شوقي إلى الكعبة الغراء قد زادا ... فاستحمل القلص الوجادة الزادا
واستأذن الملك المنعام زيد علا ... واستودع الله أصحاباً وأولادا(5/32)
فلما وصل هذا إلى السلطان كتب في طرة الكتابة ما مثاله: صدر الجمال المصري على لساني ما يحققه لك شفاهاً أن هذا شيء لا ينطق به لساني ولا يجري به قلمي فقد كانت اليمين عمياً فاستنارت فكيف يمكن أن تتقدم وأنت تعلم أن الله تعالى قد أحيا بك ما كان ميتاً من العلم فبالله عليك إلا ما وهبت لنا بقية هذا العمر والله يا مجد الدين يميناً بارة أني أرى فراق الدنيا ونعيمها ولا فراقك أنت اليمن وأهله. وذكره التقي الفاسي فقال: وكانت له بالحديث عناية غير قوية وكذا بالفقه وله تحصيل في فنون من العلم سيما اللغة فله فيها اليد الطولى وألف فيها تواليف حسنة منها القاموس ولا نظير له في كتب اللغة لكثرة ما حواه من الزيادات على الكتب المعتمدة كالصحاح، قلت وقد ميز فيه زياداته عليه فكانت غاية في الكثرة بحيث لو أفردت لجاءت قدر الصحاح أو أكثر في عدد الكلمات وأما ما نبه عليه من أوهامه فشيء كثير أشار إليه في الهامش بصفر وأعراه من الشواهد اختصاراً، ونبه في خطبته على الاكتفاء عن قوله معروف بحرف الميم وعن موضع بالعين وعن الجمع بالجيم وعن جمع الجمع بجج وعن القرية بالهاء وعن البلد بالدال وضبط ذلك بالنظم بعضهم بل أثنى على الكتاب الأئمة نظماً ونثراً وتعرض فيه لأكثر ألفاظ الحديث والرواة ووقع له في ضبط كثيرين خطأ فإنه كما قال التقي الفاسي في ذيل التقييد لم يكن بالماهر في الصنعة الحديثية وله فيما يكتبه من الأسانيد أوهام وأما شرحه على البخاري فقد ملأه بغرائب المنقولات سيما أنه لما اشتهرت باليمن مقالة ابن عربي وغلبت على علماء تلك البلاد صار يدخل في شرحه من قبوحاته الهلكية ما كان سبباً لشين الكتاب المذكور، ولذا قال شيخنا أنه رأى القطعة التي كملت منه في حياة مؤلفه وقد أكلتها الأرضة بكمالها بحيث لا يقدر على قراءة شيء منها قال ولم أكن أتهمه بالمقالة المذكورة إلا أنه كان يحب المداراة ولقد أظهر لي إنكارها والغض منها، ثم ذكر الفاسي أنه ذكر أنه ألف شرح الفاتحة في ليلة واحدة فكأنه غير المشار إليه وكذا ألف ترقيق الأسل في ليلة عند ما سأله بعضهم عن العسل هل هو قيء النحلة أو خرؤها فكأنه غير المتداول لكونه في نحو نصف مجلد وأنه وقف على مؤلفه في علم الحديث بخطه وأنه ذكر في مؤلفه في فضل الحجون من دفن فيه من الصحابة مع كونهم لم يصرح في تراجمهم من كتب الصحابة بذلك بل وما رأيت وفاة كلهم بمكة فإن كان في دفنهم به قول من قال أنهم نزلوا مكة فذلك غير لازم لكونهم كانوا يدفنون في أماكن متعددة. وقال أيضاً إن الناس استغربوا منه انتسابه للشيخ أبي إسحق وكذا لأبي يكر الصديق، ولذا قال شيخنا لم أزل أسمع مشايخنا يطعنون في انتسابه إلى الشيخ أبي إسحق مستندين إلى أن أبا إسحق لم يعقب قال ثم ارتقى درجة فادعى بعد أن ولى القضاء باليمن بمدة طويلة أنه من ذرية أبي بكر الصديق وصار يكتب بخطه محمد الصديقي ولم يكن مدفوعاً عن معرفة إلا أن النفس تأبى قبول ذلك، وقال الجمال بن الخياط فيما نقله عن خط الذهبي في الشيخ أبي إسحق أنه لم يتأهل ظناً وكذا أنكر عليه غيره تصديقه بوجود رتن الهندي وإنكاره قول الذهبي في الميزان أنه لا وجود له ويقول أنه دخل قريته ورأى ذريته وهم مطبقون على تصديقه قال الفاسي وله شعر كثير في بعضه قلق لجلبه فيه ألفاظاً لغوية عويصة ونثره أعلى وكان كثير الاستحضار لمستحسنات من الشعر والحكايات وله خط جيد مع الإسراع وسرعة حفظ بلغني عنه أنه قال ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر وقال أن أول قدومه مكة فيما علم سنة ستين ثم في سنة سبعين وأقام بها خمس سنين أو ستاً متوالية وتكرر قدومه لها وارتحل منها إلى الطائف وكان له فيه بستان وكذا أنشأ بمكة داراً على الصفا عملها مدرسة للأشرف صاحب اليمن وقرر بها مدرسين وطلبة وفعل بالمدينة كذلك ثم أعرض عن ذلك بعد موت الأشرف وله بمنى وغيرها دور، وحدث بكثير من تصانيفه ومروياته سمع منه الجمال بن ظهيرة وروى عنه في حياته ومات قبله بشهر. وترجمه الصلاح الأقفهسي في معجم الجمال بقوله: كتب عنه الصلاح الصفدي وبالغ في الثناء عليه وجال في البلاد ولقي الملوك والأكابر ونال وجاهة ورفعة وصنف التصانيف السائرة كالقاموس وغيره وولي قضاء الأقضية ببلاد اليمن وقدم مكة وجاور بها مدة وابتنى بها داراً. وطول المقريزي في عقوده(5/33)
ترجمته وقال أن آخر ما اجتمع به في مكة سنة تسعين وقرأت عليه بعض مصنفاته وناولني قاموسه وأجازني وأفادني. وكذا لقيه شيخنا بزبيد في سنة ثمانمائة وتناول منه أكثر القاموس وقرأ عليه وسمع منه أشياء وأورده في معجمه وأنبائه وقرض لشيخنا تعليق التعليق وعظمه جداً والتقي الفاسي وقرأ عليه أشياء وأورده في تاريخ مكة وذيل التقييد والبرهان الحلبي أخذ عنه تحبير الموشين في آخرين ممن أخذت عنهم كالموفق الأبي والتقي بن فهد وأرجو إن تأخر الزمان يكون آخر أصحابه موتاً على رأس القرن العاشر، وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية لكن باختصار جداً والتقي بن قاضي شهبة وغيرهما. مات وقد متع بسمعه وحواسه في ليلة عشرى شوال سنة سبع عشرة بزبيد وقد ناهز التسعين وكان يرجو وفاته بمكة فما قدر رحمه الله وإيانا. أنشدني شيخي بالقاهرة والموفق الأبي بمكة قال كل منهما أنشدني المجد لنفسه مما كتبه عنه الصفدي في سنة سبع وخمسين:ه وقال أن آخر ما اجتمع به في مكة سنة تسعين وقرأت عليه بعض مصنفاته وناولني قاموسه وأجازني وأفادني. وكذا لقيه شيخنا بزبيد في سنة ثمانمائة وتناول منه أكثر القاموس وقرأ عليه وسمع منه أشياء وأورده في معجمه وأنبائه وقرض لشيخنا تعليق التعليق وعظمه جداً والتقي الفاسي وقرأ عليه أشياء وأورده في تاريخ مكة وذيل التقييد والبرهان الحلبي أخذ عنه تحبير الموشين في آخرين ممن أخذت عنهم كالموفق الأبي والتقي بن فهد وأرجو إن تأخر الزمان يكون آخر أصحابه موتاً على رأس القرن العاشر، وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية لكن باختصار جداً والتقي بن قاضي شهبة وغيرهما. مات وقد متع بسمعه وحواسه في ليلة عشرى شوال سنة سبع عشرة بزبيد وقد ناهز التسعين وكان يرجو وفاته بمكة فما قدر رحمه الله وإيانا. أنشدني شيخي بالقاهرة والموفق الأبي بمكة قال كل منهما أنشدني المجد لنفسه مما كتبه عنه الصفدي في سنة سبع وخمسين:
أحبتنا الأماجد إن رحلتم ... ولم ترعوا لنا عهداً وإلا
نودعكم ونودعكم قلوباً ... لعل الله يجمعنا وإلا
وعندي في ترجمته بأول ما كتبته من القاموس فوائد منها قول الأديب المفلق نور الدين علي بن محمد بن العليف العكي العدناني المكي الشافعي وقد قرأ عليه القاموس
مذ مد مجد الدين في أيامه ... من بعض أبحر علمه القاموسا
ذهبت صحاح الجوهري كأنها ... سحر المدائن حين ألقى موس:
275 - محمد بن يعقوب بن محمد بن أحمد القدسي الشافعي. ممن عرض عليه النور البلبيسي بجامع المقسي في سنة اثنتين وتسعين وأظنه جد التاج المقسي لأمه وكتبته هنا ظناً.
276 - محمد بن يعقوب بن الإمام أمير المؤمنين المتوكل على الله أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد العباسي الهاشمي القاهري ابن أخي المستعين بالله العباس والمعتضد بالله أبي الفتح داود وسليمان وأخو أمير المؤمنين عبد العزيز وإسمعيل للأب ووالد خليل. ولد في رابع عشر رمضان سنة سبع عشرة وثمانمائة واشتغل عند الشمس البدرشي والجمال الأمشاطي والكمال الأسيوطي والشهاب الشار مساحي وغيرهم من الشافعية والعز عبد السلام البغدادي والسيف الحنفيين ولازم ثانيهما خمساً وعشرين سنة وذكر بفضل وخير وكونه خليقاً للخلافة مع التقلل والانجماع. مات في ضحى يوم الجمعة تاسع عشرى جمادى الثانية سنة إحدى وثمانين وصلي عليه بمصلى المؤمني ثم دفن بالمشهد النفيسي وأثنى الناس عليه رحمه الله.
277 - محمد بن يعقوب بن محمد بن صديق البرلسي أخو أحمد الماضي والآتي أبوهما. ولد قريب الستين وتعانى التجارة وكف بعد رمد طويل.
278 - محمد بن يعقوب بن يحيى بن عبد الله الجمال بن الشرف المغربي الأصل المدني المالكي الماضي حفيده النجم محمد بن التاج عبد الوهاب وأبوه في محليهما، ذكر لي حفيده أنه أخذ عن الوانوغي وغيره بل ارتحل إلى العجم وأقام هناك أربع سنين وأخذ عن شيوخه في العقليات وتميز ودرس وناب في القضاء بالمدينة النبوية وألف في الفقه وعمل في المنطق مقدمة وخمس البردة قال ومن نظمه:
طلبت للقلب بالأسفار لي راحه ... فلم تكن مهجتي في الحق مرتاحه
مذ غبت عن مربع الأحباب والساحه ... من كان مثلي فهل يستأهل الراحه
مات تقريباً قريب الثلاثين.(5/34)
279 - محمد بن يعقوب أفضل الدين المصري الشافعي. أخذ عن إبرهيم العجلوني واختص به من صغره وهلم جرا وتميز في الفضائل مع عقل وتؤدة؛ وطلب الحديث وقتاً وسمع من بقايا الشيوخ وكذا سمع بالقدس من جماعة وتولع بالنظم وتردد إلي كثيراً وكتب عني أشياء وسمع علي مناقب العباس تأليفي بحضرة أمير المؤمنين وسمعته ينشد قوله:
بروحي خود تخجل الشمس في الضحى ... بها مهج العشاق ليست بناجيه
أموت غراماً من مخافة خلفها ... وأهلك من هجرانها وهي ناجيه
وانقطع بمصر للتكسب بالشهادة قليلاً وغيره أروج منه فيها وهو الآن في سنة تسع وتسعين أمثل من بها فضلاً وعقلاً وانجماعاً.
280 - محمد بن يعقوب الجمال الجاناتي المكي سبط العفيف اليافعي أمه زينب وأخو الجمال بن موسى الحافظ لأمه وعبد الرحمن الماضيين. ولد بمكة ونشأ بها واشتغل بالفقه والعربية وتميز فيهما وانتفع في العربية وغيرها بزوج أمه خليل بن هرون الجزائري وأسمعه أخوه المشار إليه على جماعة وسافر صحبته في سنة اثنتين وعشرين إلى اليمن فأدركه أجله بزبيد منها في شوال سنة ثلاث وعشرين وهو في أثناء عشر الثلاثين وكان كثير الإقبال على العلم ومطالعة كتبه وفيه خير وحياء.
281 - محمد بن يعقوب الشمس البخانسي الدمشقي، ولي حسبة الشام ثم القاهرة في سنة اثنتي عشرة وكذا ولي وزارة دمشق. مات في ثالث المحرم سنة إحدى وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه.
282 - محمد بن يعقوب الطهطاوي ثم المكي البزاز بدار الأمارة ممن اشترى دوراً بمكة وعمرها. مات بها في عصر يوم الجمعة حادي عشرى جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وخلف دنيا وأولاداً. أرخه ابن فهد.
283 - محمد بن يلبغا ناصر الدين اليحياوي أحد الأمراء الصغار بدمشق وكان ينظر أحياناً في أمر الجامع الأموي. مات في المحرم سنة إحدى. قاله شيخنا في إنبائه.
محمد بن أبي اليمن. هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد.
محمد بن أبي اليمن الطبري جماعة منهم الزكي أبو الخير. مضوا في محمد بن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.
284 - محمد بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الحميد المقدسي ثم الدمشقي المقرئ المؤذن. ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة فيما قاله واقتصر عليه شيخنا في معجمه وقال في إنبائه أنه قبيل الخمسين وأسمع على زينب ابنة ابن الخباز وأخيهما محمد وغيرهما وحدث سمع منه شيخنا وقال في معجمه أنه كان مؤذناً بالجامع الأموي جهوري الصوت بالأذان مع كبر سنه. مات بطرابلس سنة ست وقيل في صفر سنة سبع وذكره في السنتين من إنبائه، وتبعه المقريزي في الثانية في عقوده.
285 - محمد بن يوسف بن إبراهيم الشمس الدمشقي القاري الأصل الشافعي ويعرف بابن القاري. ولد بدمشق ونشأ فحفظ القرآن وتعانى التجارة كأبيه وعمه وجماعته واشتغل ببلده وبمكة وبالقاهرة عند عبد الحق السنباطي وتميز وشارك بفهمه وتزوج ابنة عمه الحاج عيسى واجتمع بي بمكة وسألني في القراءة وعن بعض المسائل بل التمس مني كتابة شيء من أشراط الساعة ليتحفظها الأبناء فعملت جزءاً سميته القناعة بما يحسن التعرض له من أشراط الساعة واغتبط به. ونعم الرجل لطف الله به.
286 - محمد بن يوسف بن إبرهيم الشمس المتبولي ثم القاهري الشافعي المقرئ الضرير أحد صوفية الجمالية وقراء صفتها. اشتغل بالفقه والتجويد وتميز وشارك في الفضيلة وكان يسمع معنا عند شيخنا ومن شيوخه في القراآت السبع التاج بن تمرية والشمس العفصي وحبيب العجمي وتكسب بالرياسة في الجوق ونحوها وعاش إلى بعد الستين ظناً رحمه الله.
287 - محمد بن يوسف بن أحمد بن عدب الدائم فتح الدين الزواوي القاهري خال السراج بن الملقن. سمع مع ابن اخته كثيراً على الأحمدين ابن كشتغدي وابن علي المشتولي وأفاده ابن أخته فيما قاله شيخنا في معجمه وسمع عليه وقال أنه كان خياطاً خيراً. مات سنة سبع، وتبعه المقريزي في عقوده.(5/35)
288 - محمد ين يوسف بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن يوسف القرشي الزبيري البصري ويعرف بابن دليم وباقي نسبه في عم أبيه عبد الكريم بن محمد بن محمد الشهير بالجلال. قدم مكة في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ثم توجه منها إلى طيبة ثم عاد فمات في قفوله منها قريباً من ساحل جدة في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها سامحه الله. أرخه ابن فهد.
289 - محمد بن يوسف بن أحمد بن محمد الشمس الديروطي الشافعي المقرئ والد فاطمة الآتية ويعرف بابن الصائغ. حفظ القرآن الشاطبيتين وغيرهما وتلا بالسبع إفراداً وجمعاً على البرهان الكركي وبه انتفع وبلديه النور الديروطي بها بل وعلى النور بن يفتح الله السكندري والشمس محمد بن عرادة، وحج بعد الأربعين فتلا بالسبع أيضاً إلى المفلحون على الزين بن عياش ومحمد الكيلاني وأخذ أيضاً عن ابن الزين النحريري والشهابين ابن هاشم والقلقيلي السكندري وسرور المغربي والشمس العفصي وحبيب العجمي والنور البلبيسي الإمام وطاهر وابن كزلبغا وعبد الدائم وغيرهم ممن دب ودرج وتصدى للإقراء في بلده فانتفع به جماعة وكان مبارك التعليم ما قرأ عليه أحد إلا وانتفع ولم ينفك عن التعيش بالحياكة. مات في سنة أربع وستين بديروط ودفن بها عن نحو السبعين رحمه الله.
290 - محمد بن يوسف بن أحمد بن ناصر البهاء بن الجمال الباعوني الأصل الدمشقي. ممن ناب في القضاء عن ابن الفرفور ورأيت له أرجوزة ذيل بها على أرجوزة عمه في التاريخ التي انتهى فيها إلى الأشرف برسباي وصل فيها إلى سلطان وقتنا وأطال في متجدداته ومآثره بحيث كانت أشبه شيء بترجمته.
291 - محمد ين يوسف بن أحمد الشمس أبو الغيث المدعو قديماً عبد القادر ابن الجمال أبي المحاسن الصفي ثم القاهري الشافعي الآتي أبوه ابن أخت الجمال البدراني وإخوته ويعرف بابن الشيخ يوسف الصفي. ولد سنة أربع وعشرين وثمانمائة سنة وفاة أبيه ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وعرض على غير واحد كشيخنا والمحب بن نصر الله وقرأ الفقه والفرائض على السيد النسابة والبوتيجي والفقه خاصة على العماد بن شرف والفرائض فقط مع النحو على أبي الجود وأصول الفقه على الجمال الأمشاطي وإمام الكاملية في آخرين كالحناوي والعز عبد السلام البغدادي والبرهان بن خضر وابن حسان وأبي حامد بن التلواني ومما قرأه عليه مقدمته في النحو التعبير ولازم شيخنا مدة وسمع عليه الكثير وكذا سمع على خلق بالقاهرة ومكة وبيت المقدس والشام وغيرها وأقام في كل من هذه الأماكن زمناً، وممن سمع عليه بمكة أبو الفتح المراغي والتقي بن فهد وبالمدينة المحب المطري وببيت المقدس الجمال بن جماعة والتقي القلقشندي وكان معنا في السماع بدمشق وحضر فيها دروس غير واحد من علمائها كماهر في بيت المقدس وأكثر جداً ولم ينفك عن السماع بحيث سمع ممن هو دونه، وسافر أيضاً إلى المحلة وغيرها وأجاز له الكمال بن خير وابن الجزري والبرماوي والواسطي وخلق وسمع من لفظ الكلوتاتي الثقفيات وكذا سمع على رقية الثعلبية المنازع في شأنها وحصل الأسانيد والتراجم والوفيات وضبط وقيد وكتب بخطه جملة وأفاد وألم بالطلب وشارك في الجملة مع مزيد الاستقامة والتواضع والتقنع باليسير والتعفف والتودد والانجماع عن الناس جملة والرغبة في لقاء الصالحين حتى صار واحداً منهم والمداومة على حضور سعيد السعداء الذي ليس له غيره وقد اعتنى بجمع مناقب أبيه فحصل منها جملة وهو ممن سمع الكثير بقراءتي بل لازمني في الإملاء وغيره وراجعني كثيراً وقرأ علي أشياء ولبس مني الخرقة على قاعدته غير مرة وكتب نبذة من تصانيفي واستفدت منه أيضاً مع مبالغته في إجلالي وحدثني بعدة منامات رآها لي ولم يزل على حاله حتى مات في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ودفن عند أبيه بحوش سعيد السعداء وكان له مشهد هائل ويقال أن تركته وجلها كتب بلغت نحو مائتي دينار رحمه الله وإيانا.(5/36)
292 - محمد بن يوسف بن أبي بكر بن صلاح - وأسقط غير واحد أبا بكر - الشمس الدمشقي ثم القاهري الحنفي عم البدر محمد بن أبي بكر الماضي ويعرف بالحلاوي إما للمدرسة الحلاوية بحلب لكون أصلهم منها كما كان يقوله أو لكون والده وكان معتقداً بين الناس كان يبيع الحلوى الناطف في طبق كما قاله كثيرون بل قال المقريزي في عقوده أنه أنه كان من باعة أهل دمشق وأراذلهم يبيع شقات البطيخ تحت القلعة بفلس وبفلسين ويجعل الفلوس في عبه. ولد في سنة خمس وستين وسبعمائة بدمشق ونشأ بين الطلبة فأسمعه أبوه من جماعة كالعماد بن كثير وابن أميلة ونحوهما كما كان يخبر ووجد سماعه لبعض الصحيح من ابن الكشك، ثم قدم القاهرة وتوصل لخدمة الأمير يشبك وعمل التوقيع عنده وصحب الوزير البدر الطوخي وسعد الدين بن غراب فأثرى واشتهر وترقى حتى ولي نظر الأحباس مدة وناب في الحكم وولي الحسبة غير مرة ثم وكالة بيت المال سنة سبع وعشرين بعد موت ابن التباني إلى أن مات وكان حسن الشكالة كبير اللحية جداً معظماً عند الأكابر وأرباب الدولة مزجى البضاعة في العلم ولكنه حسن المحاضرة حلو النادرة ينمق الحكايات الشهيرة بحيث يود السامع لها أنها لا تنقضي. وممن عظم اختصاصه به الزين عبد الباسط وعين مرة لكتابة السر في أيام الناصر فرج فلم يتم ذلك. ذكره شيخنا في إنبائه وقال كان كثير المجازفة في النقل حدث بالقليل ومات في ليلة الجمعة سادس شوال وقال بعضهم في صبح يوم الجمعة سادس رمضان سنة أربعين بعد أن تمرض نحو خمسة أشهر بالفالج وغيره وفيه يقول بعض الشعراء:
إن الحلاوي لم يصحب أخا ثقة ... إلا محا شومه منه محاسنهم
السعد والفخر والطوخي لازمهم ... فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم
فالأولان ابنا غراب والوزير البدر الطوخي زاد شيخنا:
وابن الكوز وعن قرب أخوه ثوى ... والبدر والنجم رب اجعله ثامنهم
هما ابن الكويز العلم داود والصلاح خليل والبدر حسن بن المحب المشير والنجم بن حجي. وللشمس الدجوي الشاعر فيه أهاج منها قوله:
ظن الحلاوي جهلاً أن لحيته ... تغنيه في مجلس الإفتاء والنظر
وأشعريتها طولاً قد اعتزلت ... بالعرض باحثة في مذهب القدر
وقد سبق فقيل:
إن كان بطول اللحية يستوجب القضا ... فالتيس عدل مرتضى
293 - محمد بن يوسف بن بهادر ناصر الدين أبو عبد الله الأياسي - بكسر أوله ثم تحتانية نسبة لمعتق جده إياس - الغزي الحنفي الصوفي. ولد بغزة سنة ثمان وخمسين وسبعمائة تقريباً وكان يقول لا أعلم تعيينه إلا أن الفقيه علي بن قيس قال لي حج والدك سنة تسع وخمسين فولدت فيها قال وأنا أعرف أن مولدي في سنة حج والدي وإنما استفدت تعيين السنة من ابن قيس، ونشأ بها وسمع فيما أخبر بعد الثمانين على قاضيها العلاء أبي الحسن علي بن خلف الصحيحين والموطأ والشفا بجامعها العتيق العمري وأخذ عن ابن زقاعة في النحو وغيره وصحب الشمس العيزري وانتفع به وحمل عنه من نظمه وتصانيفه وغير ذلك وقدم عليهم غزة قاضياً الموفق الرومي الحنفي تلميذ أكمل الدين فلازمه في الفقه حتى أخذ عنه الكنز وغيره وفي العربية، وكذا أخذ الفقه أيضاً عن خير الدين خليل الرومي الحنفي قاضي القدس وبرع في العربية والفقه وأجاد الرمي وغيره من أنواع الفروسية، وكتب حواشي على الشامل لابن العز وغيره بل شرى نظم الزبد لابن رسلان، وتصدى للإقراء فانتفع به الفضلاء خلفاً عن سلف مع زهده وصلاحه وانجماعه عن الناس وتواضعه مع وجاهته وجلالته عند نواب بلده وغيرهم وكونه لم يغير زي الترك في ضيق أكمامه وثيابه وأما عمامته فكانت بمئزر ولها عذبة على طريق الصوفية ومكث أربعين سنة فأزيد ما مس بيده درهماً ولا ديناراً ولا فكر في معيشته بل جهاته تحمل لزوجته فتتولى الإنفاق. وممن أخذ عنه الحسام بن بريطع والشمس بن المغربي القاضي وقال أنه أنشد عنه من نظمه:
وما الدهر إلا ليله ونهاره ... وما الناس إلا مؤمن مكذب
فإن كنت لم تؤمن ولم تك كافراً ... فأين إذا يا أحمق الناس تذهب
وقوله مذيلاً ليقول العبد:
ولا تستثن في الإيمان واقنع ... بقول الصدر نعمان الكمال(5/37)
إذا صفت النفوس كسبن نوراً ... وشاهدن الجمال مع الجمالي
والعلاء الغزي فقيه المؤيد بن الأشرف إينال وبسفارة الشيخ استقر به إينال حين كان نائب غزة إمامه وحدث أخذ عنه جماعة كالعلاء بن السيد عفيف الدين وأجاز لي على يد ابن قمر وبلغني أنه أنشأ مدرسة تجاه داره، وكان في أول أمره مشهوراً بفرط التعصب لمذهبه ولم يزل على جلالته حتى مات في شوال سنة اثنتين وخمسين ودفن بمدرسته ولم يخلف بعده هناك مثله رحمه الله وإيانا.
294 - محمد بن يوسف بن الحسن بن محمود البدر بن العز الحلوائي الشافعي الآتي أبوه. قدم حلب في سنة تسع وعشرين وثمانمائة فحج وكتب عنه ابن خطيب الناصرية ترجمة والده وأقام بحصن كيفا يشغل الناس بالعلم حتى مات.
295 - محمد الجمال أخو الذي قبله قدم حلب سنة ثلاث وثلاثين وهو طالب ثم سافر إلى دمشق ثم منها إلى القاهرة قال شيخنا في إنبائه فقدمها في سنة أربع وثلاثين فأكرم ثم طلبه صاحب الحصن من الأشرف فجهزه إليه فعوجل. ومات بمصر فيها قال وكان فاضلاً في عدة علوم وما أظنه أكمل الأربعين سنة. قلت بل بلغني أنه أكمل الستين ولكن كانت لحيته سوداء رحمه الله.
296 - محمد الجلال أخو اللذين قبله ووالد العز وسف الآتي. قدم حلب أيضاً في سنة أربع وثلاثين ثم توجه منها لمصر فأكرمه الأشرف ورتب له رواتب وكانت لديه فضيلة فأقام بها مدة ثم طلبه صاحب الحصن منه فجهزه إليه مكرماً فلما وصل لحمص مات بها في سنة ثمان وثلاثين ظناً وممن أخذ عنه المتوسط والجاربردي وغيرهما التقى أبو بكر الحصني شيخ فضلاء الوقت.
297 - محمد بن يوسف بن حسين أبو عبد الله الحسني الحصكفي المكي والد محمد وأخو أحمد الماضيين ويعرف بابن المحتسب سمع على التقي بن فهد. ومولده في ربيع الثاني سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بمكة ومات وهو محرم في مغرب ليلة الأربعاء عاشر ذي الحجة سنة تسع وأربعين بأرض عرفة بعد أن نفر من الموقف الشريف رحمه الله.
298 - محمد بن يوسف بن خلد بن نعيم - ككبير - ابن مقدم بن محمد بن حسن بن غانم بن علي العز أبو الطاهر بن الجمال البساطي ثم القاهري المالكي المحقق نسبه في الشمس محمد بن أحمد بن عثمان والآتي أبوه. ولد في مستهل شوال سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً عرض بعضها وأخذ عن أبيه والجمال الأقفاصي وغيرهما وسمع على ابن الكويك مشيخة الرازي وغيرها وأجاز له أبوه والجمال الحنبلي والشمس الشامي بل وفي جملة سامعي مسلم عائشة ابنة ابن عبد الهادي وخلق، وحدث باليسير فأسمع الزين رضوان ولده عليه حديث وحشي من مشيخة الرازي واستقر في تدريس الفقه بالمؤيدية والنظر على القمحية بعد أبيه وكذا استنابه في القضاء حيث ما اجتاز قريبه الشمس البساطي في يوم موت أبيه واستمر ينوب عن من بعده بل عين لقضاء المالكية بدمشق ولبس الخلعة بذلك في سنة سبع وأربعين ثم بطل بعد يومين لكونه لم يكن محموداً ولذا جرحه المناوي في كائنة أبي الخير النحاس وامتحن بإدخال سجن أولى الجرائم ولزم من ذلك توقف الولوي السنباطي في عوده إلى النيابة إلا بعد ثبوت عدالته وتنفيذها على شافعي وأذن السلطان فيها وضمان دركه في المستقبل ففعل ذلك وكان الضامن له البدر بن الرومي النقيب. واستمر مؤخراً حتى مات في أوائل جمادى الأولى سنة أربع وستين بعد أن أجاز عفا الله عنه وإيانا.
299 - محمد بن يوسف بن خطاب السيد الشمس الأصبهاني التازي. سمع مني بمكة.
300 - محمد بن يوسف بن سعيد شمس الدين أو ناصر الدين أبو عبد الله بن الجمال الطرابلسي الحنفي المقرئ والد الصلاح محمد الماضي. ولد في يوم الجمعة عشرى جمادى الأولى سنة تسع وثمانمائة بطرابلس ونشأ بها فحفظ القرآن وأخذ القراآت عن الشهاب بن البدر وغيره وأتقن الميقات والحسان وولي مشيخة زاوية أرغون شاه ببلده حتى مات في سنة ثلاث وستين، وصفه السراج الحمصي في عرض ولده بالقاضي مؤتمن الملوك والسلاطين؛ وغيره بالشيخ الصالح الإمام إمام القراء وشيخ الفضائل طرا. وآخر بالأخ في الله تعالى والولي في ذاته القاضي شمس الدين الكاتب وقدم القاهرة بولده سنة ست وأربعين فعرضه على مشايخها ثم رجع به رحمه الله.(5/38)
301 - محمد بن يوسف بن سلمان بن محمد الصالحين ثم النيربي بفتح النون لسكناه النيرب ويعرف بزريق بتقديم المعجمة. سمع على محمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض وأحمد بن إبراهيم بن يوسف العطار وناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة ومحمد بن الرشيد عبد الرحمن بن أبي عمر ومما سمعه عليه نسخة أبي مسهر والعماد أبي بكر بن إبرهيم بن العز وأبي حفص البالسي وعبد الهل بن خليل الحرستاني وغيرهم وحدث سمع منه الفضلاء، وكان أبوه قيماً بالمسجد العتيق بالصالحية. مات.
302 - محمد ين يوسف بن سليمان بن عبد الله الشمس المصري البزاز الكتبي ويعرف بالأمشاطي. ولد سنة خمسين وسبعمائة أو التي قبلها وسمع على العز بن جماعة جزء ابن الطلاية وعلى الحسين بن عبد الرحمن التكريتي جزء بيبي وعلى الجمال عبد الله الباجي في آخرين كالمجد إسمعيل الحنفي وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى والموفق الأبي والزين رضوان وتكسب في حانوت ببيع الكتب دهراً وعرف بالخبرة التامة فيها مع ملازمة التلاوة والصيام والعبادة وحسن السيرة. وذكره شيخنا في معجمه فقال أجاز في استدعاء ابني وذكر لي ما يدل على أنه ولد سنة الطاعون العام. ومات سنة ثلاث وثلاثين وكانت له معرفة بالكتب وهو آخر من بقي بالكتبيين ممن عاصر القدماء؛ وتبعه المقريزي في عقوده رحمه الله.
محمد بن يوسف بن صلاح الحلاوي. مضى فيمن جده أبو بكر بن صلاح.
303 - محمد بن يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر بدر بن الجمال الكردي الكوراني القاهري الشافعي والد ستيتة وفاطمة وشيختنا أم الحسن المذكورات ويعرف بابن العجمي. تسلك بأبيه وكان فاضلاً. مات بعد الثمانمائة بيسير. أفاده لي ابن أخيه علي.
304 - محمد تاج الدين أخو الذي قبله ووالد محمد وعلي الماضيين. ممن تسلك بأبيه وتصدر بعده للإرشاد فانتفع به المريدون؛ وكان فاضلاً وجيهاً روى لنا عنه جماعة وذكره التقي بن فهد في معجمه وبيض له. مات سنة أربع عشرة عن سبعين سنة ودفن بالقرافة في زاوية أبيه. أفادنيه ولده علي أيضاً. محمد بن يوسف بن عبد الله الأمشاطي الكتبي. مضى قريباً فيمن جده سليمان أسقطه المقريزي.
305 - محمد بن يوسف بن عبد الرحمن التقي القرشي الدمشقي. ولد سنة نيف وستين وسبعمائة وتعانى المباشرات إلى أن استقر به نوروز في الوزارة بدمشق ثم في كتابة سرها، وولي قضاء طرابلس في سنة ست عشرة ثم عاد إلى دمشق وباشر التوقيع. واستمر ينوب في كتابة السر حتى مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وكان فاضلاً في فنه ساكناً كثير التلاوة منجماً عن الناس. قاله شيخنا في إنبائه.(5/39)
306 - محمد بن يوسف بن عبد الكريم الكمال بن الجمال القاهري سبط الكمال بن البارزي وأخو أحمد ووالد البدر محمد الماضيين والآتي أبوه ويعرف بابن كاتب جكم. ولد سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبويه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النحو وعرض على مشايخ الوقت بل على السلطان وقرأ في الفقه على الجلال البكري ولازمه بل وعلى المناوي في آخرين واستقر في نظر الجوالي بعد العلاء الصابوني في سنة سبعين وفيها حج حين كان صهره خير بك أمير المحمل وكان معه الولوي الأسيوطي فكان يكرر عليه في ماضيه والنور البرقي واستصحب معه الابتهاج بأذكار المسافر الحاج من تأليفي فكان يراجعني في بعض ألفاظه ومعانيه ورجع فاستمر في وظيفة أبيه نظر الجيش في سابع صفر التي تليها بعد صرف التاج بن المقسي واستقر أخوه عوضه في نظر الجوالي وتشاهم وتضاخم وتزايدت وجاهته وكثر التردد إليه والتمس مني المجيء له للقراءة علي فاعتذرت بعادتي في ترك التردد لأحد بسبب ذلك وكذا بلغني عن ابن أبي شريف وسلك الفخر الديمي مسلكه حيث تردد لقراءة من يقرا عليه بحضرته، وكثر تعلله بالقولنج ونحوه ومقاساته من الملك ما الله به عليم مرة بعد أخرى بحيث وضعه ليضربه إلى أن استأذن في الحج سنة تسع وثمانين وسافر فحج وتأخر هناك السنة التي تليها وتوجه في سابع جمادى الأولى إلى المدينة النبوية فوصلها في ثامن عشرة وقرأ هناك بالروضة النبوية على الشيخ محمد المراغي الشفا وباشر الخدمة مع الخدام وتصدق بما قيل أنه خمسمائة دينار مما لم يثبت وكان على خير وعاد فوصل مكة في شعبان فلم يلبث أن مات بعد انقطاعه ثمانية أيام في عصر يوم الخميس ثامن عشريه وبادروا لإخراجه ليدرك ليلة الجمعة في قبره فصلي عليه بعد العصر بساعة بعد النداء عليه فوق قبلة زمزم وشيعه خلق ثم دفن بفسقية كان مملوك أبيه سنقر الجمالي أعدها لنفسه قديماً من المعلاة رحمه الله وعفا عنه.
307 - محمد بن يوسف بن علم بن نجيب الدين الفارسكوري الحريري الشافعي إمام الجامع العتيق ببلده والموقت به بل وخطيبه أخو إبرهيم الماضي وذاك أكبرهما ويعرف بابن الفقيه يوسف. ولد قبل القرين بيسير وقرأ القرآن على أبيه وخطب وأم وحج ولقيته ببلده فكتبت عنه قوله:
وما أسفي إلا لأني واعظ ... وما اتعظت نفسي وضيعت أوقاتي
تظن بي الأصحاب خيراً ولم يروا ... ولم يعلموا حالي وقبح خطيئاتي
وما أحد مثلي به الذنب والخطأ ... وتجميع وزر ثم تكثير زلات
وكتبت عنه من قبلي ابن فهد وغيره كالبقاعي، وكان مشاركاً في الوقت والفرائض والنحو وغيرها صالحاً خيراً. ومات بعد أن كف تقريباً سنة بضع وسبعين.
308 - محمد زين الدين شقيق الذي قبله وأصغر أخويه ووالد أبي الطيب محمد الماضي. اشتغل بالقاهرة وغيرها وتميز في كثير من القراآت وشارك في الفقه والعربية وخطب كأخيه بل ولي أمانة الحكم ببلده مع امتناعه من قضائه وكتب بخطه من الربعات والمصاحف جملة وخطه جيد. ومات قبيل أخيه الذي قبله بعيد السبعين.(5/40)
309 - محمد بن يوسف بن علي بن خلف بن محمد بن أحمد بن سلطان البدر المكني أبا الرضى القاهري الشافعي الماضي أخوه علي والآتي أبوهما ويلقب بكتكوت. ولد في المحرم سنة سبع أو ثمان وثمانمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والجعبرية وغاية المأمول في علم الأصول لابن جماعة والملحة ولامية الأفعال لابن ملك والخزرجية، وعرض في سنة تسع عشرة فما بعدها على الجلال البلقيني والولي العراقي والشمس بن الديري وقارئ الهداية والجمال الأقفاصي المالكي في آخرين وسمع من الأولين وحضر دروسهما وكتب عن ثانيهما في أماليه وكذا حضر دروس البيجوري والشمس البرماوي والشرف السبكي في الفقه واشتغل في الفرائض على ابن المجدي وفي النحو على الحناوي والشمس بن الجندي والعز عبد السلام البغدادي وفي الأدبيات على البدر البشتكي والتقي بن حجة وسمع الكثير على ابن الجزري من مروياته ومؤلفاته وتظمه وكذا سمع بل وقرأ على الواسطي والزينين القمني والزركشي وشيخنا وأكثر عنه والشهاب بن المحمرة والفوى والشمس الشامي والكلوتاتي وغيرهم بالقاهرة والكمال بن خير بإسكندرية والبرهان الباعوني بالشام وبحث هناك في الفقه أيضاً على التقي بن قاضي شهبة والجمال بن جماعة بالقدس، ودخل أيضاً دمياط وغيرها وثبتت عدالته قديماً على الولي العراقي بشهادة والد الشرف المناوي والجمال عبد الله النابتي ولكن لم يكتب إسجاله إلا بعد وفاته في الأيام العلمية، وحج مراراً أولها في سنة أربع وعشرين وكتب التوقيع بالقاهرة ودمشق وأول ما ولي توقيع الإنشاء سنة ست وعشرين وتوقيع الدست بعد وفاة البدر بن البرجي بل كان ممن عين في صوفية المؤيدية فلما شخص للواقف رآه أمرد فامتنع من تقريره ثم عين في صوفية الأِرفية واستقر في إمامة القصر وقراءة الحديث بالمحمودية والعشقتمرية والإعادة للمحدثين بالظاهرية القديمة وفي درس الشافعي والشهادة بالعمائر السلطانية؛ وباشر توقيع الحكم والعقود عن شيخنا بل أذن له في سماع الدعوى بالوجه البحري كدمياط وإسكندرية فيما ذكر وعن العلم البلقيني في دهشور وبرنشت من عمل الجيزية ثم في الجيزة ثم أضاف إليه القضاء بالقاهرة ومصر فباشره بعدة مراكز أحدها باللوق واستمر ينوب عن من بعده ولم يحصل من ذلك على طائل مع تموله وما في حوزته من عقار وكتب وجهات وضيق مصرفه. وكان بديع التنكيت كثير الاستحضار لما أدركه من الوقائع والحوادث متقناً لذلك عارفاً لما بالأيدي من الوظائف لا يشذ عنه من ذلك إلا النادر حسن المحاضرة قاسى الناس منه شدة تمقته بسببها كثيرون ولكنه حسن حاله بأخرة وصار منخفض الجماح غالباً وتزايدت السخرية من مهملي الشبان به؛ وامتحن بضرب الأمير أزبك وسجنه بسبب غير مستحق لذلك وعسى أن يكفر عنه بهذا كله. وقد وصفه شيخنا بالشيخ المحدث المشتغل الفاضل ومرة بالفاضل المحدث المجيد الأوحد ومرة بالموقع حسبما قرأت ذلك بخطه وكتب المحب البغدادي الحنبلي بسببه حين تنازع مع العز الفيومي في صرة بسماع الحديث بالقلعة إلى جوهر الخازنداري رسالة يحضه فيها على تعيينها للبدر فكان فيها كما قرأته بخطه أيضاً أن حاملها الشيخ بدر الدين له إلمام بعلم الحديث النبوي وقرأ من كتبه كثيراً وهو أهل لسماع البخاري وأولى من غيره، وكذا أثنى عليه بما هو قريب من هذا القاضي سعد الدين بن الديري واعتمده التقي المقريزي في تاريخه وقرضت له أربعين حديثاً أعنته في تخريجها وكثر تردده إلي بسببها ثم ما برح ملازماً لي حتى علقت من فوائده ونظم بعض شيوخه وغير ذلك، بل ومن نظمه ما أسلفته في خير الدين الريشي وتبعني في تقريضها غير واحد وحدث بعد ذلك بكثير من مروياته قرأ عليه غير واحد ممن لم يعرف بالطلب وكان يمسك معه نسخة بالمقروءة ومهما أشكل عليه يراجعني فيه بعد وأما البقاعي فإنه ترجمه لكونه ساعده في جامع الفكاهين بقوله القاضي أبو الرضا أحد نواب الحكم والموقعين ثم قال في وقت آخر الفاضل المشهور بكتكوت وربما عرف بالعاق بتشديد القاف لأنه كان يعق أبويه فكان أبوه شديد الغضب عليه وكذا بلغني عن أمه وليس ذلك ببعيد لأنه مطبوع على الثقالة وكثافة الطبع وسوء المزاج وله وقائع مشهورة تنبئ عن قلة اكتراث بالدين قال وطلب الحديث فقرأ وسمع فأكثر عن مشايخنا وغيرهم ولم يزل ينظم وينثر حتى صار يقع(5/41)
على النكتة المقبولة وينظمها مطبوعة في الحين بعد الحين ثم روى الكثير من نظمه ومن ذلك ما كتب به للكمال بن البارزي بدمشق:لى النكتة المقبولة وينظمها مطبوعة في الحين بعد الحين ثم روى الكثير من نظمه ومن ذلك ما كتب به للكمال بن البارزي بدمشق:
أمولائي كمال الدين يا من ... بلا بدع رقى رتب المعالي
وحقك من فراقك زاد نقصي ... لأني قد حجبت عن الكمالي
قلت وكذا تشاحن مع أخيه بحيث هجاه بما هو عندي في موضع آخر بل سمعت أنه جمع شيئاً فيه ذكر الناس ولقد قال لي الخواجا ابن قاوان ما رأيت سلم من لسانه غيركم فأضفت هذا لما أعتقده من جلالتكم أو نحو هذا. وبالجملة فما كان في مجموعه من يزاحمه، ورام غير مرة التوجه على قضاء المحمل. فما تيسر ثم تحرك للتوجه في موسم سنة سبع وثمانين بعد أن أوصى بما فيه خير وبر ومن ذلك وقف منزل سكنه المطل على بركة الفيل وغير ذلك وجعل النظر فيه للبدر السعدي الحنبلي وأخذ معه هدايا برسم ابن قاوان على نية المجاورة فأدركه أجله وهو متوجه في ذي القعدة منها وبيع الكثير مما كان معه في الطريق من سكر وزاد ونحو ذلك رحمه الله وسامحه وإيانا. محمد بن يوسف بن علي أبو الطيب القنبشي المكي التاجر. في الكنى.
310 - محمد بن يوسف بن عمر بن يوسف الحلبي النجار الماضي أبوه. ممن سمع مني.
311 - محمد بن يوسف بن عمر الشمس البحيري ثم الأزهري المالكي ويعرف بالخراشي. قدم القاهرة فحفظ القرآن وجوده واشتغل على الزينين عبادة وطاهر وسافر معه إلى مكة وجاور معه ومع غيره وكذا سمع على شيخنا وغيره ومما سمعه الختم في الظاهرية القديمة وتنزل في صوفية سعيد السعداء وغيرها وخطب بمدرسة ابن الجيعان نيابة وكان خيراً سليم الفطرة مديماً للحضور عندي في الإملاء وغيره، وربما حضر عند بعض متأخري المالكية. مات في أوائل شوال سنة ست وثمانين وما أظنه قصر عن السبعين رحمه الله وإيانا.
312 - محمد بن يوسف بن أبي القسم بن أحمد بن عبد الصمد الجمال الأنصاري الخزرجي المكي الحنفي ويعرف بابن الحنيفي بفتح أوله وكسر ثانيه. حفظ الأربعين النووية والعمدة في أصول الدين لحافظ الدين النسفي والمنار في أصول الفقه والكنز في الفقه وألفية شعبان الآثاري في النحو المسماة كفاية الغلام في إعراب الكلام وعرض على جماعة منهم شعبان في سنة اثنتي عشرة والمنار فقط على الزين المراغي وأجازه واشتغل وقرر في طلبة درس يلبغا بالمسجد الحرام وسمع على الجمال بن ظهيرة في سنة أربع عشرة مسند عائشة للمروزي وأشياء وكان يتردد إلى نخلة وأعمالها ولعله كان إماماً ببعض محالها. مات بمكة في ذي الحجة سنة ست وأربعين. أرخه ابن فهد.
313 - محمد بن يوسف بن قاسم بن فهد المكي ويعرف بابن كحليها. مات بها في صفر سنة سبع وسبعين. أرخه ابن فهد.
314 - محمد بن يوسف بن أبي القسم بن يوسف الغرناطي المواق. مات سنة ثمان وثلاثين.
315 - محمد بن يوسف بن محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن بحتر - بضم الموحدة والفوقانية بينهما مهملة - الدمشقي الصالحي الحنفي. سمع في سنة اثنتين وثمانمائة على عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسي وعلى أحمد بن محمد المرداوي وعمر بن محمد البالسي والمحب بن منيع من محمد بن جرير الطبري إلى آخر المعجم الصغير للطبراني، وحدث سمع منه الفضلاء وكان نزيل مسجد الشركسية بالصالحية. مات.
316 - محمد بن يوسف بن محمد بن معالي الشمس أبو الفضل بن الجمال القرشي المخزومي الدمشقي ثم المصري الشافعي والد محمد وأخو الشهاب أحمد أبي محمد المذكورين ونزيل الحرمين ويعرف بابن الزعيفريني. سمع على شيخنا والمجد البرماوي ومما سمعه منه السيرة النبوية لابن هشام بقراءة ابن حسان بل قرأ على العز بن الفرات. وذكر لي ولده أن مجموع إقامته بالمدينة أربعاً وعشرين سنة لم يتخللها إلا اليسير في الحج وبعض مجاورة بمكة وكان فاضلاً خيراً متعبداً كثير المحاسن أخذ عنه غير واحد وصحبه يحيى بن أحمد الزندوي وحكى لنا عنه ما سيأتي في ترجمته وكتب عنه حسين الفتحي شيئاً من نظم أخيه أحمد. مات في يوم الأربعاء ثامن عشرى ذي الحجة سنة ست وستين بمكة ومن أرخه سنة سبع وخمسين فقد غلط رحمه الله ونفعنا به.
محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف السيوطي. في ابن أبي الحجاج.(5/42)
317 - محمد بن يوسف بن محمد المقسي ويعرف بزغلول. ممن سمع مني بالمدينة.
318 - محمد بن يوسف بن محمود بن محمد بن داود الشمس ابن شيخ الشيخونية العز أبي المحاسن بن الجمال الطهراني. بالمهملة نسبة لقرية من قرى الري - الرازي الأصل القاهري الحنفي القاضي ويعرف بالرازي. ولد في وقت الزوال يوم السبت ثاني عشر ربيع الأول سنة أربع وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واستغل وسمع على ابن حاتم والجمال عبدا لرحمن بن خير وغيرهما وتصدر بالزمامية المجاورة لسويقة الصاحب وناب في القضاء قديماً وكان ينسب إلى مزيد تساهل سيما في الاستبدالات وصاهره الشرف عيسى الطنوني على ابنته وحدث بالبخاري وغيره سمع منه الفضلاء. ومات وقد عمر في أحد الربيعين سنة سبعين عفا الله عنه وإيانا.
319 - محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف الشمس أبو الفضل المنوفي ثم القاهري الشافعي أخو الشرف موسى الآتي ويعرف بزين الصالحين. ولد سنة خمس وثمانمائة بمنوف ونشأ بها فحفظ القرآن وعقيدة الغزالي والمنهاجين الفرعي والأصلي والملحة وألفية ابن ملك عند أبيه وقدم القاهرة فعرض على جماعة وقطنها مديماً للاشتغال في الفقه واصله والعربية وغيرها فكان ممن أخذ عنه الفقه الشرف السبكي وبه انتفع والجمال الأمشاطي والونائي والعلم البلقيني والشهاب المحلي خطيب جامع ابن ميالة وعنه أخذ في ابتدائه العربية وأخذ في الفرائض والحساب وغيرهما من الفنون عن ابن المجدي وفي العربية والصرف والمنطق وغيرها عن العز عبد السلام البغدادي وفي العربية فقط عنا لحناوي وسمع من شيخنا في الأمالي وغيرها وكذا سمع الزين الزركشي وغيره ولا زال يدأب حتى أذن له في التدريس والإفتاء وتصدى للإقراء في حياة بعض شيوخه بجامع الأزهر وبالناصرية وغيرهما كالمسجد الكائن بخط الجوانية وبالمدرسة الكائنة بقنطرة طقزدمر جوار سكنه، وقسم الكتب وولي مشيخة التصوف بالبيبرسية بعد شيخه السبكي ولم ينفك عن الاشتغال حتى مات في صفر سنة خمس وخمسين وكان فقيهاً فاضلاً خيراً ساكناً قانعاً متودداً رحمه الله وإيانا.
320 - محمد بن يوسف بن يوسف بن محمد بن السلطان أبي الحجاج. ثار على صاحب غرناطة محمد بن نصر فأمده أبو فارس بحيث رجعت إليه وقتل وذلك في سنة ثمان وثلاثين.
321 - محمد بن يوسف بن يوسف بن محمد المغربي التونسي الأصل ثم المكي ويعرف بالمطرز سمع في سنة تسع وستين وسبعمائة من زينب ابنة أحمد بن ميمون التونسي بلدانيات السلفي ومن عبد الوهاب القرشي مشيخته والمسلسل وحدث سمع منه الفضلاء كالتقي بن فهد وذكره في معجمه وكان شديد الأدمة قاضياً لحوائج أصحابه. مات شهيداً سقط عليه بيته في ليلة الجمعة مستهل ذي الحجة سنة ست وعشرين بمكة وصلي علي ضحى ودفن المعلاة رحمه الله وسامحه وذكره الفاسي باختصار.
322 - محمد بن يوسف الشمس بن الجمال البرلسي ويعرف بابن سويجة. ممن سمع مني.
323 - محمد بن يوسف الشمس بن النجم المدني الحنفي ويلقب بالذاكر. ممن سمع مني بالمدينة. ومات في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين بعد أن أثكل ولديه أحمد ويحيى في التي قبلها.
324 - محمد بن يوسف الشمس القاهري إمام الصيرمية بالجملون ويعرف بابن القليوبية. اشتغل قليلاً وسمع من شيخنا وغيره وتكسب وتنزل في سعيد السعداء وكان مختصاً بالعلاء القلقشندي لسكناه بمحل إمامته خيراً ساكناً. مات قبل الستين وأظنه زاحم السبعين رحمه الله.
325 - محمد بن يوسف الحمامي. مات بمكة في شعبان سنة ستين. أرخه ابن فهد.
326 - محمد بن يوسف السكندري المالكي ويعرف بالمسلاتي فقيه أهل الثغر. درس وأفتى، وكان عارفاً بالفقه مشاركاً في غيره انتهت إليه رياسة العلم مع الدين والصلاح. مات سنة خمس. ذكره شيخنا في إنبائه ولقيه يحيى العجيسي بالثغر فسمع عليه في البخاري وهو القائل أنه يعرف بالمسلاتي رحمه الله.
محمد بن يوسف الصالحي المؤذن. مضى فيمن جده إبرهيم بن عبد الحميد.
محمد بن يوسف العجمي. فيمن جده عبد الله بن عمر بن علي بن خضر.(5/43)
327 - محمد بن الجمال يوسف الكيلاني نزيل القاهرة وحالق لحيته بحيث يقال له قر ندل. قيل أنه كان من أكابر العلماء مع ميله للتصوف وموافقته لأهل السنة والجماعة وقد استقر به الملك في مشيخة القبة التي بالصحراء بعد تمنع وتورع، ومن شيوخه الظهير التزمنتي وكان شافعياً. مات في شعبان سنة سبع وتسعين عن نحو الثمانين رحمه الله. محمد بن يوسف المطرز. فيمن جده يوسف بن محمد.
328 - محمد بن يوسف الجمال المقدسي قاضي مقدشوه. مات بمكة في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين. أرخه ابن فهد.
329 - محمد بن يوسف الهروي الشافعي أحد الفضلاء الآتي أبوه ويعرف بابن الحلاج بحاء مهملة ثم لام ثقيلة بعدها جيم. ولد قبيل القرن بيسير وأخذ عن أبيه وغيره وشهد له شيخنا في سنة سبع وثلاثين من أنبائه أنه زكى عارف بالطب وغيره وعلى ذهنه فوائد كثيرة وعنده استعداد قال وكان يزعم أنه يعرف مائة وعشرين علماً انتهى. وهو ممن أخذ عنه الفضلاء وانتفعوا به وكان من أخذ عنه الخواجا الشهاب أحمد قاوان. مات في. محمد بن يوسف. في ابن إبرهيم بن يوسف.
330 - محمد بن يونس بن حسين المحب بن الشرف ذي النون الواحي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه. كان متكسباً بالشهادة مديماً للسماع عند شيخنا في رمضان ولكتابة الإملاء مع إحضار عدة محابر وأقلام وورق يحسن بها لمن لعله يحتاج لها محتسباً بذلك. مات سنة ست وخمسين رحمه الله.
331 - محمد بن يونس بن محمد بن عمر المحب بن الشرف بن الحسام بن الركن البكتمري الحنفي حفيد أم هانئ الهورينية وابن أخي السيف الشهير ووالد أحمد وعبد الرحمن ويحيى الآتي جدهم ويعرف بابن الحوندار. ولد في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ومات أبوه وهو ابن ثلاث سنين فنشأ في كنف عمه المذكور وحفظ القرآن وغيره ولازم دروس عمه وتدرب به، وأجاز له مع أبيه في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين باستدعاء ابن فهد خلق وزوجة عمه ابنة الزين قاسم الحنفي فاستولدها من ذكر. وهو خير متعبد ساكن مشارك في الجملة تنزل في الصرغتمشية والشيخونية وغيرهما من الجهات وأكثر من الحضور عندي في الأولى بل سمع الكثير بقراءتي على جدته وابن الملقن والحجازي وخلق كنا نستحضرهم معها ونعم الرجل.
332 - محمد الشمس بن يونس. ممن ولي القضاء بالقدس وغيره، وحج في سنة سبع وتسعين وتوجه بعد الحج راجعاً فأدركته المنية فرجعوا به إلى المعلاة فدفن بها.
333 - محمد بن يونس ناصر الدين الشاذلي سبط ابن الميلق. أحد المباشرين بباب الشافعي وكان خصيصاً بابن شيخنا ويلقب بالوزة. كان أبوه فقيراً فصاهر هو الشمس بن خليل المقرئ شاهد وقف الأشرفية برسباي فلما مات استقر في أكثر جهاته وصار يلبس الفرجية الهائلة ونحو ذلك ويحضر سعيد السعداء مع كون أبيه وأقربائه بهيئة الفقراء وكانه لذلك لقب بما تقدم، ثم ناب في القضاء عن شيخنا وباشر في الأوقاف الحكمية وغيرها. مات في صفر سنة خمس وخمسين.
334 - محمد بن يونس الدوادار. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين.
335 - محمد بن القاضي أمين الدين بن الأمير سليم بن محمد زائد الحصاري السمرقندي الشافعي. سمع مني وعلي بالمدينة النبوية أشياء من تصانيفي وغيرها وكتبت هل إجازة.
336 - محمد جلال الدين بن بدر الدين بن إبرهيم المصري الوكيل أبوه ويعرف بابن نقيشة - بنون وقاف ومعجمة مصغر - ممن سمع مني مع فقيهه بمكة في سنة ست وثمانين ثم اشتغل بالتكسب هناك.
337 - محمد الشمس بن سعد الدين الخازن لكتب الشيخونية والمعروف أبوه بالخادم لكونه خادمها. جود الكتابة على ابن الصائغ ظناً وتصدى لتعليمها بالأزهر وغيره وكان خيراً ساكناً يقرئ أيضاً النحو وغيره وممن قرأ عليه في ابتدائه الشمس البلبيسي الفرضي. ومات في سنة بضع وستين وأظنه كان حنبلياً.
محمد الشمس بن الشرف الششتري المدني المقرئ. مضى في ابن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الغني. محمد بن بهاء الدين بن البرجي. مضى في محمد بن محمد بن محمد.
محمد بن تقي الدين الجهيني. في ابن أبي بكر بن أحمد.
338 - محمد بن جمال الدين بن درويش الأردبيلي نزيل حلب وأخو أحد فضلائها الكمال محمد الشافعي - قدم القاهرة صحبة عبد القادر بن الأبار فسمع علي ومني أشياء ورجع في رجب سنة تسع وثمانين.
محمد بن شرف الدين الششتري. أشير إليه قريباً.(5/44)
محمد بن مجد الدين المكراني المكي. في ابن إسمعيل بن إبرهيم وفي ابن عبد القادر بن إبرهيم.
محمد بن مظفر الدين. مضى في ابن محمد بن عبد الله بن محمد.
محمد بن ناصر الدين الجندي. هو ابن محمد بن بخشيش.
339 - محمد بن نور الدين الجيزي الأصل نزيل النحرارية. صحب محمد العطار خاتمة أصحاب يوسف العجمي وزوجه بابنته ورزق منها أولاداً وأقام بعده بزاويته في النحرارية فانتفع به المريدون إلى ان مات بها قبيل الخمسين وممن أخذ عنه محمد الزيات المتوفي بمكة.
340 - محمد بن الشيخ فلان الدين الحلوائي. مات في يوم الخميس رابع عشرى صفر سنة تسع عشرة مطعوناً وكان كثير المجازفة في القول سامحه الله. قاله شيخنا في إنبائه.
341 - محمد المعروف بابن آملال - ومعناه بلسان البربر الأبيض - أبو عبد الله المغربي. كان مفتي المغرب في وقته ولم تطل مدته فيها أقام سنة ثم مات بالطاعون الذي كان هناك سنة ست وخمسين.
342 - محمد البدر بن بطيخ والد أحمد الماضي. له ذكر في أخيه علي.
343 - محمد البدر بن الجباس. مات في ربيع الأول سنة ست وتسعين وكان يخالط الولوي الأسيوطي والعضدي شيخ الظاهرية وغيرهما ويتجر رحمه الله.
344 - ممد البدر بن أبي الهول أخو عبد القادر الماضي. مات في صفر سنة ست وتسعين عن اثنتين وخمسين وكان يباشر في ديوان الأشراف وغيره.
محمد البدر بن العصياتي الحمصي. مضى في ابن إبرهيم بن أيوب.
345 - محمد البدر بن المصري وابن الخريزاتي. أحد من استنابه الصلاح المكيني والشاهد تجاه الصالحية. مات في جمادى الأولى سنة.
346 - محمد البدر الجوجري نزيل التربة. اتفق هو وعبد القادر بن الرماح الماضي في التلبيس على الملك فأشرك معه في الضرب وإيداع المقشرة حتى مات في المحرم سنة أربع وتسعين وكان يكتب قديماً في توقيع الدرج وله شهادة في العمائر بأوقاف البيمارستان وغير ذلك ثم انقطع بزاوية اليسع المجاورة لجامع محمود سفل الجبل المقطم.
347 - محمد البدر الجوهري المقرئ في الأجواق كأبيه ويعرف بابن عرفات. مات في ثاني رجب سنة إحدى وتسعين.
348 - محمد البدر بن الكعكي. مات فجأة في جمادى الثانية سنة ثمانين ودفن بتربته التي أنشأها وكان قد قرر في مشيختها المحب بن جناق الحنبلي لاختصاصه به ولم يلبث أن مات المحب وتضعضع حال الواقف سيما بعد موت أمه المغنية وهو ممن باشر بندر جدة وقتاً ثم انفصل وخدم بغير إخباره في ديوان بيبرس خال العزيز ثم ترك ذلك ولزم بيته بطالاً مع حشمة وإنسانية في الجملة وله مكان ظريف نزه بنواحي قنطرة الموسكي عفا الله عنه.
349 - محمد البدر السنيتي. كان يذكر بمشاركة، ومات تقريباً سنة ست وثمانين.
محمد البدر النويري الحنفي. مضى في ابن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن إبرهيم.
محمد البهاء بن البرجي المحتسب. في ابن حسن بن عبد الله بل ابن محمد.
محمد البهاء المحلي الفرضي ابن الواعظ. في محمد بن أحمد.
350 - محمد ملا جلال الدين الدواني - قرية بكازرون - الشافعي قاضي شيراز ومفتيها والفرد بتلك النواحي، أخذ عنه في المنطق الجلال أحمد بن محمد بن إسمعيل بن حسن الصفوي وهو المفيد ما أثبته وأنه في سنة أربع وتسعين بقيد الحياة.
351 - محمد الشمس بن الأدمي الجوهري. له نتائج الفتوح المتعلقة بالروح وكان ممن يقرئ بعض كتب ابن عربي مع جمعه كراسة في الخط على ابن الفارض وكأنه والله أعلم كان محلولاً فقد ذكر له شيخنا في أول سنة ثمان وثلاثين من أنبائه حادثة شنيعة ووصفه بأنه كان من طلبة العلم اشتغل كثيراً وتنزل في بعض المدارس ثم ترك وأفادني غيره أنه مات في سنة أربع وثلاثين قال وكان فاضلاً مفوهاً بحيث كان الجلال البلقيني ممن يجله ويعظمه. ومن شيوخه قنبر العجمي وصحب نصر الله الروياني وبواسطته تمهر في كلام ابن عربي.
352 - محمد الشمس بن التنسي القاهري نزيل مكة وأحد خدام درجة الكعبة. مات في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين بمكة وكان من قريب بالقاهرة عفا الله عنه.(5/45)
353 - محمد الشمس بن الجندي. كان رجلاً صالحاً يقرأ القرآن ويقرئ بالطباق بل كان يقرئ أولاد الظاهر وبواسطته خالط سبطه أبو الفتح المنصوري الفخري عثمان بن الظاهر بحيث اشتهر به وكذا بواسطته أقرأه الشمس محمد بن علي بن يوسف الذهبي لكونه هو الذي رباه لتزوجه أمه وهو طفل.
354 - محمد الشمس بن الحنبلي شاهد القيمة. كان من كبار الحنابلة وقدمائهم مع الورع وقلة الكلام وكونه على سمت السلف. مات في رابع ربيع الأول سنة أربع عشرة وقد بلغ السبعين. ذكره شيخنا في إنبائه.
355 - محمد الشمس بن خطيب قارا. كان متمولاً ولي قضاء صفد وحماة وغيرهما يتنقل في ذلك، وفي آخر أمره تنجز مرسوماً من السلطان بوظائف الكفيري ونيابة الحكم بدمشق وقدمها فوجد الوظائف انقسمت بين اهل الشام فجمع أطرافه وعزم على السعي في قضاء دمشق وركب البحر ليحضر بما جمعه القاهرة فغرق وذهب ماله وذلك في رجب سنة إحدى وثلاثين. قاله شيخنا أيضاً.
356 - محم دبن السويفي السمكري. مات بمكة في رمضان سنة إحدى وثمانين. أرخه ابن فهد.
357 - محمد الشمس السكندري المالكي ويعرف بابن شرف، ممن تميز في الفرائض وقلم الغبار من الحساب والجبر والمقابلة أخذها ببلده عن حنيبات واللحام وبالقاهرة عن السيد على تلميذ ابن المجدي وناب في القضاء عن الدرشابي وأقرأ الطلبة وكان خيراً غاية في فنه. مات تقريباً في أوائل سنة ثلاث وتسعين وقد زاحم السبعين.
358 - محمد الشمس بن الصياد المقرئ، بارع في القراآت ممن تصدر للإقراء بجامع ابن الطباخ وتلك النواحي فانتفع به جماعة وسمع قراءة ابن طرطور بالجامع المشار إليه فشكرها بعد أن كان قبل تجويده ذمها حسبما أخبرني به ولم يدر على من قرأ رحمه الله.
359 - محمد الشمس بن العجمي إمام العينية. مات في ربيع الأول سنة تسع عشرة. أرخه العيني لكونه إمام مدرسته.
360 - محمد الشمس الحموي النحوي ويعرف بابن العيار. قال شيخنا في إنبائه: كان في أول أمره حائكاً ثم تعانى الاشتغال فمهر في العربية وأخذ عن ابن جابر وغيره ثم سكن دمشق ورتب له على الجامع تصدير بعناية البارزي، وكان حسن المحاضرة غير محمود في تعاطي الشهادة، زاد غيره أنه أخذ عن الشمس الهيتي نزيل حماة وبه تخرج وتميز وله نظم من محاسنه ما مدح به البرهان بن جماعة:
إن كان للموى ندى فلأنت يا ... قاضي القضاة عطاؤك الطوفان
أو كان سر للإله بخلقه ... قسماً لأنت السر والبرهان
قال فقال لي يا شيخ على أي شيء سكنت ياء القاضي قال فقلت على حد قول الشاعر:
ولو أن واش باليمامة داره ... وداري بأقصى حضر موت اهتدى ليا
قال فقال لي أحسنت وأجازني جائزة حسنة مات في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين.
361 - محمد الشمس بن الغرز القاهري الشافعي، اشتغل يسيراً وجلس مع رفيقه الشهاب الشامي للشهادة ثم انعزل وتقلل بتهذيب الشهاب أحمد بن مظفر وصار إلى غاية جميلة في الزهد والانجماع، ولم يلبث أن مات أظنه قريب السبعين عن بضع وثلاثين رحمه الله وكان أبوه نقيباً.
362 - محمد الشمس التاجر ويعرف بابن قمر. مات في ذي القعدة سنة أربع وثمانين بعد توعك طويل بالفالج وكان لا بأس به في أبناء جنسه، حج وجاور غير مرة وتمول ورغب في التقرب من أهل الخير والتودد لهم والإحسان إليهم بل هو الذي بنى الصهريج والسبيل والحوض وعلوها بلصق جامع الغمري تجاه خوهة المغازليين رحمه الله.
363 - محمد الشمس الدمشقي الشافعي ابن قمحية، أحد أعيان فضلاء دمشق وإمام جامع التوبة بها مع قراءة الحديث والتكسب بالشهادة وممن يصحب الكمال بن السيد حمزة والمحب بن قاضي عجلون وابتلي بالوسواس قاله لي البدري وكتب عنه في مجموعه قوله
سيردي الجسم مني في هوى من ... تناءى واسمه في القلب كامن
لقد لعبت بقلبي مقلتاه ... ومن غلب التصبر لست آمن
وقوله:
عبد العزيز تعز في ... روحي التي هي رابحه
ويعز بي هذا وما ... شمت لوصلك رائحه
وقوله:
حبيبي معروف ببهجة حسنه ... ولا نكر عبد القادر الفرد ذو البهجه
وحاجبه ذو النون إنسان إنسان مقلتي ... غدا فيه يمشي من دموعي على لجه(5/46)
364 - محمد الشمس بن قيسون الدمشقي أخذ القراآت عن صدقة المسحراني وابن الجزري وبرع فيها وأدب الأبناء وانتفع به في ذلك بل وفي القراآت، وكان ديناً جهوري الصوت مشاركاً في يسير من الفضائل وممن قرأ عنده في مكتبه القطب الخيضري، وهو المفيد لما أثبته.
365 - محمد الشمس القاهري الوكيل ويعرف بابن كبيبة تصغير كبة. مات في أثناء ربيع الثاني سنة تسع وسبعين وكان قد حج وجاور ثم قدم مع الركب وهو متعلل بالإسهال ونحوه حتى مات عفا الله عنه.
366 - محمد الشمس بن الكنتاني الحنفي المؤذن الشهير بالديار الشامية. مات في شعبان سنة ثلاث من أثر عقوبة اللنك ذكره العيني وأظنه الآتي قريباً في محمد الشمس بن المنير.
367 - محمد الشمس بن الكراديسي الحبار على باب الأزهر. مات في أواخر سنة أربع وتسعين وكان بارعاً في صناعته حتى أنه ربما رجح فيها على ابن السدار وتسارع النساخ للأخذ منه مع لين ورفق وربما اشتغل في النحو والفقه ولكنه لم ينجب فيهما.
محمد الكمال أبو البركات السكندري المالكي ويعرف بابن ملك. يأتي في الكنى.
368 - محمد الشمس بن المحب أحد قراء الجوق كان تلمذ للشمس الزرازري رفيق الطباخ. مات في صفر سنة خمس وعشرين، ذكره شيخنا في إنبائه، وسيأتي قريباً محمد الشمس المقرئ ابن النحاس وأظنه هذا فيحرر.
369 - محمد الشمس بن المرضعة صاحب المدرسة التي بخط الحجارين بالقرب من دار الخلافة في طريق المشهد النفيسي. مات في ليلة الجمعة سلخ المحرم سنة تسع وثمانين وصلى عليه بعد الصلاة بجامع طولون ودفن بمدرسته، ومولده بعيد التسعين كان في ابتدائه تاجر الخيل وحصل له نمو منها واتسعت دائرته بحيث ابتنى المدرسة المشار إليها وبلغني أنه كان خيراً رحمه الله.
370 - محمد الشمس الحنبلي ويعرف بابن المصري، كان من نبهاء الحنابلة يحفظ المقنع وهو آخر طلبة الموفق القاضي موتاً ولكنه قد ترك وصار يتكسب في حانوت بالصاغة. مات في سنة ثمان. ذكره شيخنا في إنبائه.
371 - محمد الشمس السكندري المالكي ويعرف بابن المعلمة. ولي حسبة القاهرة مدة وكان مالكياً فاضلاً مشاركاً في العربية وغيرها. مات في شعبان سنة ثلاث وثلاثين. ذكره شيخنا أيضاً.
372 - محمد الشمس بن المنير المؤذن بالديار المصرية. توفي من أثر عقوبة اللنك سنة ثلاث وكان قد سافر صحبة الناصر لمحاربته. ذكره العيني وينظر مع الشمس بن الكنتاني الماضي قريباً.
373 - محمد الشمس بن النجار الدمشقي. كان نجاراً بارعاً في صنعته متقدماً فيها خصوصاً في الأشياء الدقيقة ثم أعرض عنها وأقبل على القراآت فأخذها عن صدقة المسحراني وابن الجزري بل واشتغل في فنون وأدب الأبناء ووعظ وكان خيراً وممن قرأ عنده القطب الخيضري وأفاد ترجمته ويحرر مع الشمس بن قيسون الماضي قريباً.
374 - محمد الشمس المقرئ ويعرف بابن النحاس؛ كان صهر الشمس الزرزاري وقرأ على طريقته لكن لم يكن يدانيه بل كان في رفقته من يقرأ أطيب صوتاً منه نعم هو مقدم عليهم بالسكوت وكثرة المال. مات في ربيع الأول سنة ست وعشرين قاله شيخنا في إنبائه وقد تقدم قريباً الشمس محمد بن المحب وأظنه هو فيحرر.
محمد الشمس بن النحاس الدمشقي الخواجا. مضى في ابن أبي بكر بن إسمعيل.
375 - محمد الشمس بن النحاس الدمشقي الذهبي كتب عنه البدري في مجموعه قوله:
هويت سوقياً له طلعة ... تفتن حسناً كل مخلوق
فلا تظنن بها فتنة ... بل فتن قامت على سوق
وقوله:
بروحي أبا بكر فديت ومهجتي ... مليحاً ببدر التم في أفقه يزري
له طلعة كالبدر والغصن قده ... وناظره من بابل جاء بالسحر
أقول لعذالي أقصروا من ملامكم ... لأني سنى أحب أبا بكر
مات سنة تسعين على ما يحرر.
376 - محمد الشمس بن النصار بنون ثم مهملة ثقيل المقدسي ثم القاهري الشافعي نزيل القطبية. عمل على الحاوي نكتاً في مجلدين وكان تام الخبرة به درس الطلبة فكان ممن أخذ عنه العبادي وأفادنيه وأن ممن أخذ عنه أيضاً عبد الدائم الأزهري وخلد المنوفي وأحمد الخواص وابن كتيلة والشمس بن شعيرات وآخرون ولم يعرف بمن تفقه هو ولا وقت وفاته. محمد الشمس بن الهيصم أخو التاج عبد الرزاق والمجد عبد الغني والد إبرهيم، مضى في ابن إبرهيم.(5/47)
377 - محمد المحب بن الأصيفح الشافعي، ممن أخذ عن الشمس بن أبي السعود والمحلي ومات قبله بقليل وكان فاضلاً.
محمد المحب بن الجليس الحنبلي. في ابن محمد بن محمد.
378 - محمد المحب أبو الطيب بن الشيخ الزرزاري القاهري الفقيه الشافعي شيخ الفقراء بمقام الليث. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين رحمه الله.
379 - محمد المحب بن النويري القاهري أحد المباشرين والموقعين بديوان الإنشاء، كان ذا عيانة بالتاريخ بحيث أنه رام جمع تاريخ للخلفاء يلتزم فيه عشرة أمور لم يلتزمها غيره وهي ذكر المولد والوفاة واسم الأب والأم وأولاده الذكور والإناث والمذهب ونقش الخاتم ومن كان في دولته ومن مات في أيامه وشرع فيه فكتب منه إلى قريب الثلاثمائة ثم عجز عن الوفاء بما التزمه، مات في شوال سنة خمس وخمسين. محمد ناصر الدين بن فخر الدين بن النيدي في ابن عثمان بن عبد الله.
380 - محمد ناصر الدين بن البيطار الشافعي فيما أظن، كان في ابتداء أمره يتعانى صناعة البيطرة ثم قرأ القرآن واشتغل بالفرائض فمهر فيها ثم أقبل على الفقه ففاق أقرانه وأقرأ في الجامع مدة مع كونه لم يترك الاسترزاق في حانوته، وكان صالحاً ديناً. مات في ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين. ذكره شيخنا في إنبائه.
محمد ناصر الدين بن التنسي، كذا رأيت اسمه في النسخة من تاريخ المقريزي وصوابه أحمد بن محمد بن محمد بن محمد وقد مضى. محمد ناصر الدين بن تيمية في ابن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم وله ابن شاركه في اسمه ولقبه معاً مضى أيضاً.
381 - محمد ناصر الدين بن الشيرازي نقيب الجيش مات في يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين عن بضع وخمسين سنة وكان تام القامة كثير المداراة محبباً إلى الناس لكنه كان مسرفاً على نفسه ودام في نقابة الجيش مدة طويلة ذكره شيخنا في إنبائه.
محمد ناصر الدين بن الطحان القاهري الشافعي أحد الفضلاء في ابن محمد بن عرفات.
382 - محمد أبو عبد الله المغربي قاضي فاس ويعرف بابن راشد، مات قبل الخمسين.
383 - محمد أبو الفتح بن الأسيد المقدسي الشافعي رأيته كتب بخطه تقريظاً لمجموع البدري في سنة ثمان وسبعين نثراً ونظماً فالنظم قوله أول ثلاثة أبيات:
يا واحد العصر ثاني البدر في شرف ... أبو التقي المقصد الأسني لمن قصدا
محمد بن بطالة أحد المعتقدين. مضى في ابن عبد الرحمن بن يوسف.
384 - محمد بن البنا ناظر ديوان الأمير جكم الدوادار، ولي بعنايته نظر الأحباس ومات في يوم السبت خامس ربيع الأول سنة أربع ذكره شيخنا أيضاً.
محمد بن حلفا. في ابن محمد بن عمر.
385 - محمد بن الطولوني الدهان جارنا زوج سبطة الفقيه السعودي. مات في ربيع الثاني أو الأول سنة اثنتين وتسعين.
386 - محمد المصري الجبان ويعرف بابن عبيد. مات بمكة في أوائل سنة اثنتين وأربعين، أرخه ابن فهد.
387 - محمد الوزروالي المغربي قاضي المدينة البيضاء من المغرب ويعرف اببن العجل كان نحوياً صالحاً. مات في سنة خمس وخمسين أو التي بعدها.
388 - محمد بن العظمة دلال الإقطاعات ونحوها. مات في ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين عن نحو التسعين غفر الله له.
389 - محمد بن الفخر البصري. مات بمكة في ربيع الآخر سنة سبعين. أرخه ابن فهد وكان مباركاً.
390 - محمد بن الكركي الجزار كان لا بأس به في اهل حرفته من مشاهيرهم ومتموليهم حج في غير مرة وجاور. ومات في ربيع الثاني سنة.
391 - محمد بن المنجم أحد المعتقدين ممن يذكر بالجذب. مات في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وصلي عليه بمدرسة الأشرف خليل بن قلاوون المجاورة للمشهد النفيسي بزاويته رحمه الله.
392 - محمد الكتبي بن المهتار. مات في شوال سنة ست وثمانين بالقرب من الأزهر.
393 - محمد بن مهدي الريشي. مات بمكة في المحرم سنة ثلاث وأربعين أرخه ابن فهد.
394 - محمد بن الناسخ المالكي الطرابلسي. ممن يقيم بدمشق أحياناً، هو الذي ضرب رقبة ابن عبادة بطرابلس.
محمد بن نقيب القصر المعروف بابن شفتر وهو والد أمير حاج. مضى في ابن محمد بن عبد الغني.
395 - محمد الأمين أبو عبد الله المغربي العطار كان صالحاً له كرامات وأحوال مات في سنة ثلاث وستين أرخه لي بعض المغاربة الآخذين عني.(5/48)
محمد أصيل الدين الدمياطي. هو ابن محمد بن محمد بن عبد الكريم مضى.
396 - محمد البدر الأقفاصي ثم المصري صاحب ديوان الجاي؛ كان من الأعيان بمصر. مات في ربيع الآخر سنة ثلاث ذكره شيخنا في إنبائه.
397 - محمد سعد الدين الصوفي شيخ لابن الشماع وصفه بالشيخ المولى الكامل والفرد الواصل وأنه أخذ عن محمد بن سيرين التبريزي عرف بالمغربي وساق سنده من جهة ابن عربي.
محمد الشرف الأصيلي صاحب سبع الكاملية هو محمد بن محمد بن عثمان بن أيوب.
398 - محمد الشمس أبو عبد الله الجالودي الشافعي نزيل دمياط درس فيها بالجامع الزكي محل إقامته فكان ممن أخذ عنه التقي بن وكيل السلطان وقال إنه كان إماماً بارعاً في العلوم سيما أصول الدين والفقه حسن الأخلاق ذا لطف بالطلبة وإنه توجه من دمياط إلى القاهرة فعدى عليه من قتله وألقاه في البحر.
؟399 - محمد الشمس أبو عبد الله الطرابلسي الشافعي المقرئ ويعرف بالبخاري قدم دمياط واشتهر بعلو الرتبة في العلم والإقراء فتلا عليه الشرف موسى بن عبد الله البهوتي والتقي بن وكيل السلطان ووصفه بالشيخ الإمام العالم العلامة المقرئ المحقق.
؟400 - محمد الشمس الأثميدي الأزهري مؤدب الأطفال بالدهيشة قتل وهو متوجه من بيته خارج باب زويلة لصلاة الصبح في الأزهر بالزقاق الضيق بالقرب من الكعكيبن في صبح يوم الثلاثاء تاسع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وراح دمه هدراً وكان خيراً عوضه الله الجنة.
؟401 - محمد شمس الدين البحيري أحد قراء الدهيشة. مات في أثناء ربيع الثاني سنة خمس وتسعين بعد ضرب السلطان له في أوله وإيداعه المقشرة لجريمة.
؟محمد الشمس البصروي ثم الدمشقي الشافعي هو ابن عبد الرحمن بن عمر بن عبد العزيز. مضى. ؟محمد الشمس البغدادي ثم القاهري الحنبلي. هو ابن علي بن عيسى.
؟محمد الشمس المعروف بالبلدي. مضى في ابن سالم بن محمد.
؟محمد الشمس البهادري الطبيب. هكذا رأيت بعضهم أثبته، وصوابه عمر بن منصور بن عبد الله سراد الدين وقد مضى.
؟402 - محمد الشمس التستري، كان عالماً ذكياً ذا فنون وقال الطاووسي قرأت عليه المطول بأخذه له عن بعض أصحاب المؤلف وكذا قرأت عليه غيره من الكتب في سائر العلوم الأدبية وهو كما قيل إن الزمان بمثله لعقيم وكانت إجازته لي غير مرة منها في شهور سنة ست.
؟محمد الشمس التبسي المغربي قاضي حماة، مضى في ابن عيسى.
؟محمد الشمس التفهني الكحال، اثنان ابن محمد بن عبد الله وابن يعقوب.
؟304 - محمد الشمس الجدواني المفتي بدمشق. توفي تحت عقوبة اللنك سنة ثلاث ذكره العيني.
؟404 - محمد الشمس الحبار المصري. مات بمكة في ليلة الجمعة سادس عشر المحرم سنة اثنتين وتسعين.
؟405 - محمد الشمس الحباك، مات في شعبان أو رمضان سنة ثمانين وكان فيما قيل ممن يعاني الكيمياء ووجدت عنده آلات كثيرة لذلك وخلف تركة جلها كتب علمية في فنون متفرقة عدتها نحو ألف وستمائة مجلدة وفيها نقد وغيره ووارثه بيت المال عفا الله عنه. محمد الشمس الحجازي العطار المقرئ بالمسجد الحرام. هو ابن أحمد بن علي بن عبد الله مضى.
؟406 - محمد الشمس الحلبي أحد التجار. مات بمكة في المحرم سنة خمس وتسعين.
؟407 - محمد الشمس الحوراني الطرابلسي المقرئ لقيه بطرابلس الشهاب الحلبي الضرير فأخذ عنه القراآت وقال أنه ممن أخذ عن صدقة المسحراني وغيره.
؟408 - محمد الشمس الخافي الحنفي قدم القاهرة في سنة خمس وأربعين للحج فتلقاه الكمال بن البارزي وصهره الجمال ناظر الخاص وطلع إلى السلطان فأكرمه جداً وأجرى عليه الرواتب إلى أن خرج إلى الحج وكذا اجتمع بولده الناصري محمد وأضافه مراراً وكان الكافياجي يثني على علمه ويصفه بالجلالة بل كان عين مملكة شاه رخ بن تيمورلنك وولده. ؟محمد الشمس الخانكي موقع مكة. مضى في ابن محمد.
؟409 - محمد الشمس الخطيري الأزهري الشافعي طالب قرأ على العبادي والفخر المقسي والطبقة وتنزل في سعيد السعداء وغيرها وتكسب بالشهادة مع صهره الشهاب العبادي وغيره وحج قبيل موته ثم مات في شعبان سنة ست وسبعين. ؟محمد الشمس الذهبي في الشمس بن النحاس. ؟محمد الشمس الريس في الجامع الطولوني. في ابن عبد الله بن أيوب.(5/49)
؟محمد الشمس زاده شيخ الشيخونية كذا سماه المقريزي وأرخه سنة تسع، ومضى في زاده وأنه مات سنة ثمان.
؟410 - محمد الشمس الزيلعي الكاتب المجود. كان عارفاً بالخط المنسوب وبالميقات. تعلم الناس منه وأخذ عنه غالب أهل البلد وانتهت إليه رياسة الفن بدمشق مع مهارته في معرفة الأعشاب أخذ ذلك عن ابن القماح وكان يفضله على نفسه فيها. مات في شعبان سنة ثلاث ذكره شيخنا في إنبائه قلت وينظر إن كان تقدم.
؟؟411 - محمد الشمس العاملي. ممن سمع من شيخنا.
؟412؟ - بيبرس ونقيب الدروس وأبو عبد القادر الحابي. مات في سنة تسع وأربعين وكان لا بأس به.
؟413 - محمد الشمس الغزي نائب الحنبلي في المدرسة. ممن سمع مني بمكة.
414 - محمد الشمس الصالحي الحنبلي ويعرف بالقباقبي كان من قدماء الحنابلة ومشايخهم وكان يتبذل ويتكلم بكلام العامة ويفتي بمسألة الطلاق وقد أنكرت عليه غير مرة ولم يكن ماهراً في الفقه. مات في ذي القعدة سنة ست وعشرين وقد قارب الثمانين. ذكره شيخنا في إنبائه.
415 - محمد الشمس القادري من ذرية سيدي عبد القادر الكيلاني. مات في رابع صفر سنة أربعين، ذكره شيخنا في إنبائه وشيخه.
416 - محمد الشمس القلقشندي التاجر؛ كان متمولاً جداً سيئ المعاملة مقتراً على نفسه وعياله، مات في سنة إحدى وسبعين وأتلف ولده بعده ماله في مصارف غير مرضية كما جرت به العادة في المقترين عفا الله عنهما.
417 - محمد الشمس القليوبي صهر ابن قاسم الواعظ وصاحب الخواجا عبد الغني القباني أو قريبه. مات في شوال سنة خمس وتسعين ودفن بالمعلاة.
418 - محمد الشمس القطان بباب الفتوح ويعرف بالقيم كان ذا فنون. مات في ذي القعدة سنة أربع وخمسين.
419 - محمد الشمس الرومي ثم القاهري الحنفي ويعرف بالكاتب قدم من بلاده واختص بالظاهر ططر وقتاً ثم بالظاهر جقمق حتى صار المشار إليه عنده وقصد في المهمات فأثرى وحصل نفائس الكتب والأملاك وضخم جداً ومع ذلك فما تعدى ركوب الحمر اكتراءً إلى أن انتدب له النحاس وامتحن بما أوردته في حوادث سنة اثنتين وخمسين من الوفيات ومن ثم لزم داره بعد قطع معاليمه التي كانت تزيد على دينارين في كل يوم وصار أحياناً يطلع إلى السلطان كآحاد الناس إلى أن مات في ربيع الأول سنة خمس وخمسين وقد لقيته غير مرة وسمعت كلامه وكان عفيفاً عاقلاً ديناً قليل الطمع درباً بصحبة الملوك ذا خط منسوب وإلمام بالأدب والتاريخ وبعض المسائل طوالاً كبير اللحية زنة قبعة نحو عشرة أرطال بالمصري وعمامته أزيد من ثوب بعلبكي حفظاً لدماغه وعينيه من النزلة رحمه الله وعفا عنه.
محمد الشمس الكركي الحنفي. هو ابن عمر تقدم.
420 - محمد الخواجا الشمس الماحوزي أحد تجار الكارم وصاحب القاعة المجاورة لجامع الأزهر والجوهرية والناس يتشاءمون بها. كان ممن اختص بالمؤيد ويتكلم على الجامع بطريق النيابة عن النظار فكان يحرج على الناس في الدخول بالنعال بدون ساتر فيما بلغني بل وسمعت أنه أزال الكراسي المعدة للمصاحف وغيرها ومنه أنه كان يدور فيه ومعه عصا لردع من لعله يخالفه وقاسى المجاورون منه شدة فكانوا لذلك يتقصدونه بالمكروه بحيث أنه كان يكتب له أوراق فيها بقلم غليظ لا حول ولا قوة وتلصق إما بمكان جلوسه أو بطريقه لحول يسير كان بعينه واستفتى عليهم في ذلك فكتب له شيخنا لا حول كنز من كنوز الجنة، وحج مراراً وأخبرني من شاهده في سنة قل الظهر فيها وهو وعياله بالطريق ومحفته بجانبه لا يجد ما يحملهم عليها مع ضخامته مات في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين بمكة رحمه الله وعفا عنه.
؟421 - محمد الشمس المسبحي أحد زوار القرافة ويعرف بالخطيب. مات في ربيع الأول سنة ستين. أرخه المنير. ؟محمد الشمس المكيسي. في ابن داود بن محمد بن داود.
؟422 - محمد الشمس المناشفي شيخ صالح عابد. مات برباط ربيع في سنة اثنتين وثلاثين. أرخه ابن فهد.
؟423 - محمد الشمس المنصوري ثم القاهري منوقع تمر بغاو كاتب الوقف بالألجيهية تلقاها عن الجمال بن عبد الملك، مات سنة ست وخمسين، واستقر بعده في كتابة الوقف ناصر الدين البوصيري، وكانت فيه حشمة وبراعة في فنه. واسم أبيه صلاح.(5/50)
؟424 - محمد الشمس المنوفي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بالخالدي لكونه ابن أخت الشيخ خالد بن أيوب الماضي. مات في شوال سنة أربع وسبعين بمكة رحمه الله، وكان قد اشتغل على خاله والمناوي وغيرهما وتسلك بالثاني وبرع مع الخير والتقوى والانجماع والتقنع واستقر في مشيخة رواق الريافة حين إعراض العاصفي عنها وفي صوفية الصلاحية والبيبرسية وغيرهما ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
425 - محمد الشمس الهروي الحنفي أخو علي. كانت عنده فضيلة وله اشتغال كثير ولكنه كان بطيء الفهم سيئ الأخلاق لم يصل إلى رتبة أخيه وقد امتحن في فتنة تمر وعذب أنواع العذاب ثم خلص وكذا ابتلي بهم في الوقعة الثانية ثم قيل أنه قتل، قاله التقي الكرماني وكتبته هنا حدساً.
محمد الصدر المليجي. هو محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر.
426 - محمد الصلاح الكلائي أحد المذكرين على طريق الشاذلية. كان شاهداً بحانوت خارج باب زويلة ثم صحب حسيناً الحبار وخلفه في مكانه فصار يذكر الناس وبدت منه ألفاظ منكرة فيها جرأة عظيمة على كتاب الله وضبطت عليه أشياء مستقبحة وامتحن مرة فذكر لي الحافظ الصلاح الأقفهسي أنه سمعه يقول في تفسير قوله تعالى " من ذا الذي يشفع عنده " من خل ذل نفسه ذي إشارة للنفس يشف يحصل له الشفاء عوا أي افهموا، وأنه ذكر ما سمعه منه للزين الفارسكوري ثم مشيا معاً إلى السراج البلقيني فأرسل إليه وعزره ومنعه من الكلام على الناس فأقام بعدها قليلاً. ومات في مستهل ربيع الأول سنة إحدى، ذكره شيخنا في إنبائه وثنا الشمس الرشيدي أنه توجه للبلقيني بفتيا فسأله عن محل سكنه فأعلمه فقال هل تعرف في فنطرة الموسكي فلاناً وسمى هذا ذكر لي عنه أنه يفسر القرآن بالتقطيع وسرد له ما تقدم فأحضرته فأنكر فقلت له أسرتك البينة ثم منعته، وأرخ العيني وفاته في يوم الثلاثاء ثاني ربيع الآخر وأنه دفن عند شيخه حسين، قال وكانت جنازته مشهودة. قلت وقد حضر إلى سبط له يسألني عن تاريخ موته فذكر لي أن اسم والده عمر وأنه كان شافعياً ونسبته لكفر كلاً من الغربية وأن شيخه الحبار ممن أخذ عن ابن اللبان.
427 - محمد العز الناعوري ثم القاهري الشافعي. اختص بالزين عبد الباسط وبناظر الخاص وناب مع نقصه في القضاء وتكلم في جهات كوقف الأتابكي وغيره بدمشق. مات في يوم الجمعة سلخ رمضان سنة أربع وخمسين عفا الله عنه.
428 - محمد الشريف العلاء العجمي صاحب السرواني. أقام بعد موته بالقاهرة إلى أن توجه لمكة مع الركب فوعك ببركة الحاج واستمر يتزايد حتى مات في أثناء ذي القعدة سنة خمس وسبعين، وكان خيراً ذا سمت حسن ولحية نيرة بيضاء مغتبطاً بالشيخ أتم اغتباط بحيث كان معه كالخادم وخلف نحو ألف دينار حصلها ببركته وتركة وطفلاً هو غياث الدين محمد الماضي قيل أنه جعل إمام الحنفية بمكة البخاري وصيه ولم يكن يدري علماً مع شدة ملازمته الشيخ نعم كان فيما بلغني ماهراً في تسوية الطعام ومن ظرفه أنه ربما قصد الشيخ من لا يعرف هيئته فيتوهمه صاحب الترجمة لعظم لحيته وخفة لحية ذلك فيقوله له أنا شيخ ذقن وشيخ العلم هو هذا، أو كما قال رحمه الله وإيانا.
429 - محمد القطب الأبرقوهي أحد الفضلاء، ممن قدم القاهرة في رمضان سنة ثماني عشرة فأقرأ الكشاف والعضد وانتفع به الطلبة، ومات في أواخر صفر سنة تسع عشرة مطعوناً، ذكره شيخنا في إنبائه، وممن أخذ عنه شرح المواقف الكمال بن الهمام وقال أنه لم يكن في شيوخه أذكى منه رحمه الله.
محمد قوام الدين الرومي الحنفي. هو ابن محمد بن محمد بن قوام.
430 - محمد المحب أبو الوفا الزرعي الأصل المصري ثم الدمشقي. ولد في أوائل القرن وتعانى الشهادة ونظم الشعر فأحسن. وكان فقيراً جداً ناقص الحظ إلى الغاية مع خفة روح وانبساط ودعوى عريضة وربما سرق نظم غيره؛ مات في المحرم سنة اثنتين وخمسين بدمشق مطعوناً فكان أول من رؤي فيه الطاعون حينئذ، ذكره ابن أبي عذيبة وكتب عنه من نظمه:
قم زوج الصهباء بابن السما ... وإن لحاك العاذل الفاسد
أما ترى الورد أتى شاهداً ... واللوز في أغصانه عاقد(5/51)
431 - محمد المحب الصوفي الحنفي. نشأ بخانقيا فحبب إليه العلم وتردد للأمين الأقصرائي وغيره ولازم نور الدين الطنتدائي في الفرائض ونحوها؛ وتزوج ابنة صاحبنا المحدث ابن قمر، وفهم قليلاً وتنزل في الجهات بل أم في مجلس البيبرسية وحصر دريهمات من التسبب وغيره فسافر إلى مكة فجاور بها مدة ودفعها الشخص قراضاً فأكلها بحيث قيل أن ذلك سبب موته وكان في سنة تسع وثمانين وأظنه زاحم الخمسين وكان لا بأس به مع حرصه رحمه الله وعفا عنه. وقرر تغرى بردى القادري في الإمامة ابن صاحبه الكمال الطويل الشافعي ولم يلتفت لكونها فيما أظن للحنفية.
432 - محمد ناصر الدين أمير طبر نقيب الجيش. مات في ليلة الخميس ثامن عشرى رمضان سنة أربع وأربعين وكان مشكوراً، قاله المقريزي.
433 - محمد ناصر الدين البرلسي أحد موقعي الدست وكان يوقع أيضاً عن الخليفة وناظر الخاص، مات في جمادى الثانية سنة خمس وأربعين.
434 - محمد ناصر الدين البريدي القاهري الحنفي. مات في رجب سنة خمس وسبعين بعد أن كف وكان قد لازم الحناوي والسيد النسابة بل اشتغل قديماً واعتنى بمقدمة ابن باب شاد في النحو وارتقى حتى صار يقرئ فيه مع معرفته في التعبير وارتزاقه من إقطاع له رحمه الله.
435 - محمد ناصر الدين البصروي. تقدم إلى أن ولي كتابة السر في إمرة نيروز بالشام بل ولي قضاء القدس في سنة خمس وثلاثين في الدولة الأشرفية ثم عزله الظاهر جقمق. كل ذلك مع حشمة ورياسة ونقص بضاعة في العلم. مات بغزة سنة خمس وأربعين. وقد مضى في ابن.
436 - محمد ناصر الدين البهواشي الأزهري الشافعي أحد الفضلاء ممن قرأ علي قطعة كبيرة من البخاري. ومات في ليلة ثامن عشرى ربيع الأول سنة.
2437 - محمد ناصر الدين التاجر ابن عم الشمس محد بن عمر بن عثمان بن الجندي الماضي. مات في شعبان سنة ثمان وسبعين وخلف تركة وعاصباً ومع ذلك فضبط وكيل الدولة تركته. محمد ناصر الدين التروجي المالكي. في ابن عبد الله.
438 - محمد ناصر الدين الجلالي القادري شيخ معتقد بظاهر الحسينية بالقرب من جامع آل ملك. مات هناك في جمادى الآخرة سنة سبعين وصلي عليه ثم دفن بتربة الظاهر خشقدم، أرخه المنير.
439 - محمد ناصر الدين الدجوي الموقع. ناب في الحكم قليلاً ووقع عند بعض الأمراء. مات في رجب سنة ثلاث وأربعين وأظنه بلغ الخمسين. قاله شيخنا في إنبائه. محمد ناصر الدين الملقب شفتر نقيب السقاة. في ابن عبد الغني.
440 - محمد ناصر الدين الشيحي. تولى الوزارة للناصر ثم عزل في سنة أربع وثمانمائة، وصودر بسبب أنه ظهر عنده من يعمل الزغل ويخرجه على الناس فقبض عليه وعوقب حتى مات في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين واستقر بعده في الوزارة سعد الدين بن عطايا. ذكره شيخنا في إنبائه.
2441 - محمد ناصر الدين الطناحي إمام الظاهر ثم الناصر، وفي أيام ثانيهما تولى نظر الأحباس وحصل دنيا طائلة أهلكها في المطالب، وكان عارياً عن العلوم جداً. مات سنة تسع، ذكره العينين وهو في حوادث أنباء شيخنا.
442 - محمد ناصر الدين المغربي الأصل القاهري المغني أحد الأفراد في معناه ويعرف بالمازوني. انتهت إليه رياسة إنشاد القصيد على دكة السماع والتسبيح على المياذن والإنشاد بطريق الحجاز وارتقى في ذلك إلى غاية فاق فيها، وتنافس الرؤساء فمن دونهم في سماعه وكنت ممن سمعه ونال عزاً وسمعة مع عامية وطريقة غير مرضية. مات في ليلة الجمعة ثامن جمادى الأولى سنة اثنتين وستين بعد مرض طويل بالفالج حتى كان لا يقدر على النطق فسبحان المعطي المانع ودفن من الغد وهو في عشر السبعين ولم يخلف بعده مثله سامحه الله وإيانا.
محمد ناصر الدين النبراوي أحد نواب الحنفية. مضى في ابن أحمد بن حسين.
443 - محمد السطوحي ويعرف بابن حبينة. مات في يوم الجمعة ثالث عشرى ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ودفن من يومه بجامع أرض الطبالة وكان من مريدي الشيخ محمد الفران، قاله الشمس المنير.
444 - محمد أبو الحيل المكي، ممن سمع من شيخنا.
محمد أبو شامة الوزر والي المغربي. كان فقيهاً حافظاً. مات ببلده في الطاعون سنة ست وخمسين وقد مضى فيمن لم يسم أبوه أيضاً فيمن يعرف بابن العجل.(5/52)
445 - محمد أبو عبد الله البياتي المغربي نزيل قاعة الحنفية من الصاحلية النجمية. كان عالماً بالطب والفراسة خيراً معتقداً متصدقاً ممن صحب ابن الهمام ومؤاخيه عز الدين بل وشيخنا لكنه لما ولي القضاء انجمع عنه. ومات في يوم السبت عاشر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين، وأظنه مضى في ابن.
446 - محمد أبو عبد الله الخليلي المقدسي والد محمد الماضي. ناب في الخطابة ببيت المقدس. ومات في سنة عشر.
447 - محمد أبو عبد الله صهر ابن بطالة الأحمدي. مات قريباً من سنة ست عشرة.
448 - محمد أبو عبد الله العكرمي - نسبة لقبيلة يقال لها عكرمة وهم فخذ من الشاوية عرب بلاد فاس - المغربي، كان صالحاً عالماً متقدماً في علم الكلام بحيث أنه عمل عقيدة لطيفة ونقل عنه أنه كان يختم القرآن بين صلاة المغرب وأذان العشاء فالله أعلم، مات بعد الأربعين رحمه الله.
449 - محمد أبو عبد الله اللجام البجائي المغربي. أقرأ الفرائض والحساب وغيرهما، وكان حياً سنة تسعين.
450 - محمد أبو عبد الله الهوى نزيل جامع عمرو وأحد المعتقدين بين المصريين ويعرف بالسفاري. كان خيراً حسن السيرة مقصوداً بالزيارة وكنت ممن زاره والغالب عليه فيما قيل الجذب. مات في يوم الجمعة حادي عشر جمادى الأولى سنة خمس وخمسين ودفن بجوار المفضل بن فضالة من القرافة الكبرى رحمه الله وإيانا.
محمد أبو الفتح بن حرمى. في الكنى. محمد أبو الفضل بن عرب كاتب ديوان الأتابك أزبك. مضى في ابن محمد بن علي.
451 - محمد حفيد عمر بن عبد العزيز البنداري الهواري أخو الأمير إسمعيل الماضي أمير عرب هوارة القبلية. قتل سنة إحدى وخمسين في مقتلة.
452 - محمد حفيد يوسف بن نصر الخزرجي الأنصاري من بني الأحمر صاحب غرناطة ويلقب الغالب بالله؛ كان في السلطنة سنة أربع وأربعين.
453 - محمد باتي السلاوي الزيتوني الزبكي. مات سنة تسع وخمسين.
454 - محمد بيخا الشريف الحسني الملقب بالسيد الكبير رأس الشيعة ووزير العلاء بن أحمد شاه صاحب كلبرجة ورئيس أقطارها وملجأ قاصديها. مات في ثاني عشرى صفر سنة إحدى وستين عن ست وثمانين. أرخه ابن عزم، واستقر بعده ابنه على المخاطب مصطفى خان، ثم مات عن ولدين حسن بيخا وغنائم فوزر ثانيهما وهو الأصغر وخوطب كأبيه بمصطفى خان فلما مات خلفه أخوه وخوطب كهما إلى أن قتل في حرب.
455 - محمد الدمشقي ثم القاهري ويعرف أولاً بالأقباعي ثم بالإسطنبولي لكونها وهي الحبك ونحوه كانت حرفته بل كان أيضاً بيبع النشا ويسقي بالقربة. ولد في سنة اثنتين أو ثلاث وثمانمائة بدمشق. وأخذ فيها التصوف عن البدر الأساطيري الحلبي والشمس الجرادقي والشيخ محمد المغربي الكشكشاني واختص فيما قيل بالبلاطنسي وحج في سنة سبع وخمسين صحبته، وقدم القاهرة في سنة أربع وستين أو التي قبلها فتردد للخطيب أبي الفضل النويري وإمام الكاملية وزكريا فأظهروا اعتقاده والتردد إليه ونوه أولهم به فاشتهر وعظم اعتقاد الناس فيه وصارت له سوق نافقة عند الشرف الأنصاري وغيره، وقرر له على الجوالي المصرية والشامية وكان حريصاً على الجماعات نيراً أنساً عاقلاً خفيف الروح راغباً في الفائدة سألني مرة عن بعض الأحاديث التي أنكر عليه صاحبه يحيى البكري عزوه للبخاري فصوبت مقاله فسر. مات في ليلة الجمعة خامس ذي الحجة سنة ثمان وسبعين فغسل ليلاً وصلي عليه بعد صلاة الصبح بالأزهر ودفن بتربة الأنصاري رحمه الله وإيانا.
456 - محمد الأصبهاني، مات بمكة في شعبان سنة خمس وسبعين.
457 - محمد الأقفاصي المقدسي الشيخ مات بمكة في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين.
458 - محمد الإيجي وصي الشيخ منصور الكازروني، مات في رمضان سنة ستين، أرخهم ابن فهد.(5/53)
459 - محمد البباوي بموحدتين نسبة لببا الكبرى من الوجه القبلي كان فيها خفيراً وراعياً وقدم القاهرة فخدم بعض الطباخين مرقدار ثم عمل صبياً لبعض معاملي اللحم ثم ترقى فصار معاملاً وركب حماراً وتمول وبقي رأس جماعته ومن عليه معول الوزراء في رواتب المماليك وركب بغلاً بنصف رجل واشتهر بين الأكابر فولاه السلطان نظر الدولة طمعاً في ماله وتزياً بزي الكتبة وتسمى بالقاضي بعد المعلم مع كونه عامياً جلفاً ثم رقاه إلى الوزر ولم يعلم وليه أوضع منه مع كثرة من وليه من الأوباش في هذا القرن، ولم يتحول عن عاميته ذرة ولا تطبع بما ينصرف به عنها خردلة بل لزم طريقته في الفحش والإفحاش وصار الرؤساء به في بلية وقال فيه الشعراء فقصروا وبالغ في الظلم والعسف والجبروت والاستخفاف بالناس ومزيد المصادرة والإقدام على الكبير والصغير وغير ذلك مما هو مستفيض ولكنه كان عفيفاً عن المنكرات والفروج المحرمة مظهراً الميل للصالحين ممن يدخل إليه مع صدقه في الجملة وتقريب لصاحبنا الفخر عثمان المقسي بحيث كان يقرأ البخاري عنده وربما توسل به الناس إليه في بعض الشفاعات مع أنه صار بأخرة لا يجيبه وشفعت عنده في جارنا البتنوني فأطلقه من أمر عظيم قرر عنده وقال لي أنت تأخذه مني لمااذ فقلت لله فقال قد أطلقته لله، وبالجملة فكان من مساوئ الزمان. مات غريقاً في بحر النيل فإنه عند إرادة دخول المركب خليج فم الخور وافاه شرد الريح فانقلب بمن فيه فكان هو ممن غرق وذلك وقت الغروب من يوم الأربعاء ثامن عشرى ذي الحجة سنة تسع وستين وهو في الكهولة غير مأسوف عليه.
460 - محمد البديوي السيلكوني القيراطي ويعرف بحمام، أصله تروجي ثم سكندري سكن القاهرة ممن أخذ فن النغمة والضرب عن الأستاذ ابن خجا عبد القادر الرومي العواد الآخذ عن أبيه عبد القادر وتميز في ذلك وما يشبهه وراج عند غير واحد من المباشرين كابن كاتب المناخات وأبناء الناس كابن تمر باي ونالته دنيا طائلة ومع ذلك فهو فقير لإذهابها أولاً فأولاً، وقد تخرج به جماعة كإبراهيم بن قطلوبك وأحمد جريبات وهما في الأحياء ومحمد الدويك وانفرد كل منهم بشيء فالأول أرأسهم والثاني أحفظهم والثالث أقدرهم على التصنيف وربما يتفقده الملك كل قليل بل رتب له كسوة وتوسعة في رمضان وطلبه للقبة الدوادارية غير مرة ولولا شهامته وعزة نفسه بحيث يثني على الرؤساء الماضين ويعيب على الباقين لكان ربما يزاد وقد مسه من شاهين الغزالي لتحامقه عليه بعض المكروه حيث أمر من صفعه وبالغ بما كان سبباً لضعف بصره بل عمي ولذا طرح الناس وأقام منفرداً بخلوة بمدرسة الزيادية على بركة الفهادي، هذا مع اقتداره على الملق ولكنه لا يرى أحداً يحاكي من خالطه سيما مع إعجابه بنفسه وبلغني أنه زائد الوسواس كثير التردد في النية والطهارة شديد الحرص على الصلوات جماعة ومنفرداً والاجتهاد في قضاء ما فاته بل توسع حتى قضى مدة حمله في بطن أمه، وعمر حتى قارب التسعين وهو فريد في فنه.
461 - محمد بلاش أحد المعتقدين. مات بجدة في سنة ثمان وسبعين ووجد معه ما يزيد على ألف دينار قيل أنه دفعها لابن عبد الرحمن الصيرفي بعد أن أقر أنها للشرف الأنصاري رحمه الله وإيانا.
462 - محمد شيخ كرك نوح ويعرف ببلبان. قتله هو وولده عامة دمشق في يوم الجمعة ثالث ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وقتلوا معهما من قومهما جماعة بغياً وعدواناً ولكنهم احتجوا في قتله بأنه كان يتهم بالرفض. وكان صاحب همة عالية ومروءة غزيرة وأفضال وكرم من حال واسعة ومال جم، ذكره المقريزي.
محمد البياتي المغربي. مضى قريباً بزيادة كنيته أبي عبد الله.
محمد التبا ذكاني. في محمد بن محمد بن محمد المولى شمس الدين.
463 - محمد المعروف بتجروم، مات في خامس رمضان سنة اثنتين وخمسين بسويقة اللبن ظاهر باب الفتوح ودفن هناك بزاوية الشيخ هرون من حدرة عكا وكان للعوام فيه اعتقاد ويدرجونه في المجاذيب نفع الله بهم.
464 - محمد التكروري أحد الصوفية بالزمامية من مكة. ممن كان يخدم عبد المحسن الشاذلي اليماني أخا عبد الرؤوف، مات في ليلة الاثنين عاشر المحرم سنة ست وثمانين وصلي عليه عقب الصبح من الغد ودفن عند جماعة رباط الموفق بالحجون من المعلاة رحمه الله.(5/54)
466 - محمد الجبرتي شيخ الجبرت ونزيل مكة، مات بها في رجب سنة ثلاث وسبعين وكان شافعياً طالب علم ذا فضيلة ممن لازم البرهاني بن ظهيرة وقرأ عليه في تقاسيمه وأدب ولده أبا السعود واسم أبيه عثمان، أرخه ابن فهد. محمد الجبريني اثنان أحدهما ابن أحمد بن علوان بن نبهان والآخر ابن أبي بكر بن محمد بن نبهان.
467 - محمد الجيزي ثم القاهري الزيات بباب النصر عامي معتقد للظاهر وخشقدم والزين زكريا فمن دونهما صحب الشيخ محمد العطار وتلميذه ابن نور الدين وعادت عليه بركتهما وحج في سنة سبعين وكان في التوجه قريباً منا في السير فأعلمني بمنام رآه لي فيه بشرى أو استند فيه إلى المشاهدة ثم أنه كان بمكة يفرق الخبز في كل ليلة جمعة واستمر جاوراً حتى مات بها في آخر ليلة الأحد سادس المحرم سنة سبع وسبعين رحمه الله.
468 - محمد شخص معتقد للعامة يعرف بحبقة. مات في شعبان سنة ثمان وستين ودفن بتربة قاسم وكان مشهده حافلاً. أرخه المنير.
469 - محمد الحبشي - نسبة لبني حبش بالقرب من تعز - اليماني ممن جلس بمكة لإقراء الأبناء على المسطبة المجاورة لباب الزيادة وقرأ عنده العز ابن أخي أبي بكر قليلاً. مات في ذي القعدة سنة ثمان وتسعين، وكان خيراً رحمه الله.
470 - محمد الحراشي القائد. مات بمكة في رجب سنة سبع وسبعين.
471 - محمد الحريري البصري الأصل المكي أدب الأطفال بها ثم صار يبيع الكتب ثم عمي وانقطع بمنزله وصار يخرج به إلى المسجد الحرام لقراءة المواليد حتى مات في ذي القعدة سنة أربع وخمسين.
472 - محمد الحقيقي - بمهملة وقافين كالدقيقي - اليمني نزيل رباط الظاهر بمكة كان مباركاً مديماً للجماعة بالمسجد الحرام مع فضيلة، مات بمكة في رمضان سنة ثلاث وسبعين؛ أرخهم ابن فهد.
473 - محمد الحموي الحنفي. ممن عرض عليه الشمس الونائي الخانكي في سنة تسع عشرة فينظر من هو. محمد الحنفي. في ابن حسن بن علي.
474 - محمد الحنفي آخر. كتب على استدعاء بعد الخمسين وأن مولده سنة ثمان وسبعمائة.
475 - محمد الحنوسي الغزي. مات بمكة في شعبان سنة اثنتين وأربعين أرخه ابن فهد.
476 - محمد الخزرجي أحد رسل الدولة ويلقب بزتحار لسمرته وربما قيل له ابن بركة وهي أمه. عامي محض يتشدق ويزعم أنه من بيت البلقيني وتربيته فيعادي شيخنا ويبارزه وربما شافهه بما لا يليق، وكان ممن يستعاذ من شره مع كونه ممن لا يذكر بحال. مات في سنة ست وسبعين عفا الله عنه.
477 - محمد خسرو العجمي. مات بمكة في المحرم سنة ثلاث وأربعين. أرخه ابن فهد.
478 - محمد الخضري بباب الفتوح ويعرف بجعبوب. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين؛ وكان صالحاً معتقداً عند كثيرين.
479 - محمد الخواص شيخ معتقد في المقادسة. مات هناك في ربيع الأول سنة ست وخمسين وصلي عليه عند المحراب الكبير رحمه الله.
محمد الدمدمكي. في ابن الدمدمكي.
480 - محمد الذبحاني - بفتح المعجمة والموحدة والحاء المهملة ثم نون - اليمني شيخ صالح. مات باليمن في ذي الحجة سنة اثنتين وستين أرخه ابن فهد. وقال في ذيله أنه مات بمكة؛ وقد مضى محمد بن سعيد بن أحمد الذبحاني وأنه تأخر عن هذا.
481 - محمد الراشدي - مات بمكة في صفر سنة سبع وخمسين أرخه ابن فهد.
محمد الرباطي. يأتي في محمد القدسي.
482 - محمد الرملي التونسي من تلامذة ابن عرفة درس وأخذ عنه بعض المقيدين ممن أخذ عني.
483 - محمد الرياحي المغربي المالكي، أقام في البرلس نحو ستين سنة وانتفع به جماعة من أهلها وغيرهم وكان بارعاً في الفقه والأصلين ممن أخذ عن ابن مرزوق وغيره. مات بعيد الأربعين وهو راجع من زيارة بيت المقدس بقرية بقرب العباسة ودفن بها وكان حسن الخلق، أفاده لي الشهاب أحمد بن يوسف بن علي بن الأقيطع الماضي وهو ممن انتفع به ونفع الله به.
484 - محمد الزيموني - شيخ صالح معتقد - مات ببلده سنة خمسين وصلي عليه بدمشق صلاة الغائب رحمه الله.
485 - محمد الخواجا الزاهر البخاري - لقيه الشهاب بن عربشاه فأخذ عنه وقال إنه صنف تفسيراً في مائة مجلد وأنه كان التزم في بعض أوقاته أن لا يخرج في وعظه وتذكيره عن قوله تعالى " الله نور السموات والأرض " واستمر كذلك حتى سئل في الانتقال عنها إلى غيرها ففعل وأنه مات بطيبة في أواخر سنة اثنتين وعشرين.(5/55)
486 - محمد الزرهوني الخيبري - نسبة لخيبر قرية من جبل زرهون - المغربي ويلقب الدقون بفتح المهملة وتشديد القاف وآخره نون - كان مع عاميته يتكلم في العلم كلاماً متيناً. مات في سنة إحدى وسبعين أفاده لي بعض الآخذين عني من المغاربة.
محمد الزيات. يأتي في محمد المصري.
487 - محمد السدار - شيخ معتقد تذكر له أحوال وكرامات إلى المجاذيب أقرب مقيم يزاوية جددتها أو أنشأتها له خوند في مصر العتيقة. مات وقد قارب السبعين فيما قيل في ليلة الخميس منتصف جمادى الثانية سنة تسع وثمانين وصلى عليه من الغد بجامع عمرو في جمع جم فيه غير واحد من أتباع السلطان وراموا دفنه بتربته فما أمكن فرجعوا به لزاويته رحمه الله وإيانا ونفعنا به.
488 - محم دالسدار آخر ممن يبيع السدر وغيره بحانوت بجانب سام بن نوح بالقرب من المؤيدية ممن كثر اعتقاد العامة فيه وذكرت له أحوال. مات بعيد التسعين.
489 - محمد السطوحي ويعرف بالصاجاتي. كان معتقداً. مات في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين بباب البحر ظاهر القاهرة.
490 - محمد المدعو شكيكر برددار الزين بن مزهر سقط به سلم من بيت ببولاق في يوم الأحد منتصف صفر سنة ست وثمانين ودفن من الغد غير مأسوف عليه.
محمد السنقري الهمذاني - هو ابن بهاء الدين مضى.
491 - محمد السلاوي المغربي. مات بمكة في ذي القعدة سنة أربع وخمسين أرخه ابن فهد.
492 - محمد السيوفي بحانوت باب الصاغة - مات في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين؛ وكان صالحاً معتقداً مذكوراً بالخير رحمه الله.
493 - محمد الشاذلي المحتسب - كان خردفوشياً ثم صار بلاناً ثم صحب ابن الدماميني وترقى إلى أن ولي حسبة مصر ثم القاهرة مراراً بالرشوة بواسطة بيبرس الدوادار مع كونه عرياً من العلم غاية في الجهل بحيث حكى عنه أن ابناً له مرض فعاده جماعة من أصحابه وقالوا له لا تخف فالله تعالى يعافيه فقال لهم هذا ابن الله مهما شاء فعل فيه وأنه كان يقرأ " وإن جهنم لموعدهم أجمعين " بضم الجيم فإذا أنكر عليه قال هذه لغة حكاهما العيني - مات في صفر سنة عشر ذكره شيخنا في إنبائه باختصار عن هذا.
494 - محمد الشامي الحداد تلميذ الجمال عبد الله بن الشيخ خليل القلعي الدمشقي الصوفي الواعظ - مات في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين.
محمد الشبراوي - في ابن سليمان بن مسعود.
495 - محمد الشريف الحسني الزكراوي نسبة لجده أبي زكريا الفاسي نزيل تونس وبها توفي في ذي الحجة سنة أربع وسبعين وقد جاز الخمسين وكان أديباً طبيباً لبيباً ولي البيمارستان بتونس وأقرأ العقليات مع مشاركة في الفقه واعتناء بالتاريخ. أفاده لي بعض الآخذين عني من المغاربة.
496 - محمد الشفى أحد المعتقدين الموصوفين عند جمع بالجذب. مات في ربيع الأول سنة خمسين ودفن داخل باب القرافة عند إسطبل الزرافة قديماً بتربة عمر الكردي رحمه الله.
497 - محمد الشويمي أحد المجاذيب المقيمين عند الشيخ مدين وكان من قدماء أصحابه ممن زرته ودعا لي بالمغفرة عقب رجوعه من الحج. مات في ذي القعدة سنة سبع وستين ودفن بزاوية صاحبه.
498 - محمد الشيرازي المعلم الخياط بمكة. مات في عصر يوم الاثنين ثاني عشر رجب سنة ثلاث وتسعين بعد أن حصل له عرج وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.
499 - محمد الشيرازي الزعفراني جاور بمكة فقرأ عليه بالسبع عمر النجار.
محمد الصغير. في ابن علي بن قطلوبك.
500 - محم دالصوفي وكيل بيت المال وناظر الكسوة والذخيرة. مات في المحرم سنة أربع وستين. أرخه ابن عزم. محمد الضرير الأزهري. في ابن عيسى بن إبرهيم.
501 - محمد العربي المغربي شيخ رباط الموفق بمكة. مات فجأة في المحرم سنة ثمان وسبعين بمكة.
502 - محمد العجمي الشمسي نائب إمام مقام الحنفية. مات بمكة في شعبان سنة إحدى وثمانين وكان عالماً. أرخهما ابن فهد.
503 - محمد البوشي ويعرف بالعطار أحد أتباع يوسف العجمي ومريديه حكى لنا عنه جماعة.
محمد الغمري اثنان ممن أخذ عن الزاهد بن أحمد بن يوسف وابن عمر الولي الشهير صاحب الجوامع.
504 - محمد فارصا. أخذ عنه الأمين الأقصرائي بمكة وقال كان مشهوراً بالتقوى ورجع فمات بالمدينة النبوية سنة اثنتين وعشرين رحمه الله. محمد الفرنوي هو ابن علي.(5/56)
محمد القادري الصالحي. كان منقطعاً بزاوية بصالحية دمشق وله أتباع لهم أذكار وأوراد ينكرون المنكر وشيخهم فقليل الاجتماع بالناس بل بين المنقبض والمنبسط. مات في رجب سنة ست وعشرين بالطاعون ذكره شيخنا في إنبائه.
506 - محمد القباقبي الدمشقي شيخ معتقد هناك - مات في شعبان سنة سبع وخمسين بقرية برزة ظاهر دمشق وخرج للصلاة عليه خلق من الأعيان من القضاة ونحوهم رحمه الله وإيانا.
محمد القباقبي الدمشقي الصالحي الحنبلي آخر. مضى قريباً في الملقبين بشمس الدين.
507 - محمد المعروف بالقدسي وبشيخ الخدام لأن الخدام بالقاهرة كانوا يعتقدونه شيخ مبارك كان يسكن بمصر عند قبو مدرسة السلطان حسن بالقرب من القلعة ويتردد منها لمكة كثيراً على طريقة حسنة مع معرفة بطريق الصوفية وبلغني أنه صحب محمداً القرمي بالقدس كثيراً وأنه كان يصوم الدهر ويقوم الليل وله على ما ذكر نظم سمعته ينشد منه شيئاً ولكن لم أحفظه وكان يسكن في رباط الخوزي وبه توفي في يوم الجمعة ثامن عشر ذي القعدة سنة إحدى عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وهو فيما أحسب في عشر الستين أو أزيد.
508 - محمد القدسي الرباطي. مات بمكة في ربيع الأول سنة أربع وثلاثين. أرخه ابن فهد ووصفه بالشيخ.
509 - محمد الشامي السطوحي ويعرف بالقشيش أحد المعتقدين بين كثيرين. مات في ربيع الأول سنة خمسين ببعض أعمال القليوبية ودفن هناك.
510 - محمد القصري التاجر ويعرف بابن ستيت. كان مقلاً ثم أكثر السفر لإسكندرية حتى أثري فتردد إلى مكة وكان أولاً يشتغل ويحضر دروس شيخنا ابن الملقن وسمع عليه الكثير. مات في ثاني عشر شوال سنة اثنتين وعشرين ذكره شيخنا في إنبائه.
511 - محمد القناوي الحناط مات بمكة في شعبان سنة أربع وستين. أرخه ابن فهد.
محمد القنشي. هو ابن علي بن خلد بن علي بن موسى.
محمد القواس الدمشقي أحد المعتقدين. مضى في ابن عبد الله.
512 - محمد الكبير خادم الشيخ صالح. مات سنة إحدى.
513 - محمد الكردي الصوفي الزاهد المعمر. كان بخانقاه غمرشاه بالقنوات بدمشق ورعاً جداً لا يرزأ أحداً شيئاً بل يؤثر بما عنده وتؤثر عنه كرامات وكشف مع عدم مخالطته لأحد وخضوعه لكل أحد. مات في شوال سنة اثنتين وقد جاز الثمانين. ذكره شيخنا في إنبائه. محمد الكمالي هو ابن عبد الله بن طغاي.
514 - محمد الكومي التونسي أخذ عن أحمد الشماع وعبد الله الباجي قرأ عليه أصحابنا الأصلين للفخر الرازي. ومات بعد سنة ثلاث وسبعين.
515 - محم الكويس أحد المعتقدين. مات في صفر سنة إحدى وستين بخانقاه سرياقوس وكان مقيماً فيها وبها دفن وممن كان يبالغ في اعتقاده الزين قاسم البلقيني وقد زرته في توجهي إلى السفرة الشمالية فدعا لي.
516 - محمد الكيلاني الخواجا. مات بمكة في سنة ثلاثين. أرخه ابن فهد وقد مضى في ابن. محمد الماحوزي، مضى في الملقبين شمس الدين.
517 - محمد الماروسي بالرملة. مات في سنة ثلاث وثلاثين.
محمد المدني المالكي. هو ابن علي بن معبد بن عبد الله مضى.
518 - محمد المرجي الخواص أحد المعتقدين. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وستين ودفن بزاوية البيدغاني بسوق اللبن. أرخه المنير.
519 - محمد الحسني المشامري بالمعجمة بعد الميم المضمومة وربما خفف فكتب بدون ألف - المغربي كان صالحاً فاضلاً. مات في سنة ستين أفاده لي بعض المغاربة الآخذين عني.
520 - محمد المغربي العطار بمكة أخو مريم الآتية. مات في جمادى الثانية سنة ست وتسعين بها واسم أبيه علي.
521 - محمد المغربي ويعرف برطب. مات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين بجدة ودفن بها وهو ممن جاور بالحرمين مدة ثم صار يزور المدينة ويظهر صلاحاً وفيه مقال.
522 - محمد المغربي نزيل جامع عمرو وأحد المعتقدين المقصودين للتبرك والزيارة وكنت ممن سلم عليه مرة، مات في مستهل ذي القعدة سنة أربع وسبعين ودفن بجوار الشرف البوصيري من القرافة رحمه الله.(5/57)
523 - محمد المغربي المرابط أحد المعتقدين أيضاً ويعرف بخبزة. كان مقيماً بمسطبة مرتفعة بأحجار مرصوصة على باب قاعة البغاددة داخل باب النصر بالقرب من جامع الحاكم دهراً طويلاً لا يبرح عن مكانه شتاء وصيفاً ليلاً ونهاراً والناس يأتونه للزيارة من الأماكن البعيدة فضلاً عن دونها ومنهم من يجيئه بالأكل والدراهم والثياب وغيرها ويسمونه مجذوباً ويذكرون له أحوالاً وقد رأيته كثيراً والله أعلم بحاله مات في يوم الجمعة خامس جمادى الأولى سنة تسع وخمسين ودفن من يومه قبل صلاة الجمعة بتربة الأشرف إينال وبأمره بعد الصلاة عليه بمصلى باب النصر؛ ويقال أنه وجد بمحل جلوسه نحو خمس وعشرين ألف درهم.
محمد المغربي اللبسي. هو ابن محمد بن يحيى بن محمد بن عيسى مضى.
524 - محمد الشهير بأبو تونة مات بمكة في المحرم سنة أربع وخمسين أرخه ابن فهد.
525 - محمد المصري المؤذن بباب السلام ويعرف بالزيات. جاور بمكة وجدد له أذان بباب السلام وقرر له مائة على الذخيرة ثم صار في أيام إينال على النصف كعموم المرتبين وكان إنساً في أذانه. مات في المحرم سنة سبع وسبعين واستقر بعده أولاد ابن مسدى شيخ رباط ربيع.
526 - محمد المفلج. مات بمكة في ربيع الأول سنة أربع وأربعين أرخه ابن فهد.
527 - محمد القيسي الملوري المغربي الأندلسي المالكي قرأ عليه ابن أبي اليمن إرشاد السالك إلى أفعال المناسك لأبي الحسن علي بن محمد بن فرحون ومن أول ألفية ابن ملك إلى فصل في ما ولا ولات وأن المشبهات ليس. في سنة ثمان وثلاثين وأذن له في الإقراء. محمد المناشفي. مضى في الملقبين بشمس الدين.
528 - محمد النحريري الضرير. شيخ كان يضرب الرمل وللنساء بصنيعه تمسك تام وله جلالة بينهن بل سمعت وصفه بالبراعة في فنه من جماعة كالبدر الطلهاوي بحيث أنه أخذ عنه وقال له أنه كان ينظم وعنده فوائد مات بعد الثمانين وأظنه قارب الثمانين وكان قد سكن بقاعة ابن عليبة بالقرب من ربعه المجاور لجامع الغمري عفا الله عنه. محمد النطوبسي ويعرف بابن عرادة يأتي في ابن عرادة. محمد النفطي المغربي. في ابن عمر بن محمد.
محمد نقيب القصر ويعرف أبوه بابن شفتر. مضى فيمن يلقب ناصر الدين قريباً.
529 - محمد الهبي اليماني الزبيدي والد العفيف عبد الله الماضي كان من جماعة إسمعيل الجبرتي فسمع قارئاً يقرأ " يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً " الآية فمات عند سماعها بحضرة ولده وإخباره لمن أخبرني وذلك في سنة إحدى وعشرين رحمه الله.
530 - محمد الهروي نزيل رباط الظاهر بمكة مات بها في جمادى الأولى سنة أربع وستين.
531 - محمد الهلالي القائد في مملكة حفيد أبي فارس محمد بن محمد. صار هو وأخو أستاذه عثمان لهما الحل والعقد فلما استقر عثمان بعد أخيه قبض عليه وسجنه وغيبه حتى مات وذلك قريباً من سنة تسع وثلاثين.
532 - محمد الواسطي الشافعي نزيل الحرمين وكانه ابن عبد القادر بن عمر السكاكيني الماضي ممن شهد على ابن عياش في ذي الحجة سنة ست وثلاثين بإجازة عبد الأول.
533 - محمد الواصلي نسبة لبلد بالجزيرة القبلية ظاهر تونس التونسي المغربي أحد المفتين المتفننين المترقين فيا لحفظ ممن درس وأفتى وجلس للشهادة بتونس بل كان قاضياً ببعض محالها. مات في سنة اثنتين وسبعين وكان عالماً صالحاً قاله لي بعض ثقات المغاربة. محمد اليماني الكتبي شيخ الفراشين بمكة مضى في ابن علي بن عبد الكريم. آخر المحمدين ولله الفضل.
ذكر من اسمه محمود
534 - محمود بن إبرهيم بن إسمعيل بن موسى السهروردي ثم القاهري الماضي أبوه. ممن قرأ القراآت على ابن الحمصاني وكانت فيه فضيلة. مات سنة تسع وثمانين.(5/58)
535 - محمود بن إبرهيم بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر الزين بن البرهاني بن الديري المقدسي الأصل القاهري الحنفي الماضي أبوه وجده. ولد كما أخبر به مع تردده فيه في حياة جده بعد انفصاله عن القضاء إما بعد توجهه لبيت المقدس أو قبيلها وكان توجهه في سنة سبع وعشرين. ومات فيها هناك بالمؤيدية ثم أنه جرى في أثناء كلامه أنه لما حج مع أبيه وعمه كان قد بلغ بحيث كانت حجة الإسلام وكانت في موسم سنة إحدى وخمسين فيكون على هذا مولده بعد سنة ست وثلاثين والأول أشبه فابن عمه البدري ولد في سنة ثمان وثلاثين وهو فيما يظهر أسن منه بكثير ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن والمغني للخبازي في أصوله ونقم على أبيه كونه لم يقرئه كتاباً في الفقه، والحاجبية واشتغل على عمه القاضي سعد الدين في الفقه وغيره في الكنز وغيره ولازمه كثيراً في سماع الحديث بقراءة المحيوي الطوخي وكذا أخذ في الفقه عن جعفر العجمي نزيل المؤدية ثم فيه وفي غيره عن الزين قاسم الحنفي وفي العربية عن وفي الفرائض عن البوتيجي وناب في القضاء عن عمه فمن شاء الله بعده وحج مع أبيه في موسم سنة إحدى وستين حين حجت خوند وابنها، فلما عاد استقر في نظر الإصطبل باستعفاء الزيني بن مزهر المستقر فيها بعد أبيه البرهاني في رجب سنة سبع وخمسين ثم انفصل عنها في رمضان سنة خمس وستين بالشرف بن البقري واستمر منقطعاً حتى عن نيابة القضاء غالباً وقال أنه عرض عليه في الأيام المؤيدية التكلم في البيمارستان ثم حج في موسم سنة سبع وتسعين وجاور التي تليها وكذا جاور قبلها بعد الثمانين وتكرر دخوله لبيت المقدس وكان به في سنة تسعين. محمود بن إبرهيم بن محمد بن محمود بن عبد الحميد بن هلال الدولة. يأتي في ابن محمد بن إبراهيم بن محمود.
536 - محمود بن إبرهيم بن محمود بن أحمد بن حسين أبو الثنا بن أبي الطيب الأقصرائي الأصل القاهري ابن المواهبي الماضي أبوه ممن عرض علي في جملة الجماعة. محمود بن إبرهيم بن محمود بن عبد الرحيم بن الحموي الواعظ الماضي أبوه وأخوه محمد والآتي جدهما قريباً.
537 - محمود بن إبرهيم بن محمود بن عبد الرحيم بن الحموي الواعظ الماضي أبوه وأخوه محمد والآتي جدهما قريباً.
238 - محمود بن إبراهيم شاه سلطان جانفور.
239 - محمود بن أحمد بن إبرهيم حميد اتلدين بن الفاضل شهاب الدين الشكيلي المدني الشافعي حفظ أربعي النووي ومنهاجه والمنهاج الأصلي وألفية الحديث والنحو وجود الخط وكان ذكياً فاضلاً؛ ولعله مات فيها سنة إحدى وتسعين.
540 - محمود بن أحمد بن إسمعيل بن محمد بن أبي العز المحيوي بن النجم بن العماد الدمشقي الحنفي والد الشهاب أحمد ويعرف كسلفه بابن الكشك اشتغل قليلاً وناب عن أبيه بل استقل بالقضاء وقتاً ولما كانت فتنة تمر دخل معهم في المنكرات والمظالم وبالغ فيها وولي القضاء عنهم ولقب قاضي المملكة واستخلف بقية القضاة من تحت يده وخطب بالجامع فكرهه الناس ومقتوه ولم يلبث أن اطلع تمر على أنه خانه فصادره وعاقبه وأسره إلى أن وصل تبريز فهرب ودخل القاهرة فكتب توقيعه بقضاء الشام فلم يمضه نائبها شيخ واستمر خاملاً حتى مات في ذي الحجة سنة ثمان بعد أن كان تفرق أخوه وأولاده وظائفه ثم صالحوه على بعضها ذكره شيخنا في إنبائه.(5/59)
541 - محمود بن أحمد بن حسن بن إسمعيل بن يعقوب بن إسمعيل مظفر الدين ابن الإمام شهاب الدين العنتابي - ويخفف بالعيني - الأصل القاهري الحنفي شقيق الشمس محمد الماضي ويعرف كهو بابن الأمشاطي نسبة لجدهما لأمهما الشيخ الخير شمس الدين لتجارته فيها. ولد في حدود سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن والنقاية في الفقه لصدر الشريعة وكافية ابن الحاجب ونظم نخبة شيخنا للعز الحنبلي المسمى نزهة النظر والتلويح في الطب للخجندي واشتغل في الفقه على السعد بن الديري والأمين الأقصرائي والشمني وابن عبيد الله وعن الثاني أخذ أيضاً في النحو وغيره وعن الثالث والشرف بن الخشاب أخذ الطب بل أخذه بمكة عن سلام الله وكذا سمع عليه بقراءة الخطيب أبي الفضل النويري في الشمسية وأخذ الميقات عن الشمس المحلي وسمع على الشمس الشامي في ذيل مشيخة القلانسي وعلى البدر حسين البوصيري رفيقاً للسنباطي مقورء أبي القسم النويري من أول سنن الدارقطني وهو ثلاثون ورقة وعلى شيخنا وآخرين وأجاز له جماعة ودخل لدمشق غير مرة وحضر عند أبي شعر مجالس من وعظه وكذا حج غير مرة وجاور وسمع على التقي بن فهد وأبي الفتح المراغي، وزار الطائف رفيقاً للبقاعي ورابط في بعض الثغور وسافر في الجهاد واعتنى بالسباحة وبالتجليد وبرمي النشاب وعالج وثاقف ورمى بالمدافع وعمل صنعة النفط والدهاشات وأخذ ذلك عن الأستاذين وتقدم في أكثرها إلى غيرها من النكت والصنائع والفنون والبدائع وباشر الرياسة في عدة مدارس وكذا الطب بل درس فيه وصنف وتدرب فيه جماعة صارت لهم براعة ومشى للمرضى فللرؤساء على وجه الاحتشام ولغيرهم بقصد الاحتساب مع عدم الإمعان في المشي ودرس الفقه بالزمامية بناحية سويقة الصاحب تلقاها عن الشمس الرازي وبدرس بكلمش المعين له المؤيدية مع الإمامة بالصالحية بعد أخيه وبالظاهرية القديمة بعد سعد الدين الكماخي والطب بجامع طولون والمنصورية بعد الشرف بن الخشاب نيابة عن ولده ثم استقلالاً إلى غير ذلك من الجهات وناب في القضاء عن السعد بن الديري فمن بعده على طريقة جميلة ثم أعرض عنه بحيث أنه لم يباشر عن أخيه وكذا أعرض عن سائر ما تقدم من الصناعات والفضائل سوى الطب وشرح من كتبه الموجز للعلاء بن نفيس شرحاً حسناً في مجلدين كتبه عنه الأفاضل وتداول الناس نسخة وقرضه له غير واحد، وكذا شرح اللمحة لابن أمين الدولة بل عمل قديماً لابن البارزي وهو المشير عليه به كراسة يحتاج إليها في السفر بل شرح النقاية استمد فيه من شرح شيخه الشمني وكان قد قرأه عليه وأذن له في التدريس والإفتاء. وهو إنسان زائد التواضع والهضم لنفسه مع العفة والشهامة وخفة الروح ومزيد التودد لأصحابه والبر لهم والصلة لذوي رحمه والرغبة في أنواع القربات والتقلل بأخرة من الاجتماع بالناس جهده والإقبال على صحبه من يتوسم فيه الخير كإمام الكاملية ثم ابن الغمري وله فيهما مزيد الاعتقاد ولما مات أخوه ورثه وضم ما خصه من نقد وثمن كتب ونحوها لما كان في حوزته وأرصد ذك لجهات جددها سوى ما فعله هو وأخوه قبله من صهريج بالقرب من الخانقاه السرياقوسية وسبع وغير ذلك وعمل تربة. وحدث بالقليل أخذ عنه بعض الطلبة وصحبته سفراً وحضراً فما رأيت منه إلا الخير والتفضيل وبيننا ود شديد وإخاء أكيد بل هو من قدماء أحبابنا وممن رغب في اللتكتاب القول البديع من تصانيفي وكان يجيء يوماً في الأسبوع لسماعه وكان تصنيفي الابتهاج بأذكار المسافر الحاج من أجله ومع ضعف بدنه ودنياه لا يتخلف عن زيارتي في كل شهر غالباً مع تكرر فضله وتقلله وسمعته يحكي أنه رأى وهو صبي في يوم ذي غيم رجلاً يمشي في الغمام لا يشك في ذلك ولا يتمارى ووصفه البقاعي بالشيخ ابن الفاضل وقال الطبيب الحاذق ذو الفنون المجلد وأنه ولد في حدود سنة عشرة انتهى. وهو الآن في سنة تسع وتسعين مقيم ببيته زائد العجز عن الحركة ختم الله له بخير ونعم الرجل رغب عن جملة من وظائفه كتدريس الظاهرية لتلميذه العلامة الشهاب بن الصائغ.
542 - محمود بن أحمد بن سليمان بن الشمس تاجر شهير ممن سمع ختم البخاري بالظاهرية.(5/60)
543 - محمود بن أحمد - واختلف علي فيمن بعده فقيل محمد بن إبرهيم وقيل إبرهيم بن محمد وكأنه أصح - الزين الشكيلي المدني أحد مؤذنيها والماضي عمه محمد بن إبرهيم وأخوه محمد وأبوهما. ممن سمع في المدينة. ويحرر مع محمود بن أحمد بن إبرهيم الماضي قريباً.
544 - محمود بن أحمد بن محمد النور أبو الثناء بن الشهاب الهمذاني الفيومي الأصل الحموي الشافعي ويعرف أبوه بابن ظهير ثم هو بابن خطيب الدهشة. تحول أبوه من الفيوم إلى حماة فاستوطنها وولي خطابة الدهشة بها وصنف المصباح المنير في غريب الشرح الكبير مجلدين وشرح عروض ابن الحاجب وديوان خطب وغيرها وولد له ابنه هذا في سنة خمسين وسبعمائة ونشأ فحفظ القرآن وكتباً وسمع من الشهاب المرداوي صحيح مسلم ومن قاسم الضرير صحيح البخاري ومن الكمال المعري ثلاثياته في آخرين وتفقه على علمائها في ذلك العصر وارتحل لمصر والشام فأخذ عن أئمتها أيضاً إلى أن تقدم في الفقه وأصوله والعربية واللغة وغيرها، وولي بسفارة ناصر الدين بن البارزي قضاء حماة في أول دولة المؤيد فباشره مباشرة حسنة بعفة ونزاهة وصرف بالزين بن الخرزي الماضي في أوائل سنة ست وعشرين فلزم منزله متصدياً للإقراء والإفتاء والتصنيف فانتفع به عامة الحمويين واشتهر ذكره وعظم قدره وصنف الكثير كمختصر القوت للأذرعي وهو في أربعة أجزاء سماه إغاثة المحتاج إلى شرح المنهاج وقيل إنه سماه لباب القوت وتكملة شرح المنهاج للسبكي وهو في ثلاثة عشر مجلداً والتحفة في المبهمات وشرح ألفية ابن مالك وتحرير الحاشية في شرح الكافية الشافية في النحو له أيضاً ثلاث مجلدات وتهذيب المطالع لابن قرقول في ست مجلدات واختصره فسماه التقريب في الغريب في جزءين جوده واليواقيت المضية في المواقيت الشرعية وعمل منظومة نحو تسعين بيتاً في الخط وصناعة الكتاب وشرحها. قال شيخنا في إنبائه: وانتهت إليه رياسة المذهب بحماة مع الدين والتواضع المفرط والعفة والانكباب على المطالعة والإشغال والتصنيف والمشاركة في الأدب وغيره وحسن الخط. وكذا قال التقي بن قاضي شهبة أنه انفرد مدة بمشيخة حماة بعد موت رفيقه الجمال بن خطيب المنصورية مع زهد وتقشف قال ولكن كانت فيه غفلة وعنده تساهل فيما ينقله ويقوله. وكذا أثنى عليه ابن خطيب الناصرية وغيره كالتقي بن فهد في معجمه وشيخنا في معجمه أيضاً باختصار. وقال بعض الحفاظ إنه كان صالحاً عالماً علامة صاحب نسك وتأله معروفاً بالديانة والصيانة ملازماً للخير والتواضع. مات بحماة في يوم الخميس سابع عشر شوال سنة أربع وثلاثين وكانت جنازته مشهودة وعظم الأسف عليه وقيل أنه لما احتضر تبسم ثم قال لمثل هذا فليعمل العاملون. ومن نظمه:
وصل حبيبي خبر لأنه قد رفعه ... ينصب قلبي غرضاً إذ صار مفعولاً معه
ومنه:
أحضر صرف الراح حل ذو تقى ... أعهده لم يقترف محرما
فقلت ما تشرب قد أسكرتني ... مما أرى فقال لي هذا وما
وقوله:
غصن النقا لا تحكه ... فما له في ذا شبه
فرامه قلت اتئد ... ما أنت إلا حطبه
وبينه وبين البدر بن قاضي أذرعات مكاتبات منظومة، وممن كتب عنه من شعره الجمال بن موسى المراكشي والموفق الأبي وكذا قرأ عليه شيئاً من مرويه المحب بن الشحنة. وهو في عقود المقريزي.(5/61)
545 - محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود البدر أبو محمد وأبو الثناء بن الشهاب الحلبي الأصل العنتابي المولد ثم القاهري الحنفي ويعرف بالعيني. انتقل أبوه من حلب إلى عنتاب من أعمالها فولي قضاءها وولد له البدر بها وذلك كما قرأته بخطه في سابع عشرى رمضان سنة اثنتين وستين وسبعمائة فنشأ بها وقرأ القرآن ولازم الشمس محمد الراعي بن الزاهد ابن أحد الآخذين عن الركن قاضي قرم وأكمل الدين ونظرائهما في الصرف والعربية والمنطق وغيرها وكذا أخذ الصرف والفرائض السراجية وغيرهما عن البدر محمود بن محمد العنتابي الواعظ الآتي وقرأ المفصل في النحو والتوضيح مع متنه التنقيح على الأثير جبريل بن صالح البغدادي تلميذ التفتازاني والمصباح في النحو أيضاً على خير الدين القصير وسمع ضوء المصباح على ذي النون وتفقه بأبيه وبميكائيل أخذ عنه القدوري والمنظومة قراءة والمجمع سماعاً وبالحسام الرهاوي قرأ عليه مصنفه البحار الزاخرة في المذاهب الأربعة ولازم في المعاني والبيان والكشاف وغيرهما الفقيه عيسى بن الخاص بن محمود السرماوي تلميذ الطيبي والجار بردى، وبرع في هذه العلوم وناب عن أبيه في قضاء بلده وارتحل إلى حلب في سنة ثلاث وثمانين فقرأ على الجمال يوسف الملطي البزدوي وسمع عليه في الهداية وفي الأخسيكتي وأخذ عن حيدر الرومي شارح الفرائض السراجية ثم عاد إلى لده ولم يلبث أن مات والده فارتحل أيضاً فأخذ عن الولي البهستي ببهستا وعلاء الدين بكختاو البدر الكشافي بملطية ثم رجع إلى بلده، ثم حج ودخل دمشق وزار بيت المقدس فلقي فيه العلاء أحمد بن محمد السيرامي الحنفي فلازمه واستقدمه معه القاهرة في سنة ثمان وثمانين وقرره صوفياً بالبرقوقية أول ما فتحت في سنة تسع وثمانين ثم خادماً ولازمه في الفقه وأصوله والمعاني والبيان وغيرها كقصة من أوائل الكشاف وكذا أخذ الفقه وغيره عن الشهاب أحمد بن خاص التركي ومحاسن الاصطلاح عن مؤلفه البلقيني وسمع على العسقلاني الشاطبية وعلى الزين العراقي صحيح مسلم والإلمام لابن دقيق العيد وقرأ على التقي الدجوي الكتب الستة ومسند عبد والدارمي وقريب الثلث الأول من مسند أحمد وعلى القطب عبد الكريم حفيد الحافظ القطب الحلبي بعض المعاجيم الثلاثة للطبراني وعلى الشرف بن الكويك الشفا وعلى النور الفوى بعض الدارقطني أو جميعه وعلى تغرى برمش شرح معاني الآثار للطحاوي وعلى الحافظ الهيثمي في آخرين، ولبس الخرقة من ناصر الدين القرطي. وفي غضون هذا دخل دمشق فقرأ بها بعضاً من أول البخاري على النجم بن الكشك الحنفي عن الحجار وكان حنفياً عن ابن الزبيدي الحنفي حسبما استفدت معنى كله من خطه مع تناقض في بعضه مع ماكتبه مرة أخرى كما بينته في ترجمته من ذيل القضاة نعم رأيت قراءته للجزء الخامس من مسند أبي حنيفة للحارثي على الشرف بن الكويك ووجدت بخط بعض الطلبة أنه سمع على العز بن الكويك والد الشرف، ولم يزل البدر في خدمة البرقوقية حتى مات شيخها العلاء فأخرجه جركس الخليلي أمير آخور منها بل رام إبعاده عن القاهرة أصلاً مشياً مع بعض حسدة الفقهاء فكفه السراج البلقيني ثم بعد يسير توجه إلى بلاده ثم عاد وهو فقير مشهور الفضيلة فتردد لقلمطاي العثماني الدوادار وتغرى بردى القردمي وجكم من عوض وغيرهم من الأمراء بل حج في سنة تسع وتسعين صحبة تمربغا المشطوب وقال أنه رأى منه خيراً كثيراً، فلما مات الظاهر برقوق سعى له جكم في حسبة القاهرة فاستقر فيها في مستهل ذي الحجة سنة إحدى وثمانمائة ثم انفصل عنها قبل تمام شهر بالجمال الطنبدي ابن عرب وتكررت ولايته لها، وكان في مباشرته لها يعزر من يخالف أمره بأخذ بضاعته غالباً وإطعامها للفقراء والمحابيس، وكذا ولي في الأيام الناصرية عدة تداريس ووظائف دينية كتدريس الفقه بالمحمودية ونظر الأحباس ثم انفصل عنها وأعيد إليها في أيام المؤيد وقرره في تدريس الحديث بالمؤيدية أول ما فتحت وامتحن في أول دولته ثم كان من أخصائه وندمائه بحيث توجه عنه رسولاً إلى بلاد الروم ولما استقر الظاهر ططر زاد في إكرامه لسبق صحبته معه بل تزايد اختصاصه بعد بالأشرف حتى كان يسامره ويقرأ له التاريخ الذي جمعه باللغة العربية ثم يفسره له بالتركية لتقدمه في اللغتين ويعلمه أمور الدين حتى حكى أنه كان يقول لولاه لكان في(5/62)
إسلامنا شيء وعرض عليه النظر على أوقاف الأشراف فأبى ولم يزل يترقى عنده إلى أن عينه لقضاء الحنفية وولاه إياه مسئولاً على حين غفلة في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين عوضاً عن التفهني لما استقر في مشيخة الشخونية ثم صرفه على استكمال أربع سنين ثم أعاده وسافر في جملة رفقته صحبته سنة آمد حتى وصل معه إلى البيرة ثم فارقه وأقام في حلب حتى رجع السلطان فرافقه، ومات الأشرف وهو قاض ثم صرف في أيام ولده في المحرم سنة اثنتين وأربعين بالسعد بن الديري، ولزم البدر بيته مقبلاً على الجمع والتصنيف مستمراً على تدريس الحديث بالمؤيدية ونظر الأحباس حتى مات غير أنه عزل عن الأحباس بالعلاء بن أقبرس في سنة ثلاث وخمسين وتألم ولم يجتمع القضاء والحسبة ونظر الأحباس في آن واحد لأحد قبله ظناً. وكان إماماً عالماً علامة عارفاً بالصرف والعربية وغيرها حافظاً للتاريخ وللغة كثير الاستعمال لها مشاركاً في الفنون ذا نظم ونثر مقامه أجل منهما لا يمل من المطالعة والكتابة، كتب بخطه جملة، وصنف الكثير بحيث لا أعلم بعد شيخنا أكثر تصانيف منه، وقلمه أجود من تقريره وكتابته طريقة حسنة مع السرعة حتى استفيض عنه أنه كتب القدوري في ليلة بل سمع ذلك منه العز الحنبلي وكذا قال المقريزي أنه كتب الحاوي في ليلة، اشتهر اسمه وبعد صيته مع لطف العشرة والتواضع وعمر مدرسة مجاورة لسكنه بالقرب من جامع الأزهر وعمل بها خطية لكونه كما بلغني كان يصرح بكراهة الصلاة في الأزهر لكون واقفه رافضياً سباباً وحظي عند غير واحد من الملوك والأمراء، حدث وأفتى ودرس وأخذ عنه الأئمة من كل مذهب طبقة بعد أخرى بل أخذ عنه أهل الطبقة الثالثة وكنت ممن قرأ عليه أشياء وقرض لي بعض تصانيفي وبالغ في الثناء علي لفظاً وكتابة بل علق شيخنا عنه من فوائده بل سمع عليه ثلاثة أحاديث لأجل البلدانيات بظاهر عنتاب بقراءة موقعه ابن المهندس مع مابينهما ما يكون بين المتعاصرين غالباً وكذا كان هو يستفيد من شيخنا خصوصاً حين تصنيفه رجال الطحاوي، وترجمه شيخنا في رفع الأصر وفي معجمه باختصار وقال أجاز في استدعاء ابني محمد، وذكره ابن خطيب الناصرية في تاريخه فقال: وهو إمام عالم فاضل مشارك في علوم وعندهحشمة ومروءة وعصبية وديانة انتهى. ولم يزل ملازماً للجمع والتصنيف حتى مات بعد أن صار خصوصاً بعد صرفه عن نظر الأحباس يبيع من أملاكه وكتبه سوى ما وقفه على مدرسته منها وهو شيء كثير في ليلة الثلاثاء رابع ذي الحجة سنة خمس وخمسين ودفن من الغد بمدرسته التي أنشأها بعد أن صلى عليه المناوي بالأزهر وعظم الأسف على فقده ولم يخلف بعده في مجموعه مثله، ومن تصانيفه شرح البخاري في أحد وعشرين مجلداً سماه عمدة القاري استمد فيه من شرح شيخنا بحيث ينقل منه الورقة بكمالها وربما اعترض لكن قد تعقبه شيخنا في مجلد حافل بل عمل قديماً حين رآه تعرض في خطبته له جزءاً سماه الاستنصار على الطاعن المعثار بين فيه ما نسبه إليه مما زعم انتقاده في خصوص الخطبة، وقف عليه الأكابر من سائر المذاهب كالجلال البلقيني اولشمسين البرماوي وابن الديري والشرف التباني والجمال الأقفهسي والعلاء بن المغلي فبينوا فساد انتقاده وصوبوا صنيع شيخنا وأنزلوه منزلته، وطول البدر شرحه بما تعمد شيخنا حذفه من سياق الحديث بتمامه وتراجم الرواة واستيفاء كلام اللغويين مما كان القصد يحصل بدونه وغير ذلك، وذكر لشيخنا عن بعض الفضلاء ترجيحه بما اشتمل عليه من البديع فقال بديهة هذا شيء نقله من شرح لركن الدين وكنت قد وقفت عليه قبله ولكن تركت النقل منه لكونه لم يتم إنما كتب منه قطعة يسيرة وخشيت من تعبي بعد فراغها في الاسترسال في هذا المهيع بخلاف البدر فإنه بعدها لم يتكلم بكلمة واحدة في ذلك، وبالجملة فشرح البدر أيضاً حافل لكنه لم ينتشر كانتشار شرح شيخنا ولا طلبه ملوك الأطراف من صاحب مصر ولا تنافس العلماء في تحصيله من حياة مؤلفه وهلم جرا ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وشرح صاحب الترجمة كتباً كثيرة منها معاني الآثار للطحاوي في عشر مجلدات وقطعة من سنن أبي داود في مجلدين وقطعة كبيرة من سيرة ابن هشام سماه كشف اللثام وجميع الكلم الطيب لابن تيمية والكنز وسماه رمز الحقائق في شرح كنز الدقائق والتحفة والهداية في أحد عشر مجلداً كما قرأته بخطه والمجمع وسماه المستجمع وقال إن(5/63)
تصنيفه له كان وهو ابن إحدى وعشرين سنة في حياة كبار شيوخه فوقفوا عليه وقرضوه والبحار الزاخرة لشيخه في مجلدين وسماه الدرر الزاهرة والمنار والشواهد الواقعة في شروح الألفية في تصنيفين كبير في مجلدين وصغير في مجلد وهو أشهرهما وعليه معول الفضلاء وكتب على خطبته شرحاً ومراح الأرواح وسماه ملاح الألواح وقال إنه كان أول تصانيفه صنفه وله من العمر تسع عشرة سنة والعوامل المائة لعبد القاهر الجرجاني وقصيدة الساوي في العروض وعروض ابن الحاجب والتسهيل لابن ملك في مطول ومختصر واختصر الفتاوى الظهيرية وكذا المحيط في مجلدين وسماه الوسيط في مختصر المحيط وله حواش على شرح الألفية لابن المصنف وعلى التوضيح وعلى شرح الجاربردى في التصريف وفوائد على شرح اللباب للسيد وتذكرة نحوية ومقدمة في الصرف وأخرى في العروض وعمل سير الأنبياء وتاريخاً كبيراً في تسعة عشر مجلداً رأيت منه المجلد الأخير وانتهى إلى سنة خمسين ومتوسطاً في ثمانية واختصره أيضاً في ثلاثة وتاريخ الأكاسرة بالتركية وطبقات الشعراء وطبقات الحنفية ومعجم شيوخه في مجلد ورجال الطحاوي في مجلد واختصر تاريخ ابن خلكان وله تحفة الملوك في المواعظ والرقائق كتاب في ثمان مجلدات سماه مشارح الصدور ورأيت بخطه أنه سماه زين المجالس وآخر ف يالنوادر وسيرة المؤيد نثر ونظم في أخرى انتقد كثيراً من أبياتها شيخنا في جزء سماه قذى العين وقرظه غير واحد مما هو عندي وسرة الظاهر ططر وسيرة الأشرف وتذكرة متنوعة وكتب على كل من الكشاف وتفسير أبي الليث وتفسير البغوي، وله نظم كثير فيه المقبول وغيره فمنه:يفه له كان وهو ابن إحدى وعشرين سنة في حياة كبار شيوخه فوقفوا عليه وقرضوه والبحار الزاخرة لشيخه في مجلدين وسماه الدرر الزاهرة والمنار والشواهد الواقعة في شروح الألفية في تصنيفين كبير في مجلدين وصغير في مجلد وهو أشهرهما وعليه معول الفضلاء وكتب على خطبته شرحاً ومراح الأرواح وسماه ملاح الألواح وقال إنه كان أول تصانيفه صنفه وله من العمر تسع عشرة سنة والعوامل المائة لعبد القاهر الجرجاني وقصيدة الساوي في العروض وعروض ابن الحاجب والتسهيل لابن ملك في مطول ومختصر واختصر الفتاوى الظهيرية وكذا المحيط في مجلدين وسماه الوسيط في مختصر المحيط وله حواش على شرح الألفية لابن المصنف وعلى التوضيح وعلى شرح الجاربردى في التصريف وفوائد على شرح اللباب للسيد وتذكرة نحوية ومقدمة في الصرف وأخرى في العروض وعمل سير الأنبياء وتاريخاً كبيراً في تسعة عشر مجلداً رأيت منه المجلد الأخير وانتهى إلى سنة خمسين ومتوسطاً في ثمانية واختصره أيضاً في ثلاثة وتاريخ الأكاسرة بالتركية وطبقات الشعراء وطبقات الحنفية ومعجم شيوخه في مجلد ورجال الطحاوي في مجلد واختصر تاريخ ابن خلكان وله تحفة الملوك في المواعظ والرقائق كتاب في ثمان مجلدات سماه مشارح الصدور ورأيت بخطه أنه سماه زين المجالس وآخر ف يالنوادر وسيرة المؤيد نثر ونظم في أخرى انتقد كثيراً من أبياتها شيخنا في جزء سماه قذى العين وقرظه غير واحد مما هو عندي وسرة الظاهر ططر وسيرة الأشرف وتذكرة متنوعة وكتب على كل من الكشاف وتفسير أبي الليث وتفسير البغوي، وله نظم كثير فيه المقبول وغيره فمنه:
ذكرنا مدائح للنبي محمد ... طربنا فلا عود سكرنا ولا كرم
فتلك مدامة يسوغ شرابها ... وليس يشوبها هم ولا إثم
في أبيات أودعتها القول المنبي عن ابن عربي مع كلامه فيه وفي أمثاله وله تقريض على الرد الوافر لابن ناصر الدين غاية في الانتصار لابن تيمية وكذا له تقريض على السيرة المؤيدية لابن ناهض وما لا أنهض لحصره. ولإكثاره وتقليده الصحف ونحوها يقع في خطه بالنسبة لما رأيته من تاريخه أشياء أشرت لبعضها مع فوائد مهمة في ترجمته من ذيل القضاة، وهو في عقود المقريزي وقال أنه أخرج من البرقوقية خروجاً شنيعاً لأمور رمى بها الله أعلم بحقيقتها وشفع فيه البلقيني حتى أعفي من النفي رحمه الله وإيانا. محمود نب أحمد العيني الحنفي. اثنان تقدما أجلهما وأشهرهما البدر واسم جده موسى وثانيهما وهو في تلامذته المظفر واسم جده حسن بن إسمعيل.
محمود بن أحمد القاضي الحنفي بن العز. مضى فيمن جده إسماعيل بن محمد.(5/64)
546 - محمود بن الأفصح الهروي الشيخ الصالح مات بمكة سنة سبع وثلاثين أرخه ابن فهد.
547 - محمود بن بختيار بن عبد الله البغدادي الأصل المرسيفوني الرومي نزيل حلب الحنفي. ولد بمرسيفون من بلاد الروم سنة خمس وخمسين تقريباً ونشأ بها فأخذ بها عن أحمد الجندي في العربية والصرف والمنطق وغيرها من الأدب وسافر لتبريز فأخذ بها عن قاضيها مرتضى في علم الكلام ثم لحلب فقطنها مدة تزيد على عشر سنين وقرأ بها على أبي ذر نصف الصحيح والمصابيح وغيرهما وسمع عليه دروساً في الألفية وأخذ في الفقه عن عبد الرحمن الأرزنجاني وقرأ في التلويح على العلاء على المعروف بقلدرويش الخوارزمي الشافعي ودخل الشام وزار بيت المقدس ودخل مصر صحبة الزين بن العيني وحضر بعض دروس الجوجري وحمزة والمغربي وغيرهما وأقام حتى سافر منها للحج في البحر فقدم مكة في أثناء رمضان سنة أربع وتسعين فأخذ عني بقراءته شرح النخبة بحراً وسمع على قطعة من شرحي على الألفية وجملة وكتبت له إجازة في كراسة واستمر حتى حد ثم عاد، وهو فاضل مشارك متأدب وبلغني أنه بعد رجوعه تحول إلى الرها فقطنها وصار شيخها.
548 - محمود بن حسين بن محمد القزويني الخياط أخو الخواجا مير أحمد. مات في ربيع الأول سنة أربع وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
549 - محمود بن الحسين الكمال بن النظام الخوارزمي ثم النيسابوري الحنفي قاضي قضاة فارس. قال الطاووسي كان جامعاً بين المنقول والمعقول قرأت عليه القطب على الشمسية في المنطق وأجاز لي وذلك في شهور سنة اثنتي عشرة.
550 - محمود بن خليل بن المجد أبي البركات بن موسى بن أبي الهول بدر الدين كان أحد كتاب المماليك، وسافر مع يشبك الدوادار في التجريدة المقتول فيها فقتل أيضاً أو مات.
551 - محمود بن رستم الرومي البرصاوي تاجر الأشرف قايتباي ووالد مصطفى. مات في. محمود بن رمضان بن محمود الدامغاني.
552 - محمود بن الشيخ زاده الحنفي. كان كثير الفضل والعلم عارفاً بالعلوم الآلية أقبل على الحديث سماعاً واشتغالاً وناب عن أبيه في مشيخة الشيخونية ووثب الكمال بن العديم علىوالده فأخذها وهو في مرض الموت مشنعاً بخرفه ولزم من ذلك حرمان صاحب الترجمة منها فقرره الجمال الأستادار في تدريس الحنفية بمدرسته فانجبر بذلك. ذكره شيخنا في أبيه من إنبائه. محمود بن شيرين في ابن يوسف بن مسعود.
553 - محمود بن عبد الله بن يعقوب الدمشقي القاري التاجر شقيق عثمان وعبد الكريم الماضيين وممن سافر للتجارة إلى الهند. مات في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين بجدة وحمل لمكة فدفن بها.(5/65)
554 - محمود بن عبد الله البدر أبو الثناء الصرائي - بالسين والصاد - ثم القاهري الحنفي ويعرف بالكلستاني بضم الكاف واللام ثم مهملة لكونه كان في مبدئه يكثر من قراءة كتاب السعدي العجمي الشاعر المسمى كلستان وهو بالتركي والعجمي حديقة الورد. اشتغل ببلاده ثم ببغداد وقدم دمشق خاملاً فسكن باليعقوبة ثم قدم مصر في شبيبته فاختص بالطنبغا الجوباني فلما ولي نيابة الشام قدم معه وولي تدريس الظاهرية ثم ولي مشيخة الأسدية بعد الياسوفي وتصديراً بالجامع الأموي ثم رجع لمصر فأعطاه الظاهر برقوق وظائف كانت للجمال محمود القيسري كتدريس الشخونية والصرغتمشية فلما رضي عن الجمال استعاد بعضها كالشيخونية ثم لما سار السلطان إلى حلب احتاج لمن يقرأ له كتباً وردت عليه من اللنك فلم يجد أحداً فاستدعى به وكان قد صحبهم في الطريق فقرأها وكتب الجواب فأجاد فأمره أن يكون صحبة قلمطاي الدوادار ولم يلبث أن استقر به في شوال سنة ست وتسعين بعد وفاة البدر بن فضل الله في كتابة السر فباشرها بحشمة ورياسة وكان يحكي عن نفسه أنه أصبح في ذلك اليوم لا يملك الدرهم الفرد فما أمسى إلا وعنده من الخيل والبغال والجمال والمماليك والملابس والآلات ما لا يوصف كثرة. قال شيخنا في إنبائه وكان حسن الخط جداً مشاركاً في النظم والنثر والفنون مع طيش وخفة وقال العيني كان فاضلاً ذكياً فصيحاً بالعربي والفارسي والتركي ونظم السراجية في الفرائض. وكان في رأسه خفة وطيش وعجلة وعجب ثم وصفه بخفة العقل والبخل المفرط وأنه قاسى في أول أمره من الفقر شدائد فلما رأس وأثرى أساء لكل من أحسن إليه. وجمع مالاً كثيراً لم ينتفع منه بشيء إنما انتفع به من استولى عليه بعده وبالغ العيني في ذمه. قال شيخنا في إنبائه وليس كما قال فقد أثنى عليه طاهر بن حبيب في ذيل تاريخ والده ووصفه بالبراعة في الفنون العلمية، قال شيخنا وقرأت بخطه لغزاً في غاية الجودة خطاً ونظماً. قلت ليس في كلام العيني ما يمنع هذا بل هو متفق مع شيخنا في المعنى، قال شيخنا: وكان كثير الوقيعة في كتاب السر لاقتصارهم على ما رسمه لهم الشهاب بن فضل الله وتسميتهم ذلك المصطلح وغضهم ممن لا يعرفه وحاول مراراً أن يغير المصطلح على طريقة أهل البلاغة ويعتني بمراعاة المناسبة فكان ممن قام بإنكار ذلك وشفع عليه فيه ناصر الدين الفاقوسي كبير الموقعين كما سلف في ترجمته فلما رأى ذلك منه غضب عليه وعزله وقرر عوضه الصدر أحمد بن الجمال القيسري بن العجمي فلما مات الكلستاني عاد الفاقوسي. مات بحلب في عاشر جمادى الأولى سنة إحدى بعد ضعفه ستة وأربعين يوماً وخلف أموالاً جمة يقال أنها وجدت مدفونة في كراسي المستراح وجرت بعده في وصيته كائنة لشهودها كالزين التفهني الذي ولي القضاء بعد فقرأت بخط التقي الزبيري أن السلطان أمر ابن خلدون أن يفصل المنازعة التي وقعت بين الأوصياء والحاشية فعزل الأمراء أنفسهم فعزر ابن خلدون التفهني ورفيقه بالحبس وأبطل الوصية بطريق باطل لظنه أن ذلك يرضي السلطان فلما بلغ السلطان ذلك أنكره وأمر بإبقاء الوصية على حالها، واستقر بعده في كتابة السر فتح الدين فتح الله بن مستعصم نقلاً من رياسة الطب ويقال أن السلطان اختاره لها بغير سعي منه. وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية والمقريزي في عقوده وغيرها وآخرون.
555 - محمود بن عبد الله الشرف الدمشقي والد الشهاب أحمد الماضي ويعرف بابن الفرفور. كان يتكلم على جهات الزيني بن مزهر الشامية وسافر معه في الرجبية فمات بمكة في شوال سنة إحدى وسبعين عفا الله عنه.
556 - محمود بن عبد الله الصامت أحد المعتقدين في مصر. كان شكلاً بهياً حسن الصورة كبير اللحية منور الشيبة ولا يتكلم البتة أقام بالجيزة مدة طويلة وللناس فيه اعتقاد كبير. مات في ذي القعدة سنة خمس. قاله شيخنا في إنبائه ومعجمه وزاد فيه لقيته مراراً.(5/66)
557 - محمود بن عبد الرحيم بن أبي بكر بن محمود بن علي بن أبي الفتح بن الموفق النور بن الزين بن التقي الحموي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه وابنه إبرهيم ويعرف أبوه بالأدمي ثم بالحموي. ولد في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بدرب الحجاز ونشأ بحماة فأخذ بها عن بلديه الشمس بن الأشقر ثم انتقل منها صحبة أبيه ولقي جمعاً من الأئمة بالشام وبيت المقدس والقاهرة كابن ناصر الدين وابن الهائم وشيخنا وكذا لقي بحلب البرهان الحافظ. وهو ممن سمع في البخاري بالظاهرية وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده العلم البلقيني ثم المناوي وتصدى للوعظ بعد والده وخطب بالأشرفية أيضاً وحج ومات تقريباً بعيد الستين ودفن بالقرافة الصغرى رحمه الله.
558 - محمود بن عبد العزيز التاج الفاروثي النحوي مفتي الشافعية بشيراز. قال الطاووسي: استفدت منه كثيراً في مبادئ العلم وأجاز لي وذلك بشيراز في شهور سنة إحدى عشرة.
559 - محمود بن عبد الواحد بن علي بن عمر بن محمد بن محمد بن يوسف الأنصاري الحلبي الطرابلسي الحنفي. ولد سنة إحدى وثمانين وسبعمائة أو التي بعدها بحلب وسمع على ابن صديق غالب الصحيح وناب في القضاء بطرابلس، وحد غير مرة وحدث سمع منه الفضلاء وكان خيراً عدلاً ديناً له اشتغال ما. مات.(5/67)
560 - محمود بن عبيد اللهبن عوض بن محمد البدر بن الجلال بن التاج الأردبيلي الشرواني القاهري الحنفي الماضي أبوه وإخوته ويعرف بابن عبيد الله. ولد في منتصف صفر سنة أربع وتسعين وسبعمائة بالقرب من جامع الأزهر وانتقل مع أبيه قبل استكماله شهرين فسكن مدرسة أم السلطان بالتبانة ونشأ بها فحفظ القرآن والمختار في الفقه والأخسيكتي في أصوله وغيرها وعرض على الجلال نصر الله البغدادي والسيف الصيرامي والكمال بن العديم والعز بن جماعة في آخرين وأخذ الفقه عن الشهاب بن خاص وهو أول من أخذ عنه ووالده وانتفع به فيه وفي النحو والصرف والأصلين وغيرهما ولازم العز بن جماعة في فنون حتى مات وقارئ الهداية والتفهني وسافر صحبته إلى القدس وقرأ عليه هناك في الهداية وسمع قراءة ابن الهمام في الكشاف وكذا سمع في الهداية وغيرها على العلاء البخاري بل قرأ هو عليه في التلويح وعلى الشمس الهروي في العضد وعلى أبي الوليد بن الشحنة في الأصول وسمع عليه في مغني ابن هشام وأخذ في العربية أيضاً عن الشمسين العجيمي والشطنوفي وعن ثانيهما شرح العمدة لابن دقيق العيد واجتمع بالخوافي وأخذ عنه وأكثر من الاشتغال في الفنون والأخذ عن الشيوخ وكتب له الكمال بن العديم كما رأيته بهامش قصة مؤرخة بسنة ست وثمانمائة أعزه الله تعالى بل ذكر لي أنه أقرأ تصريف العزي في حياة والده وبحضرته في التي تليها وأنه سمع الحديث على النجم بن الكشك والزين العراقي والهروي فمن بعدهم، ودرس بأم السلطان والأبو بكرية والأيتمشية عقب أخيه محمد وبالمحمودية برغبة العيني له عنه وبالتربة اليشبكية بالصحراء بجانب تربة ياقوت الافتخاري وبجامع الأزهر بدرس خشقدم الزمام وأعاد بالألجيهية وكذا بالصرغتمشية لكنه رغب عنها خاصة لعبد البر بن الشحنة، وولي مشيخة التصوف بالرسلانية بمنشية المهراني تلقاها عن الشمس التفهني في جهات أخرى، وناب في القضاء عن التفهني بعد امتناعه من قبوله عن ناصر الدين بن الكمال بن العديم حين سأله فيه واستمر ينوب إلي أثناء الأيام السعدية فأعرض عنه وكان لشدته يوجه للتعازيز وإقامة الحدود، وامتحن في أيام الظاهر جقمق بدعوى رتبها الشهاب المدني وأدخله حبس أولى الجرائم وقبل ذلك سعى في قضاء دمشق فلم يجب كما أشار إليه شيخنا في حوادث سنة أربع وأربعين من إنبائه، وحج مراراً أولها في سنة ست عشرة وجاور في سنة ثمان وستين ودخل بيت المقدس كما تقدم وكذا سافر إلى حلب مراراً أولها صحبة العسكر سنة أربع وعشرين وآخرها سنة تسع وأربعين وتعدى إلى أن دخل طرسوس لنلزهة ودخل دمياط حين إقامة الأمير يشبك الفقيه فيه بقصد السلام عليه لمزيد اختصاصه به وقراءة الأمير عليه دهراً وكذا قرأ عليه غير واحد من الأتراك بل أخذ عنه خلق من المبتدئين وغيرهم حتى بمكة في مجاورته في الفقه وأصوله والعربية وغيرها لكونه كان حسن التعليم لا لطول باعه في العلم وصار فيمن تلمذ له غير واحد من الأعيان وكان ينتفع في إقرائه بما على كتبه من الحواشي والتقاييد التي خدمها هو أو والده بها وممن قرأ عليه الصحيح ببيت عبد العزيز بن محمد الصغير الشهاب بن العطار وكنت ممن كثر اجتماعي معه بمجلس الأمير يشبك المذكور وسمع مني القول البديع حين أسمعته الأمير إجابة لرغبته فيه واغتبط البدر بالكتاب المذكور وحصله واستفدت منه في غضون الأسماع أشياء بل واغتبط بي أيضاً، وجاءني مرة بنفسه لدعوى عنده في الرسلانية نعم لما توجه لدمياط أخذ معه كراسة فيها أحاديث للأمير فنازعه الشهاب الجديدي فيها وأرسل يسألني عنها فبينت ما فيها من الكذب والضعف ونحو ذلك فانحرف ولم التفت لانحرافه وعلم صدق مقصدي فرجع لصداقته، وكان عالي الهمة قائماً مع من يقصده خبيراً بجلب النفع له حاد اللسان قادراً على التخجيل بالنكت ونحوها سريع الانحراف كثير التلفت لنائل من يصحبه، وهو الذي أخر المناوي حين إرادته الصلاة على صهره ابن الهمام وقال نحن أحق بأئمتنا وقدم ابن الديري، وممن انتفع بصحبته ابن الشحنة ورام أخذ وظائفه بعده وأظن أنه عمل هيئة نزول فما صعد وأعطيت للإمام الكركي. مات في يوم الجمعة رابع عشرى شعبان سنة خمس وسبعين رحمه الله وعفا عنه.(5/68)
561 - محمود بن عثمان بن أبي بكر بن الحسين بن يعقوب بن الحسين بن يعقوب بن محمد النجم أو الركن بن النور الكرمستيجي اللاري الشافعي. لقيه الطاووسي في سنة ثلاث وثلاثين فاستجازه بل والتمس هو من الطاووسي الإجازة أيضاً قال وكان من كبار الأولياء، وذكره التقي بن فهد في معجمه فقال إنه سمع من لفظ محمد بن عبد الله الإيجي صحيح البخاري ومشكاة المصابيح وقرأ على النسيم الكازروني معالم التنزيل والشمائل للترمذي وشيئاً من أول الشفا وغير ذلك وعلى أخيه أبي عبد الله الكازروني الحاوي الصغير في آخرين، وأجاز له التنوخي وغيره. مات في ليلة الثلاثاء خامس صفر سنة أربع وثلاثين.
؟562؟ - محمود بن عثمان بن محمد الخساري السمرقندي الهروي نزيل رباط السدرة بمكة. مات به في شوال سنة خمس وخمسين ودفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد.
؟563 - محمود بن علي بن عبد العزيز بن محمد الزين والكمال أبو علي الهندي الأصل السرياقوسي الخانكي الملياني الشافعي الصوفي والد علي الماضي ويعرف بالشيخ محمود. ولد في تاسع صفر سنة ست وستين - ورأيت بخط بعضهم وسبعين وسبعمائة - بالخانقاه الناصرية محمد بن قلاوون ونشأ بها فقرأ القرآن على جماعة وتلاه بالسبع على شيخ الخانقاه الشمس القليوبي وأذن له في الإقراء وقرأ عليه البخاري بسماعه له على اليافعي والشفا وعنه وعن محمود بن مؤمن أخذ الفقه وعن ثانيهما والصدر سليمان البلبيسي الحكيم في العربية وقرأ ببلده مسند عبد علي المحب بن مفلح اليمني المالكي وكتب بخطه الكثير وحج في سنة إحدى عشرة ثم في سنة سبع عشرة وجاور وقرأ بمكة على الكمال أبي الفضل بن ظهيرة وأبي الحسن بن سلامة ومما سمعه عليه السنن الأربعة والموطأ رواية يحيى بن يحيى ومشيخة الفخر وعلى أولهما تساعيات العز بن جماعة وسمع بالروضة النبوية صحيح مسلم على الزين المراغي ولقي بها الشمس الغراقي فاشتغل عليه في الفقه أيضاً، وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون وزار بيت المقدس والخليل ودخل إسكندرية وتكسب بالشهادة وتنزل في صوفية الخانقاه الناصرية ببلده وولي نيابة المشيخة بها وكذا التصدير في القراآت والإمامة بمدرسة سودون من عبد الرحمن وقد لقيت مراراً وقرأت عليه أشياء وكان إماماً فاضلاً ديناً حسن الهيئة والأبهة سليم الفطرة منجمعاً عن الناس مقبلاً على شأنه ملازماً بأخرة خلوته للكتابة والقراءة والمطالعة ذا وجاهة وأمانة. مات في يوم الاثنين سلخ ذي الحجة سنة خمس وستين بمكة وكان وصلها مع الركب فحج ورجع ليجاور بها فأدركه أجله ودفن بالمعلاة بالقرب من الفضيل بن عياض رحمه الله وإيانا.
؟565 - محمود بن علي بن عمر بن علي بن مهنا بن أحمد النور أبو الرضى الحلبي الحنفي أخو الشمس محمد الماضي ويعرف كهو بابن الصفدي. برع في الفقه وأصوله والعربية بحيث كان قريباً من أخيه فيها وأخذ التصوف أيضاً من الخوافي وغيره من مشايخ القوم، وانجمع عن الناس بعد أن كان ناب عن أخيه ثم ترك، ودخل دمياط وغيرها وأقام بمصر مدة كل ذلك مع البشاشة والورع والتواضع والوضاءة. مات قبل أخيه رحمه الله وإيانا.
؟566 - محمود بن علي الجمال بن الشرف المرشدي الخطيب. ولد في غرة شعبان سنة تسع واربعين وسبعمائة؛ ولقيه الطاووسي وقال: كان شيخ الخلفاء المرشدية. مات في يوم الاثنين سابع عشرى شوال سنة إحدى وثلاثين.
؟567 - محمود بن علي الجندي. ممن سمع على شيخنا.(5/69)
؟568 - محمود بن عمر بن عبد الرحمن بن علي بن إسحق الزين التميمي الخليلي الماضي أبوه وجده. ولد سنة تسع وستين أو قبلها تقريباً بالخليل وحفظ المنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو وبعض الشاطبية وعرض على الشمس بن حامد الداعية حين قدم عليهم وتلا تجويداً ولأبي عمرو وابن كثير على علي بن قاسم الخليلي بها وقرأ على أبيه وعلى عبيد التميمي وبالقدس على الكمال بن أبي شريف في الحديث وغيره؛ وقدم القاهرة في سنة تسع وثمانين فلازم الديمي في البخاري وغيره وأخذ في الفقه عن البكري وحسن الأعرج وابن قاسم وعنه أخذ في حله ألفية النحو وفي الصرف وغيرهما في آخرين وسمع مني المسلسل وقرأ على غير ذلك، وسافر لمكة في البحر سنة اثنتين وتسعين فدام بها حتى رجع مع الغزاوي في موسم سنة أربع وتسعين وفي غضون ذلك أقام بالمدينة نحو نصف سنة وقرأ هناك على ابن قريبة، ثم لازم البرهان النعماني في مصر وقرأ عليه أشياء، وأخذ كتابي إلى رئيس المنزلة وغيره فقرأ هناك في البخاري بقصد الاسترزاق لمزيد فقره وحاجته وهو أصيل ساكن له نظم مدح به أبا السعود بن ظهيرة قاضي مكة وغيره وقال بحضرتي من ذلك أشياء.
569 - محمود بن عمر بن محمود بن إيمان الشرف الأنطاكي ثم الدمشقي الحنفي. هكذا سماه الحافظ بن موسى والعيني والنجم بن فهد في معجم أبيه وآخرون وسماه شيخنا مسعوداً والأول أصح فكذلك هو في تاريخ ابن خطيب الناصرية، قدم من بلده إلى حلب ثم إلى دمشق فسمع بها من ابن كثير والصلاح الصفدي وغيرهما وقرأ في الفقه على الصدر بن منصور ولازمه وعلى الشهاب أبي العباس العنابي كتب ابن ملك وغيرها من كتب الأدب وحصل العربية على طريقة ابن الحاجب إلى غيرها من العلوم العقلية وكتب الخط المنسوب وتصدى لإقراء النحو بجامع بني أمية من سنة بضع وستين حتى مات، وكان لفقره يأخذ الأجرة على التعليم بل تعانى الشهادة فلم يكن بالمحمود فيها مع تواضعه ولطافته وحسن نوادره وجودة نظمه وإنشائه. قال شيخنا في إنبائه أنه تقدم في العربية وفاق في حسن التعليم حتى كان يشارط عليه إلى أمد معلوم بمبلغ معلوم قال وكان مزاحاً قليل التصون. مات في ليلة الأربعاء خامس شعبان سنة خمس عشرة وهو في عشر الثمانين وممن لقيه الجمال بن موسى المراكشي فأخذ عنه هو والموفق الأبي وقال ابن خطيب الناصرية في تاريخه كان عالماً بالنحو انتهى علمه إليه في وقته إلا انه كان منبوزاً بقلة الدين.
؟570 - محمود بن عمر بن منصور أفضل الدين أبو الفضل بن السراج القرمي الأصل القاهري الحنفي ويعرف بلقبه. نشأ بالقاهرة فحفظ القرآن وكتباً واشتغل في الفقه على قارئ الهداية والنظام السيرامي والتفهني وغيرهم وقرأ على البساطي في المعاني والبيان وغيرها وكذا لازم العز بن جماعة ثم العلاء البخاري وكان عنده حين مجيء البرهان الأدكاوي إليه وإجلاله الزائد له بحيث اقتضى سؤال بعضهم له في تقرير درسهم ففعل في حكاية طويلة، بل قرأ على شيخنا في شرح ألفية العراقي ورافقه فيه الشمني وغيره وسمع على الولي العراقي والواسطي وبرع واقرأ بعض الطلبة وناب في القضاء وصار ذا خبرة بالأحكام فقصد بها ورغب في الدراهم ودام فيه زيادة على ثلاثين سنة واختص بالبدر العيني بحيث قرره خطيب مدرسته ومع ذلك فناب في الحسبة عن يار على الخراساني المستقر عوض مخدومه ولم يلبث أن أعيد البدر غليها فلم يستنبه قصاصاً وانتقاماً، وقد حج غير مرة وجاور بأخرة وأخذ عنه هناك بعض الطلبة. ورجع وهو فيما بلغني مقلع عن القضاء فمات في رجوعه في ليلة الثلاثاء سابع عشرة ذي الحجة سنة خمس وستين بالقاع الكبير وحمل إلى بدر فدفن بها وهو في عشر السبعين، وكنت ممن اجتمع به غير مرة وسمعت من فوائده بل عرضت عليه في الصغر بعض المحافيظ وكان ذا فضل ومشاركة مع أدب وحشمة، وله ذكر في سنة ست وأربعين من أنباء شيخنا رحمه الله وإيانا.(5/70)
؟571 - محمود بن أبي الفتح الجمال الشروستاني الشافعي رئيس المفتين في عصره والماهر في الأصول والفروع بقطره أخذ الحاوي قراءة عن نوح بن محمد السمناني واختيار الدين لقمان منفردين بقراءتهما له على الجمال محمد ابن المؤلف بقراءته له على أبيه وكذا أخذ شرحه للقونوي عن أصحاب مؤلفه ومنهاج الأصول مع شرحه للأسنوي عن النور أبي الفتوح الطاووسي عن والده أبي الخير بقراءته للمنهاج فيما زعم على مؤلفه أخذ عنه الكتب المذكورة الطاووسي واذن له في الإقراء والإفتاء وذلك ي سنة تسع وكذا أخذ عنه والده وابن خاله لطف الله وآخرون.
؟572 - محمود بن محمد بن إبرهيم بن أحمد البدر بن الشمس الأقصرائي ثم القاهري الحنفي أخو الأمين يحيى الآتي. ولد سنة بضع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة وتفقه واشتغل كثيراً ومهر ولازم العز بن جماعة وغيره من الأئمة ودرس بالإيتمشية ثم اتصل بالمؤيد فعظم قدره سيما وقد أقرأ ولده إبرهيم في الفقه وقرره في تدريس الكشاف بمدرسته وكذا في أسماع الطحاوي وازدادت منزلته عند الظاهر ططر، وحج في سنة خمس عشرة ومعه أخوه ثم في سنة ثلاث وعشرين ولقيه العفيف الجرهي أيام الحج وأورده في مشيخته وقال أنه أجاز له ورجع فلم يلبث أن اعتل بالقولنج الصفراوي في اوائل شوال من التي بعدها فتمادى به حتى مات في ليلة الثلاثاء خامس المحرم سنة خمس وعشرين ولم يبلغ الثلاثين وصلي عليه من الغد بمصلى باب الوزير ودفن بتربة والده بالصحراء رحمه الله وإيانا. وكان إماماً علامة بارعاً ذكياً مشاركاً في فنون حسن المحاضرة والود كثير البشر مقرباً عند الملوك فمن دونهم قائماً بقضاء حوائج من يقصده كثير العقل والتؤدة جم المحاسن درس وافتى وقرأ عليه أخوه وغيره وتردد الناس لبابه وتحدثوا برقيه إلى العلياء فلم يمهل بل عوجل بالوفاة. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
؟573 - محمود بن محمد بن إبرهيم بن محمود بن عبد الحميد بن هلال الدولة ويسمى عمر بن منير الحارثي الدمشقي موقع الدست بها ويعرف بابن هلال الدولة. قال شيخنا في إنبائه أخذ عن الصلاح الصفدي وبه تخرج وغيره وسمع من إبرهيم بن الشهاب محمود، وأجاز له زينب ابنة الكمال. وكان كاتباً مجوداً ناظماً ناثراً ولم يكن ماهراً مع شهرته بالخفة والرقاعة والضنة بنفسه ولكن كان ابن الشهيد يعتمد عليه. مات بالقاهرة فجأة في سنة خمس وله فوق الستين فإن مولده سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين وسبعمائة وعنوان نظمه أن بعض الرؤساء أعطاه فرجية خضراء فأنشده:
مدحت إمام العصر صدقاً حقه ... وما جئت فيما قلت بدعاً ولا نكرا
تبعت أبا ذر بمصداق لهجتي ... فمن أجل هذا قد أظلتني الخضرا
وذكره شيخنا في معجمه بحذف محمود من نسبه ولم يترجمه المقريزي في عقوده في ابن إبرهيم بن محمد بن محمود وقال إنه قدم القاهرة في الفتنة وكتب بها في الإنشاء حتى مات بها في جمادى الآخرة وروى عن محمد بن سلمان الصالحي عنه الشعر السابق.
؟574 - محمود شاه بن محمد بن أحمد بن محمد بن مظفر ناصر الدين أبو الفتح بن غياث الدين الدلي الأصل الأحمد أبادي المولد. ولد سنة ثمان وأربعين تقريباً أسلم جد جده مظفر على يدي محمد شاه صاحب دلي وكان عاملاً له على فتن من كجرات فلما وقعت الفتن في مملكة دلي وتقسمت البلاد كان الذي خص مظفر أكجرات ثم وثب عليه ابنه وسجنه واستقر عوضه ولم يلبث أن استفحل أمر الأب بحيث قتل ولده ثم بعد سنين انتصر أحمد لأبيه وقتل جده واستقر في كجرات وخلفه ابنه غياث الدين ثم ابنه قطب الدين ثم أخوه داود فلم يمكث سوى أيام وخلع واستقر أخوهم محمود شاه صاحب الترجمة وذلك في سنة ثلاث وستين حين كان ابن خمس عشرة سنة ودام في المملكة إلى الآن وأخذ من الكفار قلعة الشابانية فابتناها مدينة وسماها محمد أباد ومن جملة ممالكه كنباية وقد أشير لبعض ما ذكر في أحمد أباد من الأنساب.
؟575 - محمود بن محمد بن أحمد بن محمود بن محمد بن زين الدين الموسوي الرضوي الخوافي ممن عرض عليه المحب بن أبي السعادات بن ظهيرة في سنة أربعين بمكة وأجاز له.(5/71)
؟576 - محمود بن محمد بن أحمد الخواجا الكمال الكيلاني أخو الشهاب أحمد قاوان الماضي ويقال له ملك التجار. ولد في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة تقريباً واشتغل على أخيه والحلاج وغيرهما وشارك في الجملة ولقي شيخنا بالقاهرة في سنة ثلاث وأربعين فأخذ عنه مجالس من البخارى وتناوله منه وكذا سمع من الزين الزركشي في صحيح مسلم ولقي بالشام أيضاً بعض الأئمة واختص بصاحب كلبرجة وغيرها همياون شاه بن أحمد شاه فرأى من مزيد تدبيره ووفور عقله ما ملك به لبه فوجه إليه قصده ورقاه إلى أن جعله ملك التجار ثم رقاه حتى دعي بخواجا جهان ثم لما أشرف على الموت أوصاه بأولاده فاستولى على المملكة وقرر ولده نظام شاه ولم يستكمل خمس عشرة سنة فلم يلبث أن مات فقرر أخاه محمد شاه وهو ابن سبع سنين وساس الخواجا الأمور وقام بها أتم قيام وثبت قواعد مملكته وأدخل فيها أماكن لم تكن مضافة إليها، ولكنه استبد بالتصرف وحجر عليه ومنعه من تعاطي الرذائل فضاق ذرعاً بذلك وأعمل الحيلة في إعدامه بممالأة بعض من حسده وقدر أن السلطان توجه إلى بلده نرستك غازياً وصحبته الخواجا فانقطع عن الاجتماع به نحو سبعة عشرة يوماً لاشتغال السلطان بلهوه فوشى أعداؤه به إليه بما غير خاطره منه، وأرسل بعض خواص السلطان من الوزراء إلى الخواجا افتياتاً على لسان السلطان بالسلام عليه وعتبه في التخلف عن حضوره إليه هذه المدة وأنه بلغه أن عسكر نرستك عزم على كبس عسكره الليلة فينبغي التأهب والاستعداد لذلك فظن صحة هذا الخبر وصدروه عن السلطان فاستعد ولبس السلاح وكان على مقدمة العسكر ولما تم لهم هذا أعلموا السلطان بأن الخواجا ألبس عسكره بقصد الوثوب عليك ليقتلك وإن شككت فأرسل من يستعلمه لك ففعل فرأى تلك الهيئة وتمت المكيدة فملا كان من الغد استدعاه السلطان في حال سكره فحضر إليه فكلمه على عادته وما كان بأسرع من وثوب عبد حبشي من عبيده فضربه بالسيف على كتفه وكرر عليه حتى قتله صبراً وذلك في سادس صفر سنة ست وثمانين ثم استدعي بغلام الخواجا أسعد خان وكان قد حضر معه ولكنه لم يدخل فلما دخل قتل أيضاً وارتجت الممالك لذلك وجاء الخبر لمكة وأنا بها فعمل عزاؤه وعظم الأسف على فقده فقد كان جواداً مفضالاً كثير الإمداد للواردين وعلماء غالب الأقطار بحيث كاد انفراده بالمزيد من ذلك وقصد لأجله وأمره يزيد على الوصف ولم يلبث السلطان المشار إليه أن قتل في صفر من التي تليها وزال ذاك النظام وكثر الكلام وورد أكبر أولاده وهو الخواجا على القاهرة مع الركب في سنة تسعين فأكرم السلطان مورده وقبل هديته واستمر حتى سافر في جمادى الأولى منها وذكر بتعاظم زائد وتكبر كبير مع اندلاق أرباب الدولة فمن دونهم على بابه، وما انشرح الخاطر للاجتماع به مع مزيد حبي في ابن عمه رحمه الله.
؟577 - محمود بن محمد بن أحمد الزين القاري نسبة لقارا ويعرف بابن الأقسماري. لقيه ناصر الدين بن زريق بجامع بلده قارا في شوال سنة سبع وثلاثين فقرأ عليه شيئاً بالإجازة العامة من الصلاح بن أبي عمر وكذا أخذ عنه النجم بن فهد وذكره في معجم أبيه مجرداً.
؟578 - محمود بن محمد بن إسمعيل بن محمد بن عبد الله نجم الدين المدعو زائداً - لكثرة ما كان لأبويه من الأبناء - ابن الشمس القلهاتي - من أعمال هرموز - الحجازي الشافعي. ولد في أيام منى بها سنة ثمان وخمسين وكان أبوه صالحاً تلاوة وعبادة وورعاً ممن اشتغل بالقاهرة وغيرها وقطن مكة وذكر بالفضيلة وحسن الخط ممن يكتب بالأجرة مع تعانيه السفر للتكسب حتى مات بمندوة في مستهل رجب سنة سبع وثمانين وقد زاحم الثمانين ممتعاً بحواسه. وقرأ زائد في المنهاج وغيره وحضر دروس القاضي وغيره ولكن لم يتوجه لغير التكسب بالشهادة بباب السلام بحيث صار من أعيان القائمين بها وقصد فيها. وهو ممن سمع علي بمكة.
؟379 - محمود بن محمد بن حسن البدر أبو الثناء الشاذلي الحنفي الماضي أبوه. ولد سنة أربع وثلاثين وثمانمائة.(5/72)
؟580 - محمود بن محمد بن صفي بن محمد التاج أبو عبد الله الوراقي الذهلي الحنفي المدعو خواجه بره. كان فقيهاً عارفاً محققاً مدققاً في مذهبه ذا يد طولى في الفروع والأصول والمعاني والبيان والمنطق والنحو وغيرها كل ذلك مع الصلاح والتخلي للعبادة والتدريس؛ قدم زبيد قاصداً الحج في سنة ثمان وتسعين وسبعمائة فقرأ عليه جماعة من فقهاء الحنفية بها واجتمع بمشايخ الصوفية وكان كثير البحث معهم وألف في النحو كتاباً سماه المقتصد وأهداه للسلطان فأثابه عليه خمسمائة دينار وكذا ألف في رجوعه بها أيضاً في السنة التي تليها تحفة السلاطين في الغزو والجهاد وأهداه إلى السلطان أيضاً فأثابه عليه كذلك ذكره الخزرجي وكتبته هنا بالظن القوي.
؟581 - محمود بن محمد بن عبد الله البدر العنتابي الحنفي الواعظ. أخذ في بلاد الروم عن الموفق والجمال الأقصرائيين ثم قدم عنتاب فنزل بجامع مؤمن مدة يذكر الناس فكان يحصل لهم في مجلسه رقة وخشوع وبكاء بحيث تاب على يده جماعة، ثم توجه إلى القدس زائراً فأقام مدة ثم رجع إلى حلب فوعظ بجامعها العتيق. قال البدر العيني أخذت عنه في سنة ثمانين تصريف العزي والفرائض السراجية وغيرهما وذكره فيمن مات سنة خمس وتبعه شيخنا في إنبائه ثم نقل عن العيني أنه قال ذكرته فيها تبركاً وإلا فقد مات قبلها بكثير كما تقدم. قلت وهذا من البدر عجيب.
؟582 - محمود نب محمد بن عمر بن محمد بن وجيه بن مخلوف الصدر بن القطب الششيني المحلي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن قطب. ولد في إحدى الجمادين سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالمحلة وانتقل منها وهو ابن شهر مع أمه إلى القاهرة فنشأ بها وحفظ القرآن عند فقيهنا الشمس السعودي ونصف التنبيه وتكسب بالشهادة في حانوت ميدان القمح وغيره وانتمى للولوي بن قاسم نديم الأشرف لكونه كان زوجاً لأخت الصدر هذا بل وتزوج الصدر أخت زوجته الثانية وهي ابنة الشمس السمنودي أخي الشيخ عمر الشهير. وآخر ما حج مع الرجبية رفيقاً لابنه وسبطه الشهاب الشيشيني الحنبلي الماضي، وأول حجاته صحبة والده سنة خمس وتكررت مجاورته بينهما وبعضها في ظل ابن قاسم وتكسب أيضاً هناك بالشهادة ودخل معه الشام وزار بيت المقدس والخليل ورأى في أيامه عزا ًوتضعضع حاله في آخر الوقت وصار لقدمه يشهد على الخطوط ولكنه لم يذكر عنه في ذلك إلا الخير سوى أنه لا يؤدي حتى يأخذ ديناراً غالباً وكتب بخطه الترغيب وغيره وهو ممن اجتمع بقريبه النور الهوريني وبفخر الدين عثمان الشيشيني عم والده ولا أستبعد سماعه من أولهما بل هو محتمل في الثاني أيضاً؛ وكثرت مجالستين معه بمكة والقاهرة واستفدت منه فوائد نثرية في تراجم جماعة ممن رآهم وخالطهم ولم يكن بعيداً عن الضبط بل كتبت عنده ما أنشده إياه الصدر سليمان الأبشيطي حين جلوسه قاضياً بمجلس الميدان لنفسه ما نظمه في سقوط الفيل مرزوق بالقنطرة بالبحمون قريباً من قنطرة الفخر حسبما أوردته في المعجم. ولم يزل على فاقته حتى مات بعد تعلله أشهراً في ليلة الأربعاء تاسع ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وصلي عليه من الغد ودفن عند أبيه وأخيه في لحدهما من حوش البيبرسية رحمه الله.
؟583 - محمود بن محمد بن قطب رسول صاحب كلبرجة. مات في ذي الحجة سنة ثلاثين بمكة. أرخه ابن فهد.
؟584 - محمود بن محمد بن محمود بن أحمد الشرف أو الزين ابن التاجر الشمس الجيلاني الفومني الأصل البحري الرابغي ثم المكي الحنبلي. شاب فهم أخذ عني دروساً من شرحي لألفية الحديث والتقريب وكتبهما بخطه وسمع على الشمائل والنصف الأول من البخاري وغير ذلك وكان سمع علي في أواخر سنة سبع وثمانين القول البديع إلا من أوله إلى القول في حكمها ثالثها، وكتبت له إجازة في كراسة وهو من ملازمي قاضي الحنابلة هناك وغيره من الفضلاء. وقد سافر لمصر في التجارة ودام بها نحو سنتين وكان يحضر عند قاضي الحنابلة وأثنى عليه.
؟محمود بن محمد البدر الأقصرائي. فيمن جده إبرهيم بن محمد.
؟585 - محمود بن محمد بن محمود بن خليل المحب بن الشمس بن أجا الحلبي الماضي أبوه.(5/73)
؟586 - محمود بن محمد بن محمد بن إبرهيم بن محمد بن أيوب بن محمد النور بن الشمس بن البدر الحمصي الشافعي الواعظ الماضي أبوه وجده ويعرف كهما بابن العصياتي. ولد في ثالث عشرى ذي الحجة سنة ثلاث واربعين وثمانمائة بحمص ونشأ بها فحفظ محافيظ أبيه إلا المغني وهي المنهاج وجمع الجوامع وألفية الحديث والنحو وأخذ عن أبيه وبدمشق عنا لبدر بن قاضي شهبة والزين خطاب والنجم بن قاضي عجلون وسمع على ابن الصدر قاضي طرابلس قطعة من البخاري وزعم أن له إجازة من البرهان الحلبي وشيخنا وغيرهما، وتحول إلى بيت المقدس فقطنه وأخذ فيه عن الكمال بن أبي شريف وعقد الوعظ فابتدأ من أول تفسير القرآن إلى سورة النمل وقرأ البخاري في رمضان من كل سنة، وفي غضون إقامته به دخل القاهرة في بعض ضروراته وقرره الشمس بن الزمن في مشيخة تدريسه تصوفاً ودرساً مع إعادة بالصلاحية، ولقيته بمكة في سنة تسع وتسعين وقد قدمها مع الركب من التي قبلها وعقد بها المجلس للتذكير أيضاً فشكر ثم بلغني عنه أشياء أنكرت عليه وسأل هو عن اشتراط النية للثواب المترتب على رؤية الكعبة فوافقته وعن المنع من دخول البيت للمتلبس بالنسك فأنكرته. وقد حضر عندي بعض الدروس وأخذ القول البديع فكتبه واستجازني لنفسه ولبنيه، وحكى لي أن والده حكى له عن جده لأمه الشمس السبكي أنه حصل له قبل موته ضرر في عينيه وأنه حج فاتفق أنه عثر في شخص فقال له أنت أعمى قال نعم قال فاذهب إلى الملتزم واسأل الهل في رد بصرك تجب وأنه فعل ولما فرغ وأراد الانصراف وتهيأ ليقوم أصابه جدار البيت أو عتبة الباب فنزل الدم وأبصر، وتكرر قدومه القاهرة في حياة أبيه وبعده، واشتغل وتميز بذكائه ولطف عشرته وولي قضاء الحنفية بحلب بعد ابن الحلاوي ببذل كثير وطلب للقاهرة فاعتنى به قانصوه الشامي بحيث تأخر الطلب عنه ورجع صحبته في أثناء سنة أربع وتسعين. ونعم الرجل فهو الآن أشبه قضاة حلب فيه رياسة وحشمة وفضيلة.
؟587 - محمود بن محمد الهندي الأحمد أبادي المقرئ الحنفي. ممن انتفع به الفضلاء كراجح الماضي. وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين عن نحو ثلاثين سنة.
؟588 - محمود بن محمود بن علي الحسني الحسيني العباسي الأصفهاني الكرماني ويعرف بماشاده. ورد علي وأنا بمكة في سنة ست وثمانين استدعاء طلب فيه الإجازة له ولولديه ولبني أخيه ولجماعة من أصحابه فكتبت له بما أوردت بعضه في الكبير.
؟589 - محمود بن مصطفى الجمال التركماني القرماني ثم القاهري الحنفي الآتي أبوه. استقر بعده في مشيخة تربة قجا خارج باب الوزير وتلقاها بعد موته الأمين الأقصرائي وكذا استقر بعد أبيه فيت دريس الأمير بلاط السيفي الجاي.
؟590 - محمود بن مغيث الخلجي صاحب مندوة من الهند والمدرسة التي أنشأها بمكة عند باب أم هانئ بل تعرف بدارها وقرر في مشيخة التدريس والحديث بها إمام الحنفية الشمس البخاري. ومات سنة بضع وسبعين فاستقر بعده في السلطنة ابنه غياث الدين ويذاكر أبوه بصدقة وإكرام للوافدين عليه وكانت له دشيشة هائلة بمكة فانقطعت بعد موته ويقال أن أباه كان وزيراً.
؟591 - محمود بن هرون بن عبد السلام بن سهلان التقي بن روح الدين بن الأمين الخنجي. قال الطاووسي صحبته واستفدت منه وأجاز لي في سنة ثمان عشرة ووصفه بشيخ الإسلام والمسلمين بقية الأولياء العاملين وجده بشيخ الإسلام صاحب الكرامات الظاهرة.(5/74)
؟592 - محمود بن يوسف بن مسعود الكمال العجمي الأصل القاهري الحنفي والد أحمد وأخته الشاعرة ويعرف بابن شيرين بمعجمة مكسورة وآخرة نون. حفظ القرآن والمجمع والمنار وألفية النحو، وعرض على جماعة وبعد عرضه كان ممن نزله المؤيد في مدرسته حين حضرته لذلك بعد اختباره وسرده من كتابه المجمع ما اقتضى له تنزيله واشتغل عند قاري الهداية وحضر دروس الشمس بن الديري وولده وسمع اليسير. وهو ممن كتبه صاحبنا ابن فهد في استدعائه المؤرخ برجب سنة ست وثلاثين وأجاز له فيه خلق، وجلس عند زوج لأمه بحانوت الجورة شاهداً وكذا في غيره وتميز في الفضيلة وبرع في الصناعة وناب عن السعد بن الديري فمن بعده بالجورة وغيرها؛ وكان مع شيخوخته وقدمه يزاحم الرسل وربما يستأجر بعضهم على قدر معين ثم يكون هو المقرر لحصتهم مع الأخصام. وقد ابتنى ملكاً بالحبالين ولم يحصل على طائل. مات في ذي القعدة سنة خمس وسبعين عن بضع وسبعين رحمه الله وعفا عنه، وممن تدرب به المحيوي عبد القادر بن مظفر ففاق أصله وبلغني أن شيرين المنسوب إليه هو شيخ الخانقاه البيبرسية المتوفي كما على لوح قبره في ليلة الأحد سادس عشرى جمادى الثانية سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وسماه محمداً، وكذا أرخه المقريزي وقال أنه استقر بعده في المشيخة النجم الملطي فلم يلبث أن مات يعني في ذي القعدة من السنة وكان حنفياً وكذا فيما أظن شيرين ولكن قرأت في ذيل العبر للعراقي في السنة والشيخ الإمام الشرف الواسطي شيخ الخانقاه الركنية بيبرس وكان له نظم حسن سمعت منه ويحتاج إلى النظر في التئام هذا مع ما قبله واحتمال كونه أحد اللذين قبله بعيد وكذا يبعد إرادة الرباط بالبيبرسية من هذه العبارة.
؟593 - محمود بن يوسف الجمال الرومي الحنفي. صاهر خير الدين الشنشي على ابنته فاطمة ابنة فاطمة ابنة أبي هريرة بن النقاش فأولدها ابنه أكمل الدين محمداً.
؟594 - محمود بن بهاء الدين الكيلاني ويعرف بخواجا سلطان. مات في مستهل رجب سنة خمس وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد.
؟595 - محمود الزين بن الدويك أحد رؤوس مباشري حرم القدس. ذكر عندي بالديانة وإجادة الفرائض والحساب وحسن الشكالة وعظم اللحية. مات سنة إحدى وتسعين وقد جاز الستين.
؟596 - محمود الشرف الطرابلسي خطيبها. ممن قتل حين خرج النائب على رعيته في طرابلس سنة اثنتين.
؟597 - محمود الشمس التمجاني - بتاء مثناة ثم ميم ثم جيم وآخره نون - العجمي التاجر بمكة. مات بها في ليلة السبت مستهل جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين رحمه الله.
؟598 - محمود ملاصفي الدين الشيرازي النحوي الشافعي تلميذ غياث الدين الذي كان يقال له هناك سيبويه الثاني ولذا قيل لهذا التلميذ سيبويه الثالث، وممن أخذ عنه الجلال أحمد بن محمد بن إسمعيل نب حسن الصفوي الماضي وترجمه لي وأنه حي في سنة أربع وتسعين.
؟599 - محمود خان الطقتمشي المغلي من ذرية جنكز خان. كانت السلطنة باسمه وهو مع اللنك ليس له من الأمر شيء وحضر معه قتال الشام وغيرها ولما رجعوا مات في سنة خمس قاله شيخنا في إنبائه وابن خطيب الناصرية. مختص الطواشي.
؟600 - مخدم بن عقبل بن وبير بن نخبار أمير الينبوع وليها بعد معزى وقتل في صفر سنة تسع وخمسين واستقر بعده في الأمرة هجان بن محمد بن مسعود الضويمر.
601 - مخدوم بن برهان الدين الهندي الأحمد أبادي الحنفي. ممن أقرأ الطلبة وأخذ عنه في المعاني والبيان راجح الماضي وقال إنه كان فاضلاً. مات في سنة تسعين عن نحو الأربعين وإنه جلس محل دفنه وكان بيته ومحل إقرائه فإنه عمله مدرسة.
602 - مدلج بن علي بن محمد نعير بن حيار بن مهنا أمير العرب، وليها بعد أخيه عذراً. وقتل في شوال سنة ثلاث وثلاثين عن بضع وعشرين سنة ودفن بشمالي جبرين. ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً ولخصه شيخنا في إنبائه فقال: أمير آل فضل وكان ولي إمرة العرب بعد أخيه ودخل في الطاعة ثم وقع بينه وبين ابن عمه قرقماس قاتل أخيه غدراً الوقعة المذكورة في الحوادث وقتل هذا.(5/75)
603 - مدين بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن يونس الحميري المغربي ثم اِلأشموني القاهري المالكي والد أبي السعود الآتي. أصله من المغرب من بيت كبير معروف بالصلاح والعلم فانتقل جد والده إلى القاهرة وسكن أشموم جريس بالغربية وغالب أهلها إذ ذاك نصارى وبها عدة كنائس فولد له ابنه محمد فنشأ على طريقة حسنة واجتهد في هدم تلك الكنائس وبنى بها زاوية استوطنها المسلمون حتى كان مولد صاحب الترجمة بها في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة تقريباً فحفظ القرآن ومختصر الشيخ خليل وأخذ الفقه عن الجمال الأقفهسي والبساطي وحضر مواعيد السراج البلقيني وتسلك بأبي العباس الزاهد وانتفع بهديه وإرشاده بعد أن اجتمع بجماعة وخدمهم فما أثر، ولازم التقوى والذكر والانجماع على الطاعة إلى أن ترقى وأشير إليه في حياة شيخه بل كان شيخه يجله ويعتمد عليه وبعد وفاته بمدة صار يجلس في جامعة بالمقسم ثم انتقل لزاوية صاحبه عبد الرحمن بن بكتمر الماضي بالقرب من جامع شيخهما المذكور إلى أن بنيت له بجوارها زاوية هائلة في الحسن والنظارة قل أن يبني شيخ أو عالم نظيرها وأقيمت بها الجمعة والجماعات وحينئذ كثرت أتباعه وانتشر الآخذون عنه في الديار المصرية وكثير من القرى وصار الأكابر فمن دونهم يهرعون لزيارته والتبرك به وواصلون الفقراء بالبر والإنعام والشيخ بالهدايا والتحف حتى أثرى وكثرت أملاكه وأراضيه وعظم الانتفاع به وبشفاعاته لمبادرة أرباب الدولة إلى قضاء مآربه حتى قل أن ترد له رسالة، وممن صحبه وانقطع إليه وتخلى عما كان فيه من الأشغال والتفرغ له الزين عبادة المالكي وراج أمر الشيخ كثيراً به كما وقع لأبي العباس السرسي مع الشيخ محمد الحنفي والمحيوي الدماطي ومن لا أحصرهم من العلماء والأجلاء فضلاً عن من دونهم وصارت زاويته جامعة للمحاسن، وقد اجتمعت به كثيراً وتلقنت منه الذكر على طريقتهم قديماً مرة بعد أخرى وعرض عليه أخي بعض محافيظه؛ وكان كثير الميل إلي والمخاطبة لي بالشيخ شهاب الدين بحيث يتوهم من حضر ممن لم يلحظ أنه غالط وقام مرة على الولوي البلقيني منتصراً لي، ونعم الشيخ كان جلالة وسمتاً ووقاراً وبهاء وعقلاً ومراقبة وملازمة للطاعة واتباعاً للسنة وجمعاً للناس على ذكر الله وطاعته واقتداراً على العبادة واستحضاراً لكثير من فروع مذهبه ولجملة من المتون حتى أنه سأل شيخنا عن حديث " حسنوا نوافلكم فبها تكمل فرائضكم " وقال له شيخنا ما أعلمه فقال الشيخ قد ذكره التاج الفاكهاني وعزاه لابن عبد البر فقال شيخنا يمكن؛ إلى غير ذلك من النوادر والأشعار الرقيقة وسر الصالحين وكراماتهم بحيث لا تمل مجالسته مع لطيف ممازجة وفكاهة وأما في تحقيق مذهب القوم فهو حامل رايته والمخصوص بصريحه وإشارته مع أنه لم يكن يتكلم فيه إلا بين خواصه وله الخبرة التامة في استجلاب خواطر الكبير والصغير ومخاطبة كل بما يليق به ومذاكرته فيما يختص بمعرفته وكرامات يتداولها أصحابه منها أنه عاد العلم البلقيني في مرض أيس فيه منه فقال تعافى وتفتى وتصنف وتقضى فكان كذلك وذكره له مرة مجيء أبي الخير النحاس فقال يأبى الله والمؤمنون ذلك فلم يجيء إلا بعد موته وما بلغ قصداً وجاءه ابن البرقي على لسان الجمال ناظر الخاص ليتكلم بما يحصل به رواج الولوي الأسيوطي في تولية السلطان له القضاء وبصرف ابن البلقيني فقال إذا كان هذا الحال مع ابن البلقيني فكيف بمن ومن لم يجب، وجاءه الكمال إمام الكاملية ليودعه عند سفره للحجاز في بعض حجاته فقال خلوة أحسن من هذه السفرة، في إشباه لهذا مما يقصد به النصح والإرشاد كتسمية عبد القادر الوفائي بالجفائي، وقد مكث دهراً إلى حين وفاته لا تفوته التكبيرة الأولى من صلاة الصبح ويمكث في مصلاه وهو على طهارة إلى أن يركع الضحى وربما جلس بعد ذلك والأمر وراء هذا. تعلل أياماً ومات في ليلة الأربعاء تاسع ربيع الول سنة اثنتين وستين وصلي عليه من الغد بالشارع المقابل لجامع شيخه بمحضر خلائق كثيرين ودفن بزاويته وتأسف أناس على فقده رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركاته.(5/76)
604 - مراد بك بن أبي الفتح محمد بن با يزيد بن مراد بن أرخان بن عثمان الملقب غياث الدين كرشجي ومعناه الوتري - نسبة للوتر لكون أبيه مازحه يوماً قائلاً له ما حالك مع إخوتك بعدي فقال أخنقهم بالوتر فضحك وأعجبه وقال له عافية كرشجي فتم عليه - ابن يلدرم با يزيد بن مراد بك أرخان بن علي أردن بن أرخان بن عثمان بن سليمان بن عثمان جق صاحب بلاد جميع الأوجات والبلاد التي ما وراء بحر الروم من المضيق بأسرها ومن ذلك بر إصطنبول بأسره وبر صاوبولي وأدرنة وهي كرسيه الذين يقيم به، ووالد محمد الماضي ويقال لكل من ملوكهم خوندكار ويعرف بابن عثمان. ولد في حدود عشر وثمانمائة وملك بعد أبيه في سنة أربع وعشرين وطالت أيامه وعظم وضخم ونالته السعادة وصار من عظماء ملوك الروم وأهلك الله على يديه ملكاً عظيماً من ملوك بني الأصفر كما أرخته في سنة ثمان وأربعين، أقام في الملك بعد أبيه دهراً أكثر من ثلاثين سنة وكان قائماً بدفع الكفار والتوجه لغزوهم مع سذاجة فيما عدا الحرب وانهماك في لذاته ومحبة في العلماء ومآثره كثيرة وأحواله في الطرفين شهيرة. وبالجملة فهو خير ملوك زمانه حزماً وعزماً وكرماً وشجاعة. مات في سابع المحرم سنة خمس وخمسين وهو في أوائل الكهولة وملك عبده ابنه عفا الله عنهما.
605 - المرتضى بن يحيى بن أحمد شرف الإسلام الهادي السني الشافعي. كان في سنة إحدى وثلاثين بالمدينة النبوية.
606 - مرجان الأرفي برسباي شاد السواقي يقال له ستمائة اشتغل في الحساب والهيئة والهندسة والميقات وصحب عبد القادر بن همام الماضي وكان يجيء معه للسماع على شيخنا. مات وقد أسن في سنة أرعب وتسعين وخلف موجوداً كثيراً من كتب وغيرها.
607 - مرجان التقوى الظاهري وولي مشيخة الخدام بعد سرور الطربيهي سنة أربع وسبعين إلى أن عزل في سنة ثمان وثمانين واستقر بعده إينال الفقيه.
608 - مرجان الرومي الشريف تاجر السلطان في المماليك ونزيل بيت قراجا بالقرب من جامع الأزهر. كان ذا وجاهة وشكالة. مات في شعبان سنة ثمانين وقد جاز الخمسين وشهد السلطان الصلاة عليه بسبيل المؤمني، ثم دفن بتربة الدوادار الكبير يشبك من مهدي عفا الله عنه.
609 - مرجان العيني زمان الأشرف ثم الناصر صاحبا اليمن بل ولي إمرة زبيد. مات في سنة أرعب عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
610 - مرجان الزين العادلي المحمودي الحبشي الحصفي الطواشي. أصله من خدام العادل سليمان صاحب حصن كيفا اشتراه ورباه وأدبه وأعتقه واختص به. فلما مات وذلك في سنة سبع وعشرين خرج من الحصن وهو فقير فدار البلاد كفقراء العجم ودخل أذربيجان وغيرها وقاسى فقراً لكنه تأدب وتهذب بالأسفار إلى أن قدم البلاد الشامية فاتصل بخدمه تعزى بردى المحمودي وغيره على حاله في البؤس والقلة حتى صار من جملة خدام الطباق بالقلعة ثم مقدم بعضها فحسنت حاله وملك فرساً وصار يعلف الدجاج ويقدمه لمقدم المماليك ونائبه ثم لمغلباي طاز وزاد في التردد غليه إلى أن قفز به الظاهر جقمق وعمله نائب المقدم بسفارته بعد توقفه في ذلك ثم رقاه للتقدمة فعظم وضخم ونالته السعادة ثم عزله الأشرف إينال ثم أعيد ببذل؛ وحج في سنة اثنتين وستين أمير الأول فساءت سيرته ورجع فصادر من كان هو معه كالخادم وله عليه من الأيادي ما لا يوصف بالضرب والمال. ولم يلبث أن مات في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وقد قارب الستين وكان جسيماً طوالاً أسود اللون ظالماً عسوفاً طماعاً مسرفاً على نفسه سيئة من سيئات الدهر وغلطاته اشتمل على قبائح أنزه قلمي عنها وتبدل ما كان عليه في أول مباشرته التقدمة من المحاسن نسأل الله حسن الخاتمة.
611 - مرجان الزين الهندي المسلمي - بالتشديد - مولى الشهاب بن مسلم المؤيدي. أخذه المؤيد قبل أن يلي السلطنة من أستاذه قهراً فنجب عنده وترقت منزلته جداً بحيث استقر خازنداره ثم عمله ناظر الخاص إلى أن اتضعت في أيام ططر فمن بعده وصودر حتى مات يعني بالطاعون في جمادى الثانية سنة ثلاث وثلاثين. ذكره شيخنا في إنبائه وقال غيره إنه ولي بعد أستاذه أيضاً الزمامية عوضاً عن كافور الرومي الصرغتمشي أشهراً.(5/77)
612 - مرزوق بن أحمد بن علي الزين البيجوري ثم القاهري الشافعي أخو البرهان إبرهيم الماضي. ولد مزاحم القرن ونشأ فحفظ القرآن وقرأه بتمامه على أخيه ولازمه في الدروس وغيرها، وسمع من لفظ شيخنا على ابن عمه الشمس محمد بن حسن ين علي البيجوري جزءاً للدمياطي وكذا سمع على الفوى والشمس ابن المصري والطبقة، وحج وتنزل في صوفية البرقوقية وتكسب في البز بسوق طيلان مع السكون ولين الجانب والإكثار من التلاوة والمحافظة على الجماعة وتعاهده للمنهاج بحيث دام حفظه له وقد أجاز في بعض الاستدعاآت. مات فجأة في شوال سنة سبع وسبعين ودفن بالمرجوشية رحمه الله وإيانا.
613 - مرزوق أبو جميلة الناتوتي التكروري نزيل القاهرة وأحد المعتقدين لكثيرين. مات سنة سبع وستين.
614 - مرزه شاه بن الطاغية تيمور. قتل في سنة ثلاث بدمشق على يد العسكر المصري.
615 - مرشد بن محمد بن محمد الزين بن ناصر الدين بن التقي الحسني المكي الشافعي ويعرف بابن المصري. ناسخ من أقرباء بيت ابن السيد عفيف الدين مجيد صنعة التجليد والتذهيب ونحوهما اشتغل قليلاً ولازمني في سنة ست وثمانين بمكة حتى قرأ علي القول البديع واستجلاب ارتقاء الغرف من نسختيه وتكررت كتابته لأولهما وسمع مني وعلي أشياء، وهو ساكن فهم يتكسب بالنساخة ونحوها أكثر أوقاته مقل بحيث تكرر سفره للهند للاسترزاق وسافر في سنة أربع وتسعين وأنا هناك بعد كتابته عدة من تصانيفي ودامت غيبته. مرشد بن عيسى. مضى في محمد.
616 - مرداد بن محمد الزغيمي الجزائري. مات سنة إحدى وأربعين.
617 - مرعي بن إبرهيم بن محمد بن عساكر البرلسي المالكي تلميذ ابن الأقيطع فاضل انتفع بملازمة المشار إليه وشارك في فنون وكذا أخذ عن غيره قيلاً وحضر عندي كثيراً من الدروس والإملاء وكذا حضر عند الخيضري وحج ولا بأس به.
618 - مرعي بن علي البرلسي التاجر والد علي ومحمد الماضيين. مات في.
619 - مساعد بن حامد بن مساعد المصراتي المغربي المالكي أحد فضلائهم. تفقه بجماعة كأحمد القسيطي المرابط المتوفي بمكة في حدود سنة ستين وبأبي القسم الهزبري المتوفي بطرابلس المغرب في هذا الأوان أيضاً؛ وله اشتغال بالعربية والمنطق وبعض الأصول وتعانى التجارة وتردد إلى الحجاز مراراً وحج وجاور وكانت أغلب إقامته بمصر رأيته بها. ومات بالهند بعيد السبعين تقريباً.
620 - مساعد بن ساري بن مسعود بن عبد الرحمن الهواري المصري السخاوي نزيل دمشق. ولد سنة بضع وثلاثين وسبعمائة وطلب بعد كبره فقرأ على الصلاح العلائي والولي المنفلوطي والبهاء بن عقيل والأسنوي وغيرهم ومهر في الفرائض والميقات وكتب بخطه الكثير لنفسه ولغيره ثم سكن دمشق وانقطع بقرية عقربا وكان الرؤساء يزورونه وهو لا يدخل البلد مع أنه لا يقصده أحد إلا أضافه وتواضع معه وكان ديناً متقشفاً سليم الباطن حسن الملبس مستحضراً لكثير من الفوائد وتراجم الشيوخ الذين لقيهم دميم الشكل جداً، وله كتاب في الأذكار سماه بدر الفلاح في أذكار المساء والصباح، ومات بقرية عقربا شهيداً بالطاعون سنة تسع عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه وتبعه المقريزي في عقوده، وهو ممن أجاز لشيخنا الزمزمي في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.
621 - مساعد بن علي بن فلاح بن سعيد بن مسعبر بن معجم بن بطة بن المرتفع بن علي بن عمر بن عبد الخثعمي الباشوتي - وهو واد - الشافعي ويعرف بابن ليلى. ولد سنة عشر وثمانمائة تقريباً وقال الشعر وكتب عنه القاعي قصيدة أولها:
قال ابن ليلى قول ثاني شاعر ... حلو الروايا نذني لزامها
622 - مسافر بن عبد الله البغدادي القاهري الصوفي. ذكره شيخناف ي معجمه وقال أنشدني لنسفه موالياً فيما كتبه لي وقد فاتته النفقة الشامية بالخانقاه في شهور سنة ثمان وثلاثين:
غوادي الغيث من كفيك منغدقه ... قطر الغمام كسيل البحر مندفقه
إن كان مالي حصل شامية النفقه ... عسى من الفضل يحصل شيء من الصدقه
مات سنة إحدى وأربعين.(5/78)
623 - مسدد بن محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد المجد أو الموفق أو الولوي أبو الثناء وأبو المحاسن بن الشمس بن العز الكازروني المدني الشافعي. ولد بالمدينة النبوية سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة فقد رأيت له حضوراً في الثالثة في شوال سنة أربع وثلاثين وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية النحو وعرض في سنة ثلاث واربعين فما بعدها على الجمال الكازروني والمحب المطري وأبي الفتح المراغي في آخرين ممن أجاز بل سمع عليهم أشيا وكذا سمع على زينب ابنة اليافعي، وأجاز له شيخنا والمحب بن نصر الله البغدادي والزين الزركشي والشمس البالسي واشتغل على أبيه وغيره وقرأ في العربية على السيد علي المكتب، وكان وحيها أحد شهود الحرم ويتكلم في دشيشة الظاهر جقمق، وصاهر أبا الفرج الكازروني على ابنته واستولدها عدة أبناء. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين قبل إكمال الخمسين رحمه الله وإيانا.
624 - مسرور الحبشي ويعرف بالشبلي شيخ الخدام بالمدينة النبوية. مات معزولاً لعجزه في سنة ست. ذكره شيخنا في إنبائه.
625 - مسعود بن إبرهيم النقيب اليافعي. مات سنة إحدى وثلاثين.
626 - مسعود بن علي بن أحمد بن جمال الهندي الكنبايتي. ممن سمع مني بالمدينة.
627 - مسعود بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الركراكي ثم المصمودي المغربي المالكي نزيل المدينة لقيني بها فقرأ علي موطأ إمامه قراءة تدبر واستيضاح وكذا الشمائل والقول البديع من تصانيفي وألفية العراقي بحثاً وغيرها وكتبت له إجازة أشرت لشيء منها في تاريخ المدينة. وهو إنسان فاضل مفنن متقدم في العربية والفقه كثير الاستحضار للمذهب مع التوجه والانجماع وكثرة الصمت والتقلل والطي غالب الدهر والثناء عليه بين المدنيين مستفيض وربما أقرأ الفقه والعربية، وكان قدومه المدينة في موسم سنة ثلاث وثمانين وهو في سنة سبع وثمانين ممن زاد على الثلاثين وقد قرأ على السيد السمهودي أشياء ولازم مجلس القاضي المالكي الشمسي ثم ولده وتزوج بعد مفارقتنا له في بيت ابن صالح برغبة من أبيها فيه وتعب معها بحيث احتاج للمجيء إلى القاهرة مع الركب في سنة اثنتين وتسعين وقرأ علي حينئذ مسند الشافعي وغيره بحثاً ورواية، وسمع علي بحضرة أمير المؤمنين مؤلفي في مناقب العباس، وسافر الصعيد فحصل من ابن عمر وغيره ما تجمل به في الجملة؛ ورجع فلقيني بالحرمين أيضاً وأعطيته نسخة من المناقب والتمست منه قراءتها بقبة العباس فورد علي كتابه أنه فعل وظهرت ثمرة ذلك بنزول الغيث الكثير وحصول البركة وجاءني كتابه بعد ذلك في أوائل سنة ست وتسعين وكلها مؤذنة بمزيد الحب وحسن الاعتقاد والأوصاف الجليلة وقد تكرر اجتماعه بي سيما بالمدينة حين كوني بها في أثناء سنة ثمان وتسعين وسمع علي أشياء ونعم الرجل.
628 - مسعود بن شعبان بن إسمعيل بن عبد الرحمن بن إسمعيل بن مسعود بن علي بن محمد بن عبيد بن هبة الله الشرف أبو عبد الله الحساني الطائي الحلبي الشافعي. قال شيخنا في إنبائه: أصله من دير حسان ونشأ فتفقه قليلاً ثم صار ينوب في أعمال البر عن القضاة ثم ولي قضاء حلب عوضاً عن ابن أبي الرضي ثم عزل ثم أعيد ثم عزل بابن مهاجر سنة تسعين وسبعمائة ثم ولاه الشهاب الزهري قضاء حمص، وكان جاهلاً مقداماً يعرف طرق السعي وله دربة في الأحكام واشتهر بأخذ المال من الخصوم فحكى لي نائب الحكم جمال الدين بن العراقي الحلبي وكان خصيصاً به أنه أوصاه أن لا يأخذ من أحد من الخصمين إلا من يتحقق أنه الغالب وسار مع كمشبغا لما توجه للظاهر عند خروجه من الكرك فلم يزل صحبة الظاهر إلى أن دخل القاهرة فرعى له ذلك فلما استقرت قدمه في الملك ولاه قضاء دمشق بعد قضاء حمص وكذا ولي في الفتنة أيضاً قضاء دمشق وغيرها وتنقل في الولايات إلى أن استقر بطرابلس ومات بها في رمضان سنة تسع قال العلاء بن خطيب الناصرية بعد أن عزل ولكن لم يبلغه ذلك ظناً قال وكان رئيساً كريماً محتشماً عنده مكارم أخلاق ومداراة للدولة ومحبة للعلماء وأنشد عنه نظماً لغيره.
629 - مسعود بن صالح بن أحمد بن محمد الزواوي والد محمد الماضي. ذكره ابن فهد مجرداً وكتبته هنا تخميناً.(5/79)
630 - مسعود بن عبد الله عتيق ابن مروان. شيخ روى عن الميدومي سمع منه التقي القلقشندي بالخليل في سنة أربع. مسعود بن عمر بن محمود الأنطاكي. هكذا سماه شيخنا في إنبائه، وصوابه محمود وقد مضى.
631 - مسعود بن قنيد بن مثقال الحسني حسن بن عجلان وزير مكة وابن وزيرها.
632 - مسعود بن مبارك بن مسعود بن خليفة بن عطية المطبيز الماضي عم أبيه عطية. مات في شوال سنة خمس وتسعين بمكة ودفن بالمعلاة عند أم أولاده ابنة السلاوية وجده مسعود هو أخو عطية الواقف.
633 - مسعود بن محمد الكجحاني رسول تمرلنك. قدم القاهرة وباشر نظر الأوقاف في الدولة المؤيدية. ومات بها في جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين، ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً، وذكره شيخنا في إنبائه فسمي والده محموداً وقال مرت سيرته في الحوادث وهي من أقبح السير.
634 - مسعود بن محمود بن علي الضياء بن النجم بن الزين الشيرازي الميراثي الشافعي نزيل مكة وأخو المحمدين الماضيين وأسباط القطب الشيرازي. سمع مني وعلي في مكة أشياء وكتبت له إجازة أشرت لشيء منها في الكبير.
مسعود بن محمود الكجحاني. مضى في ابن محمد قريباً.
635 - مسعود بن هاشم بن علي بن مسعود بن غزوان بن حسين سعد الدين أبو محمد الهاشمي المكي الشافعي أخو علي والد أبي سعد محمد الماضيين. ولد قريباً من سنة خمس وستين وسبعمائة وسمع من الجمال الأميوطي والنشاوري والشهاب بن ظهيرة والمحب النويري وغيرهم، قال التقي الفاسي: وأقبل على الاشتغال ولازم مجلس الجمال بن ظهيرة كثيراً وتنبه في الفقه وكان كثير الاستحضار له وللروضة وربما أفتى لفظاً مع خير وديانة ومروءة، وقال التقي بن فهد في معجمه أنه حدث سمع منه الفضلاء. مات في جمادى الأولى سنة تسع عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وكان سافر إلى اليمن.
636 - مسعود الأزرق. مات في المحرم سنة ثلاث وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد.
637 - مسعود البركاتي الدوادار القائد فتى السيد بركات. مات في رجب سنة ست وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
638 - مسعود الحبشي مولى نائب الشام قجماس، ممن ترقى في أيامه وساتقر به مهتار الطشتخاناه وفراش الخزانة وغير ذلك، وكثر ماله وخدمه وسائر جهاته وكان سفيره عند الملك في مهماته لقوة جنانه وإقدامه ولذا كان ممن امتحن بعد موته. ثم أنعم عليه بسوق الخيل بدمشق ولزم مع ذلك التجارة حتى مات في يوم الخميس يوم عرفة سنة ست وتسعين وخلف عدة أولاد أفناهم الطاعون في التي تليها بمصر والشام ويقال أنه سم مولاه فالله أعلم.
مسعود رسول تمرلنك. في ابن محمد.
639 - مسعود الصبحي نائب السيد حسن بن عجلان في سنة خمس عشرة وثمانمائة لعله على جدة فإنه ماطل الشريف أحمد بن محمد بن عجلان في حوالة له عليه من عمه حسن فلطمه فأخرجه عمه بسبب ذلك من مكة. قاله ابن فهد.
مسعود الطائي قاضي طرابلس. في ابن شعبان. مسعود المطيبيز. في ابن مبارك قريباً.
640 - مسلط بن وبير أمير ينبغ. مات سنة ثمان وخمسين.
641 - مسلم - كمحمد - بن علي بن محمد بن أبي بكر الزكي أبو المعالي بن النور الأسيوطي القاهري الشافعي الماضي أبوه. ولد سنة أربع وثمانمائة وحفظ المنهاج وألفية النحو وغيرهما وعرض على جماعة واشتغل وقتاً وقرأ على عمه السيد الصلاح محمد بن أبي بكر بن علي السيوطي أخي والده لأمه يسيراً في العربية وسمع علي ابن الكويك صحيح مسلم وغيره وعلى التقي الزبيري الرابع من ثمانيات النجيب وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده لكن امتنع القايات يمن استنابته مع كونه كان من رفقائه في الشهادة بجامع الصالح وصار يلوح بشيء ولما سافر الصدر بن روق جلس بالجورة وأكثر العلم البلقيني وغيره من التعيين عليه بل باشر أمانة الحكم عند المناوي وقتاً وربما استنيب في الخطابة بجامع القلعة لا لفصاحته وكان يبالغ في خدمة القضاة حتى أنه كان يعمل للعلم البلقيني غداة يوم توجه إلى المحمودية فيتكلف لذلك بما استكثره القاضي ومنعه منه ليتوفر وصار بأخرة من قدماء النواب وقد حدث سمع منه الطلبة، وكان ذا دربة بالأحكام حسن السياسة عارفاً بالتوقيع تاما لعقل غير ذاكر لما يكون بينه وبين مستنيبه أو أتباعه. مات في شوال سنة ثلاث وسبعين بعد أن أجاز في استدعاء بعض الأولاد عفا الله عنه وإيانا.(5/80)
642 - مسند بن محمد بن عبد الله أخو القطب الخيضري لأبيه. كان على طريقة أسلافه في لباس العرب وحصل شيئاً كثيراً في أيام أخيه وكان قائماً بقضاء مآربه في القاهرة وغيرها وينسبه للتقصير في شأنه. وماتا في سنة أربع وتسعين ذاك بالقاهرة وهذا بدمشق وهو أسنهما وأظن وفاته تأخرت عنه فإنه أسند وصيته للسراج بن الصيرفي ولم يظهر له كبير أمر بحيث قيل أنه يزيد على ألفي دينار واتهم بعض عياله ومع لك فمس الوصي بعض المكروه ولم يلبث أن مات أولاده بالطاعون فوضع النجم ابن أخيه يده على ما بقي لكونه عصبته بل وولده أبو اليمن كان زوجاً لابنتيه ويحتاج كل هذا لتحرير.
643 - مشترك القاسمي الظاهري برقوق والد محمد الماضي. ترقى في أيام الناصر ابن أستاذه إلى أن تأمر بالقاهرة ثم ناب بغزة غير مرة ثم توجه لدمشق على إمرة بها فلم يلبث أن مات بها في جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وكان مشكور السيرة وقيل أن صواب اسمه أجترك كما مضى في الهمزة ولكنه هكذا اشتهر.
644 - مشيط بن أشعل بن علي الجدي. مات في شعبان سنة إحدى وأربعين بجدة وحمل فدفن بالمعلاة.
645 - مشيعب بن منصور بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري. كان من أعيان القواد المعروفين بالعمرة، من يصحب أمراء الراكز، ودخل القاهرة ونال بها براً. ومات وهو متوجه إليها بالينبوع في ذي الحجة سنة خمس وخمسين ودفن بها. أرخهما ابن فهد.
646 - مصباح الصوفي. مات في سنة إحدى وثلاثين.
647 - مصطفى بن تقطمر الزين أبو محمد النظامي الحنفي. ممن سمع الصحيح في رمضان سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة على النجم بن رزين بمدرسة الجاي ثم قرأه عليه الشمس الجلالي خازن المحمودية وشيخ الألجيهية الكبرى في سنة إحدى وعشرين في سنة إحدى وعشرين وكذا سمع عليه أيضاً بقراءة أبي العباس أحمد القبيباتي المعروف بابن فريفير وأظنه كان من علماء الحنفية.
648 - مصطفى بن زكريا بن أبدغمش القرماني القاهري الحنفي والد الجمال محمود الماضي، وسمى شيخنا في إنبائه والده عبد الله وقال أنه شارك في الفقه والفنون ودرس للحنفية بالصرغتمشية يعني بعد الجمال يوسف الملطي وقرره سودون من زاده في مدرسته أول ما فتحت، زاد غيره أنه استقر في مشيخة تربة الأمير قجا السلحدار وفي تدريس الأمير بلاد السيفي الجاي. وحكى شيخنا في إنبائه من سنة سبع وتسعين أنه لما مات الجلال التباني رام ولده. مات في سابع عشر جمادى الثانية سنة تسع واستقر بعده في الصرغتمشية التفهني وفي السودونية البدر حسن القدسي وفي بقية وظائفه ابنه، وله تصانيف منها.
مصطفى بن عبد الله القرماني. هو الذي قبله.
649 - مصطفى بن محمد بن علي بن قرمان له ذكر في أبيه وأنه قتل سنة اثنتين وعشري.
650 - مصطفى بن الفقيه الشمس محمد بن العجمي. مات شاباً مطعوناً في بكرة الأحد ثاني جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين ودفن بالعينية. قاله واقفها.
651 - مصطفى بن محمود بن رستم الرومي البرصاوي أحد أعيان التجار والماضي أبوه ويعرف بين التجار بتاجر السلطان ممن يكرمه لكون أبيه كما تقدم تاجره وتكرر إنعامه عليه وسمعت من يصفه بمزيد الشح والتهافت وعدم الاهتداء لشيء من أمور الدين بل هو يابس المعاملة زائد الحرص لين الجانب أقام بمكة سنين وكنت ممن يراه بها في سنة أربع وتسعين ولم أقبل عليه، وهو الآن سنة تسع وتسعين بالقاهرة من مدة سنين.
552 - مصطفى ابن صاحب طرابلس الرومي التاجر الخواجا نزيل مكة ويعرف بالذبيح لكونه ذبح ثم قطب. مات بمكة في صفر سنة خمس وسبعين ودفن بجوار الشيخ علي بن أبي بكر الزيلعي من معلاتها بعد أن أوصى بقربات وعمر الملك من ماله لكونه لم يخلف وارثاً عين عرفة ومسجدها ومسجد الخيف وفسقية خليص وغير ذلك وكان هو في حياته يتصدق بخبز ويزعم أن قاضي الحنفية أفتاه بإجزائه عن الزكاة وغير ذلك مما غبط كل منهما عليه. أرخه ابن فهد.
653 - مطرق نائب قلعة دمشق. تواطأ مع شيخ ويشبك حين سجنهما الناصر في سنة عشر بها حتى أطلقهما فقتل لذلك وجيء برأسه.
654 - مطيرق بن منصور بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري المكي أحد أعيان القواد العمرة ووالد حصيرة. مات بها في جمادى الأولى سنة ست وخمسين. أرخه ابن فهد.(5/81)
655 - مظفر بن أبي بكر بن مظفر بن إبرهيم التركماني المقرئ والد أحمد الماضي ويسمى محمداً أيضاً. ذكره ابن الجزري في طبقات القراء فقال: الشيخ الصالح الولي من خيار خلق الله قرأ السبع على خليل بن المشبب وأخذ عني قليلاً وانقطع بالقرافة ثم انتقل إلى دير الطين ظاهر مصر فانقطع هناك وأقرأ الناس وهو عديم النظير زهداً وورعاً بلغني أنه توفي سنة ثلاث كذا قال والحق أنه من ذاك القرن وقد ذكره شيخنا في سنة تسع وتسعين من إنبائه وأشرت لذلك في ولده من معجمي.
565 - مظفر الخواجا العجمي نزيل بيت المكين بمكة. مات بها في ذي القعدة سنة سبع وستين. أرخه ابن فهد. مظفر الأمشاطي. في محمود بن أحمد بن حسن.
مظفر الشيرازي. هو محمد بن عبد الله بن محمد.
657 - معاذ بن عبد الوهاب بن المحب محمد الزرندي المدني الشافعي كأبيه وجده. سمع على جده لأمه الجمال الكازروني وأبي الفتح المراغي ولم يقتف طريق والده في التشفع من بنيه سواه.
658 - معاذ بن موسى بن فلان بن معاذ الطلخاوي ثم القاهري الشافعي. أقام في زاوية الحنفي ثم صحب المناوي وحضر دروسه وزاد وثوقه به بحيث أقامه في دواليبه وكان صالحاً قانعاً، حج غير مرة وزار بيت المقدس وعاش بعده مدة منجمعاً عن الناس بالجزيرة وكان يزورني أحياناً. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين ودفن بتربة شيخه المناوي بالقرب من مقام الشافعي بالقرافة وقد جاز الستين وكان أبوه صالحاً أيضاً بحيث كان المناوي حين تقرير القول بوجوب تعلم أمراض القلوب وأدويتها على كل مسلم إلا من أوتي قلباً سليماً يمثل به فيقول كالشيخ موسى. شهد بعض الغزوات مع عبد الرحمن العجمي. ومات ببلد الخليل رحمهما الله وإيانا.
659 - معتوق بن عمر بن معتوق بن الشيخ إبرهيم بن يوسف الشهير بالصفوى بن عمر بن عبد الرحمن قوام الدين بن الطفونحي البغدادي الأصل ثم القاهري. ولد سنة إحدى وسبعين وسبعمائة وقدم القاهرة وكان يذكر أنه لبس الخرقة من الشريف عبد الرزاق بن أبي عبد الله محمد بن العماد أبي صالح نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الكيلاني بلباسه لها من أبيه فالله أعلم ولبسها منه الشمس بن المنير وأرخه في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين.
660 - معروف اليشبكي الحبشي الظاهري جقمق الطواشي شاد الحوش استقر فيها بعد صندل الهندي الطاهري في سنة ست وستين ثم نفاه الأشرف قايتباي في ثاني شعبان سنة أربع وسبعين إلى قوص فلم يلبث أن مات في أواخر رمضانها بألواح وكان من مساوئ أبناء جنسه جرأة وإقداماً وبلصاً وحذقاً عفا الله عنه، واستقر بعده في شادية الحوش سرور الحبشي السيفي شرباش.
661 - معزى بن هجار بن وبير بن نخبار الحسيني والد دارج الماضي وأمير الينبوع استقر فيها بعد موت صخر بن مقبل إلى أن انفصل بعمه هلمان بن وبير ثم أعيد بعد عمه الآخر سنقر بن وبير ثم انفصل بعمه الآخر مسلط بن وبير ثم أعيد حتى مات في أواخر جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين واستقر عوضه مخدم بن عقيل بن وبير وقد لقيت صاحب الترجمة بمحل ولايته في سنة ست وخمسين وأطلق لي ما كان معي عفا الله عنه.
662 - معزى العمري أخو الشريف رميثة ابن صاحب مكة بركات بن حسن بن عجلان. مات في ربيع الأول سنة خمس وتسعين بالخبت من ناحية اليمن وجيء به فصلي عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.(5/82)
663 - معقل بن حباس بن معقل الجعفري الغدامسي - نسبة لغدامس من عمل طرابلس المغرب - المغربي المالكي. رأيته بمكة في سنة أربع وتسعين وذكر لي أنه جاز الخمسين فيكون مولده تقريباً سنة أربعين أو قبلها وأخذ عن إبرهيم الأخدري ولازمه بحيث عرف به وتكلم في الوعظ وجال بلاد المغرب ولقي الشريف أحمد قاضي الجماعة بالأندلس المتقدم في العقليات بحيث كان أبو الفضل البجائي يبالغ في وصفه بها سيما المنطق قال وهو الآن منفصل عن القضاء في قيد الحياة بتلمسان حتى تميز في الفضائل وتحرك للحج قديماً فوصل إلى إسكندرية ثم رجع إلى أن كان في سنة اثنتين وتسعين فقدم القاهرة واجتمع بحمزة وأحمد بن عاشر وطلع به إلى الملك فأعطاه مبلغاً ثم ركب البحر حتى وصل مكة في شعبان فدام بها حتى حج، ولسعه عقرب أقعد منها إلى أن خرج مع القافلة لزيارة المدينة في جمادى الثانية قبل أن ينصل ثم عاد وجاور سنة أربع وتسعين ودام بها حتى الآن واقرأ الفقه وقصدني غير مرة للسلام.
664 - معمر - كمحمد - بن يحيى بن محمد بن عبد القوي السراج أبو اليسر - بفتحتين - المكي المالكي الماضي جده وإخوته والآتي أبوهم. ولد وقت الخطبة من يوم الجمعة رابع عشرى ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً كالأربعين النووية والرسالة الفرعية والألفية والملحة وعرضها والمنهاج الأصلي وبعض المختصر الفرعي، ولازم المحيوي عبد القادر قاضي مكة والشهاب أحمد بن يونس المغربي في الفقه والعربية وغيرهما ويعقوب المغربي في الفقه خاصة وارتحل إلى القاهرة غير مرة ولازم فيها الشمس الجوجري في الأصلين والعربية والمعاني والبيان والعروض والمنطق وأكثر عنه جداً بحيث كان جل انتفاعه به وكان يرجحه على جل جماعته أو كلهم وكذا لازم في الفقه والعربية وغيرهما يحيى العلمي وفي الفقه واالعربية السنهوري واختص باللقاني كثيراً ولازمه في الفقه وغيره سيما في مقابلة شرح البخاري وفي المنطق عبد المحسن الشرواني وحضر عند عبد المعطي في تفسير البيضاوي بل اخذ أصول الدين عن الكافياجي والمعاني والبيان عن الشرواني والتقى الحصني وأصول الفقه عن إمام الكاملية وعلم الحديث عن كاتبه وأكثر من ملازمته بالقاهرة وبالحرمين وقرأ الكثير وسمع بل أجاز له شيخنا وخلق باستدعاء النجم بن فهد وكثر انتفاه في ابتدائه بزوج أخته النور الفاكهي، وتميز في ذلك كله بحيث أقرأ في المنهاج الأصلي بحضرة ثالث شيوخه وأمره وأصلح إمام الكاملية في شرحه له بإشارته وكان عالم الحجاز البرهاني يصغي إلى مباحثه ويميل إلى كلامه ويعتمده في نقل مذهبه وغيره وعرض عليه اللقاني النيابة فأبى بل ترشح لقضاء بلده وكاد أمره فيه أن يتم والإنصاف أنه فوق هذا وأذن له جل شيوخه في الإقراء والإفتاء وتصدى لذلك فانتفع به الطلبة في الفقه وأصوله والعربية وكذا أقرأ بالمدينة النبوية حين مجاورته بها وفي غيرها وكتب على القطر شرحاً بديعاً قرضه له غير واحد من المعتمدين وكنت ممن قرضه وحمل عنه بالقاهرة وغيرها استكتاباً وقراءة وهو الآن مشتغل بالكتابة على المختصر أوقفني على بعضه فأعجبني وحضضته على إكماله، ومع ما اشتمل عليه من الفنون زائد البارعة في الأدب حسن الإنشاء نظماً ونثراً امتدحني بقصيدة يوم ختمه قراءة الجواهر والدرر من تصنيفي وبغير ذلك ونظم ما اشتمل عليه كتابي من الخصال المقتضية للإظلال بما راق بحيث أودعتها في التصنيف المشار إليه بعد أن أنشدها بحضرتي وكتب علي وجيز الكلام شعراً حسناً وراسلني بمطالعات فائقة بل كتب إلي يوم موادعتي:
سلام على دار الغرور لأنها ... مكدرة لذاتها بالفجائع
فإن جمعت بين المحبين ساعة ... فعما قليل أردفت بالموانع
كل ذلك مع متانة عقل ومزيد احتمال وتواضع وديانة وشرف نفس وإنصاف وأدب، ومحاسنه جمة قول بمكة في مجموعه مثله؛ وكنت عنده بمكان. مات بعد انقطاع يومين بمرض حاد ظهر يوم الأحد مستهل صفر سنة سبع وتسعين، وحضرت دفنه والصلاة عليه وكثر الثناء عليه وتأسفنا على فقده رحمه الله وعوضه الجنة(5/83)
665 - معوضة الفقير الصادق المخاطر في الله بروحه من أصحاب الشيخ عمر العرابي كان لا يرى منكراً إلا غيره ولا يهاب أحداً كائناً من كان بحيث صارت له هيبة ولا يخالفه أحد وكان يحمل عصاً بيده يضرب بها من يخالفه ويقوم بها في المطاف فيحول بين الرجال والنساء ويدفع أهل الدكاكين في المسعى توسعة للساعين وأنكر على الأمير بيسق وهو يعمر في الحرم أموراً فرجع إليه ولما أراد طواشي صاحب بنجالة بناء مدرسة لأستاذه بمكة عند باب المسجد المعروف بباب أم هانئ وأراد الخروج بالجدار الذي يلي الشارع إلى حذاء مدرسة الشريف عجلان منعهم من ذلك واضطجع في محل البناء وقال ابنوا فوقي فبذل الطواشي لحكام مكة مالاً فعجزوا عن دفعه. مات في سنة ست عشرة رحمه الله ذكره ابن فهد.
معين بن صفي الحسني الحسيني الإيجي. هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد.
666 - مغامس بن أحمد الزباع الحميضي المكي القائد الكبير المتقدم بالشجاعة والفصاحة عند بني عجلان ولاة مكة. ممن ظلم الحاج ثم تاب وتطلب براءة الذمة ولبس المرقعة وساح باكياً على ما فرط منه وصحب عمر العرابي ورافقه إلى اليمن ثم رجع إلى مكة وخير نساءه وتعلل وأصابته جراحة في رجليه فكان يعيد ما يخرج منها من الدود إليها ويتوجه إلى الله أن لا يموت إلا بحضرة شيخه المشار إليه فأجيب فإنه تمادى في الضعف خمسة أشهر ووصل الشيخ لمكة فمات بحضرته في رابع ذي الحجة من أثناء هذا القرن. طوله ابن فهد وفات الفاسي.
667 - مغلباي طاز الأبو بكري المؤيدي شيخ من صغار مماليكه ثم صار بعده خاصكياً ثم أمره الأشرف إينال عشرة ثم عمله خجداشه الظاهر خشقدم طبلخاناه وأمير حاج المحمل ثم مقدماً فلما خلع حموه وخجداشه الظاهر بلباي نفي إلى دمياط فاستمر به حتى مات في صفر سنة ثلاث وسبعين وهو في عشر الثمانين وكان ديناً خيراً كريماً شجاعاً مع سلامة باطن وصدع بالحق وكثرة كلام ينشأ عن نشوفة وله جامع بنواحي الصليبة تقام فيه الخطبة رحمه الله.
668 - مغلباي الأبو بكري المؤيدي شيخ الساقي. كان من خواصه وساقيه ثم أمره عشرة ثم صار بعده طبلخاناه إلى أن أمسكه الأتابك ططر بدمشق في سنة أربع وعشرين وأنعم بإقطاعه على صهره البدر حسن بن سودون الفقيه ولعله كان آخر العهد به.
669 - مغلباي الأحمدي الأشرفي برسباي ويعرف بميق. كان باشا بمكة عقب طوغان شيخ ثم نقل إلى القاهرة وهو أحد العشرات.
670 - مغلباي الأشرفي الشلبي. كان من المجردين لابن قرمان ورجع وهو متوعك فمات بعد أربعة أيام في شوال سنة إحدى وستين.
671 - مغلباي الأشرفي برسباي صار في أيام الأشرف قايتباي حاجباً بحلب ثم نقل إلى القاهرة بطالاً إلى أن عمله شاد أوقاف الأشرفية بعد خجداشة قانصوه الأشرفي.
672 - مغلباي الجقمقي جقمق الأرغون شاوي. كان جميلاً جداً فاتصل بعد موت أستاذه بالأشرف برسباي لسابق خدمة له عليه حتى كان مسجوناً فعمله خاصكياً ثم ساقياً سنين ثم أنعم عليه بإمرة عشرة واستقر به في إتادارية الصحبة وصار له ذكر في الدولة وظلم وعسف وأخذ دار تمراز الناصري نائب السلطنة كان بالقرب من جامع سودون من زاده فغير معالمها ولقي العمال منه شدائد ولذا لم يمتع بها وأخرجه الظاهر جقمق إلى دمشق على تقدمة بها فدام بها يسيراً ثم بعث بالقبض عليه وسجنه بقلعتها حتى مات بمحبسه في سنة أربع واربعين وقد جاز الأربعين ظناً، وكان شاباً حسناً ذا تؤدة وحشمة وحسن سمت وكرم فيما قيل بل كان فيما قيل سيء السيرة ظالماً بخيلاً سفيهاً سيئ الأخلاق جباناً قليل المعرفة كثير الدعوى وبعد جماله صارت له شعرات في حنكه قبيحة وشوارب بحيث صار شكلاً مهولاً مع طول وانحناء بأكتافه عفا الله عنه.
673 - مغلباي الجقمقي جقمق الأرغون شاوي أيضاً صار بعده من جملة المماليك السلطانية بل تأمر عشرة في أيام الظاهر خشقدم إلى أن قتل في الوقعة السوارية سنة اثنتين وسبعين وكان مفرط القصر.
674 - مغلباي الشريفي. أصله للظاهر خشقدم ثم أعتقه الأشرف قايتباي وتنقل حتى صار والياً ثم سافر فعدمت إحدى عينيه فلما قدم جبره بالتقدمة وأعطى الولاية لقيت الساقي. مات في الطاعون سنة سبع وتسعين.(5/84)
675 - مغلباي الشريفي آخر من مماليك الأشرف قايتباي، شاركه في الاسم والنسبة من العشرات. مات أيضاً في طاعون سنة سبع وتسعين.
676 - مغلباي الشهابي الناصري كان من مماليك الشهاب أحمد بن الجمال يوسف البيري الأستادار ثم صار للناصر فرج، واستمر من جملة مماليكه إلى أن عمل خاصكياً بعد موت المؤيد ثم رأس نوبة الجمدارية في الأيام الظاهرية جقمق ثم أمره عشرة ثم أخرجها عنه الأشرف إينال لانضمامه مع المنصور واستمر بطالاً حتى مات فجأة في ليلة عاشر المحرم سنة تسع وخمسين ورأيت من أثنى عليه رحمه الله.
677 - مغلباي الظاهري جقمق الساقي. أمره أستاذه عشرة ولم يلبث إلا نحو عشرة أيام. ومات بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين فأنعم بإمرته على الذي قبله.
678 - مغلباي الظاهري خشقدم وابن أخت الأشرف قايتباي. تأمر عشرة. ومات في رمضان سنة ثلاث وسبعين بالطاعون ولم يكمل الثلاثين وحضر خاله الصلاة عليه بالمؤمني. مغيث بن محمود بن علي الشيرازي ويسمى محمداً أيضاً ممن سمع مني بمكة ومضى في المحمدين.
679 - مفتاح أمين الدين البليني ويعرف بالزفتاوي. كان من موالي الشريف أحمد بن عجلان فصيره لأخيه حسن فنشأ في خدمته حتى كبر وبدت منه نجابة وشهامة وشجاعة فاغتبط به بحيث استنابه حين تأمر على إمرة مكة وبعثه رسولاً للناصر في سنة أربع عشرة وآل أمره أن قتل في مقتلة في رمضان سنة عشرين ونقل إلى المعلاة فدفن بها. ذكره الفاسي مطولاً.
680 - مفتاح الحبشي الكمالي أبي البركات بن ظهيرة ويلقب بقيعاً. مات تحت العقوبة الزائدة بسبب ما أشيع من اختلاسه للأموال الخلجية التي كان سفيراً عليها في سنة سبع وثمانين وشق على البرهاني أخي مولاه وتكلم مع الشريف محمد في طرد وزير جدة بدر الحبشي الملقب هجيناً لكونه المتولي للعقوبة عفا الله عنه.
681 - مفتاح الحبشي مولى الموفق الأبي، رباه بمكة وعلمه الكتابة والقراءة ثم صار لابنه ابن الخازن وخدم البغدادي الحنبلي وتعلم صنعة التجليد وتكسب بها وكذا بالتجارة في حانوت بسوق أمير الجيوش وكتب كتباً وقرأ عند أبي السعادات البلقيني والطبناوي وأخذ عني وعنده عقل وحشمة.
682 - مفتاح أبو علي الدوادار الحسني أحد القواد من عبيد السيد حسن نائب جدة في أيام السيد بركات. مات في مقتلة بجدة في صفر سنة ست وأربعين وحز رأسه وطيف به مع غيره بجدة. أرخه ابن فهد. وهو جد عبد الكريم وسنان ابني علي.
683 - مفتاح السحرتي ويعرف بالمغربي لمولاه الأول أكبر أهل دولة الجمالي صاحب الحجاز المقدم عنده في مباشرة جدة من سنة تسع وثمانين إلى أن مات في صفر سنة سبع وتسعين خارج مكة وحمل إليها فدفن بالمعلاة وهو وابنه من موالي الجمالي المشار إليه.
684 - مفتاح الطواشي الحبشي ثم العدني. ولي إمرة عدن للأشرف. ومات سنة تسع عشرة. أرخه شيخنا في إنبائه.
685 - مفتاح عتيق المهتار نعمان. كان مهتار الطشتخاناه. مات في سنة اثنتين. أرخه شيخنا أيضاً.
686 - مفلح بن تركي الأجدل. مات سنة بضع وعشرين.
687 - مفلح الحبشي المكي ويعرف بالحنش. كان مؤدباً للأطفال كثير التلاوة بالباسطية. مات في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
688 - مفلح الحبشي فتى عبد الرحمن بن الزكي أبي بكر الماضي. ممن سمع مني بمكة.
689 - مفلح الحبشي الكمالي بن ظهيرة. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين بمكة.
690 - مفلح فتى محمد بن أحمد بن النحاس. ممن سمع مني بمكة.
691 - مقبل بن سعيد بن مسيل بن جون بن علي السعدي ثم السمتي كتب عنه البقاعي في صفر سنة تسع وأربعين بمسجد المليسا من الطائف قصيدة منها:
أبدع قوافي القيل في ابن مطاعن ... ملك نشا ما قط في شوره نكد
692 - مقبل بن عبد الله بن عبد الرحمن البغدادي ثم المكي والد محمد الماضي ويعرف بسلطان غلة. ممن سمع على ابن الجزري في سنة ثلاث وعشرين كتابه أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب ووقف سبيله بمنى قبل ذلك في سنة ثلاث عشرة. ومات في صفر سنة سبع وعشرين بمكة. أرخه ابن فهد.
693 - مقبل بن نخبار أمير ينبع. مات في سنة ثلاثين وثمانمائة في ربيع الأول بمحبسه من اسكندرية.(5/85)
694 - مقبل بن هبة بن أحمد بن سنان بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري أحد أعيان القواد العمرة. مات في سنة ثمان وثلاثين إما في أوائلها أو أواخرها أرخه ابن فهد.
695 - مقبل الزين الأشقتمري الرومي الطواشي الشافعي. كان جمداراً عند الظاهر ثم ولده الناصر ملازماً للديانة محباً في الفقهاء اشتغل بالعلم كثيراً وحفظ الحاوي الصغير فصار يذاكر به مع حسن التلاوة جداً، ثم عمر مدرسة بالتبانة عند مفرق الطرق وقرر فيها مدرسين وطلبة وكان عنده بر ومعروف. مات في ليلة الاثنين رابع ربيع الآخر سنة تسع عشرة بالطاعون ودفن بمدرسته وكان قد أسر مع اللنكية من دمشق ثم خلص وحضر مع الرسل الواردين من اللنك في سنة ست وثمانمائة وجاور عامين متواليين قبل موته رحمه الله وإيانا.
696 - مقبل الزين الحسامي الرومي. أصله لبعض أمراء دمشق ثم اتصل بخدمة الشيخ شيخ قبل سلطنته فلما تسلطن عمل خاصكياً ولا زال يرقيه حتى عمله دواداراً كبيراً بعد جقمق الأرغونشاوي حين ولي نيابة الشام بعد سنة عشرين فباشرها إلى أن فر من القاهرة هو وغيره خوفاً على أنفسهم حين قبض مدبر المملكة ططر على قجقار وغيره فحاربهم العرب أصحاب الإدراك بظاهر خانقاه سرياقوس إلى أن وصل إلى الطينة فوجد بها غراباً مهيئاً للسفر فركبه بمن معه واحتاط العرب على خيولهم وأثقالهم وسار إلى البلاد الشامية فلحق بنائبها جقمق المشار إليه وكان من حزبه فلما قبض عليه أمسك مقبل أيضاً فحبس مدة ثم أطلق وأعطي تقدمة بالشام إلى أن نقله الأشرف برسباي لنيابة صفد في سنة سبع وعشرين ودام بها حتى مات في يوم الجمعة تاسع عشر ربيع الأول. وقال العيني في أوائل ربيع الثاني سنة سبع وثلاثين وكان مشهوراً بالشجاعة وحسن الرمي عنده كرم وحشمة، وذكره شيخنا في إنبائه وقال أنه حسنت سيرته في نيابة صفد وكان فارساً بطلاً عارفاً بالسياسة واستقر بعده في نيابتها إينال الششماني الماضي.
697 - مقبل الزين الرومي الزمام بالدور السلطانية. كان رأساً في الخدام وعنده حشمة ورياسة وتولى الزمامية في الدولة الناصرية فرج وعظم ونالته السعادة وعمر عدة أملاك ودور حبسها على مدرسته التي أنشأها بخط البندقانيين بالقاهرة للجمعة والجماعات بل فيها وظائف وخزانة كتب وغير ذلك ولم يزل على ذلك حتى مات في أول ذي الحجة سنة عشر وخلف مالاً كثيراً وذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
698 - مقبل الزين الزيني الطواشي نائب شيخ الخدام بالحرم النبوي. ممن سمع على أبي الحسن المحلي سبط الزبير من الاكتفاء للكلاعي.
699 - مقبل الحبشي أحد صوفية سعيد السعداء مولى خير كتب بخطه القول البديع وغيره من كتب العلم وتردد إلي يسيراً.
700 - مقبل الرومي عتيق الناصر حسن. طلب العلم واشتغل في الفقه على مذهب الشافعي ثم تعمق في مقالة الصوفية الاتحادية وكتب المنسوب إلى الغاية وأتقن الحساب وغيره. مات في أوائل سنة اثنتين وقد قارب الستين. ذكره شيخنا في إنبائه وقال رأيته مراراً، وهو في عقود المقريزي مطول.
701 - مقبل الهندي المكي فتح النجم بن النجم بن ظهيرة. سمع مني بمكة كثيراً.
مقبل صاحب الينبع. في ابن نخبار قريباً. مقبل غلة السلطاني. تقدم في ابن عبد الله.
702 - مقدم بن عبد الله بن علي بن جسار بن عمر العمري أحد القواد. مات في مقتلة بجدة في صفر سنة ست واربعين. أرخه ابن فهد.
703 - مقدم بن هجان بن محمد بن مسعود أمير ينبع.
704 - مكرد بن عمر العجلي من عز زبيد. مات في سنة ست وتسعين.
705 - مكرم بن إبرهيم بن يحيى بن إبرهيم بن يحيى بن إبرهيم بن يحيى بن مكرم السراج أبو الكرم بن العز بن ناصر الدين الفالي الشيرازي الشافعي الماضي حفيده العلاء محمد بن العز إبرهيم وأبوه من بيت علم وجلالة. وفالة من عمل شيراز بينهما عشرة أيام. ولد سنة ست وستين وسبعمائة واشتغل في علوم منها العربية على أخيه الأكبر الجلال يحيى وسمع الحديث على الشرف الجرهي وكان في أكثر أوقاته مشتغلاً به مع تصديه أيضاً للفتوى والتدريس والقضاء بحيث تخج به كثير من الأفاضل. ومات في إحدى الجماديين سنة خمس وأربعين.(5/86)
706 - مكرم بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن إبرهيم بن محمد بن إبرهيم إمام الدين أبو الكرم ويسمى أيضاً محمد عبد الله بن المحب بن الرضى بن المحب بن الشهاب بن الرضى الطبري الأصل المكي الشافعي الماضي أبوه وجده وشقيقه أبو أبو السعادات محمد وغيره. ولد في عاشر شعبان سنة خمس وستين وثمانمائة بمكة ونشأ فحفظ القرآن وجوده وقرأ في غيره قليلاً واشتغل كذلك وأم في سنة خمس وثمانين فما بعدها بمقام إبرهيم مناوبة مع أخويه ووالدهم، ولذا بخصوصه تؤدة وسكون بالنسبة لهم وهو ممن لازمني في سنة ست وثمانين بمكة في أشياء وكذا بعد ذلك سيما في سنة تسع وتسعين وقبلها ويعجبني سكونه وتقعدده وهو أخف وطأة عند جمهور العامة من أخويه مع صغر سنه وقد أمرته في سنة أربع وتسعين بأشياء في إمامته فبادر لإظهار القبول والسرور.
707 - مكي بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري أحد القواد. مات في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين بالأطواء من بلاد اليمن وحمل إلى مكة فدفن بالمعلاة.
708 - مكي بن سليمان السندي الهندي الأصل المكي المولد والدار مؤدب الأطفال بها ويسمى أحمد أيضاً ولكنه لم يشتهر به ويعرف بالعياشي نسبة لشيخه ومربيه الزيني بن عياش. ولد بها سنة ثماني عشرة وثمانمائة تقريباً ونشأ في خدمة الزين بن عياش فحفظ القرآن والشاطبيتين ومنظومة شيخه غاية المطلوب والمنهاج الفرعي وتلا بالسبع عليه إفراداً ثم جمعاً وتصدى لإقراء الأبناء من سنة تسع وثلاثين فعلم دوراً بعد دور وأثرى من ذلك مع سيرة محمودة وكثرة تلاوة وانعزال وينفع أحبابه بالقرض وربما كان يتردد إلي في مجاوراتي، وكانت فيه فضيلة في الجملة واستحضار للفن ومراجعة للتيسير واستمرار لحفظ الشاطبية وفهم لها. مات في رمضان سنة ثمان وتسعين رحمه الله.
709 - ملج قيل أنه أخ للظاهر جقمق وأنه والد زوجته أزبك الخازندار رأس نوبة النوب بعد موت تنم نائب الشام فيحرر.
710 - ملج الظاهري جقمق نائب القلعة. مات في منتصف ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين واستقر بعده.
711 - ممجق بميمين أولاهما مفتوحة ثم جيم مكسورة - الظاهري برقوق من أصاغر مماليكه. صار أمير عشرة في أيام الأشرف برسباي إلى أن مات في سنة ثلاث وثلاثين ظناً وكان لا بأس بدينه.
712 - ممجق النوروزي نسبة لنوروز الحافظي. تنقلت به الأحوال إلى أن عمله الظاهر جقمق عشرة ثم ولاه نيابة القلعة ودام حتى مات في سلخ جمادى الثانية أو مستهل رجب سنة أربع واربعين وكان خيراً ديناً ساكناً استقر بعده في النيابة تغرى برمش الفقيه، وتسميته قجق سهو.
713 - منصور بن أبي بكر بن منصور بن أبي بكر الجناني الأزهري الشافعي سبط الشيخ سليم. قطن مكة مدة وكان بها في مجاورتي الأولى فسمع بقراءتي على أبي الفتح المراغي. ومات بها في مستهل جمادى الأولى سنة إحدى وستين ودفن بالمعلاة.
714 - منصور بن الحسن بن علي بن اختيار الدين فريدون بن علي بن محمد العماد القرشي العدوي العمري الكازروني الشافعي. عالم أخذ عن ابن الجزري بل وحضر عند السيد الجرجاني وبحث معه ورافق السيد صفي الدين الإيجي إلى الخواجا فاختليا عنده في آن واحد وقال إن شيخه ابن الجزري أنشد فيه:
يا صاح عرج نحو خاف تجد ... زيناً يضاهي بشراً الحافي
حبراً بدا في عصره قدوة ... فأعجب لهذا الظاهر الخافي
وصنف ما ينيف على مائة تأليف منها لطائف الألطاف في تحقيق التفسير ونقد الكشاف وشرح البخاري ولم يكملا وحجة السفرة البررة على المبتدعة الفجرة الكفرة في نقد الفصوص لابن عربي، وكان متقدماً في العقليات سنياً يصبغ بالحمرة جاور بمكة في سنة ثمان وخمسين وكانت وقفتها الجمعة، واستمر مجاوراً منجمعاً عن الناس لا يخرج من بيته غالباً حتى مات بها في آخر يوم الثلاثاء ثاني عشرى ربيع الأول سنة ستين ودفن بالمعلاة ولقيه بها قبل موته بسنة الكمال موسى الذؤالي وحمزة الناشري اليماني وحدثاني بترجمته وبكلام له في ابن عربي أثبته في مؤلفي فيه رحمه الله ونفعنا به.
715 - منصور بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب سعد الدين بن الجيعان أخو عبد الغني وعبد اللطيف الماضيين كان ومات سنة إحدى وخمسين.(5/87)
716 - منصور بن الصفي القطي. كان أبوه من الكتبة فنشأ ابنه على طريقته وتخرج به وبغيره في ذلك وخدم في بعض جهات المفرد ثم في ديوان الأمير قانم التاجر بحيث عرف به وسافر معه إلى العراق حين سافر في الأيام الظاهرية جقمق رسولاً لجهان شاه بن قرا يوسف ثم إلى الروم حين توجهه إلى مراد بك بن عثمان ثم الحجاز مرة بعد أخرى حين كان أميراً فيهما فأثرى وتمول جداً واستقر في عمالة السابقية ثم اتصل بالزين الأستادار وتزوج ابنته ورقاه لنظر المفرد بل ولي الوزارة بعده عوداً على بدء في الأيام الإينالية ثم الأستادارية كذلك بل وليها مرة ثالثة في أيام الظاهر خشقدم مسئولاً فيها وبالغ في تقوية يده وإلباسه في كل شهر خلعة جليلة مع إركابه فرساً هائلاً والإكثار من الدعاء له وربما جاءه لبيته واستمر على ذلك أزيد من سنة ثم قبض عليه بدون ذنب ظاهر وصادره وأهانه بالضر والحديد وحكم فيه أعداءه وآل أمره إلى أن أمر المالكي بقتله فتقل عند خيمة الغلمان في يوم الأربعاء العشرين من شوال سنة سبعين بعد عمل مستند لقتله ارتكبوا فيه أموراً خطيرة وحمل في تابوت ثم غسل وصلي عليه جماعة ثم دفن بتربة في الصحراء حذاء أمه - وكانت فيما قيل خيرة تسمى فاطمة ابنة أحمد بن علي عريقة في الإسلام - ولم يكمل الأربعين وسمع منه التلفظ بالشهادتين حين القتل وبعده وأكثر التلاوة قبل ذلك وتزايد الصراخ عليه من العامة وأسمعوا أخصامه خصوصاً ابن كاتب غريب من السب والمكروه ما الله به عليم، وقد عمر بجوار المدرسة الشريفية من حارة بهاء الدين قبل الولاية به في الاستطراق وصار يعرف به وقرب جماعة من الخيار كالشمس المسيري وكان يقرأ عليه في أبي شجاع ونحوه ويحسن إليه وجماعة برسم التلاوة للقرآن عنده في كل يوم والشهابين ابن أبي السعود والحجاري وكان كثير البر له وأوذي بسببه من جماعته طائفة بحيث مات بعضهم وراج آخرون بما كان مدخراً عندهم عفا الله عنه وإيانا.
717 - منصور بن طلحة بن يعقوب شيخ عرب تلمسان. مات سنة خمس وأربعين.
718 - منصور بن عقيل بن مبارك بن رميثة الحسني المكي. مات في ربيع الأول سنة خمسين بالدكناء من وادي مر وحمل إلى مكة فدفن بها.
719 - منصور بن علي بن عثمان الزواوي ثم البجائي فقيهها لما امتنع أبو الحسن علي بن أبي فارس من مبايعة ابن أخيه أبي عمرو عثمان بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس قام معه وكانت له عصبة وقوة بحيث استبد ببجاية ثم تراجع ودخل بينهما في الصلح فكانت حوادث لم يتحرر لي الآن أمرها وإن أشار إليها المقريزي في حوادث سنة ثلاث وأربعين، ورأيت من ورأيت من قال أنه الزواوي العالم الشهير وأنه مات في سنة ست وأربعين بتونس وكان عالماً.
720 - منصور بن علي الحلبي الجزيري. هكذا رأيته بخط بعضهم ويحرر قوله الحلبي فسيأتي قريباً منصور الجزيري وهو مغربي.
721 - منصور بن محمد بن أحمد الحلبي. ممن سمع مني.
722 - منصور بن محمد بن عبد العزيز بن سليمان بن عمر السلمي المتناني - ومتنانة من أعمال بجاية - البجائي المغربي المالكي. ولد سنة خمس وستين وثمانمائة وحفظ القرآن ببلده ثم تحول إلى بجاية في سنة ثمان وسبعين فاشتغل في الفقه والأصلين والعربية والمنطق والفرائض والحساب وغيرها عند سليمان بن يوسف الحسناوي وأبي الحسن بن علي بن محمد بالبجري وأبي عبد الله محمد اللجام في آخرين وارتحل إلى تونس فأخذ عن أبي الحسين محمد بن محمد الزلديوي ولد العالم الشهير وحضر مجالس أبي عبد الله محمد بن القسم الرصاع، وقدم القاهرة في سنة تسع وثمانين ليحج فما تيسر له وتخلف فلازم الديمي في قراءة رواية وكذا أقرأ علي وعلى اللقاني والسنباطي وآخرين وكتبت له إجازة وله تمييز في الجملة وأخبرني أن من عدا الأول من شيوخه أحياء وأن والده ممن يتفقه أيضاً وربما أقرأ في البادية وهو الآن حي أيضاً ابن خمس وستين.
723 - منصور بن ناجي بن بسر بن ثامر اليمني خادم عبيد الكبير الحضرمي. مات في شوال سنة ستين بمكة.
724 - منصور بن ناصر الحسني المكي مولى السيد حسن بن عجلان وأحد القواد. مات في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين.
725 - منصور بن ناصر القائد. مات في ربيع الآخر سنة ثمانين بمكة. أرخهم ثلاثتهم ابن فهد.(5/88)
726 - منصور بن الدوادار الكبير يشبك من مهدي الظاهري سبط المؤيد أحمد بن الأشرف إينال. ممن سمع من حفظي بحضرة أبيه المسلسل. مات وهو صغير بالطاعون في ليلة الخميس تاسع عشر ذي الحجة سنة إحدى وثمانين.
727 - منصور آخر أخ له من أبيه المؤيد أحمد بن إينال. مات في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين بالطاعون وكان يقرأ بالجوق رياسة عوضه الله الجنة.
728 - منصور أبو علي الفارسي المغربي ويعرف بابن الصواف. كان صالحاً له أحوال وكرامات. مات قريباً من سنة خمسين.
729 - منصور الجزيري المغربي الأديب مؤرخ المغرب. كان حياً في سنة إحدى وخمسين وله نظم في عبد الكريم بن عبد الغني بن إبرهيم ومنه:
لئن طال حفضي عند خدام بابكم ... ولم يؤثروا بالرفع إلا مخازني
سأنفق عمري في حساب زمانهم ... وأغلق عن كسب العلوم مخازني
730 - منصور الحكيم. مات في شعبان سنة ست وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
731 - منكلى بغا العلاء الصالحي الظاهري برقوق ويعرف بالعجمي. صيره الناصر ابن أستاذه من جملة دوادارية السلطان وأرسله رسولاً إلى تيمور في حدود سنة خمس ثم رجع وولي حسبة القاهرة في أيام المؤيد وشدد على النساء حتى قيل:
لا تمسك طرفي منكلى خلفي علقتو مائتين قبل ما يعفي
ثم عزل واستقر من جملة الحجاب دهراً حتى مات بعد تمرض طويل في ربيع الأول سنة ست وثلاثين وقد شاخ، وكان شيخاً قصيراً ذا لحية مسترسلة يذاكر السماعات. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار وأثنى عليه وقال العيني أنه لم يكن مشكوراً 732 - منكلى بغا قراجا الظاهري برقوق أحد الطبلخانات بالديار المصرية. مات في رجب سنة إحدى عن أزيد من ثلاثين سنة ودفن بتربته في الصحراء ولم يترك سوى بنت. ذكره العيني.
733 - منير الزين السيراجي أحد خدام المسجد النبوي. ممن سمع مني بالمدينة.
734 - منير بن جويعد بن بريم أحد زعماء ذوي عمر. مات سنة تسع وخمسين.
735 - منيع بن موفق القائد الحسني مولى السيد حسن بن عجلان. مات في شوال سنة ثلاث وستين. أرخه ابن فهد.
736 - مهار بن فيروز شاه بن محمد تم بن بهم تم بن جرد بن شاه بن طغلق بن طبق شاه سيف الدين بن قطب الدين صاحب جزيرة هرمز والبحرين قتل أباه واستبد بالملك وعظم قدره وفخم أمره وصارت في أيامه هرمز بندر الدنيا يأتيها مراكب ممالك الهند والزيرك من بلاد الصين ويقصدها تجار خراسان وسمرقند وغيرها فامتلأت خزائنه وشكرت سيرته وعمرت بلاده. ذكره المقريزي في عقوده مطولاً ولم يؤرخ وفاته.
737 - مهدي الذويد. مات في سلخ ذي الحجة سنة ثمان وخمسين. أرخه ابن فهد.
738 - مهنا بن أبي بكر بن إبراهيم بن يوسف الزين البغدادي الأصل الدنيسري ثم المصري الحنفي. ولد في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة بمصر وسمع من التاج محمد بن أحمد بن عمر بن النعمان الأنصاري مصباح الظلام لجد والده محمد بن موسى ومن الجمال الأميوطي قطعة من سيرة ابن سيد الناس، وحدث سمع منه الطلبة، وذكره الفاسي فقال: نزيل مكة وشيخ رباط الخوزي بها جاور فيها نحو أربعين سنة أو أزيد وكان فيه خير وإحسان لجماعة من الفقراء وخدم الفقراء برباط الخوزي سنين ثم ولي مشيخته نحو ثلاثين سنة واشتهر بذلك عند الناس. مات في آخر ربيع الأول سنة عشرين وهو في عشر السبعين أو جازها. وأورده التقي بن فهد في معجمه.
739 - مهنا بن حسين بن علي الشرف البغدادي أحد شيوخ علماء الحرف. قال المقريزي في عقوده صحبني سنين وكانت عنده فوائد. مات في حدود سنة عشر عن نحو ثمانين سنة.
مهنا بن طرنطاي. صوابه محمد بن طرنطاي ولكن كنت كتبته هنا غلطاً.
740 - مهنا بن عبد الله المكي. كان من كبار الصلحاء. مات بمكة في سنة عشرين. قاله شيخنا في إنبائه.(5/89)
741 - مهنا بن علي بن حسين البندراوي - نسبة لبندرة بين سنباط وطوخ وهي إليها أقرب - ثم الأزهري الشافعي. لازم شيخنا حتى أخذ عنه جميع شرح ألفية العراقي سماعاً في البحث إلا ما فاته منه فقرأ ووصفه بالشيخ الإمام الفاضل الأوحد وقال إن ذلك بحثاً واستثارة للفوائد وأذن له في قراءته وإقرائه وكذا أخذه بقراءته عن الشهاب بن المحمرة وقال قراءة بحث ونظر وتأمل واستكشاف واسترشاد وقرأ على شيخنا غير ذلك وربما كان يقرأ عليه وهو قائم إجلالاً للحديث وكذا أخذ عن القاياتي ورافقه في هذا كله الصندلي فإنه كان قد اختص به ولزمه في طريقته بحيث التحق به في الصلاح والخير وقال فيهما الغمري أنهما خلاصة الناس وصحب إبرهيم الأدكاوي واختلى عنده وذكر بالولاية والأحوال السنية وكان يقصد بالصدقة فيقبلها ويعطيها الفقراء بل رد هو ورفيقه المذكور ما أوصى لهما صاحبهما سليم به وهو نصف ماله إلى بناته ونفذا وصيته إلى قاعة السلاح، ولم يلبث أن مات بعده بنحو ستة أيام في سنة إحدى وأربعين أو التي بعدها ودفن هناك رحمه الله وإيانا ونفعنا بهم.
742 - مهيزع بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان شقيق هيزع الآتي ويكنى أبا الغيث. مات بالخبت في يوم الأحد وجيء به ليلة الاثنين رابع عشرى ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين بمكة فصلى عليه بعد الصبح ثم توجهوا به إلى المعلاة وقد جاز العشرين.
743 - موسى بن إبرهيم بن أبي بكر بن موسى بن أبي بكر بن إسمعيل بن الشيخ حسن الشرف العشماوي المالكي قريب عبد الباري الماضي. ممن سمع مني.
744 - موسى بن إبرهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليماني، أمه أم ولد. كان صالحاً متواضعاً. مات سنة ثمان وعشرين.
745 - موسى بن إبرهيم بن محمد بن فرج بن زيد الملكاوي الدمشقي الشافعي نزيل الصاحلية. سمع من ابن خطيب المزة وابن أبي المجد مسند الشافعي ومن ابن قواليح صحيح مسلم، وحدث لقيه ابن فهد وغيره. مات في.
746 - موسى بن إبرهيم الشرف بن البرهان الكازروني ثم القاهري والد البدر محمد وعبد الرحمن. ممن قدم بالمباشرة والكتابة عند الزين عبد الباسط بحيث كان القائم بأموره كلها وصودر معه في محنته سنة اثنتين وأربعين فما بعدها على مال جزيل وكان مات.
747 - موسى بن أحمد بن جار الله بن زائد بن يحيى بن يحيى بن سالم الشرف بن الشهاب السنبسي ويعرف بابن زائد. ولد سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها، وأجاز له النشاوري وابن حاتم والمليجي وابن فرحون وابن صديق وابن الميلق والمجد اللغوي والدميري وآخرون أجاز لي. ومات في رجب سنة اثنتين وستين خارج مكة وحمل إليها فصلي عليه ثم دفن بالمعلاة.
موسى بن أحمد بن عبد الله الشرف السبكي. فيمن جده موسى بن عبد الله.
748 - موسى بن أحمد بن علي بن عجيل الكمال اليماني والد أحمد وعبد اللطيف الماضيين. ولد سنة اثنتين وثمانمائة واشتغل وتميز في الفقه وحضر مجالس الجمال الطيب الناشري القاضي وأذن له في الإفتاء، ودرس وأفتى ولما ملك بنو طاهر زبيد أضيف إليه نظر المدرسة الحسينية وتدريسها إلى أن مات في يوم الجمعة حادي عشر المحرم سنة تسع وسبعين، وقد كتب تصحيحاً على الوجيز استمده من تصحيح التقي عمر الفتي وقطعة على المنهاج رحمه الله.(5/90)
749 - موسى بن أحمد بن عمر بن غنام الشرف الأنصاري السنكلومي ثم القاهري الشافعي أخو أحمد الماضي ويعرف بالبرنكيمي. ولد سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة ببرنكيم من أعمال الشرقية وتحول مع أبيه إلى سنكلوم ثم إلى القاهرة وحفظ القرآن وكتباً ولزم الاشتغال حتى برع في الفنون وأشير غليه بتمام الفضيلة سيما في العربية ومن شيوخه الشرف السبكي والقاياتي وابن المجدي والمناوي والشرواني وابن الهمام والعز عبد السلام البغدادي والأمين الأقصرائي وسمع على شيخنا ومستمليه وابن عمه شعبان والزين بن خليل القابوني وآخرين وتصدر للإقراء بالأزهر وغيره فانتفع به الطلبة، واستنابه المناوي في القضا فوافق لأجله ثم ترك بعد يوم أو يومين وكذا استقربه السعدي بن الجيعان في مشيخة مدرسته ببولاق أول ما فتحت ثم صارت إليه إمامتها وكذا خطابتها برغبة الولوي بن تقي الدين له عنها وقطنها من ثم وصار يجيء إلى الجامع منها أيام إقرائه ثم ترك المجيء قبيل موته بسنوات ودرس أيضاً في الجامع البارزي ببولاق نيابة وصار مقصوداً فيه بالاستفتاء بل ربما قصد من غيره حتى كان أحد الكتبة في كائنة ابن الفارض، وكان فاضلاً مفنناً حسن العشرة لطيفاً متواضعاً منجمعاً عن بني الدنيا عديم التردد إليهم معتقداً في الصالحين بحيث رغب في تزويج ابنته لأحد أولاد أبي العباس الغمري. تعلل أياماً ومات في ليلة الجمعة حادي عشرى صفر سنة أربع وثمانين وصلي عليه من الغد بعد الصلاة بالأزهر ثم دفن بحوش سعيد السعداء، ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
750 - موسى بن أحمد بن عيسى الحرامي بالمهملتين أمير حلى انفرد بأمرتها بعد أخيه دريب ثم أخرجه حسن بن عجلان منها ثم عاد إليها حتى مات في سنة تسع عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
751 - موسى بن أحمد بن محمد الكمال الزبيدي الناشري الشافعي ابن عم صاحبنا حمزة بن عبد الله بن محمد الماضي. قدمه الفقيه يوسف بن يونس المقري رئيس اليمن لمنصب القضاء بزبيد مضادة لابن عبد السلام فصار بزبيد قاضيان.
752 - موسى بن أحمد بن موسى بن أحمد الرداد ويعرف بابن الزين لقب أبيه زين العابدين. من فقهاء اليمن الأحياء في سنة سبع وتسعين ممن يدرس الفقه ويقرئ القراآت وهو مشتغل بشرح الإرشاد.
753 - موسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله بن أيوب الشرف الكناني المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي. ولد بعد الخمسين وثمانمائة بجماعيل ونشأ بمردا فقرأ بها القرآن ثم تحول منها مع أبيه إلى دمشق سنة ستين فحفظ المقنع وألفية النحو وجمع الجوامع وغيرها وعرض على جماعة وأخذ عن البرهان بن مفلح في الفقه وأصوله والزين عبد الرحمن الطرابلسي نقيب ابن الحبال والشهاب بن زيد وقرأ عليه الصحيحين وسيرة ابن هشام وغيرها ولازم العلاء المرداوي والتقي الجراعي وتنزل وتنزل في الزاوية لأبي عمر وتكسب بالتجارة وتميز، وقدم القاهرة في ربيع الأول سنة ست وتسعين واجتمع بي في أواخر جمادى الثانية فقرأ علي في الصحيحين وسمع المسلسل وحديث زهير العشاري وحديثاً من مسند أحمد، وكتبت له إجازة وسمع معه التقي البسطي الحنبلي وتناولا ذلك.(5/91)
754 - موسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله بن سليمان الشرف السبكي ثم القاهري الشافعي ويعرف في بلده كما بلغني بابن سيد الدار. ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة تقريباً بسبك العبيد وتسمى أيضاً سبك الحد فقرأ القرآن بها وبالقاهرة وكان ارتحاله إليها وهو كبير فأشار إليه حفيد البهاء بن التقي السبكي بالاشتغال فحفظ العمدة والحاوي والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك وعرض على الأبناسي وكانت بينهما مصاهرة ولازمه في التفقه به فلم ينفك عنه حتى مات بحيث كان جل انتفاعه فيه به وكذا أخذ الفقه عن البدر بن الطنبدي وابن أبي البقاء وأذنوا له في الإفتاء والتدريس بل يقال أن الأول استخلفه في حلقته حين حج حجته التي مات في رجوعه منها وتلا لأبي عمر وعلى شخص بالمقس يقال له ابن الشيخ وبحث على من عداه في النحو والأصول أخذ عنهم ابن المصنف والتوضيح والمنهاج الأصلي بل بحث مختصر ابن الحاجب أيضاً على الشهاب المغراوي وانتفع في العربية أيضاً بمذاكرة رفيقه الشمس بن الجندي الحنفي وسمع على الأبناسي والتنوخي والزين العراقي والطنبدي والشهاب الجوهري في آخرين؛ وحد غير مرة الأولى في حدود سنة عشر وسافر إلى القدس ودخل الصعيد، وتصدى للإقراء في الفقه وأصوله والعربية وغيرها فأخذ عنه الأئمة طبقة بعد طبقة حتى صار غالب الأعيان من طلبته، وكان في كل سنة يقرئ إما التنبيه أو الحاوي أو المنهاج تقسيماً بالجامع الأزهر وولي تدريس مدرسة ابن غراب وكذا الطيبرسية برغبة الشرف بن العطار له عنه. وكان إماماً ثبتاً حجة فقيهاً يكاد أن يكون بأخرة أحفظ المصريين له يستوعب في تقريره كتباً معينة على الكتب التي يقرئها وربما زاد من غيرها كل ذلك عن ظهر قلب مشاركاً في النحو والأصول غير أنه لم يوجه قصده لغير الفقه كهو حسن التقرير جداً في كل ذك لا ينتقل عن الشيء حتى يفهمه الجماعة مع ثبوت كلامه في النفس مما هو دليل لعمارة باطنه وحسن قصده مع متين ديانته وتواضعه ومكارمه وإيثاره الانجماع عن الناس وإذا اضطر لحضور مجلس الحديث عند السلطان أو غيره لا يتكلم أصلاً وإكثاره من التلاوة وعدم انفكاكه عنها سيما لسورة الكهف في ليلة الجمعة ويومها حتى في مرضه، ولطف عشرته وظرفه ومشيه على قانون السلف خصوصاً شيخه الأبناسي ومن وصاياه له ترك القضاء وذكر شيئاً آخر إما الشهادة أو قراءة الصغار فوفى بها وكونه أطلس لا شعر بوجهه يسكن الناصرية. ولم يزل على طريقته حتى مرض في سادس عشر رمضان يقال بمرض السل فإن أطرافه كانت ترى في ثيابه كأنها الخيوط ولم يبق منه سوى الجلد حتى مات في يوم الخميس سابع عشر ذي القعدة سنة أربعين وصلي عليه في يومه في مشهد حافل تقدم الناس العلم البلقيني ثم دفن بتربة سعيد السعداء، وذكره شيخنا في إنبائه باختصار فقال أنه كان متصدياً لشغل الطلبة بالفقه جميع نهاره وأقام على ذلك نحو عشرين سنة ولم يخلف بعده في ذلك نظيره قال وكان سناطاً يعني ليست له لحية، قلت وقرأت بخط بعض المجازفين ويقال أنه وجد بعد موته خنثى رحمه الله وإيانا.
755 - موسى بن أحمد بن موسى بن عمر الشرف الدهمراوي ثم القاهري الشافعي ولد سنة إحدى وثمانمائة وقدم القاهرة فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين وألفية ابن ملك ومختصر أبي شجاع واشتغل قليلاً في الفقه والنحو، ولازم الشيوخ مدة وصحب العز عبد السلام البغدادي وقتاً وربما سمع على شيخنا وتنزل في الجمالية وغيرها، وكان يسكن بالقرب من حوض الصارم ويذاكر بعض المسائل بل له نظم كتب عنه منه بعض أصحابنا وما سمعت منه شيئاً مع كونه كان يسألني عن أشياء، وأظنه تأخر إلى قريب الستين.(5/92)
756 - موسى بن أحمد بن موسى بن محمد الكمال أبو عمران بن الشهاب الدؤالي الصريفيني اليماني الزبيدي الشافعي والد أحمد الماضي ويعرف بالمكشكش - بمعجمتين وكافين الثانية مكسورة. ولد في رمضان سنة ست وثلاثين وثمانمائة بأبيات الفقيه ابن عجيل بالقرب من زبيد وأخذ عن الفقيه محمد بن أبي بكر بن جعمان الذؤالي وخاله وابن عمه الشرف أبي القسم بن جعمان وكذا عن الطيب الناشري ومنصور الكازروني وغيرهم ولازمني في سنتي ست وسبع وثمانين بمكة دراية ورواية قراءة وسماعاً واغتبط بذلك وكتب شرحي على الهداية الجزرية وأفادني كثيراً من متأخر التراجم والوفيات والحوادث اليمنية وكتب بخطه لي كراريس في ذلك وكذا اختصر مؤلف شيخه في صلحاء اليمن وكتبه لي ولده، وهو فاضل متميز بالمشاركة في الفقه والعربية ونحوهما مع أنسة بالتقييد واستحضار لكثير من أحوال اليمن وأهله وجودة خط ولتقلله كان أحياناً يكتب بالأجرة، وربما نظم وقد امتدحني بأبيات أنشدنيها لفظاً وكتبها لي بخطه وأذنت له في إجازة حافلة مشتملة على ماتحمله عني وغير ذلك أوردت جملة منها في الكبير، وبعد رجوعي كانت كتبه ترد علي مرة بعد أخرى وهو بمكة بل وردت بعد رجوعه من بلاده لمكة في سنتي ثلاث وأربع وتسعين بالثناء البالغ وبالجملة فهو مجموع حسن.
757 - موسى بن أحمد بن موسى الشهاب الرمثاوي ثم الدمشقي الشافعي. ولد سنة ستين تقريباً ولازم الشرف الغزي حتى أذن له في الإفتاء وكذا أخذ بمكة عن ابن ظهيرة وأخذ الفرائض عن المحب المالكي وفضل فيها وطرفاً من الطب عن الرئيس جمال الدين وكتب بخطه ومهر وتعانى الزراعة ثم تزوج ابنة شيخه الشرف وماتت معه فورث منها مالاً ثم بذل حتى ناب في الحكم بل ولي قضاء الكرك سنة أربع عشرة، وصاهر الأخنائي وامتحن مرة. قال ابن قاضي شهبة في تاريخه كان سيئ السيرة عنده دهاء فتح أبواباً من الأحكام الباطلة فاستمرت بعده. مات بدمشق في ربيع الأول سنة ست عشرة ويقال إنه سم. ذكره شيخنا في إنبائه.
758 - موسى بن أحمد بن موسى الشرف الحسني السرسنائي ثم القاهري الشافعي نزيل الناصرية. حفظ القرآن وكتباً وتلا بالسبع على التاج بن تمرية ولكنه لم يكمل فأكمل على الزين طاهر، وأخذ عن الشرف السبكي والقاياتي وغيرهما كشيخنا قرأ عليه شرح النخبة، ولم يكن بالبارع بلى تردد لجماعة من الأعيان وزاحم بأبواب الأمراء ونحوهم حتى أنه سعى في تدريس الحديث بقبة البيبرسية عقب شيخنا ابن خضر لظنه أنه له لا نيابه واستقر في نصف تدريس القراآت بالظاهرية القديمة وتنزل في سعيد السعداء إلى غيرها من الجهات وحج وحصلت له ماخولية في وقت. ومات في رجب سنة إحدى وسبعين وقد قارب الستين ظناً رحمه الله وعفا عنه وخلف ولداً وتركة.(5/93)
759 - موسى بن أحمد الشرف أبو البركات بن الشهاب العجلوني الأصل الدمشقي الحنفي ويعرف بابن عيد - بكسر المهملة ثم تحتانية ساكنة بعدها دال مهملة. ولد بعد الثلاثين وثمانمائة تقريباً بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وأخذ الفقه عن القضاة الشمس الصفدي وحميد الدين النعماني والحسان بن بريطع وقوام الدين ويوسف الرومي وبعضهم في الأخذ عنه أكثر من بعض ولازم في أصول الفقه وغيره الأول وفي العقليات الثاني والثالث والأخيرين وكذا مولى شيخ البخاري ومما أخذه عنه شرحه لدرر البحار في الفقه وشرحه لنظم السراجية في الفرائض وأخذ في الكشاف قراءة وسماعاً عن الجم النعماني ابن عم الماضي ولازم في المعاني والبيان حسيناً الجزيري الشافعي وفي العربية العلاء القابوني وفي المنطق الشمس الكريمي حين قدم عليهم دمشق بل أنزله عنده وفي الفرائض أيضاً مع الحساب الزين الشاغوري الشافعي صهره وفي شرح الشمسية عن مولى حاجي وفي الأحياء عن الشهاب الأقباعي وفي التصوف والقراآت عن الشمس الجرادقي الحنفي المعروف بالنحوي وفي التصوف وغيره عن الجمل يوسف المغربي الوانوغي وفي القراآت فقط الشمس بن النجار وفي التصوف وحده البلاطنسي في مختصره لمنهاج العابدين وسمع على العلاء بن بردس والونائي وغيرهما بل قرأ الصحيح على البرهان الباعوني وأكثر من الاشتغال جداً على طريقة جميلة من السداد والخير حتى برع وأشير إليه بالفضيلة، وقدم الديار المصرية مرة بعد أخرى وأخذ عن الشمني والأقصرائي وابن الديري والزين قاسم والكافياجي وقرأ عليه مصنفه في كلمتي الشهادة وآخرين وأم بمقام الحنفية من الجامع بل وجلس فيه وفي غيره للتدريس، وأفتى وناب في القضاء ثم حج في سنة أربع وسبعين وجاور التي تليها وحضر دروس عالم الحجاز البرهان بن ظهيرة وكتب له، ورجع إلى بلده فأعرض عن النيابة بل والإفتاء خطاً وعبته قاسم الدمشقي على ذلك لتقدمه عنده فيها فلم يلبث أن ولاه الأشرف قايتباي حين اجتيازه بالشام قضاءها الأكبر مسئولاً فيه بعد العلاء بن قاضي عجلون وحمدت سيرته وصمم في كثير من القضايا مع استمراره على ملازمة الاشتغال والإشغال إلى أن انفصل عن قرب بالتاج ابن عربشاه لعدم انجراره في استبدال ما طلب منه، وأقام بعد الانفصال على طريقه مقبلاً على العلم والعبادة مع الإلحاح عليه من طلبته ونحوهم في الكتابة بالسؤال في العود فما وافق إلى أن استدعى به الأشرف أيضاً بعد وفاة الأمشاطي فقدم عليه ومعه صهره الزين الشاغوري في أثناء ذي القعدة سنة خمس وثمانين فولاه القضاء وعظمه جداً وسكن بالصالحية النجمية واستناب كل من كان نائباً عن الذي قبله ثم زاد ونص وليم في سرعة تقلبه في ذلك وعدم تأنيه مما سببه غلبة سلامة باطنه المؤدية إلى الهوج بل كان موصوفاً بالعقل ومزيد التودد المقتضي لمحبة الناس والرغبة في المذاكرة بالعلم وعلق عزل نوابه على ارتشائهم وبلغني أنه كان نوى أن يرتب لفقرائهم من معاليمه مع المحافظة على التلاوة ووظائف العبادة والاتصاف بحسن الشكالة والوقار واللحية النيرة وقصر القامة وقد سمعت الثناء عليه جداً من غير واحد م أهل بلده وأن البلاطنسي وخطاباً كانا يرفعان من شأنه بل وكتب إلي وأنا بمكة بكثير من ذلك غير واحد من القاهرة مع فضيلته ومزاحمته المتوسطة، ولأوصافه الجميلة وخيره أكرمه الله بسرعة الانفصال عن القضاء في البلدين ففي الشام بالعزل وأما هنا فإنه قبل استكمال شهرين من ولايته زلزلت الأرض وسقط عليه ساقط من أعلى حفة إيوان الحنابلة من الصالحية محل سكنه وذلك آخر يوم الأحد سابع عشر المحرم سنة ست فقضى غريباً شهيداً وتأسف الناس عليه كثيراً وشهد السلطان الصلاة عليه بسبيل المؤمني ودفنه بحوش تربته وكأن الزلزلة كانت لفقده رحمه الله وإيانا وقال الشهاب المنصوري:
زلزلت مصر يوم مات بها ... قاضي القضاة المهذب الحنفي
ما زال طول الحياة في شرف ... حتى انقضى العمر منه بالشرف
وأشار إلى ما قيل من سقوط شرافة عليه، ومن نكته وقد قيل له حين طلب منه عود ابن داود أنه يكتب التاريخ قوله هو نفسه تاريخ.
موسى بن أحمد الحسني. شهد على عبد الدائم في إجازة سنة أربع وثلاثين وقد مضى فيمن جده موسى قريباً.(5/94)
760 - موسى بن إسمعيل بن أحمد الشرف الكناني الججيني - بجيمين الثانية مشددة - الدمشقي الحنفي. ولد تقريباً سنة ست وستين وسبعمائة وسمع من لفظ المحب الصامت ثاني الثقفيات، وحدث سمع منه الفضلاء وكتب المنسوب بل كان شيخ الكتاب بدمشق وينزل بحارة جامع تنكز. مات في رمضان سنة أربع واربعين.
761 - موسى بن إسمعيل بن محمود الطائفي. ممن سمع مني.
762 - موسى بن أبي بكر بن أكبر الشرف الشيرازي المكي الزمزمي والد عبد السلام الماضي وصفه المحب بن ظهيرة بالشيخ الصالح. مات في سنة تسع عشرة أو قبيلها.
763 - موسى بن حسن بن عمر بن عمران المكي. مات بها في رمضان سنة سبعين. أرخه ابن فهد وكان متسبباً ينتمي للبرهاني القاضي وقدمه في الإعلام بتمييز الجراحات.
764 - موسى بن الناصر حسن بن محمد بن قلاوون. مات في يوم السبت منتصف جمادى الأولى سنة ثلاث. أرخه شيخنا في إنبائه.
765 - موسى الشرف بن البدر حسن واستقر في نظر الدولة ثم انفصل عنها بقاسم شغيتة ثم في نظر الأحباس والأوقاف بعد الشرف بن البقري وبئس البديل.
766 - موسى بن الحسين بن محمد بن علي بن محمد بن أبي الرجال أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد القطب الحسيني اليونيني البعلي الحنبلي. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وستين وسبعمائة واشتغل في الفقه والفرائض والنحو على الشمس بن اليونانية وفي الفرائض على أبيه وسمع صحيح مسلم على أحمد بن عبد الكريم البعلي والتوكل لابن أبي الدنيا على أحمد بن محمد بن راشد بن خطليشا والصحيح على محمد بن علي بن أحمد اليونيني ومحمد بن محمد بن إبرهيم الحسيني ومحمد بن محمد بن أحمد الجردي وقرأ السيرة لابن إسحق على النجم بن الكشك، وحدث سمع منه الفضلاء. ومات قريب الأربعين.
767 - موسى بن خليل بن أحمد بن أبي بكر بن غزالة الشرف البعلي القباني. ولد قبيل التسعين ببعلبك ونشأ بها فسمع الصحيح بفوت على ابن الزعبوب أنا الحجار ولقيته ببلده فقرأت عليه المائة لابن تيمية. وكان إنساناً صالحاً يتكسب بالتقبين وغيره. ومات قريب الستين.
768 - موسى بن رجب بن راشد بن ناصر الدين محمد الشرف الكناني الجلجولي المقدسي الشافي. ولد سنة إحدى أو اثنتين وعشرين وسبعمائة بجلجوليا ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشمس القلقبلي وبعض التنبيه وحضر دروس العز عبد السلام القدسي وغيره وناب في القضاء ببيت المقدس عن ابن السائح ولازم المحب بن الشحنة حين إقامته هناك، وتردد للقاهرة غير مرة وفي رجوعه منها مرة رافقناه فرأيته خفيف الروح لطيف العشرة يغلب عليه المجون والخراعة وتولع بالأدب وبالنظم وكتبت عنه في المكان المعروف بابن أبي الفرج من قطيا أشياء أوردتها في المعجم منها قوله في مليح اسمه علم الدين:
رام العذول سلوى عن هوى رشأ ... ذاب الفؤاد به من شدة الألم
فقلت كيف سلوى عن هواه وقد ... أمسى غرامي به نار على علم
مات تقريباً سنة ثمانين رحمه الله وعفا عنه. موسى بن الزين في ابن أحمد بن موسى بن أحمد.
769 - موسى بن سعيد الشرف المصري ثم الدمشقي ابن البابا. كان أبوه يخدم ابن الملك بالحسينية ونشأ هو على طريقته ثم اشتغل وكتب الخط الحسن وشارك في الفنون مع التقلل والفقر والدعوى العريضة في معرفة الطب والنجوم وغير ذلك ثم اتصل بخدمة فتح الله فحصل وظائف بدمشق وأثرى وحسنت حاله، وحج ثم رجع فمات في شعبان سنة خمس عشرة وله خمس وسبعون سنة. ذكره شيخنا في إنبائه وقال اجتمعت به مراراً وسمعت من فوائده، ووجدت بخط المقريزي عنه أنه أخبره أنه جرب مراراً أن من وضع شيئاً في مكان وزم نفسه منذ يضعه إلى أن يبعد عنه فإن النمل لا يقربنه.
770 - موسى بن سليمان بن عبد الكريم الشرف الشامي ثم القاهري الشافعي الكتبي ويعرف بابن عبد الكريم. قرأ الشاطبية من حفظه على الشمس العسقلاني وتلا عليه بالسبع وتكسب في الكتب وبرع في ذلك جداً. ومات في شوال سنة سبع وثلاثين؛ وممن أخذ عنه ابن فهد وترجمه.
771 - موسى بن شاهين الشجاعي ويعرف بابن الترجمان لكونها كانت وظيفة أبيه. استقر في نقابة الجيش بعد صرف أمير حاج بن أبي الفرج في أواخر سنة تسع وثمانين ثم صرف في ذي الحجة من التي تليها.
772 - موسى بن شكر. قتل في صفر سنة إحدى وتسعين.(5/95)
773 - موسى بن المؤيد شيخ. مات في يوم الأحد سلخ رمضان سنة إحدى وعشرين ودفن في جامع أبيه. أرخه العيني.
774 - موسى بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الناصر بن علي بن عمر الشطنوفي ثم القاهري والد محمد الماضي. ذكره شيخنا في معجمه فقال الشريف شرف الدين الشاهد الشاعر ذو الشينات. ولد في حدود الأربعين وكان فاضلاً شاعراً ينظم الشعر المغسول سمعت منه كثيراً من شعره. ومات في ذي القعدة سنة تسع عشرة وقد سمع معنا على بعض شيوخنا وكان حسن المحاضرة وبينه وبين مرتضى ابن إبراهيم يعني المترجم في معجم شيخنا أيضاً معارضات كثيرة فيما يتعلق بعلي ومعاوية فكان هذا يظهر التعصب لمعاوية ليغضب الشريف مرتضى فيقع بينهما ماجريات ظريفة انتهى. وقال في إنبائه كان حسن المحاضرة كثيرة النادرة وينظم شعراً كثيراً وسطاً.
775 - موسى بن عبد السلام بن موسى بن أبي بكر بن أكبر الشيرازي الأصل المكي أخو عبد العزيز الماضي وأبوهما وجدهما ويعرف بالزمزمي نسبة لبئر زمزم. مات في رجب سنة ست وسبعين بمكة. أرخه ابن فهد. وهو المجدد لسبيل الوتش بطريق مني قريباً من سبيل الست المعروف بابن مزنة في سنة سبع وأربعين وسبل فيه في أيام التشريق وكان يتكلم في وقف عليه بنخلة وينسب لحجب الجان بكتابة وغيرها.
776 - موسى بن عبد الغفار بن محمد الشرف السمديسي الأصل القاهري الأزهري المالكي الماضي أبوه ويعرف بابن عبد الغفار. ولد سنة ست وأربعين تقريباً بالصحراء ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والمختصر وجمع الجوامع وألفية النحو وغيرها وأخذ عن السنهوري واللقاني وغيرهما كالنور الوراق في الفقه وغيره وعن التقيين الشمني والحصني وكذا العلاء الحصني في العقليات وجود الخط عند ابن سعد الدين وتميز في الكتابة والتجليد والتذهيب وغيرها؛ وحج مراراً أولها في سنة سبعين، وناب في القضاء عن الحسام بن حريز فوض إليه يوم وفاته أبيه ثم عن من بعده وبرع في صناعته وصار أحد من عليه المعول أيام اللقاني وكثر فيه الكلام وتناقص بعده قليلاً.
777 - موسى بن عبد الله بن إسمعيل بن محمد بن قريش الشرف الظاهري ثم القاهري الأزهري الشافعي نزيل مكة وفقيه الأيتام بمكتب السلطان بها. ولد بظاهرية العباسية ومن الشرقية في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة ونشأ بها فقرأ القرآن ثم تحول إلى الأزهر فجوده على إمامه النور البلبيسي وحفظ نصف المنهاج وحضر عند الشهاب الزواوي والفخر المقسي بل قرأ عليهما وكذا حضر عند العبادي وغيره ولم يتميز. وحج مراراً ثم انقطع بمكة من سنة ثلاث وسبعين واستقر بعد في الفقاهة المشار غليها وكان بتردد إلي وربما استعان بي في بعض الأمور ورأيت من يذكره بشر وليس ببعيد وإن ساعد بعض من يرى ضرورته لغرض ما.
778 - موسى بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبرهيم الشرف بن الجمال بن جماعة المقدسي شقيق إبرهيم وسبط القاضي سعد الدين بن الديري. حفظ كتباً واشتغل عند الكمال بن أبي شريف وغيره وسمع معنا وهو صغير على جده وغيره وفضل ودرس مع ديانة وخير وانجماع، وحج وله حصة في الخطابة وغير ذلك.
779 - موسى بن عبد الله بن محمد الشرف البهوتي ثم الدمياطي الشافعي والد عبد الرحمن وعبد السلام الماضيين. حفظ القرآن وتلاه لأبي عمرو ونافع على الشمس البخاري الطرابلسي حين قدومه عليهم دمياط وكذا حفظ المنهاج واشتغل فيه يسيراً وصحب أحمد التكروري وكان يأثر عنه كرامات وأقام بدمياط يؤدب الأطفال ويؤم بالجامع البدري مع القيام بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الاكتراث بما يقاسيه بسبب ذلك مع مزيد سلامة الصدر والسذاجة. وممن قرأ عليه التقي بن وكيل السلطان ووصفه بالشيخ العالم المقرئ وقال إنه كان يصحب سليماً والشهاب الجديدي الأعلى فلما تمرض مرض الموت تحول إلى القاهرة ليتداوى بها من عارض عرض له بعينيه وسأل أهله في دفنه بجوارهما فأدركته المنية بها في رابع شوال سنة خمس وخمسين فصلي عليه ودفن بتربة طشتمر حمص أخضر في جوارهما رحمه الله وإيانا.
موسى بن عطية الشرف اللقاني. يأتي في ابن عمر بن عوض بن عطية.(5/96)
780 - موسى بن علي بن محمد بن سليمان الشرف التتائي القاهري الشافعي أخو إبرهيم وأحمد وأبي بكر ومحمد ويعرف بالأنصاري. ولد في سنة عشرين وثمانمائة بتتا قرية بالمنوفية ونشأ بها فحفظ القرآن ثم قدم القاهرة مع إخوته وأبيهم واشتغل بالعلم مدة بالجامع الأزهر ثم حبب إليه المتجر وسافر فيه إلى الحجاز وغيرها وأول ما داخل الدولة كان هو المتوجه لمكة بالأعلام برضى الظاهر جقمق عن السيد بركات بن حسن وطلبه أو ولده ليقابل وذلك في أواخر سنة تسع وأربعين فكان وصوله لمكة في أوائل التي تليها فبلغه أن السيد في حلى بني يعقوب فتوجه مع النجاب إليه وبلغه الرسالة ورجع معه بولده في البر حتى وصل القاهرة وانتظم الأمر في عود السيد فنبل في عين الملك وعد في الأعيان، وراج أمره في الدولة وتزايد تردده للسلطان مع كونه على هيئة التجار بحيث صار أبو الخير النحاس في أيام محنته يستعمله فيما يروم إيصاله إليه إلى أن استشعر بعدم نصحه له وأنه ربما يدس ما فيه إغراء للسلطان به فأخذ حذره منه واستوحش كل منهما من الآخر فلما انطمست أيام النحاس كان هو المحاقق له بحيث استقر به السلطان فيما كان معه من الوظائفوهي نظر الجوالي والكسوة والبيمارستان والخانقاه السعيدية وجامع عمرو ووكالة بيت المال وغيرها وقام بالدعوى عليه والحوطة على موجوده وحواصله وظهرت زيادة كفاءته فكان انتهاء ذاك ابتداء الشرف وتردد الناس إليه وعولوا في كثير من مهماتهم عليه، واستمر في تزايد من الترقي إلى أن تملك الأشرف إينال فتقهقر قليلاً سيما وقد صرف عن عدة وظائف بعضها برغبته ولكن مع استمرار صورة وجاهته فلما مات الجمالي ناظر الخاص خطب عوضه لنظر الجيش وقدم على كثير من السعاة فيه فحسنت سيرته حتى سمعت الشرفي بن الجيعان يثني على حذقه في المصطلح فيه وإدراكه لما رتبه معه في الكتابة وأن النجم بن حجي لم يهتد لما اهتدى له ثم صرف عنه بان الديري مع التعرض لصاحب الترجمة بأخذ مال كثير بدون بهدلة، ولزم داره إلى أن ألزمه المؤيد بن إينال بمباشرة نظر الجوالي ووكالة بيت المال فباشرهما إلى أن أكرهه الظاهر خشقدم وهو متحير في نفقة المماليك على الاستقرار في نظر الخاص بعد الزين بن الكويز مضافاً لهما فقام بالمر على ما يحبه وسد النفقة بل ذكر بحسن المشي فيها قبل النفقة وبعدها ثم انفصل عنها إلى أن استقر بعد قتل جانبك الجداوي مدبر المملكة إليه المرجع في الولاية والعزل ولم يزل أمره في ازدياد وتزايد تعبه بأخرة جداً بسبب ما كان يفوض إليه في مقدمات التجاريد وغيرها وصار النظر إليه من الملك والدوادار فما وسعه إلا الاستئذان في السفر لمكة فتوجه إليها في موسم سنة ثمانين فحج وفوض إليه شيء من العمائر هناك وبالمدينة، وعزم على الاستيطان بمكة فلم يلبث أن مات في عشاء ليلة الاثنين سابع عشر صفر سنة إحدى وثمانين وصلي عليه من الغد ودفن عند أخويه بتربته من المعلاة وتأسف الناس على فقده رحمه الله وعفا عنه وأرضى عنه أخصامه، وكان رئيساً شهماً علي الهمة كثير التودد للعلماء والصالحين حسن الاعتقاد فيهم متأدباً معهم زائد التواضع والبذل والحزم والصبر خبيراً بالسياسة والقيام بكل ما يسند إليه أنشأ أماكن بالقاهرة وبولاق والصحراء وغيرها وبلغت عطاياه فيما بلغني مرة للخطيب أبي الفضل خمسمائة دينار ولآخر ألف وكذا كانت له ابنة اسمها مارية من عائشة ابنة الشرف موسى اللقاني عمياء بذلك شيئاً كثيراً جداً في زوال عماها بحيث طلب منه شخص ألف دينار وسمح له بها ومع ذلك فما أبصرت، واشتهر اسمه وبعد صيته، وتغالى في التزويج حتى أنه تزوج ابنة الظاهر ططر خفية ثم فارقها وتزوج زينب ابنة جرباش الكريمي أمير سلاح زوجة الظاهر جقمق ونقم عليهما ذلك من لم يتدبر واستمرت تحته حتى ماتت بدارها قريباً من قنطرة طقزدمر وكذا تزوجه زوجة لنائب الشام أظنه جانم وولدت له ثم تزوج فاطمة ابنة الشرفي يحيى بن الملكي في المحرم سنة خمس وستين وماتت تحته بمكة وتسافل حتى تزوج فرج التي كانت زوجاً لعبد الغني صاحب ابن اسنبغا الطياري ولم يحصل له راحة من قبلها بحيث قيل أنها سمته وكانت معه بمكة وظهر له شيء كثير جداً مما كان معه أو تركه وكان ولده الأكبر البدر محمد قد غيب قبل مجيء خبر وفاته لعجزه عن سد ما كان خلف والده في القيام به مما يورد للذخيرة(5/97)
فتحمل السلطان به وأظهر ما اقتضى للولد الطمأنينة بحيث ظهر؛ ثم بعد أيام جاء الخبر فصودر هو وغيره من أقربائه وأتباعه حتى لم يسلم العبد الصالح إبرهيم أخوه. وخلف عشرة أولاد أكبرهم المشار إليه ومارية شقيقته ويحيى وسعد الملوك وأحمد المدني أشقاء وزينب وسعادات شقيقتان من رومية وخديجة من جركسية وأحمد من زوجة نائب الشام ويوسف من جركسية وسيأتي الإشارة لهم بأبسط في الأنصاري من الأنساب وأن ممن صاهره على بناته ممن مات عنهم ابنا أختيه الشمس محمد بن الشيخ يس والشهاب أحمد بن الشمس السنوي وربيبه البدر بن أبي الفرج وأخو زوجته وهو خال الذي قبله إبرهيم ابن بنت المالكي.حمل السلطان به وأظهر ما اقتضى للولد الطمأنينة بحيث ظهر؛ ثم بعد أيام جاء الخبر فصودر هو وغيره من أقربائه وأتباعه حتى لم يسلم العبد الصالح إبرهيم أخوه. وخلف عشرة أولاد أكبرهم المشار إليه ومارية شقيقته ويحيى وسعد الملوك وأحمد المدني أشقاء وزينب وسعادات شقيقتان من رومية وخديجة من جركسية وأحمد من زوجة نائب الشام ويوسف من جركسية وسيأتي الإشارة لهم بأبسط في الأنصاري من الأنساب وأن ممن صاهره على بناته ممن مات عنهم ابنا أختيه الشمس محمد بن الشيخ يس والشهاب أحمد بن الشمس السنوي وربيبه البدر بن أبي الفرج وأخو زوجته وهو خال الذي قبله إبرهيم ابن بنت المالكي.
781 - موسى بن علي بن محمد المناوي القاهري ثم الحجازي المالكي المعتقد. قال شيخنا في إنبائه: ولد سنة بضع وخمسين ونشأ بالقاهرة وعني بالعلم فحفظ الموطأ وكتب ابن الحاجب الثلاثة وبرع في العربية وحصل الوظائف ثم تزهد وطرح ما بيده من الوظائف بغير عوض وسكن الجبل وأعرض عن جميع أمور الدنيا وصار يقتات مما تنبته الجبال ولا يدخل البلد إلا يوم الجمعة ليشهدها ثم توجه إلى مكة سنة سبع وتسعين وسبعمائة فكان يسكنها تارة والمدينة أخرى على طريقته، ودخل اليمن من خلال ذلك وساح في البراري كثيراً وكاشف وظهرت له كرامات كثيرة ثم في الآخر أنس بالناس ولكن كان يعرض عليه المال الكثير فلا يقبله غالباً ولا يلتمس منه شيئاً بل يأمر بتفرقته على من يعينه وكان يأخذ من بعض التجار الشيء بثمن معين وينادي عليه بنفسه حتى يبيعه بما يدفع منه ثمنه وينفق على نفسه البقية، وقد رأيته بمكة سنة خمس عشرة وصار من كثرة التخلي ناشف الدماغ يخلط في كلامه كثيراً ولكنه في الأكثر واعي الذهن ويكاتب السلطان فمن دونه بالعبارة الخشنة والردع الزائد ولا يقع بيده كتاب إلا كتب فيه ما يقع له سواء كان الكلام منتظماً أم لا وربما كان حاله شبيه حال المجذوب. مات في رمضان وقيل في شعبان سنة عشرين، وذكره الفاسي في مكة فسمى جده موسى وقال أنه ولد بمنية القائد من عمل مصر ونشأ بها وشرع في حفظ مختصر أبي شجاع ثم رغب في مذهب مالك وتنبه في الفقه والعربية والقراآت والحديث، وفضل ومن شيوخه في العلم النور الحلاوي المالكي والغماري، وروى الحديث عن ابن الملقن وجزم بأن موته في ثاني عشرى شعبان ودفن بالمعلاة وطول ترجمته، وذكره النجم بن فهد في معجم أبيه فقال موسى بن علي المناوي، وأما في معجمه فقال موسى بن محمد بن علي والمعتمد الأول.
782 - موسى بن علي بن موسى بن عريش الهاشمي. مات في رمضان سنة أربع وسبعين بمكة. أرخه ابن فهد.
783 - موسى بن علي بن يحيى بن جميع الشرف بن النور الصنعاني الأصل العدني أخو الوجيه عبد الرحمن الماضي. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: استقر في وظيفة أبيه بعدن وهي الرياسة على التجار والمتجر السلطاني، وكان حاذقاً عارفاً بالمباشرة والكتابة فصيحاً لسناً ولكن لم يكن صيناً، وقد قدم القاهرة في وسط دولة الناصر من نحو ثلاثين سنة أو أكثر. مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين باليمن؛ وقال المقريزي أنه كان حاذقاً عارفاً بالأمور كثير الاستحضار للنوادر حسن المعاشرة بعيد الغور جاز الخمسين وختم به بيت ابن جميع وقال غيره إنه كان كثير الاستحضار عنده سياسة وتدبير ومولده قبل التسعين وسبعمائة بعدن وقدم مكة فانقطع بها مدة.
784 - موسى بن عمران بن موسى الشرف البوصيري ثم القاهري الشافعي عم ناصر الدين محمد بن أحمد نب عمران الماضي مباشر المدرسة الألجيهية. مات سنة ست وخمسين وثمانمائة.(5/98)
785 - موسى بن عمر بن عوض بن عطية بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشرف اللقاني الأزهري المالكي والد الشمس محمد الماضي سمع السنن لابن ماجه في القدس على إبرهيم الزيتاوي والبخاري بنزول وحدث ببعض ابن ماجه قرأ ذلك عليه الكلوتاتي وأجاز لشيخنا الشمني وكان من عدول القاهرة، وذكره شيخنا في إنبائه فقال موسى بن عطية نسبة لجده الأعلى ووصفه بالفقه. مات سنة عشر.
786 - موسى بن عمر بن موسى الشرف الخطيب. أجاز لابن شيخنا وغيره في سنة خمس وعشرين وذكر الزين رضوان أنه سمع على العز بن جماعة مجالس من البخاري بالكاملية وغيرها من القاهرة.
787 - موسى بن عيسى بن يوسف بن مفلح بن مسعود بن عبد الحميد بن ابن محمد الشرف أبو محمد الزهراني الخالدي نسبة للعرب الذين يقال لهم بنو خالد وبعض الناس يقول أنه قرشي مخزومي الخلفي الشافعي الفاضل الصالح ويعرف بصاحب الخلف بضم المعجمة. سمع من أبيه؛ وأجاز له في جملة إخوته في سنة اثنتين وستين وسبعمائة على بن عيسى بن موسى بن غانم المصري ومحمد بن سالم بن إبرهيم المقرئ المكي وعائشة ابنة عبد الله بن المحب الطبري وفاطمة ابنة أحمد بن عطية بن ظهيرة وتفقه بأبيه وغيره واشتهر بالزهد والورع والكرامات وكانت له عناية بتربية المريدين وإرشاد الجاهلين والصبر على الإنفاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يطيل الصلاة بالجماعة ويقرأ فيها القرآن على التوالي حتى يختمه في الصلوات تارة جزءاً وتارة بعضه على طريقة تشبه طريقة السلف. ذكره التقي ابن فهد في معجمه وخرج له من مروياته تحفة الوارد وبغية الزاهد وفرغه في ربيع الثاني سنة خمس وعشرين، وذكره الفاسي في ذيل سير النبلاء فقال: عني بالفقه وغيره وله معرفة وحظ جيد من العبادة والخير وفيه إحسان للواردين إليه وحصل كتباً كثيرة وللناس فيه اعتقاد كبير، وحج مرات آخرها في سنة اثنتي عشرة وبلغني أنه أخذ بمكة عن قاضيها أبي الفضل النويري رواية عن قاضيها الجمال بن ظهيرة في الحاوي ومع والده فيما بلغني عن العفيف اليافعي قال وأظن نسبته للعرب الذين يقال لهم بنو خلد سكان الرياضة ونواحيها. مات في ليلة السبت ثاني عشرى ربيع الآخر سنة تسع وعشرين ببلده الخلف والخليف، زاد غيره عن نيف وتسعين سنة وحزن الناس عليه وقبره يزار وبنيت عليه قبة رحمه الله. قال الفاسي ورثاءه بعض أصحابنا بأبيات أولها:
قد أظلم الجو بعد الضوء والسدف ... بموت موسى بن عيسى صاحب الخلف
788 - موسى بن قاسم بن حسين المكي ويعرف بالذويد. كان يذكر بخير وله ملك بالهدة وغيرها من أعمال مكة، مات في المحرم سنة أربع عشرة ودفن بالمعلاة ذكره الفاسي.
789 - موسى بن ماخوخ المغربي المقرئ. كان ماهراً في القراآت أخذها عن الوهري وأخذها عنه جماعة، مات سنة اثنتين وسبعين. ترجمه لي زروق.
790 - موسى بن محمد بن أبي بكر الشرف بن المتوكل على الله الهاشمي العباسي عم أمير المؤمنين المتوكل العز عبد العزيز، مات في صفر سنة إحدى وتسعين عن نحو المائة وكان ناقص العقل ترجمته في الوفيات.
791 - موسى بن محمد بن علي بن حسين بن محمد الأكحل بن شرشيق الشرف بن الشمس بن النور بن العز الحسني القادري والد المحمدين زين العابدين وشمس الدين وأخو حسن الماضيين وأبوهما. مات بالطاعون في سنة إحدى وأربعين بعد أبيه بيسير جداً ودفن بزاوية عدي بن مسافر بالقرب من باب القرافة رحمه الله.
792 - موسى بن محمد بن علي بن موسى الجاناتي المكي الرجل الصالح. مات بمكة في سنة تسع وأربعين، قال فيه ابن عزم: صاحبنا.
793 - موسى بن محمد بن علي الأزهري. ممن سمع مني.
موسى بن محمد بن علي المناوي. في ابن علي بن محمد قريباً.
794 - موسى بن محمد بن قبا الشرف الموقت ابن أخت الخليلي. كان أفضل من بقي بالشام في علم الهيئة وله في هذه الصناعة تواليف مفيدة مع أنه لا ينسب نفسه إلى علم لا هذا ولا غيره بل هو خير عنده إنجماع عن الناس وعدم دخول فيما لا يعنيه وبيده رياسة المؤذنين بجامع تنكز وغيره. مات في المحرم سنة سبع. ذكره شيخنا في إنبائه.(5/99)
795 - موسى بن محمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشرف الحسني الفاسي الحنبلي. ولد ببلاد كلبرجا من الهند وقدم مكة بعد الثلاثين وله من العمر ما يزيد على عشر سنين وسمع من أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد وأجاز له جماعة وناب في القضاء والإمامة بمكة عن عمه عبد اللطيف وخرج من مكة بعد الخمسين لبلاد الهند.
796 - موسى بن محمد بن محمد بن جمعة بن أبي بكر الشرف أبو البركات الأنصاري الحلبي الشافعي ابن أخي الشهاب أبي العباس أحمد الأنصاري الخطيب. ولد في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ونشأ في كنف عمه فأقرأه واشتغل كثيراً وتفقه بالأذرعي وبالشمس محمد العراقي شارح الحاوي، ثم ارتحل إلى القاهرة فأخذ بها عن الأسنوي والولوي المنفلوطي والبلقيني وغيرهم وسمع بها وبحلب وغيرهما ومن شيوخه في السماع أحمد بن مكي الأيكي زغلش والعلاء مغلطاي، ولا زال يدأب حتى حصل طرفاً جيداً من كل علم ودرس بالأسدية والعصرونية من مدارس حلب وولي قضاءها عن الظاهر برقوق فحمدت سيرته ولكنه عزل مرة بعد أخرى وكذا ولي خطابة جامعها بعد موت الولوي بن عشائر، وشرح الغاية القصوى للبيضاوي فكتب منه قطعة، وكان قاضياً فاضلاً ديناً عفيفاً خيراً كثير الحياء لا يواجه أحداً بمكروه. مات في رمضان سنة ثلاث ودفن بحلب، ذكره ابن خطيب الناصرية وهو ممن أخذ عنه، وذكره شيخنا في إنبائه فأخر جمعة عن أبي بكر وقال إنه أدمن الاشتغال حتى مهر وأفتى ودرس وخطب بجامع حلب واشتهر ثم ولي القضاء في زمن الظاهر مراراً ثم أسر مع اللنكية فلما رجع اللنك عن البلاد الشامية أمر بإطلاق جماعة هو منهم فأطلق من أسرهم في شعبان فتوجه إلى أريحا وهو متوعك فمات بها وكان فاضلاً ديناً كثير الحياء قليل الشر. وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
797 - موسى بن محمد بن محمد الشرف الديسطي ثم القاهري نزيل تربة الناصر بن برقوق. قرأ على النور المحلي مسند الشافعي بخانقاه سعيد السعداء وسمع على الجمال الحنبلي وذكره شيخنا الزين رضوان فيمن يؤخذ عنه وأشار لوفاته.
798 - موسى بن محمد بن محمد الشافعي إمام جامع عمرو. رأيته فيمن عرض عليه سنة خمس وتسعين. موسى بن محمد بن محمد الغيريني المالكي. ممن قرض للفخر أبي بكر بن ظهيرة في سنة سبعين أو بعدها بعض تآليفه وما علمته. وينظر إن كان هو موسى الحاجبي الآتي.
799 - موسى بن محمد بن موسى بن أحمد بن أبي بكر بن محمد الكمال بن زين العابدين الصديقي البكري المكي الأصل اليماني الزبيدي الشافعي الشهير جده بان الرداد المشهور ويعرف هو بابن زين العابدين لقب أبيه. ممن أخذ الفقه عن عمر الفتي والنور بن عطيف نزيل مكة والقاضي الجمال محمد الطيب الناشري والشمس علي بن محمد الشرعبي ويوسف بن يونس الجبائي المقرئ المشار إليه الآن وشرف بن عبد الله بن محمود الشيفكي الشيرازي حين قدم عليهم زبيد في الفقه وأصله وتميز بحيث هو الآن فقيه زبيد واستقر في مدرسة المنصور عبد الوهاب الطاهري بعد شيخه الفتى وانتفع به الفضلاء في الفقه وكتب على الإرشاد شرحاً لم يبرزه إلى الآن وهو خال عن اعتقاد جده ولم يكمل إلى الآن الخمسين.
800 - موسى بن محمد بن موسى بن علي بن محمد بن علي بن هاشم الكمال الضجاعي الزبيدي مفتيها ومحدثها وخطيبها. أخذ الفقه عن الشهاب أحمد الناشري وأكثر عن المجد الفيروزابادي بحيث قرأ عليه كثيراً من الأمهات وانتفع به في ذلك. أفاده سميه موسى الذوالي ورفع من شأنه في ترجمة على بن هاشم من كتابه صلحاء اليمن وكان من أكبر القائمين على منتحلي ابن عربي في اليمن بحيث أنه كان الخطيب في جامع زبيد بالمنشور المكتوب بالإشهاد على الكرماني بهجر كتب ابن عربي. قاله الأهدل.
801 - موسى بن زين العابدين محمد بن موسى بن محمد بن علي بن حسن القادري الماضي أبوه وجده. أسمعه أبوه مع والدي على جماعة، ومات معه في الطاعون سنة أربع وستين وهما صغيران عوضهما الله وإيانا الجنة.
802 - موسى بن محمد بن موسى السهمي الأمير صاحب حلى ابن يعقوب من بلاد اليمن. مات بها في ربيع الآخر سنة تسع وستين وكان يعد من الأعيان ذوي البيوت في الممالك ممن لجده مع الشريف حسن بن عجلان وقائع.(5/100)
803 - موسى بن محمد بن نصر الشرف أبو الفتح البعلي الشافعي القاضي ويعرف بابن السقيف. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وأخذ الفقه عن الخطيب جلال الدين والحديث عن العماد بن بردس وغيرهما واشتغل بدمشق عند ابن الشريشي والزهري وغيرهما ومهر وتصدى للإفتاء والتدريس ببلده من أول سنة إحدى وثمانين وهلم جرا وانتهت إليه رياسة الفقه ببلده وولي قضاءها مراراً فحسنت سيرته، وكان كثير البر للطلبة سليم الباطن آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر له أوراد وعبادة. مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين. ذكره شيخنا في إنبائه وابن قاضي شهبة.
804 - موسى بن محمد بن الهمام الشرف بن النجم المقدسي. سمع على الميدومي المسلسل وجزءاً بن عرفة والبطاقة ونسخة إبرهيم بن سعد وغيرها، وحدث سمع منه الفضلاء. ذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز لي في استدعاء أولادي. ومات بعد ذلك بيسير في رجب سنة إحدى وعشرين وتبعه المقريزي في عقوده.
805 - موسى بن محمد بن يوسف الشرف المخزومي المعامل بالطباق السلطانية. حج في موسم سنة اثنتين وتسعين وجاور سنتين بعدها، وسمع مع الجماعة علي ومع ابن جرباش على ابن الشوائطي، وكان يكثر الطواف والصدقة وحضور المواعيد ويذكر في الجملة بخير بالنسبة لطائفته.
806 - موسى بن محمد الشرف العزيزي ثم القاهري الأزهري الشافعي أحد النواب. ممن أذن له العبادي في التدريس والإفتاء وهو مهمل ولي قضاء المحمل سنة بضع وتسعين.
807 - موسى بن منصور الشقباتي الجزائري. مات سنة بضع وستين.
808 - موسى بن يوسف بن موسى بن يوسف الشرف المنوفي القاهري الشافعي أخو زين الصالحين محمد الماضي ويعرف بشرف الدين المنوفي. ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بمنوف وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأًصلي وألفية ابن ملك والملحة والورقات وعرض على الولي العراقي وغيره واشتغل على الشرف السبكي والتلواني والونائي وناب في القضاء وجلس بأخرة في حانوت الجورة وامتحن حين تكلمه على جامع منوف لما ولي قضاءها وقام عليه جماعة من أعيانها وطلبوه إلى القاهرة فأودع الترسيم على خروجه من حساب الوقف مدة تكلمه فلم ينهض وخلص بعد كلفة، وخطب بمدرسة سودون من زاده وغيرها، وكان ساكناً خيراً مديماً للتلاوة متميزاً في صناعته قانعاً متقللاً. مات في ذي الحجة سنة أربع وثمانين ودفن بحوش سعيد السعداء رحمه الله.
809 - موسى بن يوسف الشرف بن الجمال بن الصفي الكركي الشوبكي الملكي الآتي أبوه ناظر جيش طرابلس وقريب الجمال ناظر الخاص. أصله من نصارى الشوبك ونشأ في كنف أبيه وتعانى الكتابة إلى أن ولي نظر جيش طرابلس مدة ثم صرف عنها وسار إلى أبيه بدمشق بعد أن قدم القاهرة وبذل ما ألزم به وهو شيء كثير واستمر عند أبيه حتى مات البهاء بن حجي فاستقر عوضه في نظر جيشها على مال بذله فلم تشكر سيرته وعزل عن قرب وأعيد لنظر جيش طرابلس بسعيه فيه لما له من الأملاك وغيرها فدام حتى مات بها في رجب سنة اثنتين وستين وقد تكهل وخلف مالاً كثيراً جداً وأكثر من عشرة أولاد تولى أكبرهم مكانه ويقال أنه كان من قبائح الزمان ومع قربه من دين النصرانية وقبح شكله كان سيئ الخلق زائد الزهو والترفع عفا الله عنه ورحم المسلمين وإيانا.
810 - موسى بن يوسف الشرف بن الجمال البوتيجي المصري القاهري القسطي ويعرف بابن كاتب غريب. كان أبوه يباشر في الدواوين فنشأ على طريقته إلى أن برع وأول ما تنبه كتب في قطيا ثم في ديوان الوزر ثم خدم عند الزين الأستادار وصاهره بعد أن كان مصاهراً لابن الهيصم وترقى حتى صار ناظر المفرد، وعاقبه منصور بن صفي أشد عقوبة ثم ولي الأستادارية وفاق في الظلم وأباد العباد والبلاد لمزيد حذقه ودهائه سيما وقويت شوكته بأخذ الدوادار الكبير يشبك من مهدي على يده وكان أحد القائمين في قتل منصور المشار إليه وتظاهر بالسرور بذلك. مات عن ثمان وأربعين سنة في يوم الجمعة ثالث صفر سنة اثنتين وثمانين وصلي عليه من الغد ودفن بتربة الطريني من سوق الدريس تجاه مقام الجعبري ولم يحج بعد أن أظهر العزم عليه لكونه عوق. وخلف أولاداً رحم الله المسلمين.
موسى الشرف بن البرهان. في ابن إبرهيم.
موسى الشرف الأنصاري اثنان مضيا ابن محمد بن محمد بن جمعة وابن علي بن محمد بن سليمان.(5/101)
811 - موسى الصلاح الأردبيلي ثم الشرواني أخذ عنه بلديه عبد المحسن بن عبد الصمد المنطق وغيره. موسى السبكي. في ابن أحمد بن موسى بن عبد الله بن سليمان.
812 - موسى الطرابلسي رجل مغربي خير. مات بمكة في رمضان سنة ثماني عشرة ودفن بمقبرة رباط الموفق. ذكره ابن فهد عن ابن موسى.
813 - موسى العتال المصري والد مريم الآتية وزوج مولاة العز بن فهد. مات في صفر سنة ست وتسعين بمكة.
814 - موسى المغربي المالكي نزيل مكة ويعرف بالحاجبي كأنه لمعرفته ابن الحاجب أو حفظه له أو نحو ذلك. أقام بمكة وأقرأ فيها وكان فقيهاً فاضلاً خيراً لا يأنف من الحضور عند بعض طلبته. مات بمكة في ليلة الثلاثاء مستهل صفر سنة ثمان وثمانين وقد زاد على الستين ظناً.
815 - موسى المغربي الخياط. مات بمكة في جمادى الأولى سنة خمس وستين.
816 - موسى المغربي نزيل بيت المقدس وأحد قراء السبع. مات فيه في طاعون سنة سبع وتسعين.
817 - موسى اليمني الحراز. مات في يوم الجمعة ثالث عشرى ذي الحجة سنة خمس وثمانين بمكة وصلي عليه بعد الصلاة ثم دفن بالمعلاة وكان مباركاً مشكوراً.
818 - موفق الحبشي البرهاني الظهيري. مات بمكة في ليلة الأربعاء ثامن عشرى المحرم سنة اثنتين وتسعين وصلي عليه بعد صبح الأربعاء ودفن بتربة مواليه المستجدة ويقال أنه خلف شيئاً كثيراً لأنه كان يتجر سفراً وحضراً.
819 - موفق الحبشي فتى السيد بركات. مات في المحرم سنة سبع وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد. مولى شيخ. في محمد بن محمد بن محمود. مؤمن العنتابي. هو عبد المؤمن.
820 - ملازاده بن عثمان الكرخي الحنفي. ممن تميز في فنون كالتفسير والقراآت والحديث والعقلي والنقلي ومن شيوخه والده وقاضي زاده شارح الغميني وغيره وخواجا فضل الله وخواجا عصام الدين وملا علي القشي وملا علاء الشاشي وأخذ عنه الفضلاء وقصر نفسه على الإقراء وتحرير مشكل الكتب وحج ولم يدخل القاهرة، وهو الآن عند سلطان خراسان قارب السبعين ولم يتزوج قط مع صيانة وحسن خلق.
821 - مياج بن محمد شيخ ركب المغاربة كأسلافه. ممن يذكر بصلاح وشهرة مات في ربيع الأول سنة تسع وخمسين أرخه ابن عزم وفي موضع سنة ست وسبعين فغلط.
ميان مضى في إميان من الهمزة.
822 - ميخائيل بن إسرائيل النصراني اليعقوبي المدعو ولي الدولة أخو سعد الدين إبرهيم المدعو في صغره بهبة الله. أسلم أبوهما وإبرهيم صغير فلحقه وخدم الكمال بن البارزي وعظم وثوقه به وحج به ثم خدم غيره من كتاب السر ثم الأتابكية إلى أن أمسكه الأشرف قايتباي بعد هلاك أخيه وأخذ منه ما افتقر بسببه إلى أن طلبه الولوي الأسيوطي فاستكتبه في أوقاف الحرمين ثم طلبه أمير سلاح تمراز وألبسه ديوانه عوضاً عن إبرهيم بن كاتب غريب. هلك ميخائيل في ليلة الجمعة سادس عشر ربيع الثاني سنة ثمان وسبعين وكان يخدم في الإسطبلات القلعية ثم استقر به الجمالي يوسف بن كاتب جكم في الخدمة في الخاص بعد هلاك نصراني آخر ملكي يلقب الشيخ السعيد واختص به فلما ولي نظر الجيش خدم عنده فيه أيضاً ثم بعد موته تكلم في كثير من جهات الذخيرة وكذا خدم في الجوالي وغيرها ويذكر بمداراة واحتمال ومزيد خبرة بالمباشرة وبذل كثير للمسلمين وغيرهم بل ذكر لي بعض ذوي الوجاهات من نواب للقضاة ممن له علقة فيما يباشره أنه أكثر التردد إليه بسببها وهو يسوف به وأنه قال له أما تخاف عاقبة ترددي إليك فقال له قد استفتيت فلاناً وسماه أهل على مؤاخذة في تردد الفقهاء ونحوهم إلى أن حوائجهم فقال لا قال الحاكي فقلت له لو علم منك التسويف مع القدرة على مرادهم من أول مرة ما أفتاك بهذا انتهى. والأمر وراء هذا وآل أمره إلى أن ضربه الأشرف قايتباي على مال كثير بإغراء عبد الكريم بن جلود ضرباً مؤلماً كان سبب هلاكه وكان ما ذكرته في الوفيات واستمر في جهاته بنصراني آخر ملكي يقال له إبرهيم عرف به ثم أسلم بعد.
ميرك القاسمي. مضى في جيرك.
823 - ميلب بن علي بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني. مات بخليص في ليلة الجمعة سادس عشرى رجب سنة تسع وثلاثين وحمل إلى مكة فدفن بالحجون بالقرب من قبر خاله وأمه سعدانة ابنة عجلان بن رميثة. أرخه ابن فهد.(5/102)
824 - ميلب بن محمد بن أبي سويد بن أبي دعيج بن أبي نمي الحسني. كان ينسب لشجاعة وشهامة. قتل مع عمه علي بن أبي سويد في شعبان سنة تسع وعشرين ذكره الفاسي في ذيل سير النبلاء.
725 - ميلب السيد المجاشي. مات في ثامن ذي الحجة سنة تسع وخمسين. أرخه ابن فهد.
826 - ميمون بن أحمد بن محرز الجزيري. مات في سنة ثمان عشرة.
827 - ميمون غلام الفخار. أقام في الرق حتى مات جوعاً سنة عشر وله في الرسم والأداء تصانيف منها التحفة والدرة بل نظم الرسالة في الفقه أرجوزة وكذا الجرومية أفاده لي زروق.
حرف النون
828 - نابت بن إسمعيل بن علي بن محمد بن داود الزمزمي المكي الشافعي ابن أخي شيخنا البرهان إبرهيم بن علي. ولد في سنة عشرين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والبهجة والإرشاد وانتفع بعمه في الفرائض والحساب وغيرهما وقرأ على الخطيب أبي الفضل النويري البخاري وغيره، وكان مجيداً عمل المواليد ونحوها وله نظم متوسط مع سكون وخير. مات فجأة غريقاٌ في سيل مكة في يوم الخميس منتصف ذي القعدة سنة سبع وثمانين فإنه حين دخل عليه السيل سقاية العباس بادر إلى الخروج فغرق في المسجد وصلي عليه من الغد ثم دفن بقبورهم من المعلاة وتأسف الناس على فقده رحمه الله وإيانا ومما كتبته عنه قوله:
تشفع يا مسيء بذي المعالي ... إمام الرسل خير الأنبياء
كريم الأصل طه من أتاه ... يروم الأمن حل عن الشقاء
عليه صلاة ربي كل حين ... وسلم في الصباح وفي المساء
وعندي من نظمه الكثير وهذا من عنوانه ومن العجيب أن آخر مناظيمه قصيدة كأنها شرح خاله، ولم يوجد ممن غرق في المسجد مع كثرتهم بالمطاف سواه.
829 - ناصر بن أحمد بن يوسف بن منصور بن فضل بن علي بن أحمد بن حسن بن عبد المعطي بن الحسين بن علي بن المزني أبو زيان وأبو علي الفزاري البسكري بفتح الموحدة ثم مهملة ساكنة ويعرف بابن مزنى بفتح الميم ثم زايد ساكنة بعدها نون. ولد في المحرم سنة إحدى وثمانين وسبعمائة واشتغل ببلده وأخذ القراآت عن أبي الحسن علي بن عبد الرحمن التوزري وكان يعظمه في الفن جداً وفي الفقه عن أبي فارس عبد العزيز بن يحيى الغساني البرجي ومحمد بن علي بن إبرهيم الخطيب وأبي عبد الله بن عرفة وعيسى بن أحمد الغبريني وسمع عليه الصحيح. وقدم القاهرة سنة ثلاث وثمانمائة فحج فيها وأصيب في كثير من ماله وكتبه في جملة ما وقع في ركب المغاربة من النهب واتفق وقوع النكبة من السلطان بوالده وأهل بيته ببلادهم لغضبه عليه وكان رئيساً، وبلغ ابنه ذلك فأقام بالقاهرة وعطف عليه الولوي ابن خلدون فسعى له حتى نزل بالشيخونية وسمع بها في صحيح البخاري على التقي الدجوي ولازم شيخنا مدة طويلة قال شيخنا في معجمه واستفدت منه وكتب لي ترجمة مطولة وفيها واتصلت بخدمة سيدنا فلان فآنس الغربة وأنسى الكربة وأحسن المعونة وكفى المؤونة وعمني خيره وبره ووسعني حلمه وصبره قال وشرع صاحب الترجمة في جمع تاريخ للرواة لو قدر أن يبيضه لكان مائة مجلدة وكان قد مارس ذلك إلى أن صار أعرف الناس به فإنه جمع منه في مسوداته ما لا يعد ولا يدخل تحت الحد ولم يقدر له تبييضه ومات فتفرقت مسودته شذر مذر ولعل أكثرها عمل بطائن المجلدات وقال نحوه في الأنباء ولفظه وكان لهجاً بالتاريخ وأخبار الرواة جماعة لذلك ضابطاً له مكثراً منه وأرد تبييض كتاب واسع في ذلك فأعجلته المنية ثم قال في المعجم وكان قد تحول من الشيخونية ونزل البرقوقية بين القصرين وضعف في سنة اثنتين وعشرين وطالت علته وأفضت إلى رمد فقد منه بصره جملة وكان يترجى البرء فلم يتفق ذلك إلى أن مات في العشرين من شعبان التي تليها. وتبعه المقريزي في عقوده وقال أن صاحب الترجمة كان يتردد إليه وقال رحمه الله ماذا فقدنا من فوائده عوضه الله الجنة.
830 - ناصر بن خليل بن أحمد بن سليمان العادل بن الكامل بن الأشرف بن العادل الأيوبي. وثب على أبيه فقتله صبراً في ربيع الأول سنة ست وخمسين كما أسلفته فيه وملك الحصن فدام نحو سبعة أشهر ثم وثب عليه ابن عمه وربيب المقتول حسن بن عثمان فقتله حمية واستدعى بأحمد أخي المقتول حين كونه ملتجئاً عند السلطان جاهنشاه بتبريز للخوف من ناصر هذا فتملك الحصن كما أسلفته في الهمزة.(5/103)
831 - ناصر بن خليل بن مسعود الغرس الميقاتي أحد صوفية الشافعية بخانقاه شيخو ومؤدب أطفال مكتبها. ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة تقريباً. جرده البقاعي.
832 - ناصر بن عبد العزيز بن حسن البصري الشهير بالطماع. صاهر الشرف الغلة على والدته. ومات في المحرم سنة ثمان وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد.
833 - ناصر بن عبد الله الصوفي من صوفية سعيد السعداء. قال الشهاب بن المحمرة أنه لم يكن بها أحد على طريق الصوفية مثله وسمع على التنوخي وغيره. مات في رجب سنة ثلاث وثلاثين مطعوناً ويحرر إن كان غير ابن محمد البسامي الآتي.
834 - ناصر بن علي بن محمد بن أحمد الأنصاري الحصني ويعرف بالعراقي وبالحكيم. ولد تقريباً سنة ست عشرة وثمانمائة وقدم القاهرة بعد أن اشتغل في بلاده ولقي جماعة، وفهم العربية وتميز في الطب وعالج به وجود الخط وكتب به أشياء وربما جلس مع الشهود. وقد تردد إلي قليلاً ورام الأخذ عني وكان فخم العبارة مع فضيلة في الجملة. مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.
835 - ناصر بن محمد بن أحمد بن الرضى إبرهيم بن محمد بن إبرهيم ناصر الدين بن أبي اليمن الطبري المكي أمه فتاة لأبيه حبشية سمع من أبيه وأجازه النشاوري وابن حاتم وغيرهما. مات في مستهل شعبان سنة إحدى عن عشرين سنة أو زيادة ذكره الفاسي.
836 - ناصر بن محمد ناصر الدين البسطامي. من تلامذة عبد الله البسطامي قطن القاهرة ومات بها في الطاعون سنة ثلاث وثلاثين. ذكره شيخنا في إنبائه.
837 - ناصر بن مفتاح النويري المكي مؤذن منارة باب الندوة بها. أقام كذلك سنين وكان يتردد إلى القاهرة لمصالح أهله بيت النويري فأدركه أجله في رمضان سنة سبع وهو في عشر الخمسين. ذكره الفاسي.
838 - ناصر بن يشبك الدوادار أخو منصور. مات أيضاً في الطاعون في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين. ناصر البسكري. مات في المحرم سنة تسع وسبعين بمكة.
839 - ناصر النوبي فتى السيد حسن بن عجلان. مات في شوال سنة تسع وأربعين بمكة.
840 - نانق الأشرفي. مات بمكة في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين أرخهم ابن فهد.
841 - نانق المحمدي الظاهري جقمق كان من أصاغر مماليكه فأمره الظاهر خشقدم عشرة ثم عمله أمير آخور ثاني ثم شاد الشر بخاناه ثم مقدماً، وأمره على المحمل في سنة إحدى وسبعين ثم الأشرف قايتباي رأس نوبة النوب. وقتل في الوقعة السوارية سنة اثنتين وسبعين.
842 - ناصر المؤيدي أحمد أحد العشرات. كان حسن الشكالة ضخماً. مات في طاعون سنة سبع وتسعين.
843 - نانق الظاهري جقمق. قتله بعض الأجلاب سنة ثلاث وستين.
844 - نبهان بن محمد بن محمد بن علوان بن نبهان بن عمر بن نبهان الزين بن الشمس الجبريني نسبة لقرية شرقي حلب منها وهو قريب محمد بن أبي بكر بن محمد بن علي الماضي. ولد سنة اثنتين وثمانمائة وقيل سنة ست والأول أكثر وأجاز له البدر النسابة الكبير والقطب عبد الكريم بن محمد الحلبي وابن خلدون والتاج بن بردس وغيرهم وحدث وكان خيراً. مات في حدود سنة خمس وأربعين.
845 - نبيل أبو قطاية مملوك لصاحب أفريقية تقدم عنده حتى صار ضخماً وتمول جداً وكثرت أولاده وأحفاده ثم ترقى عند حفيده ثم ولده عثمان بحيث صارت أولاده قواداً في البلاد أيضاً بعدة أماكن إلى أن أخذه على حين غفلة وقتل أشر قتلة في سنة سبع وخمسين وشجن أولاده سامحه الله.
846 - نجم بن عبد الله القابوني أحد الفقراء الصالحين. صحب جماعة من الصالحين وانقطع بالقابون ظاهر دمشق مدة مقبلاً على العبادة مجتهداً فيها، وتذكر عنه كرامات وللناس فيه اعتقاد. مات في صفر سنة ثمان عشرة. قاله شيخنا في إنبائه ورأيت من أرخه في التي بعدها.
847 - نجيب الهرموزي العجمي الخواجا. مات بمكة في شعبان سنة ثمان وسبعين. أرخه ابن فهد.
848 - نسيم بن راشد اليمني. ممن سمع مني بمكة ومات بها.(5/104)
849 - نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر الجلال أبو الفتح التستري البغدادي الحنبلي نزيل القاهرة ووالد المحب أحمد وإخوته. ولد سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ببغداد ومات أبوه وهو صغير فرباه الشيخ الصالح أحمد السقاء وأقرأه القرآن واشتغل بالفقه على ولده الشمس محمد بن السقا وقرأ الأصول على البدر الأربلي والشمس الكرماني أخذ عنه العضد والعربية عن الشمس بن بكتاش وسمع من الجمال الخضري والكمال الأنباري وأبي بكر بن قاسم السنجاري والنور الفوي وحسين نب سالار بن محمود وغيرهم، واشتهر بالاشتغال بالحديث وولي غالب تداريس الحديث بها كالمستنصرية والمجاهدية ومسجد يانس وكان يذكر الناس فيها مدة وانتفعوا بذلك ثم خرج منها في سنة تسع وثمانين لما شاع أن اللنك قصدها فوصل إلى دمشق فبالغوا في إكرامه ثم قدم القاهرة في سنة تسعين باستدعاء ابنه وكان قد دخلها قبله فاستقر في تدريس الحديث بها بعد موت مولانا زاده في المحرم سنة إحدى ومدح واقفها بقصيدة جيدة وعمل في مدرسته مقامة وكذا ولي بها تدريس الحنابلة بعد موت الصلاح محمد بن الأعمى في سنة خمس وتسعين وتصدى للتدريس والإفتاء وكان مقتدراً على النظم والنثر وله منظومة في الفقه تزيد على سبعة آلاف بيت. ذكره شيخنا في معجمه فقال: اجتمعت به فاستفدت منه وسمعت من إنشائه وقد حدث بجامع المسانيد لابن الجوزي بإسناد نازل. وقرأت من نظمه مدحاً في بعض القضاة قال فيه:
شريح ويحيى لو قاضاياه شاهداً ... لكانا له بالفضل أعدل شاهد
ولو شاهد الحبران درساً من دروسه ... لأثنى وأولاه جميل المحامد
وقال في إنبائه أنه صنف في الفقه وأصوله واختصر ابن الحاجب ونظم في الفقه كتاباً وفي الفرائض أرجوزة في مائة بيت جيدة في بابها ومدائح نبوية. مات في عشرى صفر سنة اثنتي عشرة بعد أن مرض طويلاً. قلت وحدثنا عنه الرشيدي وغيره. وقال التقي الكرماني فيما قرأته بخطه قرأ على والدي شرح المختصر للعضد وأجازه والدي واستفدت أنا منه فوائد جمة وله تآليف مفيدة منها مختصر في الأصول ونظم غريب القرآن وغير ذلك وكان محاضرته حسنة وحصلت له جائحة ببغداد مع الشهاب أحمد الإبياري أوجبت انتقاله إلى ديار مصر فأقام بها، وأثنى على والده بما أوردته في الكبير، وهو في عقود المقريزي.(5/105)
؟850 - نصر الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسمعيل الجلال الأنصاري البخاري الروياني الكجوري الشافعي ورأيت من نسبه جلاليا. ولد في سنة وستين وسبعمائة بكجور إحدى قرى رويان واشتغل وأدرك المشايخ وتجرد وبرع في علم الحكمة والفلسفة وتصوفها وشارك في الفنون وعرف العربية وغيرها وكتب الخط الفائق ثم قدم القاهرة بعد الثمانمائة مجرداً واتصل بأمراء الدولة وراج عليهم لما ينسب إليه من معرفة علم الحرف وعمل الأوفاق وسكن المدرسة المنصورية وصار له في البيمارستان الرواتب السنية بل كان هو صاحب الحل والعقد فيه وكان فصيحاً مفوهاً حسن التأني عارفاً بالأمور الدنيوية عرياً عن معرفة الفقه مفضالاً مطعاماً محباً للغرباء فهرعوا إليه ولازموه وقام بأمرهم وصيرهم سوقه التي ينفق منها وينفق بها واستخلص بسبب ذلك من أموال الأمراء وغيرهم ما أراد حتى كان كثير من الأمراء يفرد له من إقطاعه أرضاً يصيرها له رزقة ثم يسعى هو حتى يشتريها ويحبسها مقتدراً على التوصل لما يطلب كثير العصبية والمروءة حسن السياسة والعشرة والمداراة عظيم الأدب جميل المجالسة وقف داره التي كان يسكنها بالقرب من خان الخليلي وجعلها رباطاً يأوي إليه الفقراء والغرباء الواردون من البلاد وأرصد عليه رزقته التي كانت بأنبابه وصارت مشهورة بزاوية نصر الله وفتح لها شباكاً على الطريق في علم الحرف والتصوف منها غنية الطالب فيما اشتمل عليه الوهم من المطالب وإعلام الشهود بحقائق الوجود وأقرأ كتاب الفصوص لابن عربي خفية فكان ممن أخذه عنه الشمس الشرواني ولذا قال العيني: وكان يتهم بالاشتغال بكتاب الفصوص ونحوه قال وعرض عليه الناصر كتابه السر فأبى. مات بعد أن قدم بين يديه في شهر موته أربعة أفراط واشتد حزنه على الأخير في ليلة الجمعة سادس رجب سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون وصلي عليه ودفن بتربة السراج الهندي وقول بعضهم بزاويته غلط رحمه الله وعفا عنه، ورأيته كتب على استدعاء ابن شيخنا في سنة إحدى وعشرين، وسمى بعضهم والده عبد الله. وقال يوسف بن تغرى بردى أن والده هو الذي نوه به وصارت له وجاهة في الدولة وأنه جمع الكتب النفيسة وله مشاركة في فنون وفضيلة تامة سيما في علم الحرف وما أشبهه مع معرفة بالألسن الثلاثة العربي والعجمي والتركي، قال وكان يتحف الوالد بالهياكل والخواتم بل صنع له مرة خاتماً يوضع على الثعبان يفر منه أو يموت أعجب الوالد إعجاباً كثيراً وأنعم عليه برزقة في بر الجيزة نحو مائة فدان وأظنها الآن وقفاً على زاويته، وكذا له حكاية شبيهة بهذه في يحيى بن أحمد بن عمران العطار مع إنكاره لها، وهو في عقود المقريزي وسماه ابن عبد الله بن محمد بن إسمعيل.
نصر الله بن عبد الغني بن عبد الله الشمس بن الزين بن الصاحب بن المقسي والد التاج عبد الله الماضي. تدرب في المباشرة وعمل استيفاء الدولة أيام ابن كاتب المناخات وغيره وكان جيد الكتابة مفرط السمن زائد النعم على طريقة أكبر المباشرين. مات في منتصف ربيع الآخر سنة خمسين.
نصر الله بن عبد الله بن محمد بن إسمعيل الروياني. سبق قريباً.
852 - نصر الله بن عطاء بن عبد العزيز بن عبد الكريم البصري الشهير بابن اللوكة. مات في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين بجدة وحمل فدفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد.
853 - نصر الله بن محمد ناصر الدين الصرخدي أحد الفضلاء. مات في أحد الربيعين سنة اثنتي عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
854 - نصر الله الشمس أبو المنصور القبطي القاهري كاتب اللالا ويعرف بكنيته وبابن كاتب الورشة. استقر في نظر الإسطبل في ربيع الأول سنة أربع وأربعين بعد صرف الزين الأشقر الذي صار في الأستادارية بعد لما صار، ثم صرف في الشهر بعده بعد استيفاء القدر الذي التزم به وهو سعمائة دينار بالتاج بن القلاقسي وكذا كان باسمه مباشرة البيبرسية ثم أملق جداً ورغب عنها وصار في حيز المهملين. مات بعد الخمسين أو قريب ذلك ورأيت من قال أو ولايته لنظر الإسطبل بعد التاج بن القلاقسي فالله أعلم.(5/106)
855 - نصر الله الشمس القبطي الأسلمي القاهري ويعرف بابن النجار وهي حرفة أبيه المسمى مكيناً وكان اسمه قبل أن يسلم ميخائيل أسلم على يد الطنبغا المرقبي في أيام المؤيد شيخ وخدم في ديوانه قبل ذلك وبعده حتى مات وارتقى بخدمته ثم بخدمة غيره من الأمراء كتمرباي التمربغاوي رأس نوبة النوب وكان آخرهم قانباي لجركسي واستقر به عامل وقفه وبعده استقر في نظر الدولة في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين أوائل أيام إينال ثم عمل وزيراً في صفر من التي تليها عند عجز فرج بن النحال فدام نحو شهر ثم هدده السلطان بالماقرع والشتم والتوبيخ وهو مصرح بالعجز ومع ذلك فلم يلتفت لقوله واستمر في الترسيم أياماً ثم خلع عليه بالاستمرار على كره منه لعلمه بعجزه واستقر أبو الفضل بن كاتب السعدي في نظر الدولة ولم يلبث الوزير إلا يسيراً ثم عزل في أول الشهر الذي يليه وأعيد فرج وقرر في نظر الدولة الشرف حمزة بن البشيري. ومات وهو والد تاج الدين بن النجار مباشر ديوان تغرى بردى ططر ثم غيره.
856 - نصر البزاوي الدمشقي القاري. مات بدمشق في جمادى الثانية سنة أربع وتسعين عن نحو الثمانين وكان صالحاً.
857 - نصر المغربي المالكي نزيل بيت المقدس قدمه من بلاده فأقام به قريباً من عشرين سنة على قدم التجرد والاشتغال بالعلوم والعبادة قانعاً باليسير إلى أن مات في سنة ست وعشرين ودفن هناك ذكره العيني ووصفه بالعلم والفضل والزهد رحمه الله.
858 - نعمان بن فخر بن يوسف الشرف أبو محمد بن فخر الدين الحنفي. ولد سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة وكان أبوه عالماً فأخذ عنه وقدم دمشق قديماً وجلس بالجامع الأموي بعد اللنك للإشغال ودرس أيضاً بغيره من الأماكن كالعزية البرانية وولي مشيخة الحسامية وسكنها وكذا سكن النورية بعد الفتنة وكان ماهراً في الفقه مفتياً مشاركاً في أصوله والنحو والعقليات. مات في عاشر شعبان سنة عشرين بالمرستان النوري من دمشق ودفن في مقابر الصوفية وذلك بعد أن فرق كتبه وموجوده على الفقراء. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار عما هنا وكذا ذكره ابن قاضي شهبة وأثنى عليه وعلى أبيه رحمهما الله.
859 - نعمة الله بن عبد الكريم بن محمد بن يحيى بن أبي المجد الكمال الفالي الشيرازي الشافعي والد النور أحمد الماضي. قال لي إنه ولد في سنة عشرين وثمانمائة وأنه أخذ عن عم أبيه الجمال إسحق بن يحيى الفالي في الفقه وأصوله ثم عن قريبه العز إبرهيم بن مكرم حتى كان جل انتفاعه به وتصدى للإفتاء والتدريس في الفقه وأصوله والعربية وغيرها حتى مات في غرة رمضان سنة اثنتين وثمانين رحمه الله وإيانا.
860 - نعمة الله بن عبد الله بن محمد السيد نور الدين بن الشرف بن الشمس الحسيني الإيجي ثما لكرماني الشافعي أحد أصحاب اليافعي. ولد في يوم الاثنين رابع عشر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ولقيه الطاووسي فأخذ عنه بعض عقيدة النسفي بل وعرض شيئاً مما صنفه وأجاز له وهو ممن صحب العضد واليافعي وأبا الفتح الطاووسي ومباركشاه وغيرهم، وتسلك وشاخ وأرشد مع مشاركة في العلوم وذكر بكرامات مخدوش فيها بتقريره كلام ابن عربي. ويلقب ي تلك البلاد بالولي. ومات في رجب سنة أربع وثلاثين وقد أسن بحيث قيل أنه جاز المائة وبالغ الطاووسي في الثناء عليه وله عقب، ترجمه لي بجل ما أبديته السيد نور الدين أحمد بن الصفي عبد الرحمن بن محمد الإيجي وهو ممن أخذ عنه بل تزوج حفيدته خديجة ابنة خليل الآتية وقال إنه كان مرشداً صالحاً رحمه الله وعفا عنه.(5/107)
861 - نعمة الله بن عبد الله بن محمد السيد الماهاني الكرماني - وماهان من عواليها - الحنفي. تجرد وساح وحج قديماً وأخذ عن اليافعي وغيره وارتقى إلى قدم عظيم في العبادة وصار له مريدون وأتباع وجلس بزاويته بماهان فتسلك به جماعة وصنف في التصوف نظماً ونثراً، وذكرت له كرامات وأحوال بحيث تزايد اعتقاد الناس فيه ومحبتهم إياه وارتفعت حرمته وتزايدت وجاهته، كل ذلك مع كثرة تحجبه حتى لا يظهر لأصحابه إلا بعد العصر وإذا رأوه خروا بأجمعهم حتى تصل وجوههم إلى الأرض ثم رفعوا رءوسهم وقاموا بين يديه وهم منكسون وهو يتكلم معهم حتى يفرغ ولبس جماعته اللبابيد؛ وكانت له كلمات بالعجمية لطيفة سجعاً ونظماً على طريق القوم فيها ما هو رقيق اللفظ والمعنى وللهنود والأعاجم فيه اعتقاد عظيم. مات بماهان سنة تسع وعشرين عن مائة وتسع سنين، وهو في عقود المقريزي وإن أتباعه كان يجهرون بما لا يحتمله أهل الشرائع عفا الله عنه.
862 - نعمة الله بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الكريم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حامد الشرف أو الشهاب أبو الخير بن العفيف القرشي البكري الجرهي بفتح الجيم والراء كما ضبطه شيخنا وحقق لي غيره من الفقهاء كسرهما معاً الشيرازي الشافعي الماضي أبوه وجده ويسمى أحمد من بيت كبير. ولد في صفر سنة خمس عشرة وثمانمائة بشيراز وسمع الكثير من أبيه وجماعة بمكة وحبب إليه الطلب. ذكره شيخنا في معجمه فقال: شاب فاضل قدم القاهرة من مكة في طلب الحديث فسمع الكثير ولازمني مدة طويلة وقرأ علي كثيراً وطاف على الشيوخ واشتغل في عدة علوم ومهر وفضل في مدة يسيرة، وعلق أشياء حسنة وجمع مجاميع ثم توجه إلى بلاده في شوال سنة تسع وثلاثين لزيارة والده فبلغني أنه تزوج ولم يلبث أن مات في رابع رجب سنة أربعين، زاد غيره في ليلة جمعة أول جمعة منه ببندر من بنادر هرمز رحمه الله، وهو في عقود المقريزي باختصار، وأثنى عليه وأورد شيخنا في معجمه عنه من نظمه مما كتب به إليه:
يا من علا بالعلى عن وصف وصاف ... وفاق جل الورى في كل أوصاف
وصح عنه حديث الجود ننقله ... عن كفه البحر أو عن سحب أسلاف
تواتراً بلغ الآفاق واشتهرا ... عز الغريب لدى أفضاله الوافي
خفضت منصوب رايات العداة كما ... رفعت حالة سوال الأرياف؟
قصدت حضرتك العلياء من وطني ... هجرت صحبة إخواني وألاف
حرصاً على العلم والتحصيل مجتهداً ... لعلني أغترف من بحرك الصافي
وما أريد سوى وجه الكريم به ... عساه يجبر تقصير وإسرافي
هذا وسيلتي من فيض فضلك أن ... تخصني بين طلاب وطواف
يا ملجأ لذوي الآمال قاطبة ... أنظر لمغترب للعلم طواف
وارحمه ثم أعنه في تطلبه ... فأنت معدن إعطاف وإلطاف
عطفاً لغربته كشفاً لكربته ... جبراً لما يلتقي من دهره الجافي
الله يبقيك نوراً يستضاء به ... فيهتدي بك دهراً كل أصناف
وقال في إنبائه أنه حصل كثيراً من تصانيفه ومهر فيها وكتب الخط الحسن وعرف العربية ثم بلغه أن والده مات فتوجه في البحر فوصل إلى البلاد ورجع هو وأخوه قاصدين إلى مكة فغرق في الحسا ونجا أخوه فلما وصل اليمن ركب البحر إلى جدة فاتفق وقوع الحريق بها فاحترق ولكنه لم يمت مع احتراق رجليه رحمهم الله. قلت ورأيت له سماعاً على العلاء علي بن عثمان بن عمر بن صالح بن الصيرفي الشافعي والشمس محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمود بن حامد الأذرعي الدمشقي بها، ولم يسلم هذا الأصيل النبيل الفاضل الكامل من أذى البقاعي لسبب غير طائل حسبما حكاه لي القاضي عز الدين الحنبلي وبالغ في الثناء عليه والتوجع لصنيع البقاعي به. نعمة الله السيد الإيجي ثم الكرماني أحد أصحاب اليافعي تقدم في ابن عبد الله بن محمد قريباً.
863 - نعم الله بن نعمة الله بن حبيب الله الكلبرجي الهندي الحنفي نزيل مكة ممن سمع مني بها.(5/108)
864 - نعمة بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الولد قطب الدين بن السيد النور بن الصفي الحسني الإيجي الماضي أبوه وجده. ولد في شعبان سنة ثمانين بسمرقند واستجازني له أبوه في سنة أربع وتسعين.
865 - نعير بنون ومهملة مصغر واسمه محمد بن حيار - بمهملة مكسورة ثم تحتانية خفيفة - بن مهنا بن عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة شمس الدين أمير آل فضل بالشام ويعرف بنعير. ولي الإمرة بعد أبيه ودخل القاهرة مع يلبغا الناصري ولما عاد الظاهر من الكرك وافق نعير منطاشاً في الفتنة الشهيرة وكان معه لما حاصر حلب ثم راسل نعير نائب حلب إذ ذاك كمشبغا في الصلح وسلمه منطاش ثم غضب برقوق على نعير وطرده من البلاد فأغار نعير على بني عمه الذين قرروا بعده وطردهم فلما مات برقوق أعيد نعير إلى إمرته ثم كان ممن استنجد به دمرداش لما قدم اللنكية فحضر بطائفة من العرب فلما علم أنه لا طاقة له بهم نزح إلى الشرق فلما نزح التتار رجع نعير إلى سلمية ثم كان ممن حاصر دمرداش بحلب ثم جرت بينه وبين الأمير جكم وقعة فكسر نعير ونهب وجيء به إلى حلب فقتل في شوال سنة ثمان وقد نيف على السبعين وكان شجاعاً جواداً مهيباً إلا أنه كثير الغدر والفساد بموته انكسرت شوكة آل مهنا وكان الظاهر خدعه ووعده حتى تسلم منطاش وغدر به ولم يف له الظاهر بما وعده بل جعل يعد ذلك عليه ذنباً، وولي بعده ولده العجل، ذكره شيخنا في إنبائه، وهو في المقريزي مطول. وينظر محمد بن حيار من التاريخ الكبير.
866 - نعير بن منصور أمير المدينة. مات سنة إحدى عشرة.
867 - نكباي الأزدمري نائب طرسوس وكان قد ولي الحجوبية الكبرى بدمشق ونيابة حماة ولم يكن به بأس. مات سنة ثلاث وعشرين.
868 - نوروز الأشرفي برسباي ويعرف بنوروز شكال. كان من خاصكية أستاذه ثم تأمر عشرة ثم سافر في تجريدة سوار فقتل هناك في سنة ثلاث وسبعين، وكان من محاسن الدهر فيما قيل.
869 - نوروز الأشرفي برسباي آخر صار بعد أستاذه من الدوادارية الصغار زمناً طويلاً إلى أن تأمر عشرة ثم سافر مع المجردين لسوار فقتل أيضاً في سنة ثلاث وسبعين. وكان مهملاً.
780 - نوروز الأشرفي برسباي آخر؛ كان من خاصكيته وتأمر في أيام خشقدم عشرة. مات في عوده من تجريدة سوار في المحرم سنة أربع وسبعين.
871 - نوروز الحافظي الظاهري برقوق. أول ما رقاه خاصكيا ثم أمير آخور عوضاً عن بكلمش سنة ثمانمائة وكان قبل ذلك أمره رأس نوبة صغيراً في رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة ثم رام القيام على السلطان فنم عليه بعض المماليك فقبض عليه في صفر سنة إحدى وثمانمائة وقيد وحمل إلى إسكندرية فسجن بها ثم نقل لدمياط ثم أفرج عنه في التي بعدها واستقر رأس نوبة كبيراً وصار ناظر الشيخونية وحضر قتال إيتمش ثم وقعة اللنك ورجع مع المنهزمين واستقر يتنقل في الفتن كما ذكر في الحوادث إلى أن قتل في ربيع الآخر سنة سبع شعرة، وكان متعاظماً عبوساً مهاباً شديد البأس سفاكاً للدماء ميشوم النقيبة ما كان في عسكر إلا انهزم ولا ضبط أنه ظفر في وقعة قط، وهو الذي عمر قلعة دمشق بعد اللنك. قاله شيخنا في إنبائه ثم نقل عن العيني أنه كان جباراً ظالماً عسوفاً بخيلاً، وقال كذا قال، وقد سمعت المقريزي يقول أنه سمعه يقول ما معناه إنه ليشق علي أن لا يكون في مماليك أستاذي الملك الظاهر رجلاً كاملاً في أمور المملكة وتدبير الرعية والرفق بهم. وقد أغفله ابن خطيب الناصرية مع أنه من شرطه ولذا استدركه ابن قاضي شهبة إشارة ولم يترجمه. وقال غيره أنه لما قتل حملت رأسه إلى القاهرة على يد جرباش كباشه وعلقت أياماً على باب زويلة؛ وكان أميراً جليلاً كريماً شجاعاً رئيساً عفيفاً ضخماً معدوداً من أكابر الملوك بلغت جوامك مماليكه وحواشيه بدمشق بعد عصيانه زيادة على عشرين ألف دينار في الشهر وقيل زيادة على ثلاثين، عارفاً بالحروب وعنده دهاء وتدبير، ولما كان عاصياً هو والمؤيد على الناصر فرج كان هو الأكبر والمشار إليه وكان محبباً لطائفة الجراكسة وهو المطلوب عند خجداشيته الظاهرية ولذلك تخلف بدمشق لظنه أنهم لا يعدلون عنه إلى غيره. وهو في عقود المقريزي مطول عفا الله عنه.(5/109)
872 - نوروز الخضري الظاهري برقوق أحد مماليكه باشر حجوبية حلب مدة ثم نقل إلى دمشق فقتل بها بسيف نائبها تنم الحسني بعد خروجه عن طاعة الناصر فرج في سنة اثنتين فدفن في تربته بدمشق بسويقة ساروجا. وهو والد الشهاب أحمد شاد الأغنام الماضي عفا الله عنهما.
873 - نوروز الظاهري دوادار الأتابك قبل الأتابكية وبعدها وأحد العشرات. مات في ذي الحجة سنة ست وتسعين وصلي عليه بالأزهر.
874 - نوروز أحد العشراوات وكاشف الصعيد. مات في جمادى الثانية سنة ثمان وسبعين واستقر عوضه سيباي.
875 - نور الله بن خوارزم بن محمد الكمال أبو محمد بن البرهان بن الصدر التبريزي ثم المكي الشافعي. مذكور بما لا أثبته لكنه ممن أخذ عن الخيضري فذكره لابن الزمن حتى استقر به عقب الشمس المسيري في مشيخة رباط السلطان بمكة وأفحش في حقه ابن ناصر والجيزي الأزهري الناسخ وغيرهما وآل الأمر إلى أن تعصب مولى لابن الزمن هو وابن أخيه حتى أخرج الجيزي المشار إليه بعد أمر القاضي شخصاً يسمى أبا بكر بتحليف هذا عند الحجر الأسود بأنه يعتقد تقديم أبي بكر ثم عمر على علي رضي الله عنهم فكانت نادرة لمطابقتها ما هو على الألسنة رافضي ويحلف بأبي بكر، وما كان خروج الجيزي موافقاً لغرض القاضي، وبالجملة فنور الهل فيه قوادح، وقد سمع مني بمكة المسلسل وغيره ثم قدم القاهرة وكذا أخصامه ورجع خائباً وما نهض الخيضري لتأييده.
نور في أحمد بن عز الدين بن نور الدين.
876 - نوكار الناصري فرج أبو أحمد الماضي. خدم بعد أستاذه بأبواب الأمراء ثم بعد موت المؤيد عاد إلى خدمة السلطان وصار خاصكياً ثم مقدم البريدية ثم أمره الظاهر جقمق عشرة وأرسل شاد جدة نحو سنتين ثم ضم إلى الإمرة الحجوبية الثانية ثم نقله الأشرف إينال إلى الزردكاشية وسافر وهو مريض إلى ابن قرمان ليلحق المجردين فمات بغزة في أواخر جمادى الآخرة سنة إحدى وستين، وكان ذا دعابة مع كثرة تلاوته وعقله.
877 - نياز الحاجب. مات في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين.
حرف الهاء
878 - هابيل بن عثمان قرايلك بن قطلوبك بن طر على صاحب الرها من قبل والده ولاه إياها ليحارب العساكر المصرية والشامية ويدفعهم عنها فاستعد لذلك وحصن المدينة ومع ذلك فلما نازلها العسكر المصري ونواب البلاد الشامية لم يثبت بل انكسر وتحصن بقلعتها فملكوا المدينة ونهبوا وأسروا ثم حاصروا القلعة حتى طلب الأمان ونزل إلى سودون من عبد الرحمن نائب الشام ومعه تسعة من أعوانه فقبض عليهم وذلك في شوال سنة اثنتين وثلاثين وحملهم في القيود إلى مصر فرسم الأشرف بحبسه في برج من قلعتها ولم يلبث أن مات فيه بالطاعون في يوم الجمعة ثالث عشر رجب من التي تليها وذكره شيخنا في إنبائه باختصار جداً.
879 - الهادي بن إبرهيم بن علي بن المرتضى بن الهادي السيد الجمال الحسني الصنعاني الزيدي أخو محمد. ذكره شيخنا في إنبائه فقال عني بالأدب ففاق فيه ومدح المنصور صاحب صنعاء. مات يوم عرفة سنة اثنتين وعشرين. وذكره ابن فهد في معجمه فقال أنه حدث سمع منه الفضلاء قال وله مؤلفات منها الطرازين المعلمين في فضائل الحرمين المحرمين والقصيدة البديعية في الكعبة اليمنية الثمنية أولها:
سرى طيف ليلى فابتهجت به وجداً ... وتوح قلبي من لطائفه مجدا
880 - هرون بن حسبن بن علي بن زيادة الشرف الهربيطي الصحراوي الشافعي القادري نزيل تربة يلبغا بالصحراء. ولد تقريباً سنة إحدى وسبعين وسبعمائة وكتب بخطه مرة أنه سنة ثمان وستين وحفظ القرآن واشتغل وكتب عن الزين العراقي من أماليه وسمع على التنوخي والفرسيسي وحدث سمع منه الفضلاء وأقرأ الأطفال بمكتب البيمارستان مدة وكان أحد الصوفية بتربة الناصر بالصحراء خيراً صالحاً. مات سنة اثنتين وأربعين رحمه الله.(5/110)
881 - هرون بن محمد نب موسى الزين أبو محمد السماني الأصل والمولد التتائي ثم القاهري المالكي زوج والدة الجمال يوسف التتائي ومربيه ووالد محمد وقاسم. ولد في سنة سبع وثمانمائة بسمان من المنوفية وانتقل مع خاله إلى تتا فقرأ بها القرآن والرسالة والشاطبية وألفية النحو وجلس ببلده يعلم الأبناء فانتفع به في ذلك أهل النواحي فإنه كان مبارك التعليم جيده لكونه تلا بالسبع على بعض القراء واستقدمه بنو الأنصاري القاهرة في سنة خمسين فاستوطنها وأقرأ أولاد رئيسهم الشرف وأخذ عن أبي القسم النويري ولازمه حتى سافر الشيخ وكذا كتب عن شيخنا في الإملاء وكان كثير التلاوة مديماً للقيام والتعبد ساكناً مع حسن الفهم حج مع الرجبية في سنة إحدى وسبعين. ومات في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين رحمه الله وإيانا.
882 - هرون الجبرتي الشيخ الصالح خليفة الشيخ أحمد الأهدل. مات في شوال سنة سبع وثلاثين بمكة. أرخه ابن فهد.
883 - هاشم بن هاشم بن علي بن مسعود بن أبي سعد بن غزوان بن حسين أبو علي القرشي الهاشمي المكي الماضي أبوه وحفيده أبو سعد محمد ويعرف بابن غزوان. سمع في كبره من محمد بن أحمد بن عبد المعطي وغيره صحيح البخاري وحدث ببعضه وذكره التقي بن فهد في معجمه والفاسي في تاريخه وقال رغبنا في السماع منه لأجل اسمه فما قدر قال وكان يتعانى التجارة ويسافر لأجلها إلى اليمن ثم ترك مع الخير والعبادة وبلغني أنه قام أربعين سنة أو نحوها لا يشرب إلا ماء زمزم في مدة مقامه فيها بمكة. مات في ذي القعدة سنة ست عشرة بها ودفن بالمعلاة وهو في عشر التسعين بتقديم التاء.
884 - هاشم بن قاسم بن خليفة بن أبي سعد بن خليفة القرشي. مات بمكة في ربيع الأول سنة أربعين. أرخه ابن فهد.
885 - هاشم بن محمد بن جعفر بن علي بن عبد الله بن طاهر الزين المسمى بعلي بن الشمس الحسني الجرجاني الأصل الشيرازي الماضي أبوه. ممن سمع مني مع أبيه بمكة في سنة ست وثمانين.
886 - هاشم بن محمد بن مقبل العصامي أحد القواد بمكة. مات في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين خارج مكة وحمل فدفن بمعلاتها.
887 - هاشم بن مسعود بن خليفة بن عطية الميبيز. مات بمكة في ذي الحجة سنة خمس وخمسين. أرخهما ابن فهد. هاني الموقع. مات.
888 - هبة الله واسمه محمد بن أحمد بن إبرهيم بن محمد المغربي الفاسي نزيل مكة وشيخ الإقراء على الإطلاق فيما قاله ابن عزم. مات سنة ثمان وستين وهو ممن أخذ القراآت عن محمد الصغير شيخ فاس.
889 - هبة الله بن أحمد بن عمير الحسني المكي من أعيان الأشراف ذوي علي بن قتادة الأصغر. صحب السيد حسن بن عجلان قبل ولايته فلما استقر أقبل عليه وحرص على تجميل حاله فلم يسعد بذلك بل محق ما ناله في اللهو، واستمر فقيراً حتى مات فجأة أو قريبها في حال اللهو في أثناء سنة تسع عشرة وكان سافر لبلاد العراق رسولاً عن صاحبه صاحب مكة قبل بسنتين وعاد بدون طائل. ذكره الفاسي.
890 - هبة الله الفيلالي المغربي من القراء الصلحاء. مات بمكة في سنة تسع وستين وكان قد جاور بها أكثر من سنة. أفاده لي بعض الآخذين عني منهم.
891 - هبة المغربي الشريف. مات في مستهل جمادى الثانية سنة ثمان وستين أرخه ابن فهد. هبيهب هو محمد بن محمد بن أحمد.
892 - هجار بن محمد بن مسعود أمير ينبوع.
893 - هجار بن وبير بن نخبار أمير ينبوع أيضاً. مات سنة أربع وعشرين.
894 - هزاع بن صاحب الحجاز محمد بن بركات أخو مهيزع وهيزع المذكورين في محلهما، وهذا أصغر الثلاثة.
895 - هل الزين الرومي الظاهري برقوق الطواشي. صار في أيام الأشرف برسباي شاد الحوش مدة ثم زماماً بعد موت جوهر القنقباي ببذل مال ثم صرف عنها في سنة ست وأربعين واستمر مشتغلاً بالزراعة والدواليب لشدة انهماكه في الدنيا المزري بهيئته مع تقدمه في السن وإشرافه على العمى وعدم بلوغه لطائل. مات بالطاعون في جمادى الأولى سنة أربع وستين وهو في عشر المائة.
896 - هلال شخص مغربي له فضيلة ومشاركة. قدم القاهر قريباً من سنة ستين فسمعته ينشد العلم البلقيني قوله وكتبه لي بخطه:
لما أتيت ديار مصر سائلاً ... عمن يرى يحوي بها الفضلين
علم الحديث رواية ودراية ... وله لواء السبق في الصنفين(5/111)
قالوا شيوخ لم يطيقوا عدهم ... فاعددهم بالألف والألفين
لكن سيدنا وعالم عصرنا ... شيخ الشيوخ إمامنا البلقيني
هم كالعيون لنا بهم إبصارنا ... وإمامنا المذكور نور العين
أبقى لنا رب العباد حياته ... وأناله الخيرات في الدارين
ورأيت ابن عزم قال هلال البطاط مات سنة بضع وستين. فكأنه هذا.
897 - هلمان بن غرير بن هيازع بن هبة الحسيني. قتل كما ذكر في زهير بن سليمان في رجب سنة ثمان وثلاثين.
898 - هلمان بن وبير بن نخبار - وقيل بميم بدل النون - الحسيني صاحب الينبع وأخو سنقر الماضي، وليها بعد عزل ابن أخيه معزى بن هجار بن وبير في سنة تسع وأربعين من القاهرة فدام حتى مات في أواخر جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وهو في أوائل الكهولة وكان علي مذهب قومه عنده أدب وتواضع وبشاشة وكلام جلو طوالاً أسمر اللون أسود اللحية صديقاً للسيد بركات بن حسن صاحب مكة بحيث أن هلمان هو الساعي له في ولايته الأخيرة. همام بضم الهاء والتخفيف بن أحمد الخوارزمي القاهري الشافعي ويسمى محمداً أيضاً مضى في المحمدين.
899 - همام كذلك الرومي الحنفي والد الكمال بن الهمام واسمه عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود. كان فاضلاً خيراً ولي قضاء إسكندرية. ومات بها سنة إحدى. ذكره شيخنا في إنبائه.
900 - همبلة بن. مات في سنة إحدى وسبعين.
901 - هود بن عبد الله المحابري الدمشقي. مات في أوائل سنة أربع عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
902 - هيازع بن علي بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني. مات سنة تسع وعشرين في شعبان مقتولاً في الحرب الذي كان بميثا بقرب هدة بني جابر.
903 - هيازع بن لبيدة بن إدريس بن أبي دعيج بن أبي نمي الحسني. مات بمكة في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين. أرخه ابن فهد وقال أن الأتراك منعوا من الصلاة عليه عند باب الكعبة فصلي عليه خلف المقام.
904 - هيزع بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان الحسني ابن صاحب الحجاز. ولد في سنة تسع وستين وثمانمائة في توجه والده لزيارة المدينة الشريفة وبخطى أيضاً أنه ولد ببدر في رجوع أبيه من الزيارة في جمادى الثانية سنة سبعين وهو أصح ونشأ في كنفه فحفظ القرآن وانفرد بذلك عن سائر أهله وصلى به الناس على العادة في سنة اثنتين وثمانين بالمسجد الحرام بين مقام المالكي والحنبلي ونصبت أخشاب لأجل الوقيد وزاد احتفالهم لذلك جداً وهو شقيق مهيزع الماضي وهذا أسنهما. مات في تاسع ذي القعدة سنة أربع وتسعين.
حرف الواو
905 - وبير بن جويعد بن يريم بن صبيحة بن عمر العمري. قتل في مقتلة كانت نجدة في صفر سنة ست وأربعين.
906 - وبير بن محمد بن رشيد القائد نائب السيد علي بن عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي. قتل في شعبان سنة تسع وعشرين مع جماعة من الشرفاء ذوي أبي نمي بشعب يقال له الميثا بقر بهدة بني جابر. قاله ابن فهد.
907 - وبير بن محمد بن عاطف بن أبي دعيج بن أبي نمي الشريف الحسني. مات في جمادى الآخرة سنة ستين ببعض نواحي مكة زحمل إليها فدفن بمعلاتها.
908 - وبير بن نخبار بن محمد بن عقيل بن راجح بن إدريس بن حسن بن قتادة الحسيني والدهلمان وهجار وسنقر وعقيل. أقام في إمرة الينبوع أكثر من عشرين سنة. وقتل في سنة أربع عشرة وقتل أخوه مقبل وابنه على قتلى كثيرة ممن اتهموهم بتقله لأنه قتل غيلة واستقر في إمرة ينبع بعده أخوه مقبل منفرداً واستمر إلى أن خلع بعد بضع عشرة سنة فاستقر عقيل بن وبير مكانه. ذكره شيخنا في إنبائه وينظر مع تاريخ موت هجار بن وبير هذا.
909 - ودي بضم أوله ثم فتح الدال المهملة - ابن أحمد بن علي بن سنان بن عبد الله بن عمر بن علي بن مسعود العمري المكي أحد القواد بها. أصيب في مقتلة فأقام منقطعاً أياماً. ومات بمكة في ذي الحجة سنة خمس وخمسين.
910 - وردبش - ويقال بهمزة بدل الواو - قيل اسمه جانبك الظاهري جقمق ولاه الأشرف قايتباي نيابة البيرة ثم قدمه بالديار المصرية ثم لنيابة حلب عوضاً عن إزدمر قريب السلطان وخرج مع العساكر فكان ممن قتل في شوال أو رمضان سنة تسع وثمانين.
911 - وريور أحد القواد لصاحب الحجاز. مات في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين.(5/112)
912 - وفا بن محمد بن عبد الغني نقيب السقاة كأبيه وعم أبيه الماضي ذكرهما ويعرف بابن أخي شفتر.
913 - ولي الرومي ثم الأزهري الحنفي. قطن الجامع الأزهر مدة مديماً للعبادة بحيث ذكر في المعتقدين وكان مشتملاً على محاسن ويكتب المنسوب. مات في ابتداء الكهولة في ربيع الآخر سنة ست وخمسين.
914 - الوليد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن الشحنة الحلبي الحنفي الماضي أخوه المحب أبو الفضل محمد وأبوهما المحب محمد المكني أبا الوليد بصاحب الترجمة كان كما قال لي أخوه آية في الذكاء ذا نظم ونثر. مات شاباً في حياة أبيه عقب الفتنة. وميان. مضى في أميان.
915 - وهبة تقي الدين. كان يباشر قبض لحم الدور. مات في سنة إحدى ووجد له أكثر من عشرين ألف دينار وخلف أربع بنات فقام الوزير تاج الدين حتى أثبت أنهن نصرانيات فمنعهن الميراث وحمل ذلك كله إلى الظاهر برقوق فوقع منه موقعاً وألبسه خلعة هائلة. قاله شيخنا في حوادثها.
حرف اللام ألف
لاجين الجركسي. مضى في أول حرف اللام. لاحق الزبيدي المكي. لاشين وربما يقال له لاجين.
حرف الياء الأخيرة
916 - يس بن عبد الكبير بن عبد الله بن أحمد الحضرمي الأصل المكي الصالح بن الصالح الماضي أبوه. مات في ثاني عشرى ذي الحجة سنة خمس وثمانين وصلي عليه بعد العصر عند باب الكعبة وحمل نعشه على الرءوس إلى أن دفن بتربة أبيه من باب شبيكة وكنت ممن حضر الصلاة عليه ثم دفنه رحمه الله، وهو ممن قرأ على الشيخ أبي سعد في التنبيه حفظاً وحلاً وينسب لمعرفة بعلم الحرف.
917 - يس بن عبد اللطيف بن محمد الحجاري الماضي أبوه وأحد الشهود بباب السلام. ممن سمع مني.
918 - يس بن علي بن يس الزين البلبيسي ثم القاهري الشافعي أخو محمد الماضي. ولد في العشر الأخير من شوال سنة أربع وأربعين وثمانمائة ببلبيس وتحول منها مع أبويه بعد إكماله حفظ القرآن عند البرهان الفاقوسي وغيره بل جود بعضه على البرهان وحفظ المنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وبعض الشاطبية وعرض على العلم البلقيني والسعد بن الديري وآخرين ولازم العز عبد السلام البغدادي في سماع أشياء من كتب الحديث وغيره من العلوم كالعربية والصرف والمنطق بل قرأ عليه بحثاً فيا لمنهاج الفرعي والملحة وكذا لازم تقاسيم الكتب الثلاثة والبهجة وفي الإرشاد لابن المقري وشرح المنهاج للمحلي وجمع الجوامع وبعض التلخيص بل قرأ عليه نحو نصف المنهاج الفرعي والزين زكريا في الفقه والعربية والصرف والحساب والفرائض وغيرها وخصوصاً تصانيفه فاستوفى الكثير منها وكتب منها جانباً، وممن أخذ عنه العربية أيضاً الوراق والسنهوري وعليه قرأ في المنطق وكذا أخذ فيه وفي غيره عن الكافياجي والأصول أيضاً وغيره عن التقي الحصني بل قرأ عليه قطعة من المطول وأخذ في أصول الدين وغيره عن الشرواني وقرأ علي من تصانيفي شرح الهداية الجزرية بحثاً والقول البديع وارتياح الأكباد وكتبها واليسير من شرحي للألفية بل أخذ عني جميع شرح مؤلفها إلا اليسير ولازمني كثيراً رواية ودراية وكذا سمع الكثير بقراءتي على غير واحد بل قرأ بنفسه على جماعة وأخذ القراآت عن جعفر السنهوري والطب عن مظفر الدين الأمشاطي وبرع وتميز وتصدى للإقراء وانتفع به الطلبة واستقر به قجماس في مشيخة التصوف بمدرسته بل كان قرره في تدريس الفقه بها ولكن وثب عليه الجوجري وتألمنا له ولم يمتع بها واستقر به جانم دوادار يشبك في خطابة مدرسته بالقرب من جامع قوصون وحج وجاور غير مرة أولها في سنة ست وستين وجاور التي تليها وأخذ فيها عن البرهان بن ظهيرة في الفقه وغيره وسمع على جماعة بل قرأ بمكة على التقي بن فهد وكذا الحلية وغيرها على ولده النجم في آخرين وهو خير فاضل قانع متواضع.(5/113)
919 - يس بن محمد بن إبرهيم بن محمد الزين العشماوي المولد ثم البشلوشي الأزهري الشافعي والد الشمس محمد الماضي ويعرف باسمه. ولد في أوائل القرن بعشما من الغربية ثم تحول مع أهله في صغره إلى البشلوش من الشرقية وقدم القاهرة فأقام بالأزهر وحفظ القرآن والمنهاج وألفية ابن ملك وأخذ عن العلاء البخاري والشهاب أحمد بن عبد الرحمن بن الجمال بن هشام وابن قديد وابن المجدي والونائي والقاياتي ولازمه دهراً حتى كان معظم انتفاعه به وكان القاياتي يثني على حسن تصوره وأول ما تنبه صار يعلم في بيت ابن البارزي ثم أقبل على السفر بشيء يسير للتجارة في البحر الملح فنمي وتزوج أخت الشرف الأنصاري وأنجب منها أولاداً وأثرى وكثر ماله بسبب التجارة وحمدت معاملاته وواسى الفقراء جهده سيما القاياتي فإنه ارتفق بما كان يتكسب له فيه وأكثر الحج والمجاورة وآخر ما جاور سنة إحدى وسبعين وكنت هناك، كل هذا مع الانجماع عن بني الدنيا حتى عن صهره إلا في أمر ضروري والإقبال على شأنه وعدم الانفكاك عن الجماعات والمداومة على صوم الاثنين والخميس وأيام البيض ورجب وشعبان ونحوها والتلاوة والمطالعة والتهجد مع السكون والتواضع والمحبة في أهل الخير والأبهة والتحري في مأكله ومشربه بحيث لا يأكل إلا من تجارته ولا يشرب من مياه السبل عظيم النفرة من الغيبة والحرص على عدم التمكين منها، وعرضت عليه مشيخة سعيد السعداء بعد ابن حسان وكان صهره إذ ذاك ناظرها فما وافق وأشار إلى أن رفيقه الزين خالد أحق بها منه فقرر فيها امتثالاً لإشارته بل أبى قبولها بعد وفاته بحيث أن خالداً سأله في مرض موته أن يرغب له عنها لعلمه بعدم إعطائها لبنيه فصمم على الامتناع وبالجملة فالناس في الثناء عليه والميل إليه كالمجمعين وكنت ممن يحبه في الله وكان له إلي مزيد الميل ونعم الرجل كان. مات شهيداً بالإسهال المتواتر في عصر سلخ سنة ثلاث وسبعين وصلي عليه بجامع الأزهر من الغد افتتاح السنة ودفن بتربة صهره بالقرب من الزمامية رحمه الله وإيانا.
920 - يس بن محمد بن مخلوف بن أبي القسم محمد الجلالي بالتخفيف القاهري الحنفي المكتب ويعرف بيس المكتب. ولد في رمضان سنة ثلاثين وثمانمائة بجلالة من الصعيد ومات أبوه وهو صغير فقدم القاهرة وهو ابن ست فحفظ القرآن والعمدة والقدوري وألفية النحو وعرض على جماعة واشتغل عند الأمين والمحب الأقصرائيين وكتب على إبراهيم الفرنوي وفاق في النسخ وبرع فيما عداه وتصدى للتكتيب فكان ممن كتب عليه جانم مملوك جانبك الجداوي فقر به من أستاذه وصار يؤم به وعظم اختصاصه به، وحج وجاور وممن كتب عليه حينئذ الفخري أبو بكر بن ظهيرة، واستقر في التكتيب بالجيعانية الزينية والأشرفية برسباي وغيرهما وتوسل به الناس في قضاء حوائجهم عنده وخالقهم بتؤدة وعقل وسكون، وبعده تقلل من الحركة إلى أن كف بصره وانجمع ببيته بعد أفعال وأعمال.
921 - ياقوت افتخار الدين الحبشي الفهدي فتى العماد يحيى بن الجمال محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد. ذكره التقي بن فهد في معجمه فقال سمع من الكمال بن حبيب بعض مسند الطيالسي وبعض المقامات ومن غيره يعني كالجمال الأميوطي والأبناسي والتقي البغدادي وأجاز له جماعة، قال الفاسي وما علمته حدث لكنه أجاز في بعض الاستدعاآت ودخل بلاد اليمن للاسترزاق، وكان معتبراً عند غالب الناس سيما الجمال بن ظهيرة وفيه خير ومروءة وعقل. مات في المحرم سنة تسع وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة بمقبرة مواليه.
922 - ياقوت الأرغو نشاوي الحبشي مقدم المماليك تنقل بعد سيده أمير مجلس الظاهر برقوق إلى أن صار مقدم المماليك وطالت أيامه لحسن سيرته وتواضعه وسكونه وبره ومعروفه مع بشاشته وصباحة وجه، وحج أمير المحمل مرتين. مات مطعوناً في يوم الاثنين ثاني رجب سنة ثلاث وثلاثين ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء بعد أن رتب فيها شيخاً وطلبة وقراء ووقف عليها وقفاً جيداً وكان لا بأس به واستقر عوضه نائبه خشقدم.
923 - ياقوت الباسطي فتى أبي بكر بن الزين عبد الباسط. مات في صفر سنة ست وثمانين وكان باسمه من وظائف مدرسة مولاه وغيرها ما يزيد معلومه فيه على عشرة دنانير كل شهر فيما قيل فتفرقها الناس عفا الله عنه.(5/114)
ياقوت الحبشي المدني مولى ناصر الدين أبي الفرج الكازروني. ممن سمع مني بالمدينة.
925 - ياقوت الحبشي نسبة لمولى له بصري يقال له عبد العزيز أو ابن عبد العزيز الكمال بن ظهيرة. مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع وتسعين.
ياقوت الحبشي الفخر مقدم المماليك. مات سنة ثلاث وثلاثين والظاهر أنه الأرغو نشاوي الماضي قريباً.
926 - ياقوت الرحبي أحد الموالي من التجار ذوي اليسار. ممن يذكر بخير في الجملة له في البحر الملج مركب أو أكثر. مات في ذي الحجة سنة سبع وسبعين.
927 - ياقوت السخاوي نسبة لمولاه الغرس خليل. صار بعد سيده من ذوي الوجاهات عمر داراً برأس حارة برجوان وتكلم في بلد الخشابية بتفويض من الظاهر جقمق ثم تقهقر. ومات في سنة إحدى وستين.
928 - ياقوت العقيلي وإلى ساحل جدة للشريف بركات ثم لولده محمد. مات مقتولاً على يد مولى لابن عبد اللطيف البرلسي حين إرادته حبسه في رجب سنة ستين وحمل لمكة فدفن بمعلاتها. أرخه ابن فهد.
929 - ياقوت الغياثي الحبشي فتى السلطان غياث الدين صاحب بنجالة. مات سنة خمس عشرة.
930 - ياقوت مولى ابن الحوام خادم الشهاب بن حجي ودوادار أخيه النجم بن حجي. سمع ومات في العشر الأول من ذي الحجة سنة تسع وستين بدمشق. أرخه ابن اللبودي ووصفه بشيخنا المسند.
931 - ياقوت الحبشي الكمالي بن البارزي، اختص بمولاه ثم بعده كان مع ابنة سيده ببيت الجمالي ناظر الخاص فقام بتربية بنيها سيما الكمالي ناظر الجيش ثم ولده بل هو المربي لغالب بني مولاه وحج، وكان عاقلاً ديناً ساكناً محباً في الخير وأهله له بر وفضل في الجملة وهو ممن امتحن في أيام الأشرف قايتباي وأهين بالضرب، ومات في ربيع الثاني سنة ست وتسعين عن سبعين سنة فأزيد.
932 - ياقوت عتيق الخواجا بير محمد الكيلاني، مات في صفر سنة خمس وثمانين بمكة وكان تاجراً خلف سيده على رأس سراريه وخلف دوراً وعلياً وغيره وكان عقب موت سيده صادره جانبك الجداوي.
من اسمه يحيى
933 - يحيى بن إبرهيم بن علي بن محمد شرف الدين الأنصاري القاهري المالكي الماضي أبوه وأعمامه ممن كان بمكة في سنة ثمان وتسعين وسمع علي في الأذكار والموطأ.
934 - يحيى بن إبرهيم بن علي التاج السكندري الأصل السرياقوسي الخانكي الخطيب بجامعها الكبير وخادم الصوفية بها الشافعي ويعرف بابن حباسة بفتح المهملة والموحدة ثم مهملة بعد الألف وآخره هاء تأنيث، ولد بعيد القرن وحفظ القرآن والأربعين والمنهاج كلاهما للنووي والملحة وعرض على الولي العراقي والعز ابن جماعة وشيخنا وأجروه في آخرين منهم الشمس البرماوي والبيجوري وسمع على الشرف بن الكويك المسلسل وغيره واشتغل يسيراً وناب في قضاء بلده وحج وجاور وحدث سمع منه ابن الصفي وغيره واستجيز لنا وثقل سمعه في اواخر عمره بحيث حكى لنا أن شخصاً ادعى على آخر عنده بمبلغ فقال للمدعى عليه أعندك كذا وكذا وذكر زيادة على المبلغ المدعى به لكونه لم يسمعه والرسول بينهما كذلك فقال الخصم ارجع بنا لئلا يزيد الأمر ونحو ذلك. مات في سنة سبع وثمانين رحمه الله وخلفه في الخدمة ولده ثم رغب عنها للشريف أحمد بن كندة.
935 - يحبى بن إبرهيم بن عمر بن شعيب الدميري الأصل القاهري المالكي الماضي أبوه سبط الشهاب بن تمرية. ممن حفظ كتباً وعرض، وزوجه أبوه بابنة الشيخ الجوهري وماتت تحته فورثها وعدله في اول ولاية عبد الغني بن تقي وحج بأمه في سنة ثمان وتسعين.
936 - يحبى بن إبرهيم بن يحيى الجلال بن العز بن ناصر الدين الفالي الشيرازي الشافعي. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة واشتغل في الفقه والعربية على العماد عبد الكريم وإمام الدين عبد الرحمن ابني التقي عبد اللطيف حتى صار من فحول العلماء وتصدى للإفتاء والتدريس والقضاء ببلاده وربما وصف بقاضي جرون وتخرج به خلق مات في سنة ثمان وعشرين أفاده بعض ثقات أقاربه ممن أخذ عني.(5/115)
937 - يحيى بن أحمد بن إسمعيل بن علي الظاهر بن الناصر بن الأشرف صاحب تهامة اليمن ووالد الأشرف إسمعيل الماضي ذكره شيخنا في إنبائه وقال إنه مات في يوم الخميس سلخ رجب سنة اثنتين وأربعين واقيم بعده ابنة في يوم الجمعة مستهل شعبان ليلاً فقتل أكابر أهل الدولة كبرقوق وكان كبير المماليك الأتراك وعدة من رؤساء الجند ومن الأجناد الذين يدعون السقاليب حتى أضعف المملكة وأثر ذلك حتى خرجت الأعراب المعازبة بالمهملة ثم زاي عن الطاعة وضعف أمر تلك البلاد جداً. قلت وأحمد في نسبة زيادة، وقد مضى عبد الله بن إسمعيل بن علي وأن لقبه الظاهر ويسمى فيما قيل يحيى وأنه مات في سلخ رجب المذكور وملك بعده ابنه الأشرف فيقتصر على ترجمته في أحد الموضعين ويحال على الآخر وعلى كل حال فأحمد هنا زيادة.
938 - يحيى بن أحمد بن سليمان بن غازي بن محمد بن أبي بكر الشرف بن الأشرف بن العادل بن المجاهد بن الكامل بن العادل الأيوبي أخو الصالح خليل الماضي وأبوهما. قدم على الأشرف بآمد بتقدمة أخيه المشار غليه فخلع عليه وكتب عهد أخيه. قاله شيخنا في أبيه من إنبائه.
939 - يحيى بن أحمد بن شاذبك ويعرف بقاصد الحبشة. كان أستادار الصحبة عند الظاهر جقمق في حال إمرته لكون أبيه أوصاه به فتربى عنده ثم عينه رسولاً لصاحب الحبشة في رجب سنة سبع وأربعين واتفق ما يراجع من الحوادث، وكان بهياً ساكناً وقوراً اجتمعت به مراراً وحكى لي ما اتفق له في سفره، وكان متزوجاً بأخت قاسم بن قاسم أحد نواب المالكية عديلاً للشهاب الأبشيهي فهو متزوج أختها. مات في صفر سنة تسع وثمانين وقد جاز السبعين بيقين.
940 - يحيى بن أحمد بن عبد الرحمن المرادي. مات سنة أربع وخمسين.
941 - يحيى بن أحمد بن عبد السلام بن رحمون الشرف أبو زكريا بن الشهاب أبي العباس القسنطيني المغربي المالكي نزيل القاهرة ثم مكة ويعرف بالعلمي بضم العين وفتح اللام وربما سكنت نسبة فيما قاله لي إلى العلم. ولد ظناً بعيد القرن وحفظ القرآن وكتباً واشتغل ببلده وغيرها على جماعة منهم قاضي الجماعة عمر القلشاني؛ وقدم القاهرة وقد فضل بحيث قال أنه لم يكن يفتقر إلى أحد في الاشتغال ولكنه تقوى بالأخذ عن ابن الهمام والقاياتي ومما قرأه عليه شرح ألفية الحديث بتمامه وأخذ عن شيخنا بعضه بل حضر مجلسه في الأمالي وغيرها وحضر يسيراً عند البساطي، وحكى لي مباحثة وقعت بينه وبين القرافي بحضرته وأخذ صحيح مسلم عن الزين الزركشي ما بين قراءة وسماع، وحج في سنة إحدى وأربعين وسمع بمكة على أبي الفتح المراغي ومن ذلك بعض مشيخته تخريج النجم بن فهد وقرأ بالمدينة على الجمال الكازروني من أول البخاري إلى الشهادات وعاد فقطن القاهرة وأدب أولاد القاياتي ثم كان ممن انضم إلى الحسام بن حريز وياقل أن الحسام كان يقرأ عليه ولما ولي القضاء استنابه في تدريس المنصورية وارتفق بإحسانه وبره. وتصدى قبل ذلك وبعده للتدريس بجامع الأزهر وغيره. وانتفع به الفضلاء سيما في الفقه وصار بأخرة أوحد الجماعة فيهم، ثم حج في سنة خمس وسبعين فقطن مكة على طريقة جميلة من الانجماع عن الناس والمداومة على الطواف ليلاً والتلاوة والتهجد والإقراء حتى انتفع به الفضلاء أيضاً في الفقه وأصوله والعربية وغيرها كالمنطق والمعاني والبيان وأصول الدين بل أقرأ شرح النخبة وغيره وروى البخاري ومسلماً والشفا وغيرها وامتنع من الكتابة على الفتيا تورعاً إلا باللفظ كما أنه لم يأذن لأحد فيها وفي التدريس بها إلا لمعمر وللبحيري أحد ملازميه بالقاهرة وللبدر بن المحب الخطيب إذ جاور بل كان يمتنع بأخرة من سماع عرض الأطفال، وعرض عليه وهو بالقاهرة قضاء الشام ثم وهو بمكة قضاءها فامتنع؛ وتزوج مع شيخوخته بكراً، وبلغني أنه كتب على المدونة والمختصر والرسالة والبخاري وقد لقيته بالقاهرة ثم بمكة وبالغ في التواضع معي والإقبال علي. مات في عصر يوم الاثنين رابع ربيع الثاني سنة ثمان وثمانين وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ثم دفن بالمعلاة في تربة ابن الزمن وكان مقيماً برباطه رحمه الله وإيانا.(5/116)
942 - يحيى بن أحمد بن عبد العليم الكرستي الأصل الخانكي الشافعي والد عبد العظيم الماضي. مات في رجب سنة ثلاث وتسعين فجأة بالقاهرة وحمل إلى بلده فدفن بها وقد جاز الستين وكان أحد صوفيتها وأعيان شهودها، ممن اشتغل على النور البوشي والونائي وغيرهما وحج وزار بيت المقدس وخلف البقاعي على زوجته سعادات ابنة البوشي التي هاجرها حتى زهدت فيه وفي ولدها منه مع مزيد حبه فيها فكاد أن يموت.
943 - يحيى بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن عيسى بن ناصر بن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن ناصر بن يحيى بن بحير القرشي العبدري الشيبي العراقي شقيق علي الماضي. مات في ذي الحجة أو القعدة سنة أربعين بمكة وكانت وفاة أبيهما في سنة تسع وثمانين من القرن قبله. ذكره ابن فهد.(5/117)
944 - يحيى بن أحمد بن عمر بن يوسف بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبرهيم بن محمد بن أبي بكر الشرف التنوخي الحموي الأصل الكركي المولد القاهري الشافعي ويعرف بابن العطار ويقال أنه من عرب تنوخ. ولد في سادس رمضان سنة تسع وثمانين وسبعمائة بالكرك لكون أبيه بعد أن كان مهمنداراً بحماة ثم أستاداراً عند نائبها مأمور القلمطاي تحول معه إليها لما ولي نيابتها فولد له صاحب الترجمة من امرأة تزوج بها هناك. ومات في أوائل سنة اثنتين وتسعين فتحول منها إلى القاهرة وقرأ القرآن واشتغل بالفقه والعربية وغيرهما ومن شيوخه في العربية سعد الدين الحنفي خادم الشيخونية وسمع على ابن الجزري وطائفة منهم بقراءتي الكامل بن البارزي وجود الخط المنسوب، ونشأ صيناً مع جمال الصورة وحسن الشكالة وتعانى الأدب فأجاد وصادق الزين بن الخراط الماضي وانحرفا معاً عن التقي بن حجة مع تعصب الناصري بنا لبارزي له ومزيد اختصاص الشرف ببيته لكون ابنيه الكمال وأحمد كانا زوجين لابنتي أخيه ناصر الدين محمد حتى كان الشرف كأحد ابنيه، وأول ما نشأ تزيا بزي الأجناد وخدم فيما قيل عند الشهاب أستادار المحلة ثم عند ناصر الدين بن البارزي ولما لم يظفر من ذلك بطائل أعرض عنه وباشر توقيع الدست ثم التوقيع عند ناظر الجيش الزين عبد الباسط حين سفر ابن المصري لبيت المقدس على مشيخة الباسطية ثم أعرض عن التوقيع واقتصر على منادمته فلما مات ابن المصري استقر عوضه في المشيخة المشار غليها وسافر لمباشرتها في رمضان سنة إحدى وأربعين فأقام بها إلى أن أعرض عنها للتقي أبي بكر القلقشندي وكذا استقر في الشهادة بالكسوة عوضاً عن السراج البلادري ثم رغب عنها لأوحد الدين بن السيرجي بخمسين ديناراً، وولي أيضاً تدريس الطيبرسية المجاورة للأزهر ونيابة نظرها وباشره مباشرة حسنة ونمى من فائض وقفها خمسمائة دينار ثم ترك التدريس للشرف السبكي واستقر في نيابة النظر تغرى برمش الفقيه وتسلم منه المال، وقبل ذلك رغب له التقي أبو بكر اللوبياني عن نصف تدريس القيمرية والإعادة بالشامية بعوض مع كونه إذ ذاك كان قريب عهد بلباس الجند وكونه ديوانياً حسبما قاله التقي بن قاضي شهبة، وحج مراراً منها صحبة كاتب السر الكمال بن البارزي وكان يزعم أنه تكلف فيها مع كونه في شبه المنتمين له مبلغاً كبيراً وما كان يجمل به ذكر هذا مع مزيد إحسان الكمال له وتخوله في إحسانه ورياسته بل لم يعرف إلا به، وأعجب من هذا أنه بلغني أنه رام الاستقرار في وظيفته وكاد أمره أن يتم ثم بطل وكل هذا أدل دليل على سوء طويته ولذا عادى شيخنا أتم عداوة لكونه قدم عليه مرة في رسالة فلم يأذن له في الجلوس وصار يبسبس لعشيره الولوي بن تقي الدين ويحسن له أموراً قابلهما الله عليها هذا مع كون شيخنا ذكره في معجمه وأثنى عليه بقوله سمعت من فوائده ومن نظمه وسمعت من لفظه مناماً رآه وفيه أبيات شعر له، وهو أحد الكملة في النظم والنثر والخط ولكنه كثير الانجماع مع لطافة زائدة ولم يكمل الخمسين حتى أسرع إليه الشي انتهى. والمنام المشار إليه قرأته بخط الشرف رائية ونصه: رأيت في بعض ليالي سنة سبع وعشرين كأني مار في مرجة خضراء ذات جداول ومعي الشيخ شمس الدين بن عبد الرحيم رحمه الله فبينا نحن نمشي إذ قال لي يا فلان هذا الشيخ جمال الدين بن نباتة متكئ على جدول منها فملنا نحوه وسلمنا عليه فرد السلام فقال له يا سيدي هذا يحيى بن العطار ينظم على طريقتك ويحبك هو وابن الخراط ويغضان من بعض الناس يشير إلى ابن حجة رحمه الله فتبسم وقال اعرف أعرف وفارقناه فلما انصرفنا خطر لي أني أخطأت في عدم سؤالي عن أحوال الآخرة من رجل ميت مسلم منسوب إلى قرآن وحديث واشتغالي بالكلام معه في الشعر والتريض بابن حجة فرجعت إليه بمفردي على الفور وقلت له يا سيدي ما الذي رأيت من أمور الآخرة أو نحو هذا فجثا على ركبتيه وأنشدني ارتجالاً:
إن أنت صدقت ما جاء الحديث به ... وبالقديم كلام الله في الأزل
وجئت في الحشر مطلوقاً بلا أحد ... يشكو عليك ولوف ي أصغر الزلل
رأيت في الحال ما تقضى به عجباً ... ولو أتيت بظلم النفس كالجبل(5/118)
بل قرأت بخط شيخنا أن الشرف المذكور أنشده بظاهر حلب في سنة آمد قال أنشدني الشمس محمد بن أحمد بن البرداد الحلبي لنفسه قصيدة يهجو فيها الشرف التباني وهو يومئذ وكيل بيت المال وناظر الكسوة:
يا بني التبان أنتم ... أجور الناس وأجسر
كسوة البيت سرقتم ... وفعلتم كل منكر
هل رأيتم حنفياً ... باع بيت المال مجهر
الأبيات قال شيخنا وسمعت الشرف يقول سمعت أخي وكان يخدم في الدوادارية عند قرقماس ابن أخي دمرداش في سلطنة الناصر فرج فلما غلب شيخ ونوروز على المملكة واستقر نوروز بالشام وتوجه شيخ صحبة المستعين إلى القاهرة ثم كان من خلعه المستعين من السلطنة ثم من الخلافة ما كان واستقر في السلطنة ولي قرقماس نيابة الشام فوصل إلى الرملة وقد امتنع نوروز وأنكر ما وقع واستمر على اعتقاد سلطنة المستعين وعرف قرقماس أنه لا يطيق مقاومته فاتفق أن نوروز استمال طائفة ممن كان مع قرقماس فحسنوا لقرقماس أن يلحق بنوروز فاستشار نوروز أخي قال فأشرت عليه أن لا يفعل وأن يثبت على طاعة المؤيد لأنه بالغ في إكرامه وقدمه على خواصه في نيابة الشام إلى غير ذكل حتى كاد يرجع عن رأيه الأول ثم عاوده التردد في ذلك فقال لي إن معي لوحاً دفعه إلى نصر الله الجلالي من خاصيته أن من أراد أمراً يعلقه أمامه في القبلة ثم يصلي ركعتي الاستخارة ويدعو فأنه إذا انتهى يجد من يدفعه إلى إحدى جهتي اليمين أو اليسار فأي الجهتين دفع إليها فالخيرة له فيها فخذ هذا اللوح وافعل فيه ما ذكر وعد إلي بالجواب قال فأخذته ودخلت إلى مكان خال وعلقت اللوح أمامي وصليت ودعوت فحلف أنه وجد من يدفعه إلى جهة الشام بغير اختياره وأنه عاود ذكل ثلاثاً قال فرجعت إليه وقد خشيت أن ينسب العصيان إلي فقلت له ما أحسست شيئاً إلا أن الاستمرار على الطاعة أولى فنادى بالرحيل فرحل من معه ظانين أنه يقصد جهة الشام فقصد جهة مصر ودخل إلى المؤيد واستمر في خدمته إلى أن حضر معه فكان من القبض عليهما معاً وإرسالهما إلى الإسكندرية وغير ذلك ما كان، قال الشرف فترددت أنا إلى نصر الله مراراً ليوقفني على اللوح المذكور وجهدت كل الجهد وهو مصر على إنكار صدور ذلك منه من أصله وعدم الاعتراف بشيء منه قال وكان ذلك من وفور عقله لأنه لا يأمن إشاعة ذلك عنه فيترتب عليه ما يقتضي إدخال الضرر عليه. قلت ورأيت الشرف حضر لعيادة شيخنا قبيل موته بأيام فبالغ شيخنا في التلطف معه وحصلت بينهما مذاكرة لطيفة وأظهر شيخنا بشرى بالاجتماع به على جاري عادته في التودد مع من يفهم عنه شيئاً وأرسل إليه بعد مفارقته بتحف، ثم حدثني العز السنباطي رحمه الله قال رأيت بعد موت شيخنا كأني بين يديه أنا والولوي بن تقي الدين وكان شيخنا دفع لابن تقي الدين من القصب الأبيض قلماً بغير براية وقال له قل لصاحبك وسمى يحيى هذا: قد تقدم الخصم والمدعى عليه في الطلب والحاكم لا يحتاج إلى بينة، قال العز فلم نلبث إلا دون شهر ومات يحيى، ونحو هذا قول القاضي بكار لأحمد بن طولون عن نفسه وقد ظلمه شيخ فان وعليل مدنف والملتقى قريب والله القاضي، وبالجملة فكان يحيى أديباً فاضلاً مفنناً ذكياً ذا عقل وافر وهيئة لطيفة ونورانية ظاهرة وحشمة وسكون وكياسة وكرم وهمة عظيمة مع من يقصده وقدم راسخ في فنون الأدب ولذا انتمى إليه جماعة منهم ونفق سوقهم بسفارته ومحبة في المعروف حتى أنه كان يبر الشيخ محمد البياتي صاحب ابن الهمام وكذا الشيخ مدين بل أعطى ابن شعيرات بعد انحطاط أمره في التجارة ثلثمائة دينار لشدة اختصاصه به، كتب عنه غير واحد من أصحابنا وغيرهم من نظمه ونثره، وأطراه البقاعي جداً لكونه هو وابن صالح كانا من أتباعه وكتبت عنه أشياء منها قوله:
كتبت أعتب من أهواه في ورق ... فقال لي الطرس زدني فهو مكتوبي
فقلت يا طرس حتى أنت تعشقه ... فقال دعني فأنى تحت مكتوب(5/119)
إلى غير هذا مما أودعته في المعجم والوفيات وغير ذلك، وهو ممن قرض سيرة المؤيد لابن ناهض بل له ذكر في علي بن مفلح، ولم يزل على رياسته غير أنه خدشها في آخر أمره بتردده للنحاس ومنادمته له حتى مات في عصر يوم الخميس سادس عشر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين وصلي عليه من الغد في مصلى المؤمني بمحضر فيه السلطان تقدمهم الشافعي، ثم دفن بتربة طيبغا الطويل بالصحراء لكونها كانت تحت نظر عشيره النحاس سامحه الله وإيانا، قال البقاعي على حالة حسنة أخبرت أنه ما زال يذكر الله جهراً فلما عجز صار سراً حتى طلعت روحه مع التبسم والإخبار برؤية الخضرة والياسمين، قال وكانت جنازته حافلة وليس له وارث وعظم تأسف الناس عليه وأطبقوا على الثناء الجميل بحيث أن مبغضه لم يسعه إلا ذلك وكفاه فخراً أن مبغضه لا يستطيع ذمه بعد موته قال ولم يخلف بعده مثله في كل خصلة من خصاله ورثيته بقصيدة فائية هي في ديواني وقال أن أبا الفضل المغربي أخبره أنه سمعه وهو في غمرات الموت يقول إينال الأجرود بقي لرياسته خمس درج. وساق ما أسلفته في ترجمة إينال فالله أعلم، وهو في عقود المقريزي، وقال كما في النسخة أن مولده سنة سبع وثمانين، وكان الأول أثبت، ونشأ بالقاهرة واشتغل فبرع في الأدب وقال الشعر البديع وكتب الخط المنسوب وشارك في علوم ولازمني مدة فبلوت منه من الفضل والأفضال وعزير المروءة وعلو الهمة وجميل المحاضرة ما يقصر الوصف إن إيراده؛ إلى آخر ترجمته.
945 - يحيى بن الشهاب أحمد بن محمد بن علي المحلي الماضي أبوه وأخوه محمد ممن سمع مني.
947 - يحيى بن أحمد بن محمد بن عمر الفقيه الصالح الفاضل الصدر الكامل العماد الحاجر الأشعري اليماني الزبيدي الماضي أبوه. قرأ في الفروع ابتداءً على الجمال الطيب وسمع ابن الجزري والفاسي والبرشكي وحصل بخطه كباً جمة وقيد بعضها وحج مراراً وانتقل من وطنه زبيد فراراً من الظلم سنة إحدى وأربعين.
948 - يحيى بن أحمد بن محمد المدعو وفا الفاضل المعتقد أبو السيادات بن الشهاب السكندري الأصل المصري المولد المالكي الشاذلي الماضي أبوه وإخوته ويعرف كسلفه بابن وفا. ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة وجلس بعد موت أخيه أبي الفتح مكانه في سنة اثنتين وخمسين وتكلم على الناس فرزق القبول وأكثر الناس من التردد إليه للزيارة وغيرها ولكن لم تطل مدته بل مات عن قرب في يوم الأربعاء ثامن ربيع الآخر سنة سبع وخمسين ودفن بمشهدهم من القرافة بجانب أخيه. وكان حسن الصوت في المحراب وغيره ذا نظم على طريقتهم رحمه الله وإيانا.
يحيى بن أحمد بن محمد النفري السراج.
949 - يحيى بن أحمد بن يحيى بن إسمعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن يوسف محيي الدين بن الشهابي بن الظاهر بن الأشرف هزبر الدين الغساني اليماني الأصل المكي ختن قاضي الحنفية بمكة الجمال أبي النجا محمد بن الضياء الماضي ووالد عمر وإسمعيل المذكورين ويعرف بابن ملك اليمن. اشتغل قليلاً وقرأ على البدر بن الغرز حين مجاورته بمكة الرسالة القشيرية واستقر في مشيخة الزمامية بمكة برغبة مجلى له عنها. مات في أواخر ليلة الأحد ثاني المحرم سنة ست وثمانين وصلي عليه وقت طلوع الشمس عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند أبيه بالشعب الأقصى بالقرب من فضيل بن عياض، وتلقى المشيخة عنه النجم بن يعقوب قاضي المالكية بحجة كونه غريباً عملاً بشرط الواقف رحمه الله وإيانا. ورأيت بخطى في موضع آخر يحيى بن أحمد الشرف اليماني ثما لمكي ويعرف بابن سلطان اليمن لكونه جده الظاهر صاحب اليمن. مات بمكة عن بضع وخمسين وهو هذا فيحرر مقدار سنة.(5/120)
950 - يحيى بن أحمد بن يحيى الزندوني ويقال له أيضاً الزنداوي المغربي المالكي نزيل المدينة. ولد قبيل سنة عشرين وثمانمائة ومات أبوه فيها فنشأ يتيماً فقرأ القرآن وسافر إلى الحج فحج في سنة اثنتين وأربعين وجاور ثم رجع وزار بيت المقدس وأقرأ في بعض نواحيه الأولاد دون سنة، وسافر إلى القاهرة فأقام بالأزهر يسيراً ثم حج في سنة خمس وأربعين وكانت وقفة الجمعة وجاور أيضاً، ثم قدم المدينة فقطنها وتصدى فيها لإقراء الأبناء أيضاً فقرأ عليه من أهلها طبقة بعد طبقة وانتفع به في ذلك وتلا على السيد الطباطبي تجويداً وصحب الشمس الزعيفريني وحكى لي عنه أنه كان يقول من قال جعلني الله في بركتك فقل له نعم ويقول أيضاً اختص أهل المدينة بآيات " يحبون من هاجر إليهم " " فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون " " والمرجفون في المدينة " ولكن المعنى بالآيتين الأخيرتين أهل النفاق. وقد لقيته بالمدينة وأهلها كالمتفقين على الثناء على بركته وخيره ثم قصدني ونحن وإياه سائرين إلى مكة بالصفراء وبالغ في الاستئناس بي. ومات في سنة خمس وتسعين بالمدينة رحمه الله وإيانا ونفعنا به.
951 - يحيى بن أحمد بن قمر الدولة. أحضر في الرابعة سنة خمس وتسعين وسبعمائة الكثير من الصحيح على التنوخي ثم سمع على ابن الكويك وغيره.
952 - يحيى بن أحمد الذويد. مات في شعبان سنة سبع وتسعين بواسط من هدة بني جابر وحمل لمكة فدفن بها.
953 - يحيى بن أحمد العيدلي البجائي المغربي. مات سنة ثمانين تقريباً وكان عابداً مشاراً إليه. أفادنيه بعض الآخذين عني من المغاربة.
954 - يحيى بن إسمعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول الماضي حفيده يحيى بن أحمد بن يحيى قريباً ويسمى أيضاً عبد الله، وقد ذكره شيخنا بزيادة أحمد بينه وبين إسمعيل والصواب حذفه. وكان استقراره في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ولقب بالظاهر هزبر الدين بن الأشرف بن الناصروقال بعضهم أنه ملك اليمن في رجب سنة ثلاثين فدام نحو اثنتي عشرة سنة وضعفت مملكته وخربت ممالك اليمن في أيامه لقلة محصوله بها من استيلاء العرب على أعمالها. ولم يزل كذلك حتى مات في يوم الخميس سلخ رجب، وقال بعض الآخذين عني أنه ولي بعد خلع ابن أخيه الأشرف إسمعيل بن الناصر أحمد لصغره فقام بالملك وظهرت نجدته وصرامته ودانت له البلاد والعباد وعمر مدرسة بتعز وأخرى بعدن ووقف عليهما الأوقاف الجليلة ووقف بالأولى كتباً كثيرة وطالت أيامه غير أنه كان مدعياً في العلوم ويتكلف في أوراقه السجع الملحون كما قاله الحافظ ابن الخياط في وفياته ولكن كان ابن الخياط لكونه محبوباً عند أهل بلده لا يحبه الظاهر جرياً على عادته في عدم محبته لذوي الوجاهات ويتجنى له الذنوب وربما قصده بمكروه فلم يقدره الله عليه. مات الظاهر في رجب سنة اثنتين وأربعين بزبيد وحمل لمدرسته بتعز فدفن بها واستقر بعده ابنه الأشرف إسمعيل الماضي.
955 - يحيى بن إياس بن عبد الله الجركسي الأصل المكي ويعرف بالحسيني. ممن سمع مني بمكة وكتبت له إجازة شرحت شيئاً منها في الكبير.
956 - يحيى بن إياس آخر إن لم يكن الذي قبله قريب لأمير آخور. مات في طاعون سنة سبع وتسعين.
957 - يحيى بن بركة بن محمد بن لاقي الشرف الدمشقي ويعرف بابن لاقي. كان أبوه من أمراء دمشق فنشأ هو في نعمة ثم خدم أستاداراً وصار أيضاً من أمرائها وصحب نائبها المؤيد شيخ ولزمه وقدم معه القاهرة بعد قتل الناصر في سنة خمس عشرة فلما تسلطن عمله مهمنداراً بل أضاف بل أضاف إليه التكلم في أستادارية الحلال وصار من أعيان الدولة إلى أن تنكر عليه جقمق الأرغونشاوي الدوادار الكبير بسبب كلام نقله عنه للمؤيد تبين بطلانه فرسم المؤيد حينئذ بنفيه لدمشق فأخرج إليها على حمار فمرض في أثناء الطريق. ومات بالقرب من غزة في صفر سنة اثنتين وعشرين فحمل إلى غزة فدفن بها واستقر بعده في المهمندارية إبرهيم المدعو خرز. وذكره شيخنا في إنبائه وقال أنه قدم القاهرة مراراً.(5/121)
958 - يحيى بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الولد محيي الدين أبو زكريا بن الخطيب الفخر بن الكمال أبي الفضل القرشي الهاشمي العقيلي النويري المكي أخو محمد الماضي وجده والآتي أبوه. ممن سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين مع أبيه.
959 - يحيى بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الخالق بن عثمان النجم بن الزيني بن مزهر سبط البهاء بن حجي أمه زبيدة. مات في ليلة الأحد ثامن عشرى صفر سنة ثمان وثمانين عن اثنتي عشرة سنة بعد أن قرأ غالب القرآن وصلي عليه من الغد تجاه الحاجبية عند مصلى باب النصر في محفل لم يتخلف عنه كبير أحد تقدمهم الولوي السيوطي لتوعك المتولي ودفن بتربتهم وتأسف الناس خصوصاً خاله وسميه النجم يحيى على نضارته وبهجته وفطنته ورثاه الشعراء ورثوا لأبيه لا سيما أمه وكانت بسببه أوقات طيبة عوضهم الله الجنة.
960 - يحيى بن أبي بكر بن محمد بن يحيى بن محمد بن حسن العامري الحرضي اليماني محدثها بل شيخ تلك الناحية وصالح اليمن الشافعي. جمع مصنفاً سماه العدد فيما لا يستغني عنه أحد في عمل اليوم والليلة وآخر سماه غربال الزمان في التاريخ وآخر سماه بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص السير والمعجزات والشمائل وآخر سماه التحفة في الطب وآخر سماه الرياض المستطابة في معرفة من روى الصحيحين من الصحابة والتمس مني أحد الآخذين عني صديق بن إدريس الماضي في سنة إحدى وسبعين تقريظ بعض تصانيفه وبلغني من بعض أقاربه وغيره من طلبته أنه حج قبل ذلك وجاور وسمع بمكة على أبي الفتح المراغي وأنه سمع باليمن على إبرهيم النحوي، وسافر لأبيات حسين فأخذ تفسير البغوي عن الفقيه محمد بن أبي الغيث الحسيني بلداً الكمراني وأنه كان تفقهه بأبيه حتى تميز في ذلك وأقرأ الفقه والحديث وأخذ عنه جماعة، وفاته أنه قرأ على التقي بن فهد وكان يفتخر بذلك. ومات بحرمن في إحدى الجمادين سنة ثلاث وتسعين عن سبع وسبعين سنة ممتعا ًبسمعه وبصره ودفن بجوار مسجده الذي كان يقرئ به من حرض، وهو في عقود المقريزي وقال أنه قدم عليه مكة في يوم عيد الفطر سنة تسع وثلاثين لزيارته وسماع الحديث والإجازة يعني فحصل له ذلك؛ ثم أورد عنه عن شيخ قدم عليه بوادي حرض في هذا العام له نسك واجتهاد في العبادة وكشف واطلاع حكاية رحمه الله وإيانا.
961 - يحيى بن نائب الشام جانم الأشرفي برسباي أحد المقدمين بدمشق. مات في رجب سنة ثلاث وسبعين وهو في حدود الثلاثين، وله ذكر في الحوادث الخشقدمية وقبلها.
962 - يحيى بن حسن بن عكاشة الربعي الغزي الحنفي الواعظ نزيل مكة. ولد سنة اثنتين وثلاثين ونمانمائة بغزة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به للسبع بل وللعشر على الشمس بن عمران والشهاب أحمد بن عابد وسعيد بن معمر الضرير وعبد الله بن زقزوق وغيرهم واشتغل في الفقه وغيره على ناصر الدين الأياسي، وحج في سنة إحدى وخمسين فقطن مكة وأخذ بها عن أبي البقاء وأبي حامد ابني أبي الضياء وأبي الوقت المرشدي بل وعن شيخه ابن الهمام في آخرين ممن ورد عليها من حنفية الروم والعجم وغيرهما وسمع على أبي الفتح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فهد وأبي اليمن وأبي السعادات وغيرهم وتلا فيها للعشر أيضاً على ابن عياش ومحمد الكيلاني وعمر النجار وتوجه لزيارة المدينة النبوية فأخذ بها القراآت أيضاً عن الشمس الششتري وقرأ بعض العقليات على الشهاب الأبشيطي ومحمد بن المبارك المغربي والتفسير على بعضهم وسمع بها على ناصر الدين الكازروني وأبي الفرج بن المراغي والقاضيين سعيد وسعد الزرنديين وتصدى للقراءة على العامة بالمسجد الحرام في كتب السير والحديث والوعظ ونحوها وكذا الإحساسة بالطب قصد فيه وجود الخط وكتب به أشياء كصحيح مسلم في ثلاثين جزءاً حرره وانتفع به والمنان في تفسير القرآن للعلامي في أربعين مجلداً، كل ذلك مع الخير والتواضع والسكون والتودد والتأني في القراءة. وقد سافر بأخرة إلى الشام لوفاء ديونه فأقام سنتين فأكثر ورجع بخير وبر، ودخل القاهرة ووقف عليه ابن قلبة بمكة نصف الحمام المعروفة به لقراءة أشياء في المسجد، وقد تكرر اجتماعه علي بمكة وربما جاءني للطب وأهدى إلي مرة بعد أخرى ونعم الرجل، وهو الآني في سنة سبع وتسعين حي.(5/122)
963 - يحيى بن حسن بن محمد بن عبد الواسع المحيوي الحيحاني - بمهملتين نسبة لحيحانة بليدة في المغرب - المغربي المالكي قاضي دمشق. كان مشكور السيرة في أحكامه مع فضيلته، له تعاليق جيدة وعلق بأطرافه بعض جذام فصبر. مات بدمشق في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين. أرخه المقريزي وقال كان عفيفاً في احكامه مهاباً. وذكره ابن اللبودي.
964 - يحيى بن روبك أبو محمد شيخ النحاة في عصره باليمن، تفقه بصنعاء ثم استوطن تعز ومدح الملوك وقامت له رياسة معهم. وكان على طريقة العرب في ارتجال الشعر. مات سنة خمس وثلاثين في نخل وادي زبيد ودفن هناك. قاله العفيف.
965 - يحيى بن زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا محيي الدين أبو السعود بن الزيني السنيكي الأصل القاهري الشافعي الماضي أخوه وأبوهما. ممن سمع على أبيه. ومات في طاعون سنة سبع وتسعين في رجبها وفجع به أبوه.
966 - يحيى بن زيان بن عمر بن زيان أبو زكريا الوطاسي المريني اللمتوني الفاسي الأزرق وزير المغرب الأقصى ووالد يحيى الآتي وصاحب فاس. كان عادلاً بحيث أفردت ترجمته بالتأليف. مات مقتولاً ظلماً في ثاني ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين واستقر بعده قريبه أبو حسون علي بن يوسف بن زيان الماضي. وهو في عقود المقريزي قال يحيى بن أبي زيان بن أبي محمد بن الوزير بن أبي حسون عمر بن حمامة الوطاسي المعروف بالأزرق - لزرقة عينيه - والقائم بالأمر في مدينة فاس، كان أبوه زيان من عظاء شيوخ بني مرين حتى مات سنة ثمان وعمر ابنه هذا نحو سبع سنين فتنقلت به الأحوال، ثم بيض.
967 - يحيى كور بن سليمان بن دلغادر التركماني أخو سوار الماضي. كان ممن علق في الكلاليب مع أخيه بباب زويلة حتى مات بعده بيوم في يوم الثلاثاء تاسع عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين.
968 - يحيى بن سنقر بن عبد الله الأسعردي الدمشقي. جرده البقاعي وقال إنه لم يجز. يحيى بن سيف بن محمد بن عيسى نظام الدين بن سيف الدين. يأتي في يحيى بن يوسف بن محمد بن عيسى.(5/123)
969 - يحيى بن شاكر بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب الشرف أبو زكريا بن العلم بن الفخر بن العلم الدمياطي الصل القاهري الشافعي، ويعرف كسلفه بابن الجيعان. ولد فيما أخبرني به في أيام التشريق سنة أربع عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتقريب الأسانيد والنخبة لشيخنا والمنهاج وألفيتي النحو والحديث وشاطبيتي القراآت والرسم وجمع الجوامع والتلخيص وغيرها وعرض على جماعة كالبساطي ويقال أن في صدر إجازته مما فيه تنويه بصاحب الترجمة الحمد لله الذي أشبع بعد جوع وأيقظ بعد هجوع وقرب بعد إبعاد وعد بعد إيعاد، وأقبل على الاشتغال فتدرب بالمباشرة بأقربائه وجود القرآن على غير واحد بل تلاه بكثير من الروايات على الزين طاهر وأخذ عنه العربية وغيرها ولازم القاياتي في الأصلين والفقه والعربية والحديث وغيرها وكان مما قرأه عليه مختصر ابن الحاجب وشرح الشذور وصحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود وكذا لازم ابن المجدي في الفرائض والحساب والجبر والمقابلة وسائر فنونه التي فاق فيها مع العربية والفقه حتى كان جل انتفاعه به وعرض بمزيد الاختصاص به وأذن له بالإفتاء والتدريس قديماً وبالغ في الثناء عليه والتنويه بذكره وصرح بأنه ليس في جماعته أمثل منه وصارت إليه سائر تصانيفه وتعاليقه أو جلها، وأكثر من السماع من شيخنا في رمضان وغيره بل لازمه في علوم الحديث وقرأ عليه شرح النخبة له واشتدت عنايته أيضاً بملازمة العلاء القلقشندي حتى قرأ عليه فيما بلغني الكتب الستة أو جلها وغيرها بل وتكررت قراءته عليه للبخاري والترمذي وانتفع به كثيراً وأخذ الفقه أيضاً قديماً عن الشرف السبكي والجلال وبأخرة عن العبادي والبكري ومما قرأه على العبادي إلى إحياء الموات من الروض لابن المقرئ وعلى المحلي شرحه للمنهاج بل وقرأ عليه أيضاً شرحه لجمع الجوامع في الأصول وقرأ المتن مع شرحه لابن العراقي على الشهاب الأبشيطي وعنه أخذ العربية أيضاً ولازمه هو والمحلي في غير ذلك وتردد للعز عبد السلام البغدادي والحناوي والسيد النسابة والوروري وغيرهم من الأئمة كابن الهمام والشمني والكافياجي وغالب شيوخ العصر فيما أظن واستفاد منهم وأخذ أصول الدين أيضاً عن الأمين الأقصرائي والشرواني والمنطق وغيره عن أبي الفضل المغربي في قدمته الأولى، ولم يتحاش عن الأخذ عن طبقة تلي هذه كالسنهوري قرأ عليه الألفية وتوضيحها وشروحه الجرومية ومختصر ابن الحاجب وغيرها وكذا تردد إليه أمام الكاملية حتى أخذ عنه شيئاً من تصانيفه وغيرها وقرأ على الفخر الديمي في مدرسة عمه الدلائل للبيهقي بل كان يشارك ولده الصلاحي فيمن يتردد إليه ممن يليهم أيضاً محبة في الفائدة والمذاكرة وعدم أنفة؛ وأكثر من المذاكرة مع المحيوي الدماطي والشهاب السجيني ونحوهما مما هو أبرع منهم وكذا كان الشاوي يتردد لقراءة الصلاحي عليه بحضرته عليه في البخاري حتى قرأ نحو نصفه الأول فيما بلغني وما كان القصد إلا أن تكون القراءة على كاتبه فما وافق، نعم سمع منه أشياء من تصانيفه وغيرها شاركه بنوه في بعضها واستكتبه لهم بها، بل سمع الكثير قبل على الزين الزركشي وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان في آخرين بعدهم مما الكثير منه بقراءتي، وأجاز له في عدة استدعاآت خلق من الآفاق من سنة ست وثلاثين فما بعدها، وحج غير مرة أولها قريباً من سنة أربعين وسمع بمكة على أبي الفتح المراغي وبالمدينة على المحب المطري وغيرهما وصحب السيد عفيف الدين الإيجي وغيره من السادات، ودخل دمياط ونواحيها للتداوي وعرف من صغره بقوة الحافظة ووفور الذكاء وسرعة الإدراك والفصاحة وحسن العبارة وطيب النغمة وجودة الخط مع سرعته، واستمر في ازدياد من ذلك مع مزيد التواضع والأدب والعقل والاحتمال والصبر على العوارض البدنية وغيرها والدربة والسياسة والبر التام بأبيه والقيام بخدمته إلى الغاية مع اقتداء أبيه بجميع أوامره وإشارته والتودد لأحبابه والمثابرة فيما أخبرت على التهجد والتحري في الطهارة والنية والإعراض عن اللهو واللغو جملة والمحاسن الوافرة والرغبة التامة في تحصيل الكتب بحيث اجتمع له منها الكثير في كل فن وتوسع في استكتاب ما يصدر من ذلك عن الفضلاء أو المتشبهين بهم إما بنفسه أو باستعمال مصنفه فيه وما كنت أفهم عنه في كثير من ذلك(5/124)
إلا التودد وإلا ففيه ما لا يخفى عن من هو دونه ولو تفرغ لالتحق بالأعلام ولكنه كان قائماً لا ينهض به غيره حتى عول عليه الملوك فمن دونهم وديوان الجيش لا أعلم من يوازيه في استحضاره إياه وضبطه له متقن وترتيبه لبلاده وأسمائه بين بحيث كان يقول لي كثيراً فيه المتفق والمفترق والمؤتلف والمختلف ونحوهما من فنون الحديث ومع تعبه بسببه لا سيما بعد وفاة والده فقل أن تخلو أوقاته حين تفرغه منه عن مطالعة أو مذاكرة أو استفادة أو إفادة وقصده الأبناء بالعرض فكان يبرهم بما ينجبر به خاطرهم مما أعرض قضاة الوقت فضلاً عن غيرهم عنه غالباً ويكتب لهم الكتابة الحسنة وربما كتب على الفتوى في بعض المسائل واقرأ الطلبة في العربية والفرائض والحساب والفقه ومما أقرأ فيه الروض لابن المقرئ بل سمعت أنه أقرأ في الفية العراقي وهو جدير بالتلقيب بذي الرياستين. ولذا لقبته بها قديماً، وكان جمال أهله بل الممالك ولم تزل الفضلاء من أرباب المذاهب والفنون تهرع للقائه ويضرع من شاء الله منهم إلى الله في استمراره وبقائه لمعاملته لهم بالجميل ومسالمته للمبتدئ منهم والجليل وكان في فقرائهم من هو في البر عنده على مراتب فمنهم من تصله بالشهر أو بالموسم أو بالسنة أو بدون توقيت، وكنت ممن أرى منه مزيد الإجلال والاحتفال وأسمع عنه في الغيبة شريف المقال مما يؤذن بالإخلاص في الإقبال حتى أنه رآني مرة وأنا عنده مفارق الطرق قريباً من باب القنطرة فترجل عن فرسه للسلام علي بحيث استحييت منه بل واستمر ماشياً معي إلى باب المدرسة المنكوتمرية وأنا أبالغ في كفه عن ذلك وهو يبالغ في التشوق والاستيحاش من انقطاعي عنه التمس مني غير مرة تعيين وقت للاجتماع به فما قدر إلا في النادر ولما صلى ولده المشار إليه بالناس عقب ختمه القرآن على العادة سألني في إنشاء خطبة له فامتثلت ووقعت عنده موقعاً وأرسل خطه بالشكر عليها ثم أرسله هو وفقيهه السجيني لقراءتها وكذا أرسلهما مع أخويه لعرض محفوظاته وكان يسألني عن مواضع في الاصطلاح وغيره وطلب مني أن أكتب شرحاً لمنظومة الكمال الدميري، وراسلني وأنا بمكة بالاشتياق وطيب الكلام مع غيره مما يؤذن بالاهتمام وذلك وشبهه مما يعد في محاسنه وأضربت عن استيفائه للخوف من الإطالة لكونه أشرك معي غيري في الدعاء بطول البقاء فقلت له مثلكم يقرن معي هذا فقال والله هذا ظلم منا وفي الحقيقة أنتم أنتم والاشتراك إنما هو في الصورة خاصة إلى غير ذلك من بليغ عباراته. وبالجملة فكان قرداً من مجموعه. ولم يزل على جلالته ووجاهته حتى مات بعلة حبس البول والحصاة في يوم الأربعاء خامس عشرى جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ببيتهم المجاور لجامع أبيه ببركة الرطلي وصلي عليه من الغد تجاه الحاجبية عند مصلى باب النصر في مشهد حافل إلى الغاية ما أعلم بعد مشهد شيخنا نظيره ومشى فيه الأتابك فمن دونه من الأمراء وحمل الأكابر نعشه ثم دفن بتربتهم تجاه الأشرفية برسباي بجانب محرابها وحصل التأسف على فقده ورثي بعدة مرات ولم يخلف بعده في مجموعة مثله رحمه الله وإيانا وعفا عنه.لا التودد وإلا ففيه ما لا يخفى عن من هو دونه ولو تفرغ لالتحق بالأعلام ولكنه كان قائماً لا ينهض به غيره حتى عول عليه الملوك فمن دونهم وديوان الجيش لا أعلم من يوازيه في استحضاره إياه وضبطه له متقن وترتيبه لبلاده وأسمائه بين بحيث كان يقول لي كثيراً فيه المتفق والمفترق والمؤتلف والمختلف ونحوهما من فنون الحديث ومع تعبه بسببه لا سيما بعد وفاة والده فقل أن تخلو أوقاته حين تفرغه منه عن مطالعة أو مذاكرة أو استفادة أو إفادة وقصده الأبناء بالعرض فكان يبرهم بما ينجبر به خاطرهم مما أعرض قضاة الوقت فضلاً عن غيرهم عنه غالباً ويكتب لهم الكتابة الحسنة وربما كتب على الفتوى في بعض المسائل واقرأ الطلبة في العربية والفرائض والحساب والفقه ومما أقرأ فيه الروض لابن المقرئ بل سمعت أنه أقرأ في الفية العراقي وهو جدير بالتلقيب بذي الرياستين. ولذا لقبته بها قديماً، وكان جمال أهله بل الممالك ولم تزل الفضلاء من أرباب المذاهب والفنون تهرع للقائه ويضرع من شاء الله منهم إلى الله في استمراره وبقائه لمعاملته لهم بالجميل ومسالمته للمبتدئ منهم والجليل وكان في فقرائهم من هو في البر عنده على مراتب فمنهم من تصله بالشهر أو بالموسم أو بالسنة أو بدون توقيت، وكنت ممن أرى منه مزيد الإجلال والاحتفال وأسمع عنه في الغيبة شريف المقال مما يؤذن بالإخلاص في الإقبال حتى أنه رآني مرة وأنا عنده مفارق الطرق قريباً من باب القنطرة فترجل عن فرسه للسلام علي بحيث استحييت منه بل واستمر ماشياً معي إلى باب المدرسة المنكوتمرية وأنا أبالغ في كفه عن ذلك وهو يبالغ في التشوق والاستيحاش من انقطاعي عنه التمس مني غير مرة تعيين وقت للاجتماع به فما قدر إلا في النادر ولما صلى ولده المشار إليه بالناس عقب ختمه القرآن على العادة سألني في إنشاء خطبة له فامتثلت ووقعت عنده موقعاً وأرسل خطه بالشكر عليها ثم أرسله هو وفقيهه السجيني لقراءتها وكذا أرسلهما مع أخويه لعرض محفوظاته وكان يسألني عن مواضع في الاصطلاح وغيره وطلب مني أن أكتب شرحاً لمنظومة الكمال الدميري، وراسلني وأنا بمكة بالاشتياق وطيب الكلام مع غيره مما يؤذن بالاهتمام وذلك وشبهه مما يعد في محاسنه وأضربت عن استيفائه للخوف من الإطالة لكونه أشرك معي غيري في الدعاء بطول البقاء فقلت له مثلكم يقرن معي هذا فقال والله هذا ظلم منا وفي الحقيقة أنتم أنتم والاشتراك إنما هو في الصورة خاصة إلى غير ذلك من بليغ عباراته. وبالجملة فكان قرداً من مجموعه. ولم يزل على جلالته ووجاهته حتى مات بعلة حبس البول والحصاة في يوم الأربعاء خامس عشرى جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ببيتهم المجاور لجامع أبيه ببركة الرطلي وصلي عليه من الغد تجاه الحاجبية عند مصلى باب النصر في مشهد حافل إلى الغاية ما أعلم بعد مشهد شيخنا نظيره ومشى فيه الأتابك فمن دونه من الأمراء وحمل الأكابر نعشه ثم دفن بتربتهم تجاه الأشرفية برسباي بجانب محرابها وحصل التأسف على فقده ورثي بعدة مرات ولم يخلف بعده في مجموعة مثله رحمه الله وإيانا وعفا عنه.(5/125)
؟970 - يحيى من شاهين القيسي الحنفي إمام جامع سنقر. لازم الصلاح الطرابلسي في قراءة كثير من الكتب الكبار وغيرها وسما7ع دروسه بحيث تميز في الجملة بل حضر قليلاً عند الأمين الأقصرائي وجمع للسبع فأزيد على الزين جعفر وابن الحمصاني وعرض عليه الشاطبية عند قبره، وقرأ في ابتدائه في العربية على الوزيري ومن محافيظه سوى الشاطبية تنقيح صدر الشريعة والمجمع مع خير وعقل.
؟971 - يحيى بن صدقة بن سبع. مدرك زفتي كأبيه ويعرف بجده. ممن حج وذكر في مجاورته ببر وخير.
؟972 - يحيى بن العباس بن محمد بن أبي بكر الشرف ابن أمير المؤمنين والسلطان المستعين بالله بن المتوكل بن المعتضد العباسي الماضي أبوه. ولد بالقاهرة في حدود عشر وثمانمائة ثم نقل مع أبيه إلى إسكندرية فنشأ بها فلما توفي أبوه قدم القاهرة وسكن الدرب الأصفر تجاه البيبرسية منفرداً عن أقاربه وأعمامه إذ مسكنهم بالقرب من من المشهد النفيسي يقال لترفعه وشممه بالمال ولكن كان من خيار الناس مشكور السيرة سليماً مما يعاب به قد ترشح للخلافة لما مات عمه المعتضد داود وادعى أن والده عهد إليه ووعد بالمال فلم يتم له ذلك واستقر عمه سليمان فعز عليه ولم يلبث أن مات بعد ظهر ثاني عشر المحرم سنة سبع وأربعين وأخرجت جنازته م انلغد ودفن بالصحراء في حوش اتخذه لنفسه ولأولاده ولم يبلغ الأربعين وترك فيما قيل مالاً جزيلاً ولم يخلف غير ابنتين وكان خفيف اللحية أصفر اللون إلى الطول أقرب مع حشمة ورياسة وتدين رحمه الله وإيانا. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
؟973 - يحيى بن عبد الله بن محمد بن محمد بن زكريا أبو بكر الغرناطي. كان إماماً في الفرائض والحساب مشاركاً في الفنون وصنف في الفرائض كتاب المفتاح وولي القضاء ببلده. مات في ربيع الأول سنة ست. ذكره شيخنا في إنبائه.
؟974 - يحيى بن عبد الله نحوي تونس.
؟975 - يحيى بن عبد الله الشرف القاهري ويعرف بالمزين. ولد قريب الثلاثين وثمانمائة بحارة زويلة ونشأ فحفظ القرآن وجوده على المقرئ على المخبزي الضرير بل تلا عليه لنافع وأبي عمرو وتدرب في الجراح والجبر بالجمال بن عبد الحق وبرع في ذلك بل فاق فيه وخدم به الأكابر وغيرهم وكذا تميز في الحساب والديونة والمباشرات ونحوها مع مزيد عقل ووفور أدب فترقى وتمول سيما وقد خدم ابن الأشرف إينال الملقب بالمؤيد وعمل صيرفياً عنده ثم خدم الظاهر خشقدم في عارض حصل له فبرأ منه وخلع عليه واستقر به في رياسة الجرائحيين والمجبرين شريكاً لأبي الخير النحاس، وحج مراراً منها في خدمة الأشرف قايتباي وجاور غير مرة وكذا صافر في عدة تجاريد مع الأمير أزبك والدوادار يشبك من مهدي وغيرهم واختص بالمذكورين بل عظم اختصاصه بثانيهما وتزايدت رعاية جانبه أيامه في متاجره وغيرها وقرره في وظائف دينية كالتصوف بالأشرفية والصلاحية والبيبرسية وغيرها وابتنى داراً هائلة بالحارة وموضعاً آخر بالجنينة يشتمل على ربع ووكالة ولازال يترقى مالاً وحشمة مع بر وإحسان وميل للخير حتى مات الدوادار فتعب خاطره لعلمه بتلفت السلطان مع تكرر خدمته له سيما حين ذكر بوديعة لصديقه ابن كاتب غريب فاستأذنه في السفر ليحج بولده فأذن له وسافر في موسم سنة سبع وثمانين فحج وجاور، ولم يلبث أن توعك في جدة فحمل إلى مكة فتزايد ضعفه إلى أن مات في حياة أبيه في آخر يوم الخميس عاشر رجب من التي تليها ودفن من الغد وخلف ولداً حنفياً وأثكل في حياته ولداً شافعياً عرض كل منهما علي بل قرأ المتخلف علي في البخاري. وبالجملة فكان من محاسن بني حرفته عفا الله عنه.
976 - يحيى بن عبد الله الشرف بن سعد الدين الكاتب صاحب ديان الجيش والد يوسف وإبرهيم وأخو عبد الغني ويعرف بالن بنت الملكي. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: مات في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين بالطاعون ولم يكمل الخمسين واستقر أخوه في وظيفته مشاركاً لولديه.(5/126)
977 - يحيى بن عبد الله علم الدين المصري أبوكم. باشر نظر الأسواق ثم ولي الوزارة في دولة الناصر فرج عوضاً عن الفخر بن غراب ثم الخاص عوضاً عن أخيه سعد الدين بن غراب وكذا ولي أيضاً نظر الجيش قبل البدر بن نصر الله ثم خمل، وحج غير مرة وجاور بمكة مرة مظهراً التنصل من دين النصرانية مع إكثاره من زيارة الصالحين. ومات في ثاني عشرى رمضان سنة خمس وثلاثين بالقاهرة وقد جاز السبعين وكان إسلامه حسناً. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار عما هنا.
978 - يحيى بن عبد الرحمن بن إبرهيم بن سعد بن سعيد الشرف المصري الأصل الرملي الشرف القادري. ممن سمع مني.
979 - يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الرحيمن بن حسن النرلستي. مات سنة ثلاث وستين.
980 - يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن إسمعيل المحيوي أبو زكريا ابن القاضي ناصر الدين أو زين الدين أو وجيه الدين بن التقي الكناني المدني الشافعي أخو فتح الدين محمد وإخوته ويعرف كسلفه بابن صالح. ولد سنة ست وسبعين وسبعمائة تقريباً بالمدينة ونشأ بها فصحب ابن العفيف اليافعي وأخذ عنه وقرأ على كل من والده والشهاب بن عياش في البخاري بل أخذ بأخرة عن شعبان الآثاري وسمع من ابن صديق والزين المراغي ثم ابن الجزري، وأجاز له الجمال الأميوطي والأمين بن الشماع وأبو هريرة بن الذهبي والتنوخي وابن أبي المجد وآخرون، وناب في القضاء والإمامة والخطابة بالمسجد النبوي عن أخيه أبي الفتح وكتب الكثير بخطه رأيت من ذلك مجموعاً فيها الخصال المكفرة لشيخنا انتهى من كتابتها في سنة ثمان وعشرن والإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة للزركشي في سنة أربع وثلاثين. وكان ينظم نظماً مضحكاً وأجاز للتقي بن فهد وغيره، ورأيت من أرخ وفاته في سنة ثمان وثلاثين وهذا غلط فقد كتب عنه البقاعي في سنة تسع وأربعين فيحرر.(5/127)
981 - يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن علي بن عمر بن عقيل - بالفتح - بن زرمان - بتقديم الزاي المفتوحة - بن عجنق - بفتح أوله وثالثه وسكون الجيم بينهما - بن يحيى بن أبي القسم الشرف الكندي العقيلي - بالفتح نسبة لجده - العجيسي - كأنه نسبة لعجيس بن امرئ القيس بن معبد بن المقداد بن عمر والذي سرد نسبه إليه ولكن قال هو أن مولده بأرض عجيسة البجائي المالكي نزيل القاهرة ووالد البدر محمد الماضي ويعرف بالعجيسي. ولد فيما زعمه في سنة سبع وسبعين وسبعمائة أو قبلها بأرض عجيسة وأنه مكث في بطن أمه أربع سنين ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وتلا في بلده لنافع من جهة ورش خاصة على ابن عمه على بن موسى ثم ارتحل في الطلب سنة اثنتين وتسعين فكان ممن أخذ عنه الفقه ببجاية ابن عمه المذكور وتلميذه يعقوب بن يوسف وابو مهدي عيسى اليليلتني الزواويين وقاضيها وعالمها أبي العباس النقاوسي شارح المفرجة وأحمد بن يحيى بن صابر وبقسنطينة قاضي الجماعة بها أبو العباس أحمد بن الخطيب بن القنفد وعنه أخذ العربية وببونة التي يقال لها بلد العناب قاضي الجماعة بها أبو العباس أحمد بن القابض وبتونس قاضيها وعالمها أبو مهدي عيسى الغبريني وأبو عبد الله بن عرفة إمام المغرب قاطبة وعنهما أخذ التفسير والحديث وبعض هؤلاء في الأخذ عنه أكثر من بعض ولزم من بؤنة شيخها علامة الوقت أبا عبد الله محمد المراكشي الأكمه صاحب التصانيف مدة تزيد على ثلاث سنين في النحو والمعاني والبيان والأصلين والتفسير وغيرها وانتفع به جداً وكذا لازم بتونس في النحو والأصلين والتفسير وغيرها وانتفع به جداً وكذا لازم بتونس في النحو والمنطق أبا عبد الله محمد بن خلفة الأبي، ولازال يدأب إلى أن تقدم ووجه عزمه إلى بلاد المشرق في سنة أربع وثمانمائة وأخذ عنه في توجهه بكل من سقاقس وقابس وطرابلس المغرب وسكندرية جماعة من أهلها ولقي بإسكندرية أبا عبد الله محمد بن يوسف المسلاتي المالكي فسمع منه من البخاري والبدر بن الدماميني وكاد أن يستأسره الفرنج فخلصه الله، ودخل القاهرة فحج وزار بيت المقدس وورد دمشق وحلب فما دونها وقطن القاهرة متصدياً للإقراء والتأليف والمطالعة بحيث أنه شرح ألفية ابن ملك عدة شروح منها واحد في أربع مجلدات أو ثلاث وعمل تذكرة فيها فوائد وكان ممن قرأ عليه في الابتداء ابن الهمام وحظي عند بني السفاح وبني العديم وبني البارزي ونحوهم لخبرته بمعاشرة من يريد حتى أنه يكون عنده في غاية العزة مع احتماله لجفائه وإغلاظه، ودرس بالشيخونية عقب الزين عبادة وقدم فيه على ابن عامر بعد أن عمل أجلاساً فيه وكذا رجس بجامع ابن طولون والأشرفية القديمة والخروبية وغيرها. وكان إماماً نحوياً بليغاً فصيحاً مفوهاً قوي الحافظة ذاكراً لملح كثيرة ونوادر متقنة حافظاً لجمل مستكثرة من أخبار الناس المتقدمة وأيامهم خصوصاً وقائع الصحابة رضي الله عنهم فإنه يكاد أن يأتي على ما في الاستيعاب لابن عبد البر مما شان كتابه به ويسرد ذلك سرداً، حلو الكلام مع من يريد مع إظهار الشجاعة والبادرة الفاحشة والاستخفاف بالناس سيما علماء عصره وربما يلقبهم بالألقاب البشعة ويذكر ما لعله يعرفه من أوليتهم وكان بينه وبين أبي عبد الله الراعي المغربي أيضاً ما لا خير فيه واتصافه بسوء الخلق وكون أحد لا يتمكن من المباحثة معه والاستفادة منه لذلك بل ويتعدى من اللسان إلى البطش باليد وبهذا شان سؤدده وكثر التمقت له بل صار كلامه عند كثيرين في حيز الإطراح يسخرون به ويعجبون منه مع أنه ليم بسببه فلم يفد، وقد اجتمعت به مراراً وسمعت من فوائده ورأيت من تمقته للناس أمراً عجباً مع أنني كلمته بما أعانني الله عليه وهو الذي سمع الهاتف يقول بعد سعد وأحمد لا يفرح أحد كما بينته في الجواهر، أجاز لي وأوردت في ترجمته من المعجم فوائد وزوائد ونوادر. ومات في يوم الأحد سابع عشرى شعبان سنة اثنتين وستين بمنزله من المدرسة الناصرية عفا الله عنه ورحمه وإيانا.(5/128)
982 - يحيى بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد محيي الدين أبو زكريا الهاشمي المكي الشافعي والد عبد القادر الماضي وابن عم التقي محمد ويعرف كسلفه بابن فهد. ولد في صفر سنة تسع وثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي واليافعي وعمدة الأحكام والشاطبيتين والحاوي الصغير والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية النحو وعرض على جماعة وسمع الأبناسي وابن صديق وأبا اليمن الطبري والشهاب بن مثبت والزين الطبري والجمال بن ظهيرة وجماعة بمكة والزين المراغي ورقية ابنة ابن مزروع وغيرهم بالمدينة والشرف بن الكويك والولي العراقي وشيخنا في آخرين بالقاهرة، وأجاز له الحافظان العراقي والهيثمي والجوهري وطائفة، ودخل للاسترزاق ونحوه مصر والشام وحلب والروم وغالب بلاد اليمن وكنباية من بلاد الهند وتوجه منها إلى كلبرجة فأقام بها حتى مات في أواخر جمادى الآخرية أو أوائل رجب سنة ثلاث وأربعين. ذكره التقي بن فهد في معجمه.(5/129)
983 - يحيى بن عبد الرزاق الزين القبطي القاهري الأستادار ابن أخت نقيب الجيش محمد بن أبي الفرج ويعرف بالأشقر وبقريب ابن أبي الفرج. ولد في أوائل القرن تخميناً بالقاهرة ونشأ بها فتدرب في الخدم الديوانية على كتبة الأقباط وخدم في جهات، وولي نظر ديوان المفرد غير مرة فلم ينتج له فيه أمر وتكرر عزله عنه بعبد العظيم بن صدقة الأسلمي وكانا كفرسي رهان بل كان خصمه فيه أرجح منه وآل الأمر إلى أن تركه له بعد اشتراكهما فيه والشر قائم بيهما ولم ينفصل مرة إلا وعليه من الديون الكثير وبعد تركه سعى في نظر الإسطبل السلطاني بمال وعد به إلى أن وليه في أثناء سنة اثنتين وأربعين عوضاً عن فرج كاتب المماليك فلم يلبث أن عزل فيها بأبي المنصور نصر الله الوزة ولزم داره فقيراً مملقاً مديوناً إلىأن استقر في نظر المفرد حين ولاية قيزطوغان العلائي الأستادارية باشتراطه عليهم فاستقرا في المحرم سنة أربع وأربعين الأستادار عوضاً عن محمد بن أبي الفرج وصاحب الترجمة عوضاً عن خصمه عبد العظيم وتسلم فيزطوغان كلاً منهما فأهانهما وقرب صاحب الترجمة وركن إليه وألقى إليه مقاليده وصار المعول عليه بحيث قضى ديونه وترقع حاله فأخذ في مكيدته وحسن إليه طلب الاستعفاء فظن نصحه ومشى فيه إلى أن أجيب وقرر عوضه فيها الزين عبد الرحمن بن الكويز واستمر هذا معه على عادته في المفرد ثم لم يلبث أن استقر هو فيها سنة ست وأربعين وأقبل سعده الدنيوي من ثم وأضيفت إليه بعد الحسبة وأرخى الظاهر جقمق له العنان فلم يلتفت لكلام فيه حتى تمول جداً لشدة ظلمه وعسفه واستيلائه على أقاطيع ورزق مرصدة لمساجد نحوها ومصادرته لذوي الأموال من الفلاحين والمشايخ وغيرهم بل اخترع مظالم وأموراً لم يفعلها من قبله، وبني من بعض فائض ذلك مدرسة بجانب بيته الذي عمله بالقرب من المدرسة الفخرية بين السورين بالغ في شأنها ووقف فيها كتباً هائلة وعمل فيها تصوفاً وخطبة بل التمس من شيخنا المجيء إليها في يوم من الأسبوع وفعل وكذا أنشأ أخرى بحذاء بيته أيضاً كانت مسجداً قديماً وعمل ببولاق جامعاً هائلاً فيه صوفية ودرس وغير ذلك وحماماً إلى غير ذلك من مدرسة بالحبانية وسحابة تحمل في الحجيج وسبل ومغاسل للموتى وربط وما يفوق الوصف من أملاك وأوقاف وغيرها، وصار إلى ضخامة وعظمة يحاكي فيها الجمال ناظر الخاص ولكن أين الثرى من الثريا، وصاهره التاج بن المقسي على ابنته، وترقى من أتباعه غير واحد وربما أوذي من بعضهم، ونكب بعد موت الظاهر مراراً وصودر وعصر وضرب وقاسى أهوالاً وذلاً ونفياً يطول شرحه مع بسطه في الحوداث وأحسن أحواله الإرسال به إلى المدينة النبوية فدام بها أشهراً وكانت أول نكباته على يد ولده المنصور مع مبالغة أبيه الظاهر في وصيته بجماعة هو منهم وأخذ منه على دفعتين نحو مائة ألف دينار ثم لا زال الأخذ منه يتوالى بحيث حل كثيراً من أوقافه كالكتب والبيوت، وصودر نحو عشرين مرة إلى أن لزم بيته وصادره أيضاً الأشرف قايتباي مرة بعد أخرى وحبسه بالبرج من القلعة ثم أعاد ضربه إلى أن أشرف على الموت وحمل إلى البرج ودام به مريضاً يتداوى حتى مات به في ليلة الخميس ثامن عشرى ربيع الأول سنة اربع وسبعين وقد زاد على الثمانين ودفن بمدرسته عفا الله عنه وعن المسلمين.
984 - يحيى بن عبد الرزاق علم الدين بن تاج الدين بن البقري ابن عم الشرف والمجد ابني البقري وهو أسن الثلاثة. تدرب بأقربائه في المباشرة وخدم في جهات إلى أن استقر فينظر الإسطبل بعد ابن عمه الشرف.
985 - يحيى بن عبد العزيز بن عمر بن التقي محمد بن فهد. مات في ذي الحجة سنة خمس وتسعين عن أشهر؛ وأمه كمالية ابنة أبي بكر عم أبيه.
986 - يحيى بن عبد العزيز التلمسني المغربي من بيت معروف بالصلاح والخير لهم هناك زاوية. مات بالجديدة منصرفه من الحج في أواخر سنة أربع وسبعين عطشاً ودفن بجوار أحمد القوري رحمهما الله. أفاده لي بعض أصحابنا المغاربة.
987 - يحيى بن عبد الغني بن محمد الخانكي الماضي أبوه. ولد من أمة ذكي حاذق حفظ القرآن وقرأ علي العمدة حين مجاورته مع أبيه بمكة سنة أربع وتسعين وتخلفا عنا هناك سنة أخرى ثم قدما أول سنة ست فلم يلبث أن مات في ثاني جمادى الثانية منها وفجع به أبوه عوضهما الله الجنة وأظنه بلغ أو قارب.(5/130)
988 - يحيى بن عبد الغني بن يعقوب الشرف بن الفخر بن الشرف والد أبي الخير محمد الماضي ويعرف بابن فخيرة تصغير أبيه. ممن كتب في المماليك كأبيه وولده.
989 - يحيى بن عبد القادر بن محمد بن عبد الوهاب الشرف الأسيوطي الأصل القاهري الظاهري نسبة للظاهرية القديمة الشافعي الشاذلي سبط الشمس النحريري ولذا يعرف بالنحريري. ولد بالظاهرية القديمة ونشأ بها فحفظ القرآن وجل المنهاج واشتغل فيه على البدر حسن الأعرج والسنتاوي واشتغل بتعليم الأبناء وبالنساخة وصحب المتصوفة، وحج وجاور سنة سبع وتسعين وقرأ على السيد عبد الله في المنهاج وعلى القول البديع وغيره من تصانيفي من نسخ كتبها بخطه بل وأخذ عني بالقاهرة أشياء، وهو ساكن قانع في رفد أخيه وأبيهما.
990 - يحيى بن كري املدين عبد الكريم بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة المكي الحنبلي الماضي أبوه وجده. ولد في صفر سنة إحدى وسبعين بمكة ونشأ فحفظ القرآن وأربعي النووي والوجيز في فروعهم وأصول ابن اللحام وألفية النحو وعرض واشتغل على أبيه وهو ممن سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين ثم في سنتي ثلاث وأربع وتسعين وأظنه عرض علي بعض المحفوظات، وسافر بعد أبيه في أثناء سنة تسع وتسعين بحراً إلى القاهرة وكتبت سلامته.
991 - يحيى بن عجلان الأسيوطي الأصل المكي ويعرف بابن الشريفة ممن حفظ القرآن والمنهاج وسافر إلى الحبشة والهند والقاهرة والشام للاسترزاق، وكان ينفد ما يدخل عليه أولاً فأولاً، وهو ممن سمع من شيخنا. ويقال له الطائي نسبة لجد له اسمه طي. مات بالقاهرة في طاعون سنة ثلاث وسبعين.
992 - يحيى بن علي بن أحمد بن حسن شرف الدين الرحبي الأصل المكي سبط يحيى بن محمد بن يحيى بن أحمد بن علي المغربي المالكي الآتي ويعرف كأبيه بالمغيربي. ولد في ليلة الأربعاء رابع عشرى ربيع الأول سنة خمس وستين بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وختمه عند الشروع في التاسعة وأربعي النووي والشاطبية والرسالة وألفية النحو عرض في سنة تسع وسبعين على قضاة مكة الأربعة وعمر بن فهد، واشتغل قليلاً وحضر عند الفخر بن ظهيرة وأخيه البرهاني مع ذكاء وفهم ثم تعانى التجارة بعد أن أثبت البرهان بن ظهيرة رشده وسلمه ماله ولم يعهد له فيما بلغني ترشيد من هو في حجره سواه، وسافر في التجارة لدمشق وتلقن في القاهرة الذكر من الزين عبد الرحيم الأبناسي وله تردد إلي وسماع علي ولي إليه زائد الميل ونعم هو تواضعاً وأدباً وفهماً وذكاءً وحسن عشرة بحيث صار بيته بمكة وغيرها مألفاً لأحبابه مع عدم اتساع دائرته زاده الله فضلاً ورد عليه أخاه سالماً غانماً.
993 - يحيى بن علي بن داود بن سليمان الجمال الخفركي ثم السجستاني. أخذ عنه الطاووسي ووصفه بالإرشاد وأنه شيخ الصوفية، قال وسمعت عليه آداب المريدين وقرأت عليه موضحة الأسرار وأنه شيخ الصوفية، قال وسمعت عليه آداب المريدين وقرأت عليه موضحة الأسرار ومرآة الناظرين في شرح منازل السائرين كلاهما من تصنيفه وكذلك أجوبة أسئلتي الأربعين المسماة طراز الدقائق في إبراز الحقائق وذلك في أيام اعتزاله بشيراز سنة سبع وعشرين وأجاز لي.
994 - يحيى بن علي بن قرا برج الشرف الطشلاقي القاهري. عامي ينظم الأزجال والمواليا ونحو ذلك ويأتي منه بما يستحسن مع كونه غاية في الفاقة والهيئة الرثة وهو صاحب تلك المنصوبة في القاضي الموازية لما عمله غيره في الفقيه والجندي وقد كتبها عنه المحب بن جناق الحنبلي وكان ممن يكثر التردد إليه وانتفع به في ذلك وسمعت منه بعضها وأولها:
من قال أنا قاضي مصاب لقد أصاب ... أنا الفقيه واسمي عميد من الصعيد
كان والدي يرعى الحصيد مع الدواب
وكذا سمعت من نظمه أشياء ومن ذلك قصيدة قالها في المناوي حين ختمت عنده قراءة السيرة النبوية فيما أظن وفيها في مدحي عدة أبيات. مات قبل السبعين بكثير.(5/131)
995 - يحيى بن علي بن محمد بن إقبرس الشرف أو الأمين بن العلاء القاهري الشافعي الماضي أبوه ويرعف كهو بابن اقبرس. ولد في أثناء صفر سنة تسع وعشرين وثمانمائة وحفظ العمدة والمنهاجين وعرض في سنة إحدى وأربعين على شيخنا والطبقة وأخذ في الفرائض عن الشهاب السارمساحي وفي الأصول والعربية وغيرهما عن ابن الهمام وتلميذه سيف الدين بل لازم التقي الحصني وسمع يسيراً على شيخنا وتميز قليلاً وأظنه نظم ثم أعرض عن هذا كله واشتغل بالسفر وارتقى فيه إلى أن توالى عليه كسر المراكب فتضعضع مع حسن عشرته وتودده وأفضاله بحيث سمعت الثناء عليه من جماعة كالعز السنباطي وأنه لم ينتفع مما صار إليه من قبل أبيه بشيء أو نحو هذا وكذا وصفه البقاعي في أبيه بالفضل والدين. وأقام قبيل موته بعد ضعف حاله بالينبوع حتى مات في سنة تسع وثمانين وتكلم في تركته الأتابك ووجد له من كتب العلم ما يبلغ ثمنه فيما قيل الألف رحمه الله وعوضه الجنة وقد رأيته كتب على شرح المختصر للبهاء الأبشيهي:
حليت إذ جليت أبكار الفكر ... ذات البهاء على خليل بالدرر
سام على بسط البساطي شوطاً ... حاوى الجواهر جلى حلي المختصر
996 - يحيى بن الشيخ العلاء علي بن محمد بن حسين الحصني الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه. شاب قرأ علي قطعة من أول البخاري وجميع العمدة وعلى الديمي وغيره وأظنه اشتغل قليلاً وعالج في جهات أبيه وكثيراً ما يتظلم عندي من زوج أخته المحيوي النبراوي.
997 - يحيى بن علي بن محمد بن يعقوب الطهطاوي الأصل المكي التاجر. مات بها في صفر سنة سبع وتسعين بعد مرض طويل وخلف تركة من عقار وغيره وبنين.
998 - يحيى بن علي بن محمد الشرف العيزري الغزي الشافعي من ذرية الشمس العيزري العالم الشهير الماضي. تكسب في بلده شاهداً عند قاضيه الشمس بن النحاس ثم استنابه فوثب عليه، واستقل هو بالقضاء في صفر سنة سبع وثمانين، ثم عزل بعد قليل وعوض من أجل ما بذله بقضاء صفد عوضاً عن ابن يونس فدام قليلاً ثم صرف وحضر إلي مع صهره أبي الخير بن جبريل وأعيد لغزة ثم صرف في ربيع الآخر سنة تسعين بابن النحاس وهو الآن يتجر بعد أن أعيد له ما كان بذله فيما قيل ثم أعيد في سنة تسع وتسعين حين الترسيم على ابن النحاس وأهين هذا من النائب على رسمه زعم.
999 - يحيى بن علي بن يحيى الشرف المهاجري الكردي السنهوتي الأصل القاهري الحنفي والد محمد وإسمعيل الماضيين. ممن أخذ عن قارئ الهداية واختص بالبوتيجي وغيره من الأكابر وتنزل في الجهات، وكان موثوقاً بضبطه وتقييده لكثير من الأمراء. مات سنة اثنتين وخمسين.
1000 - يحيبى بن علي الشرف القمنوني الحنفي نزيل الأشرفية ويعرف بفقيه الناظر. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة جرده البقاعي ووصفه بالعدل الفاضل وينظر مع الذي قبله.
1001 - يحيى بن عمر بن أحمد بن يوسف الشرف القاهري المالكي أحد الموقعين ويعرف بالسفطي نسبة لخال أمه أحد شهود المراكز الشمس محمد بن موسى لوجاهته في الجملة بالنسبة لأبيه. ولد تقريباً سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن والتلقين لعبد الوهاب في الفقه واشتغل فيما قيل يسيراً عند أبي القسم النويري وجلس مع قريبه المذكور شاهداً فبرع في الشروط وترقى حتى صار أحد أعيان الموقعين بل استنابه الحسام بن حريز في القضاء ثم عمله نقيباً في بابه وباشرهما لمن بعده بل استقر به الأشرف قايتباي في مباشرة أوقاف ابنه ابن الخازن وقصد في القضايا المهمة فتمول وأنشأ مكاناً بالجودرية وكان حسن الكتابة والفهم لطيف الشكالة مع ترفع وبأو زائد وتمقت للضعفاء ونحوهم بحيث خدش ذلك في محاسنه وربما تكلم في ديانته. مات في ليلة الثلاثاء رابع عشرى صفر سنة ثمان وسبعين وصلي عليه في محفل عظيم بجامع المارداني، ودفن بالتنكزية بالقرب من باب القرافة، وخلف تركة هائلة سوى ما اختلس له قبيل موته عفا الله عنه.
1002 - يحيى بن عمر بن أصلم الماضي أبوه وأخوه أحمد وأمه أمة. مات في أوائل جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ولم يتأخر بعد أبيه إلا يسيراً.(5/132)
1003 - يحيى بن عمر بن محمد بن أحمد بن عمر بن علي الشرف أبو زكريا بن السراج الحوراني الأصل الحموي المولد الشافعي التاجر نزيل مكة والماضي أبوه ويعرف كهو بابن الحوراني. ولد سنة سبعين أو التي بعدها تقريباً بحماة، ونشأ فقرأ القرآن، واشتغل قليلاً في الفقه والعربية، وأخذ عن أحمد الزبيدي وغيره، ومات والده فأسند وصيته على أخويه إليه، وأقبل بعد على الخير وقرأ علي في سنة ثلاث وتسعين بمكة البخاري ومصنفي في ختمه وعدة الحصن الحصين لابن الجزري والشفا وأربعي النووي وقطعة من أول أذكاره وجميع قصيدتي البوصيري الهمزية والبردة وسمع مني المسلسل بسورة الصف وبالأولية وحديث زهير العشاري وكذا المولد النبوي للعراقي بمحله الشريف وعلي في صحيح مسلم والمصابيح والرياض ودروساً من شرحي الألفية والتقريب وبعض الابتهاج وغير ذلك. وهو ذكي فيه قابلية ولديه فهم وأدب، وكتبت له إجازة افتتحتها بالحمد لله الذي شرف المقبل على العلم سيما الحديث النبوي وجعله يحيا وصرف المشتمل على الفهم السوي فيما يجمع الآخرة والدنيا، وقد تعرض له ولبني عمه بعد موته بل ولعمه قبل وسافر إلى الهند في حياة عمه ثم بعده إلى الشام وظهر أنه كان الجامع لشملهم وكثر تردده وبعض بني عمه لمعقل المغربي فقيل لقرابة أو لغير ذلك.
1004 - يحيى بن عمر بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد حيي الدين أبو زكريا بن النجم أبي القسم الهاشمي المكي الشافعي الماضي شقيقه عبد العزيز وأبوهما وجدهما ويعرف كسلفه بابن فهد. ولد في ليلة الأحد ثالث عشرى ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبية وأربعي النووي وألفية ابن ملك ومن المنهاج إلى الرجعة أو الظهار وعرض على جماعة كجده والشوائطي بل قرأها كلها عليهما وآخرين لكن على العادة، واعتنى به أبوه فأحضره وأسمعه كثيراً من شيوخ بلده والقادمين إليها واستجاز له جماعة وممن سمع عليه أبو الفتح المراغي والزين الأميوطي والبرهان الزمزمي وأكثر ذلك معي في الحجة الأولى بل سمع علي كثيراً من تصانيفي وغيرها في المجاورة الثانية وحضر مجالس إملائي، وزار المدينة النبوية والطائف وبجيلة زبيد ثم إلى تعز ثم إلى صنعاء وفي الثانية إلى عدن وسمع في جلها على جماعة وفي زبيد على الفقيه عمر الفتي شيئاً من مصنفاته وغيرها ورغب في السفر لراحة خاطره وتفقه بالنور الفاكهي وقرأ عليه في العربية والفرائض وكان بصيراً بها وكذا حضر مجالس البرهاني بن ظهيرة وأخيه الفخري وقرأ على السيد السمهودي في المناسك وظناً في الفرائض وفي النحو أيضاً على أبي الوقت المرشدي وفي الميقات على النور الزمزمي وأبي الفضل بن الإمام الشامي وكان بصيراً بشيء منها، وكان فاضلاً ذكياً فهامة ساكناً عاقلاً صالحاً نيراً سيما الخير عليه لائحة راغباً في الصلاة والطواف والصيام والبر مع التقلل جداً كارهاً مع ذلك لتعاطي الزكوات والصدقات الواصلة لمكة بل تعفف أخيراً عنها فلم يقبلها فكان أبوه أو أخوه يأخذها دفعاً لمن لعله لا يعجبه ذلك خبيراً بالشعر له فيه ذوق حسن بحيث انتخب من دواوينه شيئاً كثيراً وجمع مجاميع في ذلك بل جمع فوائد كثيرة من النكت والغرائب واختصر الأمثال للميداني وعمل في الأوائل كتاباً مجرداً سماه الدلائل إلى معرفة الأوائل، وفضائله كثيرة ومحاسنه جمة كل ذلك مع التؤدة وعدم التكثر بما اشتمل عليه وخبرته التامة بكثير من الأمور وكان لأبيه وأخيه وأحبابه به جمال وأنس، ولم يزل في ترق من الأوصاف الشريفة حتى مات بمكة بعد توعك نحو نصف شهر في ليلة الاثنين خامس عشرى ذي القعدة سنة خمس وثمانين وصلي عليه من الغد بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة في قبر مبتكر عند قبور أسلافه ووقع وهو على دكة المغتسل في الليل مطر عم بدنه واستمر المطر إلى وقت الصلاة عليه بدون غيم ونحوه فاستبشر والده بعموم الرحمة وتأسف أهل مكة وكل من يعرفه على فقده وشيعه خلق لا يحصون وكثر الثناء عليه وكان قريب الأجل من أبيه كما أن ابنته التي لم يترك غيرها مع أمه وأخيه قريبة الأجل منه رحمه الله وعوضه الجنة.
1005 - يحيى بن عمر الزياني الوصابي اليماني مات في أواخر سنة خمس وأربعين.
1006 - يحيى بن غازي من بيت المقدس. توفي سنة ست وتسعين.(5/133)
1007 - يحيى بن غريب شاه ويلقب خان جهان وزير صاحب الهند الغياث أبي المظفر أعظم شاه بن إسكندر شاه قتل في سنة أربع عشرة. أرخه شيخنا في إنبائه.
يحيى بن أبي الفضائل. في ابن محمد بن محمد بن إبراهيم.(5/134)
1008 - يحيى بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الأمين أبو زكريا بن الشمس أبي محمد الأقصرائي الأصل - نسبة لأقصرا إحدى مدن الروم - القاهري الحنفي أخو البدر الماضي ويعرف بالأقصرائي. ولد في سنة سبع وتسعين وسبعمائة التي توفي فيها أبوه أو التي بعدها وجزم مرة بالأولى بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنظومة والكنز والمنار والحاجبية وتلا لأبي عمرو بمكة وهو كبير في سنة اثنتين وعشرين على الشهاب أحمد اليماني تلميذ الشهاب بن عياش وأخذ الفقه عن الشهاب بن خاص ثم أخيه البدر والسراج قارئ الهداية وكذا أخذ عن أخيه الأصول وعن عبد اللطيف البخاري النحو والصرف وعن الشمس الخواقي - بكسر المعجمة وبعد الألف قاف - وقرأ على الشمس الفنري تلخيص الجامع، وسمع عليه بقراءة ابن أخته المحب الماضي في توضيح صدر الشريعة في أصول الفقه، وبالقراءة أيضاً على حفيد ابن مرزوق التسهيل لابن ملك ولازم العز بن جماعة في العلوم التي كان يقرئها كالنحو والأصلين والتفسير والمعاني والبيان والمنطق وغيرها ملازمة طويلة وقرأ عليه شرحه لمختصر جده لابن الصلاح وأخذ في الأصول والمعاني وغيرهما أيضاً عن البساطي وطريق القوم عن الزين الخوافي - بالفاء - لما قدم القاهرة واستفاد منه وتلقن منه الذكر وسمع على الشرف بن الكويك الختم من السنن الكبرى للنسائي ومن مسند أبي حنيفة للحارثي وعلى تغرى برمش التركماني شرح معاني الآثار للطحاوي وعلى محمد فارصا قال وكان مشهوراً بالتقوى وأثنى عليه كثيراً بمكة من صحيح مسلم وكذا سمع بها على شيخه الفنري من صحيح البخاري وعلى ابن الجزري في آخرين وروى البخاري إجازة عن محمد بن محمد بن محمود الجعفري الطياري الحافظي البخاري الحنفي إجازة في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بمنى ومولده سنة ست وأربعين بروايته له عن أبي طاهر محمد بن أبي المعالي محمد بن محمد بن الحسين بن علي الطاهري الخالدي الأوشي ووالده أبي المعالي محمد قراءة على أولهما لبعضه وسماعاً لبعضه وإجازة بسائره وإجازة من الآخرة وقال ثانيهما أنا به إجازة حافظ الدين أبو العفة محمد بن محمد بن نصر بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله القلانسي النسفي البخاري بسندهما وأجاز له الزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والتاج بن التنسي والكمال ابن خير وخلق ونشأ في غاية التصون وعدم التدنس بحيث كان ابن الهمام يقول أنه مازن بريبة، وشمر عن ساعده في العلوم حتى فاق، وأذن له العز وغيره من الشيوخ في الإقراء والإفتاء والإفادة، ولم يستكثر من السماع ولا من الشيوخ في العلم بل اقتصر على من انتفع به علماً وتهذيباً وأول ما تنزل طالباً في الطحاوي بالمؤيدية ثم استقر بعد وفاة أخيه البدر في وظيفة إسماعه بها وابن أختهما المحب في تدريس التفسير بها وقال قارئ الهداية حينئذ لو عكس كان أولى إشارة لتقدم الأمين في الفنون، وكذا استقر في الإيتمشية عوضاً عن أخيه أيضاً وفي تدريس الجانبكية من واقفها مع الإسماع فيها بل يقال أنه لم يبنها إلا لأجله وبلغني أن الكلوتات دخلها فوجد شيخنا الرشيدي يقرأ عليه بها فقال له عمن تروي فقال إنما أقرأ تبركاً بالحديث، وفي مشيخة تربة قجا خارج باب الوزير عوضاً عن الجمال محمود بن مصطفى القرماني وفي تدريس الأشرفية برسباي ومشيخة صوفيتها أيضاً من واقفها عقب إعراض ابن الهمام عنها وسر الواقف بقبوله لأنه كان أولاً توقف أدباً مع ابن الهمام فراسله يحضه على القبول وحينئذ رغب الأمين عن الجانبكية لابن أخته فلما مات عادت إليه وكذا أضيف إليه بعد ابن أخته ما كان باسمه من تدريس التفسير بالمؤيدية والفقه مع الحديث بالصرغتمشية والفقه بالجمالية وغير ذلك، وحج مراراً أولها مع أخيه في سنة خمس عشرة وجاور بعد ذكل وكذا زار بيت المقدس والخليل في سنة ثمان وعشرين ودخل دمياط وإسكندرية وتلك النواحي مودعاً لابن أخته لما سافر غازياً إلى قبرس، ولقي بإسكندرية بعض المعمرين إلى غيرها من الأماكن وتصدى للإقراء فانثالت عليه الفضلاء من كل مذهب فأخذوا عنه وارتحل الناس بسبب لقيه من غالب الأماكن وأقرأ الفقه والأصلين والتفسير والحديث والعربية والمعاني والبيان وغيرها وحدث بكثير من المطولات وغيرها وخرجت له من مروياته أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً، وحدث بها غير مرة سمعها منه الأئمة وفهرستا(5/135)
تداول الطلبة تحصيله. وقصد بالفتاوى في النوازل الكبار وغيرها ونفع الله به في ذلك كله، واشتهر بحسين التعليم والإرشاد وإيضاح المشكل باللفظ اليسير والتأني من غير صخب ولا مزيد حركة كل ذلك مع الديانة التامة وكثرة التعبد والتلاوة والذكر والتهجد ومحبة الصالحين ومزيد الاعتقاد فيهم وزيارتهم والحرص على زيارة ضريح إمامنا الشافعي والليث في كل جمعة وكذا سيدي عبد الله المنوفي وعد التردد لبني الدنيا إلا في فعل سنة ونحوها والتواضع والتودد والاستجلاب للخواطر والاحتمال لمن يجافيه أو ينتقصه والصبر على ما يبلغه من أذى والنصح التام لخلق الله وتعظيم أبناء جنسه والاجتهاد في إزالة الوحشة بينهم والمسارعة إلى إغاثة الملهوف والرغبة التامة في إيصال البر للفقراء وطلبة العلم من ماله وبسفارته خصوصاً أهل الحرمين والغرباء حتى أنه صار محط رحالهم والمحبة في الإطعام بحيث أنه قل أن يأكل وحده، والصدق في الحق بلسانه وقلمه ومشافهته للملوك بالمواعظ والتخويفات في المواطن التي لا يشركه في المعارضة فيها غيره فصار بهذه الأوصاف الحميدة والمناقب العديدة إلى ضخامة وعلو مكانة وأوامر مطاعة، واشتهر ذكره وبعد صيته وعرض عليه قضاء مذهبه مرة بعد أخرى وهو يمتنع، ثم أسند ذلك لأجل جماعته الشمسي الأمشاطي فكان له بذلك أتم فخر وجلس القاضي تحته بمجلس السلطان وأمره والتمس منه الشهاب حفيد العيني الاستقرار في مشيخة مدرسة جده قصداً للتجمل به وحفظ ما جدده بسببها من الأوقاف فما خالف، وفي أثناء ذلك رغب عن وظيفة الأشرفية لولده أبي السعود وباشرها تدريساً ومشيخة فكان ذلك من تتمات علوه ولما هم الأشرف قيتباي للاستيلاء على فائض الأوقاف ونحوه من الأمور التي رام إحداثها محتجاً بالاحتياج في تجهيز العسكر لدفع بعض الخارجين، وجمع القضاة عنده بسبب ذلك كان من جملة من حضر فقام بأعباء دفع هذه النازلة أعظم قيام وكفى الله المؤمنين شر القتال وما نهض غيره لمشاركته في ذلك وكف الله عنه ألسن المفسدين وأيديهم بحسن نيته وجميل سريرته ولم يجد الأعداء سبيلاً إلى الحط من مقداره بل كان ذلك سبباً في ارتقائه فإنه توعك بعد ذلك ووصل علمه إلى السلطان المشار إليه فنزل إليه منزله فسلم عليه وبالغ في التواضع معه ثم كان بسفارته وإشارته تجددي إيوان المدرسة المجاورة لضريح الشافعي ولزم من ذلك استقامة محرابها وعدم ارتضاء عوده كمحاريب تلك الناحية وكان في ذلك منقبة للإمام فإنه لم يكن بالوقف ما يفي بعمارة الإيوان المذكور لزيادة المصروف فيه على ألف دينار وكذا اتفق من إجلال الملوك له أن الظاهر خشقدم أرسل يستشيره فيمن يصلح لقضاء الشافعية وصار يراجعه في ذلك حتى تعين من وافق على ولايته. وبالجملة فقل أن ترى العيون في مجموعه مثله وللناس فيه جمال، ولم يزل على جلالته ولكن ثقل أمره على الأشرف لمشافهته له مرة بعد اخرى بما لم ينهض غيره لذكره بحيث قال له بحضرتي مرة لا تتلفت لما في أيدي الناس، وعاضر في المجلس المعقود بسبب الكنيسة عند الدوادار الكبير بل فارق المجلس وعز ذلك على المتقين؛ ومع هذا فإنه لما حج في الركب المضاف للأتابك أزبك الظاهري وهو ضعيف الحركة أمده السلطان بستمائة دينار والدوادار المشار إليه بنقد خمسمائة وبأزيد منها في مصروف الاحتياج، وسافر في محفة بأبهة وزار في جملة الركب النبي صلى الله عليه وسلم في توجهه ثم حج ورجع إلى وطنه فمات ولده أبو السعود وهو راجع فصبر وتجلد حتى دخل القاهرة وهو محزون مكروب مع كونه لا يظهر إلا التجلد بحيث أنه كلف للطلوع إلى السلطان للسلام عليه فأجاب والبسه جندة ثم لم يلبث أن تعلل أياماً. ومات في عصر يوم الجمعة سادس عشرى المحرم سنة ثمانين وصلي عليه من الغد بسبيل المؤمني في محفل شهده السلطان فمن دونه ودفن بتربة خارج باب الوزير قريباً من التنكزية وتأسف الناس على فقده وكثر ثناؤهم عليه ولم يخلف بعده مثله وقفل بيت الأقصرائي، وكنت ممن صحبته قديماً وقرأت عليه أشياء وكنت عنده بمكان حسبما أثبته في مكان آخر رحمه الله ونفعنا ببركاته. وقد بالغ البقاعي في الحط عليه وعلى ولده وأتى بأكاذيب جرياً على عادته فيمن لم ينجر معه إلى مقاصده الفاسدة هذا بعد ثنائه عليه وإجلاله له وما تأمل أن التناقض بلا سبب ديني يقتضيه يقدح في العدالة نسألة الله كلمة(5/136)
الحق في السخط والرضى. السخط والرضى.
1009 - يحيى بن محمد بن أحمد بن أبي بكر عماد الدين بن الصامت الزبيدي الناشري الشافعي ابن أخي القاضي محمد الطيب. ولد في ربيع الأول سنة ست وخمسين بزبيد ونشأ بها فحفظ الحاوي والكافي في الفرائض والطاهرية في العربية وأخذ الفقه عن ابن عمه القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن الطيب ولازمه إلى أن مات وعن الفقيه موسى بن زين العابدين أحمد بن موسى بن أحمد الرداد ويعرف بابن الزين، ممن هو الآن حي مشتغل بشرح الإرشاد، وحج في سنة خمس وسبعين ثم في سنة سبع وتسعين ولقيني في ذي الحجة منها فسمع مني المسلسل وغيره وكتب معه إلى حمزة الناشري بالثناء عليه فقال الولد الفقيه العلامة فقيه عالم فاضل من مبارك قد صار أهلاً للفتوى وكتبت له إجازة.
1010 - يحيى بن محمد بن أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أبو الطيب بن أبي الفضل بن الشهاب القرشي المخزومي المكي الشافعي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة كما أخبر به أبوه وحفظ القرآن والتنبيه والمنهاج والحاوي ثلاثتها في الفقه وعجب الناس من جمعه لها حفظاً وانفرد بذلك ولكن أعانه عليه شدة ذكائه وسمع من ابن صديق وغيره وأجاز له النشاوري وابن حاتم وغيرهما وحضر دروس ابن عمه الجمال بن ظهيرة. واخترمته المنية شاباً فمات في النصف الثاني من جمادى الآخرة سنة خمس بزبيد من بلاد اليمن وقد جاز العشرين بيسير. ذكره الفاسي وغيره.
1011 - يحيى بن محمد بن أحمد شرف الدين القاهري المقرئ نزيل الصرغتمشية ويعرف بابن الطحان. ولد سنة سبع وأربعين وثمانمائة تقريباً وتلا بالقرآن لأبي عمرو من طريق رواييه على ابن الحمصاني وكذا تلا عليه لغيره، وجاور بمكة سنة خمس وتسعين وبعدها وسمع مني تصنيفي في المولد النبوي بمحله الشريف وكان مقيماً في رفد الباش أقبردي لتوجهه لضبط تعلقه وتقريره هو وابن جانبك عنده في المخاصمات ما يعتمده مع إظهاره التعفف عن كثير مما يفعل ببابه بحيث يقول أنا عنده بلا جامكية ولا جراية فالله أعلم، وتوجه في أثناء مجاورته للزيارة النبوية هو والمنصوري المؤذن.(5/137)
1012 - يحيى بن محمد بن أحمد المحيوي الدماطي ثم القاهري الشافعي ويعرف بالدماطي. ولد تقريباً في أوائل القرن بالقاهرة وكان أبوه ماوردياً فنشأ هذا طالب علم كعمه نور الدين وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وجامع المختصرات وجمع الجوامع والتسهيل وألفية النحو وتلخيص المفتاح وعرض على جماعة كالعز ابن جماعة والجلال البلقيني والولي العراقي وحضر دروسهما بل وعرض ربع المنهاج على الشمس الغراقي بإشارة شيخه البيجوري وتعجب الناس من ذلك لعدم جريان العادة في الأغلب بالعرض إلا بعد الختم فما كان بأسرع من وفاته فظهرت ثمرة الإشارة وممن كتب له في العرض إجازة نفيسة قارئ الهداية وأظن أنه عرض عليه كلاً من التسهيل وجامع المختصرات بتمامه وقال له إما هو أو غيره من شيوخه مات عمك بحسرة أن يحفظه وأخذه بحثاً عن البرهان البيجوري واشتدت عنايته في ملازمته إياه بسببه ثم عن الشرف السبكي تقسيماً كان أحد القراء فيه وكذا أخذ غيره من كتب الفقه عنهما بل وفيه أيضاً عن الشهاب الطنتدائي شارحه والشمس البرماوي وهو ممن كتب على أماكن منه وعليه قرأ في التسهيل وكذا على الشمس البوصيري وحضر أيضاً دروس النور بن لولو ثم الونائي وبلغني أنه عرض عليه استنابته حين ولي قضاء الشام أو نقابته وكان قد دخلها فأبى ولقي الشمس بن زهرة عالم طرابلس بها حين توجه للجون صحبة الأمير يشبك الفقيه فأخذ عنه وأخذ في العربية أيضاً وفي الأصلين عن العلاء بن المغلي ولازم القاياتي في العضد وغيره وارتحل لابن رسلان فقرأ عليه شرحه لجمع الجوامع وكناه أبا الروح وأخذ في الفرائض والحساب والعروض والميقات ونحوها عن ناصر الدين البارنباري وكذا قرأ على ابن المجدي شرحه للجعبرية وقطعة من الخبري ولازمه وأخذ عن البساطي جملة من كثير من الفنون وقرأ في شرح الألفية لابن عقيل أو جميعه على قارئ الهداية ولازمه كثيراً لسكناهما معاً في الظاهرية القديمة وفي العروض على النواجي وأكثر من التردد لشيخنا حتى كان ممن سمع من لفظه بالبيبرسية الصحيح وكتب عنه الكثير من أماليه بل وقرأ عليه في شرح ألفية العراقي وأكثر من مرافقة شيخنا ابن خضر عنده بل يقال إنه أخذ عن البرهان وصحب الشيخ مدين واغتبط به كثيراً وتنزل في صوفية المؤيدية أم بمسجد في الوراقين بعد عمه بل جلس بحانوت هناك وقتاً وأقرأ في ابتدائه الأطفال بحانوت عند جامع كمال بالحسينية ولم ينفك عن الاشتغال والتردد بسببه لمشايخ الوقت بحيث لازم كلاً من المحلي وابن الهمام والشرواني حتى مات بل حضر بمكة عند عبد المعطي المغربي حين القراءة عليه وسمع بها على أبي الفتح المراغي ولم يكن مع مداومته لذلك شديد البراعة في العلوم وأحسن ما كان عنده العربية حتى أنه شرح فيها مقدمة شيخنا الحناوي والمفرجية وإن كان كتب في الفقه أيضاً على تنقيح اللباب شرحاً كاملاً في مجلدين وعلى أماكن متفرقة تكون نحو النصف من جامع المختصرات شرحاً مشى فيه أولاً على طريقة ثم عدل عنها إلى غيرها وليس ما كتبه في كليهما بالطائل بل يقال إنه رجع عنهما معاً؛ وقد أقرأ جمعاً من الطلبة لكن يسيراً وتردد لبعض الأعيان بسبب ذلك وبهذه الواسطة استقر به الجمال ناظر الخاص في مشيخة التصوف بمدرسته التي استجدها جوار الصاحبية أول ما فتحت واختص بالشرف بن الجيعان وانتفع كل منهما بصحبة الآخر وترافقا في الأخذ عن بعض الشيوخ وقرأ عليه أولاده وأكثر من التردد إليهم بحيث اشتهر بصحبتهم وصحب العز المالكي رفيق ابن الهمام الماضي وتزوج بعده بزوجته وكذا كان كثير التردد لزاوية الشيخ مدين بسبب الذكر والإقراء وغير ذلك في حياته وبعد مماته لكنه في حياته أكثر وناب عن ابن البدرشي في درس خشقدم الزمام بالأزهر وقتاً وكذا في مشيخة الحبرني بالقرافة لكونه كان من جماعة أبيه وممن أخذ عنه العلم وزوج صاحب الترجمة الولد المشار إليه وابنة له كذا زوج ابنة أخرى له للزين عبد الرحمن السنتاوي الأزهري أحد الفضلاء. وبالجملة فكان خيراً متواضعاً حسن الملتقى بشوشاً متودداً طارحاً للتكلف متقشفاً متمكناً في حب ذوي الوجاهات مستديماً حفظ كتبه لا سيما جامع المختصرات والمرور عليها سفراً وحضراً إلى آخر وقت قل أن يفارق حمل محفظته ومحبرته؛ ولم يكن كبير أحد يتمكن من مراجعته والكلام معه في شيء مما يقرأ عليه لسرعة انحرافه(5/138)
أكثر من الحج والمجاورة بمكة والمدينة وكان معه خدمة فيها وربما باشرها بنفسه، وزار بيت المقدس ودخل كما تقدم الشام وطرابلس وغيرهما بل ودخل صحبة أبيه بلاد المغرب مرتين ورأى أبا فارس متملكها، وقد اجتمعت به كثيراً وسمعت كلامه ورأيته وهو يقرئ بزاوية الشيخ مدين وقدم مكة في مجاورتي الثانية ولم يسمح لي بالإخبار بمولده ولا بكثير من شيوخه لا لمعنى وما حمدت منه ذلك، ولم يزل على حاله إلى موسم سنة ثمان وسبعين فحج ورجع وهو متوعك مفؤد مفلوج بحيث لم يدخل المسجد النبوي إلا محمولاً وسئل الإقامة هناك ليتمرض فما قدر واستمر في مسيره مع الركب حتى مات غريباً مبطوناً في ليلة الثلاثاء سابع المحرم سنة تسع وسبعين في أثناء وادي عنتر وصلى عليه عند انتهائه الشهاب عبد الحميد المالكي ودفن هناك، ولم يخلف بعده كبير أحد يوازيه في القدم من الشافعية رحمه الله وإيانا.أكثر من الحج والمجاورة بمكة والمدينة وكان معه خدمة فيها وربما باشرها بنفسه، وزار بيت المقدس ودخل كما تقدم الشام وطرابلس وغيرهما بل ودخل صحبة أبيه بلاد المغرب مرتين ورأى أبا فارس متملكها، وقد اجتمعت به كثيراً وسمعت كلامه ورأيته وهو يقرئ بزاوية الشيخ مدين وقدم مكة في مجاورتي الثانية ولم يسمح لي بالإخبار بمولده ولا بكثير من شيوخه لا لمعنى وما حمدت منه ذلك، ولم يزل على حاله إلى موسم سنة ثمان وسبعين فحج ورجع وهو متوعك مفؤد مفلوج بحيث لم يدخل المسجد النبوي إلا محمولاً وسئل الإقامة هناك ليتمرض فما قدر واستمر في مسيره مع الركب حتى مات غريباً مبطوناً في ليلة الثلاثاء سابع المحرم سنة تسع وسبعين في أثناء وادي عنتر وصلى عليه عند انتهائه الشهاب عبد الحميد المالكي ودفن هناك، ولم يخلف بعده كبير أحد يوازيه في القدم من الشافعية رحمه الله وإيانا.
1013 - يحيى بن محمد بن أبي بكر قريط العماد الحنفي. ممن أخذ عن شيخنا.
1014 - يحيى بن محمد بن تقي محيي الدين بن الشمس الكازروني ثم المدني.
1015 - يحيى بن محمد بن حسن بن مرزوق المرزوقي الجبلي - بكسر الجيم وسكون الموحدة - اليماني الشافعي. تفقه على الرضى بن الرداد، وسمع من علي ابن شداد، واشتغل كثيراً، وكان عابداً ديناً خيراً يتعانى السماعات على طريق الصوفية ويجتمع عنده الناس لذلك. مات في جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وقد بلغ الثمانين. ذكره شيخنا في إنبائه.
1016 - يحيى بن محمد بن الحسين النجم الدمشقي الشافعي ابن المدني. سمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي، وقيل أنه خرج لنفسه معجماً لطيفاً، وولي كتابة سر الشام ونظر جيش حلب، وكان فاضلا يستحضر نبذة جيدة من التاريخ وفوائد. مات معزولاً بدمشق في شوال سنة اثنتين وخمسين عن نحو الستين. ذكره ابن أبي عذيبة.(5/139)
1017 - يحيى بن محمد بن سعيد بن فلاح بن عمر الشرف العبسي القاهري الشافعي ويعرف بالقباني حرفة جده وأما أبوه فكان من تجار الكارم. ممن يقرأ القرآن ويكثر تلاوته بل قيل أنه قرأ ربع المنهاج. ومات سنة إحدى وخمسين عن نحو ثلاث وستين ونشأ ابنه وكان مولده في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والمنهاج وألفية النحو، وعرض على جماعة منهم البساطي ولم يجز والمحب بن نصر الله الحنبلي وأجازه والشهاب بن المجدي والزين عبادة في آخرين منهم شيخنا بل قرأ عليه بعد الخصال المكفرة وسمع عليه بذل الماعون واليسير من فتح الباري وغير ذلك وتلا للسبع جمعاً على الشهاب القلقيلي السكندري وقرأ عليه التيسير للداني وكذا تلا جمعاً لربع القرآن على الزين رضوان وقرأ عليه أشياء ولبعضه على الشهاب أحمد الطلياوي وإلى المفلحون على ابن الحصري وقرأ عليه مسند الشافعي وعلى الشهاب العقبي وأخذ معظم السبع أيضاً عن النور إمام الأزهر في آخرين واشتغل في الفقه والعربية وجملة من أصول الفقه وغيرها على الشمس الشنشي وأذن له في الإفتاء والتدريس وكذا أخذ اليسير من الفقه عن العلاء القلقشندي في تقسيم لم يتهيأ إكماله كان أحد القراء فيه وعن المناوي وقرأ جزء الجمعة على العلم البلقيني وعلى الزين طاهر في العربية وبعض القراآت وعلى ابن الهمام دروساً من تحريره وبعضها سماعاً وعلى العز عبد السلام البغدادي قطعة من شرح ألفية العراقي بل سمع عليه عدة من دروسه وعلى شيخنا بعض الدروس في الشرح المذكور بقراءة ابن الصيرفي بل حضر بعض دروس القاياتي في الأشرفية وسمع على الجلال المحلي أماكن من تفسيره وقرأ على ابن الديري، وطلب الحديث بنفسه وقتاً وتردد لشيوخ الرواية سوى من تقدم كالرشيدي والصالحي والعز بن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة وعبد الكافي بن الذهبي؛ وحج في سنة ست وخمسين ثم جاور سنة تسع وخمسين وأخذ بمكة عن أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد وغيرهما كالشهاب الشوائطي وتلا عليه للسبع إلى المفلحون وبالمدينة عن ابن فرحون، وحصل الكتب النفيسة والأجزاء واستملى على التقي القلقشندي لظنه معرفة ممليه وتزوج ابنة ابن الهمام بعد موت أبيها عقب فراق المناوي لها وقاسى منها شدة فما احتملها وصار يصرح بجنها ونحو ذلك فلم يلبث أن عرض له ما يقرب من الجنون وزاد وسواسه وصبه الماء وعدم وثوقه بكبير أحد، وتضعضع حاله جداً بعد الثروة من التجارة وغيرها وباع أكثر ما كان حازه من كتب العلم سيما الحديث مما لم يكن يسمح برؤيته فضلاً عن عاريته بل سمعت شيخنا الزين رضوان وهو يتألم من إبطائه بما يستعيره وربما دعا عليه، واستمر في تناقص إلى أن رأيته بمكة في سنة أربع وتسعين بهيئة مزرية جداً وقد انهرم وانقطع جل وسواسه، وكان قدومه بسبب مطالبة بإرث قليل والتمس مني التكلم مع قاضيها في الإحسان إليه ففعلت وأكثر من الحضور عندي رواية ودراية بل قرأ هو بنفسه علي من شرح الألفية للناظم وكتب من شرحي لها يسيراً وكثر تعجبه مما لم ينهض لفهمه وربما تكلم بما لا يلاقي ما الكلام فيه؟ هذا مع أنه نظم النخبة لشيخنا قديماً وقرضه له جماعة منهم ابن الديري وأذن له بل كتبه عنه صاحبنا النجم بن فهد وصار في أثناء اجتماعه علي يقرأ علي منه ويسأل في تقرير ما وضعه عن غير تدبر ولا تفهم منه فكنت أقرره له وكتب منه بخطه نسخة للقاضي وعرضه على عبد المعطي وغيره فما لاق عند كثيرين، وأعلمني بأنه جمع بشرى الأنام سيرة خير الكرام وبغية السول في مدح الرسول والكواكب الضوية في مدح خير البرية والمجموع الحسن من الخلق الحسن وفتح المنعم على مسلم والابتهاج على المنهاج ولم يكملا والمنتقى من أبي داود ومن أمد والمتباينات التي قال أنه أملى بعضها وعشاريات الصحابة وأصول قراءة أبي عمرو وغير ذلك، وقد حدث باليسير سمع منه الطلبة بل قال لي أن سبط شيخنا سمع منه شيئاً أورده في متبايناته، وأما أنا فكتبت عنه في ربيع الأول سنة أربع وتسعين حين اجتماعه علي بمكة قوله:
يا مريد الخير أخلص عملك ... وتخلص من دنيء شغلك
وانو خيراً لامرئ ما قد نوى ... إنما الأعمال بالنية لك
وافعل الخير فإن لم تستطع ... كفت النية والأجر فلك
وقوله:(5/140)
إن كنت تبغي في العلا للجنان ... عليك يا صاح بحفظ اللسان
فهل وجوه الناس كبت سوى ... حصائد الألسن من ذي لسان
وبالجملة فنظمه ركيك وفهمه بطيء ولم يتميز ولا كاد بل هو جامد راكد.
1018 - يحيى بن محمد بن صديق بن يحيى المرزوقي اليماني الزبيدي الشافعي ممن جاور بالحرمين واشتغل فيهما بالفقه والنحو، ولقيني بمكة في سنة ثلاث وتسعين فكتب المقاصد الحسنة من تأليفي وقرأه، وكذا قرأ علي التبيان للنووي وسمع الكثير من الكتب الستة وتصافنيفي في ختومها ونحو الثلث الأول من الشفا مع ختمه ومؤلفي فيه وبعض الشمائل والرياض، وغير ذلك مع سماعه للمسلسل من لفظي، وكتبت له إجازة في كراسة وصفته فيها بالشيخ الفاضل الأوحد الكامل المقبل على الخير علماً وعملاً والمشتمل على المحاسن اللائقة بالنبلاء أعاد الله علي من بركاته وزاد في معلوماته وحسناته وتفعه ونفع به ووصل أسباب الخيرات بسببه ويسر له الطريق والرفيق ونشر عليه سحائب جوده وكرمه ليرتوي منها في الإرشاد والتحقيق ممن قطن بالحرمين الشريفين وفطن من العلوم لما تقر به العين من فقه وعربية وغيرهما مما تنبه به للفضائل الزكية مع مصاحبته للأدب ومجانبته لكل من يبعده عن كل ما إليه انتدب وتقنعه باليسير وترفعه عما يشين ويضير فكان بذلك منفرداً عن جل أقرانه متوحداً بالتوجه لعرفانه وكنت ممن لازمني وبالاستفادة ساومني، إلى آخر ما كتبت وسافر من مكة في العشر الأخير من ذي الحجة منها.
1019 - يحيى بن محمد بن عبد الله بن سعيد الكلبشاوي الماضي أبوه. ممن سمع مني.
1020 - يحيى بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إبرهيم الشرف ابن شيخنا الشمس بن الجمال الرشيدي الأصل القاهري الشافعي الخطيب الماضي أبوه وجده. ولد بعد التراويح في ليلة سابع عشرى رمضان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بجوار جامع أمير حسين ونشأ في كنف أبيه فقرأ القرآن وسمع على أبيه وغيره وخطب بعده بالجامع المذكور وأثنى الناس على خطابته وقراءته في المحراب مع شكالته وبهائه فخطبه الأتابك أزبك للخطابة بجامعه بل واستقر به إمامه وسافر معهه في بعض التجاريد واستناب في بعضها مرة من خلفه ولم ينتقل عن تواضعه وأدبه مع كسله وفتوره عن الاشتغال وربما شهد بالحانوت الذي عند القنطرة وطلبه الزيني بن مزهر فخطب بمدرسته عند صلاة بعض القصاد بها لكونه أخطب من خطيبها.
1021 - يحيى بن محمد بن عبد الرحمن الأصبحي المغربي المالكي. ولد سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة تقريباً فيما كتبه بخطه وذكر أنه سمع من صحيح مسلم على أبي عبد الله بن مرزوق ومن الموطأ على أبي القسم الغبريني وحمل كتاب ابن الصلاح عن أبي الحسن البطرني وأجاز له الوادياشي وأبو العباس بن يربوع واشتغل في عدة فنون وكان ماهراً في العربية والشعر. ذكره شيخنا في معجمه وقال: قدم حاجاً في سنة تسع وثمانمائة وكتب لنا بالإجازة ولزين خاتون ابنتي وغيرها بإفادة ابن درباس، ومات راجعاً من الحج في ذي الحجة منها وتبعه المقريزي في عقوده قال وله معرفة بفنون فمهر في العربية والشعر. وذكره شيخنا في إنبائه فقال: يحيى بن محمد بن يحيى الجمال الأصبحي التلمساني المغربي المالكي نزيل المدينة سمع من أبي الحسن البطرني وأبي عبد الله بن مرزوق وأبي القسم الغبريني وأجاز له الوادياشي وابن يربوع وغيرهما وشارك في الفقه ومهر في العربية. مات بعد أن أضر وهو راجع من الحج في المحرم سنة تسع وله خمس وستون سنة، وأشار إليه شيخنا في التي قبلها.(5/141)
1022 - يحيى بن محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله الشرف بن العلم أبي الخير بن الشمس أخي العلم يحيى أبي كم الماضي قريباً ويعرف بابن أبي كم. ولد تقريباً سنة أربعين وثمانمائة وتدرب بوالده وغيره في المباشرة وصاهر ابن كاتب السيئات على أخته وباشر ديوان جمع من الأمراء كيشبك من حيدر أحد المقدمين مضافاً لتكلمه في تجهيز ما يحمل للمحرمين وجهاته عن البدري أبي البقاء بن الجيعان لمزيد ميله إليه، وحج مرتين الثانية صحبته إذ توجه للنظر في عمارة المدينة والأولى بمفرده في سنة ثلاث وسبعين في البحر حيث كان يشبك جن أمير المحمل، وهو خير متودد فيه بر ورغبة في الفقراء والصالحين قائم بأمر جامع ابن ميالة بين السورين لمجاورته له جدده وأصلح فيه أشياء ونعم الرجل. مات في أواخر سنة ست وتسعين أو التي بعدها ووضع ناظر الخاص يده على زريبة بقر له وغيرها ولم يلبث أن خلص صهره أخو زوجته ابن كاتب السيئات ولم يتمكن من أخذ شيء رحمه الله.
1023 - يحيى بن محمد بن عبد القوي المحيوي أبو زكريا بن القطب أبي الخير المكي المالكي والد معمر وفضل وجعفر ودريس وهو أكبرهم الماضيين وأبوه. ولد في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بمكة ونشأ بها على عفة وسمع على ابن الجزري وغيره وأجاز له جمع كثيرون باستدعاء ابن فهد وغيره، وتكسب بالشهادة وحمد فيها ونظم قليلا وكتب عنه صاحبه النجم بن فهد، ولقيته بمكة فكتبت عنه من نظمه عدة مقاطيع منها:
ألا ليت شعري هل أقبل مبسماً ... به اللؤلؤ الرطب الأصم نظيم
وهل أردن منه زلالاً ليشتفي ... فؤاد تلظى بالغرام سقيم
ومات بمكة في ربيع الأول سنة تسع وخمسين ودفن عند أبيه وجده بالمعلاة رحمهم الله وإيانا.
1024 - يحيى بن الأمير محمد الملقب بالمسعود ابن صاحب المغرب أبي عمر وعثمان بن الأمير أبي عبد الله محمد بن أبي فارس ولي المغرب بعد جده في شوال سنة ثلاث وتسعين.
1025 - يحيى بن محمد بن علي بن أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الشرف بن المحب البلبيسي الأصل القاهري الأزهري إمامه وابن أئمته والماضي أبوه وجده وجد أبيه. حفظ القرآن وجوده وأم نيابة عن أبيه ثم استقلالاً ونوزع من جماعة من المجاورين لكونه قاصراً فبادر القاضي زكريا وحكم بصحة الصلاة خلفه ومنع من يتعرض له مراعاة لسلفه.
1026 - يحيى بن الخواجا الجمال محمد بن علي بن عبد العزيز الدقوقي المكي. مات بها في المحرم سنة ثلاث وتسعين.(5/142)
1027 - يحيى بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن أبي الرجاء الشرف بن الشمس الدمسيسي الأصل القاهري الصحراوي الشافعي سبط الشمس الغراقي أمه شقيقة أبي البركات وأخوته والماضي أبوه ويعرف بالدمسيسي ودمسيس من الشرقية تجاه سنباط. ولد في إحدى الجماديين سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بتربة يلبغا من الصحراء ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي والشاطبيتين وألفية النحو وعرض على العلم البلقيني والزين البوتيجي وقرأ عليه في الفقه وسمع عليه في الفرائض وغيرها بل أخذ الفرائض والحساب عن الجمال الدمياطي وخاله أبي البركات ولازمه في الفقه والعربية وكذا تردد في الفقه للمناوي والعبادي ولازم الجوجري في التقاسيم والفخر المقسي في تقاسيم الكتب الأربعة المتداولة بل قرأ على أولهما شرح شيخه المحلي على المنهاج وجل شرحه لجمع الجوامع وعلى ثانيهما إلى القياس من العبري شرح البيضاوي وسمع عليهما غير ذلك وأكثر من أخذ الفقه عن البكري وكذا أخذ فيه وفي غيره عن أبي السعادات البلقيني وقرأ في العربية أيضاً على السيد شيخ الجوهرية ونظام الحنفيين بل قرأ على ثانيهما في الطوالع وكذا أخذ عن كريم الدين العقبي واختص بالكافياجي حتى قرأ عليه شرح القواعد وكثيراً من تصانيفه ولازمه في فنون وتدرب في الكتابة بسليمان بن داود الهندي وكتب بخطه أشياء وقال لي أنه حضر مجالس شيخنا وأذن له غير واحد في التدريس والإفتاء وناب في القضاء عن أبي السعادات فمن بعده بعد تكسبه بالشهادة وقتاً واختص بالأسيوطي كثيراً وأضيف إليه في أيامه قضاء الجيزة وجامعها برغبة الجلال البكري له عن ذلك في ربيع الأول سنة ست وسبعين فقرأت بخطه للأسيوطي أنه رغب عنه للشيخ الإمام العالم شرف الدين مفتي المسلمين خليفة الحكم العزيز بالديار المصرية لما علم من ديانته وعفته وكفايته، وكذا راسل الكافياجي الأسيوطي في ذلك وحج في سنة خمس وثمانين وجاور التي بعدها وحضر عندي هناك قليلاً وأقرأ هناك في شرح المحلي وغيره وكذا أقرأ هنا مع مداومته على الاشتغال حتى أنه قرأ على الكمال بن أبي شريف في البيضاوي ثم على أخيه البرهان وعلي في التقريب للنووي وفي شرحي له وحصله واغتبط بذلك جداً وأمعن في التردد إلي والابتهاج بي ثم لا زال ينقل عن الكافياجي ثناءه لي وإجلاله غيبة وحضوراً ولي بوجوده سرور كبير فقضاياه جلية وسجاياه علية ونعم الرجل عقلاً وفهماً وأدباً وتواضعاً وأصلاً.
1028 - يحيى بن الكمال أبي البركات محمد بن علي بن أبي البركات محمد بن محمد بن حسين بن ظهيرة القرشي المكي الماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في يوم الثلاثاء ثاني عشرى جمادى الثانية سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة وأمه حبشية لأبيه ومات أبوه وهو صغير فنشأ في كفالة عمه وقرأ القرآن وغيره وسمع علي وعلى عميه وغيرهم وهو فطن يقظ شهم. مات بمكة قبل إكمال العشرين في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين بعد عمه بقليل ودفن بتربتهم عوضه الله الجنة.
1029 - يحيى بن محمد بن عمار الشرف أبو سهل عمار بن الشمس المصري القاهري المالكي الماضي أبوه ويعرف كهو بابن عمار وهو بكنيته أشهر وهو سبط الجمال عبد الله بن العلاء علي الحنبلي أمه ألف. ولد تقريباً سنة ثمان وعشرين وثمانمائة أو قبلها ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وكتباً وعرض على جماعة واشتغل يسيراً وقرأ على شيخنا في البخاري واستقر بعد أبيه في تدريس قية الصالح والقمحية وغيرهما وناب في القضاء عن الولوي السنباطي فمن بعده ثم استقر في تدريس البرقوقية لكونها كانت وظيفة والده ورام بعد موت أبي الجود أخذ تدريس البرقوقية لكونها كان وظيفة والده ثم رام أخذها بعد القرافي فعورض مع مساعدة قريبه العز الحنبلي له في المرة الثانية واستقر فيه السنهوري وكذا رام منه قاضيه بت ما أقيمت عنده البينة به في ابن بكير القبطي مما يتضمن قتله فجبن عن ذلك وثقل عليه وبرز قريبه العز أيضاً لمعاونته واستظهر بفتيا أبي الجود وسلم أبو سهل وهو ممن أسند العز وصيته إليه، وكان رحمه الله ساكناً متواضعاً عاقلاً متحرياً حج صحبة الرجبية المزهرية بأمه عياله وقبل ذلك وسمع على التقي بن فهد وزار بيت المقدس ودخل الشام. مات في صفر سنة ثمان وثمانين ودفن عند أبيه بالقرب من قبر العز بحوش قريب من تربة كوكاي رحمه الله وإيانا.(5/143)
1030 - يحيى بن محمد بن عمر بن حجي بن موسى بن أحمد بن سعد بن غشم بن غزوان بن علي بن مشرف بن مزكى النجم أبو زكريا بن البهاء بن النجم بن العلاء السعدي الحسباني الأصل الدمشقي ثم القاهري الشافعي سبط الكمال بن البارزي والماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن حجي. ولد في يوم الجمعة سابع شوال سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة - ووهم ابن أبي عذيبة فقال في ترجمة جده سنة سبع - بدمشق وقدم القاهرة بعد سن التمييز فأكمل القرآن عند الشهاب القرشي وصلى به على العادة في سنة ثمان واربعين وقرأ إذ ذاك على شيخنا حديثاً أورده عنه في الخطبة وحفظ المنهاج الفرعي ومختصر ابن الحاجب الأصل والكافية وعرضها على شيخنا بل عرض المنهاج على السفطي والمختصر على البلقيني وكل منهما بحضرة السلطان وتفقه بالعلم البلقيني ثم بالمناوي والمحلي قراءة وسماعاً ومما قرأه على الأول ثلاثة أرباع المنهاج وعلى الثاني قطعة من أول شرح البهجة وعلى الثالث أكثر من نصف شرحه على المنهاج وعليه قرأ شرحه لجمع الجوامع في الأصلين وكذا سمع بعض تحرير ابن الهمام عليه والكثير من العضد مع شرح المنهاج الأصلي للعبري وغالب شرح الطوالع للأصبهاني على الشرواني بل قرأ عليه شرح العقائد وقطعة كبيرة من شرح التجريد والحاشية عليه للسيد وفي الحكمة وأكثر من ملازمته وعلى الشمني المغني في العربية بكماله مع حاشية الشيخ عليه وفي الابتداء على الجمال عبد الله الكوراني المتوسط في النحو وعلى البرهان الحلبي الملحة وشرحها للمصنف كان كل منهما يجيئه بجامكية وعلى ثانيهما قرأ المجموع في الفرائض والسراجية وشرحها بل انتفع في الفرائض والحساب بالبدر المارداني وعلى الجمال أولهما في المنطق بل قرأ قطعة من شرح الشمسية على العز عبد السلام البغدادي في آخرين؛ وسمع الحديث على جده وفي ذلك ختم الصحيح بالظاهرية القديمة عليه في جملة الأربعين بل قرئ عنده البخاري على الشاوي والنسائي على الهرساني وغير ذلك، ولم يكثر من الرواية بل أجاز له في استدعاء مؤرخ برمضان سنة سبع وأربعين خلق كالعز بن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة والرشيدي والصالحي والتاج عبد الوهاب الشاوي وسمع مني ترجمة النووي من تأليفي وغيرها وكتبت له ما أودعته في الكبير وكان يكثر الاستمداد مني غير مقدم على أحداً راغباً في كل ما أجمعه واستقر بعد والده فيما كان باسمه من التداريس والأنظار وغيرها كالشامية البرانية والناصرية البرانية والجوانية والرواحية وظيفة النووي والأسدية وناب عنه فيخا البلاطنسي ثم البدر بن قاضي شهبة، وولي نظر الجيش بالقاهرة عوضاً عن الزيني بن مزهر يسيراً فما انطبع فيه وكذا استقر بعد السيفي الحنفي في تدريس التفسير بالمنصورية وأقرأ فيه الكشاف قراءة فائقة استوفى فيها الحواشي ونحوها وامتلأت الأعين بحسن تأديته حفظاً وتقريراً بل أقرأ الطلبة كثيراً من الفنون والكتب وتزاحموا عليه في آخر وقت وفرغ نفسه له وحمدوا تواضعه وتودده ومزيد محبته في الفضلاء والتنويه بهم ولين عريكته وشدة حيائه وكثرة أدبه وجوده بالمال والكتب التي اجتمع له منها الكثير ميراثاً وشراءً واستكتاباً لشدة شغفه بها سيما ما يتجدد لفضلاء وقته من التصانيف، وبالجملة فمحاسنه كثيرة ورياسته في العلم والنسب شهيرة وللشعراء فيه المدائح فللشهاب المنصوري:
أبرمت يا دنيا أموراً بعضها ... بخل الورى والبخل شر مسلك
فعظمي يحيى بن حجي إنما ... يحيى جواد حيث حل برمك
وكذا لأبي الخير بن النحاس ما سيأتي فيه، ويقال أنه مائلاً لابن عربي ووجد في كتبه من تصانيفه ما لم يجتمع عند غيره وقامت غاغة بسببها لم تنتج إلا ضرراً، وقد حج صغيراً في سنة خمس وأربعين مع والده ثم في سنة خمسين مع جده الكمال ثم في سنة ثلاث وستين وهي حجة الإسلام صحبة الأمير أزبك ثم في سنة إحدى وسبعين صحبة الركب الرجبي وزار بيت القدس في صغره أيضاً. مات في يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وصلي عليه من يومه بعد صلاة الظهر بجامع الأزهر في محفل كبير جداً وكثر الثناء عليه، ودفن عند أبيه وجده لأمه وأمه بالقرب من ضريح الشافعي عوضه الله الجنة وكان قد رغب عن الشامية البرانية وغيرها من جهاته.(5/144)
1031 - يحيى بن أبي الفضائل محمد بن الجمال محمد بن إبرهيم أبو الغيث المرشدي المكي الحنفي الشاذلي. ممن اشتغل في الفقه والنحو وفضل ودخل القاهرة غير مرة والشام مرتين وسمع غير واحد بل سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين وكذا بالقاهرة وأخذ شرح العقائد عن البدر بن الغرس في مجاورته بمكة وشهد له بكونه أهلاً للرواية والدراية وتفقه وكتبه مع غيره بخطه الجيد المشتمل على التقاييد النافعة؛ وكان مع فضله عاقلاً. مات بمكة في يوم الجمعة ثامن عشر رمضان سنة اثنتين وتسعين وقد جاز الأربعين.
1032 - يحيى بن محمد بن محمد بن عبد الله بن البرديني. تزوج ابنة القاضي ناصر الدين الأخميمي الحنفي وخلف والده في جهاته وسكن بها الحبانية بمدرسة الزيني الأستادار وصار بعناية صهره أحد نواب الشافعي الذين جددهم.(5/145)
1033 - يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف بن عبد السلام الشرف أبو زكريا بن سعد الدين بن القطب بن الجمال بن الشهاب بن الزين الحدادي الأصل المناوي القاهري الشافعي والد زين العابدين محمد ويعرف بالمناوي. ولد في العشر الأول من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وسبعمائة كما أخبرني به زاد كما قرأته بخطه ظناً، ونشأ بالقاهرة فحفظ القرآن وصلى به والعمدة والتنبيه والملحة وألفيتي الحديث والنحو وكذا المنهاج الأصلي ظناً وتفقه بالشمسين البرماوي والغراقي والمجد البرماوي والولي العراقي ولازمه كثيراً فيه وفي الأصلين والعربية والحديث وغيرها لكونه كان زوج أخته بحيث كان جل انتفاعه به وسمع عليه الكثير حتى ببعض الضواحي بل في بعض مناهل الحجاز واستملى عليه بالقاهرة بعد الزين عبد الرحيم الهيثمي وقرأ عليه بمكة أحد المجلسين اللذين أملاهما بها وكذا أخذ النحو أيضاً عن الشطنوفي والفرائض والحساب والعروض والقوافي عن ناصر الدين البارنباري والحساب خاصة عن العماد بن شرف وأخذ عن ابن الهمام في آخرين وجد حتى أذن له غير واحد في الإقراء والإفتاء وتسلك بإبراهيم الأدكاوي والسيد الطباطبي وجالس الزين الخوافي وغيره ونظر في كلام القوم فتبحر فيه واختلى مراراً وتصدى للتسليك في حياة السيد وغيره من شيوخه، وحج مع والده ثم مع شيخه الولي وسمع هناك على ابن سلامة وكذا أخذ عن ابن الجزري وغيره بل سمع في القاهرة على الشرف بن الكويك والجمالين عبد الله الحنبلي وابن فضل الله والشمسين الشامي وابن قاسم السيوطي والزينين ابن النقاش والقمني والشهب الواسطي والكلوتاتي وشيخنا والنور الفوى والكمال بن خير والبدر حسين البوصيري ولكنه لم يكثر إلا عن شيخه الولي وأجاظ له العز بن جماعة والصدر السويفي والفخر الدنديلي والبدر الدماميني والشموس البوصيري والبيجوري والبنهاوي وابن البيطار وابن الزراتيتي وأبو عبد الله حفيد ابن مرزوق وكتب على الزين بن الصائغ ولكنه لم يمعن فيها بل لزم الاشتغال والمطالعة والعبادة حتى تقدم في العلم والعمل واشتهر بإجادة الفقه وصار له سجية فعكف الناس عليه للقراءة وانتصب لذلك فأخذ عنه الفقه مع الأصلين والعربية والتفسير والحديث والتصوف وغير ذلك، ولكن فنه الذيطار اسمه به الفقه وصار يقسم في كل سنة كتاباً، ولما مات القاياتي حلق بالأزهر وهرع الفضلاء للأخذ عنه فذكر وراج أمره وقصد بالفتاوى في الوازل ونحوها ونوه شيخه ابن الهمام بذكره عند الظاهر وغيره بحيث قرره في تدريس الشافعي والنظر عليه ثم في القضاء بالديار المصرية وحمدت مباشرته فيهما دروساً وسيرة بالنسبة لعدم اعتماد حكم باطل وتعاطى رشوة، واشتهر اسمه وبعد صيته وتزاحم الناس عنده بل رحل إليه وكثرت تلامذته والمتصدر منهم في حياته وأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة بل ربما أخذ عنه طبقة ثالثة، وحدث بغالب مروياته سمع منه الفضلاء وكنت ممن قرأ عليه الكثير وأخذ عنه الفقه تقسيماً وغيره وخرجت له أربعين وفهرستا وكذا خرج له الزين رضوان شيئاً بل سمع مني تصنيفي القول البديع وما كان يقدم على أحداً وبالغ في الثناء لفظاً وخطاً كما بينته مع بسط ترجمته في ذيل القضاة والمعجم والوفيات وكان يميل إلى تكميل نفسه بحيث يكثر المراجعة والتحقيق من خواص أحبابه، وبالجملة فكان من محاسن الدهر ديناً وصلاحاً وتعبداً واقتفاءً للسنة وتواضعاً وكرماً وبذلاً وتودداً وحالاً وقالاً مع الشهامة والتوجه للفقراء والرغبة في البذل لهم وللطلبة فوق طاقته بحيث يستدين لذلك ويتصدق بعمامته التي يكون جالسا ًبها وبثوبه ونحو ذلك مما شاهدت الكثير منه ومزيد السماح وكونه بحسب القرائن لا وقع للدنيا عنده بحيث لم يكن يتعاطاها بيده والخبرة بالأمور الدنيوية والأخروية والفحولة وحسن العقيدة بحيث كتب خطه في واقعة ابن عربي وتبرأ من كتبه ومطالعاتها ونعم الصنيع، وحسن العشرة والمداعبة واللطف والمحاسن التي قل أن رأيتها بعده في غيره ولشيخه ابن الهمام أبيات في مدحه وكذا لغيره من فحول الشعراء فيه القصائد الطنانة كالنواجي، وله تصانيف ونظم ونثر وفوائد ولم يعدم مع أوصافه الجليلة وخصاله الجميلة من طاعن في علاه ظاعن عن حماه وهو يكابد ويناهد سيما بعد موت الظاهر مع كونه ممن بالغ في الوصية به مع ولده المنصور، وامتحن مراراً أشقها عليه(5/146)
في آخر عمره حين صرف بالصلاح المكيني مع كونه ممن لم يكن يرفع له رأساً فما احتمل ولكنه لم ينقطع سوى يومين وكان فيهما متماسكاً جداً بحيث أنه إذا عاده من العادة جارية بالقيام له يقوم. ومات بداره التي جددها ووسعها من سويقة الصاحب في ليلة الاثنين ثاني عشر جمادى الثانية سنة إحدى وسبعين وصلي عليه من الغد في سبيل المؤمني بحضرة السلطان في مشهد حافل لم يعهد بعد مشهد شيخنا مثله ودفن بتربته جوار ضريح الشافعي ورثاه الشمس الجوجري وغيره وأثنى الناس عليه حتى من كان يكرهه وتأسفوا على فقده خصوصاً الخيار حتى أن إمام الكاملية مكث أياماً لا يأكل إلا قليلاً توجعاً وتحزناً وجاء العلم بذلك وأنا بمكة فارتجت وصلوا عليه صلاة الغائب، ولم يخلف بعده في الإقبال على المذهب غيره مع بديع أوصافه وعظيم إنصافه واعترافه رحمه الله وإيانا وأعاد علينا من بركاته، ومما قاله بأخرة:ي آخر عمره حين صرف بالصلاح المكيني مع كونه ممن لم يكن يرفع له رأساً فما احتمل ولكنه لم ينقطع سوى يومين وكان فيهما متماسكاً جداً بحيث أنه إذا عاده من العادة جارية بالقيام له يقوم. ومات بداره التي جددها ووسعها من سويقة الصاحب في ليلة الاثنين ثاني عشر جمادى الثانية سنة إحدى وسبعين وصلي عليه من الغد في سبيل المؤمني بحضرة السلطان في مشهد حافل لم يعهد بعد مشهد شيخنا مثله ودفن بتربته جوار ضريح الشافعي ورثاه الشمس الجوجري وغيره وأثنى الناس عليه حتى من كان يكرهه وتأسفوا على فقده خصوصاً الخيار حتى أن إمام الكاملية مكث أياماً لا يأكل إلا قليلاً توجعاً وتحزناً وجاء العلم بذلك وأنا بمكة فارتجت وصلوا عليه صلاة الغائب، ولم يخلف بعده في الإقبال على المذهب غيره مع بديع أوصافه وعظيم إنصافه واعترافه رحمه الله وإيانا وأعاد علينا من بركاته، ومما قاله بأخرة:
إلى الله أشكو محنة أشغلت بالي ... فمن هو لها ربع اصطباري غدا بالي
ومالي مأمول سوى سيد الورى ... فإني بذاك الجاه علقت آمالي
إلى أن قال:
أيا سيداً لا زال طول حياته ... إذا سألوه لا يرد لتسآلي
لقد ضاق ذرعي من أمور كثيرة ... وأنت ملاذي في تغير أحوالي
وإن كنت يا مولاي عبداً مقصراً ... فحلمك يا مولاي أعلى وأولى لي
ومع مزيد قيامه مع البقاعي في كائنة أبي العباس بحيث قال مما لا أستبعده أنه ساعده فيها بخمسين ديناراً ومبادرته للكتابة على بعض مما صدر عنه بحث انكف من كان له غرض في الانتام منه قال كما قرأته بخطه أنه كان يحب منصب القضاء محبة شديدة، واعتمده غيره في هذا مع أنه قال لي والله لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما طرقت لهم عتبة ولكنه كما قيل وجدت أكره الناس في الدخول لهذا الشأن أحرصهم على الوقوع فيه والأعمال بالنيات.(5/147)
1033 - يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن يوسف الشرف بن المحب البكري القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بيحيى البكري. ولد بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وسمع على الولي العراقي والشهاب الواسطي وقرأ يسيراً في النحو على محمد بن زيان المغربي المالكي نزيل المؤيدية والقرافي بل صاهره وتدرب به في صناعة الشروط وتميز فيها يسيراً وتكسب بها وقتاً عنده وعند غيره ورام فامتنع قاضي الحنابلة العز البغدادي إرعاءً لشيخوختهما، وكتب الخط المنسوب ونسخ به أشياء واشتغل قليلاً عند الشرف السبكي والقاياتي والونائي ثم المحلي والمناوي وأخذ بمكة عن البلاطنسي في مختصره لمنهاج العابدين وكذا أخذ في التصوف عن الشرواني ورافق البقاعي في تلك الدروس اليسيرة عند أبي الفضل المغربي بل زعم البقاعي أنه قرأ عليه وكان في الظاهر خصيصاً به بحيث ترافق معه في دخول دمياط وإسكندرية ورتبه في عمل حساب جامع الفكاهين حين رسم عليه بسبب ما في جهته من متحصله وهو زيادة على أربعمائة دينار ولم يظهر البقاعي دافعاً مرضياً، وتنزل في الجهات وكان أحد صوفية المؤيدية ثم رغب عنها بأخرة بعد امتناعه من حضور الدرس بعد المحلي عند ابن المرخم مع حضور من لم يفهم عنه عنده، وصار يحضر في درس الحديث عند ابن الشحنة بعد التقي القلقشندي وربما تكلم كما بلغني وكان قد تردد لشيخنا في قراءة الصحيح بعد العشاء حتى قرأ نحو نصفه وقدر انفصال شيخنا بالقاياتي فلم يرع له حقه بل باشر النقابة عنده رفيقاً لغيره وحضر بقوة عين آخر النهار للقراءة على العادة فقال له شيخنا قصر الليل فانقطع بل فعل ما هو أبلغ فإنه كان رسول القاياتي يطلب ولد شيخنا منه للحضور عنده بسبب الحساب، وما حمد الناس له ذلك سيما ولم يكن عند أبيه أجل من شيخنا، وقد صحب محمداً الفوى والشهاب الأبشيطي والإسطنبولي وآخرين واغتبط بعيسى المغربي الزلباني وبواسطته اختص بتمراز الشمسي الأمير فلما مات العز الأنبابي نائب الحسبة كان ساعده في أخذ كثير من وظائفه كالخطابة والإمامة والمباشرة وغيرها بجامع الخطيري بعد أن كان عينها القاضي لأخيه وكلنه لم ينهض لمقاومة الأمير لكن بعد استخلاصه لكتاب الوقف من تركة العز وما تمكن يحيى من أخذه منه ورام التوصل بي في أخذه ووضعه بخزانة كتب الجامع لكونها باسمي فما أجبته لكن بدون إظهار مخالفة بل قلت له كن القاصد عني بطلبه ثم رام مني أيضاً أخذ النسخة التي كانت عند العز أيضاً من صحيح البخاري وتلطفت حتى أخذتها من تركته فامتنعت إلا من جزء أو جزءين وكذا استعان به البقاعي في أخذ دلائل النبوة للبيهقي مني وتردد قاصده إلي مرة بعد أخرى وأخذ في إعمال الحيلة لظنه اختصاص البقاعي بالمنع ففجأة الموت وذلك في ليلة الأربعاء منتصف جمادى الثانية سنة أربع وسبعين وصلي عليه من الغد بعد العصر بجامع الأزهر ودفن بحوش الصوفية الصلاحية وأظنه جاز الستين. وبالجملة فلم يكن من الموسومين بالعلم ولكنه كان خبيراً بدنياه يتعانى التجارة مع سكون وجمود رحمه الله وإيانا وعفا عنا.
1035 - يحيى بن محمد بن مسعود بن عثمان بمحمد بن أبي فارس. استقر بعد جده ثم قتله ابن عمه عبد المؤمن بن إبرهيم بن عثمان واستقر عوضه، ثم دخل عليه زكريا بن يحيى المذكور خفية بمساعدة أهل تونس ففر عبد المؤمن إلى الغرب فحشدوا معه إلى محاصر تونس فهزمهم أهلها وكان بينهم مقتلة أكثرها من العرب والفتنة قائمة في سنة بضع وتسعين ثم سكنت.
1036 - يحيى بن محمد بن يحيى بن أحمد بن علي المغربي الشاذلي المالكي. نزيل مكة وجد يحيى بن علي بن أحمد الماضي لأمه. ولد في ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بإسكندرية وكان بالقاهرة سنة تسع عشرة وثمانمائة. ومات بمكة في صبح يوم السبت خامس عشرى شعبان سنة ست وأربعين. وكان صالحاً معتقداً فيه فضيلة وهو ممن عرض عليه ابن أبي اليمن رحمه الله.(5/148)
1037 - يحيى بن محمد بن يحيى بن عياد - بياء مثناة تحتانية - الصنهاجي المكي المالكي سبط المحدث علي بن أحمد الفوى. سمع بمكة م ابن صديق وغيره وحضر دروس الشريف عبد الرحمن الفاسي بمكة والتاج بهرام بالقاهرة في كتابه الشامل رفيقاً للتقي الفاسي فيهما وترجمه في تاريخه فقال كان رجلاً حسناً عاملاً. مات بمكة في أحد الربيعين أو الجماديين سنة سبع ودفن بالمعلاة عن ثلاثين سنة رحمه الله.
1038 - يحيى بن محمد بن يحيى بن مصلح المنزلي أخو أحمد الماضي. كان رجلاً صالحاً يشبه أن يكون مجذوباً، حج مع أخيه في البحر فبمجرد وصوله لمكة مات وذلك في سنة اثنتين وسبعين قبل أخيه بأشهر وكأنهما سافرا لمنيتهما رحمهما الله وإيانا.
1039 - يحيى بن محمد بن يحيى بنا لأهدل اليماني ابن عم حسين ين صديق الماضي. ممن سمع مني بمكة أشياء في سنة ست وثمانين وهو إنسان خير.(5/149)
1040 - يحيى بن محمد بن يوسف بن علي بن محمد بن سعيد التقي بن الشمس السعيدي - نسبة لسعيد بن زيد أحد العشرة - الكرماني ثم القاهري الشافعي والد يوسف الآتي وأخو عبد الحميد الماضي ويعرف بابن الكرماني. ولد في رجب سنة اثنتين وستين وسبعمائة بدرب شهدة الكاتبة من بغداد ونشأ فحفظ القرآن والشاطبية والكافية والشافية كلاهما لابن الحاجب وتصريف العزي والحاوي في الفقه كلها عند الجلال أسعد بن محمد بن محمود الحنفي أحد تلامذة والده وأعرب عليه غالب القرآن وكذا حفظ الملحة وبعضها عند الشمس محمد بن سعيد المالكي وعليه تدرب في الكتابة وبالشمس الرازي الكاتب واليزدي وتأدب بالعز الأبوسحاقي وانتفع به وحصل منه فوائد جمة وكذا أخذ في الأدبيات بل وفي العقليات أيضاً عن العلاء البنبيهي وقرأ بعض المنطق على القاضي العلاء الهروي الحنفي والطب وغيره على الشمس محمد المحولي والضياء الطبيب وغيرهما والهيئة على الفخر النبلي وبعض المفتاح على العز الخنجي والطوالع للبيضاوي على سعد الدين الشبانكاري وبعض آداب البحث للسمرقندي وشرح الطوالع على مولانا زاده وسمع عليه بعض شرح الشمسية أيضاً وأخذ الوعظ عن الجمالين ابن الدباغ وابن الدواليبي الحنبليين وغيرهما وبحث في الحاوي وهو دون البلوغ عند النور صالح الإيدجي وكذا قرأ بعضه بمكة على المحب اللغوي بل وأخذ عنه اللغة أيضاً فقرأ عليه بعض قاموسه والعباب والمحكم وجميع خط الفتيان واختصار الحفظ والنسيان ولازم غير واحد من أصحاب الفنون سيما من كان يجتمع على أبيه واستفاد منهم كثيراً فكان ممن أخذ عنه في صغره السيف الأبهري. وكتب عن جماعة من نظمهم ونثرهم ورأيت له كراسة أفرد فيها أسماء شيوخه ونحوهم واستفدت منها أشياء ولكن جل انتفاعه إنما كان بوالده فإنه لازمه سفراً وحضراً وجاب معه نحو خمسين مدينة حتى كان معه في مجاورته سنتي خمس وست وسبعين وكان ممن فر معه من بغداد حين طرقها تمرلنك بعساكره حتى وصلا إلى الشام فكان ذلك سبباً لانتقاله ومما أخذه عنه الكتب الستة سماعاً غير مرة وأعرب عليه غالب القرآن وسمع عليه الكشاف وتفسير البيضاوي غير مرة وكذا النقود والردود من تصانيفه وشرحه للبخاري مراراً بل قرأ عليه بعضه وجميع كافية ابن الحاجب في النحو وشافيته في الصرف والمنهاج الأصلي وشرحه للبرهان العبري والطوالع للبيضاوي وشرحه للشمس الأصبهاني والمطالع في المنطق وشرحه للقطب التحتاني مع أسئلة واعتراضات له على القطب والفوائد الغياثية لشيخه العضد وشرحه على أبيات البديع وبعض المقامات الحريرية وجميع الإيضاح لابن الحاجب في شرح المفصل في مدة سنين والحاوي في الفقه وشروحه كالتعليق والتعليقة والطوسي وسمع عليه الوجيز وشرحه العزيز في نحو اثنتي عشرة سنة حين إلقائه الدروس ببعض مدارس بغداد ومفتاح السكاكي وغالب شروحه وشرحه لشرح شيخه العضد على المختصر والمواقف والجواهر كلاهما في أصول الكلام لشيخه العضد مع شرح أولهما المسمى بالكواشف وثانيهما المسمى بالزواهر، وسمع الحديث بمكة على الجمال محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد المعطي والمجد اللغوي والنور الخراساني وببغداد على النور علي بن يوسف بن الحسن الزرندي، وقدم القاهرة على رأس القرن فنزل تحت نظر السراج البلقيني في جامع الحاكم ولازمه في قراءة الفوائد الجسام على قواعد ابن عبد السلام وغيرها وكتب من فتاويه جملة وأذن له في الإفتاء والتدريس وأخذ عن العراقي ألفيته وكذا أخذ عن ابن الملقن وقرأ على الغماري في شرح المطالع في آخرين وقرأ حين كان بنواحي الشام على التاج بن بردس في مسلم واستقر به المؤيد وهو معه هناك في نظر وقف الأسرى وإفتاء دار العدل وترقى في الفنون وشرح البخاري انتزعه من شرح أبيه وغيره وشرح مسلماً واختصر الروض وتحفة المودود لابن القيم سماه المقصود من تحفة المودود والأوائل لشيخنا ومفاخرة القلم والدينار لابن ماكولا وعمل كتاباً في الطب وغير ذلك نظماً ونثراً، وجلس للإفادة من صغره في حياة أبيه فقرأ عليه في النحو الشهاب أحمد ابن شيخه الجمال بن الدواليبي الحنبلي. ذكره شيخنا في معجمه فقال أنه قدم القاهرة قديماً وسكن دمشق وخدم المؤيد قديماً ثم قدم معه القاهرة مرة بعد أخرى وولي نظر البيمارستان وصنف وهو سريع الخط جيده لديه مسائل وفوائد وفضائل وأجاز في(5/150)
استدعاء ابني محمد، وقال في موضع آخر أنه كف قبل موته بدون السنة أصابه رمد فآل أمره إلى أن كف. وأما المقريزي فقال إنه كان فاضلاً في عدة فنون قدم من بغداد قبل سنة ثمانمائة وأشهر شرح أبيه على البخاري وصحب الأمير شيخ المحمودي وسافر معه إلى طرابس لما ولي نيابتها وتقلب معه في أطوار تلك الفتن وقدم معه القاهرة فلما تسلطن عمله ناظر المرستان المنصوري قال وكان ثقيل السمع، وقال غيره أنه صحب الأكابر كشيخ وتزايد اختصاصه به بحيث جعله أمامه وتوجه معه إلى طرابلس لما وليها في سنة اثنتين واستمر معه ولما مات صرف عن البيمارستان وقرر له ما يكفيه ولزم منزله حتى مات مطعوناً في يوم الخميس من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين بدرب شهيدة بحارة الروم السفلى من القاهرة فولد بدرب شهدة ومات بدرب شهيدة ودفن بحوش سعيد السعداء بالقرب من قبر القاياتي، وهو في عقود المقريزي وأنه قدم هو وأخوه القاهرة قبيل سنة ثمانمائة بشرح أبيهما على البخاري فأعجب به الفقهاء يومئذ وتداولوا كتابته فاشتهر بالقاهرة وبلاد الشام من حينئذ وتعلق هو بحصبة شيخ وتوجه معه لطرابلس على إمامته به ثم صار معه بدمشق حين نيابتها وتقلب معه إلى أن قدم معه القاهرة بعد قتل الناصر فصار من جملة أخصائه وجلسائه وولاه نظر المرستان فلما انقضت الأيام المؤيدية صرف عنه وقرر له راتب، إلى أن قال وهو جيد الخط سريع الكتابة لديه فضائل رحمه الله وإيانا وعندي من نظمه في الجواهر. ابني محمد، وقال في موضع آخر أنه كف قبل موته بدون السنة أصابه رمد فآل أمره إلى أن كف. وأما المقريزي فقال إنه كان فاضلاً في عدة فنون قدم من بغداد قبل سنة ثمانمائة وأشهر شرح أبيه على البخاري وصحب الأمير شيخ المحمودي وسافر معه إلى طرابس لما ولي نيابتها وتقلب معه في أطوار تلك الفتن وقدم معه القاهرة فلما تسلطن عمله ناظر المرستان المنصوري قال وكان ثقيل السمع، وقال غيره أنه صحب الأكابر كشيخ وتزايد اختصاصه به بحيث جعله أمامه وتوجه معه إلى طرابلس لما وليها في سنة اثنتين واستمر معه ولما مات صرف عن البيمارستان وقرر له ما يكفيه ولزم منزله حتى مات مطعوناً في يوم الخميس من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين بدرب شهيدة بحارة الروم السفلى من القاهرة فولد بدرب شهدة ومات بدرب شهيدة ودفن بحوش سعيد السعداء بالقرب من قبر القاياتي، وهو في عقود المقريزي وأنه قدم هو وأخوه القاهرة قبيل سنة ثمانمائة بشرح أبيهما على البخاري فأعجب به الفقهاء يومئذ وتداولوا كتابته فاشتهر بالقاهرة وبلاد الشام من حينئذ وتعلق هو بحصبة شيخ وتوجه معه لطرابلس على إمامته به ثم صار معه بدمشق حين نيابتها وتقلب معه إلى أن قدم معه القاهرة بعد قتل الناصر فصار من جملة أخصائه وجلسائه وولاه نظر المرستان فلما انقضت الأيام المؤيدية صرف عنه وقرر له راتب، إلى أن قال وهو جيد الخط سريع الكتابة لديه فضائل رحمه الله وإيانا وعندي من نظمه في الجواهر.
1041 - يحيى بن محمد بن يوسف العجمي الأصل المدني الحنفي الماضي أخوه أحمد وأبوهما الملقب الذاكر وهذا أكبر الأخوين. حفظ القرآن والمختار والمنار وأربعي النووي وسمع مني بالمدينة. مات سنة إحدى وتسعين.
1042 - يحيى بن المحب محمد بن الشرف يونس بن محمد بن عمر البكتمري الأصل القاهري الحنفي الماضي أبوه والآتي جده وهو شقيق أحمد وعبد الرحمن والثلاثة أسباط الزين قاسم الحنفي، أمهم عزيزة وهو حفيد أخي السيف الحنفي. ولد في ربيع الآخر سنة خمس وستين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وكتباً واشتغل وتميز وفهم العربية وغيرها وحضر عند نظام ونحوه والصلاح الطرابلسي ولازمني في دروس الصرغتمشية، وحمدت سكونه وأدبه وفهمه وتزوج ابنة خاله أفضل الدين بن قاسم. ولم يلبث أن مات في أوائل سنة سبع وتسعين بعد تعلله أشهراً قبل الطاعون عوضه الله وأباه الجنة.
1043 - يحيى بن محمد الشرف الكركري القاهري أحد المتصرفين بأبواب القضاة. أجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهدي وغيرها أجاز لنا. ومات في ربيع الأول سنة ست وخمسين رحمه الله.(5/151)
1044 - يحيى بن محمد الأنصاري الغرناطي المالكي قاضيهم بالقدس بعناية الخيضري لاختلاطه به وتزوج هناك ولكنه لم تطل مدته لعدم مداراته بحيث عزل وجاء القاهرة فما أجيب للعود ودخل الصعيد مرة بعد أخرى وحصل دريهمات وعاد إلى القاهرة فتزوج بها بكراً فوجدها فيما زعم ثيباً فغالبه أهلها ونسبوه بالشوكة لأمر قبيح وأخذوا منه جملة وطلقها بعد البراءة، ورام قضاء دمشق فلم يمكنه فلم أطرافه وتوجه إلى القصير فقطع عليه الطريق وركب البحر وهو كذلك إلى الينبوع فزار المدينة ثم وصل لمكة وأكرمه قاضيها وغيره وحضر عند القاضي وسافر لليمن فطتمن منيته بأبي عريش بلد الحكمي في سنة خمس وتسعين بعد أن لقيني بمكة في التي قبلها ولم يكمل الأربعين، ويذكر بفضيلة سيما في العربية رحمه الله وعفا عنه. واستقر بعده سنة ست وتسعين في قضاء القدس أبو عبد الله بن الأزيرق الذي كان قاضي الجماعة بمالقة وغيرها فلم يلبث أن مات رحمه الله.
يحيى بن محمد التلمساني المغربي الشاذلي. فيمن جده يحيى قريباً.
1045 - يحيى بن محمد الجبرتي الجوزي من فقراء الشيخ حسين الجوزي. ممن سمع مني بالمدينة.
1046 - يحيى بن مكرم بن المحب الطبري. ولد سنة تسع وثمانين ومضى في شقيقه عبد المعطي أنهما سمعا علي في سنة تسع وتسعين.
1047 - يحيى بن منصور التوسي المالكي من فضلاء التونسيين والمعتقدين فيهم. حج ورجع فمات بين خليص ورابع سنة تسع وقد بلغ الستين. ذكره شيخنا في إنبائه عقب يحيى بن محمد بن يحيى التلمساني الماضي فكأنه غيره.
1048 - يحيى بن موسى نب علي الدواري قاضي الزيدية بصعدة.
1049 - يحيى بن موسى بن محمد بن موسى بن علي بن زكي بوزن ابنه الشرف بن الشرف بن الشهاب بن الزكي العساسي - بمهملات أولاها مفتوحة والثانية مشددة نسبة لمنية عساس - السمنودي الشافعي الخطيب والد عبد الرحمن الماضي. ولد بمنية عساس سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً وحفظ بها القرآن وصلى به والتبريزي في الفقه والملحة والنحو والقريبة للعز الديريني وهي ستمائة بيت وخمسة وثمانون بيتاً والميزان الوفي في معرفة اللحن الخفي له أيضاً وخطب ببلده كأبيه وأجداده وشهد بينهم ثم انتقل إلى سمنود سنة أربع عشرة بعد موت والده فبحث بها في التبريزي على الشيخ عمر بن عيسى، وحج في سنة عشرين والتي تليها وتردد للقاهرة غير مرة وكان مختصاً بالجد أبي الأم بل بلغني أنه كان أخوه من الرضاع ونظم الخصائص النبوية وكذا رفع لشيخنا سؤالاً منظوماً عن مسجد بسمنود فأجابه عنه نظماً وكلاهما مودع في الجواهر، وكتب عنه ابن فهد وابن الإمام والبقاعي قصيدة أولها:
جمرة الحب أشعلت في الحشاء ... نار وجد تضرمت بالهواء
وأخرى أولها:
لأجلك يا ليلى سهرت اللياليا ... وعاديت فيك كل من كان راضيا
مات في ثاني عشر شوال سنة اثنتين وأربعين ولم يكمل السبعين رحمه الله.
1050 - يحيى بن هويذف المعابدي المكي. مات بها في شعبان سنة خمس وثمانين.(5/152)
1051 - يحيى بن يحيى بن أحمد بن الحسن المحيوي أبو زكريا القبابي - بموحدتين نسبة إلى قباب قرية من أشموم الرمان من الشرقية - القاهري الشافعي نزيل دمشق. ولد سنة إحدى وستين وسبعمائة تقريباً بالقباب وكان أبوه خطيباً فمات عنه صغيراً فتنزل في مكتب الأيتام بمدرسة حسن فقرأ القرآن والتنبيه والحاوي معاً ومختصر ابن الحاجب الأصلي وألفية ابن ملك وغيرها وأخذ عن البلقيني وابن الملقن والبدر الطنبدي ولازم الأبناسي فانتفع به كثيراً وأخذ علم الحديث عن الزين العراقي والعربية عن المحب بن هشام والمعقولات عن العز بن جماعة وتقدم على أقرانه في جميعها وأذن له البلقيني وغيره بالإفتاء سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة ثم قدم دمشق في سنة خمس وثمانين فنزل بالقيمرية وسمع من المحب الصامت جزء الخليلي وأخذ عن الزهري والقرشي وابن الشريشي وشهدوا له بالفضيلة حتى قال الزهري ما قدم علينا من مصر مثله وأذن له هو وغيره بالإفتاء أيضاً وكان حين قدومه مشهوراً باستحضار الروضة بل كان عارفاً بدقائق الحاوي ثم جلس للإقراء بجامع بني أمية فأخذ عنه جماعة من الفضلاء ثم ترك الإقراء وأقبل على الوعظ وصنف فيه كتاباً وتكلم على الناس بالجامع فأكبوا عليه وراج فيه أمره واشتهر بالفصاحة وحسن الأداء وانتفع به كثير من العامة ثم لما وسع الأمير ناصر الدين محمد بن منجك مسجد القصب تكلم فيه على آية " إنما يعمر مساجد الله " وحضر عنده الشهاب بن المحمرة القاضي وغيره من علماء دمشق وكان مجلساً جليلاً، وسكن بعد الفتنة العظمى بيت روحاء فأقام ودخل إلى دمشق مع من دخلها من الشاميين ثم عاد فلازم عمل الميعاد وقرأ صحيح البخاري عند نوروز، ودرس في دمشق بعدة مدارس كالرواحية وناب في الشامية البرانية وأعاد بالشامية الكبرى، وناظر الفحول وزاحم العلماء فاشتهر أمره واتضح علمه وبان مقداره وناب في الحكم عن الأخنائي والنجم بن حجي فمن بعدهما، وكان عارفاً بالقضاء يقظاً لكنه كان يشين نفسه بالأخذ على الأحكام ويتهافت في ذلك دون سائر رفقته مع الغناء وعدم الحاجة واستمر كذلك إلى أن ضعف بصره جداً ثم أضر ولم يترك مع هذا الحكم بل كان يؤخذ بيده فيعلم بالقلم ثم لما مات أقرانه وخلت دمشق منهم عاد إلى الجامع الأعظم فاجتمع عليه الطلبة بل غالب فضلاء دمشق وقسموا عليه التنبيه والمنهاج والحاوي في أشهر قليلة من ثلاث سنين بدون مطالعة وربما استعان بمطالعة بعض أصحابه له، وافتى زمناً قبل الضرر وبعده ويكتب عنه حينئذ ثم يكتب هو اسمه، وكان إماماً علامة فقيهاً واعظاً فصيحاً ذكياً جيد الذهن مشاركاً في عدة فنون حسن التقرير قادراً على إيصال المعاني للإفهام مع لين العريكة وسهولة الانقياد والمروءة والعصبية وقلة الحسد ولما تزايد ضعف بصره انقطع بمنزله مديماً للتلاوة ويبرز في يوم الاثنين والخميس للإشغال في الجامع إلى أن مرض بالقولنج فتغير مزاجه ثم عوفي منه ثم عاوده فضاقت أخلاقه لذلك ولم يزل يتزايد به إلى توفي في منزله بمسجد القصب بعد عصر يوم السبت ثامن عشر صفر سنة أربعين ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير شرقي سيدي بلال بالقرب من جادة الطريق وكثر الأسف عليه وكانت جنازته حافلة وتقدم للصلاة عليه السراج الحمصي مع كونه أوصى للشيخ أحمد الأقباعي فلم يلتفت لذلك ورثاه جماعة رحمه الله وإيانا، وذكره شيخنا في سنة تسع وثلاثين من إنبائه فقال اجتمع بي في ذي الحجة سنة ست وثلاثين بالعادلية الصغرى وذكر أنه قرأ على شيوخنا العراقي والبلقيني وغيرهما وسمع من ابن المحب وسمعت عليه جزءاً من حديثه وسمع علي شيئاً. ومات في صفر ولكنها من سنة أربعين وذكره التقي بن قاضي شهبة في طبقاته فقال الشيخ العالم المحدث الفقيه الواعظ وأرخ مولده في أواخر سنة ستين أو أول التي تليها وقال أن حفظه للحاوي بعد كبره وتميز وفضل، وترجمه بما اعتمد عليه شيخنا في إنبائه.
1052 - يحيى بن أبي زكريا يحيى بن زيان بن عمر بن زيان بن الأزرق الوطاسي المغربي المريني الفاسي الوزير الماضي أبوه. ذبح هو وابن عمه محمد بن أبي حسون الماضي في يوم الأربعاء مستهل المحرم سنة ست وستين.(5/153)
1053 - يحيى ابن الأمير الخير الفقيه يشبك المؤيدي سبط المؤيد شيخ، أمه أسية ووالد أحمد الماضي. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة ونشأ في عز فقرأ القرآن واشتغل يسيراً وجود الكتابة عند البرهان الفرنوي وغيره كيس وتقدم فيها بحيث كتب بخطه أشياء بديعة؛ وكان مع ذلك متقدماً في الفروسية بسائر أنواعها كالرمح والسيف والدبوس والنشاب وسوق الخيل بحيث أنه ساق المحمل عدة سنين باشا، مع حسن المحاضرة والشكالة ولطف العشرة والظرف وجودة الفهم ومزيد الإسراف على نفسه، وهو من كان يسمع مني بحضرة أبيه في القول البديع وغيره، وكذا من شيوخه في الفقه ونحوه البدر بن عبيد الله وبواسطته تزوج ابنة المحب بن الشحنة واستولدها ابنة ماتت في حياتهما وفارقها؛ وعظم ميل أبيه إليه ومحبته فيه حتى أنه كان المستبد بكثير من الأمور أيام مباشرته الدوادارية الكبرى مع شدة مبالغته في طواعية والده ومزيد خدمته له، وقد رقاه الظاهر خشقدم وأمره بعد سنطباي وغيره وصار أمير أربعين، وسافر في أيامه إلى الحجاز أمير الركب الأول وإلى البلاد الشامية لتقليد بعض النواب ورجع بمال كثير وابتدأ به التوعك من ثم بحيث أشرف على الموت وتحدث به الناس حتى سمعته وأنا بمكة ونزل السلطان للسلام عليه وعالجه الأطباء خصوصاً المظفر محمود الأمشاطي حتى نجع ثم انتقض عليه بعد بمدة وتنوعت به الأمراض كالسل ونحوه بل يقال أنه عرض له داء الأسد وأقام مدة واختلف الأطباء عليه وأكثروا له من الحقن إلى أن انتحل وتخلى مما عسى ن يكون كل هذا سبباً للتكفير عنه. ومات وأبوه في دمياط وأمه تقالبه يوم الجمعة سادس عشرى رمضان سنة ست وسبعين وصلي عليه من الغد في جمع حافل جداً فيه السلطان، ودفن بالمؤيدية مدرسة جده، وبلغني عن المحب بن الشحنة أنه لم يخلف بعده في أبناء الترك مثله سامحه الله وإيانا وعوضه وأبويه الجنة، وقد كان زائد الميل إلي اقتداءً بأبيه فيا لتعظيم بحيث أنني لما قدمت من مكة في أول سنة اثنتين وسبعين وكان إذ ذاك ضعيفاً توجهت للسلام عليه فبالغ في التألم من أجل كون تدريس المؤيدية لم يترك لي حتى جئت وإنه هو وأبوه عجزا عن دفع ابن عبيد الله المستعمل من ابن الشحنة في تقريره فيه فخففت ألمه وأرحت خاطره.
1054 - يحيى بن يوسف بن عبد الحميد بن عمر بن يوسف بن عبد الله الطوخي الأصل القاهري الشافعي البسطي أخو أحمد الماضي وجده والآتي أبوه المالكي. ممن قرأ علي بعض البخاري وكتبت له إجازة وهو ممن يتكسب في بيع البسط، وأكثر من القراءة على شيخ سوقهم التقي الحنبلي وحضر يسيراً في الفقه عند الزين بن صدقة.
1055 - يحيى بن يوسف بن علي بن محمد المغربي المالكي. ولد ببلاد مكناسة الزيتون في شوال سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وقدم القاهرة في أعوام بضع عشرة وثمانمائة بعد جولاته في فاس وأعمالها، ودخل الأندلس وأفريقية؛ وحج وزار المدينة وأقام بالبلاد الشامية سنين، وتردد إلي كثيراً ونعم الرجل. قاله المقريزي في عقوده وساق عنه عن أبي عبد الله محمد الفاسي في كرامات الآل حكاية ذكرتها في الارتقاء ولم يؤرخ وفاته.(5/154)
1056 - يحيى بن يوسف ين محمد بن عيسى النظام بن السيف الصيرامي - بالمهملة صاداً أو سيناً - ثم القاهري الحنفي الآتي أبوه مع الخلاف في إثبات محمد وحذفه والماضي ولده عبد الرحمن وربما قيل له يحيى بن سيف. ولد قبل الثمانين وسبعمائة أظنه بتبريز لكون والده كان قد تحول إليها، ولزم والده خاصة في العلوم العقلية والنقلية وكان قدومه القاهرة معه حين استدعى لمشيخة البرقوقية من واقفها بعد موت شيخها العلاء السيرامي في سنة تسعين وهو مراهق؛ وتقدم بذكائه وصفاء فكره وذكر بالفضيلة التامة وحسن الشكالة ومزيد العفة فلما مات والده استقر عوضه في مشيخة البرقوقية مع وجود أخ له أسن منه وذلك بنقرير أقباي في غيبة الناصر بن الواقف فلما حضر الناصر أقره عليها وعكف حينئذ على التدريس والإقراء بحيث أقرأ الفضلاء من سائر المذاهب الكتب المشكلة في الفنون كالعضد والمطول وشرح المواقف وتفسير البيضاوي والكشاف، وسمعت الثناء عليه بمزيد الذكاء والديانة من غير واحد من أصحابه وربما قدم في التحقيق ومتانته على العز بن جماعة، وممن انتفع به التقي الشمني أخذ عنه المنطق والمطول بتمامه وكأنه لذلك كتب عليه النظام شرحاً طويلاً وجد بخطه، وأخذ عنه غير ذلك ولازمه ملازمة تامة في العقليات وغيرها حتى في الفقه كالهداية لكن كان ذلك قبل تحنقه، وبلغني أن التقي كان يضايقه حتى أنه قال له مرة التزم أحد الشقين وأنا أناظرك في الآخر، وصارت مذكورة في جلالة التقي، واختص النظام بالمؤيد بحيث كان يبيت عنده كثيراً من الليالي ويسامره لوثوقه به وبعقله وخدم كتبه كالهداية وغيرها من كتب الفقه وكثيراً من كتب العقليات كالمعاني والبيان بحواش متقنة متينة بل كتب على تصنيف ابن عربي الفتوحات أو الفصوص أماكن جيدة بين فيها زيفه في اعتقاده، هذا مع قول العيني بعد تصدير ترجمته بالشيخ العالم الفاضل أنه لم يكن صاحب مواد من العلوم ولكنه يقوى على الدروس بذكائه، وقال ابن خطيب الناصرية إنه كان فاضلاً نبيهاً وشكلاً حسناً مع المروءة والعصبية والإنسانية، وقال غيره برع في الفقه والأصلين واللغة والعربية والمعاني والبيان والجبر والمقابلة والمنطق والطب والحكمة والهيئة وغالب الفنون مع الديانة والصيانة والفصاحة وكثرة الخير وقوة المناظرة والمباحثة ومزيد الشهامة ووفور الحرمة والوقار والمهابة ووجاهته في الدول، وحكى لنا غير واحد أن العلاء بن المغلي الحنبلي قال له في مباحثة بحضرة المؤيد يا شيخ نظام الدين اسمع مني مذهبك وسرد له تلك المسئلة من حفظه فمشى النظام معه فيها ولا زال ينقله حتى دخل به إلى علم المعقول فوقف العلاء ورأى النظام أنه استظهر عليه فصاح في الملأ طاح الحفظ يا شيخ هذا مقام التحقيق فلم يرد عليه وعدت في فضائل النظام، وأما شيخنا فقال في إنبائه أنه كان حسن التقرير والتدريس جيد الفهم قويه قليل التكلف كثير الإنصاف متواضعاً مع صيانة ولم يكن في أبناء جنسه مثله قال ولما وقع الطاعون استكان وخضع وخشع ولازم الصلاة على الأموات بالمصلى إلى أن قدر الله أنه مات بالطاعون، زاد غيره وقت صلاة العصر من يوم الثلاثاء سابع عشرة جمادى الأولى وعن بعضهم في يوم السبت ثاني عشرى جمادى الثانية سنة ثلاث وثلاثين وصلي عليه صبيحة الغد بباب النصر ودفن بتربتهم تجاه تربة جمال الدين بالقرب من البرقوقية وهي الآن مجاورة لتربة شاذبك شاد الخليل، وهو في عقود المقريزي باختصار قال يحيى بن سيف العلامة نظام الدين شيخ الظاهرية برقوق هو أعلم من جميع من ذكر في هذا المحل كأنه ممن اسمه يحيى رحمه الله وإيانا.(5/155)
1057 - يحيى بن الجمال يوسف بن التقي يحيى بن الأستاذ الشمس محمد بن يوسف التقي الكرماني الأصل القاهري الشافعي الماضي جده قريباً والآتي أبوه. ولد في يوم الأحد سادس رجب سنة إحدى وخمسين وثمانمائة ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وأربعي النووي والبهجة وألفية النحو عند الفقيه عمر التتائي، وعرض على المناوي والبلقيني وغيرهما وسمع على جماعة وجاور مع والده سنة خمس وستين وقبلها أشهراً من سنة اثنتين وستين ولازم الجوجري في الفقه والأصلين والعربية وغيرها والفخر المقسي في الفقه والشمس الكركي في الصرف والعربية في آخرين وجود الخط على يس وكتب به لنفسه ولغيره وتميز وحضر عندي قليلاً وانعزل مقبلاً على شأنه متقنعاً باليسير مع عقل وأدب وفضل.
1058 - يحيى بن يوسف بن يحيى الحمامي المكي. اشتغل في الفقه وتعانى التجارة وسافر لأجلها إلى اليمن وإلى ظفار وإلى مصر ثم عاد لمكة؛ وبها مات في جمادى الآخرة سنة ثلاثين بعد مرض طويل وكان قد تملك بمكة عقاراً. ذكره الفاسي.
1059 - يحيى كاتب السر بن الأرسوبي. مات سنة تسع عشرة.
1060 - يحيى بن الشرف بن برية المنفلوطي والد إبرهيم وأحد الكتبة. ممن خدم بالمباشرة عند ابن حريز ثم بعده كتب في الديوان ثم بطل وانقطع حتى مات قريب الثمانين وكان قد صاهر منصور بن صفي الأستادار على أخته واستولدها ابنه إبرهيم وباشر عن صهره في السابقية ورأيت منه في المباشرة دربة وقعددا ًبل كان بالنسبة لأقربائه أشبههم وهو ابن كريم الدين أخي شمس الدين محمد والد أبي البقاء وأبي الفتح عفا الله عنه.
1061 - يحيى الشرف القبطي القاهري ويعرف بابن صنعية. ممن خدم بالكتابة ثم ترقى بسفارة الحسام بن حريز للوزر عوضاً عن العلاء بن الأهناسي في ربيع الآخر سنة ست وستين ولم يلبث أن انفصل عنها في صفر من التي تليها واستقر في أول سنة خمس وسبعين بعد موت البرهان الرقي فيما كان باسمه من توقيع وغيره وباشر التوقيع في خدمة كاتب السرمدة ثم انقطع. مات في العشر الأخير من المحرم سنة اثنتين وثمانين بمصر.
1062 - يحيى محيي الدين المغربي المالطي قاضي المالكية بدمشق. مات في سنة اثنتين وأربعين. ذكره شيخنا في إنبائه قال واستقر بعده الشرف يعقوب المغربي أيضاً. يحيى الدمشقي الأصل المكي مولدا ًومنشأ ابن قيم الجوزية. كثر الإقامة بالقاهرة منها بعد التسعين عدة سنين وهو ابن عبد الرحمن بن أحمد الماضي.
1063 - يحيى البجيلي. أصله من بجيلة زهران من ضواحي مكة. أقام بمكة يتعبد حتى اشتهر. ومات سنة عشرين. ذكره شيخنا أيضاً.
يحيى التلمساني. في ابن محمد بن يحيى.
1064 - يحيى الشامي نزيل مكة الشاهد باب السلام. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وستين بمكة. أرخه ابن فهد. يحيى قاصد الحبشة. في ابن أحمد بن شاذ بك.
1065 - يحيى المغربي. الركاع له ذكر في ولده محمد وإنه كان كثير الركوع يختم القرآن في اليوم والليلة. مات في حدود الستين.
1066 - يحيى المغربي الظهري. كان مشاركاً في العلوم ولكن غلب عليه الصلاح. مات قريباً من سنة أربع وستين. ذكره بعض الآخذين عني.
1067 - يحيى الهواري المغربي المالكي. قدم المدينة فأقرأ بها الفقه والعربية ووغيرهما وانتفع به جماعة وتوجه منها لمكة في البحر فغرق قبل وصوله إليها في ثامن عشرى شعبان سنة ثمان وثمانين وكان عالماً صالحاً رحمه الله.(5/156)
1068 - يخشباي المؤيدي ثم الأشرفي برسباي. أصله من كتابية شيخ ثم نقل إلى الأشرف برسباي فأعتقه وصار خاصكياً ثم دواداراً صغيراً ثم أمير آخور ثاني ثم أمره عشرة ثم أضاف إليه بلاداً حتى صار من الطبلخانات ثم كان مع العزيز ابن أستاذه وكان هو المشار إليه بباب السلسلة والإسطبل لغيبة أمير آخور كبير في التجريدة فأغلق باب السلسلة وفعل أشياء حقدها الظاهر جقمق فلما استفحل أمره ووقع الصلح على قبض أربعة من الخاصكية ونزول هذا من الإسطبل لزم بيته إلى أن قبض عليه وأرسل إلى إسكندرية مقيداً ولم يلبث أن أثبت كفره وهو في السجن وحكم بضرب عنقه فضرب بعد الأعذار في يوم الجمعة ثامن ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وقد زاد على الثلاثين مع هذا مع أنه استحكم بحقن دمه قبل حبسه لما استشعر عزمهم على فتله فلم يلتفتوا لما معه، وكان شاباً طوالاً جميلاً مليح الشكل يعلوه اصفرار مع شجاعة وقوة وذوق ومعرفة ومشاركة في الجملة ومعرفة ومشاركة في الجملة ومعرفة بأنواع الملاعب والملاهي والفروسية، وقد ذكر شيخنا في إنبائه باختصار وقال أنه أخرج من السجن وادعى عليه بأنه سب شريفاً من أهل منفلوط وهو حسام الدين محمد بن حريز قاضيها وثبت ذلك عليه في القاهرة واتصل بقاضي إسكندرية فأعذر إليه فأنكر ثم حلف أنه لم يفعل فقيل له أن الإنكار لا يفيد بعد قبول الشهادة فاستسلم للقتل فشهدوا عليه بعدم الدافع وضرب عنقه. وقال المقريزي أنه كان جباراً ظالماً شريراً عفا الله عنه. يخلف الوقاد.
1069 - يربغا دوادار سودون الحمزاوي. قتل أيضاً في سنة عشر.
1070 - يربغا أحد الحجاب بدمشق. مات في صفر سنة اثنتين وأربعين وكان قد حج بالركب الشامي في السنة قبلها وعاد وهو مريض. أرخه اللبودي.
1071 - برشباي الإينالي المؤيدي شيخ، صار بعده خاصكياً واستمر حتى عمله الظاهر جقمق أمير آخور رابع ثم أمير عشرة ثم أمير آخور ثالث ثم ثاني بل صار من الطبلخانات وعظم وضخم واشترى بيت الأتابك أيتمش بقرب باب الوزير وجدده وسد بابه من جهة الطريق واستمر بباب سره بجوار باب جامع سنقر ثم قبض عليه المنصور وحمل إلى إسكندرية ثم نقله الأشرف إلى دمياط ثم أعاده وأمره عشرة ثم طبلخانات ثم عينه لمكة على الترك المقيمين بها، وبنى بناحية المعلاة مسجداً عند سبيل القديدي يعلق عنده الحيات لخفة عقله فاستمر حتى مات بها في جمادى الأولى ووهم من أرخه في رجب سنة أربع وستين وقد ناهز الستين وكان طوالاً مليح الشكل تام الخلقة فيه سكون وحشمة مع إسراف على نفسه سامحه الله.
1072 - يرش الدواداري جانبك. مات سنة ثمان وستين.
1073 - يزيد بن إبرهيم بن جماز شيخ بني سعد. خرج عليه ناصر الدين محمد بن البدر بن عطية شيخ بني وائل وابن أخي مهنا بن عطية نهاراً في طائفة إلى أن أدركوه بدجوة فقتلوه مع جماعة من أتباعه منهم مملوك من جهة السلطان وذلك في سلخ ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وكان فيما قيل شجاعاً متديناً يحب العلماء والصلحاء ويكثر من الصوم والإطعام ويبعد المفسدين وتألم الناس لذلك غفر الله له وعفا عنه.
1074 - يشبك بن إزدمر الظاهري برقوق. ولد ببلاد جركس وقدم مع أبيه فاشتراهما الظاهر في أول أمره وقدم والده ثم عمل ابنه خاصكياً إلى أن أظهر في وقعة تمر من الشجاعة والإقدام ما اشتهر وحمل بعد قتل أبيه في المعركة إلى تمر وبه نيف عن ثلاثين جرحاً ما بين ضربة سيف وطعنة رمح فأعجبه وأمر بمداواته والتلطف به حتى تعافى فاحتال حتى فر وعاد إلى الناصر فعمله أمير عشرة ولا زال حتى قدمه وعمله رأس نوبة النوب ثم ولي نيابة حماة ثم حلب في أيام نوروز الحافظي لأنه كان من حزبه إلى أن ظفر بهما المؤيد فقتلهما مع غيرهما في سنة سبع عشرة، وكان أميراً جليلاً جميلاً شجاعاً كريماً مقداماً رأساً في جذب القوس والرمي يضرب به المثل في ذلك؛ صاهر تغرى بردى الأتابكي على إحدى بناته الصغار؛ وقد ذكره شيخنا في إنبائه فلم يزد على قوله كان مشهوراً بالشجاعة والفروسية وتوقف في قول العيني كان ظالماً لم يشتهر عنه خير بأنه باشر نظر الشيخونية قال ورأيت أهلها يبتهلون بالدعاء له والشكر منه.(5/157)
1075 - يشبك من جانبك المؤيدي شيخ ويعرف بالصوفي. صار بعد أستاذه خاصكياً ثم امتحن في أيام الأشرف لكونه ممن اتهم بمعرفة محل جانبك الصوفي حين هرب من سجن إسكندرية وعاقبه حتى أشرف على الموت ثم نفاه ثم أعاده خاصكياً إلى أن أنعم عليه الظاهر بحصة في شبين القصر ثم عمله ساقياً ثم أمير عشرة ثم صيره من رءوس النواب وتوجه إلى الحجاز مقدماً على المماليك السطانية ثم عاد إلى أن رسم بنفيه إلى البلاد الشامية ثم شفع فيه فأنعم عليه بتقدمة في حلب فأقام هناك إلى أن ولي نيابة حماة بعد عزل شاذ بك الجكمي ثم بعد أشهر نقل إلى نيابة طرابلس فدام بها وقدم في أثناء ولايته لها القاهرة ثم رجع ثم طلب فقبض عليه ونفي إلى دمياط ثم إلى الإسكندرية ثم أعيد إلى دمياط ثم طلب فأرسل إلى القدس ثم أنعم عليه بأتابكية دمشق في سنة ست وخمسين وسافر منها أميراً على الركب الشامي ثم عاد إلا يسيراً. ومات في سنة ست وخمسين وسافر منها أميراً على الركب الشامي ثم عاد إلا يسيراً. ومات في صفر سنة ثلاث وستين، وكان طوالاً مليح الشكل مع طمع وسوء سيرة وعفا الله عنه.(5/158)
1076 - يشبك من سلمان شاه المؤيدي الفقيه. ولد على رأس القرن وأحضر من بلاد جركس في سنة ثمانمائة فتنزل في الطباق وصار من خاصكية أستاذه ثم ترقى إلى أن تزوج ابنة آسية وتكلم في أوقافه وصار في أيام الأشرف برسباي رأس نوبة الجمدارية إلى أن أنعم عليه الظاهر بأمرة عشرة بعد وفاة تمر النوروزي ثم زيد عدة قرى إلى أن بقي من أمراء الطبلخاناة وكان من جملة ما أنعم عليه به شبين القصر ثم لما استقدم ولداً لابن أخيه من بلاده واشتراه طلع به إليه لينزله في المماليك الكتابية فرقاه عن ذلك إكراماً لعمه وقرر له ألفين والعليق وتوابعهما بل قرر لولده يحيى سبط المؤيد مثله وسافر في أيامه غير مرة لغزو الفرنج وظهرت كفاءته وفروسيته وكذا سافر بعده للجون غير مرة وفي عدة تجاريد وغيرها واختص بالجمالي ناظر الخاص وانتفع الناس بسفارته عنده، ولا زال على إمرته دولة بعد أخرى إلى أن استقر خجداشه الظاهر خشقدم فقدمه في سنة ست وستين ثم عمله دواداراً كبيراً بعد قتل جانبك الجداوي فكانت ولايته من التنفيسات وباشرها حتى كانت الوقعة التي خلع فيها الظاهر بلباي وتسلطن تمربغا واجتمع عنده كثير من المقدمين وغيرهم من الكبار والصغار بقصد القيام بنصر بلباي وساعدهم غيرهم ووقع الحرب ولم ينحز كهو لقتال بل صار يسوف بطالبه منه وقتاً بعد وقت لعدم ميله إلى الشر وحسبان العواقب الأخروية وإلا فلو وافقهم على ما راموه منه لبلغوا قصدهم ثم لم يلبث أن تسحب فلم يعرف أين توجه ونهب بيته، واستقر في المملكة تمربغا فقرر عوضه في الدوادارية خير بك ثم ظهر صاحب الترجمة بعد أيام في بيت الأتابك قايتباي فشفع فيه ليتوجه لبيت المقدس بطالاً ثم حول إلى دمياط وأقام بها إلى أن أنعم عليه الأشرف قايتباي بالعود إلى الديار المصرية بعد موت ولده فأقام بها بطالاً إلى أن مات بعد توعكه مدة طويلة وتحوله بسببه لبيت منصور بن صفي المجاور لربع قانم من بولاق في يوم السبت سادس عشرى ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وحمل في محفة وهو ميت لبيت أزدمر المسرطن زوج ابنته بقناطر السباع وجهز وصلى عليه في سبيل المؤمني بحضرة السلطان والأربعة وجمع جم؛ ثم دفن بتربة تجاه صهريج منجك فيها قبور أولاده، وكان قد لازم الاشتغال بالفقه والقراآت والحديث فكان ممن يتردد إليه أياماً في الأسبوع البدر بن عبيد الله بحيث قرأ عليه الهداية وغيرها والشهاب الحلبي الضرير المقرئ بحيث قرأ عليه عدة قراآت نظراً في المصحف وكذا ابن أسد وغيره من القراء وكاتبه فقرأ على بعض البخاري وغير ذلك بل وسمع من لفظي قديماً القول البديع من تصانيفي بتمامه واغتبط به، ثم بعد عوده من دمياط في أيام بطالته سمع من لفظي أيضاً ارتياح الأكباد وكذا اليسير من القول التام في فضل الرمي بالسهام وغيرها وكان يقول لا أزال أقرأ عليك حتى ألقى الله وأنا طالب علم، بل قد لقي قديماً بالقاهرة وبيت المقدس الشمس ين الديري وسمع كثيراً من مجالسه ثم حضر عند والده القاضي سعد الدين وحصل تكملته لشرح الهداية وعند شيخنا والمحب بن نصر الله في آخرين، وحج غير مرة أولها في سنة خمس وعشرين وآخرها وهو في الدوادارية صحبة ولده أمير الركب الأول، وكان أميراً حسناً يفهم كثيراً من مسائل العلم ويستحضر أشياء مع الدين والتواضع المفرط والهضم لنفسه بحيث يمنع من يطريه أو يبالغ في مدحه والرغبة في لقاء العلماء والفضلاء والمذاكرة معهم والتنويه بذكرهم وحسن الاعتقاد والتصدق باليسير والقانون المتوسط بل دون ذلك في ملبسه ومركبه وسائر أحواله والهمة مع من يقصده بحيث يفضي به إلى التعصب الذي ربما ينقمه عليه الأخيار وما أظن به تعمد القيام في باطل، هذا كله مع تقدمه في الفروسية والرماية وكونه ممن أحكم الأمور بالتجارب. وبالجملة فقد كان ينطوي على محاسن جمة وما أعرف خلف في أبناء جنسه مثله رحمه الله وإيانا.(5/159)
1077 - يشبك من مهدي الظاهري جقمق ويعرف بالصغير. كان ممن حج في سنة إحدى وخمسين هو وجماعة من إخوته كتغرى بردى القادري صحبة أمير الأول الطواشي عبد اللطيف مقدم المماليك واغاة طبقتهم واتفق في تلك السنة تناوش بعرفة بين جماعة الشريف والعرب الجالبين للغنم فكان فيما قاله لي ممن حجز بينهما بعد قتل جماعة من الطائفتين أكثرهم من العرب واستفتى القاضي سعد الدين بن الديري وكان قد حج في تلك السنة عن تحركهم للقتال في هذا اليوم فأفتاهم بما خفف به عنهم وبعد انتهاء الوقوف قال أنه وجد أعجمياً أو نحوه وهو يبكي وينتحب ويلتمس من يرجع معه لعرفة ليأمن على نفسه في أخذ ما كان ستره من ماله بالأرض حين الوقعة خوفاً عليه ويكون له النصف منه وأنه توجه في طائفة معه حتى أخذه وهو شيء كثير وأنهم سمحوا له بما وعدهم به فلم يأخذوا منه شيئاً فالله أعلم ثم كان ممن قام بحفظ السبيل في دولة ابن أستاذه بل هو أنهض القائمين بذلك وأبدى حينئذ من الفروسية والشجاعة ما ذكر به من ثم ولذا كان ممن أمسك في أول ولاية الأشرف إينال ثم نفي إلى قوص ثم أعيد وصار بعد أحد الدوادارية الصغار وصاهر الأمين الأقصرائي على ابنة أخته أخت الإمام محب الدين ثم أرسله الظاهر خشقدم في أول سنة إحدى وسبعين كاشف الصعيد بأسره ونائب الوجه القبلي بكماله إلى أسوان بعد أن كانت هذه النيابة متروكة مدة وأنعم عليه معها بأمرة عشرة فباشر بحرمة وافرة بحيث مهد البلاد وأبطل أجواق مغاني العرب التي جرت عادة الكشاف باستصحابها معهم وجرت هناك حروب وخطوب بينه وبين عرب هوارة وأنكى فيهم وجرح بل اشرف على التلف، وعين الظاهر لذلك تجريدة رأسها قرقماش أمير سلاح واشتد بأسه وكثرت أمواله وتزايدت وجاهته ثم كان ممن قام مع الأشرف قايتباي في السلطنة وشد عزمه لقبولها وهو الرسول منه إلى الظاهر تمربغا يأمره بالتوجه من القصر إلى البحرة وحينئذ استقر به في الدوادارية الكبرى عوضاً عن خير بك الظاهري خشقدم وعول عليه في كل أمر وصار هو المرجع وبالغ في نصحه بحيث أنه رام حين ورد عن العسكر المجهز لسوار ما ورد التوجه لدفعه فمنعه السلطان لمسيس حاجته إليه فساعد في النفقة للتجريدة بحمل عشرين ألف دينار سوى ما أعطاه لبعض الأمراء وسوى ما قرره على أعيان المباشرين والرؤساء والخدام من الطواشية وهو شيء كبير كل على حسب مقامه، ولمزيد وثوقه به كان هو المتوجه لمسك الظاهر تمربغا لما خرج والتوجه به إلى إسكندرية ثم كان هو باش العسكر المتوجه لدفع سوار واحتال حتى أحضره في طائفة، وكان أمراً مهولاً أفرده إمامه الشمس ين أجا بالجمع فبالغ، وأضيف إليه الوزر فقطع ووصل ورفع وخفض وكذا أضيف إليه الأستادارية، وبقوة بأسه كان فصل النزاع في عود الكنيسة التي زعم اليهود قدمها ببيت المقدس وهدمها المسلمون فأعيدت واعتذر هو عندي بأن قيامه ليس محبة فيهم ولكن للوفاء بعهدهم، إلى غير ذلك من الحوادث كهدمه السبيل الذي أنشأه أمير سلاح جانبك الفقيه عند رأس سويقة منعم وغير خاطر السلطان عليه حتى نفي واستقر بعده في إمرة سلاح وأضيف إليه النظر على خانقتي سعيد السعداء والبيبرسية والصالح وما لا ينحصر، وبالجملة فصارت الأمور كلها لا تخرج عنه وارتقى لما لم يصل إليه في وقتنا غيره من أبناء جنسه، وكان مسكنه قبل الدوادارية قاعة الماس مقابل جامعه ثم بعدها أولاً في بيت تمربغا المعروف ببيت منجك اليوسفي وأدخل فيه زيادات ضخمة من جهات متعددة كل زيادة منها دار إمرة على حدة ثم أخذ بيت قوصون المواجه لباب السلسلة وزاد فيه أيضاً أزيد مما في الذي قبله وجعل له باباً من الشارع وبني وكالة بخان الخليلي وربعاً وعمل بالقرب منه سبيلاً ومدرسة ومقابل مدرسة حسن ربعاً وحوضاً وسبيلاً للأموات ومكتباً للأيتام وما لا أنهض لشرحه وجرف من جامع آل ملك إلى الريدانية طولاً وعرضاً وأزال ما هناك من القبور فضلاً عن غيرها وجعل ذلك ساباطاً يعلوه مكعباً وعمل مزدرعات هناك وحفر بئراً عظيماً يعلوه أربع سواق إلى غيرها من بحرة هائلة للتفرج وحوض كبير ثم يخرج من الساباط من باب عظيم إلى قبة عظيمة وتجاهها غيط حسن يصل للسميساطية فيه أشتال كثيرة وأنشأ قبلي هذه القبة تربة عظيمة جداً فيها شيخ وصوفية وتجاه التربة مدرسة وبجانبها سبيل للشرب وحوض للبهائم وبحرة عظيمة يجري الماء(5/160)
منها إلى مزروعات وبالقرب من المطرية قبة هائلة وبجانبها مدرسة فيها خطبة وأماكن تفوق الوصف إلى غيرها مما لا ينحصر وصار ذلك من أبهج المتنزهات بحيث يتكرر نزول اللسطان للقبة الثانية ومبيته بها بخواصه فمن دونهم، ولا زال يسترسل في العمائر إلى أن اجتهد في سنة أربع وثمانين والتي بعدها بل والتي قبلهما في إلزام الناس بإصلاح الطرقات وتوسعتها وهدم الكثير مما أحدث أو كان قديماً وتوعرت الطرقات إما بكثرة الهدم وارتدامها بالأتربة ونحوها أو بغيبة أرباب بعض الأماكن بحيث تصير الأماكن بعضها منخفض وبعضها مرتفع وتضرر المارة بهذا وعطب كثير من الناس والبهائم وربما يصرف على الغائب ثم يرجع عليه كالديون اللازمة إلى أن أصلحت عامة الشوارع والطرقات ووسعت وهدم لذلك كثير من الدور والحوانيت بحق وغيره بل ندب بعض قضاة السوء لذلك والحكم به ونشأ عن هذا تجريد جامع الصالح والفكاهين وزخرفتهما وظهرت أماكن كانت خفيت وقد وقع شيء من هذا في الجملة أول سنة ست وأربعين وكان ناظراً لما يذكر به دهراً مع الصدقات المنتشرة والصلات الغزيرة والرغبة في الفات ذوي الفضائل والفنون إليه ومباحثتهم وإلقاء المسائل عليهم وعلو الهمة ومزيد الشهامة ومتين التصور والفهم وسرعة الحركة ومحبة الثناء عليه ولذا كثر مادحه وتحصل الكتب النفيسة شراءً واستكتاباً ولو شرحت تفصيل ما أجملته لكان مجلداً، وقد تكرر اجتماعي به وكان حريصاً على ذلك بحيث رغب في تحصيل أشياء من تصانيفي وأسمع بعض أولاده مني بحضرته المسلسل ولو وافقت على مزيد الاجتماع به لتزايد إقباله ولكن الخيرة فيما قدر. ولم يزل على عظمته إلى أن سافر باشا لعسكر هائل إلى حلب بعد اجتماع سائر العساكر الشامية وما أضيف إليها بها واقتضى رأيه المسير للبلاد العراقية فقطع الفرات وتوجه إلى الرها فكان ضرب عنقه صبراً على يد أحد أمراء يعقوب بن حسن باك في رمضان سنة خمس وثمانين وجيء بجثته في أثناء ذي القعدة فتلقاها السلطان وجميع المقدمين فمن دونهم ودفنت بتربته المشار غليها وارتجت النواحي لقتله وكان سفره بعد أن نظر في حال الضعفاء وصرف لأهل المؤيدية نحو سنتين ثم لأهل سعيد السعداء سنة فما دونها ثم للبيبرسية ثلث سنة وتأسى به غيره من النظار في ذلك وعتق جملة من مماليكه وربما تحدث بانكساره وكثيراً ما كان يصرح بأنه لا يخضع لغير الأشرف وأفعاله شاهدة لذلك عفا الله عنه وإيانا. يشبك الأشقر. يأتي قريباً.نها إلى مزروعات وبالقرب من المطرية قبة هائلة وبجانبها مدرسة فيها خطبة وأماكن تفوق الوصف إلى غيرها مما لا ينحصر وصار ذلك من أبهج المتنزهات بحيث يتكرر نزول اللسطان للقبة الثانية ومبيته بها بخواصه فمن دونهم، ولا زال يسترسل في العمائر إلى أن اجتهد في سنة أربع وثمانين والتي بعدها بل والتي قبلهما في إلزام الناس بإصلاح الطرقات وتوسعتها وهدم الكثير مما أحدث أو كان قديماً وتوعرت الطرقات إما بكثرة الهدم وارتدامها بالأتربة ونحوها أو بغيبة أرباب بعض الأماكن بحيث تصير الأماكن بعضها منخفض وبعضها مرتفع وتضرر المارة بهذا وعطب كثير من الناس والبهائم وربما يصرف على الغائب ثم يرجع عليه كالديون اللازمة إلى أن أصلحت عامة الشوارع والطرقات ووسعت وهدم لذلك كثير من الدور والحوانيت بحق وغيره بل ندب بعض قضاة السوء لذلك والحكم به ونشأ عن هذا تجريد جامع الصالح والفكاهين وزخرفتهما وظهرت أماكن كانت خفيت وقد وقع شيء من هذا في الجملة أول سنة ست وأربعين وكان ناظراً لما يذكر به دهراً مع الصدقات المنتشرة والصلات الغزيرة والرغبة في الفات ذوي الفضائل والفنون إليه ومباحثتهم وإلقاء المسائل عليهم وعلو الهمة ومزيد الشهامة ومتين التصور والفهم وسرعة الحركة ومحبة الثناء عليه ولذا كثر مادحه وتحصل الكتب النفيسة شراءً واستكتاباً ولو شرحت تفصيل ما أجملته لكان مجلداً، وقد تكرر اجتماعي به وكان حريصاً على ذلك بحيث رغب في تحصيل أشياء من تصانيفي وأسمع بعض أولاده مني بحضرته المسلسل ولو وافقت على مزيد الاجتماع به لتزايد إقباله ولكن الخيرة فيما قدر. ولم يزل على عظمته إلى أن سافر باشا لعسكر هائل إلى حلب بعد اجتماع سائر العساكر الشامية وما أضيف إليها بها واقتضى رأيه المسير للبلاد العراقية فقطع الفرات وتوجه إلى الرها فكان ضرب عنقه صبراً على يد أحد أمراء يعقوب بن حسن باك في رمضان سنة خمس وثمانين وجيء بجثته في أثناء ذي القعدة فتلقاها السلطان وجميع المقدمين فمن دونهم ودفنت بتربته المشار غليها وارتجت النواحي لقتله وكان سفره بعد أن نظر في حال الضعفاء وصرف لأهل المؤيدية نحو سنتين ثم لأهل سعيد السعداء سنة فما دونها ثم للبيبرسية ثلث سنة وتأسى به غيره من النظار في ذلك وعتق جملة من مماليكه وربما تحدث بانكساره وكثيراً ما كان يصرح بأنه لا يخضع لغير الأشرف وأفعاله شاهدة لذلك عفا الله عنه وإيانا. يشبك الأشقر. يأتي قريباً.(5/161)
يشبك الأعرج. وهو يشبك الساقي.
يشبك الأفقم. هو الموساوي.
1078 - يشبك الأنالي وقيل له ذلك لقدومه مع أمه من بلاده فأنالي بالتركي له أم المؤيدي شيخ. رقاه أستاذه حتى صار أستاداراً ثم قدم في الدولة المظفرية وعم لرأس نوبة النوب ثم قبض عليه ططر وحبسه في شعبان سنة أربع وعشرين إلى أن مات، وكان شاباً مليح الشكل حشماً كريماً ذا مروءة وتعصب.
1079 - يشبك الإسحاقي الأشرفي برسباي ويعرف بيشبك جن. ممن قدمه الأشرف قايتباي بعد أن كان عمله أولاً أمير آخور ثاني بعد جانبك الفقيه واستمر مقدماً حتى مات في جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وعمل أمير المحمل في سنة ثلاث وسبعين وذكره بسوء كبير.
1080 - يشبك الأشرفي إينال ويعرف بالأشقر أستادار الصحبة. كان من جملة الخاصكية ولم يتأمر. مات بالطاعون في رجب سنة أربع وستين.
1081 - يشبك الباسطي الزيني عبد الباسط. كان سكنه تجاه باب سر مدرسة سيده وكان خيراً. مات سنة ثلاث وتسعين.
1082 - يشبك باش قلق ومعناه ثلاثة آذان المؤيد شيخ. صار بعده خاصكياً ثم أخرج في أيام الأشرف برسباي على إمرة بدمشق وتنقل إلى أن استنابه الظاهر خشقدم في صفد فلم تشكر سيرته فأعيد إلى دمشق على تقدمة إلى أن مات بعد عوده من تجريدة سوار سنة اثنتين وسبعين وقد بلغ السبعين.
1083 - يشبك البجاسي تنبك. اشتراه الأشرف ينال بعد موته في حال إمرته وأعتقه فلما تسلطن أنعم عليه بأمرة في حلب وسافر أمير الركب الحلبي ثم قدم القاهرة فصادف موت أستاذه فأنعم عليه المؤيد بتقدمة ثم أخرجه الظاهر خشقدم على إمره بحلب ثم جعله نائب ملطية ثم عاد ألى أتابكية حلب ثم نقله لنيلبة حماة في سنة سبعين ثم لنيابة حلب بعد بردبك الظاهري في صفر سنة إحدى وسبعين.
1084 - يشبك الجكمي من عوض. تنقل بعد أستاذه حتى اتصل بخدمة المؤيد في إمرته فلما تسلطن أنعم عليه بأمرة عشرة ثم عمله دواداراً ثانياً فباشرها إلى أن توجه أمير حاج المحمل في موسم سنة تسع عشرة فلما قضى المناسك ووصل إلى المدينة النبوية فر منها إلى العراق تخوفاً من المؤيد ولحق بقرا يوسف صاحب بغداد وتبريز فلما مات المؤيد قدم على ططر في دمشق فرحب به ثم لما تسلطن عمله أمير آخور كبير وقدم معه الديار المصرية فسكن الإسطبل السلطاني على العادة فلم يلبث ططر أن مات فانضاف هذا لجانبك الصوفي فقبض عليهما الأشرف وسجنهما بإسكندرية فلما تسلطن كاد أن يطلقه فاتفق ما اقتضى تخليده فيه حتى مات بالطاعون سنة ثلاث وثلاثين وهو في أوائل الكهولة؛ وكان شاباً جميلاً كريماً حسن الخلق والخلق عاقلاً انقضى عمره في الشتات والحبس رحمه الله.
1085 - يشبك الجمالي ناظر الخاص الجاركسي أخو شاهين وسنقر الماضيين لا في النسب وزوج أم أولاده مولاه ابنة الكمالي بن البارزي. ممن حج غير مرة على إمرة الحاج وولي الحسبة مدة فشكرت سيرته في ذلك كله لعقله وتؤدته وتأدبه مع العلماء وملازمته للتلاوة والعبادة والتوجه لقراءة الحديث عنده والتفات الملك إليه بحيث عاده في مرضه ومكث عنده طويلاً وكان على عمارة القرين بالقرب من الخطارة فعمل هناك مسجداً وحوضاً وبستاناً وخاناً، وسافر في التجاريد بل في الرسلية بهدية لملك الروم واستقر به أحد المقدمين في الزردكاشية الكبرى وله النظر على أوقاف مولاه بسائر الأماكن وهو الآن أحد رءوس الأمراء وخيارهم ممن انتمى إليه الجمال الصاني في ديوانه بعد أبي اليمن بن البرقي.
1086 - يشبك جنب الظاهري جقمق. ترقى إلى أن صار رأس نوبة ثاني في أيام الأشرف قايتباي حتى مات في ربيع الثاني سنة سبع وتسعين ونزل فصلي عليه وكان ضخماً متهتكاً بحيث قيل أنه مات وهو ثمل سامح الله. يشبك جن. مضى قريباً.
1087 - يشبك الحمزاوي سودون الظاهري. تنقل بعد أستاذه إلى أن ولاه الظاهر جقمق دوادارية السلطان بحلب ثم نقله إلى نيابة غزة في سنة خمسين بعد عزل حطط ثم إلى صفد بعد انتقال بيغوت الأعرج منها إلى حماة. ومات بها في ليلة السبت سابع عشرى رمضان سنة خمس وخمسين، وكان ديناً خيراً مشكور السيرة.
يشبك الدوادار الناصري أتابك العساكر. هو يشبك الشعباني.(5/162)
1088 - يشبك الساقي الظاهري برقوق ويعرف بالأعرج. كان خاصكياً في أيام أستاذه ثم بعده انضم مع يشبك الشعباني في تلك الحروب والوقائع بحيث أصابته جراحات كادت تهلكه ولزم الفراش أشهراً ثم قام أعرج وقد بطل شقه الأيمن وانضم بعد مع نوروز الحافظي وولاه نيابة قلعة حلب بعد قتل الناصر فرج إلى أن قبض عليه المؤيد وحبسه مدة ثم أخرجه لمكة بل رام نفيه إلى اليمن خوفاً على من يحج من مماليكه من تعليمه إياهم الشر فشفع فيه وأقام بمكة حتى شفع فيه طوغان أمير آخور ورسم بتوجهه للقدس بطالاً إلى أن أحضره ططر وهو مدبر المملكة فلزم خدمته وصار ططر يستشيره ثم لما سافر بالمظفر إلى البلاد الشامية خلفه بالقاهرة عند حريمه فسكن معهم ببيت فتح الله بالقرب من السبع قاعات وصار يجلس على الباب كالزمام ثم لحق بالأمير ورجع معه وقد صار سلطاناً فأنعم عليه بأشياء كثيرة، ثم قدمه الأشرف برسباي في المحرم سنة خمس وعشرين فسكن طبقة الزمام ومن القلعة وعظمه جداً إلى أن عمله أتابكاً بعد قجق الشعباني ونزل فسكن بدار الأتابك على العادة وعز عليه نزوله من القلعة بحيث قبل أنه قال لو علمت أنني أنزل من الطبقة ما قبلت الأتابكية، وانحط قدره بعد ذلك لبعده عن الملك إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وصلى عليه السلطان بمصلى المؤمني ثم دفن بتربته بالصحراء بالقرب من جامع طشتمر حمص أخضر، وخلف مالاً جماً وابنة تزوجها الصالح محمد بن ططر ثم بعد موته تزوجها الأشرف وطلقها وروجها ليخشى باي مملوكه الماضي، وكان عاقلاً سبوساً زائد الدهاء والمكر عارفاً بأمور المملكة واستجلاب خواطر الملوك ممن ينفقه ويكتب المنسوب بالنسبة لأبناء جنسه مع مشاركة ما وإظهار تدين وعبادة وعفة ولكنه مسيك حريص على الجمع يحدث نفسه بالترقي ويعجبه الثناء على تمر لكونه كان أعرج وقد وصل لما وصل وربما يقول الملوك لا تطلب منهم الفروسية إنما المطلوب منهم المعرفة والتدبير والسياسة. وقد ذكره شيخنا في إنبائه فقال اشتراه برقوق وهو شاب ثم تأمر في أول دولة الناصر فرج وخرج من القاهرة في كائنة جكم ونوروز ببركة الحبش فتنقل في تلك السنين في الفتن إلى أن قتل الناصر فصار من فريق نوروز فأرسله إلى قلعة حلب ليحفظها وكان من إخوة ططر؛ وقد صار من فريق المؤيد فلم يزل يراسله حتى حضر عند المؤيد فلما قتل نوروز أراد المؤيد قتل يشبك فشفع فيه ططر وأمر بتسفيره إلى مكة بطالاً فتوجه إليها ودخل اليمن ثم سعى له إلى أن عاد إلى القدس فأقام به بطالاً فلما تمكن ططر أمر بإحضاره فوصل إليه وهو بدمشق وتوجه معه إلى حلب فأقامه في حفظ قلعتها ثم لما رجع وتسلطن أحضره فأمره ثم كان من كبار القائمين بسلطنة الأشرف فرعى له ذلك وأسكنه معه بالقلعة ثم صيره أتابك العساكر بعد قطج، وكان من خيار الأمراء محباً في الحق وفي أهل الخير كثير الديانة والعبادة كارهاً لكثير مما يقع على خلاف مقتضى الشرع انتهى. وينظر فيما بينه وبين ما تقدم من المخالفات؛ وهو في عقود المقريزي.(5/163)
1089 - يشبك السودوني الأتابكي ويعرف بالمشد. يقال أنه لسودون الجلب نائب حلب فلما مات استولى عليه يشبك الأعرج وكان حينئذ نائب قلعتها بغير طريق ثم باعه لططر بمائة دينار، فلما بلغ ذلك أيتمش الخضري وكان متحدثاً على أولاد الناصر فرج قال أن الأعرج افتات في بيعه وسودون مولاه لا وارث له سوى أولاد الناصر ثم باعه ثانياً لططر، واختص بططر حتى عمله شاد الشر بخاناه عنده؛ فلما تسلطن أنعم عليه بأمرة طبلخاناه ثم عمله شاد الشر بخاناه السلطانية ثم بلغ الأشرف في سلطنته التردد في معتقه فاشتراه من أناس بألف دينار وأعتقه ثم رقاه للتقدم في سنة ثلاث وثلاثين ثم عمله حاجب الحجاب واستمر إلى أن تجرد مع الأمراء إلى البلاد الشامية وعاد معهم في سلطنة العزيز فخلع عليه باستمراره على الحجوبية ثم نقله الظاهر إلى إمرة مجلس ثم بعد يويمات إلى إمرة سلاح ثم بعد أشهر إلى الأتابكية فعظم وضخم ونالته السعادة واستمر يترقى لإقبال السلطان عليه في كثرة الإنعام وقبول الشفاعة والتوقير حتى أثرى وهو مع هذا كله لا يزداد إلا إمساكاً وانهماكاً فيما لا يرتضى لكن خفية خوفاً من الظاهر لبغضه القبيح، إلى أن مرض فدام مدة وتعطلت حركته ثم عوفي وركب ثم عاد مرضه فلزم الفراش أياماً. ومات وهو في الكهولة في شعبان سنة تسع وأربعين وصلى عليه السلطان بمصلى المؤمني ثم دفن بتربته التي أنشأها بالصحراء قبل إكمالها ولم يثن عليه أحد بخير نعم كان ساكناً عاقلاً حشماً عرياً إلا من رمي النشاب على عيوب في رميه وهو في ابتدائه أحسن منه في آخره.
1090 - يشبك الشعباني الأتابكي الظاهري برقوق. رقاه أستاذه إلى التقدمة والخازندارية ثم صار بعده لالاه لابنه الناصر واقلب على الفات الأمراء والجلبان الظاهرية إليه فانضم عليه خلائق، وحينئذ قام بترشيد الناصر حتى يستبد بالأمور دون الأتابك أيتمش ورسم بنزوله من السلسلة لداره بالقرب من باب الوزير كما كان في أيام الظاهر فثارت الفتنة لذلك وانكسر أيتمش بمن معه وخرج إلى البلاد الشامية فاستقر بيبرس الدوادار أتابكاً عوضه ويشبك دواداراً عوض بيبرس وأخذ أمره في التزايد والارتقاء وصار مدبر المملكة إلى أن وثب عليه جكم من عوض وغيره فقاتلوه وقبضوا عليه وسجنوه بإسكندرية في شوال سنة ثلاث وثمانمائة، واستقر جكم عوضه في الدوادارية ثم وقع بينه وبين سودون طاز أمير آخور فقبض على جكم وحبسه مكان يشبك وأعيد إلى الدوادارية ثم ولاه الناصر بعد عوده إلى الملك أتابكاً ثم استوحش منه فخرج عاصياً ووافقه جماعة فخرج إليهم الناصر فهزموه وآل الأمر إلى اختفاء يشبك ثم ظهر بالأمان وأعيد إلى رتبته وسافر إلى البلاد الشامية مع الناصر فلما وصلها قبض عليه هو وشيخ وحبسهما بقلعة دمشق فاحتالا حتى خلصا فوافاهما نوروز على بلعبلك فقتل يشبك في يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الآخر سنة عشر وأرسل برأسه إلى الناصر فطيف بها وعلقت أياماً، وكان أميراً جليلاً كريماً وقوراً سيوساً ضخماً عالي الهمة متجملاً في شئونه كلها عفا الله عنه. وقد أغفله ابن خطيب الناصرية فاستدرك ابن قاضي شهبة اسمه خاصة. يشبك الصغير. هو يشبك من مهدي.
1091 - يشبك طاز المؤيدي شيخ. صار بعده من أمراء دمشق ثم نقل إلى حجوبية طرابلس ثم إلى نيابة الكرك ثم إلى أتابكية دمشق فدخلها وهو متوعك فلم تطل مدته. ومات في شعبان سنة أربع وستين وكانت سيرته مشكورة.
1092 - يشبك الظاهري جقمق الساقي. قلعت عينه في الوقعة المنصورية واستمر منفياً مدة ثم أعيد وأنعم عليه بإقطاع ثم كمل له حتى صار أمير عشرة، ولم يلبث أن مات في رجب سنة أربع وستين وكان عاقلاً ساكناً عارفاً بلعب الرمح مشهوراً بالإقدام.
1093 - يشبك العثماني الظاهري برقوق. كان من أعيان خاصكيته ثم ترقى في دولة الناصر إلى التقدمة ثم خرج عن طاعته وانضم لشيخ ونوروز إلى أن حوصر الناصر فأصابه سهم لزم منه الفراش حتى مات في يوم الجمعة مستهل صفر سنة خمس عشرة وصلى عليه شيخ ودفنه خارج دمشق.
1094 - يشبك القرمي الظاهري جقمق. عمل ولاية القاهرة في أيام ابن أستاذه ثم امتحن وتأمر عشرة في أيام الظاهر خشقدم إلى أن مات في الوقعة السوارية سنة اثنتين وسبعين.(5/164)
1095 - يشبك الكركي قطلوبغا. تنقل من بعد أستاذه في الخدم حتى تأمر في أيام الظاهر جقمق عشرة وصار من رءوس نوبه ولكن لم تطل مدته في الإمرة. ومات في ذي القعدة سنة خمسين وكان غاية في الشح نشف جلده على عظمه عفا الله عنه. يشبك المشد. هو السودوني.
1096 - يشبك المشد نائب حلب. كان شاباً جاهلاً فاسقاً ظالماً عسوفاً طماعاً اشتراه المؤيد وهو نائب طرابلس بألف دينار كما سمعه العيني من المؤيد، ثم ترقى عنده إلى أن عمله شاد الشربخاناه ثم أعطاه تقدمة ثم نيابة طرابلس ثم نيابة حلب ولم يشتهر عنه معروف، وذكره ابن خطيب الناصرية فقال قدمه أستاذه فكان عنده حين نيابته بحلب شاد الشربخاناه فلما استقر في المملكة ولاه نيابة طرابلس ثم نقله منها إلى حلب سنة عشرين، وكان شاباً فارساً شهماً شجاعاً بنى بحلب مسجداً بالقرب من الشاذ بخنية وجنينة بالقرب منه وتربة ومكتب أيتام ثم قتل بعده في المحرم سنة أربع وعشرين، ونسبه بعضهم يوسفياً.
1097 - يشبك الموساوي الظاهري برقوق ويعرف بالأفقم. كان أعطى تقدمة بالديار المصرية في أيام الناصر ابن أستاذه ثم ولي نيابة طرابلس بعد نيابة غزة مدة طويلة، قال العيني وظلم أهلها ظلماً كثيراً فاحشاً وكان أفقم سيئ المعتقد رديء المذهب متجاهراً باللواط. قتل بإسكندرية في سنة أربع عشرة، ذكره شيخنا في إنبائه.
1098 - يشبك المؤيدي أحمد بن إينال. كان خازنداره ثم تأمر في أيام الأشرف قايتباي ومات بعد أشهر في ليلة الخميس منتصف شعبان سنة ثلاث وسبعين.
1099 - يشبك الناصري فرج. خدم الأمراء بعد أستاذه مدة ثم رده الظاهر ططر لبيت السلطان وعمله خاصكياً ثم أنعم عليه الظاهر جقمق بأمرة عشرة ثم صيره من رءوس النوب ثم علمه المنصور من أمراء الطبلخاناة ثم صيره الأشرف إينال رأس نوبة ثاني حتى مات في صفر سنة تسع وخمسين بعد تمرضه طويلاً وقد ناهز السبعين ويقال أنه كان مسرفاً على نفسه عفا الله عنه.
1100 - يشبك النوروزي الحافظي. تنقل بعد أستاذه حتى صار من أمراء دمشق ثم عمل حجوبية طرابلس ثم دمشق ثم نيابة طرابلس، كل ذلك في أيام الظاهر جقمق بالبذل لعدم تأهله ثم قبض عليه وأودع السجن ثم أخرج إلى القدس فمات به بعد مدة في المحرم سنة ثلاث وستين.
يشبك اليوسفي. هو المشد.
1101 - يشبك أخو الأشرف برسباي وهو أسنهما. استقدمه أخوه من جركس في سلطنته وأنعم عليه بأمرة طبلخاناة ثم قدمه فلم يلبث أن مات بالطاعون في رجب سنة ثلاث وثلاثين وحضر أخوه جنازته ودفنه في حوشه، وكان سليم الباطن مائلاً إلى الخير والشفقة يسير على قاعدة البلاد. ذكره شيخنا في إنبائه فقال كان أسن من أخيه ولكن ذاك أسرع إليه الشيب دونه طعن فأقام أياماً يسيرة ويقال أنه مات ساجداً، وكان شديد العجمة ويعلم اللسان التركي ولم يفقه بالعربي إلا اليسير فيه عصبة لمن يلتجئ إليه ومكارم أخلاق، وقال العيني كان جيداً متواضعاً متعصباً ساعياً في قضاء حوائج الناس.
1102 - يشبك أمير آخور. قتل في مصاففة بين عسكر الأشرف وعلى دولات في صفر سنة تسع وثمانين.
1103 - يشبك حاجب طرابلس. أصله من مماليك قانباي البهلوان نائب حلب وولي بعده نيابة المرقب بالبذل ثم حجوبية طرابلس كذلك إلى أن مات بها في ثالث المحرم سنة إحدى وستين.(5/165)
1104 - يعقوب شاه بن أسطا علي الأرزنجاني ثم التبريزي ثم القاهري المهمندار. ولد سنة عشروثمانمائة تقريباً بأرزنجان وتحول منها مع عمته إلى تبريز فنشأ بها وقرأ بها القرآن وكان زوجها أبو يزيد صاحب ديوان السلطان قرا يوسف متملك بغداد وتبريز وما والاها فتدرب به بحيث أنه لما انتقل الأمر لولده إسكندر صار المرجوع في ضبط أمور الزوج إليه مدة ثم لما قارب العشرين انتقل مع عمته إلى الديار المصرية فوصلها ثاني سني الأشرف فنزل في طبقة القاعة ثم في طبقة المقدم سنة ثلاث وثلاثين مع خشقدم اليشبكي إذ صار مقدم المماليك وحج معه حين كان أمير الأول ثم مع قانم التاجر حين تأمر على المحمل بل كان في الركاب سنة آمد فوردت مطالعة من إسكندر بن قرا يوسف فلم ينهض أحد لقراءتها فأرشد الكمالي بن البارزي إليه لعلمه بتقدمه في قراءة المطالعات الواردة من الروم والتتر والعجم والهند ومعرفته بألسنتها وبالتركي والعربي فقرأها واستقر من ثم في قراءة المطالعات الواردة عنهم بل رام أن يقرره أحد الدوادارية لأجل القراءة فلم يتهيأ، ثم بعد دهر استقر به الأشرف قايتباي في المهمندارية الكبرى بعد موت تمرباي التمرازي في سنة أربع وسبعين نقلاً له من المهمندارية الأولى مضافاً لما معه من قراءته المطالعات لسابق اختصاص به حين الأمرة كما اختص بغيره من الأمراء كقانم بل اختص قبل ذلك وبعده بالخطيب أبي الفضل النويري وبالسيد العلاء ابن السيد عفيف الدين ونحوهما، وسمع ختم البخاري بالكاملية بقراءة الديمي على عدة شيوخ وتكلم في أشياء كوقف الحاجب ونحوه، وعظم اختصاصه بيشبك من مهدي ووسع داره بل وجدد مسجداً بقربه وعمل علوه بيتاً أسكن به الزين السنتاوي وسبيلاً بجانبه وسلك في أموره طريقاً وسطاً بل دونه وتمول جداً فيما يظهر سيما وهو في الإمساك بمكان وأظهر التأدب والتواضع والكلام المفارق للفعل بحيث صار في جل ما يبديه توقف، وكثر تعلله بأعضائه وتناقصت حركته وهو مستمر على المهندارية والقراءة، وزار بيت المقدس وترقى في جبذ القوس والثقيل والرمي ومعرفة فنون الرمح علماً وعملاً والصراع وتراتيب المملكة وترتيب العساكر بحيث انفرد في ذلك وعمل درجاً في ترتيب خروج الملوك وإطلابها وعساكرها إلى الأسفار من تجاريد وغيرها أوقفني عليه.
1105 - يعقوب شاه الكمشبغاوي الظاهري برقوق. رقاه أستاذه حتى قدمه وعمله حاجباً ثاني ثم بعده كان ممن انتمى لأيتمش، وآل أمره إلى أن قتل بقلعة دمشق في منتصف شعبان سنة اثنتين وقد ناف على الثلاثين، وكان تركياً شجاعاً مقداماً جميل الصورة أبيض حسن القامة رضي الخلق فهماً ذكياً فصيحاً حسن المشاركة مولعاً بجمع الكتب النفيسة وغرائب الأشياء.
1106 - يعقوب بن إبراهيم ويعرف بأبي الحمد. كان مقيماً بقرية التنضب من وادي نخلة الشامية يعقد بها الأنكحة ويكتب الوثائق وله بالوادي عقار وسمعة عند العرب شهيرة كبيرة بل عليه اعتمادهم مع خير ومروءة وعقل؛ وأمه مكية وكان يتردد إلى مكة ويقيم بها. وبها مات بعد الحج سنة ثلاث عشرة أو في المحرم سنة أربع عشرة وقد جاز الستين ظناً غالباً. ذكره الفاسي وأنشد عنه شعراً لغيره وقال أنه سأله عن أكثر ما علمه من تمر النخيل فذكر أن ثلاث نخلات ببشرى من وادي نخلة جد منها نيف وأربعون صاعاً مكياً وأظنه قال خمسة وأربعون صاعاً قال وهذا عجيب.
1107 - يعقوب بن أحمد الأنباري المكي. قال الفاسي ذكر لي أنه قرأ القرآن بمكة على السراج الدمنهوري وأظن أنه قال أنه قرأ عليه بجميع الروايات وأما قراءته عليه ببعضها فأحققها عنه وكان يسافر من مكة طلباً للرزق إلى اليمن وغيره. مات بمكة في سنة تسع ودفن بالمعلاة.(5/166)
1108 - يعقوب بن إدريس بن عبد الله بن يعقوب الشرف الرومي النكدي - نسبة لنكدة من بلاد ابن قرمان - الرومي الحنفي ويعرف بقرا يعقوب. ولد في سنة تسع وثمانين وسبعمائة واشتغل في بلاده على الشمس الفناري وسمع البخاري على الشمس الهروي وجد في الطلب حتى فضل ومهر في الأصول والعربية والمعاني، وحج وهو شاب في سنة تسع عشرة، ودخل حلب فاجتمع به ابن خطيب الناصرية ووصفه بالفضيلة والعلم والذكاء وأنه عالم البلاد القرمانية، ودخل القاهرة بعد ذلك فيقال أن الأمير ططر أعطاه ألف دينار، وحصل كتباً كثيرة وكان مقيماً بلارندة من بلاد ابن قرمان يدرس ويفتي بل كتب على المصابيح شرحاً يقال أنه وصل فيه إلى النصف وكذا قيل أنه كتب على الهداية وأن له حواشي على البيضاوي. مات في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين بلارندة عن نحو أربع وأربعين سنة، وذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
1109 - يعقوب بن جلال بن أحمد بن يوسف الشرف ويسمى أيضاً أحمد بن إجلال الدين ويسمى أيضاً رسولاً الرومي القاهري التباني - لسكناه بالتبانة خارجها - الحنفي ويعرف بالتباني. ولد سنة ستين وسبعمائة تقريباً وتفقه على أبيه وغيره ومهر في العربية والمعاني والبيان والعقليات وكان يستحضر كثيراً من فروع الحنفية وأحب الحديث وشرع في شرح المشارق، كل ذلك مع بشاشة الوجه وطلاقة اللسان وكرم النفس جوداً وسخاءً ممن درس وأفتى وأول ما ولي تدريس مدرسة الجاي وخطابتها وإمامتها في حدود سنة تسعين ثم مشيخة تربة قجا السلحدار وكذا ولي مشيخة قوصون مدة لكنه رغب عنها ثم ولي نظر القدس بعناية أيتمش ثم صرف عنه وجرت له مع الناصر فرج خطوب ثم اتصل بالمؤيد فعظم قدره وولي في أيامه مشيخة الشيخونية ونظر الكسوة ووكالة بيت المال ثم صرف عن الكسوة خاصة بسبب جائحة حصلت له مع الدوادار بسببها ولو تصون ما تقدمه أحد ولذا بعد المؤيد رقت حاله جداً حتى مات فجأة في صفر سنة سبع وعشرين وقد زاد فيما قاله العيني على السبعين، واستقر بعده في الوكالة نور الدين السفطي شاهد الأمير الكبير وفي الشيخونية السراج قارئ الهداية. ذكره شيخنا في أنبائه، وفي تاريخ ابن خطيب الناصرية الشرف يعقوب ابن فقيه بن أحمد الرومي ثم المصري الحنفي بن التباني كان إماماً فاضلاً مستحضراً حسن الشكالة ولي وكالة بيت المال بالقاهرة ونظر الحرمين ثم في أيام الأشرف برسباي مشيخة الشيخونية واستمر فيها حتى مات، وأظنه هذا ولكن قوله في أيام الأشرف سهو، وقال بعضهم كان ذا همة عالية ومكارم وصدقة وبر وإيثار وكلمة مسموعة ووصلة بالأمراء والأكابر سيما وقد اختص بالمؤيد فتزايدت ضخامته وتردد الناس إليه لحوائجهم مع الديانة والصيانة.
1110 - يعقوب بك بن حسن بك بن علي بك بن قريلوك عثمان أبو المظفر صاحب الشرق وسلطان العراقين وعم حسين مرزا بن محمد أغرلو المقيم بالقاهرة قتل أخاه أبا الفتح خليلاً المستقر في السلطنة بعد أبيهما حسن بك واستقر وقدمت ابنته مع أمها في ربيع الأول سنة ست وتسعين لتزوج لابن أخيه المشار إليه. ومات المترجم عن قرب ولم تلبث هي بعد زواجه لها إلا قليلاً وماتت في طاعون التي تليها ثم مات الزوج عند دخوله المدينة من آخرها عفا الله عنهم.
1111 - يعقوب بن داود بن سيف أرعد الحطي ويقال له الناصر ملك الحبشة. ورد كتابه في سنة إحدى وأربعين بالوصية بالنصارى وكنائسهم.
يعقوب بن رسول التباني. مضى قريباً.(5/167)
1112 - يعقوب بن عبد الله الخاقاني الفاسي. كان من أبناء البربر وتعلق بالاشتغال فلما رأى الفساد الحادث بفاس بسبب الفتنة بين السعيد وبين أبي سعيد في سنة سبع عشرة صار يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويكف أيدي المفسد فتبعه جماعة (وقويت شوكته بحيث حاول ملوك فاس القبض عليه فأعياهم أمره إلى أن قتل أبو سعيد وأرسل ابن الأحمر يعقوب المريني إلى فاس فلم يتم الأمر فأرسل أبا زيان بن أبي طريف بن أبي عنان فحاصر فاس، وقد اشتدت شوكة صاحب الترجة واستفحل أمره ففتك فيمن بقي من بني مرين وساعد أبا زيان وقام بأمره فدخل فاس وقتل عبد العزيز الكناني وعدة من أقاربه كما شرح في محله من الحوادث سنة أربع وعشرين ثم أرسل ابن الأحمر محمد بن أبي سعيد فعسكر على فاس ففر منه أبو زيان فمات ببعض الجبال وقتل هذا ثم لم يلبث أن مات محمد عن قرب فأقيم ابن أخيه عبد الرحمن فثار به أهل فاس فقتلوه وقتلوا ولده وأخاه وأقاموا رجلاً من ولد أبي سعيد، وقام بمكناسة وهي على مرحلة من فاس أبو عمر بن السعيد وقام بتازة وهي على مرحلة ونصف من فاس آخر من ولد السعيد أيضاً فصار في مسافة مرحلتين ثلاثة ملوك ليس بأيديهم من المال إلا ما يؤخذ ظلماً فتلاشى الحال وخربت الديار وقتلت الرجال والحكم لله. ذكره شيخنا في إنبائه نقلاً عن خط المقريزي فيما نقله عن من يثق به من المغاربة القادمين للحج فالله أعلم.
1113 - يعقوب بن عبد الله الجاباتي الفاسي البربري. مات سنة خمس وعشرين.
1114 - يعقوب بن عبد الرحمن بن يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي بكر بن بكار بن أظوال المغربي الفاسي المالكي قاضي الجماعة بمدينتي فاس وتازة ويعرف بابن المعلم اليشفرى. ولد في جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وثمانمائة وحفظ القرآن وأرجوزة ابن بري برواية نافع والخرازة في الرسم والرسالة والمدونة لسحنون وتلقين عبد الوهاب وفي الحساب التلخيص لابن البناء والحصار وفي الفرائض أرجوزة ابن إسحق التلمساني والحوفي وابن عرفة وفي النحو ألفية ابن ملك وتلا لنافع على جماعة أجلهم الحاج إبرهيم ومحمد الصغير والوهري، وأخذ الحديث عن عبد الرحمن الثعالبي ومحمد بن وزكريا التلمساني والفقه عن عبد الله بن محمد بن موسى بن معطي العبدوسي ومحمد بن آمدلال وعلي بن عبد الرحمن الأنفاسي وأحمد بن عمر الزجلدي وحسن بن محمد المغيلي والفرائض والحساب عن عبد الله بن محمد المكناسي، وحج في سنة خمس وسبعين من طريق الشامي بعد إقامته بدمشق مدة وكان يثني على أهلها ثم رجع إلى القاهرة في رمضان التي تليها، ولقيه البقاعي قال فرأيته إماماً علامة في غاية من جودة الذهن وحسن المحاضرة وجميل السمت والهدى والدل يعرف كثيراً من العلوم وأنه حضر مجلسه كثيراً وسمع عليه في المناسبات وسافر عقب ذلك إلى إسكندرية راجعاً إلى بلاده فبلغنا في أواخر سنة سبع وسبعين أنه توفي وهو ذاهب في البحر وكان معه ولد مراهق فبلغنا أنه مات أيضاً رحمهما الله فلقد كان للأب سمت يشهد بالصلاح وذل يترجمه بالصلاح. قلت كل هذا لكونه زعم أنه سمع من مناسباته نسأل الله السلامة.
يعقوب بن عبد الرحمن بن يعقوب. هكذا كتبته مجرداً في سنة خمس وسبعين من الوفيات وقلت ينظر هو وولده من تعاليقي والظاهر أنه الذي قبله.
1115 - يعقوب بن عبد الرحيم بن عبد الكريم الشرف أبو يوسف الدميسني ثم القاهري المالكي المقري نزيل تربة جوشن ظاهر باب النصر وربما قيل له الجوشني. أخذ القراآت عن أبي بكر بن الجندي وإسمعيل الكفتي والتقي البغدادي وبرع فيها بحيث أخذها عنه جماعة وممن أخذ عنه الزين رضوان وقال أنه عارفاً بالفن مع الزهد والصلاح والتقشف، واستقر بأخرة في مشيخة القراآت بالشيخونية عقب الغماري وكان يقول متى يستفتح من فتح بعد العصر ولم يلبث أن مات.
يعقوب بن عبد العزيز بن يعقوب بن محمد العباسي بن أمير المؤمنين المتوكل وأمه ابنة عم أبيه المستكفي بالله أبي الربيع سليمان فهو عريق الأبوين ولد وتزوج وأنجب أولاداً وذكر بالصلاح والانجماع.(5/168)
يعقوب بن عبد الوهاب التفهني ثم القاهري والد الشمس محمد أحمد الأطباء ممن مضى ويعرف بالتفهني. شيخ صالح معمر قطن القاهرة مدة وقرأ على الكرسي بجامع الغمري وكان على قراءته أنس. مات سنة اثنتين وستين بالقاهرة عن تسعين سنة أو نحوها. يعقوب بن علي بن يعقوب بن يوسف بن الحسن الصنهاجي.
يعقوب بن على اللمتوني المالكى. كان بمكة وعرض عليه ظهيرة في سنة ست وستين.
يعقوب بن عمر بن يعقوب بن أويس الخواجا الشرف الكردي ثم القاهري والد أبي بكر الآتي ويلقب كرد كاز. من تجار الكارم الموصوفين بالخير والجلالة ولو لم يكن له سوى معتقه الحاج بشير لكفاه، وقد صاهر الشمس الحلاوي الماضي على ابنته. ومات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين.
يعقوب بن فقيه بن أحمد الشرف بن التباني. مضى في ابن جلال بن أحمد قريباً.
1120 - يعقوب بن محمد بن صديق البرلسي أبو أحمد ومحمد وأحد الأعيان من التجار. كان أبوه جمالاً ونشأ هو كذلك ثم تعانى التجارة وتزوج بابنة القلاقسي أخت تاج الدين وورث منها لنفسه ولولده منها ولا زال ينتقل في المال إلى أن بلغ نحو مائة ألف دينار وتناقص حاله بعد أسره بسبب ما افتك به نفسه من الفرنج وإتلاف ولديه في غيبته وغير ذلك إلى أن مات وهي تقارب خمسين، وأسند وصيته لصهره البدر حسن بن عليبة ومع ذلك فلم يستبد بالتصرف إلا ولده، ويقال أنه أخذ منه للسلطان عشرة آلاف دينار وأنه أوصى بنحو ألفين فألف يشتري بها عقاراً ليوقف على قراء وصدقات ونحوها عند قبره والباقي منه أربعمائة لأهل الحرمين بالسوية بينهما يتولى تفرقة ما للمدينة النور السمهودي وما لمكة ابن العماد وبينهما مائة ولمجاوري الأزهر مائة وثمانون ولمفرقها المعين عشرون ولابن الغمري مائة في أشياء، وكان خيراً مديماً للتلاوة والعبادة محباً في الصالحين مع حسن العشرة والمعاملة والتواضع وصدق اللهجة وعدم التبسط في معيشته وأحواله كلها كنظائره غالباً. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين بإسكندرية عن أزيد من ثمانين سنة ودفن بجانب ضريح ياقوت العرشي رحمه الله وإيانا.
1121 - يعقوب بن محمد بن يعقوب الأتريبي ثم المحلي ثم القاهري الشافعي. أصله من أتريب بالشرقية وقدم المحلة فأقام تحت نظر أبي عبد الله محمد الغمري مع جماعته وحفظ القرآن واستمر معه حتى مات، وانتمى بعده للشيخ مدين ثم صار بعد يجتمع مع ابن أخته محمد بن عبد الدائم وناله من الطائفتين بتردده إليه جفاء ومع ذلك فما انكف، وقد أم بجامع الغمري بالقاهرة وتنزل في سعيد السعداء والبيبرسية وطلبه الشافعي وكان يتوجه إليه ماشياً بل لازم الحضور عند المناوي في الفقه وكذا أخذ عن غيره كابن قاسم والأبناسي وقرأ على البخاري بتمامه قراءة مهذبة محررة، ولازم مجالسي في الإملاء بل كان ممن سمع على شيخنا، وتميز في العربية والفقه مع حسن التصور والمداومة على التلاوة والعبادة والتحري في الطهارة وصرف أوقاته في أنواع الطاعة بحيث كان فريداً بين الفقراء. مات في سحر يوم الجمعة ثاني عشرى جمادى الثانية سنة خمس وسبعين عن أزيد من ستين سنة بعد أن تعلل نحو سنة وتفتح في أعضائه أماكن وهو صابر محتسب، وصلي عليه بعد صلاة الجمعة بجامع الحاكم ودفن بجانب قبر الزين عبادة بتربة معروفة بالشيخ مدين تجاه الكلبكية خارج باب النصر رحمه الله ونفعنا به.
1122 - يعقوب بن محمد أبو يوسف الصنهاجي المغربي الحلفاوي لسكناه مدرسة السلطان أبي يوسف بن عبد الحق المريني بالحلفاويين. الأستاذ المقرئ الثائر بفاس. أخذ القراآت السبع رواية ودراية عن أبي عبد الله محمد القيسي الكفيف وأبي الحجاج يوسف بن منحوت الآخذ لها بمراكش عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الصفار، وارتحل حتى برع في الأصلين والعربية والقراآت واشتهر بالعلم والصلاح وولي مشيخة المدرسة المذكورة. ولم يزل على أجمل طريقة حتى كانت الفتنة بين السعيد محمد بن عبد العزيز وأبي سعيد عثمان بن أحمد في سنة بضع وعشرين وثمانمائة وكان ما كان مما أورده المقريزي في عقوده مطولاً.(5/169)
1123 - يعقوب بن يوسف بن علي الشرف القرشي المغربي المالكي القاضي، ممن سمع من شيخنا، وولي قضاء حلب ثم انفصل عنه وأقام بدمشق مدة وكذا ولي قضاءها بعد محي الدين يحيى المغربي في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ورأيته كتب وهو فيها على بعض الاستدعاآت المؤرخة سنة ست وخمسين. ومات بها في ربيع الأول سنة سبع وخمسين ودفن بمقابر الباب الصغير.
1124 - يعقوب المجد بن منقورة. كان كاتب بيت المال ثم استقر في صفر سنة ست وستين في نظر الدولة فلم يلبث سوى ثلاثة أيام وضربه السلطان ضرباً مبرحاً كاد يموت منه ووضعه في الحديد وسلمه للوالي على مال كثير آل أمره فيه إلى ثلاثة آلاف دينار باع فيها تعلقاته وأثاثه واقترض وصار مثلة.
1125 - يعقوب الحصن التاجر نزيل مكة. مات بها - بعد أن سقط له بعض ثناياه وابدلها بسن ذهباً - في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وخلف شيئاً كثيراً وولداً اسمه محمد وداراً بمكة وبجدة.
1126 - يعقوب الزعبي. مات سنة اثنتين وثلاثين.
1127 - يعمر بن بهادر الذكرى من أمراء التركمان. مات هو وولده بالطاعون أول ذي القعدة سنة سبع عشرة.
1128 - يعيش بن محمد بن أحمد بن حسن بن أبي عفيف الحسني. مات في المحرم سنة ثلاث وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
1129 - يعيش المغربي المالكي المقيم بسطح الأزهر. مات في يوم الأحد ثامن المحرم سنة أربع وستين بعد المحلي بأسبوع وكان عالماً خيراً رحمه الله. يكن بن.
1130 - يلباي الخازنداري الأشرفي قايتباي أحد العشراوات. كان خازنداراً أستاذه في حال إمرته. مات مطعوناً سنة إحدى وثمانين.
1131 - يلباي الإينالي المؤيدي. جركسي الجنس الملك الظاهر قدم به إينال ضضغ الأمير الشهير الذي صار بعد إمرته تاجر المماليك وإليه تنسب الإينالية كيرشباي فاشتراه المؤيد منه وجعله في طبقة الرفرف ثم صار بعده خاصكياً وكان يقال له في ابتدائه يلباي تلي يعني المجنون لجرأة كانت فيه وحدة مزاج، واستمر خاصكياً وأقطعه الأشرف برسباي ثلث قرية طحورية من الشرقية، ثم نقله ابنه العزيز لقريبة بنها العسل عوضاً عن أيتمش المؤيدي، وجعله الظاهر جقمق ساقياص ثم أمره عشرة وصيره من رءوس النوب، فلما اختفى العزيز واتفق قبضه على يده وإحضاره سر الظاهر كثيراً وأقطعه زيادة على ما معه سرياقوس وصيره من الطبلخاناة فدام حتى قبض عليه المنصور في جملة المؤيدية وحبسه بإسكندرية وأخرج أقطاعه ثم أطلقه الأشرف وأرسله إلى دمياط بطالاً ثم أعاده بعد أيام، ولم يلبث أن قتل سونجبغا اليونسي الذي كان استقر في أقطاعه فرجع إليه ثم عمله أمير آخور ثاني بعد موت خيربك المؤيدي الأشقر ثم قدمه في أواخر دولته فلما تسلطن خجداشة الظاهر خشقدم نقله إلى حجوبية الحجاب بعد بيبرس خال العزيز ثم إلى الآخورية الكبرى بعد برسباي البجاسي ثم إلى الأتابكية بعد موت قانم فلما مات الظاهر ارتقى إلى السلطنة في آخر يوم السبت وقت المغرب عاشر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين ولقب بالظاهر أبي سعيد ولم يكن له منها سوى الاسم لغلبة خير بك الظاهري خشقدم الدوادار الثاني على التدبير والأمر والنهي ولكن لم تطل مدته بل خلع قبل تمام شهرين بالظاهر تمربغا وحمل إلى إسكندرية فشجن بها ويقال أنه لم يتفق لأحد من ملوك الترك كبير ممن مسه الرق أنه خلع في أقل من هذه المدة وقبله المظفر بيبرس الجاشنكير خلع قبل استكمال سنة، واستمر في محبسه حتى مات في ليلة الاثنين مستهل ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وسنة نحو الثمانين، وكان ضخماً حشماً كثير السكون والوقار متديناً وجيهاً في الدول لم ير مكروهاً قط إلا سجنه أيام المنصور، سليم الفطرة جداً طارحاً للتكلف في شئونه كلها لم يكتب ولا قرأ موصوفاً بالبخل مع مزيد ثروته ومن يوم تسلطن أخذ في النقص وظهر عجزه والظاهر أنه لو دام لما حصل به كبير ضرر لقلة أذاه ومزيد صفائه ومحبته لنفع المسلمين فلله الأمر.
1132 - يلبغا البهائي نائب إسكندرية. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وكان جيداً واستقر بعده اسنبغا الطياري.(5/170)
1133 - يلبغا التركي الجاركسي نسبة لجاركس القاسمي المصارع. صار خاصكياً بعد موت المؤيد فلما تملك الظاهر جقمق قربه لكونه من مماليك أخيه وأنعم عليه بأمرة عشرة وصيره من رءوس النوب ثم ولاه رأس نوبة ولده الناصري محمد ثم انفصل عنها فقط وبقي على ما عداها إلى أن استنابه في دمياط وجعله من جملة الطلبخاناه ثم عزله عن دمياط فقط قبل موته بيسير وقدم القاهرة فاستمر بها إلى أن مرض وطالت علته فأخرج الأشرف إينال إقطاعه ولزم بيته مريضاً حتى مات في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وقد زاد على السبعين، وكان فيما قيل مسرفاً على نفسه مهملاً عفا الله عنه.(5/171)
1134 - يلبغا أبو المعالي السالمي الظاهري برقوق الحنفي. كان يذكر أنه سمرقندي وأن أبويه سمياه يوسف وأنه سبي فجلب إلى مصر مع تاجر اسمه سالم فنسب إليه واشتراه برقوق وصيره من الخاصكية يعني لمهارته ورتبه لقراءة كتاب الكلم الطيب عنده، ثم كان ممن قام له بعد القبض عليه في أخذ صفد فحمد له ذلك، وولاه نظر سعيد السعداء في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين ووعده بالأمرة ولكن لم يعجلها له فلما كان في صفر سنة ثمانمائة - ومن قال في شعبان من التي تليها فقدوهم - أمره عشرة وقرره في شعبانها ناظر الشيخونية فباشره بعنف وكذا اتفق له في سعيد السعداء فإنه أخرج مكتوب وقفها ورام المشي على شرط الواقف، وجرت خطوب وحروب بحيث عمل فيها بعض الشعراء، وكان يترقب نيابة السلطنة فما تم، ثم جعله أحد الأوصياء فقام بتحليف مماليك السلطان لولده الناصر وأول ما نسب إليه من الجور أنه أنفق في المماليك نفقة البيعة على أن الدينار بأربعة وعشرين ثم نودي بعد فراغ النفقة أن الدينار بثلاثين فحصل الضرر التام بذلك، وتنقلت به الأحوال بعد فعمل الأستادارية الكبرى والإشارة وغيرها حسبما شرح في أماكنه، ومن محاسنه في مباشراته أنه قرر ما يؤخذ في ديوان المرتجع على كل مقدم خمسين ألفاً وعلى الطبلخانات عشرين ألفاً وعلى العشراوات خمسة آلاف فاستمرت إلى آخر وقت وكان المباشرون في دواوين الأمراء قبل هذا إذا قبض على الأمير أو مات يلقون شدة من جورة المتحدث على المرتجع فلما تقرر هذا كتب به ألواحاً ونقشها على باب القصر وهي موجودة إلى الآن، وهو الذي رد سعر الفلوس إلى الوزن وكان قد فحشت جداً بالعد حتى صار وزن الفلوس خروبتين، وفعل من المحاسن ما يطول شرحه وسار في الأستادارية سيرة حسنة عفيفة وأبطل مظالم كثيرة منها تعريف منية بني خصيب وضمان العرصة وإخصاص الغسالين، وأبطل وفر الشون وكسر الويبة التي كان يكال بها وعمل ويبة صحيحة وأبطل ما كان مقرراً على برد دار الديوان المفرد والمقرر على شاد المستخرج، وركب في صفر سنة ثلاث فكسر ما بمنية الشيرج وناحية شبرى من جرار الخمر على كثرتها وهدم كنيسة النصارى وتشادد في النظر في الأحكام الشرعية وخاشن الأمراء وعارضهم فأبغضوه وقام في سنة ثلاث أيضاً فجمع الأموال لمحاربة تمرلنك زعم فشنعت عليه القالة كما شرح في محله ولم يلبث أن قبض عليه في رجب منها وتسلمه ابن غراب وعمل أستاداراً وأهانه وعوقب وعصر ونفي إلى دمياط ثم أحضر في سنة خمس وثمانمائة وقرر في الوزارة والإشارة فباشرها على طريقته في العسف فقبض عليه وعوقب أيضاً وسجن ثم أفرج عنه في رمضان سنة سبع وعمل مشيراً فجرى على عادته وسلم لجمال الدين الأستادار وكان قد ثار بينهما الشر فعاقبه ونفاه إلى إسكندرية فرجمته العامة في حال سيره في النيل، ولم يزل بالسجن إلى أن بذل فيه جمال الدين للناصر مالاً جزيلاً فأذن في قتله فقتل في محبسه خنقاً وهو صائم في رمضان بعد صلاة عصر يوم الجمعة سنة إحدى عشرة وما عاش جمال الدين إلا دون عشرة أشهر، وكان طول عمره يلازم الاشتغال بالعلم ولكنه لم يفتح عليه منه بشيء سوى أنه يصوم يوماً بعد يوم ويكثر التلاوة وقيام الليل والذكر والصدقة ويحب العلماء والفضلاء ويجمعهم وفيه مروءة وهمة عالية مع كونه سريع الانفعال طائشاً لحوحاً مصمماً على الأمر الذي يريده ولو كان فيه هلاكه ويستبد برأيه غالباً ويبالغ في حب ابن عربي وغيره من أهل طريقته ولا يؤذي من ينكر عليه، وقد لازم سماع الحديث معنا مدة وكتب بخطه الطباق بل وقرأ بنفسه وكان سمع من أبي هريرة بن الذهبي بدمشق ومن جماعة بمكة والمدينة وغيرهما وأقدم العلاء بن أبي المجد من دمشق حتى أسمع البخاري مراراً. وبالجملة فكان من محاسن أبناء جنسه، وقد عظمه المقريزي جداً في عقوده وغيرها وقال أنه كان لي مجلاً ومعظماً وقلما رأيت مثله ولولا ما ذكرته لكمل، وذكره شيخنا في معجمه وإنبائه بما أوردت حاصله عفا الله عنه وإيانا.
يلبغا السودوني حاجب الحجاب بدمشق وأحد الأعيان من أمرائها. مات بها في جمادى الآخرة سنة خمس واستقر بعده في الحجوبية جركس والد تنم الحسني نقلاً من حجوبية طرابلس(5/172)
يلبغا الكزلي - نسبة لكزل - العجمي الظاهري. ترقى في أيام أستاذه حتى صار خاصكياً ثم نقل على إمرة بدمشق حتى مات بها في حدود سنة أربعين، وكان عارفاً بفنون الرمح لا بأس به. يلبغا المجنون. يأتي قريباً.
1137 - يلبغا المنجكي الأشرفي. مات سنة ثمان وثمانمائة.
1138 - يلبغا المؤيدي شيخ ويعرف بالمجنون لطيشه وحدة مزاجه. كان أحد أمراء دمشق وبها مات في رجب سنة أربع وأربعين.
1139 - يلبغا الناصري نسبة لجالبه الظاهري برقوق الأتابكي. أصله من أعيان خاصكية أستاذه ثم قدمه الناصر ولده ثم ولاه الحجوبية الكبرى ولما تجرد إلى البلاد الشامية جعله نائب غيبته بالقاهرة، وحين قدم المؤيد مع المستعين عمله أمير مجلس ثم لما تسلطن المؤيد نقله إلى الأتابكية وسافر معه لقتال نوروز وعاد وهو مريض فلزم الفراش حتى مات في ليلة الجمعة ثاني رمضان سنة سبع عشرة ودفن من الغد وكان جليلاً معظماً وقوراً ديناً خيراً متواضعاً مائلاً للخير والمعروف واقتصر شيخنا في إنبائه على قوله: كان من خيار الأمراء رحمه الله.
1140 - يلخجا من مامش الناصري. أصله للظاهر برقوق اشتراه مع أبويه وأنعم بهم على ولده عبد العزيز الملقب بالمنصور وجعل أباه من مماليك الأطباق وتربى الولد مع الولد إلى أن تسلطن بعد خلع أخيه الناصر فرج فلما عاد الناصر وحبس أخاه جعل هذا خاصكياً ثم ساقياً وزاد اختصاصه به وأثرى مع الحشم والمماليك والبرك، كل ذلك قبل استكمال العشرين، فلما قتل أستاذه واستقر المؤيد عزله عن السقاية واستقر في جملة الخاصكية وحظي عنده أيضاً لكونه محبباً في الأمراء بحيث يتردد إليه أعيانهم، ولما هرب مقبل الدوادار من القاهرة حين كون ططر مدبر المملكة انضم إليه ودخلا مع نائب الشام جقمق الأرغونشاوي فلما انكسر اختفى هذا مدة بدمشق ثم ظهر وعاد صحبة الظاهر ططر إلى القاهرة ودام على خاصكيته مع عظمته وكثرة ما بيده من الإقطاعات ثم أنعم عليه الأشرف بأمرة عشرة وجعله من رءوس النوب وسافر في سنة أربع وثلاثين أمير الركب الأول ثم استقر في سنة سبع وثلاثين مشداً على بندر جدة رفيقاً للكريمي ابن كاتب المناخات ثم عاد فأنعم عليه العزيز بطبلخانات، ثم صار في أيام الظاهر رأس نوبة ثاني ثم نائب غزة في سنة تسع وأربعين وخرج إليها في تجمل زائد فلم يلبث أن تعلل ولزم الفراش مدة وبطل أحد شقيه واستعفى وطلب العود فأعفي وكتب بتوجهه إلى القدس فمات قبل وصول الخبر إليه بغزة في أوائل جمادى الآخرة سنة خمسين وهو في عشر الستين ودفن بجامع ابن عثمان ظاهر غزة؛ ووهم العيني حيث قال أنه مات ببيت المقدس، وكان تركياً شجاعاً مقداماً كريماً جميلاً بحيث كان يضرب بحسنه في شبيبته المثل خفيف اللحية كاملها أخضر اللون بالغ ابن تغرى بردى في الثناء عليه وأنه كان أحق بالأتابكية من غيره وأما العيني فإنه قال أنه لم يكن مشكور السيرة لأنه كان يرتكب أخذ أموال الناس ظلماً كفعله مع أهل البرلس حين توجه لأخذ خراجها فإنه ارتكب هناك ما ارتكبه غيره من الظلمة المفسدين، زاد غيره أنه أمر في مرضه بتوسيط جماعة كانوا في سجنه من جهة حطط حاجبها المستقر الآن في نيابتها عفا الله عنه.
1141 - ينتمر المحمدي الحاجب. كان من المقدمين في أيام الظاهر برقوق وقتل في واقعة أيتمش في ربيع الأول سنة اثنتين. أرخه المقريزي وغيره. يهود بن اليهودي التازي.
1142 - يوسف بن إبرهيم بن أحمد الصفدي. كان شيخاً حسناً معظماً معتقداً وله كلام على طريق الصوفية. مات في ذي الحجة سنة ست بصفد. ذكره شيخنا في إنبائه.
1143 - يوسف بن إبرهيم بن عبد الله بن داود بن أبي الفضل بن أبي المنجب ابن أبي الفتيان الجمال الداودي الطبيب. مات في أول رجب سنة ثلاث وثلاثين وقد زاد على التسعين. ذكره شيخنا أيضاً وهو في عقود المقريزي وقال جمال الدين ابن الطبيب برهان الدين بن الطبيب تقي الدين الذي هو أول من أسلم من آبائه من أهل بيت يعترف لهم عامة اليهود بأنهم من ولد داود عليه السلام. ولد في نحو سنة ثلاثين وسبعمائة وبرع في الطب وعالج به دهراً طويلاً وعاشر الأكابر بما فيه من فضيلة وجميل محاضرة وحسن معاشرة، وجاز الثمانين وهو يغتسل بالماء البارد في الشتاء لصحة بدنه. ومات عن نحو مائة سنة ثم أنشد عنه حين قال له كيف أنتم:(5/173)
أسائل عن أخباركم فيسرني ... سماعي الذي أرجوه فيكم وأطلب
إذا كنتم في نعمة وسلامة ... فما أنا إلا فيهما أتقلب
1144 - يوسف بن إبرهيم بن عبد الله الجمال الأذرعي ثم الدمشقي الحلبي الشافعي. قدم من بلاده إلى دمشق فأقام بها مدة واشتغل في الفقه على علمائها ثم قدم حلب وحضر المدارس مع الفقهاء وناب في قضاء تيزين عن الشرف الأنصاري وكان فاضلاً في الفقه وفروعه مقتصراً عليها. مات بتيزين في سنة ثلاث. ذكره ابن خطيب الناصرية وكذا شيخنا في إنبائه وقال عنه أنه اشتغل كثيراً في الفقه وغيره وقرره الأنصاري في قضاء الباب ثم تيزين.
1145 - يوسف بن إبرهيم بن علي بن عمر بن حسين التلواني الأصل القاهري الأقمري سبط ابن الحاجب، أمه جان خاتون ابنة عمر بن محمد بن الجمالي عبد الله بن بكتمر الحاجب صاحب الأوقاف الكثيرة والمدرسة بجوار الدار الهائلة خارج باب النصر التي لم يبق لاستحقاقها غير بنيها والماضي أبوه وجده، ممن سمع ختم البخاري في الظاهرية ولم يتصون.
1146 - يوسف بن إبرهيم بن علي الحوراني ويعرف بابن الكفيف. قال شيخنا في معجمه: أجاز لي في استدعاء الصرخدي سنة اثنتين.
1147 - يوسف بن إبرهيم بن يوسف الحلبي ثم الصالحي الدمشقي خادم القاضي الشهاب بن زريق. سمع من أحمد بن إبرهيم بن يونس وعبد الله الحرستاني وحدث. سمع منه الفضلاء كالنجم بن فهد. ومات.
1148 - يوسف بن إبرهيم الرومي الحنفي نزيل دمشق. ولد سنة سبع وثمانين وسبعمائة تقريباً واشتغل بالفنون فبرع وقدم دمشق وقد أشير إليه بالعلم فتصدر للإفادة بالجامع فانتفع به غير واحد وصنف في الفقه وغيره وكان جيداً ديناً مات في رحمه الله.
1149 - يوسف بن إبرهيم الوانوغي المغربي الحنفي. قدم دمشق فكان بواباً في بعض طواحينها والفضلاء يأخذون عنه فنون العلم بل شرح شواهد الزجاج وانتهى من تصنيفه في سنة أربع وعشرين وممن قرأ عليه الشرف بن عيد في التصوف وغيره.
1150 - يوسف بن أحمد بن أحمد بن أحمد القاهري الصحراوي الشافعي بواب التربة الأشرفية برسباي شركة لأخيه كأبيه ويعرف بابن الشامي. كان عاقلاً فضل في فنون ومن شيوخه ملا علي الكرماني. مات في المحرم سنة إحدى وتسعين وقد جاز الخمسين ودفن بحوش التربة المذكورة عند أبيه رحمه الله.
1151 - يوسف بن أحمد بن أبي بكر القدسي الشافعي ويعرف بابن الحمصي وبابن المبيض. شاب قدم القاهرة مراراً منها في سنة تسعين فسمع مني أشياء.
1152 - يوسف بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن المحب بن الشهاب الأذرعي الأصل القاهري أحد الأخوة وأمه حرة ممن سمع في البخاري بالظاهرية.
1153 - يوسف بن أحمد بن داود العيني - نسبة لعين البندق من أعمال الشغر - ثم الشغري الشافعي نزيل حلب ويقال له الشغري لكونه نشأ بها وإلا فمولده بالعين، وهو غير الشهاب الشغري نزيل حلب أيضاً وصاحب الترجمة أفضلهما رأيت له نظم تصريف العزي مع شرحه وشرح النظم وكذا نظم المنهاج الأصلي وقطعة من المنهاج الفرعي وشرح البهجة في ثمان مجلدات وكان خيراً. مات في سنة خمس وثمانين فيما بلغني رحمه الله.
1154 - يوسف بن أبي اليسر أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر بن عبد الخالق الدمشقي الشافعي ابن الصائغ الماضي أبوه. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: كان ثقيل البدن خفيف الروح كثير المجون حسن المذاكرة ولي تدريس الدماعية ونظر الرباط الناصري. مات في المحرم سنة أربع عشرة.(5/174)
1155 - يوسف بن أحمد بن غازي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن تورانشاه بن أيوب بن محمد بن أبي بكر بن أيوب بن شاذي بن مروان. ذكره شيخنا في معجمه فقال الملك الجليل العالم صلاح الدين بن الناصر بن العادل بن المجاهد بن الكامل بن الموحد بن المعظم بن الصالح بن الكامل بن العادل بن أيوب الأيوبي الحصني. ولد سنة بضع وسبعين في حجر المملكة ونشأ شجاعاً بطلاً ثم اشتغل بالعلم فمهر فيه وتفنن في عدة علوم ونظم الشعر فأجاد ورغب عن الملك وزهد في الدنيا وأقبل على الآخرة فرحل عن بلاده طالباً ثغراً يجاهد فيه الكفار فدخل القاهرة سنة سبع عشرة فلازمني طويلاً وبحث على مختصري النخبة وعلقها بخطه ومختصر الكرماني في علوم الحديث أيضاً وكان معه ثم كتب عني شرح النخبة وكان يستحسنه جداً وحضر في إملائي على شرح البخاري واستفدت منه وسمعت من فوائده وكان شكلاً بهياً ونفساً رضية، كثير العبادة حسن التلاوة شجي الصوت سليم الفطرة ملوكي الأدب بطلاً شجاعاً قليل النظير، ولم يزل قاصداً التوجه لدمياط أو غيره من الثغور لنية المرابطة إلى أن استشهد بالطاعون في سنة تسع عشرة بعد أن عدته في مرضه فوجدته في الغمرات فقلت له كيف تجدك فقال طيب، ولما مات ودفن اتفق أن القراء قرؤوا على جنازته سورة يوسف ولم يعهد ذلك من قراء الجنائز ثم اتفق أنه دلي في قبره عند انتهاء قراءتهم إلى قوله تعالى " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين " فكان هذا من الاتفاق النادر لكون اسمه يوسف. قلت وهو ممن أنزله القاضي جلال الدين البلقيني بمدرسته وقرأ على القاضي واختص به الجد حينئذ واستأنس كل منهما بالآخر رحمهما الله؛ وهو في عقود المقريزي.
1156 - يوسف بن أحمد بن غانم المقدسي النابلسي سبط التقي القلقشندي. ولي قضاء نابلس زماناً ثم قضاء صفد ثم خطابة القدس لما مات العماد الكركي ثم سعى عليه ابن السائح قاضي الرملة بمال كثير فعزل فقدم دمشق متمرضاً. ومات بها في جمادى الأولى سنة اثنتين. ذكره شيخنا في إنبائه.(5/175)
1157 - يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن قاسم الأمير الجمال أبو المحاسن العثماني البيري ثم الحلبي ثم القاهري الأستادار أخو الشمس محمد الماضي وكان يعرف أولاً بابن الحريري ثم بالقاهرة بأستادار بجاس. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة بالبيرة وكان أبوه خطيبها وصاهر الشمس عبد الله بن يوسف بن سحلول وزير حلب على أخته فولدت له صاحب الترجمة فهو قريب محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن سحلول فنشأ في كنف خاله المذكور وكان أولاً بزي الفقهاء وحفظ القرآن وكتباً في الفقه والعربية منها ألفية ابن معطي وعرضها على أبي عبد الله بن جابر الأندلسي وأخذ عنه في شرحها له بحلب وسمع عليه بديعيته وغيرها، ثم ارتحل على فاقة عظيمة لدمشق فتزيا للجند وخدم بلاصياً عند الشيخ علي كاشف بر دمشق وغيره. وقدم القاهرة في سنة سبعين فخدم أستاداراً عند الأمير بجاس فطالت مدته عنده بحيث تزوج ابنته وعرف به وعظم قدره ومحله، وكذا باشر الأستادارية عند جماعة من الأمراء كبيبرس الأتابك وسودون الحمزاوي وأثرى وعمر الدور الكبار منها في داخل القصر بجوار المدرسة السابقية منزلاً حسناً فيقال أنه وجد فيه خبيئة للفاطميين. واشتهر ذكره بالعصبية والمروءة وقضاء حوائج الناس فقام بأعباء كثير من الأمور وصار مقصداً للملهوفين يقضي حوائجهم ويركب معهم إلى ذوي الجاه فتزايدت وجاهته ونفذت كلمته وصحب سعد الدين إبرهيم بن غراب فنوه بذكره بحيث أنه لما فر يشبك الشعباني ومعه ابن غراب عرض عليه الوزر فأبى وسأل في الأستادارية فاستقر فيها في رجب سنة سبع وثمانمائة بعد أن رسم عليه في بيت شاد الدواوين يوم وليلة وذلك عوض ابن قيمار المستقر بعد ابن غراب فشكرت سيرته مع استمراره على التحدث في أستادارية بيبرس ثم وقع بينه وبين السالمي لتهور السالمي فقبض عليه في ذي الحجة واستبد بالأمر ولم يلبث أن تمكن ابن غراب فرام الفتك بجمال الدين ثم اشتغل عنه بمرضه حتى هلك فاستولى حينئذ على الأمور واستضاف الوزارة ونظر الخاص والكشف بالوجه البحري بل استقر مشير الدولة. ثم لماقتل يشبك صفا له الوقت وصار عزيز مصر على الحقيقة لا يعقد أمر إلا به ولا تنفصل مشورة إلا عن رأيه ولا يخرج أقطاع ولو قل إلا بإذنه ولا يستخدم أحد من الأمراء ولو عظم كاتباً عنده إلا من جهته ولا تباع دار حتى تعرض عليه ولا يثبت مكتوب على قاض حتى يستأذنه ولا يباع شيء من الجوهر والصيني ولا من آنية الذهب والفضة ولا من الفرو والصوف والحرير ولا من كتب العلم النفيسة حتى تعرض عليه ولا يلي أحد وظيفة ولو قلت حتى نواب القضاة إلا بأمره ثم تجاوز ذلك حتى صار لا يتحكم أمير في فلاحه حتى يؤامره ولا تكتب وصية حتى تعرض عليه أو يأذن فيها وخضع له الآمر والمأمور وكثر تردد الناس إلى بابه حتى كان رؤساء الدولة من الدوادار وكاتب السر فمن دونهما ينزلون في ركابه إلى منزله ولا يصدر أحد منهم إلا عن رأيه واتفق مجيء الدوادار الكبير قجاجق الظاهري برقوق إليه مرة لما بينهما من أكيد الصحبة وجلس من جهة عين جمال الدين الذاهبة واشتغل جمال الدين بإنهاء أشغال الناس والإسراع بالتعليم ليخلو به فأخذ قجاجق قصة مما كتب عليه ورملها فلما رأى جمال الدين ذلك قام إليه وأهوى ليده ليقبلها فمنعه من ذلك وقدم له الجمال تقدمة هائلة وصار يعتذر له ويشكر صنيعه وعد ذلك في فخره لكون الدوادار الكبير لا يفعل ذلك للسلطان إنما هي وظيفة رأس نوبة النوب وما يفعل الآن خروج عن المصطلح، ثم شرع في انتهاك حرمة الأوقاف فحلها أولاً فأولاً حتى استبدل القصور الزاهرة المنيفة بالقاهرة كقصر بشتك والحجازية وغيرها بشيء من الطين في الجيزة وغيرها؛ وكان قبل ذلك يتوقى في الظاهر فربما رام استبدل بعض الموقوفات فيعسر عليه القاضي الذي مذهبه جوازه إلى أن تجتمع شروط الجواز فيبادر هو فيدس بعض الفعلة إلى ذلك المكان في الليل فيفسد في أساسه حتى يكاد يسقط فيرسل من يحذر سكانه فإذا اشتهر ذلك بادر المستحق إلى الاستبدال ومن غفل منهم أو تمنع سقط فنقص من قيمته ما كان يدفعه له لو كان قائماً ثم بطلت هذه الحيلة لما زاد تمكنه بإعانة الحنفي تارة والحنبلي أخرى حتى أن القاضي كريم الدين بن عبد العزيز رافق ابن العديم الحنفي في جنازة ففتح له انتهاك حرمة الأوقاف بكثرة الاستبدال فقال له إن عشت أنا(5/176)
والقاضي مجد الدين سالم يعني الحنبلي لا يبقى في بلدكم وقف؛ والعجب أن رؤساء العصر كانوا ينكرون أفعاله في الباطن رعاية له أو فرقاً منه فما هو إلا أن قتل فتوارد الجميع على اتباعه فيما سن حتى لم يسلم منه أحد منهم ولم يزل الأمر يتزايد، ثم لم يزل الجمال يترقى ويحصل الأموال ويداري بالكثير منها ويمتن على الناصر بكثير من الأموال التي ينفقها عليه إلى أن كاد يغلب على الأمر وفي الآخر صار يشتري بني آدم الأحرار من السلطان فكل من تغير عليه استأذن السلطان في إهلاكه واشتراه منه بمال معين يعجل حمله إلى الناصر ويتسلم ذلك الرجل فيهلكه فهلك على يده خلق كثير جداً وأكثرهم في التحقيق من أهل الفساد، وفي الجملة كان قد نفذ حكمه في الإقليمين مصر والشام ولم يفته من المملكة سوى اسم السلطنة مع أنه كان ربما مدح باسم الملك ولا يغير ذلك ولا ينكره إلى أن قدر تخيل الناصر منه في سفره للبلاد الشامية للقبض على شيخ وكان معه وإنه تمالأ عليه وإنه يريد مسكه ووجد أعداؤه سبيلاً إلى الحط عليه عنده وعدم نصحه بحيث تغير منه ولما وصل إلى بلبيس وذلك في يوم الخميس تاسع جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة قبض عليه وعلى ولده وحاشيته إلا أخاه فإنه فر في طائفة ثم لما دخل القلعة أمر كاتب السر بالحوطة على موجوده فاستعان في ذلك بالقضاة واستمر جمال الدين وولده يخرجان ذخيرة بعد أخرى إلى أن قارب جملة ما تحصل من موجودهما ألف ألف دينار، وأحضره الناصر مرة وتلطف به ليخرج بقية ما عنده وجد وأكد اليمين واعترف بخطأه واستغفر فرق له وأمر بمداواته فقامت قيامة أعدائه وألبوه عليه إلى أن أذن لهم في عقوبته وسلمه لهم فلم يزالوا به حتى مات خنقاً بيد حسام الدين الوالي وقطعت رأسه ثم أحضرت بين يدي الناصر فردها وأمر بدفنه وذلك في يوم الثلاثاء حادي عشر جمادى الثانية. قاله شيخنا في إنبائه قال ولقد رأيت له بعد قتله مناماً صالحاً حاصله أنني ذكرت وأنا في النوم ما كان فيه وما صار إليه وما ارتكب من الموبقات فقال لي قائل إن السيف محاء للخطايا فلما استيقظت اتفق أني نظرت هذا اللفظ بعينه في صحيح ابن حبان في أثناء حديث فرجوت له بذلك الخير والعمرى لقد ارتكبوا في حقه منذ قبض إلى أن قتل ما لم يرتكبه في حق من دونه فيما كان فيه من الإهانة والإفراط في ظلم البرآء من أهله حتى وضعت امرأته سارة ابنة الأمير بجاس وهي حامل على دست نار فأسقطت ورأت من الذل ما لا يوصف وماتت بعد ذلك قهراً. زاد غيره أنه دفن بتربته التي أنشأها بالصحراء خارج القاهرة وأخرج الناصر غالب أوقافه حتى مدرسته التي أنشأها بخط باب العيد وسميت الناصرية ولذلك أبقى لها ما بقي من وقفها، وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية وقال أنه كان أميراً كبيراً محترماً ذا حرمة وافرة إليه المرجع في الولاية والعزل وسائر أمور المملكة بغير مزاحم، مع العقل والمكارم والمحبة في العلماء والصالحين وإكرامهم قال وقد مدحه الزين طاهر بن حبيب بقصيدة، قلت وكذا مدحه شيخنا بقصيدة طنانة، بل قال في معجمه أنه سمع منه من لفظه من بديعية المغربي الأعمى بسماعه لها منه بالبيرة وترجمه فيه برئيس المباشرين قاطبة وأنه انتظم الدواوين كلها ولقب نظام الملك وغلب على الأمر بحيث لم يكن لأحد معه كلام قال وكان جواداً ممدحاً رئيساً جمع كثيراً من المفسدين وأبادهم بالموت والقتل إلى أن نكب وقتل؛ وأطال المقريزي في عقوده ثم ابن تغرى بردى ترجمته وقال أنه كان شيخاً قصيراً جداً أعور دميماً قبيح الشكل سفاكاً للدماء بطاشاً محباً لجمع الأموال وأخذها من غير استحقاق وصرفها كذلك نسأل الله السلامة.القاضي مجد الدين سالم يعني الحنبلي لا يبقى في بلدكم وقف؛ والعجب أن رؤساء العصر كانوا ينكرون أفعاله في الباطن رعاية له أو فرقاً منه فما هو إلا أن قتل فتوارد الجميع على اتباعه فيما سن حتى لم يسلم منه أحد منهم ولم يزل الأمر يتزايد، ثم لم يزل الجمال يترقى ويحصل الأموال ويداري بالكثير منها ويمتن على الناصر بكثير من الأموال التي ينفقها عليه إلى أن كاد يغلب على الأمر وفي الآخر صار يشتري بني آدم الأحرار من السلطان فكل من تغير عليه استأذن السلطان في إهلاكه واشتراه منه بمال معين يعجل حمله إلى الناصر ويتسلم ذلك الرجل فيهلكه فهلك على يده خلق كثير جداً وأكثرهم في التحقيق من أهل الفساد، وفي الجملة كان قد نفذ حكمه في الإقليمين مصر والشام ولم يفته من المملكة سوى اسم السلطنة مع أنه كان ربما مدح باسم الملك ولا يغير ذلك ولا ينكره إلى أن قدر تخيل الناصر منه في سفره للبلاد الشامية للقبض على شيخ وكان معه وإنه تمالأ عليه وإنه يريد مسكه ووجد أعداؤه سبيلاً إلى الحط عليه عنده وعدم نصحه بحيث تغير منه ولما وصل إلى بلبيس وذلك في يوم الخميس تاسع جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة قبض عليه وعلى ولده وحاشيته إلا أخاه فإنه فر في طائفة ثم لما دخل القلعة أمر كاتب السر بالحوطة على موجوده فاستعان في ذلك بالقضاة واستمر جمال الدين وولده يخرجان ذخيرة بعد أخرى إلى أن قارب جملة ما تحصل من موجودهما ألف ألف دينار، وأحضره الناصر مرة وتلطف به ليخرج بقية ما عنده وجد وأكد اليمين واعترف بخطأه واستغفر فرق له وأمر بمداواته فقامت قيامة أعدائه وألبوه عليه إلى أن أذن لهم في عقوبته وسلمه لهم فلم يزالوا به حتى مات خنقاً بيد حسام الدين الوالي وقطعت رأسه ثم أحضرت بين يدي الناصر فردها وأمر بدفنه وذلك في يوم الثلاثاء حادي عشر جمادى الثانية. قاله شيخنا في إنبائه قال ولقد رأيت له بعد قتله مناماً صالحاً حاصله أنني ذكرت وأنا في النوم ما كان فيه وما صار إليه وما ارتكب من الموبقات فقال لي قائل إن السيف محاء للخطايا فلما استيقظت اتفق أني نظرت هذا اللفظ بعينه في صحيح ابن حبان في أثناء حديث فرجوت له بذلك الخير والعمرى لقد ارتكبوا في حقه منذ قبض إلى أن قتل ما لم يرتكبه في حق من دونه فيما كان فيه من الإهانة والإفراط في ظلم البرآء من أهله حتى وضعت امرأته سارة ابنة الأمير بجاس وهي حامل على دست نار فأسقطت ورأت من الذل ما لا يوصف وماتت بعد ذلك قهراً. زاد غيره أنه دفن بتربته التي أنشأها بالصحراء خارج القاهرة وأخرج الناصر غالب أوقافه حتى مدرسته التي أنشأها بخط باب العيد وسميت الناصرية ولذلك أبقى لها ما بقي من وقفها، وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية وقال أنه كان أميراً كبيراً محترماً ذا حرمة وافرة إليه المرجع في الولاية والعزل وسائر أمور المملكة بغير مزاحم، مع العقل والمكارم والمحبة في العلماء والصالحين وإكرامهم قال وقد مدحه الزين طاهر بن حبيب بقصيدة، قلت وكذا مدحه شيخنا بقصيدة طنانة، بل قال في معجمه أنه سمع منه من لفظه من بديعية المغربي الأعمى بسماعه لها منه بالبيرة وترجمه فيه برئيس المباشرين قاطبة وأنه انتظم الدواوين كلها ولقب نظام الملك وغلب على الأمر بحيث لم يكن لأحد معه كلام قال وكان جواداً ممدحاً رئيساً جمع كثيراً من المفسدين وأبادهم بالموت والقتل إلى أن نكب وقتل؛ وأطال المقريزي في عقوده ثم ابن تغرى بردى ترجمته وقال أنه كان شيخاً قصيراً جداً أعور دميماً قبيح الشكل سفاكاً للدماء بطاشاً محباً لجمع الأموال وأخذها من غير استحقاق وصرفها كذلك نسأل الله السلامة.(5/177)
1158 - يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسين بن بشر اليمني نزيل مكة ويعرف باللقسة. مات في جمادى الثانية سنة تسع وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
1159 - يوسف بن أحمد بن محمد بن كمال الدين جمال الدين بن الشهاب بن الشمس الأندجاني الأصل السمرقندي الحنفي وأندجان من فرغانة. ولد سنة خمس وعشرين وثمانمائة بسمرقند ونشأ فاشتغل في العلوم على جماعة أجلهم محمود العلماشاني ومحمد البخاري وطاف كثيراً من البلاد كبغداد، وحج في سنة خمس وتسعين وجاور التي تليها وسافر في أول سنة سبع وزار المدينة وأقرأ بمكة المتوسط والطوالع ولقيني في آخر سنة ست فقرأ علي بدء الوحي من البخاري وأجزته.
1160 - يوسف بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن يوسف الزبيري البصري ثم المكي الماضي عمه عبد الكريم ويعرف بدليم. مات في ذي الحجة سنة أربع وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد.
1161 - يوسف بن أحمد بن محمد الجمال الملتاني السجزي الأصل الكجراتي الأحمدأبادي الحنفي. ولد في صفر سنة تسع وأربعين وثمانمائة بأحمد أباد وأخذ عن بلديه نظام الدين الملقب غوث الملك في العقليات كشرح المواقف واللوامع بعد أن أخذ عن غيره في المبادئ من نحو وصرف وتميز في الكلام والمنطق والنجوم والتواريخ وغيرها وتصدى لإقراء الطلبة في العقليات واستقر به السلطان محمود في الحسبة بالمماليك ويستخلف من تحت يده، حدثني بذلك غير واحد من طلبته ممن أخذ عني.
1162 - يوسف بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله بن عبد الرحمن الجمال أبو المحاسن بن الشهاب الباعوني المقدسي ثم الصالحي الدمشقي الشافعي الماضي أبوه وأخوه إبرهيم ومحمد ويعرف بابن الباعوني. ولد في يوم السبت ثاني عشر جمادى الآخرة سنة خمس وثمانمائة بقاعة الخطابة من المسجد الأقصى ثم انتقل به أبوه إلى دمشق وهو في الرابعة فقرأ بها القرآن على جماعة منهم الشمس خطيب الشامية والشمس البصروي وقرأ عليه وعلى العلاء القابوني وغيرهما العربية وحفظ أيضاً المنهج الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك وبحث على الشهاب الغزي في المنهاج الفرعي ثم في الفقه أيضاً على البرهان بن خطيب عذراء ثم على الشمسين البرماوي والكفيري ومما بحثه على البرماوي في قواعد العلاني وفي أصول الفقه وسمع عليه دروساً في النحو وسمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي بدمشق والزين القبابي ببيت المقدس والتدمري بالخليل والشهاب بن رسلان بالرملة ولقي التاج بن الغرابيلي فأخذ عنه ورغبه في الطلب لهذا الشأن فما تيسر وباشر التوقيع بدمشق وغيره ثم ارتحل إلى القاهرة في سنة ثمان وعشرين وأكب على العلم إلى أن ألزمه النجم بن حجي بكتابة سر صفد فباشرها ثم أضيف إليه القضاء بها وتكررت ولايته لهما مرة بعد أخرى وناب في قضاء دمشق عن البهاء بن حجي ثم استقل به في سنة سبع وأربعين بعد أن كان استقل به في طرابلس ثم حلب وحمدت سيرته في مباشراته كلها سيما البيمارستان النوري حيث ضبط تركه ودخله وصرفه واستفضل من ذلك ما عمر منه فيه مكاناً عظيماً يعرف به واشترى أماكن وأضافها لوقفه لمزيد عفته وسياسته وتصميمه في الأمور وعزة نفسه وجلالته ووجاهته ووقعه في النفوس مع وفور ذكائه ورقة لطافته وبديع نظمه ونثره وحسن شكالته وبزته ووفور مروءته وما اشتمل عليه من كثرة التلاوة والصدقة وصوم الاثنين والخميس غالباً والقيام والتهجد والمحاسن الجمة بحيث نوه باحتضاره لقضاء الديار المصرية، وقد درس بعدة أماكن كالعادلية الصغرى وغيرها استقلالاً والشامية الجوانية والعزيزية نيابة وحج غير مرة وقدم القاهرة مراراً ولقيته بها وببلده، وكان فقيه النفس سريع النظم مع حسنه نظم من المنهاج الفرعي قطعة ثم بدا له أن من لم ينظم العلم كالبهجة لا ينبغي له النظم ففتر عزمه وشرع في كتاب على نمط عنوان الشرف بزيادة علم الهندسة فكتب منه نصف كراس وما كتبته عنه:
إن غلقت أبواب رزق الفتى ... وعاد صفر الكف والجيب
يضرع إلى مولاه في فتحها ... فعنده مفاتح الغيب(5/178)
وترجمته مبسوطة في المعجم وبه ختم المعتبرون من قضاة دمشق. مات منفصلاً عن القضاء دهراً للتوسع في ولاته إلى حد قل أن عهد نظيره بعد أن حج بأولاده وعياله وزار القدس والخليل بالصالحية في آخر ربيع الآخر سنة ثمانين يقال مسموماً ودفن بتربتهم بسفح قاسيون رحمه الله وإيانا. وخلف أولاد كثيرين ذكوراً وإناثاً.
1163 - يوسف بن أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر الجمال أبو المحاسن بن المحب البغدادي الأصل القاهري الحنبلي الماضي أبوه وجده. ولد في رابع شوال سنة تسع عشرة وثمانمائة بالمدرسة المنصورية من القاهرة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وعمدة الأحكام والخرقي وألفية النحو وعرض على جماعة كشيخنا وقرأ عليه أشياء وكذا قرأ على أبيه مسند إمامه وغيره وأخذ عنه الفقه غير مرة بل ومختصر الطوفي في الأصول والجرجانية في النحو وعن العز عبد السلام البغدادي في الصرف وغيره وعن أبي الجود في الفرائض والحساب وسمع أيضاً على الزين الزركشي صحيح مسلم وعلى أبي عبد الله بن المصري سنن ابن ماجة وعلى الشمس الشامي في سنة تسع وعشرين الأول من حديث الزهري وغير ذلك وعلى ابن ناظر الصاحبة وابن الطحان والعلاء بن بردس بالقاهرة ومن البرهان الحلبي بها حين كان مع أبيه سنة آمد المسلسل بالأولية في آخرين، ودخل بعد موته الشام غير مرةوأخذ بها في سنة ثلاث وستين عن ابن قندس وابن زيد واللؤلؤي والبرهان الباعوني وابن السيد عفيف الدين، وأجاز له خلق بل أذن له والده في التدريس والإفتاء وأذن له في العقود والفسوخ بل والقضاء وكذا أذن له شيخنا وغيره في الإقراء، واستقر بعد أبيه في تدريس الفقه بالمنصورية والبرقوقية وحضر عنده فيهما القضاة والأعيان وكذا استقر بعد العز الحنبلي في المؤيدية وفي غيرها من الجهات ومع ذلك فاحتاج لقلة تدبيره وسوء تصرفه وتبذيره إلى المباشرة بديوان الأمير تمراز ليرتفق بمعلومها وأكثر من التشكي وامتهان نفسه ومخالطته قبل ذلك وبعده لذوي السفه بحيث طمع فيه ناصر الدين بن الأخميمي الإمام شيخ البرقوقية وانتقص من معلومه فيها محتجاً بزيادته فيه على بقية المدرسين ومع ذلك فما صرف له شيئاً هذا مع توسله بأميره وبغيره وله شهادة عليه بالرضى بمشاركة رفقته وسافر في غضون ذلك لمكة بعد رغبته عن المؤيدية واستتابته قاضي مذهبه فيما عداها فحج وزار المدينة النبوية، وأقام بكل منهما أشهراً، ولقيته بكليهما، وأنشدني أبياتاً قال إنها من نظمه وكنت ربما سايرته في الرجوع وهو في غاية من الفاقة، وقد درس وأفتى وحدث باليسير أخذ عنه بعض صغار الطلبة، وكان يستحضر كثيراً من الفروع وغيرها، وفي تصوره توقف ومع ذلك فلو كان متصوناً ما تقدم عليه بعد العز غيره. مات في ليلة رابع المحرم سنة تسع وثمانين بمنزله من المنصورية ودفن عند أبيه رحمه الله وعفا عنه.
1164 - يوسف بن أحمد بن يوسف الجمال الرومي الأصل المقدسي الحنفي ويعرف بالأدهمي. اختص بالبرهان بن الديري ثم بالناصري محمد بن قانباي اليوسفي المهمندار وتنزل في الجهات ورافع في قاضي الحنفية الشمس بن المغربي الغزي فلم يصل منه لغرضه.(5/179)
1165 - يوسف بن أحمد بن يوسف الجمال الصفي - بالتشديد بالنسبة إلى الصف من الأطفيحية - ثم القاهري المالكي والد الشمس محمد الماضي ويعرف بالشيخ يوسف الصفي. حفظ القرآن والرسالة وألفية النحو وبحث في الفقه وأصوله على الجمال الأقفهسي ثم العلم الأخنائي ومما بحث فيه مع الرسالة مختصر ابن الحاجب الفرعي والأصلي بل أخذ عن الحناوي في الفقه والعربية في آخرين وكذا بحث في المنهاج الفرعي على الشمس البرشنسي وكانه ليحيط بمسائل الخلاف، ولقي الجمال يوسف العجمي وأخذ عن ولده تاج الدين وصحب أبا بكر الموصلي رفيقاً للبلالي وكذا أخذ عن الشهاب بن الناصح ومحمد القرمي وابن زقاعة ولازم ميعاد السراج البلقيني ثم ولده الجلال والحموي وغيرهم، ودخل الشام وغيرها وجاور بالحرمين وبيت المقدس كثيراً. ذكره شيخنا في إنبائه فقال: كان شيخاً مهاباً كثير البر والإيثار للفقراء قائماً بأحوالهم يأخذ لهم من الأغنياء وله كرامات كثيرة واتفق في آخر عمره أن شخصاً جاء إليه فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وهو يقول لي قل للشيخ يوسف يزورنا فحج ثم رجع إلى القدس، ثم عاد فمات يعني في ربيع الثاني سنة أربع وعشرين عن ثلاث وستين فأزيد بعد أن صلى عليه الجلال البلقيني بصحن جامع الحاكم في مشهد حافل ودفن بالقرب من الكمال الدميري في مقبرة سعيد السعداء وكان أحد صوفيتها وللناس فيه اعتقاد كثير وقد وصفه شيخنا في عرض ولده بالشيخ المقتدي المرحوم وفي موضع آخر بالشيخ القدوة الفاضل العامل الكامل بقية السلف الصالحين. ووصفه العلمي البلقيني بالشيخ الصالح القدوة ولي الله. وأفرد له ولده ترجمة في كراسة وفي أصحابنا غير واحد ممن أخذ عنه كإمام الكاملية وفقيهنا البدر حسين وكان خادمه سفراً وحضراً وحكى لنا كثيراً من كراماته إنه كان كلماً يطلب منه يخرج له الدراهم من فمه بعد علمه أنه ليس معه شيء وأنه قال له يا سيدي هل في فيك دار الضرب أو كما قال رحمه الله ونفعنا به.
1166 - يوسف بن أحمد بن يوسف الفراء. ذكره شيخنا في معجمه فقال: عامي مطبوع ينظم الزجل جيداً كتب إلي قطعة أولها:
قميصي ذهب واتفضض ... وشعري وهتك ستري
غسلته اتمزق فاض دمعي ... عاينوا بعيني تجري
من قد عم علمه حلمه ... أوهبني قميص عمرو عام
صار خليع جديد واتمزق ... وأخلع البدن والأكمام
قلت أنا أشتكيه للفاضل ... زكي العام شيخ الإسلام
يقبل دعوى في حقه ... ويجبر بعلمه كسرى
ويرفي صحيح ما انمزق ... ويقبل بحلمه عذري
تفسير السنن والمختار ... جو من بعض فتح الباري
بشرح البخاري علمك ... صار محيط كما الما جاري
وأطراف المسانيد أعطيت ... العشرة صار العاري
خصالك تكفر ذنبي ... مقدم مؤخر عمري
وأما الأربعين تشهد لك ... المتباينة والدرى
يا كنز العلوم بالشاف ... شرحه عن لسان الميزان
ما اشتبه علينا النسبة ... من أصول بيان التبيان
بتهذيب صحيح التهذيب ... يا روضة المرء بالبدر
كم قال في البخاري مسلم ... متظلل ببقانا مصري
وهي طويلة تحتاج لتحرير.
1167 - يوسف بن أحمد الجمال الملكاوي أحد الفضلاء بدمشق. درس وخطب وكان يميل إلى اعتقاد الحنابلة مع الدين والخير.. مات في شوال سنة خمس قاله شيخنا في إنبائه.
1168 - يوسف بن أحمد الشمس الحكمي. شيخ صالح يحفظ القرآن ويلازم الجماعات. ذكره العفيف الناشري مختصراً.(5/180)
1169 - يوسف بن أحمد الأرزنجاني الرومي القاهري الحنفي نزيل الصحراء ويعرف بسنان سمع معنا على شيخنا في مسند أبي يعلى ثم قرأ علي بعد دهر مجالس من البخاري بحثاً واستفادة، وسافر لدمشق ثم قدم القاهرة للسعي في شيء من وظائف الشام فنزل بزاوية نصر الله من خان الخليلي وأقرأ بها في المتوسط وغيره وطلع إلى السلطان فلم يكرمه بل لامه على الطلوع ويقال أنه أظهر مطالعة من ملك الشرق نسب إلى التزيد فيها وربما ظن أنه جاسوس. وأقبل عليه الكافياجي وأنزله تحت نظره بالتربة الأشرفية ثم بالشيخونية وصار يقرئ فيها وسافر لبيت المقدس والشام ثم عاد بسبب الخاتونية فأجيب وحينئذ أنزله الدوادار بتربته وقرره شيخاً بها ولقيته هناك فسألته عن واقعة جرت له مع البقاعي بالشام وبالغ معي في الأدب وصار يحضر مجلس السلطان. ومات في منتصف المحرم سنة ست وتسعين فجأة رحمه الله وإيانا.
1170 - يوسف بن أحمد الأندلسي التونسي. أخذ عن عمر وأحد القلجانيين ومحمد بن أبي القاسم المشدالي وغيرهم وبرع في أصول الدين وشارك في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وهو الآن في سنة تسعين حي زاد على الستين.
1171 - يوسف بن إسمعيل بن يوسف بن إسمعيل بن يوسف بن إسمعيل بن عمر بن سبع بن ثابت بن معمر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سالم بن قيس بن سعد بن عبادة هكذا قرأته بخطه وفيه نظر الجمال بن العماد الأنصاري الجزرجي الساعدي الأنبابي بفتح الهمزة فيما ضبطه شيخنا الشافعي الصالح بن الصالح ويعرف بالأنبابي. ولد سنة ستين ظناً وقرأ كما قال شيخنا على شيوخنا في الحديث والفقه والعربية والأصول كالعراقي والعز بن جماعة وأكثر جداً وكان أبوه ممن يعتقد في ناحيته ثم صار ابنه كذلك مع الخشوع والتعبد والإكثار من الحج والعبادة وملازمة الإشغال والاشتغال واتساع الأحوال إلى أن مات، أجاز في استدعاء ابني محمد وكانت وفاته في شوال سنة ثلاث وعشرين وخلف مالاً كثيراً جداً. ذكره شيخنا في إنبائه ومعجمه، ومن شيوخه التقي البغدادي سمع عليه البخاري وتلا عليه بالسبع وابن الشيخة سمع عليه مسند أحمد والتنوخي سمع عليه جزء الأنصاري وجزء أبي الجهم وغيرهما وتفقه بالبلقيني وابن الملقن وحمل عنه شرحه للحاوي والأبناسي وأذنوا له بالإفتاء والتدريس وأخذ الحديث عن الزين العراقي والعربية والأصول عن العز بن جماعة وذكره ابن قاضي شهبة في طبقاته وبه ختمها والمقريزي في عقوده.
1172 - يوسف بن إينال باي بن قجماس بن أنس جمال الدين وجده هو المنسوب إليه التربة القجماسية بالقرب من تربة أخيه الظاهر برقوق بن أنس لكونه أكملها وإلا فهي إنشاء أخيه له. ولد في العشر الأول من صفر سنة ثمانمائة فيما ذكر وهو وأبوه وجده وجد أبيه مسلمون، كان أبوه أمير آخو كبير في الدولة الظاهرية ثم الناصرية وفي أيامه مات، ونشأ ابنه صاحب الترجمة فقرأ القرآن وبعض الكتب عند شيخنا الزين رضوان وسمع بإفادته على التقي الدجوي بعض مسلم وأجاز له باستدعائه جماعة منهم عائشة ابنة ابن عبد الهادي، أجاز لنا وكان أحد الحجاب دهراً وممن يذكر بالتبذير وغيره ثم كف فترك الحجوبية ولزم بيته حتى مات في جمادى الأولى سنة سبعين وصلي علي بالمؤمني ثم دفن بتربة جده عفا الله عنه وإيانا.
1173 - يوسف بن بابا بن عمر بن محمود بن رستم الجمال الكدواني - بضم الكاف ثم دال مهملة نسبة لقبيلة من الأكراد - الكردي الشافعي. إنسان خير لازمني بمكة والمدينة فأخذ عني أشياء دراية ورواية وكتبت له إجازة عينت شيئاً منها في الكبير وهو الآن سنة تسع وتسعين بالمدينة على خير كبير وتجرع فاقة ويحج منها كل سنة.
يوسف بن بدر الكومي. هو محمد بن أحمد بن يوسف يأتي.(5/181)
1174 - يوسف بن برسباي العزيز الجمال أبو المحاسن بن الأشرف الدقماقي الظاهري الأصل القاهري. ولد بقلعة الجبل في إحدى الجماديين سنة سبع وعشرين وثمانمائة وأمه أمة لأبيه جركسية اسمها جلبان تزوجها بعد أن ولدته له وماتت في أيامه، ونشأ العزيز إلى أن عهد له بالسلطنة في مرض موته ومات بعد أيام فملك، وذلك بعد عصر يوم السبت ثالث عشر ذي الحجة سنة إحدى وأربعين فدام دون مائة يوم إلى أن خلعه الأتابك جقمق بعد حروب واستقر عوضه في يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الأول من التي بعدها ولقب بالظاهر وأسكنه بقاعة البربرية من دور الحريم السلطاني فتسحب منها عقب صلاة المغرب من رمضان على حين غفلة بعد أن غير زيه بتحسين بعض أتباعه ذلك له وإيهامه أن مماليك أبيه معه فلم ير لذلك حقيقة فسقط في يده وتحير واختفى حينئذ إلى أن ظفر به جلباي المستقر بعد في السلطنة كما سلف وهو إذ ذاك أمير عشرة في أواخر شوال بإرشاد خاله بيبرس لوقت مروره واعتذاره بكونه لا يحسن به هو مسكه وذلك بعد أن مس جماعة بسبب اختفائه مزيد الضرر بل وسط بعضهم فسر الظاهر بذلك أتم سرور وسر أحبابه بحيث أن المبشر جاء لشيخنا بعد العشاء بذلك وأعطاه ديناراً وأنعم الملك على جلباي بقرية سرياقوس زيادة على ما معه فحبس بالدور السلطانية أياماً في قاعة العواميد عند خوند البارزية ثم أرسله إلى إسكندرية فسجن إلى أن أفرج عنه الظاهر خشقدم في سنة خمس وستين وأذن له في السكنى بدار منها وبالركوب لصلاة الجمعة وغيرها من جهة باب البحر خاصة فسكن العزيز بدار عظيمة بالثغر وشيد بنيانها وأقام فيها بتجمل زائد ودام على ذلك أزيد من سنتين ثم مرض نحو ثلاثة أيام. ومات في يوم الاثنين تاسع عشر المحرم سنة ثمان وستين رحمه الله وعوضه الجنة.
1175 - يوسف بن أبي بكر بن علي بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن يوسف الجمال بن التقي الحلبي الشافعي ويعرف بابن الخشاب وبسبط ابن الوردي فأمه خديجة ابنة العلاء علي بن محمد بن عبد الخالق بن أحمد قريب الزين بن الوردي من جهة أنه جد أبي العلاء لأمه وحفيد عم جده عبد الخالق. ولد في خامس عشرى شوال سنة سبع وستين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ البهجة والكافية والشاطبية وأخذ في الفقه عن الفخر عثمان الكردي وفي العربية عن علي الخوارزمي المدعو بقول درويش وعلي بن محمد الشرابي الكردي، وخطبه أمير سلاح تمراز حين كان بحلب في التجريدة ليكون إمامه فأم به من مستهل جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين واغتبط به أتم اغتباط بحيث استصحبته معه إلى القاهرة مستمراً على وظيفته ثم عاد معه إلى التجريدة أيضاً في ثاني عشرى جمادى الثانية سنة ثلاث وتسعين فلم يلبث أن تغير عنه في سنة أربع لمزيد نصحه في ضبط ديوانه بحيث ثقل ذلك على الآكلين فوشوا به عنده إلى أن تعدى وضربه مراراً واختفى إلى أن توسل بمن تكلم له في موادعته له حين السفر في سنة خمس للتجريدة أيضاً وتخلف هو بالقاهرة فاستدعى به السلطان واستخبره عن الأمور وعن الديوان وكتب له شيئاً مع تصنيفي رفع الشكوك في مفاخر الملوك فأنعم عليه بمائة دينار وأمره بأن يكون سنبل مبلغاً عنه كل ما يحتاج إليه ولما قدمت التجريدة تقلل من الاجتماع بالناس مطلقاً وكان قبل ذلك اجتمع بي وأخذ عني المؤلف المشار إليه والتوجه للرب بدعوات الكرب وسمع مني أشياء كالمسلسل وغيره ومن ذلك الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا وكذا تكرر اجتماعه بي وأخذ عن البرهان بن أبي شريف والزين زكريا وغيرهما. وهو إنسان مهذب عاقل حسن الخط بديع اللطف مع إلمام بالفضل.(5/182)
1176 - يوسف بن أبي بكر بن علي الجمال أبو عبد الله القاهري الشافعي نزيل الجمالية وأحد صوفيتها بل سكن العارض بالقرافة وقتاً لتزوجه بابنة عمر البسطامي ويعرف بالأمشاطي. أخذ عن الولي العراقي والجلال البلقيني وغيرهما ثم كان ممن يحضر عند العلم البلقيني في البخاري بل سمع على الشرف بن الكويك وابن الجزري وغيرهما كالقاضي تقي الدين الزبيري. بل لا أستبعد أخذه عن أقدم منهم، وتقدم في الفقه وأصوله والعربية وتصدى لإقرائه بالجمالية وبالأزهر والعارض فكان ممن أخذ عنه الشمس بن إسمعيل الرئيس الأزهري وابن الفالاتي وابن الصفي قرأ عليه الورقات ثم قطعة من اللمع، وكان عالماً صالحاً نيراً عضته دابة في كتفه فاستمر حتى مات وذلك بعد الأربعين تقريباً ودفن بتربة خليل المشبب تجاه العارض وقد جاز السبعين رحمه الله وإيانا.
1177 - يوسف بن أبي بكر المدعو سيفاً بن عمر بن سيف بن يوسف بن سيف بن يوسف بن سيف بن عبد الرحمن الجمال المعري الأصل الحموي الشافعي ويعرف بابن سيف. ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة تقريباً بمعرة النعمان وقرأ بها القرآن وتحول إلى القاهرة بعد أن أقام بحماة يسيراً في سنة أربع فرأى البلقيني وحضر فيما قيل دروسه وسمع من الصدر الأبشيطي وغيره وتفقه بالبدر الطنبدي، واشتغل في الفرائض على الشمس الغراقي وقرأ في النحو على الشمس الشطنوفي ولازم العز بن جماعة وتردد للمشايخ ودام فيها إلى سنة إحدى وعشرين فعاد إلى حماة وقطنها وكتب بها التوقيع عن كتاب سرها ثم ترك بأخرة وحج وأقرأ الطلبة وممن انتفع به العلاء بن الدنيف الماضي. مات سنة سبع أو ثمان وخمسين بحماة رحمه الله، ومن نظمه:
وطال قال لي تنبيه بهجته ... فهل لحسنى في ذا العصر من هاجي
فقلت كلا ولا فيك الخلاف إذا ... يا حاوي الحسن مدحي فيك منهاجي(5/183)
1178 - يوسف بن تغرى بردى الجمال أبو المحاسن بن الأتابكي بالديار المصرية ثم نائب الشام البشبغاوي الظاهري القاهري الحنفي الماضي أبوه. ولد في شوال تحقيقاً سنة ثلاث عشرة وثمانمائة تقريباً بدار منجك اليوسفي جوار المدرسة الحسنية ومات أبوه بدمشق على نيابتها وهو صغير فنشأ في حجر أخته عند زوجها الناصري بن العديم الحنفي ثم عند الجلال البلقيني لكونه كان خلفه عليها وحفظ القرآن ثم في كبره فيما زعم مختصر القدوري وألفية النحو وإيساغوجي واشتغل يسيراً وقال أنه قرأ في الفقه على الشمس والعلاء الروميين وفي الصرف على ثانيهما وكذا اشتغل في الفقه على العيني وأبي البقاء بن الضياء المكي والشمني ولازمه أكثر وعليه اشتغل في شرح الألفية لابن عقيل والكافياجي وعليه حضر في الكشاف والزين قاسم واختص به كثيراً وتدرب به وقرأ في العروض على النواجي والمقامات الحريرية على القوام الحنفي وعليه اشتغل في النحو أيضاً بل أخذ عنه قطعة جيدة من علم الهيئة وقرأ أقرابادين في الطب على سلام الله وفي البديع وبعض الأدبيات على الشهاب بن عربشاه وكتب عن شيخنا من شعره وحضر دروسه وانتفع فيما زعم بمجالسته وكذا كتب بمكة عن قاضيها أبي السعادات ابن ظهيرة من شعره وشعر غيره وعن البدر بن العليف وأبي الخير بن عبد القوي وغيرهم من شعراء القاهرة، وتدرب كما ذكر في الفن بالمقريزي والعيني وسمع عليهما الحديث، وكذا بالقلعة عند نائبها تغرى برمش الفقيه علي بن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصحبة، وأجاز له الزين الزركشي وابن الفرات وآخرون. وحج غير مرة أولها في سنة ست وعشرين واعتنى بكتابة الحوادث من سنة أربعين وزعم أنه أوقف شيخه المقريزي على شيء من تعليقه فيها فقال دنا الأجل إشارة إلى وجود قائم بأعباء ذلك بعده وأنه كان يرجع إلى قوله فيما يذكره له من الصواب بحيث يصلح ما كان كتبه أولاً في تصانيفه، بل سمعته يرجح نفسه على من تقدمه من المؤرخين من ثلثمائة سنة بالنسبة لاختصاصه دونهم بمعرفة الترك وأحوالهم ولغاتهم ورأته إذ أرخ وفاة العيني قال في ترجمته أن البدر البغدادي الحنبلي قال له وهما في الجنازة: خلا الجواشارة إلى أنه تفرد وما رأيته ارتضى وصفه له بذلك من حينئذ فقط فإنه قال إنه رجع من الجنازة فأرسل له ما يدل على أن العيني كان يستفيد منه بل سمعته يصف نفسه بالبراعة في فنون الفروسية كلعب الرمح ورمي النشاب وسوق البرجاس ولعب الكرة والمحمل ونحو ذلك، وبالجملة فقد كان حسن العشرة تام العقل - إلا في دعواه فهو حمق - والسكون لطيف المذاكرة حافظاً لأشياء من النظم ونحوه بارعاً حسبما كنت أتوهمه في أحوال الترك ومناصبهم وغالب أحوالهم منفرداً بذلك لا عهد له بمن عداهم ولذلك تكثر فيه أوهامه وتختلط ألفاظه وأقلامه مع سلوك أغراضه وتحاشيه عن مجاهرة من أدبر عنه بإعراضه وما عسى أن يصل إليه تركي، وقد تقدم عند الجمالي ناظر الخاص بسبب ما كان يطريه به في الحوادث وتأثل منه دنيا وصار بعده إلى جانبك الجداوي فزاد في وجاهته واشتهرت عند أكثر الأتراك ومن يلوذ بهم من المباشرين وشبههم في التاريخ براعته وبسفارته عند جانبك خلص البقاعي من ترسيمه حين ادعى عليه عنده بما في جهته لجامع الفكاهين لكون البقاعي ممن كان يكثر التردد لبابه ويسامره بلفظه وخطابه وربما حمله على إثبات ما لا يليق في الوقائع والحوادث مما يكون موافقاً لغرضه خصوصاً في تراجم الناس وأوصافهم لما عنده من الضغن والحقد كما وقع له في أبي العباس الواعظ وابن أبي السعود، وكان إذا سافر يستخلف في كتابة الحوادث ونحوها التقي القلقشندي، وقد صنف المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي في ست مجلدات تراجم خاصة على حروف المعجم من أول دولة الترك والدليل الشافي على المنهل الصافي ومورد اللطافة فيمن ولي السلطنة والخلافة والبشارة في تكملة الإشارة للذهبي وحلية الصفات في الأسماء والصناعات مشتمل على مقاطيع وتاريخ وأدبيات رتبه على حروف المعجم وغير ذلك وفيها الوهم الكثير والخلط الغزير مما يعرفه النقاد والكثير من ذلك ظاهر لكل ومنه السقط في الأنساب كتسمية الحجار أحمد بن نعمة مع كون نعمة جده الأعلى وكحذفه ما يتكرر من الأسماء في النسب أو الزيادة فيه بأن يكون في النسب ثلاثة محمدين فيجعلهم أربعة أو أربعة فيجعلهم خمسة. والقلب كأن يكون(5/184)
المترجم طالباً لواجد فيجعله شيخاً له. والتصحيف والتحريف كالغرافي بالفاء والغين المعجمة يجعله مرة بالقاف ومرة بالعين والقاف مخففاً وكالحسامية بالخشابية وتسعين بسبعين وعكسه وابن سكر حيث ضبطه بالشين المعجمة وفريد الدين بمؤيد الدين. والتغيير كسليمان من سلمان وعكسه وعبد الله من أبي عبد الله وسعد من سعد الله ونبا حيث جعله علياً وعبد الغفار صاحب الحاوي حيث جعله عبد الوهاب وابن أبي جمرة الولي الشهير حيث جعله محمداً وصلاح الدين خليل بن السابق أحد رؤساء الشام سماه محمداً وعبد الرحمن البوتيجي الشهير جعله أبا بكر وأحمد بن علي القلقشندي صاحب صبح الأعشى سمى والده عبد الله. والتكرير فيكتب الرجل في موضعين مرة في إبرهيم ومرة في أحمد وربما تنبه لذلك فيجوز كونه أخاً ثانياً. وإشهار المترجم بما لا يكون به مشهوراً حيث يروم التشبه بابن خلكان أو الصفدي فيما يكتبانه بهامش أول الترجمة لسهولة الكشف عنه ككتابته مقابل ترجمة أحمد بن محمد بن عبد المعطي جد قاضي المالكية بمكة المحيوي عبد القادر مانصه ابن طراد النحوي الحجازي. أو وصفه بما لم يتصف به كالصلاح بن أبي عمر حيث وصفه بالحافظ والجمال الحنبلي بالعلامة وناصر الدين بن المخلطة بقوله أنه لم يخلف بعده مثله ضخامة وعلماً ومعرفة وديناً وعفة. وتعبيره بما لا يطابق الواقع كقوله في البرهان بن خضر تفقه بابن حجر. أو شرحه لبعض الألقاب بما لا أصل له حيث قال في ابن حجر نسبة إلى آل حجر يسكنون الجنوب الآخر على بلاد الحرية وأرضهم قابس. أو لحنه الواضح وما أشبهه كأزوجه في زوجه والحياة في الحيا والمجاز في المزاج وأجعزه في أزعجه واليكابة في الكآبة والحطيط في الحضيض ومنتضمه في منتظمه وظنين في ضنين. بل ويذكر في الحوادث ما لم يتفق كأنه كان يكتب بمجرد السماع كقوله في الشهاب بن عربشاه مع زعمه أنه من شيوخه أنه استقر في قضاء الحنفية بحماة في صفر سنة أربع وخمسين عوضاً عن ابن الصواف وأن ابن الصواف قدم في العشر الثاني من الشهر الذي يليه فأعيد في أواخر جمادى الآخرة، وهذا لم يتفق كما أخبرني به الجمالي بن السابق الحموي وكفى به عمدة سيما في أخبار بلده؛ وكقوله عن جانم أنه لما أمر برجوعه من الخانقاه إلى الشام توجه كاتب السر ابن الشحنة لتحليفه في يوم الثلاثاء ثامن عشرى رمضان سنة خمس وستين فإن هذا كما قال ابن الشحنة المشار إليه لم يقع وكقوله لابن صلاح الدين بن الكويز استقر في وكالة بيت المال عوضاً عن الشرف الأنصاري في رجب سنة ثلاث وستين وفي ظني أن المستقر حينئذ فيها إنما هو الزين بن مزهر، ويذكر في الوفيات تعيين مجال دفن المترجمين فيغلط كقوله في نصر الله الروياني أنه دفن بزاويته، إلى غير ذلك من تراجمه التي يقلد فيها بعض المتعصبين كما تقدم، أو يسلك فيها الهوى كترجمته لمنصور بن صفي وجانبك الجداوي بل سمعت غير واحد من أعيان الترك ونقادهم العارفين بالحوادث والذوات يصفونه بمزيد الخلل في ذلك وحينئذ فما بقي ركون لشيء مما يبديه وعلى كل حال فقد كان لهم به جمال. وقد اجتمعت به مراراً وكان يبالغ في إجلالي إذا قدمت عليه ويخصني بتكرمة للجلوس والتمس مني اختصار الخطط للمقريزي وكتبت عنه ما قال إنه من نظمه فيمن اسمها فائدة وهو:لمترجم طالباً لواجد فيجعله شيخاً له. والتصحيف والتحريف كالغرافي بالفاء والغين المعجمة يجعله مرة بالقاف ومرة بالعين والقاف مخففاً وكالحسامية بالخشابية وتسعين بسبعين وعكسه وابن سكر حيث ضبطه بالشين المعجمة وفريد الدين بمؤيد الدين. والتغيير كسليمان من سلمان وعكسه وعبد الله من أبي عبد الله وسعد من سعد الله ونبا حيث جعله علياً وعبد الغفار صاحب الحاوي حيث جعله عبد الوهاب وابن أبي جمرة الولي الشهير حيث جعله محمداً وصلاح الدين خليل بن السابق أحد رؤساء الشام سماه محمداً وعبد الرحمن البوتيجي الشهير جعله أبا بكر وأحمد بن علي القلقشندي صاحب صبح الأعشى سمى والده عبد الله. والتكرير فيكتب الرجل في موضعين مرة في إبرهيم ومرة في أحمد وربما تنبه لذلك فيجوز كونه أخاً ثانياً. وإشهار المترجم بما لا يكون به مشهوراً حيث يروم التشبه بابن خلكان أو الصفدي فيما يكتبانه بهامش أول الترجمة لسهولة الكشف عنه ككتابته مقابل ترجمة أحمد بن محمد بن عبد المعطي جد قاضي المالكية بمكة المحيوي عبد القادر مانصه ابن طراد النحوي الحجازي. أو وصفه بما لم يتصف به كالصلاح بن أبي عمر حيث وصفه بالحافظ والجمال الحنبلي بالعلامة وناصر الدين بن المخلطة بقوله أنه لم يخلف بعده مثله ضخامة وعلماً ومعرفة وديناً وعفة. وتعبيره بما لا يطابق الواقع كقوله في البرهان بن خضر تفقه بابن حجر. أو شرحه لبعض الألقاب بما لا أصل له حيث قال في ابن حجر نسبة إلى آل حجر يسكنون الجنوب الآخر على بلاد الحرية وأرضهم قابس. أو لحنه الواضح وما أشبهه كأزوجه في زوجه والحياة في الحيا والمجاز في المزاج وأجعزه في أزعجه واليكابة في الكآبة والحطيط في الحضيض ومنتضمه في منتظمه وظنين في ضنين. بل ويذكر في الحوادث ما لم يتفق كأنه كان يكتب بمجرد السماع كقوله في الشهاب بن عربشاه مع زعمه أنه من شيوخه أنه استقر في قضاء الحنفية بحماة في صفر سنة أربع وخمسين عوضاً عن ابن الصواف وأن ابن الصواف قدم في العشر الثاني من الشهر الذي يليه فأعيد في أواخر جمادى الآخرة، وهذا لم يتفق كما أخبرني به الجمالي بن السابق الحموي وكفى به عمدة سيما في أخبار بلده؛ وكقوله عن جانم أنه لما أمر برجوعه من الخانقاه إلى الشام توجه كاتب السر ابن الشحنة لتحليفه في يوم الثلاثاء ثامن عشرى رمضان سنة خمس وستين فإن هذا كما قال ابن الشحنة المشار إليه لم يقع وكقوله لابن صلاح الدين بن الكويز استقر في وكالة بيت المال عوضاً عن الشرف الأنصاري في رجب سنة ثلاث وستين وفي ظني أن المستقر حينئذ فيها إنما هو الزين بن مزهر، ويذكر في الوفيات تعيين مجال دفن المترجمين فيغلط كقوله في نصر الله الروياني أنه دفن بزاويته، إلى غير ذلك من تراجمه التي يقلد فيها بعض المتعصبين كما تقدم، أو يسلك فيها الهوى كترجمته لمنصور بن صفي وجانبك الجداوي بل سمعت غير واحد من أعيان الترك ونقادهم العارفين بالحوادث والذوات يصفونه بمزيد الخلل في ذلك وحينئذ فما بقي ركون لشيء مما يبديه وعلى كل حال فقد كان لهم به جمال. وقد اجتمعت به مراراً وكان يبالغ في إجلالي إذا قدمت عليه ويخصني بتكرمة للجلوس والتمس مني اختصار الخطط للمقريزي وكتبت عنه ما قال إنه من نظمه فيمن اسمها فائدة وهو:(5/185)
تجارة الصب غدت ... في حب خود كاسده
ورأس مالي هبة ... لفرحتي بفائده
وابتنى له تربة هائلة بالقرب من تربة الأشرف إينال ووقف كتبه وتصانيفه بها، وتعلل قبل موته ينحو سنة بالقولنج واشتد به الأمر من أواخر رمضان بإسهال دموي بحيث انتحل وتزايد كربه وتمنى الموت لما قاساه من شدة الألم إلى أن قضى في يوم الثلاثاء خامس ذي الحجة سنة أربع وسبعين ودفن من الغد بتربته وعسى أن يكون كفر عنه رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
1179 - يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي الحنبلي الماضي أبوه وجده. ولد في سنة بضع وأربعين بدمشق وناب في القضاء وهو حي في سنة ست وتسعين وبلغني أنه خرج لخديجة ابنة عبد الكريم الآتية أربعين.
1180 - يوسف بك بن حسن بك بن علي بك شقيق يعقوب الماضي. مات مطعوناً أيضاً في صفر أو ربيع سنة ست وتسعين.
1181 - يوسف بن الحسن بن محمد بن الحسن بن مسعود بن علي بن عبد الله الجمال أبو المحاسن الحموي الشافعي ويعرف بابن خطيب المنصورية. ولد في ثالث عشر ذي الحجة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة واشتغل بحماة وغيرها وأخذ الأصلين عن البهاء الأخميمي والفقه عن التقي الحمصي والتاج السبكي والجمال بن الشريشي والصدر بن الخابوري والنحو واللغة والفرائض والحساب والبيان عن السري أبي الوليد إسمعيل بن محمد بن محمد بن هانئ اللخمي المالكي وعليه سمع الموطأ وغيره. ودأب وحصل وكان عالماً مفنناً حاذقاً عارفاً بالفقه وأصوله والبيان والتفسير والنحو وغيرها يحفظ تائية ابن الفارض وينشد منها كثيراً وجملة من أشعار العرب، درس وأفتى وعمل الاهتمام في شرح أحاديث الأحكام في نحو ست مجلدات كبار أو خمسة وشرح فرائض المنهاج الفرعي في مجلد وألفية ابن معطي وله نظم حسن وشهرة ببلده وغيرها ودرس بالعصرونية بحماة وانتفع به جماعة وممن أخذ عنه ابن المغلي وابن خطيب الناصرية وابن البارزي، وانتهت إليه مشيخة العلم بالبلاد الشمالية ورحل الناس إليه، وكان خيراً ساكناً قال ابن حجي فاق الأقران، وقال شيخنا في إنبائه تبعاً لغيره جد ودأب وحصل إلى أن تميز ومهر وفاق أقرانه في العربية وغيرها من العلوم وشرح الاهتمام مختصر الإلمام في ست مجلدات كتبت عن العلاء بن خطيب الناصرية عنه قصيدة دالية نبوية. قلت أوردها العلاء في ترجمته من تاريخه وهي طويلة أولها:
أيعذل المستهام المغرم الصادي ... إذا حدا باسم سكان الحمى الحادي
لا تنكروا وجد معشوق أضر به ... بعد وقد قرب البادي من النادي
إذا تعارفت الأرواح وائتلفت ... فلا يضر تناء بين أجساد
هذي رياح الرضى بالوصل قد عصفت ... وكوكب السعد في أفق السنا باد
وقال شيخنا في معجمه له مؤلفات عديدة وتلامذة كثيرة ونظم جيد أنشدني عنه العلاء قصيدة مليحة نظمها لما حج وزار المدينة أجاز لي في استدعاء الصرخدي. وكانت وفاته بحماة في شوال سنة تسع ودفن بظاهرها من جهة القبلة رحمه الله وإيانا.
1182 - يوسف بن حسن بن محمد بن سالم شيخ الزيدية بوادي ينبوع ويعرف بالفقيه يوسف. مات بها في ربيع الثاني سنة ست وسبعين عن سن عالية، وكان مذكوراً بالعلم سيما مذهبه وبه فيما أظن انقطع العارف بالجملة به وقد سمعت الثناء عليه بذلك من غير واحد غفر الله لنا وله.(5/186)
1183 - يوسف بن الحسن بن محمود العز بن الجلال بن العز أو البهاء السرائي الأصل التبريزي الشافعي والد المحمدين البدر والجمال والجلال ويعرف بالحلوائي - بفتح أوله وسكون اللام مهموز. ولد في سنة ثلاثين وسبعمائة وتفقه ببلاده وقرأ على الجلال القزويني والبهاء الخونجي والعضد واجتمع في بغداد بالكرماني وأخذ عنه الحديث وشرحه للبخاري ومهر في أنواع العلوم وأقام بتبريز يدرس وينشر العلم ويصنف فلما بلغه أن ملك الدعدع وهو طقتمش خان قصد تبريز لكونه أرسل لصاحبها في أمر طلبه منه رسولاً جميل الصورة فتولع به فلما رجع إلى مرسله أعلمه بما صنع صاحب تبريز وأنه اغتصبه نفسه أياماً وهو لا يستطيع الطواعية وتفلت منه فغضب حينئذ أستاذه وجمع عسكره وأوقع بأهل تبريز فخر بها وكان أول ما نازلها سأل عن علمائها فجمعوا له فآواهم في مكان وأكرمهم فسلم معهم ناس كثيرون ممن اتبعهم ثم لما نزح عنهم تحول عزي الدين إلى ماردين فأكرمه صاحبها وعقد له مجلساً حضره فيه علماؤها كسريجا والهمام والصدر فأقروا له بالفضل ثم لما ولي إمرة تبريز أمير زاه بن اللنك راسله للقدوم عليه فأجابه فبالغ في إكرامه وأمره بالاستقرار فيها وبتكملة ما كان شرع في تصنيفه ثم تحول بأخرة إلى الجزيرة لما كثر الظلم بتبريز فقطنها حتى مات في سنة اثنتين وقيل سنة أربع ولذا ذكره شيخنا في الموضعين من إنبائه رحمه وإيانا، وكان إماماً علامة محققاً حسن الخلق والخلق زاهداً عابداً معرضاً عن أمور الدنيا لم يلمس بيده ديناراً ولا درهماً مقبلاً على العلم لا يرى إلا مشغولاً به تصنيفاً وإقراءً ومطالعة مع القيام بوظائف العبادة لم تقع منه كبيرة ولم ير مهموماً قط، وقد حج ثم زار المدينة النبوية وجار بها سنة وكان يذكر أنه لما أتاها جلس عند المنبر فرأى وهو جالس بجانب المنبر بالروضة الشريفة مغمض العينين أن المنبر على أرض من الزعفران قال ففتحت عيني فرأيت المنبر على ما عهدت أولاً فأغمضت عيني فرأيته على الزعفران وتكرر ذلك كذلك، ومن تصانيفه شرح المنهاج الأصلي وأربعي النووي والأسماء الحسنى وحاشية علي الكشاف وعلى شرح الشافية في الصرف، وجده محمود قيل أنه ممن أخذ عن التفتازاني وغيره.
1184 - يوسف بن حسن بن مروان بن فخر بن عثمان بن أبي بكر بن علي بن وهب الجمال التتائي ثم القاهري الأزهري المالكي ويعرف بالتتائي وبالهاروني. ولد في يوم الأحد رابع شوال سنة ست وأربعين وثمانمائة بتتا ونشأ بها في كفالة الفقيه هرون الماضي لكونه خلف والده بعد موته على أمه فحفظ القرآن والعمدة والرسالة والمختصر كلاهما في الفقه وألفية النحو، وعرض على جماعة كالبلقيني والمناوي وابن الديري والأقصرائي وأخذ في العربية عن يعيش المغربي والشهاب ابن عبادة والتقي الشمني وعنه أخذ في أصول الدين والفقه عن العلمي والسنهوري وعنه أخذ في أصول الفقه والعربية أيضاً ولازم النجم بن قاضي عجلون في تقسيم ألفية النحو وغيرها بل قرأ عليه بعض المختصر، وأخذ عني أشياء رواية ودراية وقال أنه قرأ على الزين قاسم الحنفي في ألفية الحديث وطلب الحديث وقتاً وسمع الكثير بقراءتي وقراءة غيري وربما قرأ وكتب الطباق وتميز مع فضيلة وبراعة في الفقه وركون إلى الراحة وإن قال لي أنه مشتغل بالكتابة على المختصر وكتب منه قطعة وتقنع وباسمه نصف خزن كتب سعيد السعداء وغيرها من الجهات. وقد حج في سنة ثلاث وتسعين، وقد التمس مني تجريد ما سمعه مع الولد بقراءتي خال عن الإسناد فكتبت له ذلك في كراسة افتتحت وصفه فيها بالشيخ الفاضل الأوحد البارع الذي صار متميزاً مفنناً عالماً مبيناً مستحقاً التصدي للإرشاد والإفادة وإسعاد المستفتي بما يتخلص به من وصف الغباوة والبلادة وأنه قد أقبل على التوجه للسماع والتفقه في كثير من الأنواع بحيث اندرج في المحدثين بل هو أحق بهذا الوصف من كثيرين لمزيد يقظته فيه ومديد ملازمته لذوي الوجاهة والتوجيه وكذا قرضت له ما كتبه من شرح المختصر وسمعت أنه ممن فوض إليه نيابة القضاء مع كراهيته في ذلك بل وكرهته له وإن بلغني عدم مباشرته إياه.(5/187)
1185 - يوسف بن حسين بن عثمان بن سليمان بن رسول الكرادي الأصل القرمي القاهري الحنفي الماضي أبوه وعمه المحب الأشقر ويعرف بأبن أخي ابن ابن الأشقر. نشأ في عز عمه واستقر بعد أبيه في الإعادة بجامع طولون وفي مشيخة زاوية نصر الله الروياني بخان الخليلي وفي غير ذلك وانجمع بأخرة مع التقلل حتى مات في ربيع الثاني سنة تسعين وقد زاد على السبعين رحمها لله وعفا عنه.
1186 - يوسف بن حسين بن يوسف بن يعقوب الحصنكيفي المكي الماضي أبوه وابناه أبو عبد الله محمد وأحمد. كان ينوب في حسبتها عن العز بن المحب النويري ثم عن الجمال بن ظهيرة وذلك من حين وفاة أبيه حتى مات وكذا كان يقرأ في المسجد الحرام وغيره من المجالس التي يجتمع فيها الناس. مات في ليلة الأحد خامس رجب سنة ست عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وقد قارب الستين. ذكره الفاسي.
1187 - يوسف بن حسين الكردي الشافعي نزيل دمشق والماضي ولده الزين عبد الرحمن الواعظ. كان عالماً صالحاً معتقداً مائلاً إلى الأثر والسنة منكراً على الأكراد في عقائدهم وبدعتهم، تفقه وحصل قال الشهاب الملكاوي: قدمت من حلب سنة أربع وستين وهو كبير يشار إليه. زاد غيره أنه ولي مشيخة الخانقاه الصلاحية وأعاد بالظاهرية وكانت له اختيارات منها المسح على الجوربين مطلقاً وكان يفعله وله فيه مؤلف لطيف جمع فيه أحاديث وآثاراً ومنها تزوج الصغيرة التي لا أب لها ولا جد بل قال ابن حجي أنه كان يميل إلى ابن تيمية ويعتقد صواب مقاله في الفروع والأصول ولذا كان من يحبه يجتمع إليه وكان وقع بينه وبين ولده بسبب العقيدة وتهاجرا مدة إلى أن وقعت فتنة اللكنية فتصالحا ثم جلس مع الشهود وأحسن إليه ولده في فاقته. ولم يلبث أن مات في شوال سنة أربع. ذكره شيخنا في إنبائه.
1188 - يوسف بن خلد بن أيوب الجمال الحسفاوي الحلبي الشافعي وحسفايا من قرى حلب. نشأ بحلب وحفظ القرآن وتفقه بالشهاب بن أبي الرضى ولازمه وكان تربيته وقرأ عليه القراآت السبع، ثم سافر إلى ماردين فقرأ بها القراآت على الزين سربجا؛ وولي قضاء ملطية سنين ثم قضاء حلب مرة بعد أخرى وكذا ولي قضاء طرابلس أيضاً عوداً على بدء وقضاء صفد وكتابة سرها ودخل القاهرة. وكان ذكياً فاضلاً عارفاً بالنحو والتفسير والفقه حسن الشكالة فائق الكتابة ذا نظم جيد ومنه أول قصيدة كتب بها لبعضهم:
أوجهك هذا أم سنا البدر لامع ... فقد أشرقت بالنور منك المطالع
حديثك للسمار خير فكاهة ... وذكرك بالمعروف والعرف شائع
مات بطرابلس في ثالث عشر المحرم سنة تسع وعشرين. ذكره ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا باختصار في إنبائه.(5/188)
1189 - يوسف بن خلد بن نعيم بن مقدم بن محمد بن حسن بن غانم أو عليم بن محمد بن علي الجمال أبو المحاسن الطائي البساطي القاهري المالكي ابن عم الشمس البساطي الشهير ووالد العز محمد الماضيين. ولد في حدود الأربعين وسبعمائة وتفقه بأخيه العلم سليمان وشيخ المذهب خليل بن إسحق ويحيى الرهوني وابن مرزوق ونور الدين الحلاوي وعن السراج عمر بن عادل الحنبلي أخذ العربية والحساب وعن الكلائي الفرائض في آخرين كالتاج القروي وبرع في فنون وناب في الحكم عن أخيه فمن بعده إلى أن انجمع عن ابن خلدون ثم سعى عليه فاستقل به في رجب سنة أربع وثمانمائة وتكرر عوده إليه بعد صرفه إما به أو بغيره وآخر ما ولي الحسبة ثلاثة أشهر من سنة ثلاث وعشرين أو التي بعدها، ودرس بالمؤيدية وغيرها، وكان كما قال الجمال البشبيشي فاضلاً في علوم شرح مختصر الشيخ خليل والبردة وبانت سعاد والقصيدة الفلكية في الألغاز الفرضية وله أيضاً محاضرة خواص البرية في الألغاز الفقهية ونظم ونثر وأفرد جزءاً في شرح قوله في بانت سعاد حرف أخوها أبوها من مهجنة وعمها خالها وتصوير ذلك في الآدميين سماه الإفصاح والإرشاد وشرح ألفية ابن ملك وأعرب من الطارقية إلى آخر القرآن. قال العيني كان عارفاً بصناعة القضاء غير أنه لم يكن مشكوراً فيه ولا كان متقدماً في معرفة مذهبه ولا غيره من العلوم كذا قال. مات في يوم الاثنين العشرين من جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين فجأة - يقال أنه سقط من سلم سطوح - عن ثمان وثمانين سنة وصلي عليه بالأزهر ودفن بالقرافة الكبرى بجانب قبر أخيه شرقي أبي العباس الحرار رحمه الله وإيانا. وقد ذكره ابن خطيب الناصرية مقتصراً على اسمه واسم أبيه ولم يترجمه وكأنه دخل حلب في قضائه، وكذا أغفله شيخنا في إنبائه وذكره في رفع الأصر، والمقريزي في عقوده وأثنى عليه. يوسف بن أبي راجح الشيبي. فيمن اسم أبيه محمد بن علي.
1190 - يوسف بن رسلان بن محمد دغش - بدال مهملة ثم ممعجمتين كعبس - البهنسي الأصل القاهري كان مارودياً جميلاً فتقرب من الغرس خليل بن خاص بك وصهره إينال بضميمته وحج قبل رياسته فلما تسلطن صار ذا أمر ونهي وأثرى وابتنى داراً هائلة وتكلم في العمائر السلاطنية وغيرها بل كان ناظر الذخيرة والشربخاناه والمطبخ السلطاني مع الشهادة به تلقاها عن المحرقي، وقصد في قضايا وعد في الأعيان مع عاميته. مات في جمادى الأولى سنة سبع وستين وقد زاحم الستين ودفن بتربة قشتمر خارج باب الجديد جوار مقصورة قراقجا الحسنى بمقصورة أنشأها لنفسه فيها سامحه الله وإيانا.
1191 - يوسف بن سويلمة جمال الدين الفقيه مؤدب الأبناء. مات في ذي الحجة سنة تسع وستين بمدينة سنهور وقد عمر. أرخه ابن المنير.
يوسف بن سيف المعري. في ابن أبي بكر بن عمر بن سيف.(5/189)
1192 - يوسف بن شاهين الجمال أبو المحاسن بن الأمير أبي أحمد العلائي قطلوبغا الكركي القاهري الحنفي ثم الشافعي سبط شيخنا والماضي أبوه. ولد كما قرأته بخط جده في ليلة الاثنين عند صلاة العشاء ثامن ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ونشأ عزيزاً مكرماً في حجر جديه واستجيز له غير واحد من المسندين منهم الكمال بن خير وسمع على جده كثيراً بل قرأ له على تجار البالسية جزءاً وسمع على غيره يسيراً وكان بزي أبناء الجند حتى في المذهب فأشير إليه بالتزيي بالفقهاء وبالانتماء للشافعية وقرر في نظر المنكوتمرية لكونه أرشد الموجودين من ذرية الواقف وقرأ حينئذ على البرهان بن خضر والبدر بن القطان يسيراً وكذا قرأ على جده فيما شاهدناه التقريب وغيره وكتب عنه في الأمالي وقابل عليه أشياء من تصانيفه وقرأ عليه داخل البيت البخاري والنخبة وتردد معنا يسيراً إلى العز بن الفرات وقرئ عنده اليسير على غيره من المسندين كالزين شعبان وابن يعقوب وعبد الرحيم المناوي والسويفي وما أكثر من ذلك بل كنت أقصد التجوه به عند ابن الفرات فلا يتفق إلا في اليسير من الأوقات، وحج في حياة جديه سنة ثمان وأربعين ثم بعد ذلك ولما مات جده اشتغل يسيراً فأخذ الفرائض عن أبي الجود وحضر التقسيم عند العلاء القلقشندي ويسيراً عند الجلال المحلي وكذا حضر عند الأبدي في العروض ونحوه وتردد لغيرهم وعاونه الشمس المحلي الذي كان منتمياً للولوي بن البلقيني في نظم أشياء منها مرثية في جده كتبتها في الجواهر ومنها قصيدة حاكى بها جده الذي حاكى بها ابن كثير أولها:
بني شاهين قد زادت خطيئته ... لا واخذ الله من قد خاض في خبره
بني شاهين ما أغباه من رجل ... فالحقد والمكر والمكروه من سيره
بني شاهين ما أهداه من هذر ... يقول ما شاء في ورد وفي صدره
وقرأ على الرشيدي جملة وحصل خصوصاً عند انتهاء غالب المعتبرين من شيوخ الرواية فإنه قام وطلب ودار على المتأخرين وأكثر من كتابة الأجزاء وغيرها وكان فيهما كحاطب ليل، وصاهر أكبر القائمين في مقاهرة جده الولوي المشار إليه فتزوج أخته واستولدها أولاداً ومدحه لما ولي الشام بقوله كما رأيته بخطه:
بشر بلاد الشام مع سكانها ... بولي دين قد وليها حاكما
حبر إمام ناسك متعفف ... بالعز لم يبرح مهاباً راحما
وبقوله أيضاً:
لتهن بك العلياء يا شيخ عصره ... ويا عالماً حاز الكمال بأسره
ويا مفرداً في وقتنا بولائه ... فدم في أمان بالولاء ونصره
وأنكر العقلاء هذا كله وقاسى مشقة وآل الأمر إلى الفراق وهجوها بقصيدة بعد أن سافر إلى الشام وكيلاً عنها وعن أختها في ضبط تركة أخيهما المشار إليه مما كان الأولى به خلافه ولم يحصل على طائل نعم أخذ في هذه السفرة عن من أدركه هناك من بقايا المسندين وامتدح قاضيه ابن الخيضري بقوله:
لتهن بك العلياء يا قطب عصره ... ويا حافظاً حاز الفخار بأسره
ويا مفرداً في وقتنا بذكائه ... فدم في أمان بالهناء ونصره(5/190)
وتزوج بعدها امرأة كبيرة ورث منها قدراً توصل به لتزوج أخت عبد البر بن الشحنة وصار في وسط بيتهم وأعطاه جده نصف ترتيبه لطبقات الحفاظ للذهبي وأرشده للتكميل عليه ففعل ولكنه لم يتم إلا بعد وفاته وسماه رونق الألفاظ لمعجم الحفاظ والتمس من العلمي البلقيني تقريظه فرآه نقل عن جده أشياء فأفحش في إنكارها بهامش النسخة في غير ما موضع مما لا أحب ذكره لما تضمن من انتقاص شيخنا ثم استرضى حتى كتب وكان في غنية عن هذا وكذا كتب له القطب الخيضري على الكتاب اسمه بعد وصفه إياه في الخطبة بشيخه العلامة حافظ الوقت وكذا وصف التقي القلقشندي بشيخه وما علمته قرأ على واحد منهما وإن وقع فليس مما يفتخر به، وقال أيضاً فيما قرأته بخطه أنه صنف تعريف القدر بليلة القدر والمنتجب بشرح المنتجب في علوم الحديث للعلاء التركماني وروى الظمآن من صافي الزلالة بتخريج أحاديث الرسالة وبلوغ الرجاء بالخطب على حروف الهجاء والنفع العام بخطب العام ومنحة الكرام بشرح بلوغ المرام والمجمع النفيس بمعجم اتباع ابن إدريس في أربع مجلدات والفوائد الوفية بترتيب طبقات الصوفية والنجوم الزاهرة بأخبا قضاة مصر والقاهرة وقد رأيت هذا الكتاب خاصة وهو مختصر لخص فيه رفع الأصر من نسختي وكتب من هوامشها ما أثبته من تراجم من تأخر وزاد أشياء منكرة وأساء الصنيع جداً حيث وصف تصنيف جده بقوله وجدت فيه بعض إعواز في مواضع منها إسهابه في بعض التراجم وإجحافه في بعضها ومنها إخلاله بتحرير من تكررت ولايته والاقتصار على ذكر بعضها ومنها إغفاله ذكر من أخذ المترجم عنه وبمن صرف في الغالب ومنها إهماله بعض تراجم أسقطها أصلاً رأساً ولعلها كانت في زجاجات فلم يظفر بها المبيض إلى أن قال وأناقش المؤلف في مواضع قد قلد فيها غيره وهي منكرة وقال في موضع آخر من الكتاب وإذا تأمل المنصف يتحقق أن الصواب ما حررناه وأن شيخنا رحمه الله لم يحرر هذا الكتاب فهذا الموضع من المواضع التي قلد فيها بعض من صنف من القضاة ولم يحررها وفوق كل ذي علم عليم انتهى. ولذلك كتب المحب بن الشحنة قبل مصاهرته إذ وقف على هذا ما نصه: كأنه ينسب جده إلى القصور في البلاغة وإلى قلة المعرفة بالأدب وأنه أبصر منه بذاك ثم بين أن الصواب جزازات لا زجاجات قلت والإنكار عليه في هذا الصنيع أنه لو فرض صحة قوله فكيف وتلك كلمات رام أن يعلو بها فهبط، ومن القبائح التي رأيتها في هذا المختصر أنه عقد فصلاً فيمن حصلت له محنة بعد دخوله في المنصب بضرب أو سجن أو إتلاف روح وكأنه جعل لمن تأخر مستنداً وكذا عقد لمن ولي القضاء من الموالي ترجمة وذكر لبعض أصحابه أنه قصد بذلك أن يكون له بهم أسوة إذا ولي وبالله يا أخي اعذرني فيما أشرت إليه فحق شيخنا مقدم، وعمل جزءاً جرد فيه أسماء الشيوخ الذين أجازوا له ونحوهم في كراريس لا تراجم فيها وقع له فيه تحريف أسماء لكون اعتماده فيها على النقل من الاستدعاآت ومواضع سقط عليه من الأنساب فلزم تكرير الواحد في موضعين فأكثر وهو لا يشعر وربما يكون تكرارهما في موضع واحد وأماكن يضبطها بالحروف أو بالقلم وهي خطأ ومواضع لا يحسن قراءتها فيخليها من النقط فضلاً عن الضبط وأماكن يحذف ما تكون شهرة المرء به بحيث يمر عليه من يعرفه فيظنه آخر لعدم اشتهاره بذلك بل ربما يكون ذاك الوصف مع ذلك للمذكور تنقيصاً إلى غير ذلك مما الحامل على التعرض له ما سبق ومن كان هذا شأنه في شيوخه لا يليق به أن يصنف فضلاً عما تقدم وسمعت أنه خرج لنفسه المتباينات والمعجم والفهرست ولشيخه الخيضري المعجم وللبهاء المشهدي العشاريات وأشياء كلها خبط وخلط وإن لم أرها نعم رأيت معجم الخيضري وهو مهمل لمهمل. ومن رام تفصيل ما أجملته فليأت بما شاء مما عينته وقد كتب بخطه الكثير لنفسه وبعض ذلك بالأجرة وليس خطه بالطائل لا سنداً ولا متناً بل ولا يعتمد عليه في كثير مما يبديه لتساهله ورأيته كتب علي بعض الاستدعاآت:
يقول عبيد الله يوسف أنه ... أجاز لهم لفظاً كتاباً بخطه
فيروون ما يروي سماعاً محققاً ... ويروون ما عندي مجازاً بشرطه
وما حررت كفاي من كل نخبة ... وما قلته نظماً ونثراً بضبطه(5/191)
وقد ولي الخطابة بجامع ابن شرف الدين وأخيراً بالمدرسة المزهرية أول ما فتحت ثم نقل عنها لمشيخة الصوفية بها بعد ابن قاسم ومشيخة التصوف بوقف قراقوش في خان السبيل وتدريس الحديث بالبيبرسية برغبة الزين قاسم وبالمنصورية برغبة بني الأمانة وقراءة الحديث بجامع الفكاهين ثم أخيراً بين يدي السلطان في القلعة حين انفصال الإمام الكركي والتحدث على جهات لم يحسن التصرف فيها وبواسطة ذلك تلاشى أمر المدرسة المنكوتمرية وفرط في أشياء من كتب وغيرها بحيث أملق ورغب عن وظائفه وباع كتبه وما صار إليه من جدته من رزق وأملاك ونحوها وأنفد ذلك عن آخره مع استبدال قاعة سكن جده وغيرها من الأوقاف التي كان يتحدث إليها مما صار ثمنه أو أكثره في جهته وضيع حق الله في ذلك وحق الآدميين فلا قوة إلا بالله ولولا لطف الله به في استقراره عقب الدميري في حواصل البيمارستان بعناية الخيضري بحيث ارتفق بملومها والمنفوع لكان الأمر أشد، ولم يزل على حاله حتى ماتت تحته ابنة المحبي بن الشحنة ولم يحصل بعدها على طائل ثم مات هو في أوائل سنة تسع وتسعين رحمه الله وعفا عنه وكان قد رام التوصل لكتب جده بعد موته بما كان السبب لإتلاف أكثرها وهجا خاله بسببها وغيره فقال:
قولوا لخالي الذي قد كنت راجيه ... عند الشدائد في تقديم إجلالي
ضيعت كتباً بلا حق خسرت بها ... دنيا وأخرى فقد آذيت يا خالي
وقال أيضا:
قولوا لخال قد غدا خالياً ... من عقله والعلم والمال
أخليت دار الحبر من كتبها ... ويحك مذ أدعوك يا خالي
في أشياء اقتضت لخاله التحرك عليه حين بلغه أنه انتقص جده بأمر لا يجوز نسبته إليه وبلغ صاحب الترجمة من بعض المفتين له المهولين في كتابته فتوجه للقاضي علم الدين واعترف عنده بذلك وعمل مصلحته بحيث سد الباب عن تطرق خاله إليه وكذا ذكر والد نفسه بما لا يعجبه لا لمعنى يقتضيه حيث قال وكان في خلقه شدة وزعارة، ونسبه إلى الخسة، وعلى كل حال فهو إنسان ساكن حسن الفهم متعبد بالصوم منجمع عن الناس لكنه من أبناء الترك مستبد برأي نفسه مع نقص رأيه وعقله والأنسب في حقه السكوت والله تعالى يحسن عاقبتنا وإياه، وقد كتبت عنه ونحن بعمريط من الشرقية في سنة إحدى وخمسين ما قال أنه له وهو:
ورب غصن غنج طرفه ... ذي وجنة حمرا وقد قويم
سألته ما الاسم يا باخلاً ... بالوصل قل لي قال عبد الكريم
وقرضهما له الشهاب الحجازي والبقاعي بما أوردته في البقاعي من المعجم وجازف فترجمه بما أورده بنصه فقال ولد بعد سنة خمس وعشرين بالقاهرة وكان أبوه مقرباً عند المؤيد فلما مات ساءت حاله ثم توفيت زوجته فربي يوسف هذا عند جده مدللاً، وكان متزيياً بزي الأجناد متمذهباً لأبي حنيفة، ورمى النشاب فأجاد فلما بلغ آنس رشداً فحج سنة ثمان وأربعين فلما رجع تحول شافعياً وأقبل على الاشتغال بعلم الحديث وكتابة مصنفات جده وسماعها عليه وقراءتها بنفسه وأكب على سماع الأجزاء والكتب فسمع ابن الفرات وكثيراً من أكابر المشايخ ففتح عليه وبرع في مدة يسيرة مع الاشتغال بغير ذلك من العلم وصيانة النفس واستئلاف الطلبة ثم استأذن السلطان في التزيي بزي الفقهاء فأذن له فزاده ذلك خيراً مع الدين والعفة وترك تعاطي الرياسة في دولة جده أو التفاته إلى شيء من تعلقات القضاء ورغب عما كان سماه جده باسمه من ذلك، وفرغ للاشتغال بالعلم ذهنه وأنصب في طلبه عينه وأذنه ونظم الشعر ثم ساق عنه المقطوع الماضي، وفيها مجازفات كثيرة لأغراض فاسدة، ومما أبرزه قديماً مقامة قرضها له البدر ابن المخلطة وكاتبه بما أوردته في ترجمته من المعجم رحمه الله وعفا عنه.
1193 - يوسف بن شرنكار العنتابي الحنفي. ولد سنة ست وستين وسبعمائة وتعانى القراآت فمهر فيها وانتفعوا به وكان يتكلم على الناس بلسان الوعظ فصيح اللسان حلو المنطق مليح الوجه له يد في التفسير. مات سنة اثنتين وعشرين عن خمس وستين سنة. ذكره شيخنا في إنبائه نقلاً عن العيني ورأيت بخطي نقلاً عن العيني أنه كان فاضلاً في بعض العلوم. ومات بعنتاب سنة إحدى وعشرين عن قريب السبعين فالله أعلم.(5/192)
1194 - يوسف بن صاروجا بن عبد الله جمال الدين ويعرف بالحجازي تنقلت به الأحوال في الخدم وعمل أستاداراً وكان عارفاً بالأمور وتقدم في أواخر دولة الناصر عند الدوادار طوغان وكان زوج ابنته ويدعوه أبي وكثر ذلك حتى كان يقال له أبو طوغان. مات سنة ست وثلاثين. ذكره شيخنا في إنبائه.
1195 - يوسف بن صدقة المحرقي الأصل القاهري أخو عبد القادر وعبد الرحيم الماضيين والمتشبه بالترك وأحد الزردكاشية ويعرف بابن صدقة. مات بالتجريدة سنة خمس وتسعين قبل إكمال الستين.
1196 - يوسف بن صفي جمال الدين الكركي الشوبكي بن الصفي والدموسي الماضي. كان أبوه من نصارى الكرك فتظاهر بالإسلام هو ووالد العلم داود ابن الكويز في كائنة للنصارى أشار إليها شيخنا في ترجمة داود سنة ست وعشرين من إنبائه وخدم هذا كاتباً عند العماد أحمد المقيري قاضي الكرك فلما وصل القاهرة كان في خدمته ببابه وابنه معه وكلاهما في هيئة مزرية حتى مات العماد فخدم الجمال عند البرهان المحلي بالكتابة فحسن حاله وركب الحمار وبعده توجه لبلاده وخدم بالكتابة هناك إلى أن ولاه المؤيد بسفارة قريبه العلم بن الكويز نظر جيش طرابلس فكثر ماله بها، واتفق قدومه القاهرة في آخر أيام ابن الكويز فلما مات وعد بمال كثير حتى استقر في كتابة السر في شوال سنة ست وعشرين وكانت كما قال المقريزي أقبح حادثة رأيناها ولم يلبث أن عزل في ربيع الآخر من التي تليها بالهروى. قال المقريزي: وأذكرتني ولايته بعد ابن الكويز قول أبي القسم خلف بن فرج الألبيري المعروف بالسمير وقد هلك وزير يهودي لباديس بن جينويه الحميري أمير غرناطة من بلاد الأندلس فاستوزر بعد اليهودي وزيراً نصرانياً:
كل يوم إلى ورا بدل البول بالخرى فزماناً تهوداً وزماناً تنصرا
وسيصبو إلى المجو ... س إن الشيخ عمرا
واستمر الجمال بعد صرفه بالقاهرة إلى أن ولي نظر جيش دمشق في ثامن جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين عوض الشريف الشهاب أحمد بن عدنان، ثم عزل في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين بالبهاء بن حجي ثم أعيد في صفر من التي تليها ثم انفصل عنها في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين واستقر في كتابة سرها عوضاً عن النجم يحيى بن المدني ثم أعيد إلى نظر جيشها في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين ثم انفصل في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ولزم داره حتى مات وقد عمر في ليلة السبت ثامن عشر رجب سنة ست وخمسين، وكان بعيداً عن كل فضيلة ومكرمة ومن الجهل بمكان ولذا قال المقريزي ما قال، وقد قال شيخنا في ترجمة العلم داود من إنبائه أنه استقر بعده في كتابة السر قريبه جمال الدين يوسف وكان قد قدمه في عهد المؤيد وقرره في نظر الجيش بطرابلس فاتفق أن الشأِرف لما ولي نيابتها في أيام المؤيد تقرب إليه وخدمه فصارت له به معرفة فلما مات العلم قرره في وظيفته فباشرها قليلاً بسكون وعدم شره وتلطف بمن يقصده وحلاوة لسان ثم صرف بعد قليل.
1197 - يوسف بن أبي الطيب القنشي المكي البزاز والده العطار هو. مات بمكة في المحرم سنة ثلاث وتسعين.
1198 - يوسف بن عبد الله الضياء بن الجمال الهروي ويعرف ببا يوسف. لقيه الطاووسي في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بمنزله في ظاهر هراة وذكر له أنه زاد سنه على ثلثمائة سنة بسبع سنين واستظهر الطاووسي لذلك بأن عدة من شيوخ بلده قالوا نحن رأيناه من طفوليتنا على هيئته الآن وأخبرنا آباؤنا بمثل ذلك وحينئذ قرأ عليه الطاووسي شيئاً بالإجازة العامة والله أعلم.
1199 - يوسف بن عبد الله الجمال الضرير الحنفي أحد الفضلاء في مذهبه. مات في سنة تسع وقد جاز الخمسين. ذكره شيخنا في إنبائه.
1200 - يوسف بن عبد الله الجمال المارديني الحنفي أخو أبي بكر الآتي. قدم القاهرة ووعظ الناس بالجامع الأزهر وحصل كثيراً من الكتب مع لين الجانب والتواضع والخير والاستحضار لكثير من التفسير والمواعظ. مات بالطاعون في سنة تسع عشرة وقد جاز الخمسين وخلف تركة جيدة ورثها أخوه ولم يلبث أن مات ذكره شيخنا أيضاً ويختلج في ظني أنه الذي قبله والصواب في وفاته تسع عشرة لا تسع.(5/193)
1201 - يوسف بن عبد الله البوصيري نزيل القاهرة وأحد من يعتقده الناس من المجذوبين. مات في سادس عشرى شوال سنة عشرين ويحكي عنه بعض أهل القاهرة كرامات. قاله شيخنا في إنبائه وممن حكى لنا من كراماته الجلال القمصي ودفن بجواره في تربة ابن نصر الله.
1202 - يوسف بن عبد الله واختلف هو وعمه عبد الرحمن فيمن بعده فمرة قال هو يوسف ومرة قال العم أحمد بن أحمد وقرأ على الديمي وعلي قليلاً وصار يتردد إلى الأماكن لقراءة البخاري على طريقة شيخه الديمي وأم بجامع الحاكم كأبيه ولازم خدمة تغرى بردى الأستادار مدة وندبه في أيام الدوادار لمشارفة الطرحي في تجهيزهم ونحوه ثم أبعده.
1203 - يوسف بن عبد الله المقري. كان مقيماً بمشهد ابن أبي بكر بمصر وللناس فيه اعتقاد. مات في ربيع الأول سنة اثنتين. ذكره شيخنا في إنبائه.
1204 - يوسف بن عبد الحميد بن عمر بن يوسف بن عبد الله الطوخي الأصل القاهري الأزهري الشافعي والد يحيى وأحمد المذكورين وأبوه ويعرف بابن عبد الحميد. حفظ القرآن وجوده والمنهاج واشتغل عند خلد المنوفي وغيره، وحج غير مرة وجاور وأقرأ الأبناء وقتاً وهو أحد المنزلين في تربة الأشرف قايتباي.
1205 - يوسف بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسمعيل بن أحمد الجمال بن الزين أبي الفرج وأبي هريرة بن الشهاب بن الموفق الصالحي الدمشقي الحنبلي ابن الذهبي أخو أحمد الماضي ويعرف بابن ناظر الصاحبة مدرسة هناك. ولد تقريباً سنة إحدى وثمانين وسبعمائة وسمع على والده وناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة ومحمد بن أحمد بن عبد الحميد بن محمد بن غشم المرداوي وعمر بن محمد بن أحمد بن عبد الهدي وفاطمة وعائشة ابنتي ابن عبد الهادي في آخرين وحدث سمع منه الفضلاء وقدم القاهرة فأخذت عنه بها ثم ببلده أشياء وكان أصيلاً فاضلاً أديباً كتب التوقيع للنظام بن مفلح وقتاً. ومات في يوم الأربعاء ثاني رجب سنة تسع وخمسين ودفن بسفح قاسيون رحمه الله.
1206 - يوسف بن عبد الرحمن بن الحسن الجمال التادفي ثم الحلبي الحنبلي ويعرف بالتادفي. ولد بتادف من أعمال الباب سنة بضع وثلاثين تقريباً ونشأ بحلب فتعانى الغزل والقراءة على القبور إلى أن اختص بسالم بن سلامة بن سلمان الحموي قاضي الحنابلة بحلب فحنبله ووقع بين يديه بل ناب عنه، وكان جميلاً وتزوج بامرأة يقال لها الصفيراء ثم فارقها وتزوج بابنة الشمس الديل الأنصاري وهي سمراء لكون أمها أمة سوداء فقال قاضي الباب الشهاب بن سراج:
ولرب قاض أحمر من كعبة ... ما كان قط له يد بيضاء
لعبت به الصفراء أول عمره ... والآن قد لعبت به السوداء
وامتحن بالضرب والإشهار من الشهاب الزهري لشهادة شهدها المحب بن الشحنة ثم لما قتل مخدومه سالم رام من العلاء بن مفلح الاستنابة فامتنع لقرب عهده مما تقدم فانتمى للزين عمر بن السفاح فساعده عند الجمال ناظر الخاص بحيث أن العلاء لما انتقل لقضاء دمشق عوضه في حلب ببذل معجز وتقرير سنوى، وتكرر صرفه عنه إلى أن ولاه الأشرف قايتباي كتابة سرها ونظر الجيش أيضاً عوضاً عن الكمال المعري حين حبسه بالقلعة مضافاً للقضاء، ثم صرف عن الثلاثة السيد بن أبي منصور بسفارة الخيضري مع مال بذله وتقرير أيضاً وطلب هذا إلى القاهرة فنقم عليه أنه باطن في قتل ابن الصوة، وحبس بالمقشرة بحجة ما تأخر عليه من المال الملتزم به فدام بها نحو خمس سنة إلى أن أطلق بعناية يشبك الجمالي وأعيد للقضاء في مستهل صفر سنة خمس وتسعين، وفي غضون ذلك صرف ابن أبي منصور عن الوظيفتين بكمال الدين محمد بن أبي البقاء بن الشحنة، ورأيت بخطي في موضع آخر أنه ولي قضاء حلب في أيام الظاهر جقمق وأضيف إليه في أيام الأشرف قايتباي عدة وظائف كنظر الجيش والقلعة والجوالي وكتابة السر ثم أودع قلعة حلب أشهراً ثم حمل إلى القاهرة فسلم للدوادار الكبير ثم للوالي ثم أودع في اثنتين وتسعين المقشرة بسبب ما تجمد عليه في الجيش قيل أزيد من عشرين ألف دينار، وذكر بفضل بل قيل أنه صنف مما قرضه له السعدي قاضي مصر قال وهو حسن الشكالة والكتابة فصيح العبارة مصاهر لبيت ابن الشحنة.(5/194)
1207 - يوسف بن المجد عبد الرحمن بن عبد الغني بن شاكر بن الجيعان أحد الأخوة والتالي لعبد القادر منهم. ولد بعيد الثلاثين وثمانمائة وقرأ القرآن واشتغل يسيراً. ومات مطعوناً في أحد الربيعين سنة ثلاث وخمسين.
1208 - يوسف بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد الجمال أبو المحاسن بن البارزي الماضي أبوه وجده وأخواه لأبيه خاصة محمد وعبد القادر، أمه تركية لأبيه. نشأ فحفظ القرآن والتنبيه وجمع الجوامع وألفية ابن ملك وعرض علي في الجماعة بل سمع مني ومن الشاوي وغيره ولازم قريبه النجم بن حجي في فنون وكذا أخذ عن السنتاوي في الفقه والعربية وغيرهما وعن الجوجري وتميز قليلاً وصاهر الصلاح بن الجيعان على ابنته؛ وحج ويذكر بتدين وخير وسكون.
1209 - يوسف بن عبد الغفار بن وجيه بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الصمد بن عبد النور الجمال التونسي الأصل السنباطي الشافعي والد العز عبد العزيز الماضي. قال لي ولده أنه ولد في سنة ست وثلاثين وسبعمائة بسنباط وأنه حفظ القرآن والشاطبية والمنهاج الفرعي والأصلي وعرضها على جماعة واستمر يكرر عليها حتى مات واشتغل بالعلم ورافق الشمس البوصيري ورأيت وصف البوصيري له في عرض ولده بالشيخ الإمام العالم العلامة، وكذا رافق الشيخ عمر بن الشيخ فتح بل من شيوخه الأسنوي لازمه وكتب عنه شرحه على المنهاج الأصلي والقطعة وحضر دروس الأبناسي والبلقيني وبرع في العلم خصوصاً علم الإكحال وكان يستحضر المفردات لابن البيطار، وتكسب في بلده بالشهادة وقصد فيها بالفتاوى وربما أخذ الأجرة عليها، وكان كثير التلاوة بل مكث نحو أربعين سنة سوى ما تخللها من سفر ونحوه يتلو كل يوم ختمة يختمها عند قبر والده. ومات في ثامن عشر ربيع الثاني سنة خمس عشرة بسنباط رحمه الله وإيانا.
1210 - يوسف بن عبد الغفار الجمال المالكي. ممن حفظ ابن الحاجب وتفقه وسمع الشفافي سنة سبع عشرة على الكمال بن خير ووصف في الطبقة بالقاضي الأجل وناب في قضاء إسكندرية عن الجمال بن الدماميني والشهاب التلمساني وكذا ناب في القاهرة وجلس بجامع الفكاهين وغيره وكان لين الجانب عرضت عليه بعض محفوظاتي. ومات في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وأظنه جاز السبعين رحمه الله وإيانا.
1211 - يوسف بن عبد القادر بن محمد بن العظائم جمال الدين الصمادي الحوراني الحموي الشافعي نزيل باسطية مكة ويعرف بالحموي ممن سمع بمكة في سنة ست وثمانين.(5/195)
1212 - يوسف بن عبد الكريم بن بركة الجمال بن الكريمي بن السعدي القاهري سبط الصاحب تاج الدين عبد الرزاق بن الهيصم وأخو سعد الدين إبرهيم ووالد الكمال محمد والشهاب أحمد ناظر الخاص ويعرف بابن كاتب جكم لكون جده كان كاتباً عنده. ولد سنة تسع عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ تحت كنف أبيه فأحضر له ولأخيه كما قال شيخنا فيه من أقرأهما القرآن وعلمهما الكتابة والعلم فكان ممن قرأ عنده وتدرب به في الكتابة الشمس بن البهلوان ظناً وأخذ طرفاً من الفقه والعربية عن الزين السندبيسي ومن العربية وحدها عن أبي عبد الله الراعي وكذا أخذ عن يحيى الدماطي وآخرين وتدرب في المباشرة بأبيه وأخيه وجده لأمه وصرفوه في بعض الأمور إلى أن برع في الكتابة والحساب وما يلتحق به وتكلم في أقطاع الناصري محمد بن الأشرف برسباي ثم استقر به الأشرف سنة ثمان وثلاثين في الوزر بعد تسحب قريبه الأمين بن الهيصم فباشره على كره منه يسيراً إلى أن أعفي بعد دون أربعة أشهر لشكواه من قلة المتحصل وكثرة المصروف ولزم من ذلك أخذ مال كثير منه ومن أخيه ولزم الجمالي بيته إلى أن مات أخوه فولاه الأشرف في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين نظرا لخاص فباشرها نحو اثنتين وعشرين سنة إلى أن مات، وترقى في الأيام الظاهرية جداً وصاهر الكمالي بن البارزي على ابنته واستمر في مزيد الترقي وأضيف إليه نظر الجيش عوضاً عن المحيي بن الأشقر في ربيع الأول سنة ست وخمسين بل صارت الأمور كلها معذوقة به وتدبير الممالك تحت إشارته وأنشأ بالقرب من سكنه بسويقة الصاحب مدرسة حسنة للجمعة والجماعة والصوفية ووقف بها كتباً شريفة وكذا قام بعمارة المدرسة الفخرية المجاورة لبيته أيضاً حين سقوط منارتها على وجه جميل وعمل بالكوم الأبيض مدرسة وقرر بها شيخاً وصوفية إلى غيرها من الأماكن المبتكرة والمجددة بالقاهرة وأعمالها كالخطارة وكذا بمكة المشرفة وغيرها مما في استيفائه مع مآثره وأنواع بره من الإنعام والصدقة طول، وبالجملة فمحاسنه جمة وكان رئيساً عاقلاً وقوراً حليماً ممدحاً ذا سياسة بديعة وفهم جيد واحتمال ومداراة وتأمل للعاقبة الدنيوية مع إجلال للعلماء والفقهاء ومحبة في الصالحين وخضوع لهم وحسبك أنه ما ناكده أحد فأفلح ولا التجأ إليه ملهوف إلا وأنجح وأسعده الله في خاصته وجماعته وذكر غير هذا متعذراً واستمر على ترقيه ووجاهته حتى مات وقت التسبيح من ثامن عشر ذي الحجة سنة اثنتين وستين وغسل من الغد ثم صلي عليه برحبة مصلى باب النصر في مشهد حافل لم يتخلف عنه كبير أحد سوى السلطان بل جلس ولده بدار المتوفي أمير المؤمنين وتوجه كلهم أو جمهورهم إلى محل دفنه بتربته التي كان شرع في عمارتها وهي تجاه تربة الأشرف إينال وكان يوماً مشهوداً وكثر الأسف على فقده وقد أشار شيخنا إلى حسن تربية أبيه له رحمه الله وسامحه وعفا عنه.
1213 - يوسف بن عبد اللطيف بن يوسف الجمال الصردي ثم القاهري المالكي نزيل زاوية الشيخ مدين ويعرف بخدمة النجم بن حجي. ممن سمع مني وأخذ في الفقه عن بعض الفضلاء ولازم حضور مجلس مخدومه وبعده انهبط ولديه عقل وسكون.
1214 - يوسف بن عثمان بن عمر بن مسلم كمحمد بن عمر الكناني - بالمثناه الثقيلة الصالحي. ولد سنة تسع عشرة وسبعمائة وأحضر على الحجار المنتقى من مسند عبد وسمع من الشرف بن الحافظ وعلي بن يوسف الصوري وأحمد بن عبد الرحمن الصرخدي وعائشة ابنة مسلم الحرانية وأجاز له الرضى الطبري فكان خاتمة أصحابه وابن سعد وابن عساكر وغيرهم، وحدث بالكثير وكان خيراً. ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لي، ومات في نصف صفر سنة اثنتين قبل دخولي دمشق يعني فدخوله في رمضانها عن ثلاث وثمانين وذكره في إنبائه أيضاً وتبعه المقريزي في عقوده.
1215 - يوسف بن عثمان البرلسي قطن زاية الشيخ محمد الحنفي نحو أربعين سنة وذكر بصلاح وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه زيادة على أربعين مرة ودام التلاوة والعبادة والخير.(5/196)
1216 - يوسف بن علم بن نجيب جمال الدين بن علم الدين بن نجيب الدين الفارسكوري الشافعي الفقيه والد إبرهيم والشمس محمد والزين محمد المذكورين مع ذكر له فيهم. ممن تميز في الفقه والقراآت والعربية والفرائض وأم بالجامع الكبير ببلده وأقرا الطلبة وعلم الأبناء وقال لأصغر بنيه الزين قرأ عندي أزيد من ثمانمائة ولد ليس فيهم الين من قراءتك وربما اشتغل بالخياطة لنفسه. ومات في هذا القرن.
1217 - يوسف بن علي بن أحمد بن قطب الجمال بن النور السيوطي ثم القاهري الشافعي نقيب القراء وابن نقيبهم. ولد سنة خمس وستين وسبعمائة بالمدرسة الناصرية بين القصرين ونشأ بها فحفظ القرآن وسمع على العز عبد العزيز بن عبد المحيي السيوطي جزءا بن عرفة وحدث به بإفادتي سمعه عليه، وكان صالحاً يذكر أنه سمع على جويرية الهكارية وليس ببعيد. وقد حج مراراً وزار بيت المقدس والخليل ودخل الشام ودمياط وإسكندرية والصعيد. ومات في يوم الجمعة رابع عشرى صفر سنة ست وخمسين رحمه الله.
1218 - يوسف بن علي بن خلف بن محمد بن أحمد بن سلطان العدل الجمال أبو المحاسن بن العلاء الدميري القاهري الشافعي والد البدر محمد وعلي الماضيين. ولد سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة أو بعدها بقليل وقيل سنة ثمان وستين بل قيل سنة ستين بدميرة وقرأ بها بعض القرآن ثم انتقل به أبوه إلى القاهرة فأكلمه بها وعاد إلى بلده فلما مات أبوه تحول إلى القاهرة فقطنها عند ابن عمه الصفي إبرهيم الدميري وكان من أهل العلم يقال له القدسي لسكناه بالقدس مدة فنزله في مكتب الأيتام وحفظ التبريزي والمنهاج الأصلي وألفية النحو، وعرض على الأبناسي والبلقيني وابن الملقن والكمال الدميري فيما أخبر وأنه تفقه على الأول والأخير وسمع بعض دروس النحو وسمع على النجم بن رزين والجمال الباجي والسويداوي والحلاي والجوهري وأم إبراهيم خديجة ابنة محمد بن أحمد القدسية ومما سمعه عليها الورع لأحمد وعلى الأول البخاري خلا المجلس العاشر ولم يجدد وعلى الثالث الجزء الثالث والتسعين من المعجم الكبير للطبراني وباشر ديوان بني الأسياد ثم ناب عن الصدر الأدمي في أوقاف الحنفية وعن ناصر الدين بن البارزي في نظر بيت المال والصندوق وعن التقي بن حجة في الطيبرسية ووقع في ديوان الإنشاء، وحج غير مرة وجاور في بعضها وتكسب بالشهادة في حانوت البندقانيين ولزمه بأخرة مقتصراً عليه، وكان خيراً ساكناً حدث بالصحيح وغيره قرأ عليه الفضلاء أخذت عنه الصحيح والورع وغيرهما قراءة وسماعاً. ومات في شعبان سنة أربع وخمسين ودفن بحوش سعيد السعداء رحمه الله وإيانا.
1219 - يوسف بن علي بن زين الدين بن شكر المتبولي. ممن سمع مني بمكة.
1220 - يوسف بن الشيخ علي بن سالم الغزي خطيب جامع سنجر الجاولي، بها لقيه حسين الفتحي بغزة سنة أربع وأربعين فسمع خطبته بالجامع المذكور ثم كتبها منه.
يوسف بن علي بن ضوء الصفدي الأصل الحنفي. يأتي قريباً بزيادة محمد قبل ضوء.
1221 - يوسف بن علي بن عبيد السنتاوي ثم القاهري الأزهري الشافعي. ممن حفظ القرآن وغيره واشتغل على الزواوي وزكريا وآخرين، بل رافق الثاني في السماع على شيخنا، وكذا سمع ختم البخاري بالظاهرية وكان خيراً لوناً واحداً ممن حج وأم بالأقبغاوية وتنزل في سعيد السعداء وتجرع فاقة سيما بعد انقطاعه وتوالى ضعفه وابتلائه في بدنه بل كف ولم ينفعه صاحبه بشيء يذكر في أيام قضائه. ومات ظناً في سنة خمس وتسعين عن بضع وسبعين.
1222 - يوسف بن علي بن الزين عمر بن محمد بن الشيخ مسعود البعلي المرحل ويعرف بالجنثاني بكسر الجيم ثم نون ساكنة ثم مثلثة وأظنه قريب البدر محمد بن علي بن عبد الرحيم الماضي. ولد قبيل التسعين ببعلبك وسمع بها على ابن الزعبوب الصحيح أنا به الحجار وحدث سمع منه الطلبة ولقيته ببلده فقرأت الثلاثيات وكان خيراً يكتسب من الرحال. مات بعد الستين أو محاذيها رحمه الله.
يوسف بن علي بن أبي الغيث. فيمن جده موسى بن أبي الغيث.(5/197)
1223 - يوسف بن علي بن محمد بن ضوء الجمال الصفدي الأصل القدسي الحنفي أخو أحمد الماضي ويعرف بابن النقيب. ذكره شيخنا في معجمه بدون محمد وقال سمع على أبي محمود المقدسي جزءاً خرجه لنفسه أوله المسلسل أجاز في الاستدعاء الذي فيه رابعة. قلت وسمع منه الموفق الأبي مع الحافظ ابن موسى سنة خمس عشرة.
12424 - يوسف بن علي بن محمد بن يوسف بن أحمد بن عطاء بن إبرهيم بن موسى الفارسكوري الشافعي البلان. أصله من فارسكور فانتقل به أبوه إلى القاهرة فولد بها وذلك في سنة تسعين وسبعمائة تقريباً أو قبلها وقرأ بها القرآن ثم تحول إلى فارسكور فارتزق بالخدمة في الحمام وبحث فصول ابن معطي والملحة على الشيخ العلامة محمد السكندري الحريري، وتعانى النظم فبرع فيه وامتدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد كتب عنه ابن فهد والبقاعي وآخرون وكنت ممن كتب عنه بفارسكور وكانت عدمت عينه فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فلمسها بيدها لشريفة فصحت مع ثقل سمعه وكونه على الهمة كثير المحفوظ أنساً. ومما كتبته عنه قوله:
كم من لئيم مشى بالزور ينقله ... لا يتقي الله لا يخشى من العار
يود لو أنه للمرء يهلكه ... ولم ينله سوى إثم وأوزار
فإن سمعت كلاماً فيك جاوزه ... وخل قائله في غيه ساري
فما تبالي السما يوماً إذا نبحت ... كل الكلاب وحق الواحد الباري
وقد وقعت ببيت نظمه درر ... قد صاغه حاذق في نظمه داري
لو كل كلب عوى ألقمته حجراً ... لأصبح الصخر مثقالاً بدينار
ومن قصائده ميمية أولها:
نشرت طي فؤادي فكم علما ... ومبهم الشوق أضحى في الهوى علما. مات.
1225 - يوسف بن علي بن موسى بن أبي الغيث صلاح الدين البعلي الحنبلي البزاز. سمع في سنة تسع وخمسين وسبعمائة من أبي الظاهر محمد بن أحمد بن القزويني وعمر بن إبرهيم بن بشر الأول من أمالي القاضي أبي بكر الأنصاري وحدث به سمع منه الفضلاء كابن موسى ومعه الموفق الأبي في سنة خمس عشرة ووصف بالفضل، وذكره شيخنا في معجمه فقال أجاز في استدعاء ابني محمد.
1226 - يوسف بن علي المكي الحلواني ذكره النجم بن فهد في معجمه وأنشد من نظمه:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بوادي منى حيث الحجيج نزول
وهل أردن ماء العسيلة صادياً ... ليشفى عليل أو يبل غليل
1227 - يوسف بن علي بن نصر الله الخراساني الأصل الخانكي الحنفي شقيق محمد الماضي وهذا أكبر. ولد بالخانقاه سنة بضع وثلاثين ونشأ في عز أبيه فحفظ القرآن، واشتغل قليلاً في فقه الحنفية وسمع على من سبق من أخيه، وتعانى الفروسية وتقدم في كثير من فنونها بحيث أنه امتحن بجر قوس عجز عنه جماعة بحضرة الظاهر جقمق فجره وكسره وكان يقول أنه أقام مدة يتألم من كتفه بسبب جره له ولذا نزل في ديوان السلطنة وتنزل في صوفية الخانقاه بل هو أحد جماعة الدوادارية السودونية وخادمها وحج غير مرة وجاور. مات بعيد التسعين بالخانقاة ودفن عند أبيه بها عفا الله عنه.
1228 - يوسف بن عمر بن إسماعيل بن العباس المظفر بن المنصور بن الأشرف ملوك اليمن. استقر بعد موت ابن عمه الأشرف إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل في سنة خمس وأربعين.
1229 - يوسف بن عمر بن علي الحموي ويعرف بالشامي. ممن سمع مني بمكة.
1230 - يوسف بن عمر بن يوسف الحموي الحلبي النجار. ممن سمع مني.
1231 - يوسف بن عمر الأنفاسي شارح الرسالة. مات سنة بضع عشرة.
1232 - يوسف بن عمر أمير هراة. مات سنة ست عشرة.(5/198)
1233 - يوسف بن عمر الدمياطي. كان أبوه من مقدمي أجنادها ثم هو من أجنادها ويتكسب مع ذلك بالخياطة فلما أرسل بالأمير تمراز إليها نزل في بيت كان مضافاً لهم يعرف بالفرسيسي فقامت أمه بخدمته أتم قيام وكان هذا أيضاً يخدمه بالخياطة وغيرها فلما عاد الأمير إلى القاهرة صارت الأم هي المرجع في بيته وترقى ابنها عنده حتى عمله خازنداراً وتمول جداً وصارت له في دمياط الأملاك والسمعة وبعد مدة حصل له ثقل في لسانه كأنه ابتداء فالج فأحضر له الأطباء إلى أن عجز واقتضى رأيه أن استأصل ما كان معه وصار بعد ذلك العز وركوب الخيل يمشي مع عجزه وعدم تمكنه إلا بالاستناد للحائط ونحوه فسبحان المعز المذل.
1234 - يوسف بن عيسى سيف الدين السيرامي الحنفي والد النظام يحيى الماضي وقد يختصر لقبه فيقال سيف ويترجم لذلك في السين المهملة كما لشيخنا في معجمه وأنبائه بل كان هو يكتب في الفتاوى ونحوها سيف السيرامي كان منشؤه بتبريز، ثم قدم حلب لما طرقها اللنك فاستوطنها إلى أن استدعاه الظاهر برقوق وقرره في مشيخة مدرسته التي استجدها عوضاً عن العلاء السيرامي سنة تسعين فلزمها متصدياً لنفع الناس بالتدريس والإفتاء وكذا ولاه الظاهر مضافاً لمدرسته مشيخة الشيخونية بعد وفاة العز الرازي وأذن له في استنابة ولده الكبير محمود عنه في مدرسته فدام مدة ثم ترك على الشيخونية واقتصر على الظاهرية، وكان ديناً خيراً كثير العبادة متواضعاً حليماً كثير الصمت قانعاً بالكفاف متقدماً في فنون ذكره شيخنا في إنبائه ومعجمه وقال فيه كان عارفاً بالفقه والمعاني والعربية وغيرها سمعت العز بن جماعة يثني على علومه واجتمعت به وسمعت من فوائده، وذكره التقي الكرماني فقال حضرت مجلسه واستفدت منه وكان من فضلاء تبريز ثم انتقل إلى القاهرة وتولى مشيخة مدرسة البرقوقية وكانت عنده لكنة ورداءة عبارة يأتي في أثناء كلامه بألفاظ زائدة مثل نعم كما قلت ومثلاً وأطال الله بقاك وأحسنت ونحو ذلك، ولكن عنده فضيلة تامة خصوصاً في المعقول ومشاركة في غيره مع تواضع وأخلاق حسنة ونشأ له ولدان قرآ اليسير على والدهما ثم ذهب أحدهما إلى بلاد الروم واستمر الآخر عنده بمصر انتهى. مات في ربيع الأول سنة عشر بالقاهرة وممن جزم بكون اسمه يوسف وترجمه في الياء الأخيرة المقريزي وأما ابن خطيب الناصرية فقال: قيل اسمه يوسف، وقال المقريزي في عقوده وغيرها: يوسف بن محمد بن عيسى ومحمد غلط.
1235 - يوسف بن قاسم بن فهد المكي ويعرف بابن كحيلها. مات بمكة في شعبان سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
1236 - يوسف بن أبي القسم ين أحمد بن عبد الصمد الجمال أبو محمد الأنصاري الخزرجي اليماني المكي الحنفي، سمع من الجمال الأميوطي والشمس بن سكر وأجاز له في سنة إحدى وسبعين الأذرعي والأسنائي ومحمد بن الحسن بن محمد بن عمار بن قاضي الزبداني وأبو البقاء السبكي وأبو اليمن بن الكويك وابن القارئ والآمدي وآخرون. ذكره التقي بن فهد في معجمه وقال الفاسي أنه اشتغل بالفقه وكان له إلمام به بحيث يذاكر بمسائل مع نظم ودين وخير وتحر كثير في الشهادة. مات سنة ست وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة.
1237 - يوسف بن قراجا الحنفي. رأيته كتب في عرض سنة اثنتين بالقاهرة.
1238 - يوسف بن قطلوبك جمال الدين صهر ابن المزوق. ممن ولي ولاية العربية وكشف الجسور. مات في سنة اثنتين واستقر بعده محمد بن غرلو.
1239 - يوسف بن ماجد بن النحال أخو فرح الماضي. مات بمكة سنة خمس وثمانين وكان معتنياً بالتجارة تاركاً للمباشرات عفا الله عنه.
1240 - يوسف بن مبارك بن أحمد الجمال الصالحي بواب المجاهدية. كان يقرأ بالألحان في صباه هو والعلاء عصفور الموقع وذلك قبل الطاعون الكبير ولكل منهما طائفة تتعصب له ثم انتقل هذا إلى الصالحية وعصفور إلى القاهرة. ومات هذا في ربيع الأول سنة اثنتين وله ثلاث وستون سنة؛ ذكره شيخنا في إنبائه.
1241 - يوسف بن ناصر الدين محمد بن أحمد بن عباس الدكرنسي الشافعي العطار أبوه. سكن مع أبيه القاهرة فحفظ القرآن والمنهاج وغيره وعرض علي في جماعة وتدرب بالبدر حسن الطلخاوي في الاشتغال والوراقة وجلس تحت نظره شاهداً مع مداومة النساخة قانعاً بالقليل وربما باشر في بعض الأماكن وهو فطن فهم عاقل.(5/199)
1242 - يوسف بن محمد المدعو بدر بن أحمد بن يوسف الجمال الكومي ثم القاهري الشافعي نزيل سعيد السعداء وأحد صوفيتها. ولد سنة تسع وستين وسعبمائة وكان شيخاً فاضلاً خيراً جليلاً متعبداً منقطعاً إلى الله اشتغل وسمع الكثير على الولي العراقي ولازمه في دروس القانبيهية وكان أقام بها مدة قبل سعيد السعداء وكتب عنه من أماليه وكذا سمع النور الفوى والطبقة أخذ عنه بعض أصحابنا. ومات في يوم الجمعة رابع رجب سنة ثمان وأربعين ودفن من الغد بمقابر الصوفية خارج باب النصر رحمه الله وإيانا.
1243 - يوسف بن محمد بن أحمد الجمال أبو المحاسن الججيني الدمشقي الصالحي الحنفي القطان بسوقها وأظنه ابن عم موسى بن إسمعيل بن أحمد الحنفي الماضي. ولد تقريباً سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وسمع على أبي الهول الجزري ومن لفظ المحب الصامت أشياء وحدث سمع منه الفضلاء وكان خيراً. مات في سنة تسع وأربعين ودفن بسفح قاسيون وهو جد الشهاب أحمد بن خليل اللبودي لأمه رحمه الله.
1244 - يوسف بن محمد بن أحمد الجمال التزمنتي ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن المجبر نسبة لصدقة المجبر لكونه خلف أباه على أمه فرباه. ولد تقريباً سنة سبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وعرض على جماعة وتفقه بالبلقيني وابن الملقن ولازم العز بن جماعة مدة فانتفع به في النحو والأصول وغيرهما وسمع كما أخبر علي التقي بن حاتم صحيح البخاري وكما في الطبقة على الشرف ابن الكويك صحيح مسلم بفوت، وحج وزار القدس والخليل ودخل دمشق وإسكندرية وغيرهما وتصدى للتدريس فانتفع به الطلبة وباشر مشيخة سعيد السعداء نيابة عن الشهاب بن المحمرة حين توجهه إلى الشام قاضياً عليه ثم وثب عليه فيها فلما عاد الشهاب انتزعها منه، وكان إماماً خيراً فقيهاً فاضلاً متثبتاً بل صار معدوداً في أعيان الشافعية بالقاهرة ولشدة صداقته بالعلمي البلقيني ناب في القضاء عنه وصار يحضر معه مجالس الحديث بالقلعة ولذا قال شيخنا:
دعاوى فاعل كثرت فساداً ... ومن سمع الحديث بذاك يخبر
ولولا إنه خشي انكساراً ... لما طلب الإعانة بالمجبر
وقد ذكره شيخنا في إنبائه فقال كان فاضلاً اشتغل كثيراً ودار على الشيوخ ودرس في أماكن وناب في الحكم عن القاضي علم الدين وكان صديقه وقد حصل له في حدود سنة خمس وأربعين وجع في رجليه أضربه وأظهر عليه الهرم ولم يزل به حتى انقطع في بيته بجامع المارداني إلى أن مات في ليلة الجمعة منتصف رجب سنة سبع وأربعين بالقاهرة وقد جاز السبعين رحمه الله وإيانا.
1245 - يوسف بن محمد بن أحمد الطيبي القاهري الشافعي الوفائي نزيل الحسينية. ممن سمع مني.
1246 - يوسف بن محمد بن الأمير إسمعيل بن مازن. استقر شيخ لهانة وأمير هوارة البحرية بناحية البهنساوية في سنة أربع وأربعين عوضاً عن علي بن غريب حين قبض عليه الكاشف وجهزت معه تجريدة تشتمل على ثلثمائة مملوك باشهم أبو يزيد أحد أمراء العشرات.(5/200)
1247 - يوسف بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد بن حسين أمير المؤمنين المستنجد بالله أبو المظفر بن المتوكل على الله أبي عبد الله وأبي العز بن المعتصم بالله بن المستكفي بالله أبي الربيع بن الحاكم بأمر الله الهاشمي العباسي آخر الأخوة الخمسة المستقرين في الخلافة وأولهم المستعين بالله العباس ثم المعتضد بالله داود ثم شقيقه المستكفي بالله سليمان ثم القائم بأمر الله حمزة وعم المستقر بعده المتوكل على الله أبي العز عبد العزيز بن الشرف يعقوب الماضي ذكرهم. ولد في ليلة سابع عشرى رمضان سنة ثمان وتسعين وسبعمائة ونشأ فحفظ القرآن ونشأ في حجر السعادة إلى أن بويع له بالخلافة في الأيام الإينالية بعد أخيه القائم بأمر الله حمزة في أوائل رجب سنة تسع وخمسين وظهر بذلك مصداق رؤياه تعيين الخلافة له من الخليل إبرهيم عليه السلام فدام فيها نحو أربع وعشرين سنة أسكنه الظاهر خشقدم حين بلغه قدوم جانم نائب الشام بالقلعة ولم يمكنه من السكنى بمنزله المعتاد إلى أن توفي بعد تمرضه نحو عامين بالفالج في ضحى يوم السبت رابع عشرى المحرم سنة أربع وثمانين وغسل من فوره ثم صلي عليه بالقلعة عند باب القلة في مشهد فيه السلطان وجمع من الأمراء كالحاجب الكبير وغيره من المقدمين والقضاة ما عدا الحنفي والمشايخ ودفن بالمشهد النفيسي على عادتهم وقد بلغ التسعين أو جازها وسمعت من يقول سنة على التحرير خمس وثمانون سنة ودون أربعة أشهر بأيام رحمه الله وإيانا. وكان فيما بلغني كثير التلاوة في المصحف ساكناً بهياً مجاب الدعوى صادق المنامات قلد في أيامه خمسة ملوك وصاهر العلمي البلقيني على ابنته ألف أم تقي الدين بن الرسام واستولدها ابنة ثم فارقها. يوسف بن محمد بن بيرم خجا. في قرا يوسف من القاف.
1248 - يوسف بن محمد بن حسن بن صالح البهنسي. ممن سمع مني بمكة.
1249 - يوسف بن محمد بن الحسن الجمال الخليلي ابن البرهان. ولد تقريباً سنة ست وأربعين وسبعمائة وسمع من الميدومي المسلسل ومشيخة كليب وجزء البطاقة ومجالس الخلال العشرة ونسخة إبرهيم بن سعد ومنتقى العلائي من ثمانيات النجيب وغيرها، وحدث سمع منه التقي القلقشندي نسخة إبرهيم بن سعد في سنة أربع وثمانمائة وابن موسى والموفق الأبي أشياء في سنة خمس عشرة بل أجاز لابن شيخنا وغيره في سنة إحدى وعشرين.
1250 - يوسف بن محمد بن محمد الكفرسبي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي. أخذ الفقه عن التقي بن قندس وكمل تفقهه بتلميذه العلاء المرداوي وسمع معي لما كنت بدمشق تبعاً للتقي شيخه.
1251 - يوسف بن محمد بن طوغان الماضي أبوه وجده شاب أتلف أوقاف جده وهو غير متصون كأبيه بل أسوأ ممن لا يذكر بحال.
1252 - يوسف بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف الزين بن الشمس بن الجمال بن الشرف بن العز بن أحد أصحاب العز الديريني الشارمساحي ثم القاهري الأزهري الشافعي الكتب ويعرف بالزين الشارمساحي وبالخطيب. ولد تقريباً سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بشارمساح ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين وألفية الحديث والنحو والعمدة والأذكار للنووي والحاوي والمنهاج الأصلي والجعبرية في الفرائض وفصيح ثعلب والتلخيص وإيساغوجي في المنطق وغيرها وعرض بعضها على شيخنا والعيني والأذكار على الرشيدي بل عرض على الظاهر جقمق وأنعم عليه وأخذ عن المحلي والعبادي الفقه ولازمه كثيراً وعن الخواص في العربية وغيرها وشارك في الفقه مديماً للحفظ للحاوي وتكسب في سوق الكتب وصار أخبرهم وصاهر الشمس السنسي على سبطته واستولدها ابناً عرض على عدة كتب وحج ونعم الرجل.(5/201)
1253 - يوسف بن محمد بن عبد الله الجمال السكندري قاضيها الحميدي بالضم نسبة إلى امرأة ربته يقال لها أم حميد - الحنفي. نشأ بإسكندرية وتفقه حتى برع وولي قضاء الحنفية بها وأخذ عنه شيخنا ابن الهمام في النحو وغيره. ذكره شيخنا في إنبائه قال وكان موسراً لا بأس به. مات في خامس عشرى جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وقد زاد على الثمانين وقرأت بخطه في موضع آخر عن نيف وسبعين سنة قال وأظن أنني رأيته ووافق غيره على كونه زاد على الثمانين. وقال كان بارعاً فاضلاً في عدة علوم مثرياً يتعانى المتجر ذا فضل وأفضال مع عفة وديانة وصيانة درس بالثغر وأفتى إلى أن مات وحمدت سيرته في القضاء. وهو في عقود المقريزي وقال صحبته في مجاورتي بمكة سنة سبع وثمانين ونعم الرجل كان في دينه وفضيلته رحمه الله.
1254 - يوسف بن علم الدين محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد جمال الدين النويري ثم القاهري الماضي أبوه وأخوه كمال الدين محمد. ممن حفظ كتباً وعرضها وعرف بالذكاء وهو أكبر إخوته واشتغل قليلاً، وتعانى الزراعة ببلده بحيث يسافر إليها في ذلك.
1255 - يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن أبي القسم الجمال أبو المحاسن الأنصاري الخزرجي الفلاحي الأصل - نسبة إلى الفلاحين بالتخفيف وآخره نون قرية من أعمال تونس من المغرب - السكندري المالكي ويعرف بالفلاحي. ولد بعد فجر يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وثمانمائة بإسكندرية ومات أبوه وهو صغير فانتقل مع أمه إلى القاهرة فأكمل بها القرآن وتلا به لأبي عمرو من طريق الدوري خاصة على حبيب العجمي وحفظ الرسالة وغالب المختصر الفرعي وجميع ألفية ابن ملك ثم أقبل على الاشتغال في الفقه والعربية والحساب والفرائض وغيرها، ومن شيوخه الجمال الأقفاصي والبساطي ثم أبو عبد الله الراعي وسمع الحديث على شيخنا والرشيدي في آخرين وصار في غضون ذلك يتردد إلى بلده ومن شيوخه بها الشهاب أحمد الصنهاجي وسعيد المهدوي والشريف الجزائري وزعم أنه سمع فيها الموطأ على الكمال بن خير وكذا الشفا بقراءة البرشكي في سنة خمس وعشرين ثم قطنها وناب عن قضاتها بل ولي مشيخة بعض مدارسها والخطابة ببعض جوامعها وحسبتها ولاه إياها تنم نائبها في سنة تسع وأربعين لمزيد اختصاصه به بحيث أنه سافر معه إلى حماة لما ولي نيابتها في سنة إحدى وخمسين، وقد لقيته بمكة سنة ست وخمسين ثم بعدها ببلده وكتبت عنه بالموضعين أشياء بل كتب لي بخطه كراسة من نظمه ونثره، وكان فاضلاً مشاركاً في فنون لكن الغالب عليه الأدب مع تواضع وخفة روح وسرعة حركة وتجوز فيما بيديه. مات في ثامن ذي الحجة سنة خمس وسبعين بمكة وتقدم البرهاني للصلاة عليه ثم دفن بباب المعلاة رحمه الله وعفا عنه، ومما كتبته عنه قوله:
وقائلة لي بعد الخمسين قد مضت ... من العمر في شرب وسرب وأتراب
أرى فيك أخلاق الشباب وقد بدا ... عذارك مسوداً كلون غراب
فقلت لها لا تعجبين فإنما ... سواد عذاري من سوالف أحبابي
وكتب عنه البقاعي ما سقته في الوفيات.
1256 - يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن إدريس بن غانم بن مفرج الجمال بن أبي راجح القرشي العبدري الشيبي المكي الماضي أبوه وأخوه عمر ويعرف بابن أبي راجح. استقر في حجابة الكعبة بعد يحيى بن أحمد الشيبي في آخر سنة أربعين أو في التي تليها. ومات في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين بها. أرخه ابن فهد.
1257 - يوسف بن محمد بن علي بن يوسف الجمال بن القاضي فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني الحنفي. ولد في حدود سنة ثمانين وسبعمائة بالمدينة وسمع من الجمال الأميوطي والزين العراقي والعلم سليمان السقاء، وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي والتنوخي وابن أبي المجد وآخرون، وذكره التقي بن فهد في معجمه. مات في صفر سنة تسع وثلاثين بالمدينة رحمه الله.
1258 - يوسف بن محمد بن عمر الجمال أبو المحاسن المرداوي ثم الصالحي الحنبلي والد ناصرا لدين محمد ويعرف بالمرداوي. أحد الرءوس من الحنابلة بدمشق حج في سنة خمس وسبعين وجاور التي تليها. مات.
يوسف بن محمد بن عيسى السيرامي. مضى في ابن عيسى بدون واسطة.(5/202)
1259 - يوسف بن الكمال محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن البارزي الماضي أبوه وجده. مات في رابع عشرى ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وقد راهق وكانت جنازته حافلة جداً واشتد أسف أبيه عليه ولم يكن له الآن ولد ذكره غيره. قاله شيخنا في إنبائه.
1260 - يوسف بن البدر محمد بن محمد بن محمد بن يحيى السكندري الأصل القاهري المالكي الماضي أبوه وجده سبط أبي الفضل بن الردادي ويعرف كسلفه بابن المخلطة. ولد في ثالث جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وثمانمائة بالقاهرة وأحضر وهو في الأولى بالكاملية بقراءتي على السيد النسابة وغيره. ومات أبوه وهو صغير فكفله خاله جلال الدين بن الردادي، واستقر في جهات أبيه بعده كتدريس المؤيدية وأم السلطان والقمحية وناب عنه اللقاني متبرعاً فلما ترعرع قرأ القرآن وحفظ المختصر والإرشاد لابن عسكر ولازم دروس السنهوري قراءة وسماعاً في الفقه والعربية وكذا قرأ على اللقاني في الفقه والأبناسي في العربية والمنطق وغيرهما كزوج أمه ابن قاسم الشافعي وداود وحضر عندي سماع أشياء بل قرأ علي بعضاً ونسخ بخطه شرح الرسالة للأقفهسي وجلس مع الشهود ولم يحصل على طائل وتزوج ورزق الأولاد، وحج وربما درس في بعض وظائفه كأم السلطان بل وبالمؤيدية ولو أقبل بكليته على الاشتغال لرجي له الخير.
1261 - يوسف بن محمد بن محمد الجمال بن البدر أبي الفتح المنوفي الأصل القاهري الماضي أبوه كاتب المماليك ويعرف بابن أبي الفتح المنوفي. باشر عن أبيه في البيمارستان وأهانه الأتابك أزبك بإغراء ابن سالم ثم استقر في كتابة المماليك بعد عبد الكريم بن جلود ويذكر باحتشام في الجملة ورغبة في ذوي اللطف والفضائل والظاهر من شكالة بلادته وغباوته وقد صادره السلطان مرة بمرافعة عشير له وضيق عليه في الديوان.
1262 - يوسف بن المحب أبي الفضل محمد بن الشرف موسى بن يوسف بن موسى الجمال أبو المحاسن المنوفي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف بابن المنوفي. نشأ شاهداً وداوم الجلوس عند جده وأبيه ثم مع غيرهما كل ذلك بالجورة وحضر دروس السابقية والبرقوقية وغيرهما وقرأ علي في الأذكار للنووي وفي التقريب والتيسير له وكتب بعض شرحي له وكذا قرأ على زكريا وخطب وحج وخلف والده في جهاته مع غيرها وتزوج، وهو جيد الفهم والأدب عاقل.
1263 - يوسف بن محمد بن ناصر جمال الدين البحيري ثم الأزهري الشافعي ويعرف بالشيخ يوسف البحيري. حفظ القرآن ثم قدم القاهرة واشتغل قليلاً وسافر لمكة فجاور بها سنين على قدم التجريد بل حكى عن نفسه أنه كان يحتطب فيها ثم عاد وأقرأ الأبناء مدة ثم لازم الإقامة بالأزهر مع تزوجه وأولاده مديماً فيه الطهارة واستقبال القبلة إلى أن حج أيضاً وعاد وهو متوعك فاستمر حتى مات في يوم الأحد ثاني عشر ذي القعدة سنة خمسين وقد زاد على الستين ولم ينقطع في تمرضه عن جلوسه بالجامع إلى أن انتحل وصار لا يطيق النهوض والحركة إلا بجهد ومع ذلك فلا يصلي المكتوبة إلا قائماً، وكان صالحاً معتقداً مهاباً متين العقل عارفاً بأحوال الناس نافذ الكلمة قل أن ترد شفاعاته مع مجافاته للرؤساء غالباً وعدم التفاته لهم، وصلي عليه بالأزهر وكانت جنازته حافلة تقدم الناس العيني وكثر أسف كثيرين عليه؛ وقد قال العيني أنه كان يدعي أنه من المشايخ الواصلين ولم يكن له أصل بل كان عرياً من العلم ومن طرق الصلاح يجذب الناس إليه بطرق مختلفة بحيل وتصنع ويأخذ على الحاجات بحيث حصل من ذلك شيئاً كثيراً والله أعلم.
1264 - يوسف بن محمد بن يوسف بن أبي بكر القاهري الشافعي المحوجب والد علي الماضي وأبوه من الثامنة. سمع من عبد الوهاب القروي الأخلاق للصفراوي بقراءة الشمس النشوي المقرئ وكتب على استدعاء فيه ابن شيخنا سنة اثنتين وعشرين.(5/203)
1265 - يوسف بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمود العز بن الجلال بن العز السرائي الأصل التبريز الشافعي نزيل القاهرة والماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بالحلوائي. ولد سنة سبع عشرة وثمانمائة بمدينة حصن كيفا ونشأ بها فأخذ عن أبيه وغيره؛ وقدم القاهرة مراراً أولها صحبة أبيه في سنة أربع وثلاثين ولقي إذ ذاك شيخنا وغيره ثم لما كان الأمير أزبك الظاهري مقيماً ببيت المقدس لازمه وانتمى إليه بحيث صار من خواصه وكذا صحب الخطيب أبا الفضل النويري ولازمه وقرأ بين يديه بجامع الأزهر، وكان أصيلاً فاضلاً لطيف العشرة ظريفاً له نظم ونثر لقيته مراراً وسمعت من نظمه أشياء منها قوله:
وناحت حمامات الرياض بحرقة ... فخلت قلوب العاشقين ممزقه
وجعله بدل ثاني الأبيات المنسوبة للزمخشري وهي:
تغنت على فرع الأراك مطوقة ... فردت خليات القلوب مشوقه
وأشوق منها صوت حاد مبكر ... حدا بحدوج المالكية أينقه
تخالف ما بيني وبين أحبتي ... فلي عندهم مقت وعندهم لي مقه
مات في أوائل ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ببيت المقدس رحمه الله.
1266 - يوسف بن محمد بن الحاج يوسف الحموي الأصل الدمشقي ويعرف بابن الصائغ وبابن الفردنك بفتح الفاء وسكون الراء وفتح المهملة وسكون النون وآخره كاف. ولد سنة ست وثمانمائة. جرده البقاعي.
يوسف بن محمد بن يوسف الجمال أبو الحجاج الأسيوطي. يأتي في الكنى.
1267 - يوسف بن محمد بن يوسف نور الدين بن صلاح الدين بن نور الدين الباسكندي الهرموزي قاضيها الشافعي. ممن أخذ عنه إبرهيم بن وكان من سنة خمسين.
1268 - يوسف بن محمد الجمال النحاس الحنفي ويعرف بابن القطب. ذكره شيخنا في إنبائه فقال كان يجلس مع الشهود ثم ولي الحسبة مرة ثم ناب في الحكم ثم سعى في القضاء بعد فتنة اللنك فوليه مراراً وكان عرياً عن العلم مع كون مباشرته غير محمودة. مات في المحرم سنة أربع عشرة ولم يكمل السبعين. يوسف بن محمد التركماني وشهرته بقرا يوسف ولذا قدمته في القاف. يوسف بن محمد غير منسوب كما رأيته في شهادة على بعض القراء بالإجازة مؤرخه بسنة أربع وثلاثين وأظنه البحيري الأزهري الماضي فيمن جده ناصر قريباً. يوسف بن محمد. في العجل بن نعير.
1269 - يوسف بن مكي بن عثمان بن علي بن حسن البقاعي قريب إبرهيم بن عمر. قال أنه ولد في حدود سنة خمسين وسبعمائة بقرية خربة روحا من جبل البقاع العزيزي ونشأ بها فقرأ القرآن واشتغل بالفقه وغيره، وكان ديناً خيراً مطرح النفس يعرف الشروط، وبالغ في وصفه وأنه علمه الكتابة والشروط وقتل في الفتنة التي قتل فيها والده في شعبان سنة إحدى وعشرين فالله أعلم.
1270 - يوسف بن منصور بن أحمد الجمال المقدسي ويعرف بابن التائب. ولد سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة ولزم الشهاب بن الهائم مدة وفضل وتنزل في الجهات واشتغل في العربية وعمل المواعيد وياقل أنه سمع الكثير على أبي الخير بن العلائي وغيره وأجاز له جماعة فالله أعلم نعم سمع في سنة إحدى وثمانمائة على الشمس محمد بن إسمعيل القلقشندي الأول من مسلسلات العلائي بسماعه له على مخرجه وللمسلسل بالأولية المخرج فيه عالياً على الميدومي. ولقيته ببيت المقدس فقرأته عليه ويقال إنه من المنتمين لابن عربي وقد أذن له خليفة المغربي في التلقين سنة خمس وعشرين فلعله سلفه. مات في سنة خمس وستين تقريباً ببيت المقدس.(5/204)
1271 - يوسف بن موسى بن محمد بن أحمد بن أبي تكبن بن عبد الله الجمال أبو المحاسن بن الشرف الملطي الحنفي ويعرف بالجمال الملطي. ولد في سنة خمس وعشرين وسبعمائة تقريباً بملطية واصله من خرت برت، وقدم حلب في شبابه وحفظ القرآن ومتوناً واشتغل بها حتى مهر ثم ارتحل إلى الديار المصرية وهو كبير فأخذ عن علمائها كالقوام شارح الهداية فإنه لازمه كثيراً بالصرغتمشية وكان معيداً فيها مدة حياته فلما مات أخذ عن أرشد الدين وأمثاله. قاله العيني وكذا أخذ عن العلاء التركماني وابن هشام وسمع من مغلطاي والعز بن جماعة وحدث عن أولهما بالسيرة النبوية والدر المنظوم من كلام المعصوم وذكر أنه سمع الأولى منه سنة ستين وحصل وعاد إلى حلب وقد صار أحد أئمة الحنفية يستحضر الكشاف وتفقه على مذهبهم فشغل بها الطلبة وأفتى وأفاد إلى أن انتهت إليه رياسة الحنفية فيها مع الثروة وولاه تغرى بردى تدريس جامعه بها ثم استدعاه الظاهر برقوق على البريد لما مات الشمس الطرابلسي وقال حينئذ أنا الآن ابن خمس وسبعين فحضر من حلب في ربيع الآخر سنة ثمانمائة ونزل عند البدر الكلستاني كاتب السر إلى أن خلع عليه في العشرين منه بقضاء الحنفية فكانت مدة الفترة مائة وعشرة أيام فباشر مباشرة عجيبة فإنه قرب الفساق واستكثر من استبدال الأوقاف وقتل مسلماً بنصراني بل اشتهر أنه كان يفتي بأكل الحشيش وبوجوه من الحيل في أكل الربا وأنه كان يقول من نظر في كتاب البخاري تزندق ومع ذلك فلما مات الكلستاني في سنة إحدى استقر في تدريس الصرغتمشية مضافاً للقضاء وقد أثنى عليه ابن حجي في علمه وأنه لم يكن محموداً في مباشرته. وقال العيني: كان يتصدق على الفقراء في كل يوم بخمسة وعشرين درهماً يصرف بها فلوساً لا يخل بذلك ولم يكن يقطع زكاة ماله مع بعض شح وطمع وتغفيل وأنه أقام بحلب قريباً من ثلاثين سنة فكان يكتب في كل يوم على أكثر من خمسين فتوى بدون مطالعة لقوة استحضاره وأنه حصل بحلب مالاً كثيراً فنهب أكثره في اللنكية قال وهو أحد مشايخي قرأت عليه من كتاب البزدوي مجالس متعددة في حلب سنة ثلاث وثمانين، واختصر معاني الآثار للطحاوي سماه المعتصر وصنف غيره، قال وكان ظريفاً لطيفاً خفيفاً جميل الصورة حسن اللحية مربوع القامة وإلى القصر أقرب وكذا قال ابن خطيب الناصرية أنه قرأ عليه السيرة والدرر المذكورين وأنه كان فاضلاً كثير الاشتغال والإشغال مجتهداً في تحصيل العلم والمال وله ثروة زائدة حصلها بحيلة العينة، ولما هجم اللنك البلاد عقد مجلس بالقضاة والعلماء لمشاطرة الناس في أموالهم فقال الملطي إن كنتم تفعلون بالشوكة فالأمر لكم، وأما نحن فلا نفتي بهذا ولا يحل أن نعمل به في الإسلام فانكف الأمراء عن التعرض لذلك ثم عن ارتجاع الأوقاف والإقطاع بزعم الاستعانة بذلك في دفع تمرلنك، وكان ذلك معدوداً في حسناته مع كونه لم تحمد سيرته في القضاء وكونه نسب إليه ما تقدم ولكنه قد ثبت أن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وقال شيخنا في رفع الأصر وغيره أن المحب بن الشحنة دخل عليه فذاكره يوماً بأشياء وأنشده هجواً فيه موهماً أنه لبعض الشعراء القدماء في بعض القضاة وهو:
عجبت لشيخ يأمر الناس بالتقى ... وما راقب الرحمن يوماً وما اتقى
يرى جائزاً أكل الحشيشة والربا ... ومن سمع الوحي حقاً تزندقا
مات في ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وشغر منصب القضاء بعده قليلاً إلى أن استقر أمين الدين بن الطرابلسي، وذكره المقريزي في عقوده وغيرها بما قال بعض المؤرخين أن الحامل له عليه العداوة مع كونه لم ينفرد بكثير مما قاله رحمه الله وعفا عنه.
1272 - يوسف بن موسى بن يوسف الجمال المنوفي خطيبها بجامعها العتيق الشافعي والد زين الصالحين محمد والشرف موسى الماضيين. ممن تميز في الميقات وعمل فيه مقدمة.
1273 - يوسف بن موسى بن الجيوشي شيخ بني مصعب. قتل في مقتلة في صفر سنة إحدى وتسعين.(5/205)
1274 - يوسف بن يحيى بن عبد الله الجمال بن الشرف بن سعد الدين ابن بنت المالكي الماضي أبوه وأخوه إبرهيم. ولد في سادس رمضان سنة ست وثلاثين ومات أبوه وهو صغير فاستقر في وظيفته صحابة ديوان الجيش بمشاركة عمهما إلى أن تأهل ابن شيخنا على ابنته لطيفة وكان المهم في رجب سنة اثنتين وخمسين بحضرة جدها وقبيل وفاته واستمر معها حتى أولدها وماتت نفساء فتزوج بعدها ابنة للشرفي يحيى بن الجيعان وماتت تحته كذلك وحج ونعم عقلاً وأدباً وحشمة.
1275 - يوسف بن يحيى بن محمد بن يوسف بن علي بن محمد بن سعيد الجمال بن التقي بن الشمس الكرماني الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده وولده يحيى. ولد في صفر سنة إحدى وثلاثين بحارة الروم وأمه فتاة لأبيه ومات أبوه وهو صغير بعد أن أسند وصيته للشهاب بن يعقوب ونشأ يتيماً فقرأ القرآن عند البرهان المنزلاوي والعمدة والحاوي وألفية النحو عرض على جماعة كشيخنا وابن الديري بل حضر بعض مجالس أولهما في الإملاء وغيره وأخذ في الفقه وغيره عن يس نزيل المؤيدية وكذا لازم أحد صوفيتها الشهاب المسيري بحيث كان جل انتفاعه به ثم لازم الشمس البامي في أشياء منها شرح جده على البخاري وحضر اليسير من دروس المناوي وابن البلقيني بل سمع عليهما وعلى ابن الديري وخلق معنا وهو ممن سمع جزء الأنصاري وغيره بالصالحية وختم البخاري بالظاهرية بل قرأ على الرشيدي في الشفا وغيره وكتب على الجمال بن حجاج، ودخل دمياط والفيوم للنزهة بل حج في سنة ست وخمسين ورافقنا في البحر واشتد الاختصاص به ولازمني فيما قرأته هناك على أبي الفتح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فهد والبرهان الزمزمي والشهاب الشوائطي بمكة وكذا بالأماكن التي توجهنا إليها كمنى وغارثور وحراء وعمرة الجعرانة وبعد رجوعه أكثر من السماع معنا ومع غيرها، ثم حج في البحر أيضاً سنة اثنتين وستين ثم في موسم سنة أربع وستين وجاور التي تليها ثم في أثناء سنة ثلاث وتسعين وجاور بقيتها مع سنة أربع، وكتب بخطه الكثير وجمع من تخاميس البردة ما ينيف على ستين، مع فضيلة وحشمة وعقل وتقنع وتودد وتواضع ومحاسن وربما ارتفق به أبو الطيب الأسيوطي وكان زائد الاختصاص به بحيث نزله في جهات ونعم الرجل.
1276 - يوسف بن يعقوب بن شرف بن حسام بن محمد بن حجي بن محمد بن عمر الكردي ثم الحلبي الشافعي. ولد في سلخ سنة ثمانمائة واشتغل ببلاده ثم قدم حلب فأقرأ الطلبة وأفتى، وكان فاضلاً خيراً أجاز في سنة إحدى وخمسين ومات بعد ذلك.
1277 - يوسف بن يعقوب الجمال الكردي الشافعي آخر غير الذي قبله. قدم ببيت المقدس قديماً ونزل في فقهاء صلاحيته وتصدر للقراء في العلوم العقلية وأخذ عنه الطلبة وسمع بقراءتي هناك بعض الأجزء وكان فاضلاً متعبداً حسن العقيدة تكرر قدومه للقاهرة. ومات عن سن عالية في سنة ثمان وثمانين ودفن بماملا رحمه الله.
1278 - يوسف بن يغمور الجمال القاهري. ولد بها في حدود التسعين وسبعمائة ونشأ بها وصار خاصكياً في أيام الظاهر ططر ثم مقدم البريدية في آخر أيام الأشرف ثم نقله الظاهر جقمق إلى نيابة قلعة صفد ثم صرفه عنها إلى أتابكيتها، وقدم حينئذ القاهرة فأعيد إلى النيابة المذكورة، واستمر فيها حتى مات في أوائل شعبان سنة ست وخمسين رحمه الله.
1279 - يوسف بن يوسف بن حجاج الجمال الكومي. ممن سمع على قريب التسعين.(5/206)
1280 - يوسف بن يونس الجبائي التعزي اليماني الشافعي ويعرف بالمقري وبالفقيه يوسف عظيم اليمن كله في الدولة الظاهرية. ممن أخذ عن الشهاب الضراسي وابن كبن وابن الخياط والقراآت عن العفيف الناشري تلميذ ابن الجزري قيل وابن المقري وأنه أجاز له ابن الجزري وشيخنا وتميز في الفقه وأصوله والعربية والقراآت وصار فقيه اليمن مقرئها ولما وقف على شرحي للألفية مع الشهاب الزبيدي لم يسمح بعوده إليه بل أرغبه فيه أتم إرغاب وقال هذا كلام منور، حكاه لي الشهاب وقال أنه جاز الثمانين أو قاربها، وقال لي غيره أنه ولد سنة ست عشرة ورأيت شيخه العفيف عثمان الناشري في ترجمة الطيب القاضي وصف يوسف هذا بالقاضي شمس الدين وأنه عاد مع علي بن طاهر الطيب في مرض موته، ورأيت بخط المقري نفسه في إجازة أنه أخذ عن الجمال بن كبن الفقه فبقراءته من أول الروضة إلى آخر الفرائض وبعض الوسيط للغزالي وسمع عليه الكثير من المنهاج والتنبيه بل قرأ عليه البعض من البخاري ومن الترمذي وجميع مسلم وكذا سيرة ابن هشام والشفا قراءة وسماعاً وأنه أخذ عن النفيس العلوي ثم لقي شيخنا الشهاب الشوائطي حين قدم عليهم اليمن فشافهه بالإجازة وكثرت جهاته وانتشرت دنياه ومشاححته ولم يسمح بكبير شيء للواردين فضلاً عن غيرهم بل حجر على ولده حين علم منه إكرام الوافدين ولا قوة إلا بالله.
1281 - يوسف بن الجاكي سبط الزين القمني، أمه فاطمة. مات سنة إحدى وسبعين ولم يكن ممن يذكر.
1282 - يوسف الجمال أبو المحاسن الفارسكوري الشافعي نزيل دمياط ويعرف بابن قعير. ممن أخذ عنه بدمياط التقي بن وكيل السلطان ووصفه بالشيخ العالم القاضي.
1283 - يوسف الجمال أبو المحاسن الواسطي الشافعي تلميذ النجم السكاكيني. ممن لقيه الشيخ عبد الله البصري نزيل مكة، رأيت له مؤلفاً سماه الرسالة المعارضة في الرد على الرافضة وكذا اختصر الملحة نظماً.
1284 - يوسف الجمال بن المنقار الحلبي. باشر كتابة سر حلب ونظر جيشها والقلعة والبيمارستان والأستادارية في سنة خمس وتسعين ثم صرف عنها وذكر لي بمزيد ذكاء.
1285 - يوسف بن مهاوش. مات في شوال سنة أربع وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
1286 - يوسف الجمال بن النحريري الحلبي قاضيها المالكي. ممن كان يتناوب في السعي فيه هو وابن جنغل الماضي إلى أن وافقه ذاك على تقرير قدر يومي في بدفعه له بشرط إعراضه عن السعي وترك المنصب له. واستمر حتى مات مقلاً في أواخر سنة ست وتسعين مصروفاً، وكان يكثر القدوم إلى القاهرة وربما يتردد إلي وكان مزري الهيئة مشاركاً من بيت.
1287 - يوسف الجمال الحلاج الهروي الشافعي والد الشمس محمد الماضي. ممن أخذ عن التفتازاني وغيره وتقدم في الفضائل، وشرح الحاوي شرحاً متوسطاً وانتفع به الفضلاء كولده والشمس محمد بن موسى الجاجرمي شيخ التقي الحصني، ووصف التقي فيما قرأته بخطه صاحب الترجمة فقال ممن تشد إليه الرحال ويعول عليه في كشف المقال والحال زبدة الأفاضل الماهرين الماجد الهمام جمال الدنيا والدين.
1288 - يوسف الجمال السمرقندي الحنفي ولي قضاء الحنفية بحلب بعد عزل الشمس ابن أمين الدولة في ربيع الأول سنة ثمان وعشرن ومات في التي بعدها قيل مسموماً وأعيد المنفصل وكان فاضلاً مع إعجاب بنفسه ودعوى من غير زائد وصف. ذكره العيني.
1289 - يوسف الجمال الشامي نزيل مكة والمندرج في التجار ويعرف بابن ريحانة. مات في رجب سنة ثمان وتسعين بها بعد خروجه من الحمام بيسير ويقال أن سبب ذلك إهانة اتباع الناس لشكوى ابن عبد اللطيف التاجر.
1290 - يوسف الجمال المنفلوطي. أخذ القراآت عن الشريف أبي القسم بن حريز تلا عليه لأبي عمرو من طريق الدوري خاصة الحسام بن حريز.
يوسف الجمال الهدباني. يأتي قريباً.
1291 - يوسف القطب النحاس قاضي الحنفية بدمشق. مات سنة أربع عشرة.
1292 - يوسف النجم التعزي. ممن أخذ عن شيخنا.
1293 - يوسف شاه العلمي داود بن الكويز. كان بديع الجمال فلما مات سيده خدم عند الزين عبد الباسط ثم عند يشبك الأعرج وولي نظر القرافتين وشادية الحرمين وقتاً عقب صهره أبي بكر المصارع ثم المعلمية وأقام فيها مدة ثم عزل عنها، واستمر خاملاً حتى مات في جمادى الأولى سنة ست وسبعين.
يوسف ولد كاتب السر. مضى في ابن محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن محمد.(5/207)
1294 - يوسف أبو أحمد معلم السجانين بالمقشرة. مات في شوال أو ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. يوسف الأندلسي المالكي مفتي تونس. مات.
يوسف البحيري المعتقد الشهير بالأزهري. في ابن محمد بن ناصر.
يوسف التادفي. في ابن عبد الرحمن بن الحسن.
1295 - يوسف الدباغ المصري الشافعي. ذكره التقي بن فهد في معجمه وقال كان يؤدب الأبناء بمكة وانتفع به جماعة بحيث صار غالب فقهائها وفضلائها ممن تعلم عنده مع ظرف ولطافة ونوادر وصوت حسن في الإنشاد وفضيلة، قد قرأ في صغره كتباً. ومات سنة تسع وعشرين بالقاهرة، وقال التقي الفاسي: المصري المؤذن بالمسجد الحرام ويعرف بالدباغ. جاور بمكة زيادة على عشرين سنة وأدب أطفالها وأنجب عنده جماعة ثم أعرض عن ذلك وعمل طباخاً بالمسعى ثم عاد لمصر وأدب بعض المماليك وبها مات.
1296 - يوسف الرومي الطوقاتي السيواسي نزيل دمشق وشيخ الحنفية والعالم بالعقليات بها، أخذ عنه الأكابر كابن الحمراء والسيد نقيب الأشراف ومن بعدهم كالزين بن العيني وابن عيد، وكان صالحاً. مات سنة أربع وستين.
1297 - يوسف الرومي. مات في جمادى الثانية سنة تسع وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
1298 - يوسف الزيني بن مزهر، كان في خدمته على يهوديته متميزاً عنده لما رأى من صدقه ونجابته وتصرفه بحيث كان مع ذلك هو القائم بعمارة المدرسة التي أنشأها، وربما كان في غضون ذلك يطالع كتب المسلمين فآل به ذلك كله إلى الاهتداء لدين الإسلام، وسر القاضي له وأحبابه حتى أنه أرسل به إلي لأني كنت حينئذ حصل لي عارض في يمين انقطعت به، واستمر على طريقته في خدمته ثم في خدمة ولده.
1299 - يوسف السليماني المقدسي الحنفي نائب إمام الصخرة. مات في طاعون سنة سبع وتسعين، كان فاضلاً صالحاً. يوسف الصفي. في ابن أحمد بن يوسف.
يوسف فقيه الزيدية والمقيم بينبع. مضى في ابن حسن بن محمد بن سالم.
يوسف الكردي. في ابن يعقوب.
1300 - يوسف المدوني - أكثر من درسه المدونة - المغربي. كان صالحاً. مات بفاس قريباً من سنة ثلاث وستين. أفاده لي بعض من أخذ عني.
1301 - يوسف الهدباني الكردي من قدماء الأمراء. تأمر في دولة الناصر محمد بن قلاون، وكان مولده تقريباً سنة أرعب وسبعمائة، وتنقل في الولايات وولي تقدمة وصودر غير مرة، وفي الأخير كان نائب القلعة عند موت الظاهر فتخيل النائب تنم وأخذها منه فلما غلب الناصر فرج صودر، وكن يكثر شتم الأكابر على سبيل المزاح ويحتملون ذلك، قاله شيخنا في إنبائه، وقال غيره: الأمير جمال الدين الهيذباني ولي نيابة قلعة دمشق وقدم القاهرة غير مرة وكان محبباً عند الملوك وفيه دعابة مفرطة مع محاضرة حسنة. مات في ثامن ذي الحجة سنة اثنتين بدمشق.
1302 - يوسف اليمني الفقيه المؤدب للأبناء الأعرج. ممن يكثر التلاوة وفيه بركة. مات في جمادى الثانية سنة ثلاث وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
1303 - يونس بن أبي إسحق اليمني القاضي محيي الدين. مات في صفر سنة ست وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد وتوقف في اسمه أهو يوسف أو يونس وقال يحرر.(5/208)
1304 - يونس بن إسمعيل بن يونس بن عمر بن عبد العزيز الهواري البنداري. رأس الموجودين من بني عمر وأمير عرب هوارة القبلية ويعرف بابن عمر، تلقى ذلك عن أبيه في أيام الظاهر جقمق وعرف بالكفاءة والنهضة والحرمة والشجاعة التامة بحيث4 فاق في ذلك ذويه لكن مع الوصف بقلة الدين حتى فاقهم فيه أيضاً لأنهم بيت فيه ديانة وعبادة في الجملة سيما جدهم عمر، فلما كان يشبك من مهدي كاشفاً في سنة إحدى وسبعين سافر إلى جرجة فخرج عليه يونس هذا وقتل من مماليكه ثلاثين سوى الأتباع وجرح هو ورجع مكسور فاستقروا في الإمرة عوضه بابن عمه سليمان بن عيسى بن يونس وما نهض الكاشف لأكثر من هذا وحاول مسكه مرة بعد أخرى فما أمكن، وفي غضون ذلك عصى سليمان فاستقروا بأخيه أحمد عوضه وذلك في سنة تسع وسبعين ويقال أنه كان أحسن حالاً منه وما كان بأسرع من تجريد يشبك المشار إليه بعد عشر سنين وهو في عظمته وأمسك بالاحتيال سليمان وأحمد وغيرهما وقدم بهم فاستقر بأحمد وأودع سليمان البرج حتى مات في الطاعون ثم مات المتولي في محل ولايته وقرر في الإمرة ابن أخيه داود بن سليمان وبالجملة فاستمر صاحب الترجمة مشتتاً مضيقاً عليه حتى أمسك هو وجماعة من بنيه وأقاربه ثم لم يلبث هذا أن سقط عن فرسه فيما قيل فحزت رأسه وجهزت إلى القاهرة فطيف بها الأسواق في يوم الثلاثاء عشرى ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين ثم علقت على باب زويلة وقد قارب الستين وارتج الأمراء وغيرهم بسببه.
1305 - يونس بن الطنبغا الشرف السلاخوري. ممن سمع مني.
1306 - يونس بن إياس بن عبد الله القاهري المالكي نزيل الفخرية بين السورين. ولد كما رآه بخط أمه في جمادى الثانية سنة ست وثمانمائة وقال مما يحتاج إلى تحقيق في كثير منه أنه أخذ في الفقه عن الزينين عبادة وطاهر وفي العربية وغيرهما عن ابن الهمام وفي الأدب عن التقي بن حجة وابن الخراط والسراج عمر الأسواني ثم الشرف يحيى بن العطار، وسمع معنا الكثير على جماعة ومن ذلك في البخاري بالظاهرية؛ وانجمع عن الناس مع فضيلته وحسن عشرته وسكونه ومجاميعه المفيدة ولحيته النيرة، وقد رأيته في ربيع الثاني سنة ست وتسعين يمشي بهمة بحيث كدت أرتاب في مولده.
1307 - يونس بن تغرى بردى الوزيري القاهري. ممن سمع مني.(5/209)
1308 - يونس بن حسين بن علي بن محمد بن زكريا الشرف ذو النون الزبيري الواحي المصري القاهري الشافعي الجزار والده - بجيم وزاي وآخره مهملة - والد محمد الماضي ويعرف بيونس الألواحي. ولد في سنة خمس وخمسين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة وحفظ القرآن والعمدة وألفية ابن ملك وعرض على جماعة منهم الأسنوي والكلائي وألبس الخرقة من الزين أبي الفرج بن القاري بل سمع عليه وعلى البهاء بن خليل والتقي البغدادي والحراوي وخليل بن طرنطاي والعز بن الكويك وجويرية الهكارية وابن الشيخة والبلقيني ولازم دروسه في آخرين وخرج له الزين رضوان مشيخة، وحج غير مرة وزار المدينة وبيت المقدس وقدمه في فتنة عبد المؤمن الواعظ وقام فيها قياماً عظيماً وذلك بعد سنة ثلاثين وتكسب بالشهادة وخطب بجامع آل ملك وأم بالمصلى بباب النصر وغيرهما وتنزل في صوفية سعيد السعداء برغبة الشيخ محمد بن محمد بن أحمد السلاوي المغربي له عنها، وحدث وتفرد، سمع منه الأكابر وأخذ ما يعطاه على ذلك لحاجته من غير اشتراط مع الخير وسلامة الصدر والكلمات الظريفة والحوادث اللطيفة كقوله حين قرأ عليه التقي القلقشندي الشاطبية وصار يعجرف في أبياتها: والله يا سيدي ما قال سيدي الشاطبي هكذا، وقوله مما كتبه عنه شيخنا: إذا تزوج الشيخ ينتابه فرح صبيان الحارة، وقوله حين طلبه العلم البلقيني لكونه لم يقم له إذ مر عليه وقال له كيف تكون شاهداً وتجلس مكشوف العورة فأنكر هذا وسأله أهو متنور أم لا فكان مضحكة، وقوله لابن فهد وقد قال له استخرت الله وكنيتك أبا الفتاوى قل في الخير، وكان شديد الحرص على الاستفتاء في الحوادث بحيث اجتمع عنده من ذلك جملة وصار فيه عديم المثل. مات بالقاهرة في ليلة الخميس رابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ودفن من الغد بالخوخة ظاهر جامع آل ملك جوار الشيخ إسحق، وقد ذكره شيخنا في إنبائه فقال أنه حدث في آخر عمره واستحلى ذلك وأعجب به وحرص عليه وكان يحب الأمر بالمعروف ويشدد في ذلك مع قصوره في العلم ويتخيل الشيء أحياناً فيلح في كونه لا يجوز أنكر قديماً كون ملك الموت يموت واستفتى القدماء وكان سمع في ميعاد السراج البلقيني شيئاً من ذلك فصار الشيخ وآل بيته يمقتونه من ذلك الوقت، وسمع الخطيب يذكر في خطبة الجمعة في ذكر عمر أنه منذ أسلم فر الشيطان منه فأنكر عليه وقال لا تقل منذ أسلم يقع في ذهن العامي أن في ذلك نقصاً لعمر واستفتى فيه فبالغ؛ وسمع مدرساً يذكر مسألة الصرف وقول أبي سعيد لابن عباس إلى متى توكل الناس الربا فاشتد إنكاره ونزه ابن عباس عن هذا واستفتى فيه أيضاً واجتمع عنده من الفتاوى من هذا الجنس ما لو جلد لجاء في خمس مجلدات؛ وكان كثير الابتهال والتوجه ولا يعدم في طول عمره عامياً يتسلط عليه وخصوصاً ممن يجاوره، وهو في عقود المقريزي وأرخ مولده سنة خمس وستين وقال كان ينكر المنكر بحدة وشدة ممن تردد إلي مراراً ونعم الرجل أخبرني قال سمعت الشيخ عبد الله بن خليل اليمني يقول سبحان المتفضل المنعم على مستحقي النقم سبحان الحليم مع تمكن القدرة. رحمه الله وإيانا.
1309 - يونس بن رجب الزبيري القاهري المكي حفيد الذي قبله وشقيق الشمس محمد ووالد المحب محمد الماضيين وأحد التجار ممن يقرأ القرآن ويحضر بعض دروس المالكية. مات في رمضان سنة ست وتسعين بكنباية وكان لا بأس به رحمه الله.
1310 - يونس بن صدقة المحرقي الأصل القاهري أخو عبد القادر وعبد الرحيم الماضيين ويعرف بابن صدقة. ممن تشبه بالترك وخدم وسافر للجون وفي عدة تجاريد. ومات في التي في سنة خمس وتسعين منها ولم يبلغ الستين، وكان أحد الزردكاشية.
1311 - يونس بن علي بن خليل بن منكلى الشرف الحنفي المهمندار أيام الظاهر. ولد في ليلة رابع عشر رمضان سنة عشرين وثمانمائة وقرأ القرآن والعمدة والمختار وعرض على شيخنا والعلم البلقيني وابن الديري والعيني والمحب بن نصر الله في آخرين، ورأيت بعض الطلبة كتب عنه ما أنشده له ابن المرضعة لنفسه: نحن في مجلس لهو قد تحققنا مجازه ونسجنا البسط ثوباً فتصدق كن طرازه ووصفه بالبشاشة وحسن المحاضرة.(5/210)
1312 - يونس بن عمر بن جربغا الزيني العمري الحنفي والد عمر الماضي وجده. كان جده نائباً بطرابلس وبها مات؛ وأما والده فعمل الدوادارية لجمال الدين الأستادار ولسودون من عبد الرحمن وغيرهما. ومات في آخر الأيام الأشرفية برسباي بعد أن أنجب هذا. وكان مولده بعد سنة خمس وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وربع العبادات من القدوري ولزم خدمة فيروز النوروزي وعمل الدوادارية عنده فأثرى وحصل الإقطاعات والدور وتوجه في بعض ضرورات الأشرف إينال إلى الشام فزاد تموله وراموا بعد وفاة مخدومه الاستقرار في الوزارة فاستعان بقايتباي لاختصاصه به وبغيره في الدفع عن نفسه فلم يجد بداً من ذلك واستقر في أيام الظاهر خشقدم بعد المجد بن البقري وقرر معه البباوي ناظر الدولة وباشر الزيني الوزر فلم ينتج فيه وظهر عجزه وعدم كفايته فصرف عاجلاً بالبباوي بعد أن تكلف هذا أموالاً جمة كاد ينكشف حاله بها لولا قايتباي، ولزم بيته في حارة الزيني عبد الباسط مقتصراً على المطالعة والنظر في التاريخ ونحوه وكأنه جمع في التاريخ شيئاً فإنه كان التمس مني ترجمة عبد الباسط وابن زنبور وغيرهما بل اختصر حياة الحيوان، وسمعت أنه كان عفيفاً عن القاذورات محباً في العلماء بحيث تردد للكافياجي وغيره وأما الزين قاسم الحنفي وكان يجيء إليه كثيراً لإقراء ولده، واجتمع بي مرة فأظهر مزيد الأدب والتودد. مات في ليلة الجمعة منتصف ذي القعدة سنة ست وسبعين ودفن من الغد، ويقال أنه كان مسيكاً غفر الله له ورحمه وإيانا.
1313 - يونس بن فارس الشرف أبو البر القادري القاهري الحنفي ولد فيما قرأته بخطه سنة ثلاث وثمانمائة وصحب العز الحراني القادري وتسلك به وبغيره من المشايخ في الطريق ولذا انتسب قادرياً، وطلب الحديث وقتاً قبلنا، وسمع بقراءتي أيضاً وكتب اليسير من الأجزاء ونحوها وطبق وضبط في الدارقطني بمجلس شيخنا وارتحل إلى الشام فأقام بها أياماً وأخذ عن ابن ناصر الدين وكتب عنه متبايناته وكذا قرأ في بيت المقدس على ابن المصري سنن ابن ماجه في آخرين، وخطه جيد ولكنه لم يتأهل مع دين وتواضع وعفاف ومحبة للصالحين، وقد حج كثيراً ماشياً وراكباً ولا أستبعد أن يكون سمع هناك؛ وحدث باليسير وكتب في الأجايز وتنزل في صوفية الأشرفية برسباي أول ما فتحت، ورأيت بخطه إجازة لبعض من عرض عليه الكنز من المدنيين في سنة سبع وخمسين، قال فيها أنه حضر معظمه على السراج قاري الهداية بقراءته له على العلاء السيرامي وساق سنده. مات في أواخر صفر سنة ست وستين، ونعم الرجل كان رحمه الله.
1314 - يونس بن محمد بن خجا بردى القاهري القادري المالكي الماضي جده كان كل من جده ثم أبيه حنفياص فولد له هذا في شوال سنة اثنتين وستين وثمانمائة ونشأ في كنف أبيه وجده بزاويته التي بقرب مضارب الخيم من الرملة وكان مؤدبه مالكياً فأقرأه في الرسالة وغيرها وقرأ على المحيوي بن تقي وقاضي الجماعة المغربي قليلاً، وحج مع جده قبل بلوغه ثم بعد ذلك حين إقامة أبيه بمكة مدة ثمان سنين وتكرر له ذلك ليجتمع له مع الحج زيارة أبيه، وفي غضون ذلك وسع الزاوية المشار إليها وعمل لها مناراً ومكتباً للأيتام وسبيلاً وغير ذلك كقبتين على قبري جده وشيخه إينال كل هذا بإشارة الشيخ عبد القادر الطشطوخي أحد المعتقدين، وحج أيضاً في سنة ثمان وتسعين وجاور التي تليها واجتمع بي حينئذ فسمع مني المسلسل وغيره وكتب القول البديع وأحضر لي محضراً كتبت له الإجازة فيه وألبسته الخرقة الصوفية وأذنت له، وعنده أدب وفي رائحة الخير بارك الله فيه ولم يلبث أن جاء الخبر بموت شيخ القادرية فانزعج كثيراً وانقطع عليه، ثم سافر إلى المدينة النبوية أحسن الله رجوعه، وأبوه إلى الآن في الأحياء.
1315 - يونس بن ناصر الدين محمد بن أبي بكر الحلبي صاحب ميسرة بها ويعرف بابن والي الحجر. تزوج جويرية ابنة المحب بن الشحنة بكر أو سافرت له إلى حلب فأقامت تحته.
1316 - يونس بن محمد الكمال بن التاج الحسيني الشنيكي الجوبري الشافعي مفتي الشافعية بتلك البلاد كلها. قال الطاوسي صحبته سفراً وحضراً فاستفدت منه كثيراً وأجاز لي وأذن لي بالإفتاء بل أمرني وأنا معه بالبصرة بالكتابة على سؤال جيء به إليه فامتثلت وذلك في سنة تسع عشرة.(5/211)
1317 - يونس بن يوسف بن الشيخ إدريس الحلبي. ممن سمع مني بمكة.
1318 - يونس بن يونس بن أحمد الفرماوي الأزهري. ممن قرأ على العمدة بمكة في سنة ثمان وتسعين وسمع علي ومني أشياء.
1319 - يونس بن قاضي الصنمين نقيب الشافعي. لم يكن محمود السيرة فيما يقال. مات سنة اثنتي عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
1320 - يونس الأقباي أقباي المؤيدي نائب الشام ويعرف بالبواب وبالمشد. اتصل بعد أستاذه بخدمة المؤيد ثم صار خاصكياً في الدولة المظفرية ثم بواباً في الأشرفية ثم ساقياً في الظاهرية ثم أمير عشرة، واختص بالظاهر فلم يلبث أن نقله لسد الشربخاناه ثم قدمه ولده ثم ولاه الأشرف الدوادارية الكبرى لكونه كان في الفتنة من حزبه، وزوجه ابنته الصغرى البكر، وسار سيرة حسنة بحرمة وافرة وعظمة زائدة وتكرم على مماليكه مع كثرتهم وتقريب للعلماء والصالحين وتأدب معهم وانتفع بصحبة النور أخي حذيفة له في التنبيه على الخير والإرشاد إليه إلى أن مات بعد مرض طويل في يوم الأربعاء ثاني عشرى رمضان سنة خمس وستين ودفن من يومه بتربته العظيمة التي أنشأها بالصحراء عن أزيد من ستين سنة، وكان شجاعاً مقداماً غارقاً بأنواع الفروسية وغيرها ذا ذوق وحشمة مع الشكالة الحسنة والهيئة الجميلة والطول الفائق حتى عد من حسنات زمنه رحمه الله وإيانا.
1321 - يونس الظاهري برقوق ويعرف ببلطا وبالرماح. كان من أعيان خاصكية أستاذه ثم رقاه لنيابة حماة ثم طرابلس ثم كان بعده ممن وافق تنما الحسني نائب الشام، وآل أمره إلى القبض عليه وسجنه بقلعة دمشق ثم قتل بمحبسه في يوم الخميس رابع رمضان سنة اثنتين؛ وكان جركسياً رديء الأصل شاباً مليحاً شجاعاً مقداماً ظالماً غشو ما قتل جماعة من طرابلس بل لما عصى مع تنم قتل قاضيها الحنفي والمالكي وخطيبها بغير جرم فلم يلبث أن قتله الله. وبلطا بفتح الموحدة ولام ساكنة مهملة هو باللغة التركية اسم للمسحة الآلة التي يحفر بها.
1322 - يونس الركني بيبرس الأتابك ابن أخت الظاهر برقوق ويعرف بالأعور. تنقل بعد أستاذه إلى أن صار في أيام المؤيد من أمراء الطبلخانات وخازنداراً ثم نقله لنيابة غزة وبعده أمسك وحبس مدة ثم أفرج عنه وصار من المقدمين بدمشق ثم أعاده الأشرف لنيابة غزة ثم انتقل لصفد ثم رجع لدمشق مقدماً، وقدم القاهرة على الظاهر جقمق فأحسن إليه ورجع إلى أن أخرج الظاهر إقطاعه ودام بدمشق بطالاً حتى مات نقيراً سنة إحدى وخمسين، وكان مسرفاً على نفسه جداً قليل البركة في رزقه عفا الله عنه.
- يونس العلائي الناصري فرج. صار خاصكياً بعد المؤيد ثم أمره الظاهر جقمق عشرة وصيره من رؤوس النوب وناب في نيابة القلعة بعد سفر تغرى برمش في غزوة رودس فلما عاد رجع إلى وظيفته ولذا كان يقال له وأمر أن يكون في الوظيفة حين سفر تغرى برمش مرة أخرى رضي بها حين الأمر بنفي تغرى برمش سنة إحدى وخمسين ثم أرسله خجداشه الأشرف إينال نائب إسكندرية ثم عمله من الطبلخانات بالقاهرة ثم قدمه ووجهه بتشريف قانباي الحمزاوي للشام فائري ثم عمله أمير آخور حتى مات وقد جاز السبعين في صبيحة يوم الاثنين ثالث عشرى جمادى الأولى سنة أربع وستين بالطاعون، وشهد الصلاة عليه السلطان بمصلى المؤمني ثم دفن بتربته التي أنشأها بالصحراء، ولم يكن يرعى إلا للسلطان عفا الله عنه.
1324 - يونس المزين الجرائحي. ممن أخذ القراآت عن الزراتيتي وتصدر في حياته بل كان شيخه يرسل إليه بالمبتدئين. ودام على ذلك دهراً إلى أن كبر. ومات ظناً بعد الستين أو قريباً منها، وممن جود عليه المحب بن الأمانة.
1325 - يونس أحد العشرات. مات في جمادى الأولى سنة ثمان. أرخه العيني.
1326 - يونس مملوك الخواجامير أحمد. مات بمكة في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين ودفن بالمعلاة.
آخر معجم الأسماء. ختم الله بخير لنا ولأحبابنا. وبه انتهى المجلد الخامس من الأصل انتهى الجزء العاشر، ويتلوه الحادي عشر أوله: كتاب الكنى.
//بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الكنى
وأذكر فيه من لم يعلم اسمه أو علم ولكن لم يشتهر به أو اشتهر ولكن بها أكثر.
حرف الألف(5/212)
" أبو إبراهيم " شريك صهري. هو محمد بن أحمد بن يوسف أبو أحمد بن أبي حمو موسى بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراش بن زيان بن ثابت بن محمد بن زكدان بن سدوكسن بن اطاع اللّه بن علي بن قاسم وهو عبد البر صاحب تلمسان والمغرب الأوسط مات في شوال سنة وثلاثين وولى بعده أخوه أبو يحيى.
" أبو الأسباط " هو أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أحمد.
" أبو اسحق " بن أبي بكر بن منصور الجمال بن النظام اليزدي ثم الشيرازي الشافعي الواعظ.
صوفي مسلك أخذ عن الزين أبي بكر الخوافي وقدم القاهرة في سنة إحدى وسبعين فعقد مجلس الوعظ بالأزهر من أول رجب وازدحم العامة وبعض الخاصة للحضور عنده، وذكروا عنه شيئاً عجباً في سعة الحفظ وقوة الاقتدار على التمثيل بما يقرب به إلى الأفهام البعيدة وما عسر من المعاني العويصة، وأكرمه الظاهر خشقدم وغيره وأخذ عنه جماعة الخرقة وتلقين الذكر وسافر في البحر لمكة فوصلها وأنا هناك وعقد الميعاد أيضاً ولم يظفر بطائل، وقد رأيته وسمعت كلامه هناك واستمر حتى حج ثم سافر إلى اليمن فوفد على علي بن طاهر فأعجبه كلامه ووقع عنده موقعاً عظيماً وأكرمه وأنعم علي بمائة دينار ذهباً وأقبل عليه العامة أيضاً إقبالاً زائداً بحيث حسده أكابر الفقهاء ووشوا به إلى ابن طاهر بما غير خاطره منه بحيث لم ير منه بعد ذاك الأنس والإقبال، وهم كما قاله بعض اليمانين ظالمون له قال وإلا فالرجل كان من عباد اللّه الصالحين على طريق السلف في تصوفه مع حسن الاعتقاد والبراءة عن الانتقاد ولكنه امتحن وجرى الزمان على عادته في معاندة أولى الفضائل واللّه يعلم المفسد من المصلح، ورأيت من سماه أحمد بن أبي يعقوب إسحق بن إبراهيم الحسيني أباً الحسنى أماً الشيرازي الواعظ وفيه نظر والأول أثبت.
مات غريقاً بعد ذلك بقليل قريب حلى ابن يعقوب وهو راكب السفينة ليتوجه لمكة في ليلة الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الآخر سنة ست وسبعين فجئ به لحلى ودفن به رحمه الله وإيانا.
" أبو أمامة " ابن النقاش، هو عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد.
حرف الباء الموحدة
" أبو البركات " بن أحمد بن الزين هو محمد بن أحمد بن محمد بن حسين، " أبو البركات " بن أحمد بن علي بن محمد الجبرتي الحنفي سعد الدين، مضى في المحمدين وكذا ابنه صبر الدين محمد.
أبو البركات " ويسمى محمداً ابن الشهاب أحمد بن محمد صحصاح بن محمد الخانكي الشهير أبوه بابن حرفوش، ولد في شعبان سنة اثنتين وثمانين أو التي قبلها بالخانقاه السرياقوسية ونشأ في كنف أبويه وسمع مني المسلسل وعلى أشياء كجل النسائي وابن ماج وسيرة ابن سيد الناس والكثير من الترمذي واليسير من بواقي الكتب الستة وسيرة ابن شام مع مؤلفي في ختم البخاري وختم سيرة ابن سيد الناس وجميع ذخر المعاد للبوصيري وغير ذلك وكتبت له إجازة في كراسة، ورجع إلى بلده مع أمه في موسم سنة ثمان وتسعين، وتخلف أبوه وتسبب بورك فيه وفي أبيه.
أبو البركات " بن أحمد بن محمد بن كمال يأتي في أبي البركات الدلوالي.(5/213)
أبو البركات " بن الجيعان الولوي أحمد بن الشرفي يحيى بن العلمي شاكر بن عبد الغني القاهري شقيق أبي البقاء وصلاح الدين وأوسطهم، ولد في حادي عشرى رمضان سنة تسع وأربعين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن والتنبيه وغيرهما وأسمعه على جماعة كالزين شعبان بن حجر والشهابين الحجازي والشاوي والجلال بن الملقن والمحبين ابن الفاقوسي وابن الألواحي والشمس الرازي الحنفي والجمال بن أيوب والبهاء بن المصري وأم هانئ الهورينية وكاتبه في آخرين، وأجاز له شيخنا والعلم البلقيني والمناوي والشمس بن العماد وغيرهم من الشافعية وابن الديري وابن الهمام والأقصراني من الحنفية والولوي السنباطي وأبو الجود من المالكية والعز الحنبلي وقريبته نشوان وآخرون من القاهرة وأبو الفتح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فهد والبرهان الزمزمي والشهاب الشوايطي والموفق الأبي وأبو السعادات بن ظهيرة من الشافعية وأبو البقاء وأبو حامد ابنا ابن الضياء من الحنفية وآخرون من مكة والمحب المطري وأبو الفتح بن صالح وغيرهما من المدينة والزين ماهر والتقي أبو بكر القلقشندي والجمال بن جماعة وأبو بكر بن أبي الوفاء وغيرهم من بيت المقدس والنظام بن مفلح وقريبه البرهان وعبد الرحمن ابن أبي بكر بن داود والشهاب أحمد بن حسن بن عبد الهادي وأحمد بن محمد بن عبادة وغيرهم من دمشق وصالحيتها وأبو جعفر بن الضياء والضياء بن النصيبي وآخرون من حلب في طائفة من غير هذه الأماكن باستدعائي وغيري، وتدرب بولده في المباشرة وخالط المحيوي الدماطي والشهاب السجيني والسراج العبادي وإمام الكاملية وغيرهم ممن كان يتردد إليهم سيما النور السنهوري بل قرأ عليه يسيراً من متن الحاجبية ومن شرحه الصغير على الجرومية وحضر قليلاً عند البكري والجوجرى وأخذ بنفس في التنبيه عن زكريا والزين والسنتاوي وعبد الحق السنباطي ونحوهم وعلى ملاعلي الكيلاني في الأنموذج للزمخشري وقرأ على الديمي في البخاري والأذكار وسمع مني المسلسل بالعيد بالأولية وأشياء من تصانيفي وغيرها وحج وترقي بذكائه وحسن أدبه ووفائه إلى أن خطبه السلطان الأشرف قايتباي وقد تفرس في النجابة لنيابة كتابة السر بعد النور الأنبابي وقدمه على غيره ممن مد عنقه إليها فحمدت مباشرته ونمت أمواله وجهاته وسلك التواضع والاحتشام وما يجلب التودد من أنواع الكلام فازدحم الناس ببابه ودخل في أمور يجبن غيره عنها لقوة جنانه وخطابه، واستمر في نموه وعلوه حتى مات بمنزلهم من بركة الرطلي بعد انقطاع أيام قلائل في صبح يوم الاثنين ثامن شعبان سنة تسع وثمانين وصلى عليه تجاه مصلى باب النصر في مشهد حافل جداً ودفن بتربتهم وتأسف الناس على فقده رحمه الله وإيانا وعفا عنا، واستقر بعده أخوه صلاح الدين وترك عدة أولاد عبد الكريم وأحمد وفاطمة وعائشة وفرج بورك فيهم.
" أبو البركات " بن الشيخ حسين بن حسن الكمال بن الفتحي المكي واسمه إسماعيل وكثيراً ما تحذف أداة الكنية فيقال بركات وهو شقيق أحمد ومحمد وذا أصغر الثلاثة وأحركهم، ولد في ذي القعدة سنة تسع وستين بمكة وقدم مع أبيه وبمفرده القاهرة غير مرة وسمع على بها وبمكة وليس بمرضى.
" أبو البركات " بن الزين هو الكمال محمد بن محمد بن أحمد بن حسن القاضي.
" أبو البركات " بن سالم الحنبلي. " أبو البركات " بن أبي السعود، هو محمد ابن محمد بن حسين.
" أبو البركات " بن الضياء هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد.
" أبو البركات " بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن الضياء. هو الكمال محمد ابن البهاء أبي البقاء، ولد في شعبان سنة أربع وأربعين وثمانمائة بمكة، ومات في المحرم سنة أربع وثمانين مقتولاً بأحمد أباد من كنباية.
" أبو البركات " أو بركات بن الظريف، أحد الأجلاء من قراء الجوق وقدمائهم وكان فيما يقال من العفة بمكان، وهو من خواص جماعة الشهابي بن العيني في أيام إمرته، مات سنة ثمان وتسعين.
" أبو البركات " بن ظهيرة، هو محمد بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي.
" أبو البركات " بن عبد الرزاق بن موسى مجد الدين الصوفي الشافعي الكاتب المقرئ ممن يعرف ببني الجيعان لاختصاصه بهم واسمه اسمعيل ومحمد كما أنه أيضاً يكنى بأبي الجود ولكنه بأبي البركات أشهر ويعرف قديماً بابن كاتب قاعة الذهب.(5/214)
ولد في المحرم سنة إحدى وعشرين وتردد مع عمه في صغره لناصر الدين الشاطر فلم يكن مع كونه صغيراً يحمد أمره بل ولا كثيراً من الشيوخ الذين كان يراهم عنده ولما مات عمه توجه للاشتغال فأخذ عن الشهاب المحلى خطيب جامع ابن ميالة وطاف مع ابن بطيخ في الاسباع ونحوها وجوده على الزين طاهر؛ وسمع الحديث على شيخنا في رمضان عدة سنين وكذا سمع ختم البخاري عند أم هانئ الهورينية ومن شاركها وسمع غير ذلك ولازم ابن حسان في الفقه والعربية والأصلين مع البلبيسي والسهيلي والمنهلي والمنوفي وزين العابدين وغيرهم وانتفع به وقرأ على إمام الكاملية في الأصول وغيره وتميز وبرع في الديونة وكتب في عدة جهات بعناية المشار إليهم، بل زوجه سعد الدين إبراهيم أحد رءوسهم حظية له فكان يثنى عليها وماتت بعد دهر معه بالمدينة النبوية فدفنها بالبقيع وبني على قبرها حاجزاُ بعد منع المالكي وغيره له من ذلك، وتنزل في صوفية سعيد السعداء وغيرها من الجهات وأكثر من الحج والمجاورة في الحرمين على طريقته في التقشف وقصر الثياب وعدم التبسط في المعيشة والتشدد في إنكار المنكر والانحراف عن المائلين لابن عربي بحيث امتنع من الصلاة على إمام المقام المحب الطبري وإظهار التألم لمشاهدة المنكر وسماع من يقرأ بدون تجويد حساً ومعنى حتى أنه كان يبعد عن من يأتم به ممن لا يحس حتى لا يسمعه، وحضر بالمدينة عند الشهاب الابشيطي وغيره وسمع من الشرف عبد الحق السنباطي في مجاورته بها القول البديع من تصنيفي ثم سمعه مني مع جملة من الدروس وغيرها هناك أيضاً، وأخبرني أن أباه وعمه كانا فائقين في المباشرة وأن أباه مات وهو ابن أربع سنين وكان كما أخبره به عمه يدعو الله أن لا يكون ولده مباشراً، وبالجملة فهو إنسان خير حسن الفهم جيد الذوق مشارك في الفضائل مائل لأهل الخير والظرف كثير البر لكثير من الفقراء سراً محب في الانفراد مع شدة في خلقه ربما تصل به لنوع جفاء كثير التلاوة على قدم فائق، وبيننا أنس ومحبة سيما في المجاورة بالحرمين بل كان من أصحاب الوالد وكان في سنة أربع وتسعين بمكة فسمع علي أيضاً الكفاية في طريق الهداية في ابن عربي ووقعت عنده موقعاً وتألمنا بسبب ما فقد له فيها وحينئذ ألزمته ربيبته أن يكون معها ثم أنه جاور وهي معه التي تليها بالمدينة وعاد فجاور سنة ست بمكة ثم رجعا مع الركب إلى المدينة فدام بمفرده بها حتى مات في شعبان سنة سبع وتسعين بعد تعلل طويل ودفن بالبقيع رحمه الله وإيانا.
" أبو البركات " بن عبد القادر النويري في محمد.
أبو البركات " بن عبد الكافي الشامي المدني ابن أخت ناصر الدين أبي الفرج الكازروني وسبط والده الجمال الكازروني، سمع عليه في سنة أربع وثلاثين.
" أبو البركات " بن عبد الوهاب بن أبي البركات بن أبي الهدى بن محمد بن تقي الكازروني المدني أخو عبد الله ومحمد ووالد عبد الرحمن وعبد الوهاب الماضين سمع على الزين المراغي في سنة خمس عشرة " أبو البركات " بن عزوز، في محمد بن محمد ابن محمد. " أبو البركات " بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري، هو الكمال محمد مضى.
أبو البركات " بن علي بن محمد الطنبداوي ممن سمع مني بمكة.
" أبو البركات " بن علي هو أبو البركات بن ظهيرة، مضى قريباً.
" أبو البركات " بن الفاكهي، هو محمد بن محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله.
أبو البركات " بن مالك القرشي السكندري قاضيها واسمه محمد ويعرف بابن مالك أيضاً مالكي المذهب ولي قضاء إسكندرية في سنة ست وسبعين وثمانمائة عوضاً عن العفيف مع نقص بضاعته ولكنه استناب النوبى والمتيجي، وكان عارفاً بطريق القضاء والوثائق سيوساً، ممن حج وجاور سنين قال إنها أربعة، وجلس بباب السلام مع الشهود وكان يفتح عليه في ذلك ولم يكن في نيته الدخول في القضاء، مات في رمضان سنة إحدى وثمانين بإسكندرية عفا اللّه عنه.
" أبو البركات " بن مجد الدين ويلقب هو صدر الدين في أحمد بن إسمعيل ابن إبراهيم.
" أبو البركات " بن المحب الطبري إمام المقام، هو محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم ابن أحمد " أبو البركات " بن المصري محمد بن محمد بن الخضر.
" أبو البركات " بن موسى بن أبي الهول سعد الدين والد خليل وإبراهيم.(5/215)
ولى كتابة المماليك في أيام الناصر، فرج، ومات في رجب سنة إحدى وخمسين وقد زاحم المائة ممتعاً بحواسه وقوته، " أبو البركات " بن أبي الهدى، في ابن عبد الوهاب قريباً " أبو البركات " بن يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن إدريس بن غانم بن مفرج الزين بن جمال أبي المحاسن بن الجمال أبي راجح بن النور أبي الحسن بن أبي راجح بن أبي غانم العبدري الشيبي الحجي المكي شيخ الحجبة وفاتح الكعبة وابن شيخها بل سلالة مشايخها ولد بعد سنة عشرين وثمانمائة تقريباً بمكة واستقر في المشيخة بعد عمه السراج عمر بن أبي راجح في سنة إحدى وثمانين وقدم على أولاد المتوفى لمراعاتهم الأسن في التقديم، وكان فقيراً ساكناً، مات بعد تعلل طويل في آخر يوم الثلاثاء خامس عشري ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين وصلى عليه بعد الصبح من الغد ثم دفن بالمعلاة، " أبو البركات " الجيعاني، في ابن عبد الرزاق قريباً، " أبو البركات " الخانكي، هو محمد بن محمد بن إبراهيم تقدم.
" أبو البركات " الدلوالي - نسبة لدلي أصل مملكة الهند - المكي أحد العدول بباب السلام منها كأبيه وجده وهو ابن أحمد بن محمد بن كمال بن علي ابن أبي بكر بن إبراهيم بن حسن بن يعقوب بن شهاب بن عمر بن عبد الرحمن الكمال الدلوالي الهندي الأصل المكي الحنفي، ولد في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بمكة ونشأ بها وتنزل في طلبة درس يلبغا الخاصكي وكأنه تلقاه عن أبيه ثم نزل عنه بأخرة، وكان ساكناً متقدماً في الوثائق والاسجالات ذا حظ فيها بحيث يشتط على قاصديه فيها في الأجرة وينفد ذلك في معيشته أولاً فأولاً مع كثرة طوافه وتعففه عن الشهادة على الخط وفي الرشد ونحوهما، وتناقص أمره بأخرة فيها حتى مات في ليلة الأحد رابع عشر ربيع الأول سنة تسع وثمانين ودفن على أبيه بالمعلاة ولم يخلف بعده بمكة مثله.
" أبو البركات " الشيشيني كمال الدين بن قطب الدين واسمه محمد بن عبد اللطيف الشيشيني المحلى ثم القاهري، كان في أوله قزازاً ببلده ثم انتقل منها إلى القاهرة فعمل حوشكاشاً بباب قريبه من جهة النساء الولوي بن قاسم وبواسطة انتمائه له زوجه القاضي نور الدين بن الكبير ابنته بعد توقف أبيها لعدم الكفاءة فاعتني به ابن قاسم واستنابه عنه في قضاء دمياط وكانت إذ ذاك مضافة إليه فزوجها له ودخل بها فلم يلبث أن ماتت وورثها فترقع حاله ثم تزوج بعدها الشريفة ابنة أخت جهة شيخنا بعناية المشار إليه أيضاً واستنابه شيخنا في القضاء وماتت في عصمته فورثها أيضاً واستمر ينوب عن من بعده بل انتمى للجمال ناظر الخاص بعناية ابن البرقي وقتاً، وكان مشاركاً في الصناعة لا يذكر بعلم ولا غيره مع أنه قرأ مجالس على البرهان السوبيني وسمع على شيخنا وغيره ولم يزل على قضائه إلى أن حج وتعلل في رجوعه فتاب والتزم عدم العود إلى القضاء ثم لم يلبث أن مات وهو بالقرب من الريدانية ودخل القاهرة ميتاً فصلى عليه في يوم السبت رابع عشري المحرم سنة أربع وثمانين بجامع الأزهر وأظنه قارب السبعين رحمه الله وعفا عنه.
" أبو البركات " الصالحي محمد بن محمد بن أبي بكر.
" أبو البركات " العسقلاني الخانكي وهو محمد بن إبراهيم والدأبي بكر الآتي كان خيراً صالحاً، مات في رمضان سنة سبع وسبعين بالخانقاه وابنه بمكة عن نحو الثمانين رحمه الله، " أبو البركات " الغراقي، محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف.
" أبو البركات " الفتحي المغربي هو محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم.
" أبو البركات " الهيثمي محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أبي بكر بن سليمان أبو البقاء بن القاضي ناصر الدين الأخميمي قاضي الحنفية أبوه وسبط العضد الصيرامي وشقيق سعد الدين واسم كل منهما محمداً وسعد الدين أصغرهما، مات في الطاعون سنة سبع وتسعين.(5/216)
" أبو البقاء " بن البلقيني البهاء محمد بن العلم صالح بن السراج عمر بن رسلان البلقيني القاهري الشافعي سبط الولوي محمد بن عبد الله البلقيني الماضي، ولد في سنة تسع عشرة وثمانمائة ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين والشاطبيتين وألفية النحو وعرض على شيخنا والتهني والبساطي والمحب بن نصر الله في آخرين وسمع على جماعة منهم شيخنا، وأجاز له خلق وأخذ العربية والقطب وغيرهما عن التقي الحصني والفقه عن والده والشهاب المحلى والفرائض عن أبي الجود وطائفة ولكنه لم يمعن، وناب عن أبيه، وكان ذكياً فاضلاً حسن العشرة متودداً أناب قبل موته بنحو عام حين اجتمع شمله بحفيدة عمه البدر، ومات في سابع عشر المحرم سنة ست وخمسين وتوجع له أبوه ودفنه بمدرستهم رحمه الله إيانا.
" أبو البقاء " الأحمدي أحد الفضلاء من سوق الحاجب هو محمد بن علي بن خلف.
" أبو البقاء " بن برية هو ابن شمس الدين محمد بن كريم الدين ابن أخي يحيى الماضي وأخو أبي الفتح الآتي مباشر منفلوط، مات في المحرم أو صفر سنة ثمانين وكان سيوساً عاقلاً ظالماً عفا الله عنه.
" أبو البقاء " بن الجيعان البدر محمد بن يحيى بن شاكر بن عبد الغني شقيق المحمدين أبي البركات وصلاح الدين وهو الأكبر، ولد كما كتبه لي بخطه في يوم الأحد ثاني جمادى الأولى سنة سبع وأربعين الموافق لثاني توت، ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وعدة كتب واعتنى به أبوه فأسمعه الجزء الأخير من المستخرج على مسلم لأبي نعيم على السيد النسابة وأبي الحسن الأبودري والتاج محمد بن عبد الرحمن العرياني والأخوين الجمال عبد الله والزين عبد الرحمن ابني أحمد القمني والمسلسل على السيد والرشيدي والشهاب بن يعقوب والقطب الجوجري والعز التكروري والقرافي وثلاثيات البخاري على هؤلاء الستة وعبد الصمد(5/217)
الزركشي وعبد الملك الطوخي والعماد أبي البركات الهمداني الجابي والشمس بن أنس والمحب ابن الألواحي والنور البلبيسي والجمالين يوسف الدميري وابن أيوب والشهاب الحنبلي الكتبي والكثير منه على الشهاب الشاوى وختمه فقط على الجلال بن الملقن والشهاب الحجازي والمحبين ابن الفاقوسي وابن الألواحي والشمس الرازي والجمال ابن أيوب والبهاء بن المصري وأم هاني الهورينية وبلدانيات السلفي على الأخيرة وقطعة من آخر الأدب المفرد على الزين شعبان بن حجر وأشياء علي ومني ومن ذلك المسلسل بالأولية وبيوم العيد وغير ذلك من تصانيفي كمؤلفي في ختم مسلم وغيرها، وأجاز له في سنة خمسين فما بعدها خلق كشيخنا ومن ذكر في أخيه أبي البركات وغيرهم وأقرأه الشهاب السجيني وغيره القرآن وغيره وتدرب بأبيه وغيره من أقربائه في المباشرة واشتغل في العلم على جماعة ممن كان يتردد إليهم وغيرهم كالشرفي يحيى الدماطي والسراج العبادي والجلال البكري والكمال إمام الكاملية والشمس الجوجري وملا على النور السنهوري في آخرين بل قرأ في التقسيم على العبادي وكذا قرأ على غيره، وكثرت مخالطته لغير واحد من الفضلاء وربما قرأ بعض بنيه على بعضهم بحضرته فترقى بذلك كله، وتميز بحسن ذكائه وقوة فاهمته في صريحه وإيمائه وجمع بعض التآليف المفيدة واتضع مع العلماء فانتشرت محاسنه العديدة ولو تفرغ لذلك لكان من نوادر زمانه وزواهر وقته وأوانه ولكنه قام من المهمات السلطانية بما لم يبرمه غيره وتودد للخاص والعام فتزايد بره وخيره وقرب العلماء والصالحين ورتب من الخيرات ما لا يقصر فيه عن درجة المفلحين حتى صار وحيداً في معناه فريداً في مقصده ومغزاه وتزاحم الناس على بابه وتصامم عن المكروه وأربابه وصار بيته ملجأ للوافدين وملاذاً للقاصدين وكان مع ذلك حين حج وانتفع به الفقراء وعلى المعارض لهم احتج وكذا سافر لكل من المدينة النبوية وبيت المقدس وغيرهما من الأماكن البهية للنظر في المصالح ولم يعدم في سفره ممن يحمله معه من عالم وصالح، وابتنى مدرسة بالزاوية الحمراء بالقرب من قناطر الأوز وتقام فيها الجمعة والجماعات وتعلم بها الأوقات بالدرج والساعات إلى غير ذلك من القربات والأيادي المناسبات فالله تعالى يحفظه في دينه ودنياه ويخفض عدوه الذي بالسوء جاهره وباداه أو أضمره غير ملتفت لعقباه ويختم له بالصالحات ويريه في نفسه وأخيه ما تقربه الأعين من الكرامات والمسامحات وكان قد التمس مني في حياة والده وجده تصنيف كتاب في الأشراف حين صار يتكلم في وقف الأشراف رجاء رغبة الملك في التوجه إليهم ثم بعدهما في الذيل على دول الإسلام للذهبي فأجبته وذكرت من أوصافه في خطبتها ما يحسن اثياته هنا ووقعاً عنده موقعاً وانتفع بهما الناس فكان بذلك مشاركاً في الثواب بدون إلباس، وكذا عنده من تصانيفي جملة ولم تزل المسرات واصلة إلى من قبله في السفر والحضر والمبشرات بلفظه وقلمه متوالية في رفع الكدر جوزى خيراً.
" أبو البقاء " بن الجيعان آخر هو المحب محمد بن عبد الملك بن عبد اللطيف الماضي أبوه وأخوه عبد اللطيف، ولد سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بدرب ابن ميالة من بركة الرطلي وحفظ القرآن وأربعي النووي ومختصر أبي شجاع ولازم الديمي في أشياء ومما قرأه عليه الشكر لابن أبي الدنيا، وحج في سنة ثمان وستين واستقر مع أخيه بعد أبيه في جهاته، وهو مفرط السمن منجمع عن كثيرين كتب بخطه من تصانيفي القول البديع وسمع مني اليسير منه ومن غيره. ثم كان ممن رسم عليهما مع المتكلمين في أوقاف الزمام، وسافر في أثناء ذلك بحراً مع نائب جده بعد أن قصدني بمنزلي وودعني فجاور بقية سنته ورجع بعد الانفصال عن الموسم وسلامه علي أيضاً حين قدمت مع الركب سنة ست وتسعين وتوجه بلاد اليمن فمات بكمران منها في ربيع الأول من التي تليها، وكان لا بأس به رحمه الله وعوضه خيراً وعفا عنه.(5/218)
" أبو البقاء " بن الزين، هو ابن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد ابن الأمين محمد بن القطب محمد بن أحمد بن علي القيسي القسطلاني المكي، وأمه خديجة المدعوة سعادة ابنة إبراهيم بن أحمد المرشدي أحضر علي الزين أبي بكر المراغي بل وسمع عليه وعلى خاله أحمد بن إبراهيم ومحمد بن أبي بكر المرشديين وعلي بن مسعود بن عبد المعطي وأبي حامد المطري وابن سلامة والجمال بن ظهيرة وابن الجزري، وأجاز له في سنة أربع عشرة فما بعدها عائشة ابنة عبد الهادي وخلق من أماكن شتى، ودخل القاهرة غير مرة إلى أن مات بها بالطاعون سنة ثلاث وثلاثين ودفن بتربة سعيد السعداء.
" أبو البقاء " بن الضياء محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد.
" أبو البقاء " بن المصري محمد بن الخضر بن محمد أبو بكر بن إبراهيم بن أبي بكر التقي الهاشمي السلمي الأصل الحموي المولد التاجر صهر الناصري محمد بن هبة الله بن البازري ووالد إبراهيم وأحمد وأخوه العفيف عبد الله والعلاء على الماضين والتقى أصغر الثلاثة ويعرف بالهاشمي، أحد التجار المعتبرين مات في ربيع الآخر سنة ست وتسعين بجدة وحمل لمكة فدفن بها.
" أبو بكر " بن إبراهيم بن عجيل الرضي اليمني، ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة وكان فقيهاً فاضلاً له إطلاع على السير والأخبار والتواريخ والآثار. مات سنة أربع وثلاثين قاله العفيف الناشري.
" أبو بكر " بن إبرهيم بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن عبد الرحيم سيف الدين بن أبي الصفا بن أبي الوفاء المقدسي الشافعي الماضي أبوه وشقيقه الكمال أبو الوفا محمد الحنفي ويدعى وهو الأصغر سيفاً، فاضل مفنن دين.
" أبو بكر " بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن بريد المحب بن البرهان الحليمي الأصل الدمشقي الشافعي القادري الماضي أبوه؛ وأمه هي ابنة خال السيد الشمس محمد بن حسن القادري الماضي، ولد سنة خمس وخمسين بدمشق، ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وأحضره في الرابعة معي بدمشق على البرهان الباعوني والشهب الأحمدين ابن الزين عمر بن عبد الهادي وابن زيد وابن الشريفة والشمسين بن جوارش وابن الخياط قيم القلانسية والغرس خليل بن الجوازة والجمال يوسف ابن ناظر الصاحبة وست القضاة ابنة ابن زريق وفاطمة ابنة خليل الحرستاني وطائفة وأجاز له باستدعائي جماعة وأسممه والده علي وتكرر قدومه للقاهرة بعد موت والده وأكرمه السلطان رعاية لأبيه مع اشتماله على الأدب والسكون والبهاء وبيده مشيخة تصوف بالصالحية.
" أبو بكر " بن إبراهيم بن علي بن عبد السيد بن أحمد التقي بن البرهان بن العلاء الحموي الشافعي تلميذ ابن حجة ويعرف بابن الصواف لقيه النجم بن فهد بحلب في سنة سبع وثلاثين وكتب عنه قوله.
رأيت يوماًُ رجلاً أحمقا ... قد أماته القل والفقر
لم يمتلك والله ملوطة ... وعنده مع فقره كبر
" أبو بكر " بن إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن زاك الرضي اليعلائي نسباً الحرازي الشافعي ويسمى عبد الله، حفظ القرآن والشاطبيتين وغيرها وتدرب بأبيه في ذلك ثم ارتحل بعد موته لتعز فتلاً للسبع بل وللعشر على الموفق أبي الحسن علي بن محمد بن عمر الشرعبي الشافعي الماضي واشتغل في الفقه والحديث والتفسير على الفقيه عمر بن محمد الجبني، وهو الآن سنة سبع وتسعين وثمانمائة حتى جاز الكهولة متصد للقراآت انتفع به فيها وممن قرأ عليه الفقيه علي بن محمد بن أحمد السرجي الماضي.
" أبو بكر " بن إبراهيم بن أبي القاسم بن إبراهيم بن عبد الله بن جعمان الرضي الملقب بالصديق الصريفي الذوالي اليماني الشافعي الماضي أبوه والآتي جده. فقيه فاضل مدرس كتبت له بالإجازة في المحرم سنة سبع وتسعين ولأشقائه الشرفين أبي القاسم واسمعيل والفخر إسحق ولإخوته لأبيه الشمس علي وإدريس وعبد الفتاح وسائر إخوته الذكور والإناث على يد بعض الآخذين عني بسؤاله.(5/219)
" أبو بكر " بن إبراهيم بن العز محمد بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر محمد ابن أحمد بن قدامة العماد المقدسي ثم الصالحي الحنبلي ويعرف بالفرائضي، ولد سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة وسمع من الحجار وأبي عبد الله بن الزراد وأبي بكر بن الرضى وأحمد بن الزبداني وأبي العباس بن الجزري وزينب ابنة الكمال وخلق، وأجاز له أبو القاسم بن عساكر وأبو نصر بن الشيرازي وأبو بكر بن يوسف المزي وآخرون، ذكره شيخنا في معجمه فقال: مسند الصالحية كان، عسراً في التحديث فسهل الله لي خلقه إلى أن اكثرت عنه في مدة يسيرة مات في أيام حصار دمشق، بالتتار وقيل بعد رحيله عنها سنة ثلاث رحمه الله، وذكره في أنبائه أيضاً والفاسي في ذيله والمقريزي في عقوده.
" أبو بكر " بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم البهاء بن الحسام المزازي الكازروني الطاووسي في سنة تسع عشرة بالمزاز وهو ابن مائة وإحدى وعشرين سنة فأخذ عنه بالإجازة العامة ووصفه بالشيخ المعمر الصالح الكسوب العابد الزاهد.
" أبو بكر " بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليماني الشافعي أخو موسى الماضي ويعرف كسلفه بابن مطير، تفقه وسمع الحديث والتفسير وكان صالحاً حسن الأخلاق ووصفه الوجيه اليافعي في رسالته للشهاب أخيه بسيدي الفقيه الصالح العامل العالم الورع وأنه بقدومه عليه في هذا العام حصلت الزيادة والشرف والأنس التام وفاضت بركته على من رآه من أهل الخير وشهد له السادات بعلو الشأن فالحمد لله على ذلك ولكن لم يحصل به التملي وحال الحرمان عن تأدية بعض ما يجب من حقه وحصل الأسف الشديد بعد فراقه.
" أبو بكر " بن إبراهيم بن محمد بن مصلح بن إبراهيم المكي الماضي أبوه ويعرف بابن العراقي، ولد في ليلة ثامن رمضان سنة أربعين بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به على النور على الديروطي ثلاث ختمات لأبي عمرو إفراداً ثم جمعاً وببعضه على الشهاب الشوائطي وحضر في صغره مجلس الزين بن عياش وحفظ المنهاج ومختصر أبي شجاع وألفية النحو والشاطبية وأخذ في الفقه عن الزين خطاب وإمام الكاملية وقرأ في النحو على البدر حسن المرجاني وإبراهيم الشرعبي وعنه أخذ في الحساب وسمع على أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد وغيرهما وخلف والده في الاعتمار والإنجماع ومزيد التودد والتوجه للطائف والمدينة لكن أحياناً مع القيام بالبيمارستان وغيره وسيرته حميدة وقد زاد على أبيه بحفظ القرآن وتلاوته وعدم ذكره للناس وفاته فقد الأقوام الناظرين في المصالح الذين كانت تجري خيراتهم على يد أبيه في المرستان وغيره بحيث كثرت ديونه وعياله، وقدم القاهرة في سنة إحدى وتسعين وتوجه منها لدمشق في المطالبة بشيء يتعلق بالبيمارستان ثم توجه لزيارة بيت المقدس فاعتمر وعاد لمكة وأرسل بولده عبد الرحمن في التي بعدها ففعل كأبيه ولم يحصل لهما الغرض وتزايدت اليون وتعب خاطره بكثرة عياله وقلة متحصله ونعم الرجل.
" أبو بكر " بن إبراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد الصدر بن النقي المقدسي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي أخو النظام عمر ووالد العلاء على الماضيين وأبوه ويعرف كسلفه بابن مفلح، ولد سنة ثمان وسبعمائة وتفقه بأبيه قليلاً واستنابه وهو صغير واستنكر الناس ذلك ثم ناب لابن عبادة وشرع في عمل المواعيد وشاع اسمه وراج بين العوام، وكان على ذهنه كثير من التفسير والأحاديث والحكايات مع قصور شديد في الفقه، وولى القضاء استقلالاً في سنة سبع عشرة ثم عزل بعد خمسة أشهر واستمر على عمل المواعيد حتى مات في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين، ذكره شيخنا في إنبائه، وقال غيره إنه ربما كتب على الفتاوى مع ما يبديه من مدارس الحنابلة وعين يوم الخميس لوفاته وأنه دفن بالروضة وقد جاز الأربعين.
" أبو بكر " بن إبراهيم بن محمد الهيصمي الجلاد اليمني الطبيب مات بمكة في المحرم سنة أربع وخمسين أرخه ابن فهد.
" أبو بكر " بن إبراهيم بن معتوق، مضى في أحمد بن إبراهيم بن عبد الله.(5/220)
" أبو بكر " بن إبراهيم بن يوسف التقي البعلي ثم الصالحي الدمشقي الحنبلي ويعرف بابن قندس بضم القاف والمهملة بينهما نون وآخره مهملة، ولد تقريباً سنة تسع وثمانمائة ببعلبك ونشأ بها فتعالى الحياكة كأبيه ثم أقبل على القرآن فحفظه في زمن يسير عندما قارب البلوغ مع استمراره لمعاونة أبيه في الحياكة ثم قرأ بعض العمدة في الفقه على مذهب أحمد والتمس من والده شراء نسخة بالمقنع فما تيسر فأعطاه بعض الطلبة نسخته بالتنبيه للشافعية فحفظ بعضه ثم تركه وحفظ المقنع والطوفى في الأصول وألفية النحو والملحة وغيرها وتفقه بالتاج بن بردس ولازمه مدة طويلة حتى أذن له بالإفتاء والتدريس ولم ينفك عنه حتى مات وقرأ عليه أيضاً صحيح البخاري والسيرة لابن هشام وكذا أذن له من قبله الشرف بن مفلح، وحج في سنة ثلاث وثلاثين ورجع إلى بلده فأقام بها يسيراً جداً ثم قدم دمشق فاستوطنها وأخذ العربية عن القطب اليونيني وغيره والمعاني والبيان عن جماعة من الدمشقيين والقادمين إليها منهم يوسف الرومي والأصول عن البدر العصياتي والمنطق عن الشريف الجرجاني وتلا بالقرآن تجويداً على إبراهيم بن صدقة وقرأ على الشمس بن ناصر الدين منظومته في علوم الحديث وشرحها وأخذ اليسير عن شيخنا وسمع في مسند إمامه على الشهاب بن ناظر الصاحبة وكذا سمع على غيره ولزم الإقبال على العلوم حتى تفنن وصار متبحراً في الفقه وأصوله والتفسير والتصويف والفرائض والعربية والمنطق والمعاني والبيان مشاركاً في أكثر الفضائل مع الذكاء المفرط واستقامة الفهم وقوة الحفظ والفصاحة والطلاقة فحينئذ عكف الطلبة عليه وأقبلوا بكليتهم له وانتدب لاقرائهم حتى كبرت تلامذته ونبغ منهم غير واحد وأحيا اللّه به هذا المذهب بدمشق، ووعظ الناس بجامع الحنابلة وغيره فانتفع به الخاص والعام، كل ذلك مع الدين المتين والورع الثخين ومزيد من التقشف والتواضع والزهد والورع والعفاف والتحري في الطهارة وغيرها والمثابرة على أنواع الخير كالصوم والتهجد والحرص على الانقطاع والخمول وعدم الشهرة وغزارة المروءة والإيثار والتصدق مع الحاجة والإعراض عن بني الدنيا جملة وعن وظائف الفقهاء بالكلية والتكسب بالحياكة غالباً والتودد للطلبة بل وإلى سائر الفقهاء حتى صار منقطع القرين واشتهر اسمه وبعد صيته وصار لأهل مذهبه به مزيد فخر ولم يشغل نفسه بتصنيف بل له حواش وتقييدات على بعض الكتب كفروع ابن مفلح بحيث جردت في مجلد وقد امتحن بها بين الشافعية والحنابلة بدمشق وعقد له مجلس حافل عند النائب وتعصبوا عليه فلم ينهضوا لمقاومته، وقدم مصر فعظمه الأكابر خصوصاً شيخنا وابتهج بقدومه عليه وأهدى له شيئاً من ملبوسه وكتبه ولقيته إذ ذاك وسمع بقراءتي عليه وانتفعت بلحظه ودعائه ثم لقيته بصالحية دمشق فبالغ في إكرامي بما لا أنهض لوصفه واغتبط بمحبتي ولزم السماع معي هو والأعيان من طلبته وأعانني في تحصيل بعض الكتب والأجزاء وعزم على السفر معي إلى حلب وبعلبك ثم أعرض عن ذلك بسبب يرجع إلى الإخلاص ولما رجعت إلى القاهرة أرسلت إليه هدية فأحسن بقبولها وأظهر سروراً وقد وصفه تلميذه العلاء المرداوي بأنه علامة زمانه في البحث والتحقيق، وقال ابن أبي عذيبة: شيخ الحنابلة بالشام وإمامهم ومفتيهم وعالمهم وزاهدهم، مات في عاشر المحرم سنة إحدى وستين بدمشق ودفن بالروضة جوار الموفق بن قدامة ولم يخلف بعده في مجموعة مثله رحمه اللّه ونفعنا به.(5/221)
" أبو بكر " بن أحمد إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب بن أحمد الفخر بن الشهاب المرشدي الفوي الأصل المكي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بالفخر المرشدي والد محمد المدعو عبد الصمد، ولد في ذي القعدة سنة ثلاث وثمانمائة بمكة ونشأ بها فقرأ القرآن وتلاه علي ابن الجزري بعدة روايات وسمع عليه شيئاً من الحديث وحفظ أربعي النووي والعمدة والمنهاج الفرعي، وعرض على الجمال بن ظهيرة وابن سلامة والنجم المرجاني وآخرين ممن أجاز له، ونقله أبوه إلى المدينة النبوية فسمع بها الزين المراغي وأجاز له من أهلها القاضيان عبد الرحمن بن صلح ونور الدين علي بن أبي الفتح الزرندي والجمال الكازروني وبحث عليه نصف تفسير البغوي وغيرهم، ثم عاد إلى مكة وسمع بها الوالي العراقي وشيخنا ولازم الحج والاعتمار من الجعرانة مدة إقامته فيها، ودخل اليمن والقاهرة والشام ورحل إلى أدرنة من بلاد الروم فما دونها وحضر هناك غزاة على ساحل البحر الأخضر وباشر فيها القتال وقرأ قصيدة البوصيري الهمزية على الشمس الفنري وسمع علي بحلب البرهان سبط ابن العجمي وبدمشق على ابن ناصر الدين وأبي شعر وأبي زكنون وبحث في الفقه على الشمس الكفيري والشهاب بن المحمرة؛ وعرض بها المنهاج على العلاء البخاري وأجازه وكذا أجاز له في سنة خمس فما بعدها العراقي والهيثمي والجمال بن الشرايحي والشهابان الحسباني وابن حجي وابن صديق وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون، ودخل مصر أيضاً وأجاب بها عن ذاك اللغز الذي أوله:
تقول فتاة المنحنى بعد بعدها ... وقد سمحت من بعد صد وإعراض.
وكان ذكياً عاقلاً ساكناً طريفاً لطيف العشرة غزير الحفظ لأيام العرب وأشعارها كثير المخالطة للموجودين منهم والحفظ لكلام مع مشاركة في الطب واللغة كتب المنسوب وخالط الأكابر والعلماء كالكمال بن البارزي والعز الحنبلي وكان يميل إليه، وكتب عنه البقاعي من شعره وبالغ في الثناء عليه وكذا لقيته بمكة وغيرها مراراً واستفدت منه وأجاز، وفي ترجمته من المعجم فوائد، مات في ذي القعدة سنة ست وسبعين بمكة وصلى عليه بعد الصبح ودفن بالمعلاة رحمه الله وعفا عنه.
" أبو بكر " بن أحمد بن إبراهيم بن خليل المصري البنا، ذكره ابن فهد مجرداً.
" أبو بكر " بن أحمد بن إبراهيم بن فلاح يأتي قريباً.
" أبو بكر " بن أبي ذر أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي الماضي أبوه وجده ويعرف بأبيه ولد ونشأ فحفظ القرآن وكتباً وعرض واشتغل على أبيه وغيره وأسمعه معنا في حلب سنة تسع وخمسين على ابن مقبل وحليمة ابنة الشهاب الحسيني وتدرب في قراءة البخاري ونحوه فلما تعلل أبوه خلفه في القراءة بالجامع واستمر بعد موته حتى مات في الطاعون سنة سبع وتسعين بعد موت ولد له مراهق أو نحوه وتخلف له ابن صغير لم يبق من بيتهم فيما قيل غيره؛ وكانت جنازته حافلة جداً.
" أبو بكر " بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليماني الشافعي أخو أبي القاسم وابن أخي أبي بكر بن إبراهيم الماضي قريباً ويلقب بالصديق ويعرف كسلفه بابن مطير كان متأهلاً لوظيفتهم فقيهاً خيراً مدرساً قاله الاهدل.(5/222)
" أبو بكر " بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن عمر الزين النابلسي الأصل الدمشقي الشافعي الماضي أبوه وجده نزيل القاهرة وصاحب النجم يحيى بن حجي ويعرف كسلفه بابن فلاح بالتخفيف، ممن نشأ بدمشق وحفظ القرآن وغيره وحضر بها بعض الدروس، وقطن القاهرة في بيت ابن البارزي لاختصاص أبيه بالكمال ولازم الانتماء للنجم المشار إليه ووافقه في الأخذ عن جل شيوخه كالعلم البلقيني والمناوي والمحلى والشرواني والشمني وكذا أخذ عن ابن حسان ولا أستبعد أن يكون أخذ بدمشق عن البدر بن قاضي شهبة والزين خطاب وغيرهما نعم أخذ عن النجم بن قاضي عجلون ثم عن أخيه التقي وسمع في البخاري بالظاهرية بل سمع مني قليلاً وسألني عن أشياء وتميز وشارك في الفضيلة وكتب بخطه أشياء وأظن كان كتابه الحاوي فقد كانت له عناية بشرحه للقونوي، وحج غير مرة وزار بيت المقدس وتكرر دخوله البلاد الشامية لقبض جهات صاحبه وأخته وبني عبد الرحيم بن البارزي ثم بعده لولده وبقية المشار إليهم وصار لذلك يركب الفرس ويتبعه الجنيب مع خير وعقل ولطف وحسن عشرة وخفة روح وتواضع وتنزه وعدم حصر، وتناقص حاله بأخرة بحيث قطن الشام وتزوج بها وجلس شاهداً بباب الجابية بل بباب قاضيه الشهاب بن الفرفور ولم يحصل من ذلك على طائل وصار يبيع كتبه أولاً فأولاً وهش ثم بدا له التوجه لطرابلس ليخبر أمره في استيطانها فأم باينال نائبها ولم يلبث أن مات بها في سنة ثمان وتسعين فيما بلغني وأنه لم يقصر عن السبعين رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن أحمد بن إبراهيم التقي بن الشهاب أبي العباس بن البرهان الباحسيتي الحلبي - وباحسيتا حارة منها بحذاء باب الفرج - المصري الأصل الشافعي البسطامي ويعرف هناك بابن المصري، ولد في أول سنة إحدى عشرة وثمانمائة أو آخر التي قبلها بحلب ونشأ بها فقرأ القرآن على عبيد البابي وبه تفقه وكذا اشتغل على الزين عبد الرزاق العجمي وجنيد الكردي ولازم البرهان الحلبي حتى سمع منه الكثير من المطولات كالصحيحين وغيرهما بل قرأ عليه ألفية الحديث وغيرها؛ وأخذ طريق القوم عن أبي بكر الحيشي البسطامي وفضل أحد المنسوبين لسيدي عبد القادر، بل ارتحل فسمع على الشهاب بن الرسام بحماة وقرأ على ابن ناصر الدين بدمشق صحيح البخاري في سنة إحدى وأربعين وعلى شيخنا بالقاهرة قطعة كبيرة من أول صحيح مسلم ووصفه بالشيخ الفاضل البارع المفنن، والذي قبله بالشيخ العالم الفاضل المقرئ المجود المحدث البارع الخطيب وسمع أيضاً من الجمال أحمد بن الفخر أحمد بن عبد العزيز الهمامي وقدم بعد دهر القاهرة فلازم الحضور عندي في الإملاء وسمع دروساً كثيرة من شرح ألفية العراقي بل قرأ مشيخة ابن شاذان على ثم على الشهاب الشاوي وأخذ عن الزكي المناوي المسلسل وبعض سنن أبي داود واستجاز علياً حفيد يوسف العجمي وغيره، ثم قدم مرة أخرى فكتب القول البديع من تصانيفي وما عملته في ختم البخاري وسمعهما من لفظي ولازمني حتى سافر في أوائل سنة اثنتين وثمانين، وحج مراراً وزار بيت المقدس والخليل وأقام بهما يسيراً ودخل الروم وغيرها وتكلم على الناس فأجاد وخطب ووعظ، وهو خير نير فاضل مستحضر لأشياء جيدة من متون ومهمات وغير ذلك مع أنسة بالعربية، وآخر ما لقيته في سنة خمس وثمانين أو التي بعدها بمكة ثم بلغتني وفاته في سنة تسعين أو التي تليها على ما يحرر وخلف ولداً سيئ السيرة.
" أبو بكر " بن أحمد الطيب بن أبي بكر بن أحمد دعسين بن علي بن عبد الله ابن محمد دعسين بن مبين - بضم أوله ثم موحدة وآخره نون - القرشي نسبة لقبيلة يقال لها القرشية باليمن، كان جده عالماً له تصانيف منها شرح لأبي داود في أربع مجلدات مات عنه مسودة، ومات سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وترك ابنيه محمداً وكان فقيهاً عارفاً مات سنة سبع وثمانين وسبعمائة وأحمداً الملقب بالطيب مات سنة خمس وتسعين وسبعمائة ولثانيهما صاحب الترجمة، وكان فقيهاً محققاً متصوفاً صحب على بن عمر بن إبراهيم المخا واختص به وحمل عنه كثيراً من كتب التصوف وكتب الشاذلية، وولى قضاء موزع مديدة ثم انفصل عنه ولزم التدريس والإفتاء حتى مات سنة ثلاث وأربعين، ذكرهم الاهدل بنحو هذا.(5/223)
" أبو بكر " بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الرضى عبد الحميد القرشي المكي أخو عبد الرحيم وعبد المحسن وأمه يمانية. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة وسمع من أبي الفتح المراغي وأجاز له من أجاز ابن عمه الكريمي عبد الكريم بن عبد الرحمن بن ظهيرة، مات في ذي الحجة سنة ثمان بمكة.
" أبو بكر " بن أحمد بن أبي بكر بن محمد الأدكاوي الشافعي ويعرف بابن وهيب تصغير جد له أعلى اسمه عبد الوهاب يقال أنه من المهتدين، ولد سنة ثمان وخمسين وثمانمائة تقريباً بأدكو ونشأ بها فقرأ القرآن وأربعي النووي ومختصر أبي شجاع وألفية النحو والملحة والرحبية في الفرائض ونصف المنهاج، وعرض جميع الألفية على الشمس المالقي وأماكن منها على البدر بن المخلطة ومحمد بن عبد الكريم التلمساني وابن سلامة ولازم التقي الأوجاقي في الفقه والأصلين والنحو وحضر دروس البرهان بن أبي شريف في الفقه، وزار بيت المقدس بل وصل لحلب في التجارة ودخل طرابلس وبيروت ودولب القماش في بلده وقام وقعد وناب عن زكريا بادكو بعد صرف نور الدين بن الفويطي وكانت قلاقل بل ناب قبل عن المحب أخي السيوطي وتردد إلي كثيراً، وهو مشتدق متكلم له فهم وخبرة بالمخاصمات ولداً ولذا أعرض الزيني زكريا عن استنابته وأضافها لغيره.
" أبو بكر " بن أحمد بن أبي بكر بن العجمي الحلبي البلان بحمام شيخو ويعرف جده بالبقيار، ذكره البقاعي هكذا.
" أبو بكر " بن أحمد بن أبي بكر الزين الشنواني، يأتي فيمن لم يسم أبوه.
" أبو بكر " بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الزين الأذرعي الأصل القاهري أحد الأخوة، وأمه فتاة لأبيه تركية، ممن سمع في البخاري بالظاهرية ومات تقريباً سنة خمس وثمانين.
" أبو بكر " بن أحمد بن سليمان بن داود بن أبي بكر التقي أبو الصدق بن الشهاب بن أبي الربيع الأذرعي ثم الدمشقي الشافعي ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ كتباً واشتغل في فنون، ومن شيوخه الشمس البرماوي وكان يحكى عنه في استشكال لأقرابه بتزويج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته من علي رضي الله عنهما أنها ليست قريبة فإنها ابنة ابن عمه، وكذا أخذ عن التقي بن قاضي شهبة بل شاركه في بعض شيوخه وسمع من عائشة ابنة ابن عبد الهادي جل الصحيح في سنة ثمان وثمانمائة، وأجاز له الشهاب بن العماد الحسباني وناب في الحكم بدمشق وتصدى لنفع الطلبة فأخذ عنه الأماثل ودرس بالعادلية الصغرى، وممن أخذ عنه الشمس محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن حامد المقدسي وكتب إلى بالإجازة ورأيته قرط تصنيف النجم بن قاضي عجلون في مسألة ذبائح أهل الكتاب بما أثبته في ترجمته من المعجم وكذا قرض لغيره وكان أحد أوعية العلم وأعيان النواب مات فجأة في ليلة السبت سلخ ربيع الأول سنة ثمان وخمسين بدمشق وتوقف الناس في موته وزعم بعضهم أنه أسكت فأخر إلى يوم الأحد فلما تحقق موته غسل وصلى عليه بجامع دمشق وحمل حاجب الحجاب نعشه من منزله بالعادلية الصغرى إلى وسط الجامع ودفن بمقبرة الباب الشرقي وكانت جنازته حافلة بالأعيان رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الفخر الدمشقي ثم المدني الحنبلي ويعرف بالشامي، سمع على الصلاح بن أبي عمر جزء الهيثم بن كليب ومن ابن أميلة الترمذي بفوت ومن العز بن جماعة القاضي والفخر عثمان النويري النسائي ذكره شيخنا في أنبائه وقال: كان خيراً ديناً اشتغل كثيراً وتيقظ وسمع من بعض أصحاب الفخر وناب في الحكم وأكثر التوجه إلى الشام ومصر، مات في المحرم سنة عشر عن ستين سنة وقد أسرع إليه الشيب جداً، وذكره الفاسي في ذيله فقال: وكانت له نباهة في الفقه تفقه في المدينة بالزين المراغي وأخذ عن غيره بمصر والشام وناب في الحكم بالمدينة عن الزين عبد الرحمن الفارسكوري أشهراً قليلة وكان فيه خير ودين وأدب ومذاكرة حسنة، مات بالمدينة ودفن بالبقيع.(5/224)
" أبو بكر " بن أحمد بن عبد الله الزكي المهجمي الأصل المصري التاجر الكارمي ويعرف بابن الهليس بكسر الهاء واللام وآخره مهملة، ولد تقريباً سنة خمس وسبعين وسبعمائة وسمع على التنوخى وابن الشيخة وابن أبي المجد والصردى وابنة الأذرعي وجماعة وأجاز له من مكة الشمس بن سكر ومن بيت المقدس أبو الخير العلائي ومن دمشق أبو هريرة بن الذهبي في آخرين منها ومن غيرها، وحدث سمع منه الفضلاء، وذكره شيخنا في أنبائه فقال: نشأ في حال بزة وترفه ثم اشتغل بالعلم بعد أن جاز العشرين ولازم الشيوخ وسمع معي من عوالي شيوخه فأكثر جداً، وأجاز له عامة من أخذت عنه في الرحلة الشامية ورافقني في الاشتغال على الأنباسي والبلقيني والعراقي وغيرهم، ثم دخل اليمن في سنة ثماني مائة فاستمر بالمهجم وبعد أن عاد من قريب فسكن مصر ثم ضعف بالدرب واختل عقله جداً وسئم منه جيرانه فنقلوه إلى البيمارستان المنصوري فأقام به نحو شهرين ثم مات وصليت عليه ودفنته بالتربة البيبرسية في يوم الأحد سلخ المحرم سنة ثمان وثلاثين رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن أحمد بن عبد المهدي بن علي بن جعفر المكي الصيرفي، مات بمكة في ربيع الأول سنة خمس وثمانين.
" أبو بكر " بن أحمد بن عثمان الفخر الجبرتي الشافعي نزيل طيبة، ممن سمع منى بالمدينة.
" أبو بكر " بن أحمد بن علي بن سليمان الكركي الصالحي ويعرف براجح. ولد تقريباً بعد سنة خمسين وسبعمائة وذكر أنه سمع من المحب الصامت والعماد الحنبلي ورسلان الذهبي وأبي الهول صحيح البخاري، ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين بسفح قاسيون ودفن به رحمه الله.
" أبو بكر " بن أحمد بن علي بن عمر بن قنان فخر الدين الدمشقي الأصل العيني الحنفي وهو بلقبه أشهر، ولد في ذي القعدة سنة ست وأربعين وثمانمائة بالمدينة وحفظ منظومة النسفي ونصف المجمع، وعرض على الشمس الخجندي والمحب الطبري وأبي الفرج المراغي وسعد الدين سعيد الزرندي القاضي والبدر ابن عبيد الله وعليه قرأ في مجاورته بمكة في الفقه في قسم من تقسيم مجمع البحرين وعلى نور الدين الفنري في المنطق في مجاورته أيضاً وأنشدني عنه قوله مجيباً لمن مدحه ببيتين.
كيف السرور لمذهب هو عارى ... عما يرجيه رضى الستار
لكن بسركم ارتجى كرماً له ... أن الرجال لمعدن الأسرار
على الآلة إذا وقفت يجيبني ... أن لا ينادي يا قناري نار
وسمع مني بالمدينة أشياء وجود الخط وكتب به أشياء بل له منسك لطيف واختص بالشمس بن الزمن وقدم على السلطان من قبله مرة ثم قدمها أخرى وأثرى، وهو عاقل متودد متأدب ذو عيال ولا يخلو من إفضال وبيده بالمدينة الشمسية موضع بهج فيه بستان وبحرة وكذا بقباء وغير ذلك، وقد تزوح ابنته القاضي صلاح الدين بن صالح ثم النجم بن ظهيرة واستولدها وسكن عندهم بالشمسية المشار إليها.
" أبو بكر " بن أحمد بن علي بن شرف الزين الحنبلي الميقاتي أحد الشهود بحانوتهم بالحلوانيين، كتب بخطه أنه ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة فالله أعلم، مات سنة إحدى وتسعين ظناً.
" أبو بكر " بن أحمد بن علي ويعرف بالقرعان بضم القاف ثم مهملة وآخره نون تاجر مستور في حانوت بقيسارية طيلان ممن سمع مني.
" أبو بكر " بن أحمد بن عمر الشرف بن الشهاب العجلوني، مضى في المحمدين وسمى شيخنا في معجمه والده محمداً أيضاً.
" أبو بكر " بن أحمد بن فلاح مضى فيمن جده إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن عمر تقريباً.
" أبو بكر " بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن علي التقي بن الشهاب الحوراني الحموي الأصل الدمشقي المولد نزيل مكة ويعرف كأبيه بابن الحوراني وهو ابن عم يحيى بن عمر الماضي وزوج أخته، شاب ولد في سنة ست وسبعين وثمانمائة بدمشق وقرأ بمكة عند حسن الطلخاوي في القراآت والفقه والعربية وزوجه أبوه ابنة أخيه عمر واستولدها، ولازمني في سنة ثلاث وتسعين بمكة حتى سمع بقراءة ابن عمه المذكور الصحيح سوى قطعة من أوله وهي جزآن ونصف فسمعها من لفظي وقرأ هو بعضها مع بعض أربعي النووي وحدثته بباقيها مع المسلسل بالأولية وسورة الصف وحديث زهير العشاري وغير ذلك وكذا سمع مني وعلى أشياء وكتبت له بالإجازة.(5/225)
" أبو بكر " بن المحب أحمد بن الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة القرشي المكي، مات وهو ابن نصف شهر في سلخ ربيع الأول سنة ثلاث عشرة.
" أبو بكر " بن أحمد بن محمد بن عثمان الطنبداوي المكي مات في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين بمكة، أرخه ابن فهد.(5/226)
" أبو بكر " بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن ذؤيب بن مشرف التقي بن الشهاب بن الشمس بن النجم بن الشرف الأسدي الشهبي الدمشقي الشافعي والد البدر محمد وحمزة من بيت كبير أشرت لمن عرفته منهم في المعجم؛ ويعرف كسلفه بابن قاضي شهبة لكون النجم والد جده أقام قاضياً بشهبة السوداء أربعين سنة، ولد في رابع عشرى ربيع الأول سنة تسع وسبعين وسبعمائة بدمشق ومات أبوه وهو ابن إحدى عشرة سنة بعد أن أحضره على والده في الثانية والثالثة والرابعة ومما حمله عنه البخاري فاشتغل بالعلم وأخذ عن جماعة منهم كما قرأته بخطه السراج البلقيني - قال وهو أعلاهم - والشهب الزهري وابن حجي والملكاوي والشرفان الشريشي والغزي والجمال الطيماني والزين القرشي الحافظ والبدر بن مكتوم والشمس الصرخدي وسمع كما بخطه من أبي هريرة بن الذهبي والعلاء بن أبي المجد وابن صديق وكما بخط بعضهم من غيرهم ومن جده الشمس وتدرب في التاريخ بالشهاب بن حجي وله على تاريخه ذيل انتهى فيه إلى سنة أربعين وكذا عمل مختصراً لطيفاً مفيداً في طبقات الشافعية استمد فيه بل وفي سائر تعاليقه التاريخية من تصانيف شيخنا ومراسلاته حسبماً يصرح بالنقل عنه وعليه فيها عدة مؤخذات، وفنه الذي طار اسم به هو الفقه قد انتهت إليه الرياسة فيه ببلده بل صار فقيه الشام وعالمها ورئيسها ومؤرخها وتصدى للإفتاء والتدريس فانتفع به خلق، وحدث ببلده وببيت المقدس سمع منه الفضلاء أجاز لي ودرس بالسرورية والأمجدية والمجاهدية والظاهرية والناصرية والعذراوية والركنية وغيرها، وناب في تدريس الشاميتين وصار الأعيان في وقته ببلده من تلامذته ورحل إليه من الأماكن النائية، كل ذلك مع الذكاء والفصاحة والشهامة والديانة وحسن الخلق والمحاسن الوافرة، ومن تصانيفه سوى ما تقدم شرح المنهاج سماه كفاية المحتاج إلى توجيه المنهاج ولكنه لم يكمل وقف فيه مكان وقف السبكي في الخلع في أربع مجلدات وشرح التنبيه سماه كافي النبيه، وحج وزار بيت المقدس وناب في القضاء بدمشق مدة ثم استقل به في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين عوضاً عن الكمال ابن البارزي ولم يلبث أن صرف بالبهاء بن حجي لكونه خطب في واقعة إينال الجكمي للعزيز يوسف بن الأشرف برسباي ثم أعيد بعد الونائى في شوال التي تليها وانفصل عن قرب أول سنة أربع وأربعين وانقطع للعلم وسافر قبيل موته بجميع عياله لزيارة بيت المقدس في رمضان وقصد الشهاب أبا البقا الزبيري بالمدرسة الطولونية لزيارته فقيل أنه تكلم على بعض المحال من البخارى بحضرة المزور بما أبهت به من حضر حتى قال بعضهم لو كان هنا ابن حجر لم يتكلم بأكثر ولا أحسن ويحققوا بذلك تقدمه فيما عدا الفقه أيضاً، ولما انقضى أربه من الزيارة عاد فمات فجأة وهو جالس يصنف ويكلم ولده البدر بعد عصر يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة إحدى وخمسين ودفن من الغد بمقبرة باب الصغير عند سلفه وكان له مشهد لم ير لأحد من أهل عصره مثله وتأسف الدمشقيون على فقده، ومن الغريب ما حكاه ولده أنه قبل موته أظنه بيوم ذكر موت الفجأة وأنه إنما هو أخذة أسف للكافر وأما المؤمن فهو له رحمه وقرر ذلك تقريراً شافياً قلت وقد ترجم البخاري في الجنائز من صحيحه موت الفجأة وقد ترجمه بعض المتأخرين فقال أنه ناب مدة بشهامة وصرامة وحرمة وكلمة نافذة ثم استقل مرتين، وانتهت إليه رياسة المذهب في زمانه بل رياسة الشام كلها وصار مرجعها إليه ومعولها في مشكلاتها عليه ورزق من ذلك ما لم يرزقه فيه غيره حتى قال الحسام الحنفي أنه لم يحصل لشافعي قط ما حصل له فإنه يرى نص الشافعي في مسئلة فتواة على خلافه فيعمل بها لكونه عندهم أخبر بنص الشافعي من غيره ولم يدانه في زمانه بل ولا قبله من مدد في معرفة فروع الشافعية سيما تخريج كلام المتأخرين أحد وكتب بخطه الكثير بحيث لو قال القائل أنه كتب مائتي مجلد لم يتجاوز وخطه فائق دقيق وبيع في تركته نحو سبعمائة مجلد كاد أن يستوفيها مطالعة وألف التاريخ الكبير ابتدأ فيه من سنة مائتين إلى سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وفي أثنائه خرم أكمله بعض تلامذته وذيلاً على تواريخ المتأخرين الذهبي والبرزالي وابن رافع وابن كثير وغيرهم ابتدأه من سنة إحدى وأربعين وسبعمائة إلى سنة نيف وعشرين وثمانمائة في ثمان مجلدات واختصره في مجلدين(5/227)
ثم اختصره في مجلد وكتب حوادث زمنه إلى يوم وفاته وعمل طبقات الشافعية والحنفية إلى غير ذلك مما لا يحصى اختصاراً وانتقاءاً وجمعاً، قال العز القدسي دخلت دمشق قبل الفتنة فلم أر فيها ولا سمعت ممن نشأ أحسن منه صورة وسيرة، وكان شكلاً حسناً يلبس القماش النفيس ويركب البغال المثمنة معظماً مكرماً وقوراً لا يخاطب غالباً إلا جواباً عليه جلالة ومهابة عنده نفره من الناس وبعض حدة مزاج لم أر مثله في معناه ولما أرسل الظاهر جقمق رسوله لشاه رخ كان أحد أربعة سأله عنهم فأجابه ببقائهم فقال الحمد لله بعد في الناس بقية، حج في سنة سبع وثلاثين وقدم القدس في المحرم سنة إحدى وخمسين للزيارة ثم عاد إلى أن مات في عصر يوم الخميس عاشر ذي القعدة منها فجأة وأخرج من الغد بعد أن صلى عليه بعد الجمعة في مشهد حافل لم يعهد نظيره في هذه الأزمان ومشى فيه النائب والحجاب والقضاة ونوابهم والعلماء والفقهاء وسائر الناس ودفن بقابر باب الصغير عند أبيه وجده بالقرب من تربة بلال ورؤيت له منامات كثيرة حسنة ذكرها ولده في مجلده وأفرد من مناقبه أيضاً جملة، ورثى بمرات كثيرة فيها مرثية للشمس القدسي أولها: اختصره في مجلد وكتب حوادث زمنه إلى يوم وفاته وعمل طبقات الشافعية والحنفية إلى غير ذلك مما لا يحصى اختصاراً وانتقاءاً وجمعاً، قال العز القدسي دخلت دمشق قبل الفتنة فلم أر فيها ولا سمعت ممن نشأ أحسن منه صورة وسيرة، وكان شكلاً حسناً يلبس القماش النفيس ويركب البغال المثمنة معظماً مكرماً وقوراً لا يخاطب غالباً إلا جواباً عليه جلالة ومهابة عنده نفره من الناس وبعض حدة مزاج لم أر مثله في معناه ولما أرسل الظاهر جقمق رسوله لشاه رخ كان أحد أربعة سأله عنهم فأجابه ببقائهم فقال الحمد لله بعد في الناس بقية، حج في سنة سبع وثلاثين وقدم القدس في المحرم سنة إحدى وخمسين للزيارة ثم عاد إلى أن مات في عصر يوم الخميس عاشر ذي القعدة منها فجأة وأخرج من الغد بعد أن صلى عليه بعد الجمعة في مشهد حافل لم يعهد نظيره في هذه الأزمان ومشى فيه النائب والحجاب والقضاة ونوابهم والعلماء والفقهاء وسائر الناس ودفن بقابر باب الصغير عند أبيه وجده بالقرب من تربة بلال ورؤيت له منامات كثيرة حسنة ذكرها ولده في مجلده وأفرد من مناقبه أيضاً جملة، ورثى بمرات كثيرة فيها مرثية للشمس القدسي أولها:
عليك تقى الدين تبكي المنازل ... لقد كنت مأمولاً إذا أم نازل
ولمحمد الفراش أولها:
لموتك أيها الصدر الرئيس ... تعطل الدارس والمدروس
ولم يخلف بعده مثله، وكان في يوم الأربعاء درس بالتقوية وذكر الخلاف في موت الفجأة ثم قال وأنا أختاره لمن هو على بصيرة لأن أقل ما فيه أمن الفتنة عند الموت، ثم ركب منها فلما استوى على بغلته قال لولده البدر والله يا بني ما بقي فينا شئ ثم توجه للناصرية فدرس بها وجره الكلام إلى فضل الموت يوم الجمعة وليلتها ثم سأل الله الوفاة في ذلك فأجاب الله دعوته فإنه لما كان ثاني يوم بعد العصر وهو جالس يحدث ولده والقلم بيده وهو يكتب فوضع القلم في الدواة واستند إلى المخدة والتوى رأسه فقام إليه ولده فوجده قد مات بحيث قال ولده والله والله ما أعلم أنه حصل له من ألم الموت ما يحصل من ألم الفصادة إلا دون ذلك رحمه الله وإيانا.(5/228)
" أبو بكر " بن أحمد بن محمد الزكي المصري الشافعي المقرئ الضرير ويعرف بالسعودي، ولد تقريباً قبل سنة سبعين وسبعمائة بمصر وأخبر أن أمه سافرت به في صغره إلى اسكندرية فرآه الشيخ نهاراً فقال لها أنه يكف بعد قليل وأنه يكون في آخر عمره خيراً منه في أوله ولا يموت إلا مستوراً فكف وسنة خمسة أشهر ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج أو التنبيه والشاطبية والكافية الشافية واستمر على حفظها إلى آخر وقت وعرض على السراج البلقيني والأنباسي والعز بن الكويك وأجازوا له وقرأ القرآن بمصر على الصدر السفطي شيخ الآثار وتلا بالسبع عليه وعلى مظفر وخليل المشبب والشمس العسقلاني ولازمه كثيراً وسمع عليه الشاطبيتين والفخر البلبيسي إمام الأزهر والشمس بن القطان وسمعت أنه كان يرجحه على سائر شيوخه بل قيل أنه أخذها عن التقي عبد الرحمن البغدادي وبحث في الفقه على ابن القطان وغيره وسمع دروساً في النحو على الشمس الغماري ولكنه لم يتميز في غير القراآت مع حذق بتعبير الرؤيا، وحج في سنة أربع عشرة وجاور بقيتها مع سنتين بعدها ودخل اليمن وأقرأ بتعز وسافر إلى طرابلس وأخذ عنه جماعة وقرأ عليه الزين جعفر السنهوري الفاتحة وإلى المفلحون ولم يكن يسمح بالإجازة إلا لمن يقرأ وما أظن قصده في ذلك إلا جميلاً وإن قال البقاعي أنه مجرد حرمان له لسوء باطنه وقد فاته خير كبير، وما اكتفى بذلك حتى قال له أنت شيخ قد أعمى الله بصيرتك كما أعمى بصرك، وذكره شيخنا في معجمه فقال: أبو بكر الزكي بن المقري، ولد سنة بضع وستين وتعانى الاشتغال بالقراآت وكان قد أضر فحمل عن العسقلاني خاتمة أصحاب الصائغ وأجاز له ومهر في تعبير المنامات اشتهر بذلك وكان يلازم التلاوة وذكر لي في شوال سنة اثنتين وثلاثين أنه رأى مناماً وقصه على انتهى، وأشار شيخنا الزين رضوان لترجمته باختصار وأن الشمس بن الحصري أخبره أنه أخذ القرآات عن العسقلاني وقال غيره إنه كان طوالاً محتداً، مات بمصر في حدود سنة سبع وأربعين رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن أحمد بن محمد الجيزي ثم القاهري الشافعي نزيل مكة وأخو محمد الماضي، اشتغل علي الزين زكريا وغيره وفضل وجل انتفاعه بمحمد الطنتدائي الضرير وصحب ابن أخت الشيخ مدين وسافر في البحر لمكة فقطنها وتوجه منها إلى الهند صحبة ولد حسين بن قاوان وكان وهو بمكة يأخذ عن أبيه وعن قاضيها ثم عاد مع حافظ رسول صاحب كلبرجة بعد أن صاهره وقد ترفع حاله فلم يلبث أن مات بالمدينة النبوية في جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين وكان قدمها للزيارة، ودفن بالبقيع وأظنه قارب الأربعين أو جازها رحمه الله.
" أبو بكر " بن أحمد بن محمد العمراني اليماني ويعرف في بلده وبين جماعته بالشنيني رأيت خطه على استدعاء بعد الخمسين.
" أبو بكر " بن أحمد بن محمد الزين الفنشي الأصل - بفاء ثم نون ساكنة ثم شين معجمة من عمل البنهسا - القاهري ابن أخي عبد الباسط مباشر جدة ومحتسبها هو إلى أن صرف عنها على يد ناظرها برد بك مع إهانته له، واستقر عوضه أخو ابن كاتب البزادرة.
" أبو بكر " بن أحمد بن محمد المشيرقي، روى لنا عن المحب بن الشحنة أنه قال رحلت في خدمة الخطيب ناصر الدين بن عشائر إلى القاهرة فلما نزلنا الصالحية ذكر لنا أن شيخنا بها اختطفه الجن وفي الظن أنه سماه محمداً وهو مشهور عندهم بالمخطوف فاجتمعنا به فذكر لنا أنه قتل وزغة بجامع الصالحية فاختطف واحتوشه جماعة من الجن كل يدعى أنه قاتل قريبه فلقنه شخص طلب شرع الله فصاح بقوله شرع الله شرع الله فأحضر إلى شخص وهو القاضي جالس على كرسي وعلى رأسه برنس فادعى عليه عنده فأنكر فسأل القاضي المدعى في أي صورة ظهر قريبك فقال في صورة وزغة فالتفت إلى من عنده وقال ألم يخبرنا على رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من تزيا بغير زيه فقتل فدمه هدر دعوه ثم سأله هل تحسن قراءة القرآن فقال نعم فعرض عليه أن يقيم عندهم ليعلمهم فأبى وذكر له أنه قرأ الفاتحة على فتلقنها المخطوف منه وتلقنها من المخطوف بن عشائر وخادمه هذا وقرأها على المحب بن الشحنة وسمعناها منه مراراً والله أعلم بصحتها.(5/229)
" أبو بكر " بن أحمد بن مقبل التقي بن الشهاب الحمصي الضرير الشافعي المقري ويعرف بابن مقبل، تلا بالسبع على بلديه الشمس بن شبيب وكذا قرأ على الشيخ حبيب والفخر الضرير وتصدر للإقراء ببلده وصار شيخها وانتفع به جماعة مع استحضاره لجملة من تاريخ وغيره واعتقاد من أهل بلده فيه وممن قرأ عليه بلدية العلاء أبو الحسن علي بن علي بن محمد الحميدي وأفادني ترجمته وأنه في سنة اثنتين وسبعين حي قد جاز الثمانين.
" أبو بكر " بن أحمد بن وجيه، يأتي في أبي بكر بن وجيه.
" أبو بكر " بن اسحق بن حسين بن خالد المرندي ثم الشامي ثم المصري الحنفي فيما رأيته بخط بعضهم شيخ صالح معمر، ولد سنة اثنتي عشرة وسبعمائة وكان أحد صوفية الخانقاه الناصرية فرج بالصحراء المعروفة بالتربة البرقرقية هكذا ذكره النجم عمر بن فهد وهو في معجم أبيه لكن بدون اسحق.
" أبو بكر " بن اسحق بن خلد الزين الكختاوي الحلبي ثم القاهري الحنفي ويعرف ببا كير، ولد تقريباً فيما كتبه بخطه سنة سبعين وسبعمائة بكختا واشتغل في الفنون وأخذ عن غير واحد بعدة أماكن منهم العلاء الصيرامي حتى مهر وتقدم وفاق الأقران، ودرس وأفتى وولى قضاء حلب فحمدت سيرته ثم طلب إلى القاهرة واستقر في مشيخة الشيخونية وانتفع به جماعة واتفقت له كائنة مع العلاء الرومي ذكرها شيخنا في الحوادث عرضت عليه بعض محفوظاتي وكان خيراً ساكناً عاقلاً منجمعاً عن الناس ذا شكالة حسنة وشيبة نيرة وجلالة عند الخاص والعام مع لكنة خفيفة في لسانه بل اختلط قبل موته بيسير، ومات في ليلة الأربعاء ثالث عشرى جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وصلى عليه في سبيل المؤمني بحضرة السلطان فمن دونه ودفن بالفسقية التي بها الرازي وزاده في جامع شيخو، وقد ذكره العيني وقال أن المترجم أخذ عنه وهو أمرد الصرف وغيره ببلده كختا سنة خمس وثمانين ثم في عنتاب بعد ذلك ثم قدم القاهرة سنة تسعين فنزل في البرقوقية وحضر دروس شيخها العلاء وكتب التلويح بخطه وصححه ثم بعد هذا كله ركب هواه واشتغل بما يزيل العقل حتى بلغني أنه كان يجتمع مع اليهود على ما لا يرضي الله وآل أمره إلى أن باع كتبه وغيرها بحيث أصبح فقيراً وألجأه الفقر والتهتك إلى السفر لبلاد الروم وصار يتردد في بلاد ابن عثمان من بلد إلى بلد ويحضر دروس علمائها ثم بعد مدة سافر إلى حلب فأقام بها حتى تعين بين الطلبة وساعده ططر حين كان مع المؤيد لما سافر لبلاد ابن قرمان حتى ولى قضاءها وكان البدر ابن سلامة أحد أكابر الحنفية بها ينكر عليه في أكثر أحكامه لأنه كان عرياً عن الفقه بل كان يفتى بغير علم وربما أفحش في الخطأ بحيث جمع ابن سلامة من فاحش فتاويه جملة لا توافق مذهباً وأوقفني عليها لما كنت بحلب في سنة آمد ومع ذلك فلما توفى البدر حسين القدسي في سنة ست وثلاثين وامتنعت من الاستقرار في الشيخونية عوضه وكان للخوف مما وقع للتفهني ذكر هذا للسلطان فطلبه فاستقر به فيها حتى مات، وقرر في قضاء حلب عوضه المحب بن الشحنة بعد امتناع الصفدي من قبوله انتهى، ولا يخفى ما فيه من التحامل وإلا فقد ذكره بعض الآخذين عنه فقال: قدم من بلاده وهو إمام عالم فاضل فقيه حسن الخط يعرف العقليات ويجيد الإقراء وحصلت له وجاهة في الدولة الإشرافية وكلمة نافذة مع الدين والخبر والإنجماع عن الناس والسكون واللطف وكثرة البر للطلبة والقيام في الحق رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن اسماعيل بن إبراهيم الجبرتي اليماني الماضي أبوه وولده اسماعيل خلفه في رياسته، ومات في سنة ثلاث أو أربع وعشرين.
" أبو بكر " بن اسمعيل بن عمر بن خليل الطرابلسي ثم الحموي الشامي ممن قطن مكة زمناً وولى بها السقاية بسبيل السلطان وسمع مني بها في سنة ست وثمانين جملة وحصل أشياء من تصانيفي وسمعها، وهو خير راغب في العلم وأهله وكذا لقيني بها في سنة اثنتين وتسعين ولكن لم يلبث أن مات في أوائل التي تليها آخر المحرم وأظنه جاز السبعين رحمه الله وإيانا.(5/230)
" أبو بكر " بن اسماعيل بن عمر التقي الطرابلسي الشافعي نزيل القاهرة ممن أخذ عن السوبيني وغيره، وتميز، وقدم القاهرة قبيل الخمسين فقطنها مدة مع بلدييه ابني ابن بهادر يعلمهما منجمعاً على نفسه في الكتابة بحيث كتب بخطه أشياء حسنة وخطه جيد متقن مع تدين وسكون، وقد سمع اليسير على شيخنا وختم البخاري بالظاهرية على الأربعين ثم سافر لمكة فأقام بها على خير حتى مات قبيل الستين فيما أظن رحمه الله.
" أبو بكر " بن اسماعيل بن محمد السيد اليماني ابن الأهدل ممن سمع مني بمكة.
" أبو بكر " بن أيوب بن أحمد بن عبد الله بن عفان بن رمضان الفخر الفيومي الأصل المكي الشافعي، مات بها في يوم الخميس ثاني صفر سنة ثلاث وخمسين وكان صالحاً.
" أبو بكر " بن أيوب رجل صالح شافعي، لقيه العلاء بن السيد عفيف الدين بمكة وكتب عنه حكاية المختطف عن البرهان الموصلي بها حسبما أثبتها في ترجمة عمه الصفي عبد الرحمن الأيجي في المعجم وأظنه الذي قبله.
" أبو بكر " بن بركات بن سلامة بن عوض الطنبداوي المكي ممن سمع مني بمكة ومات بها سنة بضع وتسعين فجأة وجدوه ميتاً أسفل رباط كاتب السر بالمروة ودفن بالمعلاة.
" أبو بكر " بن أبي البركات الخانكي في ابن محمد بن إبراهيم.
" أبو بكر " بن البرهان الضجاعي الفقيه الحنفي المفتي شاعر وقته بلا منازعة بل له مؤلف جيد في الحساب ومقدمة للقراء السبعة في ثلاثين جزءاً كتبها بالذهب والفضة ووقفها بمسجد الأشاعرة من زبيد وهو ممن مدح الطيب الناشري وفي ترجمته أفاد ما ذكرناه العفيف الناشري ولم أعلم متى مات ولا زيادة على ما رأيته عنده.
" أبو بكر " بن حبيب واسم حبيب محمد بن أحمد بن علي بن ملاعب الغرازي الجرائحي سماه بعضهم ثابتاً، مضى في المثلثة " أبو بكر " بن حجة هو ابن علي بن عبد الله يأتي.
" أبو بكر " بن الخواجا البدر حسن بن محمد بن قاسم بن علي بن أحمد الفخر الصعدي الأصل المكي ويلقب أبوه وهو الخواجا الخير بالطاهر، مات في شوال سنة ستين بمكة، أرخه ابن فهد.
" أبو بكر " بن حسن بن مديرس - بمهملة آخره وثانيه مع التصغير - المكي الشيخ، سمع من الفخر النويري والعز بن جماعة ولم يتفق أنه حدث مات بمكة في شوال سنة ثمان عشرة، أرخه ابن فهد.(5/231)
" أبو بكر " بن الحسين بن أبي حفص عمر بن أبي عبد الله محمد بن يونس ابن أبي الفخر بن محمد بن عبد الرحمن بن نجم بن طولو الزين أبو محمد القرشي العبشمي الأموي العثماني المراغي المصري الشافعي نزيل المدينة النبوية، ويقال اسمه عبد الله؛ ووجد بخط الكمال الشمني والمشهور أن اسمه كنيته ويعرف بابن الحسين المراغي وربما يقال العثماني، ذكرت ما في نسبه من الخلف في ابنه محمد من تاريخ المدينة أو غيره من تصانيفي، ولد في سنة سبع وعشرين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها واشتغل كثيراً عند التقي السبكي وغيره ولازم الأسنوي حتى مهر وأذن له في الإفتاء ومما قرأه عليه زوائد المنهاج الأصلي له وحضر دروس الشمس بن اللبان وأخذ عن الفخر بن مسكين تنقيح القرافي بأخذه له عن مؤلفه وعن غير واحد كالعلاء مغلطاي الحديث ومما سمعه منه السيرة النبوية من تلخيصه وسمع علي الميدومي المسلسل والغيلانيات وأجزاء من أبي داود وعلي أبي الفرج بن عبد الهادي صحيح مسلم وعلي ناصر الدين التونسي المالكي سنن النسائي وغيرها وعلى مظفر الدين العطار جامع الترمذي وعلي عبد القادر بن الملوك ثاني الطهارة للنسائي وغيرها في آخرين كناصر الدين الأيوبي وصالح بن مختار وأحمد بن كشتغدي وعبد الرحمن بن المعمر البغدادي وعائشة الصنهاجية وكان أول سماعه سنة اثنتين وثلاثين، وأجاز له في سنة تسع وعشرين الحجار وأبو العباس بن المزيز والمزي وأيوب الكحال وابن أبي التائب وخلق انفرد بالرواية عن كثير منهم سماعاً وإجازة في سائر الآفاق وخرج له شيخنا أربعين والجمال بن موسى المراكشي مشيخة عن مشايخه بالسماع أجاد فيها وسمعتهما على أصحاب المخرج له والنجم بن فهد تراجم شيوخه بالسماع والإجازة وفي آخرها أسانيد مسموعاته، وتحول قديماً من القاهرة إلى الحجاز فاستوطن المدينة نحو خمسين سنة بل رأيته سمع فيها علي ابن سبع والبدر بن فرحون في سنة سبع وخمسين البخاري وعلى ثانيهما فقط اليسير من الأنباء المبينة ووصفه كاتب الطبقة بالشيخ الفقيه الإمام العالم العامل مفتي المسلمين المدرس والمتصدر بالحرم الشريف انتهى، وتزوج فيها وولد له عدة أولاد وولى قضاءها وخطابتها وإمامتها في حادي عشر ذي الحجة سنة تسع وثمانمائة عوضاً عن البهاء محمد بن المحب الزرندي فسار فيها سيرة حسنة ثم صرف بعد سنة ونصف في صفر سنة إحدى عشرة بزوج ابنته الرضى أبي حامد المطري ولعل سببه إهانة جماز بن نعير له حين مانعه عن فتح حاصل الحرم ولم يلتفت لمنعه بل ضرب شيخ الخدام بيده وكسر الأقفال ونهب ما أراد، وانتفع به أهل المدينة والوافدون إليها وحدث فيها وفي مكة حين جاور بها في سنتي أربع عشرة وخمس عشرة وبمنى والجعرانة بالكثير سمع منه أولاده وسبطه المحب المطري وشيخنا والفاسي ومن لا أحصيهم كثرة وأصحابه بالإجازة الآن معدودون ولا أعلم بالسماع منهم أحداً سوى أبي الفتح بن علبك بالمدينة وأبي بكر بن فهد بمكة بل آخرهم بالحضور أبو بكر بن علي بن موسى القرشي الآتي.
ومات سنة خمس وتسعين وقيل لي في سنة ثمان وتسعين وجود بعضهم بالمدينة وكتب عنه ابن الملقن قديماً فكتب بخطه أنشدني الشيخ زين الدين بن الحسين فذكر شعراً من نظمه، وعمل للمدينة تاريخاً حسناً سماه تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة فرغ من تبييضه في رجب سنة ست وستين وسبعمائة وسمع منه عليه البرهان الأنباسي سنة خمس وسبعين بقراءة الزين عبد الرحمن الفارسكوري وقرضه القارئ في الطبقة واقتدى به في تقريضه بالطبقة الصلاح الأقفهسي بعد قراءته في سنة خمس وثمانمائة وقرأه عليه ابن الجزري في صفر سنة ست وثمانين بعيد السعداء من القاهرة وأثنى على كل من المؤلف والمؤلف فقال إنه ملأ العيون وشنف المسامع وجمع مؤلفه محاسن من تقدمه وزاد فلو قيل ما الفرق قلنا الفرق الجامع فهيج لي بذلك المغنى طرباً وجدد الأشواق أرباً وأدار على مسمعي مدامة توشحت حبباً فقلت والقلب يقيم شوقاً ويقعد أدباً.
أقول لصحبي عند رؤية طيبة ... وقد أطرب الحادي بأشرف مرسل
خليلي هذا ذكره ودياره ... قفانبك من ذكري حبيب ومنزل(5/232)
ووصفه بالإمام العالم العامل العلامة الخبر البحر الفريد الحجة المحقق القدوة مفتي المسلمين زين الملة والدين جمال العلماء العاملين شرف الأعيان والمدرسين وسمعه معه المحدث الشرف القدسي وكتب عليه أبياتاً وكذا وقف عليه في السنة التي قبلها القاضي ناصر الدين بن الميلق وقال:
وقف ابن ميلق الفقير على الذي ... أعيت أمياله النهى إعياء
فتقاصرت عن شأوه مداحه ... ولقد سموا نحو السماء ثناء
فثنى الفقير عن الثناء عنانه ... لكنه مد العنان دعاء
وبخطه كتب التقاصر يرتجي ... لحظ الكرام إذا رأوه رجاء
وقرضه أيضاً محمد بن أحمد بن خطيب بيروذ وعلي بن يوسف بن الحسن الزرندي وإبراهيم بن أحمد بن عيسى بن الخشاب وقرأه عليه غير واحد بالمدينة بل قرأه عليه ابن سكر بمكة والبرهان القيراطي وعبد الرحمن بن الحسين بن عبد الله بن نصر بن المعمر الواسطي وأحمد بن يوسف بن ملك الرعيني الغرناطي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي وهما الأعمى والبصير إذ وقف عليه كل منهم بالمدينة، واختصر الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم وسماه روائح الزهر وكذا اختصر الحرز المعد لمن فقد الولد لأبي القسم عبد الغفار بن محمد السعدي وسماه منافع الحرز، وعمل منسكاً صغيراً مفيداً جامعاً سماه مرشد الناسك إلى معرفة المناسك وأكمل شرح شيخه الأسنوي للمنهاج سماه الوافي بتكملة الكافي يقال إنه شرع فيه في حياته وكذا شرح الزبد للبارزي وسماه العمد في شرح الزبد إلى غيرها ووصفه البرهاني الأبناسي في إجازته لولده بالشيخ الإمام العالم العلامة ذي الفوائد الجسيمة والفرائد اليتيمة صدر المدرسين زين المفتين بل وصف والده بالشيخ الصالح المربي كهف الفقراء والمساكين وكلاً من جده واللذين فوقه بالشيخ الصالح، مات بعد أن تغير على المعتمد يسيراً في مستهل ذي الحجة ومن قال في سادس عشرة فقد وهم سنة ست عشرة بالمدينة النبوية ودفن بالبقيع رحمه الله وإيانا، وقد جزم شيخنا في معجمه بأنه تغير وتعقبه ابن الخياط والأبي ورد عليهما التقي بن فهد ولكن قد قال شيخنا في أنبائه: وكان بعض من يتعصب عليه ينسبه إلى الخرف والتغير ولم يقع ذلك فقد سمعت منه بمكة في سنة خمس عشرة وهو صحيح، وأخبرني من أثق به أنه استمر على ذلك، وقد ترجمه شيخنا في المعجم والأنباء والفاسي في الذيل والمقريزي باختصار في عقوده وأنه صحبه سنين وابن قاضي شهبة في الذيل في آخرين ومن نظمه:
حمدت إلهي على فضله ... وتجديد أنعامه كل عام
بلغت الثمانين وبضعاً لها ... وأمثال عصري قضوا بالحمام
وقد نلت تسميع حديث بها ... ويا حبهذا ببيت حرام
وما كنت أهلاً له قبلها ... وأرجو من الله حسن الختام
" أبو بكر " بن حسين المرندي مضى في ابن اسحق بن حسين " أبو بكر " بن حسين شيخ مرج بني عامر قتل في صفر سنة إحدى وخمسين.
" أبو بكر " بن داود بن أحمد الدمشقي الحنفي، أحد الفضلاء في مذهبه ناب في الحكم ودرس، ومات في جمادى الأولى سنة سبع قال شيخنا في أنبائه.
" أبو بكر " بن داود التقي أبو الصفا الدمشقي الصالحي الحنبلي والد عبد الرحمن الماضي ويعرف بابن داود صحب جماعة منهم الشهاب أحمد بن العلاء أبي الحسن علي ابن محمد الأرموي الصالحي ولقى بأخرة الشهاب بن الناصح والبسطامي وحج وزار بيت المقدس وصنف أدب المريد والمراد سمعه منه ولده بطرابلس سنة خمس وثمانمائة وتسلك به غير واحد وأنشأ زاوية حسنة بالسفح فوق جامع الحنابلة وتؤثر عنه كرامات فيحكى أنه دخل وابنه معه كنيسة يهود بجوبر في يوم سبت وعلى منبره خمسة رجال من اليهود فقال الشيخ أبو بكر لا إله إلا الله فانهدم بهم المنبر وسجدوا بأجمعهم، كل ذلك مع إلمامه بالعلم واتباعه للسنة، مات في سابع عشري رمضان سنة ست رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن أبي ذر، في أبي بكر بن أحمد بن إبراهيم بن محمد.(5/233)
" أبو بكر " بن رجب بن رمضان بن أبي بكر بن خطاب الزين القاهري الحسيني سكنا الشافعي الساسي بمهملتين لكون أبيه من الساسة، ولد سنة تسع وعشرين وثمانمائة ونشأ شلبياً معتنياً بالقرآن والاشتغال فقرأ على أبي السعادات البلقيني والزين البوتيجي والبدر حسن الأعرج ولازمه في الفرائض والحساب وكذا أخذ في الحساب عن الأمين العباسي وفي العربية عن خلد الوقاد وفي الفقه عن آخرين ومن شيوخه جعفر المقرئ، وتميز في الفرائض وأكثر من التردد إلى حتى قرأ علي وسمع مني أشياء رواية ودراية بل حج معي في سنة خمس وثمانين وجاور التي تليها وأخذ عني هناك شرحي للألفية بعد كتابته بخطه بل وجملة من تصانيفي كتبها وجلس هناك بباب السلام شاهداً وربما أخذ عنه بعض الطلبة في الفرائض وكذا تكسب بها وببيع القت وغيره في ناحيته وأم هناك ببعض الزوايا وقرأ على العامة البخاري وغيره وكتب المنسوب وربما خطب وكتبت له إجازة أوردت بعضها في الكبير، مات بالطاعون في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين رحمه الله.
" أبو بكر " بن العتيق بن زياد رضى الدين المقصري اليماني الشافعي، كان مشاركاً في الفقه مستحضراً لتفسير الواحدي مع التحرز والتوقي والنسك والعبادة غير منفك عن ذلك حتى مات في أواخر ربيع الثاني سنة سبع وخمسين رحمه الله.
" أبو بكر " بن زيد بن أبي بكر بن زيد بن عمر بن محمود التقي الحسني الجراعي الدمشقي الصالحي الحنبلي أخو عمر الماضي وأبوهما ويعرف بالجراعي وذكر أنه من ذرية الشيخ أحمد البدوي، ولد تقريباً في سنة خمس وعشرين وثمانمائة بجراع من أعمال نابلس وقرأ القرآن عند يحيى العبدوسي والعمدة والعزيزي في التفسير والخرقى والنظام المذهب كلاهما في الفقه والملحة وبعض ألفية ابن مالك ونحو ثلثي جمع الجوامع وألفية شعبان الآثاري بتمامها وغيرها، وقدم دمشق في سنة اثنتين وأربعين فأخذ الفقه عن التقي بن قندس ولازمه وبه تخرج وعليه انتفع في الفقه وأصوله والفرائض والعربية والمعاني والبيان ولازم الشيخ عبد الرحمن بن سليمان الحنبلي وكذا أخذ الفرائض عن الشمس السيلي وغيره ولزم الاشتغال حتى برع وصار من أعيلان فضلاء مذهبه بدمشق وتصدى للتدريس والإفتاء والإفادة بل ناب في القضاء وصنف كتاباً اختصره من فروع ابن مفلح سماه غاية المطلب اعتنى فيه بتجريد المسائل الزائدة على الخرقى في مجلد وحلية الطراز في حل الألغاز انتفع فيه بكتاب الجمال الأسنوي الشافعي في ذلك والترشيح في بيان مسائل الترجيح وغير ذلك وسمع ببعلبك صحيح البخاري ولما دخلت دمشق رافقني تبعاً لشيخه التقى في السماع بل كان يقرأ بنفسه أيضاً، ثم قدم القاهرة في سنة إحدى وستين فطاف يسيراً على بعض من بقى كالسيد النسابة والعلم البلقيني والجلال المحلى وأم هانئ الهورينية من المسندين وقرأ على قطعة من القول البديع وتناول مني جميعه مع الإجازة وكذا قرأ على التقى الحصني وعلى القاضي عز الدين يسيراً في المنطق وغيره وعرض عليه النيابة فما امتنع خوفاً من انقطاع التودد وحضر دروس ابن الهمام وأخذ عنه جماعة من المصريين وربما أفتى وهو بالقاهرة، وحج مراراً وجاور في بعضها سنة خمس وسبعين وأقرأ هناك أيضاً بل وقرأ مسند إمامه بتمامه هناك على صاحبنا النجم بن فهد وعمل قصيدة نظم فيها سند المسمع وامتدحه فيها أنشدها يوم ختمه وكتبها عنه المسمع أولها:
الحمد لله الذي هدانا ... وكم له من نعمة حبانا
وكذا كتب عنه عدة قصائد من نظمه هذا مع أنه قرأ في سنة تسع وأربعين بعض السند بدمشق على الشهاب بن ناظر الصاحبة وسمع معه شيخه التقي وكذا سمع على أمين الدين بن الكركي وقرأ بأخرة على ناصر الدين بن زريق، وكان إماماً علامة ذكياً طلق العبارة فصيحاً ديناً متواضعاً طارحاً للتكلف مقبلاً على شأنه ساعياً في ترقي نفسه في العلم والعمل، ومحاسنة جمة، مات في ليلة الخميس حادي عشر رجب سنة ثلاث وثمانين بصالحية دمشق، وحصل التأسف على فقده رحمه الله ونفعنا به.
" أبو بكر " بن سالم المصري نزيل مكة وأحد شهودها ويعرف بأبي شامة مات في جمادى الثانية سنة خمس وخمسين أرخه ابن فهد.
" أبو بكر " بن سعيد بن غوري في معجم التقي بن فهد مجرداً.
" أبو بكر " بن أبي السعود، يأتي في ابن محمد بن محمد بن محمد بن حسين.(5/234)
" أبو بكر " بن سلطان بن أحمد التقي الدمشقي الشافعي أخو إبراهيم الماضي. ممن ينوب في القضاء بدمشق عن النجم بن الخيضري فمن بعده ورأيته في المجاورة بمكة بعد سنة خمس وثمانين.
" أبو بكر " بن سليمان بن إسمعيل بن يوسف بن عثمان بن عماد - بكسر العين وآخره دال مهملتين - الشرف بن العلم الحلبي الشافعي سبط ابن العجمي ووالد المعين عبد اللطيف الماضي ويعرف بابن الأشقر ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره واشتغل يسيراً وسمع من ابن صديق الصحيح بفوت ومن أبي المحاسن يوسف بن موسى الملطي الدر المنظوم وكذا فيما أخبر السيرة النبوية كلاهما لمغلطاوي بقراءته لهما على المؤلف، وأجاز له السيد النسابة الكبير وابن خلدون وغيرهما باستدعاء ابن خطيب الناصرية وتعانى التوقيع فبرع فيه وباشره ببلده فحمدت سيرته، ثم قدم القاهرة في سنة سبع وثمانمائة وتحته ابنة أخي الجمال الاستادار البيزي فباشر التوقيع عنده ثم نوه به حتى باشره عند قجاجق الدوادار الكبير ونالته السعادة في مباشرته عندهما بل وعند كل من خدمه من الملوك قبل وبعد وعد من رؤساء القاهرة فلما زالت الدولة الجمالية نكب في جملة إلزامه وصودر وأخذ منه جملة وأشفى على الهلاك ولكن نجاه الله إلى أن عاد في الأيام المؤيدية لما كان عليه من مباشرة التوقيع عند الإستادارية مدة سنين، ثم أعرض عن ذلك وباشر في ديوان الإنشاء مع البدر بن مزهر فمن بعده بل صار بعد نائب كاتب السر في ثامن رجب سنة اثنتين وثلاثين به حل الديوان وعقده حتى أنه عرض عليه الاستقلال بها فامتنع، ولما سافر مع الأشراف إلى آمد ولاه كتابة سر الرها فلبس الخلعة، ثم استعفى بخدمه فأعفى وعاد في ركابه إلى أن استقر في كتابة سر حلب في حدود سنة تسع وثلاثين ثم تركها لولده في شعبان سنة أربعين وعاد إلى القاهرة على نيابته وكان مقدماً في صناعة الإنشاء صاحب أدب وعقل وحشمة وفضل وإفضال وبشاشة وجميل ومحاضرة وتودد وخبرة بمخالطة الناس من رجال الدهر عقلاً وحزماً وسياسة ومعرفة مع شهامة وإقدام لم يذكر عنه إلا الخير ذا شيبة نيرة وشكالة وهو السفير في الصلح بين الأشراف حين نزل مدينة آمد وبين ابن قرايلوك، مات في يوم الأربعاء تاسع رمضان سنة أربع وأربعين بالقاهرة ودفن في مقام البرهان الجعبري خارج باب النصر من القاهرة بوصية منه خوفاً من دفنه عند جماعته في تربة جمال الدين، ولم يخلف بعده في معناه مثله رحمه الله وإيانا، وذكره شيخنا في إنبائه وقال أنه حصل عدة جهات في طول المدة منها مشيخات بعدة خانكات وتداريس وأنظار وأنه كان حسن الملتقى بشوش الوجه كثير السكون قليل الكلام والشر محبباً إلى أكثر الناس انتهى، وحكى البقاعي الطعان في نسبه بل قال أن ابنه أخفى وفاته ثلاثة أيام خوفاً على أمواله ووظائفه أن يعرض لشيء منها حتى جبيت الأموال وتقررت الوظائف باسمه والله أعلم.
" أبو بكر " بن سليمان بن أبي الجدر الشلح المكي، يأتي قريباً فيمن جده علي.
" أبو بكر " بن سليمان بن صالح الشرف الداديخي الأصل الحلبي الشافعي وداديخ قرية من عمل سرمين من غريبات حلب، أخذ النحو بحلب عن أبي عبد الله وأبي جعفر الأندلسيين وتفقه بها على أبي حفص الباريني وبدمشق على التاج السبكي، بل أخذ فيها أيضاً على الشمس الموصلي والحافظ ابن كثير، وبرع في الفقه وأصوله، وناب في تدريس المدرسة الصاحبية تجاه النورية ثم استقل بها وسكنها مديماً للاشتغال والأشغال والتصنيف والإفتاء والكتابة بحيث كتب كثيراً من كتب العلم ونفع الناس، وولى القضاء بحلب مدة، وكان ديناً عالماً، مات بدير كوش من أعمال حلب بعد كائنة تمر في ربيع الآخر سنة ثلاث ودفن هناك.
ذكره ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا، وأرخه في جمادى الأولى فالله أعلم.(5/235)
" أبو بكر " بن سليمان بن علي بن عيسى بن أبي بكر السلمي المكي الشافعي ويلقب جده بأبي الجدر ويعرف صاحب الترجمة بالشلح وهو لقب لأبيه، ولد في غرة شعبان سنة ست وثلاثين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به التراويح بالمسجد الحرام بحاشية الطواف عدة سنين وأربعى النووي والعقيدة الغزالية والشاطبية والمهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك، وعرض على قضاة مكة أبي السعادات وأبي اليمن والمحب الطبري الإمام والسوبيني الشافعيين وأبي البقاء وأبي حامد ابني الضياء الحنفيين وعبد القادر المالكي وعبد اللطيف الفاسي والشمس المقدسي الحنبليين ومن قضاة طيبة أبي الفتح بن صالح ومن غير القضاة التقي بن فهد وأبي الفتح وأبي الفرج ابني المراغي وابن عياش المقري والشوايطي وأبي البركات بن الزين ومن الواردين الأقصراني والكافياجي والعضد الصيرامي وأفضل الدين القرمي والنور بن يفتح الله وأبي القاسم النويري وأبي عبد الله الجزولي وطاهر ولم يعين الأخير ولا الأمين والثلاثة بعده إجازة بخطهم والعز والبدر لحنبليين وابن أبي زيد وأجازوا وأحمد بن أبي القاسم الضراسي، بل اشتغل في الفقه وغير بقراءته وقراءة غيره على مربيه وبركته أبي سعد الهاشمي وببركته نال أكثر ما اشتمل عليه وإمام الكاملية وأبي البركات الهيثمي وقاسم الزفتاوي والزين خطاب وإبراهيم الشرعبي والتقي الأوجاقي أخذ الأحياء وفي القراآت علي علي الديروطي والشوائطي والشريف الطباطبي وعليه قرأ في الشاطبية بحثاً مع ملاحظة شرحه وكذا علي إبراهيم الشرعبي وفي النحو علي أحمد بن يونس حمل عنه شرح الجرومية للسيد وعلي يعقوب المغربي والبدر حسين العليف المتن وعلي المرداوي ولم يحقق تعيينه في الألفية وسمع علي بن أبي الفتح المراغي والزين الأميوطي ومما سمعه عليه الشمائل والبرهان الزمزمي والتقي بن فهد وولده النجم ولازم صحبته وانتفع به في سماع أشياء وكذا في الإستجازة من طائفة واهتدى بكثير من خصاله وأحواله وعادت بركته في آخرين، وسمع بالقاهرة علي الزكي أبي بكر المناوي وكذا حضر كثيراً من مجالس عالم الحجاز البرهان وقرأ بنفسه بالمدينة النبوية علي أبي الفرج المراغي ولما كنت بمكة في سنة ست وثمانين لازمني كثيراً وكتب من تصانيفي جملة وأثبت له ما تحمله عني حسبما أوردته في الكبير، وقدم القاهرة مراراً ولازمني في غيرها من لمجاورات وسمع علي هذا الكتاب وغيره وكتب بخطه أشياء، وكثر اختصاصه بجوهر المعيني بحيث أنه إذا كان بالقاهرة لا ينزل عند أحد سواه، وسافر الهند وغيرها غير مرة ودام هناك سنين وتقرب من وزيرها دستورخان خاصة بن برة وجماعة بلده وكذا دخل اليمن حتى عدن غير مرة آخرها بقصد زيارة الصالحين أحياءً وأمواتاً وهرموز ولقي فيها السيد صفي الدين الأيجي وتزوج بمكة ابنة عبد الغني القليوبي وله منها عدة أولاد، وهو كبير الهمة مترفع عن الأمور الوضيعة متودد لأحبابه قانع لطيف العشرة مقبل على ما يهمه مع فهم ورغبة في الخير بورك فيه وجوزى عنا خيراً.
" أبو بكر " بن سنقر سيف الدين الجمالي أحد الأمراء الحجاب بالقاهرة، ولى أمره الحج مراراً بعد موت خاله بهادر الجمالي وكانت فيه مداراة ولم تكن له حرمة، مات في سنة ثلاث ذكره شيخنا في أنبائه، وقال العيني كان جيداً قليل الأذى كثير البر متواضعاً ذا مسكة محباً في العلماء معتقداً للفقراء مع تغفل وعين وفاته بيوم الجمعة ثالث عشر جمادى الأولى، وذكره المقريزي في عقوده فقال: الأمير سيف الدين بن الأمير شمس الدين الجمالي ويعرف بسيدي أبي بكر أمير حاج وقال إنه دفن بالقرافة وكان ليناً غير مهاب إلا أنه كان يسوس العريان بالرغبة والرهبة والإحسان فتمشى أحواله معهم " أبو بكر " بن شتات، سيأتي في ابن علي.
" أبو بكر " بن الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون مات في ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثلاث، أرخه المقريزي.
" أبو بكر " بن صالح الجوهري - نسبه لمولاه - المكي الفراش بها، ممن يكثر الطواف مع خير، مات في المحرم سنة ثمان وسبعين بمكة، أرخه ابن فهد.(5/236)
" أبو بكر " بن صدقة بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الزكي بن فتح الدين بن نور الدين أبي الحسن المناوي الأصل المصري القاهري الشافعي الزيات والده، ويعرف بالمناوي ولد سنة خمس وثمانين وسبعمائة أو قبلها بقليل وحفظ القرآن والعمدة والشاطبيتين والمنهاج الفرعي ومختصر ابن الحاجب الأصلي وألفية ابن مالك وعرض في سنة سبع وتسعين علي ابن الملقن والأنباسي الغماري والكمال الدميري وخلق أجازوا له وكذا عرض بمكة حين مجاورته فيها مع أبيه سنة ثمانمائة على غير واحد من أعيانهم منهم محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو اليمن الطبري والجمال بن ظهيرة وجود القرآن على خليل المشبب وغيره واشتغل في الفقه عند ابن الملقن والدميري والبدر الطنبدي والفارسكوري وفي الأصول عند الشهابين العجيمي والبوصيري وفي العربية عند الشمس الشطنوفي وغيره وسمع علي المطرز والعراقي والهيثمي والأنباسي والشرف القدسي وناصر الدين بن الفرات والجوهري في آخرين بالقاهرة وكذا بمكة علي ابن ظهيرة وغيره فيما كان يخبر به وهو ثقة فقد كان فيها سنة ثمانمائة وتعاني التجارة ونالته محنة بسبب ولد له انقطع بسببها عن الناس مدة ثم برز ولازم التقي الحصني وفي شرح مسلم وغيره وحضر دروس الشرف المناوي وحدث سمع منه الفضلاء أخذت عنه قديماً، وكان خيراً حسن الأدب كثير التواضع والسكون محباً في العزلة والانفراد مكرماً للطلبة مع فضيلة في الجملة، مات في رجب سنة ثمانين وصلى عليه بجامع طولون ودفن بالقرافة رحمه الله وإيانا وفي ترجمته من المعجم فوائد.
" أبو بكر " بن صلغاي المجاور الجامع الغمري، ممن ينتمي للظاهر صاحب الجامع كبيت بني ابن خاص بك، متمول شديد الحرص قبيح المعاملة له أملاك ورزق ونحوها، اختلس له من بيته مرة جملة وما وصل لغريمه وآل أمره إلى أن صار مقعداً طريحاً لا حركة فيه سوى اللسان وقد صاهره جانبك خارندار يشبك من حيدر وهو ألطف وأشبه، " مات في صفر سنة تسعمائة عفا الله عنه " .
" أبو بكر " بن الطيب في ابن أحمد بن أبي بكر بن أحمد.
" أبو بكر " بن عباس بن أحمد الزين البدراني والد محمد الآتي، تزوج أخت بلديه محمد بن محمد بن محمد بن أمين الشهير بابن قطب الدين ثم ابنته واستولدها ولده المشار إليه وكان قد سمع رفيقاً للجديدي من شيخنا المسلسل وحضر بعض مجالس إملائه ثم سمع مني المسلسل وبقراءته ولده ثلاثة أحاديث من أول البخاري.
" أبو بكر " بن عبد الله بن أيوب بن أحمد الزين الملوي ثم المصري الشاذلي أخو الشمس محمد الريس الماضي وحفيد أيوب شيخ معتقد له زاوية بملوى، ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة وصحب الفقراء وتلمذ لحسين الحبار ثم لازم صاحبه الصلاح الكلائي وصار يتكلم على الناس بزاوية شيخه الحيار بقنطرة الموسكي ويفسر القرآن برأيه على قاعدته فضبطوا عليه أشياء ورفع إلى القاضي الجلال البلقيني فمنعه من ذلك إلا أن قرأ من تفسير البغوي وغيره واجتمع بي بسبب ذلك فوجدته حسن السمت عرياً عن العلم وكان قال فيما ذكر لي أنه رأى في قوله تعالى " كذبت قوم هود المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود " أن الضمير في قوله أخوهم للمرسلين فقلت له بل لعاد فقال لا لأنه لا يليق بالنبي أن يوصف بأنه أخو الكفرة فقلت له فقد قال في الآية الأخرى " واذكر أخا عاد " فسكت وله نظائر لذلك إلا أنه كان كثير الذكر والعبادة يتكسب من التجارة في الغزل والجماعة من الناس فيه اعتقاد كبير، مات في ليلة الجمعة خامس ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وكانت جنازته حافلة، ذكره شيخنا في أنبائه.
" أبو بكر " بن عبد الله بن العماد أبي بكر بن أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن محمد بن يوسف بن قدامة العماد بن التقي المقدسي ثم الصالحي الحنبلي. ولد سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة وسمع من أحمد بن عبد الله بن جبارة والبهاء علي بن العز عمر وغيرهما، وحدث سمع منه شيخنا وذكره في معجمه وأنبائه وقال مات في الكائنة العظمى بدمشق سنة ثلاث، وتبعه المقريزي في عقوده.
" أبو بكر " بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة القرشي الماضي أبوه، أخوان من الأب خاصة، ماتا صغيرين.(5/237)
" أبو بكر " بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الفخر القرشي المخزومي المكي الشافعي أخو الجمال محمد ويسمى ظهيرة وهو جد اللذين قبله، ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة بمكة وسمع بها من العز بن جماعة تساعياته الأربعين وغيرها ومن الجمال بن عبد المعطي واليافعي وآخرين منهم التقي البغدادي والبهاء بن عقيل، وأجاز له الصلاح العلائي وابن رافع والبهاء ابن خليل وابن القاري وعمر بن النقبي وأحمد بن النجم وابن الهبل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر، ذكره التقي بن فهد في معجمه، وقال شيخنا في أنبائه أنه اشتغل قليلاً ومات في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة بمكة، وبيض له الفاسي في تاريخه.
" أبو بكر " بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد التقي الدمشقي الشافعي أخو النجم محمد وعبد الرحمن الماضيين وهو الأصغر ويعرف كسلفه بابن قاضي عجلون، ولد في شعبان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وجمع الجوامع والكافية تصريف العزي والخزرجية والأندلسية وغيرها وعرض على جماعة كالتقي الأذرعي والبلاطنسي وغيرهما وأخذ الفقه عن أبيه وخطاب والنحو والصرف والمعاني والبيان عن الشرواني، وقدم القاهرة في سنة ستين فأخذ قليلاً عن المحلى والعلم البلقيني وطائفة وسمع من العلاء ابن بردس وغيره وتميز في الفقه وشارك في غيره وكل انتفاعه إنما هو بأخيه ودرس في حياته وبعده في أماكن كثيرة، وصار بعد انقراض تلك الحلبة رئيس الشام والمشار إليه فيه بالإفتاء وكثرة الجهات جداً وبلغني أن تداريسه بالشامية كانت فائقة وبذل نفسه مع من يقصده سيما فيما فيه إزالة منكر ونحوه بمساعدة المحب ابن أخي الحصني ونحوه وحج هو وأخوه الزين في سنة ست وستين وتكرر قدومه القاهرة منها في سنة سبع وسبعين بعد موت أخيه ثم في آخر سنة ثمان وثمانين مطلوباً لإرسال نائب الشام بالتشكي من معارضته ولابن الصابوني فيه شائبة عمل فالزم بالإقامة بعد هدية وكلفة، وتصدي للإقراء بالأزهر وغيره وانتفع به جماعة وأثنوا على استحضاره وملكته في الفقه وجودة تقرير مع قوة نفسه ومزيد صفائه مما كان سبباً لمجيئه وكذا قدم في سنة ثلاث وتسعين مطلوباً بالشخص يقال له العمري عارضه في بدعة ونحوها وعقدت بينهما مجالس بحضرة السلطان وغيره ولم ينهض الخصم بطائل فتكلف هذا ورجع إلى بلده فلم أطرافه بعد أن رغب عن كثير من وظائفه وجهاته ومن ذلك الثلث من الشامية البرانية فإنها كانت معه برغبة النجم يحيى بن حجي وتوجه لمكة من البحر فوصلها في رمضان سنة خمس وتسعين ولم يوقع بها تدريساً واعتذر باشتغاله بالعبادة ودام حتى حج ثم رجع صحبه الركب الشامي وما كان غرضه إلا الإقامة ليحرر كتاب أخيه المسمى بالتحرير ولكن قيل أنه لم يستطع الحر ولما كان البقاعي عندهم أنكر عليه أشياء بحيث زادت النفرة بينهما، وبالجملة فله قومات وهمات بدون دربة وبلغني أنه أفرد زوايد البهجة وأصلها والتنبيه على المنهاج في مجلد لطيف سماه إعلام النبيه بما زاد على البهجة وأصلها والتنبيه وأنه كتب على تصحيح أخيه توضيحاً وعمل منسكاً لطيفاً وتصحيحاً على الغاية في كراسة وآخر أبسط منه وغير ذلك كأفراد زوائد كل من الكافية والألفية على الآخر لم يبيض، وله نظم فمنه ملغزاً:
ما متلف ببعض شئ قد سقط ... يضمن لا بالكل بل نصف فقط
مجيباً عنه:
ذا الشيء ميزات ففي سقوطه ... نصف فقط والكل في خارجه
ومنه في لغات الاسم:
اسم وأسم وسمى مثلثاً ... ومثله سمى قد نقلا
وفي لغات الفم:
بتثليث فافم بنقص وتضعيف ... وقصر كذاك الإتباع محكي
وكنت ممن اجتمع به حين قدومه للسلام عليه وكتبت من نظمه مع ما هنا ما أثبته في الكبير.(5/238)
" أبو بكر " بن عبد الله بن عمر بن خضر بن إلياس الزكي المناوي الضرير الأديب نزيل اسكندرية، ولد بالأشمونين من بلاد الصعيد سنة سبعين وسبعمائة تقريباً ثم انتقل به أبوه إلى أشموم الرمان فقرأ القرآن بها وبمنية ابن سلسيل، وحج مع أبيه مرتين الأولى قبل بلوغه والثانية بعد سنة ثمانين ثم تحول إلى الصعيد وتكسب بالخياطة وتعانى النظم من صغره ثم أرشده الفخر ابن أخت الولوي المنفلوطي لتعلم العربية فبحث عليه بالأشمونين غالب الألفية، ثم ورد القاهرة فقطنها متسبباً ببعض حوانيتها، وسافر لدمشق وزار القدس غيره مرة ودخل اسكندرية بعد القرن فأقام بها يؤذن بمدرسة قائد إلى أن أضر في سنة ست وثلاثين ولقيه البقاعي في رمضان سنة ثمان وثلاثين بمدرسة ابن بصاصة منها فكتب عنه قوله:
كلما تاه دلالا وصلف ... زدت شوقاً وغراماً وشغف
أهيف يخجل بانات النقا ... قده العمال ليناً وهيف
وساق قصيدة طويلة وسافر من اسكندرية بعد سنة أربعين فانقطع خبره.
" أبو بكر " بن عبد الله بن قطلبك الدمشقي الأديب المنجم، شيخ أديب بارع في الزجل والبليق صاحب نوادر عنده ظرف ومجون رث الحال قدم حماة فركن للصلاح خليل بن السابق وآثر عشرته مع كثرة انجماعه عن الناس كتب عنه ابن خطيب الناصرية وغيره وكان الصلاح المشار إليه يحفظ معجم نظمه ومطارحاته وهو الذي عارض قصيدة العلاء البهائي الغزولي الجابي الذي امتدح بها البدر محمد بن الشهاب محمود وأولها:
ألا يا نسمة الريح قفي أبديك تبريحي ... قفي أسئلك عن قلبي وإن شئت أقل روحي
بقصيدة أولها:
ضراط البغل في الريح ... على فرش من الشيح
وشربي الخل ممزوجاً ... بأمراق القواليح
وبلغ ذلك العلاء فانحرف جداً وهجا صاحب الترجمة بعدة مقاطيع منها:
إن يكن بالهجو بادي ... من العلم النجوم يغوى
فانزلوا في الرأس منه ... فهو في البلدة عوا
مات بحماة في البيمارستان النوري في المحرم أو صفر سنة اثنتي عشرة وأوصى أن لا يباع حماره إلا بمائة وخمسين درهماً وأن لا يباع لابن حجة لكثرة بغضه له.
ذكره ابن خطيب الناصرية وهنا ما ليس عنده وأنشد له من نظمه غير القصيدة المشار إليها، وترجمه شيخنا في إنبائه وجزم بصفر وقال: الشاعر تعانى التنجيم والآداب وكان بارعاً في النظم والمجون وله مطارحات مع أدباء عصره أولهم الشمس المزين ثم خطيب زرع ثم على البهائي واشتهر بخفة الروح والنوادر المطربة وهو القائل:
حنفي مدرس حاز حدالر ... ياض الشقيق في التنميق
لو رآه النعمان في مجلس الدر ... س لقال النعمان هذا شقيقي
وله في الشمس المزين الشاعر زجل أوله:
عمرك يا مزين أمسى ناقص البراعه ... لكن في الحرام حيث تجده كامل البضاعة
سيرك يا ربيط سير محلول من قبيح فعالك ... وأنت حرامي مجروح وعرضك بحالك
وتهجي المنجم أما تبصر شاعر حالك ... لا تلعب بدمك ماعي وتعمل رقاعه
أنصحك وأسقيك شربة ولا سم ساعه
ثم ساق القصيدة المشار إليها أولاً وقال أنشدنيها بقصتها ناصر الدين البارزي بالقاهرة ثم ولده القاضي كمال الدين بالبيرة على شاطئ الفرات في سنة آمد وأنا لإنشاد الثاني أضبط، قلت وأنشدني صاحبنا الجمال بن السابق عن عمه عنه كثيراً من نظمه مما كتبه لي بخطه وحكى عن بعض أقربائه أنه قال له وقد تعجب من تناديه وتنكيتاته القاعدة في الهجو ياشيخ أبا بكر من أين لك هذا قال والله أنا إذا أردت هجو أحد يتصور لي إبليس ويلقنني كلمة بكلمة عفا الله عنه.
" أبو بكر " بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله تقي الدين بن الجمال الدمشقي القاهري الشافعي الشاعر الوفائي ويعرف بابن البدري ويكنى أيضاً أبا التقا، ولد في ربيع الأول سنة سبع وأربعين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها وتكرر قدومه مع أبيه للقاهرة ثم قطنها مدة واشتغل بالبلدين قليلاً وكتب عن خلق من الشيوخ فمن دونهم وتعانى الشعر ومدح وهجا وطارح وتردد إلي فأخذ عني ومدحني بما كتبته في موضع آخر وفيه:
جدلي سريعاً بالحديث إجازة ... يا كاملاً وافر الإعطاء(5/239)
وانتمى لبني الشحنة وتكسب بالشهادة فلما ولى الأمشاطي عمل فيه أبياتاً فلم يقابله عليها إلى أن تعرض لعبد الرزاق الملقب عجين أمه نزيل القاضي في البرقرقية ونسبه لأمر فظيع الله أعلم بصحته فبادر لتطلبه فلم يقدر عليه فصرح بمنعه من تحمل الشهادة فلم يلبث إلا يسيراً وماتت له زوجة فورث منها قدراً طائلاً بعد فقره فلم أطرافه وسافر لمكة فجاور ثم قطن الشام ثم جاور بالمدينة سنة اثنتين وتسعين وكتب فيها من تصانيف الشريف السمهودي وغيره ثم جاور التي تليها بمكة وكان يجتمع علي بها وكتب من تصانيفي مجموعاً ولازمني في التحمل رواية ودراية وأوقفني على مجموع سماه غرر الصباح في وصف الوجوه الصباح قرضه له الشعراء فأبلغوا وكان من أعيانهم البرهان الباعوني وأخواه والشهاب الحجازي والمنصوري والقادري وابن قرقماس وقال أنه ألفه بدمشق سنة خمس وستين والتمس مني تقريضه فأجبته وكتبت له إجازة حسنة، وامتدح قضاة مكة وغيرهم وليس نظمه بالطائل ولا فهمه بالكامل وكتبت عنه من نظمه:
إذا ما كان مجموعي لديكم ... من الدنيا بهذا قد قنعت
وما قصد سوى هذا وحسبي ... بأني في يديك وما جمعت
وكان يتكسب بالتجارة وربما جلس بحانوت بمكة في الموسم تعلل بمكة مدة وسافر منها وهو كذلك في أوائل المحرم سنة أربع وتسعين في البحر فوصل إلى الطور ثم غزة فأدركه أجله هناك في جمادى منها وبلغنا ذلك في شوال عفا الله عنه، وترك ولدين أو أكثر وتركة وأظن والده في الأحياء عفا الله عنه وإيانا.
" أبو بكر " بن عبد الله بن محمد الزيات كان، مات في صفر سنة سبع وستين أرخه ابن المنير وقال كان من الصالحين، " أبو بكر " بن عبد الله الشيخ زين الدين التاجر، صوابه ابن محمد بن عبد الله بن مقبل يأتي.
" أبو بكر " بن عبد الله الدمشقي ويعرف بالعداس، ولد سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً وصحب عبد الله الذاكر الماضي لما قدم من الروم وتسلك به وأشير إليه بالصلاح وتزايد الاعتقاد فيه كشيخه، وكان مقيماً بييت المقدس منقطعاً عن الناس زاهداً خيراً صالحاً، مات في رمضان سنة تسع وثلاثين.
" أبو بكر " بن عبد الله المارديني الحنفي أخو يوسف الماضي مات أخوه فورثه ولم يلبث أن مات في سنة اثنتين وعشرين، ذكره شيخنا في أخيه من أنبائه ورأيت أبا بكر بن عبد الله الحنفي في عرض سنة ست وأظنه هذا.
" أبو بكر " بن عبد الله في ابن محمد بن محمد بن محمد بن محمد.
" أبو بكر " بن عبد الباسط بن خليل الزين بن الزين الدمشقي الأصل القاهري الماضي أبوه ووالده محمد وعمر ويعرف بابن عبد الباسط، ولد في ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه فقرأ القرآن وصلى به في مدرسة أبيه فكان ختماً هائلاً وكذا قرأ الأربعين والمنهاج كلاهما للنووي وألفية ابن ملك، وكتب على الشمس المالكي وغيره حتى برع وأجيز وسمع من لفظ ابن الجزري المسلسل بالمصافحة وغيره وأجاز له جماعة وتكلم بعد موت أبيه في أوقافه بل أعطاه الأشرف قايتباي وكان له به وبالأتابك أزبك الظاهري مزيد اختصاص التحدث على الجوالي الشامية والمصرية مع التكلم في شئ من الذخيرة واستادارية طرابلس فلم يحمد في شئ من ذلك وكان زائداً الإسراف على نفسه راغباً في تقريب الأطراف وذوي السفه نافراً من الفقهاء والطلبة مظهراً تمقت من لا يخاف جاهه الدنيوي منهم بذئ اللسان بعيد الإحسان وربما كان يصرح بسب والده وتقبيحه، حج غير مرة وأكثر من دخول الشام ويرمي بأمر فظيع.
مات بعد توعك نحو عشرة أيام في ليلة الخميس ثامن عشري المحرم سنة ست وثمانين وصلى عليه ضحى الغد في محفل متوسط ودفن بتربة والده وأظهر السلطان تأسفاً واستأصله حياً وميتاً عفا الله عنه وإيانا.
" أبو بكر " بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة القرشي المكي. درج صغيراً وقد مضى أخوه عبد الكريم وأبوهما.(5/240)
" أبو بكر " بن عبد الرحمن بن رحال - بمهملتين الثانية مشددة - ابن منصور التقي اللوبياني ثم الدمشقي الشافعي، ولد في سنة أربع أو خمس وخمسين وسبعمائة وتفقه بجماعة إلى أن مهر وصار معدوداً في الفضلاء وناب في الحكم وولى تدريس الشامية البرانية وغيرها ووصفه بعض أصحابنا بالإمام العالم الفقيه مفتي المسلمين ومفيدهم، وكان قد سمع كما أخبر علي ابن قواليح صحيح مسلم بفوت في أوله لم يضبط وحدث، ومات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين بدمشق وكانت جنازته حافلة - وذكره شيخنا في أنبائه باختصار وقال غيره إنه قدم دمشق وهو كبير فقرأ التنبيه وعرضه في سنة خمس وسبعين واشتغل على الشرف الشريشي وطبقته ورافق الكفيري واندرج بصحبه وأذن له بالإفتاء وأعاد الشامية الجوانية والناصرية وتصدر بالجامع وكان ممن أقام أيام الفتنة بدمشق فأوذي من التتار وقعد مع الشهود بعدها مدة ثم استنابه النجم بن حجي واستمر ينوب لغيره مدة مع توقفه في الأحكام وأفتى واستقر في تدريس القيمرية قال التقي الشهبي ودرس بها دروساً عجيبة مرة أو مرتين في الفلس ثم انتقل إلى الضمان وخرج من الدنيا ولم يفرغ منه ولم يكن يعرف سوى الفقه على طريقة المتقدمين لا عهد له بكلام المتأخرين وتحريراتهم مع التقتير على نفسه في عيشه وملبسه وخبرته بالتحصيل على كبر سنة، وقد رغب له رفيقه الكفيري عن نصف تدريس العزيزية فلم يحصل له واشتد ألمه لذلك ولم يلبث أن رغب هو عن نصف تدريس القيمرية والإعادة بالشامية بعوض ليحيى بن العطار مع قرب عهده بلباس الجند وكونه ديوانياً وحصل في وظائفه بعد موته خبط كبير ولم يحصل لطلبة العلم منها شئ، مات في ليلة الأربعاء عاشر ذي القعدة وحضر جنازته خلق ودفن بباب الفراديس واستفيض أنه كان يحفظ الرافعي ومع ذلك فما ذكره التقي في طبقات الشافعية رحمه الله وعفا عنه.
" أبو بكر " بن عبد الرحمن بن سالم بن غزي، هو محمد مضى.
" أبو بكر " بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن عثمان بن السلعوس مات في سنة سبع.
" أبو بكر " بن عبد الرحمن بن فيروز التقي الحواري، كان يقرئ أولاد التاج السبكي وسمع من بعض أصحاب الفخر ثم ولى قضاء أذرعات، مات في المحرم سنة ثمان وله بضع وستون، قال شيخنا في إنبائه.
" أبو بكر " بن عبد الرحمن بن قطلوبك، مات بالقاهرة في طاعون سنة سبع وتسعين.
" أبو بكر " بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة بن أحمد ابن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة العماد بن الزين بن ناصر الدين القرشي العمري المقدسي الحنبلي أخو الحافظ ناصر الدين محمد ووالد عبد الله وعبد الرحمن وست القضاة الأشقاء وأسماء صاحبنا ناصر الدين محمد وعبد الوهاب وأحمد الأشقاء ويعرف كسلفه بابن زريق بتقديم الزاي، ولد بعد السبعين تقريباً بصالحية دمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً وسمع على الصلاح أن أبي عمر مسند أحمد أو بعضه وكذا سمع منه غيره ومن آخرين، وولى عدة مباشرات وناب في الحكم عن ابن الحبال فمن بعده وحج غير مرة وحدث سمع منه الفضلاء وذكره شيخنا في معجمه باختصار وقال أجاز لنا في سنة تسع وعشرين، وقال ابن قاضي شهبة كان ساكناً وكنت أميل إليه وكان علي خير يصوم الخميس والاثنين ثم بلي وولى نيابة القضاء عن العز البغدادي في سنة ثلاث وعشرين ثم عزله ثم لما ولى الناصر الشهاب بن الجبال استنابه واستمر إلى أن عزل بمرسوم ورد من مصر لأنه أدخل نفسه في التناقلات التي لا يحل لأحد من المسلمين الدخول فيها تقريباً بالخواطر أرباب المناصب مع أنه كان لا يأخذ على ذلك شيئاً وكان النجم بن حجي حسن له السعي في القضاء الأكبر وكاتب في ذلك المصريين الحكم ضعف مستنيبه ابن الحبال وعجزه فلم يجب لذلك ثم جاء مرسوم بعد قتل النجم إلى الحنبلي بعزل نوابه فعزل في جملتهم وكان يلثغ بالراء ويكتب باليسرى كتابة قوية، وكان خيراً ديناً كثير التلاوة، مات في المحرم سنة إحدى وثلاثين بالصالحية ودفن بالسفح بتربة المعتمد جوار المدرسة، وهو في عقود المقريزي باختصار وقال إنه توفي بعد سنة تسع وعشرين رحمه الله.(5/241)
" أبو بكر " بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان شقيقي الزين السخاوي الأصل القاهري الشافعي، ولد في أواخر سنة خمس وأربعين وثمانمائة بمنزلها الشهير ونشأ به في كنف أبويه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وجمع الجوامع وألفيتي الحديث والنحو وغيرها، وعرض على جماعة كسعد الدين بن الديري ومدين والشمني وابن الهمام والأقصرائي وأبي الفضل المغربي وأحضرته على العز بن الفرات بل أسمعته على شيخنا وخلق وأجاز له جم غفير من أماكن شتى، وأخذ العربية عن النور الوراق والأبدي وبه انتفع وغيرهما وكذا قرأ على أبي السعادات البلقيني في المغنى وعنه وعن السيد النسابة والفخر عثمان المقسي أخذ الفقه بل حضر قليلاً عند العلم البلقيني والمناوي وقرأ على إمام الكاملية في شرحه على المنهاج الأصلي ولازم السيف الحنفي وابن حجي والكوراني في دروس الكشاف والشمس الشرواني في أصول الدين والتقي الحصني في فنون كالمعاني والبيان والمنطق وبعض الفضلاء في الفرائض والحساب وقرأ على المحب بن الشحنة في تفسير ابن كثير وغيره وعلي البقاعي في غيبتي يسيراً من شرح ألفية العراقي بل أخذه عني بتمامه مع نحو مجلد من النكت التي كتبتها على شرح المصنف وجملة من تصانيفي وغيرها رواية ودراية واستملى علي وتردد في ابتدائه لابن قاسم وابن بردبك ثم للزين الأنباسي والشرف عبد الحق وابن عز الدين السنباطيين في آخرين كالزين زكريا والنور السنهوري وتميز في العربية وشارك في غيرها مع صحة الفهم وسرعة الذكاء واستقامة التصور والتحري في المباحثة والإقراء وتصدى للتدريس في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وأخذ عنه غير واحد ممن صار في المدرسين وقسم الكتب في كل سنة وعمل أجلاساً هائلاً في سنة سبع وسبعين حضر عنده فيه الأعيان كالعبادي والتقي الحصني والجوجري والبهاء المشهدي والعز السباطي وابن قمر وابن المرخم والعلاء البلقيني مع كونه ممن حضر عندهما في الألجيهية ومن شاء الله ممن عينت أكثرهم في موضع آخر وأخبر جمع جم بعدم رؤية مثل ذاك المجلس وكذا عمل أجلاساً أحفل منه حين استقر في تدريس تربة الست وكان ممن حضر فيه ابن حجي وابن الغرز، وولى إعادة الحديث بالبيبرسية والخطابة بالباسطية وخزن كتبها بل ناب عني في تدريس الحديث بالصرغتمشية سنتين وكذا في التصدير بالجيعانية وربما أفتى وقصد في عرض الأبناء وكتب بخطه الكثير ومن ذلك شرحي للألفية وجملة من تصانيفي بل كتب شرحاً على الجرومية والقواعد لابن هشام وعلى أمهات الأولاد من المنهاج وقرض له بعضها الزين زكريا والكمال بن أبي شريف وكاتبه بل كتبت له إجازة حافلة، وحج ورزق الأولاد واستعان في معيشته بالتكسب على وجه جميل وعرض عليه القضاء فأبى، ووصفه الجماعة في عرض ولده بما هو جدير بأكثر منه فزكريا بالشيخ الإمام العلامة، والأخميمي بالشيخ الإمام العالم العلامة، واللقاني بالشيخ العالم العلامة، وابن تقي بالشيخ زين الدين شرف العلماء أوحد الفضلاء في العالمين، والسعدي بسيدنا الشيخ العلامة شرف العلماء العاملين صدر المدرسين مفتي المسلمين، وكاتب السر بصاحبنا الشيخ الفاضل المشار إليه، والخيضري بالشيخ الإمام العلامة المحقق المتقن الفهامة، والبامي بسيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة، وابن قاسم بالشيخ الإمام العلامة زين الملة والدين، وجعفر بسيدنا ومولانا الشيخ الإمام العالم العامل الأوحد العلامة صدر المدرسين مفيد الطالبين مفتي المسلمين، والديمي بالشيخ الإمام العالم المفنن مفيد الطالبين بقية المحققين والكوراني بالشيخ العالم العلامة تقي الدين والبدر بن خطيب الفخرية بالشيخ الإمام العالم العلامة والبحر الفهامة زين الدين صدر المدرسين مفيد الطالبين، وسبط شيخنا بالشيخ الإمام العالم الأوحد زين الدين صدر المدرسين مفتي المسلمين، وعبد الحق بسيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة، والأبشيهي بسيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة من برع في العلوم من حين ترعرع وشرب منها بالكأس المترع وأظهر فرائد المنثور والمنظوم وحقق المنطوق منها والمفهوم، والبدر بن الديري بسيدنا مولانا الشيخ الإمام العالم العلامة الزيني عين المدرسين مفتي المسلمين، والسري بن الشحنة بسيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة، والشيشيني الحنبلي بالشيخ الإمام القدوة العلامة زين الدنيا والدين(5/242)
في آخرين، ولم يزل على طريقته في الإقبال على العلم مع القيام بالتكسب على العيال ومزيد كدره من أم أولاده مما ليس الخبر فيه كالعيان وهو متجلد متنهد إلى أن انحط ولزم الوساد وتوالى عليه أمراض وآلام وقاسى شدائد وتفتحت في يديه عدة أماكن ونفذ ما كان بيده وهي مع ذلك تعالجه وتناكده بحيث أن مدة مرضه وقبله كان لأجل رضاها مقيماً بها ببركة الرطلي وكان الأحباب يتكلفون لعيادته ولمشاهدته وهي تأبى الرجوع بل وتسأل في الطلاق ثم تحول بغير رضا منها إلى بيتنا وأبت أن توافقه وبالغت حتى أجابها لسؤلها مع بذلها وإبرائها ودام أياماً، ثم مات في رابع ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ودفن من يومه وكان له مشهد حافل وأرخت السماء مطراً من حين المرور بجنازته إلى انتهاء دفنه بل استمر المطر أسبوعاً، عوضه الله الجنة وإيانا فقل أن أعلم في مجموعه مثله متانة دين وصدق لهجة وبديع تصور وصحة فهم واتقان في علمه وكتابته وتحرز في نقله مع الصفاء والضياء والمحاسن، ولما بلغتني وفاته وأنا بمكة صلى عليه بها صلاة الغائب وفرقت له الربعة أياماً بل قرأ غير واحد من جماعتنا له ختمات ولقد كان لي به جمال وانتفاع في الغيبة والحضور فعند الله أحتسب مصيبتي به وأسئله خير العوض. آخرين، ولم يزل على طريقته في الإقبال على العلم مع القيام بالتكسب على العيال ومزيد كدره من أم أولاده مما ليس الخبر فيه كالعيان وهو متجلد متنهد إلى أن انحط ولزم الوساد وتوالى عليه أمراض وآلام وقاسى شدائد وتفتحت في يديه عدة أماكن ونفذ ما كان بيده وهي مع ذلك تعالجه وتناكده بحيث أن مدة مرضه وقبله كان لأجل رضاها مقيماً بها ببركة الرطلي وكان الأحباب يتكلفون لعيادته ولمشاهدته وهي تأبى الرجوع بل وتسأل في الطلاق ثم تحول بغير رضا منها إلى بيتنا وأبت أن توافقه وبالغت حتى أجابها لسؤلها مع بذلها وإبرائها ودام أياماً، ثم مات في رابع ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ودفن من يومه وكان له مشهد حافل وأرخت السماء مطراً من حين المرور بجنازته إلى انتهاء دفنه بل استمر المطر أسبوعاً، عوضه الله الجنة وإيانا فقل أن أعلم في مجموعه مثله متانة دين وصدق لهجة وبديع تصور وصحة فهم واتقان في علمه وكتابته وتحرز في نقله مع الصفاء والضياء والمحاسن، ولما بلغتني وفاته وأنا بمكة صلى عليه بها صلاة الغائب وفرقت له الربعة أياماً بل قرأ غير واحد من جماعتنا له ختمات ولقد كان لي به جمال وانتفاع في الغيبة والحضور فعند الله أحتسب مصيبتي به وأسئله خير العوض.
" أبو بكر " بن عبد الرحمن بن الجمال المصري محمد بن أبي بكر الأنصاري المكي نزيل الهند، مات سنة ثمان وسبعين أو التي قبلها ببلاد الهند في كلبرقة ظناً، ذكره ابن فهد.
" أبو بكر " بن عبد الرزاق الدكالي المالكي، تفقه في اسكندرية عند محمد ابن يوسف الكندري وسكنها مدة واعتقده أهلها لما رأوه من أحواله وكراماته وقدم مكة على رأس القرن فجاور بها بضعاً وعشرين سنة مديماً للصلاة والطواف والصيام، وتوجه في غضونها للمدينة مرة بعد أخرى وتسرى بأمه رزق منها ذكراً وأنثى، كل ذلك مع كثرة خيره وصلاحه وورعه واجتهاده في العبادة بحيث يستغرق فيها أوقاته حتى مات شهيداً مبطوناً في رجب سنة سبع وعشرين بالحزامية بمكة ودفن بالمعلاة وكان الجمع في تشييعه وافراً فيه صاحب مكة الشريف علي بن عنان ومقدم عسكرها قرقماس الأشرقي وهو ابن ستين ظناً، ذكره الفاسي مطولاً وقال أنه كان كثير المودة له ويسئله عن كثير من فروع الفقه وأنه على ذهنه أشياء من أسرار الحروف والأسماء رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن عبد العزيز بن عبد السلام بن موسى بن أبي بكر بن أكبر الفخر الشيرازي الأصل المكي الشافعي، ممن حفظ القرآن وصلى به التراويح بالمسجد الحرام مع أخيه محمد تناوباً وبالمنهاج ومات في رجب سنة أربع وسبعين خارج القاهرة.(5/243)
" أبو بكر " بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي ابن جماعة بن حازم بن صخر الشرف بن العز بن البدر بن البرهان الكناني الحموي الأصل المصري والد العز محمد الماضي ويعرف كسلفه بابن جماعة، ولد في ثالث ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وحفظ القرآن وكتباً واشتغل بالفقه ولكنه لم ينجب، واستجاز له أبوه خلقاً من شيوخ عصره، قال شيخنا فما أشك أن الحجار والختني والدبوسي وابن مزيز أجازوه ولكن لم أقف بعد على ذلك نعم أجاز له في سنة تسع وعشرين من ثغر اسكندرية وجيهية ابنة الصعيدي والتاج الفاكهاني وابن المصفى والكمال محمد بن محمد بن يحيى الواسطي وأبو العباس المرداوي وفي استدعاء مصري الزين أبو بكر الرحبي وابنته خديجة وهاجر ابنة الصنهاجي والحسن بن السديد وآخرون وأسمع على جده وأبيه والميدومي وأبي نعيم الأسعردي والبدر جنكلي بن محمد بن البابا ويحيى فضل الله وآخرين كالشهاب بن مسعود المادح شارك والده في بعضه، وحدث سمع منه الأئمة، وذكره شيخنا في معجمه وقال أنه كان يتعسر في التحديث قال ودرس في حياة أبيه بأماكن وناب عنه في الحكم ثم اشتغل باللهو والبطالة واحتاج وافتقر، وكان يكتب خطاً حسناً ولديه فضائل رأيته يتناول الكتاب المكتوب المطوي فيقرأ ما فيه وهو في كمه من غير أن يشاهد باطنه، ونحوه قوله في أنبائه إنه اشتغل ثم ترك وحمل لاشتغاله بما لا يليق بأهل العلم وكان يدري أشياء عجيبة صناعية مات في رابع عشر جمادى الأولى سنة ثلاث بمصر رحمه الله وإيانا، وقال المقريزي في عقوده جاورنا سنين عفا الله عنه.
" أبو بكر " بن عبد الغني بن عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد الفخر بن النسيم بن الجلال المرشدي المكي الحنفي الماضي أبوه وجده وابناه عبد الغني وعلي ويعرف بابن عبد الغني المرشدي، ولد سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة بمكة وكان أبوه تركه بها وهو حمل وكانت منيته بالقاهرة في طاعون سنة ثلاث وثلاثين ونشأ هذا في كفالة زوج أمه أبي بكر الشحري فحفظ القرآن وعمدة الأحكام وأربعي النووي والمجمع والمنار وألفية ابن مالك وعقيدة الطحاوي، وعرض على أبي البقاء بن الضياء في سنة إحدى وخمسين واشتغل قليلاً في الفقه عند ابن عمه عبد الأول والزين قاسم بن قطلوبغا ثم عند ابن الغرز في مجاورته عندهم وربما حضر عند أبي حامد بن الضياء وفي العربية عند المحيوي عبد القادر المالكي والبرهان بن ظهيرة ولازمه وسمع على أبي الفتح المراغي وغيره، وكذا أخذ عن إسمعيل الجبرتي وأجاز له جماعة واستقر في مشيخة الكلبرجية بمكة ولازم الانتماء للقاضي وذويه ورأيت وصف القاضي له في عرض ثاني ولديه بالشيخ الإمام العلامة الأمثل الأكمل المفيد وزاد أخوه في الوصف العالم الأوحد مفتي المسلمين مفيد الطالبين وافتتح بقوله الحمد لله الذي جعل في كنز العلم فخر الدنيا والدين، وكذا القاضي أبو السعود وافتتح بقوله الحمد لله الذي نوع الفخر فجعل جلاله وكماله في فخر الدين، ويذكر بملاءة كبيرة مع تشدق وعدم توثق ودخل في التجارة لزبيد وغيرها ولقي ابن اسمعيل الجبرتي فألبسه الخرقة ولعله اجتمع بأحد من بني الناشري.
مات بعد أن تعلل مدة في سابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه عقب صلاة الصبح ثم دفن عفا الله عنه.
" أبو بكر " بن عبد القادر بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الفخر بن المحيوي القرشي اليماني الأصل المكي ابن أخي القاضي محب الدين قاضي جدة والماضي أبوه، ويعرف كسلفه بابن ظهيرة، ولد في يوم الثلاثاء عاشر رجب سنة خمس وستين وثمانمائة كما كتبه لي بخطه وسمع مني المسلسل في ذي الحجة سنة ست وثمانين بمنزلي علو البيمارستان من مكة واستجازني بعد ذلك لنفسه ولولديه، ومات في أول يوم الخميس منتصف رجب سنة ثلاث وتسعين بجدة فحمل لمكة وكان وصوله في أثناء ليلة الجمعة فجهز بها ثم صلى عليه بعد صلاة الصبح عند الحجر الأسود تقدم الشافعي ثم دفن بالمعلاة عند قبور سلفه بالشولى رحمه الله.(5/244)
" أبو بكر " بن عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد المحسن الكمال أبو الروح بن البهاء أبي البقاء السلمي المحلى ثم السمنودي الشافعي أخو المحب عبد الله الماضي ويعرف بابن الإمام، ولد في صفر سنة إحدى وثمانمائة بالمحلة ونشأ بها فقرأ القرآن عند الفقيه نور الدين بن نصف الليل والمنهاج وعرضه على جماعة وأخذ في الفقه عن صهره الشهاب الباريني والولي بن قطب والشمس بن أحمد القاضي وغيرهم والنحو عن عمر السمنودي، وحج مراراً أولها وهو صغير مع أبيه وأخيه سنة خمس وثمانمائة وجاوروا وسمعوا وهذا في الخامسة في رمضان سنة ست على ابن صديق بعض مسندي الدارمي وعبد ثم في ذي القعدة منها علي أبي الطيب السحولي الشفا، وأجاز له الزين المراغي وعائشة ابنة عبد الهادي والجمال الحنبلي والصلاح عبد القادر الأرموي وأبو اليمن الطبري وخلق، وناب في القضاء بسمنود عن شيخنا فمن بعده وسمعت من لم يحمد سيرته وزار القدس والخليل ودخل اسكندرية ودمياط وحدث سمع منه الفضلاء ولقيته بسمنود فقرأت عليه، ومات بها في ذي الحجة سنة ستين ودفن بجانب شيخه عمر بن عيسى عفا الله عنه ورحمه وإيانا.
" أبو بكر " بن عبد الهادي بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى إبراهيم الطبري الأصل المكي، وأمه زينب ابنة الرضي محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضي الطبري، أجاز له في سنة ست وثلاثين الزين الزركشي والشرف الواحي وابن ناظر الصاحبة والقباني والتدمري والبرهان الحلبي وخلق ومات صغيراً.
" أبو بكر " بن عثمان بن خليل بن محمود بن عبد الواحد التقي المخزومي الحوراني المقدسي الحنفي، ولد بعد سنة أربعين وسبعمائة واشتغل وسمع من الميدومي وغيره وناب في الحكم قال شيخنا في معجمه لقيته ببيت المقدس فقرأت عليه المسلسل وجزء البطاقة بسماعه لهما من الميدومي ومات به في أواخر سنة أربع ونحوه في أنبائه وحدثنا عنه التقي القلقشندي بالمسلسل وجزء البطاقة أيضاً، وذكره المقريزي في عقوده.
" أبو بكر " بن عثمان بن عبد الله الفخر الششتري المدني ابن عم محمد بن أحمد ابن شرف الدين الماضي، ممن سمع مني بالمدينة.
" أبو بكر " بن عثمان بن محمد بن حسن الرومي المكي ثم القاهري ابن أخت إبراهيم بن علي الماضي ويعرف بالزمزمي، ولد بمكة تقريباً سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ونشأ بها فسمع علي أبي الطيب السحولي الشفا وعلي الجمال ابن ظهيرة والزين المراغي والشريف عبد الرحمن الفاسي، وأجاز له في سنة أربع وتسعين فما بعدها التنوخي وابن صديق وإبراهيم بن علي بن فرحون وابن قوام وابن منيع وخلق، لقيته بمصر في سنة خمسين وكان تاجراً، ثم مات بها بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين وخلف شيئاً كثيراً رحمه الله.
" أبو بكر " بن صاحب تونس عثمان بن محمد بن أبي فارس أخو محمد وعبد العزيز السابقين، ولى مملكة طرابلس المغرب، وكان شاباً مشكوراً حياً قريب الثمانين.
" أبو بكر " بن عثمان بن محمد تقي الدين الجبيتي - بكسر الجيم ثم تحتانية ساكنة بعدها مثناة - الحموي الحنفي أخو ناصر الدين محمد ويعرف بابن الجيتي، ولد في حدود الستين ذكره شيخنا في أنبائه وقال: أحد فضلاء أهل حماة عارف بالعربية حسن المحاضرة، قدم صحبة العلاء بن مغلى من حماة فنزل علي كاتب السرابن البارزي فأكرمه وأحضره مجلس السلطان وولاه قضاء العسكر وغيره، وقال في معجمه اشتغل بالفقه والعربية ومهر وقدم القاهرة في الدولة المؤيدية وكان حسن المحاضرة ناب في الحكم بالقاهرة وولى إفتاء دار العدل وقضاء العسكر بل عين للقضاء الأكبر سمعت من نوادره وفوائده، وقال المقريزي في عقوده جمعني وإياه مجلس الناصري بن البارزي مراراً وكان ذكياً ماهراً في فنون تغلب عليه الأدبيات ونوه بولايته قضاء مصر فعاجلته المنية ومات في الطاعون في آخر ربيع الأول سنة تسع عشرة.
" أبو بكر " بن عثمان بن الناصح الكفرسوسي المؤدب، ذكره شيخنا في أنبائه وقال صحب الشيخ علياً البناء وأخذ طريقته وكان قد تصدى للعمل في البساتين مع النصيحة في عمله ثم حفظ القرآن على كبر وتصدى لتعليمه وكان يعلم الأبناء ويتورع وكانت عنده وسوسة في الطهارة وسكن لما كبر المزة، مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وقد جاز الستين.(5/245)
" أبو بكر " بن علي بن إبراهيم بن عدنان بن جعفر العماد الحسيني الدمشقي الحنفي أخو أحمد ووالد ناصر الدين محمد الماضيين وهذا أصغر الأخوين، ولد في رجب سنة خمس وسبعين وسبعمائة واشتغل في الفقه والنحو وسمع الحديث وكتب الخط الحسن وتقدم في الإنشاء وتزيا بزي الجند ثم المباشرين وباشر أيام أخيه نيابة كتابة سر دمشق ثم ولى حسبتها في سنة ست وعشرين ثم عزل عنها في ربيع الآخر من التي تليها وبيده مشيخة الجقمقية وتدريس الريحانية والعذراوية والمقدمية، ولما ولى أخوه كتابة سر مصر طلبه لمساعدته فتوجه إليه في صفر سنة ثلاث وثلاثين فأقام على كردمنة وربما باشر النيابة عنه مع كونها باسم الشرف ابن العجمي وكان الغالب عليه الديانة والخير والعفة ولذا انطلقت الألسن بالثناء عليه وعين بعد أخيه لكتابة السر وباشر بدون تولية فعوجل بالطاعون أيضاً بعد ستة عشر يوماً مضت لأخيه وذلك في ليلة الجمعة ثالث عشر رجب سنة ثلاث وثلاثين وأخرج قبل الصلاة ودفن بالصوفية بوصية منه وكانت جنازته حافلة بخلاف جنازة أخيه رحمه الله، ذكره شيخنا في أنبائه باختصار.
" أبو بكر " بن علي بن أحمد بن مفتاح معلم القبانيين بجدة ويعرف بابن فطيس كسلفه، مات في صفر سنة سبع وتسعين بمكة.
" أبو بكر " بن علي بن أبي بكر بن الحكم سيف الدين وتقي الدين النابلسي الحنبلي المفتي ويعرف بابن الحكم، قال شيخنا في معجمه لقيته بنابلس فقرأت عليه الأربعين المنتقاة من المستجاد من تاريخ بغداد مع الأناشيد بسماعه لذلك على البياني انتهى، وحدثنا عنه التقي القلقشندي بالمسلسل عن الميدومي سماعاً.
" أبو بكر " بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الناشري اليماني، ولد تقريباً سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة وتفقه بأبيه وبعمه الشهاب أحمد وسمع الجمال بن ظهيرة والنفيس العلوي وكان فقيهاً راسخاً مديماً لخدمة العلم ولي تدريس الصلاحية بالسلامة وخطابة مسجد الجند والإعادة بنظامية زبيد، وناب عن أبيه في قضاء زبيد والتدريس بالمؤيدية بتعز وانتفع به جماعة كأخيه حافظ الدين وابن أخيه عفيف الدين وله حواش وعلى المنهاج مفيدة وشعر جيد، مات في المحرم سنة إحدى وعشرين في حياة أبيه.
" أبو بكر " بن علي بن التقي أبي بكر القاهري الجوهري كان نزيل مكة ويعرف بابن الفاوي، أتلف ما خلفه له أبوه وقطن مكة دهراً، متعرضاً للتكدية لا يفوتها من تجارها والواردين عليها كبير أحد مع اشتغال كثيرين له، وقد لازمني في سنة ست وثمانين والتي بعدها بمكة في سماع أشياء كثيرة بل قرأ بنفسه أربعي النووي وكتب بخطه بعض تصانيفي بل حصل فوائد التقطها من الكتب والمجاميع وله مزيد ميل لذلك وتكرر قدومه للقاهرة ومن ذلك سنة تسعين وكذا زار المدينة وأقام بها أشهراً وسمع بها على الشمس المراغي في آخرين بهذه الأماكن وكتبت له إجازة نبهت على مهماتها في الكبير وقد سمع بالقاهرة بقراءتي على النور الأبودري والزين شعبان بن حجر والنور بن المحوجب مجلساً في فضل صوم عاشوراء للمنذري وسميت جده في الطبقة محمداً وكذا سمع في البخاري بالظاهرية واقتصرت على لقب جده، مات بمكة بعد انفصال الحج في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وكان ابتداء ضعفه من عرفة عفا الله عنها.
" أبو بكر " بن علي بن أبي بكر الريمي المكي، ولد بها قبل التسعين وسبعمائة أجاز له في سنة خمس وثمانمائة فما بعدها العراقي والهيثمي وابن الشرايحي والشهابين بن حجي والحسباني وابن صديق والزين المراغي وعائشة ابنة عبد الهادي وآخرون أجاز لي ومات في ربيع الأول سنة تسع وخمسين بمكة ودفن بالمعلاة.
" أبو بكر " بن علي بن أبي بكر البالسي المصري الشاهد، ذكره ابن فهد مجرداً وكتبته تخميناً.
" أبو بكر " بن علي بن حجاج الجريري الدلال، سمع مني بمكة.
" أبو بكر " بن علي بن حجة، فيمن جده عبد الله.
" أبو بكر " بن علي بن زين بن عبد الله الزين الأبياري القاهري الشافعي الكتبي، ولد قبل سبعين وسبعمائة ظناً وأخبر أنه سمع نظم السيرة لابن الشهيد عليه بقراءة الغماري في الأزهر، وكان خيراً ثقة ثبتاً فاضلاً أجاز للبقاعي وغيره. ومات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين بالمؤيدية رحمه الله.(5/246)
" أبو بكر " بن علي بن سالم بن أحمد التقي الكناني العامري الشافعي ابن عم قاضي الزبداني، ولد في ذي الحجة سنة خمسين واشتغل بدمشق فبرع في الفرائض والحساب وشارك في الفقه وقرأ في الأصول وولي قضاء بعلبك وبيروت وكفر طاب وكان يقرأ في المحراب جيداً، وقدم القاهرة بعد الفتنة الكبرى وكان قد أسر مع التمرية ثم خلص وأخبر عن بعض من أسره أنه قال له علامة وقوع الفتنة كثرة نباح الكلاب وصياح الديكة في أول الليل قال وكان ذلك قد كثر بدمشق قبل مجيء تمر وكان مع ما اشتمل عليه من الفضل ديناً خيراً يتعانى المتجر.
مات بدمشق في ذي الحجة سنة سبع عشرة، ذكره شيخنا في أنبائه وأرخه المقريزي في عقوده في مستهل جمادى الأولى سنة خمس عشرة وطول ترجمته فالله أعلم.
" أبو بكر " بن علي بن صلاح الزملكاني الصالحي الفاخوري، سمع من المحب الصامت والعماد أبي بكر بن محمد بن الحبال، وحدث سمع منه الفضلاء، وكان خيراً يتكسب بالفاخور، مات قبل دخولي دمشق.
" أبو بكر " بن علي بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان ومعناه خليل الزين البرمكي الأربلي المارديني الأصل القاهري المشهدي الشافعي، هكذا أملى على نسبه بل زاد حتى انتهى إلى جعفر بن يحيى بن خالد ابن برمك وقال لي ولده محمد البهاء الماضي: المحقق منه إلى أحمد وما فوقه لا أعتمده.
ولد تقريباً سنة سبعين وسبعمائة بالقرب من مشهد الحسين بالقاهرة ولذا نسب مشهدياً ونشأ فحفظ القرآن وتلا به إفراداً للسبع على الفخر البلبيسي الإمام وأذن له في الإقراء وحفظ الشاطبية ظناً وغيرها وأخذ في الفقه عن أبي الفتح البلقيني وطائفة وفي العربية عن الشمس العجيمي وقيد عنه حواشي على توضيح جده ابن هشام ولازم فيهما وفي غيرهما الشمس الشطنوفي وحضر دروس قنبر وغيره وجود الخط عند الوسيمي وكان يثني على قوة عصبه، وسمع علي التنوخي والأنباسي والزفتاوي والحلاوي والسويداوي والغماري والمراغي وابن الشيخة وآخرين وتكسب أولاً بتعليم المماليك بالقلعة ونبغ من تحت يده جماعة ثم بالنساخة لابن خلدون وقتاً ولغيره مع ما كتبه لنفسه بحيث كتب الكثير وجلس مع الشهود بالخيميين بالقرب من الأزهر وناب في عقود الأنكحة عن الجلال البلقيني وغيره وتنزل في سعيد السعداء وغيرها، وحج مرتين استصحب أمه في الأولى وماتت هناك وسافر إلى الشام في بعض ضروراته وصحبته ابنه وما تيسر لهما زيارة القدس لضعف شديد عرض له في رجوعه وهو بالرملة كاد أن يموت منه؛ وجمع تأليفاً في صناعة الشهود ومنسكاً لطيفاً ونظم قصيدة في الكعبة نسب نفسه بآخرها فقال:
وناظمها يرجو من الله رحمة ... تبلغه الزلفى إذا الكرب يعظم
أبو بكر المعروف بالمشهد الذي ... يقال به رأس الحسين المكرم
وعندي من نظمه غير هذا وحدث سمع منه الفضلاء أخذت عنه ختم البخاري والشفا، وكان خيراً رئيساً ساكناً متواضعاً بهيا محمود الشهادات، مات في يوم الجمعة سلخ ذي القعدة سنة خمس وخمسين ودفن بمقبرة صوفية سعيد السعداء رحمه الله.(5/247)
" أبو بكر " بن علي بن عبد الله التقي الحموي الحنفي الأرزاري ويعرف بابن حجة بالكسر باسم الشهر، ولد تقريباً سنة سبع وستين وسبعمائة بحماة ونشأ بها فحفظ القرآن وتعانى عمل الحرير وعقد الأزرار وقتاً ثم اشتغل بالعلم وتعانى الأدب وتردد إلى الشمس الهيتي والعز الموصلي وقرأ عليهما في الأدب وكتب عنهما من نظمهما ونثرها ولازم فيه العلاء القضامي حتى تقدم في عمل الأزجال والمواليا ثم أقبل على نظم القصيد ومدح أعيان بلده، ثم ارتحل منها إلى الشام قبل التسعين فمدح قاضيها البرهان بن جماعة بقصيدة كافية طنانة بديعة قرضها له نبهاء عصره ودخل القاهرة وهي معه فوقف عليها الفخر بن مكانس وابنه المجد فقرضاها أيضاً ومدح الفخر وطارح ولده ثم عاد إلى بلاده فأقام بها ثم دخل القاهرة أيضاً في الأيام المؤيدية فراج أمره وعظم قدره ونوه به بلديه ناصر الدين ابن البارزي واستقر به منشئ ديوان الإنشاء فاشتهر وبعد صيته وصار أحد الأعيان وباشر عدة أنظار، ودخل بلاد الروم مع المؤيد إلى أن كانت الأيام العلمية ابن الكويز فلم تمش أحواله كما كانت فتقلق من إقامته بالقاهرة وتوجه لبلده في سنة ثلاثين فأقام بها ملازماً للاشتغال بالعلوم والخير إلى أن مات، ورام في الأيام الكمالية الرجوع إلى القاهرة فما تهيأ وكان إماماً عارفاً بفنون الأدب متقدماً فيها طويل النفس في النظم والنثر حسن الأخلاق والمروءة مع بعض زهو وإعجاب ومداومة على خضب لحيته بالحمرة إلى أن أسن حتى هجاه بذلك البدر البشتكي بقوله:
صبيغ دعاويه لا تنتهي ... يخطى الصواب ولا يشعر
تفكرت فيه وفي ذقنه ... فلم أدر أيهما أحمر
وقد أخذ عنه الأكابر، وقال شيخنا في أنبائه أنه سمع من نظمه كثيراً بل وسمع منه معظم شرحه على البديعية وجملة من إنشائه قال ولقيته ببلده في سنة ست وثلاثين ذهاباً وإياباً وبيننا مودة أكيدة، وقال في معجمه سمعت منه الكثير من الشرح وكتب عني وكتبت عنه، ولقيته بحماة عند التوجه مع العسكر إلى حلب وسمعت من نظمه بها، وذكره ابن خطيب الناصرية فقال الإمام الأديب البليغ الفاضل الناظم الناثر إمام أهل الأدب في زمنه ثم قال وبيني وبينه صحبة أكيدة ومحبة ومذاكرة في الأدب والتاريخ انتهى، ومن تصانيفه بلوغ المرام من سيرة ابن هشام والروض الأنف والإعلام وأمان الخائفين من أمة سيد المرسلين وبلوغ المراد من الحيوان والنبات والجماد في مجلدين وبروق الغيث على الغيث الذي انسجم من شرح لامية العجم وكشف اللثام عن وجه التورية والاستخدام وحديقة زهير وناصح قلاقس وزاوية شيخ الشيوخ وتحرير القيراط وقهوة في مجلدين وهو مما أنشأه بالديار المصرية عن الملوك المؤيد والظاهر والأشراف والزوائد المصرية نظم والثمرات الشهية من الفواكه الحموية نظم أيضاً وجنى الجنتين وقطر النباتين وثبوت الحجة وقبول البينات وتأهيل الغريب في أربع مجلدات وتفصيل البردة وثبوت العشرة وديوان شعر بديع قال فيه:
ديوان نظمي جاء وهو محرر ... برقيق نظم لفظه مستعذب
فإذا بدا لا تستقلوا حجمه ... وحياتكم فيه الكثير الطيب(5/248)
وعمل البديعية متابعاً للحلي على طريقة العز الموصلي من التورية باسم النوع البديعي في البيت وسماها تقديم أبي بكر وهي تسمية بديعة في معناها للاتفاق في اسمه واسم الصديق رضي الله عنه وشرحها في ثلاث مجلدات أبدع فيه ما شاء وقرضه له العلماء فكان مما كتبه شيخنا أشهد أن أبا بكر مقدم على أنظاره ولا أعدل في هذه الشهادة من أحمد وأجزم برفعة قدره على من انتصب لهذا الفن ولا أبلغ من حاكم يشهد، وله رسائل ومقاطيع شهيرة ومن رسائله رسالة أنشأها حين كان الظاهر برقوق محاصراً دمشق في سنة إحدى وتسعين وحرقت دمشق كتب بها إلى الفخر ابن مكانس بالقاهرة سماها ياقوت الكلام في أيام الشام أودعها ابن خطيب الناصرية ترجمته من تاريخه وهو ممن قرض السيرة المؤيدية لابن ناهض وأوردت من تقاليده التي أنشأها لشيخنا في الجواهر والدرر وقد انحرف عنه النواجي بعد مزيد اختصاصهما، وصنف الحجة في سرقات ابن حجة وزاد في التحامل عليه وهجاه كثيرون من شعراء وقته بمقاطيع مقذعة وكأنه والله أعلم لأنه كان ضنيناً بنفسه وبشعره يرى غالبهم كآحاد تلامذته، مات في العشر الأخير من شعبان حسبما أرخه ابن خطيب الناصرية وقيل في رجب سنة سبع وثلاثين بحماة بعد أن قال وقد اجتمعت الباردة والحمى في مرضه.
بردية بردت عظمي وطابقتها ... سخونة ألفتهما قدرة الباري
فامنن بتفرقة الضدين من جسدي ... يا ذا المؤلف بين الثلج والنار
ووصفه بعض المحدثين بالإمام العالم الأديب البارع رأس أدباء العصر وأعرفهم بفنون الشعر، ومما كتبه عنه شيخنا وكذا ابن خطيب الناصرية قصيدته التي امتدح بها العلاء بن أبي البقاء السبكي وعارض فيها قصيدة للجمال بن نباته أولها:
يا ساهر اللحظ حالي فيك مشهور ... وكاسر الجفن قلبي منك مكسور
أمرت لحظك أن يسطو على كبدي ... يا صدق من قال إن السيف مأمور
ومما كتبه لقاض أخلف ما وعده به من حبس غريم له:
أضعت حقي وأخلفت الوعود وما ... وفيت لي ونصرت اليوم أخصامي
فلا تلمني إذا أنشدت من حرقي ... وسوء الحظ يبدي نقض إبرامي
إن كان منزلتي في الحب عندكم ... ما قد رأيت فقد ضيعت أيامي
ونظمه ونثره يفوقان الوصف وعندي منهما جملة قال شيخنا ونعم الرجل كان وقال المقريزي كان فيه زهو وإعجاب بنفسه علمه الأدب ونظمه كثير، وهو عنده في عقوده وأنه لقيه مراراً أولها بدمشق في صفر سنة اثنتي عشرة وأورد من نظمه أشياء قال وهو أحد أدباء العصر المكثرين المجيدين، وله في الأدب مصنفات ومما أنشده:
هويته عجمياً فوق وجنته ... لامية عودتها أحرف القسم
في وصفها ألسن الأقلام قد خرست ... وظل شرحي في لامية العجم
وقال ابن قاضي شهبة: تقدم في صناعة الأدب وشاع فضله قديماً في أيام ابن أيبك، وله النظم البليغ والنثر البديع واتصل بالمؤيد وتقدم عنده ثم حصل له تخلف وتقدم عليه الزين بن الخراط والشرف بن العطار فعاد إلى بلده رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن علي بن عبد الله المادح، ممن سمع مني.
" أبو بكر " بن علي بن علي بن حسين الطيبي ثم القاهري الشافعي بواب سعيد السعداء، ممن قدم صغيراً فنزل جامع الأزهر وغيره وقرأ القرآن عند حسن العاملي وحفظ التبريزي واشتغل قليلاً عند الفخر عثمان المقسي وتنزل في الجهات ولازم باب الخانقاه مدة تزيد على خمسين سنة نيابة واستقلالاً وحج، وكان كثير التلاوة لا بأس به، مات في سابع عشر جمادى الثانية سنة ثلاث وتسعين ودفن بتربة الصوفية ولم يكمل السبعين رحمه الله.
" أبو بكر " بن علي بن عمر بن عبد الحق التلعفري شيخ معمر ذكر أن والده أخبره أن أمه كانت حاملاً به فتنة بيبغاروس وهي بعيد الخمسين وسبعمائة وكذا ذكر أن من مشايخه والده والحافظ ابن رجب وكان ينزل القبيبات، مات.(5/249)
" أبو بكر " بن علي بن محمد بن سليمان الزين الأنصاري التتائي ثم القاهري الشافعي أخو الشرف موسى الأنصاري وأخوته، ولد سنة تسع وثمانمائة بتتامن المنوفية، وكان فاضلاً ظريفاً عشيراً ناظماً ناثراً وافر العقل متين الديانة، أخذ عن الشرف السبكي والقاياتي والونائي وشيخنا وأكثر من الحضور عند المناوي واستقر به الزين عبد الرحمن بن الجيعان في خطابة مدرسته فخطب بها حتى مات وربما أنشأ الخطب البديعة، مات في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين عن أزيد من أربعين سنة رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن أبي الفتوح فرح بن علي التقي أبو الصدق بن العلاء الدمشقي الشافعي خال القطب الخيضري ويعرف بالحريري.
ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة - وقيل سنة سبع وبه جزم ابن قاضي شهبة وقال إن الأول وهم وإن كتبه بخطه وهو أقرب - بدمشق وحفظ القرآن والمحرر لابن عبد الهادي والجمع بين الصحيحين والتنبيه وتصحيح الأسنوى وألفية النحو وعرض في سنة إحدى وتسعين فما بعدها على جماعة وأخذ الفقه عن الشهاب الزهري والشرفين الشريشي والملكاوي وغيرهم من أهل بلده، وارتحل إلى القاهرة فأخذه عن البلقيني وابنه وطائفة والعربية عن البلقيني وغيره والحديث عن الزين العراقي أخذ عنه ألفيته وشرحها وأثبته بخطه فيمن سمع المجلس السابع والتسعين بعد الثلثمائة من أماليه، والتصوف عن البلالي قرأ عليه مختصره للإحياء وسمع ببلده والقاهرة ومكة وغيرها من كثيرين كالشهاب أحمد بن علي بن عبد الحق والمحيوي يحيى الرحبي وأبي المحاسن يوسف القباني ورسلان الذهبي والكمال بن النحاس والبدر حسن بن محمد البعلي وابن قوام وأبي حفص البالسي وكالبلقيني والعراقي والهيثمي والتنوخي وابن أبي المجد والصلاح الزفتاوي والمطرز والشرف أبي بكر بن جماعة وكالعفيف النشاوري وبعض ذلك بقراءته وتقدم وأذن له في الإفتاء والتدريس وكذا أذن له العراقي في إقراء ألفيته وشرحها، وناب في القضاء ببلده في رجب سنة سبع وعشرين عن الشهاب نقيب الأشراف والنجم بن حجي وغيرهما ونزل الضيائية، وتصدى للكتابة على الفتيا بل كتب على المحرر لابن عبد الهادي شرحاً في اثني عشر مجلداً على نمط الديباجة للدميري سماه تخريج المحرر في شرح حديث النبي المطهر ودرس بالنجيبية وبالكلاسة وغيرهما، وحدث سمع منه الفضلاء أجاز لي وكان إماماً عالماً خيراً ثقة أحد الأعيان، زاد بعضهم ممن اشتهر بهذا الفن وبعلو الإسناد، مات في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين ودفن بمقابر الباب الصغير وفقده الشهود وتأسفوا على فقده لأنه كان لا يرد حكماً يقصد به. قال ابن قاضي شهبة فيما نقل عنه رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن علي بن محمد بن علي التقي الحلبي الحنفي نزيل القاهرة ويعرف بابن الطيوري وبخروف، وممن اشتغل وتميز وناب في القضاء بل استقل بقضاء طرابلس ولكن لم يتهيأ له مباشرته كما أن الكافياجي وغيره كتب له بتأهله لقضاء الحنفية بالديار المصرية كل ذلك أيام اختصاصه بالشهابي بن العيني فإنه كان صحبه وتقرب منه بالخيال، وصار إلى ملاءة زائدة بعد فاقة شديدة وبعده إهانة الظاهر تمر بغا له بالضرب والحديد والإرسال به لقاضي المالكية ليمضي فيه الحكم بما تضمنه المحضر المكتتب فيه مما يؤذن بانحلاله وذلك بقيام الشريف إبراهيم القبيباتي عليه فخلصه الزيني بن مزهر وعزره البدر بن القطان بالأشهار والعرى ثم بالنفي، ولم يزل في انعزال مقبلاً على التجارة والمعاملة التي يذكر فيها بما لا يليق، وسكن بولاق زمناً في سعة من المآكل وتكرم بالإطعام ونحوه لمن يرد عليه إلى أن عدا عليه بعض فتيانه وقتله شر قتلة في ليلة الجمعة ثاني عشر صفر سنة إحدى وتسعين وقد زاد على الخمسين إن لم يكن قارب الستين ودفن عند أبيه بتربة العضدي الصيرامي ولم يشيعه كبير أحدج واحتاطت الدولة على تركته، وكان ظريفاً غاية في الأدب معي وكنت أفهم منه أنه يؤرخ عفا الله عنه.(5/250)
" أبو بكر " بن علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الفخر القرشي المكي الشافعي شقيق البرهان وسائر اخوته، أمهم أم الخير ابنة العز محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد النويري ويعرف كسلفه بابن ظهيرة، ولد توءماً مع أخيه عمر في ليلة الخميس مستهل رجب سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والأربعين والمنهاج كلاهما للنووي وابن الحاجب الأصلي والتلخيص وألفية الحديث والنحو والجمل للخونجي والجرومية والنصف الأول من الطوالع وعرض غالبها على عمه وأبي الفتح المراغي والشوائطي بل كان يصحح عليه فيها وجود عليه القرآن وسمع عليهم وعلى التقي ابن فهد في آخرين، وأجاز له زينب ابنة اليافعي والزين الزركشي وابن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة والشهاب بن ناظر الصاحبة وابن بردس وأبو جعفر بن العجمي وشيخنا والأهدل والمقريزي والعيني وخلق من بلده كأبيه وعمه نجم الدين ووالدتهما كمالية ابنة التقي الحرازي ووالدته وأمها كمالية ابنة علي النويري ومن المدينة كالمحب المطري ومن بيت المقدس كالجمال بن جماعة والتقي أبي بكر القلقشندي ومن القاهرة كالرشيدي ومن دمشق كالشمس بن جوارش ومن حلب كالضياء بن النصيبي، وحضر دروس عمه أبي السعادات ولازم أخاه في الفقه والعربية والأصلين والمعاني والبيان وغيرها حتى كان جل انتفاعه به وأخذ عن غيره من أهل بلده كالمحيوي عبد القادر المالكي والواردين عليها كابن الهمام وإمام الكاملية وابن يونس وأبي الفضل والعلمي ومظفر الشيرازي وأبي الفتح بن علي الكالفي الهندي وخطاب الدمشقي ومحمد بن محمد بن مرزوق ومن شاء الله، بل رحل إلى القاهرة في سنة اثنتين وستين فكان ممن سمع عليه بها العلم البلقيني وابن الديري والعز الحنبلي، ومن شيوخه في أصول الفقه المحلى سمع عليه قطعة من شرحه لجمع الجوامع ومحمد بن محمد بن مرزوق قرأ عليه في ابن الحاجب إلى أثناء القياس وأخذه إلا اليسير عن ابن يونس مع قطعة من منظومة البرماوي وإمام الكاملية قرأ عليه القياس من المتن مع المشي على العضد والأمين الأقصرائي حضر عنده قطعة من البدائع في أصول الحنفية وكذا حضر عند ابن الهمام الختم من تحريره بمكة في سنة ثمان وخمسين؛ وفي أصول الدين الشمني سمع عليه قطعة من المواقف بل ومن تفسير البيضاوي وأبي الفضل المشدالي سمع عليه قطعة من شرح المواقف والكافياجي قرأ عليه تصنيفه أنوار السعادة في شرح كلمتي الشهادة، والنحو عن الشمني قرأ عليه قطعة من المغنى ومن حاشيته عليه وسمع اليسير من المغنى على الكافياجي وقرأ الكثير من التوضيح على الأقصرائي مع سماع يسير من المتوسط شرح الكافية الحاجبية وابن يونس قرأ عليه الألفية والجمل والجرومية وأبي الفتح الكالفي قرأ عليه في مجاورته سنة إحدى وستين متن الكافية ومن مؤلف له في النحو؛ والمنطق عن ابن يونس قرأ عليه الجمل إلا اليسير والبعض من القطب شرح الشمسية وكذا قرأ قطعة منه على ابن مرزوق وهو بتمامه مع حاشيته للسيد علي مظفر بل سمع علي المشدالي نحو نصف القطب، والمعاني والبيان عن الكالفي قرأ عليه قطعة من المختصر مع فن البيان بتمامه من المتن بل وجميع المتن إلا اليسير والحديث عن الزين البوتيجي قرأ عليه شرح ألفية العراقي والفقه عن المحلى قرأ عليه قطعة من شرحه للمنهاج والمناوي قرأ عليه قطعة من المتن وسمع عليه تقسيم التنبيه إلا مجنسين أو ثلاثة والبلقيني قرأ عليه بعض الحاوي والتدريب مع سماع بعض المنهاج والعبادي حضر عنده تقسيمه بل كان قارئ ربعه الأول، والفرائض عن خطاب قرأ عليه بابه من الحاوي. وأجازوه بالإفتاء والتدريس خلا المناوي فبالتدريس خاصة، وممن أجازه: ابن يونس وتصدى بعد ترقيه في الفضائل وتفننه للتدريس من سنة خمس وستين وحضر افتتاح دروسه واختتامه جمع من أعيان شيوخه وبالغوا في مدحه ولم ينفك عن ذلك بحيث حضرت عنده حتماً في سنة إحدى وسبعين فرأيت عجباً، كل ذلك مع المداومة على المطالعة والمذاكرة مع فضلاء الواردين، والإقبال على التأليف فصنف كفاية المحتاج إلى الدماء الواجبة على المعتمر والحاج وبلوغ السول في بسط روضة الرسول وغنية الفقير في حكم حج الأجير، وقرض له أولها في سنة سبين والتي تليها من الشافعية المناوي والعبادي وإمام الكاملية والسيد معين الدين بن(5/251)
صفي الدين والجمال يوسف الباعوني وخطاب والبدر بن قاضي شهبة والبرهان الأنصاري الخليلي بن قيقب والبقاعي والشرف يحيى البكري والسيد السمهودي وابن اللبودي وكتب عليه الجلال بن الأسيوطي:ي الدين والجمال يوسف الباعوني وخطاب والبدر بن قاضي شهبة والبرهان الأنصاري الخليلي بن قيقب والبقاعي والشرف يحيى البكري والسيد السمهودي وابن اللبودي وكتب عليه الجلال بن الأسيوطي:
إن هذا الكتاب قد ... حاز في الفخر غايته
من يكن فيه ناظراً ... يلق فيه كفايته
ومن الحنفية الشمني والأقصرائي والكافياجي وابن الشحنة وابن بريطع وابن الغرز ومن المالكية موسى بن محمد بن محمد الغبرني ومن الحنابلة الكناني وقرضله ثانيهما ممن لم يتقدم الجلال البكري والمقسي وزكريا والجوجري والعلاء الحصني. والعضد الصيرامي والزين قاسم والبرهان بن الديري وعبد القادر المالكي فأبلغوا وأطنبوا في الثناء وكذا بلغني أن النجم بن فهد كتب على بعضها أيضاً وأحضرها لي مؤلفها في ذي القعدة سنة سبع وثمانين فكتبت له عليها ما أوردته مع غيره في التاريخ الكبير، وقدم القاهرة غبر مرة آخرها في خدمة أخيه، وولى الخطابة بالمسجد الحرام استقلالاً فأشار الأقصرائي باشتراكه مع أخيه كالمعزولين وكذا استقر به خير بك في تدريس درسه بالمسجد الحرام إلى غير ذلك كالنظر على رباط كلالة وميضأة بركة وعلى الدشيشة والتفرقة في وقف الأشرف قايتباي بل قضاء جدة بعد موت أخيه الكمال أبي البركات، وحمدت سيرته في ذلك كله بحسب سياسته ودربته وبلاغته في التقرير وقوته في المباحثة والمناظرة إلى غيرها من المحاسن، مات بعد توعك طويل في ليلة الأربعاء ثاني عشرى رمضان سنة تسع وثمانين وصلى عليه بعد صبح تاريخه عند الحجر الأسود بعد أن نادى الرئيس بالصلاة عليه فوق قبة زمزم ودفن بتربتهم من المعلاة إلى جانب قبر شقيقه الكمالي وكان له مشهد حافل جداً مشى فيه صاحب الحجاز وجمع من أولاده وما تخلف عنه كبير أحد وحصل التأسف على فقده كثيراً، وكتبت إلى أخيه بالتعزية به رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
" أبو بكر " بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أيوب المخزومي القاهري الحنفي أخو أحمد ومحمد الماضيين وأبوهم " والممتع بعينه " ويعرف كسلفه بابن البرقي ممن اختص بأبي البقاء بن الجيعان، وحج معه.
" أبو بكر " بن علي بن محمد بن موسى المحلى المدني أخو أحمد الماضي وأبو هما ويعرف بالمحلى، ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالمدينة وأحضر بها في الرابعة على الجمال الأميوطي وأجاز له يحيى بن يوسف الربعي وغيره، ذكره النجم عمر بن فهد في معجمه، " أبو بكر " بن علي بن محمد الفاوي، مضى فيمن جده أبو بكر.
" أبو بكر " بن علي بن الملتوتي شهرة الخانكي وأصل نسبته بالنون بدل اللام لبلدة من الفيوم، ممن ينتمي للفقراء وينشد في المحافل على طريق الوعاظ مع اشتغال وإحساس بالعربية وهو الآن حي، وقد سمع مني.
" أبو بكر " بن علي بن موسى بن قريش الفخر القرشي الهاشمي الحارثي المكي، ولد بها في رمضان سنة إحدى عشرة وثمانمائة وقال إنه زار النبي صلى الله عليه وسلم وأحضر علي أبي بكر بن الحسين المراغي فكان خاتمة أصحابه بالحضور وكان خصيصاً بالنجم بن فهد أجاز في سنة إحدى وتسعين، ومات في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين.
" أبو بكر " بن علي بن ناصر بن سالم بن التقي الدمشقي، أحد أعيان تجارها ويعرف بابن الحارة، مات في ربيع الأول سنة أربع وستين بعد مرض طويل ودفن بسفح قاسيون، أرخه ابن اللبودي.
" أبو بكر " بن علي بن يوسف الهاشمي الحسني الموصلي ثم القاهري، قال شيخنا في أنبائه اشتغل كثيراً وكان يحفظ شيئاً من البخارى بأسانيده وكثيراً من كلام ابن تيمية ويتكلم على الناس بجامع الحاكم ويميل للمذهب الظاهري وامتحن بسبب ذلك مرة، وكان فقيراً قانعاً ملازماً للصلاة والعبادة مع حسن السمت، وقال في معجمه كان فاضلاً يتكلم على الناس وامتحن بمحبة المذهب الظاهري، فقمت بسببه سمعت من فوائده، ومات في جمادى الأولى سنة خمس عشرة، وهو في عقود المقريزي مطول عفا الله عنه.(5/252)
" أبو بكر " بن علي بن فخر الدين بن محمود بن داود الدهلوي الهندي الأصل المكي الحنفي السقا أبوه بالمسجد الحرام، أخذ عني يسيراً بمكة وكتب ما أمليته هناك ثم قدم القاهرة فنزل المنكوتمرية وقرأ علي في مسلم وعلي سبط شيخنا في البخاري وحضر عند ابن الشحنة وغيره، ولم يلبث أن مات بالطاعون غريباً شهيداً في سنة ثلاث وسبعين في حياة أبويه عوضهم الله الجنة، " أبو بكر " بن علي تقي الدين بن الطيوري الحلبي ويلقب خروف، مضى فيمن جده محمد بن علي.
" أبو بكر " بن علي سيف الدين الحمصي المعمار، اشتهر بذلك وتقدم في فنه وعاش أزيد من تسعين سنة بدمشق، ومات سنة اثنتي عشرة قاله شيخنا في أنبائه.
" أبو بكر " بن علي الفخر الزنقلي - بزاي معجمة وقاف مضمومتين بينهما نون ساكنة وآخره لام مكسورة - التعزي الأصل العدني اليماني الشافعي.
حفظ المنهاج واستمر مستحضراً له حتى مات واعتنى بقراءة السيرة النبوية وأدمن مطالعة الروض عليها حتى مهر فيهما وجمع في المولد النبوي شيئاً وكان بعض أصحابه يزعم أنه يتصرف ببعض الأسماء ويستحضر الجان، كل ذلك مع لطف الذات والصفات وحسن الأخلاق وكرم الطباع، مات في سنة سبع وستين بقرية الزعازع من محج وكان قد انتقل من تعز حين تغير الأحوال إلى عدن ثم صار يتردد إلى الحج واعتنى به بعض كبارها فأعطاه قدراً من الأرض تغل قدر كفايته ولم يزل على ذلك حتى مات رحمه الله وإيانا، ترجمه لي الكمال الذوالي من أصحابنا.
" أبو بكر " بن علي الكمال بن النور خطيب إخميم يقال إنهم من حمير وأبوه من أقفهس يسكن إخميم، وولى خطابتها فولد له هذا بها ونشأ فأثرى حتى خرج عن الحد بحيث نسب إلى أنه ظفر بشيء من كنوز الأوائل، ذكره المقريزي في عقوده ولم يؤرخه فذكرته هنا حدساً فيحرر.
" أبو بكر " بن علي السماسمي الخانكي الشافعي نزيل القاسمية منها ويعرف بابن شتات بفتحتين، ممن أخذ عن الشمسين الونائي والبامي وأبي القسم النويري في الفقه والعربية، وقطن القاهرة فاشتغل بها على جماعة وتلا للسبع علي الزين جعفر، وحج وأخذ جميع ما معه وهو راجع وأقرأ في الفقه والعربية أخذ عنه عبد العظيم ابن عبد العظيم والشهاب الحرفوش، ومات تقريباً سنة ثمانين، وكان فاضلاً كريماً متجملاً صالحاً يتكسب بالشهادة والنسخ وغيرها، ممن حج وجاور.
" أبو بكر " بن عمر بن أحمد بن عمر بن أحمد المحلى ويعرف بزين بن الموازيني، ولد سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالمحلة وقرأ بها وبالقاهرة القرآن وصلى به في المحلة وارتزق بصنعة الموازين وتولع بالشعر فحفظ منه الكثير بل نظم مع كونه عامياً لكن مطبوعاً ولقيه ابن فهد والبقاعي وكتباً عنه في سنة سبع وثلاثين من نظمه:
أرى أناساً أنسوا ... بحسنهم وزينهم
ألم يكونوا قروءا ... " نحن قسمنا بينهم "
" أبو بكر " بن عمر بن أحمد بن غرة التقي البعلي الحنبلي. ولد سنة ثمان وثمانمائة ببعلك ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشمس بن الشحرو والمقنع والعمدتين والطوفي وألفية العراقي والملحة شعبان ولسان العرب له وغيرها، وعرض على جماعة وسمع على ابتن غازي وقطب الدين والشمس بن سعد في آخرين وتفقه بالبرهان ابن البحلاق وغيره ودخل مصر وزار بيت المقدس ولقيته ببعلك فأنشدني قوله:
يا عين إن تنأى عن المختار ... بفوات رؤيته وبعد الدار
فلكم لأوصاف الحبيب معاهد ... فتمسكي من ذاك بالآثار
إلى غيرهما مما أوردته في المعجم وغيره.
" أبو بكر " بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن عثمان التقي بن الزين الحلبي الأصل الدمشقي المولد الشافعي نزيل مكة، تحول مع أبويه وهو مرضع إليها فقطنها ثم حفظ القرآن وغالب المنهاج والتمس مني أبوه قراءته للبخاري فقرأ من أوله إلى البيوع ومن الصيد والذبائح إلى آخره والنصف الثاني من مسلم مع مصنفي في ختمها وجميع الشفا وسمع باقي الصحيحين وقطعة من الأذكار وغيره، وهو ولد ساكن فارقته في سنة أربع وتسعين وقد أشرف على ختم المنهاج ولكن عقد له ليتزوج مع فقره وفقر أبويه ولم ينتج.
" أبو بكر " بن عمر بن أبي طواق العدني اللحجي فقيه بني الفخر العيني بالمدينة، ممن سمع مني بها.
" أبو بكر " بن عمر بن عبد الرحمن الزين أو المجد الأزهري الشاذلي، ممن سمع من شيخنا.(5/253)
" أبو بكر " بن عمر بن عرفات بن عوض بن أبي السعادات الزين الأنصاري الخزرجي القمني ثم القاهري الشافعي والد المحب محمد الماضي ويعرف بالقمني. ولد كما كتبه بخطه في سنة ثمان وخمسين بقمن ثم قدم القاهرة في حدود السبعين وعرض التنبيه على الأسنوي وهو فيما كان يذكر بالغ قال شيخنا فيحتمل أن يكون بلغ وهو ابن ثلاث عشرة أو ذهل حين كتب مولده، واشتغل على البلقيني وغيره وسمع البهاء بن خليل والتقي عبد الرحمن البغدادي والجمالين الباجي وابن مغلطاوي والصلاح البلبيسي والتقي بن حاتم وابن الخشاب والعزيز المليجي في آخرين منهم التنوخي وابن الشيخة والصردى والمطرز وابن أبي المجد وابن صديق ثم الحلاوي والسويداوي ومن العراقي والهيثمي والأنباسي والبلقيني وأبي بكر المراغي، وارتحل إلى الشام قبل التسعين فسمع من ابن المحب وأبي هريرة بن الذهبي وابن العز والبرهان بن جماعة وهو يومئذ قاضي الشام والشمس المنبجي والكمال بن النحاس وابن خطيب يبرود وابن الرشيد وناصر الدين بن عوض بصالحية دمشق وغيرها وخرج له ابن الشرائحي مشيخة عن أربعة وأربعين شيخاً وحدث بها مرتين وكان يتبجح بها ولكنه لا يميز عالياً من نازل، وكان نشأ يتيماً فقرأ بجامع الأزهر ثم اتصل بالعلاء بن قشمر فنبه قليلاً ثم تنقلت به الأحوال بصحبته للترك بحيث تقدم في أيام الأمير قلمطاي الدوادار في سلطنة الظاهر برقوق واشتهر في زمانه، وولى تدريس الصلاحية القدسية سنة سبع وتسعين عوضاً عن ابن الجزري المقري لما سافر إلى بلاد الروم فاستمرت بيده مدة وكذا درس بمصر بمدارس كالشريفية والمنصورية ودخل في تركة المحلى وأهين بسببها ونال منها مالاً، وانقطع بأخرة على التلاوة والإنجماع على الخير لكن مع الإزراء بالناس والتكلم في كثير من الفقهاء بأشياء فيها مبالغة وربما يكون من يتكلم فيه أولى منه، ولم يشتهر له تصنيف ولا تلميذ، قال ابن قاضي شهبة في طبقاته بعد وصفه له بالشيخ العالم ولم أقف له على فتوى، وقال شيخنا في أنبائه إنه كان عريض الدعوى كثير المجازفة، وقال آخر إنه درس وأفتى وصار من أعيان الفقهاء وهو ممن قام على الهروى فأفحش، مات شهيداً بالطاعون في رجب سنة ثلاث وثلاثين وقد قارب الثمانين أو جازها وكانت جنازته عظيمة مشهودة مشى فيها الخليفة والقضاة والأعيان فمن دونهم رحمه الله، وصدر شيخنا ترجمته بسياق نسبه إلى ضياء الدين عبد الرحمن بن أبي المعالي سالم بن الأمير المجاهد عز العرب وهب بن ملك الناقل من أرض الحجاز بن عبد الرحمن بن ملك بن زيد بن ثابت ثم قال هكذا قرأت نسبه بخطه وأملاه لي بعض الموقعين ولا أشك أنه مركب ومفتري وكذا لا يشك من له أدنى معرفة بالأخبار أنه كذب وليس لزيد ابن يسمى ملكا وتلقيبه لعبد الرحمن ضياء الدين من أسمج الكذب فإن ذلك العصر لم يكن فيه التلقيب بالإضافة للدين، ونحوه قول العيني وكان يكتب الأنصاري الخزرجي وليس بصحيح، وقال لي المقريزي إن أباه كان علافاً بل ربما قيل إنه كان ملحقاً به انتهى، وهو في عقوده وقال أنه اتصل ببعض الأمراء لأقراء ممالكيه القرآن فحسنت حالته بعد بؤس وفقر مدقع، وأم ببعض الترب وسكنها دهراً ثم لا يزال يتعلق بأمير بعد آخر حتى صار يعد من الأعيان وولى تدريس الصلاحية بالقدس بعد ابن الجزري وتدريس المنصورية والشريفية وكتب على الفتوى وحدث ووعظ حتى مات وقد جاز الثمانين في يوم الجمعة ثالث عشر رجب وقد صحبتهم جاورني سنين فبلوت منه ديناً وخيراً وقوة في إنكار المنكر رحمه اللّه.
" أبو بكر " بن عمر بن علي القرشي اليمني. ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة أو التي بعدها بقرية القرشية بقرب زبيد من اليمن وكان يذكر أن القريشيين الذي هو منهم من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. قدم مكة وجاور بالحرمين ثلاثين سنة متوالية كان في غالبها بمكة وولى فيها مشيخة رباط ربيع وحمد فيه وكذا أدب الأطفال بالحرمين مدة ثم ترك قبيل موته بسنين كثيرة أدب بعدها أياماً يسيرة، ذكره الفاسي وقال كنت ممن قرأ عليه القرآن وغيره وانتفعت ببركة تعليمه وكان له إلمام بمسائل كثيرة من العبادات وغيرها مع حظ وافر من العبادة والدين، توفي في سحر منتصف رمضان سنة خمس عشرة ودفن بالمعلاة وازدحم الأعيان نعشه تبركاً رحمه الله وإيانا.(5/254)
" أبو بكر " بن عمر بن محمد بن إبراهيم البارنباري المصري أخو علي ومحمد الماضيين، مات سنة اثنتين وأربعين بمصر.
" أبو بكر " بن عمر بن محمد الزين المحلى الطريني المالكي الماضي أخوه محمد وأبوهما. نشأ بالمحلة وحفظ القرآن وكتباً وتفقه بأبيه وغيره وتسلك وصار المشار إليه بتلك النواحي علماً وديناً وورعاً وزهداً وصلاحاً ترك أكل اللحم قبل موته بأعوام حين حدث النهب والإغارة على البهائم ونحوها تورعاً بل كان لا يقبل من أحد شيئاً البتة وقنع بما يقيم به أوده من زريعة مع مزيد الاقتصاد في قوته وملبسه حتى لعله مات من قلة الغذاء وكثرة الصوم والعبادة ومزيد إعراضه عن الدنيا والتفاته إلى الآخرة من طلب العلم والعبادة وإكثار من زيارة كل من أحمد البدوي وعمر بن عيسى السمنودي ماشياً، وأحواله مشهورة مأثورة ولو قبل من الناس عطاياهم لكنز ما لا يوصف.
ذكره شيخنا في أنبائه فقال: الطريني ثم المحلى الشيخ الفاضل المعتقد زين الدين كان صالحاً ورعاً حسن المعرفة بالفقه على مذهب مالك قائماً في نصر الحق وله اتباع وصيت كبير وأرخه في حادي عشر ذي الحجة، والمقريزي في عقوده فيها ليلة الجمعة والصحيح أنه مات يوم النحر سنة سبع وعشرين بالمحلة عن أزيد من ستين سنة، قال المقريزي وكانت شفاعاته لا ترد وكتب بخطه المليح عدة كتب وكان يتمثل كثيراً:
وما حملوني الضيم إلا حملته ... لأني محب والمحب حمول
وكذا بقول القائل:
لي سادة من عزهم ... أقدامهم فوق الجباه
إن لم أكن منهم فلي ... في ذكرهم عز وجاه رحمه الله ونفعنا به.
" أبو بكر " بن عمر بن محمد التقي بن الرسام المقري، ولد سنة خمس وأربعين وثمانمائة وسمع على العز الحنبلي القاضي وابن خاله الشهاب أحمد بن عبد الله وغيرهما وأجاز له الشهاب أحمد بن محمد بن حامد وأحمد بن أحمد الأزدي ويوسف بن ناظر الصاحبة والشهاب بن زيد وعبد اللطيف بن الفاسي وأسماء ابنة عبد الله المهراني وغيرهم، مات سنة أربع وتسعين.
" أبو بكر " بن عمر بن يوسف الزكي الميدومي المصري الشافعي والد أحمد الماضي. ممن سمع من شيخنا، " أبو بكر " بن عمر الطريني، فيمن جده محمد قريباً.
" أبو بكر " بن أبي العويس الشاوري أمير عربان جرم، قتل في مقتلة في صفر سنة إحدى وتسعين.
" أبو بكر " بن عيسى التقي الأنصاري المقدسي الحنفي والد علي الماضي ويعرف بابن الرصاص بمهملات، ولى قضاء القدس مرتين وقضاء غزة ودرس بالنحوية وولى مشيخة المحمدية وكان مشكور السيرة في القضاء عفيفاً ديناً فقيهاً. مات بدمشق في سنة اثنتين وثلاثين عن نحو السبعين.
" أبو بكر " بن أبي الفتح الكازروني المدني سبط أبي اليمن المراغي أمه فاطمة، سمع عليها في سنة ثمان وسبعين وثمانمائة.
" أبو بكر " بن فرح بن عبد الله المزين، ممن سمع مني بمكة.
" أبو بكر " بن أبي الفضل بن أبي البركات القسطلاني الأصل المكي المولد والدار الشافعي وهو فخر الدين بن كمال الدين بن كمال الدين محمد بن أحمد بن أبي الخير ابن حسين بن الزين، ممن يتكسب بالشهادة بباب السلام وبالنساخة لعبد المعطى وغيره، كتب للمشار إليه من تصانيفي عدة وقرأ علي منها الابتهاج والسر المكتوم والنهاية في ابن عربي وأجزت له، وهو فقير قانع، مات في رمضان سنة خمس وتسعين بالهدة هدة بني جابر خارج مكة كأبيه ثم حمل فدفن بالمعلاة، " أبو بكر " بن أبي الفضل بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد العقيلي النويري المكي، يأتي في ابن محمد.(5/255)
" أبو بكر " بن قاسم بن عبد المعطي بن أحمد بن عبد المعطي بن مكي ابن الأطراد الأنصاري الخزرجي المكي المالكي ويعرف بالحجازي، سمع من عثمان بن الصفي أحمد الطبري بمكة ومن غيره، ودخل بلاد التكرور فاتفق أنهم كانوا احتاجوا للاستسقاء فاستسقوا به فسقوا وذلك ببلد ماملي ثم رجع إلى مصر فأقام بها، وكان يكثر زيارة الصالحين بالقرافة ويشارك في قليل من الفقه ويدري التاريخ، اجتمعت به مراراً، قال شيخنا في أنبائه، وقال في معجمه كان حسن المذاكرة كثير الاستحضار للتواريخ استفدت منه كثيراً، ومات في سنة ست عن سبع وسبعين سنة وكان يعرف بين المصريين بالفقيه أبي بكر الحجازي، وذكره الفاسي والمقريزي في عقوده وقال لقيته بمكة وكان حسن المذاكرة كثير الاستحضار للتاريخ.
" أبو بكر " بن قريش بن إسماعيل بن محمد قريش ابن عم الشرف موسى الظاهري، ولد سنة خمسين بالظاهرية ومات أبوه وهو طفل فنقله ابن عمه إلى الأزهر وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج والشاطبية والألفية وعرض على المحلى والمناوي والوروري في آخرين ولازم زكريا والسنتاوي وغيرهما وسافر على الصر أيام شيخه إلا في زمن المحنة فإنه كان ممن رسم عليه حتى إنه مات ولده فلم يكن من تجهيزه بل فتح حاصله وتعدى ضرره لغيره وضرب، وهو ممن له همة ويشكر بين الجماعة ويذكر بتمول زائد.
" أبو بكر " بن قطلوبك بن مرزوق الإستادار زوج أخت الفخر بن أبي الفرج ونائبه في الكشف وبه تخرج، مات وهو في استادار المؤيد في العشر الأول من ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين، " أبو بكر " بن قندس في إبراهيم بن يوسف.
" أبو بكر " بن أبي المجد بن ماجد بن أبي المجد بن بدر بن سالم العماد السعدي الدمشقي ثم المصري الحنبلي، ولد سن ثلاثين وسبعمائة وسمع من المزى والذهبي وغيرهما، وأحب الحديث فحصل طرفاً صالحاً منه وسكن مصر قبل الستين فقرر في طلبة الشيخونية فلم يزل بها حتى مات وجمع الأوامر والنواهي من الكتب الستة فجوده وكان مواظباً على العمل بما فيه وكذا اختصر تهذيب الكمال، وحدث عن الذهبي بترجمة البخاري بسماعه، ذكره شيخنا في أنبائه وقال اجتمعت به وأعجبني سمته وانجماعه ولازمته للعبادة، مات في آخر جمادى الأولى سنة أربع، وذكره المقريزي في عقوده مطولاً وأنه انفرد بأشياء منها وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح.
" أبو بكر " بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر ويسمى محمداً الفخر ابن الجمال بن البرهان المرشدي المكي الحنفي الماضي أبوه ويسمى محمداً، عرض أماكن من أربعي النووي ومن الكنز والعمدة والمنتخب كلاهما في أصولهم والكافية لابن الحاجب وعرضها على قارئ الهداي بل قرأ عليه من أول الكنز إلى باب القسمة منه قراءة بحث وتفهم وسمع من لفظه غالب شرح معاني الآثار للطحاوي وأجاز له ووصف والده بسيدنا وصاحبنا الشيخ العالم صدر المدرسين وأرخ ذلك في سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة واشتغل، مات في شوال وذي القعدة سنة سبع وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة وهو في عشر الثلاثين، ذكره الفاسي.
" أبو بكر " بن محمد بن إبراهيم بن الجلال أحمد فخر الدين الخجندي المدني الحنفي ويسمى صديقاً، ولد في رمضان سنة سبع وأربعين وثمانمائة بالمدينة وحفظ الكنز وعرضه فيها، وأخذ بها عن عثمان الطرابلسي ومحمد بن مبارك في الفقه والعربية ودخل القاهرة ودمشق ثم حصل له خلل بعقله وأظنه في الأحياء.
" أبو بكر " بن محمد بن إبراهيم التقي العراقي الأصل الطرابلسي الشافعي ويعرف بابن الجوبان، أصله من العراق ونشأ بطرابلس، وكان عالماً مفنناً ذا معرفة قوية بالمنطق والأصلين والنحو والمعاني والتفسير وغيرها، درس وأفاد وانتفع به الفضلاء كالسوبيني وابن الوجيه، مع التقشف في الملبس والانقطاع عن الناس وعدم مزاحمتهم في الوظائف بل يسكن خارج المدينة عند جامع طيلان، مات شهيداً بالطاعون في رمضان سنة إحدى وأربعين ودفن قريباً من الجامع المذكور رحمه الله.(5/256)
" أبو بكر " بن محمد بن إبراهيم الزين بن أبي البركات العسقلاني الأصل الخانكي الشافعي نزيل مكة ويعرف بابن أبي البركات حفظ القرآن وغيره وأخذ عن النور البوشي في الفقه والعربية ثم عن إمام الكاملية واختص به كثيراً في آخرين ولازمني بمكة وغيرها وكتب القوم البديع وما شاء الله من تصانيفي وسمع علي ومني أشياء، ومسه من البقاعي أذى بغير موجب معتمد، وقطن مكة مدة وانتدب للوعظ بها وكان فاضلاً خيراً عفيفاً قانعاً راغباً في الفائدة مائلاً في الصالحين مع قوة نفس، مات جاز الستين أو قاربها في ليلة السبت ثالث شعبان سنة ثمان وثمانين بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكي، وأمه فتاة حبشية لأبيه، سمع منه في سنة سبع وثمانمائة وأجاز له في سنة أربع وتسعين التنوخي وابن صديق والعراقي والهيثمي والبلقيني وابن الملقن وآخرون.
" أبو بكر " بن محمد بن أحمد بن حمزة الهدوي المكي، ولد بها، ومات بالقاهرة في طاعون سنة سبع وتسعين.
" أبو بكر " بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز التقي البعلوني الأصل الدمشقي الحنفي ابن شيخ الربوة، اشتغل في الفقه عند الصدر بن منصور وغيره ومهر فيه، ودرس بالمقدمية وناب في الحكم وأفتى، مات في ربيع الأول سنة إحدى عشرة عن ستين سنة ويقال إنه تغير حاله في الفتوى والحكم بعد فتنة اللنك، ذكره شيخنا في أنبائه، " أبو بكر " بن محمد بن أحمد بن علي بن حبيب العزازي بالمهملة ثم معجمتين مخفف، مضى في ثابت، " أبو بكر " بن الزين محمد بن أحمد بن محمد بن المحب أحمد بن عبد الله المحب الطبري، في محمد.
" أبو بكر " بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر الفخر الأنصاري المكي الشافعي ويعرف بابن جن البير، سمع من الكمال بن حبيب والجمال بن عبد المعطي والقروي وأجاز له النشاوري وأحمد بن ظهيرة والصردي وغيرهم، ذكره التقي بن فهد في معجمه وقال مات بالقاهرة سنة سبع وعشرين أو بعدها ورأيت من أرخه سنة خمس وعشرين.
" أبو بكر " بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد الفخر بن الرضى أبي حامد بن الشهاب بن الضياء المكي الحنفي أخو أبي الليث محمد الماضي لأبيه فأقام هذا أخت القاضي عبد القادر بن أبي العباس المالكي، ولد في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين بمكة، ونشأ بها وتعب أخوه ثم ولده معه لعدم صلاحيته.
" أبو بكر " بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الزكي أبو المعالي بن البدر المصري الأصل الفوي الشافعي أخو العلاء علي الماضي وأبوهما ويعرف كأبيه بابن الخلال، ولد في سنة أربع وستين وثمانمائة ومات أبوه وهو ابن ثلاث وقدم القاهرة في سنة تسع وثمانين فقرأ على الجوجري حتى مات وكذا علي الزين زكريا ونحو الربع من البخاري علي وكان ينزل البردبكية وله إقبال على ابن الزمن وربما يقرأ عنده الحديث، وهو سالم الفطرة له بعض إحساس، وقد حج وجاور في سنة أربع وتسعين فكان يجتمع علي وقرأ على عبد المعطي المغربي في شعب الإيمان للقصرى وأكثر من ملازمته وتردد لغيره ثم عاد لبلده.
" أبو بكر " بن محمد بن أحمد الركن والتقي عبد الله الدمشقي الصالحي الحنفي الناسخ ويعرف في بلده بابن الرفا وهي كانت حرفته، قطن مكة وقتاً وناب في مقام الحنفية بها وكتب هناك الكثير ومن ذلكم البخاري ومسلم في مجلد ولازمني في سماع الكثير، وخطه جيد وشيبته نيرة مع خير وسكون، واستمر بمكة حتى مات في أواخر ذي القعدة أو أول ذي الحجة سنة تسع وثمانين رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن محمد بن أحمد البغدادي الشامي ويعرف بالصحراوي ممن سمع مني بمكة.
" أبو بكر " بن محمد بن أحمد القافلي أخو أحمد والد الكمال محمد الماضيين. إنسان خير يتعرف بعض المسائل والأحاديث ويراجعني أحياناً.
" أبو بكر " بن محمد بن اسحق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الشرف بن التاج السلمي المناوي الشافعي، ولد قبل الستين وسبعمائة وأجاز له ابن جماعة فهرست مروياته واشتغل قليلاً وقرأ التنبيه وسمع علي البهاء بن خليل وغيره، وناب في الحكم عن ابن عمه الصدر محمد بن إبراهيم، ودرس بعدة أماكن وخطب بالجامع الحاكمي وكان مزجي البضاعة، مات في جمادى الآخرة سنة تسع وقد قارب الستين، ذكره شيخنا في إنبائه وأما المقريزي فقال في عقوده إنه مات عن نحو الخمسين.(5/257)
" أبو بكر " بن محمد بن إسماعيل بن علي الحسن بن علي بن إسماعيل بن علي ابن صالح بن سعيد بن صالح بن عبد الله بن صالح التقي بن الشمس بن التقي القلقشندي الأصل المقدسي الشافعي سبط العلائي والماضي أبوه والآتي ابنه أبو الحرم محمد ويسمى عبد الله ولكنه إنما اشتهر بكنيته ويعرف بالتقي القلقشندي، ولد في ثالث عشر ذي الحجة وقيل ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة ببيت المقدس ونشأ به فقرأ القرآن عند سالم المسيكي والشهاب الجوهري وتلاه تجويداً على الشرف عبد القادر بن اللبان النابلسي وبعضه على بيرو بل سمعه عليه بتمامه للسبعة وحفظ التنبيه وعرضه على أبيه وتفقه به وربما حضر عند عمه وهو صغير وبالشهاب بن الهائم وعنه أخذ العربية والفرائض والحساب وكذا أخذ العربية والفرائض عن(5/258)
المحب الفاسي وسمع على شيوخ بلده والقادمين إليها بل وبالخليل ومكة ونابلس ودمشق وصالحيتها وغيرها كوالده وعمته آمنة والشهابين أبي الخير بن العلائي وابن الناصح والزين عبد الرحمن بن حامد والبدر حسن بن مكي وغزال عتيقة جده والغياث العاقلولي والسراج البلقيني والصدر المناوي وكجماعة من أصحاب الميدومي وغيره بالخليل وكالزين المراغي بمكة وكالعلاء علي بن العفيف وأخيه إبراهيم والتقي أبي بكر بن الحكم والشمس بن عبد القادر والشهاب أحمد بن درويش بنابلس وكالأمين محمد بن العماد أبي بكر بن النحاس وأبي عبد الله محمد بن أبي هريرة بن الذهبي وأم الحسن فاطمة ابنة ابن المنجا بدمشق وصالحيتها واجتمع في القاهرة بالنوربن الملقن والوالي العراقي والبساطي في آخرين، ولبس الخرقة من الشهاب ابن الناصح بلباسه لها من الميدومي بلباسه من القطب القسطلاني وأجاز له التنوخي والأنباسي وإبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي وأبو بكر بن إبراهيم بن محمد المقدسي وأبو هريرة بن الذهبي والزين العراقي والهيثمي وابن الملقن وأبو حفص البالسي وعبد الله بن أبي بكر الكفري والبدر الدماميني ومحمد بن يعقوب المقدسي وخلق في عدة استدعاءات منهم المعمر إبراهيم بن أحمد بن عامر السعدي وزينب ابنة العصيدة بل رأيت ابن أبي عذيبة نقل عنه أنه سمع منها بالإجاز العامة وأنه قرأ علي الزين المراغي بمكة البخاري في ثلاثة أيام فالله أعلم بذلك فهو شئ ما سمعته منه، وحج مراراً وكذا دخل القاهرة غير مرة وعظمه الأكابر، ودرس قديماً بالطارمية في سنة سبع وعشرين وناب في الصلاحية عن العز عبد السلام القدسي وامتنع من الاستقلال بها كما امتنع من الاستقلال بالقضاء هناك أيضاً وولى مشيخة الباسطية المقدسية ونظرها عوضاً عن الشرف بن العطار، وكتب على الفتوى في سنة ست وعشرين أو التي تليها بحضرة الشمس بن الديري وأذنه، وحدث سمع منه الأئمة وأخذ عنه الأكابر وخرج له ابن أخيه الكريمي عبد الكريم مشيخة وقفت عليها بخطه وكذا أخرجت له أربعين وحدث بها غير مرة، ولما لقيته ببيت المقدس بالغ في الاحتفال بشأني وأفادني السماع على جماعة وكثر الانتفاع به وربما عنده من الكتب والأجزاء وقرأت عليه جملة ثم لما انقضى أربى أرسل معي من بلغ بي إلى نابلس من تلك الطريق الوعرة وكتب معي لبعض الرؤساء بصفد بناءً على تعريجي عليها فزاد في الوصف واستمرت رسائله ترد علي بالثناء البالغ ومزيد الاشتياق مع الفضل أيضاً، وكان خيراً ثقة متقناً متحرياً متواضعاً تام العقل حسن التدبير جيد الحفظ وافر المحاسن غزير المروءة مكرماً للغرباء والوافدين حسن البشاشة لهم منجمعاً عن الناس خصوصاً في أواخر عمره بحيث أنه استنجز مرسوماً باعفائه عن عقود المجالس وشبهها غير مدفوع عن رياسة وحشمة مع حسن الشكال والبهاء وعدم التكثر بما لديه من الفضائل ذا أنسة بالفن لم أر ببلده في معناه أجل منه وقد عظمه الأكابر، وممن كان يجله ويعرف له كريم أصله شيخنا وهو من قدماء أصحابه وممن ترافق معه في السماع بدمشق، ولكن رأيت ابن أبي عذيبة أشار لتوهينه بما لا يقبل من مثله بعد وصفه له بالشيخ الإمام العلامة مفتي القدس وشيخه وأنه حصلت له رياسة عظيمة في الدولة الأشرفية وصار يرد عليه في كل سنة من السلطان خلعة وغيرها بوساطة الزيني عبد الباسط وحصل دنيا واسعة وخدم، ولما مات فتر سوقه وصار أكثر أوقاته لا يخرج من بيته لمرض حصل له في رجليه، ثم نقل عن البقاعي أنه ما زال يخالط الأكابر بحسن الآداب ويستجلب القلوب باللطف أي استجلاب إلى أن صار رئيس بيت المقدس بغير مدافع وملجأهم عند المعضلات بدون مدافع انتهى، ولم يزل على وجاهته حتى مات في ليلة الخميس ثالث عشر جمادى الثانية سنة سبع وستين ببيت المقدس وصلى عليه بعد صلاة الظهر من الغد بالمسجد الأقصى تقدم الناس ابن أخيه الخطيب شهاب الدين ودفن بمقبره ما ملا عند قبور أسلافه رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن حسين بن محمد بن حسين ابن عبد الرحمن بن سالم الخرضي اليماني الشافعي الصوفي ابن الصوفي، رأيت له ديوان شعر فيه قصائد نبوية وغيرها منها أول قصيدة:
بطولك يا ذا الطول يا غافر الذنب ... بقربك في بعد ببعدك في قرب(5/259)
بقدسك يا قدوس عن كل مفتري ... من الضد والأنداد والشبه والضرب
بجودك يا ذا الجود والمجد والسنا ... بمنك يا منان يا كاشف الكرب
والغالب عليه التصوف والخير وهو معظم في ناحيته يتناشدون أشعاره، ورأيت من وصفه من أهل بلده بالشيخ الفاضل الصالح العارف المتقن المفنن الفصيح الخطيب النسيب وكذا قال لي آخر منهم الرحماني نسب لقبيلة القراضي الأصل الحرضي المولد والدار اليماني الشافعي ويعرف بالصوفي أخذ عن الكرماني ونظم كثيراً ونظمه سائر وأنشدني هذا وهو ممن أخذ عني من نظمه عدة قصائد فحلة بديعة وقال لي إنه جمع دواوين كثير كلها نبوية أو نحوها ولم يمدح أحداً من الأحياء قال وله أيضاً كتاب سماه روضة الحنفاء في السير ونحوها، وهو الآن سنة ثلاث وتسعين في الأحياء وسن ست وسبعون قلت وأرسل إلي في سنة أربع وتسعين يستجيزني " أبو بكر " بن محمد بن الزين أبي بكر بن الحسين بن عمر الزين بن ناصر الدين أبي الفرج بن الزين العثماني المراغي المدني الشافعي أخو محمد ووالد الكمال أبي الفضل محمد الماضيين ويسمى صاحب الترجمة أيضاً محمداً، ولد بالمدينة قبل الثلاثين تقريباً ونشأ بها فحفظ المنهاج وألفية النحو وعرض في سنة اثنتين وأربعين فما بعدها على جماعة أجازه منهم الجمال محمد بن الصفي أحمد والشمس محمد بن عبد العزيز الكازرونيين والمحب المطري وسمع على أولهم الشفا بقراءة والده وصحيح مسلم بقراءة ثانيهم وغير ذلك وكذا سمع على عمه أبي الفتح المراغي الصحيحين واشتغل قليلاً وسمع المنهاج الأصلي في البحث على أبي السعادات بن ظهيرة حين إقامته بالمدينة سنة تسع وأربعين، ومات بداء البرسام في شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين رحمه الله.
" أبو بكر " بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خليل بن نصير بن الخضر بن الهمام الكمال أبو المناقب بن ناصر الدين بن سابق الدين الفارسي الخضيري السيوطي الشافعي والد عبد الرحمن الماضي، ولد في ذي القعدة سنة أربع وثمانمائة بسيوط ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وألفية النحو واشتغل فيها على جماعة كالسراج الحمصي حين كان قاضيها وبعض شئ في النحو على الشهاب النقوري؛ وناب هناك في القضاء ثم قدم القاهرة فلازم القاياتي في الفقه والأصلين والنحو والمعاني والمنطق حتى أذن له وحضر دروس الونائي وأخذ في الفقه أيضاً عن العز القدسي وفي المعاني والبيان عن باكير وفي العربية عن الشهاب الصهناجي وفي الفرائض عن ابن المجدي وفي الحديث سماعاً وغيره عن شيخنا وكذا سمع على الزركشي والتفهني وبمكة على أبي الفتح المراغي حين مجاورته، وأجاز له الفوى وغيره وجود الخط على محمد الكيلاني، وتفنن وكتب المنسوب وأشير إليه بالفضيلة وبالبراعة في صناعة التوقيع وجلس شاهداً عند الشهاب بن تقي ولذا لما ذكره الخليفة للظاهر في قضاء مكة واستشار شيخنا فيه ولا زال يعرفه له حتى عرفه قال كان شاهداً عند ابن تقي فعدل عنه إلى السوبيني بل شيخنا هو المعين له وناب في القضاء وفي الخطابة بجامع ابن طولون ودرس بالجامع الشيخوني وغيره وأفتى وجمع حاشية على شرح الألفية لابن المصنف وصل فيها إلى أثناء الإضافة في كراريس وأخرى على العضد تنتهي إلى أثناء مبادئ اللغة وكتب رسالة في نصب ضبة من قول المنهاج " وما ضبب بذهب أو فضة ضبة كبيرة " وكتاباً في الصرف وآخر في التوقيع وأجاب عن اعتراضات ابن المقري على الحاوي إلى غير ذلك مما لم يذكره غير ولده وبالغ في إطرائه مع اعتراضه عليه وكونه لم يعرف مولده ولا أكثر شيوخه، وممن أخذ عنه حين مجاورته سنة اثنتين وأربعين البرهان ابن ظهيرة في ابتدائه وكذا ابن عمه المحب بن أبي السعادات، وكان يذكر بالحمق والإعجاب بنفسه مع نظم ونثر ومحاسن؛ وله انتماء لبيت الخليفة وربما أقرأ بعض آلهم، مات في صفر سنة خمس وخمسين بعلة ذات الجنب وصلى عليه المناوي ودفن بالقرافة قريباً من الشمس الإصبهاني رحمهما الله وإيانا.(5/260)
" أبو بكر " بن محمد بن أبي بكر بن عثمان الزين السخاوي الأصل القاهري الشافعي عمي شقيق الوالد، ولد تقريباً سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بحارة بهاء الدين جوار بيت البلقيني ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وألفية النحو عند الشمس السعودي وجود عليه القرآن وعرض عليه في سن سبع وثمانمائة فما بعدها على الكمال الدميري والجلال البلقيني والشهب ابن حجي والحسيني والطنتدائي والزينين الفارسكوري والقمني والشمسين البوصيري والبرماوي والعليين ابن الملقن والتلواني والرشيدي والمحب بن نصر الله الحنبلي والأمين الطرابلسي الحنفي في آخرين، وتفقه بالشهاب الطنتدائي والبيجوري، وحضر دروس الجلال البلقيني ولا أستبعد أن يكون شهد مواعيد أبيه ونحوها، واعتنى بجامع المختصرات وأتقن الفرائض والحساب بحيث كان ممن انتفع به فيهما شيخنا ابن خضر، وتدرب في الكتابة بابن الصائغ وكتب الكثير كجامع المختصرات والنكت كلاهما للنشائي وشرح ألفية العراقي والتدريب للبلقيني وترجمته لولده والتمهيد والكوكب للأسنوي جملة، وأقرأ أولاد ابن البرجي وغيرهم وتنزل صوفياً بالبيبرسية ولزم الإنجماع والعبادة والأوصاف الحميدة بحيث لم يتزوج حتى مات بمرض السل في سنة اثنتين وعشرين تقريباً بعد الوصية بالحج عنه وصلى عليه الجلال البلقيني في مشهد حسن ودفن عند أبيه بحوش البيبرسية رحمه الله وإيانا، وتاريخ وصيته بخطه في صفر سنة تسع عشرة.
" أبو بكر " بن محمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الناشري اليماني ولد في سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وكان نجيباً فاضلاً ولى عقد الأنكحة بزبيد وانتفع به الناس في الإصلاح بينهم سيما أهله في أمور لا يتقنها غيره مع صبر على الأمور الأخروية كتغميل من مات منهم ونزوله قبره وتوجيهه للقبلة ونحو ذلك إلى غير هذا مما يختص به كالتلاوة وملازمة الجماعات وزيارة قبور أهله وحجه غير مرة مع تقلله، وقد أنجب أولاد ولما كبر ضعفت نهضته فصار أولاده يقومون بما كان يقوم به وهو وبنوه في بركة ابن عمه الجمال محمد الطيب بن أحمد الناشري مات، ذكره العفيف ولم يؤرخ وفاته.
" أبو بكر " بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الفخر بن الجمال الذروي الأصل المكي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن الجمال المصري، ولد بمكة ونشأ بها ثم انتقل إلى اليمن حتى بلغ أو راهق لاستيطان أبيه إياه واشتغل هناك بالفقه والنحو وغيرهما وتنبه وولى الحسبة بعد ثم عزل عنها، وصار يتردد لمكة وأخذ بها الفقه عن الجمال بن ظهيرة والأصول عن الشهاب الغزي الدمشقي وغيره إلى غيرهما من العلوم وسمع بمكة من جماعة وأجاز له غير واحد من الشاميين وكتب بخطه الكثير ونظم الشعر مع تسببه بالبيع والشراء في زمن الموسم، ثم تردد بأخرة إلى وادي نخلة واشترى فيه بالبردان مكاناً وعمر به داراً بالتنضب، وانقطع عن السفر إلى اليمن نحو سبع سنين متصلة بموته وكان يقيم في بعضها بوادي نخلة، مات بعد أنعرض له ثقل في سمعه في ذي القعدة سنة ست عشرة ودفن بالمعلاة وقد بلغ الأربعين أو قاربها وذلك في حياة أبيه، ذكره الفاسي والتقي بن فهد في معجمه وقال إن له قصيدة لامية في ختم المسك الكبير لابن جماعة على شيخه الجمال بن ظهيرة منها:
لقد كفاك بذكر الموت موعظة ... إن كان في العظة التعديل عن مثل
" أبو بكر " بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الفخر بن الجمال الذروي الأصل المكي الشافعي ابن عم الذي قبله والماضي أبوه ويعرف بالمرشدي أيضاً، حفظ المنهاج والمختصر الأصلي وغيرهما واشتغل بالفقه والنحو وكثرت عنايته بالأدب وكان ذا معرفة به وبغيره وله نظم حسن ومجاميع مفيدة وكان الجمال بن موسى المراكشي كثير الاستحسان لنظمه، ودخل غير مرة اليمن للاسترزاق فأدركه أجله بزبيد يوم عرفة سنة عشرين وقد جاوز الثلاثين بيسير ذكره الفاسي أيضاً.
" أبو بكر " بن محمد المقبول بن أبي بكر بن محمد بن عيسى العقيلي الزيلعي الماضي أبوه، كان رجلاً صالحاً، مات سنة تسع وسبعين.(5/261)
" أبو بكر " بن محمد بن أبي بكر بن محمود بن ناصر الفخر القرشي العبدري الشيبي المكي الشافعي والد أحمد وأخو علي والد الجمال محمد، سمع بمكة على خليل المالكي والعز بن جماعة والفخر التوزري والكمال بن حبيب في آخرين، وذكر أنه سمع بدمشق على ابن أميلة، وولى مشيخة الحجبة وفتح الكعبة بعد علي ابن أبي راجح الشيبي، ومات في صفر سن سبع عشرة ودفن بالمعلاة وهو في عشر الثمانين وكان ثقيل السمع شديد السواد دخل اليمن وغيرها رحمه الله ذكره الفاسي مطولاً.
" أبو بكر " بن محمد بن أبي بكر بن نصر بن عمر الشرف الحيشي الأصل الحلبي الشافعي البسطامي الماضي أبوه والآتي جده ويعرف بابن الحيشي، ولد في مستهل جمادى الأولى سن ثمان وأربعين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فلازم والده في التسلك وقرأ وسمع على أبي ذر بن البرهان الحافظ وتدرب به في كثير من البهمات والغريب والرجال بل وتفقه به والشمس محمد البابي إمام الجامع الكبير بحلب وأبي عبد الله بن القيم وإبراهيم الضعيف وكذا على العلاء بن السيد عفيف الدين حين ورد عليهم في آخرين، بل ذكر لي أن شيخنا والعلم البلقيني والزين عبد الرحمن بن داود أجازوا له في بعض الاستدعاءات في آخرين ممن أخذ عنهم الفقه والحديث وخلف والده في المشيخة بحلب وصارت له وجاهة، وزار بيت المقدس ولقيني بمكة في سنتي ست وثمانين والتي بعدها فلازمني حتى حمل عني أشياء من مروياتي ومصنفاتي وكتب بخطه منها جملة واغتبط بذلك وكتبت له إجازة أشرت لمقاصدها في الكبير، ونعم الرجل أدباً وفهماً وسمتاً وتواضعاً واشتغالاً بنفسه وإقبالاً على الخير وتقنعاً وعفة وربما وردت علي مطالعاته من بلده.
" أبو بكر " بن البدر محمد بن أبي بكر بن الحلاوي الماضي أبوه، مات ببيت المقدس في شوال أو رمضان سنة تسع وسبعين حين توجهه لمكة من المدينة بعد الزيارة عن نحو أربعين سن في حياة أبويه عوضهم الله الجنة ورأيت ابن فهد أرخه في جمادى الثانية منها بخليص وحمل لمكة فدفن بمعلاتها وهذا هو المعتمد وعندي فيمن سمع مجلس صوم عاشوراء للمنذر بن النورين الأبودري وابن المحوجب وشعبان العسقلاني أبو بكر بن القاضي شمس الدين محمد بن أبي بكر الحلاوي وكذا فيمن سمع البخاري بالظاهرية وكأنه هذا وأخطأت في تلقيب أبيه.
" أبو بكر " بن محمد بن تبع الدمشقي الصالحي، ولد في المحرم سنة أربع وخمسين وسبعمائة واشتغل قليلاً وكان خيراً يقرأ في المصحف بعد الصلاة بجامع دمشق على قراءاته أنس ولذا كان يقصد لسماع قراءته لطيبها خصوصاً في قيامه في رمضان بجامع الحنابلة، مات في المحرم سنة ثلاث عشرة عن تسع وخمسين سنة، ذكره شيخنا في إنبائه.
" أبو بكر " بن محمد بن حسن الزين الأبشيهي ثم القاهري الشافعي أحد التواب وحفظ القرآن وأخذ عن العلم البلقيني وناب عنه في القضاء فمن بعده وسمع ختم البخاري في الظاهرية القديمة، وتميز في الفروع وشرح التنبيه قديماً، والغالب عليه الحمق.(5/262)
" أبو بكر " بن محمد بن شاذي التقي الحصني الشافعي نزيل القاهرة. ولد سن خمس عشرة وثمانمائة بمدينة حصن كيفاً وكان أبوه من مياسير تجارها فنشأ في كفالته وحفظ القرآن والشاطبية والحاوي والشافية والكافية وتمام عشرة كتب على ما كان يخبر، وجود القرآن على بعض شيوخ بلده بل وقرأ القراآت أيضاً على ولد لابن الجزري وأخذ عنه طريقة في تقرير تصريف العزي وكذا أخذ المتوسط والجار بردي وغيرهما عن الجلال محمد بن العز الحلوائي وكتب المنسوب وراحل فلقي البساطي بحلب في سنة ست وثلاثين واستفاد منه يسيراً وأثنى البساطي على جودة فهمه حتى أنه قال لم يجئنا مما وراء النهر مثل هذا الشاب، ثم إنه لم يتيسر له دخول القاهرة إلا في مرض موته وذلك في سنة اثنتين وأربعين فقرأ على القاياتي في العضد وكان يحكي ما يدل على أنه لم يرتض أمره فيه وعلى العلم البلقيني في الفقه والعلاء القلقشندي في آخرين منهم الشمس الشرواني وعبد السلام البغدادي وأخذ القراآت رفيقاً لابن كزلبغا عن حبيب العجمي وأقام يسيراً ثم عاد لبلده فوجد قاصداً صاحبها متوجهاً إلى هراة فرافقه إليها فلزم عالمها ملا محمد بن موسى الجاجرمي تلميذ يوسف الحلاج تلميذ السيد حتى قرأ عليه العضد بكماله وسمع شرح المواقف وشرح الطوالع وأقام هناك خمسة أعوام فأكثر مديماً للاشتغال مجداً في التحصيل إلى أن برع وارتفق في إقامته بميراثه من أبيه وحصل هناك من نفائس الكتب أشياء، وعاد من طريق العراق فحج ودخل القاهر بعد أن اقتطع بمكان يقال له وادي السباع وأخذ جميع ما معه من كتب وغيرها فألقيت الكتب بالبرية لعدم التفاتهم إليها ولكنه لم يجد محملاً لها فتركها ونجا بنفسه مع أخذ يسير مما أمكنه منها وتأسف كثيراً بسببها حتى أنه صار كلما تذكر يتألم وأنشد لنفسه:
يا نفس لا تجزعي مما جرى ... وارضي بتقدير العزيز الغفور
واتلي على الطاغين في ظلمهم ... " ألا إلى الله تصير الأمور "
وتصدى حينئذ وذلك بعد سنة خمس وأربعين للإقراء بجامع الأزهر بالمدرسة الملكية والبدري المجاورين للمشهد لسكناه هناك وقتاً وتجرع فاقة كبيرة إلى أن استقر به الزيني الاستادار في تدريس مدرسته الأولى المقابلة للحوض المجاور لبيت البساطي كان بين السورين ثم عزله عنها بطعن أبي العباس المجدلي عنده في علمه وترجيحه لنفسه عليه وقرر المذكور عوضه ثم لم يلبث أن صرفه حيث ذكر له عنه ما يقدح في ديانته وأعاد صاحب الترجمة ولزم الإقامة بها على طريقته في الإقراء إلى أن اتفقت كائنته مع زوجته ابنة الجمال بن هشام لصقت به لأجل غرضها كلاماً قبيحاً تنكره القلوب السليمة فأمر الظاهر جقمق بنفيه فشفع فيه انتمى لجانبك الأشرقي الذي عمل شاد الشر بخاناة في الأيام الإينالية وتقدم في أيام الظاهر حشقدم فأخذه عنده وصار يجلس للإقراء هناك بمدرسة سودون المؤيدي أحد الأمراء الآخورية بالقرب من زقاق حلب وجامع قوصون حتى مات وحصل له به ارتفاق وكان قد عين مرة لمشيخة صهريج منجك ثم لم تتم لمساعدة الأمين الأقصرائي لولد المتوفي وتألم التقي لذلك كثيراً وكذا استقر في تدريس التفسير بالجمالية البيرية بعد السفطي وفي الإفادة بمدرسة الجاي ثم بأخرة في تدريس الإيوان المجاور للإمام الشافعي ونظره عقب إمام الكاملية مع تقدم غيره في الفقه عليه رغبة في ديانته وخيره وقيل إذ ذاك " القائل هو عبد البر بن الشحنة كما رأيته بخطه عند المؤلف رحمه الله " :
تطاعنت الغواة بغير تقوى ... على درس الإمام الشافعي
فلم يشف الإمام لهم غليلاً ... ولم يجنح إلى غير التقي(5/263)
وصاهر أحمد بن الأتابكي تنبك البردبكي على ابنته واستولدها ولداً ومن قبلها تزوج سبطة الزيني عبد القادر البلبيسي كاتب العليق واستولدها ذكراً وأنثى كل ذلك وهو ناصب نفسه لإلقاء الفنون حتى أخذ الناس عنه طبقة بل أخذ عنه طبقة ثالثة وهو لا يمل ولا يفتر وكثرت تلامذته من كل مذهب وصار شيخ العصر بدون مدافع، واشتهر بجودة التعليم ومزيد النصح والذكاء لكن بدون طلاقة، وممن أخذ عنه أخي بل وحضر عنده في أجلاس عمله، وقرض لي بعض التصانيف فبالع، وكان أحد القائمين على البقاعي في كائنة ابن الفارض وكتب علي فتياً بمنعه من النقل من التوراة والإنجيل هذا مع أنه قرض له على كتابة الملجئ للإستفتاء عليه بذلك قصداً للدفع عن عنقه، كل هذا مع الديانة والأمانة والتواضع والتهجد والإنجماع عن أكثر بني الدنيا وسلامة الصدر والفتوة والرغبة في زيارة مشاهد الصالحين وملازمة قبر الليث في كل جمعة غالباً، وقد حج بأخرة أيضاً ورجع وهو متوعك بحيث أشرف إذ ذاك على الوفاة ثم عوفي وأقام مدة إلى أن مات في يوم الأحد ثامن ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وصلى عليه يومه بسبيل المؤمني ودفن بتربة جاره الأمير جكم قرا بالقرب من ضريح الشافعي وتأسف المسلمون على فقده رحمه الله وإيانا.(5/264)
" أبو بكر " بن محمد بن صالح بن محمد الرضي أبو محمد بن الجمال الهمذاني الجبلي بكسر الجيم بعدها موحدة ساكنة ثم التعزي اليماني الشافعي ويعرف بابن الخياط ولد في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة وحفظ القرآن وتلاه بالقرآات واختار قراءة ابن كشير والحاوي وتفقه بحمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجا وبه تدرب بل كان غلب أخذه للفقه عنه ثم بعمه حسن بن أبي الرجا وارتحل للحج مرة بعد مرة فأخذ بمكة في الأولى عن الحراري وفي الثانية عن العفيف اليافعي وأخذ بتعزي عن الفقيه الجمال الريمي وأبي بكر بن علي الناشري وكان يتبجح به ويقول له أنت أعرف بوسيط الغزالي مني واتفق أن الجمال الريمي سأله عن الإقالة في النكاح هل تصبح كالفسخ فقال له المسئلة في الوسيط فأحضره إليه فلم يجدها فاستمهله فأمهله ثلاثة أيام ونال منه ومن شيخه الرضى الناشري فخرج من عنده وأخذ في التفتيش عليها حتى مضى معظم الليل ولم يجدها فلما كان في السحر غلبته عيناه فرأى شيخه الرضى فعين له موضعها فلما استيقظ وجدها في المكان المعين فكانت غريبة، لازم النفيس العلوي حتى قرأ عليه الكتب الستة وغيرها بل ومن شيوخه في العلم الأسنوي والأنباسي وكأنه لقيهما بمكة كما هو ظاهر كلام النفيس العلوي وقال إن صاحب الترجمة أجل من حصل عليه وترجمه فأطنب قال وقد ترجمه الشهاب علي بن حسن الخزرجي في كتابه طراز اليمن بترجمة كبيرة وهو لها أهل، وكذا ترجمه الطيب الناشري وأجاد في آخرين، وترقى في العلوم وتزايد استحضار للحاوي وشروحه وكان له منه جزء في كل يوم كالقرآن بل هو أول من ابتكر معرفته التامة به في الجبال وله عليه حواش مفيدة تناقلها الفقهاء هناك على نسخهم بها، واشتهر ذكره سيما حين سمع عبد العليم أحد الأولياء المقيمين بتعز يقول وقد استيقظ ببعض المدارس بصوت عال الليلة هذه فتح علي ابن الخياط بالعلم وقذف في قلبه النور فإنه بعد انتشار هذه المقال ازداد بين الناس قبولاً واتسعت حلقته ودائرته ولم يلبث أن خطبه الوزير التقي بن معيبد سنة تسع وسبعين لمدرسته فدرس فيها وكذا عينه الأفضل للمدرسة الشمسية والأشرف للمعينية في تعز ثم أضاف إليه ابنة الناصر أحمد مدرسة والده وقربه واختاره من بين سائر علماء اليمن وعول على فتياه بتعز وذي جبلة وهي مسكنه غالباً وانتهت إليه رياسة الفقه وجرى بينه وبين المجد الشيرازي مراجعات بسبب إنكاره على المشتغلين بكتب ابن عربي صنف في المنع جزءاً رد عليه المجد تعصباً مع صوفية زبيد وله بكتب العراقين وكتب الغزالي وبالروضة والعزيز معرفة تامة، ولم يزل متصدياً لنشر العلم ببلده حتى أخذ عنه لجم الغفير وصار علماء اليمن تلامذته ونفع الله به في الفقه والحديث والأصلين والمنطق وغيرها، كل ذلك مع الأحوال المرضية والشمائل الحسنة والمعالي المستحسنة حتى مات في صبيحة يوم الأحد حادي عشر رمضان سنة إحدى عشرة بمدرسة جبلة من المخلاف الأزهر مخلاق جعفر وشهد جنازته من لا يحصى؛ وقد ذكره شيخنا في إنبائه ومعجمه وأنه تفقه بجماعة من أئمة بلده ومهر في الفقه وشارك في الفنون وكان يقرر من الرافعي وغيره بلفظ الأصل وله أجوبة كثيرة عن مسائل شتى، ودرس بالأشرفية وغيرها من مدارس تعز وتخرج به جماعة وولى القضاء مكرهاً مدة يسيرة ثم استعفى، اجتمعت به بتعز وسمعت من فوائده، وذكره المقريزي في عقوده باختصار وسماه أبا بكر بن محمد بن علي رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن محمد بن طنطاش بمهملتين الأولى مضمومة ثم نون ساكنة وآخرة معجمة، ولد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة وقرأ بعض القرآن، وحج ورمى بالنشاب وعانى بعض فنون الحرب، وهو من أولاد الأجناد له إقطاع يعيش منه مع عقله وكثرة حذره من الناس وانعزاله عنهم وكان بينه وبين الجلال بن الملقن قرابة من جهة النساء فكان يسمع معه الحديث لذلك، ومما سمعه علي ابن المجد جل البخاري وعلي التنوخي والعراقي والهيثمي ختمه واستكتب على الاستدعاءات، مات بالقاهرة في يوم الاثنين ثالث ذي الحجة سنة سبع وأربعين.(5/265)
" أبو بكر " بن محمد بن عبد الله بن مقبل الزين القاهري الحنفي ويعرف بالتاجر، كان في أوله سمساراً بقيسارية الشرب فانكسر عليه مال كثير فترك صناعته واشتغل بالعلم فتنبه وفضل فاستنابه الجمال التركماني بعناي المحب ناظر الجيش ثم لم يزل ينوب حتى مات في ثالث ذي الحجة سنة خمس عن نحو الثمانين وكان مشهوراً بالديانة غير متقيد بزينة الدنيا مطرحاً للتكلف في ملبسه وهيئته مع المهابة مقلة الكلام، ذكره شيخنا في أنبائه، وقال البرهان الحلبي أنه أخبره أنه قرأ صحيح البخاري إلى سنة ثمانين خمساً وتسعين مرة وقرأه بعد ذلك مراراً كثيرة، وقال المقريزي في عقوده: أبو بكر بن عبد الله الشيخ زين الدين التاجر كان سمساراً في البز وله معرفة بالفقه والعربية، ثم ترك السمسرة وأقبل بكليته على العلم حتى صار من شيوخ البلاد وأفتى ودرس وناب في الحكم بالقاهرة عدة سنين حتى مات، وكان طار للتكلف في ملبسه وهيئته يمشي على قدميه في الأسواق مهاباً قليل الكلام موصوفاً بالخير لزمته سنين وكنت في صغري وبداية طلبي إذا أردت أن أتكلم في درسه يأخذني الحياء فأسكت وكان درسه بالظاهرية يحضره جمع كثير فقال لي تكلم من لا يخبط ما يعرف يعوم يريد أن أجسر على الكلام مع الطلبة في حلقته رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن محمد بن عبد الله التقي الحلبي الأصل المقدسي الشافعي الصوفي البساطي ويعرف بالطولوني لسكناه المدرسة الطولونية في بيت المقدس، ولد في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وسبعمائة وكان يذكر أنه سمع من العماد بن كثير وغيره وكذا سمع علي ابن صديق البخاري بفوت مجلس من أثنائه، ولو وجد من يعتني به لأدرك القدماء، وكان خيراً كثير العبادة والورع معروفاً بذلك من ابتدائه إلى انتهائه لم تعلم له صبوة مع وجود الخط والنظم والنثر، وقد أضر بأخرة وانقطع بالمدرسة المشار إليها وكان شيخها، وحدث باليسير سمع منه الشهاب بن أبي عذيبة والنجم بن فهد، ومات بالقدس في سنة ثلاث وأربعين، ذكره شيخنا في أنبائه فقال أبو بكر الحلبي نزيل بيت المقدس تلمذ للشيخ عبد الله البسطامي وكان له اشتغال بالفقه والحديث ثم أقبل على العبادة وجاور ببيت المقدس انتهى، والظاهر أنه حفيد الجلال عبد الله البسطامي الذي لقيه البرهان الحلبي في سنة اثنتين وثمانين وترجمه بن أبي عذيبة بأنه كان خطيب جامع باحسيتا في حلب مدة طويلة قبل الفتنة وبعدها ثم تركه أخيراً لعبد مؤمن الواعظ وقدم القدس في سنة أربع عشرة وتنزل في صوفية الخانقاه السلطانية أول ما بنيت فلما بطلت نزل الطولونية وسكنها بل ولي مشيختها وانقطع فيها للذكر والعبادة والتلاوة وتردد إليه أهل الخير في ليالي الجمع ودام مقتدي به نحو خمسين سنة كل ذلك مع الخط الحسن ونظم الشعر، وأضر قبل موته، مات في رمضان سنة ثلاث وأربعين وهو ابن خمس وتسعين سنة ودفن بماملا في حوش وحمل على الرءوس وكان له مشهد حافل وعند رأسه نصيبة مكتوب بخارجها من نظمه ما كان له مدة في حياته عند رأسه بالطليونية ينظرها:
رحم الله فقيراً زار قبري وقرالي ... سورة السبع المثاني بخشوع ودعا لي
وبداخلها من نظمه أيضاً:
من زار قبري فليكن عالماً ... إن الذي لاقيت يلقاه
ويرحم الله فتى زارني ... وقال لي يرحمك الله
ومما كتبه عنه ابن أبي عذيبة من نظمه:
تكفل ربي للرضيع برزقه ... ورباه في الأحشاء وهو جنين
فإن كنت تبغي الرزق من عند غيره ... فذاك جنون والجنون فنون
ورأيت فيمن ترجمه بعضهم أبو بكر بن محمد المجيدي البسطامي نزيل بيت المقدس وخليفة عبد الله البسطامي كان صالحاً زاهداً عابداً للناس فيه اعتقاد، مات في يوم الأربعاء رابع عشرين شعبان سن أربع وأربعين وقد جاز السبعين وأخرجت جنازته خلف جنازة ابن رسلان وبكى عليه الزين عبد الباسط كثيراً وتولى تجهيزه وأظهر أسفاً عليه رحمه الله انتهى، والظاهر أنه هذا.(5/266)
" أبو بكر " بن أبي الفضل محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الفخر بن الكمال بن الوجيه الهاشمي التويري المكي المالكي، ولد في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثمانمائة بمكة وأمه أم هانئ ابنة القاضي أبي عبد الله محمد بن علي النويري وحضر عند أبي الفتح المراغي ثم سمع عليه وعلى زينب ابنة اليافعي، وأجاز له جماعة منهم أبو جعفر بن العجمي، واشتغل في الفقه والعربي ولازم ابن يونس المغربي وقبله يعقوب المغربي ولعله أقرأ فيهما بل قيل أنه شرح الجرومية أو بعضها وناب في الإمامة بمقام المالكية عن والده، مات بمكة في رجب سنة سبعين.
" أبو بكر " بن محمد الطويل بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي وأمه ست الأهل ابنة عبد الكريم بن أحمد بن عطية، أجاز له في سنة سبع وتسعين أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي والتنوخي وابن أبي المجد وآخرون وكتبته تخميناً.
" أبو بكر " بن محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن سالم الرضي اليمني الزبيدي والد عمر الماضي، ممن باشر باليمن ورأس فيها ثم بجدة حين فر تخوفاً على نفسه من صاحب اليمن إلى أن مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين بمكة، أرخه ابن فهد.(5/267)
" أبو بكر " بن محمد بن عبد المؤمن بن حريز - بمهملتين وآخره زاي ككبير - ابن معلى - بضم أوله وتشديد اللام المفتوحة - بن موسى بن حريز بن سعيد بن داود بت قاسم بن علي بن علوي - بفتح المهمل واللام اسم بلفظ النسب - بن ناشب - بنون ثم معجمة - بن جوهر بن علي بن أبي القاسم بن سالم بن عبد الله بن عمر ابن موسى بن يحيى بن علي الأصغر بن محمد التقي بن حسن العسكري بن علي العسكري ابن محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب التقي الحسيني الحصني ثم الدمشقي الشافعي ويعرف بالتقي الحصني، ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة فيما قاله شيخنا وابن خطيب الناصرية في أواخرها فإنه قال إنه كان عمره في فتنة بييغاروس عشرة أشهر وتفقه بالشريشي والزهري وابن الجابي والصرخدي والشرف الغزي وابن غنوم وابن مكتوم وكذا الصدر الياسوفي، وسكن البادرائية وتشارك هو والعز بن عبد السلام القدسي في الطلب وقتاً، وكان خفيف الروح منبسطاً له نوادر ويخرج مع الطلبة إلى الفتوحات ويبعثهم على الإنبساط واللعب والمماجنة، مع الدين والتحرز في أقواله وأفعاله، وتزوج عدة ثم انحرف قبل الفتنة عن طريقته وأقبل على ما خلق له وتخلى عن النساء وانجمع عن الناس مع المواظبة على الاشتغال بالعلم والتصنيف، ثم بعد الفتنة زاد تقشفه وزهده وإقباله على الله تعالى وانجماعه وصار له أتباع واشتهر اسمه وامتنع من مكالمة كثيرين لا سيما من يتخيل فيه شيئاً وصار قدوة العصر في ذلك وتزايد اعتقاد الناس فيه وألفيت محبته في القلوب وأطلق لسانه في القضاة، وحط علي التقي بن تيمية فبالغ وتلقى ذلك عنه طلبة دمشق وثارت بسببه فتن كثيرة، وتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع مزيد احتقاره لبني الدنيا وكثرة سبهم حتى هابه الأكابر، وانقطع في آخر وقته في زاوية بالشاغور وكتب بخطه الكثير قبل الفتنة، وجمع التصانيف المفيدة في الفقه والتصوف والزهد وغيرها كشروح التنبيه وهو في خمس مجلدات والمنهاج وصحيح مسلم وهو في ثلاث وأربعي النووي وهو في مجلد ومختصر أبي شجاع في مجلد حسن إلى الغاية والهداية كذلك وتفسير آيات متفرقات في مجلد وشرح الأسماء الحسنى في مجلد وتلخيص المهمات للأسنوي في مجلدين وقواعد الفقه في مجلدين وأهوال القبور في مجلد وسيرنساء السلف العابدات في مجلد وتأديب القوم وسير السالك على مضار المسالك وقمع النفوس ودفع الشبه، ووصفه التقي بن قاضي شهبة بالإمام العالم الرباني الزاهد الورع ونسبه حسينياً وقال ثبت نسبه علي قاضي حسبان متأخراً، قلت قبل موته بيسير مع قول نقيب الأشراف مخاطباً للتقي إن الشرف قد انقطع في بلدكم من خمسمائة عام وليت نسبي نسبك وأكون مثلك في العلم والصلاح أو كما قال، قال ابن قاضي شهبة مما تقدم أكثره وكان قد قدم دمشق وسكن البادرائية وكان خفيف الروح منبسطاً له نوادر ويخرج إلى النزه ويبعث الطلبة على ذلك مع الدين المتين والتحري في أقواله وأفعاله وتزوج عدة نساء ثم انقطع وتقشف وانجمع وكل ذلك قبيل القرن ثم ازداد بعد الفتنة تقشفه وانجماعه وكثرت مع ذلك أتباعه حتى امتنع من مكالمة الناس وصار يطلق لسانه في القضاة وأصحاب الولايات وله في الزهد والتقلل من الدنيا حكايات تضاهي ما نقل عن الأقدمين وكان يتعصب للأشاعرة وأصيب سمعه وبصره فضعف وشرع في عمارة رباط داخل باب الصغير فساعده الناس بأموالهم وأنفسهم ثم شرع في عمارة خان السبيل ففرغ في مدة قريبة، زاد غيره أنه لما بناه باشر العمل فيه الفقهاء فمن سواهم حتى كان الحافظ ابن ناصر الدين كثير العمل فيه مع أنه ممن كان يضع من مقداره لرميه إياه باعتقاد مسائل ابن تيمية، وكراماته كثيرة وأحواله شهيرة، ترجمع بعضهم بالإمام العلامة الصوفي العارف بالله تعالى المنقطع إليه زاهد دمشق في زمانه الأمار بالمعروف النهاء عن المنكر الشديد الغيرة لله والقيام فيه الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم وأنه المشار إليه هناك بالولاية والمعرفة بالله، مات بعد أن ثقل سمعه وضعف بصره في ليلة الأربعاء منتصف جمادى الثانية سنة تسع وعشرين بدمشق وحملت الحنابلة مع شدة قيامه عليهم والتشنيع على من يعتقد ما خالف فيه ابن تيمية الجمهور، هذا مع فوات الصلاة عليه لكثيرين لكونه أوصى أن يخرج(5/268)
به بغلس ولكنهم ذهبوا إلى قبره وصلى عليه غير مرة وأول من صلى عليه بالمصلى ابن أخيه شمس الدين ثم ثانياً عند جامع كريم الدين ودفن هناك وختم على قبره ختمات كثيرة ورؤيت له منامات صالحة منها أن النجم بن حجي رآه وهو جالس على مكان مرتفع يشبه الإيوان العالي وكان بمسجد قبر عاتكة وابن أخيه قريب منه وقائل يقول له هذا القطب قال ولكن رأيته مقعداً قال وخطر لي أن ذلك بسبب إطلاق لسانه في الناس، وقال غيره إنه رآه وقائل يقول له عنه ما يموت حتى يبلغ درجة وكيع، وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية لدخوله حلب، وبلغني أن البرهان الحلبي عتبه بسبب ابن تيمية فلم يرد عليه مع كون التقي هو الذي قصده في الشرفية بالزيارة لأن البرهان تناقل الناس عنده عنه أنه لا يسلم منه متقشف ولا متصلق حيث يقول للأول هذا تصنيف أو نحوه وللثاني هذا تجبر أو تكبر أو نحوه فتحامى البرهان الاجتماع به حتى قصده هو، وذكره المقريزي في عقوده باختصار وقال إنه كان شديد التعصب للأشاعرة منحرفاً عن الحنابلة انحرافاً يخرج فيه عن الحد فكانت له معهم بدمشق أمور عديدة وتفحش في حق ابن تيمية وتجهر بتكفيره من غير احتشام بل يصرح بذلك في الجوامع والمجامع بحيث تلقى ذلك عنه أتباعه واقتدوا به جرياً على عادة أهل زماننا في تقليد من اعتقدوه وسيعرضان جميعاً على الله الذي يعلم المفسد من المصلح ولم يزل على ذلك حتى مات عفا الله عنه؛ وقد حدثنا عنه جماعة رحمه الله وإيانا. بغلس ولكنهم ذهبوا إلى قبره وصلى عليه غير مرة وأول من صلى عليه بالمصلى ابن أخيه شمس الدين ثم ثانياً عند جامع كريم الدين ودفن هناك وختم على قبره ختمات كثيرة ورؤيت له منامات صالحة منها أن النجم بن حجي رآه وهو جالس على مكان مرتفع يشبه الإيوان العالي وكان بمسجد قبر عاتكة وابن أخيه قريب منه وقائل يقول له هذا القطب قال ولكن رأيته مقعداً قال وخطر لي أن ذلك بسبب إطلاق لسانه في الناس، وقال غيره إنه رآه وقائل يقول له عنه ما يموت حتى يبلغ درجة وكيع، وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية لدخوله حلب، وبلغني أن البرهان الحلبي عتبه بسبب ابن تيمية فلم يرد عليه مع كون التقي هو الذي قصده في الشرفية بالزيارة لأن البرهان تناقل الناس عنده عنه أنه لا يسلم منه متقشف ولا متصلق حيث يقول للأول هذا تصنيف أو نحوه وللثاني هذا تجبر أو تكبر أو نحوه فتحامى البرهان الاجتماع به حتى قصده هو، وذكره المقريزي في عقوده باختصار وقال إنه كان شديد التعصب للأشاعرة منحرفاً عن الحنابلة انحرافاً يخرج فيه عن الحد فكانت له معهم بدمشق أمور عديدة وتفحش في حق ابن تيمية وتجهر بتكفيره من غير احتشام بل يصرح بذلك في الجوامع والمجامع بحيث تلقى ذلك عنه أتباعه واقتدوا به جرياً على عادة أهل زماننا في تقليد من اعتقدوه وسيعرضان جميعاً على الله الذي يعلم المفسد من المصلح ولم يزل على ذلك حتى مات عفا الله عنه؛ وقد حدثنا عنه جماعة رحمه الله وإيانا.(5/269)
" أبو بكر " بن محمد بن علي بن أحمد بن داود بن عبد الحافظ بنعلي بن سرور ابن بدر بن يوسف بن بدران بن مظفر بن يعقوب شقيق تاج العارفين أبي الوفا العراقي وأبو الوفاء هو محمد بن محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسن بن العريض الأكبر بن زيد بنزين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب التقي بن التاج بن أبي الوفا بن العلاء أبي الحسن بن الشهاب أبي العباس بن البهاء الحسيني المقدسي الشافعي الوفائي ويعرف كسلفه بابن أبي الوفا، ولد في سادس عشر ربيع الأول سنة سبع وقيل ثلاث وتسعين وسبعمائة ببيت المقدس ونشأ به فقرأ القرآن عند إسماعيل الناصري وتلاه كما أخبرنا به تجويداً على العلاء بن اللفت والشمس بن الجزري وأنه سمع عليه الحديث وحفظ المنهاج وغالب التنبيه وجميع الملحة وبعض ألفية النحو وبحث في التنبيه والنحو على ابن الهائم وكذا بحث عليه جميع كتابه السماط وفي المنهاج علي الزين عبد المؤمن وتسلك بوالده وبخال والده الشهاب أبي العباس أحمد بن المولة الصلتي؛ وأخذ أيضاً عن الشهاب بن الناصح والزين الخافي الحنفي وقرأ عليه آداب المريدين وغيره واستخلفه على جميع أصحابه في كل البلاد وعن عبد الهادي بن عبد الله البسطامي والبرهان إبراهيم المزي الصوفي نزيل بيت المقدس والمتوفى به ومما بحثه عليه بعض الأحياء وعبد العزيز العجمي نزيله أيضاً في آخرين وقرأ العوارف والنخبة الكبرى وشمس المعارف واللباب لأحمد أخي الغزالي وغالب الأحياء وغيرها على يوسف الصفدي قدم عليهم القدس وسمع على شمس القلقشندي فيما أخبرني به التقي أبو بكر ولد المسمع قيل وابن العلائي وفيه توقف وأن أمكن وعلي الشمس بن الديري في صحيح مسلم وعلي الزين القباني في آخرين وبالخليل علي التدمري وبالشام علي ابن ناصر الدين وببعلك علي ابن بردس وبحلب علي البرهان وبالقاهرة على شيخنا، وحج مراراً وتصدى للإرشاد وعقد المجالس للذكر لا سيما عقب الصوات على طريق القوم فأخذ عنه جماعة من أهل بلده والقادمين إليها، وصار شيخ الصوفية هناك بدون مدافع عظيم الحرمة نافذ الكلمة مرعى الجانب مع الكرم والأبهة والإحسان للوافدين والغرباء قل أن ترى الأعين بتلك النواحي مثله وقد اجتمعت به هناك وأخذت عنه جزءاً وأملى على نسبه كما تقدم وانتفعت بدعائه وإكرامه، مات في يوم الجمعة قبل الصلاة سابع عشري شوال سنة تسع وخمسين رحمه الله وإيانا، قال فيه البقاعي إنه سار سيرة حسنة في طريقه وجمع الناس على الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتخليص المظالم من النواب وسائر الظلمة مع المداراة والخبرة باستعطاف القلوب حتى كان المرجع إليه في الأمور المعضلة في القدس وبلادها، وهو أمثل المتصوفة في زماننا باعتبار تشرعه وشدة، انقياده إلى الحق وصلابته في الأمر بالمعروف وعفته وكرمه على قلة ذات يده، وتردد إلى القاهرة مراراً وكان معظماً عند الملوك فمن دونهم وعلى ذكره رونق وأنس زائد لا يمكن جماعته من شئ مما يصنعه المتصوفة كالصياح والعجلة ونحوهما مما يظهرون به التواجد وغيبة الحس، ولما بني الأمير حسن الكشكلي مدرسة بالمسجد الأقصى بعد سنة خمس وثلاثين جعله شيخها فقطنها، وله قدرة على إبداء ما في نفسه بعبارة حسنة غالبها سجع بل نظم فيه الجيد ومنه:
فاء الفقير فناؤه لبقائه ... والقاف قرب محله بلقائه
والياء يعلم كونه عبداً له ... وفي جملة الطلقاء من عتقائه
والراء راحة جسمه من كده ... وعنائه وبلائه وشقائه
هذا الفقير متى طلبت وجدته ... في جملة الأصحاب من رفقائه
وله ذكر في أحمد بن رسلان، وذكره ابن أبي عذيبة وقال عقب نسبه كذا ثبت في هذه الأيام على قضاة القدس والعهدة عليه فيه ووصفه بالشيخ الإمام الصالح القدوة المسلك شيخ القدس ومقصد زوراه وملجأ ذوي الضرورات فيه اشتهر اسمه وبعد صيته وصار له أتباع ومريدون وزوايا وخلفاء في كل بلد بحيث لا يعرف في زماننا من يدانيه في الكرم والإطراح وعدم التكلف والقيام بما عليه من حقوق العباد وقضاء حوائج من عرف ومن لم يعرف وأحيا لأجداده ذكراً كبيراً لم يكن فيمن قبله من آبائه وحصلت له رياسة بحق لا بتطفل رحمه الله وإيانا.(5/270)
" أبو بكر " بن محمد بن علي بن سعيد بن محمد بن عمر بن إبراهيم الرعيني اليماني شقير، قرأ على المحرقي وعلى عبد الله بن صالح البريهي الفقيه المهذب وحضر دروس الريمي وسمع على المجد الشيرازي البغوي أو بعضه وعلي القاضي أحمد القرامدي الوجيز والفرائض وعلي عمر بن أحمد المقري الغني والمنهاج وولى القضاء بعز الهنا وصحب الفقيه وجيه الدين الزوقري وصالح المرسي وابن الخياط والد جمال الدين وقال فيه الجمال ابنة الصالح خيراً موئلاً للأصحاب، مات عن خمسة وستين عاماً منتصف جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة رحمه الله.
" أبو بكر " بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي الفخر بن الخواجا جمال الدين الدقوقي المكي الماضي أبوه، مات في جمادى الآخرة سنة سبع وستين بمكة، أرخه ابن فهد.
" أبو بكر " بن محمد بن علي بن عقبة، مات بمكة فجأة في ليلة سلخ صفر سن خمس وخمسين وجد ميتاً بفراشه.
" أبو بكر " بن محمد بن علي بن محمد بن نبهان بن عمر بن نبهان بن علوان بن غبار الشرف بن الشمس أبي عبد الله بن العلاء أبي الحسن بن القدوة الشمس أبي عبد الله الجبريني الحلبي، كان شاباً حسناً عنده حشمة ودين ورياسة ومكارم ومروءة وعصبية مع الحرمة الوافرة عند الحلبيين والوجاهة واليتوتة مقيماً بزاوية جده بجبرين ظاهر حلب، مات في ليلة الثلاثاء تاسع عشر جمادى الأولى سنة ست ودفن بمقبرة جده نبهان شرقي قرية جبرين، ذكره ابن خطيب الناصرية، " أبو بكر " بن محمد بن علي بن منصور رضي الدين الحلبي الحنبلي، مضى في المحمدين.
" أبو بكر " بن محمد بن علي الرضى التهامي، ممن سمع من شيخنا.
" أبو بكر " بن محمد بن علي الفخر الكيلاني، مات بالقاهر في ربيع الثاني سن تسع عشرة، أرخه ابن فهد.
" أبو بكر " بن محمد بن علي الجبلي بن الخياط، مضى فيمن جده صالح.
" أبو بكر " بن محمد بن علي الخافي، يأتي فيمن جده محمد بن علي وأنه في المحمدين.
" أبو بكر " بن المعلم محمد بن علي الكيال أبوه ويعرف بالمجنون ممن سمع مني بمكة.
" أبو بكر " بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن أحمد الشرف بن الضيا ابن النصيبي الحلبي الشافعي أبوه وأخوه عمر، ولد في صفر سن أربع وعشرين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشيخ عبيد البابي وصلى به في الجامع الكبير على العادة والمنهاجين الفرعي والأصلي والكافية والتلخيص وعرض على البرهان الحلبي بل كان هو الذي يصحح له قبل حفظه وابن خطيب الناصرية والزين بن الخرزي والحمصي وآخرين، واشتغل ببلده، وفضل ونظم ونثر، ومن شيوخه في القاهرة ابن الهمام بل أخذ عن شيخنا والبرهان الحلبي وآخرين وسمع معنا بحلب في سنة تسع وخمسين علي ابن مقبل وحليمة ابنة الشهاب الحسيني وغيرهما ودرس بالعصروني والظاهرية والسيفية تلقى الأولى عن الجمال الباعوني والثانية عن أبي جعفر بن الضيا والثالثة عن والده، وناب في القضاء عن ابن خطيب الناصري فمن بعده وفي كتابة السربل استقل بهامدة، وكذا ولى وكالة بيت المال وافتاء داء العدل ثم تركهما كل هذا ببلده، مات بها شهيداً بالطاعون في رمضان سنة ثلاث وستين رحمه الله. " أبو بكر " بن محمد بن عيسى الزيلعي صاحب اللحية، مات سنة تسع وعشرين.
" أبو بكر " بن محمد بن أبي الفرج المراغي، وهو محمد مضى.
" أبو بكر " بن محمد بن قاسم التقي الدمشقي الصالحي ويعرف بابن رقية بالتشديد، ولد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وسمع من موسى بن عبد الله المرداوي المنتقي الصغير من الغيلانيات وحدث به سمع منه الفضلاء، ومات قبل دخولي دمشق.(5/271)
" أبو بكر " بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم الفخر بن الكمال أبي الفضل بن الكمال أبي الفضل بن المحب أبي البركات ابن الكمال أبي الفضل بن الشهاب القرشي الهاشمي العقيلي النويري الأصل المكي الشافعي، وأمه أم هانئ ابنة الخواجا جمال الكيلاني ورأيت من قال سبط تيتي ابنة داود الكيلاني وخطيب مكة وابن خطيبها والماضي أبوه، ولد في عشاء ليلة الاثنين سابع جمادى الأولى سنة ست وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به في المسجد الحرام وكتبا وأخذ عن والده ولازم ابن عطيف في الفقه وابن يونس وعبد القادر المالكي في النحو، ودخل القاهر غير مرة فأخذ عن الجوجري في الأصول وغيره وعن الأنباسي وكذا أخذ عني النخب والهداية بكمالهما وسمع دروساً في الألفية ولازمني كثيراً بمكة وغيرها وتميز وأذن له العبادي وغيره وأقرأ يسيراً، وولى خطابة المسجد الحرام شريكاً لعمه أبي القاسم ثم لابنه محب الدين وحمدت خطابته وعدم تعرضه فيها لم لا يجمل، ودخل اليمن وغيرها وكان قد سمع في صغره على أبي الفتح المراغي وأجاز له في سنة خمسين فما بعدها شيخنا وابن الفرات وأبو جعفر بن الضيا والرشيدي والعيني وخلق كسارة ابنة ابن جماعة والزين الأميوطي وسافر من مكة في أول سنة سبع وثمانين فدخل مندوة وكنباية وغيرهما وآل أمره إلى الوصول لعدن من كنباية من الهند في أثناء سنة اثنتين وتسعين بما لله صور من قماش وغيره فيما قيل وأرسل عبداً له لزيلع ليبيع له بعض القماش وهو بنحو خمسمائة دينار، وبينما هو في انتظاره أدركته منيته بها في ليلة الأربعاء أربع عشري جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين بعد ضعفه أياماً وتحققنا وفاته في رمضان مع التحدث بها في رجب، وخلف هناك ولداً وبنتاً وزوجة حاملاً ومن النقد فيما قيل نحو ثلاثة آلاف دينار وبمكة خمسة أولاد ثلاثة ذكور وابنتان وأقيم بها عزاؤه وصلى عليه صلاة الغائب بعد النداء بها فوق قبة زمزم وفرقت ربعات المسجد له أياماً وقد رأى في سفره حظاً زائداً بحيث درس وأقرأ وأفتى ولم يدخل القاضي في تركته بل وشددت أمه في منع تكلم ابن عمه لمعرفتها بحاله كغيرها ثم لم يزل الأمر حتى زوج ابنتيه لابنين له ودخل أبوهما في التركة وباع واشترى فسبحان الفعال لما يريد رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.(5/272)
" أبو بكر " بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد عبد الخالق بن عثمان الزين بن البدر بن البدر الأنصاري الدمشقي الأصل القاهري الشافعي الماضي كل من أولاده إبراهيم والبدر محمد ويحيى وأخويه أحمد ومحمد وأبيهم ويعرف كسلفه بابن مزهر، ولد في رجب سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة، ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتيماً وربى في حجر السعادة وجئ إليه بغير واحد من الفقهاء حتى حفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية النحو وغيرها، وعرض على محمد بن سلطان القادري والعلم البلقيني وسمع نحو الثلث الأول من البخاري وجميع بشرى اللبيب على يونس الواحي وكذا سمع على شيخنا والعلم البلقيني والمجلس الأخير من البخاري على أربعين نفساً من أعيانهم العلاء القلقشندي والسيد النسابة والكمال بن البارزي والمحب بن الأشقر وعلي الكمال وحده مجلساً من حديث أبي موسى المديني وغيره ومع بنيه على الكاتبة نشوان والشاوي في آخرين وأجاز له في جملة بني أبيه باستدعاء ابن فهد خلق من مكة والمدينة وبيت المقدس والخليل والقاهر ومصر ودمشق وصالحيتها والمزة وحلب وحما وبعلبك وطرابلس وحمص وغز والرمل ودمنهور وغيرها وأول ما أخذ في الفقه عن الشمس الشنشي ثم لازم العلم البلقيني في المنهاج غيره وأذن له فيما بلغني في التدريس والإفتاء بل عرض عليه الكتابة في بعض الفتاوى بحضرته وقرأ على الأبدي في النحو وحضر دروس الشرواني في التلخيص والمتوسط وغيرهما بل قرأ عليه في شرح العقائد وكذا قرأ في المتوسط وغيره على الشمس الكريمي وحضر دروسه في آخرين كالكافياجي حيث أكثر الإستفادة منه وأجازه وصحب الشيخ مدين وقتاً وتلقن منه الذكر وكتب على الشمس المالكي وتدرب بصحبة وصيه الزين عبد الباسط والكمال بن البارزي وغيرهما وجود اللسان التركي وتقدم بمجالسة أهل العلم وذوي الفضائل من ابتدائه وهلم جراً ومباحثتهم بحضرته في أكثر الفنون وتوجهه لذلك حتى تميز وتهذب واشتهر بوفور الذكاء، وولى نظر الإسطبل ثم أضيف إليه الجوالي المصرية ثم الشامية ثم خانقاه سعيد السعداء ووكالة بيت المال ثم نظر الجيش وحصل الاقتصار عليه والانفراد به مرة بعد أخرى ثم كتابة السرفي ذي القعدة سنة ست وستين - واستمر حتى مات وحمدت سيرته في سائر مباشراته وخطب بتربة الظاهر خشقدم أول ما صلى فيهل بل خطب بالقلعة في زمن الفترة وفوض إليه التكلم في القضاة والتعايين ونحوها حتى تعين من استقر بسفارته بعد امتناعه هو من الاستقلال به كذا استخلفه قبل ذلك القاضي الحنفي حين توجه للحج ولذلك أوردت له ترجمة حافلة في ذيل القضاة، وحج غير مرة منها في الرجبية التي كان البروز لها في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين بعد انقطاعها مدة وسار في تجمل زائد ومعه جمع كثيرون من الأعيان والفضلاء وابتدأ بزيارة المدينة وأم بها وعرض عليه الخطابة فامتنع تأدباً ثم بمكة وصلى ولده بالناس فيها وحضر في قراءة منهاج العابدين وغيره عند عبد المعطي المغربي وبعض مجالس الوعظ عند أبي اسحق العجمي وغير ذلك، وكذا زار القدس والخليل مرة بعد أخرى ودخل اسكندرية ودمياط وغيرها، وأنشأ كثيراً من أماكن القرب والمبرات أجلها المدرس المجاورة لبيته وهي بديعة الوصف آنسة بهجة قرر فيها صوفية ودروس تفسير وحديث وفقه وغير ذلك، وكذا عمل مدرسة لطيفة ببيت المقدس وسبيلين بمكة ورباطاً ومدرسة بالمدين وله تربة هائلة اشتد حرصه على دفن غير واحد من العلماء والغرباء والصالحين بها، وعمل غير واحد من الوعاظ كأبي العباس القدسي والشهاب العميري والمحب بن دمرداش بحضرته، بل وحدث بالكثير بقراءة المحيوي الطوخي والشمس بن قاسم فمن دونهما ومما قرئ عليه الحلية لأبي نعيم والأحياء وخرج من مروياته بالأجايز وغيرها أربعون حديثاً عن أربعين شيخاً ممن ينسب إلى أربعين بلداً عن أربعين صحابياً في أربعين باباً من أربعين تصنيفاً قرأها العز بن فهد محدث الحجاز وكذا عمل له فهرست أيضاً، وأفتى وعرض عليه الأنباء وصار عزيز مصر ومحاسنه جمة والقلوب برياسته مطمئنة ولذا مدحه الأكابر كالنواجي والحجازي وغيرهما من الفحول مما لو اعتنى بجمعه لزاد على مجلد، والغالب عليه الخير وله أوراد وأذكار وقيام واجتهاد في كثير من الخيرات وما ناكده أحد فأفلح، وتزايد تعبه بأخرة إلى أن مات بعد توعك طويل في يوم الخميس سادس رمضان سنة ثلاث(5/273)
وتسعين وصلى عليه في يومه بسبيل المؤمني في مشهد هائل جداً ثم دفن ليلة الجمعة بتربته وارتجت الجهات سيما الحرمين لموته وصلى في غالبها رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.عين وصلى عليه في يومه بسبيل المؤمني في مشهد هائل جداً ثم دفن ليلة الجمعة بتربته وارتجت الجهات سيما الحرمين لموته وصلى في غالبها رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
" أبو بكر " بن محمد بن محمد بن أيوب بن سعيد التقي البعلي ثم الطرابلسي الحنبلي ويعرف بابن الصدر، ولد في أواخر سنة سبع وسبعين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن على ابن الشيخ حسن الفقيه وتلا بمعظم القراآت السبع على الشهاب الفراء وحفظ المقنع والآداب لابن عبد القومي والملحة وبعض ألفية النحو وعرض شيخه الشمس محمد بن علي بن اليونانية وعنه أخذ الفقه وكذا عن العماد بن يعقوب أخي ابن الحبال لأمه وغيرهما، وانتقل من بلده إلى طرابلس فيسن تسع عشرة فناب بها في القضاء عن الشهاب بن الحبال ثم استقل به في سنة أربع وعشرين حين انتقال الشهاب إلى دمشق، ولم ينفصل عنه حتى مات سوى تخلل بعزل يسير، وسمع الصحيح بكماله على شيخه ابن اليونانية والشريف محمد بن محمد بن إبراهيم الحسيني ومحمد بن محمد بن أحمد الجردي وغيرهم، وحج غير مرة وزار بيت المقدس وولى عدة أنظار وتداريس ومشيخات بطرابلس وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه ببلده المائة المنتقاة لابن تيمية من الصحيح، وكان شيخاً حسناً منور الشيبة جميل الهيئة له جلالة بناحيته مع استحضار وفضل وسيره في القضاة محمودة وبلغنا أن اللنك أسروه ثم خلص منهم وكان ذلك سبباً لسقوط أسنانه، مات في رمضان سنة إحدى وسبعين رحمه الله.
" أبو بكر " بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن الحسين الزين محمد بن أبي عبد الله بن ناصر الدين أبي الفرج العثماني المراغي المدني الشافعي وهو بلقبه أشهر، مضى في المحمدين.
" أبو بكر " بن الشيخ فتح الدين أبي الفتح محمد بن محمد تقي بن عبد السلام الكازروني المدني الشافعي محمد وعبد السلام وأبو بكر أصغرهم وأمه فاطمة ابنة أبي اليمن المراغي، ولد سنة سبع وأربعين بالمدينة فحفظ أربعي النووي ومنهاجه واشتغل عند أبيه والأبشيطي وغيرهما ولازم السمهودي وسمع على أبي الفرج المراغي وغيره وتزوج أم كلثوم أخت البرهان الخجندي واستولدها محمداً وأبا الفتح، ودخل مصر والشام وغيرهما لطلب الرزق وتميز وفضل، وهو في سن ثمان وتسعين بحلب.
" أبو بكر " بن محمد المدعو بأبي اليمن بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الفخر بن القاضي الأمين أبي الهاشمي النويري المكي الشافعي الماضي أخوته علي وعمر ومحمد وأبوه يعرف بابن أبي اليمن، ولد في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بمكة وأمه أم كلثوم ابنة القاضي أبي عبد الله محمد بن علي النويري وحفظ القرآن وصلى به التروايح بمقام المالكية سنة أربع وخمسين والعمدة والمنهاج وغيرها وعرض وسمع المراغي، وأجاز له الزين الزركشي وابن ناظر الصاحبة وابن الفرات وطائفة، ودخل القاهرة ودمشق وسمع في سنة إحدى وستين على العلم البلقيني جزء الجمعة ثم رجع لمكة في التي تليها ثم عاد إلى القاهر، ومات سنة ثلاث وأربع وسبعين بدمشق مطعوناً " أبو بكر " بن محمد بن محمد بن علي بن محمد الزين القاهري البهائي - نسبة لحارة بهاء الدين - الحنفي الطبيب والد كمال محمد ويعرف بابن الشريف بالتصغير لكون بعض الشرفاء أعلم جده بقرابة بينهما ولد كما قاله لي في سابع عشر صفر سنة ثماني عشرة وثمانمائة وكان كل من أبيه وجده كحالاً فنشأ هو طبيباً بإشارة أمه وقرأ القرآن وتدرب بابن البندقي وفتح الدين بن فيروز وتزوج بابنته واستولدها ابنة المشار إليه وبغيرهما من الأطباء كالبدر بن بطيخ وعمر بن صغير وجل انتفاعه به بل قال إنه قرأ على الكافياجي فيعلم الطب وأنه صحب الشيخ محمد الحنفي وابن الهمام وسيف الدين وغيرهم من العلماء والسادات كمحمد الفوي وعمر النبتيتي وعظمه جداً، وتنزل في الجهات كالصرغتمشية والطب بالشيخونية وغيرها وعالج المرضى وحمده كثير من الفقراء في ذلك؛ وحج مراراً أولها في سنة سبع وأربعي وجاور في بعضها بل أقام بالمدينة أياماً وكذا زار بيت المقدس والخليل وسافر مع تمرباي طبيباً حين تحرد للصعيد ولم يرتض له أبوه بذلك ولكنه استفاد زيارة الفرغل وغيره أبرع منه.(5/274)
" أبو بكر " بن محمد بن محمد بن علي الزين الخوافي ثم الهروي، مضى في المحمدين.
" أبو بكر " بن النجم محمد بن الكمال أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد ابن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي أخو المحمدين الجمال والنجم الماضيين، مات قبل استكمال سنة في شعبان سنة اثنتين وأربعين.
" أبو بكر " الفخر بن الجمال أبي السعود محمد بن الكمال أبي البركات محمد ابن أبي السعود محمد ابن عم الذي قبله وشقيق أبي الخير محمد الماضي، أمهما أم الخير ابنة أبي القسم بن أبي العباس بن عبد المعطى الأنصاري المكي ويعرف كل منهما بابن أبي السعود، ولد في جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بمكة وحفظ القرآن وصلى به التراويح هو وأخوه عمر وسمع بها من الشهاب أحمد بن علي المحلى، وأجاز له الشرف أبو الفتح المراغي وأبو جعفر بن العجمي والزين الأميوطي وآخرون، وقدم مع أخيه القاهرة ثم رجعا فلم يلبث أن مات في رجب سنة خمس وثمانين ودفن بالمعلاة.
" أبو بكر " بن محمد بن محمد تقي بن محمد بن روزبة الزين بن فتح الدين أبي الفتح الكازروني المدني أخو محمد الماضي ويعرف كسلفه بابن تقي، ممن سمع مني بالمدينة.
" أبو بكر " بن محمد فخر الدين بن فتح الدين الكازروني بن تقي أخو محمد الماضي وما أدري أهو الذي قبله أو أخ له، والثاني أقرب.
" أبو بكر " بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد بن حسن ابن محمد المحب أحمد بن التقي أبي الفضل بن النجم أبي النصر بن أبي الخير الهاشمي العلوي المكي الشافعي الماضي أخوه النجم عمر وأبوهما ويعرف كسلفه بابن فهد ولد في يوم الخميس منتصف رمضان سنة تسع وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتاباً في الحديث عمله له أبوه وغالب مجمع البحرين في فقه الحنفية ثم لما مات أخوه أبو زرعة محمد حوله شافعياً وحفظ حينئذ التنبيه ثم ألفية النحو خلا اليسير من آخرها، وبكر به أبوه فأحضره ثم أسمعه على شيوخ مكة والقادمين إليها كأبي بكر المراغي والجمال بن ظهيرة وأبي الحسن علي بن مسعود بن عبد المعطى وأبي حامد بن المطري وابن سلامة والشموس الغراقي والشامي وابن الجزري وعلي جمع بالمدينة النبوية، وأجاز له خلق كعائشة ابنة عبد الهادي وعبد القادر الأرموي والشرف بن الكويك، وحضر في الفقه دروس أبي السعادات بن ظهيرة والوجيه عبد الرحمن بن الجمال المصري والبرهان الزمزي وكذا حضر عنده وعند الجلال عبد الواحد المرشدي في النحو ولم يتميز، ودخل عدة بلاد للتنزه منها بلاد الهند مرتين مرة إلى كالكوت في سنة أربعين ومرة إلى كنباية في سنة سبع وأربعين ومصر والقدس والخليل وغزة والرملة وحمص وحماة وحلب في التي بعدها ولم يسمع بها شيئاً سوى إنه سمع على شيخنا بمصر قليلاً، وأقام ببلده ملازماً للنساخة لأبيه وأخيه وغيرهما حتى كتب بخطه الكثير من الكتب الكبار كشرح البخاري لشيخنا مرتين وتفسير ابن كثير وتاريخ ابن الأثير وشرح المنهاج للدميري ولأبي الفتح المراغي وما يفوق الوصف وهو أحسن خطاً من أخيه مع مشاركة له في السرعة والصحة، وقد حملت عنه أشياء في المجاورة الأولى ثم لقيته في المجاورتين بعدها وكتب لي أشياء من تصانيفي، ولكن ما جئت حتى ضعفت حركته جداً ثم بلغني أنه كسرة فانقطع وتعب ابن أخيه بسببه فهو زائد التبذير عديم التدبير، وكانت فيه عصبية ومساعدة وتودد وسلامة فطرة مع بادرة تصل إلى ما لا يليق به بدون دربة. وحدث باليسير وكان إذا طلب منه ذلك بعد أخيه يأبى ويبكي ولم يزل منقطعاً لضعفت حركته ومع ذلك فلم يتخلف عن الحج حتى مات في ليلة الأربعاء سابع عشري ربيع الأول سنة تسعين ودفن بمقبرتهم من المعلاة على أبيه وأخيه رحمهم الله وإيانا.
" أبو بكر " بن أبي عبد الله محمد بن أبي الخير محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن أبي الخير محمد المكي الآتي أبوه ويعرف بابن أبي الخير، ولد سنة خمس وسبعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها وكان يباشر مع أبيه رياسة المؤذنين بصوت طري بالنسبة لآبائه وليس بمرضى كأبيه وهما ممن كان يتردد إلى رفاقتهما في سنة أربع تسعين في فقد الحياة.(5/275)
" أبو بكر " بن محمد بن محمد بن يوسف بن حاجي التبريزي والعامة تقوله التوريزي، أحد أعيان التجاور وأخو الجمال محمد والنور علي وله فيه ذكر ويعرف بابن بعلبند حج في سنة ست وعشرين رفيقاً لعبد الباسط وقدم معه في ثامن التي تليها وهو تاجر السلطان وصاحب الأماكن التي استجدها برحبة الأيدمري وقد رافع فيه التاجر تاج الدين بن حتى بحيث ضربه السلطان في سنة خمس وخمسين وأمر بإدخالها المقشرة ثم بنفيهما ولكن حصل استرضاء السلطان وأخذت منه داره التي أنشأها بمكة، وأقام بالقاهرة حتى مات في خامس شعبان سنة تسع وخمسين.
" أبو بكر " بن محمد بن محمد الزين بن الفخر الباخرزي الأسعردي الهروي. قرأ على المجد اللغوي الفتوحات بعد نسخه لها بخطه في مجلد وكأنه كان من العربية وكذا قرأ على شيخنا في رمضان سنة ست عشرة الحصن الحصين لأبن الجزري ووصفه بالشيخ العالم الفاضل الأوحد البارع العمدة المحقق، وقراءته بالإتقان والجودة والحسن، ورافقه ابن الهمام.
" أبو بكر " بن محمد بن مسعود الشامي الدلال، وجد ميتاً في بيته برباط العز بمكة في رجب سنة ست وأربعين.
" أبو بكر " بن محمد بن مسعود اليمني اليافعي الناسخ، ممن سمع مني بمكة.
" أبو بكر " بن محمد بن محمد سبط النويري الطرابلسي الشافعي، ولد سنة ست عشرة وثمانمائة أجاز في بعض الاستدعاءات سنة ست وخمسين فينظر اسم أبيه.
" أبو بكر " بن محمد التقي بن تطماج الصرخدي الدمشقي، ولد بعد الستين بقليل وسمع من بعض أصحاب الفخر، واشتغل بالفقه والنحو وجود الخط على الزيلعي وعلمه الناس وعمل نقابة الحكم، أصبح مقتولاً في أواخر جمادى الأولى سنة عشر بمنزل سكنه ولم يعرف قاتله، قال شيخنا في إنبائه.
" أبو بكر " بن محمد التقي بن الربوة الحنفي، أرخه ابن عزم في سنة إحدى عشرة.
" أبو بكر " بن محمد المدرك بالمنزلة وغيرهما ويعرف بابن زين الدين. مات في يوم الجمعة خامس عشري شوال سنة تسع وسبعين في محبسه بعد أن قاسى أهوالاً من ضرب وحبس وأخذ مال وغير ذلك ورسم لالحوطة على موجوده، وكان جباراً بحيث إنه كان بعد انتمائه للأمير أربك مدة طويلة ممن شق العصا عليه وطالت مدته في التدريك وكذا بلغني عن أبيه أنه مات في حبس الرحبة أيام جمال الدين، " أبو بكر " بن محمد الباخرزي الأسعردي الهروي مضى فيمن جده محمد قريباً.
" أبو بكر " بن محمد الجبرتي العابد ويلقب المعتمر لكثرة اعتماره، جاور بمكة ثلاثين سنة، وكان على ذهنه فوائد وللناس فيه اعتقاد وينسبونه لمعرفة علم الحرف، ذكره شيخنا في إنبائه، وقال الفاسي جاور نحو ثلاثين سنة وعرفه بها قاضياً المحب النويري فاغتبط به وشهره بحيث اشتهر ذكره وشاع خبره وأقبل عليه الشريف حسن بن عجلان وكان يتوسط عنده في أمور حسنة من أفعال الخير وقضاء الحوائج للناس، وكان في مبدئه فقيراً جداً ثم فتح عليه بديناً طائلة ودخل اليمن قبل موته بنحو خمس سنين فأكرم مورده ونال بها ديناً ورفعة ولم يكن يترك الاعتمار كل يوم إلا إن كان مريضاً أو في أيام الحج مع سلامة الصدر واستحضار فوائد وأحاديث ومعرفة بعلم الحرف، مات في المحرم سنة عشرين ودفن بالمعلاة وكثر الازدحام على حمل نعشه وله بمكة أولاد وملك.
" أبو بكر " بن محمد الحبيشي العدني قاضيها الشافعي وليه بها مراراً؛ وكان نبيهاً في الفقه، مات في أواخر سنة ست، ذكره شيخنا في إنبائه، " أبو بكر " بن محمد الرحماني - نسبة لقبيلة - القراضي الأصل الحرضي المولد والدار اليماني الشافعي ويعرف بالصوفي، مضى فيمن جده أبو بكر بن إبراهيم بن حسين.
" أبو بكر " بن محمد ويعرف بالدهل بضم المهملة وفتح الهاء بعدها لام. كان صالحاً زاهداً لا يتعلق بشيء من الدنيا ذكروا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النومشق صدره وأخرج منه علقة فكان يقول أظنها الغش، وكان مقبولاً الشفاعة لأنه اشتهر أن من رد شفاعاته عرقب فتحامى الأمراء ردها وكان إذا دعا استغرق حتى يكاد يغشى عليه، مات سنة اثنتين أو ثلاث وقد بلغ الثمانين.
" أبو بكر " بن محمد السجزي أحد النبهاء من الشافعية، مات في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة، ذكره شيخنا في إنبائه.(5/276)
" أبو بكر " بن ناصر الدين محمد الطرابلسي ثم القاهري ويعرف بقنيبر. عامي بحت في سمع ثقل أخذ الموسيقا عن المارادانيين وعبد الرحمن نديم المؤيد وغيرهم وتقدم فيها بحيث أخذها عنه بعض الأعيان ومات قريب السبعين ظناً سمعته يقول:
بالسعد جرت فيها العلا أقلامك ... لما نفدت بين الملا أحكامك
يا من رفعت إلى السهى دولته ... دامت أبداً مشرقة أيامك
" أبو بكر " بن محمد المجيدي البسطامي نزيل بيت المقدس وخليفة عبد الله البسطامي، مضى فيمن جده عبد الله.
" أبو بكر " بن محمود بن إبراهيم بن محمود بن أبي بكر التقي بن الخواجا النور بن المغلى الحموي الحنفي حفيد أخي العلاء بن المغلى الحنبلي، تزوج ابنة الجمال بن السابق واستولدها عبد الرحمن وإبراهيم الماضيين وثالثاً ولى قضاء الحنفية بحماة بعد البدر بن الصواف فدام مدة ثم انفصل عنه بابن الحلاوي الحلبي ثم عاد حتى مات في سنة ثلاث وتسعين واستقر ابنة الصلاح إبراهيم بعده في القضاء وكان مع التقي أيضاً مضافاً للقضاء كتابة سرها ونظر البيمارستان فانفصل عن الأولى بولده التقي عبد الرحمن ومات في حياته فاستقر فيها ابن القرناص القاضي المالكي بحماة.
" أبو بكر " المدعو أبا خان ابن صاحب كجرات التي منها كنباية محمود شاة بن محمد شاه الماضي أبوه، مات في المحرم سنة ست وتسعين بجبانير التي اختصه أبوه بها وبعملها وهو ابن اثنتين وعشرين سنة ونحوها وصلى عليه بمكة صلاة الغائب في رجب التي تليها.
" أبو بكر " بن محمود الزين القرشي الدمنهوري السعودي شيخ زاوية أبي السعود الواسطي داخل باب القنطرة في الموقف ومحتسب سوق أمير الجيوش وكان أحد تجاره، مات في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين عن سن عالية فمولده تقريباً قبيل السبعين رحمه الله.
" أبو بكر " بن أبي المعالي بن عبد الله الرضي الناشري الزبيدي، ذكره شيخنا في معجمه فقال: قدم القاهرة صحبة فاخر الطواشي سفير الأشرف بن الأفضل فرافقنا في رجوعه إلى زبيد؛ كان حسن المذاكرة سريع النادرة على ذهنه فضائل وفوائد هو من بيت كبير أنشدني لنفسه لغزاً في هرون كتبته في التذكرة وأفادني عن بعض شيوخ اليمن وبلغني في سنة أربعين أنه حي أنه يتعاطى بعض الشروط عن قضاة اليمن ولعله جاز السبعين، وذكره العفيف الناشري فقال: الفقيه: الأجل الأوحد الفاضل الخير الكامل الرضي أبو بكر بن أبي المعالي ابن محمد بن أبي المعالي طلب العلم واشتغل في شبابه بالسياحة دخل مصر وغيرها لقي الشيوخ وكان عمي الشهاب أحمد كثير الثناء عليه بسرعة الفهم وجودة الذكاء ولكنه ترك الاشتغال وولى كتابة الشرع بزبيد مع حسن خط واقتدار على استنباط المعاني الجليلة في الخطب المساطير بل كان وحيد وقته في الفرائض ممن قيد ضبط قرأ عليه جماعة ولى تدريس السيفية بزبيد، مات سنة إحدى وعشرين وأمه عائشة ابنة أبي بكر بن علي الناشري، قلت وقد ذكره المقريزي في عقوده باختصار ولم يؤرخ ويحرر قول شيخنا أنه حي في سنة أربعين.
" أبو بكر " بن معتوق بن أبي بكر الزكي السوهائي المصري الشاهد بها ذكره شيخنا في إنبائه قال سمع في سنة تسع وسبعين على ناصر الدين الحراوي قطعة من فضل الخليل للدمياطي بسماعه لجميعه منه، مات في سنة أربعين قلت ما علمته حدث.
" أبو بكر " بن المغلى والد عبد الرحمن وإخوته، مضى قريباً في ابن محمود بن إبراهيم.
" أبو بكر " بن موسى بن قاسم الذويد، مات في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين بواسط من هذه بني جابر حمل فدفن بمكة، أرخه ابن فهد.
" أبو بكر " بن موسى بن عيسى بن قريش القرشي الهاشمي المكي كتب ببعض الاستدعاءات، وصوابه ابن علي بن موسى، مضى.(5/277)
" أبو بكر " بن نصر بن عمر بن هلال الشرف الطائي كان يسوق نسبه لعمرو بن معدي كرب بن زيد الخير الحيشي الحلبي البسطامي الشافعي الماضي حفيده أبو بكر بن محمد وابنه ويعرف بالحيشي، ولد بقرية حيش من عمل حماة بالقرب من المعرة وفارقها وهو ابن عشر فنزل المعرة واشتغل بها على شيوخها وكانت له فيها زاوية وأتباع ثم تحول منها في سنة ست عشرة ثمانمائة إلى حلب فقطنها بدار القرآن العشائرية للخطيب العلاء بن عشائر حتى مات، ومن شيوخه في التصوف الجلال عبد البسطامي ومحمد القرمي وكذا أخذ عن الشهاب بن الناصح في آخرين أخذ عنه جماعة منهم صاحبنا البرهان القادري ومواخيه الزين قاسم الحيشي، وكان عالماً زاهداً ورعاً متعبداً بالتلاوة والمطالعة مداوماً على الطهارة الكاملة سليم الصدر كريماً مقصوداً بالزيارة ذا مروءة وتودد وقيام بمصالح مع جمال الصورة وحسن الشمائل وللناس فيه اعتقاد ووجاهته في ناحيته متزايدة وأتباعه كثيرون بحيث كان له في حلب ونواحيها خمس عشرة زاوية مشحونة بالفقراء البسطامية؛ بل انتهت إليه سيادة البسطامية بالمملكة الشامية بدون مشارك، أخبرني بأكثره وبأزيد منه حفيده وكتبه لي بخطه وقال لي إن شيخه أباذر قال له إن والده قال له لازم صحبته تسعد فإن نظره ما وقع على أحد إلا وأفلح وما رأت في عصري نظيره ما حصل لي الخير إلا بصحبته قال أبو ذر وما كان أبي يبدأ في قراءة البخاري حتى يستأذنه تبركاً أول سنة قرأت أنا الحديث بجامع حلب عرض لي في صوتي شئ بحيث ما كدت أنطق وعجز والدي عن مداوتي إلى أن دخلت عليه يوماً أطلب بركته فوجدته يأكل كشكا بزيت فأمرني بالأكل معه فلم تمكني مخالفته فكان الشفاء فيه وأعلمت والدي بذلك فقال أو ما علمت أن طعامه شفاء والله ما أشك في كراماته، ولما ورد التقي الحصني حلب زاره في زاويته وقال ما رأيت مثله، وكذا قيل إن شيخنا زاره وتأدب معه جداً والتمس دعاءه، وقال ابن الشماع طفت بلاد مصر والشام والحجاز فما وقع بصري على نظيره، وقال ابن خطيب الناصرية إنه ما رأى مثل نفسه؛ ولم يزل على وجاهته حتى مات بعد تعلله بالفالج مدة في ليلة الجمعة تاسع عشر رجب سنة ست وأربعين وقد قارب التسعين رحمه الله ونفعنا به.
" أبو بكر " بن الوجيه الخواجا فخر الدين السكندري، مات بمكة في شعبان سنة أربع وسبعين أرخه ابن فهد ولكنه لم يسمه وكان تاجراً متمولاً لا يذكر بغير ذلك وخلف أولاد أربعة أحمد وعلي بدر الدين والمقبول وهو ابن أبو بكر بن أحمد بن وجيه.
" أبو بكر " بن وريور شيخ منية حلفاً، مات في سنة أربع وتسعين.
" أبو بكر " بن أبي الوفا، هو ابن محمد بن علي بن أحمد.
" أبو بكر " بن يحيى بن محمد بن يملل بلامين وسماه بعضهم أحمد بن محمد أبو يحيى أمير تورز، حاصره صاحب إفريقية أبو فارس حتى قبض عليه فصلبه حتى مات في سنة اثنتين، ذكره شيخنا في أنبائه وطوله المقريزي في عقوده ونسبه أبا بكر بن يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن يملول وكناه أبا يحيى بن الأمير أبي زكريا صاحب تورز يقال إنهم من تنوخ وقال إنه قتل بالحجارة رجماً في رجب سنة اثنتين وانقرضت بمهلكه دولة بني يملول وكان حسن السيرة كثير الأفضال فساءت سيره ولده وكثرت قبائحه وسفكه للدماء وأخذه الأموال بغير حق فلا جرم إن قطع الله دابره.
" أبو بكر " بن يعزا - بفتح المثناة التحتانية والعين المهملة وتشديد الزاي بعدها ألف - محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر الحابري المغربي التاذلي نزيل مكة، ولد تقريباً بتاذل من بلاد المغرب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ونشأ بها فحفظ القرآن وقدم مكة في سنة ست أو سبع وسبعين، وحج وزار النبي صلى الله عليه وسلم وبيت المقدس ثم رجع لمكة وقطنها حتى مات لم يخرج عنها إلا مرة للزيارة النبوية، وخدم الشيخ موسى المراكشي فعادت بركته، مات في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين بمكة عن اثنتين وتسعين سنة ودفن خلف ظهر شيخه ذكره ابن فهد نقلاً عن لده الجمال محمد الماضي.(5/278)
" أبو بكر " بن يعقوب بن عمر بن أويس الزين بن الخواجا شرف الدين الكردي الأصل القاهري الحسيني سبط القاضي الشمس محمد بن يوسف ابن أبي بكر الحلاوي الماضي وأبوه ويعرف الأب بكرد وهو بسيط الحلاوي كان من ذوي اليسار جداً ثم أملق من مدة متطاولة بحيث صار يتردد لكثير من الأعيان ممن كان يعرفه كالشرف الأنصاري تعرضاً لنائبهم فلما أخذ أمرد معهم في التناقض عدل إلى الإقبال على الكتابة بخطه الجيد لأبناء الغمر ونحوه وقصد من يرغب في اقتناء الدفاتر من المتمولين بذلك مع هذا فلم يزل فقره في ازدياد وتشكيه مستفيض بين العباد، إلى أن مات بعد تعلله مدة في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين ودفن بحوش معروف بهم بالقرب من الروضة خارج باب النصر وكان يتردد إلي كثيراً بسبب الاستعارة وغيرهما رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " بن يوسف بن خالد بن أيوب بن محمد الشرف بن قاضي القضاة الجمال الربعي الحسفاوي الحلبي الشافعي عم العز أبي البقاء محمد بن إبراهيم ابن يوسف قاضي القضاة، ولد بعد سنة عشر وثمانمائة وسمع البرهان الحلبي وشيخنا والشهاب بن زين الدين وغيرهم واشتغل قليلاً وناب في القضاء عن الشهاب الزهري واستقل بسرمين نحواً من ثلاثين سنة فلما أعيد ابن أخيه العز لقضاء حلب أرسل إليه من القاهرة يستخلفه، ومات في سنة سبع وثمانين عفا الله عنه.
" أبو بكر " بن يوسف بن أبي الفتح رضي الدين العدني الخطيب ويعرف بابن المستأذن، قال شيخنا في معجمه اشتغل ببلده وقرأ على بعض مشايخنا ودخل مصر مراراً وكان يتكلم على الناس بجامع عدن وينظم الشعر المقبول أنشدني من نظمه وكان بعض أصحابنا ينسبه إلى المجازفة، وقال في إنبائه حج كثيراً وقدم القاهرة وتعانى النظر في الأدب ومهر في القراءات وتكلم على الناس وخطب ولم ينجب سمعت من نظمه وسمع مني كثيراً، مات سنة ست عشرة وقد جاز السبعين، وذكره المقريزي في عقوده وأنه أخذ بالقاهرة عن علمائها وقد دخلها مراراً.
" أبو بكر " بن زين الدين بن اسحق بن عثمان الهمذاني الخياط، مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع وستين، أرخه ابن فهد.
" أبو بكر " بن أبي يزيد زكي الدين الميدومي الأصل المصري الشافعي. ولى أمانة الحكم بمصر القديمة مع النيابة وكان بهج الرؤية، مات في سنة بضع وثمانين.
" أبو بكر " بن الجندي الدمشقي الساعاتي، كان عارفاً بحساب النجوم ممن أخذ عن ابن القماح وكان ابن القماح يقدمه على نفسه، مات في شعبان سنة ثلاث، ذكره شيخنا في إنبائه. " أبو بكر " بن الحلاوي في ابن محمد بن أبي بكر.
" أبو بكر " بن السماك الضرير، أحد فراشي الخزانة ووالد أحمد وبدر الدين من المثرين المتكرر سفره لمكة وربما جاور، ويذكر بشدة في معاملاته، مات سنة ثمان وتسعين عفا الله عنه. " أبو بكر " بن الشريف، هو ابن محمد بن محمد بن علي مضى، " أبو بكر " التقي الطرابلسي، في ابن اسمعيل بن عمر.
" أبو بكر " التقي المقدسي الساكن في بيت الحنبلي بمكة، مات بها في شوال سنة سبع وخمسين، أرخه ابن فهد.
" أبو بكر " التقي المالكي الدمشقي ويعرف بابن أبي أصيبعة، مات في رجب سنة ثمان وخمسين بدمشق وكانت عنده فضيلة بحيث عرضت عليه نيابة الحكم فأباها واقتصر على التكسب بالتجارة رحمه الله، " أبو بكر " الزكي المقري هو ابن أحمد بن محمد مضى.
" أبو بكر " الزين الأنبابي الشافعي، أحد نواب الحكم، أحد نواب الحكم، أخذ عن العلاء الأقفهسي وابن العماد والبلقيني وغيرهم وكان كثير الاشتغال خيراً، مات في شعبان سنة ست وثلاثين، ذكره شيخنا في إنبائه.
" أبو بكر " الزين البابا ويعرف بالحبيشي أحد أصحاب البلالي والصفي وأبي بكر الحبيشي المجذوب ومن يذكر بالخير والصلاح مات في رجب سنة ثلاث وخمسين.
" أبو بكر " الزين البوتيجي كذا سماه بعض المهملين وصوابه عبد الرحمن بن عنبر مضى.
" أبو بكر " الزين السمنودي ثم القاهري التاجر الخواجا، مات في ربيع الآخر سنة خمس وستين بجدة وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها، أرخه ابن فهد.
" أبو بكر " الزين شحنة جامع المغاربة ويعرف بالكاشور، مات في يوم الجمعة سلخ رمضان سنة أربع وخمسين.(5/279)
" أبو بكر " الزين الشنواني ثم القاهري الشافعي وهو ابن أحمد ابن أبي بكر الخطيب بجامع ابن ميالة بين السورين، كان إنساناً صالحاً ساكناً منجمعاً عن الناس مع التقلل والقناعة والاستحضار ممن أخذ عن الأنباسي الكبير الفقه وعن غيره، ولم نقف له على سماع مع أنه قد جاز التسعين وقد جلس مع الشهود قليلاً ثم ترك وسمعت خطابته وكنت أستأنس برؤيته وزرته مرة ودعا لي وكانت وفاته في ليلة الثلاثاء منتصف جمادى الثانية سنة تسع وستين رحمه الله وإيانا.
" أبو بكر " الأخميمي ويعرف بأبي الحلق شيخ صالح معتقد، مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين بالبيمارستان المنصوري ودفن بتربة الجعبري ظاهر باب النصر.
" أبو بكر " بواب سعيد السعداء، مضى في ابن علي بن علي بن حسين.
" أبو بكر " التبريزي الشافعي فاضل لقيني بمكة في أثناء سنة ست وثمانين فقرأ علي دروساً من تقريب النووي وألفية العراقي والنخبة وسمع علي أشياء؛ وهو فاضل فهم لكنه غير مجيد اللسان العربي فكنت أتكلف له.
" أبو بكر " الحسيني سكنا ثم البولاقي أحد المعتقدين، ذكره شيخنا في إنبائه فقال: أبو بكر المقيم ببولاق أحد من كان يعتقد كان مقيماً بالحسينية ظاهر القاهرة ثم تحول إلى بولاق وبنيت له زاوية فاتفق أنه أمر بأن يبني له بها قبر فبنى فلما انتهت عمارته ضعف فمات فدفن فيه وذلك في المحرم سنة سبع وثلاثين وتحكى عنه كرامات ومكاشفات وكان في الغالب كأنه ثمل.
" أبو بكر " الحجازي الفقيه في ابن قاسم بن عبد المعطي. " أبو بكر " الحلبي نزيل بيت المقدس، في ابن محمد بن عبد الله.
" أبو بكر " الخطيري المصري ويعرف بغلام سليمان ولاه القاضي أبو الفضل النويري الأذان بمنارة باب بني شيبة عن محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد السلام وما علمت أهو من شرطنا أم لا. " أبو بكر " الخوافي، هو محمد بن محمد بن محمد بن علي.
" أبو بكر " الداديخي، أحد الفضلاء، مات سنة ثلاث وقد مضى في.
" أبو بكر " الدفدوسي، شيخ معتقد، " أبو بكر " الساسي، في ابن رجب.
" أبو بكر " الساعلتي ابن الجبرتي، مات سنة ثلاث.
" أبو بكر " الشحري التاجر، ممن تردد إلى الهند وكان زوجاً لأم أبي بكر بن عبد الغني المرشدي بحيث رباه، وكان في كفالته، وأنشأ سبيلاً في بيته بمني سنة خمسين، ومات بمكة في ربيع الأول سنة سبعين.
" أبو بكر " الضبع، ناب في الحبسة بمكة وقتاً، مات في المحرم سنة اثنتين وسبعين، أرخهما ابن فهد، " أبو بكر " الطلوني الضرير، في ابن محمد بن عبد الله.
" أبو بكر " العجمي الفرضي نزيل مكة، مات ببيمارستان في ربيع الآخر سنة إحدى وستين ودفن بالشيكة، أرخه ابن فهد وقال إنه كان عارفاً بفرائض الحاوي الصغير معرفة حسنة ويقرئها.
" أبو بكر " العجمي بواب باب حياد الصغير، مات بمكة في رجب سنة اثنتين وأربعين أرخه ابن فهد، " أبو بكر " القليوبي ثم القاهري الزيات والد أبي الخير المخبزي، في محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن طاهر.
" أبو بكر " اللوبياني، في ابن عبد الرحمن بن رحال بن منصور.
" أبو بكر " المصارع ويعرف أيضاً بالشاطر وبابن الإمام - لكون والده إمام الأمير جركس - القاسمي المصارع، حفظ القرآن وبرع في فن الصراع حتى لقب الشاطر وربما قرأ في المحافل مع الجوق تبرعاً، ثم رقاه السلطان حتى تولى التحدث في مشهد الشافعي والليث وعدة زوايا بالقرافتين الكبرى والصغرى وأثرى من ذلك ونحوه إلى أن مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين سامحه الله.
" أبو بكر " المصري الشاذلي ذو اليدين، مات في ذي الحجة سنة ست وأربعين بمكة، أرخه ابن فهد، " أبو بكر " المنجم الأديب في ابن عبد الله بن قطلبك.
" أبو بكر " الميقاتي الحنبلي ويعرف بابن شرف أحد صوفية الحنابلة بالأشرفية برسباي والمباشرين للميقات بالمنصورية، سمع على ابن ناظر الصاحبة وابن الطحان والعلاء بن بردس بحضرة قاضي مذهبهم البدر البغدادي الحنبلي وكان ممن اختص به.
" أبو بكر " النويري الخطيب، هو الخطيب أبو الفضل محمد بن محمد بن المحب أحمد بن محمد بن أحمد مضى.
" أبو بكر " اليماني الشهير كجماعته بالجكيم، مات بجده في جمادى الثانية سنة ثمان وتسعين وجئ به فدفن بالمعلاة.
" أبو بكر " أعجمي مقيم بزاوية الأعاجم ظاهر الحسينية، أخذ عنه يحيى القباني.
حرف التاء المثناة(5/280)
" أبو التقي " البلقيني، صالح بن عمر بن رسلان، " أبو التقي " البدري الشاعر. في أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد. " أبو التقي " الزبيري، أحمد بن حسين بن علي.
حرف الجيم
" أبو جعفر " بن الضيا هو محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن عثمان بن عبيد الله.
" أبو الجود " الجيعاني، في أبي البركات بن عبد الرزاق.
" أبو الجود " الغراقي، محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف.
" أبو الجود " الفرضي، داود بن سليمان بن حسن البنبي المالكي.
حرف الحاء المهملة
" أبو حاتم " السبكي، محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الكافي.
" أبو حامد " بن أبي الخير بن أبي السعود بن ظهيرة، هو محمد بن محمد بن محمد ابن حسين بن علي، " أبو حامد " بن الضياء محمد بن أحمد بن محمد بن محمد ابن سعيد. " أبو حامد " بن ظهيرة، هو ابن أبي الخير المشار إليه قريباً.
" أبو حامد " بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد الحسني الفاسي المكي أخو كمالية، مات في منتصف ربيع الأول سنة أربع وعشرين وكان له ابن اسمه يحيى من أم الحسين ابنة عبد الرحمن اليافعي.
" أبو حامد " بن عثمان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة القرشي المكي الماضي أبوه وأمه زبيدية، ولد سنة ست وثلاثين وثمانمائة؛ بيض له ابن فهد وكأنه مات صغيراً.
" أبو حامد " بن علي بن عمر بن حسن بن حسين العز - ويسمى محمداً - بن النور التلواني الأصل القاهري الأقمري - نسبة لجامع الأقمر - الشافعي ولد سنة أربع وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الجمال البدراني وكذا حفظ غيره وعرض واشتغل يسيراً على الشمس البوصيري في الفقه وغيره وكذا أخذ في الفقه عن والده والونائي وغيرهما والنحو عن السراج الدموشي أحد طلبة الملوى والحناوي والعز بن عبد السلام البغدادي وسمع على الشرف بن الكويك صحيح مسلم وأربعي النووي وغيرها وعلى الشهاب الواسطي وغيره، وأجازت له عائشة ابنة عبد الهادي والجمال عبد الله الحنبلي وآخرون، وحدث بأخرة بصحيح مسلم غير مرة، وبرع في التعبير وقصد في ذلك وعمل فيه مقدمة أقرأها غير واحد وكذا أقرأ في العربية وصنف فيها أيضاً مقدمة سماها كاشفة الكرب عن لفظ العرب وأقرأ غير ذلك، ودرس بجامع المقسي وبالتنكزية نيابة عن ابن أخته البدر بن الونائي وعمل شيخ الرباط بالخانقاه البيبرسية، وكان خيراً كثير التودد والإنجماع والتقنع، مات في يوم السبت ثامن عشري شوال سنة ثمانين ودفن عند أبيه بتربة العز بن جماعة رحمهم الله وإيانا.
" أبو حامد " بن عمر بن محمد بن أبي بكر الأنصاري المرشدي المكي الشافعي أخو أحمد الماضي وأبوهما واسمه محمد، ولد تقريباً سنة بضع وخمسين ممن حفظ القرآن والشاطبية وأربعي النووي ومنهاجه والطيبة وألفية النحو وعرض على البرهاني وغيره واشتغل عند عبد الحق السنباطي وجمع عليه وعلى ابن شعبان العزي للسبع وبعض ذلك على الرملاوي، خير متعبد زائد الفاقة عنده شعرة منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم ورثها من أبيه، ممن سمع مني في المجاورة الثالثة والرابعة، وخطه جيد كتب به البخاري نسخة مضبوطة متقنة للشيخ إدريس اليماني عدمت وللشيخ العذول وهي الآن عنده بمكة سمع علي فيها وقرأ علي منها غيره، وناب في الإمامة عن زوج عمته المحب الطبري وقام في رمضان إماماً بابن قاوان بعد ابن الشيخة ثم بعد موته ترك وصار عبد المعطي يصلي معه ونعم الرجل.
" أبو حامد " الطبري، محمد بن عبد الواحد بن الزين محمد بن أحمد بن محمد.
" أبو حامد " الفاسي، هو محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الرحمن.
" أبو حامد " القدسي، محمد بن خليل بن يوسف.
" أبو حامد " المرشدي، محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف.
" أبو حامد " المطري المدني، محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خليف.(5/281)
" أبو الحجاج " الأسيوطي هو الجمال يوسف بن فلك الدين محمد بن يوسف السيوطي ثم القاهري الشافعي والد البدر محمد الماضي ويعرف هناك بابن قاضي الشرق وعندنا بكنيته، ولد في ليلة عيد الأضحى سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بأسيوط ومات له أخ - اسمه سعد كان ممن اشتغل وأخذ عن القاياتي وغيره - وغيرها ورجع إلى القاهرة فقطن الأزهر تحت نظر نور الدين الطيبي تلميذ الأدمي وأحد فقهاء الأطباق فكان يسترفق به في ذلك بل وأخذ عنه في الفقه وغيره وتدرب به في الصناعة بل لازم الخواص في الفقه والفرائض والأصلين والنحو والعروض وغيرها وقرأ على المناوي والبلقيني غالب شرح البهجة ولازم الجوجري كثيراً وكتب على ابن الضائع فأجاد، وتكسب بالشهادة وتميز فيها وجلس بجامع الصالح مدة وناب في القضاء عن العلم البلقيني فمن بعده ثم كتب التوقيع بباب زكريا، وحج في سنة ست وخمسين في البحر رفيقاً لنا وسمع اليسير معنا وكذا جاور بعد ذلك سنتين متواليتين، وسافر على قضاء الركب مرة بعد أخرى واختص بتمراز الدوادار الثاني وتكلم عنه في الإنظار وغيرها وكذا قربه بردبك الدوادار الثاني وزاد اختصاصه به وتكلم عنه أيضاً مع توقع خلاف ذلك منه بخصوصه له، وبالجملة فلم يذكر عنه إلا الخير مع بادرة وقوة نفس ولذا أهانه الأشرف قايتباي مرة بالفعل ثم القوم وقبل ذلك أهانه تمربغا وغيره، مات في جمادى الأولى سنة ست وتسعين.
" أبو الحرم " بن التقي أبي بكر بن محمد بن إسماعيل القلقشندي واسمه محمد. ولد سنة أربع وخمسين وثمانمائة أو قبلها وسمع معنا على أبيه والجمال بن جماعة في آخرين، وأجاز له جماعة واستقر في بعض جهات أبيه بعده، وقدم القاهرة غير مرة منها في سنة تسعين.
" أبو الحسن " بن عرب هو النور علي بن الشرف محمد بن البدر محمد بن النور علي بن عمر بن علي بن أحمد القرشي الطنبدي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن عرب، ولد سنة تسع عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والتنبيه وألفية النحو، وعرض على جماعة كالبساطي وابن الديري وشيخنا وابن المجدي ولازمه في الفقه والفرائض والحساب وكذا أخذ عن القاياتي في الفقه في آخرين، وسمع على الزين الزركشي وآخرين كالرشيدي والأربعين في ختم البخاري بالظاهرية وشيخنا، وناب عنه في البهنسا وعملها ثم أعرض عنها لعمه أبي الحسن، وتكسب بالشهادة بل ناب في القضاء عن العلم البلقيني في سنة أربع وستين فمن بعده وكان يجلس بحانوت الرسامين وكذا ناب بأخرة في الخطابة بالأزهر وبجامع القلعة وبالمؤيدية، وحج وتنزل في صوفية الأشرفية برسباي وغيرها من الجهات وكتب بخطه الكثير ومما كتبه القول البديع وترجمة النووي كلاهما من تصانيفي وأخذ عني وعن الديمي، مات في صفر سنة ثمان وتسعين رحمه الله.
" أبو الحسن " بن عرب أحد النواب أيضاً، مات في ليلة الاثنين حادي عشري ربيع الأول سنة إحدى وتسعين، ويحرر مع المذكورين، " أبو الحسن " بن عرب، هو علي بن عمر بن علي بن عمر بن علي بن أحمد؛ مضى في العليين.
" أبو الحسن " بن عرب ابن للبدر محمد بن النور علي بن عمر بن علي بن أحمد الشافعي، اشتغل على أبيه وولى قضاء البهنسا وعملها عن شيخنا بعد ابن أخيه الماضي أولاً، ومات في سنة تسع وثمانين عن نحو السبعين.
" أبو الحسن " بن الغمري، هو علي بن أبي العباس أحمد بن محمد بن عمر الغمري الأصل المحلي الشافعي نزيل القاهرة، ولد سنة ثمان وستين بالمحلة وحفظ القرآن ونحو النصف من منظومة الزبد وقرأ دروساً في النحو والصرف على بعض أصحاب أبيه وكذا حضر في الفقه وغيره وسمع علي قليلاً وتزوج بابنة أخي يس البلبيسي ثم بابنة الشيخ علي بن الجمال ثم بابنة البدر بن الشهاب البلقيني وبآخرين كجارية من سراري ابن عليبة وجمع بينها وبين الثانية وسكن بهما مع والده بالجامع وأقبل على ما يفتقر إليه في النفقة من تكسب ونحوه سوى ما يحوزه من جهة والده وأوقافه.(5/282)
" أبو الحسن " بن الحاج قاسم بن محمد بن محمد بن محمد بن علي النحاس كأبيه وجده ويعرف كهما بابن المرضعة، نشأ متكسباً بصناعته سلفه وفي غضون ذلك اشتغل عند الشمس بن سولة في الفقه ولازمني وغير واحد وفهم في الجملة، وحج في سنة سبع وثمانين موسيما، وتزوج ابنة السعدي الحريري، وحج بها ومعه أمه في سنة ثمان وثمانين وجاور وحضر هناك عند القاضي وغيره قليلاً ثم أعرض عن الاشتغال ولزم حرفته وتكرر مجيئه لمكة بعد ذلك.
" أبو الحسن " الجياني إمام جامع الزيتونة. " أبو الحسن " الطوخي، هو علي ابن عبد القادر بن محمد بن محمد بن علي بن شرف مضى، " أبو الحسن " العدوي علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن، " أبو الحسن " المسلمي علي بن خليل بن مسلم وعلي بن محمد بن مفضل. " أبو الحياة " هو الخضر بن محمد.
حرف الخاء المعجمة
" أبو الخير " بن أحمد بن إبراهيم خير الدين محمد بن الشهاب بن البرهان الفتوحي - لسكناه باب الفتوح - ثم المرجوشي المالكي الماضي أبوه وجده، قرأ القرآن واشتغل قليلاً في الفقه وغيره عند داود القلتاوي وغيره، ولازمني في قراءة الموطأ، وهو ممن يتكسب في التجارة بالشرب وغيره، " أبو الخير " بن أبي البركات، هو محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة.
" أبو الخير " بن أبي بكر محمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله ابن عمر بن عبد الرحمن الناشري اليماني الماضي أبوه، مات في حياته سنة ثلاثين وكان حاضر الهمة قوي النفس مع ضعف البنية، ذكره الناشري في أبيه.
" أبو الخير " بن حسين بن أحمد بن محمد بن ناصر الهندي الأصل المكي الحنفي. ولد بمكة وسمع بها في سنة ست وثمانين على الجمال الأميوطي ثم في سنة ثمان وثمانين على العفيف النشاوري ومما سمعه عليه الثقفيات وعلي الزين المراغي، وأجاز له العراقي والهيثمي وابن حاتم والتنوخي وآخرون، ودخل القاهرة في طلب الرزق فمات بها في رجب أو شعبان سنة ثلاث وأربعين، ذكره ابن فهد.
" أبو الخير " بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير بن محمد ابن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي المكي المالكي. ولد في ربيع الأول سنة ست عشرة بمكة وسمع بها من ابن الجزري والزين بن طولوبغا وابن سلامة وغيرهم، وأجاز له في سنة تسع عشرة فما بعدها جماعة ودخل القاهرة مع أبيه وأخيه عبد الرحمن صحبة الحاج في موسم سنة اثنتين وثلاثين فماتوا بأجمعهم في الطاعون سنة ثلاث وثلاثين، أرخه ابن فهد.
" أبو الخير " بن أبي السعود محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي.
" أبو الخير " بن الوجيه عبد الرحمن بن محمد بن علي الفاكهي المكي الماضي أبوه، مات بالقاهرة مطعوناً سنة سبع وتسعين، " أبو الخير " بن عبد القوي هو محمد.
" أبو الخير " بن عثمان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة القرشي المكي الماضي أبوه وأمه زبيدية، بيض له ابن فهد ولعله مات صغيراً.
" أبو الخير " بن علي الفاكهي، في أبي الخير الفاكهي.
" أبو الخير " بن عمران خير الدين محمد بن محمد بن عمران شيخ القراء أبوه.
" أبو الخير " بن محمد بن عبد الله بن يعقوب بن إبراهيم بن محمد الزكي الغماري المالكي القاضي أخو الجمال محمد الماضي، ولد سنة تسع وتسعين وسبعمائة في قرية الشارع من وادي لية بكسر اللام وتشديد التحتانية من أعمال الطائف ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لورش على خالد المغربي والرسالة لابن أبي زيد وولى قضاء لية بعد أخيه، ولازم الحج في غالب السنين وزار النبي صلى الله عليه وسلم ولقيه البقاعي في صفر سنة تسع وأربعين بأرض تدعى اليسرى من أرض الشارع فقرأ عليه حديثاً من البخاري بإجازته من ابن سلامة وأجاز له من في الجمال محمد بن أحمد بن عيسى بن مكينة ونقل عنه وعن غيره أنه سيئ السيرة في قضائه وشهادته وغير ذلك من أحواله مات.
" أبو الخير " بن محمد بن علي بن أبي بكر بن اسمعيل المصري الأصل المكي ويعرف بالجوخي، مات في ربيع الأول سنة تسع وسبعين بمكة، أرخه ابن فهد وهو والد محمد أحد من كان في خدمة البرهاني ثم ولده.
" أبو الخير " بن محمد بن علي بن محمد الفاكهي، في أبي الخير الفاكهي.(5/283)
" أبو الخير " ويسمى محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن علي بن عبد الله ابن علي بن محمد بن عبد السلام بن أبي المعالي بن أبي الخير بن ذاكر بن أحمد ابن الحسن الفارسي الكازروني الأصل المكي رئيس المؤذنين بالمسجد الحرام ويعرف بابن أبي الخير، ولد في ثاني عشري شعبان سنة تسع وعشرين وثمانمائة بمكة ونشأ بها وكان يذكر أنه قرأ الربع الأول من التنبيه، وولي رياسة المؤذنين بعد والده شريكاً لأخيه عبد السلام في سنة سبع وخمسين ثم لما مات أخوه شاركه ولده أبو عبد الله وكان لهما أيضاً التسبيح بمنارة باب السلام ونصف أذان باب العمرة ومنع غير مرة من الآذان ثم يعاد وليس له ما يذكر به نعم يرجى له من الله الغفران بسبب قيامه في الليل وذكره الله تعالى في الأسحار، وهو ممن سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين ورافقنا إلى الطائف قبل ذلك، مات بعد تعلله نحو جمعة في يوم الأحد رابع عشر ربيع الأول سنة تسع وثمانين ودفن بعد عصر يومه عند سلفه من المعلاة تجاوز الله عنه ورحمه.
" أبو الخير " بن محمد بن محمد بن نعيم الخواجا الجوجري المصري نزيل مكة. أوصى في مرض موته بألف دينار لشراء دار توقف على سبيل ونفر يقرءون له كل يوم جزءاً من القرآن ويطوفون له أسبوعاً والنظر فيه ليحيى المغربي الشاذلي ثم من بعده للجمال محمد بن علي الدقوقي، ومات في مستهل ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين بمكة أرخه ابن فهد واشتريت الدار عند باب السويقة ثم خرجت وتعطلت مدة ثم أستأجرها الجمال محمد بن الظاهر من الشافعي في أواخر سنة أربع وتسعين وأوائل التي بعدها.
" أبو الخير " بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد الطبري المكي الشافعي الماضي أبوه وهو إمام المقام، سمع من أبيه والجمال بن عبد المعطي وأحمد بن سالم المؤذن وعبد الوهاب القروي وأجاز له في سنة إحدى وسبعين جماعة كالصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن الهبل وابن النجم والعماد بن كثير وناب في الإمامة عن أبيه ثم رغب له عن نصفها الذي كان معه في مرض موته ولم يلبث أن مات في صفر سنة ثلاث عشرة مقتولاً خطأ من العسس فوداه السيد حسن بن عجلان وسلم الدية لورثته، وهو عند الفاسي وغيره.
" أبو الخير " خير الدين بن الأصيفر، نزيل سوق الغنم ومباشر وقف جامع أصم هناك وغيره، مات في ربيع الأول سنة ست وثمانين.
" أبو الخير " بن الباهي الغزولي، مات في صفر سنة ثلاث وتسعين بعد أن افتقر جداً بعد الثروة التقدم في حرفته، وكان يذكر أنه كان رفيق ابن الفالاتي في المكتب وغيره. " أبو الخير " بن البدراني محمد بن محمد بن حسن بن علي.
" أبو الخير " بن البساطي هو خير الدين محمد بن العز عبد العزيز بن الشمس محمد بن أحمد بن عثمان البساطي القاهري المالكي الماضي أبوه وجده، ولد في شوال سنة ثمان وعشرين وثمانمائة وحضر عند جده قليلاً وأجاز له خلق واشتغل بالتكسب ولم ينتج ثم قرأ على زوج أخته الزين عبد الرحيم الأنباسي في الفقه وغيره وخالط الفقهاء ولم يتميز نعم ناب في القضاء وورث والده ثم أخته وابتنى داراً بالقرب من حانوت الحنفية داخل باب القنيطرة وتزوج في غضون ذلك بزينب ابنة الجلال البلقيني واغتبطت به، وحج موسمياً ولم يذكر عنه في القضاء إلا الخير. " أبو الخير " بن التاجر الخانكي، في محمد بن علي بن محمد.
" أبو الخير " بن الخطيب القنبشي محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف.
" أبو الخير " بن الخروبي المصري، مات في يوم الثلاثاء سادس عشري رمضان سنة ثمانين ودفن بتربتهم محل دفن شيخنا عفا الله عنه.
" أبو الخير " بن الرومي، في محمد بن محمد بن داود.
" أبو الخير " بن الزين القسطلاني، في محمد بن حسين بن محمد بن محمد بن محمد.
" أبو الخير " بن بن السطحي شاد جامع الحاكم والمعروف بالفخور والأقدام بحيث ضرب غير مرة آخرها قبيل موته، ومات في يوم الجمعة سادس عشر رمضان سنة ست وثمانين وصلى عليه بعد صلاتها عفا الله عنه.
" أبو الخير " بن الشيخة أخو الجلال حمد بن الشيخة الماضي، مات في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين واسمه علي بن محمد بن محمد الدنديلي، كان عامياً متمولاً يعامل ويتجر وله فيما أظن سماع علي الوالي العراقي وابن الجزري والواسطي.
" أبو الخير " بن طبيلة دجاج السلطان، مات في شوال سنة اثنتين وتسعين.(5/284)
" أبو الخير " بن القصبي هو محمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر.
" أبو الخير " بن مقلاع هو محمد بن علي المصري المراكبي أخو البدر محمد، ممن له حركة وكرم وصادره السلطان بعد التسعين.
" أبو الخير " بن النحاس اثنان المرتقي لتلك المظالم وهو محمد بن أحمد بن محمد والشاعر وهو القطب محمد بن محمد بن علي بن أحمد رأيت تقريظه لمجموع البدري فكان من نظمه فيه:
أفديه مجموع نظم فيه قد نثرت ... عقود در غدت في حسنها نسقا
وقد زها ورقى جمعاً ومنزلة ... فياله من كتاب قد زها ورقى
وله في تقي الدين بن محمود:
قف وقفة عند سباب الأنام ترى ... عيونه من جيوش السرد قد كسرت
ومن توقد نيران الحشيش غدت ... عيناه ترمى جماراً بعد ما نفرت
وفي النجم يحيى بن حجي:
حجي سيدي يحيى بن حجي وجوده ... وتقريره في العلم في الذروة العليا
فإن كان مات الفضل من آل برمك ... فلا تيأسوا فالفضل من سيدي يحيى
وكان كثير الاختلاط بابن الغرس بحيث جاور صحبته بمكة سنة ست وسبعين وكتب عنه النجم بن فهد حينئذ من نظمه أشياء وبابن حجي وقد قصدني مرة فأنشدني من نظمه أشياء لطيفة، مات بدمشق في رجب سنة ست وثمانين وأظنه جاز الأربعين، وخلف نحو خمسمائة دينار وما كان الظن به إلا الفاقة عفا الله عنه. وقد دار بينه وبين ناصر الدين بن شاذلي النظم في معنى فقال أبو الخير:
ألا هل من شج خل رحيم ... أبث له هوى الظبي الرخيم
وقال ذاك:
نعوذ بربنا البر الرحيم ... من الشيطان حاسدنا الرجيم
في أبيات لكل منهما وكتب الفضلاء من الشعراء كالقادري والعلماء كالجوخري بأرجحية أولهما وأطال أولهما في كتابته، وكان حسن المحاضرة عشيراً نكتاً.
" أبو الخير " الجوخي، شيخ جاور بمكة في سنة ثمان وتسعين في خدمة الناصري محمد بن دولات النجمي، مات في أواخر ذي الحجة منها بمكة وخلف نحو ثمانين ديناراً وكان ممن يحضر عندي أحياناً رحمه الله.
" أبو الخير " الجوخي آخر، مضى في ابن محمد بن علي بن أبي بكر.
" أبو الخير " الخانكي، في محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد. " أبو الخير " الخانكي آخر، في محمد بن علي بن محمد، " أبو الخير " الخضري، في محمد بن محمد بن عبد الله.
" أبو الخير " الزفتاوي، في محمد بن عمر بن عبد الرحمن " أبو الخير " السخاوي في محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثما ختم له بخير.
" أبو الخير " السعدي المقسي لنزوله جامع المقسي خارج باب البحر، كان يدري المقيات ويشارك في الجملة لأنه اختص بالنور المناوي وقتاً مع كونه حنابلة المؤيدية وكان يجيئها في كل يوم ماشياً من باب البحر، مات وقد زاد على الستين في العشر الأول من شوال سنة تسع وثمانين رحمه الله ووضع البدر بن القرافي يده على تركته ووظائفه فيما بلغني وما علمت لماذا.
" أبو الخير " خير الدين صهر الحناوي والمرافع فيه، مات مطعوناً في سنة سبع وتسعين بالقاهرة.
" أبو الخير " المعروف بعبد الحق اليماني، مات في ربيع الثاني سنة إحدى وستين بمكة، أرخه ابن فهد.
" أبو الخير " العقاد الحريري القاهري ممن يتعانى النظم، ومات في سنة ثلاث وستين وكتب عنه البدر في مجموعه قوله:
أحب أبا بكر ولست بباغض ... وأوهبه روحي وما راعني أني
جعلت صلاة في القيام فريضتي ... وأرفضت عذالي على أنني سني
" أبو الخير " العقبي اثنان محمد بن عبد الرحيم بن علي ومحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف. " أبو الخير " الفاسي اثنان محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد اللطيف بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن، ولعمه ذكر في أبيه أبي السرور.
" أبو الخير " الفاكهاني اثنان محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر وابن أخيه محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن عمر بن عبد الله، وفيمن سمع من شيخنا بمني سنة أربع وعشرين جزءاً من تخريجه أو الخير بن علي بن عبد الله وأظنه الأول.(5/285)
" أبو الخير " الفيومي ثم القاهري الشافعي أحد أتباع الصلاح المكيني وعشرائه، ممن رقاه لنيابة القضاء مع عدم ارتضائه ولكنه كان حاذقاً بالشهادة بارعاً فيها بحيث دخل في أشغال كثيرة وباشر أوقاف جامع الحاكم وغيره، وتنزل في الجهات وتمول سيما حين تزوج من بيت ابن الحاجب وملك الدور وتسلط على البرهان التلواني ومسه منه كل مكروه وما كان المناوي يقيم له كأمناله وزناً وربما لقب لسمرته طحينة مات في يوم الجمعة عيد النحر للمصريين سنة خمس وثمانين وصلى عليه عقب صلاة الجمعة بجامع الحاكم رابع أربعة وأظنه جاز الأربعين عفا الله عنه.
" أبو الخير " القلقشندي في محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل وإن كان بالكنية أشهر.
" أبو الخير " الكركي الأصل البرلسي نزيل القاهرة وخليفة المقام الدسوقي وصاحب ديوان المهمندار يعقوب شاه والمعين له على تحدثه في أوقاف الحاجب، ممن اشتغل وتميز في الفرائض والحساب والشروط وتكسب بها وذكر فيهما بما لا يرتضي بل زاد في تقبيح الصنيع مع إبراهيم التلواني وشارك في الفقه بحيث أذن له البكري والبامي في الإفتاء والتدريس؛ وقصدني غير مرة فما رأيت خاطري يقبله سيما وقد كان يربي شعره ويسدله وصارت له زاوية وجماعة، مات في صفر سنة تسعين وصلى عليه بالأزهر في مشهد حافل ودفن بزاويته بالقرب من الباطلية وما أظنه يقصر عن الخمسين عفا الله عنه، " أبو الخير " المخبزبي في محمد بن أبي بكر.
" أبو الخير " المريسي هو محمد بن ريحان الجدي أحد مباشريها ووالد علي وعثمان الماضيين، سمع في سنة أربع عشرة علي الزين أبي بكر المراغي الختم من الصحيحين وسنن أبي داود، ومات في ربيع الأول سنة إحدى وسبعين ودفن بتربة ابن عيينة من المعلاة، ذكره ابن فهد.
" أبو الخير " النحاس، اثنان مضيا في ابن النحاس قريباً.
" أبو الخير " النظامي نسبة لنظام الحنفي لكونه خاله وهو عضد الدين محمد اليشبكي، ممن عرض أماكن من المنار في أصول الحنفية في شعبان سنة اثنتين وخمسين على القاضي سعد الدين بن الديري وعمر بن قديد وأجازاه، واشتغل عند خاله وكتب المنسوب وجمع المجاميع وخالط الشهابي بن العيني فاستقربه في خزن كتب جده وقتاً، وحج غير مرة وجاور وتردد إلي كثيراً وفيه ظرف ولطف.
حرف الدال المهملة
حرف الذال المعجمة
" أبو ذر " الحلبي أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل، " أبو ذر " الزركشي عبد الرحمن بن محمد.
" أبو ذر " معين الدين بن السيد نور محمد بن عبد الله الأيجي أخو الصفي والعفيف وغيرهما لعل اسمه عبد الله مات في بلد قريب من هرموز سنة ولم أعلم ترجمته.
حرف الراء المهملة
" أبو الرخا " بن محمد بن محمد بن أبي بكر السوهائي ثم القاهري الحنفي أخو الشمس محمد الجلالي الماضي، ممن قرأ القرآن وتنزل بعناية أخيه في جهات وحج، مات بعد التسعين بسوهاي ودفن برباطهم فيها ويذكر بكرم عكس أخيه.
" أبو الرضا " أحمد بن محمد بن بركوت المكيني فيما زعمه سبط شيخنا.
" أبو الرضا " محمد بن يوسف الدميري.
حرف الزاي
" أبو زرعة " بن فهد هو البدر محمد بن التقي محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله الهاشمي المكي الشافعي شقيق النجم عمر الماضي ويعرف كسلفه بابن فهد، ولد في مستهل المحرم سنة ثمان وثمانمائة بمكة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وغنية المريد وبغية المستفيد لأبيه والحاوي وألفية النحو ومعظم جمع الجوامع وعرض على جماعة وأحضره أبوه على جده نجم الدين وأبي اليمن الطبري ثم أسمعه على الزين أبي بكر المراغي والشموس الغراقي والشامي وابن الجزري والجمال بن ظهيرة وابن طولوبغا وشيخنا وخلق وأجاز له آخرون، وحضر دروس الوجيه عبد الرحمن بن الجمال المصري في الفقه ودروس الجلال عبد الواحد المرشدي في النحو ويخرج في الفن بأبيه وحصل وقرأ وطبق وكتب بخطه فوائد بل جمع مناقب الشافعي ومعجم شيوخه وجرد رباعيات مسلم، وكان له فهم وذكاء مات في جمادى الأولى سنة ست وعشرين بمكة رحمه الله، وممن ذكره الفاسي.
" أبو زرعة " بن الشيخ ناصر الدين أبي الفرج محمد بن الجمال محمد بن أحمد ابن محمد الكازروني المدني الشافعي، ولد في ليلة مستهل رجب سنة ثلاث وثلاثين واشتغل عند أبيه وغيره، ومات تقريباً سنة أربع وستين رحمه الله.(5/286)
" أبو زرعة " بن العراقي، أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن.
" أبو زرعة " المقدسي الرملي، تلا عليه للسبع الشهاب أحمد بن أحمد بن محمد الرملي الماضي، وما علمت ترجمته.
" أبو زيد " الحسني المعروف بالمصافح، لقيه النجم بن النبيه وصافحه وقال إن بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أربعة وذلك كذب قال النجم وكان أعمى يحسن الكتابة حسبما شاهدته منه في تلك الحالة، " أبو زيد " عبد الرحمن بن محمد بن خلدون.
حرف السين المهملة
" أبو السرور " بن عمر بن أبي المعالي بن محمد بن أبي المعالي الزبيدي الماضي أبوه كان صابراً عاقلاً فاضلاً خيراً مات قبل والده في السنة التي مات فيها وهي تسع وثلاثون.
" أبو السرور " الفاسي أحمد بن محمد بن عبد اللطيف بن أبي السرور، وجد أبيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن.
" أبو السعادات " جلال الدين بن الشهاب أحمد بن المحيوي عبد القادر ابن أبي القسم بن أبي العباس بن عبد المعطي الأنصاري المكي المالكي الماضي أبوه وجده سبط الوجيه عبد الرحمن بن النحاس ويسمى محمداً، ولد بعد موت أبيه في أيام مني سنة سبع وستين وثمانمائة بمكة ونشأ فكفله جده ومات أيضاً قبل بلوغه فقرأ القرآن وغيره وتدرب بقريبه أبي الخير بن أبي السعود ونحوه في العربية بل قرأ على العلمي في الفقه وغيره، وقرأ علي في سنة خمس وثمانين القول البديع من نسخة حصلها ولازمني في غير ذلك وكذا قرأ على ابن حاتم المغربي وزوجه البو خير المشار إليه ابنته، وقدم القاهرة في البحر سنة خمس وتسعين ثم عاد في موسمها.
أبو السعادات " بن الأمام الطبري هو محمد بن المحب بن محمد بن الرضى محمد بن المحب محمد ابن الشهاب أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم. " أبو السعادات " بن أبي البركات ابن ظهيرة هو محمد بن محمد بن محمد بن حسين ويقال له أبو السعادات بن ظهيرة أيضاً.
" أبو السعادات " بن نور الدين علي بن محمد بن علي بن عمر بن عبد الله الفاكهي المكي ويسمى محمداً وهو أكبر اخوته ويلقب ضيف الله الماضي أبوه وجملة من أسلافه واخوته ولد في جمادى الأولى سنة أربع وستين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعى النووي ونور العيون والتنبيه وألفية ابن مالك وعرض على جماعة منهم البرهان قاضي مكة والمحب الطبري إمامها وغيرهما وحضر علي الزين الأميوطي ثم سمع علي التقي بن فهد في سنة تسع وستين ولازم العلمي والمسيري والمنهلي وعبد الحق والسنتاوي والسيد عبد الله الإيجي في آخرين في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وكذا لازم خاله معمراً في العربية وأكثر من الحضور عند القاضي وكان يميل إليه ويثني عليه وعلى عقله، ثم قرأ في التقسيم وغيره على ولده أبي السعود، وتميز وسمع مني وأنا بمكة والثناء عليه بالقعل والديانة والفضل والقيام على إخوته وأقاربه مستفيض، مات وأنا بمكة بعد تعلله نحو خمسين يوماً في يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وصلى عليه بعد عصر يومه ثم دفن عوضه الله الجنة وإيانا.
" أبو السعادات " بن القاضي الشمس محمد بن أحمد بن زبالة أخو سعيد الماضي وسبط ابن صالح قاضي طيبة، ممن سمع علي بها.
" أبو السعادات " بن محمود بن عاذل الحسيني المدني الحنفي والد عبد الله وعبد الرحمن وأحمد وعبد الكبير المذكورين ويسمى محمداً، مات في يوم الأحد سابع عشري شعبان سنة سبع وسبعين وصلى عليه من الغد بالروضة ثم دفن بالبقيع عن سبع وستين وله اشتغال وفضل بل تلا للسبع علي ابن عياش وابن الجزري وأبي محذورة ولم يخرج من المدينة إلا لمكة رحمه الله، " أبو السعادات " البلقيني، محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر.
" أبو السعادات " الطبري، هو ابن الإمام مضى قريباً، " أبو السعادات " الكازروني محمد بن محمد بن محمد بن أحمد.
" أبو سعد " بن بركات بن حسن بن عجلان السيد بن صاحب الحجاز السيد زين الدين الحسني أخو السيد الجمال محمد وأمه كوكب الحبشية، كان في رفد أخيه وتحت طاعته لم يخرج عنه مع عقل وشجاعة، مات في ربيع الثاني سنة أربع وتسعين.(5/287)
" أبو سعد " بن أبي راجح بن أبي عزيز قتادة النابغة الحسني المكي ويعرف بالحلي، كان من أعيان الأشراف عقلاً وعبادة واستحضاراً لمسائل من مذهب الزيدية وأخبار عن علي ومن قارب مدته من أهل البيت وعن الأشراف ولاة مكة، مات في جمادى الأولى سنة ست وعشرين، ذكره الفاسي.
" أبو سعد " بن عبد القادر بن علي بن زايد المكي أخو عبد اللطيف وابن عمة عبد الباسط وأبي الفتح الماضيين وسبط أخت أبي سعد الهاشمي ويعرف كسلفه بابن زائد، ممن سمع مني بمكة ثم قدم القاهرة في رجب سنة اثنتين وتسعين وزار المدينة وهو ممن حفظ القرآن وأربعي النووي والشاطبية، وعرض على البرهاني القاضي والنجم بن فهد وغيرهما.
" أبو سعد " بن عبد الكريم بن أبي سعد بن عبد الكريم بن أبي سعد ابن علي قتادة الحسني المكي المعروف بالحجر، مات سنة سبع وعشرين بمكة أرخه ابن فهد، " أبو سعد " بن القطان في محمد بن محمد بن عبيد، " أبو سعد " النموي.
" أبو سعد " الهاشمي القرشي في محمد بن علي بن هاشم بن علي بن مسعود.
" أبو السعود " بن الأقصرائي، يأتي في ابن يحيى قريباً.
" أبو السعود " بن أبي البركات في محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد.
" أبو السعود " بن حسين هو محمد بن حسين بن علي بن أحمد.
" أبو السعود " بن سليمان المغربي المؤذن بباب العمرة والماضي أبوه، تردد إلى القاهرة واليمن؛ سمع مني بمكة. " أبو السعود " بن ظهيرة هو الجمال محمد بن عالم الحجاز البرهان إبراهيم بن علي بن محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي الشافعي، مضى في المحمدين.
" أبو السعود " بن ظهيرة؛ هو ابن البركات الماضي قريباً.
" أبو السعود " بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن الجمال المصري، حفظ القرآن والمنهاج ويتكسب بالساخة والعمر وهو ممن سمع مني بمكة.
" أبو السعود " بن أبي الفضل بن ظهيرة، في محمد بن محمد بن أحمد بن ظهيرة.
" أبو السعود " بن محمد بن أحمد الشريف الهدوي، ممن دخل اليمن والقاهرة وسمع مني بمكة وهو الآن سنة تسع وتسعين بالهند، " أبو السعود " بن الكمال أبي الفضل محمد بن النجم محمد بن أبي بكر المرجاني المكي، مضى في المحمدين.
" أبو السعود " بن أبي الفتح محمد بن محمد بن علي بن يعقوب القاياتي مضى في المحمدين أيضاً.
" أبو السعود " بن مدين بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأشموني الأصل القاهري المقسي المالكي الماضي أبوه، ولد في سنة ثلاث وخمسين بالقرب من جامع الطواشي ونشأ في كنف أبويه ومات أبوه وهو صغير فخلفه فيما كان باسمه وهو شئ كثير جداً مشمولاً بنظر بعض الرؤساء إلى أن استقل بنفسه، وحج بأمه مع الرجبية وكذا حج بانفراده موسمياً ثم كان ممن فر بنفسه وبنيه وعياله من الطاعون لمكة بحراً في أثناء سنة سبع وتسعين وما وصل إليها حتى مات منهم بضعة عشر نفساً وزار القدس ظناً؛ وكذا سافر الشام وحلب والصعيد للنزهة وغيرها وحفظ غالب القرآن وقرأ الرسالة حلا على الشهاب الحبيشي وفهم ويدرك الديواني والقبطي لأجل تكلمه في جهاته وكنت أحب لو أقبل على الإشتغال وقرب الخيار من الأقران والأمثال ولكنه مع ذلك لم يذكر عنه ولله الحمد إلا الخير مع إمساك وغيرة زائدة في الإقامة والسير.(5/288)
" أبو السعود " بن الأمين يحيى بن محمد بن إبراهيم الأقصرائي الأصل القاهري الحنفي شقيق زينب الآتية أمهما أمة فرنجية من سبي قبرس واسمه البدر محمد. ولد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة بمنزل أبيه بالقرب من باب الوزير، ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وغيره ولازمه في الفقه والعربية والأصلين والمعاني والبيان والحديث والتفسير وغيرها وسمع عليه كثيراً وبعض ذلك كالشفا بقراءته وكذا أخذ عن ابن عمته المحب الأقصرائي بل قرأ بالمدينة النبوية على أعجمي كان بخانقاه سرياقوس النحو والصرف وعلي الشمس الفيومي الأزهري المنطق في آخرين وسمع علي الزين الزركشي وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان وغيرهم وأجاز له ولأخته خلق منهم باستدعاء بخط النجم بن فهد مؤرخ برمضان سنة سبع وثلاثين شيخنا والشمس بن الجندي والعز بن الفرات والجمال عبد الله ابن جماعة وأخته سارة والجمال عبد الله الهيثمي والنور الشلقامي والشرف يونس الواحي والشمس البالسي واصر الدين الفاقوسي والتاج الشرابيشي في آخرين باستدعائه واستدعاء الزين رضوان، وحج غير مرة منها في سنة أربع وستين مع جانبك الجداوي وجاور بقيتها ثم بعد ذلك مع أبيه وزار بيت المقدس ورغب له أبوه عن مشيخة الأشرفية وتدريسها وباشرهما في حياته وكذا درس في غيرهما؛ وكان مائلاً إلى الخيول النفسية مع ذكائه ومشاركته وتودده ومزيد إقبال أبيه عليه، مات وهو راجع مع أبيه من مكة وكان ابتدأ به الضعف فيها في سابع ذي الحجة بحيث صعد وهو متوعك، واستمر في ازدياد حتى كانت وفاته بين بدر والينبوع في يوم السبت ثاني عشريه سنة تسع وسبعين وكان أجحف في دفع ما كان صحبته من صرر أهل الحرمين مع مزيد خدمتهم له بحيث قيل إنهم أكثروا الالتجاء إلى الله في أمره واستمروا سائرين به في المحفة مرحلتين حتى دفن بالينبوع بعد تغيره تغيراً فاحشاً ثم بعد مدة أحضر إلى القاهرة فدفن عند أبيه وما حمد أحد هذا الصنيع وعد موته في حياة والده كرامة له وإن عظم توجعه واشتد جزعه لفقده عوضه الله الجنة ورحمه وإيانا وعفا عنه.
" أبو السعود " بنيونس بن رجب بن عبد العال الزبيري القاهري الأصل المكي المالكي ابن أخي الشمس محمد الماضي، ولد فطن قرأ القرآن والمختصر في الفقه وغيرهما ولازمني مع عمه في سنة ثلاث وتسعين في سماع أشياء علي ومن لفظي بل قرأ اليسير وكتب بعض تصانيفي كالتوجه للرب بدعوات الكرب ومما سمعه ابن ماجه والعمدة وأكثر البخاري مع قراءة أماكن منه ونحو النصف الثاني من النسائي بفواتات قليلة والبعض من الترمذي وقطعة من جامع الأصول ومن الشفا ومن الاستيعاب والقصيدة المنفرجة ومن تصانيفي المقاصد الحسنة والتوجه للرب وفي ختوم البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه والشفا بل سمع من لفظي كثيراً منها، وفارقته في موسم سنة أربع وتسعين ثم بلغنا أنه سافر مع أبيه إلى الهند في التجارة وكتب هناك الموطأ وغيره، ثم فارقه وقدم مكة وأنابها في سنة سبع وتسعين فلم يلبث أن سمع بوفاة أبيه فرجع فيها لضم التركة ولمها لطف الله به.
" أبو السعود " الأسيوطي؛ محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن النقيب.
" أبو السعود " البزاوي الصحراوي واسمه محمد بن حسن، قرأ القرآن وكتب الخط الجيد ونسخ به كتباً وتنزل في جهات، وصاهره الشمس بن قمر التاجر على ابنته فاستولدها وتوجه هو بهما بعد موت ابن قمر إلى مكة فجاور بها، ومات هناك في يوم الأربعاء حادي عشري ربيع الأول سنة ست وثمانين وصلى عليه بعد الصبح من الغد ودفن بمقبرة الشرف الأنصاري من المعلاة وشهد الشافعي فمن دونه دفنه وأظنه قارب الستين وكان لا بأس به رحمه الله.
" أبو السعود " الحسيني إبراهيم بن أحمد بن علي.
" أبو السعود " الطوخي، هو أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عثمان.
" أبو السعود " الغراقي، هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن أحمد.
" أبو سعيد " بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة، هو محمد مضى.
" أبو سعيد " بن عبد الرزاق أمين الدين بن التاج بن البقري أخو حمزة ويحيى، تدرب في المباشرات وباشر في الحمايات وقتا.(5/289)
" أبو سعيد " القان ملك التتار وحفيده شاه رخ واسمه كنيته، أسره حسن بك بن قرايلوك ثم أنه قتله في سنة ثلاث وسبعين، " أبو سعيد " المريني صاحب فاس وماوالاها في عثمان بن أحمد بن إبراهيم، " أبو سهل " بن عمار في يحيى بن محمد بن عمار.
حرف الشين المعجمة
" أبو شعر " هو عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم.
" أبو الشفا " بن فيروز فتح الدين الطبيب، كان حياً في سنة اثنتين وستين ممن أخذ عنه الريس القوصوني والأمشاطي وابن إسماعيل.
حرف الصاد المهملة
" أبو الصفا " إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن يوسف.
حرف الطاء المهملة
" أبو الطاهر " بن أحمد بن محمد بن وفا أخو أبي الفتح.
" أبو الطاهر " بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود بن شمس المكي ويعرف كسلفه بالزمزمي، ولد بمكة في رمضان سنة إحدى وثمانمائة ونشأ فأحضر في الرابعة مع أبيه علي ابن صديق ختم البخاري، ومات بمكة في شوال سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين؛ أرخه ابن فهد.
" أبو الطاهر " بن عبد الكريم المراكشي المالكي، مات سنة تسع وثلاثين.
" أبو الطاهر " بن عبد الله المراكشي المغربي نزيل مكة، مات بها في شوال سنة تسع وثلاثين وكان قرأ على عبد العزيز الحلفاوي قاضي مراكش وغيره وكان خيراً ديناً صالحاً، ذكره شيخنا في إنبائه وأرخه ابن فهد أيضا.
" أبو الطاهر " العلوي، محمد بن محمد بن علي بن إدريس بن أحمد بن محمد بن عمر.
" أبو الطاهر " القادري، محمد بن المحب محمد بن عبد الله تلكا، " أبو الطيب " ابن البدراني، محمد بن الحسن بن علي بن عبد العزيز، " أبو الطيب " بن البرقي، هو محمد بن أبي الفضل محمد بن الشمس محمد بن علي بن محمد بن محمد ابن حسين بن علي في المحمدين.
" أبو الطيب " بن روق كريم الدين محمد بن الصدر محمد بن محمد بن محمد ابن عبد العزيز بن أبي الحسن السكندري الأصل القاهري شقيق أحمد الماضي وأبوهما، ممن نشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وغيره وتكسب بالشهادة وجلس عند البدر بن القرافي وجاورا بمكة وكانا مع ابن الزمن علي القاضي؛ ثم تعانى التوقيع وتميز فيه وخدم بني الجيعان حين إضافة كتابة السر لبيتهم وراج بذلك قليلاً وفي أثناء ذلك كله عمه داراً بالقرب من بيت أبيه وأخيه من سويقة اللبن؛ ومات فجأة في يوم الاثنين خامس عشري شعبان يوم فتح السد سنة ثلاث وتسعين وأظنه جاز السبعين وكان كل من ولده والشرف ابن أخيه غائباً فأرسل البدري أبو البقا بن الجيان من جهزه ثم صلى عليه ودفن بتربة البيبرسية عند سلفه عفا الله عنه، " أبو الطيب " بن أبي الفضل بن ظهيرة، هو يحيى بن محمد ابن أحمد بن ظهيرة مضى، " أبو الطيب " بن أبي القسم النويري محمد بن محمد ابن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم.
" أبو الطيب " بن محمد بن يوسف بن علم الدين الشمس بن الزين الفارسكوري الشافعي الماضي أبوه وعماه محمد وإبراهيم وأبوهم يوسف ويعرف كل منهم بابن الفقيه يوسف واسمه محمد؛ ولد سنة ستين وثمانمائة تقريباً بفارسكور واشتغل بها وحفظ القرآن كتباً ثم حضر بالقاهرة عند الفخر المقسي وغيره وفهم وشارك وجاور بمكة سنين وأقرأ بها بعض أبناء التجار وربما تكسب من جدة ونحوها، ولقيني هناك في سنة اثنتين وتسعين والتي بعدها فلازم في سماع البخاري ومسلم والأذكار وغيرها دراية ورواية وكتب له إجازة حسنة؛ وهو خير فاضل كثير الأسئلة مجيد الاستحضار ورجع مع الركب آخر سنة أربع وتسعين إلى بلده فألزمه ابن شعبة بالدخول في القضاء وكان فيما أظن كارهاً فيه وجاءني كتابه مرة بعد أخرى ثم سخط عليه ابن شعبة فصرفه وعوضه بابن خروب صبي مهمل فلم يلبث أن خرج هارباً واستمر هذا مقيماً ببلده مصروفاً.
" أبو الطيب " بن يحيى بن عبد الله الحنفي المزين أبوه مضى في المحمدين.(5/290)
" أبو الطيب " الأسيوطي محمد بن محمد بن محمد بن علي بن الركن عمر بن حسن المحب بن الشمس الشافعي نزيل القاهرة ووالد أصيل الدين محمد الماضي ويعرف في بلده بابن الركن لقب جده الألى وفي القاهرة بكنيته، ولد سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بأسيوط وحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج وألفية النحو عند المحب بن النقيب ثم قدم القاهرة بعد الأربعين فنزل عند ابن عمه أبي الحجاج السيوطي وأخذ في القراآت عن الزين عبد الغني الهيثمي العربية عن خير الدين ابن الرومي تفقه بالشهاب المسيري قرأ عليه المنهاج ولازم المناوي في عدة تقاسيم وكذا لازم تلميذه الجوجري في الفقه وأصلوله والعربية وغيرها وحضر أيضاً عند المقدسي وسمع في الظاهرية القديمة على الأربعين وعلى أم هانئ الهورينية وطائفة، وتدرب في صناعة الشروط بمسلم بلديه وبابن النبيه والقرافي والنبراوي وراجع فضلاء أرباب المذاهب في مسائل الخلاف حتى تميز وأشار إليه بالفضيلة وحسن الفهم والتؤدة والتثبت وجودة الخط والعبارة فارتقى ولا زال في ترق إلى أن انفرد باشتغال السلطان فمن دونه وركن الناس إليه واعتمدوه وتوسل به في قضايا فأنهاها، كل مع الحشمة والرياسة وحسن الشكالة وعلى الهمة التي ربما تصل به إلى التعصب والالتفات للفقير والإحسان إليه، وحج مراراً واستقر في خدمة الشيخونية بعد الشحنة وكثرت جهاته وتزايدت وجاهته فلما كان في جمادى الثانية سنة اثنتين وتسعين قام على ابن شرف حمية للشافعي فتمقته السلطان لعدم موافقته لغرضه وكلمه بكلام يابس بل صرح في أل رجب مع كونه غائباً بلعنه وأنه نقص من عينه ونحو ذلك فلم يحتمل هذا، واستمر يتجلد ويتنهد إلى أن غرق في صفر من التي تليها ولم يخلف في مجموعه مثله رحمه الله وإيانا. " أبو الطيب " السحولي محمد بن عمر بن علي، " أبو الطيب " العسقلاني في شعبان بن محمد بن محمد بن محمد.
" أبو الطيب " القنبشي المكي محمد بن يوسف بن علي، ممن كان يحفظ القرآن ويتكسب كان بزازاً بدار الإمارة من مكة بحيث أثرى بعد الفاقة مع خير وتلاوة، ومات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين ودفن بالقرب من القبر المنسوب لأم المؤمنين خديجة من المعلاة، وهو والد المحمدين أبي اليمن وأبي النجا.
" أبو الطيب " النستراوي محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد.
" أبو الطيب " النقاوسي المغربي محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن يحيى بن أبي علي في الأسماء.
حرف العين المهملة
" أبو العباس " بن محمود بن أحمد الحصيري في النظام بن الحصيري من الألقاب.
" أبو العباس " بن ساج، هو أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف.
" أبو العباس " بن الضيا، هو أحمد بن موسى بن إبراهيم.
" أبو العباس " بن أبي العباس الناشري واسمه عبد السلام، ممن سمع مني بمكة.
" أبو العباس " بن الغمري، هو أحمد بن محمد بن عمر.
" أبو العباس " بن قاوان هو بن الخوجا الشهير الشيخ محمد بن الخواجا الشهاب أحمد بن قاوان وأمه حبشية لأبيه، ولد ونشأ في كنفه ومات أبوه وكان الشريف اسحق وصيه ولم يزل حتى أنفد جل المخلف ولم يتصون ثم سافر إلى القاهرة في موسم سنة سبع وتسعين وتوجه صاحب الترجمة منها في التي تليها إلى الروم فبلغتنا وفاته في سنة تسع وتسعين وإنها في التي قبلها بالطاعون ببرصا وعد ذلك في بركة أبيه وجده فإنه كاد أن ينكشف حاله.
" أبو العباس " البليني، ممن أخذ عن شيخنا.
" أبو العباس " الحنفي، هو أحمد بن محمد بن عبد الغني.
" أبو العباس " المجدلي الواعظ، هو أحمد بن عبد الله بن محمد بن داود.
" أبو العباس " الوفائي شاد العمائر عند جوهر القنقباي ومن رافع فيه أبو الخير النحاس واتهم بذخائر عنده لمخدومه وضرب بين يدي الظاهر في سنة خمس وخمسين وكان ابتداء تكلم المرافع في الدولة، " أبو عبد القادر " المقري علي بن حسن بن علي بن بدر.
" أبو عبد الله " بن آجروم محمد بن محمد ابن داود. " أبو عبد الله " بن أبي الخير، هو محمد بن محمد بن محمد بن حسين.(5/291)
" أبو عبد الله " بن أبي الخير بن محمد بن أبي الخير بن علي بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد السلام رئيس المؤذنين بمكة ووالد أبي بكر الماضي ويسمى كأبيه محمداً، والده في الرياسة ثم استقل بعد موته وذكر لي أن مولده سنة تسع وأربعين وثمانمائة وأنه قرأ البخاري على الشهاب القمني حين مجاورته سنة إحدى وسبعين وكذا سمع على أشياء ويتعانى النظم ويرمي بما كان أبوه يذكر به.
" أبو عبد الله " بن ظهيرة، هو محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة أبو عبد الله بن عبد الكريم بن ظهيرة هو محمد بن عبد الكريم بن أحمد.
" أبو عبد الله " بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس عبد العزيز بن أبي العباس أحمد السلطان المنتصر بالله الحفصي المغربي ويسمى كأبيه محمداً، مضى في الأسماء.
" أبو عبد الله " بن المحتسب، في محمد بن يوسف بن حسين.
" أبو عبد الله " الأيسر، هو محمد بن نصر بن محمد بن يوسف بن الأحمر.
" أبو عبد الله " الريمي، في محمد بن علي بن محمد.
" أبو عبد الله " الفاسي أخو أبي الخير هو محمد بن عبد اللطيف بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن.
" أبو عبد الله " الفيومي، في محمد بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد.
" أبو عبد الله " الناشري، هو محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر. " أبو عبد الله " النويري المالكي، هو محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم بن عبد الرحمن.
" أبو عبد الله " النويري الصغير، هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز.
" أبو العدل " البلقيني قاسم بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان، " أبو العريان " .
" أبو العدل " المقدسي، اثنان محمد بن محمد بن يوسف ومحمد بن حسن بن أحمد.
حرف الغين المعجمة
" أبو غالب " سعد الدين إبراهيم القبطي ويعرف بابن عويد السراج. كان أحد الكتبة ممن اختص بخدمة الدوادار دولات باي وصار من الرؤساء مع حسن المحاضرة والرغبة في مخالطة الطلبة وحسن الفهم وتجنب النصارى ومن يدانيهم والتحنف وجمع الكتب ولذا تردد إليه جماعة من الفضلاء والأعيلان كالشمس الأمشاطي والشهاب الحجازي وحمدوا عقله وأدبه وكرمه، ولا زال كذلك حتى مات في ربيع الآخر سنة ست وخمسين ودفن بحوش الصوفية البيبرسية بمكان عليه غلق عفا الله عنه وإيانا.
" أبو غالب " القبطي المباشر في ديوان الخاص مات في ربيع الأول سنة أربع وتسعين عن بضع وسبعين.
" أبو الغوائر " صاحب جازان وابن صاحبها، وهو أحمد بن دريب.
" أبو الغيث " بن أبي حامد التلواني، هو عمر بن محمد بن علي بن عمر بن حسن بن حسين، ممن سمع ختم البخاري بالظاهرية ولم يتصون.
" أبو الغيث " بن خنيفس الهذلي ممن باشر الشهادة؛ ومات في المحرم ثمان وسبعين. بمكة؛ أرخه ابن فهد، " أبو الغيث " بن زبرق، في محمد بن عبد القادر بن عبد الرحمن.
" أبو الغيث " بن الصفي، في محمد بن يوسف بن أحمد.
" أبو الغيث " بن كتيلة واسمع محمد بن محمد بن عمر بن عبد الله وهو سبط الشيخ محمد الحنفي أمه أمة الله، خلف والده في زاويته ويذكر بعقل وتؤدة ووجاهة وتودد.(5/292)
" أبو الغيث " الخانكي وهو البدر والشمس محمد بن علي بن محمد بن الركن محمد الفارسكوري ثم النبهاني الخانكي قاضيها الشافعي، ولد سنة خمسين وثمانمائة تقريباً بفارسكور؛ ومات أبوه بالشام وهو صغير فتحول مع أمه إلى بنها فقرأ بها القرآن وبعض مختصر أبي شجاع والملحة ثم انتقل قبل استكمال عشرين إلى خانقاه سرياقوس حين صاهر قاضيها الشمس الونائي لسابق صحبة بينه وبين جده لأمه فقطنها وحفظ في المنهاج وألفية النحو ولازمه فيهما سيما الفقه ومما أخذه عنه في شرح المحلى بل قرأ عليه في الحديث وتدرب به في الشهادة ونحوها وتكسب بها وبالتجارة وكذا قرأ علي الشهاب البيروتي وأبي الخير التاجر وغيرهما في الفقه والعربية وجود القرآن علي ابن الشيخ محمود وقرأ عليه أيضاً في الحديث وعلي عبد القادر بن محمد الفيومي الكاتب وأبي بكر بن علي القاسمي في التوضيح بل حضر يسيراً عند الجوجري وزكريا والشرف عبد الحق السنباطي ولازمني في شرحي لهداية ابن الجزري والقول البديع وغيرهما وكتبهما مع مصنفي في ختم البخاري وغيره من تصانيفي وغيرها؛ ومن شيوخه البرهان النعماني والشهاب بن شعبان الغزي، وقرأ على العامة في المدرسة القاسمية وكان خطيبها وأقرأ بعض المبتدئين في الفقه وغيره وتنزل في صوفية الخانقاه وناب عن صهره في القضاء ثم استقل به بعده إلى أن أشرك معه فيه الجمال عبد الله محتسبها كان ولم يلبث أن مات في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وتأسف الناس على فقده وارتج لده لذلك وكان متميزاً فاضلاً فهماً عاقلاً متودداً عفيفاً رحمه الله وعوضه الجنة.
حرف الفاء
" أبو فارس " صاحب تونس، هو عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي بكر وعبد العزيز بن عمر بن محمد بن محمد بن فهد.
" أبو الفتح " بن إبراهيم بن أحمد بن غنائم البعلي الأصل المدني الشافعي أخو أحمد الماضي وذاك أكبر واسمه محمد ويعرف بابن علبك بفتح المهملة والموحدة بينهما لام ساكنة وآخره كاف، ولد بعيد القرن بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاجين وألفية النحو وعرض على الزينين المراغي وابن القطان والجمال الكازروني وغيرهم وسمع على الأول في الصحيحين والشفا وغيرهما ووقفت على سماعه عليه في البخاري وكذا سمع علي الجمال الكازروني والمحب المطري بل وحضر دروسهما ودروس غيرهما من علماء المدينة وأخذ عن النخم السكاكيني في شرحه للبيضاوي وارتحل إلى القاهرة ودخل الشام وحلب وزار بيت المقدس والخليل وسمع من شيخنا بالقاهرة ودمشق وبها فقط من التقي بن قاضي شهبة والبرهان الباعوني، وتكرر دخوله للقاهرة، وكتب بخطه الكثير وعمر وانقطع ببيته مع كونه أحد المؤذنين مديماً للتلاوة ولقيته به في شعبان سنة سبع وثمانين فسمعت عليه بعض الصحيح ثم قدم مع ولده محمد القاهرة مع ضعفه في البحر فأدركته منيته بها في رمضان سنة تسع وثمانين رحمه الله.
" أبو الفتح " بن إبراهيم القطوري ثم القاهري، ممن قرأ القرآن وجاور مع أبيه في سنة إحدى وخمسين وسمع علي أبي الفتح المراغي ثم تكررت مجاوراته بعد ذلك مع ملازمته التكسب في البز وغيره وتودده وعقله، وأنشأ داراً حسنة على بركة جناق وربما خطب وقرأ في بعض الجوق ثم ضعف حاله وتحرك مع ذلك في موسم سنة اثنتين وتسعين وهيأ حاله ولم أطرافه بل اكترى فعاقت القدرة بحيث كانت منيته في ربيع الثاني من التي تليها، ونعم الرجل كان رحمه الله.
" أبو الفتح " بن أحمد بن عبد اللطيف بن زائد أخو عبد الباسط وقريب عبد اللطيف وأبي سعد المذكورين وسبط أخت أبي سعد ويعرف كسلفه بابن زائد، ممن حفظ القرآن وغيره وعرض ودخل عدن وزار المدينة وسمع مني بمكة ومات بينها وبين وادي مرو هم عائدون به منه إليها في جمادى الثانية سنة تسعين ودفن بالمعلاة.
" أبو الفتح " بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم البلقيني الأصل المكي الشاذلي؛ مات في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين، أرخه ابن فهد.
" أبو الفتح " بن أحمد بن عمر بن عياد الأنصاري المدني، مات في ربيع الأول سنة خمس؛ أرخه أبو حامد المطري ووصفه برفيقنا وصاحبنا رحمه الله وقضى عنه تبعاته وأحسن الخلافة على أولاده قال وكان فيه خير عقل وحسن عشرة جزاه الله عنا خيراً.(5/293)
" أبو الفتح " بن أحمد بن عيسى المغربي الأصل المكي الشهير بالحمامي، مات في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين ودفن على أبيه بالمعلاة.
" أبو الفتح " بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن وفا؛ في المحمدين.
" أبو الفتح " بن اسمعيل بن علي بن محمد بن داود المكي الزمزي ابن أخي شيخنا البرهان إبراهيم بن علي وأخو نابت ووالد الجمال محمد وأحمد الماضيين، مات بمكة في صفر سنة اثنتين وثمانين أرخه ابن فهد عن ثلاث وستين سنة وكان قد حفظ المنهاج وألفية النحو وغيرهما وحضر في الفقه عند الجلال بن ظهيرة وأخذ عن عمه إبراهيم وبه تميز في الفرائض والحساب والفلك وغيرها بحيث كتب على الجعيرية شرحاً وكذا على الدرر اللوامع في الفلك لعمه، ولم يخرج من مكة لغير المدينة النبوية وكان خيراً حدثني ابناه أنه مات بعد أمهما بثلاثة أيام وأنه ذكر لهما عند دفنهما ما يشعر بالإعلام بموته فلم يلبث أن حم وهو راجع وبادر إلى المسجد فطاف بالكعبة أسبوعاً قبل مجيء بيته كأنه ودع بل كان قبل ذلك بقليل دار ليلة كاملة على أساطين المسجد فصلى عند كل أسطونة منه ركعتين وعد ذلك في صلاحه رحمه الله.
" أبو الفتح " بن إسماعيل آخر، هو محمد بن علي بن أحمد. " أبو الفتح " بن برية مباشر منفلوط وأخو أبي البقاء الماضي وهما ابنا شمس الدين محمد أخي يحيى ابني كريم الدين.
" أبو الفتح " بن أبي بكر بن الحسين المراغي، في محمد.
" أبو الفتح " بن أبي بكر بن رسلان البقليني، في محمد.
" أبو الفتح " بن تقي، هو محمد بن محمد تقي بن عبد السلام بن محمد.
" أبو الفتح " بن حرمي، هو محمد ابن أخت البهاء بن حرمي وابن عمه؛ سمع معه على شيخنا وحضر دروس بعض العلماء، وتعانى التجارة فتمول سيما من أصناف وكالة قوصون كالصابون، وسافر إلى الرملة وغيرها وكذا حج وقصد بالافتراض أو الابتياع منه بالنسيئة وكان مقدماً مسيكاً، مات في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين ودفن بحوش البيبرسية وأسند وصيته لخاله وللأقصرائي وكف من رام الإفتيات بوضع اليد على تركته.
" أبو الفتح " بن البدر حسن بن عبد الله القاهري سبط الشيخ محمد الجندي ويعرف بالمنصوري نسبة للمنصور عثمان بن الظاهر جمقمق واسمه محمد، ممن حفظ القرآن واختلط بالمنصور قبل سلطنته وبعدها فعظم اختصاصه به وكان أصل اختلاطه معه أن جده لأمه كان فقيهاً له وكان يقرأ عنده فائتلف به من صغره وذكر من أجله، وسمع الحديث معنا بالظاهرية القديمة في البخاري وغيره فلما استقر في السلطنة زادت وجاهته ولكن كانت مدته قصيرة غير أن هذا لك ينفك عن التردد لبعض الأكابر من الأتراك والمباشرين وغيرهم ورزق حظوة وتكلم في جهات، وصار وجيهاً مقصوداً في المهمات عالي الهمة قوي الجأش متودداً مع جسارته وسرعة حركته فتمول سيما وقد تكلم في بعض جهات مخدومه وقضاء حوائجه وربما سافر لدمياط وغيرها، وحج مراراً وجاور قبيل موته قليلاً وكان يكثر بالطواف ونحوه مع إقباله على التحصيل وربما تردد إلى هناك وأخذ مني مصنفي الابتهاج وزاد تودده ورأيت من علو همته وأدبه وعقله ما حمدته لأجله، وكان يرجو ولداً ذكراً مع كونه خائفاً من السلطان يترقب ولم يلبث إلا يسيراً ثم رجع مع نائب جده فما كان بأسرع من موته بعد انقطاعه مديدة في يوم الاثنين خامس ذي القعدة سنة سبع وثمانين وصلى عليه في مشهد حافل وأسند وصيته للأتابك؛ ومولده قريب الثلاثين خلف ابنة أبا فلم يلبث أبوه إلا يسيراً ومات وكان مذكوراً بالخير رحمهما الله وعفا عنه.
" أبو الفتح " بن الحسين بن محمد بن أبي بكر، هكذا كتبه البقاعي لم يزد.
" أبو الفتح " بن حمام، في محمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم.
" أبو الفتح " بن أبي السعد بن الكمال أبي الفضل محمد بن النجم محمد ابن أبي بكر المرجاني المكي الماضي أبوه، ممن سمع مني بمكة.
" أبو الفتح " بن سعيد بن أبي الفتح محمد بن عبد الوهاب الأنصاري الزرندي المدني واسمه محمد مضى.
" أبو الفتح " بن صالح محمد بن صالح بن عمر بن رسلان ومحمد بن عبد الرحمن ابن صالح.
" أبو الفتح " بن ظهيرة محمد بن عثمان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة.(5/294)
" أبو الفتح " بن عبد الرحيم بن صدقة المخزومي المحرقي الأصل الأزهري الشافعي الماضي أبوه، ممن جاور مع أبيه بمكة وكذا بالمدينة سنة تسعين وقرأ بها مسند الشافعي على قاضيها المالكي الشمس السخاوي وحل عليه قبل ذلك في المدينة أيضاً نظر الشهاب الأبشيطي ثم جار مع أبيه أيضاً في سنة ثمان وتسعين وقرأ على العامة وأقبلوا عليه، وهو عاقل لا بأس به رجع في البرفقاسي شدة فركب هو وأبوه البحر من الينبوع، " أبو الفتح " بن عبد القادر، في الفاسي قريباً.
" أبو الفتح " بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمود بن محمود ابن عبد الله الأنصاري الزرندي المدني الحنفي واسمه محمد، ولد بعد سنة ثمانين وسبعمائة بالمدينة الشريفة وحضر في سنة خمس وثمانين على سليمان السقا ثم سمع وأجاز له جماعة، ومات بها في يوم الأحد رابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وذكره البقاعي مجرداً، " أبو الفتح " بن علي بن عمر بن إبراهيم بن أبي بكر القرشي - نسبة للقرشية بالقرب من زبيد اليماني الماضي أبوه واخوته عبد المحسن وعبد الرءوف بيت شهير بالصلاح والخير والجلالة.
" أبو الفتح " بن علي الكالفي الهندي، جاور بمكة في سنة إحدى وستين فأخذ عنه الفخر أبو بكر بن ظهيرة النحو وله فيه مؤلف والصرف والمعاني والبيان وغيرها. " أبو الفتح " بن الغمري، هو محمد بن أحمد بن محمد بن عمر.
" أبو الفتح " بن أبي القسم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير اليماني الآتي أبوه وولده أبو القسم والماضي أخوه أحمد ويعرف بابن مطير ولد خمس وثمانمائة ومات سنة ثلاث وسبعين.
" أبو الفتح " بن المحب بن ظهيرة محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة.
" أبو الفتح " بن محمد بن إبراهيم الشكيلي المدني أخو أحمد الماضي ممن سمع مني بالمدينة.
" أبو الفتح " بن الرضي أبي حامد محمد بن أحمد فتح الدين بن الضيا المكي الحنفي أخو أبي الليث، ولد في ربيع الأول سنة أربع وخمسين بمكة ونشأ بها وحفظ القرآن، ممن سمع بمكة وسافر إلى الهند بعيد السبعين مع أخيه عمر وتخلف عنه بمندوة وتزوج بها وولد له وأقام بها إلى بعد الثمانين عاد إلى مكة بعد موت زوجته وجلس بمكة يسيراً وتوجه إلى مصر بحراً بأولاده وعياله فأدركه أجله ببركة الحاج في أول رمضان سنة ست وثمانين وحمل إلى تربة الشيخ عبد الله المنوفي فدفن بها وأرسل أولاده وعياله إلى مكة مع الحجاج فيها رحمه الله وعوضه خيراً.
" أبو الفتح " بن محمد بن عيسى بن مكينة الطائفي قاضيها ظناً، مات في جمادى الثانية أو قبله سنة أربع وثمانين بمكة بعد ضعف يوم واحد، ذكره ابن فهد.
" أبو الفتح " بن محمد بن محمود بن عادل الحسيني المدني الماضي أبوه، مات بعد الثمانين بالمدينة عن إحدى وعشرين سنة وكان قد حفظ المختار وأربعي النووي وجود الخط وتكسب بالنساخة.
" أبو الفتح " بن النجم محمد بن عبد القادر بن عمر بن السكاكيني الماضي أبوه، سمع بالمدينة في سنة خمس وأربعين على زينب ابنة اليافعي المسلسل بقراءة الفتحي.
" أبو الفتح " بن محمد مظفر الدين بن مظفر بن عبد الله بن محمد، مضى في المحمدين " أبو الفتح " بن ويسمى محمد بن موسى بن إبراهيم العنبري والد عبد القادر وأخو محمد الماضيين مات في ذي الحجة سنة خمس وتسعين.
" أبو الفتح " بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل ابن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد البهاء بن القاضي ناصر الدين الكناني العسقلاني ثم المصري الحنبلي عم العز أحمد بن إبراهيم الماضي وأخو آمنة، ولد سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة تقريباً وحفظ القرآن وكتباً واشتغل وتميز بوفور ذكائه وتقدم في صناعة الوثائق والقضاء وتنزل في الجهات وحج ودخل الشام وناب في القضاء عن المجد سالم وغيره وامتنع العلاء بن المغلي وغيره من ذلك، وكذا ناب في التدريس بجامع الحاكم عن ولد المجد وكان قد سمع على أبيه وغيره وأجاز له جماعة وحدث سمع منه بعض أصحابنا ولم يكن بأهل للأخذ عنه لا دمانة المجاهرة بأنواع الفسق وما يخل بالمروءة إلا أنه قبل موته ألزمه قاضي الحنابلة البدر البغدادي بعدم الخروج من خلوته وأجرى عليه ما يكفيه فحسن حاله بالنسبة لما كان أولاً، ولم يلبث أن مات في جمادى الأولى سنة خمسين عفا الله ورحمه وإيانا.(5/295)
" أبو الفتح " بن وفا؛ في محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد.
" أبو الفتح " بن محيي الدين بن عبد السلام القليبي السخاوي شيخ الطائفة القليبيبة، مات في أثناء المحرم سنة تسع وسبعين رحمه الله. " أبو الفتح " بن البلقيني، في محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن رسلان. " أبو الفتح " بن القاياتي محمد بن محمد بن علي بن يعقوب. " أبو الفتح " بن المرجاني محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف. " أبو الفتح " الجوهري محمد بن محمد بن عبد الله.
" أبو الفتح " الحجازي المكتب محمد بن محمد بن محمد بن أحمد. " أبو الفتح " الرسام محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله. " أبو الفتح " الزرندي جماعة: قاضي المدينة حمد بن علي بن يوسف بن الحسن وابن أخيه عبد الوهاب وحفيد هذا ابن سعيد بن أبي الفتح. " أبو الفتح " السوهائي محمد بن محمد بن محمد بن اسماعيل.
" أبو الفتح " الطيبي محمد بن محمد بن علي بن إبراهيم.
" أبو الفتح " الفاسي هو محمد بن عبد القادر بن أبي الفتح محمد بن أحمد ابن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن القاضي شرف الدين بن المحيوي الحسني الفاسي الحنبلي، ولد بمكة في صفر سنة ثلاث عشرة وثمانمائة وأحضر بها علي العز محمد بن علي بن عبد الرحمن القدسي الحنبلي القاضي مجلس نظام الملك وغيره وعلي أحمد الفاسي وابن سلامة مشيخة الفخر بأفوات في آخرين كابن الجزري ابن طولوبغا والشمس الشامي، وأجاز له في سنة مولده الزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون وجمع واشتغل على عدة من الواردين مكة كأبي شعرة وابن الرزاز، وناب عن عمه السراج عبد اللطيف في القضاء والإمامة بمقام الحنابلة إلى أن مات، ودخل بلاد العجم في أواخر سنة أربعين ثم عاد لمكة، وبها مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين ودفن بالمعلاة عند سلفه. " أبو الفتح " الفوي محمد بن أحمد بن أبي بكر، " أبو الفتح " الفيومي أحمد بن عبد النور بن أحمد.
" أبو الفتح " القمني الواعظ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى.
" أبو الفتح " المراغي بن أبي بكر بن الحسين بن عمر.
" أبو الفتح " المنصوري محمد بن البدر حسين بن عبد الله مضى قريباً.
" أبو الفتح " المنوفي هو أحمد بن علي بن علي بن عيسى القلعي الشافعي، ولد في أوائل سنة إحدى وعشرين وثمانمائة وحفظ القرآن واشتغل يسيراً وأقرأ المماليك في الطبقة الصندلية تدرب في اللسان التركي وكان ممن قرأ عند يشبك من مهدي ورفيقه تغري بردي القادري ولذا كان أولهما بعد ترقيه يحسن إليه، وأم بجامع القلعة ثم ترقى حتى ناب في القضاء بل سافر قاضي المحمل غير مرة وأهانه الأتابك أزبك مرة منها بمكة بالضرب وغيره ثم بعد سنين أمر السلطان بصرفه عن النيابة واستمر حتى أعاده زكريا بسفارة تغرى بردي المشار إليه ولم يكن بذاك المرضي مع كثرة تلاوته ولا زال يتقهقر حتى مات في جمادى الثانية سنة تسع وثمانين وبلغني أن أباه كان أيضاً قاضياً بالقلعة عفا الله عنه.
" أبو الفتح " المنوفي آخر نائب جدة هو البدر محمد بن العز محمد.
" أبو الفتح " النعماني نسبه لأبي عبد الله بن؛ النعمان كان ذا صوت جهوري يعطي الحروف في القراءة حقها ويقرأ طريقة عرفت به بحيث يقال القراءة النعمانية.
" أبو الفتح " الواعظ الحسيني محمد بن إبراهيم بن معمر؛ وآخر مضى في القمني.
" أبو الفرج " بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ناصر الدين بن القطان المدني أخو عبد الرحمن الماضي، ممن سمع مني بالمدينة.
" أبو الفرج " بن عبد الوهاب بن التقي محمد بن صالح بن اسمعيل الكناني المدني الشافعي أخو محمد الماضي وأبوهما؛ ممن حفظ الألفية وغيرها اشتغل يسيراً وسمع على أبي الفتح المراغي وسافر إلى القاهرة فغرق في رجوعه منها بين الطور والينبع آخر سنة إحدى وستين.
" أبو الفرج " بن قاسم؛ في محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن قاسم.
" أبو الفرج " بن النجم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد ابن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي أمه حبشية لأبيه مات صغيراً.
" أبو الفرج " بن محمود بن عاذل الحسيني الحنفي المدني أخو محمد وأبي السعادات الماضيين ويسمى محمداً؛ ممن اشتغل وفضل وكتب الخط الجيد وكتب به أشياء رحمه الله؛ وأظنه أبا الفتح الماضي قريباً.
" أبو الفرج " الكازروني، هو محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود.(5/296)
" أبو الفرج " المراغي محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر.
" أبو الفرج " اليعقوبي النصراني بطريق النصاري لا رحم الله فيه مغرز إبرة هلك في ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الثاني سنة ست وخمسين وألقي في حفرته من الغد.
" أبو الفرج " المنسوب إليه بيت ابن أبي الفرج وأجلهم الفخر عبد الغني صاحب الفخرية كان اسمه عبد الرزاق ولقب بعد إسلامه تاج الدين وأول ما تنبه كتب نقطياً ثم تنقلت به الأحوال حتى تدركها ثم عمل الولاية بها ثم ترقى للوزارة، ومات فقيراً في أوائل القرن.
" أبو الفضائل " بن الشهاب أحمد بن أبي البقاء بن أحمد بن الضياء المكي الحنفي ممن سمع مني بمكة. " أبو الفضائل " المرشدي، في محمد بن محمد بن إبراهيم.
" أبو الفضل " بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الكمال محمد بن المحب أبي الفضل النويري المكي خطيبها الشافعي والد أبي الفضل الآتي قريباً ويسمى كل منهما محمداً، مضيا في المحمدين.
" أبو الفضل " بن أحمد بن محمد بن محمد بن وفا غرق وهو عبد الرحمن مضى.
" أبو الفضل " ابن أخي الريس في أحمد بن أبي بكر بن عبد الله.
" أبو الفضل " بن أسد، في ابن محمد بن أحمد بن أسد.
" أبو الفضل " بن الإمام المغربي المالكي، في محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن وسمي المقريزي والده يحيى بن عبد الرحمن هناك ترجمته.
" أبو الفضل " بن الإمام الدمشقي الشافعي؛ هو المحب محمد بن أحمد بن محمد بن أيوب.
" أبو الفضل " بن الأوجاقي، في عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن محمد.
" أبو الفضل " بن البحلاق، مات في ليلة الجمعة ثامن ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وكان قد باشر تقدمة الدولة غير مرة وظلم ولكنه لم يمت حتى خذل وأهين وقاسى شدة وقلة.
" أبو الفضل " بن البرقي في محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي.
" أبو الفضل " بن البقري في مجد الدين من الألقاب. " أبو الفضل " بن جلود في علم الدين.
" أبو الفضل " بن الجمال المرجاني المكي أخو أبي الفتح الماضي، هو محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي.
" أبو الفضل " بن حجر أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد أستاذنا.
" أبو الفضل " بن الحنفي، في عبد الرحمن بن محمد بن حسن وسماع بعضهم محمداً.
" أبو الفضل " بن الردادي، في محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله.
" أبو الفضل " بن الزين، هو محمد بن محمد بن أحمد بن أبي الخير بن حسين مضى.
" أبو الفضل " بن ظهيرة جماعة الكمال محمد بن أحمد بن ظهيرة وحفيده محمد ابن أحمد سبط ابن اليافعي والعباس بن محمد بن محمد.
" أبو الفضل " بن عبد الرحمن النويري محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز.
" أبو الفضل " بن عبد السلام بن أبي الفتح بن تقي الكازروني المدني ممن سمع مني بها.
" أبو الفضل " بن القاضي عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح المدني ابن عم الشمس محمد بن فتح الدين محمد الماضي، ممن حفظ القرآن غيره واشتغل عند الشهاب البيجوري حين كان بالمدينة تميز في الميقات بل بلغني أنه كان فاضلاً وهو ممن سمع مني بالمدينة بل سمع علي أبي الفتح المراغي وغيره، مات في سنة إحدى وتسعين.
" أبو الفضل " بن عبد اللطيف بن محمد بن يوسف الزندري المدني الشافعي الماضي أبوه، كان فاضلاً.
" أبو الفضل " بن عبد الوهاب بن عبد اللطيف بن علي بن عبد الكافي السنباطي القاهري الشافعي الكاتب الأعرج ويسمى محمداً؛ نشأ فقرأ القرآن جود الخط على يس برع وتكسب بالنساخة مع التصدي للتكتيب في أيام بل ينوب في الأشرفية وغيرها في ذلك وربما اشتغل يسيراً عند بلديه عبد الحق وغيره، وبعد أبيه جلس في دكانه بالشرب قليلاً ثم ترك، ويجتمع مع محمد ابن محمد بن عبد الرحمن السنباطي الكتبي في علي.
" أبو الفضل " بن عرب موقع الأتابك أزبك، في محمد بن محمد بن علي.(5/297)
" أبو الفضل " بن عيسى بن علي بن عيسى البدر بن الشرف الأقفهسي ثم القاهري الشافعي ويسمى محمداً، ولد في سنة أربع وستين وثمانمائة بحارة الأقفهسيين، وحفظ القرآن والمنهاج وألفية الحديث والنحو وجمع الجوامع، وعرض على جماعة كالجوجري والعبادي وابن الصيرفي والشرف موسى البرمكيني ولازم الشمس بن سولة في الفقه وكذا الشمس بن سمنة بل قرأ علي الشمس البامي والزين زكريا والبرهان بن أبي شريف وعبد الحق والديمي وعبد القادر الحريري وشيخه البدر المارداني وآخرين في الفقه وأصله والعربية والفرائض والحساب والحديث لازمني كثيراً فقرأ شرح ألفية العراقي بتمامه وجميع مسلم وأكثر البخاري وسمع أشياء وهو فهم عاقل ساكن تكسب تحت نظر أبيه ثم ترك مع خير وعدم اشتغال بما لا يعينه، وحج في سنة ست وتسعين.
" أبو الفضل " بن قطارة، باشر ديوان المرتجع وقتاً، وصاهر العلمي ابن الجيعان على ابنته فرح وماتت تحته تركت له ابنة.
" أبو الفضل " بن أبي اللطف علي بن محمد بن علي بن منصور.
" أبو الفضل " بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المعطي الكمال الأنصاري الخزرجي المكي ويعرف بابن الصفي لكن أبيه كان سبط الصفي الطبري، سمع من والده والعز بن جماعة والحسن بن عبد العزيز الأنصاري وأجاز له جماعة وحدث، وكان يعمل العمر ويبيعها ويتردد من مكة إلى اليمن حتى أدركه الأجل بزبيد في سنة أربع عشرة، ذكره الفاسي.
" أبو الفضل " بن المراغي، هو الكمال محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن الحسين مضى.
" أبو الفضل " بن المصري، في محمد بن أبي بكر بن علي.
" أبو الفضل " بن أبي المكارم، في أبي الفضل بن ظهيرة قريباً.
" أبو الفضل " بن موسى بن أبي الهول أخو أبي البركات، كان عامل ديوان الأشراف، وحج مع ياقوت الأفتخاري ثم مع عبد اللطيف العثماني وتوفي في رجوعه معه بحدرة دامة دفن عند سيدي مرزوق وخلف عبد القادر محمداً.
" أبو الفضل " بن وفا، هو محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد وجده أيضاً يكنى أبا الفضل كما تقدم قريباً. " أبو الفضل " بن الأقفهسي التاجر مضى قريباً في ابن عيسى. " أبو الفضل " الحنفي، في ابن الحنفي قريباً وأنه عبد الرحمن بن محمد بن حسن، " أبو الفضل " بن السنباطي المكتب، مضى قريباً في ابن عبد الوهاب. " أبو الفضل " العراقي، هو عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن. " أبو الفضل " القزويني، في عماد الدين. " أبو الفضل " المحلي في محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن أحمد. " أبو الفضل " المرجاني، في محمد ابن محمد بن أبي بكر وقد أشير إليه قريباً. " أبو الفضل " المشدالي المغربي، هو محمد بن محمد بن أبي القسم بن محمد. " أبو الفضل " المنوفي إمام الزهد، هو محمد بن عبد الرزاق بن أحمد.
" أبو الفضل " النويري اثنان: محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد إمام الكاملية بمكة، خطيب مكة محمد بن أحمد ابن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الماضي أبوه في أبي الفضل بن أحمد قريباً.
" أبو الفوز " هو محمد بن خالد بن محمد القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف كأبيه بابن زين الدين، ولد ونشأ فتولع بالاشتغال وحضر عند الفخر المقسي والجوجري وغيرهما في الفقه وغيره وعند خالد في النحو ولازمني مديدة ثم انفصل مع تكرر تردده وله حافظة يحفظ بها فروعاً ومتوناً ونحو ذلك وربما خبط وأما فاهمته ضعيفة جداً والغالب عليه التعتعة والخفة، قد تكسب بالشهادة وتنزل في سعيد السعداء وغيرها وخطب في جامعهم بل استقر به تغري بردي القادري في خطابة جامع المغاربة؛ وصاهر ابن بيانة المعامل على ابنته واستولدها ثم فارقها وكثر تردده لناظر الخاص ابن الصابوني وتوصل به في استقراره أحد جماعة الخشابية، ولا زال حتى أدرجه الزيني زكريا في النواب المجددين وجلس بحانوت قناطر السباع، " أبو الفوز " بن البريدي محمد بن علي بن عادل.
" أبو الفوز " ربيب الأمشاطي محمد بن عبد الرحمن.
" أبو الفيض " محمد بن علي بن عبد الله.
حرف القاف(5/298)
" أبو القسم " بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عمر بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن جعمان الشرف الصريفي الذؤالي اليماني الشافعي خال الجمال محمد ابن أبي بكر بن محمد الماضي من بيت علم وصلاح، ولد سنة أربع وثمانمائة ومات أبوه وهو ابن ست فتخرج بقريبه الإمام الشهاب أحمد بن عمر بن جعمان وانتفع به في الفقه والعربية، وارتحل إلى زبيد فقرأ بها الفقه أيضاً على الطيب الناشري والعربية على الفقيه عبد الوهاب الناشري برع ثم عاد إلى بلده فتصدى للتدريس والإفتاء وقضاء حوائج المسلمين ورزق قبولاً تاماً وجاهاً عريضاً، كل ذلك مع العبادة بحيث انتهت إليه رياسة العلم والصلاح، ولما قدم ابن الجزري زبيد سنة ثمان وعشرين أخذ عنه عدة الحصن الحصين غيره وكان يجله ويعظمه مع أنه كان حينئذ في شبيبته، مات في آخر ربيع الثاني سنة سبع وخمسين وتأسف الناس على فقده، وأطال صاحبنا الكمال موسى الذؤالي ترجمته في صلحاء اليمن وهو ممن أخذ عنه رحمه الله.
" أبو القسم " بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير بن علي بن عثمان الشرف الحكمي الأصل من حكماء حرض اليماني الشافعي والد أحمد الماضي ويعرف كسلفه بابن مطير من بيت كبير باليمن فأبه وجده وأبوه من الثامنة، ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وخلف والده في التدريس والإفتاء، وانتهت إليه الرياسة ببلده علماً وعملاً وصلاحاً ووجاهة، وله كرامات منها أن البدر حسن بن علي بن يوسف بن أبي الأصبع قال بينما أنا أتحدث معه بمكة في قدمة قدمها علينا إذ ضرب برجله الحائط ضربة شديدة فسألته عن ذلك فقال إن أخاك البدر حسيناً راكب الآن في سفينة وهاج عليهم البحر فمالت السفينة وكادت أن تنقلب فدعمتها برجلي حتى اعتدلت وأنه ضبط التاريخ فلما جاء أخوه أخبره بذلك في ذاك الوقت، مات في ربيع الأول سنة أربع وأربعين ببلده بيت حسين وعينه الأهدل بيوم السبت منتصفه ولكنه تردد في مولده بين سنة أربع أو ثلاث وقال إنه خلف أخاه عبد الله فدرس وأفتى أقام بالزاوية وفي حوائج أهل القرية من الإصلاح والشفاعات لحسن خلقه وأنه جمع في مناقب والده جزءاً بل صنف في استحباب صلاتي رجب وشعبان زاعماً انتصاره فيه ممن أنكرهما وأنه رد عليه في كتاب سماه الكفاية، وذكره العفيف الناشري في ترجمة الأهدل فقال ومن المعاصرين له هناك الآن الفقيه الكبير العلامة الصالح أكثر العلماء في ذلك القطر والي فتواه يسكنون وبفعله يقتدون أخبرني الصنو حافظ الدين عبد المجيد بن علي الناشري أنه اجتمع به في سنة ثمان وثلاثين فأثنى عليه بحسن الخلق وسهولة الطبع وأنه محبوب الطلعة مشكور من رآه أحبه انتهى، وكذا اجتمع بابن زقاعة وعبد الرحمن بن اليافعي وكان يعظم صاحب الترجمة يرفع من شأنه رحمه الله وإيانا.
" أبو القسم " بن أحمد بن حسن الجدي الأصل المكي أخو حسن الماضي وأبوهما يعرف كسلفه بالحنش، مات بجدة في ربيع الأول سنة أربع وثمانين ودفن بالمعلاة، أرخه ابن فهد.
" أبو القسم " بن أحمد بن قاسم بن علي بن حسين بن قاسم الذويد الشهير بالذيب، مات بمكة في شعبان سنة ثمان وستين، أرخه ابن فهد.
" أبو القسم " بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الحوراني الأصل المكي المولد أخو عبد الله وأبي بكر المذكورين وربما دعي بقاسم، ولد سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة بمكة وقرأ في القرآن وغيره عند الفقيه حسن الطلخاوي وسمع عليه في سنة ثلاث وتسعين بمكة بعض الصحيح بقراءة ابن عمه يحيى بن عمر وغير ذلك ومن لفظي المسلسل وغيره.(5/299)
" أبو القسم " بن أحمد بن محمد بن عبد المعطي الشرف بن أبي العباس الأنصاري المكي المالكي والد عبد القادر الماضي، نشأ فحفظ القرآن والرسالة وألفية النحو وسمع في سنة خمس وثمانين على العفيف النشاوري بلدانيات السلفي وأربعي الثقفي وغيرهما، وأجاز له المحب الصامت وأبو الهول وابن حاتم والتاج الصردي وخلق، ودخل القاهرة واليمن مراراً وبغداد بقصد زيارة الشيخ عبد القادر ودمشق وزار بيت المقدس وأخذ الفقه ببلده عن الشريف عبد الرحمن الفاسي وعبد القوي البجائي والد أبي الخير وبالقاهرة عن البساطي، وناب في القضاء عن التقي الفاسي وعين للاستقلال به بعد فمات ودرس بعده في درس ناصر الدين بن سلام بالمسجد الحرام وكذا بالبنجالية برغبة التقي له عنها، واختصر مخنصر المتيطية لابن هرون في مجلد، وبصدر وأفتى وأخذ عنه جماعة منهم ابنه وهو المفيد لي معظم ترجمته؛ وكان بارعاً في الفقه والأحكام ذا نظم يسير، مات في الطاعون بالقاهرة في إحدى الجماديين سنة ثلاث ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر ولم يكمل الستين رحمه الله وإيانا.
" أبو القسم " بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد الشرف محمد بن المحب أبي بكر بن التقي الهاشمي المكي الشافعي شقيق عبد الرحمن ووالد عبد الرحمن الماضيين وأبوه وجده ويعرف كسلفه بابن فهد، ولد في عشاء ليلة السبت ثاني عشر ربيع الأول سنة ست وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي والتنبيه وألفية النحو وجل ألفية الحديث أو جميعها وعرض على جماعة وأحضره عمه النجم عمر على غير واحد بل أسمعه الكثير معي في سنة ست وخمسين ثم مع غيري بعدها وأجاز له جماعة، وارتحل إلى القاهرة ودمشق وغيرهما فسمع من طائفة واشتغل بمكة علي الزين خطاب في الفقه والعربية وغيرهما وعلي إمام الكاملية والجوجري وقرأ عليه شرحه للشذور وأذن له في النحو ولازم القاضي وأخاه الفخري، وسافر إلى بلاد الهند وغيرها وكان معه فتح الباري بخط أبيه فقدمه لبعض ملوكهم واستغرق هناك ومشى على طريقة الصالحين وساعده كرم أصله وفتوته، ورسائله واردة على أبيه وعمه ثم على ابن عمه وأنه في خير وبركة ثم بلغنا أن داره نهبت في فتنة هناك وتألم السلطان لهذا وأمر بنهب من نسب له ذلك، ولما كنت هناك بعد الثمانين أرسل يطلب منه القول البديع وغيره من تصانيفي فجهزها له، وعاد إلى مكة بعد التسعين ومعه زوجته التي اتصل بها هناك فحج وزار المدينة النبوية ثم رجع لانتظام أمره هناك وكون له في اليوم دينار بعد أن سمع مني أشياء من تصانيفي وغيرها بل وكتب بعض ذلك وكتب له عمه فهرستا لبعض مروياته ثم ابن عمه أربعين من المسلسلات، وهو ظريف فطن لبيب خفيف الروح جيد الفهم وأظنه ينظم الشعر.
" أبو القسم " بن أحمد بن محمد وقال بعضهم أبو القسم بن محمد بن اسماعيل البلوي البرزلي نزيل تونس وأحد أئمة المالكية ببلاد المغرب وصاحب الفتاوي المتداولة وهي في مجلدين، قدم القاهرة حاجاً في سنة ثمانمائة وأجاز لشيخنا بل أخذ عنه غير واحد ممن لقيناه كأحمد بن يونس وأرخ بعضهم وفاته بتونس في سنة أربع وأربعين وبعضهم في التي قبلها عن مائة وثلاث سنين وحينئذ فهو آخر من في القسم الأول من معجم شيخنا وأما آخرهم مطلقاً فالبرهان الباعوني وكان البرزلي موصوفاً بشيخ الإسلام، " أبو القسم " بن أحمد بن محمد النويري، مضى في عبد العزيز.
" أبو القسم " بن أحمد بن محمد المتيجي الفوي الشافعي الماضي أبوه، ممن نشأ شافعياً على ما صار إليه أمر أبيه وأخذ عن البدرين الخلال ثم عن الفخر المقسي وزكريا وكذا تردد إلي وقرأ على الديمي قليلاً بحيث درس وأفتى وكان يتجاذب مع أبي النجا بن خلف الآتي بحيث ترك فوة وقطن اسكندرية وناب في قضائها ثم صرفه الدرشابي وقدم القاهرة فعقد الميعاد بالأزهر تشبهاً بالمشار إليه وتوصل حتى ناب عن زكريا في البرلس عوضاً عن العلاء ابن شيخه البدر بن الخلال وتوجه فناكده أحد مشايخه ميلاً منه ومن غالب أهل البلدة إلى العلاء فعاد وعمل الميعاد قليلاً ولم يلبث أن توعك فعاد سريعاً إلى فوة فبمجرد وصوله إليها مات وذلك في جمادى الثانية سنة اثنتين وتسعين وكان حفظه أكثر من فهمه عفا الله عنه.(5/300)
" أبو القسم " بن أحمد بن مسعود بن غالب بن الحاجة، ووصفه ابن عزم بشيخنا وأنه مات سنة بضع وثلاثين.
" أبو القسم " بن اسماعيل بن أحمد الملك المسعود أحد بني رسول، تملك اليمن مدة ثم خرج عليه عبيد الدولة وأمرائها يافع وملكوا طفلاً من أقربائه فتسحب هذا إلى زيلع ولم يلبث أن انتزع علي بن طاهر وأخوه عامر المملكة من الطفل ورسخت قدمها ولا زال هذا يتنقل حتى استقر بكنباية وهو الآن سنة تسع وتسعين بها.
" أبو القسم " بن أبي بكر الغساني الفقيه الصالح العالم العامل؛ تفقه بالطيب الناشري وسمع الحديث من جماعة وانتفع به جماعة في العلم والعمل، وكان يكثر قراءة الأحياء ويفهمه بحيث اختصره ورتبه ترتيباً حسناً، وولى الإعادة والإمامة بمدرسة جهة الطواشي ياقوت بزبيد، ومات أوائل سنة خمس وأربعين.
" أبو القسم " بن حسن بن عجلان بن رميثة الحسني المكي أخو علي وبركات، تأمر بمكة وقتاً وقدم القاهرة صحبة الحاج في سنة ثلاث وخمسين للسعي في العود إليها فلم يلبث أن طعن ومات في ليلة العشرين من صفرها ونزل السلطان الغد فصلى عليه بمصلى المؤمنين ودفن على والده بحوش الأشرف برسباي رحمه الله وعوضه الجنة.
" أبو القسم " بن حسن بن مسعود الأزرق، مات في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، أرخه ابن فهد.
" أبو القسم " بن حسن الشرف الجبائي الزبيدي الشافعي ويعر بابن العماد، ولد سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وتفقه بجماعة ولازم عمر الفتي حتى قرأ عليه الإرشاد وقطعة من شرحه كلاهما لشيخه ابن المقري ومن الروضة، وكان ذكياً فطناً ذا فكرة في الأشياء الدقيقة وإصابة في بعض الأشياء مع انحراف سير وتخيل كبير وادعاء لأزيد من مرتبته حتى أنه تعاطى علم النحو من غير كبير تعلم ولا ممارسة ونظم فيه وخاض فيما أفتى شيخه الفتي بكفره واقتضى نظر القاضي حبسه؛ إلى غير ذلك من جناياته على نفسه وإهانته، مات في سنة سبع وثمانين، ترجمه لي بعض أصحابنا بأبسط من هذا عفا الله عنه.
" أبو القسم " بن سعيد بن محمد بن محمد العقباني مضى في قاسم.
" أبو القسم " بن الصديق بن عمر الشرف اليماني المطري الشافعي أحد قراء السبع من أبيات الفقيه ابن عجيل ويعرف بلقب جده زبر فيقال له ابن زبر، مات تقريباً سنة سبع وثمانين أخبرني بذلك ابنه محمد حين قرأ علي لما لقيني بمكة سنة أربع وتسعين.
" أبو القسم " بن عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطي الأنصاري المكي المالكي الماضي عم والده قريباً، ممن كان يشتغل بعمل العمر، ودخل القاهرة والصعيد وتردد لبجيلة حتى مات بها في يوم الثلاثاء عاشر صفر سنة خمس وسبعين ودفن بها، أرخه ابن فهد.
" أبو القسم " بن عبد الله بن محمد بن أحمد الشرف ابن قاضي القضاة بزبيد العفيف ابن قاضي القضاة الجمال الطيب ابن قاضي القضاة الشهاب الزبيدي الناشري الشافعي، ولد في جمادى الثانية سنة ثمان وخمسين بزبيد، ونشأ فحفظ الشاطبيتين والألفية والكثير من الحاوي وتلا لأهل سما على الفقيه موسى بن الزين وبعض ذلك على والده وقرأ الفقه على عمه عبد الرحمن بن الطيب والألفية وتوضيحها وغيرهما من كتب العربية على القاضي علي بن أحمد الناشري والكافي في الفرائض على إبراهيم بن عمر البجلي الزبيدي، ولقيني بمكة في ذي الحجة سنة سبع وتسعين حين قدمها للحج فسمع مني المسلسل وغيره، وكتب إلي حمزة أنه فقيه نبيل كامل مفيد من العلماء وذوي الفضل والرياسة.
" أبو القسم " بن عبد الله القيه الأجل الصالح الشرف بن الفقيه الصالح الأصابي، تفقه بخاله الجمال الطيب الناشري ولازمه كما لازم والده والده وانتفع به وقرأ العربية على الجمال محمد بن أبي القسم المقدشي - بالمعجمة - وولى إمامة مسجد الهمام بزبيد، وكان صالحاً يتبرك بدعائه، ذكره العفيف الناشري ولم يؤرخ وفاته وينظر مع ابن أبي بكر الماضي قريباً.
" أبو القسم " بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن أبي عبد الله محمد بن علي ابن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي المالكي إمام مقام المالكية أبوه كان ممن سمع مني بمكة في سنة سبع وثمانين وسافر بحراً إلى القاهرة في أثناء سنة تسع وتسعين.(5/301)
" أبو القسم " بن علي بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكي، ولد بها في سنة ست وأربعين وثمانمائة ومات بها بعد قليل سنة ثمان وأربعين.
" أبو القسم " بن علي بن محمد بن علي بن زبيدة العلامة المفنن الشرف الزبيدي اليماني الشافعي المعروف بالشرف زبيدة، قرأ على فقهاء بلده ومهر في الفنون فقهاً ونحواً ولغة وصرفاً وكان ذكياً فطناً غواصاً على المعاني الدقيقة درس وأفتى ونظم الشعر وعلق التعاليق المفيدة وأثنى عليه علماء وقته بجودة الذهن وفرط الذكاء ومع ذلك ناقص الحظ ولما انتهت الدولة الرسولية ضاق حاله وانتقل إلى عدن وغيرها ثم حج وأقام بمكة ينسخ بالأجرة وأقبل عليه الخواجا الشهاب قاوان فأحسن إليه بحيث استقام حاله قليلاً، واستمر إلى أن مات في يوم الخميس تاسع عشري ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ودفن بالشبيكة، ذكره ابن فهد وقال ابن عزم أنه قرأ عليه الشفا.
" أبو القسم " بن الشيخ نور الدين علي بن محمد بن علي بن علي بن عمر بن عبد الله الفاكهي المكي شقيق أبي السعادات محمد وأحمد وهو أصغرهم، ولد في صفر سنة سبع وسبعين وثمانمائة بمكة وحفظ القرآن وغيره واشتغل يسيراً وسافر إلى القاهرة ثم إلى دمشق فأدركته منيته بالطاعون فيها سنة سبع وتسعين.
" أبو القسم " بن علي بن محمد بن فرج بن محمد بن فرج بن عثمان السبتي الأصل الوادي آشي الأندلسي المالكي الماضي أبوه، ولد في آخر سنة خمس وستين وثمانمائة بوادياش ونشأ بها فقرأ الكثير من الروايات على علي بن داود المقيم الآن بتلمسان وعليه قرأ في الفقه والعربية وقرأ فيهما على أبيه مع قراءة الشفا والموطأ، وإبراهيم ابن كامل البرشاني - نسبة لبرشانة بالأندلس - وسمع عليه الموطأ ودخل تونس في سنة سبع وثمانين فأخذ عن محمد الرصاع في الفقه وغيره ثم تحول إلى القاهرة فحج في سنة ثمان وثمانين وجاور بمكة أزيد من سنة ثم بالندينة دون سنة وسافر منها لدمشق وزار بيت المقدس وأخذ بكل منها عن جماعة وقرأ الموطأ بالخليل علي البرهان الأنصاري وسمع بهذه الأماكن على بقايا من المسندين واجتمع بي في سنة ست وتسعين فسمع مني المسلسل وحديث زهير وأربعين من مسلم انتقاء شيخنا والثلاثي الذي بأبي داود مع حديث كفارة المجلس منه وقرأ على ثلاثيات البخاري والقول البديع وارتياح الأكياد والتوجه للرب وكتبها بخطه، وسكن الظاهرية القديمة وأقرأ بها الأنباء ثم قدم مكة في أثناء سنة ثمان وتسعين بحراً فجاور بها التي تليها وكتب أشياء من تصانيفي وسمع على تصنيفي في المولد النبوي وفي ختم التذكرة وأشياء وأقرأ ابن أخي وغيره وانجمع بالمسجد على خير مع مشاركة في الفضل بورك فيه.
" أبو القسم " بن عمر بن معيبد شرف الدين، مات سنة ثلاثين.
" أبو القسم " بن عيسى بن ناجي، مات سنة بضع وثلاثين.
" أبو القسم " بن أبي الفتح بن أبي القسم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى ابن مطير بن علي بن عثمان الحكمي اليماني الماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن مطير، ولد سنة ست وثلاثين وثمانمائة ببيت حسين ونشأ؛ ولقيته بمكة في سنة أربع وتسعين وهو حسن السمت طيب الرائحة نير ذو سيادة بأصله وللناس فيه اعتقاد وأخبرني أنه حضر عند جده وحدثني عن بيتهم بكرامات وأحوال، وتكررت زيارته لي وكنت أستأنس به ثم لقيته في سنة ست واللتين بعدها وأضافني في بيته الذي أنشأه بحارة القرشيين ونعم الرجل.
" أبو القسم " بن محمد بن إبراهيم الجذامي البرنتيشي المغربي والد محمد الماضي. مات في سلخ شعبان سنة تسع وخمسين وهي السنة التي ولد فيها ابنه، وخلف شيئاً كثيراً تلف أكثره رحمه الله.
" أبو القسم " بن محمد بن أحمد بن عجيل اليماني الحسيني بلداً الشافعي نزيل مكة، مات بها قبل استكمال الأربعين في يوم الثلاثاء رابع عشر المحرم سنة سبع وثمانين وصلى عليه بعد عصره ودفن بالمعلاة، وكان بارعاً في الفرائض والحساب والجبر والمقابلة انتفع فيها بعبد الرحمن بن أحمد الضراسي ولما كان الشرف عبد الحق السنباطي مجاوراً لازمه في ذلك، وأشير إليه بين منصفي فضلاء مكة بالفضل فيه وافر رحمه الله. " أبو القسم " بن أبي الفضل محمد بن أحمد النويري في محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز.(5/302)
" أبو القسم " بن محمد بن أبي بكر الجبيلي قاضي الجند، تفقه بالشهاب أحمد ابن أبي بكر الناشري وجمع من العلوم والكتب ما لم يجتمع لغيره مع اشتهاره بالديانة والأمانة وذكره بالورع التام، مات بقرية السمكر سنة سبع وثلاثين، ذكره العفيف الناشري وقال إنه قرأ عليه فصبح ثعلب.
" أبو القسم " بن محمد بن علي بن حسين المصري الأصل المكي التاجر الماضي أبوه وابنه محمد، ويعرف بابن جوشن، ممن ورث من أبيه أموالاً ونماها ثم تركها لبنيه بعد موته، ومات بمكة في المحرم سنة أربعين، أرخه ابن فهد.
" أبو القسم " بن محمد الأكبر بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله الشرف بن الجمال الفاكهي أخو علي وأخوته، ولد في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين بمكة وحمل وهو صغير إلى اليمن فدام حتى تميز ثم تردد به أبوه لمكة غير مرة وحفظ القرآن في أثناء ذلك القرآن، ودخل هو القاهرة في سنة ست وخمسين وحفظ فيها الحاوي في أربعة أشهر وعرضه على المناوي وغيره وكذا حفظ غيره واشتغل بها وبمكة وفضل ومن شيوخه إمام الكاملية، وهو صاحب المنازعات مع بني الزين التي آلت إلى حكايات ونكايات ومات بمكة في ثاني ذي القعدة سنة سبعين أرخه ابن فهد.
" أبو القسم " بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد بن عمر بن يوسف بن علي بن إسماعيل الشرف ويسمى محمداً بن الجمال أبي النجا بن البهاء أبي البقاء بن الضياء المكي الحنفي قاضيها وابن قضاتها الماضي أبوه وجده وجد أبيه وأخوه صالح ويعرف كسلفه بابن الضياء، ولد في ربيع الأول سنة تسع وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ الكنز والمنار وألفية النحو وعرض على جماعة وقرأ على أبيه في الفقه والأصلين والعربية والحديث وكذا أخذ عن البدرين ابن عبيد الله وابن الغرس في مجاورتهما الفقه وأصوله وعن خير الدين الشنشي في مجاورته أيضاً الفقه واليسير عن الزين قاسم في أيام الموسم والعربية وغيرها عن ابن يونس والمحيوي عبد القادر وارتحل إلى القاهرة مرتين أولاهما في سنة سبع وسبعين وأخذ فيها عن الأقصرائي وسمع عليه الحديث بل سمع ببلده على عم أبيه أبي حامد وأبي الفتح المراغي، وأجاز له خلق منهم جده وشيخنا وابن الديري والشمس الصفدي والعز بن الفرات وسارة ابنة جماعة والرشيدي وأبو جعفر بن العجمي والثانية في سنة ثلاث وثمانين وحضر فيها دروس الإمام البرهان الكركي، واستقر بعد موت أبيه في القضاء وفي دروس يلبغا وخيربك والسلطان وباشرها وكثرت مناكدته لابن عمه أبي الليث ثم لولده وزاد ولم يجد منصفاً بل قيل أنه برز في الشارع المستطرق بمني بأذرع في مكان ضيق. " أبو القسم " بن محمد بن محمد بن أحمد القسنطيني الوشتاتي قاضي الجماعة بتونس، يأتي فيمن لم يذكر اسم أبيه قريباً.
" أبو القسم " بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن صالح، هو محمد مضى.
" أبو القسم " بن محمد بن محمد بن محمد بن الجلال بن الكمال أبي بكر الأخميمي القاهري الشافعي النقيب والد العلاء علي الماضي ويعرف بأبي القسم الأخميمي ويسمى أحمد؛ ولد تقريباً سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بأخميم ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه وعرضه على قاضيها وثبتت عدالته لديه فأجلسه فيها مع الشهود ثم تحول منها قبل استكمال العشرين إلى القاهرة امتثالاً لأمر أبويه فإنهما كانا قد دخلاها قبله لا سيما وقد أشار عليه بذلك بعض المعتقدين فقطنها ولزم القاياتي في دروسه وغيرها وباشر عنده شريكاً لغيره في أيام قضائه النقابة بل وأمانة الحكم أياماً ثم خدم في النقابة عند العلم البلقيني من سنة اثنتين وخمسين إلى أن مات وناب عنه وكذا باشر النقابة عن كل من بعده حتى الزيني زكريا ما عدا المناوي، وحمدت دربته وسياسته وكثرة تلاوته للقرآن وكانت زهرته في الأيام العلمية ثم تناقص حتى صار في باب القاضي كالآحاد بل كان الواوي الأسيوطي يتمقته ويشافهه بالتقبيح ونحوه كثيراً، وحج في سنة سبع وستين وكان قاضي الركب فيها صحبة بردبك هجين ولم يخرج من القاهرة إلا للحج بل طلع لصالحية الشرقية صحبة الولوي حين توجه للخطبة بالسلطان، ومات بعد أن توعك مدة في ليلة الأحد ثاني ذي الحجة سنة سبع وثمانين وصلى عليه بمصلى باب الوزير تقدم الشافعي زكريا للصلاة عليه ودفن بتربة فتح الله بالصحراء رحمه الله وإيانا.(5/303)
" أبو القسم " بن محمد بن مقبل بن عبد الله بن عبد الرحمن المكي ويعرف بالغلة الماضي أبوه، ممن يتعانى التكسب وعنده تودد وخير بل كان من أصحاب صاحبنا ابن فهد، ولد في سنة إحدى وثلاثين ظناً بمكة، ممن يتعانى التكسب وسافر لهرموز واليمن وغيرهما وتعانى المغاص على اللآلئ متجراً فيه.
" أبو القسم " بن محمد الشهامي المقرئ الصالح قرأ القراآت على أبي بكر بن علي بن نافع ثم اشتغل بالعبادة والسياحة فاعتقده الناس وصار يتكلم بأشياء قبل وقوعها فتصح، مات في سنة سبع عشرة.
" أبو القسم " بن محب الدين، مضى في عبد العزيز بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز.
" أبو القسم " بن موسى بن محمد بن موسى العبدوسي المغربي نزيل تونس المالكي، كان واسع الباع في الحفظ والرواية مع عدم عربية وممن لقيه ابن يونس بل قيل إن ممن أخذ عنه أبو المواهب بن زغدان؛ مات سنة سبع وثلاثين قبل أبي فارس بيسير، وقد أجاز لولد شيخنا وغيره من المتأخرين في سنة عشرين، وذكره شيخنا في معجمه.
" أبو القسم " بن نابت بن اسماعيل بن علي بن محمد بن داود المكي الزمزمي الماضي أبوه، قرأ القرآن وسمع الحديث ولازم فيه والده.
" أبو القسم " بن يحيى بن عبد الله المراكشي المغربي، ممن سمع مني بمكة.
" أبو القسم " الإمام شرف الدين بن زبيدة اليماني، مضى قريباً في ابن علي بن محمد بن علي.
" أبو القسم " الشريف المغربي شيخ تربة خشقدم، يأتي في الحداد من الألقاب.
" أبو القسم " البرزالي، في ابن أحمد بن محمد البلوي قريباً.
" أبو القسم " التازغدري - نسبة لموضع من نواحي طنجة - المغربي المالكي، ممن أخذ عن عيسى بن علال الماضي وله تعليقة على شرح المدونة لأبي الحسن الصغير، مات مقتولاً غدراً بعد الثلاثين ولم يعرف قاتله، أفاده لي بعض أصحابنا.
" أبو القسم " التينملي؛ هو القسم بن علي بن محمد بن علي.
" أبو القسم " الحبحابي المغربي المالكي أحد شهود الحكم بدمشق، كان من أعيان فقائهم، مات في شعبان سنة سبع، ذكره شيخنا في إنبائه.
" أبو القسم " الخطيب محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.
" أبو القسم " العبدوسي؛ في ابن موسى بن محمد بن معطي قريباً.
" أبو القسم " العقباني؛ في قاسم بن سعيد.
" أبو القسم " المغربي الصوفي، له حواش في الفنون متقنة بديعة مع قيام بالحق وصدع فيه، مات بعد الأربعين.
" أبو القسم " النويري محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الخالق.
" أبو القاسم " الهزبري المغربي، ممن أخذ عنه في الفقه مساعد بن حامد، ومات بأطرابلس المغرب في حدود سنة ستين.
" أبو القاسم " الوشتاتي - نسبة لقبيلة من عمل أفريقية - القسنطيني وهو محمد بن محمد بن أحمد قاضي الجماعة بتونس ممن أخذ عن موسى الغبريني وغيره؛ وولى قضاء الجماعة وإمامة جامع الزيتونة وكان لا يخاف في الله لومة لائم وقام في أيام قضائه على أحمد بن عمر القلشاني ورام قتله فلم يتمكن لكنه عزر بالحبس وغيره واتفق أنه مات مقتولاً ولا يقال من جهة حكمه في بعض الأحافصة فدس عليه من قريب للمحكوم عليه فقتله وهو بمحراب جامع الزيتونة في صلاة الصبح يوم الخميس تاسع عشر صفر سنة ست وأربعين، أرخه ابن عزم، وقيل يوم الجمعة في الصلاة فبادر من كان يصلي لقتله بعد أن جرح جماعة منهم ولكنهم ألقوا عليهم برنساً وقال الشيخ إني أبرأ إليك مما فعلوه وعلل ذلك بأنه لم يمت إلى الآن فكيف يقتل القاتل، ولم يلبث أن مات؛ وكان عمر القلجاني يقول أنه رام قتل أخي بالسكين فقتله الله بها ولكن الحال مفترق في الموضعين فذاك بسيف الشرع وهنا أكرم بالشهادة، وكان ذا وقع عند الخاصة والعامة ومحمداً ابنه الأصغر الآن بعيد التسعين قاضي الجماعة وليها بعد محمد الرضاع وهو طيب الخاطر بذلك كراهة في القلجانيين واقتصر له على إمامة جامع الزيتونة.
حرف الكاف
" أبو كامل " أحد أتباع الزيني بن مزهر وأظنه شامياً مات في صفر سنة تسع وسبعين.(5/304)
" أبو الكرم " بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد الدخلي الأصل التونسي المغربي المالكي ويسمى محمداً، ولد في شعبان سنة ست وأربعين بتونس ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على أبيه والرسالة والجرومية وألفية ابن مالك وبعض اللامية في الصرف وبعض ابن الحاجب الفرعي وأخذ عن الشهاب السلاوي العربية وكان متميزاً فيها وكذا عن إبراهيم الناجي ومحمد أبي عصانين والفقه عن أبي عبد الله محمد الزلديوي قاضي الأنكحة وولده الفقيه أبي الحسين محمد - وهو الآن سنة تسع وتسعين حي - وأبي عبد الله محمد الرصاع قاضي الجماعة بتونس في آخرين منهم قاضي الجماعة بتونس أيضاً أبو عبد الله محمد بن أبي القسم القسنطيني المتقدم في التفسير وهو أيضاً حي في محنته مع زكريا صاحب تونس والصالح أبي عبد الله محمد الخطاب وأخذ عنهم وعن غيرهم غير هذا؛ وارتحل للحج في سنة سبع وسبعين فلقي بإسكندرية قاضيها أبا البركات ابن ملك والشمس المالقي وخطيب جامع المغربي عبد الله وأخذ في القاهرة عن الأميني الأقصرائي والكافياجي ورافقه في الأخذ عنه ابن عاشر وعن السنهوري والعبادي وغيرهم، وحج وزار ثم رجع إلى بلاده في التي تليها وعاد في سنة اثنتين وثمانين فاجتمع بأبي النجا بن الشيخ خلف وكاتبه بمنزله وسمع منه بعض الفتاوي، وأقام بمكة بقيتها وجميع التي تليها وأخذ فيها عن البرهاني بن ظهيرة بعض الصحيح والشفا وقرأهما على عبد المعطي المغربي بل قرأ عليه منهاج العابدين وغيره وكتبا له إجازة وكان الذي كتبه البرهاني أنه وقع منه في أثناء سماعه وفي غيره من المجالس من الفرائد الرائقة والفوائد اللائقة والأبحاث الفائقة ما تتشنف به المسامع ويلقي القياد لها بلا مدافع مع العذوبة في الكلام والمشي في الأساليب على أوفق نظام وإفادة النقول العربية والتحاقيق العجيبة وسمع على زينب ابنة الشوبكي والنجم ابن فهد المسلسل وابن ماجه ومجلساً من أمالي أبي سهل بن زياد القطان وأسلاف النبي صلى الله عليه وسلم للمسيبي والقصيدة اللامية؛ وفي أثناء المدة توجه للزيارة النبوية فدام أشهراً وحضر مجالس الشهاب الأبشيطي وقرأ الشفا على قاضيها الشمس بن القصبي المالكي وأخذ عن الشمس بن أبي الفرج المراغي أشياء بل سمع قبل ذلك على أبيه، ثم عاد لبلاده وعقد فيها مجلس التذكير على العامة بجامع الزيتونة وهو جامع تونس الأعظم وببيت العابد محرز بن خلف وغيرهما؛ وسافر منها في سنة ثمان وتسعين إلى القاهرة فاجتمع بالزيني زكريا بل اجتمع به قبلها وحضر مجالسه وبالديمي وركب البحر فوصل مكة في منتصف رجب من التي تليها ولقيني بها وحضر عندي بالمسجد الحرام وغيره وأنزله عبد المعطي بالمدرسة الكنبايتية وقرأ عليه وتكرر حضوره لمجلس القاضي وكثر ثناؤه على أبيه جداً وهو إنسان فاضل عارف مصاحب للطيلسان مظهر للاغتباط بي نفع الله به، " أبوكم " في يحيى بن عبد الله.
حرف اللام
" أبو اللطف " في محمد بن علي بن منصور.
" أبو الليث " بن الضيا، في محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد.
حرف الميم
" أبو المحاسن " بن الشرف أبي القسم محمد بن أبي النجا محمد بن أبي البقا محمد بن الضيا المكي الحنفي، مضى في محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد.
" أبو مدين " الرملي هو علي بن إبراهيم بن أحمد مضى.
" أبو مدين " الغراقي، في محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف.
" أبو المراحم " هو محمد بن أبي الفضل عبد الرحمن محمد بن الشهاب أحمد ابن الشيخ محمد بن محمد بن وفا القاهري الشاذلي المالكي والد أبي الفضل محمد الماضي ويعرف كآل بيته بابن وفا؛ خلف عمه يحيى بن أحمد في المشيخة والتكلم ولم يكن ممن يظن تأهله لذلك ولكن الولد سر أبيه، مات في جمادى الأولى سنة سبع وستين في الروضة بين البحرين وحمل إلى القرافة فدفن ببيتهم وكان يوماً مشهوداً رحمه الله.
" أبو المراحم " بن الزيلعي الشاذلي، شيخ صالح معمر، مات في ثامن عشر ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين رحمه الله.(5/305)
" أبو مساعد " محمد بن عبد الوهاب بن خليل بن غازي المقدسي الشافعي، ولد سنة تسع عشرة وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ بها فقرأ القرآن وجوده على الشمس القباقبي وأبي القسم النويري وحفظ التنبيه وألفية النحو والشمسية والتلخيص وعرض بعضها على العز القدسي وابن رسلان وغيرهما وتفقه بابن رسلان والعماد ابن شرف والزين ماهر وفي القاهرة بالقاياتي والونائي وابن البلقيني وأخذ الأصلين وغيرهما من العقليات عن ابن الهمام وسمع على شيخنا والعز بن الفرات وآخرين وأجاز له جماعة وصحب الولوي البلقيني وقتاً، ودخل الشام والقاهرة غير مرة؛ وحج وأعاد بالصلاحية وتصدر بالأقصى وأشير إليه بالفضيلة وأقرأ الطلبة وأفتى بل واختصر الملمات للبلقيني في نحو ربعها والنكت للولي العراقي فكتب منه نحو الثلث وعمل كتاباً فالأصول سماه الإرشاد وشرحه في مجلد لطيف وشرع في جمع شروح المنهاج في تصنيف وصل فيه إلى التيمم، وقد لقيته بالقاهرة غير مرة وكذا ببيت المقدس وسمعت مباحثه وسمع بقراءتي وأضافني، وكان خيراً متواضعاً ذا مروءة وهمة واستحضار للفقه ومشاركة في غيره مع التدين والقيام مع من يقصده والصدع بالحق وإكرام الوارد على فاقته، مات ببيت المقدس في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وكان قدم فيها القاهرة ثم رجع بدون الغرض الذي قدم لأجله رحمه الله وإيانا. " أبو المكارم " بن أحمد بن محمد بن وفا أحد الأخوة.
" أبو المكارم " بن أبي البركات محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن ظهيرة.
" أبو المكارم " بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد ابن القطب محمد بن أحمد بن علي القيسي القسطلاني المكي الحنبلي، ولد بمكة وأمه خديجة ابنة إبراهيم بن أحمد المرشدي ونشأ وسمع من خاله الجمال محمد بن إبراهيم وابن الجزرس والشمس الشامي وابن سلامة وأبي الفضل بن ظهيرة وآخرين، وأجاز له في سنة أربع عشرة عائشة ابنة عبد الهادي وغيرها، ودخل دمشق بعد الثلاثين بيسير ولازم بها أبا شعر وتفقه عليه وعادت عليه بركته وصحب الأمير بن منجك ودخل صحبته القاهرة وكذا دخل طرابلس من ساحل بلاد الشام فمات بها في سنة ثلاث وثلاثين ودفن هناك رحمه الله. " أبو المكارم " بن الرافعي محمد بن عبد الكريم بن أبي السعادات محمد بن محمد بن ظهيرة.
" أبو المكارم " الشيبي أحمد بن علي بن أبي راجح محمد بن ادريس.
" أبو المنصور " شمس الدين كاتب اللالا، استقر في نظر الإسطبل بعد التاج بن القلاقسي في سنة أربع وأربعين.
" أبو المواهب " بن زغدان في محمد بن أحمد بن محمد بن داود.
حرف النون
" أبو نافع " في أحمد بن سعيد. " أبو النجاح " محمد بن أحمد بن يحيى الصالحي.(5/306)
" أبو النجا " بن خلف بن محمد بن محمد بن علي المصري الشافعي الماضي أبوه نزيل فوة. ولد في سنة تسع وأربعين وثمانمائة بمصر العتيقة ونشأ بالمدرسة الخليلية منها فحفظ القرآن وجانباً من كتب الحنفية فقهاً وأصولاً ثم شفعه أبوه فقرأ الحاوي الصغير وجمع الجوامع والمفيد ي النحو وتحول معه إلى فوة ولازمه في العلوم وقرأ عليه المجرد في غريب الحديث ثم شرح الشافية للسيد الركن ثم ألفية النحو وشرحيها لابن الناظم والمرادي ثم الرضي ثم المتوسط ولم يكمله ثم شرح التسهيل للمصنف ثم المختصر والمطول ثم شرح الصحائف للسمرقندي في علم الكلام ثم شرح الكنز للزيلعي وشرح المنار في أصول الحنفية وغير ذلك من تفسير وعربية ثم أخذ عن الزين قاسم شرح ألفية العراقي وعن التقي الحصني الشمسية مع شرحها للقطب وحاشية الشريف كلها في المنطق وقطعة من شرح الطوالع ثم على الكمال إمام الكاملية شرحه علي البيضاوي وأخذ عن العبادجي الحاوي وبعض شرحه للقونوي وكذا أخذ عن البكري بعض القونوي وأجازه كل منهما بالإفتاء والتدريس في ذي القعدة سنة ست وسبعين وعن الجوجري وابن قاسم وتزوج ابنته ثم فارقها، وتميز في الفقه والأصلين والعربية والصرف والمنطق والتصوف والتفسير والوعظ وغيرها مع البراعة في الموسيقا عملاً وعلماً، وأذن له الحصني في إقراء الكلام والمنطق والعبادي والبكري بالإفتاء والتدريس واستقر في مشيخة جامع ابن نصر الله بفوة وقطنها يدرس ويفتي وصارت له وجاهة مع اهتمامه بالخير وإزالة المنكر، وحج وقدم القاهرة غير مرة وعقد مجلساً للتفسير بجامع الأزهر في أيام الجمع بعد صلاتها أشهراً واستحسنت مجالسه وسمعها جمع من الأعيان بل عمل منظومة في العقائد تزيد على ألف بيت وشرحها وقرض له المتن الكافياجي وبالغ في الثناء عليه وكذا نظم المغنى وشرحه والشافية في الصرف والتلخيص وكتب حاشية على شرح الحاوي للقونوي في أربع مجلدات بل له ديوان نظم في السلوك وبلغني أنه كتب على الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة في العقائد شرحاً في ليلة أجابه لسؤال الأمير تنبك قرافيه وشهد له بذلك فالله أعلم، وتردد لكثير من الجوامع الكبار والمشاهد العظام لعمل المواعيد وتزايد الإقبال عليه بحيث حسده الجلال بن الأسيوطي لإقبال أهل خطته بجامع طولون ونحوها عليه ولم يلتفت الناس إليه بل أشبعوه كلاماً وملاماً وحملوا صاحب الترجمة على عقد المجلس بالبيبرسية محل جلوس هذا المسكين وما تخلف أحد عن شهود هذا المشهد وجئ لحاجب الحجاب بجماعة من العوام الذين يعارضون صاحب الترجمة بل وطلب الجلال، وكانت حكايات شرحت في الحوادث، ومن نظمه:
سلطان حسنك قد سبى أسرى المهج ... وأباح إتلاف النفوس ولا حرج
وجمال وجهك قد بدا متحجباً ... فسبي النهي لما تبرقع بالبلج
وأتت له الأرواح تهرع سجداً ... والسر سار له مجداً في الدلج
حسن بديع للطائف آخذ ... بتطلف كل يلبي في نهج
فمتيم كتم الصبابة غيرة ... ومهيم بغرامه جهراً لهج
ومحجب يشكو حرارة هجره ... ويبث ما يلقاه من حرق الوهج
ومنعم بالوصل يشكو برده ... ملأ الوجود مسرة حين ابتهج
ومموه يبدي الغرام تغزلاً ... فكأنه يصف الرشاقة والدعج
عجباً لهاتيك القدود وفتكها ... ولسحر ألحاظ تملت بالغنج
ترمي بقوس حواجب ما أخطأت ... وقلوب عشاق الجمال لها أمج
رقت حواشي العاشقين فجردوا ... صور الخيال فتاه قوم كالهمج
وسقوا خمار العشق صرفاً فاعذروا ... سكران من خمر الغرام بلا حرج
والله لو ورد المحب على لظى ... ولهيبها أضعاف ما هو ما انزعج
كيف الصنيع وذو الصبابة داخل ... حان الغرام وذو الملامة قد خرج
طرفاً نقيض عاشق ومؤنب ... والجمع بينهما محال بالحجج
إني استجرت من العذول ولومه ... بالمظهر الأعلى فكم كرب فرج
صلى عليه الله ما هب الصبا ... فنمت إلى العشاق من طيب الأرج(5/307)
وقد لقيني غير مرة منها في سنة ست وتسعين وكتبت له إجازة لولده، والغالب عليه الآن التصوف والوعظ وهو في ازدياد من الخير.
" أبو النجا " بن البقري أحد الكتبة هو فيما قاله لي محمد بن المجد بن عبد الله بن فتح الدير المكيني وإنما قيل له ابن البقري لأن جدته أم أبيه تزوجت بتاج الدين ابن البقري أظنه الآتي في الألقاب وإن أباه سعد الدين نصر الله وكلاهما ولى الوزارة وهما غير صاحب المدرسة ذاك مجد الدين شاكر بن غبريل انتهى كتب صاحب الترجمة بجدة مع ابن رمضان وغيره إلى آخر وقت بل كتب في المواريث بباب غير واحد بالقاهرة ومع ذلك فهو مشحون لا يزال مديوناً مسبوقاً مع سكون وأما أبوه فقال لي إنه كان مستوفي المواريث بل كتب بجدة أيضاً أيام جانبك وغيره وكذا في بعض العمائر التي كانت بالمسجد حين كان بردبك التاجي ناظره وشادا وأنه قطن مكة سنين، ومات بالقاهرة في سنة خمس وسبعين والله أعلم.
" أبو النجا " بن أبي الطيب بن يوسف بن علي القنبشي المكي أخو أبي اليمن الآتي والماضي أبوهما، ممن سمع مني بمكة.
" أبو النجا " بن الضيا الحنفي هو محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد مضى.
" أبو النجا " بن عبد الرحمن الموفقي نسبة لسويقة الموفق ببولاق ويقال له ابن الخولي والبولاقي وبها اشتهر، وكان يجبي الأوقاف عند الشافعية ويخدم بني البلقيني مع الإسراف على نفسه، ومات في ذي الحجة سنة ست وتسعين عفا الله عنه، واستقر بعده في الجباية أحمد أبو شامة الصحراوي وسكن ببيت ابن عواض وببيت ابن جوشن بزوجتين له بعد الفاقة وأوصى المتوفي ولده أن لا يدخل في شئ منها لما قاساه فإنه كان ممن رسم عليه مع جماعة الشافعي.
" أبو النجا " بن محمد بن إبراهيم المكي المرشدي أخو عبد الرحمن وعبد الأول واسمه محمد ممن سمع من شيخنا ومضى في المحمدين.
" أبو النجا " بن محمد بن أبي بكر واسمه محمد بن ناصر الدين القاري المقسي البابا الطشتدار؛ ولد سنة ثلاث وثلاثين بسويقة أبي الوفا من المقس ونشأ مخالطاً لجماعة من تلك الناحية كالشمس بن أنس خطيب جامع الزاهد ثم البدر بن الشربدار وإمام الجامع البدر الفيومي ثم الفخر عثمان المقسي وانتقل بعد بجانبه جوار زاوية الأنباسي وابتنى له مكاناً هناك وخدم طشداراً وتدرب بزوج أخته محمد الدمدمكي طشدار الظاهر بل بالمهتاز للأشرف ثم للظاهر علي الزيبق وسافر مع الأشرف قايتباي حين حج وهو سلطان بل كان يرسله إلى النواب والمباشرين والمتدركين بالبلاد الشامية وغيرها بما يرسم به، وحج غير مرة وجاور مراراً منها في سنة تسع وتسعين وسمع مني المولد النبوي تصنيفي في محله الشريف وكذا سمع على غير ذلك وله محبة فالعلماء والصالحين وحسن اعتقاد فيهم وكان يمشي فيما أحضه على فعله. " أبو النجا " الزيتوني محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عيسى.
" أبو النجا " السكندري الصيرفي بالخاص، مات في صفر سنة ثمانين بعد تكرر عقوبة ناظر الخاص له بسبب مال.
" أبو النجا " الكولمي المقرئ في الأجواق وصفة الأشرفية والقلعة، مات في شوال سنة اثنتين وثمانين.
" أبو النجا " المقري إمام جامع المغاربة بباب الشعرية، مات في ليلة مستهل ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين ودفن من الغد سامحه الله.
" أبو النجا " في عبد الباري، " أبو نجور " الأدكاوي في أحمد بن موسى.
" أبو نصر " الشرواني في محمد بن محمود بن علي. " أبو النعيم " رضوان بن محمد ابن يوسف.
" أبو النور " بن المصري محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر.
حرف الهاء
" أبو الهائم " محمد بن إبراهيم بن أحمد. " أبو هريرة " بن النقاش عبد الرحمن ابن محمد بن علي بن عبد الواحد. " أبو هريرة " القبابي عبد الرحمن بن عمر.
" أبو هريرة " القبابي عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن سعيد الماضي أبوه.
" أبو الهيجا " بن عيسى بن خسترين الأمير مجير الدين الأزكشي الكردي، كان من أعيان الأمراء وشجعانهم له في مصاف التتار بعين جالوت اليد البيضاء ولما قدم الملك المظفر دمشق بعد كثرة التتار رتب الأمير علم الدين الحلبي نائباً عنه وجعل هذا مشاركاً له في الرأي والتدبير، مات بدمشق ودفن بقاسيون، ذكره ابن خطيب الناصرية.
حرف الواو
" أبو الوفا " محمد بن الشيخ أبي بكر بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الوفا تاج الدين مضى.(5/308)
" أبو الوفا " محمد بن القاضي الماضي شمس الدين محمد بن محمد الونائي الأصل الخانكي قاضيها أبوه؛ مات في حياة أبيه قبيله وقد فارق الأربعين وخلف أولاداً.
" أبو الوفا " بن أبي الفتح محمد بن محمد بن علي بن يعقوب القاياتي أخو أبي السعود محمد الماضي ويسمى أيضاً محمداً وهو أكبرهما، ممن جاور سنة ثمان وتسعين بعياله وكان منجمعاً وعاد مع الركب. " أبو الوليد " بن الشحنة محمد بن محمد بن محمد.
حرف اللام وألف
" أبو لاطية " لقب لعلي بن محمد بن خالد بن أحمد البلبيسي.
حرف الياء
" أبو يحيى " بن يحيى بن محمد بن علي التكروري المسوفي الناكنتي ويعرف أبوه بابن سكن الفقيه، مات ببادية تجدة في ليلة الأربعاء تاسع عشري ذي الحجة سنة ثمان وأربعين، أرخه ابن عزم.
" أبو يزيد " محمد بن محمد بن أبي بكر الدلجي والد قريش الماضي.
" أبو يزيد " بن محمد بن مراد، أسن إخوته وملك الروم الماضي أبوه وجده استقر في المملكة بعد أبيه في سنة ست وثمانين وثمانمائة وقد زاحم الأربعين وسلك طريقته في غزو الفرنج بحيث استولى على بلدين لهم كان سبق من أبيه محاصرته لهما فلم يتهيأ له، وثار أخوه جام فيعسكر انتمى إليه حتى دخل برصا وملك قلعتها فبادر هذا لمحاصرته فلم ينهض ذاك لمقابلته مع التقاء العسكرين وفر إلى الديار المصرية فأكرمه السلطان وجهزه للحج في أبهة وضخامة ولما رجع كاتبه أمرائهم مغرياً له على أخيه ووعده بالقيام في خدمته فاستمهله السلطان ليجهز معه عسكراً فما وافق جل الأمراء على ذلك بل أشار تغري بردي ططر لايداعه اسكندرية حتى تسكن الفتنة فما تم وتوجه مع تركه أمه وبنيه بالقاهرة فلما قارب البلاد خرج إليه أخوه فلم يستطع أن يقابله وفر إلى جهة رودس فأسر بها وكاتب صاحبها كل من أخيه والسلطان ليجهزه له مع الوعد والترغيب فلم يجب وآل الأمر إلى إرساله من رودس إلى أقرنصا فيما قيل؛ وبالجملة فهو إلى الآن في قبضة الفرنج ولو قدر الزام السلطان له بالإقامة كفعله في أخي السيد محمد بن بركات وفي حفيد حسن باك أو حبسه لاندفع شر كبير فقد جرت في غضون ذلك حوادث تلف فيها رجال وأموال شرحت في محالها ورأيت من يذكره باشتغال في العلوم وأنه قرأ في شرح المواقف وفي المقامات ومقدماتها من كتب الأدب وأنه ربما نظم مع سلوكه طريق أبيه في تعظيم العلماء والغرباء والكرم وتجديده لزوايا ومساجد وغيرها بل وأجرى الماء من مسافة نحو ستة أيام إلى إسطنبول وكثرت لذلك فيها السيل وعد ذلك في مآثره، وصدقاته لأهل الحرمين وأصلة وصلاته متواصلة، وهو مع هذا ممتهن لنفسه في لباسه غير متأنق فيه مع عدم شكالته ونقص شارته وإقباله فيما قيل على ما لا يرتضي وفساد عقيدته، وآل أمره مع سلطاننا إلى التظاهر بالمصادفة وتسليم القلاع التي كانت سبباً للتنازع وأهدى كل منهما للآخر ما شرح في الحوادث فالله يحسن العاقبة.(5/309)
" أبو يزيد " بن مراد باك بن أرخان بن أردن علي بن عثمان بن سليمان بن عثمان خوند كار سلطان الروم ويعرف بيلدرم بايزيد وهو التركي البرقي ويكنى به عن الصاعقة، أقيم في ممالك الروم التي كرسيها برصا بعد موت أبيه في سنة ست وتسعين بعهد منه فأربى على سلفه وعمر جامع برصا ورخم ظاهره وباطنه وجعل الماء في سطحه ينزل منه فيجري في عدة أماكن وعمر البيمارستان وأنشأ نحو ثلثمائة غراب وملأها بالأسلحة والأزودة، واشتهر بالجهاد في الكفار حتى صيته وكاتبه الظاهر برقوق وهاداه، وكان يقول لا أخاف من اللنك فكل أحد يساعدني عليه إنما أخاف من ابن عثمان؛ وكان ملكاً عادلاً عاقلاً شفوقاً على الرعية كثير الغزو واتسعت مملكته وأمن الناس في بلاده وخفف عنهم المكس بل يقال أنه أبطله إلى أن كان كسره على يد تمرلنك وأسره وأخذ برصا وبعض بلاد الروم وخربها واستمر معه في الأسر حتى مات في ذي القعدة سنة خمس عن نحو خمسين سنة كان تسع سنين منها فالمملكة واضطربت بموته مملكة الروم حتى قام بالأمر ابنه محمد كرشجي ثم مات فاستقر بعده حفيده مراد باك ثم بعد موته وقع الخلف بين أولاده وكلهم من خيار ملوك الدنيا ومن محاسن الزمان وسياج للإسلام قديماً وحديثاً، وقد طول ابن خطيب الناصرية وغيره ترجمته وكذا شيخنا في حوادث سنة خمس من أنبائه، ويقال إن أصلهم من الحجاز وإن عثمان الأول قدم من المدينة النبوية إلى بلاد قرمان ونزل قونية فاراً من غلاء كان بالحجاز والشام واتصل ببني قرمان وبأتباع السلطان في سنة نيف وخمسين وستمائة وتزيا بزي أهل قونية فولد له سليمان فسلك طريق أبيه في خدم القرمانية والسلجوقية وعرف بالشجاعة، وتولى بعض الحصون وصارت له أتباع وأعوان كثيرة وخرج عن طاعة المشار إليهم وأخذ في غزو الكفار حتى افتتح عدة حصون وافتتح برصافي حدود الثلاثين وسبعمائة ثم ما يليها وانتشرت عساكره وتزايدت أمواله، ومات عن حفيده أردن علي بن عثمان فملك بعده واستفحل أمره وواصل غزو الكفار أيضاً وافتتح عدة حصون تلي خليج قسطنطينية فحسده ملوك الروم وخافوا تسلطه عليهم وكانت ممالكهم منقسمة بين جماعة فكان كل يروم قتاله فيكفه أرباب دولته لعلمهم بعدم مقاومته وربما قاتله بعضهم وانهزم غير مرة، ولا زال ملكه يعظم وجنده يتزايد وهو قائم بنشر العدل في رعيته وبتقريب العلماء والصلحاء إلى أن مات وخلفه ابنه أرخان سالكاً طريقته ثم ابنه مراد وكان شجاعاً مقداماً طوالاً أسمر اللون أقنى الأنف ولم يقتصر على ما بيديه بل ركب البحر ولم يركبه أحد من آبائه وغزا ما يقابل كالي بولي فأخذها وهي التي تلي قبلي خليج قسطنطينية ثم أخذ كالي بولي أيضاً وفتح أراضي قسطنطينية شيئاً بعد شئ وحاصر الفرنج والأفلاق والإنكرس وغيرها حتى أذعنوا لحمل الجزية، وأخذ في إظهار العدل وجعل سائر الأمور معذوقة بقضاة الشرع واستكثر من العساكر إلى أن انتدب لقتاله بعض ملوك الفرنج وسار لحربه في نحو ثلثمائة ألف فلما التقى الجمعان قصد مراد ملك الفرنج بنفسه وحمل عليه بمن معه إلى أن قبض عليه وصارا يتعالجان على فرسيهما والعسكران يتقابلان فألقى الكافر مراداً عن فرسه ووقع عليه وضربه بخنجر كان معه فلم يتمكن منه ثم أخذ يضرب وجهه بما على رأسه من الخوذة حتى أثخن جراحه وأخذت الكافر سيوف أصحاب ابن عثمان فدقته دقاً إلى أن تلف وحملوا أميرهم إلى مخيمه وهو يجود بنفسه فأشار بولاية ابنه أبي يزيد صاحب الترجمة من بعده وبإمساك صوجي ابنه الآخر وقتله لأن أمه نصرانية وقد دخل بلاد الكفر مراراً وتنصر ثم بعد مات بعد نحو عشرين سنة فالمملكة واستقر ابنه وقتل الآخر فكان ما أشير إليه من نشر العدل، وقد طول المقريزي في عقوده ترجمة أبي يزيد في نحو نصف كراس والله أعلم.
" أبو يزيد " الأردبيلي شيخ مسجد خان الخليلي في محمد بن أحمد بن محمد بن هلال.
" أبو يزيد " من طرباي الأشرفي برسباي رأس نوبة الجمدارية ووالد حافظ الدين محمد وأحمد الماضيين، مات في ليلة الثلاثاء ثالث عشري ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وصلى عليه السلطان وغيره من المقدمين وغيرهم من الغد بمصلى المؤمني ثم دفن بتربته من جهة باب الوزير، وكان لا بأس به محباً في العلماء والصلحاء راغباً في الإطعام والبرالنسبي، وحج غير مرة وكان الأشرف قايتباي يميل إليه ويبجله رحمه الله وإيانا.(5/310)
" أبو يزيد " التمر بغاوي تمربغا المشطوب الظاهري برقوق ويدعى بايزيد، اتصل بعد أستاذه لخدمة الأمير ططر فلما تسلطن عمله خاصكياً ثم صار ساقياً في الدولة الأشرفية برسباي ثم في أواخرها أمير عشرة ثم صار طبلخاناه في أيام إينال ثم قدمه في حدود سنة ستين إلى أن مات في ذي الحجة سنة ثلاث وستين بالقاهرة، وكان ساكناً عاقلاً متوسط السيرة رحمه الله.
" أبو يزيد " الخواجا الدامغاني ويقال له بايزيد نزيل مكة وصهر الخواجا الفومني على ابنته خاتون ممن قطنها وتزوج بها وكان سيتردد منها إلى كنباية المتجر مات بمكة في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين، ذكره ابن فهد في الموحدة.
" أبو يزيد " الطهطاوي الصعيدي ثم القاهري المالكي أحد الفضلاء من أتباع الشيخ مدين، اشتغل كثيراً وحفظ المختصر ثم الشاطبية، ولازم عبادة وطاهراً وأبا القسم النويري والأبدي وأبا الجود وعنه وعن الزين البوتيجي أخذ الفرائض في آخرين من أئمة مذهبه ومن سواهم كابن الهمام والقاياتي وقرأ عليه المختصر الأصلي والمناوي وأخذ عنه في شرح ألفية العراقي والمحيوي الدماطي، وأخذ عن دب ودرج، واختص بالشيخ مدين وقطن زاويته وولى خطابتها وقرأ عليه كثيراً من كتب التصوف واشتهر بصحبته بين الرؤساء وغيرهم وناله بهذه الواسطة جملة من الوظائف وغيرها وقرأ القراآت وكثرت مراجعته لي في أماكن من شرح النخبة وغيرها وبرع في الفرائض والحساب والميقات وباشر سيد البياكيم وربما عمل الأرباع وشارك في الفضائل وكان مستحضراً للمختصر كثير المحفوظ حريصاً على التحصيل والاستفادة متودداً للخاص والعام مع ملازمة السهر والحرص على القيام وعدم تضييع أوقاته وكتب بخطه الكثير ولم يكن يسمع بكتاب عزيز إلا اجتهد في تحصيله، وأقرأ بعض الطلبة وأعاد في بعض الجهات، وحج غير مرة آخرها قبيل موته بسنة مع زوجة له اتصل بها بعد موت شيخه ورجع ثم رجع فسقط في توجهه عن بعيره فانقطع نخاعه فمات وذلك في شوال سنة أربع وستين وأظنه جاز الستين رحمه الله وإيانا.
" أبو يزيد " الظاهري برقوق الجركسي، كان من خاصكيته ثم تأمر عشرة في أيام الأشرف برسباي ويذكر بمزيد تغفيل بحيث يحكى عنه ما يضاهي حكم قراقوش، وقد أخرج الأشرف أقطاعه في آخر عمره وبقي بطالاً حتى مات بالقاهرة في حدود الأربعين وقد جاز على السبعين وكان طوالاً نحيفاً مسترسل اللحية معظماً عند الظاهرية.
" أبو يزيد " الأشرفي برسباي؛ كان في أيامه ساقياً ثم أمره ولده عشرة ثم صار من رءوس النواب في أيام الظاهر جمقمق إلى أن مات في سنة ثمان وأربعين أو التي قبلها سقط من أعلى سلم فلزم الفراش حتى مات، وكان شاباً جميلاً طوالاً خفيف اللحية رقيقاً تعلوه صفرة شجاعاً مقداماً رشقاً عارفاً بفنون الفروسية مسرفاً على نفسه سامحه الله.
" أبو اليسر " بن أبي الفضل هو أحمد بن عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن حسن الحنفي الماضي أبوه وجده، ولد سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة وحفظ القرآن وغيره واشتغل ولازم السيفي الحنفي ولذا سمع على أمه وغيرها ممن كان يحدث معها.
" أبو اليسر " بن الضائع هو أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد القادر.
" أبو اليسر " بن عبد القوي هو محمد بن محمد بن عبد القوي.
" أبو اليمن " بن البرقي محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي مضى.
" أبو اليمن " أمين الدين بن الفخر أبي بكر بن علي بن محمد بن محمد بن حسين ابن ظهيرة أخو فايز الماضي واسمه محمد، عمله أبوه حنفياً، ممن سمع مني بمكة وقرأ في الفقه سنة سبع وتسعين على العلاء بن الجندي المحلي نقيب زكريا حين جاور فيها.
" أبو اليمن " بن أبي الطيب بن يوسف بن علي القنبشي المكي الماضي أخوه أبو النجا وأبوهما، كان رفيقاً لنا في زيارة الطائف سنة إحدى وسبعين وتعانى التجارة وخدم الفخري بن ظهيرة ثم ابن أخيه الجمالي وتمول ودخل الهند.
" أبو اليمن " بن ظهيرة، في محمد بن المحب أحمد بن أبي السعادات محمد بن محمد بن محمد بن حسين.
" أبو اليمن " بن علي بن محمد بن عبد المؤمن البتنوني الأصل القاهري الباسطي ويسمى محمد مضى.
" أبو اليمن " بن علي بن محمد الطهطاوي المكي أخو أبي بكر وإخوته المخاصم في تركة أبيه بعد ثبوت البراءة وتنفيذها واستيفاء حقه بمقتضى الإشهاد وخطه، ممن سمع مني بمكة.(5/311)
" أبو اليمن " بن محمد الطويل بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المخزومي المكي مضى في المحمدين.
" أبو اليمن " بن البتنوني محمد بن علي بن محمد.
" أبو اليمن " النويري محمود بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز.
كتاب الألقاب
وبدأت منها بما أضيف إلى الذين ممن اشتهر بذلك أو كان به أشهر من الاسم ونحو ذلك، وقد أقتصر في إيراد اللقب على المضاف إلى الدين خاصة كما في العضد والرضى والوجيه ونحوها.
حرف الألف
" أثير " الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الأخصاصي، ومحمد بن المحب محمد بن المحب محمد بن محمد بن الشحنة.
" أسد الدين " الكيماوي العجمي، قتل في أوائل سنة ثلاث وخمسين وقضيته مشروحة في الحوادث.
" أصيل " الدين الخضري محمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان؛ والدهقلي شيخ قدم علي العلاء بن السيد عفيف الدين الإيجي بلادهم فسمع منه بروايته عن الزين العراقي، والمنسوب إليه ببيت ابن أصيل هو محمد بن عثمان بن أيوب ابن عثمان، ومحمد بن أبي الطيب محمد بن محمد بن الركن محمد الأسيوطي، والكرماني نزيل مكة عبد الله بن أوليا، " افتخار " الدين ياقوت بن عبد الله الفهدي.
" أفضل " الدين محمد بن الزين قاسم بن قطلوبغا، ومحمود بن عمر بن منصور القاضي، " أكمل " الدين محمد بن أحمد بن عبد القادر؛ ومحمد بن الشرف عبد الله ابن الشمس محمد بن مفلح. " إمام " الدين المنزلي علي بن عبد الكريم بن أحمد، وإمام الدين محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر بن محمد بن ثمان.
" أمين " الدين بن القاضي الشمس محمد بن محمد بن عبادة أخو أحمد الماضي، ولد سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، وعبد الوهاب بن محمد الطرابلسي، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الشماع، ومحمد أبو اليمن بن المحب أحمد بن أبي السعادات محمد بن ظهيرة، ومحمد بن أحمد بن عيسى بن النجار إمام الغمري، ومحمد أبو اليمن بن الفخر بن أبي بكر بن علي بن أبي البركات محمد بن ظهيرة؛ ومحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الخير بن حسين بن الزين، ومحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب العباسي. ومحمد بن محمد بن محمد بن علي المنصوري الحنبلي، ويحيى بن محمد بن إبراهيم الأقصرائي.
" أوحد " الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر بن رسلان قاضي المحلة، محمد بن محمد بن محمد ابن حسن بن البرجي.
حرف الباء الموحدة(5/312)
" بدر " الدين بن الأخنائي محمد بن البهاء محمد بن العلم محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر، وابن أبي البقاء السبكي محمد بن محمد بن عبد البر، وابن التنسي محمد بن أحمد محمد بن محمد بن محمد بن عطا الله، وابن جمعة محمد، وابن الديري محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن سعد، وابن الرهوني المالكي محمد بن علي، وابن العداس إمام خانقاه شيخو وخازن الكتب بها ممن سمع من سيخنا، وابن الغرس محمد بن محمد بن محمد بن خليل؛ وابن القرافي محمد ابن محمد بن أحمد بن عمر، وابن القطان محمد بن محمد بن محمد ابن علي بن محمد بن عمر بن عيسى، والأنصاري محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد؛ والبغدادي محمد بن محمد بن عبد المنعم الحنبلي، والبلقيني أبو السعادات محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر، وابن أخيه محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر؛ والخياط القادري تلميذ الشهاب بن الناصح، مات عن سن عالية في يوم الجمعة تاسع عشري صفر سنة اثنتين وخمسين في زاوية يحيى البلخي بظاهر باب الشعرية ودفن بتربة محمد الخواص وإبراهيم المجذوب المشرفة على بركة أرض الطبالة وكان صالحاً معتقداً، والدجوي نقيب المالكي محمد بن علي بن أحمد بن عمر، والسخاوي محمد ابن أخي عبد القادر بن عبد الرحمن بن محمد؛ والسعدي محمد بن محمد بن أبي بكر الحنبلي، والسمسطائي المالكي الموقع لم يكن في صناعته بعصره من يسبقه فيما قيل مات في أيام السعد بن الديري، وشيخ الطائفة العباسية في المحمدين، والطلخاوي حسن بن علي بن محمد عبد القاضي، والطنبدي أحمد بن عمر بن محمد، والعسقلاني محمد ابن شيخنا أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن حجر، والعمري الصوفي محمد بن أحمد بن محمد، والفرعني الصفدي قاضيها الشافعي مات في شوال سنة ثمانين، والقلعي محمد بن عمر بن أحمد، والكلستاني هو محمد بن عبد الله، والمارداني محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد.
والمسعودي الشاهد محمد بن محمد بن غلام الله، والهندي البنجالي المقيم بباب السدرة مات بمكة في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين أرخه ابن فهد، وإنسان كان في خدمة يوسف بن تغري بردي مات في سنة ست وخمسين.
" برهان الدين " خلق: ممن يسمى إبراهيم منهم ابن محمد بن عبد الله بن سعد بن الديري، وابن علي بن أبي البركات بن ظهيرة، وابن علي بن أحمد بن بركة النعماني. وابن موسى بن إبراهيم الأنباسي، وابن أبي بكر بن محمد البرلسي الفرضي، وبلديه ابن حجاج، وصهر الشهاب بن سفري ممن سمع من شيخنا، ومن غيرهم أحمد بن عبد الله صاحب سيواس.
" بهاء الدين " جماعة فمن المحمدين ابن أحمد المحلي ابن الواعظ، وابن أبي بكر ابن علي المشهدي، ومن غيرهم أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن حرمي.
حرف التاء المثناة
" تاج الدين " جماعة فمن المحمدين ابن إبراهيم بن عوض الأخميمي، وابن عبد الرحمن بن عمر البقليني، وابن مسلم، وممن اسمه عبد الوهاب جماعة منهم ابن أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين العراقي، وابن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عربشاه، وابن سعد بن محمد بن عبد الله بن الديري، وابن عبد الله بن إبراهيم الشامي، وابن علي بن حسن النطوبسي، وابن عمر بن محمد الزرعي النقيب، وابن محمد بن طريف الشاوي، وابن محمد بن عمر بن علي الفيومي، وابن محمد بن محمد بن علي بن شرف، وابن نصر الله الخطير، ومن غيرهم أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر النعماني الحنفي والد حميد الدين محمد؛ وعبد الله ابن نصر الله المقسي، وعبد اللطيف بن عبد الغني بن الجيعان.
" وتاج الدين " بن حتي التاجر ضربه السلطان في سنة خمس وخمسين ثم أمر بإدخاله المقشرة ثم بنفيه مع خصمه الفخر التوريزي ثم استرضى السلطان.
" وتاج الدين " بن سعد الدين بن البقري الوزير ابن الوزير، مات في يوم الاثنين ثامن عشري ذي القعدة سنة ثمان في العقوبة عند جمال الدين فإنه كما قيل اشتراه من الناصر بمبلغ كبير جداً لكونه التزم بقدر كبير يستخلصه من جماعة بتسلمهم منه وبادر لإتلاف هذا ذكره العيني، قلت واسمه عبد الله وأبوه نصر الله بن عبد الله من ذاك القرن، " وتاج الدين " بن قريميط ويسمى بركات أحد كتاب المماليك.(5/313)
" وتاج الدين " إمام الشيخونية وابن أئمتها محمد بن أحمد بن محمد بن موسى ممن استقر في جهات أبيه بعده بل أخذ بعض التداريس وناب عن قضاة الحنفية كأبيه وله تردد لغير واحد من الأمراء وربما حضر عندي بالصرغتمشية وليس بذاك وبلغنا في رجب سنة تسع وتسعين ونحن بمكة أنه توفي فيحرر.
" وتاج الدين " الهندي والظن أنه من كنباية وأعمالها نزيل مكة أقام فيها عشرين سنة أو نحوها لم يخرج منها إلا إلى المدينة للزيارة وكان معتنياً بالعبادة والخير وللناس فيه اعتقاد مع قوة اعتقاده في ابن عربي، مات بمكة في العشر الأول من ربيع الأول سنة سبع وعشرين ودفن بالشبيكة أسفل مكة بوصية منه بعد الصلاة عليه بالمسجد الحرام وأحسبه بلغ السبعين، ذكره الفاسي في الأسماء من مكة وقال كان يسترشدني في كثير من المسائل.
" تقي الدين " بن الجيعان هو عبد الله بن عبد الغني بن شاكر، وابن الحريري الدمشقي هكذا رأيته في الآخذين عن شيخنا، وابن الحريري الدمشقي آخر هو فيما يغلب على الظن أبو بكر بن علي بن محمد بن علي، وابن درهم ونصف المعصراني كان من المياسير المعروفين بكثرة المعاصر والدواليب، مات في صفر سنة ثلاث وخمسين، وابن الرسام اثنان شامي تاجر مات بمكة في المحرم سنة تسع وسبعين ودفن بالقرب من ابن عيينة، والآخر اسمه عبد الكافي ابن عبد القادر بن أحمد، وابن رمضان بن عبد الله المصري الحنفي وممن سمع مني بمكة، وابن الطيوري أبو بكر بن علي بن محمد بن علي، وابن عبد الباري المصري مضى في المحمدين، وابن عبد العظيم الطحان أخو عبد الرزاق مات في ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين، وابن عمر بن أبي بكر الحريري الماضي أبوه وممن سمع مني بمكة، وابن قاضي عجلون أبو بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن، وابن القزازي محمد بن محمد بن علي محمد، وابن الكفري الحنفي القاضي هو عبد الله بن يوسف ابن أحمد، وابن محمود بن محمد بن محمود بن محمد، والبسطي الحنبلي محمد بن أحمد ابن سليمان بن عيسى، والبلقيني محمد بن محمد بن عمر بن رسلان، والحرازي محمد بن عبد الله بن التقي محمد بن أحمد بن قاسم، والحصني اثنان كل منهما اسمه أبو بكر بن محمد فأولهما اسم جده عبد المؤمن بن حريز والآخر اسم جده شاذي، والشامي الحكيم مات بمكة في جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وكان يدعي أن والده هو البدر بن خطيب الدهشة أرخه ابن فهد، والطرابلسي أبو بكر بن إسماعيل بن عمر وآخر اسمه تقي الدين أبو بكر وعندي توقف في كونه أيضاً ابن اسماعيل بن عمر فيحرر، والقبابي المالكي اسمه عبد الرحمن بن والقلقشندي عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل، وناظر الزرد خاناه استقر فيها بعد كريمة ويقال له ابن الصيرفي ممن باشر عند الأمراء ومنهم السلطان قبل تملكه فلما تسلطن قرره ناظر الزرد خاناه.
حرف الجيم(5/314)
" جلال الدين " بن الأبشيهي في الأبشيهي، وابن الأسيوطي عبد الرحمن ابن أبي بكر بن علي، وابن الأمانة عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز ابن عثمان، وابن السيرجي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يوسف، وابن شرف الدين عبد الوهاب الجعفري الزيني الأسيوطي مدرس الشريفية بأسيوط وهي من إنشاء ابن عم أبيه زين الدين وكان قد ولي الحكم بها مرة مات سنة سبع وأربعين، وابن الملقن عبد الرحمن بن علي بن عمر بن أبي الحسن، والبكري محمد ابن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد؛ والبلقيني عبد الرحمن بن عمر بن رسلان، وحفيد ولده عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجلال، والخانكي محمد بن محمد بن محمد بن محمد ويقال له العباسي، والسخاوي عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان الوالد، والصمنودي محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن علي وقد يقال له المحلى، والسيرجي مضى قريباً في ابن السيرجي، والصالحي أبو النجاح محمد بن أحمد بن يحيى بن علي، ومحمد بن أبي بكر المدعو بأبي الفضل بن علي بن داود بن علي الصالحي ممن باشر مشيخة الزمامية بسويقة الصاحب وجهات تلقاها عن أبيه وزعم أنه يلوذ بالقاضي ناصر الدين الصالحي بقرابة وكان الناس مبتلين به في أيام خشقدم ولذا كان خائفاً يترقب إلى أن رافع فيه وفي أشباهه من أكلة الأوقاف الجارية تحت نظر الزمام علي بن التاج عبد الوهاب السجيني في أول أيام فيروز عند السلطان وخصه فيما قيل من المصادرة عشرة آلاف دينار والكلام فيه كثير وهو من دهاة العالم ممن تكرر حجه ويظهر اعتقاد الصالحين ونحوهم لأغراض وباع دوره ووظائفه وأثاثه فيما ظهر ومكث في الترسيم إلى حين تاريخه سنة تسع وتسعين، والصفوي أحمد بن محمد بن إسمعيل ابن حسن أحد الآخذين عني، والطنبدي مات في صفر سنة أربعين وخلف مالاً كثيراً بحيث صولح أخوه على عشرة آلاف دينار بعد طلب عشرين ألفاً مع ورثة مستغرقين قال العيني، والعباسي في الخانكي قريباً، والقمصي عبد الرحمن ابن أحمد بن عبد الرحمن، والمحلى محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد، وآخر في السمنودي قريباً، والمرجوشي محمد بن عبد الرزاق، والمقري العجمي الساكن بالجزيرة مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون، والوجيزي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عربدة، وابن فتح الدين أحد تجار الشرب بل هو شيخ سوقه واستقر عوضه في المشيخة محمد بن أحمد بن عبد الحق وبئس البديل، وشخص يشبه رأسه عبد القادر الطشطوخي أحد المعتقدين اتفق مع ابن الرماح في التلبيس على الملك فأشرك معه في الضرب وإيداع المقشرة ومات سنة أربع وتسعين.
" جمال الدين " بن خطيب المنصورية يوسف بن الحسن بن محمد، وابن السابق محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود، وابن ظهيرة محمد بن عبد الله بن ظهيرة، والأزدستاني شيخ جليل متقدم في السلوك والتجرد ونظم كثير جله بخطه في المدينة النبوية قدم القاهرة وزار بيت المقدس وكانت منيته في سنة ست وثمانين وقد جاز السبعين وممن تسلك به فضل الله الماضي وحكى لي كثيراً من أخباره مما لم أضبطه، والبساطي يوسف بن خالد بن نعيم، والحرضي المكي ممن سمع من شيخنا، والشيبي محمد بن علي بن محمد بن أبي بكر بن محمد، والخواجا الفومني الأنساب، والقرافي النحوي كان ماهراً في الإعراب حسن التدريب فيه انتفع به شيخنا ابن خضر وغيره وولى مشيخة الطنبدية بالصحراء وأظنه كان إماماً بالناصرية فرج بالصحراء واستقر بعده في الطنبدية شيخنا الشهاب الحناوي، والكرماني يوسف بن يحيى بن محمد بن يوسف، والمارداني يوسف بن عبد الله، والملطي يوسف بن موسى بن محمد، والنابلسي الشيخ المفتي بطرابلس ممن قتل في خروج نائبهم عليهم سنة اثنتين، وبواب الزمامية بمكة مات بها في جمادى الأولى سنة سبع وستين أرخه ابن فهد، وعجمي نجار ينزل برباط السيد بركات مات بمكة في ليلة مستهل المحرم سنة ثمان وتسعين عن نحو الثمانين وكان مباركاً كثير الطواف والتلاوة نظراً وغير ذلك من أفعال الخير قطن مكة نحو أربعين سنة رحمه الله وإيانا.
حرف الحاء المهملة
" حافظ الدين " الجلالي أحمد بن محمد بن علي، والمنهلي محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن داود، " حسام الدين " بن حريز محمد بن أبي بكر بن محمد، وابن غرلو في حسن، والصفدي في حسام بن عبد الله.(5/315)
" حميد الدين " النعماني محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن ثابت.
حرف الخاء المعجمة
" خير الدين " جماعة منهم ابن البساطي محمد بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد ابن عثمان، والسخاوي قاضي طيبة محمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر، وإمام الشيخونية واسمه مات في سنة تسع وثمانمائة، ومحمد بن عمر بن محمد بن موسى الشنشي، والريشي نقيب المناوي وهو محمد بن حسن بن علي بن أبي بكر.
حرف الراء المهملة
" رضي الدين " بن الأوجاقي محمد بن محمد بن محمد، وابن منصور محمد بن محمد بن علي الحلبي الحنبلي، والرضي الطبري محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإمام، والرضي الغزي محمد بن أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج بن بدر وله ابنان إبراهيم مات ورضي الدين محمد.
" ركن الدين " الخوافي نسبة لخاف بلد بخراسان ممن أخذ عن أبي بكر التاذباذي وعنه الصفي عبد الرحمن الإيجي.
" ركن الدين " الدخان عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي، ونزيل مكة محمد بن مهذب.
حرف الزاي
" زكي الدين " بن صالح محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن صالح، والمناوي أبو بكر بن صدقة.
" زين الدين " بن أبي الفضل بن القاضي عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح المدني ممن سمع مني بها، وابن محمد بن المحب بن الحسين المدني ابن عم عبد المعطي ومحمد ابني أحمد ابن الحسين الماضيين ممن سمع مني بالمدينة، والأنبابي ممن سمع من شيخنا، والتاجر هو أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن مقبل، والسخاوي أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر أخي بل هو أكثر في تلقيب الوالد من جلال الدين، والسطحي القاهري كان مقيماً بسطح جامع الحاكم وللناس فيه اعتقاد انقطع ثلاثين سنة لا يخرج من منزله إلا يوم الجمعة للاغتسال ثم يعود مات في سنة أربع وعشرين وكانت جنازته مشهودة قال شيخنا في أنبائه، وقال غيره إنه كان مالكي المذهب رافق العز بن عبد السلام الأموي قريب الولوي السنباطي القاضي في الطلب في الفقه وغيره بل حضر عند العز بن جماعة وكان الجلال البلقيني فمن دونه يقصده للسلام وطلب الدعاء رحمه الله وإيانا، والسكندري الحنفي أحد من حضر عند أكمل الدين وجار الله وغيرهما قرأ عليه في الهداية الكمال بن الهمام ونبه على ذلك في أول شرحه لها وقال شيخنا في آخر ترجمة أبي بكر التاجر من أنبائه أنه ناب في الحكم، " والزين الطبري " محمد بن أحمد ابن محمد بن المحب أحمد بن عبد الله، والعراقي عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، والمخدوم الحنفي ممن أخذ عن أكمل الدين وغيره وناب في الحكم أيضاً، والمراغي أبو بكر بن حسين بن عمر، والنابلسي، ممن سمع من شيخنا.
حرف السين المهملة
" سابق الدين " . " سديد الدين " . " السراج " بن الملقن عمر بن علي بن أحمد بن محمد. والسراج البلقيني عمر بن رسلان بن نصير، والعبادي عمر بن حسين ابن حسن؛ وقاري الهداية عمر بن علي بن فارس، والمناوي أحد نواب الحنفية عمر بن علي بن عمر، والمناوي آخر تاجر اسمه عمر بن أحمد بن علي أخو البدر بن جنة لأمه.(5/316)
" سعد الدين " بن الديري سعد بن محمد بن عبد الله، وابن الذهبي محمد ابن محمد بن علي بن يوسف، وابن عويد السراج اسمه إبراهيم ويكنى أبا غالب في الكنى، وابن مخاطة القبطبي واسمه إبراهيم زوجه إبراهيم بن الجيعان ابنته وصارت له بذلك منزلة وباشر في جهات مات في ذي الحجة سنة سبع وسبعين عفا الله عنه، وسعد الدين بن قوالح وهو إبراهيم فيما أظن ابن التقي عبد اللطيف الملقب قوالح بن عبد الوهاب بن العفيف المرافع في كاتب المماليك وكان أحد كتاب المماليك ورؤساء الكحل، مات في ثامن عشر ذي الحجة سنة ست وتسعين واستقر عوضه في رياسة الكحل أخوه، والخادم الحنفي والد شمس الدين محمد الماضي كان من فضلاء جماعة أكمل الدين وخادم الشيخونية وممن قرأ عليه في العربية يحيى بن العطار بل أخذ عنه عمر بن قديد، وكان بالشيخونية حنفي آخر يلقب المخدوم وهو الزين أبو بكر بن علي بن أبي بكر تزوج ابنة الغماري واستولدها وهو من القرن قبله ظناً، وفرح ماجد الوزير، والكسيح الذي ولي نظر دمياط وقتاً، مات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين غير مألوف عليه لما وصف به من الظلم، وكاتب سرغزة هو إبراهيم بن عبد الوهاب، والكماخي إبراهيم بن المحب محمد ابن محمد الحنفي، والمصري أحمد بن عبد الوهاب بن داود القوصي، وآخر في محمد بن محمد بن أحمد، وملك الحبشة هو محمد بن أحمد بن علي، وناظر الخواص إبراهيم بن عبد الكريم سيف الدين الصيرامي في يوسف بن عيسى وابن الخواندار محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا.
حرف الشين المعجمة
" شرف الدين " بن البقري عبد الباسط، وابن الخازن محمد بن إبراهيم بن عبد المهيمن، وابن الخشاب محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى، وابن خليل ابن أحمد السكندري ممن سمع مني بمكة، وابن صالح المدني مات في ذي القعدة سنة تسع وخمسين بمكة أرخه ابن فهد، والشرف بن العجمي أبو بكر بن سليمان ابن اسمعيل بن يوسف، وابن قاسم محمد بن محمد بن قاسم بن عبد الله، والأنصاري اثنان اسمهما موسى فمتقدمهما ابن محمد بن محمد بن جمعة ومتأخرهما ابن علي بن محمد ابن سليمان، والبارنباري عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن عبد المنعم، والبدماصي الشاهد محمد بن أحمد بن إسمعيل، والحسيني ويعرف بالمطلق لقيه الطاووسي في سنة سبع وثمانمائة فاستجازه لكونه زعم أنه لقي صحابياً اسمه محمد الأصم قال وفيه ما فيه ووصفه الزاهد بأنه كان من أكابر الزهاد سافر كثيراً في نواحي الأرض؛ والداديخي أبو بكر بن سليمان بن صالح، والطنبدي محمد بن محمد بن محمد بن عبد الحميد بن إبراهيم، والعباسي محمد بن محمد بن صلاح، والقادري الضرير خطيب جامع الميدان مات في جمادى الأولى سنة ستين ودفن بتربة بالقرب من حسين الجاكي وكان مأنوساً في خطبته صليت خلفه كثيراً رحمه الله، والقدسي المحدث محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمد، والكناني المالكي أحد أصحاب الشيخ مدين ممن تكسب بالشهادة بالحانوت المواجه لحانوت المجهزين بالقرب من وكالة قوصون وكان خيراً مات إما في سنة سبع وثمانين أو التي بعدها، ورأيت فيمن سمع الختم من البخاري على أم هانئ الهورينية ومن شاركها شرف الدين محمد بن يوسف بن محمد الأنصاري الكناني وابناه محمد وعبد القادر ويغلب على ظني أنه هذا، والمعامل المجاور في سنتي ثلاث وتسعين والتي بعدها هو موسى بن محمد بن يوسف، والمناوي يحيى بن محمد بن محمد، وشارح المنار لقيه ابن عربشاه وأرخ وفاته سنة سبع وأربعين بإذنه.(5/317)
" شمس الدين " بن خليل المقري أحد أعيانهم وممن ذكر بجهورية الصوت مات في ربيع الثاني أو جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين عن نحو السبعين وقد كف، وابن خليل آخر شافعي اسم جده أحمد مضى في المحمدين، وابن بطالة في الأبناء؛ وابن الركن المعري محمد بن أحمد بن علي بن سليمان، وابن العيار في المحمدين ممن لم يسم آباؤهم؛ وابن كاتب الورشة القبطي ويلقب بالوزة مضى في نصر الله، وابن منهال مات في سنة إحدى أرخه شيخنا في إنبائه والأزهري في محمد بن علي بن حسن؛ والأسيوطي فيمن سمع من شيخنا، والبابي في محمد بن اسمعيل بن الحسن بن صهيب، والبصروي محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد العزيز، والبغدادي الحنبلي محمد بن محمد بن جميل، وآخر اسمه محمد بن علي بن عيسى تزوج الموفق بن المحب بن نصر الله أخته، والجويعين الشاعر نزيل بولاق مدح شيخنا ومن نظمه يهجو تلميذاً له يعرف بابن فخر مما سمعه منه عبد القادر القرشي:
حديث ابن فخر حين جاء مسلسلاً ... وقد قرره بأن للناس واشتهر
روى الأعمش الضوي أن مداره ... على قول مسروق فسلسله عمر
والجوهري المصري المعروف بابن الشيخ محمد بن صدقة، والحجازي مختصر الروضة محمد بن محمد بن أحمد، والحلبي محمد بن إسمعيل بن يوسف، والرحبي وكيل بيت المال بدمشق مات في سنة ثمان وثلاثين أرخه ابن اللبودي؛ والسكندري فيمن سمع من شيخنا والشبراوي محمد بن سليمان بن مسعود وابنه محمد، والشراريبي المقري محمد بن أحمد بن محمد، والصوفي الحنفي نزيل البرقوقية، والطيبي فيمن سمع من شيخنا والعجيمي محمد بن عبد الماجد سبط ابن هشام، والعماري الحنفي القاضي سافر مع نائب الشام ودون من عبد الرحمن إماماً فناب في الحكم بالشام ثم رجع بعد انفصال مخدومه وناب بمصر أيضاً ولم بالمخدوم مات سنة إحدى وأربعين وهو بفتح المهملة وتشديد الميم ذكره شيخنا في أنبائه، والغزولي الفراش مات في سنة اثنتين وأربعين بمكة أرخه ابن فهد، والمسيري محمد بن محمد بن محمد بن أحمد المصري نزيل مكة، والمصري قيم الأحباس مات في سنة إحدى وأربعين شيخنا في إنبائه. والمعيد إمام الحنفية بمكة محمد بن محمد بن محمود الخوارزمي، والمغيربي محمد ابن علي بن أحمد بن عبد الواحد.
" شهاب الدين " بن الضعيف أحمد بن يونس، والأذرعي أحمد بن الحسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن، والحسيني كاتب السر أحمد بن علي بن إبراهيم بن عدنان، والدواداري كاشف الجيزة مات في حادي عشري شعبان سنة ثلاث عشرة وخلف موجوداً كثيراً جداً قال شيخنا في إنبائه، والزملكاني مات في سنة ثلاث عشرة أرخه شيخنا أيضاً، والقوصي اثنان كل منهما اسمه أحمد بن محمد بن محمد، والنابلسي الناسخ أحمد بن مسعود بن محمد بن محمد.
" وشهاب الدين " الشولي الضرير مات بمكة في ربيع الثاني سنة أربع وأربعين.
" حرف الصاد المهملة " " الصدر " بن الأدمي علي بن محمد بن محمد بن أحمد ومنهم من جعل بدل أحمد أبا بكر، وابن الرومي عدل باشر في أوقاف جامع المغربي وغيره مات في صفر سنة ست وخمسين عن نحو الخمسين، وابن الرومي آخر نزيل السيوفية هو محمد بن محمد بن محمد، والبهوتي في أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد، والمكراني في أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم، والمناوي محمد بن إبراهيم بن إسحق بن إبراهيم.
" صفي الدين " الكازروني المدني محمد بن محمد بن مسدد.
" والصفي " الإيجي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله. وحفيد ولد أخيه عبد الرحمن بن عبيد الله بن العلاء محمد بن العفيف محمد بن محمد.(5/318)
" صلاح الدين " بن الجيعان محمد بن يحيى بن شاكر، وابن أبي الخير المخبزي محمد بن محمد بن محمد أبي بكر بن علي بن إبراهيم، وابن الديمي محمد بن عثمان بن محمد بن عثمان، وابن علي بن نجم الدين الخانكي ممن سمع مني بمكة، وابن الكويز محمد بن عبد الرحمن بن داود، وابن نصر الله محمد بن حسن، والرفاعي شيخ طائفته مات في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين، وصلاح الدين السعدي محمد بن قاضي الحنابلة البدر محمد بن محمد بن أبي بكر مات فيطاعون سنة سبع وتسعين وكان نجيباً حاذقاً عوضه الله وأباه الجنة، والطرابلسي الحنفي محمد بن محمد بن يوسف بن سعيد، والقيسي الشاهد عند باب الأزهر رفيقاً للسروي كان شافعياً يحفظ أشعاراً واسمه يوسف مات في المحرم سنة ست وثمانين، ووكيل الحزمي محمد بن إبراهيم.
" وصلاح " البزاز مات بمكة ليلة عيد الفطر سنة سبع وعشرين أرخه ابن فهد.
" صير الدين " ملك الحبشة في علي بن محمد بن أحمد بن علي.
حرف الضاد المعجمة
" الضياء " بن سالم المكي محمد بن محمد بن سالم.
" ضياء الدين " الأخنائي مات في سنة إحدى ذكره شيخنا في إنبائه، والبلقيني عبد الخالق بن عمر بن رسلان.
حرف الظاء المعجمة
" ظهير الدين " محمد بن عبد الوهاب بن محمد الطرابلسي.
حرف العين المهملة
" عز الدين " بن جماعة محمد بن أبي بكر بن العز عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم، وابن النجم عمر بن أحم بن عمر بن يوسف بن علي في المحمدين.
والأنبائي عبد العزيز بن يوسف، والبلقيني عبد العزيز بن البهاء محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مظفر، والتقوى عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم، والحنبلي اثنان ولياً قضاء مصر عبد العزيز بن علي بن العز بن عبد العزيز، وأحمد بن إبراهيم بن نصر الله، وقاضي الشام ناظم مفردات الحنابلة محمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن القاضي سليمان، والسخاوي هو محمد بن أبي بكر أخي بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر، والمالكي مواخي بن الهمام محمد بن عبد الله بن محمد، والمحلى أحد النواب محمد بن عبد الله بن سليمان.
" عزيز الدين " وقد يقال فيه عزيز يأتي في الفصل بعده.
" عضد الدين " عبد الرحمن بن النظام يحيى بن سيف الصيرامي، والنظامي في أبي الخير.
" عفيف الدين " محمد بن نور الدين محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الحسيني الإيجي، وابن حفيده محمد بن عبيد الله بن العلاء محمد بن عفيف الدين.
" عفيف " قاضي اسكندرية هو محمد بن محمد بن محمد بن حسن القسنطيني سبط ابن التنسي.
" علاء الدين " بن اللفت في ابن اللفت، والأمير الشريف ولي الوزارة بالديار المصرية وشد الدوادين مراراً ثم الحجوبية الصغرى، ومات وهو متوليها سنة أربع عشرة ذكره العيني، والبانياسي ناظر الجامع الأموي كان مشكوراً مات سنة ثلاث عشرة ذكره شيخنا في إنبائه، والبلقيني علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر؛ والتزمنتي علي بن علي بن أحمد بن سعيد، وأبوه والجزري مات بمكة في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين أرخه ابن فهد، والدمنهوري محمد بن محمد بن خضر، والشيرازي علي بن أحمد بن محمد، والصرخدي علي بن محمد بن يحيى، والقابوني النحوي علي بن محمد، والقائد مات في سنة ثمان وعشرين بعيون القصب ولما بلغ الأشرف موته جهز أحمد الدوادار للاحتياط على موجوده الذي كان صحبته بالركب فحمل إليه بل وبعث إلى مكة في طلب زوجته للفحص عن سائر أمواله فتجهزت صحبة الركب قال ابن فهد، والقلقشندي علي بن أحمد بن إسماعيل، والقدسي التاجر، مات في سنة خمس وثمانين، والكرماني شيخ سعيد السعداء في علي ويحرز فأظنه محمداً.
" علم الدين " أبو الفضل بن جلود القبطي والد عبد الكريم الماضي تقدم المباشرة وخدم في الجهات وعرف بالحذق والمعرفة والدربة واستقر في كتابة المماليك فأثرى وضخم خدمه وحواشيه وارتقى لما لم ينله غيره من كتاب المماليك مع حشمة وأدب وتكرم وتجمل، مات في سلخ ذي الحجة ودفن في مستهل سنة اثنتين وسبعين وهو في الكهولة، وابن الجيعان شاكر بن عبد الغني بن شاكر، والبلقيني صالح بن عمر بن رسلان، والحوفي نزيل سعيد السعداء سليمان بن عمر بن محمد، والنويري محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد.(5/319)
" عماد الدين " الداديخي أبو بكر بن سليمان بن صالح، والسرميني موقع الدست بدمشق كان فاضلاً ذكياً مات في شوال سنة ثمان وثلاثين وقد بلغ الأربعين أو قاربها ذكره شيخنا في إنبائه، والعباسي يأتي في الأنساب، والكركي أحمد بن عيسى بن موسى بن عيسى.
حرف الغين المعجمة
" غياث الدين " بن علي بن نجم الكيلاني في محمد، وبن محمد بن محمود الاستروسني ممن سمع مني بمكة، والشيرازي النحوي الشافعي ويلقب هناك بسيبويه الثاني. وقريب شيخ الباسطية المكية بل هو ابن الشريف صاحب الشرواني في محمد بن محمد.
حرف الفاء
" فتح الدين " البلقيني إثنان: محمد بن صالح بن عمر بن رسلان، و محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن رسلان.
" فخر الدين " بن إسماعيل بن فخر الدين الرومي أحد المكبرين بالمقام الحنفي من المسجد الحرام مات في شعبان أو بعده سنة سبع وثلاثين بمكة.
" فخر الدين " بن عثمان بن علي الأبشاقي أخو عبد الله الماضي ممن سمع على قريب التسعين.
" فخر الدين " بن السكر والليمون القبطي ولي نظر الديوان المفرد ثم نظر الدولة وتزوج خديجة ابنة التقي البلقيني بعد ناصر الدين النبراوي ومات عنها في سنة خمس وسبعين بعد أن أولدها إبراهيم الماضي وكان حين موته مميزاً.
" فخر الدين " بن شمس الدين بن رقيط أحد الكتبة كان مستوفي اسكندرية كأبيه ثم باشر نظر جدة نيابة عن أبي الفتح المنوفي في سنتي سبع وثمانين والتي بعدها وهو الذي اشترى بيت شيخنا بباب البحر عند جامع المقسي بعد موته وعمره ثم صار بعده لشهاب الدين بن الخطيب ومات، وابن العيني المدني أبو بكر بن أحمد بن علي بن عمر بن قنان؛ وابن الغنام القبطي مات في جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وكان في جهات دينية كالتصوف بسعيد السعداء والبيبرسية مع قراءة الشباك بها عفا الله عنه، وابن نصر الله الناسخ أخو، والتوريزي أبو بكر بن محمد بن يوسف، والرفاعي شيخ معتقد كان بقنطرة الفخر مات في صفر سنة ثمان وستين ودفن من يومه أرخه المنير، والشريف شيخ خانقاه سرياقوس مات في سنة إحدى واستقر عوضه في رابع عشر ذي القعدة منها الجلال أحمد ويقال له إسلام بن النظام اسحق الأصبهاني عوداً على بدء، والشيخ مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين، والعجمي عرض عليه الصلاح الطرابلسي بالقاهرة في ذي القعدة سنة ست وأربعين وأجاز له، والغمري حسن بن عبد الرحمن بن عثمان.
حرف القاف
" قطب الدين " الإيجي نعمة الله بن أحمد بن الصفي عبد الرحمن بن محمد والخنجي الرجل الصالح الذاكر كان كثير العبادة والذكر مديم الجماعات له أوراد ملازم لها مات بمكة شهيداً في شوال سنة سبع وثلاثين سقط عن غلبة في بئر رباط الدمشقية وليس لها حاجز وكانت جنازته مشهودة قاله ابن فهد عن خط الجمال المرشدي، محمد بن عمر بن محمد بن وجيه بن الشيشيني، والخيضري محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر؛ والصفوي نسبة للسيد صفي الدين الإيجي محمد بن محمد بن محمد بن أبي نصر، " قوام الدين " الحنفي محمد بن محمد بن محمد بن قوام.
" قياس الدين " العجمي التاجر مات بجدة في ليلة استهلال رجب سنة ثمان وثمانين وحمل إلى المعلاة فدفن بها.
حرف الكاف
" كريم الدين " بن ظهيرة المكي الحنبلي عبد الكريم بن عبد الرحمن وبن فخيرة عبد الكريم بن عبد الغني بن يعقوب بن كاتب حكم عبد الكرين بن بركة. والحنبلي بن كاتب العليق محمد بن علي بن أبي بكر، وصير في جدة عبد الكريم بن إبراهيم.
" الكمال " بن البارزي محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن محمد؛ وابن أبي الشريف محمد بن محمد بن أبي بكر، وابن العديم عمر بن إبراهيم محمد بن عمر بن عبد العزيز، وبن محمد بن كمال الدين الحرزواني المدعو كمال ممن سمع مني بمكة، وابن المراغي محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن الحسين، وابن الهمام محمد بن عبد الواحد. وإمام الكاملية محمد بن محمد بن عبد الرحمن. والبلقيني محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر، والدميري محمد بن موسى بن عيسى، والطويل محمد بن علي بن محمد. والغزي محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد، والنابلسي محمد بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر الحنبلي، والمجذوب محمد بن صدقة بن عمر.
حرف اللام
" لسان الدين " أحمد محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن الشحنة.(5/320)
حرف الميم
" مجد الدين " البقري أخو الشرف عبد الباسط الماضي وهو أبو الفضل اسماعيل بن علم الدين يحيى تدرب في المباشرة بأقربائه وخدم بها وتحدث في مباشرة المنزلة بأسرها ثم ترقي لاستا دارية بالبلاد الشامية ثم ولي الوزر والأستادرية غير مرة وكانت أول ولاياته للثانية في مستهل جمادى الأولى سنة خمس وستين في أيام المؤيد أحمد عوضاً عن منصور بن صفى مع محاسبته وأول ولاياته في شوال سنة سبع وستين عوضاً عن العلاء بن الأهناسي وباشر ببشاشته وتواضع وحسن سيرة ورفق نسبي مع صغر سنه وقصر أيامه وأهين غير مرة بالضرب والمصادرة وغير ذلك ودام في حبس أولى الجرائم سنتين ثم آل أمره إلى أن وسط في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وهو صاحب الحمام الذي بزقاق الكحل والعمائر التي غيط البيمارستان سامحه الله وإيانا. وبن عبد الله بن أبي الفتح الزرندي المدني ممن سمع مني بها، والكاتب بحواصل الخاص ويعرف بابن كاتب المخابر مات في جمادى الثانية سنة وكان سميناً بطئ الحركة يركب حماره وهو أخو سعد الدين كان يباشر الإسطبل ومات قبل واستقر عوض المجد عبد الباسط بن البلفياني المعين لعبد الباسط كاتب الدخيرة.
" مجير الدين " عبد الكافي بن أحمد بن الجوبان.
" محب الدين " بن الأمين الحلبي الكاتبي هو محمد المدعو عبد الرحمن بن الحسن بن حمزة بن يوسف مضى، وابن أبي حامد بن ظهيرة في محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين، وابن ظهيرة اثنان كل منهما اسمه أحمد فأولهما ابن الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة؛ والمتأخر ابن أبي السعادات محمد بن محمد بن محمد بن حسين، ولهما ثالث أحمد بن عبد الحي بن أبي بكر قاضي جدة، وابن القاضي عز الدين النويري المكي أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد وابن العفيف قريب لقوالح بن العفيف كان أحد الأطباء بل يباشر رياسة الكحل في وقت مات في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وزعم كل من نقيب الجيش وقوالح أنه عصبته، وابن نصر الله البغدادي في الأحمدين، والتروجي عبد الغني بن اسمعيل، والدموهي القاضي هو محمد بن أحمد بن محمد؛ وسبط الزاهد أحد النواب محمد بن علي بن أحمد؛ والطبري الإمام محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم، والطوخي محمد بن أبي بكر بن محمد، والنويري اثنان كل منهما أحمد أحدهما ابن أبي الفضل محمد بن محمد بن أحمد العقيلي والثاني ابن عمه ابن أبي القسم محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز.
" محي الدين " بن نور الدين علي الجوهري ويعرف بابن الفاوي أخو أبي بكر الماضي لأبيه مات في ليلة الجمعة خامس عشري ربيع الأول سنة إحدى وتسعين، وابن النحاس صاحب مصنف الجهاد هو أحمد بن إبراهيم بن محمد وترجمه شيخنا ي حوادث سنة أربع عشرة من أنبائه، والتبريزي شيخ العلاء بن العفيف فقرأ عليه أو سمع صحيح البخاري وذكر لي أنه ممن أخذ عنه الزين الخافي وأنه كان معمراً يروي عن شيوخ بغداد، " مخلص الدين " . " مظفر الدين " محمد بن عبد الله بن محمد الشيرازي نزيل مكة، ومحمود بن أحمد بن اسمعيل الأمشاطي.
" معين الدين " بن عبد الرحمن بن القاضي أبي عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح المدني ممن سمع مني بها، وابن العجمي عبد اللطيف بن أبي بكر بن سليمان. والإيجي حمد بن الصفي عبد الرحمن بن محمد، والدمياطي الأبرص محمد بن محمد بن محمد.
" موفق الدين " بن المحب أحمد بن نصر الله الحنبلي هو محمد، وآخر حنبلي كان قاضي طرابلس ممن قتل في خروج نائبها عليهم سنة اثنتين، وعبد الله بن إبراهيم المنسوب إليه ببركة الرطلي درب موفق الدين، والحموي عبد الرحمن بن أحمد بن حسن بن داود، والرومي الحنفي ولى قضاء غزة ثم حلب ثم بالقاهرة قضاء العسكر ثم بالقدس قال العيني وكان من طلبة أكمل الدين وتولى قضاء غزة بإشارته مدة كبيرة وهو أول حنفي وليها ثم تولى قضاء كل من حلب والقدس ثم قضاء العسكر بالديار المصرية ثم عاد إلى القدس ثم إلى القاهرة فأقام أياماً ضعيفاً ومات في رجب سنة تسع وذكره شيخنا في إنبائه باختصار. " مؤيد الدين " .
حرف النون(5/321)
" ناضر الدين " بن تيمية محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام وأبوه وابن دقماق الأمير ابن الأمير كان شاباً جميلاً مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين، وابن شيخ حرم القدس محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن غانم، وابن عبد العزيز بن أحمد المدني الخواص ممن سمع مني بالمدينة. وابن العديم محمد بن عمر بن إبراهيم بن محمد، وابن مهنا الحنفي مات في رجب سنة ثلاث وثلاثين أرخه ابن حسان، وابن الميلق محمد بن عبد الدائم بن سلامة، وسبط ابن الميلق ويلقب بالوزة، والجندي رفيقنا في مجاورتين هو محمد بن محمد بن سليمان بن خالد، والخطيري محمد بن علي بن أحمد؛ والرماح أحد الأمراء مات في سنة ثمان أرخه العيني وقال إنه خلف شيئاً كثيراً، والزردكاش محتسب دمشق مات في سادس عشر رمضان سنة ستين ومستراح منه أرخه ابن اللبودي، والسخاوي محمد بن أحمد بن علي، ومحمد بن أحمد آخر لم يسم جده، والعقبي محمد بن عبد الله الدمشقي الصوفي، والغمري محمد بن حسن بن محمد، والفزاري المغربي المؤرخ ناصر بن أحمد بن يوسف، ونقيب الجيش وأمير طبر مات في يوم الأربعاء سابع عشري رمضان سنة ثلاث وأربعين.
" نجم الدين " بن عبد الله بن أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني ابن أخي قاضيها الحنفي ممن سمع مني بها.
" نجم الدين " بن محمد بن محمد بن عبادة أخو أحمد الماضي ولد سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وبن يوسف بن نجم الدين الخانكي ابن عم صلاح الدين بن علي الآتي ممن سمع مني بمكة، وابن الرفاعي أحمد بن علي بن الحسن، وابن السكاكيني في السكاكيني، وابن ظهيرة محمد بن محمد بن محمد بن حسين وابنه محمد الصغير يلقب نجم الدين أيضاً، وابن فهد محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، وحفيده عمر بن التقي محمد يلقب نجم الدين أيضاً، وابن النبيه محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد، والبديوي محمد بن محمد بن محمد بن محمد؛ والسوداني هو ابن الشهاب أحمد العلامة ابن أحمد المقدسي الماضي أبوه وقع في الأسر وجاء الخبر أنه أحب امرأة منهم وتنصر نسأل الله السلامة، والسوداني آخر اسم أبيه الشمس محمد بن التقي أبي بكر بن الشهاب أحمد بن عم الذي قبله مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين، والقرمي في اسحاق بن إبراهيم بن اسماعيل، والمرجاني محمد بن أبي بكر بن علي، " نجيب الدين " . " نسيم الدين " عبد الغني بن عبد الواحد بن إبراهيم المرشدي المكي، ومحمد بن محمد المدعو سعيد بن مسعود بن محمد الكازروني، " نفيس الدين " سليمان بن إبراهيم بن عمر العلوي اليماني.
" نور الدين " بن الجلال هو علي بن يوسف بن مكي، وابن عثمان الجبرتي هو علي بن سليمان بن عثمان مضى، وابن قطب الدين بن روح الدين الأيجي مضى في محمد بن محمد بن روح الدين، وابن قوام البالسي ثم الصالحي مات في سنة تسع عشرة أرخه شيخنا في إنبائه، والدجوي اثنان كل منهما على أحدهما ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن حيدرة والآخر بن المحب محمد بن العز أحمد وهو ابن عمه، والزمزمي المكي في علي بن أحمد بن محمد بن داود، وصهر تيمور الطاغية قتل بدمشق في سنة ثلاث على يد العسكر المصري.
حرف الهاء
" همام الدين " عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود السيواسي والد الكمال بن الهمام؛ وشيخ الجمالية واسمه محمد بن أحمد الخوارزمي.
حرف الواو
" وجيه الدين " عبد الرحمن بن أبي بكر بن فهد، وعبد الرحمن بن حسن بن سويد.
" ولي الدين " أبو الفرج، وميخائيل بن إسرائيل مقبوحان.
" ولي الدين " جماعة يسمون أحمد منهم ابن الزين عبد الرحيم بن الحسين أبو زرعة العراقي، وابن تقي الدين محمد بن محمد بن عمر بن رسلان البلقيني، وابن الشهاب أحمد بن عبد الخالق السيوطي، وابن الجمال عبد الله بن محمد بن عيسى الزيتوني، وابن الجمال محمد بن عمر البارنباري، وابن بهاء الدين محمد بن محمد بن محمود البالسي، وجماعة يسمون محمداً منهم بن أحمد بن محمد بن أحمد الذروي، وبن أحمد بن يوسف بن حجاج السفطي، وبن محمد بن عبد اللطيف السنباطي، وبن محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن الزفتاوي، وابن فتح الدين محمد بن محمد النحريري المالكي، وابن أبي القسم بن عبد الرحمن.
" وولي الدين " الفرشوطي مات بمكة في ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين ذكره ابن فهد ولم يسمه.(5/322)
فصل في ثاني قسمي الألقاب
الهمزة
" استادار الأغوار " واسمه أقبردي قتل في صر سنة إحدى وتسعين.
" الأشتر " محمد بن علي بن جار الله بن زايد. " الأشرف " عدة ملوك لمصر وهم برسباي الدقماقي، وقايتباي سلطان الوقت الآن، ومن غيرهم سلطان اليمن اسماعيل بن العباس بن علي بن داود، " الأشرم اليماني " هو محمد بن علي بن أبي بكر ممن أخذ عني، " الأشقر " أبو بكر بن سليمان، واينال أمير سلاح.
" الأعرج " حسن بن علي بن محمد، " إمام جامع الحاكم " يوسف بن عبد الله بن أحمد بن أحمد هكذا سمى لي عمه عبد الرحمن نزيل طيبة اسم أبيه أحمد بن أحمد وقال يوسف إن اسم جده يوسف فالله أعلم، " إمام الشيخونية " محمد بن موسى بن محمود، " إمام مسجد قراقجا " محمد بن أحمد بن يوسف بن عبد المجيد، " إمام المقام الأعظم بمكة " المحب الطبري وهو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم، " إمام المقام الحنفي بها " في محمد بن محمد بن محمد بن السيد.
" أمير ركب التكاررة " مات بمكة في ضحى يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة سنة سبع وأربعين رحمه الله، " الأمين " اسماعيل بن محمد بن الأمين بن علي بن الأمين. " الأهدل " البدر أبو محمد حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أبي بكر الحسيني نسباً وبلداً اليماني الشافعي وله أولاد منهم صديق وأحمد والهادي وأحمد السيد والعفيف عبد الله ومحمد وهما حيان في سنة ثلاث وتسعين فلصديق من النجباء حسين أحد الآخذين عني وهو حي وعبد الرحمن وعبد الله ماتا في آخرين ولعبد الله الجمال محمد أحد الآخذين عني في الأحياء ولأحمد السيد وقيل له ذلك ليتميز عن أخيه الآخر أحمد جمال الدين محمد عبد المحسن أحد الآخذين عني حي ويقال لكل منهم ابن الأهدل.
الباء الموحدة
" باكير " أبو بكر بن اسحق بن خالد الملطي الحنفي، " باهور " نور الدين علي بن محمد بن عبد الله الحنبلي. " بدنة " محمد بن محمد بن عبد الوهاب.
" البدوي " علي بن محمد بن محمد بن علي المكي كتب في آخر العليين.
" بدير " هو بدر الدين محمد بن محمد بن يوسف العباسي ممن سمع على شيخنا واشتغل قليلاً ثم ترك. " بعيزق " محمد بن محمد بن حسن بن البرجي.
" بولاد " العجمي الخواجا مات بمكة في رجب سنة اثنتين وأربعين أرخه ابن فهد، " بيان " محمد بن محمد بن محمد بن إمام. " بيخا " محمد وزير صاحب كلبرجة وابنه علي مصطفى خان، وابناه حسن وغنائم أشير إليهم في محمد بيخا.
" بير أحمد " هو ابن حسين بن محمد القزويني. " بير محمد " هو محمد بن علي بن عمر الكيلاني. " بيرم " ناصر الدين محمد بن محمد بن لاجين.
" بيرو " حسين بن حامد بن حسين. " البيسق " محمد بن أحمد بن عبد العزيز.
" بيضة " محمد بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن سليمان.
المثناة
" التاجر " أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن مقبل.
المثلثة
" الثور " الشاهد بحانوت الزفتاوي عند حبس الرحبة وهو قريبهم اسمه محمد بن.
الجيم
" جحا " الخانكي محمد بن إبراهيم. " الجزار " يونس بن حسين الواحي.
" الجعجاع " محمد وأحمد ابنا عمر بن بدر، وابن ثانيهما محمد وربما يقال لكل منهم ابن الجعجاع. " جنيبات " محمد بن عوض بن عبد الرحمن بن محمد وابنه شعبان يقال له ابن جنيبات. " الجويعين " الشاعر مضى في شمس الدين.
الحاء المهملة
" الحافظ " لقب لمن مهر في معرفة الحديث ويهم كثرة ومنهم " الحافظ الأعرج " أحمد بن محمد بن حاجي بن دانيال. " الحبار " حسين. " حب الله " عبد الوهاب بن أحمد بن محمد. " حبقة " معتقد مضى في المحمدين ممن لم يسم أبوه.
" الحداد " أبو القسم المغربي الشريف شيخ الصوفية بتربة الظاهر خشقدم مات في يوم الجمعة سابع عشر ذي الحجة سنة خمس وثمانين وخلفه في المشيخة المحب بن المسدي الإمام. " حذيفة " محمد بن أحمد بن علي بن خلف الحنفي.
" الحرفوش " عبد الله بن سعد الله بن عبد الكافي. " حصيرم " محمد بن عبد الله.
" الحطي " ملك الحبشة الكافر هلك في سنة ثمان وثلاثين. " الحكمة " رجل ادكاوي.
" حلولو " المغربي اسمه أحمد بن. " حمام " المنشد في المحمدين ممن لم يسم آباؤهم.
" الحلال " بالتشديد في الحلالي. " الحنش " أبو القاسم وحسن ابنا أحمد بن حسن.
الخاء المعجمة
" خادم جعفر " محمد بن علي بن محمد.(5/323)
" خادم الربعة " بسعيد السعداء مات في آخر ربيع الأول سنة خمس وثمانين رحمه الله.
" الخادم بالشيخونية " سعد الدين.
" خال القرافي " محمد بن إبراهيم بن عبد الله المعروف بابن أبي جمرة.
" خال ابن الزمن " مات في خامس عشري المحرم سنة ست وثمانين بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله. " خرز " إبراهيم بن عبد الله الوالي.
" خروف " أحمد بن خضر السطوحي المعتقد، وآخر في الطيوري.
" الخطيب الحنبلي " محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن سليمان بن حمزة.
" الخطيب الزائر " مات في سنة ستين ووجد له زيادة على ألف دينار مع أنه كان يظهر الفقر ويستجدي الأكابر ونحوهم فيعطى لائقاً به. " خطيب الثابتية " محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن يوسف وابنه محمد. " خطيب داريا " محمد بن أحمد بن سليمان.
" خطيب قرتيا " مات في سنة ستين بعد قطع يده وإقامة زيادة على شهر يحبس أولى الجرائم متعللاً ثم أطلق فمات بعد ثلاثة أيام.
" خطيب المشهد الحسيني " من القاهرة مات في مستهل ربيع الأول سنة خمس وخمسين. " الخطيب الوزيري " محمد بن إبراهيم بن عثمان بن سعيد.
" الخلوف المغربي " أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن ونشأ له ابن نجيب ذكي تخلف عند أمه وجدته بالقاهرة وعرض علي كتباً وكان قوي الحافظة مات في طاعون سنة سبع وتسعين عوضه الله الجنة.
" خواجا سلطان " هو محمود بن بهاء الدين الكيلاني تقدم.
" الخواص " أحمد بن عباد بن شعيب؛ وآخر اسمه أيضاً أحمد كان بسويقة عصفور وهو أصم يتلو في الأجواق وينظم الشعر.
الدال المهملة
" الدبيب " أحمد بن محمد بن أحمد بن راهب. " دبيس " شخص دهان اسمه، وسعد الدين فرح كاتب في بعض تعلقات الدولة وخياط بسوق الحاجب.
" الدخان " عبد الرحمن بن علي بن محمد بن زمام. " درويش " المجذوب عبد الله.
" الدقاق " الدمشقي علي بن محمد بن علي ثقيل السمع معتقد لكثيرين لقيته بمكة ثم قدم القاهرة وأكرم، " دقماق " أحمد بن محمد بن طولاداي الباسطي، " دليم " في ابن دليم.
" الدويك " يلقب به بعض الفضلاء وآخر مشهور بالموسيقا ونحوها رفيق لحمام وقنيبر.
الذال المعجمة
" الذاكر " محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن، وآخر قطن المدينة النبوية حتى مات واسمه محمد بن يوسف " ذو النون " محمد بن عبد الله بن صالح الغزي، ويونس بن حسين الواحي.
" الذويد " كسعيد جماعة من مكة كيحيى بن أحمد بن قاسم، ويحيى بن أحمد آخر.
الراء المهملة
" راحات " علي بن أحمد بن علي. " الرصاع " محمد بن قاسم المغربي.
" رطب " هو محمد المغربي. " الركاب " بأسطبلات السلطان وهي في اصطلاحهم لقب لمن يروض الخيل ويؤدبها واشتهر بها. " الريس " محمد بن أحمد بن محمد.
رئيس المؤذنين " محمد بن أبي الخير محمد بن علي بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد السلام ثم خلفه ابناه عبد السلام وأبو الخير محمد ثم استقل ثانيهما شريكاً لولده أبي عبد الله محمد ثم اشترك معه ابنه أبو بكر.
الزاي المنقوطة
" الزاهد " أحمد بن أبي بكر بن أحمد، وأحمد بن أبي أحمد محمد بن سليمان صاحب الجامع الشهير؛ وتاج الدين محمد بن الشهاب أحمد بن عمر، وابنه علي بن خديجة سبطة الفقيه السعودي، وعم أبيه النجم محمد بن عمر بن أحمد بن الزاهد وأظنه حيد الشهاب أحمد الأول، وابنه البدر محمد؛ وابن أخته المحب محمد بن علي بن أحمد فهو سبط النجم.
" زائد " هو محمود بن محمد بن اسماعيل. " زريق " محمد بن يوسف بن سلمان.
" زعبوب " إبراهيم بن عبد الرحمن. " زغلش " أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر، " زقى " محمد بن محمود بن اسحق. " الزهر " محمد بن سعد بن عبد الله القلعي نزيل مكة، " زيت حار " محمد بن محمد بن علي بن محمد وربما يقال له ابن زيت حار.
" زين الصالحين " محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف.(5/324)
" زين العابدين " بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان السخاوي الأصل ابن أخي واسمه محمد ولد في ضحى يوم الثلاثاء ثالث عشر صفر سنة تسع وسبعين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ في كنف أبيه فقرأ القرآن وحفظ الجرومية والحدود الأبدية والمنهاج الفرعي وقرأه علي بتمامه وألفية النحو والحديث وجمع الجوامع وأربعي النووي وعرض في رمضان سنة اثنتين وتسعين على القضاة الأربعة زكريا الشافعي والأخميمي الحنفي واللقاني المالكي المنفصل والمحيوي بن تقي المتولي والسعدي الحنبلي وكاتب السر والخيضري والبامي وابن قاسم وجعفر المقري والديمي وابن الأمانة وعبد الحق السنباطي والشهاب الأبشيهي الشافعيين ومظفر الأمشاطي والصلاح الطرابلسي والبدر بن الديري الحنفيين والشهاب الشيشيني الحنبلي وكلهم كتبوا لفظ الإجازة، وتدرب بأبيه قليلاً وكذا بأبي الفضل السنباطي الأعرج في الكتابة وبعده استقر في جهاته شريكاً لأخيه ثم لما قدمت باشر خطابة الباسطية فأجاد التأدية وقرأ علي كثيراً من البخاري وغيره بل وجملة من شرحي لألفية الحديث وكتب بخطه أشياء؛ وحافظته قوية مع فهم وربما اشتغل عند الحنبلي في شرح القواعد لأبيه وعند يس في الفقه ويحضر دروس غيرهما وتزوج فلم يحصل التئام وفارق عن قرب مع اشتمالهما على حمل انفصل عن ذكر وروجعت له حين سفرنا في شوال سنة ست وتسعين ثم فارقها ومات الولد أسمعنا الله عنه كل محبوب.
" زين العابدين " محمد بن موسى بن محمد بن علي القادري شيخ طائفته.(5/325)
" زين العابدين " هو محمد بن الشرف يحيى بن محمد بن محمد بن محمد المناوي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وابناه محمد وعلي ولد في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وثمانمائة ونشأ فيكنف أبيه فحفظ القرآن وبلوغ المرام وألفية النحو والبهجة وبعض ألفية العراقي وكان يصحح في محافيظه على الشهاب الخواص وعرض على شيخنا والقاياتي وابن الهمام وابن الديري في آخرين واشتغل ومعظم إنتفاعه في الفقه على أبيه وأخذ في ابتدائه ن ابن حسان في المختصر وغيره وسمعته إذ ذاك يثني على حسن تصوره ويقول أنه لا يقبل الخطأ وكذا سمع على شيخنا دروساً في شرح ألفية العراقي ونحوها وسمع قبل ذلك على الزين الزركشي في صحيح مسلم وعلي الشهاب البوصيري وغيرهما ومن شيوخه الذين أخذ عنهم العلوم التقي الشمني سمع عليه فيكل من الكشاف والعضد والتوضيح وشرح الشمسية ومحمد الكريمي آخذ عنه قطعة من المطول والشهاب الأبشيطي أخذ عنه العروض والمنطق والصرف وحج في سنة خمسين وظهرت حينئذ براعته حيث كان يسأل عن مسائل من الحج فيحسن جوابها ولم يخالط النواب في ولاية أبيه الأولى بل كان مجانباً لهم البتة واستقر في مشيخة الطويلية بعد موت السفطي مع كونها لم تكن إلا باسم ولده فلم يلبث أن انتزعها التقي القلقشندي منه بعد انقضاء الأيام الظاهرية محتجاً بولاية سابقة من شيخنا له هذا بعد وثوبه عليه في أيام قضاء أبيه بعناية نظام المملكة الجمالي له سراً ومع ذلك فما وصل وبعد موت التقي إرتجعها صاحب الترجمة وكذا استقر في تدريس الخروبية بمصر عوضاً عن البهاء بن القطان ثم انتزعها منه ولده البدر أيضاً وفي تدريس الفقه بالفاضلية ونظرها عقب ناصر الدين بن السفاح وفي تدريس القطبية المجاورة لمنزله عن البدر محمد بن الجمال عبد الله السمنودي وفي نصف تدريس الفقه بجامع الخطيري عقب البدر النسابة شريكاً لفتح الدين بن البلقيني وفي تدريس المدرسة المجاورة للشافعي ونظرها وخطابة جامع عمر وإمامته عقب والده وتصدى حينئذ للتدريس والإفتاء وبنى على كتابة والده في شرح مختصر المزني وحمدت كتابته ودروسه وفتاواه حتى سمعت بعض الفضلاء من طلبة والده يرجح حسن تصوره على تصور أبيه وقال لي صهره البرهان بن أبي شريف ما رأيت أحسن إدراكاً للفقه منه كل ذلك مع حسن الشكالة ووفور العقل والتواضع مع الشهامة وقلة الكلام والحشمة والتجمل والفتوة والكرم وقد أعرض عن راتبه في اللحم بديوان الوزر قبل موته تعففاً وكان كأبيه كثير الإجلال لي وراسلني وأنا بمكة يعلمني بوفاة أبيه ويستميلني وكنت معه على ما يحب وهو القائم بالكف عن دفن الخطيب أبي الفضل النويري بقبة الإمام الشافعي بعد أن حفر له حيث حرك كاتب السر وغيره لذلك ولم يلبث بعد أبيه أن مات على أحسن حال من تعبد وقيام وصيام في يوم الثلاثاء سادس شوال سنة ثلاث وسبعين ودفن عند والده بالقرب من ضريح الإمام الشافعي وتأسف كثيرون على فقده رحمه الله وإيانا.
" زين العابدين " حفيد القاضي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي المكي مات بها في المحرم سنة خمس وثمانين. " زين العابدين " بن جلال الدين هو علي بن عبد الكريم بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الكريم.
حرف السين المهملة
" سبط ابن أبي حمزة " هو الشمس محمد بن أحمد بن عمر القرافي. " سبط الزبير " هو علي بن محمد بن موسى بن منصور المحلي المدني، وابنه أحمد " سبط شيخنا " هو يوسف بن شاهد الكركي. " سبط العاملي " محمد بن محمد بن أحمد بن عبد النور. " سبط ابن الليان " اثنان قديم وهو محمد بن أحمد بن علي بن محمد، ومتأخر وهو محمد بن عبد الرحيم بن أحمد. " سبط الموصلي " ناصر الدين محمد بن موسى. " سبط ابن الميلق " هو ناصر الدين محمد بن محمد بن سليمان بن خالد الملقب بالوزة. " سبط ابن النقاش " عبد الرحيم بن علي بن أحمد بن عثمان.
" سبط ابن هشام " محمد بن عبد المجيد بن علي العجيمي.
" سلطان كلبرجة " مات في ذي الحجة سنة خمس وستين.
" سنان " شيخ تربة الدوادار هو يوسف بن أحمد. " سويدان " المقري هو محمد بن سعيد.
" السيد الجرجاني " علي بن علي بن حسين الحسيني الحنفي وقيل علي بن محمد بن علي.
" سيدي الصغير وسيدي الكبير " أخوان أولهما اسمه تغري بردي ولى للمؤيد بحماة؛ وثانيهما اسمه قرقماس ولى للمؤيد بالشام.
الشين المعجمة(5/326)
" الشاب التائب " اثنان اسمهما أحمد فأولهما ابن عمر بن أحمد بن عيسى والآخر ابن علي بن محمد. " شردمة " إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الحميد.
" شرف الخطباء " مات بمكة في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين أرخه ابن فهد.
" الشريف " ابن أخي المحيريق الكمال عبد اللطيف بن علي بن أحمد وأخوه بهاء الدين، وابن أولهما أحمد، والبخاري إمام الحنفية بمكة محمد بن محمد بن محمد بن السيد، والجرواني صاحب الوراقة محمد بن عبد اله بن عبد المنعم الحسني، وحفيده محمد بن أحمد النقيب وترجم شيخنا في سنة ثلاث عشرة محمد بن أحمد، والحلبي الحنبلي رضي الدين محمد بن محمد بن علي بن هاشم، والحنفي شيخ الجوهرية هو المحب محمد بن عبد الرحمن، والحنفي شيه القجماسية هو الشمس محمد بن علي بن محمد، والحنفي الدمشقي إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد ممن أخذ عني بمكة في سنة أربع وتسعين شرحي للتقريب وغيره، ورفيق لابن الهمام أعجمي مات في ربيع الأول سنة إحدى وستين بمكة أرخه ابن فهد، والفرضي علي بن عبد القادر والقبيباتي إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد، وكاتب السر أحمد بن علي بن إبراهيم الحسيني الدمشقي، والكردي علي بن محمود بن محمد بن أبي بكر، وأخوه محمد، والمغربي شيخ تربة خشقدم سبق في الحداد من هذا الفصل، والنسابة الحسن بن محمد بن أيوب، وعمه الحسن بن محمد، ونقيب الأشراف هو العلاء علي بن محمد بن أبي بكر الحسيني الدمشقي الحنفي ممن جاور بمكة مدة، " شريف " بالتصغير محمد بن أحمد بن محمد. " الشعشاع " الخارجي اسمه علي بن محمد بن فلاح، وأبوه، وابنه محسن، " شفتر " محمد بن إبراهيم بن بركة، وبهاء الدين محمد بن العز عبد العزيز بن محمد بن مظفر البلقيني، ومحمد بن عبد الغني ويعرف بابن أخي شقير.
" شقير " عبد الرحمن بن محمد بن مظفر الخليلي، " شكر " بفتحتين هو أحمد الروحي مضى، " الشماع " التونسي قاضي المحلة اسمه أحمد بن.
" شوربة " محمد بن تغري برمش. " الشويهد " محمد بن علي بن إبراهيم.
" شيخ الإسلام " عمر بن رسلان بن نصير البلقيني، وخلق منهم أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر.
" شيخ الحديدة " من بلاد اليمن قتل في المعركة في خامس عشر رمضان سنة خمس وخمسين. " شيخ الفراشين " بمكة أحمد الدوري خال محمد البيسق، ثم محمد اليماني الكتبي، ثم علي بن أحمد بن فرج الطبري مولاهم، ثم محمد بن أحمد بن بد العزيز بيسق بن أخت الدوري الماضي ثم ابنه عمر.
حرف الصاد المهملة
" الصاحب " غير واحد من الوزراء.
" صاحب الزمامية " بالقرب من سويقة الصاحب الزيني مقبل اليلبغاوي زمام الآدر الشريفة.
" صاحب قبرس " واسمه جوان جاء الخبر في منتصف شوال سنة اثنتين وستين بهلاكه غير مأسوف عليه وملكوا ابنته مع وجود ابن له لكن من زنا فيمت زعموا. " صاحب كنباية " محمود بن أحمد بن محمد.
" الصالح " حاجي بن شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون، ومحمد بن ططر.
" الصامت " الجمال محمد بن أحمد بن أبي بكر بن علي بن محمد الناشري في المحمدين.
" الصامت " مات في سنة سبع وعشرين بالمعلاة ودفن هناك أرخه ابن فهد.
" الصائغ " . " الصباغ " . " الصبوة " علي بن أحمد بن دحية.
" الصعيدي " مؤدب الأبناء بمكة هو محمد بن عبد الله بن علي.
" الصغير " بالتصغير إبراهيم بن علم الدين أحد الكتبة، والمعلم محمد بن علي بن قطلبك، وابنه عبد العزيز، والكاشف محمد، ثم الدوادار الكبير يشبك من هدي المنفصل ذاك به، " صنان " أحمد بن عبد العزيز.
" صهر ابن الجندي " في ابن الجندي. " وصهر قاوان " اسحق بن عبد الجبار.
" وصهر المناوي " علي بن عبد الله بن أحمد السمهودي نزيل طيبة.
الضاد المعجمة
" الضاني " محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد ويقال له ابن السميط، وأحد الفضلاء من نواب الشافعية محمد بن السنهودي.
" ضفدع " محمد بن حسين بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الأذرعي.
الطاء المهملة
" الطاهر " كبير التجار بمكة الحسن بن محمد بن قاسم بن علي، وبنوه أبو بكر وعمر وعلي وعبد الرحمن ومحمد ولعلي عمار وعبد المحسن ولمحمد عبد الرحمن وعبد القادر ويقال لكل منهم ابن الطاهر. " طبيخ الغزولي " هو أحمد بن أحمد بن عثمان.
" الطيب " الجمال محمد بن أحمد بن أبي بكر بن علي بن محمد.
الظاء المعجمة(5/327)
" الظاهر " جماعة من ملوك مصر برقوق ثم ططر ثم جقمق ثم خشقدم ثم يلباي ثم تمربغا. " الظريف " بالتصغير جانبك الأشرفي برسباي.
العين المهملة
" العذول " محمد بن عبد الله بن شاه خان.
" العريان " الأدهمي لقيه الشهاب بن عربشاه بسمرقند في سنة تسع وثمانمائة وله إذ ذاك ثلثمائة وخمسون سنة على ما استفيض عندهم مع كونه تزوج بعد ذلك بكراً ومات في سنة ثمان وثلاثين ببلاد تركستان. " عزوز " من أمراء هوارة وهو ابن الأمير عيسى بن وعم داود بن سليمان. " عزيز " . " عزيز " قاضي سمنود عبد العزيز بن محمد بن علي بن محمد بن علي وكأنه مختصر من عزيز الدين. " العزيز " يوسف بن الأشرف برسباي. " عصفور الكاتب " علي بن محمد بن عبد النصير. " العقعق " هو محمد بن محمد بن يوسف البصري ثم المكي لخواجا شمس. " العوام " . " عويس " هو عيسى بن حجاج السعدي الشاعر. " عيان " علي بن محمد بن محمد بن محمد بن إمام.
الغين المعجمة
" الغطاس " . " غفير " هو عبد الغفار بن عبد المؤمن.
" الغلة " بالفتح أبو القسم بن محمد بن مقبل بن عبد الله. وأبوه وجده وكان يعرف بسلطان غلة. " الغندور " عيسى.
الفاء
" الفار " عبد العزيز بن أحمد بن يوسف، وآخر من الجباة في خدمة شيخنا وهو المشار إليه في قول الشهاب الحجازي.
ترفعت عن قرضي من الفار برهة ... وملت إلى الجبن الذي وصفه عار
وطال اقتراضي من سواه بكلفة ... ولا شك أن القرض أولى به الفار
والجبن أشار به إلى أبي بكر بن جبينة الجابي أيضاً، " فائز " عبد العزيز بن أبي بكر بن علي.
" الفتى " اثنان يمنيان عمر بن محمد بن معيبد فقيه اليمن، وعلي بن حمد بن صديق.
" فتقت " هو محمد بن عبد الله بن أحمد الزفتاوي.
" الفرغل " المجذوب محمد بن أحمد السميعي نسبه لبني سميع قرية غربي أبي تيج، محمد بن الشمس محمد بن محمد بن شفيع البكري الدلجي.
" فطيس " علي بن محمد بن محمد المهتار.
حرف القاف
" قاصد الحبشة " هو يحيى بن أحمد بن شاذي.
قاضي الجزيرة " الدمشقي مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع وخمسين أرخه ابن فهد، " قاضي الجماعة " جماعة منهم محمد بن عمر بن محمد القلجاني القادم علينا سنة سبع وسبعين وفعل تلك الطامة، " قاضي " الجن محمد بن داود بن فتوح الحلبي، " قاوان " وقافه معقودة الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد الكيلاني نزيل مكة، وأخوه خواجا جهان محمود وللأول من الأولاد الشيخ محمد وحسين وعبد الغفار وإبراهيم وسلطان وصفي الملك علي ويقال لكل منهم ابن قاوان وللثاني نور الدين علي ولقب ملك التجار وله ولد لقب أيضاً ملك التجار بل لنور الدين علي إخوان عبد الله مقيم بكيلان وألوخان استقر بعد قتل أبيه فدام يسيراً ثم كحله نظام الملك ولد مولى لأبيه وهو حي الآن؛ وللشيخ محمد بن الأولاد أبو العباس من حبشية لأبيه وشقيقة له تزوجها وصيهما الشريف إسحق بعد موت أبيها وكان أيضاً زوجاً لابنة أخرى له من ابنة عمه خواجا جهان ماتت تحته بمصر في حياة أبويها وله ابنتان من تركيتين لأبيهما تزوج بإحداهما الشريف نظام الدين ابن خال للشريف اسحق، ولحسين من الأولاد أحمد وحسن ومحمد وابنة تزوج بها ابن مها أبو العباس وماتت تحته نفساء بعد أن ولدت له ولداً واحد الذكور من ابنة القاضي الشريف السراج عبد اللطيف الحنبلي الفاسي.
" قدار " " قراغلام " لفظة مركبة أي الغلام الأسود إبراهيم بن خليل بن إبراهيم.
" قرايلوك " عثمان بن قطلوبك بن طر علي. " قرقماس " أحمد بن علي بن محمد بن مكي القاضي. " قل درويش " هو علي نزيل حلب ورأس فضلائها.
" القلفاط " في ابن القلفاط. " قلقسز " ومعناه بغير إذن فقلق هو الإذن وسزنفي. " القماح " نزيل تونس ومحدثها هو محمد بن.
" القواس " أحد المعتقدين بدمشق هو محمد بن عبد الله. " قوالح " عبد اللطيف بن عبد الوهاب. " قوزي " هو محمد بن أمير حاج بن أحمد بن الملك.
الكاف(5/328)
" كاتب السر " خلق منهم ناصر الدين محمد بن محمد بن عثمان بن البارزي، وابنه الكمال محمد، والبدر محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن مزهر، وابناه البدر محمد والزين أبو بكر، وابنه البدر محمد. " كبيش العجم " اشتهر به وليس بلقب قديم له هو محيي الدين محمد بن إبراهيم بن خضر أخو العماد إسمعيل قاضي الحنفية بدمشق. " كتكوت " محمد بن يوسف بن علي. " كريمة " تصغير كريم الدين قبطي يعرف بابن كاتب النقدة باشر نظر الزردخاناه وغيرها. " كربر " قيل للتاج محمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الأخميمي. " كليب السوق " " كليب العجم " محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن حمزة وليس بلقب قديم.
حرف اللام
" الأطونة " البزاز مات بمكة سنة أربع وعشرين أرخه ابن فهد.
" اللالا " جماعة منهم الآتي في القريصاتي.
حرف الميم
" الماعز " علي بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن علي التكروري.
" مامش " محمد بن حسن بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الأذرعي.
" المبرد " البدر حسن بن أحمد بن عبد البادي. " المتوكل على الله " محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد، وحفيده عبد العزيز بن يعقوب، وصاحب المغرب عثمان بن محمد بن أب فارس عبد العزيز. " المجاور " محمد بن علي بن عبد الله.
" المجنون " الكيال بمكة محمد بن علي بن محمود. " المحتسب " بجدة أبو بكر بن أحمد بن محمد بن أخي مباشرها عبد الباسط بن محمد. " المحتسب " بالديار المصرية علي بن نصر الله العجمي، وبعده علاء الدين بن الفيسي ثم الصلاح المكيني وقويت يده ببرسباي البجاسي، ثم عبد العزيز بن محمد الصغير، ثم قانباي اليوسفي والد محمد؛ ثم تنم رصاص ثم سودون الفقيه المؤيدي شيخ ثم خشكلدي البيسقي مقيم الآن بدمشق ثم مغلباي طاز الأبو بكري ثم طرباي الساقي الظاهري خشقدم، ثم قانصوه الخسيف ثم يشبك الجمالي فلما سافر مع الملك للحج تكلم عوضه يشبك من حيدر الوالي ولما رجع يشبك استعفى فتكلم فيها الزين قاسم شغيتة بدون ولاية ثم استقر البدري بن مزهر إلى أن استعفى فاستقر كشباي الأشرفي وهو الآن سنة تسع وتسعين متوليها، " المحوجب " البدر حسن بن علي بن حسن بن علي بن قاسم، وابناه محمد وعبد الرحيم وابن ثانيهما الشهاب أحمد ويقال له ابن المحوجب.
" مخدوعة " أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن موسى. " المذكور " أحمد بن أبي بكر بن اسماعيل. " مرزا " حسين بن محمد بن حسن بك بن علي بك بن قرايلوك، والتركماني كان كاشفاً بالوجه القبلي ثم انتقل لنيابة الكرك وهما في الإحياء.
المزجج " أبو الفرج محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن مسعود وأبوه وجده وجد أبيه، " المساوي " بضم الميم ثم مهملة وواو مفتوحتين أحمد بن يحيى، ومريده عبد الله بن عامر. " المستحل " في الرئيس.
" المستعين بالله " العباس بن محمد بن أبي بكر بن سليمان.
" المستكفي بالله " سليمان بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد.
" المستنجد بالله " يوسف بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد. " المستملي " رضوان بن محمد بن يوسف. " المسكين " المدني. " المشرع " شيخ باليمن اسمه أحمد بن موسى بن أحمد بن علي، وابنه إسماعيل، وعمه عبد اللطيف.
" مشيمش " بالتصغير أحد الكتاب اسمه علي بن محمد. " المطيبيز " عطية، ومسعود ابنه وكان صيرفياً. " المطيب " هو صديق بن علي بن محمد بن علي.
" المظفر " أحمد بن المؤيد شيخ. " مظفر الدين " جماعة منهم محمد بن عبد الله بن محمد ومحمود بن أحمد الأمشاطي. " المعتضد بالله " داود بن محمد بن أبي بكر بن سليمان. " المعيد " الشمس محمد بن محمود بن محمود.
" مقيت " بالتصغير الشمس محمد بن أحمد بن محمد شقيق النور الصوفي الحنفي القاضي. " المكشكش " هو موسى بن أحمد بن موسى.
" المنتصر " صاحب تونس محمد بن محمد بن عبد العزيز بن أحمد.
" المنصور " جماعة منهم عبد الله بن أحمد بن اسمعيل؛ وعثمان بن الظاهر جمقمق.
" المهتار " جماعة منهم محمد بن محمد الدلجي مهتار الطشتخاناه، وابناه علي ومحمد ويقال لثانيهما أيضاً مهتار خوند. " المهمندار " وهو أمين السلطان على من يطرقه من رسل الملوك والعربان والتركمان وغيرهم ومنهم عقوب شاه بن اسطا علي.
" موقت " الخليل مات في شعبان سنة خمس وستين. " المؤيد " جماعة شيخ بن عبد الله المحمودي وأحمد بن الأشرف اينال، " الموله " في ابن الموله.
حرف النون(5/329)
" الناصر " فرج بن برقوق، وابن الكامل خليل بن أحمد بن سليمان الماضي أبوه قتل أباه وبايع لنفسه في التملك بحصن كيفا ولم يلبث أن قتل أيضاً صبراً كل ذلك في سنة ست وخمسين حسبما شرحته في التبر المسبوك، وابن يشبك الدوادار مضى في منصور بن يشبك. " النجار " في ابن النجار. " النحاس " في ابن النحاس. " نزيل الكرام " أحمد بن المدني صهر بيت ابن فهد.
" نصف وجه " محمد بن عبد الدائم البرماوي. " النقاش " علي بن عبد القادر بن محمد الموقت. " نقيب الأشراف " العلاء علي بن إبراهيم بن عدنان بن جعفر بن محمد بن عدنان بن جعفر وابناه الشهاب أحمد كاتب سر مصر وأبو بكر وليها أيضاً أياماً وتمام خمسة منهم ناصر الدين محمد وابن ثانيهما ناصر الدين محمد وابنه علاء الدين علي في الأحياء، ونقيب الأشراف بمصر في وقتنا علي بن أحمد بن علي بن حسين الأرموي، وابنه حسن ثم حسين بن أبي بكر بن حسن الحسيني الفرا ثم خازن الشر بخاناه محمد بن حسن الحسني ثم ابنه. " نقيب القصر " محمد بن إبراهيم ابن بركة ويقال له شفتر وابن أخيه لأمه محمد بن عبد الغني وولده وفاء كلهم عملوا النقابة.
حرف الهاء
" الهائم " الشهاب أحمد بن محمد بن علي بن محمد المنصوري الشاعر.
" هبيهب " في محمد بن محمد بن أحمد بن عيسى. " الهزبر " محمد بن علي بن علي بن غزوان.
حرف الواو
" والي الفيوم " قتله الجمال الاستادار البيري في سنة عشر كما في حوادثها.
" الوراق " جماعة يسمون علياً أولهم ابن محمد بن ابراهيم وهو حريري مقري، وثانيهم ابن حجاج أحد أعيان المالكية وفضلائهم، وثالثهم حريري أيضاً كان كاتب الغيبة بالأشرفية، أحمد الوراق أيضاً معتقد كان بجامع الواسطي من بولاق زرته واتفق أن شخصاً رآه في الروضة النبوية فقال له خاطرك معي فقال يا قليل العقل أنت عند سيد الكل فأي وضع لي. " الوزة " اثنان نصر الله القبطي ويعرف بابن كاتب الورشة، وناصر الدين محمد بن يونس سبط ابن الميلق؛ وثالث هو أحد العوال في الشطرنج. " الوزير " جماعة. " وفا " الطبيب محمد بن اسمعيل ابن إبراهيم، ونقيب الحسبة في أبي الوفا بن إبراهيم. " ولي الدولة " ميخائيل.
كتاب الأنساب
وهي أيضاً على قسمين فالأول:
حرف الألف
" الآثاري " جماعة كثيرون منسوبون إلى خدمة الآثار النبوية أو إلى الإقامة بالمحل التي هي فيه منهم شعبان بن محمد. " الأباريقي " عمر غير منسوب ويقال له الكردي.
" الأبدي " بضم الهمزة وتشديد الموحدة بلدة بالأندلس من كورة جيان الشهاب أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن.
" الإبراهيمي " نسبة لتاجر أبيه ظناً على بن سودون.
" الابشيطي " بكسر الهمزة لأحمد بن إسمعيل بن أبي بكر بن عمر والصدر سليمان بن عبد الناصر والشمس محمد بن.
" الابشيهي " بضم الهمزة مصغر من الغربية فتح الدين أبو الفتح محمد بن علي بن أحمد بن موسى وابناه البدر أبو البقا محمد والشهاب أحمد وهو أفضلهما ولأولهما ابن اسمه الجلال أبو الفضل محمد والبهاء أبو الفتح محمد ابن أحمد بن منصور بن أحمد بن عيسى وابنه أبو النجا محمد؛ والزين أبو بكر ابن محمد بن حسن أحد النواب الشافعية، وبهاء الدين محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن محمد الأبشيهي رفيق ابن حجاج، وأحد طلبة المالكية بلغني أنه كتب على المختصر وحصله عبد المعطي المغربي حين جاور إليها هناك وتعجبنا من ذلك، وأبوه.(5/330)
" الأنباسي " نسبة لقرية صغيرة بالوجه البحري من مصر إبراهيم بن موسى بن أيوب شيخ العصر، وحفيده محمد بن أحمد، وابنه إبراهيم، والبرهان إبراهيم بن حجاج، وابنه عبد الرحيم. والشمس محمد بن أبي بكر بن موسى الضرير، وعطية بن إبراهيم بن محمد بن حسن. " الابوتيجي " نسبة لأبوتيج من الصعيد في بر أسيوط على بعض مرحلة منها عبد الرحمن بن عنبر وقريبه شعبان، وأحمد ابن محمد بن عبد الرزاق بن محمد. " الأبودري " نسبة لقرية بالبحيرة يقال لها أبو درة علي بن محمد بن أيوب وبنوه، وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن وابنه محمد. " الأبوصيري " نسبة لأبوصير من الغربية بالقرب من سمنود أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل المحدث وابنه محمد، والشمس محمد بن جامع ابن إبراهيم، وناصر الدين محمد بن أحمد بن عمران مباشر الجاي، وعمه الشرف موسى بن عمران وأظنه والد زوجة سالم العبادي الأزبكي أم بنيه التي كانت زوجاً لابن عمها ناصر الدين المذكور، ونور الدين علي بن فقيه القادرية وابنه.
" الأبياري " بكسر أوله جماعة منهم بيت ابن الأمانة.
" الأبي " بضم الهمزة وتشديد الموحدة نسبة لأبة قرية من أفريقية من أعمال تونس محمد بن خلفة شارح مسلم أخذ عنه غير واحد ممن لقيناهم كيحيى بن عبد الرحمن العجيسي وأحمد بن يونس. " الأبي " بكسر الهمزة أو بفتحها كما ضبطه ابن السمعاني ثم ابن الأثير قرية من اليمن علي بن إبراهيم بن علي.
" الأجهوري " بضم الهمزة نسبة لأجهور الكبري بساحل البحر من عمل القليوبية علي بن حسن بن عبد الحاكم ممن قرأ علي؛ وانتسب كذلك قديماً نبيه الدين إبراهيم بن مهلهل مصري مات في المحرم سنة خمس وسبعين وستمائة بالقرافة.
" أحمد آباد " ومعنى آباد بلد فكأنه قال بلد أحمد والذي اختطه أحمد بن محمد بن مظفر صاحب كجرات في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ومات تقريباً سنة سبع وأربعين فاستقر بعده في كجرات ابنه غياث الدين محمد فأقام إلى سنة أربع وخمسين فاستقر بعده بعد أيام فاستقر بعده أخوه أبو الفتح محمود شاه وهو ابن خمس عشرة سنة وإقامته بأحمد آباد التي اختطها جده وهو حي في سنة تسع وتسعين ابن نحو خمسين سنة، وممن انتسب إليها سليمان وادود ابنا محمد بن عيسى بن أحمد وابنا ثانيهما قاسم وراجح، ومحمود بن محمد المقري، ومخدوم بن برهان الدين، ومحمد بن التاج وكلهم حنفيون مذكورون في محالهم.
" الأخطابي " بكسر أوله من الشرقية علي بن عبد المحسن بن علي وأبوه وهما حرحيان أيضاً. ابن إبراهيم بن عبد الوهاب وابنه البدر محمد، وناصر الدين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد قاضي الحنفية وأخوه العلاء على أحد أئمة السلطان وأبوهما وجدهما.
" الأخنائي " بالكسر نسبة لاخنا مقصورة بلدة بقرب إسكندرية من الغربية البهاء محمد بن العلم بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى وابنه البدر محمد وابن أخي أولهما العلم أحمد بن التاج محمد بن العلم محمد، والشمس محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر الشافعي. " الأخوي " بفتح الهمزة والمعجمة في " الخجندي " . " الأدكاوي " نسبة لادكو بالقرب من الساحل ابراهيم بن عمر بن محمد؛ وأحمد بن علي بن موسى أبو يوسف، ورمضان بن عمر ابن مزروع، وسلامة بن محمد بن أحمد بن إبراهيم وابنه الشمس محمد وتلميذه قاضيه عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن محمد، ومحمد بن أحمد بن أبي بكر الفوي وابنه عطاء الله؛ ومحمد بن سيف الدين مقري وإجازته عند ابن سلامة.
" الأدمي " كأنه لصنعة الأدم علي بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد المصري الشافعي وبنوه. والصدر بن أدمي علي بن محمد بن محمد بن أبي بكر الدمشقي الحنفي.(5/331)
" الأذرعي " بذال معجمة ثم راء مفتوحة ويجوز كسرها نسبة لأذرعات ناحية بالشام منها محمد ومريم ابنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن داود بن حازم وعبد الرحمن وعبد الله ابنا الشهاب أحمد بن حمدان بن أحمد، وحسن وحسين ابنا علي بن محمد بن عبد الرحمن فلا ولهما الشهاب أحمد الإمام ويعرف بابن قاضي أذرعات والجمال عبد الله فعبد الله هو والد البدر محمد، وخديجة زوجة أبي الفضل ابن شعبان والجوهري والإمام هو والد إبراهيم والشهاب أحمد والبدر حسن وعبد الرحمن وكريم الدين عبد الكريم والكمال محمد والمحب يوسف والزين أبو بكر ولثانيهما وهو حسين بدر الدين محمد الملقب ضفدع ثم أن لكمال الدين فاطمة أم ولدي النجم يحيى بن حجي والحسن محمد الملقب مامش.
" الأردبيلي " بفتح الألف وضم الدال المهملة نسبة لبلدة اردبيل من اذربيجان جماعة منهم البدر محمود بن عبيد الله. " الأرسوفي " بضم الهمزة وآخره فاء نسبة لمدينة على ساحل بحر الشام. " الأرميوني " بفتح الهمزة نسبة لأرميون بالقرب من سخا وسنهور بالغربية منها جماعة انتسبوا شرفاء كالمالكي أحمد بن حسين بن علي القاضي، وشيخ القحماسية الحنفي الشمس محمد بن علي بن محمد.
" الأزهري " خلق منسوبون للجامع الشهير منهم صهر البدر العيني الشمس محمد ابن علي بن حسن مباشر الأحباس، ومحيي الدين محمد بن عبد الله بن إبراهيم أحد الموقعين. " الأزيرق " أحمد بن يحيى بن محمد بن خلف المغربي.
" الاسحاقي " نسبة لمحلة إسحق بالغربية محمد بن عثمان بن موسى ناصر الدين المالكي، وحفيده الرضى محمد بن الشمس محمد صهر البدر السعدي قاضي الحنابلة ونقيبه بل أخو نواب المالكية. " الاسطنبولي " نسبة لنوع من الحبك محمد الدمشقي المعتقد. " الاسعردي " في الباخرزي. " الأسنائي " بفتح الهمزة نسبة إلى أسنا من الصعيد ويقال له الاسنوي أيضاً. " الاسواني " عمر بن عبد الله بن عامر.
" الأسيوطي " بضم الهمزة نسبة لأسيوط مدينة بالصعيد ومنهم من يحذف الألف المحمدان الشرف والفخر ابنا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد؛ والصلاح محمد بن أبي بكر بن علي، والكمال أبو بكر بن محمد بن أبي بكر، وابنه الجلال عبد الرحمن، والزكي مسلم وأبوه، والولوي أحمد، والمحب محمد ابنا الشهاب أحمد بن عبد الخالق وأبوهما وعمهما اسمعيل، وأبو الطيب محمد بن محمد بن محمد وابنه أصيل الدين محمد؛ وأبو الحجاج يوسف بن محمد بن يوسف وابنه البدر محمد؛ ومحمد بن أحمد بن علي بن عبد الخالق. والشمس محمد بن حسن وابنه محمد.
" الأشمومي " بضم أوله ومعجمة وميمين وإن كان على لسان العامة بنون آخره بل هو الذي عند السمعاني فهو غلط ويقال لها أشموم طناج وأشموم الرمان وهي على النيل الشرقي قصبة كورة الدهقلية مدين بن أحمد، وأحمد بن. " الأشموني " مثله لكن بنون آخره نسبة لأشمون جريس تحت شطنوف بحري القاهرة منها اثنان اسم كل منهما علي فأولهما اسم أبيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي بن أبي البركات أحمد وثانيهما اسم أبيه محمد بن عيسى بن يوسف وهو.
" الاشليمي " بكسر الهمزة نسبة لاشليم من الغربية؛ سيأتي بعضهم في ابن أصيل ونور الدين علي بن محمد بن عثمان أيوب، وأحمد بن محمد بن صالح الشاعر، وعبد الغني بن محمد بن عمر. " الأصيلي " نسبة لأصيل الدين أحمد وعلي والشرف محمد بنو محمد بن عثمان بن أيوب. " الاطرابلسي " في الطرابلسي.
" الاقباعي " عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد الشامي فاضل صالح؛ وبمكة عبد الله بن الأقباعي صيرفي وأخوه علي.
" الاقصرائي " بالصاد المهملة وربما يقال بالسين نسبة لاقصرا إحدى مدن الروم البدر محمود والأمين يحيى ابنا الشمس محمد بن إبرهيم بن أحمد وابنا أختهما حفصة وهما المحب محمد وفاطمة ابنا الشهاب أحمد بن أبي يزيد وابنا الأمين أبو السعود محمد مات في حياته؛ وزينب شقيقته ماتت بعدهما بمكة.
" الاقفهسي " ويقال له الأقفاصي نسبة إلى اقفهس بلد من عمل البهنسا عبد الله ابن مقداد المالكي. وأحمد بن العماد بن يوسف، وابنه محمد، وخليل بن محمد ابن محمد بن عبد الرحمن، وعمر بن عبد الله بن علي بن عبد العظيم.
" الاقواسي " علي بن محمد بن أحمد بن علي البصري الأصل المكي ووالده، وآخر مصري نزيل مكة.(5/332)
" الامشاطي " بفتح الهمزة نسبة لبيع الأمشاط أو عملها محمد ومحمود ابنا أحمد بن حسن الحنفيان كان جدهما لأمهما يبيعهما، والجمال يوسف بن أبي بكر بن علي الشافعي، وعبد الغني بن أحمد بن محمد السكندري كان يعملها.
" الأموي " بالضم نسبة إلى أمية أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد المالكي.
" الأموي " بالفتح الولوي محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن اسحق السنباطي المالكي. " الأميوطي " نسبة عبد الرحيم بن ابرهيم بن محمد، وحسن بن حسين بن علي بن عبد الدائم وابنه المحب محمد.
" الأنبابي " نسبة لأنبابة قرية من بحري جيزة مصر على شاطئ النيل انتسب إليها جماعة من المتأخرين وربما قيل لها أنبوبة على وزن أفعولة وكأنه لما يزرع بها من القصب فالأنبوبة ما بين كل عقدتين من القصب ومن أشهر المنسوبين إليها اسمعيل بن يوسف بن اسمعيل، وعلي ومحمد ابنا أبي بكر بن محمد بن محمد ولثانيهما بدر الدين محمد. " الأندلسي " بفتح الهمزة واللام نسبة لإقليم بالمغرب.
" الأنصاري " نسبة إلى الأنصار البهاء أحمد والزين أبو بكر والشمس محمد وإبراهيم والشرف موسى بنو علي بن محمد بن سليمان فابن الأول أحمد بل له هاجر أيضاً وابن الثاني علي سمع هو والكمال الآتي بقراءتي علي البوتيجي وغيره في ابن ماجه، وابنة اسمها أمامة تحت علي المنصوري؛ وابن الثالث الكمال محمد ولم يعش بل انقرض نسله إلا من ابنة كانت تحت ابن عمتها عبد الكريم الأسنوي وماتت تحته فله منها ابنة وكذا للخطيب أبي بكر بن أبي الفضل النويري ابنة منها أيضاً تحت عبد القادر بن علي بن أبي اليمن النويري وابن الرابع يحيى كان بمكة في سنة ثمان وتسعين وسمع علي، وترك الأخير عشرة أولاد أكبرهم البدر محمد وأمه عائشة ابنة الشرفي موسى اللقاني أخت عمر وشققته مارية الضريرة التي تزوجها ابن عمها أحمد بن بهاء الدين ومات عنها فتزوجها إبرهيم ابن بنت الملكي وماتت تحته بعد وفاة أبيها وثلاثة من ابنة الملكي أكبرهم يحيى ثم سعد الملوك تزوج بها إبرهيم بن الزيني كاتب السر ابن مزهر ومات عنها وترك ثلاثة أولاد منها فيهم ذكر والثالث من أولاد ابن بنت الملكي أحمد المدني لكونه ولد في وادي بني سالم في شعبان سنة إحدى وسبعين ولم تلبث أمه أن ماتت، وابنتان من مستولدة رومية زينب وهي أكبرهما تحت ابن عمتها الشمس محمد بن الشيخ يسن وسعادات وهي الصغرى تحت البدري محمد بن أحمد بن الفخر بن أبي الفرج ابن زوجة أبيها ابنة ابن الملكي فهو ربيب أبيها وكانت مجاورة معه في سنة ثمان وتسعين وابنة اسمها خديجة من جركسية تحت ابن عمتها الآخر الشهاب أحمد بن الشمس الأسنوي أخي عبد الكريم وأحمد أمه زوجة نائب الشام جانم ظناً ويوسف أمه جركسية اشتراها بنحو خمسمائة دينار كان في كفالة زوجة أبيه فرج وزوجته بابنة الجلال ابن الأمانة وماتت تحته بالطاعون وشددت فرح حتى صولح الزوج بمائتي دينار فأكثر بعد أن كاد أن يثبت أبوها أن ما في حوزتها عارية تحت يديها لأبويها وتمت أولاد الشرفي من الذكور والإناث عشرة، والشرف الأنصاري الحلبي موسى بن محمد بن محمد بن جمعة.
" الأهناسي " بفتح الهمزة وسكون الهاء وآخره مهملة بلدة بصعيد مصر الشمس محمد بن أبي بكر بن محمد بن حسين وبنوه العلاء علي والشمس محمد وأبو بكر.
" الأوجاقي " المحب محمد بن محمد بن أحمد وابناه الرضى محمد والتقي عبد الرحيم.
" الإياسي " محمد بن يوسف بن بهادر ونسبته مضبوطة. " الأوحدي " نسبة لبيبرس الأوحدي نائب القلعة لانتماء جده إليه أحمد بن عبد الله بن الحسن بن طوغان.(5/333)
" الايجي " بكسر الهمزة ثم تحتانية بعدها جيم نسبة لايج بلد القاضي عضد الدين بالقرب من شيراز فأولاد السيد نور الدين محمد بن السيد جلال الدين عبد الله بن المعين محمد بن القطب عبد الله بن هادي أبو سعيد محمد وهو أكبرهم، ثم المحب عبيد الله ثم المعين أبو ذر، ثم الصفي عبد الرحمن ثم العفيف محمد وليسوا بأشقاء فأم الصفي أخت لأنس الذي أخذ عنه العلاء بن السيد عفيف الدين وكان أنصارياً وأم العفيف من ذرية السيد المشهور بالزاهد الكبير مترجم في اليافعي ثم أن أبا سعيد لا عقب له بل لم يتزوج إلا من لم يدخل عليها والمحب له قطب الدين محمد والد الجلال عبد الله أبي عابدة، وأبو ذر له ابنة تزوجها عماد الدين أخو غياث الدين سيبيويه الثاني وصف الدين له حبيبة ثم نور الدين أحمد ثم المعين محمد ثم حليمة وهم أشقاء أمهم مريم ابنة السيد الشمس محمد بن سعد الدين محمد الحسني ويشهر سعد الدين بالمصري فلحبيبة عبيد الله بن العلاء محمد بن عفيف الدين عمها ومحب الدين محمد توفي بمكة وهو أكبر من عبيد الله ولنور الدين بديعة زوجة عبيد الله وقطب الدين نعمة الله أمه حبشية ومولده في شعبان سنة 80 ولمعين الدين زين الدين علي وآخر اسمه مظفر ولد له بمكة وهو مقيم بها عند أمه سعادة البجلية ثم توجه لأبيه ولحليمة عابدة ابنة الجلال عبد الله بن القطب محمد ابن المحب عبيد الله تزوجها السيد رميثة ابن صاحب الحجاز السيد بركات وفارقها، وأما عفيف الدين فله نور الدين محمد وهو أكبرهم والعلاء محمد المشار إليه وقطب الدين عيسى أمهم ابنة جلال الدين عبد الله بن القطب محمد بن الجلال عبد الله ولأولهم ولد اسمه نور الدين محمد أيضاً لكون أبيه مات وأمه حامل به، ثم لعبيد الله بن العلاء المذكور بنون وهم ثلاثة أشقاء من بديعة الصفي عبد الرحمن والعفيف محمد وحبيب الله وهو أصغرهم مات صغيراً بمكة وأما الصفي فمقيم الآن بجهرم قرية من شيراز وهو متزوج ابنة معين الدين خال أبيه ثم قدم مع أبيه مكة في سنة أربع وتسعين فتخلف بعد أبيه عند أمه بها ثم سافر بعد الحج، وأما العفيف فمقيم عند أبيه بايج، ولعبيد الله ولد رابع اسمه إبرهيم من تركية وهو مقيم مع أمه وزوجها في رفد جدته حبيبة، ولعيسى مرشد الدين محمد متزوج بابنة لنور الدين أحمد بن صفي الدين ثم فارقها وقدم مكة بحراً في رجب سنة تسع وتسعين، ثم أن سعد الدين محمد جد مريم أم أولاد صفي الدين كان فقيهاً مفتياً من العلماء شريفاً شيرازياً وهو جد أبي مرشد بن ناصر الدين محمد بن تقي الدين محمد بن سعد الدين ومرشد ممن أخذ عني وهو بمكة ينسخ وسافر إلى الهند في سنة أربع وتسعين، ثم أن السيد نور الدين محمد أصل هذا البيت أخ أكبر منه اسمه قطب الدين محمد ومات قبله بشيراز في سنة سبع وسبعين وسبعمائة تقريباً وهو جد صاحبنا أصيل الدين عبد الله بن إمام الدين أحمد بن شمس الدين محمد بن قطب الدين ممن أكثر عني دراية ورواية وهو مقيم بمكة على طريقة شريفة علماً وعملاً بل قطب الدين هو والد جلال الدين عبد الله جد العلاء محمد ابن السيد عفيف الدين لأمه وله أيضاً سواها جمال الدين محمد وشهاب الدين أحمد ثالث حي غير مرضي اسمه جعفر وجمعت هذا هنا للفائدة.
حرف الباء الموحدة
" الباحسيتي " نسبة لباحسيتا بمهملتين الأولى مفتوحة ثم تحتانية ثم فوقانية حارة من حلب بحذاء باب الفرج أبو بكر بن أحمد بن إبراهيم.
" الباخرري " أبو بكر بن محمد الأسعردي الهروي.
" البارزي " يقال أنها نسبة لباب ابرز ببغداد خفف لكثرة دورة ناصر الدين محمد وأحمد ابنا محمد بن عثمان، وابن أولهما الكمال محمد وابن ثانيهما عبد الرحيم وبنوه يوسف ومحمد وعبد القادر وليسوا بأشقاء أم الأخير تركية لأبيه.
" البارنباري " نسبة لبارنبار بالمزاحميتين بالقرب من رشيد الجمال محمد وعلي ابنا عمر بن محمد بن إبراهيم بن محمد وابن أولهما الولوي أحمد وابنه موفق الدين محمد.
" الباريني " من الأعمال الحلبية.
" الباري " نسبة لمحلة بار بالقرب من النحرارية من الغربية علي بن حسن بن علي بن بدر.
" الباعوني " نسبة لقرية صغيرة من قرى حوران بالقرب من عجلون أحمد بن ناصر بن خليفة وبنوه إبراهيم محمد ويوسف وبنو الأخير ومحمد.(5/334)
" البالسي " الشمس محمد بن محمود بن محمد بن أبي الحسين وابناه البهاء محمد الجمال عبد الله وابن أولهما الولوي أحمد.
" البامي " بالميم نسبة لبام بالقرب من طنبدي من الصعيد أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن قريش وكان مولده بها ثم قدم منها وهو دون البلوغ فقطن القاهرة، وابنه الشمس محمد وابنه أحمد.
" البباوي " نسبة لببا من الصعيد محمد الوزير.
" البتنوني " نسبة لبلد قريب من منوف علي بن محمد بن عبد المؤمن ناظر الجوالي وابناه أبو اليمن محمد ثم أحمد صهر ابن الغمري، وجارنا محمد بن علي بن أحمد وأخته عائشة وابن أولهما ولي الدين محمد.
" البجائي " نسبة لبجاية بكسر أولها من المغرب جماعة.
" البحري " نسبة لباب البحر علي بن إبراهيم المالكي قاضي القدس.
" البحيري " بالحاء مصغر جماعة عمر بن صالح المالكي وابنه البدر محمد؛ وعلي بن موسى بن جلال المالكي. " البجيري " بالجيم مصغر مفتي تونس وقاضي الأنكحة بها عبد الله بن مات سنة تسع وخمسين.
" البخاري " نسبة لبخار العلاء محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد، ومحمد بن محمد بن محمد بن السيد. " البدرشي " نسبة للبدرشين من الجيزية الشمس محمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن عثمان وابنه محمد.
" البدري " نسبة لبدر الدين أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد الشاعر.
" البدماصي " نسبة لبدماص من الشرقية جماعة منهم أحمد بن سليمان بن عيسى وعبد القادر بن البدر محمد بن الشهاب أحمد بن علي بن محمد بن ملكي الحنفي أحد الفضلاء من نوابهم وأبوه وجده.
" البربري " السمان بمكة مات بها في صفرسنة اثنتين وأربعين أرخه ابن فهد.
" البرديني " نسبة لبردين قرية بالشقرية البدر حسن بن أحمد بن محمد، ومحمد بن علي بن أحمد؛ ومحمد بن محمد بن عبد الله صاحب الزين الأستادار سمع مني مناقب الليث، وابنه يحيى صهر الحنفي، وأحد من جدده الشافعي من النواب.
" البرزلي " نسبة لبرزلة بضم أوله وثالثه من القيروان أبو القسم بن أحمد بن محمد وقيل ابن محمد بن اسمعيل المغربي. " البرشاني " بضم الموحدة ومعجمة نسبة لبرشانة من الأندلس شرقي بسطة من الغرب إبراهيم بن كامل.
" البرشكي " بكسر الموحدة والمهملة ثم معجمة ساكنة تليها كاف من عمل تونس الزين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن المغربي. " البرشنسي " بفتح الموحدة وسكون الراء وفتح المعجمة وسكون النون بعدها مهملة من المنوفية الشمس محمد بن عبد الرحمن بن عبد الخالق بن سنان. " البرصاي " جماعة منسوبون لبرصا من الروم.
" البرقي " نسبة لبرقة بالقرب من سكندرية محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أيوب وابنه النور علي وبنوه الشمس محمد والشهاب أحمد وأبو بكر أخت لهم تزوجها ابن بقر وله منها ولد كبير فلأولهم المحمدان الجلال أبو الفضل والأمين أبو اليمن لأولهما الشمس أبو الطيب محمد عرض علي. " البرلسي " بضم الموحدة والراء واللام مع تشديدها نسبة إلى البرلس ثغر عظيم من سواحل مصر.
" البرماوي " بكسر أوله وبرمة من نواحي الغربية المجد اسمعيل بن أبي الحسن وابنه البدر محمد، والفخر عثمان بن إبراهيم بن أحمد وابنه أحمد والشمس محمد بن عبد الدائم وابنه، والبدر محمد بن عمر بن أحمد إمام الجامع الزيني ببولاق وابنه التقي محمد له ولد اسمه أصيل الدين محمد عرض على المنهاج وتزوج ابنة الخطيب الوزيري بعد الطاعون سنة سبع وتسعين.
" البرنتيشي " بفتح الموحدة الراء بعدها نون ساكنة ثم مثناة مكسورة ثم تحتانية بعدها معجمة نسبة لحصن من عرب الأندلس من أعمال اشبونة إبراهيم بن محمد بن إبراهيم تاجر السلطان وابن أخيه الشمس محمد بن أبي القسم.
" البرنكيمي " بموحدة ثم راء مفتوحتين بعدهما نون ثم كاف تليها تحتانية ثم ميم من أعمال الشرقية منها الرشف موسى وأحمد ابنا أحمد أحمد بن عمر بن غنام وهما شقيقان ولهما أخوان شقيقان أيضاً وأكبر الأربعة سليمان ثم عبد الرحمن ثم موسى ثم أحمد وأعلمهم موسى ثم أحمد الآخران من أهل القرآن ولأولهما وكان قد تحنف لأجل وظيفة ابن من نواب الحنفية بالواجهة من بولاق اسمه شمس الدين محمد.
" البزازي " الحنفي صاحب الفتاوى محمد بن محمد.(5/335)
" البساطي " بكسر أوله قرية من الغربية بالأعمال البحرية ويقال لها بساط قروض اسم رومي وسماها ياقوت في المشترك بسوط بواو بدل الألف مع فتح أوله سليمان يوسف ابنا خالد بن نعيم وابن ثانيهما العز محمد ابن عمهما الشمس محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم بنوه العز عبد العزيز وعبد الغني وفاطمة وابنا أولهما خير الدين أبو الخير محمد بدر الدين محمد وأختهما سعادات زوجة البدر عبد الرحيم الابناسي وابنا ثانيهما بدر الدين محمد المدعو دبيس وأمه لأبيه، ومحمد بن خالد بن جامع. " البسطامي " بكسر أوله عبد الهادي بن عبد الله بن خليل، وعمر بن علي بن حجي وابنه محمد. " البسلقوني " بفتح أوله ثم مهملة ساكنة قرية تحت اسكندرية عمر بن يوسف بن عبد الله بن محمد بن خلف، وعمه أحمد بن عبد الله بن محمد بن خلف وأبوه. " البسكري " بفتح أوله ناصر بن أحمد بن يوسف. " البسيلي " بفتح أوله وكسر ثانيه أحمد بن محمد بن أحمد.
" البشبيشي " بكسر أوله وثالثه بعد كل منهما معجمة قبل ثانيتهما تحتانية قرية من أعمال المحلة من الغربية الجمال عبد الله بن أحمد بن عبد العزيز بن موسى بن أبي بكر ومحمد بن عبيد بن محمد وابنه فتح الدين محمد كلاهما ممن أخذ عني.
" البشتكي " نسبة لجامع بشتك الناصري لمجاورته له بل ونشأ بخانقاه وكان من صوفيتها محمد بن إبراهيم بن محمد بدر الدين. " البشكالكي " حسن بن علي.
" البشيري " إبراهيم بن بركة سعد الدين وابنه حمزة ابنته تزوجها نور الدين الصوفي الحنفي؛ ومنهم أحمد بن عبد الكريم.
" البصروي " بضم أوله نسبة لبصرى من الشام عبد الرحمن بن عمر بن عبد العزيز بن عمر وابنه الشمس محمد وناصر الدين محمد فيمن لم يتم أبوه ويحتمل أن يكون أخوه، والمحب محمد بن خليل الدمشقي توفي قريباً من سنة تسعين وتلميذه العلاء علي بن يوسف بن علي بن أحمد. " البصري " بفتح أوله وكسره نسبة إلى مدينة البصرة عبد الله بن عبد الأحد بن محمد بن زيد.
" البطائحي " بفتح أوله نسبة إلى البطائح بين واسط والبصرة أحمد بن الحسن ابن محمد بن سليمان بن عبد الله خادم البيبرسية والمتوفى بها في سنة عشر وهو جد المدير نور الدين علي بن محمد بن عمر بن أحمد فيحرر ما كتب في نسبه هناك. " البطايني " نسبة إلى البطاين عمر بن . " البطراوي " نسبة لبطرا بالقرب من دمياط علي بن محمد بن خلف الكتبي. " البطومسي " أو بالنون أوله عبد الوهاب بن علي بن حسن بن المكين وابنه. " البطيني " بضم مصغر محمد بن إبرهيم بن علي وابنه إبرهيم والد أحمد. " البعلي " وربما يقال البعلبكي نسبة لبعلبك مدينة بالشام. " البغدادي " نسبة لبغداد الجلال نصر الله بن أحمد بن محمد وبنوه المحب أحمد وعبد الرحمن وفضل الله فللمحب يوسف وموفق الدين محمد ولفضل الله عثمان وثانيهما لم يعقب والعز عبد العزيز بن والبدر محمد بن محمد بن عبد المنعم، وإبرهيم بن عبد الوهاب بن وابنه علي، ومحمد بن اسمعيل بن علي مؤدب بن الأشقر وكلهم حنبليون.
" البقاعي " بضم الموحدة ثم قاف نسبة إلى قرية من البقاع العزيزي من عمل الشام إبرهيم بن عمر بن حسن. " البكتمري " السيف محمد بن الركن محمد بن عمر وإخوته الحسام يونس وشجاع الدين محمد منصور. " البكري " نسبة لأبي بكر الصديق محمد بن أبي بكر صاحب الفرق الاستثناء، والجلال محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد. " البلاطنسي " نسبة لبلاطنس بفتحتين ثم ضمتين من عمل طرابلس محمد بن خليل بن عبد الله.
" البلالي " بكسر أوله محمد بن علي بن جعفر، وإبرهيم بن أحمد بن محمد.(5/336)
" البلبيسي " بضم أوله نسبة لبلبيس من الشرقية التاج أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيري؛ والمجد إسماعيل بن ابرهيم بن محمد بن علي، ومحمد وعلي وعبد القادر وفاطمة بنو أبي بكر بن علي بن أبي بكر وللثالث سعد الدين محمد وللرابعة كريم الدين محمد وآمنة أم البدر السعدي الحنبلي والفخر عثمان بن إمام الأزهر وحفيده علي بن محمد وابنه المحب محمد وابنه يحيى، والفرضي الشمس محمد بن محمد بن أبي بكر، وأحد النواب علي بن محمد بن خالد بن أحمد ويعرف بأبي لاطية وبنوه الثلاثة، والشمس محمد بن أحمد بن محمد العجيمي الأزهري، وعمر بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد وأخواه إبرهيم وهما تاجران، ومحمد بن محمد أحد الفضلاء ممن قطن طيبة ويعرف بابن صعلوك وأخوه حسن نزيل مكة، والشمس محمد بن محمد بن علي بن محمد بن العماد وبنوه الشمس محمد وعبد الله والزين يس، ومحمد ابنا علي بن يس، والبلبيسي فيمن أخذ عن شيخنا، والبلبيسي المؤدب العطار بمكة مات سنة سبع وعشرين أرخه ابن فهد.
" البلفيائي " " البلقاسي " أحمد بن سليمان بن نصر الله وابنه سليمان وهما بالزواوي أشهر.
" البلقيني " بضم أوله نسبة لبلقينة من الغربية السراج عمر وناصر الدين محمد وأبو بكر - وهو من ذلك القرن - بنو رسلان بن نصير ولهم أخت عاشت إلى سنة ثلاث وثمانمائة جازت التسعين فللأول البدر محمد وهو من ذاك القرن وعلى أن ثبت والجلال عبد الرحمن والعلم صالح والضياء عبد الخالق وللثاني وللثالث بهاء الدين أبو الفتح رسلان أول إخوته وفاة وجعفر وناصر الدين محمد والشهاب أحمد العجيمي قاضي المحلة فناصر الدين هو والد الشهاب أحمد إمام المالكية والعجيمي هو والد أوحد الدين محمد وأم شهاب الدين أحمد وبدر الدين محمد ابني فتح الدين محمد الأبشيهي وأختها الأخرى أم قاسم بن الشرف محمد بن قاسم المالكي، ثم إن لأوحد الدين البدر أبو السعادات محمد ثم إن للبدر محمد بن السراج بلقيس وجنة وصالحة وتقي الدين محمد فبلقيس تزوجها البهاء البرجي، وجنة تزوجها النور المناوي والد البدر محمد ثم السراج الحمصي والد حواء وصالحة تزوجها بن البهاء بن البرجي الملقب بعيزق وإستولدها أوحد الدين محمد وتقي الدين هو والد ولي الدين أحمد وفتح الدين محمد وخديجة وأم الحسن، وكذا للجلال عبد الرحمن بن السراج تاج الدين محمد وأبو العدل قاسم وفاطمة وعزيزة وزينب فللتاج العلاء علي والشهاب أحمد والبدر أبو السعادات محمد فلعلي الجلال عبد الرحمن والكمال محمد وناجية و وللشهاب البدر محمد وعزيزة فللبدر عبد الباسط و ولعزيزة ابن أبي الرداد المصري ولعزيزة ابنة الجلال الصدر محمد وعائشة، وكذا للقاضي علم الدين صالح بن السراج أبو البقاء محمد وفتح الدين أبو الفتح محمد وفاطمة وستيتة وألف وليس لأحد نسل سوى الأخيرة فلها تقي الدين عبد الكافي بن عبد القادر بن الرسام وست الخلفاء ابنة أمير المؤمنين، ولتقي الدين عبد الكافي أحمد أمه ابنة عبد الرحيم بن الجيعان ومحمد أمه أمة عقد له على ابنة للبدر أخي البرهان الحموي وابنة أخرى أمها شامية أو حموية وانقرضوا كلهم وكذا من قبلهم إلا ألف، ولرسلان الأعلى أخ اسمه مظفر له ابنان صالح ومحمد فصالح أبو زينب أم العلم صالح وعبد الخالق ومحمد أبو عز الدين عبد العزيز ولعز الدين بهاء الدين محمد ولبهاء الدين عز الدين وعبد العزيز وله بدر الدين محمد وابنة متزوجة بالبدر محمد بن البهاء محمد بن أبي بكر المشهدي.
" البلياني " بفتح الموحدة ثم لام ساكنة بعدها تحتانية ثم نون ساكنة نسبة لبليان من أعمال شيراز. " البلبيني " بضم أوله ثم لام ساكنة بعدها تحتانية مفتوحة نسبة لبلينة بلد من الصعيد بحري هو؛ منها أبو العباس أحد من أخذ عن شيخنا.
" البنبي " نسبة لبنب البدر محمد بن حسن.
" البندراوي " نسبة لبندرة بين سنباط وطوخ وهي إليها أقرب مهنا بن علي بن حسن.
" البنهاوي " بفتح أوله نسبة محمد بن محمد بن عبد الله صهر ابن الهمام وأخو ابن الأًصيل لأمه، وابنه المحب محمد. " البهادري " عمر بن منصور الطبيب.
" البهرمسي " نسبة لقرية من المحلة بالغربية محمد بن علي بن محمد بن عبد الله وأبوه.(5/337)
" البهنسي " والبهنسا مدينة من الصعيد إبراهيم بن علي بن أحمد بن أبي بكر. وأحمد بن الحنبلي. " والبهنسي " المصري مات بمكة في شعبان سنة أربع وخمسين أرخه ابن فهد. " البهوتي " بضم أوله نسبة لبهوت بالغربية الصدر أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد وآخر كان يسكن بالسبع قاعات مات في جمادى الأولى سنة ست وثمانين وفي البهوتيين أحمد وعبد الغني ابنا عبد الواحد.
" البوشي " نسبة لبوش من قرى الصعيد علي بن أحمد بن عمر نزيل الخانكاه وتاج الدين محمد بن محمد بن محمد الشافعي ويعرف بابن المالكي قاضيها وابنه.
" البوصيري " في الأبوصيري. " البوني " نسبة لبونة بالمغرب من أعمال تونس هو الجمال محمد بن الشهاب أحمد بن أحمد قدم جده من المغرب وهو فقير جداً فقطن الحجاز وترقى ابنه بخدمة الشريف بركات وكان فيه خير بحيث وقف في مرض موته على البيمارستان المكي بعض الأماكن وخلفه ابنه في الترقي وله إخوة.
" البويطي " قرية من الصعيد علي بن أبي بكر بن وابناه المحمدان الشمسي.
والكريمي وأختهما آمنة والدة قاضي الحنابلة البدر السعدي.
" البياني " المغربي محمد بن. " البيجوري " نسبة للبيجور قرية بالمنوفية إبراهيم ومرزوق ابنا أحمد بن علي بن سليمان وابن أولهما محمد والد أحمد وإبرهيم ولابرهيم ابن مات في طاعون سنة سبع وتسعين والشمس محمد بن حسن، والشهاب أحمد بن داود بن سليمان الأزهري. " البيدموري " في التريكي.
" البيروتي " نسبة لبيروت ثغر من الشام أحمد بن محمد بن موسى نزيل الخانكاه، وحسن بن أحد جماعة الغمري. " البري " نسبة للبيرة.
" البيشي " بكسر أوله ثم تحتانية ومعجمة من الشرقية محمد بن محمد بن أحمد بن عمر.
حرف التاء المثناة
" التادفي " . " التباني " نسبة للتبانة خارج القاهرة الشمس محمد والشرف يعقوب ابنا الجلال رسول بن أحمد بن يوسف.
" التبريزي " بكسر أوله نسبة لتبريز أشهر بلدة باذربيجان عبيد الله بن يوسف.
" التتائي " نسبة لتتا قرية بالمنوفية. وعمر بن علي بن شعبان.
" التجيبي " بضم أوله. " التدمري " بفتح أوله ثم مهملة ساكنة وميم مضمومة نسبة لتدمر مدينة على طرف البرية بالشام محمد بن أحمد ابن خطيبها محمد بن كامل.
" التركماني " . " التركي " في التريكي. " التروجي " بفتح أوله وثانيه وسكون ثالثه ثم جيم نسبة لتروجة أحمد بن عمر بن أحمد. " التريكي " بضم أوله ومثناة مصغر محمد بن أحمد بن إبرهيم بن علي بن محمد المغربي ويقال له البيدموري رمثله إبرهيم بن علي بن محمد بن هلال التونسي وربما رأيته التركي.
" التزمنتي " والعلاء علي بن أحمد بن سعيد بن هرون وأبوه.
" التعزي " في العلوي " . " التفهني " بفتح أوله وثانيه وسكون ثالثه ثم نون نسبة إلى قرية بالقرب من دمياط عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن قاضي الحنفية وابنه محمد، ومحمد بن يعقوب بن عبد الوهاب الكحال، وأبوه.
" التقوى " نسبة لتقي الدين الزبيري العز عبد العزيز بن عبد الله بن إبرهيم.
" التكروري " علي بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن علي ويلقب الماعز، والعز محمد بن أحمد بن عثمان الكتبي. " التلاوي " .
" التلائي " بالفتح ثم التشديد نسبة لقرية تلا من عمل الاشمونين بأدنى الصعيد محمد بن على بن مسعود وهو تلائى حسا ومعنى فأنه كان كثير التلاوة أيضاً.
" التلعفري " في المحوجب وللشهاب صاحبنا سمط هو المحب أبو السعود محمد بن الخطيب الشهاب أحمد بن الزين عبد الحق بن أحمد التلعفري الأصل الدمشقي الشافعي أحضره إلى والده حين قدم القاهرة وهو معه في أثناء سنة ست وتسعين فعرض علي في شعبان تسعة كتب وهي العمدة والشاطبية والجزرية في التجويد والمنهاج وجمع الجوامع والألفية وتصريف العزى وتلخيص المفتاح والخزرجية وأجزت له ومات بعد في طاعون سنة سبع وتسعين بدمشق وذكر لي الأب أن جده أحمد هو الشهاب التلعفري الشاعر فيحرر أمره وما أدري أهم منسوبون لتلعفر من بلاد العراق بالقرب من سنجار أم لا. " التلمساني " بكسر أوله وثانيه بلد بالمغرب بين الجزائر وناس أحمد بن سعيد بن محمد. " التلواني " بالكسر نسبة لتلوانة قرية بالمنوفية علي بن عمر بن حسن بن حسين، وابناه أبو حامد وإبراهيم، وبنو ثانيهما يوسف وعلي وعبد الغفار ابنا سليمان بن يوسف.
" التميمي " محمد بن عمر بن عزم وغيره. " التنسي " في ابن التنسي.(5/338)
" التهامي " أبو بكر بن محمد بن علي. " التوتي " بضم أوله وبعد الواو مثناة أيضاً.
" التوريزي " نسبة لتوريز الجمال محمد والفخر أبو بكر والنور على بنو محمد بن يوسف التجار ورأيت من سمي جدهم محمد بن يوسف بن حاجي.
" التونسي " بضم أوله وثالثه نسبة لتونس الشهير بالغرب محمد بن عبد الله بن يوسف بن عبد الحق. " التيزيني " بكسر أوله والزاي بعد كليهما تحتانية وآخره نون نسبة لمدينة من أعمال حلب محمد بن علي بن عبد الصمد بن يوسف.
حرف الجيم
" الجاجرمي " بفتح الجيمين نسبة إلى جاجرم بلدة بين نيسابور وجرجان السيد محمد بن موسى شيخ للتقي الحصني وعالم هراة ممن أخذ عن يوسف الحلاج تلميذ السيد، وقولي في موضع أن اسمه أحمد وأنه تلميذ السيد غلط فكذا قرأته بخط التقي تلميذه.
" الجارحي " نسبة لكوم الجارح بقرب مصر علي بن عبد المحسن بن علي بن عمر وأبوه.
" الجاناتي " موسى بن محمد بن علي بن موسى.
" الجبرتي " نسبة إلى جبرة بفتح ثم سكون وراء مفتوحة ثم هاء تأنيث قرية أو سفع من بلاد السودان إبراهيم بن أحمد، وعلي بن يوسف بن صير الدين بن موسى.
" الجحافي " بضم أوله ثم مهملة مفتوحة ثم بعدها فاء اسمعيل بن إبراهيم اليماني.
" الجديدي " بضم أوله ثم مهملة مفتوحة بعدها تحتانية مشددة مكسورة ثم مهملة نسبة لقرية من قرى منية بدران أحمد بن علي بن زكريا وولده أحمد أيضاً.
" الجراحي " بفتح ثم تشديد وآخره مهملة نسبة إبراهيم بن حسن بن علي وعلي بن طعيمة. " الجرادقي " بفتح أوله ثم مهملة مكسورة بعدها قاف نسبة للحرفة محمد بن علي بن يحيى بن إبرهيم. " الجرهي " بكسر أوله وفتح ثانيه كما هو بخط عبد الرحيم بن عبد الكريم بن نصر الله وحفيده نعمة الله بن محمد.
" الجرواني " بفتحات وآخره نون نسبة لقرية قريبة من طنتدا بالغربية المحب محمد بن الصدر محمد بن عبد الله وابن عمه الجلال محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله النقيب، وصاحب الوثائق محمد بن عبد الله بن عبد المنعم.
" الجرومي " نسبة لجد له يقال له آجروم الإمام النحوي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعلي بن داود الصنهاجي المغربي.
" الجزائري " موسى بن منصور وسعيد بن علي بن عبد الكريم.
" الجزري " نسبة لجزيرة ابن عمر، في ابن الجزري.
" الجزولي " بضم أوله نسبة لجزولة بلد في أقصى المغرب محمد بن سليمان بن داود.
" الجزبري " بفتح أوله وكسر ثانيه وآخره وراء نسبة للجزيرة من مصر محمد بن عثمان بن حسن الحنبلي وأبوه. " الجشي " الدمشقي صاحب الخط المنسوب وهو بضم أوله ثم جيم مشددة نسبة لجش قرية من ضواحي صفد اسمه محمد بن محمد أرخه ابن عزم في سنة أربع وستين.
" الجعبري " بفتح أوله وثالثه بينهما مهملة نسبة لقلعة جعبر بين الرقة وبالس على بحر الفرات عمر بن محمد بن علي بن محمد بن شيخ الإسلام إبرهيم بن عمر بن إبرهيم بن خليل وأخوه محمد، وابنا الأول عبد القادر وأمة الكريم فاطمة، وابن الثاني عبد الباسط والصلاح خليل بن عبد القادر المذكور.
" الجعفري " نسبة للجعفرية بالغربية علي بن محمد بن محمد بن حسن بن محمد وأخواه المحمدان ناصر الدين وتقي الدين ولكل منهما بنون فللثاني أبو اليسر محمد.
" الجلالي " بالتخفيف نسبة لجلال الدين الشمس محمد بن علي وابناه حافظ الدين أحمد وضياء الدين محمد والشمس محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن أبي الحسن علي وهو ممن سمع البخاري في الظاهرية وليس عندي في نسبه هناك محمد الثالث وأملاه بأخرة بزيادته وكأنه ليرتب عليه ما يستشهد به في كونه هو المذكور بطبقة الشفا مع كشط ونحوه؛ وابنه بدر الدين محمد. " الجلجولي " نسبة لجلجوليا بالقرب من رملة لد موسى بن رجب. " الجماعيلي " موسى بن أحمد بن موسى.
" الجمالي " نسبة لجمال الدين الاستادار أحمد بن محمد متزوج في بيت بني الجيعان.
" الجميعي " نسبة أحمد. " الجناجي " بجيمين أولاهما مفتوحة بينهما نون خفيفة من الغربية البدر محمد بن علي بن أحمد. " الجناني " بكسر ثم تخفيف سليم بن عبد الرحمن بن سليم وابن ابنته منصور بن أبي بكر.(5/339)
" الجوجري " نسبة لجوجر من الغربية أحمد بن حسين بن علي، ومحمد بن محمد بن علي بن شرف، والشمس محمد بن عبد المنعم، وعلي بن داود بن سليمان الشافعي، ومحمد بن محمد بن محمود بن أبي بكر نزيل شبرار وخطيبها، ومحمد بن علي بن عبد الله المتكلم في الخانقاه وابنه علي وقريبه وزوج ابنته الزبن عبد الغني بن محمد بن أحمد صاحب المدرسة بالخانقاه، وابنه يحيى وعمه ناصر الدين محمد شفيق عبد الغني، والشهاب أحمد بن عبد العزيز أخو ابن هشام لأمه.
" الجوشني " نسبة لتربة ابن جوشن. في الدميسني.
" الجوهري " علي بن داود الصرفي، وأحمد بن اسمعيل بن إبرهيم الحنفيان من النواب، ومحمد بن قاسم بن أبي بكر بن مؤمن الحنفي من أهل خانقاه سرياقوس، والشهاب أحمد بن محمد بن عز الدين محمد الحنفي خادم البرقوقية بل شيخ الأزبكية والمختص بسالم، والشمس محمد بن الشهير بابن الفقاعي صهر ولد أخي البدر وابنه وفا، وتقي الدين أحد الموقعين بحانوت المالكية من باب الشعرية. " الجويني " نسب بها الطلبة من الأزهريين الشمس محمد بن تشبهاً بالجويني الشهير. " الجيزي " أبو الطيب محمد وأبو بكر والشمس محمد بنو أحمد بن محمد.
حرف الحاء المهملة
" الحاجبي " نسبة لابن الحاجب إما لحفظ كتابه أو نحو ذلك موسى نزيل مكة.
" الحاضري " من أعمال حلب العز أبو البقاء محمد بن خليل بن هلال وابناه العز محمد والشهاب أحمد. " الحافي " بالفاء علي بن محمد بن عمر وأخوه عمر.
" الحاكمي " نسبة لجامع الحاكم يوسف بن عبد الله إمامه وابن إمامه وابن عمه أحمد بن عبد الرحمن طالب يحضر عند البدر ناظر الجيش بل حضر عندي دروساً بالبرقوقية. " الحبيشي " بضم ثم موحدة وآخره معجمة مصغر أحمد بن علي، ونسبة لبني حبيش بالقرب من تعز محمد.
" الحجازي " نسبة لبلاد الحجاز ولا ينسب كذلك غالباً إلا من يكون أصله منها أو دخيلاً محمد بن محمد بن أحمد مختصر الروضة وابنه أبو الفتح محمد المكتب وابنه عبد القادر الناظم؛ والشهاب أحمد بن محمد بن علي بن حسن شيخ الأدب، ومحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن كمال بن علي المصري المقري، ومحمد بن محمد بن أحمد الغزي، وعبد اللطيف بن محمد بن أحمد المكي، وعلي بن ناصر.
" الحدادي " يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف ولكن شهرته بالمناوي.
" الحرازي " بفتح المهملتين وبعد الألف زاي نسبة لجبل عظيم باليمن فيه قرى كثيرة الجمال محمد بن أحمد بن الكمال أبي الفضل محمد بن عبد الله وأخوه عبد القادر وبنو أولهما أحمد وعبد الله وعبد الكبير. " الحريري " نسبة للحرير التقي أبو بكر بن الدمشقي؛ ومحمد محمد بن محمد بن عبد الرحمن.
" الحساني " نسبة لدير حسان مسعود بن شعبان.
" الحسباني " بضم المهملة نسبة لحسبان من دمشق الشهاب أحمد بن العماد اسمعيل بن خليفة، وآخر اسمه الزين أبو هريرة عبد الرحمن بن الشهاب أحمد بن الجلال أبي عبد الله محمد استقر في قضاء الحنفية بدمشق في أواخر سنة إحدى وتسعين وذكر بفقه في الجملة مع إهماله، وقبله بنحو شهر استقر ابنه الأمين أبو السعادات محمد في كتابة سرها. " الحسفاوي " بفتح أوله والفاء بينهما مهملة وآخره واو من حلب العز محمد بن إبرهيم بن يوسف بن خالد، وعمه أبو بكر بن يوسف.
" الحسني " للشرف كثيرون، وللمدرسة الحسنية علي بن أحمد بن خليل الصوفي ابن عين الغزال. " الحسيني " بالتصغير للشرف كثيرون وللحسينية من القاهرة الشهاب أحمد بن خلف وابنه أبو السعود إبرهيم، وخليل بن أحمد بن جمعة وابنه الشمس محمد، ولبلدة أبيات حسين من اليمن جماعة منهم علي بن أبي بكر الأزرق بن خليفة. " الحصري " بضم أوله ثم مهملة نسبة للحصر محمد بن أحمد بن أحمد.
" الحصكفي " بفتحتين بينهما مهملة ساكنة نسبة إلى حصن كيفا مدينة من ديار بكر أبو اللطف محمد بن علي بن منصور وابنه أبو الفضل علي ويقال لكثير ممن نسب إليها الحصني.(5/340)
" الحصني " نسبة لقرية من قرى حوران التقي أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن وأخواه حسن والشمس محمد وبنو الشمس التقي أبو بكر والمحب محمد وابنه تزوجها الشهاب بن قاوان واستولدها إبراهيم وغيره ويقال اسمها زين الشرف وأخرى ماتت باسكندرية، ولمحب الدين الشمس محمد، والي الحصن التقي أبو بكر بن محمد بن شادي شيخ الشافعي، والعلاء علي بن محمد بن حسين شيخ البردبكية وعمه النجم عمر بن حسين بن حسام الدين؛ وحسن بن إبرهيم بن حسين وعمر بن محمد بن حسن الفاضل المتجرد وربما يقال لهم الحصكفي. " الحطاب " نسبة للحطب عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد. " الحكري " نسبة للحكر علي بن خليل بن علي بن أحمد بن عبد الله وابنه البدر محمد، والشهاب أحمد بن محمد بن محمد ويعرف بابن الحمار. " الحكمي " جماعة منهم داود بن محمد بن أبي القسم وولده محمد.
" الحكيم " نسبة للحكمة ويقال له الطبيب. " الحلالي " بفتح ثم تشديد ويقال الحلال بدون ياء النسبة عبد الرحمن بن محمد والمتصف بذلك أبوه لحله المشكلات.
" الحليبي " نسبة للبلد الشهير خلق منهم إبرهيم بن محمد بن خليل الحافظ وأحمد بن رمضان بن عبد الله المقري الضرير يعرف بالشهاب الحلبي.
" الحلواني " نسبة العز يوسف بن الحسن بن محمود وبنوه المحمدون البدر والجلال والجمال وابن ثانيهم. " الحلبي " بضم مصغر من حلب محمد بن علي ابن محمد بن الأبار. " الحمامي " بالتشديد نسبة للحمام عبد القادر بن علي بن محمد.
" الحمصي " نسبة للبلد الشهير عمر بن حسين بن حسن. " الحموي " نسبة للبلد الشهير عبد الرحيم بن أبي بكر بن محمود الواعظ خطيب الأشرفية وابنه محمود وابناه إبرهيم والبدر محمد ولكل منهما بنون، ووكيل ابن الزمن هو محمد بن عمر بن أحمد. " الحناوي " نسبة أحمد بن محمد بن إبرهيم النحوي وقريبه موقع مكة علي بن محمد بن أحمد أو علي بن محمد بن إبرهيم الممتحن في سنتي خمس وست وتسعين وابنه رضي الدين محمد. " الحنفي " نسبة للمذهب محمد بن حسن بن علي وبنوه أبو الفضل عبد الرحمن وخير الدين أبو الخير محمد والبدر أبو الثناء محمود وأم الهدى فاختة وأمة الله وقطر الندى فلأبي الفضل أبو اليسر أحمد ولأبي الخير أبو الهدى أحمد ولأبي الثناء بركات ولأمة الله أبو الغيث بن محمد بن كتيلة.
" الحواري " بفتح ثم تشديد البهاء أحمد بن أبي بكر والعلاء علي بن عثمان وابنه الزين عمر.
" الحوراني " نسبة لحوران من الشام أحمد وعمر ابنا محمد بن أحمد بن عمر من أعيان التجار وبنو أولهما أبو بكر وعبد الله وغيرهما وابن ثانيهما يحيى. " الحوشي " بفتح ثم سكون ثم معجمة النور علي بن سليمان بن أحمد. " الحوفي " سليمان بن عمر بن محمد.
حرف الخاء المعجمة
" الخالدي " نسبة لخالد حسن بن إبرهيم بن حسين الحصني.
" الخانكي " نسبة لخانقاه سرياقوس جماعة كثيرون كمحمد بن محمد الشمس موقع مكة ونزيلها، وأحمد بن محمد بن علي بن حسين الشافعي ونزيل البيبرسية وأحد الجالسين بحانوت الحنابلة بجوار باب الفتوح.
" الخباني " بضم أوله وتخفيف الموحدة ثم نون واد قريب تعز منه محمد بن عبد الله بن حسن بن عطية ويشتبه بالخنابي بنونين وسيأتي قريباً.
" الخجندي " بضم ثم فتح نسبة إلى خجند مدينة كبيرة على طرف سيحون من بلاد المشرق ويقال لها خجندة بزيادة هاء منهم الجلال أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الأخوي الحنفي نزيل المدينة وابناه طاهر وإبرهيم ولطاهر حفيد هو محمد بن أحمد المدعو جلال بن طاهر ولابرهيم أبناء منهم الشمس محمد. " الخراز " " الخراشي " بفتحتين وآخره معجمة " الخروبي " علي وعمر ابنا الصلاح عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي فللثاني أربعة محمدون البدر والشرف والشمس والعز وخامس فخر الدين سليمان وفاطمة. " الخزرجي " علي بن الحسن بن أبي بكر. " الخشبي " . " الخصوصي " نسبة لقرية من الضواحي يقال لها خصوص عين شمس أثير الدين محمد بن عمر بن محمد بن أبي بكر وأخوه أحمد.
" الخضري " بكسر أوله ثم معجمة ساكنة نسبة لمسجد الخضر علي بن يوسف بن داود نسبة لتاجره ايتمش.(5/341)
" الخطيري " نسبة لجامع الخطيري ببولاق ناصر الدين محمد بن علي بن أحمد وابنه بدر الدين محمد. " الخليجي " بفتح ثم لام مكسورة وآخره جيم نسبة محمد بن " الخليفتي " نسبة للخلافة عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الرحمن وعلم الدين سليمان بن محمد بن علي وأخواه علي وأحمد.
" الخليلي " نسبة لبلد الخليل جماعة كثيرون منهم عمر بن محمد بن علي بن محمد وسائر من سبق في الجعبري، وإبرهيم بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد، وعبد الرزاق بن محمد بن يوسف بن المصري.
" الخناني " بضم أوله ونونين الأولى مفتوحة نسبة لأم خنان من الجيزية إبرهيم بن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد الأبناسي. " الخواص " نسبة للخوص اثنان كل منهما أحمد أحدهما ابن عباد بن شعيب عالم والآخر لم يسم لنا أبوه شاعر.
" الخوافي " بفتح أوله وآخره فاء أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن علي.
" الخونجي " بضم أوله إبرهيم بن محمد بن مبارز شيخ الفتحي.
" الخولاني " أحمد بن محمد بن عبد الكريم.
" الخيضري " نسبة لجده القطب محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر وابنه النجم أحمد.
حرف الدال المهملة
" الداودي " نسبة لدواود الغرب التفهني عبد الظاهر بن أحمد بن عبد الظاهر.
" الدجوي " نسبة لقرية بالقليوبية التقي محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حيدرة وعلي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حيدرة وابن عمه علي بن المحب محمد بن العز أحمد والبدر محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن علي نقيب المالكي، والزين محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر وابنه المحب محمد. " الدرشابي " بكسر أوله وسكون ثانيه ثم معجمة وآخره موحدة نسبة لبلدة بالبحيرة أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن ناصر وابنه علي.
" الدسوقي " بضم أوله وثانيه نسبة لبلد بالغربية علي بن محمد بن أيوب شيخ المقام الإبراهيمي بها. " الدشطوحي " بكسر أوله ثم شين معجمة وطاء مهملة مفتوحة بعدها واو ثم خاء معجمة من أعمال الجيزية والعامة يقولون الطشطوطي بثلاث طاآت مهملات عبد القادر.
" الدفري " بفتح أوله والفاء بعدها راء نسبة لبلد بالقرب من طنتدا محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن وابنه إبرهيم وأما جده أحمد فمن أواخر ذاك القرن، وفي الدفريين أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن رأيت إجازته بخط الولي العراقي كما تقدم. " الدقاق " للصنعة علي بن محمد بن علي المعتقد بدمشق.
" الدقوقي " بضم أوله وقافين محمود والجمال ابنا علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي وابن ثانيهما أبو بكر. " الدكاكي " أبو هريرة عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد بن النقاش وابناه الآتي ذكرهم في ابن النقاش.
" الدلجي " بفتح أوله نسبة لبلد بالصعيد اثنان كل منهما اسمه شهاب الدين أحمد فأولهما ابن علي بن عبد الله والمتأخر ابن محمد بن صدقة.
" الدلوالي " بكسر ثم تشديد نسبة لدلي من الهند أحمد بن محمد بن كمال وابنه أبو البركات.
" الدماصي " بفتح أوله وصاد مهملة عبد الله وعلي ابنا محمد بن عبد الله بن محمد الخطيبان وابن أولهما عبد الله والفقيه محمد بن عبد القادر بن أبي بكر بن خضر الشاعر بواب المؤيدية كان. " الدماطي " مثله لكن بطاء مهملة حسن بن علي بن أحمد الضرير ويحيى بن محمد بن أحمد؛ وأحمد بن حسن بن إبرهيم المنتمي لبيت ابن الجيعان. " الدماميني " في ابن الدماميني. " الدمسيسي " بفتح أوله ومهملتين نسبة لقرية تجاه سنباط يحيى بن محمد بن علي بن محمد وأبوه وعمه أحمد بن محمد.
" الدمشقي " نسبة للمدينة الشهيرة خلق لا يحصون. " الدمنهوري " بفتح أوله العلاء محمد بن محمد بن خضر، وأبو الخير بن محمد بن عمر وابنه.
" الدمهوجي " محمد بن موسى بن أحمد. " الدموشي " عمر بن عمر بن عبد الرحمن.
" الدموهي " بضم أوله محمد بن أحمد بن محمد المحب أبو الخير قاضي الحوض وكان أوبه يقرئ الأبناء. " الدمياطي " بكسر أوله بلد شهير عبد الله بن محمد بن سليمان وابنه عمر، وإمام جامع كمال عمر بن حسن بن علي، وبعض نواب الحنفية رغب له ابن العلاء القلقشندي بعد الثمانين عن مشيخة مدرسة نغرى بردى المؤذي ثم قاضي مذهبه بعد صرفه عن تدريس الحنفية بسودون من زاده واسمه.(5/342)
" الدميري " بفتح أوله قرية من الكمال محمد بن موسى بن عيسى، والزين محمد بن الشمس محمد بن التاج أحمد بن عبد الملك وابنه البدر محمد وابنه الزين محمد، ورأيت بخطى في موضع آخر الزين محمد بن الشمس محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك والبدر محمد بن الشمس محمد بن محمد وأظنه وهو أخو زوجة البدر محمد بن بن محمد بن بدير العباسي العجمي صاحب البديرية أو حفيد صاحبها وللبدر الأول ابن هو الزين محمد ويحرر مع المذكورين قبله وقريبهم المحيوي عبد القادر بن الشمس محمد بن العز عبد الملك بن التاج أحمد يلتقي مع الذين قبله في التاج وأبوه وهم مالكيون ولعبد القادر ابن اسمه البدر محمد شاب حنفي، والبدر محمد بن المحب أحمد بن الصفي محمد العمري المعتقد، وفي الدمامرة من المالكية أيضاً الجمال عبد الله بن عبد الملك بن إبرهيم شاهد بباب الصالحية وليس هو بقريب لابن عبد الملك الماضي، وإبرهيم بن عمر بن شعيب أحد النواب والموقعين وابنه يحيى ممن حفظ كتباً وزوجه لابنة ابن الشيخ الجوهري وأمه ابنة ابن تمرية، وكذا في الدمامرة البدر محمد بن يوسف الملقب كتكوت وأخوه علي وابنه.
" الدميسني " بضم أوله ثم ميم ومهملة وآخره نون مصغر يعقوب بن عبد الرحيم بن عبد الكريم ويقال له الجوشني لسكناه في تربة جوشن.
" الدنجاوي " بكسر أوله محمد بن عمر بن عبد الله بن محمد بن غازي والبدر محمد بن.
" الدنجيهي " عبد القادر بن علي بن عمر الحريري بباب الأزهر؛ وتلميذه عبد اللطيف بن عثمان بن سليمان الوكيل بباب سالم. " الدهان " " الدهتوري " نسبة لدهتورة من الغربية عمر بن محمد الأزهري.
" الدهمراوي " بفتح أوله نسبة لدهمرو وقرية من أعمال البهناسوية موقوفة على سعيد السعداء موسى بن أحمد بن موسى بن عمر.
" الدواخلي " نسبة لمحلة الدواخل من الغربية محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الغمري وأخوه حسن نزيل المدينة النبوية، ومحمد بن عيسى بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد المديني. " الدواني " بفتح أوله وآخره نون قرية بكازرون منها جماعة منهم مولانا جلال الدين محمد بن أسعد قاضي شيراز ومفتيها في وقتنا.
" الديروطي " نسبة لديروط علي بن عبد الله بن عبد القادر، ومحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن اسماعيل نزيل جامع آل ملك وابن عمه ومشاركه في النسب محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن اسماعيل.
" الديري " بفتح أوله نسبة محمد بن عبد الله بن سعد وبنوه سعد وعبد الرحمن وإبرهيم ومحمد وابن أول الأربعة عبد الوهاب وابن الثاني البدر محمد وابن الثالث محمود وابن الرابع عبد الله ولعبد الله ابن هو قاضي الحنفية بالقدس الآن، والديري محمد بن أبي بكر بن الخضر وابنه محمد.
" الديسطي " بكسر أوله ثم مثناة مفتوحة بعدها سين أو صاد ثم طاء مهملات الشمس محمد بن أحمد بن علي المالكي، وموسى بن محمد، والشهاب أحمد بن أحمد بن محمد المالكي المقرئ في الجوق أحد الغمرية وابنه عبد القادر.
" الديمي " بكسر أوله ثم مثناة مفتوحة نسبة لديمة من الغربية عثمان بن محمد بن عثمان بن ناصر وابنه الصلاح محمد.
حرف الذال المعجمة
" الذروي " بكسر أوله وسكون ثانيه ثم واو نسبة لذروة سربام من صعيد مصر الجمال محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف، وابن أخته أحمد بن محمد بن أحمد بن علي، وعبد القادر بن أحمد بن محمد بن إبرهيم نزيل رواق الجبرت من الأزهر، وأبو الفتح محمد بن محمد بن أبي الفتح محمد. " الذيبي " نسبة لمدينة الذيبة من الغربية بين سخا وسنهور علي بن عمر بن عمران بن موسى، قال ولهم ذيبي بالمزاحمتين بلد سيدي علي، وذيبة جزائر بالهند تنسب إليها الشدود الذيبية.
حرف الراء المهملة
" الرازي " نسبة للري محمد بن يوسف بن محمود " الراشدي " " الراعي " نسبة محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل الأندلسي النحوي.
" الرافعي " نسبة لصاحب العزيز عبد الكريم بن أبي السعادات محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن ظهيرة المكي. " الربعي " " الرحبي " بفتحتين صلاح الدين أحد أعيان التجار ممن تضعضع حاله قبل موته وهو والد عبد القادر ومولى ياقوت. " الرحماني " نسبة لمحلة عبد الرحمن بالبحيرة محمد بن علي بن إسماعيل بن أحمد. " الردادي " بالتشديد علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن وابناه المحمدان أبو اليسير وأبو الفضل وابن ثانيهما جلال الدين محمد.(5/343)
" الرشيدي " نسبة لبلد بساحل البحر الجمال عبد الله وعبد الرحمن ابنا محمد بن إبرهيم بن لاجين وابنا أولهما محمد وأحمد وابنا أولهما يحيى وآمنة.
" الرعلي " محمد بن محمد شيخ تونس مات سنة ثمان وخمسين.
" الرفاعي " النجم أحمد بن علي بن حسين بن محمد وابنه علي وحسن بن حسن بن علي.
" الرقي " بفتح أوله نسبة إبرهيم بن أحمد بن عثمان الموقع وعمه.
" الركراكي " . " الرمثاوي " موسى بن أحمد بن موسى.
" الرملي " نسبة لرملة لد أحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن زهير.
" الرهوني " بالضم في ابن الرهوني. " الروياني " نصر الله بن عبد الرحمن.
" الريشي " بكسر أوله نسبة لكوم الريش أحمد بن غلام الله بن أحمد بن محمد وأحمد بن عثمان بن محمد وابنه المحب محمد، والنقيب محمد بن حسن بن علي بن أبي بكر وأبوه.
" الريمي " عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر وابنه أحمد وله أولاد.
حرف الزاي المنقوطة
" الزبيدي " بالفتح لزبيد اليمن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى المقري نزيل مكة.
" الزبيري " كأنه نسبة للزبير أبو التقا أحمد بن حسين بن علي.
" الزبيري " نسبة للزبيرية من المحلة التقي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الناصر، وابنه، وقاسم بن محمد بن يوسف. " الزراتيتي " نسبة لقرية زراتيت محمد بن علي بن محمد بن أحمد المقري. " الزرعي " نسبة لزرع قرية من حوران عبد الوهاب بن عمر بن محمد، وأحمد بن إبرهيم وأبوه.
" الزركشي " للصنعة عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد الحنبلي، وفي طلبة الحنابلة الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد المشهدي يقال له الزركشي.
" الزرندي " بيت كبير مدني منهم القاضي أبو الفتح محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف الأنصاري، وبنوه مسعد ثم سعيد ثم عبد الله ثم محمد؛ ولثانيهم نور الدين علي وفتح الدين أبو الفتح محمد، ولثالثهم مجد الدين محمد ونجم الدين محمد وشمس الدين محمد، ولعبد الوهاب ثلاثة إخوة المحب محمد وأبو الفتح محمد وعبد الرحمن فللمحب عمر وبهاء الدين محمد وعبد الوهاب فلعمر عبد الله ومحمد وأحمد وللبهاء أبو الفضل وعبد الرحمن وأبو الفتوح وعبد الباسط ومحب محمد، ولعبد الوهاب خمسة أكبرهم المحب محمد والمجد معاذ والزين عبد السلام وعبد الواحد ومحمد مات بالطاعون في سنة ثلاث وسبعين بالقاهرة.
" الزعبلي " بفتح أوله وثالثه إبرهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله وابناه عبد الله.
" الزعبي " قاضي الجماعة بتونس يعقوب. " الزعيفريني " أحمد بن يوسف بن محمد بن معالي بن محمد الشاعر، وأخوه الشمس محمد فلأولهما الشمس محمد والمحب محمد فأولها والد أحمد وللشمس الأول ولد بمكة حنفي اسمه محمد.
" الزفتاوي " بكسر أوله نسبة لبليدة من بحري الفسطاط الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد عبد المحسن المصري وأخوه، ومحمد بن عبد الله بن أحمد وابنه ناصر الدين محمد وأخوه وبنو أولهما الولوي محمد والصدر أحمد وابن أولهم وعمر بن حسين بن علي وبنوه أحمد وعبد القادر وعلي.
" الزلديوي " محمد بن محمد بن عيسى. " الزمزمي " بفتح المعجمتين نسبة لبئر زمزم إبراهيم وأحمد واسمعيل وحسين ومحمد وعائشة بنو علي بن محمد بن داود وأمهم ابنة أحمد بن سالم بن ياقوت ويقال اسمها مريم فإبراهيم لم يعقب بل لم يتزوج، وأحمد له سلامة وحسين له وأما اسماعيل فله محمد وأبو الفتح ونابت وداود فلمحمد علي ولعلي ابنة ولأبي الفتح محمد ثم أحمد ولنابت اسماعيل ثم حسن ثم أبو القسم، وممن انتسب كذلك لانتمائه لهم من جهة النساء عبد السلام بن موسى بن أبي بكر بن أكبر الشيرازي الأصل قدم أبوه فتزوج عائشة ابنة علي فاستولدها عبد السلام؛ ولعبد السلام من سلامة ابنة خاله أحمد المذكور أم الأمان وأم هانئ وأم الحسين وعائشة ومحمد وعبد العزيز وموسى ثم لعبد العزيز الجمال محمد أحد الآخذين عني والمتوفى بالقاهرة بالطاعون وكذا أبو بكر مات بعده بالقاهرة أيضاً وكلاهما في حياة أبويهما وتأخر بعد والدهما عمر المتوفى بمكة سنة ست وتسعين وعلي وعثمان وكان ثانيهما بالقاهرة ثم رجع في أثناء سنة سبع وتسعين ومعه مرسوم الخليفة وغيره بالاشتراك مع أقربائهم من جهة أمهم في القبة والبئر ثم بطل ثم رجع.(5/344)
" الزنكلوني " بفتح أوله ثم نون ويقال بالسين أوله أيضاً جماعة منهم الشهاب أحمد بن أحمد بن عمر بن غنام البرنكيمي أخو الشرف موسى وغيره ممن مضى في الموحدة.
" الزهراني " موسى بن عيسى بن يوسف.
" الزهري " أحمد بن التاج عبد الوهاب بن أحمد وأخوه جلال الدين له ذكر فيه وينظر اسمه، وأحمد بن إبرهيم بن أحمد بن رجب بن محمد بن عثمان وأبوه وجده.
" الزهوري " محمد بن عبد الله، وآخر اسمه أحمد بن أحمد بن عبد الله.
" الزواوي " نسبة إلى زواوة قبيلة كبيرة بظاهر بجاية من أعمال افريقية ذات بطون وأفخاذ صالح بن محمد بن موسى وأحمد بن صالح بن خلاسة ومحمد بن مسعود بن صالح بن أحمد وأبوه وابن لمحمد شبه الأهبل اسمه أحمد من زينب ابنة علي بن الزين والزواوي لكونه كان يجلس في المكتب بزاوية أحمد بن سليمان ابن نصر الله وابناه محمد وسليمان. " الزيات " . " الزيادي " بالفتح والتشديد نسبة لمحلة زياد من الغربية علي ابن أحمد وبنوه أحمد ومحمد وعزيزة.
" الزيتوني " بفتح ثم مثناة تحتانية بعدها فوقانية مضمومة وآخره نون الجمال عبد الله بن محمد بن عيسى وابناه الولوي أحمد والشمس محمد وابن أولهما التقي محمد وابن ثانيهما البدر أبو النجا محمد ولكل منهما ولد.
" الزيدي " جماعة من رءوسهم الفقيه يوسف بن حسن بن محمد بن سالم وابن أخته عبيد.
" الزينوني " كالزيتوني المذكور قريباً لكن بنونين نسبة لقرية من البقاع العزيزي سمي دير زينون رجل من دمشق يقرىء الأبناء اسمه أحمد من قرأ عنده محمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر الصرخدي. " الزيلعي " .
حرف السين المهملة
" السبكي " نسبة لموسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله بن سليمان؛ والعلاء محمد والولوي عبد الله والبدر محمد بنو أبي البقاء محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام والعلاء هو والد زينب وباي خاتون والبدر هو والد الجلال محمد وابنه عبد البر وابنه أبو البقاء محمد وأبو البركات محمد بن مالك بن أنس بن عبد الكافي والد التقي السبكي وأخي عبد البر وابنه نور الدين علي وابنه تقي الدين محمد وله ابن اسمه علي، والشمس محمد بن موسى الحمصي السبكي من شيوخ أبي الفضل ابن الإمام، والشمس محمد بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن السبكي الحمصي خطيبها.
" السجيني " الشهاب أحمد وعبد الوهاب ابنا عبيد الله بن محمد وابن أولهما عبيد الله وأخوه وابن ثانيهما على الذي رافع في جماعة الزيني زكريا ثم سنة ست وتسعين في جماعة أوقاف الزمام وآل أمره إلى أن التزم فيها بقدر يحمله للدخيرة وقريبهم حسن بن.
" السحماوي " نسبة الشهاب أحمد بن محمد بن محمد الموقع ممن سمع ختم البخاري في الظاهرية.
" السخاوي " نسبة لسخا بلد غربي الفسطاط نسب إليها المتقدمون السخوي أحمد بن محمد بن زين ممن حضر أمالي الولي العراقي وأظنه أحمد المعروف بابن موين ممن حضر إملاء شيخنا وأخذ عنه السراج بن حريز؛ ومحمد بن محمد بن محمد تلميذ الزين العراقي ذو مناظيم في الحديث وغيرها، ومساعدين بن ساري، ومحمد بن أبي بكر بن عثمان وبنوه أبو بكر وعبد الرحمن وفاطمة وبنو الثاني كاتبه محمد وعبد القادر وأبو بكر وأثكل الأول بضع عشرة أنجبهم أحمد وللثاني جماعة منهم البدر محمد وللثالث زين العابدين محمد وعز الدين محمد وقرة العين وناصر الدين محمد وخليل ابنا أحمد بن علي وثانيهما نديم الظاهر حقمق ووالد أحمد وعمه ناصر الدين محمد وعلي ابن محمد بن عبد النصير الكاتب عصفور، ومحمد بن عز الدين محمد بن علي بن وجيه المعبر، ومحمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر المالكي قاضي المدينة ابن القصبي وبنوه خير الدين أبو الخير محمد وأحمد وبنو أولهم المحب محمد.
" السدرشي " بكسر أوله وثالثه وسكون ثانيه وإعجام رابعه محمد بن محمد بن أبي بكر الحنبلي السعدي.
" السرائي " إبرهيم بن سليمان بن عبد الرحمن. " السرسنائي " موسى بن أحمد بن موسى. " السرسي " بكسر أوله وثالثه وسكون ثانيه نسبة لسرس من المنوفية أحمد بن محمد بن عبد الغني أبو العباس. " السروي " بكسر أوله نسبة عبد الرحمن بن " السعدي " نسبة لسعد الدين مضى قريباً في السدرسي.
" السعودي " نسبة لأبي السعودي ذي الاتباع والزوايا جماعة.
" السفطرشيني " نسبة لسفط رشين من البهنساوية محمد بن أحمد بن علي بن أحمد ممن سمع مني.(5/345)
" السفطي " نسبة لسفط الحنا من الشرقية وقد يقال بالصاد المهملة بدل السين الولوي محمد بن أحمد بن يوسف بن حجاج وبنوه أحمد وخديجة وألف، وما أحسن قول شيخنا في المشتبه ونسب هذه النسبة جماعة من متأخريهم قل فيهم من له نباهة في العلم أو الديانة قال وسفط ستة عشر موضعاً كلها بمصر في قبليها وبحريها انتهى. وفقيه شيخنا الصدر محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق ما علمت لأيها نسب وابنه محمد، وأحمد بن رسلان كان من كبار الطلبة بالشيخونية نعم الشيخ نور الدين علي بن حجاج المالكي المعروف بالوراق منسوب لسفط قليشان بالبحيرة.
" السقطي " بفتح أوله والقاف نسبة للحرفة الداعية علي بن محمد بن أحمد، وآخر كان في خدمة المتبولي ثم خدم ناظر الخاص واسمه شمس الدين محمد بن.
" السكري " نسبة للسكر عملاً أو بيعاً عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن محمد بن الكندري.
" السكندري " نسبة للثغر الشهير خلق. " السلامي " بالتشديد نسبة محمد بن إبرهيم بن محمد بن عبد الله الحلبي. " السلاوي " بفتح ثم تخفيف نسبة لسلا من أعلى فاس. " السلموني " بفتحتين نسبة لسلمون من الشرقية إبرهيم بن خليل بن إبرهيم وابنه عبد القادر. " السماسمي " نسبة لقرية من خانقاه سرياقوس أبو بكر بن علي بن شتات. " السمديسي " بفتحتين ثم مهملة مكسورة بعدها تحتانية ثم مهملة محمد بن إبرهيم بن أحمد بن مخلوف الحنفي شيخ الجانبكية والايتشمية.
" السمربائي " بكسر أوله وثانيه ثم راء ساكنة بعدها موحدة مفتوحة نسبة لسمرباي قرية بالغربية. سيأتي في ابن السمربائي. " السمرقندي " بفتح ثم سكون نسبة خلق منهم نائب للحنفية مات سنة ست وثمانين واسمعيل بن يوسف الحنفي. " السمهودي " بفتح ثم سكون نسبة لسمهود من الصعيد أحمد بن أبي الحسن بن عيسى وابنه عبد الله وحفيده السيد نور الدين علي نزيل طيبة وعمر بن اسحق بن عمر. " السميط " . " السنباطي " الولي محمد بن محمد بن عبد اللطيف وابناه، ويوسف بن عبد الغفار وابنه العز عبد العزيز وابنه الشهاب أحمد والمحدث الشمس محمد وعبد اللطيف ابنا العلم محمد بن محمد بن مسعود وأبوهما وجدهما وابنا عبد اللطيف وهما محب الدين والشرف عبد الحق وأحمد ابنا الشمس محمد بن عبد الحق وأبوهما وابن أولهما ومحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الكافي. " السنتاوي " عبد الرحمن بن محمد بن حجي بن فضل وابنه محمد سبط يحيى الدماطي وابناه ويوسف بن علي بن عبيد.
" السندبيسي " عبد الرحمن بن التاج محمد بن محمد بن يحيى وابنه محمد والمقري عثمان بن أبي بكر.
" السندوي " أحمد بن عبد العال بن عبد المحسن ويقال بالصاد أوله أيضاً.
" السنهوري " بفتح أوله نسبة لمدينة مشهورة من المحلة علي بن عبد الله بن علي الأزهري المالكي الضرير، وجعفر بن إبرهيم بن جعفر المقري الشافعي.
" لسنيتي " بدر الدين محمد. " السنيكي " زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا.
" السهروردي " بضم أوله حسن بن محمد بن عبد المنعم.
" السهيلي " نور الدين علي بن زكريا وابنه محمد أحد الكتاب ممن حمل وأودع ابنه بسبب اختفاء أبيه في المقشرة مدة.
" السوبيني " بضم أوله ثم واو ساكنة وموحدة مكسورة ثم تحتانية ونون نسبة لسوبين من قرى حماة إبرهيم بن عمر بن إبرهيم.
" السوهائي " نسبة لسوها بضم أوله ثم واو ساكنة وهاء مفتوحة بلدة من أعمال أخميم من الصعيد الأعلى ضبطها المنذري في معجمه أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل.
" السويفي " بضم ثم فتح ثم تحتانية وفاء نسبة لقرية اشتهرت ببني سويف الصدر عبد الكافي بن عبد الله بن أحمد وابنه المحب محمد وعلي وإبرهيم ابنا أحمد بن علي.
" السيرامي " بكسر أوله سيناً أو صاداً ثم مثناة يوسف بن محمد بن عيسى وابنه النظام يحيى وابنه العضدي عبد الرحمن وابنته زوجة الأخميمي.
" السيرجي " الشهاب أحمد بن يوسف بن محمد وابنه أوحد الدين محمد وابنه جلال الدين وعبد الرحمن.
" السيلي " بكسر ثم تحتانية نسبة لقرية بالقرب من القدس يقال لها سيلة محمد بن موسى الحنبلي الفرضي، وقريبه يوسف بن عمر بن يوسف ممن سمع على بمكة في سنة سبع وتسعين.
" السيوطي " في الأسيوطي. " السيوفي " نسبة للسيوف عملا أو بيعاً.
حرف الشين المعجمة(5/346)
" الشاذلي " نسبة لشيخ الطائفة أبي الحسن جماعة كثيرون منهم أحمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر وأخوه محمد؛ وأبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الغني، وحسين بن علي بن سالم بن إسمعيل الكتبي. " الشارعي " نسبة إلى الشارع بالموازنيين.
وأحد نواب المالكية الشهاب أحمد بن محمد كان أبوه وكيلاً ونشأ هو فخالط الناس وتميز في الشروط وحج وجاور وقتل الأمير تمراز بسيف الشرع ودام مدة يتولى الاستبدالات حين امتناع الحنفي منها بطريق وهو شديد التساهل وأظنه الآن بدمشق.
" الشار مساحي " براء مكسورة ثم سين مهملتين نسبة لقرية من ريف مصر بحري الفسطاط بالقرب من دمياط من الدهقلية المقرئ الفرضي الشهاب أحمد بن وفتح الدين صدقة بن علي بن محمد بن مخلص الدين محمد ويعرف بابن نور الدين وابنه الفخر عثمان وابنه محمد، والقاضي الزين عبد اللطيف بن علي، والكتبي الزين يوسف عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن وابن أخيه أحد النواب شمس الدين محمد بن الأمير محمد بن الشمس محمد. " الشارنقاشي " براء مكسورة ثم نون وقاف ومعجمة نسبة لقرية بالغربية محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن ممدود.
" الشامي " نسبة للشام خلق منهم وأحمد بن عمر بن سالم.
" الشاوي " عبد الرحمن بن أبي بكر بن علي وآخرون. في ابن طريف.
" الشباسي " بفتح أوله وثانيه وآخره مهملة أحمد بن محمد بن الأجدم.
" الشبراوي " بفتح ثم سكون نسبة لشبري أماكن.
" الشراريبي " نسبة لعمل الشراريب أو بيعها الشمس محمد بن أحمد بن محمد.
" الشربيني " بكسر ثم سكون وموحدة مكسورة وآخره نون محمد بن محمد بن محمد بن أحمد.
" الشرجي " بفتح وجيم نسبة إلى شرجة قرية مشهورة فيما بين بحيص وجازان ولكنها إلى الأولى أقرب وقد تضاف إليها فيقال شرجة بحيص لتتميز أحمد بن عبد اللطيف بن أبي بكر بن أحمد بن عمر وأبوه وابنه عبد اللطيف.
" الشرنبلالي " نسبة لشبرى بلولة من قرى منوف منها الشمس محمد بن محمد بن موسى المنوفي قاضي المقس. " الشرواني " نسبة لمدينة بناها أنوشروان محمود باد فحذفوا أنو تخفيفاً الشمس محمد بن مرهم الدين.
" الشروطي " نسبة لكتابة الشروط. " الشريفي " نسبة للشريف.
" الششتري " بمعجمتين الأولى مضمومة ثم مثناة مفتوحة جماعة منهم.
" الشطرنجي " نسبة للشطرنج إسمعيل بن يحيى. " الشطنوفي " بفتحتين ثم نون وآخره خاء محمد بن إبرهيم بن عبد الله وابنه أحمد وابناه البدر محمد، وزوجة زين العابدين بن المناوي بن المناوي أم بنيه، والشمس محمد بن أحمد صالح المباشر؛ وموسى بن عبد الرحمن بن محمد. " الشعباني " بفتح أوله وثالثه وآخره نون.
" الشعيري " بفتح ثم كسر وتحتانية. " الشغري " بضم ثم معجمة ساكنة يوسف بن أحمد بن داود وأحمد بن محمد بن محمد بن عمر. وكلاهما ممن نزل حلب.
" الشقطي " في بن الشقطي. " الشكلي " . " الشلقامي " بضمتين علي بن عبد الرحمن بن محمد بن إسمعيل. " الشمني " الكمال محمد بن حسن وابنه التقي أحمد وابنه. " الشنباري " أحمد. " الشنقاسي " بفتحتين ثم فاء وآخره مهملة قرية علي بن عمر بن عبد العزيز. " الشنشني " بفتحتين ثم معجمة ناصر الدين عمر بن الشيخ شمس الدين محمد بن موسى بن عبد الله الحنفي وابنه خير الدين أبو الخير محمد وابنه أكمل الدين محمد؛ والشرف محمد بن خلد، والبدر محمد بن علي بن محمد، وخاتمة القدماء من الشافعية الشمس محمد بن أحمد بن عمر.
" الشنويهي " بفتحات ثم تحتانية بعدها ساكنة ثم هاء إبرهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله وابنتاه زينب وزليخا. " الشوايطي " أحمد بن علي بن عمر وابناه محمد وعلي. " الشورى " بضم وآخره راء نسبة لقرية شورى بالبرلس البدر حسن بن علي بن سالم وأخوه أحمد. " الشيباني " جماعة منهم علي بن جار الله بن صالح وأخوه أحمد وأبوهما وغيرهم ممن يأتي في ابن زبرق.
" الشيبي " جماعة كثيرون منسوبون لبني شيبة سدنة البيت منهم الجمال محمد بن علي بن محمد بن أبي بكر بن محمد، وعمر بن أبي راجح محمد بن علي بن أبي راجح وبنوه الجمال محمد والطيب العارض لمحافظيه علي بالقاهرة وهما من يمانية وعبد الله أمة لأبيه وعبد الرحمن سبط القاضي أبي اليمن. " الشيخي " نسبة لشيخ المؤيد محمد وأحمد ابنا عمر بن محمد. " الشيرازي " للبلد الشهير جماعة.(5/347)
" الشيشيني " بمعجمتين مكسورتين تلي كل واحدة تحتانية وآخره نون نسبة لقرية من المحلة بالغربية القطب محمد بن عمر بن محمد بن وجيه وابنه أحمد وابنه علي وابنه أحمد وجماعة منهم حسن بن أحمد بن علي.
حرف الصاد المهملة
" الصابوني " والعلاء علي بن أحمد بن محمد بن سليمان وأبوه وعمه الشمس محمد وابنه عمر ولي نظر جوالي الشام وناب عن ابن عمه العلاء في نظر جيشها وابنه عرض حين قدومي من مكة أول سنة خمس وتسعين.
" الصالحي " نسبة لمنية أم الصالح قرية بناحية مليج بالغربية وكذا الحارة الصالحية بالبرقية داخل القاهرة أو لصالحية الشام أو التي دون قطيا أو للمدرسة الصالحية وممن نسب هذه النسبة الشمس محمد والشهاب أحمد ابنا يحيى بن علي وابن ثانيهما الجلال أبو النجاح محمد ويعرف بابن رسلان، ومحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن قريج قاضي الشافعية، وجلال الدين محمد بن أبي الفضل بن علي مباشر أوقاف الزمام وأبوه، وأبو البركات محمد بن محمد بن أبي بكر.
" الصاني " بنون عبد القادر المدعو عبيد بن حسن أحد الفضلاء.
" الصائغ " للصنائع. " الصرخدي " محمد بن محمد بن يوسف، ومحمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي وكأنه أبو الأول محمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر المقري أحد من لقيني بمكة في سنة أربع وتسعين وقبلها.
" الصعيدي " مؤدب الأبناء بمكة هو محمد بن عبد الله بن علي.
" الصفدي " نسبة للبد الشهير محمد ومحمود ابنا علي بن عمر بن علي بن مهنا، وناصر الدين محمد بن يوسف المتكلم عن الملك في المرافعات ونحوها قيل له الصفدي لكونه ولي قضاء صفد وكتابة سرها وإلا فأبوه صالحي مرداوي عالم شهير.
" الصلتي " آخره مثناة نسبة عبد الوهاب بن أبي بكر بن أحمد بن محمد صاحب البقاعي، وقريبه بل أخوه لأمه محمد بن حسين بن عمر بن أحمد بن محمد.
" الصندفائي " في السندفائي.
" الصندلي " بنون ثم مهملة ولام أحمد بن محمد بن حسن بن الشيخ أبي الحسن اللامي.
" الصنهاجي " نسبة لصنهاجة بالمغرب أحمد بن محمد بن.
" الصهرجتي " بفتح ثم هاء ساكنة ثم راء مفتوحة ثم جيم ساكنة بعدها فوقانية علي بن محمد بن عبد الرحمن، والفخر عثمان بن أحمد بن عثمان.
" الصوفي " نسبة لصوفية الخانقاه وكذا لمذهب الصوفية نور الدين علي بن أحمد بن محمد الحنفي وولده المحب أبو البركات محمد وشقيقه الشمس محمد الملقب مقيت وهو أسن من النور، والصوفي الشافعي أحمد بن علي بن محمد.
" الصيرامي " في السيرامي.
" الصيرفي " في ابن الصيرفي، والصيرفي أحمد بن إبرهيم بن عبد الله.
حرف الضاد المعجمة
" الضاني " علي بن محمد بن ناصر، ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد.
" الضبعي " بفتحتين ثم مهملة محمد بن أبي بكر الغزي.
" الضبي " محمد بن إسماعيل بن أحمد. " الضجاعي " موسى بن محمد بن موسى بن علي.
حرف الطاء المهملة
" الطاوسي " عبد الرحمن ومحمد وعبد الله بنو عبد القادر بن عبد الحق بن عبد القادر وابن الأخير النور أبو الفتوح أحمد صاحب المشيخة التي أنقل منها وابنه القطب أبو الخير محمد.
" الطائفي " جماعة منسوبون إلى الطائفة بلد بالغربية منهم أحمد بن حسين بن محمد بن علي وابناه محمد وعبد الرحمن؛ والي الطائف من الحجاز غانم بن مقبول وآخرون.
" الطباطبي " السيد إبرهيم بن أحمد بن عبد الكافي بن علي.
" الطبري " ومحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن إبرهيم أبو السعادات ووالده المحب وابناه أيضاً أبو البركات محمد ومحمد المدعو مكرم وابناه عبد المعطي ويحيى.
" الطبلاوي " نسبة لطبلاوة قرية بالوجه البحري العلاء علي بن سعد الدين عبد الله بن محمد وأخوه ناصر الدين محمد وابن عمهما ناصر الدين محمد بن محمد بن محمد ويعرف بابن ستيت، والعلاء علي بن محمد بن محمد، وناصر الدين أحمد بن محمد قتل في سنة ثلاث عشرة. " الطنباوي " نسبة لطنبا وبفتح المهملة والموحدة وتخفيف النون ثم واو من عمل سخا بالغربية علي بن محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد وشيخه محمد بن عمر بن محمد. " الطلخاوي " نسبة لطلخا.(5/348)
" الطرابلسي " بلد شهير منهم المحمدان ابنا عبد الوهاب بن محمد وأبوهما، وعبد الرزاق بن محمد، وصلاح الدين محمد بن محمد بن يوسف بن سعيد، وأبوه، والي طرابلس المغرب محمد بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد نزيل مكة وشقيقاه محمد وهو أكبر وعلي؛ وآخر عمل وكيلاً للملك في المرافعات مات في طاعون سنة سبع وتسعين وأخذ مخلفه فوجد فيه مسطور علي بن محاسن فرسم عليه.
" الطريني " أحمد بن يوسف بن علي والسراج عمر بن محمد وابناه أبو بكر ومحمد فأولهما لم يعقب وثانيهما له عمر ومحمد ولمحمد هذا ابن اسمه عبد الله، وكاتب الشعير محب الدين بن عثمان بن محمد بن نجم الدين المناوي الطريني الشافعي وأخوه تقي الدين محمد وهما سبطا الشهاب أحمد البامي ويزعمان انتسابهما للأولين.
" الطشطوشي " بطاءات مهملات بعد الأولى شين معجمة صوابه الدشطوخي " الطلخاوي " نسبة لطلخا من الغربية البدر حسن بن علي بن محمد بن عبد الله وابنا خاله محمد حسن ابنا علي بن علي بن رضوان. " الطلياوي " أحمد بن عبد الله بن محمد. " الطناحي " بنون ثم مهملة شرف الدين وابنه.
" الطنبذي " بدر الدين أحمد بن عمر بن محمد ونور الدين علي بن التاجر الشهير وابنه الجلال محمد توفي قبل شيخنا وله ذكر في وصيته.
" الطنتدائي " أحمد ومحمد ابنا عبد الرحمن بن عوض وابنا أولهما عبد الرحمن وإبرهيم والفرضي نزيل سعيد السعداء نور الدين علي والشمس محمد التاجر بالشرب وأحد قراء القرآن ابنا أحمد بن عبد الله، وحسن بن أحمد بن محمد الضرير وبنو بهاء الدين محمد وأحمد ويحيى. " الطنساوي " إبرهيم بن محمد بن عبد الرزاق وأبوه وعمه. " الطنوبي " عيسى بن سليمان بن خلف.
" الطهطاوي " نسبة لطهطا جماعة كثيرون من التجار وغيرهم كعبد العزيز بن أبي القسم بن التاج محمد، ومحمد بن يعقوب وابنه علي وابنه يحيى وأخوه كل منهما.
" الطوخي " أبو الطاهر محمد والمحب محمد والولي أبو الفتح محمد وأبو بكر محمد وهو أصغرهم بنو أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن موسى وابن ثانيهم أبو السعود وابن رابعهم المحب محمد ولهم محمد بن عمر بن أبي بكر، وخادم الجمالية أحمد بن محمد بن قاسم؛ وعمر بن خلف، وعبد القادر بن محمد بن محمد وابناه الكمال محمد وعلي والشمس محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن رجب وابنه الشهاب أحمد.
" الطوري " ناصر الدين محمد بن محمد بن الصلاح محمد بن عمر.
" الطولوني " جماعة منسوبون لجامع ابن طولون منهم. " الطياري " محمد بن اسنبغا.
" الطيبي " بالتشديد نسبة لطبية نشا والدماير من الغربية محمد بن أحمد بن محمد الرجل الصالح وقيل محمد بن علي وليس بشيء، والمكتب محمد بن حسن وشقيقه عبد الواحد، وأبو الفتح محمد بن؛ وبواب سعيد السعداء أبو بكر بن علي بن علي بن حسين وابن أخيه محمد بن حسن أحد الطلبة قرأ مسند أحمد علي البدر السعدي واشتغل عند الأبناسي وغيره.
" الطيماني " بفتح ثم سكون عبد الله بن محمد بن طيمان.
" الطيوري " نسبة للحرفة تقي الدين أبو بكر بن علي بن محمد بن علي الملقب خروف.
حرف الظاء المعجمة
" الظاهري " نسبة لظاهرية العباسة من الشرقية موسى بن عبد الله بن إسمعيل نزيل مكة، وابن عمه أبو بكر بن قريش بن إسمعيل، وبلديهما عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن وحفيد عمه حسن بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن.
" الظهيري " بالضم مصغر في ابن ظهيرة.
حرف العين المهملة
" العاصفي " محمد بن عثمان بن يوسف. " العامري " يحيى بن أبي بكر بن محمد ورفيقه إبرهيم بن أبي بكر بن محمد وابنه محمد الطيب أحد الآخذين عني؛ وتاجر اسمه.
" العاملي " أحمد بن شاور، وحسن بن أحمد بن حسن؛ ومحمد بن حسين؛ ومحمد بن عباس.
" العبادي " المحب محمد والسراج عمر ابنا حسين بن حسن، وبن ثانيهما الجلال عبد الرحمن والكمال محمد وابن أخيهما أحمد بن علي بن حسين وابنه، وخازن المحمودية محمد عبد الله بن محمد بن موسى، وسالم بن إبرهيم الأتابكي وبنوه أحمد وإبرهيم ومحمد.(5/349)
" العباسي " نسبة للعباسة من الشرقية شمس الدين محمد وهو يقضي بالعباسة، ثم تاج الدين عبد الوهاب وهو يقضي ببلبيس، ثم أمين الدين محمد، ثم عماد الدين عبد الرزاق، والأمين أعلمهم وهو المتوفى منهم، وكلهم بنو محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، وخلق كثيرون منسوبون للعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فيهم خلق ولوا الخلافة منهم والمستنجد بالله يوسف بن المتوكل على الله محمد بن أبي بكر بن سليمان ثم ابن أخيه المتوكل على الله العز عبد العزيز بن يعقوب بن المتوكل، وله أخوان لأب لم يليا محمد واسمعيل وأخ لأم أحمد بن خير بك وبنون وأكبرهم يعقوب سبط المتوكل وجماعة منسوبون إليهم.
" العباسي " نسبة لأبي العباس الحرار شرف الدين والعباسي جلال الدين محمد بن محمد بن الخانكي. " العبسي " علي بن محمد بن أحمد، والعز عبد العزيز بن محمد بن محمد بن محمد ويقال له ابن العبسي وابنه الجلال محمد.
" العثماني " نسبة لعثمان بن عفان إبرهيم بن خضر.
" العجلوني " نسبة لعجلون من عمل الشام اثنان كل منهما إبرهيم بن أحمد بن حسن فأعلمهما ابن أحمد بن محمد وأخيرهما ابن خليل وإبرهيم بن محمد بن عيسى بن عمر، وجماعة في ابن قاضي عجلون. " العجمي " علي بن نصر الله المحتسب الخراساني وابناه يوسف ومحمد. " العجيسي " يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح.
" العجيمي " محمد بن عبد الماجد بن علي سبط ابن هشام؛ وأحمد بن محمد وأحمد بن أبي بكر بن رسلان بن نصير وابنه أوحد الدين محمد وابنه البدر أبو السعادات محمد ويقال لكل منهم ابن العجيمي. " العداس " للحرفة أبو بكر بن عبد الله بن وأحمد. " العدناني " في البرشكي. " العدوي " نسبة لأبي البركات ابن المسافر أخي عدي الشمس محمد بن أحمد بن محمود بن عبد السلام بن محمود وأبوه، وصلاح الدين محمد بن الجمال عبد الله بن عبد السلام بن محمود بن عبد السلام، ونسبة إما لعمر بن الخطاب أو غيره جدي لأمي محمد بن علي بن عبد الرحمن.
" العرابي " بتخفيف أوله وثانيه عمر بن محمد بن مسعود وابناه محمد وعبد الله وبنوهما ومنهم عمر بن محمد. " العرابي " مثله لكن بالتشديد عيسى بن عيسى بن محمد تقدم. " والعرابي " كذلك نسبة لقرية من ضواحي صفد إبرهيم بن الحسن بن إبرهيم بن عبد الكريم. " العراقي " نسبة للعراق عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن وابنه الولي أبو زرعة أحمد وابنه التاج عبد الوهاب وابنه علي وإبرهيم بن محمد بن مصلح المكي وابناه أبو بكر ومحمد و ابن أولهما عبد الرحمن وابن ثانيهما إسمعيل ويقال لمن عدا عبد الرحيم وإبرهيم ابن العراقي.
" العربي " محمد بن علي بن عبيد التونسي المؤدب. " العرشاني " بفتحات.
" العرضي " بضم أوله وسكون ثانيه ثم معجمة إحدى قرى بالس محمد بن خليل بن محمد. " العرياني " عبد الله بن أحمد بن علي. وبنوه إبرهيم ومحمد وزينب وابن الثاني وهو أصغر الثلاثة عبد القادر وعبد الوهاب بن محمد بن علي بن محمد.
" العريبي " محمد بن. " العزيزي " بفتح ومعجمتين مكسورتين بينهما ياء نسبة للعزيزية من الشرقية الشرف موسى بن محمد أحد النواب.
" العزي " نسبة لمنية العز بناحية فاقوس من الشرقية علي بن محمد بن علي.
" العساسي " بمهملات نسبة لمنية عباس يحيى بن موسى بن محمد وابنه عبد الرحمن وابناه الشمس محمد وبركات العسقلاني الشمس محمد بن المقري وأستاذنا أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد. " العسيلي " محمد بن إبرهيم بن يوسف بن سليمان أحد الفضلاء الآخذين عني. " العشماوي " موسى بن إبرهيم بن أبي بكر.
" العطار " . " العطائي " . " العطري " محمد بن أحمد بن محمد، وجبريل بن إبرهيم بن محمد. " العطوي " . " العفصي " محمد بن إبرهيم بن عبيد الله بن مخلوف المقري. " العقباني " قاسم بن سيد. " العقبي " نسبة لمنية عقبة من الجيزية رضوان وأحمد ابنا محمد بن يوسف العقبي وابن أولهما عبد الرحمن وابن ثانيهما محمد؛ وخلق منهم عبد الكريم بن. " العقيبي " بالتصغير أحمد بن إبرهيم بن أحمد اليماني صاحب ابن الجريس. " العقيلي " بفتح ثم كسر لعقيل بن أبي طالب خلق. " العلائي " علي بن اسلام. " العلقمي " نسبة للعلاقمة من الشرقية حسن بن أحمد بن جرمي وابنه البهاء محمد وابنه. " العلمي " بضم العين وفتح اللم وربما سكنت نسبة فيما قاله لي إلى العلم يحيى بن أحمد بن عبد السلام.(5/350)
" العلوي " نسبة لعلي بن راشد بن بولان النفيس سليمان بن إبرهيم بن عمر التعزي العلوي، واسماعيل وإبرهيم وابنا عمر بن إبرهيم.
" العمراني " أبو بكر بن أحمد بن محمد. " العمريطي " محمد وخليل ابنا اسمعيل بن عمر وابن عمهما عمر بن وابناه بدر الدين محمد.
" العمري " نسبة لعمر بن الخطاب خلق منهم بدر الدين محمد بن، ولمن يعمل العمر بمكة وللقواد بها من ذوي عمر.
" العميري " بالتصغير أحمد بن الواعظ الموقع بباب الدوادار يشبك من مهدي.
" العنبري " نسبة لصنعة العنبر حسين بن وابنه والفاضل عبد القادر بن محمد بن موسى بن إبرهيم وعمه محمد بن موسى. " العنتابي " في العيني قريباً.
" العياشي " بتشديد التحتانية وآخره معجمة نسبة للزين بن عياش شيخ القراء تلميذه الفقيه مكي بن سليمان. " العيذابي " بفتح ثم تحتانية ساكنة ثم معجمة.
" العيزري " نسبة إلى العيزرية قرية أو ضيعة من ضواحي شرقي بيت المقدس محمد بن محمد بن محمد بن الخضر بن شهري، ويحيى بن علي بن محمد قاضي غزة وأظنه حفيد هذا. " العينوسي " نسبة لقرية من نابلس إبرهيم بن إسحق بن إبرهيم.
" العيني " نسبة لعين تاب البدر محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد وابنه عبد الرحيم وابنه الشهابي أحمد، ومحمد ومحمود ابنا أحمد بن حسن.
" والعيني " نسبة لرأس العين الفخر أبو بكر بن أحمد بن علي بن عمر بن قنان الدمشقي الأصل المدني الحنفي، وقريبه الزين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد أحد فضلاء الحنفية بدمشق.
حرف الغين المعجمة
" الغاني " نسبة لغانة مدينة بالتكرور العز محمد بن أحمد بن عثمان التكروري وابنا عمه أبو الخير محمد بن محمد بن عمر، وصدر الدين مات بمكة في سنة تسعين أو التي قبلها. " الغبريني " موسى بن محمد بن محمد.
" الغراقي " نسبة لغراقة بمعجمة مفتوحة ثم راء مهملة مشددة بعدها قاف قرية من القرى البحرية من الشرقية محمد بن أحمد بن خليل العالم الشهير والمحمدون أبو البركات وأبو السعود وأبو مدين بنو محمد بن محمد وابن الأول أبو الجود بمكة.
" الغزاوي " بالتخفيف قبيلة خطاب بن عمر بن مهنا.
" الغرناطي " لغرناطة من المغرب جمع كثيرون منهم سهل بن إبرهيم " الغزنوي " .
" الغزي " بلد شهير الشهاب أحمد بن عبد الله بن بدر وابنه الرضى محمد، وعلي بن أحمد بن محمد الحنفي إمام اينال.
" الغزولي " نسبة للصناعة علي بن يوسف بن أحمد، والفراش بمكة ويلقب شمس الدين مات بها في مستهل ربيع الثاني سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
" الغماري " بالضم وتخفيف الميم نسبة إلى غمارة من قبائل البربر محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق. " الغمري " بفتح المعجمة نسبة لمنية غمر منها محمد بن عمر بن وابنه أبو العباس أحمد وبنوه أبو الفتح محمد وأبو الفضل محمد وأبو الحسن.
حرف الفاء
" الفاجوري " نسبة للصنعة عبد القادر بن محمد بن سعيد.
" الفارسكوري " نسبة لبلد قريب من دمياط عبد الرحمن بن علي بن خلف ومحمد بن حسين.
" الفاسي " نسبة لفاس مدينة مشهورة ببلاد المغرب بمكة جماعة منهم كالتقي محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحافظ مؤرخها وأبيه، وعبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن وبنيه المحمدين أبي الخير وأبي حامد وأبي عبد الله وأبي السرور وبني آخرهم عبد الرحمن وأبي الخير وعبد اللطيف وبنيه المحمدين القطب أبي الخير وأبي حامد وأبي عبد الله وأبي السرور، وفيهم قاضي الحنابلة بالحرمين عبد اللطيف وشقيقه عبد القادر ابنا محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن وابن أولهما عبد القادر وكلهم أشراف.
" الفاضلي " إما للفاضلية أو لسوق الفاضل.
" الفاقوسي " نسبة لفاقوس من الشرقية ناصر الدين محمد بن الحسن وابناه محمد وعبد الرحمن وابنا ثانيهما إبرهيم بن يوسف وابنه علي.(5/351)
" الفاكهي " نسبة للفاكهة علي بن محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله وإخوته المحمدون أبو القاسم وأبو الخير وأبو البركات وهم أشقاء شافعية إلا الأخير وفي الترتيب هكذا وأولهم موتاً أبو القسم ثم نور الدين علي ثم أبو البركات بطريق الشام وبنو أولهم أبو السعادات وأحمد وست الأهل وأبو القاسم مات هو والأول وبنو ثالثهم جماعة سمع مني بعضهم وانقطع نسل أبي القسم وكذا أبو البركات وعم علي وإخوته أبو الخير محمد بن علي وأخواه أحمد ومحمد ولآخرهم ثلاثة عبد الرحمن وإبرهيم وعبد الله ولم يتأخر غيره وليسوا بأشقاء ولأحمد محمد.
" الفالاتي " نسبة محمد بن علي بن محمد بن نصير ككبير، وابن أخيه محمد بن علي بن علي بن محمد بن نصير وأبوه. " الفالي " وفال بين الفاء والبابين شيراز وهرمز كثيرة الفواكه لها قلعة محمد بن مكرم بن إبرهيم وابن أخته أحمد بن نعمة بن عبد الكريم.
" الفتحي " حسين بن حسن وبنوه محمد وأحمد وأبو البركات إسمعيل.
" الفتوحي " بضم أوله وثانيه نسبة لباب الفتوح. " الفرسيسي " بفتح أوله ومهملات نسبة لفرسيس محمد بن حسن بن علي. " الفرضي " نسبة إلى الفرائض جماعة منهم الشمس البلبيسي الماضي في الموحدة. " الفرنوي " بفتح أوله وسكون ثانيه إبرهيم بن يوسف الكاتب وابن أخيه محمد بن علي وآخرون.
" الفرياني " بضم أوله وتشديد ثانيه مع كسره ثم تحتانية ونون نسبة لفريانة إحدى مدائن إفريقية عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، وابن عمه محمد ابن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله. " الفصيحي " .
" الفنري " بفتحتين ثم راء مكسورة نسبة لصنعة الفنيار فيما قاله الكافياجي محمد بن حمزة بن محمد. " الفهدي " في ابن فهد.
" الفومني " محمد بن علي بن عثمان بن محمد وابنه الجمال محمد وصهره محمود بن بن محمد بن محمود الخواجا الجمال الكيلاني غرق في أحد الربيعين ظنا سنة اثنتين وسبعين بالبحر وهو راجع من اليمن وذهب معه ماله وأكثره؛ وجمال الدين الفومني يأتي في الألقاب. " الفوي " بضم الفاء نسبة لفوة جماعة علي بن محمد بن عبد الكريم وابنه محمد، ومحمد بن أحمد بن أبي بكر أبو الفتح.
" الفيسي " في ابن الفيسي. " الفيشي " جماعة. " الفيروزأبادي " بكسر أوله ثم تحتانية ساكنة بعدها راء مضمومة ثم واو ساكنة ثم زاي بعدها ألف وآخره معجمة بلدة بفارس محمد بن يعقوب الشيرازي لكونه قال أنه نسب إلى الشيخ أبي اسحق.
" الفيومي " بفتح ثم تشديد نسبة إلى الفيوم المعروف الذي احتفر نهره يوسف عليه السلام بالوحي وعمل له سكراً بالآجر والكلس منه جماعة محمد بن أحمد بن سنجر بن عطاء الله وحسن بن علي بن سلمى إمام الزاهد والبدر محمد بن أحمد بن عبد النور بن خطيب الفخرية وأبوه والعز عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب فقيه بني الكويز وأخوه الشرف محمد المدعو شريفاً وبنو أولهما عمر ومحمد وزين العابدين ولعمر ابن يقال له أبو عبد الله، والتاج عبد الوهاب بن الواعظ.
حرف القاف
" القادري " جماعة كثيرون ممن ينسب للشيخ عبد القادر الجيلي منهم إبرهيم بن علي بن أحمد بن بريد ومواخيه قاسم بن محمد بن محمد، وحسن وعلي ابنا محمد بن عبد القادر بن علي بن محمد بن شرشيق فلحسن الشمس محمد ثم للشمس المحمدان الصفي وهو أكبرهما وشقيقه العفيف فلأولهما تاج العارفين محمد ولعلي عبد القادر وابنة تزوجها ابن عمها الشمس محمد واستولدها المشار إليهما، ومن هذا البيت الشرف موسى بن محمد بن علي بن حسين بن محمد الأكحل بن شرشيق وابناه زين العابدين محمد وشمس الدين محمد فلأولهما موسى مات وهو صغير وعيسى من حبشية ولثانيهما أحمد وشقيقه محمد من ابنة النجم الرفاعي ولهما شقيقة تغرى بردى الأستادار اسمها خديجة وثانية تحت بردبك اليشبكي الدوادار وثالثة تحت ابن جانبك اليهودي وأخرى اسمها حفصة ماتت بكراً.
" القاري " وقارة من أعمال دمشق الحاج عيسى بن إبرهيم أخوه يوسف وبنو أولهما محمد - قرأ علي - ثم علي شقيقان أمهما خديجة ابنة التقي أبي بكر الدقاق ولهما شقيقة وعمر وأحمد شقيقان من سرية بيضاء وعبد الرحمن من حبشية ولثانيهما الشمس محمد التاجر فاضل شهير وإبرهيم بن وابنه حسين ماتا، وفي القاريين عبد الكريم وعثمان ومحمود بنو عبد الله بن يعقوب ماتوا.
" القاسمي " نسبة لأبي القاسم أبو بكر بن علي الخانكي.(5/352)
" القافلي " أحمد وأبو بكر ابنا محمد بن أحمد وابن أولهما الكمال محمد.
" القاياتي " نسبة للقايات من أعمال البهنساوية الفخر محمد بن محمد بن محمد بن أسعد وابنته فاطمة أم فتح الدين بن سويد وسبطته أم هاني ابنة الهوريني أم سيف الدين الحنفي، ومحمد بن علي بن محمد بن يعقوب وابناه أبو الفتح محمد، وأحمد ابنا أولهما المحمدان أبو الوفا وأبو السعود وأمين الحكم المحب محمد بن محمد بن محمد بن محمد.
" القبابي " نسبة لقباب حماة عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن حسين بن يحيى بن عبد المحسن. ونسبة إلى القباب الكبرى من قرى أشمون الرمان من الشرقية عمل مصر يحيى بن يحيى بن أحمد الشافعي، وللمالكية تقي الدين عبد الرحمن القبابي، وموقع بنواحي الآلجيهية والشاهد بجانبها مات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين. " القباني " بفتح ثم تشديد للصنعة يحيى بن محمد بن سعيد و.
" القبطي " بكسر ثم موحدة ساكنة بعدها مهملة نسبة للقبط.
" القبيباتي " بضم ثم موحدتين بينهما تحتانة وآخره فوقانية لقبيبات الشام إبرهيم بن محمد بن أحمد الشريف وأبوه، ولقبيبات مصر محمد بن بكتمر وابنه علي أحد الحنفية من جماعة الشيخونية والصرغتمشية وغيرهما. " القبيسي " بضم ثم موحدة وآخره مهملة مصغر. " القجطوخي " بضم أوله وثانيه بينهما جيم وآخره معجمة نسبة لقوج طوخ من الغربية غربي طنتدا علي بن أحمد بن المقري الشاهد بالقرب من وكالة قوصون، وبلديه أحمد بن عثمان بن أحمد القارئ عند تغرى بردى الاستادار وابنه عثمان، والثلاثة مالكيون. " القرافي " نسبة للقرافة الشمس محمد بن أحمد بن عمر بن شرف وأبوه وابنه البدر محمد وابنه سبط إبرهيم بن الكماخي. " القرتاوي " وقرتيا من أعمال غزة عبد الله بن علي بن إبرهيم.
" القرشي " نسبة لقريش خلق كثيرون منهم التاج محمد بن صالح ألفافا أحد الفضلاء النواب وابنه الجلال أحمد التاجر ممن سمع مني بمكة، عبد القادر بن عبد الوهاب بن عبد المؤمن، وعيسى بن موسى بن علي بن قريش المكي وابنه أحمد وابنه عبد الواحد، ولعبد الواحد إخوة أيضاً فيهم من هو أكبر منه.
" القرطبي " نسبة لقرطبة. " القرماني " نسبة لابن قرمان ومصطفى بن زكريا وابنه الجمال محمود. " القرمي " اسحق بن أسعد بن إبرهيم.
" القرني " . " القريصاتي " بضم ومهملتين بينهما تحتانية وآخره فوقانية نسبة للقريصات الكباب أحمد بن علي بن إبرهيم. " القزاز " للصنعة.
" القزازي " في تقي الدين. " القزويني " نسبة لقزوين الشهاب أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد النقيب وابناه جلال الدين محمدو.
" القسطلاني " والشهاب أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك وعمه أحمد بن أبي بكر.
" القسنطيني " بضمتين ثم نون ساكنة بعدها مهملة مكسورة وآخره نون سرور بن عبد الله بن سرور، وقاضي الجماعة بتونس أبو القسم بن محمد بن محمد بن أحمد وابنه محمد قاضي الجماعة أيضاً. " القشيري " . " القصاب " .
" القصبي " بفتحتين ثم موحدة في السخاوي. " القضامي " علي بن إبرهيم بن العلاء.
" القطان " لصنعة القطن الشمس محمد بن السكري وأخوه الشهاب أحمد أحد الفضلاء.
" القطبي " بضم ثم سكون نسبة لقطب الدين علي بن محمد بن عيسى وابناه إبراهيم ومحمد وهما في بطن دفعة ضريران وله ثالث اسمه عبد اللطيف، وعبد القادر بن محمد بن شمس الدين القطبي نسبة لجد أبيه لأمه علم الدين لكونه منسوباً للقطبية طبيب، وابنه زين العابدين محمد عرض علي كتبا وهو حنبلي.
" القطوري " بضمتين وآخره راء أبو الفتح بن إبرهيم.
" القفصي " بفتح أوله ثم فاء مهملة نسبة لقفصة مدينة بالمغرب قريبة من القيروان.
" القلافسي " . " القلانسي " مثله لكن بنون بدل القاف.
" القلتاوي " بفتح ثم سكون ثم فوقانية نسبة لقلتا داود بن محمد المالكي.(5/353)
" القلشاني " بكسر أوله أو فتحه وسكون ثانيه ثم معجمة معقودة بينها وبين الجيم وآخره نون قرية من نواحي تونس والقيروان بل هي إليها أقرب أحمد وعبد الله وعمر بنو محمد بن عبد الله بن محمد بن خلف الله بن عبد السلام بن أحمد الخزرجي، وأولاد ثالثهم حسن وحسين ومحمد قاضي الجماعة فلحسن عبد اللطيف ولي قضاء المحلة بعد التريكي قبل استكمال الثلاثين ولحسين شمس الدين محمد لقيني بمكة في سنة أبع وتسعين وأخذ عني ثم بالقاهرة في التي تليها ولقاضي الجماعة عمر وكان معه بالقاهرة واستجاز بي له ومولده سنة أربع وخمسين ولاه قضاء الجماعة يحيى بن محمد مسعود بن عثمان صاحب المغرب وحفيد صاحبه بعد صرفه لمحمد بن أبي القاسم القسطنطيني. " القلعي " نسبة لقلعة مصر المجد اسماعيل بن إبرهيم بن حسن وابناه وأمين الدين محمد والمحب محمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبيد بن شعيب خازن المؤيدية وأبوه.
" القلقشندي " بفتح أوله وثالثه بينهما لام ثم معجمة ثم نون ثم مهملة الشمس محمد بن التقي اسمعيل بن علي بن الحسن وبنوه عبد الرحمن وعبد الرحيم والتقي أبو بكر وابنا الأول عبد الكريم العالم وأبو الخير محمد الخفيف وابنا الثاني أحمد وعلي وابن ثانيهما إبرهيم وابن التقي أبي بكر أبو الحرم مقدسيون والقطب أحمد بن اسماعيل بن وبنوه العلاء علي والتقي عبد الرحمن واسماعيل وإبرهيم وابنا أولهم أحمد والجمال إبرهيم وله ابن اسمه وابن ثانيهم المحب وابن ثالثهم قاهريون.
" القلقيلي " بفتح أوله وكسر ثالثه بينهما لام نسبة لقلقيليا قرية بين الرملة ونابلس من أعمال جلجوليا الشهاب أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أيوب السكندري المقري، والشمس محمد بن أحمد بن إبرهيم بن مفلح وابنه أحمد وابنه النجم محمد مشهور الأمر. " القليبي " بفتح أوله ثم لام مكسورة وآخره موحدة نسبة لقليب قرية بجانب ابيار تجاه النحرارية. " القليجي " كالأول لكن بجيم بدل الموحدة نسبة والشهاب أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي.
" القليوبي " بفتح أوله محمد بن عبد الله بن أبي بكر شيخ الخانقاه الناصرية بسرياقوس وابنه محيي الدين محمد، والشرف محمد وأحمد ابنا إبراهيم بن عبد المهيمن بن الخازن وابن أولهما فخر الدين محمد، ومختصر الروضة الشمس محمد بن محمد بن أحمد الحجازي، والسراج عمر بن التاجر، ومحمد بن علي بن إبرهيم بن موسى أبو بكر الزيات وابنه أبو الخير محمد المخبزي وابنه صلاح الدين محمد كاتب الغيبة، وعلي بن محمد بن يوسف التاجر الكارمي ويعرف بالقليوبي توفي في سنة سبع وتسعين وابنا عمه أحمد وشقيقته عجم ابنا الشمس محمد بن يوسف كان بينها وبين ابن الحجاج بعد موت أخيها لكونه افتات في الوصية التي أسندها إليه ابن عمهما علي ولم يصل بعد زايد المقابحات التي انتهت في سنة ثمان وتسعين لكبير شيء ومع ذلك فتباريا في شعبانها.
" القمصي " بضم ثم ميم مشددة ثم مهملة نسبة لمنية القمص بالقرب من منية بني سلسيل أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد وبنوه عبد الرحمن وأحمد و.
" القمني " بكسر ثم فتح ثم نون نسبة الزين أبو بكر بن عمر بن عرفات وابنه المحب محمد، وأبو حيان كان يقال له أبو حيوان؛ وعبد الله وعبد الرحمن ابنا محمد بن عمر وابن ثانيهما محمد، وعثمان بن عمر بن محمد خطيب جامع صاروجا وجد إبرهيم بن الخص لأمه، وعمر بن إبرهيم بن هاشم وابنه أحمد وابنه البدر محمد الوكيل وابناه المحمدان أبو اليمن والتقي، وعلي بن محمد بن خالد بن عبد الله بن علي الشاهد تجاه الصالحية، واحد نواب المالكية وعبد الغني بن محمد بن أحمد، والنور علي بن عبد الرحمن بن علي.
" القمولي " بفتح ثم ضم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن.
" القنبشي " محمد بن علي بن خالد بن علي بن موسى. " القوصوني " نسبة لجامع قوصون محمد بن عبد الوهاب بن صدقة الريس وأبوه وكيل بنواحي الصليبة ممن سلف منع السلطان له مات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وربما يقال لهم القيسوني.
" القوصي " نسبة لقوص المدينة الشهيرة من الصعيد الأعلى.
" القونوي " بضم ثم سكون ثم نون مفتوحة. " القويسني " بضم ثم فتح ثم تحتانية ساكنة نسبة لقويسنة بدر بن علي. " القيسراني " نسبة لقيسارية مدينة على ساحل البحر بالشام. " القيصراني " وأظنها الأولى يقال بالسين والصاد.(5/354)
" القيمري " خليل بن أحمد بن عيسى وابنه محمد.
حرف الكاف
" الكازروني " بفتح أوله وثالثه نسبة لكارزون إحدى بلاد فارس جماعة منهم الجمال محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن إبرهيم قاضي طيبة وعالمها وابنه ناصر الدين محمد وبنوه أبو السعادات محمد ونور الدين علي وعبد السلام الأول والثاني؛ ومحمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد والجمال محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله المكي. " الكبيسي " بضم ثم موحدة مفتوحة وآخره مهملة مصغر اليماني المعتقد. " الكحال " . " الكردي " إخوان مضيا في الشريف الكردي من ثاني قسمي الأنساب، وعمر بن إبرهيم بن أبي بكر المعتقد، وعمر آخر في الأباريقي؛ وعبد الله بن عيسى بن عبد الله الضرير المقري ورسول اثنان ابن أبي بكر بن الحسن وابن محمد بن عمر. " الكرستي " بفتحتين ثم مهملة ساكنة وآخره مثناة نسبة لبلدة بالعجم عبد العظيم بن يحيى بن أحمد بن عبد العظيم.
" الكركي " نسبة للكرك أحمد بن عيسى بن موسى بن عيسى، ومحمد بن عمر الحنفي، وعبد الرحمن بن محمد بن اسمعيل وابنه الإمام إبرهيم.
" الكرماني " بكسر أوله قيل وفتحه نسبة لكرمان يشتمل على عدة بلاد والتقي يحيى بن الشمس محمد بن يوسف بن علي وأخوه عبد الحميد وابن أولهما الجمال يوسف وابناه التقي يحيى وأبو حيان كريم الدين؛ والعلاء عبد الوهاب بن محمود بن محمد بن عمر نزيل مكة وأحد فضلائها ممن صاهر بها المحب الطبري الإمام علي إحدى بناته، وخادم قاوان نزيل مكة أيضاً محمد بن أحمد بن محمد بن بهرام، وملا علي الكيلاني. " الكريدي " بضم أوله وفتح ثانيه مصغر جماعة منهم علي بن محمد بن عميرة وأحد الشهود. ولهم الكرندي بكسر الكاف وفتح الراء ثم نون شخص يماني اسمه محمد بن عمر. " الكريمي " بفتح أوله نسبة لكريم الدين محمد بن فضل الله بن أحمد السمرقندي. " الكفرسي " يوسف بن محمد بن حمود.
" الكفري " نسبة لقرية بالشام. " الكفيري " بالتصغير قرية بالشام أيضاً.
" الكلائي " بفتحتين مقصور نسبة لكفر كلابا لغربية الصلاح محمد بن عمر الشاذلي.
" الكلبشاوي " بفتح أوله وثالثه بينهما لام ثم معجمة نسبة لكلبشا بجوار مليج من الغربية إبرهيم بن محمد وأخوه عبد الغفار وكانا قاضيين بها كأبيهما وجدهما، والفاضل نور الدين علي بن إبرهيم بن أبي بكر. " الكلستاني " محمود بن عبد الله ونسبته مضبوطة فيه. " الكلوتاتي " نسبة لعمل الكلوتات أحمد بن عثمان بن محمد وأحمد بن محمد بن عبد اللطيف وحسن وناصر الدين محمد ابنا خليل بن خضر.
" الكماخي " بفتحتين وآخره معجمة إبرهيم بن محمد بن محمد بن عمر بن محمود وأبوه وجده.
" الكمالي " نسبة لكمال الدين. " الكمشيشي " بفتح أوله ثم ميم ومعجمتين بينهما تحتانية محمد بن عمر بن عبد الله. " الكناني " بكسر أوله ونونين أحمد بن إبرهيم بن نصر الله وابن خاله أحمد بن عبد الله بن علي.
" الكنجي " بكسر ثم نون ساكنة وجيم.
" الكوراني " بفتح ثم سكون الشهاب أحمد بن اسمعيل بن عثمان شيخ الروم، والجمال عبد الله بن محمد بن خضر بن إبرهيم شيخ سعيد السعداء.
" الكومي " بفتح ثم سكون ثم ميم الجمال يوسف بن أحمد بن يوسف، والعلاء علي بن أحمد بن علي وابنه. وقد يقال لجماعة ممن ينسب لكوم الريش الكومي ولكن الريشي أكثر كما مضى.
" الكيلاني " الجمال محمود صهر الفومني أسلفناه فيه وملا علي في الكرماني.
حرف اللام
" اللبودي " في ابن اللبودي. " اللتات " في الملتوتي. " اللجائي " أوله ثم جيم نسبة لقبيلة من أورنة إحدى قبائل البربر أحمد بن محمد بن عيسى بن علي نزيل مكة. " اللجمي " بفتحتين ثم جيم وميم نسبة لبلدة بالساحل قريب سفاقس منها عبد الغني. " اللحجي " بفتح ثم مهملة ساكنة ثم جيم ناحية شهيرة بينها وبين عدن أبين مرحلة. " اللدي " بضم ثم دال مشددة خليل أحمد بن علي بن خليل. " اللقاني " بفتح ثم قاف ونون نسبة للقانة من البحيرة موسى بن عمر بن عوض بن عطية وابنه الشمس محمد وابنه عمر وقريبهم قاضي المالكية إبرهيم بن محمد بن محمد وتلميذه محمد بن حسن بن علي بن عبد الرحمن.
" اللوبياني " بضم ثم واو ساكنة ثم موحدة مكسورة بعدها تحتانية وآخره نون نسبة للوبيا من صفد أبو بكر بن عبد الرحمن بن رحال بن منصور.
" اللؤلؤي " نسبة للؤلؤ.
حرف الميم(5/355)
" الماحوزي " بمهملة مضمومة وآخره زاي معجمة والد لخواجا شمس الدين الماضي كان قبل الكائنة في حانوت بالخواصين وبعدها في مكان آخر وكان منزله عند قبر عاتكة في ربيع الأول سنة سبع وقد جاز الستين ذكره شيخنا في إنبائه.
" المارداني " نسبة لجامع المارداني عبد الله بن خليل بن يوسف الموقت، وسبط البدر محمد بن محمد بن أحمد وعلي بن سالم. " المارديني " نسبة لماردين.
" المارستاني " نسبة للبيمارستان علي بن. " المازوني " بزاي مضمومة وآخره نون نسبة فيما يظهر لقرية يقال لها مازونة وبالشام نوع من الإقباع ينسب كذلك.
" المالقي " نسبة محمد بن محمد بن محمد بن أحمد.
" المالكي " نسبة للمذهب خلق. " الماهاني " نعمة الله بن عبد الله بن محمد.
" الماوردي " المقري مات بمكة في شوال سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
" المتبولي " نسبة لمتبول الشهاب أحمد بن موسى بن نصير، وعلي بن محمد بن محمد بن عيسى الحنبلي وابن أخيه حمد بن عبد الله بن محمد ويقال لكل منهما ابن الرزار، وإبرهيم بن علي بن عمر ومريدة أحمد بن موسى بن أحمد بن عبد الرحمن وابنه شرف الدين محمد وأخوه صلاح الدين عبد القادر. " المتيجي " بفتح ثم فوقانية مشددة بعدها تحتانية ثم جيم الشهاب أحمد بن محمد. " المجدلي " نسبة للمجدل أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن داود وابنه محمد وعمه خليل.
" المحرقي " بفتحتين ثم مهملة مشددة وقاف نسبة للمحرقة قرية بالجيزية فتح الدين أو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب وابنه البدر أبو المكارم محمد وابناهما البهاء أبو الفضل أحمد الخطيب والمحب أبو البقا محمد المباشر وابن أولهما يحيى وابن ثانيهما فتح الدين أبو اليسر محمد وهما ممن قرأ علي، وصدقة بن محمد بن صدقة وبنوه عبد القادر وعبد الرحيم ويونس ولثانيهم ابن يقال له أبو الفتح صار في هذه الأزمان يقرأ على العامة فوق الكراسي بالأزهر ثم بمكة وله قبول في ذلك عندهم وله في سنة ثمان وعشرين بضع وعشرون.
" المحلى " نسبة للمحلة المدينة الشهيرة بالغربية إبرهيم بن عمر بن علي التاجر، والجلال محمد بن أحمد بن محمد بن إبرهيم بن أحمد وأخوه الكمال محمد وأبوهما وجدهما وابنه البدر محمد، والسراج عمر بن أحمد بن علي الواعظ؛ وابنه عبد الناصر، ومحمد بن عبد اللطيف بن محمد والد أبي الفضل الحنفي نزيل الشرابشية كان، وأحمد بن محمد بن عبد الله خطيب جامع ابن ميالة، وعلي بن محمد بن محمد بن محمد بن عل المعروف بابن قريبة، والشمس محمد بن علي بن اسمعيل الخطيب.
" المخزومي " نسبة لبني مخزوم من قريش جماعة. " المخلصي " محمد بن أحمد بن عبد الله بن رمضان. " المدني " نسبة للمدينة النبوية محمد بن علي بن معبد، والمزور الشهير أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد جار ابن المرخم وابناه جلال الدين محمد و. " المديني " بسكون الدال نسبة لمدين جماعة.
" المرادي " . " المراغي " نسبة إلى المراغة من مصر الزين أبو بكر بن الحسين بن عمر وينوه المحمدون أبو اليمن وأبو الفتح وأبو الفرج وأبو الفضل وأحمد أبو النصر وأسماء وعائشة ويقال لمن عدا الأول ابن المراغي.
" المراكشي " بالتشديد نسبة للبلد من الغرب والجمال محمد بن موسى بن علي بن عبد الصمد. " المرجاني " بجيم ونون النجم محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف وبنوه المحمدان أبو الفتح والكمال أبو الفتح والبدر حسن وابنا ثانيهم المحمدان أبو السعود ومحب الدين وابن ثالثهم أبو البركات محمد قرأ علي ولأبي السعود ولد اسمه أبو الفتح محمد. " المرجوشي " نسبة لسوق أمير الجيوش الجلال محمد بن عبد الرزاق، والبدر حسن بن علي وابنه محمد ويقال له ابن المرجوشي وله ابن قطع لسانه وكحل في سنة خمس وتسعين.(5/356)
" المرجى " نسبة للمرج. " المرداوي " نسبة لمردا وعلي بن سليمان بن أحمد بن محمد ويوسف بن. " المرشدي " بضم ثم راء ومعجمة الجمال محمد بن إبرهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب أخو الجلال عبد الواحد فللثاني عبد الغني وإبرهيم ومحمد فأما عبد الغني فمات في حياة أبيه وترك أبا بكر فلأبي بكر عبد الغني وعلي ومحمد وإبرهيم وأما إبرهيم فله عبد الواحد وأما الجمال فبنوه أبو الفضائل محمد وعبد الأول وعبد الرحمن وعبد الله وأبو النجا فلأبي الفضائل عبد الغني ويحيى فلم يعقب ذكوراً ولعبد الأول ابنة هي تحت عبد الغني بن أبي بكر بن عبد الغني ولعبد الرحمن محمد و عبد القادر وعلي وعبد الرءوف وعبد الله اثنان أحدهما ولد في سنة أربع عشرة وكتب في استدعاء حينئذ أجاز له فيه جماعة وكان موجوداً فيما بلغني سنة سبع عشرة وسمع من أبيه وأظنه مات قبل عبد الله الثاني بحيث سمى باسمه ومولد الثاني سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، وعمر وصالح ابنا محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف وابنا أولهما أبو حامد محمد وأحمد وابنا ثانيهما أحمد و. " المرصفي " نسبة لمرج صفا بالشرقية جماعة منهم محمد بن عباس أحد من أخذ عني. " المرعشي " نسبة لمرعش من نواحي حلب أحمد بن أبي بكر بن صالح الحلبي. " المروي " نسبة للمرية من الأندلس حسن بن يوسف بن حسن. " المريسي " نسبة أبو الخير محمد بن ريحان وابناه علي وعثمان وابن أولهما محمد بن علي بن محمد ويقال له المدني ممن قرأ على شيئاً وكلهم من مباشري جدة. " المريني " بفتح ثم راء خفيفة مكسورة وعلى الألسنة تشديدها وآخره نون قاضي المالكية بالشام الشهاب أحمد بن محمد.
" المزجاجي " بكسر ثم معجمات الجمال محمد بن محمد. " المزي " بكسر أوله.
" المساوي " أحد من سار بالقافلة للمدينة النبوية عبد الله بن عامر بن محمد.
" المسطيهي " أحمد بن علي بن عامر وأبوه. " المسعودي " محمد بن يوسف.
" المسلي " عمر بن أبي بكر. " المسلاتي " بتشديد اللام محمد بن يوسف.
" المسوفي " محمد بن نافع. " المسيري " نسبة لمسير أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى نزيل المؤيدية؛ وأحمد بن محمد بن أحمد وابنا عمه المحمدان ابن.
" المشدالي " في أبي الفضل المشدالي. " المشرقي " بفتح ثم معجمة ساكنة ومهملة مكسورة نسبة للمشرق ضد المغرب العلاء علي والتقي عبد الله ابنا عبد الرحمن بن حسن بن علي الغزيان وابن أولهما محمد وأكثر ما يقال لهم ابن المشرقي.
" المشهدي " نسبة لمشهد الحسين بالقاهرة أبو بكر بن علي بن عبد الله بن أحمد وابنه البهاء محمد وابنه البدر محمد؛ والمحب أبو الفضل محمد بن أحمد بن إبرهيم.
" المصري " نسبة لمصر خلق. " المصيري " بضم أوله مصغر شاب مقيم بمدرسة الولوي البلقيني لنشأته مع أمه اسمه أحمد بن علي بن عبد الله في بيتهم تنسب إليه جرأة ومرافعات في أيام الأشرف قايتباي منها في سنة ست وتسعين وهو الآن في حبس أولى الجرائم هو وابن العظمة ورجب العلمي.
" المطري " نسبة للمطرية المصرية الرضى أبو حامد محمد بن عبد الرحمن بن الحافظ الجمال محمد بن أحمد بن خلف وابناه المحب محمد وأحمد ولأولهما المحمدان أبو الفتح وأبو الفضل وأم كلثوم فأبو الفضل والد خديجة زوجة المحب ابن القاضي خير الدين المالكي وأم كلثوم زوجة جده القاضي شمس الدين السخاوي، والشمس محمد بن فتح الدين صدقة بن صالح، ومحمد بن علي بن أحمد المطري المكي ممن خدم السوقة ودار بالحلوى لشراء الأطفال ونحوهم ثم تزوج بأخته سعيد الكردي دلال الكتب وصار في خدمته وتوصل به لخدمة أبي الفضل الخطيب وعرف به ودخل معه القاهرة ثم مع أخيه المحب ولزمه في السفر والحضر وبيتهم يعمل المساعيد وتريش بتزوج النوري البحيري المالكي بابنته حين كان مجاوراً وله منها ولد.
" المظفري " نسبة لسويقة المظفرى بالقرب من جامع ابن زين الدين منها الشمس محمد بن القوالبي، ومحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ونسبة لمظفر الدين.
" المعيني " نسبة لمعين الدين الأبرص جوهر الساقي. " المغراوي " بفتح ثم معجمة ساكنة أمام الصالحية مات سنة إحدى أرخه شيخنا ولم يسمه، وآخر اسمه الشهاب أحمد بن محمد بن عبد الله المالكي. " المغربي " نسبة. " المقدسي " في القدسي.(5/357)
" المقريزي " بفتح أوله نسبة لحارة المقارزة ببعلبك للتقي أحمد بن علي بن عبد القادر المؤرخ وابن أخيه ناصر الدين محمد. " المقسي " ويقال له المقسمي نسبة لناحية المقسم بالقرب من باب البحر وهو المكان الذي قسمت فيه الغنيمة عند استيلاء الصحابة على مصر وصار نهاية السور الذي أمر السلطان صلاح الدين بإدارته على مصر والقاهرة وإليه ينسب الصاحب شمس الدين عبد الله المقسي مجدد لجامع المعروف به وحفيد ابنه التاج عبد الله بن نصر الله بن عبد الغني بن عبد الله وأبوه وابنه، والفقيه الفخر عثمان بن عبيد الله، والشمس محمد بن قاسم وآخرون كمحمد بن علي أحد النواب. " المقصاتي " بفتحتين ومهملة مشددة وآخره مثناة لعمل المقصات. " المكراني " بضم الميم نسبة لمكران بلدة بالهند ذكر البخاري أنه قتل بها سعد بن هشام بن عامر الأنصاري التابعي.
" المكودي " بفتح ثم كاف مشددة مضمومة وآخره مهملة نسبة عبد الرحمن بن علي بن صالح شارح الألفية والجرومية. " المكيني " نسبة لمكين الدين الصلاح أحمد بن محمد بن بركوت. " المكي " نسبة لمكة المشرفة جماعة.
" الملتوتي " لعمل الملتوت ويقال له اللتات محمد بن عمر بن عمر بن حصن.
" الملطي " نسبة لملطية يوسف بن موسى بن محمد.
" الملكاوي " بفتح ثم سكون أحمد بن راشد بن طرخان. " الملوى " بفتح ثم بلام مفتوحة مشددة. " المليجي " بفتح نسبة المليج من المنوفية وإبرهيم بن أحمد بن علي بن عمر وابنه البدر محمد، وعبد المنعم بن محمود بن علي.
" المناوهلي " ويخفف بالمنهلي نسبة لمناوهلة بالقرب من منوف عبد الرحمن بن سليمان بن داود وابنه حافظ الدين محمد، وشيخ أحد أروقة الأزهر أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن محمد.
" المناوي " نسبة إلى قرية من الأعمال الجيزية تسمى منية القائد الصدر محمد بن الشرف إبرهيم بن اسحق بن إبرهيم بن عبد الرحمن وابن عمه الفخر عثمان بن التاج محمد بن اسحق وابنه البهاء أحمد وابناه علي وعمر وجدهم التاج محمد بن اسحق من أهل ذاك القرن وهو المستقل بالقضاء أيام العز بن جماعة، ومن المتأخرين المنسوبين لهؤلاء عبد الرحيم وعلي ابنا الشرف أبي بكر بن محمد بن إبرهيم بن عبد الرحمن وجدهما ضياء الدين محمد الذي من ذاك القرن ولكن رأيت من قال أنه التاج محمد وحينئذ فهو ابن اسحق، ولعلي ابن اسمه الشهاب أحمد أحد شهود المودع.
وإلى منية بني خصيب من الصعيد الشرف يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف وابنه زين العابدين محمد وابناه علي ومحمد. وإلى منية مسود بالمنوفية عباس بن أحمد بن عمر بن ناصر بن أحمد أحد الشهود الأزهري وابنه الشهاب أحمد فاضل كثير الاشتغال.
" المنذري " بذال معجمة نسبة شخص خير من طلبة الأزهريين تردد إلى اسمه.
" المنزلي " نسبة للمنزلة جماعة منهم الشهابان الأحمدان الأزهريان ابن وابن الضرير.
" المنشاوي " نسبة للمنشية عبد الرحيم بن غلام الله وعثمان بن علي بن أحمد بن عبد الله بن زلقا، والبدر محمد بن علي بن سبط الشرف موسى المنوفي.
" المنصوري " نسبة للمنصور عثمان بن الظاهر جقمق أبو الفتح محمد بن حسن بن عبد الله. وللمنصورة بلد من الشرقية إبرهيم بن خليل بن إبرهيم؛ والشاعر أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن أحمد وقريبه محمد بن عبد الله بن محمد خادم شيخنا الرشيدي. " المنظراوي " علي فقيه الأيتام بوقف خيربك في مكة.
" المنفلوطي " نسبة لمنفلوط محمد بن عبد المنعم. " المنهلي " في المناوهلي.(5/358)
" المنوفي " نسبة لمنوف الشهاب أحمد بن موسى بن عبد الله وقريبه العز محمد بن محمد بن عبد السلام وابنه الشهاب أحمد وبنوه الكمال محمد وشقيقه البرهان إبرهيم، والمحب محمد والتقي عبد الغني علي بن عبد الحميد وابن أخيه لأمه النور علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر وابناه البدر محمد وأحمد وابن أخي التقي شقيقه، وحسن بن محمد بن علي وابنه المقري الشهاب أحمد، وزين الصالحين محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف وأخوه والشرف موسى وأبوهما وابن ثانيهما محب الدين محمد وابنه جمال الدين، وخالد بن أيوب وابناه، وفتح الدين محمد بن صدقة المعروف بابن عطية، والشمس محمد بن التاج محمد بن محمد بن إبرهيم وابنه العز محمد والشهاب أحمد بن اسمعيل بن إبرهيم بن موسى بن أبي مسعود وأخواه الشمس محمد ورمضان؛ والشمس محمد بن علي بن أحمد الفرضي ويعرف بابن مسعود؛ وأحمد بن عمر بن محمد بن عمر بن القنيني، والشمس محمد بن حمد بن موسى المقسي قاضيه ويعرف بين المنوفيين بابن الشرنبلالي، والبدر أبو الفتح محمد بن العز محمد ناظر البيمارستان وجده بعد توقيعه لجانبك وابنه الجمال يوسف كاتب الممالك، ومحمد وإبرهيم وأحمد وشرف الدين بنو موسى بن محمد بن علي مات آخرهم ويقال أنه أصغرهم وترك ولداً تنزل عوضه في الأشرفية برسباي وهم حنفيون يعرف كل منهم بابن زين الدين، وفتح الدين أبو الفتح أحمد بن علي بن علي بن عيسى القلعي قاضي المحمل، ونور الدين علي بن محمد بن فخر نزيل البيبرسية، واحد المعتقدين، ومحمد بن عبيد أحد جماع الشيخ مدين ومن يعتقد ابن عربي، وعلي بن نصر نزيل المنكوتمرية.
" المهدي " الجبرتي مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين بالروضة من وادي مر. أرخه ابن فهد. " المواهبي " نسبة لأبي المواهب إبرهيم بن محمود.
" الموسكي " نسبة لقنطرة الموسكي إبرهيم بن علي بن حسن الحريري الواعظ الذي قرأ على بمكة سنة أربع وتسعين.
" الميدومي " نسبة لميدوم الزكي أبو بكر بن عمر بن يوسف وابنه أحمد وحفيده عبد الغفار بن عبد الرحيم بن أبي بكر وحفيده الآخر الزكي أبو بكر بن بن أبي بكر.
" الميموني " نسبة للميمون من الصعيد التاج عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد، والعلاء علي بن أحمد بن علي أحد نواب الحنفية ومن تركت استنابته.
حرف النون
" النابتي " عبد الله بن خلف بن محمد. " النابلسي " نسبة لنابلس إبرهيم بن أحمد بن ثابت وابناه أحمد، والكمال محمد بن البدر بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر وإخوته وأبوهم وبنوه. " الناجي " نسبة للنجاة إبرهيم بن محمد بن محمود.
" الناسخ " للحرفة في الشهاب من الألقاب.
" الناشري " نسبة عمر وعثمان والموفق علي والشهاب أحمد بنو أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر وهم من أمهات شتى وبنو الأول العفيف عثمان مصنف الناشريين وعبد الله وبنو الثاني الجمال محمد وحافظ الدين والشهاب أبو الفضل وحمزة بن عبد الله بن محمد. " الناصري " نسبة للناصر. " النائي " بلد نسبة لناي من أعمال القليوبية الشمس محمد بن محمد بن إبرهيم بن اسمعيل القليوبي.
" النبراوي " نسبة قاضيان حنفي ناصر الدين محمد بن أحمد بن حسين، وحنبلي عبد القادر بن علي بن أحمد بن أيوب، وفيهم عبد الغني بن علي بن حسن.
" النحريري " قاضي المالكية بحلب عبد الله بن محمد بن إبرهيم بن محمد المتوفى في سنة وأحمد بن عبد الله المتوفى في سنة أربعين وأظنه ولد الذي قبله، وجمال الدين عبد الله بن النحريري ويظهر لي أنه ولد أحمد الذي قبله، وكذا في المالكية أحمد بن عبد الله النحريري مات أوائل القرن بعد أن ولي قضاء مصر قد تقدم، والولوي محمد بن فتح الدين أبي الفتح محمد بن الشمس محمد بن محمد بن اسمعيل أحد نواب المالكية هكذا أملي نسبه ووجدت بخطي بدل محمد الرابع أبا بكر، وأبوه، وعبد القادر بن الشمس محمد بن أحمد بن علي بن أبي بكر بن حسن نزيل الظاهرية القديمة وأبوه، وخال أبيه أحمد بن محمد بن عثمان الضرير.
" النحوي " نسبة لعلم النحو جماعة كثيرون منهم إبرهيم بن.
" النستراوي " بفتح أوله وثالثه بينهما مهملة نسبة أبو الطيب محمد بن محمد بن محمد بن. " النشائي " بكسر ثم معجمة ممدود نسبة الشمس محمد ابن صاحب الزمام.(5/359)