 281 / رقم 16774 و 16778) من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به.
وهو في تفسير مجاهد (ص 280 - 281) من رواية ورقاء بن عمر، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد.
ومن طريق ورقاء أخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 54 / أ) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (16773 و 16777) من طريق عيسى بن ميمون الجُرَشي. =(5/254)
[الْآيَةُ (60) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ ... }
إلى قوله: {وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ]
1021- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو شِهَابٍ (1) ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَة (2) ، عَنِ المِنْهال بْنِ عَمْرٍو (3) ، عَنْ زِرّ بْنِ حُبَيْش، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَت هَذِهِ الْأَصْنَافُ لِتَعْرِفَ: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ} ، فَأَيُّ صِنْفٍ أَعْطَيْتَ مِنْهَا أَجْزَأْكَ.
__________
= وابن أبي حاتم في الموضع السابق من طريق سفيان بن عيينة.
كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد، به.
ورواية ابن أبي نجيح للتفسير عن مجاهد تقدم في الحديث [184] أنها صحيحة.
(1) هو عبد ربه بن نافع، تقدم في الحديث [7] أنه صدوق.
(2) تقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس، ولم يصرح بالسماع هنا.
(3) هو المنهال بن عمرو الأسدي، مختلف فيه، والراجح أنه صدوق كما بينته في تخريج ((مختصر مستدرك الحاكم)) فراجعه إن شئت (3 / 1595 - 1596 رقم 592) .
1021 - سنده ضعيف لما تقدم عن حال حجاج بن أرطأة.
والحديث ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 221) وعزاه لابن أبي شيبة وابن جرير وأبي الشيخ. =(5/255)
1022- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ (1) ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ (2) وَحْدَهُ (3) ، فقال: رُدَّها (4) ، فضعها
__________
= وأخرجه أبو عبيد في ((الأموال)) (ص 512 / رقم 1835) .
وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (3 / 182) .
وحميد بن زنجويه في ((الأموال)) (3 / 1175 / رقم 2199) .
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 322 / رقم 16886 و 16887) .
جميعهم من طريق حجاج بن أرطأة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في الموضع السابق عن شيخه وكيع، عن ابن أبي ليلى أو غيره، عن المنهال به.
ولولا شك وكيع ها هنا لكان الحديث حسنًا لغيره بمتابعة مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى للحجاج.
وقد رواه ابن أبي شيبة في الموضع نفسه عن شيخه علي بن هاشم، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الحكم، عن حذيفة قال: إذا وضعت في أي الأصناف شئت أجزأك إذا لم تجد غيره.
وفي سنده علتان:
1 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى تقدم في الحديث [186] أنه صدوق سيئ الحفظ جدًا.
2 - الحكم بن عتيبة لم يدرك حذيفة رضي الله عنه، فحذيفة توفي سنة ست وثلاثين للهجرة، والحكم ولد سنة خمسين للهجرة كما في ترجمته في الحديث [28] .
(1) تقدم في الحديث [129] أنه ثقة.
(2) هو شقيق بن سلمة.
(3) سيأتي سياق لفظه بتمامه من ((طبقات ابن سعد)) حيث أخرجه من =(5/256)
مَوَاضِعَهَا، قُلْتُ: فَمَا أَصْنَعُ بِنَصِيبِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ؟ قَالَ: رُدَّه عَلَى آخَرِينَ.
1023- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا شِهَابُ بْنُ خِرَاش (1) ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ الكِنْدي (2) ، قَالَ: كَانَ ابن مسعود يقرئ رجلاً،
__________
= طريق المصنِّف وغيره، وفي ظني أن سعيد بن منصور رواه بتمامه في كتاب الزكاة، وأعاد في هذا الموضع هذا المقدار منه، وقد يكون في النسخة سقط في هذا الموضع - والله أعلم -، فيستدرك من ((طبقات ابن سعد)) .
(4) أي الزكاة.
1022 - سنده صحيح.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 224) وعزاه لابن سعد فقط.
وقد أخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (6 / 97) فقال: أخبرنا عفان بن مسلم وسعيد بن منصور، قالا: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا مهاجر أبو الحسن، قال: انطلقت إلى أبي بُرْدَة وشقيق وهما على بيت المال بزكاة، فأخذاها. وقال سعيد في حديثه: ثم جئت مرة أخرى فوجدت أبا وائل وحده، فقال لي: رُدّها فضعها في مَوَاضِعَهَا. قُلْتُ: فَمَا أَصْنَعُ بِنَصِيبِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ؟ قَالَ: رُدّه عَلَى الآخرين.
(1) تقدم في الحديث [206] أنه صدوق.
(2) لم أجد راويًا بهذا الاسم، إلا أن يكون موسى بن يزيد بن موهب الأملوكي، أبا عبد الرحمن الشامي، الذي يروي عن أبي أمامة ويروي عنه معاوية بن صالح، ويقال له أيضًا: موسى بن مرّة، فإن كان هو فهو مجهول الحال، فقد ذكره البخاري في ((التاريخ الكبير)) (7 / 297 / رقم 1270) وسكت عنه، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحًا ولا تعديلاً (8 / 167 / رقم 746) ، وذكره ابن حبان في ((الثقات)) (5 / 405) .(5/257)
فقرأ: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ} مُرْسَلةً (1) ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وَكَيْفَ (أَقْرَأكَها) (2) يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ} ، فمدَّها.
1024- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نَا (عُمَرُ) (3) بْنُ نَافِعٍ (4) ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ العَبْسي (5) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
__________
(1) يعني بلا مد لـ: ((الفقراء)) .
(2) في الأصل: ((أقرأها)) ، والمثبت من الموضع الآتي في ((معجم الطبراني)) حيث رواه من طريق المصنِّف.
1023 - سنده ضعيف لجهالة أو جهالة حال موسى بن يزيد.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 221) وعزاه للمصنِّف والطبراني وابن مردويه.
وذكره الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (7 / 155) من رواية الطبراني وقال: ((رجاله ثقات)) .
(3) في الأصل والموضع الآتي من ((مصنف ابن أبي شيبة)) : ((عمرو)) ، والتصويب من الموضع الآتي من تفسير ابن أبي حاتم ومصادر ترجمته، على أن هناك راويًا يقال له: ((عمرو بن نافع)) ، وهو ثقفي مثل هذا وفي طبقته، لكنهم لم يذكروا أنه روى عن أبي بكر العبسي، ولا عنه أبو معاوية، والعلم عند الله. انظر ((الجرح والتعديل)) (6 / 266 / رقم 1465) .
(4) هو عمر بن نافع الثقفي، كوفي ضعيف، قال ابن معين: ليس حديثه بشيء)) ، وضعفه أبو زرعة الرازي، وذكره الساجي وابن الجارود في ((الضعفاء)) .
انظر ((الجرح والتعديل)) (6 / 138 / رقم 758) ، و ((سؤالات البرذعي)) لأبي زرعة (2 / 436 / أبو زرعة الرازي)) و ((تهذيب الكمال)) (21 / 514) ، و (تهذيب =(5/258)
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ} - قَالَ: الْفُقَرَاءُ: زَمْنَى (1) أَهْلِ الْكِتَابِ.
[الْآيَةُ (74) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} ]
1025- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ مَوْلًى لِبَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ رَجُلًا من
__________
= التهذيب)) ، (7 / 500 / رقم 834) ، و ((تقريب التهذيب)) (ص 417 / رقم 4974) .
(5) وفي بعض المصادر: ((العنسي)) - بالنون - مجهول لم يرو عنه سوى عمرو بن نافع. انظر ((الجرح والتعديل)) (9 / 341 / رقم 1519) ، و ((تهذيب الكمال)) (33 / 155) ، و ((تهذيب التهذيب)) ، (12 / 44 / رقم 175) و ((التقريب)) (ص 625 / رقم 7999) .
(1) جمع ((زَمِن)) ، والزَّمِنُ هو: الرجل الذي به عاهة. انظر ((لسان العرب)) (13 / 199) .
1024 - سنده ضعيف لضعف عمر بن نافع وجهالة أبي بكر العَبْسي.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 221 - 222) وعزاه للمصنِّف وابن أبي حاتم وابن أبي شيبة.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (3 / 178) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 58 / أ) .
كلاهما من طريق أبي معاوية، به، وعند ابن أبي حاتم زيادة قصة.
1025 - سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى مُرْسِلِه عكرمة، وقد روي عنه عن ابن عباس ولا يصح. =(5/259)
الْأَنْصَارِ، فَقَضَى لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ نَزَلَتْ {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} .
__________
= وقد أورده السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 244) وعزاه للمصنف وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.
وأخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) (9 / 296 - 297 / رقم 17273) .
وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (9 / 126 / رقم 6776) و (10 / 166 / رقم 9120) .
والترمذي في ((جامعه)) (4 / 12 / رقم 1389) في الديات، باب ما جاء في الدية كم هي من الدراهم، من طريق سعيد المخزومي.
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 366 - 367 / رقم 16980 و 16982) من طريق سفيان بن وكيع وعبد الله بن الزبير الحميدي.
خمستهم - وهم: عبد الرزاق وابن أبي شيبة والمخزومي وسفيان بن وكيع والحميدي - وافقوا المصنِّف سعيد بن منصور، فرووه عن سفيان بن عيينة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عكرمة مرسلاً، وزادوا فيه: أنَّ النَّبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم قضى بالدية اثني عشر ألفًا.
وخالفهم محمد بن ميمون الخياط، رواه عن سفيان بن عيينة، إلا أنه جعله من رواية عكرمة عن ابن عباس موصولاً.
أخرج هذه الرواية ابن أبي عاصم في كتاب ((الديات)) (ص 68 - 69) . والنسائي في ((سننه)) (8 / 44 / المجتبى في القسامة، باب ذكر الدية من الورق) ، و (4 / 235 / الكبرى) في القسامة، باب كم الدية من الورق، والبيهقي في ((سننه)) (8 / 78 - 79) في الديات، باب تقدير البدل باثني عشر ألف درهم.
وهذه الرواية منكرة لمخالفة محمد بن ميمون الخياط جميع الرواة الذين رووا الحديث عن سفيان مرسلاً، وأعلها النسائي بقوله عن الخياط هذا عقب =(5/260)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= إخراجه للحديث: ((ابن ميمون ليس بالقوي)) كما في الموضع السابق من ((سننه الكبرى)) .
وهذا بالنسبة لرواية سفيان بن عيينة.
وقد تابعه محمد بن مسلم الطائفي، إلا أنه خالفه، فرواه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس موصولاً.
أخرجه الدارمي في ((سننه)) (2 / 113 رقم 2368) .
وأبو داود في ((سننه)) (4 / 681 - 682 رقم 4546) في الديات، باب الدية كم هي؟
والترمذي في الموضع السابق برقم (1388) .
وابن ماجه في ((سننه)) (2 / 878 و 879 رقم 2629 و 2632) في الديات، باب دية الخطأ.
وابن أبي عاصم في الموضع السابق من كتاب الديات.
والنسائي في الموضعين السابقين من ((سننه)) (المجتبى والكبرى) .
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 367 رقم 16983) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 72 / أ) .
والبيهقي في الموضع السابق من ((سننه)) .
وقال أبو داود: ((رواه ابن عيينة، عن عمرو، عن عكرمة، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - لم يذكر ابن عباس)) .
وسئل أبو حاتم الرازي عن هذا الحديث - كما في ((العلل)) لابنه عبد الرحمن (1 / 462 - 463 رقم 1390) فقال: ((المرسل أصح)) .
وقال الترمذي: ((ولا نعلم أحدًا يذكر في هذا الحديث عن ابن عباس غير محمد بن مسلم)) .
وقال النسائي: ((محمد بن مسلم ليس بالقوي، والصواب مرسل)) .(5/261)
[الآية (75 - 77) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ ... }
إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} ] .
1206- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ؛ قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ (1) ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ (2) : اعْتَبِرُوا الْمُنَافِقِينَ بِثَلَاثٍ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَر، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} إلى آخر الآية.
__________
(1) تقدم في الحديث [3] أنه ثقة حافظ، وهو موصوف بالتدليس، لكن روايته هنا عن عمارة بن عمير وهو من كبار شيوخه، فعنعنته هنا محتملة.
(2) هو ابن مسعود.
1026 - سنده صحيح.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 247) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه.
وقد أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (9 / 252 / رقم 9075) من طريق المصنِّف.
وأخرجه الفريابي في ((صفة المنافق)) (ص 47 / رقم 10) .
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 376 / رقم 16995) .
كلاهما من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه وكيع بن الجراح في ((كتاب الزهد)) (3 / 700 - 701 و 786 - 787 / رقم 400 و 472) فقال: حدثنا الأعمش ... فذكره.
ومن طريق وكيع أخرجه: ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (8 / 594 / رقم =(5/262)
[الْآيَةُ (79) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي
الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} ]
1027- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ (1) ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُغِيرَةَ (2) ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ
__________
= 5663) ، والمروزي في زياداته على ((الزهد)) لابن المبارك (ص 377 رقم 1067) ، وابن أبي الدنيا في ((كتاب الصمت)) (ص 510 / رقم 519) .
وأخرجه محمد بن نصر في ((تعظيم قدر الصلاة)) (2 / 628 / رقم 677) من طريق يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 72 / ب) .
وأبو نعيم في ((صفة النفاق)) (ل 28 / أوب) .
كلاهما من طريق محبوب بن محرز العطار، عن الأعمش، به.
(1) هو ابن مقسم، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، لكنه يدلس.
(2) هو عيسى بن المغيرة التميمي، الحَرَامي - بالراء المهملة - أبو شهاب الكوفي، روى عن إبراهيم التيمي وعامر الشعبي وعمر بن عبد العزيز، روى عنه سفيان الثوري ومغيرة بن مقسم وأبو معاوية وغيرهم، وهو مقبول كما في ((التقريب)) (ص441 / رقم 5329) وانظر ((تهذيب الكمال)) (23 / 36) .
وقال الذهبي في ((ميزان الاعتدال)) (3 / 324 / رقم 6612)) : ((ما علمت روى عنه سوى سفيان الثوري)) ، ولكن هذا الأثر يبين أنه روى عنه غيره كما يتضح من التخريج.
وأما ما ذكره ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (6 / 286 / رقم 1592) من أن يحيى بن معين وثق عيسى هذا، فهذا التوثيق إنما هو في حق عيسى بن =(5/263)
إِلَّا جُهْدَهُمْ} (1) ، قَالَ: الجُهْدُ (فِي الْقِيتَةِ) (2) ، والجَهْدُ: الجَهْد.
__________
= المغيرة بن الضحاك الحِزَامي - بالزاء بدل الراء - كما في ((تهذيب الكمال)) (23 / 35) .
وقد تصحَّف ((الحرامي)) في ((التقريب)) إلى: ((الحَرَّاني)) .
(1) نقل القرطبي في ((تفسيره)) (7 / 62) عن ابن قتيبة أنه ذكر أنه قُرئ: ((جَهْدهم)) - بالفتح - ولم يسمِّه.
وقال ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 393) : ((وأما ((الجهد)) فإن للعرب فيه لغتين، يقال: ((أعطاني من جُهْده)) بضم الجيم - وذلك - فيما ذُكر - لغة أهل الحجاز، و: ((من جَهْده)) - بفتح الجيم - وذلك لغة نجد.
وعلى الضمّ قراءة الأمصار، وذلك هو الاختيار عندنا لإجماع الحُجَّة من القَرَاءة عليه. وأما أهل العلم بكلام العرب من رواة الشعر وأهل العربية، فإنهم يزعمون أنها مفتوحة ومضمومة بمعنى واحد، وإنما اختلاف ذلك لاختلاف اللغة فيه كما اختلفت لغاتهم في ((الوَجْد)) و ((الوُجْد)) بالضم والفتح من: ((وجدت)) ... )) ، ثم ذكر قول الشعبي هذا.
وقال القرطبي في الموضع السابق من ((تفسيره)) : ((والجَهْد - بفتح الجيم -: المشقّة؛ يقال: فعلت ذلك بجَهْد. والجُهْد - بضمها -: ((الطاقة، يقال: هذا جُهْدي، أي: طاقتي، ومنهم من يجعلهما واحدًا ويحتج بقوله: ((وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهدهم) . اهـ.
(2) في الأصل: ((الجهد: الفتنة)) ، والتصويب من الموضع الآتي من تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم.
1027 - سنده ضعيف لجهالة حال عيسى بن المغيرة التميمي، وأما مغيرة فقد توبع.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 252) لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. =(5/264)
[الْآيَةُ (82) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ]
1028- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْع (1) ، عَنْ أَبِي رَزِين (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} -، قَالَ: الدُّنْيَا قَلِيلٌ، فَلْيَضْحَكُوا فِيهَا ما شاؤوا، فَإِذَا صَارُوا إِلَى الْآخِرَةِ بَكَوْا بُكَاءً لَا يَنْقَطِعُ، فَذَلِكَ الْكَثِيرُ.
__________
= وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 393 - 394 / رقم 17020 و 17021 و 17022) من طريق جابر بن نوح وحفص بن غياث وعبد الله بن إدريس.
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 76 / أ) من طريق أبي معاوية.
جمعيهم عن عيسى بن مغيرة، به.
ولفظ ابن جرير: ((الجَهْدُ في العمل، والجُهْد في القيتة)) ، ولفظ ابن أبي حاتم: ((فالجُهْدُ في القينة، والجَهْدُ هو الجَهْد)) .
(1) تقدم في الحديث [916] أنه صدوق.
(2) هو مسعود بن مالك، تقدم في الحديث [504] أنه ثقة فاضل.
1028 - سنده حسن عن أبي رزين، وقد أخذه هو - فيما يظهر - من الربيع بن خُثيم - كما سيأتي -.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 256) لابن أبي شيبة.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (13 / 418 / رقم 16770) .
وهناد بن السري في ((الزهد)) (1 / 270 / رقم 470) .
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 401 و 402 / رقم 17037 و 17044) . =(5/265)
[الْآيَةُ (87) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ
فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} ]
1029- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ (1) ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (2) - قِرَاءَةً (3) -، عن مجاهد، قال: {الخَوَاِلفُ} : النساء.
__________
= وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 77 / أ) .
جمعيهم من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (17039) من طريق سفيان الثوري، عن إسماعيل بن سميع، به.
وأخرجه وكيع في ((الزهد)) (1 / 244 - 245 / رقم 18) فقال: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رزين عن الربيع بن خُثَيم: {فليضحكوا قليلاً} قال: الدنيا، {وليبكوا كثيرًا} قال: الآخرة.
وهذا سند صحيح، فسفيان الثوري، ومنصور هو ابن المعتمر.
ومن طريق وكيع أخرجه هناد في الموضع السابق برقم (471) ، وابن جرير برقم (17043) وابن أبي حاتم (4 / ل 77 / ب) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (17038 و 17040) من طريقين آخرين عن منصور.
(1) هو عبد الله.
(2) هو عبد الملك بن عبد العزيز، تقدم في الحديث [1020] أنه لم يسمع من مجاهد سوى حديث واحد ليس هو هذا، لكنه لم ينفرد بهذه الرواية عن مجاهد كما سيأتي.
(3) أي: أخذه ابن المبارك قراءة على ابن جريج، وهو المسمى: العَرْض.(5/266)
[الْآيَةُ (90) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَجَاءَ المُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ ... } الْآيَةُ]
1030- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {وَجَاءَ المُعْذِرُون} (2) .
__________
= 1029 - سنده ضعيف للانقطاع بين ابن جريج ومجاهد، وهو صحيح لغيره لمجيئه من طريق آخر.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 414 / رقم 17071) من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به.
وهو في ((تفسير مجاهد)) (ص 285) من رواية عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، عن آدم بن أبي إياس، عن ورقاء ابن عمر، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد قال: الخوالف يعني: النساء.
وهذا سند صحيح: وقد تقدم الكلام على رواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ في الحديث [184] .
وأخرجه ابن جرير برقم (17070) من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح.
(1) هو حميد بن قيس الأعرج، تقدم في الحديث [31] أنه لا بأس به.
(2) لم تضبط بالأصل، ولكن هكذا قرئت كما سيأتي فقد قرأها الكسائي في رواية قتيبة هكذا بالتخفيف، أي الذين أُعْذِروا وجاؤوا بعذر، وكان ابن عباس يقرؤها كذلك ويقول: هم أهل العذر، أي: جاؤوا مُعْذِرين ولهم عذر، والمُعْذِر الذي قد بلغ أقصى العذر، والعرب تقول: أَعْذَرَ مَنْ أنذر، أي: بالغ في العذر.
وقرأ الباقون: {وجاء المعذرون} - بالتشديد - أي: المعتذرون، إلا أن التاء أدغمت في الذال لقرب المخرجين. قال الزجاج ومعنى المعتذرين: الذين يعتذرون، كان لهم عذر أَوْ لَمْ يكن لهم عذر، وهو ها هنا أشبه بأن يكون لهم عذر، وقد يكون لا عذر لهم؛ قال تعالى: {يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم} ، ثم قال: =(5/267)
[الْآيَةُ (92) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ
مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ... } الْآيَةُ]
1031- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (1) - قِرَاءَةً - عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} - قَالَ: هُمْ (بَنُو) (2) مُقَرِّن، مِنْ مُزَيْنَة.
__________
= {لا تعتذروا} أي: لا عذر لكم. اهـ. من ((حجة القراءات)) (ص 321) بتصرف، وانظر معه ((تفسير الطبري)) (14 / 416 - 418)) و ((تفسير القرطبي)) (8 / 224 - 225) .
1030 - سنده حسن لذاته.
وأخرجه ابن جرير الطبري (14 / 418 / رقم 17076) من طريق عبد الله ابن الزبير الحميدي، عن سفيان بن عيينة، به، وزاد: ((مخففة، وقال: هم أهل العذر)) .
وذكر الطبري أن مجاهدًا وافق ابن عباس في هذا، وكان قد أسند ذلك عن ابن عباس برقم (17073) من طريق الضحاك عنه، ولم يسمع الضحاك من ابن عباس.
(1) تقدم مثل هذا الإسناد في الأثر قبل الماضي رقم [1029] ، وأوضحت هناك أنه ضعيف للانقطاع بين ابن جريج ومجاهد، وأنه صح من غير طريقه، وهذا مثله.
(2) في الأصل: ((بني)) ، والتصويب من ((تفسير الطبري)) .
1031 - سنده ضعيف للانقطاع بين ابن جريج ومجاهد، وهو صحيح =(5/268)
1032- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجيح، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تَبُوكَ، قَالَ: لَا يَخْرُجَنَّ مَعَنَا إِلَّا مُقْوٍ (1) ، فَخَرَجَ رَجُلٌ عَلَى بَكْرٍ لَهُ صَعْبٌ، فَوُقِصَ (2)
__________
= لغيره عن مجاهد لمجيئه من غير طريق ابن جريج، ولكن مجاهدًا لم يذكر سنده في هذا الخبر، فهو مرسل.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 264) لابن سعد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه الطبري في ((تفسيره)) (14 / 421 / رقم 17082) من طريق ابن المبارك، به مثله.
وأخرجه أيضًا ابن جرير (14 / 433 / رقم 17097) من طريق حجاج ابن محمد، عن ابن جريج، به مثله.
وأخرجه برقم (17085) من طريق سفيان بن عيينة، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ - في قوله: {تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حزنًا} - قال: منهم ابن مقرِّن.
وأخرجه ابن جرير الطبري أيضًا برقم (17080 و 17081 و 17083) وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 80 / ب) من طريق ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، به مثل رواية ابن المبارك.
وسنده صحيح، وانظر تفصيل الكلام في رواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ في الحديث رقم [184] .
(1) في الأصل: ((مقوي)) وكذا في كتاب الجهاد عند المصنف كما سيأتي، ومثله في ((فتح الباري)) (6 / 90) نقلاً عن المصنِّف، والمعنى، أي ذو دابةٍ قويّة كما في ((النهاية في غريب الحديث)) (4 / 181) .
(2) أي: وثب به. انظر ((النهاية)) أيضًا (5 / 214) .(5/269)
بِهِ، فَمَاتَ فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: الشَّهِيدُ الشَّهِيدُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا يُنَادِي فِي النَّاسِ: أَنَّهُ لَا يدخل [ل140/ب] الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وَلَا يَدْخُلُهَا عاصٍ (1) . قَالَ مُجَاهِدٌ: مَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا، وَمِنْ حَدِيثِهِ: لَقَدْ ضُمَّ سعد ضَمَّة (2) .
__________
(1) أما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ)) فهو صحيح كما سيأتي، وأما قوله هنا: ((ولا يدخلها عاص)) فلم أجده من طريق صحيح كما سيأتي، ولو صح لكان معناه: لا يدخلها دخولاً أوَّليًا، وإنما بعد أن يلقى جزاءه)) من جهنم، وهذا في حق أصحاب الكبائر الذين لم يُغفر لهم، لا في كل معصية، وإنما يحمل على هذا المعنى لوجود أدلة أخرى تدل على دخول العصاة وأصحاب الكبائر من الأمة المحمدية الجنة، إما بالشفاعة، أو بحسنات ماحية، أو بعد أن يلقوا جزاءهم، وهذا معتقد أهل السنة في التوفيق بين نصوص الوعد والوعيد.
(2) يعني سعد بن معاذ رضي الله عنه كما سيأتي.
1032 - سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى مُرْسِله مجاهد رحمه الله، وصححه الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (6 / 90) عن مجاهد من رواية المصنِّف.
والحديث أعاده المصنف هنا، وكان رواه في المطبوع من ((سننه)) بتحقيق الأعظمي (2 / 208 - 209 / رقم 2494) كتاب الجهاد، باب ما جاء فيمن خالف الإمام، وهو في النسخة الخطية عندي (ل 80 / ب) ، وفيها: ((مقوي)) بالياء.
وذكره السيوطي في ((شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور)) (ص 149) مختصرًا، وعزاه لمصنف عبد الرزاق.
وقد أخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) (5 / 177 - 178 / رقم 9294) . =(5/270)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من طريق سفيان بن عيينة، به نحوه.
وأما قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ)) ، فهو صحيح؛ أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (6 /179 رقم 3062) في الجهاد، باب: ((إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر)) ، و (7 / 471 رقم 4203 و 4204) في المغازي، باب غزوة خيبر.
ومسلم في ((صحيحه)) (1 / 105 - 106 رقم 178) في كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه.
كلاهما من حديث أبي هريرة، وفيه قصة.
ثم أخرجه البخاري أيضًا (11 / 378 رقم 6528) في الرقاق، باب الحشر.
ومسلم أيضًا (1 / 201 رقم 378) في كتاب الإيمان، باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة.
كلاهما من حديث ابن مسعود، وفيه زيادة.
وأما قول مجاهد: وَمِنْ حَدِيثِهِ: لَقَدْ ضُمَّ سَعْدٌ ضَمَّة، فيشير إلى قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ سعد بن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا مَاتَ: ((لقد ضُمّ ضَمَّة، ثم أفرج عنه)) .
وهوحديث أخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (3 / 430) .
والنسائي في ((سننه)) (4 / 100 - 101) في كتاب الجنائز، باب ضمة القبر وضغطته.
كلاهما من طريق عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله بن عمر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: ((لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش، وفُتحت له أبواب السماوات، وشهده سبعون ألفًا من الملائكة لم ينزلوا الأرض قبل ذلك، ولقد ضُمَّ ضَمَّة، ثم أفرج عنه)) يعني سعد بن معاذ.
هذا لفظ ابن سعد، وفيه زيادة على لفظ النسائي، وسنده صحيح، =(5/271)
[الْآيَةُ (100) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} الْآيَةُ]
1033- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُطَرِّف (1) ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: الْمُهَاجِرُونَ (2) الْأَوَّلُونَ: الَّذِينَ شَهِدُوا بَيْعَةَ الرِّضوان.
__________
= وصححه الشيخ الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (4 / 268 - 271 / رقم 1695) وجمع طرقه.
(1) هو ابن طَرِيف، تقدم في الحديث [544] أنه ثقة فاضل.
(2) في الأصل: ((قال: قال المهاجرون)) .
1033 - سنده صحيح إلى الشعبي.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 269) وعزاه لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي الشيخ وأبي نعيم في ((المعرفة)) .
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (14 / 111 / رقم 17761) ، وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 435 / رقم 17100 و 17102 و 17103 و 17105 و 17106) ، من طريق مطرِّف، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (17099 و 17101 و 17103 و 17105) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 83 / أ) .
كلاهما من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الشعبي، به.
ثم أخرجه ابن جرير أيضًا برقم (17104) من طريق دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الشعبي، به.(5/272)
[الْآيَةُ (101) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
{سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ] }
1034- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَتَّاب بْنُ بَشِيرٍ (1) ، عَنْ خُصَيف (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ: {سَنُعَذِّبُهُمْ (3) مَرَّتَيْنِ} - قال: عُذِّبوا بالجوع مرتين.
__________
(1) تقدم في الحديث [204] أنه لا بأس به، إلا في روايته عن خصيف فإنها منكرة.
(2) هو ابن عبد الرحمن الجزري، تقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيء الحفظ.
(3) في الأصل: ((سيعذبهم)) .
1034 - سنده ضعيف لما تقدم عن حال عتاب وخصيف، وله طريق أخرى عن مجاهد، لكن في لفظها اختلاف.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 84 / أ) من طريق خطاب ابن القاسم، عن خصيف، به.
وأخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 286) .
وابن جرير الطبري (14 / 442 - 443 / رقم 17124 و 17125 و 17126 و 17127 و 17129) .
وابن أبي حاتم في الموضع السابق.
ثلاثتهم من طريق ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بلفظ: بالجوع والقتل، وبعض الألفاظ عنه: القتل والسِّبَاء، وبعضها: بالجوع وعذاب القبر، وبعضها: =(5/273)
[الْآيَةُ (108) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى
مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ... } الْآيَةُ]
1035- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّناد (1) ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، قَالَ: ذَاكَ مَسْجِدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم.
__________
= الخوف والقتل.
ورواية ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ صحيحة كما تقدم في الحديث [184] ، لكن هذا الاختلاف على ابن أبي نجيح في اللفظ يعكِّر على الحكم عليه بالصحة.
(1) هو عبد الله بن ذَكْوان، تقدم في الحديث [67] أنه ثقة فقيه.
1035 - سنده ظاهره الصحة، لكن صوابه: عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أبيه زيد بن ثابت، وهو صحيح عن زيد، وصح عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم كما سيأتي.
فالحديث له عن أبي الزناد ثلاث طرق:
1 - طريق سفيان بن عيينة، واختُلف عليه:
فرواه المصنِّف هنا عنه، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ خَارِجَةَ بن زيد، من قوله، هذا إن سلمت النسخة من السقط.
وأخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 288) عنه، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ خَارِجَةَ بن زيد، قال: أحسبه: عن أبيه ... ، فذكره.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير الطبري (14 / 478 / رقم 17211) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (2 / 372) عنه، عن أبي الزناد، =(5/274)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عن خارجة عن بن زيد مرفوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، وليس لزيد فيه ذكر.
وأخرجه ابن جرير (14 / 477 / رقم 17204) من طريق سفيان بن وكيع.
والطبراني في ((المعجم الكبير)) (5 / 145 / رقم 4853) من طريق سعيد بن أبي مريم.
كلاهما عن ابن عيينة، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ خَارِجَةَ، عن أبيه زيد، به موقوفًا عليه.
وهذه الرواية - فيما يظهر - هي الصواب، ويدل عليه:
أ - أن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ تابع سفيان هكذا كما سيأتي.
ب - مجيء الحديث من طريقين آخرين عن زيد رضي الله عنه.
والاختلاف فيما يظهر من ابن عيينة نفسه كما يظهر من رواية عبد الرزاق.
2 - طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عن أبيه، عن خارجة، عن أبيه زيد، به موقوفًا.
أخرجه ابن جرير الطبري برقم (17205) من طريق سفيان بن وكيع، عن أبيه.
والطبراني مقرونًا بالرواية السابقة، من طريق سعيد بن أبي مريم.
كلاهما عنه به.
3 - طريق عبد الله بن عامر، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ خَارِجَةَ بن زيد، عن زيد مرفوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (5 / 145 / رقم 4854) .
قال الهيثمي في ((المجمع)) (7 / 34) : ((في إسناده عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف)) .
ومما يرجح أنه عن زيد: أن الطبراني أخرجه في ((الكبير)) (5 / 137 / =(5/275)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رقم 4828) من طريق هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قال: قال زيد بن ثابت: الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى: مسجد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
قال عروة: مَسْجِدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم خير منه، إنما أنزلت في مسجد قباء، وسنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير برقم (17202) من طريق عثمان بن عبيد الله، عن ابن عمرو وزيد بن ثابت وأبي سعيد قالوا: الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى: مسجد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
وفي إسناده شيخ ابن جرير الطبري: سفيان بن وكيع، وتقدم في الحديث [862] أن حديثه ساقط.
وهناك من قَالَ: الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التقوى هو مسجد قباء كما قال عروة بن الزبير - كما سبق -.
وقد ذكر ابن جرير القولين جميعًا، ثم قال (14 / 479) : ((وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب: قول من قال: هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لصحة الخبر بذلك عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم)) .
ويعني ابن جرير بقوله هذا: حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: مَرَّ بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، قال: قلت له: كيف سمعت أباك يذكر فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التقوى؟ قال: قال أبي: دخلت عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم في بيت بعض نسائه، فقلت: يا رسول الله، أي المسجدين الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى؟ قَالَ: فأخذ كفًّا من حصباء، فضرب به الأرض، ثم قال: ((هو مسجدكم هذا)) لمسجد المدينة. قال: فقلت: أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره.
أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (2 / 1015 / رقم 514) في الحج، باب بيان الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ...(5/276)
1036- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا عَبِيدة بْنُ حُمَيْدٍ (1) ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْني (2) ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ قُباء أُصَلِّي فِيهِ، فَالْتَفَتُّ عَنْ يَمِينِي فَأَبْصَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3) ، فَقَالَ: أَحْبَبْتَ أَنْ تُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى من أول يوم؟
[الآية (113 - 115) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ... }
إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ]
1037- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَان (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إن أبي
__________
(1) تقدم في الحديث [898] أنه لا بأس به.
(2) هو عمار بن معاوية.
(3) هو أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف.
1036 - سنده حسن لذاته إن سلم من أن يكون عَبيدة أخطأ فيه، فهناك من تكلم في حفظه كما في ترجمته المتقدمة في الحديث [898] .
والذي يدعوا لهذا الشك: أن أبا سلمة بن عبد الرحمن روى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى هو مسجده صلى الله عليه وسلم كما تقدم في آخر تخريج الحديث السابق، فكيف يمكن أن يقول لعمار الدُّهني هذا القول وهو يروي هذا الحديث؟!
وهذا الأثر أخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 89 / ب) من طريق عبيدة بن حميد، به.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 288) لابن أبي حاتم فقط.
(4) هو ضِرَار بن مُرَّة.(5/277)
مَاتَ نَصْرَانِيًّا، فَقَالَ لَهُ: اغْسِلْهُ وكفِّنه وحنِّطه، ثُمَّ ادْفِنْهُ، (ثُمَّ) (1) قَالَ هَذِهِ الْآيَةَ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيمِ. وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَلَى كُفْرِهِ تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ، (فتبرأ) (2) منه (3) .
__________
(1) ما بين القوسين ليس في الأصل، فأثبته من الموضع الآتي من ((سنن البيهقي)) حيث روى الحديث من طريق المصنف.
(2) في الأصل: ((تبرأ)) .
(3) من قوله: ((قال: لما مات ... )) إلخ ملحق بالهامش بخط الناسخ.
1037 - سنده صحيح.
وأخرجه البيهقي في ((سننه)) (3 / 398) في الجنائز، باب المسلم يغسل ذا قرابته من المشركين ويتبع جنازته ويدفنه ولا يصلي عليه، من طريق المصنِّف، به، ولم يذكر ما بعد الآية.
وأخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) (6 / 40 / رقم 9937) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (3 / 348) من طريق إسرائيل ومحمد بن فضيل.
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 516 / رقم 17336 و 17337) ، من طريق سفيان الثوري ومحمد بن فضيل.
ثلاثتهم عَنْ أَبِي سِنَانٍ ضِرَارِ بْنِ مرة، به، ولم يذكروا ما بعد الآية.
ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ أَبِي سنان، وهو الآتي عند المصنِّف برقم [1039] . =(5/278)
1038- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ (1) ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الحَكَم (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قوله: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ} - قال: لما مات.
__________
= ولبعضه طريقان آخران عن سعيد بن جبير.
فأخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص 127 / رقم 345) عن حبيب ابن أبي ثابت، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس قال: ما زال إبراهيم يستغفر لأبيه حتى مات، فلما مات تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ، فتبرأ منه.
ومن طريق سفيان أخرجه ابن جرير (14 / 519 - 521 / رقم 17343 و 17344 و 17345 و17357) وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 103 / أوب) .
وحبيب بن أبي ثابت ثقة، لكنه مدلس كما في الحديث [874] ولم يصرح بالسماع هنا.
ثم أخرجه ابن جرير برقم (17358) من طريق إسماعيل بن خليفة، عن علي بن بَذيمة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ الله} قال: لما مات.
وإسماعيل بن خليفة العَبْسي أبو إسرائيل المُلائي الكوفي مشهور بكنيته، وهو صدوق سيء الحفظ، ونُسب إلى الغلو في التشيع كما في ((التقريب)) (ص 107 / رقم 440) .
وبلفظ سفيان الثوري السابق ذكر السيوطي الحديث في ((الدر المنثور)) (4 / 305) وعزاه للفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وأبي بكر الشافعي في ((فوائده)) والضياء المقدسي في ((المختارة)) .
(1) تقدم في الحديث [6] أنه صدوق.
(2) هو ابن عُتيبة. =(5/279)
1039- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا (1) ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ضِرَارِ بْنِ مُرَّة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ أَبِي مَاتَ نَصْرَانِيًّا، فَقَالَ لَهُ: اغْسِلْهُ وكفِّنه وحنِّطه، ثُمَّ ادْفِنْهَ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.
1040- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ (2) ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ (3) ، عن أبي وائل (4) ،
__________
1038 - سنده حسن لذاته لما تقدم عن حال عبد الرحمن بن زياد، وهو صحيح لغيره لمجيئه من غير طريقه.
فقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (14 / 519 / رقم 17347 و 17348 و 17350) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد وأبي قتيبة مسلم بن قتيبة ومحمد بن جعفر غندر ووكيع بن الجراح، أربعتهم عن شعبة، به.
ثم أخرجه ابن جرير أيضًا برقم (17349 و 17356) من طريق ابن أبي نجيح وابن جريج، كلاهما عن مجاهد، به بلفظ: ((موته وهو كافر)) .
(1) تقدم في الحديث [81] أنه صدوق.
1039 - إسماعيل بن زكريا صدوق حسن الحديث، ولكنه لم ينفرد بهذا الحديث، بل تابعه الثوري وابن عيينة وإسرائيل ومحمد بن فضيل، والحديث صحيح كما تقدم برقم [1037] .
(2) هو محمد بن أبي إسماعيل: راشد السُّلَمي، المدني، ثقة كما في ((التقريب)) (ص 469 / رقم 5741) وانظر ((تهذيب الكمال)) (24 / 493 - 495) .
(3) تقدم في الحديث [705] أنه لا بأس به. =(5/280)
قَالَ: مَاتَتْ أُمِّي نَصْرَانِيَّةً، فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: مَاتَتْ أُمِّي نَصْرَانِيَّةً؟ فَقَالَ: ارْكَبْ دَابَّةً وسِرْ أَمَامَ جَنَازَتِهَا.
1041- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأَحْوَص، قَالَ: نَا أَبُو إِسْحَاقَ، (عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ) (1) ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه:
__________
= (4) هو شقيق بن سلمة.
1040 - سنده حسن لذاته.
وأخرجه الخلال في ((أهل الملل)) من كتابه ((الجامع)) (1 / 298 / رقم 626) من طريق المصنف، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (3 / 348) من طريق عيسى بن يونس، به.
(1) ما بين القوسين سقط من الأصل، فاستدركته من ((مصنف ابن أبي شيبة)) (3 / 347) ؛ فإنه روى الحديث من طريق أبي الأحوص، وكذا باقي مصادر التخريج من غير طريق أبي الأحوص.
وهو ناجية بن كعب الأسدي، ويقال: ناجية بن خُفاف العَنَزي، أبو خفاف الكوفي، ويقال: إنهما اثنان. قال ابن حجر - بعد أن ذكر الخلاف فيه: ((فيخلص من أقوال هؤلاء الأئمة: أن الراوي عن عمار حديث التيمم هو ناجية بن خفاف أبو خفاف العنزي، وهو الذي روى عن ابن مسعود، وعنه أبو إسحاق وابنه يونس بن أبي إسحاق وغيرهما، وأما ناجية بن كعب الأسدي فهو الراوي عن علي ابن ابي طالب، فقد قال ابن المديني أيضًا: لا أعلم أحدًا روى عنه غير أبي إسحاق، وهو مجهول. وقال العجلي: ناجية بن كعب كوفي ثقة، وذكره ابن حبان في ((الثقات)) ، وقال الجوزجاني: مذموم، وفرق البخاري، وابن أبي حاتم، عن أبيه، ومسلم في ((الطبقات)) ، وغير واحد بين ناجية بن كعب الأسدي وبين ناجية ابن خفاف العنزي، والله تعالى أعلم)) اهـ. من ((تهذيب التهذيب)) (10 / 400 - 401) وقد وهم ابن حجر بقوله: ((وذكره ابن حبان في ((الثقات)) ، فإنه لم يذكره =(5/281)
لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ، أَتَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَمَّكَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ، فَقَالَ لِي: ((اذْهَبْ فَادْفِنْهُ وَلَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي)) ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَوَارَيْتُه، وَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعَلَيَّ أَثَرُ التُّرَابِ، فَدَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِيَ بِهَا مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ.
__________
= في الثقات، وإنما ذكره في ((المجروحين)) (3 / 57) وقال: ((كان شيخًا صالحًا إلا أن في حديثه تخليطًا - في الأصل: تخليط! - لا يشبه حديث أقرانه الثقات عن علي، فلا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد وفيما وافق الثقات، فإن احتج به محتج أرجو أنه لم يجرح في فعله ذلك)) اهـ.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في ((التقريب)) (ص 557 / رقم 7064 و 7065) ناجية بن خفاف وناجية بن كعب متفرقين، وحكم بالوهم على من سوَّى بينهما، وقال عن ابن خفاف: ((مقبول)) ، وقال عن ابن كعب: ((ثقة)) ، مع أن ابن كعب لم يوثق إلا من العجلي، وقد جهّله ابن المديني، وقال ابن معين: ((صالح)) ، وقال أبو حاتم: ((شيخ)) ، وتكلم ابن حبان في حفظه، فلعل ابن حجر تأثر بما وقع له من الوهم: من أن ابن حبان ذكره في ((الثقات)) ، والله أعلم، وانظر ((تهذيب الكمال)) (29 / 254 - 259) .
فالذي أراه أن ناجية بن كعب هذا أيضًا مقبول، والله أعلم.
1041 - سنده ضعيف لجهالة حال ناجية بن كعب، وهو حسن لغيره بمجموع طرقه الآتي ذكرها، وأما متنه فسيأتي الكلام عنه.
والحديث ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 301) وعزاه لابن سعد وابن عساكر.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (3 / 347) من طريق أبي الأحوص، به.
وأخرجه أبو داود الطيالسي في ((مسنده)) (ص 19 / رقم 120) ومن طريقه =(5/282)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= البيهقي في ((دلائل النبوة)) (2 / 348) .
وأخرجه الشافعي في ((الأم)) (7 / 151) وعنه المزني في ((مختصره)) (6 / 277 - 278 - بهامش الأم)) .
وأخرجه إسحاق بن راهويه في ((مسنده)) كما في ((نصب الراية)) (2 / 282) ، والإمام أحمد في ((المسند)) (1 / 97) .
ومن طريقه ابن سيد الناس في ((عيون الأثر)) (1 / 132) والمزي في ((تهذيب الكمال)) (29 / 257) .
وأخرجه النسائي في ((سننه)) (1 / 110) في الطهارة، باب الغسل من مواراة المشرك، ومن طريقه الضياء المقدسي في ((المختارة)) (2 / 362 / رقم 745) .
وأخرجه ابن الجارود في ((المنتقى)) (2 / 144 / رقم 550) .
جميعهم من طريق شعبة، عن أبي إسحاق السبيعي، به.
وأخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) (6 / 39 / رقم 9936) ، وابن سعد في ((الطبقات)) (1 / 124) ، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (3 / 269 و 347) و (12 / 67 / رقم 12138) والإمام أحمد في ((المسند)) (1 / 131) .
ومن طريقه الضياء في ((المختارة)) (2 / 363 / رقم 746) .
وأخرجه أبو داود في ((سننه)) (3 / 547 / رقم 3214) في الجنائز، باب الرجل يموت له قرابة مشرك.
والنسائي في ((الكبرى)) (1 / 107 / رقم 195) في الطهارة، باب الأمر بالغسل من مواراة المشرك، وفي ((المجتبى)) (4 / 79 - 80) في الجنائز، باب مواراة المشرك، وفي ((خصائص علي)) (ص 157 - 158 / رقم 149) .
ومن طريقه ابن حزم في ((المحلى)) (5 / 174 - 175) .
وأخرجه الدارقطني في ((العلل)) (4 / 146) . =(5/283)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والبيهقي في ((سننه)) (1 / 304) في الطهارة، باب الغسل من غسل الميت، و (3 / 398) في الجنائز، باب المسلم يغسل ذا قرابته من المشركين ... ، وفي ((دلائل النبوة)) (2 / 348 - 349) .
جميعهم من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي إسحاق، به، إلا أن في إسناد عبد الرزاق سقطًا، وصورته صورة المرسل عنده.
وأخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) (6 / 39 / رقم 9935 و 9936) من طريق إسماعيل بن مسلم ومعمر.
والطيالسي في ((مسنده)) (ص 19 / رقم 122) من طريق يزيد بن عطاء.
وأبو يعلى في ((مسنده)) (1 / 334 - 335 / رقم 423) .
ومن طريقه الخطيب في ((تلخيص المتشابه)) (2 / 632) .
والضياء في ((المختارة)) (2 / 363 - 364 / رقم 747) من طريق إبراهيم ابن طهمان.
وجعفر الخلدي في ((فوائده)) (ل 47 / ب) من طريق أبي إسحاق العبدي.
والبيهقي في ((سننه)) (1 / 304) في الطهارة، باب الغسل من غسل الميت، من طريق إسرائيل.
جمعيهم عن أبي إسحاق، به، إلا أن الحديث عند عبد الرزاق فيه اختلاف؛ حيث جاء مرسلاً في الموضعين، ففي الموضع الأول عن أبي إسحاق مرسلاً، وفي الموضع الثاني عن ناجية بن كعب مرسلاً، وسقط أبو إسحاق من سنده.
وفي بعض طرق هذا الحديث التي لم أذكرها عن أبي إسحاق اختلاف ذكره الدارقطني في ((العلل)) (4 / 144 - 146 / رقم 475) ورجح الرواية التي هنا: رواية شعبة والثوري ومن وافقهما.
والحديث ضعفه البيهقي في الموضع السابق من ((سننه)) لأجل ناجية بن =(5/284)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كعب، ونقل عن ابن المديني في الاغتسال من غسل الميت أنه قال: ((لا يثبت فيه حديث)) ونقل عنه أيضًا أنه قال: ((حديث علي رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم أمره أن يواري أبا طالب لم نجده إلا عند أهل الكوفة، وفي إسناده بعض الشيء؛ رواه أبو إسحاق عن ناجية، ولا نعلم أحدًا روى عن ناجية غير أبي إسحاق)) اهـ.
ونقل النووي في ((المجموع)) (5 / 120) عن البيهقي تضعيفه لهذا الحديث وأقرَّه.
وقال الحافظ ابن حجر في ((التلخيص الحبير)) (2 / 233) : ((ومدار كلام البيهقي على أنه ضعيف، ولا يتبين وجه ضعفه، وقد قال الرافعي: إنه حديث ثابت مشهور، قال ذلك في ((أماليه)) . اهـ.
قلت: أما وجه ضعفه فبيِّن كما يتضح من الكلام السابق في ناجية بن كعب، لكن ناجية قد توبع.
فأخرجه المصنِّف سعيد بن منصور وغيره من طريق أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ علي، وفيه ضعف كما سيأتي برقم [1042] .
ورواه الشعبي، عن علي قال: لما رجعت إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم وقد دفنته قال لي قولاً ما أحب أن لي به الدنيا.
أخرجه الطيالسي في ((مسنده)) (ص 19 / رقم 121) فقال: حدثنا شعبة قال: وأخبرني الفضيل أبو معاذ، عن أبي حريز - في الأصل: جرير - السجستاني، عن الشعبي ... ، فذكره هكذا عطفًا على حديث ناجية.
وعامر الشعبي لم يسمع من علي رضي الله عنه إلا حديث الرجم كما بينته في ترجمته في الحديث [39] .
واعلم أن بعض العلماء كانوا يتساهلون في جهالة التابعي إذا لم تكن روايته في الأحكام ونحوها من الأمور التي كانوا يشددون فيها، ولذلك شدد بعضهم في قبول حديث علي هذا لهذا السبب كابن المديني؛ لما يظهر منه من إيجاب الغسل =(5/285)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= من غسل الميت كما فهمه بعضهم، مع أنه لم يرد في طريق يثبت أنه عليه الصلاة والسلام أمر عليًا أن يغسل أباه، أو أن عليًا فعله، ولذلك قال البيهقي في الموضع السابق: ((وناجية بن كعب الأسدي لم تثبت عدالته عند صاحبي ((الصحيح)) ، وليس فيه أنه غسله)) .
وقال ابن الملقن في ((البدر المنير)) - كما في مختصره ((التلخيص الحبير)) لابن حجر (2 / 233) : ((تنبيه: ليس في شيء من طرق هذا الحديث التصريح بأنه غسله، إلا أن يؤخذ ذلك من قوله: فأمرني فاغتسلت؛ فإن الاغتسال شرع من غسل الميت ولم يشرع من دفنه، ولم يستدل به البيهقي وغيره إلا على الاغتسال من غسل الميت، وقد وقع عند أبي يعلى من وجه آخر في آخره: وكان علي إذا غسل ميتًا اغتسل)) ، فتعقبه ابن حجر بقوله: ((قلت: وقع عند ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) بلفظ: إن عمك الشيخ الكافر قد مات، فما ترى فيه؟ قال: أرى أن تغسله وتجنّه، وقد ورد من وجه آخر أنه غسله؛ رواه ابن سعد، عن الواقدي ... )) إلخ ما قال.
وهذا التعقب من الحافظ ابن حجر يحتاج إلى مزيد بيان:
أما رواية الواقدي فلا ننشغل بها؛ فحاله معروفة عند أهل العلم.
وأما نقله عن ((مصنف ابن أبي شيبة)) فيوهم أنه من نفس الطريق، وليس كذلك؛ فالحديث في ((مصنف ابن أبي شيبة)) (3 / 348) من طريق الأجلح، عن الشعبي مرسلاً، فهو ضعيف لا تقوم به حجة، فكلام ابن الملقن في موضعه.
وأما ما ذكره ابن الملقن عن رواية أبي يعلى: ((وكان علي إذا غسل ميتًا اغتسل)) ، فهذه الزيادة أخرجها سعيد بن منصور أيضًا في الطريق الآتي برقم [1042] وسندها ضعيف.
فإن قيل: لأي شيء اغتسل علي رضي الله عنه إذا لم يكن ذلك من غسل الميت؟ =(5/286)
1042- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الأَصَمّ، قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّي (1) يحدِّث عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ، أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ قَدْ مَاتَ، فَقَالَ لِي: ((اذْهَبْ فَوَارِه، ثُمَّ لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي)) ، فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَدَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ مَا يسرُّني أَنَّ لِيَ بِهَا حُمْرَ النَّعَم وَسُودَهَا. وَكَانَ عَلِيٌّ إِذَا غَسَّلَ الْمَيِّتَ اغْتَسَلَ.
__________
= فالجواب: أنه جاء في هذه الطريق عند المصنِّف: ((وَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم وعليّ أثر التراب)) ، وهذا من دواعي الاغتسال.
فالحاصل: أن من ادّعى أن في هذا الحديث دلالة على مشروعية الاغتسال من غسل الميت فعليه الدليل، هذا مع أن جنازة الكافر - كأبي طالب - لا تقاس عليها جنازة المسلم؛ فلو كان في هذا الحديث دلالة على مشروعية ما ذكر، لكان ذلك خاصًا بجنازة الكافر، والله أعلم.
هذا وللحديث طرق أخرى تجدها عند البيهقي (1 / 305) ، لكنها معلولة، فلا ننشغل بها، وانظر الحديث الآتي.
(1) هو إسماعيل بن عبد الرحمن تقدم في الحديث [174] أنه صدوق يهم.
(2) هو السُّلمي عبد الله بن حبيب، تقدم في الحديث [21] أنه ثقة ثبت.
1042 - سنده ضعيف لما تقدم عن حال السُّدّي، وهو حسن لغيره كما بينته في الحديث السابق، وقد ضعفه البيهقي في الموضع الآتي من ((سننه)) .
فالحديث أخرجه البيهقي في ((سننه)) (1 / 304 و 305) في الطهارة، باب الغسل من غسل الميت، من طريقين عن المصنِّف به.
وأخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (1 / 103) .
وابنه عبد الله في ((زوائد المسند)) (1 / 130) . =(5/287)
1043- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُود (1) ، عَنْ زِرّ بْنِ حُبَيْش، قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ (2) ، عَنِ الأوَّاه، قَالَ: هُوَ الدَّعَّاء.
__________
= ومن طريقهما الضياء المقدسي في ((المختارة)) (2 / 276 - 277) / رقم 656 و 657) .
وأخرجه البزار في ((مسنده)) (2 / 207 - 208 / رقم 592) .
وأبو يعلى في ((مسنده)) (1 / 335 - 336 / رقم 424) .
وابن عدي في ((الكامل)) (2 / 738 - 739) .
جميعهم من طريق الحسن بن يزيد الأصم، به، إلا أن رواية البزار من طريق حاتم بن الليث، عن إبراهيم بن أبي العباس، عن الحسن بن يزيد، وفيها زيادة سعد بن عبيدة بن السدي وأبي عبد الرحمن، وقد تطرق الدارقطني في ((العلل)) (4 / 158 - 159 / رقم 484) لهذا الاختلاف، وذكر أن جميع الرواة، رووه عن الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عن علي، وخالفهم حاتم بن الليث، فرواه عن إبراهيم بن أبي العباس، عن الحسن، بزيادة سعد بن عبيدة بين السدي والسلمي، ثم قال الدارقطني: ((وهو وهم، والقول الأول أصح)) اهـ.
(1) تقدم في الحديث [17] أنه صدوق حسن الحديث.
(2) هو ابن مسعود.
1043 - سنده حسن لذاته.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 305) وعزاه لابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبي الشيخ.
وقد أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (9 / 233 / رقم 9004) من طريق حماد بن زيد به. =(5/288)
1044- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، نَا الْأَعْمَشُ (1) ، قَالَ: قَالَ أَبُو العُبَيْدَيْن (2) لعَبْدِ اللَّهِ (3) : مَنْ نَسْأَلُ إِذَا لَمْ نَسْأَلْكَ؟ مَا الْأَوَّاهُ؟ قال: الرحيم.
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (11 / 517 / رقم 11864) من طريق أبي بكر بن عياش.
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 523 - 524 / رقم 17361 و17362 و17363 و17364 و17366 و17367) من طريق سفيان الثوري وأبي بكر بن عياش وجرير بن عبد الحميد وسعيد بن أبي عروية وإسرائيل.
جميعهم عن عاصم، به.
(1) هو سليمان بن مهران، تقدم في الحديث [3] أنه ثقة حافظ، إلا أنه مدلس، وقد أسقط في هذه الرواية واسطتين وهما: الحكم بن عتيبة ويحيى الجزار - كما سيأتي -، فأصبح الحديث مرسلاً.
(2) هو معاوية بن سَبْرة - بفتح المهملة وسكون الموحَّدة - السُّوَائي - بضمّ المهملة والمدّ - أبو العُبَيْدَيْن - بتصغير وتثنية - ثقة كما في ((التقريب)) (ص 537 / رقم 6757) .
(3) هو ابن مسعود.
1044 - سنده ضعيف لإرساله، وصوابه: الأعمش، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن أبي العبيدين، عن ابن مسعود، وسنده صحيح كما سيأتي، وقد توبع الأعمش.
فالحديث ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 305 - 306) وعزاه لعبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 425 - 426 / رقم =(5/289)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 17373 و 17375 و17376) من طريق جرير بن عبد الحميد وعبد الله بن إدريس.
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 103 / ب) من طريق وكيع بن الجراح.
والطبراني في ((المعجم الكبير)) (9 / 234 / رقم 9007) من طريق علي ابن مسهر.
جميعهم عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، عن أبي العبيدين، به، إلا أن جرير بن عبد الحميد ووكيعًا جعلاه من رواية يحيى بن الجزار، أن أبا العبيدين سأل عبد الله، وهذا ظاهره الإرسال؛ لأن يحيى بن الجزار لم يسمع من ابن مسعود كما بينته في الحديث [279] ، لكن الصواب أنه من روايته عن أبي العبيدين، عن ابن مسعود.
فقد أخرجه ابن بجرير أيضًا برقم (17371) من طريق شيخه محمد ابن المثنى، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، قال: سمعت يحيى بن الجزار يحدث عن أبي العبيدين - رجل ضرير البصر - أنه سأل عبد الله عن ((الأوّاه)) فقال: الرحيم.
وهذا سند صحيح.
وقد أخرجه ابن جرير أيضًا برقم (17378) .
والطبراني في ((الكبير)) (9 / 233 - 234 / رقم 9006) .
كلاهما من طريق شعبة أيضًا.
وأخرجه ابن جرير برقم (17377) من طريق حجاج بن أرطأة، عن الحكم.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (17370 و 17372 و17386) .
والطبراني برقم (9002) .
كلاهما من طريق سفيان الثوري، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مسلم بن =(5/290)
[الْآيَةُ (118) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ
عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ... } الْآيَةُ]
1045- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ - فِي قَوْلِهِ {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} - قَالَ: كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ، وَهِلَالُ بْنُ أُمية، ومُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ، كلُّهم مِنَ الْأَنْصَارِ.
1046- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ (1) ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ (2) : كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ، وَهِلَالُ بْنُ أمية [ل141/أ] ، ومُرارَة بْنُ رَبِيعٍ، كُلُّهُمْ مِنَ الأنصار.
__________
= عمران البطين، عن أبي العبيدين، به.
وهذا سند صحيح أيضًا.
1045 - سنده صحيح إلى عكرمة، ولكنه ضعيف لإرساله، وهو صحيح من غير هذا الطريق كما سيأتي في الحديث بعده رقم [1046] .
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 546 / رقم 17445) من طريق أبي الأحوص، به.
(1) هو طلحة بن نافع القرشي، مولاهم، الواسطي، أبو سفيان الإسكاف، نزيل مكة، صدوق روى له الجماعة كما في ((التقريب)) (ص 283 / رقم 3035) .
(2) يعني في الثلاثة الذين خُلِّفوا.
1046 - سنده حسن لذاته، وهو صحيح لغيره. =(5/291)
[الْآيَةُ (119) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} ]
1047- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا يَصْلُحُ مِنَ الْكَذِبِ جَدٌّ وَلَا هَزْلٌ؛ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} .
__________
= وقد ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 309) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ وابن منده وابن مردويه وابن عساكر.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 544 / رقم 17433 و 17434) من طريق أبي معاوية وأبي أسامة، كلاهما عن الأعمش، به.
ويشهد له حديث كعب بن مالك الطويل في قصة توبته وصاحبيه، وفيه يقول كعب بن مالك: وثار رجال من بني سَلِمة فاتبعوني فقالوا لي: والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبًا قبل هذا، ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم بما اعتذر إليه المتخلفون، قد كان كافيَك ذنبَك استغفارُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم لك. فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذِّب نفسي، ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا: نعم، رجلان قالا مثل ما قلت، فقيل لهما مثل ما قيل لك، فقلت: من هما. قالوا مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي ... الحديث.
أخرجه البخاري (8 / 113 - 116 / رقم 4418) في المغازي، باب حديث كعب بن مالك، ومسلم (4 / 2120 و 2128 / رقم 53) في التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه.
1047 - سنده ضعيف لانقطاعه بين عمرو بن مرة وابن مسعود، والصواب أن عمرًا يرويه عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، وسنده =(5/292)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ضعيف أيضًا؛ فإن أبا عبيدة - واسمه: عامر - لم يسمع من أبيه كما تقدم بيانه في الحديث [4] ولكن صح الحديث من غير طريقه كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 316) وعزاه للمصنِّف وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في ((شعب الإيمان)) .
وقد أخرجه هناد بن السري في ((الزهد)) (2 / 633 / رقم 1371) عن أبي الأحوص، به.
ورواه الأعمش وشعبة والمسعودي فخالفوا فيه سعد بن مسروق، فرواه ثلاثتهم عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه عبد الله بن مسعود، وهذا هو الصواب؛ فهم أكثر عددًا، وبعضهم أثبت من سعيد بن مسروق، وهما: الأعمش وشعبة.
أما رواية الأعمش، فأخرجها عنه وكيع في ((الزهد)) (3 / 701 - 702 / رقم 401) .
ومن طريق وكيع أخرجه هناد في ((الزهد)) (2 / 632 / رقم 1369) ، وابن جرير في ((التفسير)) (14 / 560 / رقم 17461) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (8 / 591 / رقم 5653) من طريق وكيع، لكن تصحف أبو عبيدة إلى (أبي البختري) .
ثم رواه ابن جرير في ((تهذيب الآثار)) (ص 147 / رقم 255 / مسند علي) .
من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش.
وأما رواية شعبة، فهي الآتية بعد هذه برقم [1048] .
وأما رواية المسعودي، فأخرجها ابن جرير في الموضع السابق من ((تهذيب الآثار)) برقم (252) .
وتابع أبو إسحاق السبيعي عمرو بن مرة. =(5/293)
1048- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ (1) ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَا يَصْلُحُ مِنَ الْكَذِبِ جَدٌّ وَلَا هَزْلٌ؛ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} .
__________
= فأخرجه ابن جرير في الموضع السابق من ((تهذيب الآثار)) برقم (254) من طريق سفيان الثوري.
والطبراني في ((المعجم الكبير)) (9 / 100 / رقم 8522) من طريق إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان.
كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، وفي لفظ الطبراني زيادة.
ورواه إبراهيم بن يزيد النخعي مرسلاً، عن ابن مسعود، ومراسيل إبراهيم عن ابن مسعود صحيحة كما تقدم بيانه في الحديث [3] .
أخرجه وكيع في ((الزهد)) (3 / 695 / رقم 395) فقال: حدثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الله ... فذكره.
وهذا سند صحيح.
ومن طريق وكيع أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (8 / 591 / رقم 5653) وهناد في ((الزهد)) (2 / 632 / رقم 1369) وابن جرير في ((التفسير)) (14 / 560 / رقم 17459) .
ثم أخرجه ابن جرير في الموضع السابق من ((تهذيب الآثار)) برقم (251) من طريق مغيرة بن مقسم، عن إبراهيم النخعي.
وسيأتي الحديث من طرق أخرى برقم [1048 و 1049 و 1050] والطريق الأخيرة صحيحة.
(1) تقدم في الحديث [6] أنه صدوق. =(5/294)
1049- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ (1) ، عَنْ (مُجَاهِدٍ، عَنْ) (2) أَبِي مَعْمَرٍ (3) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ فِي جدٍّ وَلَا هَزْل، وَلَا أَنْ يَعِدَ أحدُكم صبيَّه شَيْئًا ثم لا يُنْجِزه له.
__________
1048 - سنده ضعيف للانقطاع بين أبي عبيدة وأبيه كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله، وهو صحيح لغيره كما سبق في الحديث قبله ويأتي برقم [1050] .
وأخرجه عبد الله بن المبارك في ((الزهد)) (ص491 - 492 / رقم 1400) .
ومن طريقه وطريق غندر وآدم بن أبي إياس أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 559 - 560 / رقم 17456 و 17457 و 17458) وفي مسند علي من ((تهذيب الآثار)) (ص 147 / رقم 253) .
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 109 / أ) من طريق أبي داود الطيالسي.
وابن عدي في مقدمة ((الكامل)) (1 / 41) .
والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (9 / 85 - 86 / رقم 4455) .
والثعلبي والواحدي في ((تفسيريهما)) كما في ((تخريج الكشاف)) للزيلعي (2 / 112) من طريق وهب بن جرير، جميعهم عن شعبة، به.
(1) تقدم في الحديث [3] قول أبي حاتم الرازي: ((إن الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلَّس)) .
(2) ما بين القوسين سقط من الأصل، فأثبته من الموضع الآتي من ((معجم الطبراني)) حيث روى الحديث من طريق المصنف.
(3) هو عبد الله بن سَخْبَرَة، تقدم في الحديث [39] أنه ثقة.
1049 - سنده ضعيف لما تقدم عن رواية الأعمش عن مجاهد، وهو =(5/295)
1050- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ (3) ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا يَصْلُحُ مِنَ الْكَذِبِ جد، ولا هزل.
__________
= صحيح من غير هذه الطريق كما في الحديثين السابقين وكما سيأتي في الحديث بعده.
والحديث أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (9 / 102 / رقم 8525) من طريق المصنّف، به.
وأخرجه هناد بن السري في ((الزهد)) (2 / 633 / رقم 1372) .
وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) ) (ص 525 / رقم 546) .
كلاهما من طريق أبي معاوية به.
وأخرجه وكيع في ((الزهد)) (3 / 695 / رقم 395) ومن طريقه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (8 / 591 / رقم 5653) وهناد في ((الزهد)) (2 / 632 / رقم 1369) وابن جرير في ((تفسيره)) (14 / 560 / رقم 17460) ، عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (1 / 478 / رقم 387) .
وابن جرير في مسند علي من ((تهذيب الآثار)) (ص 146 / رقم 250) .
كلاهما من طريق جرير، عن الأعمش.
وأخرجه ابن جرير أيضًا في ((تهذيب الآثار)) برقم (255) من طريق حفص ابن غياث، عن الأعمش.
(1) هو وضاح بن عبد الله.
(2) هو السَّبيعي عمرو بن عبد الله، تقدم في الحديث [1] أنه ثقة، إلا أنه تغير في آخر عمره، ويدلس، ولكن رواية شعبة عنه مأمونة الجانب من هذا كله، وهو ممن روى عنه هذا الحديث كما سيأتي.
(3) هو عوف بن مالك بن نَضْلة. =(5/296)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 1050 - سنده صحيح فإن شعبة تابع أبا عوانة، وقد صححه موقوفًا الحافظ ابن حجر كما سيأتي، وروي مرفوعًا، ولا يصح رفعه عن أبي إسحاق.
والحديث أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (9 / 102 / رقم 8526) من طريق المصنِّف، به مثله.
ورواه مسدد في ((مسنده)) كما في ((المطالب العالية)) (ل 89 / أ) من طريق أبي عوانة، به، ثم قال الحافظ ابن حجر: ((موقوف صحيح)) .
وأخرجه وكيع بن الجراح في ((الزهد)) (3 / 696 / رقم 396) فقال: حدثنا أبي وإسرائيل، عن أبي إسحاق ... ، فذكره.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص 524 / رقم 544) .
والبغوي في ((شرح السنة)) (13 / 153 / رقم 3575) .
كلاهما من طريق إسرائيل، به، إلا أن في لفظه عندهما زيادة، وهي عند البغوي أطول.
وأخرجه عبد الرزاق في ((جامع معمر)) الملحق بـ ((المصنف)) (11 / 116 / رقم 20076) عن معمر، عن أبي إسحاق، به، وفيه زيادة أيضًا.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (9 / 98 - 99 / رقم 8518) ، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (9 / 84 - 85 / رقم 4554) .
وأخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص 524 - 525 / رقم 545) من طريق عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ المسعودي، عن أبي إسحاق به.
فهؤلاء خمسة من الرواة كلهم رووه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود موقوفًا عليه.
ووافقهم شعبة في الراجح عنه.
فقد أخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (1 / 410) من طريق عفان بن مسلم. =(5/297)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن جرير الطبري في مسند علي من ((تهذيب الآثار)) (ص 135 / رقم 233) من طريق محمد بن جعفر غندر.
كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، به موقوفًا مثل رواية الخمسة الماضين.
وخالفهم بهز بن أسد، فرواه عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مسعود مرفوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
ومحمد بن جعفر غندر أثبت الناس في شعبة، وكان صاحب كتاب، فروايته أرجح من رواية بهز، فكيف وقد وافقه عفان بن مسلم؟ وقد يكون الخطأ ممن هو دون بهز، والله أعلم.
وقد ذكر الزيلعي في ((تخريج أحاديث الكشاف)) (2 / 112) أن إسحاق بن راهويه رواه في ((مسنده)) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، ولم يذكر كامل الرواية لنعلم هل روايته موافقة لرواية بهز، أو لرواية عفان وغندر؟ ولكن ظاهر صنيعه أنها موافقة لرواية بهز، فإنه عطفها على رواية الحاكم المرفوعة بقوله: ((وكذلك رواه إسحاق ... )) إلا أن هذا كافٍ في احتسابها كذلك، لاحتمال أن يكون العطف للطريق نفسه، لا للرفع.
وعلى فرض التسليم بأنه وافقه، فالرواية السابقة أرجح لما تقدم.
وخالف هؤلاء جميعًا إدريس الأودي وموسى بن عقبة، فروياه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأحوص، عن ابن مسعود مرفوعًا.
أما رواية إدريس الأودي فأخرجها الدارمي في ((سننه)) (2 / 210 / رقم 2718) والطبراني في ((المعجم الكبير)) (9 / 99 / رقم 8520) والحاكم في ((المستدرك)) (1 / 127) ومن طريقه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (9 / 83 - 84 / رقم 4453) وفي لفظه زيادة.
وأما رواية موسى بن عقبة فأخرجها ابن ماجه في ((سننه)) (1 / 18 / رقم =(5/298)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 46) في المقدمة، باب اجتناب البدع والجدل، وابن جرير في الموضع السابق من ((تهذيب الآثار)) برقم (222) ، والطبراني في ((المعجم الكبير)) برقم (8519) وفي لفظه زيادة.
والرواية الموقوفة أرجح لكثرة من رواها ولكون بعضهم من أوثق الناس في أبي إسحاق كشعبة وإسرائيل بن يونس، وقد تكون رواية إدريس الأودي ورواية موسى بن عقبة عن أبي إسحاق بعد تغيره، فإني لم أجد من نص على أنهما رويا عنه قبل التغير والله أعلم.
تنبيه:
أخرج مسلم في ((صحيحه)) (16 / 159 - بشرح النووي) في كتاب البر والصلة، باب تحريم النميمة، من طريق محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر غندر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مسعود قال: إن مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((ألا أنبئكم ما العَضْهُ؟ هي النميمة: القالة بين الناس)) ، وإن مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إن الرجل يصدق حتى يكتب صِدِّيقًا، ويكذب حتى يكتب كذابًا)) . اهـ.
وهذا اللفظ جاء زيادة في بعض طرق الحديث الذي معنا، وادعى أبو مسعود الدمشقي رحمه الله أن مسلمًا أخرج هذا الحديث الذي معنا زيادة في طريق محمد بن المثنى ومحمد بن بشار.
قال النووي في ((شرحه)) (16 / 161) : ((واعلم أن الموجود في جميع نسخ البخاري ومسلم ببلادنا وغيرها: أنه ليس في متن الحديث إلا ما ذكرناه، وكذا نقله القاضي عن جميع النسخ، وكذا نقله الحميدي. ونقل أبو مسعود الدمشقي عن كتاب مسلم في حديث ابن مثنى وابن بشار زيادة: ((وإن شر الروايا روايا الكذب، وإن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل، ولا يعد الرجل صبيه ثم يخلفه)) .
وذكر أبو مسعود أن مسلمًا روى هذه الزيادة في كتابه، وذكرها أيضًا أبو بكر البرقاني في هذا الحديث. قال الحميدي: وليست عندنا في كتاب مسلم)) . اهـ.(5/299)
[الْآيَةُ (122) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَمَا كَانَ المُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ
مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ
إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} ]
1051- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَل (1) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ (2) : سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} قَالَ الْمُنَافِقُونَ: قَدْ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ نَاسٌ لَمْ يَنْفِرُوا، فَهَلَكُوا، وَكَانَ قَوْمٌ تَخَلَّفُوا لِيَتَفَقَّهُوا وَلْيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ، فَنَزَلَ الْعُذْرُ لِأُولَئِكَ: {فَلَوْلَا (3) نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ} و (أنزل) (4) اللَّهُ فِي أُولَئِكَ: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (5) .
__________
(1) تقدم في الحديث [47] أنه ثقة ثقة.
(2) أي: قال سليمان الأحول: سمعت عكرمة.
(3) في الأصل: ((ولولا)) .
(4) في الأصل: ((فأنزل)) والتصويب من الموضع الآتي من ((السنن)) للمصنِّف.
(5) الآية (16) من سورة الشورى.
1051 - سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى مرسلِه عكرمة.
وعزاه في ((الدر المنثور)) (4 / 194 و 323) لابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ وابن أبي حاتم.
والحديث أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في المطبوع من ((سننه)) =(5/300)
[الْآيَةُ (127) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ
مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} ]
1052- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْح، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَا تَقُولُوا: انْصَرَفْنَا، فَإِنَّ قَوْمًا انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ، وَلَكِنْ قُولُوا: قَدْ قَضَيْنَا الصَّلَاةَ.
__________
= بتحقيق الأعظمي (2 / 346 / رقم 2896) كتاب الجهاد، باب جامع الشهادة، وفيه وفي المخطوط عندي (ل 99 / أ) نقص يستدرك مما هنا.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 570 / رقم 17476 و 17477) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 49 / أ) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، به.
1052 - سنده صحيح.
وعزاه في ((الدر المنثور)) (4 / 326) للمصنِّف وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (14 / 583 / رقم 17500) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 114 / أ) .
كلاهما من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم أيضًا من طريق أحمد بن سنان، عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (2 / 382) من طريق أبي هلال عمير بن تميم بن يريم.
وكذا ابن جرير برقم (17498 و 17499) من طريقه وطريق أبي حمزة القصاب. كلاهما عن ابن عباس، به.(5/301)
[الْآيَةُ (128) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ]
1053- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا (سُفْيَانُ، عَنْ) (1) عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَة (2) ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَا يُثْبِتُ آيَةً فِي الْمُصْحَفِ حَتَّى يَشْهَدَ عَلَيْهَا رَجُلَانِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَحَدَّثَهُ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ التَّوْبَةِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ ... } الْآيَةَ، فَقَالَ: لَا أَسْأَلُكَ عَلَيْهَا بَيِّنَةً، كَذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَثْبَتَهُ (3) .
__________
(1) ما بين القوسين سقط من الأصل، ورواية المصنِّف عن عمرو بن دينار دائمًا من طريق سفيان بن عيينة، وكذا رواه ابن جرير كما سيأتي.
(2) تقدم في الحديث [62] أنه لم يسمع من ابن مسعود ولا من أبي الدرداء، فمن باب أولى أن لا يكون سمع من عمر الذي توفي قبلهما.
(3) يشير إلى أنَّ النَّبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين، ولكن ذلك في آية الأحزاب كما سيأتي.
1053 - سنده ضعيف للانقطاع بين يحيى بن جعدة وعمر، وجاء عند ابن جرير أن الراوي عن عمر هو عبيد بن عمير، ولكنه لا يثبت، واصل القصة في ((صحيح البخاري)) ، لكن على أن ذا الشهادتين في آية سورة الأحزاب، لا في التوبة كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 332) من رواية عبيد بن عمير، وعزاه لابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (14 / 588 / رقم 17512) من طريق =(5/302)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= شيخه سفيان بن وكيع، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن عبيد بن عمير قال: كان عمر رحمة الله عليه لَا يُثْبِتُ آيَةً فِي الْمُصْحَفِ حتى يشهد رجلان ... فذكره، هكذا بجعل عبيد بن عمير مكان يحيى بن جعدة.
وسفيان بن وكيع تقدم في الحديث [862] أن حديثه متروك، فلا يعتمد عليه في مخالفة سعيد بن منصور، ولم أجد الحديث عند غير ابن جرير حتى يتضح ما هو مشكل، سوى ما ذكره السيوطي عن ابن المنذر وأبي الشيخ، ولكن كتابيهما مفقودان، وقد يكون عندهما من طريق سفيان بن وكيع أيضًا، والله أعلم.
وأصل القصة في ((صحيح البخاري)) (6 / 21 - 22 / رقم 2807) في الجهاد، باب قول الله عز وجل: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ... } الآية (23) من سورة الأحزاب، و (7 / 356 / رقم 4049) في المغازي، باب غزوة أحد، و (8 / 344 / رقم 4679) في تفسير سورة التوبة من كتاب التفسير، باب: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ... } الآية، و (8 / 518 / رقم 4784) في تفسير سورة الأحزاب من كتاب التفسير، باب: {فمنهم من قضى نحبه ... } الآية، و (9 / 10 و 11 و 22 / رقم 4986 و 4988 و 4989) في فضائل القرآن، باب جمع القرآن، وباب كاتب النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، و (13 / 183 و 404/ رقم 7191 و 7425) في كتاب الأحكام، باب يستحب للكاتب أن يكون أمينًا عاقلاً، وكتاب التوحيد، باب: {وكان عرشه على الماء} {وهو رب العرش العظيم} ، في قصة جمع القرآن بعد مشورة عمر لأبي بكر رضي الله عنهما بذلك، وتكليف زيد بن ثابت بجمعه، وفيه يقول زيد رضي الله عنه: فتتبعت القرآن أجمعه من العُسُبِ واللِّخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عزيز عليه ما عنتم} حتى خاتمة براءة. وقال: نسخت الصحف من المصاحف، ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم يقرأ بها، فلم أجدها إلا مع خزيمة =(5/303)
[الْآيَةُ (129) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ
وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ} ]
1054- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ (2) ، قَالَ: خَرَجَ يُرِيدُ أَنْ يُجَاعِلَ فِي بَعْثٍ خَرَجَ عَلَيْهِ، فَأَصْبَحَ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُجَاعِلَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ سُورَةَ (3) بَرَاءَةَ، فَسَمِعْتُهَا تحث على الجهاد.
__________
= ابن ثابت الأنصاري الذي جعل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم شهادته شهادة رجلين، وهو قوله: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} .
(1) هو ابن يزيد النخعي.
(2) هو ابن قيس النخعي
(3) قوله: ((سورة)) مكرر بالأصل.
1054 - سنده صحيح.
وقد أعاده المصنف هنا، وكان قد رواه في المطبوع من ((سننه)) بتحقيق الأعظمي (2 / 152 / رقم 2366) كتاب الجهاد باب ما جاء في الرجل يغزو بالجعل، بمثل ما هنا سواء.
وأخرجه أبو عبيد في ((فضائل القرآن)) (ص 243) من طريق أبي معاوية.
وذكره المزي في ((تهذيب الكمال)) (18 / 13 - 14) تعليقًا عن الأعمش، وفيه زيادة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (5 / 345) من طريق وكيع، عن الأعمش به.(5/304)
باب
تفسير سورة يونس
تَفْسِيرُ سُورَةِ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
[الْآيَةُ (12) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{ [وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا
فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ} ]
1055- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (1) قَصْرَ الْكُوفَةِ فَقُلْتُ لَهُ: لَوْ رَأَيْتَنَا زَمَنَ الْحَجَّاجِ وأُتي بِنَا هَذَا الْقَصْرَ، وَبِنَا مِنَ الحُزْن وَالْغَمِّ؟ فَقَالَ لِي عَوْنٌ: فَمَرَرْتَ بِهِ كَأَنْ لَمْ تَدْعُهُ إِلَى ضُرٍّ مَسَّكَ؟ اذْهَبْ إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ، وَاحْمِدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ، وَاذْكُرِ اللَّهَ. نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ قَالَهُ سفيان.
__________
(1) هو عون بن عبد الله بن عتبة.
1055 - سنده صحيح.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في ((الشكر)) (ص 34 / رقم 55) .
ومن طريقه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (8 / 477 / رقم 4277) من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (5 / 7) من طريق سفيان بن عيينة، به، إلا أنه ذكر ((ابن عمر)) بدلاً من ((عون بن عبد الله)) ، وهذا تصحيف قطعًا، فإن محمد بن سوقة لم يذكروا أنه روى عن أحد من الصحابة سوى أنس بن مالك كما في ((تهذيب الكمال)) (25 / 333) .(5/307)
[الْآيَةُ (16) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{قُلْ لَوْ شَاءَ اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ} ]
1056- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نَا حَنْظَلَةُ السَّدُوسي (1) ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشب (2) ، (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) (3) ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْذَرْتُكُمْ بِهِ} .
[الْآيَةَ (23) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} ]
1057- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا فرج بن فضالة (4) ، قال:
__________
(1) تقدم في الحديث [449] أنه ضعيف.
(2) هو شهر بن حوشب الأشعري، الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، صدوق، إلا أنه كثير الإرسال والأوهام كما في ((التقريب)) (2846) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (12 / 578 - 589) .
(3) ما بين القوسين سقط من الأصل، فاستدركته من ((تفسير ابن جرير)) (15 / 45) ، (والدر المنثور)) (4 / 348) فإن السيوطي عزاه لسعيد هكذا.
1056 - سنده ضعيف لما تقدم عن حال حنظلة وشهر بن حوشب.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 348) وعزاه للمصنِّف وابن جرير.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 45 / رقم 17588) من طريق خالد، عن حنظلة، به، إلا أن الإسناد تصحّف هكذا: ((خالد بن حنظلة)) .
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 120 / أ) من طريق خالد به.
(4) تقدم في الحديث [19] أنه ضعيف.(5/308)
حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ (1) ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَة (2) ، قَالَ (3) : إِنِّي لَفِي مَسْجِدِ مِنَى، إِذَا قَاصٌّ يَقُصّ، فَقَالَ لِي رَجَاءٌ: احْفَظْ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، فَإِذَا القَاصّ يَقُولُ: ثَلَاثٌ خِلاَل هِيَ عَلَى مَنْ عَمِلَ بِهِنَّ: الْمَكْرُ وَالْبَغْيُ والنَّكْثُ؛ قَالَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} ،: {وَلَا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} (4) ،: {فَمَنْ (5) نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} (6) ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ثَلَاثُ خِلَالٍ لَا يُعَذِّبُكُمُ اللَّهُ مَا عَمِلْتُمْ بِهِنَّ: الشُّكْرُ لِلَّهِ، وَالدُّعَاءُ، وَالِاسْتِغْفَارُ، ثُمَّ قَالَ: {مَا يَفْعَلُ [ل141/ب] اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ} (7) ،: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي (8) لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} (9) ،: {وَمَا
__________
(1) هو ربيعة بن يزيد الدمشقي، أبو شعيب الإيَادي، القصير، ثقة عابد كما في ((التقريب)) (1929) .
(2) هو رجاء بن حَيْوَة الكندي، أبو المقدام، ويقال: أبو نصر الفلسطيني، ثقة فقيه كما في ((التقريب)) (1930) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (9 / 151 - 157) .
(3) القائل هو ربيعة بن يزيد.
(4) سورة فاطر، الآية: 43.
(5) في الأصل: ((ومن)) .
(6) سورة الفتح، الآية: (10) .
(7) سورة النساء، الآية: (147) .
(8) في الأصل: ((ربي بكم)) .
(9) سورة الفرقان، الآية: 77.(5/309)
كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (1) .
[الْآيَةَ (26) قَوْلُهُ تَعَالَى:
{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} ]
1058- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ (2) ، عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنِ الْحَكَمِ (4) ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} - قَالَ: الزِّيَادَةُ: غُرْفَةٌ مِنْ لُؤْلُؤَة وَاحِدَةٍ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ، غُرَفُهَا وأبوابها من لؤلؤة واحدة.
__________
(1) سورة الأنفال، الآية: (33) .
1057 - سنده ضعيف لضعف فرج بن فضالة.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 353) وعزاه لابن المنذر والبيهقي.
وقد أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (2 / 554 / رقم 646) و (12 / 67 - 68 / رقم 6247) من طريق المصنِّف به.
(2) هو ابن عبد الحميد.
(3) هو ابن المعتمر.
(4) هو ابن عُتَيبة، تقدم في الحديث [28] أنه ثقة ثبت فقيه، وأنه ولد سنة خمسين للهجرة، أي: بعد وفاة علي رضي الله عنه بعشر سنين، فروايته عنه مرسلة.
1058 - سنده ضعيف للانقطاع بين الحكم بن عتيبة وعلي رضي الله عنه.
والحديث ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 358) وعزاه للمصنِّف =(5/310)
1059- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ (1) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ (2) ، قَالَ: الزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ.
__________
= وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي في ((الرؤية)) .
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 69 / رقم 17634 و 17635 و 17636) من طريق فضيل بن عياض وعمرو بن أبي قيس الرازي وجرير ابن عبد الحميد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 125 / أ) من طريق عمرو ابن أبي قيس.
ثلاثتهم عن منصور، به.
(1) هو ابن أبي سُلَيم، تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًا فلم يتميز حديثه فتُرك.
(2) هو عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بن سابط.
1059 - سنده ضعيف لما تقدم عن حال الليث بن أبي سليم.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 359) وعزاه لابن جرير والدارقطني.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (13 / 429 / رقم 16815) .
وابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 69 / رقم 17632) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 124 / ب) .
والدارقطني في ((الرؤية)) (ص 305 / رقم 221 و 222) .
واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) (3 / 512 / رقم 795) .
جميعهم من طريق جرير بن عبد الحميد، به.(5/311)
1060- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوس بْنِ أَبِي ظَبْيَان (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ عَلْقَمَةَ (3) ، قَالَ: سُئِلَ عَنِ الزِّيَادَةِ، قَالَ: الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا.
1061- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ (4) ، يَقُولُ: لَيْسَ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ اخْتِلَافٌ، إِنَّمَا هُوَ كَلَامٌ جَامِعٌ يُرَادُ بِهِ هَذَا وهذا (5) .
__________
(1) هو قابوس بن أبي ظَبْيَان - واسمه: حصين بن جندب - الجَنْبي - بفتح الجيم، وسكون النون، بعدها موحّدة - الكوفي، فيه لين كما في ((التقريب)) (5480) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (23 / 327 - 330) .
(2) هو حصين بن جندب، تقدم في الحديث [58] أنه ثقة.
(3) هو علقمة بن قيس.
1060 - سنده فيه قابوس، وتقدم الكلام فيه، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه الأعمش فروايته تتقوى بهذه المتابعة إن سلم الخبر من تدليس الأعمش، فإنه لم يصرح بالسماع.
وعزاه السيوطي في ((الدر)) (4 / 360) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 70 / رقم 17638) من طريق جرير بن عبد الحميد، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 125 / أ) من طريق الأعمش عن أبي ظبيان، به.
(4) يعني ابن عيينة.
(5) بعد أن أورد المصنِّف هذه النقول عن السلف في تفسير قَوْلُهُ تَعَالَى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وزيادة} بما قد يُشعر باختلافهم في تفسير الآية، ناسب =(5/312)
[الْآيَةُ (58) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا
هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ]
1062- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: نَا الأَجْلَح (1) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبْزَى (2) ، عن أبيه (3) ،
__________
= إيراد قول سفيان بن عيينة هذا للدلالة على أن هذا الاختلاف من اختلاف التنوع، لا اختلاف التضاد.
ولعل من المناسب هنا إيراد كلام ابن جرير في تعقيبه على هذه الأقوال حيث قال في ((تفسيره)) (15 / 71) : ((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تبارك وتعالى وعد المحسنين من عباده على إحسانهم الحسنى: أن يجزيهم على طاعتهم إيّاه الجنة، وأن تبيض وجوههم، ووعدهم مع الحسنى الزيادة عليها، ومن الزيادة على إدخالهم الجنة: أن يكرمهم بالنظر إليه، وان يعطيهم غرفًا من لآلئ، وأن يزيدهم غفرانًا ورضوانًا، كل ذلك من زيادات عطاء الله إياهم على الحسنى التي جعلها الله لأهل جناته، وعمّ ربنا جل ثناؤه بقوله: {وزيادة} الزيادات على الحسنى، فلم يخصص منها شيئًا دون شيء، وغير مستنكر من فضل الله أن يجمع ذلك لهم، بل ذلك كله مجموع لهم إن شاء الله، فأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يُعَمّ كما عمَّه عز ذكره)) اهـ.
1061 - سنده صحيح.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 360) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر والبيهقي في الرؤية.
(1) هو أجْلَحُ بن عبد الله بن حُجَيَّة، أبو حجية الكندي، صدوق شيعي كما في ((التقريب)) (287) وانظر ((تهذيب الكمال)) (2 / 275 - 280) .
(2) هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبْزَى الخُزَاعي، مولاهم، الكوفي، =(5/313)
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ)) ، قَالَ: قُلْتُ: سَمَّانِي لَكَ رَبِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَتَلَا: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (1) قَالَ: بِكِتَابِ اللَّهِ وَبِالْإِسْلَامِ خَيْرٌ مما يجمعون.
__________
= يروي عن أبيه، روى عنه الأجلح الكندي وأسلم المنقري ومنصور بن المعتمر وغيرهم، قال الأثرم: ((قلت لأحمد: سعيد وعبد الله أخوان؟ قال: نعم، قلت: فأيهما أحب إليك؟ قال: كلاهما عندي حسن الحديث)) . وعلق له البخاري في ((صحيحه)) ، وذكره ابن حبان وابن خلفون في ((الثقات)) اهـ. من ((تهذيب الكمال)) وحاشيته (15 / 194 - 196) ، و ((تهذيب التهذيب)) (5 / 290) .
وقد قال الحافظ ابن حجر في ((التقريب)) (3445) عن عبد الله هذا: ((مقبول)) يعني حيث يتابع، وإلا فليِّن، ولعل الراجح أنه صدوق حسن الحديث إن شاء الله.
(3) هو عبد الرحمن بن أَبْزَى الخُزَاعي، مولاهم، صحابي صغير، وكان في عهد عمر رضي الله عنه رجلاً، وكان على خراسان لعلي رضي الله عنه. انظر ((التقريب)) (3818) .
(1) قوله: ((فلتفرحوا)) لم تنقط في الأصل، لكن هكذا كان يقرؤها أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه كما في الكتب التي أخرجت هذا الحديث وعُنيت بضبط القراءة - كما سيأتي في التخريج -، وينظر تعليق ابن جرير على هذه القراءة في ((تفسيره)) (15 / 108 - 110) .
وأما قوله تعالى: {يجمعون} فهكذا جاءت منقوطة في الأصل، مع أن بعض طرق هذا الحديث ذكرت أنها منقوطة من فوق: ((تجمعون)) ، ويراجع تعليق ابن جرير أيضًا.
1062 - سنده حسن لذاته، وأصل الحديث في ((الصحيحين)) كما =(5/314)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سيأتي.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 366) للمصنِّف وأبي عبيد وابن أبي شيبة وأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في ((المصاحف)) وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم في ((الحلية)) والبيهقي في ((شعب الإيمان)) .
وقد أخرجه أبو داود الطيالسي في ((مسنده)) (ص 74 / رقم 545) .
والبخاري في ((خلق أفعال العباد)) (ص 172 / رقم 536 و 537) .
وأبو داود في ((سننه)) (4 / 284 - 285 / رقم 3981) في الحروف والقراءات.
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 131 / ب) .
وأبو نعيم في ((الحلية)) (1 / 251) .
والحاكم في ((المستدرك)) (2 / 240) .
جميعهم من طريق عبد الله بن المبارك، به، ولم يعن شيء من هذه الكتب بضبط القراءة سوى ما جاء في ((خلق أفعال العباد)) للبخاري و ((سنن أبي داود)) .
وأخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (2 / 340 - 341) .
وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (10 / 564 / رقم 10355) و (12 / 141 / رقم 12362) من طريق عبد الله بن نمير.
وأبو عبيد في ((فضائل القرآن)) (ص 215 / رقم 54 - 55) .
والإمام أحمد في ((المسند)) (5 / 122 - 123) من طريق يحيى بن سعيد القطان.
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 109 / رقم 17688) من طريق هشيم بن بشير.
وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (2 / 169 - 170 / رقم 750) من طريق ابن أبي شيبة السابق عن ابن نمير، ومن طريق عيسى بن يونس. =(5/315)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= جميعهم عن الأجلح، به، وهي عند أبي عبيد بالتاء: ((فلتفرحوا)) ، و: ((تجمعون)) ، ونصّ على ذلك فقال: ((هكذا القراءة بالتاء)) .
وأخرجه ابن سعد في الموضع السابق.
والإمام أحمد في ((المسند)) (5 / 123) .
والبخاري في ((خلق أفعال العباد)) (ص172 رقم 535) .
وأبو داود في الموضع السابق برقم (3980) .
والحاكم في ((المستدرك)) (3 / 304) .
ومن طريقه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (5 / 534 رقم 2356) .
وأخرجه أبو نعيم في الموضع السابق من ((الحلية)) و ((معرفة الصحابة)) برقم (749 و 751 و 752) .
جميعهم من طريق سفيان الثوري، عن أسلم المنقري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن أبزى، به.
وأشار الترمذي في ((سننه)) (5 / 711) في فضائل أُبَيّ رضي الله عنه من كتاب المناقب لطريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هذه.
وأصل الحديث في ((الصحيحين)) .
فقد أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (7 / 127 رقم 3808) في مناقب أُبَيّ رضي الله عنه من كتاب مناقب الأنصار، و (8 / 725 و 726 رقم 4959 و 4960 و 4961) في تفسير سورة: {لم يكن} من كتاب التفسير.
ومسلم في ((صحيحه)) (1 / 550 رقم 245 و 246) في صلاة المسافرين، باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل.
كلاهما من طريق قتادة، عن أنس، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - قال لأُبَيّ: ((إن الله أمرني أن أقرأ عليك)) ، قال: آلله سمّاني لك؟ قال: ((الله سمّاك لي)) ، قال: فجعل أُبَيّ يبكي. =(5/316)
1063- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ (1) ، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} -، قَالَ: بِكِتَابِ اللَّهِ، وَبِالْإِسْلَامِ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ.
1064- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَة (3) ، عَنْ عَطِيَّةَ (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، قَالَ: بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ إِذْ جَعَلَهُمْ من أهله (5) .
__________
= وفي بعض الروايات: إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا} )) .
(1) هو ابن عبد الحميد.
(2) هو ابن المعتمر.
1063 - سنده صحيح.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 367) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر والبيهقي.
وقد أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (5 / 535 / رقم 2357) من طريق المصنف، به، إلا أنه سقط من الإسناد ذكر جرير ومنصور، فجاء الحديث من رواية سعيد بن منصور، عن مجاهد.
(3) تقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس.
(4) هو ابن سعد العَوْفي، تقدم في الحديث [454] أنه ضعيف ويدلِّس تدليسًا قبيحًا من أنواع تدليس الشيوخ؛ فيحدث عن أبي سعيد موهمًا أنه الخدري، وهو يعني محمد بن السائب الكلبي.
(5) يوضحه لفظ باقي المخرجين الآتي. =(5/317)
1065- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبر (1) ، عَنِ الضَّحَّاك، قَالَ: بفضل الله: قال: القرآن، وبرحمته: الْإِسْلَامُ.
[الْآيَةُ (64) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ... } ]
1066- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (2) ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عن محمد بن
__________
= 1064 - سنده ضعيف لما تقدم عن حال حجاج وعطية.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (10 / 501 / رقم 10115) ، ومن طريقه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (5 / 536 / رقم 2360) .
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 106 / رقم 17668) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 131 / أوب) .
ثلاثتهم من طريق أبي معاوية، به بلفظ: ((فضل الله)) : القرآن و ((رحمته)) : أن جعلكم من أهله.
وأخرجه أبو عبيد في ((فضائل القرآن)) (ص 24 / رقم 20 - 21) من طريق الحسين بن الحسن بن عطية، عن أبيه، عن جده عطية، عن ابن عباس، به مثل سابقه.
(1) هو ابن سعيد، تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًا، لكن روايته للتفسير عن الضحاك تساهل العلماء في روايتها كما أوضحت ذلك في المقدمة (ص 202 / ق) .
1065 - سنده ضعيف جدًا لما تقدم عن حال جويبر، وروايته هذه من التفسير الذي يرويه عن الضحاك وتساهل العلماء في روايته.
وقول الضحاك هذا أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (5 / 537 / رقم 2362) من طريق المصنِّف.
(2) هذا الحديث والأحاديث الثلاثة بعده رقم [1067 و 1068 و 1069] =(5/318)
المُنْكَدِر، سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ يَسَار، يُخْبِرُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الدَّرْدَاء عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، قَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ مُنْذُ سألتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا، إِلَّا رجل واحد، [ل142/أ] قَالَ: ((هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَوْ تُرى لَهُ)) .
__________
= جعلها المصنِّف آخر السورة، فلعله استدركها بعد أن فرغ من تفسير السورة ثم ألحقها، وإنما قدمتها هنا مراعاة لترتيب الآيات.
1066 - سنده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الدرداء رضي الله عنه، ولكن يشهد له الحديثان الآتيان برقم [1068 و 1069] فإنهما صحيحان.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 374) للمصنِّف وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي والحكيم الترمذي في ((نوادر الأصول)) وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في ((شعب الإيمان)) .
وقد أخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (6 / 447) .
والترمذي (4 / 534 / رقم 2273) في الرؤيا، باب قوله: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، و (5 / 286 - 287 / رقم 3106) في تفسير سورة يونس من كتاب التفسير.
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 128 - 129 / رقم 17723 و 17724) .
وابن أبي حاتم (4 / ل 134 / ب) .
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، به.
ورواه أبو صالح ذكوان السمّان عن عطاء بن يسار، وروايته الآتية.
وذكر الزيلعي في ((تخريج أحاديث الكشاف)) (2 / 133) أن أبا داود =(5/319)
1067- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء، قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ شَيْءٍ مَا سمعتُ أَحَدًا سَأَلَ عَنْهُ بَعْدَ رَجُلٍ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: ((هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرى لَهُ، فَهِيَ بُشْرَاهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَبُشْرَاهُ في الآخرة: الجنة)) .
__________
= الطيالسي وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وأبا يعلى الموصلي رووه في ((مسانيدهم)) ، وأن الطبراني أخرجه في ((معجمه)) من طريق ابن راهويه.
(1) هذا الحديث والحديث قبله والحديثان بعده جعلها المصنِّف آخر السورة، فقدمتها مراعاة لترتيب الآيات، وانظر التعليق على الحديث السابق.
(2) هو ذكوان السَّمَّان.
1067 - سنده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الدرداء، ولكن يشهد له الحديثان الآتيان برقم [1068 و 1069] فإنهما صحيحان.
وأخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (6 / 447 و 452) .
وابن جرير الطبري (15 / 128 / رقم 17722) .
وابن أبي حاتم (4 / ل 134 ب و 135 أ) .
ثلاثتهم من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (11 / 51 / 10501) والإمام أحمد في ((المسند)) (6 / 445 و 447) ، وابن جرير (15 / 124 - 125 و 134 - 135/ رقم 17717 و 17733 و 17734 و 17736) ، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (5 / 420 / رقم 2180) ، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (9 / 45 =(5/320)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= رقم 4420) ، من طريق عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، به، إلا أن إحدى الطرق عند ابن جرير يرويها جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ الأعمش، وسقط منها الراوي المبهم، فجاء الحديث من رواية عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء.
وأخرجه الحميدي في ((مسنده)) (1 / 193 / رقم 391) .
ومن طريق الفسوي في ((المعرفة والتاريخ)) (2 / 699) .
ومن طريقهما البيهقي في ((شعب الإيمان)) (9 / 46 / رقم 4421) .
وأخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (6 / 447) .
والترمذي (5 / 287 / رقم 3106) في تفسير سورة يونس من كتاب التفسير.
وابن جرير في الموضع السابق من تفسيره برقم (17737) .
والحاكم في ((المستدرك)) (4 / 391) .
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة يرويه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أبي صالح، به، ثم ذكر سفيان أنه لقي عبد العزيز بن رفيع فحدثه به، وسقط من سند الحاكم ذكر الرجل المبهم.
ورواه عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجود، عَنْ أبي صالح، عن أبي الدرداء، فأسقط عطاء بن يسار والرجل المبهم.
أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (11 / 52 / رقم 10503) ، والترمذي في الموضع السابق، وابن جرير برقم (17735 و 17741) .
وعاصم متكلم في حفظه كما في ترجمته في الحديث [17] ، وقد أخطأ في هذا الحديث، والصواب رواية الأعمش وعبد العزيز بن رفيع.
والحديث ذكره ابن أبي حاتم في ((العلل)) (2 / 88 - 89 / رقم 1760) معلقًا عن الأعمش، وذكر أنه سأل أباه عن هذا الشيخ الذي من أهل أهل مصر، فقال ((لا يعرف)) .(5/321)
1068- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ (عُبَيْدٍ) (2) الرَّاسِبيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْل عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ (3) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي إِلَّا المبشِّرات)) ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا المبشِّرات؟ قَالَ: ((الرُّؤْيَا الصالحة)) .
__________
(1) هذا الحديث والحديثان قبله والحديث الآتي بعده جعلها المصنف آخر السورة، وإنما قدمتها مراعاة لترتيب الآيات، وانظر التعليق على الحديث رقم [1066] .
(2) في الأصل: ((عثمان بن أبي عبيد)) ، والتصويب من مصادر الترجمة والتخريج. وهو عثمان بن عبيد الرَّاسِبي، يروي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، ويروي عنه حماد بن زيد ومهدي بن ميمون، وهو ثقة؛ وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ((مستقيم الأمر)) وذكره ابن حبان في ((الثقات)) . انظر ((الجرح والتعديل)) (6 / 158 / رقم 871) ، و ((الثقات)) لابن حبان (5 / 159) ، و ((تعجيل المنفعة)) (2 / 6 - 7 / رقم 726) .
(3) صحابي صغير ولد عام أُحُد، وأدرك ثماني سنين من حياة النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو آخر من مات مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، قال الدارقطني: ((رأى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحبه، أما السماع فالله أعلم)) ، ويرى ابن معين وابن عدي أنه روى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم. انظر ((تهذيب الكمال وحاشيته)) (14 / 79 - 82) .
1068 - سنده ظاهره الصحة، ولكنه معلول، وصوابه: أن أبا الطفيل يرويه عن حذيفة، وهو صحيح عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 375) للمصنِّف وأحمد بن مردويه.
وقد اخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (5 / 454) .
والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (6 / 241) ، وفي ((الأوسط)) كما في ((تخريج الكشاف)) للزيلعي (2/ 135) . =(5/322)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= كلاهما من طريق حماد بن زيد، به.
وتابع حماد زيد مهدي بن ميمون، ولكن اختُلف عليه.
فأخرجه أبو يعلى في ((مسنده)) والطبراني في ((المعجم الكبير)) كما في ((تخريج الكشاف)) (2 / 135) ، كلاهما من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أسماء، عن مهدي بن ميمون، عن عثمان بن عبيد، عن أبي الطفيل، به.
وخالفه أبو سلمة التبوذكي موسى بن إسماعيل وأبو عاصم النبيل الضحّاك ابن مخلد وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، فرووه عن مهدي بن ميمون، وجعلوا واسطة بين أبي الطفيل والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَمَا رواية موسى بن إسماعيل فأخرجها البخاري في الموضع السابق من ((تاريخه الكبير)) عنه، عن مهدي بن ميمون، عن عثمان بن عبيد، عن أبي الطفيل قال: بلغني عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم ... ، فذكره هكذا بإبهام الواسطة.
وأما رواية أبي عاصم النبيل فأخرجها البزار في ((مسنده)) (7 / 230 / رقم 2804) من طريق محمد بن المثنى.
والطبراني في ((الكبير)) (3 / 200 / رقم 3051) من طريق الحسن بن علي الحلواني.
كلاهما عن أبي عاصم، عن مهدي بن ميمون، عن عثمان بن عبيد، عن أبي الطفيل، عن حذيفة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، به، وفي رواية الطبراني التصريح بأنه حذيفة بن أسيد، وأما رواية البزار ففيها ((حذيفة)) مهملاً، واجتهد البزار فأورده في مسند حذيفة بن اليمان، والأظهر أن رواية الطبراني أولى، وسواء كان ابن اليمان أوابن أسيد؛ فكلاهما صحابي.
وأما رواية عبيد الله بن عبد المجيد فأخرجها البزار في الموضع السابق برقم (2805) .
فتبين بهذا أن رواية موسى وأبي عاصم وعبيد الله أرجح من رواية ابن أسماء =(5/323)
1069- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْم (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد بن عباس (3) ،
__________
= في إثبات الواسطة.
ورواية مهدي بن ميمون أرجح من رواية حماد بن زيد لثلاثة أمور:
1 - لم يقع تصريح أبي الطفيل بسماعه الحديث من النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
2 - معظم روايات أبي الطفيل عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم بواسطة، بل هناك من شك في سماعه من النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما سبق في ترجمته، وهذا يغلب جانب وجود الواسطة.
3 - لم يكن حماد بن زيد صاحب كتاب، وكان قد كفّ بصره، وكان كثير الشك، فإذا شك قصر في الأسانيد؛ قال يعقوب بن شيبة: ((حماد بن زيد أثبت من ابن سلمة، وكان ثقة، غير أن ابن زيد معروف بأنه يقصر في الأسانيد، ويوقف المرفوع؛ كثير الشك بتوقّيه، وكان جليلاً لم يكن له كتاب يرجع إليه، فكان أحيانًا يذكر فيرفع الحديث، وأحيانًا يهاب الحديث ولا يرفعه)) اهـ. من ((التهذيب)) (3 / 11) .
أما اختلاف موسى بن إسماعيل مع أبي عاصم وعبيد الله في تسمية الواسطة فلا يؤثر، فإن رواية أبي عاصم وعبيد الله مبيِّنة لما أُجمل في رواية موسى.
فالصواب في الحديث أنه من رواية عثمان بن عبيد، عن أبي الطفيل، عن حذيفة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
وهذا سند صحيح، والله أعلم.
(1) هذا الحديث والأحاديث الثلاثة قبله جعلها المصنِّف آخر السورة، وإنما قدمتها مراعاة لترتيب الآيات، وانظر التعليق على الحديث رقم [1066] .
(2) هو سليمان بن سُحَيْم أبو أيوب المدني، ثقة وثقه ابن سعد وابن معين والنسائي، وقال الإمام أحمد: ((ليس به بأس)) . انظر ((تهذيب الكمال)) و ((حاشيته)) (11 / 433 - 435) .
(3) هو إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَد بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، =(5/324)
عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السِّتَارة وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: ((إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مبشِّرات النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرى لَهُ، أَلَا إِنِّي نُهيت أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ، فَعَظِّمُوا الرَّبَّ (فِيهِ) (2) ، وَأَمَّا السُّجُودُ، فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ (3) أن يستجاب لكم)) .
__________
= المدني، أخرج له مسلم هذا الحديث في ((صحيحه)) ، وذكره ابن حبان في ((الثقات)) (6 / 6) وقال ابن حجر في ((التقريب)) (203) : ((صدوق)) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (2 / 130) .
(1) هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَد بْنِ العباس بن عبد المطلب العباسي، المدني، ثقة قليل الحديث. ((التقريب)) (3657) وانظر ((تهذيب الكمال)) (16 / 165 - 167) .
(2) في الأصل: ((فيها)) ، والتصويب من الموضع الآتي من ((صحيح مسلم)) حيث روى الحديث من طريق المصنِّف.
(3) أي: خَلِيقٌ وجَدِير كما في ((النهاية)) (4 / 111) .
1069 - حديث صحيح أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (1 / 348 / رقم 207) في كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، من طريق المصنف وابن أبي شيبة وزهير بن حرب، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الشافعي في ((الأم)) (1 / 111) وفي ((المسند)) (ص 348) .
ومن طريقه أبو عوانة في ((مستخرجه)) (2 / 187) .
وأخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) (2 / 145 - 146 / رقم 2839) .
ومن طريقه أبو عوانة في الموضع السابق.
وأخرجه الحميدي في ((مسنده)) (1 / 228 / رقم 489) . =(5/325)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ومن طريقه أبو عوانة أيضًا.
والبيهقي في ((سننه)) (2 / 87 - 88) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (1 / 248 - 249) و (2 / 436 - 437) و (11 / 52 / رقم 10505) .
والإمام أحمد في ((المسند)) (1 / 219) .
والدارمي في ((سننه)) (1 / 246 و 247 / رقم 1331 و 1332) .
وأبو داود في ((سننه)) (1/ 545 - 546 / رقم 876) في الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود.
وابن ماجه في ((سننه)) (2 / 1283 / رقم 3899) في تعبير الرؤيا، باب الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرى له.
والنسائي في ((سننه)) (2 / 189 - 190) في التطبيق، باب تعظيم الرب في الركوع، وفي نفس الكتاب والباب من ((الكبرى)) (1 / 218 / رقم 633) .
وابن الجارود في ((المنتقى)) (1 / 188 / رقم 203) .
وأبو يعلى في ((مسنده)) (4 / 275 / رقم 2387) .
وابن خزيمة في ((صحيحه)) (1 / 276 و 303 و 336 / رقم 548 و 599 و 674) .
وأبو عوانة في الموضع السابق من ((مستخرجه)) .
والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (1 / 233 - 234) .
وابن حبان في ((صحيحه)) كما في ((الإحسان)) (5 / 222 و 227 - 228 / رقم 1896 و 1900) ، و (13 / 410 / رقم 6045) .
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه الشافعي في الموضعين السابقين من طريق إبراهيم بن محمد الأسلمي، عن سليمان بن سحيم، به. =(5/326)
[الْآيَةُ (85) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَقَالُوا عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ]
1070- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً
__________
= وأخرجه الدارمي أيضًا برقم (1332) .
ومسلم أيضًا برقم (208) .
والنسائي (2 / 217 - 218) في التطبيق، باب الأمر بالاجتهاد في الدعاء في السجود، وهو في نفس الكتاب والباب من ((الكبرى)) (1 / 236 / رقم 707)
وابن خزيمة في المواضع السابقة.
وابن حبان كما في ((الإحسان)) (13 / 410 - 411 / رقم 6046) .
والبيهقي في ((سننه)) (2 / 110) .
جميعهم من طريق إسماعيل بن جعفر، عن سليمان بن سحيم، به.
وأخرجه أبو عوانة أيضًا في الموضع السابق من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي عن سليمان بن سحيم، به.
وأخرجه ابن خزيمة أيضًا (1 / 303 - 304 / رقم 602) من طريق ابن جريج، عن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ، به.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 375) للمصنِّف وابن أبي شيبة وأبي داود والنسائي وابن ماجه وابن مردويه.
(1) هذا الحديث والذي بعده في الأصل متأخران عن الأحاديث الثلاثة الآتية برقم [1072 و 1073 و 1074] ، فقدمتهما مراعاة لترتيب الآيات.
(2) هو عبد الله، تقدم في الحديث [184] أن روايته للتفسير عن مجاهد صحيحة.(5/327)
لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} - قَالَ: لَا تُسَلِّطْهم عَلَيْنَا فَيَفْتُنُونَا (1) .
1071- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (2) ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عن إبراهيم بن
__________
(1) قوله: ((فيفتنونا)) وضع عليها إشارة إلحاق، ولم يُكتب شيء في الهامش، ولعل للكلام بقية يفهم من ألفاظ المخرِّجين كما سيأتي.
1070 - سنده صحيح، وروي عن ابن أبي نجيح ومجاهد من غير هذا الوجه بمعنى آخر.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 382) للمصنِّف وعبد الرزاق ونعيم ابن حماد في ((الفتن)) وأبي الشيخ.
وقد أخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 297) .
ونعيم بن حماد في ((الفتن)) (1 / 144 / رقم 360) .
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 169 / رقم 17786 - 17788) من طريق عبد الرزاق وغيره.
ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، به، ولفظ نعيم: لا تسلطهم علينا حتى يفتنونا، فيفتننوا بنا.
والأثر في ((تفسير مجاهد)) (ص 295 - 296) من رواية ورقاء بن عمر، عن ابن أبي نجيح، به بلفظ: لا تعذبنا بأيدي قوم فرعون فيقولون: لو كانوا على حق ما عُذبوا بأيدينا ولا سُلِّطنا عليهم، فيفتتنون بنا، ولا بعذاب من عندك.
ومن طريق ورقاء أخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 140 / أ) .
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) أيضًا برقم (17789) من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح، به نحو لفظ ورقاء.
وبنحوه أيضًا أخرجه ابن جرير برقم (17790 و 17791) من طريق ابن جريج والقاسم بن أبي بزّة، كلاهما عن مجاهد، به.
(2) أوضحت في التعليق على الحديث السابق أني قدمته وهذا الحديث على الأحاديث الثلاثة الآتية مراعاة لترتيب الآيات.(5/328)
مَيْسَرَةَ، عَنْ طاوُس، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ فابْتَرَكَ رَجُلٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ يُقَالُ لَهُ الهَزْهَاز، فَتَطَاوَلَ حَتَّى مَا رَأَيْتُ فِيَ الْبَيْتِ أَطْوَلَ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا هَزْهَازُ، (لَا تَكُنْ) (1) فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، فَتَقَاصَرَ حَتَّى مَا رَأَيْتُ فِيَ الْبَيْتِ أَحَدًا أَقْصَرَ مِنْهُ.
[الْآيَةُ (87) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} ]
1072- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (2) ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيح (3) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} -، قَالَ: كَانُوا لَا يُصَلُّونَ إِلَّا فِي البِيَع، فَقِيلَ لَهُمْ: صلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ مَخَافَةِ فِرْعَوْنَ.
__________
(1) في الأصل: ((لا تكون)) .
1071 - سنده صحيح.
(2) هذا الحديث والحديثان بعده في الأصل متقدمات على الحديثين السابقين، فأخّرتها مراعاة لترتيب الآيات، وانظر التعليق على الحديث رقم [1070] .
(3) هو عبد الله، تقدم في الحديث [184] أن روايته للتفسير عن مجاهد صحيحة.
1072 - سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 383) للمصنِّف وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. =(5/329)
1073- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ (1) ، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، قَالَ: خَافُوا، فَأُمِرُوا أَنْ يُصَلُّوا فِي بيوتهم.
__________
= وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 172 / رقم 17799) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 141 / أ) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، به.
وهو في ((تفسير مجاهد)) (ص 296) من رواية ورقاء عن ابن أبي نجيح.
وأخرجه ابن جرير (15 / 174 / رقم 17812) من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح.
وأخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص 128 / رقم 349) عن منصور، عن مجاهد.
وأخرجه ابن جرير (15 / 173 / رقم 17800) من طريق لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيم، عَنِ مجاهد.
(1) هو ابن عبد الحميد.
(2) هو ابن المعتمر.
(3) هو ابن يزيد النخعي.
1073 - سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 172 / رقم 17796) .
وأبو نعيم في ((الحلية)) (4 / 231) .
كلاهما من طريق جرير، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (17798 و 17803 و 17805) من طريق سفيان الثوري وإسرائيل بن يونس، كلاهما عن منصور، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 141 / أ) من طريق سفيان ابن عيينة، به.(5/330)
1074- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: كَانَ نَاسٌ مُخْتَبِئِينَ فِي زَمَنِ الحَجَّاج فِي عليَّة عَنْ يَمِينِ الْمَسْجِدِ فَوْقَ بَيْتٍ، وَكَانُوا يصلُّون مَعَ الْإِمَامِ الْمَكْتُوبَةَ، ويأتمُّون بِهِ، فَسَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: يُجْزِئُهُمْ.
[الْآيَتَانِ (88 - 89) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا
فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ... } إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ
دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} ]
1075- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَر (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ (2) ، قَالَ: قَالَ مُوسَى: {رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا} - إلى قوله {العَذَابَ الأَلِيمَ} - قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} ، قَالَ: كَانَ مُوسَى يَدْعُو وَهَارُونُ
__________
1074 - سنده صحيح.
ولم أجد من أخرجه عن إبراهيم، لكن في كتاب ((الآثار)) لمحمد بن الحسن الشيباني (ص 23 / رقم 114 و 115) من روايته عن أبي حنيفة، عن حماد ابن أبي سليمان قال: سألت إبراهيم عن المؤذنين يؤذنون فوق المسجد، ثم يصلون فوق المسجد، قال: يجزئهم.
وعن حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي الرَّجُلِ يكون بينه وبين الإمام حائط، قال: حسن، ما لم يكن بينه وبين الإمام طريق أو نساء.
(1) هو نجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
(2) هو القُرظي.(5/331)
يُؤَمِّن، وَالدَّاعِي والمُؤَمِّن شَرِيكَانِ.
[الْآيَةُ (94) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ
الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} ]
1076- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانة (1) ، عَنْ أَبِي بِشْر (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - فِي قَوْلِهِ: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} - قَالَ: مَا شك ولا سأل.
__________
1075 - سنده ضعيف لما تقدم عن حال أبي معشر.
وعزاه السيوطي في ((الدر)) (4 / 385) للمصنِّف وحده.
وأخرجه ابن جرير (15 / 186 / رقم 17849 و 17850) من طريق موسى ابن عبيدة، وشيخ مجهول، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: دعا موسى وأَمَّن هارون.
وكلا الطريقين يرويهما ابن جرير عن شيخه سفيان بن وكيع، وتقدم في الحديث [862] أنه صدوق، إلا أن حديثه ساقط بسبب ورّاقه الذي أدخل عليه ما ليس من حديثه، ومع ذلك فموسى بن عبيدة ضعيف كما في الحديث [31] .
(1) هو وضّاح بن عبد الله.
(2) هو جعفر بن إياس.
1076 - سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 202 / رقم 17891) من طريق أبي عوانة، به.
ورواه هُشيم بن بشير عن أبي بشر في الطريق الآتية.(5/332)
1077- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمَنْصُورٍ (1) ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَا (2) : لَمْ يَشُكَّ وَلَمْ يَسْأَلْ.
__________
(1) وهو ابن زَاذَان، والمعنى: أن هشيم بن بشير يروي هذا الأثر أيضًا عن شيخه منصور بن زاذان، عن الحسن البصري.
ولكن صنيع هشيم هذا في عطفه روايةً على رواية نبّه العلماء - كما بيّنته في الحديث [380]- على أنه من أساليب التدليس التي كان يسلكها هشيم، ويسمى تدليس العطف؛ لأنه لم يصرح بسماعه للحديث من منصور.
(2) أي: سعيد بن جبير والحسن البصري.
1077 - سنده صحيح عن سعيد بن جبير فإن هشيمًا صرح بالسماع من أبي بشر في رواية ابن جرير، وهو عن الحسن البصري ضعيف.
وأخرجه ابن جرير (15 / 202 / رقم 17890) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سعيد بن جبير.
ثم أخرجه برقم (17892) من طريق شيخه الحارث بن محمد بن أبي أسامة، عن أبي عبيد القاسم بن سلاّم، عن هشيم، قال: أخبرنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، ومنصور، عن الحسن....، فذكره.
هكذا رواه هؤلاء الثقات عن هشيم، به عن سعيد بن جبير من قوله، وهم سعيد بن منصور ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبو عبيد القاسم بن سلاّم.
وخالفهم سعيد بن شرحبيل، فرواه عن هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سعيد ابن جبير عن ابن عباس.
أخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 145 / أ) وعزاه السيوطي أيضًا في ((الدر)) (4 / 389) لابن المنذر والضياء المقدسي في ((المختارة)) .
والصواب ما رواه المصنِّف سعيد بن منصور ومن وافقه.
ويؤيده رواية أبي عوانة له هكذا عن أبي بشر، وهي المتقدمة برقم [1072] .(5/333)
باب
تَفْسِيرُ سُورَةِ هُودٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ
تَفْسِيرُ سُورَةِ هُودٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ
[الْآيَةُ (5) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ
يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} ]
1078- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم (1) ، عَنْ حُصَين (2) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّاد (3) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ} - قَالَ: كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَنَا صَدْرَهُ وتَغَشَّى بِثَوْبِهِ لِكَيْ لَا يَرَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم.
__________
(1) تقدم في الحديث [8] أنه ثبت إلا أنه كثير التدليس، ولم يصرِّح بالسماع هنا، لكن تابعه شعبة كما سيأتي.
(2) هو ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة، إلا أنه تغيّر في آخر عمره، لكن هشيم بن بشير ممن روى عنه قبل تغيره كما في الحديث [91] ، وقد روى عنه شعبة هذا الحديث أيضًا كما سيأتي وهو ممن روى عنه قبل تغيره كما في ((هدي الساري)) (ص 398) .
(3) تقدم في الحديث [400] أنه ولد في عهد النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسمع منه شيئًا، فروايته هنا مرسلة.
1078 - سنده فيه هشيم وتقدم أنه لم يصرِّح بالسماع، ولكن تابعه شعبة كما سيأتي، فالسند إلى عبد الله بن شدّاد صحيح، لكنه مرسل؛ لأنه كان صغيرًا في عهد النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. =(5/337)
1079- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُمَا كَانَا (2) يَقْرَآنِ: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ (3) صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ} .
__________
= وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 400) للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 233 و 234 / رقم 17939 و 17940) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 150 / ب) .
كلاهما من طريق هشيم، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (17938) من طريق شيخه محمد بن المثنى، عن محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن حصين به.
وهذا سند صحيح إلى عبد الله بن شداد.
(1) أي ورواه سفيان بن عيينة، عن حميد بن قيس الأعرج، عن مجاهد.
(2) أي ابن عباس ومجاهد.
(3) كذا جاء بالأصل، وكذا رواه البخاري - كما سيأتي - عن الحميدي، عن سفيان، وقال ابن حجر في ((الفتح)) (8 / 350) : ((ولسعيد بن مصنور عن ابن عيينة: (يثنوني) أوّله تحتانية وآخره تحتانية أيضًا، وزاد: وعن حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ كان يقرؤها كذلك)) اهـ.
1079- سنده صحيح عن ابن عباس، وحسن لذاته عن مجاهد؛ فإن حميد بن قيس الأعرج لا بأس به كما تقدم في الحديث [31] .
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 400) للبخاري وابن مردويه، ولكن في ضبطه للقراءة تصحيف قد يكون من الطابع. =(5/338)
[الْآيَةُ (6) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا
وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} ]
1080- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَر (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} -، قَالَ: مُسْتَقَرُّهَا فِي الرَّحِمِ وَفِي الْأَرْضِ، وَمُسْتَوْدَعُهَا فِي الصُّلب وَفِي الأرض إذا دُفن.
__________
= فقد أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (8 / 350 / رقم 4683) في تفسير سورة هود من كتاب التفسير، باب: {ألا إنهم يثنون صدورهم ... } ، من طريق الحميدي، عن سفيان بن عيينة، به مثل قراءة الجمهور: {يثنون} .
وكان البخاري قد روى الحديث قبله برقم (4681 و 4682) من طريق محمد بن عباد بن جعفر أنه سمع ابن عباس يقرأ: (ألا إنهم تَثْنَوْني صدورهم) ، قال: سألته عنها فقال: أناس كانوا يستحيون أن يتخلَّوا فيفيضوا إلى السماء، وأن يجامعوا نساءهم فيفيضوا إلى السماء، فنزل ذلك فيهم.
وحكى ابن حجر في ((الفتح)) (8 / 350) أن أهل القراءات حكوا عن ابن عباس في هذه الكلمة عدة قراءات.
(1) هو نجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
1080 - سنده ضعيف لضعف أبي معشر، ولكن معناه صحيح جاء عن ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما، فانظر ما تقدم في سورة الأنعام من رقم [892] فما بعد.(5/339)
[الْآيَةَ (17) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ
وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} ]
1081- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ (1) ، قَالَ: كَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُ - فِي قَوْلِهِ {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} - قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، والتَّالِي: التَّابِع، وَقَرَأَ: {الشمس وضحاها. والقمر إذا تلاها} (2) .
1082- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} - قَالَ: جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ.
__________
(1) هو ابن أبي تميمة السِّختياني
(2) سورة الشمس، الآيتان: (1 و 2) .
1081 - سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 275 / رقم 18065) من طريق حماد بن زيد، به.
(3) هو ابن المعتمر.
1082 - سنده صحيح.
وأخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص 129 / رقم 351) عن منصور، به.(5/340)
1083- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْث (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} -قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} قَالَ: جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
1084- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ (2) ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (4) ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ لَا يُؤْمِنُ بِي إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)) ، فَقُلْتُ: مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِلَّا فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَرَأْتُ) (5) فَوَجَدْتُهُ: {وَمَنْ يَكْفُرْ
__________
(1) هو ابن أبي سُليم، تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًا فلم يتميز حديثه فتُرك.
1083 - سنده ضعيف لضعف الليث بن أبي سليم، وهو صحيح لغيره بالطريقين المتقدمين.
وأخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 272 و 274 / رقم 18044 و 18057) ، من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ ليث، به.
وأخرجه هو أيضًا (15 / 273 / رقم 18052) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 157 / أ) .
كلاهما من طريق عبد الله بن إدريس، عن ليث، به.
(2) هو وضّاح بن عبد الله.
(3) هو جعفر بن إياس.
(4) روايته عن أبي موسى مرسلة؛ لأنه ولد سنة خمس وأربعين، وأما أبو موسى فتوفي سنة خمسين أو ثلاث وخمسين، وبه أعله البزار كما سيأتي.
(5) ما بين القوسين ليس في الأصل والسياق يقتضيه، فأثبته من ((مجمع =(5/341)
بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} .
__________
= الزوائد)) (8 / 261) نقلاً عن الطبراني، فأغلب ظني أن الطبراني رواه من طريق المصنِّف؛ لأن الوحيد فيمن وجدت من المخرجين رواه بلفظ المصنِّف، والباقون لم يذكروا الآية، ومسند أبي موسى من المفقود من ((معجم الطبراني)) .
1084 - سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف للانقطاع بين سعيد بن جبير وأبي موسى، وهو صحيح لغيره لمجيئه في ((صحيح مسلم)) من حديث أبي هريرة.
والحديث عزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 411) للمصنِّف وابن المنذر والطبراني وابن مردويه.
وقد أخرجه أبو داود الطيالسي في ((مسنده)) (ص 69 / رقم 509) .
ومن طريقه البزار كما في ((كشف الأستار)) (1 / 16 / رقم 16) .
وأبو نعيم في ((الحلية)) (4 / 308) .
وأخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (4 / 396 و 398) .
والنسائي في ((التفسير)) (1 / 585 / رقم 261) .
وابن جرير في ((تفسيره)) (15 / رقم 18079) .
جميعهم من طريق شعبة، عن أبي بشر، به بالمرفوع فقط، ولم يذكروا قول سعيد بن جبير.
قال البزار: ((لا نعلم أحدًا رواه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم إلا أبو موسى بهذا الإسناد، ولا أحسب سمع سعيد من أبي موسى)) .
وقد أخرجه ابن جرير (15 / 279 - 280 / رقم 18073 - 18076) من طرق عن أيوب السختياني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كنت لا أسمع بحديث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم على وجهه إلا وجدت مصداقه - أو قال: تصديقه - في القرآن، فبلغني أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم قال: ((لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هذه الأمة، ولا يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بما أرسلت به إلا دخل النار)) ، فجعلت أقول: أين مصداقها؟ حتى أتيت على هذه: ((أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ ربه ... )) إلى قوله: {فالنار =(5/342)
[الْآيَةُ (28) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} ]
1085- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: (أَنُلْزِمُكُمُوهَا مِنْ شَطْرِ أَنْفُسِنَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) .
1086- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَل (1) ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ
__________
= موعده} قال: فالأحزاب: الملل كلها.
ويشهد له حديث أبي هريرة، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم أنه قال: ((والذي نفس محمد بيده، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)) .
أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (1 / 134 / رقم 240) كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
1085 - سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 416) للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 299 - 300 / رقم 18109 و 18110) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 161 / أ) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، به.
(1) هو عاصم بن سليمان الأحول.
(2) هو رُفَيع بن مهران.(5/343)
شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ} (1) -، قَالَ: تِلْقَاءَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.
[الْآيَةُ (40) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا
مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ... } الْآيَةُ]
1087- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (2) ، قَالَ: نا هُشيم (3) ، عَنِ العَوَّام (4) ، عَنِ الضَّحَّاك بن مُزَاحم (5) ، [ل142/ب] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:
__________
(1) الآية: (144) من سورة البقرة، وإنما أتى المصنِّف بهذا الأثر هنا في تفسير سورة هود، مع أنه متعلق بتفسير سورة البقرة؛ لأجل بيان معنى ((الشطر)) المذكور في قراءة ابن عباس السابقة: (أنلزمكموها من شطر أنفسنا) .
1086 - سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (1 / 355) لوكيع وسفيان بن عيينة وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والدينوري في ((المجالسة)) .
وابن جرير في ((تفسيره)) (3 / 176 / رقم 2237) .
كلاهما من طريق دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أبي العالية، به.
(2) هذا الحديث والذي بعده في الأصل متأخران عن الحديث الآتي بعدهما برقم [1089] وإنما قدمتهما لترتيب الآيات.
(3) تقدم في الحديث [8] أنه مدلِّس، لكنه صرَّح بالسماع في رواية ابن جرير.
(4) هو ابن حَوْشَب.
(5) تقدم في الحديث [93] أنه صدوق، لكنه لم يسمع من ابن عباس، بل ولا من أحد مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم كما سبق بيانه في الحديثين [355 و 481] .(5/344)
{وَفَارَ التَّنُّورُ} - قَالَ: يَفُورُ الْمَاءُ: يَخْرُجُ عَلَى وَجْهِهَا، فَقِيلَ لِنُوحٍ: إِذَا رَأَيْتَ الْمَاءَ قَدْ عَلَا عَلَى الْأَرْضِ فَانْزِلْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ.
1088- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ رَجُلٍ - قَالَ هُشَيْمٌ: أَظُنُّهُ النُّعْمَانَ بْنَ سَعْدِ (2) -، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: {وَفَارَ التَّنُّور} قال: طلوع الشمس.
__________
1087 - سنده ضعيف للانقطاع بين الضحاك وابن عباس.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 442) للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 318 / رقم 18143 و 18144) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 163 / ب) .
كلاهما من طريق هشيم، به، وقد صرح هشيم بالسماع في رواية ابن جرير.
(1) هو عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث الواسطي، أبو شيبة، ضعيف كما في ((التقريب)) (3823) وانظر ((تهذيب الكمال)) (16 / 515 - 518) .
(2) وهو خال عبد الرحمن بن إسحاق، وهو النعمان بن سعد بن حَبْتَةَ الأنصاري، الكوفي، روى عن علي وزيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة وغيرهم رضي الله عنهم، وهو مجهول لم يرو عنه سوى ابن أخته أبي شيبة عبد الرحمن بن إسحاق. انظر ((تهذيب الكمال)) (29 / 450) و ((ميزان الاعتدال)) (4 / 265 / رقم 9094) .
1088 - سنده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، وأما النعمان بن سعد، فإن هشيمًا لم يجزم أنه شيخ عبد الرحمن بن إسحاق في هذه الرواية، وقد =(5/345)
[الْآيَةُ (41) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا
إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} ]
1089- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، قَالَ: نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيم بْنِ سَلَمة (2) ، عَنْ عَرْفجة (3) ، عن عبد الله (4) ، أنه
__________
= خالفه محمد بن فضيل، فذكر أنه زياد مولى أبي جُحَيفة، يرويه عن أبي جحيفة، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
والحديث عزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 423) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 318 - 319 برقم 18150 و 18151) من طريق هشيم، به، بلفظ: طلع الفجر.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (18147 - 18149) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4/ ل 163 / ب) .
كلاهما من طريق محمد بن فضيل، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عن زياد مولى أبي جحيفة - وفي رواية: عن عباس مولى أي جحيفة -، عن أبي جحيفة، عن علي قال: تنوير الصبح.
وزياد هذا هوابن زيد السُّوَائي، الأَعْسَم، الكوفي، وهو مجهول أيضًا كما في ((التقريب)) (2089) .
(1) هذا الحديث في الأصل متقدم على الحديثين السابقين، وإنما أخرته لترتيب الآيات، وهو في (ل 142 / أ) .
(2) هو تَميم بن سَلمة السُّلمي، الكوفي، ثقة كما في ((التقريب)) (809) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (4 / 330 - 331) .
(3) لم ينسب هنا، ولم ينسبه المزي في ((تهذيب الكمال)) (4 / 330) . =(5/346)
كان يقرأ: {مَجراها ومَرساها} .
__________
= في ذكره لشيوخ تميم بن سلمة، والذي يظهر - والله أعلم - أنه عَرْفجة بن عبد الله الثقفي، ويقال: السلمي، يروي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وعلي وعائشة وغيرهم رضي الله عنهم، روى عنه عطاء بن السائب ومنصور بن المعتمر وعطاء بن أبي رباح فيما قيل، ولم أجد من نصّ على أن تميم بن سلمة روى عنه، وهو مقبول كما في ((التقريب)) (4588) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (19 / 557 - 558) .
(4) هو ابن مسعود.
1089- سنده ضعيف لجهالة حال عرفجة، ومع ذلك فالأعمش مدلِّس ولم يصرح هنا بالسماع.
والحديث عزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 432) للمصنِّف والطبراني.
وقد أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (9 / 149 - 150 رقم 8682) من طريق المصنِّف، به.
وقال ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 329) : ((وقد ذُكر عن بعض الكوفيين أنه قرأ ذلك: {مَجْرَاها ومَرْساها} بفتح الميم فيهما جميعًا، من (جَرَى) ، و (رَسَا) ، كأنه وجهه إلى أنه: في حال جَرْيها وحال رُسُوِّها، وجعل كلتا الصفتين للفلك ... ، والقراءة التي نختارها في ذلك: قراءة من قرأ: {بسم الله مَجْرَاها} بفتح الميم {ومُرْساها} بضم الميم، بمعنى: بسم الله حين تجري وحين ترسي)) . اهـ.
وفي ((تفسير سفيان الثوري)) (ص129 رقم 353) من روايته عن الأعمش، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، أن عبد الله كان يقرؤها: {مجراها ومراسها} ، وذكر المحقق أنها ضبطت في الأصل: بضم الميم في ((مجراها)) ، وأما: ((مرساها)) فلم تضبط.
وهذا سند صحيح إن سلم المتن من التصحيف؛ فإن هذه القراءات التي =(5/347)
[الآيتان (45 و 46) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي
وَإِنَّ وَعْدَكَ الحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الحَاكِمِينَ. قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ
مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ... } الْآيَةُ]
1090- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا بِشْرٍ (1) عَنْ قَوْلِهِ: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} ، قَالَ: لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ الَّذِينَ وَعَدْتُكَ أَنْ أُنَجِّيَهُ مَعَكُ. قَالَ هُشَيْمٌ: ذَكَرَهُ (2) عَنْ رَجُلِ لَا أَدْرِي هُوَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَوْ غَيْرُهُ.
1091- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ الشَّيْبَانِيُّ (3) ،
__________
= ترد بخلاف ما في المصحف نضبط شكلاً لا لفظًا في كثير من الأحيان، وهذا يجعلها عرضة للتصحيف.
(1) هو جعفر بن إياس.
(2) أي: ذكر أبو بشر هذا التفسير عن رجل شك فيه هشيم، هل هو سعيد ابن جبير أو غيره.
وفي رواية ابن جرير الآتية من طريق يعقوب بن إبراهيم، قال هشيم: كان عامة ما كان يحدثنا أَبُو بِشْرٍ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير.
1090 - سنده صحيح عن أبي بشر، ويبقى الشك في شيخ أبي بشر من هو؟
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 344 / رقم 18230) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، به.
(3) عثمان بن مطر الشيباني، أبو الفضل - أو: أبو علي - البصري، =(5/348)
قَالَ: نَا ثَابِتٌ (1) ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب (2) ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ (3) ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {عَمِلَ غَيْرَ صالح} .
__________
= ويقال: اسم أبيه: عبد الله، وهو ضعيف مجمع على ضعفه. انظر ((تهذيب الكمال)) (19 / 494 - 497) و ((التقريب)) (4551) .
(1) هو ابن أسلم البُنَاني.
(2) تقدم في الحديث [1056] أنه صدوق كثير الإرسال والأوهام.
(3) سيأتي ذكر قول من ذهب إلى أنها أسماء بنت يزيد، لا أمَّ المؤمنين.
1091 - سنده ضعيف لضعف شهر بن حوشب من قبل حفظه، وأما عثمان بن مطر فإنه قد توبع.
والحديث عزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 438) للطيالسي وأحمد وأبي داود والترمذي وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والحاكم وأبي نعيم في ((الحلية)) .
وقد أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (23 / 335 / رقم 778) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن عثمان بن مطر، به.
وأخرجه الطيالسي في ((مسنده)) (ص 223 / رقم 1594) .
وأبو نعيم في ((الحلية)) (8 / 301) .
كلاهما من طريق محمد بن ثابت، وحفص الدوري في ((قراءات النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) (ص 112 / رقم 63) من طريق سعيد بن أبي عروبة.
وأبو داود في ((سننه)) (4 / 285 - 286 / رقم 3983) في الحروف والقراءات.
والطبراني في ((الكبير)) (23 / 335 / رقم 775) .
كلاهما من طريق عبد العزيز بن المختار.
والترمذي في ((سننه)) (5 / 187 / رقم 2931) في القراءات، باب: ومن =(5/349)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= سورة هود، من طريق عبد الله بن حفص.
والطبراني برقم (774 و 777) من طريق موسى بن خلف وداود بن أبي هند.
جميعهم عن ثابت البناني، عن شهر، عن أم سلمة، به.
وأخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (6 / 294 و 322) .
وحفص بن عمر الدوري في ((قراءات النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -)) (ص112 رقم 63) .
والترمذي في الموضع السابق برقم (2932) .
وأبو يعلى في ((مسنده)) (12 / 449 - 450 رقم 7020) .
والطبراني في ((الكبير)) برقم (776) .
جميعهم من طريق هارون بن موسى النحوي الأعور، عن ثابت، كسابقه.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في ((مسنده)) (5 / 175 - 176 و 179 / رقم 2299 و 2304) من طريق هارون بن موسى، عن ثابت، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد، أنها سألت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - ... ، فذكره.
والذي يظهر أن إسحاق بن راهويه أخذ بما ترجح عنده من أن أم سلمة المذكورة في الحديث هي أسماء بنت يزيد، لا أم المؤمنين.
فالحديث أخرجه الطيالسي في ((مسنده)) (ص226 - 227 رقم 1631) .
وأبو عبيد في ((فضائل القرآن)) (ص182 - 183 رقم 96 - 50) .
وحفص بن عمر الدوري في ((قراءات النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -)) (ص110 و 111 رقم 60 و 61) .
وإسحاق في ((مسنده)) (5 / 179 رقم 2303) .
وأحمد في ((مسنده)) (6 / 454 و 459 و 460) .
وأبو داود في الموضع السابق من ((سننه)) برقم (3982) . =(5/350)
1092- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ (1) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {عمل غير صالح} (3) .
__________
= جميعهم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد، به.
قال الترمذي في الموضع السابق: ((هذا حديث قد رواه غير واحد عن ثابت البُنَاني نحو هذا، وهو حديث ثابت البُنَاني. ورُوي هذا الحديث أيضًا عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أسماء بنت يزيد. قال: وسمعت عبد بن حميد يقول: أسماء بنت يزيد هي أم سلمة الأنصارية. قال أبو عيسى - هو الترمذي -: كلا الحديثين عندي واحد، وقد روى شهر بن حوشب غير حديث عن أم سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد)) اهـ.
(1) هو موسى بن أبي عائشة الهَمْداني، مولاهم، أبو الحسن الكوفي، ثقة عابد. ((التقريب)) (7029) .
وهو سليمان بن قَتَّةَ التيمي، مولاهم، أبو رزين البصري، يروي عن ابن عمر وابن عباس وأبي سعيد الخدري وغيرهم، روى عنه حميد الطويل وعاصم الجحدري وموسى بن أبي عائشة وغيرهم، وهو ثقة؛ وثقه ابن معين وذكره ابن حبان وابن خلفون في ((الثقات)) ، وقال ابن الجزري: ((ثقة عرض على ابن عباس ثلاث عرضات)) . انظر ((التاريخ الكبير)) للبخاري ((وحاشيته)) (4 / 32 - 33 / رقم 187) و ((الجرح والتعديل)) (4 / 136 / رقم 595) و ((غاية النهاية)) (1 / 314 / رقم 1385) ، و ((تعجيل المنفعة)) (1 / 617 / رقم 424) .
(3) لم تضبط القراءة بالأصل، وذكر محقق ((تفسير سفيان الثوري)) (ص 130 / رقم 355) أنه ضبط في الأصل: ((عملٌ)) بالرفع منونًا، وكذا جاء في =(5/351)
1093- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: {عملٌ غيرُ صالح} سُؤَالُكَ إِيَّايَ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ.
1094- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ (1) ، قَالَ: نا
__________
= المطبوع من ((تفسير عبد الرزاق)) (1 / 310) حيث رواه عبد الرزاق عن الثوري وابن عيينة، لكن ذكر محقق ((تفسير الثوري)) ، أنه في ((تفسير عبد الرزاق)) المخطوط (ل 41 / أ) بصيغة الماضي، وكذا وقع في ((تفسير ابن جرير)) (15/ 348 / رقم 18247) ، فالله أعلم.
1092 - سنده صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 310) .
وابن جرير (15 / 348 / رقم 18247) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص 130 / رقم 355) عن موسى ابن أبي عائشة، به.
ومن طريق الثوري أخرجه عبد الرزاق في الموضع السابق.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير (15 / 343 / رقم 18227) .
1093 - سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 347 / رقم 18243) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةٍ، عَنْ قتادة، ولكن حصل فيه تصحيف ذكر المحقق أنه وجده هكذا في الأصل، ثم توقع أن الصواب هكذا: ((أي سؤالك إياي)) وهو كذلك.
فقد أخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 310) عن معمر، عن قتادة، به نحوه.
(1) تقدم في الحديث [1091] أنه ضعيف.(5/352)
سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةٍ، عَنْ قَتَادَةَ (1) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ ابنَه وَلَكِنَّهُ خَالَفَهُ فِي النِّيَّةِ وَالْعَمَلِ.
1095- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا سُفْيَانُ، وهُشيم، عَنْ مُطَرِّف (2) ، عَنِ الشَّعْبي (3) قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْتَسْقي، فَلَمْ يَزِد عَلَى الِاسْتِغْفَارِ حَتَّى رَجَعَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا رَأَيْنَاكَ اسْتَسْقَيْتَ، قَالَ: لَقَدْ طَلَبْتُ الْمَطَرَ بِمَجَادِيح (4) السَّمَاءِ الذي
__________
(1) تقدم في الحديث [14] أنه ثقة ثبت، إلا أنه مدلِّس ولم يصرِّح هنا بالسماع.
1094 - سنده فيه عثمان بن مطر وقتادة وتقدم الكلام عنهما، لكن عثمان بن مطر توبع كما سيأتي، فيبقى الكلام في عنعنة قتادة.
والحديث أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 348 / رقم 18248) من طريق غندر، عن سعيد، به.
وأخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 307) من طريق معمر، عن قتادة وغيره، عن عكرمة، به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير (15 / 343 / رقم 18225) ، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 169 / أ) .
(2) هو ابن طَريف.
(3) هو عامر بن شراحيل، روايته عن عمر مرسلة كما في ((المراسيل)) لابن أبي حاتم (ص 160 / رقم 592) نقلاً عن أبيه وأبي زرعة.
(4) جمع مِجْدَح، وهو نجم من النجوم، وهو عند العرب من الأَنواء الدَّالّة على المطر، فجعل الاستغفار مُشَبَّهًا بالأنواء، مُخاطبةً لهم بما يعرفونه، لا قولاً بالأنواء. اهـ. من ((النهاية في غريب الحديث)) (1 / 243) بتصرف، وانظر =(5/353)
يُستنزل بِهِ الْمَطَرُ، ثُمَّ قَرَأَ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} ، {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} .
__________
= ((غريب الحديث)) لأبي عبيد (3 / 259 - 260) .
1095 - سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف للانقطاع بين الشعبي وعمر رضي الله عنه، ولكن له شاهد صحيح كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 442 - 443) للمصنِّف وابن سعد في ((الطبقات)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي في ((سننه)) .
وقد أخرجه البيهقي في ((سننه)) (3 / 352) في صلاة الاستسقاء، باب ما يستحب من كثرة الاستغفار في خطبة الاستسقاء، من طريق المصنف، به مثله.
وأخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) (3 / 87 / رقم 4902) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 171 / ب) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة.
وأخرجه أبو عبيد في ((غريب الحديث)) (3 / 259) من طريق هشيم، كلاهما - سفيان وهشيم - عن مطرِّف، به.
وأخرجه أبو عبيد أيضًا في الموضع نفسه من طريق أبي يوسف.
وابن سعد في ((الطبقات)) (3 / 320) .
وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (2 / 474) من طريق سفيان الثوري.
وابن شبة في ((تايخ المدينة)) (3 / 351) من طريق عبثر بن القاسم.
جميعهم عن مطرف، به.
وأخرجه محمد بن الحسن الشيباني في ((كتاب الحجة)) (1 / 335) . =(5/354)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (2 / 474) .
وابن شبة في ((تاريخ المدينة)) (2 / 736 - 737) .
وابن المنذر في ((الأوسط)) (4 / 315 / رقم 2217) .
جميعهم من طريق عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه أنه خرج مع عمر بن الخطاب يستسقي، فلم يزل عمر يقول من حين خرج من منزله: اللهم اغفر لنا إنك كنت غفارًا، يجهر بذلك ويرفع صوته حتى انتهى إلى المصلَّى.
هذا لفظ ابن المنذر، إلا أنه تصحف عنده عيسى بن حفص إلى عيسى بن جعفر.
وأما محمد بن الحسن فقال: أخبرنا سفيان الثوري، قال: حدثنا أبو رباح، عن عطاء بن أبي مروان ... ، فذكره.
وعيسى بن حفص لقبه رباح، فالظاهر أنه تصحف على: ((أبو رباح)) وهذا السند صحيح.
وأخرجه ابن سعد أيضًا (3 / 320) .
والبيهقي في الموضع السابق (3 / 351) .
كلاهما من طريق أبي وَجْزَةَ السعدي، عن أبيه قال: خرج عمر رضي الله عنه يستسقي فجعل لا يزيد على الاستغفار، فقلت، ألا يتكلم لما خرج له، ولا أعلم أن الاستسقاء هو الاستغفار، فمُطرنا.
وأخرجه ابن شبة أيضًا (2 / 737 - 738) من طريق ابن مصعب، عن أبيه، أن عمر رضي الله عنه خرج يستسقي، فحوّل رداءه وجعل يقول: اللهم اغفر لنا، اللهم اغفر لنا. فقيل له: يا أمير المؤمنين، إنما خرجت تستسقي وأنت تستغفر؟! قال: أما إذا غُفر لنا سقينا.(5/355)
[الْآيَةُ (71) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ
وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} ]
1096- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ دَاوُدَ (1) ، عَنِ الشَّعْبي - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} - قَالَ: ((مِنْ وَرَاءِ)) : وَلَدُ وَلَدٍ.
[الْآيَةُ (80) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} ]
1097- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ (2) ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد (3) ، عَنِ الأعْرج (4) ، عن أبي هريرة، عن
__________
(1) هو ابن أبي هند.
1096 - سنده صحيح.
وعزاه في ((الدر المنثور)) (4 / 452) لابن الأنباري فقط.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 394 - 395/ رقم 18321 و 18323 و 18326) من طريق خالد بن عبد الله وغيره عن داود، ومن طريق أبي عمرو الأزدي، عن الشعبي، به.
(2) في الأصل يشبه أن تكون: ((الحراني)) .
وهو المغيرة بن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بن خالد بن حِزام الحِزَامي، المدني، لقبه: قُصَيّ، ثقة له غرائب كما في ((التقريب)) (6893) وانظر ((تهذيب الكمال)) (28 / 387 - 390) .
(3) هو عبد الله بن ذَكْوَان. =(5/356)
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ إِنَّهُ لإِلَى رُكْنٍ شَدِيد)) (1) .
__________
= (4) هو عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج، أبو داود المدني، مولى ربيعة بن الحارث، ثقة ثبت عالم، مات سنة سبع عشرة ومئة. ((التقريب)) (4060) .
(1) كذا جاء اللفظ بالأصل، وقد يكون فيه سقط، وسيأتي لفظ البخاري وهو أتم.
1097 - سنده صحيح، وهو في ((الصحيحين)) .
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 459 - 460) للمصنِّف والبخاري وابن مردويه.
وقد أخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (2 / 322) .
والبخاري في ((صحيحه)) (6 / 415 / رقم 3375) في أحاديث الأنبياء، باب: {ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ... } .
ومسلم في ((صحيحه)) (4 / 1840/ رقم 153) في الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم.
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 421 / رقم 18404) .
جميعهم من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ، إن كان ليأوى إلى ركن شديد)) .
وهذا لفظ البخاري.
وأخرجه الإمام أحمد (2 / 350) .
وابن جرير (18403) .
كلاهما من طريق أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، به.
وهو جزء من حديث طويل فيه ذكر إبراهيم ويوسف يرويه عن أبي هريرة: سعيد بن المسيب وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وأبو عبيد سعد بن عبيد.
أخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (2 / 326 و 332) . =(5/357)
1098- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ (1) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا بَعْدَ لُوطٍ إِلَّا فِي عِزٍّ مِنْ قَوْمِهِ.
__________
= والبخاري في ((صحيحه)) (6 / 410 - 411 و 418 / رقم 3372 و 3387) في أحاديث الأنبياء، باب قول الله عز وجل: {ونبئهم عن ضيف إبراهيم} ، وباب قوله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، و (8 / 366 / رقم 4694) في تفسير سورة يوسف من كتاب التفسير.
ومسلم في ((صحيحه)) (1 / 133 - 134 / رقم 238) ، في كتاب الإيمان، باب زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة، و (4 / 1839 - 1840 / رقم 152) في الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية عند الإمام أحمد: ((ورحمة الله على لوط إن كان ليأوى إلى ركن شديد إذ قال لقومه: {لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} وما بعث الله من بعده من نبي إلا في ثروة من قومه)) .
وهذه الزيادة من رواية مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ومحمد بن عمرو تقدم في الحديث [4] أنه حسن الحديث.
والثَّرْوَة: العدد والعزّ بالعشيرة. انظر ((غريب الحديث)) لابن قتيبة (3 / 760) ، و ((النهاية في غريب الحديث)) (1 / 210) .
(1) هو سعيد بن المَرْزُبَان العبسي مولاهم، أبو سعد البَقَّال، الكوفي، الأعور، ضعيف مدلِّس كما في ((التقريب)) (2402) وانظر ((تهذيب الكمال)) (11 / 52 - 56) .
1098 - سنده ضعيف لضعف أبي سعد البقّال، ويشهد له ما جاء في إحدى طرق الحديث السابق مرفوعًا: ((وما بعث الله من بعده من نبي إلا في ثروة من قومه)) . يعني لوطًا. والثّرْوَة: العدد والعزّ بالعشيرة.
وسنده حسن. =(5/358)
[الْآيَةُ (86) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} ]
1099- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئ (1) ، قَالَ: سُئِلَ سُفْيَانُ (2) ، عَنْ قَوْلِهِ: {بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ} قَالَ: طَاعَةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ الرَّجُلَ يَقُولُ: أَيْ فُلَانُ، اتَّقِ اللَّهَ، أَبْقِ عَلَى نَفْسِكَ.
[الْآيَةَ (91) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ
فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} ]
1100- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حُدَيج بْنُ مُعَاوِيَةَ (3) ، قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ أَبِي الأَحْوص (5) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَوْ
__________
= وهذا الأثر عزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 459) للمصنِّف وأبي الشيخ.
(1) هو عبد الله بن يزيد المكي، أبو عبد الرحمن المقرئ، ثقة فاضل، أقرأ القرآن نيفًا وسبعين سنة، ومات سنة ثلاث عشرة ومئتين وقد قارب المئة. ((التقريب)) (3739) .
(2) هو ابن سعيد الثوري.
1099 - سنده صحيح.
(3) تقدم في الحديث [1] أنه صدوق يخطئ.
(4) هو السبيعي عمرو بن عبد الله.
(5) هو عوف بن مالك بن نَضْلَة.(5/359)
كَانَ لِلُوطٍ مثلُ أَصْحَابِ شُعَيْبٍ لَجَاهَدَ بِهِمْ قَوْمَهُ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ رَجُلٌ رُشَيْدٌ.
[الْآيَةُ (100) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ القُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ} ]
1101- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَر (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ} - قَالَ: الْقَائِمُ: مَا كَانَ مِنَ الجَدْرِ قَائِمًا، وَالْحَصِيدُ: مَا وَقَعَ بِالْأَرْضِ.
[الْآيَةُ (114) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ
يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} ]
1102- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عوانة، عن سِمَاك بن
__________
1100 - سنده ضعيف لضعف حديج بن معاوية من قبل حفظه، وأبو إسحاق السبيعي موصوف بالتدليس وكان تغيّر في آخر عمره، ولم أجد من نصّ على أن أبا الأحوص سمع من زيد بن ثابت.
والأثر عزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 471) للمصنِّف وحده.
(1) هو نجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.
(2) هو القرظي.
1101 - سنده ضعيف لضعف أبي معشر.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 188 / ب) من طريق يحيى ابن صالح، عن أبي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ في قوله: {قائم وحصيد} قال: ما كان من بنائهم قائم لم يخرب.(5/360)
حَرْب (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ عَلْقَمَةَ (3) ، أَوِ الْأَسْوَدِ (4) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (5) ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ (6) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً فِي الْبُسْتَانِ، فَأَصَبْتُ مِنْهَا كُلَّ شَيْءٍ، غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا، فَاصْنَعْ بِي مَا شِئْتَ، فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ: {وَأَقِمِ (7) الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} .
__________
(1) تقدم في الحديث [1011] أنه صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، إلا ما كان من رواية شعبة والثوري عنه فإنها صحيحة، وقد رويا عنه هذا الحديث، إلا أن الثوري أخطأ فيه كما سيأتي بيانه.
(2) هو ابن يزيد النخعي.
(3) هو ابن قيس وهو عم الأسود.
(4) هو ابن يزيد النخعي، وهو خال إبراهيم النخعي.
وسيأتي بيان أن الصواب أنه عن علقمة والأسود جميعًا.
(5) هو ابن مسعود رضي الله عنه.
(6) هو أبو اليَسَر كعب بن عمرو الأنصاري، وقيل: اسمه معتِّب. راجع ((فتح الباري)) (8 / 356) .
(7) في الأصل: ((أقم)) .
1102 - هو حديث صحيح أخرجه مسلم من طرق عن سماك.
وأخرجه هو والبخاري من طريق أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في ((الدر)) (4 / 481 - 482) . لعبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن حبان والطبراني وابن مردويه والبيهقي في ((شعب =(5/361)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الإيمان)) .
وقد أخرجه الطيالسي في ((مسنده)) (ص37 رقم 285) .
وأحمد في ((المسند)) (1 / 449) .
والبزار في ((مسنده)) (4 / 342 - 343 رقم 1538) .
والنسائي في ((الكبرى)) (4 / 317 رقم 7323) في الرجم، باب من اعترف بما لا تجب فيه الحدود وذكر الاختلاف على سماك بن حرب في خبر عَبْدُ اللِّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي ذلك.
وأبو يعلى في ((مسنده)) (9 / 235 رقم 5343) .
وابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 517 رقم 18671) .
والهيثم بن كليب في ((مسنده)) (1 / 373 رقم 365) .
وابن حبان في ((صحيحه)) كما في ((الإحسان)) (5 / 16 - 17 رقم 1728) .
جميعهم من طريق أبي عوانة، عن سماك، به، إلا أن الإمام أحمد والنسائي وابن جرير وابن حبان لم يذكروا الشك في روايتهم للحديث، وإنما جعلوه عن ((علقمة والأسود)) كما في رواية إسرائيل وأبي الأحوص الآتية ومن وافقهما، وأما الطيالسي والبزار وأبو يعلى والهيثم فذكروه على الشك كما عند المصنف هنا، بل قال البزار: ((وهذا الحديث رواه غير واحد عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، وبعضهم شك فقال: عن علقمة أَوِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ)) . اهـ.
والشك إنما وقع في رواية أبي عوانة عن سماك، وهذا هو الراجح في رواية أبي عوانة، ومن رواه عنه من غير شك فلعله حمله على الروايات الأخرى، أو يكون خطأ وقع في أصول تلك الكتب أو في طباعتها.
وأخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 314) ، وفي ((المصنف)) (7 / 445 - 446 رقم 13829) . =(5/362)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ومن طريقه الإمام أحمد في ((المسند)) (1 / 449) .
ومحمد بن نصر في ((تعظيم قدر الصلاة)) (1 / 141 - 142 رقم 72) .
وابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 517 رقم 18670) .
وأخرجه أحمد أيضًا (1 / 445) .
ومحمد بن نصر (1 / 140 - 142 رقم 70 و 73) .
وأبو يعلى في ((مسنده)) (9 / 267 رقم 5389) .
وابن جرير في ((تفسيره)) برقم (18669) .
وابن خزيمة في ((صحيحه)) (1 / 162 رقم 313) .
والهيثم في ((مسنده)) (1 / 373 و 415 رقم 336 و 425 و 426) .
وابن حبان في ((صحيحه)) كما في ((الإحسان)) (5 / 20 رقم 1730) .
جميعهم من طريق إسرائيل، عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه هناد بن السري في ((الزهد)) (2 / 449 و 648 رقم 890 و 1413) .
ومن طريقه النسائي في ((الكبرى)) برقم (7324) .
وابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 515 رقم 18668) .
وأخرجه مسلم في ((صحيحه)) (4 / 2116 رقم 42) في التوبة، باب قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} .
وأبو داود في ((سننه)) (4 / 611 - 612 رقم 4468) في الحدود، باب في الرجل يصيب من المرأة دون الجماع فيتوب قبل أن يأخذه الإمام.
والترمذي (5 / 289 - 290 رقم 3112) في تفسير سورة هود من كتاب التفسير.
ومحمد بن نصر في ((تعظيم قدر الصلاة)) (1 / 140 رقم 69) . =(5/363)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والهيثم في ((مسنده)) (1 / 372 رقم 364) .
والبيهقي في ((سننه)) (8 / 241) في الحدود، باب من أصاب ذنبًا دون الحد ثم تاب وجاء مستفتيًا، وفي ((شعب الإيمان)) (12 / 388 رقم 6682) .
جميعهم من طريق أبي الأحوص سلاّم بن سليم، عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود، به.
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح)) .
وكذا رواه حفص بن جميع عن سماك عند البزار في ((مسنده)) (4 / 343 رقم 1539) .
وأخرجه النسائي في الموضع السابق من ((الكبرى)) برقم (7322) من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، عن إبراهيم، عن الأسود فقط، عن عبد الله، به.
وأخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (1 / 452) .
ومسلم في الموضع السابق من ((صحيحه)) برقم (43) .
ومحمد بن نصر في ((تعظيم قدر الصلاة)) (1 / 141 رقم 71) .
والنسائي في الموضع السابق من ((الكبرى)) برقم (7319 و 7320 و 7321) .
وابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 518 رقم 18672 و 18673 و 18674) .
جميعهم من طريق شعبة، عن سماك، عن إبراهيم، عن خاله، عن ابن مسعود، وفي بعض الروايات: ((عن خاله الأسود)) .
ورواه سفيان الثوري عن سماك، لكنه جعله من رواية إبراهيم النخعي عن خاله عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابن مسعود.
أخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (1 / 406) . =(5/364)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والترمذي في الموضع السابق.
ومحمد بن نصر في ((تعظيم قدر الصلاة)) (1 / 142 رقم 74) .
والنسائي في الموضع السابق من ((سننه الكبرى)) برقم (7317 و 7138) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 193 / ب) .
والطبراني في ((المعجم الكبير)) (10 / 255 رقم 10482) .
ورجح الترمذي رواية الباقين على رواية سفيان الثوري، فقال عقب ذكره لرواية أبي الأحوص وإسرائيل والإشارة إلى رواية سفيان: ((ورواية هؤلاء أصح من رواية الثوري)) .
وقد قرن الثوري - في بعض الطرق عنه - رواية الأعمش مع رواية سماك بن حرب، كلاهما عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وخالفه أبو معاوية الضرير محمد بن خازم، فرواه عن الأعمش، عن إبراهيم مرسلاً ليس فيه ذكر لابن مسعود ولا للراوي عنه.
أخرجه النسائي في الموضع السابق من ((الكبرى)) برقم (7325) ، وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 519 رقم 18675) ، ورجح النسائي هذه الرواية، فقال: ((المرسل أولى بالصواب)) ، ثم ذكر الحديث من رواية أبي عثمان النهدي، وقال: ((هذا هو الصحيح)) .
والحديث من طريق أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود أخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 313) ، وفي ((المصنف)) (7 / 446 رقم 13830) .
وأحمد في ((المسند)) (1 / 386 و 430) .
والبخاري في ((صحيحه)) (2 / 8 رقم 526) في مواقيت الصلاة، باب الصلاة كفارة، و (8 / 355 رقم 4687) في تفسير سورة هود من كتاب التفسير.
ومسلم في الموضع السابق برقم (39 و 40 و 41) .
والترمذي في الموضع السابق برقم (3114) . =(5/365)
1103- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ (1) ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يُسْتَحَبُّ تَأْخِيرُ الْعِشَاءِ وَيَقْرَأُ: {وَزُلَفًا مِنَ الليل} .
__________
= وابن ماجه في ((سننه)) (1 / 447 - 448 رقم 1398) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في أن الصلاة كفارة.
ومحمد بن نصر (1 / 143 رقم 76) .
والنسائي في الموضع السابق من ((الكبرى)) برقم (7326) ، وفي ((التفسير)) (1 / 594 رقم 267) .
وأبو يعلى في ((مسنده)) (9 / 156 رقم 5240) .
وابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 519 رقم 18676) .
وابن خزيمة في ((صحيحه)) (1 / 161 - 162 رقم 312) .
وابن حبان في ((صحيحه)) كما في ((الإحسان)) (5 / 18 - 19 رقم 1729) .
والطبراني في ((الكبير)) (10 / 284 رقم 10560) .
والبيهقي في ((سننه)) (8 / 241) .
(1) هو المكِّي مولى آل قارظ ابن شيبة، تقدم في الحديث [32] أنه ثقة.
1103- سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 481) للمصنِّف وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي.
وقد أخرجه البيهقي في ((سننه)) (1 / 451) في الصلاة، باب من استحب تأخيرها - يعني العشاء -، من طريق المصنِّف، به مثله.
وأخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 507 رقم 18631) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 /ل 193 / أ) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، به.(5/366)
[الآية (118 و 119) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ.
إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ... } الْآيَةُ]
1104- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا مَنْصُورٌ (1) ، عَنِ الْحَسَنِ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَكذَلِكَ (3) خَلَقَهُمْ} - قَالَ: خَلَقَهُمْ لِلرَّحْمَةِ.
1105- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشيم، عَنْ جُويبر (4) ، عَنِ الضَّحَّاك، قَالَ: قُرئ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} قَالَ: أَهْلُ الرَّحْمَةِ لَا يَخْتَلِفُونَ.
__________
(1) هو ابن زَاذَان.
(2) هو البصري.
(3) كذا جاء بالأصل! ولم أجد من ذكر أن هذه قراءة.
1104- سنده صحيح.
ولم أجد من نسب هذا القول للحسن البصري، وإنما جاء عن مجاهد وقتادة وغيرهما كما في ((تفسير ابن جرير الطبري)) (15 / 536 - 537) .
(4) تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا.
1105- سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف جويبر بن سعيد، وروي بإسناد أحسن منه كما سيأتي.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 196 / أ) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن المسعودي، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول هذه الآية: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رحم ربك ولذلك خلقهم} قال: خلق أهل رحمته ألا يختلفوا. =(5/367)
1106- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَرِيز [ل143/أ] الأَزْدي (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} قَالَ: خَلَقَهُمْ لِلرَّحْمَةِ.
1107- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأَحْوص (3) ، قَالَ: نَا سِماك (4) ، عَنْ عِكْرِمَةَ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} - قال: مختلفين في الهوى.
__________
= وسنده رجاله ثقات، إلا أن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ المسعودي كان قد اختلط, ولم يذكر عبد الله بن يزيد فيمن سمع منه قبل الاختلاط.
(1) تقدم في الحديث [1091] أنه ضعيف.
(2) هو عبد الله بن الحسين الأزدي، أبو حَرِيز - بفتح المهملة، وكسر الراء، وآخره زاء -، البصري، قاضي سجستان، صدوق يخطئ كما في ((تقريب التهذيب)) (3294) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (14 / 420 - 423) .
1106- سنده ضعيف لضعف عثمان بن مطر وأبي حريز عبد الله بن الحسين.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 492) لابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(3) هو سلاّم بن سُلَيم.
(4) هو ابن حرب، وروايته عن عكرمة مضطربة كما سبق في الحديث [1011] .
1107- سنده ضعيف لما تقدم عن رواية سماك، عن عكرمة.
وأخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (15 / 533 رقم 18713) من طريق هناد، عن أبي الأحوص، به. =(5/368)
[الْآيَةُ (120) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ
وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} ]
1108- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ (1) ، عَنْ أَبِي بِشْر (2) ، عَنْ عَمْرٍو - رَجُلٍ مِنْ بَلْعَنْبَر - (3) ، قَالَ: خَطَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَرَأَ هُودًا، فَلَمَّا بَلَغَ: {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الحَقُّ} قال: في هذه السورة.
__________
= وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 95 / أ) من طريق عبد الله بن صالح بن مسلم، عن أبي الأحوص، به، إلا أنه زاد في سنده ابن عباس.
ورواية سعيد بن منصور وهناد عن أبي الأحوص أرجح من رواية عبد الله بن صالح، فالصواب وقفه على عكرمة.
(1) هو وضّاح بن عبد الله.
(2) هو جعفر بن إياس.
(3) هو عمرو العنبري، يروي عن ابن عباس، لم يرو عنه سوى أبي بشر جعفر بن إياس. انظر ((الجرح والتعديل)) (6 / 271 رقم 1498) .
1108- سننده ضعيف لجهالة عمرو العنبري، ولكنه لم ينفرد به، بل روي من طرق أخرى بعضها صحيح كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 493) للمصنِّف وعبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 540 - 541 رقم 18745 و 18746) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 196 / أ) . =(5/369)
1109- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الأَبَحَّ (1) ، قَالَ: نَا يَزِيدُ الرَّقَاشي (2) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ (3) : قَالَ لَهُ (4) أَصْحَابُهُ: أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ؟! قَالَ: ((شَيَّبَتْنِي هود وأخواتها من المُفَصَّل)) (5) .
__________
= كلاهما من طريق أبي عوانة، به.
وأخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 316) .
وابن جرير برقم (18747) .
وابن أبي حاتم في الموضع السابق.
ثلاثتهم من طريق معمر، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عن ابن عباس، به.
وخالفه سفيان الثوري كما في ((تفسيره)) (ص136 رقم 380) ، فرواه عن الأعمش، عن أبي جعفر، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (18744 و 18748) من طريق أبي رجاء العطاردي عمران بن ملحان، ومن طريق مروان الأصفر، كلاهما عن ابن عباس، به.
وطريق أبي رجاء سندها صحيح.
(1) تقدم في الحديث [41] أنه صدوق يخطئ.
(2) هو يزيد بن أبان، تقدم في الحديث [73] أنه ضعيف.
(3) أي أنس بن مالك.
(4) أي لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(5) سيأتي في الحديث بعده ذكرهن، وهن: الواقعة والمرسلات وعمّ والتكوير.
1109- سنده ضعيف لضعف يزيد بن أبان الرقاشي وأما حماد بن يحيى =(5/370)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الأبحّ فإنه قد توبع كما سيأتي.
والحديث ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 396 - 397) بعدة ألفاظ من رواية أنس وعزاه للمصنِّف والبزار وابن مردويه وابن عساكر.
وقد أخرجه ابن عدي في ((الكامل)) (2 / 664) من طريق أحمد بن إبراهيم الموصلي، عن حماد بن يحيى الأبح، به.
وقد أخطأ محمد بن غالب المعروف بتمتام، أو شيخه محمد بن جعفر الوركاني، فروى هذا الحديث محمد بن غالب، عن محمد بن جعفر الوركاني، عن حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن عمران بن حصين، فأنكر هذا الحديث موسى بن هارون الحافظ وغيره على محمد بن غالب، فجاء محمد بن غالب بأصله إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي فأوقفه عليه، فقال إسماعيل القاضي: ربما وقع الخطأ للناس في الحداثَة، فلو تركته لم يضرك، فقال تمتام: لا أرجع عما في أصل كتابي.
ونبه الحافظ أبو الحسن الدارقطني إلى أن الصواب: أن الوركاني حدّث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين: أنَّ النَّبِيَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)) ، وحدَّث على أثره عن حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ، عَنْ يزيد الرقاشي، عن أنس، أنَّ النَّبِيَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((شيبتني هود)) ، فيشبه أن يكون التمتام كتب إسناد الأول ومتن الأخير، وقرأه على الوركاني فلم يتنبه إليه. انظر فيما تقدم ((تاريخ بغداد)) للخطيب (3 / 145) .
وقد أخرجه ابن مردويه في ((تفسيره)) من طريق محمد بن غالب كما في ((تخريج الكشاف)) للزيلعي (2 / 149 - 150) .
وأخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (1 / 436) من طريق أبي صخر حميد بن زياد الخرّاط، عن يزيد بن أبان الرقاشي، به بلفظ أطول منه، وفيه قصة.
وذكر البزار في ((مسنده)) (1 / 169رقم 92) أن زائدة بن أبي الرُّقَاد رواه =(5/371)
1110- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأَحْوَص، قَالَ: نَا أَبُو إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ عِكْرِمَةَ (2) ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا شيَّبك؟ قَالَ: ((شيَّبتني هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وعمَّ يتساءلون وإذا الشمس كوِّرت)) .
__________
= عن زياد النميري، عن أنس، عن أبي بكر أنه قال: يا رسول الله، قد شبت؟! قال: ((شيبتني هود وأخواتها)) .
ثم قال البزار: ((وهذا الحديث فيه علتان، إحداهما: أن زائدة منكر الحديث. والعلة الأخرى: فقد رواه غير واحد عن زائدة، عن زياد، عن أنس: أن أبا بكر قال لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... ، فصار الخبر عن أنس، فلذلك لم نذكره)) . اهـ. وكأنه عنى بقوله ((لم نذكره)) أي: في مسند أبي بكر.
وذكر السيوطي في الموضع السابق من ((الدر المنثور)) ابن ابن عساكر أخرجه من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن أنس.
وذكره الدارقطني في ((العلل)) (1 / 199) فقال: (وروي عن أبي بكر بن عياش فيه إسناد آخر: حدث به الحسن بن محمد الطنافسي - ابن أخت يعلى بن عبيد - عن أبي بكر بن عياش، عن ربيعة الرأي، عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ... )) ، ثم أخرجه بسنده (1 / 210 - 211) من طريق الحسن بن محمد.
وهذا إنما أورده الدارقطني في الاختلاف على أبي إسحاق السبيعي والرواة عنه كما سيأتي التنبيه عليه في الحديث الآتي.
(1) هو السبيعي عمرو بن عبد الله.
(2) هذه الرواية مرسلة كما سيأتي التنبيه عليه.
1110- سنده ضعيف لإرساله واضطراب أبي إسحاق السبيعي فيه كما سيأتي بيانه.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 397) للمصنِّف وغيره. =(5/372)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنَّف)) (10 / 553 - 554 رقم 10317) عن أبي الأحوص بمثل رواية سعيد بن منصور ها هنا، إلا أن المحقق زاد في إسناده ((عن ابن عباس)) نقلاً عن ((جامع الترمذي)) ، وهذا تصرف ردي؛ لأن الترمذي رواه من غير طريق أبي الأحوص.
وأخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (1 / 436) من طريق عفان بن مسلم وإسحاق بن عيسى.
والمروزي في ((مسند أبي بكر)) (ص69 رقم 31) من طريق عثمان بن أبي شيبة.
وأبو يعلى في ((مسنده)) (1 / 102 - 103 رقم 107 و 108) من طريق خلف بن هشام والعباس بن الوليد.
والدارقطني في ((العلل)) (1 / 205) من طريق عمرو بن عون.
جميعهم عن أبي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عكرمة مرسلاً.
وخالفهم بقية بن الوليد ومسدد بن مسرهد، فروياه عن أبي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس موصولاً.
أما رواية بقية بن الوليد فعلقها ابن أبي حاتم في ((العلل)) (2 / 110 رقم 1826) ، وعلقها الدارقطني في ((العلل)) (1 / 203) عن شيخه يحيى بن صاعد، عن محمد بن عوف، عن محمد بن مصفى، عن بقية، ونبه على أنه لم يسمعه من شيخه يحيى بن صاعد.
وأما رواية مسدد فأخرجها الحاكم في ((المستدرك)) (2 / 476) ، ومن طريقه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (3 / 67 رقم 758) ، ثم قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه)) ، ووافقه الذهبي.
والرواية الموصولة عن أبي الأحوص خطأ، والصواب رواية من رواه مرسلاً وهم جلّ أصحاب أبي الأحوص كما سبق، وهذا ما رجحه أبو حاتم الرازي. =(5/373)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال ابنه عبد الرحمن - كما في الموضع السابق من ((العلل)) -: ((قلت لأبي: روى بقية عن أبي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي بكر، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، فقال: هذا خطأ، ليس فيه ابن عباس)) .
وهذا ما رجحه الدارقطني أيضًا، فإنه ذكر في ((العلل)) (1 / 194) أنه اختُلف على أبي الأحوص، ثم ذكر (ص195) أن بقية بن الوليد رواه عنه موصولاً، ثم ذكر (ص196) أن أصحاب أبي الأحوص اتفقوا كلهم، فرووه عنه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ مرسلاً عن أبي بكر، لم يذكروا فيه ابن عباس.
وهذا بالنسبة لرواية أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، وهي الراجحة لموافقتها لمعظم الروايات عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ مرسلاً ليس فيه ذكر لابن عباس، وهذا ما رجحه أبو حاتم الرازي أيضًا كما في الموضع السابق من ((العلل)) ، و (2 / 133 - 134 رقم 1894) ، وهو الظاهر من صنيع الدارقطني الذي أطال جدًّا في ذكر الاختلاف على أبي إسحاق وأصحابه في هذا الحديث، فراجع ((العلل)) (1 / 193 - 211 رقم 17) له فإنه مهم.
وقد اعتبر بعضهم هذا الحديث من الأحاديث المضطربة، فمثل به الحافظ ابن حجر في ((النكت)) (2 / 774 - 776) للحديث المضطرب، وذكر أوجه الاختلاف فيه على أبي إسحاق.
وقَبْلَهُ الحافظ أبو بكر البزار حيث قال في ((مسنده)) (1 / 171) : ((والأخبار مضطربة أسانيدها عن أبي إسحاق، وأكثرها: أن أبا بكر قال لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فصارت عن الناقلين، لا عن أبي بكر؛ إذ كان أبو بكر هو المخاطب)) . اهـ.
وفي ظني أن بعضًا من هذا الاختلاف من أبي إسحاق نفسه؛ فإني لم أجد من رواه عنه من قدماء أصحابه كشعبة والثوري وشريك، وإنما يرويه عنه المتأخرون الذين سمعوا منه بعد تغيُّره.
ومنه يتضح أن الحديث ضعيف، ولم يُصب من صححه، والله أعلم.(5/374)
باب
تَفْسِيرُ سُورَةِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
تَفْسِيرُ سُورَةِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
[الْآيَةُ (4) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا
وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} ]
1111- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَير (1) ، عَنِ السُّدِّي (2) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْقُرَشِيِّ (3) ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: بُسْتاني (4) الْيَهُودِيِّ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ النُّجُومِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ أَنَّهَا سَاجِدَةٌ لَهُ، مَا أَسْمَاؤُهَا؟ قَالَ: فَلَمْ يُجِبْهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، فنزلَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخْبَرَهُ، فَبَعَثَ نَبِيُّ اللَّهِ إِلَى الْيَهُودِيِّ فَجَاءَهُ، قَالَ: ((أرأيتَ، تُسْلِمُ إِنْ أَخْبَرْتُكَ؟)) . قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
__________
(1) تقدم في الحديث [421] أنه متروك ورمي بالرفض واتهمه ابن معين.
(2) هو إسماعيل بن عبد الرحمن.
(3) هو عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بن سابط.
(4) كذا جاء في أكثر الكتب التي أخرجت الحديث، لكن قال الحافظ بن حجر في ((الإصابة)) (1 / 289) : ((وبستاني أورده ابن فتحون في ((الذيل)) في الباء الموحّدة، ورأيته في نسخة من ((تفسير ابن مردويه)) بضم الياء التحتانية، بعدها سين مهملة، ثم مثنّاة، ثم ألف، ثم نون مفتوحة بعدها ياء تحتانية، ولعله أصوب)) .(5/377)
((حَرَثَانِ، وَالطَّارِقُ، والذَّيَّال، وَذُو الْكَنَفَاتِ، وَذُو الْفَرْعِ، وَوَثَّابٌ، وَعَمُودَانِ، وَقَابِسٌ، وَالصَّرُوحُ، وَالْمُصَبِّحُ، وَالْفُلَيْقُ، وَالضِّيَاءُ، وَالنُّورُ، رَآهَا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ أَنَّهَا سَاجِدَةٌ لَهُ، فَلَمَّا قَصَّ يُوسُفُ (رُؤْيَاهُ) (1) عَلَى يَعْقُوبَ قَالَ لَهُ: هَذَا أَمْرٌ مُتَشَتِّت يَجْمَعُهُ اللَّهُ مِنْ بَعْدُ)) . قَالَ الْيَهُودِيُّ: هَذِهِ وَاللَّهِ أَسْمَاؤُهَا. قَالَ الحَكَم (2) : الضِّيَاءُ هُوَ الشَّمْسُ وَهُوَ أَبُوهُ، وَالنُّورُ القمر وهو أمه.
__________
(1) ما بين القوسين من الموضعين الآتيين من ((الضعفاء)) للعقيلي و ((دلائل النبوة)) للبيهقي؛ فإنهما رويا الحديث من طريق المصنِّف.
(2) أي ابن ظهير شيخ المصنف.
1111- سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف الحكم بن ظهير، وقد عدّه ابن الجوزي في ((الموضوعات)) كما سيأتي.
والحديث عزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 498) للمصنِّف والبزار وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم العقيلي وابن حبان في ((الضعفاء)) وأبي الشيخ والحاكم وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي معًا في ((دلائل النبوة)) .
وقد أخرجه العقيلي في ((الضعفاء)) (1 / 259) .
ومن طريقه ابن الجوزي في ((الموضوعات)) (1 / 145 - 146) .
وأخرجه البيهقي في ((دلائل النبوة)) (6 / 277) .
كلاهما من طريق المصنِّف، به.
ونقله السيوطي في ((اللآلئ المصنوعة)) (1 / 90) عن ((سنن سعيد بن منصور)) ، لكن بلفظ العقيلي الذي أخرجه من طريقه ابن الجوزي.
وأخرجه البزار في ((مسنده)) كما في ((كشف الأستار)) (3 / 53 رقم 2220) . =(5/378)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وأبو يعلى في ((مسنده)) كما في ((المطالب العالية)) (ل 136 / ب 137 / أ) .
ومن طريقه ابن حبان في ((المجروحين)) (1 / 250 - 251) .
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (15 / 555 رقم 18780) .
وعلقه ابن أبي حاتم في ((العلل)) (2 / 402 رقم 2712) ، وأخرجه في ((التفسير)) (4 / ل 198 / ب) .
والسهمي في ((تاريخ جرجان)) (ص244) .
جميعهم من طريق الحكم بن ظهير، به.
وذكر ابن أبي حاتم أن أبا زرعة سئل عن هذا الحديث، فقال: ((هذا حديث منكر ليس بشيء)) .
وقال البزار: ((لا نعلمه يروى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - إلا بهذا الإسناد، والحكم فليس بالقوي، وقد روى عنه جماعة)) .
وذكر العقيلي في ((الضعفاء)) هذا الحديث وبعض الأحاديث الأخرى فيما يتنقد على الحكم بن ظهير، ثم قال: ((ولا يصح من هذه المتون عن النبي عليه السلام شيء من وجه ثابت)) .
وعدّه ابن حبان أيضًا فيما ينتقد على الحكم، ثم قال: ((وهذا لا أصل له من حديث رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -)) .
وقال ابن الجوزي عقب روايته له: ((هذا حديث موضوع عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -، وكأن واضعه قصد شَيْنَ الإسلام بمثل هذا، وفيه جماعة ليسوا بشيء ... )) ثم ذكر بعض أقوال أهل العلم في الحكم والسُّدِّي ظنًا منه أن السُّدِّي الصغير محمد بن مروان، ولذلك تعقبه السيوطي في ((اللآلئ)) بقوله: ((قلت: كلا ليس السدي المذكور في الإسناد الكذاب، ذاك محمد بن مروان الصغير، وهذا إسماعيل بن عبد الرحمن الكبير أحد رجال مسلم)) ، ثم ذكر السيوطي أن للحكم =(5/379)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= متابعًا قويًا عند الحاكم في ((المستدرك)) ، ثم قال: ((فزالت تهمة الحكم، والله أعلم)) .
وذكر ابن عراق الكناني في ((تنزيه الشريعة)) (1 / 193) أن للحديث طريقًا ثالثًا عن السدي في ((تفسير ابن مردويه)) ، وأن التهمة زالت عن الحكم، وكأنه نقل هذا الكلام عن ((اللآلئ)) ، إلا أن المطبوع من ((اللآلئ)) ليس فيه ذكر للطريق الثالثة التي عند ابن مردويه، ولا أظن هذا إلا وهمًا، ومن المعلوم أن ابن كثير في ((تفسيره)) يعنى بالنقل عن ابن مردويه كثيرًا، ومع ذلك فقد تكلم عن هذا الحديث (2 / 468 - 469) وضعفه بالحكم، ولم يشر إلى طريق ابن مردويه.
وفيما مضى نقله من كلام الأئمة ما يشعر بتفرد الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ عَنِ السُّدِّي بهذا الحديث، ولم يذكروا له متابعًا، بل حمّلوه تبعته؛ بحيث أصبح معروفًا به، وفيه يقول الجوزجاني: ((ساقط لميله وأعاجيب حديثه، وهو صاحب حديث نجوم يوسف)) . انظر ((الشجرة في أحوال الرجال)) (ص154 رقم 142) ، و ((تهذيب التهذيب)) (2 / 428) .
ومنه تعجب من تلك الطريق التي أخرجها الحاكم في ((المستدرك)) (4 / 396) من طريق شيخه محمد بن إسحاق الصفار، عن أحمد بن محمد بن نصر، عن عمرو بن حماد بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن سابط، عن جابر، به، ثم قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)) ، وسكت عنه الذهبي فلم يقرّه.
وفي سنده أحمد بن محمد بن نصر ولم أعرف من هو؟ وفي ((تاريخ بغداد)) (5 / 106 - 108) خمسة ممن يسمّون بهذه التسمية، فلست أدري، أهو منهم أم لا؟
وسواء عرفناه أم لم نعرفه، فإن هذه الطريق غلط فيها أحد الرواة، من عمرو بن حماد فمن دونه، ولذلك يقول الشيخ عبد الرحمن المعلمي - رحمه الله - في تعليقه =(5/380)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= على ((الفوائد المجموعة)) (ص464) : ((وقف الذهبي في ((تلخيصه)) فلم يتعقبه، ولا كتب علامة الصحة كعادته فيما يقر الحاكم على تصحيحه. والحاكم رواه عن محمد بن إسحاق الصفار، عن أحمد بن محمد بن نصر، عن عمرو بن حماد، عن أسباط، وقد جزم الجوزجاني ثم العقيلي بأن الحكم بن ظهير تفرد به عن السدي، ومن طريق الحكم ذكره المفسرون، مع أن تفسير أسباط، عن السدي عندهم جميعًا، فكيف فاتهم منه هذا الخبر ووقع للحاكم بذاك السند؟! هذا يشعر بأن بعض الرواة وهم؛ وقع له الخبر من طريق الحكم، ثم التبس عليه فظنه من طريق أسباط كالجادّة، والله أعلم)) . اهـ.
وعلى فرض التسليم بثبوت هذه الطريق عن أسباط بن نصر فهذا لا يعني التسليم بصحة الحديث؛ لأن أسباط بن نصر الهَمْداني ممن عيب على مسلم إخراجه في ((الصحيح)) ، وهو صدوق كثير الخطأ يغرب كما في ((التقريب)) (323) .
والسُّدِّي إسماعيل بن عبد الرحمن تقدم في الحديث [174] أنه صدوق يهم.
فلا يستبعد أن يكون هذا من الإسرائيليات، فيهم في نسبته لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أسباط أو السدي.
تنبيه: لم أجد الحديث في ((دلائل النبوة)) لأبي نعيم وكذا قال محقق ((تفسير الطبري)) ، وقد عزاه كثير من المخرجين كالسيوطي وابن كثير، فالظاهر أنه من النقص الذي في المطبوع.
وكذا لم أجده في ((تفسير البغوي)) مع أن الحافظ ابن حجر ذكر في ((الإصابة)) (1 / 288 - 289) أنه أخرجه في ((تفسيره)) .
والله أعلم.(5/381)
[الْآيَةُ (20) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} ]
1112- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ (2) ، قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّي (3) يَحْلِفُ أَنَّ الَّذِيَ اشْتَرُوا بِهِ: اثْنَانِ وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا. وَقَالَ سُفْيَانُ: البَخْس: الْحَرَامُ.
[الْآيَةُ (21) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ
عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ... } الْآيَةُ]
1113- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، قَالَ: نَا نَاسٌ (6) ، مِنْ أَصْحَابِ عبد الله، قالوا: قال
__________
(1) هو ابن عيينة.
(2) هو إسماعيل بن أبي خالد.
(3) هو إسماعيل بن عبد الرحمن.
1112- سنده صحيح.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 205 / أ) من طريق سفيان بن عيينة، به.
(4) هو سلاّم بن سُليم.
(5) هو السبيعي عمرو بن عبد الله.
(6) أي: حدثنا ناس، وأوضحت بعض الطرق الآتي في التخريج بعض هؤلاء المبهمين، فمنهم أبو الأحوص عوف بن مالك، ومنهم أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود.(5/382)
عَبْدُ اللَّهِ: مِنْ أَفْرَسِ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: الْعَزِيزُ الَّذِي اشْتَرَى يُوسُفَ؛ قَالَ: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} ، وَالْمَرْأَةُ الَّتِي قَالَتْ لِأَبِيهَا فِي مُوسَى: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ (1) } ، وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ ولَّى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُمُورَ الْمُسْلِمِينَ.
__________
(1) الآية: (26) من سورة القصص.
1113- سنده فيه الواسطة المبهمة بين أبي إسحاق وابن مسعود، وأوضحت الطرق الآتية أن ممن روى عنه أبو إسحاق هذا الأثر: أبا الأحوص وأبا عبيدة، فرجال السند كلهم ثقات.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 517) للمصنِّف وابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ والحاكم.
وقد أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (9 / 185 رقم 8830) من طريق المصنِّف، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (14 / 574 رقم 18904) .
وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 19 رقم 18949) .
والطبراني برقم (8829) .
والحاكم في ((المستدرك)) (2 / 345 - 346) .
أما ابن أبي شيبة وابن جرير والحاكم فمن طريق وكيع، وأما الطبراني فمن طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص عوف بن مالك، عن ابن مسعود، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (3 / 273) من طريق الأعمش.
وابن جرير برقم (18951) من طريق إسرائيل. =(5/383)
[الْآيَةُ (23) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ
وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} ]
1114- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّاب أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {هِيئت (1) لك} .
__________
= وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 205 / ب) من طريق سفيان الثوري.
والحاكم في ((المستدرك)) (3 / 90) من طريق زهير.
جميعهم عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، به.
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، مع أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه كما سبق بيانه في الحديث [4] ، ولكن تشهد له رواية أبي الأحوص السابقة، والله أعلم.
(1) ضبطت في الأصل بفتح التاء، ولا يستقيم هذا مع كسر الهاء والهمز، ولم يذكر ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 25 - 30) هذه القراءة عن أحد برغم ذكره لوجوه القراءات فيها، والذي يظهر أن هذا الضبط تصرف من أحد المطالعين في الأصل ولا يظهر أنه بخط الناسخ، والصواب فيما يظهر: ((هِيئتُ)) بكسر الهاء وضم التاء والهمز، فهكذا حكاها السيوطي في ((الدر)) كما سيأتي عن يحيى بن وثاب، وعزاها لأبي عبيد وغيره، وهي محكيّة عن ابن عباس وأبي عبد الرحمن السلمي وعكرمة وقتادة وأبي وائل كما في الموضع السابق من ((تفسير ابن جرير)) ، وذكر أن معناها: ((تهيّأتُ لك)) .
1114- سنده صحيح، والأعمش قد أخذ القراءة عن يحيى بن وثّاب كما سبق بيانه في الحديث [173] ، فلا يضرّ هنا عدم تصريحه بالسماع. =(5/384)
[الْآيَةُ (24) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ
كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ} ]
1115- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا حَسَّان بْنُ إِبْرَاهِيمَ الكِرْمَاني (1) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ (2) ، عَنِ الزُّهْري (3) ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (4) ، أَنَّ البُرْهَان الَّذِي رَأَى يوسُف: يعقوب.
__________
= وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 520) بلفظ: عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ أَنَّهُ قرأها: {هِيتُ لك} يعني بكسر الهاء وضمّ التاء، يعني: تهيّأتُ لك.
وعزاه لأبي عبيد وابن المنذر وأبي الشيخ.
(1) هو حَسّان بن إبراهيم بن عبد الله الكِرْماني، أبو هشام العَنَزي، قاضي كِرْمان، صدوق يخطئ كما في ((التقريب)) (1204) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) وحاشيته (6 / 8 - 12) .
(2) هو الأَيْلي.
(3) هو محمد بن مسلم.
(4) هو حُمَيد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدني، ثقة روى له الجماعة كما في ((التقريب)) (1561) .
1115- سنده فيه شيخ المصنِّف وتقدم بيان حاله، ولكنه لم ينفرد به، فقد رواه ابن جرير بسند صحيح كما سيأتي.
وقد ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 523) وعزاه لابن جرير فقط.
وابن جرير أخرجه في ((تفسيره)) (16 / 43 رقم 19053 و 19054) من طريقين عن يونس بن يزيد، أحدهما: من طريق شيخه يونس بن عبد الأعلى، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يونس بن يزيد، به مثله.
وهذا سند صحيح.(5/385)
1116- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ (2) ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} -، قَالَ: حَلَّ الهِمْيان (3) وَجَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الخَاتِن (4) ، فَنُودِيَ: أَتَزْنِي يَا ابْنَ يَعْقُوبَ فَتَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الطَّائِرِ ذهب يطير فسقط ريشه؟
__________
(1) هو عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم القرشي، النَّوْفلي، المكي، قاضي مكة، ثقة كما في ((التقريب)) (4508) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (19 / 384 - 385)
(2) هو عبد الله بن عبيد الله.
(3) أي: تكّة السروال كما في ((النهاية)) (5 / 276) .
(4) هو الذي يقوم بالختان.
1116- سنده صحيح إلى ابن عباس، ولكن قد يكون هذا مما تلقاه عن أهل الكتاب، وسيأتي بعضه بإسناد صحيح في الحديث الآتي من غير هذا الطريق.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 520) للمصنِّف وعبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والحاكم.
وقد أخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 321) .
ومن طريقه وطرق أخرى أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 35 و 37 و 39 - 41 / رقم 19015 و 19031 - 19033 و 19037 - 19039) ، وفي ((تاريخه)) (1 / 337) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص140 رقم 394) عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، به. =(5/386)
1117- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ (1) ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يُسأل: مَا بَلَغَ مِنْ هُمُومِ يُوسُفَ؟ قَالَ: حلَّ الهِميانَ، وَجَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتِنِ.
1118- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَر (2) ، عمَّن حَدَّثه (3) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: رَأَى يَعْقُوبُ وَقَدَ عَضَّ عَلَى يَدَيْهِ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أنامله.
__________
= ومن طريق سفيان الثوري وغيره أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) برقم (19018 - 19021 و 19027 و 19034) ، وفي ((تاريخه)) (1 / 338) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (19022 و 19035) .
وأبو نعيم في ((الحلية)) (1 / 323 - 324) .
كلاهما من طريق نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 208 / أ) من طريق جرير بن حازم، عن ابن أبي مليكة، به.
(1) هو مولى آل قارظ.
1117- سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 35 رقم 19016 و 19017) من طريق سفيان بن عيينة، به.
(2) هو ابن كِدَام.
(3) أوضحت روايتا محمد بن بشر وأبي نعيم الآتيتان عن مسعر أن هذا المبهم هو أبو حَصين الأسدي عثمان بن عاصم.
1118- سند المصنِّف هنا فيه إبهام الواسطة بين مسعر وسعيد بن جبير، وأوضحت الطرق الآتية أن الواسطة هو أبو حَصين الأسدي عثمان بن عاصم، وسند بعضها صحيح، لكنها من الإسرائيليات فيما يظهر. =(5/387)
1119- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا جَرِيرٌ (1) ، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: رأى تمثال يعقوب.
__________
= فقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 42 و 47 رقم 19044 و 19079) من طريق محمد بن بشر وأبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن مسعر، عن أبي حُصَيْنٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، به.
وأخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص141 رقم 397) عن أبي حصين به.
ومن طريق سفيان أخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 321) .
ومن طريقهما وغيرهما أخرجه ابن جرير (16 / 41 - 47 رقم 19042 و 19043 و 19045 و 19051 و 19066 و 19078 و 19082) .
وسنده صحيح.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / 208 / أ) من طريق إسرائيل، عن أبي حُصَيْنٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس، به هكذا بزيادة ابن عباس في ((سنده)) .
ورواية مسعر وسفيان أرجح من رواية إسرائيل هذه، فالصواب وقفه على سعيد بن جبير.
(1) هو ابن عبد الحميد.
(2) هو ابن المعتمر.
1119- سنده صحيح عن مجاهد، ولكنه من الإسرائيليات فيما يظهر والله أعلم.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 521) لعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 43 - 44 رقم 19055 =(5/388)
1120- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ (1) ، عَنِ الْحَسَنِ (2) ، قَالَ: رَأَى تِمْثَالَ يعقوب عَاضًّا على إصبعه.
__________
= 19056 و 19062) من طريق جرير بن عبد الحميد وعمرو بن أبي قيس الرازي، كلاهما عن منصور، به.
وأخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص140 - 141 رقم 396) .
ومن طريقه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 321) .
ومن طريقهما وغيرهما أخرجه ابن جرير (16 / 44 رقم 19057 - 19060) ، من طريق ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 208 / ب) من طريق خصيف، عن مجاهد، به.
وله طرق أخرى سيأتي تخريجها برقم [1121] .
(1) هو ابن عبيد.
(2) هو البصري.
1120- سنده صحيح عن الحسن البصري، ولكنه من الإسرائيليات فيما يظهر والله أعلم، ولذلك جاء في بعض الطرق الآتية عن الحسن قال: زعموا والله أعلم ... ، ثم ذكره.
وقد عزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 522) لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وأخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 321) من طريق جعفر بن سليمان، عن يونس، به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 47 رقم 19081) لكن سقط ذكر عبد الرزاق من الإسناد. =(5/389)
1121- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مغيرة (1) ، عن الأعمش (2) ، عن [ل143/ب] مُجَاهِدٍ، قَالَ: لَمَّا جَلَسَ مِنْهَا يُوسُفُ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ وحلَّ السَّرَاوِيلَ حَتَّى بَلَغَتِ الثَّفِن (3) ، تمثَّل لَهُ يَعْقُوبُ فَضَرَبَ صَدْرَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ: يَا يُوسُفُ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أنامله.
__________
= وأخرجه ابن جرير أيضًا (16 / 43 و 45 و 46 رقم 19049 و 19050 و 19070 و 19075) من طريق إسماعيل بن عليّة ويزيد بن زريع وهشيم بن بشير، ثلاثتهم عن يونس، به.
ومن طريق ابن علية أخرجه ابن أبي حاتم (4 / ل 208 / أ) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (19048 و 19073 و 19075) من طريق قرة بن خالد وقتادة ومنصور بن زاذان، ثلاثتهم عن الحسن، به.
(1) هو النضر بن إسماعيل بن حازم البَجَلي، أبو المغيرة الكوفي، القاصّ، ليس بالقوي كما في ((التقريب)) (7180) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (29 / 372 - 375) .
(2) تقدم في الحديث [3] أنه الأعمش قليل السماع من مجاهد، وأن عامة ما يروي عن مجاهد مدلَّس.
(3) وهو موصل الفخذ بالساق كما في ((لسان العرب)) (13 / 78) ، وأشكل رسمها في المخطوط على محقق ((تفسير ابن جرير)) فجعلها: ((أليتيه)) ، فانظر تعليقه على ((تفسير ابن جرير)) (16 / 36) .
1121- سنده ضعيف لما تقدم عن رواية الأعمش عن مجاهد، وأما أبو المغيرة فإنه قد توبع كما سيأتي، وقد مضى بعضه بسند صحيح برقم [1119] وذكرت هناك أنه من الإسرائيليات فيما يظهر، وسيأتي بسند صحيح أيضًا إلى مجاهد.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 36 رقم 19023 =(5/390)
[الْآيَةُ (30) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي المَدِينَةِ امْرَأَةُ العَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ
قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} ]
1122- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ (1) ، عَنْ مُغِيرَةَ (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} ، وَيَقُولُ: الشَّغَفُ: شَغَفُ الْحُبِّ، والشَّعَفُ: شَعَفُ (3) الدابة حين تَذْعَرُ (4) .
__________
= و 19024) من طريق عبد الله بن إدريس ومالك بن سعير، كلاهما عن الأعمش، به، ولم يذكر تمثل يعقوب ... إلخ.
وأخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 321) .
وابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 36 و 44 رقم 19025 و 19061) .
كلاهما من طريق معمر، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد - في قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وهم بها} - قال: جلس منها مجلس الرجل من امرأته حين رأى صورة يعقوب في الجدر.
وسنده صحيح.
(1) هو وضّاح بن عبد الله.
(2) هو ابن مقسم الضبِّي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلِّس، لا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه ولم يصرِّح فيها بالسماع.
(3) في الأصل: ((والشغف: شغف الدابة....)) بالغين، والصواب ما أثبته كما في الموضع الآتي من ((تفسير ابن جرير)) .
(4) أي: حين تَنْفُرُ. انظر ((لسان العرب)) (4 / 306) .
1122- سنده ضعيف لما تقدم عن رواية مغيرة بن مقسم عن إبراهيم =(5/391)
1123- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَعَوْفٍ (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُمَا قَرَيَا (3) : {شَغَفَهَا} .
__________
= النخعي.
وعزاه للسيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 528) لابن أبي شيبة وابن المنذر وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 67 رقم 19162) من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام، أنه قال: يروي ذلك عن أبي عوانة، عن مغيرة، عنه، أي: عن إبراهيم، وذلك بعد ما ذكره.
ثم قال أبو عبيد: ((يذهب إبراهيم إلى أن أصل الشَّعَف هو: الذُّعْرُ، قال: وكذلك هو كما قال إبراهيم في الأصل، إلا أن العرب ربما استعارت الكلمة فوضعتها في غير موضعها ... )) ثم استشهد ببعض الشعر في ذلك.
(1) انظر الكلام عن رواية مغيرة عن إبراهيم النخعي في الحديث السابق.
(2) هو ابن أبي جميلة الأعرابي، والمعنى: أن هشيمًا يروي هذا الأثر عن مغيرة وعطف عليه رواية عوف، وعوف من شيوخ هشيم، لكن هشيمًا مدلِّس، ولم يصرح هنا بالسماع من مغيرة ولا من عوف، وهو موصوف بتدليس العطف، فقد يعطف رواية عوف على رواية مغيرة، وهو لم يسمع من عوف، وانظر تفصيل ذلك في الحديث [380] .
(3) كذا جاء بالأصل! وهو مشكل؛ إذ كيف يستعميل ضمير التثنية والرواية هنا عن واحد وهو إبراهيم النخعي؟! ثم إن عوفًا الأعرابي لم يُذكر ممن يروي عن إبراهيم النخعي.
والذي يظهر - والله أعلم - أنه: ((وعوف عن أبي رجاء)) فيكون الضمير عائدًا على إبراهيم النخعي وأبي رجاء كما يتضح من التخريج، لكن يشكل عليه اختلاف القراءة، فالله أعلم. =(5/392)
[الْآيَةُ (36) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ... }
إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ} ] .
1124- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ (1) ، قَالَ: نَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْط، عَنِ الضَّحاك بْنِ مُزاحم، قَالَ (2) : كُنَّا مَعَهُ بِخُرَاسَانَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ} : مَا كَانَ إِحْسَانُ يُوسُفَ؟ قَالَ الضَّحَّاكُ: كَانَ إِذَا مَرِضَ إِنْسَانٌ قَامَ عَلَيْهِ، وَإِذَا ضَاقَ أَوْسَعَ لَهُ، وَإِذَا احْتَاجَ جَمَعَ لَهُ.
__________
1123- سنده ضعيف لما تقدم عن رواية هشيم بالعنعنة، وقد تابعه أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إبراهيم في الحديث السابق، لكنه أيضًا ضعيف لعنعنة مغيرة.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 66 رقم 19159) من طريق هشيم، عن أبي الأشهب أو عوف، عن أبي رجاء: (قد شعفها حبًا) بالعين.
وأخرجه أيضًا برقم (19158) من طريق أبي قطن، حدثنا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ ... ، مثل سابقه.
(1) تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في الآخر.
(2) أي سلمة بن نُبيط.
1124- سنده ضعيف لما تقدم عن حال خلف بن خليفة.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 537) للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي في ((شعب الإيمان)) .
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 98 رقم 19279) من طريق المصنِّف، به. =(5/393)
[الْآيَةُ (42) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ
فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} ]
1125- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: {بِضْعَ سِنِينَ قَرِيبًا} .
[الْآيَةُ (45) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ
أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ} ]
1126- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (3) ، قَالَ: نا أَبُو معاوية، عن
__________
= ثم أخرجه برقم (19280 و 19282) ، وفي ((التاريخ)) (1 / 343) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 216 / ب) .
والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7 / 88 رقم 9579 / تحقيق زغلول) .
ثلاثتهم من طريق خلف بن خليفة، به.
(1) هذا الحديث في الأصل متأخر عن الحديث بعده، فقدمته عليه مراعاة لترتيب الآيات.
(2) هو ابن مقسم، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن إلا أنه يدلِّس، لا سيّما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه.
1125- سنده ضعيف لما تقدم عن رواية مغيرة بالعنعنة. ولم أجد من ذكر هذه القراءة.
(3) هذا الحديث في الأصل متقدم عن الحديث السابق، فأخرته مراعاة لترتيب الآيات.(5/394)
جُوَيْبِرٍ (1) ، عَنِ الضَّحَّاك أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أَمَةٍ} (2) أَيْ بَعْدَ نِسْيَانٍ.
[الْآيَةُ (49) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ
فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} ]
1127- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ (3) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَفِيهِ
__________
(1) هو ابن سعيد، تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا.
(2) قوله: ((أَمَهٍ)) لم يضبط في الأصل، وضبطه في الموضع الآتي من ((تفسير ابن جرير)) .
1126- سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف جويبر.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 545) لابن جرير فقط.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 123 رقم 19363) من طريق جويبر، وبرقم (19364) من طريق عبيد بن سليمان، كلاهما عن الضحاك، به.
لكن طريق عبيد بن سليمان لا تثبت، فقد قال ابن جرير: حُدِّثت عن حسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد بن سليمان ... ، فذكره.
ومع كون شيخ ابن جرير مبهمًا، ففي السند حسين بن الفرج وهو كذاب كما سبق بيانه في الحديث [907] .
(3) تقدم في الحديث [19] أنه ضعيف.
(4) تقدم في الحديث [1011] أنه صدوق قد يخطئ، وروايته عن ابن عباس مرسلة، وقيل: إن الواسطة بينهما مجاهد.(5/395)
تعصرون} (1) -: تحتلبون.
[الآية (52 و 53) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالغَيْبِ وَأَنَّ اللهَ لَا يَهْدِي
كَيْدَ الخَائِنِينَ. وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} ]
1128- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَان (2) ، عَنْ حَكِيمِ (بْنِ) (3) جَابِرٍ، قَالَ: قال يوسف: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ
__________
(1) قوله: ((تعصرون)) ، و: ((تحتلبون)) لم تنقط التاء الأولى فيه في الأصل، لكنه ضبط في إحدى الروايتين عند ابن جرير كما سيأتي.
وهكذا قرأه عامة قَرَأة أهل الكوفة: ((تعصرون)) بالتاء كما في ((تفسير ابن جرير)) (16 / 130 - 131) .
1127- سنده ضعيف لضعف فرج وما تقدم عن حال علي بن أبي طلحة وروايته.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 546) للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 130 رقم 19390 و 19391) من طريق فرج، به، ولفظ الطريق الأولى: ((وفيه يعصرون)) قال: فيه يحلبون.
وأما الطريق الثانية فلظفها: كان ابن عباس يقرأ: (وفيه تعصرون) بالتاء، يعني: تحتلبون.
ومن طريق فرج أيضًا أخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 221 / ب) .
(2) هو ابن بشر.
(3) في الأصل: ((عن)) ، والتصويب من ((الدر المنثور)) (4 / 549) ، والحديث المتقدم برقم [478] ، فهو نفس هذا الإسناد.(5/396)
أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالغَيْبِ} ، قَالَ: حُدِّثت أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لَهُ: وَلَا حِينَ هَمَمْتَ؟ قَالَ: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} .
[الْآيَةُ (54) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي
فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} ]
1129- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، قَالَ: نا حِبَّان بْنُ عَلِيٍّ (2) ، عَنْ أَبِي سِنَان ضِرار بْنُ مُرَّة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الهُذَيل، قَالَ: قَالَ الْعَزِيزُ لِيُوسُفَ: مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا أُحِبُّ أَنْ تُشْرِكَنِي فِيهِ، إِلَّا أَنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تُشْرِكَنِي فِي أَهْلِي، قَالَ يُوسُفُ: وَلَا أَنَا، وَلَا أُحِبُّ (3) أَنْ يَأْكُلَ مَعِي عَبْدِي، قَالَ يُوسُفُ: تَأْنَفُ مِنِّي وَأَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ الذَّبيح، وَأَنَا ابْنُ يَعْقُوبَ نبي الله؟
__________
1128- سنده صحيح، لكن يظهر أنه من الإسرائيليات، فلم يذكر حكيم بن جابر عمن تلقى هذا الحديث، بل أبهم الواسطة بقوله: ((حُدِّثت)) .
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 549) للمصنِّف وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 222 / ب) من طريق خالد، به.
(1) هذا الحديث في الأصل بعد الحديث الآتي برقم [1145] ، وإنما قدمته لترتيب الآيات.
(2) تقدم في الحديث [820] أنه ضعيف.
(3) أي: قال العزيز: ولا أحب أن يأكل ... إلخ.
1129- سنده فيه حبان بن علي وتقدم أنه ضعيف، لكنه لم ينفرد به، =(5/397)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فقد رواه ابن جرير كما سيأتي بإسناد صحيح إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، لكن عبد الله لم يذكر عمن أخذه، ولاشك بأنه من الإسرائيليات التي تسمّح بعض السلف في روايتها، يدل عليه ذكره أن الذبيح هو إسحاق، بينما الصحيح الذي دلّت عليه نصوص الشرع أنه إسماعيل، وما أحسن ما قاله الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في ((تفسيره)) (4 / ص 14 وما بعدها) عند قوله تعالى: {فبشرناه بغلام حليم} الآية: (102) من سورة الصافات! حيث قال: ((وهذا الغلام هو إسماعيل عليه السلام؛ فإنه أول ولد بُشِّر به إبراهيم عليه السلام، وهو أكبر من إسحاق باتفاق المسلمين وأهل الكتاب، بل في نص كتابهم: أن إسماعيل وُلِدَ ولإبراهيم عليه السلام ست وثمانون سنة، وولد إسحاق وعمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام تسع وتسعون سنة. وعندهم: أن الله تعالى أمر إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده، وفي نسخة أخرى: بكْره، فأقحموا ها هنا كذبًا وبهتانًا "إسحاق"، ولا يجوز هذا لأنه مخالف لنص كتابهم، وإنما أقحموا إسحاق لأنه أبوهم، وإسماعيل أبو العرب، فحسدوهم فزادوا ذلك وحَرّفوا وحيدك بمعنى الذي ليس عندك غيره، فإن إسماعيل كان ذهب به وبأمه إلى مكة، وهذا تأويل وتحريف باطل، فإنه لا يقال وحيدك إلا لمن ليس له غيره، وأيضًا فإن أول ولد له معزّة ما ليس لمن بعده من الأولاد، فالأمر بذبحه أبلغ في الابتلاء والاختبار.
وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الذبيح هو إسحاق، وحُكي ذلك عن طائفة من السلف، حتى نقل عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أيضًا، وليس ذلك في كتاب ولا سنّة، وما أظن ذلك تلقي إلا عن أحبار أهل الكتاب وأخذ ذلك مسلّمًا من غير حجّة، وهذا كتاب الله شاهد ومرشد إلى أنه إسماعيل، فإنه ذكر البشارة بغلام حليم وذكر أنه الذبيح، ثم قال بعد ذلك: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} ، ولما بشرت الملائكة إبراهيم بإسحاق قالوا: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} . وقال تعالى: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} أي: يولد له في حياتهما ولد يسمى يعقوب، فيكون من ذريته =(5/398)
[الْآيَةُ (62) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا
إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ]
1130- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ (1) ، عَنْ مُغِيرَةَ (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {وَقَالَ لِفِتْيَتِهِ} .
__________
= عقب ونسل، وقد قدمنا هناك أنه لا يجوز بعد هذا أن يؤمر بذبحه وهو صغير؛ لأن الله تعالى قد وعدهما بأنه سيعقب ويكون له نسل، فكيف يمكن بعد هذا أن يؤمر بذبحه صغيرًا؟! وإسماعيل وُصف ها هنا بالحليم لأنه مناسب لهذا المقام ... )) إلخ ما قال فراجعه فإنه جيد، وانظر ما كتبه محمد سعيد العاني في رسالته: ((القول الصحيح في تعيين الذبيح)) .
والحديث عزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 551) للمصنِّف وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ، لكنه جعله عن ابن عباس، فالظاهر أن في الحديث اختلافًا عند بعض من أخرجه فتساهل السيوطي فجعله عن ابن عباس.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 147 - 148 رقم 19449 - 19451) من ثلاث طرق عن سفيان الثوري، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي الهذيل، به.
وإحدى هذه الطرق يرويها ابن جرير عن شيخه أبي كريب محمد بن العلاء، عن وكيع، عن سفيان الثوري، وسندها صحيح.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 223 / أ) من طريق سفيان الثوري، به.
(1) تقدم في الحديث [8] أنه ثقة ثبت، إلا أنه كثير التدليس.
(2) هو ابن مقسم، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلس، لا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، ولم يصرح فيها بالسماع. =(5/399)
1131- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ عَوْفٍ (1) ، وَعَبَّادِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ (2) ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {لِفِتْيَانِهِ} .
[الْآيَةُ (65) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ
قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا} ]
1132- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَنْ عَلْقَمَةَ (4) ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {هذه بضاعتنا رِدَّت إلينا} .
__________
= 1130- سنده ضعيف لما تقدم عن رواية هشيم ومغيرة بالعنعنة.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 556) للمصنِّف فقط، ولفظه: عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: (وقال لفتيته) أي لغلمانه {اجعلوا بضاعتهم} أي أوراقهم.
فلست أدري هل رواه المصنِّف في موضع آخر بهذه الزيادة، أو في النسخة هنا سقط؟
(1) هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
(2) هو البصري.
1131- سنده ضعيف لعدم تصريح هشيم بالسماع.
(3) هو النخعي.
(4) هو ابن قيس.
1132- سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 556) للمصنِّف وأبي عبيد وابن المنذر.(5/400)
[الْآيَةُ (67) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ
مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الحُكْمُ إِلَّا للهِ
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُونَ} ]
1133- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ (1) ، قَالَ: نَا رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ... } إلى قوله: {فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُونَ} - قَالَ: أَحَبَّ يَعْقُوبُ أَنْ يَلْقَى أُخْوَةُ يُوسُفَ يُوسُفَ فِي خَلْوَةٍ.
__________
(1) تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في الآخر.
(2) أي النخعي.
(3) في الأصل: ((ولا تدخلوا)) .
1133- سنده ضعيف لما تقدم عن حال خلف بن خليفة، وإبهام شيخه.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 557) للمصنِّف وابن المنذر وأبي الشيخ.
وأخرج ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 227 / ب) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن الحسن بن عمرو، وعن فضيل - وهو ابن غزوان -، عن إبراهيم النخعي: {لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وادخلوا من أبواب متفرقة} قال: علم أنه سيلقى إخوته في بعض الأبواب.
وسنده تالف؛ لأن يحيى الحماني متهم بسرقة الحديث كما تقدم في الحديث [841] .(5/401)
[الْآيَةُ (72) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ المَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ
حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} ]
1134- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ (1) ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - فِي قَوْلِهِ: {صُوَاعَ المَلِكِ} - قَالَ: هُوَ المَكُّوك (3) (الْفَارِسِيُّ) (4) الَّذِي يَلْتَقِي طَرَفَاهُ، كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ الأعاجم.
__________
(1) هو وضّاح بن عبد الله.
(2) هو جعفر بن إياس.
(3) المَكُّوك: المُدّ كما سبق تعريفه في الحديث [794] .
(4) في الأصل: ((القدسي)) ، والتصويب من الموضع الآتي من ((تفسير ابن جرير)) حيث رواه من طريق المصنف.
1134- سنده صحيح، لكن شعبة خالف أبا عوانة فجعله من رواية سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس كما سيأتي، وهذه أرجح.
والحديث عزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 559) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 177 رقم 19534) من طريق المصنف، به.
وأخرجه مسدد في ((مسنده)) كما في ((المطالب العالية)) (ل 137 / أ) ، وابن جرير أيضًا برقم (19529 و 19530) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 229 / ب) .
ثلاثتهم من طريق أبي عوانة، به. =(5/402)
1135- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ (1) ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {صُوَاعَ المَلِكِ} قَالَ: إِنَاؤُهُ الَّذِي كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ.
1136- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كان يقرأ: (صاع الملك) .
__________
= وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (19525 و 19526 و 19532) .
وابن أبي حاتم في الموضع السابق.
كلاهما من طريق شعبة، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به.
وهذه الرواية أرجح، فشعبة أحفظ من أبي عوانة.
(1) تقدم في الحديث [8] أنه ثقة ثبت، إلا أنه كثير التدليس.
1135- سنده ضعيف لعدم تصريح هشيم بالسماع.
وعزاه السيوطي في ((الدر)) (4 / 559) لأبي عبيد وابن جرير وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 176 رقم 19528) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 229 / ب) .
كلاهما من طريق هشيم، به.
(2) هو عباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم، مستور، يروي عن أبي هريرة والعباس بن عبد المطلب وابنه عبد الله وعمران بن حصين وغيرهم، لم يرو عنه سوى داود بن أبي هند. انظر ((تهذيب الكمال)) (14 / 222) ، و ((التقريب)) (3192) .
1136- سنده ضعيف لما تقدم عن حال عباس بن عبد الرحمن، ولعدم تصريح هشيم بالسماع. =(5/403)
[الْآيَةُ (76) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} ]
1137- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الأَحْوَص (1) ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} - قَالَ: اللَّهُ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ فَوْقَ كل عالم.
__________
= وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 559) للمصنِّف وابن الأنباري.
وقد أشار ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 175) لهذه الرواية فقال: ((واختلفت القَرَأة في قرأة ذلك. فذُكر عن أبي هريرة أنه قرأه: (صاع الملك) بغير واو، كأنه وجهه إلى الصاع الذي يكال به الطعام ... )) ، ثم ذكر بعض القراءات الشاذة التي رويت، ثم قال: ((واما الذي عليه قرأة الأمصار، فـ: {صُوَاَعَ الملك} ، وهي القراءة التي لا استجيز القراءة بخلافها؛ لإجماع الحجة عليها)) . اهـ.
(1) هو سلاّم بن سُليم.
(2) هو عبد الأعلى بن عامر الثَّعْلبي، الكوفي، ضعيف، ضعفه الإمام أحمد وابن سعد وأبو زرعة وغيرهم. انظر ((تهذيب الكمال)) (16 / 352 - 355) .
1137- سنده ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 562) للمصنِّف وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) .
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 192 رقم 19586) من طريق المصنِّف، به.
وأخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 326 - 327) ومن طريقه ابن جرير =(5/404)
[الْآيَةُ (86) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ
وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} ]
1138- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ (1) ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ يَقُولُ: سَمِعْتُ نَشِيجَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَإِنِّي لَفِي آخِرِ الصُّفُوفِ {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ} .
__________
= برقم (19854) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 231 / أ) .
وأخرجه ابن جرير برقم (19582 و 19583 و 19587 و 19591) .
والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (1 / 207) .
جميعهم من طريق عبد الأعلى الثعلبي، به.
(1) هو إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ بن أبي وقاص الزهري، أبو محمد المدني، ثقة حجة كما في ((التقريب)) (483) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (3 / 189 - 193) .
1138- سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 573) للمصنِّف وعبد الرزاق وابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي في ((شعب الإيمان)) .
وقد أخرجه البيهقي في ((الشعب)) (5 / 20 - 21 رقم 1895) من طريق المصنِّف، به.
وأخرجه عبد الرزاق في ((المصنَّف)) (2 / 114 رقم 2716) .
وابن سعد في ((الطبقات)) (6 / 126) . =(5/405)
[الْآيَةُ (88) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا العَزِيزُ مَسَّنَا
وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الكَيْلَ
وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللهَ يَجْزِي المُتَصَدِّقِينَ} ]
1139- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: نَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ - فِي قَوْلِهِ: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} -، أَيْ: قَلِيلَةٍ.
1140- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ (2) ، قَالَ: قَلِيلَةٌ؛ مَتَاعُ الْأَعْرَابِ: الصوف والسمن.
__________
= وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (14 / 7 رقم 17376) .
والبيهقي في الموضع السابق.
جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، به.
1139- سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 576) للمصنِّف وابن المنذر وأبي الشيخ.
(1) تقدم في الحديث [18] أنه ضعيف.
(2) هو عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، أبو محمد المدني، أمير البصرة، لقبه: ((بَبَّة)) ، له رؤية، ولأبيه وجده صحبة، قال ابن عبد البر: أجمعوا على ثقته، وكانت وفاته سنة تسع وسبعين، وقيل: أربع وثمانين، وقد روى الجماعة. انظر ((تهذيب الكمال)) (14 / 396 - 399) ، و ((التقريب)) (3282) . =(5/406)
1141- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (1) ، (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ) (2) ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْبِضَاعَةِ المُزْجاة، قَالَ: خَلَقُ الغِرَارَةِ (3) ، والجَرِينِ (4) ، والحَبْلِ والشيء.
__________
= 1140- سنده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 576) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وأخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 237 - 238 رقم 19751 و 19752 و 19758 و 19763) .
وابن أبي حاتم (4 / ل 238 / أ) .
كلاهما من طريق يزيد بن أبي زياد، به.
(1) هو عبد الله بن عبيد الله.
(2) ما بين القوسين سقط من الأصل، فاستدركته من ((الدر المنثور)) (4 / 575) ، ومصادر التخريج.
(3) الغِرَارَةُ: واحدة الغرائر التي للتِّبْن، وقيل: هي الجَوَالِقُ، والجَوَالِقُ: وعاء من الأوعية معروف، وهو معرَّب. انظر ((لسان العرب)) (5 / 18) و (10 / 36) .
(4) قوله: ((الجرين)) لم أجده عند باقي المخرجين مع أنهم أخرجوا الحديث من طريق سفيان بن عيينة، وهكذا ترجّح لي، وإن كان يشكل عليه أن في الأصل سنّتين بين الراء والنون، والله أعلم.
والجَرِين يطلق على موضع البرّ والعنب والتمر الذي يجفف فيه، ويطلق أيضًا على ما طَحَنْتَهُ كما في ((لسان العرب)) (13 / 87) ، ولعل المراد: وعاء الطحين والله أعلم، ويؤيده إتيانه به بعد الغرارة. =(5/407)
1142- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ (يَزِيدَ) (1) بْنِ جابر (2) ، [ل144/أ] قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الطَّوِيلُ (3) ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لِعُمَرَ بْنِ عبد العزيز،: تصدق علي
__________
1141- سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 575) للمصنِّف وعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 328) عن ابن عيينة، به بلفظ: رثة المتاع: خلق الحبل والغرارة والشيء.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير (16 / 236 رقم 19744 و 19745) ، وابن أبي حاتم (4 / ل 238 / أ) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (19743) من طريق سفيان بن وكيع، عن سفيان بن عيينة، به.
(1) في الأصل: ((يز)) .
(2) هو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جابر الأَزْدي، أبو عتبة الشامي، الدَّارَاني، ثقة روى له الجماعة. ((التقريب)) (4068) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (18 / 5 - 10) .
(3) قال الحافظ ابن حجر في ((نزهة الألباب)) (1 / 449 رقم 1856) : ((الطويل لقب جماعة، منهم: عبد الرحمن جدّ محمد بن طلحة)) .
وفي التقريب (6018) قال: ((محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عبيد الله التّيمي، المعروف بابن الطويل، وجده عثمان هو أخو طلحة أحد العشرة)) .
فتبين بهذا أنه عبد الرحمن بن طلحة بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عبيد الله التيمي، الطويل، لكني لم أجد من ترجم له.(5/408)
تَصَدَّقَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِالْجَنَّةِ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَتَصَدَّقُ وَلَكِنْ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (1) .
1143- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: لَا تَقُلْ تصدَّق عَلَيَّ، إِنَّمَا يَتَصَدَّقُ مَنْ يبتغي الثواب (2) .
__________
(1) في هذا الكلام نظر! وهو اجتهاد مخالف لما أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (1 / 478 رقم 4) في أول كتاب صلاة المسافرين، عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب: {ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} فقد أمن الناس؟! فقال: عجبتُ مما عجبتَ منه، فسألت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - عن ذلك فقال: ((صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته)) .
1142- سنده فيه عبد الرحمن الطويل ولم أجده.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 577) لابن أبي حاتم فقط.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 238 / ب 239 / أ) من طريق عبد الرحمن بن يزيد، به.
(2) انظر التعليق على الحديث السابق.
1143- سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 577) لأبي عبيد وابن المنذر.
ومن طريق أبي عبيد القاسم بن سلام أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 243 رقم 19788) .(5/409)
[الْآيَةُ (98) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ]
1144- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ مُحَارِب بْنِ دِثَار (2) ، عَنْ عَمِّه (3) ، قَالَ: كُنْتُ أَمُرُّ عَلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ دَعَوْتَنِي فَأَجَبْتُ، وَأَمَرَتْنِي فَأَطَعْتُ، وَهَذَا سَحَرٌ فَاغْفِرْ لِي، فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ: كَلِمَاتٍ سَمِعْتُكَ تَقُولُهُنَّ مِنَ السَّحَرِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِهِنَّ، فَقَالَ: إِنَّ يَعْقُوبَ أَخَّر بنيه إلى السَّحَر.
__________
(1) هو أبو شيبة، تقدم في الحديث [1088] أنه ضعيف.
(2) هو مُحَارِب بن دِثَار السدوسي، الكوفي، القاضي، ثقة إمام زاهد، روى له الجماعة، وتوفي سنة ست عشرة ومائة. ((التقريب)) (6534) .
(3) لم أجد من ترجم له.
1144- سنده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ومع ذلك فعمّ محارب بن دثار لم أجد له ترجمة.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 584) للمصنِّف وأبي عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني.
وقد أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (9 / 108 رقم 8548) من طريق المصنِّف، به.
وأخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 261 - 262 رقم19870 و 19871) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 242 / ب) . =(5/410)
[الْآيَةُ (101) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ
فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} ]
1145- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ (1) تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً} قَالَ: مَا سَأَلَهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ، حِينَ اجْتَمَعَ لَهُ أَبَوَاهُ وَفَرِحَ، سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَتَوَفَّاهُ وَيَلْحَقَهُ بِالصَّالِحِينَ.
[الْآيَةُ (106) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ} ]
1146- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (2) ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا عَبْدُ الْمَلِكِ (3) ، عَنْ عَطَاءٍ - فِي قَوْلِهِ: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ
__________
= كلاهما من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، به، إلا أن رواية ابن جرير جاءت عن محارب، عن ابن مسعود، والصواب إثبات الواسطة بينهما وهو عمه.
(1) يعني ابن عيينة.
1145- سنده صحيح.
(2) في الأصل قبل هذا الحديث جاء المصنِّف بالحديث المتقدم برقم [1129] فقدمته عن موضعه هنا لترتيب الآيات.
(3) هو ابن أبي سليمان.(5/411)
وَهُمْ مُشْرِكُونَ} - قَالَ: كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ ربُّهم وَهُوَ خَالِقُهُمْ وَهُوَ رَازِقُهُمْ، وَكَانُوا مَعَ ذَلِكَ يُشْرِكُونَ.
[الْآيَةُ (110) : قوله تعالى:
{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا
جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} الْآيَةُ]
1147- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصين (1) ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَارِثِ (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عز وجل: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} - قَالَ: اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ، وَظَنَّ الْقَوْمُ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبوا، جَاءَ أمر الله.
__________
1146- سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 593) للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 289 رقم 19971 و 19972) من طريق هشيم وعبد الله بن نمير، كلاهما عن عبد الملك، به.
(1) هو ابن عبد الرحمن السُّلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، وأن خالد بن عبد الله الواسطي ممن روى عنه قبل تغيُّره.
(2) هو السُّلمي.
1147- سنده صحيح، وانظر ما سيأتي برقم [1149 و 1151] .
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 596) للمصنِّف وأبي عبيد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه. =(5/412)
1148- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ (1) ، قَالَ: نَا عَطَاءُ بْنِ السَّائِبِ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُؤْمِنُوا، وَظَنَّ قومُهم أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبوا، جَاءَهُمْ نصرنا فننجي من نشاء.
__________
= وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 297 - 300 رقم 19992 - 19998 و 20003 و 20004) من طرق كثيرة عن حصين، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 247 / ب) من طريق سفيان الثوري، عن حصين.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (20001 و 20002) من طريق علي بن أبي طلحة وعطية العوفي، كلاهما عن ابن عباس.
وروي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، ولكن صوابه أنه موقوف على سعيد بن جبير كما سيأتي بيانه برقم [1148] .
(1) تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في الآخر.
(2) تقدم في الحديث [6] أنه ثقة اختلط في الآخر، وقد روى سفيان الثوري عنه هذا الأثر، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط، لكن اختلف على سفيان، كما اختُلف على عطاء، وذلك بزيادة ابن عباس في سنده.
1148- سنده ضعيف لاختلاط عطاء بن السائب والاختلاف عليه في هذا الحديث، وأما خلف بن خليفة فإنه قد توبع، لكنه صح عن سعيد بن جبير من غير طريق عطاء كما سيأتي.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 300 و 302 رقم 20005 و 20006 و 20013) من طريق جرير بن عبد الحميد وخصيف بن عبد الرحمن الجزري وحماد بن سلمة، ثلاثتهم عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سعيد بن جبير، به. =(5/413)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وخالفهم عمران بن عيينة وإسرائيل بن يونس، فروياه عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس.
أخرجه ابن جرير برقم (19991 و 20021) .
ورواه سفيان الثوري عن عطاء، لكن اختُلف على سفيان.
ففي ((تفسيره)) (ص148 رقم 430) وهو من رواية أبي حذيفة النهدي موسى بن مسعود عنه، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس.
وأخرجه ابن جرير برقم (19989) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عنه، عن عطاء، عن سعيد، ليس فيه ذكر لابن عباس.
وأبو حذيفة ومؤمل كلاهما في حفظهما ضعف، ولم أجد ما يرجح رواية أحدهما على الآخر، لكن ابن أبي حاتم أخرجه في ((تفسيره)) (4 / ل 247 / ب) من طريق أحمد بن عصام، عن مؤمل، عن سفيان، به، وزاد فيه ذكر ابن عباس، وهذا اختلاف على مؤمل، فالله أعلم.
لكن الحديث جاء من طرق أخرى عن سعيد بن جبير، بعضها من روايته عن ابن عباس وبعضها من قوله.
فأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 300 - 302 رقم 20007 و 20009 و 20014) من طريق إسماعيل بن علية وربيعة بن كلثوم وحماد بن سلمة، ثلاثتهم عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، به من قوله.
وخالف هؤلاء الثلاثة جرير بن حازم، فرواه عن كلثوم بن جبر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس أنه قرأ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أنهم قد كُذِبوا} خفيفة، قال: إذا استيأس الرسل من إيمان قَوْمُهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ كذبوهم.
أخرجه النسائي في ((تفسيره)) (1 / 607 - 608 رقم 277) .
ولاشك بأن رواية الثلاثة أرجح من رواية جرير بن حازم وحده، فالصواب أنه من رواية كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير من قوله. =(5/414)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وكلثوم بن جبر تقدم في الحديث [808] أنه ثقة، فالسند صحيح.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (20008 و 20020) من طريق إبراهيم بن أبي حُرَّة وثابت بن هرمز الحدّاد، كلاهما عن سعيد بن جبير، به من قوله.
ورواه أبو المعلى العطار يحيى بن ميمون، عن سعيد بن جبير، لكن اختُلف على أبي المعلى.
فأخرجه ابن جرير برقم (20010) من طريق وهيب بن خالد، عنه، عن سعيد، عن ابن عباس، به.
ثم أخرجه ابن جرير أيضًا برقم (20019) من طريق شعبة، عن أبي المعلى، عن سعيد، ليس فيه ذكر لابن عباس.
أما طريق وهيب بن خالد فسندها صحيح.
وأما طريق شعبة فيشكل فيها أن ابن جرير قال: حدثنا أبو المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة ... ، فذكره.
فشيخ ابن جرير: ((أبو المثنى)) لم أعرفه، وأغلب ظني أنه تصحيف صوابه: ((ابن المثنى)) ، وهو محمد بن المثنى، فهو الذي يروي ابن جرير بهذا الإسناد من طريقه كما في رقم (19225 و 20090 و 20210 و 20228 و 20351) من هذا المجلد، وغيره كثير، وربما قال: ((حدثنا ابن المثنى)) كما في رقم (19180 و 20178 و 20352 و 20546) ، ولعل من أوضحه ما في رقم (20550) حيث قال: ((حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة ... )) .
فإن كان هذا هو الصواب، فالسند صحيح، ورواية شعبة أرجح لمكانة شعبة من الحفظ والإتقان، ولكون روايته توافق الروايات الأخرى الموقوفة على سعيد بن جبير، والله أعلم.(5/415)
1149- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ (1) ، عَنْ حُصين (2) ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبوا} خفيفة.
__________
(1) هشيم بن بشر مدلِّس كما في الحديث [8] ، لكن تابعه شعبة كما سيأتي.
(2) تقدم في الحديث قبل السابق أنه تغيَّر، لكن هشيمًا روى عنه قبل تغيره كما في الحديث [91] .
1149- سنده فيه هشيم ولم يصرِّح بالسماع، لكن روايته هذه صحيحة فيما أرى، فهي طرق أخرى لما تقدم برقم [1147] ، ويؤيدها الطرق الآتية، والقراءة وردت عن ابن عباس في ((صحيح البخاري)) كما سيأتي.
وأخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 299 - 300 رقم 20004) من طريق شعبة، عن حصين، به، لكن شيخ ابن جرير هو المثنى بن إبراهيم الآملي، وتقدم في الحديث [389] أني لم اجد له من ترجم له.
وأخرجه ابن جرير (16 / 298 رقم 19999) من طريق عبد الرحمن بن معاوية عن ابن عباس، به.
وتقدم في تخريج الحديث السابق رقم [1148] أن النسائي أخرج في ((تفسيره)) من طريق جرير بن حازم، عن كلثوم بن جبر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس أنه قرأ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أنهم قد كُذِبوا} خفيفة.
لكن أوضحت هناك أن الصواب وقفه على سعيد بن جبير.
وأصل القراءة ثابت عن ابن عباس في ((صحيح البخاري)) وغيره لكن مع اختلاف التأويل عما ورد فيما تقدم برقم [1147] ، ويأتي برقم [1151] .
فقد أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (8 / 188 - 189 رقم 4524 و 4525) في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير، باب: {أم حسبتم أن تدخلوا =(5/416)
1150- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ (1) ، عَنْ مُغِيرَةَ (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَنِ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَم (4) ، عَنِ ابْنِ مسعود أنه كان يقرأ:
__________
= الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ... } الآية، من طريق ابن جريج قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أنهم قد كُذِبوا} خفيفة ... ، وذكر باقي الحديث، وفيه أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قرأتها بالتشديد: {كُذِّبوا} ، وأنكرت على من قرأها بالتخفيف على اعتبار أن عود الضمير في قوله تعالى: {وظنوا} للرسل، فانظر ما ذكره ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 304 - 310) من خلاف هذه المسألة، وتوجيه صحيح للأقوال، وكذا ما ذكره الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (8 / 367 - 370) .
ومن طريق ابن جريج عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ ابن عباس أخرجه أيضًا النسائي في ((تفسيره)) (1 / 606 - 607 رقم 275 و 276) ، وابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 305 - 307 رقم 20023 و 20024 و 20029 و 20030) .
(1) تقدم في الحديث [8] أنه ثقة ثبت كثير التدليس، ولم يصرِّح بالسماع هنا، لكن تابعه جرير بن عبد الحميد كما سيأتي.
(2) هو ابن مِقْسَم الضَّبِّي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلِّس لا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه ولم يصرِّح فيها بالسماع، لكنه أيضًا قد توبع كما سيأتي.
(3) هو النخعي.
(4) هو تميم بن حَذْلَم - ويقال: ابن حذيم - الضَّبِّي، أبو سلمة - ويقال: أبو حذلم - الكوفي، ثقة كما في ((التقريب)) (808) ، وانظر ((التاريخ الكبير)) للبخاري (2 / 152 - 153 رقم 2020 و 2021) وحاشيته، و ((تهذيب الكمال)) (4 / 328 - 329) وحاشيته.(5/417)
{وظنوا أنهم قد كُذِبوا} خفيفة.
__________
1150- سنده فيه عنعنة هشيم ومغيرة، ولكن الأثر صحيح عن تميم بن حذلم وعن ابن مسعود كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 596) للمصنِّف وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبي الشيخ.
وقد أعاده المصنف في آخر تفسيره سورة النمل (ل 162 / ب) من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مغيرة، به بلفظ فيه زيادة تتعلق بقراءة قوله تعالى: {وكلٌّ أتوه داخرين} .
ومن هذه الطريق أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (9 / 148 رقم 8675) من طريق المصنِّف.
وأخرجه عبد الرزاق في ((تفسيره)) (1 / 329) من طريق شيخه سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن شبرمة قال: أخبرني تميم بن حذلم ... ، فذكره بنحو لفظ المصنِّف في سورة النمل.
وهذا سند صحيح.
وأخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 303 رقم 20018) من طريق جحش بن زياد، عن تميم بن حذلم، به.
وله طريق أخرى يرويها سفيان الثوري، عن سليمان الأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن مسروق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أنه قرأ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أنهم قد كُذِبوا} مخففة. قال عبد الله: هو الذي تكره.
أخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص148 - 149 رقم 432) .
ومن طريقه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 305 - 306 رقم 20025 و 20026) ، واللفظ له.
وسنده صحيح أيضًا، وصححه الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (8 / 369) . =(5/418)
1151- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ (1) ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبيح (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} - قَالَ: لَمَّا أَيِسَتِ الرُّسُلُ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَهُمْ قومُهم، وَظَنَّ قومُهم أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبوهم، جَاءَ النَّصْرُ عَلَى ذَلِكَ فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ.
1152- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا أبو معاوية، قال: نا
__________
= ومعنى قوله: ((هو الذي تكره)) أوضحه ابن جرير بقوله:
((حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم، وظنّت الرسل أنهم قد كُذِبوا فيما وُعدوا من النصر)) .
(1) هو محمد بن خازم.
(2) المشهور بأبي الضُّحى.
1151- سند صحيح، وهو طريق آخر لما تقدم برقم [1147 و 1149] .
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 296 رقم 19987 و 19988) من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص148 رقم 431) عن الأعمش، به.
ومن طريق الثوري أخرجه ابن جرير برقم (19990) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا (16 / 299 رقم 20000) من طريق زائدة، عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 248 / ب) من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، به.(5/419)
الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَرَأْتُ سُورَةَ يُوسُفَ بِحِمْصَ، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا هَكَذَا أُنْزِلَتْ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَوَجَدْتُ مِنْهُ رِيحَ الْخَمْرِ، فَقُلْتُ لَهُ: أتكذِّب بِالْحَقِّ، وَتَشْرَبُ الرِّجْسَ؟ وَاللَّهِ لَهَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهِ لَا أَدَعُكَ حَتَّى أَضْرِبَكَ حَدًّا، قال: فضربه الحدّ.
__________
(1) هو النخعي.
1152- سنده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه كما سيأتي.
فقد أخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) (9 / 231 رقم 17041) .
والحميدي في ((مسنده)) (1 / 62 رقم 112) .
كلاهما عن سفيان بن عيينة.
والإمام أحمد في ((المسند)) (1 / 378 و 424 - 425) من طريق أبي معاوية وعبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد.
وحفص الدوري في ((قراءات النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -)) (ص113 رقم 65) من طريق أبي معاوية.
والبخاري في ((صحيحه)) (9 / 47 رقم 5001) في فضائل القرآن، باب القراء مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -، من طريق سفيان الثوري.
ومسلم في ((صحيحه)) (1 / 551 - 552 رقم 249) في صلاة المسافرين، باب فضل استماع القرآن، من طريق جرير بن عبد الحميد وعيسى بن يونس وأبي معاوية.
والنسائي في ((فضائل القرآن)) (ص110 - 111 رقم 105) من طريق عيسى بن يونس.
والبيهقي في ((سننه)) (8 / 315) في الأشربة، باب من وجد منه ريح شراب، ومن طريق يعلى بن عبيد. جميعهم عن الأعمش، به.(5/420)
باب
تفسير سورة الرعد
تَفْسِيرُ سُورَةِ الرَّعْدِ
[الْآيَةُ (4) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ
وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ ... } الْآيَةُ]
1153- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حُدَيْج بنُ مُعَاوِيَةَ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} -، قَالَ: الصِّنْوان: أَنْ يَكُونَ أَصْلُهَا (واحدًا) (3) ورؤوسها مُتَفَرِّقَةٌ، وَغَيْرُ صنْوان أَنْ تَكُونَ [ل144/ب] النَّخْلَةُ مُنْفَرِدَةً لَيْسَ عِنْدَهَا شَيْءٌ.
__________
(1) نقدم في الحديث [1] أنه صدوق يخطئ، ولكنه قد توبع.
(2) هو السبيعي عمرو بن عبد الله، تقدم في الحديث [1] أنه يدلِّس وتغير في آخر عمره، ولكن شعبة ممن روى عنه هذا الحديث، وهو ممن سمع منه قديمًا قبل تغيُّره، وروايته عنه مأمونة الجانب من التدليس.
(3) في الأصل: ((واحد)) .
1153- سنده فيه حديج بن معاوية وتقدم الكلام عنه، ولكنه لم ينفرد به، فالحديث صحيح كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 603 - 604) للمصنِّف والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.
وقد أخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص150 رقم 434) عن أبي إسحاق، به.
ومن طريق سفيان أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 335 - 336 رقم 20087 و 20089 و 20093) . =(5/423)
[الْآيَةُ (8) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ
وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} ]
1154- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا أَبُو بِشْرٍ (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} -، قَالَ: مَا زَادَتْ عَلَى التِّسْعَةِ الْأَشْهُرِ فَهِيَ الزِّيَادَةُ، وَهِيَ تَمَامٌ لذلك النقصان.
__________
= وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 188 / أ) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (20090 و 20091) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به، وسنده صحيح.
وأخرجه أيضًا برقم (20088 و 20092 و 20093 و 20098) من طرق أخرى عن أبي إسحاق.
وهو في ((تفسير مجاهد)) (ص324) من رواية عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، عن آدم بن أبي إياس، عن إسرائيل وشريك، عن أبي إسحاق، به.
(1) هو جعفر بن إياس، تقدم في الحديث [121] أنه ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير، وأما روايته عن مجاهد فضعيفة لأنه لم يسمع منه.
1154- سنده ضعيف لما تقدم عن رواية أبي بشر عن مجاهد.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 360 و 362 رقم 20166 و 20169 و 20177) من طريق هشيم عن أبي بشر.
وأخرجه أيضًا برقم (20167 و 20168 و 20173) من طريق شعبة، عن أبي بشر، به. =(5/424)
1155- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وما تغيظ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} -، قَالَ: إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ عَلَى وَلَدِهَا كَانَ نُقْصَانًا فِي الْوَلَدِ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى التِّسْعَةِ أَشْهُرٍ كَانَ تَمَامًا لَمَّا نَقَصَ مِنْهَا.
1156- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَتَّاب بْنُ بَشِيرٍ (2) ، عَنْ خُصيف (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: عَدَدُ كُلِّ يَوْمٍ يَزْدَادُ وَهِيَ حَامِلٌ يَكُونُ زِيَادَةً في أجل الحمل.
__________
= وأخرجه أيضًا برقم (20165 و 20170) من طريق خصيف الجزري، عن مجاهد.
ورواه أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، وهي الطريق الآتية.
(1) انظر الكلام عن روايته عن مجاهد في الحديث السابق.
1155- سنده ضعيف لما تقدم عن رواية أبي بشر عن مجاهد.
وانظر تخريجه في الحديث السابق.
(2) تقدم في الحديث [204] أنه لا بأس به إلا في روايته عن خصيف فإنها منكرة.
(3) هو ابن عبد الرحمن الجزري، تقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيء الحفظ.
1156- سنده ضعيف لما تقدم عن حال خصيف ورواية عتاب عنه.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 359 رقم 20165) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 254 / ب) .
كلاهما من طريق عبد السلام بن حرب، عن خصيف، لكن رواية ابن جرير جاءت عن خصيف عن مجاهد أو سعيد بن جبير، هكذا على الشك، وأما ابن أبي =(5/425)
1157- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ (1) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: الْغَيْضُ الْحَيْضُ فِي الْحَمْلِ، فَلَهَا بِكُلِّ يَوْمٍ حَاضَتْ فِي حَمْلِهَا (يَوْمٌ) (2) يَزْدَادُ فِي حَمْلِهَا حَتَّى تَتَوَفَّا الْحَمْلَ طَاهِرًا.
1158- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى (3) ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: الْغَيْضُ مَا دُونَ التِّسْعَةِ، وَمَا يَزْدَادُ: مَا فَوْقَ التسعة.
__________
= حاتم فعنده: عن خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَسَعِيدُ بْنُ جبير، عن ابن عباس، هكذا مقرونة، وزاد فيها: ذكر ابن عباس.
ثم أخرجه ابن أبي حاتم (4 / ل 255 / أ) من طريق مروان بن شجاع، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، به موقوفًا عليه.
(1) هو عاصم بن سليمان الأحول.
(2) في الأصل: ((يومًا)) .
1157- سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 609) لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 362 رقم 20180 و 20182) . وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 255 / أ) .
كلاهما من طريق عاصم، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا برقم (20178 و 20179 و 20183) من طريق داود بن أبي هند وعمران بن حدير، كلاهما عن عكرمة، به.
(3) هو الحسن بن يحيى البصري، سكن خراسان، روى عن الضحاك =(5/426)
[الْآيَةُ (11) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ... } الْآيَةُ]
1159- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَرُقَبَاءُ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمر الله) .
__________
= ابن مزاحم وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهما، لم يرو عنه سوى عبد الله بن المبارك، ذكره ابن حبان في ((الثقات)) ، وذكر ابن حجر في ((التهذيب)) أن ابن أبي مريم، قال: سألت يحيى بن معين عن الحسن بن يحيى، فقال: ((خراساني ثقة)) .
انظر ((تهذيب الكمال)) : (6 / 338 - 339) ، و ((تهذيب التهذيب)) (2 / 325 - 326) .
1158- سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 609) لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وأخرجه ابن جرير الطبري (16 / 363 رقم 20185 و 20188) من طريق عبد الله بن المبارك، به، وزاد فيه أن الضحاك ذكر أن أمه ولدته لسنتين.
ثم أخرجه ابن جرير أيضًا برقم (20184 و 20186 و 20187 و 20190) .
وابن أبي حاتم (4 / ل 254 / ب - 255 / أ) .
كلاهما من طريق جويبر بن سعيد، عن الضحاك، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (16 / 365 رقم 20199) من طريق عبيد بن سليمان، عن الضحاك، به، وفيه أنه ولد لسنتين وقد نبتت ثناياه.
1159- سنده صحيح، والظاهر أنها قراءة تفسيرية.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 614) للمصنِّف وابن جرير وابن =(5/427)
1160- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا رِبْعي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَارُودِ بْنِ أَبِي سَبْرَة (2) ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْجَارُودِ بْنِ أَبِي سَبْرَة (2) ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي (3) عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِالشَّامِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ مُسْتَحَمٍّ لَهُ وَقَدِ اغْتَسَلَ - وَأَنَا مستلقٍ - يَقْرَأُ: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا أَبَا سَبْرَةَ، لَيْسَتْ هُنَاكَ الْمُعَقِّبَاتُ، وَلَكِنْ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ خَلْفِهِ وَرَقِيبٌ بين يديه.
__________
= المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 375 - 376 رقم 20234) .
وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 256 / ب) .
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، به.
(1) هو رِبْعي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الجارود بن أبي سبرة الهُذَلي، البصري، صدوق كما في ((التقريب)) (1890) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (9 / 57 - 58) .
(2) هو الجارود بن أبي سَبْرَة - واسمه: سالم بن سلمة - الهُذَلي، أبو نوفل البصري، صدوق كما في ((التقريب)) (889) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (4 / 475 - 476) .
(3) هو سالم بن سلمة أبو سَبْرَةَ الهُذَلي، يروي عن ابن عباس وعبد اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وغيرهما، روى عنه ابن بريدة وأهل الكوفة، ذكره ابن حبان في ((الثقات)) (4 / 308) ، وقال عنه أبو حاتم الرازي: ((مجهول)) كما في ((الجرح والتعديل)) (4 / 182 رقم 788 و 789) ، وانظر ((ميزان الاعتدال)) (2 / 111 رقم 3050) ، و ((لسان الميزان)) (3 / 4 رقم 9) .
1160- سنده حسن لذاته، وأما جهالة أبي سبرة فلا تضر، لأن الراوي هو ابنه. =(5/428)
[الْآيَةُ (13) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ
وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ
فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} ]
1161- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ (1) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} - قَالَ: الرَّعْدُ: مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يسبح.
__________
= وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 614 - 615) للمصنِّف وابن جرير وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4 / ل 256 / ب) من طريق ربعي بن عبد الله، به نحوه.
وأخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 376 رقم 20235) من طريق قتادة، عن الجارود، به مختصرًا.
(1) هو الأسدي.
(2) هو ذكوان السَّمَّان فيما يظهر، وقد يكون أبا صالح باذام، فإن إسماعيل بن سالم سمع منهما كليهما كما في ((تهذيب الكمال)) (3 / 101) .
1161- سنده صحيح إلى أبي صالح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 622) لابن جرير والخرائطي وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (1 / 338 رقم 422) .
والخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (ص85) .
كلاهما من طريق هشيم، به.(5/429)
1162- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (1) ، قَالَ: نَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ (2) ، عَنْ زِيَادٍ الْجُعْفِيِّ (3) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: الصَّوَاعِقُ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ وَغَيْرَ الْمُسْلِمِ وَلَا تُصِيبُ ذَاكِرًا.
1163- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نَا هشيم، قال: نا إسماعيل
__________
(1) تقدم في الحديث [128] أنه ثقة حافظ، وكان يدلِّس أسماء الشيوخ.
(2) هو علي بن غراب - باسم الطائر - الفَزَاري، مولاهم، أبو الحسن، ويقال: أبو الوليد الكوفي، القاضي، صدوق وكان يدلِّس ويتشيَّع، وأفرط ابن حبان في تضعيفه كما في ((التقريب)) (4817) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (21 / 90 - 95) .
(3) لم أجد أحدًا بهذا الاسم وهذه النسبة يروي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ علي أو عنه علي بن غراب، لكن الذي يغلب على الظن أن علي بن غراب دلّسه أو مروان بن معاوية فإنه معروف بذلك، وهو زياد بن المنذر أبو الجارود الأعمى الكوفي، فهو الذي يروي عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين، فإن كان هو فهو كذاب؛ كذبه يحيى بن معين وغيره. انظر ((الجرح والتعديل)) (3 / 545 - 546 رقم 2463) ، و ((تهذيب التهذيب)) (3 / 386 - 387) ، و ((التقريب)) (2113) .
1162- سنده فيه زياد الجعفي، فإن كان هو ابن المنذر فالأثر موضوع على أبي جعفر الباقر.
وقد ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 627) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.(5/430)
ابن سَالِمٍ (1) ، عَنِ الحَكَم (2) ، قَالَ: تَنْزِلُ مَعَ الْمَطَرِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَكْثَرُ مِنْ وَلَدِ آدَمَ وَوَلَدِ إِبْلِيسَ.
1164- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَنْ سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ (فَلْيَقُلْ) (4) : سُبْحَانَ (مَنْ) (5) سبَّحْتَ لَهُ، سُبْحَانَ الله العظيم مرتين.
__________
(1) هو الأسدي.
(2) الظاهر أنه ابن عتيبة، لكن لم أجد من نصّ على إن إسماعيل بن سالم من الرواة عنه، وسماعه منه محتمل جدًّا، فكلاهما كوفي، وقد تعاصرا مدة طويلة، فالحكم بن عتيبة توفي ما بين سنة ثلاث عشرة ومائة وخمس عشرة ومائة كما في ترجمته في الحديث [28] ، وأما إسماعيل بن سالم فقد ذكره الذهبي في الطبقة الرابعة عشرة في كتابه ((تاريخ الإسلام)) (ص373 - 374، حوادث ووفيات 121 -140) ، وهم من توفي فيما بين سنة ثلاثين إلى أربعين ومائة.
1163- سنده صحيح إن كان إسماعيل سمع من الحكم.
(3) هو المِعْوَلي، تقدم في الحديث [144] أنه ثقة، لكن لم أجد من نص على أنه سمع من ابن عباس، ولا أظنه سمع منه؛ لأنه متأخر الوفاة، فوفاته كانت سنة تسع وعشرين ومائة.
(4) ما بين القوسين ليس في الأصل، وهي زيادة يقتضيها السياق.
(5) في الأصل: ((ما سبحت)) ، ووضع فوق ((ما)) إشارة، وكأن الناسخ أراد تصويبها، ولكن لم يُكتب شيء في الهامش.
1164- سنده رجاله ثقات، لكنه منقطع فيما يظهر بين غيلان بن جرير وابن عباس، وانظر الحديث الآتي بعده.(5/431)
1165- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سَلاَّم الطَّوِيلُ (1) ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ (2) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فُلَانٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مِنَ سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ، (فَقَالَ) (4) : سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فَإِنْ أَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ فعليَّ ديته.
__________
(1) هو ابن سُلَيم، أو: سَلْم، تقدم في الحديث [178] أنه متروك.
(2) هو ثَوْرُ بن يزيد بن زياد الكَلاَعي، ويقال: الرَّحَبي، أبو خالد الشامي، الحمصي، ثقة ثبت، إلا أنه يرى القدر. ((تهذيب الكمال)) (4 / 418 - 428) ، و ((تقريب التهذيب)) (869) .
(3) لم أهتد إليه، وقد روى ثور بن يزيد عن أربعة ممن اسمه: ((عبد الرحمن)) ، وهم: عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير، وعبد الرحمن بن سَلْم، وعبد الرحمن بن عائذ، وعبد الرحمن بن ميسرة كما في ((تهذيب الكمال)) (4 / 419) ، ولكن لم أجد أحدًا منهم ذُكر أنه يروي عن ابن عباس، وبكل حال فمعرفته لا تنفع ولا تضر، فإلإسناد هالك لأجل سلاّم الطويل.
(4) ما بين القوسين ساقط من الأصل، فاستدركته من الموضع الآتي من (الدرّ) .
1165- سنده ضعيف جدًّا لما تقدم عن سَلاَّم بن سُليم الطويل.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 624) للمصنِّف وابن المنذر.(5/432)
[الْآيَةُ (18) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا
لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ... } إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ
وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} ]
1166- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، قَالَ: نا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ فَرْقَدَ السَّبَخِيَّ (2) يقول: {سُوءُ الْحِسَابِ} : أَنْ لَا يَتَجَاوَزَ لَهُ عَنْ شيء.
__________
(1) في الأصل قبل هذا الأثر جاء الأثر الآتي برقم [1172] ، وإنما أخرته هناك لترتيب الآيات.
(2) هو فرقد بن يعقوب السَّبَخي، أبو يعقوب البصري، صدوق عابد، لكنه ليِّن الحديث، كثير الخطأ كما في ((التقريب)) (5419) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (23 / 164 - 169) .
1166- سنده صحيح إلى فرقد، لكنه روي أيضًا عن عون، عنه عن شهر بن حوشب، وعنه عن إبراهيم النخعي، فلا أدري ما وجه الصواب في ذلك.
فقد ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 635) وعزاه للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، لكنه ذكره من رواية فرقد عن شهر بن حوشب، مع العلم أن سعيد بن منصور رواه موقوفًا على فرقد، وهذه عادة السيوطي في كثير من الأحيان إذا كان في الرواية اختلاف حمل الرواية الناقصة على التامة.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 417 رقم 20337) من طريق يونس بن محمد، عن عون، عن فرقد، قال: قال لنا شهر بن حوشب: {سوء الحساب} : أن لا يتجاوز لهم عن شيء.
وسيأتي في الأثر بعده من رواية فرقد عن إبراهيم النخعي.(5/433)
1167- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ (1) ، عَنْ رَجُلٍ (2) ، عَنْ إبراهيم (3) ، قال: {سُوءُ الْحِسَابِ} : أَنْ يَأْخُذَ عَبْدَهُ بِالْحَقِّ.
[الْآيَةُ (23) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ
وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ... } الْآيَةُ]
1168- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ (4) ، يَقُولُ: {جَنَّاتُ عَدْنٍ} ، وَمَا يُدْرِيكَ مَا جَنَّاتُ عَدْنٍ؟ قَصْرٌ مِنْ ذَهَبٍ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ أَوْ حَكَمٌ عدل.
__________
(1) تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في الآخر.
(2) هذا المبهم يظهر أنه فرقد السبخي كما في الأثر السابق وكما سيأتي في التخريج.
(3) هو النخعي.
1167- سنده ضعيف لما تقدم عن حال خلف بن خليفة وإبهام شيخه.
وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 635) من رواية فرقد السبخي عن إبراهيم وعزاه للمصنِّف وابن جرير وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 417 - 421 رقم 20328 و 20332 و 20334) من طريق الحجاج بن أبي عثمان وحماد بن سلمة، كلاهما عن فرقد السبخي، عن إبراهيم النخعي، به.
(4) هو البصري. =(5/434)
[الْآيَةُ (28) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ
أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ]
1169- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ (1) - عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} - قَالَ: هُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[الْآيَةُ (29) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} ]
1170-[ل145/أ] حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو معاوية، عن
__________
= 1168- سنده صحيح إلى الحسن، ولكن لم يذكر الحسن ها هنا عمن أخذه، وقد يكون أخذه عن كعب الأحبار كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 638) للمصنِّف وابن المنذر وذكره أيضًا من رواية الحسن أن عمر قال لكعب: ما عدن؟ ... ، فذكره.
وعزاه لعبد بن حميد.
فقد يكون الحسن يذكره مرة عن نفسه، ومرة عن كعب الأحبار، وقد يكون اختلافًا عليه، فإن كان من روايته أن عمر قال لكعب فهو مرسل، لأن الحسن لم يسمع من عمر.
(1) هو ابن عيينة.
1169- سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 433 رقم 20362) من طريق أحمد بن يونس، عن سفيان بن عيينة، به.(5/435)
الْأَعْمَشِ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ أَبِي الأَشْرَس (1) ، عَنْ مُغيث بْنِ سُمَيّ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} - قَالَ: شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَيْسَ مِنْ أَهْلِ دَارٍ إِلَّا يظلُّهم غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِهَا، فِيهَا مِنْ أَلْوَانِ الثَّمَرِ، وَيَقَعُ عَلَيْهَا طَيْرٌ أَمْثَالُ البُخْت (3) ، فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ طَائِرًا دَعَاهُ حَتَّى يَقَعَ عَلَى خِوَانه (4) ، فَيَأْكُلُ مِنْ (أَحَدِ) (5) جَانِبَيْهِ شِوَاءً (6) ، وَالْآخَرِ قَدِيدًا (7) ، ثُمَّ يَطِيرُ فيذهب.
__________
(1) هو حَسَّان بن أبي الأَشْرَس منذر بن عمار الكاهلي، مولاهم، أبو الأشرس الكوفي، ثقة كما في ((الكاشف)) (1004) ، فقد وثقه النسائي وذكره ابن حبان في ((الثقات)) كما في ((تهذيب الكمال)) وحاشيته (6 / 12 - 13) . وحسان هذا ممن وافقت كنيته كنية أبيه، وهو جد الحافظ صالح جزرة.
(2) هو مُغيث بن سُمَيّ الأوزاعي، أبو أيوب الشامي، ثقة كما في ((التقريب)) (6875) ، وانظر ((تهذيب الكمال)) (28 / 348 - 350) .
(3) البُخْتُ: جمال طوال الأعناق كما في ((النهاية في غريب الحديث)) (1 / 101) .
(4) الخِوَان: ما يوضع عليه الطعام عند الأكل كما في المرجع السابق (2 / 89) .
(5) في الأصل: ((إحدى)) .
(6) كتبت في الأصل هكذا: ((شوى)) .
(7) القديد: اللحم المملوح المجفِّف في الشمس كما في المرجع السابق (4 / 22) .
1170- سنده فيه الأعمش وقد عنعن، ولكن تابعه منصور بن المعتمر كما سيأتي، فالأثر صحيح عن مغيث، لكن لم يذكر عمن أخذه.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 649 و 650) للمصنِّف وابن أبي =(5/436)
1171- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَلَفُ بن خليفة (1) ، عن
__________
= شيبة وهناد بن السرى في ((الزهد)) وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (13 / 98 - 99 رقم 15813) .
وهناد بن السرى في ((كتاب الزهد)) (1 / 101 رقم 120) .
كلاهما عن أبي معاوية، عن الأعمش، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (6 / 68) .
وأخرجه سفيان الثوري في ((تفسيره)) (ص153 و 154 رقم 453 و 454) عن الأعمش، به.
وأخرجه أبو نعيم في الموضع السابق من طريق ابن أبي شيبة، عن وكيع، عن الأعمش، به.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في ((الزهد)) (ص76 رقم 268 / زوائد نعيم) عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن حسان، به.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن جرير الطبري (16 / 438 رقم 20388) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (13 / 139 - 140 رقم 15928) .
ومن طريقه أبو نعيم في الموضع السابق وفي ((صفة الجنة)) (2 / 127 رقم 277) .
وأخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 411 رقم 20392) .
أما ابن أبي شيبة فمن طريق سفيان الثوري، أما ابن جرير فمن طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور، به.
(1) تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في الآخر.(5/437)
حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ (2) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَى الطَّيْرِ فَتَشْتَهِيهِ فَيَخِرُّ بَيْنَ يَدَيْكَ مَشْوِيًّا فَتَأْكُلُ مِنْهُ)) .
__________
(1) هو حميد بن عطاء، تقدم في الحديث [417] أنه متروك.
(2) هو الزُّبَيْدي، تقدم في الحديث [417] أنه ثقة، ولكن لا يُعرف له عن ابن مسعود شيء.
1171- سنده ضعيف جدًّا لما تقدم عن خلف بن خليفة وحميد بن عطاء الأعرج، ورواية عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ ابن مسعود.
وتقدم هذا الإسناد في الحديث [417] ، وذكرت هناك قول أبي حاتم الرازي عن حميد بن عطاء: ((ضعيف الحديث منكر الحديث، قد لزم عبد الله بن الحارث بن ابن مسعود، ولا يعرف لعبد اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ مسعود شيء)) ، وقول ابن حبان: ((منكر الحديث جدًّا، يروي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عن ابن مسعود نسخة كأنها موضوعة)) .
والحديث عزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (8 / 10) لابن أبي الدنيا في ((صفة الجنة)) والبزار وابن مردويه والبيهقي في ((البعث والنشور)) .
وقد أخرجه المروزي في ((زوائد الزهد)) لابن المبارك (ص510 رقم 1452) .
والحسن بن عرفة في ((جزئه)) (ص53 رقم 22) .
كلاهما من طريق خلف بن خليفة، به.
ومن طريق الحسن بن عرفة أخرجه البزار في ((مسنده)) (5 / 401 رقم 2032) ، ويحيى بن صاعد في ((زوائد الزهد)) لابن المبارك (ص510 رقم 1452) ، والبيهقي في ((البعث والنشور)) (ص205 - 206 رقم 318) ، والرافعي في ((التدوين)) (2 / 195) ، وابن الأبار في ((المعجم)) (ص299) . =(5/438)
[الْآيَةُ (23) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ
أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسْ الَّذِينَ آمَنُوا
أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا
تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ
حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} ]
1172- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، قَالَ: نا خَالِدُ بن عبد الله، عن
__________
= وأخرجه ابن أبي الدنيا في ((صفة الجنة)) (ص97 رقم 329) .
وأبو يعلى في ((مسنده)) - كما في ((المطالب العالية المسندة)) (ص719 نسخة الرياض) ، وهو في المطبوعة (4 / 404 رقم 4691) -.
والعقيلي في ((الضعفاء)) (1 / 268) .
والهيثم بن كليب في ((مسنده)) (2 / 282 رقم 858) .
وابن عدي في ((الكامل)) (2 / 689) .
وأبو نعيم في ((صفة الجنة)) (3 / 188 رقم 341) .
والبيهقي في الموضع السابق من ((البعث)) .
جميعهم من طريق خلف بن خليفة، به.
قال البزار: ((وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن عبد الله، ولا نعلم له طريقًا عن عبد الله إلا هذا الطريق، وحميد الأعرج هذا رجل كوفي، ليس بحميد المكي الذي روى عن مجاهد، ولا نعلمه يَروي إلا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، وهو حميد بن عطاء)) .
(1) هذا الحديث موضعه في الأصل بعد الحديث المتقدم برقم [1165] ، وإنما أخرته هنا لترتيب الآيات.(5/439)
حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ (1) ، قَالَ: قَرَأْتُ عِنْدَ عِكْرِمَةَ: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، فَقَالَ: أَمَّا هِيَ: {فَلْيَتَبَيَّنِ الَّذِينَ آمَنُوا} ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِشَهْرِ بْنِ حَوْشَب فَقَالَ: صَدَق، رَدَّني عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ.
1173- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ} - قَالَ: أَنْتَ تحلُّ قَرِيبًا مِنْ دارهم.
__________
(1) هو حنظلة بن عبد الله، تقدم في الحديث [449] أنه ضعيف.
1172- سنده ضعيف لضعف حنظلة، ولكن صح عن ابن عباس كما سيأتي أنه قرأها: (أفلم يتبيّن) .
فقد أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (16 / 452 رقم 20409) من طريق حنظلة، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ ابن عباس: {أفلم ييأس} يقول: أفلم يتبين.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في ((فضائل القرآن)) (ص174 رقم 55 - 50) من طريق شيخه يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه كان يقرأ: (أفلم يتبين الذين آمنوا) .
وسنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير برقم (20410) من طريق أبي عبيد، لكنه زاد: قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس.
وانظر تعليق الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - على الخبر.
(2) هو عبد الله بن أبي نجيح، تقدم في الحديث [184] أنه ثقة بما دلَّس، لكن روايته عن مجاهد صحيحة وإن كانت بالعنعنة. =(5/440)
[الْآيَةُ (41) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا
وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} ]
1174- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} - قَالَ: النُّقْصَانُ: (. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .) (1) .
1175- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، نا جُوَيْبِرٌ (2) ، عَنِ الضَّحَّاكِ (3) ، قَالَ: أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَفْتَحُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَرْضَ بَعْدَ الْأَرْضِ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ؟ بَلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ هم الغالبون.
__________
= 1173- سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 457 - 458 رقم 20424 و 20425) من طريق حماد بن زيد وورقاء بن عمر، كلاهما عن ابن أبي نجيح، به.
وأخرجه أيضًا برقم (20426 و 20428 و 20434) من طرق أخرى عن مجاهد.
(1) انتهى النص في الأصل عند قوله: ((النقصان)) ، وظاهر أن هناك نقصًا؛ إذ لم يبين معنى النقصان، وفي ((تفسير ابن جرير الطبري)) (16 / 496 رقم 20526) ، و ((تفسير مجاهد)) (ص330) من طريق ورقاء بن عمر، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد: {ننقصها من أطرافها} قال: موت أهلها.
1174- سنده صحيح على ما فيه من سقط، وتقدم تخريجه.
(2) هو ابن سعيد، تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًا.
(3) هو ابن مزاحم. =(5/441)
1176- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصين (1) ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ (2) - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} - قَالَ: الْقَرْيَةُ تَخْرَبُ نَاحِيَةٌ مِنْهَا.
[الْآيَةُ (43) : قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ
شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} ]
1177- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ (3) ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ (4) ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَنْ عنده
__________
= 1175- سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف جويبر.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 666) للمصنِّف وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 494 رقم 20518) من طريق عبيد بن سليمان، عن الضحاك، به، لكن شيخ ابن جرير في هذه الرواية مبهم، حيث قال: حُدِّثت عن الحسين ... ، فذكره.
(1) هو ابن عبد الرحمن السُّلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن الراوي عنه هنا هو خالد بن عبد الله الواسطي، وهو ممن روى عنه قبل تغيُّره.
(2) هو غزوان الغفاري.
1176- سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 667) للمصنِّف وابن المنذر.
(3) هو وضاح بن عبد الله.
(4) هو جعفر بن إياس.(5/442)
علم الكتاب} ، أَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ؟ فَقَالَ: وَكَيْفَ وَهَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ؟ وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقْرَأُ: {ومِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكتابُ} .
__________
1177- سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (4 / 669) للمصنِّف وابن جرير ابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ((ناسخه)) .
وقد أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (16 / 505 - 506 رقم 20556) من طريق المصنِّف، به.
وأخرجه برقم (20555) هو والنحاس في ((الناسخ والمنسوخ)) (ص212) من طريقين آخرين عن أبي عوانة، به.
وأخرجه ابن جرير برقم (20545) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن هارون، عن أبي بشر جعفر بن إياس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، هكذا بزيادة ابن عباس في سنده.
ورواية أبو عوانة أرجح، فعبد الوهاب بن عطاء متكلم في حفظه، وشيخه هارون لم يتبين لي من هو، لكن محقق الطبري توقّع في موضع قبل هذا (16 / 298 - 299) أنه هارون بن سفيان بن بشير، مستملي يزيد بن هارون المعروف بالدبك المترجم في ((تاريخ بغداد)) (4 / 25 رقم 7357) ، فإن كان هو فلم يذكر في ترجمته أن أحدًا وثقه، وإن لم يكن هو فينظر في أمره.(5/443)