حتى يوافي عباب البحر تنظره ... قد اضمحل فلا يبقى له أثر
مع حرص صاحب الترجمة حين كونه بالقاهرة على ملازمته والاستفادة منه بل امتدحه بقصيدة بديعة أتى فيها بألغاز وتعام وأهاج وجناسات وتلعب فيها بضروب الأدب أودعتها الجواهر والدرر سمعتها منه؛ ومن لطيف أبياتها بيتاً جمع فيه حروف الهجاء وهو:
خض بحر لفظ حديثه تغش العلا ... واجزم بصدقك ناطقاً إذ تسند
وبيت عاطل:
العالم العلم الإمام لدى العلا ... العامل الحكم الهمام الأوحد
وبيت شطره الأول مما يستحيل بالانعكاس وشطره الثاني عاطل مع كونه مما لا يستحيل أيضاً فالأول مركب من آمن والثاني من أحمد وهو:
نم آمناً من نم انما آمن ... دم حامداً ما أم آدم أحمد
وكثر اجتماعهما وطرح شيخنا عليه من الأسئلة التي فيها من الفكاهة والمداعبة مما تعرف منه الملاءة والقدرة على التخلص منه ما أودعت منه أشياء في الجواهر عند الكلام على قوة شيخنا في التفسير وغيره رحمهما الله، وكان أحد الأفراد في إجادة النظم باللغات الثلاث العربية والعجمية والتركية جيد الخط جيد الإتقان والضبط عذب الكلام بديع المحاضرة مع كثرة التودد ومزيد التواضع وعفة النفس ووفور العقل والرزانة وحسن الشكالة والأبهة سيما الخير ولوائح الدين عليه ظاهرة، وقد لقيته بالقاهرة في الخانقاه الصلاحية سنة خمسين فكتبت عنه من نظمه أشياء وسمعت من لفظه العقد الفريد وعقود النصيحة وكتبهما إلي بخطه وبالغ في الأدب والتواضع. ومات بالخانقاه المذكورة في يوم الاثنين منتصف رجب سنة أربع وخمسين ودفن بتربتها والناس مشغولون في الاستسقاء عند توقف النيل غريباً عن أهله ووطنه بعد أن امتحن على يد الظاهر جقمق وطلبه لشكوى حميد الدين عليه وأدخله سجن المجرمين فدام فيه خمسة أيام ثم أخرج واستمر مريضاً من القهر حتى مات بعد اثني عشر يوماً عوضه الله خيراً، وترجمته محتملة للبسط فقد كان من محاسن الزمان وممن ترجمه باختصار المقريزي في عقوده. ومما كتبته عنه لنفسه:
قميص من القطن من حله ... وشربة ماء قراح وقوت
ينال به المرء ما يبتغي ... وهذا كثير على من يموت
ومنه معمي:
وجهك الزاهي كبدر ... فوق غصن طلعا
واسمك الزاكي كمشكا ... ة سناها لمعا
في بيوت أذن الل ... ه لها أن ترفعا
عكسها صحفه تلق ... الحسن فيه أجمعا
ومنه:
فعش ما شئت في الدنيا وأدرك ... بها ما شئت من صيت وصوت
فحبل العيش موصول بقطع ... وخيط العمر معقود بموت
ومنه:
وما الدهر إلا سلم فبقدر ما ... يكون صعود المرء فيه هبوطه
وهيهات ما فيه نزول وإنما ... شروط الذي يرقى إليه سقوطه
فمن صار أعلى كان أوفى تهشما ... وفاء بما قامت عليه شروطه
وترجمه بعضهم فقال: العلامة أحد أفراد الدهر في الفضل والسجع وعلم المعاني والبيان والبديع والنحو والصرف والنظم والنثر، كان ممن أسر مع اللنك ونقل إلى سمرقند ثم خرج منها في سنة إحدى عشرة وجال ببلاد الشرق ورجع إلى دمشق في سنة خمس وعشرين فأقام بها مدة يتكسب بالشهادة في بعض حوانيتها، وقدم القاهرة في سنة أربعين وصنف عجائب المقدور في نوائب تيمور من ابتدائه إلى انتهائه أبان فيه عن فضل كبير وملكة للسجع وغزارة اطلاع بحيث لخصه المقريزي وترجم مؤلفه فقال: نثره سجعاً فعلاً ووشحه بالأشعار فحلا إلى أن قال لأنه بحر بلاغة وفصاحة أنشدنا كثيراً من شعره وله معرفة بالفقه واللغة ولكن الغالب عليه الأدب، وله نظم كثير منه كتاب مرآه الأدب يشتمل على المعاني والبيان والبديع وهو نظم بطريقة الغزل يكون نحو ألفي بيت وكتاب في علم النحو نظمه بطريقة الغزل أيضاً نحو مائتي بيت وقصيدة غزلية في الصرف بديعة مدح بها بعض أعيان الدولة وعقيدة في نحو مائتي بيت وشرحها في مجلد وخطاب الإهاب الناقب وجواب الشهاب الثاقب بينه وبين البرهان الباعوني وحميد الدين القاضي أبان فيه عن حفظ كثير للغة وكثرة اطلاع وغزارة فضل وسبب وضعه أن الباعوني كتب له بستة أبيات التزم فيها بالظاء الممالة أولها:(1/342)
أأحمد لم تكن والله فظا ... ولكن لا أرى لي منك حظا
واستوفى كثيراً من اللغة وكان قد وقع بينه وبين حميد الدين فحصل للشهاب ستة أخرى قبل نظره في كتب اللغة وعملها في ستة أبيات فعجب من كثرة اطلاعه وسعة دائرته ثم كتب إليه بأبيات التزم فيها الراء قبل الألف والراء بعدها أولها:
من مجيري من ظلوم منه ... أبعدت فرارا
واستوفى ما في الباب قال الشهاب فلم أجد له قافية فكتبت له على لسان حميد الدين قصيدة بغدادية أولها:
أي خداوند عجعبوا ... عن موالاة التناغي
فلم يقدر على الجواب بمثلها وكتب إلي بقوله:
يا شهاب الدين يا أحم ... مد يابن عرب شاه
واستوفى القافية فظفرت بأشياء تركها فقلت:
قد أتى الفضل عليه ... حلل اللطف موشاه
فتعجب من سعة دائرته وكثرة اطلاعه ثم قال له أنا والله ما عرفتك إلا الآن قال فقلت له والله وإلى الآن ما عرفتني وطال الجواب بينهما على هذا المنوال حتى ألف من ذلك مجلداً فمن ذلك ما كتب به البرهان:
ابن عرب شاه كف عني ... أولا فخذ ما يجيك مني
واعلم بأني خصم ألد ... الشر دأبي والمكر فني
خلفي رجال لهم مجال ... في الحرب لا يخلفون ظني
إلى آخرها ومن جملة المراسلات أن البرهان أرسل إليه بعشرة أبيات التزم فيها الباء والتاء واستوفى ما في الصحاح أولها:
إن الذميم وأنت يا ... هذا به عين الخبير
واستوفى القوافي وظن أني لم أجد قافية فأجبته وآخر الأمر توجه حميد الدين إلى مصر وشكاهما إلى السلطان وقال له البرهان هجاني فلم يرد عليه إلا بقوله يكتب له من اليوم بكفه عن هجائك فلما خرج قال السلطان للشمس الكاتب إن الباعوني رجل جيد لولا أنه عرف منه شيئاً ما قاله، وألغز إليه أبو اللطف الحصكفي فأجابه بعد أن أجاب شعراء القاهرة بغير المراد ثم ألغز هو إليه وأجابه بما لم أطل بإيراده هنا، وشعره كثير جداً وتصنيفه الماضي فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء في مجلد ضخم فيه عجائب وغرائب على لسان الحيوانات من أواخر ما ألف، ولما دخل مصر بعد الخمسين في الطاعون وجد غالب بيت الكمال بن البارزي مات كزوجته وأخته فرثاهم بقصيدة طنانة على عدة قواف وأظهر في مخالصها من كل قافية إلى الأخرى قوة عجيبة وملكة للنظم لا ينهض غيره لشق غبارها من قافية اللام إلى قافية الألف إلى الهاء إلى غيرها تزيد على سبعين بيتاً أولها:
إلام الدهر يردي بالكمال ... ويوذي بالردى أهل الكمال
أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشهاب بن محيي الدين القاهري ويعرف بابن الأزهري الآتي أبوه. باشر أوقاف الباسطية وغيرها بل خطب بمدرستها وامتنع اللقاني حين جاء عقدانها من الصلاة خلفه بل أنزله ولم يلبث أن مات في يوم الثلاثاء ثامن المحرم سنة اثنتين وثمانين وصلى عليه من الغد بجامع المارداني وأظنه جاز الأربعين ولم يكن بالمرضى فعلاً وقولاً سامحه الله وإيانا واستقر بعده في الخطابة أخي أبو بكر وكان هو خطيب يوم المنع المشار إليه اتفاقاً فكان ذلك من نوادر الاتفاقيات.(1/343)
أحمد بن محمد بن عبد الله بن حسن بن يوسف بن هارون بن فرحون - هكذا أملاه علي مع اختلاف فيمن بعد حسن فقيل فرحون بن عبد الحميد بن رحمة وقيل غير ذلك - ولي الدين أبو حاتم بن القطب القرشي المهلبي البهنسي القاهري الشافعي الآتي أبوه وأخوه عبد الله. ولد في ثاني عشر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فسمع على المطرزي والغماري والتنوخي والأبناسي وابن الشيخة والعراقي والجوهري في آخرين منهم أبوه حسبما كان يقوله، وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وعرضهما على البلقيني وابن الملقن والعراقي والأبناسي وجماعة، وحج غير مرة أولاها في سنة ست وتسعين وجاور وتلا لأبي عمرو إلى الأنعام على بعض القراء وبحث على عبد الوهاب بن اليافعي من أول التنبيه إلى التفليس وعلى البدر حسن الزمزمي في الفرائض وجميع المرشدة في الحساب لابن الهائم وقال أنه سمع حينئذ على الفقيه علي النويري والشمس بن سكر واشتغل كثيراً ثم ترك وجاور أيضاً في سنة اثنتين وعشرين وأنه سمع بالقلعة على ابن أبي المجد في سنة تسع وتسعين وأن الشمس بن الصالحي سأله في النيابة عنه وأمانة المودع فأبى تعففاً، وكان معظماً عند الخلفاء العباسيين معروفاً بصحبتهم وله تردد إلى الأكابر وأثرى بعد أخيه المشار إليه وتعانى التجارة وكثرت أسفاره بسببها وطوف بلاد الصعيد ودخل الاسكندرية ودمياط وصار من رجال العالم، ورأيته يذاكر في مجلس شيخنا بأسماء البلدان وأحوالهم وتراجم أهلها مذاكرة حسنة يربى فيها على غيره قرأت عليه يسيراً، ومات في شعبان سنة أربع وخمسين بجدة ودفن بها على ما بلغني وخلف مالاً جزيلاً رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن حمام. مضى فيمن جده عبد الله بن إبراهيم.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الشهاب الأشليمي المصري الجيزي نزيل خروبيتها الشافعي. ولد في سنة خمس وستين وسبعمائة أو قبلها في قرية سمنديل من قرى الغربية وتحول منها إلى إشليم فقرأ القرآن وكان أبوه أحد مقطعيها ثم انتقل إلى القاهرة فتلا لأبي عمرو على الفخر البلبيسي والشرف يعقوب الجوشني والزراتيتي، وحفظ الحاوي وألفية ابن مالك وتصريف العزي والشاطبية وبحث الحاوي والمنهاج على الأبناسي ولازمه كثيراً حتى بحث عليه الألفية وغيرها والحاوي فقط على البدر الطنبذي وحضر دروس السراج البلقيني كثيراً وسمع على ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي، وحدث سمع منه الفضلاء وحج قبل القرن وولي مشيخة خانقاه المحسني بالاسكندرية وأقام بها فوق السنة والخانقاه الصلاحية بالفيوم وأقام بها ست سنين وعقود الأنكحة بالديار المصرية عن البدر بن أبي البقاء، ثم قطن الجيزة من وقت جعل المؤيد الخروبية مدرسة حتى مات بها في المحرم سنة تسع وأربعين بعد أن ضعف بصره من حدود سنة ست وأربعين رحمه الله، وكان فاضلاً صالحاً كثير التلاوة كريماً وحكى أنه سمع الأبناسي يقول للبلقيني أنه سمع كلام الموتى في قبورهم وذلك أنني كنت في البقيع من المدينة الشريفة فوقفت عند قبر جديد لأسأل عن صاحبه فقال لي شخص كان يقرأ على قبر: يا سيدي لم تقف عند قبر هذه الرافضية قال فرأيت البلقيني احمر وجهه ونزلت دموعه وقال آمنت بذلك.(1/344)
أحمد بن محمد بن عبد الله بن داود الشهاب القليوبي الأصل القاهري المولد المكي المنشأ الشافعي سبط الشمس محمد بن محمد الطويل ويعرف بابن خبطة - بمعجمة ثم موحدة مفتوحتين وهو لقب لبعض أجداده لكونه مرض فأختبط ثم صح. ولد في سنة سبع وعشرين وثمانمائة بالكاملية وانتقل صحبة أمه وخاله الزين عبد الغني الآتي إلى مكة قبل استكماله السنة الأولى فنشأ بها وحفظ القرآن وصلى به التراويح في سنة سبع وثلاثين وحفظ العمدة والشاطبيتين ومن المنهاج إلى الجراح والمنهاج الأصلي والكافية وبعض الألفية وعرض بعض محافيظه على الجمال المرشدي والزين بن عياش وجماعة بمكة والجمال الكازروني وغيره بالمدينة وقرأ الحديث بمكة على التقي بن فهد وأبي السعادات بن ظهيرة وسمع بها من أبي الفتح المراغي وغيره من أهلها والقادمين إليها كالزين أبي شعر الحنبلي وبالقاهرة على ابن بردس وابن ناظر الصاحبة والزركشي والشريف عبد اللطيف الفاسي وقرأ على الشريف النسابة ولازم شيخنا في قراءة الكثير من البخاري وبعض شرحه للنخبة وسماع غالب الترغيب للمنذري وغير ذلك وتلا ببعض الروايات على ابن عياش والطباطبي ثم جمع بأخرة على بعض القراء واستظهر حينئذ الشاطبية فإنه كان نسيها وأذن له وقرأ في الفقه قديماً على الكمال إمام الكامية بمكة والشمس محمد بن عبد العزيز الكازروني بالمدينة والقاياتي والونائي بمصر وحضر دروس أبي السعادات بمكة وغيره وأخذ عن الشمني في حاشيته على الشفا وغيرها وعلى الكازروني قرأ في العربية وكذا حضر فيها عند الأبدي وقرأ في الأصول على إمام الكاملية أخذ عنه الكثير من شرحه للمنهاج الأصلي وأخذ أيضاً عن مظفر الدين الشيرازي وتولع بفن الأدب وتدرب فيه يسيراً بمذاكرة الشهاب بن صالح الماضي وكذا تدرب في التوقيع والاسجالات بأبي السعادات وبرع فيهما بوفور ذكائه وفطنته وامتدح أبا السعادات وغيره ورثى بعض أمراء مكة وأنشأ الخطب وترسل عن سلاطين مكة وغيرهم مع الشكالة الحسنة والمحاضرة اللطيفة والبزة الجميلة والذكاء المفرط وكتابة المنسوب، وقد ناب في قضاء جدة وخطابتها عن الكمال أبي البركات بن ظهيرة واختص بأبي السعادات من صغره وهلم جراً وحظي عند وتأثل من صناعة التوقيع وغيرها ونسبت له هنات لكنه أظهر بأخرة التوبة وانعزل وأكثر الطواف والعبادة والتلاوة؛ ورأيته على خير وطريقة جميلة، وقد دخل مصر مراراً أولها في سنة أربع وأربعين وزار المدينة غير مرة وأقام في بعضها أشهراً لقيته في الحجة الأولى بمكة وعلقت عنه من نظمه ونثره ثم لقيته ثانياً واستعار الجواهر فانتقى منه كثيراً وبالغ في إطرائه وكتب في الثناء عليه وعلى مؤلفه أشياء سمع بعضها منه النجم بن فهد أعجله الموت عن تبييضها وما رأيت هناك في فن الأدب أذوق منه. مات على إنابة وخير وأنا بمكة فيها في ليلة ثاني عشر ذي القعدة سنة إحدى وسبعين مبطوناً شهيداً وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة رحمه الله وعفا عنه. ومما كتبته من نظمه يستدعي قاضيه الجلال أبا السعادات للحضور عنده:
قاضي القضاة الشرع يا أعلى الورى ... قدراً وأعلى رتبة وكمالا
أنا اجتمعنا عاريين فاكسنا ... فجمال مقدمك السعيد جلالا
منه:
والله والله ما أعددت لي عدداً ... يوم القيامة تنجيني من النار
سوى شفاعة خير الخلق قاطبة ... المصطفى المجتبى من صفوة الباري
عسى به الله أن يعفو ويصفح عن ... جرمي وجرمي وأسراري وأسراري(1/345)
أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة المحب أبو العباس وأبو الفتح بن الجمال أبي حامد القرشي المخزومي المكي الشافعي الآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن ظهيرة وأمه علما ابنة عم أبيه الشهاب بن ظهيرة: ولد في أثناء يوم الخميس رابع جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وسعبمائة بمكة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وصلى به في سنة تسع وتسعين وكتبا كالمنهاجين والألفيتين والشاطبية وعرض على جماعة كالأبناسي وسمع عليه الموطأ بل وحضر عنده دروساً في الفقه وسمع من ابن صديق والزين المراغي وآخرين وأجاز له النشاوري والأميوطي والتنوخي وابن حاتم والبلقيني وخلق ولازم دروس أبيه نحو خمس عشرة سنة وبه انتفع كثيراً وقرأ على المراغي العمد في شرح الزبد لابن البارزي وعلى الشهاب العمري المنهاج الأصلي مع سماع جانب من جمع الجوامع عليه وحضر عند أبي عبد الله الوانوغي دروساً كثيرة في التفسير والأصول والعربية وغيرها وقرأ في المنطق عليه وحضر عنه الحسام الأبيوردي في الأصول والمعاني والبيان والمنطق وأخذ الفرائض والحساب والفلك عن حسين الزمزمي وأجاز له بالإفتاء والتدريس المراغي وابن حجي والجلال البلقيني والولي العراقي لما حج في سنة اثنتين وعشرين والشهاب الغزي مكاتبة وبرع وتفنن في الفقه والفرائض والحساب وغيرها وتصدى لنشر العلم بالمسجد الحرام عند الأسطوانة الحمراء في سنة تسع وثمانمائة فحضر دروسه أهل مكة والغرباء وأثنوا على دروسه فيها، استنابه أبوه في القضاء والخطابة بل نزل له في مرض موته عن تدريس المجاهدية والبنجالية فباشرهما قريباً من عشر سنين وكان والده استنجز له مرسوماً بأن يكون نائباً عنه في حياته مستقلاً بعد وفاته فحكم له نائب الحنبلي بمكة بعد موت أبيه في رمضان سنة سبع عشرة بصحة هذه الولاية المعلقة وباشر بها أشياء ثم جاءت الولاية لغيره ثم له في شعبان من التي تليها فباشر بعفة ونزاهة وحرمة ولم يلبث أن حرف في شوال من التي تليها ثم أعيد بعد شهر إلى أن مات. وكان إماماً علامة خيراً ديناً عاقلاً صيناً ورعاً نزهاً متواضعاً زائد التودد كبير الإنصاف قليل الشر ذكياً فصيحاً مسدداً في فتاويه كثير التحقيق في دروسه جميل المحاضرة حسن التصرف في الزكوات والصدقات يسوى في ذلك بين القريب والبعيد ذا وسوسة في الطهارة والصلاة حدث ودرس وأفتى، وردت عليه أشياء كثيرة من الطائف وغيره فأجاب عنها وله نظم ونثر فمن نظمه:
دماء حج على أنواع أربعة ... تفصيلها في خلال النظم منثور
الأبيات. وممن سمع منه صاحبنا ابن فهد، وقد ذكره شيخنا في أنبائه وقال: قاضي مكة وابن قاضيها ومفتيها وابن مفتيها قال وكان ماهراً في الفقه والفرائض والحساب والفلك حسن السيرة في القضاء قال وخلت مكة بعده ممن يفتي فيها على مذهب الشافعي؛ زاد في موضع آخر وكذا انقرض بموته الذكور من نسل جمال الدين، وكأنه لم يستحضر ولده أبا الفتح محمد الآتي أو لصغره سيما وقد مات تلوه بخمسة وخمسين. وكذا أثنى عليه التقي الفاسي وقال أنه لم يخلف بعده مثله وذكره ابن قاضي شهبة وآخرون كالمقريزي في عقوده وقال نعم الناس نزاهة وديانة وخيراً وإنصافاً وحسن فضيلة وجميل محاضرة تردد إلي فحجت سنة خمس وعشرين وأهدي إلي. مات بعد تمرض نحو أربعين يوماً في ضحى يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين بمكة ونادى المؤذن بالصلاة عليه فوق زمزم وصلى عليه بعد صلاة العصر، تقدم الناس الشمس محمد بن أحمد بن موسى الكفيري الدمشقي ودفن بالمعلاة عند أبيه وجده بجوار قبر جده مقرئ مكة العفيف عبد الله الدلاصي وكثر الأسف عليه لمحاسنه رحمه الله وإيانا.(1/346)
أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الشريف الشهاب بن الشمس بن الكمال الحسني الجرواني ثم القاهري الشافعي. ولد في عاشر رجب سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وعرض على ابن الملقن والبدر بن أبي البقاء وغيرهما، وحضر في الفقه عند الأبناسي والقويسني وجماعة وناب في الحكم عن الجلال البلقيني وغيره، وحج مراراً وزار القدس والخليل، وتكسب بالشهادة وقتاً ثم ترك وكان أحد صوفية البيبرسية نير الشيبة حسن الهيئة أجاز لي. ومات في حدود الخمسين وحكى لي أن الأبناسي كتب بحضرته على فتيا ثم بعد توجه السائل تذكر أنه أخطأ فتألم وأرسل في طلبه فلم يوجد فما كان يعد يسير إلا وقد جاءه السائل وأخبر بأن تلك الورقة سقطت في البحر فسر بذلك وكتب له بالجواب فكانت من النوادر.
احمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن أبي الفتح بن أبي البركات محمد بن محمد بن علي بن أبي القسم بن حسن بن عبد القوي البجائي التونسي المالكي ويعرف بأبي العباس بن كحيل ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانمائة بتونس ونشأ بها فقرأ القرآن وتلا الفاتحة على أبي عبد الله محمد بن محمد بن مسافر العامري وقال أنه قرأ عليه المسلسل، وتلا بالسبع ويعقوب على أبي القسم بن أحمد البرزلي وأبي محمد عبد الله بن مسعود القرشي عرف بابن قرشية وأبي عبد الله الشقوري وأبي محمد القلاق في آخرين، وأعلى ما عنده في ذلك طريق الحرمين قرأ بها على أبي القسم بن ميمون المعروف بالفلاحي بينه وبين ابن وضاح ثلاثة أنفس وأخذ النحو عن أبي عبد الله الصنهاجي صاحب الجرومية بحيث عليه الجمل للزجاجي والمقرب لابن عصفور وغيرهما وأبي الحسن الأندلسي المعروف بسمعت بحث عليه ألفية ابن مالك وغيرها والمنطق وعلم الكلام عن أبي عبد الله محمد بن خلفة الآتي بالضم وآباء العباس العرجوني والبسيلي والشماع وعن الأخيرين والأبي وأبي العباس المدغري أصول الفقه وعن الصنهاجي وأبي القسم البرزلي والعبدوسي وأبي يوسف يعقوب الزعبي وأبي عبد الله محمد بن مرزوق العجيسي وغيرهم الفقه وعن الشماع والمرغدي وأبي الفضل بن الإمام وغيرهم المعاني والبيان كل ذلك بقراءته وعلم الهندسة حضوراً وسماعاً عن ابن مرزوق بل سمع في مجلسه غالب ما كان يقرأ عليه من علوم شتى وكذا على أبي القسم العقباني، وأما علم الوثائق والأحكام وما يتعلق بذلك فأخذه عن المعمر أبي عبد الله محمد بن محمد الأنصاري الخزرجي ويعرف بابن الحاج، وسمع الحديث على أبي زكريا يحيى بن منصور وأبي عبد الله بن مسافر وأبي القاسم الأندلسي والشريف أبي عبد الله التلمساني وسمع بحث ابن الصلاح على أبي محمد عبد الواحد العرياني ومن شيوخه أيضاً أبو عبد الله السماد والقاضي أبو مهدي الغبريني وأبو بكر العبري وفي شيوخه كثرة؛ ولقي شيخنا في سنة ست وأربعين وأنشده قوله:
قد فزتم بين الأنام وحزتم ... رهن السباق بنشر فتح الباري
فالله يكلؤكم ويبقى مجدكم ... ويحوطكم من أعين الأغيار
وصنف متناً في الفقه سماه المقدمات في مجلد لطيف وكتاباً في الوثائق سماه الوثائق العصرية وفي التصوف سماه عون السائرين إلى الحق، ولقيته بالقاهرة في جامع الأزهر فكتبت عنه ما تقدم وغيره، وكان فاضلاً مفوهاً طلق العبارة حسن المحاضرة بهي المنظر حسن الخبر والمخبر والغالب عليه التصوف والصلاح وقد ألزمه صاحب تونس في السنة المشار إليها أن يكون قاضي الركب وبلغنا أنه مات قريب سنة تسع وستين، وله أقارب علماء مصنفون رحمه الله وإيانا.
أحمد بن أبي الفضل محمد بن العفيف عبد الله بن القاضي تفي الدين أبي اليمن محمد بن أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر الشهاب بن الجمال القرشي العمري الحرازي المكي. سمع من الزين المراغي في سنة أربع عشرة الختم من مسلم وأبي داود. مات بها في عصر يوم الأربعاء خامس عشري شوال سنة تسع وخمسين.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن التقي محمد بن أحمد الشهاب القرشي العمري الحرازي المكي الشافعي ابن عم الذي قبله. مات بمكة في ليلة الأحد ثالث رجب سنة ست وستين. أرخه ابن فهد أيضاً، وهو ممن لازم البرهاني بن ظهيرة وانتفع به وانجذب ثم صح. رحمه الله.(1/347)
أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد العمري المصري الأصل المكي لخواص الآتي أبوه. ممن سمع مني بمكة.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو العباس القلشاني المغربي المالكي أخو عمر الآتي. ممن أخذ عن عيسى الغبريني وغيره كابن عرفة وتقدم بحيث شرح ابن الحاجب والرسالة، ولي قضاء الجماعة بتونس بعد محمد بن عقاب المتولي بعد عمر أخي صاحب الترجمة ثم صرف بابن أخيه محمد بن عمر الآتي ولزم الإمامة بجامع الزيتونة والفتيا حتى مات بعد الستين بل قال ابن عزم سنة ثلاث وستين، أفادني ترجمته بعض تلامذته ممن أخذ عني.
أحمد بن محمد بن عبد الله التاج السكندري بن الخراط. فيمن جده أحمد بن عبد الله بن عمر.
أحمد بن محمد بن عبد الله الشهاب أبو العباس بن صلاح الدين المحلي ثم القاهري الشافعي خطيب جامع ابن ميالة بالقرب من بين السورين. ممن أخذ الفقه عن الأبناسي والطبقة وأصول الفقه والفرائض والعربية وغيرها عن غير واحد واختصر شرح الشذور وناب في القضاء عن الجلال البلقيني وجلس بأخرة في حانوت الشافعية ظاهر باب الشعرية وخطب بالجامع المذكور وسكن فيه وتصدى به لإشغال الطلبة وممن قرأ عليه في الابتداء الفخر عثمان المقسي وابن قاسم وكذا أبو البقاء بن العلم البلقيني. وكان إماماً بارعاً في الفقه وأصوله والفرائض والعربية والصرف مع النسك والعبادة والصلاح واعتقاد الناس فيه وكانت بينه وبين الظاهر جقمق وهو أمير صحبة فلما استقر امتنع من الصعود إليه. مات في يوم الأربعاء ثامن عشر ذي الحجة سنة أربع وأربعين. أرخه المقريزي وسمى والده صالح بن تاج الدين وكأنها كانت صلاح فتحرفت وتاج الدين لقب جده وقال كان فاضلاً في الفقه والفرائض والنحو وله سلوك ونسك وللناس فيه اعتقاد ودرس وخطب مدة رحمه الله.
أحمد بن محمد بن عبد الله الشهاب بن الناصح. يأتي فيمن جده محمد لا عبد الله.
أحمد بن محمد بن عبد الله الشهاب الدمشقي الصالحي الذنابي. ممن أخذ عني.
أحمد بن محمد بن عبد الله الشهاب المغراوي المالكي. كان عالماً بالفقه وأصوله والنحو وأخذ عنه الجلال البلقيني والجمال الطيماني وكان يعارض ابن خلدون في أحكامه ويفتي عليه ويناظره وكان العز بن جماعة يعظمه كثيراً وأما هو فيقول متى كان العز إنما اشتغل على كبر وكان جندياً وأنا اشتغلت قبله بزمان، ومع فضله كان خاملاً جداً لأمور منها أنه كان ممن صحب السالمي وتمكن منه وعادى بسببه أكابر الدولة فلما ذهب السالمي آذوه سيما مع عدم تردده للأكابر وتحامقه عليهم، وقدم دمشق في سنة أربع عشرة ونزل بالمدرسة الزنجيلية وأخذ عنه الطلبة ثم عاد لبلده وترك الاشتغال بحيث قل استحضاره ومع ذلك فقال التقي بن قاضي شهبة أنه لم يترك بمصر والشام في المالكية مثله. مات في شوال سنة عشرين وقد قارب السبعين، وقد ذكره شيخنا في أنبائه باختصار فقال: أحمد بن أبي أحمد المغراوي المالكي اشتغل كثيراً وبرع في العربية وغيرها وشارك في الفنون وشغل الناس وعين مدة للقضاء فلم يتم ذلك. مات في تاسع عشر شعبان. ونقل ابن قاضي شهبة عن الشيخ محيي الدين المصري حكاية أنه سمع صاحب الترجمة يحكي أنه حضر مجلس ابن عرفة فقال لأصحابه يوماً بعد تقرير شيء: من يعترض على هذا بدون محاباة؟ فانتدب أبو عبد الله بن منصور لانتقاده فرده ابن عرفة واستمرا في المعارضة بقية الدرس ثم كذلك في كل من الأيام الثلاثة بعده إلى أن أغلظ ابن عرفة على ابن منصور وشتمه وهو لا ينفك عن انتقاده بل قال له هذا الكلام لا يردني فإن كنت تردني بغيره فافعل فما وسعه إلا أن قال له الحق معك في كل ما قلت ثم أذن له بالإفتاء فقال بعض الحاضرين أما كان هذا في اليوم الأول ووفرت لنا دروسنا في هذه الأيام فقال إنما أردت أتيقن أهو ثابت أو مزلزل حتى علمت تمكنه أو نحو هذا، ولم يلبث شغور تدريس فشهد له بانفراده باستحقاقه وولاه له وحضر ابن عرفة معه قال المغراوي وكنت ممن حضر معهما. وعن الشرف عيسى المالكي القاضي أن المغراوي بحث مع البساطي في مسألة فقال له أعرفها وأنت في مغراوة خلف البقر فقال له يا جاهل يا ولد خرى مغراوة ما فيها بقر قط أولئك عرب أصحاب إبل ترحل وتنزل وأما أنا فوالله العظيم هو ذاك الذي أعرفها وأنت في بساط ترعى البقر.(1/348)
أحمد بن محمد بن عبد الله الشهاب النفطي المدني. كان أميناً على حواصل الحرم النبوي وخدام الحرم وله ملاءة وأولاده بالمدينة تردد مها إلى مكة للحج مراراً في سنة عشر وثمانمائة في أثناء السنة وأقام بها إلى أن خرج إلى الحج ثم توفي بمنى بعد وقوفه بعرفة في أيام التشريق منها ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين ظناً، وهو ممن سمع بالمدينة من قاضيها البدر بن الخشاب. قاله الفاسي في مكة.
أحمد بن محمد بن عبد الله الطيب التونسي ويعرف بالسقطي. ممن أخذ عني بالمدينة.
أحمد بن محمد بن عبد الله بلكا. في أحمد بن محمد بن بلكا.
أحمد بن محمد بن عبد المنعم الشهاب البوصيري القاهري المالكي ممن طلب بنفسه ورافق الأقفهسي ثم شيخنا ووصفه الفخر عثمان البرماوي من أئمة القراء بالشيخ المقريئ وكأنه قرأ القراءات وكان عنده أجزاء كثيرة ويقال له بكونها ألفاً أو ألفين بل كتب بخطه بعض الأجزاء رأيت جزءاً أرخ كاتبته في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانمائة وهو سقيم جداً مع نقله من خط صحيح جداً.
أحمد بن محمد بن عبد المهيمن كذا رأيته في نسخة من عقود المقريزي وسيأتي بزيادة محمد قبل المهيمن.
أحمد بن البهاء محمد بن عبد المؤمن بن خليفة أبو العباس الدكالي المكي أخو أبي الفضل ومحمد. ولد في أوائل عشر السبعين وسبعمائة ونشأ في كفالة السيدة أم الحسين ابنة أحمد بن الرضي الطبري على وجه جميل وسمع على العز بن جماعة فلما بلغ واستقل بنفسه رغب لأخويه عما يخصه من الوظائف والصرر بمال أذهبه فيما لا فائدة فيه ثم خدم الدولة بمكة من بني حسن وتزيا بزيهم في اللباس وغيره وتنقل في خدم أناس منهم ثم أعرض عن ذلك وسكن ببعض الربط بمكة متجرعاً ألم الفقر والحاجة إلى أن توجه إلى الينبع في أثناء سنة عشرين فأقام هناك كذلك حتى مات في صفر سنة ثلاث وعشرين وقد بلغ الستين أو جازها، وقد دخل مصر غير مرة واليمن فيما أحسب. ذكره الفاسي في مكة وقال وما إخاله حدث ولكن أظنه أجاز لي.
أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف الشهاب بن القاضي فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني الحنفي أخو سعد وسعيد وعبد الله ومحمد وهو وسعيد أفضل أخوتهما. مات في رمضان سنة أربع وستين ولم يعقب ذكراً.
أحمد بن محمد بن عبية المقدسي. يأتي بإثبات محمد ثان قبل عبية.
أحمد بن محمد بن عثمان بن أيوب شهاب الدين الأشليمي ثم القاهري أخو الشرف محمد الأصيلي والنور علي الأشليمي ووالد النجم محمد. نشأ فقرأ القرآن وتكلم في أوقاف أخيه فحمد تصرفه وطاب أمره مع تقصيره عن أخويه في الاشتغال في الجملة وتأخره عنهما في السن وله حرص على الجماعة وإقبال على شأنه وملازمة لتصوفيه ووظائفه.
أحمد بن محمد بن عثمان بن سليمان الشهاب بن المحب القرمي الأصل القاهري الحنفي أخو إبراهيم ومحمد ويعرف كأبيه بابن الأشقر. استقر في مشيخة الخانقاه السرياقوسية عوضاً عن أبيه وانفصل عنها ثم أعيد ثم رغب عنها لأخيه الأصغر وكان مخمول الحركات مبذراً.
أحمد بن محمد بن عثمان بن عبد الله وقيل أيوب بدل عبد الله الشهاب بن القاضي أصيل الدين الأشليمي القاهري والد ناصر الدين محمد الآتي ويعرف بابن أصيل. ناب في الحكم ومات في صفر سنة تسع عشرة مطعوناً. ذكره شيخنا في أنبائه.(1/349)
أحمد بن محمد بن عثمان بن عمر بن عبد الله النابلسي الأصل المقدسي نزيل غزة ويعرف بابن عثمان الخليلي. ولد في ثامن عشري رجب سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة وسمع بإفادة أخيه المحدث برهان الدين المترجم في المائة قبلها على الميدومي والشمس محمد بن إبراهيم بن عبد الكريم القرشي الذهبي سمع عليه جزء الغطريف والبهاء محمد بن عبد الله بن سليمان خطيب بيت الآبار سمع عليه اقتضاء العلم العمل للخطيب والعلاء علي بن أيوب بن منصور المقدسي تلميذ النووي وفاطمة وحبيبة ابنتي إبراهيم بن عبد الله أبي عمر والبرهان بن جماعة والفخر النويري وآخرين كالعلائي سمع عليه كتباً من تصانيفه منها القول الحسن في بعث معاذ إلى اليمن وتحقيق المراد في أن النهي يقتضي الفساد، وأجاز له المزي والذهبي وعبد القادر بن القرشية ويوسف المعدني وابن السديد وأبو نعيم الأسعردي وجماعة من الشاميين والمصريين. قال شيخنا في معجمه: وكان ديناً صالحاً فاضلاً خبيراً ببعض المسائل منقطعاً بمسجده الذي بناه بغزة مقبول القول في أهلها اجتمعت به فيه وعرفت بركته وقرأت عليه أشياء منها المسلسل، زاد في أنبائه: وكان للناس فيه اعتقاد ونعم الشيخ كان وسمى الذي بناه جامعاً. وكذا ذكره الفاسي في مكة وقال أنه سمع منه في رحلته الأولى بغزة وكانت لديه فضيلة وله شهرة في الصلاح والخير وبلغني أنه ينتحل في التصوف مذهب ابن عربي وذكر لي أنه قدم مكة مراراً وجاور بها ثم حج في سنة أربع وأقام بمكة حتى مات في يوم الخميس مستهل صفر سنة خمس بمنزله برباط الدمشقية بأسفل مكة وصلى عليه ضحى ودفن بالمعلاة شهدت الصلاة عليه ثم دفنه وله اثنان وسبعون سنة. وهو في عقود المقريزي وزاد في نسبه علياً بعد عمر.
أحمد بن محمد بن عثمن بن عمر الشهاب الأبوصيري المسيري الأصل المحلي ثم الأزهري الشافعي ويعرف بالمسيري. ولد في سنة إحدى وخمسين وثمانمائة تقريباً بالمحلة وقدم القاهرة فحفظ القرآن وأربعي النووي ومنهاجه وألفية النحو وغيرها وعرض على المناوي والبلقيني والأقصرائي في آخرين وأخذ عن البدر حسن الضرير ثم عن الشرف عبد الحق السنباطي والجوجري ولازم ابن قاسم في كتب كثيرة سردها والفخر المقسي والعبادي في آخرين وكان انتفاعه في الفقه بالمقسي وقرأ على الشهوي والشرق العبر مكيني في التوضيح لابن هشام وسمع على العلاء الحصني في الكلام وكذا أخذ عن الديمي وكاتبه وتميز في فنون سيما الفقه وأقرأ بعض الطلبة بل صار ممن يقسم عليه وقرأ الحديث ببعض أماكن المحلة وصارت له وجاهة فيها وبين كثير من الفضلاء مع خير في الجملة، وحج في سنة أربع وتسعين ثم في سنة ثمان وتسعين ورجع في كليهما وتكرر تردده إلي فيهما أيضاً.
أحمد بن محمد بن عثمان بن الجمال يوسف بن إبراهيم الشهاب التبريني ثم الحلبي الحنفي ويعرف بالتبريني. ولد تقريباً سنة تسع وأربعين وثمانمائة بتبرين ورجع وهو صغير مع أبويه إلى حلب فحفظ القرآن وصلى به في جامعها بمحراب الحنابلة والمختار والفقه الأكبر في أصول الدين والكافية وتصريف العزي واشتغل عند ابن أمير حاج وغيره وقرأ الفرائض والحساب على يوسف الأسعردي ولازم الكمال الأردبيلي نزيل حلب الشافعي في فنون؛ وقدم علينا من حلب مرافقاً للمحيوي عبد القادر بن الأبار فقرأ على شرح النخبة بتمامه بحثاً وجل المقاصد الحسنة وسمع على في البحث غالب شرحي للألفية وبعض الصحيحين وغير ذلك بل قرأ علي أماكن من الكتب الستة والموطأ ومسند الشافعي ومسند أحمد وشرح معاني الآثار للطحاوي والأذكار والرياض ومن لفظي المسلسل وعشاريين ومسلسل الصف وحديثاً لأبي حنيفة: وأنشدني لنفسه يخاطبني مما فيه بعض خلل:
سما فضلك استقر بها شهب ... المعاني حسادك في عكس ونكس
غدوت محموداً وأنت محمد ... وناهيك فخراً بمن رقي العرش والكرسي
مدحت الشهاب تكرماً ولكن ما ... نسبة الشهاب في المدح للشمس
وقوله:
لئن فضلت البشاشة على القرى ... فهي وهو مع السخاوي أفضل
وله مشاركة في العربية والصرف مع عقل وأدب وربما اتجر وكتبه واصلة إلي مع أخباره.(1/350)
أحمد بن محمد بن عثمان الشهاب النحريري ثم القاهري الضرير نزيل الظاهرية القديمة ومن بقايا شيوخها المكثرين من الجلوس ببابها. مات في ليلة الاثنين رابع رجب سنة تسع وسبعين عن سن عالية سامحه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن عثمان البربهاري المكي الدهان ويعرف بجده. مات بمكة في شعبان سنة سبع وسبعين.
أحمد بن محمد بن عثمان المزملاتي. في من جده الياس.
أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الشهاب القاهري الواعظ ويعرف بابن القرداح، وربما قيل له القرداح بضم القاف ومهملات وهو لقب أبيه. ولد بعد الثمانين أو في حدودها وجزم شيخنا في تاريخه نقلاً عنه بأنه سنة ثمانين، ولازم العز بن جماعة في فنون كالموسيقا وغيرها، وأخذ علم الميقات وغيره عن الجمال المارداني، وعلم الفلك عن الشمس محمد بن أيوب رئيس الجامع العمري بمصر وضرب في كثير من الفنون بنصيب ونظم ونثر النظم الوسط فما دونه وسمعت أنه بحث اقليدس بكماله على ابن المجدي وانتهى إليه حسن الإنشاد في زمانه مع قبول الوجه والكلام والفصاحة ورخامة الصوت وحسن الشكل وله اليد الطولى في الضرب بالعود والبراعة في ضرب السنطير، وكان المؤيد شيخ يميل إليه ويأخذه معه في منتزهاته وخلواته وباشر التأذين والتسبيح عنده فكان لا يتمكن من الأكل على سماطه لشرف نفسه فضلاً عن تعاطي الخطف كغيره ولذا قال مخاطباً لناصر الدين بن البارزي:
ارحم عبيداً ذاب من ألم العنا ... والجوع والتسهيد والتبريح
هبني عملت مؤذناً لكنني ... بشر ولست أعيش بالتسبيح
كتب عنه غير واحد، قال شيخنا أنه من مفاخر الديار المصرية في حسن الإنشاد لا يفوقه أحد من أهل العصر فيه ولم يكن بمصر والشام في هذا الوقت أحد يساويه فيما اجتمع فيه من طيب النغمة ومعرفة الفن واجتناب اللحن واختراع التلحين الذي لم يسبق إليه قال ونظم الشعر فكان ربما يدرك منه الوسط المقبول والكثير منه سفساف ولكن كان يسهله بحسن إنشاده، قال وقد حضر مجالس الحديث وسمعنا من نظمه الكثير ومدحني بأبيات عدة مرار وطارحني بأبيات تائية فوقانية معتذراً عن قضية اتفقت له وأبرزها في قالب الاستفتاء، وقال في تاريخه وكان يعمل الألحان وينقل كثيراً منها إلى ما ينظمه فإذا اشتهر وكثر العمل به تحول إلى غيره، ولم يسق شيخنا في تاريخه نسبه بل اقتصر على أحمد بن محمد ثم قال ابن عبد الرحمن وأما في معجمه فقال بعد محمد ابن أحمد بن علي بن عبد الرحمن وفيه قلب. مات في يوم السبت خامس عشر ذي القعدة سنة إحدى وأربعين بالقاهرة في الطاعون بعد أن أسرع إليه الشيب والهرم وخلف مالاً جزيلاً وكتباً تزيد على ألف مجلد سوى ما اختلس فيما قيل منها، وأورد له شيخنا من نظمه في معجمه:
الحمد لله طاب العيش وابنسطت ... نفوسنا حين زال الهم وانصرفا
ببرء قاضي القضاة العالم العلم ال ... بحر الخضم ومن للرسل قدخلفا
قد أظهر الله في توعيكه عجباً ... للخلق شاع جهاراً ليس فيه خفا
لما شكا جسمه نقصاً فشابهه ... بحر القياس وولي يطلب التلفا
وحين عوفي زاد البحر وانحدرت ... أمواجه ثم نلنا فرحة ووفا
وقد ذكره العيني فقال الواعظ الفائق لم يكن مثله في زمانه مع اشتغاله ببعض العلم. وأغفله المقريزي من تاريخه وهو عجيب ولكنه أورده في عقوده باختصار وقال كان لي به أنس وأرخ موته في شوال.(1/351)
أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن موسى الشهاب بن فتح الدين أبي الفتح الأبشيهي المحلي الشافعي نزيل القاهرة وأخو البدر محمد الآتي وسبط الشهاب بن العجيمي الماضي الواعظ ويعرف بالأبشيهي. ولد بالمحلة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وأخذ ببلده عن يعقوب الرومي في النحو والصرف وعن خاله أوحد الدين في الفقه وقدم القاهرة فقرأ على النظام الحنفي في العربية وعلى التقي الحصني في المعاني والبيان وعلى الجلال المحلي في شرحيه للمنهاج وجمع الجوامع وكذا أخذ عن العلم البلقيني والمناوي وآخرين قليلاً منهم الزين زكريا ومما أخذ عنه القطب شرح الشمسية والمختصر للتفتازاني وفي العضد وغير ذلك ويقال أن جل انتفاعه إنما كان به مع مزاحمة صاحبه مع محمد الطنتدائي الضرير ومن شيوخه أيضاً السنهوري المالكي وأبو السعادات البلقيني وسمع على أم هاني الهورينية وغيرها وبرع وناب في القضاء وأكثر من التردد للأمير تمراز وخدمته فلما مات البدر بن القطان وكان إذ ذاك رأس نوبة النوب قرره في تدريس الشافعية بالشيخونية وقام الجلال البكري وقعد وأفحش عماد الكردي وأبعد فلم يلتفت الناظر لذلك واستمر خاطر الجلال مغيراً منه بحيث شافهه بالمكروه وقابله هو بنحوه، ولم يحمد العقلاء ذاك منه؛ وقرأ عليه صغار المشتغلين في التقسيم وغيره سيما بعد استقرار شيخه زكريا في المنصب فإنه صار بيده الوصل والقطع والتقديم والتأخير وعين عليه الأمور المهمة النافعة وأظهر التعفف مع إخبار بعض المعتبرين لي ممن وثق هو به بتعاطيه على يديه وصار بيته مجمعاً خصوصاً وابن قاسم أحد نواب المالكية جاره وصهره وابن خالته ونقيب الشافعي العلاء المحلي صاحبه وعشيره واستقر في تربة طشتمر حمص أخضر وكذا في تدريس الألجيهية بكلفة لناظرها عقب ابن المرخم ولكن قام عليه الأتابك حمية لولد المتوفى إلى أن أعذر ثم لم يلبث الولد أن رغب عنها لغيره واسترضى هذا بل قرره القاضي في تدريس الحديث بالأشرفية القديمة بعد أبي السعادات البلقيني وفهم عن الشهاب الغضب لذلك فبالغ في قبولي له ورغبته عنه فما سمحت نفسي بذلك ولما قبض على جماعة أستاذه كان هو منهم ثم أطلق دونهم. وبالجملة فكان عاقلاً متودداً ولكن كانت نفسه تحدثه بالقضاء الأكبر فعوجل. ومات بعد تعلله في تاسع عشر ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين، ودفن بحوش صوفية سعيد السعداء واستقر بعده في الشيخونية الجلال بن الأمانة وفي الأشرفية ابن القاضي وابن أخي الميت رحمه الله وعفا عنه.
أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن ناصر الشهاب الدرشابي الأصل - نسبة لبلدة بالبحيرة - السكندري المالكي. ولد بها سنة أربعين وثمانمائة تقريباً ونشأ فحفظ القرآن والمختصر والرسالة والثلث من ابن الحاجب والجرومية وألفية النحو وعرض على جماعة وقرأ في الفقه على أبي القسم النويري والزين طاهر والولوي السنباطي والأبدي والنور الوراق وأبي الفضل المغربي وأحمد بن يونس وآخرين وبعضهم أكثر من بعض وفي العربية على ابن يونس والأبدي وكذا عن الشمني وفي الفرائض عن أبي الجود والشمس بن جنيبات وسمع على شيخنا والأمين الأقصرائي والزكي المناوي بل قرأ على السيد النسابة في البخاري وعلى ابن يفتح الله الموطأ وغيره كما أملي على ذلك كله مما لم أعرف شيئاً منه وكذا سمع مني المسلسل بشرطه وقرأ علي يسيراً من أول البخاري وأجزت له. وناب في القضاء بالاسكندرية عن ابن البدر بن المخلطة ثم استقل بقضائها في شوال سنة أربع وثمانين عوضاً عن العفيف فدام به إلى إحدى الجمادين من التي تليها وصرف به ثم عاد في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين واستمر، وقدم القاهرة غير مرة وحج في سنة تسع وستين وجاور ورأيت جماعة من المكيين يحمدون تصرفه حين قدومهم عليه فيما لهم من الأوقاف تحت نظره.(1/352)
أحمد بن محمد بن علي بن أحمد اللياني ثم البسكري المالكي ويعرف بابن فاكهة. قدم القاهرة في سنة تسع وثمانين فحج ثم اجتمع بي فسمع مني المسلسل وغيره وقرأ علي في الصحيحين والموطأ وقال لي أنه ولد تقريباً سنة ست وأربعين وثمانمائة بليانة - بكسر اللام وتحتانية وبعد الألف نون قرية من بسكرة - وتحول منها لبسكرة وهو طفل فقرأ بها القرآن والرسالة وإلى النكاح من ابن الحاجب والجرومية والألفية ثم ارتحل لتونس ومسافة ما بينهما نحو اثني عشر يوماً فلازم إبراهيم الأخضري في الفقه وأصله والتفسير والحديث وغيرها وأقام بها خمسة أعوام ولاء وارتحل إليها مرة بعد أخرى؛ ومن شيوخه أيضاً في الفقه وأصله والعربية وغيرها محمد الكومي وكذا أخذ عن محمد الواصلي ومحمد الرضاع وأحمد النخلي والسلاوي وآخرين من شيوخ تونس بل وأخذ في بجاية وبينها وبين بسكرة خمسة أيام عن سليمان بن يوسف الحسناوي وعيسى بن أحمد الحنديسي وقرأ للسبع جزءاً من أول القرآن على محمد التونسي العربي المؤدب.
أحمد بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن محمد بن محمد الشهاب الزاهدي الدمشقي. شيخ صالح مشهور بالصدق معمر أخبر أن مولده سنة سبع وثلاثين وسبعمائة وتأيد بأن أهل دمشق ينقلون عن من تقدمهم الاعتراف له بقدم السن فعلى هذا فقد أدرك إجازة زينب ابنة الكمال العامة ولذا قرأ بعض الجماعة عليه بها شيئاً. وكان خادم مقام الشيخ رسلان بدمشق. مات في يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين بالجامع الناصري من مسجد القصب وصلى عليه ودفن بمقبرة الشيخ رسلان وكانت جنازته حافلة.
أحمد بن محمد بن علي بن إسماعيل الشهاب المدعو بركات بن الشمس المحلي الأصل المكي الشافعي الآتي أبوه ويعرف بالخطيب وهو كاتب الغيبة لكونه كاتب غيبة جماعة الأشرفية بمكة. ولد بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبية وأربعي النووي ومنهاجه ومختصر أبي شجاع وألفية النحو وعرض على جماعة كالبرهاني بن ظهيرة وولده والقضاة الثلاثة والإمام المحب الطبري وعبد المعطي المغربي الخطيب والمحب النويري في آخرين من طبقتهم فما دونها وسمع علي الشفاء وغيره في سنة سبع وتسعين وأدب الأبناء وربما كتب.
أحمد بن محمد بن علي بن مفلح الشهاب الزبيدي. كان رجلاً صالحاً عابداً زاهداً ملازماً لبيته لا يخرج منه إلا للجمعة ويتقوت هو وعياله من نسخ المصاحف وللناس فيه اعتقاد زائد سيما في آخر عمره بحيث اشتهر ذكره وبعد وصيته وكان يحكي أن والده سأل إسماعيل الجبرتي في الدعاء له وهو طفل فلما رآه قال هذا وارث ولآخرته حارث، سمعه من صاحب الترجمة الكمال موسى الدوالي وقال أنه كان كما تفرس فيه الشيخ فإنه كانت أمارات الخير والفلاح عليه من صغره ظاهرة، ولم يزل على طريقته المرضية صلاحاً وزهداً وورعاً ومحاسن حتى مات في أول دولة على بن طاهر سنة ستين وهو ممن شهد جنازته وحمل نعشه بل وشهده الجم الغفير وصلى عليه بجامع زبيد ودفن بجانب جده علي رحمه الله.
أحمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الفقيه العالم المفتي الشهاب أبو عبد الله أو قال العباس حفيد قاضي القضاة الموفق اليماني الناشري سبط عم أبيه الشهاب أحمد بن أبي بكر. ولد سنة خمس عشرة وثمانمائة وحفظ القرآن والشاطبية والحاوي وقرأه على كل من خاله القاضي الطيب والجمال محمد بن إبراهيم بن ناصر تلميذ ابن المقرئ وبرع فيه وصار يستحضره في الوقائع ويستخرج منه أكثر الفقه منطوقاً ومفهماً ثم قرأ الروضة على أولهما وأذن له في الإفتاء والتدريس فدرس وأفتى وقتاً، وكان قد اشتغل أولاً بالقراءات السبع وقرأ عند أخيه المقرئ عبد الله القراءات وغيرها وكذا أخذ القراءت عن العفيف الناشري، ثم عكف على الحاوي فنقله في أسرع مدة، وهو جيد الحفظ له مع ذلك يد طولى في الجب والمقابلة ومشى على طريقة حسنة من النسك ولعبادة كأخيه ومات في حياة أبويه سنة سبع وخمسين فاشتد جزعهما عليه وسافر أقاربه ونحوهم وقدرت وفاة أخيه صالح ثاني يوم موته ولم يكن كاسمه عند خاله فتمثل بما قيل:
من شاء بعدك فليمت ... فعليك كنت أحاذر(1/353)
أحمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد الخواجا الشهاب بن الخواجا الشمس الحلبي الأصل الدمشقي بن المزلق - بضم الميم وفتح الزاي وكسر اللام المشددة - أخو حسن وعلي الآتيين. مات في ليلة ثالث عشر المحرم سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة وصلى عليه من الغد بجامع دمشق ودفن بتربة والده خارج باب الجابية وكانت جنازته حافلة وكثر الثناء عليه، وهو الذي أنشأ المطبخ بباب البريد ثم وقف عليه أهل الخير رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن علي بن تقي. فيمن جده أحمد بن علي.(1/354)
أحمد بن محمد بن علي بن حسن بن إبراهيم الزكي ثم الشهاب أبو الطيب أو أبو العباس الأنصاري الخزرجي السعدي العبادي الشافعي المقرئ سبط أخي النور الهيثمي ويعرف بالشهاب الحجازي. ولد في سابع عشري شعبان سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة قريب البيبرسية وطاف به أبوه يوم سابعه بجوانبها تبركاً بأماكن الصالحين وقرأ القرآن والعمدة ونور العيون والتنبيه والملحة والمقامات الحريرية إلا اليسير منها وكان غاية في سرعة الحفظ وقال إنه عرض على ابن حاتم والأبناسي والعراقي والهيثمي والمحب بن هشام والمجد إسماعيل الحنفي والزين الفارسكوري والفخر البرماوي في آخرين، وجود القرآن على أبيه والزراتيتي بل قرأ على أبيه عدة روايات ولبس الخرقة من الشهاب الناصح وتلقن الذكر من الحافي وسمع على ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي والأبناسي والمجد الحنفي والبدر النسابة الأكثر وابن الكويك والولي العراقي والنور الفوي في آخرين منهم فيما كان يقوله الفرسيسي ولازم العز بن جماعة في كثير مما كان يقرأ عليه والولي العراقي في الفقه وأصوله والحديث والعربية وكتب عنه أكثر أماليه بل قرأ عليه المقامات وكذا قرأ معظمها على شيخنا ولازم مجلسه أيضاً في الأمالي وغيرها وقرأ فيها أيضاً على البساطي وأخذ في الفقه وأصوله والعربية أيضاً عن الشمس البرماوي والفقه أيضاً عن البيجوري والنحو أيضاً عن البساطي بل وعن الشمس السيوطي والشهاب المغراوي وناصر الدين بن أنس ثم عن الحناوي وعن ابن أنس أخذ الفرائض والعروض عن ناصر الدين البارنباري وأكثر الحضور في صغره عند الكمال الدميري بدرس الحديث في قبة البيبرسية وسمع عليه من شرحه لابن ماجه وفي المقامات والعربية وكان الكمال ينوه بنجابته وقوة ذكائه وحافظته وربما سبق بالدرس يقول نعيد للشيخ الصغير ولحظه كثيراً وتدرب بوالده في قراءة الجوق ومعرفة الأنغام بحيث كان يقصد لسماع قراءته في حال صغره من الأماكن النائية وكذا تدرب في الخط المنسوب بالزين عبد الرحمن بن الصايغ وتنزل في صوفية السعيدية والبيبرسية وكان أحد قراء الصفة بهما، ولم يزل متقدماً في الذكاء وسرعة الحفظ إلى أن تعاطى حب البلاذر وأكثر منه بحيث كانت سلامته على غير القياس قال ومن ثم صرت لا أحفظ إلا بتكلف زائد وأعقبني ذلك في السنة المستقبلة حرارة خرج في بدني منها أزيد من مائة دمل واحمرت واستمرت الدماميل تعتريني كل قليل بل انقطعت عن القراءة بسبب تعاطيه مدةن وأقبل على فن الأدب وهجر ما عداه حتى غلب عليه وفاق فيه وطارح الأدباء وكان ممن طارحه شيخنا بل كان كثير الميل إليه ووصفه بالشيخ الفاضل العلامة فخر المدرسين عمدة البلغاء، وناهيك بهذا من مثله جلالة وقد كتب بخطه الكثير لنفسه وغيره وبلغت تذكرته أزيد من خمسين مجلدة واخصتر شرح المقامات للشريشي بل عمل لها شرحاً وله كتاب في الألغاز وآخر في الحماقة رتبه على حروف المعجم وآخر في النيل وآخر فيما وقع في القرآن على أوزان البحور وقرأها عليه الشهاب بن عرب شاه وكتب له أبياتاً يلتمس منه الإجازة فيها وأشياء كثيرة وخمس البردة وجمع شعره ونثره في دوان استدرك عليه بعض طلبته ما تجدد له أو فاته منهما مرتباً لذلك على الحروف كأصله وهو قل من كثر ومدح الأكابر وطار صيته في فن الأدب وتخرج به جماعة وممن قرأ عليه المقامات البدر بن المخلطة، وحدث بالبخاري وغيره مراراً أخذ عنه الفضلاء حملت عنه أشياء وكتبت عنه من نظمه جملة وقرض لي عدة من تصانيفي بل أكثر من حضور الإملاء عندي وهو أحد من حضر إملائي وإملاء شيخي ورفيقي وشيخهما العراقي، وحج ودخل دمياط والاسكندرية وغيرهما وكان خيراً مديماً للتلاوة والكتابة والانجماع على نفسه خصوصاً بأخرة حسن المجالسة والعشرة طارحاً للتكلف كثير التودد لأصحابه والذكر لمحاسنهم والأسف على من يفقده منهم سريع الدمعة ظريف النادرة حلو الكلام سريع الجواب كثير المحاسن مشهوراً بخفة الروح بديع النظم والنثر، وترجمته عندي في المعجم والوفيات أبسط مما هنا. مات في رمضان سنة خمس وسبعين ودفن بتربة تجاه الناصرية فرج بن برقوق وكثر التأسف على فقده رحمه الله وإيانا. ومن نظمه:
قالوا إذا لم يخلف ميت ذكراً ... ينسى فقلت لهم في بعض أشعاري(1/355)
بعد الممات أصيحابي ستذكرني ... بما أخلف من أولاد أفكاري
وقوله:
يا من غدا من الذنوب في خجل ... وخائفاً من الخطايا والزلل
ارحم جميع الخلق وارج رحمة ... فإنما الجزاء من جنس العمل
أحمد بن محمد بن علي بن حسن المارديني الأصل الكركي ثم الخانكي ويعرف بابن سميط. كان بواب المدرسة الأشرفية بالخانقاه بل هو المتولي الصرف على عمارتها مع ولعه بالمطالب وخدمته للواردين. مات في رمضان سنة اثنتين وثمانين عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن علي بن حسين الخانكي ثم القاهري الشافعي نزيل البيبرسية. ممن اشتغل قليلاً وصحب ابن الشيخ يوسف الصفي وسمع مني في جماعة وجلس بحانوت الحنابلة ظاهر باب الفتوح لا بأس به.
أحمد بن محمد بن علي بن درباس شهاب الدين بن علاء الدين المصري. ذكره البقاعي في شيوخه مجرداً وما علمت أمره.
أحمد بن محمد بن علي بن سالم الولوي أبو الخير بن المحب الدمشقي الشافعي الآتي أبوه وجده ويعرف كهما بابن سالم. ولد في مستهل جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين بدمشق وحفظ القرآن وصلى به والمنهاج وجمع الجوامع والألفية وعرض الأول بالشامية البرانية.
أحمد بن محمد بن علي بن شعبان. يأتي بإثبات محمد قبل شعبان.
أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن علي الشهاب أو الشمس الطولوني لبلد المهندسين. مضى في ولده أحمد بن أحمد بن محمد بن علي.
أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله السفطي الآتي أبوه. ممن أخذ عني.
أحمد بن محمد بن علي بن عبد الهادي الشهاب القمني القاهري المالكي. حفظ القرآن والإرشاد والجرومية وألفية ابن مالك وغيرها وأخذ الفقه عن الزنيين عبادة وطاهر وغيره عن القاياتي وابن الهمام في آخرين منهم شيخنا سمع عليه الحديث بل قرأ بنفسه على البدر بن التنسي والحسام بن الحريز وناب في الحكم عن البدر فمن بعده، وحج مراراً منها في الرجبية سنة إحدى وسبعين ثم بعدها اعتل وجاور أيضاً وكان خيراً طوالاً فاضلاً.مات في العشر الثاني من ربيع الآخر سنة تسع وسبعين بعد أن اعتل بالفالج مدة وقد قارب السبعين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن عبد الغفار المالكي. ممن عرض عليه خير الدين بن القصبي بعيد الخمسين وأظنه الذي قبله.
أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن علي بن أحمد الشهاب بن البدر القرشي الطنبذي القاهري والد الصلاح والمحب أبي الفضل المحمدين الآتيين ويعرف كسلفه بابن عرب. مات في رجب سنة خمس وسبعين بعد أن أثكل أول ولديه، وكان في خدمة فيروز الزمام وقتاً عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن علي بن مهنا الصفدي الحنفي الآتي والده. عرض عليه الصلاح الطرابلسي في ربيع الأول سنة تسع وأربعين وما علمت ترجمته وقال لي الصلاح المشار إليه أنه ولي قضاء طرابلس.
أحمد بن محمد بن علي بن عنبر. هكذا ذكره ابن فهد مجرداً.
أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الدائم بن رشيد الدين بن عبد الدائم بن خليفة بن مظفر الشهاب السلمي المنصوري الشافعي ثم الحنبلي ويعرف بابن الهائم وبالمنصوري أكثر. ولد في سنة ثمان وتسعين وسبعمائة وقال فيما كتبه إنه سنة تسع وتسعين وبلفظه أنه قبيل القرن بيسيربالمنصورة ونشأ بها فحفظ القرآن ثم انتقل منها إلى القاهرة فحفظ التنبيه وعرضه على الجمال الأقفهسي المالكي وغيره والملحة ودخل في صغره مع والده دمشق وقطن القاهرة في سنة خمس وخمسين وبحث في التنبيه على الشرف عيسى الأقفهسي الشافعي القاضي وألفية ابن مالك على الشمس بن الجندي وأخذ عنه أشياء من تصانيفه في الفن كالزبدة والقطرة وقال لما فرغ من قراءته:
ثناؤك شمس الدين قد فاح نشره ... لأنك لم تبرح فتى طيب الأصل
أفاض علينا بحر علمك قطرة ... بها زال عن ألبابنا ظمأ الجهل(1/356)
وكذا أخذ النحو أيضاً عن البدر حسن القدسي شيخ الشيخونية وسمع الحديث على شيخنا والرشيدي وتنزل في حنابلة الصوفية بالشيخونية وتعانى الأدب وطارح الشعراء وصار بأخرة أوحد شعراء القاهرة مع عدم تقدمه في الفنون حتى كان العز قاضي الحنابلة وناهيك به يرجحه على كثيرين، وقد حج وامتدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد أنشد بعضها بين يديه صلى الله عليه وسلم وخمس البردة وامتدح غير واحد من الأعيان منهم شيخنا كما أثبت قصيدة له فيه بالجواهر أنشدها بحضرته قديماً وكتبها عنه الأكابر كشيخنا ابن خضر وسمعتها من لفظه مع أشياء وجمع نظمه في ديوان كبير ثم انتخبه في مجلد وسط ومما كتبته عنه قوله:
رب جبّان كبدر الدجى ... نعشقه وهو لنا يقلي
واعجباً منه كريم غدا ... يجمع بين الجبن والبخل
وقوله في مولود لي:
ليهنك شمس الدين فرعك مشبه ... سجاياك والقطر الشهي من الطخا
وذلك من جود اإله وفضله ... فقرعك من جود وأصلك من سخا
وكان ظريفاً كيساً متواضعاً متقللاً قانعاً مشاراً إليه بالشعر في الآفاق. مات بعد انقطاعه في يوم الاثنين سادس جمادى الثانية سنة سبع وثمانين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن مثبت - بضم الميم وفتح المثلثة وتشديد الموحدة المكسورة بعدها مثناة - الشهاب، ولقبه القريزي في عقوده بالبدر الأنصاري المقدسي المالكي ويعرف بابن مثبت. ولد في رجب سنة ثلاثين وسبعمائة ببيت المقدس وسمع الكثير من الميدومي والعلائي والبياني والعز بن جماعة والعماد محمد بن موسى بن السيرجي والعفيف اليافعي وخليل المالكي والفخر عثمان النويري وقرأ عليه الموطأ ليحيى بن بكير وأبي الحرم القلانسي وأبي عبد الله ابن الخباز ومحمد بن عمر بن عبد العزيز الجزري ومحمد بن عمر بن قاضي شهبة والخطيب عبد الله بن المحب الطبري ويوسف بن الحسن الحنفي والتقي الحرازي وغيرهم ببيت المقدس ومكة والقاهرة وغيرها، ومما سمعه على الميدومي جزء الأنصاري ونسخة إبراهيم بن سعد والغيلانيات وثمانيات النجيب وجزء محمد بن يزيد بن عبد الصمد وعلى العز بن جماعة متبايناته الكبرى وعلى ابن الخباز قمع الحرص بالقناعة للخرائطي وعلى الجزري القطيعيات إلا خامسها أنابه الفخر وزينب ابنة مكي قال أنا ابن طبرزد، وحدث سمع منه جماعة منهم شيخنا والتقيان أبو بكر القلقشندي وابن فهد قال شيخنا وكان إمام المسجد الأقصى خطه رديا وفهمه بطياً في نقله يزيد على ما ذكره الحافظ النور الهيثمي ولكن قد وصفه الشهاب العسجدي بالمحدث الفاضل والشهاب أبو محمود بالفقيه المحدث ابن الشيخ الإمام والعز بن جماعة بالحذق. مات بعد أن اختلط اختلاطاً شديداً في سنة ثلاث عشرة ببيت المقدس ورأيت من كتب تجاه وفهمه بطياً أي فهم خطه وهو خلاف الظاهر فالله أعلم.
أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن جوشن المكي أخو أبي القسم وعبد الكريم. مات بها في ذي الحجة سنة أربع وسبعين.
أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن شعبان الشهاب الصالحي القصار الآدمي الاسكاف القباني والده أخو محمد الآتي ويعرف بابن الجوازة وربما حذف محمد الثاني من نسبه. ولد سنة أربع وأربعين وسبعمائة وسمع من أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي جزء الجابري ونسخة إسماعيل بن قيراط وغيرهما وحدث سمع منه الفضلاء ولقيه ابن موسى في سنة خمس عشرة فسمع عيه هو ورفيقه الموفق الأبي، وذكره شيخنا في معجمه وقال أنه أجاز لأولاده سنة أربع عشرة.
أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر الرضي بن الكمال بن العلاء البلقيني القاهري الشافعي الزركشي. مات في يوم الأحد العشرين من ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين عن خمس وعشرين سنة.
أحمد بن الشمس محمد بن علي بن محمد بن عبد الكريم الشهاب الهيثمي الأصل القاهري أخو عبد الكريم وعلي وهو أصغر الثلاثة. اشتغل بالتجارة وتكرر سفره لمكة وغيرها وخالط أمين الدين الهيصم وغيره ولم يحصل على طائل. مات قريب الستين بعد أن افتقر جداً.(1/357)
أحمد بن محمد بن علي بن معين بن سابق الشهاب بن معين الدين بن الحاج الفارسكوري الشافعي ويعرف بابن معين. ولد بعد سنة إحدى وثمانمائة تقريباً بفارسكور من أعمال المرباحية ومات أبوه وهو صغير فارتزق بعده بالحياكة ثم أقبل على الخير فقرأ القرآن والرحبية والملحة ثم سافر إلى القاهرة والاسكندرية ولازم الطلب وصار يسأل من يلقاه من الفضلاء فعرف من النحو ما يصلح به لسانه ونظم الشعر ومنه:
لا تلمني على سكوني صاح ... أنا مذ ذقت حبهم غير صاح
في أبيات كتبها عنه ابن فهد وغيره ببلده، وكان ديناً خيراً فقيراً يثني عليه أهل بلده حياً في سنة سبعين.
أحمد بن محمد بن علي بن هارون بن علي الشهاب المحلي ثم السكندري قاضيها الشافعي والد البدر محمد ويعرف بالشهاب المحلي. ولد تقريباً قبل القرن بيسير بالمحلة من الغربية ونشأ بها فحفظ القرآن وتعانى التكسب بماء الورد ونحوه في بعض الحوانيت بل كان ينتقل إلى سنباط للابتياع على عطار بها من أصناف العطر وغيره واستنابه حينئذ الشمس الشنشي بجوجر وعملها في سنة أربع وعشرين ثم قارض بعض الأتراك وسافر في ذلك للحجاز وغيره واستمر إلى أن تزوج امراة من ذي اليسار وأثرى بما ورثه منها فخالط حينئذ الأكابر ولازم خدمتهم بماله ونفسه، وناب عن شيخنا في بعض حوانيت القاهرة بالقرب من درب ابن النيدي، وترقى بعناية الجمالي ناظر الخاص إلى قضاء الاسكندرية ببذل كثير سنة ثلاث وخمسين بعد الولوي السنباطي ولقيته بها وهو قاضيها ما علمت تعينه ورأيته يحفظ من شرح المنهاج للدميري الكثير ويسرده سرداً حسناً بدون تلعثم ولكنه كان خبيراً بأمر دنياه عارياً إلا من المال مع سلامة صدر ومداراة وخدم بالأموال الجزيلة وكرم زائد حتى صار بيته محلاً للوافدين من الفضلاء والمعتبرين. مات في توجهه من القاهرة إلى الاسكندرية بقرية أدكوبا لمزاحمتين في ليلة الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ستين، وكان قد عزم على الحج وأذن له فيه فعاقه عن المرض وغيره عفا الله عنه وعنا.
أحمد بن علي بن يعقوب الشهاب بن الشمس القاياتي الأصل القاهري الشافعي بن القاياتي. ولد تقريباً في سنة ست وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وتنقيح اللباب لابن العراقي، وعرض على شيخنا والنائي وغيرهما وحضر ختانه وختان أخيه في يوم واحد البرهان الأدكاوي، واشتغل يسيراً على جماعة والده فقرأ على الزين طاهر والوروري ويحيى العلمي في العربية وعلى ثانيهم خاصة في الصرف وعلى ثالثهم في الأصول على ابن حسان في الفقه وعلى أبي الجود في الفرائض ولم ينجب ولا كاد وسمع صحيح مسلم على الزركشي وكذا سمع على ابن الطحان وابن بردس وابن ناظر لصاحبة وشيخنا في آخرين ولما مات أبوه اشترك مع أخيه في وظائفه ودرس في الحديث بالبرقوقية وكذا درس بغيرها واختص بمشيخة البيبرسية وكان شيخنا استرجعها بعد موت والده فاقتلعها الظاهر جقمق منه لهذا وتألم شيخنا أشد من تألمه بأخذ والده لها وامتحن هو وأخوه على يد تمر الوالي وطيف بهما على هيئة غير مرضية وغضب الأمين الأقصرائي لذلك وامتنع من حضور الأشرفية في ذاك اليوم وشافه الأمشاطي الأمير بما ينفعه عند الله لكونه انتصاراً لبني العلماء في الجملة وإلا فقد قال البقاعي في ترجمة أبيه وإن كان فيه شائبة غرض ما نصه: وبالغ أولاده في الرقاعة والجلوس فوق الأكابر من الأمراء وغيرهم في المحافل مع ارتكاب الفواحش والانهماك في المساوئ والنشأة الدنية في سن الطفولية والسيرة القبيحة على قرب العهد قال وانضم إليه ولي الدين أحمد بن تقي الدين البلقيني وكان معروفاً بالمجاهرة بأنواع الفسق والانقطاع إلى الخلاعة والسخرية والإضحاك للأكابر فزادهم في الفساد وجرأهم على أنواع العناد فكان ذمهم كلمه إجماع انتهى. وقد حج بعد أبيه في موسم سنة ست وخمسين ورجع فأقام منعزلاً عن الناس مع مباشرة وظائفه وصار عاقلاً متواضعاً متودداً لين الجانب إلى أن مات في الأربعاء حادي عشر صفر سنة تسع وسبعين ودفن من يومه بحوش سعيد السعداء جوار والده بعد أن صلي عليه بعد العصر بمصلى باب النصر في مشهد حسن وخلف طفلاً وابنتين واستقر بعده أخوه أبو الفتح في البيبرسية ثم بعد يسير مات الطفل ثم إحدى البنتين عفا الله عنه ورحمه وإيانا.(1/358)
أحمد بن محمد بن علي بن يوسف بن أحمد الشهاب أبو العباس القاهري الأصل المحلي الشافعي التاجر ويعرف بابن المصري لكون جد أبيه أو جده منها. ولد في المحرم سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بالمحلة ونشأ بها فقرأ القرآن وحفظ العمدة والمنهاج وألفية النحو وعرض على جماعة واشتغل يسيراً ففي الفقه عند المناوي وغيره وفي العربية وغيرها عند الشمني والسنهوري، وتكسب بالبز وخطب بجامع الغمري بالمحلة وكذا قرأ فيه الطلبة وناب في القضاء وصار أحد فضلاء بلده وأعيانها ممن أحسن النظم والنثر وشرع في نظم الإرشاد لابن المقرئ وكتب منه إلى الإقرار بحضرتي منه الخطبة وسماه نتيجة الإرشاد، وسمع مني مع ولديه في سنة ثمان وسبعين المسلسل وكتبت من نظمه:
إذا تقرر أن الرزق مقسوم ... وأنه لم يفت والحرص مذموم
مازال ذو الزهد مرزوقاً بلا تعب ... كما الحريص معنى وهو محروم
وقوله:
مالت لتوديعي يوم النوى ... ودمعها ينهل في الخد
فأذكرتني الغصن لما انثنى ... وانتثر الظل على الورد
وعندي مما كتبته من نظمه قديماً غير ذلك.
أحمد بن محمد بن علي حافظ الدين أبو المعالي بن الشمس الجلالي الحنفي الآتي أبوه ويعرف بابن الجلالي. نشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وأخذ عن أيبه والأمين الأقصرائي والشمني وسيف الدين وابن عبيد الله والتقي الحصني وطائفة وبرع واستقر بعد أبيه في خزن كتب المحمودية وفي تدريس الألجيهية وخطابة البرقوقية وغير ذلك ولازمني في بحث ألفية العراقي وقرأ علي أربعي النووي وغيرها وكتب بخطه الحسن بعض تصانيفي وأشياء، وناب في القضاء ثم ترك حين مناكدة ابن الشحنة له في كتب المحمودية، وكان فاضلاً متأنقاً سليم الفطرة عديم لشر جمع خطباً بل وكتب على الهداية في دروسه شيئاً. مات في حياة أمه بعد أن رغب حين اليأس عن التدريس والخطابة للصلاح الطرابلسي في عاشر شعبان سنة إحدى وسبعين وأنا بمكة ولم يبلغ الثلاثين عوضه الله الجنة، واستقر بعده في الخزن سالم العبادي وفسد أمرها.
أحمد بن محمد بن علي الشهاب أبو العباس الأنصاري الخزرجي الحمصي الأصل الشافعي. ولي قضاء دمشق أزيد من ثلث سنة ثم عزل وقدم حلب وهو معزول في سنة تسع وثمانمائة وأقام بها مدة ثم رجع إلى دمشق وكتب عنه البرهان الحلبي لبعضهم:
إن الولائم عشرة في واحد ... من عدها قد عز في أقرانه
الأبيات. مات في شعبان سنة ست عشرة. ذكره ابن خطيب الناصرية ولم يؤرخه إنما أرخ وفاته التقي بن قاضي شهبة وقال أنه ولي الشام أيضاً مرتين فلم يمكنه النائب من المباشرة لدخوله فيما لا يليق بآحاد الناس فضلاً عن أهل العلم.
أحمد بن محمد بن علي الشهاب أبو مرحوم القاهري الزركشي الماوردي الوفائي. ممن تردد إلي في الإملاء وغيره.
أحمد بن محمد بن علي الشهاب بن الشمس القاهري الفاضلي الضرير أخو عبد العزيز الزريكشي ويعرف بصهر ابن الجندي وبابن الرقيق. كان أحد أهل الشرب ممن يتجر ويعامل الناس على خير وسداد ورغبة في الصالحين والعلماء وأحسن حالاً من أخيه. مات في ثامن ذي القعدة سنة سبع وثمانين، ودفن ليلة الجمعة رحمه الله.
أحمد بن محمد بن علي الشهاب بن الشمس العاقل الموقع أبوه الآتي أخذ عن سيف الدين بن الخوندار في فنون ثم عن ملا على الكرماني ثم عن الخطيب الوزيري ولازمني في الصرغتمشية وقرأ علي بها في شرح ألفية الحديث مع جودة الفهم وظرف البزة ولطف العشرة لكنه كثير التعلل عافاه الله.
أحمد بن محمد بن علي الشهاب السنهوري الأزهري. ممن أخذ عني.(1/359)
أحمد بن محمد بن علي الشهاب القاهري الشافعي ويعرف بابن شهيبة وبابن بيضون ثم هجراً وصار يعرف بالكتبي. ولد سنة ثلاثين وثمانمائة تقريباً نشأ فقرأ القرآن وتلا به للسبع على الزين جعفر، وكذا حفظ غيره من كتب العلم واشتغل عند السيد النسابة والزين البوتيجي والعز بن عبد السلام البغدادي وغيرهما وكتب الإملاء عن شيخنا وقرأ على القاضي ولي الدين السنباطي والبوتيجي في آخرين وحضر دروس العبادي بالبرقوقية وغيرها والبدر المارداني والبرهان التلواني بالحاجبية وكذا سمع على العلاء القلقشندي والتقي بن المنمنم والنجم عبد الأعلى المقسمي وعبد الملك الطوخي وطائفة ودار مع الطلبة وعمل كتيباً وقتاً ثم ترك ذلك وحج وتردد لبعض الأعيان وزاد تودده وأدبه وتنزل في الجهات وأم بسعيد السعداء. مات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين ودفن بحوش الصوفية السعيدية. وهو شقيق علي الهنيدي الغزولي وكان أبوهما يدولب القزازة رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن علي الشهاب الفيشي الأزهري المالكي. ولد تقريباً سنة أربع وأربعين بفيشا الصغرى وحفظ القرآن والرسالة وبعض ابن الحاجب وجميع الجرومية والواغليسية لعبد الرحمن المالكي في العقائد، وتحول إلى القاهرة قبيل السبعين فلازم النور بن التنسي في عدة تقاسيم وكذا في العربية وأخذ عن أحمد بن يونس في المنطق وعن البدر بن خطيب الفخرية في أصول الدين والمنطق وعن عبد الرحيم الأبناسي في العربية وعن يحيى العلمي وابن تقي في الفقه وعن الطنتدائي الضرير والسنتاوي في العربية وعن الجوجري وزكريا في أصول الفقه ولازم اللقاني في الفقه مدة في التقاسيم وغيرها وكذا لازم السنهوري حتى برع وأشير إليه بالفضيلة في فنون وأخذ عن عبد الحق السنباطي في الأصول والصرف والنحو والمنطق وعن العلاء الحصني في الأصلين والعريبة والصرف وعن التقي الحصني في المعاني والبيان والمنطق وعن ملا على الكرماني في الصرف وغيره وعن عبد الله الكوراني المختصر بكماله وبعض نحو ومنطق وعن الكمال بن أبي شريف في الأصول وعن أخيه في النحو وقرأ على جل ألفية العراقي وغيرها وكتب القول البديع وغيره وسمع على الشمني وغيره كالحسام بن حريز بل قرأ على الديمي في البخاري وتلا لنافع وأبي عمرو على الشمس محمد الشرواني نزيل تربة السلطان وحفظ بالقاهرة ألفية النحو وجمع الجوامع وإيساغوجي ونصف الشاطبية وأقرأ الطلبة في الفقه وغيره مع تعففه وقناعته وتقلله وإقبال البرهان اللقاني عليه وتنزل في جهات كتربة السلطان قايتباي وسكنها والمزهرية وتكسب قليلاً بالشهادة ثم استنابه ابن تقي وجلس بحانوت الشوائين ونعم الرجل.
أحمد بن محمد بن علي أبو العباس المصمودي الماجري - بجيم معقودة بينها وبين القاف - المغربي نزيل المدينة النبوية قرأ عليه ابن أبي اليمن البخاري بروايته له عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق.
أحمد بن محمد بن علي بن الفيومية. فيمن لم يسم أبوه من أواخر الأحمدين.
أحمد بن محمد بن علي البرلسي المالكي تلميذ ابن الأقيطع ويعرف بابن الحصان - بمهملتين الأولى مضمومة والثانية خفيفة - من الفضلاء الخيار ممن سمع مني.
أحمد بن محمد بن علي البعلي ثم الصالحي القطان أبوه نزيل مدرسة أبي عمرو ويعرف بحلال ضد حرام. سمع في سنة أربع وسبعين وسبعمائة من المحب الصامت الثقفيات خلا الأولين وقطعة من أول الراابع ومن أخيه عمر بن المحب ورسلان الذهبي وعبد الله الحرستاني وأحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر والعماد أبي بكر بن محمد بن أحمد بن الحبال في آخرين وحدث سمع منه الفضلاء وعمر. ومات قبل دخولي دمشق.
أحمد بن محمد بن الفقيه علي الخيوطي المصري. قال شيخنا في معجمه اشتغل كثيراً وعني بالقراءات ورافقنا في سماع الحديث وأخذت عنه من القرآن تجويداً ونسخ لي كثيراً، ومات في أول الكهولة في شوال سنة سبع.(1/360)
أحمد بن محمد بن عماد بن علي الشهاب أبو العباس القرافي المصري ثم المقدسي الشافعي والد المحب محمد المذكور في أواخر القرن قبله ويعرف بابن الهائم. ولد في سنة ست وخمسين وسبعمائة - كما جزم به الفاسي وابن موسى وغيرهما وتردد شيخنا في معجمه بينه وبين ثلاث وخمسين وجزم بالثاني في أنبائه - بالقرافة وسمع في كبره من التقي بن حاتم والجمال الأميوطي والعراقي ونحوهم واشتغل كثيراً وبرع في الفقه والعربية وتقدم في الفرائض ومتعلقاتها وارتحل إلى بيت المقدس فانقطع به للتدريس والإفتاء وناب هناك في تدريس الصلاحية عن الزين القمني مدة بل ولي نصفه شريكاً للهروي ودرس بأماكن وانتفع به الناس واستمر كذلك حتى مات بل جهز له القمني مرسوم الخليفة بانفراده به فعورض وكان خيراً مهاباً معظماً قواماً بالحق علامة في الفقه وفرائضه والحساب وأنواعه والنحو وإعرابه وغير ذلك انتهت إليه الرياسة في الحساب والفرائض وجمع في ذلك عدة تآليف عليها معول من بعده كالفصول في الفرائض وهو نافع وترغيب الرائض في علم الفرائض والجمل الوجيزة في الفرائض والأرجوزة الكبرى الألفية في الفرائض المسماة بالكفاية والصغرى المسماة النفحة المقدسية في اختصار الرحبية في الفرائض والفصول المهمة في علم مواريث الأمة والمعونة في صناعة الحساب الهوائي ومختصرها الأول المسمى بالوسيلة والثاني المسمى بالمبدع وأيضاً اللمع المرشدة في صناعة الغبار ومختصرها نزعة النظار في صناعة الغبار ومختصر تلخيص ابن البنا المسمى بالحاوي وشرح الياسمينية في الجبر والمقابلة والمنظومة اللامية في الجبر أيضاً من بحر البسيط وأخرى لامية من بحر الطويل المسماة بالمقنع وشرحها الكبير المسمى بالممتع في شرح المقنع والمختصر المسمى بالمشرع وكذا له في الفقه شرح قطعة من المنهاج في مجلد وقفت عليه والعجالة في حكم استحقاق الفقهاء أيام البطالة وغاية السول في الإقرار بالدين المجهول والمغرب عن استحباب ركعتين قبل المغرب وجزء في صيام ست شوال والتحرير لدلالة نجاسة الخنزير ورفع الملام عن القائل باستحباب القيام ونزهة النفوس في بيان حكم التعامل بالفلوس وفي الأصول ونحوه اللمع في الحث على اجتناب البدع وتحقيق المنقول والمعقول في نفي الحكم الشرعي عن الفعال قبل بعثة الرسول ومختصر اللمع للشيخ أبي إسحاق في الأصول وله في العربية الضوابط الحسان فيما يتقوم به اللسان التي صارت علماً على السماط وشرحها شرحاً حسناً والقصيدة الميمية التي هي من بحر البسيط نظم السماط وعدتها ثلثمائة وخمسون بيتاً ونظم قواعد الإعراب لابن هشام وسماه تحفة الطلاب وشرحها شرحاً مطولاً في مجلد ومختصراً وخلاصة الخلاصة في النحو والتبيان في تفسير غريب القرآن وغير ذلك وقال فيما قراته بخطه إن الذي لم يكمل منها شرح الجعبرية في الفرائض وشرح الكفاية في الفرائض أيضاً وقد قارب الفراغ وهو ثلاثة أجزاء ضخمة والعقد النضيد في تحقيق كلمة التوحيد كتب منه ثلاثين كراساً وتحرير القواعد العلائية وتمهيد المسالك الفقهية والبحر العجاج في شرح المنهاج وشرح الخطبة خاصة منه في عشرين كراساً في قطع الكامل من مسطرة خمسة وعشرين وقطعة جيدة من التفسير إلى قوله " فأزلهما الشيطان عنها " وإبراز الخفايا في فن الوصايا والعجالة في حكم استحقاق الفقهاء أيام البطالة وتعاليق على مواضع من الحاوي وله تعريض في أحمد بن يوسف بن محمد بن السيرجي وسارت بمؤلفاته وفضائله الركبان وتخرج به كثير من الفضلاء ورحل إليه من الآفاق وأخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى ورأيته كتب للعماد بن شرف إجازة حافلة ولقيت جمعاً من أصحابه وكتب لشيخنا على استدعاء أجزت لهم وإن لم أكن بصفات المطلوب منهم الإجازة متصفاً؛ وقال في تاريخه اجتمعت به في بيت المقدس وسمعت من فوائده. مات في العشر الأخير من جمادى الآخرة كما قاله المقريزي ونحوه قول شيخنا في أنبائه ولكنه قال في معجمه في رجب وهو الذي مشى عليه المقريزي في عقوده مع اختصاره لترجمته قال وله بي اجتماع في المقدس وقربه ابن موسى بالعشر الأوسط منه سنة خمس عشرة بعد ان أثكل ولده المشار إليه وكان نادرة عصره فصبر واحتسب، وممن روى لنا عنه الزين ماهر والتقي القلقشندي وسمع منه الأبي ثلاثيات البخاري وبعض التحرير والمغرب وصيام ست شوال وابن يعقوب بعض الإعراب وشرحها.(1/361)
أحمد بن محمد بن عماد الشهاب أبو العباس المصري ثم الدمشقي الضرير نزيل حلب ويقال له حميد الضرير وحميد المعبر. اشتغل بالقاهرة ودخل الشام مراراً وكان جيداً حسناً لطيفاً عنده ظرف وله في التعبير يد طولى وينظم نظماً جيداً ويعلم الناس الوعظ مسترزقاً بذلك كله وسافر إلى القاهرة وتوفي بعد الفتنة التمرية. ذكره ابن خطيب الناصرية وكتب عنه الناس من نظمه مرثيته في أحمد بن عمر بن محمد بن أبي الرضى وغيرها وارخه شيخنا في سنة ثلاث وأنه كان يعلم الوعاظ ما يقولونه في المشاهد والمجامع وأشار للمرثية بالموشح المشهور وقال غيره أنه دخل الشام يسترزق مع الوعاظ وأنه كان يعبر بغير أجرة وله إصابات عجيبة وله نظم ويد في الوعظ.
أحمد بن محمد بن عماد الدمنهوري ثم المكي العطار بها والد الجمال محمد الآتي. قدم إليها بعد الثمانين بقليل وعانى التسبب في العطر ببعض الحوانيت مع نسخ كتب العلم والرغبة في تحصيلها كسيرة ابن هشام والرياض النضرة للمحب الطبري وغيرهما وتمول وأنشأ ملكاً بناحية الحزورة ثم ذهب منه ذلك وضعف حاله كثيراً حتى مات في شعبان سنة ست عشرة ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين أو جارها وكان ينطوي على خير ودين. قاله الفاسي في مكة.
أحمد بن محمد بن عماد صوابه ابن أبي بكر بن محمد بن عماد الشهاب الحموي الحنبلي وقد مضى.
أحمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الوهاب بن علي بن نزار الطفاوي. له ذكر في أخيه عبد الله.
أحمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن علي بن عمر الشهاب أبو البقا بن المحب خليفة الشيخ أبي السعود بن أبي الغنائم وشيخ الطائفة السعودية الآتي أبوه. ولد قريباً من سنة ثمان عشرة فقد كان ختانه في سنة ثمان وعشرين، ونشأ على طريقة غير مرضية بحيث أتلف كثيراً من جهاة الزاوية التي لهم بالقرافة ونحوها وآل أمره إلى أن افتقر وانقطع فيها قائماً بسبب العادة وفقرائه.
أحمد بن محمد بن عمر بن علي الشهاب بن الشمس القليحي القاهري الحنفي. كان منموقعي الحكم بل ناب أيضاً.
أحمد بن محمد بن عمر بن خزيمة الفراش بالمسجد المكي المولد. مات في أواخر سنة تسع وثلاثين وولي وظيفة إفتاء دار العدل مع حسن العشرة وعدم اشتهار بعلم. مات في يوم الخميس ثاني عشر ذي القعدة سنة تسع واستقر بعده في وظيفة الإفتاء ابن الطرابلسي. ذكره شيخنا في تاريخه. وهو عم أحمد بن عبد الله بن محمد الماضي وقد تزوج صاحب الترجمة شهدة ابنة سارة ابنة التقي السبكي وأولدها رجب امرأة سمع منها الطلبة وستأتي هي وأمها في النساء إن شاء الله.
أحمد بن محمد بن عمر شهاب الدين الحسيني سكنا الزيات أبوه الشاهد هو الشافعي ويعرف بابن عزيز تصغير عز. ممن لازمني في قراءة البخاري وغيره بل قرأ علي الأذكار بتمامه وكذا قرأ على الديمي واشتغل يسيراً عند ابن قاسم وغيره وتنزل في البرقوقية وغيرها وحج غير مرة وجاور وكتب بخطه أشياء وجلس بحانوت المالكية بالجوانية وانتمى للعلاء بن الصابوني ناظر الخاص وتكرر دخوله مكة في التجارة مع مشاركة وإرسال بما لعله يكون من الأخبار لمن يكون بمكة.(1/362)
أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن إبراهيم ولي الدين أبو زرعة ابن الجمال البارنباري المصري الشافعي سبط داود بن عثمان بن محمد بن عبد الهادي السبتي ويعرف بابن البارنباري. ولد في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً منها المنهاج، واشتغل عند البهاء بن القطان والشهاب بن مبارك شاه الأول في الفقه والثاني في العربية وصحب البرهان المتبولي وغيره، وحج مرتين وكتب عن شيخنا الإملاء بل وسمع بأخرة على جماعة كعمه النور علي والبدر النسابة وهاجر القدسية، وناب في القضاء عن المناوي في سنة أربع وخمسين فمن بعده واستقر به العز الكناني سنة سبعين في مشيخة الآثار وكذا استقر به الزين زكريا في قضاء دمياط بعد الصلاح بن كميل وحمد في ذلك كله لعقله ومداراته وخبرته وسياسته مع فضيلة وتواضع، وقد تردد إلي كثيراً وسمعته ونحو علو الأهرام يحكي عن جده لأمه وكان من الصالحين أنه سمعه يحكي عن أبيه عن جده عن ولي الله أبي العباس السبتي أنه قال يصلي العشاء بجامع عمرو في مصر كل ليلة مائة رجل من رجال القيروان وقابس وبعرفات والصبح ثمانون منهم. وتصدر بجامع عمرو ثم رغب عنه وأقرأ بعض الطلبة وكتب على مختصر أبي شجاع مطولاً ومختصراً وشرع في شرح على المنهاج. ومات هو بدمياط في ليلة الثلاثاء ثالث عشر المحرم سنة تسع وثمانين ودفن بتربة تجاه فتح الأسمر رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن هاشم بن محمد بن عبد الله الشهاب الصنهاجي - نسبة لقبيلة بالغرب - السكندري المولد والمنشأ القاهري الحسيني الدار المالكي المقرئ والد محمد الآتي ويعرف بابن هاشم. ولد في يوم الجمعة ثالث عشر رجب سنة ثمانين وسبعمائة بثغر الاسكندرية وحفظ بها القرآن وصلى به والعمدة والرسالة لابن أبي زيد وغالب المختصر الفرعي لابن الحاجب وجميع مفتاح الغوامض في أصول الفرائض للصردي وألفية ابن مالك وعرض على قريبه الشريف العلامة الشهاب أحمد بن محمد بن مخلوف الحسيني السكندري المالكي وأجازه بل وبحث عليه في مبادئ ابن الحاجب الفرعي ويقال أنه ممن أخذ عن الفاكهاني وأذن له في الإفتاء والتدريس وكذا أخذ الفقه أيضاً عن الشمس محمد بن يوسف الأنصاري المسلاتي المالكي وانتفع به جداً والبدر الدماميني والنحو عن الجمال القرافي النحوي بحسينية القاهرة وتلا بالسبع على الزين عبد الرحمن العسلوني التونسي الفكيري نزيل الثغر والنور علي بن محمد اللخمي السكندري المرخم ثم ارتحل سنة ست وتسعين إلى القاهرة للحج فقرأ بالسبع أيضاً على الفخر البلبيسي إمام الأزهر ربع حزب وحج ثم عاد إلى بلده ثم استوطن القاهرة من سنة تسع وثمانمائة مع دخوله بلده في كل سنة ولقي ابن الجزري بالقاهرة سنة تسع وعشرين فقرأ عليه الفاتحة والي المفلحون بالسبع من طريقي الشاطبية والتيسير والتمس منه نظرا فأجابه نظماً أيضا وطلب الحديث من كبرة من سنة سبع وعشرين فما بعدها فسمع على الكمال بن خير وأبي الطيب محمد بن أحمد بن علوان التونسي الشهير بابن المصري والواسطي والزركشي والطبقة ولازم شيخنا وكان عظيم الاغتباط به وقبل ذلك على ابن خمسين، وبرع في القراآت وتصدى لها فانتفع به جماعة وممن أخذ عنه الشهاب بن أسد والشهاب المنيحي، وكتب عنه ولده البقاعي وولي مشيخة البساصية بالثغر وأم بجامع كمال من الحسينية. وكان خيراً وقوراً عليه سكينة وعنده فضل جيد وتنقيب كثير لحقائق ما يرد عليه من المسائل وسلامة فطرة جداً ودين متين مقرئاً حسن التأدية بالقرآن اعتنى بالنظم فنظم متوسطاً. مات في ليلة سابع عشري ذي القعدة سنة خمس وخمسين بالاسكندرية رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن وجيه بن مخلوف بن صلح بن جبريل بن عبد الله الشهاب أبو حامد بن القطب أبي البركات الشنشي ثم المحلي ثم القاهري الشافعي الماضي حفيده أحمد بن علي والآتي ولده وأبوه ويعرف بابن قطب. ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالمحلة ونشأ بها ثم قدم القاهرة فحفظ القرآن والتنبيه وعرضه واشتغل يسيراً وسمع مع أيبه على قريبه النور الهوريني الشفا، وتكسب بالشهادة في ميدان القمح وغيره وقاسى فاقة ثم ناب في القضاء عن شيخنا إلى أن مات في سادس ذي الحجة سنة إحدى وأربعين بعد أن أخذ عنه بعض الطلبة.(1/363)
أحمد بن محمد بن عمر الشهاب أبو العباس بن الشمس أبي عبد الله الغمري الأصل المحلي الشافعي ويعرف بأبي العباس الغمري. مات والده وهو صغير مراهق أو دون ذلك فنشأ فحفظ القرآن عند أبي جليدة وقرأ على شيخنا اليسير وكذا على العلم البلقيني وسمع على الشاوي والقمصي والحجازي وإمام الكاملية وآخرين بل أسمعه والده حين كان معه بمكة وهو صغير على أبي الفتح المراغي وغيره وأجاز له جماعة، وحمل عني شيئاً كثيراً في الإملاء وغيره ورأيت خير الدين بن القصبي عرض عليه محافيظه قديماً في سنة اثنتين وخمسين وانتدب لجامعي أبيه بالمحلة والقاهرة فزاد فيهما زيادات كثيرة بل وأنشأ بطرف المحلة جامعاً كان موطناً للفساد ولذا عرف بجامع التوبة، إلى غيره من الأماكن التي جددها أو أنشأها وله في كل ذلك همة عالية مع فهم جيد وتدبر وسكون وعقل واحتمال ومزيد تواضع بحيث اشتهر اسمه وارتقى صيته، وحج غير مرة وجاور وكاد أن يأخذه العرب خارج المدينة لكنه سلمه الله بعد أن استلبوه وكتب بخطه أشياء ومن ذلك عدة من تصانيفي بل ربما جمع ولم يزل أمره في نمو مع عدم تردده لأحد من بني الدنيا وأنجب عدة أولاد أكبرهم أبو الفتح وكذا له عدة أحفاد وأسباط بورك فيهم.
أحمد بن محمد بن عمر الشهاب المقدسي الشافعي ويعرف بابن أبي عذيبة. ولد في سنة تسع عشرة وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ به فاشتغل على جماعة منهم العماد بن شرف والعز عبد السلام القدسي ولازم أبا العباس القدسي في المنهاج والبهجة والألفية وقرأ عليه البديع وغيره ورغبه في هذا الفن وأمده ولذا كان قريب النمط منه في الكذب والمجازفة وطلب بنفسه وقرأ وقتاً وسمع ببلده على القبابي وعائشة الحنبلية والشموس بن المصري والصفدي الحنفي والعرياني المغربي وابن الجزري والشهابين ابن المحمرة وابن حامد وأبي بكر الحلبي في آخرين وبغزة على الناصري الإياسي، وحج وجاور في سنة أربع وثلاثين ولقي هناك وبالمدينة جماعة وارتحل إلى القاهرة فأخذ بها عن شيخنا قرأ عليه جزء أبي الجهم في شوال سنة سبع وثلاثين وغيره وعن الشرف السبكي وسمع الزين الزركشي والمحب بن نصر الله وناصر الدين الفاقوسي في آخرين ولقي بالشام التقي بن قاضي شهبة فاستمد منه وانتفع بتاريخه وتراجمه وقال إنه أول من أذن له في الكتابة في التاريخ والجرح والتعديل والتصنيف وأشار عليه به وقال له أنت حافظ هذه البلاد بل وغيرها وقال قد أجزت ذلك لك بإجازتي لذلك من الحافظ الشهاب بن حجي سعيد بن المسيب في زمانه بإجازته لذلك من الحافظين العماد بن كثير والتقي بن رافع بإجازتهما لذلك من الحافظين الذهبي والبرزالي انتهى. وكذا أخذ وهو هناك عن حافظه ابن ناصر الدين وأول سماعه فيما غلب على ظنه سنة ثلاثين وقال إنه يروي عن البرهان الحلبي بالإجازة المكاتبة منه غير مرة بل كتب عن التقي الحصني والعلاء البخاري وغيرهما ممن قدم بيت المقدس، وولع بالتاريخ وجمع من ذلك جملة لكنه تتبع مساوئ الناس فترق لذلك بعده ولم يظفر مما كتبه بطائل مع ما فيه من فوائد وإن كان ليس بالمتقن وجمع لنفسه معجماً وقفت على جلد بخطه وفيه اوهام كثيرة جداً ومجازفات تفوق الحد بل من أجل ما سلكه كان القدح فيه بين كثيرين. مات في غروب ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الآخر سنة ست وخمسين وغسل بالسلامية وصلى عليه بعد صلاة الجمعة ودفن بجامع خجا على الأردبيلي من باب الرحمة عفا الله عنه وإيانا. ورأيت بخطه من نظمه:
وفي الصحيح خبر مسلسل ... عن ابن عمرو يرو أصحاب الأثر
الراحمون ربنا يرحمهم ... هذا بمعناه وباقيه اشتهر
أحمد بن محمد بن عمر الفقيه العلامة النحوي الشهاب الحاجر. قرأ على أبيه وغيره وبرع في العربية وأفادها الناس وممن قرأ عليه الشهاب أحمد بن علي الناشري مع خط جيد كتب به الكثير وسار. مات في أوئل هذا القرن وتفرق ماله بموته.
أحمد بن محمد بن عمر البدر الطنبذي تقدم في ابن عمر بن محمود وذكره هنا هو الصواب.
أحمد بن محمد بن عمر البرشومي القاهري. سمع الحديث وكتب الطباق وربما كتب في الاستدعاءات ونحوها عن ابن الشيخة وغير من المسندين للضرورة.
أحمد بن محمد بن عياش. يأتي في ابن محمد بن محمد بن يوسف بن علي بن عياش.(1/364)
أحمد بن محمد بن عيسى بن الحسن تقي الدين الياسوفي ثم الدمشقي ويعرف بالثوم - بضم المثلثة - أحضر على الشهاب أحمد بن علي الجزري بعض عوالي فضل الله بن الجبلي وروي عنه وعن غيره. قال شيخنا في معجمه أجاز لي ودخلت دمشق وهو بها ولم أسمع منه، وقال في تاريخه وكان له مال وثروة ثم افتقر بعد الكائنة وصارت أمواله حججاً لا تحصيل منها. مات في العشر الأول من جمادى الثانية سنة خمس عن ست وستين سنة وممن سمع منه الجزء المشار إليه التقي الفاسي وشيخنا عبد الكافي بن الذهبي وآخرون.
أحمد بن محمد بن عيسى بن علي الشهاب اللجائي - بفتح اللام المشددة والجيم نسبة لقبيلة من أورنة إحدى قبائل البربر - الفاسي المغربي المالكي. ولد بفاس في رمضان سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وأخذ القراءات عن أبي عبد الله محمد الفيشي الكفيف وأبي الحجاج يوسف بن منحوت الأنصاري وتفقه بأبيه وبالخطيب أبي القاسم عبد العزيز الباز عند راي ومما قرأه على ثانيهما المدونة في مدة اثنتي عشرة وكان يشهد على قراءته وعن أبيه أخذ العربية والمعاني والبيان وغيرها وناب في قضاء بلده خمس عشرة سنة ثم عرض عليه استقلالاً فأبى وضيق عليه ليقبل ثم خلص وسافر حاجاً فاجتاز بأبي فارس وأكرموا وروده وصل لمكة بعد الثلاثين بيسير وتردد منها للزيارة النبوية ثم سافر لمصر ولما قدم القاهرة أخذ عن المقريزي بعض كتابه إمتاع الأسماع وقيل إنه عرض عليه القضاء بعد البساطي فلم يوافق، وترجمه المقريزي في عقوده فقال ونعم الرجل هو أخبرني أنه في سنة عشرين كثرت الأمطار والسيول بأعمال فاس فظهر إنسان طوله ذراع في عرض شبر. ثم قدم القاهرة وتوجه منها في البحر لبلاده فأسر بجزيرة رودس ثم خلص بمال جبي له من القاهرة وعاد إليها ثم سافر منها في سنة ثلاث وأربعين فبلغنا موته وهو بالصحراء قبل وصوله انتهى. وهو ممن تميز في الفقه والعربية وغيرهما كالفرائض والحساب وبحث عليه ابن أبي اليمن في سنة تسع وثلاثين بمكة العمدة في الحديث وألفية النحو والرسالة لابن أبي زيد وقطعة من مختصر ابن الحاجب الفرعي وأذن له في الإقراء والمحيوي عبد القادر إلى الرضاع من تهذيب البرادعي وفرائض ابن الحاجب وإلى باب الضروب من تلخيص ابن البنا في الحساب والبعض من التسهيل والمغني وأذن له في إقراء الفقه والعربية والحساب وقال أنه لم ير من العلماء أعظم منه بحر لا يجارى في الفقه والعربية وعلوم الأدب والقراءات مع حسن الخلق وكثرة التواضع واللطافة لكنه يعتريه في أثناء تدريسه بعض غيبة وأنه دخل التكرور بعد الأسر فأقام سنة يقرأ بها التفسيرن ومات هناك؛ وكذا أخذ عنه بالقاهرة البرهان اللقاني وآخرون وأرخه ابن عزم سنة ثلاث وأربعين.
أحمد بن محمد بن عيسى بن موسى بن عمران بن أبي بكر بن أحمد بن زكريا الشهاب الدمشقي الشافعي الفولاذي. ولد في ستة أربع أو ست وثمانين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فقرأ القرآن على عثمان الحداد وحفظ الحاوي والألفية والحاجبية والمنهاج الأصلي وتفقه بالجمال الطيماني وناصر الدين السكري وغيرهما وأخذ العربية عن جماعة منهم محمد المدني وعليه قرأ في الأصول وسمع على التاج والعلاء ابني بردس وعبد القادر الأرموي وابن المحب الأعرج وابن الجزري بل وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والجمال بن الشرائحي والجلال البلقيني وبعض ذلك بقراءته ولازم بأخرة ابن ناصر الدين فقرأ عليه البخاري ومسلم وتصدى لإقراء الفقه في حياة العلاء البخاري فأقرأ من أوله إلى أثناء الرهن عن ظهر قلبه وكذا حج وأقرأ ثم أعرض عن وظائف الفقهاء وتكسب بحرفة الفولاذ وحدث سمع منه الفضلاء، حملت عنه اليسير ومات في ليلة الاثنين رابع عشري ربيع الأول سنة سبع وستين ودفن بمقبرة عاتكة خارج دمشق ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.(1/365)
أحمد بن محمد بن عيسى بن يوسف بن أحمد بن محمد الشهاب الحلبي الحنفي ويعرف بابن الموازيني. ولد سنة ثمانين وسبعمائة وسمع ختم الصحيح على ابن صديق وحدث سمع منه الفضلاء وأجاز لي، وكان قد طلب وفضل؛ وولي نظر الجامع الكبير والخطابة مع الإمامة بجامع تغري بردي وقتاً وجلس يتكسب بالشهادة في باب الحلاوية من حلب وكتب الحكم عن العز الحاضري كل ذلك مع عدة في أرباب الأصوات الطربة وأهل الخير وكذا كان والده في المؤذنين المعروفين بالخير. مات في حدود سنة اثنتين وستين رحمه الله.
أحمد بن محمد بن عيسى بن يوسف الشهاب بن العدل بن الشمس بن الشرف السنباطي الأصل القاهري الحنبلي والد عبد الله الآتي ويعرف بابن عيسى. ولد تقريباً بعد السبعين وسبعمائة وسمع البخاري بتمامه على العزيز المليجي وناب في الحكم عن المحب البغدادي والعز القدسي وكان يوصف أحياناً في التعيين بالزاهد لأنه لم يكن يتناول على الأحكام شيئاً، وكان يباشر في دواوين الأمراء ولما مرض المحب مرض الموت طمع في ولاية المنصب لكونه كان يباشر شهادة ديوان الناصري محمد بن الظاهر جقمق فلم يلبث أن مرض قبل وفاة المحب مرض الموت ومات بعد المحب بأيام في يوم الخميس ثالث عشري جمادى الأولى سنة أربع وأربعين عن قريب السبعين. وقد ترجمه شيخنا في الأنباء وقال أنه اشتغل قليلاً وتعانى الشهادة عند الأمراء بل كان شاهداً في الأحباس ساكناً وقوراً متعففاً ناب في الحكم مدة، زاد غيره وكان عنده طرف يسير من العلم ودعوى كثيرة وكان والده يكتب خطاً حسناً كتب بخطه كتباً قال في مختصر الخرقي منها أنه كتبه برسم ابنه يعني هذا وأرخها في سنة ثمان وثمانين. وليس صاحب الترجمة بأخ لعمر بن عيسى الذي أكمل شرح الخرقي للزركشي فذاك اسم جده محمد بن موسى وسيأتي في محله.
أحمد بن محمد بن فرج الخواجا الصيرفي. مات سنة تسع عشرة. ذكره ابن عزم.
أحمد بن محمد بن أبي الفرح الشهاب بن الناصري نقيب الجيش وابن نقيبه ويعرف كل منهما بابن أبي الفرج، استقر بعد أبيه فيها على مال مع كونه باشرها في حياته لعجزه عن الطلوع والركوب وسافر في خدمة السلطان السفرة الشمالية في سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة فمات هو ورأس نوبته محمد بن المرضعة فيها بحلب واستقر بعده حفيد عمه ناصر الدين محمد المدعو أمير حاج بن محمد بن الفخر عبد الغني صاحب الفخرية الآتي.
أحمد بن محمد بن الفلاح. يأتي قريباً في ابن محمد بن اللاح.
أحمد بن محمد بن فندو المظفر شاه بن الجلال صاحب بنجالة من الهند وابن صاحبها. استقروا به بعد أبيه في سنة سبع وثلاثين وهو ابن أربع عشرة سنة.
أحمد بن محمد بن فهيد المغيربي. يأتي فيمن لم يسم جده.
أحمد بن محمد بن قاسم الشهاب الطوخي ثم القاهري الشافعي خادم الجمالية. ولد في صفر سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة واشتغل وتنزل في الجهات. وصحب نصر الله الروياني وابن أبي الوفاء وتسلك، وأخشى أن يكون على طريقتهما وسمع الحديث على ابن الكويك والولي العراقي؛ وكان سنه يحتمل أقدم منهما، وقرره جمال الدين كاتب غيبة مدرسته وربما كان ينوب عنه فيها الجلال القمصي ولذا كان خادماً بها، وكان مديماً للعبادة والخير بهياً نير الشيبة حسن السمت على ذهنه فوائد ونوادر؛ حملت عنه أشياء. ومات في يوم الخميس ثاني عشر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين بعد أن تعلل مدة واستقر بعده في الخدمة الشمس ابن أخت الشيخ مدين رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
أحمد بن محمد بن أبي القسم الحواري ثم العثماني شاهد المطبخ السلطاني كان محباً في أهل الخير دام في وظيفته من أول دولة الأشرف نحو خمسين سنة. مات في ثالث ربيع الأول سنة أربع عشرة ذكره شيخنا في أنبائه والمقريزي في عقوده وأنه أناف على السبعين. وقال أنه كان من أصحاب أبيه وأنه أخبره عن مفلح العلائي أنه لما نفى الوزير علم الدين عبد الله بن زنبور لقوص حملت له من أستاذي العلاء علي بن فضل الله كاتب السر ألف دينار برسم النواتية فردها. وقال سلم عليه واشكر إحسانه وقل له أنه أخذ معه برسم المشار إليهم ستة وثلاثين ألف دينار ودفع إلى القنا خمسمائة دينار، فلما رجعت قال لي سيدي همة الصاحب أكبر من هذا ولم يعارضني فيما أعطاه لي.(1/366)
أحمد بن محمد بن قاضي خان بن محمد بن يعقوب بن حسن بن علي بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عمر بن محمد العلاء أبو العباس بن الشمس بن الحميد بن البهاء الهندي الحنفي. حج في سنة تسع وتسعين وجاور وأخبر أن مولده سنة إحدى وسبعين وأنه اشتغل على والده وجده وعلى مولانا محمود بن إدريس وأجاز له مشايخه بالتدريس والإفتاء وولاه السلطان محمود شاه بن محمد شاه منصب الإفتاء بدار ملكه، وأخبر أن جده محمد بن إسماعيل هو الفقيه محمد العدني المشهور عندهم بالولاية والمناقب الكثيرة، وهو أول من سكن نهر واله من أجداده وله ذرية كثيرون هناك، أخذ عني بمكة وقرأ عدة كتب منها صحيح البخاري وصحيح مسلم والشفا للقاضي عياض وحضر عندي دروساً وكتبت له إجازة حافلة وسافر مصحوباً بالسلامة في أثناء سنة تسعمائة.
أحمد بن محمد بن قماقم شهاب الدين الدمشقي الشافعي، وقماقم لقب أبيه ويعرف أيضاً بالفقاعي وهي حرفة أبيه ورأيته بخطي من معجم شيخنا القباقبي والأول الصواب. نشأ هو فاشتغل بالعلم وأخذ عن العلاء حجي وغيره وأذن له مدرس الشامية في الإفتاء سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة وقرأ بالروايات على ابن السلار، وقدم القاهرة سنة الكائنة العظمى فأقام بها مدة واجتمع بشيخنا مراراً وسمع بقراءته على البلقيني وغيره في الحديث والفقه وكان يفهم ويذاكر، بل قال ابن حجي أنه كان يستحضر البويطي بحيث سمعت البلقيني يسميه البويطي لكثرة استحضاره له. وقد درس بالأمجدية. مات في جمادى سنة تسع بدمشق. قاله شيخنا في تاريخه.
أحمد بن محمد بن قوصون السمان الدمشقي الشافعي. كان أبوه سمساراً فقرأ هو القرآن وحفظ المنهاج واشتغل على الشرف الغزي فكان يثني على حفظه وجودة ذهنه وقرأ في آخر عمره على الجمال الطيماني وأدب الأبناء قبل الفتنة وبعدها بأماكن فانتفع به خلق قال التقي الشهبي عرض على بعض تلامذته عشر مصنفات وكان ديناً خيراً صالحاً حصل له في آخر عمره ضعف في بدنه وخلط في عينيه وضعف عن المشي وكان التقي الحصني كثير التردد إليه والمحبة له. مات في ليلة الجمعة حادي عشر ذي لحجة سنة ست وأربعين عن سن عالية ودفن بالباب الصغير بالقرب من قبر معاوية رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
أحمد بن محمد بن كمال بن علي بن أبي بكر بن إبراهيم بن حسن بن يعقوب بن شهاب بن عمر بن عبد الرحمن العلامة الشهاب بن الكمال الدلواني الهندي الأصل المكي الحنفي من اشتغل فقرأ على الشهاب بن الضياء أماكن من الهداية ومن المغني في أصولهم وغير ذلك بل سافر إلى القاهرة وأخذ بها أيضاً وأجازه قبل ذلك في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة العفيف النشاوري والتقي بن حاتم والبرهان بن فرحون والعراقي والهيثمي وآخرون وناب عن الشهاب بن المفيد سنة سبع وعشرين في إمام المقام الحنفي وتميز في الوثائق مع معرفة بالنحو والصرف ومسائل الفروع والخلافيات. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين ودفن بالمعلاة. أفاده ابن فهد فيما استدركه على الفاسي.
أحمد بن محمد بن كميل. صوابه محمد بن أحمد بن عمر بن كحيل.
أحمد بن محمد بن اللاج القلاحي السكندري المقرئ أجاز لابن شيخنا وغيره في سنة سبع عشرة. ويحرر اسم جده فقد وجدته في استدعاء هكذا وفي معجم شيخنا الفلاح وقال إنه انتهت إليه رياسة الإقراء ببلده.
أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحيم الشهاب بن الشمس الحروري بفتح المهملة ثم راء مشددة مضمومة وآخره مهملة نسبة إلى قرية تسمى حرور من دمشق - القاهري الشافعي. ولد في ربيع الثاني سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لأبي عمرو على الشرف يعقوب الجوشني والنور أخي بهرام واشتغل بالفقه على أبيه وجده وقال إنه كان فاضلاً وسمع على التنوخي والأبناسي والغماري وابن الشيخة والعراقي والمطرز والجوهري وآخرين وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وابن العلاء وجماعة؛ وأجاز لي وكان قد حج في سنة خمس وعشرين ودخل الاسكندرية وباشر عند الزمام، وكان نافذ الكلام أيام فارس الخزندار. مات بعد الخمسين تقريباً رحمه الله وعفا عنه وإيانا.(1/367)
أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد الشهاب بن ناصر الدين بن النجم الدمشقي الأصل القاهري البريدي ويعرف بابن الشهيد. ولد سنة خمس وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن والعمدة وسمع الصحيح ومسند الشافعي وغيرهما على ابن المجد وكذا سمع على التنوخي والعراقي والهيثمي والمطرز والحلاوي والسويداوي وآخرين أجاز لي وكان أبوه بريدياً فسافر معه إلى دمشق والاسكندرية في اشتغال الملوك وخلفه في اسم البريدية وتنزيله في ديوان الأجناد السلطانية إلى أن مات في سنة ثلاث وخمسين وكأن فتح الدين محمد بن إبراهيم بن ناظم السيرة عم والده فيحرر.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن أبي غانم الشهاب الأنصاري الحلبي الأصل الصالحي السكندري بن أبي بكر بن محمد بن أحمد المذكور في المائة قبلها ويعرف بابن الحبال وبابن الصائغ. سمع من الشهاب أحمد بن عبد الرحمن المرداوي جالس المخلدي الثلاثة ومن عبد الله بن القيم والشمس عبد الرحمن بن محمد بن العز بن أبي عمر والشهاب أحمد بن محمد بن علس وحسن بن علي بن مسلم اللبان وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى ووصفه بالشيخ الفاضل الجليل المسند وشيخنا الأبي عدة أجزاء وأجاز لشيخنا وذكره في معجمه والمقريزي في عقوده. ومات يوم الجمعة سابع عشري رجب سنة خمس وعشرين بالصالحية ودفن من الغد بالسفح.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن القسم بن عبد الرحمن بن المحب أبي محمد بن أبي القسم بن أبي الفضل الهاشمي العقيلي النويري المكي الخطيب وابن الخطيب الشافعي سبط القتي بن فهد أمه أم هانئ. ولد في النصف الثاني من ليلة السبت سادس عشري رجب سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فقرأ القرآن وصلى به وقرأ في التنبيه وغيره وأحضر على محمد بن علي الزمزمي والجمال محمد بن إبراهيم المرشدي والتقي المقرزي وحسن ابنة محمد الحافي وسمع على أبي المعالي الصالحي والزين شعر وأبي الفتح المراغي والزين الأميوطي وزينب ابنة اليافعي وطائفة منهم جده لأمه وأحضر في الرابعة على عبد الرحمن بن خليل القابوني تقريب العراق عني بسماعه له على مؤلفه وأجاز له خلق باستدعاء خاله النجم بن فهد واستقر في ربع الخطابة بالمسجد الحرام شريكاً لأبيه وعمه وولده ثم استقر أولاده بها بعد أبيهم وطاف هذا أماكن كاليمن والروم والحبشية وغيرها وكذا دخل القاهرة غير مرة وخطب بالأزهر وكذا بغيرها من الأماكن التي دخلها كل ذلك للسحت كما أنه تزوج الضريرة ابنة سيدي الكبير مع تقدمها في السن طمعاً في مالها وأتلف عليها بتبذيره وعدم تدبيره شيئاً كثيراً إلى أن ماتت معه وبعده انكشف حاله جداً وطيف له على مثلها أو نحوها ليستتر بها فما تهيأ ولم يكن عمه يرضاه، وعنده من الحمق ومزيد الجرءة والتساهل ما الله به عليم، وحكى لي المظفر الأمشاطي وهو من أصدقاء أبيه وعمه أنه عرض له في صغره اختلال بحيث صار يتعلق بأذيال الكعبة وربما مزقها وجيء به حينئذ للشيخ سلام الله العالم الطبيب فقال بحسب ما أظنه هذا احتيال منه على التظالم من الكتاب، قال الحاكي والذي ظهر لغيره بقرائن خلافه ولذا لوطف بالحقن ونحوها ومع ذلك فيظهر فيه بقايا مع تحامق سيما ويرتكب في خطبه ما لا يحمده عليه من له أدنى عقل بل ربما يؤدي إلى إبطالها ولا زال يترسل في ذلك إلى أن منع وأذن لإمام المقام في الخطابة وكان يتناوب هو وأولاده فيها وجر ذلك لمرافعته في عالم الحجاز فما تمكن بل منع من الوصول إلى القاهرة واختير له الإقامة بالمدينة النبوية فما كان بأسرع من سحبه منها في رمضان سنة اثنتين وتسعين وقد استلب في مجيئه ثم عاد إلى مكة في موسمها على وظيفة بعد أن خطب بالجامع الأزهر وتعرض لشيء مما أنكر عليه فوجد الجمالي أبا السعود صار رئيس الحجاز بعد موت والده وسلك معه ما اقتضته رياسته بمقابلته بالسلام والإكرام بل ساعده في تمشية ما رسم له بأخذه من مكان بباب شبيكة حتى بناه بيتاً واستمر التودد الظاهر بينهما وترك جل ما كان يسلكه في خطبه ولا شك أن معاداة العاقل أسلم من مخالطة الأحمق والمداراة خير من المماراه والتمكن أحسن من التلون، وقد تزوج كل من ولدين لابن عمه أبي بكر بن أبي الفضل بابنتين له كبيرتين وكانت حكايات والله يحسن العاقبة.(1/368)
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز نسيم الدين أبو الطيب ابن صاحبنا الكمال أبي الفضل بن أبي الفضل الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي ابن عم الذي قبله وسبط الخواجا جمال الكيلاني أمه أم هاني. ولد قبيل الستين بمكة ونشأ فحفظ القرآن والبهجة وعرضها في سنة إحدى وسبعين وأنا بمكة. وكنت ممن عرض علي وأقام في القاهرة مع أبيه يحضر معه. بل قرأ في التقسيم على العبادي وتردد لزكريا وغيره ولم يلبث أن مات في يوم السبت رابع رمضان سنة ثلاث وسبعين بالقاهرة مطعوناً وصلى عليه بجامع المارداني ودفن عند الونائي بالتنكزية في باب القرافة وكان له مشهد حافل عوضه الله الجنة.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى بن رحمة بن ظهير العلم المالكي. ولد سنة تسع وسبعين وسبعمائة تقريباً - وقال شيخنا قبيل التسعين وهو أشبه - بمنشية المهراني وقرأ القرآن والرسالة في الفروع وتفقه بالشمس البساطي وغيره حتى تقدم في فنون وأشير إليه بالفضيلة التامة واستحضار فروع المذهب وأذن له في الإفتاء والتدريس وناب في الحكم عن الجمال الأقفهسي فمن بعده وشكرت سيرته في أحكامه وعد من أعيان النواب المترشحين للقضاء الأكبر ودرس وأفتى ونظم ونثر وكتب الخط الحسن مع الثروة والحشمة والبيت الشهير، وهو أحد من أجاب البقاعي في مخاصمته التي سماها أشد البقاع نظماً، وقد حج غير مرة وجاور وتعانى التجارة ومات بالقاهرة في ليلة الأربعاء خامس عشري رمضان سنة اثنتين وأربعين مطعوناً بعد أن تعلل مدة. وذكره شيخنا في أنبائه وقال أنه جاز الخمسين. قال ورام ولاية القضاء فلم يتفق له. وكان ضعفه عقب وفاة البساطي فاستقر بعد ابن التنسي وقد ثقل هو في الضعف. قال وكان يتعانى الآداب ويتولع بالنظم وصحب التقي بن حجة مدة؛ ووقع عنده وعند المقريزي إبدال أحمد في نسبه بمحمد فصار أربعة على الولاء والصواب ما قدمته، وقال المقريزي أنه كان فقيهاً جسيماً من بيت علم ورياسة.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن روزبة الشهاب أبو العباس بن الناصر أبي الفرح بن الجمال الكازروني المدني الشافعي. ولد في ليلة رابع صفر سنة سبع وعشرين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي والشاطبية وألفية ابن مالك وعرض في سنة اثنتين وأربعين فما بعدها ببلده وبالقاهرة والشام وحلب وحماة على خلق منهم أبو الفتح المراغي والمحب المطري وشيخنا والمقريزي والبرهان الباعوني والصدر بن هبة الله بن البارزي، وسمع بالقاهرة على الزين الزركشي وبالمدينة على جده وأخذ المنهاج الأصلي بحثاً عن أبي السعادات بن ظهيرة حين كان بالمدينة، وكان أصيلاً. مات فيها شهيداً نفخ عليه ثعبان في رجله وهو بالفقير حديقة من العوالي فحمل إلى بيته فأقام أكثر من شهر وقضى. وذلك سنة ثلاث وستين رحمه الله.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الخالق بن عثمان الشهاب بن البدر الأنصاري الدمشقي الأصل القاهري المولد والدار الشافعي أخو الزين أبي بكر الآتي وأبوهما ويعرف سكلفه بابن مزهر. ولد في سنة عشرين وثمانمائة أو التي قبلها ونشأ في رياسة أبيه فحفظ القرآن والتنبيه واشتغل يسيراً وحج وجاور وسمع هناك أشياء على الشرف أبي الفتح المراغي وكذا زار بيت المقدس ولم يوافق على الدخول فيما عرض عليه من الوظائف اللائقة به، وعاش بعد والده مدة حتى مات في يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين بالطاعون ودفن من الغد بتربة والده بالصحراء وكان له مشهد حافل رحمه الله.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد الشهاب الحمصي. ولد في ثالث جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة كما كتبه بخطه وكتب على استدعاء وأثبته البقاعي في شيوخه. مات في أواخر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ودفن بمقبرة باب توما وكانت جنازته حافلة. قاله ابن اللبودي قال وما وقفت له على شيء.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عز الدين الشهاب بن المحب بن الأوجاقي أخو الرضى محمد وعبد الرحيم الآتيين. ولد في سنة إحدى وثمانمائة وقرأ القرآن وغيره وشارك أخاه في السماع على الشرف بن الكويك والجمال بن الحنبيل ومات في إحدى الجمادين سنة ستين في حياة أمه ودفن بالقرب من مقام الشافعي رحمه الله.(1/369)
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد الشهاب أبو العباس بن الشرف الششتري المدني الشافعي سبط ناصر الدين بن صالح القاضي وأخو الشمس محمد المقرئ ووالد محمد الآتي كل منهم. حفظ المنهاج والشاطبية والطيبة وقرأ القراءات على الشمس الكيلاني والسيد إبراهيم الطباطبي بل قرأ على الجمال الكازروني في الصحيح وأقام بمكة زيادة على عشرين سنة وأخذ بها عن حفيد اليافعي والشمس الزعيفريني وناب في خطابة بلده وإمامتها عن خاله فتح الدين بن صالح فمن بعده وكان خيراً رضياً مشاركاً في الفقه والعربية أقرأ الطلبة ومات في المحرم سنة سبع وسبعين وقد زاد على الستين.
أحمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل بن موفق الشهاب الديروطي الشافعي. سمع مني بالقاهرة ورأيته فيمن شهد على الديروطي في إجازته لابن القصبي.
أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن أيوب البهاء أبو الفضل بن البدر أبي البقاء بن فتح الدين أبي عبد الله وأبي الفتح القرشي المخزومي المحرقي الأصل القاهري الشافعي الآتي جده وولده يحيى وأخوه المحب محمد والبهاء الأصغر ويعرف كسلفه بابن المحرقي. ولد بعد ظهر السبت ثالث عشري رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة بالقرب من الأزهر، ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النحو، وأخذ الفقه عن المناوي قرأ عليه المنهاج بحثاً وعن العبادي وصاهره على ربيبته ابنة المسطيهي والفخر عثمان المقسي والزين زكريا والجلال البكري قراءة وسماعاً ولازمهم في التقاسيم ومما قرأه على الزين العجالة والأصول عن الأول سمع عليه المنهاج الأصلي وإمام الكاملية قرأ عليه قطعة من شرحه له وقرأ كثيراً من الفقه وأصوله على أبي السعادات البلقيني والعربية بمكة عن أحمد بن يونس المغربي والشهاب التغلبي وبالقاهرة على البرهان الحلبي والجوجري والسنهوري ومما قرأه عليهما التوضيح لابن هشام وعلى ثانيهما من شرح إيساغوجي والفرائض والحساب عن الشهاب السجيني والميقات عن العز الوفائي والنور النقاش والبدر المارداني قرأ عليهم رسالتي الجيب والمقنطرات للجمال المارداني جد الأخير لأمه وبعض شرح ألفية العراقي عن الزين قاسم الحنفي وعلم الكلام مع فنون كثيرة عن التقي الحصني ومما قرأه عليه شرح العقائد للتفتازاني وكذا أخذ عن الكافياجي بعض تصانيفه وغيره، وسمع الحديث بمكة في سنة خمس وستين على الزين الأميوطي والتقي بن فهد وبمنى في أيامها على النجم محمد بن أحمد بن عبد الله القلقشندي وكان حج في موسم التي قبلها ثم جاور وسمع بعد ذلك سنة ست وسبعين بالقاهرة على الشهاب الشاوي والزين عبد الصمد الهرساني والبهاء المشهدي والخيضري؛ شاركه في الأربعة ابنه المشار إليه، واجتمع في مكة بكل من عبد الكبير الحضرمي وإدريس اليماني ومحمد الزعيفريني وأذن له كل من العبادي وأبي السعادات في الإفتاء والتدريس بعد امتحان ثانيهما له في مسائل كثيرة من فنون متعددة وكذا أذن له الحصني في إقراء شرح العقائد وكل من الجوجري والسنهوري في إقراء التوضيح والعربية وفي الإفتاء وثانيهما في إقراء شرح إيساغوجي، وحلق في الأزهر وأسمع الحديث وخطب بالأزهر وبجامع عمرو بن استقر به الأشرف قايتباي في خطابة تربته وحمدت خطابته وحسن تأديته مع سكونه وحشمته والجماعة وربما خطب بالسلطان في جامع القلعة حين يعرض للقاضي توعك.
أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبية. يأتي بدون أبي بكر.(1/370)
أحمد بن محمد بن محمد بن حامد بن أحمد بن عبد الرحمن بن حميد بن بدران بن تمام بن درغام - بمهملتين ثم معجمة - بن كامل الشهاب أبو العباس بن الشمس بن القاضي الشمس الأنصاري القدسي الشافعي أخو محمد ووالد الشمس أبي حامد الآتيين ويعرف بابن حامد. ولد في سنة ستين وسبعمائة تقريباً وقيل سنة أربع وخمسين ببيت المقدس ونشأ به فحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج والألفية والملحة وغيرها وعرض على البرهان بن جماعة وهو كبير في سنة خمس وثمانين وابني القلقشندي إبراهيم بن محمد وسمع على جده السفينة الجرائدية وغيرها وعلى الجلال عبد المنعم الأنصاري جزء أبي الجهم بكماله وغيره وسمع على أبيه أيضاً وكذا من لفظ الشهاب بن مثبت المسلسل وغيره وقرأ على الجمال عبد الله بن سليمان الأجاري المالكي الشفا وعلى البرهان بن الشهاب أي محمد صحيح مسلم بل أخبر أنه سمع على البرهان بن جماعة وأبي الخير بن العلائي وابن مرزوق ويحيى الرحبي والعاقولي وكله ممكن وكذا سمع على عبد الرحمن بن يوسف الكالدنسي والشمس الندرومي مجتمعين بحرم القدس في سنة إحدى وسبعين والعلاء بن النقيب وابن الرصاص والتقي القلقشندي وولديه الشمس محمد والبرهان إبراهيم وصهر والده الشمس بن الخطيب والبدر محمود العجلوني والعليمي والشهاب بن الناصح والسراج البلقيني وسرى الدين القاضي وخطيب القدس العماد الكركي والنجم بن جماعة وابن عمه الخطيب عماد الدين إسماعيل وأجاز له بسؤال أبيه الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة والبرهان إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن فلاح وعبد الوهاب بن السلار والشمس بن قاضي شهبة وابن المحب وآخرون باستدعاء الإمام شمس الدين محمد بن محمد بن يحيى الندرومي مؤرخ بربيع الآخر سنة أربع وسبعين والشيخ محمد القرمي وجماعة وصحب عبد الله البسطامي وأبا بكر الموصلي وسمعه ينشد مراراً:
نحن في غفلة وفي عمه ... والمنايا تخطفن خطف الذباب
قل لمن لا يهوله كتفه الص ... ى يهيأ لكتفة القصاب
وأكثر من الاشتغال والتحصيل والسماع وكتب بخطه الكثير وولي مشيخة الفخرية وعرض عليه قضاء القدس قديماً بسؤال الشمس الهروي له فيه فأبى، وكان صالحاً زاهداً ناسكاً قانعاً باليسير ديناً خيراً منجمعاً عن الناس على طريق السلف طارحاً للتكلف تعفف حتى عما كان باسمه من الوظائف ولزم بيته إلا إلى المسجد وصار مقصوداً بالدعاء والتبرك به، أثنى عليه غير واحد وانتفع به ولده بل أخذ عنه الفضلاء، وحدث بأشياء وصار خاتمة من يروي عن جماعة من شيوخه بتلك النواحي أجاز لي. وأبوه ممن مات في سنة سبع وثمانين وسبعمائة وجده في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة. ومات هو بعد أن ثقل سمعه وأقعد قبل وفاته بنحو ثلاثة أشهر في ظهر يوم الخميس ثاني عشر ذي القعدة سنة أربع وخمسين وصلى بعد العصر عند المحراب الكبير ودفن من يومه بمقبرة البسطامية عند عمه العلاء علي بن حامد رحمه الله وإيانا.(1/371)
أحمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي بن يحيى بن محمد بن خلف الله بن خليفة التقي أبو العباس بن الكمال بن أبي عبد الله التميمي الداري القسنطيني الأصل السكندري المولد القاهري المنشأ المالكي ثم الحنفي الآتي أبوه ويعرف بالشمني - بضم المعجمة والميم ثم نون مشددة نسبة لمزرعة ببعض بلاد المغرب أو لقرية وقد لا يتنافيا. ولد في العشر الأخير من رمضان سنة إحدى وثمانمائة بالاسكندرية وقدم القاهرة مع أبيه فأسمعه على ابن الكويك والجمال الحنبلي والصدر الأبشيطي والتقي الزبيري والفوي والولي العراقي والشهاب الطريني وخليل القرشي القارئ والشموس الشامي وابن البيطار والزراتيتي والنور الأنباري الكثير وأجاز له البلقيني والعراقي والهيثمي والجمال الرشيدي والتقي الدجوي والجوهري والحلاوي والبدر النسابة وناصر الدين بن الفرات والزين المراغي والجمال بن ظهيرة ورقية بنة يحيى وآخرون، وتلا لأبي عمر على الزراتيتي وتفقه أولاً كأبيه لمالك بأحمد الصنهاجي والبساطي وانتفع به في الأصلين والنحو والمعاني والبيان والمنطق وغيرها وكذا انتفع بالعلاء البخاري حيث سمع عليه التويح والتوضيح في أصول فقه الحنفية والهداية وفي فقههم وشرح المفتاح في المعاني وجملة وأخذ عن النظام الصيرامي المنطق والمطول بتمامه ولازمه ملازمة تامة في العقليات وغيرها حتى في الفقه قبل تحنفه أخذ عنه الهداية وتحول حنفياً في سنة أربع وثلاثين بعد موته بواسطة ولده العضدي وحضر عنده فيما قبل تقسيم الكنز والهداية وغيرها حين كان صوفياً بالبرقوقية ومقيماً بها، وسمعت من يذكر في سبب تحوله حنفياً كون البساطي قدم بعض رفاقه ممن التقى أمثل منه بكثير عليه، وأخذ العربية عن الصنهاجي أيضاً والشمس الشطنوفي وبه وبالشمس العجيمي سبط ابن هشام انتفع به فيها وأصول الدين عن ابن خضر شاه الرومي الحنفي مدرس الجانبكية والطب عن الشمس محمد البلادري وكان إليه الغاية فيه والخزرجية في العروض والقافية وفصول ابن الهائم في الفرائض والنزهة في الحساب بالقلم ورسالتي المارداني عن ناصر الدين البارنباري والهندسة والهيئة بقراءته والحساب سماعاً عن ابن المجد والمنطق بقراءته وآداب البحث عن أبي بكر العجمي الطبيب والحديث عن شيخنا بحث عليه دروساً من شرح ألفية العراقي في سنة اثنتين وثلاثين وكان لازمه بعد والده فأحسن إليه وساعده في استخلاص مبلغ ممن وثب عليه في بعض وظائف أبيه وآثره هو بمثله وزاد إقبالاً عليه حين وقع السؤال عن حكمة الترقي من الذرة إلى الحبة إلى الشعيرة في قوله فلحقوا ذرة وأجاب التقي بديهة بأن صنع الأشياء الدقيقة فيه صعوبة والأمر بمعنى التعجيز فناسب التدلي من الأعلى إلى الأدنى فاستحسنه وزاد في إكرامه والتعريف بفضيلته وحضر مع والده مجلس أبي الحسن علي بن وفا ويقال أنه حمله في حال صغره ودار به في مجلس السماع وأخبرني عنه أنه رد على العراقي تصنيفه الباعث على الخلاص من حوادث القصاص ثم صحب بعده أبا الفتح وكذا رأى خليفة حين اجتمع على الإنكار عليه وكتب على بعض الكتاب بالمحمودية وكذا علي بن عبد الرحمن بن الصائغ ولازمه مدة وحضر عند أبي الفضل بن الإمام التلمساني واستمر يدأب في الفضائل حتى اشتهر وتصدى للإقراء وصنف شرحاً لنظم والده النخبة عمله في حياة شيخنا وحاشية على المغني لخصها من حاشية الدماميني وزاد عليها اشياء نفيسة سماها المنصف من الكلام على مغني ابن هشام وتعليقاً لطيفاً على الشفا في ضبط الفاظه لخصه من شرح البرهان الحلبي وأتى بتتمات يسيرة فيها تحقيقات دقيقة سماه مزيل الخفا عن ألفاظ الشفا وشرحاً متوسطاً للنقاية في فقه الحنفية وسمعته يتألم ممن سلخه وزاحمه فيما له فيه من التحقيقات ونحوها مما لم يسبق إليه وفهرستاً لمروياته وغير ذلك وأقرأها مراراً وتنافس الناس في تحصيل الحاشية وتوسل بعض المغاربة بسلطانهم عند من ارتحل إليه وكتبها في إعارتها وكذا أقرأ غيرها من مشكلات الكتب كالكشاف واليبضاوي في التفسير والدارحديثي وشرح المواقف وشرح المقاصد في أصول الدين والعضد والفنري في أصول الفقه والرضي شرح الكافية في العربية وهو غاية ما في هذا النوع من الفن المطول والمختصر في المعاني والبيان وما على ما سبق من الحواشي؛ وانفرد بتقرير جميع ذلك بدون ملاحظة كراس ولا حاشية مع استحضاره لتقرير(1/372)
مشايخه فيما يتوقف العلم بالمراد غالباً عليهم يه وحكى لي بعض أخصائه من ثقات تلامذته أنه سمعه بعيد الخمسين يقول أنه أقرأ المطول بغير مطالعة اثنتي عشرة مرة قال ذلك وقد اتفق دخول اثنين من أبناء العجم الجمالية فوجداه يقرئ فيه فجلسا عنده وبحثا معه واستشكلا عليه فلم ينقطع عنهما بل افحمهما بحيث امتلأت أعينهما من جلالته وصرحا بعد الانفصال عنه للمشار إليه بأنهما لم يظنا في أبناء العرب من ينهض بذلك وبلغ الشيخ فتبسم وقال ما تقدم، وأخذ عنه علم العروض رفيقه العلامة سيف الدين بن الخوندار، وكذا حدث بأكثر مروياته قرأت عليه الكثير من سنة خمسين وبعدها وحضرت كثيراً من دروسه في العضد والكشاف وغيرهما وأخذت عنه شرحه لنظم النخبة وشرح والده لمتن النخبة وخرجت له قديماً مشيخة وقف عليها شيخنا وكتب عليها ووصف التقي بالإمام العلامة فخر المدرسين مفيد الطالبين مفتي المسلمين ووالده بالشيخ الإمام العلامة المحدث المكثر المفيد وقال متع الله المسلمين ببقائه وداوم ارتقائه وحدث بها مراراً وخرجت له باخرة المسلسل بالنحاة وحدث به أيضاً وكان لا يقدم على أحد من الأكابر فضلاً عن غيرهم وينوه بي في غيبتي كثيراً وقرض لي عدة من تصانيفي بل وانتقى بعضها وفي تفصيل ذلك طول وكان إماماً علماً علامة مفنناً سنياً متين الديانة زاهداً عفيفاً متواضعاً متودداً صبوراً حسن الصفات منقطع القرين سريع الإدراك قوي الحافظة ممتع المحاضرة جيد الكتابة فصيحاً رائق العبارة قادرأ على التعبير عن مراده بعبارات متنوعة في نثر حسن وربما نظم أيضاً فكتبت من نظمه ما عمله لما ولي الظاهر ططر ونوه بقتله وخيف من فساد الترك:ايخه فيما يتوقف العلم بالمراد غالباً عليهم يه وحكى لي بعض أخصائه من ثقات تلامذته أنه سمعه بعيد الخمسين يقول أنه أقرأ المطول بغير مطالعة اثنتي عشرة مرة قال ذلك وقد اتفق دخول اثنين من أبناء العجم الجمالية فوجداه يقرئ فيه فجلسا عنده وبحثا معه واستشكلا عليه فلم ينقطع عنهما بل افحمهما بحيث امتلأت أعينهما من جلالته وصرحا بعد الانفصال عنه للمشار إليه بأنهما لم يظنا في أبناء العرب من ينهض بذلك وبلغ الشيخ فتبسم وقال ما تقدم، وأخذ عنه علم العروض رفيقه العلامة سيف الدين بن الخوندار، وكذا حدث بأكثر مروياته قرأت عليه الكثير من سنة خمسين وبعدها وحضرت كثيراً من دروسه في العضد والكشاف وغيرهما وأخذت عنه شرحه لنظم النخبة وشرح والده لمتن النخبة وخرجت له قديماً مشيخة وقف عليها شيخنا وكتب عليها ووصف التقي بالإمام العلامة فخر المدرسين مفيد الطالبين مفتي المسلمين ووالده بالشيخ الإمام العلامة المحدث المكثر المفيد وقال متع الله المسلمين ببقائه وداوم ارتقائه وحدث بها مراراً وخرجت له باخرة المسلسل بالنحاة وحدث به أيضاً وكان لا يقدم على أحد من الأكابر فضلاً عن غيرهم وينوه بي في غيبتي كثيراً وقرض لي عدة من تصانيفي بل وانتقى بعضها وفي تفصيل ذلك طول وكان إماماً علماً علامة مفنناً سنياً متين الديانة زاهداً عفيفاً متواضعاً متودداً صبوراً حسن الصفات منقطع القرين سريع الإدراك قوي الحافظة ممتع المحاضرة جيد الكتابة فصيحاً رائق العبارة قادرأ على التعبير عن مراده بعبارات متنوعة في نثر حسن وربما نظم أيضاً فكتبت من نظمه ما عمله لما ولي الظاهر ططر ونوه بقتله وخيف من فساد الترك:
يقول خليلي العدا أضمرت ... إذا مات ذا الملك سوء الورى
فقلت سل الله إبقاءه ... ويكفينا الظاهر المضمرا(1/373)
كل ذلك مع الشهامة وحسن الشكالة والأبهة وبشاشة الوجه ومحبة الحديث وأهله وحطه على الاتحادية ومن زاغ ممن ينسب إلى التصوف وتقلله من التبسط في الدنيا وتقنعه بخلوة في الجمالية يسكنها وأمة سوداء لقضاء وطره وغير ذلك وكونه ليس باسمه سوى مشيخة مدرسة اللالا وراتب يسير بالجوالي ولذلك لما التمس منه قانباي الجركسي حين ابتنى تربته التي تحت قلعة الجبل بإرشاد بعض أصحابه له في ذلك الإقامة فيها ويكون خطيبها وشيخ الصوفية بها مع غير ذلك من الوظائف ويهيئ له مسكناً حسناً أجاب وتحول فأقام بها وكان ذلك سبباً لمزيد انجماعه وعكوفه على ما هو بصدده ورسم له بفرس من اسطبل السلطان وألح عليه فركبها لحظة وعجز فنزل عنها وأرسلها لموضعها فرجعوا بها إليه وقالوا له إن لم تركبها فانتفع بثمنها ولم ينفك الفضلاء عن ملازمته والأكابر عن التبرك به وزيارته وأشار عليه بعض الجماعة بعد موت واقفها بالعود إلى الجمالية ويأتيها يوماً بعد يوم ليزيد الانتفاع به فما وفق واستمر مقيماً بالقانبهية لكنه مكث مدة يجيء إلى الجمالية أياماً معينة ولم ينقطع عنها إلا لعذر وناب عن العضدي شيخ البرقوقية في مشيختها حين مجاورته بمكة وكذا في سفره لبيت المقدس ولم أسمع أنه كتب على فتيا مع سؤالهم له في ذلك ولا كان له رغبة في حضور عقود المجالس ونحوها بحيث لم يتفق له ذلك فيما أعلمه سوى مرة واحدة بعد جهد كبير في مجلس لم يكن يه غيره والأمين الأقصرائي والسيفي فمن دونهم وتكلم بكلمات يسيرة وكذا ألح عليه حفيد العيني أيام ضخامته في الحضور عنده وكان قرره متصدراً فيما جدده بمدرسة جده بطل أمره بعد يسير فلم يجد بداً من ذلك وجاء العبادي ليجلس فوقه بينه وبين الحنفي فأشير بخلاف هذا وجعل السراج من جهة أخرى بل كان خطب للقضاء فأبى بعد مجيء كاتب السر إليه واخبره أنه لم يجب نزل إليه السلطان فصمم وقال: الاختفاء ممكن فقال له فيماذا تجيب إذا سألك الله عن امتناعك مع تعيينه عليك، فقال يفتح الله حينئذ بالجواب ولم يكن يحابي في الدين أحداً، التمس منه بعض الشبان من ذوي البيوت إذنه له بالتدريس بعد أن أهدى إليه شيئاً فبادر لرد الهدية وامتنع من الإذن وربما كتب فيما لا يرتضيه لقصد جميل ككتابته على كراس من تفسير البقاعي الذي سماه المناسبات فإنه قال لي حين عتبته على ذلك: إنما كتبت لصونه عما رام تمربغا أن يوقعه به والله ما طالعته وليس هو عندي في زمرة العلماء، ولم وسع الله عليه بسبب ما تقدم صار يواسي الطلبة وغيرهم من قدماء أصحابه ومن يعلم احيتاجه ويصرح لبعض خواصه أنه لو تحقق إبقاء الوظائف باسم أولاده لآثر بجميع ما يفضل عنه وقد عم النفع به حتى بقي جل الفضلاء من سائر المذاهب من أهل مصر بل وغيرها من تلامذته واشتدت الرغبة في الأخذ عنه وتزاحموا عليه وهرعوا صباحاً ومساء إليه وامتدحه من الشعراء الشهاب المنصوري وغيره وبالجملة فهو كلمة إجماع لم يتدنس بما حيط مقداره بل راعى لمنصب العلم حقه منحه الله تعالى كثرة الأسقام من قبل الثلاثين في الأعضاء الباطنة وكذا بحبس البول بالحصاة وكثرة الرعاف وغير ذلك فكان قل أن يصح لكنه لا ينقطع إلا عن امر كبير ويتحرى ما يلائمه من أكل ونحوه إلى قبيل موته وعرض له حينئذ استسقاء ورمد ومات بمنزله من تربة قايتاي شرقي قلعة الجبل في ليلة الأحد سابع شعري ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وصلى عليه من الغد عند باب محل سكنه تقدم الناس الشافعي ودفن بحوش داخل التربة وتأسف الناس على فقده ولم يخلف بعده في مجموعه مثله وخلف ذكرين وأنثى من جارية وألف دينار وحفظت جهاته لولديه ورثاه غير واحد رحمه الله وإيانا ونفعنا به.
أحمد بن محمد بن محمد بن حسن أبو الهدى بن أبي الخير بن الشيخ الحنفي الآتي أبوه وجده. ولد سنة سبع وثمانمائة سنة مات جده.(1/374)
أحمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الشهاب بن الكمال أبي البركات بن الجمال أبي السعود القرشي المكي الحنفي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فسمع ابن صديق والمراغي والجمال بن ظهيرة وغيرهم وأجاز له التنوخي والعراقي والهيثمي وابن منيع وابنتا ابن عبد الهادي وآخرون ونزل طالباً في المدارس ودخل مصر للتنزه وبعض بلاد اليمن للتجارة وكان مائلاً لحفظ الأشعار والنظر في التاريخ مذاكراً بأشياء مستحسنة في ذلك. مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين ذكره الفاسي في مكة.
أحمد بن محمد بن محمد بن خلد بن موسى الحمصي الحنبلي ابن أخي عبد الرحمن بن محمد بن خلد الآتي هو وأبوه ويعرف بابن زهرة. ولي قضاء الحنابلة ببلده وقدم القاهرة فناب عن قاضيها العز الكناني.
أحمد بن محمد بن محمد بن دمرداش الشهاب الغزي الحنفي ابن أخت قاضي الحنفية الشمس بن المغربي ويعرف بابن دمرداش. ممن أخذ الفقه عن خاله والعربية والمعاني والبيان والتصوف عن الشمس الحمصي في آخرين ممن وردوا عليه وبرع في فنون مع الدين وجودة النظم والنثر والسيرة الجميلة وتكسبه بالشهادة التي صار عين اهل بلده فيها.
أحمد بن محمد بن محمد بن ريحان البعلي. كذا في ابن عزم.
أحمد بن محمد بن محمد بن سالم بن محمد الضياء القرشي المكي ثم القاهري القباني أخو سالم الآتي. ولد سنة ثلاث وتسعين تقريباً وأجاز له الزين المراغي والمجد اللغوي وغيرهما أجاز لنا وتكسب بالوزن بالقبان وكذا بالوزن في مخبز سعيد السعداء وكان أحد صوفيتها مشكور السيرة موثوقاً بأمانته كثير التحري في صناعته عديم الخوض فيما لا يعنيه ساكناً ديناً لم يزل على ذلك حتى مات في ذي الحجة سنة سبع وستين رحمه الله. ورأيت من قال في نسبه الحموي المكي فيحرر.
أحمد بن الشمس محمد بن القطب محمد بن السراج البخاري الأصل المكي ابن شيخ الباسطية المكية الآتي كل من أخويه عبد الله وشقيقه محمد وأبيهم. ولد في صفر سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمكة وأمه بيضاء ماتت حين تميزه وهو ممن قرأ علي في سنة سبع وتسعين في أبي داود ولازمني في الشفا وغيره بل سمع مني قبل طفوليته.
أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد بن عمر بن يوسف بن إسماعيل الشهاب أبو الخير بن الضياء الصاغاني الأصل - نسبة للإمام الشهير الرضي صاحب المشارق وغيرها فيما قاله - الهندي الأصل المدني المولد المكي الحنفي والد المحمدين الآتيين ويعرف بابن الضياء. ولد في ضحى سادس عشري ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالمدينة النبوية وسمع بها من خليل المالكي والعفيف المطري والعز بن جماعة وكذا سمع منه ومن الموفق الحنبلي بمكة ومن أبي البقاء السبكي والبهاء بن خليل وعبد القادر الحنفي وإبراهيم بن إسحاق الآمدي وغيرهم بالقاهرة وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وخلق من بغداد وغيرها تجمعهم مشيخته تخريج التقي بن فهد، وحدث سمع منه غير واحد من أصحابنا فمن فوقهم. وقال شيخنا في معجمه اجتمعت به مراراً وأجاز لأولادي. وقال الفاسي أنه اعتنى بالعلم كثيراً وله في الفقه نباهة ودرس وأفتى كثيراً وولي بعد وفاة أبيه درس يلبغا الخاصكي بالمسجد الحرام وكذا ولي تدريس البنجالية والزنجيلية والأرغونية بدار العجلة فيها ثم نقل الدرس بالأخيرتين إلى المسجد وناب في عقود الأنكحة عن العز النويري ثم في الأحكام عنه أيضاً سنة ثلاث وثمانمائة ثم عزله فلم يتجنب الأحكام محتجاً بأن مذهبه أن القاضي لا ينعزل إلا بجنحة وأنه لم يأتها؛ ولم يلبث أن استقل بقضاء مكة من قبل الناصر فرج سنة ست وكان أول حنفي استقل بها ثم عزل بعد أيام قليلة وناب عن الجمال بن ظهيرة ثم أعيد استقلالاً ثم صرف بالجلال المرشدي ولكنه لم يقبل فأعيد واستمر إلى أن مات بعد أن عجز عن الحركة والمشي لسقوطه من سرير مرتفع عن الأرض فانفكت بعض أعضائه وتألم كثيراً لذلك نحو شهرين في ليلة الأحد رابع عشر ربيع الأول سنة خمس وعشرين بمكة وصلى عليه من الغد بالمسجد الحرام ودفن على أبيه بالمعلاة وذكره المقريزي في عقوده وصدر ترجمته بالهندي المكي وقال نعم الرجل رحمه الله.(1/375)
أحمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغني بن منصور الشهاب أبو العباس الشمس بن أبي عبد الله بن الشمس بن الفقيه الزين بن الجمال الحراني الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي الآتي أبوه ويعرف كهو بابن عبادة - بالضم - من بيت وجيه فعبادة وعبد الغني عند الذهبي وغيره. ولد في صفر سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فقرأ القرآن على العلاء الشحام وغيره والعمدة والخرقي وعرضهما على العلاء بن اللحام والشهاب بن حجي وغيرهما وعلى ابن اللحام اشتغل في الفقه وكذا حضر فيه وهو صغير جداً عند ابن رجب وغيره وسمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي وناب في القضاء لأبيه ثم استقل به بعد وفاته فباشره بعفة ونزاهة وصرف قبل استكمال سنتين فلزم منزله منجمعاً عن الناس وكتب بخطه تفسير ابن كثير وعرض عليه العود فأبى وحج مرتين وزار بيت المقدس والخليل وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه وكان متواضعاً بهياً حسن الشكالة مزجي البضاعة. مات في شوال سنة أربع وستين ودفن من يومه بمقبرتهم شرقي الروضة من سفح قاسيون رحمه الله.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبدا لبر بن يحيى السبكي. هو ابن محمد بن عبد البر مضى ومحمد الثاني زيادة.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الشهاب بن التقي بن ناصر الدين الأقفهسي ثم القاهري نزيل مكة أبو الشمس محمد الآتي. ولد بالقاهرة ونشأ بها لفحظ القرآن ومختصر أبي شجاع والملحة وعرضها في سنة سبع وتسعين فما بعدها على جماعة وقدم مكة بعد الثلاثين فقطنها وأدب الأبناء وكان خيراً مباركاً ساكناً كثير التلاوة. مات في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين ودفن بالمعلاة. ذكره ابن فهد.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد الشهاب البجائي الأبدي المغربي المالكي نزيل الباسطية ويعرف بالآبدي. اشتغل في بلاده وقرأ في بجاية على أبي عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله البيوسقي البجائي الشفا وبعضه على أبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد القماح الأندلسي وقدم القاهرة فحضر دروس القاياتي وابن قديد والعز عبد السلام البغدادي وترافق هو وابن يونس الآتي في الأخذ رواية عن العز عبد السلام القدسي ولا أستبعد أن يكون أخذ عن شيخنا وحج وأخذ عن الجمال الكازورني بالمدينة إجازة وعن غيره وكتب بخطه أشياء بل درب زوجته نفيسة وكانت تكتب له أيضاً؛ وتقدم في العلوم سيما العربية فلم يكن بعد شيخنا ابن خضر من يدانيه في إرشاد المبتدئين وله فيها حدود نافعة كما أنه كتب على إيساغوجي شرحاً مفيداً وتصدى لنفع الطلبة بالأزهر أولاً ثم بالباسطية حين سكنها برغبة أحد شيوخه العز البغدادي له عنها إلى أن مات وأخذ عنه الأعيان من كل مذهب فنوناً كالفقه والعربية والصرف والمنطق والعروض، وكنت ممن أخذ عنه العربية وغيرها بل أخذ عنه أخي أيضاً وكان كثير الميل إلينا متواضعاً بشوشاً رضياً مجاب الدعوة حتى قيل أنه لكثرة ما كان يرى من تهكم الشباسي بالطلبة بل وبالشيوخ دعا عليه فابتلي بالجذام، عديم التردد لبني الدنيا بعيداً عن الشر ودخوله مع أبي الفضل المغربي في كائنة الشريف الكيماوي بتلبيس من المشار إليه ليتقوى به ومع ذلك فلم يتكلم ولم يزل على وجاهته في العلم وإقرائه حتى مات في عشري رمضان سنة ستين بالقاهرة ودفن بتربة الصلاحية وقد جاز الستين ظناً رحمه الله وإيانا. ورأيت من يقول أن سنة وفاته سنة إحدى وأن الجمالي ناظر الخاص أرسل يلتمس منه قضاء المالكية بعد وفاة السنباطي فاعتذر بضعفه ولم يلبث أن مات، وهو ملتئم مع كونها في سنة إحدى فإن السنباطي مات في رجب منها.(1/376)
أحد بن الكمال محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن منصور القاهري شقيق محمد وعبد الرحمن ويعرف كأبيه بابن إمام الكاملية قال إنه ولد في سنة أربع وأربعين وثمانمائة بالكاملية ونشأ في كنف أبويه مع النساء فقرأ بعض المنهاج وجميع الزبد واختلف عليه غير واحد من المعلمين وربما قرأ تفهماً على أبي العزم الحلاوي والشمس المسيري ونحوهما ولم ينجب ولا كاد وسمع مع والده بقراءتي على عدة من الشيوخ وحج معه وجاور غير مرة وسمع هناك على التقي بن فهد وغيره كأبي الفتح المراغي وكذا زار بيت المقدس وسمع به بعضاً على التقي القلقشندي ونحوه ولما مات أبوه تمشيخ بدون مقتضيها لكن لكون الفساق وثبوا له ولأخيه علي حتى اغتصبوا مني مشيخة الحديث بالكاملية بل تلطف معي السلطان في أمرها إكراماً لخوند بسفارة بعض الطواشية وكذا لكونه عمل شيخ السبع الأصيلي وصار يتجوه على الضعفاء بالطواشي المتهم وربما حصل له أشياء وسلك شبه طريقة أبيه في عمل وقت في يوم عاشوراء يجمع له من الناس أموالاً يدخر جلها وتباين مع أخيه عبد الرحمن لأسباب دنيوية وآل الأمر إلى النزول عن التدريس المشار إليه لابن النقيب وتعجب أهل الديانة من هذا الصنيع أولاً وثانياً وكان بمكة مجاوراً في سنة تسع وتسعين وزوجة أخيه هناك فلم يصلها بشيء ولا أظنه سأل عنها.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد السلام بن موسى الشهاب أبو الخير بن العز المنوفي الأصل القاهري الشافعي قاضي منوف ويعرف بابن عبد السلام. ولد بعد صلاة الجمعة رابع عشر ربيع الأول سنة سبع وأربعين وثمانمائة ونشا في كنف أبيه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية ابن مالك وعرض على البوتيجي والمحلي والمناوي والأقصرائي وإمام الكاملية وسمع على أبيه جزء البطاقة في آخرين وتفقه بالعلم البلقيني وابن عمه البدر أبي السعادات والسراج العبادي والجلال البكري وآخرين كالبدر حسن الأعرج وعنه أخذ أيضاً الفرائض والحساب وأخذ عن ابن قاسم والزين الأبناسي في النحو وعن ثانيهما في الأصول وأخذ عني في الحديث أشياء وكتب عني جملة، وبرع في الفقه وشارك في غيره وناب عن الزين زكريا في بلده منوف ثم عنه بالقاهرة مضافاً إلى منوف، وكتب شرحاً على مختصر أبي شجاع وعلى الستين مسئلة للزاهد وعلى الجرومية وعمل فتاوى شيخه البكري وعمل كتاباً في النيل وغير ذلك؛ وحج وجاور وحضر دروس البرهان بن ظهيرة وجمع نبذة من فتاويه أيضاً بإشاراته وقرأ على العامة بزاوية شرف الدين وولع بالنظم فأتى منه بقصائد وغيرها مع نثر جيد وخط حسن واستحضار لكثير من فروع الفقه ومن شرح مسلم وغيرهما ومشاركة في كثير من الفضائل وسلامة فطرة ومحاسن.
أحمد بن البدر محمد بن محمد بن عبد العزيز المباشر. مضى في أحمد بن عبد العزيز بن محمد.
أحمد بن أبي اليمن محمد بن محمد الطويل بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي. ولد بها من مستولدة لأبيه الآتي وسمع على أبي الفتح المراغي وأجاز له في سنة ست وثلاثين جماعة ودخل مصر للاسترزاق مرتين فأدركه أجله في الثانية بالطاعون بها سنة أربع وخمسين.(1/377)
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد المحسن بن محمد الصدر أبو العباس بن ناصر الدين الكناني الزفتاوي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه ولد سنة ست وعشرين وثمانمائة تقريباً بالقاهرة وحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين وألفية النحو وعرض على شيخنا والعز عبد السلام القدسي وابن البلقيني والتلواني والونائي والبدر بن الأمانة وابن الديري والمحب بن نصر الله وأجازوه في آخرين كالقاياتي والشهاب بن تقي وآخرين ممن لم يجز واشتغل في النحو عند الأبدي والراعي والخواص والتقي الحصني وعليه قرأ الأصول وسمع على الشمني في حاشيته على المغني بل سمع عليه في التفسير والحديث وغيرهما وفي الفقه عند البوتيجي والبلقيني والمناوي والعبادي واشتدت ملازمته للأول فيه حتى أنه قرأ عليه شرح البهجة لشيخه الولي وفي الفرائض حتى أنه قرأ عليه المجموع للكلائي مرتين والأشنهية وشرحها لابن الهائم وعدة مقدمات في الحساب وانتفع به كثيراً وقرأ عليه الكتب الستة وكذا للمناوي بحيث حضر عنده تقاسيم المتون الأربعة التنبيه والمنهاج والحاوي والبهجة بل أخذ عنه المنهاج الأصلي وغيره وأخذ المجموع أيضاً عن أبي الجود بل حضر دروس ابن المجدي في الفرائض والحساب وغيرهما ودروس ابن حسان في الفقه وغيره وسمع الحديث على شيخنا بل كتب عنه في الإملاء والزين الزركشي بعض صحيح مسلم في سنة خمس وأربعين وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وابن بردس بعض مسند أحمد والرشيدي والبخاري بالظاهرية القديمة ومسلماً بالحلاوية والنسائي الكبير على أبيه وجماعة منهم الأبودري وإمام الصرغتمشية والشمني والجلال بن الملقن والعراقي وبابن حانوت وأجاز له آخرون وكتب بخطه الكثير وشرح الرحبية في الفرائض وله جزء في عاشوراء وغير ذلك، وجلس عند أيبه شاهداً ثم ناب في القضاء ولم ينفك عن طريقته في الكتابة والتحصيل وهو أمثل جماعته فضلاً وخيراً. وحج في سنة أربع وأربعين مع أبيه وفي سنة ثلاث وثمانين وجاور التي تليها وحضر دروس قاضيها البرهاني راوية ودراية وكذا زار بيت المقدس والخليل بأخرة سنة تسعين وسمع فيهما من جماعة. مات في ليلة الجمعة سابع عشر جمادى الثانية سنة خمس وتسعين وصلي عليه من الغد بعد الجمعة في الأزهر رحمه الله وإيانا، وقد رأيت بخط شيخنا الزين رضوان استدعاء لهذا وأخويه الولوي أبي الفضل محمد وأم محمد زينب ولمحمد ابن ثانيهما وأحمد بن ثالثهما وهو ابن التاج الأخميمي أرخه بربيع الأول سنة ست وأربعين أجاز لهم فيه شيخنا وابن عمه شعبان والشريف النسابة الشافعيون والعيني وابن الديري والأمين الأقصرائي والعز عبد السلام البغدادي والعز عبد الرحيم بن الفرات والشمس محمد بن يوسف الرازي الحنفيون والشهاب الحجازي والشمس محمد بن أحمد بن عمر السعودي الفقيه والشمس محمد بن عباس العاملي والصدر بن روق والعز بن أبي التائب وعمر بن السفاح والجمال يوسف بن علي الدميري والشمس محمد الطوخي والبدر حسين بن محمد بن أحمد بن محمد الكلابي الضرير وأم هانئ الهورينية الشافعيون ورجب الخيري المالكي والشريف السراج عبد اللطيف الحسني المكي قاضيها الحنبلي والعز أحمد بن إبراهيم الحنبلي وقريبه المحب محمد بن يحيى وابنا خاله نشوان وأحمد والبرهان الصالحي الحنبليون وتجار ابنة ناصر الدين محمد بن التقي محمد بن مسلم.(1/378)
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر بن سليمان النجم بن القطب الدمشقي الخيضري الشافعي الاتي أبوه. ولد في صفر سنة اثنتين وستين وثمانمائة بدمشق ونشأ في كنف أبيه لحفظ القرآن وعرض وقدم مع أبيه القاهرة فسمع على الشاوي وأجاز له جماعة وربما قرأ هو بل قسم جامع المختصرات على العبادي والبكري والجوجري وزكريا فكان ما تحاكاه الطلبة وأذنوا له في الإفتاء والتدريس وتكلم على العوام بجامع الأزهر فمنعه قاضي المالكية المقتضي لذلك غير ملتفت لأبيه قاصداً وجه الله وتوجه فباشر جهات أيبه حتى تدريس دار الحديث الأشرفية وسمعت أن البقاعي حضر عنده فيها وقضاء دمشق وكتابة سرها وذكر بأوصاف فأهانه السلطان بل كان سبباً لتكليف أبيه ثم رضي عنهما وصرف بعد مدة عن القضاء بالشهاب بن الفرفور واستمر على كتابة السر خاصة ثم صرف عنها في سنة تسعين بالشريف موفق الدين الحموي الحنبلي وأخباره معجرفة وكلماته مقرفة حتى قيل أنه يرافع في أبيه وأنه كان يدعو عليه ولم يزل على حاله حتى بلغه توعك أبيه فبادر إلى المجيء فأدركه وهو غائب بحيث لم يع له ومات فوضع يده على كتبه فباعها، وحضر إلي لما قدمت من مكة في المحرم سنة خمس وتسعين فسلم علي ولم يلبث أن شيع أنه جن واستمر في خلطته ورجع إلى بلدته وتكرر قدومه إلى القاهرة.
أحمد بن المحب محمد بن الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة. كذا في بعض نسخ الأنباء ومحمد الأول زيادة في نسبه والمحب لقب أحمد وقد مضى في أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد المهيمن الشهاب البكري القاهري الشافعي والد عبد الرحمن ويعرف بابن خطيب بستيل. سمع الكثير من الميدومي ومما سمعه معه جزء الدراع في سنة اثنتين وخمسين بقراءة الزين العراقي وهو من العوالي التي تفرد بها الميدومي، واشتغل فأخذ عن البهاء بن عقيل وناب عنه لما ولي القضاء والجمال الأسنوي وغيرهما وأجاز له في استدعاء بخط الزين العراقي محمد بن إسماعيل الأيوبي وابن النحاس والقلانسي وابن القطرواني وابن الأكرم وابن الرصاص وأحمد بن محمد بن الحسن بن الجزائري وناصر الدين الفارقي والشريف أبو الركب الحسين بن محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الحق بن عبد الكافي وعلي بن أحمد بن عبد المحسن وابن الرفعة وابن جماعة والعلائي وآخرون وورث من أبيه مالاً جزيلاً فمزقه في اللهو وعني بالنظر في كلام الصوفية وفتن بمقالة ابن عربي فكان داعية إليها. ومات له ابن متمول فورثه فمزق ذلك أيضاً وكبر فاحتاج فصار يسأل ولكن لا يلحف باليسير، سمع عليه غير واحد ممن أخذنا عنه ومنهم شيخنا وترجمه هكذا. وقال سمعت عليه الثالث من أبي داود بسماعه له على الميدومي، زاد في موضع آخر ولا أستبيح الرواية عنه. مات في سنة تسع؛ وأغفلة في الأنباء، وذكره المقريزي في عقوده باختصار.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبيد أبو البركات بن أبي سعد بن القطان الآتي أبوه. اعتنى به أبوه فأقرأه القرآن وأسمعه الحديث وهو ممن سمع مني وخلف والده سعيد السعداء وغيرها.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبية وهو ابن محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبية حسبما رأيته بخطه الشهاب الحلبي الأصل المقدسي المولد الشافعي الواعظ نزيل دمشق ويعرف بابن عبية. برع مع نظم جيد وخط حسن وخبرة بالوعظ ورياضة ورأيت خطه في سنة أربع وستين بالشهادة في إجازة النوبي كابنه وأثنى المشهود له عليه بالفضيلة وجودة النظم وكذا رأيت خطه في سنة ثمان وثمانين ومما نظمه تخميس البردة وولي قضاء القدس وقتاً وامتحن في حين الترسم على كنيسة اليهود وزيد في إهانته وآل أمره إلى أن خلص ورجع فأقام بالشام يسترزق من الوعظ بل قرأ على البرهان بن مفلح صحيح مسلم ومما كتبته عنه قوله في كائنته المشار إليها واستغاثته أولها:
يا رب مس الضر قلبي وانكسر ... فاجبر لكسري أنت أرحم من جبر
وأغث فقد أمسيت منقطع الرجا ... مما سواك وما بغيرك ينتصر
ناداك في الظلمات يونس ضارعاً ... وكذاك أيوب وقد عظم الضرر(1/379)
أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله الأمير شهاب الدين بن كاتب السر ناصر الدين بن البارزي أخو الكمال محمد ووالد عبد الرحيم الآتي. مات في حياة أبيه يوم الاثنين تاسع عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين. أرخه شيخنا، زاد المقريزي وصلى عليه السلطان ودفن خلف شباك ضريح إمامنا الشافعي من القرافة رحمه الله تعالى.
أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن موسى بن علي الشهاب أبو العباس الطوخي ثم القاهري الشافعي والد المحب محمد الآتي. من بيت صلاح وديانة قال شيخنا في أنبائه كان جيد الخط حسن الضبط سريع الكتابة جداً يقال إنه كان يكتب بالمدة الواحدة عشرين سطراً. مات في سنة اثنتين ووصفه البدر الزركشي في عرض بعض أولاده بالأخ في الله الشيخ الإمام المحقق الصالح القدوة، وابن الملقن بالفقيه الإمام العالم الفاضل الصالح الأصل، والأبناسي بالشيخ الإمام العلامة والصدر المناوي بالإمام الفاضل الناسك العابد المعتقد صاحب الأصالة المرضية والديانة الزكية، والبرشنسي بالإمام العالم العامل الورع الناسك الكامل، والركراكي بالإمام العالم العلامة.(1/380)
أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن نصر بن عيسى بن عثمان الشهاب أبو العباس الأموي العثماني القاهري الشافعي ويعرف بابن المحمرة، وهي أمه نسبت إلى التحمير من الحمرة، وبابن السمسار لكون أبيه وعمه كانا من سماسرة الغلال بساحل بولاق وبابن الصلاح لكونه لقب أبيه أو جده وبابن البحلاق، وكان يأنف منها إلا من الثالث ولكنه بالأول أشهر. ولد في ليلة خامس عشري صفر سنة سبع وستين وسبعمائة - وقيل تسع والأول أصح - بالمقس خارج القاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وغيرهما وكان ذكياً فلازم ابن الملقن والبلقيني والعراقي والغماري في العلم وكذا المجد البرماوي وطلب الحديث وقتاً ودار على الشيوخ وأخذ عن الباجي والتقي بن حاتم وابن رزين وابن الخشاب وغيرهم من أول سنة خمس وسبعين وهلم جراً وكتب الطباق ثم صحب السالمي وصار يقرأ له على الشيوخ كابن أبي المجد والتنوخي والصردي وابن الشيخة ونحوهم وصحبه إلى مكة وقرأ له بالمدينة على بعض شيوخها ومن مسموعه على الباجي المحدث الفاضل والسلماسيات وقطعة من المعجم الكبير للطبراني وقال إنه قرأ سدس مسلم في مجلسين وجميعه في ستة مجالس وكان فصيحاً مفوهاً سريع القراءة جيدها بحيث قال له التقي الدجوي لما قرأ عليه لقد قرأت قراءة لو قرأها العلم البرزالي لتحدا بها وأجاز له أبو الخير بن العلائي وأبو هريرة بن الذهبي وجماعة وباشر شهادة المخبز بالصلاحية وتكسب بالشهادة سنين في رحبة العبد وصحب الأكابر وناب في الحسبة عن المقريزي وجلس ببابه أياماً في القضاء عن الجلال البلقيني فمن بعده وتصدى لذلك بكليته، واقتنى مالاً وعقاراً وصارت له دربة في الأحكام إلى أن اشتهر بذلك وبغيره من الفضائل فإنه كانت له مشاركة جيدة في العلوم مع الشكالة الجميلة والشيبة النيرة والأبهة والمهابة والسكينة وحسن العشرة والطلاقة والفصاحة والمداومة على الأوراد والتعبد والمداراة لأرباب الدولة، ودرس وأفتى وحدث بالكثير أخذ عنه الفضلاء وعرف بالتجمل جداً وولي عدة مناصب كالمشيخة بسعيد السعداء وتدريس الفقه بالشيخونية وقضاء الشام، وكانت ولايته له في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وباشره مباشرة حسنة بعفة ونزاهة وصرامة، ودرس بالعادلية في الكشاف وبالغزالية وبدار الحديث الأشرفية وغيرها ثم ولي مشيخة الصلاحية ببيت المقدس ودرس بها في الروضة مستمداً من الخادم للزركشي لكونه كان في ملكه واستمر بها حتى مات في ليلة السبت سادس عشر ربيع الآخر سنة أربعين ودفن بتربة ماملا ولما رغب له شيخنا عن الفقه بالشيخونية ورغب للبدر بن الأمانة عن الحديث بالمنصورية قال الناس لو عكس كان أولى فقال شيخنا: إنما أردت بيان حال كل من الرجلين فيما لم يشتهر به وناهيك بهذا من مثله. وذكره التقي بن قاضي شهبة فوصفه بالإمام العالم العلامة الجامع بين أشتات العلوم بقية العلماء الأعلام قاضي القضاة وقال أنه تفنن في العلوم ودرس وأفتى وناب في القضاء مدة ودخل في قضايا كبار وفصلها وولي بعض المعاملات على قاعدة فقهاء مصر فحصل منها مالاً وصار يتجر بعد أن كان مقلاً يتكسب من شهادة المخبز ومهر في صناعة القضاء وحج وجاور، ولما ولي قضاء دمشق سار سيرة حسنة مرضية بحسب الوقت ولم يعدم من يفتري عليه إلا أنه كان متساهلاً بحيث لا يبحث عن القضايا الباطلة ولا يتولى الحكم بنفسه ولا يفصل شيئاً ولا ينكر على ما يصدر من نوابه مع اطلاعه على حالهم ويصرح بأنه لا يجوز لهم مداراة عن المنصب، قال وكان فاضلاً في الفقه والحديث والنحو يحفظ كثيراً من التاريخ حسن المحاضرة لطيف المفاكهة يكتب على الفتاوي كتابة حسنة، وله أوراد وصلاة وذكر وغيرها، وخلف دنيا طائلة حازها ولده، ولم يزد صاحبه المقريزي على مولده ووفاته وشيء من وظائفه ولكنه ترجمه في عقوده باختصار وأثنى عليه وقال ونعم الرجل سياسة وصرامة ومعرفة وفضيلة، وصدر ترجمته بقوله أحمد بن صلاح. وقال العيني كان له استعداد في صناعة التوقيع وينسب لبخل عظيم.
أحمد بن أي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز العقيلي النويري المكي أخو علي الآتي ويعرف بابن أبي اليمن. ولد سنة إحدى وثمانمائة ومات في رمضان من التي تليها.(1/381)
أحمد بن محمد صحصاح - بمهملات - بن محمد بن علي بن عمر بن عثمان الشهاب أبو العباس الأبشيهي الفيومي الأصل الخانكي الشافعي عم عبد القادر بن محمد الآتي ويعرف بابن أبي حرفوش وربما يكتب بخطه أحمد بن صحصاح. ولد بعيد الخمسين تقريباً واشتغل قليلاً عند العبادي والشرف عبد الحق والشهاب بن شعبان الغزي والشمس البلبيسي الفرضي وزاحم بذكائه وفطنته وسافر ودخل الشام وبيت المقدس وحج وجاور مراراً بل وسافر في أثناء سنة أربع وتسعين من مكة إلى الهند ولقيني بالقاهرة فأخذ عني شيئاً ثم بمكة في السنة المذكورة والتي قبلها فحمل عني الكثير بقراءته وقراءة غيره دراية ورواية من تصانيفي وغيرها وكتب أشياء من تصانيفي وانتقى كلاً من المقاصد الحسنة وارتياح الأكباد وعنده أنه اختصرهما، ومما قرأه عليّ قطعة من أول شرحي لتقريب النووي بحثاً ومدحني كثيراً وأنشد ذلك من لفظه للجماعة بحضرتي بل سمعت من نظمه غير ذلك:
يا رب اشف غريباً ما له أحد ... سواك يا راحم المسكين يا شافي
وانظر إليه بعين اللطف وارحمه ... يا راحم الخلق يا ذا الحلم يا كافي
وكتبت له بمسموعاته ومقروآته علي ثبتاً بل قرضت له بعض مجاميعه، وبالجملة فهو بديع الذكاء سريع الحركة بهمة وعفة وقد اجتمع بالبرهان الباجي بدمشق وبالديمي بالقاهرة ليسمع منهما بل سمع ببلده وبالقاهرة من جماعة بإرشاد ابن الشيخ يوسف الصفي ولو توجه كما ينبغي للاشتغال لأدرك.
أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الخالق الشهاب أبو العباس النويري الغزي ثم القاهري المالكي أخو أبي القسم محمد الآتي. ولد في سنة خمس وثمانمائة تقريباً بالميمون وتحول في صغره منها مع أبيه إلى غزة فنشأ بها وحفظ القرآن والعمدة والطيبة الجزرية والرسالة في فروعهم وألفية ابن مالك وعرض على جماعة منهم ابن مرزوق شارح البردة وغيرها حين لقيه بالاسكندرية في ربيع الأول سنة عشرين وأجاز له وكذا أخذ عن ابن الجزري وابن رسلان وآخرين واشتغل على أخيه في الفقه والعربية وغيرهما كالقراءات بل تلاه بالعشر في سنة أربعين بمكة على الزين بن عباس ولم يمهر في شيء من ذلك وولي قضاء غزة مراراً وكذا حج غير مرة وجاور ولقيته بالطور في بعض توجهاته إلى مكة فسمعت خطبته وغير ذلك؛ وهو متواضع طارح للتكلف مديم التلاوة شديد العناية بالتجارة ثم أعرض عنها وصار يرتفق في معيشته بعقد الأزرار غير منفك عنه ومع ذلك فليس من المنسيين. مات في منتصف جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين ودفن بجانب صهره الشمس بن الحمصي بتربة التفليسي وكانت جنازته حافلة سامحه الله وإيانا.(1/382)
أحمد بن محمد بن محمد بن عمر بن رسلان بن نصير الولوي أبو الفضل وأبو الرضا بن التقي بن البدر بن السراج البلقيني الأصل القاهري الشافعي وأمه من ذرية المحب ناظر الجيش فهي كافية ابنة أحمد بن التقي عبد الرحمن ناظر الجيش ابن المحب ناظره. ولد في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج والألفية وغيرها كجمع الجوامع وعرض في سنة ثلاث وعشرين فما بعدها على البيجوري والشطنوفي والبهاء المناوي وشيخنا وأجازوا له في آخرين كالمحب بن نصر الله والمجد البرماوي وأخذ عن الأخير والطنتدائي والوفائي وعم والده في الفقه وعن القاياتي وابن الهمام والمحلي والبرهان الأبناسي في الأصول وعن العز عبد السلام البغدادي في العربية وغيرها وعن الكافياجي في المنطق وغيره وسمع على الشهاب الواسطي والولي بن العراقي وعم والده الجلال البلقيني وجماعة وأجاز له غير واحد وتقدم بجودة ذكائه فدرس الفقه بجامع ابن طولون وبالحجارية مع الخطابة بها وبجامع المغربي والميعاد بهما وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده وصحب الرؤساء كالزيني عبد الباسط ثم الجمالي ناظر الخاص وغيرهما واختص بهم وحظي عندهم ورأى وقتاً وبارز شيخنا بما نقمه عليه أهل الديانة ولم يحمد هو عاقبته، ثم بأخرة أعرض عن ذلك كله وأقرأ الطلبة قبل وبعد وصحب الشيخ مدين وتلمذ له وابتنى بجوار بيت نفسه مدرسة لطيفة وعقد فيها مجلساً للوعظ على طريقة بني أبي الوفا فكان يورده من إنشائه فيقع الموقع عند الخاصة والعامة، ثم ترقى حتى صار يعمله بالأزهر وازدحم الناس لسماعه، وسافر للشام في أثناء ذلك للتنزه وبيت المقدس للزيارة وتصدر على طريقته للوعظ بجامع بني أمية فوقع من الشاميين موقعاً عظيماً وحسنوا له الدخول في القضاء فرجع فسعى وبذل فيه قدراً طائلاً باع من أجله قاعته ووظائفه حتى أجيب بعد صرف الباعوني وسافر في رمضان ومعه جماعة من أصحابه فوصلها وأقام بها ولم يرزق في بدنه صحة ولا في أصحابه سلامة بل مات بعضهم وتعلل بعضهم واستمر هو في التوعك، وهو مع ذلك يباشر بشهامة وعفة في أول أمره وطال مرضه إلى أن مات بعد سنة وأزيد من شهر من ولايته في يوم الاثنين ثاني عشر ذي القعدة سنة خمس وستين بدمشق وصلى عليه بجامعها ودفن بتربة ابن حنقرا بمقبرة الصوفية في طرفها القبلي على جادة الطريق وقد حضرت عنده في مجالسه وخطبه جملة وبالغ في الثناء علي بما أثبته في موضع آخر، وكان متواضعاً اعجوبة في الذكاء والفطنة والفهم الثاقب مع كثرة المحفوظ حسن الشكالة والخط متأنقاً في مأكله وشمربه وملبسه وسائر أموره طلق العبارة قوي المناظرة طري الصوت جهوريه يضرب بحسن خطابته المثل جيد العشرة مع سرعة التقلب كثير المحاسن ظريفاً لطيفاً سريع النادرة وافر الحشمة لطيف المنادمة كثير الاستحضار للشعر وفن الأدب نادرة في أقاربه بل في أبناء جنسه محباً في الفضلاء كثير الأدب معهم والتكرم عليهم والتنويه بذكرهم ورزق حظاً في كثرة من مكان يلم به منهم بحيث قرأ بين يديه في دروسه جماعة من الأعيان وانتفعوا على يديه من ماله وبسفارته، درس وأفاد وخطب وأعاد ووعظ وذكر وأنشأ خطباً غاية في الحسن وبيض من مواعيده جملة وشرع في شرح حافل للمنهاج الفرعي كتب منه يسيراً وكذا ابتدأ في كتابة نكت على قطعة الأسنوي ابتدأها من باب الخيار أبدى فيها فوائد حسنة، وسمعته ينشد وكأنه لغيره:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
وكم من وجيه ساكت له معجب ... زيادته أو نقصه في التكلم(1/383)
أحمد بن محمد بن محمد بن عمر الشهاب أبو العباس الشغري - بضم الشين وسكون الغين المعجمتين نسبة لبليدة من الحصون الغربية يجري عندها نهر العاصي قريبة من البحر حلب بينها وبين الفرات ولكنها إلى الفرات أقرب ولا يعرف ببلاد حلب بلدة تسمى بالشغر غيرها - الحلبي الشافعي حفظ القرآن واشتغل بالفقه والعربية وغيرهما وبلغني أن من شيوخه السراج الحمصي، وقدم القاهرة فأخذ عن شيخنا بقراءته وقراءة غيره وقرض له منظومته في العربية المسماة ملحة الوارد بمدح زين الشاهد بما أثبته في الجواهر وغيره وعلقتها مع نظم عوامل الجرجاني له عنه حينئذ ثم رأيت له بعد دهر شرحاً لجمع الجوامع والبهجة وكتاباً قريب الشبه من عنوان الشرف اشتمل على الفقه والأصلين وعلم الحديث وأربيعن حديثاً سماه الشرف العوالي وهو تابع في الفقه غالباً المنهاج وفي الأصول جمع الجوامع وكأنهما من محافيظه وهو متوط المرتبة. مات قريباً من سنة خمس وثمانين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن محمد بن أبي غانم بن الحبال. مضى فيمن جده محمد بن أحمد بن أبي غانم.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن البهلوان الشهاب بن البدر بن الشمس الآتي أبوه وجده.
أحمد بن التقي أبي الوفا محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد الجعفري القاهري الآتي أبوه وعمه وشقيقه محمد. ولد سنة سبع وخمسين وثمانمائة بالقاهرة وحفظ المنهاج وغيره وتكسب بالشهادة وقراءة الجوق وهو ممن سمع مني.(1/384)
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة المحب أبو الطيب بن الجلال أبي السعادات القرشي المخزومي المكي قاضيها الشافعي وابن قاضيها ويعرف كسلفه بابن ظهيرة وأمه أم كلثوم ابنة العفيف عبد الله بن التقي الحراري. ولد في صفر سنة خمس وعشرين وثمانمائة بمكة ونشأ فحفظ القرآن وصلى به والأربعين النووية والعقائد النسفية وألفية ابن مالك والحاوي الصغير والمنهاج الأصلي والتلخيص والشاطبية وعرض في سنة تسع وثلاثين فما بعدها على التقي المقريزي ويحيى بن محمد المغربي الشاذلي والعلم أحمد الأخنائي وأبي القسم النويري المالكية والزين بن عياش وأبي شعر الحنبلي ومحمد بن إبراهيم العجمي والسفطي وابني الأقصرائي وابني الضياء ومحمود بن محمد بن أحمد الموسوي الخوافي وأجازوه إلا الثاني والثالث وأحضر على ابن الجزري وسمع على الشهاب المرشدي وأبي شعر والمقريزي وأبي المعالي الصالحي وأبي الفتح المراغي والأهدل والتقي بن فهد والشوائطي وابن الديري والمحب المطري والجمال الكازروني في آخرين بمكة والمدينة وبعض ذلك بقراءته وأجاز له التقي الفاسي وابن سلامة والنور المحلي والشمس الشامي والنجم بن حجي وابنا ابن بردس والقبابي والتدمري وعائشة ابنة ابن الشرائحي وآخرون منهم شيخنا وأخذ الفقه عن أبيه والكمال الأسيوطي بحيث عليه جل الحاوي وأكثر ذلك بقراءته وقال أنها قراءة بحث وإجادة وإتقان وإفادة وأذن له في إقرائه وتدريسه بعد التحرير والمراجعة والتثبت والمطالعة والشمس بن عبد العزيز الكازروني بحثه عليه بتمامه وأذن له في إقرائه والشمس الأقفهسي قرأ عليه الأعلام بما يتعلق بالتقاء الختانين من الأحكام وتنوير الدياجير بمعرفة أحكام المحاجير كلاهما من تأليفه بحثاً ومقابلة وأذن له أيضاً في إقرائهما وروايتهما والمعاني والبيان عن الشمس بن سارة قرأ عليه التلخيص بتمامه وأذن له في إقرائه وقال أنها قراءة بحث وتحقيق وكذا أخذ في المعاني أيضاً عن الكريمي وعنه وعن الأهدل وابن الهمام وأبي الفضل المغربي وابن قديد وأبي القسم النويري أخذ أصول الفقه بحث على ثانيهم فيه المنهاج وشرحه للأسنوي وعن الآخرين أخذ في العربية وكذا بحث على فقيهه ومؤدبه الشوائطي في أبواب من الألفية والملحة بحثاً دل على سرعة فهم وجودة إدراك في آخرين وعن محمود الخوافي أخذ أصول الدين قرأ عليه العقائد للنسفي بحثاً والتصوف عن البلاطنسي قرأ عليه بحثاً منهاج العابدين للغزالي وقال أنها قراءة بحث اطلع بها على مقاصد الكتاب ووقف بها على ما فيه من اللباب وسمع عليه فاتحة العلوم للغزالي أيضاً وأجاز له وناب في القضاء بمكة عن أبيه في سنة سبع وأربعين بإشارة صاحبنا النجم بن فهد ثم استقل به بعد وفاته إلى أن انفصل بابن عمه البرهاني ثم اعيد بعد مدة مع استمرار أموال الأيتام والغائبين تحت يد المنفصل بعد إحضارها ومشاهدتها ثم أضيف إليه نظر الحرم ورباط السدرة ورباط كلاله وميضأة بركة وقضاء جدة، ثم انفصل عن كل ذلك بعد يسير إلى أن مات وقد درس وأفتى وحدث وصنف جزءاً رد فيه على ابن عمه الخطيب فخر الدين أبي بكر أماكن من تصنيفه في الدماء وقفت عليه وكذا بلغني أن له غير ذلك وكان فاضلاً فاهماً جامد الحركة ناقص العبارة قاصر اليد والتودد حضرت بعض ختومه باستدعائه وسمعت كلامه وصاهر النجم المرجاني على ابنته واستولدها عدة أولاد. مات عن أكثرهم منهم أبو اليمن محمد الآتي. وكانت وفاته يوم الخميس تاسع صفر سنة خمس وثمانين ودفن على أبيه بالمعلاة بعد أن صلى عليه ابن عمه البرهاني بعد صلاة العصر قبالة الحجر الأسود كعادة بني مخزوم ونودي للصلاة عليه فوق قبة زمزم وكان الجمع في جنازته حافلاً رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد العزيز الشهاب بن الصدر السكندري الأصل القاهري الشافعي والد الشرف محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن روق. ولد سنة ست وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ العمدة والمنهاج وعرضهما على الولي العراقي وسمع على الواسطي وغيره وناب في القضاء في عدة من الضواحي وغيرها وخطب للحاكم وغيره وكان متساهلاً في الأحكام وغيرها. مات في يوم الخميس ثالث عشري شوال سنة ثمان وستين وشهدت الصلاة عليه ودفنه عفا الله عنه.(1/385)
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله بن عواض بن نجا بن حمود بن نهار ناصر الدين أبو البعاس بن الجمال بن الشمس بن الرشيدي الزبيري السكندري المالكي سبط ابن التونسي - بفتح المثناة الفوقانية والنون بعدها مهملة - وربما يقال له ابن التونسي وهو والد البدر محمد وغيره ممن سيأتي وأخو الكمال محمد الذي أخذ عنه الجمال بن ظهيرة. ولد سنة أربعين وسبعمائة وتفقه ببلده واشتغل كثيراً في فنون ومهر وفاق في العربية بحيث شرع في شرح على التسهيل وصل فيه إلى التصريف بل وعمل تعليقاً على مختصر ابن الحاجب الفرعي وكذا شرح المختصر الأصلي وللكافية كلاهما له وغير ذلك وولي قضاء بلده في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة وتكرر صرفه ثم عوده مراراً وكان عارفاً بالأحكام، ثم قدم القاهرة وظهرت فضائله وولي بها قضاء المالكية في ذي القعدة سنة أربع وتسعين فقطنها وتحول بأهله وأولاده وأسبابه وباشر بعفة ونزاهة مع عقل وتودد وسلامة صدر وطهارة ذيل وقلة كلام ولم يعرف له أذى بقول لا فعل بل عاشر الناس بجميل فأقبلوا عليه بالمحبة سيما وهو من بيت رياسة ووجاهة، وناب عنه البدر بن الدماميني صهرهم القائل فيه يخاطبه من أبيات:
وأجاد فكرك في بحار علومه ... سبحاً لأنك من بني العوام
لكن شيخنا متوقف في نسبته للزبير بن العوام. وتعانى التجارة كثيراً وكان موسعاً عليه في المال ولم يكن دخل في المنصب إلا لصيانته. مات في ليلة الخميس مستهل رمضان سنة إحدى واستقر بعده في القضاء ابن خلدون. ذكره شيخنا في تاريخه ورفع الأصر وأثنى عليه بما تقدم، وكذا قال الجمال البشبيشي في وصفه أقام دهراً طاهر اللسان لم ينل أحداً بمكروه وكانت أيامه كالعافية والرعية في أمان على أنفسهم وأموالهم لا ينظر إلى ما بأيديهم ولم يعرف الناس قدره حتى فقد ولم يدخل عليه في طول ولايته خلل ولا أدخل عليه أحد شيئاً من ذلك. قال وفي الجملة كان هو وابن خير قبله من محاسن الوجود؛ وذكره ابن خطيب الناصرية في تاريخ حلب لكونه دخلها مع الظاهر برقوق في سفرته الثانية ناقلاً من شيخنا والمقريزي في عقوده فإنه حسنة من إحسان الدهور وزينة لأهل عصره له ثراء واسع ومال جزيل ومتاجر كثيرة.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الشهاب أبو بكر بن شيخ القراء الشمس أبي الخير الدمشقي بن الجزري المتوسط بين أخويه المحمدين الآتيين. ولد في ليلة الجمعة سابع عشر رمضان سنة ثمانين وسبعمائة بدمشق وأجاز له الصلاح بن أبي عمر والحافظ أبو بكر بن المحب وابن قاضي شهبة وابن محبوب وابن عوض وعبد الوهاب بن السلار وابن عمه إبراهيم، بل حضر على بعضهم وسمع من أكثر ومما سمعه علي العسقلاني جميع القراءات جمعاً للاثني عشر والشاطبية والعنوان وسمعه أيضاً على الصلاح البلبيسي والتيسير وغيره من كتب القراءات على السويداوي بل عرض الشاطبية على التنوخي وتلا عليه وعلى أبيه بالعشر وحفظ كتباً وتصدر وأقرأ. هكذا ترجمه أبوه في طبقات القراء له، وممن أخذ عنه بالقاهرة في سنة سبع وعشرين وثمانمائة الزين عبد الدائم الأزهري وابن أسد وقال أنه أخذ عنه شرحه لطيبة والده، وآخرون ومات بعد أبيه بقليل.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد تقي بن الشيخ محمد روزبة الشهاب بن الشمس بن فتح الدين أبي الفتح الكازروني المدني الشافعي الآتي أبوه وجده ويعرف كل منهما بابن تقي بفتح المثناة وكسر القاف. لازمني بالمدينة في سماع الكثير وقرأ اليسير وكتب القول البديع وسمعه من لفظي وهو ممن سمع قبل ذلك على أبي الفرج المراغي وابنة أخيه فاطمة ابنة أبي اليمن المراغي.
أحمد بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله المحب أبو بكر بن فهد وهو بكنيته أشهر. يأتي في الكنى.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد الزين أبو الطيب بن حجر المدعو شعبان وهو به أشهر. يأتي في المعجمة.(1/386)
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهاب الدمشقي الشافعي أخو الأمين محمد الآتي ويعرف بابن الأخصاصي. ولد في سنة ثمان عشرة وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وقرأ في الفقه على التقي بن قاضي شهبة ورثاه بعد موته وسمع على ابن ناصر الدين، ارتحل فقرأ على شيخنا شرح النخبة له بحثاً وأذن له وكتب بخطه أشياء كالبخاري وشرحه لشيخنا وعمل في الوعظ حادي الأسرار إلى دار القرار اشتمل على مائتين وخمسين مجلساً في عشرة أسفار وكذا شرح مختصر أبي شجاع في الفقه حرره مع الشمس المسيري في بعض مجاوراته وخلف أخاه في مشيخة زاويته بدمشق وكثر اجتماعه معي بالقاهرة ثم بمكة في المجاورة الثالثة وسمعت من نظمه وفوائده وحصل بعض تصانيفي وكان الغالب عليه الخير والانجماع وسلامة الصدر والتواضع والتودد والرغبة في الصالحين وجمعهم على الطعام. مات في رجل سنة تسع وثمانين بدمشق رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي لسان الدين بن أثير الدين بن المحب أبي الفضل الحلبي الآتي أبوه وجده وجد أبيه وعمه وأخوه أبو البقاء محمد، ويعرف كسلفه بابن الشحنة. ولد سنة أربع وأربعين وثمانمائة بحلب ونشأ في كنف أبيه وجده فحفظ القرآن والوقاية وقدم على جده القاهرة في جملة عياله وعلى الزين قاسم وابن عبيد الله وإبراهيم الحلبي ونحوهم يسيراً وكذا قرأ على النجم بن قاضي عجلون في الفرائض والعروض وسمع على جده والبدر النسابة وأجاز له غير واحد وناب عن جده في كتابة السر بالقاهرة ثم ولي قضاء الحنفية ببلده عوضاً عن أبيه وحج مع أبيه وجده وفارقهما من عقبة أيلة إلى حلب لمباشرته، وكان عاقلاً كيساً عفيفاً مشاركاً في الفرائض مع فتور ذهنه وله نظم وسط فمنه لما انفصل جده عن كتابة السر بابن الديري:
كتابة السر قد أضحت مبهدلة ... لما قلاها محب الدين قد هانت
وأصبح الناس يدعون المحب لها ... كيما يرق عليها بعدما بانت
مات في ليلة الخميس سلخ صفر أو مستهل ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين بالطاعون شهيداً واستقر بعده في القضاء العز بن العديم بعد ذكر والده لذلك رحم الله شبابه.(1/387)
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد الجلال أبو الطاهر بن الشمس بن الجلال بن الجمال الخجندي ثم المدني ويعرف بالأخوي لكون جده جلال الدين والد والده ووالد والدته وهو سعد الدين أخوين فهما أبناء عم ولكن قد اختصره بعضهم فقال لكون جد له زوج أخاه لأمه لأخته من أبيه. ولد في جمادى الأولى سنة تسع عشرة وسبعمائة واسم أمه صفية وبشرت أمها في منامها ليلة ولادة ابنتها من رجل بهي الهيئة وسماه أحمد ولهذا سماه به أبوه ونشأ في حجر أبويه فلما بلغ ستاً أو سبعاً توجه به أبوه لمولانا الضياء علم الشام حتى قرأ عليه شيئاً من القدوري وحفظ سوراً من القرآن والتوشيح في اللغة والكافية في النحو لابن الحاجب والفرائض السراجية والمنظومة في الفقه للنسفي ومختصر الأخسيكتي في أصوله وغيرها وبحثها على أبيه ثم لازم العلاء البرهاني الخجندي حتى قرأ عليه مختصر القصاري في الصرف له مراراً ومختصراته في الفرائض وأبواباً من كتابه الذي جمعه في فتاوي المذهب ولم يكمل ولم ينفك عنه حتى مال ولزم ولده الكبير البرهان محمد حتى قرأ عليه بعض كتاب النحو وكتاب ذوي الأرحام لوالده ثم فارقه وهو كهل ولازم أوحد الدين المنيري دهراً في قراءة الجبر والمقابلة والصرف والعربية والعروض والنجديات والألف المختارة للغزي وقد أخذ خمسمائة بيت من نظمه فأكثر وغير ذلك ولما مات رآه بعد موته بثلاثة أيام وكأنه رام القراءة عليه على عادته فامتنع وأشار بجلوسه مكانه، ومن شيوخ الجلال أيضاً سيف الدين الحسامي وهو أخو جدته وخال والدته قرأ عليه ديوانه والزبدة مختصر القانون في الطب والمقامات الحريرية وجماعة آخرون كلهم بخجندة؛ ثم ارتحل منها وهو ابن اثنتين وعشرين سنة في رمضان سنة إحدى وأربعين وأول ما حل سمرقند ولقي بها العلامة شمس الأئمة بن حميد الدين الزرندي فحضر دروسه وخواجه حسام الدين بن عماد الدين وكبير الدين فحضر درسهما ووعظهما وزار من بها كقثم بن عباس وأبي منصور الماتريدي وصاحب البزدوي والهداية والمنظومة وغيرهم من العلماء والمشايخ المدفونين بمقبرة جاكردره ثم بخارا ونزل فيها بمدرسة خان وهي مدينة قديمة مباركة مشرفة بكثير من العلماء ولقي بها صدر الشريعة فحضر عنده واستفاد منه وسيف الدين العزيري فقرأ عليه العمدة الحافظية في أصول الكلام وسمع عليه بعض الأخسيكتي وغير ذلك وعلاه الدين الغوري فأخذ عنه الجامع الصغير الحسامي قراءة وسماعاً والسيد شمس الدين السمرقندي فسمع عليه بعض تلخيص المفتاح وعماد الدين الكلكي فحضر درسه وفوائده والحسام الياغي فحضر وعظه وحميد الدين البلاغاسوني فقرأ عليه اللب في النحو إلا يسيراً من آخره والنجم الوابكني وكان لقيه لهما بوابكن قرية من بخارا وهو بمدرسة ثم فيها نحو ثمانين طالباً وأقام ببخارا سنة وثلثاً وزار من بها من العلماء والكبراء كأبي حفص الكبير وشمس الأئمة الحلواني والكردري وحافظ الدين الكبير وأبي إسحاق الكلاباذي وسيف الدين الباخرزي وسائر من تبتغي زيارته هناك ثم دخل خوارزم على درب قريب من جيحون وسكن فيها بالمدرسة التنكية ووافى بها من محققي العلماء شيوخاً وكهولاً وشباناً عدداً كثيراً وأما من الطلبة فنحو ألف طالب نبلاء أذكياء ولأهل العلم والدين فيها رونق تام وبهجة وحرمة وافرة لا مزيد عليها وفيها ما تشتهي من كل خير وثمار، وممن أخذ عنه بها السيد جلال الدين الكرلابي الحنفي شارح الهداية وغيرها لازمه قريباً من إحدى عشرة سنة حتى أخذ عنه في الشركة الهداية في الفقه في مدة ثمان سنين وبقراءته بمفرده قنية التفاري وبالسماع المصابيح والبعض من المشارق للصغاني والبزدوي والجامعين والزيدات ومن الأصول والفروع والفرائض والتفسير والحديث ما يطول شرحه وأذن له في الإفتاء العلاء بن الحسام السغناقي قرأ عليه أيضاً التلخيص والمعاني والبيان من المفتاح للسكاكي والطوالع والمقصد الأقصى وإلى المحصنات من الكشاف والبعض أيضاً من تفسير البيضاوي ومن شرح المقاصد للأنصاري وسمع البديع والبزدوي والهداية الأخسيكتي والمغني بكلمالها وألبسه الطاقية وأجاز له إجازة عالية وبكى بكاء طويلاً وجعاً لمفارقته والبهاء الحلواني لازمه سنين وسمع عليه التلخيص والإيضاح والتمهيد والبعض من الهداية والمغني والجامع الكبير ومن الكشاف وصرف المفتاح بل قرأ البعض منهما أيضاً(1/388)
مع نحو المفتاح والمعاني والبيان وغير ذلك والنظام الدارحديثي قرأ عليه شيئاً من بعض كتب النحو وسمع عليه غير ذلك والسراج السبعة الهمداني لازمه سنين وقرأ عليه الشاطبية والتجريد في النحو والمقنع في رسم المصحف وتلا عليه لعاصم وكتب له إجازة بديعة والحسام اللشكينة قرأ عليه شيئاً من مقدمة الخلافي والتاج الخطابي والسيد العزي اليمني سمع عليهما كثيراً وحافظ الدين التفتازاني الشافعي لازمه مدة وقرأ عليه شيئاً من المحرر وبعض الحاوي والمصابيح وجميع المنهاج الأصلي أو جله بحثاً وكتب له إجازة بالمذهبين والكمال البخاري لازمه وقرأ عليه عدة من العلوم منها البعض من المفتاح ومن الكشاف ومن البزدوي ومن الهداية والعربية والمعقول والبيان وجميع شرح الإشارات للطوسي وغير ذلك وكذا سمع عليه بعض القانون والشفا والنجاة وغيرها وكتب له إجازة لم يكتبها لغيره وعبد الرحمن البخاري شرحيك قرأ عليه شرح التنقيح وشيئاً من البزدوي والمغني للخبازي والتحقيق والفخر الخوارزمي قرأ عليه ديوان المتنبي والمعري واليمني للعيني وبعض الحماسة والعراقيات وشيئاً من الكشاف والفائق للزمخشري وسمع عليه المقامات وشيئاً من النحو والصرف وغير ذلك وكتب له إجازة بليغة والنجم الألكني سمع عليه شيئاً من إيضاح التلخيص ونصير الدين المتوني سمع عليه ماقرئ عليه من العلوم والتاج الأنباري الشافعي قرأ عليه شيئاً من إنجاز المحرر وسمع عليه بعض الحاوي في آخرين ممن حضر دروسهم واستفاد منهم، وكانت مدة إقامته بخوارزم اثنتي عشرة سنة ونيفاً وزار من فيها من العلماء والمشايخ كالنجم الكبرى والحسام السغناقي صاحب الهداية والعلاء عزيزاني من الكبار المدفونين بجوار صاحب الكشاف، ثم ارتحل إلى بلده سراي بركة فأدرك بها البهاء الخطابي وزار فيها من الأموات سيف الدين السائل وشهاب الدين السائل ونعمان ثم إلى أقصراي وأدرك أفلاطون زمانه القطب الرازي وجد بها حافظ الدين وسعد الدين التفتازانيات ثم إلى قرم ثم إلى كفة ثم إلى جزيرة يقال لها سنوت ثم عاد إلى قرم وأدرك بها جمعاً منهم أبو الوفا عثمان المغربي الشاذلي صاحب ياقوت العرشي ونال منه حظاً وافراً وأقام بقرم نحو سنتين ثم إلى دمشق فلقي بها الشهاب بن السراج والبهاء أبا البقاء قاضي العسكر وناصر الدين بن الربوة والحسام المصري والعلامة ابن اللبان والسيد حسن والعز عبد العزيز الكاشغريان والولوي والمنفلوطي، ثم ارتحل صحبة الحاج إلى الحجاز فزار المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وأدرك بمكة من الفقراء حيدر ثم لما عاد إلى من الحج عزم على استيطان المدينة وأشير إليه بالعود لجهة الشام فتوجه مع الحاج أيضاً إلى دمشق فلما وصل معان عرج من هناك إلى بلد الخليل فزاره ثم إلى بيت المقدس فأقام بها شهراً ونصفاً من سنة ستين ولقي في صفر منها العلائي الحافظ فكتب بعض تأليفاته ومسلسلاته وقرأ عليه وحضر دروسه بالصلاحية وكان مما قرأه عليه من أول البخاري إلى الغضب في الموعظة بالمدرسة الكريمية وناوله سائره واتفق توجه فقه صالحين فألزموه بالرجوع معهم فاستأذن الشيخ فأذن بعد أن كتب له على الإجازة وهي بخط المجد الفيروزابادي كناه بالطاهر لأنه لما أراد الكتابة سأله عن اسمه ولقبه فذكر هماله وعن كنيته فقال لا أعلم لي كنية ولكن أريد تشريفي بذلك منكم فقال افعل ثم لما فرغ قال قد جرى القلم بأبي طاهر، ووصفه بالشيخ الفقيه الإمام العالم الفاضل الرحال المتقن ووالده بالشيخ الإمام العالم شمس الدين بن الإمام العالم جلال الدين وممن أدرك من الشيوخ بالقدس الجمال البسطامي شيخ الشيوخ مدرس الحنفية والشهاب أبو محمد الحافظ وآخرون ولما انتهى إلى دمشق نزل بالسميساطية وسافر مع الحاج إلى الحجاز فزار وحج فلما عاد إلى المدينة تردد أيضاً في المجاورة فأشير عليه في المنام بالحركة فسافر بعد إلى بغداد وزار مشهد علي ثم أي حنيفة وأقام به نحو أربعة أشهر مشتغلاً بالمذاكرة مع فقهاء المشاهد وعلمائه وزار من قبر هناك من العلماء والأكابر والصلحاء وهم بالرجوع إلى الشام فاحتال رفاقه حتى أخفوا عنه جميع كتبه فجاء إلى بغداد وسكن المستنصرية واشتغل بالطلب والمذاكرة والإفتاء مدة سنتين ونصف وممن أدرك ببغداد الشمس الكرماني والشهاب فضل الله السيرافي الواعظ والفخر العاقولي(1/389)
وقرأ عليه ثلاثيات البخاري وكتبها له ابن المسمع الفاضل غياث الدين بل كتب عنه الإجازة والعماد بن المحب القرشي وقرأ عليه بعض المشارق وجميع تساعياته وناوله مسند ابن فويرة والمشارق مع الإجازة والجمال عبد الصمد بن شرف الدين الحصري قرأ عليه أحاديث كتبها له تذكرة منه وناوله جامع السمانيد لابن الجوزي وأجاز له والسيد الحسن السمناني والكمالي الكارثي القاضي الحنفي والشمس المالكي مدرس المالكية والشباري السالك العالم العامل والفقيه الصادق نور الدين زاده بن خواجه أفضل بن النور عبد الرحمن الاسفرايني ثم البغدادي ولازم خدمته وصاحبه وتلقن منه الذكر بثلاث حركات وأخبره أنه تلقن ذلك من الشيخين جبريل وأبي بكر الخياط وهو من أصحاب جده بل دخل زاده أيضاً الخلوة والرياضة عند الشيخ خلد الكردستناي وهما من أصحاب شيخه أبي بكر الخياط ثم أن صاحب الترجمة لقي خالد المذكور فإنه مر ببغداد ونزل في رباط درب القرنفليين فصاحبه ولازمه وتلقن منه الذكر أمام خلوة الشيخ ودخل الخلوة وألبسه طاقية كانت على رأسه وأجازه بالسلوك والتلقين وكتب زاده إجازة السلوك والتشبيك والتلقين أيضاً ولقي أيضاً بالحلة الفخر بن المطهر وتكلف له وألبسه فرجيته التبريزية واستنطقه من مباحث علمية وكان الجلال صاحب الترجمة يدخل الخلوة الأيام البيض من كل شهر مدة سنتين قريب النونيزية وولي الدين محب بن الشيخ سراج الدين المحدث وقرأ عليه بعض مسموعاته وكتب له إجازة ثم ارتحل إلى كربلاء وزار سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين الشهيد ثم إلى سر من رأى وزار بها ثلاثة من كبار أهل البيت ثم إلى إيوان كسرى في المدائن وزار قبر سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان، ثم ارتحل إلى المدينة النبوية صحبة الحاج هو وخلد المذكور فلما قضى الحج عاد إليها في سنة ست وستين وأقام بجوار النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت في مكان آخر أنه قدم المدينة في أواخر ذي الحجة سنة ثلاث وستين فلعله قبل استيطانها وكان ممن أدرك بها العفيف المطري والعفيف اليافعي فلازمه وسأله الأسماع فأنظره مدة ثم أمره بجمع الكتب الستة وغيرها مما يريد في الروضة وأن يقرأ عليه من كل بعضه ويناوله إياها مع الإجازة ففعل ذلك في الستة والموطأ ومسند الشافعي وأحمد والوسيط للواحدي والمصابيح وشرح السنة وجامع الأصول والمشارق والعوارف والرسالة وصحاح الجوهري ثم ابن حبان والشمائل للترمذي والبداية ومنهاج العابدين والإحياء ثلاثتها للغزالي ثم جميع أربعي النووي قرأها في أربعة مجالس بحضور جماعة من الفقهاء في الروضة بجنب المنبر وكذا سمع عليه بعض تواليفه وأجازه بكلها ولقي بها أيضاً الأمين أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الشماع المصري قاضي القدس فقرأ عليه اليسير من جامع الأصول وسمع عليه شيئاً من الترمذي والعز بن جماعة فسمع عليه الشفا بالروضة بجنب المنبر بقراءة الشمس الخشبي والبردة والشقراطسية وذلك في السنة التي تليها وأجازه وقرأ عليه بعض الكشاف والفائق بواسطتين بينه وبين مؤلفها وبعض ابن حبان والبدر أبا محمد عبد الله بن فرحون فسمع عليه بالروضة بعض البخاري وجميع مسند الطيالسي وأجاز له والقاضي نور الدين على ابن العز يوسف الزرندي سمع عليه الطيالسي أيضاً وبعض الصحيحين والترمذي وابن ماجه وحدثه بمكارم الأخلاق بمناظرة الحرمين له وأجازه وزوجه ابنته عائشة واستولدها ولبس منه ومن العفيف المطري وابن جماعة الخرقة الصوفية والبهاء أحمد بن التقي السبكي قرأ عليه أربعي النووي بالروضة وخطبة شرحه للتلخيص المسى عروس الأفراح وناوله له وكذا سمع بمكة على الكمال بن حبيب مسند الطيالسي أيضاً في سنة ثلاث وسبعين بقراءة الكمال الدميري وقطنها وهو ابن أربعين سنة بعد أن فضل وأشير إليه بالبراعة والجلالة واستمر بها إلى أن مات أكثر من أربعين سنة يدرس ويروي ويفتي ويدرس ويصنف على طريقة شريفة من الإحسان لأهلها والواردين عليها ونشر العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوضع وإلحاق الأصغر بالأكبر حتى انتفع به أهلها وغيرهم وولي تدريس الأمير يلبغا وممن أخذ عنه وانتفع به كثيراً وقرأ عليه جميع مصنفاته وغيرها كالبخاري القاضي نور الدين علي بن محمد بن علي بن يوسف الزرندي ووصفه بالشيخ الإمام العلامة وحيد دهره وفريد عصره والشرف أبو الفتح(1/390)
المراغي قرأ عليه مسند الطيالسي ومسلسلات العلائي وفوائد الحاج للعلائي وألبسه الخرقة وهي فرجية صوف أزرق ولقنه الذكر وزوجه ابنته أمة الله وكانت عابدة خيرة ثم طلقها كأنه بعد موت أبيها وكذا حدث بجزء عن العز بن جماعة ومن تصانيفه شرح البردة أمعن فيه من التصوف مع الإعراب واللغات وما لا بد للشرح منه وهو في مجلد ضخم وشرح الأربعين النووية والأربعين التوحيدية المسمى بالأنوار التفريدية في شرح الجوامع الأربعينية وشرع في شرح الشفا فكتب منه قطعة في كراريس وكذا في شرح التلخيص وفي تفيسير وفي حاشية على الكشاف بين فيها اعتزاله لكنها فقدت إلى غير ذلك من نظم ونثر وعمل رسالة لطيفة في علم الكلام وعشر رسائل في الكلام على آيات وأحاديث والشراب الطهور في التصوف، وفي آخره شرح قصيد ابن الفارض الذي أوله " شربنا على ذكر الحبيب مدامه " وفردوس المجاهدين يشتمل على ما يتعلق بالجهاد من الآيات والأحاديث وشرحها في مجلد ضخم وارجوزة في أسماء الله وصفاته اشتملت على نحو ألف سماها راح الروح وسلسل الفتوح. ومات في رمضان وقيل في ليلة الخميس سابع ذي القعدة سنة اثنتين بالمدينة البنوية ودفن من الغد مع شهداء أحد بالقرب من حمزة خارج المدينة في قبر كان حفره بيده لنفسه وهو ابن إحدى وثمانين سنة ويقال إنه رام الانتقال عنها قبل موته بأشره فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له أرغبت عن مجاورتي فانتبه مذعوراً وآلى على نفسه أن لا يتحرك منها فلم يبث إلا قليلاً ومات رحمه الله وإيانا، وسمعت من يحكي أنه كان يلقب بمقبول رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه كان يصلي عليه صلى الله عليه وسلم فيقول اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صلاة أنت لها أهل وهو لها أهل فرأى رجل من أكابر أهل الحرم النبي صلى الله عليه وسلم حين هم صاحب الترجمة بالتحول من المدينة وهو يقول له قل لفلان لا تسافر فإنه يحسن الصلاة علي، وسئل الشيخ عن كيفية صلاته فذكرها، وقد ذكره شيخنا في أنبائه باختصار فقال أنه شغل الناس بالمدينة أربعين سنة وانتفع الناس به لدينه وعلمه، وأعاده في سنة ثلاث وأشار إلى أن العيني أرخه فيها. قلت والأول هو الصواب. وكتب إليه أبو عبد الله بن مرزوق وقد أرسل إليه صاحب الترجمة يستد عليه الإجازة لنفسه ولولديه إبراهيم وطاهر بما نصه: قرأ عليه مسند الطيالسي ومسلسلات العلائي وفوائد الحاج للعلائي وألبسه الخرقة وهي فرجية صوف أزرق ولقنه الذكر وزوجه ابنته أمة الله وكانت عابدة خيرة ثم طلقها كأنه بعد موت أبيها وكذا حدث بجزء عن العز بن جماعة ومن تصانيفه شرح البردة أمعن فيه من التصوف مع الإعراب واللغات وما لا بد للشرح منه وهو في مجلد ضخم وشرح الأربعين النووية والأربعين التوحيدية المسمى بالأنوار التفريدية في شرح الجوامع الأربعينية وشرع في شرح الشفا فكتب منه قطعة في كراريس وكذا في شرح التلخيص وفي تفيسير وفي حاشية على الكشاف بين فيها اعتزاله لكنها فقدت إلى غير ذلك من نظم ونثر وعمل رسالة لطيفة في علم الكلام وعشر رسائل في الكلام على آيات وأحاديث والشراب الطهور في التصوف، وفي آخره شرح قصيد ابن الفارض الذي أوله " شربنا على ذكر الحبيب مدامه " وفردوس المجاهدين يشتمل على ما يتعلق بالجهاد من الآيات والأحاديث وشرحها في مجلد ضخم وارجوزة في أسماء الله وصفاته اشتملت على نحو ألف سماها راح الروح وسلسل الفتوح. ومات في رمضان وقيل في ليلة الخميس سابع ذي القعدة سنة اثنتين بالمدينة البنوية ودفن من الغد مع شهداء أحد بالقرب من حمزة خارج المدينة في قبر كان حفره بيده لنفسه وهو ابن إحدى وثمانين سنة ويقال إنه رام الانتقال عنها قبل موته بأشره فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له أرغبت عن مجاورتي فانتبه مذعوراً وآلى على نفسه أن لا يتحرك منها فلم يبث إلا قليلاً ومات رحمه الله وإيانا، وسمعت من يحكي أنه كان يلقب بمقبول رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه كان يصلي عليه صلى الله عليه وسلم فيقول اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صلاة أنت لها أهل وهو لها أهل فرأى رجل من أكابر أهل الحرم النبي صلى الله عليه وسلم حين هم صاحب الترجمة بالتحول من المدينة وهو يقول له قل لفلان لا تسافر فإنه يحسن الصلاة علي، وسئل الشيخ عن كيفية صلاته فذكرها، وقد ذكره شيخنا في أنبائه باختصار فقال أنه شغل الناس بالمدينة أربعين سنة وانتفع الناس به لدينه وعلمه، وأعاده في سنة ثلاث وأشار إلى أن العيني أرخه فيها. قلت والأول هو الصواب. وكتب إليه أبو عبد الله بن مرزوق وقد أرسل إليه صاحب الترجمة يستد عليه الإجازة لنفسه ولولديه إبراهيم وطاهر بما نصه:(1/391)
أجزت السائل الأرض المجازا ... جلال الدين خير من استجازا
أمام معارف وكفى إماما ... لعلم مذاهب النعمان حازا
وإن كنت الأحق بذاك منه ... لتقصيري حقاً لا مجازا
ولكني ائتمرت له امتثالا ... ومتتفياً مناهج من أجازا
ووصفه بالقدوة العلم والعلامة الذي منه الأعلام تتعلم إمام الطائفة السنية المحمدية وقدوة الجماعة الحنيفية الحنفية رأس المدرسين في المدينة النبوية وصدر المتصدرين بالروضة الشريفة القدسية، ووصف أباه بافمام العلامة القدوة الأكبر الأشهر أبي عبد الله انتهى. وكان كل من أبيه وجده وجد أبيه علماء، وكتب إليه وهو بالمدينة الشريفة أبوه من بلاده.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد علم الدين الأخنائي المالكي. صوابه أحمد بن محمد بن حمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى وقد مضى.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهاب أبو العباس وأبو الرضي بن الشمس المدني رئيس المؤذنين بالحرم النبوي كأبيه ويعرف قديماً بابن الخطيب ثم بابن الريس وهو والد الشمس محمد وإبراهيم بن عبد الله المذكورين. سمع بالمدينة سنة أربع وثلاثين على الجمال الكازروني وفي سنة تسع وأربعين على أبي السعادات بن ظهيرة وقرأ على المحب المطري جملة وباشر حسبة بلده قليلاً، ودخل القاهرة والشام وغيرهما مراراً فسمع بدمشق من شيخنا المجلس الذي أملاه بجامعها وبحلب على حافظها البرهان، وله نظم فيه المقبول رأيت بخطه منه جملة. ومات في يوم الثلاثاء سابع شعر صفر سنة أربع وخمسين بالمدينة النبوية ولم يكمل الخمسين، ودفن بالبقيع رحمه الله؛ ومن عنوان نظمه:
يا من نزلوا نجداً وفيها حلوا ... أنتم أملي
يا من جعلوا الجفا وبعدي حلوا ... لموا شملي
وارثوا لمحبكم وهجري خلوا ... واشفوا عللي
وامحوا زللي فالجسم ... بلي
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهاب بن وفا أخو علي الآتي. صوابه بحذف ثالث المحمدين وإبداله بوفا وسيأتي.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمدا لمحب القرشي الزبيري النويري المصري. ولد في يوم الثلاثاء تاسع عشر ذي الحجة سنة تسع وستين وسبعمائة وذكر أنه سمع من التقي بن حاتم. ذكره ابن فهد في معجمه ولم يزد، وقد أجاز سنة أربع وثلاثين في بعض الاستدعاءات.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الأخميمي النقيب. هو أبو القسم مشهور بكنيته يأتي.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمود بن محمد بن أبي الحسين ولي الدين بن بهاء الدين بن شمس الدين البالسي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه. ولد، ونشأ فحفظ القرآن واشتغل باللهو فأتلف ما ورثه ورغب عن جهاته وقاسى شدة وفاقة وسافر إلى الشام وغيرها وكذا حج وجاور وزار بيت المقدس وكانت معه أمه فماتت هناك وعاد إلى القاهرة فلم يظفر بطائل ووجد الشافعي قد فتح خلوته بالسابقية وأعطاها لأمينه وكاد أن يموت ثم لم يلبث أن ظهر العسكر في ربيع الثاني سنة تسعين فسافر موقعاً مع بعض الأمراء، وهو ذكي حاذق ماهر في الحساب والمباشرة وقوي الحظ مع تودد ولقش وظرف.
أحمد بن محمد بن محمد بن مفلح الشهاب أبو الضياء بن الخطيب الشمس الحارسي النابلسي ثم المقدسي الحنبلي ويعرف بابن الرماح. ممن أخذ عني.
أحمد بن محمد بن محمد بن المنجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا التقي بن الصلاح بن الشرف. الزين بن العز بن الوجيه التنوخي الدمشقي الحنبلي عم أسعد بن علي الآتي. قال شيخنا في أنبائه تفقه قليلاً وناب عن أخيه العلاء علي وكان هو القائم بأمره، ودرس وولي القضاء بأخرة يسيراً وصرف، ولم يلبث أن مات في سنة أربع قبل إكمال الخمسين، وكان شهماً نبيهاً.
أحمد بن محمد بن محمد بن الناصح. سيأتي قريباً فيمن لم يسم جد أبيه.(1/392)
أحمد بن محمد بن محمد بن وفا الشهاب السكندري الأصل المصري الشاذلي المالكي أخو علي الآتي ووالد أبي المكارم إبراهيم الماضي وأبي الفضل محمد بن عبد الرحمن وأبي الفتح محمد وأبي الجود حسن وأبي السعادات يحيى المذكورين في محالهم ويعرف كسلفه بابن وفا. ولد بظاهر مصر سنة ست وخمسين وسبعمائة ونشأ على طريقة حسنة ملازماً الخلوة والانجماع عن الناس حتى مات في يوم الأربعاء ثاني عشري شوال سنة أربع عشرة ودفن بالقرافة عند أبيه وأخيه. قال شيخنا في أنبائه وهو أسن من أخيه وذاك أشهر قال وكان عنده سكون وقلة كلام وتذكر له أحوال حسنة وليس له نظم ولا كان يعمل المواعيد إلا مع خواص أصحابه قال ونبغ له أبو الفضل محمد ففاق الأقران في النظم والذكاء وغرق بعد أبيه بسنة، وزاد شيخنا في نسبه محمداً وارخه في سنة اثنتي عشرة، ونحوه قول المقريزي في عقوده إن ولده أبا الفضل غرق سنة ثلاث عشرة عن نحو خمسين.
أحمد بن محمد بن محمد بن يعقوب الشهاب أبو العباس الحريري الدمشقي الصالحي ويعرف بابن الشريفة. ولد تقريباً في سنة ست وتسعين وسبعمائة بصالحية دمشق ونشأ بها فسمع على التقي عبد الله بن خليل الحرستاني والعلاء علي بن أحمد المرداوي والزين عمر البالسي وحدث سمع منه الفضلاء ولقيته بدمشق فسمعت عليه بصالحيتها وبداريا أيضاً، وكان خيراً كبير الهمة محافظاً على الجماعة بجامع الحنابلة لا يفتر عن ذلك وحج وزار ورأيت خطه في إجازة سنة ثمان وستين بل لقيه العز بن فهد سنة إحدى وسبعين وأظنه مات قريباً من ذلك.
أحمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن عياش الشهاب أبو العباس الجوخي الدمشقي المقرئ الشافعي نزيل تعز ووالد الزين عبد الرحمن الآتي ويعرف بابن عياش. ولد في أحد الربيعين سنة ست وأربعين وسبعمائة وتعانى بيع الجوخ فرزق فيه حظاً وحصل منه دنيا طائلة وعني بالقراءات فقرأ على الشمس العسقلاني وبدمشق على الشمس محمد بن أحمد اللبان وعبد الوهاب بن السلار وأسمع في صغره على علي بن العز عمر حضور جزء عرفة وحدث به عنه بمكة وغيرها وكذا سمع من البياني وابن قوالح وتصدى للقراءات وانتفع به جمع من أهل الحجاز واليمن ولقن جمعاً القرآن احتساباً وكان بصيراً بالقراءات ديناً خيراً غاية في الزهد في الدنيا ترك بدمشق أهله وماله وخيله وخدمه وساح في الأرض مع مواظبته وهو بدمشق على صلاة الأولى بجامعها الأموي وتلاوته كل يوم نصف ختمة وجاور بمكة مدة ثم دخل اليمن فأقام به عدة سنين في خشونة من العيش ومداومة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد ذكره ابن الجزري في طبقات القراء وقال: صاحبنا أبو العباس فاضل كامل مقرئ خير صالح دين أخذ السبع عن شيخنا ابن اللبان وابن السلار وجلس للإقراء بالجامع الأموي وانتفع به جماعة مع التقوى والسكون وهو في زيادة علم وخير قرأ عليه السبع صدقة بن سلامة ثم رحل إلى مصر فقرأ ختمة بالعشر على الشمس العسقلاني، وعاد إلى دمشق فأقرأ بها وبالقدس والخليل وغيرها، وقال في موضع آخر أخونا في الله وصاحبنا في تلاوة كتاب الله الشيخ الإمام العلامة الصالح الخاشع الناسك الذي جمع بين العلم والعمل فترك الدنيا وأعرض عن الخلق حتى جاءه الأجل. وقال ابن قاضي شهبة أنه حكى له أنه كان يشتري البيعة بخمسين ألفاً فربما يربح في الحال من مشتر غيره خمسة آلاف، وأرخ وفاته في ثاني شعبان؛ وقال عمر بن حاتم العجلوني لم أر أحداً على طريقة السلف في رفض الدنيا وراء ظهره مع إقبالها عليه والقدرة عليها مثله وله سماع ورواية. مات في حادي عشري ريع الآخر سنة اثنتين وعشرين بتعز وهو عند المقريزي في عقوده رحمه الله.(1/393)
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب بن الصدر بن الصلاح الأنصاري القاهري الشافعي ويعرف بابن صدر الدين. ولد سنة خمس وتسعين وسبعمائة تقريباً ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج رفيقاً للوالد عند الفقيه الشمس السعودي وعرض علي جماعة واشتغل قليلاً وسمع شيخنا وغيره ومما سمعه ختم البخاري بالظاهرية وتنزل بالبيبرسية وتكسب بالشهادة في حانوت باب القوس داخل باب القنطرة وفي سوق الرقيق ولم يكن فيها بالماهر معرفة وخطاً ولكنه كان لا بأس به سكوناً ومحافظة على الجماعة ثم انجماعاً واقتصاداً في معيشته مع دريهمات بيده ربما يعامل فيها وقد حج غير مرة وجاور. مات في ليلة الاثنين منتصف رمضان سنة أربع وثمانين وصلى عليه من الغد ودفن بحوش البيبرسية وأوصى بثلثه لمعينين وغيرهم رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب بن فتح الدين القوصي ثم القاهري موقع الحكم. نشأ بقوص وقدم القاهرة فأقام بها نحو أربعين سنة وباشر التوقيع وتقدم فيه لكنه ما كان يخلو عن غفلة. مات في أواخر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وقد أكمل التسعين على ما كان يزعم. استفدته من تذكرة شيخنا ولم يذكره في تاريخه.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن المولي. في آخر الأحمدين في أحمد بن الشريفة.
أحمد بن محمد بن عز الدين محمد الشهاب بن الجلال الجوهري الحنفي خادم البرقوقية. ولد ونشأ في خدمة العضدي الصيرامي وحضر دروسه وناب في القضاء وباشر النقابة عند ابن الشحنة وبسفارته وافق العضدي على تزوج عبد البر بابنته وكان ما علم، ثم انتمى لسالم العبادي المحتوي على الأمير ازبك الظاهري ولازم خدمته ولم يتفرغ لغيره وعظم اختصاصه به وبأميره وساس الأمور بتؤدة وعقل وحشمة وباطن متسع بحيث حمده غالب أصحابه واستقر شيخ الصوفية بالجامع الأزبكي وحج معه في سنة ثمان وسبعين فكانت الأمور معذوفة به.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب أبو العباس الشغري. مضى فيمن جده محمد بن عمر.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب أبو العباس القوصي ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن البلقاسي ثم بالقوصي. ولد بقوص وتحول منها فحفظ القرآن واشتغل ولازم النظم في كتب الشيخ أحمد الزاهد وكأنه أخذ عنه فحفظ منها فوائد خصوصاً في ربع العبادة لشدة حرصه على إتقان مسائله، وجلس للعامة فأوضح لهم كثيراً من مهمات الدين وانتفع به كثير منهم، وبلغني عن القاياتي أنه كان يقول له أنك قائم عنا بفرض كفاية، وجمع فوائد نظماً ونثراً سمعت من نظمه وفوائده وصليت خلفه وكان يسترزق مما أشرت إليه. ومما كتبته عنه مما أنشدنيه مراراً ما قاله في الدواب التي تدخل الجنة وكتبه عنه ابن فهد أيضاً في سنة خمسين وهو:
يدخل يا صاح دواب عشره ... في جنة الخلد بنقل البرره
عددهم في نقله مقاتل ... حقاً ما صححه الأوائل
أكملتها في موضع آخر، وكان فقيراً متقشفاً قانعاً باليسير وتزوج شابة فلم يحصل على طائل. وحصل له رمد أشرف منه على العمى وانقطع بسببه مع ضعف بدنه مدة طويلة حتى مات في ربيع الآخر سنة ستين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب أبو العباس المصري القرافي ثم المقدسي الشافعي الصوفي ويعرف بابن الناصح. ذكر أنه سمع من الميدومي المسلسل وأبا داود والترمذي من لفظ المحدث أي الحسن الهمذاني وهو في السنة الأولى وأنه سمع من ابن عبد الهادي صحيح مسلم وحدث بذلك كله بمكة وبغيرها. روى لنا عنه جماعة منهم التقيان أبو بكر القلقشندي وابن فهد، قال شيخنا في أنبائه أخذت عنه قليلاً وكان للناس فيه اعتقاد ونعم الشيخ كان سمتاً وعبادة ومروءة. مات في أواخر رمضان سنة أربع وتقدم في الصلاة عليه الخليفة المتوكل على الله، قال ابن خطيب الناصرية أنه سافر في سنة ثلاث وتسعين صحبة الظاهر برقوق إلى البلاد الشامية ورجع معه فأقام بالقرافة حتى مات. وقال لمقريزي في عقوده بعد أن سمى جده عبد الله: إنه اشتهر عند الكافة بالصلاح وتغالى الناس في اعتقاده وحكوا له عدة كرامات وترددوا إليه وسألوه حوائجهم فتصدى لقضائها سنين في أيام الظاهر برقوق، وكانت رسالاته مقبولة عنده فمن دونه من الأمراء حتى مات وقدقارب السبعين. وقال غيرهما أنه كان غاية في القوة ويحكون عنه في ذلك العجائب مع الدين والصلاح والزهد.(1/394)
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب الأموي المالكي. صوابه أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد وقد مضى.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب السنباطي ثم القاهري. ممن أخذ عني.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب الصلطي الأصل المقدسي الشافعي. اشتغل قديماً وسمع على البرهان بن جماعة وأبي الخير بن العلائي وناب في القضاء مدة ومات في يوم الجمعة سادس عشري شعبان سنة اثنتين وخمسين وقد جاز الثمانين عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب المصري ثم المكي الحنفي الشاذلي المقرئ ويعرف بالمسدي شيخ رباط ربيع بمكة ووالد المحب محمد إمام الظاهر خشقدم فمن بعده. لازم الشيخ محمد الحنفي في زاويته وقرأ الشيخ عليه مع أولاده وكان للشيخ إقبال عليه ولما مات تجرد ثم هاجر إلى مكة وقرأ بها القراءات على الزين بن عياش وأقرأ. مات بها في ليلة الأحد عاشر شوال سنة خمس وستين أرخه ابن فهد وممن قرأ عنده القرآن البدر بن الغرس والثناء عليه مستفيض رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب الهوي ثم القاهري الحنبلي، اشتغل قليلاً وسمع ختم البخاري عند أم هانئ الهورينية ومن كان معها وكان ساكناً.
أحمد بن محمد بن محمد أبو العباس البعلي الاسكاف هو وأبوه ويعرف بابن ريحان. ولد في سنة خمس وثمانين وسبعمائة تقريباً ببعلبك ونشأ بها فسمع الصحيح إلا يسيراً على الزين أبي الفرج بن الزعبوب أنابه الحجار وحدث سمع منه الطلبة ولقيته ببعلبك فقرأت عليه الحديث الأخير من الصحيح وأجاز ومات قريب الستين ظناً.
أحمد بن محمد بن محمد الأبدي. فيمن جده محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد.
أحمد بن محمد بن محمد الأنبابي المدولب أبوه ويعرف بابن خنبج بخاء معجمة مضمومة ثم نون ساكنة بعدها موحدة مضمومة ثم جيم. ممن يحفظ القرآن ويتلوه ودخل اليمن وجاور بمكة أكثر من سنة ولازمني في سنة سبع وتسعين فكان معنياً في حمل السجادة ونحوها، سمع على حل الشفا وسيرة ابن هشام بفوت يسير والكثير من البخاري وختم سيرة ابن سيد الناس ومؤلفاتي في ختم السيرتين والشفا وقصيدة البوصيري الهمزية وذخر المعاد وكتبت له ثم سافر، وهو في ظل أبيه لطف الله به.
أحمد بن محمد بن محمد القاهري المارداني ويعرف بالهنيدي الشهاب بن الشمس بن ناصر الدين أحد التجار. ولد سنة ست وخمسين وثمانمائة وكان جده مديماً لزيارة الشافعي والليث في أوقاتهما ويسقي الماء للتبرك فيهما ويجلس على البسطة التي على يسار الداخل للشافعي قبل الوصول إلى باب القبة ادباً، واختص بالدوادار دولات باي المؤيدي فاتفق أنه شفع عند رأس نوبته في تخفيف بعض الظلامات فأبى فلما علم الأمير بذلك صرفه واستقر به مكانه مع إبطاله ما جرت العادة به من تقريره على رؤوس النوب ونشأ حفيده فقرأ القرآن أو أكثره وتعانى التجارة وصحب بني القارئ وكان يصل الكثير من أهل مكة البر منهم على يديه بل ربما يصلهم من نفسه وكثرت إقامته بمكة على خير من الجماعات والطواف أحسن الله إليه.
أحمد بن محمد بن محمد الحكري المصري الشافعي رأيته كتب على استدعاء وقال أنه ولد في أواخر سنة إحدى عشرة وثمانمائة وكأنه الذي كان يعرف بابن الجمال. ناب عن شيخنا فمن بعده وسمع عليه أشياء واشتغل يسيراً وكتب شرح المنهاج للدميري بخطه، وكان يقال له المنهاجي، وأظن أباه محمد محمد بن أحمد الآتي.
أحمد بن محمد بن محمد المحلي الهيثمي ثم القاهري خادم الشيخ محمد بن صلح الآتي ويعرف بابن الحسود. ممن أخذ عني.
أحمد بن محمد بن محمود بن عبد الغفار الشهاب أبو العباس بن الشمس الحسني الفوي القاهري الحنفي القاضي قرأ عليه الكمال الشمني في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالشيخونية بعض عوارف المعارف ولا أدري أكمله أم لا ولا عن من رواه وممن سمع بقراءته العز عبد السلام البغدادي والجلال القمصي وضبط الأسماء.(1/395)
أحمد بن محمد بن محمود بن محمود بن محمد بن عمر بن فخر الدين أبو نور شيخ بن شيخ طاهر بن عمر الشهاب الخوارزمي ثم المكي الحنفي إمام مقام الحنفية بمكة وابن إمامه الآتي وولده محمد في محلهما ويعرف بابن المعيد. ولد في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها وأجاز له في التي بعدها وما بعدها النشاوري والجمال الأميوطي وعبد الواحد الصردي والعراقي والبرهان بن فرحون وغيرهم وسمع على الزين المراغي المسلسل وختم الصحيح وتفقه بأبيه وناب عنه في إمامة الحنفية بمكة مدة لعجزه ثم رغب له عنها قبيل وفاته وكذا تلقى عنه مشيخة رباط رامست وتدريس الحنفية بدرس ايتمش والإعادة بدرس يلبغا ولكنه رغب عن التدريس والإعادة لأبي حامد بن الضياء ودخل الديار المصرية والشامية وبلاد اليمن والعجم وتمول من الأخيرة بما أتلفه في الكيمياء. مات في ظهر يوم الجمعة ثاني عشري رمضان سنة خمسين ودفن بالمعلاة بقبر أبيه لجانب إمام الحرمين عبد المحسن الخفيفي واستقر بعده في الإمامة ابنه. ذكره ابن فهد.
أحمد بن محمد بن محمود بن يوسف بن علي الشهاب أبو العباس الكراني الهندي والده ثم المكي الحنفي ويعرف بابن محمود. ولد في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بمكة وسمع بها من العز بن جماعة والموفق الحنبلي جزء ابن نجيد ومن خليل المالكي والتقي الحراري وآخرين، وأجاز له الأسنوي وأبو البقاء السبكي وابن القارئ والصلاح بن أبي عمر وجماعة، حدثنا عنه جماعة منهم بجزء ابن نجيد القاضي عبد القادر المالكي، ومات في ظهر يوم الثلاثاء سابع شعبان سنة ثلاثين بمكة وصلى عليه بعد العصر ودفن بالمعلاة رحمه الله.
أحمد بن محمد بن مسعود المغربي الأصل المدني المالكي ويعرف بالمزجج. مسع على الزين المراغي وغيره، ومات في سنة تسع وعشرين بالمدينة.
أحمد بن محمد بن معين الدين أبو العباس القاهري الكتبي القصصي. استكتبه بعضهم في استدعاء فيه بعض الأولاد وقال له نظم لا بأس به وكان يكتب القصص بالرملة ويبيع الكتب تحت الصرغتمشية فينظر شيء من نظمه، ومتى مات.
أحمد بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الشهاب بن الشيخ شمس الدين المقدسي الأصل الصالحي الحنبلي أخو التقي الماضي أبوهما في المائة قبلها. قال شيخنا في أنبائه: ولد سنة أربع وخمسين وسبعمائة واشتغل قليلاً وسمع من جماعة ثم انحرف وسلك طريق المتصوفة والسماعات. مات سنة أربع عشرة.
أحمد بن محمد بن مكنون الشهاب أبو العباس بن الشمس بن أبي اليسر المنافي القطوي الشافعي ويعرف بابن مكنون. ولد بقطية وأبوه إذ ذاك حاكمها سنة تسع وسبعين وسبعمائة ونشأ نشوة حسنة فحفظ القرآن والحاوي واشتغل بالفرائض ولازم الشمس الغراقي فيه وكذا اشتغل في الفقه وكان يستحضر الحاوي وكثيراً من شرحه وبالعريبة قليلاً ثم ولي بعد أبيه قضاء قطية ثم غزة في أول الدولة المؤيدية بعناية ناصر الدين بن البارزي ثم دمياط مع بقاء قطية معه فاستناب فيها قريبه الزين عبد الرحمن واستمر هو في دمياط غاية في الإعزاز والإكرام إلى أن انفصلت الدولة المؤدية، فتسلط عليه أناس بالشكاوي والتظلم مع كثرة احتماله وحسن أخلاقه. قاله شيخنا في أنبائه قال وصاهر عندي على ابنتي رابعة تزوجها بكراً. قلت: وعمل صداقها الهيثمي كما أثبته في الجواهر؛ ومات عنها في رمضان سنة تسع وعشرين وكثر الأسف عليه، وقال المريزي كان فاضلاً يعرف الفقه معرفة جيدة ويشارك في غيره وقدم القاهرة مراراً.
أحمد بن محمد بن منصور الأشموني. في ابن منصور.
أحمد بن محمد بن مهنا بن طريطاي الشهاب بن ناصر الدين بن الزين العلائي الحنفي الآتي أبوه ويعرف كهو بابن مهنا. ولد في سنة ثلاث وثمانمائة وقرأ القرآن وأخذ عن أبيه وغيره وصحب الفقراء وعظم اختصاصه بهم بل هو محب في العلماء متودد للطائفتين عليه وضاءة وله شيبة نيرة مع تأدب وتهذب ورزق متيسر من إقطاع ونحوه وتقدم في المعابرة حتى أنه يعالج بمائة وستين؛ وحج غير مرة منها في سنة ثمان وسبعين وكذا زار بيت المقدس وكثر اجتماعه بي وحمدت أدبه وقد كبر وشاخ وله عدة أولاد أكبرهم أبو القسم وفارقته أم من عداه وتوجهت لمكة فجاءنا موته وأنه في منتصف شوال سنة أربع وتسعين ولم يحصل بعده على طائل رحمه الله وإيانا.(1/396)
أحمد بن محمد بن موسى بن فياض بن عبد العزيز بن فياض الشهاب أبو العباس المقدسي الأصل الحلبي الحنبلي القاضي. ولي قضاء حلب سنين في مرتين إحداهما عن عمه الشهاب أحمد بن موسى بسكون وعقل، وكان شكلاً حسناً رئيساً عنده لطف وحشمة ورياسة ومكارم ومحبة في العلماء. مات معتقلاً في الفتنة بقلعة حلب في رابع عشر رجب سنة ثلاث. ذكره ابن خطيب الناصية.
أحمد بن محمد بن موسى بن محمد الشهاب المغراوي الأصل الأبشيهي ثم القاهري والد البهاء محمد الآتي. كان يباشر في جهات كالسابقية ويتكسب بالشهادة ولازم شيخنا في الإملاء وعاش بعده مدة حتى مات؛ ولم يكن بالمرضي عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن موسى بن محمود بن قريش الشهاب أبو العباس بن الشمس القاهري الصوفي الحنفي إمام الشيخونية وابن إمامها ووالد تاج الدين ويعرف بابن إمام الشيخونية. قرأ على العز عبد السلام البغدادي الشفا في رمضان سنة ست وخمسين ووصفه بسيدنا ومولانا الإمام الفاضل النحرير ذي الجد والتشمير وقراءته بأنها تطرب منها الأسماع ويتسجلب إلى رونقها الطباع لا لجلجة فيها ولا اضطراب بلا شك وارتياب؛ بل سمع قبل ذلك على ال بدر حسين البوصيري ما قرأه عليه أبو القسم النويري من سنن الدارقطني وهو ثلاثون ورقة من أوله كما بخطه على الجزء الأول منها وكذا سمع على الزركشي صحيح مسلم أو جله وناب في القضاء واختص بخدمة جانبك الفقيه وسافر معه لمكة وكان عاقلاً أشبه من ولده. مات في جمادى الثانية سنة إحدى وتسعين بعد أبيه بقليل عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن موسى الشهاب البيروتي ثم الخانكي الشافعي قدم القاهرة فنزل زاوية المتبولي ببركة الحاج وأخذ عن إبراهيم العجلوني بل على الجلال المحلي وبرع في الفقه وحفظ جامع المختصرات بل كتب عليه شروحاً وقطن الخانكاه من بعد السبعين ونزل في صوفيتها ودرس بأماكن منها وصاهر بها محتسبها الجمال عبد الله الوفائي على ابنته واستولدها وتردد للشرفي بن الجيعان وأفضل عليه وكذا أكثر من التردد إلي وهو إنسان ساكن ذو فضيلة يقين، وحج وجاور وسمع الحديث على المحب الطبي وأبي بكر بن فهد.
أحمد بن محمد بن ناصر بن علي بن يوسف بن صديق الشهاب أبو العباس المصري العقبي ثم المكي الشافعي نزيل بجيلة والعطار بها ويعرف بابن جميلة. ولد في يوم الجمعة تاسع ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة بمكة وسمع بها من العز بن جماعة والكمال بن حبيب والجمال بن عبد الله المعطي وأحمد بن سالم والشهاب بن ظهيرة وإبراهيم بن يحيى الصنهاجي وعلي بن أحمد الفوي وارتحل إلى القاهرة فسمع بها البهاء بن خليل وأحمد بن حسن الرهاوي وابن القارئ في آخرين وأجاز له عمر العقبي ومحمد بن أبي بكر السوقي وابن النجم وابن الهبل وابن رافع وجمع روى عنه ابن فهد وغيره. مات في سنة إحدى وثلاثين بقرية ضفادع من أعمال بجيلة.
أحمد بن محمد بن ناصر بن علي الشهاب الكناني المكي الحنبلي. ولد قبل الخمس بمكة وسمع بها العز بن جماعة والفخر النويري والكمال بن حبيب والجمال بن عبد المعطي والنشاوري وغيرهم وارتحل فسمع بدمشق ابن أميلة وابن قوالح وبحماة بعض أصحاب ابن مزيز وبحلب من جماعة سنة سبعين وبالقاهرة عبد الوهاب القروي وغيره وبالاسكندرية البهاء الدماميني ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن يفتح الله وصار له بعض أخساس، بل قال شيخنا في أنبائه أنه كان خيراً فاضلاً وكذا قال ابن خطيب الناصرية وكانت لديه فضيلة وفيه خير واحتمال وحدث باليسير انتهى. قال الفاسي: مات في رمضان سنة اثنتي عشرة بعد أن أقعد ودفن بالمعلاة عن ستين أو أزيد، روى عنه ابن فهد وأرخه في سنة اثنتي عشرة كما قدمنا وهما أمس به وأما شيخنا ففي التي قبلها وكذا ابن خطيب الناصرية لكن ظناً.(1/397)
أحمد بن محمد بن نشوان بن محمد بن نشوان. ولد سنة سبع وخمسين وسبعمائة وقدم دمشق فقرأ القرآن وادب بني الشهاب الزهري فصار يحفظ بتحفظهم التمييز للبارزي بل دار معهم على الشيوخ في الدروس إلى أن تنبه وفضل وأذن له الزهري في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وكذا أن له البلقيني في الإفتاء سنة ثلاث وتسعين واستقر في تدريس الشامية البرانية وتصدر بالجامع وناب في الحكم بعد الفتنة الكبرى وانتفع به الطلبة وقصد بالفتاوى وكان يحسن الكتابة عليها ويتكلم في العلم بتؤدة وسكون وإنصاف لوفور عقله وحسن محاضرته. مات بعد أن حصل له استسقاء طال مرضه به في جمادى الأولى سنة تسع عشرة ذكره شيخنا في أنبائه وابن قاضي شهبة في طبقاته.
أحمد بن محمد بن نصر الديروطي. حدث في دمياط بالشفا عن شيخنا النور بن يفتح الله أخذ عنه الجلال بن الردادي.
أحمد بن محمد بن أبي الوفا في ابن محمد بن محمد بن وفا.
أحمد بن محمد بن يحيى بن شاكر الشهاب بن القاضي صلاح الدين بن الجيعان. شاب حسن يقرأ في النحو وغيره على الشمس الأبودري وزوجه أبوه بابنة أخيه البدري أبي البقاء واستولدها في شعبان سنة خمس وتسعين ذكراً وقد سمع على الديمي ومني وصار يكتب في الديوان مع حذق. مات في ليلة الأربعاء خامس عشري ربيع الثاني سنة ثمان وتسعين عن نحو اثنتين وعشرين سنة عوضه الله وإيانا الجنة.
أحمد بن محمد بن يحيى بن مصلح المنزلي الشافعي أخو يحيى الآتي ويعرف بابن مصلح. أصله من فلاحي المنزلة فنشأ هذا هو وجماعة من أخوته وأهله مفارقين لهم وقرأ على الناصري بن سويدان في الفقه والعربية وعلى الزين عبد الرحمن الديروطي تلميذ الشمس بن الصائغ أربع قراءات من السبعة وكان قد حفظ في كبره القرآن والمنهاج والملحة والشاطبية، وعرضها على جماعة منهم العلم البلقيني فيما بلغني وأقام بمنية راضي من أعمال المنزلة وابتنى بها جامعاً وانتمى إليه الفقراء والمريدون والطلبة وكان قائماً بكلفتهم مما يرد عليه من الفتوحات ونحوها مع تحريه في القبول لا يدخر شيئاً بل ويقوم على جماعة في بركه، وربما أخذ ما كان معهم ووزعه عليهم وعلى غيرهم في السفر وغيره، على قدم عظيم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتلاوة والعبادة وملازمة الأذكار والاشتغال بما يهمه بحيث لم ار أحداً إلا وهو يخبر بتفرده بذلك، وربما أقرأ في ربع العبادات. مات بمكة في يوم الثلاثاء عشرين جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وصلى عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة وقد زاد على الثمانين رحمه الله ونفعنا به.
أحمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحيم بن محمد بن أبي المعالي يحيى بن عبد الرحمن بن علي بن الحسين بن محمد بن شيبة بن إياد بن عمرو بن العلاء الشهاب الشيباني المكي الحنفي أخو عبد الرحمن الآتي ويعرف بابن زبرق. ولد بمكة ونشأ بها وسمع البرهان بن صديق وأجاز له في سنة ثمان وثمانين فما بعدها النشاوري وابن حاتم والتنوخي والعراقي ومريم الأذرعية وآخرون، وكان إماماً وخطيباً بسولة من وادي نحلة اليمانية وله بها مال، روى عنه النجم بن فهد وغيره. مات في ضحى يوم السبت سابع عشر ذي الحجة سنة أربعين بمكة وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.(1/398)
أحمد بن محمد بن يوسف بن أحمد بن الشيخ إسماعيل بن علي بن حجاج بن سيف الشهاب بن الصدر بن المجد بن الجمال بن الشيخ القدوة الزاهد العارف صاحب المزار في تربة بلبيس الأنصاري البلبيسي الشافعي ويعرف بابن العارف وبابن صدر. ولد قبل سنة سبعين وسبعمائة تقريباً ببلبيس من الشرقية ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لأبي عمرو على البدر حسن الغمري - بفتح الغين المعجمة - ومختصر التبريزي في الفقه وعرضه في شعبان سنة ثمان وسبعين على التاج محمد بن أحمد بن النعمان وأجاز له بل هو الذي كتبه بخطه برسمه وفي رمضانها على الجمال البهنسي، وخطب في جامعي بلبيس الأعظمين العزيز والمأموني وكان يؤدي الخطابة بصوت جهوري وله رغبة تامة في تأديتها وربما شهد مع كون وجاهته أعظم من كثير من قضاة ناحيته فإنه من أعيان أهل بلده ورؤسائها وذوي اليسار بها، وبالجملة فهو من عدولها وعنده عصا من خشب القيقب ورثها من أسلافه كانوا يقولون إنها من عكاز سيدي إبراهيم بن ادهم قال وكان القاضي برهان الدين بن جماعة وغيره من أهل العلم ينزلون عندنا ويتبركون بها وكان يقول إن عمه موفق الدين بن سيف الدين كان من المسندين وإن الولي العراقي ممن أخذ عنه قال وكذا الجمل العرياني. قلت وعم والده وهو إسماعيل بن أحمد خاتمة من حدث عن المنذري بالإجازة وله ترجمة في المائة قبلها. ولهم قريب أيضاً اسمه أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن حجاج مترجم في ابن رافع وغيره، أجاز لي صاحب الترجمة ومات وقد جاز المائة سنة بضع وخمسين تقريباً.
أحمد بن محمد بن يوسف بن سلامة بن البهاء بن سعيد الشهاب أبو العباس بن ناصر الدين وربما اختصر فقيل ناصر العقبي الشافعي نزيل النيابة وأخو الزين رضوان ووالد محمد الآتيين ويعرف بالعقبي. ولد تقريباً سنة ثمان وستين وسبعمائة بمنية عقبة وقرأ بها القرآن ثم انتقل إلى القاهرة وتلاه بها للسبع على غير واحد من الشيوخ واشتغل يسيراً وحضر دروس الشمس الغراقي والشطنوفي في الفقه والفرائض والنحو وكذا دروس البلقيني والأبناسي في آخرين ولازم الزين العراقي في أماليه وغيرها، وكان يأتي إنبابة للاشتغال على يوسف بن إسماعيل الإنبابي فتلا عليه للسبع وبحث عليه الشاطبية ومقدمة له في الفرائض مع جميع الحاوي في الفقه ونصف المنهاج وسمع الحديث بالقاهرة على المذكورين والهيثمي والحلاوي والسويداوي والتنوخي وابن أبي المجد وابن الكشك ومريم ابنة الأذرعي وسارة ابنة السبكي في آخرين منهم الجمال عبد الله الحنبلي والشرف بن الكويك وبمكة في سنة خمس وثمانمائة على ابن صديق والزين المراغي وأجاز له باستدعاء شيخنا وغيره جماعة كأبي حفص البالسي والبدر بن قوام وابن منيع وابنة ابن النجا وابنتي ابن عبد الهادي وأفردت له مشيخة مسماة القربى في مشيخة الشهاب العقبي حدث بها غير مرة بعد أن وقف عليها شيخي وقرضها وكذا حدث بغيرها من مسموعاته بل وأقرأ القراءت أيضاً مع كونه كان تاركاً للفن لكن لقصد سنه وإسناده، وحج غير مرة وزار وهو صغير مع والده بيت المقدس؛ وتنزل في صوفية الشيخونية، ثم انقطع دهراً بجوار ضريح يوسف الأنبابي بها وكان خيراً متين الديانة ظاهر الوضاءة ضاحك السن ساكناً وقوراً حسن الخشوع والذكر والابتهال والبكاء عند ذكر الله وسوله صلى الله عليه وسلم يديم التلاوة منقلاً من الدنيا قانعاً باليسير صحيح السمع والبصر قوي الهمة راغباً في الخير عظيم البركة صبوراً على التحديث مكرماً للطلبة؛ قرأت عليه الكثير بأنبابة وغيرها وتحول بأخرة إلى ابنة له بالقرب من الأشرفية ونزل وهومتوعك لصلاة عصر الجمعة بها فسقط من سلم الميضأة فمات شهيداً وحمل إلى منزله ثم صلى عليه بمصلى باب النصر ودفن عند أخيه بتربة قجماس وذلك في يوم السبت رابع عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين رحمه الله ونفعنا ببركته.
أحمد بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر الشهاب بن التاج بن الجمال الكردي الكوراني الأصل القاهري الشافعي أخو محمد وعلي المذكورين وهو أوسطهما ويعرف كسلفه بابن العجمي. أجاز له من أجاز لأخويه وأخذ عن أبيه. مات تقريباً سنة عشرين وقد جاز الثلاثين.(1/399)
أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن منصور بن موسى الشهاب الشويكي الأصل الخليلي الأزرقي الشهير بالشافعي. ولد على رأس القرن تقريباً وسمع على جماعة منهم التدمري وابن حجي وابن ناصر الدين وتوفي يوم الخميس سادس عشري ذي القعدة سنة إحدى وتسعين ببلد الخليل ودفن بالمقبرة السفلى.
أحمد بن محمد بن يوسف الشهاب المنوفي الشافعي ويعرف بابن فسية بالفاء المضمومة وفتح السين المهملة بعدها تحتانية مشددة وهو لقب أبيه وكانت أمه تلقب مثله لكن بنون بدل الفاء ولذا يعرف بها أيضاً. ولد تقريباً سنة خمس وستين وسبعمائة في محلة منوف وقرأ بها القرآن وصلى به ونهاية الاختصار والرحبية والملحة وعرضها على القاضي عز الدين بن سليم وغيره وعلى العز المذكور بحث في النهاية وبحث على التاج عبد الله القروي في الملحة والجمل لابن فارس. وحج مراراً أولها في سنة ثلاثين وتكسب بالعطر وغيره وتردد للقاهرة والاسكندرية ودمياط مراراً وجمع في مدح النبي صلى الله عليه وسلم خمسة دواوين بيض أكثرها ويسمى أحدها لوحظ الأبكار وعرائس الأفكار؛ وكتب عنه ابن فهد والبقاعي في نفيه من نظمه وقال ثانيهما مما تبعه فيه الأول إنه عريض الدعوى وشعره في الغالب غير متناسب الصدور والأعجاز قال وطعن بعضهم في صدقه كذا قال ومن أبياته في قصيدة:
يا خير خلق الله يا شمس الهدى ... يا من له عند الإله مكان
إني امرؤ يرعى الدياجي ناظري ... في المدح وهو بها إذا سهران
ومات قريباً في حدود الأربعين فما بعدها.
أحمد بن محمد بن يوسف العجمي الأصل المدني الحنفي أخو يحيى الآتي وذاك الأكبر ويعرف بالذاكر. ممن سمع بالمدينة. ومات في تاسع ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين.
أحمد بن محمد بن يونس بن محمد بن عمر الشهاب بن المحب بن الشرف البكتمري القاهري شقيق يحيى وعبد الرحمن الآتيين وأبوهم وعمه سيف الدين وجدهم لأمهم الزين قاسم بن قطلوبغا الحنفي. ولد في شوال سنة إحدى وستين وثمانمائة وسمع على أم هانئ جدة أبيه واشتغل قليلاً وسمع مني.
أحمد بن محمد الشهاب الحلبي الحنفي ويعرف بابن الأقرب. ولد في سنة بضع وثمانمائة بحلب واشتغل عند أبيه وسمع على الشهاب بن الرسام الحنبلي والبرهان الحلبي وتكسب بالشهادة وتميز يها وامتنع من قضاء عنتاب وحدث ومات بعد التسعين وقد كف وانقطع بمنزله.
أحمد بن محمد ناصر الدين ويعرف بابن أمين الحكم كان ينوب في الحكم بمصر وعدة من بلاد البهنساوية. مات في سنة تسع وثلاثين بعد انقطاعه مدة بمرض عرض له منه فالج.
أحمد بن محمد بن الأوتاري المقدسي الشافعي. ممن كتب بخطه تقريضاً لمجموع البدري في سنة ثمان وسبعين فكان من نظمه فيه:
لنا مجموع قد جمع المعاني ... وديوان أتى في الحسن مفرد
ففي ذا الباب جداً حاز حدا ... فهل لك طاقة الباب المجدد
وكذا كتب عليه:
مجموعنا رائق بهي ... له معان بها تفرد
رأيت مجموع كل شخص ... قد غار منه وما تجلد
أحمد بن محمد بن الحبال. فيمن جده محمد بن أحمد بن أبي غانم.
أحمد بن محمد الشهاب بن الطبلاوي. كان والي القاهرة وكاشف الوجه الشرقي من أعمالها. ضرب الناصر فرج بن الظاهر عنقه بيده لكونه اتهم بمطلقته خوند ابنة صرق في ليلة سابع عشري ذي القعدة سنة أربع عشرة بعد قتل المرأة؛ ولم يكن بمشكور السيرة جرياً على عادة الولاة فأراح الله المسلمين منه فقد كان ساعياً في الأرض بالفساد، ويحرر إن كان هو أخو علي بن محمد بن محمد الآتي.
أحمد بن محمد السنهوري المالكي ويعرف بابن عز الدين أخذ القراءت عن بلديه جعفر.
أحمد بن محمد الشهاب الدمشقي بن العطار مستوفي الجامع الاموي كان أجل من بقي من مباشريه وقد طلب الحديث وقتاً رفيقاً للشمس بن سيد وابن إمام المشهد. مات في شوال سنة إحدى. ذكره شيخنا في أنبائه.(1/400)
أحمد بن محمد الشهاب بن أبي الفتح العثماني الأموي القاهري ثم المدني المالكي أخو عبد الرحمن الآتي؛ قدم المدينة فتزوج ابنة البدر عبد الله بن فرحون وقرأ على التاج عبد الوهاب بن صلح واستقر في قضاء المالكية بالمدينة عوضاً عن الشمس بن القصبي السخاوي وفي سنة تسع وستين فأقام أربعة أشهر ثم انفصل ورجع إلى القاهرة فكانت منيته بحلب قريباً من سنة سبعين أو بعدها عفا الله عنه.
أحمد بن محمد الشهاب الصفدي قاضيها الشافعي ويعرف بابن الفرعمي نسبة لقرية من ضواحي صفد. ولي قضاء صفد بعد العلاء بن حامد بالبذل فدام سنين ثم أعيد العلاء فلما مات أعيد الشهاب ومات بعد يسير وذلك بعد السبعين ولم تحمد سيرته في أول المرتين وأما في الثانية فكان أشبه خوفاً وبلغني من فضلاء بلده أنه كان فاضلاً وأنه قرأ الصحيح على ابن ناصر الدين عفا الله عنه.
أحمد بن محمد الشهاب بن الشمس بن المغيربي. يأتي قريباً.
أحمد بن محمد الشهاب بن القصاص السكندري المالكي. قرأ على شيخنا الترغيب المنذري وغيره وكان حسن القراءة فاضلاً.
أحمد بن محمد شريف كان خادم شيخ الصوفية بالخانقاه السرياقوسية ويعرف بابن كندة. استقر في الخدمة برغبة ابن يحيى الخادم له عنها. ولم يلبث أن مات في ليلة الجمعة تاسع عشري ربيع الأول سنة تسعين وقد قارب الأربعين. وكان كأبيه عاقد يتكسب منها ومن الشهادة مع البشاشة والتواضع والتوسط في الثروة وله نظم.
أحمد بن محمد شهاب الدين بن ناصر الدين الجمالي حفيد أخت الجمال الاستادار كان أبوه حسن العشرة والمحاضرة والمكارم يستحضر نكتاً وأشعاراً وفوائد وخلفه ابنه في رزقه بمنية خضير من المنزلة ولكنه ضبط موجوده وصاهر بني الجيعان.
أحمد بن محمد الشهاب بن الشمس المصري بن فهيد تصغير فهد ويعرف بابن المغيربي بالتصغير أيضاً وأمه أمة سوداء. ولد بعد السبعين وسبعمائة ونشأ في حجر أبيه فلم شغله بعلم ولكنه زوجه ابنة الأمير أبي بكر بن بهادر وأكثر من معاشرة الترك مع تزيه بزيهم ومعرفته بلسانهم فراج عندهم لا سيما مع انتسابه للفقراء حتى أنه ولي في سلطنة الظاهر جقمق مشيخة المقام الدسوقي وانتزعه ممن كان معه بغير مستند وكثرت فيه الشكوى وكان مع كونه لم يتميز في شيء ممن يأكل الدنيا بالدين ولا يتوقى من يمين يحلفها فيما لا قيمة له مع إظهار تحري الصدق والديانة البالغة ويتوسع في المأكل والملابس من غير مادة فلا يزال مديوناً ويشكو الضيق واستمر كذلك حتى مات بعد ضعفه ستة أشهر في ليلة ثامن ذي الحجة سنة ست وأربعين.
أحمد بن محمد الأمير شهاب الدين بن ناصر الدين المعروف بابن قليب بقاف ولام مصغر نسبة لأجداده من أمه صاحب حاجب طرابلس وأستادار السلطان بها. مات بها بعد مرض طويل في يوم الخميس خامس شعبان سنة إحدى وسبعين وهو في الكهولة وكان عاقلاً ساكناً رضي الخلق عنده كرم وحشمة عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن الهائم. مضى فيمن جده عماد.
أحمد بن محمد ويعرف بابن والي. ولد تقريباً سنة تسعين أو قبلها كتبت عنه قوله:
يقولون لي في البحر تمساح كاسر ... أصاد لصياد وقد كاده كيدا
فقلت لهم هذا نهاية عمره ... ولو راح بيروت لكان له صيدا
أحمد بن محمد فخر الدين أبو محمد ويدعى أيضاً بأبي شمس الدين المراغي نزيل مكة ويعرف بالخياط. ولد في حدود سنة سبعمائة أو نحوها بمراغة من بلاد العراق وقدم مكة في حدود سنة بضع وثلاثين وسبعمائة وسمع بها في هذه الحدود فما بعدها على شيوخها والقادمين إليها ولبس منهم الخرقة الصوفية وكان أحد مشايخ الصوفية بها مقيماً برباط رامشت ومات بمكة. ذكره التقي بن فهد في معجمه.
أحمد بن محمد البدر الطنبذي. فيمن اسم أبيه عمر بن محمد.
أحمد بن محمد الشهاب البالسي الأصل الدمشقي الحنفي الجواشني. قال شيخنا في أنبائه اشتغل في صباه وصاهر أبا البقاء على ابنته وأفتى ودرس وناب في الحكم وولي نظر الأوصياء ووظائف كثيرة بدمشق وكان حسن السيرة واستقل بالقضاء قليلاً بسعي منه ثم عزل وسعى في العود فلم يتم له ومات في جمادى الآخرة سنة تسع.(1/401)
أحمد بن محمد الشهاب البالسي الأصل القاهري الشافعي الماوردي ابن أخت النواجي. ممن اشتغل قليلاً وسمع الحديث وتنزل في الجمالية وغيرها ونسخ بخطه الضعيف أشياء؛ كل ذلك مع تكسبه بالوراقين وكان يقرأ على التقي القلقشندي في العمدة حين كان ينوب عن ابن خاله بالجمالية وكذا على الزين المنهلي وكتب عنه بعض الأجوبة وقرأه؛ مع عقل واشتغال بما يعنيه ثم افتقر وكف وانقطع حتى مات بعد التسعين ظناً.
أحمد بن محمد الشهاب البسطامي ويعرف بالمتوكل. مات في يوم الخميس سادس عشري صفر سنة ست وستين. أرخه المنير.
أحمد بن محمد الشهاب البهنسي الأصل القاهري الحنبلي. ولد في سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن والوجيز واستمر على حفظه وحضور دروس قاضيهم العز الكناني وكان ينتمي له بقرابة بحيث استنابه في القضاء قبيل موته وبرع في الشطرنج مع شدة بلادته وجموده. مات فجأة سقطت عليه سقيفة بمصر القديمة في ليلة الخميس تاسع المحرم سنة تسع وسبعين وحمل من الغد للقاهرة فصلي عليه ودفن بحوش البغاددة بالقربة من قاضيه وتأسفت عليه أمه عوضهما الله الجنة.
أحمد بن محمد الشهاب التلعفري ثم الدمشقي كاتب المنسوب. مات بدمشق كهلاً في سنة إحدى عشرة، ويقال أنه كان أستاذاً في ضرب القانون حسن المحاضرة. قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد بن محمد الشهاب الحلبي ثم الدمشقي قاضي كرك نوح. مضى في ابن عبد الله.
أحمد بن محمد بن الشهاب الشارعي ثم القاهري المالكي. كان أبوه وكيلاً بباب ابن الديري فنشأ هذا وتدرب في التوقيع وتعانى في تسجيله الكتابة بقلم الثلث وجاء للمحب بن الشحنة بأسجال عليه فقال إذا كتبت أنت بالثلث فماذا أكتب ثم اقتضى رأيه الكتابة بالنسخ ليحصل التمييز، وقد استنابه الحسام بن حريز وعينه الظاهر خشقدم للتوجه للمرقب لسماع الدعوى على تمراز المحبوس به ففعل وحكم بإراقة دمه في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وبقي خائفاً يترقب بحيث سافر لمكة وغيرها ونسب إليه بعض من كان في خدمته بها من الأمراء اختلاساً فضيق عليه بحيث رام قتل نفسه وانزعج الأمير لذلك فكف عنه وآل أمره إلى أن صار حين التوقف في عمل الاستبدال بالقاهرة يشارط هو عليها ويخرج للاسكندرية ونحوها فينهيها هناك وهو الآن بدمشق منضم لحاجبها يونس الأشرفي وراج بذلك.
أحمد بن محمد الشهاب الطوخي الناسخ. مضى فيمن جده محمد بن عثمان.
أحمد بن محمد الشهاب العجيمي الصوفي بالخانقاه السرياقوسية وصهر ابن الجوجري الأبرازي. قرأ على شيخنا الترمذي في سنة أربع وأربعين وبلغ له بالشيخ وكان متودداً. مات فيما أظن بعد الستين.
أحمد بن محمد الشهاب القرشي الجبرتي التعزي اليماني صاحب المداجر. اشتغل في ابتدائه بالعلوم بحيث شارك في كثير منها مشاركة حسنة خصوصاً الأدب فإنه كان فيه آية، وبرع في الخطوط المتنوعة وفاق فيها ثم أقبل على الرياضة وملازمة الخلوة والذكر حتى ارتقى إلى مقام السادات بل يقال إنه كان يستخدم الروحانية؛ وكان من رجال الدهر أدباً وحزماً وفهماً وعلماً وشهرة لطيف الطبع حسن المحاورة حلو الإيراد مليح المفاكهة فريداً في مجموعه محبباً إلى الفاكهة زائد التودد بحيث يظن كل أحد أنه أخص الناس به، وله كرامات وأخبار بمغيبات وكان فيما يقال لا يأكل من غير خطه ويتعفف عما يصل إليه من الهدايا. مات في سنة ثمان وستين ودفن بالإحساد مقبرة تعز وقبره ظاهر يزار. أفاده صاحب صلحاء اليمن.
أحمد بن محمد الشهاب الكنجي الدمشقي. مات في يوم عاشوراء سنة أربع وتسعين بالمدرسة الرواحية وقد قارب الثمانين ودفن قبلي الشيخ حماد من مقبرة الباب الصغير، وكان صالحاً تالياً أحد شيخي الإقراء بالمدرسة الكلاسة وشيخ السمع بمحراب المالكية في جامع دمشق.
أحمد بن محمد الشهاب المتيجي السكندري المالكي ثم الشافعي والد أبي القسم الآتي. أخذ القراءات عن بلديه الشهاب بن هاشم وكذا اشتغل في الفقه مالكياً والعريبة وغيرهما وارتحل إلى القاهرة فأخذ عن الزين القمني والبرهان بن حجاج الأبناسي وشيخنا والقاياتي وآخرين، وسمع في بلده على الكمال بن خير وبمكة على التقي بن فهد وكان فاضلاً ديناً تصدى للإقراء ببلده ثم بفوة وانقطع بها حتى مات بعد أن كف وعمر. وممن أخذ عنه النور علي بن سليمان الحوشي وكذا الشمس النوبي وأجاز له في سنة اثنتين وسبعين.(1/402)
أحمد بن محمد الشهاب المريني - بفتح ثم تخفيف - المغربي المالكي قاضيهم بدمشق وكان ينوب فيها عن الشهاب التلمساني ثم ابن عبد الوارث ثم استقل بعده واستمر حتى مات، وكذا كان ممن ناب في نظر اليبمارستان بدمشق عن الجمال الباعوني وفي القضاء بالقاهرة عن قاضيها وجلس بجامع الصالح، ويذكر بمشاركة في الفقه والعقليات مع سلامة فطرة وعفة بحيث يعتقد مع التثبت إلا في أوقاف المالكية فينسب لتقصير فيها وكأنه لبذله حين يرام عزله. مات في سنة ست وتسعين أو التي بعدها على ما تحرر عن سن عالية وله ابن الله يصلحه.
أحمد بن محمد الشهاب الواسطي المناوي. ممن أخذ عني بالقاهرة.
أحمد بن محمد الشهاب الواسطي الاصم: مضى فيمن جده أبو بكر بن محمد بن سعد الله.
أحمد بن محمد الشهاب اليغموري. ولي الحجوبية وشد الدواوين بدمشق وكان مشهوراً بمعرفة المباشرة. قاله شيخنا في أنبائه قال ورأيته عند جمال الدين الأستادار وكان يظهر محبة العلماء وتعجبه مباحثتهم ويفهم جيداً. مات في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة.
أحمد بن محمد النجم والشهاب البامي. مضى فيمن جده أحمد بن محمد بن أحمد بن قريش.
أحمد بن محمد أبو طاهر الخجندي. مضى في ابن محمد بن محمد بن محمد بن محمد.
أحمد بن محمد أبو العباس الشلقي بمعجمة مفتوحة ثم لام مكسورة. يروي عن الجمال الريمي وغيره وصار أحد المفننين بتعز. مات في حدود الثلاثين قال العفيف وقدر رويت عنه إجازة.
أحمد بن محمد الأِعري اليماني. ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة.
أحمد بن محمد البلقيني جماعة: ابن أبي بكر بن رسلان وابن عبد الرحمن وابن محمد بن عمر.
أحمد بن محمد الحريري وكيل الشرع ودلال الكتب أبوه. مات بمكة في صفر سنة ستين.
أحمد بن محمد الحلبي قاضي كرك نوح. مضى في ابن عبد الله.
أحمد بن محمد الدهان رئيس المؤذنين بالجامع الأموي. كان شجي الصوت عارفاً بالميقات وعمر حتى صار أقدم المؤذنين عهداً واعترفهم واشجاهم صوتاً وقد دخل بلاد العجم تاجراً وأقام هناك مدة وكانت لديه خبرة بالأمور. مات في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة عن أربع وثمانين عاماً. ذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد بن محمد التونسي الدهان الطبيب في بضع وأربعين.
أحمد بن محمد الذروي اثنان اسم جد أحدهما أبو بكر بن علي بن يوسف والآخر أحمد بن علي بن أحمد.
أحمد بن محمد السنهوري المالكي. مضى فيمن يعرف بابن عز الدين.
أحمد بن محمد الشباسي القاهري الأزهري الشافعي الأجذم. اشتغل في فنون وتميز وحضر عند القاياتي وشيخنا والسفطي وغيرهم، وسمع ختم البخاري في الظاهرية وكان مع فضله جريئاً بذيئاً بحيث ابتلي بالجذام زيادة على الحد ويقال أن الشهاب الأبدي دعا عليه ولم ينفك عن بذاءته وانتمى لعبد الرحيم بن البارزي فحج به معه في الرحبية وكان عند تقبيل الحجر الأسود يتقذر الناس منه. ومات بعد السبعين وكان أبوه من الخيار.
أحمد بن محمد الشكيلي المدني. فيمن جده إبراهيم.
أحمد بن محمد الطنبذي الشافعي. كذا رأيته بخطه في إجازة وأظنه أحمد بن عمر بن محمد البدر الطنبذي الماضي.
أحمد بن محمد الطولوني. مضى في أحمد بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله.
أحمد بن محمد العباسي نسبة للعباسية ثم القاهري الحنفي. كان كأبيه تاجراً فانتمى لعبد البر بن الشحنة وأقرضه فلما ولي ابن الأخميمي القضاء سعى عنده حتى استنابه بل وأعطاه مجلس ابن فيشا بعد موته ثم لم يكتف بهذا حتى زعم أنه عمل ألغازاً وتوصل بمن أوصلها للملك فتمقته سيما وقد سأله أن يكون إمامه بعد المحب بن المسدي وأعطاه ورقة وأشيع أن مستنبيه عزله لذلك وأغلظ عليه فما وسعه إلا أن سافر لمكة بحراً كل ذل في سنة ست وتسعين ولما حج عاد إلى القاهرة وامتنع مستنبيه من إعادته.
أحمد بن محمد القلشاني. فيمن جده عبد الله بن محمد.
أحمد بن محمد الكبيسي بالكاف وعلى الألسنة بالقاف وكأنها معقودة عبد صالح مرافق للشيخ إدريس الآتي يأتي معه من اليمن كل سنة للحج.(1/403)
أحمد بن محمد الماحوزي المصمودي الشيخ نزيل مكة. ذكره شيخنا في سنة ثمان وثلاثين من أنبائه وبيض له، وأرخه ابن فهد في جمادى الآخرة منها بمكة ولم يزد على وصفه بالشيخ بل قال فيما ذيل به على الفاسي أنه تفقه بتلمسان على أبي عبد الله بن مرزوق وبتونس على أبي حفص عمر بن محمد بن أحمد القلشاني وصدر ترجمته بأنه الماجري وكأنه أصوب من الماحوزي.
أحمد بن محمد المرحومي القاهري المديني الشافعي. رأيته عرض عليه في سنة خمس وتسعين.
أحمد بن محمد المرتقي الحنبلي. قال شيخنا في أنبائه أحد فضلاء الحنابلة اشتغل قليلاً وناب في الحكم وكان خيراً صالحاً. مات في عشري ذي القعدة سنة تسع عشرة، ثم أعاده في التي بعدها فلم يسم أباه ونسبه البرنقي بالموحدة والنون وقال: الدمشقي ثم المكي كان يؤدب الأولاد بدمشق وكان خيراً كثير التلاوة ثم أنه توجه إلى مكة وجاور بها نحواً من ثلاثين سنة وتفرغ للعبادة على اختلاف أنواعها، وأضر في آخر عمره، ومات بمكة، وكذا ذكره النجم بن فهد في ذيله على التقي الفاسي مما نقله من ذيل الأعلام في المشتبه لابن ناصر الدين فقال: أحمد البرنقي الدمشقي ثم المكي الشيخ الصالح العابد الناسك الزاهد شهاب الدين أبو العباس كان يؤدب الأبناء بدمشق بالسنجارية ثم بالكلاسة خيراً كثير التلاوة ثم تركه وتوجه لمكة فجاور بها نحواً من ثلاثين سنة متفرغاً للعبادة والتلاوة والصلاة والطواف والحج والاعتمار مقصوداً بالفتوحات مع تقنعه بالنساخة ولكن أضر قبل موته بمدة. مات سنة إحدى وعشرين. قلت ورأيت من ترجم أحمد بن عبد الله بن أحمد البريقي شهاب الدين الشيخ الإمام الصالح العابد سمع كثيراً وتوفي كبيراً في رمضان سنة إحدى وعشرين وقد بلغ السبعين وهو هذا ولكن الظاهر أنه غير الحنبلي الأول.
أحمد بن محمود بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أبي العز الشهاب بن المحيوي بن النجم الدمشقي الحنفي والد محمد الآتي وأبوه ويعرف كسلفه بابن الكشك. ولد في ليلة الجمعة سابع عشر رمضان سنة ثمانين وسبعمائة واشتغل قليلاً ودرس بالظاهرية وأخذه تمر مع والده إلى تبريز ثم رجعا وخلف أباه في جهاته وناب في القضاء ثم استقل به في سنة اثنتي عشرة وعزل بعد شهرين ثم أعيد في التي تليها ثم عزل في أواخر سنة أربع عشرة ثم أعيد قبل مباشرة ابن القضامي الذي انفصل به ثم انفصل في أواخر ست عشرة وولاه المؤيد نظر الجيش لما خرج لقتال نوروز ثم أعاده إلى القضاء مضافاً له ثم انفصل عن الجيش بعد مباشرته له ست سنين وثلث سنة ثم عن القضاء بعد ثلاث عشرة سنة وثمانية أشهر في سنة اثنتين وثلاثين ثم أعيد له في رمضان سنة أربع وثلاثين وهي الولاية السادسة واستمر حتى مات وعين لكتابة سر مصر، وكان جريئاً مقداماً شديد الرأي، قال التقي بن قاضي شهبة حكى لي أنه غرم من سلطنه المؤيد إلى سلطنة ططر سبعين ألف دينار وبعد ذلك أموالاً كثيرة وكان يقال أن ذلك مما صار إليه وإلى أبيه من الأموال في أيام التتار بحيث أنه قال في مرض موته ما ملك فقيه في زماني من النقد ما ملكت وملك مائتي مملوك ومائتي جارية وكان بيده غالب مدارس الحنفية تداريس وأنظاراً من عامر وخراب ثم إن القاضي شمس الدين الصفدي انتزع منه تدريس القصاعين والصادرية فلما عزل استعادهما، قال شيخنا في أنبائه انتهت إليه رياسة أهل الشام في زمانه، وكان شهماً قوي النفس يستحضر الكثير من الأحكام، ولي قضاء الحنفية بدمشق استقلالاً مدة ثم أضيف إليه نظر الجيش في الدولة المؤيدية وبعدها ثم صرف عنهما معاً ثم أعيد للقضاء وعين لكتابة السر بمصر بعد الشهاب بن السفاح فاعتذر بعسر البول وكانت بينه وبين النجم بن حجي معاداة فكان كل منهما يبالغ في الآخر غير أن هذا أجود. مات بدمشق في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين عن بضع وخمسين سنة وأرخة شيخنا في صفر الاول. أصح وهو من بيت شهير بالعلم والرياسة. ولد بدمشق ونشأ بها فاشتغل بالفقه وغيره وصار رئيس الشام بلا مدافع مع ثروة زائدة وفضل وأفضال، وقد وصفه شيخنا في ترجمة أبيه برئيس الشام، وقال ابن قاضي شهبة أنه لم يكن ولا أحد من نوابه يتعاطى في القضاء شيئاً مع كثرة المداراة قال وكان يتكلم في العلم جيداً ويستحضر جملة من التاريخ.(1/404)
أحمد بن محمود بن عبد السلام بن محمود الشهاب العدوي نسبة لأبي البركات بن مسافر أخي عدي البقاعي البيتفاري بفتح الموحدة ثم تحتانية ثم فوقانية وفاء وقبل ياء النسبة راء نسبة إلى بيت فار من البقاع - الشافعي خطيب صرفند والد الشمس محمد الآتي ويعرف بالشهاب العدوي. ولد في جمادى الأولى أو الآخرة سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بصرفند من عمل صيدا ونقله أخوه الزين عبد السلام إلى دمشق صغيراً فقرأ بها القرآن وتلاه لأبي عمرو على الشهاب بن عياش واشتغل بالفقه على الشهب الغزي ووالد رضي الدين وابن نشوان والزهري وسمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي وحج مراراً أولها في سنة إحدى عشرة وولي خطابة جامع صرفند فشهر بها، وسافر إلى طرابلس وتردد إلى القاهرة مراراً منها في أواخر سنة ست وأربعين صحبة الونائي ثم سافر في التي بعدها ودخل ثغري الاسكندرية ودمياط، ونظم الشعر الحسن وولي نقابة الشهاب الأموي فمن بعده من قضاة دمشق وكان ديناً متمكناً من عقله مجانباً للناس مسالماً لهم شجاعاً يقظاً له ثروة ورياسة حكى عنه الشريف علي بن محمود القصيري الكردي الآتي أنه قال رافقت بعض الفقراء في الشتاء فوصلنا إلى سيل عظيم لا يقدر على جوازه في العادة فقال لي خاطرك معي فقلت يا سيدي هذا لا يقدر على خوضه فلم يلتف وودعني ثم لما دنا منه لم أِشعر إلا وهو في الجانب الآخر ولم يتبين لي كيف جازه. مات في ليلة الثلاثاء ثاني ربيع الآخر سنة ثمان وستين بدمشق وكانت له جنازة حافلة.
أحمد بن محمود بن عبد الله بن محمود بن عبد الرحمن بن عبد الكريم بن العماد إسماعيل بن إبراهيم الشهاب أبو العباس بن الشرف الحلبي الأصل الدمشقي الشافعي ويعرف كسلفه بابن الفرفور بفاءين، هكذا أملى على نسبه وقال أنه ولد في سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بدمشق وأنه حفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النحو وعرض على البرهان الباعوني وسمع منه المسلسل والزين بن الشيخ خليل القابوني وقرأ عليه بعضاً من مروياته والبدر بن قاضي شهبة وقرأ عليه شرحه الصغير على المنهاج والزين خطاب وأخذ عنه في الفقه في آخرين ممن اشتغل عليهم كالنجم بن قاضي عجلون ومما أخذه عنه العروض وأنه تميز فيه بحيث كتب على الخزرجية توضيحاً ومولى حاجي قرأ عليه بالشامية الجوانية في النحو والمنطق وأصول الفقه وأنه كتب في الشامية على جاري عادتهم في ذلك سنة سبعين، وقدم في التي بعدها القاهرة فأخذ عن العبادي في العجالة وأذن له وكذا البدر، وحج منها مع أبيه في خدمة الزيني بن مزهر مع الجربية، وحضر ما قرئ حينئذ على عبد المعطي المغربي. ومات أبوه هناك وكان استاداره بدمشق فاستمر في خدمة المشار إليه حتى ناب بسفارته أول قدومه معه في القضاء السنة التي تليها أيام ابن الصابوني بمرسوم سلطاني ثم ناب عن الخيضري واستمر إلى أن استقر في نظر جيش الشام في المحرم سنة ست وثمانين عوضاً عن الشريف موفق الدين الحموي ثم بعد دون شهر وذلك في مستهل صفر في القضاء الأكبر عوضاً عن ابن الخيضري فدام فيهما إلى ثامن عشري جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين فانفصل عن القضاء فقط بالشمس محمد بن المزلق ثم أعيد إليه بعده ثاني عشر جمادى الأولى من التي تليها كل ذلك بالبذل الزائد والخدم التي لا تنتهي. وسافر في أواخر الذي يليه بعد مصاهرة الخيضري على ابنة له بكر أمها تركية وكذا تزوج ابنة عبد الرحيم بن الجيعان بعد أبي ولدها التقي بن الرسام وهو عشير ظريف فهم ذكي قل من يسد مسده مسكره متودد وجده العماد الذي اتصل به مترجم في الدررويذ كركثير من الشاميين أصله بحيث قيل مما أستغفر الله من حكايته:
يا ابن الأراذل وليت فينا قاضيا ... خرف الزمان أم جن الفلك
إن كنت تحكم باليهود فربما ... أما بدين محمد فمن أين لك
وقال التقي السبكي الموقع:
تباً لدهر قد أتى بعجائب ... ومحا فنون العلم والآداب
وأتى بقاض لو انبسطت يدي ... فيه لردته إلى الكتاب
وقدم القاهرة مطلوباً في أوائل سنة ست وتسعين فانتظم أمره على مال كثير ودام حتى رجع لبلده أوائل جمادى الأولى من التي تليها.(1/405)
أحمد بن محمود بن محمد بن إبراهيم الدين بن جمال الدين بن القاضي شمس الدين الطولوني الحنفي هو السمين، كان عارياً مع إلمام يسير بصناعة الشهود وقد ناب للحنفية بالكبش بعناية صهر له، وبواسطته سافر على قضاء ركب المحمل في سنة سبعين ثم صرفه الأمشاطي عن النيابة وتوسل بكل طريق في لعود فما أفاده إلى أن مات في ليلة الاثنين ثامن عشر رجب سنة اثنتين وثمانين وكان أبوه ممن يشهد عند الميموني والولد سر أبيه، وقد سمعا معاً ومعهما أخوه عبد القادر المجلس الأخير من البخاري بالظاهرية العتيقة عفا الله عنهم وعنا.
أحمد بن محمود بن محمد بن عبد الله الصدر بن الجمال القيسري الأصل القاهري الحنفي ويعرف بابن العجمي. ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة واعتنى به أبوه فأقرأه القرآن وصلى به قبل استكماله إحدى عشرة سنة في البرقوقية أول ما فتحت سنة ثمان وثمانين وكذا أقرأه الفقه والعربية والمعاني وغيرها وأحضر له المؤدبين والمعلمين من العجم وغيرهم إلى أن ترعرع وبرع في فنون وصار معدوداً في الفضلاء، وباشر التوقيع في ديوان الإنشاء ونظر الجيش بالشام والحسبة بالقاهرة غير مرة ونظر الجوالي ومشيخة الشيخونية وغير ذلك؛ متنقلت به الأحوال. ذكره شيخنا في أنبائه، وكان بارعاً فاضلاً نحوياً نقبها مفنناً في علوم كثيرة مذكوراً بالذكاء التام وحسن التصور وجودة الفهم حسن المحاضرة فصيحاً بليغاً مقداماً مع الكرم والتواضع جالس المؤيد ونادمه وقتاً واتفق أن المؤيد أرسل عسكراً ومقدمه الفخر بن أبي الفرج فرأى في المنام أن الفخر مكشوف الرأس فاغتنم لذلك وقصه على ندمائه فسكتوا إلا الصدر فإنه بشره بالنصر أخذاً من قول الشاعر:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
وكان كذلك، وهو ممن قرض سيرة المؤيد لابن ناهض. مات بالطاعون في يوم السبت رابع عشر رجب سنة ثلاث وثلاثين، قال المقريزي كان من فضلاء الحنفية وله معرفة جيدة بالنحو، وقال العيني إنه حصل بعض مادة من العلوم يشارر بها الناس ولم يكن جميل المعاشرة ولذا كان أكثر الناس يكرهونه وولي وظائف عدة ولم ينفصل عن واحدة منها بخير ولا شكر، ولي الحسبة في الأيام المؤيدية فخرج منها خائفاً يترقب ونظر الجيش بدمشق فعزل عنه بالضرب والعصر والمصادرة، ونظر المواريث في الأيام المؤيدية فخرج غير مشكور وكذا نظر الكسوة، وآخر الأمر تولى مشيخة الشيخونية فأخذ من وقفها مقدار سبعين ألفاً ومات وهي في ذمته وكذلك بقي في ذمته أشياء كثيرة لأناس معينين، وكان الشمس بن الديري عزره تعزيراً بالغاً لكلامه في ابن عباس بل أراد المؤيد قتله حين شهد عليه أنه زنديق وما كفه عنه إلا مسطره، ومن جملة ما صدر منه أن الناصر أودع عنده في بعض سفراته عشرة آلاف دينار فتصرف فيها ولم يبق منها غير شيء يسير فسلمه الناصر إلى ابن الهيصم فقاسى شدائد وتأخر عنده بعد أخذ كل شيء له ألف دينار وخمسمائة ولا زال يتوسل بالشفاعات عند الناصر حتى أطلقه وسكت، وترجمه بعضهم فقال باشر التوقيع وقدم دمشق مع الناصر في الفتنة التمرية وتخلف مع المتخلفين فوقع في الأسر ثم تخلص وولي حسبة القاهرة مرتين وأكثر ثم قدم دمشق مع المؤيد متولياً نظر جيشها في أول سنة سبع عشرة فباشره سنة وتسعة أشهر ثم عزل ثم ولي حسبة الشام ثم ذهب إلى مصر واختص بالمؤيد فوقع بينه وبين ابن البارزي فعمل عليه حتى أخرج إلى القدس بطالاً وهو في الترسيم فهرب من أثناء الطريق ولم يعلم خبره فاتهم ابن البارزي بقتله وليم ثم ظهر أنه رجع إلى مصر واختفى، وأوذي صهره الولوي السنباطي بسبب ذلك كما سيأتي في ترجمته ثم لم يظهر حتى تسلطن الأشرف فظهر واتصل به ثم لما ولي التفهني القضاء في صفر سنة ثلاث وثلاثين وأعطى عوضه مشيخة الشيخونية وكان فاضلاً في العقليات شاعراً كريماً متلافاً لا يبقى على شيء رحمه الله.(1/406)
أحمد بن محمود بن محمد الشهاب أو الصدر القاهري الماوردي أبوه المالكي أخو التقي محمد الآتي وسبط ابن العجمي الماضي ويعرف بابن محمود. اشتغل في العربية وغيرها وأخذ عن ابن حجى ونحوه وتميز وسمع الحديث ولازم ابن الغرز ثم جفاه وكذا تردد إلي قليلاً واختص بقربيه البدر حسن بن الطولوني وتنزل في تربة الاشرف قايتباي وتكسب بالشهادة وحج غير مرة بل صار يحمل كثيراً من صدقات أهل الحرمين بحيث تمول وضارب وعامل والله يوفقه.
أحمد بن محمود بن يوسف بن مسعود الشهاب بن الكمال القاهري الحنفي أخو فاطمة الشاعرة لأبيها ويعرف كأبيه بابن شيرين - بالمعجمة - شاب، ولد في ليلة سلخ رمضان سنة أربع وسبعين وثمانمائة ونشأ يتيماُ فحفظ القرآن وكتباً كالنقاية في الفقه والجرومية وحدود الابدي وعرض على نظام واللقاني وآخرين ثم لازم خدمة المظفر الامشاطي ليتدرب به في الطب، ثم سافر في البحر من الطور ليحج في أثناء سنة ست وتسعين فحج ولاطف هناك بيسير ثم عاد.
أحمد بن مسدد بن محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد العفيف أبو الوليد الكازروني المدني الشافعي سبط أبي الفرج الكازروني وأخو عبد العزيز ومحمد المذكورين في محالهم، ولد في المدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وقرأ من أول البيضاوي إلى الفصل الخامس في الاشتراك على سلام الله البكري وأجاز له وأخذ عن الشهاب الابشيطي أشياء وتلقن الذكر من محمد الخراساني وقرأ على حسين بن الشهاب قاوان في سنة اثنتين وثمانين بالمدينة وعلى جده أبي الفرج بعض المنهاج وإيضاح المناسك كلاهما للنووي وتناولهما مع قراءة غير ذلك من مروياته، ولقيني بمنى فقرأ علي ثلاثيات البخاري وسمع مني المسلسل وغير ذلك وكذا سمع مني بالمدينة أشياء ولما وقع الحريق في المسجد النبوي أشرف على الهلاك فسلمه الله لكنه بقي متوعكاً إلى رجب سنة سبع وثمانين أو قرينه وتعاني النظم والنثر وأنى منهما بما لعله يستحسن مع خط حسن وذكاء وفهم في الجملة وعمل جزءاً في المفاخرة بين قبا والعوالي سماه الحدائق الغوالي في قبا والعوالي قرضه له غير واحد وكنت منهم وكذا عمل ورود النعم وصدور النقم في الحريق المشار إليه أجاد فيه ونثر البديع من الأدب في زهر المراثي والندب بعد موت أخيه عبد العزيز وغير ذلك مما أرسل لي بأكثره مع مرثية في الشهاب الابشيطي وغيرها بخطه ومنه قوله:
يا مالك الحسن حال الحول واجتمعت ... مني ومنك شروط توجب الصدقه
وأنت تعلم فقري من وصالك لي ... ولست أطلب غير القوت والنفقه
وقوله في مطر ليلة الحريق:
لم أنس إذ زارت بجنح الدجى ... سافرة عن ثغرها بارقه
نادى رقيب الوصل في اثرها ... يا قوم قد أنذرتكم صاعقه
أحمد بن مسعود بن محمد بن محمد الشهاب النابلسي ثم القاهري الناسخ المفنن.ولد في سنة ثلاثين وثماثمائة أو التي قبلها ونشأ فحفظ القرآن.
أحمد بن مسعود بن خليفة المكي المطيبير سمع في شعبان سنة ست عشرة بعدل على الاخوين علي ومسعود ابني هاشم بن علي بن غزوان جزءاً فيه منتقى التقى بن فهد من الثقفيات وبقراءته.مات في آخر يوم الخميس ثامن المحرم سنة خمس وستين بمكة، أرخه ابن فهد، وبرع في التذهيب والكتابة وفاق في تدقيقها بحيث كتب الاخلاص على أرزة مع مشاركة في عربية وغيرها من الفضائل، وقدم القاهرة فنوه به الجمال بن السابق، وكتب لكل من ابن مزهر وابن حجى واختص به والانصاري وسافر معه لمكة فكانت منية مخدومه هناك ورجع هذا فأقام موقعاً بباب الأتابك أزبك فأنه كان ممن استقر في الموقعين قبل ذلك ولكن من ذا يميز، وتردد إلى يسيراً وراجعني في أشياء حين كتابته البخاري للانصاري ونعم الرجل عقلاً وفضلاً وسكوناً، وقد رأيت له تقريظاً لمجموع البدري أحسنه خطاً ولفظاً وتذهيباً، بل من نظمه في معداوي:
معداوي بحر همت فيه ... يبالغ في القطيعة والبعاد
فلا يطمع فتى بالقرب منه ... وطيب الوصل الافي المعادي
أحمد بن مسعود بن هاشم بن علي بن مسعود بن غزوان بن حسين الشهاب أبو حامد الهاشمي المكي ابن عم الشيخ أبي سعد محمد بن علي بن هاشم الآني.ولد بعد العصر من يوم الاربعاء سابع عشرى ربيع الأول سنة خمس وثمانمائة.ذكره ابن فهد ولم يزد.(1/407)
أحمد بن مسعود المدني نزيل مكة ويعرف بالخرية - بمعجمة مفتوحة ثم راء ساكنة وتحتانية.كان ساكناً خيراً يتكسب بقيسارية دار الإمارة وله دار بجهة المدعى.مات في المحرم سنة ستين ودفن بالمعلاة.
أحمد بن مظفر بن أبي بكر المعمر الطولوني.مات في سنة تسع وخمسين قاله ابن عزم " أحمد " بن أبي بكر.في ابن محمد بن أبي بكر.
أحمد ويدعى بديد بن مفتاح بن عبد الله السليماني المدني الموله.ممن سمع مني بالمدينة أحمد بن مفتاح الشهاب المكي ويعرف بالقفيلي - نسبة لمكان شهير من أعمال حلي - بن يعقوب كان أبوه عند أمير مكة ثقبة بن رميثة الحسني فنشأ هذا مع بنيه في خدمتهم ثم تقلل منها وأقبل على التجارة فاكتسب دنيا وتردد لليمن تاجراً وعرف عند الناس مع خير وأمانة.مات في العشر الأول من ذي الحجة قبل عرفة سنة تسع عشرة.قاله الفاسي في مكة.
أحمد بن مفرح الصباغ.ممن سمع مني بمكة.
أحمد بن مفلح الكازروني.مات سنة إحدى وثلاثين.قاله ابن عزم.
" أحمد " بن مكنون.في ابن محمد بن مكنون.
أحمد بن منصور وقيل ابن محمد بن منصور وهو في معجم شيخنا في الموضعين وقرأته بخطه نفسه باثبات محمد الشهاب الأشموني ثم القاهري الحنفي النحوي ويعرف بالشهاب الأشموني.قال شيخنا في معجمه كان فاضلاً في العربية مشاركاً في الفنون ونظم في النحو منظومة على قافية اللام أذن فيها بعلو قدره في الفن وشرحها شرحاً مفيداً سمعت منه شيئاً منها وسألني في تقريظها فكتبت عليها شيئاً وكذا صنف كتاباً في فضل لا اله الا الله، وكان يقرأ على شيخنا العراقي في كل سنة في رمضان فسمعت بقراءته.ومات في ثامن عشري شوال سنة تسع انتهى.قال المقريزي في عقوده بعد أن نسبه:ابن محمد بن منصور بن عبد الله عن نحو ستين وأنه صحب سنين وكان يقول الشعر الجيد وشارك في الفقه ومال إلى أهل الطاهر ثم انحرف عنهم وأكثر الوقيعة فيهم.قلت ومما قرأه على العراق في صحيح البخاري ومسلم وكتب الخط المنسوب.
أحمد بن منصور الشهاب المالكي.ممن انتمى للقرافي وتدرب في الجملة في الشهادة وجلس ببابه ثم لازم ولده البدر.مات في صفر سنة سبع وتسعين وكان عديم الفضيلة عفا الله عنه.
أحمد بن منصور الحكيم.مات بمكة في رجب سنة اثنتين وستين.
أحمد بن مهدي الريس.مات بمكة في رجب سنة ثلاث وأربعين.
أحمد بن موسى بن أبراهيم بن طرخان الشهاب بن الضياء القاهري الحنبلي والد محمد وأحمد المذكورين ويعرف بابن الضياء.كان بعث قاضي مذهبه القاضي ناصر الدين نصر الله واتفق كما حكاه العز حفيد القاضي أنه قبض له من معاليمه قدراً له وقع ثم جاءه وأبرز طرف كمه وهو مطروز وقال أن السارق قطعه وأخذ المبلغ.ومات في صفر سنه ثلاث.أرخه شيخنا.قال وهو والد صاحبنا الشمس بن الضياء الشاهد بباب البحر ظاهر القاهرة.
أحمد بن موسى بن إبراهيم الشهاب أبو العباس الحلبي الأصل القاهري الحنفي أحد النواب ووالد عبد الرحيم وعبد الله الآتيين.ممن وصف بالعلم وعرض عليه جماعة ممن لقيناهم وسيأتي فيمن لم يسم جده.
أحمد بن موسى بن أحمد بن عبد الرحمن الشهاب أبو الفتح القاهري الحسيني سكنا الشافعي المقرئ ويعرف بالمتبولي نسبة لشيخه البرهان الشهير.(1/408)
ولد ونشأ فحفظ القرآن واشتغل على السيد النسابة والعلم البلقيني والمناوي والعبادي وإبراهيم الشرواني في الفقه، وأخذ عن الأخير والبوتيجي وأبي الجود الفرائض والحساب وكذا أخذ في الحساب عن التقي الحصني بل لازمه في الفقه والتفسير والأصلين والمعاني والبيان والعربية وغيرها من العقلي والنقلي، وأخذ عن الكافياجي والعز عبد السلام البغدادي أشياء، وتردد لابن الديري في التفسير والحديث وغيرهما وأخذ القراآت عن النور إمام الأزهر والشمس بن عمران وعبد الغني الهيثمي وجمع على ابن أسد للسبع، وسمع الحديث على غير واحد كالسيد النسابة وابن الملقن والقمصي وابن المصري والحجازي والنشاوي وهو ممن سمع البخاري بكماله في الكاملية، وأجاز له غير واحد كالبرهان الباعوني والنظام بن مفلح والشهاب بن زيد، وأذن له البلقيني والكافياجي والعبادي الحصني في الإفتاء والتدريس وابن أسد في الإقراء بل قرص له البلقيني والكافياجي والعبادي والحصني بعض تصانيفه وكذا كتب له العز الحنبلي على بعضها ووقفت على عدة منها والتمس مني تقريظاً فما تيسر، وصحب المتبولي فعرف به، وخطب وقرأ على العامة وتصدر لقراءة الجوق وتكسب بذلك وكذا بالشهادة، وحج وتنزل في سعيد السعداء وغيرها، ومما صنفه الرد على البقاعي في انكار قول يا دائم المعروف وعمل المدد الفائض في الذب عن ابن الفارض وامتدح شيخه الحصني بقصيدة وكذا قال:
من ادعى العلم ولم يوصف به ... فذاك قد عرض للنقص
فالعلم معروف لأربابه ... يظهر بالنطق وبالفحص
واستنابه الزين زكريا في القضاء وباشر ذلك غير متحول عن طريقته وجمع حينئذ في آداب القضاء تصانيف وكثر تردده إلي وإقباله علي وغالب ما أثبته مما أعلمني به.
" أحمد " بن موسى بن أحمد بن عبد الرحمن الجبراوي.هكذا رأيته في خط شيخنا ببعض الأماكن.والصواب في جده محمد وقد ترجمه كذلك في معجمه وغيره وسيأتي.
أحمد بن موسى بن أحمد بن علي بن عجيل الشهاب اليمني بن أبي بكر ابن الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الآتي أبوه وابنه إسماعيل ويعرف بالمشرع.ولد في سنة تسع وعشرين وثمانمائة وتفقه قليلاً وقرأ على خاله إبراهيم بن محمد بن أحمد العجيل الصحيحين وغيرهما أخذه عن أبيه عن النفيس سليمان العلوي؛ثم صحب إسماعيل بن أبي بكر بن الشيخ اسماعيل بن إبراهيم الجبرتي ولبس منه الخرقة وقرأ عليه الرسالة والعوارف ونوادر الأصول وغيرها وشيخه فصحبه خلق وانقطع إليه جماعة لسهولة العيش عنده والرفق بهم وكان ذا مكارم وأخلاق مرضية ما لم يغضب مع رجوعه ولكنه كان مع مطالعته وفهمه لبعض كلمات القوم يتهور ويتطور ويدعى ما ليس له.مات في أول ذي الحجة سنة تسع وسبعين وقيل سنة ثمان عن أربع وخمسين ولم يتهيأ له كأبيه الحج رحمه الله.
أحمد بن موسى بن أحمد بن موسى بن محمد الذوالي الصريفيني اليماني الزبيدي الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن المكشكش. سمع مني بمكة مع أبيه أشياء وكتبت له ثبتاً أثنيت فيه عليهما كما بينته في موضع آخر.
أحمد بن موسى بن أيوب.مات في سنة ثلاثين وثمانمائة.أرخه ابن عزم.
أحمد بن موسى بن رجب الشهاب الدمشقي الفاخوري.طلب وقتاً وسمع بقراءة شيخنا ابن خضر في سنة سبع وثلاثين سنن الدارقطني عن البدر حسين البوصيري وكذا سمع بالشام في التي قبلها عليّ ومات.
أحمد بن الشريف موسى بن عبد الرحمن بن عبد الناصر الشطنوفي القاهري الأتي أبوه.سمع على الحاوي مشيخة صالح الأسنوي وفضائل ليلة نصف شعبان لأبي القسم بن عساكر، وأخذ عنه بعض الطلبة.(1/409)
أحمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله الشهاب المغربي الصنهاجي الأصل المنوفي ثم القاهري الشافعي قريب العز بن عبد السلام لم يجتمع معه في موسى الثاني، ولد تقريباً في سنة ثمانين وسبعمائة بمنوف؛وقرأ بها القرآن وبعض المنهاج ثم نقله أبوه إلى القاهرة فأكمله بها وعرضه على الأبناسي وابن الملقن والعراقي وغيرهم وتفقه بأولهم وأذن له في التدريس وكذا بالبهاء أبي الفتح البلقيني والبيجوري والولي العراقي بل حضر عند البلقيني وابن الملقن وأخذ العربية عن المحب بن هشام والبرشنسي والشطنوفي والأصول عن الزين الفارسكوري والبرماوي وسمع على ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي، وحج في سنة عشر، وناب في القضاء عن البلقيني فمن بعده ولزم الكتابة في الإملاء عن شيخنا وأم بجامع أصلم وكان يسكن بالقرب منه ويجلس بحانوت الشهود هناك وكان خيراً ساكناً فاضلاً سمع منه الفضلاء سمعت عليه ومات في سنة ثمان وخمسين.
أحمد بن موسى بن عبد الواحد.في ابن أبي حمو ورأيت من قال " أحمد " بن موسى بن يوسف بن أبي حمو نائب تلمسان.مات سنة تسع وثلاثين فيحرر مع الذي قبله.
أحمد بن موسى بن علي المكي بن اليماني نزيل أجياد من مكة مات بها في سنة سبع وثلاثين.
أحمد بن موسى بن محمد بن عبد الرحمن الشهاب الحبراوي الخليلي.شيخ معمر سمع الميدومي وحدث بالقدس والخليل وكان أحد خدام مسجده.روى لنا عنه الأبي حيث كان موافقاً لابن موسى في الأخذ عنه وكذا روى لنا عنه التقي أبو بكر القلقشندي؛وذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لابنتي رابعة.قلت وتأخر حتى أجاز في سنة سبع وثلاثين.
" أحمد " بن موسى بن محمد بن علي المنوفي ثم القاهري.مضى له ذكر في أخيه إبراهيم.
أحمد بن موسى بن نصير بالتكبير الشهاب المتبولي ثم القاهري المالكي.ولد بعد الخمسين وسبعمائة وسمع من محمد بن المحب عبد الله بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي منتقى المزي من جزء أبي حامد الحضرمي ومن البياني صحيح البخاري ومن البدر بن الجوخي وعبد الرحمن بن خير والتلبنتي في آخرين، وأجاز له محمد ابن أزبك وزغلش والزيتاوي وابن أميلة والصلاح وغيرهم، وتعاني الشروط وتقدم في الوثائق وكتب الخط الحسن وهو الذي كتب وقف الجامع المؤيدي بل ناب في الحكم ثم لما كبر وضعف أعرض عنه وحدث بالصحيح وغيره غير مرة وممن سمع منه شيخنا وابن موسى والكاوتاتي والعلاء القلقشندي والأبي.وأبو البركات بن عزوز التونسي والمحيوي الطوخي والبدر الدميري وآخرون وتغير قبل موته.مات في ثاني ربيع الأول سنة ثلاثين وقد جاز الثمانين وأرخها بعضهم في يوم الأربعاء رابع عشريه وقال عن خمس وثمانين سنة.ذكره شيخنا في معجمه باختصار وبيض له في إنبائه، وأما العيني فقال له يد طولى في صناعة التوقيع وباشرها عند القضاة مدة ثم ناب عن المالكية في القضاء ولم يكن مذموم السيرة بل كان يقال أنه يأخذ الأجرة الكثيرة على الكتابة.
أحمد بن موسى بن هرون الشهاب القاهري المقرئ ويعرف بابن الزيات.
ممن اشتغل وترقى في رياسة قراء الجوق وتمول منها وسافر إلى حلب في سنة آمد وسمع على شيخنا والبرهان الحلبي وغيرهما.مات في يوم الإثنين خامس ربيع الآخر سنة سبع وستين ودفن من الغد، ولعله جاز السبعين أو قاربها.
" أحمد " بن موسى الشهاب بن الضياء الحنبلي.مضى فيمن جده إبراهيم بن طرخان.
أحمد بن موسى الشهاب الحلبي ثم القاهري الحنفي.قدم القاهرة ونزل في الصرغتمشية وشارك في الفقه وفي الفضائل وناب في الحكم.مات في ربيع الأول سنة إحدى.ذكره شيخنا في أنبائه وقد مضى فيمن جده إبراهيم باختصار ورأيت خطه في الشهادة على الفخر عثمان المنوفي بالإذن في الإقراء للجمال الزيتوني أرخها بشوال سنة إحدى وتسعين، وقال المقريزي في عقوده أنه قدم القاهرة وأخذ الفقه بها عن السراج الهندي وترقى حتى ناب في القضاء وجلس ببعض الحوانيت ثم بالصالحية وكان مقتصداً في زيه مشهوراً بالخير فلما جدد يلبغا السالمي الخطابة بالأقمر استقر به خطيباً وكان يربح فيها كثيراً واستمر على النيابة والخطابة حتى مات.
" أحمد " بن موسى الأدكاوي المالكي.في ابن علي بن موسى نسب هنا لجده.
" أحمد " بن موسى.في ابن أبي حمو.(1/410)
أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن الشهاب المقدسي الباعوني الناصري، وباعون بالقرب من عجلون من عمل صفد كان أبوه منها فانتقل إلى الناصرة من عمل صفد وأيضاً الشافعي نزيل دمشق والد إبراهيم ومحمد ويوسف المذكورين.ولد بالناصرة سنة إحدى وخمسين وسبعمائة تقريباً ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك وغيرها وعرض محافيظه على التاج السبكي والشمس بن خطيب يبرود والجمال بن قاضي الزبداني وابن قاضي شهبة وغيرهم وأخذ عنهم والعماد الحسباني الفقه، وعن أبي العباس العنابي تلميذ أبي حيان النحو وأجاز له، وسمع على زغلش وابن أميلة والشمس بن المحب أصحاب الفخرين البخاري في آخرين، وكتب الخط الحسن وأقام بصفد إلى بعيد التسعين وسبعمائة، وجرت له مع أهلها كائنة لكونه مدح منطاش وغض من برقوق فخرج منها خائفاً يترقب حتى قدم القاهرة ونزل سعيد السعداء وكان السالمي يعرفه من صفد فنوه به عند الظاهر برقوق حتى أحضره عنده وقربه وعامله معاملة أهل الصلاح وزاد في إكرامه وولاه خطابة جامع بني أمية بدمشق ثم القضاء بها وسار سيرة مرضية في سلوك الحق وعدم المحاباة مع الحرمة الوافرة ثم امتحن لكونه امتنع من إقراض السلطان من مال الأيتام بالعزل والإهانة بالسجن ونحوه بعد المبالغة في التنقيب عليه وعدم وجودهم كبير أمر يتعلقون به وإن كان المرء لا يخلو من حاسد ثم أطلق ولزم داره ثم استقر في سنة اثنتين وثمانمائة في خطابة بيت المقدس وتوجه فباشرها مدة ثم أضاف إليه الناصر فرج معها قضاء دمشق وذلك في صفر سنة اثنتي عشرة فباشر ذلك مباشرة حسنة بعفة ونزاهة ومداراة وحرمة ثم عزل فتوجه إلى بيت المقدس على خطابته ثم عاد إلى دمشق ولما استقر الأمر للمستعين بعد الناصر ولاه قضاء الديار المصرية لكونه ممن قام في خلعه وأثبت المحضر المكتتب في حقه ثم صرف عن قرب قبل أن يباشر لا بنفسه ولا بنائبه، ولذا أعرض شيخنا عن ذكره في رفع الأصر وأثبته في ذيله؛وقد حدث روى لنا عنه ولده وشيخنا وجماعة، وكان إماماً بارعاً ديناً فاضلاً آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر شكلا حسناً منور الشيبة طوالا ذا نظم ونثر فائقين ومن نظمه:
سلم إلى الله ماقضاه ... لا بد أن ينفذ القضاء
سيجعل الله بعد عسر ... يسراً به يذهب العناء
يدبر الأمر منه جمعاً ... ويفعل الله ما يشاء
ومنه:
ولما رأت شيب رأسي بكت ... وقالت عسى غير هذا عسى
فقلت البياض لباس الملوك ... فإن السواد لباس الأسى
فقالت صدقت ولكنه ... قليل النفاق بسوق النسا
وله قصيدة في العقيدة أولها:
أثبت صفات العلى وأنف الشبيه فقد ... أخطا الذين على ما قد بدا جمدوا
وضل قوم على التأويل قد عكفوا ... فعطلوا وطريق الحق مقتصد
ألله حي سميع مبصر وله ... علم محيط مريد قادر صمد
له كلام قديم قائم أبدا ... بذاته وهو فرد واحد أحد(1/411)
مات في ثالث أو رابع المحرم سنة ست عشرة بدمشق ودفن بتربة وبزاويةالشيخ أبي بكر بن داود.قال المقريزي وسميت القرية باعونة من أجل أنه كان موضعها دير للنصارى اسم راهبة باعونة فلما أزيل الدير وعملت القرية مكانه عرفت به.قال وكان أبوه حائكاً بها ثم اتجر في البز وركض به في البلاد وولد له أحمد وإسماعيل فأما إسماعيل فصحب الفقراء ونظر في التصوف وسكن صفد وناب في قضاء الناصرة عن قاضي صفد وبه تخرج أخوه هذا وأقرأه في المنهاج؛إلى أن قال وكان يعني صاحب الترجمة رجلاً طوالاً مهاباً عليه خفر وله منظق فصيح وعبارة عذبة وقدرة على سرعة النظم وارتجال الخطب مع جميل المحاضرة وحسن المذاكرة وكثرة الفوائد وسرعة البكاء والعفة الزائدة لكنه كان شديد الإعجاب بنفسه.وذكره شيخنا في معجمه وقال إنه اشتغل في الأدب وتفقه قليلاً وسمع الحديث، وكان شاعراً مجيداً وكاتباً مطيقاً وخطيباً مصقعاً قال واتفق أنه خرج ليخطب فلم ير السلطان الناصر حضر فاستمر جالساً على المنبر قدر ثلث ساعة حتى جاء فقام حينئذ وأشار إلى المؤذنين بالأذان فعاب عليه جماعة ذلك، قال وكان كثير المنامات جداً حتى كان يتهم في الكثير منها، وكان يتعانى الوعظ ويكثر البكاء ولكنه كان لا يستحضر من الفقه إلا قليلاً، وقال اجتمعتبه ببيت المقدس وسمعت عليه الثالث من فوائد ابن الأخشيد وسمعت من نظمه وفوائده، وقال في أنبائه إنه نظم كتاباً في التفسير، وكان ذكياً فطناً قال وكان عريض الدعوى كثير المنامات التي يشهد سامعها بأنها باطلة، قال وكان سريع الدمعة جداً مقتدراً على ذلك حتى حكى لي من شاهده يبكي بعين واحدة قال وكان عفيفاً نزهاً لا يحابي ولا يداهن ولا يعاب إلا بالإعجاب والتزيد في الكلام والمنامات، وقال التقى بن قاضي شهبة إنه كان يكاتب السلطان فيما يريد فيرفع الجواب بما يختار وانضبطت الأوقاف في أيامه وحصل للفقهاء مالا كانوا لا يصلون إليه قبله وانتزع مشيخة الشيوخ من ابن أبي الطيب كاتب السر قال ووقعت له أمور تغير خاطر برقوق عليه منها وكان طلب منه اقتراضاً من مال الأيتام فامتنع فعزله وعقدت له بعد عزله مجالس ولفقوا عليه قضايا فلم يسمع عليه مع كثرة من تعصب عليه أنه ارتشى في حكم ولا أخذ من قضاة البر شيئاً، قال وكان خطيباً بليغاً له اليد الطولى في النظم والنثر والقيام التام في الحق، وكتب بخطه كثيراً وجمع أشياء، وممن ترجمه ابن خطيب الناصريه والمقريزي في عقوده وأنشد عن الجلال بن خطيب داربا فيه لما ولي قضاء دمشق:
قضاء دمشق بادل ... لسه خلتك لايراعوني
رميت بكل مصقعة ... وبعد الكل باعوني
" أحمد " بن ناصر الدين.في ابن محمد بن يوسف بن سلامة.(1/412)
أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر بن أحمد المحب والشهاب - كما للكرماني - أبو الفضل أو أبو يحيى أو أبو يوسف - كما لشيخنا - بن الجلال أبي الفتح بن الشهاب أبي العباس بن السراج أبي حفص التستري الأصل البغدادي المولد والدار نزيل القاهرة الحنبلي سبط السراج أبي حفص عمر بن علي بن موسى بن خليل البغدادي البزاز إمام جامع الخليفة بها والمعيد بالمستنصرية وأحد المصنفين في الحديث والفقه والرقائق حسبما ذكره ابن رجب في طبقات الحنابلة الآتي كل من أخويه عبد الله وفضل ووالدهم وغيرهم من ولدي صاحب الترجمة الموفق محمد ويوسف وبني أخويه ويعرف بالمحب بن نصر الله البغدادي.ولد في ضحى يوم السبت سابع عشر رجب سنة خمس وستين وسبعمائة ببغداد ونشأ بها على الخير والإشتغال بالعلوم على اختلاف فنونه وكانت لهم هناك ثروة وكلمة وكان والده شيخ المستنصرية فقرأ القرآن واشتغل عليه في الفقه وأصله والحديث والعربية وغيرها وكذا قرأ على جماعة وأظن شيخ الحنابلة ببغداد في وقته ومدرس مستنصريتها الشمس محمد بن القاضي نجم الدين النهرماري المتوفي في حدود السبعين وسبعمائة والشرف بن يشبكا أحد أعيان الحنابلة ببغداد والمتوفي في حدود الثمانين ممن أخذ عنهما الفقه فالله أعلم، وممن قرأ عليه أحد شيوخ أبيه الشمس الكرماني الشارح وأجاز له في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة، ووصفه بالولد الأعز الأعلم الأفضل صاحب الإستعدادات والطبع السليم والفهم المستقيم أكمل أقرانه وحيد العصر شهاب الدين أحمد بلغه الله غاية الكمال في شرائف العلوم وصوالح الأعمال في ظل والده الشريف الشيخ العلامة قدوة الأئمة جامع فنون الفضائل الفاخرة ومجموع علوم الدنيا والآخرة بقية السلف استظهار المسلمين جلال الملة والدين زاده الله جلالة في معارج الكمالات ونصرة ممدوداً في مدارج السعادات وأنه بحمد الله في عنفوان شبابه وريعان عمره على طريقة الشيوخ الكرام وطبقة الأئمة الأعلام والسيل في المخبر مثل الأسد والمرجو من فضل الله وكرمه أن يجعله من العلماء الصالحين والفضلاء الكاملين
إن الهلال إذا رأيت نموه ... أيقنت أن سيصير بدراً كاملا(1/413)
فاستخرت الله تعالى واخترت له أن يروي عني جميع ما صح عنه مني من التفاسير والأحاديث والأصول والفروع والأدبيات وغير ذلك خصوصاً الصحاح الخمسة التي هي الأصول الإسلام ودفاتر الشريعة وشرحى صحيح البخاري المسمى بالكواكب الدراري وناهيك بهذا جلالة مع صغر سن المجاز ذاك، وأخذ أيضاً على المجد الشيرازي صاحب القاموس حيث قدم عليهم هناك في حدود نيف وثمانين وسمع ببلده على المحدث أبي الحسن علي بن أحمد بن إسماعيل الفوي قدم عليهم أيضاً في سنة سبع وسبعين أو قريبها صحيح مسلم، وقرأ في سنة اثنتين وثمانين فما بعدها على النجم أبي بكر عبد الله بن محمد بن قاسم السنجاري جامع المسانيد لابن الجوزي والموطأ وسنن أبي داود وعلى الشرف حسين بن سالار بن محمود الغزنوي المشرقي شيخ دار الحديث المستنصرية بعض المصابيح وأجيز في بغداد بالإفتاء والتدريس سنة ثلاث وثمانين وولي بها إعادة المستنصرية وارتحل فسمع بحلب في سنة ست وثمانين على الشهاب بن المرحل والشرف أبي بكرالحراني وأخذ الفقه أيضاً ببعلبك عن الشمس بن اليونانية وبدمشق عن الزين بن رجب الحافظ ولازمه وسمع عليه الحديث وكذا سمع بها على الحافظ أبي بكر بن المحب والجمال يوسف ابن أحمد بن العز، واستدعى في هذه السنة لأخيه النور عبد الرحمن الآتي جماعة من شيوخ الشام، وقدم القاهرة في سنة سبع وثمانين بعد زيارته بيت المقدس فسمع بها العز أبا اليمن بن الكويك وولده الشرف أبا الطاهر والنجم ابن رزين والتقي بن حاتم والمطرز والتنوخي والسويداوي والمجد إسماعيل الحنفي وابن الشيخة والبلقيني وابن الملقن والشهاب الجوهري والشمس الفرسيسي والجمال عبد الله الحنبلي والتقي الدجوي والشهاب الطريني، في آخرين زعم بعضهم منهم جويرية الهكارية والكثير من ذلك بقراءته وسافر منها إلى الإسكندرية فقرأعلى البهاء الدماميني وإلى الحج ثم عاد فقطنها، ولازم حينئذ في الفقه الصلاح محمد بن الأعمى الحنبلي وكذا لازم البلقيني وابن الملقن وكان مما قرأه على ثانيهما من تصانيفه التلويح في رجال الجامع الصحيح وما ألحق به من زوائد مسلم وذلك بعد أن كتب بخطه منه نسخة ووصفه مؤلفه بظاهره بالشيخ الإمام العالم الأوحد القدوة جمال المحدثين صدر المدرسين علم المفيدين وكناه بأبي العباس، وقراءته بأنها قراءة بحث ونظر وتأمل وتدقيق وتفهم وتحقيق فأفاد وأربى على الحلبة بل زاد وصار في هذا الفن قدوة يرجع إليه وإماماً تحط الرواحل لديه مع استحضاره للفروع والأصول والمعقول والمنقول وصدق اللهجة والوقوف مع الحجة وسرعة قراءة الحديث وتجويده وعذوبة لفظه وتحريره وقال فاستحق بذلك أخذ هذه العلوم عنه والرجوع فيها إليه والتقدم على أقرانه والإعتماد عليه، قال وأذنت له سدده الله وإياي في رواية هذا التأليف المبارك وإقرائه ورواية شرحي لصحيح البخاري وقد قرأ جملاً منه علي ورواية جميع مؤلفاتي ومروياتي وأرخ ذلك بجمادى الآخرة سنة تسعين، والعجيب من عدم ملازمته الزين العراقي وهو المشار إليه إذ ذاك في علم الحديث بل لا أعلم أنه أخذ عنه بالكلية أصلاً وإن أدرجه بعضهم في شيوخه مع اعتنائه بالحديث وكونه غير مستغن عن ألفيته وشرحها ولذا كان يراسل شيخنا حين إقرائه لهما بما يشكل عليه من ذلك وربما استشكل فيوضح له الأمر مع قول شيخنا أنه لم يمعن في الطلب أي في الحديث قال ولكن له عمل كبير في العلوم.قلت:وخصوصاً في شرح مسلم ولما استقر بالقاهرة استدعى بوالده فقدم عليه في سنة تسعين وامتدح الظاهر برقوق بقصيدة وعمل له أيضاً رسالة في مدح مدرسته فقرره في تدريس الحديث بها في محرم السنة بعدها بعد وفاة مولانا زاده ثم في تدريس الفقه بها في سنة خمس وتسعين بعد موت الصلاح بن الأعمى وصار هو ووالده يتناوبان فيهما ثم استقل بهما بعد موت والده في سنة اثنتي عشرة، وتوزع كل منهما وساعده جماعة حتى استمر فيهما بل بلغني أن قارئ الهداية انتزع تدريس الحديث منه بعد مزيد التعصب على صاحب الترجمة وكذا ولي المحب تدريس الحنابلة بالمؤيدية بعد شغوره عن العز القدسي وبالمنصورية أظنه عن العلاء ابن اللحام وبالشيخونية بعد العلاء بن المغلي، وناب في الحكم مدة عن المجد سالم ثم عن ابن المغلي ثم استقل به بعده في صفر سنة ثمان وعشرين وتصدى لنشر المذهب قراءة وإقراءً وإفتاءً ولم يلبث أن صرف بعد(1/414)
سنة وثلث بالعز القدسي فلزم منزله على عادته في الإشتغال إلى أن أعيد بعد سنة وثلثي سنة في صفر سنة إحدى وثلاثين بصرف المشار إليه وعرف الناس الفرق بينهما واستمر بعد المحب حتى مات فمجموع ولايته في المرتين أربع عشرة سنة ونصف سنة ونحو عشرين يوماً، وممن انتفع به في المذهب العز الكناني والبدر البغدادي والنور المتبولي والجمال بن هشام وقرأ عليه ولده مسند إمامه بكماله وكذا حدث بالصحيحين وغيرهما وقرأ عليه التقي القلقشندي وغيره للنساء، قال شيخنا وهي أعلى ما عنده، ولما سافر السلطان الأشرف إلى آمد كان ممن سافر معه في جملة الفضاة على العادة فسمع من لفظه أحد رفقته شيخنا المسلسل عن العز أبي اليمن بن الكويك وعليه بقراءة غيره حديث عرفة في البدن من السنن لأبي داود، كل ذلك بظاهر بيسان وكتب عنه من نظمه في هذه السفرة أيضاً: وثلث بالعز القدسي فلزم منزله على عادته في الإشتغال إلى أن أعيد بعد سنة وثلثي سنة في صفر سنة إحدى وثلاثين بصرف المشار إليه وعرف الناس الفرق بينهما واستمر بعد المحب حتى مات فمجموع ولايته في المرتين أربع عشرة سنة ونصف سنة ونحو عشرين يوماً، وممن انتفع به في المذهب العز الكناني والبدر البغدادي والنور المتبولي والجمال بن هشام وقرأ عليه ولده مسند إمامه بكماله وكذا حدث بالصحيحين وغيرهما وقرأ عليه التقي القلقشندي وغيره للنساء، قال شيخنا وهي أعلى ما عنده، ولما سافر السلطان الأشرف إلى آمد كان ممن سافر معه في جملة الفضاة على العادة فسمع من لفظه أحد رفقته شيخنا المسلسل عن العز أبي اليمن بن الكويك وعليه بقراءة غيره حديث عرفة في البدن من السنن لأبي داود، كل ذلك بظاهر بيسان وكتب عنه من نظمه في هذه السفرة أيضاً:
شوقي إليكم لا يحدّ وأنتم ... في القلب لكن للعيان لطائف
فالجسم عنكم كل يوم في نوى ... والقلب حول ربا حماكم طائف
قال وسمعته يقول سمعت سودون النائب يقول: الترك إن أحبوك أكلوك وإن أبغضوك قتلوك.وأورده في القسم الأخير من معجمه وقال إنه اجتمع به كثيراً واستفاد منه ترجمة أبيه وغيرها، هذا مع مزيد إجلاله أيضاً لشيخنا حتى إني قرأت بخطه وقد رفع إليه سؤال ليكتب عليه بعد أن أجاب شيخنا ما نصه ما أجاب به سيدنا ومولانا قاضي القضاة أسبغ الله ظلاله هو العمدة ولا مزيد لأحد عليه فإنه إمام الناس في ذلك:
إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام
فالله تعالى يمتع بحياته الأنام ويبقيه على توالي الليالي والأيام، وامتدحه بأبيات كتبها بخطه في سنة سبع وثلاثين في آخر نسخة من تصنيفه تخريج الرافعي بعد مقابلة نسخته بنفسه عليها فقال:
جزى الله رب العرش خير جزائه ... مخرج ذا المجموع يوم لقائه
لقد حاز قصبات السباق بأسرها ... وفاز لمرقى لا انتها لارتقائه
يدوم له عز به وجلالة ... وذكر جميل شامخ في ثنائه
فلا زال مقروناً بكل سعادة ... ولا انفك محروس العلى في اعتلائه
ولا برحت أقلامه في سعادة ... توقع بالأحكام طول بقائه
وخرقت العادات في طول عمره ... يزيد على الأعمار عند وفائه(1/415)
وكان إماماً فقيهاً مفتياً نظاراً علامة متقدماً في فنون خصوصاً مذهبه فقد انفرد به وصار عالم أهله بلا مدافعة، كلذلك مع الذهن المستقيم والطبع السليم وكثرة التواضع والخلق الرضي والأبهة والوقار والفقد لإحدى كريمتيه والتودد والقرب من كل وسلوك طريق السلف والمداومة على الأوراد والعبادة والتهجد والصيام وكثرة البكاء والخوف من الله تعالى والحرص على شهود الجماعات والإتباع للسنة وإحياء ليلة من كل شهر في جماعة بتلاوة القرآن وإهدائه ذلك في صحيفة إمامه وغيره مع إنشاد قصيدة يبتكرها في تلك الليلة غالباً وعظم الرغبة في العلم والمذاكرة والمحبة في الفائدة حتى إنه اعتنى بضبط ما يقع في مجالس الحديث ونحوها بالقلعة من المباحث وشبهها أيام قضائه على ما بلغني وفتاويه مسددة وحواشيه في العلوم وسائر تعاليقه مفيدة؛وقد رأيت له حواش على تنقيح الزركشي وكذا على فروع ابن مفلح جرد كلا منهما وكذا على الوجيز والمحرر وشرحه والرعاية وأشياء وعطل ولده على الناس عموم الإنتفاع بها وكان أبوه شرع في تجريد ما يتعلق بالعضد من النقود والردود للكرماني ثم لم يكمله فأكمله صاحب الترجمة.وذكره التقى بن الشمس الكرماني في ضمن ترجمة والده نصر الله، فقال وكان والده يعني صاحب الترجمة عنده فضيلة أيضاً خطر في خاطره في وقت شرح صحيح مسلم وصار يجمع ويكتب قال وكان والده أعور اليمنى وهو أعور اليسرى ثم كف والده وقارب هو أيضاً ذلك، وذكره العلاء بن خطيب الناصرية فقال وهو صاحبي اجتمعت به مراراً بالقاهرة وحلب وتكلمت معه وهو رجل فاضل عالم دين فقيه جيد ويكتب على الفتاوى كتابة حسنة مليحة وأخلاقه حسنة وانفرد برياسة مذهب أحمد بالقاهرة؛وقال ابن قاضي شهبة سألت عنه الشهاب بن المحمرة فقال له فضل في الفقه والحديث وغيرهما ثم اجتمعت به بدمشق فرأيته من أهل العلم الكبار يتكلم بعقل وتؤدة مع حسن الشكالة ولكنه مصاب بإحدى عينيه ولم ير في زماننا أحسن من عبارته على الفتوى، وقال التقى المقريزي أنه لم يخلف في الحنابلة بعده مثله.قال ولا أعلم فيه ما يعاب، وذكر نحو ذلك في عقوده وأنه لم يزل منذ قدم الديار المصرية مصاحباً له فيما علمه إلا صواماً قواماً صاحب حظ من قيام وأوراد وأذكار واتباع للسنة ومحبة لها ولأهلها، وصدر ترجمته أنه كان أول حنبلي ولي القضاء حين عمل الظاهر بيبرس البندقداري القضاة أربعة الشمس محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي بل كان أول من درس المذهب الحنبلي بالمدارس الصالحية وأما قبله فكان في تقليد الشرف أبي المكارم محمد بن عبد الله ابن عين الدولة بن أبي المجد بن عين الدولة الشافعي لقضاة مصرمن الكامل أنه لا يستنيب لكثرة نسكه ومتابعته للسنة إلا أنه ولي القضاء فالله يرضى عنه أخصامه وأشار رحمه الله في كلامه إلى ما قال شيخنا حيث نقل عن العز الكناني توافق صاحب الترجمة مع عمه يعني الآتي بعده في اسمه واسم أبيه وجده ومذهبه ومنصبه ومسكنه بالصالحية.قال وفارقه في اللقب وأصل البلد والنسبة إلى الجد الأعلى وطول المدة وسعة العلم والتبسط في بيع الأوقاف ونحو ذلك انتهى.وقد عرضت عليه بعض محفوظاتي وكذا عرض عليه من قبلي الوالد والعم رحمهما الله واتفق في ذلك أمر غريب وهو أنه كتب عرض كل منهما في ورقة كاملة وعرضي بهامش كتابة غيره ولم يصرح في خطه بالإجازة للأولين مع طول كتابته وكتبها لي مع اختصاره ولم يزل على جلالته ورياسته حتى مات بعلة القولنج، وكان يعتريه أحياناً ويرتفع لكنه في هذه العلة استمر أكثر من شهرين ثم قضى بعد أن صلى الصبح بالإيماء يوم الأربعاء منتصف جمادى الأولى سنة أربع وأربعين بالمدرسة المصورية من القاهرة عن ثلاث سبعين عاماً إلا دون شهرين وصلى عليه في يومه خارج باب الناصر تقدم الناس شيخنا ودفن بتربة السلامي وتعرف الآن بتربة البغاددة بالقرب من تربة الجمال الأسنائي ولم يغب له ذهن رحمه الله، واستقر بعده في القضاء البدر البغدادي وفي المؤيدية العز الكناني وفي بقيتها ابنه يوسف، ووقعت لشيخنا اتفاقية غريبة فإنه قال كنت أنظر في ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الأولى في دمية القصر للباخرزي فمررت في ترجمة المظفر بن علي أن له هذه الأبيات الملتزم فيها النون ثم الموحدة قبل اللام يرثي بها وهي:(1/416)
بلاني الزمان ولا ذنب لي ... بلى إن بلواه للأنبل
وأعظم ما ساءني صرفه ... وفاة أبي يوسف الحنبلي
سراج العلوم ولكن خبا ... وثوب الجمال ولكن بلى
قال فتعجبت من ذلك ووقع في نفسي أنه يموت بعد ثلاثة أيام عدد الأبيات فكان كذلك، ونحوه قول القاضي عز الدين الكناني لما مرض العلاء بن المغلي مرض الموت سألتني والدتي عنه وأنا أتصفح كتاباً وكنت أحب موته ليتولى صاحب الترجمة فوقع بصري على قول الشاعر:
رب قوم بكيت منهم فلما ... أن تولوا بكيت أيضاً عليهم
فلم يلبث العلاء أن مات وولي صاحب الترجمة وكان ما نطق به الشعر.
أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل ابن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد الموفق بن ناصر الدين الكناني العسقلاني الأصل القاهري الحنبلي سبط الموفق عبد الله بن محمد القاضي أمه زينب وأخو إبراهيم والد أحمد الماضيين وربما نسب لجده فقيل أحمد بن نصر الله بن أبي الفتح.ولد في المحرم سنة تسع وستين وسبعمائة السنة التي مات فيها جده، واشتغل ومهر وولي قضاء الحنابلة بالديار المصرية بعد أخيه إبراهيم ولم يلبث أن صرف بعد سبعة أشهر أو دونها بالنور الحكري من جمادى الثانية سنة اثنتين وثمانمائة ثم أعيد في آخرها فلم يلبث أن دهمت الناس الكائنة العظمى بالبلاد الشامية باللنكية فخرج مع العسكر المصري ثم رجع بعد الهزيمة فلم يلبث أن مات في يوم الإثنين حادي عشر رمضان سنة ثلاث ودفن من الغد.قال العيني وكان رجلاً حليماً ذا تواضع ومسكنة ولكنه كان قليل العلم؛ وقال ابن أخيه: كان حسن الشكل كثير العلم قوي الإدراك حسن المحاضرة نزهاً له تعاليق في الفقه والنحو وغيرهما تدل على حين تصرفه بالعلم، وقال المقريزي كان مشكوراً، وأرخه في ثاني عشر رمضان، وفي عقوده في حادي عشرة وأنه كان خيراً متواضعاً حيياً محبباً إلى الناس من بيت دين وعلم وعفاف، ولم يذكره شيخنا في أنبائه، بعلم وترجمه في رفع الأصر اعتماداً على ابن أخيه، وقد مضى له ذكر في الذي قبله.
أحمد بن نعمة الله بن عبد الكريم بن محمد بن يحيى بن أبي المجد ابن أبي البقاء بن مكرم الفاضل نور الدين أبو البقاء بن كمال الدين بن نور الدين الفالي السيرافي الشافعي سبط العز إبراهيم بن مكرم الماضي.ولد سنة ست وخمسين وثمانمائة واشتغل على أبيه في النحو والصرف والمعاني والبيان والفقه ثم على جده لأمه ومما قرأه عليه شرح القطب على الشمسية مع حاشية السيد وسمع أكثر شرح التلخيص في المعاني والبيان مع شيء من الكشاف وبعض الحاوي الصغير وسائر شرح المنهاج الأصلي للعبري ودخل شيراز فأخذ أصول الدين والنظر والفقه عن الجلال محمد بن أسعد الصديقي الدواني والمعين جنيد العمري الشيرازيين، وقدم مكة في موسم سنة ست وثمانين فأقام بها مع خاله العلاء محمد إلى أثناء ربيع الأول من التي بعدها وتوجها للمدينة ثم رجعا في قافلتنا أواخر شعبان واستمرا بمكة بقية السنة ثم عادا مصحوبين بالسلامة وقد لازمني في الحرمين دراية ورواية في تصانيفي وغيرها وحمل عني جميع الهداية الجزرية بحثا وغالب ألفية العراقي وسمع بعض شرحي ومن لفظي جميع القول البديع وقرأ عليّ أشياء وكتب لي تراجم جماعة من أقاربه، وكتبت له إجازة حافلة كتبت ملخصها في التاريخ الكبير ونعم الرجل فضلاً ومحاسن.
أحمد بن نوروز شهاب الدين الخضري الظاهري برقوق لكون أبيه كما سيأتي من مماليكه. ولد في سنة اثنتين وثمانمائة أو التي قبلها تقريباً ونشأ يتيماً ثم اتصل بالظاهر حقمق فاستقر به حين كان أمير اخرو شاد الشربخاناة فلما تملك عمله أمير عشرين بالشام وعداد الأغنام ثم ضم إليهما امرة عشرة بالقاهرة، وأثرى وسافر إلى الشام غير مرة وتزوج زينب ابنة الجلال البلقيني وكانت تتهالك في الترامي عليه وتعرض عن ابن عمها مع مزيد ميله إليها ونقصه من الآخر إلى أن أعرض عنها البتة وآل أمره إلى أن ولي إمرة الركب الأول وأخذ في أسباب ذلك فمات في يوم الأحد رابع عشر شعبان سنة اثنتين وخمسين وكان أشقر معتدل القد يلثغ بالسين ولا يذكر بخير ولا دين.
أحمد بن ناصر الدين بن سليمان الهوي.ممن سمع مني بالقاهرة.(1/417)
أحمد بن نوكار الشهابي الناصري الآتي أبوه.ولد في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة ونشأ فقرأ القرآن والقدوري والمنار وألفية النحو والشاطبية عند فارس الآتي وعرض على شيخنا والعيني وغيرهما بل عرض على الظاهر جقمق وأنعم على فقيهه بمائة دينار وزاد جامكيته وأخيه، وحج في سنة اثنتين وخمسين وجاور قبلها وسافر مع أبيه وزار بيت المقدس واشتغل بالتجويد وغيره وكذا اختص بأخرة بالجلال السيوطي وأخذ عنه في فنون وبذكر بصلاح وورع وتحر وعقل وانعزل وتودد وبلغني أن الأشرف قايتباي جعل نظر جامعه بالكبس له.
أحمد بن هرون الشهاب الشرواني الشافعي.قدم القاهرة قريباً من سنة سبعين وحضر بعض الدروس وأخذ عني يسيراً وظهرت براعته في فنون مع دين وخير وانجماع وممن أذن له في التدريس والإفتاء الفخر عثمان المقسي وسافر إلى القدس فمات قريباً بعد أن وقف كتبه وجئ بها لجامع الأزهر ثم أخذها المذكور ونعم كان رحمه الله.
أحمد بن هاشم بن قاسم بن خليفة القرشي الهاشمي؛مات في رجب سنة اثنتين وستين خارج مكة، وحمل ودفن بمعلاتها.
أحمد بن هاشم الكراني.مات بمكة في مستهل ذي الحجة سنة ست وستين.
أحمد بن هانئ الشهاب الموقع.
أحمد بن هلال الشهاب الحسباني ثم الحلبي الصوفي ويعرف بابن هلال قال شيخنا في أنبائه اشتغل قليلا على القاضي شمس الدين بن الخراط وغيره وكان مفرط الذكاء وأخذ التصوف عن الشمس البلالي ثم توغل في مذهب أهل الوحدة ودعا إليه وصار كثير الشطح وجرت له وقائع وكان أتباعه يبالغون في إطرائه ويقولون هو نقطة الدائرة إلى غير ذلك من مقالاتهم المستبشعة، وذكره في لسان الميزان فقال أحد زنادقة الوقت.ولد بعد السبعين ونشأ بدمشق وقدم حلب على رأس القرن فقرأ على القاضي شرف الدين الأنصاري في مختصر ابن الحاجب الأصلي ودرس في المنتقى لابن تيمية وقرأ في أصول الدين فلما كانت كائنة الططر وقع في أسر اللنكية وشج رأسه ثم خلص منهم بعد مدة وبرح إلى القاهرة فأقام بها وأخذ عن بعض شيوخها وصحب البلالي مدة رجع إلى حلب فصحب الأطعاني ثم انقطع فتردد إليه الناس وعقد الناموس وصار يدعي دعاوي عريضة منها أنه مجتهد مطلق ويطلق لسانه في أكابر الأئمة وأنه مطلع على الكائنات و لا يعتني بعبادة ولا مواظبة على الجماعات ويدعى أنه أخذ من الحضرة وأنه نقطة الدائرة ونقل عنه أتباعه كفريات صريحة وسمع شخصاً ينشد قصيدة نبوية فقال هذه في وقال لأتباعه أن قصرتم بي عن درجة النبوة نقصتم منزلتي وزعم أنه يجتمع بالأنبياء كلهم في اليقظة وأن الملائكة تخاطبه في اليقظة وأنه عرج به إلى السموات وأن موسى أعطى مقام التكليم ومحمداً مقام التكميل وهو أعطى المقامين معاً إلى غير ذلك مما ذاع واشتهر وكثر أتباعه وعظم بهم الخطب واشتدت الفتنة به وقام عليه جماعة وتعصب له بعض الأكابر إلى أن مات في تاسع عشر شوال سنة ثلاث وعشرين.نقلت ترجمته من خط البرهان المحدث بحلب.قلت: وما تقدم عن أنبائه ذكره في سنة أربع وعشرين والأول أشبه، وسمعت المحب بن الشحنة يحكي أنه أخذ عنه وأنه آيف في عقله، وليس هذا ببعيد عن من تصدر منه الخرافات، وذكره ابن أبي عذيبة فقال:الشيخ الإمام الصالح الزاهد الورع العارف المحقق شهاب الدين سئل الشيخ عمر بن حاتم العجلوني عن أمثل من رأت عيناه في الدنيا في العلم والعمل فقال من الأموات ابن هلال ومن الأحياء ابن رسلان سمع كثيراً وعمر.مات سنة إحدى وعشرين.
أحمد بن سلطان اليمن الظاهر هزبر الدين يحيى بن الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول شهاب الدين الغساني شقيق إسماعيل والد يحيى الآتي ويعرف بابن سلطان اليمن.
ممن فر بعد كحله من شقيقه إلى مكة سنة سبع وأربعين وسافر منها للقاهرة واستولى على المنصورية بمكة وسكنها.مات في ليلة السبت ثامن عشرى جمادى الأولى سنة إحدى وستين.أرخه ابن فهد. " أحمد " بن يحيى بن أحمد ملك.فيمن لم يسم جده.
" أحمد " بن يحيى بن شاكر بن عبد الغني أبو البركات بن الجيعان.يأتي في الكني.(1/418)
أحمد بن يحيى بن عبد الله الشهاب أبو العباس الحموي الرواقي الصوفي.ولد سنة سبع وأربعين وسبعمائة وذكر أنه سمع بمكة على العفيف اليافعي في سنة خمس وخمسين وتلقن الذكر ولبس الخرقة الصوفية من يوسف العجمي وأسندها عن النجم الأصفهاني عن نور الدين عبد الصمد عن الشهاب السهر وردي وتعاني طريق التصوف وسكن في الأخير حماة وتردد إلى طرابلس وغيرها وزار القدس سنة سبع وعشرين.قاله شيخنا في أنبائه.قال وقال العلاء يعني ابن خطيب الناصرية:كان صالحاً خيراً ناسكاً مسلكاً يستحضر أشياء حسنة عن الصوفية اجتمعت به في طرابلس فأنشدني، وساق له عن أبي حيان قصيدة أولها:
لاخير في لذة من دونها حذر ... ولا صفا عيشةٍ في ضمنها كدر
فالرفع من بعده نصب وفاعله ... عما قليل بحرف الجر ينكسر
وهي نحو عشرين بيتاً لا تشبه نظم أبي حيان ولا نفسه ولا يتصور لمن ولد سنة سبع وأربعين السماع من أبي حيان المتوفي قبل ذلك بمدة ولقد عجبت من خفاء ذلك على العلاء؛ثم حسبت أن يكون بين الروافي وأبي حيان واسطة انتهى.وقرأت بخط شيخنا في موضع آخر وقد زعم أنه أنشدها له الجمال بن هشام قال أنشدنا أبو حيان قال ولا يعرف أن ابن هشام أخذ عن أبي حيان بل كان يجتنبه، قال وكان الرواقي يقيم بحماة ويأتي طرابلس ثم بلغني أنه توجه إلى القدس وأقام به ومات ما بين ثمان وتسع وعشرين.
أحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد أبو الخير الهاشمي المكي الآتي أبوه.مات وقد طعن في الثانية في ربيع الأول سنة سبع وعشرين بمكة.أرخه ابن فهد.
أحمد بن يحيى بن علي بن محمد بن أبي زكريا بن صلح بن عيسى بن محمد بن يحيى الشهاب الصالحي - نسبة لمنية أم صلح قرية بناحية مليج من الغربية وبها ضريح ليحيى الأعلى عصري داود العزب وغيره من الأولياء وكذا إلى حارة الصالحية بالبرقية داخل القاهرة ويعرف بابن يحيى.نشأ فحفظ القرآن والشاطبيتين والتيسير والمنهاج وقرأه بتمامه على الصدر الأبشيطي وأذن له في التدريس والإفتاء وكذا حضر في دروس البلقيني والأبناسي وغيرهما وأخذ القراآت عن بعض أهلها وسمع على الزين العراقي في سنة ست وثمانين غالب السنن للدارقطني وعلى الفرسيسي وناب في القضاء، واستقر في تدريس الفقه بالبرقوقية وجامع الأزهر والقراآت بالمؤيدية والإمامة بالقصر برغبة أخيه له عنها في مرض موته فلما مات وثب عليه الشهاب الكوراني وانتزع البرقوقية منه بعناية كاتب السر ابن البارزي وكذا وثب عليه غيره في المؤيدية محتجاً بأن واقفها شرط أنه إن وقع نزول لا يقرر واحد منهما ولكن لم ينهضوا لأخراجها عنه بل باشرها مع تدريس الحاكم وكنت ممن لم يحضر عنده فيه مع قلة بضاعته وجموده وكذا خطب بجامع الأزهر واتفق أنه حصل له أوائل بعض الفصول شبه الإغماء لصفرة كانت تعتريه وهو في الخطبة فماج الناس وظنوا أنه مات فخطب بالناس الشهاب الهيتي وصلى غيره لكونه ألثغ.وعاش صاحب الترجمة حتى مات في سنة تسع واربعين ودفن بتربة كزل الناصري تجاه تربة خوند أم أنوك من البرقية رحمه الله وكان رغب عن نصف إمامة القصر للنور التلواني واستقر بعده في تدريس الحاكم ابن أسد.
أحمد بن يحيى بن عمر بن محمد بن محاسن الشهاب الأنصاري المقدسي.نزيل مكة وممن ولي نظر القدس فلم يحمد واقفين.مات بمكة في يوم الإثنين سادس عشري جمادى الآخرة سنة ست وسبعين.أرخه ابن فهد.
أحمد بن يحيى بن عيسى بن عياش بن إبراهيم العوكلي القسنطيني.نزيل مكة وشيخ رباط الموفى، وكان ماهراً في آلات التجارة.مات بها في ربيع الآخر سنة ستين.أرخه ابن عزم.
أحمد بن يحيى بن عيسى الشهاب الصنهاجي المغربي المقرئ.سمع التيسير للداني على الفوي مع عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل الكركي.
أحمد بن يحيى بن أبي عبد الله محمد بن أحمد الشريف قاضي الجماعة أبو العباس الحسني التلمساني المغربي المالكي حفيد شارح الجمل للخونجي.ممن أخذ عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن الأزرق وقال أنه ممن عمر، وهو سنة ست وتسعين من الأحياء.
أحمد بن الفقيه محيي الدين يحيى بن محمد بن تقي الكازروني المدني أخو علي.سمعا علي الزين المراغي في سنة اثنتي عشرة.(1/419)
أحمد بن يحيى بن يشبك الفقيه الشهاب الآتي أبوه وجده.كان قد جاز البلوغ حين موت أبيه ولم يتصون مع حسن شكالته وإضافة ما كان باسم أبيه إليه بل ورث جده.مات في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين.
أحمد بن يحيى الشهاب العثماني المعري - معرة سرمين - اشتغل ومهر وولي قضاء الشافعية بحلب في مستهل شوال سنة خمس وثمانمائة وكان حسن السيرة فلم يلبث أن قتل في ليلة الأربعاء ثاني عشرية هجم عليه شخص فضربه في خاصرته فمات.قاله شيخنا في تاريخه نقلاً عن خط مجهول وجده بهامش جزء من مسودة تاريخ حلب لابن العديم قال ثم وجدته في تاريخ العلاء فقال:أحمد بن يحيى بن أحمد بن ملك السرميني من معرة سرمين كان قاضي بلده مدة ثم ولي قضاء حلب بعد الفتنة الكبرى فاغتيل بعد صلاة الصبح ثالث عشر شوال سنة خمس قبل استكمال شهر قال وكانت له مروءة وفيه سكون وسيرته حسنة رحمه الله.
أحمد بن الحسني الدروي المخلافي اليماني.رجل معتقد تحكى له كرامات.توفي تقريباً قبيل الخمسين وخلفه ابنه محيي الدين محمد وممن صحبه الشريف عبد الله بن عامر بن محمد البدر الآتي.
أحمد بن أبي يحيى بن محمد بن خلف أبو جعفر الغساني الأندلسي الوادياشي المالكي ويعرف بالازيرق.قدم القاهرة في أثناء سنة ست وتسعين ليحج فاجتمع بي مع رفيقه وبلديه أبي القسم بن علي بن محمد، وسمع مني المسلسل بشرطه وبعض ارتياح الأكباد بل قرأ على التوجه للرب بدعوات الكرب من تصنيفي من نسخة بخطه وأجزت له.ومولده في سنة ست وستين وثمانمائة بوادياش وحفظ القرآن وألفية النحو والجرومية وعرضهما على بلديه على بن أحمد ابن داود البلوي ودرس غيرهما مما لم يكمله وانتفع به في الفقه والعربية وغير ذلك وكذا أخذ عن غيره قليلاً ثم سمع علي مني أماكن من الكتب الستة والموطأ ومسند الشافعي وغير ذلك وكتبت له؛وسافر في أوائل رجب منها في البحر من الطور ثم عاد مع الركب بعد قضاء نسكه ونعم الرجل.
أحمد بن أبي يزيد من طرباي أخو محمد الآتي وهو الأصغر.ولد في سنة ست وستين بالقاهرة ممن أخذ عني مع أخيه وكذا سمع من الخطيب الحنبلي وغيره وحج وخالطه أخاه في بعض ما كان ينوبه من الضرورات لمخدومه وغيرها.مات فيما بلغني وأنا بمكة سنة سبع وتسعين.
أحمد بن يس بن خلد المعبدي.ممن أخذ عني بالقاهرة.
أحمد بن يعقوب بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد الشهاب أبو العباس ابن الشرف الأطفيحي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بابن يعقوب.(1/420)
ولد في سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وعدة كتب عرضها على البلقيني ونحوه ومن محفوظاته تقريب الأسانيد للزين العراقي عرضه بتمامه على مؤلفه وحمل عنه شيئاً كثيراً من أماليه وغيرها واشتغل يسيراً وكان والده كما سيأتي علامة مقرئاً صالحاً خيراً فأحسن بربيته وأدبه واكتسب منه دماثة الأخلاق واطراح النفس وأسمعه الكثير عند العراقي والهيثمي والتنوخي وابن أبي المجد وابن الشيخة والحلاوي والسويداوي وابن الهاشم ومريم الأذرعية وخلق، وأجاز له ابن الذهبي وابن العلائي وآخرون من الشام والإسكندرية وغيرهما وتزوج زينب ابنة شيخه العراقي وأولدها عدة وصار مشهوراً ببيت العراقي فلما ولي الولي أبو زرعة القضاء باشر عنده النقابة ثم كان نقيباً لشيخنا وفي الآخر باشر معها أمانة الحكم وأوقاف الحرمين وولي عند غيرهما وكان من رجال القاهرة عقلاً واحتمالاً وتواضعاً ومداراة وكرماً ومروءة مع الحشمة والرياسة والوضاءة والبشاشة وظرف المحاضرة واستجاب الخواطر وكثرة الصوم والتهجد والتلاوة وزيارة الصالحين والإحسان إلى الفقراء والطلبة والمحبة في الحديث وأهله والإنقياد معهم للأماكن التي تقصد للإسماع فيها وقد حج غير مرة وسافر صحبة شيخنا في الركاب السلطاني إلى البلاد الشامية وحدث سمع منه الأئمة، أخذت عنه أشياء وكان شيخنا ينبهني في بعض ما أقرأه عليه على مشاركته له فيه ويأمره بالجلوس للإسماع معه فعل ذلك معي مراراً وربما امتنع صاحب الترجمة من الجلوس ويستمر قائماً بل سمع منه شيخنا بعض الأحاديث في السفرة المشار إليها وكفى بذلك فخراً لكل منهما، وتراخت وفاته عن شيخنا فلم يحصل بعده على طائل ومات في ليلة الأحد حادي عشر ربيع الأول سنة ست وخمسين ودفن من الغد في أقصى الصحراء بجوار سيدي عبد الله المنوفي بوصية منه تعد أن صلى عليه الشرف المناوي وكان له مشهد حافل بالقضاة والعلماء والطلبة والصالحين كثير الإنس، وعظم التأسف لفقده وأطبقوا على حسن الثناء عليه ولقد كان جديراً بذلك ولم يخلف في معناه مثله رحمه الله وإيانا.
أحمد بن يعقوب بن محمد بن صديق البرلسي الآتي أبوه وأخوه محمد.تعاني التجارة وصاهر البرهان بن عليبة على ابنته ولم يحصل منه راحة ومولده قبل الخمسين وثمانمائة.
أحمد بن يلبغا شهاب الدين العمري الخاصكي الحسني صاحب الكيس وأستاذ الظاهر برقوق.كان معظماً في الدولة أحد المقدمين بمصر في أيامه ثم أمير مجلس ثم نفاه إلى الشام وأقام بطالا في طرابلس وآل أمره إلى أن ذبح مع أيتمش في رابع شعبان سنة اثنتين وقد زاد على الأربعين وقارب السبعين.أغفله شيخنا في أنبائه.
أحمد بن يهود الشهاب الدمشقي ثم الطرابلسي الحنفي النحوي. ولد سنة بضع وسبعين وتكسب بالشهادة وتعانى العربية فمهر فيها واشتهر بها وأقرأها فانتفع الناس به فيها بالبلدين، وممن أخذ عنه البرهان السوبيني وشرع في نظم التسهيل فنظم منه سبعمائة بيت ومات قبل إكماله، وكان تحول بعد فتنة اللنك إلى طرابلس فقطنها حتى مات بها في آخر سنة عشرين. ذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد بن يوسف بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن يوسف بن سالم بن دليم الدميري البصري ثم المكي ابن أخي أحمد الماضي ويعرف بابن دليم. مات في ذي القعدة سنة ست وستين ودفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد.
أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف الشهاب أبو العباس الزرعي الأصل المقدسي التاجر ويعرف بابن سياج بكسر المهملة ثم تحتانية خفيفة وآخره جيم. رجل خير أنس سليم الصدر من أهل القرآن والاعتناء بالتجارة صحب إمام الكاملية واشتغل يسيراً عليه وعلى غيره، ولازمني حتى قرأ البخاري في سنة ثمانين مع المجلس الذي عملته في ختمه وحصله؛ وحضر عندي عدة مجالس في الإملاء إلى غيرها مما سمعه ونعم الرجل.
أحمد بن يوسف بن أحمد الشهاب الصحراوي السعودي الحنفي. أحد الفضلاء بالعربية وغيرها غرق ببحر النيل في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وهو ممن أخذ في الابتداء عن الشهاب الزواوي ثم عن التقيين الشمني والحصني وغيرهما وسمع على البدر النسابة والنور البارنباري والطبقة بقراءتي وأقرأ الطلبة وكان يجيء بيت ابني الأخميمي لذلك بل تردد إلي للسؤال عن قوله صلى الله عليه وسلم سني كسني يوسف وغيره رحمه الله.(1/421)
أحمد بن يوسف بن أحمد الشهاب بن الجمال الاستادار التتري الأصل القاهري عوقب مع الرابية وأتباعه ثم قتل في ربيع الآخر سنة أربع عشرة وكان قد جهزه أبوه أمير الحاج في سنة إحدى عشرة على وجه يفوق الوصف وعاد في أول التي تليها، ويقال إنه مبدع الجمال بحيث امتحن أعجمي به ولكنه كان يقنع بالنظر وذهب في خدمته في الحجة المشار إليها ماشياً وكان أبوه يعلم ذلك إلا إنه لعلمه بعدم شيء زائد على هذا لم يزبره.
أحمد بن يوسف بن إسماعيل بن عثمان الشهاب الكوراني. مضى بدون يوسف.
أحمد بن يوسف بن الحسن العزي الشافعي ويعرف بابن الهرس. ممن أخذ عني.
أحمد بن يوسف بن حسين بن علي بن يوسف بن محمد بن رجب بن أحمد المحب أبو البركات الحسني الحصنكيفي الأصل المكي المقرئ بالحرم ويعرف بابن المحتسب. ولد في سحر ليلة الثلاثاء ثالث عشر شعبان سنة خمس وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها وأجاز له العراقي والهيثمي وابن صديق وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والفرسيسي والسحولي وأبو اليسر بن الصائغ وابن الكويك والمراغي وزيادة على مائة وناب في الحسبة بمكة ثم تركها ودخل مصر واليمن مراراً للاسترزاق وكان يقرأ ويمدح في الجامع ويؤذن بالمسجد الحرام وعليه في كل ذلك أنس كبير مع التودد الزائد للناس حتى وصفه صاحب ابن فهد بشيخ المقرئين بالمسجد الحرام، أجاز لي ورأيته هو وأخوه أبو عبد الله فيمن سمع على التقي بن فهد، ومات في ليلة الأربعاء سادس صفر سنة خمس وخمسين بمكة وصلى عليه من الغد ودفن بالمعلاة.
أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن اليماني ثم المكي والد صديق الآتي ويعرف بالأهدل. أحد من يعتقده الناس باليمن وهو من بيت صلاح وعلم، جاور بمكة زماناً، ومات في سادس عشر ذي الحجة سنة تسع عشرة. ذكره الفاسي مطولاً.
أحمد بن يوسف بن عبد الكريم الشهاب بن الجمال ناظر الخاص المعروف بابن كاتب جكم وهو سبط الكمال بن البارزي وأخو الكمال محمد ناظر الجيش. قرأ القرآن وغيره واستقر في نظر الجوالي وقتاً وكذا في نظر الجيش مرة بعد أخيه ومرة بعد ولد أخيه. وحج غير مرة والغالب عليه اليبس والانجماع.
أحمد بن يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر الشهاب بن الجمال الكردي الكوراني الأصل القرافي الشافعي أخو التاج محمد ويعرف بابن الشيخ يوسف العجمي. تسلك بأبيه واشتغل وفضل ونظم المنهاج الأصلي وعمل حين صلى ابن أخيه علي بالناس خطبة بليغة ضمنها سور القرآن سمعتها من على الذي عملها لأجله وأخبرني أنه أنشأ لأجل أخيه عبد الله لكونه ألثغ خطبة خالية من الراء وأنه مات في سنة عشر بالبحرارية؛ ودفن هناك رحمه الله.
أحمد بن يوسف بن علي بن محمد بن عمر بن عثمان بن إسماعيل الشهاب البرلسي المالكي ويعرف كجده بابن الأقيطع. ولد سنة تسع عشرة وثمانمائة بالبرلس ونشأ بها فقرأ على الفقيه علي المنطرح وكان صالحاً ثم على الفقيه علي بن محمد بن علي الحسيني وحفظ ابن الحاجب الفرعي وأكثر مختصر الشيخ خليل وبعض ابن الحاجب الأصلي وألفية ابن مالك بكمالها وكذا الشذور للحنفي عن ناظمه وأخذ الفقه عن محمد الرياحي المغربي تلميذ ابن مرزوق ونزيل البرلس ثم بعد وفاته قدم القاهرة وذلك في أواخر أيام البساطي فأخذ عن الزينين عبادة وطاهر وحج بعد الستين ثم بعد ذلك ودخل دمياط والاسكندرية والمحلة وتصدى في بلده وغيرها كالقاهرة والمحلة للإقراء فانتفع به الطلبة وتخرج به فضلاء مع ملازمته للتكسب بالنسج - بالجيم - على طريقة جميلة وأخذ عني البعض من البخاري وغيره بل حضر عندي في مجالس الإملاء وسمع دروساً في الاصطلاح والتمس مني الإجازة فأجبته وأخبرني أنه جمع كتاباً في الوعظ سماه نزهة النظار في المواعظ والأذكار في مجلدين وأنه شرح مقدمة في العقائد للشيخ عبد العزيز الديريني والجرومية وقواعد القاضي عياض لكنه لم يكمل وعمل منظومة في الفرائض أولها:
الحمد لله العلي ذي الكرم ... حمداً يوافي مالنا من النعم
وشرحها، وكذا تردد للبقاعي وأخذ عنه ونعم الرجل علماً وصلاحاً وتواضعاً وتقشفاً وتقنعاً ممن اجتمع له الحفظ والذكاء.
أحمد بن يوسف بن علي بن محمد الشهاب الطريني. مضى في ابن علي بن يوسف.(1/422)
أحمد بن يوسف بن عمر بن يوسف الشهاب الطوخي ثم القاهري الأزهري المالكي والد يوسف ومحمد وابن أخ عبد الحميد الآتي ولذا يقال له ابن أخي عبد الحميد وربما قيل له ابن عبد الحميد، وكان أبوه يعرف بابن رقية. ولد في سنة سبع عشرة وثمانمائة تقريباً وقدم القاهرة وهو ابن عشر في شوال سنة سبع وعشرين مع عمه فحفظ القرآن والرسالة وعرضها على البساطي والزين عبادة وابن التنسي وشيخنا والعلم البلقيني والعيني وغيرهم ولازم الاشتغال عند الزينين عبادة وطاهر وأبي القسم النويري وغيرهم وتميز في الجملة وجلس بباب الحسام بن حريز ثم اللقاني وحج معه بل ناب عنه في القضاء ولكنه لم يتعاط حكماً فيما قال وقد هش وكبر ولديه غلظة ويبس. مات في سنة ثمان وتسعين رحمه الله.
أحمد بن يوسف بن محمد بن محمد بن تاج الدين بن محمد بن الزين محمد بن رسلان بن فخر العرب أبو العباس الحلوجي - بفتح الحاء المهملة وضم اللام المشددة وقبل ياء النسبة جيم - الأصل المحلي ثم القاهري الشافعي ويعرف كأبيه بالسيرجي. ولد في أواخر سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بعد قتل الأشرف شعبان بنحو عشرة أيام بالمحلة وحفظ بها القرآن والمنهاج وغيرهما وقدم القاهرة فأخذ الفقه وغيره عن الأبناسي والبلقيني والشمس العراقي والبدر الطنبذي وحضر دروس الجلال البلقيني وغيره والنحو عن ابن خلدون والشهاب أحمد بن أبي بكر العبادي الحنفي وعنه وعن الشهاب أحمد بن شاور العاملي الشافعي أخذ الفرائض وأذنا له في إقرائها في آخرين، وكان يذكر أنه سمع على البلقيني والعراقي والصلاح الزفتاوي في سنة أربع وتسعين، وهو ممكن ولكن لم نقف عليه، نعم أجاز له الشهاب بن الهائم وابن خلدون وابن الجزري وغيرهم ممن قرض له منظومته بل أذن له ابن الجزري في إقراء الفرائض والحساب وشهد له بالأهلية، وناب قديماً في سنة أربع وثمانمائة عن الجلال البلقيني فمن بعده وصار من أعيان النواب، ولكنه لكونه هو وصاحبه العز بن عبد السلام لم يتحاميا الركوب مع الرهوي نالتهما بعض المشقة من الجلال كما أشار إليه شيخنا في سنة إحدى وعشرين من تاريخه وكذا لكونه سمع الدعوى على المحب بن الأشقر بباب المناوي أقام مدة معزولاً مع تصديه للإفتاء والتدريس سنين بل وصنف الطراز المذهب في أحكام المذهب وعمل قديماً أرجوزة في ثلثمائة بيت وثلاثة عشر بيتاً عدد الأنبياء والمرسلين مشتملة على الحساب والفرائض والوصايا والجبر والمقابلة والخطأين والتناسب والولاء وغير ذلك مع صغر حجمها سماها المربعة لأنه جعلها أربعة أقسام وقف عليها في سنة سبع وتسعين غير واحد من أئمة الشأن وبالغوا في تقريظها والثناء على ناظمها منهم ابن الهائم ووصفه بالعلامة وأثنى عليها واستظهر بها لإمامة ناظمها وكتب الناظم عليها شرحاً في مجلد تلقى ذلك عنه مع غيره من كتب الفن وغيره غير واحد من الفضلاء، وكنت ممن سمع من فوائده ونظمه كما أثبت شيئاً منه في معجمي وعرضت بعض محفوظاتي عليه، وحج وخطب بالصالحية وتصدر بجامع الأزهر بوقف فيروز الناصري، وكذا درس بالطوغانية برأس حارة برجوان وبالحجازية برأس المنجبية من الشارع كلها من واقفيها بل هو الذي كتب وقف أولها، وكان رجلاً طوالاً مفوهاً بارعاً في الشروط حسن الخط مستحضراً لكثير من الفقه متقدماً في الفرائض متأخراً في الفهم؛ قال البقاعي مبالغاً في أذيته جرياً على عادته بعد قوله إن أباه كان يلقب شغيلة - بمعجمتين الأولى مضمومة والثانية مشددة - مما ليس في ذكره فائدة تتعلق بالمترجم وهو من أعيان نواب الشافعية بالقاهرة أو عينهم علماً وقدم هجرة واشتغال غير أن قلمه في التصنيف أحسن من لسانه ويخطئ كثيراً في البحث ويتنقل ذهنه من مسألة إلى أخرى ويجازف في النقل لا يتوقف أن ينسب لمذهب الشافعي مهما خطر في ذهنه بل وإلى نص الشافعي؛ ثم حكى أشياء من مجازفاته قال وهو متكلم فيه من جهة القضاء وغيره فالله تعالى يوفقنا وإياه لما يرضيه أو يعجل له قضاء الموت ليستريح الناس منه. مات في ليلة الجمعة ثالث عشر المحرم سنة اثنتين وستين وصلى عليه في جامع الأزهر بعد عصر الجمعة حيث لم يسعد ولده بإخراجه وقت الجمعة تقدم الناس البلقيني ودفن بتربة أنشأها بالصحراء رحمه الله وإيانا.(1/423)
أحمد بن يوسف بن محمد بن معالي بن محمد الشهاب أبو محمد الدمشقي ثم القاهري الشافعي والد محمد الآتي ويعرف بالزعيفريني. ولد في يوم الأربعاء عشر ذي الحجة سنة سبع وستين وسبعمائة بدمشق وكتب الخط المنسوب وكانت له فضيلة في نظم الشعر وغيره وجمع ديوان نظمه وكان يزعم أنه يعلم علم الحرف ويستخرج من القرآن ما يعلم به علم المغيبات وخدع بذلك طائفة من الأمراء في الأيام الناصرية وغيرهم من الأكابر وتحرك له حظ راج به مديدة يسيرة وأثرى ثم ركدت ريحه وامتحن في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وقطع الناصر لسانه وعقدتين من أصابع يمناه لكن رفق المتولي لذلك به في قطع لسانه بحيث لم يكن بمانع له من الكلام غير أنه لم يبد ذلك إلا بعد الناصر بل وصار يكتب باليسرى مع أنه لم يرج له أمر بعد بل انقطع حتى مات في يوم الأربعاء ثاني ربيع الأول سنة ثلاثين وكان السبب في امتحانه أنه نظم لجمال الدين الاستادار ملحمة أوهمه أنها قدمية وفيها أنه تملك مصر هو وولده من بعده؛ ومن نظمه وكتبه بيده اليسرى بعد تعطيل اليمنى وأرسل به للصدر علي بن الأدمي:
لقد عشت دهراً في الكتابة مفرداً ... أصور منها أحرفاً تشبه الدرا
وقد عاد خطي اليوم أضعف ما ترى ... وهذا الذي قد يسر الله لليسرى
فأجابه الصدر بقوله:
لئن فقدت يمناك حسن كتابة ... فلا تحتمل هماً ولا تعتقد عسرا
وأبشر ببشر دائم ومسرة ... ففد يسر الله العظيم لك اليسرى
ومما كتبه عنه شيخنا الزين رضوان العقبي ما أنشده إياه من نظمه في مستهل صفر سنة اثنتي عشرة وثمانمائة في الشفا:
هذا الشفاء من السقام حقيقة ... لا ما روى بقراط أو جاليس
سر إذا ما الراح سرت أنفسا ... دارت على الأرواح منه كؤس
شرف به خص النبي محمد ... دون الورى فمديحه تقديس
جدعت أنوف المشركين ونكست ... بصفاته للملحدين رؤس
وعلا به من قبل آدم رتبة ... حسداً عليها قد هوى إبليس
أهدى عياض للنفوس بنعته ... أنساً تميل براحه وتميس
من كل معنى قد حكى نفس الصبا ... يحويه لفظ كالمدام نفيس
طلعت بليل النفس أقمار له ... وبدت بصبح الطرس منه شموس
لو شاهدت بلقيس وصف كتابه ... نزلت له عن عرشها بلقيس
وقوله مكتفياً مضمناً مورياً:
إني تجنبت المديح لأنه مثل الهوى ... خلت الديار فلا كريم يرتجى منه النوى
وأشار إلى قول إبراهيم الأديب العزي:
خلت الديار فلا كريم يرتجى ... منه النوال ولا مليح يعشق
وهو ممن قرض سيرة المؤيد لابن ناهض.
أحمد بن يوسف بن محمد البانياسي؛ سيأتي فيمن لم يسم جده.
أحمد بن يوسف بن منصور بن فضل بن علي بن أحمد بن حسن الفزاري البسكري المغربي والد ناصر بن مرني الآتي. كان من أمراء العرب صاحب ثروة ومعرفة فغضب السلطان منه فأوقع به ونكبه وأهل بيته في غيبة ولده بالقاهرة وذلك بعد سنة ثلاث وكان ذلك باعثاً لولده على الاستقرار بها حتى مات. أفاده شيخنا في ترجمة ابنه من معجمه وأنبائه وأفرده المقريزي في عقوده.
أحمد بن يوسف الشهاب الحوراني الدمشقي العدل الرضي الفقيه. مات في يوم السبت عاشر جمادى الأولى سنة ست وأربعين بدمشق ودفن بمقبرة باب الفراديس وكانت جنازته حافلة.
أحمد بن يوسف الشهاب الخطيب ويلقب درابة - بضم المهملة وتشديد الراء وبعد الألف موحدة - اشتغل قليلاً وجلس مع الشهود دهراً طويلاً وعمل توقيع الحكم ثم توقيع الدرج ثم الدست؛ وكان سليم الباطن قليل الشر مع غفلة. مات في رجب سنة خمس وأربعين وقد قارب التسعين. ذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد بن يوسف الأديب شهاب الدين الرعيني. مات في سنة ثلاثين. قاله ابن عزم.
أحمد بن يوسف البانياسي ثم الدمشقي المقرئ قرأ بالروايات وسمع الحديث من سنة سبعين من بعض أصحاب الفخر وغيرهم. مات في شعبان سنة ثلاث عن سبعين سنة. ذكره شيخنا في أنبائه؛ وسمى بعضهم جده محمداً.
أحمد بن يوسف البساطي القاهري المالكي. أظنه رفيق المقسمي وصاحب خالي ولذا شهدا في أسٍجال عدالته.(1/424)
أحمد بن يوسف الكوراني. مضى فيمن جده إسماعيل بن عثمان وأنه مضى غلطاً في أحمد بن إسماعيل بن عثمان بدون يوسف.
أحمد بن يوسف المرداوي الدمشقي الحنبلي ويعرف بابن يوسف. ناب في قضاء بلده بل وفي الشام أيضاً؛ وكان فقيهاً نحوياً حافظاً لفروع مذهبه مفتياً لكن مع تساهله ونسبته إلى قبائح. وهو ممن أخذ عنه العلاء المرداوي قال بعضهم لا يعاب بأكثر من ميله لابن تيمية في اختياراته. توفي في صفر سنة خمسين وقد جاز السبعين وليس بابن ليوسف بن محمد بن عمر المرداوي الآتي.
أحمد بن يونس بن سعيد بن عيسى بن عبد الرحمن بن يعلى بن مدافع بن خطاب بن علي الشهاب الحميري القسنطيني المغربي المالكي نزيل الحرمين ويعرف بابن يونس. ولد في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بقسنطينة، ونشأ بها فحفظ القرآن والرسالة، وتفقه بمحمد بن محمد بن عيسى الزلدوي وأبي القسم البرزلي وابن غلام الله القسنطيني وقاسم بن عبد الله الهزبري، وعن الأول أخذ الحديث والعربية والأصلين والبيان والمنطق والطب وغيرها من العلوم العقلية والنقلية وبه انتفع وغير ذلك، وسمع الموطأ على ثانيهم رواه له عن أبي عبد الله بن مرزوق الكبير عن الزبير بن علي المهلبي وأخذ شرح البردة وغيرها عن مؤلفها أبي عبد الله حفيد ابن مرزوق حين قدومه عليهم وتلا بالسبع على بلديه يحيى وارتحل للحج في سنة سبع وثلاثين فأخذ عن البساطي شيئاً من العقليات وغيرها وعن شيخنا والعز عبد السلام القدسي والعيني وابن الديري وآخرين؛ ورجع إلى بلده فأقام على طريقته في الاشتغال إلى أن حج أيضاً بعد الأربعين وجاور بمكة حينئذ وسمع على الأخوين الجلال والجمال ابني المرشدي في العلم والحديث وعلى الزين بن عياش وأبي الفتح المراغي وطائفة وتكرر بعد ذلك ارتحاله من بلده للحج مع المجاورة في بعضها إلى أن قطن مكة في سنة أربع وستين وتزوج بها وتصدى فيها لإقراء العربية والحساب والمنطق وغيرها فأخذ عنه غير واحد من أهلها والقادمين عليها؛ وكذا جاور بالمدينة غير مرة ثم قطنها وأقرأ بها أيضاً وقدم في غضون ذلك القاهرة أيضاً فأقام بها يسيراً وسافر منها إلى القدس والشام وكف بصره وجزع لذلك وأظهر عدم احتماله وقدح له فما أفاد ثم أحسن الله إليه بعود ضوء إحداهما؛ وقد لقيته بمكة ثم بالقاهرة واغتبط بي والتمس مني إسماعه القول البديع فما وافقته فقرأه أو غالبه عند أحد طلبته النور الفاكهاني بعد أن استجازني هو به وسمع مني بعض الدروس الحديثية وسمعت أنا كثيراً من فوائده ونظمه وأوقفني على رسالة عملها في ترجيح ذكر السيادة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وغيرها عبد أن استمد مني فيها وكذا رأيت له اجوبة عن أسئلة وردت من صنعاء سماها رد المغالطات الصنعانية وقصيدة امتدح بها النبي صلى الله عليه وسلم أولها:
يا أعظم الخلق عند الله منزلة ... ومن عليه الثنا في سائر الكتب
وكان إماماً في العربية والحساب والمنطق مشاركاً في الفقه والأصلين والمعاني واليبان والهيئة مع إلمام بشيء من علوم الأوائل عظيم الرغبة في العلم والإقبال على أهله قائماً بالتكسب خبيراً بالمعاملة ممتهناً لنفسه بمخالطة الباعة والسوقة من أجلها ولم يزل مقيماً بالمدينة النبوية حتى مات في شوال سنة ثمان وسبعين ودفن بالبقيع رحمه الله.
أحمد بن يونس الفاضل شهاب الدين الغزي ثم الحلبي الشافعي والد إبراهيم الضعيف الماضي، أرخ البرهان الحلبي وفاته في سنة ثلاث ووصفه بالفضل.
أحمد بن يونس الشهاب الصفدي قاضيها الشافعي صهر الشمس بن حامد ولي قضاءها غير مرة صرف في بعضها بالعيزري ثم أعيد في ذي الحجة سنة تسعين.
أحمد ين يونس التلواني الأصل الحسيني سكناً سبط السيد النسابة، سمع عليه وعلى غيره وتكسب بالشهادة.
أحمد بن شمس الأئمة السرائي الواعظ. لقيه ابن عربشاه في خوارزم فأخذ عنه وقال أنه كان يقال له ملك الكلام الفارسي والتركي والعربي.
أحمد بن السيد صفي الدين الأيجي؛ مضى في ابن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله.
أحمد نور الدين ويدعى حاجي نور بن عز الدين بن نور الدين اللاري البيد شهيوري ويعرف بخدمة السيد قاضي الحنابلة بالحرمين وهو بنور أشهر. ممن سمع مني بالحرمين أشياء ولا بأس به.(1/425)
أحمد الشهاب أبو العباس بن الضياء الحنبلي. في ابن أحمد بن الضياء موسى بن إبراهيم بن طرخان.
أحمد الشهاب بن الأذرعي المالكي قاضي طرابلس ومحدثها. قتل في مقتلة افتات بها نائبها في سنة اثنتين.
أحمد الشهاب بن أصيل. مضى في ابن محمد بن عثمان.
أحمد الشهاب بن البابا. تميز في القراءات وتلا عليه لأبي عمرو والحسام بن حريز.
أحمد الشهاب بن البشازي - بكسر الموحدة ثم شين معجمة خفيفة بعدها زاي معجمة - من علماء دنجية أو دمياط قرأ عليه عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله الدنجيهي.
أحمد الشهاب الكيلاني الأصل المكي الشهير بابن خواجا. مات بمكة في ليلة الأحد سلخ ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه من الغد وأوصى للقاضي وغيره، وهو أخو أبي القسم بن محب الدين لأمه واسم أبيه أبو بكر بن علي.
أحمد الشهاب بن الديوان استادار حلب ثم وكيل السلطان بعد ابن الصوة. سلخ في تاسع جمادى الثانية سنة أربع وتسعين بالقاهرة وقد جاز السبعين واسم أيبه أبو بكر.
أحمد الشهاب بن الشريفة القدسي ثم المكي وهو ابن محمد بن محمد بن المولى ممن كان يتكسب بالكتب وغيرها وله إحساس في النظم ونحوه امتدح شيخنا وغيره ومات بمكة في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين.
أحمد الشهاب الدمشقي ويعرف بابن الصاحب كان أولاديران لبعض الأمراء ثم عمل نقيباً لابن عمته القطب الخيضري ثم ناب في القضاء عن ابن الفرفور فلما توفي القطب طلب لمصر فتوجه وانزعج عن مكالمة الملك وتعلل حتى مات في ثالث شعبان سنة أربع وتسعين ودفن بالقرافة.
أحمد الأمير الشهاب بن الطبلاوي الوالي. مضى في ابن محمد.
أحمد الشهاب بن الطولوني. في ابن محمد بن علي بن عبد الله وفي ولده أحمد بن أحمد.
أحمد الشهاب بن الفيومية جابي وقف الزمام بمكة؛ وهو ابن محمد بن علي ممن يحفظ القرآن ومات في المحرم سنة تسع وخمسين.
أحمد الشهاب بن المراحل. في ابن محمد بن أحمد.
أحمد الشهاب بن مونن السخاوي المالكي. برع في العربية والفقه وأصوله وغيرها وتصدى للإقراء بأبوتيج وكان مقيماً بها وبالقاهرة وممن قرأ عليه من المالكية السراج بن حريز وفي العربية الشمس الجوجري وسمعت أنه كان يحضر عند شيخنا في الإملاء بالكاملية بل كان يحضر دروس أبي القسم النويري إلى آخر وقت ويزعم أنه أخذ عن بهرام وأنه عمر بحيث جاز التسعين أو قاربها ومات في سنة اثنتين وستين.
أحمد الشهاب الدمشقي المالكي بن النحاس. أحد الفساق ممن استنابه المالكي عجزاً وغلبة ببدل ثلثمائة دينار لمن ألزمه بذلك ثم عزله ومات بعد مصروفاً فجأة سقط عن فرسه بباب جيرون فمات في ساعته سنة ثلاث وتسعين.
أحمد الشهاب أبو البقاء الزبيري؛ في ابن حسين بن علي.
أحمد الشهاب أبو العباس اللجائي المغربي الفاسي المالكي، مضى في ابن محمد بن عيسى بن علي.
أحمد الشهاب أبو العباس المغراوي المغربي. ممن قرأ عليه الشهاب الحجازي وغيره في النحو وغيره. ومضى في ابن محمد.
أحمد علم الدين أبو العباس الحصني الشافعي، كتب عنه يوسف بن تغري بردي نظماً له في حريق بولاق الكائن في سنة اثنتين وستين وكذا في نيل مصر قوله:
عجبت من نيل مصر ... لما وافى بالزياده
وجاءنا بوفاءال ... حسني لنا وزياده
سبحان من من فضلاً ... وعلى الورى وأعاده
في كل عام وأجرى ... بالجبر في الكسر أعاده
أحمد الشهاب الأبشيهي المقرئ بنواحي جامع الطباخ وخال شمس الدين بن طرطور المقرئ لكونه أخا أمه من الرضاع ولذا جود عليه المدوري للسوسي في ختمتين حسبما أخبرني به ولم يدر على من قرأ.
أحمد الشهاب الأزهري الغزولي بالسرب. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين.
أحمد الشهاب الأقباعي الدمشقي الصوفي القادري الشافعي. ولد في حدود سنة ثمانين وسبعمائة وأخذ عن مشايخ دمشق قبل الفتنة وسمع منهم وكذا أخذ عن الشيخ أبي بكر الموصلي ولزم النظر في الإحياء ومنهاج العابدين والدرة الفاخرة وغيرها من تصانيف الغزالي مع العبادة والتخلق بالأخلاق الشريفة حتى صارت له جلالة ووجاهة ولأهل الشام فيه ميزد اعتقاد وله فيها زاوية بها أصحاب ومريدون وكان أولاً يخيط الأقباع ثم ترك. مات بدمشق في يوم الثلاثاء تاسع عشر شعبان سنة ثلاث وخمسين رحمه الله.(1/426)
أحمد الشهاب الباريني المحلي الشافعي. ممن تفقه عليه بالمحلة المحب بن الإمام. مضى.
أحمد الشهاب البامي، مضى في ابن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.
أحمد الشهاب البجائي الحميري. في ابن علي بن موسى.
أحمد الشهاب البوتيجي. ممن سمع بمكة على التقي بن فهد وهو ابن محمد بن عبد الرزاق بن محمد، مضى.
أحمد الشهاب الحجازي نزيل القاهرة القديمة وقيل إنه يلقب كلوت كان في أول أمره بحانقياً بسوق أمير الجيوش ثم تحول وتنزل في صوفية البيبرسية وغيرها وأخذ بيتاً بالظاهرية المشار إليها كان بيد الجمالي بن السابق ثم خلوة الكماخي بها وسكنها وتكلم في خزانة كتبها وفي غيرها من جهاته لكونه في ذلك كله من جهة ناظرها بل كان المتكلم فيها؛ وكنت أرى منه عقلاً وسكوناً. مات في أثناء سنة ثلاث وتسعين عن بضع وستين ظناً.
أحمد الشهاب الحجيراني اللؤلؤي كان أبوه خطيب قرية حجيرا فنشأ هذا في طلب العلم وقرأ على ابن الحباب ثم صحب الشيخ الموصلي وحصل كتباً كثيراً وكان يرتزق من ثقب اللؤلؤ. مات بقريته في المحرم سنة سبع وعشرين عن نحو الستين. قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد الشهاب الحلبي الحنبلي ويعرف بخازوق ولي قضاء الحنابلة بحلب مراراً وصرف في سنة خمس وثلاثين بابن الرسام فدخل القاهرة ساعياً في العود فلم يتهيأ إلا بعد مدة ورجع فمرض بدمشق ودخل حلب في محفة لعجزه بالمرض فاستمر قليلاً ثم مات في سنة ثمان وثلاثين. ذكره شيخنا أيضاً.
أحمد الشهاب الحلبي ثم الدمشقي رئيس المؤذنين بجامعها، مات بها فجأة في خامس جمادى الأولى سنة تسع وخمسين؛ وكانت له يد طولى في علم الهيئة ولم يخلف بدمش فيه مثله واستقر بعده في الرياسة شمس الدين الحمصي.
أحمد الشهاب الحمصي ثم الدمشقي المقيم فيها بزاوية أحمد الأقباعي الماضي قريباً. كان بارعاً في الفرائض أخذها عنه التاج بن عرب شاه.
أحمد الشهاب الحميري. في البجائي وأنه ابن علي بن موسى.
أحمد الشهاب الحنفي قاضي طرابلس. قتل في مقتلة افتات فيها نائبها سنة اثنتين.
أحمد الشهاب الدميري كان فاضلاً يستحضر كثيراً من المسائل الفقهية وناب في الحكم ببعض النواحي وبالقاهرة ومرض مدة طويلة بوجع الظهر ثم بالإسهال. مات في حادي عشري صفر سنة ثلاث وأربعين وأظنه جاز الستين. قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد الشهاب الساعي الحلبي. ممن قرأ عليه العفيف عبد الله بن محمد بن أحمد بن أحمد. الشريف الإسحاقي القرآن.
أحمد الشهاب السخاوي. مضى قريباً فيمن يعرف بابن مونن.
أحمد الشهاب السنهوري التاجر بالشرب المتزوج بابنة أخي فتح الدين المؤذن بجامع صلم. مات في جمادى الثانية سنة ثلاث وتسعين ويحرر مع أحمد الشهاب الأزهري الغزولي الماضي قريباً.
أحمد الشهاب الشارعي. مضى في ابن محمد.
أحمد الشهاب الصوة. هو ابن علي بن إبراهيم الحلبي ابن أخي المقتول. وهو الملقب بالصوة له نظم سيأتي منه في عبيد الله بن عبد الله بل كتب عنه منه بمكة بعد التسعين العز بن فهد.
أحمد الشهاب الطوخي الحنبلي. في ابن عبد الله.
أحمد الشهاب الطولوني كبير المهندسين في ابن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن علي.
أحمد الشهاب العدوي، في ابن محمود بن عبد السلام بن محمود.
أحمد الشهاب العبادي. أحد صوفية الأشرفية. مات في أواخر المحرم سنة إحدى وتسعين وخلف تركة تبلغ ألف دينار فأكثر مع تقتيره.
أحمد الشهاب الغزاوي وكيل الخواجا الناصري. مات في آخر يوم الخميس رابع عشر شعبان سنة ثلاث وتسعين وصلى عليه بعد صبح يوم الجمعة ثم دفن بالمعلاة وهو ابن عبد الوهاب بن تقي الدين أبي بكر وخلف أخاً تاجراً اسمه شعبان كان الميت يقول أن ما معه من المال له فلم يلتفتوا لذلك ولا لكونه عصبته وجاء مباشر نائب جدة شاهين الجمالي وداوداره فختموا على بيته بحضرة أخيه ثم أخذوا الأخ وجارية للميت وذهبوا بهما إلى جدة ويقال إن المغري لهم عمر النيربي لكون بينه وبين أخ الميت وحشة وزعم أنا ما مع المتوفى إنما هو للناصري فالله أعلم.
أحمد الشهاب الغزاوي وكيل الخواجا الناصري الفيومي ثم القاهري نزيل بيت شيخنا بباب البحر ويعرف بابن الخطيب كان يباشر عند الدوادار وغيره وفيه حشمة وإنسانية وفتوة وربما نظم ويخطب أحياناً بجامع المقسي مع مزيد سمنه والقدح فيه، مات سنة أربع وتسعين أو التي بعدها.(1/427)
أحمد بن الفيومي.
أحمد الشهاب القروي المغربي المالكي رجل صالح متصوف سلك طريق الشاذلية مع ترك مخالطته للملوك والأمراء ويجيء بركب من الغرب للحج كل سنة فيبجل ويرعى لاعتقاد خيره ولما كان في آخر سنيه ورد بيت المقدس للزيارة وسافر مع الركب الشامي فمات بعد الزيارة وهو متوجه لمكة فجأة بالجديدة في آخر سنة تسع وستين وقد اجتمعت به في الميدان ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
أحمد الشهاب القزاز، لقيه المحب بن الإمام المحلي بمكة فتلا عليه لابن كثير ونافع وكان مقرئاً.
أحمد الشهاب القمني المالكي في ابن محمد بن علي بن عبد الهادي.
أحمد الشهاب القوصي ثم القاهري، كان ممن يعتني بالتجارة ويسافر إلى الحجاز لذلك في البحر وغيره ثم صحب التقوى البلقيني وولده ولي الدين ثم الزيني بن مزهر واقتصر عليه وحج معه في الرجبية مع ملازمته التلاوة ومباشرة تصوف الصلاحية سعيد السعداء وهو في آخر عمره أحسن حالاً. مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين رحمه الله.
أحمد الشهاب الكاسي الكركي، باشر كتابة سرها ثم التوقيع ببلد الخليل واستوطنه وكان قدم القدس في حصار فرج لشيخ ونوروز بالكرك رفيقاً لوالد الشمس بن الغرابيلي وعباس الثلاثة في زي واحد متجندين ذوي فضل وضخامة. مات هذا سنة خمس وعشرين وكان شاعراً جيداً له نظم كثير فمنه في حلاوي:
وجه الحلاوي حلا ... أعيذه بالمرسل
بلا نبات عارض ... وريقه من عسل
عاشقه مكفن قتيل ... تلك المقل
وسهمه مسير ... من طرفي المكحل
ومدمعي سكب غداً ... كشبه غيث همل
قلبي عليه ناطف ... يا ليته لو من لي
أحمد الشهاب الكاشف. عامي تنقل في الخدم حتى ولي كشف التراب بالغرية وأثرى جداً بحيث سعى في الاستادارية ولزم من ذلك أن دبر الاستادار عليه حتى أخرجه السلطان منفياً إلى دمشق فلم يلبث أن مات بها في رمضان سنة اثنتين وخمسين.
أحمد الشهاب المارديني ثم الدمشقي الحنبلي، كان حسن الشكالة والخط يتكسب بالشهادة كتب عنه البدري في مجموعة قوله:
عزمت على حبي بسورة يونس ... وكان نفوراً كالظبا فتأنسا
ومال إلى نحوي وحق براءة ... لقد نلت وصلاً من عزيمة يونسا
مات تقريباً بعد سنة أربع وستين.
أحمد الشهاب المنيجي والد أبي القسم، مضى في ابن محمد.
أحمد الشهاب المدني ويعرف بالنشار. كان يتردد إلى القاهرة بل يكثر بها الإقامة؛ قتل في رجوعه مع نائب جدة بالينبوع سنة ثمان وسبعين غير مأسوف عليه.
أحمد الشهاب المعلقي المالكي الإمام العلامة المسند المعمر. مات سنة تسع وعشرين عن نحو السبعين أو التسعين ليوافق وصفه بالتعمير.
أحمد الشهاب لمغربي الصنهاجي المالكي. كان إماماً فاضلاً مفنناً درس بالأزهر وغيره وانتفع به الفضلاء مات في يوم الأحد تاسع ربيع الأول سنة خمس وخمسين رحمه الله.
أحمد الشهاب المغربي المالكي قاضيهم بطرابلس. أخذ عنه القاضي عبد القادر بمكة ويحتمل أن يكون الذي قبله ولكن تحرر كونه ولي قضاء طرابلس، نعم في شيوخ القاضي أيضاً عبد الله بن عبد الرحمن بن مسعود الآتي وهو ولي قضاء طرابلس جزماً.
أحمد الشهاب المنبجي الدمشقي. مات في ليلة الأحد حادي عشر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين.
أحمد الشهاب النشرتي المقرئي الحيسوب. تلا عليه المحب بن الإمام لأبي عمرو بالمحلة.
أحمد الشهاب النفياي بكسر النون وسكون الفاء بعدها تحتانية مثناة نسبة إلى بليدة بالوجه البحري ويعرف بالزلباني. قال شيخنا في أنبائه أنه كان من مشاهير الطلبة عند قدماء المشايخ ثم نزل في فقاهة المؤيدية وتكسب بالشهادة مدة حتى مات في سنة ثلاث وأربعين.
أحمد الشهاب النفادي. ممن قرأ عليه القرآن الصدر أحمد الزفتاوي.
أحمد الشهاب الهيثمي. تلا عليه الحسام بن حريز لأبي عمرو.
أحمد الشهاب المعروف باليمني أحد قراء الجوق بالقاهرة تلمذ لابن الطباخ وقرأ معه وحاكاه، وكان للناس في سماعه رغبة زائدة، مات في صفر سنة خمس وعشرين ولم يخلف بعده من يقرأ على طريقته؛ قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد بهاء الدين الحواري الدمشقي. مضى في ابن أبي بكر.(1/428)
أحمد الفخر الشيفسكي الشيرازي. قال الطاوسي قرأت عليه بشيراز مقدمات العلوم كالكافية في النحو والصرف للزنجاني وشرحهما للسيد ركن الدين والتفتازاني وغيرهما وأجاز لي في شهور سنة ثمانمائة والظاهر أنه تأخر عنها ولذا كتبته.
أحمد أبو طاقية عمر نحو التسعين. ومات سنة تسع وعشرين ودفن عند الشيخ عبد الله المنوفي؛ وكانت إقامته بالظاهرية القديمة لكونه متزوجاً بأم أحمد النحريري الضرير نزيلها؛ وقد صحبه جماعة كالسراج الوروري والعز السنباطي وقال لي إنه إخبره أنه صحب الشيخ يوسف العجمي أشهراً وأخذ عنه الميقات الشرف بن الخشاب.
أحمد أبو الطرار بن عروس. مات سنة بضع وستين.
أحمد أبو العباس القبيباتي الحنفي ويعرف بابن فريفير؛ ممن قرأ البخاري على مصطفى بن بقطمر الحنفي بعد العشرين وثمانمائة.
أحمد أبو العباس بن العجل قاضي فاس. مات سنة سبع وخمسين. أرخه ابن عزم وقال مرة أخرى سنة اثنتين وخمسين وأحدهما غلط بل رأيت من ينكر كونه قاضياً وأنه كان مدرساً بمدرسة الصهريج بفاس بالقرب من جامع الأندلس عالماً بعلوم من فقه وعربية وغير ذلك.
أحمد ابن أخت جمال الدين الاستادار وأخو حمزة الآتي. كان ممن صودر في محنته مع أقربائه وآله وخنق في ربيع الآخر سنة أربع عشرة.
أحمد بن الأكرم، هو أحمد المشرقي يأتي.
أحمد المعروف بابن رياض الأحمدي. أخذ عن أبي شامة صاحب الشيخ إسماعيل الأنبابي وكان صالحاً معتقداً مات في يوم السبت خامس عشري رجب سنة ست وخمسين.
أحمد بن الست التونسي. وصفه ابن عزم. مات تقريباً سنة ستين.
أحمد بن السروجي الجابي بوقف المؤيدية. مات في ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين وقد افتقر جداً وعجز بعد أن كان شديد الباس قوي الرأس وأظنه جاز الستين.
أحمد بن الشهيد. قال شيخنا في أنبائه كان أولاً يتعانى صناعة الفرى ثم اشتغل قليلاً وباشر في ديوان السلطان ثم ولي الوزارة ووقعت فتنة اللنك وهو وزير فاستصحبه معه إلى بلاده ثم خلص منم بعد يسير وورد دمشق فباشر نظر الجيش وغيره في شعبان. ومات سنة ثلاث.
أحمد بن الصلف أحد فراشي البيمارستان المنصوري. مات بمكة سنة خمس وثمانين.
أحمد بن العجيل. مضى في المكنيين بأبي العباس.
أحمد بن عروس، مضى في المكنيين بأبي الطرار.
أحمد بن فريفر، في المكنيين بأبي العباس.
أحمد بن الكردي؛ في ابن إبراهيم.
أحمد بن المومني ممن يذكر بين العوام بالجذب ويعتقد لذلك مات في يوم الخميس ثاني عشر ربيع الأول سنة سبعين ودفن قريباً من تربة الشيخ خلد الحجاجي قبلي جامع قوصون، أرخه المنير.
أحمد أخو الزين الاستادار لأنه قتل بالمحلة في رمضان سنة أربع وخمسين وكان عبلاً أخضر اللون ربعة مسرفاً على نفسه.
أحمد الأقطع. يأتي في أحمد الدوادار قريباً.
أحمد حلولو الأزليتني ثم القروي المغربي المالكي نزيل تونس ممن أخذ عنه أحمد بن حاتم المغربي وذكر لي أنه شرح مختصر الشيخ خليل وجمع الجوامع والتنقيح للقرافي والإشارات للباجي وعقيدة الرسالة وأنه في سنة خمس وتسعين في قيد الحياة ولا يقصر سنة عن الثمانين، وقد ولي قضاء طرابلس سنين ثم عزل عنها ورجع إلى تونس فأنعم عليه بمشيخة مدارس أعظمها المنسوبة للقائد تنبك عوضاً عن إبراهيم الأخدري وهو أحد الأئمة الحافظين لفروع المذهب وغيره في التحقيق أمكن وعربيته قليلة.
أحمد خازوق في الملقبين بشهاب الدين الحلبي.
أحمد ذويبة، يأتي في أحمد الصامت قريباً.
أحمد المعروف بشكر الروحي، قدم من الروم قبل الفتنة فسمع بحلب وحماة وحمص ودمشق وبيت المقدس وصار واعظ بلاده ثم وعظ ببيت المقدس وبالشام بالتركي والعربي والعجمي وأحبه الناس واعتقدوه وقطن بيت المقدس وكانت طريقته حسنة مريضة ممتعاً بإحدى عينيه، مات في يوم الأحد عاشر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين ببيت المقدس ودفن بمقبرة باب الرحمة وبنوا على قبره قبة كبيرة وليس بتلك المقبرة سواها وقبة العلاء الأردبيلي رحمهما الله، ومن فوائده في لغات الأصبع:
تثليث با اصبع مع شكل همزته ... بغير قيل مع الأصبوع قد كملا
أحمد كلوت، في الملقبين بالشهاب الحجازي.(1/429)
أحمد كمونة الصعيدي، ممن خدم عند الأشرف قايتباي حين إمرته فلما تسلطن استقر به مهتار الشربخاناه؛ وكان إلى الخير أقرب مات فيما قيل سنة أربع وتسعين وخلفه في وظيفته.
أحمد النشار. في الملقبين بالشهاب المدني.
أحمد الآثاري مات بمكة في سنة إحدى وأربعين.
أحمد الأذرعي؛ في ابن إبراهيم.
أحمد الأريحي إمام مقام الحنفية بمكة نيابة قرأ عليه الديروطي القراءات وهو ابن سعد بن مسلم، مضى.
أحمد البامي، في ابن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.
أحمد البرنقي، في ابن محمد.
أحمد البسيلي التونسي، مات سنة ثمان وأربعين.
أحمد الترابي شيخ صالح معتقد عند كثيرين. مات فجأة في يوم الجمعة حادي عشري ذي الحجة سنة خمس وخمسين ودفن من الغد بزاويته تجاه تربة الأسنوي خارج باب النصر رحمه الله.
أحمد الترمذي الواعظ، ممن لقبه الشهاب بن عرب شاه وأخذ عنه.
أحمد الحجافي. مات بمكة في شعبان سنة ثمان وستين.
أحمد الجمالي موقت سوسة.
أحمد حطيبة أحد المجاذيب؛ يأتي في حطيبة.
أحمد الحموي المقرئ، نزيل حلب رجل صالح دين ورع أقام بحلب سنين يقرئ الناس القرآن ويكثر التلاوة والعبادة غير ملتفت إلى الدنيا أصلاً وفارقها قبل الوقعة فسكن القدس مدة ثم انتقل إلى طرابلس وتزوج حينئذ بها ومات فيها وجاء الخبر بذلك إلى حلب في شوال سنة سبع عشرة فصلى عليه بجامعها صلاة الغائب، ذكره ابن خطيب الناصرية وهو ممن قرأ عليه القرآن.
أحمد الخالدي أحد القراء بصفد وكانت عنده عبادة وخير وله شهرة، مات بها في ذي القعدة سنة عشرة، ذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد الخشاب المجذوب؛ مضى في ابن محمد بن صالح.
أحمد الخواص هو ابن عبادة بن شعيب.
أحمد الخواص آخر، كان أحد رؤساء قراء الأجواق ويعمل المواليد ويتكسب بذلك مع عمل الخوص وله نظم منه كثير في المدائح النبوية واقترح عليه الشهاب الحجازي النظم في طريق ابن سكرة حيث قال مما اقتفى شيخنا أثره في قوله " جاء الشتاء وعندي من حوائجه " الأبيات فقال:
ما باله المرء في دنياه أحسن من ... أشياء سبعة لم تنقص عن العدد
صبر وصون وصنوان وصادحة ... وصرة وصفا ود وصرف يد
أحمد الخواص آخر أحد المعتقدين بمكة، مات غريقاً في توجهه لسواكن سنة عشرين، ذكره ابن فهد.
أحمد الدهماني القيرواني المغربي نزيل طرابلس. مات بالقاهرة في سنة ثلاث وتسعين وقد ألممت به في حوادثها.
أحمد الدوادار نائب الاسكندرية ويعرف بالأقطع، مات في يوم الأحد تاسع عشر جمادى الثانية سنة أربع وثلاثين بالقاهرة ووصفه العيني بالأسود وأشار إلى أن والده كان طرقياً يفرش البسطات بالرميلة وغيرها بحيث أن ولده لما خدم الأتراك صار يستنكف منه بل ربما أنكره وقد باشر الدوادارية الصغرى للأشرف وكذا الذردكاشية ثم النيابة وأقام مقدار شهرين وكان لما ابتدأ ضعفه استأذن في التحول إلى فوة ثم إلى القاهرة ولم يلبث بها سوى يومين أو ثلاثة ومات واستقر بعده في الينابة جانبك الناصري.
أحمد الدوري شيخ الفراشين بمكة وخال لمحمد بن يسق.
أحمد الزاهد اثنان ابن أبي بكر بن أحمد وابن محمد بن سليمان.
أحمد الزواوي اثنان أحدهما المقيم بالأزهر وهو ابن صاح بن خلاسة والثاني ابن سليمان بن نصر الله.
أحمد الذروي؛ في ابن محمد بن أحمد بن علي.
أحمد السخاوي جماعة ابن محمد بن زين أو مونن وابن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وابن قاضي المالكية بطيبة شمس الدين محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر.
أحمد السطوحي. في ابن خضر.
أحمد السعودي لحنفي في ابن يوسف بن أحمد.
أحمد السلاوي ثم التونسي المغربي المالكي؛ تقدم في العربية وشارك في غيرها وانتفع به الفضلاء وهو ممن أخذ عنه عمر القلجاني بل قال لي الشهاب بن حاتم المغربي أنه أخذ عنه العربية قال وكان شيخاً مسناً فقيهاً نحوباً ممن لقي ابن عرفة وغلب عليه الاشتهار بالعربية مع تقدمه في غيرها سيما الفقه، مات في سنة ثلاث وسبعين بتونس في الطاعون.
أحمد السلوي المغربي كان فاضلاً صالحاً، مات سنة ثلاث وخمسين.
أحمد السنبلي الجبار، مات بمكة في رجب سنة أربع وخسمين.
أحمد الشامي النجار؛ مات بمكة في رجب.(1/430)
أحمد الشربيني ثم السنباطي الشافعي ويعرف بابن الأديب قدم سنباط فدرس بها وكان يحفظ الحاوي ويوصف بالعلم والشجاعة والكرم وانتفع بالعز بن جماعة وكان العز يقول عن ذهنه أنه لا يقبل الخطأ، وتنزل صوفياً بالجمالية وكان يقرأ على شيخنا همام الدين ووصفه العلاء بن المغلي الناصري بن البارزي فأحضره لإقراء ولده الكمال، مات في الطاعون سنة تسع عشرة أفادني ترجمته العز السنباطي.
أحمد الشربيني ثم القاهري أحد صوفية سعيد السعداء وغيرها؛ نسخ بخطه أشياء وهو الآن في سنة خمس وتسعين. حي.
أحمد الشغري جماعة ابن محمد بن محمد بن عمر وابن.
أحمد الشماع قاضي المحلة، مات سنة بضع وثلاثين.
أحمد السيدي التونسي، مات في آخر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين أرخه ابن عزم.
أحمد الصابوني والد العلاء؛ في ابن محمد بن سليمان.
أحمد صارو ومعناه بالتركية الأشقر، كان من الأتراك المقربين فيرى الفقراء المتصوفة مع مخالطة أمراء الدولة في الأيام الظاهرية برقوق واستوطن دمشق حتى مات في شعبان سنة أربع عشرة وهو في عشر الستين، أثنى عليه المقريزي في عقوده وأنه حسن الاعتقاد كثير الإنكار على المبتدعين محب في السنة وأهلها ونقل عنه في عدم إجابة الدعاء على الظالمين مع العلم بورود إجابة المظلوم مما صدقه فيه أنه لم يبق مظلوم في الحقيقة بل كل يظلم في المعنى الذي هو فيه من له قدرة على ظلمه ولا يتخلف إلا للعجز، وأنه قال له عن الظاهر برقوق يرى ذا عجيباً قال له لا يلتفت لما في البخاري ومسلم إذ أكثر ما فيهما كذب فقال له برقوق يا شيخ إنهما كانا في زمن لو كذب فيه أحد على النبي صلى الله عليه وسلم قتلوه انتهى.
أحمد الصامت المجاور بباب جامع الظاهر ويعرف بذويبة، مات في يوم الأحد سادس عشر ذي القعدة سنة ستين ودفن في زاوية هناك على الطريق وكان معتقداً، ذكره المنير.
أحمد الصيرفي العجمي نزيل مكة، مات سنة إحدى وستين ومضى في ابن عبد الله بن عمر بن أحمد.
أحمد الصعيدي كمونة؛ مضى قريباً.
أحمد الصندلي؛ في ابن محمد بن حسن بن أبي الحسن.
أحمد الصنهاجي المغربي بالملقبين بالشهاب.
أحمد الطوخي جماعة: في ابن محمد بن عبد الرحمن بن رجب وابن محمد بن قاسم وابن أحمد بن فخر الدين عثمان.
أحمد العداس شيخ دمشق صالح مبارك أعجوبة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يهاب في ذلك أحداً وله فيه اتباع ووقائع شهيرة مع عاميته وهو الذي بنى الجامع بدمشق خارج باب النصر منها بمعاونة أهل الخير وكان محله قبل ذلك حانة وقد لقيه بدمشق وترافقت معه في أثناء طريق الزبداني وكذا رأيته بالقاهرة حين قدومه إياها، مات بعد عصر يوم الجمعة ثالث رمضان سنة خمس وستين ودفن من الغد بمقبرة باب الفراديس رحمه الله.
أحمد العقبي جابي الأشرفية برسباي؛ مات في تاسع عشر شوال سنة ست وثمانين، وابن محمد بن يوسف.
أحمد العوكلي المغربي الموقت مات في ربيع الآخر سنة ستين بمكة، أرخه ابن فهد.
أحمد العيني الشامي مات بمكة سنة سبع وخمسين وأظنه الماضي.
أحمد الغمري المراكبي ويعرف بابن خروب كان لا بأس به في أبناء طائفته من جماعة الشيخ محمد الغمري سمع علي يسيراً ومات في ليلة مستهل صفر سنة ست وثمانين.
أحمد الفهمي الموقت بتونس.
أحمد القرشي ما عرفته ولكن رأيت له قصيدة امتدح بها فتح الدين المحرقي أولها:
يا صدر حبك سائر في سائري ... حتى خيالك في منامي زائري
أحمد القروي اثنان مغربيان قائد الركب وحلولو.
أحمد القزويني ثم المكي ويقال له الخواجا مير أحمد بالميم مات بمكة فجأة في ليلة مستهل المحرم سنة ثمان وخمسين، أرخه ابن فهد وسمي في ذيله أباه حسين بن محمد وله دور بمكة وجدة وكان شرس الأخلاق ومتعاظماً ممن دخل مصر وخالط الأتراك.
أحمد القسيطي المرابط ممن أخذ عنه في الفقه مساعد بن حامد ومات في حدود سنة ستين.
أحمد القصير، ممن لقيه الشهاب بن عربشاه وأخذ عنه.
أحمد القليجي: اثنان حنفيان أحدهما ابن محمد بن عمر بن علي والآخر ابن عبد الله بن محمد بن عمر ابن أخي الأول.
أحمد القوصي اثنان اتفقا في الأب والجد أيضاً فما ابنا محمد بن محمد.
أحمد القيسي الفاسي المتلاعب.
أحمد الكلوتاتي اثنان: ابن عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله وابن محمد بن عبد اللطيف.(1/431)
أحمد المتبولي اثنان كل منهما اسم أبيه موسى أقدمهما اسم جده نصير والآخر اسم جده أحمد بن عبد الرحمن.
أحمد المرجرلدي - نسبة لبني مزجرلدة - المغربي المالكي أحد العلماء المدرسين مات سنة خمس وستين أحمد المزوعي المغربي أحوال وكرامات وكان عالماً صالحاً مات في الطاعون بمصر بعد السبعين.
أحمد المشرقي الغزي ويعرف بابن الأكرم. أحد المجاذيب ممن يذكر في بلده بكرامات ولأهلها فيه مزيد اعتقاد ولم يكن يلوي على أهل ولا مال، مات بها في المحرم سنة إحدى وثمانين ونزل نائبها فصلى عليه في مشهد حافل.
أحمد المعلقي، مات سنة بضع وثلاثين.
أحمد المغازي الطبيب تونسي.
أحمد المقدسي الحنبلي. رأيته أجاز لمن عرض عليه في سنة اثنتين وثمانمائة بالقاهرة فينظر من هو.
أحمد المقدسي الشيخ، مات بمكة في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين.
أحمد المكيني ربيب البلقيني؛ في ابن محمد بن بركوت.
أحمد الملوتشي الولي الشهير، مات في سنة بضع وثلاثين.
أحمد النحريري المالكي. في ابن عبد الله.
أحمد النخلي - بضم النون أو فتحها كما هو على الألسنة ثم معجمة ساكنة - التونسي من علمائها المفتين العقلاء ممن انتفع به الفضلاء وولي قضاء بني زرت من أعمال تونس مع جلوسه للشهادة بتونس، مات بالطاعون سنة ثلاث وسبعين ومن شيوخه عمر القلشاني وابن عقاب ويعقوب الزعبي.
أحمد الهيثمي، في ابن حسن بن محمد.
أحمد الوراق نزيل الجامع الواسطي ببولاق وأحد المعتقدين عند العامة ونحوهم، ممن زرته ودعا لي وكان يحج في كل سنة والفتوحات ترد عليه وحكى لي أن بعضهم سأله الدعاء وهو جالس بالروضة النبوية. فقال له يا قليل العقل في هذا المحل وأنت عند سيد الكل! هذا أو نحوه، مات في المحرم سنة سبع وخمسين ودفن بالجامع المذكور رحمه الله تعالى.
أحمد يبروق. لقيه ابن عربشاه بقرم.
أحمد ممن يذكر بالجذب ويعتقد بين العامة، مات في يوم الأحد سلخ ذي الحجة سنة ثمان وستين، ودفن بجوار زاوية حليمة المبرقعة داخل باب الشعرية من القاهرة وكان لا يزال في عنقه طبل، أرخه المنير
ذكر من اسمه إدريس إلى انتهاء حرف الألف
إدريس بن حسن بن عجلان الحسني المكي مات في شوال سنة سبع وثلاثين أرخه ابن فهد.
إدريس بن علي بن إبراهيم بن محمد بن حسن بن إبراهيم بن علي بن حمديس بن الحوات العقيلي فيما قيل اليماني الزيلعي الحديدي - نسبة إلى الحديدة من اليمن بمهملات أولاها مضمومة والثانية مفتوحة ثم مثناة تحتانية مشددة - الشافعي، ولديها في سنة تسع وتسعين وسبعمائة أو التي بعدها. شيخ صالح معتقد له جلالة وشهرة بناحيته روى عن القسم بن محمد بن الأهدل ولقيته بمكة في سنة إحدى وسبعين وسيما الخير عليه ظاهرة فسلمت عليه ودعا لي وله تردد كبير إلى الحرمين للحج والزيارة بل لا ينقطع كل عام عن المجيء وجاور بمكة في سنة ست وسبعين وله بها دار اشتراها مما أرسل به إليه أحد نواب الشام وهو خمسمائة دينار؛ ومات في يوم الخميس ثامن ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين رحمه الله ونفعنا به.
إدريس بن ودي الحسني النموي. مات بمكة في جمادى الأولى سنة خمس وأربعين، ذكره ابن فهد.
إدريس بن يحيى بن أبي الفهد بن عبد القوي السري أبو العلاء البجائي الأصل المكي الآتي أبوه وجده وأخوته نعم وغيره، ولد في صفر سنة ست وأربعين بمكة وحفظ القرآن والرسالة لابن أبي زيد أو غالبها، ودخل القاهرة والشام واليمن للاسترزاق وزار المدينة النبوية.
أدكى - بكسر الدال المهملة وفتحها - صاحب مملكة الدست مات قتيلاً في سنة اثنتين وعشرين واستقر بعده محمد خان من ذرية جنكزخان.
أرخن بك بن محمد كرسجي عثمان أخو مراد بك ملك الورم، له ذكر في ولده سليمان.
أردبغا الظاهري برقوق نائب صفد في أيام الأشرف برسباي، وليها في سنة سبع وعشرين إلى أن مات بعد سنة ثلاثين.
أرسطاي الظاهري برقوق. كان في أيام أستاذه من أعيان أمراء الطبلخاناه وباشر فيها رأس نوبة كبير بحرمة وافرة عند المماليك ثم تولى الحجوبية الكبرى بالقاهرة في الدولة الناصرية ثم نيابة الإسكندرية حتى مات في العشر الأوسط من ربيع الآخر سنة إحدى عشرة واستقر عوضه في النيابة سنقر الرومي ذكره العيني وأهمله شيخنا.(1/432)
أرغون شاه الإبراهيمي المنجكي الظاهري برقوق نائب السلطنة بحلب. كان أصله لإبراهيم بن منجك فتنقل حتى صار جمداراً عند الناس وخازنداراً وأرسله أيام يلبغا الناصري إلى حلب حاجباً فلم يمكنه الناصري وكاتب في الإعفاء فأجيب فلما قتل الناصر ولاه الظاهر نيابة صفد ثم طرابلس ثم حلب في سنة ثمانمائة وبها مات في العشر الأخير من صفر فيما قيل سنة إحدى ودفن خارج باب المقام بتربة بنت له، ويقال أن بعض الأكابر سقاه وقيل أن بعض العرب أغار على جمال له فتوجه في طلبهم ففروا منه فلج في أثرهم وغر بنفسه فأصابه عطش بحيث مات بعض من معه من أناس وخيول وضعف هو واستمر إلى أن مات، وكان حسن السيرة بل سار في حلب أحسن سيرة، قال شيخنا تبعاً لابن خطيب الناصرية وكان شاباً جسيماً عاقلاً عادلاً شجاعاً كريماً، ومن عدله أن غلمانه توجهوا لتحويل الملح الذي في أقطاع النيابة فاستكروا جمالاً فخرج عليهم العرب فنهبوهم فغرم لأصحابها ثمنها وإن شخصاً ادعى عنده في جمل عند صلاة الجمعة وجد به عيباً ليرده فاستمهله إلى أن يصلي فمات الجمل فغرم له ثمنه وقال نحن فرطنا.
؟أرغون شاه البيدمري الظاهري برقوق، كان من مماليك بيدمر الخوازرمي نائب الشام فقدمه للظاهر فحظي عليه وجعله ساقياً خاصاً ثم أنعم عليه بأمرة عشرة ثم طبلخاناه وجعله رأس نوبة ثم قدمه وجعله أمير مجلس وكان شجاعاً جسيماً خيراً محباً في العلماء والصالحين ذا خلق حسن وتواضع تركي الجنس يفهم لغة العجم ولكن مع عجلة وقلة تثبت، قاله العيني قال وقد سمع على البخاري ومسلماً والمصابيح وقتل مع أيتمش في شعبان سنة اثنتين بقلعة دمشق وقد زاد على الثلاثين، زاد غيره وهو أبو المقام الناصري محمد بن الظاهر جقمق.
أرغون شاه السيفي تغري بردي أتابك غزة بعد تقدمة دمشق، مات في سنة تسع عشرة.
أرغون شاه النوروزي نورز الحافظي ويقال له المحمودي أيضاً عمل استدارية أستاذه فظلم وعسف فلما انقضت أيامه صودر ثم ولي الوزارة بعد الفخر بن أبي الفرج ثم قبض عليه وعوقب ثم نفي ثم عاد وولاه الأشرف الاستادراية مرة بعد أخرى ثم أضيفت إليه الوزارة أيضاً ثم عزل عنهما وصودر ثم أفرج عنه بطالاً ثم استقر في استادارية السلطان بدمشق حتى مات في حادي عشر رجب سنة أربعين، وكان أعور طوالاً مسمناً ظالماً عسوفاً من سيآت الدهر، ذكره شيخنا في أبنائه باختصار.
أرغون الناصري، مات سنة تسع عشرة.
أرغون السبعاوي الظاهر برقوق الأمير أخور، مات بطالاً ببيت المقدس في ذي القعدة سنة تسع عشرة وكان ديناً خيراً متواضعاً يميل إلى دين وخير وتلاوة وعدم خوض فيما لا يعنيه، وذكره شيخنا في أنبائه فقال: أرغون الرومي ولي نيابة الغيبة للناصر فرج وكان يرجع إلى دين وخير، مات في ذي القعدة بالقدس بطالاً.
أرغون الرومي. هو الذي قبله.
أرغون دوادار الزيني عبد الباسط.
أركماس من صفر خجا المؤيدي أحد أمراء العشرات ورأس نوبة ويعرف بأركماس الأشقر، مات في ويم السبت سلخ ربيع الثاني سنة ثلاث وخمسين بالطاعون وكان زائد الغفلة رحمه الله. أركماس الأشقر، هو الذي قبله.
أركماس الجاموس اليشبكي نسبة ليشبك الشعباني، أحد العشرات في أيام الظاهر جقمق؛ مات بالقاهرة في أواخر ربيع الثاني سنة ثلاث وستين وقد علت سنه.
أركماس الجلباني قرا سنقر الظاهري جقمق. رقاه المؤيد حتى صار أحد المقدمين بالديار المصرية ثم أعطاه نيابة غزة ثم نقله ططر إلى نيابة طرابلس ثم خرج إلى الطاعة فأمسك وأقام بالمدينة النبوية نحو عام ثم بالقدس زيادة على عشرة أعوام ثم ولي نظر القدس والخليل ونيابة القدس فلم تحمد سيرته فعزل وأعطى تقدمة بالشام ومات بالرملة في جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وحمل إلى القدس فقبربه، قال شيخنا في آخر سنة سبع وثلاثين من أنبائه: وقدم جماعة من المقادسة والخليلية يشكون من نائبها أركماس الجلباني أنواعاً من الظلم والأذية بجميع الطوائف ومما اعتمده أنه حبس القاضي شمس الدين البصروي وهو يومئذ قاضي الشافعية به وزعم أنه استنقذه من العوام لئلا يرجموه وحجر على المياه التي ببيت المقدس فختم على الآبار ومنع الناس من الاستسقاء منها إلا بثمن إلى غير ذلك فلما علم السلطان بسيرته أمر بعزله وقرر غيره في الأمر.(1/433)
أركماس الطويل اليشبكي نسبة ليشبك الشعباني. ممن تزوج أخت النظام الحنفي واستولدها عضد الدين محمد النظامي الآتي، وكان خيراً باراً بالأيتام ونحوهم راغباً في زيارة مشاهد الصالحين بل قيل إنه ممن صحب أكمل الدين وابن عرب الزاهد نزيل الشيخونية وغيرهما، وحج وكان الظاهر جقمق يميل إليه ثم إينال بل هو ممن قدم رفيقاً له في الحلب؛ مات فيما قرأته بخط صهره النظام في نصف ليلة الجمعة ثامن عشر رمضان سنة أربع وأربعين وقد أسن فأكمل الدين مات في سنة ست وثمانين من ذكر القرن.
أركماس الظاهري برقوق. عمل نائب القلعة دمشق في أيام الظاهر ططر ثم قدم الأشرف برسباي بالقاهرة ثم عمله رأس نوبة ثم دوادارا كبيراً وطالت أيامه وتزايدت بالمفاصل الأمة مع ضخامته وعلو مكانته ولكنه لم يكن يعرف اللغة التركية فضلاً عن العربية ولما استقر الظاهر جقمق بقاه على الدوادارية الكبرى وفهم عدم استبقائه فبادر إلى الاستغفار والإذن له في الإقامة بدمياط فأجيب فأقام به مدة ثم عاد إلى القاهرة فأكرمه إكراماً زائداً، ولزم بيته حتى مات في شوال سنة أربع وخمسين وقد زاد على السبعين وصلى عليه السلطان بمصلى المومني وكان ديناً عاقلاً ساكناً رحمه الله.
أركماس من طرباي الأشرف قايتباي أحد خاصكيته ثم أبعده لنيابة طرابلس ثم نقله لدواداريته بحلب بعد قتل ازدمر نائب طرسوس ثم لدواداريته بالشام بعد موت جانبك الطويل وسافر مع المجردين. أركماس المؤيدي هو من صفر الماضي قريباً.
أركماس النوروزي أمير شكار. أصله من مماليك نوروز الحافظي ويلقب بالجاموس أيضاً؛ تأمر في الأشرفية برسباي عشرة وصار أمير شكار ثم ولي الكشف بالوجه القبلي غير مرة إلى أن قتل بالصعيد الأعلى في محاربة الزنج سنة خمس وأربعين تقريباً.
أركماس اليشبكي. هو الطويل: أركماس الجاموس هو النوروز قبله.
أركماس دوادار يلبغا المظفري قبل استقراره في الأتابكية ثم دوادار يشبك الأعرج الساقي أتابكية كان حسن السياسة عارفاً بالأمور مشكور السيرة قليل الشر، وولي نظر الأوقاف بعد موت قطلوبغا حجى، مات في المحرم سنة إحدى وأربعين، قاله شيخنا في أنبائه.
أرنبغا بضم الهمزة والموحدة بن عقبة المكي الباني، مات بها في المحرم سنة ثلاث وتسعين وكأنه سمي بذلك لمجيء تركي أو تأمره عند ولاته والظاهر أنه الآتي قريباً. أرنبغا الحافظي، في الذي بعده.
أرنبغا الظاهري برقوق. عمل أمير عشرة، ومات في حياة أستاذه في يوم الأحد خامس عشر ذي القعدة سنة إحدى. أرخه العيني ونسبه أرنبغا الحافظي. واقتصر شيخنا على اسمه أرنبغا فيمن مات من الأمراء أو ذبح.
أرنبغا اليونسي الناصري فرج عمل أمير عشرة ورأس نوبة في أيام الأشرف برسباي وجاور بمكة مقدماً على المماليك السلطانية سنين ثم جعله الظاهر من جملة الطبلخانات ثم قدم الأشرف إينال فلم تطل أيامه فيها، ومات في ربيع الأول سنة سبع وخمسين.
أزبك جحا السيفي قايتباي. أصله من مماليك نوروز الحافظي ثم صار لقانباي المحمدي نائب الشام وصاحب المدرسة المجاورة للشيخونية ثم بعده خدم المؤيد شيخ وصار خاصكياً ثم في الأيام الأشرفية برسباي صار أمير عشرة ومن رؤس النوب وعينه الظاهر جقمق للسفر إلى البلاد الشامية بالأعلام سلطنة العزيز فلما تسلطن هو كان ممن عصى فقبض عليه وسجن بالإسكندرية ثم بصفد حتى مات بقلعتها في سنة سبع وأربعين وهو في الكهولة وكان ذا مروءة وكرم مع إسراف على نفسه وخفة روح ومجون ودعابة ولذلك لقب جحا.(1/434)
أزبك من ططخ الأشرفي ثم الظاهري جقمق. جلبه الخواجا ططج من بلاد جركس فاشتراه الأشرف برسباي في سنة أحدى وأربعين وكان مراهقاً ثم انتقل لولده العزيز واشتراه الظاهر جقمق وسمع وهو إذ ذاك عند الأمير تغري برمش الفقيه نائب القلعة في صفر سنة خمس وأربعين على ابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وابن بردس من أول مسند علي من مسند أحمد إلى قوله حدثني سويد ابن سعيد أخبرني عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي رفعه اطلبوا ليلة القدر، وهو المجلس الثالث بكماله، ووصفه التقي القلقشندي وهو القارئ في الطبقة بقوله: وهو لا يفهم من العربي كلمة، وكذا سمع على الأخيرين مع شيخنا ترجمة عبد الرحمن بن أزهر من المسند بالقراءة أيضاً إلى غير ذلك عليهم وما ذكره التقي لا يمنع كونه سماعاً، وأعتقه أستاذه ورقاه بحيث جعله ساقياً ثم عمله أمير عشرة في سنة اثنتين وخمسين عوضاً عن تمراز البكتمري المؤيدي المصارع ثم من رؤس النوب، ثم زوجه ابنته من مطلقته خوند مغلي ابنة الناصر بن البارزي وعمل لها مهماً حافلاً جداً واستولدها عدة كالناصري محمد وماتت في جمادى الأولى سنة سبع وستين فلما مات الظاهر دام فيما كان فيه من أمر الطبلخانات والخازندارية الثانية التي كان استقر فيهما بعد انتقال قراجا عنهما في أيام المنصور ولم تطل مدته حتى قبض عليه الأشرف أينال لكونه ممن قاتل مع ابن أستاذه في القلعة وحمل إلى الإسكندرية فأودع بها مدة ثم نقل إلى صفد فأودع بها ثم أطلق في أوائل سنة ثمان وخمسين ووجه إلى القدس بطالاً فأقام به على طريقة جميلة ولقيته هناك فأظهر تألمه من جماعة من المقادسة ونمهم عليه في كونه كل قليل يركب ومعه جمع كثيرون مع إن ذلك إنما وقع بالإذن له فيه للزيارة ونحوها ولم يلبث أن فرج الله عنه وأحضره الأشرف في سنة إحدى وستين بسفارة الجمالي ناظر الخاص وخوند البارزية واستعمال ابن السلطان وخوند في ذلك واختص بابن السلطان حتى كان يركب معه للصيد إلى أن أنعم عليه بعد قليل في التي تليها بأمرة عشرة جيدة بعد موت جانم الأشرفي البهلوان، واستمر في الترقي إلى أن صار أحد المقدمين؛ فلما أن قتل الظاهر خشقدم عظيم الدولة جانبك الدوادار وتنم كان من جملة المقدمين الذين سيرهم إلى الإسكندرية فقام الأشرف قايتباي وهو إذ ذاك شاد الشربخانات في مراغمته حتى جيء بهم قبل استيفائهم في المحل المأمورين بالتعويق فيه نصف يوم فأقل، وعاد صاحب الترجمة في أوائل سنة ثمان وستين على تقدمته فلم يلبث إلا يسيراً واستقل حاجب الحجاب في تاسع جمادى الأولى منها بعد انتقال بردبك الجمالي الظاهري عنها لنيابة حلب وتعزز زائد منه فدام فيها قليلاً ثم نقل إلى رأس نوبة النوب عوضاً عن تمربغا في أواخر رمضان من التي تليها ثم في ذي الحجة سنة سبعين تزوج بابنة أستاذه الثانية التي كانت زوجاً لجانبك الطريف بعد وفاته وأمها أم ولد تعرف بالقرقماسية نسبة للأتابك قرقماس الشعباني؛ واستولدها عدة كالتي صاهر أمير اخور قانصوه خمسمائة عليها لم يتأخر له منها بعد طاعون سنة سبع وتسعين فلما كان في أواخر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين أرسله الظاهر بلباي لنيابة الشام عوضاً عن برد بك البجمقدار المتخلف عند سوار وما كان بأسرع من استقرار الأشرف المشار إليه في المملكة فرسم بإحضاره وكان وصوله في عشري صفر من التي تليها وارتجت الديار المصرية لذلك حتى كان لقدومه من السرور ما لم يعهد نظيره غالباً وبرز الأكابر والأعيان فمن يليهم لملاقاته إلى قطيا فما فوقها ودونها بل نزل إليه السلطان الزبدانية ليلاً وابتهج به أتم ابتهاج وجلس معه ساعة بل ووضع بين يديه النمجاة وقال له أنت أحق مني فدعا له واستقر به في الأتابكية عوضاً عن جانبك قلقسين لتخلفه في القبض عليه عند سوار وبالغ الأمير في الامتناع لكونه حياً؛ ورسخت قدمه فيها وتكرر سفره قبل ذلك وبعده للبحيرة لعمل مصالحها غير مرة وللقبض على الأخذ لملاقاة الحجيج في سنة اثنتين وسبعين وللتجار يدمراراً متعددة وكذا للحج وأعظم حجارته التي في سنة تسع وسبعين فإنه برز من القاهرة في ثالث شوال وبدأ بالزيارة النبوية وأقام بها خمسة أيام ثم كان وصوله لمكة في تاسع عشر ذي القعدة ودام بها نحو شهر؛ وظهر من مكة في منتصف ذي الحجة بعد المحمل، ودخل القاهرة يوم(1/435)
الثلاثاء سابع عشر محرم التي تليها وطلع من الغد فبالغ الملك في إكرامه كما أنه بالغ في إكرام خوند لما قدمت مع الركب الموسمي وهو بمكة بالمشي بين يدي محفتها من المدعي، وممن كان في ركب الأمير ذهاباً وإياباً الأميني الأقصرائي وفيه توفي ولده أبو السعود بعد بدر؛ وفي أيام أتابكيته جرف تلك الأماكن التي بخرائب عنتر وابتنى فيها جامعاً هائلاً وقصوراً منيعة وحماماً ووكالة بل أذن للأعيان ومن دونهم فابتنوا هناك أماكن على مراتبهم كل ذلك محاكاة لبركة الرطلي؛ وصارت محلاً للنزه ونحوها كهي ولكسر السد المتوصل لبركتها في أيام النيل يوم مشهود، ثم قرر بالجامع صوفية ومدرسين وقراء وغير ذلك بل عمل فيه خزانة لكتب العلم، وقد عمل بعض الفضلاء مقامة في المناظرة بين الأزبكية وبركة الرطلي وبالغ في نصح السلطان وكان كل منهما زائد الابتهاج بالآخر ولم أزل أشهد منه وأسمع مزيد التودد والثناء ولكن ليس عنده من الوسائط من يرشده لفعل ما لا أحب مشافهته به سيما وهو منفعل مع واحد من جماعته وذاك له أغراض وأهوية مع كون الأمير في حسن الصفاء وسرعة البادرة التي ربما جره التعرض لمن لا يظهر له حسن فعله كالبدر الدميري والتاج الأخميمي وأبي الطيب الأسيوطي وأبي الفتح السوهائي، وأبي الفضل المحلي الحنفي والعلاء الحصني والمحب بن هشام وعبد الرحيم بن الموفق عبد الرحمن العباسي، بل ومن الترك يشبك الجمالي في بعض التجاريد؛ ووثب على بردداره محمد بن إسماعيل بعد أن كان عنده بالدرجة العالية في قبوله وبالغ في إهانته والتضييق عليه وغير ذلك حتى استخلص منه ما يفوق الوصف؛ وبالجملة فهو من محاسن الأمراء له أوراد وأذكار وتهجد وتعبد وتواضع وحفظ لقدماء أصحابه وللمملكة به جمال. سابع عشر محرم التي تليها وطلع من الغد فبالغ الملك في إكرامه كما أنه بالغ في إكرام خوند لما قدمت مع الركب الموسمي وهو بمكة بالمشي بين يدي محفتها من المدعي، وممن كان في ركب الأمير ذهاباً وإياباً الأميني الأقصرائي وفيه توفي ولده أبو السعود بعد بدر؛ وفي أيام أتابكيته جرف تلك الأماكن التي بخرائب عنتر وابتنى فيها جامعاً هائلاً وقصوراً منيعة وحماماً ووكالة بل أذن للأعيان ومن دونهم فابتنوا هناك أماكن على مراتبهم كل ذلك محاكاة لبركة الرطلي؛ وصارت محلاً للنزه ونحوها كهي ولكسر السد المتوصل لبركتها في أيام النيل يوم مشهود، ثم قرر بالجامع صوفية ومدرسين وقراء وغير ذلك بل عمل فيه خزانة لكتب العلم، وقد عمل بعض الفضلاء مقامة في المناظرة بين الأزبكية وبركة الرطلي وبالغ في نصح السلطان وكان كل منهما زائد الابتهاج بالآخر ولم أزل أشهد منه وأسمع مزيد التودد والثناء ولكن ليس عنده من الوسائط من يرشده لفعل ما لا أحب مشافهته به سيما وهو منفعل مع واحد من جماعته وذاك له أغراض وأهوية مع كون الأمير في حسن الصفاء وسرعة البادرة التي ربما جره التعرض لمن لا يظهر له حسن فعله كالبدر الدميري والتاج الأخميمي وأبي الطيب الأسيوطي وأبي الفتح السوهائي، وأبي الفضل المحلي الحنفي والعلاء الحصني والمحب بن هشام وعبد الرحيم بن الموفق عبد الرحمن العباسي، بل ومن الترك يشبك الجمالي في بعض التجاريد؛ ووثب على بردداره محمد بن إسماعيل بعد أن كان عنده بالدرجة العالية في قبوله وبالغ في إهانته والتضييق عليه وغير ذلك حتى استخلص منه ما يفوق الوصف؛ وبالجملة فهو من محاسن الأمراء له أوراد وأذكار وتهجد وتعبد وتواضع وحفظ لقدماء أصحابه وللمملكة به جمال.
أزبك من قايتباي ويعرف بجحا. مضى قريباً في أزبك جحا.
أزبك الأشقر الرمضاني الظاهري برقوق أمير طبلخناه ورأس نوبة، مات في ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول سنة ست ودفن من الغد وخلف شيئاً كثيراً استولى عليه الناصر، وكان عنده بمحل عظيم.
أزبك اليوسفي الخازندار ويقال له ناظر الخاص. ممن جلب هو وأزبك اليوسفي الشهير بفستق في الأيام العزيزية، وانتقل إلى الظاهر جقمق فأعتقه ورام توليته نظر الخاص ورقاه الأشرف قايتباي للتقدمة ثم أرسله أمير المحمل في سنة ست وثمانين وصار بعد برسباي قرا رأس نوبة النوب وسافر في عدة تجاريد شكرت شجاعته وفروسيته وديانته. أزبك خاص خرجي، يأتي قريباً في أزبك الظاهري برقوق.(1/436)
أزبك الدوادار، مات بالقدس بطالاً في يوم السبت سادس عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون بعد أن فني به جميع أولاده وخدمه ثم ختم به أهل بيته، ذكره شيخنا في أنبائه باختصار وقال غيره: أزبك الظاهري برقوق تقدم في أيام نوروز بدمشق ثم حبس مدة إلى أن أطلقه المؤيد وأنعم عليه بأمرة خمسة بدمشق ثم قدمه الظاهر ططر بالقاهرة ثم في أيام ابنه عمل رأس نوبة النوب ثم استقر في المحرم سنة سبع وعشرين في الدوادارية الكبرى ثم نفي في سنة إحدى وثلاثين إلى القدس بطالاً فأقام به حتى مات، وكان جليلاً مهاباً وقوراً ديناً مع عقل ومعرفة وهمة عالية وفي إحدى عينيه خلل.
أزبك السمسماني المؤيدي. اشتراه المؤيد قبل سلطنته ثم صار خاصكياً ثم في أيام الأشرف إينال أمير خمسة وسافر مع المجردين إلى الجون وعاد وهو مريض فمات بالقاهرة في ذي الحجة سنة إحدى وستين عن نحو الثمانين.
أزبك الظاهري برقوق الدوادار، مضى قريباً.
أزبك الظاهري برقوق ويعرف بأزبك خاص خرجي لكونه كان خصيصاً عند أستاذه بحيث رقاه حتى صار من المقدمين مع كثرة شره وفتنه إلا أنه كان حسن الصورة مشهوراً بالشجاعة قتل في سنة سبع تقريباً.
أزبك الظاهري جقمق من ممالكيه وسقاته؛ مات بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين وشهد السلطان الصلاة عليه أزبك الظاهري جقمق هو أزبك الخازندار.
أزبك القاضي أحد الخاصكية ممن مات بمكة في المحرم سنة سبع وثمانين ودفن بالمعلاة وكان من الأجناد المقيمين بمكة مع الباشى.
أزبك الأشرف قايتباي قفص. ممن قتل حسبما كتب لي في الوقعة في رمضان سنة ثلاث وتسعين.
أزدمر الإبراهيمي الظاهري جقمق ويعرف بالطويل، كان بعد أستاذه وولده مبجلاً في الأيام الأشرفية فلما استقر الظاهر خشقدم أمرة عشرة ثم نفاه وقدمه الأشرف قايتباي ثم أعطاه الحجوبية بعناية الدوادار الكبير بعد تمر وقدمه على من هو أولى بها منه وآل أمره إلى أن نفي لمكة ثم جيء به في الحديد إلى أسيوط ثم جهز إليه من خنقه وذلك في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وكان شجاعاً فارساً مقداماً يتلو القرآن ويقرأ مع قراء الجوق رياسة مع فهم في الجملة وقوة نفس بحيث أدته إلى معاداته من كان السبب في ترقيه، ولهذا كان سبباً في إعدامه وخوض فيما لا يعنيه وسوء عقيدة واستخفاف بأمور الدين وتنكيل بكثير من الفقهاء وازدرائهم وبذل وكرم، وقد حارب الأمشاطي في استبدال بيت سكنه بالكبش فيما استطاع بل أغلظ عليه القاضي حين قال له بحضرة القضاة والأمراء وقد اجتمعوا بالبيت المشار إليه لعمل مصلحته فيه لو كان بيت في الجنة ما أخذته منك نسأل الله السلامة، واستقر بعده في الحجوبية الأمير برسباي قرا الظاهري.
ازدمر أخو أينال اليوسفي الظاهري برقوق عز الدين أحد مقدمي القاهرة ووالد يشبك الآتي. قتل في سنة ثلاث بظاهر حلب وهو والد فرح سبط الأشرف شعبان بن حسين، قال العيني كان من مماليك الظاهر فأعتقه وأحسن إليه ثم أمره طبلخانات ثم تغير عليه في فتنة عليباي ونفاه إلى الشام مما عمله ابنه الناصر مقدماً بدمشق وفقد في معركة حلب بعد أن قاتل قتالاً شديداً.
ازدمر الأزبكي معتق الأتابك أزبك. لم تكن له عنده وجاهة بل كان غالب أوقاته شاداً له في سبك الثلاث ثم أعتقه وبعد ذلك علم الأشرف قايتباي أنه ابن عمه فأنعم عليه ثم ولاه نيابة طرسوس فرحمه أهلها ثم ولاه سيس فخرج منها خائفاً يترقب قاصد القاهرة فوجه القاصد إليه في أثناء الطريق بتقليد حماة فرجع وباشر بعسف وقلة دربة وبنى قيسارية أخذ فيها من الطريق جانباً وتعدى وزاد ويقال أن أستاذه لام السلطان على جعله نائباً لعلمه بعدم تأهله لشيء ولم يلبث أن فتك به سيف ابن علي أمير العشير بظاهر حماة فقتله مع أتابك حماة طومانباه ولم يوارهما فحضر حمزة بن سفلسيس نائب حماة فواراهما وخرج الدوادار الكبير في عسكر لذلك فلم يظفر بطائل واستقر بعده في النيابة بخدمة جانم السيفي دوادار أستاذه جانبك الجداوي.
ازدمر تمساح من يلباي أحد المقدمين من مماليك الظاهر جقمق ولقب بتمساح لضربه له بين يدي أستاذه حج أمير المحمل غير مرة منها في سنة ثمان وثمانين وكنت ممن رجع في سنة أربع وتسعين في الركب معه فحمدت سيره وفضله وتواضعه وعلو شجاعته وسلامة صدره ثم سافر معه أيضاً في سنة ست وتسعين ونعم الأمير.(1/437)
ازدمر من محمود شاه الظاهري جقمق الخازندار أحد المقدمين وصهر الأمير يشبك الفقيه على أنبته ويقال له المسرطن تأمر على الحج في سنة تسعين وخرج مع المجردين في سنة خمس وتسعين ثم أرسل نائباً لبعض البلاد ويذكر بخير مع إمساك.
ازدمر دوادار الظاهر برقوق أرخه المقريزي في سنة إحدى.
ازدمر دوادار الأشرف قايتباي بحلب بعد أن كان نائب طرسوس وقتله علاء الدولة مع وردبش صبرا.
ازدمر سيدي أوشا به أحد الأمراء الكبار نقل لنيابة ملطيه في أول سنة ثلاثين ثم رجع إلى حلب أميراً ومات بها في سادس ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وكان من مماليك الظاهر برقوق ثم صار من أتباع شيخ فلما تسلطن أمره قاله شيخنا في أنبائه وأرخه العيني في جمادى الأولى قال ولم يكن مشكوراً، وقال غيره أنه كان ذميم الأوصاف والأفعال وترجمه فقال ازدمر من على خان عز الدين الظاهري برقوق ويعرف بأزدمر سيا أحد مقدمي القاهرة ثم نائب ملطية ثم أحد أمراء حلب وبها مات في ربيع الآخر.
ازدمر من سربابق الأشرفي برسباي أمير منزل نزيل بيت منصور من حارة بهاء الدين، مات تجاه برشوم وهو راجع من بلد اقطاعه في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وكان خيراً وأظنه جاز السبعين.
ازدمر الصوفي الظاهري أحد أمراء الأربعين قيل أنه يحفظ الهداية ويذكر بخير ويتردد إليه أبو الخير بن الرومي ليقرئه.
ازدمر الظاهري جقمق قريب الأشرف قايتباي أمره عشرة ثم عمل أتباك حلب بعد قتل إينال الحكيم ونقله عنها قبل خروجه إليها لنيابة صفد بعد موت بلباي ثم لنيابة طرابلس بعد القبض على نائبها يشبك النحاسي فدام بها سنين إلى أن نقل لنيابة حلب لانتقال قانصوه اليحياوي عنها إلى الشام وكان ممن شهد وقعة الرها مع الدوادار الكبير وقطع أنفه وشفته مع القبض عليه فلما توجه جانبك حبيب رسولا من الأتابك أزبك بسبب الصلح المتضمن إطلاق المقبوض عليهم كان ممن أفرج عنه وجيء به إلى القاهرة مع الأتابك فأعطى إمرة مجلس وكانت شاغرة بموت لاشين ثم سافر باش التجريدة المجهزة لعلاء الدولة بن دلغادر في سنة ثمان وثمانين فلما قتل نائب جانبك المدعو ودربس أعيد لنيابة حلب وابتنى بها حماماً هائلاً وريعاً وكذا تربة بجوار الأنصاري عقب موت زوجته سورباي بل أسرع في بناء خان عظيم بالقرب من سوق الصابون.
ازدمر الظاهري برقوق. هو ازدمر أخو إينال.
ازدمر المزي أحد أمراء الطبلخانات بالقاهرة، مات في يوم الاثنين سابع عشري ربيع الأول سنة إحدى وكان جيداً عفيفاً ديناً. أرخه العيني.
أزدمر قصبة الأشرف برسباي أحد رؤس النوب وممن تأمر على الركب الأول سنة ثمان وثمانين واستقر أمير المراكز بمكة في سنة اثنتين وتسعين بعد موت شادبك ودام ضعيفاً لا يشهد جمعة ولا جماعة غالباً مع شدة ظلمه وقبح يامه ثم صرف في سنة خمس وتسعين ولم يؤذن له في المجيء ثم رجع في موسم التي تليها ويلبغا أحد العرب يحل محله.
أزدمر المسرطن. تقدم قريباً. أزدمر من علي جان. تقدم قريبا.
أزدمر الناصري نسبة لجالبه ناصر الدين الظاهري برقوق، أحد مقدمي القاهرة وفرسانها فقد في سنة أربع وعشرين.
أزدمر من يشبك الظاهري جقمق ويعرف بالفقيه. تنقل حتى صار أمير عشرة في دولة الأشرف قايتباي ثم أنعم عليه بطبلخاناه عند رجوعه من وقعة أذنة ثم سافر صحبة قانصوة الشامي إلى حلب.
اسحق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن كامل التاج التدمري خطيب بلد الخليل. قال شيخنا في أنبائه ذكرانه أخذ عن قاضي حلب الشمس محمد بن أحمد بن المهاجر وعن شيوخنا العراقي رابن الملقن وغيرهما وأجاز له ابن الملقن في الفقه، ومات ليلة مستهل شوال سنة ثلاث وثلاثين، قلت وأرخه ابن حسان عن من يثق به من أهل الضبط في يوم الأربعاء ثامن رمضان ورأيت له كتاباً سماه مثير الغرام إلى زيارة قبر الخليل عليه السلام وكأنه ابن أخ لشيخنا محمد بن أحمد بن محمد بن كامل الآني.(1/438)
اسحق بن إبراهيم بن إسماعيل وقيل في أبيه سعد بن إبراهيم النجم الإمامي لكونه فيما قيل ينسب لأبى منصور الماتريدي القرمي ثم القاهري الحنفي قاضي العسكر. مات في ثالث صفر سنة ثمانين وقد زاد على الثمانين وكان بيده مع قضاء العسكر تدريس القانبيهية جوار الشيخونية والتربة المقدمية وغيرهما وكان يرخي العذبة ويركب البغلة وتردد للسلطان فمن دونه من الأمراء وأقرأ الطلبة وممن أخذ عنه العربية والمعاني والبيان الزين عبد الباسط خليل بن شاهين بل أخذ عنه ابتداء البرهان الكركي الإمام وكان وخيراً سليم الفطنة أكثر ابن الشحنة من أذيته وتسليط كمال الدين بن أبي الصفا على الجلوس فوقه محتجاً بشرفه فالله حسيبه، وهو ممن سمع بالقاهرة على ابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وابن بردس في المسند وغيره بقراءة التقي القلقشندي ولا أستبعد أخذه عن شيخنا بل بلغني أنه أخذ عن حافظ الدين البزازي فيحرر.
اسحق بن إبراهيم بن محمد بن علي بن قرمان الماضي أبوه. عهد إليه أبوه بمملكة بلاد قرمان مع كونه متأخراً عنده لكن لكراهته في محمد بن عثمان متملك الروم لكون أم بقية أولاده منهم بحيث كان يقول إن دام ملك إسحاق فاسم بني قرمان باق وإن انتزعه أحد من بقية أولادي صار الاسم لأعدائنا بني عثمان فكان كذلك لم يلبث أن عصى على اسحق سائر إخوته وقام بنصرهم ابن عمتهم محمد بن عثمان فكانت حروب انكسر فيها وخاب ظنه في مساعدة صاحب مصر له وتوجه إلى حسن بك بن علي بك بن قرابلك متملك ديار بكر فمات هناك غريباً في أواخر المحرم سنة سبعين واشتهر إخوته بمملكة ابن قرمان غير أنهم مع ابن عثمان كاقل النواب والاسم لهم.
اسحق بن أسعد بن إبراهيم النجم القرمي. مضى قريباً في ابن إبراهيم بن إسماعيل.
اسحق بن داود بن سيف أرغد ملك الحبشة وصار بحر الملقب الحطي ومعناه السلطان هلك أبوه في سنة اثنتي عشرة كما سيأتي بعد أن طالت مدته فأقيم بعده ابن له اسمه تدروس فهلك سريعاً فأقيم بعده هذا فطالت مدته وفخم أمره وهلك في سنة ثلاث وثلاثين فاستقر بعده ابنه اندراس ثم عمه حرنباي بن داود ثم سلمون بن إسحاق ولم تطل مددهم بل كانوا في سنة واحدة وفتح الله عليه بتزايد جيش جمال الدين بن سعد الدين محمد وتأييده عليهم وفتحه المتوالي لبلادهم. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار والمقريزي في عقوده مطولا.(1/439)
إسحاق بن عبد الجبار بن محمود بن فرفور الحسيني القزويني. انتمى للشيخ محمد بن قاوان وتزوج ابنته من ابنة عمهم قبائل ونال وجاهة وماتت زوجته تحته بالقاهرة فلم يكن ذلك بقاطع لصهره عن تقريبه بل زادت وجاهته وقدم القاهرة معه وبمفرده غير مرة وتولع يسيراً بالاشتغال في النحو والصرف وأصول الدين وصار له إحساس في الجملة ودخل دمشق فما فوقها وزار بيت المقدس ورجع في موسم سنة تسع وثمانين إلى مكة فواجه القاصد بموت صهره فعاد لينظم الأمر لورثته وقاسى في رجوعه مشقة وما سلم إلا ببذل مال ولما قدم نزل في تربة السلطان وهرع الناس لتعزيته وكنت منهم ثم تحول لقاعة الماحوزي وتزوج ست الخلفاء سبطة ابن البلقيني وابنة أمير المؤمنين واغتبط بها وبعد أشهر سافر في البحر صحبة الخواجا علي بن ملك التجار محمود خواجا جهان بن قاوان وكان قدم في الركب الموسمي واستمر الشريف بمكة حتى بلغته وفاة زوجته فبقي يسيراً ثم عاد إلى القاهرة بعد أن زار المدينة في وسط السنة ومعه الشهابي بن حاتم المغرب وكذا زار الطائف وبعد ضعفه بمكة أشهراً بحيث كاد أن يموت وأعرض عن تركتها، كثر تردد الناس إليه بالقاهرة حتى كان ممن يجيئه للعب الشطرنج الجمال عبد الله المكوراني وربما قرأ صاحب الترجمة عليه ورام القراءة على فرفضه بعض أصحابنا حسبما بلغني ولله الحمد ولم يتخلف عن المجيء إليه من الأمراء كبير أحد بل اجتمع عنده الأتابكي وأمير سلاح ومن دونهما من المقدمين فضلاً عن غيرهم ويقال أن له عند الملك وجاهة بحيث انتمى إليه بسببها غير واحد مع كونه متوسط الحال في الإحسان إلا لمن ينهض للتقصير في جانبهم، ولما قدمت مكة في موسم سنة ست وتسعين قصدني بالسلام بالإهداء وسمعت أنه تزوج ابنة أخرى للشيخ محمد من أمه ورايته على خير من طواف وأدب، وتزايدت وضاءته، وشكالته وعمل في سنة سبع وتسعين وليمة للمولد النبوي سمعت من يصف سماطها بأمر عظيم وأن الكلفة له ترتقي لمئين من الدنانير؛ وعم الناس بالإرسال منها ورأيته زائد الإعجاب بنفسه بحيث يرقى نفسه على صاحب الحجاز بل قال لي إنه رجح نفسه على الخيضري عند السلطان وأرسلت له بمؤلفي في أهل البيت؛ كل هذا مع تردد بعض أصحابه من العجم لقراءته عليه وصار ممن يرغب في لتردد إليه إما للرغبة أو الرهبة بحيث أنه ربما يوصى له بعض التجار، ورأيت بعض أهل بلاده يصف أوليته بالتقلل الزائد وإن ما فيه من الثروة من جهة صهره سيما وقد قسمت لتركة على وجه لا أخوض فيه والله أعلم بحقيقة أمره اعتقاداً وانتقاداً وتعففاً وتشرفا.
إسحاق بن عبد الله بن بلال الفراش بمكة أخو أحمد الماضي ومحمد وقريب أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بلال الماضي.
إسحاق بن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم التاج والشرف بن السراج بن الشمس الجعبري الخليلي. ولد في شعبان سنة ثمان وستين وثمانمائة بالخليل ونشأ بها وحفظ المنهاج وألفية النحو واشتغل يسيراً وقدم القاهرة فسمع من المسلسل ورجع فمات في العشر الأخير من جمادى الثانية سنة أربع وتسعين ودفن بتربة الرأس إلى جانب والده أرخه ابن أخيه الصلاح خليل ووصفه بالشيخ العالم الفاضل.
إسحاق بن أبي القسم بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن ابن عبد الله أبو يعقوب الناشري. ولد سنة اثنتين وثمانمائة وحفظ الشاطبية وجل الحاوي واشتغل في العربية على الشرف إسماعيل البومة وسمع من جده وأخويه محمد وإبراهيم وناب عن ثانيهما في الأحكام الفخمة وكان فقيهاً صالحاً ذكره العفيف ولم يؤرخ وفاته.
إسحاق بن محمد بن إبراهيم التاج أبو البركات التميمي الخليلي الشافعي سمع من أبي الخير بن العلائي الصحيح وحدث به وممن سمع منه أحمد بن عبد العالي الماضي وكذا سمع منه بسنباط العز عبد العزيز بن يوسف كما سيأتي.(1/440)
إسحاق بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى الجمال بن الجلال بن العز بن ناصر الدين الفالي الشافعي. ولد سنة سبع وثمانين وسبعمائة وأخذ أكثر العلوم عن والده وأقام في تحقيق الحاوي عليه خمس سنين وبرع في الفقه وأصوله وتصدى بعد موته للتدريس والإفتاء وقصر أوقاته على ذلك حتى تخرج به الفضلاء وعول على فتاويه بين الإجلاء انتهت إليه الرياسة هناك في العلوم الشرعية بحيث بلغني عن السيد الصفي الأيجي أنه قال هو في هذا العصر مثل إمام الحرمين وناهيك بهذا من مثله وكان مهاباً موقراً معظماً عند السلاطين وعرض عليه غير مرة القضاء فآبى.
مات في المحرم سنة سبعين رحمه الله أفادني ترجمته بعض ثقات أقربائه ممن حمل عني.
إسحاق النجم القرمي قيل أنه ابن إبراهيم بن إسماعيل أو بن سعد بن إبراهيم وهو أصح مضي أسد الله بن لطف الله بن روح الله بن سلامة الله المظفر أبو الليث بن النظام بن الفخر بن العز الحسيني الكازروني ثم الشيرازي فاضل قدم قريب الأربعين فأخذ عن شيخنا بقراءته وقراءة غيره ومما قرأه عليه المتباينات وشرح النخبة وقال قراءة بحث واستفادة تشتمل على دلالة الفهم الثاقب والإفادة وكذا قرئ عليه في البخاري وكان كل قليل يمده بألف درهم فلما رام الرجوع تكلم له شيخنا ابن خضر في شيء يتزود به فأمر له بثلثمائة فتأثر السائل والمسئول له وسافر فحين وصوله لبيت المقدس توفي قبل فراغ المبلغ المعين فعد ذلك من كرامات شيخنا.
أسد بن البسيلي ثم القاهري أحد تجار الشرب ممن حج كثيراً وجاور وعامل ويظهر تودداً ولكنه لم يخرج عن جل أقاربه وأظن بينه وبين زوجة الزيني زكريا قرابة أصلحه الله.
أسعد بن علي بن محمد بن محمد بن المنجا بن محمد بن عثمان بن المنجا الوجيه أبو المعالي بن العلاء أبي الحسن بن الصلاح بن الشرف بن الزين ابن الوجيه التنوخي الدمشقي الحنبلي ويعرف كسلفه بابن المنجا، ولد بدمشق قبيل القرن بيسير فأبوه مات في رجب سنة ثمانمائة ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشمس الليثي وحفظ الخرق وألفية ابن مالك وعرضهما على العز البغدادي القاضي وغيره وبالعز وكذا بالشرف بن مفلح تفقه وناب في القضاء بدمشق وباشر نظر المسمارية وتدريسها وحج وزار بيت المقدس وأحضر في صغره على ابن قوام والبالسي وغيرهما وحدث سمع منه الطلبة ولقيته بدمشق فسمعت عليه أشياء وكان خيراً متواضعاً محباً في الحديث وأهله وبهي الهيئة مرضي السيرة عريقاً في المذهب، مات في سلخ المحرم سنة إحدى وسبعين وصلى عليه في يومه بالجامع المظفري ودفن بتربتهم جوار دارهم غربي الرباط الناصري من سفح قاسيون.
أسد بن محمد بن محمود الجلال الشيرازي البغدادي ثم الدمشقي الحنفي. ذكره شيخنا في أنبائه وقال أنه قدم بغداد في صغره فاشتغل على الشمس السمرقندي في القراآت والقرآن والفقه ثم حضر مجلس الكرمائي وقرأ عليه البخاري كثيراً وجاور معه بمكة وكان يقرئ ولديه وغيرهما في النحو والصرف وغير ذلك مع سلامة باطن ودين وتعفف وتواضع وخط حسن وقدم دمشق وولي أمامة الخانقاه السميساطية بها ودرس وأعاد وحدث وأفاد مات بها في جمادى الآخرة سنة ثلاث وقد جاز الثمانين انتهى ملخصاً، وذكره التقي الكرماني أحد من أشير إليه أنه قرأ عليه وقال قرأت عليه القرآن والشاطبية وغيرهما وكان فاضلاً في القراآت والنحو والصرف واللغة وفقه مذهبه مشاركاً في غيرها مع حسن الصوت بالقرآن والحديث وهو كان القارئ للبخاري بمجلس والدي مدة طويلة بل لازم مجلس والدي نحو ثلاثين سنة وجاور معه بمكة ولزمه حتى مات، ولما قدم علينا الشيخ نور الدين الزرندي الحنفي سمعنا عليه بقراءته وارتحل بسبب الفتنة اللنكية في سنة خمس وتسعين عن بغداد إلى دمشق فأقام بها بعد زيارته القدس والخليل حتى مات عن نيف وستين أو سبعين ودفن بظاهر دمشق رحمه الله.
اسكندر شاه بن أميرزة عمر شيخ بن تيمورلنك أخو محمد الآتي ملك شيراز من بلاد فارس بعد قتل أخيه في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وأحضر قاتل أخيه فعتبه فقال له ما علمت في حقك إلا خيراً فلولا قتلته ما وصلت للمملكة فبادر بقتله لئلا يقال أنه كان بدسيسة منه مع عدم ذلك وكان ذلك في سنة ثمان عشرة.(1/441)
اسكندر بن قرا يوسف بن قرا محمد بن بيرم خجا لتركمان متملك تبريز وما والاها وأخو جهانشاه الآتي ملك البلاد بعد موت أبيه سنة ثلاث وعشرين كما سيأتي فدام مدة وخربت البلاد في أيامه من كثرة حروبه وشروره إلى أن مات ذبحاً على يد ابنه قوماط شاه في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وهو إذ ذاك محاصر بقلعة النجباء من أخيه جهانشاه وكان شجاعاً مقداماً أهوج فاسقاً لا يتدين بدين. ذكره المقريزي في عقوده مطولاً.
اسكندر دلال العقارات؛ مات في ليلة الجمعة حادي عشر شعبان سنة ثمان وسبعين وكان خاتمة أرباب طائفته ومع ذلك فمستراح منه لما كان عنده من الإقدام على أوقاف المسلمين وعدم احترامها مع إزراء هيئته واحتكار صنعته وخلفه طلماس.
أسلم بالسين أو بالصاد هو أحمد بن اسحق بن عاصم بن محمد بن عبد الله. مضى.
إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بن عجيل اليماني الفقيه الصالح، مات في سنة ثمان وعشرين ورثاه الشرف بن المقرئ بقوله:
وما موت إسمعيل موت مجاور ... إذا مات أبكى ابنا وأوحش منزلا
ولكنه موت رمى كل منزل ... بما أرمل الناشين فيه وأثكلا
وابن الجزري بقوله:
يرحم الله سيداً كان فرداً ... في الندي والعلا إماماً جليلا
لو يفدي بالروح كان قليلاً ... ليس بدعا فداء إسمعيلا
إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل المجد الغمراوي ثم القاهري الشافعي. حفظ القرآن واشتغل قليلاً عند الجوجري والعلاء الحصني والبدر بن أبي السعادات البلقيني وابن خطيب الفخرية وكذا أخذ عني وآخرين وحدج وجاور مع الرجبية وتزوج ابنة ابن أخي المقريزي، وكتب الكثير بخطه وتكسب قليلاً من الشهادة بل ناب وقتاً في بعض القرى عن قضاتها ثم أعرض عن ذلك كله لعدم ظفره منه بطائل واختص بالشرف بن البقري وأقرأ أولاده وارتقى بذلك حتى مات في ربيع الآخر سنة ست و ثمانين فجأة سقط عن ظهر دابة فانقطع نخاعه وكان له مشهد حافل وأظنه جاز الأربعين وكان صالحاً متودداً ساذجاً رحمه الله.
إسماعيل بن إبراهيم بن بكر السويري الزبيدي اليماني الشافعي، ولد سنة أربع وثماني مائة بزبيد ونشأ بها فأخذ عن جماعة منهم محمد بن موسى الجلاد الفرضي والشرف بن المقرئ والطيب الناشر والكمال موسى الضجاعي الفقه والحديث وسمع على ابن الجزري والبرشكي وغيرهما وعمر حتى مات في سنة ثمان وثمانين بزبيد؛ وكان خيرا وممن أخذ عنه الفاضل عبد الرحمن بن علي بن محمد الآتي وأفاد ترجمته.
إسماعيل بن إبراهيم بن جوشن سيأتي فيمن جده محمد.
إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن إبراهيم بن عمر المجد القلعي القاهري الشافعي، ولد في شعبان سنة ثلاث عشرة وثماني مائة بقلعة الجبل ونشأ بها فقرأ على النور علي ابن أحمد الكردي الرفاعي ثم جوده بمكة على الشيخ علي الديروطي وقرأ على القاياتي ربع العبادات من المنهاج وعلى ابن المجدي كشف الحقائق في حساب الدرج والدقائق من تصنيفه مع عدة رسائل وأخذ الفن من قبله عن الكوم الريشي وأدام الاشتغال في التقويم والأحكام حتى برع في ذلك ثم ترك التقويم بإشارة التقي المقرزي أحد المهرة فيه وأكثر من التردد للتقي المذكور حتى قرأ عليه علوم الحديث لابن الصلاح ولم ينفك عنه حتى مات وسمع من لفظ شيخنا في الإملاء حديثاً واحداً وكذا سمع على ابن بردس وابن ناظر الصاحبة والزين الزركشي وبمكة على أبي الفتح المراغي وغيره وأكثر بأخرة عن بقايا من الشيوخ لإسماع أولاده ومن ملازمة مجلسي في الإملاء وغيره وكتبها عني وحج غير مرة وجاور سنة وكان خيراً متودداً سخياً حسن العشرة تام العقل كثير الأدب مائلاً للفقراء والغرباء كتبت عنه من نظمه فيمن اسمها ألف
على وصالي عاذليمن جهل لام ألفوجاءني يعذلنيقلت له لام ألف
وكتبت عنه غير ذلك مما أوردته في معجمي؛ مات في شعبان سنة أربع وتسعين رحمه الله.(1/442)
إسماعيل بن إبراهيم بن خضر عماد الدين بن برهان الدين الناصري، نسبة للناصرة قرية من صفد الدمشقي النفي أخو الفاضل محيي الدين الملقب كبيش المعجم وصاحب الترجمة أسن فمولده قريب سنة أربعين وثمانمائة وكان أبوهما شاهداً وخدم هذا العلاء بن قاضي عجلون وترقى عنده ولكن مع ذلك لم يستنبه فلما استقر الشرف ابن عيد استنابه بمرسوم سلطاني قيل إنه تكلف لأجله بخمسمائة دينار ثم ناب عن التاج بن عربشاه وامتنع من النيابة عن ابن القصيف ثم استقل بعده في سادس عشري رجب سنة ست وثمانين وحمد مع جهله في سياسته ودربته مع إلمام بالتوقيع وحسن الخط والشكالة والعمة بحيث انفرد بحسن عمامته؛ وقدم القاهرة غير مرة في سنة إحدى وتسعين ثم أودع المقسرة ودام مدة ثم أطلق ثم أعيد إليها.
إسماعيل بن إبراهيم بن أبي رحمة العماد أبو الفدا بن البرهان الجعبري ممن قرأ على البرهان الحلبي سيرة ابن سيد الناس ووصفه بالشيخ الفاضل الصالح الخير المحصل وأرخ قراءته في ربيع الثاني سنة ست وثلاثين ودعا له بقوله نفع الله به ونفعه.
إسمعيل بن إبراهيم بن شرف. يأتي فيمن جده محمد بن علي بن شرف قريباً.
إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي العقيلي الجبرتي ثم الزبيدي الشافعي. ذكره شيخنا في معجمه فقال صاحب الأحوال والمقامات لقيته بزبيد ولأهلها فيه اعتقاد زائد على الوصف وكان يلازم قراءة سورة يس ويأمر بها ويزعم أن قراءتها لقضاء كل حاجة ويروى فيها حديث يس لما قرئت له، وأول ما اشتهر أمهره في كائنة زبيد لما حاصرها الإمام صلاح الدين الهروي إمام الزيدية فقام هو في ذلك وبشر السلطان بالنصر وانهزام الإمام فوقع كما قال فصارت له عنده منزلة ملجأ لكل أحد أما أهل العبادة فللذكر والصلاة وأما أهل البطالة فللسماع واللهو وأما أهل الحاجات فلجاهه، وتلمذ له أحمد بن الرداد ومحمد المزجاجي فجالسا السلطان، وكان الشيخ مغرماً بالرقص والسماعات داعية لمقالة ابن عربي يوالي عليها ويعادي بسببها وبلغ في العصبية إلى أن صار من لا يحصل نسخه من الفصوص تنقص منزلته عنده واشتد البلاء بأهل السنة به وبأتباعه جداً وقد حدثني عن الحافظ أبي بكر بن المحب بالإجازة وعن أبي محمد بن عساكر بالإجازة العامة لأنه كان يذكر إن مولده سنة بضع عشرة ووقفت على استدعاء بخط النجم المرجاني مؤرخ سنة ثمان وثمانين فيه اسمه أجاز لمن فيه أهل ذاك العصر كأحمد ابن إبراهيم بن يونس بن حمزة وعمر بن أحمد الجرهي ومحمد بن أحمد بن خطيب المزة ومحمد بن أحمد بن الصفي الغزولي ومحمد بن محمد بن داود بن حمزة ومحمد بن محمد ابن عوض وآخرون وفيه يقول شاعر اليمين الجمال الذوالي من قصيدة وكان منحرفاً عنه معتقداً لصلاح صالح المصري وكان صالح هذا صاحب كرامات فقام على إسماعيل وأتباعه فتعصبوا عليه وأخرجوه إلى الهند:
صالح المصري قالوا صالح ... ولعمري إنه للمنتخب
كأن ظني أنه من فتية ... كلهم أن تمتحنهم مختلب
رهط إسماعيل قطاع الري ... ق إلى اله وأرباب الريب
سف حمقى رعاع غاغة ... أكلب فيهم على الدينا كلب
تخذوا دينهم زندقة ... فاستباحوا اللهو فيه والطرب(1/443)
وقال في الأنباء أنه ولد سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة على ما ذكر وتعانى الاشتغال ثم تصوف وكان خيراً عابداً حسن السمت والملبوس مغري بالسماع محباً في مقالة ابن العربي وكنت أظن أنه لا يفهم الاتحاد حتى اجتمعت به فرأيته يفهمه ويقرره ويدعو إليه حتى صار من لم يحصل كتاب الفصوص من أصحابه لا يلتفت إليه، وكان الأشرف قد عظمه بسبب أنه قام معه عند حصار الإمام صلاح الزيدي بزبيد فاعتقده وصار أهل زبيد يتقرحون له كرامات وكان يداوم قراءة سورة يس في كل حالة ويعتقد فيه حديثاً موضوعاً وأراني جزءاً جمعه له شيخنا المجد الشيرازي في ذلك وقام عليه مرة الشيخ صالح المصري فتعصبوا عليه حتى نفوه إلى الهند ثم كان الفقيه أحمد الناشري عالم زبيد يقوم عليه وعلى أصحابه ولا يستطيع أن يغريهم عماهم فيه لميل السلطان إليهم وقد حدث بالإجازة العامة عن القسم ابن عساكر وبالخاصة عن أبي بكر بن المحب انتهى. وكان تحديثه بالأربعين التي من جمالة شيخنا ولقبه فيها كما قال الجمال بن الخياط بشيخ الإسلام هادي الأنام وأطنب في الثناء عليه وكذا بالغ في تعظيمه أبو الحسن الخزرجي في تاريخه وكناه أبا الفداء وأرخ مولده بشعبان سنة اثنتين وعشرين قال وكان في أول أمره معلم أولاد ثم اشتغل بالنسك والعبادة وصحب الشيوخ ففتح عليه وتسلك على يديه الجم الغفير وبعد صيته وانتشرت كراماته وارتفعت مكانته عند الخاص والعام وبالغ الأشرف إسماعيل بن العباس في امتثال أوامره وكان مسكنه ومنشأه بزبيد إلى آخر كلامه، وممن أخذ عنه وبالغ في تعظيمه أيضاً الشرف أبو الفتح المراغي ولبس الخرقة من السراج أبي بكر بن محمد الصوفي، وقال العفيف الناشر ما نصه القائم برياسة الصوفية في وقته من جملة السادات وأرباب الجد في المجاهدات نافذ الكلمة مع الملوك فيمن دونهم ومناقبه كثيرة وفي أصحابه كثرة، وقد رأيت من أصحابه جماعة كلهم يعظمهم ويذكر عنه فضائل جمة لا تنبغي إلا لذي ولاية عظيمة ومرتبة جسيمة وقد لبست الخرقة من يد أبي الفداء إسماعيل بن إبراهيم الحنفي شيخ نحاة عصره بلباسه لها منه انتهى. ومنن طول ترجمته المقريزي في عقوده وصدرها بالهاشمي العقيلي الشافعي. مات في نصف رجب سنة ست وله بضع وثمانون سنة.
إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله العماد أبو الفدا حفيد شيخنا الخطيب الجمال بن جماعة الكناني المقدسي الشافعي أخو النجم محمد الآتي والماضي أبوه. ولد في ثالث عشري رمضان سنة خمس وعشرين وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والمنهاج الفرعي وجمع الجوامع والحاجبية وعرض على جماعة كالشهاب بن المحمرة والتقي القلقشندي وقدم القاهرة غير مرة وقرأ على شيخنا شرح النخبة في مجالس متعددة وأثنى عليه وعلى الجلال المحلي شرحه لجمع الجوامع وغيره سرداً أيضا، ولازم غيرهما وسمع الحديث بها من العز بن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة وببلده من أهلها والقادمين إليها، وحج فلم يسمع هناك شيئاً بل ولا سمع معي إذ وصلت إليهم إلا اليسير وأجاز له جماعة وذكر لي أنه سمع على عائشة ابنة العلاء الحنبلي وكذا المسلسل على التدمري وأنه أخذ عن الشهاب بن رسلان وفي هذا نظر، وخرج لنفسه معجماً سماه ملتمس القناعة وكذا خرج لجده مشيخة وعشاريات انتزعها من عشاريات شيخنا وغيره وعليه في كليهما مؤاخذات وبلغني أنه شرع في شرح الشفا وكذا قيل أنه شرح ألفية الحديث وبالجملة فكان ذكياً فاضلاً ظريفاً متعففاً عن كثير مما يرمي به أبوه منجمعاً عن الناس مع تساهل وترفع. مات في إسماعيل بن إبراهيم بن علي بن شرف. يأتي قريباً.
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن أحمد البصري الماضي أبوه وأخوه إبراهيم والآتي حفيده محمد بن عبد العزيز ويعرف بابن زقزق.(1/444)
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن شرف بن مشرف العماد أبو الفدا القدسي الشافعي ويعرف بابن شرف وربما قيل فيه إسماعيل بن إبراهيم بن شرف أو إسماعيل بن شرف أو ابن إبراهيم بن علي بن شرف. ولد سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين وسبعمائة الشك منه ببيت المقدس ونشأ به فحفظ القرآن وكتباً وسمع على أبي الخير بن العلائي ولازم الشهاب بن الهائم حتى قرأ عليه غالب تصانيفه وانتفع به جداً بحيث صار إماماً في الحساب مطلقاً بأنواعه وفي علوم الوقت على اختلاف أوضاعه رأساً في الفرائض عالماً بالفقه مبرزاً في النحو وغيره من علوم الأدب متقدماً في الأصول بحراً في المعقول والمنقول محققاً ورعاً عالماً عاملاً حسن الخلق لين الجانب ولم يقتصر في الأخذ عنه بل أخذ عن جماعة كالشمسين القلقشندي والبرماوي والحسام حسن بن علي الخطيبي الأبيوردي قدم عليهم القدس سنة أربع عشرة، وحج وارتحل إلى القاهرة وغيرها وأخذ عن البرهان البيجوري والجلال البلقيني وشيخنا والولي العراقي وخصه بمزيد الملازمة في الفقه وغيره وهو السبب في إكمال شرحه للبهجة حسبما كان الولي يخبر به، وسمع الحديث على ابن العلاء ببلده كما تقدم وعلى الشرف بن الكويك وغيره بالقاهرة، وتجرع الفقر حتى أنه أول ما قدم القاهرة كان فيما بلغني يبيع البطيخ المحزور ليلاً على باب جامع الأزهر بالفلس ونحوه فلما بلغ الولي ذلك شق عليه واستقر به في تعليم أولاد ولده تاج الدين ليرتفق بالغداء معهم وبماله من جامكية وحينئذ قرأ عليه الشر ف المناوي مصنفاً لابن الهائم ي الحساب وذلك سنة عشرين وكذا قرأ عليه غيره من جماعة الولي، ورجع إلى بلده فأقام به وصار أحد أركان العلم هنا وتصدى لنشر العلم فانتفع به جماعة كابن حسان وابن أبي شريف والبقاعي ولم يكن ناظراً إلى الدنيابل توجهه للعلم وله تصانيف عديدة وأوضاع مفيدة منها توضيح لبهجة الحاوي في مجلدين بل وشرحها شرحاً مطولاً كتب منه إلى صلاة الجمعة أسفاراً ونظم أدلتها وشرح التنبيه ومصنفات شيخه ابن الهائم وكتب على ألفية شيخه البرماوي في الأصول توضيحاً حسناً مفيداً واختصر ألغاز الأسنوي وطبقات الشافعية إلى غير ذلك من المجاميع المفيدة كل ذلك مع الجماعة وتقلله وطرحه للتكلف ومداومة الخلوة للكتابة والتصنيف بحيث كتب بخطه سوى تصانيفه أشياء، وله نظم قليل متوسط ولم ينفك عن ذلك حتى مات بعد ظهر يوم الثلاثاء عشري ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه بعد صلاة العصر عند المحراب الكبير بالمسجد الأقصى تقدم الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي عبد الله ثم دفن بمقبرة الساهرة رحمه الله وإيانا؛ ومن نظمه كما نقلته من خطه مما قاله بمكة بعد دخوله البيت المعظم:
طوباى طوباى في سعين وفي سفري ... وقد دخلت لبيت الله مولاي
حاشاى حاشاى من خزى ومن ندم ... ومن عذابي في موتي ومحياي
من بعد وعد إلهي بالأمان لمن ... يدخل إلى البيت يا بشراي بشراي
وقد سبقه السلفي فقال:
أبعد دخول البيت والله ضامن ... يبقى قبيح والخطايا الكوامن
فحاشا وكلا بل تسامح كلها ... ويرجع كل وهو جذلان آمن(1/445)
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن موسى المجد أبو الفداء الكناني البلبيسي الأصل القاهري الحنفي القاضي. ولد سنة ثمان أو تسع وعشرين وسبعمائة واشتغل في الفقه والفرائض والحساب، وممن تفقه به الفخر الزيلعي ورافق الجمال الزيلعي المحدث فأكثر من سماع الكتب والأجزاء بقراءته بل وطلب بنفسه وحصل بعض الأجزاء وسمع من أصحاب النجيب والعز الحرانيين كأحمد بن كشتغدي وبني الفيومي الثلاثة إبراهيم ومحمد وفاطمة ومحمد بن إسماعيل الأيوبي والميدومي، وتخرج بمغلطاي والتركماني وبرع في الفرائض والأدب وكتب بخطه تذكرة مشتملة على فنون وخمس البردة وغير ذلك كشرحه للتلقين في النحو لأبي البقاء ومصنف في الشروط واختصر الأنساب للرشاطي مع زيادات من ابن الأثير وغيره وعمل كتاباً في الفرائض والحساب، قال شيخنا سمعت التاج بن الظريف وكان ماهراً فيهما يثني عليه قال وقد لقيته قديماً وطارحني بلغز على قافية العين وسمعت عليه مشيخته التي خرجها له صاحبنا الصلاح الأقفهسي وهي ثمانية أجزاء بقراءته وقراءتي متثبتاً في التحديث لا يحدث إلا من أصله ومع هذا فقرأ عليه بعض الطلبة جزء البطاقة بسماعه من نور الدين الهمداني بسماعه من المعين وابن عزرون وهو خطأ فاحش فالهمداني لم يلق أحداً منهما ثم ظهر لي وجه الغلط وهو أن السماع كان بقراءة الهمداني على التفليسي، قال ومهر في الشروط ووقع على الحكام ثم ناب في الحكم ثم أعرض عن النيابة عن الشمس الطرابلسي في ولايته الثانية لشيء وقع له معه ولم يلبث أن استقر به الظاهر برقوق عوضه وذلك في العشر الأخير من رمضان سنة اثنتين وتسعين ومكان حينئذ معتكفاً بالطيبرسية فخرج من اعتكافه بقية الشهر وباشر بصلابة ونزاهة وعفة وتسدد في الأحكام وفي الشهود، وكن الظاهر يجله ويكرمه لكونه ممن امتنع من الكتابة في الفتاوي التي كتبت عليه في كائنة الكرك واستمر بمنزله بكوم الريش حتى انقضت تلك المحنة وكان يشكر له ذلك ويقال أن علم السلطان بذلك أنه لما طلبه ليوليه سأله عن اسمه ونسبه فذكر له فأمر بعض خدمه فاحضر كيساً من الحرير الأسود وأخرج منه ورقاً وأمر بعض مماليكه بتصفح أسماء من فيه هل فيه اسمه فلم يجده فقال له أما كتبت في الفتاوى فذكر له فراره واستتاره بمنزله فأعجبه قال المقريزي لكنه دخل في ولايته الجبن خشية من عود الطرابلسي فكان لا يقضى لأحد ويعتذر بأن الطرابلسي وراءه فوقف حاله ومقته من كان يحبه وندم على ولايته من تمناها له ليبس قلمه عن الأمور العامة والخاصة حتى أنه لم يتفق أنه عدل من الشهود في مدة ولايته غير اثنين وأبغضه الرؤساء لرد رسائلهم وذكر بعض من يعرفه أن سبب خموله في المنصب أنه كان يزهو بنفسه ويربى أن المنصب دونه لما كان عنده من الاستعداد ولما في غيره من النقص في العلم والمعرفة فانعكس أمره لذلك وذكر أيضاً أن كبار الموقعين في زمانه كانوا يرجعون إليه فيما يقع لهم من المعضلات ويحمدون أجوبته فيها وكان جمعهم إذ ذاك متوفراً، واشتهر عنه أنه كان إذا رأى المكتوب عرف حاله من أول سطر بعد البسملة غالباً، وبالجملة فلم يكن فيه ما يعاب به سوى ما قدمناه من التوقف في الأمور ولو كانت واضحة؛ تولم يزل على منزلته عند الظاهر حتى تحرك للسفر إلى الشام فتوسل القاضي جمال الدين العجمي ناظر الجيش حينئذ بصهره وصهر السلطان الشهاب الطولوني لكون الشهاب كان شفع عنده في شاهد ليجلسه ببعض الحوانيت فتوقف فحقدها عليه فتكلم مع السلطان في أن المجد عاجز عن السفر لنقل بدنه ولم يتوقف السلطان في الأخبار بذلك لكونه يشاهد أيام الموكب حين جلوسه عن يساره يوم الاثنين والخميس ثقل حركته وبطأه إلى الغاية لكونه عبل البدن ولا يقوم إلا بعد بطء مع الاتكاء على يديه ورفع عجيزته فأمر بإعفاء، وسعى الجمال حينئذ ببذل مال فولاه في شعبان سنة ثلاث وتسعين وانصرف المجد إلى منزله بالسيوفية فأقام فيه بطالاً ولكنه يشغل الطلبة ويحضر وظائفه التي كانت بيده قبل القضاء نعم امتنع عليه مباشرة التوقيع الذي كان جل تكسبه منه فضاق حاله وتعطل إلى أن نسي كأن لم يكن سيما بعد موت الظاهر لكونه كان يتفقده بالعطية وحينئذ كف بصره وتزايد عجزه وضعفه وانهرم وساءت حاله إلى الغاية حتى مات في أول ربيع الأول سنة اثنتين وأرخه شيخنا في معجه بعاشر جمادى الأولى والصواب الأول(1/446)
وكان كثير النظم جيد الوزن فيه إلا أنه لم يكن بالماهر في عمله وله أشياء كثيرة من قسم المقبول كقوله: كثير النظم جيد الوزن فيه إلا أنه لم يكن بالماهر في عمله وله أشياء كثيرة من قسم المقبول كقوله:
لا تحسبن الشعر فضلاً بارعاً ... ما الشعر إلا محنة وخبال
في الهجو قذف والرياء نياحة ... والعتب ضغن والمديح سؤال
وقد روى لنا عنه غير واحد من أواخرهم الشهاب الحجازي، وذكره المقريزي في عقوده مطولاً وأن شعره كثير وأدبه غزير وعلمه جم غير يسير صحبته أعوام وأخذت عنه فوائد وكان لي به أنس وللناس بوجوده جمال وأنشد عنه مما اختاره من ديوانه الكثير ومن ذلك:
إذا شئت أن تبقى من المال معدوما ... فكن قائلاً للشعر أو كن معلما
وإن تك نساخاً فذاك بحارف ... وأعظم من هذا تكون منجما
وقوله:
تقللت من وزني قريضاً ودرهما ... وقد نقدت من بيت مالي الذخائر
وها أنا عن أهل القريض بمعزل ... فلست بوزان وما أنا شاعر
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن جوشن قريب الفخر محمد بن عيسى الآتي. ممن أخذ عن شيخنا وسمع على ابن الكويك وغيره.
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي الفاضل مجد الدين بن برهان الدين الحياني نسبة لمنزل حبان من الشرقية ثم القاهر الأزهري الشافعي. ولد بها وتحول منها وهو بالغ إلى الأزهر فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وبحث المنهاج على الوروري وكذا قرأ عليه القطر في النحو وحضر دروس المناوي والعبادي والبكري وزكريا والمقسي والجوجري وآخرين من طبقتهم ودونها وفهم في الفقه وفي العربية في الجملة وأدب الكال بن ناظر الخاص ولذا استقر به في مشيخة التصوف بمدرسة أبيه بعد المحيوي الدماطي وبعنايته في الخطابة بجامع الخطيري مع مباشرته عوضاً عن عز الدين المناوي أو يحيى البكري بل ناب في الإمامة بالأزهر مع كثرة تردده في النية ولكنه خير والغالب عليه الصفاء واليبس والميل إلى التحصيل وربما أقرأ بل كان يكثر الأبناء من تصحيح ألواحهم عليه ونعم الرجل. مات بعد ضعف طويل في شوال سنة خمس وتسعين عن نحو السبعين ظناً، واستقر بعده في الجمالية على ابن قريبه المحلي.
إسماعيل بن إبراهيم بن مروان العماد الخليلي. ولد كما قرأته بخطه في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة وأحضر في الثالثة والرابعة على الميدومي أشياء وأخذ القرن تجويداً وبالروايات عن الشهاب بن عياش وحدث سمع منه الفضلاء. وممن روى لنا عنه الأبي وخليل القيمري وكذا قرأ عليه القرآن لأبي عمر والزين عبد الرحمن ابن علي بن إسحاق الخليلي شقير، وكان صالحاً يؤدب الأبناء ببلده. مات في سادس المحرم سنة اثنتين وعشرين، ذكره شيخنا في معجمه وقال أنه أجاز لابنه محمد ولم يحدد وقت وفاته، وأما المقريزي فقال في عقوده نه توفي سنة خمس وعشرين والأول أضبط ظناً.
إسمعيل بن إبراهيم بن موسى بن سعيد بن علي الشيخ أبو السعود المنوفي الشافعي نزيل القاهرة ووالد محمد وأحمد ورمضان المذكورين في أماكنهم. كان عالماً صالحاً ممن أخذ عن الأبناسي وصحب البلالي والزاهد وغيرهما من السادات وتنزل في سعيد السعداء ودرس وأفتى ونظم الشعر سمعت الثناء عليه من غير واحد كالشيخ مدين. مات سنة عشرين تقريباً.
إسماعيل بن إبراهيم الشف الزبيدي الحنفي البومة. أحد مشايخ النحو بزبيد لازم السراج عبد اللطيف الشرجي حتى مهر فيه وفي الصرف وفي اللغة بحيث أنه لما قدم البدر الدماميني زبيد لم يكن في طلبة زبيد من يجاريه سواه وكان لذلك يبالغ في احترامه وينصفه ويعترف له بالفضيلة والتقدم في فنه هذا مع اشتغال في الفقه أيضاً. مات في سنة سبع وثلاثين. أفاده لي بعض فضلاء اليمن، وممن أخذ عنه قراءة وسماعاً العفيف النشاوي وقال أنه شيخ نحاة عصره برع في فنون وأم بمدرسة الجمال المزجاي ودرس بالصلاحية والرحمانية بزبيد في النحو وانتفع به جماعة بل أخذ عنه خلق.
إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي. فيمن جده عبد الصمد.
إسماعيل بن إبراهيم الجحافي الأديب التعزي. قال شيخنا في معجمه شاعر مقتدر على النظم هنأني بالسلامة لما قدمت بلاده سنة ثمانمائة بقصيدة أولها:(1/447)
سكر السير السابقات بالعراب ... الأعوجيات بنات الغراب
فأجابه شيخنا بقصيدة أولها:
أهلاً بها حسناء رود الشباب ... وافت لنا سافرة للنقاب
قال شيخنا وطارحته بلغز فأجاب عنه ولما دخلت بلادهم سنة ست وثمانمائة لم ألقه وأظنه مات قبل .
إسماعيل بن الأمين أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عجبل شرف الدين. من بيت شهير باليمن كان يكرم الوافدين ولكنه لم تطل مدته فإن والده كما تقدم مات في سنة أربعين، ومات هو سلخ ربيع الأول سنة سبع وخمسين.
إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي العماد بن القطب القلقشندي القاهري الشافعي أخو شيخنا العلاء على الآتي وأخيه إبراهيم الماضي وغيرهما ووالد البدر محمد. ممن سمع الكويك بعض الشفا واشتغل قليلاً وجلس مع الشهود وكان ثقيل السمع أجاز لي ومات في.
إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف ابن عمر بن علي بن رسول الأشرف النصر بن الأشرف الغساني اليماني الماضي أبوه والآتي جده قريباً. ولي اليمين بعد أخيه المنصور عبد الله في ربيع الآخر سنة ثلاثين وثمانمائة وهو صغير قبل اختتانه ثم قبض عليه العسكر بمدينة تعز وخلعوه بعمه يحيى ولم يلبث أن مت في السنة بالدملوه. ورأيت من أرخه سنة خمس وثلاثين.
إسماعيل بن أحمد بن أبي بكر المجد القاهري الأخفاق في صهر شيخنا ابن خضر. كان وجيهاً من أرباب حرفته كثير السكون والخير. ممن لازم مجلس شيخنا في السماع وغيره وأظنه حضر بعض دروس الطنتدائي وغيره. مات في الحجة سنة ثمان وسبعين وأظنه جاز السبعين أو قاربها.
إسماعيل بن أحمد بن عبد الوهاب التاج أبو الفدا الخطبا المخزومي القاهري الحنفي خال أم المقريزي. ذكره في عقوده مطولاً وأنه ولد بالقاهرة في حدود بضع وعشرين وسبعمائة ومات في ربيع الآخر سنة ثلاث بعد أن اختلط وأتلف ماله وساءت حاله، وكان ذا فوائد كثيرة وبرف غزيرة. ممن مناب في الحسبة سنين وكذا في القضاء عن الجمال عبد الله بن التركماني الحنفي وزاد اختصاصه به ولم يتزوج قط امتثالاً لوصية أبيه، قال وأخبرني أنه كان له هوي أيام صباه في بعض الصور فرأى في منامه من ينشده:
لا أوحش الله عيني من محاسنهم ... ولا خلا سمعي من طيب الخبر
ولم أكن أحفظ فتطيرت من ذلك فلم البث أن جاء نعي من كنت أهواه. حكى عنه مما حفظه في منامه غير ذلك.
إسماعيل بن أحمد بن موسى بن أحمد بن علي اليماني من بيت جده الفقيه على بن العجيل ويعرف كأبيه بالمشرع. لقيني في رمضان سنة سبع وتسعين بمكة وسمع على في السيرة النبوية لابن سيد الناس وقال لي أنه ولد في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ببيت ابن عجيل وأنه سمع على أبيه وعمه عبد اللطيف في التفسير والحديث والفقه ورأيت له جماعة يعتقدونه ويمشون معه ولم يلبث أن توجه لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم.
إسماعيل بن أحمد بن يعقوب السنهوري القاهري الأزهري المقرئ الشافعي. اشتغل في القراآت على الشهاب السكندري والتاج بن تمرية والدزوجته الزين طاهر ثم ترك وأم بجامع الأزهر في وقت وقام عليه جماعة في ذلك مع مساعدة بلديه النور السنهوري المالكي محتجاً بقدمه واشتغاله في القراآت وكذا أقرأ في مكتب الأيتام به رب الأتراك وقتاً وعمل مشيخة سبع الكلوتاتي. مات في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين بعد انقطاعه مدة وهو أسن من بلديه المشار إليه بيسير ونعم الرجل رحمه الله.
إسماعيل بن إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم السيدوجيه الدين ابن العز بن النظام الحسيني الحسني الأحمدي الشيرازي الشافعي والد عبد الجليل وأخو حسين الآتيين عالم مفنن أخذ عنه في الفقه الجلال أحمد بن محمد بن إسماعيل بن حسن الصفوي الماضي وهو المفيد لترجمته وقال أنه حي في سنة أربع وتسعين.(1/448)
إسماعيل بن إسماعيل بن محمد بن علي العماد أبو الفدا بن العماد أبي الجود بن أنيس الدين الأنصاري النابلسي ثم الدمشقي الشافعي ويعرف بابن العماد، ولد في ليلة سابع عشري رمضان سنة ست وعشرين وثمانمائة بفلاميا من أعمال نابلس بقرب جلجوليا ثم انتقل مع أبويه إلى نابلس فنشأ بها ومات أبوه وهو صغير فكفله خاله شرف الدين الموقت فلما ترعرع وقرأ القرآن والغاية نقله إلى بيت المقدس فأقام عند ابن رسلان وكان ذلك بوصية أبيه فاشتغل عنده وألبسه الخرقة ووجهه للحج في البحر في سنة أربع وأربعين فنزل عند أبي اليمن وقرأ عليه في المنهاج وحضر دروس أبي السعادات بن ظهيرة وتلا إلى آخر الأنعام تجويداً على الزين بن عياش وإِلى آخر مريم على عمر المرشدي ورجع صحبة البدر بن قاضي شهبة فقطن الشام ولازمه وكتب شرحه الكبير للمنهاج وشرحه للاشهية في الفرائض وقرأهما عليه بل قرأ على أبيه ف يمتن المنهاج، ومات وقد انتهى إلى أثناء الإقرار منه وكذا حضر تقسيم البلاطنسي غير مرة وكتب مختصره لمنهاج العابدين وقرأه عليه مع غالب المنهاج وقرأ على السوبيني فرائض المنهاج ومصنفه في شروط الصلاة وأخذ أيضاً عن الزين خطاب وغيره من الشامين والمقادسة وأول من تصور معه مسائل الفقه الزين مفلح مولى البرماوي ثم التقى الأذرعي وقرأ الجرومية في النحو على الزين الشاوي وشرح العقائد على يوسف الرومي والشمس بن سعد والكمال بن أبي شريف والقرآن تجويداً على الشمس بن عمران وصحب غير واحد من الصوفية وقرأ وسمع في بيت المقدس على الجمال بن جماعة والتقي أبي بكر القلقشندي والمحب بن الشحنة وكذا سمع على العز الكناني الحنبلي وابن خاله الشهاب حين كانا بالقدس أيضاً في رجب سنة ست وخمسين أشياء أثبتها له ابن أبي شريف وأجاز له البرهان الباعوني والتاج عبد الوهاب بن الديري وناصر الدين بن زريق وأبو اللطف وآخرون بالاستدعاء وغيره ولقيني بمكة حين مجاورة كل منا فلازمني حتى حمل عني الكثير من تصانيفي ومروياتي رواية ودراية وأثبت له ذلك في كراسة واغتبط باجتماعه بي وأرسلني بعد من الشام بطلب القول البديع لكونه سمع جله فأرسلت له به بل تكررت مطالعاته بالتودد وهو إنسان خير له إلمام بكثير من المسائل والأحاديث ينطوي على محاسن.
إسماعيل بن أبي بكر بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد الشرف أبو المعروف بن الرضي الجبرتي اليماني ابن عم إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الآتي وهما حفيد الداعية الماضي قريباً. ولد سنة ثمان وثمانمائة وخلف أباه وله نحو خمس عشرة سنة في المشيخة بعناية الشيخ محمد المزجاجي وقدمه على جماعة من أتباعه أسن منه لما ظهر له فيه من لوائح النجابة والخير وحقق الله فراسته حين نشأ على الطريق المستقيم وعاشر العلماء وتأدب وتهذب وشارك في الفضائل وأدمن المطالعة والمباحثة حتى تميز وفاق وصار أمام الصوفية وشيخ العارفين وسلك على يده جماعة منهم أحمد بن موسى بن أحمد بن علي بن عجيل المعروف بالمشرع، مات في سابع عشري ربيع الأول سنة خمس وسبعين بزبيد ترجمه صاحب صالحاً اليمين مع جده وأبيه ورأيت من أرخ وفاته سنة أربع والأول أثبت وذكره العفيف الناشري وقال أنه اتفقت القلوب على محبته لحسن أخلاقه وجودة سيرته.(1/449)
إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله المقري بن إبراهيم بن علي بن عطية بن علي الشريف أبو محمد الشغدري بفتح المعجمة والمهملة بينهما معجمة ساكنة ثم راء قبل ياء النسب لقب لعلي الأعلى الشاوري الشرجي اليماني الحسيني نسبة لأبيات حسن من اليمن الشافعي الأسوي ويعرف بابن المقرئ وسمي الخزرجي جده عبد الله ابن محمد ولم يزد كما أن النفيس العلوي لم يزد أحداً بعد جده عبد الله واقتصر شيخنا في الأنباء على إسماعيل بن أبي بكر وفي المعجم قال إسماعيل بن محمد بن أبي بكر، وتبعه فيه التقي بن قاضي شهبة؛ وأصله من الشرجة من سواحل اليمن كما قاله شيخنا في أنبائه، وقال غيره مما لا ينافيه أصله من بني شاور قبيلة تسكن جبال اليمن شرقي المحالب. ولد كما كتبه بخطه في منتصف جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وسبعمائة، وقال الجمال بن الخياط أنه رجع عنه وصح له أنه سنة أربع وخمسين وسبعمائة، وقال الجمال بن الخياط أنه رجع عنه وصح له أنه سنة أربع وخمسين بأبيات حسين ونشأ بها ثم انتقل إلى زبيد وتفقه بالجمال الريمي شارح التنبيه فقرأ عليه المهذب وسمع غيره في آخرين تفقه بهم وأخذ العربية عن علماء وقته كمحمد ابن زكريا وعبد اللطيف الشرجي ومهر فيهما وفي غيرهما من العلوم وبرز في المنطوق والمفهوم، وتعانى النظم فبرع فيه وأقبل عليه ملوك اليمن وصار له ثم حظ عند الخاص والعام. وولاه الأشرف تدريس المجاهدية بتعز والنظامية بزبيد فأفاد واستفاد وانتشر ذكره في سائر البلاد وولي أمر المحالب وعين للسفارة إلى الديار المصرية ثم تأخير ذلك لطمعه في الاستقرار في قضاء الأقضية بعد المجد الشيرازي اللغوي فلم يتم له مناه بل كان يرجوه في حياة المجد ويتحايل عليه بحيث أن المجد عمل للسلطان الأشرف كتاباً أول كل سطر منه ألف واستعظمه السلطان فعمل الشرف كتابه الحسن الذي لم يسبق إلى مثاله المسمى عنوان الشرف والتزم أن تخرج من أوائله وأواخره وأواسطه علوم غير العلم الذي وضع الكتاب له وهو الفقه لكنه لم يتم في حياة الأشرف فقدم لولده الناصر ووقع عنده بل وعند سائر علماء عصره ببلده وغيرهما موقعاً عظيماً وأعجبوا به وهو مشتمل مع الفقه على نحو وتاريخ وعروض وقواف. وكذا اختصر الروضة وسماه الروض باختصار اسمها أيضاً والحاوي الصغير وسماه الإرشاد وشرحه في مجلدين وعمل بديعيه على نمط بديعية الصفي الموصلي وقصيدة استنبط فيها معان كثيرة تزيد على ألف ألف معني إلى غير ذلك نظماً ونثراً ونظمه كثير التجنيس والبديع حسن الترتيب والترصيع حتى أن النفيس العلوي قال أنه سمع باليمن كلاً من شيخنا وشعبان الآثاري يقول ما أعلم اعلم ولا أفصح في الشعر منه وهو يربي على أبي الطيب المتنبي وقال هو الفقيه الإمام العالم ذو الفهم الثاقب والرأي الصائب بهاء الفقهاء نور العلماء علماً وعملاً وصاحب الحال المرضي قولاً وفعلاً المعتكف عل التصنيف والتحرير والمقبل عليه ملوك اليمن في الرأي والتدبير له الحظوظ التامه عند الخاصة والعامة وهو بذلك جدير وحقيق، وقال الموفق الخزرجي إنه كان فقيهاً محققاً باحثاً مدققاً مشاركاً في كثير من العلوم والاشتغال بالمنثور والمنظوم أن نظم أعجب وأعجز وإن نثر أجاد وأوجز فهو المبرز على أترابه والمقدم على أقرانه وأصحابه وكان يقول الشعر الحسن مع كراهته أن ينسب إليه قلت حتى أنه قال:
بعين الشعر أبصرني أناس ... فلما ساءني أخرجت عينه
خروجاً بعد راء كان رأبى ... فصار الشعر مني الشر عينه(1/450)
ثم قال الخزرجي ويتعانى في غالبه التجنيس واستنباط المعاني الغريبة بحيث يأتي بما يعجز عنه غيره من الشعراء في أحسن وضع وأسهل تركيب؛ وامتدح الأشرف إسماعيل بن العباس وغيره ولم يزل الأشرف يلحظه ويقدمه وهو جدير بذلك فقد كان غاية في الذكاء والفهم لا يوجد له نظير، وله تصانيف في النحو والشرع والأدب وغير ذلك، وقد قرأ على ديوان المتنبي فاستفدت بفهمه وذكائه أكثر مما استفاد مني وكنت أحب أن لو أتمه لكن حصل عائق. وقال شيخنا في أنبائه أنه مهر في الفقه والعربية والأدب وجمع كتاباً في الفقه سماه عنوان الشرف يشتمل على أربعة علوم غير الفقه يخرج من رموز في المتن عجيب الوضع اجتمعت به في سنة ثمانمائة ثم في سنة ست في كل مرة يحصل لي منه الود الزائد والإقبال وتنقلت به الأحوال وولى إمرة بعض البلاد في دولة الأشرف وناله من الناصر جائحة تارة وإقبال أخرى، وكان يتشوق لولاية القضاء بتلك البلاد فلم يتفق له ومن نظمه بديعية التزم أن يكون في كل بيت تورية مع التورية باسم النوع البديعي وله مسائل وفضائل وعمل مرة ما يتفرع من الخلاف في مسألة الماء المشمس فبلغت آلافاوله شرح مختصر الحاوي في مجلدين، وحج سنة بضع عشرة وأسمع كثيراً من شعره بمكة وترجمه في استدعاء بأنه إمام فاضل رئيس كامل له خصوصية بالسلطان وولى عدة ولايات دون قدره وله تصانيف وحذق تام ونظم مليح إلى الغاية ما رأيت باليمن أذكى منه. وقال في معجمه استفدت منه الكثير وسمع مني كتابي ضوء الشهاب المنتخب من نظمي وأحسن السفارة لي عند السلطان وطار حتى بأبيات رائية، وحج وحدث بشيء من شعره وعين للسفارة إلى القاهرة ثم تأخر ذلك وكان يطمع في ولاية القضاء فلم يتفق له وصنف عنوان الشرف وهو مختصر في الفقه أودعه علوماً أخرى تستخرج من أوائل السطور وأواخرها لم يسبق إلى مثله وأجاز لأولادي في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة؛ وقال ابن قاضي شهبة في طبقاته قال لي بعض المتأخرين شامخ العرنين في الحسب ومنقطع القرين في علوم الأدب تصرف للأشرف صاحب اليمن في الأعمال الجليلة وناظر أتباع ابن عربي فعميت عليه الأبصار ودمغهم بأبلغ حجة في الأفكار وله فيهم غرر القصائد تشير إلى تنزيه الصمد الواحد وله المدح الرائق والأدب الفائق إلى أن قال ترشح لقضاء الأقضية بعد القاضي مجد الدين ودرس بمدارس منسوبة إلى ملوك قطره ولم يزل محترماً إلى أن توفي في سنة سبع وثلاثين في رجب منها ظناً يعني بزبيد، وقال غيره أنه حج في سنة سبع وثمانمائة وحدث فيها ببديعيته في سنة اثنتين وعشرين ولقي فيها الولي العراقي بمكة وقال له أنت القائل:
قل للشهاب بن علي بن حجر ... سور على مودتي من الغير
فسور ودي فيك قد بنيته ... من الصفا والمروتين والحجر
فقال نعم قال فأنشدنيهما ففعل وفي سنة ثمان وعشرين وأنشدنا عنه الموفق الآبي قصيدة سمعها منه أولها:
إلى كم تمادى في غرور وغفلة ... وكم هكذا نوم إلى غير يقظة(1/451)
والتقى بن فهد ما أثبته في معجمه وكذا عندي من نظمه أشياء وهو شائع فلا نطيل به وله كتاب في الرد على الطائفة العربية وأشياء في ذلك منظومة ومنثورة وآخر من علمته من علماء أصحابه التقي عمر الفتي المتوفي في سنة سبع وثمانين وكان يرجح مختصر الروضة للأصفوني على الروض لشيخه لعدم تقيده فيه بلفظ الأصل الذي قد يؤدي لتباين ظاهر بخلاف الأصفوني فهو متقيد بلفظ الأصل ولذا عمل كتاباً سماه الإلهام لما في الروض من الأوهام وشرح الروض شرحاً بليغاً قاضي الشافعية في وقتنا ومحقق الوقت الزين زكريا الأنصاري وقد ختم تحقيقه بين يديه في أوائل سنة اثنتين وتسعين وكذا شرحه الشيخ شمس الدين بن سولة الدمياطي شرحاً مطولاً بل اختصر الروض نفسه وشرح الإرشاد للعلامة المحقق الكمال بن أبي شريف المقدسي وتداوله الفضلاء والعلامة الشمس الجوجري، وأولهما أتقنهما وأخصرهما نفع الله بجميع ذلك. وقال العفيف الناشري. وهو ممن أخذ عنه: مدقق وقته في العلوم وأشعر أهل زمانه قال وسمعت طلبته يذكرون عنه كثرة العبادة والذكر وقال أيضاً في ترجمة عمه الموفق إن صاحب الترجمة كان غاية في التدقيق إذا غاص في مسئلة وبحث فيها اطلع فيها على ما لم يدركه غيره لكون فهمه ثاقباً ورأيه وبحثه صائباً حتى أنه حرر كثيراً مما اختلف فيه أتم تحرير ومع ذلك فكان غاية في النسيان قيل أنه لا يذكر ما كان في أول يومه ومن أعجب ما يحكى في نسيانه أنه نسى مرة ألف دينار بزنبيل ثم وقع عليه بعد مدة اتفاقاً فتذكره وحاله لا يقتضي نسيان دون هذا القدر فضلاً عنه انتهى. وذكره المقريزي في عقوده ونسبه ابن أبي بكر بن إبراهيم بن عبد الله وساق من نظمه أشياء وترجمته تحتمل كراريس رحمه الله تعالى.
إسماعيل بن أبي بكر واسمه محمد بن علي الخوافي الآتي أبوه، قدم القاهرة معه في سنة أربع وعشرين وثمانمائة فقال لشيخنا:
أقمت بمصر يا صدر الأعالي ... وصيتك في العوالم غير خاف
وزينت الورى جيلاً فجيلاً ... فشرفت القوادم والخوافي(1/452)
إسماعيل بن أبي الحسن بن علي بن عيسى كما رأيته بخطه وقيل بدله عبد الله المجد أبو محمد البرماوي ثم القاهري الشافعي والد البدر محمد الآتي. ولد في سنة تسع وأربعين وسبعمائة كما قرأته بخطه في نواحي الغربية، ومات أبوه وهو حمل فلما ترعرع اشتغل بالفقه على ابن البازغي النحريري شارح أبي شجاع ثم تحول إلى القاهرة قديماً وحضر دروس مشايخها وابتدأ بالسراج البلقيني وتكلم معه فأقبل عليه واختص به وأسكنه هو وأمه بالمدرسة بالبدرية بباب سر الصالحية وأرسل إليه يوماً بطعام فأتعب أمه ذلك وقالت له نحن سؤال ومرت ابنها فرده ثم شرت تعطيه من مصاغها فيبيعه وينفقون منه على أنفسهما إلى أن سأله الذي كان يشتري منه وكان نصرانياً في كتابه براءة بينهما ففعل وكتب في آخرها قال ذلك فقير رحمة ربه فلان فقال له ذلك النصراني أنتم عبتم على من قال من أهل الكتاب فقير ونحن أغنياء وأنت قد وقعت في ذلك وكان عامياً لا يفهم معاني الكلام قال فقلت له المكان يضيق عن شرح هذا فتعال إلى المنزل أزيل لك هذا الشك وفارقته فبينما أنا نائم في تلك الليلة رأيت المسيح بن مريم عليه السلام قد نزل من السماء وعليه قميص أبيض قال فقلت في نفسي إن كان من لباس الجنة فهو غير مخيط قال فلمسته بيدي واستثبت في أمره فإذا هو قطعة واحدة ليس فيه خياطة فقلت له أنت عيس بن مريم الذي قالت النصارى أنه ابن الله فقال ألم تقرأ القرآن قلت قال: لقد كفر الذين وقالت النصارى المسيح ابن الله الآيات ثم استيقظت فأتاني ذلك النصراني في الصبح وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأسلم وحسن إسلامه ولم يكن لذلك سبب أعلمه إلا بركة رؤيتي عيسى عليه السلام. ولم يزل المجد يلازم مع مزيد تعلله الاشتغال في فنون العلم ولا سيما على البلقيني فإنه جعله محط رحله وعظم اختصاصه به بحيث كان يقول أنا السائل للبدر الزركشي منه الأذن له في الإفتاء والتدريس وكانت مدة ملازمته له نحو أربعين سنة حتى صار أوحد أهل القاهرة وتخرج به عدة من علمائها بل أكثر علمائها كالشمس البرماوي بلديه، وقال الشهاب بن المحمرة إنه قرأ عليه هو والشمس البرماوي والجمال بن ظهيرة والجمال الطيماني جامع المختصرات تقسيماً في سنة إحدى وثمانين بل قرأ عليه الزين الفارسكوري وهو أسن من هؤلاء والفخر البرماوي وكان من كبار الفضلاء وصار عالماً علامة بحراً فهامة حبراً راسخاً وطوداً شامخاً ومع صبره على الفقر كان زاهداً في الدنيا موقنا بأن ذلك هو الحالة الحسني حتى بلغنا أنه كان يسأل أن يجعل الله ثلاثة أرباع رزقه علما فكان قرير العين بفقره وما آتاه الله من العلم بل يعتب على من يتردد إلى غنى لماله أو ذي جاه لجاهه، وعرض عليه الجلال البلقيني أن يقبل منه التفويض فيما فوض إليه السلطان فقال أنا لا أعرف حكم الله فقال له فإذا قلت أنت هذا فما نقول نحن ألست مقلداً للشافعي فقال أنا مقلده في العبادات. واستمر منقطعاً في بيته مقبلاً على خاصة نفسه وكن يدعو ببقاء شيخنا ويقول أنا أقدم حياته على حياتي فبحياته ينتفع المسلمون؛ وقد سمع على ابن القارئ مشيخته والصحيح وغيرهما وعلى أبي طلحة الحراوي الأول من فضل العلم للمرهبي وفيما كان يخبر به على العز بن جماعة ومن لفظ إبراهيم بن إسحاق الآمدي الثالث عشر من الخلعيات. وقد ذكره شيخنا في معجمه وقال أنه خطب بجامع عمرو يعني بعد موت صهره؛ وكتب بخطه وجمع مجاميع حسنة وفوائد مستحسنة وحصل كثيراً وشارك في عدة فنون من فقه وأصول ونحو وغير ذلك وكان كثير الاستحضار خاملاً ولم يشتهر بذكاء وممن انتفع به الشهاب بن المحمرة والعلم البلقيني وأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة وألحق الأبناء بالآباء بل بالأجداد وتأخر أصحابه إلى بعد سنة تسع وثمانين بل وحدث سمع منه الفضلاء كالزين رضوان وابن خضر ثم البقاعي. ومات في يوم الأحد رابع عشر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين عن أربع وثمانين سنة بعد أن تعلل مدة وانهرم منذ أكمل الثمانين بل قبل ذلك، قال شيخنا أجاز في استداعاء أولادي وكتب بخطه: أذنت لهم ناطقاً بما كتبت ما طلب لهم مما صح عندهم أنني قرأته أو سمعته أو أجزت به، وقال في أنبائه إنه مهر في الفقه والفنون وتصدى للتدريس، وفي موضع آخر أنه أسن الشافعية في وقته، وذكره التقي بن قاضي شهبة في طبقاته وقال أنه أخذ عن(1/453)
الأسنوي ولازم البلقيني مدة طويلة وشارك في الفنون وتقدم واشتهر بمعرفة الفقه وقرأ عليه فضلاء طلبة البلقيني وحكى لي الشهاب بن المحمرة أنه قرأ عليه هو وذكر ما تقدم قال وفي آخر عمره من نحو عشرين سنة ترك الاشتغال وكان في جميع عمره خاملاً ولم تحصل له وظيفة وإنما درس بمدرسة خاملة ظاهر القاهرة وخطب بجامع عمر وبمصر وكان لخموله يقال أن في اعتقاده شيئاً، وقال ابن فهد إنه كان متهماً في دينه بل يقال أنه يترك الصلاة على دين الأوائل من عدم البحث ونحوه انتهى. ولم يثبت ذلك عندي كما أنه قيل أنه كان يقول البخاري ومسلم جنيا على الإسلام حيث أوهما عامة الناس حصر الصحيح فيما جمعاه وردوا كل ما لم يكن فيهما. وأستغفر الله من حكاية كل هذا بل كان علامة مفننا ولكن لم ينتفع بمسوداته التي منها فيما بلغني من بعض الآخذين عنه مختصر المهمات وكتبت في إجازة لفتح الدين صدقة الشارمساحي:ي ولازم البلقيني مدة طويلة وشارك في الفنون وتقدم واشتهر بمعرفة الفقه وقرأ عليه فضلاء طلبة البلقيني وحكى لي الشهاب بن المحمرة أنه قرأ عليه هو وذكر ما تقدم قال وفي آخر عمره من نحو عشرين سنة ترك الاشتغال وكان في جميع عمره خاملاً ولم تحصل له وظيفة وإنما درس بمدرسة خاملة ظاهر القاهرة وخطب بجامع عمر وبمصر وكان لخموله يقال أن في اعتقاده شيئاً، وقال ابن فهد إنه كان متهماً في دينه بل يقال أنه يترك الصلاة على دين الأوائل من عدم البحث ونحوه انتهى. ولم يثبت ذلك عندي كما أنه قيل أنه كان يقول البخاري ومسلم جنيا على الإسلام حيث أوهما عامة الناس حصر الصحيح فيما جمعاه وردوا كل ما لم يكن فيهما. وأستغفر الله من حكاية كل هذا بل كان علامة مفننا ولكن لم ينتفع بمسوداته التي منها فيما بلغني من بعض الآخذين عنه مختصر المهمات وكتبت في إجازة لفتح الدين صدقة الشارمساحي:
فتح ديني وصل سري بالصلات ... في علوم كاشفات في الصفات
فاء فتحي قاف قلبي عن فلات ... باء باق حاء حتم في حلات
لام ألفى ألف ألف مردوات ... كاملات في وجوه معدمات
صاد سبع دال زاي في ثبات ... فاؤها ختم بدا تاء الصلات
وذكره المقريزي في عقوده باختصار وأرخه في رابع عشر جمادى الأولى عن بضع وسبعين والأول قال وله مجاميع مفيدة وقد تردد إلى سنين ولي به أنس رحمه الله تعالى وإيانا. إسماعيل بن حسين بن حسن الكمال أبو البركات بن الشيخ الفتحي المكي وهو بكنيته أشهر يأتي.
إسماعيل بن الحسين بن الرباح المعروف بجده. ولد في حدود سنة تسعين وسبعمائة واشتغل في الفقه وسمع من جماعة وصار يلي قضاء بلاد من حلب كأريحا وسرمين من عمل قاسرين وله نظم حسن مع خير وتودد وإحسان للواردين ومن نظمه مما لا يستحيل بالانعكاس:
جرى سيل بطرفي كيف رطب ليس يرج ... حرقتي فرط دا فإذا طرفي تقرح
ومنه:
أفديه من ظالم الجفون رشا ... يسأل في الحب عن متيمه
يحيا إذا ما سقى قتيل هوى ... سمعت هذا الحديث من فمه
لقيه ابن أبي عذيبة بحلب في سنة تسع وأربعين وقال كنت آنس بصحبته، وذكره النجم بن فهد في معجمه فقال ابن الحسين بن سالم بن أبي الفضل بن يحيى بن يعقوب ابن سلامة العماد أبو الفدا الخزرجي الفوعي ثم السرميني الشافعي ويعرف بابن الزرباح. ولد في أحد الربيعين سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة واشتغل بالفقه والنحو على أبيه وفي النحو فقط على السراج النحوي وولي قضاء بلده سرمين من أعمال حلب وينظم الشعر الحسن ومدح رؤساء حلب بقصائد بديعة مع كرم وشجاعة.
إسماعيل بن الحسين بن سالم بن أبي الفضل هو الذي قبله.
إسماعيل بن خليل بن يونس بن سعود عماد الدين الخليلي الشافعي المقرئ. ولد تقريباً في عشر الثمانين وسبعمائة بالخليل ونشأ بها فقرأ القرآن وجوده على الشهاب بن عياش والشمس القباقبي وغيرهما وحفظ بعض المنهاج، وتصدر ببلده وناب في الإمامة والخطابة بالمقام منها وغير ذلك، وكان خيراً ذا شكالة حسنة أبهة رأيته بالخليل وصليت وراءه وسمعت قراءته ولست أستبعد أن يكون سمع ولو على ابن الجزري والتدمري وإبراهيم بن حجى فصغار البلد فضلاً عن كبارهم ممن سمع عليهم. مات قريباً سنة ستين تقريباً.
إسماعيل بن رسلان بن محمد الشبلي. ممن سمع مني.(1/454)
إسماعيل بن زايد بن أحد مشايخ العربان بالبحيرة. وسط في أواخر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين.
إسماعيل بن شبابة من جبال نابلس. قتل في صفر سنة إحدى وتسعين.
إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول يقال أن رسول محمد بن هرون بن أبي الفتح بن نوحى بن رستم الأشرف ممهد الدين أبو العباس بن الأفضل بن المجاهد بن المؤيد بن المظفر بن المنصور الغساني التركماني الأصل اليمني ملكها ووالد الناصر أحمد الماضي. ولد في ذي الحجة سنة إحدى وستين وسبعمائة واستقر في المملكة بعد وفاة أبيه وقبل استكماله ثماني عشرة سنة وذلك في شعبان سنة ثمان وسبعين فسار سيرة محمودة حمده الخاص والعام؛ وكان جواداً لا نظير له في ذلك قريباً مهيباً حليماً صبوراً عطوفاً متحرياً عن سفك الدماء بغير حق شديد البأس حسن السياسة ممدحاً مدحه الأعيان كالفقيه علي بن محمد الناشري والشرف بن المقر، اشتغل بفنون من النحو والفقه والأدب والتاريخ والأنساب والحساب وغيرها فأخذ الفقه عن علي النشاوري والنحو عن عبد اللطيف الشرجي وسمع الحديث على المجد الفيروزابادي وصنف العسجد المسبوك والجوهر المحبوك في أخبار الخلفاء والملوك والعقود واللؤلؤية في أخبار الدولة الرسولية إلى غير ذلك في النحو والفلك وغيرهما وذلك أنه كان يضع وضعاً ويحد حداً ثم يأمر من يتمه على ذلك الوضع ويعرض عليه فما ارتضاه أثبته وما شذ عن مقصوده حذفه وما وجده ناقصاً أتمه؛ وابتنى بتعز مدرسة في سنة ثمانمائة وله مآثر حميدة. ذكره الموفق الخزرجي مطولاً وقال شيخنا في أنبائه أنه أقام في المملكة خمسا وعشرين سنة وكان في ابتداء أمره طائشاً ثم توقر وأقبل على العلم والعلماء وأحب جمع الكتب وكان يكرم الغرباء ويبالغ في الإحسان إليهم امتدحته لما قدمت بلده فأثابني أحسن الله إليه. مات في ربيع الأول سنة ثلاث بمدينة تعز ودفن بمدرسته التي أنشأها بها ولم يكمل الخمسين، زاد غيره واستقر بعده ابنه أحمد ولقب بالناصر، وقال العيني كان مولعاً بالتاريخ مشتغلاً بأخبار الناس وقد جمع تاريخاً حسناً لطيفاً في آخرين. قال وكانت لديه فضيلة ومعرفة بالإنشاء والنظم وله أشعار حسنة، وهو في عقود المقريزي.
إسماعيل بن عبد الخالق بن عبد المحيي بن عبد الخالق مجد الدين بن الإمام سراج الدين بن محيي الدين بن سراج الدين السيوطي القاهري نزيل الناصرية الشافعي أخو أحمد الماضي. ولد في سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بالقاهرة. وأحضر الشافعي أخو أحمد الماضي. ولد في سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بالقاهرة وأحضر في الرابعة على أبى الفرج بن القارئ غالب مشيخته وسمع من عمه العز عبد العزيز وجويرة الهكارية والمال عبد الله بن المعين قيم الكاملية ومما سمعه عليه جزء الآجري والختلى وعلى التي قبله جزء من حديث البختري والتنوخي وطائفة وحدث سمع منه الفضلاء كابن أخيه، وكان شيخاً وقوراً كثير التلاوة متكسباً بالشهادة صوفياً بالبيبرسية. مات في يوم الجمعة ثاني المحرم سنة تسع وثلاثين وصلى عليه عقب صلاتها بالحاكم. ذكره شيخنا في أنبائه فقال كان وقوراً ملازماً حانوت الشهود قليل الشر.
إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد الغني بن شاكر بن الجيعان يأتي في أمير حاج فهو به أشهر.
إسماعيل بن عبد الرحمن بن التاجر شيخ سفط أبي تراب أبوه. سلخ كل منهما في شعبان سنة إحدى وسبعين لاتهامهما بقتل شيخ أبشيه الملق وكانا من مساوئ الدهر لفظاً ومعنى.
إسماعيل بن عبد الرزاق المجد أبو البركات الصوفي الكاتب ويعرف ببني الجيعان وهو بكنيته أشهر، في الكني.(1/455)
إسماعيل بن عبد العظيم بن علي بن يوسف الزفتاوي البوتيجي الأصل الأنبابي ثم المقسي ابن أخي عبد القادر بن علي بن يوسف من أولى النغمات الطربة ممن له نوبة مع المنشدين الذين يماشون الملك في تلك التلحينات وخالط البدر حسن بن الطولوني وغيره، وهو عثير لطيف له عقل وأدب وتودد يتكسب في حانوت سوق أمير الجيوش. ومولده في سنة خمس وستين وثمانمائة بأنبابة ونشأ بها ثم تحول وهو صغير مع أمه فسكنت به عند إخوتها بالمقسم وقرأ القرآن عند الشهابين العقيبي والزبيدي ثم تعانى الأنغام وذاق الفن ووزن الشعر وتردد إلي بالقاهرة ثم كثر مخالطته لي حين كان مجاوراً في سنة سبع وتسعين بأبويه وكان جاء بهما في موسم التي قبلها وحمدت مجاورته وفهمه وحسن تأديته.
إسماعيل بن عبد الله بن إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف ابن علي بن عمر بن رسول الأشرف بن الطاهر بن الأشرف الآتي أبوه. ملك بعده في سنة اثنتين وأربعين وله نحو عشرون سنة فساءت سيرته بسفك الدماء وأخذ الأموال وغير ذلك من أنواع الفساد حتى أنه قتل الأمير سيف الدين برقوق القائم بدولتهم في عدة من الأتراك وغيرهم وهو مذكور في حوادث شيخنا إما في سنة أربع وأربعين أو بعدها. قلت: وسيأتي في ابن يحيى بن إسماعيل قريباً.
إسماعيل بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الشرف العلوي الزبيدي اليماني الوزير أخو أحمد الماضي ويعرف بابن العلوي. ممن ولد باليمن ونشأ بها ومات بمكة في ليلة الخميس خامس المحرم سنة خمس وثلاثين وقد قارب الخمسين، وكان عاقلاً حازماً كاملاً كاتباً ماهراً سيفاً باتراً استقر به الناصر بعد قتل أبيه وعمه في شد الاستيفاء مع كونه إذ ذاك ابن أربع عشرة سنة لمحبته في والده فباشره ونجب في الكتابة واستمر يترقى إلى أن استوزره المنصور ثم الأشرف فلما خلع واستقر الظاهر نكبه وصادره وبالغ في أذاه بكل ممكن مع إحسانه له في مدة أخيه الناصر وابن أخيه المنصور والأشرف ولكنه كان يحسده وما وسعه إلا الهرب إلى مكة فخرب الظاهر بيته وقبض أملاكه وأزال نعمته بل قتل أخاه واستمر هذا بمكة حتى مات بل يقال إنه دس عليه من سمه رحمه الله.
إسماعيل بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله المجد الشطنوفي القاهري الشافعي. ولد سنة ست وستين وسبعمائة وفي ظنه أنه بشطنوف، وقرأ بها غالب القراءات ثم انتقل إلى القاهرة فأكمله وتلا به لنافع على الفخر الضرير، وعرض التنبيه على الأبناسي وابن الملقن والبلقيني وغيرهم وأخذ الفقه عن الأبناسي والبيجوري وجماعة والنحو عن الشمس البوصيري، وحج قبل القرن وسمع ابن أبي المجد وأم بالقراسنقرية بالقاهرة وسكنها حتى مات وتكسب بالشهادة بحانوت قرب جامع الحاكم وكتب على الاستدعاءات. ومات في يوم الأحد سادس ذي الحجة سنة ست وأربعين ودفن من الغد بتربة الصوفية خارج باب النصر.
إسماعيل بن عبد الله بن محمد الريمي. ولي القضاء بتعز ومات سنة سبع وثلاثين بالطاعون بعد اختلاطه بخلط سوداوي.
إسماعيل بن عبد الله المغربي المالكي نزيل دمشق. كان بارعاً في مذهبه تفقه به الشاميون وأفتى وناب في الحكم. مات في شعبان سنة ثلاث عن نحو السبعين وقد ضعف بصره، قاله شيخنا في أنبائه.
إسماعيل بن علي بن إسماعيل النبتيتي الآتي أبوه وجده ويعرف كهو بابن الجمال - بالتشديد والجيم - قرأ القرآن وتعانى الزرع، وحج وذكر بالخير لكنه أمسك في سنة تسع وثمانين بعمل الكيمياء وجرت له بسببها حادثة تألم لها الخيرون وذا الظن خير به كثير من المزلزلين وقام الشافعي حتى سكن أمرها والظاهر أن سببها عدم طوعه لأبيه بحيث عجز الأكابر عن إصلاح ما بينهما.
إسماعيل بن علي بن إسماعيل. جد الذي قبله.
إسماعيل بن علي بن أبي بكر بن عبد الله بن أحمد اليماني الصوفي ويعرف بالحندج. لبس الخرقة من السراج عبد اللطيف بن حسين بن عبد الملك الحسني القبيصي اليماني بلباسه لها من إسماعيل بن الصديق الجبرتي وهو من السراج أبي بكر بن محمد الصوفي، لقيه باليمن في سنة ست وثمانين عبد الله بن عبد الوهاب الكازروني المدني فلبسها منه. وسيأتي إسماعيل بن محمد وأنه يعرف أيضاً بالحندج.(1/456)
إسماعيل بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الشرف أبو الفداء الناشري. ولد سنة ست وسبعين وسبعمائة وأخذ عن عمه ولزم مجلس والده واعتنى بكتب الأدعية وولي نظر بعض مساجد تعز وتكسب بالزراعة وحج. مات في رمضان سنة أربع وأربعين.
إسماعيل بن علي بن حسن بن هلال بن معلى المجد الصعيدي الأصل القاهري الشافعي ويعرف بابن معلى. ولد سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بخط باب الخرق ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وكتباً كالعمدة والمنهاج ومختصر ابن الحاجب وألفية النحو واشتغل بالفقه والعربية والصرف والأصلين والمنطق وغيرها؛ ومن شيوخه المناوي والتقي الحصني والعلاء الحصني والعز عبد السلام البغدادي والشمني والآبدي، وشارك في الفضائل وتميز وأكثر المباحثة في الدروس ونحوها بصوت جهوري وتنزل في بعض الجهات وأقرأ الطلبة بل أخبرني أنه مر على الروضة بكمالها تدريساً مع ملاحظة المهمات والخادم وغيرهما وعمل الليث العابس في صدمات المجالس وحفظه بعضهم وكذا أخبرني أنه شرح قواعد ابن هشام وأن له غير ذلك كل هذا مع التكسب تحت الربع في سوق النساء وإليه المرجع هناك، وحج غير مرة وكثر تردده إلي وتودده.
إسماعيل بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن عبد الله بن رستم المجد أبو الطاهر البيضاوي ثم المكي الزمزمي الشافعي المؤذن أخو إبراهيم وحسين ووالد نائب أبي إسماعيل المذكورين. ولد سنة ست وستين وسبعمائة بمكة وسمع بها من أبي الطيب السحولي وابن صديق وغيرهما، ودخل القاهرة سنة اثنتين وثمانمائة فسمع بها من الحلاوي بعض مسند أحمد وغيره وأجاز له ابن النجم وابن الهبل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وغيرهم؛ واشتغل كثيراً وأخذ العروض عن النجم المرجاني، قال شيخنا في أنبائه وكان يتعانى النظم وله نظم مقبول ومدائح نبوية من غير اشتغال بآلاته ثم أخذ العروض عن النجم المرجاني ومهر، وكان فاضلاً قليل الشر مشتغلاً بنفسه وعياله مشكور السيرة ملازماً لخدمة قبة العباس وله سماع من قدماء المكيين وحدث بشيء يسير سمعت من نظمه؛ وقال في معجمه اشتغل كثيراً وتعانى النظم وكان أبوه على سقاية العباس فاستمر هو وأخوته بها، وأول ما لقيته في سنة خمس وثمانين وسبعمائة وسمعت من شعره وكان إذ ذاك أول ما تعاناه ثم مهر وعمل قصائد نبويات ومدائح في ملوك اليمن وغيرهم بل مدحني بعد ذلك بقصيدة:
إن لم تجودوا بالوصال وطال في ... هجرانكم ليلي البهيم من السهر
فدجاه يجلوه شهاب ثاقب ... من جده كيد العدى عني حجر
قال وأنشدني لنفسه قصيدة نونية وغير ذلك. مات في عصر يوم الأحد ثالث عشري شوال سنة ثمان وثلاثين بمكة ودفن من الغد بالحجون، وقد لقيه شيخنا العلاء القلقشندي في سنة إحدى عشرة بمكة فأخذ عنه علم العروض وكتب من نظمه مما سمعه منه في ضبط بحور الشعر:
طويل يمد البسط بالوفر كامل ... ويهزج في رجز ويرمل مسرعا
فسرح خفيفاً يقتضب لنا ... من اجتث من قرب لندرك مطمعا
وممن ذكره المقريزي في عقوده وقال أنه سمع منه من شعره ونعم الرجل كان.
إسماعيل بن علي بن محمد أبو الخير البقاعي ثم الدمشقي الشافعي الناسخ. قال شيخنا في أنبائه كان يشتغل بالعلم ويصحب الحنابلة ويميل إلى معتقدهم مع كونه شافعياً ويقرأ الحديث للعامة وينصحهم ويعظهم ويكتب للناس مع الدين والخير؛ وله نظم حسن أنشدني منه بدمشق وكتب بخطه صحيح البخاري في جلد واحد معدوم النظير من الحريق إلا اليسير من هوامشه بيع بأزيد من عشرين مثقالاً فر من الكائنة إلى طرابلس فأقام بها إلى آخر سنة خمس وثمانمائة ورجع فمات بدمشق في المحرم سنة سبع، وقال في معجمه: شيخ حسن يكتب الخطب المنسوب وينظم الشعر المقبول ويتدين لقيته بدمشق فسمع معي وأنشدني من شعره وكان شافعياً لكنه على معتقد الحنابلة ويقرأ الحديث للعامة ويعلمهم أمور الدين إرشاداً، وذكره المقريزي في عقوده وأرخه في المحرم سنة ست.(1/457)
إسماعيل بن علي بن محمد المجد أبو الفدا الرحبي القاهري الشافعي. فاضل يجلس بحانوت في الدجاجين بالقرب من اليونسية، أجاز له الولي العراقي وغيره في عرضه العمدة والمنهاج واستدعاه بعض الطلبة لبعض الأولاد. ومولده بالرحبة من عمل الشام، طاف البلاد ودخل سيوط مرتين وأخميم وقوص وغيرها وسئل في سنة ثمان وستين وثمانمائة عن مولده فقال لي الآن نحو الثمانين؛ وهو مع هذا السن يستحضر المنهاج ويحفظه. مات قريب السبعين تقريباً.
إسماعيل بن علي بن يوسف الرومي ويعرف والده بالبهلوان. مات بمكة في جمادى الأولى سنة سبع وستين.
إسماعيل بن عمران بن علي الصحافي ثم القاهري الأزهري الشافعي أخو موسى الآتي. ممن قرأ القرآن واشتغل وتردد لي يسيراً في تقرير ألفية الحديث مع حفيد القاياتي وغيره وتكسب بتعليم الأبناء وبالنساخة وربما اشتغل عند المتجددين من المدرسين. وهو خير من أخيه.
إسماعيل بن عمر بن إسماعيل بن السيد - بمهملة مكسورة ثم مثناة تحتانية - واسمه جعفر بن إبراهيم بن حسان العماد أبو محمد الدمشقي العاملي الصفار. ولد سنة سبع عشرة وسبعمائة وسمع من الحجار عوالي طراد ومسند الدارمي بفوت فيه، قال شيخنا في معجمه أجاز لي من دمشق. ومات في جمادى الأولى سنة إحدى، قال في الأنباء وقد جاز الثمانين، وتبعه المقريزي في عقوده.
إسماعيل بن عمر العلوي اليماني؛ سمع على شيخنا في سنة ثمانمائة باليمن من المائة العشاريات.
إسماعيل بن عمر المغربي المالكي نزيل مكة. كان فيما قاله الفاسي في تاريخ مكة فقيهاً نبيلاً صالحاً ورعاً زاهداً كبير القدر لم أر مثله بمكة على طريقته في الخير، وأخبرني صاحبنا الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد العرياني التونسي الآتي عنه بحكاية تدل على عظم شأنه وملخصها أن الخبر رأى بمكة في النوم شخصاً سماه ممن توفي بالاسكندرية فسأله عن حاله فقال له إنه مثقف أي مسجون ولا يخلص إلا أن ضمنه أو شفع فيه الشيخ إسماعيل يعني صاحب الترجمة فأتاه وقص عليه الرؤيا وسأله الدعاء له فدعا له واستغفر فرآه بعد في المنام أيضاً فسأله عن حاله فأعلمه بأنه خلص بشفاعة الشيخ إسماعيل أو بضمانه؛ سكن إسماعيل الاسكندرية مدة ثم تحول إلى مكة فجاور بها من سنة إحدى وثمانمائة إلى أن مات إلا أنه ذهب في بعض السنين إلى المدينة النبوية زائراً وأقام بها وقتاً برباط الموفق غالباً. توفي ليلة الجمعة ثالث عشر رمضان سنة عشر بمكة ودفن بالمعلاة وشهدت الصلاة عليه ودفنه. وذكره شيخنا في أنبائه باختصار فقال جاور بمكة مدة وكان خيراً فاضلاً عارفاً بالفقه تذكر له كرامات.
إسماعيل بن عيسى بن دولات - أو دولت بدون ألف كما بخطه في موضعين - البلكشهري - هكذا ضبطه بخطه في موضعين بشين معجمة مفتوحة أو مضمومة وقد تجعل الهاء واواً - المولد الحنفي نزيل الحرمين ويعرف بالأوغاني - بفتح الهمزة بخطه ومعجمة، احد الصلحاء المائلين لإيواء الفقراء وإطعامهم كان قدم من بلاده مع أبيه وقطنا بيت المقدس عند الصامت فمات أبوه وتسلك هو به وعاد فقطن مكة وتسلك عليه الفقراء وربما آواهم وكان على قدم عظيم من التلاوة والصيام وإدامة الاعتمار وجمع بعض المقدمات في الفقه بل اختصر جامع المسانيد للخوارزمي أبي المؤيد محمد بن محمود وسماه اختيار اعتماد المسانيد في اختصار أسماء رجال الأسانيد رأيته بخطه عند صاحبه عبد المعطي المغربي وقال أنه اختصره أيضاً الجمال بن محمود بن أبي العباس القونوي وأبو البقاء بن الضياء وأبدى في كل منهما علة وفي كتابه أيضاً علل وكذا أراني له عقيدة حسنة وهو ممن أثنى عليه عندي كثيراً، وبالجملة فله طلب وقد لقيته بمكة ثم قدم علينا القاهرة فأقام بها أياماً وقصدني للسلام ثم توجه بعد زيارته للشافعي وغيره فزار بيت المقدس والخليل ورجع لمكة فلم يلبث أن مات بها في ليلة الأربعاء سابع المحرم سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ثم دفن بالمعلاة بجوار أبي العزم القدسي قريباً من تربة عبد المعطي رحمه الله وإيانا.(1/458)
إسماعيل بن أبي القسم بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو الذبيح الناشري. أخذ عن جده أبي عبد الله وعن عمه الوجيه عبد الرحمن وأخيه الفقيه شهاب الدين، وكان فاضلاً صالحاً ناسكاً ناب عن ابن عمه عبد القادر بن عبد الله في الأحكام بالحديدة فحمدت سيرته. مات فجأة من لفح البرق في سنة ست وثلاثين.
إسماعيل بن الجمال بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن مصلح بن إبراهيم العراقي الأصل المكي الحنبلي الماضي جده. ممن يحضر دروس حنبلي مكة وأكثر الحضور عندي.
إسماعيل بن محمد بن أحمد بن مبارز الشرف أبو المعروف اليمني الزبيدي الشافعي والد أبي النجا محمد الطيب الآتي. ولد في جمادى الثانية سنة أربع وثمانمائة بزبيد ونشأ بها فاشتغل بعد حفظ القرآن بالفقه وأصوله والتفسير والحديث والتصوف على مفتي بلده الموفق علي بن محمد بن عبد الله الفخري وأخذ رواية عن ابن الجزري والتقي الفاسي والنفيس العلوي ثم عن أبي الفتح المراغي في آخرين كالزين البرشكي وصحب إسماعيل الجبرتي وعبد الله بن سلامة ومنهما ومن الفخري والمراغي لبس خرقة التصوف، وكان فقيهاً خيراً صوفياً كثير الذكر والتلاوة والعبادة، عمر ولقيه الجمال عبد الله بن عبد الوهاب الكازروني المدني ومات في يوم الأربعاء منتصف المحرم سنة أربع وثمانين، وهو جد الفاضل عبد الرحمن بن علي بن محمد الآتي لأمه.
إسماعيل بن العز محمد بن أحمد بن القاضي أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي العقيلي النويري الشافعي أخو إبراهيم والمحب أحمد الماضيين. ولد في جمادى الأولى سنة ست وثمانمائة بمكة وسمع بها من الزين المراغي وابن الجزري والتقي الفاسي في آخرين وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وأبو اليسر بن الصائغ وعبد القادر الأرموي وابن طولوبغا وآخرون وباشر حسبة مكة شريكاً لأخيه، ودخل القاهرة فاشتغل بها ونبه وفضل، ومات بها بالطاعون في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين ودفن بتربة الصلاحية رحمه الله.
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد الشرف الهاشمي العقيلي الجبرتي اليمني الزبيدي حفيد الماضي. ولد في سنة ست عشرة. مات في ظهر يوم الثلاثاء عشري ذي الحجة سنة سبع وسبعين بمكة. أرخه ابن فهد.
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله الناشري الآتي أبوه. كان فاضلاً ذا خط جيد وصوت حسن مديماً التلاوة. ذكره العفيف في أبيه.
إسماعيل بن محمد بن الأمين بن علي بن الأمين بن عبد الملك بن الأمين بن هارون بن يحيى بن فضل الأمين المليكي اليمني الشافعي نزيل مكة ويعرف بالأمين. سمع على شيخنا في سنة أربع وعشرين وثمانمائة بمنى المتباينات وتخريج أربعي النووي وغيرهما من تصانيفه وكذا سمع على ابن الجزري بل أجاز له في سنة ثلاث وعشرين جماعة وحصل وكتب بخطه مجاميع مفيدة.
إسماعيل بن محمد بن أبي بكر بن المقرئ. مضى في ابن أبي بكر بن عبد الله.
إسماعيل بن محمد بن حسن بن طريف العماد أبو الفدا الزبداني الأصل الصالحي الحنبلي. ولد تقريباً سنة سبع وأربعين وسبعمائة وسمع من محمد بن حسن بن عمار الشافعي قطعة من آخر الثاني من مائتي المخلصياتي انتقاء ابن أبي الفوارس وحدث بها سمع منه الفضلاء، وكان صالحاً معمراً يحتمل سنة أحسن من هذا وهو أحد المقرئين بمدرسة الشيخ أبي عمر. مات في المحرم سنة سبع وثلاثين بسفح قاسيون ودفن به رحمه الله.
إسماعيل بن محمد بن عبد اللطيف الجبرتي الحنفي. ممن سمع مني بالمدينة النبوية وله فضل ولديه أدب وفيه خير.
إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن صلاح بن إمام الصرغتمشية. مات سنة أربع وستين، وإسماعيل زيادة فالمجد محمد بن محمد بن علي بن صلاح مات حينئذ.
إسماعيل بن محمد بن محمد الشيخ سعد الدين بن الزين العراقي. كتب ببعض الاستدعاءات بعد سنة اثنتين وعشرين، وقال شيخنا الزين رضوان أن من شيوخه في التلقين النور عبد الرحمن البغدادي ومحمد سيرين وصفي الدين عبد المؤمن فتلقن الصفي من العز طاهر السرائي وهو من أبيه محمود الشكيني بواسطة أخيه وأبوه من الشهاب السهروردي والنور تلقن من أبي بكر الموصلي وهو من عبد الرحمن الخراساني جد النور.
إسماعيل بن محمد بن ميكائيل. يأتي فيمن جده ميكائيل قريباً.(1/459)
إسماعيل بن محمد بن أبي يزيد بن الشيخ جمال الدين التوريزي الأصل الزبيدي اليماني ثم المكي الشافعي شارح الألفية النحوية. سيأتي في ابن أبي يزيد.
إسماعيل بن محمد شرف الدين الشرجي اليماني الحندج - بضم الحاء والدال المهملتين بينهما نون ساكنة وآخره جيم. نشأ في تصوف وعفاف وصحب الشرف إسماعيل بن أبي بكر الجبرتي ولبس منه الخرقة ونظر في بعض كتب القوم وتهذب وتأدب واشتهر بالإطعام والمكارم مع التقلل وبالسعي في الحوائج والشفاعات بحيث انتشر ذكره وصار ذا وجاهة ووقع في القلوب مع أخلاقه الرضية ونفسه الزكية ونسكه. مات في سنة سبع وثمانين. ترجمه لي بعض الثقات ممن أخذ عني. وقد مضى إسماعيل بن علي بن أبي بكر بن عبد الله بن أحمد وأنه يعرف أيضاً بالحندج.
إسماعيل بن محمد البيجوري الأزهري. ممن كتب بعض تصانيفي وأخذ عني.
إسماعيل بن محمد المقدسي ثم المكي الصوفي. صحب بالقدس الشيخ محمد القرمي سنين وكذا صحب غيره، وقدم مكة في موسم سنة خمس وثمانمائة فأقام بها ثم توجه بعد الحج من السنة التي تليها إلى المدينة فجاور بها ثم عاد إلى مكة وتوجه منها إلى اليمن في أول سنة تسع ثم قدم في أثناء التي تليها ولم يلبث أن مات في يوم السبت منتصف ذي الحجة منها ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين أو جازها ظناً، وكان يسكن في مكة بمعبد الجنيد وعمر فيه أماكن وتأهل بمكة بابنة الشيخ أبي العباس بن عبد المعطي النحوي ورزق منها ابنه وله نظم كتب منه بعضهم:
خذوني مني وأفردوني وغيبوا ... وجودي عني في صفاتكم الحسنى
فنائي بقائي فيكم ولديكم ... حياتي مماتي واللقا عيشي الأهنى
في أبيات، ذكره الفاسي في مكة واسم جده ميكائيل.
إسماعيل بن مروان، في ابن إبراهيم بن مروان.
إسماعيل من نابت بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود مجد الدين الزمزمي الآتي أبوه الماضي جده. قرأ المنهاج والألفية وعرض وحضر عند القاضي محيي الدين المالكي في العربية واشتغل في الفقه وغيره وقرأ البخاري وسمع علي يسيراً، وهو أحد المباشرين للأذان وسقاية العباس. مات في أواخر ذي القعدة سنة ثمان وتسعين بمكة.
إسماعيل بن ناصر بن خليفة عماد الدين الباعوني اخو الشهاب أحمد الماضي. كان شيخ الناصرية من عمل صفد على طريقة الفقراء، له وجاهة وثروة وتجارة. مات في ذي الحجة سنة تسع عن سبعين سنة. قاله شيخنا في أنبائه.
إسماعيل بن محيي الدين يحيى بن أحمد بن يحيى الرسولي المكي سبط ابن الضياء الحنفي وأخو عمر الآتي. ممن سمع مني بمكة ودخل القاهرة واقتات هو وأخوه بانتزاع المدارس الرسولية بمكة وتصديرها كالملك ولزم من ذلك انقطاع أوقافها وتعدياً لأوقاف البغداني وكتبه ولا قوة إلا بالله.
إسماعيل بن يحيى بن أحمد بن إسماعيل بن العباس بن علي بن داود الأشرف بن الظاهر بحسب آخرا بعضها الأشرف بن الأفضل الغساني اليماني الماضي جده قريباً ملوك اليمن. استقر بعد أبيه وكانت فيه حدة مفرطة فعامل العسكر بالحدة والغلظة فكان لا يخلو يوماً من قتل وعقوبة ومصادرة وتوجه إلى بعض العرب المفسدين فهزم غير مرة وكحل أخاه وشقيقه أحمد خوفاً منه على الملك وأخاه حسن في آخرين جملتهم من أقربائه أحد عشر نفساً بل قتل عمته شقيقة أبيه وامرأة أخرى بيده لاتهامه بمصاحبتها وقطع يد امرأة أخرى تضرب بالرمل كل ذلك لتخوفه وتخيله أنهم يسعون عليه في الملك ويفسدون الناس عليه، وكانت أيامه عجيبة وأحواله غريبة ولم يتهن بالسلطنة، ومات بمدينة تعز في ثامن شوال سنة خمس وأربعين ودفن عند أبيه بمدرسته الظاهرية واستقر بعده المظفر يوسف بن عمر بن الأشرف إسماعيل بن العباس.(1/460)
إسماعيل بن يحيى بن علي بن يحيى مجد الدين بن شرف الدين المهاجري الكردي السنهوتي - بمهملة مفتوحة ثم نون ساكنة بعدها هاء مضمومة وآخره تاء مثناة - الأصل القاهري الحنفي الشطرنجي أخو أحد نواب الحنفية الشمس محمد المعروف بابن يحيى. ولد في أواخر سنة أربع وثلاثين وثمانمامئة أو أوائل التي قبلها بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن ويقول العبد والكنز والمنظومة النسفية والمنار وألفية النحو وعرض على عبد السلام البغدادي وابن الهمام وابن قديد وغيرهم وحضر دروس بعضهم وغيرهم وتخرج في الشطرنج بالوزة وابن سونج والجعيدي بل فاقهم وصار على العوال وتدرب في غيره بغيرهم مع توليده أشياء مستحسنة. وتميز وفاق في كثرة المحفوظ نظماً ونثراً بل ربما نظم مع مشاركة لطيفة في الفضائل وعقل وسكون وقد أخذ عني مصنفي في الشطرنج وتردد لي غير مرة وكتبت من نظمه وسمع على جماعة من المتأخرين كالزين الفاقوسي وناصر الدين الزفتاوي، وحج وجاور بالحرمين وسمع بالمدينة من أبي الفرج المراغي وطاف البلاد واشتهر بين الناس سيما ذوي المناصب وتنزل في الجهات ثم رغب عنها ورأيت منه أمراً بديعاً غريباً وهو أنه إذا ذكر له كلام يسابق لبيان عدد حروفه عند تمامه فلا يحزم وأمره في ذلك وراء العقل حتى في الكلام الكثير؛ ومما أنشدنيه نظمه في غصون:
إن قلبي هام وجداً ... وولوعاً بحماك
فلذا ذبت غراماً ... واشتياقا للقاك
يا غصوناً في رياض ... من زهور وأراك
أنت قد أضنيت قلبي ... فشفائي في شفاك
في أبيات. مات بغزة في مرستانها سنة ثلاث وتسعين أو التي قبلها.
إسماعيل بن يحيى مجد الدين بن علم الدين بن البقري أخو الشرف عبد الباسط ذكر في الألقاب.
إسماعيل بن أبي يزيد منسوب لجده فهو ابن محمد بن أبي يزيد بن الشيخ جمال الدين التوريزي الأصل الزبيدي اليماني ثم المكي الشافعي ويعرف بابن بنت غنا. فاضل ساكن دين لازم الفخر أبا بكر بن ظهيرة وكان هو القارئ عليه في دروسه غالباً ثم قرأ على ابن أخيه الجمال أبي السعود بل على أبيه من قبله بالأشرفية المكية وغيرها، كل ذلك مع فضيلته سيما في العربية بحيث كتب على الألفية شرحاً قرضته أنا وغيري، ودرس الطلبة في الفقه والعربية وغيرهما وتردد إلي بمكة يسيراً، وأخذ عني بعض الشيء مع سكون وخير وتقلل؛ ومن شيوخه في الفقه ابن عطيف والشمس الجوجري حين كانا بمكة وكان ثانيهما يعظمه وفي النحو عبد القادر، ونعم الرجل علماً وتواضعاً ولين جانب بورك فيه وفي بنيه.
إسماعيل بن يعقوب بن المتوكل على الله أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد العباسي الهاشمي أخو المتوكل على الله العزي عبد العزيز ومحمد الآتيين للأب وبيرم ممن دخل في بني أخوة المعتضد من استدعاء ابن فهد. وهو حي في سنة خمس وتسعين.
إسماعيل بن يوسف بن عمر بن عبد العزيز البنداري الهواري أمير هوارة القبلية من بلاد الصعيد وأخو عيسى الآتي. كان مذكوراً بالخير وحسن السير لكن لم يكن السلطان يميل إليه وعزله وقتاً بيوسف بن محمد بن إسماعيل بن مازن بل سجنه بالكرك وغيرها فلم تطع هوارة ابن مازن وجرت مفاسد ثم هرب ابن مازن وأعيد هذا بعد أن كادت البلاد تختل وذلك في سنة أربع وأربعين ومات في صفر سنة ثلاث وخمسين بالقاهرة.
إسماعيل بن يوسف السمرقندي الحنفي ممن أخذ عن شيخنا مرافقاً لعلي بن إسلام الآتي.
إسماعيل بن العجمي أمير الإسماعيلية بقلعة الكهف مدينتها أحد حصون الإسماعيلية المنيعة. قدم عليه عسكر من طرابلس فهدموا القلعة وأنعم عليه بأمرة في طرابلس وذلك في سنة ثلاث وأربعين.
إسماعيل العماد السرميني نائب كاتب السر بدمشق ومنشئها وشاعرها. نظم ونثر وكان من أفراد الدهر. مات في رجب سنة ثمان وثلاثين كهلاً.
إسماعيل المجد خطيب جامع المقسي وأحد قراء الصفة بالبيبرسية. كان خيراً حسن التلاوة يتكسب من الشهادة بحانوت الدكة. مات في أول ذي الحجة سنة إحدى وخمسين.
إسماعيل البهلول. رجل صالح. مات في رجب سنة سبع وستين وأرخه المنير.
إسماعيل التبريزي. في الرومي قريباً.
إسماعيل الجياني. مضى في ابن إبراهيم بن محمد بن علي.(1/461)
إسماعيل الرومي الشافعي الصوفي الطبيب نزيل البيبرسية ويعرف بكردنكس لكونه كان أعوج الرقبة. ذكره لي بعض الفضلاء ممن أخذ عنه وبالغ في الثناء عليه وأنه كان ماهراً بالطب والقراءات وغير ذلك صوفياً عفيفاً؛ وأما شيخنا فإنه قال في أنبائه أنه كان يقرئ العربية والتصوف والحكمة وامتحن بمقالة ابن العربي ونهى مراراً عن إقرائها ولم يكن محمود السيرة ولا العلاج وكان من صوفية البيبرسية. مات في تاسع شوال سنة أربع وثلاثين انتهى. وممن أخذ عنه الشرف بن الخشاب ونسبه تبريزياً وأذن له في إقراء الطب وكان المظفر الأمشاطي يصحح عليه بعض محافيظه.
إسماعيل الرومي نزيل رباط ربيع بمكة. مات بها في سلخ المحرم سنة ست وخمسين.
إسماعيل المغربي نائب الحكم بدمشق. مات سنة ثلاث وثمانمائة.
إسماعيل المهانمي. مات فجأة في صفر سنة تسع وخمسين بمكة.
إسماعيل المقرئ المجود إمام مدرسة الخواجا إبراهيم بصالحية دمشق. مات في المحرم سنة تسع وخمسين. أرخه اللبودي.
إسماعيل أخو إسحاق. شيخ أعجمي فاضل مبارك خواجا. مات بمكة في أوائل رجب سنة اثنتين وتسعين.
إسماعيل أحد أئمة القصر. مات في المحرم سنة ثمانين بالمقشرة وكان أودعها من أيام لكونه نسب إليه التعرض لسرقة جواري الناس وبيعهن في قرى الأرياف وغيرها بعد ضرب الوالي ثم السلطان له.
اسنباي التركماني. في حوادث سنة عشر وثمانمائة.
اسنباي الظاهري برقوق الزردكاش. أسره تمرلنك واختص به بحيث عمله زردكاشا عنده ولزم خدمته حتى مات فقدم القاهرة واستقر به المؤيد زردكاشا كبيراً ثم عزل في أيام الظاهر ططر وأقام أمير عشرة ثم نقله الأشرف إلى نيابة دمياط ثم عاد إلى القاهرة أيام الظاهر جقمق على أمرته واستمر حتى مات في سنة اثنتين وخمسين عن نحو تسعين سنة وهو ممتع بحواسه؛ وبلغنا عن المقريزي أنه قال أنه لم ير من يحفظ الحوادث والوقائع برمتها يعني من أبناء جنسه مثله.
اسنباي الظاهر جقمق ويعرف بالجمالي وبالساقي. رقاه أستاذه إلى إمرة عشرة ثم عمله ابنه دواداراً ثانياً فلما نكب فر هذا واختفى أياماً ثم أمسك ورسم بتوجهه للقدس بطالاً فاستمر حتى مات في شعبان سنة ستين.
اسنباي أميراخور. في حوادث سنة عشر وثمانمائة، وينظر إن كن غير اسنباي التركماني الماضي قريباً.
اسنبغا الناجي الحاجب. مات في العشر الأول من جمادى الأولى سنة ثلاث بالأشمونين وكان توجه لعمارة الجسور السلطانية فأحضروه في مركب إلى القاهرة فدفن بها. قاله العيني.
اسنبغا الناصري محمد بن رجب ثم الطياري سودون وهو الأكثر في شهرته. اتصل بعد سودون بخدمة الناصر فرج وصار من الدوادارية الصغرى ثم صار في أيام الأشرف أمير عشة ثم مقدم البريدية ثم توجه إلى جدة شاداً وحسنت سيرته بالنسبة لغيره ومع ذلك فصودر ونفي إلى طرابلس ثم أنعم عليه فها بأمرة طبلخاناة وآل أمره إلى أن عمل حاجباً ثانياً بالقاهرة وأمير طبلخاناه ثم عمله العزيز دواداراً ثانياً ثم قدمه الظاهر جقمق ثم عمله رأس نوبة النوب ومات وهم في حصار المنصورة ضحوة بهار الجمعة خامس ربيع الأول سنة سبع وخمسين وهو في عشر الثمانين وكان مذكوراً بالعقل والكرم والتواضع والأدب والشجاعة مع مشاركة في الفقه والتاريخ وأيام الناس مذاكرة لطيفة.
اسنبغا الزردكاش. كان أصله من أولاد حلب فباع نفسه تسمى اسنبغا وتوصل إلى أن خدم الناصر فحظي عنده وارتفعت منزلته حتى زوجه أخته واستنابه لما خرج إلى السفرة التي قتل فيها فجرى منه ما شرح في الحوادث إلى أن قبض عليه وحبس بالاسكندرية فقتل بها في سنة ثمان عشرة، ذكره شيخنا في أنبائه وقال قال العيني كان ظالماً غاشماً لم يشتهر عنه إلا الشرور التي في تاريخه ولم يشتهر له معروف.
اسنبغا العلائي دوادار الظاهر برقوق. مات في سادس عشر جمادى الأولى سنة ثلاث. أرخه المقريزي؛ وينظر اسنبغا الناجي.
اسندمر الجقمقي أرغون شاوي الرومي عمل في أيام الظاهر جقمق أمير خمسة ثم عشرة ثم ندبه الأشرف لمكة باشا على مماليكها فتوجه إليها في موسم سنة إحدى وستين فلم يلبث أن مرض بالبطن فرجع في موسم سنة ثلاث فأقام بالقاهرة أشهراً ومات في تاسع جمادى الأولى سنة أربع وستين وقد زاد على الستين وقيل إنه كان مسرفاً على نفسه.(1/462)
اسندمر النوري الظاهري برقوق. تأمر عشرة في أيام الناصر فرج ثم طبلخاناه في أيام المؤيد ثم تقدم بعده وولي نيابة الاسكندرية في أيام الأشرف ثم حبسه بدمياط مدة ثم وجهه إلى دمشق على تقدمة بها واستقدمه الظاهر وعمل له على ديوان المفرد في كل شهر خمسة آلاف وكان أمله منه فوق هذا. مات في سنة ثمان وأربعين وهو في حدود السبعين؛ وذكر بالإسراف على نفسه حتى بعد كبره مع سلامة الباطن وكثرة التغفل.
أشرف بن حسن بن محمد بن حسن معين الدين بن قاضي كازرون الفخر بن الشرف بن البهاء الحسني الموسوي الكازروني الشافعي سبط سعيد الدين محمد الكازروني. ولد في ثاني ربيع الثاني سنة سبع وأربعين وسبعمائة واعتنى به جده لأمه فاستجاز له ابن الخباز الميدومي والتقي السبكي والشمس محمد بن إبراهيم بن علي الملقن ومحمد بن أحمد بن الحسن بن عبد الله بن الحافظ عبد الغني المقدسي وأحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الولي بن جبارة وتمام مائة وخمسين نفساً وأخذ عن جده المشار إليه وإمام الدين البردي وأبي الفتوح الطاوسي والمجد إسماعيل الفالي والصدر البزغشي والنور الأيجي وسعد الدين المصري وطائفة، أخذ عنه الطاوسي وقال إنه كان مفتي الشافعية بفارس. مات في يوم الأربعاء سابع عشري ذي الحجة سنة ست وعشرين.
أصبهان شاه بن قرا يوسف. له ذكر في حسين بن علاء الدولة.
أصلان بن سليمان بن ناصر الدين محمد بن دلغادر الأمير سيف الدين ملك أصلان نائب الأتليسيين وأحد من عدى في الملوك وصارت له ضخامة ورياسة ومالية. مات قتيلاً بيد فداوي لا يعلم من هو وقت صلاة الجمعة من ربيع الأول سنة سبعين، وقتل الفداوي من وقته؛ وأحضر سيفه إلى القاهرة فقرر عوضه أخوه شاه بضع.
أعظم شاه بن اسكندر شاه بن شمس الدين غياث الدين أبو المظفر السجستاني الأصل صاحب منجالة من بلاد الهند. كان حنفياً ذا حظ من العلم والخير محباً في الفقهاء والصالحين شجاعاً كريماً جواداً ابتنى بمكة عند باب أم هانئ مدرسة صرف عليها وعلى أوقافها اثني عشر ألف مثقال مصرية وقرر بها دروساً للمذاهب الأربعة وانتهت ودرس فيها في جمادى الآخرة سنة أربع عشرة. وكذا عمل بالمدينة النبوية مدرسة بمكان يقال له الحصن العتيق عند باب السلام، هذا مع بعثه غير مرة لأهل الحرمين بصدقات طائلة. مات في سنة أربع عشرة أو التي تليها. ترجمه الفاسي في مكة مطولاً وكذا المقريزي في عقوده؛ وقد أخذ المدرسة المكية صاحب الحجاز ابن بركات وبناها لنفسه وكذا أخذ التي بالمدينة صاحب مصر.
أقباي بن عبد الله بن حسين شاه الطرنطاي الظاهري برقوق. صاحب الحاصل والربع بالبندقانين وغيرهما؛ ترقى في أيام الناصر فرج للتقدمة ثم للحجوبية الكبرى ثم لإمرة سلاح ثم لرأس نوبة الأمراء ومات عليها في ليلة الأربعاء سابع عشري جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة ونزل الناصر من الغد لداره ثم تقدم راكباً إلى مصلى المؤمني فصلى عليه وشهد دفنه بتربته التي أنشأها خارج باب البرقية في الروضة، ويقال إن الذي تركه من النقد أربعين ألف دينار مصرية واثني عشر ألف دينار مشخصة خارجاً عن غيره. فأخذ السلطان الجميع، وكان بخيلاً شرها مع ديانة وخير، وقال العيني أنه خلف شيئاً كثيراً جداً فاحتاط السلطان عليه قال ولم يكن محموداً في سيرته ولا في طريقته ولا اشتهر بمعروف.
أقباي الأشرفي قايتباي وليس من مشترواته الطويل، كان كاشف الشرقية ثم ولاه نيابة غزة بعد سيباي الظاهري حين انتقل لحجوبية الشام ثم الرملة مضافاً إليها وكثر الأمن بالطرقات في أيامه لشدة بأسه وعرض له في بدنه بياض.
أقباي الأقنص. يأتي قريباً.
أقباي الدوادار. هو المؤيدي يأتي قريباً.
أقباي طاز. يأتي قريباً.
أقباي الطرنطاي. مضى قريباً.
أقباي الطويل الأشرفي قايتباي. ذكر قريباً والظاهر خشقدم. يأتي قريباً.
أقباي الظاهري خشقدم ويعرف بالأقنص، وسط في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين بالرملة لقتله ملوكاً للزيني الاستادار وما قبل السلطان منه ومن رفقته دفع ألف دينار لمستحقي الدية لكثرة شره وضرر المسلمين من جهته.
أقباي الظاهري خشقدم ويقال له الطويل، استمر خاملاً إلى أن أمره الأشرف قايتباي عشرة لأعلام الأتابك عنه أنه أبان وقت المعركة في كائنة ابن حرسك عن شجاعة واستمر حتى كان من المجردين سنة خمس وتسعين.(1/463)
أقباي الكركي الظاهري برقوق ويعرف بطاز الخازندار؛ تقدم للناصر فرج ثم سجن بالاسكندرية ثم أعيد إلى تقدمته ولم يلبث أن مات بعد مرض طويل في ليلة السبت رابع عشر جمادى الأولى سنة خمس ودفن من الغد بحوش الظاهر ظاهر باب النصر. ذكره العيني وغيره.
أقباي المؤيدي ولاه أستاذه الدوادارية الكبرى بالقاهرة ثم نيابة السلطان بحلب في سنة ثماني عشرة ثم خرج منها بعد يسير مختفياً على الهجن بحيث وصل القاهرة في اثني عشر يوماً لكونه بلغه أنه تكلم في حقه عند السلطان فاكرمه وولاه نيابة دمشق فتوجه إليها في أوائل سنة عشرين ثم لما دخل المؤيد البلاد الشامية اعتقله بقلعتها وقدر أنه هرب فأمسك ثم قتل بالقلعة في أواخرها، وكان أميراً كبيراً مهيباً جباراً ذا حرمة وله وقف على زاوية جلبان. ذكره ابن خطيب الناصرية، وقال شيخنا في أنبائه قدمه المؤيد إلى الدوادارية الكبرى ثم نيابة حلب، وأحال على الحوادث.
أقباي اليشبكي يشبك الشعباني الجاموس؛ ناب بالاسكندرية في أيام الأشرف برسباي حتى مات في يوم السبت حادي عشري ذي القعدة وقيل في آخر شوال سنة أربعين، وخلف شيئاً جزيلاً، واستقر بعده في النيابة الزين عبد الرحمن بن الكويز؛ وكان غاية في الطمع والتعصب لمن يرشيه، وقال شيخنا في أنبائه إنه استقر بعد أستاذه دويداراً صغيراً وولي نيابة الاسكندرية في سنة تسع وثلاثين، وكان متواضعاً بشوشاً كثير الحرص على التحصيل ولم يحمد في ولايته المذكورة قلت وهو أول أزواج زينب ابنة الناصري محمد بن قلمطاي.
أقبردي الأشرفي في برسباي أمير أخور ثالث في أيام أستاذه ثم أخرجه الظاهر إلى طرابلس أميراً بها فأقام بها حتى مات قبل الخمسين.
أقبردي الأشرفي إينال استادار الأغوار وخازندار السلطان المتوجه لاستخلاص الأموال، قتل في صفر سنة إحدى وتسعين في مقتله.
أقبردي الأشرفي قايتباي بل هو ابن عمه وقريبه. كان خاصكياً سنين ثم ترقى لإمرة عشرة ثم تقدم دفعة بعد جانم ثم استقر به في الدوادارية الكبرى عقب موت يشبك من مهدي وسكن بيته العظيم وتزوج ابنة ابن خاص بك أخت زوجة أستاذه التي كانت زوجاً لجانم المشار إليه وأضيف إليه الوزر بمباشرة موفق الدين تارة وابن البدر حسن أخرى وقاسم شقيقه لنظر الدولة معه ثم صار المتكلم في ديوانه الشرف المعروف بأبي المنصور وولي أمرة السرحة بالوجه القبلي غير مرة فجلب الأموال منه ومن الجهات النابلسية وغيرها وكان ما يفوق الوصف وبالغ حتى كاد أمير سلاح أن ينقمع منه وغضب منه مماليكه فكاد أن يكون فتنة كما شرح ذلك في الحوادث ويقال أنه أرسل بثلاثمائة دينار فرقت بالأزهر وغيره، وحج قبل ترقيه وصار إليه الحل والربط وأضيف إليه والزر والاستادارية وغيرها.
أقبردي التماسيحي الظاهري جقمق، استقر أمير الراكز بمكة عوض أزدمر وقدمها مع الركب سنة خمس وتسعين فدام وماتت زوجته في أثناء سنة سبع وتسعين وتزوج أم الحسن ابنة التقي البلقيني ورأيته مغتبطاً بها، وهوتركي خالص والبلاء من مقدميه وأتباعه.
أقبردي الساقي الظاهري جقمق. اشتراه في سلطنته ونزله في الطباق مع جلبانه البالفانباي الجركسي حتى جعله خاصكياً ثم ساقياً كل ذلك في أقرب مدة ثم ندبه لأمر بحلب يتعلق بالسلطنة فلما وصلها بعث إليه خلعة بنيابة قلعتها مع صغر سنه ثم نقله إلى أتابكيتها بعد سودون القرماني، وقدم القاهرة بعد يسير فأقام بها مدة ثم رجع إلى حلب بعد إلباسه خلعة ثم نقل منها إلى نيابة ملطية، ومات بها في ذي الحجة سنة تسع وخمسين وحمل منها إلى حلب فدفن بتربته التي أنشأها بها وسنه نحو الثلاثين؛ وكان عفيفاً عاقلاً ساكناً.
أقبدي القجماسي قجماس ابن عم الظاهر برقوق. تنقل حتى ناب بغزة في الأيام الأشرفية بمال فباشرها قليلاً ومات في العشر الأوسط من شوال وقيل ذي القعدة سنة إحدى وأربعين بمخيمه الذي كان رام التحفظ فيه من الفناء خارج غزة وهو في عشر الثمانين، قال المقريزي وأراح الله بموته من جوره وطمعه.
أقبردي المظفري؛ عمل رأس نوبة الجمدارية في أيام المؤيد ثم أمير عشرة في أيام الظاهر جقمق ثم صار من رؤس النوب الصغار ثم أرسله أمير الركب لأول مرة ثم وجهه إلى مكة مقدماً على المماليك السلطانية بها بعد سودون المحمدي وكان مشكور السيرة، مات بمكة في ليلة الثلاثاء رابع عشري شوال سنة سبع وأربعين.(1/464)
أقبردي منتو لقب بطعام. كان من أمراء الدولة المؤيدية ثم نقل إلى دمشق أمير طبلخاناه وحاجباً ثانياً حتى مات بعد سنة ثلاثين.
أقبردي المؤيدي المنقار. أحد المقدمين في أيام أستاذه. مات بدمشق في صفر سنة عشرين ولم يكن مشكور السيرة. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار.
أقبردي مذكور في حوادث سنة عشرة.
أقبغا من مامش التركماني الناصري فرج. أمره أٍتاذه بأخرة وتعطل بعده حتى أمره الأشرف عشرة ثم نظر الخانقاه بسرياقوس وولاه إمرة الحاج في آخر سني سلطنته ورجع فأقام على إمرته إلى أن استقر سنة ثلاث وأربعين في نيابة الكرك عوضاً عن خليل بن شاهين فلم تطل مدته وقبض عليه لتعاطيه الخمر وسجن بقلعتها، واستقر عوضه في النيابة مازي الظاهري برقوق ثم شفع فيه فأمر بإطلاقه وأنه إن لم يتب ينفى إلى قبرس فما تم المرسوم حتى جاء الخبر بموته بمجلسه في أواخر ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين على الصحيح أو التي تليها، وكان كريماً حسن الملتقى وقول شيخنا أنه كان أحد الأمراء الكبار في دولة الأشرف موول، وينظر حوادث ثلاث وأربعين من أنبائه.
أقبغا سيف الدين العديمي الحلبي الحنفي فتى الكمال عمر بن العديم. ولد في حدود سنة ثمانين وسبعمائة وسمع بحلب على ابن صديق بعض الصحيح وحدث سمع منه الفضلاء؛ وكان ديناً خيراً ملازماً للخير مع العقل والسكون والتقنع بأوقاف وإقطاع من سيده. مات في حدود سنة أربعين.
أقبغا العلاء الهدباني الظاهري برقوق الأطروش، ولي لأستاذه بعد رجوعه إلى اللنكية من الكرك الحجوبية الكبرى بحلب ثم نيابة صفد ثم طرابلس ثم حلب عوضاً عن ارغون شاه في سنة إحدى وثمانمائة وأسس بها جامعه ولم يكمله ثم أمسكه الناصر لكونه ممن أعان تنم نائب دمشق فلما انكسر تنم أسر أقبغا فيمن أسر ثم أطلقه الناصر ثم ولاه نيابة طرابلس سنة أربع ثم دمشق ثم أعيد إلى حلب بعد دقماق واستمر على نيابتها أربعين يوماً ثم مات في ليلة الجمعة سابع عشري جمادى الثانية سنة ست ودفن قبل الصلاة بتربته التي أنشأها داخل جامعه، وكان ساكناً عاقلاً قليل الشر مائلاً إلى الخير؛ ذكره ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا.
أقبغا العلاء التمرازي نائب الشام، تقدم في الأيام المظفرية ثم عمله الأشرف أمير مجلس ثم نائب الاسكندرية مع استمراره على إقطاع التقدمة ثم عاد إلى القاهرة على إمرة مجلس ثم استقر في الأيام الظاهرية أتابك العساكر ثم نائب الشام فلما كان في يوم السبت سادس شعر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين خرج بعد الصبح إلى الميدان بدمشق فلعب الرمح وعلم عدة من مماليكه ثم الكرة وغير ذلك كله عدة خيول فلما كان قرب الميدان مال عن فرسه فلحقه مماليكه قبل سقوطه إلى الأرض وتكاثروا عليه ثم حملوه إلى قاعة بالقرب من الميدان وهو ميت ثم نقل إلى دار السعادة في محفة على أنه مريض ثم بعد يسير أشيعت وفاته فصلى عليه ودفن بتربة تنم الحسني نائب دمشق وقد زاد على الستين وكثر الأسف عليه فقد كان ديناً متهجداً متعبداً كثير الصدقات والمحبة في الصلحاء والعلماء مع الانفراد بفنون الفروسية بحيث تخرج به جماعة رحمه الله. وهو مذكور في حوادث شيخنا؛ وتمراز مولاه من مماليك الظاهر برقوق.
أقبغا علاء الدين التركي، في أقبغا الطولوني.
أقبغا علاء الدين الرومي؛ في أقبغا الجمالي قريباً.
أقبغا علاء الدين الظاهري؛ في أقبغا شيطان.
أقبغا التركماني؛ مضى في أقبغا من مامش قريباً.
أقبغا التمرازي؛ سبق قريباً.(1/465)
أقبغا الجمالي كمشبغا علاء الدين الرومي أحد أمراء الطبلخاناه بالقاهرة؛ عمل كشف الوجه القبلي وغيره بل ولي الاستادارية بالسعي بالمال فلم ينتج أمره وساءت سيرته فعزل وضرب بالمقارع ثم وليها ظناً مرة أخرى وعزل أقبح من الأول ثم أنعم عليه الأِشرف وهو معه في آمد بأمرة عشرة ثم عاد فعمل كشف الوجه البحري وتوجه إلى دمنهور فلم تطل أيامه وقتل في معركة مع العربان في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين، وكان كريهاً مبغضاً أهوج، وقال شيخنا في أنبائه: إنه ولي الاستادارية الكبرى غير مرة وفي الآخر ولاه السلطان كشف البحيرة فتوجه إىل هناك فأغار على بعض العرب فتجمعوا عليه وقتلوه وخرج الوزير الاستادار كريم الدين بن كاتب المناخات بعسكر فجمع العرب وأمنهم وأحضرهم إلى السلطان وذهب دمه هدراً، وكان أهوج مقداماً غشوماً، وأرخ العيني قتله بالقرب من مريوط من حوالي الاسكندرية في العشر الأخير من جمادى الأولى.
أقبغا الجندي الفقيه الدوادار الصغير للناصر. مات في ليلة الثلاثاء ثاني عشري جمادى الأولى سنة ست ودفن من الغدو وخلف موجوداً كثيراً فمن الذهب العين فيما قيل اثنا عشر ألف دينار فأخذه الناصر ولم يكن مشكوراً في وظيفته بل اشتهر بالرشا والبرطيل وأخذ الأموال وارتكاب المحرمات. قاله العيني.
أقبغا جيار، يأتي قريباً.
أقبغا دوادار يشبك. كذلك أقبعا شيطان علاء الدين الظاهري ولي حسبة القاهرة وولايتها وشد الدواوين وجمع بينهما مرة ثم قبض عليه وحبس ثم قتل في ليلة الخميس سادس شعبان سنة إحدى وعشرين، وكان نبيهاً مع ظلم وعفة عن المنكرات والفروج، وقال شيخنا في أنبائه إنه كان حسن المباشرة قليل الفسق.
أقبغا الطولوني علاء الدين التركي الظاهري برقوق ويعرف باللكاس وبأقبغا جيار.كان من خواص أستاذه الظاهر فأنعم عليه بأمرة عشرة ثم بطبلخاناه وجعله رأس نوبة ثم قدمه وجعله أمير مجلس عوضاً عن بيبرس ابن أخته ثم انحطت منزلته عند أستاذه لوقعة عليباي ورسم له بنيابة غزة ثم أمسك قبل دخوله لها وحمل إلى قلعة الصبيبة فاعتقل بها ثم صار من حزب تنم وولاه غزة ثم جرى عليه ما ذكر في الحوادث إلى أن قتل مع ايتمش في شعبان سنة اثنتين وقد ناهز الأربعين وكان يميل إلى العلماء والفقراء.
أقبغا الفيل. من المماليك السلطانية الظاهرية برقوق وأحد أخوة عليباي المقتول وسط مع سبعة من المماليك في سابع عشر المحرم سنة إحدى.
أقبغا القديدي ويعرف بدوادار يشبك؛ كان مقدماً عند يشبك ثم استقر عند الناصر دواداراً صغيراً وأمره عشرة وكانت له وجاهة ومعرفة ويقتدي برأيه في كثير من الأمور. قاله شيخنا في أنبائه ثم نقل قول العيني كان يدعي الحكمة ووفور العقل مع مكر وخبث وعدم اشتهار بخير وحب لجمع المال وحصل في أيام يشبك مالاً جماً ثم لم يزل في ازدياد إلى أن مات في ليلة الخميس ثالث عشر شوال سنة أربع عشرة وخلف شيئاً كثيراً تمول منه بعده جماعة واستولى السلطان على غالبه.
أقبغا اللكاش. في الطولوني قريباً.
أقبغا الهدباني الظاهري. مضى قريباً.
اق بلاط الدمرداشي دمرداش المحمدي. ترقى بعد أستاذه فقدمه المؤيد ثم ولاه نيابة حماة وغيرها ثم أتابكية ثم نقل إلى نيابة ملطية ومات بها ظناً بعد الثلاثين واشتهر بالشجاعة وحسن السيرة.
اق خجا الأحمدي الظاهري، مات وهو والي كشف الوجه القبلي في عشري المحرم سنة خمس وعشرين، ولم يكن مشكوراً.
اق سنقر الأشرفي شعبان بن حسين، أحد الحجاب في الدولة الأشرفية وكان يسميه أغا، مات في حدود الثلاثين وهو في سن الشيخوخة.
اقطوه الموساوي الظاهري برقوق؛ كان من مماليكه ثم صار دواداراً صغيراً في أيام المؤيد ثم أمير عشرة وولي المهمندارية في أيام الأشرف ثم إمرة طبلخاناه ثم نفاه مرة بعد أخرى إلى أن مات بطالاً بالقاهرة بعد ضعف بباطنه في ليلة الثلاثاء ثاني عشر صفر سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه من الغد ولم يكن مشكور السيرة.
أقفجا أمير عشرة مات في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وأعطيت إمرته لأقبغا التركماني.
ألتش الشعباني نائب القلعة، مات في يوم الخميس رابع عشري جمادى الثانية سنة تسع ودفن بتربة بالصحراء جوار تربة الظاهر برقوق عند قبة النصر، ذكره العيني.(1/466)
الطنبغا سيف الدين القرمشي الظاهري برقوق؛ كان بعد أستاذه ممن انتمى ليشبك ثم كان في الذين تنقلوا في البلاد الشامية في الفتن في الأيام الناصرية وكان في الآخر مع شيخ وهو بالشام قبل سلطنته ثم كان معه حين ناب بحلب فولاه حجوبية الحجاب بها فلما استقل ولاه أميراً كبيراً ثم أتابك مصر، وقدم معه حلب في سنة ثلاث وعشرين ولم يلبث أن جاء الخبر بموت المؤيد فاضطرب الأمراء هناك فكان النصر لصاحب الترجمة وملك حلب ثم قرر غيره فيها وقصد هو دمشق موافقة لنائبها على المصريين وكان المؤيد أوصى أن يكون متحدثاً على ولده فلم يوافق ططر على ذلك وجاء العسكر المصري إلى دمشق فبادر القرمشي لموافقتهم وخرج فعانق ططر فخلع عليه واستمر حتى طلعوا القلعة فأمر ططر بإمساكه ثم قتله فقتل في جمادى الأولى سنة أربع وعشرين ودفن بتربة الطنبغا الحوباني، وكان أميراً ساكناً عاقلاً كارهاً للشر، ذكره ابن خطيب الناصرية وكذا قال شيخنا في أنبائه أنه كان من خيار الأمراء، زاد غيره تواضعاً وليناً، قال العيني لكنه كان بخيلاً طماعاً ولم يشتهر عنه خير ولا معروف.
الطنبغا العلاء المرقبي المؤيدي شيخ، كان من أعيان مماليكه قبل سلطنته وعمله في أيام تلك الفتن بقلعة المرقب من أيام طرابلس فأقام بها مدة فعرف بينهم بالمرقبي وولاه بعدها نيابة قلعة حلب لاستئمانه عنده ثم قدمه بمصر ثم نقله إلى الحجوبية الكبرى فلما تسلطن الظاهر ططر قبض عليه وسجنه مع من سجن من المؤيدية ثم أطلفه ودام معطلاً مدة ثم أعاده الظاهر جقمق إلى التقدمة فلم تطل مدته ومات في ليلة عاشر رجب سنة أربع وأربعين، ذكره المقريزي باختصار، وقول العيني أنه أحد أمراء الطبلخاناة ورؤس النوب تقصير.
الطنبغا العلاء المهمندار أمير عشرة، مات في يوم السبت منتصف شعبان سنة ست عشرة، ذكره العيني.
الطنبغا التركي الدمشقي مولى ابن القواس، سمع من الحجار بعض البخاري ولم يظهر إلا قبل موته بقليل ولم نعلم أنه حدث ولكن قد استجازه بعض أصحابنا، مات في سنة خمس عشرة، قاله شيخنا في أنبائه قال وهو آخر من سمع من الحجار من الرجال.
الطنبغا الرقبي. في المرقبي على الصواب قريباً.
الطنبغا من عبد الواحد ويعرف بالصغير، كان أحد المقدمين بالقاهرة ورأس نوبة المؤيد ثم قدم حلب مجرداً مع الطنبغا القرمشي الماضي قريباً فأقام بحلب مدة فلما جاء الخبر بموت المؤيد وملك القرمشي حلب قرر هذا في نيابتها ولم يلبث أن قتل في وقعة بينه وبين التركمان سنة أربع وعشرين؛ وكان فاضلاً يستحضر كثيراً من السيرة والتاريخ، ذكره ابن خطيب الناصرية.
الطنبغا شادي؛ كان من مماليك يلبغا العمري قتل مع ايتمش النخاسي في سنة اثنتين وقد جاز الخمسين.
الطنبغا سقل أحد المماليك؛ ممن تنقل في خدمة شيخ حين نيابته بالشام وتقدم عنده بحيث بعثه في مهماته غير مرة للناصر فرج فألفت إليه واستمر معه حتى قتل بوقعة اللجون في المحرم سنة خمس عشرة هو ومقبل الرومي وكان من أهل الشر والفتن وهو أعظم أسباب الفتن التي كانت بين الناصر وشيخ حتى زالت الدولة الناصرية، ذكره المقريزي في عقوده.
الطنبغا الظاهري برقوق المعلم ويعرف باللفاف؛ أقام دهراً خاملاً ثم صار في الأيام الأشرفية جملة معلمي الرمح فلما كانت الوقعة بين السلطان وقرقماس الشعباني أصابته جراحات بل وتقطر عن فرسه فعرف له السلطان ذلك وأنعم عليه بإقطاع قلمطاي الإسحاقي الأشرفي الخاصكي ثم بأمرة عشرة زيادة على ذلك بعد نفي سودون المغربي ثم زاده أمرة طبلخاناه عقب نفي أقطوه المساوي أيضاً ثم عمله نائب الاسكندرية مدة ثم صيره بعد موت تمرباي رأس نوبة النوب أحد المقدمين، إلى أن ضعف وكاد يختلط فاستعفي ولزم بيته يسيراً ثم مات في عاشر ربيع الثاني سنة ست وخمسين، وكان خيراً عاقلاً سليم الباطن جداً رأساً في لعب الرمح عرياً عن التدبير والرأي رحمه الله.
الطنبغا العثماني الظاهري نائب الشام، مات في ثاني عشري شوال سنة إحدى وعشرين بالقدس بطالاً.
الطنبغا القرمشي، مضى قريباً فيمن يلقب سيف الدين.
الطنبغا اللفاف والمعلم؛ مضى قريباً.
الطنبغا أمير، مات في شوال سنة إحدى وستين، أرخه ابن فهد.
الغي برص أحد العشرات، مات في يوم الخميس سادس عشري جمادى الأولى سنة ثمان؛ أرخه العيني.(1/467)
الماس الأشرفي برسباي. تأمر بحلب وتنقل فيها لعدة ولايات ثم صار أتابكها إلى أن قتل في وقعة سوار يوم الوقعة سنة اثنتين وسبعين وقد زاد على الخمسين وكان مليح الشكل مشكور السيرة مشهوراً بالشجاعة رحمه الله.
الماس الأشرفي برسباي، في العلاء قريباً.
الماس الأشرفي قايتباي، رقاه أستاذه بعد كتابته الخط الجيد وقراءته الحسنة وصيره شاد الشربخاناة فكثر الثناء على عفته وديانته سيما حين أبطل في ولايته ما كان مضافاً لها من حماية العاجينية بعد جمع الأطباء وعد في حسناته هذا مع خفره وبهائه ثم صرفه عنها واستقر به في نيابة صفد وخرج مع العساكر لدفع دولات، وكان ممن قتل في رمضان سنة تسع وثمانين وهو ابن ثلاثين وعظم الأسف عليه.
الماس العلائي الأشرفي برسباي أحد الخاصكية، ابتنى له تربة وعمل فيها للحنفية دروساً قرر فيها الزين عبد الرحيم المنشاوي مع سبعة من الطلبة؛ ومات قريباً من سنة ثمانين.
الوغ بك بن شاه رخ. يأتي في المحمدين.
الياس الكركي أحد الحجاب بدمشق، ممن حج بالركب الشامي مراراً. مات في رمضان سنة أربع وثلاثين، أرخه ابن اللبودي.
الياس الهندي الشيخ الصالح نزيل المدينة النبوية، مات بمكة في ذي الحجة سنة أربع وثمانين.
احمان - وسماه المقريزي في أماكن وميان بالوار - ولد بن مانع بن علي بن عطية بن منصور بن حمار بن سيخة الحسيني المدني أميرها، وليها بعد قتل أبيه في سنة تسع وثلاثين وعزل غير مرة ونازلها وهو معزول في سنة أربع وأربعين ومعه جمع كثير من عربانها ويقال أنه كان قصد نهبها فخرج إليه أميرها سليمان بن عزيز ومعه جمع قليل ولكن حصل النصر للفئة القليلة وخذل المذكور وانهزم وعاد المتولي منصوراً ثم وليها حتى مات بها في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين واستقر بعده زبيري بن قيس.
أميران شاه بن تيمور كور والد خليل الآتي. ولاه أبوه أذربيجان في سنة اثنتين وثمانمائة عند قدومه من بلاد الهند إلى البلاد الشامية وجعل معه أخويه أبي بكر وعمر وجماعة من أمرائه وكان تحته تبريز وقتل بعد والده المذكور في سنة تسع.
أمير جان بن شكر الله بن مرتضى الحسني القزويني، سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين رفيقاً لمحمد بن جعفر بن علي الآتي.
أمير حاج بن طنبغا الزين الحلبي ثم القاهري إمام الجمالية والمتصدر بها. ممن تلا على بيرو وقرأ في البخاري على شيخنا أخذ عنه الشمس بن عمران السبع إلى آخر " ق " وكذا روى عنه ابن الد وجود عليه النواجي بل قرأ عليه العلاء بن اقبرس شرح الحاجبية لمؤلفها، وكان مع تقدمه في العلم موصوفاً بالصلاح الغزير حتى حكى عنه الشمس بن شعيرات كرامات كثيرة. مات سنة أربع وثلاثين أو نحوها رحمه الله وإيانا.
أمير حاج بن المجد عبد الرحمن بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد ويسمى إسماعيل ولكنه بهذا أشهر ويعرف سكلفه بابن الجيعان أحد الأخوة. حج غير مرة وسمع على جماعة منهم شيخنا وغيره وحصل له إقعاد فسافر لدمياط وزار جمعاً من الصالحين ثم عاد معافى؛ مات في رمضان سنة ثمانين وصلى عليه من الغد ودفن بتربتهم.
أمير حاج بن المنصور عثمان بن الظاهر جقمق الآتي جده وأبوه أكبر بني أبيه المذكور، حفظ القرآن والنقاية والألفية وهو الآن مشتغل بالحفظ أمير حاج بن أبي الفرج في محمد بن محمد بن عبد الغني بن أبي الفرج.
أمير حاج بن مغلطاي زين الدين بن الأمير علاء الدين، ولد في حجر السعادة وارتضع ثدي العز والسيادة، ناب في الاسكندرية مدة ثم ولي الاستدارية في سلطنة المنصور حاجي بن الأشرف شعبان، ثم نفاه برقوق إلى دمياط فمات بها بطالاً في ربيع الأول سنة إحدى. ذكره شيخنا في أنبائه والمقريزي في عقوده وعمله في الحاء المهملة.
أمير حاج بن محمد بن بركوت الصلاح المكيني. مضى في أحمد.
أمير حاج الزيني الحلبي؛ ممن قرأ على شيخنا وبلغ له بالشيخ ولعله ابن طنبغا.
أمير زاه علي ابن أخي قرا يوسف، له ذكر في محمد شاه بن قرا يوسف فيحرر.
أمير زاه بن محمد بن شاه أحمد بن قرا يوسف؛ مات في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين بمسكنه في باب الوزير من القاهرة وقد زاد على الثلاثين وشهد السلطان الصلاة عليه؛ وكان قد أحضره حواشي أبيه من العراق في صغره أيام الظاهر جقمق خوفاً عليه من عمه أصبهان بن قرا يوسف متملك بغداد فأقام كآحاد أبناء الأمراء إلى الآن.(1/468)
أمين بن إدريس بن علي اليماني الماضي أبوه، مات في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين.
أنس بن إبراهيم بن محمد بن خليل ناصر الدين أبو حمزة بن الحافظ البرهان أبي الوفاء الحلبي أخو أبي ذر احمد الماضي، ولد في صفر سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحديث والنحو وعرض واشتغل يسيراً وسمع على أبيه وشيخنا وآخرين وأجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهادي والشهاب أحمد بن حجي وآخرون؛ وقرأ على الكرسي في الجامع في حياة أبيه يسيراً ولقيته بحلب فاجاز لنا، وقد حج ودخل القاهرة للتجارة غير مرة وجلس مع الشهود وحدث بأخرة وحسن حاله قبيل موته، مات في أوائل الطاعون سنة إحدى وثمانين أو أول التي قبلها.
أنس بن علي بن محمد بن أحمد بن سعيد بن سالم بن عمر بن يعقوب بن عبد الرحمن البدر أبو حمزة الأنصاري الدمشقي. ولد في ربيع الأول سنة تسع وخمسين وسبعمائة وأحضر بواسطة قريبه الصدر بن إمام المشهد على عبد الله بن القيم وغيره وأجاز له العز بن جماعة وأبو الحرم القلانسي وغيرهما ثم طلب بنفسه فسمع ابن أميلة ومحمد بن أحمد بن عبد الرحمن المنبجي وسعيد السبكي وغيرهم؛ وأكثر عن أصحاب التقي سليمان القاضي ونحوه؛ وكان أولاً بزي الجند ثم تزيا للفقهاء ولازم ابن المحب وقرأ بنفسه وتميز في علم الحديث وانتقى لنفسه ولبعض شيوخه فخرج للتقي عبد الله بن يوسف الكفري أربعين، وكان مستيقظاً نبيهاً عارفاً بالوثائق معتنياً بالأدبيات مع المروءة والديانة؛ قال شيخنا في معجمه: لقيته بدمشق وسمع معي وكتب عني من نظمي وحدثني بجزء من حديث سعيد بن منصور، قال أنابه محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المنبجي أنابه أبو نصر بن الشيرازي أنا ابن أبي المكارم المصري إجازة أنا عساكر بن علي أنا الرازي بسنده ثم أثنى عليه بما تقدم، وقال في الأنباء سمع معي كثيراً وأفادني مات في سادس عشري رجب سنة سبع بدمشق، وتبعه المقريزي في عقوده باختصار.
أنس بن محمد بن عثمان الفخري. ممن أخذ عني.
أنس بن محمود بن أبي بكر بن كمال ناصر الدين بن الشرف بن العفيف الدراكاني الفركي - وربما تكتب بالجيم بدل الكاف وهي من أعمال شبانكارة - الشيرازي الشافعي خال السيد صفي الدين عبد الرحمن الأيجي؛ كان له عم اسمه شمس الدين محمد وصف بالعلم والعمل وأما الشرف والد هذا فكان صالحاً مقتفياً آثار السلف، أجاز لناصر الدين هذا في استدعاء مؤرخ بذي الحجة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة جماعة وهم الجمال الأميوطي والبرهان القيراطي والأبناسي والشهاب بن ظهيرة والعفيف النشاوري وسعد الله الاسفرايني وآخرون أثبتهم في ترجمته من التاريخ الكبير، سمع عليه السيد العلاء بن السيد عفيف الدين فيما أخبرني به. ومات.
أويس بن شاه ولد بن شاه زادة بن أويس صاحب بغداد، قتل في حرب بينه وبين محمد شاه بن قرا يوسف واستولى محمد شاه على بغداد مرة أخرى؛ قاله شيخنا في أنبائه وأرخه سنة ثلاثين.
إياس الجلالي الحاجب الظاهري، كان أحد أمراء الأربعين ثم أخرج إقطاعه وانفصل من الحجوبية ومات بطالاً في ليلة الثلاثاء تاسع عشي جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين بالقاهرة، ذكره شيخنا في أنبائه.
ايتمش من أردباسي الناصري فرح ثم المؤيدي؛ أعتقه المؤيد وصار من المماليك السلطانية ثم ترقى بعده وصار خاصيكاً ثم تأمر عشرة في أيام العزيز ثم صار في أيام الظاهر استادارالصحبة بعد مغلباي الجقمقي، واستمر حتى مات في صفر سنة إحدى وخمسين، وكان فيما قيل مسرفاً على نفسه مع الشح وعدم الشجاعة.(1/469)
ايتمش البحاسي الجركسي أتابك العساكر في أيام الظاهر برقوق؛ قربه وأدناه ثم بعده أمسك وقتل بقلعة دمشق في أوئل شعبان سنة اثنتين وقد ناهز الستين، وكان خيراً سيوساً عاقلاً ديناً وهو صاحب المدرسة الايتمشية للحنفية بالقرب من باب الصوة. ذكره ابن خطيب الناصرية، وقال شيخنا في أنبائه كان ممن قام مع برقوق في ابتداء أمرته فأبلى في كائنته بلاء حسناً فحفظ له ذلك وصار عنده مقرباً ثم كان هو مقدم العساكر التي جهزها لقتال يلبغا الناصري لما خرج عليه فكسره الناصري وحبسه بدمشق فلما خرج الظاهر من الكرك خلص واجتمع بالظاهر لما توجه لمصر فقرره أميراً كبيراً ثم لما حضره الموت أوصاه على ولده وجعله المتكلم في الدولة فآل أمره إلى أن قتل، وأثنى عليه العيني بالميل إلى الخير وقلة الشر وكثرة الصدقات ومحبة العلماء والفقراء ومجالستهم قال ولكن كانت فيه غفلة وله ميل زائد في الذكور وهو صاحب المدرسة التي بباب الوزير أمام القلعة والبرج الذي بطرابلس على ساحل البحر.
ايتمش الخضري الظاهي برقوق؛ كان من مماليكه ثم صار من جملة الدوادارية في أيام ابنه الناصر فرح ثم تأمر عشرة في أيام المؤيد إلى أن استقر في الاستادارية الكبرى أوائل أيام الأشرف فلم ينتج فيها وعزل بعد يسير واستمر على إمرته مدة إلى أن أصيب في جسده ببياض بحيث كان يستره بالحمرة فأخرجها الأشرف عنه ودام بطالاً بل أخرج إلى القدس وغيره فلما تسلطن الظاهر داخله وقرب منه جداً ثم لم يلبث أن أبعده ونفاه إلى القدس أيضاً ثم رسم بعوده فلزم داره إلى أن سقط عليه جدار فأخرج من تحته مغشياً عليه فعاش بعد قليلاً ومات في رجب سنة ست وأربعين ودفن بتربة الأمير قطلوبك في الصحراء؛ وكان كما قال شيخنا قارئاً للقرآن محباً في حملته كثير البر بهم مع شر فيه وبذاءة لسان وارتكاب أمور فيما يتعلق بالمال ولذا قال العيني إنه لم يكن مشكور السيرة.
ايدكو ملك الترك وتدعى قبيلته قرنكرات من أرض الدشت. ترقى إلى أن صار من أمراء الخان توقياميس وأحد رؤوس أمراء الميسرة المعدين لمهمات الأمور وللمشورة والرأي إلى أن أحس من اخان بالتعبر عليه فخاف منه وأخذ حذره واستعد للفرار منه سيما وقد قال له وهو محمور لي ولك وأجابه بقوله أعيذ الخان من أن يحقد على عبده ثم احتال حتى فر ولم يفطن به إلا وقد قطع مسافة وما أمكن إدراكه فوصل إلى تيمور فشرح له أمره وأغراه بالمشار إليه واستلوش عساكره بحيث كان ذلك حاملاً له على المسير إلى الدشت بعساكر لا تعد كثرة فكان الظفر له بانهزام توقياميس وغنم تيمور مالاً يدخل تحت الحصر وعظم ايدكو عنده ومع ذلك فخادعه بحيلة حتى مكنه من الانصراف لأهله ثم سقط في يد تيمور ولم يعلم أنه انخدع لغيره وما زال ايدكو حتى استعد لقتال توقياميس وكانت بينهما وقعات كثيرة آل الأمر فيها إلى إخراب الدشت وصارت قفاراً ثم انهزم ايدكو وتشتت جموعه ولم يوقف له على خبر وصفا الوقت لتوقياميس ولم يلبث ايدكو أن مات قريباً جريحاً في نحر سيحون في سنة أربع عشرة، وكان من رجال العالم ذا أخبار غريبة ونوادر عجيبة ومكايد في أعدائه صائبة وأفكار بديعة ووقائع وسياسات ومحبة في العلماء والصلحاء ومواظبة على متابعة شرائع الإسلام له عشرون ولداً ملوكاً ما منهم إلا من له عمل بمفرده وجند يطيعه، وأقام في الدشت عشرين سنة وكانت أيامه غرة في جبين الدهر وهو الذي منع الطير من بيع أولادهم بحيث قل جلبهم إلى الشام ومصر؛ طوله المقريزي في عقوده والله أعلم بحقيقة ما أثبته.
ايدكي الجاركسي الأشرفي برسباي. تأمر عشرة في أوائل أيام الظاهر خشقدم وصار من رؤس النوب إلى أن قتل في وقعة سوار سنة اثنتين وسبعين عن أزيد من خمسين سنة؛ وكان متحركاً شجاعاً مع إسراف على نفسه.
ايدكي الظاهر جقمق من مماليكه وأحد الدوادرية عنده. مات بالطاعون في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين.
ايدن الخشقدمي الزمام. أحد خدام المسجد النبوي ممن سمع مني بالمدينة.
اينال باي بن قجماس بن أسن ابن أخي الظاهر برقوق. قتل بغزة في سنة عشر، ويأتي له ذكر في ولده يوسف.
اينال باي أخو جانم أمير اخور كبير. مات في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وكان جيداً.(1/470)
اينال باي الفقيه الحسني الظاهري برقوق الحاجب الثاني ويقال له أيضاً حاجب ميسرة؛ ورأيت بخطي في محل آخر أنه رأس نوبة ثاني وأحدهما غلط، ممن يتردد له الصلاح الطرابلسي ليقرئه، تأمر على الأول سنة خمس وتسعين وأصيب أصبعه في وقعة ثلاث وتسعين ولا بأس به.
اينال حطب العلائي. مات في ليلة الجمعة سادس ذي القعدة سنة تسع ودفن من الغد وحضر الناصر جنازته بمصلى المومني. ذكره العيني.
اينال شيخ الإسحاقي الظاهري جقمق، ولي مشيخة الخدام بالمدينة النبوية عقب مرجان التقوي الظاهري في سنة ثمانين. وكان شديداً سريع البادرة بالضرب فضلاً عن غيره حتى للقفهاء، وللسلطان إليه ميل تام ومبالغة في الثناء على دينه ويبسه، حج غير مرة آخرها في السنة الماضية ورجع إلى المدينة فمات بها في المحرم سنة ست وثمانين ودفن بالبقيع عفا الله عنه، واستقر بعده في المشيخة قانم.
اينال الأجرود. ذبح مع من أمر الناصر بذبحه من الأمراء في سنة إحدى شعرة.
اينال الأجرود العلائي الأشرف. يأتي قريباً.
اينال الأحمدي الظاهري برقوق أحد العشراوات؛ تزوج أخت الأمين ووالدة المحب الأقصرائيين بعد موت زوجها والد المحب واستولدها فاطمة الآتية. مات في.
اينال الأشرفي برسباي الطويل. مات في جمادى الأولى سنة إحدى وستين.
اينال الأشرفي قايتباي، رقاه حتى ناب بالاسكندرية ثم بطرابلس وخرج مع العساكر لدفع دولات فكان ممن أسر، واستقر عوضه في طرابلس بيبرس الأشرفي قايتباي عاد الشربخاناة ولم يلبث أن افتدى نفسه بمال ورجع فقدمه أستاذه ثم مات بيبرس فرجع إلى طرابلس وسافر حين برز العسكر في سنة تسعين لمحل كفالته وليكون في المهم المشار إليه.
اينال الحكمي. تقدم في أيام المؤيد وولي نيابة حلب ثم أمسكه الظاهر ططر وحبسه إلى أن أطلقه الأشرف فحج في سنة ست وعشرين ثم عاد إلى الشام ثم ولي تقدمة بالقاهرة سنين ثم الإمرة الكبرى ثم عاد إلى نيابة حلب عوضاً عن قرقماس في سنة تسع وثلاثين وبمجرد أن وصل ورد عليه مرسوم مع هجان بنيابة الشام فتوجه إليها، ذكره ابن خطيب الناصرية واستمر حتى قتل بعد خروجه عن الطاعة السلطانية في سنة اثنتين وأربعين وحمل رأسه إلى القاهرة ودفنت جثته بتربته التي أنشأها بالقرب من جامع كريم الدين قبلي دمشق قبل إكمالها، وقد أثنى عليه المقريزي بقوله كان مشهوراً بالشجاعة مشكور السيرة إلا أنه لم يسعد جده.
اينال الجلالي ويقال له اينال المنقار، مات بغزة في شعبان سنة ثلاث عشرة لما دخلها شيخ ونوروز، أرخه شيخنا في أنبائه.
اينال الحسني الأشرفي برسباي، أحد الشعرات ممن يسكن سويقة صفية جوار الزير المعلق، مات في التجريد سنة ثلاث وتسعين.
اينال الخصيف الأشرفي قايتباي، واصله ليحيى بن الأمير يشبك الفقيه، ثم صار له وغضب عليه واعتقله بقلعة دمشق مدة ثم أطلقه وأعطاه أمرة ميسرة بحلب، ثم نقله لأتابكيتها وقبض عليه في كائنة الرها ثم أعاده على وظيفته إلى أن نقله لنيابة صفد بعد قتل الماس فشكوه فطلبه ونقم عليه ورام نفيه فشفع فيه نائب الشام قجماس واستقر به حاجب الحجاب بها فلما مات سيباي نقله لنيابة حماة فقمع عليه الفساد، وهو في الفسق والظلم بمكان، له ذكر في جانبك الطويل.
اينال الششماني الناصري فرج، تأمر في أيام أستاذه، ثم امتحن بعده وحبس ثم أطلق وتأمر عشرة بعد المؤيد ثم صار من رؤس النوب في الأيام الأشرفية؛ وباشر الحسبة بعد عزل العيني سنين، وتأمر على المحمل في سنة ست وثلاثين بل وعلى الأول قبلها سنة سبع وعشرين ثم صار أمير طبلخاناه وثاني رأس نوبة ثم ولي نيابة صفد ثم صار أحد المقدمين بدمشق ثم أتابكها بعد قانباي البهلوان إلى أن مات في ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين؛ وكان فيه تدين وتعفف مع جبن وشح فيما قيل، وقد قال شيخنا في مقبل الرومي من سنة سبع وثلاثين أن هذا استقر بعده في نيابة صفد وكان قريب العهد من المجيء من إمرة الحاج وهم يشكون من جوره ووهنه فلله الأمر.(1/471)
اينال الصصلاي نائب حلب؛ وليها عن المؤيد ثم كان ممن عصى عليه، فقتل في شعبان سنة ثمان عشرة بقلعة حلب، وكان عاقلاً شجاعاً حسن الشكالة، ذكره ابن خطيب الناصرية بأطول من هذا، وقد قرأ عنده القاضي علم الدين البلقيني في حياة أخيه البخاري وألبسه خلعة؛ وقال شيخنا في أنبائه كان من الظاهرية وتنقل في الخدم إلى أن ولي الحجوبية الكبرى بالقاهرة ثم كان ممن انضم إلى شيخ فولاه نيابة حلب في شوال سنة ست عشرة وكان فيمن حاصر معه نوروز إلى أن قتل نوروز ورجع إلى ولايته بحلب؛ وكان شكلاً حسناً عاقلاً شجاعاً عارفاً بالأمور قليل الشر، ثم كان ممن عصى على المؤيد هو وقانباي نائب الشام ونائب طرابلس ونائب حماة وآل أمرهم إلى أن انهزموا وأسروا وقتل اينال بقلعة حلب في شعبان، قال ورأيت الحلبيين يثنون عليه كثيراً ولما حاصر على المؤيد لم يحصل لأحد من أهل بلده منه شر؛ بل طلب أخذ القلعة فعصى عليه نائبها فحاصره أياماً ثم تركه؛ وتوجه إلى الشام.
اينال العلائي الظاهري ثم الناصري الأشرف سيف الدين أبو النصر ويقال له الأجرود وهو والد أحمد الماضي؛ اشتراه الظاهر برقوق هو وأخوه طوخ وهو أكبرهما من جالبهما علاء الدين فأعتق طوخاً وانتقل هذا بعده لولده الناصر فرح فأعتقه وصار خاصكياً إلى أن تأمر عشرة في أيام المظفر وصار من رؤوس النوب ثم من الطبلخاناة ثم رأس نوبة ثاني ثم ولاه الأشرف ينابه غزة في سنة إحدى وثلاثين وسافر معه إلى آمد ثم لما ولي الرها ولاه نيابتها مع تمنع زائد وأمده فيها بالسلاح والمال والعليق وغير ذلك لخرابها حينئذ وجعل عنده مائتي مملوك لحفظها ثم أنعم عليه بتقدمة بمصر زيادة على ما بيده ثم عزله عن الرها بعد نحو ثلاث سنين وأقام مقدماً مدة ثم نقله لنيابة صفد إلى أن استقدمه الظاهر وقدمه ثم عمله دواداره بعد تغري بردي المؤذي في سنة ست وأربعين، وسافر لغزو الفرنج مقدماً غير مرة بل كان من جملة الأمراء في غزوة قبرس الكبرى ثم عمله أتابكاً بعد يشبك السودوني إلى أن استقر في المملكة بعد خلع ولده المنصور في ربيع الأول سنة سبع وخمسين؛ وظهر بولايته مصداق ما حكاه أبو الفضل المغربي أنه كان عند الشرف يحيى بن العطار وهو في غمرات الموت فسمعه يقول اينال الأجرود بقي لرياسته خمس درج وذلك نظراً إلى جبر الكسر في سنة وفاة القاتل فإنها كانت في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وولاية صاحب الترجمة وكون المراد بالدرج السنة. وجرت في أيامه حوادث بينت الكثير منها في التبر المسبوك، واستمر سلطاناً إلى أن استقر ولده الشهابي أحمد بعد خلعه نفسه وموته بعد ذلك بيوم بين الظهر والعصر منتصف جمادى الأولى سنة خمس وستين وقد قارب الثمانين بعد مرضه نحو نصف شهر وصلى عليه بباب القلة من القلعة ثم دفن بالقبة من مدرسته التي أنشأها بالصحراء فكانت مدة مملكته ثمان سنين وشهرين وستة أيام؛ وكان عاقلاً سيوساً بذي اللسان كثير الاحتمال صبوراً بعيداً عن إثارة الفتن والشرور شجاعاً مقداماً عارفاً بالحروب والوقائع بأنواع الملاعب من الفروسية متحرياً في سفك الدماء والحبس يحسب كثيراً من العواقب الدنيوية حتى أنه قال لمن لامه على إبقاء شخص كان يعلم منه ذمة عقل الأمر غير عقل السلطنة؛ وقال عن البقاعي ما أسلفته فيه مع لين ربما يؤدي إلى خراب الإٌقليم وقلة المروءة بل أدى إلى تجرئ مماليكه عليه بالرجم وغيره وعلى سائر الرعايا بجميع أنواع الفسق والكبائر بحيث غطى ذلك جميع ما لعله يذكر في حسناته خصوصاً وميله إليهم أكثر واعتذاره عنهم أشهر؛ هذا مع مزيد شحه ومحبته للمال من أي وجه كان ولذا تزايدت الرشوة في أيامه وبذلك الأموال فيما لم تجر العادة بالبذل فيه وانقاد في أموره كلها لزوجته فتزايد البلاء وعم الضرر سيما للفقهاء وأهل العلم بالنسبة للجوالي والوظائف مما في شرحه طول غير راغب في بر ولا قربة بل هو عديم الصدقة عري عن الانقياد إلى الخير تام البلادة؛ وما أظن السبب في قصر مدته وإلا فهو نقيضه بكل وجه وأنشأ المدرسة التي دفن فيها والتربة المقابلة لها وهما في غاية الحسن ووسع الشارع الذي بين القصرين عند بناية الحمامين والربع والقيسارية وغير ذلك وبالجملة ففيه محاسن معدودة روى له بعد موته منام نسأل الله العفو.(1/472)
اينال الغرسي خليل بن شاهين. كان خازندار سيده لأمانته وصدق لهجته ثم عمله دواداره لما ناب بملطية، وكان عاقلاً خيراً يقرأ القرآن بل قرأ في بعض الرسائل الفقهية مع سياسة وسمت وأدب وذا قربه أستاذه وأثرى وزوجه أم ولديه. مات بالقاهرة في الطاعون أواخر ذي الحجة ظناً سنة سبع وأربعين وقد زاد على الثلاثين وخلف مالاً وأثاثاً كثيراً، ترجمه ابن سيده.
اينال الفقيه الظاهري جقمق، هو اينال باي الماضي.
اينال اكركي أحد الخاصكية بل هو كبير أغوات السلطان ولذا نزل بعد صلاة الجمعة سابع عشر رمضان سنة ثمان وسبعين للصلاة عليه بمصلى المومني.
اينال المنقار، هو الجلالي، مضى قريباً.
اينال النوروزي أمير سلاح، مات في ربيع الثاني سنة تسع وعشرين بالقاهرة ودفن خارج باب القرافة وخلف شيئاً كثيراً وترك زوجته وهي ابنة تغري بردي الذي كان نائب الشام حبلى فوضعت بعده ذكراً.
اينال اليحياوي الظاهري جقمق ويعرف بالأشقر، تأمر في أيام الظاهر خشقدم وعمل الولاية وأخرج لنيابة ملطية ولا زال يتنقل حتى عمل نيابة طرابلس ثم حلب ثم في الأيام الأشرفية قايتباي عمل رأس نوبة النوب؛ وقاسى الناس منه في أحكامه شدة وتجرد لسوار مدة بعد أخرى وعمل أمير سلاح وجرت له كائنة يقابل عليها شرحتها في محلها من الحوادث، واستمر بعدها في جمود إلى أن سافر إلى الشرقية من أجل العرب فأقام أشهراً ثم ضعف فجيء به في محفة فبمجرد أن وصل وذلك في ليلة الجمعة خامس رمضان سنة تسع وسبعين مات غير مأسوف عليه فقد كنت أشهد في وجهه المقت وكان من سيآت الدهر رحم الله المسلمين.
اينال اليشبكي يشبك الحكمي ويقال له حاج اينال ونسبه بعضهم مؤيدياً خدم عند بعض الأمراء قليلاً لما أمسك أستاذه المذكور ثم صار من أمراء دمشق ثم قدم بها في أيام الظاهر جقمق ثم نقل لنيابة الكرك ثم لحماة ثم لطرابلس ثم لحلب بعد جانب في سنة ثلاث وستين كل ذلك بالبذل إلى أن مات بها في ليلة الخميس سابع عشري شعبان ودفن من الغد وقد قارب الستين، وكان مسرفاً على نفسه بل ساءت سيرته بأخرة وأبغضه الحلبيون ورجموه غير مرة لكثرة متاجره وشرهه في جمع المال مع سكون وعقل ورياسة وحشمة وتواضع.
اينال اليشبكي يشبك الشعباني، صار بعد أستاذه في أيام الأشرف خاصكياً ورأس نوبة الجمدارية ثم امتحن بسبب تربة أستاذه وأمره الظاهر عشرة إلى أن مات في صفر سنة ثلاث وخمسين.
اينال معتقد لكثيرين؛ تسلك به خجا بردي الآتي وكان حنفياً جركسياً من مماليك نوروز نائب الشام فتجرد في أيامه وجال في الروم وغيرها بعد اشتغاله بالجامع الأزهر، ثم قدم القاهرة في الأيام الظاهرية جقمق ونزل بزاوية قريبة من مضارب الخيام بالرملة وانتمى إليه جماعة وكان يقصد بالمبرات وفي الشفاعات واستمر حتى مات عن سن بالطاعون سنة أربع وستين ودفن بزاوية تلميذه المشار إليه عند مضارب الخيام من الرملة.
أيوب بن إبراهيم الجبرتي شيخ رباط ربيع بمكة، كان ذا حظ جيد من العبادة والخير وللناس فيه اعتقاد، ودخل القاهرة مراراً للاسترزاق وقررت له صرر بأوقاف الحرمين واستقر في مشيخة رباط ربيع سنين إلى أن مات في رمضان سنة سبع وعشرين ودفن بالمعلاة وقد جاز الستين ظناً؛ وكانت إقامته بمكة نحو أربعين سنة. ذكره الفاسي في مكة فيمن سمع من شيخنا أيوب اليمني وأظنه هذا.
! - أيوب بن حسن بن محمد نجم الدين بن البدر بن ناصر الدين بن بشارة مقدم العشير ببلاد صيدا. أقام فيها مدة اربع سنين ففعل كل قبيح وآل أمره إلى أن وسط في أواخر سنة ثلاث وخمسين.
أيوب بن سعيد أو سعد بن علوي نجم الدين الحسباني الباعوني الدمشقي الشافعي، ولد سنة تسع وأربعين وسبعمائة وحفظ التنبيه وعرضه على ابن جميلة وطبقته وأخذ عن لعماد الحسباني ودونه ثم فتر عن الطلب واعتذر بأنه لم يحصل له فيه نية خالصة وسمع من ست العرب حفيدة الفخر الأول والثاني من أمالي القاضي أبي بكر الأنصاري أنابهما جدي حضوراً أنا ابن طبرزد وكان ذا أوراد من تلاوة وقيامة وقناعة واقتصاد في الحال وفراغ من الرياسة مع سلامة الباطن، روى لنا عنه الأبي لقيه مع ابن موسى، ومات في صفر سنة ثمان عشرة، ذكره شيخنا باختصار في أنبائه.(1/473)
أيوب بن سليمان المغراوي المؤدب. شيخ صالح جاور بالمدينة وقرأ في ألفية ابن مالك على القاضي نور الدين علي بن محمد بن علي الزرندي بعد سنة عشرين وثمانمائة.
أيوب بن عبد السلام بن أيوب بن مخلوف الشبشيري - من أعمال المحلة - الأزهري الشافعي نزيل مكة ويعرف بالشيخ أيوب قدم القاهرة واشتغل يسيراً وتنزل في الجهات ثم مرض شديداً وأقام بالبيمارستان مدة فاشرف على الشفاء وكان على خلاف القياس ثم سافر إلى مكة حين توجه إلى العافية في سنة احدى وثمانين فقطنها على خير واستقامة وكتبت معه إلى القاضي فأكرمه وشمله بلحظه في جهات تيسرت له كمشيخة سبع حانربك ورباط ابن مزهر والتصوف بالأشرفية ودخل في بعض الوصايا فتعب وأتعب وحضر دروسه ودروس ولده وربما أقرأ، وقدم القاهرة في سنة أربع وتسعين لشيء من ذلك فقضى أربه وحضر عند القاضي وغيره ثم عاد في موسم سنة خمس ثم سافر في موسم التي تليها، وهو ممن اجتمع بي هناك وأخذ عني في الاصطلاح وغيره وصليت التراويح خلفه وظاهره لا بأس به ولكثيرين من أهل مكة فيه كلام.
أيوب بن علي بن محمود بن العادل سليمان الأيوبي أخو الصالح زين الدين آخر ملوك الحصن من بني أيوب. كان هو القائم بتدبير المملكة لأخيه إلى أن قتلهما مع أخ لهما ثالث اسمه عبد الرحمن حسن باك بن علي بن قرا بلوك صاحب ديار بكر وملك الحصن بمخامرة بعض امراء الصالح عليه وذلك في سنة ست وستين كما سيأتي في خلف بن محمد بن سليمان.
أيوب اليماني، ممن سمع من لفظ شيخنا في البخاري ولعله ابن إبراهيم الجبرتي. الماضي.
آخر حرف الهمزة واخترت أن يكون انتهاء المجلد الأول.
وكان فراغه يوم الأربعاء تاسع عشر جمادى الثانية سنة أربع وثمانين وتسعمائة على يد العبد الفقير عبد العال الخيضري الحنفي.
انتهى الجزء الثاني. ويليه الجزء الثالث أوله حرف الباء الموحدة.
//المجلد الثاني
الجزء الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الباء الموحدة
بابي سنقر بن شاه رخ بن تيمور لنك صاحب مملكة كرمان وأخو محمد الآتي. مات في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وقيل من التي قبلها، وكان ولي عهد أبيه وفيه شجاعة موصوفة وجرأة عظيمة. ذكره شيخنا باختصار عن هذا.
باشاه الحاجب بالديار المصرية، مات وهو بطال في العشر الأخير من شوال سنة اثنتين. باكير هو أبو بكر بن إسحاق بن خلد.
باك نائب قلعة حلب، مات في أواخر سنة احدى وأربعين.
بايزيد في أبي يزيد من الكنى.
بتخاس بمثناة ثم معجمة السودوني. أرخ ابن دقماق موته في سنة أربع.
بتخاص العثماني الظاهري. برقوق. دام جندياً نحو خمسين سنة ثم أمره الظاهر جقمق عشرة ثم صار حاجباً ثانياً إلى أن أخرج الظاهر خشقدم أقطاعه ووظيفته وأنعم عليه بأقطاع حلقة تقوم بأوده واستمر بطالا حتى مات في ربيع الاول سنة أربع وسبعين، وقد ناهز المائة.
بجاس بضم أوله وتخفيف الجيم وآخره مهملة سيف الدين العثماني النوروزي النحوي من كبار الجراكسة في بلاده، وأصله من مماليك يلبغا الخاصكي. قدم القاهرة وهو كبير فاشتراه الظاهر برقوق وترقى عنده إلى أن أمره وصار أحد المقدمين وكان خيراً قليل الشر؛ مات في عاشر رجب سنة ثلاث بطالا؛ فانه كان استعفى فأعفاه الظاهر وأعطاه أقطاعاً تكفيه مع ما كان له من الثروة والمال والاملاك، واليه ينسب جمال الدين الاستادار وتزوج ابنته سارة. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار عن هذا.
بختك الناصري أحد أمراء العشرات وصهر يشبك الفقيه، مات في صفر سنة ثلاث وخمسين بالطاعون، وكان متوسط السيرة.
بداق بن جهانشاه بن قرا يوسف، ناب عن أبيه في شيراز ثم خالف عليه فقصده أبوه ففر لبغداد فتملكها وحاصره أبوه دون السنتين حتى ملكها وقتله مع خلق كثيرين جداً وغلت الاسعار بسبب الحصار حتى حكى لي بعض من كان في العسكر أن رأس الغنم بيع بما يوازي مائة دينار مصرية والرطل البغدادي من الثوم بنحو خمسة عشر ديناراً قال وأكلت لحوم البغال والحمر الاهلية ونحوها وكان شجاعاً كريماً ظهر له كنز كبير قيل انه اثنا عشر خابية ففرقه على العسكر ولم ينظر إليه بل قال إن أصحابه لم ينتفعوا به فنحن أولى، هذا مع شيعيته وفساد عقيدته وتجاهره بالمعاصي بحيث يأكل في رمضان نهاراً على السماط مع كثيرين.
من اسمه بدر(1/474)
بدر بن علي القويسني القاهري الشافعي، كان عالماً صالحاً درس وأفتى وأخذ عنه غير واحد ممن لقيناهم، وأجاز النور البلبيسي وكتب في عرض سنة ست؛ وما رأيت من ترجمه. وكأن بدراً لقبه واسمه.
بدر القبة واسمه بدر أبو النور الحبشي فتى ابن عزم. اعتنى به سيده وأسمعه الكثير واستجاز له ثم مات في سنة اربع وسبعين، وكان حاذقاً.
بدر الحبشي مولى سابق الدين مثقال الطواشي. كان بواباً لمدرسته بالقصر وفيه خير وديانة، مات بعد سنة ثمانمائة ذكره المقريزي في عقوده وانه اخبره انه من ولد بعض اجناد الحطي متملك الحبشة وانهم كانوا إذا توقف نزول المطر ببلادهم من وقته احضر الحطي طائفة معروفين بينهم فيأمرهم ان ينزلوا المطر فان امتنعوا عاقبهم إلى ان يقع المطر وعندهم ان هذه الطائفة تسحر المطر حتى لا ينزل وانه شاهد هناك حية تنتصب بأعلى الجبل وتمتد محنية فتصير على قدر قوس قزح وانه شاهد شجرة يستظل بها مائتا فارس وقال انه ثقة صدوق شديد في الله يوثق بقوله وامانته صحبناه سنين.
بدر الحبشي مولى أبي جمال الدين المغربي. رباه سيده وعلمه القرآن والخطوط المتنوعة مع فصاحة ثم صار لابن عليبة ثم للسلطان واغتبط به وعول عليه في أشياء، وصار يكثر السفر لمكة واسكندرية في التجارة مع عقل وتؤدة.
بدر الكمالي بن ظهيرة. ذبح بجدة سنة احدى وتسعين.
بدر الشهير بالحسام. مات في المحرم سنة احدى وستين بمكة.
البدر بن الشجاع عمر الكندي ثم المالكي من بني مالك بطن من كندة الظفاري ملك ظفار ووالد احمد الماضي. غلب ابوه على مملكة ظفار في حدود الستين وسبعمائة، وكان وزير صاحبها المغيث بن الواثق من ذرية علي بن رسول فوثب عليه فقتله وتملك ظفار ثم مات عن قرب فاستقر ولده صاحب الترجمة فطالت مدته، وغلب على أعدائه ومهد بلاده وعدل فيها واشتهر، وكان جواداً مهاباً. مات في سنة ثلاث. ذكره شيخنا في إنبائه.
بدلاي المسمى شهاب الدين احمد بن سعد الدين أبي البركات بن احمد ابن علي الجبرتي سلطان المسلمين بالحبشة ومن كان ينكى هو وأخ له اسمه صير الدين في كفار الحبشة حسبما حكى العيني بعضه في سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة من تاريخه. قتل في المعركة سنة سبع وأربعين، وكان ابتداء ملكه في سنة خمس وثلاثين بعد موت أخيه جمال الدين محمد الآتي بدير ويسمى أحمد بن سكر شهاب الدين الحسني نسبة لحسن بن عجلان لكون والده عتيقه كان زعيم الأقطار الحجازية وعميدها ووزيرها. ولد في سنة سبع أو تسع وثمانمائة بمكة. مات في جمادى الأولى سنة تسع وستين، ورأيت من أرخه في التي بعدها بوادي الآبار من عمل مكة، وحمل إلى مكة فغسل بالبيت الذي أنشأه صاحب مكة، وصلى عليه عقب الصبح ودفن بالمعلاة على والده وكانت جنازته حافلة جداً ومشى الشريف فمن دونه معها إلى محل دفنه: ولم يخلف من أبناء جنسه مثله رياسة وحشمة ووجاهة وسناءً وتواضعاً وهو القائم بأعباء ولاية السيد الجمال محمد بن بركات بعد موت أبيه ثم مشى الواشي بينهما في أواخر سنة أربع وستين فنزع عن طاعته إلى موضع يقال له اليربوع فتبعه بعسكره فلم يقابله وأرسل يطلب الامان إلى أن أصلح بينهما عبد الكبير الحضرمي وغيره في جمادى الثانية سنة سبع وستين وحلف على الطاعة وكتب بذلك خطه عفا الله عنه. بديد في أحمد بن مفتاح.
برجان قرا الناصري. كتب عنه البدري في مجموعه قوله:
من آل حام قمر مشرق ... تحسبه في سيره ساكن
سألته ما الاسم يا سيدي ... فقال يا مغرور بي فاتن
من اسمه بردبك
بردبك اثني عشر، يأتي قريباً في بردبك الظاهري.
بردبك الاسمعيلي الظاهري برقوق أحد العشرات. مات في جمادى الأولى سنة أربعين(1/475)
بردبك الأشر في اينال. ملكه في سني قبرس سنة تسع وعشرين وثمانمائة فرباه وأعتقه وعمله خازنداره وزوجه ابنته الكبرى ثم دواداره فلما تسلطن عمله دواداراً ثالثاً مع اقطاعه امرة عشرة ثم نقله إلى الدوادارية في سنة تسع وثمانين واستقر في امرته أنيه شاذبك بن صديق وفي الشادية قانصوه الطويل الاشرفي برسباي بعد نفي تمراز الأشرفي فارتقى في العظمة ونفوذ الكلمة وقصده الناس في حوائجهم فساس الامور وادخر الأموال الكثيرة سوى ما ينفده في الصدقات والانعامات ونحو ذلك وعقد ببيته في الاشهر الثلاثة مجلساً للبخاري فهرع الجل من الفقهاء والقضاة وشبههم له وبلغ به كثير منهم لمقاصد وكنت ممن خطب للحضور فيه وزيد في الالحاح عليه فما انشرح الخاطر لذلك بل بنى بقناطر السباع جامعاً هائلاً وكذا بغزة ودمشق، كل ذلك مع كثرة مماليكه وزيادة حشمه واستمر على وجاهته إلى أن مات أستاذه، واستقر ابنه وكان على عادته بل لما خلع صودر بأخذ ما يفوق الوصف من الاموال ثم أمر بلزوم داره إلى أن رسم له بالتوجه لمكة فتوجه ببنيه وعياله في موسم سنة ست وستين فأقام بها على طريقة حسنة وعمل له مكاناً على جبل أبي قبيس ينفرد به أو يتنزه إلى أن سمح له بالعود إلى القاهرة فسافر صحبة الحاج فلما قرب من خليص محل يقال له الديمة ركب بغلة وسبق بمفرده مع السقائين فخرج عليه جماعة من العربان فسلبوا السقائين ثم قتلوه وهم لا يعرفونه بحربة ولم يستلبوه وذلك في يوم الأحد منتصف ذي الحجة سنة ثمان وستين فحمل إلى خليص فغسل بها وكفن وصلى عليه ودفن إلى أن نقل إلى مكة في السنة التي بعدها؛ وكان وصول جثته في يوم الاحد خامس رجب ودفن بالمعلاة وجعل عليه قبة رحمه الله وعفا عنه وقد جاز الخمسين تقريباً؛ وكان عاقلاً سيوساً ضخماً إلى الطول والشقرة أقرب متواضعاً ذا أدب وحشمة ومحبة للفقراء والصالحين ومزيد إحسان وبر لهم حتى انه تفقد بعد زوال عزه وقبل خروجه إلى مكة كثيراً من الطائفتين بالمال الجزيل بل وإلفاته غالباً لأستاذه إلى الخير والمعروف مع الحرص على جمع المال بطرق يدبرها ومع معرفته للكلام العربي وسرعته لتأديته بدون توقف ولكنه كان يلثغ بعدة حروف وهو الذي قرب البقاعي وخالف غرض أستاذه في قصد إبعاده حتى نال وجاهة دنيوية ولكنه لم يتجر معه في جميع مقاصده؛ ولذا خاطبه بعد انقضاء ايامه بمكروه كبير وأظهر التشفي منه بذلك بحيث ان الأمير قال لقاضي مكة البرهاني ابن ظهيرة انه خيلني من صحبة كل فقيه ونحو ذلك مما حكاه البرهاني، هذا مع كونه في أيام عطلته مشى من بيته إلى المسجد الذي فيه البقاعي حتى خلصه من نقيبين اشتكاه بهما بعض الاتراك من جيرانه ووزن لهما الغرامة من عنده بل لما قدم أولاده القاهرة بعد قتله لم يجئ للسلام عليهم ولا عزاهم مع قرب بيتهم منه جداً ثم جاءهم بعد مدة وخيلهم من أمر يحصل بزعمه التخلص منه بدفع قدر كبير لبعض أتباع الظاهر خشقدم قاصداً بذلك جر النفع له ليحظى به عنده وأبدى ذلك في قالب النصح حسبما أخبرني به أكبرهم.
بردبك الاشرفي إينال. مات في شوال سنة إحدى وثمانين.
بردبك الاشرفي قايتباي مات في سنة سبع وتسعين. بردبك البجمقدار يأتي قريباً.
بردبك التاجي الأشرفي برسباي الأبرص. تنقلت به الاحوال حتى ولي امرة عشرة عن أركماس الجاموس اليشبكي ثم عين بعد لكشف التراب بالبهنساوية فأقام مدة ثم استعفى منهما جميعاً وآل أمره إلى أن عاد لامرة عشرة، وقد ولي بمكة في أيام الظاهر جقمق نظر الحرم وشاد العمارة ثم انفصل وعاد بعد أن فسخت عليه زوجته سعادات ابنة السرباي وجرت قلاقل وحوادث ولا زال في تقهقر وقهر حتى مات في ربيع الاول سنة خمس وثمانين.(1/476)
بردبك الجمالي الظاهري جقمق ويعرف بالبجمقدار؛ ترقى حتى صار في أيام الظاهر خشقدم مقدماً ثم حاجباً كبيراً؛ وسافر أمير الحاج ثم باشر المجردين إلى جزيرة قبرس حتى سخط عليه لعوده بدون إذن فصرفه عن الحجوبية وأنفده لنيابة حلب ثم أعطاه نيابة الشام بعد برسباي البجاسي ثم كان فيمن خرج لدفع سوار فنسب لمواطأته معه حتى خذل عسكر السلطان، وتخلف هو عنده وجاء الخبر بذلك في أيام الظاهر بلباي فصرفه عن النيابة بخشداشه رأس نوبة النوب أزبك عقب مجيئه من تجريدة العقبة، ولم يلبث أن فارق بردبك سواراً وسافر قاصداً الديار المصرية فأرسل إليه بلباي من رجع به إلى القدس بطالا فأقام به إلى أن أنعم عليه الاشرف قايتباي برجوعه إلى الشام على نيابتها، واستمر حتى مات مسموماً فيما قيل اما في صفر أو الذي قبله سنة خمس وسبعين، واستقر بعده في النيابة برقوق الظاهري.
بردبك الخليلي ويلقب قصقا وهو بالتركي القصير. ناب بصفد، ومات في منتصف رجب سنة احدى وعشرين، ولم يكن مشكوراً. أرخه شيخنا في إنبائه.
بردبك السيفي أحد مقدمي الألوف بمصر. مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون كهلاً وهو والد فرح.
بردبك طرخان الظاهري جقمق أحد العشرات؛ مات في أواخر جمادى الأولى أو أوائل الذي يليه سنة اثنتين وتسعين.
بردبك الظاهري أحد مماليك السلطان وخاصكيته ويعرف باثني عشر. مات بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين.
بردبك العجمي الجكمي جكم من عوض. تنقل في الولايات ثم عمل في الايام الاشرفية الحجوبية بحلب ثم في أول أيام الظاهر النيابة بحماة، وأقام بها إلى أن تنافر مع أهلها وقتل منهم جماعة بل وخرج عن الطاعة وآل أمره إلى أن أمسك ثم سجن باسكندرية ثم نقل إلى دمياط ثم صار في سنة ثلاث وخمسين أحد المقدمين بدمشق وتوجه وهو كذلك أمير الحاج الشامي فحج ثم عاد فلم يلبث أن مات في أوائل رجب سنة خمس وخمسين. بردبك قصفا. مضى قريباً.
بردبك المحمدي الظاهري جقمق ويعرف بهجين؛ عمله استاذه بجمقداراً ثم صار من بعده اميراخور ثالث ثم ثاني ثم قدمه الظاهر خشقدم ثم عمل خازنداراً بعد شغورها سنين ثم حاجب الحجاب ثم نقله الظاهر تمربغا إلى الأخورية الكبرى ثم الاشرف قايتباي لامرة سلاح، وسافر في التجريدة لقتال سوار فقتل في الوقعة يوم الاثنين سابع ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ولم توجد رمته وقد قارب الخمسين وكان لا بأس به.
بردبك المحمدي الطويل ابن عم الاشرف برسباي. تأمر عشرة وعمل شاد أوقاف الاشرفية في سنة تسع وثمانين واستقر في امرته ابنه شاذبك من صديق وفي الشادية قانصوه الطويل الاشرفي برسباي. بردبك هجين. مضى قريباً.
من اسمه برسباي
برسباي بن حمزة الناصري فرح. انتمى بعد أستاذه لنوروز الحافظي وصار من أمراء دمشق فلما خرج نوروز عن طاعة المؤيد كان معه فقبض عليه المؤيد بعد القبض على مخدومه وحبسه ثم أطلقه في أواخر أيامه وبقي في تلك البلاد إلى أن ولاه الاشرف حجوبية الحجاب بدمشق فأقام فيها مدة وأثرى وضخم ثم نقله السلطان إلى نيابة طرابلس بعد قانباي الحمزاوي حين استقر في حلب ثم إلى حلب بعد موت قانباي البهلوان ولم يلبث أن مرض فاستعفى وخرج متوعكاً فمات في أثناء طريق الشام في جمادى الآخرة سنة احدى وخمسين. وكان ديناً خيراً عفيفاً.
برسباي الاشرفي اينال ثم الظاهري. ملكه وصيره خاصكياً دواداراً فضخم حتى كان من القائمين بقتل الدوادار جانبك ولزم من ذلك أنه تجرأ على أستاذه واتفق هو والاجلاب على قتله ووصل له علم ذلك فبادر برسباي إلى الاختفاء ثم أمسك وجئ به إليه فعاتبه ثم ضربه أزيد من ألف عصا ثم وسطه في الحوش في تاسع صفر سنة ثمان وستين؛ وشق على كثيرين الجمع بين الضرب المهلك ثم التوسيط.(1/477)
برسباي البجاسي. أصله من مماليك تنبك البجاسي نائب الشام الخارج على الاشرف برسباي بدمشق في سنة سبع وعشرين وقتل بها وخدم بعده بالقاهرة عند جانبك الاشرفي الدوادار الثاني ثم اتصل بعد موته بأستاذه الأشرف وصار في آخر أيامه خاصكياً ثم في آخر أيام الظاهر ساقياً ثم أمير عشرة ثم صار من رؤوس النوب ثم نائب اسكندرية ثم تقدم في أيام الاشرف اينال بسفارة ناظر الخاص الجمالي مع خدمة كثيرة ثم تزوج ابنه بردبك سبطة السلطان فراج أمره وولي الحجوبية الكبرى بعد جانبك القرماني ثم الاخورية الكبرى بعد يونس العلائي ولم يرع مع ذلك كله حقه في ولده المؤيد بل مال إلى الاتابك فلما استقر في المملكة لم يحظ عنده بل كان ذلك سبباً لتأخيره ولكنه بسفارة قانم التاجر ولاه نيابة طرابلس ثم نيابة الشام بعد تنم ببذل فلم يشكر لعدم حرمته وطول مرضه مع طمعه وبخله وإن كان ساكناً عاقلاً يظهر العبادة والعفة؛ مات بها في صفر سنة احدى وسبعين وقد زاد على الستين ودفن بزاوية القلندرية من مقبرة الباب الصغير ومستراح منه.
برسباي البواب زوج سرية الظاهر خشقدم أم ولده المنصور. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين بأذنة. برسباي بلاشه.
برسباي التنمي خشداش السلطان والمقرب عنده وأظنه المعروف بلاشه مات في سنة ثلاث وتسعين. برسباي الخازندار. يأتي قريباً في المحمودي.
برسباي الخازندار الاشرفي. مات في طاعون سنة سبع وتسعين.
برسباي الدقماقي الظاهري برقوق الاشرف أبو النصر ودقماق المنسوب إليه هو نائب حماة من عتقاء الظاهر برقوق ابتاعه وأرسل به في جملة تقدمة لأستاذه فأنزله في جملة مماليك الطباق ثم أخرج له قبل موته خيلاً وأنزله من الطباق وقد أعتقه واستمر في خدمته ثم خدمة ابنه الناصر ثم صار من أتباع نوروز ومن قبله كان مع جكم ثم صار مع شيخ بعد قتل الناصر وحضر معه إلى مصر فولاه نيابة طرابلس ثم غضب منه فاعتقله نائب دمشق فلما دخل ططر الشام بعد المؤيد استصحبه إلى القاهرة وقرره دواداراً كبيراً فلما استقر ابنه الصالح محمد كان نائباً عنه في التكلم مدة أشهر إلى أن اجتمع الرأي على خلعه وسلطنة صاحب الترجمة وذلك في ثامن ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وثمانمائة وأذعن الأمراء والنواب لذلك وساس الملك ونالته السعادة ودانت له البلاد وأهلها وخدمته السعود حتى مات وفتحت في أيامه بلاد كثيرة من أيدي الباغين من غير قتال، وكذا فتحت في أيامه قبرس وأسر ملكها ثم فودي بمال جزيل حمله إليه وقرر عليه شيئاً يحمله كل سنة وأطلقه وكان الفتح المشار إليه في رمضان سنة تسع وعشرين وثمانمائة ونظم الزين بن الخراط فيه قصيدة هائلة أنشدها للسلطان وخلع عليه حينئذ أولها:
بشراك يا ملك المليك الأشرف ... بفتوح قبرس بالحسام المشرفي
فتح بشهر الصوم تم فياله ... من أشرفٍ في أشرفٍ في أشرف
فتح تفتحت السموات العلى ... من أجله بالنصر واللطف الخفي(1/478)
وخرج في رجب سنة ست وثلاثين بعساكره المصرية ثم الشامية وسائر نواب الممالك لطرد عثمان بن قرا بلوك عن البلاد حتى وصل إلى آمد فنازلها وحاصرها ثم رجع فدخل القاهرة في المحرم من التي تليها بعد أن حلف على بذل الطاعة له كما شرح مع غيره في محاله، واستمر إلى أن مرض فعهد لابنه يوسف بالسلطنة في رابع ذي القعدة سنة إحدى وأربعين ولقب بالعزيز وأن يكون الأتابكي جقمق نظام المملكة وأقام في توعكه أكثر من عشرين شهراً إلى أن مات في عصر يوم السبت ثالث عشر ذي الحجة منها فجهز بعد أن انبرم أمر البيعة للعزيز، وصلى عليه عند باب القلة، تقدم الشافعي الناس ثم دفن بتربته التي أنشأها بالصحراء قبل غروب الشمس وكثر ترحم العامة عليه، قال المقريزي وقد أناف على الستين وكانت أيام هدوء وسكون إلا أنه كان له في الشح والبخل والطمع مع الجبن والخور وسوء الظن ومقت الرعية وكثرة التلون وسرعة التقلب في الأمور وقلة الثبات أخبار لم نسمع بمثلها وشمل بلاد مصر والشام في أيامه الخراب وقلت الأموال بها وافتقر الناس وساءت سير الحكام والولاة مع بلوغ آماله ونيل أغراضه وقهر أعاديه وقتلهم بيد غيره انتهى. وله مآثر منها المدرسة الهائلة الشهيرة وكذا التربة التي بها الخطبة والتصوف أيضاً وغير ذلك كالجامع الهائل بخانقاه سرياقوس، واتفق أن العيني أخذ في إطرائه ومدحه بأنه أحسن للطلبة والقراء والفقهاء بما فاق فيه على من تقدمه حيث لم يرتبوا للفقهاء كبير أمر فقال له السبب في ذلك أنهم كانوا يوافقونهم على أغراضهم فلم يسمحوا لهم بكبير أمر وأما فقهاء زماننا فهم لأجل كونهم في قبضتنا وطوع أمرنا نسمح لهم بهذا النزر اليسير. قلت وهذا كان إذ ذاك وإلا فالآن مع موافقتهم لهم في إشاراتهم فضلاً عن عباراتهم لا يعطونهم شيئاً بل يتلفتون لما بأيديهم ويحسدونهم على اليسير ويقدمون آحاد الغرباء ممن لا نسبة لكبيرهم لكثير منهم عليهم ويتكلفون لاعطائهم ما لا يوجد من هو يقارب شرط الواقفين إليهم فانا لله وإنا إليه راجعون؛ ولما بنى المدرسة المشار إليها واشترط فيها أن من غاب أكثر من مدة أشهر الحج تخرج وظيفته عنه سعى عنده في وظيفة بعض المقررين بها لكونه جاور عملاً بما شرطه فقال أستحيي من الله أن أعزل شخصاً هو في حرم الله ومجاور لبيته، ثم ألحق بشرطه ما يخرج ذلك ونحوه، ومدرسته الآن في سنة خمس وتسعين أحسن الأماكن صرفاً فهي مصروفة شهراً بشهر، وسيرته تحتمل مجلداً أو نحوه وهو في عقود المقريزي في دون كراسة.
برسباي الشرفي يونس الدوادار أستادار الصحبة وأمير المحمل في سنة سبع وسبعين القادم في أوائل التي تليها والمتوجه في رابع عشر ربيع الأول منها رسولاً عن السلطان لمتملك الروم يشكر صنيعه في معاونة العساكر المصرية ومعه إليه هدايا سنية منها مصحف بخط ياقوت وخيول وجواهر مع تقليد من الخليفة له فأدركته المنية وهو متوجه في حلب سلخ ربيع الآخر، وكان من خيار أبناء جنسه عفا الله عنه.
برسباي قرا الظاهري جقمق أمير مجلس. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين بأذنة وكان بالنسبة لكثير منهم لا بأس به يتظاهر باكرام الفقهاء والصالحين ويتأدب معهم رحمه الله وعفا عنه.
برسباي كجي الخاصكي القجمدار الأشرفي برسباي مات في شعبان سنة خمس وتسعين.
برسباي المحمودي الأشرفي برسباي ويعرف بالخازندار استقر به الأشرف قايتباي ناظراً على أوقافه المتعلقة بالتربة بعد جانبك الأشقر لاختصاصه به وكان لا بأس به وفيه حشمة مع سوء تصرفه. مات في مستهل رمضان سنة تسعين واستقر بعده في النظر برسباي أحد مماليك السلطان وخازنداريته مع التكلم على أوقاف المدينة.
برسباي المؤيدي شيخ. صار خاصكياً في الأيام الأشرفية ثم ساقياً في أيام السلطان ثم أنعم عليه بامرة عشرة بعد موت اينال الكمالي الناصري وكان عاقلاً ديناً. مات في جمادى الأولى سنة ست وخمسين.
برسباي نابش البرك بمكة، مات في جمادى الاولى سنة أربع وستين.
برسبغا الجلباني. تقدم في أيام الناصر فرج بواسطة عبد اللطيف الطواشي وكان يخدمه واستقر في الدويدارية، ونفي في الدولة المؤيدية إلى القدس وكان فصيحاً عارفاً لا يظن من جهله إلا أنه من أولاد الناس. مات في رجب سنة اثنتين وثلاثين ترجمه شيخنا في أنبائه.(1/479)
برصيغا أحد المقدمين من الظاهرية برقوق. كان من خيار الناس عقلاً ممن يحفظ القرآن ويقرأ مع قراء الجوق. قتله المؤيد في سنة سبع عشرة.
برعوث بن بثير الجرشي من أشراف المدينة الرفضة الحسينيين تجرأ على الحجرة الشريفة وسرق من قناديلها هو وغيره جملة وآل أمره أن شنق بالمدينة سنة إحدى وستين.(1/480)
برقوق بن أنص الظاهر أبو سعيد الجركسي العثماني نسبة لجالبه من جركس الخواجا عثمان ابتاعه منه يلبغا الكبير في سنة أربع وستين وسبعمائة واسمه حينئذ الطنبغا فسماه لنتوء في عينيه برقوقاً وكان من جملة مماليكه الكتابية ثم كان بعد قتله فيمن نفي إلى الكرك ثم اتصل بمنجك نائب الشام وحضر معه إلى مصر فاتصل بالأشرف شعبان فلما قتل ترقى إلى إمرة أربعين وكان في جماعة من إخوته في خدمة أيبك البدري ثم لما قام طلقتمر على مخدومهم وقبض عليه ركب برقوق وبركة ومن تابعهما عليه وأقاما طشتمر العلائي بتدبير المملكة أتابكا واستمروا في خدمته إلى أن قام عليه مماليكه في أواخر سنة تسع وسبعين فآل الأمر إلى استقرار برقوق وبركة في تدبير المملكة بعد القبض عليه فلم يلبث أن اختلفا وتباينت أغراضهما وكان برقوق قد سكن الاسطبل السلطاني فأول شيء صنعه أن قبض على ثلاثة من أكابر الأمراء ممن كان في أتباع بركة فبلغه ذلك فركب على برقوق ودام الحرب بينهما أياماً إلى أن قبض على بركة وسجن باسكندرية وانفرد برقوق بالتدبير مع تدبيره سراً الأمر لنفسه استقلالاً إلى أن دخل رمضان سنة أربع وثمانين فجلس حينئذ وذلك في ثامن عشره على تخت الملك ولقب بالظاهر وبايعه الخليفة والقضاة والأمراء فمن دونهم، وخلعوا الصالح حاجي بن الأشرف وأدخل به إلى دور أهله بالقلعة فلما كان بعد ذلك بمدة خرج يلبغا الناصري واجتمع إليه نواب البلاد كلها وانضم إليه منطاش وكان أمير ملطية ومعه جمع كثير من التركمان فجهز لهم الظاهر عسكراً بعد آخر فانكسروا فلما قرب الناصري من القاهرة تسلل الأمراء إليه إلى أن لم يبق عند الظاهر الا القليل فتغيب حينئذ واختفى في دار بقرب المدرسة الشيخونية ظاهر القاهرة فاستولى الناصري ومن معه على المملكة وأعيد حاجي ولقب المنصور واستقر الناصري أتابكا عنده؛ وأراد منطاش قتل برقوق فلم يوافقه الناصري بل شيعه إلى الكرك فسجنه بها ثم لم يلبث أن ثار منطاش على الناصري فحاربه إلى أن قبض عليه وسجنه باسكندرية واستقل منطاش بالتدبير وكان أهوج فلم ينتظم له أمر وانقضت عليه الاطراف فجمع العساكر وخرج إلى جهة الشام فاتفق خروج الظاهر من الكرك وانضم إليه جمع قليل فالتقوا في شقحب بمنطاش فقدر أنه انكسر وانهزم إلى جهة الشام واستولى الظاهر على جميع الانفال وفيهم الخليفة والقضاة وأتباعهم فساقهم إلى القاهرة وصادف خروج المستخفين من مماليكه بقلعة الجبل وقوتهم على نائب الغيبة فدخل الظاهر فاستقرت قدمه بالقلعة وأعاد ابن الاشرف إلى مكانه من دور أهله؛ كل ذلك في أوائل سنة اثنتين وتسعين ثم جمع العساكر وتوجه إلى الشام فحصرها في شعبان من التي تليها وهرع إليه الامراء وتعصب الشاميون لمنطاش فما أفاد بل انهزم منطاش بعد أن دامت الحرب بينهما مدة ووصل في تلك السنة إلى حلب وقرر أمر البلاد ونوابها وعاد إلى القاهرة في المحرم سنة أربع وتسعين، واستقر قدمه في المملكة حتى مات على فراشه في ليلة نصف شوال سنة احدى بعد أن عهد بالسلطنة لولده فرج وله يومئذ تسع سنين لأنه ولد عند خروجه من الكرك ولذا سماه فرجاً واستخلف القاضي الشافعي الخليفة وجميع الامراء وخلع عليه ويقال انه بلغ ستين سنة وكانت مدة استقلاله بأمور المملكة من غير مشارك تسع عشرة سنة وأشهراً، ومدة سلطنته في المرتين ست عشرة سنة ونحو نصف سنة، ومن آثاره المدرسة الفائقة بين القصرين لم يتقدم بناء مثلها في القاهرة وسلك في ترتيب من قرره فيها مسلك شيخون في مدرسته قرر فيها أربعة من المذاهب وشيخ تفسير وشيخ اقراء وشيخ حديث وشيخ ميعاد بعد صلاة الجمعة وغير ذلك وحبب الشريعة وانتفع به المسافرون كثيراً وأماكن بالمسجد الحرام وبعض المواليد وقبة عرفة وغير ذلك به وبالمدينة النبوية وأبطل ضمان المغاني بعدة بلاد منها منية بني خصيب والكرك والشوبك وكان الاشرف أبطله من الديار المصرية ومكس القمح بعدة بلاد أيضاً وكذا أبطل ما كان يؤخذ من أهل البرلس وما حولها وهو في السنة ستون ألفاً وعلى القمح بدمياط وعلى الفراريج بالغربية وعلى الملح بعنتاب وعلى الدقيق بالبيرة وعلى الدريس والحلفا بباب النصر، وكان شهماً شجاعاً ذكياً خبيراً بالامور إلا أنه كان طماعاً جداً لا يقدم على جمع المال شيئاً ولقد أفسد أمور المملكة بأخذ البدل على الولايات حتى وظيفة(1/481)
القضاء والامور الدينية؛ وكان جهوري الصوت كبير اللحية واسع العينين عارفاً بالفروسية خصوصاً اللعب بالرمح يحب الفقراء ويتواضع لهم ويتصدق كثيراً ولا سيما إذا مرض. وقد ترجمه الفاسي في مكة قال وله سيرة طويلة جمعها بعض أهل العصر في مجلد. قلت قد جمعها ابن دقماق ثم العيني، وذكره المقريزي في عقوده وبيض له وأنه أول ملوك الجراكسة.القضاء والامور الدينية؛ وكان جهوري الصوت كبير اللحية واسع العينين عارفاً بالفروسية خصوصاً اللعب بالرمح يحب الفقراء ويتواضع لهم ويتصدق كثيراً ولا سيما إذا مرض. وقد ترجمه الفاسي في مكة قال وله سيرة طويلة جمعها بعض أهل العصر في مجلد. قلت قد جمعها ابن دقماق ثم العيني، وذكره المقريزي في عقوده وبيض له وأنه أول ملوك الجراكسة.
برقوق الظاهري جقمق. كان من خواص السقاة ثم تأمر في الايام الاينالية ورقاه الظاهر خشقدم وصار أحد المقدمين وجدد تربة بباب القرافة وعمل فيها صوفية شيخهم ابن السيوطي بسفارة الموقع أبي الطيب السيوطي ولم يلبث أن ولي نيابة الشام بعد برسباي البجاسي. ومات وهو مع العسكر بحلب في شوال سنة سبع وسبعين واستقر بعده في النيابة جانبك قلقسين وأنجب ولداً ذكياً اسمه عليباي.
من اسمه بركات(1/482)
بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة السيد زين الدين أبو زهير بن البدر أبي المعالي الحسني المكي. ولد سنة احدى وثمانمائة وقيل في التي بعدها بالحشافة بضم المهملة وتشديد المعجمة ثم فاء بالقرب من جدة. وأجاز له في سنة خمس وثمانمائة فما بعدها باستدعاء الجمال بن موسى البرهان بن صديق والزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين العراقي وابنه والهيثمي والشهاب بن حجي والشهاب الحسباني والجمال بن الشرايحي والجمال بن ظهيرة والمجد اللغوي والفرسيسي وغيرهم وقرأ القرآن وكتب الخط الحسن، ونشأ شريف الهمة سني الافعال جميل الاخلاق فأشركه والده معه في امرة مكة بولاية من السلطان وذلك في سنة تسع وثمانمائة او في التي تليها ثم جعله شريكاً لأخيه أحمد في سنة احدى عشرة حيث صار والدهما نائب السلطنة بالأقطار الحجازية؛ ثم عزلا في التي تليها ثم أعيدها في أواخرها واستمرا إلى سنة ثماني عشرة فعزلا بالسيد رميثة بن محمد بن عجلان ثم عزل بوالدهما في التي تليها وصار في سنة عشرين ينوه بولده هذا ويقول لبني حسن هو سلطانكم، فلما كان في التي تليها تخلي عن الامرة له بانفراده ثم لما بلغه موت المؤيد رام أن يشرك معه أخوه ابراهيم فلم يتهيأ له ثم عزل عنها في أثناء سنة سبع وعشرين بالسيد علي بن عنان ودخل البدر حسن القاهرة فوليها وقدرت وفاته بها في جمادى الاولى سنة تسع وعشرين وجاء الخبر لمكة فارتحل صاحب الترجمة إلى القاهرة والتزم للسلطان بما كان والده التزم به ومن جملته عشرة آلاف دينار في كل سنة على ان ما جرت به العادة من مكس جدة يكون له دون ما تجده من مراكب الهنود فانه للسلطان خاصة فوليها في أواخرها بمفرده فحسنت سيرته وعم الناس في أيامه الأمن والرخاء فلما مات الأشرف واستقر الظاهر طلبه فتوقف لكونه كان حين حج في حدود سنة سبع وثلاثين جرت له معه قضية نقمها عليه فامتنع من القدوم عليه خوفاً منه فرام ولاية أخيه السيد علي وكان إذ ذاك بالقاهرة فما وافقه من يعتمد عليه من أهل دولته على ذلك فأمهل يسيراً ثم ولاه وذلك في أثناء سنة خمس وأربعين، وصرف هذا ثم أعيد في سنة خمسين لما طلب ولده إلى القاهرة في العشر الاول من ربيع الاول منها واستدعاه السلطان للقدوم عليه فما خالف، وقدم القاهرة في مستهل شعبان من التي تليها فنزل السلطان للقائه وبالغ في إكرامه حسبما ذكر في محله من الحوادث ثم رجع في عاشره. وقد رأى من العز ما لم يسبقه إليه أحد من أهله وذلك بعد أن اجتمعت به وأخذت عنه عن بعض شيوخه بالاجازة شيئاً وسمعت من نظمه ما أثبت في معجمي مما اختير منه عدة أبيات، وكان شهماً عارفاً بالامور فيه خير كثير واحتمال زائد وحياء ومروءة طائلة مع حسن الشكالة والسياسة والشجاعة المفرطة والسكينة والوقار والثروة الزائدة وله بمكة مآثر وقرب نافعة. مات في شعبان سنة تسع وخمسين بأرض خالد من وادي مر من أعمال مكة وحمل في سرير على أعناق الرجال حتى دخلوا به مكة من أسفلها من ثنية كدا - بضم الكاف - من باب الشبيكة فغسل بمنزله وكفن وطيف به حول الكعبة سبعاً وصلى عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بالقرب من قبة جده وبنى أيضاً عليه قبة وإلى جانبها سبيل وكان له مشهد عظيم إلى الغاية رحمه الله وبارك في حياة ولده.
بركات بن حسن المرجاني الاصل المكي الشافعي. ممن سمع علي بمكة وقرأ علي أربعي النووي والبعض من مسلم.
بركات بن حسين بن حسن الشيرازي الاصل المكي ويعرف بابن الفتحي شقيق محمد وأحمد المذكورين وهو أصغر الثلاثة. ولد في سنة تسع وستين بمكة وكان ممن سمع مني بها وبالقاهرة وقد قدمها مع أبيه وبمفرده. ونزل عند الأتابك واسمه اسمعيل وسيأتي في الكنى.
بركات بن سلامة بن عوض الطنبداوي ثم المكي. مات بها في ربيع الآخر سنة سبع وستين وكان عطاراً بباب السلام ثم ترك.
بركات بن التقي عبد الرحمن بن يحيى العساسي السمنودي أخو الفاضل الشمس محمد الآتي وهذا أصغر وأبعد عن الاستقامة والخير بحيث تعب أبوه وأخوه من قبله. وهو ممن سمع مني بالقاهرة.(1/483)
بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة السيد زين الدين بن الجمال الحسني المكي أجل بني أبيه وأقربهم إلى خلافته. ولد في سنة إحدى وستين وثمانمائة إما في ربيع أو بعده وأمه شريفة من بني حسن ودخل القاهرة في سنة ثمان وسبعين ومعه قاضي مكة البرهاني فأكرم السلطان فمن دونه موردهما بعد خدمة طائلة من أبيه وغيره وأشركه مع أبيه ورجع متزايد العز، واستمر يتزايد في الترقي حتى صار مرجعاً في حل الأمور. وربما سافر لدفع العدو ويرجع مسروراً محبوراً. وقد رأيته غير مرة ومنها في زيارتي سنة ثمان وتسعين وقصدني بمجلس جلوسي فسلم علي بأدب وسكون وكان معه حينئذ عجلان وأبو القاسم وعلي من بنيه جملهم الله بحياته وحياة أبيه.
بركات بن محمد بن محرز الجزيري. مات سنة ثلاث وثلاثين. ذكره ابن عزم هكذا.
بركات بن محمد بن يوسف الشامي المدني سبط ابن عبد العزيز أحد شهود الحرم. ممن سمع مني بالمدينة.
بركات بن محمود بن محمد بن حسن الحنفي الآتي أبوه وجده. ولد بعد الستين وثمانمائة.
بركات بن يوسف بن أبي البركات.
بركات ابن أخت السيد حسن دوادار المزرة عند الكريمي بن كاتب المناخات. نشأ في الرسلية عند العلاء بن الأهناسي حين بردداريته واختص بخدمته ومع ذلك فكان من أكبر المرافعين هو وزوجته فيه؛ ثم خدم عند الشرف الانصاري ثم عند ابن مزهر، ثم عمل برد داراً عند ابن عبد الباسط حين استقراره في الجوالي، وآخر أمره استقر بعد اختفاء عبد الحفيظ في برددارية المفرد. مات في شعبان سنة ثمانين غير مأسوف عليه.
بركوت شهاب الدين عتيق سعيد المكيني عتيق مكين الدين اليمني. قال شيخنا في أنبائه كان حبشياً صافي اللين حسن الخلق كثير الافضال محباً في أهل العلم وأهل الخير كثير البر لهم والتلطف بهم لقي حظاً عظيماً من الدين وتنقلت به الأحوال وبني بعدن أماكن عديدة ثم تحول إلى مكة فسكنها وبنى بها داراً عظيمة وصاهر إلى بيت المحلى التاجر فنكح ابنته آمنة واستولدها، وكان كثير التزويج والأولاد بحيث مات له في حياته أكثر من خمسين ولداً. وما مات حتى تضعضع حاله وذلك في ذي القعدة سنة ثلاثين بعدن وله نحو الستين ودفن بالقطيع ومن مآثره بطريق انس سبيل وحوض للبهائم رحمه الله.
برند قيل إنه مغربي وإنه كان نجاماً بالقاهرة مدة علوي وعظيم هناك وصار من الأعيان وقيل بل مكي أو مدني تمكن من تيمورلنك تمكناً زائداً وتحكم في غالب ما استولى عليه أحد عنده بحيث أقطعه أماكن من ممالك خراسان استمرت في عقبه وقدم معه دمشق؛ ذكره المقريزي مطولاً وكتبته هنا، وإلا فهو لم يعين وقت وفاته.
برهان بن الشيخ عبد الكريم بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الانصاري الحضرمي ثم المكي أخو يس الآتي وأبوهما. مات في المحرم سنة ثلاث وثمانين ودفن عند والده بالشبيكة من أسفل مكة.
برهة بن عبد الله الهندي. سمع مني بمكة.
بساط بن مبارك بن محمد بن عاطف بن أبي نمي الحسني المكي. مات بها في رمضان سنة أربع وسبعين.
بسطام العجمي الخواجا نزيل مكة. مات بها في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين.
بشباي رأس نوبة كبير وهو تخفيف من باشباي. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وصلى عليه بالأزهر ثم صلى عليه السلطان بمصلى المؤمني ودفن في القرافة، وأظنه صاحب الخان بالقرب من المشهد الحسيني.
بشير الحبشي الأميني فتى الأمين الطرابلسي؛ ولد تقريباً في عشر التسعين وسبعمائة وقدم مع مولاه محمد بن سويد الحلبي وهو دون البلوغ فأقام عنده يسيراً ثم اشتراه منه الامين الطرابلسي الحنفي فخدمه وربى أولاده وسمع معهم علي الشرف بن الكويك وقرأ يسيراً من القرآن وأعتقه سيده سنة وفاته فتعاني التجارة في السكر وغيره ودخل اليمن وحج كثيراً وجاور وتردد إلى دمياط مراراً ثم قطنها مختفياً من ديون تراكمت عليه ولقيته بها فقرأت عليه جزءاً. ومات بها في الطاعون سنة أربع وستين بعد أن اختل قليلاً لتقدم موت أهله وبنيه عوضه الله خيراً.
بشير الحبشي النويري أحد الفراشين بالمسجد الحرام. مات في المحرم سنة ست وخمسين بمكة.(1/484)
بشير الحبشي ثم القاهري مولى الخواجا يعقوب كرت والد أبي بكر سبط الحلاوي، حفظ القرآن والتنبيه واشتغل بالقراآت فجمع للسبع بمكة في سنة إحدى وأربعين على الشيخ محمد الكيلاني وللأربعة عشر بها أيضاً في سنة ثمان وأربعين علي الزين بن عياش رفيقاً للشمس بن الحمصاني بل وأخذ قبل ذلك أيضاً عن ابن الجزري حين قدومه القاهرة وأخذ في الفقه وغيره عن القاياتي والونائي وانتفع بمرافقة الوروري والدماطي في الاشتغال وأخذ في الفرائض والحساب عن ابن المجد وصحب في ذلك أيضاً أبا الجود وتسلك بالشيخ محمد الفوي وكان قائماً بأكثر كلفه وأسكنه عنده بل وارتحل لشيخه الادكاوي بها فأخذ عنه وتلقن منه الذكر واغتبط الشيخ به وتردد إلى الشيخ ابن الصائغ المكتب في الكتابة يسيراً وصار يكتب المنسوب وأقبل على العبادة صياماً وقياماً وتلاوة وبراً للفقراء واحساناً اليهم واغتباطاً بصحبة الصالحين بحيث عد منهم وذكر بالاوصاف الجزيلة والكرامات العديدة كل ذلك مع السكون والوقار والانجماع على أنواع الطاعات واستحضار لكثير من الفقه وغيره. وتعاني التجارة فأثرى وتزوج زوجة سيده بعده وحج غير مرة وجاور وزار بيت المقدس والخليل ورجع وهو متوعك فلم يلبث أن مات مطعوناً في جمادى الأولى سنة أربع وستين وقد جاز الستين ودفن بتربة الحلاوي والد زوجته ظاهر الروضة. وأوصى بميراث ووقف كتباً وقد رأيته ونعم الرجل كان رحمه الله.
بشير سعد الدين التنمي الطواشي؛ استقر في مشيخة الخدام بالمدينة النبوية بعد فيروز الركني المطلوب إلى القاهرة سنة أربع وثلاثين؛ ومات في آخر سنة أربعين وهو متوجه لمكة ودفن ببدر واستقر عوضه الولوي بن قاسم سنة تسع وثلاثين فكأنه صرف قبل موته.
بطان الوتاد. جرده ابن عزم هكذا.
بطيخ بن أحمد بن عبد الكريم النصيح العمري أحد القواد بمكة؛ مات في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين بجدة وحمل لمكة فدفن بها وكان من أعيان القواد ومشموليهم ممن عشرته بخمسة عشر.
بغا الحسني نائب حمص، أرخه المقريزي في سنة احدى.
بقر بن راشد بن احمد شيخ عرب الشرقية وابن أخي بيبرس. مات في ربيع الأول سنة سبع وسبعين بعد ضربه ضرباً مبرحاً مرة بعد أخرى.
بك بلاط الاشرفي إينال نفي بعد أستاذه إلى طرابلس على امرة بها إلى أن قتل في وقعة سوار في سنة اثنتين وسبعين شاباً، وبك هو الأمير.
بكتمر بن عبد الله السعدي مملوك سعد الدين بن غراب؛ تربى عنده صغيراً وتعلم الكتابة والقرآن وكان فصيحاً ذكياً ترقى إلى أن سفره السلطان إلى صاحب اليمن ثم عاد فتأمر وتقدم وكان فاضلاً شجاعاً عارفاً بالأمور ورعاً يخاف الله. مات في ربيع الاول سنة احدى وثلاثين، ذكره شيخنا في أنبائه ثم المقريزي في عقوده وأرخه في ربيع الآخر وأثنى عليه بالديانة والصيانة والشجاعة والفروسية وشيء من الفقه وأنه صحبه سفراً وحضراً.
بكتمر جلق نائب طرابلس ودمشق. مات سنة خمس عشرة.
بكلمش بن عبد الله السيفي اينال باي قجماس، سمع علي الغماري في سنة اثنتين وثمانمائة بعض البخاري؛ وحدث رفيقاً لشيخنا الشيخ رضوان ببعض ذلك، سمع عليهما التقي القلقشندي وآخرون كالبقاعي.
بكلمش العلائي أحد الامراء الكبار. مات بالقدس بطالاً في صفر سنة احدى وكان من جماعة الظاهر برقوق وتقدم في الدولة كثيراً؛ قاله شيخنا في أنبائه وقال العيني كان عتيق بعض الجند ثم انتمى لطيبغا الطويل فقيل له العلائي قال وكان مقداماً جسوراً عنده نوع كبر وعسف مع أنه كان شجاعاً شهماً مهيباً وعقيدته صحيحة ويحب العلماء ويجلس إليهم ويذاكر بمسائل ويتعصب للحنفية جداً.
بكير شيخ، لعوام الناس فيه اعتقاد كبير لاندراجه عندهم في المجاذيب بل سمعت عن الجلال البلقيني وأخيه أنهما ممن كان يعتقده وربما حضر ميعادهما وقد رأيته كثيراً وكان يكثر الوقوف بالطرقات. مات في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ودفن في زاوية بسويقة صفية.
بلاط بن عبد الله القجماسي سيف الدين أمير مجلس، سمع على الغماري في سنة اثنتين وثمانمائة بعض البخاري وأثبت البقاعي اسمه في شيوخه. مات في.
بلاط السعدي، كان طبلخاناه في أيام الظاهر برقوق وجرت عليه أمور كثيرة إلى أن مات في جمادى الاولى سنة ثمان وهو بطال. ذكره العيني.(1/485)
بلاط أحد المقدمين؛ كان من الفجار المفسدين الجاهلين بأمور الدين فغضب عليه السلطان وحبسه باسكندرية ثم أخرجه منها إلى دمياط فقتل في الطريق في سنة اثنتي عشرة. ذكره العيني أيضاً. بلاط تقدم قريباً في بك بلاط.
بلال الحبشي العمادي الحلبي الحنبلي فتى العماد اسماعيل بن خليل الاعزازي ثم الحلبي. ولد في حدود سنة خمس وثمانين وسبعمائة وسمع علي ابن صديق غالب الصحيح وحدث به سمعه عليه الفضلاء سمعت عليه الثلاثيات وغيرها، وكان ساكناً متقناً للكتابة على طريقة العجم بحيث لم تكن تعجبه كتابة غيره من الموجودين؛ تعاني علم الحرف واشتغل بالكيمياء مع إلمامه بالتصوف ومحبة في الفقراء والخلوة وأقرأ في ابتداء أمره مماليك الناصر فرج ولذا كان ماهراً باللسان التركي ثم ولي النقابة لقاضي الحنابلة بحلب ثم لقاضي الشافعية أيضاً ثم أعرض عن ذلك كله، وقطن القاهرة وصحب جمعاً من الاكابر وانتفع به جماعة من المماليك في الكتابة وتردد للجمالي ناظر الخاص ثم الاتابك أزبك الظاهري، وتقدم في السن وشاخ. مات في جمادى الثانية سنة ست وسبعين وشهد الاتابك وغيره من الامراء الصلاة عليه بجامع الازهر عفا الله عنه.
بلال فتى المسند عبد الرحمن بن عمر القبابي القدسي. سمع على سيده ومات في يوم الاثنين تاسع جمادى الآخرة سنة سبع وستين ودفن عند سيده بباب الرحمة رحمه الله.
بلال السروي - بفتح المهملتين وكسر الواو - الحجازي شيخ صالح معمر زاهد. ولد ببلاد الطائف سنة خمس وأربعين وسبعمائة ثم انتقل وهو ابن خمس سنين إلى دمياط واستمر يتردد في البلاد ما بين دمياط واسكندرية والقدس وغيرها ويواظب الحج لقيه القلقشندي والبقاعي والسنباطي في سنة ست وأربعين بالأشرفية من مدينة الخانقاه وأثنى الناس عليه وكاد أن يدعى فيه أمراً عظيماً فالله أعلم بحقيقة أمره وأرخ وفاته بالقاهرة سنة تسع وأربعين على ما بلغه وأنه زاد على المائة؛ بلال رجل صالح معتقد يؤدب الأطفال بالجملون العتيق. مات في سلخ ربيع الأول سنة احدى وخمسين.
بلبان الزيني عبد الباسط. سمر ثم وسط في ربيع الثاني سنة سبع وخمسين.
بلبان الدمرداشي أخو حمزة بن محمد المدعو طوغان الآتي وهذا الاكبر واسمه علي، ممن قرأ القرآن ظاهراً بل قال إنه جوده في مجاورته بمكة فانه حج وجاور غير مرة وجود الكتابة بها وبالقاهرة، واشتغل بعلم الهيئة ولزم التردد لجانبك الجداوي ولذا أخرج الظاهر خشقدم أقطاعه بعد قتله فلما استقر تمربغا أعاده بل عمله خاصكياً ثم لما امتحن أخوه كما ستأتي الاشارة إليه في أيام الأشرف محى اسمه ثم عمله في سنة خمس وتسعين ساقياً وكان أيضاً ممن انتمى لخشقدم الزمام وقتاً في استدارية الوجهين القبلي والبحري، وسافر في عدة تجاريد وسمع مني أشياء وكان أحد الراكزين بمكة في سنة ست وتسعين والتي بعدها ونعم الرجل.
بلبان المحمودي حاجب الحجاب بدمشق. مات في سنة ست وثلاثين.
بهادر بن عبد الله الأرمني ثم الدمشقي السندي - بفتح المهملة والنون - عتيق ابن سند. سمع مع مولاه من أبي العباس المرداوي وابن قيم الضيائية وأحمد ابن محمد بن أبي الزهر الغشولي وزينب ابنة قاسم الدبابيسي في آخرين. قال شيخنا قرأت عليه بدمشق كتاب الصفات للدارقطني وغيرها ومات بها في شوال سنة عشر مقتولاً.
بهادر بن عبد الله الأمير بهاء الدين التركي المجاهدي المعروف بالشمشي، مات في سنة ثمان عشرة.
بهادر بن عبد الله الشهابي الطواشي مقدم المماليك. كان ليلبغا وولي التقدمة من قبل سلطنة الظاهر إلى أن مات وخرج من تحت يده خلق كثيرون من أكابر الأمراء من آخرهم شيخ المحمودي المؤيد. وكان محترماً كثير المال محباً في جمعه. مات في سابع عشري رجب سنة اثنتين بالقاهرة وقد هرم، ذكره شيخنا في أنبائه.
بهادر العثماني نائب البيرة، ممن قتل مع ايتمش في سنة اثنتين.(1/486)
بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر بن عوض بن عمر التاج أبو البقاء السلمي الدميري القاهري المالكي. ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة تقريباً كما قرأته بخطه وتفقه بالشرف الرهوني وأخذ عن الشيخ خليل وغيره وسمع على البياني وجماعة فقرأت بخطه أنه سمع مجالس من البخاري على أبي الحرم القلانسي وجميعه على الجمال التركماني الحنفي والسنن لأبي داود على الشيخ خليل بمكة في سنة ستين وسبعمائة والترمذي على الجمال بن خير والشفا على الشمس البياني في آخرين كالعفيف اليافعي، وفضل في مذهبه وبرع وأفتى ودرس بالشيخونية وغيرها وناب في القضاء عن الاخنائي والجمال البساطي وابن خير ثم بعد موته اشتغل به وذلك في رمضان سنة احدى وتسعين وسبعمائة أيام قيام منطاش، وتوجه مع القضاة إلى الشام لحرب الظاهر فلما عاد الظاهر عزله بعد أن طعن في صدره وشدقه، وشرح مختصر شيخه الشيخ خليل شرحاً محموداً انتفع به الطلبة لأنه في غاية الوضوح بحل ألفاظه من غير تطويل بدليل أو تعليل واعتمده كل من في زمنه فضلاً عمن بعده وله أيضاً الشامل في الفقه وشرحه والمناسك في مجلدة وشرحها في ثلاثة أسفار وشرح مختصر ابن الحاجب الأصلي وألفية ابن مالك والدرة الثمينة نحو ثلاثة آلاف بيت وشرحها في حواشي بخطه عليها إلى غيرها من نظم وغيره؛ وكان محمود السيرة لين الجانب عديم الشر كثير البرقل أن يمنع سائلاً شيئاً يقدر عليه انتفع به الطلبة سيما بعد صرفه عن القضاء ومات كذلك في جمادى الآخرة وقيل في ربيع الأول سنة خمس وقد جاز السبعين؛ ذكره شيخنا في أنبائه باختصار جداً.
بولاد نزيل بيت المقدس. في فولاد.
بولاد العجمي الخواجا. مات في يوم الجمعة تاسع عشري رجب سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
بيان بن عيان بن بيان الكاسكاني الكازروني والأولى قرية منها، الشافعي والد عيان الآتي. ولد بكازرون في صفر سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة ونشأ فخدم العلم وترقى في فنونه لغايات بديعة بحيث كان يقرئ مشكلاته ثم انتسب للسيد صفي الدين وأضرابه وحج إلى أن حصلت له ماخوليا فزعم أنه الحارث الذي يوطئ للمنصور مقدمة المهدي إلى غيرها من الخرافات ككونه خاتم الولياء بل تكلم بكفريات كثيرة وهجره المشار اليهم لذلك مع أنه لو خرج لما تخلف عنه كبير أحد من أهل تلك النواحي لمزيد اعتقادهم فيه وإجلالهم له ولكن كفه الله بل يقال إنه سكن وتاب ورجع في مرض موته. ومات بشيراز في آخر جمعة من شعبان سنة خمس وتسعين.
بيبرس بن أحمد بن بقر شيخ العربان بالشرقية من الوجه البحري وعم بقر الماضي قريباً. مات في سلخ المحرم سنة ست وستين عن قريب السبعين، وكان مليح الوجه طوالاً حشماً كريماً ديناً كثير الأدب والتواضع نادرة في أبناء جنسه رحمه الله.
بيبرس بن علي بن محمد بن بيبرس الركني بن العلائي بن الناصري بن الركني سبط الكمال محمود بن شيرين وجد أبيه هو الآتي قريباً. ولد في ليلة عيد الأضحى سنة ست وسبعين بالقاهرة؛ ومات والده وهو طفل ابن سنتين فنشأ في كفالة أمه تحت نظر وصيه الأتابك أزبك من ططج الظاهري وتردد إليه الشمس العبادي في اقرائه القرآن وكتب عليه باشارة الأتابك وسافر لمكة مع والدته سنة ست وثمانين حين كان الشهابي أحمد بن ناظر الخاص أمير الأول ثم تزوج ورزق بعض الاولاد ثم حج هو وأمه في سنة ثمان وتسعين وجاور التي تليها، وكان منجمعاً عن الناس وربما قرأ على المحلى الشافعي في مقدمة أبي الليث وتردد إلي أحياناً، ورزقه من قبل سلفه متيسر وذلك أن الظاهر برقوق وقف حصصاً أعظمها الأمناوية من الخيرية على شقيقته خوند عائشة والمعين منهم بيبرس الاكبر وأولاده. وكان أبوه على سنن بني الاكابر الامراء كما سيأتي.
بيبرس ابن أخت الظاهر برقوق ويقال له الركني وأمه عائشة ابنة أنس الآتية. أحضره خاله حين أتابكيته سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة وصيره بعد أحد المقدمين ثم عمله أمير مجلس ثم نقله عنها وأعطاها لاقبغا اللكاش وصير هذا أتابك العساكر وقيل إن الذي عمله أتابكاً ابن خاله الناصر ثم كان ممن ذبح في سنة إحدى عشرة وهو والد محمد الآتي.
بيبرس الأشرفي إينال. تكلم على جهات أستاذه وولده المؤيد ثم أعطاه الملك امرة عشرة عوض نانق الاشرفي إينال وحج في سنة سبع وتسعين ثم عاد مع الركب.(1/487)
بيبرس الأشرفي برسباي خال العزيز يوسف وليس بشقيق أمه جلبان، كان خاصكياً في أيام أستاذه ولم يمتحن بعده لعدم شره بل تأمر في أيام الظاهر عشرة ثم في أيام إينال طبلخاناه ثم صار مقدماً ثم حاجباً كبيراً في سنة أربع وستين ثم رأس نوبة النوب في أيام الظاهر خشقدم عوض قانم التاجر فلم تطل مدته بل أمسك في ذي الحجة سنة خمس وستين وحبس باسكندرية مدة ثم أفرج عنه وتوجه للقدس بطالاً إلى أن مات في أواخر رمضان أو أول شوال سنة ثلاث وسبعين وقد زاد على الستين. وكان ساكناً عاقلاً عديم الشر كما سلف لكنه منهمك في اللذات طول عمره.
بيبرس الاشرفي قايتباي. رقاه حتى عمله شاد الشربخاناه ثم نائب طرابلس بعد إينال الاشرفي حين أسره ولم يلبث أن مات في سنة تسعين.
بيبرس ابن أخت الظاهر برقوق؛ مضى قريباً.
بيبرس الطويل الظاهري جقمق الذي عمل باش مكة وقتاً في الايام الاشرفية قايتباي ثم رقاه بعد رجوعه. ومات في تاسع المحرم سنة ثلاث وتسعين وكان لا بأس به.
بيبغا المظفري التركي. كان من مماليك الظاهر وتأمر في دولة الناصر وعمل الأتابكية، وقد سجن مراراً ونكب وكان قوي النفس. مات في ليلة الاربعاء سادس جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه.
بيخجا الظاهري برقوق. هو طيفور يأتي.
بيدمر الحاجب الصغير بمصر. كان معلم الرمح. مات في يوم الأحد سادس عشر ربيع الأول سنة اثنتين لجراحة حصلت فيه في وقعة أيتمش.
بيرم خجا بن قشتدي أصلي الشاد، ولي نظر المسجد الحرام في أواخر سنة خمسين عوضاً عن الخواجا الظاهر؛ وسمع على أبي الفتح المراغي في التي بعدها ووليها مرة ثانية، وله بالمعلاة سبيل وحوض للبهائم انتفع بهما؛ وكان شديد البأس. مات بمكة في ظهر يوم الاثنين حادي عشر صفر سنة ستين أرخه ابن فهد.
بيرم التركي أحد المعتقدين، كان مقيماً بجامع الحاكم؛ مات في جمادى الثانية سنة أربع وستين ودفن بتربة جاني بك المشد. أرخه المنير.
بير أحمد الخواجا الجيلاني. مات في سنة احدى وعشرين وينظر من اسمه أحمد.
بير بضع بن جهاتشاه بن قرا يوسف بن قرا محمد التركماني صاحب بغداد حاصره أبوه فيها زيادة على سنتين إلى أن عجز وسلمها فيما قيل له مع تقادم كثيرة؛ فأقره أبوه عليها ورجع إلى بلاده فحسن له بعض أتباعه الاستمرار على مشاققته وانه إنما أذعن له عجزاً وغلبة فندب إليه ولده الآخر محمد شقيق هذا وتصادما فقتل صاحب الترجمة وجهز برأسه إلى أبيه وذلك في ثاني ذي القعدة سنة سبعين وهو في الكهولة وقتل معه من عساكره نحو أربعة آلاف نفس صبراً.
بير محمد بن العز عبد العزيز بن الشهاب احمد المكي سبط بير محمد الخواجا الآتي بعده أمه صفية ويعرف بابن المراحلي. مات في المحرم سنة احدى وتسعين.
بير محمد بن علي بن عمر الخواجا جمال الدين الكيلاني المكي. مات سنة ستين، وسيأتي في المحمدين.
بيسق الشيخي أميراخور الظاهري برقوق. مات بالقدس بطالاً في جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين؛ وكان الناصر نفاه إلى بلاد الروم وقدم في الدولة المؤيدية فلم يقبل المؤيد عليه ثم نفاه إلى القدس، وله آثار بمكة كعمارة الرواق الغربي للمسجد الحرام، وكان كثير الشر شرس الخلق جماعاً للمال مع البر والصدقة وتأمر على الحاج. ذكره شيخنا في أنبائه. وأظنه الذي قال الفاسي في ترجمة عبد الرحمن بن علي بن احمد بن عبد العزيز النويري المكي إمام مقام المالكية بها أنه أغرى به نوروز الحافظي في سنة أربع وثمانمائة حتى ضربه وسجنه بغير طريق شرعي ولكن لتخيل بيسق انه جاء من مكة ليرافع فيه لما كان يفعله بمكة من الأمور الشاقة على الناس. قلت: وهذا يشعر بأن يكون ولي بمكة شيئاً ولكن لم أر له عنده ترجمة، نعم جرى ذكر شيء من مباشراته في أثناء ترجمة السيد حسن وغيره.
بيسق اليشبكي يشبك الشعباني. عمله السلطان أمير خمسة ثم عشرة ثم نائب قلعة صفد ثم رجع على امرة عشرة ثم نائب دمياط ثم نائب قلعة دمشق ومات بها في شعبان سنة ثلاث وخمسين، وكان متواضعاً خيراً شجاعاً.
بيسق هو محمد بن عبد الكريم.
بيسق شيخ الفراشين بالحرم المكي. في محمد بن احمد بن عبد العزيز.(1/488)
بيغوت من صفر خجا المؤيدي الأعرج. صار بعد أستاذه خاصكياً إلى أن نفاه الاشرف إلى البلاد الشامية ثم أمره بها طبلخاناه إلى أن ولاه الظاهر نيابة غزة ثم صفد ثم حماة، واتفق أن بعض أهلها شكا منه ومن ولده ابراهيم فطلب الولد هو وابن العجيل على أقبح وجه فأرسل صاحب الترجمة بولده في الحديد فحبس بالبرج من القلعة ثم أرسل بالأمر بحبس والده بقلعة دمشق فبلغه الخبر ففر من حماة عاصياً حتى لحق بالأمير جهان كير بن علي بك بن قرا بلوك صاحب آمد وانضم إليه واتفقا على العصيان على الظاهر فلم يلبثا أن طرقهما بعض أمراء جهانشاه ابن قرا يوسف صاحب تبريز فقبض على هذا وأخذ جميع ما معه وراسل يعلم الظاهر بذلك ثم حبسه بقلعة الرها إلى أن استولى عليها الشيخ حسن بن علي بك ابن قرا يلوك فأطلقه وخيره في أي مكان يذهب إليه فاختار الرجوع إلى الظاهر وركب حتى وصل البيرة ثم حلب فكاتب نواب البلاد الشامية بالشفاعة فيه فقبلوا ورسم بقدومه القاهرة فقدمها في سنة خمس وخمسين فأقام أياماً ثم رسم برجوعه إلى دمشق ورتب له ما يكفيه، ولم يلبث أن مات برد بك العجمي أحد مقدميها فأنعم عليه باقطاعه ثم بعد أشهر مات يشبك الحمزاوي نائب صفد في رمضان منها فنقل لنيابة صفد عوضاً عنه وحمل تقليده وتشريفه على يد يشبك الفقيه فدام بها إلى أن مات في أواخر شعبان - أو ثاني رمضان وهو أقرب - سنة سبع وخمسين عن أزيد من ستين سنة. وكان شجاعاً مقداماً عاقلاً عفيفاً عن القاذورات ديناً خيراً معظماً في الدول رحمه الله.
بيغوت السيفي من برد بك من طبقة المقدم. ممن سمع مني قريب التسعين.
بيغوت قرا من قبجق السلحدار. هو الذي طعن برمحه قاصداً قتل أمير سلاح حين الالتقاء في رمضان سنة ثلاث وتسعين فأقلبه ميتاً وعد ذلك في فروسيته.
بيغوت اليحياوي. ممن قتل مع ايتمش في سنة اثنتين.
بيغوت الأمير الكبير. ممن أمر الناصر بذبحه في سنة احدى عشرة، ويحرر مع بيبرس الركني الماضي.
حرف التاء المثناة(1/489)
تاج بن سيفا بن عبد الله الفارابي ثم الشويكي - بضم المعجمة مصغر نسبة إلى الشويكة مكان ظاهر دمشق - ويعرف بالتاج الوالي، قال شيخنا في أنبائه: كان في ابتدائه يتعاطى خدمة الاكابر في الحاجة، وذكر لي أنه كان يخدم الشهاب بن الجابي بدمشق وما يدل على أن مولده بعد الخمسين، ثم اتصل بالمؤيد قبل سلطنته بعد أن اتصل بطيبغا القرمشي فخدمه وراج عليه فلما استقر في الملك ولاه الشرطة فباشرها وفوض إليه في أثناء ذلك الحسبة فكان في مباشرته لها ذاك الغلاء المفرط؛ ثم في أواخر الدولة صرف عنها واستقر أستادار الصحبة ثم أعيد اليها في مرض موت المؤيد، وحصل له في أوائل دولة الاشرف انحطاط مع استمراره على الولاية ثم خدم الاشرف فراج عليه أيضاً وأضاف إليه مع الولاية المهمندارية وأستادارية الصحبة وشاد الدواوين والحجوبية ونظر الاوقاف العامة وغيرها وكان المباشر للولاية عنه غالباً أخوه عمر ثم صار بأخرة كالمستبد بها ثم صرف عنها فقط، واستمر فيما عداها حتى مات بعلة حبس البول وقاسى منه شدائد وكان يعتريه قبل هذا بحيث أنه شق عليه مرة فخرجت منه حصاة كبيرة وأفاق دهراً ثم عاوده حتى كانت هذه القاضية، ولم يتعرض السلطان لماله وترافع أخوه عمر وزوجته وقرر عليها خمسة آلاف دينار ثم أعفيت منها باعتناء أهل الدولة، وكان حسن الفكاهة ذرب اللسان لا يبالي بقول وينقل عنه كلمات كفرية مختلطة بمجون لا ينطق بها من في قلبه ذرة من ايمان مع كثرة الصدقة والبر المستمر، وأرخ وفاته في العشرين من صفر والصواب انها كما قال العيني في ليلة الجمعة العشرين من ربيع الاول سنة تسع وثلاثين، وقال إنه صلى عليه من الغد خارج باب النصر ودفن بحوش له بحذاء تربة صوفية سعيد السعداء وكانت جنازته حافلة جداً، قال وكان متواضعاً متسع الكرم له وضع عند المؤيد جاء معه من الشام وتزايد وضعه عند الاشرف، وولي ولايات كثيرة وكان أهل مصر يحبونه ولكن كان في لسانه زلق يرمى منه مهما جاء. وقال المقريزي كان أبوه قدم دمشق من بلاد حلب وصار من جملة أجنادها وممن قام مع منطاش فأخرج عنه الظاهر برقوق أقطاعه وولد له التاج بناحية الشويكة التي تسميها العامة الشريكة خارج دمشق ونشأ بدمشق في خمول وطريقة غير مرضية إلى أن اتصل بشيخ حين نيابته لها فعاشره على ما كان مشهوراً به من اتباع الشهوات؛ وتقلب معه في طوال تلك المحن وولاه وزارة حلب لما ولي نيابتها فلما قدم القاهرة بعد قتل الناصر فرج قدم معه في جملة أخصائه وندمائه فولاه في سلطنته ولاية القاهرة مدة أيامه فما عف ولا كف عن اثم، وأحدث من أخذ الأموال ما لم يعهد قبله ثم تمكن في الأيام الاشرفية وارتفعت درجته وصار جليساً نديماً للسلطان وأضيفت له عدة وظائف حتى مات من غير نكبة، ولقد كان عاراً على جميع بني آدم لما اشتمل عليه من المخازي التي جمعت سائر القبائح وأربت بشاعتها على جميع الفضائح. قلت وهو الذي شفع عند الاشرف في القضاة سنة آمد حتى أعفوا من المسير إليها ورسم باقامتهم في حلب بل وأنعم على المالكي والحنبلي لقتللهما بالنسبة للآخرين بمال وعد ذلك وأشباهه في مآثره.
تاج بن محمود تاج الدين العجمي الاصفهيدي الشافعي نزيل حلب. ولد في سنة تسع وعشرين وسبعمائة تقريباً وورد من العجم إلى حلب فتوجه منها إلى الحجاز فحج ثم عاد إليها وسكن الرواحية بها وولي تدريس النحو بها واقراء الحاوي أيضاً، وكان إماماً عالماً ورعاً عزباً عفيفاً غير متطلع للدنيا صنف شرحاً على المحرر وعلى ألفية ابن مالك في النحو ولكنه ليس بالطائل وغير ذلك، ولم يكن له حظ ولا تطلع إلى أمر من أمور الدنيا، وتصدى لشغل الطلبة والافتاء، وكانت أوقاته مستغرقة في ذلك فالاقراء من بعد الصبح إلى الظهر بالجامع الكبير ومن ثم إلى العصر بجامع منكلي بنا والافتاء من العصر إلى المغرب بالرواحية وربما يقع له الوهم في الفتاوي الفقهية، وهو ممن أسر في الفتنة وأرسل ابراهيم صاحب شماخي يطلبه من تمر لنك واستدعاه إلى بلاده مكرماً فتوجه معه إليها واستمر هناك حتى مات في أثناء ربيع الأول سنة سبع؛ وممن قرأ عليه ابن خطيب الناصرية وترجمه بما هذا ملخصه؛ ونحوه لشيخنا في أنبائه.
تاني بك بن سيدي بك الناصري الساقي المصارع رأس نوبة. مات سنة ست وثلاثين.(1/490)
تاني بك الاياسي الاشرفي برسباي. ترقى حتى صار أحد الأربعينات ثم حاجب ميسرة وأغاة طبقة الرفرف؛ وهو والد أحمد الماضي. كناه ولده أبا محمد ولقبه أسد الدين وأنه مات مع المجردين بالمصيصة في يوم السبت تاسع عشر ربيع الأول سنة احدى وتسعين وحمل إلى حلب فدفن بها وقد قارب السبعين وكان لا بأس به يسكن في باب الوزير بدرب الاقصرائي في بيت يعرف بأخيه تنم الآتي.
تاني بك البجاسي نائب دمشق. تنقل في الخدم أيام مولاه الناصر فرج؛ وولي نيابة حماة في أيام المؤيد سنة سبع عشرة ثم كان فيمن خامر مع قانباي فلما انكسروا هرب إلى التركمان فسار أقباي وراءه إلى العمق فانهزم إلى بلاد الروم، فلما مات المؤيد دخل دمشق فولاه ططر نيابة حماة؛ ثم نقله بعد سلطنته إلى طرابلس ثم قرر أيام ابنه الصالح في نيابة حلب وسار لقتال نائبها قبله وهو تغرى بردي من قصروه لعصيانه، ثم نقل في أيام الاشرف إلى نيابة دمشق بعد موت تاني بك ميق الآتي بعده ثم بلغ السلطان عنه شيء فكتب إلى الحاجب بالركوب عليه فركبوا وقاتلوه فانكسروا منه ودخل إلى دار العدل مظهراً الاحسان والمخامرة على السلطان فجهز له سودون من عبد الرحمن في عسكر فلما بلغه خرج إليهم فانكسروا منه مع تغيب خيول من معه، وسار في أثرهم إلى أن جاز باب الجابية فسقطت رجل فرسه في حفرة من القناة فوقع فأمسكوه فأمر بقتله فقتل بدمشق بقلعتها في ربيع الاول سنة سبع وعشرين، وكان كثير الحياء والشجاعة والشفقة، وقد أحسن في تلك السنة إلى الحاج لما رجعوا فانهم لقوا مشقة عظيمة بتراكم الرياح بحوران فخرج إليهم بنفسه ومعه أنواع الزاد حتى البغال وفرق ذلك عليهم فانتفع الغني والفقير وأفرطوا في الدعاء له فكان عاقبته الشهادة سامحه الله. ذكره شيخنا في إنبائه وابن خطيب الناصرية.
تاني بك الجركسي شاد الشربخاناة. تنقل في الخدم إلى أن ولي إمرة الحج في سنة ثماني عشرة، وقدم في أول التي تليها وهو ضعيف فلم يلبث أن مات في صفرها، وقد شكر الناس سيرته. قاله شيخنا في أنبائه.
تاني بك القصروي. سكنه بباب الوزير أيضاً مات قريب الثمانين أو نحوها ويذكر بخير تاني بك ميق العلائي الظاهري. قال شيخنا في أنبائه: ولي الحجوبية بالديار المصرية ثم نيابة دمشق، وكان قد خاف من الطاعون فصار يتنقل يميناً وشمالاً فلما ارتفع الطاعون عاد لدمشق فمات فيها بدون طاعون يوم الاثنين ثامن شعبان سنة ست وعشرين واستقر عوضه في نيابة الشام تاني بك البجاسي المذكور قريباً، وهو ممن أغفله ابن خطيب الناصرية، وسيأتي في تنبك جماعة.
تبل بن منصور بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري المكي القائد من أعيانهم، مات في شوال أو رمضان سنة ست وعشرين عن دون الخمسين أو بلغها. ذكره الفاسي.
من اسمه تغري بردى
تغرى بردي بن أبي بكر بن قرابغا الناصري الحنفي نزيل الروضة وسبط الشنشي. ولد في ذي القعدة سنة خمس وعشرين وثمانمائة واشتغل وأخذ عن العز عبد السلام البغدادي وابن الديري وابن الهمام والاقصرائي وابن عبيد الله وسيف الدين وغيرهم كخير الدين خضر المقيم بكعب الاحبار والد البرهان الحنفي قال إنه أخذ عنه المنطق وفهم الفقه والعربية والقراءات وكان يقول انه أخذها عن نور الدين الديروطي وابن عياش وأنه سمع من شيخنا وتميز قليلاً وأقرأ صغار المبتدئين وتنزل في بعض الجهات، وكان مجاوراً في سنة ست وخمسين بمكة فسمع بقراءتي على أبي الفتح المراغي ثم سمع بالقاهرة على أم شيخه سيف الدين وغيرها وكذا جاور بعد سنة احدى وسبعين. مات في جمادى الاولى سنة خمس وتسعين عن نحو السبعين، وكان خيراً فاضلاً أقرأ وأفاد.
تغرى بردي من قصروه نائب حلب. مات سنة ثمان عشرة قاله ابن عزم.
تغرى بردي سيف الدين الظاهري برقوق البشبغاوي نائب حلب ثم دمشق وكانت ولايته لها في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة واستمر بها حتى مات في المحرم سنة خمس عشرة، وكان كثير الحياء والسكون حليماً عاقلاً، ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً والمقريزي في عقوده.(1/491)
تغرى بردي الرومي البكلمشي ويعرف لأذاه بالمؤذي، كان في أيام أستاذه بكلمش من جملة المماليك ثم ترقى حتى صار من جملة العشرات في الدولة الناصرية فرج ثم أخرج المؤيد قبل سلطنته أقطاعه وأعاده بعد أن تسلطن بمدة، وأقام خاملاً إلى بعد سنة ثلاث وثلاثين فأنعم عليه الاشرف بامرة طبلخاناه بعد أن عمله قبل من رءوس النوب ثم صار رأس نوبة ثاني ثم أحد المقدمين ثم حاجب الحجاب في سنة اثنتين وأربعين بعد انتقال سودون السودوني لامرة مجلس، ولم يلبث أن صار دواداراً كبيراً بعد نفي اركماس فعظم أمره جداً وقصد في المهمات ونالته السعادة، وعمر مدرسة حسنة في طرف سوق الاساكفة بالشارع قريباً من صليبة جامع ابن طولون وجعل فيها خطبة ومدرساً وشيخاً وصوفية ووقف عليها أوقافاً كثيرة غالبها كما قال شيخنا مغتصب وقرر في مشيختها العلاء القلقشندي وكان قد اختص به وقتاً وأول ما أقيمت الجمعة بها في شوال سنة أربع وأربعين، وكان كما قيل عارفاً بالأحكام قاصداً فيها خلاص الحقوق لا تلفته عن ذلك رسالة ولا غيرها ويكتب الخط الذي يقارب المنسوب ويتفقه ويسأل الفقهاء ويذاكر بأشياء من التواريخ ويعف عن القاذورات مع سبه وفحش لفظه وعدم بشاشته، مات في ليلة الثلاثاء حادي عشر جمادى الآخرة سنة ست وأربعين بعد مرض طويل وصلى عليه بمصلى المؤمني وشهده السلطان والقضاة. قال شيخنا وسر أكثر الناس بموته لنقل وطأته عليهم قال وأظنه قارب السبعين، وأما العيني فقال انه كان يقرأ ويكتب خطاً جيداً وعنده ذوق من الكلام وتحرير في الأحكام ولم يكن جباراً ولا عسوفاً.
تغرى بردي السيفي خازندار أمير سلاح الظاهري. اختص بتمرار العزيزي وقتاً، وقرأ على شيخنا بلوغ المرام تأليفه وحضر مجالسه ومجالس غيره من العلماء. رمات في العشر الأخير من جمادى الأولى سنة سبع وسبعين، وكان عاقلاً خيراً مسيكاً، وهو آخر من علمته قرأ على شيخنا من أبناء جنسه رحمه الله.
تغرى بردي الظاهري ويعرف بسيدي صغير. مات قتيلاً في ليلة الاثنين سابع شوال سنة ست عشرة. قاله العيني وهو أخو قرقماس الآتي مع ذكر لهذا فيه، وكان هذا أعظم من ذاك في الشجاعة والكرم وهما معاً ابنا أخي دمرداش المحمدي الماضي. تغرى بردي الصغير ابن أخي دمرداش. هو الذي قبله.
تغرى بردي ططر الظاهري جقمق وتقدم ثم استقر في حجوبية الحجاب وسافر في عدة تجاريد؛ وحج أمير المحمل في بعض السنين، ومات في شعبان سنة ثلاث وتسعين على فراشه بحلب قبل توجههم للقتال، وبلغني أنه لما برز بدون تطلب وانفرد عن الأمراء بذلك دعا عليه السلطان.
تغرى بردي الظاهري القلاوي. كان من جملة المماليك الظاهرية الجقمقية أيام امرته فكان يرسله إلى اقطاعه قلا بالوجه القبلي كثيراً فلذا اشتهر بالنسبة اليها؛ ولما تسلطن أستاذه ولاه كشف الخيرية ثم نقله لعدة ولايات آخرها الوزر في آخر دولته عوضاً عن أمين الدين بن الهيصم فأقام فيه أشهراً ثم عزل بالأمين في الدولة المنصورية وأعيد لكشف اقليم البهنساوية بالوجه القبلي، ووقعت له أمور مع الاشرف اينال وأخذ منه جملة مستكثرة ثم ولاه البهنسية ثانياً فلما خرج اليها ندم السلطان على ذلك وأرسل إليه سونجبغا رأس نوبة فتلقاه صاحب الترجمة بالقرب من قمن مع علمه بسبب مجيئه؛ وأذعن بالطاعة وتقدم وسلم عليه فلما حاذاه قبض عليه سونجبعا وأسلمه بسبب مجيئه وأنه مأمور بوضعه في الحديد فقال الطائع لا يحتاج لهذا فقال له لشيء كان عنده منه قديماً لا بد من هذا فنادى تغرى بردي رفقته فحطموا عليه وهم كثير بالنسبة لمن مع الآخر ووقع القتال فأصيب سونجبعا بسهم في رقبته فسقط عن فرسه إلى الارض مغشياً عليه ثم أفاق وتكلم بكلمة واحدة ثم قضى؛ فلما رأى ذلك رفقته برز بعضهم وضرب تغرى بردي بالسيف فطارت يده ثم مات واستمر القتال بين الفريقين إلى أن انهزم أعوان سونجبعا وأخذهم ولده وعاد بهم إلى القاهرة، كل ذلك في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين ووصلت رمة هذا إلى القاهرة فدفنت بالقرافة؛ واستقر بعده في البهنساوية قراجا العمري.(1/492)
تغرى بردي الكمشبغاوي الرومي والد الجمال يوسف المؤرخ. بالغ ابنه في تعظيمه؛ وقال شيخنا في أنبائه: كان جميل الصورة رقاه الظاهر برقوق حتى صيره مقدماً في منتصف رمضان سنة أربع وتسعين؛ ثم ولي نيابة حلب في ذي الحجة سنة ست وتسعين فسار فيها سيرة حسنة وأنشأ بها جامعاً كان ابن طولون ابتدأ في تأسيسه ووقف عليه قرية من عمل سرمين ونصف السوق الذي كان له بحلب وقرر في الجامع مدرسين شافعي وحنفي ثم صرف عنها بأرغون شاه وطلب إلى مصر فأعطى تقدمة، وكان ممن توجه إلى الشام مع ايتمش فنفي إلى القدس ثم ولي نيابة الشام ثم صرف ففر إلى دمرداش بحلب ثم فارقه وتوجه في البحر إلى مصر فقربه الناصر وأعطاه تقدمة ثم استقر سنة ثلاث عشرة أتابك العساكر ثم في أواخرها نائب دمشق فلم يلبث أن مرض في أواخر التي تليها. ومات في الاسبوع الذي دخل فيه الناصر منهزماً وذلك في المحرم سنة خمس عشرة. قال ابن خطيب الناصرية: كان عنده عقل وحياء وسكون، وقال أيضاً انه كان كثير الحياء والسكون حليماً عاقلاً مشاراً إليه بالتعظيم في الدولة. وقال شيخنا عقب ذلك انه كان جميلاً حسن الصورة قال وكان يلهو لكن في سترة وحشمة وافضال والله يسمح له.
تغرى بردي المحمودي الناصري. تنقل في الخدم إلى أن تقدم وقرر رأس نوبة النوب ثم حبس بعد أن كان رأس الذين غزوا الفرنج بقبرس ثم أفرج عنه وقرر أميراً بدمشق بل أتابكها، ومات في قتال قرايلوك في ذي القعدة سنة ست وثلاثين.
تغرى بردي المؤيدي، عمل رأس نوبة النوب؛ وله ذكر في زوجته فاطمة ابنة قانباي فانه خلفه عليها جرباش.(1/493)
تغرى بردي من يلباي الظاهري القادري الحنفي الخازنداري بل الاستادار. ولد تقريباً قبيل الثلاثين وثمانمائة واشتغل بالعلم على غير واحد من الفضلاء كأبي الفضل المحلى والسيد الوفابي وعبد الرزاق، وكان يتحفظ القرآن حتى بعد ترقيه باللوح مع نور الدين البوصيري وصحب الاشراف القادرية وخدمهم وأمثالهم وتزوج منهم واحدة بعد أخرى، بل سمع الكثير على جماعة من متأخري المسندين مع الولد ونحوه وكتبت له ذلك في كراريس وكنت ممن لازمني، وحضر دروس الأمين الأقصرائي واختص بامام الكاملية ونحوه فلما استقر يشبك من مهدي في الدوادارية وكان صاحب الترجمة أسن منه بل هو أغاته قدمه لخازنداريته وصار المتولي لعمائره وكثير من جهاته، ولا زال في ترق زائد من ذلك بحيث لم يشذ عنه من الأماكن المنسوبة لمخدومه إلا النزر اليسير وشكر العمال ونحوهم صنيعه معهم في المصروف ونحوه وبكوا من سالم في عمائر الاتابك وجرت على يديه من مبرات مخدومه أشياء جزيلة وربما كان هو المحرم له في ابتدائها، وجدد أشياء أو كملها من المساجد والجوامع كجامع الخشابين والمسجد المقارب له والمقابل لدرب الركراكي من المقس وجامع بالكبش وهو خاصة باسم السلطان وزاوية الشيخ شرف الدين بالحسينية والمشهد النفيسي ومشهد غانم بسويقة اللبن، ولم ينهض أحد بما نهض له من ذلك كله مع تؤدة وعقل وعدم طيش بل لم يتحول عن طريقته الأولى في التواضع والتأدب غالباً، وتكلم عنه في سعيد السعداء والبيبرسية والصالح وحمد في هذا كله، ولما مات الدوادار أضيف إليه التكلم في الأستادارية مع مبالغته في التنصل والاستعفاء وعدم إجابته فساس الأمور وسمعت غير واحد يشكرون مباشرته وأن له مزيد نظر في عمارة الجهات وربما ندبه السلطان لعمارة بعض الأماكن كالمطهرة لجامع الأزهر وجاءت بهجة وكجامع سلطان شاه وكذا استقل بالتكلم فيما كان ينوب عن مخدومه فيه كسعيد السعداء بطلب كثير من المستحقين لذلك وعمر جل أوقاف سعيد السعداء كالحمام وجدد لها أشياء بل وعمر المدرسة وغير كثيراً من معالمها وكذا عمر مطهرتها وغير بابها وصار بهجاً ولم يعدم من متكلم فيه بسببه سيما حين تعطلت النفقة من أجل ذلك غالباً عليهم وربما شوفه بالمكروه، ويقال إنه وجد دفيناً قديماً وانه أخذ منه؛ وأضيف إليه بأخرة التكلم في القرافتين بعد صرف القاضي الزيني زكريا عنهما، وابتنى لأخي زين العابدين القادري بالقرب من زاوية سكنهم بباب القرافة أمكنة هائلة؛ بل ابتنى في نفس الزاوية رواقاً وغيره؛ وتكلم في جهات أمير المؤمنين المتوكل عز الدين صاحبه من بلاد وغيرها حتى المشهد النفيسي بسؤال منه له وأذن السلطان فيه ففرض له في كل يوم من متحصلها أربعة دنانير والباقي يرصد لوفاء الديون وندم العز لما نشأ عنه من التضييق عليه ولكن استحكم الامر، وكذا له في جامع الغمري والكاملية اليد البيضاء، وتزاحم كثير من مجاوري جامع الازهر ونحوهم على بابه، ونزل كثيراً من مستحقيهم فيما يشغر تحت نظره من التصوفات ونحوها، وممن قرره الزين جعفر المقري بل بلغني انه قرر كمال الدين الطويل في مشيخة البيبرسية بعد الجلال البكري ولكنه لم يتم، وعقد عنده مجلساً للحديث في كل ليلة فهرع كثيرون إليه وقرئ فيه من الكتب الكبار وشبهها كدلائل النبوة والمعجم الكبير للطبراني ما يفوق الوصف ولكن لا أهلية في القاري ولا في أكثر الحاضرين وانتفع كثير منهم بملازمته كالزين خلد الوقاد حيث استقر به في مسجد خان الخليلي الذي أنشأه للدوادار وفي غيره من الجهات وانتعش هو والقاري وغيرهما وكثيراً ما يتفقد المنقطعين من العلماء ونحوهم كالبدر حسن الاعرج وعثمان الديمي، بل قل أن يموت عالم أو فقيه أو صالح أو فاضل إلا ويبادر للوقوف على غسله بل وربما يساعد في تجهيزه كالأمشاطي وابن سولة وابن قاسم وجعفر وابن الشيخ يوسف الصفي ولذا كان كثير منهم يسند رصيته إليه كابن قاسم؛ وأمره في هذا مشاهد وخيره إن شاء الله متزايد؛ ولا زال في كدر وضرر ومرافعات ومدافعات إلى أن تغيب بعد أن مل وتعب، ويقال إنه توجه لضريح الشيخ عبد القادر ولم يثبت ذلك عندي فرج الله ضائقته.
تغرى برمش بن أحمد البهستي نائب حلب، يأتي قريباً في تغرى ورمش.
تغرى برمش بن عبد الله التركماني. في الذي بعده.(1/494)
تغرى برمش بن يوسف بن المحب أبا اغلى، ورأيت من كتبه علي بن عبد الله الزين أبو المحاسن التركماني الاقحالي القاهري الحنفي. قال شيخنا في أنبائه قدم القاهرة شاباً وقرأ على الجلال التباني وغيره وداخل الامراء الظاهرية وصارت له عصبة، وكان يتعصب للحنفية مع محبته لأهل الحديث والتنويه بهم وتعصبه لأهل السنة وإكثاره الحط على ابن العربي ونحوه من متصوفي الفلاسفة ومبالغته في ذلك بحيث صار يحرق ما يقدر عليه من كتبه بل ربط مرة كتاب الفصوص في ذنب كلب وصارت له بذلك سوق نافقة عند كثيرين وقام عليه جماعة من أضداده فما بالي بهم مع انه لم يكن بالماهر في العلم، ولما تسلطن المؤيد عرفه فقربه وأكرمه واستأذنه في الحج والمجاورة بعد أن قرب منه بعض تلامذته فسافر إلى مكة فأقام بها من سنة سبع عشرة إلى أن مات. وصار التلميذ المشار إليه ينفق سوقه به ويحصل له الأموال ويرسلها له فتزايد جاهه وكتب له توقيع بتغيير المنكرات فأبغضوه ورموه بالمعائب حتى قال فيه شعبان الآثاري من أبيات:
مبارك ابرك فيه ما ترى
وذكره في معجمه فسمى والده عبد الله وقال إنه كان متعبداً تخرج به جماعة وكان قائماً في هدم البدع الاعتقادية كثير العصبية للسنة مع محبته للحنفية، وكان المؤيد يعظمه، وحج في ولايته فجاور بمكة إلى أن مات. وقد اجتمعت به مراراً وسمعت كلامه وفوائده، وكان أعداؤه يقعون فيه كثيراً ويتهمونه بأمر فظيع، وذكره الفاسي في تاريخ مكة وقال إنه ذكر انه عنى في بلاده بالعلم ثم أتى وهو شاب القاهرة وعنى فيها أيضاً بفنون من العلم وأخذ بها عن جماعة أكابر كالجلال التباني، قال وكان يستحضر فيما يذكره من المسائل أو تجري عنده ألفاظ بعض المختصرات في ذلك ولكنه كان قليل البصارة والذكاء وكان يستحضر كثيراً من الكلمات المنكرات الواقعة في كلام ابن عربي وغيره من الصوفية وذكر ما أشار إليه شيخنا وأنه كان قد سأل عنه وعن كتبه البلقيني وغيره من أعيان علماء المذاهب الأربعة بالقاهرة فأفتوه بذم ابن عربي وكتبه وجواز اعدامها فصار يعلن بذمه وذم أتباعه وكتبه وتكرر ذلك عصراً بعد عصر، قال وكان قد صحب جماعة من الترك بمصر واستفاد بصحبتهم جاهاً وتعظيماً عند أعيان الناس بالقاهرة وغيرها في دولة الظاهر ثم ولده ثم المؤيد مع أن جل أيامه كان بمكة ولذا كان يصل لأهل الحرمين على يديه منه بر كثير وكتب له مرسوماً بانكار المنكرات المجمع عليها وأمر الحكام بمعونته في ذلك ونالته الألسن كثيراً بسبب ذلك لعدم دربته في صرف المبرات ومبالغته في المنكرات بل ربما أوقع به الفعل بعض العوام وكان الظفر له وانتفع بصحبته أناس من أهل الحرمين، وذكر من وقائعه أشياء أكثرها مما يستحسن وأرخ وفاته ليلة الأربعاء مستهل المحرم سنة ثلاث وعشرين وأنه دفن في صبيحتها بالمعلاة وحمل اليها فيما يحمل فيه الطرحي ولم يشيعه الا القليل وأنه كان جاور بمكة قريباً من سنة عشر وثمانمائة وكان حينئذ خامل الذكر كثير التقشف والعبادة وأشعر كلامه بأنه كان اذ ذاك يقرأ على الشمس محمد الخوارزمي المعيد امام الحنفية؛ قال شيخنا وقد ترجمه المقريزي يعني في عقوده وغيرها فبالغ في ذمه فقال رضي من دينه وأمانته بالحط على ابن عربي مع عدم معرفته بمقالته، وكان قد اشتغل فما بلغ ولا كاد لبعد فهمه وقصوره ويتعاظم مع دناءته ويتمصلح مع رذالته حتى انكشف للناس ستره وانطلقت الألسن بذمه بالداء العضال مع عدم مداراته وشدة انتقامه ممن يعارضه في أغراضه ولم يزل على ذلك حتى مات؛ وكذا ذكره ابن فهد في معجمه وان السلطان المؤيد رتبه مدرساً بالجامع الذي بناه بالقلعة وتخرج به جماعة من الجراكسة وأنه سمع من الجلال الخجندي شرح معاني الآثار للطحاوي أنابه عفيف الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن خلف المطري أنابه التقي عبد الرحمن بن عبد الولي اليلداني عن الحافظ الضياء وأبي الحسن محمد بن أحمد ابن علي القرطبي وعبد الله بن بركات بن ابراهيم الخشوعي ومحمد بن عبد الهادي ابن يوسف المقدسي قالوا أنابه الحافظ أبو موسى المديني بسنده. قلت وممن سمع عليه هذا الكتاب أو جله الأمين الاقصرائي وابن أخته المحب ووقف منه نسختين مع كثير من كتب الحديث وغيرها، وسمي جده فيها بالمحب أبا أغلى كما صدرت به ترجمته فمن سماه علياً فقد وهم.(1/495)
تغرى برمش سيف الدين الجلالي الناصري ثم المؤيدي الحنفي نائب القلعة بالقاهرة ويعرف بالفقيه، كان يزعم أن أباه كان مسلماً وأن بعض التجار اشتراه ممن سرقه فابتاعه منه الخواجا جلال الدين وقدم به حلب فاشتراه السلطان وقدم به القاهرة فقدمه لأخيه جاركس المصارع فلما أحيط به صار للناصر فأقام بالطبقة إلى أن ملك المؤيد فأعتقه وحينئذ ادعاد واشتراه المؤيد منه ثم صار بعد موت المؤيد خاصكياً فلما استقر الاشرف أخرجه عنها مدة ثم أعاده واستمر إلى أن استقر الظاهر فرام أن يتأمر وكلم السلطان في ذلك بما فيه خشونة فأمر بنفيه إلى قوص فأقام مدة ثم شفع فيه عنده فأحضره وأنعم عليه بامرة عشرة وقرره نائب القلعة في رجب سنة أربع وأربعين بعد موت ممجق النوروزي؛ وقربه وأدناه واختص به إلى الغاية، وصارت له كلمة وحرمة لكنه لم يحسن عشرة من هو أقرب إليه منه وأطلق لسانه فيما لا دخل له فيه من أمور المملكة بحيث كان ذلك سبباً لارساله للروم في بعض المهمات ثم عاد فمشى على حالته تلك فعين أيضاً لغزو رودس فسافر ثم عاد فلم يغير طريقته فأمر بنفيه إلى القدس فتوجه إليه وأقام به بطالاً إلى أن مات في ليلة الجمعة ثالث رمضان سنة اثنتين وخمسين وقد زاد على الخمسين؛ وكان قد اعتنى بالحديث وطلبه وقتاء، وأخذ عن شيخنا بقراءته الكفاية للخطيب وغيرها ولازمه، وعن الكلوتاتي وناصر الدين الفاقوسي والشمس بن المصري؛ وقرأ عليه سنن ابن ماجه في سنة اثنتين وثلاثين والزين الزركشي وطائفة؛ ولقي بالشام ابن ناصر الدين وبحلب البرهان الحلبي، ووصفه شيخنا بصاحبنا المحدث الفاضل، وسأل هو شيخنا هل رأيت مثل نفسك فقال قال الله " فلا تزكوا أنفسكم " وقرأت بخطه على تعليق التعليق له مناماً رآه لشيخنا أثبت منه الألفاظ التي وصف بها في حكايته شيخنا في كتابي الجواهر، وبسفارته أحضر ابن ناظر الصاحبة وابن الطحان وابن بردس من الشام إلى مصر فأسمعوا بالقلعة وغيرها وبصحبته انتفع التقي القلقشندي؛ ولا زال بشيخنا حتى لقبه بالحافظ وخاشن أخاه العلاء بسببه ولذا كان التقي يطريه بحيث سمعته يقول انه لا يشذ عنه من التهذيب لفظة؛ وكذا لما رجع من الشام أخبر شيخنا بأنه لم ير في طلبة ابن ناصر الدين أنبه من قطب الدين الخيضري لقربه من الطلب دونهم وانتفع القطب حين حضوره القاهرة بذلك، وبالجملة فكان فاضلاً ذاكراً لجملة من الرجال والتاريخ وأيام الناس مشاركاً في الأدب وغيره، حسن المحاضرة حلو المذاكرة جيد الخط فصيحاً عارفاً بفنون الفروسية محباً في الحديث وأهله مستكثراً من كتبه فرداً في أبناء جنسه مع زهو وإعجاب وتعاظم، وربما كان يقول إن الأمر، وربما كان يقول إن الأمر يصير إليه ويترجى تأخره عن وفاة شيخنا ويقول إنما تكثر ديوني بعد موته إشارة إلى انه هو الذي يأخذ كتبه ويأبى الله الا ما أراد؛ وقد رأيته بمجلس شيخنا وسمعت من كلامه وفوائده وكتبت من نظمه:
خذ القرآن والآثار حقاً ... وتوقيفاً واجماعاً بياناً
دع التقليد بالنص الصريح ... ولا تسمع قياساً أو فلاناً
وغير ذلك، وبلغني أن له قصيدة باللغة التركية عارض بها بعض شعر الروم يعجز عنها فيما قيل الفحول ما وقفت عليها عفا الله عنه.
تغرى برمش السيفي قراقجا الحسني، أصله من سبي قبرس سنة سبع وعشرين وملكه قراقجا المذكور فأعتقه ورقاه حتى جعله دواداره ثم صار بعده خاصكياً إلى أن أنعم عليه الظاهر خشقدم بامرة عشرة وجعله من رؤس النوب لأياد كانت له عنده ودام إلى أن مات بالفالج في ذي الحجة سنة سبعين وقد قارب الستين ودفن من الغد وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمنين.
تغرى برمش اليشبكي يشبك من ازدمر الزردكاش، ترقى بعد أستاذه حتى صار زردكاشاً صغيراً في الأيام الأشرفية ثم ولي الزردكاشية الكبرى، وأنعم عليه بامرة عشرة ثم جعله الظاهر مع الزردكاشية من جملة الطبلخاناه، وسافر في الغزوات في عدة دول وكذا تأمر على الحاج غير مرة، وله مآثر كالجامع بساحل بولاق وعدة أملاك. وكان ضخماً مثرياً مع البخل. مات بمكة في شوال سنة أربع وخمسين وقد زاد على الثمانين.
تغرى برمش أستادار شيخ، خامر عليه إلى الناصر فولاه الاستادارية بالشام؛ فبالغ في العسف فسلطه الله عليه فصادره وعاقبه حتى مات في سنة ثلاث عشرة ذكره شيخنا في أنبائه.(1/496)
تغرى برمش نائب حلب. هو الذي بعده.
تغرى ورمش بن أحمد واسمه حسين وكان أبوه يدعى بابن المصري، من بهستا أحد أجنادها قبل الفتنة التمرية، وكان له ملك بها فخربت أملاكه في الفتنة وافتقر وتحول بأولاده كهذا فخدم بعض الامراء واتصل بالامير طوخ وحضر معه إلى حلب وهو دواداره. وذلك في سنة خمس عشرة فلما قتل طوخ خدم جقمق دوادار المؤيد وعمل دواداره واستقر به فيها حين صار نائب دمشق فلما أمسك جقمق برسباي الذي صار بعد سلطاناً واعتقله خدمه صاحب الترجمة وأحسن إليه فراعى له ذلك حين استقراره في المملكة وأمره بالقاهرة ثم رقاه حتى صار أحد المقدمين ثم أمير آخور؛ ولا زال حتى ولاه نيابة حلب في سنة تسع وثلاثين ثم شق العصا في أيام الظاهر جقمق، وآل أمره إلى أن قتل في يوم الاحد سابع عشر ذي الحجة سنة إثنتين وأربعين، طول ابن خطيب الناصرية بوقائعه ويليه المقريزي، وأحال شيخنا في الوفيات على الحوادث.
تقي بن عبد السلام بن محمد الكازروني. يأتي في محمد.
تقي بن محمد بن تقي الفخري السنجاري المدني. سمع على النور المحلى سبط الزبير بعض الاكتفاء للكلاعي.
تمراز البكتمري ووجدته في موضع الابو بكري المؤيدي المصارع، تنقل في الخدم وصار في الأيام العزيزية من جملة الدوادارية ثم أمره الظاهر عشرة وأرسله إلى القدس نائباً مرة بعد أخرى ونفاه في المرة الاولى إلى الشام وأخرج أقطاعه في الثانية وأقام بالقاهرة بطالاً وقتاً وعمله شاداً لبندر جدة غير مرة وآخرها أخذ ما اجتمع فيها من المال وفر في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وكان ما حكيته في حوادث التبر المسبوك وأنه قتل في المعركة بين الحديدة وبيت الفقيه ابن حشيبر من اليمن في خامس عشري رمضان من التي تليها وأرسل السلطان مثقالاً الحبشي لصاحب اليمن بهدية وأرسل إليه بجميع موجوده، وكان أشقر ضخماً إلى الطول أقرب رأساً في الصراع مع شجاعة وإقدام وحدة وبطش وخفة وسوء خلق.
تمراز الاينالي الاشرفي برسباي ويعرف بالزردكاش، وتأمر عشرين ثم استقر دواداراً ثانياً في أيام الاشرف إينال.
تمراز الجركسي الاينالي الأشرفي. جلبه إينال المحمودي فاشتراه المؤيد شيخ ثم انتقل للأشرف برسباي فأعتقه وعمله زردكاشاً، ثم صار من حزب الظاهر جقمق إلى أن أبعده إلى البلاد الشامية وقاسى محناً نشأت عن سوء طباعه وسرعة تغيره ثم رجع إلى مصر وأنعم عليه بامرة عشرة بعد موت عليباي الأشرفي بالبذل، ثم أعطاه إينال إمرة طبلخاناه بل وعمله دواداراً ثانياً، وعظم في الدولة وساءت سيرته مع الملك فمن دونه إلى أن نفي للبلاد الشامية فلما مات وتسلطن ابنه المؤيد جاء بغير إذنه فعظم عليه ورسم بعوده ولم يلتفت لمساعدته ولكن أنعم عليه بتقدمه هناك وما كان بأسرع من اغرائه نائبها جانماً على الوثوب على السلطان وحضر معه إلى خانقاه سرياقوس فلم ينتج لهما أمر بل رجعا وأعطى صاحب الترجمة نيابة صفد فلم يلبث أن سحب منها تلوه إلى حسن بك بن قرايلك صاحب آمد فلما قتل جانم أرسل حسن بك يشفع في تمراز وأنعم عليه بعد بامرة عشرين بطرابلس ثم حبس بالمرقب لشكوى مظلوم تعدى بضربه ولم يلبث أن مات المضروب فعين السلطان الشارعي أحد نواب المالكية للحكم فيه فتوجه إليه وحكم باراقة دمه فقتل بالمرقب في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ثم نقل إلى طرابلس فدفن بها وقد زاد على الستين، وكان قبيح السيرة.(1/497)
تمراز الشمسي الأشرفي برسباي العزيزي نسبة للعزيز بن الأشرف فهو معتقه أمير سلاح وابن أخت الأشرف قايتباي، كان قدومه مع جالبه في سنة ست وثلاثين وهو قريب المراهقة فدام إلى أن صار في الأيام الاينالية ساقياً ثم أضاف إليه إمرة عشرة وعظمه وقربه وساق المحمل في أيامه أحد الباشات فلما أكره الأتابك جرياش كرد المحمدي على الركوب في الأيام الظاهرية خشقدم وأخذه المماليك من تربته وذلك في أثناء سنة تسع وستين واجتازوا به من داخل البلد كان ممن ركب معه فلما فر المشار إليه إلى القلعة أمسك هذا وتحقق الظاهر ركوبه عليه بجراح حصل في يده وجهز لدمياط وأكرم في تجهيزه لها دون اسكندرية لصهره أبي زوجته قرقماس الجلب الأشرفي أمير سلاح ودام بها متحفظاً بالانقطاع ببيته حتى عن الجمعة حذراً من غائلة الظاهر خصوصاً وجرباش كان أيضاً منفياً بها فلما انتهى الأمر إلى الظاهر تمربغا جئ به في حادي عشري جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين هو ودولات باي النجمي بعناية خاله الاتابك قايتباي فنزل في بيته تجاه المدرسة السودونية من زاده بعد أن كان الأمير أزبك من ططخ الظاهري تملكه، وسافر البدر بن القطان ومعه ابن حسن لدمياط للاشهاد على صاحب لترجمة وكان نزوله به فيما قيل باذن من خاله مع ارسال المكاتيب له ليعود الامر كما كان وامتناعه من ذلك واستمر على ملك الاتابك وأعطاه الظاهر حينئذ طبلخاناه ثم لم يلبث أن تملك خاله فصيره أحد المقدمين على اقطاع الظاهر المنفصل وجهزه كاشف التراب بالغربية فدام سنين، وسافر في تجريدة سوار وكان هو أجل من رغب سوار للنزول بأمانه ولذا اشتد غضبه هو وخير بك حديد حين نقض ذلك واستمرت الوحشة بين الدوادار وبينهما، ثم استقر رأس نوبة النوب بعد انتقال اينال الاشقر لامرة سلاح، وماتت زوجته ملكباي ابنة قرقماش في سنة تسع وسبعين وجهز الشهاب البيجوري للحج عنها؛ واتصل بعدها بابنة المنصور بن الظاهر جقمق وهي بكر وله منها ابنة ماتت في الطاعون؛ وولي أمر البحيرة فنظمها وحمدت سيرته ودان له أهل تلك النواحي؛ وفي أثناء تكلمه فيها كان قتل الدوادار يشبك من مهدي فاستقر به عوضه بعد سنة فأزيد في امرة سلاح فتزايدت ضخامته وارتفعت مكانته، وفي أثناء ذلك ماتت زوجته المشار اليها فتزوج في سنة سبع وثمانين ابنة جانم الاشرف نائب الشام كان وهي بكر أيضاً واستولدها؛ وكذا تحول لبيت الظاهر تمربغا المعروف بمنجك بعد سفر قجماش لنيابة الشام بالاجرة لجريانه في أوقافه، فلما كان في تاسع جمادى الاولى سنة تسع وثمانين برزباش التجريدة المجهزة لدفع على دولات أخي سوار وناب عنه في البحيرة مملوكه قراكز فلما قبض بقية خراج سنة أستاذه وأردف ذلك بسنة أخرى انفصل عنها بكرتباي الاشرفي قايتباي، واستمر صاحب الترجمة غائباً في المهم إلى أن أرسل الاتابك اليهم في عسكر ثقيل وصار هو الباش، وكان ما حكي في الحوادث ثم كان قدوم العساكر في أواخر ذي القعدة سنة احدى وتسعين وهو متوعك فدام حتى سافر أيضاً لدفع عسكر ابن عثمان صحبة الاتابك في جمادى الثانية سنة ثلاث وتسعين وكاد أن يقتل فيها فانه لما اختطف السنجق وحمله بنفسه ودخل به إلى ذاك الفريق ونال منهم تكاثروا عليه فعاين قبضه بل ضرب سبع ضربات جرح منها في جبينه ويده ولولا لطف الله لتلف، وعولج لينزل عن جواده فلم يقدروا وأظهر من يقظته وفروسيته ما الله به عليم وبادر خشداشه بيغوت لطعن القاصد لاتلافه فأتلفه ودام متعللاً إلى أن عاد معهم في ربيع الاول من التي تليها واستمر حتى سافر صحبة الاتابك أيضاً في ربيع الثاني سنة خمس، ونعم الامير تودداً للعلماء والفقراء واقبالاً عليهم والارشاد لما يقدر عليه مما تكون فيه المصالح للعامة، ولم أزل أشهد منه الود والثناء حتى في الغيبة مع قلة ترددي إليه وتكرر إلزامه لي بذلك بالنسبة إلى عموم الأمراء ونحوهم مما أرجو جميل قصده فيه.(1/498)
تمراز القرمشي الظاهري برقوق، ناب بقلعة الروم وبغزة في الأيام الأشرفية سنين، ثم صار أحد المقدمين بالقاهرة ثم رأس نوبة النوب ثم أميراخور ثم أمير سلاح بعد يشبك السودوني حتى مات في الطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين ولم يحضر السلطان الصلاة عليه لاشتغاله بجنازة ابنته، وكان عاقلاً ساكناً قليل الكلام فيما لا يعنيه كريماً جواداً نادرة في أبناء جنسه مع الاسراف على نفسه.
تمراز المؤيدي نائب صفد ثم غزة. مات مخنوقاً بسجن اسكندرية في ثالث عشري جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين ولم يكن فيما قاله المقريزي مشكوراً.
تمراز المؤيدي أحد المقدمين بدمشق. وكان قبل ذلك أمير طبلخاناه بها، ثم استقر حاجباً بها في ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين؛ ثم في رمضان سنة ثلاث استقر مقدماً عوضاً عن أخيه طوخ إلى أن مات في ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ودفن بتربة قانباي البهلوان قبلي تربة العجمي خارج باب الجابية.
تمراز الناصري، كان في أيام الظاهر طبلخاناه مع خصوصيته به ثم تقدم في الايام الناصرية ثم استقر أمير مجلس ثم نائب السلطنة. وكذا نائب الغيبة غير مرة ثم خامر على الناصر؛ وآل أمره إلى أن مات خنقاً في سنة أربع عشرة، وكان جميل الصورة حسن الهيئة من خاص الترك جيداً يحب العلماء ويكرمهم ويعتقد الفقراء رحمه الله.
تمراز النوروزي نسبة لنوروز الحافظي نائب الشام ويعرف بتعرمص، أحد امرة عشرات ورأس نوبة، أمره السلطان فلما سافر العسكر لرودس كان ممن جرح في حصارها وحمل وهو كذلك فقدرت وفاته بالقرب من ثغر دمياط فدفن به في أواخر جمادى الثانية أو أوائل رجب سنة سبع وأربعين. وكان حسن الشكالة متجملاً في ملبسه ومركبه ذا لحية كبيرة؛ وعنده كرم وحشمة، وقد قال العيني انه مات في رشيد فالله أعلم.
تمراز من حمزة الناصري فرج ويعرف بتمرباي ططر. خدم بعد أستاذه بأبواب الأمراء ثم صار بعد المؤيد في المماليك السلطانية ثم خاصكياً ثم ساقياً في الظاهرية جقمق ثم أمير عشرة ثم في اواخر دولة الاشرف أمير طبلخاناه وسافر أمير حاج المحمل ثم قدمه الظاهر خشقدم، ولم يلبث أن مات في جمادى الأولى سنة ست وستين وقد قارب الثمانين وشهد السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمنين؛ وكان مذكوراً بالشح وسوء الخلق وعدم الشجاعة وترك التجمل في أحواله كلها.
تمرباي الاشرفي برسباي الساقي أحد أمراء العشرات ورؤس النوب. قتل في الموقعة سنة اثنتين وسبعين وكان قبيح السيرة.
تمرباي الأشرفي قايتباي كاشف الشرقية. طعن وهو في محل ولايته فبادر إلى المجئ وكانت منيته في سابع ذي الحجة سنة احدى وثمانين، وصلى عليه السلطان بمصلى المؤمنين، وكان فيما قيل مشكوراً في ولايته قائماً بشأنها له حرمة عند المفسدين بحيث انه يوم وفاته قطعوا الطريق على جماعة برأس الدور.
تمرباي التمرازي تمراز القرمشي الظاهري أمير سلاح. كان أحد أمراء العشرات ومهمندار السلطان. توجه إلى حلب بتقليد نائبها، فمات هناك في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وهو في الكهولة؛ وكان لا بأس به وعنده معرفة ونهضة وزعم انه أخو الظاهر تمربغا.
تمرباي التمر بغاوي تمربغا المشطوب نائب حلب، اتصل بعده بالظاهر ططر وهو أمير فلما تسلطن جعله دواداراً ثالثاً ثم نقله الاشرف إلى الدوادارية الثانية على إمرة عشرة ثم بعد مدة صار من أمراء الطبلخاناة ثم قدمه العزيز ثم نقله الظاهر إلى رأس نوبة النوب فأقام بها حتى مات بعد أن سافر أمير الحاج غير مرة وكذا باشر نيابة اسكندرية بعد الزين بن الكويز في سنة اثنتين واربعين، وكانت وفاته بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين وهو في عشر الستين، وكان عفيفاً متصدقاً له مآثر منها سبيل وقبة ظاهر خانقاه سرياقوس وسبيل بالقرب من الفساقي التي بالمعلاة من مكة، وتربته التي دفن فيها تجاه تربة الظاهر برقوق مع شراسة خلق وبذاءة لسان.
تمرباي السيفي الماس نائب قلعة حلب؛ وليها بعد موت أستاذه بالبذل إلى أن مات بها في المحرم سنة أربع وسبعين ولم يذكر أستاذه فضلاً عنه ممن يذكر.
تمرباي الظاهري جقمق ويعرف بقزل. تأمر في دولة الظاهر تمربغا، قتل في الوقعة سنة اثنتين وسبعين.
تمرباي أحد مقدمي حلب ودوادار السلطان هناك. مات في شوال سنة أربعين.
تمربغا الحافظي. مات في المحرم سنة ثلاث عشرة؛ ذكره شيخنا في أنبائه.(1/499)
تمربغا الظاهر أبو سعيد الرومي الظاهري جقمق. قدم به بعض تجار الروم البلاد الشامية في سنة اثنتين وعشرين فملكه شاهين الزردكاش نائب طرابلس ثم تنقل إلى أن ملكه الظاهر وهو أميراخور فأحسن تربيته وأدبه وهذبه ثم اختص به وقربه وجعله خاصكياً وسلحداراً في أول سلطنته ثم نقله إلى الخازندارية ثم أمره عشرة، وحج أمير الأول غير مرة ثم أمير المحمل ورقاه إلى الدوادارية الثانية عوضاً عن دولات باي فباشرها بحرمة وافرة ومهابة ودام على ذلك مدة فاشتهر اسمه وبعد صيته وارتقى في الوجاهة لأزيد من منصبه فلما تسلطن ابن أستاذه نقله إلى الدوادارية الكبرى وصار هو المدبر للمملكة؛ وأظهر في أيام المحاصرة من الشجاعة والاقدام والفروسية ما علم؛ ولم يلبث أن انقضت تلك الايام فكان فيمن سجن باسكندرية ثم نقل منها إلى الصبيبة فاستمر بها سنين ثم أطلق وأذن له في التوجه إلى الحج مع الركب الشامي فأقام بمكة أيضاً سنين فلما استقر الظاهر خشقدم استقدمه للجنسية ولأياد له سابقة عليه فقدمه وعمله رأس نوبة النوب ثم أخرجه إلى اسكندرية في جملة جماعة قبض عليهم ثم أعيد بعد أيام قلائل على ما كان عليه بل ولي إمرة مجلس أيضاً فلما تسلطن يلباي صار أتابك العساكر ثم صار بعده سلطاناً في آخر يوم السبت سابع جمادى الاولى سنة اثنتين وسبعين بعد خلعه وسر جمهور الناس به لمزيد عقله وتؤدته ورياسته وفصاحته وفهمه، ولم يلبث أن خلع في يوم الاثنين سادس رجب منها بالأشرف قايتباي ثم أرسل إلى دمياط ليقيم به بدون ترسيم فأقام به إلى أول العشر الثالث من ذي القعدة فحضر إليه محمد بن عجلان وعيسى بن سيف ومن انضم اليهما من الأعراب حمية له فأخذوه وحضروا به إلى جهة الصالحية ليدبر أمر عوده إلى المملكة أو لغير ذلك فسار وهم في خدمته مع أبي الفتح ناظر دمياط ودولات باي وتنم الظاهريين خشقدم وثلاثة مماليك تقريباً إلى قطيا ثم منها إلى جهة غزة فأمسك وأرسل نائبها أرغون شاه يعلم السلطان بذلك ويسئل في إرسال من يتسلمه منه ثم ركب بعساكره وهو معه إلى أن وصل به إلى بلبيس فتسلمه منه الدوادار الكبير يشبك من مهدي، وتوجه به إلى اسكندرية ليكون بها في بيت العزيز يوسف بدون ترسيم ولا تحفظ وأنه يحضر الجمعة والعيدين مع الجماعة وأرسل هو يبالغ في الترقق والتعطف ويعتذر عن صنيعه وأنه إنما حمله عليه ما كان يطرق سمعه من الأمر بسجنه باسكندرية والتضييق عليه فرام التوجه إلى الطور ليتوصل منه في البحر إلى مكة واستمر مقيماً بالثغر على أعز حال وأكرم هيئة مما لم يسبق إليه غيره، إلى أن مات في يوم الجمعة ثامن ذي الحجة سنة تسع وسبعين بعد توعكه عدة أشهر، ودفن هناك بحوش لنائبها إذ ذاك الأمير قجماس بجانب مدرسته ثم عمل على قبره قبة لطيفة نافذة لها، ورتب هناك قراء. ووجد عنده من النقد نحو تسعة عشر ألف دينار فيما قيل سوى ماله هناك من أثاث ومتاجر وغير ذلك؛ هذا مع كونه من قريب أرسل يشتكي الفقر والفاقة بحيث جهز له السلطان فيما قيل ألف دينار وغير ذلك، وكان ملكاً لائقاً فقيهاً فاضلاً يحفظ المنظومة للنسفي؛ ويستحضر كثيراً من المسائل الفقهية مع مشاركة حسنة في فنون كالتاريخ والشعر وحذق وذكاء وعقل تام وجودة رأي وتدبير وفصاحة اللغتين العربية والتركية وطهارة لسان وحشمة وأدب وتجمل زائد في ملبسه ومركبه ومأكله ومشربه ومسكنه، وله في ذلك اختراعات تنسب إليه وعلى ذهنه الكثير من الصنائع كعمل القوس والسهام عارفاً برمي النشاب معرفة تامة إليه انتهت الرياسة فيه بل وفي غيره من أنواع الفروسية والملاعيب. لكنه كان غير عفيف فيما يقال قائماً في أغراض نفسه جداً مع اثارة فتن ومكر وخداع ومزيد تكبر ودخول فيما يقصر أمثاله عن دونه، وتعرض للخلاف بين الحنفية والشافعية؛ وربما نسب إليه التكلم بما لا يليق مما أظنه السبب في سرعة انقضاء مدته بحيث زبره المناوي في أيام عزهما أعظم زبر، ولذا رام الانتقام منه في الأيام المنصورية فعوجل مع انه لما تسلطن تواضع جداً وأعرض عن كثير مما كان ينسب إليه مع توهم طول مدته وأن الأمر عاد إلى الروم آخذاً ذلك من قوله تعالى " سيغلبون في بضع سنين " حيث كانت الباء باثنين والعين بسبعين والضاد بثمانمائة، بل زعم أن طالباً شامياً أخبره انه سمع بسلطنته بمدينة غزة وأنه أخبر بدمشق بمشاهدة درهم عتيق سكته(1/500)
باسم الظاهر تمربغا، وذلك قبل سلطنته بأيام حسبما شوهد من جماعة معتبرين فالله أعلم. وقد خطبني في أيام امرته على لسان المحبي بن الشحنة للاجتماع به، وبالغ المشار إليه في ترغيبي فيه فما انشرح الخاطر لذلك ولله عاقبة الأمور.اسم الظاهر تمربغا، وذلك قبل سلطنته بأيام حسبما شوهد من جماعة معتبرين فالله أعلم. وقد خطبني في أيام امرته على لسان المحبي بن الشحنة للاجتماع به، وبالغ المشار إليه في ترغيبي فيه فما انشرح الخاطر لذلك ولله عاقبة الأمور.
تمربغا القجاوي كاشف الطير. مات في جمادى الأولى سنة احدى.
تمربغا المشطوب. كان شجاعاً فارساً متواضعاً خيراً. تأمر عشرة في أيام أستاذه الظاهر برقوق ثم طبلخاناه في أيام الناصر ثم قدمه ثم التف على جكم وذهب معه إلى قرايلك وقاسى هناك شدة ثم تخلص وجاء إلى حلب والتف عليه بعض الظاهرية وغيرهم واستولى على حلب مدة، مات في رجب سنة ثلاث عشرة بأرض البلقاء من الشام، وهو مع شيخ ونوروز حين توجههما إلى مصر، وذكره شيخنا في أنبائه باختصار فقال: تمربغا المشطوب. مات بحسبان.
تمربغا النحراري نائب الشام. مات في سنة ثلاث وأربعين.
تمرلنك. في تيمور قريباً.
تمر من محمود شاه الظاهري جقمق، تنقل في الامرة وباشر الولاية دهراً ثم الحجوبية الكبرى. وكان جائراً في الاحكام متساهلاً في الأموال والدماء قاسى الناس منه شدة، وشهر ولدى القاياتي ووصل أذاه لمجاوري الجامع الأزهر. وكان ذلك ابتداء خذلانه. مات في صفر سنة ثمانين بعد تعلله مدة بالزحير وغيره، وصلى عليه السلطان فمن دونه بمصلى المؤمنين؛ ولم تكن عليه وضاءة أهل الاسلام بل كان هو وإينال الشقر كفرسي رهان مع شهامة وعصبية وتجمل في أموره كلها.
تنبك الاشرفي برسباي ويعرف بالصغير، كان في دولة أستاذه خاصكياً ثم في أيام ولده دواداراً ثم نكب بعده وأخرج إلى البلاد الشامية ثم تأمر عشرة في أيام الأشرف اينال وصار من رؤوس النوب إلى أن ندبه الظاهر خشقدم مع المجردين إلى البحيرة فقتل هناك بيد عرب الطاعة في ذي القعدة سنة ست وستين وقد زاد على الخمسين، وكان عاقلاً هيناً ليناً فصيح العبارة جيد التلاوة مليح الصوت متواضعاً حشماً رحمه الله.
تنبك البردبكي الظاهري برقوق. صار خاصكياً في الأيام المؤيدية ورأس نوبة الجمدارية ثم بعد موته أمير عشرة ومن رءوس النوب ثم نائب القلعة في أيام الأشرف برسباي وأنعم عليه أيضاً بطبلخاناه ثم قدمه في آخر أيامه ثم أضيف اليها في الأيام الظاهرية نيابة القلعة ثم نقله إلى حجوبية الحجاب، وأمره على الحاج غير مرة ثم نقله إلى دمياط بسبب عبد قاسم الكاشف الذي زعم الصلاحية كما ذكرته في التبر المسبوك؛ ثم رضى عليه وأعاده للتقدمة، ثم عمله ابنه المنصور أمير مجلس ثم الاشرف أمير سلاح ثم أتابكاً حتى مات في ذي القعدة سنة اثنتين وستين وقد قارب التسعين تقريباً، وكان شيخاً وقوراً هيناً ليناً متديناً رحمه الله.
تنبك الجانبكي جانبك الناصري الثور. اتصل بعده بخدمة السلطان إلى أن تأمر عشرة في أوائل دولة خشقدم وقتل في الوقعة سنة اثنتين وسبعين.
تنبك الجمالي الظاهري جقمق أحد المقدمين ممن غضب لكونه لم يعط امرة مجلس ثم استرضى وصار في مرتبة متوليها مع شغولها وسافر في التجريدة سنة خمس وتسعين ثم استقر فيها ثم في امرة المحمل سنة سبع وتسعين، وكذا تأمر على المحمل أيضاً في سنة إحدى وثمانين بعد حجه قبل ذلك في جملة الركب حياة أستاذه. ويذكر بعقل ووقار وميل للعلماء والصالحين سيما وكل من أبويه ممن تشرف بالاسلام، وقدم القاهرة ومات بها وأمه آخرهما موتاً، وربما قرب بعض الأسقاط، وقد اجتمعت به مرة وبالغ في التأدب والاكرام وكان حين امرته على المحمل قارناً ولم يتعرض لأحد بمكروه. ومات له في طاعون سنة سبع وتسعين عدة عوضه الله خيراً وزاده فضلاً.
تنبك الطولوني أحد أمراء العشرات وكاشف المنوفية. قتل في ربيع الآخر سنة تسع وسبعين واستقر بعده في الكشف ابنه يونس وفي الامرة غيره وختم على موجوده(2/1)
تنبك قرا الاشرفي اينال حاجب الحجاب. تنقل إلى أن عمل الدوادارية الثانية في أيام الاشرف قايتباي وقتاً ثم صار أحد المقدمين ثم حاجب الحجاب. وسافر في عدة تجاريد منها التي في سنة خمس وتسعين وحمدت مباشراته سيما مع ميله للعلماء في الجملة، حتى انه يقرأ على الزين جعفر في القرآن وعلى الامشاطي قبل القضاء في الفقه ثم على غيره؛ وتردد إليه عباس المغربي والخطيب الوزيري وتكرر سخطه عليهما، وآل أمره إلى أن صار يقرأ على التقي بن الاوجاقي بحيث تعصب معه على الزيني زكريا، وسئلت في أيام دواداريته في الاجتماع به لقراءته علي فما سمحت مع سماعه مني لبعض الأحاديث واستجازته لي بفضل الخيل للدمياطي، وحلف لي مرة انه لا يقدم على أحداً ولكن ما وجدت لذلك منه ولا من كثيرين ممن بزعمه منهم ثمرة، وممن يتردد إليه وينوه هو بفضيلته أبو النجا بن الشيخ خلف وقام معه في ردع الجلال بن الاسيوطي كثر الله من أمثال الأمير فهو من حسنات أبناء جنسه؛ وقد توفى له عدة أبناء في طاعون سنة سبع وتسعين من ابنة الدوادار بردبك.
تنبك المحمودي نائب دمشق. مات في سنة اثنتين وعشرين.
تنبك الناصري أحد أمراء العشرات ورأس نوبة ويعرف بالبهلوان وبالمصارع. مات بآمد في شوال سنة ست وثلاثين.
تنبك أمير الركب المصري في سنة ثماني عشرة. مات في السنة بعدها، وكل من هؤلاء يقال له أيضاً تاني بك ولذا كتبت هناك جماعة.
تنم من بخشاش الجركسي الظاهري جقمق ويقال له تنم رصاص أحد خاصكية أستاذه، ترقى بعده حتى ولي الحسبة في آخر أيام الأشرف اينال بالبذل ثم صار أمير عشرة في أوائل الظاهر خشقدم ثم نقل لامرة طبلخاناه واستمر حتى قتل بيد بعض الاجلاب في مستهل ذي الحجة سنة سبع وستين بباب القلة ولم يستكمل الاربعين غير مأسوف عليه، وكان مليح الشكل شجاعاً عارفاً متحركاً متجملاً مع مزيد ظلمه وجبروته وشدة قسوته وانتشار أذاه ولذا زاد جانبك الجداوي في تقريبه حتى كان من أعوانه، وابتنى جامعاً بالقرب من سكنه بالسبع سقايات؛ وإنما يتقبل الله من المتقين.
تنم من عبد الرزاق الجركسي المؤيدي. أصله للمشير بدر الدين بن محب الدين الطرابلسي وقدمه للمؤيد فأعتقه وعمله خاصكياً ثم خازنداراً صغيراً ومات قبل أن يلتحي ثم رأس في الأيام الأشرفية رأس نوبة الجمدارية ثم أمير عشرة ثم ولاه الظاهر جقمق الحسبة ثم نيابة اسكندرية ثم حماة ثم حلب فلم يحمد فيها ورجم من أهلها فصرف وصار بالبذل أحد المقدمين ثم أمير مجلس ثم في أيام المنصور أمير سلاح ثم قبض عليه اينال لما تسلطن وسجنه باسكندرية إلى أن أطلقه الظاهر خشقدم، واستقر به في نيابة الشام فلم تحمد سيرته أيضاً لطمعه وشحه وشرهه واسرافه على نفسه إلى أن مات بها في جمادى الاولى سنة ثماني وستين بدار السعادة منها وسر أهل دمشق بموته كثيراً ومنع العامة من دفنه فلم يدفن إلا بعد يومين ثم دفن بالتربة التي أنشأها قانبك المؤيدي شمالي تربة جانم نائب الشام بمقبرة الصوفية ولم يبلغ ما كان يخبر به بعض المنجمين من سلطنة مصر فلله الحمد.(2/2)
تنم سيف الدين الحسني الظاهري برقوق. تنقل في خدمة أستاذه إلى أن ولاه نيابة دمشق بعد وفاة كمشبغا الخاصكي، ثم في سنة سبع وتسعين قاد الجيوش الاسلامية إلى سيواس نجدة لصاحبها برهان الدين بأمر أستاذه الظاهر فلما مات أستاذه خرج عن طاعة المصريين وعزم على التوجه بمن وافقه من النواب والامراء إلى مصر، واجتمعوا كلهم بدمشق، ثم سار بهم في سنة اثنتين وثمانمائة، فلما سمع المصريون خرجوا ومعهم الناصر فرج وهو صغير، فلما وصلوا إلى غزة وبلغهم أن تنم ومن معه وصلوا إلى الرملة استعظموا أمره فراسلوه مع الصدر المناوي قاضي الشافعية وغيره في الصلح فلما دخلوا عليه أكرمهم وخلع عليهم وأنعم عليهم ومال إلى الصلح فأفسد عليه ذلك بعض الامراء فرجع الصدر ولم ينتظم الامر وتهيأ الفريقان للملتقى فانكسر تنم ومن معه من الامراء وأمسك هو وغالب من معه في الوقعة واستمر ركاب السلطان إلى دمشق وصعد قلعتها وبث النواب وقرر أمور دمشق وقواعدها وحبس تنم بها ثم توفي مقتولاً بها في رجب أو شعبان سنة اثنتين؛ وكان أميراً كريماً كبيراً شجاعاً مهيباً عادلاً محترماً ذا همة عالية ورأى وتدبير وخبرة وعرفان، بنى خاناً للسبيل بالقرب من القطيفة على بريد من دمشق وتربة بدمشق. ذكره ابن خطيب الناصرية وقال غيره قتل خنقاً في أول رمضان ودفن بتربته بالقبيبات.
تنم الابو بكري المؤيدي ويقال له الفقيه ويلقب صلاح الدين. كان أحد رءوس النوب وأمير عشرة، مات شهيداً بالاسهال وهو راجع من الحج ببير القروي ودفن باكري في المحرم سنة اثنتين وثمانين وقد قارب الثمانين؛ وكان خيراً صاهر المحب الاقصرائي على ابنته وماتت تحته، وسافر في الغزوات والتجاريد غير مرة وهو صاحب البيت المجاور لمسجد الأميني الاقصرائي بالقرب من الايتمشية الذي صار لشقيقه تاني بك الاياسي الماضي.
تنم الاشرفي قايتباي. أرسله أستاذه لنيابة جدة مرة بعد أخرى ثم أخره السنة الثالثة بعد أن ألبسه الخلعة لها وانتزعها وألبسها لبرد بك الماضي.
تنم الحسني الظاهري، مضى في تنم سيف الدين قريباً.
تنم الحسني الأشرفي برسباي. كان من خواص أستاذه وسقاته وامتحن بعده بالحبس ثم أطلق وآل أمره إلى أن تأمر عشرة في أيام اينال وصار من رؤوس النوب ثم في أول أيام خشقدم عمل رأس نوبة ثاني ثم نائب حماة ثم بطل ثم قدم بحلب. ومات بها في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وهو في عشر السبعين.
تنم الفقيه الحنفي. أخذ عن ابن قديد النحو والصرف وغيرهما وكذا عن ملا شيخ وتصدر للاقراء فانتفع به جماعة من الترك وأبنائهم وغيرهم. وممن أخذ عنه خضر بن شماف ومنه استفدته.
تنم المحمدي والد زوجة أبي بكر بن صلغاي وأحد تجار الباسطية. تردد الي غير مرة وسمع مني المسلسل وبعض البخاري في سنة اثنتين وتسعين.
تنم المؤيدي دوادار السلطان بدمشق. مات في شعبان سنة تسع وثلاثين، أرخه ابن اللبودي.
تنم وسمى تنبك نائب دمشق. مات سنة اثنتين وثمانمائة، وأظنه الماضي قريباً.
توران شاه بن تهمتن شاه بن توران شاه صاحب هرموز، كان في سنة أربع وأربعين وثمانمائة وهو مذكور في الحوادث وبلغني أنه حج في صغره مع ابيه وعمر حتى مات قبيل سنة سبعين، وكان خيراً يرسل بالقاتل والسارق إلى قضاة الشرع ويكرم المراكب الواصلة من مكة بالاعفاء من المكس ويأكل من صيد يده، وسم غير مرة واستقر بعده ابنه مقصود فدام قليلاً ثم كحل ثم ابنه الملا شهاب الدين وشنق بعد سنين في الحمانة ثم ابنه الثالث مرغل وهو بها إلى تاريخه سنة سبع وتسعين.(2/3)
تيمور وهو تمرلنك بن طرغاي الحفظاي الأعرج وهو اللنك بلغتهم فعرف بتمر اللنك ثم خفف فقيل تمرلنك. تغلب على سلطانهم المتصل نسبه بعظيم القان إلى حفظاي واسمه محمود وكان ابتداء ملكه انه لما انقرضت دولة بني جنكزخان وتلاشت في جميع النواحي ظهر في أعقاب بني حفظاي بين كش وسمرقند تيمور هذا وتغلب على ملكهم محمود بعد أن كان أتابكه وتزوج أمه بعد مهلك أبيه واستبد عليه وكان في عصره أمير لبخاري يعرف بحسن من أكابر المغل وآخر بخوارزم من قبل ملوك سراي أهل التخت يعرف بالحاج حسن الصوفي وهو من كبار التتر فنبذ اليهم تيمور العهد وزحف إلى بخارى فملكها من يد حسن ثم زحف إلى خوارزم وتحرش بها وهلك حسن في خلال ذلك وولي أخوه يوسف فملكها تيمور من يده وخربها في حصار طويل ثم كلف بعمارتها وتشييد ما خرب منها وانتظم له ملك ما وراء النهر ونزل بخارى ثم انتقل إلى سمرقند ثم زحف إلى خراسان وطال تحرشه بها وحروبه مع صاحبها شاه ولي إلى أن ملكها عليه سنة أربع وثمانين وسبعمائة ونجا شاه ولي في قلة إلى تبريز وبها أحمد بن أويس بن حسن صاحب العراق وأذربيجان إلى أن زحف عليهم تيمور سنة ثمان وثمانين فهلك شاه ولي في حروبه عليها وملكها تيمور ثم زحف إلى اصبهان فأتوه طاعة ممرضة وحالفه في قومه كبير من أهل نسبه يعرف بقمر الدين وأمده طقتمش صاحب التخت لصراي فكر راجعاً إليه وشغل بحروبه إلى أن محى أثره واشتغل بسلطان المغل وزاحم طقتمش مراراً حتى أوهن أمره ثم رجع إلى أصفهان سنة أربع وتسعين فملكها ثم سار إلى فارس وبها أعقاب بني المظفر اليزدي المتغلبين عليها بعد هلاك بني هولاكو فملكها من أيديهم آخر سنة أربع وتسعين ثم زحف إلى بغداد سنة خمس فاجفل عليها أحمد بن أويس المتغلب عليها بعد بني هولاكو وألحقه بالشام واستولى تيمور على بغداد والجزيرة وديار بكر إلى الفرات؛ واتصلت أخباره بالظاهر برقوق ملك مصر فاستعد للقائه وجمع ونزل عسكر حلب بالقرب من الفرات ونزل تيمور بالرها وأخذها ونهبها وبالغه زحف طقتمش في جموع المغل ووصوله إلى الابواب فأحجم وتأخر إلى قلاع الاكراد وأطراف بلاد الروم وأناخ على قرا باغ باش أذربيجان والابواب ورجع طقتمش صاحب اليخت إلى صراي ثم سار إليه تيمور أول سنة سبع وتسعين وغلبه على ملكه وأخرجه من سائر أعماله فلحق ببلغادر ورجع سائر المغل الذين كانوا معه إلى تيمور فأصبحت أمم المغل والتتر كلها في حملته وصاروا تحت لوائه والملك لله فلما بلغه موت الظاهر برقوق فرج وأعطى من بشره بذلك خمسة عشر ألف دينار تهيأ للمسير إلى بلاد الشام فجاء إلى بغداد فأخذها ثانياً لأنها كانت استرجعت من نائبه بها وهرب منها أحمد بن أويس فلحق بالشام ثم قصد تيمور سيواس في آخر سنة اثنتين وثمانمائة فحاصرها مدة ولم يأخذها ثم إلى عينتاب فأجفل أهل القرى بين يديه وجفل أهل البلاد الحلبية واجتمع عساكر الممالك الشامية بحلب ووصل تيمور إلى مرج دابق وجهز رسولاً إلى حلب فأمر سودون النائب بقتله ثم نزل في يوم الخميس تاسع ربيع الاول سنة ثلاث على حلب ونازلها وحاصرها فخرج النواب بالعساكر إلى ظاهرها من جهة الشمال ما بين نابلي وبالقوسا وتقاتلوا يوم الخميس والجمعة فلما كان يوم السبت حادي عشر الشهر المذكور ركب تيمور وجمع وحشد والفيلة تقاد بين يديه وهي فيما قيل ثمانية وثلاثون وكان قد دخل بلاد الشام في جموع وأمم لا يعلمها الا الله من ترك وتركمان وعجم وأكراد وتتار وزحف على حلب فانهزم المسلمون من بين أيديهم وجعلوا يلقون أنفسهم من الاسوار والخنادق والتتار في أثرهم يقتلونهم ويأسرونهم إلى أن دخلوا حلب عنوة بالسيف فلجأ النساء والاطفال إلى الجوامع والمساجد فلم يفد ذلك شيئاً واستحر القتل والاسر في أهل حلب من التتار فقتلوا الرجال وسبوا النساء والأطفال وقتل خلق كثير من الاطفال تحت حوافر الخيل وعلى الطرقات وأحرقوا المدينة وكانت وقعة فظيعة ثم في يوم الثلاثاء رابع عشره تسلم قلعتها بالامان وصعد اليها في اليوم الذي يليه وجلس في إيوانها وطلب القضاة والعلماء للسلام عليه فامتثلوا أمره. وجاءوا إليه في ليلة الخميس فلم يكرمهم وجعل يتعنتهم بالسؤال وكان آخر ما سألهم عنه أن قال ما تقولون في معاوية ويزيد هل يجوز لعنهما أم لا وعن قتال علي ومعاوية فأجابه القاضي علم الدين القفصي المالكي(2/4)
بأن علياً اجتهد وأصاب فله أجران ومعاوية اجتهد وأخطأ فله أجر واحد فتغيظ من ذلك ثم أجاب الشرف أبو البركات موسى الأنصاري الشافعي بأن معاوية لا يجوز لعنه لأنه صحابي فقال تمرلنك ما حد الصحابي ؟ فأجابه القاضي شرف الدين أنه كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تمرلنك فاليهود والنصارى رأوا النبي صلى الله عليه وسلم فأجاب بان ذلك بشرط كون الرائي مسلماً وأجاب القاضي شرف الدين بأنه رأى حاشية على بعض الكتب أنه يجوز لعن يزيد فتغيظ لذلك وذلك بعد أن وعد بالعفو ثم أمر بالانصراف وذلك في الثلث الأول من ليلة الخميس المسفرة عن سادس عشر فانصرفوا ثم ان تمرلنك حضر إلى مقام ابراهيم الخليل عليه السلام فجرى له مع القضاة بعض ما اتفق أولاً واستمر به إلى قريب طلوع الفجر ثم توجه إلى قاعة السلطان الكائنة بالقلعة وأمر بطلب دراهم ممن هو بالقلعة من الحلبيين فكتبت أسماء الناس وقبض عليهم وعوقبوا بأنواع من العذاب بحيث لم يسلم من العقوبة الا القليل ونهبوا القلعة وأخذوا من الأموال والأقمشة ما أذهل التتار ولم يظفروا في مملكة بمثله وأقام التتار بحلب يعاقبون ويأخذون الأموال إلى يوم السبت مستهل أو ثاني ربيع الآخر، ثم رحل إلى جهة دمشق وترك بحلب طائفة من التتار بالقلعة وبالمدينة وأمر على القلعة الأمير موسى، وكان فيه لطف على ما قيل واحسان معروف وحبس من كان في القلعة من الأعيان بها تحت أيدي التتار ولم يسلم من ذلك الا من هرب فوصل تمر إلى دمشق وكان قد وصل اليها الناصر فرج بعساكر الديار المصرية لدفع التتار وحصل بينهم قتال أياماً ثم إن العسكر المصري وقع الخلف بينهم في الباطن وداخلهم الفشل فانكسروا وولوا راجعين إلى جهة مصر، واقتفى التتار آثارهم يسلبون من قدروا عليه أو لحقوه؛ ورجع السلطان إلى مصر وأخذ تمرلنك دمشق وفعل بها أعظم من فعله بحلب فقصد من بالقلعة أن يمتنع منه فأخذ بالأخشاب والتراب والحجارة وبنى برجين قبالة القلعة من ناحية جسر الزلابية فأذعنوا حينئذ ونزلوا فتسلمها ونهب المدينة وخربها خراباً فاحشاً لم نسمع بمثله ولم يصل التتار أيام هولاكو إلى قريب مما فعل بها التتار أيام تيمور؛ واستمر بدمشق إلى العشر الثاني من شعبان ثم رجع إلى ناحية حلب قاصداً بلاده فلما قرب منها أمر من كان من التتار بها بالرحيل وان يصحبوا من بالقلعة من المعتقلين خلا القضاة فأطلق الشرف موسى الانصاري والكمال عمر بن العديم وجماعة معهم وأخذ بقيتهم إلى جهة بلاده فمنهم من هرب من أثناء الطريق ومنهم من استمر معهم عجزاً ورحل التتار كما أمرهم تمرلنك من حلب في العشر الثاني من شعبان وأسروا جميع من صادفوا في طريقهم من النساء والصبيان بعد أن أحرقوا حلب مرة ثانية وهدموا أبراج القلعة وسور المدينة وخربوا المساجد والجوامع والمدارس وقتلوا وسبوا وأسروا واستحلوا الدماء والفروج وقال الشعراء في ذلك قصائد شبه الرثاء والتوجع ونحو ذلك، ولما رجع إلى جهة بلاده أناخ على قرا باغ إلى السنة الثانية وهي سنة أربع فجمع وحشد وقصد بلاد الروم فجمع سلطانها أبو يزيد عسكره وتقدم كل من الفريقين إلى الآخر فحصلت مقتلة عظيمة انكسر فيها صاحب الروم وأسر وتفرق شمل عسكر الروم فأخذ تمرلنك ما يلي أطراف الشام من بلاد الروم وأخذ برصا وهي كرسي مملكة الروم ثم رجع إلى بلاده ومعه أبو يزيد صاحب الروم معتقلاً فتوفى في اعتقاله من السنة واستمر تمرلنك في بلاد العجم ودخل الهند فنازل مملكة المسلمين حتى غلب عليها ثم جرى بينه وبين الناصر فرج مراسلات وصلح وأهدى كل منهما للآخر، وكان شيخاً طوالاً مهولاً طويل اللحية حسن الوجه أعرج شديد العرج سلب رجله في أوائل أمره ومع ذلك يصلي عن قيام، مهاباً بطلاً شجاعاً جباراً ظلوماً غشوماً فتاكاً سفاكاً للدماء مقداماً على ذلك أفنى في مدة ولايته من الأمم ما لا يحصيهم الا الله ووصل إلى أطراف الهند وخرب بلداناً كثيرة يفوتها الحصر؛ جهير الصوت يسلك الجد مع القريب والبعيد ولا يحب المزاح ويحب الشطرنج وله فيها يد طولى ومهارة زائدة وزاد فيها جملاً وبغلاً وجعل رقعته عشرة في أحد عشر بحيث لم يكن يلاعبه فيه إلا أفراد؛ يقرب العلماء والشجعان والاشراف وينزلهم منازلهم ولكن من خالف أمره أدنى مخالفة استباح دمه فكانت هيبته لا تدابي بهذا السبب وما أخرب البلاد الا(2/5)
بذلك فانه كان من أطاعه من أول وهلة أمن ومن خالفه أدنى مخالفة وهي، ذا فكر صائب ومكائد في الحرب عجيبة وفراسة قل أن تخطئ عارفاً بالتواريخ لادمانه على سماعه لا يخلو مجلسه عن قراءة شيء منها سفراً أو حضراً مغري بمن له معرفة بصناعة ما إذا كان حاذقاً فيها، أمياً لا يحسن الكتابة حاذقاً باللغة الفارسية والتركية والمغلية خاصة ويعتمد قواعد جنكزخان ويجعلها أصلاً ولذلك أفتى جمع جم بكفره مع أن شعائر الاسلام في بلاده ظاهرة؛ وله جواسيس في جميع البلاد التي ملكها والتي لم يملكها؛ وكانوا ينهون إليه الحوادث الكائنة على جليتها ويكاتبونه بجميع ما يروم فلا يتوجه إلى جهة الا وهو على بصيرة من أمرها، وبلغ من دهائه أنه كان إذا أراد قصد جهة جمع أكابر الدولة وتشاوروا إلى أن يقع الرأي على التوجه في الوقت الفلاني إلى الجهة الفلانية فيكاتب جواسيس تلك الجهات فتأخذ الجهة المعينة حذرها ويأمن غيرها، فإذا ضرب النفير وأصبحوا سائرين ذات الشمال عرج بهم ذات اليمين فإلى أن يصل الخبر الثاني دهم هو الجهة التي يريد وأهلها غافلون. مات وهو متوجه لأخذ بلاد الخطا على مدينة اترار في ليلة الاربعاء سابع عشر شعبان سنة سبع؛ وأرخه المقريزي في التي تليها وأظنه غلطاً. ولم يكن معه من بنيه وأحفاده سوى حفيده خليل بن ميران شاه وحسين ابن أخته فاتفق رأيهم على استقرار الحفيد المذكور عوضه بسمرقند مع وجود أبيه وعمه شاد رخ بهراة ووجود بير عمر في فارس؛ وكان تيمور قد جعل أولاً ولي عهده حفيده محمد سلطان فمات على أقشهر من بلاد الروم في سنة خمس وثمانمائة؛ فعهد إلى أخيه بير محمد وأبعده فصار ولي العهد وهو بفارس، فلما مات تيمور واستولى حفيده خليل على الخزائن وتمكن من الأمراء والعساكر بذل لهم الاموال العظيمة حتى دخلوا تحت طاعته وسار فلما قارب سمرقند تلقاه من بها وعليهم ثياب الحداد وهم يبكون ومعهم التقادم فقبلها منهم ودخلها وجثة جده تيمور في تابوت أبنوس وجميع الملوك والامراء مشاة مكشوفة رءوسهم وعليهم ثياب الحداد حتى دفنوه وأقاموا عليه العزاء أياماً ولعله قارب الثمانين فإنه قال للقاضي شرف الدين الانصاري وغيره كم سنكم فقال له الشرف سني الآن سبعة وخمسون سنة وأجابه غيره بنحو ذلك فقال أنا أصلح أن أكون والدكم. وبالجملة فكانت له همة عالية وتطلع إلى الملك؛ وكان مغري بغزو المسلمين وترك الكفار؛ وصنع ذلك في بلاد الروم ثم في بلاد الهند، وأنشأ بظاهر سمرقند عدة بساتين وقصور عجيبة فكانت من أعظم النزه، وبنى عدة قصبات سماها بأسماء البلاد الكبار كحمص ودمشق وبغداد وشيراز؛ وكان يجمع العلماء ويأمرهم بالمناظرة ويسألهم ويعنتهم بالمسائل، ولما مات كان له من الاولاد ميران شاه وشاه رخ وبنت اسمها سلطان تخت ومن الزوجات ثلاث ومن السراري شيء كثير، وأخباره مطولة وقد أفردها بعض من أخذت عنه بالتأليف؛ والقدر الذي اقتصرت عليه هنا اعتمدت فيه ابن خطيب الناصرية وشيخنا، وترجمته في عقود المقريزي نحو كراستين.بذلك فانه كان من أطاعه من أول وهلة أمن ومن خالفه أدنى مخالفة وهي، ذا فكر صائب ومكائد في الحرب عجيبة وفراسة قل أن تخطئ عارفاً بالتواريخ لادمانه على سماعه لا يخلو مجلسه عن قراءة شيء منها سفراً أو حضراً مغري بمن له معرفة بصناعة ما إذا كان حاذقاً فيها، أمياً لا يحسن الكتابة حاذقاً باللغة الفارسية والتركية والمغلية خاصة ويعتمد قواعد جنكزخان ويجعلها أصلاً ولذلك أفتى جمع جم بكفره مع أن شعائر الاسلام في بلاده ظاهرة؛ وله جواسيس في جميع البلاد التي ملكها والتي لم يملكها؛ وكانوا ينهون إليه الحوادث الكائنة على جليتها ويكاتبونه بجميع ما يروم فلا يتوجه إلى جهة الا وهو على بصيرة من أمرها، وبلغ من دهائه أنه كان إذا أراد قصد جهة جمع أكابر الدولة وتشاوروا إلى أن يقع الرأي على التوجه في الوقت الفلاني إلى الجهة الفلانية فيكاتب جواسيس تلك الجهات فتأخذ الجهة المعينة حذرها ويأمن غيرها، فإذا ضرب النفير وأصبحوا سائرين ذات الشمال عرج بهم ذات اليمين فإلى أن يصل الخبر الثاني دهم هو الجهة التي يريد وأهلها غافلون. مات وهو متوجه لأخذ بلاد الخطا على مدينة اترار في ليلة الاربعاء سابع عشر شعبان سنة سبع؛ وأرخه المقريزي في التي تليها وأظنه غلطاً. ولم يكن معه من بنيه وأحفاده سوى حفيده خليل بن ميران شاه وحسين ابن أخته فاتفق رأيهم على استقرار الحفيد المذكور عوضه بسمرقند مع وجود أبيه وعمه شاد رخ بهراة ووجود بير عمر في فارس؛ وكان تيمور قد جعل أولاً ولي عهده حفيده محمد سلطان فمات على أقشهر من بلاد الروم في سنة خمس وثمانمائة؛ فعهد إلى أخيه بير محمد وأبعده فصار ولي العهد وهو بفارس، فلما مات تيمور واستولى حفيده خليل على الخزائن وتمكن من الأمراء والعساكر بذل لهم الاموال العظيمة حتى دخلوا تحت طاعته وسار فلما قارب سمرقند تلقاه من بها وعليهم ثياب الحداد وهم يبكون ومعهم التقادم فقبلها منهم ودخلها وجثة جده تيمور في تابوت أبنوس وجميع الملوك والامراء مشاة مكشوفة رءوسهم وعليهم ثياب الحداد حتى دفنوه وأقاموا عليه العزاء أياماً ولعله قارب الثمانين فإنه قال للقاضي شرف الدين الانصاري وغيره كم سنكم فقال له الشرف سني الآن سبعة وخمسون سنة وأجابه غيره بنحو ذلك فقال أنا أصلح أن أكون والدكم. وبالجملة فكانت له همة عالية وتطلع إلى الملك؛ وكان مغري بغزو المسلمين وترك الكفار؛ وصنع ذلك في بلاد الروم ثم في بلاد الهند، وأنشأ بظاهر سمرقند عدة بساتين وقصور عجيبة فكانت من أعظم النزه، وبنى عدة قصبات سماها بأسماء البلاد الكبار كحمص ودمشق وبغداد وشيراز؛ وكان يجمع العلماء ويأمرهم بالمناظرة ويسألهم ويعنتهم بالمسائل، ولما مات كان له من الاولاد ميران شاه وشاه رخ وبنت اسمها سلطان تخت ومن الزوجات ثلاث ومن السراري شيء كثير، وأخباره مطولة وقد أفردها بعض من أخذت عنه بالتأليف؛ والقدر الذي اقتصرت عليه هنا اعتمدت فيه ابن خطيب الناصرية وشيخنا، وترجمته في عقود المقريزي نحو كراستين.(2/6)
حرف الثاء المثلثة
ثابت بن محمد بن أحمد بن علي بن حبيب أبو بكر بن حبيب العزازي الجرائحي، وهو بكنيته أشهر. ولد في شعبان سنة ست وعشرين وسبعمائة، وسمع جزء ابن عرفة على أربعة وعشرين شيخاً وحدث به قرأه عليه شيخنا بدمشق، وذكره المقريزي في عقوده.
ثابت بن نعير بن منصور بن جماز بن شيخة الحسيني أمير المدينة. وليها سنة تسع وثمانين وسبعمائة وعزل عنها بجماز ثم أعيد اليها بعد صرف جماز، ومات سنة احدى عشرة، طول المقريزي في عقوده ترجمته.
ثامر مجذوب للعامة فيها اعتقاد كبير وله كلمات فيها اعتبار سمعت منه الكثير منها، وكان يكثر الوقوف عند باب جامع الغمري لاعتقاده في صاحبه. مات بعد الخمسين.
ثقبة بن أحمد بن ثقبة بن رميثة بن أبي نمي الحسني المكي. مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين خارج مكة وحمل فدفن بمعلاتها.
حرف الجيم
جاء الخبر. اسمه فائد.
جابر بن عبد الله الحراشي - بمهملتين مفتوحتين وبعد الألف معجمة - والد محمد الآتي. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة، وتردد في التجارة لمكة كثيراً ورزق فيها حظاً وخدم السيد حسن بن عجلان وكان نظير الشاد له في أمور مكة، واشتهر بالامانة والحرمة وبحسن المباشرة حتى قرر لبني حسن الرسوم وزادهم، وبنى بجدة فرضة ثم تغير على مخدومه لكونه تنكر عليه في رمضان سنة تسع فقبض عليه ثم أفرج عنه فتوجه إلى اليمن ثم قدم مصر مولياً عليه فما أفاده ذلك فرجع ووالى أصحاب ينبع وباشر لهم. وعمل لهم قلعة ولمدينتهم سوراً، وكان قد دخل أيضاً مصر فثار عليه الناصر وصادره وحمله في الحديد إلى مخدومه فتسلمه ثم أفرج عنه وأعاده إلى ولاية جدة فباشرها على عادته فاتهمه بموالاة ابن أخيه رميثة بن محمد بن عجلان؛ وكان رميثة قد هجم على مكة في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وهجم على جدة منها فقام جابر في الصلح فلم يفده ذلك عند مخدومه الا التهمة بموالاة رميثة ثم ظفر به فشنقه على باب الشبيكة في منتصف ذي الحجة منها بعد أن أرسل به الناصر أيضاً إليه في سنة ثلاث عشرة ودفن بالمعلاة وكان داهية ماكراً داعية إلى مذهب الزيدية زائد الظلم بحيث كثر الدعاء عليه خصوصاً في موسم هذه السنة. ذكره شيخنا في أنبائه وطوله التقي الفاسي في مكة عن هذا جارقطلي - وهو على ألسن العامة بالشين المعجمة بدل الجيم - سيف الدين الاشرفي من عتقاء الظاهر برقوق نائب الشام. تنقل في الخدم إلى أن ولي نيابة حماة في الدولة المؤيدية. ثم نقله الاشرف لنيابة حلب عوضاً عن تاني بك البجاسي فكان دخوله لها في شوال سنة ست وعشرين ثم نقل إلى القاهرة فأمر تقدمة ثم عمل أتابكاً ثم نائب دمشق في سنة خمس وثلاثين بعد سودون من عبد الرحمن ومات بها بعد سنة في ليلة الاثنين تاسع عشر رجب سنة سبع وثلاثين، قال شيخنا في أنبائه وكان شهماً مسرفاً على نفسه يحب العدل والانصاف ولم يخلف ولداً، وذكره ابن خطيب الناصرية فقال انه كان أميراً كبيراً شجاعاً مشكور الأيام بدمشق مع حدة يبادر بها إلى سفك الدماء.
جار الله بن احمد بن جار الله بن زائد السنبسي. مات بمكة في المحرم سنة ثمان وثلاثين، أرخه ابن فهد.
جار الله بن بحير من أهل وادي أبي عروة ثم نزيل مكة. ممن سمع مني بها في سنة أربع وتسعين ولم يلبث أن قتل بجدة وراح هدراً: جار الله بن حسن بن مختار. مات بمكة في ذي القعدة سنة سبعين، وسيأتي أبوه.
جار الله بن جويعد بن حازم بن عبد الكريم بن أبي نمي الشريف الحسني النموي. مات بمكة في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين. أرخه ابن فهد أيضاً.(2/7)
جار الله بن صالح بن أبي المنصور احمد بن عبد الكريم بن أبي المعالي يحيى بن عبد الرحمن بن علي بن الحسين بن محمد بن شيبة بن اياد بن عمرو بن العلاء بن مسعود جلال الدين الشيباني الطبري الاصل المكي الحنفي والد احمد وعلي ومحمد. سمع من خليل المالكي والعز بن جماعة وابن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والنور الهمداني والموفق الحنبلي والكمال ابن حبيب وابن عبد المعطي في آخرين، وأجاز له ابراهيم بن محمد بن يونس بن القواس والشهاب احمد بن محمد بن عمر زغلس ومحمد بن ابراهيم بن أزبك وخلق، وحدث سمع منه الفضلاء رغبة في اسمه؛ وممن سمع منه التقي الفاسي، وذكره في تاريخ مكة وشيخنا قرأ عليه أحاديث من الترمذي بمدينة ينبع، وقال في معجمه كان خيراً عاقلاً، زاد غيره أحد المنزلين بدرس يلبغا بمكة، تردد إلى القاهرة مراراً وأدركه أجله بها في آخر سنة خمس عشرة بخانقاه سعيد السعداء ودفن بمقبرة صوفيتها وقد بلغ السبعين، وهو القائل فيه الصدر بن الادمي ما اشتهر مما سيأتي في ترجمته؛ وذكره المقريزي في عقوده بزيادة محمد في نسبه بعد صالح.
جار الله ويسمى المحب أبا الفضل محمداً ولكنه بجار الله أشهر - بن عبد العزيز بن عمر بن محمد بن محمد الهاشمي المكي ويعرف كسلفه بابن فهد سبط عم أبيه أبي بكر بن محمد بن فهد؛ أمه كمالية. ولد في ليلة السبت لعشرين من شهر رجب سنة احدى وتسعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها في كنف أبويه وحضر علي وهو في الرابعة في مجاورتي الرابعة من لفظي وبقراءة أبيه وغيره أشياء ثم سمع علي بعد ذلك أشياء وكذا أحضر على المحب الطبري الامام ختم مسلم وثلاثيات البخاري والربع الأول من تساعيات العز بن جماعة كل ذلك بعد المسلسل وأجاز له جماعة كعبد الغني بن البساطي وغيره، ممن أجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي والشمس محمد بن الشهاب البوصيري وغيره ممن سمع علي ابن الكويك.
جار الله بن عبد الله المكي المؤدب. مات بها في شوال سنة ثماني عشرة ودفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد نقلاً عن خط ابن موسى.
جار الله بن مبارك الصفدي القائد. سمع علي ابن سلامة والتقي بن فهد في سنة سبع وثلاثين. مات في المحرم سنة أربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
جار الله الهذباني الشريف الحسني. مات في سلخ شعبان سنة ست وسبعين بوادي الآبار وحمل إلى مكة فدفن بها. أرخه ابن فهد أيضاً.
جانباي الأشرفي قايتباي بل هو ابن أخته وأحد العشرات، تلقى أقطاع نائب اسكندرية قائم قشير عنه ولم يلبث أن مات مطعوناً في سنة احدى وثمانين.
جانبك بن حسين بن محمد بن قلاون سيف الدين بن الامير شرف الدين ابن الناصر بن المنصور؛ ولد سنة بضع وخمسين وأمر طبلخاناه في سلطنة أخيه الأشرف شعبان ولما زالت دولة آل قلاون استمر ساكناً في القلعة مع أهل بيته وكانت عدتهم اذ ذاك ستمائة نفس فما زال الموت يقلل عددهم إلى أن تسلطن الاشرف برسباي فأمرهم بالسكنى حيث شاءوا من القاهرة فتحولوا ولم يكن فيهم يومئذ أقعد نسباً من صاحب الترجمة بل كان قبله بقليل ولد الناصر حسن، مات في سنة احدى وثلاثين وقد زاد على السبعين، قاله شيخنا في أنبائه، وذكره المقريزي في عقوده.
جانبك من أمير الأشرفي برسباي ويعرف بالظريف. كان من صغار خاصكية أستاذه ثم عمله الظاهر خازنداراً صغيراً ثم دواداراً صغيراً ثم أمره عشرة ثم صيره من رءوس النوب فلما تسلطن اينال كان من حزبه ولم يراع للظاهر حقه في ولده فعمله طبلخاناه وخازنداراً وعظم ونالته السعادة رساق المحمل وتزوج بابنة الظاهر واستولدها، وقدمه الظاهر خشقدم بل وعمله دواداراً ثانياً فخف وطاش وتعاظم وتفاقم فقبض عليه وحبسه باسكندرية ثم أخرجه إلى البلاد الشامية فحبسه بقلعة صفد حتى مات فيها سنة سبعين وهو في عشر الخمسين، وكان مليح الشكل حلو الوجه عارفاً بأنواع الفروسية ونحوها مع مزيد بخل وجبروت وخلفه على زوجته الأمير أزبك من ططخ الظاهري.(2/8)
جانبك من ططخ الظاهري جقمق ويدعى بالفقيه، كان أبي يلبغا الجركسي رأس نوبة الناصري محمد بن الظاهر، ومات أستاذه وهو أحد الجمدارية ثم صار في أيام الاشرف اينال خاصكياً ثم أمره الظاهر خشقدم عشرة وطبلخاناه وعمله أميراخور ثاني ثم مقدماً ثم أميراخور أول ثم صار أمير سلاح، وحج بالناس وهو كذلك في سنة ثنتين وثمانين فلم يحمد تصرفه في سيره وأمسك لبعض الاغراض بالعقبة في رجوعه وتوجه به إلى القدس منفياً فلم يلبث أن مات به في رجب سنة ثلاث وثمانين، وكان فيه خير وبر وتواضع مع العلماء والصالحين وله تربة جوار تربة خشقدم قرر فيها جماعة وكذا عمل سبيلاً عند رأس سويقة منعم ثم هدمه الدواد للمصلحة زعم لكونه كان في الطريق؛ وهو المغري للسلطان به بحيث أنه لما جاء مبشر الحاج وكان من أجناد ابن عثمان قال من يروم السلطنة يرسل قاصده هذا اشارة إلى عدم تدبيره ونقص عقله عفا الله عنه.
جانبك من يلخجا الظاهري جقمق. صاهر الامين الاقصرائي على ابنته زينب واستولدها ولداً ذكراً، ومات عنهما في طاعون سنة سبع وأربعين ولم يكمل الثلاثين؛ وكان قد جود الخط وكتب به عدة مصاحف وغيرها كالشفا وقرأه على صهره ووقفه فتنظر من عند جقمق الذي خلفه على زوجته.
جانبك الأبلق هو الظاهري؛ يأتي.
جانبك الأبو بكري الاشرفي برسباي، أحد من تأمر في الأيام الاينالية وتنمر ثم بطل وشاخ وكان يسكن جوار جامع ابن ميالة بين السورين. مات في المحرم سنة أربع وثمانين وكنت المصلي عليه اماماً اتفاقاً بمصلى باب النصر.
جانبك الأشرفي الخاصكي ممن قتل على يد العرب في تجريدة للبحيرة سنة ثمان وستين جانبك الاشرفي برسباي احد المقدمين ويعرف بالمشد، استقر به الاشرف اينال في الشربخاناه ثم اضاف إليه الظاهر خشقدم معها التقدمة إلى أن أمسكه في جماعة من الاشرفية وسجن باسكندرية ثم نقل إلى القدس ثم افرج عنه الاشرف قايتباي وقدم فأقام ببيته بالقرب من باب سر جامع قوصون واختص به التقي الحصني. ومات بطالاً في رمضان سنة احدى وثمانين وكان له مشهد حافل وشهد السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمني ودفن بتربة قريبة من تربة استاذه، وكان رامياً معدوداً متديناً مبجلاً رحمه الله.
جانبك الأشرفي برسباي. اشتراه صغيراً فرقاه إلى أن إمرة طبلخاناه في محرم سنة ست وعشرين وأرسله إلى الشام لتقليد النواب فأفاد مالاً جزيلاً وتقرر أولاً خازنداراً ثم دويداراً ثانياً بعد سفر قرقماش إلى الحجاز وصارت غالب الأمور معذوقة به وليس للدوادار الكبير معه كلام، وتمكن من أستاذه غاية التمكن حتى صار ما يعمل برأيه يستمر وما لا ينتقض عن قرب؛ وشرع في عمارة المدرسة التي بالشارع عند القربيين خارج باب زويلة وابتدأ به مرضه بالمغص ثم انتقل إلى القولنج وواظبه الاطباء بالأدوية والحقن ثم اشتد به الامر فعاده سائر أهل الدولة بعد الخدمة السلطانية فحجبوا دونه فلما بلغ السلطان نزل إليه العصر فعاده واغتم له وأمر بنقله إلى القلعة وصار يباشر تمريضه بنفسه مع ما شاع بين الناس أنه سقى السم وعولج بكل علاج إلى أن تماثل ودخل الحمام ونزل لداره فانتكس أيضاً لأنه ركب إلى الصيد بالجيزة فرجع موعوكاً وتمادى به الامر حتى مات في ربيع الاول سنة إحدى وثلاثين عن خمس وعشرين سنة تقريباً فنزل السلطان إلى داره وجلس بحوشه على دكة حتى فرغ من غسله وتكفينه، ثم توجه راكباً لمصلى المؤمنين ومشى الناس بأجمعهم معه ثم دفن بمدرسته. ذكره شيخنا في أنبائه قال وكان شاباً حاد الخلق عارفاً بالامور الدنيوية كثير البر للفقراء شديداً على من يتعانى الظلم من أهل الدولة وهم أستاذه غير مرة أن يقدمه فلم يقدر ذلك وكان هو في نفسه وحاله أكبر من المقدمين، ولم تلبث زوجته بعده سوى ستة أيام فيقال انه كان جامعها لما أفاق قبل النكسة فأصابها ما كان به، ونقل السلطان أولاده عنده وبنى لهم خان مسرور وكان قد استهدم فأخذ بالربع وعمره عمارة متقنة بحيث صار الذي يتحصل من ريعه يفي لأهل الربع بالقدر الذي كان يتحصل لهم من جميعه وهو الذي أشار إليه شيخنا بقوله:
الدوادار قال لي أنا أقضي مآربك ... قم زن المال قلت لا حفظ الله جانبك
وذكره المقريزي في عقوده.(2/9)
جانبك الأشقر ويقال له أيضاً المغربي الاشرفي قايتباي. أصله من مماليك قانباي المؤيدي أحد أمراء البلاد الشامية فأهداه لقايتباي حين توجه في إمرته لتقليد برد بك البشمقدار واختص به حتى عمل دواداره فلما تسلطن أمره عشرة وصيره من جملة الدوادارية وسافر أمير الأول مرة ثم أمير المحمل مرتين، وكان مشكوراً في الجملة. مات في شعبان سنة ثمانين بعد تعلله نحو شهر وصلى عليه السلطان في مشهد حافل بمصلى المؤمنين ودفنه في تربته.
جانبك الاشرفي اينال؛ ويعرف بالاشقر.
جانبك السيفي اقبردي ثم الاشرفي برسباي والد ناصر الدين محمد أحد جماعة الصرغتمشية. مات في ليلة ثاني جمادى الاولى سنة إحدى وتسعين.
جانبك الاينالي الاشرفي برسباي، ويعرف بقلقسين. ممن سجن في أول الايام الظاهرية جقمق ثم أطلق وتعلم الكتابة على كبر ثم لا زال يترقى في الامرة واستقر مع تقدمته في الحجوبية الكبرى أيام الظاهر خشقدم، وحج أمير المحمل في سنة تسع وستين وعمل الاتابكية وكان وهو كذلك ممن أسر في كائنة سوار وشل ابهام يده ثم تخلص وولي نيابة الشام حتى مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين، وكان في الفروسية بمكان. جانبك البواب. يأتي قريباً.
جانبك التاجي نسبة للتاج الوالي الجركسي المؤيدي شيخ. صار خاصكياً بعد شيخ إلى أن استنابه الظاهر في بيروت وأثرى فتحول إلى غزة ثم صفد ثم حماة كل ذلك بالبذل ثم حلب إلى أن عزله الظاهر خشقدم في سنة ثمان وستين ليكون على أقطاع برد بك البشمقدار حاجب الحجاب بالقاهرة، ولم يلبث أن تمرض أياماً قبل خروجه منها وبعد تأهبه ثم مات بدار السعادة منها في جمادى الثانية من السنة وهو في عشر السبعين، وكان قد حرج إليه التقليد بنيابة الشام بعد تنم فمات وجاء العلم والقاصد المتوجه بذلك في قطيا فاستقر برسباي.
جانبك الثور السيفي أمير الترك بمكة بل ولي نيابة جدة وناب باسكندرية وقتا؛ وكان احد الطبلخاناه والحاجب الثاني. مات بمكة في شعبان سنة احدى واربعين. ارخه ابن فهد وغيره، قال المقريزي ومستراح منه. جانبك الجداوي يأتي قريباً.
جانبك الجكمي جكم من عوض المتغلب على حلب. صيره الظاهر جقمق احد العشرات ورءوس النوب حتى مات في شوال سنة اربع وخمسين وكان متوسطاً.
جانبك الجكمي أيضاً الظاهري. تنقل في الخدم والولايات إلى أن ناب في ملطية مدة حتى مات بها في ربيع الآخر سنة ست وستين؛ وقد اسن واستقر بعده في ملطية اينال الأشقر الوالي.
جانبك حبيب؛ هو العلائي. جانبك حرامي شكل. هو المؤيدي.
جانبك الحمزاوي. ولي نيابة غزة ومات قبل وصوله إلى آمد في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ودفن بدمشق ولم يكن مشكوراً.
جانبك الزيني المؤيدي شيخ. صار خاصكياً في دولة المظفر احمد بن استاذه وتأمر عشرة ثم طبلخاناه كلاهما في ايام خشقدم، ثم سافر في المجردين إلى سوار فعاد وهو مريض ولزم الفراش اشهراً ثم مات في مستهل رجب سنة أربع وسبعين وقد ناهز السبعين، وكان عاقلاً ساكناً صيناً قليل الشر.
جانبك الزيني عبد الباسط. ولي الاستادارية في الدولة الاشرفية برسباي حين كلف استاذه بسدها واستمر إلى أن قبض عليه الظاهر في جملة حواشي مولاه وقرر فيها دواداره محمد بن أبي الفرج، ولما أفرج عن سيده حج معه ثم رجعا إلى الشام وأقام هناك إلى أن قدم القاهرة في أيام الاشرف اينال فأقام بها يسيراً، ومات في رجب سنة ثمان وخمسين ودفن بتربة سيده خارج باب النصر من الصحراء.
جانبك السليماني أحد أمراء دمشق وإليه ينسب خان السليماني بظاهرها ظناً. مات في شعبان سنة سبع وخمسين.
جانبك السودوني من عبد الرحمن نائب رأس نوبة الجمدارية. ممن قتل على يد العرب في تجريدة البحيرة سنة ثمان وستين.
جانبك السيفي. مضى في جانبك الثور قريباً.
جانبك الشمسي المؤيدي. اشتراه المؤيد في أيام أتابكيته، وترقى من بعده حتى صار من أمراء طرابلس، ثم ولي حجوبية الحجاب بحلب ثم عزل وتوجه إلى دمشق فأنعم عليه بامرة طبلخاناه بها إلى أن مات فيها في أواخر ذي القعدة أو أوائل الذي بعده سنة تسع وخمسين. جانبك شيخ. هو المؤيدي يأتي.(2/10)
جانبك الصوفي الظاهري برقوق أحد المقدمين وصاحب تلك الوقائع والحروب. فر من محبسه باسكندرية وأعيا السلطان تطلبه، وامتحن جماعة بسببه إلى أن ظهر عند ابن دلغادر. مات في منتصف ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين واختلف في سبب قتله، وكان فيما قاله المقريزي ظالماً عاتياً جباراً لم يعرف بدين ولا كرم.
جانبك الطياري الظاهري متولي مكس جدة. مات في سنة ثمان وستين. أرخه ابن عزم، ويحرر مع الآتي بعد ثلاثة.
جانبك الطويل الأشرفي قايتباي. رقاه أستاذه لنيابة صفد ثم الكرك ثم لدواداريته بدمشق، وتزوج ابنة جانم زوج النجمي وأم ولده فاشترت له دار إبراهيم بن بيغوت، وهي من أجل دور دمشق بثلاثة آلاف دينار؛ واتحد مع حاجبها اينال الخصيف في الظلم والمعاصي والمخالفة على نائبها في الخروج مع التجريدة حتى كانت منيته بعد انفصال نائبها عنها للتجريدة إما في رجب أو شعبان سنة ثلاث وتسعين. واستراح الدمشقيون منه.
جانبك الظاهري الأبلق أحد العشرات؛ ممن ساق المحمل في جملة الباشات قتله الفرنج في الماعوصة بجزيرة قبرس في أحد الجمادين سنة ثمان وستين.
جانبك الظاهري البواب عفريت، ممن قتل على يد العرب في تجريدة البحيرة سنة ثمان وستين.
جانبك الظاهري جقمق الجركسي الدوادار شاد جدة. أصله فيما قيل لجرباش المحمدي الناصري ثم ملكه قبل بلوغه اسنبغا الطياري واشتراه منه الظاهر قريباً من سنة سبع وثلاثين، وأعتقه وسافر معه في تجريدة أرزنكان فلما تسلطن صيره خاصكياً، ثم ولاه النظر على الكنائس وهدم ما تجدد فيها ثم شادية جدة في سنة تسع وأربعين، فنهض بخبرته في الظلم لما لم يصل إليه من قبله وعاد بشيء كثير له وللسلطان فزاد عنده حظوة، وظهرت له كفاءته ولا زال أمره فيها في نمو وزيادة وعظم حتى قيل له نائب جدة، ثم بعد أستاذه استقر به المنصور في الاستادارية وتعذر لذلك توجهه لجدة في تلك السنة، بل تخلف عنها فيما تقدم أحياناً، ثم كان في أيام الأشرف اينال أعز طائفته بحيث انتفع بسفارته من شاء الله من الظاهرية، وأعفى من الاستادارية واستمر على تكلمه في جدة بل زيد من الأقطاعات وصار من أمراء الطبلخانات وأثرى وحصل بالشراء وغيره من القرى والضياع بديار مصر وغيرها الكثير وأنشأ التربة الجميلة خارج باب القرافة المشتملة على المدرسة والتصوف وكتاب الايتام والحوض وغير ذلك، والبستان الهائل الفائق الوصف وما احتوى عليه من البحرة، وكذا القبتين والرصيف تجاههما الدال على علو همته والبستان والسبيل ظاهر مكة قريباً من العسيلات بطريق منى وغير ذلك؛ وملك الاشرفية فضلاً عن الظاهرية بالعطاء والبذل انقادت له العظماء، وانثالت عليه الاموال من كل وجه لا سيما من بلاد الحجاز فهو المتصرف فيه بحيث كاتبه أكابر ملوك الهند وغيرها؛ وجلبوا إليه التحف ولذا لم يتخلف عن المسير اليها في سنة أربع وستين مع كونه مقدماً بل كان هو القائم بخلع المؤيدي مع مزيد ترفقه به واستجلابه له ثم برجوع جانم وانحلال أمره لقوة شوكته من خجداشيته وحواشيه؛ وبعد ثلاثة أيام من استقرار الظاهر خشقدم استقر به في الدوادارية الكبرى بعد موت يونس الاقباي، وصار مدبر المملكة وصاحب حلها وعقدها ومحط الرحال وزادت عظمته وشاع ذكره وبعد صيته في الآفاق، وكاتبه الملوك وقصد في المهمات التي لا يسدها غيره وسمح بالبذل بما يفوق الذكر كألفي دينار دفعة ومائة ناقة ودون ذلك وفوقه، وكان مهاباً شهماً حاذقاً حسن الشكالة فصيح العبارة باللسانين قصير القامة كيساً سيوساً، ومحاسنه كثيرة وضدها أكثر وأفحش. مات مقتولاً بيد الاجلاب وقت الاسفار من يوم الثلاثاء مستهل ذي الحجة سنة سبع وستين عند باب سر الجامع الناصري فجهز ثم صلى عليه عند باب القلة ثم دفن بتربته بباب القرافة؛ وما تبعه إلا دون عشرة من مماليكه من أكثر من مائتي مملوك فسبحان المعز المذل الفعال لما يريد؛ وما أحسن ما قيل:
باتوا على قلل الاجبال تحرسهم ... غلب الرجال فلم تمنعهم القلل
واستنزلوا من أعالي عز معقلهم ... فأسكنوا حفرةً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما دفنوا ... أين الأسرة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت محجبة ... من دونها تضرب الاستار والكلل(2/11)
فأفصح القبر عنهم حين ساء لهم ... تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طالما أكلوا دهراً وما نعموا ... فأصبحوا بعد ذاك الاكل قد أكلوا
وقال الفاضل علي بن برد بك مشيراً لقتل تنم رصاص معه:
الدوادار ضجت الأرض منه ... وبقاع الدنا شكت والعراص
فأزال الجبار دنياه عنه ... وأذيبت كما أذيب الرصاص
جانبك الظريف. جانبك عفريت. مضيا.
جانبك العلائي بن اقبرس ثم الأشرفي إينال ويقال له جانبك حبيب، كان خاصكياً في أيام أستاذه بل تأمر وفر بعده مرة للغرب ولابن عثمان ثم رجع يطلب من الاشرف قايتباي وصار أميراخور ثاني؛ وهو ممن يذكر بخير وتقريب للصالحين وفهم جيد وآداب ومزيد تواضع وكرم، مع تقلل رزقه وفروسية، وأرسله السلطان في أوائل سنة تسعين لملك الروم أبي يزيد بن أبي عثمان رسولاً في طلب الصلح وحسم مادة الفتن، فعاد في أواخر ذي القعدة منها بخفي حنين ثم هو المنجد للسلطان حين كبابه فرسه مرة في بركة أو نحوها والثانية بالحوش وحمله في كل منهما، ولم يكافئه على ذلك حتى مات بعد مرض طويل في المحرم سنة ثلاث وتسعين؛ واستقر دفنه بتربة سرور شاد الحوش التي أنشأها بحوش الظاهر برقوق، ولم يقدر له الحج مع مزيد تلفته لذلك؛ بل هيأ نفسه ليكون مع السلطان حين توجهه لمكة فتلطف به حتى كف.
جانبك الفقيه. هو من ظطخ الظاهري أمير سلاح. مضى أولاً.
جانبك القرماني الظاهري برقوق. كان ممن خرج على ولد أستاذه الناصر فرج ووقعت له محن بحيث سمر في بعضها ورسم الناصر بتوسيطه ثم شفع فيه فأفرج عنه، وتوجه إلى بلاد ابن قرمان وأقام بها مدة طويلة ولذا نسب إليه، ثم قدم القاهرة وترقى بعد المؤيد إلى إمرة عشرة ثم إلى طبلخاناه في أيام الظاهر جقمق ثم إلى التقدمة ثم إلى الحجوبية الكبرى، كلاهما في أيام الأشرف إينال ثم كان من المجردين إلى بلاد ابن قرمان. ومات في رجوعه بالقرب من الصالحية فحمل إلى القاهرة، ودفن بالقرب من باب القرافة في شوال سنة احدى وستين وقد زاد على الثمانين. وكان عاقلاً ساكناً عارفاً بأنواع الرمح غير متجمل في مركبه وملبسه لشحه فيما قيل.
جانبك قصروه. مات سنة أربع وستين. أرخه ابن عزم.
جانبك قلقسيز، هو الاينالي الاشرفي. مضى.
جانبك القوامي المؤيدي شيخ، خرج بعد موته بمدة إلى البلاد الشامية ثم تأمر بدمشق إلى أن قدم القاهرة في أيام الظاهر خشقدم فأمره عشرة فلم يلبث أن مات في جمادى الأولى سنة سبع وستين، وقد زاد على الستين، وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمنين. وكان عاقلاً رئيساً كثير الأدب والتواضع حسن الشكل عديم الشر رحمه الله.
جانبك كوهيه أحد المقدمين غير أنه بطل قبل وفاته من التقدمة لضعفه. مات وأنا بمكة في سنة.
جانبك المحمودي المؤيدي أخو قانبك الآتي. اشتراهما المؤيد وأعتقهما وصار هذا بعده خاصكياً إلى أن أمره الظاهر جقمق عشرة؛ وجعله من رءوس النوب لكونه ممن قام معه وخوف الاشرفية إن دام ابن أستاذهم عاقبته ولذا اختص به، وصارت له كلمة ووجاهة مع طيش وخفة وعدم حشمة إلى أن قبض عليه في سنة سبع وأربعين وسجنه بالبرج من القلعة وأعطى اقطاعه لخير بك المؤيدي الأشقر ثم نقله إلى اسكندرية ثم إلى البلاد الشامية إلى أن قدمه بحلب فلم يلبث أن أثار فتنة ووثب على نائبها قانباي الحمزاوي، وقبض عليه وسجن بالبلاد الشامية إلى أن فرج عنه، وأنعم عليه الاشرف إينال بأمرة طبلخاناه بطرابلس إلى أن مات في أواخر ذي القعدة سنة ستين، وقد ناهز الستين تقريباً.
جانبك المرتد يأتي قريباً جانبك المشد. هو الاشرفي برسباي جانبك المغربي مضيا جانبك المؤيدي شيخ ويعرف بحرامي شكل، طالت أيامه في الجندية بعد أستاذه إلى أن أنعم عليه الظاهر جقمق في أول دولته بأقطاع جيد وصار بواباً ثم تأمر عشرة في أيام إينال، واستقر في رءوس النوب وتزايد حينئذ جنونه وطيشه حتى كان العبيد والصغار والغلمان يسخرون به، وله في ذلك حكايات مضحكة، مات بعد مرض طويل عن نحو الثمانين في ربيع الاول سنة سبعين، وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمنين.
جانبك المؤيدي الدوادار. مات سنة سبع عشرة.(2/12)
جانبك المؤيدي شيخ ويعرف بجانبك شيخ. طالت جنديته إلى أن أنعم خجداشية الظاهر خشقدم بامرة ضعيفة تقارب الجندية إلى أن مات بعدما شاخ بطالاً في المحرم سنة ثلاث وسبعين. وكان من المهملين المنهمكين.
جانبك نائب بعلبك. في النوروزي قريباً.
جانبك الناصري فرج ويعرف بالمرتد. أصله من عتقاء الناصر ثم توجه بعده إلى جركس ثم عاد إلى مصر ولذا قيل له المرتد ثم صار خاصكياً بعد المؤيد شيخ إلى أن تأمر عشرة في أول دولة الظاهر جقمق بعد مباشرة السقاية أياماً ثم صار من رؤس النوب ثم في دولة الاشرف من أمراء الطبلخاناه إلى أن صار من المقدمين فلما كبر وشاخ أخرج الظاهر أقطاعه وأعطاه رزقاً يأكله فدام نحو سنة. ومات في ذي الحجة سنة احدى وسبعين وقد جاز الثمانين، ودفن بتربته التي أنشأها بالقرب من التربة الاشرفية الاينالية بالصحراء، وكان ديناً خيراً مكفوف الشر لين الجانب متواضعاً سليم الباطن مع بخل رحمه الله.
جانبك الناصري فرج، خدم بعده عند خجداشيه برسباي الناصري حاجب دمشق فلما خرج إينال الجكمي نائب الشام ركب هذا بأمر أستاذه المذكور في طائفة حتى قبض عليه وحمله إلى قلعة دمشق، فأنعم عليه الظاهر جقمق لذلك بأمرة طبلخاناه بدمشق ثم صار حاجباً ثانياً بها ثم تنقل حتى ناب بصفد ثم بحماة بعد جانبك التاجي ثم بطرابلس كل ذلك بالبذل إلى أن مات بطرابلس في رجب سنة تسع وستين؛ وقد جاز السبعين، وشكرت حشمته، ولم يكن يدخل القاهرة الا زائراً.
جانبك النوروزي نوروز الحافظي نائب دمشق ويعرف بنائب بعلبك. صار بعد أستاذه للمؤيد ثم عمل بعده خاصكياً إلى أن أمره الظاهر جقمق عشرة وصار من رءوس النوب ثم جهزه إلى المدينة النبوية لقمع المفسدين بها، فأقام هناك سنين وحمدت سيرته وشجاعته مع اصابته بجراحة من العرب في رقبته ودخل سريعاً للاستشفاء للقبر الشريف؛ ثم رجع إلى مصر إلى أن أرسله لمكة أمير الترك بها فأقام أيضاً مدة؛ وأنعم عليه وهو هناك باقطاع شريكه تغري برمش الفقيه ثم رسم بعوده إلى مصر بعد اخراج الاقطاع المشار إليه لبردبك التاجي المستقر في امرة الترك عوضه فقدمها صبحة خلع الظاهر نفسه وسلطنة ولده فأنعم عليه زيادة على أقطاعه بطبلخاناه إلى أن استقر به الأشرف في نيابة اسكندرية بعد يونس العلائي سنة ثمان وخمسين فأقام بها حتى مات في مستهل صفر سنة خمس وستين عن نحو الثمانين، وكان شجاعاً مقداماً كريماً متواضعاً خيراً نادرة في أبناء جنسه جمع بين الشجاعة والتواضع والكرم والديانة رحمه الله.
جانبك النوروزي أيضاً. أمره الظاهر جقمق عشرة ثم ولاه نيابة صهيون. ومات بمنزله بالعريش حين كان قادماً القاهرة معزولاً عنها في رجب سنة أربع وخمسين. وكان ذا شجاعة وإقدام رحمه الله.
جانبك اليشبكي يشبك الجكمي. صار بعده خاصكياً في الدولة الأشرفية برسباي ثم ساقياً في الظاهرية ثم تأمر عشرة بعد سنة ثمان وأربعين وصار رأس نوبة ثم ولي ولاية القاهرة على كره منه والججوبية ثم أضيفت له الحسة في سنة أربع وخمسين ثم عزل عنها بعد مدة، واستمر على الولاية إلى أن نقله الأشرف اينال إلى الزردكاشية بعد القبض على لاجين الظاهري فلم يباشرها بل مرض ولزم الفراش أياماً قليلة ثم مات في ربيع الاول سنة سبع وخمسين، وهو في أوائل الكهولة ودفن بتربة طيبغا الطويل بالصحراء، وكان مشكور السيرة في أحكامه مع ظرف ورشاقة ومعرفة بأنواع الفروسية ومشاركة في الفضائل وحسن محاضرة وذكاء ويقظة بحيث كان نادرة في أبناء جنسه عفا الله عنه.
جانبك اليشبكي من حيدر. رباه سيده وتعلم الكتابة وقرأ وفهم وتدرب حتى كان هو باب مولاه لمزيد يقظته وخبرته؛ ولما كان أستاذه أمير الاول ثم أمير المحمل أنبأ هذا عن فروسية وتدبير وشجاعة وقوة قلب وسافرنا معه في الاول فحمدناه وأهديت له نسخة من مصنفي الابتهاج بأذكار المسافر الحاج، وهو زوج ابنة أبي بكر بن صلغاي؛ وله إلى بعض التردد ثم سار مسلماً لحماة حين استقرار مولاه نائبها، وقال له السلطان المعول انما هو عليك.
جانبك أحد المقدمين بدمشق ودوادار السلطان بها أصله من عتقاء تغري برمش التركماني نائب حلب وكان يزعم مع جهله العرفان قتل في تجريدة سوار سنة ثلاث وسبعين(2/13)
جان بلاط الاشرفي اينال، اختص بأستاذه وعمله ساقياً ثم امتحن إلى أن أمره الاشرف قايتباي عشرة، ومات في رمضان سنة ثلاث وسبعين وحضر السلطان الصلاة عليه بالمؤمنين، وكان طوالاً مليحاً جميل الهيئة أحسن حالاً من خجداشيته.
جان بلاط الأشرفي قايتباي، أصله لدولات باي المحجوجب فقدمه حين كان نائباً بملطية للدوادار يشبك فقدمه مع غيره للاشرف فأعتقه وعمله خاصكياً ثم دواداراً صغيراً عوضاً عن أربك قفص؛ بل وصيره الشاد في أوقافه والناظر على خانقاه سرياقوس مع دوادارية المناشير لطرابلس وغيرها من الجهات رغبة في تنميته ومحبة لرفعته؛ ثم أمره عشرة عوضاً عن شاذبك آخوخ حين استقر في نيابة القلعة وأمره على المحمل في سنة ثلاث وتسعين فلما عاد أعطاه إمرة أربعين وألبسه إمرة الحج ثانياً فلم تتم بل سافر مع المجردين الذين باشهم قانصوه الشامي إلى حلب فدام بها ثم عينه رسولاً إلى ابن عثمان وذلك في رمضان سنة ست وتسعين وعين معه البدر بن جمعة مع الانعام عليه، وفي غيبته أعطاه تجارة المماليك ولما عاد واستقر أمر ابن عثمان على الصلح أعطاه تقدمة ثم استبدل له بيت الزيني عبد الباسط تجاه مدرسته ورقاه جداً وكان قد تزوج ابنة المؤيد بن الاشرف اينال وماتت تحته وزوج ابنة الزيني كاتب السر وذكر بعقل.
جانم الاشرفي برسباي ويعرف بالبهلوان، كان من خاصكية أستاذه ثم صيره ساقياً ثم امتحن بعده بالنفي والحبس، وأمره الأشرف اينال عشرة وجعله من رؤوس النوب وساق المحمل من جملة الباشات؛ ومات في ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وهو في أوائل الكهولة؛ وكان طوالاً مليح الشكل تام الخلقة شجاعاً مقداماً كريماً عارفاً بأنواع الفروسية رأساً في الصراع مسرفاً فيما قيل على نفسه.(2/14)
جانم الأشرفي برسباي بل هو قريبه ولذا استقدمه من جركس ثم عمله خاصكياً ثم أشركه مع غيره في إمرة الطبلخاناه ثم قدمه في سنة ست وثلاثين ثم عمله أميراخور إلى أن تجرد صحبة العسكر إلى أرزنكان وكان قدومهم بعد موت قريبه فقبض عليه الأتابك وحبسه باسكندرية مدة ثم نقل منها إلى البلاد الشامية ثم أطلق في سنة إحدى وخمسين وأرسل لمكة بطالاً ثم للقدس ثم حبس بقلعة الكرك إلى أن أطلقه الأشرف اينال وقدمه بالقاهرة ثم أعطاه نيابة حلب ثم الشام فلما تسلطن المؤيد خاف من غائلته لقوة شوكته وكاتب أعيان دمشق بالقبض عليه متى أمكنهم واتفق مجئ ولده الشرف يحيى القاهرة شافعاً في بعض الأمراء فوعد بذلك بعد مدة وكان ذلك سبباً لمشيه سراً مع الامراء حتى أذعن جمهورهم لوالده وأخذ عليهم في ذلك العهود والمواثيق واستكتب خطوطهم ورجع وعنده ان الامر قد تم لأبيه وضم أبوه ذلك لما كان يراه من المنامات وما يبشره به من يعتقد صلاحه فبادر بعد أن وقعت هجة نهب فيها جميع ماله من خيول وقماش ومتاع وغير ذلك إلى الميدان على أقبح وجه، وتوقف في دخوله القاهرة كذلك فحسنه له بعض مفسدي أتباعه فما أمكنته المخالفة ووصل مطروداً منهوباً إلى الصالحية فبلغه استقرار الظاهر خشقدم فسقط في يده وما أمكن كل منهما إلى المخادعة لصاحبه حتى استقر به على حاله في نيابة دمشق وعاد اليها بعد وصوله لخانقاه سرياقوس على رغمه وتلافى أمره مع عوام دمشق بالاحسان والمغالطة وسلوك العدل وكذا استعمل مع السلطان ما يقتضي استجلاب خاطره فلم ينجر معه بل أرسل له بعد مديدة بالعزل وأن يتوجه للقدس بطالاً فلم يجب وخرج من دمشق بمماليكه وحشمه إلى جهة الشرق ووقعت له أمور فيه إلى أن توجه لصاحب آمد حسن بك فقام معه وقدم إلى معاملة حلب فلم ينتج أمره فعاد إلى الرها إلى أن دس عليه فيها من قتله من مماليكه في ربيع الاول سنة سبع وستين، وأرسل حسن بك بولده الشرف يحيى مع قاصد له لاستعطاف السلطان عليه فأمر بتوجهه للقدس بطالاً ووبخ القاصد فاعتذر وساعده الامراء حتى رضى عنه وألبسه خلعة وجهز معه أخرى هائلة لمرسله مع هدية، وكان جانم ديناً متعبداً مقتفياً اثر السنة محباً في الفقهاء والصالحين منور الشيبة قصير القامة كثير الافضال والمؤاساة مجتهداً في أحكامه متحرياً في أحواله بحيث عدت حركته وانقياده مع من لم يتدبر العاقبة محنة لما نشأ عنها من السفك والنهب مع حدة وبادرة وسرعة حركة ولكن محاسنه كثيرة وما رأيت أحداً من ثقات أصحابه كالزين قاسم والبرهان القادريين إلا ويذكر عنه أوصافاً جميلة وأنه لا مال له معهم بل هو فيه كأحدهم، وأما خطيب مكة الكمال أبو الفضل النويري فله معه اليد البيضاء خصوصاً حين ورد عليه الشام فانه ما رجع إلا ملكاً، وبالجملة فقد عاش سعيداً وما شهيداً رحمه الله وإيانا.
جانم الاشرفي قايتباي ابن أخي السلطان. بالغ في ترقيه مع صغر سنه فأعطاه نظر الجوالي ثم الكسوة ثم شاد الشربخاناه وسافر البلاد الشامية فجبي منها شيئاً يفوق الوصف ثم قدمه وزوجه اخت زوجته ابنة العلاء بن خاص بك وسيق إليه بسبب ذلك ما لا يحصى بل عزم حسبما استفيض على إعطائه الدوادارية الكبرى فلم يلبث أن مات مسموماً فيما قيل من الدوادار وذلك في ربيع الآخر سنة أربع وثمانين وقد زاد على العشرين بعد أن توعك أياماً بمرض حاد وحول في محفة من بيته بسويقة العزى إلى بولاق ليلاً فأقام به اليوم التالي لها ثم مات فحمل وقت الزوال في محفة أيضاً فغسل وكفن وصلى عليه بمصلى المؤمنين شهده السلطان وجميع الأمراء والعسكر والقضاة الا الحنفي ومشى الامراء ونحوهم إلى تربة السلطان فدفن بالقبة الكبرى منها وتأسف هو وغالب الناس على فقده، وكان شاباً ساكناً عاقلاً حيياً غاية في الجمال عوضه الله الجنة.
جانم الاشرفي قايتباي ويعرف بالأشقر أحد العشرات المذكورين بمزيد الفروسية لكنه كان شهماً مبغضاً. مات في المحرم سنة اثنتين وثمانين وكان قد أمر قبل موته بيسير على كشف البحيرة فمات قبل توجهه اليها غير مأسوف عليه.(2/15)
جانم السيفي تمرباي الزردكاش. عمل خازندار سيده ودواداره؛ واستقر به السلطان في الزردكاشية أول أمره بعد أن كان رأس نوبة عصاه وأحد العشرات، وكان ممن سافر لسوار وحصل له من الدوادار جفاء؛ ويذكر بثروة لكثرة ما معه من الاقاطيع والرزق المشتروات وغيرها مع عدم خير ولكنه قد ابتنى بجوار منزله بالقرب من زقاق حلب سبيلاً ومكتباً للأيتام. مات بعد أن كان عين لا مرة الأول في شعبان سنة أربع وثمانين واستقر بعده في الزردكاشية يشبك الجمالي ناظر الخاص.
جانم السيفي جانبك الجداوي الخازنداري. قرأ على التاج السكندري في القرآن وحج به معه ايام أستاذه وتلطف به في ذلك مع حلفه له على تحري الحل في مصروفه فيه، وكتب الخط المنسوب وأتقنه مع يس الجلالي وكتب به أشياء منها مصحف جليل أتقنه وزمكه وكان وسيلة لتخلصه من الظاهر خشقدم بعد أستاذه؛ وكذا كان يذكر بالفروسية بحيث كان أحد الباشات في سوق المحمل، كل ذلك مع رغبته في ذوي الفضائل واحسانه اليهم، وقد استقر به الأشرف قايتباي بسفارة الدوادار الكبير في نيابة حماة على مال فأقام يسيراً ثم استعفى رجاء عوده إلى القاهرة فعاكسه السلطان ورسم أن يكون بالشام أميراً كبيراً وقرر عوضه في النيابة سيباي الطيوري؛ وكان قصيراً أعرج. مات فيما بلغنا بدمشق سنة ثمان وثمانين.
جانم نائب قلعة حلب كان وقريب سلطان الوقت ممن قدمه ورام أن يزوجه ابنته فمات هو واياها في سنة سبع وتسعين.
جانم الظاهري جقمق أحد مماليكه ودواداريته ويعرف بجانم خمسمائة. مات في صفر سنة ثلاث وخمسين بالطاعون.
جانم ابن خالة يشبك الدوادار وصاحب المدرسة المقابلة لباب جامع قوصون من الشارع وبها خطبة خطبها يس البلبيسي المظفري محمود الامشاطي بخصوصيته بصاحبها كان أحد الدوادارية بل تأمر عشرة وتولى كشف الصعيد وفتك وحصل بحيث أخذ منه الملك جملة وكان يكره انتماءه لقريبه فيما قيل وسافر في عدة تجاريد وأظنه من الاشرفية برسباي بعد أن كان لبعض أمراء الشام.
جانم المؤيدي شيخ. ولي في أيام أستاذه رأس نوبة السقاة ثم صار أمير عشرة ثم من رءوس النوب كلاهما في أيام الاشرف اينال، وكان ساكناً عاقلاً حشماً وقوراً. مات في المحرم سنة احدى وستين.
جانم كان قد أعطى تقدمة وناب في غزة وفي حماة وطرابلس، قال العيني لم يشتهر عنه إلا كل شر، مات في سنة أربع عشرة. ذكره شيخنا.
جاهنشاه بن قرا يوسف والد بداق الماضي.
جبريل بن ابراهيم بن محمد العطيري الشافعي رأيته عرض عليه في سنة خمس وتسعين.
جبريل بن علي بن محمد القابوني ثم الدمشقي الشافعي. سمع على البرهان ابراهيم بن جماعة الأدب المفرد للبخاري وعلى الكمال بن النحاس والبدر حسن بن محمد البعلي واسمعيل بن ابراهيم بن مروان وجماعة وحدث سمع منه الفضلاء أجاز لي وكان ثقة صالحاً خيراً مديماً للتلاوة. مات بدمشق في المحرم سنة خمس وخمسين وقد جاز المائة رحمه الله.
ججكبغا دوادار السلطان بالشام. جهزه الظاهر جقمق لشاه رخ بن تمرلنك ملك ما وراء النهر وقال إنه سالك عن ابن حجر وابن الديري وابن قاضي شهبة وابن المزلق كل واحد على انفراده؛ وأنا أقول طيب أو بخير ولم يسأل عن غيرهم ثم قال الحمد لله بعد في الناس بقية، ومات بعد ذلك.
جخيدب بن جندب بن جخيدب بن لحاف بن راجح. مات سنة تسع وعشرين. جرقطلي في جار قطلي.(2/16)
جرباش كرت الجركسي المحمدي الناصري فرج بن برقوق والد محمد الآتي. ترقى عند أستاذه حتى صار سلحداراً وكان ممن أسند إليه وصيته وزوجه ابنته شقراء واستولدها أولاداً وعمل في أيام الظاهر جقمق أميراخور ثاني ثم لا زال يترقى حتى عمل الاتابكية في دولة الظاهر خشقدم فلما قبض على جماعة من الاشرفية برسباي وثب المماليك وتوجهوا إليه ليملكوه فاختفى ثم توجه لتربته فأخذوه منها كرهاً وأركبوه ومعه ابنه وعدة من المماليك والأمراء ودخلوا به القاهرة إلى أن وصل للبيت المقابل لباب السلسلة فصرف من كان معه لبيوت الامراء وساق هو فاراً إلى السلطان وكان بالاسطبل فقام إليه وعانقه وخمدت الفتنة؛ ومع ذلك فحقد عليه ركوبه معهم إلى أن نفاه لدمياط مع الاذن له في ركوب الخيل وصرف خمسة دنانير له في كل يوم ثم أحضره إلى القاهرة وأقام ببيته حتى مات عن قرب في شوال سنة سبع وسبعين وصلى عليه بمصلى المؤمنين في مجمع شهده السلطان والقضاة ودفن بتربة الظاهر برقوق. وقيل له كرت لكونه كثير الشعر.
جرباش الاشرفي برسباي. كان في أيامه خاصكياً ثم أمره ابنه العزيز عشرة ثم أخرجه الظاهر جقمق لتابكية غزة وتوفي بها في سنة اثنتين وخمسين، وكان لا بأس به.
جرباش الكريمي الظاهري برقوق ويعرف بعاشق. كان من المماليك السلطانية أيام معتقه ثم صار في أيام ابنه الناصر خاصكياً ثم سلحداراً ثم أمير عشرة ورأس نوبة ثم أمسكه شيخ وحبسه ثم لما استقر في المملكة أطلقه وأمره بل قدمه ثم ولاه الاشرف برسباي الحجوبية الكبرى ثم أمير مجلس ثم نيابة طرابلس ثم انفصل وعاد إلى إمرة مجلس ثم نفاه إلى دمياط ثم عرض عليه نيابة غزة فأبى واستمر بدمياط حتى قدمه الظاهر جقمق؛ ثم جعله أمير مجلس ثم أمير سلاح ثم لعجزه صرفه المنصور عنها وأخرج أقطاعه، واستمر ملازماً لداره في سويقة الصاحب حتى مات في المحرم سنة احدى وستين بعدما شاخ؛ ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء، وكان وجيهاً ذا ثروة رأساً في رمي البندق مع انهماكه فيما قيل في اللذات.
جركس سيف الدين القاسمي الظاهري برقوق المصارع. كان من خواص أستاذه وتقدم بعده فولاه ابنه الناصر نيابة حلب عوضاً عن دمرشاس في سنة تسع وثمانمائة ولم يقع بها الا مدة اقامة الناصر بها يوماً أو يومين، ورجع معه للقاهرة خوفاً من جكم، وكان شهماً شجاعاً قتل في سنة عشر بناحية بعلبك. وهو أخو الظاهر جقمق الذي تسلطن بعد دهر. ذكره شيخنا في أنبائه وابن خطيب الناصرية.
جشار النصيح بن احمد بن عبد الكريم بن عبد الله بن عمر العمري احد القواد بمكة. قتل في مقتلة الحديد بجدة في صفر سنة ست واربعين وقطع رأسه وطيف به ثم دفن آخر يومه.
جشار بن عبد الله المجاش الشريف الحجازي مات في ذي الحجة سنة سبع وخمسين جشار بن قاسم من بني أبي نمي الحسني المكي. كان من اعيان الاشراف شجاعاً بدر إلى مبارزة كبيش يوم أداخر فعقر كبيش فرسه. مات في ذي الحجة سنة احدى عشرة بمكة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة.
جشار الخضيري، مات في المحرم سنة ثمان وخمسين بمكة.(2/17)
جعفر بن ابراهيم بن جعفر بن سليمان بن زهير بن حريز بن عريف ابن فضل بن فاضل الزين أبو الفتح القرشي الدهني السنهوري القاهري الازهري الشافعي المقرئ. ولد تقريباً كما كتبه بخطه سنة عشر وثمانمائة بسنهور المدينة؛ ونشأ بها فأوقع الله في قلبه الهجرة عن أهله أمراء العرب ففارقهم إلى المحلة لأبي عبد الله الغمري، وأقام تحت نظر إمام جامعه ابن جليدة فقرأ عنده القرآن ثم تحول إلى القاهرة فنزل جامع الازهر وجمع للسبع على أبي عبد القادر والشهاب السكندري، وعلى ثانيهما سمع الشاطبية والتيسير والعنوان، وكذا على النور الامام لكن إلى الحزب في الكهف وعلى التاج الطوخي إلى المفلحون؛ ومن الأحقاف إلى آخره وعلى الشهاب الطلياوي وعبد الدائم لغالبه وعلى البرهان الكركي إلى النساء وعلى العلاء القلقشندي والشمس بن العطار والتاج الميموني إلى أثناء البقرة وعلى شيخنا والزين أبي بكر المصري وابن زين النحراري إلى المفلحون وللسبع مع يعقوب علي الزين رضوان وللعشر إلى آل عمران على الفخر بن دانيال الأعرج وللأربعة عشر في ختمة على الشمس العفصي ولعاصم وكذا لابن كثير لكن إلى رأس الحزب في الصافات على التاج بن تيمية وأخذ عنه في بحث شرح الشاطبية لابن القاصح وللكسائي وكذا لنافع لكن لأثناء قد أفلح علي الزين طاهر وعليه سمع في البحث الشاطبية باستيفاء شرحيها للجعبري والفاسي ولابن كثير إلى أثناء البقرة على أبي القاسم النويري وقاسم الاخميمي، وأكثر في ذلك عمن دب ودرج وقرأ على البرهان الصالحي من كتب الفن الشاطبية والعنوان والتلخيص لأبي معشر الطبري، وأذنوا كلهم له؛ وكذا اجازه الشمس بن القباقبي في آخرين ولم يقتصر على القراءات بل اشتغل في الحديث والفقه والاصلين والعربية والصرف والفرائض والحساب وغيرها فحضر دروس الشرف السبكي في تقسيم الكتب الثلاثة وغيرها والشمس الحجازي في مختصره للروضة والقاياتي في القطعة للأسنوي مع دروس في ألفية العراقي والصرف والونائي في الروضة مع دروس في جمع الجوامع وابن المجدي في الحاوي وعنه أخذ كتباً في الفرائض والحساب وغيرها، وكذا سمع علي العلاء القلقشندي في الفقه والحديث والنحو، وعلي الزين طاهر الشافية لابن الحاجب وشرحها للجار بردي بحثاً، وسمع عليه الألفية باستيفاء شرحها لابن المصنف وتوضيحها لابن هشام؛ ولازم التقي الشمني في الاصلين والعربية والمعاني والبيان وغيرها، وصحب أبا عبد الله الغمري، وسمع علي الزين الفاقوسي المسلسل بالأولية ومعظم مسند عبد، وعلى المحب بن نصر الله في المسند وغيره، وعلى عائشة الكنانية المسلسل بالأولية وبحرف العين في آخرين من شيوخه الماضين كشيخنا ورضوان والقلقشندي والصالحي والشمني ومن غيرهم، وجود الخط على الزين بن الصائغ وتقدم في القراءات، ولم يذكر بغيرها، وتصدى لها قديماً فقرأ عليه خلق كثيرون وعم الانتفاع به، وأخذ الفضلاء عنه طبقة بعد أخرى وشهد عليه الأكابر كشيخنا مرة في سنة ثمان وأربعين ووصفه بالشيخ الفاضل المجود الكامل الأوحد الماهر الأمثل الباهر، ووصفه بعده بالفاضل المجود المفنن ثم في سنة وفاته بالشيخ العالم الفاضل المقرئ المجود المفنن الأوحد؛ بل قرض له كتاباً سماه الجامع المفيد في صناعة التجويد فقال: وقفت على هذا العقد الفريد والدر النضيد والتحرير المجيد لتلاوة القرآن المجيد فوجدته مجموعاً جموعاً وحاوياً لأشتات الفضائل وللحشو والاسهاب منوعاً فالله يجزي جامعه على جمعه جوامع الخيرات ويعده أعلى الغرفات المعدة لمن كان لربه مطيعاً وكذا قرضه له العلم البلقيني والعز عبد السلام البغدادي وابن الديري والشمني والكافياجي وابن قرقماش والعز الحنبلي والسكندري وابن العطار، ولم يسمح المحب بن نصر الله البغدادي بالكتابة على مؤلف البقاعي في التجويد إلا بعد شهادة صاحب الترجمة له بالاجادة فيه، ثم لم يرع البقاعي له ذلك حين وثب عليه في تدريس القراءات بالمؤيدية حين كاد أن يتم له وتقوى عليه بجاه مخدومه بردبك وكذا أيضاً له الجامع الازهر المفيد لمفردات الأربعة عشر من صناعة الرسم والتجويد وغير ذلك؛ ومع كونه قاصراً فيما عدا القراءات لم يقتصر على اقرائها بل ربما أقرأ العربية والصرف والفقه والفرائض والحساب وله فيها أيضاً براعة وغيرها للمبتدئين، وله فيما سمينا ما عدا الفقه مشاركة حتى إنه(2/18)
قرأ عليه غير واحد ممن صار له فضل في المذاهب كالبدر حسين بن فيشا الحسيني سكنا الحنفي والبدر السعدي الحنبلي في فقه مذهبهما، كل ذلك وهو يتجرع الفاقة ويتقنع باليسير من رزيقات ومرتبات وربما أحسن له بعض الأمراء بل رتب له الدرادار الكبير يشبك من مهدي في كل شهر خمسة دنانير وقمحاً في كل سنة وغير ذلك، ونزل بعده في سعيد السعداء وبيبرس وقبله في البرقوقية الحنفية مع كونه شافعياً وفي مرتب يسير بالجوالي وتكلم في نظر جامع سار وجا وانصلح حاله يسيراً وطار اسمه في الآفاق بالفن حتى أن النجم القلقيلي لما ادعى أن ابن الشحنة عبد البر لا يحسن الفاتحة لم يتخلص الا باعلامه السلطان حين قرأها عليه ابحضرته بأنها تصح بها الصلاة. وعرض له رمد بعينيه وقدح له فأبصر بواحدة، وكذا عرض له فالج دام به مدة وبقي منه بقايا، ومع ذلك لم ينفك عن الكتابة والاقراء، ومما كتبه القول البديع من تصانيفي وسمع مني بعضه وكثر تردده الي واستكتابه لي في الاشهاد عليه لمن يقرأ عليه وهم خلق إجازته لكل منهم تكون نحو مجلد، وممن قرأ عليه أخي عبد القادر، وفي الأسانيد من الخلط المستحكم ما يعسر إصلاحه، وبالجملة فهو متفرد بهذا الفن مع مشاركة في غيره وصفاء الخاطر وطرح التكلف وكدر المعيشة إما بالفقر وتنكن زوجته وإما بهما ولذا فارقها بعد أن تزوج ابنتهما خديجة انعام الشريف على الخصوصي؛ ثم لم يزل متعللاً حتى مات ي ذي القعدة سنة أربع وتسعين ودفن بحوش صوفية سعيد السعداء؛ وخلف أختاً شقيقة اسمها فاطمة وابنته المشار اليها رحمه الله وإيانا.قرأ عليه غير واحد ممن صار له فضل في المذاهب كالبدر حسين بن فيشا الحسيني سكنا الحنفي والبدر السعدي الحنبلي في فقه مذهبهما، كل ذلك وهو يتجرع الفاقة ويتقنع باليسير من رزيقات ومرتبات وربما أحسن له بعض الأمراء بل رتب له الدرادار الكبير يشبك من مهدي في كل شهر خمسة دنانير وقمحاً في كل سنة وغير ذلك، ونزل بعده في سعيد السعداء وبيبرس وقبله في البرقوقية الحنفية مع كونه شافعياً وفي مرتب يسير بالجوالي وتكلم في نظر جامع سار وجا وانصلح حاله يسيراً وطار اسمه في الآفاق بالفن حتى أن النجم القلقيلي لما ادعى أن ابن الشحنة عبد البر لا يحسن الفاتحة لم يتخلص الا باعلامه السلطان حين قرأها عليه ابحضرته بأنها تصح بها الصلاة. وعرض له رمد بعينيه وقدح له فأبصر بواحدة، وكذا عرض له فالج دام به مدة وبقي منه بقايا، ومع ذلك لم ينفك عن الكتابة والاقراء، ومما كتبه القول البديع من تصانيفي وسمع مني بعضه وكثر تردده الي واستكتابه لي في الاشهاد عليه لمن يقرأ عليه وهم خلق إجازته لكل منهم تكون نحو مجلد، وممن قرأ عليه أخي عبد القادر، وفي الأسانيد من الخلط المستحكم ما يعسر إصلاحه، وبالجملة فهو متفرد بهذا الفن مع مشاركة في غيره وصفاء الخاطر وطرح التكلف وكدر المعيشة إما بالفقر وتنكن زوجته وإما بهما ولذا فارقها بعد أن تزوج ابنتهما خديجة انعام الشريف على الخصوصي؛ ثم لم يزل متعللاً حتى مات ي ذي القعدة سنة أربع وتسعين ودفن بحوش صوفية سعيد السعداء؛ وخلف أختاً شقيقة اسمها فاطمة وابنته المشار اليها رحمه الله وإيانا.
جعفر بن احمد بن عبد المهدي. مات في شوال سنة تسع وأربعين بمكة.
جعفر بن أبي بكر بن رسلان بن نصير البلقيني القاهري الشافعي ابن أخي السراج عمر وأخو البهاء رسلان وناصر الدين محمد والشهاب احمد. ذكره شيخنا في ترجمة والده من أنبائه استطراداً فقال كان فقيهاً فاضلاً ديناً متواضعاً ناب في الحكم وولي قضاء بعض البلاد كسمنود وتأخر بعد رسلان.
جعفر بن محمد بن جعفر البعلي الحنبلي ويعرف بابن الشويخ - بمعجمتين مصغر - سمع في سنة خمس وتسعين وسبعمائة علي الزين عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الرحمن بن الزعبوب الصحيح ببعلبك وحدث سمع منه الفضلاء وما لقيته في الرحلة فكأنه مات قبلها.(2/19)
جعفر بن يحيى بن محمد بن عبد القوي الغياث أبو الغيث المكي المالكي أخو معمر وفضل الآتيين وأبوهما ويعرف بابن عبد القوي. ولد في ذي الحجة سنة ست وخمسين وثمانمائة بمكة ونشأ فحفظ القرآن وكتباً، وعرض بالقاهرة على شيوخها وعلى كاتبه واشتغل في الفقه والعربية وغيرهما؛ وممن أخذ عنه العربية يحيى العلمي والجوجري بل اختصر شرحه للشذور من أجله وكذا أخذ في الفقه عن أولهما وحضر السنهوري واللقاني وغيرهما ولكن جل انتفاعه انما هو بأخيه، ولازمني في أشياء بل قرأ على جل المنسك الكبير لابن جماعة وقدمه البرهاني ابن ظهيرة للتوقيع ببابه فسبق من قبله لثقته وأمانته وعقله وتواضعه وخفة مؤنته بحيث أقبل عليه أصحاب الاشغال وتميز في ذلك. مات في أواخر شعبان سنة أربع وتسعين وأنا بمكة وشهدت الصلاة عليه ودفنه وتأسفنا على فقده رحمه الله.
جعفر الزين العجمي الحنفي نزيل المؤيدية. ممن قرأ عليه الزين زكريا القاضي شرح الشمسية وغالب حاشيتها للسيد وكذا أخذ عنه الحكمة ووصفه بالفضل والديانة.
جغنوس الناصري. ولي نيابة بيروت ثم صرف عنها. ومات في أوائل العشر الأخير من رمضان سنة سبع وخمسين.
جقمق بن جخيدب بن أحمد بن حمزة بن أبي نمي الحسني المكي. مات في ربيع الأول سنة خمسين خارج مكة وحمل إليها فدفن بها. أرخة ابن فهد.
جقمق الصفوي الحاجب بدمشق، قبض عليه في المحرم سنة خمس وثمانمائة ثم أرسل إلى غزة فلما تولى نوروز سنة ثمان وثمانمائة استصحبه لدمشق وقرره في الحجوبية فلما انكسر نوروز، مات فيها، ذكره شيخنا في أنبائه.(2/20)
جقمق الظاهر أبو سعيد الجركسي العلائي نسبة للعلاء علي بن الاتابك، اينال اليوسفي لكونه اشتراه من جالبه إلى مصر الخواجا كزلك وهو صغير ورباه وأرسله إلى الحجاز صحبة والده ثم أعتقه وبقي عنده مدة حتى عرفه أخوه جركس القاسمي المصارع الماضي قريباً. فكلم أستاذه الظاهر برقوق في طلبه له من سيده ففعل وأعطاه اياه من غير أن يعلمه بعتقه فدفعه الظاهر لأخيه أنيا في طبقة الزمام وأنعم عليه بخيل وقماش ثم جعله خاصكياً بعد ايام كل ذلك بسفارة أخيه ولذا ينتسب ظاهرياً أيضاً ثم صار في الدولة الناصرية ساقياً ثم أمير عشرة ثم قبض عليه الناصر وحبسه بالقلعة لما خرج أخوه عن الطاعة ثم أطلقه واستمر إلى أن اعطاه المؤيد إمرة عشرة ثم طبلخاناه وجعله خازنداراً بعد يونس الركني الأعور ثم صار بعد المؤيد أحد المقدمين ثم استقر في الحجوبية الكبرى أيام الاشرف برسباي ثم نقله في سنة ست وعشرين إلى الأخورية الكبرى وباشر حينئذ نظر الخانقاة الصلاحية سعيد السعداء وكان ينوب عنه فيه الغرس خليل السخاوي أحد أخصائه ثم نقله إلى امرة سلاح ثم إلى الاتابكية واستمر فيها إلى ان مات الاشرف بعد أن أوصاه على ولده المستقر بعده في السلطنة والملقب بالعزيز، وصار صاحب الترجمة نظاماً إلى أن خلع العزيز بعد يسير وتسلطن في يوم الاربعاء تاسع عشر ربيع الاول سنة اثنتين وأربعين واتفق في ذلك ثم في أوائل دولته ما عرف من محاله إلى أن صفا له الوقت وظهر بتملكه صحة ما حكاه النجم بن عبد الوارث البكري المصري المالكي أنه في حدود سنة أربع وثمانمائة جاء شخص اسمه جلال إلى البرهان بن زقاعة الغزي ليشفع له عند الناصر فرج في قضية فأركبه على فرس فحل حبشي عال أصفر معصم بسواد حسن المنظر؛ قال النجم فأعجبني ذلك الفرس جداً فقلت للبرهان لمن هذا الفرس فقال لمن سيصير ملكاً قال فسألت عنه فقيل لي انه لجقمق أخي جركس هذا مع انه حينئذ لم يكن في أهل هذه الزمرة بل كان يظهر الوله والتعامي الزائد والتغفل عن أحوال الناس والتعاطي للأسباب التي تقلل غالباً الهيبة من مزيد التواضع وسائر ما ينافي أحوال الملوك ولكن قد ظهرت كفاءته وبهرت حسناته وكذا بشر به قديماً جماعة منهم الشيخ المعتقد الزين عبد اللطيف بن عبد الرحمن الانصاري الخزرجي ويعرف بابن غانم ووعده إن ولي ببناء زاوية له في القدس فما اتفق؛ ورام حين سلطنته أن يتسمى بمحمد تشرفاً ويبطل اسمه ثم رأى الجمع بينهما لما خيل من طمع الملوك فيه لظنهم كونه من غير الاتراك وكتب كذلك على أبواب كثيرة من الأماكن المجددة كالمنبر الذي جدده للبرقوقية والمدرسة الفخرية بالقرب من سوق الرقيق واستمر في المملكة إلى أن عهد لولده المنصور أبي السعادات عثمان في يوم الأربعاء العشرين من المحرم سنة سبع وخمسين؛ وكانت مدته خمس عشرة سنة الا نحو شهر؛ واتفق في أيامه ما شرح في الحوادث مما يطول إيراده خصوصاً وقد أفرد سيرته في حياته بالتأليف الرضي محمد بن الشهاب أحمد بن الغزي الدمشقي الشافعي ورأيت شيخنا ينتقي منها. وكان ملكاً عدلاً ديناً كثير الصلاة والصوم والعبادة عفيفاً عن المنكرات والقاذورات لا تضبط عنه في ذلك زلة ولا تحفظ له هفوة، متقشفاً بحيث لم يمش على سنن الملوك في كثير من ملبسه وهيئته وجلوسه وحركاته وأفعاله، متواضعاً يقوم للفقهاء والصالحين إذا دخلوا عليه ويبالغ في تقريبهم وعدم ارتفاعه في الجلوس بحضرتهم وما فعله في يوم قراءة تقليده من جلوسه على الكرسي والمعتضد بالله الخليفة دونه بحيث اقتدى به ولده المنصور في ذلك فكأنه لجريان العادة به والا فهو في باب التواضع لا يلحق، ذا إلمام بالعلم واستحضار في الجملة لكثرة تردده للعلماء في حال امرته ورغبته في الاستفادة منهم كالعلاء البخاري؛ بل لا أستبعد أن يكون له حضور عند السراج البلقيني وطبقته فضلاً عن ولده الجلال ونحوه ولهذا انتفع به كثير ممن كان يرافقه عندهم في تقديمهم للمناصب الجليلة كالقاياتي والونائي وغيرهما، مديماً للتلاوة على بعض مشايخ القراء وجوده في حال كونه أميراخور على السراج عمر بن علي الدموشي، تام الكرم بحيث يصل إلى التبذير حتى انه أعطى النجم بن عبد الوارث الماضي النقل عنه أول ترجمته حين أعلمه بأنه عزم على الحج زيادة على ألف دينار دفعة وأما قاضي الحنابلة البدر البغدادي حين حج فشيء(2/21)
كثير جداً وكذا الكمال بن الهمام، وكان زائد الاصغاء اليهما في الشفاعات راغباً في إزالة ما يعلمه من المنكرات غير ناظر لكون بعضه من شعار الملوك كابطاله سوق الرماحة للمحمل حسماً لمادة الفساد الذي جرت العادة بوقوعه عند ادارته ليلاً ونهاراً فما عمل في جل ولايته وذلك من مدة عشر سنين إلى أن مات ومسايرة أمير الحاج والمولد الذي يعمل في طنتدا وما كان يعمل بالقلعة من الزفة بالمغاني والمواصيل والخليلية عند غروب الشمس وعند فتح باب القلعة باكر النهار وبعد العشاء التي يقال لها نوبة خاتون وما كان يسقاه الملوك ومن بجانبهم من المراء بداخل المقصورة وقت خطبة الجمعة من المشروب بارشاد شيخنا له في هذا، وخرق جميع ما مع أصحاب خيال الظل من الشخوص وألزمهم بعدم العود لفعله وشدد في أمر المطاوعة جداً؛ كثير التفقد للمحابيس والكشف عنهم والاحسان إلى الأيتام بحيث أنه كان يرسل من يحضرهم له فيمسح رءوسهم ويعطي كل واحد منهم ديناراً، مائلاً لتجديد القناطر والجوامع ونحوها من المصالح العامة كقناطر بني منجا وقنطرة باب البحر وقناطر تبري الدمسيس وقناطر أمين الدين اللاهون وقناطر الرستن بين حمص وحماة والجامع المعلق المجاور لكنيسة الملكيين التي هدمها داخل قصر الشمع والمسجد الذي بخان الخليلي وعمل فيه درساً للشافعية وآخر للحنفية وغير ذلك وجامع الظاهر حيث لم شعثه بالبياض والبلاط ونحو ذلك وجامع الحاكم حيث أزال من بعض أروقته ما كان به من الاتربة المهولة وسقفته بعد تعطيله دهراً مع تبليط الجامع وحدد منبر مدرسة أستاذه البرقوقية، وأنشأ رصيفاً هائلاً ببولاق انتهاؤه عند السبكية وجسراً لأسيوط من الجبل إلى البحر وفيه قناطر أيضاً وسوراً لخانقاه سرياقوس لم يتم؛ وقرر لأهل الحرمين دشيشة للفقراء في كل يوم ولكثير منهم رواتب الذخيرة كل سنة تحمل اليهم من مائة دينار إلى عشرة أو أكثر من ذلك؛ وقراءة البخاري بمكة وما يفوق الوصف مما كثر الدعاء له بسببه؛ وكان يرى أن إصلاح ما يشرف على الهدم أولى من الابتكار؛ ولذا لم يبتكر مدرسة بل ولا تربة وهادن ملوك الأطراف وهاداهم وتودد اليهم؛ ولكثير من التركمان حتى بالتزوج منهم؛ وكان يبدي مقصده في ذلك بقوله كل ما أفعله معهم لا يفي بنعل الخيل أن لو احتيج إلى المسير اليهم، وأثكل ولداً له من نوادر أبناء جنسه فصبر واحتسب كل ذلك والأقدار تساعده والسعد يعاضده بحيث أنه لم يجرد في مدته إلى البلاد الشامية ولا أرسل تجريدة مطلقاً سوى مرة واحدة وهي نوبة الجكمي أول سلطنته مع حدة تعتريه وسرعة بطش وبادرة مفرطة ربما تؤدي إلى ما لا يليق به من ادخال غير واحد من الاعيان حبس أولى الجرائم وغيره من الحبوس وضربه لآخرين ونفيه لغيرهم بحيث وصفه بعض من أشرت إليه ممن سجنه بقوله: إنه حج في حدود سنة سبع وثلاثين وجرت له مع صاحب الحجاز قضية حقدها عليه فقابله عليها بعد تمكنه، قال وقد كان أحقد الناس وأسوءهم انتقاماً لم يكن له دأب إلا أن عاجل كل من كان أغضبه يوماً ما انتهى ووصفه بالحقد الزائد غير صحيح وكم ممن مسه منه مكروه مع كونه من خواصه وأحبابه وممن لم يبغضه قط وما كان ينقم عليه الا أنه بمجرد سماعه عن أحد ما ينكره قابله عليه بدون تفحص ولا تثبت وليت هذا الواصف اقتصر على هذا بل أفحش في حقه بما لا يقبل من مثله جرياً على عادته وعلى كل حال فالكمال لله، ومما يعاب به أيضاً انه كان ينفد ما يتحصل في يديه مع كثرته جداً أولاً فأولاً حتى انه لم يدع في الخزانة ما لا بل ولم يترك من الزردخاناه والشوب والاسطبلات السلطانية الا الربع مما خلفه الملوك قبله أو أقل والاعمال بالنيات، وقد ذكره شيخنا مع كونه ممن ألفته الحساد في أثناء أمره عنه وناله منه ما يخشى عليه بسببه في ترجمة الظاهر من نزهة الألباب في الألقاب له فقال وآخرهم يعني ممن يلقب بالظاهر سلطان العصر الملك الظاهر جقمق فاق ملوك عصره بالعلم والدين والعفة والجود أمتع الله المسلمين ببقائه. قلت وقد اجتمعت به مراراً وأهديت إليه بعد وفاة شيخنا بعض التصانيف وأنعم هو علي بما ألهمه الله به وصار يكثر من الترحم على شيخنا والتأسف على فقده بل سماه امير المؤمنين، وهو ممن اسعد في مماليكه بحيث أضيفت المملكة العظمى لغير واحد منهم فضلاً عمن دونها، ولم يزل على ملكه إلى أن ابتدأ به المرض(2/22)
وصار يظهر الجلد ولا يمتنع من الكتابة والحكم حتى غلب عليه الحال وعجز فانحط ولزم الفراش نحو شهر ثم مات وقد زاد على الثمانين وذلك بين المغرب والعشاء من ليلة الثلاثاء ثالث صفر سنة سبع وخمسين فمات تلك الليلة والقراء حوله إلى أن جهز من الغد وصلى عليه بمصلى باب القلة وحضر ولده المنصور الصلاة عليه وكذا الخليفة وهو الذي تقدم للصلاة عليه بالجماعة وكان يوماً مشهوداً لم تر جنازة لملك كجنازته في عدم الغوغاء وكثرة الأنس والخفر؛ ودفن بتربة قانباي الجركسي أميراخور كان التي جددها وأنشأها عند دار الضيافة بالقرب من القلعة، وحكى لي بعض الخيار بعد دهر أنه رآه بعد موته وكأنه في قصر مرتفع ومعه جماعة منهم والده والشيخ أبو الجود وأنه سأله عما فعل الله به فقال له والله لقد أعطانا الملك من قبل أن نرد عليه قال الرائي فقلت في نفسي هذا محتمل لارادة الملك الدنيوي وهو قد أعطيه وأردت تحقيق الأمر فقلت له ما الملك الذي أعطاكه قال الجنة ثم قال وجاء جماعة بعدنا ليس لهم فيها وقت ولا مكان رحمه الله وإيانا.يظهر الجلد ولا يمتنع من الكتابة والحكم حتى غلب عليه الحال وعجز فانحط ولزم الفراش نحو شهر ثم مات وقد زاد على الثمانين وذلك بين المغرب والعشاء من ليلة الثلاثاء ثالث صفر سنة سبع وخمسين فمات تلك الليلة والقراء حوله إلى أن جهز من الغد وصلى عليه بمصلى باب القلة وحضر ولده المنصور الصلاة عليه وكذا الخليفة وهو الذي تقدم للصلاة عليه بالجماعة وكان يوماً مشهوداً لم تر جنازة لملك كجنازته في عدم الغوغاء وكثرة الأنس والخفر؛ ودفن بتربة قانباي الجركسي أميراخور كان التي جددها وأنشأها عند دار الضيافة بالقرب من القلعة، وحكى لي بعض الخيار بعد دهر أنه رآه بعد موته وكأنه في قصر مرتفع ومعه جماعة منهم والده والشيخ أبو الجود وأنه سأله عما فعل الله به فقال له والله لقد أعطانا الملك من قبل أن نرد عليه قال الرائي فقلت في نفسي هذا محتمل لارادة الملك الدنيوي وهو قد أعطيه وأردت تحقيق الأمر فقلت له ما الملك الذي أعطاكه قال الجنة ثم قال وجاء جماعة بعدنا ليس لهم فيها وقت ولا مكان رحمه الله وإيانا.
جقمق سيف الدين من أبناء التركمان ولكنه اتفق مع بعض التجار أن يبيعه ويقسم ثمنه بينهما ففعل ولذا كان يتكلم بالعربي بحيث لا يشك من جالسه أنه من بنى الاحرار، وسمي بعضهم والده عبد الله وهو اسم لمن لا يعلم اسمه غالباً. تنقل في الخدم حتى تقرر دواداراً ثانياً للمؤيد قبل تملكه ثم استمر بل عمله دواداراً كبيراً ثم ولاه دمشق سنة اثنتين وعشرين ثم بعد موته أظهر العصيان وآل أمره إلى أن أمسكه ططر بقلعة دمشق وعصره وأخذ منه مالاً ثم أمر بقتله فقتل صبراً في العشر الاخير من شعبان سنة أربع وعشرين ودفن بمدرسته التي أنشأها بالقرب من شمالي الجامع الاعظم بحضرة الخانقاه السميساطية؛ وكان عارفاً شديداً في دواداريته على الناس. ذكره ابن خطيب الناصرية وشيخنا في أنبائه.
جقمق الأرغون شاوي الدوادار. ولي نيابة دمشق وابتنى فيها في جوار الجامع الاموي مدرسة تعرف بالجقمقية ثم خرج بها عن طاعة المؤيد وجرى له ما جرى. قلت وهو الذي قبله.
جقمق المحمدي الاشرفي برسباي. أحد الخاصكية صاهر الأمين الاقصرائي على ابنته زينب بعد زوجها جانبك. وماتت معه وتهذب بصهره؛ وصارت له وجاهة وحفظ القرآن جيداً وخلفه في إنزال أهل الحرمين وإكرامهم في الجملة واستقر به السلطان حين سفر العسكر في أواخر ربيع الثاني سنة خمس وتسعين رأس نوبة السلحدارية ثم أذن له في التكلم عن الدوادار الثاني شاذ بك حين بلغه عن المتكلم ما لا يعجبه، ومولده سنة خمس وعشرين تقريباً، وحج غير مرة وجاور وسافر في عدة تجاريد، وزار بيت المقدس والخليل. ونعم الرجل.
جقمق المؤيدي الدوادار نائب الشام. مضى قريباً.(2/23)
جكم قرا - بجيم وكاف كقمر - العلائي الظاهري جقمق ويعرف بأميراخور الجمال. ترقى بعد أستاذه اليها ودام على ذلك مدة إلى أن تسلطن الظاهر بلباي فأمره عشرة ثم ولاه الاشرف قايتباي كشف الجسور والشرقية بعناية الدوادار الكبير فانه كان ممن تقرب منه جداً ولازم خدمته والركوب معه حتى عرف به وصيره بعد علي كثير من تعلقاته بل جعله نائباً عنه بالمؤيدية وغيرها حين خرج في التجريدة التي تلف فيها، ثم ولي نيابة اسكندرية بعد اينال الاشرفي قايتباي حين انتقاله منها إلى طرابلس، وتوجه اليها فلم تطب له وتوعك بها مدة فراسل وحضر بعد الاستئذان إلى القاهرة ليتداوى فلم يلبث أن مات في المحرم سنة سبع وثمانين ودفن بتربته التي بناها عند باب مقام الشافعي. وكان ذا همة عالية ورغبة في لقاء العلماء والصالحين ممن يتردد إليه الفخر الديمي حتى كان يقرأ هو وغيره عنده، وكذا كان غيره من علماء الحنفية يتردد إليه للأخذ عنه وكثيراً ما كان يحضر دروس التقي الحصني لمجاورته له، ويجمع الكتب العلمية ويقتنيها ويظهر التفقه والتدين؛ ولما مات التقي دفنه بتربته وساعد ولده، وزارني غير مرة وأظهر همة في التكلم مع تمراز وغيره في الصرغتمشية، وبالجملة فهو من محاسن أتراك وقته رحمه الله وايانا؛ واستقر بعده في نيابة اسكندرية بعد أشهر عليبدي المحمدي الأشرفي قايتباي نقلاً له من نيابة سيس.
جكم أبو الفرج الظاهري برقوق، أمره أستاذه طبلخاناه في سنة موته ثم استقر بعده خامس ذي القعدة سنة احدى رأس نوبة بل قيل إنه لم يتأمر في أيام استاذه وأول ما شهر أمره في تاسع الشهر المذكور نعم ركب على الدوادار يشبك بالقاهرة فكانت النصرة له فاستقر في الدوادارية عوضه وأظهر العدل ثم اعتقل بقلعة المركب ثم نقل إلى حلب فحبس بدار العدل ثم إلى غيرها ثم أطلق وآل امره إلى ان ملك حلب وأقام فيها أياماً ثم اتفق هو وجماعة من الامراء على العصيان ووصلوا إلى الصالحية فخرج الناصر وكانت الكسرة على عسكره ورجع هارباً ثم كر عليهم العسكر المصري ثانياً فكانت النصرة لهم؛ وآل أمر جكم إلى أن أخذ هو وشيخ دمشق ودخلاها واستمرا بها مدة ثم اخذا أيضاً حماة وفي اثناء ذلك ظهر الناصر فرج وتسلطن فجهز تقليد شيخ بنيابة دمشق وجكم بحلب ثم أضيف إليه نيابة الرها وملك عدة قلاع كان نعير أمير العرب قد استولى عليها ومزق التركمان كل ممزق؛ وحصل بحلب وبالرها العدل والامان وقطع الخطبة للناصر، وخطب وضربت السكة باسمه ولقب بالعادل ثم أظهر الدعوة وصرح بخلع الناصر وتوجه نحو آمد لقتال قرايلوك فقتل في ذي القعدة سنة تسع، وكان مهاباً شجاعاً مقداماً مدبراً له حرمة ومهابة ممدحاً مائلاً لمجالسة العلماء ومذاكرتهم مصغياً لنظم الشعر محباً لسماعه بل ويجيز عليه الجوائز السنية؛ يتحرى العدل ويحب الانصاف لا يتمكن أحد معه من الفساد، طول ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا ترجمته وكذا المقريزي في عقوده.
جكم الاشرفي قايتباي أحد الخاصكية ويلقب بالبهلوان لتقدمه في الصراع. مات بالطاعون سنة احدى وثمانين.
جكم الظاهري خشقدم ابن اخت الاشرف قايتباي، امره استاذه عشرة ثم صار أحد الطبلخاناه وحاجب ثاني، مات بالطاعون في رمضان سنة ثلاث وثمانين عن نحو الثلاثين وحضر خاله الصلاة عليه بالمؤمنين، وكان من مساوئ الدهر.
جكم الظاهري برقوق الجركسي؛ ذكره شيخنا مجرداً في سنة ثلاث.
جكم النوري المؤيدي ويعرف بقلقسيز. أعتقه المؤيد وأقام في جملة المماليك السلطانية إلى أن عمله الظاهر جقمق خاصكياً ثم ساقياً ثم فصله عنها وجعله من الاجناد ثم عمله الاشرف اينال أمير عشرة ثم من رؤوس النوب ثم كان ممن خرج مع المجردين، ومات في عوده بغزة في شوال سنة احدى وستين.
جكم نائب قلعة كركر؛ تحيل عليه جماعة من الاكراد حتى قتلوه وطائفة من مماليكه وملكوها وذلك في سنة ثمان وستين.
جلال الاسلام بن نور الاسلام بن محمود بن علي عضد الدين بن شهاب الدين بن نور الدين الكرماني الشافعي. ممن أخذ عني بمكة.
جلبان بن أبي سويد بن أبي دعيج بن أبي نمي الحسني المكي. كان موجوداً في سنة اثنتين وعشرين لابن مقبل بن وهبة استقبله فضربه ليلاً بالسيف وهو متوجه لمكة فحمى لجلبان قومه؛ قاله ابن فهد.(2/24)
جلبان العمري الظاهري برقوق أحد أمراء العشرات والحجاب ممن يميل لدين وخير، ولي حجوبية غزة بعد سنة ثلاثين وثمانمائة تقريباً ومات فيها بعد ذلك بسنيات.
جلبان الكمشبغاوي الظاهري برقوق ويعرف بقراسقل؛ تنقل في خدم استاذه إلى أن استقر في نيابة حلب عوضاً عن قرا دمرداش سنة ثلاث وتسعين؛ وجرت له مع التركمان وقعة بالباب انتصر فيها عليهم ثم أخرى مع نغير انتصر فيها أيضاً ثم قبض عليه أستاذه سنة ست؛ وحبسه مدة بالقاهرة ثم أطلقه وعمله أتابكاً بدمشق ثم كان ممن عصى على ولده الناصر، وقام مع تنم فأمسك وقتل بقلعة دمشق صبراً في رجب أو شعبان سنة اثنتين وقد أناف على الثلاثين، وكان جميلاً جيداً كريماً شجاعاً سيوساً يحب العلماء ويعتقد الفقراء، ذكره ابن خطيب الناصرية وشيخنا.
جلبان المؤيدي نائب الشام ويعرف بالأميراخور. يقال انه كان من مماليك تنبك أميراخور الظاهري المتوفي سنة تسع وتسعين وسبعمائة، فاشتراه بعد سودون طاز الظاهري أميراخور وأعتقه، وتنقل في الخدم حتى صار في خدمة جركس المصارع القاسمي ثم اتصل بالمؤيد أيام امرته فجعله من جملة أمراء آخوريته فلما تسلطن جعله من الآخورية أيضاً، ثم أنعم عليه بامرة عشرة ثم جعله أميراخور ثاني؛ ثم في حدود سنة عشرين جعله من المقدمين ثم لما جهز عسكره إلى الشام في سنة ثلاث وعشرين كان من جملة المقدمين المتوجهين فيه، ولم يلبث أن مات المؤيد والعسكر هناك وتوجه ططر بالمظفر أحمد إلى الشام فكان من جملة المقبوض عليهم وحمل إلى قلعة صفد فحبس بها إلى أن أطلقه نائبها اينال حين خرج عن طاعة الاشرف برسباي فهرب منه وقدم دمشق رغبة في طاعته ومع ذلك قبضه الاشرف ثانياً وحبسه أيضاً ثم أطلقه بعد يسير وأنعم عليه بتقدمة بدمشق ثم بنيابة حماة بعد جارقطلو ثم بنيابة طرابلس بعد موت الأتابك طراباي، ثم نقله الظاهر إلى نيابة حلب بعد عصيان تغري برمش التركماني ثم إلى دمشق بعد موت أقبغا التمرازي وحمل إليه التقليد والتشريف دولات باي المحمودي المؤيدي فناله منه شيء كثير جداً واستمر فيها حتى مات وتردد منها إلى القاهرة غير مرة، وكان مع قصره جداً أميراً جليلاً عاقلاً سيوساً عارفاً بمداراة الملوك مجرباً للوقائع والحروب والمحن متجملاً في مركبه ومماليكه وحشمه قل ان يتفق لأحد ما اتفق له فانه أقام نحو ثلاثاً وأربعين سنة أميراً بمصر والشام إلى غير ذلك، ولم يزل على جلالته حتى مات في صفر سنة تسع وخمسين عن نحو الثمانين وصلى عليه بجامع دمشق ودفن بتربة عتيقه ودواداره شاذ بك ظاهر دمشق قبلي جامع تنكز رحمه الله.
جلبان المؤيدي أحد المقدمين في الدولة المؤيدية ورأس نوبة الصارمي ابراهيم المدعو سيدي. توفي بحبس اسكندرية مقتولاً سنة أربع وعشرين.
جماز بن مفتاح العجلاني المكي. أحد القواد. مات في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين. أرخه ابن فهد.
جماز بن مقبل العمري القائد، قتل مع السيد رميثة في رجب سنة سبع وثلاثين ببلاد الشرق، أرخه ابن فهد أيضاً.
جماز بن منصور بن عمر بن مسعود العمري القائد بمكة، مات بناحية اليمن سنة ست وأربعين، أرخه ابن فهد أيضاً.
جماز بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني أمير المدينة، مات مقتولاً في حرب بينه وبين أعدائه سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وقد كان أخذ حاصل المدينة ونزح عنها فلم يمهل مع أنه كان يظهر إعزاز أهل السنة ومحبتهم بخلاف ثابت بن نعير.
جمال بن عز الدين بن جمان أحمد الكيلاني. هكذا جرده ابن فهد.
جقمق في حوادث سنة عشر.
جميل بن أحمد بن عميرة بن يوسف ويعرف بابن يوسف؛ شيخ العرب ببعض إقليم الغربية والسخاوية من الوجه البحري. مات في جمادى الأولى سنة خمس وستين عن أزيد من ستين سنة وخلف شيئاً كثيراً من حلال وحرام مع أنه كان يتدين ويعف لكن عما عدا المظالم.
جنبك اليحياوي الظاهري أتابك العساكر بحلب وهو تخفيف من جانبك قتل في وقعة حلب بساجورا مع أحمد بن أويس وقرا يوسف في منتصف شوال سنة اثنتين.(2/25)
جنتمر بن عبد الله التركماني الطرنطاي وهو تخفيف أيضاً من جان تمر. كان قد ولي نيابة حمص ونيابة بعلبك وأسر في المحنة العظمى ثم خلص من الأسر بعد مدة وحضر إلى مصر فتولى كشف الصعيد فقتله عرب ابن عمر في صفر سنة أربع، وقتلوا من حاشيته مقدار مائتي نفس ونهبوا جميع ما كان معهم من الانفال والاحمال والخيول. وكان حسن المحاضرة بشوشاً كريماً شجاعاً مقداماً مع ظلم كثير وعسف. ذكره شيخنا في أنبائه.
الجنيد بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن أبي طالب عفيف لدين أبو عبد الله بن جلال الدين أبي الفتوح الكازروني البلياني الاصل الشيرازي المذكور أبوه في المائة قبلها. ولد في شوال سنة ست وأربعين وسبعمائة سمع مع أبيه بمكة من ابن عبد المعطي والشهاب بن ظهيرة وأبي الفضل النويري وجماعة ومن آخرين بالمدينة وبلاده، وأجاز له ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وابن كثير والعز بن جماعة والمحب الصامت وآخرون منهم أبو عبد الله محمد اليزدي والنور الايجي وسعد الدين المصري والزين علي بن كلاه الخنجي وأبو الفتوح الطاووسي خرج لهم عنهم الشمس الجزري مشيخة، وحدث بها وأخذ عنه الطاووسي وقال كان ملاذ الضعفاء والمساكين ذا كرامات ظاهرة وأحوال شهيرة. مات في يوم الجمعة ثامن عشر ربيع الثاني سنة تسع بعد أن صار عالم شيراز ومحدثها وفاضلها. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار لكن في سنة احدى عشرة وقال أفادنا عنه ولده الشيخ نور الدين محمد لما قدم رسولاً عن ملك الشرق بكسوة الكعبة في سنة ثمان وأربعين.
الجنيد بن حسن بن علي محب الدين التخجواني وربما يقال الاقشواني القاهري الشافعي خادم البيبرسية ووالد محمد الآتي ويسمى احمد. ولد تقريباً بعد سنة أربعين وسبعمائة وكتب بخطه على بعض الاستدعاءات مع أنا لم نر له سماعاً نعم سمع بأخرة علي الشهاب الواسطي المسلسل والاجزاء التي اشتهر بروايتها وقبل ذلك على النور الابياري نزيل البيبرسية ثم على الشمس محمد بن عبد الرحمن ابن المرخم بل سمع بقراءتي على شيخنا والسيد النسابة وغيرهما، ولزم وظيفته بصولة وحرمة حتى شاخ فانقطع، وباشرها ابنه إلى أن مات في ذي القعدة سنة سبع وخمسين فاستقر فيها بعده رحمه الله.
الجنيد السكري. في محمد بن محمد بن. وكذا في محمد بن محمد فقط فيجمعا.(2/26)
جهانشاه بن قرا يوسف بن قرا محمد التركماني الاصل صاحب العراقين وملك الشرق، إلى شيراز وممالك اذربيجان. مات قتلاً فيما قيل بيد أعوان حسن بك بن قرا يلك بالقرب من ديار بكر أو موتاً سنة اثنتين وسبعين، وقد زاد على الستين ونهبت أمواله وأرسل حسن بك برأسه إلى القاهرة فعلقت، وكان من أجلاء الملوك وعظمائها لا يتقيد بدين كأقاربه واخوته مع التعاظم والجبروت وسفك الدماء بحيث انه قتل ابنه بيرشاه بضع بداق صاحب بغداد وربما احتجب عن رعيته الشهر في انهماكه. وينسب مع قبائحه إلى فضل في العقليات وغيرها وعلى كل حال فمستراح منه، وكان مولده في اوائل القرن تقريباً بماردين. ولذا قيل انه كان سمي ماردين شاه وأن اباه لما ذكر له ذلك غضب وقال هذا اسم للنسوة وسماه جهانشاه. ونشأ في كنف أبيه ثم أخيه اسكندر ثم لما ترعرع فر منه إلى جهة شاه رخ ابن تيمور فأرسل إليه من قبض عليه وجيء به إليه فأراد قتله فكفته أمه ثم بعد يسير فر ثانياً ولحق بشاه رخ فأكرمه وأنعم عليه بعدد ومدد عوناً له على قتال أخيه إلى أن انكسر ثم قتله ابن نفسه شاه فوماطفي ذي القعدة سنة احدى واربعين وبعث لعمه صاحب الترجمة بذلك، ورسخت قدمه حينئذ في مملكة تبريز وما والاها على انه نائب شاه رخ، وعظم واستمر في تزايد إلى أن عد في ملوك الأقطار ثم ملك بغداد بعد موت أخيه أصبهان؛ وكثرت عساكره وعظمت جنوده وأخذ في مخالفة شاه رخ باطناً، وحج الناس في أيامه بالمحمل العراقي من بغداد في سني نيف وخمسين، ولا زال كذلك حتى مات شاه رخ وتفرقت كلمة أولاده؛ واستفحل أمره لذلك جداً بحيث جمع عساكره ومشى على ديار بكر في سنة أربع وخمسين لقتال جهان كير المذكور بعده وأخذ منه أرزنكان بعد قتال عظيم والرها بقلعتها وأرسل قطعة من عساكره لحصار جهان كير بآمد ووصلت عساكره إلى أراضي ملطية ودوركي ثم أرسل قصاده في سنة خمس وخمسين إلى الظاهر بأنه باق على المودة وأنه ما مشى على جهان كير الاحمية له ورماه بعظائم فأكرم قصاده وأحسن اليهم وأرسل صحبتهم قانم التاجر معه جملة من الهدايا والتحف. جهان شاه هو محمود بن محمد بن قاوان. يأتي.
جهان كير بن علي بك بن عثمن المدعو قرا يلك بن قطلو بك صاحب آمد وماردين وأرزنكان وغيرها. ولد بديار بكر في حدود العشرين وثمانمائة تقريباً ونشأ تحت كنف أبيه وجده وقدم مع والده إلى الديار المصرية، وأنعم عليه بامرة حلب فتوجه اليها وأقام بها مدة إلى أن ولاه الظاهر جقمق الرها، وعظم وكثرت جنوده؛ ثم ملك آمد بعد موت عمه حمزة بعد حروب ثم أرزنكان ثم ماردين وغيرها إلى أن صار حاكم ديار بكر وأميرها وحينئذ أظهر الخلاف على الظاهر وضرب بعض بلاده وانضم إليه بيغوت الأعرج نائب حماة ومن شاء الله وبينما هو كذلك طرقه جها نشاه الماضي قبله فشتت شمله ومزق عساكره، فلما ضاق الامر على صاحب الترجمة أرسل بأمه إلى البلاد الحلبية تستأذن نواب البلاد الشامية وهم بأجمعهم بحلب إذ ذاك في قدومها إلى الديار المصرية لاسترضاء السلطان على ولدها وكان قد أرسل قبل ذلك بولده يسأل الدخول تحت الطاعة فمنعوها فرجعت إلى آمد وفي غضون ذلك أرسل بأخيه حسن في شرذمة من عساكره إلى عمه حسن بن قرا يلوك وهو في عسكر كثيف من عسكر جهانشاه فظفر عمه به فقتله وبعث برأسه إلى أخيه صاحب الترجمة بعد أن قتل حسن المقتول جماعة من عسكر جهانشاه الذين كانوا مع عمه ولما بلغ ذلك جهانشاه غضب واشتد حنقه وقدم إلى آمد فحاصرها وجهان كير بها. جوان اللعين صاحب قبرس. يأتي في صاحب من الألقاب.
جوبان الظاهر برقوق المعلم. كان خاصكياً ومعلماً للرمح في أيام أستاذه تركي الجنس سليم الباطن انتهت إليه الرياسة في تعليم الرمح في زمانه بحيث كان حكماً بين أهله في الأيام المؤيدية ثم الأشرفية برسباي، واستمر على ما هو عليه من القوة في تعليمه حتى بعد شيخوخته. مات في سنة نيف وثلاثين.
جوكي بن شاه رخ. مضى في أحمد.(2/27)
جوهر صفي الدين الارغوني شاوي الحبشي. خدم بعد موت أستاذه في حدود سنة ثلاث وثلاثين عند الظاهر جقمق وهو أميراخور وسافر معه في بعض سفراته إلى البلاد الشمالية فلما تسلطن جعله ساقياً وعظم قدره في الدولة وصارت له كلمة مسموعة مع عقل وأدب وسيرة حسنة مع الناس ثم صار بعد موته رأس نوبة الجمدارية فزادت بذلك عظمته؛ ولم يزل على ذلك حتى مات في شعبان سنة سبعين ودفن من الغد بتربة قانباي الجركسي وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمنين وهو في عشر الستين ولم يخلف بعده مثله ديناً وأدباً وحشمة ورياسة وتواضعاً وعقلاً مع محبته في العلماء والصالحين وكتابة للمنسوب وفضيلة في الجملة رحمه الله وإيانا.
جوهر صفي الدين عتيق الزهوري المصري الدلال. سمع على الجمال الحنبلي ثمانيات النجيب وحدث سمع منه الفضلاء. مات سنة بضع وأربعين، وكان وكيلاً بباب الخرق وربما دلل.
جوهر التمر بغاوي الظاهري الحبشي. ممن يندبه الاشرف في أمور من جملتها بركة ابن الجريش بمكة.
جوهر التمرازي تمراز الناصري النائب الحبشي. خدم بعده المؤيد شيخ وصار من الجمدارية الكبار ثم بعد دهر ولاه الظاهر جقمق الخازندارية بعد موت جوهر القنقباي فحسنت مباشرته ولم يلبث أن عزل بفيروز النوروزي الرومي بل وصودر وسجن ثم أطلق وأقام بطالاً إلى أن ولي مشيخة الخدام بالحرم النبوي بعد موت فيروز الركني، وتوجه إلى المدينة في سنة تسع وأربعين فأقام بها حتى مات في أواخر التي بعدها بعد أن تمرض أياماً وهو في الخمسين تقريباً، واستقر بعده في المشيخة فارس كبير الطواشية هناك؛ وكان مليح الشكل كريماً ذا حشمة وتواضع وذوق، محباً في النادرة والنكتة سريع الفهم لها عفا الله عنه. ذكره العيني باختصار.
جوهر الحبشي فتى عبد القادر بن فريوات الحلبي. ممن سمع مني بمكة.
جوهر الحبشي فتى علي بن الزكي أبي بكر الآتي. ممن سمع مني أيضاً بمكة.
جوهر السيفي استادار الذخيرة، وصرف عنها بالزين عبد الرحمن بن الكويز في سنة أربع وأربعين.
جوهر شرا قطلي الحبشي الخازندار الزمام، مات في صفر سنة اثنتين وثمانين، وصلى عليه ثم دفن بتربة بالقرب من تربة كنفوش، واستقر بعده خشقدم الاحمدي اللالا شاد السواقي.
جوهر الشمسي بن الزمن الحبشي. رباه أحسن تربية وبرع في التجارة، وصار من أعيانهم وابتنى بعض الدور بمكة وقد رافقته في عودي من المدينة بمكة فحمدت عقله وأدبه وخدمته ورغبته في الخير. جوهر الصفوي. يأتي في المنجكي قريباً.
جوهر العجلاني نسبة لعجلان بن رميثة صاحب مكة؛ كان ينطوي على خير وديانة وهو المربي لولدي سيده علي وحسن؛ مات في سنة تسع أو عشر ودفن بالمعلاة، ذكره الفاسي في مكة.(2/28)
جوهر القنقباي نسبة لقنقباي الجركسي الطواشي الحبشي الخازندار الزمام بالباب السلطاني، تنقلت به الاحوال بعد سيده إلى أن خدم عند العلم ابن الكويز؛ فسار عنده سيرة حسنة لأنه كان يحب أهل القرآن، ويدرس فيه ويقرب أهله ويتدين ويتعفف؛ فعظم بذلك قدره عنده، واستمر إلى أن مات فحمل قليلاً ثم اتصل بالأشرف بواسطة سميه جوهر اللالا الآتي قريباً، فاستخدمه في باب السلطان وقربه منه فآنس به لعقله وسكونه وتدينه ولم يلبث أن استقر به في الخازندارية عوضاً عن خشقدم لانتقاله للزمامية فباشرها في أول أمره مباشرة حسنة وتقرب من الناس جداً وتزاحموا على بابه وصار يقضي حاجة من ينتمي إليه فاشتهر بذلك وهرع إليه أرباب الحوائج وأخذ في التقرب من السلطان بتحصيل الأموال من وجوه أكثرها لا يحل، وكان يغريه ويتبرأ عند الناس من ذلك ويظهر الانكار سراً وهو السبب الاعظم في اطلاق أموال التجار ورخص بضائعهم وغلبة الفرنج لهم حتى صار التاجر يغيب السنة فما فوقها ويحضر فلا يستطيع أن يبيع حملاً واحداً من بضاعته ولا يجد من يشتريه ويستدين نفقته على نفسه وعياله وعنده ما يساوي عشرة آلاف دينار وبقوا على هذا البلاء نحو عشر سنين بقية مدة الاشرف بل تمادى الحال على ذلك بعده، وأضيفت إليه بعد الاشرف وظيفة الزمام عوضاً عن فيروز الجركسي بسفارة خوند البارزية فانها كانت تعرفه حين كان زوجاً لابن الكويز بتلك الأوصاف؛ هذا مع كونه كان يعرف ما كان يعامل به الناس في الأيام قبله بل كان أحد المنكرين لسيرته ولكنه أعنى جوهر مع جمعه بين الوظيفتين ومساعدة خوند لم يتمكن مما كان يفعله قبل وصار خائفاً يترقب ويتوقع الايقاع به والسلطان يغضى عنه إلى أن حصل له في موضع مباله دمل فآلمه وحبس عنه الاراقة ثم فتح فتألم منه شديداً مع كونه استراح بفتحه من الالم وكون في موضع آخر فأقام بذلك نحو الشهرين واشتد به الامر في العشر الاوسط من رجب وأرجف بموته ثم كانت وفاته في ليلة الاثنين مستهل شعبان سنة أربع وأربعين آخر يوم من كيك وقد جاز السبعين؛ وله مآثر منها الدار التي بدرب الاتراك بالقرب من جامع الازهر والمدرسة التي عند باب السر لجامع الازهر من الجهة القبلية وفتح لها شباكاً في جدار الجامع وأفتاه بذلك جماعة وامتنع من الكتابة العيني بل حط عليه في تاريخه بسببه كثيراً؛ وكان بناؤه لها في أواخر عمره ولما قرب فراغها مات فدفن بها، ومن قبائحه انه كان له قريب من الحبوش فأسكنه في دير عند بساتين الوزير فعمره وصار هو ومن معه يتظاهرون بما لا يتظاهر به غيرهم بجاهه فالله أعلم بسريرته؛ وأنه حين سافر الكمال بن البارزي لدمشق على قضائها وكان باسمه قضاء دمياط استقر فيه حين سفر الولوي بن قاسم إلى المدينة النبوية عوضاً عنه، وكان هو مقرراً فيه بعد موت ابن مكنون سأله أن ينزل له عنه ففعل فجرى على عادة ابن قاسم فيها لأنه كان يطلع على ذاك لما بينهما من الصداقة بل زاد عليه استئجار الأوقاف بالنزر اليسير بالنسبة لما يحصل له منها جرياً على عادته في سائر مستأجراته فانه كان يستأجر القرية بخمسين ديناراً وهي تغل قدر المائة أو أزيد ويصرف أجرتها على حساب صرف الدينار بأحد عشر وربع درهم وزناً وهو يساوي حينئذ أربعة عشر درهماً وربع درهم ثم يبيع عليهم بذلك عسلاً يقيمه عليهم بثلاثين درهماً وهو يساوي عشرين ونحوها فلا يتحصل لهم من الجهة نحو عشرين وقس على ذلك، ومن خالفه في شيء مما يرومه لا يأمن على نفسه ولا ماله وفي الاحيان يمتنع من صرف الاجرة أصلاً ويقول إن كانت الارض مصرية شرقت مع أنه كان ربما استأجرها مقيلاً ومراحاً وان كانت شامية كانت ممحلة من المطر ونحو ذلك؛ وكانت علامته في مراسيمه لنوابه في دمياط ونحوهم بخطه الداعي جوهر الحنفي، وتوسع في تحصيل الاقطاع والارصادات إلى أن قيل إنه وجد باسمه بعد موته نحو خمسين ما بين رزق واقطاع ومستأجرات، هذا وهو مع ذلك يواظب على الصلاة والتلاوة ويقرب أهل القرآن ويتصدق في فقراء الحرمين بجمل من المال. ذكره شيخنا في أنبائه.(2/29)
جوهر اللالا عتيق أحمد بن جلبان، وكان قبله لعمر بن بهادر المشرف ثم اتصل بخدمة الشرف قبل تملكه فتنقل معه وقرره لآلة ولده الأكبر محمد ثم يوسف ثم تقرر زماماً بعد موت خشقدم مضافاً للوظيفة الأخرى، فلما تسلطن العزيز فخم أمره وشمخت نفسه وظن الأمور تدور عليه فانعكس عليه الأمر وقبض عليه في أول دولة الظاهر وسجن بالبرج ثم أفرج عنه وهو ضعيف بمرض القولنج ثم حصل له الصرع إلى أن مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين عن نحو الستين ودفن بمدرسته التي أنشأها بالمصنع وهي حسنة كان شيخها شيخنا التقي الشمني رحمه الله. وكان محباً في العلماء والصالحين محسناً اليهم مكرماً لهم، أثنى عليه المقريزي وغيره رحمه الله.
جوهر المحبي بن الاشقر الحبشي. ممن تردد لسماع الحديث مع أولادنا.
جوهر المعيني الحبشي نسبة لمعين الدين الدمياطي الابرص. كان له أخ من جملة مماليك بردبك الاشرفي اينال فالتمس من سيده أخذه من معين الدين ففعل فبادر لارساله إليه فأقام في خدمته وصار لخوند الكبرى أم خوند زوجة أستاذه إليه بعض الميل فقدر سفرهما إلى الحج فاستصحبته الكبرى معها فلما وصلت إلى مكة أشارت ابنتها باقامته هناك فأقام مدة وضعف بحيث أشرف على الموت وتوسل حتى أذنوا له في الرجوع فرجع وصار يتردد إلى الكمال امام الكاملية ويقرأ عليه أحياناً فاختص بصحبته ولزم خدمة خوند الكبرى وابن أخيها العلاء بن خاص بك وابنته وأحبوه بالنسبة لابنة أستاذه فلما آل الأمر إلى الأشرف قايتباي وصارت ابنة العلاء زوجته هي خوند كان هذا من جملة خدامها وعمل ساقياً وذكر بديانة ومحبة في العلماء ولزم من ذلك مساعدته لبني شيخه الكمال في أخذ وظيفتي مشيخة الحديث بدار الحديث الكاملية التي صارت إلي بعد أبيهم بطريق شرعي متوهماً أن ذلك فرية سيما ولم يعدم مخاصماً ممن يتشبه بالفقهاء ونحوهم يحثهم على ذلك ومع ذلك فلم ينجر السلطان معهم ومللت فسكنت فبذل هذا حينئذ مالاً حتى اتصل كتاب الوقف بشاهدي زور لكون فيه أن للناظر العزل بجنحة وغيرها مما مع ارتكابهم فيه لما أشرت إليه لا يقتضي إخراج المتأهل وتقرير غيره وآل الأمر إلى أن صارت لعبد القادر بن النقيب بنزول مما ساعده المشار إليه بقدر يسير كان يمكن هذا لو كان توجهه صحيحاً دفعه وابقاء الوظيفة مع من هو منفرد باستحقاقها ولكن شأن هذا غالباً عدم الاهتداء للاصلاح بحيث لم يصلح بين ولدي شيخه ولا بين ولدي النور الفاكهي ونحو ذلك وربما يتعلق بأمر يتوهمه تديناً، وما أحسن قول القائل: من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح. وقد حج في خدمة خوند وابتنى مدرسة بغيط العدة بالقرب من نواحي جامع أمير حسين قرر بها مدرساً وقارئاً للبخاري ونحو ذلك؛ وصار إلى ضخامة ووجاهة، وانتمى إليه غير واحد من الطلبة ونالوا بسببه بعض الجهات وعلى كل حال فهو أولى من خشقدم الزمام ومثقال الحبشة ونحوهما.
جوهر المنجكي ابراهيم بن منجك صفي الدين الحبشي الطواشي ويقال له الصفوي. صار من جملة مقدمي الاطباق مدة حتى ولاه الظاهر جقمق نيابة تقدمة المماليك بعد فيروز الركني فحسنت حاله وعمر مدرسة برأس سويقة منعم عند عرصة القمح تجاه سبيل المؤمنين ولم يتأنق فيها وعمل بها درساً في الفرائض قرر به أبا الجود المالكي وهو الآن مع عبد الرحيم المنشاوي وأول ما أقيمت الجمعة بها في رابع رمضان سنة أربع وأربعين وعزل عن النيابة بجوهر النوروزي حتى مات فجأة في مستهل ذي الحجة سنة احدى وخمسين، ورأيت من أرخه سنة اثنتين وخمسين فالله أعلم، وكان طارحاً للتكلف رقيقاً إلى الطول أقرب.(2/30)
جوهر النوروزي نوروز الحافظي صفي الدين الحبشي. أصله من خدم ابنة الخواجا الشمسي بن المزلق فلما تزوج بها الأمير نوروز المشار إليه صار في خدمته فعرف به، ورأيت قائل هذا قال في موضع آخر ان أصله من خدام أخت نوروز فالله أعلم، ثم خدم بعده جماعة من أعيان الأمراء كالأتابك جارقطلي إلى أن ولي نيابة تقدمة المماليك بعد سميه الذي قتله في حدود سنة خمسين ثم استقر في الخدمة في سنة اثنتين وخمسين بعد عزل عبد اللطيف العثماني الرومي ثم انفصل في سنة أربع وخمسين بمرجان العادلي المحمودي الذي كان استقر عوضه في النيابة ولزم هذا داره مدة إلى أن مات مرجان في سنة خمس وستين فأعيد وباشرها على أجمل وجه إلى أن اختار الانفصال عنها للعجز عن جلبان الظاهر خشقدم واستقر عوضه نائبه مثقال الحبشة ولزم هذا داره على أحسن حال، وقيل إنه أخرج بعد انفصاله بمرجان إلى القدس بطالاً فالله أعلم، وكان متجملاً في ملبسه ومركبه.
جوهر اليشبكي الهندي المعروف بالتركماني لكونه على الاشهر معتق أخت يشبك الجكمي أميراخور زوجة أقبغا التركماني بل قيل انه معتق يشبك نفسه. اتصل بعد موت أقبغا ببيت السلطان وصار بعد مدة شاد الحوش ثم استقر في دولة الظاهر خشقدم في الزمامية والخازندارية بالبذل بعد عزل لولو الاشرفي في أوائل سنة خمس وستين أو أوائل التي بعدها مع كونه من صغار الخدام، واستمر حتى مات بعد تمرضه أشهراً في ليلة الجمعة مستهل جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وحضر السلطان الصلاة عليه قبل الجمعة بالمؤمنين، ودفن بالصحراء وقد ناهز الستين؛ وهو صاحب البستان الذي أنشأه بقرية دموة بالجيزة.
جويعد بن بريم بن صبيحة بن عمر العمري القائد. مات بمكة في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين؛ أرخه ابن فهد.
جياش بن سليمان بن داود بن أبي بكر زين الدين السنبلي اليماني أحد عظماء الأمراء بها ومات.
جيرك أو ميرك القاسمي وربما زيد الفاء أوله. من كبار الأمراء تنقل في الولايات منها نيابة غزة، ومات بدمشق في جمادى الأولى سنة احدى وعشرين ذكره شيخنا في أنبائه جينوس بن جاكم بن بيدو بن أنطون بن جينوس متملك قبرس ملكها بعد أبيه في حدود سنة ثمانمائة، واستمر بها حتى قبض عليه عسكر الاشرف برسباي وجئ به في جملة اسرى إلى الديار المصرية فأقام بالقاهرة مدة ثم أعيد إلى مملكته بعد تقرير شيء معين عليه في كل سنة إلى أن هلك في سنة خمس وثلاثين؛ واستقر بعده ابنه جوان، وكان شكلاً طوالاً خفيف اللحية أشقرها له ذوق في الجملة ومعرفة لكنه غير عارف باللسان العربي وداخله من الركب من عساكر المسلمين ووفور نظامهم ما اقتضى له الوصية لأولاده وأتباعه بعدم الخروج عن طاعة سلطان مصر فيما بلغنا، وطول المقريزي في عقوده بذكره.
حرف الحاء المهملة
حاتم بن عمر بن زكي الدين الدمشقي. ممن سمع منى بمكة.
حاجي بن إياس الهندي مولى السيد محمد بن جعفر بن علي الآتي سمع منى مع سيده.
حاجي بن الاشرف شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاوون، استقر في السلطنة بعد أخيه المنصور على وهو ابن نيف على عشر سنين، ولقب بالصالح ثم انفصل بعد سنة ونصف وخمسة عشر يوماً بمدبر مملكته الأتابك برقوق في رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة وأمره باقامته في داره بقلعة الجبل جرياً على عادة بني الأسياد إلى أن خلع الظاهر برقوق وسجن بقلعة الكرك فأعيد ثانياً وغير الصالح لقبه بالمنصور كأخيه، وكان يلبغا الناصري مدبر مملكته حينئذ بل هو السلطان في الحقيقة فأقام دون تسعة أشهر وعاد الظاهر بعد خلعه له ودخلا مصر في صفر سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، واستمر المنصور ملازماً لداره إلى أن مات، وقد زاد على الأربعين في تاسع عشر شوال سنة أربع عشرة بعد أن تعطلت حركة يديه ورجليه منذ سنين، ودفن بتربة جدته خوند بركة أم الاشرف شعبان، قال العيني كان شديد البأس على جواريه لسوء خلقه من غلبة السوداء غير منفك عن الاشتغال باللهو والسكر، ذكره شيخنا.
حاجي بن عبد الله الزين الرومي ويعرف بحاجي فقيه شيخ التربة الظاهرية خارج القاهرة. كان عرياً من العلم إلا ان له اتصالاً بالترك كدأب غيره، مات في شوال سنة ثمان عشرة واستقر في مشيختها الشمس البساطي. قاله شيخنا في أنبائه.
حاجي بن محمد بن قلاوون الملك المنصور. مات في سنة احدى.(2/31)
حاجي بن مغلطاي ويقال له أمير حاج، مضى في الهمزة.
حاجي فقيه؛ في ابن عبد الله قريباً.
حازم بن عبد الكريم بن محمد أبي نمي الحسني المكي؛ كان من أعيان الأشراف ممن صاهره الشريفان أحمد وعلي ابنا عجلان الأول على أخته والآخر على ابنته وعظم أمره لذلك، ومات في أول القرن، ذكره الفاسي ورأيت من قال في سنة عشر.
حافظ بن مهذب بن نير الجانفوري الهندي. ممن سمع منى بمكة.
حافظ. في عبيد الله بن عبد الله.
حافظ آخر مقرئ كان شيخ قبة المرح. في محمد بن علي.
حامد بن أبي بكر بن علي الزين الجيرتي الحنفي المقرئ نزيل مكة والمتوفي بها في نحو التسعين ممن سمع منى بالمدينة، وكان دائماً خيراً مديماً للأشتغال.
حامد المغربي التاجر السفار. ممن استأجر بالسويقة من مكة بيتاً من أوقاف السيد حسن بن عجلان. مات بها في شوال سنة إحدى وثمانين ودفن بالمعلاة.
حبك بضم المهملة والموحدة وآخره كاف. رأس نوبة وأحد الطبلخاناه بمصر في أيام الناصر فرج. مات في مستهل ذي القعدة سنة ثلاث وخرج أقطاعه الخمسين من مماليك الناصر، وكان من الجهلة المفسدين. قاله العيني.
حبيب الله بن الحسين بن علي السنغري اليزدي الشافعي. قدم القاهرة في رجب سنة أربع وتسعين وهو ابن بضم وثلاثين فنزل البيبرسية وأكرمه السلطان بعناية مرزا وغيره ثم خمد بعد أن حج فيها وعاد ودخل في التي تليها دمياط وتزوج عدة وأقرأ بعض الطلبة كالجلال بن الابشيهي ولازمه التاج بن شرف وغيره؛ ورأيته كتب في إجازة أنه يروى عن جماعة منهم صهره نظام الدين إسحق؛ وبلغني انه أخذ بالقاهرة عن عبد الغني بن البساطي والديمي وببيت المقدس عن الكمال بن أبي شريف وان له تصانيف ولا عهد له بالفقه ونحوه، وقال لي البدر العلائي وهو ممن يطريه انه متميز في الأصلين وأنه في أصل الدين أميز مع العقليات والرياضيات والعربية وانه يقرئ القونوي بحل العبارة من غير تميز في الحفظ والاستحضار ولكنه في معارفه كلها يقرئ ما يطالعه، ثم حكى لي بعض أهل تلك النواحي أن أباه من آحاد المكاسين وان هذا ممن عرف بالسفه بحيث أخذ بأمرد وعزر أقبح تعزير وان ما سبق فيه مبالغة إذ لا وزن له هناك بحيث لا يؤهل لا قراء مقدمات الصرف ونعجب في هذا من المصريين، ورام الاجتماع بي والتمس من بعض الطلبة إعلامه بتعيين يوم ختمه علي لصحيح مسلم فما وافقت، واستمر بالقاهرة حتى مات مطعوناً في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين عفا الله عنه.
حبيب الله بن خليل الله بن محمد الكازروني. ممن سمع منى بمكة.
حبيب الله بن عبيد الله بن العلاء محمد بن محمد الحسني الأيجي الشيرازي المكي الشافعي وأمه السيدة بديعة ابنة النور أحمد بن السيد صفي الدين عم أبيه ويعرف كأبيه وجده بابن السيد عفيف الدين، ولد فطن لبيب قارب المراهقة سمع علي في مكة بل قرأ علي يسيراً وكان مشتغلاً بالقرآن والنجابة عليه لائحة مات في سنة ثمان وثمانين عوضه الله وأبويه الجنة.
حبيب بن يوسف بن صالح بن محمد الكيلاني القاهري الشافعي المقرئ. قرأ على التاج بن تمرية وأقرأ؛ وكان صوفياً بالأشرفية برسباي وقرض لجعفر بعض تصانيفه.
حبيب بن يوسف بن عبد الرحمن الزين الرومي العجمي الحنفي. قرأ للثمان على الشمس الغماري بقراءته على أبي حيان وكذا قرأ على التقي البغدادي وروى عن الشمس العسقلاني وغيره وأم بالأشرفية برسباي واستقر في مشيخة القراء بالشيخونية وبالمؤيدية؛ وتصدى للاقراء فانتفع به خلق. وممن تلا عليه للسبع الشمس بن عمران وابن كزلبغا، واستقر في امامة الأشرفية بعده؛ ورافقه في الأخذ عنه التقي أبو بكر الحصني وذلك في سنة اثنتين وأربعين أو بعدها وروى عنه بالاجازة ابن أسد والتقي بن فهد وآخرون.
حبيب آخر يدري القراءات. تلا عليه في جامع الأزهر وغيره غير واحد؛ مات نحو سنة سبعين.
حجاج بن عبد الله بن عبد الرحمن الفارسكوري الحريري. ولد بعد سنة خمس عشرة وثمانمائة تقريباً بفارسكور وقرأ بها القرآن واشتغل في النحو على يوسف البلان الآتي، ولقيه البقاعي وابن فهد فكتبا عنه في شعبان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة من نظمه.
هب النسيم سرى في غيهب الغسق ... على الأزاهر ماس الغصن بالورق
وأيقظ الورق مثل الغصن في سحر ... هبت به نسمة تحيي لمنتشق(2/32)
في أبيات، وهو حلو النظم بلا تكلف وإن كان غيره أشبه منه في العربية، وتأخر إلى بعد سنة أربع وتسعين.
حجر بن يوسف بن شاهين الكركي الاصل القاهري الآتي أبوه؛ تشبه أبوه في تسميته بلقب الجد الاعلى لجده لأمه شيخنا ولم يلبث أن مات وهو طفل. حدندل، في على غير منسوب.
حرب بن بن عبد القادر شيخ جبال نابلس؛ مات بالبرج في صفر سنة تسع وثمانين.
حرسان بن شميلة بن محمد بن سالم الحفيصي المكي الآتي أخوه راجح وأبوهما، مات بمكة في رجب سنة سبع وتسعين شبه الفجاءة ودفن عند سلفه بالمعلاة.
حرمي بن سليمان الببائي ثم القاهري الشافعي، ولد قبل الخمسين وسبعمائة وتفقه قليلاً وسمع من البهاء بن خليل وغيره وناب في الحكم، ودرس بالشريفية وأعاد بالمنصورية لرغبة بعض العجم له عنها وقال الشاعر في ذلك:
قالوا تولى الببائي مع جهالته ... وكان أجهل منه النازل العجمي
فأنشد الجهل بيتاً ليس تنكره ... ما سرت من حرم الا إلى حرم
واتفق أن جركس الخليلي غضب على شاهد عنده مرة فصرفه واستخدم عنده حرمياً هذا فنقم عليه أمراً فأنشد الشطر الأخير وأشبع فتحة الراء فعد ذلك من نوادر الخليلي، مات في ربيع سنة سبع وقد جاز الستين، ذكره شيخنا في أنبائه.
حزمان بالفتح وهو اسم جركسي الظاهري برقوق. ممن ترقى في أيام ابن أستاذه حتى عمل نائب القدس ثم صار دواداراً ثانياً ثم خرج عن طاعته وفر قاصداً دمشق فأمسك بغزة وجئ به فحبسه الناصر أياماً ثم وسطه في سنة أربع عشرة.
حزمان الأبو بكري المؤيدي شيخ. ترقى إلى أن صار خاصكياً وعرض عليه الاشرف إينال الامرة عوضاً عن بعض الأمراء المجردين لابن قرمان لكونه كان معه علي المنصور وأصيب بنصل نشاب خرق خده ودخل فيما قيل لجوفه فأبى؛ ولم يلبث أن مات في شوال سنة احدى وستين ودفن بمدرسته التي أنشأها تجاه حدرة البقر من الشارع؛ وخطيبها وامامها الآن المقرئ الشمس قرمش الضرير، وبلغني انه كان خيراً.
حزمان اليشبكي يشبك الشعباني، ترقى بعد أستاذه إلى أن تأمر في أواخر دولة المؤيد أو في دولة ولده، ولم تطل أيامه؛ ومات في سنة أربع وعشرين ودفن بتربة سيده بالصحراء.
حسام بن عبد الله حسام الدين الصفدي؛ كان ممن يعتقد ببلده وله زاوية في حارة يعقوب منها، مات في ربيع الاول سنة ست عشرة ذكره شيخنا.
حسب الله بن سليمان بن راشد السالمي المكي، مات بها سنة ثلاثين.
حسب الله بن سنان بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري المكي القائد، مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع وأربعين.
حسب الله بن محمد بن بركوت السبكي العجلاني القائد؛ من خواص السيد أبي القاسم، مات في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين بجدة وحمل إلى مكة فدفن بها، أرخهما ابن فهد.
حسب الله بن محمد بن حسب الله بن معقب الزيدي.
حسب الله النجار، مات بمكة في رمضان سنة اثنتين وسبعين.
حسن بن إبراهيم بن حسن بن ابراهيم البدر بن البرهان المناوي الاصل القاهري التاجر ابن التاجر أخو عبد القادر الآتي والماضي أبوهما ويعرف كل منهم بابن عليبة تصغير علبة؛ نشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وأقبل على التجارة؛ وكان حاذقاً فيها كثير التودد والعقل صبوراً محتملاً معدوداً في وجوه الناس، مات في ظهر يوم الخميس ثاني جمادى الأولى سنة تسع وثمانين ببولاق وجئ به في محفة إلى بيتهم بدرب جقمق من سوق أمير الجيوش، وأظنه قارب الخمسين فقد تزوج خديجة ابنة عمه ناصر الدين محمد في سنة سبع وخمسين، وكان له مشهد حافل ثم دفن بتربتهم بالقرب من مصلى باب النصر.(2/33)
حسن بن ابراهيم بن حسين بن ابراهيم بن حمزة بن أبي بكر بن عمر البدر الخالدي المخزومي التلوي - بمثناة ثم لام ثقيلتين ثم واو مكسورة نسبة لتلو قرية بظاهر أسعرد. ولد بها في سابع عشر ذي الحجة سنة خمس وعشرين وثمانمائة وحفظ بها القرآن؛ ثم تحول منها مع أبيه في تجريدة آمد سنة ست وثلاثين حتى دخل القاهرة فحفظ بها المنهاج وعرضه على شيخنا، واستمر كأبيه شافعياً إلى أن تحول أول سلطنة الظاهر جقمق حنفياً، وقرأ على الزين قاسم الحنفي وتعانى النظم فأكثر منه وأتى بما يستحسن وأكثره قصائد. هذا مع كتابة الخط الجيد بحيث يتدرب به فيه واستحضاره لجملة من التاريخ سيما الاتراك المتأخرين ونحوهم والمام بالعربية وفهم جيد والغالب عليه الشعر؛ وقد كان يوسف بن تغري بردي ممن يطريه ويصفه بالفاضل بدر الدين ويورد في تاريخه من نظمه، وهو يقول عنه انه كان عامياً وقد أمره الظاهر بالتزيي للترك وأدرجه في الخاصكية وسافر عنه رسولاً لبعض ملوك الشرق ثم ولاه الظاهر خشقدم نيابة دمياط فأقام بها دون السنتين، وكذا ناب في بعض البلاد الشامية بل ناب سنة سبع وثلاثين في حصن الاكراد ودام به نحو سنتين أيضاً ثم تحول فسكن بعلبك فلما كان في سنة اثنتين وثمانين واجتاز الأشرف قايتباي بتلك النواحي في السفرة الشمالية ولاه نظر مقام نوح بالكرك واستمر في ركابه إلى الشام وتكرر دخوله القاهرة وهو بها في سنة تسع وثمانين، كتب عنه غير واحد ممن أخذ عني من نظمه ومن ذلك في الآثار:
ان يكن عز وصول ولقا ... من حبيبٍ ربنا صلى عليه
فلقد نلت المنى يا مقلتي ... هذه آثاره إن لم تريه
وقوله:
فديتك قد مررت ولم تسلم ... فحركت السواكن من شجوني
فهب خفت السلام من اللواحي ... أقل من الاشارة بالعيون
وقوله وقد عبث عفريت المحمل بالخواجا سليمان تاجر المماليك:
أرى كل شيء يستحيل بضده ... ولم أر شيئاً في زماني كما كانا
سليمان كم أردى العفاريت في بلى ... وعفريت هذا الدهر أردى سليمانا
ولكنه انما قال أرمي في الموضعين. وهو ممن قرض مجموع البدري.
من اسمه حسن
حسن بن ابراهيم بن عمر بدر الدين بن البرهان الحنبلي الماضي أبوه ويعرف بابن الصواف. وحفظ المحرر وأخذ عن والده والبرهان بن حجاج الابناسي وتكسب بالشهادة في حانوت باب الفتوح، رأيته كثيراً وكان فاضلاً منزلاً في الجهات ذا عزم وجلادة على المشي بحيث كان يمشي غالب الليالي لبولاق لسكناه ظناً هناك مع ثروته وقرابته من البدر البغدادي قاضي مذهبه ولذا لما مات أسند وصيته إليه وجعل له إما مائة دينار أو نصفها.
حسن بن ابراهيم الخالدي. مضى فيمن جده حسين بن ابراهيم قريباً.
حسن بن ابراهيم الصفدي ثم الدمشقي الحنبلي الخياط. قرأ عليه العلاء المرداوي ووصفه بالامام المحدث المفسر الزاهد.
حسن بن ابراهيم السي من أهل حصن كيفا. قال شيخنا في معجمه انه جمع لها تاريخاً وكتب إلي ببعضه سنة بضع وعشرين.
حسن بن احمد بن حرمي بن مكي بن فتوح بدر الدين ابو محمد بن الشهاب ابي العباس بن المجد العلقمي القاهري الشافعي والد البهاء محمد الآتي. ولد بالعلاقمة قبيل السبعين وسبعمائة وقدم القاهرة فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية ابن مالك وغيرها، وعرض في سنة احدى وثمانين فما بعدها على الأبناسي وابن الملقن والكمال الدميري وبدر بن علي القويسني في آخرين وأجازوا له والبرهان بن جماعة والبدر الزركشي وطائفة ممن لم يجز، وأخذ الفقه عن البلقيني وابن الملقن والقراءات عن الفخر البلبيسي إمام الازهر وكذا أخذ عن موسى الدلاصي وغيرهم، وناب في القضاء عن الصدر المناوي فمن بعده بالقاهرة وغيرها وكان ناظر الاوقاف، وعرف بالرياسة والحشمة. مات في سادس عشر رجب سنة ثلاث وثلاثين بالقاهرة عن نحو من خمس وستين. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار وأنه جاز الستين، وكان حسن العشرة والأخلاق بساماً.(2/34)
الحسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي البدر أبو يوسف بن الشهاب القرشي العمري العبدوي القدسي الصالحي الحنبلي الماضي أبوه ويعرف بابن عبد الهادي وبابن المبرد. ولد بالصالحية ونشأ بها فحفظ القرآن والخرقي واشتغل وسمع الحديث علي الزين عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الرحمن ابن العز محمد بن سليمان بن حمزة الجزء الثاني من حديث عيسى بن حماد زغبة عن الليث وحدث به قرأه عليه ناصر الدين بن زريق؛ وناب في القضاء عن العلاء ابن مفلح، وكان محمود السيرة عفيفاً ديناً متواضعاً ذا مروءة وهمة وكرم طارحاً للتكلف. مات عن بضع وستين في سنة ثمانين بالصالحية ودفن بالروضة رحمه الله وايانا. وهو والد جمال الدين يوسف والشهاب أحمد.
الحسن بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بدر الدين ابن الامام الشهاب الاذرعي والد محمد مامش، وأمه جركسية فتاة لأبيه. حفظ القرآن وجوده على أبيه وبعض المنهاج وسمع ختم البخاري بالظاهرية، ومات وقد تكهل سنة ثمانين تقريباً.
الحسن بن أحمد بن حسن البدر العاملي ثم القاهري الشافعي نزيل سعيد السعداء وأحد أئمتها. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة تقريباً بمنية عامل وقدم القاهرة أوائل القرن فحفظ القرآن والتنبيه والملحة، وأخذ في الفقه عن البرهان البيجوري وحضر في الفرائض عند الشهاب العاملي؛ وصحب ناصر الدين الشاطر ومحمد الاسيوطي وغيرهما، وكان صالحاً ديناً ورعاً زاهداً كثير التلاوة محافظاً على قيام الليل جلست معه كثيراً وصليت خلفه وللناس فيه اعتقاد كبير وهو ممن تصدى لتعليم الاطفال بمكتب السابقية دهراً وانتفع به في ذلك؛ وممن قرأ عنده الولوي الاسيوطي وتلطف في رد شهادته بتعديل بعضهم مع اعترافه بصلاحه والشمس بن الفالاتي والبدر ابن شيخنا، ثم شاخ فترك ذلك واقتصر على وظائف الخير تلاوة وتهجداً وصوماً؛ وتردد إليه لقصد بركته ودعائه. عمر ومات في سنة ثلاث وسبعين رحمه الله.
الحسن بن أحمد بن صدقة بن محمد بن عين الدولة البدر الشكري الحصوني الحلبي الشافعي. ولد في أوائل سنة تسع وخمسين وسبعمائة وحفظ القرآن والحاوي الصغير وحله حلاً حسناً، ومن شيوخه في الفقه الشهاب الاذرعي والزين بن الكركي وفي النحو أبو جعفر الغرناطي والسراج الفوي والسيد الاخلاطي ومحمد الكازروني وعنه أخذ المنطق وعن الفوي والسحري الاصول، وقد أعرض بأخرة عن الاشتغال مع فقهه، وناب في القضاء عن الجمال الحسفاوي وله نظم حسن لكن ربما يدعى الشيء منه ويكون جميعه أو بعضه لغيره أو يأخذ معناه ثم يحوله لبحر آخر، وهو كثير المجون محب للخلاعة واللهو عارف بعض الآلات المطربة وقد كتب عنه صاحبنا النجم بن فهد قصيدة رائية في شيخنا أودعتها الجواهر وكذا كتب عنه في مدحه غيرها. ومات قريب الاربعين ظناً.
الحسن بن أحمد بن علي بدر الدين بن شهاب الدين المصري ثم الدمياطي الشافعي ويعرف في دمياط بحسن المواز وقبل بابن قرمش - بفتح القاف وسكون الراء وكسر الميم ثم معجمة. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة بفندق الكارم من مصر العتيقة وقرأ بها القرآن وصلى به وحفظ العمدة وعرضها على البدر بن الصاحب والشمس المراغي فلما توفي والده خدم القاضي كريم الدين بن عبد العزيز إلى أن انتقل لدمياط بعد سنة خمس وتسعين فقطنها وخدم الفقراء، وحج في سنة عشر وأسره الفرنج عقب حجه من صيدا وأقام عندهم ثلاثين شهراً ثم خلص وعاد إلى محله ثم سافر إلى الشام تاجراً ودخل حلب فما دونها وزار بيت المقدس واجتمع بأكابر أهل تلك البلاد ولقيه صاحبنا النجم بن فهد وترجمه؛ وما علمت وفاته وكذا لقيه البقاعي؛ وكأنه مات قريب الاربعين.
الحسن بن أحمد بن علي بدر الدين الشيشيني. سمع علي شيخنا قلعة من متبايناته بقراءة الفتحي ووصفه بالشيخ.(2/35)
الحسن بن أحمد بن محمد بن سلامة بن عطوف بن يعلى البدر السلمي المكي البزار أخو النور على الآتي ويعرف بابن سلامة. ولد سنة احدى وخمسين وسبعمائة بمكة وأجاز له باستدعاء أخيه الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن الهبل وابن رافع والبهاء بن خليل وأبو البقاء بن السبكي وابن القارئ وابن قواليح وغيرهم، وحدث سمع منه التقي بن فهد وغيره، وهو أحد الشيوخ الذين خرج لهم الجمال بن موسى. وكان يبيع الحرير والبز ويذاكر بأشعار في ولاة مكة من الاشراف ويجهر بالقراءة لبلاغته ويطيل في ذلك. وأضر بأخرة. مات في جمادى الاولى سنة سبع وعشرين ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة ثم ابن فهد في معجمه.
الحسن بن أحمد بن محمد بن عبد الله الدواخلي ثم القاهري الشافعي نزيل طيبة وأخو محمد الآتي وذاك أكبره ممن حفظ القرآن واشتغل وجاور بالحرمين مدة وسمع منى فيهما ثم تزوج فتاة يحيى بن فهد بعد موته وأقام بها في المدينة النبوية، وصار بواباً بمدرسة السلطان هناك ولا بأس به.
الحسن بن أحمد بن محمد بن عثمان البدر أبو علي الطنتدائي ثم القاهري الشافعي المقرئ الضرير والد البهاء محمد وشقيقيه أحمد ثم يحيى، ولد في سنة اثنتين وثمانمائة تقريباً بطنتدا وحفظ بها القرآن ثم تحول منها في سنة تسع عشرة إلى القاهرة فحفظ العمدة والشاطبية وألفية ابن مالك، وعرض بعضها على شيخنا والبساطي وابن مغلى والتلواني والمحب الاقصرائي في آخرين، وجمع للسبع على الشمس العاصفي وحبيب والبعض على ابن الجزري والزراتيتي، وحضر في الفقه عند القاياتي والونائي، وأخذ عن الشمس بن هشام في العربية وقرأ على شيخنا في البخاري حفظاً إلى أول الجنائز، وكان يطلع إلى الظاهر جقمق أحياناً لصحبة بينهما قبل السلطنة وميله إليه بحيث عمل له راتباً على الجوالي وربما أحسن إليه بغير ذلك، وكان خيراً سليم الصدر منعزلاً على التلاوة وربما استعان بمن يطالع له في شرح المنهاج للدميري ونحوه، وكنت ممن يقصدني لذلك وللسؤال عن أشياء قانعاً باليسير سيما بأخرة متعففاً. انقطع ببيته مدة طويلة حتى مات في شعبان سنة ثمان وثمانين وصلى عليه بمصلى باب النصر؛ دفن هناك رحمه الله وايانا.
الحسن بن أحمد بن محمد بن محمد بن وفا أبو الجود بن الشهاب السكندري الاصل المصري المالكي أخو ابراهيم وعبد الرحمن محمد وأبي الفتح محمد ويحيى، ويعرف كسلفه بابن وفا؛ مات في حياة أبيه سنة ثمان وهو ابن تسع عشرة سنة.(2/36)
الحسن بن أحمد بن محمد البدر البرديني ثم القاهري الشافعي ولد بقرية بردين من الشرقية في حدود الخمسين وسبعمائة، وقال شيخنا في أنبائه إنه قدم يعني منها ونشأ بالقاهرة فقيراً ونزله أبو غالب القبطي الكاتب بمدرسته التي أنشأها بجوار باب الخوخة فقرأ على الشمس الكلائي ولم يتميز في شيء من العلوم ولكنه لما ترعرع تكسب بالشهادة ثم ولي التوقيع واشتهر به مع معرفة بالأمور الدنيوية فراج بذلك على ابن خلدون فنوه به والصدر المناوي. قلت ورأيته شهد على الصدر الابشيطي في إذنه للجمال الزيتوني بالتدريس والافتاء في سنة تسع وثمانمائة، قال ولم ينتقل في غالب عمره عن ذلك ولا عن ركوب الحمار حتى كان بآخر دولة الجمال الاستادار فان كاتب السر فتح الله نوه به فركب حينئذ الفرس وناب في الحكم وطال لسانه واشتهر بالمروءة والعصبية فهرع إليه الناس في قضاء حوائجهم وصار عمدة القبط في مهماتهم يقوم بها أتم قيام فاشتد ركونهم إليه وخصوه بها بحيث لا يثق أحد منهم فيها بغيره فصارت له بذلك سمعة وكان يتجوه على كل من فتح الله كاتب السر وابن نصر الله ناظر الجيش بالآخر وعلى سائر الاكابر بهما فحوائجه مقضية عند الجميع، ولما باشر نيابة الحكم أظهر العفة ولم يأخذ على الحكم شيئاً فأحبه الناس وفضلوه على غيره من المهرة لذلك؛ وحفظت عنه كلمات منكرة مثل انكاره أن يكون في الميراث خمس أو سبع لأن الله لم يذكره في كتابه وغير ذلك من الخرافات التي كان يسميها المفردات، بل حج بأخرة فذكر لي عنه الصلاح بن نصر الله أموراً منكرة من التبرم والازدراء نسأل الله العفو؛ وكان مع شدة جهله عريض الدعوى غير مبال بما يقول ويفعل. مات في رجب سنة احدى وثلاثين وقد زاد على الثمانين وتغير عقله؛ وله في هدم الاماكن التي أخذها المؤيد حين بنى جامعه بباب زويلة مصائب استوعبها المقريزي في تاريخه وذكره في عقوده مطولاً، وسيأتي له ذكر في ترجمة صهره الشمس محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد الزعيفريني.
الحسن بن احمد البعلي الشافعي ويعرف بابن الفقيه. ولد في نصف شعبان سنة ست وخمسين وسبعمائة وسمع من أحمد بن عبد الكريم البعلي صحيح مسلم ومن يوسف بن الحبال السيرة لابن اسحق.
الحسن بن أحمد النويري الطرابلسي الحنفي، عرض عليه الصلاح الطرابلسي الشاطبية في ذي القعدة سنة سبع وأربعين وقال انه كان قاضي الحنفية ببلده.
الحسن بن اسماعيل البدر البنبي ثم القاهري الشافعي والد البدر محمد الآتي، قرأ على السراج البلقيني بعض تصانيفه ووصفه بالفاضل العالم وأنه بحث وأجاد فيما يبديه وأجاز له وأرخ ذلك في صفر سنة أربع وسبعين وسبعمائة وصاهر البدر بن الامانة على أخته، وكانت وفاته بعد سنة احدى فان مولد ولده فيها ولكنه لم يدركه ادراكاً بيناً.
الحسن بن الياس الرومي من أعيان التجار ذوي الوجاهات بحيث انتسب إليه جماعة من الخدام منهم لولو الحسني ومرجان الحسني، ومات بالحبشة وهو والد الجمال محمد الآتي. الحسن بن أمير علي بن سنقر حمام الدين بن غرلو نسبة لجد له من جهة الأم. يأتي في آخر من اسمه حسن.
الحسن بن أيوب. يأتي في ابن يوسف بن أيوب.(2/37)
الحسن بن أبي بكر بن أحمد البدر بن الشرف بن الشهاب القدسي ثم القاهري الحنفي أخو الشمس محمد الآتي ويعرف في القدس بابن بقيرة وبقيرة لقب أبيه. ولد سنة ثمان وستين وسبعمائة ببيت المقدس وأخذ فيه عن عمه الشهاب أحمد والشريحي وخير الدين والطبقة. قال شيخنا في الانباء انه اشتغل قديماً من سنة ثمانين وهلم جرا بالقدس ثم بدمشق ثم بالقاهرة؛ وكان فاضلاً في العربية وغيرها؛ وناب في القضاء عن التفهني ثم استقر في مشيخة الشيخونية لما أعيد التفهني إلى القضاء في رجب سنة ثلاث وثلاثين، قال العيني انه قدم مصر وهو لا يلتفت إليه مثل آحاد الطلبة؛ واستقر شاهداً في سوق الجوار ثم ترقى إلى الشيخونية من غير أن يخطر ببال أحد لأنه لم يكن كفؤاً لها ولكن الزمان تغير والرجال قلوا، وكذا ولي تدريس مدرسة سودون من زاده والامامة بها وتدريس مدرسة إينال بالشارع والتدريس بجامع المارداني والخطابة بالبرقوقية. مات في ثالث ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وقد قارب السبعين ودفن في جامع شيخون بالفسقية التي فيها العز الرازي، واستقر في الشيخونية بعده باكير وفي جامع المارد اني المحب الأقصرائي وكان استقر فيه سعد الدين ابن الديري قبله، وممن أخذ عنه في النحو الشهاب المنصوري الشاعر.
الحسن بن أبي بكر بن محمد بن عثمان بن أحمد بن عمر بن سلامة البدر أبو محمد المارديني ثم الحلبي الحنفي أخو البدر محمد الآتي ويعرف بابن سلامة. ولد سنة سبعين وسبعمائة بماردين وكان أبوه مدرسها فانتقل ولده هذا إلى حلب فقطنها وحج وجاور فسمع هناك علي ابن صديق الصحيح وعلي الجمال بن ظهيرة واشتغل كثيراً علي أخيه بل شاركه في الطب وحفظ الكنز والمنار وعمدة النسفى والحاجبية؛ وساح ثم أقام وتكسب بالشهادة مع السذاجة وأم في البانية بجامع حلب ونزل له أخوه عند موته عن تدريس الحدادية. وحدث سمع منه الفضلاء. مات بحلب بعد أن انهرم بعد سنة خمسين ظناً.
الحسن بن ثقبة بن رميثة بن أبي نمي الحسني المكي. كان ممن تغير عليه ابن عمه أحمد بن عجلان فقبض عليه وعلى أخيه احمد وابنه علي وعنان بن مغامس ثم كحلوا خلا عناناً. ومات على ضرره في شعبان سنة ست عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين أو قاربها وهو آخر بني أبيه موتاً قاله الفاسي في مكة ودكره المقريزي في عقوده.
حسن بن جعفر؛ مات بمكة في رمضان سنة اثنتين وثمانين ولعله ابن محمد بن جعفر يأتي.
الحسن بن جودي المارديني له نظم على مجموع البدري أوله:
لله مجموع له قد تشهد المجامع ... بأنه قطب لها نعم وفرد جامع
وخطه بديع.
حسن بن حسن بن علي بن محمد بن جوشن. كذا كتبه ابن فهد وأرخه في رجب سنة أربع وسبعين.
حسن بن حسن بن علي البدر النائي نسبة لناي بالقليوبية القاهري الشافعي الرفاعي، ولد سنة تسع وأربعين وثمانمائة، ونشأ يتيماً فحفظ القرآن وصلى به بالجمالية ناظر الخاص والمنهاج الفرعي وألفية النحو وجمع الجوامع وكذا منظومة ابن الوردي النحوية في ليلة كما قال؛ وعرض على ابن البلقيني والمناوي والكمال بن إمام الكاملية؛ ثم ترقى للأخذ في الفقه عنهم وعن الفخر المقسي والعبادي بل وقرأ في شرح جمع الجوامع للمحلى على الكمال بن أبي شريف وفي العقليات عن الكافياجي وسيف الدين وقاسم الحنفيين، وحج غير مرة أولها في سنة تسع وستين وقرأ بالمدينة النبوية على أبي الفرج المراغي أوائل الكتب الستة بحضرة الشهاب الابشيطي وقاضيها الشمس بن القصبي وصحب راجحاً وأبا الصفا وآخرين وتلقن من إمام الكاملية ولبس منه الخرقة واختص بشاهين الجمالي وأخيه وغيرهما وحمدوا عقله ودربته وأدبه وسياسته؛ وهو أحد كتاب الزردخانات مع جهات مضافة إليه وهمة علية، وبلغني انه هو وأخوه محمد من فلاحي ناي وطلباً ليقيما بها فتعصب له المذكوران وأخذا لهم مربعة من الظاهر خشقدم بأعقابهما واستقرا به عريف كتاب الايتام بمدرسة أستاذهما وانه انما حفظ مع القرآن قطعة من المنهاج ولم يشتغل الا علي البدر بن خطيب الفخرية فالله أعلم.(2/38)
الحسن بن حسين بن احمد بن احمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن علي البدر بن الطولوني الحنفي سبط القاضي جمال الدين محمود القيصري والماضي جده في الأحمدين ويعرف كسلفه بابن الطولوني. ولد سنة ست وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة. ولازم الأمين الاقصرائي والزين قاسم الحنفي وكذا أخذ عن غيرهما بل أخذ عني أشياء وكتبت له اجازة. وحج وعانى الانغام في القراءات والأذان وغيرهما، وساق المحمل في الأيام الأشرفية إينال بل استقر به في المعلمية لكونه قام معه في المحاصرة قياماً كبيراً فراعى له ذلك، وصرف عنها يوسف شاه وذلك في أوائل سلطنته وقتاً، ثم باشرها بعناية الدوادار الكبير يشبك من مهدي لاختصاصه به في الأيام الأشرفية قايتباي. وكان قائماً على بناء جامع الروضة المعروف بالمقسي وسكن هناك؛ وللملك إليه بعض الميل والملاطفة بالكلام وربما يكلمه فيما يتوسل به عنده فيه، وفيه خير وأدب وتواضع وتودد للطلبة وإحسان للفقراء مع اعتنائه بالتاريخ ومذاكرته في أشياء منه وقد اراني جمعاً له فيه وسمعت أنه شرح مقدمة أبي الليث والجرومية ونعم الرجل، وقد حج في سنة ثمان وتسعين موسمياً وكان على خير وهيئة حسنة بحيث قل أن رأيت في الركب ممن يذكر على طريقته مع الافضال جوزي خيراً ومحاسنه جمة زاده الله فضلاً.(2/39)
الحسن بن حسين بن علي بن عبد الدائم بدر الدين الأميوطي القاهري الحسيني سكناً والد المحب محمد الآتي؛ تعانى التوكيل في أبواب القضاة فازدحم الناس عليه لحذقه فيها ولا زال حتى استقر به العلمي البلقيني في نقابته بل صار هو المبرم للقضايا ليس له فضلاً عن رفيقه فيها وهو الشريف الجرواني معه أمر؛ والنواب تحت قهره حتى أنه تعدى إلى إزدراء أقارب أستاذه كأبي العدل قاسم ابن أخيه ولما ضاق الخناق منه قام عليه الولوي البلقيني في أول ولاية الظاهر بمساعدة ابن عم أبيه قاسم المذكور وجماعة وكتب فيه محضراً شهد عليه فيه بأمور معضلة بعضها يقتضي الزندقة والاستهزاء بالشريعة وأهلها وغير ذلك من ارتكاب كبائر من لواط وشرب خمر، وممن كتب فيه التقي القلقشندي والشهاب السيرجي وقال ان فوض إلي أمره حكمت بسفك دمه أو كما قال والبقاعي وشكوه إلى السلطان فأمر بالقبض عليه وبلغه ذلك فاستجار بالزين عبد الرحمن بن الكويز فسعى له ثم قبض عليه بعض الأعوان وجمع من الشرط ليلاً ففر منهم إلى بيت ابن الكويز فأصبح القوم فرفعوا أمرهم ثانياً إلى السلطان فأمر الوالي ونقب الجيش بالجد في طلبه فلم يقدروا عليه واستمر توريه إلى ان شفع فيه تنم المحتسب ودولات باي أميراخور عند ناظر الجيش لكون الولوي ممن ينتمي إليه فتكلم مع شيخنا في سماع الدعوى عليه والحكم بحقن دمه فأجاب وحينئذ آمن على نفسه وظهر ولكن لم يقع حكم له ولا عليه وصادف قرب القرب على ناظر الجيش فتحرك صاحب الترجمة وساعده السفطي حتى وقف للسلطان وأنهى أن الولوي تعصب عليه بجاهه وماله وان الذين كتبوا في حقه رجع أكثرهم وأظهر خطوط بعضهم بذلك فأمر بعقد مجلس بالقضاة والعلماء فعقد بالصالحية في المحرم سنة ثلاث وأربعين وادعى عليه بأمور معضلة فسمع الدعوى عليه ببعضها شيخنا وببعضها الحنفي وأمر الحنفي بحبسه ليبين ما ادعاه من الطعن في الشهود واجتمع بسبب ذلك من لا يحصى عدداً من الناس بحيث قاسى في توجهه إلى الحبس من الاهانة والصفع ما لا يزيد عليه ولولا دفع نقيب الجيش عنه لقتل فيما قيل ثم أخرج في اليوم الثاني من الشهر الذي يليه لمجلس الحنفي فضرب على ظهره مجرداً نحو أربعين وأهين في أثناء ذلك إهانة عظيمة ثم أعيد إلى الحبس واجتمع من الناس أيضاً من لا يعد كثرة ولولا الوالي لقتلوه في رجوعه به، ثم أخرج ثانياً بعد أيام إلى الحنفي أيضاً وادعى عليه ثانياً ولم يكن ما كان يظن، ثم أعيد إلى الحبس ثم أخرج عنه في الحال وسكنت القضية بعد أن كان يظن إراقة دمه لا محالة؛ ولما خلص توصل إلى الدوادار دولات باي وأعلمه بأن تقي الدين البلقيني والد غريمه المشار إليه أوصى من ثلثه بعمارة ميضأة جامع الحاكم الجاري تحت نظر الأمير حينئذ فأرسل إليه نقباءه فما خالف وما تمكن من مكافأته لأكثر من هذا واجتهد في أخذ المحضر حتى عجز ولزم التردد إلى الأكابر كالجمالي ناظر الخاص؛ وصار إلى ضخامة وبنى داراً هائلة بالقرب من صليبة الحسينية؛ ولم يلبث أن مات في ربيع الأول سنة خمس وخمسين قبل إكمال الستين ولم يتمتع هو ولا ابنه ولا أحد ممن ملكها بعده بالدار المشار اليها بل هي مجمولة مشئومة ويقال انه سمع في قبره عوي، وكان من سيئات الدهر عفا الله عنه.
الحسن بن حمزة بن يوسف بن الأمير الحلبي نزيل القاهرة ووالد.
الحسن بن خاص بك البدر أبو محمد الحنفي. كان جندياً بارعاً عالماً مفنناً في الفقه وأصوله والعربية مشاركاً في غيرها، تصدى للافتاء والتدريس مدة وانتفع به الطلبة مع وجاهته عند الأكابر من الأمراء وغيرهم بحيث لا ترد رسالته. قال المقريزي بعد ثنائه عليه بأنه أحد أعيان الحنفية ومقدمي المماليك السلطانية وسمي ولده لاجين، سمعنا بقراءته بمكة في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة الصحيحين ومات سنة ثلاث عشرة عن نحو ستين سنة، وسماه شيخنا في الأنباء محمداً وسيأتي.(2/40)
الحسن بن خليل بن خضر بدر الدين القاهري الحنفي أخو ناصر الدين محمد الكلوتاتي الآتي. كان قد اشتغل عند الزين قاسم الحنفي وغيره وفضل وحج وجاور وداوم العبادة مع الانجماع واليبس الذي يؤدي به إلى نوع ترفع؛ وكان يقصدني كثيراً للمراجعة في شيء كان يجمعه في السيرة النبوية ونحو ذلك؛ وأخبرني انه رأى كأنه في الروضة النبوية والناس وقوف ينتظرون فتح الحجرة وأنه قيل لهم إن المفتاح مع الخادم وسيجئ الآن قال فلم يكن بأسرع من مجيئك ففتحت الحجرة الشريفة ودخل الناس أو كما قال؛ وهو عندي بخط بعض الفضلاء ممن سمعه منه، مات في ربيع الاول سنة ثمانين بين الخطارة وبلبيس وحمل حتى دفن ببلبيس رحمه الله وايانا.
الحسن بن خليل بن علي بن حسن بن يوسف بن خازم - بمعجمتين - ابن هاشم البدر الانصاري الخزرجي السعدي العبادي البقاعي الجديثي - بفتح الجيم وكسر المهملة وآخره مثلثة - الشافعي نزيل بيروت. ولد سنة تسعين وسبعمائة تقريباً. ومات في حدود سنة خمسين ظناً. قاله البقاعي.
الحسن بن داود بن حسين الاطفيحي ثم الطنتدائي الغمري قاضيها ويعرف بفارس ياتي الحسن بن ريس بن حسين السفطي. ممن سمع منى بالقاهرة.
حسن بن زبيري بن قيس بن ثابت بن نغير بن منصور البدر الحسيني أمير المدينة. وليها بعد أبيه الآتي في سنة ثمان وثمانين عن الشريف محمد بن بركات، وهو مع صغره يوصف بعقل، وقد رأيته بالمدينة سنة ثمان وتسعين.
الحسن بن زكريا من يوسف البلبيسي. ممن سمع منى أيضاً بالقاهرة.
الحسن بن سودون بدر الدين الفقيه صهر الظاهر ططر وخال ولده الصالح محمد. كان والده كما سيأتي جندياً من المماليك الظاهرية برقوق فتزوج ططر بابنته شقيقة صاحب الترجمة فصار في خدمته فلما تسلطن قربه وعظم وأنعم عليه الصالح بأمرة طبلخاناه ثم بتقدمة، ولم تطل أيامه ولا متع بالامرة لكونه لم يزل موعوكاً إلى أن مات يوم الجمعة ثالث عشر صفر سنة خمس وعشرين وورثه أبوه وقد أسف عليه ولكنه صبر وتجلد. وكان في حال شبيبته أيام المؤيد حسن الشكالة بارع الجمال ثم حصل له في إحدى عينيه خلل من رمد غشاها؛ مع خلوه عن الفضائل فيما قيل، وموته كان سبباً للتغير والمنافرة بين الأميرين الكبيرين طراي وبرسباي. قاله شيخنا في إنبائه مختصراً.
الحسن بن سودون الفيه. هو الذي قبله.
406 - الحسن بن سويد بدر الدين المصري المالكي والد عبد الرحمن الآتي ويعرف بابن سويد. قال شيخنا في أنبائه أصله من وسق شنودة، وسلفه من القبط ويقال إن والده كان يبيع الفراريج، ذكر لي ذلك بعض ثقات المصريين عن شيخنا شمس الدين المراغي أنه شاهده، ورزق من الأولاد جماعة نبغوا وصاروا من أعيان الشهود بمصر منهم شمس الدين الأكبر صاحب الترجمة فلازم الاشتغال وحضور دروس شيخنا الشمس المذكور ومركز الشافعية بباب العيد والمتجر الكارمي ومجلس الفخر القاياتي، ثم حصل مالاً واتجر فيه إلى اليمن سنة ثمانمائة ثم عاود البلاد مراراً واتسع أمره جداً وتزوج أم هاني ابنة الهوريني سبطة الفخر المذكور بعد موت زوجها والد السيف الحنفي وإخوته فاستولى على تركة جدها بعد موته وأدخل معه فيها من شاء، وبنى مدرسة مقابل حمام جندر مات قبل اكمالها وأوصى لتكمينها بأربعة آلاف دينار فصيرها بنوه بعد جامعاً وأبطوا ما كان صيره هو من كونها مدرسة والتدريس الذي كان بها؛ وحصل في ذلك خبط كبير. مات في أوائل صفر سنة تسع وعشرين.
407 - حسن بن طلحة اليماني الدلال، كان حافظاً للقرآن كثير التلاوة. مات بمكة في ذي الحجة سنة ست وستين.
408 - الحسن بن عباس بن ناصر الدين محمد الصفدي ثم الدمياطي الزيات بها. ولد بنواحي الشام في عشر التسعين وسبعمائة وانتقل إلى دمياط بعد بلوغه بيسير فقطنها، وحج ودخل القاهرة؛ وكان عامياً خيراً متودداً للناس لقيته بدمياط وكتبت عنه من نظمه في شيخنا وغيره. ومات بعد ذلك أظنه قريب الستين.(2/41)
409 - الحسن بن عبد الله بن تقي بدر الدين القاهري القباني المقرىء ويعرف بابن تقي - بمثناة مفتوحة ثم قاف مكسورة. ولد بعد الخمسين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا بالسبع على أئمة عصره حتى أتقنها واشتغل في غيرها وتزوج بابنة الشمس بن الصائغ خالة التقي المقريزي ثم تعلم الوزن بالقبان فاستمر، وكان يؤم شيخنا في التراويح بالمدرسة المنكوتمرية إلى أن مات؛ ووصفه في تاريخه بقوله كان خيراً كثير التأني أتقن السبع قال وذكر لنا التقي المقريزي أنه كان شاباً وصاحب الترجمة رجل. مات في شوال سنة أربع وأربعين عن سن عالية تقرب من التسعين انتهى، وقد صليت خلفه وسمعت قراءته وكان لكبره يكثر توقفه في القراءة أو غلطه فيفتح عليه شيخنا رحمهما الله وإيانا.
410 - الحسن بن عبد الله البدر الطرابلسي المشير ويقال له الأمير ويعرف بابن محب الدين. كان أبوه من مسلمة طرابلس فتسمى بعد اسلامه محمداً وكان ممن تعاني الخدم في الديوان فنشأ ولده على ذلك وولى كتابة سر بلده واتصل بشيخ حين كان نائب طرابلس ولزم خدمته حتى صار كافل مملكة الخليفة المستعين بالله فاستقر به حينئذ أستاداراً، فباشرها بحرمة وعظمة وتزايدت عظمته لما تسلطن المؤيد وولاه الاشاعره ثم عزل بالفخر عبد الغني بن أبي الفرج في سنة ست عشرة وتولى نيابة اسكندرية عوضاً عن خليل التوريزي ثم عزل وأعيد إلى الاستادارية وتزايد ظلمه وعسفه فقبض عليه المؤيد بعد أن أوسعه سباً وهم بقتله فشفع فيه عنده على مال كثير بعد عصره وعقوبته وعقوبة أتباعه حتى عوقبت زوجته الشريفة القديمة دون زوجته خوند حاج ملك الكركية زوجة الظاهر برقوق ثم أفرج عنه ثم استقر في كشف الوجه القبلي وتوجه فظلم أيضاً، ولم يلبث أن صودر وأهين وكذا ولى الوزر في أيام المؤيد وقتاً ثم بعد مدة أعطى تقدمة بطرابلس فلما عصى جقمق على ططر انتمى إليه فصادر الناس وجمع الأموال، فلما سافر الأتابك ططر إلى الشام أمسكوه وضربوه وعصروه، ولا زال تحت العقوبة إلى أن هلك في جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين، وكان ظالماً منهمكاً في اللذات قليل الخير كثير الشر، وقال العيني أنه كان أهوج ظالماً عسوفاً طماعاً.
411 - الحسن بن عبد الأحد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد العزيز بن هبة الله بن محمد بن عبد الرحمن البدر أبو محمد القرشي التيمي البكري الحراني الرسعني الحنبلي المؤدب. ولد تقريباً سنة سبعين وسبعمائة بمدينة رأس العين معاملة ماردين وحضر في الرابعة على البهاء عبد الله بن محمد الدماميني منتقي من مشيخة السفاقسي تخريج منصور بن سليم وحدث به سمعه منه الفضلاء وجاور بمكة سنين وأدب بها الأطفال بالمسجد الحرام وكان خيراً متعبداً ساكناً. مات في أحد الربيعين سنة ست وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله. ترجمه الفاسي في مكة وابن فهد في معجمه.
412 - الحسن بن عبد الرحمن بن شجاع البدر بن الزين المقرىء قال إمام الأقصى كريم الدين عبد الكريم بن أبي الوفا أنه تلا عليه للسبع الفاتحة والبقرة ووصفه بالامام العالم.
413 - الحسن بن عبد الرحمن بن عثمان فخر الدين الشارمساحي الاصل الغمري ثم القاهري الشافعي الموقت. ولد سنة ثمان عشرة وثمانمائة تقريباً ببساط في توجه أبويه لمنية غمر؛ ونشأ بمنية غمر فحفظ القرآن وقدم القاهرة وصحب أبا عبد الله الغمري وعمل الرياسة بجامعه والترقية، وهو ممن أخذ في الميات عن عبد الرحيم بن رزين بل أخذ يسيراً عن الشهاب بن المجدي ثم عن البدر المارداني وتميز في ذلك واشتغل بالفقه والعربية قليلاً؛ وسمع على شيخنا وغيره بل قرأ البخاري على البهاء بن المصري وكذا قرأ علي ولازمني؛ وباشر الرياسة بأماكن وأقرأ الابناء ثم بأخرة تكسب أيضاً بالشهادة وربما خطب نيابة وحج عشراً وجاور غير مرة وكذا أقام ببيت المقدس نحو سنتين ثم رجع ومات في سنة ثلاث وتسعين(2/42)
414 - الحسن بن عبد الرحمن البدر التعزي اليماني الشافعي بن الصباحي. كان أبوه أو عمه وزيراً للمسعود من بني رسول فنشأ هذا طالب علم وأخذ عن الفقهاء عمر الفتي ويوسف المقرىء وغيرهما بزبيد وغيرها، وتميز في الفقه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة بحيث كان مدار الفتيا بتعز عليه، وولى تدريس زيادة عبد الوهاب بن طاهر بالجامع المظفري وانتفع به حتى مات في تاسع عشر شوال سنة ثمان وتسعين بتعز وقد جاز الكهولة، وله نظم رائق كل ذلك فيما بلغني رحمه الله.
415 - الحسن بن عبد الولي الاسعردي الصالحي من كبار التجار بدمشق. مات في المحرم سنة إحدى؛ ذكره شيخنا في أنبائه.
416 - الحسن بن السلطان عثمان بن العادل سليمان الأيوبي صاحب مدينة حصن كيفا. قتله ابن عمه سنة تسع وخمسين واستقر في المملكة عوضه.
417 - حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمى محمد بن أبي سعد حسن بن علي ابن قتادة بن إدريس بن مطاعن السيد البدر أبو المعالي الحسني المكي أميرها ونائب السلطنة بالبلاد الحجازية. ولد في سنة خمس وسبعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها في كفالة أخيه أحمد فلما مات قدم القاهرة في أوائل سنة تسعين لتأييد أمر أخيه علي وعاد إلى مكة في ثاني ربيعيها أو الذي يليه ومعه جماعة من الأتراك أخيه ثم سافر مع أخيه ورام الأمر لنفسه فلم يمكنه إلا بعد موته وكان إذ ذاك معتقلاً بالقلعة، ووصل مكة في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ومعه يلبغا السالمي مسفراً وعدة أتراك يزيدون على المائة أو دونها ومن الخيول دون المائة، ولم تتم السنة حتى وقع بينه وبين بني حسن قتلة أخيه مقتلة كان الظفر فيها له بحيث لم يقتل ممن معه غير مملوك وعبد، وقتل من أشراف الفريق الآخر سبعة ومن أتباعهم نحو الثلاثين، وعظم بذلك جداً وساس الأمور بجدة مع التجار حتى قدومها بعد تركهم لها، واستمر في نمو وزيادة وهيبة في القلوب إلى أن ناب عن السلطنة بالأقطار الحجازية واستناب بالمدينة عجلان بن نغير بن جماز بن منصور وخطب له على منبرها قبل عجلان وبعد السلطان ثم عزل في أثناء سنة ثمان عشرة بالسيد رميثة بن محمد بن عجلان ثن أعيد في التي تليها ثم استعفى وسأل في استقرار الأمر لولديه بركات وإبراهيم وأنهما أولى بالامرة منه لقوتهما وضعف بدنه ورغبته في التفرغ للعبادة وتكرر منه ذلك مرة بعد أخرى ويقال له لسنا نثق في أمر مكة إلا بك وأن أردت ذلك فاستنب أنت من شئت، وباشر خدمة المحمل والأمراء إلى أن صرف في سنة سبع وعشرين بالشريف علي بن عنان بن مغامس ولم يلبث أن أعيد في موسم التي تليها واجتمع بأمراء الحجا، وحج وسافر إلى القاهرة وكانت منيته بها في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين ودفن بالصحراء بحوش الأشرف برسباي؛ وكان فيه خير كثير واحتمال وحياء ومروءة عظيمة وصدقات وصلات؛ وله مآثر منه رباط للفقراء بالقرب من المسجد الحرام وآخر بأجياد واستأجر البيمارستان المنصوري بالجانب الشامي من المسجد والقيسارية المعروفة بدار الإمارة وعمرهما وزاد في البيمارستان ما كثر النفع به إلى غير ذلك كتجويد رباط رامشت، وانفرد بذلك كله عن أمراء مكة الأشراف وملك من العقار بوادي مر كثيراً ومن العبيد نحو خمسمائة. ذكره التقي الفاسي في نحو كراسين من مكة والتقي بن فهد في معجمه وقال أنه أجاز له جماعة من مصر والشام حدث عنهم، وخرج له التقي نفسه أربعين حديثاً حدث بشيء من أولها، وذكره شيخنا في أنبائه باختصار وأنه قدم صحبة قرقماش من الحجاز في المحرم فاجتمع بالسلطان وقرره في الامرة على عادته والتزم بثلاثين ألف دينار أحضر منها خمسة وأقام ليتجهز فتأخر سفره إلى يوم الخميس سادس عشر جمادى الآخرة فمات بعد أن تجهز فيه وأخرج أنفاله ظاهر القاهرة وقد زاد على الستين وكان أول ما ولى الامرة بعد قتل أخيه علي في ذي القعدة سنة سبع وتسعين، وكانت مدة إمرته اثنتين وثلاثين سنة سوى ما تخللها من ولاية غيره وقدم ولده بركات في رمضان فالتزم بما بقي على والده أن يحمل كل سنة عشرة آلاف دينار مع ما جرت به العادة من كون مكس جدة له وما تجدد من مراكب الهند يختص بالسلطان، وطول المقريزي في عقوده ترجمته.(2/43)
418 - حسن بن عطية بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي ابن عم صاحبنا النجم عمر، أمه فاطمة ابنة الشيخ الموفق النحوي الشهاب أحمد ابن محمد بن كمال الدولوالي. ولد في صفر سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ للحنفية بعد مختصراتهم وأجاز له جماعة منهم شيخنا والمقريزي والجمال الكازروني والمحب المطري والبدر بن فرحون والزين الزركشي وابن الفرات وابن الطحان وابن بردس وخلق؛ ودخل القاهرة مراراً وغيرها للاسترزاق، وسمع مني ثم جلس مع الشهود وتطور وتهور.
419 - حسن بن علي بن أحمد بن عطية البدري نسبة لمنية بدر بالدقهلية الشافعي خطيب جامع بلده الذي أنشأه قجماس بها. حفظ المنهاج وقرأ فيه على أحمد بن مصلح الماضي؛ وقدم القاهرة فقرأ على الديمي وكاتبه ومما قرأه علي في قدمتين المجلس الذي عملته في ختم البخاري وبعض مسلم ومجالس من المتجر الرابح للدمياطي، ونعم الرجل مع فضل وتميز.
420 - حسن بن علي بن أحمد بن علي بن حسين بدر الدين بن العلاء بن الفخر الحسني الأرموي نقيب الأشراف كأبيه وجده ويعرف بنائب قاضي العسكر. استقر بعد أبيه في سنة إحدى وعشرين، كان رئيساً ضخماً كريماً لكنه كان مسرفاً على نفسه ولا يزال بسبب ذلك أكثرا لأوقات في إملاق حتى أنه يحتاج إلى التعرض لمن يتوهم كونه دخيلاً في الشرف ممن يستضعف جانبه وكذا كان أبوه، ويحكى أن والده احتاج في تجهيز ابنة له يقال اسمها صرغتمش وسأل الجمالي الاستادار في مساعدته فكتب له بمائة ألف، فرام الصيرفي دفعها له فقال بل امش معي لتباشر شراء ما أحتاج إليه وتدفع أنت الثمن وإلا فمتى أخذتها ضاعت في غير المقصود أو كما قال ففعل، ولما على الجمالي بذلك تحقق صدق مقاله وأنه لم يجعل ذلك وسيلة في الطلب فزاده مبلغاً آخر، ولا تصافه بما ذكرته مما كان السلطان يعرفه إذ كان يجىء وهو أمير لجار له تركي اسمه ارنبغا عزله عن النقابة في سنة أربع وأربعين بحسين بن أبي بكر الفراء الآتي، واستمر معزولاً حتى مات في صفر سنة ثلاث وخمسين. وله أخ اسمه حسين في قيد الحياة سنة إحدى وتسعين يتصرف في أبواب القضاة على هيئة إملاق.
421 - الحسن بن علي بن أحمد بن محمد فتح الدين أبو الفتح المنزلي ثم القاهري الطولوني الحنفي أحد تواب الحنفية، ويعرف بالسراجي نسبة لجده له أعلى يقال له سراج. ممن اشتغل وتميز وكتب الخط الحسن؛ ومما كتبه القاموس بل وأوقفني على قصيدة من نظمه أولها:
بكأس ثغرك هل للصب تعليل ... وهل على الوصل يا لمياء تعويل
وشرحها، وكان قد لازم الجلال بن السيوطي لكونه من خطته جوار جامع ابن طولون وكتب عنه من مجموعاته أشياء وقرأها ثم لكونه لم يمش معه فيما لم يوافق باينه، وفي غضون ذلك في أول ذي الحجة سنة خمس وتسعين سمع مني المسلسل بشرطه وحدي زهير العشاري واستجازني ومدحني؛ وعنده أدب وفضيلة وفيه تجمل وحشمة، وأول من ابتكر نيابته الشمس الغزي ثم ولاه الاخميمي وجلس بحاوت بخطته، كان الله له.(2/44)
422 - حسن بن علي بن أحمد البدر أبو علي الدماطي الأزهري الشافعي الضرير؛ ودماط من الغربية بالقرب من المحلة. قدم القاهرة فحفظ القرآن والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية النحو والشاطبية وتوضيح النخبة لشيخنا وأخذه بحثاً عنه بقراءته ولازمه كثيراً في الرواية والدراية وأذن له في الاقراء وأثنى عليه، وكذا أخذ الفقه عن الشرف السبكي والونائي والبلقيني والمناوي وقرأ عليه في بعض التقاسيم وحضر أيضاً دروس القاياتي والأمين الاقصرائي والزين طاهر وغيرهم والقراآت عن التاج بن تمرية والعفصي والزين رضوان والشهاب السكندري وأكمل عليه والعربية عن كريم الدين العقبي ولم يمهر فيها خاصة بلى برع في الفقه والقراءات، وتصدر للاقراء زمناً، وانتفع به الطلبة، وخطب بالجامع الأزهر نيابة وبغيره وسمع على الرشيدي وجماعة؛ وحج تنزل في صوفية سعيد السعداء وكان فقيهاً فاضلاً متقناً ضابطاً متحرياً مقرئاً مجوداً متعبداً كثير التلاوة فقيراً قانعاً. مات في ربيع الأول سنة إحدى وثمانين بعد أن توعك أشهراً بحيث استثقلت به زوجته فحول إلى البيمارستان من نحو شهر، ثم حمل إلى الاقبغاوية ميتاً فبات بها وختم القرآن عنده ثم غسل من الغد وصلى عليه في مشهد حافل تقدم الزين زكريا ثم دفن بتربة سعيد السعداء عن نحو الستين ونعم الرجل حرمه الله وإيانا.
423 - حسن بن علي بن أحمد حسام الدين الكجكني الحلبي البانقوسي نائب السلطنة بالكرك. ترقى في الخدم إلى أن أمر بطرابلس وقدم مع يلبغا الناصري لما انتزع الملك من برقوق فأمره بالكرك وتقدم عند الظاهر برقوق لكونه خدمه بالكرك ثم قربه وأمره بمصر إمرة خمسين وبعثه رسولاً إلى الروم فمات في ثالث رجب سنة إحدى. قاله شيخنا في أنبائه، زاد غيره عن ستين؛ ودفن في تربته تجاه حوش السلطان ورسم له السلطان بثلثمائة دينار في ختمات واطعام ونحو ذلك على قبره فتولى ذلك العيني بإشارة أرغون شاه البيدمري له بذلك، وكان أميراً جليلاً جميل المحاضرة حلو المداعبة تام المعرفة بجياد الخيل والجوارح محباً في العلماء وأهل الخير عاقلاً سيوساً، وهو في عقود المقريزي.
424 - حسن بن علي بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح الدمشقي الحنبلي أخو عبد المنعم الآتي. ممن سمع مني بالقاهرة.
425 - حسن بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو علي بن الموفق الناشري اليماني. أخذ عن أبيه وابن عمه الجمال الطيب بل وعمه الشهاب القاضي؛ وأم بمسجد والده وكان شجى الصوت جيد التلاوة؛ ولا زال متعللاً حتى مات في سنة إحدى أو اثنتين وعشرين.
426 - حسن بن علي بن أبي بكر بدر الدين السبكي الأصل الريشي ثم القاهري والد خير الدين محمد الآتي أحد الشهود. قرأ القرآن والعمدة والتنبيه وعرض على جماعة وحضر عند الابناسي وغيره وصحب الزين بن النقاش وجاور معه بمكة وقرأ بين يديه في الميعاد ثم جاور فيها بمفرده سنين وتزوج بها، وجلس بباب السلام ينسخ ويشهد وكان يكتب خطاً جيداً فلذا كان يكتب العمر هناك فيما بلغني. مات بها في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين ودفن بالمعلاة.
427 - حسن بن علي بن جوشن بن محمد البدر أبو محمد القاهري البدوي الركاب بالاسطبلات السلطانية كأسلافه ونزيل الخانقاه القوصونية من القرافة الصغرى. ولد بالقاهرة سنة ستين وسبعمائة تقريباً؛ ونشأ بها وقرأ بعض القرآن واستمر على حفظه ثم وفقه الله لملازمة الصالحين والطلبة، وحبب إليه سماع الحديث فأكب عليه وسمع من التنوخي وابن الشيخة والنجم البالسي والفرسيسي والابناسي والهيثمي والقدسي والشمس بن مكين المالكي في آخرين؛ وقال كنت أتوجه من القرافة الكبرى إلى الحسينية للسماع على ابن الشيخة حتى سمعت عليه صحيح ابن حبان وسمعت على الفرسيسي سيرة ابن سيد الناس وعلى العراقي وولده الولي والهيثمي والبلقيني قال وكان يحبني ويلقبني النجيب وعلى السويداوي وابن حاتم وغيرهم، وحج في سنة سبع وسبعين ثم توجه في القابل مع الأشرف شعبان بن حسين فلما رجع من العقبة رجع معه، ثم حج بعد تلك السنة وسافر إلى دمشق مع الظاهر ططر وزار بيت المقدس والخليل ودخل اسكندرية وما سمع في موضع منها، وحدث سمع منه الفضلاء بل كتب عنه بعض الجماعة من نظمه:(2/45)
قلبي بحب الذي أهواه مشغول ... وشرح حالي في تفصيله طول
إن زرتموني فيا بشراي يا فرحي ... يا من هم بغيتي والقصد والسول
في أبيات؛ وكان خيراً مجيداً محباً للعلماء والصالحين معتقداً بين طائفته ومن يعرفه ذا منزلة عند الملوك ونحوهم مستحضراً لكثير من الحديث وغيره؛ سيما الخير عليه ظاهرة. مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين ودفن بالقرافة رحمه الله.
428 - حسن بن علي بن حسن بن أبي بكر بن صلاح الدين بن الشيخ نصر البدر النمراوي الشافعي أحد أصحاب أبي العباس الغمري ويعرف بابن الطويل. ولد قبل سنة خمسين وثمانمائة بنمرة؛ ونشأ فقرأ القرآن وكثيراً من المنهاج الفرعي وقطعة من الأصلي وجميع هدية الناصح وألفية النحو والشاطبية ورائية الشيخ عبد العزيز الديريني في مرسوم الخط؛ وحضر في دروس العبادي وابن أخيه الشهاب والفخر المقسي والجوجري والبرمكيني في آخرين؛ وشارك في الفضيلة وكتب بخطه أشياء ولازمني في الاملاء وغيره وخطب بجامع الغمري وغيره، وأقرأ مماليك أزدمر المسرطن أحد المقدمين، ونعم الرجل.
429 - حسن بن علي بن حسن بن علي بن سليمان بن عز العرب بن علي بن فضالة بن عز العرب بن فضل بن فضالة البدر أبو الضياء بن النور الغمريني - وربما قيل له التتائي - المتوفي ثم القاهري الازهري المالكي، ويعرف بابن مشعل. ولد بكفر يعرف ببني غمرين مجاور لتتا وكلاهما من قرى منوف العليا من الجهة البحرية؛ وقرأ بها القرآن عند الفقيه هرون وغيره، ثم تحول إلى القاهرة سنة إحدى وأربعين فنزل رواق الريافة من الأزهر وحفظ الرسالة وألفية النحو وعرض على شيخنا والقاياتي وابن البلقيني، وحضر دروس أبي القاسم النويري وقرأ على ابن المجدي في النحو والفرائض وعلى ابن قديد في الصرف ثم على السنهوري في الفقه وغيره، وصحب الانصاري وسافر معه في سنة خمس وأربعين إلى حلب وأخذ بها عن ابن الشماع؛ وحج غير مرة وجاور وزار الطائف وكان بمكة مع الانصاري حين مات ومسه بعده مكروه بسببه وتحول إلى الشمام فقطنها وناب عن قاضيها بل ناب قبل بالقاهرة عن اللقاني وذكر أن والده كان من شيوخ أهل تلك الناحية وأنه عمر مائة وثمان سنين وهو كامل الأعضاء والحركات.
430 - حسن بن علي بن حسن بن علي بن قاسم البدر أبو محمد بن القاضي علاء الدين المشرقي الأصل ثم التلعفري الدمشقي الشافعي والد محمد وعبد الرحيم الآتيين ويعرف بالمحوجب. كان أبوه قاضي تلعفر من نواحي الموصل؛ قال ابن الأثير تبعاً لأصله وظني أنها التل الأعفر فخففوها وقالوا تلعفر. فولد صاحب الترجمة بها ثم قدم قبل استكماله عشر سنين مع أبيه دمشق وكان ذلك ظناً في أيام التاج السبكي فاشتغل على أهل تلك الطبقة في الفقه والقراآت والعربية والفرائض ومن شيوخه فيهما العلاء التلعفري أحد تلامذة ابن تيمية وليس بأبيه بل هو آخر شاركه في النسبة واللقب، صارت له يد في القراآت والفرائض وبراعة في الشروط مع الضبط لدينه ودنياه والوجاهة في العدالة، ثم لزم بأخرة مسجد الخوارزمي من القبيبات إلى أن مات سنة أربع عشرة عن نحو التسعين بتقديم التاء، ودفن بالقبيبات جوار التقي الحصني رحمهما الله وإيانا.(2/46)
431 - حسن بن علي بن حسن بن عبد الرحمن المناوي الأصل نسبة لمنية الرخا من بحري البولافي الشافعي أحد النواب؛ ويعرف بابن القلفاط حرفة أبيه، ويلقب جده بالبدوي. ولد في ثالث ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وأمه هي أخت الشيخ محمد ابنا علي بن صلاح المناوي نسبة لمينة ابن خصيب فنشأ عند خاله المذكور ببولاق وحفظ عنده القرآن والعمدة والمنهاج وألفية النحو وقرأ على النور المناوي شيخ الاستادارية والشرف موسى البرمكيني في التقسيم وغيره ولازم ثانيهما أكثر؛ وكذا حضر عند الشرف المناوي وناب عنه في سنة ثمان وستين بعناية البرمكيني واستمر ينوب لمن بعده، بل استقر في شهادة أوقافه الحرمين برغبة الشهاب البيجوري له عنها في الأيام الولوية رفيقاً للشهاب الزعيفريني وتكلم في عمل انبابة وبلقس وغيرهما؛ وكذا باشر حسبة بولاق في أيام يشبك الجمالي ثم أعرض عن ذلك، وقرأ على القاضي زكريا في شرحه للبهجة وسمع غير ذلك، وسافر مع أبيه لمكة وهو صغير ثم حج في سنة ثمان وتسعين وجاور التي تليها، وكان يجتمع على حتى سمع السيرة النبوية لابن هشام إلا مجلساً والكثير من التذكرة للقرطبي، وهو صهر الناصري محمد بن محمد مهتار الطشتخاناه للمؤيد بن إينال والمهتار أبوه لا ابنه، وله حادثة أشرنا إليها في سنة خمس وتسعين.
432 - حسن بن علي بن حسن الحاسم أبو محمد السرخسي الأصل الابيوردي. ولد سنة إحدى وستين وسبعمائة بأبيورد المنتقل جده إليها، ونشأ بها وكان هو وأبوه يعرف كل منهما فيها بالخطيب ولذا قيل له الخطيبي. واشتغل بعلوم على جماعة من الكبار وكان أبوه يمنعه في الابتداء من الاشتغال بالعقليات ثم أذن له فسر بذلك ولازم السعد التفتازاني ملازمة جيدة، ثم رحل إلى بغداد سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة؛ وقرأ بها على الشهاب أحمد الكردي الحاوي في الفقه والغاية القصوى، ولازم فيها الشمس الكرماني، ثم دخلها أيضاً في سنة ثلاث وتسعين قاصداً الحج من خراسان فلم يقدر له فأقام بها وقرأ بها صحيح مسلم على النور عبد الرحمن بن أفضل الدين الاسفرايني، ثم رحل منها في أوائل سنة خمس وتسعين ثم رجع إلى خراسان وارتحل إلى قزوين فقرأ بها على الشرف القزويني وصحب بها النور الشالكاني أحد مشايخ الصوفية المذكورين بالكشف وقرأ بها الحديث على الصدر أبي المعالي أحمد بن أبي الفضائل نصر الله بن محمد القزويني المعروف بابن المولى ورحل إلى أصبهان فقرأ علوم الرياضات على محمود الراشاني قرأ عليه التذكرة في علم الهيئة والي بخاري فقرأ بها شيئاً من أول البخاري على الشمس محمد بن جلال الدين الحافظي الجعبري أنا حافظ الدين أبو طاهر محمد ابن محمد الاوسي انا السراج عمر بن علي القزويني إجازة انا الرشيد أبو عبد الله محمد بن أبي القسم عبد الله بن عمر المقرىء انا أبو الحسن علي بن أبي بكر القلانسي بسنده، والي سمرقند وتركستان وغيرهما وتقدم على أقرانه مع كثرتهم وصنف التصانيف الجيدة المفيدة، وحج سنة أربع وثمانين ثم سنة أربع عشرة وجاور التي بعدها، ثم سافر في آخرها إلى زبيد من بلاد اليمن فحل له القبول من متوليها ثم إلى تعز فدخلها في العشر الأخير من جمادى الثانية سنة ست عشرة فلم يلبث أن مرض ثم مات في يوم السبت ثالث عشر جمادى الثانية منها وكانت جنازته حافلة رحمه الله. ذكره التقي بن فهد في معجمه وكذا أورده شيخنا في أنبائه باختصار وسمى جده محمداً وقال: حسام الدين الابيوردي الشافعي الخطيب نزيل مكة كان عالماً بالمعقولات ثم دخل اليمن واجتمع بالناصر ففوض إليه تدريس بعض المدارس بتعز فعاجلته المنية وكان قد أخذ عن التفتازاني مع الدين والخير والزهد، وله من التصانيف ربيع الجنان في المعاني والبيان، وغير ذلك.
433 - حسن بن علي بن حسن البدر السفطي الازهري الشافعي اشتغل يسيراً واختص بالنجم بن حجي وسمع جماعة؛ وكان يراجعني فيمن تأخر من أهل الروايات لأخذ خطوطهم على الاستدعاءات فصارت له بهم براعة وخبرة، وهو ممن أخذ عني.
434 - حسن بن علي بن حسن البدر المباشري ثم الشبراوي الملسي أحد شهودها. قدم القاهرة فسكن المنكوتمرية وقتا وقرأ علي وعلى غيري يسيراً وجلس مع الشهود ثم رجع.(2/47)
435 - حسن بن علي بن خلف البدر السجيني الأزهري الشافعي خال الشهاب السجيني الفرضي الماضي، كان يؤدب الأطفال ويقرأ الأجواق رياسة وربما وعظ وأكثر من النسخ بحيث كتب عدة مصاحف وربعات ووقف مما كتبه صحيح البخاري على أبي العباس الغمري. مات في ذي الحجة سنة ثمانين وقد قارب الستين رحمه الله.
436 - حسن بن علي بن سالم بن أحمد بن عبد الخالق البدر البرلسي الشوري ثم القاهري المالكي ويعرف بالشوري. ولد في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بشورى قرية من البرلس ونشأ فحفظ الرسالة وغالب ابن الحاجب الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك والشاطبية وتلا لعدة قراء على محمد المصري قدم عليهم، وأخذ الفقه وغيره عن الشمس محمد بن عرام، ثم قدم القاهرة سنة ثلاث وخمسين فأخذ عن طاهر في الفقه والاصول وكذا لازم يحيى العلمي في الفقه والعربية وغيرهما والتريكي في الفقه وأصوله وأبا الجود في الفرائض وأخذ عن التقي الحصني فنوناً وعن الكافياجي وغيرهما وقرأ على السيد النسابة في البخاري ولازمني في كثير من شرح الالفية وفي الامالي وغير ذلك، وكتبت عنه من نظمه أبياتاً في البقاعي عندي في موضع آخر، وحج سنة ستين ثم سنة ثمانين وجاور التي تليها وحضر عند البرهان بن ظهيرة؛ وكان يتدرب به أبو الخير الفاسي حين كان يحكم بها، وفضل في الفقه والعربية وغيرهما وأقرأ الطلبة ببلده وكذا بجامع الازهر وغيره وتكسب بالشهادة وبالتكلم على الناس بل ناب هو في القضاء عن اللقاني ثم ترك ويقال إنه غير محمود.
437 - حسن بن علي بن سليمان البدر أبو محمد الفيومي القاهري الشافعي إمام جامع الزاهد بالمقسم. ولد تقريباً سنة أربع وثمانمائة وحفظ في صغره مع القرآن العمدة والتنبيه في الفقه وعرضهما في سنة سبع عشرة على جماعة منهم الولي العراقي وشيخنا، وأجاز له في آخرين ممن لم يجز كالبيجوري والبرماوي والبلالي وابن النقاش والبوصيري، وكان أحد الصوفية بسعيد السعداء مديماً إقراء الاطفال بجانب محل إمامته ممن اعتنى بالترغيب للمنذري وأتقنه مع النواجي وغيره. وكذا قرأ فيه وفي غيره على شيخنا ابن خضر والشهاب المحلى خطيب جامع ابن ميالة والبرهان الكركي بل سمع فيه على شيخنا أو قرأ؛ وكتب منه عدة نسخ بخطه المنسوب الذي جوده ظناً على البسراطي المقسي بل قرأه على العامة بالجامع المشار إليه، وزاد اعتناؤه به حتى حصل فوائد في شرح كثير من أحاديثه التقطها في طول عمره من بطون الكتب مشتملة على الجيد وغيره مع التكرير والتبتير لعدم تأهله وضم ذلك لتراجم جماعة من رواته ونحوهم وربما استمد في ذلك مني ورام قراءة ما كتبه علي وهو شيء كثير يكون نحو مجلدين فأكثر فما اتفق، وتردد بأخرة للشمس ابن قاسم فكان ما استفاده مما أشير إليه أكثر مما أفاده، ونعم الرجل كان صلاحاً وسلامة فطرة لكنه كان قاصر الفضيلة. مات في جمادى الآخرة سنة سبعين رحمه الله وإيانا.
438 - حسن بن علي بن عامر الجدي. مات بساحل جدة في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وحمل لمكة فدفن بمعلاتها.
439 - حسن بن علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن غفاه البدراني والد المحمدين الثلاثة الآتي ذكرهم. قرأ القرآن وأقرأه أولاده؛ وكان خيراً صالحاً. مات في سنة ثمان بمنية بدران رحمه الله.
440 - حسن بن علي بن علي بن رضوان الطلخاوي ثم القاهري الوقاد أبوه ثم هو بجامع الغمري ونزيل مكة. ولد سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة تقريباً واشتغل بالقاهرة، وقطن مكة من سنة سبع وسبعين؛ ولازم الشمس المسيري في الفقه والعربية وغيرهما، وكذا قرأ النحو على يحيى العملي وأبى العزم القدسي والفقه وأصوله على الشرف الدمسيسي حين مجاورته وحضر في النحو عند السراج معمر وقرأ على السيد عبد الله ثم قرأ على ابن جرباش شرح العقائد حين مجاورته، وحمل عني بها وبغيرها أشياء؛ وتزوج بمكة ورزق الأولاد، وفهم الفقه والعربية مع دربة وتقنع وارتفق ببعض التعاليم؛ واستقر في مدرسة السلطان بعد أبي اليمن حفيد أبي السعادات بن ظهيرة وفي الزمامية عن غيره؛ وربما أقرأ الفقه والعربية ونعم الرجل.(2/48)
441 - حسن بن علي بن عمر البدر الاسعردي، قال شيخنا في أنبائه صاحبنا بدر الدين كان من بيت نعمة وثروة فأحب سماع الحديث فسمع فأكثر وكتب الطباق وحصل الأجزاء وسمع من أصحاب التقي سليمان ونحوهم وأحب هذا الشأن وذهبت أجزاؤه في فتنة تمرلنك، وقد رافقني في السماع وأعطاني أجزاء بخطه، وبلغني أنه حدث بدمشق في سنة وفاته ببعض مسموعاته. ومات بها في ربيع الأول سنة تسع وكذا قال نحوه في المعجم. وتبعه المقريزي في عقوده.
442 - حسن بك بن علي بك بن قرا يلوك عثمان صاحب ديار بكر وأخو جهانكير الماضي ووالد أبي المظفر يعقوب صاحب الشرق ويعرف بالطويل. انتزع مملكة الحسن من بني أيوب بقتله لزين العابدين الملقب بالصالح وأخويه بني علي بن محمود بن العادل سليمان وذلك في سنة ست وستين. ومات في جمادى أو رجب سنة اثنتين وثمانين بعد أن أخذ ملك الروم ابن عثمان جنده، واستقر بعده ابنه الكبر خليل فحاربه أخوه المشار إليه يعقوب وقتل ذلك بعد هذا الآن بيسير بل كان أحد أمراء صاحب الترجمة وهو بايندر قتل ولداً في حياة أبيه له أيضاً يقال له محمد باغرلو.
433 - الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن أحمد البدر أبو عبد الله بن العلاء بن الشمس الحصني ثم الحموي القاهري الحنفي ويعرف بابن الصواف. كان جد والده مباركاً معتقداً وخدم ولده العلاء القضامي في التجارة وغيرها حتى قيل إن ثروتهم منه وتعاني ولده التجارة لنفسه وصار ذا خبرة بالابل وانتقل في كنف أبيه فاراً من الفتنة لحصن الأكراد بين حماة وطرابلس، وكان مولد البدر هذا هناك في سنة ثلاث وثمانمائة فلما انقضت الفتنة رجعوا إلى محلهم حماة، ونشأ البدر على طريقة والده في المعاملة والتجارة وحفظ المختار والأخسيكتي ومنظومة النسفي وأخذ الفقه عن قاضيها ناصر الدين محمد بن عثمان بن الجيني وسمع في صحيح مسلم على الشمس بن الأشقر؛ وحج وقدم القاهرة فحضر دروس الشمس بن الديري وقاري الهداية؛ وكان ممن عينه أولهما من طلبته لصوفية المؤيدية أول ما فتحت، ورجع إلى بلاده ثم قدم والكمال بن الهمام إذ ذاك شيخ الاشرفية المستجدة فلازمه وقرأ عليه نصف التحقيق شرح الاخسيكتي وسمع عليه باقية مع بعض شرح ألفية الحديث، وصار ذا مشاركة في الأصول مع حفظ جانب من الفقه؛ واتفقت وفاة شيخه ابن الجيتي والبدر إذ ذاك بالقاهرة فقام معه الجمال بن مصطفى الحنفي أحد أصحابه أتم قيم بملاحظة شيخه الكمال وكذا الأمين الاقصرائي لكونه ممن كان يتردد إليه عند بعض الأمراء حتى ولى قضاء بلده في أول سنة إحدى وثلاثين فأقام فيه إلى أن مات وتقدم بكثرة الهدايا والخدم ومزيد البذل لأرباب الحل والعقد والمبالغة في الضيافة ونحوها للقادمين عليه من ذوي الوجاهات والمناصب فزادت بذلك وجاهته وانتشرت متاجره ومستأجراته وروعي جانبه وكثر الراغب في الحلول بساحته وطالبه، حتى كان الجمالي ناظر الخاص من المساعدين في مآربه والقاهرين لمن يلتمس خفض جانبه لكثرة ما كان يجلبه إليه ويحكمه فيما يقول فيه عليه، وكان بينه وبين المحب بن الشحنة مزيد اختصاص فرغب في تزويج ابنه الصغير لابنة البدر واتفق قدومه القاهرة والمحب قاضيها فأنزله بجانبه وكاد أمر المصاهرة أن يتم فطرأت منافرات بين النساء اقتضت حصول وحشة وحاول جماعة إزالتها بكل طريق فما أمكن وتكلف البدر بسببها قدراً طائلاً حتى انقطعت الوصلة وتطرق للسعي في قضاء الحنفية بالديار المصرية وساعده الدوادار جانبك الجداوي حتى استقر ببذل مال بعد صرف المحب المشار إليه، ولم يلبث أنت تعلل ثم مات وقد استكمل خمسة أشهر واياماً يقال وهو مسموم في المحرم سنة ثمان وستين وصلى عليه برحبة مصلى باب النصر في جمع حافل منهم الاتابك قانم التاجر؛ ودفن في حوش منسوب للاتابك بجانب تربته بالقرب من تربة الظاهر برقوق، وقد أطلت ترجمته في القضاة والوفيات، وكان صالحاً تام العقل متواضعاً محباً في المذاكرة بمسائل العلم والأدب بل يقال انه من المتميزين في الفقه والاصول وقد جلست معه مرة أو مرتين قبل ولايته وسألني عن بعض الأحاديث مرة بعد أخرى رحمه الله وإيانا.(2/49)
444 - حسن بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرزاق بن القطب عبد الرحمن ابن محمد بن أبي بكر بن عمر بن عثمان بن أبي بكر بن عبد الرزاق بن القطب عبد الرحمن الشمس الانصاري الخزرجي الدميري المالكي، ولد في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وسبعمائة وقرأ القرآن وتلاه لأبي عمرو على والده واشتغل في الفقه على البساطي والجمال الاقفهسي والتاج بهرام وكان خال والده والزينين خلف النحريري وقاسم النويري في آخرين وكان يزعم أن ابن شاوسن صاحب الجواهر وابن المكين المصري من أقاربهم وأن أصوله كلهم مالكية إلا جده فكان شافعياً، وأن والده تلا بالسبع على النور على بن عبد الله أخى شيخه بهرام عن أبي بكر بن الجندي، وأخذ هو النحو عن الشموس الشطنوفي والعجيمي والبساطي ولازمهم بل لازم الشيخ قنبر نحو السنتين في العلوم التي كان يقرئها وقرأ بأخرة على القاياتي في سعيد السعداء جميع ابن المصنف، وسمع الحديث على الصلاح الزفتاوي وابن الشمني وابن الابناسي والمراغي والغماري والسويداوي والحلاوي وغيرهم، وأجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهادي في آخرين وحدث سمع منه الفضلاء فرأت عليه؛ وكان ظاهر العدالة حاد اللسان محباً في الحديث وأهله مستكثراً من زيارة الصالحين وتعاهد قبورهم بحيث صارت له فيما بلغني مهارة في تعيينها موصوفاً قبل ذلك بالفضيلة لكنه جلس للتكسب بالشهادة فاشتغل بها ولتقدم سنه مع فاقته ومعرفته بالخطوط كان مقصوداً للشهادة عليها، وقد أقام مدة بحانوت الخيميين رفيقا للزين أبي بكر المشهدي الآتي إن شاء الله إلى أن مات في صفر سنة ثمان وخمسين رحمه الله.
445 - حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الاذرعي ثم الصالحي قاضي أذرعات والد الشهاب أحمد الإمام وعبد الله وأخو حسين المذكورين. سمع من شيخنا وكان بينهما مودة بل سمع شيخنا من نظمه.(2/50)
446 - حسن بن علي بن محمد بن عبد الله البدر أبو المجد الطلخاوي ثم القاهري الشافعي. ولد في ليلة الأحد مستهل رمضان سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بطلخا من الغربية، ونشأ بها فقرأ القرآن ومختصر أبي شجاع وتلقن الذكر من يوسف الازهري أحد أصحاب الغمري الكبير ثم تحول مع خاله الحاج علي إلى القاهرة في سنة ثلاث وخمسين فقطنها، وأقام بالازهر فجود القرآن وحفظ المنهاج وألفية النحو وألفية الفرائض لابن الهائم واللمحة للعفيف في الطب وغالب جمع الجوامع وألفية الحديث والتلخيص وأخذ الفرائض والحساب والميقات والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة وحل الشمس بطريق الدر اليتيم عن الشهاب السجيني وربما راجع الشرفي بن الجيعان في شيء من الفرائض والحساب والهيئة مع الوضعيات عن المحب بن العطار؛ والوضعيات فقط عن ابن ولي الدين صهر الغمري والميقات فقط عن نور الدين النقاش وولده والبدر المارداني والحرف عن ناصر الدين بن قرقماس والرمل عن محمد النحريري والفقه عن العبادي والوروري وإمام الكاملية وزكريا والشرف موسى البرمكيني والبرهان العجلوني والفخر المقسي وعبد اللطيف الشارمساحي والزين الابناسي والشمس الجوجري وعن الشرف وكذا ابن قاسم والجمال الكوراني أخذ أصول الدين بل أخذه أيضاً عن الكافياجي وعن العجلوني والشرف والكوراني أخذ المنطق وكذا أخذ عن العجلوني وإمام الكاملية وابن المرخم والابناسي أصول الفقه وأخذه أيضاً مع المعاني والبيان عن الشهاب بن الأقيطع وعن السنهوري وابن يونس المغربي ونظام الحنفي وكذا الابناسي والكوراني والوروري العربية، وكذا أخذها مع الصرف عن السهيلي وعن مظفر الامشاطي الطب قرأ عليه شرحه للمحة وغيره وكذا أخذ في الطب عن التقي الشمني وعن كريم الدين الهيثمي الوراقة والشروط ولازم البدر بن القطان في الفقه والتفسير والمعاني والبيان والاصلين والمنطق والابناسي في التفسير والحديث والمعاني والبيان والصرف، ولازمني في الحديث رواية ودراية بحيث حمل عني شرح ألفية العراقي لناظمها والكثير من شرحي وقرأ علي في شرح العمدة لابن دقيق العيد بل أخذ عني دروساً من شرح ألفية النحو، وبعض هؤلاء في الأخذ أكثر من بعض وأذن له في الافتاء والتدريس فدرس وناب في القضاء، وحج وتكسب بالطب قليلاً ثم أعرض عن ذلك ولزم التكسب بالشهادة، وصار مرجع خطته إليه فيها وداوم الجلوس في بعض المساجد لها وللاقراء ولم يتعاط من الاحكام إلا قليلاً مع تواضعه وانطراح نفسه واقباله على ما يهمه، وكتب بخطه أشياء مع ثروة وشدة حرص اقتضى تعبه من قبل بنيه ونحوهم.
حسن بن علي بن محمد بن علي البدر أبو عبد الله بن الصواف.. مضى فيمن جد أبيه علي بن محمد بن أحمد تقريباً.
447 - حسن بن علي بن الزكي محمد بن موسى بن مراج المكي العطار البزار بقيسارية دار الامارة منها، ويعرف بابن الزكي. ولد قبيل الاربعين وسبعمائة بيسير، وسمع علي الفخر بن النويري وابن الصفي الطبري والسراج الدمنهوري والتاج ابن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والنور الهمداني والعز بن جماعة في آخرين كالقطب محمد بن محمد بن المكرم سمع عليه جزء الخرقي ومجالس من أمالي التنوخي. قال الفاسي وما علمته حدث لكنه أجاز في بعض الاستدعاءات، وكان خيراً عطاراً بمكة. مات في المحرم سنة اثنتي عشرة؛ ودفن بالمعلاة. ترجه الفاسي بمكة ثم التقى بن فهد في معجمه.
448 - حسن بن علي بن محمد البدر البهوتي القاهري المالكي نزيل مدرسة حسن بالرميلة وأحد العدول على باب خانقاه شيخو. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالقاهرة، ونشأ بها يتيماً فقرأ القرآن والعمدة والرسالة في الفقه، واشتغل بالفقه على التاج بهرام والشمس بن مكين المصري والبساطي وبالنحو على الشمس الشطنوفي، وسمع المئة التي انتقاها ابن تيمية من البخاري علي الشمس محمد بن إسماعيل بن سراج الكفربطناوي الدمشقي قدم عليهم أنا به الحجار وكذا أخبر أنه سمع علي الغماري والعراقي، وحدث سمع منه الفضلاء وحج غير مرة أولها سنة تسعين سنة بلوغه، ودخل اسكندرية فرابط بها شهراً وتكسب بالشهادة. مات في أيام عيد النحر سنة خمس وأربعين رحمه الله، وهو يشترك مع البدر الدميري الماضي قريباً في الاسم واسم الأب والجد والمذهب والحرفة والعصر وإن تأخر ذاك.(2/51)
449 - حسن بن علي بن محمد بن عبد الله البدر الفيشي ثم القاهري الشافعي إمام المؤيدية. اشتغل عند الشريف النسابة وغيره، وأتقن القراءات مع الزين عبد الغني الهيثمي وغيره؛ وأم بالمؤيدية نيابة وازدحم العامة على سماعه خصوصاً في ليالي رمضان، وكان لا بأس به. مات في رجوعه من الحج ببدر في ذي الحجة سنة تسع وسبعين وأظنه زاد على الخمسين رحمه الله.
450 - حسن بن علي بن محمد البدر المناوي ثم القاهري الازهري ثم المرجوشي الشافعي الأعرج. ولد تقريباً سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بالمنية المجاورة لصافور من الشرقية، وقدم القاهرة فلازم في الفقه العلم البلقيني، وقرأ عليه المنهاج الفرعي بتمامه قراءة بحث وتحقيق وفهم وتدقيق، وأخذ الفرائض والحساب وغيرهما عن ابن المجدي والشهاب السيرجي وأذنوا له في الاقراء والافتاء والعربية وغيرها عن العز عبد السلام البغدادي وشيخنا ابن خضر والشريف الحنفي شيخ الجوهرية، وسمع على شيخنا مسند الشافعي إلا اليسير وغير ذلك، وتميز في الفقه والفرائض والحساب واختص بصحبة أبي العدل قاسم البلقيني بحيث كان أحد قراء التقاسيم عنده وانتفع كل منهما بالآخر فصاحب لترجمة بما كان يسديه إليه من المعروف والاخر بمذاكرته ونحوها وبواسطة سكناه بمدرسة البلقيني كان يؤدب فتح الدين تقي الدين؛ وحكى أنه من شدة خوفه من ضربه أشهد على نفس بأمر يستوجب القتل ليخلص من ضربه بحيث احتيج إلى حقن دمه والحكم باسلامه؛ وبعده لزم الاقامة بمسجد بطرف سوق أمير الجيوش متقنعاً بمعلومه في البيبرسية والجمالية وما لعله يصل إليه من المبرات سيما ممن يقرىء أولادهم من التجار كابن عليبة ونحوهم وإذا وسع الله وسع مع تردد الطلبة إليه حتى انتفع به جماعة كثيرون طبقة بعد أخرى، وحج في البحر وجاور بعض سنة، وكان ممن أخذ عنه الشهاب بن عبد السلام والكمال الحسيني الطويل وابن العز السنباطي والشرف بن روق والجمال عبيد الضاني، ولم ينفك عن ملازمة المسجد المشار إليه ولا عن المزاح والكلمات اليابسة ويقال إنه تجرأ على الشيخ سليم، وله همة عالية وفتوة وكرم؛ وقد طرقه السراق في مسجده ليلاً وأخذوا له من الثياب والنقد ما لم يكن يظن به وما سلمه من القتل إلا الله، وتحول عنه أياماً وأمسك بعهم ولم يحصل منهم على طائل ولكن بره الخليفة وكاتب النسب والاستادار وغيرهم ثم عاد وتزايد عجزه وهرمه، ومع ذلك لم ينفك عن الاقراء ثم عجز، وسافر مع أخته إلى بلاده ثم عاد.
حسن بن علي بن محمد حسام الدين الابيوردي. مضى فيمن جده حسن.
451 - حسن بن علي بن محمود الشيرازي المكي الشافعي. ولد في صفر سنة ثمان وسبعين، ونشأ فاشتغل قليلاً في النحو والصرف وغيرهما ولازمني في مجاورتي الرابعة والخامسة وسمع مني أشياء بل قرأ علي في المشكاة وغيرها.
452 - حسن بن علي بن معين البدر السنباطي ثم القاهري الكتبي والده الشافعي إمام المؤيد أحمد. ولد سنة سبع وثلاثين وثمانمائة تقريباً؛ وحفظ كتباً جليلة، وطاف به أبوه حتى عرضها على من دب ودرج في القاهرة ومصر وضواحيها ثم قرأ القراآت واشتغل يسيراً وسمع البخاري بالظاهرية القديمة وكذا سمع من شيخنا وغيره؛ وسافر ليحج فانصلع المركب بكل ما فيه وسلم مجرداً عن أهل ومال، ولم يلبث أن توصل إلى أن صار في خدمة ابن الأشرف اينال وحظى عنده وقصد عنده بالمهمات فأثرى وركب الخيول وحمدت عشرته بالنسبة لغيره ولم يزل إلى أن انفصلت دولة الاشرف ثم ابنه المؤيد فلزم حينئذ الانجماع مع القيام بخدمة أم المؤيد وصحب في أثناء ذلك محمد ابن أخت الشيخ مدين مديدة ولزم الذكر والتلاوة وقراءة الاحياء ونحوه وصار يحضر مجلسه بعض العوام وتحول للمدرسة البقرية بعد موت شيخه، وسافر إلى مكة فحج ثم إلى الشام وأظهر تجرداً وتعففاً وانجماعاً ولما رجع قطن البقرية أيضاً، ولم يلبث أن جاء أستاذه من اسكندرية في علة أمه فتردد إليه؛ ثم سافر معه بعد موتها إليها فأقام يسيراً؛ ثم مات في العشر الأخير من ربيع الأول سنة خمس وثمانين، وأظنه زاحم الخمسين رحمه الله وإيانا.
453 - حسن بن علي بن ناصر الحجازي أخو حسين الآتي وأبوهما ويعرف كأبيه بابن ناصر. ممن سمع مني بمكة وتجرأ كأبيه فكان يقرأ على العامة على بعض الكراسي بالمسجد(2/52)
454 - حسن بن علي بن يوسف بن سالم بن عطية بن عبد الغني بن صالح بن حسن بن إدريس البدر المكي، ويعرف بابن أبي الأصبع.؟ ولد في عاشر ذي الحجة سنة إحدى وستين وسبعمائة بمنى، وسمع بمكة من الجمال بن عبد المعطي والفروي وأجاز له النشاوري وابن عرفة والتنوخي وآخرون. مات في صفر سنة سبع وثلاثين بمكة؛ ودفن بالمعلاة. ذكره ابن فهد في معجمه.
455 - حسن بن علي بن يوسف الاربلي الأصل الحصكفي الحلبي الشافعي أحد فضلاء حلب الآن ويعرف بابن السيوفي، وهي حرفة أبيه. ولد قريباً من سنة خمسين وثمانمائة بحصكفا؛ وقرأت بخطه أنه قرأ الشاطبية والقرآن بمضمونها على شيخ الاقراء أبي محمد سليمان بن أبي بكر بن المبارك شاه الهروي، وهو علي الجلال أبي عبد الله يوسف بن رمضان بن الخضر الهروي وهو علي ابن الجزري وللأربعة عشر علي الزين جعفر السنهوري بالقاهرة فإنه قدمها ولكن قال شيخه إنه لم يقرأ عليه إلا ثمن حزب أو دونه، وأخذ حينئذ عن الشمس الجوجري في الفقه وغيره يسيراً وعن الخيضري رواية وكذا قرأ بعض السبع على أبي الحسن الجبرتي نزيل سطح الأزهر والشاطبية على الشمس السلامي الحلبي بها وعنه أخذ الفقه والحديث، والحديث فقط عن أبي ذر وأصول الدين والمنطق والمعاني والبيان عن الشيخ علي درويش وأخذ أيضاً عن الكمال بن أبي شريف، وكذا عن البقاعي ظناً وتميز وأقرأ الطلبة وربما أفتى وتنافس في مباحثه مع عبد النبي المغربي حين قدم عليهم حلب وقدم القاهرة في غيبتي مطلوباً بسبب وصية.
456 - حسن بن علي البدر البشكالسي القاهري المالكي. ممن أخذ عن شيخنا.
457 - حسن بن علي البدر القيمري الشافعي الريس بجامع قانم بالكبش وبجامع القلعة وأحد مؤذني الحسنية. كان بارعاً في الحساب والفرائض والجبريات والعروض والميقات مع مشاركة في الفقه والنحو ومن شيوخه ابن المجدي وأبو الجود؛ واستقر في تدريس الفرائض بمدرسة جوهر الصفدي من الرملة بعد شيخه أبي الجود المتلقي لها عن الواقف. مات في أثناء المحرم سنة خمس وثمانين وقد زاد على السبعين، وكان حسن السيرة انتفع به جماعة، وممن أخذ عنه الزين زكريا إمام الحسنية والبرهان الكركي رحمه الله.
458 - حسن بن علي البدر المرجوشي والد محمد الآتي. كان شيخاً تاجراً في الشرب ونحوه خيراً مقرباً للصالحين وأهل الفضل، أوردت عنه حكاية في ترجمة شيخنا؛ وهو ممن سمع منه. مات عن أزيد من سبعين سنة بعد الخمسين رحمه الله.
459 - حسن بن علي الجمال الخطيب ابن قاضي القضاة بالحصن نور الدين الحصكفي الشافعي أخذ عنه بلديه أبو اللطف نزيل بيت المقدس المنطق والعروض والقوافي وغيرها.
460 - حسن بن علي الشرف بن العلاء السمرقندي، ويعرف بعطار، لقيه الطاووسي؛ وقال هو الشيخ المقتدي الأعظم المشهور في العالم المتصوف في باطن الأمم الخواجه شرف الملة والدين صحبته وأجاز لي شفاهاً في سنة أربع عشرة. قلت وسيأتي فيمن لم يسم أبوه ممن اسمه حسين بالتصغير شخص يكنى شرف الدين أصبهاني شافعي المذهب أخذ عن النور الايجي وعنه حفيد النور صاحبنا العلاء بن السيد عفيف الدين، وأجوز أن يكون هذا تحرف في أحد الموضعين.
461 - حسن بن علي الأمدي - بفتحتين بدون مد - قال شيخنا في أنبائه: كان من أهل الحسينية بزي الجند ثم توصل بصحبة بعض الأمراء حتى ولي مشيخة سرياقوس وترك لبس الجند ولبس الفقيري. مات في شعبان سنة خمس وقال غيره شيخ الشيوخ. كان خيراً ديناً معتقداً.
462 - حسن بن علي السنباطي الميقاتي ويعرف بالحاسب.(2/53)
463 - حسن بن عمر بن الزين عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد - بتحتانية - البدر الأنصاري المغربي الأصل المدني المالكي ويعرف بابن زين الدين. ولد في سنة سبع وأربعين وثمانمائة بالمدينة، وحفظ القرآن والرسالة وألفية النحو وقطعة من ابن الحاجب الفرعي ومن الكافية؛ وعرض الرسالة على محمد بن مبارك، وعنه وعن يحيى الهواري ويحيى العلمي وأحمد بن يونس أخذ الفقه ولازمهم فيه، وعن الأخير والشهاب الأبشيطي في العربية والمنطق؛ وعن أولهما في الأصول وعن ثانيهما في المعاني والبيان، وسمع علي ابن الكازروني والمحب المطري وأبي الفرج المراغي وغيرهم كل ذلك بالمدينة، وقرأ بمكة على عبد المعطي جل الشفاء وعلى النور الزمزمي في الحساب والميقات بل حضر يسيراً في العربية وغيرها عند القاضي عبد القادر، ودخل القاهرة في سنة أربع وسبعين فأخذ عن الأمين الاقصرائي أشياء والفرائض عن النور الطنبذي ثم دخلها في سنة إحدى وثمانين فأخذ عن الديمي رواية وكذا عني مع دروس في الألفية وشرحها ثم لازمني مدة إقامتي في المدينة حتى حمل الألفية بكمالا في البحث مع أماكن من الشرح وجل الموطأ وأشياء أثبتها له في تاريخ المدينة مع إجازة حافلة وكذا الازمني في سنة ثمان وتسعين بالمدينة أيضاً وسمع علي ودخل هجر والبحرين بلاد ابن حبر لصحبة بينهما وزرار من باليمامة وتميز وشارك في الفضائل مع همة علية وتودد كبير وبشاشة وتواضع وخير؛ ونعم هو.
464 - حسن بن عمر بن عمران. مات بمكة في شوال سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن فهد.
465 - حسن بن عمر بن محمد بن موسى بن عمران المكي الوكيل بأبواب الحكام. مات بمكة في شوال سنة سبع وثلاثين.
466 - حسن بن عمر بن محمد القلشاني أخو حسين وهما توءمان ومحمد الآتيين. ممن أخذ عن الأحمدين النخلي والصائغ والسلاوي وغيرهم وتميز في فنون، وولي قضاء الجزيرة القبلية لتونس ثم باجة. وكان أخوه محمد مستوراً به في قضاء الجماعة فلما مات انكشف. مات سنة ثلاث وسبعين عن تسع وثلاثين سنة.
467 - حسن بن غازي. حدث بالخليل في سنة أربع وثمانمائة بالمسلسل في جماعة عن الميدومي. رواه لنا عنهم التقي أبو بكر القلقشندي.
468 - حسن بن قاسم بن علي الناصري الأصل النابلسي المولد الغزي الدار هو وأبوه. سمع منى المسلسل بالقاهرة.
469 - حسن بن قراد العجلاني المكي القائد. مات بمكة في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين، أرخه ابن فهد.
470 - حسن بن قرا يلوك واسم قرا يلوك عثمان. قتل في المعركة سنة خمس وخمسين كما كتبته في الحوادث وهو عم جهانكير وحسن بن علي بن عثمان قرايلوك.
471 - حسن بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد ابن البدر ابن شيخنا ابن حجر. مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين وله دون السنة. أرخه جده شيخنا في أنبائه.(2/54)
472 - حسن بن محمد بن أيوب بن محمد بن حصن النسابة بن إدريس النسابة بن الحسن بن علي بن عيسى البدر وربما قيل له الحسام أبو محمد بن ناصر الدين بن نجم الدين الحسني نسباً الحسيني سكناً بل ونسباً أيضاً القاهري الشافعي ويعرف بالشريف النسابة. ولد في أواخر سنة سبع وستين بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لأبي عمرو ونافع على الفخر الضرير إمام الزهر والشرف يعقوب الجوشني؛ وتفقه بالأبناسي والبيجوري وعظمت ملازمته له وبالبدر القويسني، وحضر دروس البلقيني وابن الملقن والبدر الطنبذي والجمال الطيماني والشرف عيسى العزي شارح المنهاج في آخرين إلى أن برع؛ وأذن له الابناسي وغيره واشتغل بالنحو يسيراً عند المحب بن هشام والزين الانطاكي وجماعة، وكان يقول أنه لم يفتح على فيه بشيء، وسمع الكثير على الصلاح الزفتاوي والحلاوي والسويداوي والابناسي والغماري والمراغي وابن الشيخة والتنوخي والزين العراقي والهيثمي والشرف بن الكويك والتقي الدجوي والتاج بن الفصيح والقاضي البرماوي والولي العراقي والشهاب البطائحي وقاري الهداية وشيخنا، وعظمت رغبته في حضور مجالسه وكان شديد الاجلال له بحيث أنه بمجرد رؤيته ينتصب له قائماً وربما لا يشعر فإذا التفت وراءه نهض قائماً، وأجاز له أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن المحب ولطيفة ابنة العز محمد بن محمد الاياسي وغيرهما، وتصدى لأشغال الطلبة فقرأ عليه خلق لا يحصون كثرة من الكبار فمن دونهم طبقة بعد طبقة، وولى مشيخة التربة الطنبذية بعد شيخنا الحناوي والتدريس بجامع الخطيري بعد الشهاب الطنتدائي والنيابة في مشيخة البيبرسية وغير ذلك، وحدث بالكثير سمع عليه القدماء وممن قرأ عليه السنن الكبرى للنسائي الكلوتاتي بزاوية الشيخ محمد الحنفي وسمعه الشيخ هو وأولاده وكذا قرأه عليه الجمال البدراني وسمعه معه صاحبنا النجم بن فهد وأحضروه حين قرىء على شيخنا وأخبروه بسنده فيه بعد انفصاله عنه أدباً وإلا فشيخنا لم يكن ممن يتأثر لذلك، وكثر تحديثه بهذا الكتاب بخصوصه حتى كان يظن هو وغيره من جمهور الناس تفرده به، وحج مرتين الأولى في أوائل القرن؛ وكان يتعانى في أول أمره التجارة ويسافر بسببها حتى إنه سافر إلى دمشق مراراً الأولى قبل الفتنة وأخذ عن الشريشي وغيره ودخل حماة وأخذ بها عن ابن خطيب المنصورية وحلب؛ وزار بيت المقدس والخليل ودخل ثغر اسكندرية أيضاً ثم لزم الاقامة في بلده مقتصراً على الاقراء وشرح الابريز فيما يقدم على مؤن التجهيز لابن العماد وكذا شرح منظومته في العقاد وسماه نزهة القصاد والتنقيح للولي العراقي، وغير ذلك مما قرض له شيخنا بعضه. وحصلت له في عينيه رطوبة لم يكن يستطيع معها المطالعة بل ولا الكتابة إلا نادراً بتكلف؛ ثم لم يزل يتزايد حتى أشرف على العمى، وجاز هذه المرتبة العظمى وهو صابر شاكر، وكان فقيهاً فاضلاً ديناً متواضعاً سليم الصدر نير الشيبة حسن الابهة كثير التودد للخاص والعام محباً في العلم ومذاكرته وإثارته الفوائد فيه راغباً في الاشغال ونفع الطلبة وترغيبهم في الاشتغال لا تكاد مجالسته تخلو من فوائد ونوادر؛ لازمته مدة وقرأت عليه الفقه والحديث بل هو أول من قرأت عليه الحديث وقرأت عليه كثيراً من تصانيفه وناولني جميعها وكان حريصاً على إذاعتها ونشرها كثير الاجلال لي والدعاء سراً وجهراً؛ وقد بالغ البقاعي في أذاه فعلاً وكتابة بما قد رأى عقوبته. مات وقد عمر في مستهل صفر سنة ست وستين وصلى عليه ثم دفن بحوش من الروضة خارج باب النصر وكثر التأسف على فقده رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركته.(2/55)
473 - حسن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف البدر بن النجم الأنصاري المكي ويعرف بالمرجاني الشافعي الآتي أبوه ويسمى أيضاً محمداً ولكنه إنما اشتهر بحسن. وله في مستهل ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثمانمائة بمكة؛ ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج ونصف ألفية ابن مالك وقطعة من المنهاج الأصلي، وحضر في سنة ثمان وعشرين على ابن الجوزي مصنفه في ختم مسند أحمد والكافية لابن الحاجب والاربعين كلاهما للنووي، وتفقه بالكازروني حيث أخذ عنه الحاوي شريكاً لزوج أخته المحب بن أبي السعادات بن ظهيرة سنة ثمان وأربعين وأذن له في اقرائه وقرأ في الروضة على أبي السعادات المشار إليه وكذا أخذ عن الكمال إمام الكاملية رفيقاً للبرهاني بن ظهيرة وغيره والنحو عن جماعة وبرع فيه وشرح مساعد الطلاب في نظم قواعد الاعراب لأبيه في كراريس وأقرأ بعض الطلبة، مع سكون وخير؛ لقيته غير مرة وكتبت عنه قوله:
إن الصحاح مفيد قد غدا وله ... من الفضائل يشفى من به وله
فإن أردت به كشفاً لمعضلةٍ ... فلباب آخره والفصل أوله
وغير ذلك مما أودعته في التاريخ الكبير.
حسن بن محمد بن جعفر. أحيل عليه في الحسن بن جعفر فينظر.
474 - حسن بن محمد بن حسن بن إدريس بن حسن بن علي بن عيسى بن علي بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن القسم بن يحيى بن يحيى البدر بن ناصر الدين بن حصن الدين بن نفيس الدين الحسني سبط الشريف النسابة حسن بن علي بن سليمان الحسيني وعم البدر حسن بن محمد بن أيوب الماضي قريباً ويعرف ذلك بالنسابة. ذكره شيخنا في معجمه فقال ذكر لي ابن أخيه يعني المشار إليه أنه اشتغل بالقراءات والفقه وأجيز بجميع ذلك وجمع مجاميع وتجرد مع الفقراء قديماً وخرج لهم عن جميع ما خلفه أبوه وهو كثير جداً وتنقلت به الأحوال، وولى مشيخة الخانقاه البيبرسية مدة وجرت له مع أهلها منازعات فعزل منها ثم أعيد، وكان قد سمع من الوادياشي والميدومي وغيرهما؛ وحدث أنني سمعت عليه شيئاً لكنني لم أظفر به الآن، والتقيت مع مراراً؛ وكانت فيه شهامة مقداماً جريئاً نازع نقيب الأشراف مرة ورام الخلافة أخرى واعتل بأنه حسني وأمه من بني العباس قال ووقفت له على تصنيف لطيف في آداب الحمام بخطه قرضه له علماء العصر في سنة سبعين كالبلقيني وابنه والابناسي والطنبذي والمجد إسماعيل الحنفي والغمادي وابن مكين والشرف عبد المنعم البغدادي والجلال نصر الله البغدادي وآخرون، وخفي على الجميع انه استلبه من مصنف جليل ووقفت عليه لمحمد بن عبد الله الشبلي الدمشقي صاحب آكام المرجان في أحكام الجان وغيره وما أظن المقرضين وقفوا عليه وفيه فوائد كثيرة ولم يكن الشريف في مرتبة من يهتدي لذلك الجمع انتهى. وكذا للشريف أبي المحاسن محمد بن علي الحسيني الدمشقي الالمام في آداب دخول الحمام، وقال شيخنا في أنبائه ان أصله من سرسة وتكسب بالشهادة مدة وأقام في مشيخة البيبرسية نحو عشر سنين، ثم ثار عليه الصوفية لسوء سيرته فيهم فعزل عنهم ثم أعيد، وكان عارفاً بأنساب الأشراف كثير الطعن في كثير ممن يدعى الشرف وكان يذكر أن أمه حسينية وقد ساق شيخنا نسبها ونسبه، ويذكر أيضاً أن أم أبيه من بني العباس وهي صفية خاتون ابنة الخليفة المستمسك بالله محمد ابن الحاكم، وكان يتطاول إلى الخلافة مع جهل مفرط وقلة ديانة. مات في سادس عشر شوال سنة تسع، قال في الأنباء وقد جاز الثمانين، وفي المعجم وقد قارب التسعين ممتعاً بسمعه وبصره. قلت وقد روى لنا عنه ابن أخيه وجماعة وذكره المقريزي في عقوده.
475 - حسن بن أبي عبد الله محمد بن حسين بن الزين محمد بن القطب محمد بن أحمد بن علي القسطلاني الاصل المكي. ولد في سنة اثنتين وستين وسبعمائة أو التي تليها، ودخل الديار المصرية والشامية ورتبت له المرتبات بل ولي مباشرة في الحرم المكي وفي الأوقاف الحكمية بالقاهرة وكذا نظر أوقاف الحرمين باسكندرية. ومات بالقاهرة بعد أن سكنها سنين في شوال سنة تسع وقد قارب الخمسين. ذكره الفاسي في مكة.(2/56)
476 - حسن بن محمد بن حسن الصالحي اللحام ويعرف بابن قندس - بضم القاف والمهملة وآخره معجمة. ولد قبل سنة سبعين وسبعمائة على ما يظهر من مسموعه فإنه سمع من لفظ المحب الصامت سنة أربع وسبعين قطعة من أول مسند عثمان من مسند أبي يعلى، وكذا سمع من محمد الباني ابن الرشيد عبد الرحمن المقدسي الأول الكثير من فوائد ابن بشران وحدث سمع منه الفضلاء. مات في العشر الأوسط من المحرم سنة أربعين ودفن بسفح قاسيون.
477 - حسن بن محمد بن حسن القرشي الدخي المدني أخو عبد الحميد الحكيم الآتي. سمع علي الزين المراغي. ومات في صفر سنة خمس عشرة.
478 - حسن بن محمد بن حسين بن محمد البدر بن الشمس بن العز البعلي الحنبلي التاجر ويعرف بابن العجمي. ولد ببعلبك قبل التسعين ونشأ بها فقرأ القرآن على ابن قاضي المنيظرة وفي الفقه يسيراً على العماد بن بيغوت الحنبلي، وتكسب بالتجارة؛ وكان قد سمع الصحيح على الزين عبد الرحمن بن الزعبوب وحدث لقيته ببعلبك فقرأت عليه؛ وكان خيراً محباً في الحديث وأهله. مات قريب الستين.
479 - حسن بن محمد بن راشد السمي البنا. مات بمكة في المحرم سنة ثلاث وستين.
480 - حسن بن محمد بن سعيد البدر أبو محمد وأبو علي الشظبي اليمني الفقيه الشافعي. وله سنة تسع وثمانين وسبعمائة، وأخذ عن السيد محمد بن إبراهيم بصنعاء وتلا بها للسبع على بعض القراء؛ وكذا أخذ عن النفيس العلوي والجمال بنا لخياط بتعز وتفقه وحصل كتباً جمة، وأقام ببعض مدراسها يدرس ويفيد؛ وكان فقيهاً نحوياً مقرئاً محدثاً. مات بتعز فجأة في أوائل جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين. ذكره التقي بن فهد في معجمه، ومن نظمه:
حب النبي وأصحاب النبي وأه ... ل البيت أرجو به تخفيف أوزاري
ومذهبي هو ما صح الحديث به ... ولا أبالي بلاح فيه أوزاري
وقال العفيف كان فقيهاً مقرئاً نحوياً له تبصرة أولى الألباب في النحو والزراري المسفرة نظم الدرة في القراءات ولما فرغه أرسل إلي بنسخة منه لزبيد وكتب معه أبياتاً أولها:
أهديتها تمراً إلى خيبر ... يقبلها ذو الحسب الطاهر
فمشيت عليه وأصلحت له فيه كثيراً.
481 - حسن بن محمد بن الزين عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد الأنصاري المغربي الأصل المدني المالكي أخو حسين الآتي. ابن عم البدر حسن ابن عمر الماضي قريباً ويعرف كأخيه بابن كمال. حفظ الرسالة وسمع على الجمال الكازروني في سنة أربع وثلاثين. ومات 482 - حسن بن محمد بن عبد القادر بن علي بن محمد بن شرشيق البدر أبو محمد ابن شمس الدين بن محيي الدين بن نور الدين بن شمس الدين الأكحل بن حسام الدين شرشيق القادري والد الشمس محمد وأخو علي. كان أسن الجماعة المقيمين بزاوية عدي بن مسافر خارج القرافة الصغرى المشهورة الآن بزاوية القادرية، كان صالحاً نيراً سليم الفطرة منجمعاً عن الناس قليل الخبرة بمخالطتهم؛ تزوج صاحبنا الشيخ إبراهيم القادري ابنته ومؤاخيه قاسم ابنة أخرى. ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وستين بالزاوية المذكورة وصلى عليه هناك ثم دفن فيها رحمه الله وإيانا.
483 - حسن بن محمد بن عبد الله البدر الحلبي الأصل المكي ويعرف برزة. ولد بمكة ونشأ بها وسمع على العفيف النشاوري، أجاز له في سنة سبعين وسبعمائة فما بعدها الأزرعي والاسنوي وأبو البقاء السبكي وابن القاري والكمال بن حبيب والحسين بن حبيب وآخرون. مات بالقاهرة سنة سبع وعشرين أو بعدها. ذكره التقي بن فهد في معجمه سامحه الله.
484 - حسن بن محمد بن عبد المنعم البدر بن الشمس بن الظهير العراقي نزيل مكة ويعرف بالسهروردي لانتسابهم فيما قال للشيخ أبي حفص. ولد بالعراق في سنة ثلاثين وورد مكة في سنة خمسين فحج وزار ثم عاد لمكة وتردد في التجارة لكلبرجة وهرموز وقيلان وكنباية وغيرها ثم عاد لمكة سنة ثلاث وستين وتوجه منها للزيارة أيضاً وتأهل بالمدينة؛ وهو والد زوجة الجمال الكازروني سبط أبي الفرج المراغي المدني بورك فيه، وعاد لمكة واستمر بها إلى سنة خمس وسبعين ثم عاد إلى المدينة وصار يتردد منها لمكة وتكررت رؤيتي له بها وهو الآن سنة ثمان وتسعين فيها ثم رجع في موسمها إلى طيبة.(2/57)
485 - حسن بن محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد البدر بن الخواجا الشمس الحلبي الأصل الدمشقي والد إبراهيم ومحمد وأخو أحمد ويعرف سلفه بابن المزلق؛ ولد بدمشق ونشأ بها في كنف أبيه وسلك طريقه في المتاجر وجال الأقطار بسببها؛ وجاور بمكة مراراً بل ولي إمرة جدة في سنة إحدى وأربعين حين كان سعد الدين بن المرة ناظرها وسافرا في البحر من الطور وأعطى السلطان صاحب الترجمة خمسة آلاف دينار ليعمر بها عين عرفة؛ وكذا قدم القاهرة غير مرة وولي نظر جيش الشام وغيره، وكان رئيساً وجيهاً عرياً عن الفضائل وفي سمعه ثقل وقد لقيني بدمشق وتجمل. مات بدمشق في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين ودفن بتربتهم.
486 - حسن بن محمد بن علي العز أبو أحمد العراقي الشاعر نزيل حلب. كان ذا نظم جيد يمتدح به أكابر حلب فيجيزونه ويتكسب بالشهادة كل ذلك مع خمول وهيئة رثة وينسب للتشيع ورقعة الدين؛ وله مؤلف سماه الدر النفيس من أجناس التجنيس ويشتمل على سبع قصائد يمدح بها البرهان بن جماعة أول القصيدة الأولى منها:
لولا الهلال الذي من حيك سفرا ... ما كنت أنوي إلى مغناكم سفرا
ولا جرى فوق خدي مدمعي دررا ... حتى كأن جفوني ساقطت دررا
يا أهل بغداد لي في حيكم قمر ... بمقلتيه لعقلي في الهوى قمرا
وكذا له عدة قصائد نبويات على حروف المعجم. مات بحلب في سابع عشر المحرم سنة ثلاث. ذكره ابن خطيب الناصرية وقال رأيته ولم أكتب عنه؛ وتبه شيخنا في أنبائه.
487 - حسن بن محمد بن علي البيروتي ثم الغمري القاهري البطيخي الشافعي. ممن أخذ عن الشرف السبكي وشيخنا وجاد فهمه دون عبارته، وصحب الغمري واختص به وبعد موته لزم ولده قليلاً مع الاشتغال بالعربية والفقه وغيرهما؛ ثم انسلخ من ذلك كله وسلك مسالك السوقة وباع القصب والبطيخ ونحوها؛ واستمر يتناقص حتى مات في تاسع رمضان سنة إحدى وتسعين بعد أن كف وقطن جامع الغمري وقد جاز الستين رحمه الله وعوضه خيراً.
488 - حسن بن محمد بن علي النمراوي صهر بلديه البدر حسن بن علي بن حسن الماضي. قرأ القرآن وهدية الناصح وسمع مني بالقاهرة وربما حضر بعض الدروس.
489 - حسن بن محمد بن عمر بن الحسن بن هبة الله بن كامل بن نبهان البدر الدمشقي الآتية أمه أسماء، ويعرف بابن نبهان. ولد في صفر سنة ثمان وثمانمائة بدمشق ونشأ بها وسمع على عائشة ابنة محمد بن عبد الهادي الصحيح فيما ذكره بل قيل إنه وجد بخط أبيه وقد حدث قرأ عليه بعض الطلبة وأجاز، وهو ذو همة علية وكرم ومحبة في الحديث وطلبته. مات بعد عروض الفالج له في ذي القعدة سنة تسع وثمانين رحمه الله.
490 - حسن بن محمد بن قاسم بن علي بن أحمد التاجر الكبير بدر الدين الصعدي اليمني نزيل مكة ووالد الجمال محمد وعلي الآتيين ويعرف بالطاهر بالمهملة. كان يذكر أنه من ذرية حمير بن سبأ؛ وأنه ولد في سنة تسعين وسبعمائة أو التي قبلها بصعدة من اليمن ونشأ بها ثم سافر مع عمه إلى مكة فحج وعاد إليها فأقام ثلاثة أشهر ثم سافر في التجارة إلى عدن ثم إلى الديار المصرية بل ودخل أيضاً عدة بلاد من الهند وكذا القصير وسواكن ومكة غير مرة ثم انقطع بها من سنة اثنتين وثلاثين فلم يخرج منها إلا في بعض الأوقات إلى القاهرة، وعمر بها دوراً بل استأجر رباطاً بباب السويقة أحد أبواب المسجد الحرام وعمره ووقف منافعه على الفقراء في سنة ثلاث وأربعين، وعمر أماكن كثيرة من عين حنين وسبيلاً في داره يمنى، وولى نظر المسجد الحرام عوضاً عن القاضي أبي اليمن في أوائل سنة خمسين ثم عزل في أواخرها ببيرم خجا وكذا ولى شد جدة في سنة اثنتين وستين؛ وكان خيراً ساكناً متواضعاً وافر الملاة ذا مروءة وإفضال بالتصدق والقرض لأهل الحرمين وغيرهم معظماً في الدولة عارفاً بأمور الدنيا بلغ الغاية في المعرفة بأمور التجارة حتى صار كبير التجار بمكة ومرجعهم مع صدق اللهجة. رأيته كثيراً وسمعت كلامه. مات في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين بمكة ودفن بمعلاتها رحمه الله وإيانا.(2/58)
491 - حسن بن محمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد ابن عبد الرحمن الحسني الفاسي الكلبرجي ثم المكي الحنبلي. ولد ببلاد كلبرجة من الهند وحمل إلى مكة وهو ابن نحو عشر سنين بعد الثلاثين وثمانمائة، وسمع بها من التقي بن فهد، وأجاز له باستدعاء وله النجم عمر جماعة، ودخل مع عمه عبد اللطيف بلاد العجم بعد الأربعين وثمانمائة فوصلا إلى الروم ثم حلب وكانت منيته بها ودفن هناك رحمه الله.
492 - حسن شلبي - ومعناه سيدي - بن ملا شمس الدين محمد شاه بن العلامة المولى شمس الدين محمد بن حمزة الرومي الحنفي الآتي جده ويعرف كسلفه بالفناري وهو لقب لجد أبيه لأنه فيما قيل لما قدم على ملك الروم أهدى له فنياراً فكان إذا سأل عنه يقول أين الفنري فعرف بذلك. ولد سنة أربعين وثمانمائة ببلاد الروم، ونشأ بها فاشتغل على ملا فخر الدين وملا علي طوسي وملا خسرو حتى برع في الكلام والمعاني والعربية والمعقولات وأصول الفقه ولكن جل انتفاعه بأبيه وعمل حاشية في مجدل ضخم على شرح المواقف وأخرى على المطول كبرى وصغرى وأخرى على التلويح وغير ذلك من نظم بالعجمي والعربي وذكاء تام واستحضار وثروة وحوز لنفائس من الكتب وتواضع واشتغال بنفسه، وقد قدم الشام في سنة سبعين فحج مع الركب الشامي وكذا تردد للقاهرة قريباً من سنة ثمانين فسلم علي الزين بن مزهر ببولاق ولم ير فيما زعم من ينزله منزلته ولا ارتضاها ولا أقرأ بها أحداً سيما مع توعكه في معظم مدته فبادر إلى التوجه لمكة من جهة الطور في البحر ومعه جماعة من طلبته فأقام بها يسيراً وأقرأ هناك، وممن قرأ عليه ثم الشمس الوزيري الخطيب وأثنى هو وغيره على فضائله وتحقيقه، ولما قدم القاهرة أخبرت أن ابن الاسيوطي استعار حاشيته على المطول وزعم أنه كتب عليها حواشي وأوقفه هو على كراريس كتبها علي البيضاوي فردها عاجلاً مصرحاً بعدم ارتضائها وبادر لطلب حاشيته غير ملتفت لما زعمه إهمالاً لشأنه. مات ببلاده في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين.
493 - حسن بن محمد بن محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البدر بن البهاء بن العلامة الشمس البعلي ثم الدمشقي الحنبلي سبط عبد القادر بن القرشية ولذا يعرف أيضاً بابن القرشية. ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وسمع من جده عبد القادر وعبد الرحيم بن أبي اليسر وزينب ابنة الكمال والشهاب الجزري، وحدث سمع منه شيخنا وغيره، وقال في معجمه إنه مات وهو متوجه إلى بعلبك في شعبان أو رمضان سنة ثلاث بعد انفصال العدو عن دمشق، وجزم في إنبائه بشعبان، وتبعه في التردد المقريزي في عقوده.
494 - حسن بن محمد بن محمد بن محمد بن علي البدر المقدسي الشافعي والد أبي الجود محمد ويعرف بابن الشويخ لقب جده. ولد سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ به وصحب الشهاب بن رسلان وكناه أبا البشر وغيره من السادات، وحج مراراً كثيرة أولها سنة إحدى وخمسين وسمع بمكة على أبي الفتح المراغي وألبسه الخرقة والتقي بن فهد وكذا تكرر دخوله للقاهرة وحضر عند العلمي البلقيني ورأى شيخنا وغيره من السادات ودخل الشام وغيرها وتكرر اجتماعه علي، وكان مجاوراً سنة ثمان وتسعين ويكثر من الاجتماع بالشيخ عبد المعطي المغربي ولا بأس به.
495 - حسن بن محمد بن محمد البلبيسي ثم القاهري الشافعي نزيل مكة وأخو الشيخ محمد الآتي. مات بمكة في ليلة الثلاثاء ثامن جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وصلى عليه بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند الشيخ ابن مصلح بالقرب من تربة بيت ابن عبد القوي وخلف أولاداً؛ وكان فقيراً يتكسب بالخياطة صالحاً يقال إنه كان مديم الاعتماد في كل يوم جمعة وفي الأشهر الثلاثة كل يوم وكثر الثناء عليه؛ وهو ممن أخذ عني ونعم الرجل رحمه الله.
حسن بن محمد بن نصر الله. يأتي قريباً بدون محمد.
496 - حسن بن محمد بن يعقوب الطهطاوي المكي أخو علي الآتي. مات بمكة في المحرم سنة اثنتين وثمانين.
497 - حسن بن محمد بن يوسف بن نيطقس البدر بن الشمس بن الصلاح الحنفي. ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة بالحسينية خارج القاهرة ونشأ بها فتفقه وتكسب بالشهادة دهراً ثم عين لقضاء الحنفية بصفد فوليه في سنة بضع وثمانين واستمر فيها قاضياً حتى مات في سنة أربع عشرة. ذكره المقريزي في عقوده.(2/59)
498 - حسن بن محمد المكي ويعرف بابن صبرة. مات فيها في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين.
حسن بن محمد الأمير البدر بن المحب الطرابلسي الاسلمي. مضى في ابن عبد الله.
499 - حسن بن محمد العيثاوي أحد مشاهير الطلبة. ذكر ابن حجى أنه كان أفضل أهل طبقته. مات في أول سنة إحدى وقد جاز الثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه.
500 - حسن بن مختار والد جار الله الماضي. مات بمكة سنة سبع وثلاثين.
501 - حسن بن مخلوف آب المركان الراشدي المعتقد بالمغرب. مات سنة سبع وخمسين. أرخه ابن عزم.
502 - حسن بن منصور البدر الحنفي القاضي بل كان أيضاً قد تولى الحسبة بدمشق. مات في عقوبة اللنك سنة ثلاث. قاله العيني.
503 - حسن بن موسى بن إبراهيم بن مكي البدر القدسي الشافعي ويعرف بابن مكي. سمع علي الزفتاوي المسلسل وجزء ابن عرفة وجزء البطاقة ونسخة إبراهيم بن سعد وغيرها وحدث سمع عليه شيخنا وابن موسى ووصفه بالقاضي الرئيس الفاضل والتقي أبو بكر القلقشندي والأبي وولي قضاء القدس مراراً وكان مزجي البضاعة في العلم. مات عن سبعين سنة في سنة سبع عشرة. ذكره شيخنا في معجمه وأنبائه وتبعه المقريزي في عقوده.
504 - حسن بن نابت بن إسماعيل بن علي البدر الزمزمي المكي. حفظ البهجة والألفية وعرضهما على جماعة وتميز في الفرائض والحساب وأخذهما عن قريبه نور الدين وفي الميقات أخذه عن قريبه الجمال محمد بن أبي الفتح ودخل الشام وغيرها.
حسن بن نبهان. في ابن محمد بن عمر بن الحسن بن نبهان.
505 - حسن بن نصر الله بن حسن بن محمد بن أحمد بن عبد الكريم بن عبد السلام. هكذا كتبه لي أخوه فخر الدين الناسخ الصاحب بدر الدين بن ناصر الدين بن بدر الدين بن شرف الدين بن كمال الدين بن كريم الدين بن زين الدين الأدكوي الأصل الفوي القاهري ويعرف بابن نصر الله، وزاد بعضهم محمداً بينه وبين نصر الله وهو غلط. أصله من أدكو قريبة بالمزاحمتين من أعمال القاهرة. كان جده الأعلى الشرف محمد بن أحمد خطيبها ثم بذبي وبعده تعانى ابنه البدر المباشرة وفطن للحساب، وباشر عند سيف الدين الكناني متولي فوة وولد له نصر الله فنشأ بها وباشر بها ثم باسكندرية عدة وظائف وولد له صاحب لترجمة في ربيع الأول وقبل الآخر سنة ست وستين وسبعمائة بفوة، ونشأ في كنفه وزوجه بابنة ناظرها ابن الصغير وصار عديل الفخر بن غراب؛ وقدم القاهرة في حدود التسعين وسبعمائة وهو فقير جداً ثم بعد ذلك وهو كذلك فكتب التوقيع بباب القاضي ناصر الدين بن التنسي ثم خدم نحو الشهرين شاهداً في ديوان أرغون شاه أمير مجلس في الدولة الظاهرية برقوق ثم انتمى إلى مهنى دوادار بكلمش العلائي أمير سلاح؛ وحسن حاله ولا زال يترقى حتى ولي الحسبة ونظر الجيش بالديار المصرية ثم وزارتها ثم الخاص بها في الدولة الناصرية فرح وكذا ولي الوزارة والخاص في الدولة المؤيدية ثم صودر مراراً ثم عمل لاستادارية في دولة الصالح محمد ثم انفصل عنها وأعيد إلى الخاص عوضاً عن مرجان الخازندار ثم أعيد إلى الاستادراية في الدولة الأشرفية عوضاً عن ولده صلاح الدين محمد وانفصل عن الخاص بالكريمي عبد الكريم بن كاتب حكم في أوائل جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين ثم انفصل عن الاستادارية وصودر هو وولده المذكور ثم أعيد ثالثاً بعد مدة إلى الاستادارية فلم تطل مدته فيها بل عزل عن قرب، ولزم داره إلى أن مات ولده فاستقر بعده في كتابة السر ولم يلبث أن عزله الظاهر بالكمالي بن البارزي ولزم البدر منزله واستولت عليه الأمراض المختلفة حتى مات في سلخ ربيع الأول سنة ست وأربعين ودفن من الغد بتربته التي بالصحراء خارج الباب الجديد عند ولده صلاح الدين؛ وكان شيخاً طوالاً ضخماً حسن الشكالة مدور اللحية كريماً شهماً مع بادرة وحدة وصياح وإقدام على الملوك وانهماك في اللذات وتأنق في المآكل والمشارب وله بفوة مدرسة حسنة على البحر فيها خطبة وتدريس ومآثر غير ذلك، وله ذكر في حوادث سنة ست عشرة من أنباء شيخنا، وذكره المقريزي في عقوده سامحه الله.
506 - حسن بن لاجين. ذكره المقريزي في عقوده.
507 - حسن بن يحيى البير الحجاري نسبة لبئر الحجار على نحو أربعة فراسخ من فاس لناحية المشرق، كان عالماً صالحاً. مات في سنة اثنتين وسبعين. أفاده لي بعض أصحابنا المغاربة.(2/60)
508 - حسن بن يوسف بن أيوب البدر التركماني ويعرف بجده، ولي نيابة القدس والرملة ونابلس والكرك غير مرة في أوقات مختلفة، ورأيته غير مرة منها في القدس، ومات في جمادى الآخرة سنة ثمانين.
509 - حسن بن يوسف بن حسن بن صالح الأنصاري المروي نسبة إلى المرية من الأندلس المالكي؛ واشتغل بالطب والهيئة ونحوهما من فقه ونحو عند أحمد القصار، وقدم قريباً من سنة تسعين، وحج من دمشق وجاور ثم رجع إلى القاهرة فاستمر حتى اجتمع بي في أثناء سنة ست وتسعين؛ وسمع منى.
حسن بن علاء الدولة بن أحمد بن أويس. يأتي له ذكر في أخيه الحسين.
510 - حسن بن الحمامي بدر الدين. ولي قضاء الشافعية ببيت المقدس بعد المحيوي بن جبريل مع ذكره بأوفر نقص، وقدم القاهرة ثم عاد في أواخر جمادى الثانية سنة تسعين على قضائه.
511 - حسن بن الصعيدي، شخص كان يتكلم في الحيرة ونواحيها عن الوزير والسلطان. مات في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين، ووجد له من النقد شيء كثير جداً مما لم تكن هيئته ومرتبته مناسبة له ولا لبعضه، فاحتيط عليه للسلطنة غير ملتفتين لولد ولا غيره.
512 - حسن بن غرلو حسام الدين جارنا. مات في رمضان سنة ست وثمانين عن سبعين فأكثر؛ وخلف طفلاً وهو ابن أمير علي بن سنقر.
513 - حسن بن قلقيلة بدر الدين الحسيني سكنا الحنفي. أخذ عن البدر العيني واستقر به إمام مدرسته، وكذا قرأ على الجمال عبد الله بن الرومي، واستقر بعده في تدريس الحنفية بجامع الظاهر وأم بالبرقوقية نيابة؛ وتكسب بالشهادة وصاهره الشمس بن خليل على ابنته وكانت بينهما قلاقل. مات قريب الستين تقريباً.
514 - حسن بدر الدين بن النح البغدادي الشافعي أحد الفضلاء. كتبه عنه البدري في مجموعة قوله.
حريري له خد نضير ... تسامى عن مراعاة النضير
ونادمني بأقوالٍ صحاح ... فما أحلى مقامات الحريري
515 - حسن بن البدر الهندي ثم الدمشقي الحنفي نزيل حماة. امام عالم علامة بحر محقق مدقق ذو فنون عديدة وأقوال سديدة متمكن من العقليات بحيث كان التاج بن بهادر يثنى عليه فيها ثناءً بالغاً مع فصاحته وحسن تقريره وكونه متزهداً يلبس اللباد ونحوه؛ ويقال إنه لازم السيد الجرجاني ثلاثين سنة؛ وقال الزين عبد الرحمن بن أبي بكر الشاوي إنه أخبره أنه بحث على الزين الخوافي، وقال غيره إنه رافق الشمس الشرواني في الأخذ عن الركن الخوافي، وقد استقدمه الصدر بن هبة الله بن البارزي إلى حماة وأحسن إليه وزوجه ورتب له كفايته؛ وكانت إقامته بها أكثر من خمس سنين حتى مات؛ وانتفع به الطلبة في النحو والصرف والاصلين وغيرها؛ وكان على نمط رفيقه الشرواني في تربية الطلبة وحدة الخلق، وممن أخذ عنه الصدر المذكور والجمال بن السابق وأخوه فرج وآخرون منهم الزين خطاب أخذ عنه أصول الفقه والبقاعي قال إنه بحث عليه في أوائل الشمسية سنة ثمان وعشرين، ومما أخذه عنه الجمال بن السابق الفقه والصرف والعربية فقرأ عليه بعض ابن المصنف وتصريف العزي ومعظم الخسيكتي والمراح وقال لي انه مات في ليلة الجمة منتصف جمادى الثانية سنة ثلاث وثلاثين بالمدرسة المعزية بحماة عن نحو السبعين ظناً.
516 - حسن البدر الحسني القاهري الواعظ. شيخ اشتغل يسيراً وطاف القرى ونحوها في الوعظ، ولازمني يسيراً بعد أن منعته من إيراد الأكاذيب ونحوها، واستمر على طريقته حتى مات في جمادى الأولى سنة ست وتسعين؛ وأظنه بلغ السبعين أو جازها رحمه الله وعفا عنه.
517 - حسن بدر الدين الشكلي الكركي. مات بالقاهرة في رابع عشري ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين، وكان عارفاً بالمباشرة مشكوراً فيها. ولي نظر القدس والخليل مدة في أيام المؤيد وغيره. ذكره شيخنا في أنبائه وزاد غيره أنه ولي غزة أيضاً.
518 - حسن بن بدر الدين الشريف أحد التجار باسكندرية. مات بها في ذي القعدة سنة أربع وخمسين وخلف أموالاً كثيرة؛ وكان تام الخبرة بدنياه متين التوسل في التوصل لمقاصده، وقد رافع في الخواجا فخر الدين التوريزي حتى أخذ منه السلطان ما ينيف على مائة ألف دينار، ولم يكن محمود السيرة عفا الله عنه.(2/61)
519 - حسن حسام الدين. مات بالقاهرة في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين، وكان قدم من القدس وولي في الأيام الناصرية فرج فيما بعدها عدة نيابات بغزة والقدس وغيرهما. قاله المقريزي وأظنه ناظر القدس وصاحب المدرسة به المذكور في ابن رسلان.
520 - حسن الشرف الاصبهاني الشافعي. أخذ عن النور الايجي وعنه السيد العلاء بن السيد عفيف الدين. له ذكر في الحسن بن علي.
521 - حسن الاذرعي الشامي. مات بمكة في شعبان سنة اثنتين وستين.
522 - حسن البدوي ممن أخذ عني بالقاهرة.
523 - حسن الدمياطي نزيل الحسينية. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين بحبس الديلم؛ وكان ممن يكثر المرافعة بحيث رافع في الشافعي بسبب خان السبيل ثم تغير عليه السلطان لعدم انتظام أمره وأودعه السجن حتى مات.
524 - حسن الديروطي المقرىء. مات قريباً من سنة سبعين.
525 - حسن الرومي ويعرف بزغل. هكذا جرده ابن فهد.
526 - حسن السخاوي محتسب الغروليين من سوق الشرب. ممن اشتغل بالعلم قليلاً وكان لا بأس به. مات في ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين.
527 - حسن السقا نزيل طنبذي من الصعيد ويعرف بالعريان ويذكر بالجذب والكرامات التي منها بشارته للسلطان شفاهاً بالتملك بحيث بنى له لما ملك بعد موته زاوية بالمحل المذكور وكانت سنة ثلاث وسبعين عن بضع وسبعين.
528 - حسن السمرقندي الخواجا. مات بمكة في المحرم سنة ست وخمسين.
حسن الشريف السكندري. مضى في الملقبين بدر الدين قريباً.
529 - حسن الضاني والد عبيد الأمين الزيني؛ قرأ القرآن عند زكريا، وعلم بعض الابناء بل واختلى عند المناوي وتلقن منه الذكر بإشارة شيخه الشريف الطباطبي، وتكسب بسوق النساء من سوق الحاجب على طريقة جميلة؛ ولم يخالط ولده فيما دخل فيه بل لما ألزمه المشار إليه أن يكون عوضه أول ما رسم عليه قعد قليلاً ثم وفر لعجزه وديانته وهو الآن حي.
530 - حسن الصبحي الجدي مات بها في المحرم سنة ثلاث وأربعين وحمل لمكة فدفن بمعلاتها.
531 - حسن العجمي شيخ زاوية بباب الوزير. ممن كان يصحب شاهين الغزالي. رأيته كتب على مجموع البدري من قوله:
للّه مجموع بديع حوى ... جواهراً تلمع في عقدها
كادت مجاميع الورى عنده ... تموت للخشية في جلدها
وقوله:
ومجموع به أبيات شعرٍ ... ولكن كل بيت مثل قصر
بنظم كاللآلي لم أجده ... لعمر أبيك في مجموع عمري
532 - حسن العجمي المدني صاهره شيخنا الشهاب الشوايطي على ابنته خديجة واستولدها أولاده وماتت سنة تسع وخمسين، وما علمت متى مات أبوها صاحب الترجمة.
حسن العلقمي. في ابن أحمد بن حرمي بن مكي بن موسى.
533 - حسن الغزي صهر أولاد حسن الخالدي. مات بمكة في رجب سنة اثنتين أو إحدى وأربعين. حسن الفيومي إمام الزاهد. في ابن علي بن سليمان.
حسن القدسي شيخ الشيخونية. في ابن أبي بكر بن أحمد.
534 - حسن المغيلي - نسبة لقرية مغيلة من أعمال فاس - المالكي. كان عالماً مدرساً. مات في سنة خمس وستين. ذكره لي بعض أصحابنا المغاربة.
535 - حسن النابلسي التاجر ويعرف بعصفورة. وجد ميتاً في فراشه في جمادى الأولى سنة ستين بمكة. أرخه ابن فهد. وكان قد سكنها واشترى بها داراً بقعيقعان وعمرها عمارة هائلة وهو طارح التكلف ممن كان يجله شاد جدة.
حسن النمراوي اثنان: ابن علي بن حسن بن أبي بكر وابن محمد بن علي وهما صهران. حسن الهندي. مضى قريباً.
536 - حسن الهندي آخر. تنزل برباط السيد حسن بن عجلان. مات بمكة في ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين.
537 - حسن الهيثمي رجل صالح من محلة أبي الهيثم. صحب أبا عبد الله الغمري وأقام معه بالمحلة ثم تحول بإشارته لمنية غمر منجمعاً على التلاوة والذكر مع فضيلة وأحوال وكرامات، مات وهو متوجه لحجة الاسلام قبيل الاربعين وقد قارب الخمسين رحمه الله.
من اسمه حسين
538 - حسين بالتصغير - بن إبراهيم بن حسين بن محمد بن علي بن عثمان بن الكنك بدر الدين الرملي الأصل المصري ويعرف بابن الكنك - بنون بين كافين مكسورات، ولد سنة سبع وستين وسبعمائة ولقيته بالقاهرة فأنشدني لفظاً مما أنشده البدر البشتكي لنفسه في البدر بن الدماميني المخزومي:(2/62)
تباً لقاضٍ لا ترى أحكامه ... إلا على المنثور والمنظوم
خان الشريعة إذ أطاع فا ... وانقاد للفساق كالمخزومي
وفي غيره مما أثبته في المعجم؛ وكان نير الشيبة ضريراً. مات في آخر ربيع الأول أو أول الذي بعده سنة خمس وخمسين.
539 - حسين بن أبي المكارم أحمد بن علي بن أبي راجح محمد بن إدريس بدر الدين العبدري الشيبي الحجبي المالكي الشافعي، حفظ البهجة وعانى الاشتغال بالعربية والشعر وله نظم وذكاء وكتابة جيدة؛ ودخل اليمن ومصر للاسترزاق فأدركه الأجل بالقاهرة في صفر سنة سبع وعشرين وله إحدى وعشرون سنة فيما بلغني. ذكره الفاسي في مكة. حسين بن أحمد بن علي المواز. تقدم في حسن بالتكبير.
540 - حسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن كامل البدر القطي ثم القاهري الأزهري ويعرف بالفقيه حسين، ولد بعد القرن بيسير أو على رأس القرن بمنية القط من الشرقية وقدم القاهرة وقد قارب البلوغ فانتمى لبعض صوفية الشيخونية فعلمه الخط ثم انتمى للزين الزركشي وقرأ بعض القرآن ثم انتقل للأزهر فأكمل به حفظه وقرأ في أبي شجاع على الشهاب الابشيطي وصحب الشيخ يوسف الصفي ولازم خدمته وحج معه وجاور وكان يكثر من حكايات كراماته وجلس بعد موته لاقراء الاطفال مع عقد الازرار، وتزوج بعمتي وساعدته في التنزل بصوفية البرقوقية وفي إقامته معها ببيت الوالد ولذا كان يأخذني معه لمكتبه حتى ختمت عنده القرآن ولازم السماع عند شيخنا ليلاً ولم يكن في قراءته واقرائه بالماهر ولكن لطائفة من الناس فيه اعتقاد مع ميله للفقراء والصالحين وتقلله جداً وترك بأخرة الاقراء وضعف بصره؛ وكان يكثر الحضور عندي في الامالي وغيرها، مات في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين ودفن بالمرجوشية بباب النصر بعد أن صلى عليه هناك في طائفة حسنة رحمه الله وإيانا.(2/63)
541 - حسين بن أحمد بن محمد بن أحمد البدر بن الخواجا الشهاب الكيلاني ثم المكي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن قاوان. ولد في ليلة الاثنين من أواخر رجب سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بكيلان ونشأ بها في كنف والده فأقرأه الحاوي ووعده على إنهاء حفظه بألف دينار وأمر أخاه بدفعها له من تركته ففعل وقرأه حفظاً ومباحثة على جماعة منهم العالم محمد بن خضر بن محمد النيسابوري بقراءته له على العز طاهر بن محمد بن علي الروانيري الأسفرايني نزيل نيسابور بقراءته له على الشمس السابوري بقراءته له على العلاء الطاووسي بروايته له عن مؤلفه، وعن ابن خضر هذا أخذ في الصرف والنحو والحديث والتفسير أيضاً، وأخذ الكلام والعربية والمعاني والبيان عن الشيخ محمد المدعو حاجي الفرحي السجستاني الحنفي والفرائض والمنطق والمعاني عن الهمام الكرماني أحد أصحاب الخوافي والكلام عن المعين بن السيد صفي الدين الايجي بل أخذه عنه في تفسيره والنحو والمنطق وعلم الخلاف وأدب البحث عن مظفر الكازروني، وممن أخذ عنه بمكة الكمال بن الهمام ولازمه في مختصر ابن الحاجب الأصلي وزوجه والده ابنة الكمال وكذا لازم إمام الكاملية في الأصول والفقه والحديث ومما قرأ عليه المنهاج الأصلي ومواضع من شرحه، وسمع عليه أكثر المنهاج الفرعي؛ وأبا الفضل المغربي في الأصول والمنطق والعروض والكلام وابن يونس في الأصول والجبر والمقابلة والحساب والعروض، كل ذلك بمكة وارتحل إلى الشام في سنة إحدى وسبعين فأخذ بدمشق عن البدر بن قاضي شهبة في الفقه وعن الزين خطاب في الفقه وأصوله والقراءات والحديث وسمع على عبد الرحمن بن خليل القابوني وبحلب عن الشهاب المرعشي التفسير والتصوف والكثير من نظمه، وإلى القاهرة في التي تليها فأخذ عن الكافياجي في المعاني والبيان بل قرأ عليه في الكشاف وغيره؛ وإلى المدينة النبوية فقرأ بها على الشهاب الابشيطي شرحه لخطبة المنهاج، وسمع فيها على أبي الفرج المراغي، وبمكة على أخيه الشرف أبي الفتح بل قرأ على الزين عبد الرحيم الأميوطي البخاري وأخذ عن السيد إبراهيم بن أحمد بن عبد الكافي الطباطبي، وتلقن الذكر من كل من الهمام الكرماني وإمام الكاملية الماضيين وعبد الكريم وإدريس الحضرميين في آخرين في هذه العلوم وغيرها؛ وبرع في الفضائل وأقرأ الطلبة بل شرح الورقات لامام الحرمين ورسالة العضد في أصول الدين والقواعد الصغرى في النحور والتصريف وأربعي النووي وهو في مجلدين ولكنه أودع فيه تصرفاً كثيراً؛ وكتب حاشية على خطبة تفسير البيضاوي وجزءاً في القزويني صاحب الحاوي وله نظم في الجملة، قرض له بعضها الشهاب الابشيطي ووصفه بزين الملة والدين الملا الامام العلامة وقال إنه اطلع فيه على فوائد جمة كل منها رحلة فاق فيها من كان قبله، قال وأجزت له إقراء تلك التصانيف النفيسة وكذا ما يجوز لي وعني روايته وقراءته والسيد السمهودي وقال إنه أبدع في تحقيقه لما أودع من تدقيقه مع التلخيص والايضاح وحسن السبك وجودة الافصاح قال فاقتطفت من غصنه معترفاً بحسنه وقمت له إكراماً وقعدت عن تقريضه احتراماً ولله در القائل:
وليس يزيد الشمس نوراً وبهجةً ... إطالة ذي رصفٍ وإكثار مادح
إلى غيرهما ممن قرض، وكذا قرضت له غير واحد منها امتثالاً لسؤاله بل سمع مني بعض ترجمة النووي والقول البديع من تصانيفي واستجازني بهما وبغيرهما من مؤلفاتي وغيرها وأفردت للعضد ترجمة بسؤاله؛ وكان كثير الطواف والعبادة والأوراد مع خشوع وأدب بحيث كنت أستأنس برؤيته، محباً في الفضائل والفضلاء مكرماً لهم حسب استطاعته. مات في ليلة السبت ثامن ذي القعدة سنة تسع وثمانين بمكة وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة تقدم الناس السيد المحيوي الحنبلي بتقديم ابن عمه ملك التجار وكأنه بوصية منه لحسن إعتقاده فيه ومصاهرة بينهما فإنه تزوج أختين للسيد واحدة بعد أخرى وماتتا تحته واحدة بمكة والأخرى بالمدينة ثم دفن بتربتهم من المعلاة رحمه الله وإيانا.
542 - حسين بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى الأمير مفتي تونس. مات سنة تسع وثلاثين. ذكره ابن عزم.(2/64)
543 - حسين بن أحمد بن محمد بن ناصر البدر أبو علي الهندي الأصل المكي الحنفي. ولد في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة أو التي بعدها بمكة وسمع بها من العز بن جماعة قطعة من مناسكه ومن النشاوري والاميوطي ودخل ديار مصر والشام واليمن غير مرة للاسترزاق؛ وسمع في أثناء ذلك بالقاهرة من البهاء بن خليل وابن الملقن وابن حديدة في آخرين وبدمشق من الأمين محمد ابن علي بن الحسين بن عبد الله الانفي المالكي قرأ عليه في سنة تسع وسبعين وسبعمائة بدمشق الاقتراح لابن دقي العيد من نسخة بخطه رواه له عن المزي عن مؤلفه ثم قرأه بعد سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بالقاهرة على الزين العراقي، وسمع بإسكندرية من البهاء بن الدماميني وغيره، وأجاز له أحمد بن عبد الكريم البعلي وابن كثير وابن الهبل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر والاذرعي وطائفة وتفقه بمكة على الضياء الحنفي وبدمشق على الصدر بن منصور القاضي وولي تدريس مدرسة عثمان الرنجيلي بالجانب الغربي من المسجد الحرام ونظر وقفها بعدن أبين، وناب في الحكم بمكة في بعض القضايا وكذا في العقود وكان يذاكر بمسائل من مذهبه معنياً بالفائدة مقرراً قراءة الصحيح كل سنة في أواخر عمره ويعمل المواعيد بالمسجد الحرام. مات ممتعاً بسمعه وحواسه وقوته في صفر سنة أربع وعشرين بقرب عدن وحمل إلى الرجع فدفن به، ذكر التقي بن فهد في معجمه ومن قبله الفاسي وأرخه في جمادى الأولى لا صفر، وأورده شيخنا في معجمه باختصار وقال قدم القاهرة أخيراً في الدولة المؤيدية، وأجاز لأولادي، والمقريزي في عقوده وقال كان خيراً. قلت وقال العراقي عن قراءته إنها قراءة حسنة مع استكشاف عن مشكل واستفتاح لمقفل، وأذن له عن الإمام ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن أبي القسم التونسي عن مؤلفه، ووصفه بالشيخ الإمام العالم الفاضل وكذا بدون الفاضل، وصفه الأنفي وقال قراءة حسنة مفيدة.
544 - حسين بن أحمد مقدم العشير بالشام ويعرف بابن بشارة. مات في سابع الحجة سنة خمس وعشرين؛ ويحرر أهو بالتصغير أو مكبر.
545 - حسين بن أحمد السراوي العجمي التاجر. جاور بمكة مدة وأوصى بقرب كعمارة عين مكة. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة؛ ودفن بالمعلاة وقد بلغ السبعين أو جازها ظناً. ذكره الفاسي.
حسين بن أحمد، مضى في تغرى برمش.
546 - حسين بن إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم السيد نصير الدين أبو عبد الله بن العز بن الاستاذ شيخ الوعاظ والمذكورين وخاتمتهم بتلك النواحي نظام الملة والدين ابن العز بن الشرف الحسيني من قبل أبيه الحسني من قبل أمه الشيرازي الشافعي؛ إنسان فاضل جليل مبجل في ناحيته وأهلها، ممن أخذ عني بقراءته وغيرها بمكة في سنة سبع وثمانين وكتبت له.
حسين بن أصيل، يأتي في ابن عبد الله بن أوليا.
547 - حسين بن أبي بكر بن حسن البدر الحسيني القاهري نقيب الأشراف وأخو ناصر الدين محمد أحد فضلاء الحنفية، ويلقب بالشاطر ويقال له ابن الفراء. أيضاً استقر في نقابة الأشراف في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين بعد صرف حسن ابن علي بن أحمد بن علي الماضي وما تمت السنة حتى قام بعمارة مشهد السيدة رقية بالقرب من المشهد النفيسي للاحتواء على سكناه بحيث تعطلت زيارته من سنين وشكر له ذلك ولكنه اشتد تساهله في إدخال الناس في الشرف طمعاً في اليسير فانحط مقداره سيما مع عاميته ونقصه. مات في شوال سنة خمس وثمانين وقد أسن بع إخراج النظر عنه للسيد علي الكردي، واستقر بعده في النقابة محمد ابن حسن الحسني خازن الشربخاناه.
548 - حسين بن أبي بكر بن حسين بدر الدين القاهري الغزولي أخو أحمد الماضي ويعرف بابن جبينة تصغير جبنة. ممن قرأ القرآن وبعض التنبيه وتشاغل بالدلالة في أسواق الغزل كسوق الجمالية ثم قيسارية ابن شيخنا ثم قيسارية الأشرف اينال، وقام وقعد وحج وجاور ودخل اليمن وغيرها ولم يحصل على طائل.(2/65)
549 - حسين بن بيرحاجي من القاهرة ويدعى بالأمير حسين. ولد بشيراز ونشأ بهراة فخدم سلطانها أبا سعيد بن شاه رخ وترقى عنده حتى صار من جملة خازندارياته ثم تحول إلى الروم واجتمع بمحمود باشاه أجل أمراء محمد بن عثمان فأحبه وحظى عنده ودام ببلاد الروم نحو ثمان سنين؛ ثم استأذنه في الحج فأذن له فلما وصل لحلب وذلك في سنة سبع وسبعين أو التي قبلها توصل بالدوادار الكبير يشبك مهدي حيث مسيره لسوار فلاق بخاطره بحيث أكرمه وأنعم عليه ورجع معه إلى القاهرة فزاد في إكرامه وأنزله بقبته التي بناها كل ذلك لما اشتمل عليه من حسن الصوت والالمام الكبير بعلم الموسيقى مع فهم وعقل ولطف عشرة وذكر بأوراد وقيام وبر للفقراء والواردين عليه القبة. وقد ذكر أنه قرأ على سنان شيخ تربة الدوادار في المتوسط على الكافية الحاجبية، وقد رأيته بالقبة غير مرة ثم بمكة وقد طلع إليها في البحر من سنة ثمان وتسعين.
550 - حسين بن جعفر المشعري المكي. مات بها في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
551 - حسين بن حامد بن حسين السرائي التبريزي ويلقب بيرو. ذكره ابن خطيب الناصرية فقال المقرىء نزيل حلب كان عالماً بالقراءات السبع فاضلاً في الفقه ديناً ورعاً عاقلاً ساكناً؛ كان يقرىء القراآت بجامع منكلي بغا الشمسي وهو من ذوي الأموال يتجر، رأيته بحلب واجتمعت به ولم آخذ عنه شيئاً ثم رحل إلى القدس فسكنه حتى مات في سنة إحدى، وفي ترجمة أبي المعالي محمد ابن أحمد بن علي بن اللبان من طبقات ابن الجزري إن ممن قرأ عليه الإمام شمس الدين بيرو السرائي وهو ملتئم مع ما هنا ولكن ذكر في الأسماء ما يحتاج لمراجعة من أصل الذهبي وكذا تلا بيرو هذا بالسبع على الأمين عبد الوهاب بن يوسف بن السلار تلا عليه السبع مع قراءة الشاطبية والرائية والتيسير الشمس الحلبي قاضي الجن.(2/66)
552 - حسين بن حسن بن حسين بن علي بن محمد بن حسن الغازي بن أحمد الجمال أبو محمد وكناه شيخنا أبو عبد الله بن الشرف الشيرازي المقرىء الشافعي نزيل الحرمين ويعرف بالفتحى - بفاء ثم مثناة لكون جد والده فيما زعم بنى مسجداً بشيراز وسماه مسجد الفتح. ولد فيما أخبرني به في ذي الحجة سنة أربع عشرة وثمانمائة ثم قال لي بعد مدة أنه تحرر له في سنة عشر بشيراز وأن أمه أخبرته أن أباه حمله وهو جنين إلى الجنيد الكازروني البلياني فبرك عليه ودعا له؛ ونشأ بها فحفظ القرآن وحفظ فيما قال أربعي النووي والشاطبيتين والدرة لابن الجزري والحاوي في الفقه والكافية والشافية كلاهما لابن الحاجب وطاف مع الوعاظ وقتاً؛ ثم أعرض عن ذلك وتلا به على ابن الجزري إلى أثناء سورة النحل فيما قال وهو ممكن؛ ولزم إبراهيم بن محمد الخنجي الماضي وقرأ عليه أشياء منها مختصر الأذكار للنووي والتتمة عليه وذلك في سنة سبع وعشرين ووصفه بالولد المقرىء العابد الطالب الحاج واستمر معه حتى مات؛ وكذا أخذ عن السيد بن الصفي والعفيف ابني السيد نور الدين الايجي واختص بهما ثم بينيهما من بعدهما وعن المولى قيام الدين محمد بن الغياث الكازروني قاضيها أحد من ناهز المائة ممن يرو عن سعيد الدين مسعود البلياني ونور الدين الايجي وغيرهما، ولقي في المحرم سنة ست وثلاثين الشهاب أبا المجد عبد الله ابن ميمون الكيكي الكرماني عرف بشهاب الاسلام فأخذ عنه الأربعين لفضل الله التوربشتي وغيرها إجازة؛ وحج في السنة التي تليها وأخذ فيها بمكة والمدينة عن جماعة، وكان دخوله المدينة في يوم الاثنين سادس ذي القعدة فقرأ فيها على الجمال أبي البركات الكازروني بالروضة النبوية أشياء. وكذا على المحب المطري وأبي الفتح المراغي وعلى النجم السكاكيني تخميسه لكل من بانت سعاد والبردة مع أصلهما وثلاثيات البخاري والمسلسل بالمحمدين وغير ذلك، وأجاز له النور على بن محمد المحلي سبط الزبير وفيها بمكة على الزين بن عياش بالعشر إلى رأس الحزب الأول من البقرة مع أماكن متعددة من الشاطبية وجميع منظومته غاية المطلوب في قراءة أبي جعفر وخلف ويعقوب بعد أن كتبها بخطه في أيام التشريق بمنى وأجاز له ووصفه بالشيخ الفاضل العالم، وقرأ على أبي السعادات بن ظهيرة بعض البخاري بل سمع عليه بقراءة المحيوي عبد القادر الأنصاري المالكي أماكن مفرقة منه؛ كل ذلك في رمضان منها؛ ولقي الجمال محمد ابن إبراهيم بن أحمد المرشدي في أوائل ذي الحجة منها تجاه الكعبة فقرأ عليه الشاطبية والرائية وخطبة التيسير للداني وغيرها، بل سمع من لفظه المسلسل بالأولية بشرطه، وعاد إلى بلده فقرأ على العفيف محمد بن الشرف عبد الرحيم بن عبد الكريم الجرهي ثلاثيات البخاري وقطعة من الاستئذان منه والبردة وغير ذلك كالأربعين لابن الجزري الذي زعم أنه شيخه ولازمه كثيراً وسمع عليه الأربعين النووية في صفر سنة تسع وثلاثين بالجامع العتيق وغير ذلك بمشهد الحريصي كلاهما من شيراز وأجاز له وهو ممن يروي عن ابن صديق، وتكرر له دخول الحرمين ومما قرأ على الجمال الكازروني بالروضة في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين تساعيات العز بن جماعة الأربعين وتساعيات ابن الخشاب واليسير من الموطأ والكتب الستة ما عدا النسائي مع مناولتها وجميع الشفا، وفي سنة سبع وأربعين جميع سنن الدارقطني وعلى المحب المطري في سنة اثنتين وخمسين من الصلاة في البخاري إلى الطلاق والسيرة النبوية لابن سيد الناس ودلائل النبوه للبيهقي، وقيل ذلك في سنة خمسين بالروضة زوائد مسند أحمد جمع الهيثمي بسماعه لأكثر المسند على الجمال الحنبلي في القاهرة بقراءة المحب بن نصر الله وعجالة الراكب في ذكر أشرف المناقب للكمال أبي المعالي محمد بن علي بن الزملكاني بقراءته له على جده لأمه الزين أبي بكر بن الحسين المراغي بالروضة بقراءته له على العفيف المطري بسماعه له من لفظ مؤلفه بل سمع من لفظه الكثير من الترغيب للمنذري وعلى أبي الفتح المراغي في سنة اثنتين وأربعين سنن ابن ماجه بالمدينة وبعض البخاري والترمذي والشمائل والموطأ والمصابيح والترغيب مع مناولتها وجميع المجلس المعروف بفوائد الحاج والأول من مسلسلات العلائي بالروضة وفي سنة خمس وأربعين الترغيب وسنن أبي داود وأربعي النووي بمكة وفيها بمكة أيضاً قرأ على(2/67)
التقي بن فهد سنن ابن ماجه وقصيدة كعب بن زهير مع قصتها من السيرة والبردة، وأخذ بمكة أيضاً على الزين الاميوطي والمحب الطبري إمام المقام وأذن له في كتابة ما يكتبه للحمى، وفي سنة خمس وأربعين قرأ بالمدينة على زينب ابنة اليافعي المسلسل بالأولية بطرقه وهو أولى حديث قرأه عليها وكتب بها عن الشمس محمد بن يوسف الزعيفريني شيئاً من نظم أخيه الشهاب، وكذا أخذ بها عن الشمس محمد الششتري، وارتحل إلى الديار المصرية وقدم القاهرة في ربيع الثاني سنة ثلاث وأربعين فسمع بها على العلاء ابن خطيب الناصرية منتقى من مسند الحارث بن أبي أسامة بقراءة التقي القلقشندي والدعوات للمحاملي بقراءة ابن قمر بعد سماعه من لفظه للمسلسل، وقرأ في التي تليها على المحب محمد بن نصر الله الحنبلي السنن الصغرى للنسائي وانتهى منها في صفرها بعد سماعه منه للمسلسل في السنة التي قبلها وعلى الزين الزركشي صحيح مسلم وعشرة أحاديث من تساعيات شيخه البياني وانتهى منه في ربيع الثاني سنة أربع وأربعين وعلى السيد النسابة قطعة من السنن الكبرى للنسائي في جمادى الأولى منها وعلى التاج الميموني في رسالة الشافعي بقراءة القطب الخيضري وبقراءته هو الشاطبية في جمادى الآخرة منها وعلى العز بن الفرات تساعيات ابن جماعة واليسير من الأدب المفرد للبخاري في رمضانها وفيه على الشهاب السكندري الفاتحة وإلى المفلحون للسبعة وأجازه بالاقراء وكذا على الزين رضوان مع عمدة الاحكام بعد سماعه من لفظه للمسلسل ولبسه للخرقة الصوفية منه وعلى التقي المقريزي البعض من أول البخاري بعد أن حدثه في منزله بالمسلسل، ورأيت المقريزي نقل عنه في ترجمة محمد بن الدمدكي من عقوده شيئاً فقال ولما قدم على المقرىء المحدث الفاضل ونسبه الشيرازي الفقيه الشافعي سألته عنه فأخبرني أن جماعة يثق بهم حدثوه يعني بصفته، وعلى الرشيدي البعض من سيرة ابن سيد الناس وعلى البرهان الصالحي الحنبلي السلماسيات وعلى الشهاب بن يعقوب المسلسل وجزء ابن زبان وجزء المؤمل وعلى الولوي السلطي بالطيبرسية المجاورة للأزهر الشفا وانتهى في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وسمع على الزين قاسم بن الكويك معنا جزء أبي الجهم بقراءة الديمي في ربيع الثاني سنة تسع وأربعين وفي رمضانها على الزين رجب الخيري جزء ابن مخلد بقراءة التقي القلقشندي، وقرأ في شوالها على الزين شعبان ابن عم شيخنا سداسيات الرازي وفيها على العلم البلقيني جزء أبي الجهم والجمعة وسمع على الشمس البالسي وتجار البالسية وطائفة، وسافر من القاهرة لزيارة بيت المقدس والخليل فدخل غزة في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين فكتب عن خطيب جامع الجاولي بها يوسف بن علي بن سالم خطبة سمعها منه حين تأديته لها، ولقي في رجبها ببيت المقدس القاضي الشمس محمد ابن محمد بن عمر بن الأعسر فأجاز له وقرأ على الشمس محمد بن خليل المقرىء عرف بابن القباقبي شيخ القراء قصيدتين من نظمه واجتمع بشيخ الوقت وزاهده الشهاب بن رسلان في منزله الملاصق للمسجد الأقصى فأخذ عنه خرقة التصوف وحدثه بحديث من مسند الدارمي؛ وعاد إلى القاهرة في منتصف شعبانها وأجاز له في استدعاء بخط ابن قمر مؤرخ برجب سنة خمس وأربعين ابن بردس وابن ناظر الصاحبة ومحمد بن يحيى الكناني الحنبلي في آخرين، وقطن القاهرة مدة وفي إقامته بها ملازماً لشيخنا بل كان هو قصده منها وكتب عنه في الأمالي وحصل جملة من تصانيفه وحمل عنه من مروياته ومؤلفاته أشياء بقراءته وقراءة غيره فمما قرأه من مروياته مسند الدارمي وعبد وسنن الدارقطني واليسير من الكتب الستة ومتن الموطأ ومسند الشافعي والترغيب للاصبهاني وللمنذري وجميع جزء الجمعة للنسائي وجزء أبي الجهم والمورد الهنى في المولد السني لشيخه العراقي؛ ومما سمعه منه الانتصار لامامي الأمصار ومشيخة قاضي المرستان ومسموعه من صحيح ابن خزيمة ونزهة الحفاظ لأبي موسى المديني وجزء من اسمه محمد وأحمد لابن بكير والأربعين الجهادية لابن عساكر والأربعين النووية ومجالس من أواخر الحلية لأبي نعيم ومجالس كثيرة من صحيح مسلم وبعض الخلاصة في علوم الحديث للطيبي وجميع الكفاية للخطيب بفوت يسير لابن سيد الناس وما قرأه من تصانيفه الأربعين المتباينة والخصال المكفرة وقصيدة من أول ديوانه وما سمعه منها توالي التأنيس في مناقب ابن(2/68)
إدريس وجزء المدلسين والأربعين التي خرجها لشيخه الزين المراغي بقراءة ابنه أبي الفرج وبعض بلوغ المرام وشرح النخبة وتخريج الكشاف، وكان شيخنا يميل إليه كثيراً ولما انتقل شيخنا بمجلس إملائه لدار الحديث الكاملية قرأ في أول يوم سورة الصف بصوت شجى فأبكى الناس ووقع ذلك موقعاً عظيماً ورام بنو القاياتي الايقاع به فما تمكنوا، وقدم القاهرة بعد شيخنا غير مرة وناله من الأمير أزبك الظاهري الجميل من تقريره وغيره لسبق معرفته له خصوصاً في قدمته الأخيرة فإنه أقام في سنة ثمان وثمانين ببيت الخطابة من جامعه وكان قد كف وثقل سمعه، وكذا سافر بأخرة إلى الشام فأخذ بها عن البرهان الباعوني والجرادقي وقطن مكة دهراً وسافر منها إلى الهند فحصل جملة ويقال إن الخلجي جعله شيخ الحديث بمدرسته التي أنشأها بمكة ولم يظهر ذلك، واشتهر أنه باعه ثواب عمله المتطوع به من حج وعمره وغيرهما بمبلغ كبير على قول من يراه وربما أسمع الحديث بمكة والمدينة بل وبالقاهرة في قدماته المتأخرة. وهو إنسان ظريف كثير التودد والخبرة بمداخلة الناس شجى الصوت بالقرآن والحديث قرأ وطلب وبرع في القراءات وكتب بخطه الحسن كثيراً وحصل بغيره أشياء ولكن في نقله توقف وفي قراءته وخطه تصحيف وعنده جراءة وإقدام ولسان لا يتدبر ما يخرج منه قد صحبته قديماً وسمعت على شيخنا بقراءته مسند عبد والمورد الهني وأشياء بل ونقلت عنه في ترجمة شيخنا ما عزوته إليه، وكذا رأيت بخطه من نمط ذلك أشياء أودعتها بخطه حتى ألحقتها وحصل من تصانيفي القول البديع وغيره وتناوله منى وكان يسألني عن أشياء ويزورني كثيراً حتى بعد أن كف وقرأ عليه أخي الأوسط بحضرتي الفاتحة وإلى المفلحون للسبع فرأيته ذاكراً للفن وكتب إلى مرة: وأحيى ذا المحيا الميمون بألوف التحايا سائلاً من الله لكم صنوف المنح والعطايا إلى أن قال: وأنا والله كثير الفرح بوجودكم فإن العساكر المنصورة المحمدية قد قلت جداً، وفارقته في موسم سنة أربع وتسعين بمكة وهو حي، أغلب أوقاته عند أكبر أولاده ولسانه طويل وبدنه عليل ومع ذلك فجاء لتعزيتي بأخوي وبكى كثيراً؛ ثم مات في المحرم سنة خمس وتسعين رحمه الله وإيانا.زء المدلسين والأربعين التي خرجها لشيخه الزين المراغي بقراءة ابنه أبي الفرج وبعض بلوغ المرام وشرح النخبة وتخريج الكشاف، وكان شيخنا يميل إليه كثيراً ولما انتقل شيخنا بمجلس إملائه لدار الحديث الكاملية قرأ في أول يوم سورة الصف بصوت شجى فأبكى الناس ووقع ذلك موقعاً عظيماً ورام بنو القاياتي الايقاع به فما تمكنوا، وقدم القاهرة بعد شيخنا غير مرة وناله من الأمير أزبك الظاهري الجميل من تقريره وغيره لسبق معرفته له خصوصاً في قدمته الأخيرة فإنه أقام في سنة ثمان وثمانين ببيت الخطابة من جامعه وكان قد كف وثقل سمعه، وكذا سافر بأخرة إلى الشام فأخذ بها عن البرهان الباعوني والجرادقي وقطن مكة دهراً وسافر منها إلى الهند فحصل جملة ويقال إن الخلجي جعله شيخ الحديث بمدرسته التي أنشأها بمكة ولم يظهر ذلك، واشتهر أنه باعه ثواب عمله المتطوع به من حج وعمره وغيرهما بمبلغ كبير على قول من يراه وربما أسمع الحديث بمكة والمدينة بل وبالقاهرة في قدماته المتأخرة. وهو إنسان ظريف كثير التودد والخبرة بمداخلة الناس شجى الصوت بالقرآن والحديث قرأ وطلب وبرع في القراءات وكتب بخطه الحسن كثيراً وحصل بغيره أشياء ولكن في نقله توقف وفي قراءته وخطه تصحيف وعنده جراءة وإقدام ولسان لا يتدبر ما يخرج منه قد صحبته قديماً وسمعت على شيخنا بقراءته مسند عبد والمورد الهني وأشياء بل ونقلت عنه في ترجمة شيخنا ما عزوته إليه، وكذا رأيت بخطه من نمط ذلك أشياء أودعتها بخطه حتى ألحقتها وحصل من تصانيفي القول البديع وغيره وتناوله منى وكان يسألني عن أشياء ويزورني كثيراً حتى بعد أن كف وقرأ عليه أخي الأوسط بحضرتي الفاتحة وإلى المفلحون للسبع فرأيته ذاكراً للفن وكتب إلى مرة: وأحيى ذا المحيا الميمون بألوف التحايا سائلاً من الله لكم صنوف المنح والعطايا إلى أن قال: وأنا والله كثير الفرح بوجودكم فإن العساكر المنصورة المحمدية قد قلت جداً، وفارقته في موسم سنة أربع وتسعين بمكة وهو حي، أغلب أوقاته عند أكبر أولاده ولسانه طويل وبدنه عليل ومع ذلك فجاء لتعزيتي بأخوي وبكى كثيراً؛ ثم مات في المحرم سنة خمس وتسعين رحمه الله وإيانا.(2/69)
553 - حسين بن حسن بن علي بن أبي بكر البدر المنصوري ثم القاهري الشافعي العنبري والد كمال الدين محمد، لازم العبادي كثيراً، وكذا بن قرقماس وأسكنه معه في تربته بناحية باب البرقية؛ وتميز في تعبير الرؤيا وسمع معنا الحديث على سارة ابنة ابن جماعة.
554 - حسين بن حسن بن يوسف البدر الهوريني ثم القاهري الأزهري الشافعي الكتبي والد عبد الرحمن؛ وهورين من الغربية. قدم منها فحفظ القرآن والمنهاج وألفية ابن مالك وغيرها وعرض على جماعة؛ وأخذ عن النور الأدمي والبرهان البيجوري والولي العراقي وبرع في الفقه وغيره وسمع البخاري على الجمال الحنبلي وأسئلة البرقاني للدارقطني في سنة أربع عشرة وبعض سنن أبي داود كلاهما على الشرف بن الكويك والشفا على الكمال بن خير، ودرس وأفاد وتكسب بالكتبيين وصار رأس الجماعة وأحسن من رأيته منهم وانتفع به الطلبة في ذلك ورفق بهم؛ وكان متعبداً بالتهجد والتلاوة متواضعاً بشوشاً. مات في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين ولم يخلف بعده في فنه مثله رحمه الله وإيانا.
حسين بن أبي الخير الفاكهاني. يأتي في ابن محمد بن محمد بن علي.
555 - حسين بن زيادة بن محمد البدر الفيومي الأزهري الحنفي نزيل خانقاه شيخو. ولد سنة ثمان وستين وسبعمائة تقريباً بالفيوم ثم انتقل به أبوه إلى القاهرة فقرأ بها القرآن واشتغل في النحو على الغماري وغيره ثم سافر إلى حلب سنة أربع وثمانين وسبعمائة فتلا فيها لنافع وابن كثير وأبي عمرو وعاصم وابن عامر على بيرو وغيره وأخذ الفقه عن الجمال الملطي وغيره، وحج سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة وطوف في بلاد الشام وأخبر أنه سمع بدمشق وحلب والقاهرة وغيرها، وكان إمام إينال باي بن قجماس، وسمع عنده على التقي الدجوي وسمع قطعة من آخر سيرة ابن هشام على النور الفوي بخانقاه شيخو؛ لقيه البقاعي فاستجازه؛ ومات في.
556 - حسين بن صديق بن حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أبي بكر ابن الشيخ الكبير على الأهدل البدر أبو محمد حفيد شيخنا البدر الحسيني اليماني الشافعي الآتي أبوه وجده، ويعرف كأبيه بابن الأهدل ولد في ربيع الثاني سنة خمسين وثمانمائة بأبيات حسين ونشأ بنواحيها واشتغل بها في الفقه على الفقيهين أبي بكر بن قيس وأبي القسم بن عمر بن مطير وغيرهما، وفي النحو على أولهما وغيره، ثم انتقل إلى بلاد المراوعة واشتغل بها على الفقيه على الأحمر في النحو، ثم إلى بيت ابن عجيل فاشتغل على الفقيه إبراهيم بن أبي القسم جعمان وغيره، ثم دخل زبيد في سنة ثمان وستين فاشتغل بها في الفقه على عمر الفتي وغيره وفي الأدب على الدين الشرجي؛ ثم حج سنة اثنتين وسبعين وجاور التي تليها وحضر مجالس البرهاني والمحيوي قاضييها وأذن له البرهان وغيره وزار النبي صلى الله عليه وسلم وسمع بها من أبي الفرج المراغي ثم عاد لبلاده وأخذ عن يحيى العامري وبحث عليه المنهاج ثم عاد ولازمني في المجاورة الثالثة بمكة فقرأ على أشياء من تصانيفي بعد أن كتبها بخطه؛ وكذا سمع من لفظي وعلي أشياء، وهو فاضل بارع في فنون ناظم مفيد حسن القراءة والضبط لطيف العشرة متودد قانع عفيف أقرأ الطلبة بناحيته، وقرأ الحديث على العامة سيما القول البديع ونحوه، مدحني بقصيدة أنشدنيها بحضرة الجماعة، وكتبت له إجازة حافلة ورأيت النجم بن فهد كتب عنه من نظمه كثيراً وترجمه، وبلغني أنه في هذه السنين تحول عن طريقته فسلك التسليك والشياخة الصوفية، وكأنه لمناسبة الوقت، ووردت على كتبه في سنة تسع وتسعين وما قبلها بالتشوق الزائد والمدح العائد.(2/70)
557 - حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أبي بكر بن الشيخ الكبير على الأهدل بن عمر بن محمد بن سليمان بن عبيد بن عيسى بن علوي بن محمد بن حمحام بن عدي بن الحسن بن الحسين - مصغر - بن زين العابدين ويقال له عيون ابن موسى بن عيسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب البدر أبو محمد وأبو علي الحسني نسباً وبلداً الشافعي الاشعري جد الذي قبله ووالد صديق الآتي ويعرف بابن الأهدل. ولد تقريباً سنة تسع وسبعين وسبعمائة بالقحزية غربي الحقة من بلاد اليمن، ونشأ بها لحفظ القرآن ورغب في الفقه فانتقل إلى المراوغة قبل البلوغ سنة خمس أو ست وتسعين فاشتغل على الفقيه علي بن آدم الزيلعي وقرأ الحاوي كما قرأته بخطه على من قرأه على شيخه علي الأزرق ويمكن أن يكون عني الزيلعي هذا بقراءة الأزرق له على أبي بكر الزبيدي بسنده، وطالع كثيراً من كتب الفقه ثم رحل إلى أبيات حسين في رجب سنة ثمان وتسعين فتفقه بها على الشيخين محمد بن إبراهيم الحرضي والنور علي بن أبي الأزرق واختص به ولازمه كثيراً وتخرج به وسمع عليه الكثير وأذن له في الافتاء وهو ممن أخذ عن اليافعي، وقرأ عليه الحاوي عن النجم والرضى الطبريين بسندهما، وكذا قرأ على الإمام محمد بن نور الدين الموزعي لما قدم عليهم أبيات حسين؛ ودخل زبيد فقرأ على ابن الرداد الرسالة القشيرية وسمع من علي ابن عمر القرشي اللطائف لابن عطاء الله كلها أو بعضها وغيرها؛ وأخذ عن القاضي جمال الدين عبد الله بن محمد الناشري ووالده كثيراً وكان مما قرأ على الجمال اللمع في أصول الفقه للشيخ أبي اسحق، وتفقه أيضاً بالفقيه أبي بكر الحادري وأخذ عنه كثيراً، ومما أخذ عنه وعن الحرضي الماضي ومحمد بن زكريا طرف من النحو وأخذ أصول الدين عن غير واحد، وحج مراراً وجاور في بعضها وسمع بمكة من الجمال ابن ظهيرة والتقي الفاسي الكثير وبالمدينة من الزين المراغي وأبي حامد المطري، وباليمن من المجد الشيرازي وابن الجزري لما قدمها عليهم في سنة ثمان وعشرين وقال في إجازة انه يروي عن شيخنا إجازة وإنه أخذ عن الجمال أبي النجباء محمد ابن عبد الله الناشري وعلي ابن ملير، ونظر في كتب الحديث والتفسير واللغة والدواوين وكتب الصوفية وعرف عقائد الأئمة ومصطلحات العلماء من الفقهاء والمحدثين والمفسرين والاصولين وأهل الأدب؛ وحقق علم التصوف ومصطلحاتهم رميز أهل السنة من غيرهم وألف حواشي علي البخاري انتقاها من الكرماني مع زيادات وسماها مفتاح القاري الجامع البخاري وعمل كشف الغطا عن حقائق التوحيد وعقائد الموحدين وبيان ذكر الأئمة الأشعريين ومن خالفهم من المبتدعين والملحدين في مجلد ضخم واللمعة المقنعة في ذكر فرق المبتدعة يعني الثنتين وسبعين قدر كراسة والرسائل المرضية في نصر مذهب الاشعرية وبيان فساد مذهب الحشوية في قدر عشر ورقات كبار وقد تكت في كراسين والتنبيهات على التحرز في الروايات مجلد والكفاية في تحصين الرواية في ثلاثة كراريس كبار وقال إنه أنموذج لطيف وإنه ذكر فيه بطلان المعمرين وطبقات الأشاعرة وعدة المنسوح من الحديث ومطالب أهل القربه في شرح دعاء أبي حربه في مجلد والقول النضر على الدعاوي الفارغة بحياة أبي العباس الخضر والاشارة الوجيزة إلى المعاني الغريزة في شرح الأسماء الحسنى وكتاب الرؤية والكلام فيها في ثلاثة مواطن في الآخرة وفي الدنيا يقظة ومناماً في ثلاثة كراريس كبار وجواب مسئلة القدر عشر ورقات وقصده به الرد على الجبرية وقصيدة في الحث على العلم وتعيين ما يعتمد من العلم والكتب في الشرع والتصوف وبيان حكم الشلح والنص على مروق ابن العربي وابن الفارض وأتباعهما من الملحدين وتمهيد العذر عن اغترار من لم يعرف حالهم من المتأخرين وشرحها والقصيدة اللامية في السلوك وشرحها ولعلها التي قبلها والحجج الدامغة واختصر تاريخ اليمن للجندي في مجلدين وزاد عليه زيادات حسنة وسماه تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن وقفت عليه وانتقيت منه وقف عليه شيخنا ولخص منه مفتتحاً لما لخصه بقوله أما بعد فقد وقفت على مختصر تاريخ اليمن للفقيه العالم الأصيل بدر الدين فوجدته قد ألحق فيه زيادات كثيرة مفيدة مما اطلع عليه فعلقت في هذه الكراسة ما زاده بعد عصر الجندي وانتهاء ما أرخه الجندي إلى حدود الثلاثين وسبعمائة(2/71)
وكذا اختصر تاريخ اليافعي ولخص من مناقب الشيخ عبد القادر ومن روض الرياحين كتاباً سماه المطرب للسامعين في حكايات الصالحين، وكذا له الباهر في مناقب الشيخ عبد القادر وقرأت بخطه المؤرخ بسنة ثمان وأربعين أن جملة تصانيفه بضعة عشر، وقطن مكة مدة وأخذ عنه غير واحد من أهلها والقادمين عليها كالبرهان بن ظهيرة وابن عمه وابن فهد واستجازه لي وإمام الكاملية ونقل لي عنه أنه أفاد عن ابن عربي أنه قال أن كلامي على ظاهره وإن مرادي منه ظاهره والعلاء ابن السيد عفيف الدين وابن حريز وفتح الدين بن سويد، وكان إماماً علامة فقيهاً مفتياً متضلعاً من العلوم راسخاً في كثير من المنقول والمعقول مؤيداً للسنة قامعاً للمبتدعة كثير الحط على الصوفية من أتباع ابن عربي ببلاد اليمن حدث ودرس وأفتى ودارت عليه الفتيا بأبيات حسين وباديتها بل صار شيخ اليمن بدون مدافع وهو كما قاله شيخنا في ترجمة بعض أقربائه من بيت علم وصلاح. مات في صبح يوم الخميس تاسع المحرم سنة خمس وخمسين بأبيات حسين وصلى عليه بعد صلاة الظهر ودفن بمسجد أنشأه رحمه الله وإيانا. وذكره العفيف فقال الفقيه الأصولي المؤرخ قال لي الفقيه الموفق علي بن أبي بكر الحسني الداودي أنه كان راسخ القدم في النقلي والعقلي ممن تدور عليه الفتوى ببيت حسين وباديتها، وقد وقفت له على مؤلف في الأصول دال على فضله وتبحره. وهو ممن يرد على الشيخ محمد الكرماني ويقول بفساد عقيدته.ذا اختصر تاريخ اليافعي ولخص من مناقب الشيخ عبد القادر ومن روض الرياحين كتاباً سماه المطرب للسامعين في حكايات الصالحين، وكذا له الباهر في مناقب الشيخ عبد القادر وقرأت بخطه المؤرخ بسنة ثمان وأربعين أن جملة تصانيفه بضعة عشر، وقطن مكة مدة وأخذ عنه غير واحد من أهلها والقادمين عليها كالبرهان بن ظهيرة وابن عمه وابن فهد واستجازه لي وإمام الكاملية ونقل لي عنه أنه أفاد عن ابن عربي أنه قال أن كلامي على ظاهره وإن مرادي منه ظاهره والعلاء ابن السيد عفيف الدين وابن حريز وفتح الدين بن سويد، وكان إماماً علامة فقيهاً مفتياً متضلعاً من العلوم راسخاً في كثير من المنقول والمعقول مؤيداً للسنة قامعاً للمبتدعة كثير الحط على الصوفية من أتباع ابن عربي ببلاد اليمن حدث ودرس وأفتى ودارت عليه الفتيا بأبيات حسين وباديتها بل صار شيخ اليمن بدون مدافع وهو كما قاله شيخنا في ترجمة بعض أقربائه من بيت علم وصلاح. مات في صبح يوم الخميس تاسع المحرم سنة خمس وخمسين بأبيات حسين وصلى عليه بعد صلاة الظهر ودفن بمسجد أنشأه رحمه الله وإيانا. وذكره العفيف فقال الفقيه الأصولي المؤرخ قال لي الفقيه الموفق علي بن أبي بكر الحسني الداودي أنه كان راسخ القدم في النقلي والعقلي ممن تدور عليه الفتوى ببيت حسين وباديتها، وقد وقفت له على مؤلف في الأصول دال على فضله وتبحره. وهو ممن يرد على الشيخ محمد الكرماني ويقول بفساد عقيدته.
حسين بن عبد العزيز الحفصي. في ابن أبي فارس.
558 - حسين بن عبد الله بن أوليا بن مجتبي بن حمزة البدر أبو محمد بن أصيل الدين الكرماني الأصل المكي المولد والدار ويعرف بابن أصيل الدين لقب والده، شاب يشتغل بالنحو والصرف ونحوهما؛ وربما حضر الفقه عند الجمال القاضي ولقيني بمكة فلازمني في البخاري وفي شرحي للألفية والتقريب، وكان يكتب فيه؛ وسمع على أربعي النووي وغيرها بل قرأ على مسند الشافعي وعدة الحصن الحصين ومن تصانيفي التوجه للرب والابتهاج وكتبهما واستجلاب ارتقاء الغرف وسمع المشارق للصغاني ومن لفظي ثلاثيات البخاري والمسلسل وحديث زهير وكتبت له إجازة في كراسة، وعنده حياء وسكون، وقد سافر في موسم سنة ست وتسعين إلى دابول من بلاد الهند. ومات أبوه في غيبته ثم بلغنا قدومه إلى عدن متوجهاً منها لمكة فوصل فأقام حتى حج ثم رجع وقال انه متوجه لليمن ونحوه.
559 - حسين بن عبد الله نجم الدين السامري الأصل كاتب السر بدمشق وقد جمع بينها وبين نظر الجيش بعناية صهره زوج ابنة امرأته ازبك الدوادار، وكان عرياً عن العلوم جملة مع انه كان باسمه التدريس بدار الحديث الأشرفية. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين.(2/72)
560 - حسين بن عبد المؤمن بن المظفر الجمال بن الصدر بن العز الشيرازي. لقيه الطاووسي في سنة سبع وعشرين وثمانمائة بشيراز فاستجازه لدخوله في عموم إجازة المزي وابنة الكمال؛ ومات في غرة ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين عن مائة وستين.
561 - حسين بن عثمان بن سليمان بن رسول بن أمير يوسف بن خليل بن نوح البدر بن الشرف الكرادي الأصل القرمي القاهري الحنفي أخو المحب محمد ويعرف بابن الاشقر. مات في صفر سنة سبع وأربعين ولم يكمل الستين وتأسف عليه أخوه كثيراً؛ وكان قائماً بأموره كلها حتى استنابه في نظر البيمارستان حين ولايته لها رحمه الله.
562 - حسين بن عثمان الجمالي الجبلجيلوي. ولد في غرة ربيع الأول سنة ثمان عشرة وسبعمائة، ولقيه الطاووسي بشيراز سنة سبع وعشرين فاستجازه لدخوله في عموم إجازة جماعة من المتقدمين.
563 - حسين الأكبر بن عطية بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي أخو حسن. مات في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين بمكة ولم يكمل شهراً. أرخه ابن عمه.
564 - حسين الأصغر بن عطية شقيق الذي قبله. ولد في شعبان سنة خمسين وثمانمائة بمكة، وأجاز له جماعة، وقطن المدينة وقتاً وكذا القاهرة أوقاتاً على وجه فاقة والشام وزار بيت المقدس وغيرها وانقطع عنا خبره قريب التسعين ويقال إنه مأسور بأيدي الفرنج خلصه الله.
حسين بن علاء الدولة، سيأتي فيمن لم يسم أبوه.
565 - حسين بن علي بن أحمد بن البرهان إبراهيم الحلبي الحنفي الشاهد تحت القلعة منها ويعرف بابن البرهان. ولد في سنة سبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل وفضل وسمع على ابن صديق بعض الصحيح، وتكسب بالشهادة بل درس بالسيفية بحلب وقتاً ثم نزل عنه، وحدث وسمع منه الفضلاء، وكان من بيت علم وخير ولكنه يذكر بلين وتساهل. مات في حدود سنة أربعين بحلب.
566 - حسين بن علي بن أبي بكر بن سعادة شرف الدين بن نور الدين الفارقي ثم الزبيدي اليماني أحد أعيان التجار. رقاه الأشرف إسماعيل بن الأفضل عباس سلطان اليمن، واستوزره في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وسبعمائة فأقام بها إلى حادي عشري رمضان منها فانفصل عنها بالشهاب أحمد بن عمر بن معيبد ثم أعيد بعد مدة مع غيره، ومات في شعبان سنة إحدى. ذكره الخزرجي في ترجمة أبيه من تاريخ اليمن، وقال شيخنا في الأنباء إنه عزل بعد أربع سنين وهو مخالف لما تقدم قال وكان يدري الطب رايته بزبيد في الرحلة الأولى، ومات بعدنا في ليلة النصف من شعبان. وذكره المقريزي في عقوده وقال كان رئيساً فاضلاً حسن الكتابة له معرفة بالطب، وسمى جده عبد الله.
567 - حسين بن علي بن حسين البدر الكلبشاوي الغمري الفقيه الناسخ الشافعي. كان صالحاً خيراً سليم الفطرة اشتغل بالفقه والعربية والفرائض يسيراً ولم ينجب، وسمع على شيخنا وغيره، وكتب بالأجرة الكثير بخطه الصحيح ومن ذلك عدة نسخ من تصنيفي القول البديع وسمعه منى مع غيره وأذن بالباسطية وغيرها وأدب الأولاد وقتاً، وحج مراراً آخرها في موسم سنة ست وستين وثمانمائة بعد أن فجع بموت ولدين له في الطاعون الماضي قريباً فحج ورجع للزيارة النبوية ماشياً، وكانت منيته بين الحرمين فيها قبل الوصول عن بضع وخمسين ظناً؛ ونعم الرجل كان رحمه الله.
568 - حسين بن علي بن حسين الشامي ويعرف بابن مكسب. ممن سمع منى بمكة؛ وكان من خيار التجار استدان منه السيد نور الدين بن الصفي الايجي في آخر قدماته لمكة مبلغاً. ومات فسافر لأجل استيفائه من تركته هناك فكانت منيته بعد أن قبضه به في سنة ست وتسعين رحمه الله.
569 - حسين بن علي بن خالد الفقيه بدر الدين العقيبي ويعرف قديماً بابن الجاموس. ممن سمع على التنوخي ثم الجمال الحنبلي واستجازه الزين رضوان لمولده وأشار لموته من غير تبيين وكأنه بعد الثلاثين.
570 - حسين بن علي بن خراج اليمني. مات سنة أربع وعشرين.(2/73)
571 - حسين بن علي بن سالم بن إسماعيل بن ظهير الدين البدر الفوي الأصل القاهري الشافعي الشاذلي الكتبي. ولد سنة خمس وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها وصحب الشيخ محمد الحنفي ولازمه وتكسب بسوق الكتب مع يبس وشدة وقيل لي انه يعتقد ابن عربي، ولذا كان ابن عزم وغيره من أضرابه يميل إليه كثيراً مع سماحة بالعارية وحرصه على الجماعة وملازمة التلاوة حتى بعد أن هش وانقطع عن السوق ثم انقطع أياماً. ومات في ليلة الأحد سابع عشر جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وصلى عليه من الغد في الأزهر وبيعت كتبه بالعدد لكثرتها وجهل الناس عفا الله عنه.
572 - حسين بن علي بن سبع البدر والشرف أبو علي البوصيري القاهري المالكي. ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة وكتبه بعضهم سنة خمس وأربعين وحفظ القرآن والعمدة وابن الحاجب الفرعي والرسالة لابن أبي زيد وعرض على العلاء مغلطاي وأجاز له وأبي أمامة بن النقاش صاحب التفسير والتقي السبكي والجمال الاسنائي وخلف بن إسحاق المالكي في آخرين؛ وكان يذكر أنه حضر مجلس الشيخ خليل صاحب المختصر وبهرام وأبي عبد الله بن مرزوق وأنه بحث على ابن هلال السكندري مختصر ابن الحاجب الفرعي وأنه سمع السيرة لابن هشام مرتين أحداهما بقراءة الغماري والأخرى بقراءة العراقي على الجمال بن نباتة، وكذا سمع على المحب الخلاطي جل الدارقطني وصفوة التصوف لابن طاهر وعلى العز أبي عمر بن جماعة غالب الأدب المفرد للبخاري وآخرين ممن تأخر عنهم كابن صديق والتنوخي وابن أبي المجد والعراقي، وتنزل في صوفية الشيخونية، وحدث سمع منه الأعيان وعمر وتفرد. مات في ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين بمنزله بآخر العقيبة بالقرب من جامع طولون. وهو عند المقريزي في عقوده وبيض له رحمه الله وإيانا.
573 - حسين بن علي بن سرور بن خطيب حديثة. مات سنة ثلاث.
574 - حسين بن علي بن عبد الله بن سيف البدر الفيشي الأصل القاهري الحسيني سكنا الحنفي ويعرف بابن فيشا. ولد سنة ثلاثين وثمانمائة تقريباً بالحسينية، ونشأ فحفظ القرآن والعمدة في أصول الدين للنسفي والمختار والمناور وألفية النحو والحديث والتلخيص، وأخذ عن القاضي سعد الدين الفقه وأصوله، ولازم قبله العز عبد السلام البغدادي في المختار وشرحه والصرف والعربية والمنطق وغيرها واختص به كثيراً ولزم خدمته، وقبله لازم الشمس الطنتدائي خطيب جامع الظاهر ونزيل البيبرسية في الميقات ونحوه وهو الذي حنفه، وأظنه قرأ محافيظه عنده ثم الأمين الاقصرائي وقرأ عليه في أصول الفقه الكاكي شرح المنار والتلويح وفي الفقه الهداية؛ وكذا لازم التقي الحصني في الاصلين والمعاني والبيان والكشاف والعربية والمنطق وغير ذلك مما بين سماع وقراءة؛ وحضر دروس الكافياجي، وكتب جملة من تصانيفه وأخذ يسيراً عن الشمني وابن الهمام وقرأ ابن المصنف على أبي القسم النويري وقال لي بعض رفقائه إنما أخذ عنه المتن ما بين قراءة وسماع غالب مختصر الشيخ لها وأذن له ابن الديري والعز والكافياجي ثم بأخرة تردد في العربية وغيرها لنظام؛ وحضر عند الخيضري في شرح الألفية وغيرها للرغبة في الانتفاع بجاهه إن كان؛ وسمعت من يقول ممن كان يحضر معه عنده إنه لم يكن يستشكل شيئاً ولا يسأل سؤالاً ويجاب عنه بل قرأ في الابتداء على جعفر السنهوري، وفضل وتميز وناب في القضاء عن ابن الديري من بعده؛ وحج وذكر بالثروة الزائدة والتكسب كأبيه بالجبن والزيت ونحو ذلك، ثم أرعض عنه حين تزايد فساد الحسبة واقتصر على القضاء وملازمة الاشتغال حتى كان بعد الشنشي أفضل النواب، كل ذلك مع سكون ولين وتواضع وجمود وعدم أبهى بحيث لامه بعض قضاته عليها، وانقياد لصهر له يقال له محمد ابن الرومي ممن استفيض ضرره، ولكن لم يذكر عنه هو إلا الخير بل قيل إنه لم يكن يتعاطى على القضاء شيئاً وقد استخلفه الصوفي في الطحاوي بالمؤيدية؛ وراجعني أول الأمر في شيء من ذلك ثم تكرر مجيئه إلي وكان يتأسف لعدم الملازمة، ولم يزل على طريقته حتى مات في شوال سنة خمس وتسعين ولم يوجد له من المخلف ما كان يدعى فيه رحمه الله وإيانا.
حسين بن علي بن عبد الله الشرف الفارقي ثم الزبيدي أحد أعيان تجار اليمن. مضى فيمن جده أبو بكر بن سعادة.
575 - حسين بن علي بن عبد الله المارديني التاجر نزيل حلب ويعرف بابن تميرة، ممن سمع منى بمكة.(2/74)
حسين بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن رستم بن عبد الله البدر أبو عمر البيضاوي المكي الشافعي الفرضي الحاسب أخو إبراهيم وإسماعيل الماضيين ويعرف بالزمزمي، ولد في حدود سنة سبعين وسبعمائة؛ وقال شيخنا في أنبائه إنه ولد قبل السبعين بمكة وسمع بها من شيوخها والقادمين إليها؛ وأجاز له ابن النجم وابن الهبل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وأخوه البدر حسن وغيرهم وطلب العلم واعتنى بالفرائض والحساب فأخذ ذلك عن الشهاب ابن ظهيرة والبرهان البرلسي الفرضي نزيل مكة وتبصر بهما ثم ازداد فضلاً بعد أخذه لذلك عن الشهاب بن الهائم فإنه قرأ عليه بمكة بعض تواليفه، وأخذ علم الفلك بالقاهرة عن الجمال المارداني ولم يزل في ازدياد ونباهة حتى صار إماماً عالماً فاضلاً ماهراً من أعلم الناس بالفرائض والهيئة والحساب وعلم الخطأين والجبر والمقابلة والهندسة والفلك والتقاويم وانتهت إليه رياسة هذا العلم ببلاد الحجاز مكة والمدينة واليمن وألف فيه وانتفع به أخوه البرهان الماضي في ذلك؛ وحدث باليسير سمع منه الفضلاء كالتقي بن فهد وغيره كل ذلك مع حظ من الدين والعبادة وقدم مصر غير مرة واجتمع بفضلائها وأثنى عليه غير واحد، وكذا دخل اليمن في سنة تسع عشرة في تجارة واستدعاه صاحبها الملك الناصر للحضور عنده فسأله أشياء عن حاسبين عنده وناله منه بعض البر، وعاد إلى مكة في سنة عشرين وأقام بها حتى حج، ومضى إلى مصر في البر ثم رجع في البحر فوصل مكة في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين فحج ثم حصل له ضعف تعلل به ستة أيام، ومات في ليلة الجمعة ثالث عشري ذي الحجة منها ودفن بالمعلاة وكان الجمع في تشييعه وافراً رحمه الله وإيانا. ترجمه ابن فهد في معجمه وقبله الفاسي في مكة وشيخنا في معجمه باختصار فقال كان فاضلاً ماهراً في الهيئة والحساب انتهت إليه رياسة هذا العلم ببلده سمعت من فوائده؛ وقال في أنبائه: اشتغل بالعلم ومهر في الفرائض والحساب وفاق الأقران في معرفة الهيئة والهندسة، والمقريزي في عقوده وإنه يرجع إليه المكيون في علمي الميقات والحساب.
577 - حسين بن علي بن محمد بن عبد الرحمن البدر الاذرعي ثم الدمشقي الصالحي الشافعي ابن قاضي اذرعات أخو حسن والد الإمام شهاب الدين أحمد الماضي ذكرهما ووالد البدر محمد ضفدع الآتي. قال شيخنا في أنبائه تفقه في صباه على الشرف ابن الشريشي والنجم بن الجابي وتعاني الأدب وفاق في الفنون ودرس وأفتى وناظر وناب في الحكم ثم تركه تورعاً وولي عدة إعادات وهو ممن أذن له البلقيني بالافتاء لما قدم الشام سنة ثلاث وتسعين، وكان يثني عليه كثيراً، ودخل القاهرة بعد الكائنة العظمى؛ وكانت بيننا مودة سمعت من نظمه وسمع مني وانجمع بأخرة عن الناس، وقال في المعجم كان فاضلاً في الفقه والعربية حسن النظم كثير النوادر اجتمعت به بدمشق وسمعت من نظمه وفوائده وأرخ قدومه القاهرة سنة ثلاث وأنه أقام بها مدة ثم رجع إلى دمشق، ومات في المحرم سنة أربع عشرة بالطاعون وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
حسين بن علي بن غضنفر أحد الاشراف. يأتي في أواخر الحسينيين.
578 - حسين بن علي بن محمد المرحومي ثم القاهري خادم الشيخ مدين ووالد أحمد الماضي. وكان قائماً بخدمة الزاوية كما ينبغي بحيث لم يكن الشيخ يسأل عن شيء استغناءً به؛ وما أظن أن غيره كان ينهض بذلك لا سيما في استجلاب ما يرتفق به فيه من بنى الدنيا، وكثيراً ما كان يرسله في الشفاعات ونحوها. مات في سنة سبعين وقد قارب الثمانين ونعم الرجل كان رحمه الله.
579 - حسين بن علي بن محمد المنوفي ثم القاهري نزيل الجيعانية؛ ممن أخذ عني وأخبرني أنه رأى البخاري في المام على هيئتي فالله أعلم.
580 - حسين بن علي بن ناصر بن أحمد البلبيسي الأصل الحجازي أخو حسن الماضي ويعرف أبوهما بابن ناصر ممن سمع منى بمكة.(2/75)
581 - حسين بن علي بن يوسف بن سالم البدر المكي أخو حسن الماضي ويعرف بابن أبي الأصبع. ولد في أواخر شعبان سنة سبع وسبعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فسمع من الزين أب بكر المراغي بعض مسند الحميدي وغيره وأجاز له في سنة ثمان وثمانين فما بعدها العفيف النشاوري والتنوخي وابن صديق وابن حاتم والتاج الصردي ومريم الاذرعية وآخرون؛ ودخل اليمين مراراً في التجارة، وكان خيراً ساكناً منجمعاً عن الناس. مات في ربيع الأول سنة تسع وأربعين بمكة ودفن بالمعلاة.
حسين بن علي الشرف الفارقي. مضى فيمن جده أبو بكر بن سعادة.
582 - حسين بن علي المكي ويعرف بالسقيف. ممن سمع منى بمكة والمدينة وجال البلاد. ومات بالقاهرة في الطاعون سنة سبع وتسعين.
583 - حسين بن عمر بن محمد القلشاني المغربي أخو حسن الماضي؛ وكانا توءمين وقاضي الجماعة محمد وهو أسن الثلاثة، ممن شارك أخاه في الأخذ عن شيوخه وولي التدريس بمدرسة الرياض بتونس، وبعد أخيه قضاء باجة ثم صرف عنها بالفقيه سعيد القفصي وليس بمحمود كقاضي الجماعة. مات مقتولاً بأيدي الفرنج في ثاني عشر شوال سنة إحدى وتسعين قبل إكمال الستين لحمله رسالة من صاحب تونس لملك الروم وأخرى لملك مصر يشير فيهما بالصلح والكف فقتلوه قبل وصوله لهما، وكان ذا صولة وإقدام على الملوك وتميز في الفقه وأصوله مع مزيد كرم وأنجب أحد الآخذين عني بمكة الفاضل شمس الدين محمد الآتي.
584 - حسين بن عمر كور الهندي الأصل المكي البناء أبو عمر البناء. مات بمكة في ربيع الآخر سنة ستين.
585 - حسين بن أبي فارس عبد العزيز الحفصي الإمام العلامة المفتي الأمير ابن أمير المسلمين. أراد الثورة على ولد أخيه لما استقر في المملكة بعد أبيه فظفر به فقتله وقتل أخوين له وعظمت المصيبة بقتل الحسين وذلك في سنة تسع وثلاثين، وكان فاضلاً مناظراً ذكياً ذكره لي صاحبنا الزين عبد الرحمن البرشكي. قاله شيخنا في أنبائه.
586 - حسين بن كبك حسام الدين التركماني. قتل في جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين بأرزنجان بعد أن حاصر ملطية، وسر السلطان بقتله. ذكره شيخنا في الحوادث. قال غيره وكان بطلاً شجاعاً أمير التركماني الكبكية.
587 - حسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل البدر المغربي الأصل السكندري ثم المصري الشافعي الضرير ويعرف بابن النحال - بنون ثم مهملة مشددة - ويلقب بالكلابي وليس هو من بني كلاب، ولد في صفر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بالقاهرة؛ وقرأ بها القرآن ثم تلا الفاتحة على شيخ القراء المجد الكفتي، وكان والده من أولي الفضل فاعتنى به وحفظه الوجيز للغزالي والالمام لابن دقيق العيد وألفية ابن مالك، واشتغل بالفقه على البدر الطنبذي والبرهان البيجوري والعلاء الاقفهسي وغيرهم، بل سمع دروس السراج البلقيني وبالفرائض على الشمس الغراقي وطنت على أذنه دروس النحو عند الشمس الغماري والاسيوطي والبرهان الدجوي؛ وقرع سمعه كلام الشيخ قنبر والمجنون العجمي في المنطق، وكتب من أمالي الزين العراقي عن وسمع صحيح البخاري على النجم بن رزين وختمه علي ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي؛ وصحيح مسلم على الصلاح محمد بن محمد البلبيسي، وسافر إلى دمشق وزار القدس والخليل ودخل ثغرى دمياط واسكندرية، وكتب الكثير بخط حسن فحصلت له غشاوة ورمد فكحله شخص فكان سبب عماه وذلك في حدود سنة خمس وثلاثين فانقطع في خلوته بالمدرسة السيفية، وحدث أخذ عنه الفضلاء وكتب عنه بعضهم من نظمه موالياً:
باللّه اعذروني في المصري وعشقي فيه ... على جناه وما أحلى الجنى من فيه
غزال أهيف حريري مطربي أفديه ... من ظبي أصل الكلابي فانثني في التيه
مات في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين بالبيمارستان وصلى عليه شيخنا بجامع الأزهر.(2/76)
588 - حسين بن محمد بن أحمد الرومي الأصل القاهري الوزيري ثم القرافي خادم ضريح إمامنا الشافعي وبه يعرف. ممن ترقى في خدمته وصار أجل الجماعة وأثرى وانهمك على التحصيل وحصل كتباً وربما قرأ الحديث عند الديمي وغيره وتردد إلي لقراءة مسلم، وكان متودداً. مات في ليلة الاثنين سابع ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين وذكر لي أقرب أولاده أنه قارب الثمانين وأنه ولد بالقرب من باب الوزير وتربى في خدمة بيت الأقصرائي ثم تحول وهو ابن عشرين أو نحوها إلى القرافة وصاحب الشمس البدرشي؛ وحكى لي عنه أنه قال له لبس الحلفايات سبب للخمول غالباً.
589 - حسين بن محمد بن إسماعيل الهندي ثم المكي. سمع على العز بن جماعة قلعة من مناسكه الكبرى؛ وقدم القاهرة أخيراً في الدولة المؤيدية أجاز لأولادي قاله شيخنا وما رأيته عند غيره، وقد تقدم حسين بن أحمد بن محمد بن ناصر الهندي ثم المكي وأظنه هو فيحرر.
590 - حسين بن محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر بن يونس البدر أبو عبد الله بن الجمال أبي اليمن بن الزين المراغي الأصل المدني الشافعي سبط الإمام العز عبد السلام الكازروني. ولد سنة سبع وتسعين وسبعمائة أو ست فإنه حضر في الثالثة وذلك في صفر سنة تسع وتسعين على جده، وحفظ مورد الظمآن في مرسوم الخط لأبي عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الأموي الشريشي، وعرض على جده والكمال الكازروني وأبي حامد بن عبد الرحمن المطري ومحمد بن عبد الله بن زكريا البغداني الشافعي نزيل الحرمين وخلف بن أبي بكر بن أحمد المالكي والوانوغي في سنة تسع وثمانمائة؛ ولم يفصح أحد منهم بالإجازة وسمع على جده وغيره. وقتل مع أبيه بدرب الشام.
591 - حسين بن محمد بن حسن بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم - كمحمد - ابن محيي - بالميم ثم مهملة بعدها مثناة كمعلى - بن العليف بن ميس وباقي نسبه في أبيه بدر الدين أبو علي بن الجمال الشراحيلي الحكمي العكي العدناني الحلوي نسبة إلى مدينة حلى ثم المكي الشافعي والد أحمد وعلى المذكورين وكذا أبوه في محالهم ويعرف بابن العليف تصغير علف. ولد سنة أربع وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لنافع وأبي عمرو على الشهاب بن عياش وأخذ المقامات بفوت عن الجمال بن ظهيرة واللغة والنحو عن والده بل بحث عليه المنسك الكبير والصغير والصحب لابن جماعة بقراءته لهما على العز مؤلفهما؛ وكان يذكر أنه تفقه أيضاً بالشمس العراقي وابن سلامة وأنه أخذ عنه النحو واللغة والنحو أيضاً عن الشمس المعيد قرأ عليه الكافية والبوصيري قرأ عليه الألفية والحسام بن حسن الأبيوردي قرأ عليه المفصل للزمخشري وعنه أخذ الأصلين والحساب بأنواعه والمساحة والتصوف؛ سمع عليه مجالس من الأحياء وأخذ فنون الأدب عن شعبان الآثاري ولازمه وانتفع به كثيراً وأذن له، وقرأ على ابن خواجا على الكيلاني الشمسية؛ وسمع الحديث على الزينين المراغي وعمل في ختم البخاري عليه لما قرأه فتح الدين النحريري قصيدة تائية مفتوحة طويلة أنشدت عقب الختم من شوال سنة أربع عشرة بالمسجد الحرام والطبري وابن سلامة في آخرين، ودخل اليمن مراراً وسمع بها من النفيس العلوي؛ واجتمع بالشرف ابن المقرىء وأجابه عن اللغز الذي أوله:
سل العلماء بالبلد الحرام ... وأهل العلم في يمنٍ وشام(2/77)
كما ستأتي الإشارة إليه في عبد السلام البغدادي، وتقدم في فنون الأدب وقال الشعر الجيد ومدح أمراء بالشعر المفلق، وراسل شيخنا بقصيدة امتدحه بها وفيها أيضاً من نثره حسبما أودعت ذلك برمته الجواهر، مع الخير والدين والسكون والانجماع عن الناس والخط المنسوب والمشاركة في الفضائل، لكنه كان فيما بلغني كأبيه كثير المدح لنفسه. ولقب شاعر البطحاء ولا يعلم أنه هجا أحداً. وقد درس بالمسجد الحرام، وكتب عنه الأئمة من نظمه ونثره، أجاز لي وكتب بخطه من نظمه ما أودعته في ترجمته من معجمي. وممن كتب عنه ابن فهد، ومات في المحرم سنة ست وخمسين بمكة. ودفن بالمعلاة رحمه الله؛ ومسلم جده الأعلى كان أيضاً شاعراً من فحول الشعراء الوافدين على الملوك وكبراء العرب. ذكره الخزرجي وغيره بل ترجم الإمام أبا الحسن علي ابن قاسم بن العليف بالفقه والعلم وانه تفقه به غالب الطبقة المتأخرة من غالب النواحي، وكان مقصوداً فيه مبارك التدريس ذا تصانيف مفيدة كالدور في الفرائض والدرر فيه بعض مشكلات المهذب مع كثرة التلاوة. وأثنى عيه الجندي وانه كان يسمى اليافعي الصغير، ومات في رمضان سنة أربعين وستمائة. وابنه أبو العباس أيضاً كان عارفاً بالمذهب جليل القدر ممن تفقه بأبيه وخلفه؛ ومات في ربيع الآخر سنة أربع وستين وستمائة، وله ذرية بزبيد مبجلون محترمون ببركته.
592 - حسين بن محمد بن حسن بك بن علي بك بن قرايلوك عثمان ويلقب يمرزا وأبوه باغرلو ممن سبق له ذكر في جده. كان قتل والده على يد بايندر قاتل الدوادار الكبير أحد أمراء أبيه لخروجه عليه ففر حينئذ هذا وأخوه أحمد فأحمد لملك الروم فأقام في ظل سلطانه وهذا لمملكة مصر فأقام بها في ظل سلطانها واستقدم له ابنة عمه وكان لتزويجه بها ما ذكر في الحوادث قبل الدخول وبعده وأسكنه بيت برسباي قرا بالقرب من سويقة الصاحب ولم يلبث أن وقع الطاعون فانفرد عن عياله ببستان في فم الخور رجاء للتخلص منه بحيث أن زوجته المشار إليها ماتت فلم يجىء لشهود الصلاة عليها خوفاً من العدوى زعماً أو الهواء وبعد انتهاء الطاعون حج في موسمه صحبة الركب الأول فحج ورجع مترجياً ما وعده به السلطان من القيام معه في مملكة العراق مما كثر توسل هذا بالامراء وبمشافهته في إيقاعه فأدركته منيته بالمدينة النبوية في خامس عشر ذي الحجة سنة سبع وتسعين ودفن بالبقيع ويقال انه سم وكانت معه أمه وعياله فرجعوا مع الركب الغزاوي وأخر من أجل سيرهم معه قليلاً ابنه هذا لمملكة مصر فأقام بها في ظل سلطانها وفر أخوه لمملكة الروم فأقام بها في ظل سلطانها. وقد لقيني صاحب الترجمة في سنة خمس وتسعين وسمع مني المسلسل واغتبط بذلك ولديه ذكاء وفطنة وميل للأدب والتاريخ مع حسن عشرة، وممن انتفع بجاهه حين قدم عليه حبيب الله الماضي بل كثر تردد غير واحد من الفضلاء إليه ونسبته إلى الرفض غير مستبعدة وتتأيد بحكاية أهل المدينة عنه ما كان معه من صدقة ونحوها إعظاماً لهم فالله أعلم عفا الله عنه وسامحه وإيانا.
593 - حسين بن محمد بن حسن حسام الدين الغزي الشافعي ويعرف بابن الهرش بكسر الهاء ثم راء ساكنة وأخره معجمة. أخذه ببلده عن الشمس الحمصي وقدم القاهرة فأقام بها مدة أخذ فيها عن الجلال المحلي وغيره. واختص بالعضدي الصيرامي، ونظم الشعر الجيد وتراسل مع الشهاب بن صالح وفضل بحيث كان الطلبة يراجعونه في تفهيم ما يشكل. مات فجأة في أول سنة أربع وسبعين بغزة وقد جاز الكهولة بيسير ومن نظمه:
شكوت إليه عرق نسا ... به أصبحت مزويا
وأصحابي تناسوني ... وفيهم كنت مرعيا
ففي الحالين يا مولا ... ي قد أصبحت منسيا
594 - حسين بن أبي حامد محمد بن أبي الخير بن أبي السعود بن ظهيرة المكي المالكي. ولد في رمضان سنة أربع وستين وثمانمائة. ممن سمع مني بمكة ولازم دروس أحمد بن حاتم المغربي؛ وكذا حضر قليلاً عند غيره، ورأيته يكتب في شرح الارشاد للجوجري وزار المدينة غير مرة؛ وكان في قافلتنا سنة ثمان وتسعين ذهاباً واياباً.
595 - حسين بن محمد بن صبرة. ممن سمع مني بمكة في سنة أربع وتسعين وقد مضى أبوه حسن بن محمد بن صبرة وليس اسم ابنه حسيناً ولكنه اشتهر بالحسيني واسمه محمد وحينئذ فهو محمد بن حسن بن محمد بن صبرة فيلحق في المحمدين.(2/78)
596 - حسين بن الكمال محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد الأنصاري المغربي الأصل المدني المالكي الماضي ابن عمه حسن بن عمر بن عبد العزيز والآتي أبوه وهو سبط النور المحلي وعليه سمع بل قرأ عليه الموطأ، وكان خيراً مديماً للعبادة. مات في صفر سنة سبع وستين.
597 - حسين بن محمد بن علي بن عقبة المكي البناء. هكذا جرده ابن فهد.
598 - حسين بن محمد بن الشيخ لاجين البدر بن الشمس العقبي الصحراوي. ولد بتربة جمال الدين من الصحراء وأجاز له جماعة منهم عائشة ابنة ابن عبد الهادي وابنة الزين رضوان فيمن يؤخذ عنه، أجاز لنا وهو حي في سنة أربع وثمانين.
599 - حسين بن محمد بن محمد بن علي أبو النور بن أبي الخير بن الجمال الفاكهي المكي الآتي أبوه أسمعه أبوه علي بمكة بقراءته وقراءة غيره ومن ذلك بعض ترجمة النووي 600 - حسين بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود عفيف الدين أبو الطيب بن أثير الدين بن المحب الحلبي الشافعي أخو أحمد ومحمد ويعرف كسلفه بابن الشحنة. ولد؛ ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وغيره، وسمع من جده وغيره وقدم القاهرة غير مرة منها بعد موت جده على عمه عبد البر ثم عاد في جمادى الثانية سنة تسعين ثم قدم أيضاً بعد موت أخيه فأمر السلطان بنفيه إلى ألواح وتوجه فأقام بها إلى أن شفع فيه وعاد، ويقال إنه اشتغل هنا عند البرهان ابن أبي شريف والبقاعي وهناك عند عبد القادر بن يوسف الكردي في الفقه وقد درويش في المعقول وخطب بالجامع الكبير، ومع كثرة اشتغاله فهو جامد وله اعتناء بالخيول وباسمه جهات.
601 - حسين بن محمد بن نافع البدر الخزاعي المكي. دخل بلاد العجم والهند وتحت الريح وحصل بعض دنيا كان ينتسب فيها، ومات عن بعضها وذلك بمكة في ربيع الأول سنة خمس وثمانين.
602 - حسين بن محمود بدر الدين الأصبهاني العجمي الشافعي الرفاعي نزيل النحرارية من الوجه البحري، كان مذكوراً بالصلاح وحسن السيرة والعفة والانجماع عن الأكابر والانقطاع إلى الله والملازمة للعبادة مع السخاء والتواضع وانه ممن ساح في بدايته وطاف شرقاً وغرباً حتى بلاد الكفر والحبشة والهند وبحر الظلمات وبلاد الترك بحيث كانت أقل غيبته عشرين سنة؛ ولذا كان حسن المحاضرة حلو المذاكرة لا سيما فيما رأى من أعاجيب البلاد. مات بزاويته التي أنشأها في ليلة الأربعاء عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ودفن بها وقد قارب المائة، وكان له مشهد عظيم قال الجمال بن تغرى بردى وهو أحد الأفراد الذين أدركناهم بل هو من نوادر أبناء جنسه صحبته أكثر من عشرين سنة واستفدت من مجالسته فوائد.
603 - حسين بن محمود الشريف الدلي. ممن سمع مني بالقاهرة.
604 - حسين بن نابت بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود الزمزمي المكي الماضي جده والآتي أبوه. مات في صفر سنة اثنتين وثمانين بمكة.
605 - حسين بن نعير بن حيار أمير العرب. مات سنة ثمان عشرة.
606 - حسين بن يحيى بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن داود بن يوسف ابن عمر بن علي بن رسول المؤيد بن الظاهر بن الناصر بن الأشرف بن الأفضل ابن المجاهد بن المؤيد بن المظر بن المنصور الغساني ملوك اليمن. مات بمكة في جمادى الأولى سنة سبعين. أرخه ابن فهد.
607 - حسين بن يوسف بن أحمد الشغدي الصفدي الشافعي. سمع على شيخنا في سنة خمس وثلاثين الخصال المكفرة.(2/79)
608 - حسين بن يوسف بن علي العلامة البدر بن العز بن العلاء الخلاطي الأصل الوسطاني نسبة لمدينة وسطان من مدائن العراق المشهور جده بأخي عبد الله. ولد في مدينة وسطان بعد سنة خمس وتسعين وسبعمائة وحفظ بها القرآن والحاوي والطوالع والكافية لابن الحاجب وتخليص المفتاح وأخذ بها الفقه والحديث والنحو والصرف والمعاني والبيان عن الشيخ أحمد الكيلاني، ثم رحل إلى تبريز فلازم الشريف ولي بن شرف الدين حسين بن أحمد الحسيني الاردبيلي حتى أخذ عنه الزهراوين من الكشاف وجميع العضد وحاشية الشيخ سعد الدين وغير ذلك من المعاني والبيان والأصول وقرأ عليه جميع شرح المطالع للقلب الرازي، وكان يحكى أن مدينة تبريز ليس بها ذمي بل كل أهلها مسلمون لا يخلطهم غيرهم، ثم رحل إلى الجزيرة فولى بها تدريس المجدية والسيفية وانتفع به أهلها ثم ولي قضاء الجزيرة ثم رحل في سنة ثلاث وأربعين إلى القاهرة فقرأ بها على شيخنا البخاري من نسخة كتبها من نسخة الشيخ عبد الرحمن الحلالي وهي كتبت من نسخة قرأت على مؤلفه وعليها خط الفربري، ثم حج ورجع مع الركب الشامي ثم رجع إلى الجزيرة ثم رحل بأهله إلى دمشق سنة إحدى وخمسين فقطنها وانتفع به أهلها علماً وديناً ثم رجع إلى القاهرة سنة سبع وخمسين قاصداً الحج وتوجه فيها مع الركب المصري فحج وتخلف إلى أن مات في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين رحمه الله، وهو ممن لقيه البقاعي ووصفه بالشيخ الإمام العلامة وأبوه بالامام المفيد عز الدين وجده بالامام علاء الدين.
609 - حسين بن يوسف بن يعقوب بن حسين بن إسماعيل البدر الحصنكيفي المكي الآتي ولده يوسف ويعرف بالحاصني - بحاء مهملة وألف ثم صاد مهملة ثم نون ثم ياء النسبة. ولد في شوال سنة أربع وثلاثين وسبعمائة بمكة، وسمع الزين الطبري وابن بنت أبي سعد الهكاري والنور الهمداني والعز بن جماعة في آخرين منهم أبو بكر الشمسي سمع عليه مجلس رزق الله التميمي بسماعه له من الابرقوهي، ولكنه لم يحدث، نعم أجاز وناب بمكة في الحسبة عن المحب النويري وولده العز؛ وكان يقرأ ويمدح للناس في مجتمعاتهم ويؤذن بالحرم وهو مأنوس في هذا كله مع تودد، وسافر إلى مصر والشام غير مرة. مات في ربيع الأول سنة إحدى بمكة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة وحى أنه رؤى في النوم فقيل له ما فعل الله بك فقال غفر لي وأدخلني الجنة ورؤى مرة أخرى فسئل عن الجنة ما ترابها فقال المسك وسئل عن نباتها فقال الزعفران. قال الرائي وشممت منه رائحة المسك وسقط منه شيء من الزعفران وشيء من المسك أو كما قال.
610 - حسين بن يوسف الدمشقي ويعرف بقاضي الجزيرة. مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع وخمسين ودفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد.
611 - حسين بن علاء الدين بن أحمد بن أويس. قال شيخنا في أنبائه آخر ملوك العراق من ذرية أويس كان اللنك أسره وأخاه حسناً وحملهما إلى سمرقند ثم أطلقا فساحا في الأرض فقيرين مجردين فأما حسن فاتصل بالناصر فرج وصار في خدمته؛ ومات عنده قديماً وأما هذا فتنقل في البلاد إلى أن دخل العراق فوجد شاه محمد بن شاه ولد بن أحمد بن أويس وكان أبوه صاحب البصرة فمات فملك ولده شاه محمد فصادفه حسين وقد حضره الموت فعهد إليه بالمملكة فاستولى على البصرة وواسط وغيرهما ثم حاربه أصبهان شاه بن قرا يوسف فانتمى حسين إلى شاه رخ بن اللنك فتقوى بالانتماء إليه وملك الموصل واربل وتكريت؛ وكانت مع قرا يوسف فقوى أصبهان شاه يوسف واستنقذ البلاد، وكان يخرب كل بلد ويحرقه إلى أن حاصرها حسيناً بالحلة منذ سبعة أشهر ثم ظفر به بعد أن أعطاه الأمان فقتله خنقاً في ثالث صفر سنة خمس وثلاثين؛ وهو في عقود المقريزي فقال ابن علاء الدولة وترجمه.
612 - حسين بن بن جعفر. مات في العشر الأخير من ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد وبيض لأبيه.
613 - حسين البدر المغربي. ممن قرأ عليه في النحو في المحلة المحب بن الامام.
614 - حسين الاعزاري البسطامي والد أحمد الماضي؛ صحب ابن الأطعاني. ومات بمكة في سنة خمس وعشرين ودفن بالمعلاة جوار الشيخ عمر العرابي.
حسين الأهدل. في ابن عبد الرحمن بن محمد بن علي. وفي ابن صديق بن حسين.
حسين خادم الشافعي. في ابن محمد بن أحمد.
حسين السامري كاتب سر دمشق وناظر جيشها. مضى في ابن عبد الله.(2/80)
615 - حسين شيخ سروعة وابن شيخها. مات في توجهه للسيد صاحب الحجازيين بدر والينبع فحمل إلى بدر فدفن بها في سنة ست وثمانين، وكان معظماً في الشرق والغرب عفا الله عنه وهو ابن علي بن محمد بن غضنفر من الاشراف.
616 - حسين الكازروني الشافعي. هو ابن ارتحل لشيخنا قصداً فأخذ عنه، ومات في طاعون سنة تسع وأربعين ورأيت نسخة من ابن الصلاح بلغ شيخنا للشيخ بدر الدين حسين بالقراءة في عدة أماكن من أوله وكأنه هذا.
617 - حسين المصري أحد من يعتقد بي المصريين. مات في ربيع الأول سنة خمسين ودفن بالقرافة جوار القبر المنسوب لعقبة بن عامر.
618 - حسين المكل. ممن أخذ عن ابن الجزري وصنف في القراءات والنحو والصرف؛ ومات بعيد الخمسين، قاله لي بعض الآخذين عنه.
619 - حطط بمهملات وفتح أوله وثاني اسم جركسي - البكلمشي بكلمش العلائي. تقدم بعد أستاذه عند الناصر فرج إلى أن صار أحد العشرات بالديار المصرية حتى مات سنة إحدى وأربعين وهو في حدود السبعين؛ وكان لا بأس به.
620 - حطط الناصري فرج. تنقل بعده حتى ولي نيابة قلعة حلب في الدولة الاشرفية برسباي إلى أن عزل الظاهر عنها وصادره في سنة سبع وأربعين ثم بعد مدة ولاه نيابة غزة فلم يلبث إلا يسيراً وصرفه عنها ثم بعد حين أعطاه إمرة عشرين بطرابلس ونقله الأشرف إلى أتابكيتها فأقام دون شهر. ومات بها في أوائل ذي الحجة سنة سبع وخمسين وهو في حدود السبعين أيضاً، وكان من أصاغر الأمراء.
621 - حطيبة واسمه أحمد أحد المجاذيب مات بدمياط في المحرم سنة ثمان ذكره المقريزي في عقود مطولاً وأن أصل جذبته اتهامه محبوبة له برجل وانه أنشده لنفسه موالياً:
سري فضحته وأنتم سركم قد صنت ... فقصدي رضاكم وأنتم تطلبون العنت
ذليت من بعد عزي في هواكم هنت ... يا ليت في الخلق لا كنتم ولا أنا كنت
وأنه سأله عن محبوبته هل بقي في نفسه منها شيء فقال والله يا أديب علي لو أقمت في قبري خمسين ألف سنة ثم مرت بي ونادتني وقدرت أن أجيبها لأجبتها.(2/81)
622 - حماد بن عبد الرحيم بن علي بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان حميد الدين أبو البقاء بن الجمال بن العلا بن الفخر المارديني الأصل المصري الحنفي ويعرف كسلفه بابن التركماني وهو حفيد قاضي الحنفية العلاء مختصر ابن الصلاح وصاحب التصانيف واسمه عبد الحميد ولكنه بحماد أشهر. ولد في رمضان سنة خمس وأربعين وسبعمائة وأسمع من مشايخ عصره ثم طلب بنفسه فسمع من القلانسي والجمال ابن نباتة وناصر الدين محمد بن إسماعيل بن جهبل ومظفر الدين بن العطار والطبقة؛ وقرأ بنفسه وكتب الطباق ولازم القيراطي، وكتب عنه أكثر شعره ودونه في الديوان الذي كان ابتدأه لنفسه ثم رحل إلى دمشق فسمع بها وأكثر من المسموع في البلدين ومن مسموعه على ابن نباتة أشياء من نظمه وبعض السيرة لابن هشام وعلي القلانسي نسخة إسماعيل بن جعفر بسماعه من ابن الطاهري وابن أبي الذكر بسماعه من ابن المقير وأجازه الآخر من القطيعي وعلي ابن جهبل المحمدين من معجم ابن جميع أنابه ابن القواس ومن شيوخه أيضاً المحب الخلاطي وأحمد بن محمد العسقلاني ولكن قيل إنه لما رحل لدمشق كتب السماع وأنه سمع قبل الوصول واعتذر عن ذلك بالاسراع؛ ولذا كان الحافظ الهيثمي يقع فيه وينهى عن الأخذ عنه؛ قال شيخنا والظاهر انه انصلح بأخرة وأجاز له الذهبي والعز بن جماعة. قال شيخنا ولازم السماع حتى سمع معنا على شيوخنا وقد خرج لبعض المشايخ يعني عبد الكريم حفيد القطب الحلبي وسمعت منه من شعر القيراطي؛ وكان شديد المحبة للحديث وأهله ولمحبته فيه كتب كثيراً من تصانيفي كتعليق التعليق وتهذيب التهذيب، ولسان الميزان وغير ذلك ورأس في الناس مدة لستوته، وكانت بيده وظائف جمة فلا زال ينزل عنها شيئاً فشيئاً إلى أن افتقر وقلت ذات يده فكان لعزة نفسه يتكسب بالنسخ بحيث كتب الكثير جداً ولا يتردد إلى القضاة، وقد أحسن إليه الجلال البلقيني على يد شيخنا قال فما أظنه وصل لبابة؛ وخطه سريع جداً لكنه غير طائل لكثرة سقمه وعدم نقطه وشكله، ولا زال يتقهقر إلى أن انحط مقداره لما كان يتعاطاه؛ وساء حاله وقبحت سيرته، حتى مات مقلاً ذليلاً بعد أن أضر بأخرة في طاعون سنة تسع عشرة بالقاهرة، وحدث أخذ عنه الأئمة كشيخنا وأورده في معجمه دون أنبائه وروى لنا عنه جماعة كالزين رضوان والموفق الأبي وحدثني بشيء من نظم ابن نباتة بواسطته. وذكره المقريزي في عقوده.
من اسمه حمزة
623 - حمزة بن الصاحب سعد الدين إبراهيم بن بركة البشيري الماضي أبوه. مات في ذي القعدة سنة أربع وسبعين وهو مختف؛ وكان قد ولي نظر الاهراء والمواريث والدولة في أوقات مختلفة؛ وصاهر ابن النقاش.(2/82)
624 - حمزة بن أحمد بن علي بن محمد بن علي السيد عز الدين بن الشهاب أبي العباس بن أبي هاشم بن الحافظ الشمس أبي المحاسن الحسيني الدمشقي الشافعي والد الكمال محمد الآتي والماضي أبوه. ولد في شوال سنة ثمان عشرة وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحظ القرآن والتنبيه وتصحيحه للاسنوي والمنهاج الأصلي وألفيتي الحديث والنحو والشاطبية وعرض على العلاء البخاري والتقي بن قاضي شهبة وعنه وعن ولده البدر أخذ الفقه، وكذا عن المحيوي القبابي المصري واليسير عن البدر بن زهرة، وتلا بالسبع جمعاً إلى غافر على الشهاب بن قيسون وبجميع القرآن افراداً وجمعاً على ابن النجار وابن الصلف، وأخذ النحو ببلده عن العلاء القابوني وبمكة عن القاضي عبد القادر في آخرين والصرف والمنطق عن يوسف الرومي وأصول الفقه عن الشرواني، وسمع الحديث على ابن ناصر الدين والشهاب بن ناظر الصاحبة وغيرهما من شيوخ بلده، وارتحل إلى القاهرة غير مرة فأخذ بها عن شيخنا المشتبه وغيره ووصفه في أصل تعجيل المنفعة بالمحدث الفاضل بل قرض له بعض تصانيفه وبالغ، وكذا أخذ بالقاهرة عن طائفة ورافقني في السماع على بعض الشيوخ وسمعت أيضاً بقراءته ولقيته بدمشق فأراني ذيلاً كتبه على مشتبه النسبة لشيخنا استمد فيه من كتاب شيخه ابن ناصر الدين في ذلك وكتاباً سماه بقايا الخبايا استدرك فيه على خبايا الزوايا للزركشي وهو الذي قرضه له شيخنا وكتاباً حافلاً في الأوائل وأظنه وقع له كتاب شيخنا في ذلك ومصنفاً سماه الايضاح على تحرير التنبيه للنووي وطبقا النحاة واللغويين في مجلد والذيل على طبقات شيخه التقي بن قاضي شهبة في نحو ثلاث كراريس وفضائل بيت المقدس في مجلد لطيف والمنتهى في وفيات أولى النهي جامع لأهل المذاهب في غاية الاختصار بحيث جاء في نحو عشرة كراريس، وحج مراراً وجاور في بعضها وناب في القضاء ودرس بالعمادية وتصدر بجامع بني أمية وصاهر الولوي بن قاضي عجلون على ابنته، وكان فاضلاً مفنناً متواضعاً لطيف الذات والعشرة كثير التودد والعقل وبيننا مودة، ولما كنت بمكة راسل بالسلام وطيب الكلام. مات ببيت المقدس، وكان توجه إليه بعد الطاعون في آخر سنة ثلاث وسبعين فمرض بها؛ ومات في ربيع الآخر سنة أربع وسبعين، ودفن بماملا بين الشيخ بولاد والشهاب بن الهائم، وكانت جنازته حافلة وصلى عليه بدمشق الصلاة الغائب رحمه الله وإيانا.
625 - حمزة بن أبي بكر بن أحمد بن محمد بن عمر سري الدين بن التقي الأسدي الدمشقي الشافعي الآتي أبوه وأخوه ويعرف كسلفه بابن قاضي شهبة وأخذ عن أبيه وغيره، ودرس بالمسرورية والمجاهدية وغيرهما. مات في رمضان سنة ستين، ودفن بمقبرة الباب الصغير عند سلفه رحمه الله وإيانا.
626 - حمزة بن جار الله بن حمزة بن راجح بن أبي نمى الحسني المكي. كان رأس أشراف آل أبي نمى بعد أبيه لعقله وسماحته. مات في المحرم سنة ست عشرة بمكة، ودفن بالمعلاة وهو في عشر الخمسين فيما أحسب. قاله الفاسي في مكة.
627 - حمزة بن زائد بن جولة. شيخ أولاد أبي الليل.
628 - حمزة بن سلقسيس نائب حماة. له ذكر في أزدمر الازبكي.
629 - حمزة بن عبد الله بن علي بن عمر بن حمزة العمري المدني الفراش بالحرم النبوي ويعرف بالحجاز. ولد سنة خمس وستين وسبعمائة بالمدينة النبوية، وأجاز له ابن أميلة وابن الهبل والصلاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وأخوه البدر وغيرهم، وممن روى عنه التقي بن فهد وذكره في معجمه. مات في شعبان سنة ثمان وثلاثين بالمدينة.(2/83)
630 - حمزة بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي بكر التقي أبو العباس بن العفيف ابن الجمال بن قاضي الأقضية الموفق الناشري الزبيدي الشافي قريب الجمال محمد الطيب بن أحمد. ولد في ثالث عشر شوال سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بنخل وادي زبيد من اليمن، ونشأ بزبيد فحفظ القرآن والشاطبيتين وألفية ابن مالك والثلث الأول من الحاوي الفرعي، وتلا بالسبع أفراداً إلا الحمزة وورش فلم يقرأ لهما من ص، كل ذلك على محمد بن أبي بكر بن بدير الزبيدي المقرىء، وجمعاً إلى الانعام على العفيف عبد الله بن الطيب الناشري وبحث في الشاطبية على الشهاب الشوايطي وكذا في منظومة السكاكيني الواسطي بل تلا عليه بعض القراءات وأجازه، وأخذ الفقه عن قريبه الطيب سمع عليه تأليفه الايضاح؛ وعن عمه أحمد بن محمد الناشري وغيرهما كالعفيف بن الطيب بل قرأ على البرهان بن ظهيرة بمكة وقاضي عدن أبي حميش محمد شارح الحاوي المتوفي بعيد الستين، وقرأ النحو على قاضي الحنفية بزبيد صديق بن المطيب وسمع على أبيه وقريبه الطيب والزين أحمد الشرجي والتقي بن فهد ووالده النجم عمر وآخرين؛ وأجاز له الزين عبد الرحيم الاميوطي والبرهان الزمزمي وابن الهمام وأبو السعادات بن ظهيرة والفقيه عمر ابن محمد الفتي، وتردد لمكة كثيراً ولقيني بها في سنة ست وثمانين فأخذ عني ومدحني؛ وكتب لي من نظمه أشياء وأفادني نبذة من تراجم أهل بلده، وكتبت له إجازة حافلة واستجازني لبنيه وغيرهم سيما من كان من الناشريين، ووردت على مطالعاته تتضمن أسئلة وكأنه متوجه لجمع أشياء؛ وهو فاضل يقظ حسن المذاكرة كثير المحاسن مبالغ في شأني ولم تنقطع كتبه عني وأسئلته مني جوزي خيراً.
631 - حمزة بن عبد الرزاق بن البقري أخو يحيى وابن عم الشرف والمجد؛ باشر الاسطبل وغيره. ومات في ذي القعدة سنة تسعين، ويقال انه أسنهم.
632 - حمزة بن عبد الغني بن يعقوب الشرف بن الفخر بن الشرف أحد كتاب المماليك ويعرف بابن فخيرة مصغر لقب أبيه، وهو والد عبد الرزاق الآتي.
633 - حمزة بن عثمان قرايلوك بن طر على قطلوبك صاحب آمد ماردين وغيرها من ديار بكر. مات في أوائل رجب سنة ثمان وأربعين؛ ولم يكن محمود السيرة كأبيه واخوته واستقر بعده ابن أخيه جهان كير بن علي بن عثمان الآتي.
634 - حمزة بن علي بن محمد بن سالم الحلبي الأصل الاسنوي الشافعي الواعظ. ولد بعد سنة تسعين وسبعمائة تقريباً بمدينة أخميم، ونشأ بالقاهرة مع أبيه وحفظ بها القرآن، وحج في سنة خمس وعشرين وطوف البلاد الشامية والمصرية، وحفظ شعراً كثيراً وتعاني النظم ومدح الناس وهو من ذوي الأصوات الطيبة وكل ما طال انشاده جاد صوته؛ وعنده ظرف وكياسة؛ ولقيه البقاعي في سنة ثمان وثلاثين فكتب عنه قوله في زيارة الخليل عليه السلام:
يا عادلاً عن عاذل بملامه ... يا من صبابته نمت بغرامه
والشوق قاد فؤاده بزمامه ... اقصد خليل اللّه عند مقامه
في حي جيرون ولذ بزمامه
وابد الخضوع إذا أتيت لبابه ... بخشوع قلبٍ في علا أعتابه
واطرح بنفسك في رحيب رحابه ... وائتي بآداب إلى سردابه
إلى آخره وكذا كتب عنه ابن فهد. مات.
635 - حمزة بك بن علي بك بن ناصر الدين بن دلغادر. مات مسجوناً بقلعة الجبل في جمادى الأولى سنة أربعين. ذكره شيخنا في أنبائه.
636 - حمزة بن علي العز البهستاوي الحلبي ثم الدمشقي الصالحي الحنفي. أحد نواب الحكم بدمشق بل عينهم ثم أعرض عن الدخول في الأحكام، وكان شكلاً حسناً عارفاً بمذهبه. مات في ربيع الأول سنة أربع وستين، ولم يخلف في نواب الحكم مثله رحمه الله. ذكره ابن اللبودي.
637 - حمزة بن غيث بن نصير الدين الآتي أبوه. قام الدوادار الكبير جانبك الجداوي في قتله فحكم بذلك الحسام بن حريز المالكي ونفذه بقية القضاة في مجلس عقد لذلك في بيت الدوادار ثم أودع المقشرة، وسلخ في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ست وستين وحشى تبناً وطيف به من الغد على جمل بشوارع القاهرة بل وحمل على تلك الهيئة إلى بلاد الريف وطيف به القرى والبلاد وفرح جل المسلمين به، فقد كان في الفسق بمكان من أخذ الأموال والمجاهرة بالمحرمات، وضرب الفضة الزغل، ولكن من تألم إنما كان لأجل أبيه مع انه لم يطق هذه النازلة بل مات عن قرب.(2/84)
638 - حمزة بن قاسم بن أحمد بن عبد الكريم بن مخيط بن راجح بن أبي نمى الحسني المكي ويعرف بالكردي. مات في صفر سنة ست وأربعين بوادي مر وحمل إلى مكة فدفن بها. أرخه ابن فهد.
639 - حمزة بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن سليمان أمير المؤمنين. القائم بأمر الله أبو البقاء بن المتوكل على الله بن المعتصم بالله بن الحاكم بأمر الله بن المستكفي بالله العباسي القاهري؛ نشأ في أيام أبيه ثم أخويه وهو شقيق العباس منهم إلى أن توفي المستكفي سليمان عن غير عهد فاختاره الظاهر جقمق لكونه أسن اخوته، وولاه في يوم الاثنين خامس المحرم سنة خمس وخمسين؛ واستمر إلى أن كان الركوب على المنصور، وكان هذا من أكبر قائم عليه وأطلق لسانه في جهته ثم صرح بخلعه غير ملتفت لتقديم والده له فلما تسلطن الأشرف راعي له قيامه معه فزاده عدة أقاطيع وعظمه حتى نال من الوجاهة وقيام الحرمة ما لم ينله أحد من أقربائه في الدولة التركية، إلى أن كانت ثورة المماليك الظاهرية على السلطان في سلخ جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين فوافقهم، فلم يكن بأسرع من انحلال أمرهم فسقط في يده ورام العود إلى منزله أو الطلوع إلى السلطان فلم يمكن منهما ونزل إليه جماعة فأخذوه فوبخه السلطان ثم أمر بحبسه بقاعة البحرة من الحوش وعزله واستقر بأخيه الجمالي يوسف ووقع الاشهاد بذلك في ثالث رجب منها ولقب بالمستنجد وأرسل بهذا إلى اسكندرية فأقام بها محبوساً ثم مطلقاً إلى أن مات في سابع عشر شوال سنة اثنتين وستين بعد تمرضه أياماً، ودفن بها بجانب شقيقه أبي الفضل العباس الذي يقال إنه وجد لم يبل وقد زاد على السبعين، وكان معتدل القامة أبيض اللحية مدورها، وفيه فيما قيل حدة مع طيش وخفة ومسكة في لسانه وقد تزوج حواء ابنة السراج الحمصي رحمه الله وعوضه خيراً.
640 - حمزة بن محمد بن حسن بن علي بن عبد الحكيم البجائي المغربي المالكي نزيل الشيخونية. ولد تقريباً سنة تسع وثلاثين وثمانمائة ببجاية؛ وبها نشأ فقرأ القرآن وأخذ عن أبي القسم المشدالي وولده محمد الأصغر، وهو نمير أبي الفضل وغيرهما، وقد تونس في سنة ثمان وخمسين فأخذ بها عن جماعة منهم أبو اسحق إبراهيم الاخدري ولازمه وبه انتفع وتمهر في الأصلين والعربية والصرف والمعاني والبيان والمنطق والحكمة؛ وهو متفاوت فيها فأعلاها الأصلان والمنطق ويليها المعاني ثم ما ذكر. وقدم القاهرة في شعبان سنة سبع وسبعين؛ وحج منها ورجع فنزل في الخانقاه الشيخونية وقطنها ثم حج ثانياً رفيقاً للسيد عبيد الله بن السيد عفيفي الدين وجاور أيضاً وأقرأ بها يسيراً، ولازم وهو بالقاهرة درس التقي الحصني وبحث معه، وكان الشيخ حسبما بلغني يثنى عليه وكذا اجتمع بالكافياجي والسيف وتكلم معهما، وكان الكافياجي يجله كما سمعت أيضاً وأقام منجمعاً عن الناس متقنعاً منقبضاً وأقرأ الطلبة واجتمع به الفضلاء فكان من أعيان من اجتمع به المحيوي ابن تقي والخطيب الوزيري وقرأ عليه سعد الدين محمد السمديسي شيخ الجانبكية المطول في آخرين وطلبه السلطان بعد محنة إمامه الكركي فاجتمع به ومازحه وقرر له في الذخيرة كل سنة خمسين وفي الجوالي عوضاً عمن مات اثنين وسبعين وقبل شفاعته في بعض الأمور وفي عمر بن عبد العزيز حتى أخرجه من المقشرة وعينه لكشف الجاولية مساعدة لمباشرها ابن الطولوني السمين. كل ذلك مع تقلل وتعزز وانقباض وانفراد بحيث لم يتزوج، وربما وصل إليه بر بعض المغاربة ونحوهم قبل ذلك وبعده بل يعطي من يتجر له؛ وقد سلمت عليه بعد قدومه من الحج المرة الثانية فابتهج ومشى معي من خلوته لباب المدرسة. والبعاث بأرض مصر يستنسر.
حمزة بن محمد بن موسى. هو طوغان يأتي.
641 - حمزة بن محمد بن يعقوب الشرف بن الشمس البعلي. ذكره التقي بن فهد في معجمه مجرداً؛ وقال شيخنا في معجمه انه سمع الأربعين المنتقاة من مسند الشاميين من مسند أحمد علي ابن الخباز بسماعه من المسلم بن علان انا حنبل أجاز لنا في سنة تسع يعني بتقديم التاء وعشرين وثمانمائة انتهى. مات سنة اثنتين وثلاثين على ما تحرر.
642 - حمزة بن يعقوب الدمشقي الحريري. ذكره شيخنا في أنبائه، وقال مات في صفر سنة أربع وثلاثين. قلت وأظنه الذي قبله.(2/85)
643 - حمزة ابن أخت الجمال البيري الاستادار وأخو أحمد القاضي. قتل خنقاً فيمن قتل من آل خاله وبنيه في ربيع الآخر سنة أربع عشرة.
644 - حمزة إمام مقام الشافعي. ممن أقرأ الأولاد؛ وكان ممن قرأ عليه الزين عبد الغني الاشليمي وأثنى عليه.
645 - حميدان بن محمد بن أحمد البرلسي. ممن سمع مني بمكة.
حميد الضرير. هو أحمد بن محمد بن عماد.
646 - حنتم بن السيد محمد بن بركات بن حسن بن عجلان الحسني المكي الماضي جده وجد أبيه ويلقب بالجازاني. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين قبل استكمال عشر سنين، ودفن بالمعلاة عند أسلافه وتأسف أبوه على فقده.
647 - حواس بن ميلب الشريف. صاهر السيد علي بن حسن بن عجلان أيام إمرته على مكة على بعض بناته في سنة ست وأربعين ومات في أحد الجمادين سنة خمس وستين.
648 - حيدرة بن دوغان بن جعفر بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني. ناب في إمرة المدينة بعيد الأربعين وثمانمائة عن أميرها سليمان بن عزير ثم استقل باجماع أهل المدينة إلى أن جاءه المرسوم بعد نحو شهرين، وقد مات فإنه أصيب في معركة فتعلل نحو شهرين ثم مات في جمادى الآخرة، ورأيت ابن فهد قال في ثاني رمضان سنة ست وأربعين.
649 - حيدر بن أحمد بن إبراهيم أبو الحسن الرومي الأصل العجمي الحنفي الرفاعي نزيل القاهرة ويعرف بشيخ التاج والسبع وجوه. ولد بشيراز في حدود الثمانين وسبعمائة، وتسلك بأبيه وغيره ورحل إلى البلاد ووفد على ملوك الشمس وعلمائه، فكان ممن اجتمع به التفتازاني والسيد الجرجاني والصدر تركا؛ وقدم القاهرة سنة أربع وعشرين بأخويه ابراهيم الشاب الظريف والموله جبران وأمهم فأكرمه الأشرف وأنزله المنظرة المشار إليها؛ وأنعم عليه برزقه عشرين فداناً بأراضي ناحيتها؛ واستمر بها إلى أن أخرجه الظاهر جقمق حين ذكر له عنه محمد بن اينال قبائح بل وأمر بهدمه؛ ورسم للمرافع المشار إليه بانقاضه مع وجود ابنه المؤيد بالله وصار بلاقع، وندم الظاهر على انجراره مع المشار إليه وطلب صاحب الترجمة وأخذ بخاطره ووعده بالجميل وأنعم عليه بأشياء وربت له من الذخيرة وغيرها ما يقوم بأوده، وصار يتردد إلى السلطان ويقعد بمجلسه وسكنه بالقرب من زاوية الرفاعية مدة إلى أن أنعم عليه بمشيخة زاوية قبة النصر بعد صرف محمود الاصبهاني منها وسكنها إلى أن مرض وطال مرضه، ثم مات في ليلة الاثنين حادي عشري ربيع الأول سنة أربع وخمسين عن نحو السبعين، ودفن بباب الوزير على أخيه ابراهيم بعد أن صلى عليه بقبة النصر؛ وكان شكلاً حسناً منور الشيبة إلى الطول أقرب ضخماً حلو اللفظ والمحاضرة حافظاً لكثير من الشعر فصيحاً باللغتين التركية والعجمية بل له فيهما النظم الجيد، انتهت إليه الرياسة في فني الموسيقى والألحان؛ وصنف فيهما مع الديانة وكثرة العبادة والعفة سيما عما ترمي الأعاجم به محباً في الصحابة متبعاً للسنة سليم الباطن إلى الغاية قل أن يكون في أبناء جنسه مثله ولرقصه في السماع خفر ولأخيه ابراهيم الرياسة فيه؛ ولم نر بعدهما من يدانيهما في الموسيقى والرقص وعمل الأوقات وجمع الفقراء ومعرفة آدابهم فإنه كان لهذا نيف على خمسين سنة يجلس على سجادة المشيخة بعد إذن الأكابر له في ذلك كما شوهد بخطوطهم. أفاده يوسف بن تغري بردى، وبالغ في اطرائه عفا الله عنه.
650 - حيدر بن يونس ويعرف بابن العسكري أحد الفرسان الشجعان. مات في شوال سنة إحدى بدمشق بطالا؛ وقد شاخ وولي إمرة سنجار للأشرف شعبان. قاله شيخنا في أنبائه.
651 - حيدر برهان الدين مدرس القزارية بشيراز. ممن أخذ عن التفتازاني قال الطاووسي أجاز لي في سنة إحدى.
حيدر العجمي شيخ قبة النصر. مضى في ابن أحمد بن ابراهيم قريباً.
652 - حيران بن أحمد بن ابراهيم العجمي أخو ابراهيم وحيدر. قدم معه القاهرة في سنة أربع وعشرين كما سبق فيه.
حرف الخاء المعجمة(2/86)
653 - خاصة بن برة الحسيني الكجراني المدعو دستور خان لكونه وزير محمود شاه بن محمد بن أحمد بن محمد بن مظفر صاحب كجرات الاقليم الذي منه بندركهنايت كأسلافه؛ كان ممن اختص بأحمد شاه جده بحيث كان معتمد خزائنه وذخائره تحت يده وختمه لوثوقه به ثم اقتدى به ولده ثم حفيده صاحب الترجمة بل استقر به وزيره مضافاً لذلك مع التفويض له لنحو نصف مملكته المسمى بينهم بالشق، وذلك من بلد بلودره إلى رأس حد الركن الذي منه كلبرجة، فحمد في هذا كله وقرب الصلحاء والفقهاء والعلماء وأهل القرآن خصوصاً الغرباء سيما أبناء العرب وتزايد إكرامه لهم وللوافدين عليه مع تحاميه عن المنكرات وملازمته للقيام والتلاوة بحيث يأتي على الختم في أسبوع مع جماعة رتبهم برواتب مقررة ودام مدة تخلها صرفه بأحمد المدعو خداوندخان عن الوزارة خاصة حتى انه حين حبسه وتأمين سراح الملك عليه كان يجىء وهو في قيوده لفتح الخزانة هذا مع زعم خصمه تقصيره بها ولكنه لم يثبت ذلك عند سلطانه ثم أفرج عنه وحبس خصمه عوضه لظهور خيانته، واستمر هذا منفصلاً عن الوزارة حتى مات، وقد قارب السبعين في ربيع الآخر سنة ست وتسعين بعد توعك يسير ودفن في وسط جامعه الذي أنشأه بأحمد اباد وكثر تأسلهم عليه. ذكره لي الفخر أبو بكر السلمي المكي وكتب لي ترجمته مطولة وأثنى عليه جداً وأنه صرفه عن اعتقاد ابن عربي بعد اعتقاده كأهل تلك النواحي فيه وقراءة كتبه بالمساجد قال ولم يخلف هناك مثله وانه استقر بعده في الخزائن ابنه أحمد ولقب مجد الملك رحمه الله.
654 - خاطر بن علي بن ربيعة بن وحشي بن خليفة بن عمرو السرميني الشافعي خطيب قريبة الحراجة من غربيات حلب. ولد في المحرم سنة أربع وثمانين وسبعمائة بسرمين واشتغل في الفقه والنحو على العز الحاضري ووصفه النجم بن فهد في معجمه بالذكاء والخير والديانة والكرم وتمام المروءة قال وله نظم حسن جيد مع إلمام بعلم العروض انتهى، وكتب عنه. مات سنة اثنتي عشرة فإن صح فلعله بعد مولد النجم ويكون قد أجازه فيها.
من اسمه خالد
655 - خالد بن أحمد الرهينة صاحب الجب - بضم الجيم وتشديد الموحدة واد على يومين من جازان بينها وبين حلي - شريف كانت عنده شهامة وشجاعة فتغلب وتصلب، ومات حريقاً في سنة أربع وستين وظهر بذلك آية من آيات الله فإن الجب كان أولاً في حكمه فتغلب عليه ابن عمه طير وأخرجه منه فبعد مدة توجه إليه خالد وأحرق القرية فاحترق ابن عمه طير بدون قصد من خالد فقدر الله احتراق خالد وهو حي؛ بل قيل إنه أحاطت به النار وهو على فرسه فلم يجد مجالاً فهلك عفا الله عنه.
656 - خالد بن أيوب بن خالد الزين المنوفي ثم القاهري الأزهري الشافعي والد الشمس محمد والصلاح أحمد. ولد بعد القرن بيسير بأبي المشط من جزيرة بني نصر الداخلة في أعمال منوف وانتقل منها لمنوف فقرأ القرآن والعمدة عند الخطيب جمال الدين يوسف والد زين الصالحين وأخيه شرف الدين، ثم قدم القاهرة فقطن جامع الأزهر وحفظ فيه المنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وعرض على الولي العراقي وغيره واشتغل بالفقه على الشمس بن النصار المقدسي نزيل القطبية، وكذا أخذ عن الشمس البرماوي في الفقه وغيره، وحضر تقسيم التنبيه عند التلواني ولازم القاياتي حتى كان جل انتفاعه به وقرأ على التقي الشمني القطب شرح الشمسية في المنطق والمختصر في المعاني والبيان، وسمع على الشمس الشامي الحنبلي بقراءة الكلوتاتي في سنة سبع عشرة بعض المقنع لابن قدامة، وتصدى لنفع الطلبة فأخذ عنه جماعة، وحج وولي مشيخة سعيد السعداء بعد ابن حسان بعناية الشرف الأنصاري وصار كل من واقفها وشيخها وخادمها ابن أيوب وهي اتفاقية حسنة، وكان خيراً متواضعاً كثير التلاوة والعبادة ملازماً للصمت مع الفضل والمشاركة في فنون والغالب علي الصلاح والخير وكنت ممن أحبه في الله. مات في ثاني شوال سنة سبعين ودفن بتربة طشتمر حمص أخضر، ونعم الرجل كان رحمه الله ونفعنا به.
657 - خالد بن جامع بن خالد الزين البساطي ثم القاهري ابن عم القاضي شمس الدين المالكي. ذكره شيخنا الزين رضوان وقال انه سمع على الشهاب الجوهري السنن لابن ماجه بفوت وأنه سمع على الجمال الحنبلي بعض ثمانيات النجيب وأرشد الطلبة إليه وأظن البقاعي ممن لقيه. مات قريب الأربعين ظناً.(2/87)
658 - خالد بن حمزة بن الاسل. مات سنة إحدى وثلاثين.
659 - خالد بن سليمان بن داود بن عياد - بالتحتانية - المنهلي الأزهري أخو عبد الرحمن الآتي وهو الأكبر بل هو الذي كفله بعد موت أبيهما. وكان مقيماً برواق ابن معمر من جامع الأزهر خيراً صالحاً، مات قبل أخيه بكثير.
660 - خالد بن عبد العال بن خالد السفطي أحد أصحاب الشيخ محمد الغمري كان خيراً مديماً للتلاوة والذكر مرجعاً لفقراء ناحيته حضر عندي يسيراً، ومات في ربيع الثاني سنة خمس وثمانين وأظنه قارب السبعين رحمه الله.
661 - خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن أحمد الجرجي الأزهري الشافعي النحوي ويعرف بالوقاد. ولد تقريباً سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بجرجة من الصعيد وتحول وهو طفل مع أبويه إلى القاهرة فقرأ القرآن والعمدة ومختصر أبي شجاع وتحول إلى الأزهر فقرأ فيه المنهاج وقرأ في العربية على يعيش المغربي نزيل سطحه وداود المالكي والسنهوري وعنه أخذ ابن الحاجب المصري والعضد ولازم الأمين الاقصرائي في العضد وحاشيته والتقي الحصني في المعاني والبيان والمنطق والأصول والصرف والعربية؛ وكذا أخذ قليلاً عن الشمني وداوم تقسيم العبادي سنين، وكذا المقسي بل والمناوي وقرأ على الجوجري وإبراهيم العجلوني والزين الأبناسي وأخذ الفرائض والحساب عن السيد على تلميذ ابن المجدي واليسير عن الشهاب السجيني، والزين المارداني، وسمع مني يسراً، وبرع في العربية وشارك في غريها، وأقرأ الطلبة؛ ولازم تغري بردى القادري فقرره في المسجد الذي بناه الدوادار بخان الخليلي ومشى حاله به وبغيره قليلاً وتنزل في سعيد السعداء وغيرها، وشرح الجرومية وغيرها وكتب على التوضيح لابن هشام، وهو انسان خير رأيت كراسة بخط الحليبي انتقده فيها وقرضها له الكافياجي وغيره.
662 - خالد بن قاسم بن محمد بن يوسف بن خالد بن فائد بن أبي بكر بن محمد ابن فائد الزين أبو البقاء الشيباني الواني ثم العاجلي الحلبي، وعاجل قرية من قراها الحنبلي؛ ولد في مستهل رمضان سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، وقدم حلب في سنة اثنتين وثمانين فسمع بها من أحمد بن عبد العزيز بن المرحل أربعي الفراوي وثلاثيات عبد وموافقاته؛ وكذا سمع من أبي بكر بن محمد بن يوسف الحراني، وكان قد لازم القاضي شمس الدين بن فياض وولده أحمد، وأخذ عن الشمس ابن اليانونية ببعلبك، وأحب مقالة ابن تيمية، وكان من رءوس القائمين مع أحمد بن البرهان على الظاهر فأحضره في جملتهم إلى القاهرة مقيداً في سنة ثمان وثمانين فمرت به معه تلك المحنة الشنيعة، ويقال إن سببها غفلته وقلة يقظته، ولما قدمها سمع بها على التنوخي وعزيز الدين المليجي والمجد إسماعيل الحنفي وغيرهم؛ ولم يزل بها حتى استوطن رباط الآثار عدة سنين ونزله المؤيد حنابلة مدرسته وغلب عليه حب المطالب ولم يظفر منه بطائل. مات بالرباط المذكور في يوم الأربعاء سادس عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ودفن بالقرافة، وهو آخر القائمين مع ابن البرهان موتاً، وقد حدث سمع منه الفضلاء كالزين رضوان وابن موسى والابي؛ وذكره شيخنا في معجمه. وأرخه في أنبائه بثالث ذي الحجة، وذكره المقريزي في عقوده ونسبه خالد بن محمد بن قاسم بن يوسف بن خالد بن فائد إلى آخره وأرخه كالأول، وقال كان ديناً فاضلاً جميل المحاضرة رحمه الله.
663 - خالد بن محمد بن خالد بن أحمد بن زيد بن شداد زين الدين بن الشمس ابن زين الدين القاهري والد أبي الفوز محمد ويعرف بابن زين الدين. سلك مسلك أبيه في التكسب بالشهادة بحانوت المالكية داخل باب الشعرية وخطب بجامع معروف بهم، وحج في سنة سبعين وصحب ابن الاهناسي ومسه بسببه بعض المكروه وكانت فيه همة ورغبة في الخير في الجملة. مات وقد جاز الستين بقليل في ذي القعدة سنة أربع وثمانين وصلى عليه من الغد برحبة مصلى باب النصر، ودفن بتربة هذه جوار تربة الأسنوي سامحه الله وإيانا.
664 - خالد بن يحيى المغربي كاتب الوزير اللباني، كان صالحاً عالماً له نظم ورواية أعرض عن الكتابة للوزير ولزم المسجد حتى مات في سنة تسع وستين. ترجمه لي بعض أصحابنا المغاربة.(2/88)
665 - خالد المغربي المالكي. جاور بمكة كثيراً من سنين كثيرة، وكان في أثنائها يقيم أشهراً بوادي ليه بقرية هناك ويحج غالب السنين وربما زار غير مرة. وله حظ من العلم والعبادة والخير وحسن السمت وللناس فيه اعتقاد حسن. مات في أوائل سبع عشرة ودفن بالمعلاة وهو في سن الكهولة فيما أحسب قاله الفاسي.
666 - خالد المقدسي نائب إمام الحنابلة بمكة. مات في طاعون سنة ثلاث وسبعين بالقاهرة، قاله ابن فهد.
667 - خالص أبو الصفا الرومي الهندي الكافوري - نسبة لكافور - مولى الولوي بن قاسم وقد يقال لصاحب الترجمة القاسمي المحلاوي الطواشي أحد خدام المسجد النبوي. ممن حضر عندي في إقامتي بها بل قرأ علي في أربعي النووي والبردة وسمع مني جل القول البديع وأشياء وكتبت له إجازة أثبت بعضها في تاريخ المدينة.
668 - خالص التكروري. أصله من خدام جرباش قاشق ثم ترقى للخدمة عند الظاهر جقمق إلى أن عمله الاشرف إينال من رؤس النوب وصار أحد مقدمي الأطباق ثم استقر به الظاهر خشقدم في نيابة التقدمة حين انتقال مثقال الحبشي منها للتقدمة ثم الاشرف قايتباي في التقدمة بعد نفي مثقال المشار إليه، ويذكر بلين ورفق وتواضع وبغير ذلك وفي أيامه انتقم من ابن الحجاج لافتئاته في أوقاف السابقية وازدرائه لمستحقيها وما ربك بظلام للعبيد وقد خلفه من يقاربه فلله الامر.
669 - خالص النووي الطنبذي أحد مقدمي الطباق. مات في مستهل ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين. خاير بك في خير بك.
670 - خجا بردى صاحب الزاوية التي بالقرب من مضارب الخام من الرملة، شركسي حنفي ممن اختص بالشيخ إينال أحد المعتقدين مع صحبة غيره من الصالحين، ومات عن نحو الثمانين في سادس عشري ذي القعدة سنة إحدى وثمانين قاله لي حفيده يونس بن محمد الآتي.
خربندا في خذابنده وانه محمد بن أرغون بن ايغا يأتي.
خرز وقيل بالسين بدل الزاي الشامي. هو ابراهيم بن عبد الله مضى.
671 - خرص بن علي الفلح، جرده ابن فهد هكذا.
672 - خروف المجذوب المعتقد.
خسرو نائب الشام. كذا سماه العيني وصوابه قصروه وسيأتي في القاف.
673 - خشرم بن دوغان بن جعفر بن هبة بن جماز بن منصور بن جماز بن شيحة الحسيني أخو حديرة الماضي، قتل في سنة اثنتين وثلاثين كما ذكره شيخنا في عجلان بن نعير من أنبائه وأظنه المذكور في نابت بن نعير.
674 - خشرم بن مجاد بن ثابت، مات سنة إحدى وثلاثين.
675 - خشرم الحسني. مات في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة بصوب اليمن وحمل لمكة فدفن بمعلاتها؛ قاله ابن فهد.
676 - خشقدم الارنبغاوي. أصله لارنبغا نائب قلعة صفد ثم اتصل بخدمة نائب الشام قانباي الحمزاوي وصار دواداره فلما مات استقر في حجوبية طرابلس بمال كثير ولم يلبث أن مات في جمادى الأولى سنة أربع وستين.
677 - خشقدم الرومي اليشبكي يشبك الشعبان الاتابكي. أصله لنائب الشام تغرى بردى البشبغاوي الظاهري؛ فقدمه للظاهر برقوق فأنعم به على مملوكه فارس حاجب الحجاب واشتراه يشبك من تركته فلما قتل عاد له فلما مات صار جمداراً عند المؤيد ثم ناب بعده في تقدمة المماليك ثم نقله الاشرف إلى التقدمة نفسها في سنة ثلاث وثلاثين ثم قبض عليه الظاهر وسجنه باسكندرية لممالأته مع العزيز ثم أطلقه ورسم له بالاقامة بالمدينة النبوية ثم أذن له بالرجوع إلى القاهرة حتى مات في شوال سنة ست وخمسين وقد ناف على السبعين وهو صاحب الدار التي بقنطرة طقز دمر والتربة التي دفن فيا بالصحراء بالقرب من تربة أستاذه يشبك، وكان جسيماً طوالاً جميلاً مترفعاً مع نقصه فيما قبل.
678 - خشقدم الزيني يحيى الاستادار أحد الكشاف. وسط في ذي الحجة سنة تسع وسبعين مع تكرر الشفاعة فيه بدون سبب ظاهر.
679 - خشقدم السودوني من عبد الرحمن ناب بالقدس أيام الظاهر جقمق مراراً أضيف إليه في الثانية كشف الرملة ونابلس؛ ومات به في المرة الثالثة في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين، واستقر بعده قراجا العمري الناصري؛ وكان صاحب الترجمة مشهوراً بالشجاعة عفا الله عنه.(2/89)
680 - خشقدم الظاهري برقوق الخصني. تنقل إلى أن صار خازنداراً في الأيام الاشرفية ثم صرف عنها واستقر زماماً حتى مات؛ وخلف مالاً جزيلاً يقارب فيما يقيم مائة ألف دينار منه غلال مخزونة قومت بستة عشر ألف دينار وصار للسلطان من تركته مال كثير. مرض بالقولنج في أوائل سنة تسع وثلاثين وتعافى ثم انتكس مراراً إلى أن مات في جمادى الأولى منا ودفن بالقرب من مشهد الليث من القرافة الصغرى وهو في عشر السبعين؛ واستقر جوهر اللالا بعده زماماً. قال شيخنا في أنبائه: وكان شهماً يحب الصدقة وفيه عصبية مع سوء خلق إلى الغاية؛ وقد أنشأ مكاناً بالقرب من الاخفافيين ليجعله مدرسة وابتدأ ببناء صهريج ثم بعمل سبيل لسقي الماء وانتهيا في مدة ضعفه، وأهين الشمس الرازي الحنفي من جهة السلطان لكونه أثبت وقفية داره في مرض موته، وقال العيني لم يسكن مشكور السيرة، وقال غيره إنه صاحب الخانقاه الزمامية بمكة وعدة عمائر وأنه حج أمير الركب الأول سنة أربع وثلاثين صحبة خوند جلبان زوجة الأشرف وأم العزيز ولم يتمكن الزيني عبد الباسط من استبداده بالتكلم بعد تفاحشهما وانتصاف خشقدم بحيث خضع الآخر إلى أن عاد، قال وكان طوالاً رقيقاً غير مليح الوجه شرس الاخلاق سفيه اللسان بخيلاً محباً لجمع المال قوي الحرمة ذا سطوة وجبروت استغاث له بعض من ظلمه برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الله يشق عينيك يا ملعون فما مضت إلا أيام ورمد بحيث أشرف على العمى وانشقت عيناه وضعف بصره حتى مات. وهو صاحب الدار التي تعرف الآن بالاتابك أزبك بالقرب من جامع المغربي بجوار قنطرة الموسكي والذي كان للشمس النشاي مختصاً به.
681 - خشقدم الظاهر أبو سعيد الرومي الناصر نسبة لتاجره المؤيدي. اشتراه المؤيد وهو ابن عشر تخميناً ثم أعتقه بعد مدة وصار من المماليك السلطانية ثم في دولة ابنه المظفر خاصكياً ثم في دولة الظاهر ساقياً ثم تأمر عشرة وصار من رءوس النوب ثم مقدماً بدمشق ثم رجع إلى القاهرة على الحجوبية الكبرى ببذل فيما قيل على يد أبي الخير النحاس وغيره في سنة أربع وخمسين ثم نقله الأشرف إينال في أوائل أيامه لامرة سلاح ثم ابنه للاتابكية إلى أن بويع بالسلطنة في يوم الأحد تاسع عشر رمضان سنة خمس وستين ولقب بالظاهر ولم يزل يتودد ويتهدد ويعد ويبعد ويصافي وينافي ويراشي ويماشي حتى رسخ قدمه ونالته السعادة الدنيوية مع مزيد الشره في جمع المال على أبي وجه لاسيما بعد تمكنه بحيث اقتنى من كل شيء أحسنه وأنشأ مدرسة بالصحراء بالقرب من قبة النصر وتربة وكثرت مماليكه الذين غطوا ما لعله اشتمل عليه من المحاسن، وعظم وضخم وهابته ملوك الأقطار فمن دونهم وانقطع معاندوه، إلى أن مرض في أوائل المحرم ولزم الفراش حتى مات بعد ظهر يوم السبت عاشر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وقد ناهز خمساً وستين وصلى عليه بباب القلة بحضرة الخليفة فمن دونه ثم دفن بعد عصر يومه بالقبة التي أنشأها بمدرسته؛ وكان عاقلاً مهاباً عارفاً صبوراً بشوشاً مدبراً متجملاً في شئونه كلها حشماً مليحاً رشقاً عارفاً بأنواع الملاعب كالرمح والكرة وسوق الخيل مكرماً للعلماء والفقراء معتقداً فيمن ينسب إلى الخير وربما كان يقرأ في القرآن على التاج السكندري وغيره واستدعى بي في مرض موته فقرأت له الشفا في ليلة فاتحته وخاتمته بحضرته وتأدب كثيراً وأنعم بما قسمه الله؛ وله فهم وذوق بحيث يلم ببعض ما يتكلمه الفقهاء عنده، ومحاسنه كثيرة مع مساوىء لا حاجة لذكرها رحمه الله وعفا عنه.(2/90)
682 - خشقدم الظاهري جقمق الرومي اللالا ويقال له أيضاً الاحمدي لتاجره. لم ينتقل في أيام أستاذه عن كون لالة ولده؛ ثم لم ينتقل عند ولده لكراهته فيه ثم صار بعد ذلك أحد السقاة ثم في أيام الاشرف قايتباي رأس نوبة السقاة وشاد السواقي ورأس نوبة الجمدارية وترقى حتى عمل وزيراً بمشارفة قاسم شغيتة في نظر الدولة مضافاً للوظائف المشار إليها؛ فدام بها إلى أن استقر خازنداراً زماماً بعد موت جوهر شراقطلي في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين مضافاً للوزر وشد السواقي منفصلاً عما عداهما فظلم وعسف وذكر بكل سوء وأهين مرة بعد أخرى وتكررت إهانة الاشرف له وتمقته إياه ومصادرته مما هو مستحق لأضعافه لفجوره واقدامه ونمى الوزر في أيامه؛ وكان يحمل المتوفر مع محاربات بينه وبين قاسم إلى أن تغير عن نظر الدولة بموفق الدين ثم أعيد قاسم ولم يلبث أن انفصل صاحب الترجمة عن الوزر وتأمر على الحج في سنة سافر السلطان حتى انه كان إذا شكا له أحد يرسله إليه، وقبل ذلك سافر للحج مرة ثم أخرى منضماً لخوند الاحمدية بحيث أنه جيء بالأمر بنفيه إلى المدينة النبوية فلم توافق على ذلك وربما كان يتلو القرآن ويصلي في الليل ويستعمل بعض الأوراد ويبكي وعمل أحد قاعاته بالقرب من درب الرملة جامعاً تقام فيه الجمعة والجماعات وجدد زاوية قطاي تحت القلعة وبنى بها بيوتاً ونحوها، وحفر هناك بئراً تكلف بنقرها في الحجر؛ واستمر على الزمامية والخازندارية إلى أن رسم عليه لما أظهر عجزه عنه وكاد يضربه؛ وهو غير منفك عن فجوره حتى إنه قال له فيما قل أغضبت الله وما أرضيتك، وأرسله مع ابن عمر شيخ هوارية ليرسله إلى سواكن فكانت منيته بسواكن في شوال سنة أربع وتسعين ذليلاً مهاناً، وأظنه بلغ السبعين إن لم يكن جازها، وكان يقال قبيل انفصاله بنحو سنة إن له في القلعة أربعاً وخمسين سنة رحم الله المسلمين.
683 - خشقدم الميقاتي. قال ابن عزم صاحبنا.
684 - خشكلدي البيسقي تأمر عشرة وباشر وهو كذلك الحسبة في أيام الظاهر خشقدم ثم عمل شاد الشر بخاناة في آخر أيامه عوضاً عن نانق المحمدي ثم رأس نوبة النوب.
685 - خشكلدي الدواداري الملكي الظاهري. أثبته الفتحي فيمن سمع من مسند الدارمي بقراءته على شيخنا.
686 - خشكلدي الزيني عبد الرحمن بن الكويز. رباه سيده صغيراً ثم أعتقه وعلمه القرآن واشتغل يسيراً ولازم الخازندار جوهر القنقباي فرقاه حتى عمله خازنداراً ثم من جملة الدوادارية الصغار ثم سعى في دوادارية السلطان بدمشق ثم انفصل عنها ثم أنعم عليه بأمرة طبلخاناه فيها حتى مات بها في ذي الحجة سنة إحدى وستين عفا الله عنه.
687 - خشكلدي العلمي. قرأ الصحيح أو بعضه على شيخنا كما رأيته في البلاغات بخطه بنسخة بالمؤيدية ووصفه بالأمير.
688 - خشكلدي الكوجكي أحد مقدمي طرابلس. مات بها في أواخر رمضان سنة خمس وستين وكانت له شهرة وفيه مكارم ومروءة وناب مرة بحمص.
689 - خشكلدي من سيدي بك الناصري فرج، ويعرف بالجقمقي جقمق الارغونشاوي لكونه خدم عنده بعد أستاذه ثم اتصل بالاشرف وصار خاصكياً ثم رأس نوبة الجمدارية ثم امرة عشرة وصيره من رؤس النوب وانضم بعده في حرب ولده العزيز فقبض عليه الظاهر وحبسه ثم أرسله إلى حلب بطالاً حتى مات بعد سنة خمس وأربعين تقريباً، وكان ساكناً عاقلاً متواضعاً مسرفاً على نفسه سامحه الله.
690 - خشكلدي الناصري فرج أحد أمراء العشرات ورءوس النوب في الايام الظاهرية جقمق ويعرف بالبهلوان. مات بالقاهرة في حدود الخمسين تقريباً.
691 - خشكلدي اليشبكي يشبك بن ازدمر ويعرف بدرت قلق يعني بأربعة آذان. ترقى بعد سيده حتى صار خاصكياً في أيام الاشرف برسباي بل ندبه غير مرة لمهماته ثم ولاه نيابة قلعة صفد إلى أن نقله الظاهر إلى دواداريته بحلب وأنعم عليه بتقدمة بها حتى مات في سني خمس وأربعين، وكان مليح الشكل حلو العبارة مع تواضع وسكون.
692 - خشكلدي نائب المشيخة بالمدينة النبوية. أصيب في الحريق الكائن بها في رمضان سنة ست وثمانين.(2/91)
693 - خضر بك بن القاضي جلال بن صدر الدين بن حاجي إبراهيم العلامة خير الدين الرومي الحنفي. أحد علماء الروم ومدرسيهم وأعيانهم. ولد في مستهل ربيع الأول سنة عشر وثمانمائة، ونشأ بمدينة بورسا فتفقه بالبرهان حيدر الخافي والفناري وقرا يعقوب القرماني وغيرهم وبرع في النحو والصرف والمعاني والبين وغيرها وصنف وجمع وأفاد ودرس؛ ومن تصانيفه حواشي على حاشية الكشاف وللتفتازاني وأرجوزة في العروض وأخرى في العقائد وولي تدريس الجامع الكبير بأذرنة ومدرسة السلطان مراد؛ وقدم مكة في سنة تسع وخمسين فلقيه ابن عزم المغربي وأفادنيه وقال انه مات سنة ستين.
694 - خضر بن إبراهيم بن يحيى خير الدين بن برهان الدين الروكي نزيل القاهرة؛ كان من كبار التجار كأبيه. مات مطعوناً في ذي الحجة سنة عشرين. قاله شيخنا في أنبائه، وذكره الفاسي في مكة فقال الرومي التاجر الكازمي كان ذا ملاءة وافرة سكن مع أبيه عدن عدة سنين ثم انتقل إلى مكة وأحب الانقطاع بها، ومضى منها إلى مصر وعاد إليها بعد موت أبيه سنة إحدى عشرة واشترى بها ملكاً واستأجر وقفا ثم أعرض عن الاقامة بمكة لتعب لحقه بها من جهة الدولة وسكن القاهرة وبها مات في ثالث ذي القعدة، قال وكان ينطوي على دين وفيه سماح ومجموع مجاورته بمكة تزيد على خمسة أعوام.
695 - خضر بن أحمد بن عثمان بن جامع زين الدين العثماني القاهري. ذكر شيخنا في أنبائه فقال أصله من وكان يتجر في الزيت ثم في البر يجلبه ويبيعه، وأنجب ولده ابراهيم صاحبنا، وذكر أن مولده سنة تسع وأربعين وسبعمائة فبلغ التسعين فإنه مات في سنة ثمان وثلاثين. وكان عجز بأخرة. وانقطع فآواه ولده حتى مات رحمهما الله.
696 - خضر بن شماف أو شوماف الزين أبو الحياة النوروزي الخاصكي الملكي الظاهري أبوه القاهري الحنفي الآتي أبوه. ولد في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبويه فحفظ القرآن وغيره واشتغل على تنم الفقيه ولازمه في العربية والصرف والفقه وغير ذلك ثم نقله لشيخه ملا شيخ وكان حينئذ بالقاهرة فقرأ عليه الصرف وفي شرح الارشاد في النحو وفي شرح الدرر كلاهما من تأليفه وقرأ على العز عبد السلام البغدادي شرح المار في الأصول للاقصرائي وحمل عنه الشفا ما بين قراءة وسماع بقراءته له على الشرف بن الكويك، وكذا سمع عليه غيره وحضر عند ابن الهمام وسيف الدين، وقرأ على الشهاب بن العطار في البخاري وغيره بل سمع على شيخنا بجامع عمرو، وحج وزار بيت المقدس واستقر خازن الكتب بالصرغتمشية وصحب التاج بن المقسي وغيره وعرف بلطف العشرة والكياسة مع فضيلة وتفنن، وكان الدوادار يشبك من مهدي لمصاهرته لجانم دواداره يصغي إليه لمحبته له وبعده انجمع غالباً في خزانة الكتب المشار إليها، وفي مسكنه بالروضة وغيرهما؛ وأعرض عن تلك الأمور وتكرر جلوسي معه، واتفق انه خطبني مرة لرؤية كتب الخزانة وعرضها علي واحداً واحداً، وكان من جملتها فيما أظن كتاب البدائع للكاساني وأظهر تألماً لفقد مجلد منه؛ وفارقته فلم ألبث أن حضر إلى ناسخ كان يقرأ علي وشكى لي أن ناصر الدين النبرواي مات وله عنده أجرة نسخ وعنده مجلد كان يكتب منه وأخره رجاء التوصل به لأجرته فطلبته منه فكان المجلد المشار إليه فأمرته بالتوجه به لصاحب الترجمة ففعل وأنعم عليه بدينار فكان ذلك بحسن نيته فيما يظهر، ولم يزل على طريقته حتى انقطع متعللاً نحو سنة أو أكثر ثم مات في يوم الثلاثاء خامس رجب سنة خمس وتسعين بمنشية المهراني وصلى عليه من الغد ودفن رحمه الله واستقر بعده في الخزانة البرهاني الكركي.
خضر بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم. في محمد.
697 - خضر بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر ابن عبد الرحمن بن عبد الله أبو العباس الناشري. ولد سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة تقريباً، وأخذ عن والده القاضي موفق الدين وعمه وصار فقيهاً فاضلاً يتحدث بنوادر مستحسنة، ولي إمامة الواثقية بزبيد ونظر المؤيدية بتعز؛ ومات سنة سبع وعشرين.(2/92)
698 - خضر بن محمد بن الخضر بن داود بن يعقوب بن أبي سعيد البهاء أبو الحياة بن الشمس أبي عبد الله بن أبي الحياة بن أبي سليمان الحلبي ثم القاهري الشافعي الآتي أبوه ويعرف كأبيه بابن المصري. ولد بحلب سنة خمس وثمانين وسبعمائة ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل بالعلم وأخذ عن البرهان الحلبي وغيره وبالقاهرة عن البرهان البيجوري وطائفة وسمع الحديث بحلب على ابن صديق وابن ايدغمش والشريف الاسحقي وبالقاهرة على الشرف بن الكويك والجمال الحنبلي والشمس الشامي والولي العراقي وآخرين منهم والده والشمس البوصيري والشمس محمد بن علي البيجوري والشهاب البطائحي والسراج قاري الهداية. ومن مسموعاته البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه وجل مسند أحمد أو جميعه والشفا والاستيعاب والسيرة لابن هشام وجل الشمائل للترمذي، وكان قدومه القاهرة مع والده وهو صغير فاستمر وحدث بها سمع منه الفضلاء حملت عنه أشياء، وكان خيراً متواضعاً طارحاً للتكلف مديماً للتلاوة والصيام والتهجد متين الديانة منور الشيبة طويل الروح حسن القراءة للصحيح وللسيرة اليعمرية كثير الادمان لقراءتهما ولذلك كثر استحضاره لجملة من المتون والغزوات، كتب الكثير بخطه، واستقر بعد موت والده في قراءة الحديث بالاشرفية الجديدة وقراءة السيرة بالجمالية وأم بالناصرية محل سكنه، وكان أحد صوفية الخانقاه السعدية كل ذلك مع مقاساة العيال والصبر على تجرع الفاقة حتى أداه ذلك إلى الكتابة في عمارة الأشرف اينال ليرتفق بذلك. مات في ذي القعدة سنة سبعين رحمه الله وإيانا.
699 - حضر بن محمد بن سمنطح بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي. أجاز له في سنة خمس وثمانمائة ابن صديق والعراقي والهيثمي والمراغي وابنة ابن عبد الهادي وغيرهم.
700 - خضر بن موسى بن خضر بن علي البحيري الأصل الجعفري ثم القاهري. رجل عشير فيه ظرف ومجون وطبع يزن به الشعر ممن خالط ابن عبد الرحمن صيرفي جدة وغيره كبني الجيعان وصار يتكلم عنهم في بعض جهات الأشرفية مع محافظة على الجماعة ومجالس الخير بحيث سمع على غالب السيرة النبوية وحج غير مرة، وقد أثكل ولداً له كان متوجها للخير فصبر.
701 - خضر بن ناصر الفراش. مات بمكة في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين.
702 - خضر زين الدين الاسرائيلي الزويلي الحكيم. كان يتعانى الطب وليس فيه بالماهر لكن تحرك له نوع سعد فراج عند الصاحب البدر حسن بن نصر الله ثم عند جماعة من أعيان الدولة تقليداً مع زعمه المشاركة حتى انه ينشد الاشعار ويذاكر بما هو غير منطبع فيه، ولا زال يداخل الناس إلى أن مرض الأشرف فصار يدخل مع ابن العفيف الأسلمي عليه في ملاطفته وانفق طول مرضه فظن أن ذلك لتقصيرهما وأمر عمر الشوبكي الوالي بتوسيط ابن العفيف وما تم كلامه حتى حضر خضر فأضافه إليه وراجعه الوالي مرة بعد أخرى وهو لا ينفك وصار خضر يقول عندي للسلطان ثلاثة آلاف دينار إن أبقاني فلم يفد ذلك وبقي يستغيث عمر حكيم يوسط ويكرر ذلك ويتمرغ حتى جازه السيف على أقبح وجه بخلاف ابن العفيف فإنه سلم نفسه فهانت مؤونته، وذلك في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين 703 - خضر الزين أو خير الدين الرومي نزيل القاهرة الحنفي. شيخ مسجد يعرف بكعب الأحبار ووالد البرهان الحنفي ممن كان الظاهر جقمق يكرمه ودرس وممن أخذ عنه الزين عبد الرحيم المنشاوي؛ وقال إنه مات ببيت المقدس بعد أيام الظاهر؛ وأثنى عليه وكذا قرأ عليه تغرى بردى بن أبي بكر.
704 - خضر الخادم بسعيد السعداء. تعصب معه تمراز نائب السلطنة في أيام الناصر فرج حتى صرف الشمس البلالي به عن مشيخة سعيد السعداء ثم بعد عشرة أيام صرف لمجيء الأمر بقبض تمراز؛ ورجعت المشيخة لصاحبها وعد ذلك من كراماته. وما رأيت من ترجمه فينظر.(2/93)
705 - خضر الكردي الشافعي نزيل الشامية البرانية من دمشق. ممن يقرىء في العقليات لتقدمه فيها؛ وكذا يقرىء في الفقه مع انطراح نفس وتدين بحيث لا يدخل وقت صلاة وهو على غير وضوء ولا يبقى على شيء وأكثر أوقاته زائد الاملاق ولا يتحامى عن أماكن الخلق وقال لمن لامه عن ذلك أنا لم أعلم كلام العرب إلا من هذا الحلق، وكذب التقي بن قاضي عجلون صريحاً بحيث قطع معلومه من الشامية، وقال للبقاعي أنا كنت وأبوك بالبقاع وربما كان يتجاذب مع ضياء نزيل الشامية أيضاً وهذا أعلم الرجلين، وذاك أكثرهما احتراماً.
706 - خضير بالضم مصغر بن بحر العدواني مات بمكة في رجب سنة إحدى وأربعين.
707 - خضير بن مطيرق بن منصور بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر ابن مسعود العمري. ذكرهما ابن فهد فلم يزد.
708 - خطاب بن عمر الدنجيهي ثم القاهري الأزهري الشافعي المكتب. حفظ القرآن وجود الكتابة على يس الجلالي والشمس بن الحمصاني والجمال الهيتي ومن قبلهم علي ابن سعد الدين، وكتب بخطه زيادة على خمسين مصحفاً وصار أحد الكتاب ممن استكتبه يشبك الدوادار القاموس وغيره بل والسلطان في مصحف؛ وتنزل في كثير من الجهات، وكان كثير العيال ذا زوجات ثلاثة وأبواه وعمته وغيرهم في كفالته، ومن وظائفه التصدر للتكتيب بالجامع الأزبكي مع قراءة مصحف فيه وكذا قراءة البخاري وقراءة مصحف بتربة السلطان، وبلغني أنه كان يتعلق بالأدب ويشارك في العربية مع دين. مات في شوال سنة إحدى وتسعين عن نحو الأربعين.
709 - خطاب بن عمر بن مهنى بن يوسف بن يحيى الزيني الغزاوي بالتخفيف نسبة إلى القبيلة الشهيرة بعجلون وأبوه وجده من أمراء عرب تلك النواحي العجلوني ثم الدمشقي الشافعي الأشعري. ولد في رجب سنة تسع وثمانمائة بعجلون ونشأ بها فقرأ بعض القرآن ثم قتل أبوه فتحول مع أمه إلى أذرعات ثم إلى دمشق فأكمله بها وصلى به في سنة إحدى وعشرين بجامع بني أمية وحفظ التنبيه والمنها الأصلي وألفية النحو والشاطبية وبعض الطيبة لابن الجزري؛ وعرض على جماعة منهم البرهان بن خطيب عذراء والشمسان البرماوي والكفيري وبه وبالتقي بن قاضي شهبة والتاج بن بهادر وآخرين تفقه وأخذ العربية عن الشمس البيجوري والعلاء القابوني والأصول عن حسن الهندي والشرواني وتلا بالسبع إفراداً ثم جمعاً إلى أثناء البقرة على ابن الجزري وكذا جمع على غيره فلم يكمل أيضاً، وسمع على ابن الجزري والمحيوي المصري والشهاب بن الحبال وابن ناصر الدين وشيخنا وغيرهم، ودخل القاهرة في سنة ست وأربعين، وكتب عن شيخنا في الاملاء، وحضر دروس القاياتي وغيره؛ وتقدم في الفنون وبرع في الفضائل بوفور ذكائه، وجاور بمكة وأقرأ بها وكذا تصدى بدمشق للاقراء فانتفع به خلق وصار بعد البلاطنسي شيخ البلد بلاد مدافع، ودرس أيضاً في عدة أماكن وناب في الشامية البرانية عن النجم بن حجي بعد البدر بن قاضي شهبة واستقل بتدريس الركنية، كل ذلك مع طرح التكلف وحسن العشرة ولطف المحاضرة والمذاكرة بجملة مستكثرة من الأدب والنوادر بحيث لا تمل مجالسته وإجادة لعب الشطرنج والاسترواح به في بعض الأحايين ورمى النشاب، والصدع بالحق والمخاشنة فيه والقيام مع الغرباء خصوصاً أهل الحرمين ووفور المحاسن، لقيته بدمشق وكتبت عنه ما كتبه عنه شيخنا حيث أنشده إياهما:
ليس المسمى الاسم عندي فكذا ... حققه الحفاظ من أهل النظر
وشاهدي ظرف ولطف طبعا ... في شيخ الاسلام الإمام ابن حجر
وكتبت عنه غير ذلك مما أودعته في معجمي، ولم يزل على جلالته حتى مات في رمضان سنة ثمان وسبعين؛ وصلى عليه بجامع بني أمية وكان يوماً مطيراً ومع ذلك فكان مشهده حافلاً وفدن بالروضة خلف باب المصلى ولم يخلف بعده هناك مثله في كثرة التفنن وجمع المحاسن رحمه الله وإيانا.
710 - خلف الله بن سعيد الطرابلسي المغربي القائدي. مات سنة بضع وأربعين.(2/94)
711 - خلف بن أبي بكر بن أحمد الزين النحريري المصري المالكي نزيل المدينة النبوية. ولد تقريباً سنة أربع وأربعين وسبعمائة وبحث على الشيخ خليل بعض مختصره وفي شرح ابن الحاجب وبرع في الفقه وناب في الحكم وأفتى ودرس وسمع من القلانسي الموطأ لأبي مصعب بفوت، ثم توجه إلى المدينة فجاور بها معنياً بالتدريس والتحديث والافادة والانجماع والعبادة. وحدت سمع منه الفضلاء وقرأ عليه أبو الفتح بن صالح البخاري في سنة عشر وثمانمائة ووصفه بالعلامة وعبد الرحمن بن أحمد النفطي وكذا التقي بن فهد في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة بالمدينة قرأ عليه جزءاً فيه ثلاثة عشر حديثاً موافقات من الموطأ المذكور وعرض عليه الشمس محمد بن عبد العزيز الكازروني في سنة أربع عشرة، وأجاز لخلق منهم التقي الشمني وآخرون بعضهم في الاحياء، وله أجوبة عن مسائل عند صاحبنا النجم بن فهد. مات في صفر سنة ثمان عشرة بالمدينة.
712 - خلف بن حسن بن عبد الله الطوخي القاهري والد عمر الآتي. قال شيخنا في أنبائه: كان كثير التلاوة ملازماً لداره والخلق يهرعون إليه وشفاعاته مقبولة عند السلطان ومن دونه وهو أحد المعتقدين بمصر؛ زاد غيره واشتهر ذكره في أيام الظاهر برقوق لتردد سودون النائب إليه؛ وكذا كان البدر محمد ابن فضل الله كاتب السر يأتيه عن السلطان فضخم أمره لذلك وبعد صيته وقصده الناس في حوائجهم. مات كما لشيخنا في تاسع عشر ربيع الآخر، وقال غيره في يوم الاثنين عشري ربيع الأول سنة إحدى، وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
713 - خلف بن حسن بن مهيوف بن ناصر بن مقدم القحطاني ملك البحار القائم بدولة الشهاب أبي المغازي أحمد متملك كلبرجة من الهند. ولد في حدود سنة تسعين وسبعمائة. ذكره المقريزي في عقوده مطولاً وبالغ في الثناء عليه وإنه كان جواداً يحب العلماء والأشراف والفقراء ويواسيهم أعظم مواساة حتى بالارسال لمن يعلمه منهم بالأماكن النائية سيما أشراف بني حسن ولذلك لم يزل مظفراً بحيث انه ما توجه لأمر إلا وظفر به مع صيانته ومنعه الفواحش. قال وبالجملة فهو أحد أفراد العالم في زماننا لما اشتمل عليه من الدين والورع والكرم والشجاعة ونفوذ الكلمة ووفور الحرمة وبسط اليد في الدول بحيث إنه لما مات سلطانه الشهاب أوصى به ابنه أبا المظفر شاه أحمد وقال إن أردتم قيام ملككم فلا تغيروا على الملك خلف فامتثل وصيته، وصار له من المكانة المكينة ما لم يزل له وأقامه فيما أقامه فيه أبوه وأنشد من نظمه في قصيدة:
وإن زار داري زائر زار داره ... دنانير تبرٍ خلفها الخز يحمل
ولم يؤرخ وفاته لأنه إنما تقل بعده بزمن وكان ممدحاً مقصوداً بذلك من شعراء مكة وغيرهم 714 - خلف بن عبد المعطي صلاح الدين المصري ناظر المواريث والحسبة. مات في ربيع الأول سنة إحدى. ذكره شيخنا في أنبائه.(2/95)
715 - خلف بن علي بن محمد بن أحمد بن داود بن عيسى المغربي الأصل التروجي المولد السكندري الشافعي. ولد سنة ستين وسبعمائة تقريباً بتروجة قرية قرب اسكندرية ثم انتقل به خاله العلامة البرهان إبراهيم بن محمد بن أحمد الشافعي بعد موت والده لسكندرية فقطنها، وقرأ بها القرآن وأربعي النووي والحاوي والمنهاج كلاها في الفقه والاشارة في النحو للفاكهاني وألفية ابن ملك وبعض المنهاج الأصلي، وأخذ الفقه عن الشهاب أحمد بن إسماعيل الفرنوي وخاله البرهان والقاضي ناصر الدين محمد بن أحمد بن فوز والنجم محمد بن عبد الرحمن والشمس السنديوني والجمال محمود بن عثمان بن عبد المعطي ومحمد بن عبد الرحيم الرشيدي والنحو عن أبي القسم بن حسن بن يعقوب اليمني التونسي عرف بالطواب ولم ينتفع فيه بأحد انتفاعه بالعلامة البرهان إبراهيم بن محمد العقيلي الأندلسي، وحج مراراً أولها سنة تسع وثمانمائة وتردد إلى القاهرة وحضر دروس السراج البلقيني ومن المالكية ابن خلدون وابن الجلال والجمال الاقفهسي وأجازه ابن عرفه ومما قرأه على شيخه الفرنوي الأربعين النووية، وسمع عليه كتاب المنتخب في فروع الشافعية وأجازه؛ وذكر عنه أنه قال لخصت في جنايات الحاوي عشرة آلاف مسئلة قال وله المرتب في الحديث والرد على الجهمية وفضائل اسكندرية، وأخبر السراج عمر بن يوسف البسلقوني وهو ثقة أنه أجاز له باستدعائه البلقيني وابن الملقن والعراقي والصدر المناوي وقال هو إنه سمع على ابن الملقن جميع الموطأ حين قدومه عليهم سكندرية وإنه سمع الشفا في مجلس بقراءة البدر بن الدماميني والبخاري ومسلماً على التاج بن الريفي القاضي كلاهما بقراءة التاج بن فوز، وصار شيخ الشافعية بل والمالكية بالثغر بغير منازع؛ وحكى أنه عرضت عليه ولايات ومناصب فأباها مع كونه يرتزق من كسب يده. قاله البقاعي وقد لقيه باسكندرية فقرأ عليه بعض الأجزاء، وقال إنه بح بحضرته مع السراج البسلقوني المذكور في مسئلة كان الحق معه فيها فترك المراء وأظهر أن الحق مع الخصم وأنشد إذا قالت حذام البيت. مات باسكندرية في العشر الأوسط من رجب سنة أربع وأربعين رحمه الله وإيانا.
716 - خلف بن محمد بن سليمان بن أحمد الأيوبي العادل صاحب حصن كيفا. وثب على ابن عمه وابن أخته الكامل أحمد بن خليل الماضي ليلاً ومعه أربعون رجلاً بحيث فر الكامل إلى قلعة أرغيس من معاملة الحصن ودام في المملكة سبع سنين إلى أن هجم عليه زين العابدين وأيوب وعبد الرحمن بنو عمه على بن محمود ابن العادل سليمان فقتلوه في الحمام وبادروا مسرعين لولده هرون وهو بالديوان فقتلوه وملكوا أولهم ولقب بالصالح فلم تنقض السنة حتى انتزعه منهم لاختلافهم الأمير حسن بك بن علي بك بن قرايلوك عثمان صاحب آمد في ذي القعدة سنة ست وستين وقتلهم صبراً بين يديه، وهذا ابن بضع وخمسين سنة، بل استولى حسن بك على عدة قلاع من ديار بكر وانقطعت بذلك مملكة بني أيوب للحصن وكانوا ملوكها من أول ملك بني أيوب لمصر فسبحان الفعال لما يريد، وكان العادل بطلاً شجاعاً مقداماً ذا بطش وقوة وله نظم ليس بذاك وإليه الاشارة بقول الصدر ابن البارزي مما كتب به إليه صدر كتاب:
قالوا بموت الكامل الحصن وهت ... وعزها قد حاد عنها وصدف
فقلت إن كان مضى كاملها ... فإن فيها خلفاً عن من سلف(2/96)
717 - خلف بن محمد بن محمد بن علي الزين أبو محمد المشالي ثم الشيشيني القاهري الحنفي ثم الشافعي الشاذلي والد أبي النجا محمد الآتي. ولد بمشال من قرى الغربية ونشأ بها يتيماً فقرأ القرآن ثم جوده بالنحرارية على ابن زين؛ ثم قدم القاهرة ولازم الشيخ محمد الحنفي وصاحبه أبا العباس السرسي وبه انتفع في الفقه وأصوله والعربية وغيرها ومما أخذه عنه البديع في الأصول لابن الساعاتي بحثاً وأجازه به وبغيره، وكذا قرأ عليه شرحه للسراج الهندي وقرأ على البسطامي أصول الدين وعلى ابن الهمام أشياء من العقليات والنقليات ومنها المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة من تأليفه، وكتب له إجازة وصفه فيها بالأخ في الله الشيخ الأجل نفع الله به؛ وقال قراءة بحث وتحقيق فلقد أحسن الاستفادة والافادة وصادفت أهليته متقدمة على القراءة فوجبت إجازته بها بل وكل ما كان في معناها فأجزته بهذا الفن وبما أجزت به من أصول وعربية ومنقول ومعقول، والمسئول منه تذكرى بدعائه الصالح والله تعالى يديم النفع به إنه سميع قريب جواد مجيب، وبلغني أنه لما رام قراءة المسايرة عليه أشار ببحثه له أولاً مع أبي العباس السرسي ففعل؛ وكذا اجتمع بالقاياتي وسمع عليه وبشيخنا وقرض له فيما قيل بعض مناظيمه وهي كثيرة فاثنتان في أصول الدين وواحدة في علم الحديث وأخرى في السيرة النبوية وأخرى في أحوال الموت سماها المبشرة وأخرى في العربية وأخرى في فقه الحنفية وأخرى في شرح الكنز وأخرى في أصول الشافعية فم تكمل واحدة من الثلاثة وأخرى اسمها وجوه القرآن وشرحها وعمل رسالة في علم الكلام سماها السلسلة وشرحها وشرح الحكم لابن عطاء الله وغير ذلك كنظم التلخيص، ولقيته في زاوية القادرية بالقرافة فسمعت من لفظه أشياء لم أكتبها، وكان فاضلاً ممن يميل إلى ابن عربي وينظر في فتوحاته المكية وقام عليه أبو القاسم النويري بسبب ذلك كما بلغني، وفي الآخر استقر في مشيخة جامع ابن نصر الله بقوة وتصدى للاقراء والافتاء على مذهب الشافعي وحفظ المنهاج حينئذ في مدة يسيرة وكذا حفظ إذ ذاك المشارق للصغاني وتفسير الديريني المنظوم؛ كل هذا وقد ناف على السبعين واستمر بقوة حتى مات في يوم الخميس ثالث المحرم سنة أربع وسبعين ودفن داخل مقام أبي النجا فيها رحمه الله وعفا عنه. ورأيت له قصيدة تسمى زهر الكمام في شرح حال الوضوء والصلاة والصيام على مذهب الشافعي أرخ هو كتابته لها في ربيع الأول سنة عشرين وكذا رأيت بخطه المؤرخ كذلك له عقيدة أهل الحق وطريقة أهل الصدق من أهل السنة من الخلق قرضها له العلاء القطبي والد إبراهيم وأخيه؛ وعندي في ترجمته من معجمي من نظمه ألغاز نحوية. وترجمه ولده بأنه كان الغالب عليه التصوف ومطالعة كلام أهله والاكثار من نقله وأنه أخذ الطريق عن جماعة كان يشير من بينهم لمحمد الحنفي وكان محباً لجمع العامة على الذكر كثير السآمة من طول الاقامة في بلد فأقام بكل من القاهرة والبرلس واسكندرية ثم بالقاهرة مدة حتى كانت منيته بقوة وكان قدمها وهو شاب فبات بضريح أبي النجا فيها وصادف رجلاً صالحاً فتذاكر معه في علم الطريق بحيث طابا وسمع للتابوت قعقعة عجيبة؛ وانه لم يغتب أحداً مذ عقل أمره ولا مكن من ذلك بحضرته مع المداومة على التهجد حتى في البرد الشديد وبعد الشيخوخة وملازمة المطالعة وقلة الكلام وسعة الخاطر والتأني والمحبة في الخمول وعدم التأنق في معيشته وسائر أحواله رحمه الله وإيانا وعفا عنه.
خلف الايوبي صاحب حصن كيفا. في ابن محمد بن سليمان.
718 - خلف المصري. مات بالبيمارستان النووي من دمشق في ثامن ربيع الأول سنة سبع وخمسين؛ وكان مجاوراً بجامع دمشق أكثر من عشرين سنة يخدم العلماء والصلحاء رحمه الله ونفعنا به.
719 - خليفة بن عبد الرحمن بن خليفة بن سلامة المتناني بفتح الميم ثم المثناة وبعدها نون مشددة ثم البجائي المالكي أحد الفضلاء الصلحاء ممن لقيني بالمدينة بل قال انه لقيني بالقاهرة مع أحمد زروق وحمل عني الالفية بحثاً سماعاً وقراءة وسمع مني وعلى الكثير وكتبت له إجازة ثم لقيته بمكة وكان يحضر عند قاضيها وغيره، وسافر مع بني جبر مخطوباً في ذلك ليقيم عندهم مدرساً أو قاضياً.(2/97)
720 - خليفة بن محمد بن خليفة بن سالم الخزاعي الفاخوري المكي. حضر في الرابعة سنة سبع وستين وسبعمائة على العز بن جماعة السيرة النبوية الصغرى له وأجاز في الاستدعاءات، وكان خادم المولد النبوي برأس شعيب بني هاشم من مكة، خيراً ديناً أضر بأخرة وانقطع بمنزله، ومات في مستهل المحرم سنة ثلاث وثلاثين بمكة، ودفن بالمعلاة. ذكره التقي بن فهد في معجمه.
721 - خليفة بن مسعود بن موسى المغربي الجابري المالكي نزيل بيت المقدس ووالد محمد الآتي ويسمى عبد الرحمن أيضاً ولكنه بخليفة أشهر ونسبه بعضهم فقال خليفة بن مسعود بن محمد بن عبد الرحمن بن علي فالله أعلم. أقام ببيت المقدس دهراً وولى مشيخة المغاربة وصارت له وجاهة وجلالة وتزايد اعتقاد الناس فيه وذكروه بالصلاح والتعبد والفضل، ولكنه كان يقرىء كلام ابن عربي، واعتذر عنه الكمال بن الهمام فإنه ممن لقيه ببيت المقدس بأنه لم يكن يعتقد ما ينسب لابن عربي وإنما كان يؤول كلامه غلطاً منه بتأويل كلامه قال والغلط لا يخرج الانسان عن الصلاح، أو نحو هذا مما سمعه منه صاحبنا الكمال بن أبي شريف، وممن أخذ عن خليفة هذا ولده. مات في ليلة السبت مستهل ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين ببيت المقدس ودفن بمقبرة ماملا رحمه الله وعفا عنه، وبلغنا عن الشهاب بن سليمان بن عوجان قاضي المالكية بالقدس وجد ابن أبي شريف هذا لأمه أنه رأى في المنام وهو بالمدينة النبوية أنه لما دخل للسلام عليه صلى الله عليه وسلم قال له سلم على غفير ايلياء إذا رجعت إليها قال فقلت يا رسول الله ومن هو قال خليفة.
722 - خليفة المغربي ثم الأزهري. شيخ معتقد انقطع به للعبادة نيفاً وأربعين سنة. مات فجأة بالحمام في حادي عشري المحرم سنة تسع وعشرين وصلى عليه بالجامع ثم دفن بالصحراء ووجد له شيء كثير؛ وكان محترماً مهاباً زائد لخفر رحمه الله.
خليفة المغربي نزيل بيت المقدس. مضى في ابن مسعود بن موسى.
723 - خليفة الضرير نزيل المشهد النفيسي وإمامه ممن يحضر عندي في الصرغتمشية وله إلمام بما يشبه الوعظ بدون إتقان ولا ضبط. مات في صفر سنة ثلاث وتسعين.(2/98)
724 - خليل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن علي بن موسى الغرس أبو الجود بن البرهان بن الزين الزبيري القرشي الأسدي البهوتي الأصل الدمياطي القاهري الشافعي ويعرف قديماً بالمنهاجي والقرشي ثم الآن بإمام منصور وموسى جده الأعلى مدفون عند الشيخ أبي الفتح الواسطي باسكندرية وابنه علي كان ذا ثروة من بهائم وأراض وغير ذلك فتجرد وانقطع إلى الله في بهوت منفرداً بها حتى مات حسبما أخبرني بذلك صاحب الترجمة وانه ولد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة تقريباً بدمياط ونشأ بها فقرأ على الفقيه موسى البهوتي والد عبد السلام وعبد الرحمن وحفظ عقيدتي الاسلام للغزالي واليافعي والعمدة وأربعي النووي والشاطبية والرائية ومقدمة في التجويد لابن الجزري وكذا للخرفاني وألفية الحديث والمنهاج الفرعي والفصول لابن المجدي وألفية النحو مع الملحة وشرحها لمؤلفها وقواعد ابن هشام وتصريف الزنجاني ورسالة الميقات للجمال المارداني والجداول الزينية في الميقات وبديعية شعبان الآثاري؛ وعرض ذلك على علي ابن محمد الهيثمي ثم الطبناوي مع أخذ الميقات عنه والتقويم وجداول الأهلة بقراءته بل وجميع صحيح مسلم من نسخة كتبها بخطه، وكتب له إجازة بكل ذلك أرجوزة دون خمسين بيتاً رأيتها، ووقفت بخط صاحب الترجمة على أشياء كرباعيات النسائي وألفية ابن مالك وإيساغوجي ورسالة ابن أيوب في الطب بل قرأ على شيخنا حديثين من أول البخاري وحديثاً من أول الشفا بعد سماعه من لفظ المسمع للمسلسل بشرطه ولسنده بالكتابين بقراءة غيره وذلك في سادس ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين؛ وكتبت أنا له بذلك ثبتاً وصححه شيخنا وفي تاريخه أيضاً على الزين رضوان المستملي البعض من الكتابين المذكورين بعد سماعه للمسلسل أيضاً من لفظه وأجاز له وأثبت ذلك بخطه وقرأ رباعيات النسائي على كل من النجم محمد بن أحمد بن عبد الله القلقشندي والشرف يحيى العلمي المالكي وجود القرآن على الشمس العطائي إمام المعينية الآتي؛ وأخذ في الفقه عن البوتيجي بل قرأ عليه الاذكار، وقرأ في الفقه أيضاً على النور بن القزيط المحلي محلة أبي علي الغربية من السنهورية بها وعرض عليه عقيدة الغزالي من إحيائه في شعبان سنة تسع وخمسين ووصفه بالعدل الرضي الفاضل المحصل العالم العامل؛ وأخذ المنهاج تقسيماً كان أحد القراء فيه عن الجلال البكري وفرائضه خاصة عن البدر حسن الأعرج والنحو وأصول الفقه عن الشهاب أحمد بن عبادة المالكي وكذا النحو والمنطق عن السيد الحنفي نزيل الجوهرية وفي النحو فقط عن الزين قاسم النحوي ويحيى العلمي المالكي وآخرين وفي الأصول فقط عن العلاء الحصني وفي الصرف عن التقي الحصني والميقات عن حسن الصفدي والطتاوي وعليهما قرأ في التصوف وكذا على عمر الحصني وعلم الدين الاسعردي بل قرأ على أولهما صيانة الانسان من أذى النبات والمعدن والحيوان لابن أيوب القادري في دفع السموم وعلى ثانيهما منظومة له في العقائد في سنة إحدى وستين؛ وأجاز له اقراءهما وجميع تصانيفه والأول بطريقتي القادري والعجمي؛ وحضر دروس العبادي وآخرين، وسافر إلى طرابلس وبيروت في البحر وإلى غيرهما واختص بمنصور بن صفي وقتاً وسماه امامه وجوهر المعيني وآخرين ثم ترقى لأمير المؤمنين المتوكل على الله العز عبد العزيز. ودخل في أشياء كالوصية على بني أبي الفضل بن أسد ويذكر بهمة وغيرها، وقد سمع مني أشياء كالمسلسل، وأخذ عني مؤلفي في مناقب العباس ولا بأس بفهمه.
725 - خليل بن إبراهيم بن علي المالقي القاهري والد الشمس محمد المزور لقبور الصالحين الآتي. مات في جمادى الثانية سنة تسع وستين؛ وكان عامياً صالحاً. أرخه ابنه.
726 - خليل بن إبراهيم العنتابي الخياط. في أثناء قاسم بن أحمد بن أحمد ابن موسى؛ وانه مات في سنة أربع عشرة بالقاهرة.(2/99)
727 - خليل بن إبراهيم صاحب شماخي وما والاها مما يزيد على ثلاثة آلاف كورة. أقام في المملكة نحو أربعين سنة بدون منازع، وصار من أجل ملوك الشرق وأحسنهم سيرة وأكثرهم سياسة وأحزمهم رأياً حتى قيل إن مراد بك بن محمد بك بن عثمان أوصاه على ابنه محمد متملك الروم الآن وأمر ولده أن لا يخرج عن طاعته ورأيه، وكان ديناً خيراً يحض أتباعه على إقامة الصلاة ولا يتظاهر في بلاده بفاحشة بل غالبهم من مريدي الشيخ علي الاردبيلي ولم يكن له سوى زوجة بل الظن أنه لم يتزوج غيرها وأما السراري فمائة، وكان مغرى بالصيد حتى ان له ألف مملوك برسم حمل الطيور بين يديه وعساكره زيادة على عشرين ألف مقاتل مات في سنة ثمان وستين؛ واستقر بعده في المملكة ابنه شروانشاه من زوجته المشار إليها.
728 - خليل بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد غرس الدين الدمشقي الصالحي الشافعي والد أحمد الماضي ويعرف بابن اللبودي وبابن عرعر وبالبطائني. ولد وسمع في ربيع الأول سنة ست وثمانمائة الرائية من الزين عمر بن محمد ابن محمد بن اللبان المقرىء بسماعه لها من التنوخي، ولقيته بدمشق فسمعت كلامه وكتب على بعض الاستدعاءات ورأيت العز بن فهد أخذ عنه عن الشهاب أبي العباس بن حجي أنه سمعه يقول رأيت أبي في النوم فعرفت أنه ميت فقلت له كيف أنت فقال بعد أن تبسم طيب. فقلت فأيما أفضل الاشتغال بالفقه أو الحديث فقال الحديث بكثير. مات.
729 - خليل بن أحمد بن أرغون شاه الشرفي شعبان بن حسين، كان جده مقدماً عنده ممن قتل حين رجع معه من عقبة إيلة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة؛ وولد له ابنه أحمد بعد قتله كما تقدم ثم كان مولد هذا في سنة تسع وعشرين وثمانمائة وأمه ابنة نائب عنتاب؛ ونشأ فقرأ وحضر عند بعض المشايخ وفي عدة مواعيد وهو بحارة عبد الباسط، وكانت أخته زوجاً للناصري محمد بن الظاهر جقمق ولذا كان حاضراً كيف صار أبوه سلطاناً وشرح لي ذلك على وجه مفيد.
730 - خليل بن أحمد بن جمعة الغرس الحسيني سكناً ثم البهائي الشافعي والد محمد الآتي ويعرف بالفقيه خليل. ولد بعد سنة سبع وسبعين وسبعمائة تقريباً ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده وحضر دروس الشمس البوصيري والجلال البلقيني وآخرين بل لا أستبعد أن يكون قرأ على الشهاب الحسيني الماضي لرضاع كان بينهما؛ وأتقن الخط عند الوسيمي أو غيره وسمع من كتاب المغازي إلى آخر الصحيح على ابن أبي المجد والختم فقط منه على التنوخي والعراقي والهيثمي وبعض سنن ابن ماجه على الجوهري والشمس المنصفي وجزء الجمعة للنسائي على السراج البلقيني واختص به وبولديه الجلال ثم العلم وأدب بعض بني هذا البيت وأم بمدرستهم، وتكسب بالشهادة وبالنسخ بحيث كتب بخطه الكثير وربما علم الكتابة، وتنزل في صوفية البيبرسية وحدث بجزء الجمعة أخذه عنه غير واحد من أصحابنا، وكان خيراً مديماً للتلاوة والتهجد والجماعة قانعاً باليسير متقللاً من الدنيا متودداً ظريفاً فكهاً حسن الخط بارعاً في الشروط راغباً في سماع الحديث بحيث أكثر السماع مساءً على شيخنا؛ رأيته غير مرة وسمعت كلامه؛ وكان يكثر من أخذ مصحفي وتأمله لكونه من قديم خطه، وهو ممن كثر اختصاصه بالوالد، حج غير مرة وجاور في آخر أمره أشهراً ورجع فمات في خامس عشري ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين بعد زيارته النبي صلى الله عليه وسلم؛ ودفن بالروحاء المعروفة الآن ببيرطاز رحمه الله وإيانا.
731 - خليل بن أحمد بن حسن المطري ويعرف بابن كبيبة - تصغير كبة - وهو ابن بركة الآتية في معجم النسائي. ولد سنة إحدى وثمانمائة تقريباً بالمطرية ونشأ بها وأجاز له غير واحد منهم عائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين أبو بكر المراغي والصلاح الأرموي والشرف بن الكويك ولقيته بالمطرية فقرأت عليه حديثاً واحداً. مات بعد الستين تقريباً.(2/100)
732 - خليل بن أحمد بن الغرس خليل بن عناق - بفتح المهملة أوله ثم نون مشددة وآخره قاف - غرس الدين أو صلاح الدين القاهري الحنفي، ويعرف بابن الغرز. ولد في رجب سنة سبع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن واشتغل بالنحو والفقه وغيرهما؛ ومن شيوخه في النحو ناصر الدين البارنباري، وكذا أخذ عن العز بن جماعة ولازم البدر البشتكي كثيراً في علم الأدب حتى فاق فيه جداً ومدح الأعيان كشيخنا وأوردت في الجواهر من مدحه فيه قصيدة مع لغز أجابه عنه وأول الجواب:
أمولاي غرس الدين والفاضل الذي ... له ثمر الآداب دانية الهذب
ومن لاح حتى في ذرى الشرق فضله ... فأجرى دموع الحاسدين من الغرب
وكذا أثبت هناك تقريضاً حسناً لشيخنا في مرثية نونية رثى بها صاحب الترجمة ولده بعد وفاته، وطارح الفضلاء أخذ عنه جماعة منهم شيخنا ابن خضر فمن دونه وحج ودخل الشام؛ وكان فاضلاً مفنناً ظريفاً كيساً فكهاً على سمنه مطمئن النفس حسن الصوت بالقرآن جداً يلبس زي الجند. مات في ليلة الجمعة عاشر شعبان سنة ثلاث وأربعين بالقاهرة رحمه الله؛ ومن نظمه:
عجوزة حدباء عاينتها ... تبسمت قلت استري فاك
سبحان من بدّل ذاك البها ... بقبح أحداق وأحناك
وقوله:
خليلي قد جعنا جميعاً فبادرا ... لبيت فلانٍ مسرعين وسيرا
وإن تجدا قرقوشةً فاجريانها ... لنحوي وإن ان العجين فطيرا
وقوله:
وافيت محبوب قلبي في جبايته ... يوماً وصادف ميعاداً به اقتربا
فأخلف الوعد لما جئت منتجزاً ... وراح يمطل حقاً ظاهراً وجبا
وقوله:
خليلي ابسطالي الأنس إني ... فقير مت في حب الغواني
وإن تجدا مداماً أوقيانا ... خذاني للمدامة والقيان
وفي معجمي من نظمه أشياء وشعره سائر.
733 - خليل بن الشهاب أحمد بن خليل التروجي السكندري نزيل مكة، كان ملياً كثير المعاملة للناس. مات بمكة في شعبان سنة ثمان وثمانين وبنوه الآن سنة سبع وتسعين بمكة.
734 - خليل بن أحمد بن سليمان بن غازي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله ابن ثوران شاه الملك الصالح ثم الكامل أبو المكارم بن الأشرف أبي المحامد ابن العادل أبي المفاخر الأيوبي الماضي أبوه والآتي أخوه يحيى. استقر في مملكة حصن كيفا بعد قتل والده سنة ست وثلاثين، وكان كما قال شيخنا على طريقته في محبة العلماء خصوصاً الشافعية، وسار في بلاده سيرة حسنة ونشر العدل. قال وله نظم ووصفه أيضاً بأنه من أهل الفضل وأنه أرسل بديوان من شعره على عادة أبيه إلى الديار المصرية فقرضه له الأدباء، ومن لطيف ما وقفت عليه مما كتب له قول الكمال بن البارزي:
أبرح الشعر إن غدت منك في قبضة اليد ... غير بدع فإنها للخليل بن أحمد
قال شيخنا، وقد انتقيت من الديوان المشار إليه قليلاً ومنه:
بانوا فأجروا عيوني ... من بعدهم كالعيون
في حبهم مت عشقا ... يا ليتهم قبلوني
وانتقى من ديوانه غير ذلك، وأظن أن شيخنا ممن قرضه، واستمر في المملكة حتى وثب عليه ابنه فقتله صبراً في ربيع الأول سنة ست وخمسين، ولقب بالعادل وفي ترجمته من كتابي التبر المسبوك من نظمه غير ذلك، وكذا في ترجمة أبيه من سنة ست وثلاثين في أنباء شيخنا ما يمكن استفادته هنا.(2/101)
735 - خليل بن أحمد بن علي غرس الدين السخاوي ثم القاهري والد أحمد الماضي، كان في مبدئه عند الزين القمني في مزوراته ثم استنهضه الشيخ فصار يرقيه لما هو أعلى من ذلك مما يشبه التجارة وأخذ هو في شيء من هذا إلى أن صحب الشمس الحلاوي وكيل بيت المال وأحد خواص الظاهر جقمق قبل سلطنته وصار يتردد معه إليه فاستخدمه في بعض مهماته بل واستنابه في نظر سعيد السعداء وقتاً وصارت أمواله بذلك مرعية ولا زال في نمو فلما استقر في السلطنة هرع الأكابر فمن دونهم إليه في قضاء مآربهم؛ وعد في الأعيان وقرأ عنده الشهاب الزهري وغيره البخاري وولي نظر القدس والخليل في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين عوضاً عن طوغان نائب القدس ومشى فيهما كما قال العيني مشى الوزراء وكتاب السر قال وقيل انه كان أول أمره جابياً يجبي وعلى كتفه خرج ولم يكن له يد في طرف من علم من العلوم بالكلية بل كان يعد من العوام. قلت لكن كما بلغني كان فيه بر وخير ومعروف وتدين؛ وقد حج غير مرة وزار بيت المقدس قبل رياسته وبعدها، وقد ترجمه المقريزي في حوادث سنة ثلاث وأربعين فقال انه قدمت به وبأخيه أمهما إلى القدس وهما صبيان فنشآ بها ثم قدم القاهرة فاستوطنها مدة وعانى المتجر وتعرف بالأمير جقمق وصحبه سنين وتحدث في أقطاعه وما يليه من نظر الأوقاف فعرف بالنهضة وشهر بالخير والديانة فلما تسلطن جقمق لازم حضور مجلسه حتى ولاه نظر القدس والخليل انتهى. مات بعد أن أسن في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين.
736 - خليل بن أحمد بن عيسى بن الصلاح خليل بن عيسى بن محمد صلاح الدين القيمري الكردي الأصل الخليلي الشافعي والد محمد الآتي. ولد في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بالخليل ونشأ بها فقرأ القرآن عند إسماعيل بن إبراهيم بن مروان وارتحل إلى القاهرة فجوده على الزراتيتي والنور علي بن حسب البوصيري وغيرهما، وسمع على الشرف بن الكويك جزء ابن عرفة والبطاقة وأشياء وببلده المسلسل على شيخنا بالاجازة الشمس أبي عبد الله التدمري وفقيهه ابن مروان المذكور والشهاب أحمد بن حسين النصيبي وإبراهيم بن حجي الحسيني عظيمات؛ والشحنة الأحنف قالوا أنابه الميدومي، وكذا سمع على ابن الجزري وغيره وتصدى للقراءات بمسجد الخليل وقرأ على العامة فانتفع به في ذلك؛ وحج لقيته بالخليل فقرأت عليه جزءي ابن عرفة والبطاقة، وكان خيراً ديناً عارفاً بالقراءات. مات في سنة سبع وستين، وجد أبيه ممن أجاز لشيخنا أبي هريرة القبابي.
737 - خليل بن إسحاق بن قازان الغرس الخليلي أحد خدام الخليل. ولد سنة اثنتي عشرة وثمانمائة تقريباً، وسمع جزء ابن عرفة التدمري، وكان يذكر أنه حضر مجلس ابن الجزري واسماعه هو والتدمري وابن حجي ويذكر لذلك امارات، وكان إنساناً حسناً حافظاً للقرآن حسن المحاضرة يستحضر كثيراً من مقامات الحريري؛ وطلب مع قاضي الخليل بسبب أمير جرم في سنة إحدى وتسعين وحبس هناك مدة ثم أفرج عنه سنة ثلاث وحضر إلى بلده صحبة دقماق نائب القدس ونظر الحرمين فتوفي بقرية عجلان على مرحلة من بلد الخليل في شهر جمادى سنة ثلاث وتسعين فنقل إلى بلد الخليل ودفن بها رحمه الله.
738 - خليل بن إسماعيل بن عمر العمريطي ثم القاهري الشافعي الشاهد أخو الشمس محمد الآتي. تكسب بالشهادة وتميز فيها مع جودة الخط ولكنه ليس بالمتين مع أدب وحشمة؛ وقد حج وسمع هناك على التقي بن فهد.(2/102)
739 - خليل بن أميران شاه بن تيمور كور الماضي أبوه وجده ملك سمرقند بعد جده في حياة والده وأعمامه لكونه كان معه عند وفاته سنة سبع وثمانمائة فلم يجد الناس بداً من سلطنته وعاد بجنة جده يريد سمرقند وقد استولى على الخزائن وتمكن من الأمراء والعساكر ببذله لهم الأموال العظيمة حتى دخلوا في طاعته سيما وفيه رفق وتودد مع حسن سياسة وصدق لهجة وجميل صورة فلما قارب سمرقند تلقاه من بها وهم يبكون وعليهم ثياب الحداد ومعهم التقادم فقبلها منهم ودخلها وجثة جده في تابوت أبنوس بين يديه وجميع الملوك والأمراء مشاة مكشوفة رءوسهم حتى دفنوه وأقاموا عليه العزاء أياماً ثم أخذ صاحب الترجمة في تمهيد مملكته، وملك قلوب الرعية بالاحسان واستفحل أمره وجرت حوادث إلى أن مات بالري مسموماً في سنة تسع، ونحرت زوجته ساد ملك نفسها بخنجر من قفاها فهلكت من ساعتها ودفنا في قبر واحد، ثم قتل والده أميران بعده بقليل، وولي مكانه بير عمر، وطول يوسف بن تغري بردى ترجمته تبعاً للمقريزي في عقوده.
740 - خليل بن أبي البركات بن موسى صلاح الدين بن سعد الدين ويعرف كسلفه بابن أبي الهول. أحد كتاب المماليك. مات في رمضان سنة ثلاث وثمانين وهو صاحب الجامع الذي ببركة قرموط، وكان مسجداً قديماً فوسعه وعمل فيه خطبة ورتب فيه أرباب وظائف، وحج غير مرة.
741 - خليل بن أبي بكر بن علي بن عبد الحميد غرس الدين الأندلسي الأصل القاهري الشافعي والد الشمس محمد وأخو عمر الآتيين ويعرف كسلفه بابن المغربل. نشأ فحفظ القرآن وقطعة من التنبيه ثم اشتغل بالقيام بعياله وتزوج صالحة ابنة النور علي بن السراج بن الملقن وأنجبها ولده المشار إليه وداوم التلاوة والعبادة حتى مات في ثامن عشر رمضان سنة ثمان وثلاثين عن أربع وستين سنة.
خليل بن حسن بك بن علي بك بن قرا يلوك.
742 - خليل بن حسن بن حرز الله قاضي الفلاحين. كانوا يرجعون إليه في أمور الفلاحة؛ وكان شاهداً ببعض المراكز وقد حضر على الحجار وغيره. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى. ذكره شيخنا في أنبائه.
743 - خليل بن خضر العجمي. حديث بالخليل سنة أربع وثمانمائة في جماعة بالمسلسل بالأولية عن الميدومي. رواه لنا عنهم التقي أبو بكر القلقشندي.
744 - خليل بن دنكز أحد الأمراء العشرات. مات في صفر سنة ثلاث. أرخه العيني.
745 - خليل بن سبرج - بكسر المهملتين بينهما موحدة ساكنة وآخره جيم وضبطه شيخنا في سنة تسعين من تاريخه بضم أوله وثالثه فيحرر - غرس الدين الكمشبغاوي كمشبغا خازندار صرغتمش المالكي؛ كان أبوه نائب قلعة مصر فولد له هذا وذلك في سنة أربع وثمانين وسبعمائة، ومات أبوه وهو ابن ست في سنة تسعين فحفظ القرآن عند الشرف موسى الدفري المالكي والرسالة لابن أبي زيد واللمع للتلمساني، واشتغل يسيراً وسمع بعض الترغيب للأصفهاني على النجمي البالسي والحلاوي في سنة ثمان وتسعين وأجاز له فيها أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وأبو العباس بن العز وابن أبي النجم وابن صديق وابنة ابن المنجا وآخرون، وحدث وأسمع شيخنا أبو النعيم عليه ولده ودلني عليه فقرأت عليه جزءاً بإجازته من أبي هريرة قبل أن أقف على مسموعه المشار إليه، وكان خيراً. مات في صفر سنة سبع أو ثمان وستين رحمه الله.
746 - خليل بن سعد بن عيسى بن علي القرشي القاهري القاري امام مدرسة آل مالك بالقرب من المشهد الحسيني. ولد بعد الأربعين وسبعمائة تقريباً وعني بالقراءات وسمع على ابن القاري مشيخته تخريج العراقي وعليه وعلى خليل بن طرنطاي صحيح البخاري، وحدث سمع منه الطلبة سمع عليه من شيوخنا الزين رضوان وعبد السلام البغدادي والتقي الشمني والعز الكناني الحنبلي ومن قبلهم الكلوتاتي والكمال الشمني؛ وذكره شيخنا في معجمه فقال أجاز لابني محمد؛ ومات في أوائل سنة تسع عشرة. قلت وهكذا أرخه المقريزي في عقوده ورأيت من قال سبع عشرة وكأنه تحرف فالله أعلم.
747 - خليل بن سلامة بن أحمد بن علي الأذرعي القابوني والد شيخنا الزين عبد الرحمن لعله الآتي في ابن عبد الله، وقفت على الموجود من صحيح ابن خزيمة بخطه.(2/103)
748 - خليل بن شاهين غرس الدين الشيخي شيخ الصفوي الظاهري برقوق والد عبد الباسط الآتي. ولد في شعبان سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بالحارة الخاتونية من بيت المقدس فلما بلغ خم عشرة سنة تحول مع أبيه إلى القاهرة وحفظ القرآن واشتغل ونظم فأكثر، ولازم بعد أبيه خدمة أزبك الدوادار قليلاً في جملة مماليكه ثم صار بعد القبض عليه من جملة مماليك الأشرف برسباي بسفارة صهره زوج أخته الخواجا إبراهيم بن قرمش ثم ولاه نظر اسكندرية ثم حجوبيتها ثم نظر بيع البهار المتعلق بالذخيرة ثم في سنة سبع وثلاثين نيابتها؛ وشكر في مباشراته ثم تزوج بأصيل أخت خوند جلبان أم العزيز وحملت إليه إلى اسكندرية فدخل بها وصار عديلاً للأشرف ثم استقدمه القاهرة على إمرة طلبخاناه وقرر في نظر دار الضرب ثم نقله إلى الوزارة ولكنه استعفى منها بعد مدة يسيرة وأمره أن يحضر الخدم مع المقدمين ثم سافر في سنة أربعين أميراً على المحمل ثم ولي نيابة الكرك فلما مات الأشرف صرفه الظاهر عن نيابتها وولاه اتابكية صفد طرخانا ثم ظهر له نصيحته فولاه نيابة ملطية فاستمر فيها زيادة على أربع سنين تقريباً، قدم في غضونها القاهرة مرتين نقل في الثانية منهما عنها إلى أتابكية حلب ثم امتحن بها وسجن بقلعتها مقيداً لشكوى نائبها منه ثم أطلق بعناية شيخنا وأقام بحرم الخليل طرخانا، وأنعم عليه بما يزيد على كفايته ثم نقل إلى نيابة القدس ثم أعفي منها بعد مدة وتوجه إلى دمشق على تقدمة بها كانت معه حين النيابة ثم أضيف إليه إمرة عشرة زيادة على التقدمة ثم صرف عنهما ثم ولي إمرة الحاج الدمشقي مرة في آخر الأيام الظاهرية وأخرى في أول الدولة الأشرفية إينال وأعطى إمرة عشرين بطرابلس طرخانا فتوجه إليها ثم أعيد إلى دمشق على إمرة عشرين طرخانا ورام المؤيد اعطاءه تقدمة بالقاهرة فعوجل ولكن أقره الظاهر خشقدم على امرته المشار إليها بها معفياً عن سائر الكلف السلطانية بل وأذن له بالاقامة في القاهرة وأن يحضر مجلسه في الاسبوع مرتين لمسامرته ومنادمته ثم حقد عليه وأخرج إمرته وأمره بالتوجه لبيت المقدس فالتمس منه أن يكون بمكة فأذن له وتوجه منها مع الحاج العراقي إلى العراق ودخل الحلة وبغداد وغيرهما، فلما مات الظاهر رجع إلى حلب ثم إلى طرابلس فتمرض حتى كانت منيته بها في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين ودفن بها في تربة كان أعدها لنفسه؛ وكان يتعانى الأدب مع اشتغال ومشاركة فيه ومذاكرة حسنة بالتاريخ والشعر وفهم جيد وقد خمس البردة؛ وكتبت عنه ما أنشدني لنفسه مما أودعته في الجواهر وخاطب به شيخنا:
وقائلةٍ من في القضاة بأسرهم ... يلازم تقوى اللّه طراً بلا ضجر
ويرأف في الأحكام بالخلق كلهم ... ويدعو لهم في كل ليل إلى السحر
فقلت لها فهو الإمام أولو النهى ... وذاك شهاب العسقلاني بني الحجر
له كتب في كل فن لقارىء ... وشرح عجيب للبخاري من الخبر
وفي النحو والتصريف لم ير مثله ... كذا في المعاني والبيان وفي الأثر
فأجابه شيخا بما كتبته عنه أيضاً:
أيا غرس فضلٍ أثمر العلم والندى ... فلله ما أزكى وما أطيب الثمر
يجود وينشي بالغاً ما أراده ... فمستطلع دراً ومستنزل الدرر
لك الخير قد حركت بالنظم خاطراً ... له مدة في العمر ولت وما شعر
وقلدت جيدي طوق نعماك جائداً ... فغالاً ونطقاً صادقاً الخبر والخبر
مناسبة اسمينا خليل وأحمد ... لرأس أولى النظم الإمام الذي غبر(2/104)
وكذا عندي من مراسلاته مع شيخنا غير ذلك، وقد كتبت لي ولده ترجمته بخطه وقال إن شيخنا أجازه بالفتيا والتدريس بعد أن لازمه رواية ودراية حتى كان مما سمعه عليه مناقب الشافعي من تأليفه وشهد له بأنه شارك أهل العلم في فنونهم مشاركة فطن، إلى غير ذلك مما أورده شيخنا في عدة سجعات؛ قال ولده وله نحو ثلاثين مصنفاً في الفقه والتفسير والتعبير والتاريخ والانشاء وغيرها سمى يوسف بن تغري بردى منها المواهب في اختلاف المذاهب مرتب على أبواب الفقه؛ والمنيف في الانشاء الشريف، والكوكب المنير في أصول التعبير؛ والاشارات في علم العبارات؛ والدرة المضية في السيرة المرضية، وديوان شعره وهو في عدة مجلدات؛ وقال إنه أنشده قصيدة قالها للملك الظاهر. في شرح حاله حين عزل عن أتابكية حلب قصد فيها الوزن والقافية وانه وجد له مذاكرة بالشعر والتاريخ بحسب الحال.
749 - خليل بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد غرس الدين الأنصاري الخليلي الشافعي أخو إبراهيم الماضي ويعرف بابن قوقب. ولد سنة ثمان وثمانمائة وسمع شريكاً لأخيه من ابن الجزري وإبراهيم بن حجي والتدمري وأحمد بن الحسن النصيبي وآخرين، ولقيه بعض الطلبة فأخذ عنه واستجازه لبعض الأولاد؛ وكان خيراً ناب في إمامة مسجد الخليل وقتاً وعنده كما قال أخوه مشاركة قال والظاهر انه قرأ في النحو على ابن رسلان. مات ببلده في سنة أربع وسبعين رحمه الله.
750 - خليل بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد النويري المكي. أجاز له في سنة ست وتسعين العراقي والبلقيني وابن الملقن وآخرون.
751 - خليل بن عبد الرحمن صلاح الدين بن الكويز أخو العلم داود الآتي. قدم مع مؤيد شيخ إلى القاهرة بعد قتل الناصر فرج سنة خمس عشرة، وكان يباشر ديوانه حين كان نائب دمشق فلما تسلطن قربه وأدناه وولاه نظر ديوان المفرد. وعظم وعد في الأعيان حتى مات في رمضان سنة ثلاث وعشرين، وكان الجمع في جنازته وافراً إلا أن السلطان لم يحضر، ودفن في تربة كمشبغا الحموي وأقام القراء على قبره أسبوعاً على العدة، وكان فيما قاله شيخنا في أنبائه متواضعاً كثير البشاشة حسن الملتقي كثير الصدقة.
752 - خليل بن عبد القادر بن علي بن حمائل - بالمهملة - أبو عبد القادر النابلسي؛ كان أبوه نقيب القاضي الشافعي بنابلس، وربما حضر عند القلقشندي ببيت المقدس فكتب من أجل انتمائه لهم اسم ولده هذا في بعض الاستدعاءات المؤرخة برمضان سنة ثمان وتسعين التي أجاز فيها أبو هريرة بن الذهبي وغيره، بل سمع على الشمس محمد بن سعيد المقدسي جزءاً فيه منتقى من ثمانيات النجيب سنة عشر وثمانمائة أنابه الميدومي ونشأ بعد ذلك متصرفاً بأبواب القضاة ولقيته بنابلس فقرأت عليه بها جزءاً، ومات بعد الستين تقريباً.
753 - خليل بن عبد القادر بن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم صلاح الدين أبو سعيد حفيد شيخ بلد الخليل السراج أبي حفص الجعبري الأصل الخليلي الشافعي سبط الخليل الشهاب القلقشندي الماضي والآتي أبوه وجده وجد أبيه. ولد في المحرم سنة تسع وستين وثمانمائة ببلد الخليل ونشأ به فحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو والشاطبيتين وعرض على الشمس بن حامد والنجم بن جماعة والبرهان بن أبي شريف، وبحث ببيت المقدس على الأخير في جمع الجوامع وعلى أبي الفضل بن الإمام شيخ النحاسية بدمشق في المنهاج ثم لازم الكمال بن أبي شريف في فنون وقرأ عليه كتباً، وقدم القاهرة مع أبيه وجده فبحث علي في شرح النخبة وسمع مني المسلسل بل قرأ علي السنن للشافعي رواية المزني وجزء ابن بخيت وغير ذلك، وكذا قرأ علي الخيضري والسنباطي والديمي وسمع علي حفيد يوسف العجمي وأبي السعود الغراقي وعبد الغني بن البساطي وآخرين وأجاز له جماعة؛ ودخل الشام وغيرها وطلب وكتب؛ وفيه نباهة في الجملة وفضل وتمييز وقراءته لا بأس بها وكذا كتابته؛ وكثرت مراسلاته لي بالأسئلة وفي بعضها: ووالله ثم والله إنني داع لكم كثيراً فإن في حياتكم للعالم غاية الجمال وكتب لبعض أصحابه وإن تقبلوا أيادي شيخنا وأستاذنا حافظ الاسلام وحيد دهره الشيخ شمس الدين السخاوي ختم الله له بخير وفسح في أجله لنفع خدام السنة الشريفة وسائر المسلمين واعلامه أن المملوك كثير الدعاء في صحائفه والثناء على شيمه الطاهرة.(2/105)
754 - خليل بن عبد الله بن محمد بن داود بن عمرو بن علي بن عبد الدائم الكناني العسقلاني الأصل المجدلي المقدسي الشافعي أخو أبي العباس أحمد الواعظ الماضي. ولد فيما أملاه على بعض الطلبة سنة خمس وعشرين وأنه حفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو وعرض على الجمال بن جماعة والعلاء بن الرصاص واشتغل على أخيه، وسمع عليه وعلى العز القدسي وماهر كثيراً بل أخذ بدمشق عن البلاطنسي والبدر بن قاضي شهبة والزين الشاوي والتقي الأذرعي في آخرين وبطرابلس عن السوبيني وبالقاهرة عن العلم البلقيني والمناوي والمحلي أخذ عنه شرحه لجمع الجوامع والبامي وخضر عند القاياتي يسيراً. وكذا أخذ في العقليات عن التقي والعلاء الحصنيين، ومما أخذه عن ثانيهما حاشية السيد على شريح العقائد ونظام الحنفي وأجاز له شيخنا وابن الديري والشمس الشنشي وغيرهم وناب في القضاء بالقاهرة عن جماعة ثم استقل بقضاء نابلس وصفد وأكثر هذا يحتاج إلى توثيق، نعم حضر عند الصلاح المكيني، وناب عنه في القضاء ثم استقر في قضاء القدس ومشيخة صلاحيته بسفارة الدواداريشبك من مهدي وعد أمره فيهما من النوازل، وآل أمره إلى أن صرف عنهما فعن القضاء بالشهاب ابن عبية وعن المشيخة بالكمال بن أبي شريف، وكان مجاوراً بمكة في سنة ثمان وتسعين ولم أره لاشتغاله فيما بلغني بالضعف حتى مات في جمادى الثانية منها، وبالجملة فهو غير موثوق به كأخيه وولده عفا الله عنهم.
755 - خليل بن عبد الله الأذرعي ويعرف بالقابوني؛ ذكره شيخنا في أنبائه وقال كان صالحاً مباركاً منقطعاً عن الناس مثابراً على العبادة كتب الكثير للناس بخطه الحسن ومن ذلك كما وقفت عليه الموجود من صحيح ابن خزيمة، قليل الكلام كثير الحج مع فقره، وكان الناس يأتمنونه على الصدقات التي يريدون إرسالها إلى مكة؛ ويستبشر به المكيون إذا حج لكثرة إحسانه إليهم؛ وكان للشاميين فيه اعتقاد زائد. مات بالطاعون في صفر سنة أربع عشرة؛ وله ثلاث وستون سنة، وكانت جنازته فيها النائب والناس. قلت وأظنه والد شيخنا الزين عبد الرحمن بن الشيخ خليل القابوني؛ فإن يكنه فهو الصلاح أبو الصفا خليل بن سلامة بن أحمد بن علي.
756 - خليل بن عبد الله خير الدين البابرتي العنتابي الحنفي نزيل القاهرة ووالد محمد الآتي. قال العيني قدم من البلاد الشمالية في حدود سنة خمس وثمانين وخمسمائة فتنزل بالصرغتمشية واشتغل كثيراً؛ ثم بالبرقوقية في أيام العلاء ثم السيف السيراميين ولازم ثانيهما في العلوم وتزوج ابنته، وكان يعاشر الأمراء كثيراً فسعوا له في قضاء الحنفية عند الناصر فأجاب ولكنه لم يتم. مات وقد زاد على الستين سنة تسع وخلف كتباً كثيرة، وكذا قال شيخنا في أنبائه انه عين مرة لقضاء الحنفية فلم يتم وزاد أنه ولي قضاء القدس في سنة أربع وثمانين وكان فاضلاً في مذهبه محباً للحديث وأهله مذاكراً بالعربية كثير المروءة.
757 - خليل بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن أحمد بن أبي بكر صلاح الدين بن نجم الدين الأنصاري بن الشيرجي. ولد سنة سبع وأربعين وسبعمائة وتفقه قليلاً وباشر كثيراً من أوقاف المدارس كالشامية الجوانية. وكان قوي النفس كثير الحشمة والكرم يتردد إليه أعيان الفقهاء وهو الذي عمر الشاميتين بعد حريقهما في فتنة اللنك ثم ضعف جانبه وقوي عليه الحكام وصارت إقامته بالمجدل وقف الشامية، وآل أمره إلى فقر شديد. مات في رمضان سنة أربع وعشرين وهو آخر من بقي من آل بيتهم. قاله شيخنا في أنبائه.(2/106)
758 - خليل بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الجليل الشيخ أبو الصفا القرافي المصري المقرىء الحنبلي ظناً ويعرف بالمشبب - بمعجمة وموحدتين أولاهما مشددة مكسورة. ولد سنة خمس عشرة وسبعمائة تقريباً؛ سمع من البدر بالقرافة دهراً طويلاً، وكان منقطعاً بسفح الجبل، وللملك الظاهر برقوق وغيره فيه اعتقاد كبير ويقبل الظاهر شفاعته، وقد اجتمعت به وسمعت قراءته وصليت خلفه، وما سمعت أشجى من صوته في المحراب. قاله شيخنا في أنبائه إلا مولده. زاد في معجمه: وكان يرتل الفاتحة ويرسل في السورة. ومن تلامذته المشهورين بحسن القراءة الزرزاري وابن الطباخ وغيرهما؛ وقد أثبت السراج بن الملقن اسمه في طبقات القراء له، وبيض له وأما ابن الجزري فإنه قال محرر ضابط مجود دين صالح من خيار عباد الله رأيته بمسجد اللؤلؤة من القرافة الصغرى وأخبرني أنه قرأ على إبراهيم الحكري والسراج عمر الدمنهوري، قرأ عليه النور علي بن محمد بن المهتار والنور علي الضرير إمام الشافعي ومظفر القرافي ومحمد الزيلعي وعبد المعطي مؤذن خانقاه قوصون، وألف كراساً في النحو، وهو على خير كثير بارك الله له ثم أضر وأقعد. مات في سنة إحدى؛ زاد المقريزي في عقوده في ربيع الأول، وقال غيرهما انه كانت له طريقة في القراءة معروفة، قال وكان ينكر على جماعة من قراء الاجواق بحيث أنه كان إذا مر بهم وهم يقرؤن يسد أذنيه، وسيرته حسنة وطريقته جميلة وقد حبس رزقه بالجيزية جعل مآلها للحرمين وجعل النظر فيها لقاضي الحنابلة، وكأنه حنبلي بل يقال إن العز الحنبلي جزم بذلك رحمه الله ونفعنا ببركاته.
759 - خليل بن علي بن أحمد بن بوزبا - بضم الموحدة وسكون الواو وفتح الزاي بعدها موحدة - غرس الدين المصري. ولد في سنة خمس وعشرين وسبعمائة ولم يرزق السماع على قدر سنه ولكنه سمع جزءاً من حديث أبي علي الحسن بن القسم الكوكبي على الشمس محمد بن محمد بن محمد بن نمير المقرىء الكاتب بن السراج؛ وحدث به قرأه على شيخنا وقال في معجمه أن تكسب بالشهادة وكان من شهداء القيمة أسن جداً وارتعش، وقال في أنبائه أنه سمع ابن نمير وغيره، ولو كان سماعه على قدر سنه لأتى بالعوالي. مات في شعبان سنة أربع، وهو عند المقريزي في عقوده.
760 - خليل بن عيسى بن عبد الله خير الدين القدسي الحنفي والد محمد الآتي وقاضي القدس. ممن وأخذ عنه ابنه وغيره، ومات مسموماً في سنة إحدى؛ واستقر بعده في قضاء القدس موفق الدين العجمي.(2/107)
761 - خليل بن فرج بن برقوق الغرس بن الناصر بن الظاهر. ولد بالقاهرة في سنة أربع عشرة تقريباً وأمه أم ولد. دام بالقاهرة إلى أن ملك المؤيد شيخ فأرسله هو وأخوه محمد إلى اسكندرية فحبسا بها فأما محمد فمات بالطاعون في سنة ثلاث وثلاثين وأما صاحب الترجمة فبقي في محبسه مدة ثم أطلق وأذن له الأشرف بالسكنى بها وأن لا يركب إلا لصلاة الجمعة على فرس من خيول نائبها؛ واستمر إلى أن رسم له الظاهر بالركوب والنزول وارساله فرساً بقماش ذهب، ثم تكلم فيه عند السلطان بعض مماليكه بما اقتضى أخذ الخليل ومنعه من الخروج من باب البحر أحد أبواب اسكندرية، وذلك في سنة اثنتين وخمسين وصار يركب في المدينة خاصة ثم أذن له في سنة خمس وخمسين في الخروج من الباب المذكور وأنعم عليه بفرس بقماش ذهب، ولم يلبث أن رسم له بالحج في السنة التي تليها فحضر إلى القاهرة في نصف شوال فنزل عند أخته خوند شقرا زوجة جرباش المحمدي كرد أحد المقدمين حينئذ وطلع إلى السلطان بالقلعة فقام إليه واعتنقه وبالغ في إكرامه حتى إنه أجلسه فوقه، ثم نزل فأقام ببيت أخته إلى أن سافر للحج، وكنت هناك فرأيته بل كنت أحياناً أراه بالدرب، ولما عاد كان الظاهر قد خلع نفسه في مرضه، واستقر ولده المنصور فطلع إليه فألبسه كاملية بمقلب سمور ثم عاد الظاهر في مرضه ثم نزل إلى تربة أبيه الناصر فرج بالصحراء وتوجه منها امتثالاً للأمر إلى ثغر دمياط في يومه فأقام به حتى مات في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين، ودفن عند الشيخ فتح الأسمر ثمانية أيام ثم نقل إلى القاهرة فدفن بتربة والده في القبة التي تجاه قبة جده الظاهر برقوق، وذلك في جمادى الثانية، وكان فيما قال يوسف بن تغري بردى أخضر اللون إلى الطول أقرب نحيف البدن أسود اللحية عنده تمعقل ودهاء ومعرفة مع كبر وجبروت واسراف على نفسه وانهماك في اللذات عفا الله عنه.
762 - خليل بن محمد بن إبراهيم غرس الدين العطار المقري. ولد سنة خمس وثمانمائة تقريباً؛ ونشأ فحفظ القرآن والعمدة وعرضها في سنة تسع عشرة على الولي العراقي والعز بن جماعة والبرهان البيجوري والشمس البرماوي والشهاب أحمد بن عبد الله القلقشندي وأجازوا ل واشتغل يسيراً وتعانى قراءة الجوق فتقدم فيها، وصار أحد الأفراد؛ استجازه بعض الطلبة لبعض الأولاد وأظنه تأخر إلى بعد الستين.
763 - خليل بن محمد بن خليفة بن عبد العال الحسباني ابن عم الشهاب الماضي وصهره على ابنته. ولي قضاء حسبان؛ وكان خيراً ديناً ورث من أبيه مالاً جزيلاً غرم أكثره في تزويج ابنة عمه المذكور ثم كان آخر أمره أن طلقت منه. مات في سنة اثنتي عشرة. قاله شيخنا في إنبائه.
764 - خليل بن محمد بن الشيخ أبي مدين علي بن أحمد الرملي ثم المقدسي الآتي جده. ممن أخذ عني.(2/108)
765 - خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الحافظ غرس الدين وصلاح الدين أبو الصفا وأبو الحرم وأبو سعيد الاقفهسي المصري الشافعي ويعرف بالأشقر وبالأقفهسي. ولد في سنة ثلاث وستين وسبعمائة تقريباً. ونشأ فحفظ القرآن واشتغل بالفقه قليلاً وكذا اشتغل بالفرائض والحساب والأدب وجلس مع الشهود وقتاً ثم أحب الحديث قبيل التسعين وتوجه لطلبه حتى سمع الكثير من الكتب والأجزاء بقراءته وقراءة غيره بالقاهرة ومصر على خلق كثيرين كعزيز الدين المليجي وصلاح الدين البلبيسي وتقي الدين بن حاتم والشهاب المنفر والصلاح الزفتاوي وأبي الفرج بن الشيخة والتاج الصردي والشمس المطرز ومريم الأذرعية. ثم حج في سنة خمس وتسعين وجاور فسمع بمكة من شيوخها كابن صديق وابن سكر. وكان عسراً في التحديث فلم يزل يتلطف به حتى سهل الله له. وكذا سمع بالمدينة من جماعة ثم قدم دمشق في سنة سبع وتسعين فأدرك بها الشباب أحمد ابن العز وأبا هريرة بن الذهبي فأكثر عنهما وعن غيرهما، وسمع الكثير من حديث السلفي بالسماع المتصل وبالاجازة الواحدة ثم قدم القاهرة سنة ثمان وتسعين فسمع بها الكثير أيضاً مرافقاً لشيخنا وغيره. وسافر صحبة شيخنا إلى مكة في البحر فطلع هو من جدة وتوجه شيخنا وغيره. وسافر صحبة شيخنا إلى مكة في البحر فطلع هو من جدة وتوجه شيخنا إلى اليمن فجاور سنة ثمانمائة وأقام بها التي تليها لنذر كان نذره وهو إن ملك ألف درهم فضة أن يجاور سنة. فلما لقيه شيخنا في الحج سنة ثمانمائة أخذ له من الشهاب المحلي التاجر ألف درهم فضة فلما قبضها أعلمني بنذره وجاور ثم رحل إلى دمشق مرة ثانية فأقام بها وقدم عليه شيخنا فرافقه في سنة اثنتين وثمانمائة ورجع معه إلى القاهرة ثم حج في سنة أربع وجاور سنة خمس فلقيه شيخنا في آخرها مستمراً على ما يعهده من الخير والعبادة والتخريج والافادة وحسن الخلق وخدمة الاصحاب وخرج وهو بها للحافظ الجمال بن ظهيرة معجماً وبالقاهرة للمجد إسماعيل الحنفي مشيخة؛ واستمر مجاوراً بها من تلك السنة نحو سبع سنين متوالية غير أنه كان زار المدينة من مكة ثلاث مرار وزار الطائف مرة ولما حج في سنة إحدى عشرة توجه مع قافلة عقيل إلى الحسا والقطيف لالزام بعض أصحابه له بذلك وركب البحر إلى كنباية من الهند ثم رجع إلى هرموز ثم جال في بلاد المشرق فدخل هراة وسمرقند وغيرهما وصار يرسل كتبه إلى مكة بالتشوق إليها وإلى أهله وخرج الكثير لنفسه وغيره سوى ما تقدم فمما خرجه لنفسه المتباينات قال شيخنا في أنبائه فبلغت مائة حديث، وقال في معجمه أنه رام إكمالها مائة فرأيت بخطه تسعين وأحاديث الفقهاء الشافعية، ومما خرجه لغيره ما عمله للزين أبي الفرج بن الشيخة وهو أربعون حديثاً من مسموعه في الأدعية والأذكار سماها شعار الأبرار؛ ولست الفقهاء ابنة أخي الحافظ عماد الدين بن كثير أربعين حديثاً عن أربعين صحابياً عن أربعين شيخاً من شيوخ مشايخ الأئمة الستة عن أربعين شيخاً أجازوا لها، وحدث كل منهما بذلك؛ ونظم الشعر الوسط ثم جاد شعره في الغربة وطارح شيخنا مراراً بعدة مقاطيع؛ وتخرج به جماعة كابن موسى والتقي بن فهد، وحدث باليسير، قال التقي الفاسي: انه صار يتردد من هرموز إلى بلاد العجم للتجارة وحصل دنيا قليلة ثم ذهبت منه ولم يتكسب مثلها حتى مات؛ قال وكان ماهراً في معرفة المتأخرين والمرويات والعوالي مع بصارة في المتقدمين ومشاركة في الفقه والعربية ومعرفة حسنة للفرائض والحساب والشعر، وله نظم كثير حسن وتخاريج حسنة مفيدة لنفسه ولغير واحد من شيوخه وأقرانه، قال وكان حسن القراءة والكتابة والأخلاق ذا مروءة كبيرة وديانة وقد تبصر في الحديث كثيراً بالزين العراقي وبولده الولي وبالحافظ الهيثمي وبمذاكرة الحذاق من الطلبة والنظر في التعاليق والكتب حتى صار مشهور الفضل؛ وسمعته يذكر أنه سمع حديث السلفي متصلاً بالسماع على عشرة أنفس وحديث الحجار على أزيد من أربعين نفراً من أصحابه ولم يتفق لنا مثل ذلك، سمعت عليه بقراءة صاحبنا الحافظ ابن حجر شيئاً يرويه من حديث السلفي متصلاً مما قرأه الحافظ على مريم بإجازتها من الواني شيخ شيخه وشيئاً من حديث الفخر بن البخاري بإجازته العامة للموجودين بدمشق من ابن أميلة؛ وكان بها حين الاجازة وذلك بقرية المبارك من وادي نخلة الشامية؛(2/109)
وسمعت منه أشياء من شعره لا تحضرني الآن وقرأ علي بعض تواليفي في تاريخ مكة وكثر أسفنا على فراقه ثم موته، وكان موته في آخر سنة عشرين ظناً غالباً بيزد من بلاد العجم في مسلخ الحمام عقب خروجه من الحمام قال وبلغنا نعيه بمكة في موسم سنة إحدى وعشرين، ووصفه شيخنا في معجمه بالمحدث المفيد الحافظ قال وله تعاليق وفوائد وما زال منذ طلب في ازدياد وهو أمثل رفقتنا مطلقاً وقد انتفعت بثبته وأجزائه؛ وقال انه سمع من لفظه جزءاً من حديث الاسواري عن حكايات الصقلي بسماعه له على أحمد بن أيوب بن المنفر أنابه الواني وهو الذي أشار إليه الفاسي، وأرخ وفاته فجأة في ذي الحجة سنة عشرين؛ ووصل الخبر بها في التي يليها فأرخه بعضهم فيها؛ وهو عند الفاسي وفي عقود المقريزي.ت منه أشياء من شعره لا تحضرني الآن وقرأ علي بعض تواليفي في تاريخ مكة وكثر أسفنا على فراقه ثم موته، وكان موته في آخر سنة عشرين ظناً غالباً بيزد من بلاد العجم في مسلخ الحمام عقب خروجه من الحمام قال وبلغنا نعيه بمكة في موسم سنة إحدى وعشرين، ووصفه شيخنا في معجمه بالمحدث المفيد الحافظ قال وله تعاليق وفوائد وما زال منذ طلب في ازدياد وهو أمثل رفقتنا مطلقاً وقد انتفعت بثبته وأجزائه؛ وقال انه سمع من لفظه جزءاً من حديث الاسواري عن حكايات الصقلي بسماعه له على أحمد بن أيوب بن المنفر أنابه الواني وهو الذي أشار إليه الفاسي، وأرخ وفاته فجأة في ذي الحجة سنة عشرين؛ ووصل الخبر بها في التي يليها فأرخه بعضهم فيها؛ وهو عند الفاسي وفي عقود المقريزي.
766 - خليل بن محمد بن محمد بن علي بن حسن غرس الدين الصالحي الحنبلي اللبان ويعرف بابن الجوازة - بجيم مفتوحة ثم واو مشددة بعدها زاي ثم هاء. ولد قبل سنة سبعين وسبعمائة على ما يقتضيه سماعه فإنه سمع في سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة من أبي العباس أحمد بن العماد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الحميد المقدسي الأول من أول حديث ابن السماك وكذا سمع من عمر بن أحمد الجرهمي وغيره وحدث سمع منه الفضلاء ولقيته بصالحية دمشق فقرأت عليه الجزء المعين وغيره، وكن خيراً مثابراً على الجماعات مقبلاً على شأنه. مات في ذي القعدة سنة تسع وخمسين بالصالحية؛ ودفن بسفح قاسيون. ومضى أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن شعبان الصالحي العطار ويعرف بابن الجوازة. وسيأتي في محمد بن محمد بن علي بن محمد بن شعبان وهما أخوان، وكان أولهما عم صاحب الترجمة والآخر أبوه. وحينئذ فحسن في نسبه غلط.
767 - خليل بن محمد بن محمد بن محمود صلاح الدين بن ناصر الدين بن شمس الدين ابن نور الدين الحموي الشافعي عم الجمال محمد الآتي ويعرف بابن السابق. ولد بعيد الثمانين وسبعمائة تقريباً بحماة، ونشأ بالمعرة لكون أبيه كان مباشراً بها فحفظ القرآن عند الشيخ يوسف الذي ولي قضاءها بعد والتنبيه على قاضيها وعالمها الملحة في النحو والمتقنة في الفرائض، وتدرب في توقيع الانشاء بقريبه الناصري بن البارزي وفي الحساب بالشرف موسى مستوفي حماة فبرع فيهما جداً؛ وترقى في المحاسن حتى صار من أفراد زمانه ديانة وعقلاً وجودة ومروءة ومكارم أخلاق وعفة وعظمة عند الملوك؛ وقد باشر نظر الديوان بحماة فكان النواب من تحت أمره ولا يتقدمه أحد عندهم؛ ومكث في كتابة سرها خمساً وعشرين سنة، واستقر به الظاهر جقمق لسابق خصوصية له به في نظر جيش حلب فباشرها نحو خمسة أشهر ثم استعفى، ورجع إلى بلده فأقام بها بطالاً نحو سنة؛ ثم ولاه الظاهر أيضاً كتابة السر بدمشق في أوائل سنة أربع وأربعين فباشرها نحواً من ثلاث عشرة سنة، وحمدت مباشراته كلها حتى قال الونائي أنه رجل صالح والله رافقته بدمشق مدة فما سمعته قط يتكلم في دار العدل إلا بما يخلصه من الله تعالى، وقال لي ابن أخيه والله ما أعلم أنه غش مسلماً ولا استشاره أحد إلا وأشار عليه بما يشير به على نفسه؛ وذكر لي من أوصافه ما يشهد لوفور رياسته وديانته، وقال غيره أنه كان من محاسن الدنيا لما اشتمل عليه من الحشمة والرياسة والتواضع والبشاشة والدين مع حسن الشكل. مات منفصلاً عن كتابة السر بعد مرض طويل في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين ودفن بمقبرة باب الصغير؛ وكانت جنازته حافلة رحمه الله وإيانا. وغلط من سماه محمداً.(2/110)
768 - خليل بن محمد بن يعقوب بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن سليمان العباسي القاهري ابن أخي أمير المؤمنين العز عبد العزيز الآتي. ولد في المحرم سنة إحدى وخمسين وقدم مكة للحج بحراً في شوال سنة سبع وتسعين فاجتهد في العبادة منفرداً متجرداً على طريقة التواضع والخير والأدب وصحبته صاحبنا الشهاب القسطلاني وتكرر اجتماعي معه في الطواف وغيره، وأعلمني أنه لم يحج أحد من الخلفاء المصريين وأبنائهم إلا يحيى بن المستعين بالله العباسي الآتي.
769 - خليل بن محمد الجندي الصوفي بالخاتونية المقرىء جمع السبع على الشرف خادم السميساطية وأقرأ. مات في صفر سنة ثلاث عشرة، أرخه شيخنا في أنبائه.
770 - خليل بن هرون بن مهدي بن عيسى بن محمد أبو الخير الصنهاجي الجزائري المغربي المالكي نزيل مكة. اشتغل ببلاد الغرب بالعربية وغيرها، ولقي هناك جمعاً من العلماء والصلحاء فحفظ عنهم وعمن لقيه بالديار المصرية والشامية والحجازية أخباراً حسنة من حكايات الصالحين، وانقطع بمكة نحو عشرين سنة وتزوج بها زينب ابنة اليافعي، وقرأ بمكة الكثير على ابن صديق والزين المراغي والقاضي على النويري والشريف عبد الرحمن الفاسي وأبي اليمن الطبري وغيرهم؛ وبالمدينة على إبراهيم بن فرحون وسليمان السقا وجماعة وببيت المقدس على أبي الخير بن العلائي والشيخ محمد بن أحمد بن محمد القرمي، وعلي بن محمد بن أحمد البعلي وإبراهيم ومحمد ابني إسماعيل القلقشندي وطائفة بالقاهرة على السراج البلقيني وباسكندرية على عبد الله بن أبي بكر الدماميني ومحمد بن يوسف بن أحمد السلار، وكان قد قرأ بتونس على ابن عرفة، وأجاز له خلائق وخرج له رفيقه الجمال بن موسى فهرستاً لبعض مسموعاته والتقط هو ما في الكتب من الأحاديث القدسية وجمع كتاباً في الاذكار والدعوات سماه تذكرة الأعداد لهول يوم المعاد وهو كتاب جليل الحسن كثير الفوائد واختصره. وذكره شيخنا في معجمه باختصار جداً فقال اشتغل بالعلم وقرأ الحديث لقيته بمكة قديماً وسمعت من فوائده انتهى. وأغفله الفاسي من تاريخ مكة وبيض له المقريزي في عقوده فاستدركه ابن فهد على أولهما. ومات في ثامن رمضان سنة ست وعشرين بالمدينة النبوية ودفن بالبقيع وقد قارب الستين.
خليل بن أبي الهول. في ابن أبي البركات.
771 - خليل بن يعقوب بن إبراهيم التاجر صهر أخي أبي بكر ووالد أحمد الماضي. كان منجمعاً على الناس مقبلاً على معيشته وشأنه مسيكاً مع نوع توسعة. مات في سنة إحدى وسبعين عفا الله عنه.
772 - خليل بن الوزير جمال الدين بن بشارة الدمشقي. كان شاباً فطناً ذكياً محباً للتاريخ جمع تاريخاً وكان يؤرخ الحوادث ويضبطها ويذاكر بأشياء حسنة إلا أنه مقبل على اللهو. مات قبل الكهولة في سنة خمس عشرة. ذكره شيخنا في أنبائه.
773 - خليل الغرس الكناوي - نسبة لكفر كنا - الدمشقي الشافعي أظنه المعروف باللدي فإن يكنه فقد ولي مشيخة الاقراء بجامع بني أمية بعد الزين خطاب وكذا بدار الحديث الأشرفية وأم بمقصورة الجامع نيابة وتلقي ذلك عنه بعد موته الشهاب الرملي وكان قد أخذ العشر عن الشمس بن النجار ولازمه؛ وشرح قصيدة ابن الجزري في التجويد وأكثر الاشتغال في المعقولات حتى برع فيها وأقرأ الطلبة.
774 - خليل غرس الدين المقدسي الأصل ثم الدمشقي الذهبي المقرىء ممن لازم عبد النبي المغربي بل أخذ عن البقاعي حين كان بدمشق كتب عنه البدري في مجموعه قوله:
كريم الدين لا تبخل بوصلٍ ... ورق لعبد رق فيك مضنى
ويا قلبي ويا كبدي اسعفاني ... إذا لم يرضني عبداً فأني
خليل الأذرعي. في ابن عبد اللّه. ... خليل البابرتي. في ابن عبد الله.
775 - خليل التوريزي نائب اسكندرية ويعرف بالشجاري، انفصل عن النيابة في سنة ست عشرة وثمانمائة أو بعدها بالبدر حسن بن محب الدين الطرابلسي. خليل صاحب شماخي. في ابن إبراهيم. خليل اليوسفي المهمندار. يأتي في قانباي.
776 - خميس جرباش الحسني مولى السيد حسن بن عجلان القائد المكي. مات خارج مكة في رمضان سنة تسع وأربعين وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها. أرخه ابن فهد(2/111)
777 - خنافر بن عقيل بن وبير الحسني أمير الينبوع. وليها بعد هجان بن محمد بن مسعود بعد سنة ستين ثم انفصل بسبع بن هجان ثم أعيد إلى أن قتل في مناطحة بينه وبين سبع في سنة خمس وسبعين.
778 - خير بك وقد تثبت فيه الألف بعد المعجمة من حتيب لا حديد كما هو على الألسنة الأشرفي برسباي: صار من بعد أستاذه في أيام ولده خاصكياً وخازنداراً صغيراً ثم قربه الظاهر جقمق لديانته إلى أن جعله في أواخر دولته دواداراً صغيراً ثم جعله الأشرف أمير عشرة ثم الأشرف قايتباي وكانت بينهما خصوصية أمير طبلخاناه ثم صيره أحد المقدمين، فلما قتل الدوادار يشبك من مهدي سأل في اقطاع تقدمته مع وظيفته فحنق منه إما لعلمه بما كان بينهما من التنافر حين نقض ما كان انبرم مع سوار حتى أذعن للنزول إليهم وأدى ذلك إلى لكم الدوادار له بحيث سقطت بخفيفته ولم ينتطح فيها شاتان أو لغير ذلك ثم بعث إليه في الحال نفقة الخروج إلى السفر فقبلها لظنه اجابته فيما سأل فيه وتصرف في معظمها فلم يحقق المنع امتنع من السفر وشافه السلطان بما زاده منه حنقاً ثم توجه إلى قريب جامع قيدان بالسبيل الذي أنشأه هناك فأقام بناءً على أنه يترك ويخلي سبيله، وبلغ السلطان فبعث من أحضره إليه، ثم أودعه البرج واستحضر بركه ويرقه فلم ير كبير شيء فسأله عن المال الذي بعث به إليه ووبخه في الملأ وهو مع ذلك قوي الجنان ثابت الجأش يتكلم بالمخاشنة حتى كان من كلامه أنا لا حاجة لي في الامرة ولا في الدخول فيما لا يعنيني فأعاده إلى البرج بسكن نائب القلعة وقال حينئذ لبعض أصحابه والمصحف بين يديه قد جعلت الأمر به في جانب وتركها وطلب الآخرة في جانب واستخرت الله مراراً فلم ينشرح خاطري لغير الترك ولما قال ما تقدم أخرجه مقيداً في الحديد إلى دمشق صحبة الاتابك أزبك فسجن بقلعتها وقال لي لم أكن في حالة أرضى عن الله عز وجل فيها من تلك، إلى أن أفرج عنه وبعث بإكرامه واحترامه ورسم لعائلته هنا بخمسمائة دينار وله من قلعة دمشق بألف دينار وأن يتوجه لمكة فتوجه لها صحبة الركب الشامي فوصلها وكنت هناك فأقام بها على طريقته في العبادة الزائدة والاشتغال بالذكر والمذاكرة؛ وفي أثناء ذلك توجه لزيارة الطائف وأجهد نفسه في الطواف والقيام إلى أن تعلل بمرض حاد مدة طويلة ثم دخل عليه الاسهال، ومات في منتصف ربيع الأول سنة سبع وثمانين ودفن بالمعلاة؛ وكان قد كتب الخط الجيد واشتغل بالقراءات وبالفقه وأصول الدين، وكان يفهم فيه في الجملة لكن ربما توغل وأبرز أمثلة لو سكت عنها كان أولى به؛ وحرص كل الحرص على أذكار وأوراد وألفاظ يأتي بها ملحنة ويستعمل الأولاد ونحوهم في حفظها، كل ذلك مع العقل ومزيد الديانة والصدع بالحق والشجاعة والسياسة والتدبير ومحبة العلم والعلماء والصالحين ومزيد الأدب معهم والتودد إلى الناس والكرم والبر وحسن السمت والفصاحة والبهاء، ومحاسنه كثيرة وهو فرد في أبناء جنسه ومن آثاره السبيل الذي أنشأه والمسجد والمكتب بالقرب من جامع الماس والجامع الأنيق بزقاق حلب. وكذا بيت سكنه به وما اخترعه بمقعده من الوزرات الرخام الدقي والعمد المموهة زيادة على المعتاد والمكان الذي عمله بالفيوم وسماه بالروضة اشتمل على مزدرع قصب وفاكهة وبستان عظيم ومعصرة قصب وطاحون فاسي يدور بالماء بدون دواب، وصار بلداً به مكاتب أطفال وغيرها وفيه خطبة واجراؤه الماء بخليج كمل حفره ووسعه وصار متصلاً من اليماني إلى المحلة قبل أوائل جريانه بشهرين، وانتفع الناس به كثيراً، إلى غير ذلك من الدروس بالحرمين والقرب بهما وبغيرهما مما لم يشترك معه غيره فيها، وقد جلست معه كثيراً بل وحضر عندي عدة مجالس بمكة كان يجلس فيها بدون حائل ويمنعني من ذلك رغبة في مزيد الأدب وتعظيماً للعلم وحملته وأحسن إلي بما يثيبه الله عليه مع الاعتذار، وقد تزوج خديجة ابنة الاتابك جرباش وأمها خوند شقرا ابنة الناصر وله منها الست فاطمة صاهره عليها جانبك حبيب وبواسطتها كان أمر صدقاته منتظماً بعض انتظام وماتت أمها في حياته وتزوج حظية الظاهر جقمق وماتت بعد إخراجه من القاهرة في سنة ست وثمانين. وترجمته عندي أبسط من هذا رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.(2/112)
779 - خير بك الأشرفي برسباي البهلوان. تأمر عشرة في دولة إينال ثم نفاه الظاهر خشقدم إلى البلاد الشامية ثم صار من مقدمي دمشق. ومات في وقعة سوار في شوال سنة ثلاث وسبعين وهو في عشر الستين.
780 - خير بك الأشرفي. استقر في نظر الحرمين ونيابة القدس بعد دقماق.
781 - خير بك الأشرفي اينال أحد العشرات ويعرف بغمغم. مات في طاعون سنة سبع وتسعين.
782 - خير بك الظاهري خشقدم. أصله من مماليك سودون قرقاش فاشتراه الظاهر في أيام إمرته وعمله بعد مدة خازنداره ولما تسلطن جعله من جملة الخازندارية الصغار ثم أمره عشرة ودام به على الخازندارية إلى أن نقله إلى الدوادارية الثانية في شوال سنة سبعين عوض جانبك كوهيه، وسافر فيها أمير المحمل بعد أن تزوج ابنة الجمالي ناظر الخاص بن كاتب حكم واستولدها وحجت معه، وصار هو والشهباني حفيد العيني المرجع بحيث كانا كفرسي رهان بل كان عند موت أستاذه عظيم الممالك الظاهرية الخشقدمية والمتكلم عنهم ولذا كانت ولاية الظاهر بلباي برأيه وتدبيره ولم يكن له معه في مدته سوى الاسم ثم نقله الظاهر تمربغا للدوادارية الكبرى فكافأه بالوثوب عليه وأخذ أتباعه ممحاة الملك والدرقة منه وسلموهما لصاحب الترجمة وأجلسوه موضع السلطان وقيل إنه سلطنوه وقبلوا له الأرض ولقبوه بالعادل ونزل إلى الاسطبل السلطاني بخجداشيته الاجلاب مترقباً من يجيئه من غيرهم ممن كان متواعداً معه فخذلوه فغير نقابه والتفت إلى جهة الظاهر حين علم العجز والغلبة كل ذلك ليلاً وكف عنه الظاهر من رام قتله ولكن حبسه بالخزانة الصغيرة من المقعد وما تحرك إلا والأشرف قايتباي سلطاناً وبادر لحبس خير بك بالركب خاناه وأخذ في جلب الأموال من قبله ثم أرسل به إلى اسكندرية فسجن بها إلى أن أنعم عليه بالتوجه لمكة فأقام بها مدة على خير من اشتغال ونحوه ثم شفع فيه ليكون ببيت المقدس فأجيبت وبلغ اصهاره ضعفه فتوجه إليه ناظر الجيش وأخوه ومعهما أختهما زوجته لتقيم عنده فكان وصولهم إلى بلد الخليل في أوائل ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وثمانمائة فطرقهم الخبر بأنه على خطر فأسرعوا إليه فأدركوه بآخر رمق فأقاموا عنده يوماً أو يومين ومات، وقد كنت في ركبه متوجهاً إلى مكة حال عزه فرأيت منه إكراماً ومزيد أدب وحسن عشرة وفهم عفا الله عنه.
783 - خير بك القصروي. صار بعد موت أستاذه من جملة المماليك السلطانية إلى أن ولاه الأشرف اينال ولاية القاهرة فتمول بحيث سعى في نيابة القلعة حتى وليها ثم في نيابة غزة فلم تطل مدته فيها، ونقل إلى نيابة صفد فلم يلبث أيضاً أن انفصل عنها لعدم وفائه بما وعد به في هذه الولايات ونقل إلى إمرة بطرابلس، ثم وقعت له محن وتخومل وافتقر إلى أن مات.
784 - خير بك المؤيدي شيخ الأجرود. صار بعد أستاذه خاصكياً إلى أن نفاه الأشرف إلى الشام حمية لجانبك اليشبكي جحا ثم أنعم عليه بإمرة هناك ثم جعله الظاهر من مقدميها ثم اتابكها ثم أمسكه في سنة ست وخمسين وحبسه لأمر اقتضاه ولم يلبث أن أطلقه، وأقام بدمشق بطالاً إلى أن طلبه فألبسه نيابة طرسوس وهو متكره ثم أعفاه إلى أن أعطاه تقدمة دولات بأي المؤيدي واستمر حتى مات بعد مرض طويل في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وهو في حدود الستين بدراه المواجهة لمصلى المؤمني وصلى عليه بالمصلي المذكور ولم يحضر السلطان ولا ابنه.
785 - خير بك المؤيدي شيخ الأشقر. كان من صغار المماليك المؤيدية وطالت أيامه في الجندية وأمراء الاخورية الصغار إلى أن عمله الظاهر جقمق من الدوادارية الصغار ثم أمير عشرة ثم من رءوس النوب، وحج أمير الأول وقتاً ثم صيره الأشرف اينال أميراخور ثاني حتى مات في مستهل شعبان سنة ثلاث وستين وقد جاز الستين.
786 - خير بك النوروزي نوروز الحافظي. مات بعد عزله عن نيابة صفد ثم توجهه إلى دمشق أميراً بها في أوائل ذي الحجة سنة خمس وستين بدمشق؛ وكان قد ولي عدة ولايات مثل أتابكية غزة ثم صفد كل ذلك بالبذل وإلا فمرتبته فيما قيل لم تبلغ ذلك عفا الله عنه.
787 - خير بك أمير ناب في غزة وأعطى تقدمة قتل في سنة أربع عشرة أرخه شيخنا في أنبائه(2/113)
788 - خير الذهبي معلم الدلالين بجدة، كان مولى لنائبها جانبك فإنه اشتراه من سيده أحد أهل دار الضرب لما ادعاه حين معلميته؛ وله بمكة داران حبس إحداهما على معتقيه مع إنهماكه وميله للضعفاء. مات بها في المحرم سنة ثمان وستين.
حرف الدال المهملة
789 - داود بن إبراهيم الصيرفي والد نور الدين علي الحنفي. كان صيرفي المفرد والدولة معاً ثم اقتصر به على الدولة واستمر حتى مات في رجب سنة ثلاث وخمسين، ولعله كان خيراً من ولده.
790 - داود بن أحمد بن سبأ صارم الدين الوصابي الأصل اليمني المكي السقطي أحد أصحاب عمر العرابي والقائم بعده في حلقته بالحرم بعد موت موسى الجبرتي القائم عن شيخهما؛ وله فيه مدائح كثيرة إلى أن توفي سنة ثلاثين ودفن بالقرب منه، وكان سقطياً يتكسب ببيع السفط بسوق الندا ضعيف الحال إلى أن صحب المشار إليه واتفق انه وقعت له هفوة فجعل عليه شيخه نحو خمسين مثقالاً للفقراء فبذلها بطيب نفس وفرقت عليهم فعادت عليه بركته ولم تتم السنة حتى ربح في سقط بائر كان عنده حملة فاتسعت دائرته وصار لا يرد فقيراً من عطاء أو قرض ويتمنى أن شيخنا يأخذ مثل لما شاهده من البركة. ذكره ابن فهد.
791 - داود بن أحمد بن علي بن حمزة نجم الدين البقاعي الدمشقي ثم الصالحي الحنبلي الشاهد. ولد بعد العشرين ثم بلغني أنه حرره سنة أربع وعشرين، وسمع على الحجاز ثلاثة مجالس من أمالي أبي جعفر بن البختري وحدث به قرأته عليه. ومات في شعبان سنة ثلاث. قاله شيخنا في معجمه وتبعه المقريزي في عقوده.
792 - داود بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن عبد الله البيضاوي المكي الزمزمي أخو أبي الفتح وأحد المؤذنين العريضي الأصوات. مات بمكة عن إنابة في المحرم سنة إثنتين وثمانين سامحه الله.
793 - داود بن أبي بكر بن بهادر السنبلي أمير زبيد. مات سنة ثلاثين.
داود بن داود بن محمد القلتاوي. يأتي في ابن محمد.(2/114)
794 - داود بن سليمان بن حسن بن عبيد الله أبي زيادة أبو الجود بن أبي الربيع البنبي ثم القاهري المالكي البرهاني ويعرف بأبي الجود. ولد في سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة أو قبلها بقليل ببنب من الغربية بالقرب من جزيرة بني نصر، ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والرسالة والمختصر الفرعي أيضاً وألفية ابن مالك ثم انتقل إلى القاهرة فلازم الاشتغال في الفقه والفرائض والعربية وغيرها؛ ومن شيوخه في الفق الشهاب الصنهاجي وقاسم بن سعيد العقباني المغربي والجمال الاقفهسي والزين عبادة والبساطي وعن الأولين والسراج قاري الهداية أخذ العربية أيضاً، وعن الأول فقط أصول الدين أيضاً. وكذا أخذه مع البيان والمعاني عن الجلال الحلواني وأخذ الفرائض عن الشمس الغراقي والاخوين الشهاب والشمس الطنتدائيين بل والزين البوتيجي فيما بلغني وأصول الفقه عن القاياتي في آخرين فيها وفي غيرها. وحج في سنة ثلاث وثلاثين وصحب بعض الخلفاء بمقام البرهان إبراهيم الدسوقي فاختص به ونسب لذلك برهانياً، ولم نر له سماعاً على قدر سنه والذي وجدته بخط شيخنا أبي النعيم المستملي انه سمع البخاري ومسلماً على أحد شيوخه السراج قاري الهداية. وكذا سمع على شيخنا وغيره وبرع في الفرائض وشارك في ظواهر العربية وغيرها؛ وتصدى للتدريس والافتاء فانتفع به الطلبة خصوصاً في الفرائض بحيث أخذ ذلك عنه جمع من الأكابر، وأملى على مجموع الكلائي شرحاً مطولاً فيه فوائد وكذا كتب على الرسالة شرحاً فيما أخبرني به بعض جماعته، ودرس بالمنكوتمرية والبديرية والبرقوقية للمالكية وبغيرها؛ وخطب ببعض الجوامع بظاهر القاهرة وولي مشيخة الصوفية بمسجد علم دار بدرب ابن سنقر بالقرب من باب البرقية، واعتمدت فتياه في الكف عن قتل سعد الدين بن كير القبطي؛ مع قيام قاضي المالكية وغيره في قتله لكن بمعاونة العز قاضي الحنابلة حمية لقريبه أبي سهل بن عمار كما بسطت الحكاية في الوفيات وغيرهما؛ وتعاني تحصيل الكتب وربما اتجر فيها على المغاربة والتكاررة ونحوهما، وكان خيراً ديناً ثقة مأموناً متواضعاً متودداً كريماً مشاراً إليه بالصلاح على طريقة السلف يعقد القاف مشوبة بالكاف. عرضت عليه بعض محفوظاتي وسمعت بعض دروسه واستجزناه لأجل اسمه. مات في ربيع الأول سنة ثلاث وستين؛ وذلك بمنزله بالقرب من رحبة العيد؛ وصلى عليه في يومه بباب النصر في جمع كثير من القضاة والمشايخ والطلبة وكثر ثناؤهم بالخير عليه، ولم يخلف في الشيوخ من يوازيه في الفرائض رحمه الله ونفعنا به.
795 - داود بن سليمان بن عبد الله الزين الموصلي ثم الدمشقي الحنبلي. ولد تقريباً سنة أربع وستين وسبعمائة، وسمع بقراءة الشيخ علي بن زكنون على الجمال ابن الشرائحي الشمائل للترمذي أنابها الصلاح بن أبي عمر بل كان يذكر أنه سمع على ابن رجب الحافظ شرحه للاربعين النووية ومجلساً في فصل الربيع من لطائفه مع حضور مواعيده وأنه سمع على الشهاب بن حجي صحيح البخاري وكتبا سماها، وقد حدث كتب عنه بعض أصحابنا، وكان شيخاً صالحاً فاضلاً. مات في سنة أربع وأربعين. أرخه ابن اللبودي.
796 - داود بن سيف أرغد صاحب الحبشة ويقال له الحطي. مات في سنة اثنتي عشرة، واستقر بعده ابنه تدرس.(2/115)
797 - داود بن عبد الرحمن بن داود علم الدين أبو عبد الرحمن بن الزين الشوبكي الكركي القاهري ويعرف بابن الكويز تصغير كوز. كان أبوه كاتباً عند طنبغا الحموي حين كان نائب حلب، ثم ترقى فنشأ على الكتابة؛ وسكن طرابلس ثم اتصل بخدمة شيخ. فلما كان على نيابة حلب ولاه نظر جيشها فباشره مدة إقامة شيخة فيها ثم توجه في خدمته؛ وكان معه على حصار حماة فراعى له ذلك بحيث أنه لما تسلطن استقر في نظر الجيش بالديار المصرية، وكان فيما قاله ابن خطيب الناصرية إنساناً حسناً عاقلاً ساكناً محباً في العلماء والفقراء وبني بحلب مكتباً للأيتام. واستقر به بعد المؤيد في كتابة سر مصر ولم يزل يباشرها حتى مات بالقاهرة في أول يوم من رمضان سنة ست وعشرين، وأرخه شيخنا في صبيحة يوم الاثنين سلخ رمضان بمنزله في بركة الرطلي بعد أن طال مرضه، قال غيرهما ولم يبلغ الخمسين، ودفن بتربة كمشبغا الحموي بالصحراء خارج باب البرقية عند أخيه صلاح الدين، وحضر جنازته جميع الأمراء والأعيان والقضاة والمباشرين وخلف شيئاً كثيراً من سائر الأصناف وولداً ذكراً وزوجة هي ابنة الناصري ابن البارزي التي صارت خوند، واستقر في كتابة السر بعده قريبه الجمال يوسف ابن الصفي الكركي الذي كان أبوه من نصارى الكرك وتظاهر هو ووالد العلم هذا بالاسلام في الواقعة المشار إليها قريباً. وصولح ولد صاحب الترجمة بعد موته على أربعين ألف دينار. قال شيخنا وكنت عدته في نصف رمضان فوجدته صحيح العقل والبدن لا يشكو ألماً ولكن غلب عليه الوهم بحيث أنه كان في أثناء كلامه يجزم بأنه ميت من تلك الضعفة، وكانت أمور المملكة في طول مدة مرضه لا تصدر إلا عن رأيه وتدبيره، وكان يجتمع بالسلطان خلوة ويذكر أنه إذا ركب ينادي بالركوب وكذلك إن دخل الحمام أو جامع، قال وكان أبوه من أهل الشوبك ثم سكن الكرك وهو نصراني يتعانى الديونة واسمه جرجس، فلما كان سنة سبع وستين ضيق يلبغا على جميع النصارى الملكية خصوصاً الشوابكة واتهموا بأنهم مالؤا الفرنج حتى هجموا على اسكندرية فأسلم هو وكثير منهم وتسمى عبد الرحمن وخدم نائب الكرك وتقرب منه حتى قرره في كتابة سرها ثم تحول إلى حلب فخدم كمشبغا الكبير وقدم معه للقاهرة صاحب ديوانه، ورأيته شيخاً طوالاً كبير اللحية؛ ونشأ ابنه علم الدين هذا ترفاً صلفاً مسعود الحركات فصاهر ابن أبي الفرج، وكان أخوه جليلاً أسن منه؛ ثم اتصل بشيخ حين كان نائب طرابلس فخدمه بها ثم بدمشق ثم بحلب؛ ثم قدما معه القاهرة فعظم شأنهما وكبير قدرهما؛ وباشر علم الدين نظر الجيش بطرابلس ثم بدمشق، وامتحن هو وأخوه في وقعة صرخد وصودرا ثم لما تسلطن المؤيد تقرر في نظر الجيش ثم اختص بالظاهر ططر واستقر به في كتابة السر عوضاً عن الكمال ابن البارزي كما استقر الكمال في نظر الجيش عوضه؛ وكان يتدين ويلازم الصلاة ويصوم تطوعاً ويتعفف عن الفواحش ويلازم مجالسة أهل الخير مع طول الصمت، فكان يستر عواره بذلك إلا أنه لما ولي كتابة السر افتضح للسكنة فيه وعدم فصاحة، وضبطت عليه ألفاظ عامية ومع ذلك فكان وقاره وحسن تدبيره وجودة رأيه يستر عورته، ومن فعلاته المستحسنة أنه لما كان بشقحب صحبة الظاهر راجعاً إلى مصر استأذنه في زيارة القدس فتوجه من طريق نابلس؛ فشكا إليه أهل القدس والخليل ما أضر بهم من أمر الجباية وكانت لنائب القدس وتحصل منها لفلاحي القرى إجحاف شديد ويتحصل للنائب الوف دنانير ولمن يتولى استخراج ذلك ضعفه فلما رجع استأذن السلطان في إبطال هذه المظلمة فأذن له فكتب بها مناشير وقرئت بالقدس والخليل فكثير الدعاء له بسبب ذلك، ومن مضحكاته أن بعض الفقهاء صلى به فقرأ بعد الفاتحة سبحان ربك رب العزة عما يصفون الآية فقال ما علمت أن الصلاة تصح بالدعاء إلا الآن. وأنه رأى مع بعضهم التنبيه في الفقه فقال اسم هذا الكتاب عجيب البنية في القفة وهو في ابن خطيب الناصرية وعقود المقريزي.
798 - داود بن عبد الصمد القرشي الكردي العجمي المجذوب نزيل مكة. مات بها في ليلة الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وستين. أرخه ابن عزم وذكره ابن فهد مقتصراً على اسمه وتاريخ وفاته وقال كان عالماً مباركاً ممن درس بالمسجد الحرام ثم حصل له خلل في عقله واستمر حتى مات.(2/116)
799 - داود بن عثمان بن علي النظام الهاشمي العدني التاجر. ممن كان يتردد من عدن لمكة في التجارة ثم انقطع بمكة نحو عشرين سنة مع سفره منها للقاهرة مرتين وكثرت إقامته بجدة لخدمة أصحابه للتجار وبها مات في صفر سنة سبع وعشرين ودفن بها، وكان فيه خير وأمانة. ذكره الفاسي.
800 - داود بن علي بن بهاء الدين شرف الدين الكيلاني التاجر الخواجا والد سليمان وعلي ومحمد. مات وهو من أبناء السبعين باسكندرية في الطاعون في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد وقال إنه كان وجيهاً في التجارة استقربه الأشرف في سنة خمس وثلاثين شاد جدة ثم في سنة سبع وثلاثين ناظر المسجد الحرام عوضاً عن أبي السعادات فأنكر ذلك أهل مكة ولم يمنه السيد بركات من التحدث وأقام عوضه سودون شاد العمائر، وأنه أوصى عند موته على بنيه ولده علي فمات بعده بأيام قلائل.
801 - داود بن علي بن سعدون التجيبي الجزيري. مات سنة أربع.
802 - داود بن علي بهاء الدين الكردي الشافعي نزيل حلب. قرأ بها الفقه على العلامة الزين أبي حفص الباريني، وكان خيراً ديناً معدوداً من أعيان فقهائها مديماً لتلاوة القرآن والتكسب مع العدول. مات في كائنة التتار بحلب سنة ثلاث. ذكره ابن خطيب الناصرية واختصره شيخنا.
داود بن علي الغماري. يأتي في ابن موسى.
803 - داود بن عمر بن أبي بكر الشيرازي. ممن سمع مني بمكة.
804 - داود بن عيسى بن عمر شيخ هوار. ممن حج في موسم سنة ثلاث وتسعين وأحسن لفقراء الحرمين وغيرهم.
805 - داود بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد بن حسين المعتضد بالله أبو الفتح بن المتوكل على الله الهاشمي العباسي المصري أحد الأخوة وشقيق سليمان الآتي. بويع بالخلافة بعد خلع أخيه المستعين بالله أبي الفضل العباس في يوم الخميس سادس عشر ذي الحجة سنة ست عشرة وثمانمائة واستمر دهراً، وكان خليقاً لها بدون مرافع كريماً عاقلاً سيوساً ديناً متواضعاً حلو المحاضرة محباً في العلماء والفضلاء مع جودة الفهم والميل إلى الأدب وأهله والمحاسن الجمة ولما سافر مع الأشرف إلى آمد كان كثير الامداد لشيخنا والاهداء له فكتب له شيخنا بقوله:
يا سيداً ساد بني الدنيا فهم ... تحت لوائه الكريم المنعقد
أمددتني فضلاً وشكري قاصر ... فإن أردت الشكر مني فاقتصد
أشبهت عباس الندى في المحل إذ ... أطاعه الغيث وكان قد فقد
إلى أبي الفضل انتهى الجود وفي ... أولاده بقية فسل تجد
ماجد حتى حاز جود جدّه ... إلا أمير المؤمنين المعتضد
مات في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وقد قارب السبعين بعد مرض طويل وصلى عليه بالسبيل المؤمني بحضور السلطان فمن دونه، ودفن بالمشهد النفيسي رحمه الله؛ واستقر بعده في الخلافة شقيقه سليمان.(2/117)
806 - داود بن محمد بن علي القلتاوي الأزهري المالكي. ولد بقلتا قربة من المنوفية وقدم بعد بلوغه القاهرة فقطن الأزهر وحفظ القرآن وابن الحاجب الفرعي والأصلي والرسالة لابن أبي زيد وألفية النحو، وأخذ عن أبي القسم النويري والزين طاهر وأبي الجود، وكذا أخذ في الأصول والعقليات وغيرها عن التقيين الشمني والحصني والاقصرائي، وجد في المطالعة والتحصيل بحيث شارك في الفقه والعربية وغيرهما مع جموده ويبسه، وحافظته أشبه من فاهمته وكتابته أحسن من عبارته؛ وسمع ختم البخاري في الظاهرية القديمة. وكتبته هناك غلطا داود بن داود بن محمد. وقد سألني عن حديث كل الصيدفي جوف الفرا وكتبت له جواباً حافلاً سمعه مني؛ وقال قد سألت عنه كل الجماعة فما عرفوه، وكذا كتبه البقاعي عني وتصدى للاقراء قديماً فانتفع به صغار الطلبة؛ وكذا كتب على الفتيا وصار أحد شيوخ المالكية، حتى أن قاضي المذهب اللقاني رد على قاضي الجماعة يوم مجلس الكنيسة حين ذكر ما ينقضه بقوله بل هو من مدرسي الجامع من نحو عشرين سنة ونحو ذلك، وحج وتنزل في البيبرسية وسعيد السعداء وغيرهما بل تكلم في البرقوقية والسعيدية فما حمد تصرفه سيما مع عدم المراعاة وقلة المداراة ولم يلبث أن صرف وحوسب وباع بعض جهاته حتى وفى. ما كان استأداه وقاسى مالاً خير في شرحه ولولا مدافعة الدوادار عنه لكان الأمر أفحش؛ ورجع إلى حالته الأولى من الفاقة والتقلل والتقنع ولكن قوي النفس؛ ولقد أجاد الكتابة حين استفتى على من حسن جباية شهرين من الأماكن وصمم هو على عدم الدفع وما نهضوا لمدافعته ولم يلبث أن نسب لولده في الكيمياء عمل أو إيماء أو مخالطة، وبلغني أنه كتب شرحاً على كل من الرسالة والمختصر وابن الحاجب وكذا على إيساغوجي وغيرها وأنه عمل في النحو شيئاً ولما مات ابن تقي أعطاه الأستادار النيابة في تدريس الصالح عن ولد ابن عمار.
807 - داود بن محمد بن أبي القسم التزيلي الحكمي اليماني، وتزيل بالضم ثم معجمة مفتوحة من بني الحكمي. كان جليلاً مقيماً في جبل بقرية تسمى سعد بضمتين؛ له بها زاوية وأتباع مقبول الكلمة مقصوداً بالفتوح الذي يستمد منه لاطعام المقيمين تحت نظره والواردين عليه مع سلوك التواضع وتولى خدمة الفقراء بنفسه حتى أنه يباشر المجذمين ويفلي أثوابهم ويطعمهم بانشراح لذلك. ويحكي له كرامات وأحوال. مات بعد سنة سبعين بسعد، وخلف ابنين ابراهيم ومحمد؛ وممن أخذ عنه عيسى بن عوضه وحدثني بكثير من كراماته.
809 - داود بن ناصر الدين محمد بن السابق الحمصي. سمع من أبي الغيث محمد ابن عبد الله بن الصائغ وغيره بعض الصحيح أنا به الحجار، ولقيه ابن موسى الحافظ وشيخنا الموفق الأبي بحمص فأخذا عنه حديثاً من البخاري ومات.
810 - داود بن موسى ويقال ابن علي الغماري المالكي. عني بالعلم ثم لازم العبادة وتزهد وجاور بالحرمين أزيد من عشرين سنة وكانت إقامته بالمدية أكثر منها بمكة. مات في مستهل المحرم سنة عشرين، قاله شيخنا في أنبائه، وذكره الفاسي في مكة فقال: نزيل الحرمين عني في شبابه بفنون من العلم وتنبه في ذلك وصار على ذهنه فوائد ونكت حسنة يذاكر بها ثم أقبل على التصوف والعبادة وجد فيها كثيراً، وسكن الحرمين نحو عشرين سنة أكثرها بالمدينة حتى كانت وفاته بها وأظنه في عشر الستين. وله بمكة ابنة وملك. وكان كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وله في ذلك إقدام على الولاة وغيرهم؛ وبيننا مودة ومحبة رحمه الله.
811 - داود شهاب الدين اللاري. قال الطاوسي تعلمت منه في المبادىء مقدمات العلوم كالكافيتين وشروحهما وشرح الشمسية للقطبي وبعض الكشاف وغيرها، وهو ممن أخذ عن المحققين وأجاز لي مراراً منها في شهور سنة ثلاث.
داود الصيرفي والد النور على القاضي. في ابن ابراهيم.
داود الكردي. مضى في ابن عبد الصمد.
812 - داود المغربي التاجر. مات في صفر سنة أربع وخمسين وخلف أشياء كثيرة.
813 - داود المغربي نزيل رباط الموفق من مكة ورفيق هبة بن أحمد الآتي. مات في إحدى الجمادين سنة ثمان وستين.
814 - دراج بن معزي الحسني أمير الينبوع. استقر فيه في أواخر سنة سبع وثمانين عقب سبع الماضي نيابة عن صاحب الحجاز حين فوض أمره إليه، ورأيته إذ ذاك في سنة ثمان وتسعين.(2/118)
815 - دبيس بن جسار بن سنان بن زاجح بن محمد بن عبد الله بن عمر أحد القواد العمرة بمكة وابن عم أحمد بن علي بن سنان الماضي. قتل بالحدبة في صفر سنة ست وأربعين.
816 - درويش الأقصرائي الأصل الخانكي. قيل إنه لقبه واسمه محمد أوغيني. كان صالحاً خيراً ديناً معتقداً، غير ملتفت لما في الأيدي ولا مدخر لشيء حتى الأكل والشرب بل مجرداً بحيث أنه كان إذا سافر للحج أو غيره لا يصحبه قصعة ولا غير ما يستر عورته ولا يطلب من أحد شيئاً بل إن جيء بشيء من أكل لا يتناول منه سوى ما يسد به رمقه ويترك الباقي، أفنى عمره في السياحة والحج كل سنة ماشياً؛ كل ذلك مع المعرفة والعقل والفصاحة في اللغة التركية، وفهم قليل في غيرها، وحسن الشكل، وكونه إلى الطول أقرب، منور الشيبة؛ ذا شعر أبيض برأسه، لا يغطي رأسه إلا نادراً. مات في ذي القعدة سنة سبع وخمسين بخانقاه سرياقوس، ودفن شرقيها وقبره يقصد بالزيارة من معتقديه رحمه الله.
817 - دريب بن أحمد بن عيسى الحرامي - بمهملتين - أمير حلي المدينة التي بين مكة واليمن على ساح البحر. قتل في حرب وقعت بينه وبين بني كنانة العرب النازلين بها سنة ثلاث، وكان شهماً كريماً، واستقر بعده أخوه موسى الآتي. قاله شيخنا في أنبائه؛ ثم ذكره في حوادث سنة عشر وأرخ قتله فيها وقال ان أخاه موسى كان شريكه في الامرة ولكن لا كلا له معه فلما قتل استقل موسى.
818 - دريب بن خلد بن قطب الدين الأمير قطب الدين الحسني صاحب جازان. كان نبيلاً جليلاً ذا مكارم ومحاسن محباً في الشعر ممدحاً مقصوداً بذلك وبالهدايا والتحف عند نهب خزائن الدولة الرسولية لأثابته بالجوائز السنية فاجتمع عنده من ذلك ما يفوق الوصف ولنه نهب بعد. مات في سنة ست وسبعين واستقر بعده ابنه الشهاب أحمد أبو الغوائر الماضي رحمهما الله.
دقماق الباسطي. هو أحمد بن محمد مضى.
819 - دقماق التركماني. باشر الدوادارية لشاذ بك حين كان نائب غزة فشكر؛ واستقر في نظر الحرمين ونيابة القدس بعد صرف العبد الصالح محمد بن النشاشيبي فظلم وعسف، وجيء به في سنة خمس وتسعين فخدم ورجع في خدمة الدوادار إلى أن صرفه في ربيع الثاني من السنة التي بعدها بخضر بك الاشرفي، وكان من أذاه أن رافع في الكمال بن أبي شريف.
820 - دقماق المحمدي الظاهري برقوق والد محمد الآتي. كان من عتقائه وخاصكيته في سلطنته الأولى ثم لما حبس بالكرك خدم هذا بعض الأمراء إلى أن ظهر أستاذه فلزم الانتماء إليه فلما عاد إلى المملكة صيره مقدماً ثم أعطاه نيابة ملطية ثم رجع إلى حلب بطالاً؛ فلما مات الظاهر قدم الديار المصرية فولا الناصر نيابة حماة سنة اثنتين وثمانمائة ثم كان ممن أمسكه تيمور في الفتنة إلى أن فرمن أسره وجاء الديار المصرية فولاه الناصر صفد ثم حلب في سنة أربع وثمانمائة، وهرب منها في سنة ست لما استشعر بالقبض عليه فقرر غيره في نيابتها فلم يلبث أن مات؛ فعاد دقماق إليها ففر منه حاجبا واستنجد بمن ساعده على محاصرته فما نهض دقماق لمقاومتهم لقلة من معه ففر إلى جهة التركمان وراسل يطلب الأمان فأجيب وأعطى نيابة حماة ثانياً إلى قتله جكم صبراً بظاهرها في رجب أو شعبان سنة ثمان ونفرت القلوب من قاتله، وكان أميراً جليلاً كريماً شجاعاً ذا شكالة مليحة وخلق حسن متواضعاً قريباً من الناس مع حشمة ورياسة وعدل في الرعية وعفة عن أموالهم. أنشأ تربة خارج حلب ووقف عليها وقفاً، وإلى دقماق هذا نسبة الأشرف برسباي لكونه قدمه في جملة المماليك إلى الظاهر فعرف به. ذكره ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا في أنبائه، وكذا ترجمه غيرهما.
821 - دمرداش الطويل الظاهري. مات سنة إحدى وسبعين.(2/119)
822 - دمرداش المحمدي الظاهري برقوق ويعرف بالخاصكي وهو عم تغري بردى وقرقماس الذي يقال لأولهما سيدي الصغير ولثانيهما سيدي الكبير. ولاه أستاذه نيابة طرابلس ثم أتابكية حلب ثم نيابة حماة ثم استقر بعده في نيابة حلب وذلك في سنة اثنتين وثمانمائة وهو الذي سلم قلعتها لتمرلنك بالأمان لباطن كان له معه فخلع عليه لذلك واستصحبه معه إلى دمشق ثم عزله الناصر في سنة أربع ثم ولاه نياب طرابلس في سنة ست ثم حلب أيضاً، ثم عمله المؤيد أتابك الديار المصرية ثم ولي بعده حلب أيضاً وآل أمره إلى أن طلبه ابن أخيه قرقماس كما سيأتي في ترجمته؛ وقتل باسكندرية في المحرم سنة ثمان عشرة، وكان معظماً للعلماء كريماً حيياً حشماً لكن لم تكن لأملاك الناس ولا للأوقاف عنده حرمة، وابتنى بحلب جامعاً وبطرابلس زاوية ولم يكن يواجه أحداً بما يكره. ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً وتبعه شيخنا في أنبائه، وقال إنه كان مهيباً عاقلاً مشاركاً في عدة مسائل كثيرة الاكرام لأهل العلم والعناية بهم، اجتمعت به فوجدته يستحضر كثيراً من كلام الغزالي وغيره. وكذا طول يوسف بن تغري بردى ترجمته وأنه قتل وله نحو خمسين سنة ووصفه بالشجاعة والاقدام والكرم ومباشرة الحروب وحضور الوقائع ولكنه كن قليل السعادة في حركاته مع معرفة تامة وخديعة ومكر ودهاء غير محبب إلى الناس، وذكر أن الجامع الذي له بحلب كان قد أسسه أقبغا الهذباني الأطروش فكمله هو ووقف عليه وقفاً جيداً وإن زاويته بطرابلس على بركة داوية.
823 - دمشق خجا بن سالم سيف الدين الدكزي التركماني نائب جعفر وأمير التركمان. كان غالب أيامه عاصياً على السلطنة ووقعت له أمور مع نواب البلاد الشامية ثم بينه وبين نعير بن حيار بن مهنى أمير العرب مقتلة ودام بينهما القتال أياماً ثم قتله نعير في رمضان سنة ست ومستراح منه فقد كان مع المفسدين يرتكب عظائم من القتل والنهب لم تأخذه رأفة على مسلم كهفاً للصوص وقطاع الطريق. ذكره ابن خطيب الناصرية.
824 - دولات باي الأشرفي برسباي من أمراء العشرات. مات في أواخر صفر سنة ثمانين فجأة طلع إلى الخدمة على العادة فوجدوه ميتاً وصلى عليه السلطان غير مأسوف عليه قد ذكرت له قبائح ومساوىء.
825 - دولات باي الأشرفي اينال. تأمر عشرة ثم تجرد عن قريب لسوار فمات بغزة في رجوعه سنة أربع وسبعين.
826 - دولات باي الأشرفي ويعرف بحمام. تنقل حتى عمل رأس نوبة ثاني على إمرة عشرة في أيام الظاهر تمربغا ثم عمل شاد الشر بخاناه وولي نيابة اسكندرية ومات بها في رجب سنة ثلاث وثمانين واستقر بعده في النيابة اينال الأشرفي قايتباي.(2/120)
827 - دولات باي الجاركسي المحمودي نسبة لخواجا محمود دجالبه لاسكندرية المؤيدي لكونه أخذه من سيده نائب اسكندرية أقبردي المنقار وأعتقه وأخرج له خيلاً ثم جعله خاصكياً ثم خازنداراً ثم صار ساقياً إلى أن أخرجه الأشرف منها واستمر خاصكياً مدة فلما صاهر جانماً قريب الأشرف صار بسفارته أمير عشرة ورأس نوبة، ثم جعله الظاهر في أول تملكه أمير طبلخاناه وأميراخور ثاني ثم بعد أشهر بعد أسنبغا الطياري دواداراً ثانياً فباشرها بحرمة وافرة وكلمة نافذة وازدحم الناس ببابه لقضاء مآربهم فأثرى ونالته السعادة الدنيوية وأنشأ الاملاك الهائلة واقتنى الخيول المسومة وغيرها من التحف وعظم في الدولة، وسافر أمير المحمل في سنة تسع وأربعين ثم صار في سنة ثلاث وخمسين أحد المقدمين بعد تمراز القرمشي؛ ودام فيها إلى أن استقر في الدوادارية الكبرى عوض قانباي الجركسي بمال وعد به ولذلك انحط قدره وانحل برمه وصار السلطان في كل قليل يرشحه لنيابة حلب وهو يكرر الاستعفاء إلى أن عينه لامرة حج المحمل في سنة ست وخمسين، وحج في تجمل زائد مع كونه لم يتناول من السلطان ما جرت عادة أمراء الحد به هذا وقد أعطاه في تلك الحجة عشرة آلاف دينار وسار سيرة حسنة جداً وكنت ممن رجع في ركبه ورأيت من حشمته ورفقه عجباً، واتفق في يوم نزوله وله بركة الحاج خلع الظاهر نفسه واستقرار ولده فطلع وسلم على المنصور فخلع عليه المنصور في أثناء صفر وحبسه باسكندرية ثم أطلقه الأشرف في أثناء الشهر الذي يليه بعد نحو شهر وقدم القاهرة في سابع عشره وأنعم عليه بعد ثلاثة أيام بتقدمة فما كان بأسرع من مرضه؛ فأقام أياماً ثم مات في يوم السبت مستهل جمادى الثانية سنة سبع وخمسين ودفن من يومه بالصحراء خارج القاهرة، وكان أميراً جليلاً معظماً في الدول مهاباً وقوراً حسن الشكالة طويل القامة رشيقاً عارفاً بأنواع الفروسية ومقالبة الملوك، جماعاً للأموال والخيول والتحف، كثير الأدب والحشمة عظيم الحرمة على المماليك وحواشيه، متجملاً في ملبسه ومركبه ومماليكه، كل هذا مع العقل وجودة الرأي والتدبير واعتقاده في الصالحين والفقهاء وتعظيمهم وتقريبهم وكثرة بره لهم لا سيما الفقراء من الطائفين، وله مآثر حسنة منها مكتب للايتام وسبيل في جامع الحاكم مع قيامه على الولوي بن تقي الدين البلقيني حتى نفذ وصية والده بعمارة ميضأة الجامع المذكور، وربما يوصف بالبخل والامساك وكأنه لكونه لا يضع الشيء إلا في مستحقه؛ وقد عظم بأخرة وتحدث الناس بسلطنته بحيث ثقل على الظاهر ثم على ابنه بل ندم الأشرف على اطلاقه وخافه فعاجلته المنية بحيث ظن بعضهم انه سم ومما نقم عليه ولايته نظر البيبرسية ومناكدته لشيخنا وقبل ذلك ولاية الطيبرسية ونحوها، وبالجملة فكان به تجمل في الزمان رحمه الله وعفا عنه.
828 - دولات باي الحسني الظاهري جقمق. تنقل حتى صار شاد الشؤن، وحج وهو كذلك بالركب سنة سبع وثمانين ورجعنا في ركبه ثم استقر رأسه نوبة ثاني في سنة تسعين؛ ومات في المقتلة في رمضان سنة ثلاث وتسعين.
829 - دولات باي النجمي الأشرفي برسباي؛ تنقل حتى صار أحد العشرات ورءوس النوب وسافر وهو كذلك إلى الجون في سنة ست وستين رفيقاً لاسنبغا الناصري وغيره ثم عادوا في التي تليها. وتوجه فيها مسفراً مع تمربغا حين وجه لاسكندرية ولم يلبث أن أمر باطلاقه هو ومن كان بق معه وأن يسجن هذا باسكندرية ويعطي اقطاعه لفارس السيفي دولات باي. ثم أطلق وصار أحد المقدمين بالشام وحاجب الحجاب بها فأغرى النابلسي الوكيل السلطان به بحيث فر إلى بلاد الروم لابن عثمان وحضر معه بعض الوقعات ثم راسله السلطان بما يطيب به خاطره بحيث كان ذلك باعثاً له على المجيء، ووصل في شوال سنة إحدى وثمانين فألبسه خلعة وكذا ألبس ولده ناصر الدين محمد المميز الآتي وأنزله في بيت قانم التاجر بالقرب من سويقة الصاحب؛ وأنعم عليه بنفقة شهرين من دراهم وغنم ودجاج وسكر وعسل وغير ذلك؛ وبالغ في اكرامه ثم ألبسه وهو وولده أيضاً بعد ذلك كاملية ووعده بكل خير فلم يلبث أن مات بالطاعون في المحرم سنة اثنتين وثمانين ونزل السلطان فصلى عليه رحمه الله.(2/121)
830 - دولات خجا الظاهري برقوق الذي استقر في الحسبة وكان والي القاهرة. مات في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين بالطاعون. أرخه شيخنا في أنبائه، قال المقريزي وكان عسوفاً جباراً كثير الشر، يصفه من يعرفه كالاشرفي برسباي أنه ليس بمسلم وأنه لا يخاف في الله وقد شاخ.
831 - دينار الطواشي أحد الجمدارية. ممن أضيفت إليه في سنة خمس وتسعين خدمة بالحجرة النبوية بعد سرور الحبشي الحسني قراقجا الآتي.
حرف الذال المعجمة
ذو النون جماعة ممن يسمى يونس.
832 - ذو النون الغزي واسمه محمد بن عبد الله بن صالح. كان عظيماً يتجر حكى الزين عبد الرحمن القلقشندي عن أبيه الشمس أنه قال هو خفير تلك البلاد. وقد لقيه شيخنا في سنة آمد.
حرف الراء المهملة
833 - راجح بن حسين بن محمد الحجاري مؤدب يحيى بن أبي البركات بن ظهيرة. رجل خير ساكن ممن سمع علي بمكة.
834 - راجح بن داود بن محمد بن عيسى بن أحمد الهندي الاحمداباي الحنفي. ولد في تاسع صفر سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بأحمداباد، ونشأ بها يتيماً لوفاة أبيه في ثاني سني مولده فقرا على بلديه محمود بن محمد المقرىء الحنفي في النحو والصرف والمنطق والاصلين والعروض وغيرها بحيث كان جل انتفاعه به وعلى مخدوم ابن برهان الدين الحنفي المعاني والبيان وعلى محمد بن التاج الحنفي الهيئة والكلام، وبرع في الفنون ونظم الشعر مع جودة الفهم، لقيني في أوائل سنة أربع وتسعين بمكة وكان قد قدم هو وأخوه قاسم وعمهما للحج فأدركوا الحج في التي قبلها، وكانت الوقفة الجمعة فحجوا ثم توجهوا للزيارة النبوية ثم عاد وقرأ علي جميع شرحي لألفية الحديث من نسخة حصلها الثلاثة بخطوطهم وانتهى من قراءته في ربيع الأول وامتدحني بأبيات كتبتها فيما امتدحت به وكتبت له إجازة هائلة مشتملة على أمور مهمة في نحو ثلاثة كراريس وأثبت له من جملتها ترجمة البدر الدماميني لسؤاله في ذلك لكونه مات في الهند وزدت له ترجمة العلاء البخاري الحنفي ونبهت على تكفيره لابن عربي وتكفير من يعتقده ويعتقد مقاله وجاء انتفاعه بذلك في دفع من يعتقده ويشتغل بتصانيفه لكون العلاء معروف الجلالة بينهم بحيث قرأ عليه صاحب كلبرجا، وكان يرسل له الهدايا الجزيلة ثم نبهت على دخول الصلاح الاقفهسي أيضاً بلاد الهند ولازمني في غضون قراءته، هو وأخوه حتى سمعا علي من أول البخاري إلى قبيل قصة عكل وعرينة بنحو صفحة وهو في النصف الثاني منه وكذا من الصيد والذبائح وهو أول الربع الأخير منه إلى باب خواتيم الذهب واختص هو بسماع المسلسل من لفظي بشرطه وبثلاثة أحاديث من عشارياتي وبحديث عن أبي حنيفة وبمصنفي في ختم البخاري وأعطيت منه نسخة وبسماعه بقراءة غيره لبعض شرحي لتقريب النووي وغير ذلك ووصفه بالشيخ الفاضل البارع الكامل المفنن المعين المجيد المفيد الفهامة البسامة الناظم العالم الأوحد الأمجد نخبة المحصلين وتحفة الطالبين من برز في كثير من العلوم العقلية وتحرز في مباحث ومناظرته فيما نرجو عن العصبية بارك الله تعالى فيه وتدارك باللطف جميع حركاته وسائر الخير الذي يرتجيه وسلمه سفراً وحضراً وألهمه أسباب الخيرات زمراً وأنه ممن اشتغل في بلاده بنفسه على أكابر علمائه في فنونهم واستعمل معهم اللين والرفق حتى اشتمل على مضمونهم ثم هاجر لقضاء فرضه وإمضا ما به يتوصل لقصده ونقي عرضه، إلى أن قلت وقد استدللت حين قراءته ومخالطته على مزيد براعته وبديع تصوره ومنيع تعرفه في تنويعه وتدبره وتأسفه على عدم طول المدة ليحظى ببلوغه من هذا الشأن قصده ولكنه على كل خير مانع ورب مكثر فاقه من هو بما أتقنه قانع وقد استفاد وأفاد واستعاد ما قد يخفى فيه المراد وحقق وتوثق واغتبط وارتبط وأنشد في غضون ذلك والدخول في هذه المسالك طائفة ممن حضر معه وصور الفضيلة التي شاهدها منه أبياتاً امتدح بها المصنف بليغة في معناها للمعارف المنصف فكان ذلك من تتمات فضائله ومهمات الدلائل على لطفه وحسن شمائله بحيث اشتهرت بالمسجد الشريف فضيلته، وتقررت أوصافه وفطنته.(2/122)
835 - راجح بن أبي سعد بن أبي نمى بن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الحسني المكي. كان من أعيان الاشراف آل أبي نمي حسن الشكالة يحفظ شعراً للاشراف المشار إليهم ويذاكر به وفيه خير وكان يطمع في إمرة مكة فاخترمته المنية دون ذلك. مات في المحرم سنة خمس بمكة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي.
836 - راجح بن شميلة بن محمد بن سالم الحفيصي المكي الآتي أبوه والماضي أخوه حرشان. مباشر جدة وابن مباشرها بل ارتقى للوزر وتكلف لمخدومه وعساكره الكثير جداً. مات بها في ربيع الأول سنة سبع وثمانين وجيء به لمكة فغسل وصلى عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة غير مأسوف عليه.
837 - راجح بن علي النشيط المكي الخياط. مات بها في المحرم سنة ثلاث وخمسين.
838 - راجح الطحان. مات في المحرم سنة سبع وستين.
839 - راشد بن أحمد بن راشد. مات بمكة في رجب سنة ست وخمسين.
840 - ربيع بن إبراهيم بن علي القليوبي. ممن سمع مني بمكة.
841 - ربيع شيخ صوفية المكان الذي بناه الجمالي ناظر الخاص بالكوم الأبيض.
842 - رجب بن أحمد بن علي بن عمر الزين أبو البركات السنهوري المالكي ويعرف بابن العسيلي. ممن أخذ القراءات عن بلديه جعفر.
843 - رجب بن كمشبغا الحموي الآتي أبوه. مات في سابع عشري رمضان سنة إحدى قبل أبيه بيوم.
844 - رجب بن يوسف بن سليمان زين الدين القاهرية الخيري - بفتح المعجمة ثم تحتانية ساكنة نسبة للجمال بن خير المالكي لكونه كان في خدمته. ولد تقريباً قبل السبعين وسبعمائة؛ ورأيت بخطه مولدي بأخبار أبي سنة خمس وستين وسبعمائة بالقاهرة. ونشأ بها فحفظ القرآن والرسالة في فقه المالكية، واستفاد من مخدومه وغيره أشياء حسنة كان يذاكر بها ويحفظ نبذاً من التاريخ؛ وسافر إلى اسكندرية ودمياط مراراً، وسمع الكثير على التقي بن حاتم والمليجي والشهاب المنفر والعلاء بن السبع وابن الفصيح وابن الشيخة والتنوخي والمطرز والصردي والنجم البالسي والفرسيسي والبلقيني والعراقي والهيثمي والغماري والمجد الحنفي وناصر الدين نصر الله الكناني الحنبلي والفخر القاياتي وابن الشهيد؛ وأكثر من الشيوخ والمسموع وأجاز له خلق، وحدث سمع منه الفضلاء؛ أخذت عنه أشياء، وقد ذكره شيخي في سنة أربع وعشرين من تاريخه وقال انه كان يخدم ابن خير ثم صار بعده يستجدي من الطلبة ويرافقهم في الطلب والسماع فسمع شيئاً كثيراً، لكنه كان يزن بالهنات ولا يزال يحصل في مكروه من ذلك إلى أن وقعت له كائنة، وذكرها وهي شنيعة ما أحببت ذكرها، قال فكانت أشد شيء اتفق له وعاش بعدها دهراً. قلت وحسنت حاله وتاب وأناب ولازم خدمة ابن عمار وتعاطى حوائجه وقتاً، وحصل اليسير من الكتب، وصار متماسك الأمر بحيث أخذ عنه غير واحد من الأعيان مع ظرف ورغبة في الجماعات ومحبة في زيارة الصالحين حتى كان أحد خدام الليث. مات في شعبان سنة خمسين بعد أن تعلل قليلاً ونزل بالبيمارستان المنصوري ثم خرج إلى الظاهرية القديمة فكانت منيته بها واختلست دريهماته من وسطه عفا الله عنه.
845 - رجب بن الناسخ المؤذن مؤدب الابناء. فقير تزوج ابنة صهر أخي الوسط ومكث معها مدة ثم فارقها.
846 - رجب ولم ينسب. ممن سمع علي بمكة في السر المكتوم وغيره.
847 - رحاب أحد مشايخ عربان البحيرة. قتل في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين.
848 - رزق الله بن فضل الله بن يونس تاج الدين بن أبي الكرم القبطي. قال العيني ويقال له عبد الرزاق أول ما باشر ديوان النائب ثم ولي نظر الجيش قيده العيني بدمشق فباشرها في مدة وعزل في أثنائها بسبب تغير الدول، وكان رئيساً محتشماً كثير المداراة والعصبية مع من يقصده. مات في رجب سنة ست عشرة. أرخه شيخنا في إنبائه وغيره.(2/123)
849 - رسلان بن أبي بكر بن رسلان بن نصير بن صالح البهاء أبو الفتح الكناني البلقيني ثم القاهري الشافعي ابن أخي السراج عمر وأخو أحمد وجعفر ومحمد. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة واشتغل في الفقه كثيراً ومهر وشارك في غيره وناب في الحكم وتصدى للتدريس والافتاء، وانتفع الناس به في جميع ذلك. قال ابن حجي كان من أكابر العلماء وحمدت سيرته في القضاء، زاد غيره وكان كثير المنازعة لعمه في إعتراضاته على الرافعي، مع الوقار وحسن الخلق والشكل. مات في أواخر جمادى الأولى سنة ثلاث عن سبع وأربعين سنة وكثر التأسف عليه. ذكره شيخنا في أنبائه وقال في ترجمة أبيه من سنة ثلاث وسبعين إنه مهر وأفتى ودرس وناب في الحكم وكان شكلاً حسناً كثير النفع للطلبة مع التواضع والتودد وهو أول إخوته وفاة؛ وهو في عقود المقريزي.
850 - رسول بن أبي بكر بن الحسين بن عبد الله الزين الهكاري الكردي ثم القاهري الشافعي. ولد في سنة ثلاث وثمانمائة وقرأ المحرر، وقدم حلب ثم دخل الروم ثم القاهرة فقطنها ونزل البرقوقية منها؛ وحضر عند العز عبد السلام البغدادي وابن البلقيني، وسمع على شيخنا واختص بالكمال إمام الكاملية بحيث لزم الإقامة عنده وهجر من عداه، واستمر على ذلك حتى مات في صفر سنة ثلاث وخمسين بالطاعون، وكان ديناً متقشفاً طارحاً للتكلف متواضعاً ورعاً رحمه الله وإيانا.
851 - رسول بن عبد الله الشهاب القيصري ثم الغزي الحنفي. ثم ولي نيابة الحكم حدود السبعين، وهو فاضل، وسمع من ابن أميلة وابن حبيب ثم ولي نيابة الحكم بدمشق في جمادى الآخرة سنة تسع وقد شاخ؛ قاله شيخنا في إنبائه وقال العيني القيسراني كان أحد طلبة الحنفية بالشيخونية أيام أكمل الدين وغيره وتولى قضاء غزة عوضاً عن القاضي موفق الدين؛ وأرخ وفاته في ربيع الآخر ولقبه شرف الدين فالله أعلم.
852 - رسول بن محمد بن عمر الكردي. ممن سمع على شيخنا أيضاً وصحب إمام الكاملية وكان يقال لأحدهما الكبير وللآخر الصغير للتمييز.
853 - رشيد بن عبد الله الحاج رشيد الدين الفهدي البهائي أحد الفراشين في الحرم النبوي ويعرف. سمع على العز بن جماعة جزءاً قرأه عليه الشرف أبو الفتح المراغي في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بمبرك الناقة النبوية من دار أبي أيوب الأنصاري المعروفة بالمدرسة الشهابية؛ ووصفه بالشيخ الصالح الخير.
854 - رضوان بن علي بن رضوان القاهري المقرىء والد أحمد الماضي وأحد قراء الجوق المجتهدين في التحصيل. تكسب بالشهادة كأبيه وبالدوران في الاسباع ببيت الأمراء ونحوهم وتنزل في كثير من الجهات بل كتب الوصولات بالخشابية بعد ولده وربما خطب؛ وكنت أحمد قراءته ووجد له بعض الاسمعة في ثبت الجمال البدراني فاستجازه الطلبة لذلك.(2/124)
855 - رضوان بن محمد بن يوسف بن سلامة بن البهاء بن سعيد شيخنا مفيد القاهرة محدث العصر الزين أبو النعيم وأبو الرضا العقبي ثم القاهري الصحراوي الشافعي المقرىء ولد في صبح جمعة من رجب سنة تسع وستين وسبعمائة بمنية عقبة بالجيزة ونشأ بخانقاه شيخو فحفظ القرآن والتنبيه وجود بعض القرآن على اسماعيل الانبابي وتلا بالسبع إفراداً إلا نافعاً فلم يكملها على النور أبي الحسن علي الدميري المالكي أخي بهرام؛ وسمع عيه مواضع كثيرة من القرآن جمعاً لها وللثلاث أيضاً وفي البحث في شرح الجعبري للشاطبية ونهج الدماثة وقرأ الكثير من الشاطبية وجميع الرائية عليه وعلى الشمس الغماري جمعاً للسبع إلى رأس الحزب الأول من الاعراف وكذا من ثم إلى رأس الحزب في القصص مع إضافة يعقوب إليها وعلى الزكي أبي البركات الاسعردي المالكي جمعاً للثمان بتمامها وقرأ عليه بعض العقد وسمع عليه بعض المطلوب في قراءة يعقوب وكلاهما لشيخه أبي حيان وعلى كل من الشرف يعقوب الجوشني المالكي والشمس النشوي الحنفي جملة من القرآن للسبع وعلى أولهما بعض الشاطبية وعلى النور بن سلامة بمكة بعضه للسبع أيضاً وعلى ابن الجزري الفاتحة وإلى المفلحون بالعشر داخل الكعبة وعلى ابن الزراتيتي جملة كثيرة من القرآن بالأثني عشر وقرأ عليه كلا من التيسير والعنوان والعقيلة والارشاد الصغير وغيرها وبعض القرآن على الفخر عثمان البرماوي وبحث عليه في شرحي الفاسي والجعبري للشاطبية وقرأ الشاطبية على ناصر الدين بن كشتغدي ولقي من القراء أيضاً العسقلاني وابن القاصح صاحب المصطلح وغيره فسمع عليهما بعض القرآن بالجامع الطولوني والفخر البلبيسي الضرير إمام الأزهر فسمع عليه به بعضه أيضاً وكذا أخذ القراءات عن الشمس الشطنوفي ويرويها بالاجازة عن التنوخي وابن السكاكيني في آخرين؛ واجتهد فيها جداً، وحضر دروس البلقيني وابن الملقن وكذا الصدر المناوي والعز بن جماعة ولازمهما وكذا الصدر الابشيطي كثيراً وتفقه بهم وبالشموس الثلاثة القليوبي والغراقي والشطنوفي وأذن له ثلاثتهم مع ابن الجزري في التدريس بل وأذن له ابن سلامة المكي في الافتاء أيضاً وأخذ العربية عن ثالث الشموس وعن الغماري أيضاً في شرح الألفية لابن الناظم والفصول لابن عصفور وبعض الحماسة وغير ذلك وأصول الفقه عن أولهم وعن ابن جماعة أيضاً والفرائض والحساب عن ثانيهم، وكذا أخذ في هذه العلوم الأربعة مع الكلام والتصريف والمنطق والمعاني والبيان والجدل عن البساطي وأذن له وكتب عن العراقي جملة من أماليه ثم عن ولده الولي وربما استملى عليه. وناب في عقود الأنكحة بالقاهرة وضواحيها عن الصدر المناوي، وولي مشيخة الاسماع بالشيخونية بعد الزين الزركشي والخدمة بالاشرفية المستجدة بالعنبريين بسفارة شيخنا حيث قال لواقفها وهما فيه هذه جنة ولا تصلح خدمتها إلا لرضوان فاستحسن ذلك وقرره والخطابة بجامع المرج وغير ذلك، وحج مراراً وجاور مرتين وزار بيت المقدس والخليل وما تيسرت له رحلة نعم أخذ بالحرمين عن جماعة كالجمال بن ظهيرة وقريبه الكمال، وكذا سمع ببيت المقدس على بعض من لم يعلمه لصغره شيئاً فإن والده سافر إليه فلحقته أمه به وذلك في سنة ست وسبعين وسبعمائة وهو أول شيء سمعه؛ واشتدت عنايته بالرواية وبالغ في الطلب وقرأ بنفسه الكثير واستوفى من الكتب بالسماع والقراءة بالعلو وغيره أصول الاسلام الستة ومسند أحمد إلا بعضه ملفقاً ومسند الشافعي تاماً وموطأ يحيى بن يحيى والقعنبي والبعض من كل من موطأ أبي مصعب ويحيى بن بكير ومسند أبي حنيفة وجميع شرحي معاني الآثار للطحاوي والسنن للدارقطني والسيرة لابن هشام وجملة، وأخذ عمن دب ودرج لكنه لم يكثر عن القدماء من شيوخه بل عن أهل الطبقة الوسطى فمن دونهم حتى كتب عن رفقائه بل ومن دونه أيضاً، ومن قديم مسموعه مما لم أسمعه عليه على التقي بن حاتم قطعة من السنن الكبرى للبيهقي وعلى ابن أبي المجد المجلس الأخير من مسند الشافعي ومن علوم الحديث لابن الصلاح ومن المقامات الحريرية وعلى المطرز والغماري الكثير من أبي داود والختم منه على الابناسي وعليهما والجوهري الكثير من ابن ماجه وعلى العراقي الكثير من أماليه، وانفرد في الديار المصرية بمعرفة شيوخها وما عندهم من المسموع ونحو ذلك لاستقصائه في تتبعه له وصار المعول عليه فيه(2/125)
وعرف العالي والنازل وكتب بخطه الجيد الكثير من الكتب والاجزاء والطباق وخرج كثيراً لغيره والبعض لنفسه كالاربعين المتباينات وكذا خرجها لولده ولم يتعد لغير ذلك من هذا الفن؛ وبالغ فيه وتوسع جداً مع مشاركة في الفضائل ونظم ونثر وقد حدث بأخرة بالكثير من الكتب والاجزاء وأقرأ القرآن وتخرج به جمع من الفضلاء، وكنت ممن تخرج به وقرأت عليه الكثير وانتفعت بتهذيبه وارشاده وأجزائه، وكان كثير المحبة لي والاقبال علي والتمس مني بأخرة جمع شيوخه ومروياته فما تيسر وتوسم في المعرفة ووصفني بالجميل ودعا لي كثيراً وأرجو أن أنتفع بذلك فقد كان خيراً ديناً ساكناً بطيء الحركة ربض الخلق صادق اللهجة غزير المروءة متواضعاً منطرح النفس وقوراً بساماً مهاباً بهياً نير الشيبة حسن السمت كثير التلاوة والعبادة غاية في النصح سليم الباطن محباً في الحديث وأهله، سمحاً بإعادة كتبه وأجزائه منجمعاً عن الناس بتربة السيفي قجماس الظاهري بالقرب من البرقوقية قانعاً باليسير عديم النظير على طريقة السلق قل أن ترى العيون في مجموعه مثله؛ طار اسمه بمعرفة الأسانيد والشيوخ والمرويات، وأرسل للسلطان أبي فارس صاحب المغرب أربعين حديثاً خرجها له ولأولاده بالاجازة فأثابه عليها؛ وكذا خرج للجلال البلقيني والنور التلواني وخلق، وقرض له شيخنا بعض ذلك أو جميعه؛ وكان كثير الميل إليه بحيث ذكره في القسم الأخير من معجمه وشهد له إذ ذاك بأنه أمثل من تخرج على طريقة طلب الحديث وقدمه للاستملاء عليه فاستمر؛ وأثبت اسمه مجرداً في ورقة كتبها في القراء بالديار المصرية في وسط هذا القرن لكونه كان أيضاً قصد فيها لتقدم عمله فيها حسبما بينته بحيث قرأ عليه غير واحد من الأعيان القراءات مع انه كان تاركاً وشهد عليه في سنة إحدى وخمسين في إجازته بعض من قرأ عليه القراءات فوصفه فيها بالشيخ الامام الفاضل شيخ الاقراء والتحديث الحافظ فلان، وفي أخرى قبلها بعشر سنين بالشيخ الامام العالم العلامة الاوحد المحدث الحافظ الضابط المقرىء المجود، هذا مع سلوك صاحب الترجمة معه الأدب إلى الغاية حتى إنني سمعته يسأل أيما أكبر أنت أو هو فقال أقول كما قال العباسي رضي الله عنه أنا أسن منه وهو أكبر مني رحمهما الله تعالى. ومدحه بقصيدة حسنة ذكرتها في الجواهر. ولم يزل على طريقته حتى مات في يوم الاثنين ثالث رجب سنة اثنتين وخمسين بسكنه بتربة قجماس، ودفن بها بعد أن شهد الصلاة عليه جمع جم كشيخنا وتقدم والحنبلي والاقصرائي فمن دونهم وتأسف الناس خصوصاً أهل الحديث على فقده، ولم يخلف بعده في معناه مثله، وهو في عقود المقريزي باختصار، وترجمته تحتمل أزيد من هذا رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركته. ومما كتبته عنه من نظمه مما أنشدنيه لفظاً:ف العالي والنازل وكتب بخطه الجيد الكثير من الكتب والاجزاء والطباق وخرج كثيراً لغيره والبعض لنفسه كالاربعين المتباينات وكذا خرجها لولده ولم يتعد لغير ذلك من هذا الفن؛ وبالغ فيه وتوسع جداً مع مشاركة في الفضائل ونظم ونثر وقد حدث بأخرة بالكثير من الكتب والاجزاء وأقرأ القرآن وتخرج به جمع من الفضلاء، وكنت ممن تخرج به وقرأت عليه الكثير وانتفعت بتهذيبه وارشاده وأجزائه، وكان كثير المحبة لي والاقبال علي والتمس مني بأخرة جمع شيوخه ومروياته فما تيسر وتوسم في المعرفة ووصفني بالجميل ودعا لي كثيراً وأرجو أن أنتفع بذلك فقد كان خيراً ديناً ساكناً بطيء الحركة ربض الخلق صادق اللهجة غزير المروءة متواضعاً منطرح النفس وقوراً بساماً مهاباً بهياً نير الشيبة حسن السمت كثير التلاوة والعبادة غاية في النصح سليم الباطن محباً في الحديث وأهله، سمحاً بإعادة كتبه وأجزائه منجمعاً عن الناس بتربة السيفي قجماس الظاهري بالقرب من البرقوقية قانعاً باليسير عديم النظير على طريقة السلق قل أن ترى العيون في مجموعه مثله؛ طار اسمه بمعرفة الأسانيد والشيوخ والمرويات، وأرسل للسلطان أبي فارس صاحب المغرب أربعين حديثاً خرجها له ولأولاده بالاجازة فأثابه عليها؛ وكذا خرج للجلال البلقيني والنور التلواني وخلق، وقرض له شيخنا بعض ذلك أو جميعه؛ وكان كثير الميل إليه بحيث ذكره في القسم الأخير من معجمه وشهد له إذ ذاك بأنه أمثل من تخرج على طريقة طلب الحديث وقدمه للاستملاء عليه فاستمر؛ وأثبت اسمه مجرداً في ورقة كتبها في القراء بالديار المصرية في وسط هذا القرن لكونه كان أيضاً قصد فيها لتقدم عمله فيها حسبما بينته بحيث قرأ عليه غير واحد من الأعيان القراءات مع انه كان تاركاً وشهد عليه في سنة إحدى وخمسين في إجازته بعض من قرأ عليه القراءات فوصفه فيها بالشيخ الامام الفاضل شيخ الاقراء والتحديث الحافظ فلان، وفي أخرى قبلها بعشر سنين بالشيخ الامام العالم العلامة الاوحد المحدث الحافظ الضابط المقرىء المجود، هذا مع سلوك صاحب الترجمة معه الأدب إلى الغاية حتى إنني سمعته يسأل أيما أكبر أنت أو هو فقال أقول كما قال العباسي رضي الله عنه أنا أسن منه وهو أكبر مني رحمهما الله تعالى. ومدحه بقصيدة حسنة ذكرتها في الجواهر. ولم يزل على طريقته حتى مات في يوم الاثنين ثالث رجب سنة اثنتين وخمسين بسكنه بتربة قجماس، ودفن بها بعد أن شهد الصلاة عليه جمع جم كشيخنا وتقدم والحنبلي والاقصرائي فمن دونهم وتأسف الناس خصوصاً أهل الحديث على فقده، ولم يخلف بعده في معناه مثله، وهو في عقود المقريزي باختصار، وترجمته تحتمل أزيد من هذا رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركته. ومما كتبته عنه من نظمه مما أنشدنيه لفظاً:(2/126)
الحب فيك مسلسل بالأول ... فامنن ولا تسمع ملام العذل
وارحم عباد اللّه يا من قد علا ... من يرحم السفلى يرحمه العلي
وخف العذاب ورج عفواً أن ترم ... شرباً من الندب الرحيق السلسل
856 - رضوان بن هلال الأندلسي.
857 - ركاب. شنق في سنة إحدى وستين كما ذكرته في الحوادث.
858 - رمضان بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى الزين المنوفي ثم القاهري الشافعي نزيل القراسنقرية وأخو الشهاب أحمد بن أبي السعود الماضي لأبيه خاصة فرمضان أمه أمة. مات في شعبان سنة اثنتين وثمانين؛ وكان خيراً مديماً للتلاوة والعبادة صوفياً بالخانقاه الصلاحية مع غيرهما من الجهات ولم يقصر عن الخمسين رحمه الله.
859 - رمضان بن علي بن أحمد أبو الجود الشاذلي المدني الواعظ. ممن سمع مني بالمدينة.
860 - رمضان بن عمر بن مزروع الاتكاوي الشافعي. شيخ صالح جليل أخذ عن بلديه الشيخ إبراهيم وصحبه جماعة كالزيني زكريا القاضي والشمس بن سلامة، وكان فاضلاً. مات في جمادى الأول سنة سبعين وهو عم محمد بن إسماعيل بن عمر العمريطي الآتي.
861 - رمضان بن يوسف بن رمضان الشبراوي ويعرف بابن تكا قوله. ممن سمع مني بالقاهرة.
862 - رمضان اللقاني ثم القاهري البهائي التاجر. ممن قرأ على ابن أسد وأبي السعادات البلقيني وغيرهما، وحج وكان راغباً في الخير وزوج ابنه لابنة يحيى ابن شيخنا الرشيدي. مات في أوائل سنة ثمان وثمانين عفا الله عنه.
863 - رمضان المنفلوطي ثم القاهري المهتار عامي جلف. ولد ببني غالب قرية من عمل منفلوط، رقاه أستاذه وصار يتكلم في الكسوة وغيرها.
864 - رمضان الضرير بواب المدرسة الجمالية بمكة. مات بها في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين.
865 - رميثة بن أحمد الهذلي المسعودي ويعرف بالخفير - بمعجمة وفاء ككبير. كان من أعيان الخفراء الذين يسكنون سولة من نخلة اليمانية ممن ينسب لخير ومروءة واعتبار بين الناس. مات في أيام منى سنة تسع عشرة بعد تغير عقله قليلاً من الكبر ودفن بالمعلاة عن ست وسبعين فأزيد؛ ذكره الفاسي.
866 - رميثة بن بركات بن حسن بن عجلان الحسني ابن صاحب الحجاز وأخو صاحبه الجمالي محمد وهو أصغر إخوته؛ رام المخالفة عليه بحيث لما انفصل الاشرف قايتباي عن مكة وفارقه أخوه تخلف هو معه وشكاه فأرسل به إلى أخيه فاستمر متأخراً عنده، ثم فر إلى اليمن كجازان وغيرها عند أخواله ذوي عمر، واجتمع بعامر بن طاهر صاحبها في سنة سبع وتسعين ورام التوصل في جلبه إلى عيداب فما تمكن. وبالجملة فهو الآن مشتت، وقد تزوج قبل بمكة عابدة ابنه حليمة ابنة السيد صفي الدين الايجي وقتاً ثم فارقها ولها إليه مزيد ميل.
867 - رميثة بن أبي القسم بن حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمى الحسني المكي. مات غريباً بالمحلة وكان راجعاً من اسكندرية في ربيع الثاني سنة تسع وسبعين، وشهد الصلاة عليه ثم دفنه من لا يحصى كثرة، وكان توجهه إلى القاهرة في سنة ست وسبعين رحمه الله.
868 - رميثة بن محمد بن عجلان بن رميثة بن أبي نمر الحسني المكي. ولي إمرتها مدة فلم تحمد سيرته فعزل واتفق خروجه في طائفة من العسكر للوقيعة ببني إبراهيم أو غيرهم على نحو ثمانية أيام من مكة فقتل في المعركة في رجب سنة سبع وثلاثين ببلاد الشرق ودفن هناك.
869 - رميح بن حازم بن عبد الكريم بن أبي نمى الحسني. مات في أول شعبان سنة سبع وخمسين خارج مكة؛ وحمل فدفن بها.
870 - روزبهان بن محمد بن عبد الدائم بن مكرم الشيخ صدر الدين بن غياث الدين ابن روح الدين الفالي ابن أخت أحمد بن نعمة الله الماضي. ممن سمع مني بالمدينة النبوية.
871 - ريحان الحبشي التعكري لكونه عتيق الجمال محمد بن عمر بن مسعود التعكري والد علي وزينب زوج محمد بن حسن الصائغ؛ وأم هاني أم أبي بكر بن عبد الغني المرشدي وغيره. كان له من الدور بدار الخفرة وأخرى تجاه دار الشهاب قاوان بالخرازين. مات سنة ست وعشرين بمكة.
872 - ريحان الحبشي العطار. هكذا جرده ابن فهد.
873 - ريحان الحبشي عتيق الشيبي. مات بمكة في مستهل ربيع الأول سنة إحدى وخمسين.
874 - ريحان الحبشي عتيق الشهاب بن الضياء.(2/127)
875 - ريحان الحبشي عتيق القاضي علي بن أحمد النويري المالكي. سمع من الكمال بن حبيب شيئاً من آخر مسند الطيالسي، ومن أحمد بن سالم المؤذن والقروي قطعة من أول موطأ يحيى بن يحيى وآخره ومن الجمال الاميوطي قطعة من سيرة ابن سيد الناس؛ أخذ عنه التقي بن فهد وأورده في معجمه. مات في المحرم سنة سبع وأربعين بمكة.
876 - ريحان الحبشي فتى الزكي أبي بكر المصري. ممن سمع مني بمكة.
877 - ريحان الحبشي المكي ويعرف بالعيني. ولي أمر المكس بجدة في دولة السيد علي بن عجلان وحصل دنيا وأملاكاً ثم ذهب غالبه وكان ذا مروءة. مات بزبيد في رمضان أو شوال سنة ست عشرة. ذكره الفاسي في مكة.
878 - ريحا الزنجي الحبي. ذكر بالخير والدين، وإنه كان يتعاطى حلق رؤس الأكابر من الأمراء وغيرهم ويسقي الماء بطاسة بين العشاءين بخانقاه شيخو سنين ويكثر من الصلاة ونحوها مع بشاشة؛ واستقر به الاشرف قايتباي في السبيل الذي أنشأه بزيادة جامع ابن طولون. مات في سنة سبع وثمانين رحمه الله.
879 - ريحان العدني ويعرف بالرميدي. كان ذا ملاءة وعبادة، وفيه خير وديانة تردد لمكة غير مرة، وجاور بها ثلاث سنين أو نحوها متصل بوفاته. مات في ذي الحجة سنة عشر بمكة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة.
880 - ريحان النوبي ثم المكي القائد عتيق السيد حسن بن عجلان ويعرف بالفيل؛ مات بمكة في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين. أرخه ابن فهد.
881 - ريحان اليعقوبي نسبة للخواجا يعقوب البرلسي الطواشي أحد خدام المدينة؛ ممن سمع مني، ومات سنة إحدى وتسعين.
حرف الزاي المنقوطة
882 - زاده العجمي الخرزباني الحنفي، ويعرف بالشيخ زادة. قدم من بلاده إلى حلب سنة أربع وتسعين، وهو شيخ ساكن يتكلم في العلم بسكون ويتعانى حل المشكلات فنزل بجوار المحب بن الشحنة فشغل الناس؛ وكان عالماً بالعربية والمنطق والكشاف مقتدر على حل المشكلات من هذه العلوم. طارحه السراج عبد اللطيف الفوي بأسئلة من العربية وغيرها نظماً ونثراً منها في قول الكشاف إن الاستثناء في قوله تعالى " إنا أرسلنا إلى قوم مُجرمين إلا آلَ لوطٍ " متصل أو منقطع فأجابه بجواب حسن أنه إن كان يتعلق بقوم يكون منقطعاً لأن القوم صفتهم الاجرام أو بمن الضمير في صفتهم فيكون متصلاً، واستشكل بأن الضمير هو الموصوف المقيد بالصفة فلو قلت مررت بقوم مجرمين إلا رجلاً صالحاً كان الاستثناء منقطاً فينبغي أن يكون الاستثناء منقطعاً في الصورتين فأجاب بأنه لا إشكال قال وغاية ما يمكن أن يقال إن الضمير المستكن في المجرمين وإن كان عائداً إلى القوم بالاجرام إلا أن إسناد الاجرام إليه يقتضي تجرده عن اعتبار اتصافه بالاجرام فيكون اثباتاً للثابت إلى آخر كلامه، ونظم في الجواب أيضاً قصيدة طويلة يقول فيها:
ولا الشعرُ من ذاتي ولا شميتي ... ولا أنا من خيل الفكاهة في الخبر
ثم دخل القاهرة؛ وولي بعد ذلك تدريس الشيخونية ومشيختها فأقام مدة طويلة إلى أن كان في أواخر سنة ثمان وثمانمائة فوثب عليه فيها بالجاه الكمال بن العديم لما شنع عليه بأنه طال ضعفه وخرف وتألم الشيخ لذلك هو وولده ومقت أهل الخير ابن العديم بسبب صنيعه هذا، ولم يلبث أن مات واستقر جمال الدين بولده في تدريس الحنفي بمدرسته جبراً لما وقع من إخراج الشيخونية عن أبيه ثم عنه مع كونه ناب عنه فيها، ذكره ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا في إنبائه، وأرخه المقريزي في سلخ ذي القعدة سنة تسع وأنه دفن بالشيخونية وسماه الشيخ شمس الدين محمد قال وكان من أعيان الحنفية، وله يد في العلوم الفلسفية واستدعاه السلطان من بغداد إلى القاهرة، ويحرر هذا كله.
883 - زاهد بن عارف بن جلال اللكنوهي الهندي الحنفي. قرأ على أربعي النووي بمكة في رمضان سنة أربع وتسعين.
884 - زاهر بن أبي القسم بن حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمى الحسني؛ ممن له ذكر في أيام أبيه وسطوة وتجبر إلى أن قيده أبو ثم رضي عنه ومات بعد.(2/128)
885 - زائد بن محمد بن إسماعيل القلهاني الأصل - نسبة لبلدة من أعمال هرموز - المكي الشافعي أحد الشهود بباب السلام. ممن حضر كثيراً من مجالسي بمكة ومولده بها سنة ثمان وخمسين وثمانمائة، ونشأ فاشتغل عند النور بن عطيف وأبي العزم ولازم دروس الجمالي أبي السعود وربما حضر عند والده. وكان الشيخ عبد المعطي يمشيه عنده ثم صارت عليه قابلية في صناعته بالنسبة للجالسين هناك.
886 - زبيري اسم بلفظ النسب ابن قيس بن ثابت بن نعير بن منصور الحسيني أمير المدينة. وليها بعد ابن عمه ميان بن مانع في رمضان سنة أربع وخمسين وأقام بها إلى سنة خمس وستين فانفصل بزهير بن سليمان بن هبة بن جماز بن منصور ثم استقر به الشريف محمد بن بركات المفوض إليه أمر الحجاز بأسره في النيابة في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وخطب باسمهما. وحضر عندي بعض المجالس واستمر حتى مات في التي تليها واستقر الشريف بولده البدر حسن الماضي.
887 - الزبير بن سعد بن عبد الله النفطي المدني المادح. ممن سمع مني بالمدينة وأنشد نظماً لغيره قاله فيّ.
888 - زربة بن تبل بن منصور العمري القائد. مات في ذي القعدة سنة ثلاث وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
889 - زكريا بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن الحسن المستعصم بالله أبو يحيى العباسي. ولي الخلافة في أيام اينبك بعد قتل الأشرف عوضاً عن المتوكل ثم خلع ثم أعاده الظاهر بعد القبض على المتوكل في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ثم صرف عنها في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين فلزم داره إلى أن مات في جمادى الأولى سنة إحدى، وكان عامياً صرفاً بحيث يبدل الكاف همزة.
890 - زكريا بن حسن بن محمد الزين الدميري الأصل القاهري الشافعي المقري إمام الحسينية ويسمى عبد الرحمن أيضاً ولكنه بزكريا أشهر. ولد تقريباً سنة خمس وعشرين وثمانمائة، وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والتبريزي وجمع الجوامع والألفيتين والشاطبيتين والتلخيص، وعرض على المحب بن نصر الله وشيخنا والعيني وابن الديري في سنة تسع وثلاثين وأجازوه بل سمع على من عدا الأول وكذا على الزين الزركشي، وتلا بالسبع على الشهاب السكندري بل قرأ عليه التيسير والشاطبيتين والألفية بتمامها ولحمزة والكسائي على ابن كزلبغا بل قال لي مرة أنه جمع عليه ولحمزة فقط على السنهوري المالكي وللثلاثة عشر على النور البلبيسي إمام الأزهر وابن أسد، لكنه لم يكمل عليهما ولنافع وابن كير وأبي عمرو على ابن الحمصاني ولأبي عمرو على الشارمساحي وعنه أخذ المجموع في الفرائض والحاوي الفرعي وكذا أخذ عن البدر القيمري في الفرائض وأخذ الفقه أيضاً عن الشمس الشنشي والعلم البلقيني وحفيد أخيه البدر أبي السعادات والمناوي والعبادي في آخرين، وقرأ على شرح ألفية العراقي للناظم بتمامه وغير ذلك دراية ورواية واغتبط بذلك مع قراءته له قبل ذلك على الفخر عثمان الديمي وكذا قرأ علي من تصانيفي القول البديع بعد أن كتبه؛ وحج غير مرة وجاور في بعضها وأخذ في مجاورته عن الشرف عبد الحق السنباطي، وأذن له غير واحد من شيوخه كالسكندري وشهد عليه المناوي وابن الديري والأقصرائي وإمام الأزهر والبدر البغدادي؛ وولي إمام الحسينية وتنزل بالشيخونية، وتكسب بالشهادة على خير واستقامة وسلامة وفطرة واستحضار لكتبه وانجماع حتى عن بني الدنيا مع كونه ممن كان اختص بالأمير يشبك الفقيه وقتاً ونعم الرجل، ووصفه ابن أسد في إجازة لولده بأنه شيخ القراء ومعدن الاقراء الشيخ الامام العالم المفيد النافع لخلق الله في العلوم فيدرس ويعيد.
891 - زكريا بن علي بن كمشبغا التاجر وأمه عنقاء أخت جهة البدري ابن شيخنا. كان أبوه مصارعاً قيماً، ونشأ ولده فدخل دار الضرب إلى أن اكتسب قدراً فترقى حينئذ لحرفة زوج أمه ابراهيم بن المرجوشي وهي بيع القماش السكندري وما أشبهه في سوق الشرب؛ ونال في ذلك حظاً وافراً وشهرة تامة مع نهضة وحذق في سبب وتقلل في معيشته. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين سامحه الله وعفا عنه.(2/129)
892 - زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الزين الأنصاري السنبكي القاهري الأزهري الشافعي القاضي. ولد في سنة ست وعشرين وثمانمائة بسنيكة من الشرقية، ونشأ بها فحفظ القرآن عند الفقيهين محمد بن ربيع والبرهان الفاقوسي البلبيسي أحد من كتبت عنه وعمدة الاحكام وبعض مختصر التبريزي في الفقه ثم تحول إلى القاهرة في سنة إحدى وأربعين فقطن الأزهر وأكمل حفظ المختصر المذكور بل حفظ أيضاً المنهاج الفرعي وألفية النحو والشاطبيتين وبعض المنهاج الأصلي ونحو النصف من ألفية الحديث ومن التسهيل إلى كاد وبعض ذلك بعد هذا الأوان، وأقام بعد مجيئه القاهرة بها يسيراً ثم عاد إلى بلده ثم رجع فداوم الاشتغال وجد فيه وكان ممن أخذ عنهم الفقه القاياتي والعلم البلقيني فقرأ عليهما شرح البهجة ملفقاً بل وأخذ عنهما في الفقه غير ذلك وعن الشرف السبكي والشموس الونائي والحجازي والبدرشي والشهاب بن المجدي والبدر النسابة والزين البوتيجي بل وعن شيخنا والزين رضوان في آخرين، وحضر دروس الشرف المناوي وغيره بل قرأ في التنبيه على الشمس البامي كما كان يخبر به وأصول الفقه القاياتي والكافياجي قرأ عليهما العضد ملفقاً والعز عبد السلام البغدادي وابن الهمام والشرواني والشمني وجماعة وأصول الدين على العز المذكور أخذ عنه شرح العقائد بكماله ما بين سماع وقراءة والشرواني قرأ عليه شرح المواقف والشمس محمد بن محمد بن محمود المدعو بالشيخ البخاري نزيل زاوية الشيخ نصر الله قرأ عليه العبري شرح الطوالع والأبدي وغيرهم وعن كل مشايخه في أصل الدين أخذ النحو بل وأخذه أيضاً عن ابن المجدي وابن الهمام والشمني والصرف عن العز والشرواني؛ وكذا عن محمد بن أحمد الكيلاني قرأ عليه شرح تصريف العزي للتفتازاني وطائفة والمعاني والبيان والبديع عن القاياتي أخذ عنه المطول ما بين قراءة وسماع والشمس البخاري المذكور قرأ عليه المختصر والكافياجي والشرواني وعن من عداه من شيوخ الصرف أخذ المنطق وكذا عن ابن الهمام والأبدي والزين جعفر العجمي الحنفي نزيل المؤيدية قرأ عليه الشمسية وغالب حاشيتها للسيد والتقي الحصني أخذ عنه ظناً في القطب وحاشيته، وأخذ عن القاياتي في اللغة وكذا أخذ عنه وعن الكافياجي وشيخنا في التفسير وأخذ علم الهيئة والهندسة والميقات والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وغيرها عن ابن المجدي وقرأ عليه من تصانيفه أشياء والفرائض والحساب أيضاً عن الشمس الحجازي والبوتيجي؛ وكذا عن أبي الجود البنبي قرأ عليه المجموع والفصول والحكمة عن الشرواني وجعفر المذكور والطب عن الشرف بن الخشاب والعروض عن الوروري وعلم الحرف عن ابن قرقماس الحنفي والتصوف عن أبي عبد الله الغمري والشهاب أحمد الادكاوي ومحمد الفوي وكلاهما من أصحاب ابراهيم الادكاوي وعن السراج عمر النبتيتي والزين عبد الرحمن الخليلي شقير، وتلقن منهم ومن أحمد بن الفقيه علي بن محمد بن تميم الدمياطي ويعرف بالزلباني الذكر وتلا بالسبع على كل من النور البلبيسي إمام الأزهر والزين رضوان والشهاب القلقيلي السكندري بعد تدربه في ذلك ببعض طلبتهم كالزين جعفر وبالثلاث الزائدة عليها بما تضمنته مصنفات ابن الجزري النشر والتقريب والطيبة على الزين طاهر المالكي وبالعشر لكن إلى المفلحون فقط على الزين بن عياش المكي بها؛ وأخذ مرسوم الخط عن الزين رضوان بل وسمع عليه في البحث من شرح الشاطبية للجعبري وحمل عنه كتباً جمة في القراءات والحديث وغيرهما كجملة من شرح ألفية الحديث للعراقي؛ وعن ابن الهمام أخذ هذا الشرح بتمامه سماعاً وبعضه قراءة وعن القاياتي بعضه؛ بل وأخذ عن شيخنا الكثير منه ومن ابن الصلاح وجميع شرح النخبة له؛ وقرأ عليه بلوغ المرام من تأليفه أيضاً والسيرة النبوية لابن سيد الناس ومعظم السنن لابن ماجه وأشياء غيرها، وسمع في صحيح مسلم على الزين الزركشي وكذا سمع على العز بن الفرات أشياء وعلى سارة ابنة ابن جماعة في المعجم الكبير للطبراني بقراءتي وعلى البرهان الصالحي والرشيدي وكثير ممن تقدم كالزين رضوان واشتدت عنايته بملازمته له في ذلك حتى قرأ عليه مسلماً والنسائي والبوتيجي والبلقيني وبمكة في سنة خمسين حين حج على الشرف أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد والقاضيين أبي اليمن النويري وأبي السعادات بن ظهيرة في آخرين بالقاهرة وغيرها وبعض من(2/130)
ذكر من جميع شيوخه في أخذه عنه أكثر من بعض، كما أن عمله في هذه العلوم أيضاً يتفاوت، ولم ينفك عن الاشتغال على طريقة جميلة من التواضع وحسن العشرة والأدب والعفة والانجماع عن بني الدنيا مع التقلل وشرف النفس ومزيد العقل وسعة الباطن والاحتمال والمداراة إلى أن أذن له غير واحد من شيوخه في الافتاء والاقراء وممن كتب له شيخنا ونص كتابته في شهادته على بعض الآذنين له: وأذنت له أن يقرىء القرآن على الوجه الذي تلقاه ويقرر الفقه على النمط الذي نص عليه الإمام وارتضاه قال والله المسؤل أن يجعلني وإياه ممن يرجوه ويخشاه إلى أن نلقاه. وكذا أذن له في اقراء شرح النخبة وغيرها؛ وتصدى للتدريس في حياة غير واحد من شيوخه وأخذ عنه الفضلاء طبقة بعد طبقة مع إعلام متفننيهم بحقيقة شأنه ولكن الحظ أغلب، وشرح عدة كتب منها آداب البحث وسماه فتح الوهاب بشر الآداب وفصول ابن الهائم في الفرائض سماه غاية الوصول إلى علم الفصول مزج المتن فيه وآخر غير ممزوج سماه منهج الوصول إلى تخريج الفصول هو أبسطهما والتحفة القدسية في الفرائض لابن الهائم أيضاَ وسماه التفة الأنسية لغلق التحفة القدسية وألفية ابن الهائم أيضاً المسماة بالكفاية وسماه نهاية الهداية في تحرير الكفاية وبهجة الحاوي وسماه الغرر البهية في شرح البهجة الوردية وتنقيح اللباب للولي بن العراقي ومختصر الروضة لابن المقري المسمى بالروض وحاشية على شرح البهجة للولي العراقي وشرح في النحو شذور الذهب بل كتب على ألفية النحو يسيراً؛ وفيما يتعلق بالقراءات شرح مقدمة التجويد لابن الجزري ومختصر قرة العين في الفتح والامالة وبين اللفظين لابن القاصح وأحكام النون الساكنة والتنوين والمد والقصر وفي المنطق شرح ايساغوجي وشرح المنفرجة في مطول ومختصر وأقرأ معظم ذلك وطار منه شرح البهجة في كثير من الاقطار؛ وكنت أتوهم أن كتابته أمتن من عباريه إلى أن اتضح لي أمره حين شرع في غيبتي بشرح ألفية الحديث مستمداً من شرحي بحيث عجب الفضلاء من ذلك وقلت لهم من ادعى ما لم يعلم كذب فيما علم، وخطر لي لقصور الطلبة المرور على شرحه للبهجة وابراز ما فيه سيما في كثير مما يزعم المزج فيه. وقصد بالفتاوي وزاحم كثيراً من شيوخه فيها، وكان أحد من كتب في كائنة ابن الفارض بل هو أحد من عظم ابن عربي واعتقده وسماه ولياً، وعذلته عن ذلك مرة بعد أخرى فما كف بل تزايد فصاحة بذلك بأخرة وأودعه في شرحه للروض من مخالفته الماتن في ذلك. وله تهجد وتوجد وصبر واحتمال وترك للقيل والقال وأوراد واعتقاد وتواضع وعدم تنازع بل عمله في التودد يزيد عن الحد ورويته أحسن من بديهته وكتابته أمتن من عبارته وعدم مسارعته إلى الفتاوي قيل مما يعد في حسناته، وبيننا أنسة زائدة ومحبة من الجانبين تامة ولا زالت المسرات واصلة إلى من قبل بالدعاء والثناء وإن كان ذلك دأبه مع عموم الناس فحظي منه أوفر ولفضي فيه كذلك أغزر وقد عرض عليه إمامة المدرسة الزينية الاستادار أول ما فتحت، ويكون ساكناً بها فتوقف واستشار القاياتي فحسنه له ولم يلبث أن جاءه صاحبه الشهاب الزواوي وسأله أن يتكلم له مع القاياتي في اشارته إلى الواقف بتقريره فيها فبادر من غير اعلامه بأنه سئل فيها وتوجه معه إلى القاياتي فكلمه فوعده بالاجابة بعد أن علم الشهاب منه بتعيينها له وتمادي الحال، ومع ذلك فاستقر فيها الشهاب بن أسد، وكذا سأل في خزن كتب المحمودية بعد شيخنا فبادر النحاس وأخذها للتريكي بل تكلم في أخذ ما كان في تركة ابن البلقيني من كتب الأوقاف حرصاً منه في ذلك؛ وفي الخزن على الاستمداد من الكتب وعمل الميعاد بجامع الظاهر نيابة ثم وثب البقاعي على الأصيل فانقطع. واستمر به العلم بن الجيعان في مشيخة التصوف بالجامع الذي أنشأه ببركة الرطلي أول ما فتح، وكذا استقر في مشيخة التصوف بمسجد الطواشي علم دار بدرب ابن سنقر بالقرب من باب البرقية عوضاً عن زينب ابنة شيخه أبي الجود ثم رغب عنه وقرره الظاهر خشقدم في التدريس بتربته التي أنشأها بالصحراء أول ما فتحت. وفي تدريس الفقه بالمدرسة السابقية بعد موت ابن الملقن وقدمه على غيره ممن نازع مع سبق كتابة الناظر الخاص له. وتحول من ثم للسكن في قاعتها؛ وزاد في الترقي وحسن الطلاقة والتلقي مع كثرة حاسديه والمتعرضين لجانبه وواديه، وهو لا يلقاهم إلا(2/131)
بالبشر والطي للنشر إلى أن استقر به الأشرف قايتباي في مشيخة الدرس المجاور للشافعي والنظر عليه عقب موت التقي الحصني بعد سعي جل الجماعة فيه بدون مسألة منه وألبسه لذلك جندة خضراء وتوجه إلى المقام ومعه القضاة الأربعة ما عدا الحنفي لتوعكه وقاضي الشام القطب الخيضري ومن شاء الله وبعض الأمراء. ثم رجع إلى منزله وباشر الدرس والتكلم على أوقافه واجتهد في عمارتها واستخلص منه ما كان منفصلاً عنه من مدة بعد خطوب وحروب في استخلاصها يطول شرحها ثم أضاف إليه بعد ذلك نظر القرافة بأسرها إلى غير ذلك مما يؤذن بمزيد خصوصيته عنده ولذا كثر توسل الناس به إليه وإلى غيره من أمرائه فمن دونهم في كثير من المآرب وانفرد عن غيره من المتطوعة بالمزيد من ذلك. ودخل في وصايا ونحوها والسلطان في غضون ذلك يلهج بالتحدث بولايته القضاء مع علمه بعدم قبوله عن الظاهر خشقدم بعد تصميمه عليه لذلك إلى أن أذعن بعد مجيء الزمام وناظر الخاص ونائب كاتب السر وناظر الدولة وغيرهم إليه وطلبه له فطلع معهم وما وجد بداً من القبول وذلك وقت الزوال من يوم الثلاثاء ثالث رجب سنة ست وثمانين وقد صرف الولولي الأسيوطي في أول يوم منه حين التهنئة ورجع ومن شاء الله معه من الأمراء والقضاة والمباشرين والنواب والطلبة إلى الصالحية على العادة ثم إلى منزله فباشر بعفة ونزاهة واستقر في أمانة الحكم بأحد فضلاء جماعته الجمال الصاني الأزهري وفي النقابة بأحد الفضلاء أيضاً العلاء المحلي الحنفي أحد جماعة قاضي المحلة أوحد الدين العجيمي مع تدبير الشهاب الأبشيهي لهما ومراجعتهما له، وامتنع من ولاية أبي الفتح السوهاي مع توسله عنده بكل طريق واجتهد في عمارة الأوقاف لاستيلاء الخراب على أكثرها ولم يظهر أثر ذلك إلا لمباشريها وجباتها لكون الناصح له في العمارة وغيرها عديم والمكافح في الدفع عنه غير مستقيم واستمر القطع لجل مستحقيها إلى أن أمسك السلطان الأمين والنقيب وغيرهما من جماعته ورسم عليهم ولم يلتفت لمن يعذله عن ذلك مع قلتهم بل عدمهم وصرفه في أثناء ذلك عن نظر القرافتين ويقال كانت ولايته على المستحقين نقمه وجهالته في تصرفاته على المستحقين المسلمين غمه بحيث عادت محبة الناس فيه عداوة وزادت الرغبة إلى الله بزواله عقب الصلاة والتلاوة واشتد بغضه فيه ولم يعتد بغالب ما يبديه وصرح بتمقته مرة بعد أخرى وطرح جانبه سراً وجهراً ولو التفت لجهة المستحقين لانكب عنه بيقين، ولكن حب الدنيا رأس كل خطيئة وعلى كل حال فهو نهاية العنقود وحامل الراية التي إلى الخير فيما نرجو تعود ولم تزل الأكابر تمتحن والصابر عليها يرتقي لكل أمر حسن رفع الله به وعنه كل مكروه ودفع عنه من يخفضه بفوه وختم له بخير. والطي للنشر إلى أن استقر به الأشرف قايتباي في مشيخة الدرس المجاور للشافعي والنظر عليه عقب موت التقي الحصني بعد سعي جل الجماعة فيه بدون مسألة منه وألبسه لذلك جندة خضراء وتوجه إلى المقام ومعه القضاة الأربعة ما عدا الحنفي لتوعكه وقاضي الشام القطب الخيضري ومن شاء الله وبعض الأمراء. ثم رجع إلى منزله وباشر الدرس والتكلم على أوقافه واجتهد في عمارتها واستخلص منه ما كان منفصلاً عنه من مدة بعد خطوب وحروب في استخلاصها يطول شرحها ثم أضاف إليه بعد ذلك نظر القرافة بأسرها إلى غير ذلك مما يؤذن بمزيد خصوصيته عنده ولذا كثر توسل الناس به إليه وإلى غيره من أمرائه فمن دونهم في كثير من المآرب وانفرد عن غيره من المتطوعة بالمزيد من ذلك. ودخل في وصايا ونحوها والسلطان في غضون ذلك يلهج بالتحدث بولايته القضاء مع علمه بعدم قبوله عن الظاهر خشقدم بعد تصميمه عليه لذلك إلى أن أذعن بعد مجيء الزمام وناظر الخاص ونائب كاتب السر وناظر الدولة وغيرهم إليه وطلبه له فطلع معهم وما وجد بداً من القبول وذلك وقت الزوال من يوم الثلاثاء ثالث رجب سنة ست وثمانين وقد صرف الولولي الأسيوطي في أول يوم منه حين التهنئة ورجع ومن شاء الله معه من الأمراء والقضاة والمباشرين والنواب والطلبة إلى الصالحية على العادة ثم إلى منزله فباشر بعفة ونزاهة واستقر في أمانة الحكم بأحد فضلاء جماعته الجمال الصاني الأزهري وفي النقابة بأحد الفضلاء أيضاً العلاء المحلي الحنفي أحد جماعة قاضي المحلة أوحد الدين العجيمي مع تدبير الشهاب الأبشيهي لهما ومراجعتهما له، وامتنع من ولاية أبي الفتح السوهاي مع توسله عنده بكل طريق واجتهد في عمارة الأوقاف لاستيلاء الخراب على أكثرها ولم يظهر أثر ذلك إلا لمباشريها وجباتها لكون الناصح له في العمارة وغيرها عديم والمكافح في الدفع عنه غير مستقيم واستمر القطع لجل مستحقيها إلى أن أمسك السلطان الأمين والنقيب وغيرهما من جماعته ورسم عليهم ولم يلتفت لمن يعذله عن ذلك مع قلتهم بل عدمهم وصرفه في أثناء ذلك عن نظر القرافتين ويقال كانت ولايته على المستحقين نقمه وجهالته في تصرفاته على المستحقين المسلمين غمه بحيث عادت محبة الناس فيه عداوة وزادت الرغبة إلى الله بزواله عقب الصلاة والتلاوة واشتد بغضه فيه ولم يعتد بغالب ما يبديه وصرح بتمقته مرة بعد أخرى وطرح جانبه سراً وجهراً ولو التفت لجهة المستحقين لانكب عنه بيقين، ولكن حب الدنيا رأس كل خطيئة وعلى كل حال فهو نهاية العنقود وحامل الراية التي إلى الخير فيما نرجو تعود ولم تزل الأكابر تمتحن والصابر عليها يرتقي لكل أمر حسن رفع الله به وعنه كل مكروه ودفع عنه من يخفضه بفوه وختم له بخير.(2/132)
893 - زهير بن حسن بن علي بن سليمان بن سنجر بن عبد الله اليساري - نسبة لعرب اليسار - القرافي الشافعي أحد رؤس الركابة في الاسطبلات السلطانية كأسلافه واسمه محمد ولكنه بزهير أشهر. ولد سنة ست وعشرين وثمانمائة بباب القرافة، وحضر دروس الونائي فأكثر وكذا المناوي بل القاياتي وخالط الفقهاء من ذلك العصر وهلم جرا؛ وكان لكثير منهم إليه الميل؛ ودخل البلاد الشامية وحج وزار بيت المقدس واستفتى شيخنا وقد حضر عنده مجلس الاملاء فيمن أنكر عليه استمراره بزيه مع مخالطته للفقهاء فأجابه بما كتبته في فتاويه بل سمعه بعضهم بحضرته وهو يعقد في كلامه القاف على طريقتهم، فقال له ألا تخلصا قافاً فنصره بقوله لو قال في الفاتحة المستقيم بالقاف المعقودة مع القدرة على خلاصها صح بل استفتى جماعة كالعبادي والمقسي والجوجري على من تعرض له بالاساءة وأجابوه كلهم بالشهادة بخيره وحضوره مجالس العلماء وتكلمه في مسائل العلم وتأدبه وإنشاده الشعر ونحو ذلك مما لم أزل أيضاً أسمعه. وقد زارني في سنة ست وتسعين واستأنست به وحكى لنا عن الونائي وغيره ممن خالطهم من طبقتهم ومن دونها كأبي البركات الغراقي ولا يخلو من ظرف ولطف.
894 - زهير بن سليمان بن زبان بن منصور بن جماز بن شيخة الحسيني. كان فاتكاً خارجاً عن الطاعة يقطع الطرق على الحجيج والمسافرين إلى أن قتل في رجب سنة ثمان وثلاثين في محاربة أمير المدينة ابن عمه مانع بن علي بن عطية ابن منصور، وقتل مع زهير جماعة من بني حسين وأراح الله منه. ذكره شيخنا في أنبائه.
895 - زهير بن سليمان بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني أمير المدينة. وليها بعد زبيري الماضي في آخر سنة خمس وستين فاستمر حتى مات في صفر سنة ثلاث وسبعين غير أنه انفصل في شوال سنة تسع وستين نحو أربعة أشهر بضغيم بن خشرم الحسيني المنصوري وهو المستقر بعد موته.
896 - زيد بن غيث بن سليمان بن عبد الله الزين أبو اليمن العجلوني ثم الصالحي الحنبلي. ولد قبل السبعين وسبعمائة بيسير وسمع على محمد بن محمد بن داود ابن حمزة ومحمد بن الرشيد عبد الرحمن بن السيف محمد بن أحمد بن عمر المقدسي أشياء وحدث سمع منه الفضلاء. وكان خيراً صالحاً، مات قبل سنة خمسين فيما ظنه البقاعي.
897 - زيرك الرومي القاسمي قاسم. مولى محظوظ في التجارة صادق اللهجة محباً في الخير متأدباً. ترقى في التجارة؛ وقدم بسببها القاهرة كثيراً، وسافر لغيرها وصار أحد المذكورين.
898 - زين العابدين جماعة منهم ابن شقيقي أبي بكر بن عبد الرحمن بن أبي بكر السخاوي الأصل القاهري واسمه محمد؛ ولكن غلب عليه هذا حتى هجر اسمه. ولد ضحى الثلاثاء ثالث عشر صفر سنة تسع وسبعين وثمانمائة بمنزلنا المجاور لسكن شيخنا بحذاء المنكوتمرية؛ ونشأ به في كنف أبويه فحفظ القرآن والجرومية والعمدة والمنهاح وجمع الجوامع وألفية النحو وغيرها وعرض على غير واحد وفهم في العربية وغيرها، ولم يلبث أن توفى والده فتشاغل عنها إلى أن رجعت في محرم سنة خمس وتسعين فقرأ علي قليلاً وكذا على البدر حسن الأعرج في المنهاج والشمس النوبي في النحو وغيره، وباشر الخطابة وظيفته ووظيفة أخيه بالباسطية وتزوج وولد له والله يصلحه.
899 - زين العابدين بن علي بن محمود بن العادل سليمان الأيوبي أخو أيوب الماضي وانه آخر ملوك الحصن من بني أيوب وقتل في سنة ست وستين.
900 - زين العباد بن فخر الدين بن جلال بن أحمد فضل الواسطي. مات سنة ثمان وثلاثين.
901 - زين قرا بن الرماح كتب عنه شيخنا الزين رضوان شعراً للشافعي في صناعة الرمي بالنشاب
حرف السين المهملة
902 - ساسي الكلاعي القائد.(2/133)
903 - سالم بن إبراهيم بن عيسى الصنهاجي المغربي المالكي. رأيته فيمن عرض عليه ابن أبي اليمن بمكة؛ وكأنه الذي ولد بمشدالة بعد السبعين وسبعمائة تقريباً ونشأ ببجاية واشتغل بتونس إلى أن فضل وارتحل فوقع في أسر الكفار سنة أربع وثلاثين وثمانمائة؛ وناظر الأساقفة ببلادهم فأفحمهم ودام عنهم مدة ثم أخرجوه، وسمع بالحجاز ومصر وغيرهما كدمشق؛ ومن محفوظاته الشفا وولي قضاء المالكية بدمشق ثم قضاء القدس ثم عاد إلى الشام؛ وسار في ذلك كله سيرة حسنة بحرمة وصرامة وكلمة نافذة وعفة ونزاهة، وحدث ودرس وأفتى، وكنت جوزت أن يكون الزواوي الآتي وانه توفي سنة ثلاث وسبعين ثم استبعدت ذلك سالم بن أحمد الحنبلي القاضي في سالم بن سالم بن سالم بن إسماعيل بن الحسن البابي ثم الحلبي ثم محمد 904 - سالم بن خليل بن إبراهيم الزين العبادي القاهري الحنفي. نشأ فقيراً مقلاً وصحب أزبك الظاهري جقمق قديماً ولازم خدمته وأم به، بل كان معه ببيت المقدس فراج أمره وصار هو المرجوع إليه عنده حتى تمول كثيراً وضخم واشتهر ذكره، وأضيف إليه من الجهات الدينية والمرتبات ما يفوق الوصف، ومن ذلك خزن كتب المحمودية مع عقل وسكون واحتمال وإقبال وتواضع وتوابع وقد تكرر حجه مراراً منها في سنة ثمان وتسعين موسمياً ليكون نظره على ولد الأمير حين كونه أمير الأول وعلى زوجته خوند ابنة الظاهر والله تعالى يحسن عاقبته.
905 - سالم بن ذاكر بن محمد بن عبد المؤمن بن محمد بن ذاكر بن عبد المؤمن بن أبي المعالي بن أبي الخير بن ذاكر الكازروني الأصل المكي المؤذن الصائغ والد محمد وعلي وعبد العزيز. سمع من الإمام أبي اليمن الطبري قطعة من أول الموطأ لابن بكير وأربعين انتقاء الاقفهسي من أبي داود، وما علمت متى مات.
906 - سالم بن سالم بن أحمد بن سالم بن عبد الملك بن عبد الباقي بن عبد المؤمن ابن عبد الملك وقيل عبد العزيز بدلهما القاضي مجد الدين أبو البركات بن أبي النجا المقدسي ثم القاهري الحنبلي قريب الموفق عبد الله بن عبد الملك، فجده هو جد أحمد جد صاحب الترجمة. ولد سنة ثمان أو تسع وأربعين وسبعمائة ونشأ بها فحفظ القرآن والمحرر في الفقه وغيرهما؛ واشتغل ببلده وبرع وشارك في الفنون وناب في الحكم بها وسمع على عبد القادر المدني الحنبلي البخاري ومسند الإمام أحمد بأفوات فيهما، وقدم القاهرة في سنة أربع وستين وتفقه أيضاً بقاضي الحنابلة الموفق قريبه وناصر الدين الكناني وبالعلاء بن محمد وعليه وقرأ عمدة الأحكام، فلما مات الموفق أحمد بن نصر الله في سنة ثلاث وثمانمائة طلب أهل الدولة من يصلح للقضاء بعده، وكان بالقاهرة حينئذ العلاء بن اللحام فصار كل منهما يعترف بعجزه وصلاحية الآخر إلى أن اختير المجد فأقام قاضياً نحو خمس عشرة سنة حج في غضونها؛ وكان الناصر فرج يعتمد عليه لكونه وصف عنده بالجودة والأمانة بحيث أنه جهزه مرة إلى الصعيد مع الوزير سعد الدين البشيري للحوطة على تركة أمير عرب هوارة محمد بن عمر مما كان اللائق به التنزه عنه، لكنه كان يعتذر عن اجابته بقصد التخفيف عن ورثته وأنه يوفر لهم بسبب ذلك شيئاً لولا وجوده نهبت، وكذا ندبه لغير ذلك مما هو أشنع منه ثم صرفه المؤيد بالعلاء ابن المغلي وأضيف له ما كان مع المجد من التداريس فقدر بعد أيام قليلة شغور تدريس الجمالية الجديدة بموت أبي الفتح الباهي فقرره السلطان فيه فباشره هو وتدريس أم السلطان بالتبانة والمدرسة الحسنية حتى مات في ذي القعدة سنة ست وعشرين خاملاً وقد أقعد وتعطل وحصل له فالج ونحوه تغير به، وخلف عدة أولاد صغار أسنهم مراهق وهو محمد الآتي. ذكره شيخنا في إنبائه ورفع الاصر وابن خطيب الناصرية وقال إنه كان فقيهاً فاضلاً ديناً عفيفاً يحفظ المحرر ويستحضره. رأيته بالقاهرة في سنة ثمان أو تسع وهو إذ ذاك في مذهبه فقيهها.(2/134)
907 - سالم بن سعيد بن علوي أمين الدين الحسباني الشافعي. قدم القدس وهو ابن عشرين سنة فتفقه بها ثم قدم دمشق في حياة السبكي؛ واشتغل ودام على ذلك وتفقه بالعلاء حجي وغيره وأخذ النحو عن جماعة ثم قدم القاهرة فقرأ فيه على ابن عقيل وفي الفقه على البلقيني، وقدم معه دمشق لما ولي قضاءها وولاه قضاء بصرى ثم لم يزل يتنقل في النيابة بالبلاد إلى أن مات في جمادى الأولى سنة ثمان وقد جاز السبعين؛ وكان مكباً على الاشتغال وفي ذهنه وقفة. وكان مخلاً. ذكره شيخنا في إنبائه.
908 - سالم بن سلامة بن سلمان مجد الدين الحموي الحنبلي، ولي قضاء حلب فلم تحمد سيرته بحيث قتل فيها ابن قاضي عنتاب خنقاً بغير مسوغ معتمد وحبس لذلك بقلعة حلب إلى أن خنق على باب محبسه في سنة ثمان وخمسين. وكان فيما قيل ذا مشاركة ومذاكرة بالشعر مع معرفة بالأحكام في الجملة. ولكنه كان مهوراً حاد الخلق محباً في القضاء عفا الله عنه.
909 - سالم بن عبد الله بن سعادة بن طاحين القسنطيني نزيل اسكندرية. كان أسود اللون جداً حتى كان يظن أنه مولى وأما هو فكان يدعى أنه أنصاري؛ وكان للناس فيه اعتقاد وبين عينيه سجادة، وقد لازم البرهان بن جماعة واختص به وصار له صيت وطار له صوت، ثم صحب الجمال محمود بن علي الاستادار، وتردد كثيراً إلى القاهرة كل ذلك مع محاضرة حسنة وله أناشيد وحكايات وعلى ذهنه فنون. مات باسكندرية في سنة عشرين وقد جاز الثمانين. قاله شيخنا في إنبائه وهو في عقود المقريزي مطول وأنه صحبه وتردد إليه مراراً وأنه أنشده وكأنه متمثلاً:
ومن يعترض والعلم عنه بمعزل ... يرى النقص في عين الكمال ولا يدري
وهو أول بيتين لأبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد البكري الشريشي وثانيهما:
ومن لم يكن يدري العروض فربما ... يرى القبض في بحر الطويل من الكسر
910 - سالم بن عبد الوهاب المجد بن التاج الدمشقي القاهري خليفة المقام الأحمدي بطنتدا. وليه في حياة أبيه ثم وليه أبوه، فلما مات أبوه أعيد المجد إليه وسمعت من يحكي أنه أعطى أباه السم وقد صاهر الشمس بن الزمن على ابنة أخته واستولدها ابنة اسمها أصيل؛ ومات عنهما قريباً من سنة ثمانين تقريباً وخلفه في المشيخة.
911 - سالم بن محمد بن محمد بن سالم بن محمد الزين القرشي الحموي المكي ثم القاهري الكتبي بن الضيا أخو أحمد الماضي. ولد قبل التسعين وسبعمائة، وأجاز له المجد اللغوي وأبو بكر المراغي وابن سلامة وشعبان الآثاري ومحمد بن أحمد ابن محمد الرازي وتكسب بصناعة تجليد الكتب، وكان ساكناً ضعيف الحركة أحد صوفية سعيد السعداء أجاز لنا؛ ومات في شعبان سنة ست وسبعين رحمه الله.
912 - سالم بن القاضي عفيف الدين محمد بن محمد الزين أبو النجا القسنطيني السكندري قاضيها أبوه المالكي ويعرف بابن العفيف. أخذ عن الجمال عبد الله المشرق والشمس النوبي باسكندرية في العربية واشتغل يسيراً عند السنهوري وغيره، وأخذ عني قليلا؛ وأظنه قرأ البخاري على الشاوي، وسمعت أنه تول بالنظم وتجرأ على أشياء سيما في ولاية أبيه وعلى كل حال فهو أشبه منه؛ وحج في سنة ثمان وثمانين، وعاد في أول التي تليها مع الركب ويذكر بتمول.
913 - سالم بن محمد بن ناصر الجبائي الهواري المغربي ثم القاهري المديني نسبة لصحبة الشيخ مدين. ممن يديم التلاوة والقيام بالمرضى ونحوهم وملازمة خدمتهم محتسباً، وقد حضر عندي كثيراً في السيرة وغيرها ونعم الرجل.
914 - سالم بن محمد بن صنبة المكي، أورده النجم عمر بن فهد في معجمه وأنشد له ما سمعته منه في سنة ست وأربعين:
ألا ليت شعري هل ابيتن ليلةً ... بوادي الصفا حيث الكرام نزول
وهل أرد الشعب اليماني فإنه ... ظليل وبالماء الزلازل يسيل
وهل أنظر الغزلان فيه رواتعا ... فإن ضنى قلبي بهن يزول
915 - سالم الحوراني فقيه في بيت المقدس قرأ عليه القرآن الزين عبد القادر النووي.
916 - سالم الزواوي المغربي المالكي قاضيهم بدمشق، مات بها في صفر سنة ثلاث وسبعين بالمدرسة الشرابشية منها، وصلى عليه بالجامع، ودفن بمقبرة الحميرية رحمه الله، وينظر سالم بن إبراهيم الماضي.(2/135)
917 - سبع بن هجان بن محمد بن مسعود الحسني أمير الينبوع. وليها مرة بعد أخرى إلى أن مات في ذي الحجة سنة سبع وثمانين؛ واستقر بعده دراج ابن مفري بتقرير من صاحب الحجاز لتفويض أمره إليه.
918 - سراج بن مسافر بن زكريا بن يحيى بن اسلام بن يوسف سراج الدين القيصري الرومي ثم المقدسي الحنفي ويسمى أيضاً ضياء وعوض ولكنه لم يشتهر بواحد منهما. ولد سنة تسعين أو بعدها تقريباً؛ وقيل سنة خمس وتسعين بالمشهد من الروم، ونشأ هناك فاشتغل كثيراً ثم ارتحل إلى بلاد العجم فقرأ بها العلوم العقلية، وعاد فلزم الفنري حتى كان يعد من أعيان جماعته ومما أخذه عنه الفقه والاصلان والنحو والصرف والمعاني والبيان، وقرأ شرح المجمع لابن فرشتا على مؤلفه؛ وكذا أخذ عن الشيخ محمد بن أبيه أحد أصحاب صاحب درر البحار واشتغل أيضاً في الفرائض وغيرها، وتصدر للتدريس فدرس مدة، ثم بعد توغله في العقليات ومشاركته الجيدة في الشرعيات تجرد وسلك طرق التصوف فصحب جماعة منهم الزين أبو بكر الخافي، وتوجه صحبته إلى الحج ثم عاد فقدم بيت المقدس سنة ثمان وعشرين مجرداً بقصد الاقامة بها للتعبد فكان القادمون إليها من الروم للزيارة يعظمون شأنه فتنبه المقادسة وغيرهم له ولا زال يتلطف به من له رغبة في الاشتغال والاستفادة إلى أن عاود التدريس والافادة فأقبل الناس عليه وظهر تقدمه في فنون منها علم الكلام والمنطق والمعاني والبيان والنحو والصرف ومشاركته في غيرها وانتفع الناس به حتى قل أن يكون في الفضلاء والطلبة من لم يقرأ عليه واستغرق جل أوقاته في ذلك، وممن أخذ عنه صاحبنا الكمال بن أبي شريف وقال أنه كان محرراً لما يلقيه ويذاكر به؛ ناصحاً في تعليمه، علامة في حل التراكيب المشكلة، ذا قوة في النظر، له ممارسة جيدة لفقه مذهبه مديم الاشغال والاشتغال في كتب منه معتبرة، كثير المراجعة للهداية وشروحها ولشرح الكنز للزيلعي وشغف بتلخيص الجامع للخلاطي فكان يقرأ عليه فيه وكتب عليه قطعة جيدة، وكتب أيضاً بخطه كثيراً كالبخاري وكان معتنياً بالنظر فيه وفي شروحه وفي شرح مسلم للنووي والهروي وبالمصابيح وشروحه وبالكشاف وتفسير القاضي وغيرهما ويراجع الفخر الرازي وغيره عند إقراء الكشاف وحواشيه مع الاكثار من مطالعة الاحياء؛ وكان يبالغ في التحذير من كلام ابن عربي ويذكر أنه خالط المشتغلين بكلامه في بلاد الروم وغيرها ووجد كثيراً منهم زائفاً يتستر بالتأويل ظاهراً وهو في الباطن غير مؤول بل يعتقد ما هو أقبح من الكفر؛ ووجد بعضهم واقعاً في الغلط. وكان بعد شيخه الفنري مع علو مقامه في العلم ممن غلط في أمر ابن عربي وأشباهه، وكان ينظر فيما كتبه ابن تيمية في الرد على ابن عربي ويثنى على رده وكتب هو أيضاً في الرد عليه كتابة جيدة. وله نظم متوسط ونثر يستكثر على كثير من أهل الروم، وبنيت له مدرسة ببيت المقدس بنتها له امرأة من نساء وزراء الروم تعرف بخانم العثمانية - بالخاء المعجمة - فأقام بها إلى أن توفيت فآل النظر إلى ولدها، وكان فيما يقال يميل إلى ابن عربي فاتصل به مبالغة الشيخ في التحذير منه لأن ذلك كان دأبه سيما مع الواردين من الروم، فكان هذا باعثاً للولد على صرفه عن الدرس فلم يكترث الشيخ بذلك بل ظهر منه السرور به لكونه سبباً لحمايته عن تناول ريع وقفه، وكان رحمه الله متين الديانة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر مواظباً على الخير إلى أن مات في سنة ست وخمسين ودفن بباب الرحمة شرقي المسجد الأقصى. انتهى ملخصاً. وقال غيره كان متين الديانة عفيفاً عن الوظائف وما في أيدي الناس ذا ورع زائد وانقطاع عن الناس وتخل واطراح ولطافة وصدق وصحة اعتقاد وترك للتكلف، مع الاحسان للطلبة والمحاسن الجمة حتى قال الشيخ عبد القادر النووي ما أعلم أحداً اجتمعت فيه العدالة الظاهرة والباطنة بعد ابن رسلان غيره، وشرع في شرح مختصر الجامع الكبير وأدخل فيه علوماً على أسلوب جيد وهو جدير بقول القائل:
وحل من المجد المؤثل رتبةً ... يقصر عن إدراكها نظر الطرف
وقد لقيته ببيت المقدس فسمعت من فوائده، وكان علامة صالحاً نيراً سليم الفطرة إلى الغاية مديم الاشتغال والافادة لكن أكثر ذلك لأبناء جنسه للكنة كانت في لسانه وعدم طلاقة، وذكر أن جده الأعلى يوسف مدفون بطيبة رحمه الله وإيانا.(2/136)
919 - سرداح بمهملات ويقال ان أوله صاد مهملة أيضاً؛ وهو في عقود المقريزي وهو أصح والسين أشهر - بن مقبل بن نخباز بن مقبل بن محمد بن راجح بن إدريس بن حسن بن أبي عزيز الحسني الينبعي. ولي أبوه إمرة الينبع مدة ثم قبض عليه وحبس باسكندرية في سنة خمس وعشرين إلى أن مات بها وكحل ولده هذا فيقال إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ومسح عينيه فأبصرواتهم السلطان من كحله فالله أعلم. مات في أواخر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون؛ قاله شيخنا في انبائه ويقال أنه أقام مدة أعمى بعد أن فقئت عيناه وسالتا وورم دماغه ونتن ثم توجه إلى المدينة فوقف عند القبر النبوي وشكا ما به وبات فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح بيده الشريفة على عينيه فأصبح وعيناه أحسن ما كانت وأن البينة أقيمت للأشرف بمشاهدة الميل المحمى بالنار وهو يكحل به بحيث سالت حدقتاه بحضورهم؛ وكذا أخبر أمير المدينة بذلك والأمر أعظم من هذا فمن توسل بجنابه لا يخيب.
920 - سرور بن عبد الله بن سرور بن أحمد بن عبد الحميد أبو الوليد وأبو الفرج بن أبي محمد القرشي العلبي المغربي التونسي المالكي ابن أخت عبد الله بن مسعود بن علي بن القرشية الآتي ونزيل اسكندرية. ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بقسنطينة، وقدم القاهرة وسمع من شيخنا في الاملاء وغيره وأجاز له خاله في رجب سنة اثنتين وعشرين، وتميز في القراءات وممن أخذها عنه الشمس الديروطي، وامتحن وبقي مسلسلاً في بعض المراكب أواخر سنة أربع وأربعين ثم ذكر في شعبان من التي تليها أنه قتل وانقطع خبره من ثم رحمه الله.
921 - سرور الحبشي الشقراوي خوند شقرا ابنة الناص فرج جهة جرباش كرت الماضي. كان في خدمتهما ثم ترقى إلى أن استقر به الأشرف قايتباي بعد نفي معروف شاد الحوش وكذا استنابه مع وجود الناصري محمد ابن سيده في أوقاف الناصر فرج وضيق على مستحقي التربة الناصرية وكلفهم بما لم يألفوه وجدد المنبر وفرش المكان بالبلاط وطراه بالزيت وتصرف تصرفاً منكراً؛ ولم يلبث أن رافع فيه بعض المستحقين فبادر إلى التخلص بكونه متبرعاً بما فعله، وسكن الحال وكأنه لخدمته، وبنى في وسط حوش التربة المشار إليها تربة حسنة دفن في فسقية منها جانبك حبيب؛ وجدد بالخانقاه كتباً عمل لها خزانة غير خزانة كتب الواقف. وحج بالجملة فقد رأيت من يشكره بمداومته لصوم الاثنين والخميس وإكرام لأهل العلم ونحوهم وتعففه في مباشراته وعدم ارتشائه ويتكلم في مسائل ويقرأ من المصحف.
922 - سرور الحبشي قراقجا الحسني رأس نوبة الجمدارية مع إضافة خدمة بالحجرة النبوية إليه. ممن حج في أيام أستاذه وبعده ويذكر بخير وتعبد بالصوم وغيره كايثاره بمعلومه في الخدمة وغيره لفقراء المدينة وأثنى على تصرفه في مدرسة سيده وأوقافها وفي غيرها كالحجازية المجاورة للجمالية. مات في ليلة ثامن عشر صفر سنة خمس وتسعين عن بضع وسبعين وصلى عليه السلطان ودفن بتربة أستاذه ووجد له من النقد شيء كثير منه فيما قيل ما هو لبني الأمير برقوق وغيره وديعة. واستقر بعده في الحجازية الطواشي هلال الرومي الأشرفي أحد السقاة وفي الخدمة الطواشي دينار أحد الجمدارية أيضاً.
923 - سرور الطرباي الحبشي. اتصل باستاذه طرباي لخدمة السلطان فعمل جمداراً في سنة خمس وعشرين وترقى حتى ولي بعد صرف فارس الأشرفي سنة أربع وخمسين ظناً مشيخة الخدام بالحرم النبوي إلى أن مات هناك في صفر سنة ثلاث وسبعين بها دفن بعد أن شاخ. وهو من إخوة جوهر القنقباي ويذكر بدين وخير وسيرة محمودة مع كرم. واستقر بعده مرجان المحمدي التقوي.(2/137)
924 - سعد الله بن حسين الفارسي السلماسي الحنفي المقري نزيل بيت المقدس وإمام الحنفية بالأقصى. قدم من بلاده وكان شافعياً فتحنف وأخذ بالقاهرة عن سعد الدين بن الديري؛ وناب في قضاء دمشق عن العلاء بن قاضي عجلون ابتكره وابن عبد في آن واحد، ويقال انه أخذ بها القراءات عن الشمس ابن النجار ودام بها مدة واستقر في إمامة جامع بردبك بها، وتميز في القراءات وشارك في غيرها ثم قدم القاهرة في سنة سبع وسبعين، ورأيته بها واستقر في إمامة الحنفية بالاقصى وباشرها على هدى واستقامة وبهاء مع تصديه لاقراء القرآن وغيرها؛ بل ربما أفتى. مات في ثلاث جمادى الأولى سنة تسعين عن نحو الثمانين، وكان نيراً ذا شيبة حسنة ووقار وصولة وحرمة وشهامة وصدع بالحق لا يخاف في الله لومة لائم أثنى عليه في فضيلته، وكذا في مباشرته للانظار المضافة لامامة الصخرة وعمارته لها؛ ورأيت من أرخه من أهل بيت المقدس في أواخر ربيع الأول، وانه دفن بماملا بحذاء تربة البسطامي، قال وكان مولده سنة اثنتي عشرة أو التي بعدها وأشرك السلطان في الامامة بين ولد له صغير ابن سبع سنين وحفظ القرآن إلا بعض البقرة وهو نجيب ذكي فطن اسمه إمام الدين أبو السعود ممد وبين الجناب ناصر الدين الشنتير لأجل بذله بل حاول إخراج الولد طلباً للزيادة.
925 - سعد الله بن سعد بن علي بن إسماعيل الشيخ سعد الله الهمداني الأصل العنتابي الحنفي الآتي أبوه. قدم حلب مع أبيه فأقام بها، وكان شاباً ذكياً أديباً اشتغل بالفقه وشغل ودرس بالمدرستين الكلباوية والأتابكية البرانية، ومات في رابع جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين، ودفن عند أبيه خارج باب المقام، وكانت جنازته مشهودة حضرها النائب والأعيان، وأسف الناس عليه. ذكره ابن خطيب الناصرية، وتبعه شيخنا في أنبائه.
926 - سعد الله الناتولي أبو حميد التكروري المعتقد المقيم على باب جامع الحاكم. مات في المحرم سنة ست وخمسين، ودفن بتربة قانم. أرخه ابن المنير.
927 - سعد الله رجل كان لا يزال واقفاً تحت قلعة الجبل بالرميلة بحيث عده كثير من الناس في طائفة المجاذيب. مات في صفر سنة أربع وخمسين.
928 - سعد بن إبراهيم بن محمد الحضرمي الأندلسي المغربي التاجر والد ابراهيم الحربي المالكي الماضي. مات في شوال سنة إحدى وتسعين.
929 - سعد بن أحمد بن علي المكي البنا ويعرف أبوه بابن ناصر. ممن سمع مني بمكة.
930 - سعد بن أحمد بن منصور سعد الدين العطار بمكة ويعرف بسعد الوركان شيخ العطارين بباب السلام، وعنده دخول. مات في شعبان سنة اثنتين وستين وخلف ذرية.
931 - سعد بن الجمال عبد الله بن أحمد المدني ويعرف بابن النفطي شيخ المؤذنين والفراشين بالمدينة النبوية كأبيه ووالد طلحة الآتي. ممن حفظ القرآن وكتباً منها المنهاج والحاوي الفرعيين. سمع بالمدينة على الجمال الكازروني، وفي سنة أربع وأربعين بالقاهرة على الزين الزركشي في مسلم والشفا؛ ووصفه بالفقيه. مات تقريباً سنة بضع وستين؛ وقد قارب الأربعين، ويقال انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أنت مؤذني.
932 - سعد بن عبد الله سعد الدين الآمدي ثم الطرابلسي الشافعي. أقام بطرابلس مدة يشغل الناس في الحاوي ويفتي قليلاً، وكان فاضلاً في الأصول ويحل الحاوي، ولكن لم يكن محموداً في دينه. مات في إحدى الجمادين سنة اثنتين وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه ثم ابن قاضي شهبة.
933 - سعد بن عبد الله الحبشي عتيق الطواشي بشير الجمدار. اعتنى به سيده وعلمه القرآن ورتبه في وظائف، واستمر بعد سيده على طريقة حسنة وتزيا بزي الفقهاء، وكان محباً في السنة وأهلها جميل العشرة كثير الحج يقال انه حج ستين حجة، ومن أعجب ما كان يحكيه انه شاهد بعض الغلمان باع ما حصل له من سماط السلطان بأربعة دراهم فكان فيها ربع قنطار لحم وستة أرطال حلوى خراجاً عما عداه. مات في سنة خمس عشرة. ذكر شيخنا في أنبائه.
934 - سعد بن عبد الله الحضرمي خادم عبد الرحمن بن اليافعي ثم عمر العرابي مدة تزيد على عشرين عاماً؛ وكان صاحب ايثار وفتوة وانصاف ومروءة اعجوبة في جده واجتهاده وعبادته كأهل حضرموت ممن ذكر باجابة الدعوة. مات بالطائف سنة ثمان عشرة.(2/138)
935 - سعد بن علي بن اسماعيل سعد الدن الهمذاني العنتابي الحنفي والد سعد الله الماضي. قدم حلب فقطنها وأشغل الطلبة وأفتى، وكان مقبلاً على شأنه محسناً للطلبة مع الفضل والدين والعقل والسكون والحياء وله جلالة لخيره وديانته. توفي في مستهل شعبان سنة سبع عشرة ودفن خارج المقام رحمه الله. ذكره ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا في أنبائه.
936 - سعد بن علي بن يوسف بن محمد بن يوسف بن إسماعيل بن نصر بن الأحمر صاحب غرناطة الأندلس ووالد أبي الحسن علي وأبي عبد الله محمد. ذكرته استطراداً في حوادث سنة ست وتسعين.
937 - سعد بن أبي الغيث بن قتادة بن إدريس بن حسن بن قتادة بن إدريس ابن مطاحن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسن بن سليمان بن علي بن عبد الله ابن محمد بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني الينبعي أميرها. وليها غير مرة وتردد إلى القاهرة مراراً وكانت له فضيلة ومحاسن. مات معز ولا في ذي القعدة سنة أربع وقد زاد على الستين وذكره المقريزي في عقوده.
938 - سعد بن محمد بن جابر سعد الدين بن شمس الدين بن الزين العجلوني ثم الأزهري. كان خيراً ديناً سليم الباطن يحفظ القرآن ويلازم الذكر والعبادة ولكثير من الناس فيه اعتقاد وتذكر عنه كرامات، وكان العلاء البخاري يطريه جداً، وما بلغني عنه في المعتقد إلا الخير وكانت بيده إمامة الطيبرسية المجاورة للأزهر. مات في شوال سنة تسع وثلاثين وقد قارب الثمانين. ذكره شيخنا في إنبائه إلا بعضه فنقلته من بعض أجزاء تذكرته.(2/139)
939 - سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر ابن سعد شيخنا القاضي سعد الدين شيخ المذهب وطراز علمه المذهب العالم الكبير وحامل لواء التفسير أبو السعادات بن القاضي شمس الدين النابلسي الأصل المقدسي الحنفي نزيل القاهرة ويعرف بابن الديري نسبة لمكان بمردا جبل نابلس أو الدير الذي بحارة المرادويين من بيت المقدس. ولد في يوم الثلاثاء سابع عشر رجب سنة ثمان وستين وسبعمائة كما كتبه بخطه وأخبرنا به غير مرة ونقل أبيه أنه في سنة ست وستين؛ وقيل في التي تليها ببيت المقدس ونشأ به فحفظ القرآن عند الشيخ حافظ وغيره وكتباً منها الكنز وبعض المنظومة وجميع مختصر ابن الحاجب الأصلي والمشارق لعياض وحفظ أكثره في اثنى عشر يوماً؛ وكان سريع الحفظ مفرط الذكاء فعنى به أبوه وأعانه هو بنفسه فأكب على الاشتغال وتفقه بأبيه وبالكمال الشريحي وسمع دروسه في الكشاف وبحميد الدين الرومي والعلاء بن النقيب وغيرهم وعن والده أخذ الاصلين والمعاني والبيان وكذا أخذ المعاني والبيان عن خير الدين وأصول الفقه أيضاً مع النحو عن الشمس بن الخطيب الشافعي والنحو فقط عن المحب الفاسي والكمال المذكور وسمع على أبي الخير بن العلائي وإبراهيم ومحمد ابني العماد اسماعيل القلقشندي الصحيح ووالده والشهاب بن المهندس والزين القبابي في آخرين منهم بقراءة محمد بن كريم العطار، وأجاز له فيما أخبرني به النجم بن الكشك والصدر بن العز والصدر سليمان الياسوفي والشهاب الحسباني والشرف الغزي والزين القرشي وتذاكر معه وابن الكفري الحنفي وجماعة وانه اجتمع بجماعة من مشايخ الصوفية كالشيخ محمد القرمي وعبد الله البسطامي وسعد الهندي وأبي بكر الموصلي قال وكنت ودعته عند توجهي للحج في سنة سبع وتسعين ودعا لي؛ وكان والدي أوصاني أن لا أنزل إلا في وسط الناس فلم يمكني ذلك إلا في عرفة بل كنا إذا نزلنا في الوسط يرتحل من بجانبنا اتفاقاً حتى نبقى في الطرف فكنت أتعجب من ذلك قال ومع هذا فإننا حفظنا ولم نفقد مما معنا سوى سكين كنت أشتريتها في الطريق وكان يختلج في فكري ان فيها شبهة، ولازلت أتعجب مما اتفق لنا إلى أن لقيت بأراضي غزة جمالاً شيخاً يتكلم بكلام جيد في علم التصوف فكنت أتعجب منه إلى أن أعلمني بأنه أدرك جماعة منهم الموصلي المشار إليه كان قد حج به قال وانه لم يزل يوصيني أن لا أنزل إلا في طرف الناس فإنه أطيب راحة وأقرب لقضاء الحاجة والمحفوظ من حفظ الله؛ قال فحينئذ علمت أن ما اتفق لنا في الانفراد كان من مدده، وكذا اجتمع بالشمس القونوي صاحب درر البحار وأجاز له وبحافظ الدين البزازي صاحب جامع الفتاوي؛ وروى الهداية وغيرها عن الشيخ كريم الدين عبد الكريم القرماني الرومي؛ وكذا ناظر بالقاهرة السراج بن الملقن في مسألة البسملة في الوضوء في مذهب مالك وأحمد في آخرين من العلماء بالقاهرة ودمشق وغيرهما؛ وأكثر من الرواية بالاجازة عن البرهان إبراهيم بن الزين عبد الرحيم بن جماعة القاضي بأجازته من ابن عمه العز أبي محمد عبد العزيز بن جماعة القاضي وهو يروي عن أبيه القاضي بدر الدين عن القاضي فهذا مسلسل بالقضاة، ولو اعتنى لأدرك الاسناد العالي لكنه شمر عن ساعد الاجتهاد وكحل عيني البصر والبصيرة بميل السهاد حتى صار من أوعية العلم مع ما رزقه الله من التواضع والحلم؛ واشتهر بمعرفة الفقه حفظاً وتنزيلاً للوقائع وخبرة بالمدارك واستحضاراً للخلاف حتى كان والده يقدمه على نفسه في الفقه وغيره. وولي عدة وظائف ببلاده كالمعظمية والشركسية والمنجكية؛ وانتفع الناس بدروسه وفتاويه، وجد في العلوم حتى رجح على والده في حياته؛ وحج مراراً أولها في سنة إحدى وثمانمائة، ومرة في سنة إحدى وعشرين على أبيه وهو قاضي الحنفية بها ثم وردها بعد موته في ثاني عيد الأضحى سنة سبع وعشرين، وولي بها مشيخة المؤيدية تصوفاً وتدريساً بل كان قد باشرهما في حياته لما ولي القضاء، وانتفع الناس به في الفتاوي والمواعيد والأشغال؛ ودرس بعده بعدة أماكن كالفخرية ابن أبي الفرج بتقرير واقفها وكجامع المارداني في الدرس الذي رتبه فيه صرغتمش قبل بناء مدرسته برغبة البدر حسن القدسي له عنه قبيل موته فباشره درساً واحداً ثم انتزعه منه الأشرف برسباي لامامة المحب الاقصرائي، وتألم هو وأحبابه لذلك واعتذر المحب بعدم(2/140)
القدرة على ترك القبول، ولم يلبث أن سئل في قضاء الحنفية وألح عليه حتى قبله واستقر فيه في المحرم سنة اثنتين وأربعين عوضاً عن شيخنا البدر العيني فباشره بمهابة وصرامة وعفة وأحبه الناس سيما إذ شرط على نفسه إبطال الاستبدالات ولكنه لم يتم بل صار بطائن السوء يحتالون عليه بكل طريق لظهور مسوغ عنده، وبالجملة فكان إماماً عالماً علامة جبلاً في استحضار مذهبه قوي الحافظة حتى بعد كبر السن، سريع الادراك شديد الرغبة في المباحثة في العلم والمذاكرة به مع الفضلاء والأئمة، مقتدراً على الاحتجاج لما يروم الانتصار له بل لا ينهض أحد يزحزحه غالباً عنه، ذا عناية تامة بالتفسير لا سيما معاني التنزيل؛ وبالمواعيد يحفظ من متون الأحاديث ما يفوق الوصف غير ملتزم الصحيح من ذلك؛ وعنده من الفصاحة وطلاقة اللسان في التقرير ما يعجز عن وصفه لكن مع الاسهاب في العبارة وصار منقطع القرين مفخر العصرين ذا وقع وجلالة في النفوس وارتفاع عند الخاصة والعامة على الرؤس من السلاطين والأمراء والعلماء والوزراء فمن دونهم بحيث عرض على كل من ابن الهمام والأمين الاقصرائي الاستقرار في القضاء عوضه فامتنع مصرحاً بأنه لا يحسن التقدم مع وجوده وقدم أولهما مرة من الحج فابتدأ بالسلام عليه في المؤيدية قبل وصول إلى بيته؛ وعقد مجلس بالصالحية بسبب وقف العجمي سبط الدميري فسئل الأمين إذ ذاك عن الحكم فأجاب بقوله: أنا أفتيت ولا شعور عندي بكون الاستفتاء متعلقاً بحكم مولانا، وأشار إليه فإن الذي عندي أن مشايخنا المتأخرين لو كانوا في جهة وهو في جهة كان أرجح وأوثق، وأما شيخنا فكان أمراً عجباً في تعظيمه والاعتراف بمحاسنه، وترجمته له في رفع الاصر مع كونها مختصرة شاهدة لعنوان ذلك، وكذا كان صاحب الترجمة يكثر التأسف على فقد شيخنا بعد موته ولا يزال يترحم عليه ويذكر ما معناه: انه صار بعده غريباً فريداً، ويحكي من مذاكرته معه جملة ويقبح من كان يمشي بينهما بالافحاش المقتضي للاستيحاش فرحمهما الله تعالى فلقد كان للزمان بوجودهما البهجة، وبهما في كل حادثة المحجة، ولذلك سمع هاتف يقول بعد أحمد وسعد ما يفرح أحد، وقد اشتهر ذكره وبعد صيته ونشره حتى إن شاه رخ بن تيمور ملك الشرق سأل من رسول الظاهر جقمق عنه في جماعة فلما أخبره ببقائهم أظهر السرور وحمد الله على ذلك، وكثرت تلامذته وتبجح الفضلاء من كل مذهب وقطر بالانتماء إليه والأخذ عنه حتى أخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى وألحق الأبناء بالآباء بل الأحفاد بالأجداد وقصد بالفتاوي من سائر الآفاق، وحدث بالكثير قرأت عليه أشياء وكتبت من فوائده ونظمه جملة أوردت الكثير من ذلك في معجمي وفي الذيل على رفع الأصر، وقرض لي بعض تصانيفي في سنة خمسين ووصفني بخطه بالشيخ الإمام الفاضل المحدث الحافظ المتقن وكنت أشهد منه مزيد الميل والمحبة، ومما حكاه أنه كان عنده في القدس وهو شاب يهودي طبيب منجم؛ وكان حاذقاً فامتحنوه فيما حكى له بأن أخذوا بول حمار فجعلوه في قنينة وقالوا له انظر بول هذا العليل فنظر فيه طويلاً ثم قال اذهبوا به إلى البيطار؛ وأنه قال لهم أنا أموت في هذه السنة فكان كذلك، وكان مع ما تقدم قد رزقه الله السمت الحسن وصحة الحواس وكبر السن الذي لا يتأخر بسببه عن عظيم رغبته في الإلمام بأهله لكن أعانه على ذلك ما سمعته منه غير مرة من أن الناس كلما تقدموا في السن غالباً يتغير مزاجهم من الحرارة إلى البرودة وانه هو بالضد من ذلك ولهذا كان لم يزل محمر الوجنتين كل هذا مع كثرة البشر ولين الجانب والمحاضرة الفكهة وفرط التواضع؛ والقرب من كل أحد مع الوقار والمهابة والشهامة على بني الدنيا والتقلل من الاجتماع بهم والدين المتين وسلامة الصدر جدا ومزيد التعصب لمذهبه والميل الزائد لأصحابه وانقياده معهم واتباع هواهم تحسيناً للظن بهم؛ وما أتي إلا من قبل ذلك، مذكوراً بإجابة الدعوة عظيم الرغبة في القيام بأمر الدين وقمع من يتوهم افساده لعقائد المسلمين، اتفق أنه أحضر إليه شيخ من أهل العلم حصني فادعى عليه بين يديه أن عنده بعض تصانيف ابن عربي وانه ينتحلها واعترف بكونها عنده وأنكر ما عدا ذلك فأمر بتعزيره فعزر بحضرته بضرب عصيات ثم أمر به الظاهر جقمق فنفي رحمهما الله كيف لو أدرك هذا الزمن الذي حل به الكثير من الرزايا والمحن؛ ولم يشغل رحمه الله(2/141)
نفسه بالتصنيف مع كثرة اطلاعه وحفظه ولذلك كانت مؤلفاته قليلة فمما عرفته منها شرح العقائد المنسوبة للنسفي وقد قرأه عليه الزيني قاسم الحنفي والكواكب النيرات في وصول ثواب الطاعات إلى الأموال اقتفي فيه أثر السروجي مع زيادات كثيرة والسهام المارقة في كبد الزنادقة في كراريس وفتوى في الحبس بالتهمة في جزء وأخرى في هل تنام الملائكة أم لا وهل منع الشعر مخصوص بنبينا صلى الله عليه وسلم أم عام في جميع الأنبياء عليهم السلام وشرع في تكملة شرح الهداية للسروجي وذلك من أول الأيمان - بفتح الهمزة - فكتب منه إلى أثناء باب المرتد من كتاب السيرست مجلدات أطال فيها تبعاً لأصله النفس، وله منظومة طويلة سماها النعمانية فيها فوائد نثرية بديعة كان يكثر انشادها ولا يزال يلحق فيها حتى صارت كراريس، وكذا له قصيدة مخمسة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم سمعتها من لفظه. وكان السبب في نظمه إياها أن والده اقترح عليه بيتين دوبيت فعمل كل منهما ذلك ارتجالاً ثم قال له اعمل ذلك من الأبحر فعملا كذلك ثم قال له اعمل قصيدة كاملة على مهلك قال فنظمت قصيدة نحو سبعين بيتاً لكن لم أقيدها بالكتابة فلما كان في حدود سنة أربعين قيدت منها ما حفظته وخمسته وزدت عليه أبياتاً وأولها:ه بالتصنيف مع كثرة اطلاعه وحفظه ولذلك كانت مؤلفاته قليلة فمما عرفته منها شرح العقائد المنسوبة للنسفي وقد قرأه عليه الزيني قاسم الحنفي والكواكب النيرات في وصول ثواب الطاعات إلى الأموال اقتفي فيه أثر السروجي مع زيادات كثيرة والسهام المارقة في كبد الزنادقة في كراريس وفتوى في الحبس بالتهمة في جزء وأخرى في هل تنام الملائكة أم لا وهل منع الشعر مخصوص بنبينا صلى الله عليه وسلم أم عام في جميع الأنبياء عليهم السلام وشرع في تكملة شرح الهداية للسروجي وذلك من أول الأيمان - بفتح الهمزة - فكتب منه إلى أثناء باب المرتد من كتاب السيرست مجلدات أطال فيها تبعاً لأصله النفس، وله منظومة طويلة سماها النعمانية فيها فوائد نثرية بديعة كان يكثر انشادها ولا يزال يلحق فيها حتى صارت كراريس، وكذا له قصيدة مخمسة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم سمعتها من لفظه. وكان السبب في نظمه إياها أن والده اقترح عليه بيتين دوبيت فعمل كل منهما ذلك ارتجالاً ثم قال له اعمل ذلك من الأبحر فعملا كذلك ثم قال له اعمل قصيدة كاملة على مهلك قال فنظمت قصيدة نحو سبعين بيتاً لكن لم أقيدها بالكتابة فلما كان في حدود سنة أربعين قيدت منها ما حفظته وخمسته وزدت عليه أبياتاً وأولها:
ما بال سرك بالهوى قد لاحا ... وخفى أمرك صار منك بواحا
ألفرط وجدك من حبيب لاحي ... نم السقائم على المحب فباحا
ونمى الغرام به فصاح وناحا
ولم يزل على جلالته وعلو مكانته، وأكرمه الله قبل موته بنحو ستة أشهر بالانفصال عن القضاء باحتيال بعضهم في التبليغ عنه أنه طلب الاستعفاء فأجيب لذلك وفصل عنه بالمحب بن الشحنة وعن المؤيدية بابنه التاج عبد الوهاب واستمر متوعكاً حتى مات في تاسع ربيع الآخر سنة سبع وستين بمصر القديمة فحمل في محفة إلى المؤيدية فغسل ثم صلى عليه بمصلى المؤمني تقدم المستقر بعده للصلاة وحضر السلطان والقضاة والأمراء والأعيان ثم دفن بتربة الظاهر خشقدم؛ وتأسف الناس على فقده كثيراً ولم يخلف بعده مثله. وهو ممن ذكره المقريزي في عقوده باختصار رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركاته.
940 - سعد بن محمد بن عبد الله الحضرمي ثم المكي ويعرف بسعد الدين أبي جمال. مات بدمشق في أوائل سنة أربعين. أرخه ابن فهد.(2/142)
941 - سعد بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف سعد الدين بن فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني قاضيها الحنفي. سمع على أبي الفتح المراغي وولي قضاء الحنفية بالمدينة مع حسبتها بعد والده مع كونه عارياً من الفضائل لكن بعناية الأمين الأقصرائي ورسم بنيابة أخيه سعيد عنه لكونه كان إذ ذاك بالعجم فسد أخوه الوظيفة حتى جاء صاحب الترجمة، وقدم القاهرة غير مرة منها وهو قاض في أيام الظاهر جقمق وشكا إليه دينه وانه ألف دينار فأنعم عليه بها بعد أن حاققه عن سبب تحمله الدين. مات عن بضع وستين في ربيع الثاني سنة ثمان وستين بالمدينة ولم يعقب سوى ابنة ماتت في سنة بضع وثمانين، واستقر عوضه أخوه المشار إليه.
942 - سعد بن محمد بن يوسف الأسيوطي القاهري الشافعي أخو أبي الحجاج الآتي. اشتغل وأخذ عن القاياتي وغيره. مات في الطاعون سنة ثلاث وثلاثين.
943 - سعد بن نظام بن جمال بن حسين بن حسوبة سعد الدين التميمي الكازروني ثم الشيرازي الشافعي. سمع على المجد اللغوي والشرف الجرهي وابن الجزري والفخر أبي القسم محمد بن أبي الخير محمد بن عمر بن حسين الكازروني ويعرف بالعبادي وابنه سعيد الدين الكازروني وكلاهما كما ذكر له اجازة من المزي؛ وأخذ عن السيد نور الدين الايجي وسعد الدين البشيري ومعين الدين الجنيد الواعظ ونحوهم، لقبه السيد العلاء بن السيد عفيف الدين فسمع منه أشياء وأذن له في الافتاء قال وهو رأس علماء شيراز والمفتين بها، وله بعض التصانيف والحواشي وممن أخذ عنه السيد أحمد بن صفي الدين بل تزوج ابنته. مات بشيراز.
944 - سعد بن يوسف بن إسماعيل بن يوسف بن يعقوب بن سرور بن نصر ابن محمد سعد الدين بن صدر الدين النووي ثم الخليلي الشافعي نزيل دمشق. ولد في رمضان سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وقدم دمشق بعد الأربعين وسمع من عبد الرحيم بن أبي اليسر والشمس بن نباتة والذهبي ونحوهم، ومما سمعه على الذهبي عوالي الحمادين له؛ واشتغل بالعلم كثيراً على التاج المراكشي وابن كثير وقرأ عليه مختصره في علوم الحديث وأذن له وغيرهما كابن قاضي شهبة حتى برع وفاق وصار من العلماء الحذاق وأفتى، وتصدر بجامع بني أمية فدرس به وكذا درس بأم الصالح وأعاد بالناصرية وولي إمامة المدرسة القيمرية، وكان أسن من بقي بالشام من الشافعية، وناب في الحكم بدمشق، وحدث وولي قضاء الخليل بعد كائنة تمر لنك فمات به في سادس عشر جمادى الأولى سنة خمس. قال ابن حجي كان ذا ثروة جيدة فاحترقت داره في الفتنة وأخذ ماله فافتقر واحتاج أن يجلس مع الشهود وولي قضاء بعض القرى ثم قضاء بلد الخليل، وممن روى لنا عنه التقي بن فهد وذكره في معجمه. وكذا ذكره شيخنا في إنبائه ومعجمه والمقريزي في عقوده وآخرون.
سعد الآمدي الطرابلسي. مضى في ابن عبد الله.
سعد الحضرمي. مضى قريباً في ابن محمد بن عبد الله.
945 - سعد الحضرمي آخر. نزل مكة وكان خرازاً. مات بها في ربيع الآخر سنة تسع وسبعين ودفن بالشبيكة.
946 - سعد الشهير بالسمنودي. مات في توجهه للقاهرة تائهاً برابغ سنة ثمان وثلاثين.
947 - سعيد بن إبراهيم بن سعيد البرعي اليماني الشهير بسعيد الجبل. مات بمكة في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين.
948 - سعيد بن أحمد سابق الدين المذحجي الذبحاني اليماني العدني والد عبد الله ومحمد الآتيين، وذبحان بضم المعجمة ثم موحدة ساكنة بعدها حاء مهملة وآخره نون قرية قريبة من حصن الدملوه إحدى قلاع اليمن. تفقه بالجمال الخياط وطبقته بتعز واشتغل بزبيد أيضاً وحضر مجالس ابن المقري وسمع على ابن الجزري أشياء من تصانيفه وغيرها، وقدم بعد الأربعين إلى عدن فاستوطنها واقتنى كتباً نفيسة وكان ضنيناً بها وكذا استولى على عدة خزائن فأعدمها ولم يكن بالمحمود مع إقباله على التصوف والمباحثة فيه والتكلف لذلك إلى أن مات عن سن في أواخر رجب سنة سبع وثمانين؛ وكان إليه تدريس الحديث بالظاهرية بعدن عفا الله عنه؛ وترجمته عندي مطولة في كلام بعض الآخذين عني.
949 - سعيد بن أبي بكر بن صالح المدني الشافعي. قرأ على محمد بن مبروك الشفا في سنة ست وستين بالمدينة النبوية.
950 - سعيد بن صالح اليمني. مات في ربيع الثاني سنة تسع وثمانين.(2/143)
951 - سعيد بن عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن الرضى محمد بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم بن يحيى العثماني المكي. أجاز له في سنة خمس ابن صديق والزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والعراقي والهيثمي، ومات في صفر سنة سبع وثلاثين بمكة.
952 - سعيد بن عبد الله المغربي المجاور بالأزهر. أحد من يعتقد ويزار بل زاره السلطان مرة، وكان عنده مال جم من ذهب وفضة وفلوس يشاهده الناس ويخرج أحياناً ذهبه هرجه ويصففه وحوله قفاف ذوات عدد ملأى من الفلوس فلا يجسر أحد على أخذ شيء منه سيما وقد شاع بين الناس أن من اختلس منه شيئاً أصيب في بدنه، وكان يحضر أحياناً ويغيب أحياناً إلى أن مات في ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين بعد مرض طويل وكانت جنازته حافلة؛ وحمل المال الذي وجد له لبيت المال، قاله شيخنا في إنبائه: وبلغنا أن البساطي احتاج مرة فتبعه لكثير من الأماكن وهو يفرق رجاء إعطائه شيئاً فكاد النهار أن يمضي ونفدت تلك القفاف فتألم الشيخ لذلك فالتفت إليه وقال يا محمد إما العلم أو المال، أو كما قال.
953 - سعيد بن علي بن عبد الكريم أو عبد الجليل أو عبد الخالق، وعبد الكريم أكثر، واقتصر الزين رضوان علي الثاني؛ وقال الحسني الجزائري المغربي المالكي نزيل الأشرفية برسباي، اشتغل ببلاده وقدم القاهرة فلازم شيخنا في الاملاء وأحياناً في غيره، وكتب فتح الباري وغيره من تصانيفه وتصانيف غيره، وكان متقناً فيما يكتبه متساهلاً في غيره مع فضيلة، وسمع في سنة خمس وثلاثين على الشهاب الواسطي بقراءة ابن حسان جزء الأنصاري والبطاقة وابن عرفة ونسخة ابراهيم بن سعد وغيرها؛ ووصفه الزين رضوان بالسيد الشريف الفاضل الكامل أبو عثمان؛ وقد تردد لي بعد موت شيخنا وضعف حاله. ومات في ربيع الثاني سنة اثنتين وسبعين عفا الله عنه وإيانا.
954 - سعيد بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد الجمال أبو السعادات بن قاضي الينبوع الشمس بن زبالة سبط القاضي فتح الدين بن صالح. ممن سمع مني بالمدينة.
955 - سعيد بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف جمال الدين بن فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني الحنفي أخو سعد الماضي وهو أصغرهما حفظ الهداية واشتغل على أبي البقاء بن الضياء أو أخيه أبي حامد بمكة. وسمع على أبي الفتح المراغي وغيره، وبرع في استحضار المذهب ودرس للطلبة، وكان جيد الالقاء. وولي قضاء المدينة وحسبتها بعد أخيه بل باشر بعد موت أبيه سد الوظيفة لغيبة أخيه المتولي في بلاد العجم. ومات عن بضع وستين بمكة في جمادى الأولى سنة أربع وسبعين بعد أن أصيب بخلط، ودفن بالمعلاة رحمه الله. وهو والد علي وأبي الفتح محمد الآتيين.
956 - سعيد بن محمد بن محمد العقباني. مات سنة أربع وثمانمائة.
957 - سعيد بن محمد بن مفلح البليني حفيد مولى بقية من رميثة. أرسله السيد بركات صاحب مكة هو وأخوه سنة خمس وأربعين إلى ينبع يتجسسان له أخبار مصر فلما تحقق ذلك صاحبه السيد صخرة أخرجهما منه فأقاما عند ابن دويغر قريباً من بدر فبعد أيام بلغهما تولية أخيه علي. مات بمكة في صفر سنة ثمان وأربعين.
958 - سعيد بن محمود بن أبي بكر الكوراني الشهير بالكردي نزيل مكة ودلال الكتب بها. سمع على التقي بن فهد، ورأيته في سنة إحدى وسبعين. مات في منتصف سنة اثنتين وسبعين بالمدينة الشريفة واتفق أنني شكوت له ونحن بالطواف ريحا في باطني فالتفت إلى الكعبة وقال اللهم اجعلها رياحاً لاريحا فكانت مضحكة.
959 - سعيد بن يوسف التبريزي أو السغريري. مات سنة اثنتين وخمسين.
960 - سعيد البليني المكي القائد. مات في صفر سنة ثمان وأربعين. أرخه ابن فهد.
961 - سعيد جبروه العجلاني القائد والد محمد الآتي. مات بمكة في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين بمكة. أرخه ابن فهد، وقال إنه ناب في إمرة مكة وقبض المواريث عن ابن سيده حسن بن عجلان مدة وبنى دوراً بسويقة واجياد ومنى، وأنشأ حديقة هائلة بالأبطح وبنى بها قاعة مع بركتين داخلها وخارجها وسبيلاً خارج الحديقة كان ذلك منتزهاً لمجتازيه إلى غير ذلك، بل له نحو خمسين عبداً أعتقهم ووفد على الناصر صاحب اليمن فأكرمه وأثابه على هديته؛ وربما تصدق.(2/144)
962 - سعيد الحبشي ويعرف بالمكين. كان يتردد إلى مكة للحج والتسبب وأقام بها سبع سنين متوالية ثم مات في رابع عشر ذي القعدة سنة خمس عشرة ودفن بالمعلاة، وكان فيه خير ومروءة واستأجر رباطاً عند الزريبة بمكة ليعمر داراً فمات قبل إكمال عمارته. قاله الفاسي في مكة.
963 - سعيد الحبشي عتيق الطواشي بشير الجامدار. اشتراه سابق الدين من مكة وحمله إلى مصر وعلمه القرآن وتنزل في وظائف وتزيا بزي الفقهاء؛ إلى أن مات في صفر سنة خمس عشرة عن ستين أو أزيد، أثنى عليه المقريزي بالتدين والميل للسنة وأهلها مع رياضة وطريقة مشكورة وتودد وتردد لمجالس العلم، وحكى عنه حكاية.
964 - سعيد الحبشي عتيق إبراهيم بن مصلح العراقي. مات بمكة في المحرم سنة اثنتين وثمانين، وكان أيضاً يهلل وربما أنكر عليه.
965 - سعيد المغربي المهلل. مات في ربيع الثاني سنة ثلاث وستين بمكة.
966 - سعيد الهندي المالكي. أخذ عنه الفقه شعبان بن جنيبات وما عرفته.
967 - سعيد أحد المعتقدين المقيمين ببولاق. مات في ربيع الآخر سنة ستين، ودفن ببعض بساتين الطريق الجديدة. قاله المنير.
968 - سقر أحد مشايخ عربان البحيرة. قتل في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين.
969 - سكنبغا. مات سنة سبع وأربعين.
970 - سلام الله بن علي بن مطبر بن عمر بن مطهر الرضى أبو طاهر بن الغياث ابن الرضى البكري الصديقي الكوبناني المحتد البمي المولد - وكؤبنان وهي: بضم الكاف والموحدة ونم كلاهما من أعمال كرمان - الكرماني الأصبهاني الموطن الشافعي؛ ولد بعيد العشاء من ليلة الثلاثاء من شعبان سنة ثلاث عشرة وثمانمائة وأخذ عن أبي سعيد بن الجلال الكازروني المحدث وأحمد الباوردي صاحب الحاشية على كل من الشمسية المنطقية وشرح المطالع والمطول وعن أحد أصحاب السيد الجرجاني وهو سعد الدين محمد المدعو لر نسبة لطائفة في الجبال يدعون بذلك يجيء منها لكرمان السمن والعسل والبغال الجيدة وغير ذلك، وكذا أخذ عن العفيف الايجي وأبي الفتح المراغي والبخاري عن الوجيه علي بن محمد بن علي النابتي ووصفه بالعالم التقي الورع أستاذ القرآن والحديث في خطة العراق رواه له عن العفيف ابراهيم بن مبارز الخنجي يعني الماضي عن العفيف محمد بن سعد الدين محمد ابن مسعود الكازروني عن أبيه عن السراج أبي حفص عمر بن علي القزويني عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي القسم السلامي المدني عن أبي الحسن ابن روزبة، وكان إماماً علامة حكيماً مفنناً صالحاً؛ جاور بمكة مراراً أو لها قبيل الخمسين وثمانمائة؛ وأخذ عنه حينئذ المظفر محمود الأمشاطي الطب وعظمه فيه جداً، وحكى لي عنه أنه كان يقول بسنية أكل البسلة ليلة الجمعة لأنها محركة للباه فربما تكون سبباً لغسله وتغسيله، والمنطق رفيقاً لأبي الفضل النويري الخطيب، وكذا أقرأ في الأصول وكثير من العقليات بل وفي الفقه أيضاً. وكان فيما قيل متقدماً في ذلك كله مستحضراً شرح الحاوي للقونوي ونسخته منه بخطه، وآخر ما جاور سنة إحدى وثمانين. وممن أخذ عنه عبد المحسن الشرواني. مات في سنة ست أو سبع وثمانين رحمه الله وإيانا.
971 - سلامة بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبي محمد بن علي بن صدقة الزين بن أبي عبد الله الادكاوي الصوفي المالكي والد الشمس محمد الشافعي الآتي. أخذ الطريق عن بلديه البرهان إبراهيم الادكاوي واختص به حتى صار أرجح جماعته وتصدى لاقراء الاطفال احتساباً، وتورع عن الشهادة ونحوها بل كان ينسخ بيده مع فضيلة تامة في مذهبه والاصلين والعربية. أخذ ذلك عن عدة من الشيوخ باسكندرية وغيرها. ومات في ليلة ثالث عشري رمضان سنة رحمه الله وإيانا.
972 - سلام المصري الشيخ المبارك. مات بمكة في المحرم سنة أربع وسبعين بجدة وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها.
973 - سلطان الكيلاني أحد التجار المعتبرين واسمه محمود بن بهاء الدين. مات بمكة في يوم الجمعة مستهل رجب سنة خمس وخمسين، وسيأتي في الميم.
974 - سلطان صهر العلاء بن الصابوني وأحد النواب. مات في ربيع الآخر سنة ست وثمانين بالقاهرة.(2/145)
975 - سلمان بن حامد بن غازي بن يحيى بن منصور الغزي المقرىء، كان يذكر انه من بني عامر أعراب الشام صحب الشيخ محمد القرمي وجاور بمكة سنين وسمع من بعض الشيوخ وأدب بها الأطفال، طعن في ليلة تاسع عشري شوال سنة ثمان فمات من ساعته ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي والتقي بن فهد في معجمه.
976 - سلمان بن عبد الحميد بن محمد بن مبارك البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي نزيل القابون. سمع ابن الخباز ومحمد بن إسماعيل الحموي والعرضي ومحمد بن موسى الشقراوي؛ فعلى الأول قمع الحرص بالقناعة للخرائطي، وعلى الثالث معجم ابن جميع. وحدث سمع منه الفضلاء، ولقيه شيخنا وغيره؛ وكان عابداً خيراً صوفياً بالخاتونية مستحضراً للمسائل الفقهية على طريقة الحنابلة ولديه فضائل. مات في سنة خمس. ذكره شيخنا في معجمه وإنبائه وتبعه المقريزي في عقوده.
977 - سلمان بن مسلم الحنفي أخو محمد الآتي ممن ابتكر القاضي سعد الدين بأخرة استنابته. بعد أن كان موقعاً ببابه، ولم يكن في المعرفة بذاك. مات في شوال سنة إحدى وثمانين.
978 - سلمان بضم أوله ابن أبي يزيد صاحب برصا وغيرها من بلاد الروم. قتل في سنة أربع عشرة واستولى على مملكته أخوه موسى بعد حروب كانت بينهما قاله شيخنا في إنبائه.
979 - سليمان بن إبراهيم بن عمر بن علي بن عمر نفيس الدين أبو الربيع بن البرهان أبي إسحاق المكي العدناني التعزي الزبيدي الحنفي محدث اليمن ويعرف بالعلوي - نسبة لعلي ابن راشد بن بولان. ولد في ظهر يوم الثلاثاء سادس عشر رجب سنة خمس وأربعين وسبعمائة وتفقه بأبي يزيد محمد بن عبد الرحمن السراج؛ وسمع من والده الكثير ومن إبراهيم وعيسى ابني أحمد بن أبي الخير الشماخي وعلي بن أبي بكر بن شداد بعض الصحيح والمجد اللغوي وأبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري وغيرهم من أهل بلده والواردين إليها ومن مكة وغيرهما بقراءته وقراءة غيره وأجاز له البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والتقي بن حاتم والصدر المناوي والحلاوي وخلق تجمعهم مشيخته تخريج التقي بن فهد بل خرج له شيخنا أربعين حديثاً من مروياته سماها الأربعين المهذبة؛ وبرع في الحديث وصار شيخ المحدثين ببلاد اليمن وحافظهم؛ قال الخزرجي في تاريخه ما ملخصه انه استقر في تدريس الحديث بصلاحية زبيد ثم بالافضلية والمجاهدية بتعز، وارتحل الناس إليه من الأماكن البعيدة للتفقه والاسماع، وأخذ عنه من لا يحصى كثرة منهم أخوه محمد، وجمع كتباً نفيسة وكان جيد الضبط حسن القراءة فريد وقته بقطره في الحديث، سمعته يقول قرأت البخاري أكثر من خمسين مرة، ورأيت بخط المجد اللغوي تلو طبقة سماع عليه بخطه وصفه بأنه إمام أهل السنة؛ وأما شيخنا فإنه قال في إنبائه أنه عنى بالحديث وأحب الرواية واستجيز له جماعة من المكيين، وسمع مني وسمعت منه وكان محباً في السماع والرواية مكباً على ذلك مع عدم مهارته فيه فذكر لي أنه مر على البخاري مائة وخمسين مرة ما بين قراءة وسماع واسماع ومقابلة وحصل من شروحه كثيراً وحدث بالكثير. وكان محدث أهل بلده وقرأ الكثير على شيخنا المجد اللغوي؛ ونعم الرجل كان لقيته بزبيد وتعز في الرحلتين وحصل لي به أنس وحدثني بجزء من حديثه تخريجه لنفسه زعم أنه مسلسل باليمنيين وليس الأمر في غالبه كذلك. مات بعلة القولنج في سابع عشر جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وقد قارب الثمانين، وراج أمر السراج الحمصي حين دخل اليمن عليه وتوهم صدقه فيما أملاه عليه مما يدل على عدم يقظته، وقد روى لنا عنه جماعة كالتقي بن فهد والأبي وآخرين. وذكره المقريزي في عقوده باختصار وأرخه في ذي الحجة وأنه جاز الثمانين. وقال شيخنا في معجمه أنه لقيه في الرحلة الأولى فأعجبه حرصه على محبة الحديث وأهله. وسمع مني وسمعت منه ثم لقيته في الثانية وهو مستمر على ملازمته للحديث قراءة ومطالعة ونسخاً واستنساخاً ومقابلة ووردت على مراسلاته بعد ذلك دالة على صحة مودته ولا يزال يبلغني عنه الثناء الوافر وأجاز لابني محمد في سنة إحدى وعشرين.
980 - سليمان بن أحمد بن سليمان بن راشد السالمي المكي. سمع على أبي اليمن الطبري وغيره وتوجه لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم فعاد متعللاً، واستمر حتى مات في جمادى الآخرة سنة عشر ودفن بالمعلاة عن نحو عشرين سنة. ذكره الفاسي.(2/146)
981 - سليمان بن أحمد بن سليمان بن نصر الله علم الدين ابن صاحبنا الشهاب البلقاسي الأصل القاهري المولد والدار الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بالزواوي. ولد في رمضان سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة قبل موت والده بدون شهر؛ ونشأ يتيماً فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والورقات لامام الحرمين وجمع الجوامع وألفية النحو والجرومية والحدود للأبدي وقطعاً غير ذلك وأخذ في الفقه عن العبادي والمناوي والبكري والبامي والفخر المقسي في آخرين وفي النحو عن السيف الحنفي وفي الأصول عن العلاء الحصني والكافياجي وعنه أيضاً أخذ فنوناً وفي الفرائض والحساب عن البدر المارداني والزيني بن شعبان والشهاب السجيني ولازم الشهاب الحجازي والمنصوري في الأدب وكذا لازم الابناسي في المنطق وآداب البحث وغيرهما وسمع الحديث على السيد النسابة والبارنباري وخلق وأجازه جماعتي، ولازمني حتى أخذ عني الألفية دراية، وقرأ على ترجمة شيخنا وغير ذلك وتميز وجمع أشياء، وهو قوي الذكاء سريع الحركة طارح التكلف يذكر بأشياء.
982 - سليمان بن أحمد بن سليمان الأنصاري الأسنوي.
983 - سليمان بن أحمد بن عبد العزيز علم الدين أبو الربيع الهلالي المغربي الأصل المدني ويعرف بابن السقا. ولد بعد سنة عشرين وسبعمائة بقليل وحدده الشرف أبو الفتح المراغي فيما قرأته بخطه بست أو سبع وعشرين؛ وسمع بدمشق من أبي الفرج بن عبد الهادي والشهاب أحمد بن علي الجزري وابن الخباز والتاج ابن أبي اليسر والشمس بن نباتة وأبي الخطاب السبتي وإبراهيم بن إسحق بن الكحال ومحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وداود بن إبراهيم بن العطار وفاطمة ابنة العز إبراهيم بن أبي عمر في آخرين، وكان يباشر الصدقات بالمدينة فحمدت سيرته ثم أضر وانقطع، وحدث سمع منه الفضلاء قرأ عليه جماعة من شيوخنا كشيخنا؛ وذكره في معجمه وإنبائه وأبي الفتح المراغي وأكثر عنه وكذا سمع عليه المحب المطري، ومات في أواخر سنة اثنتين بالمدينة، ودفن بالبقيع وقد جاز الثمانين؛ وقد أثنى عليه ابن فرحون في تاريخ المدينة فقال: علم الدين بن الشيخ شهاب الدين السقا رأس بين اخوانه قارىء خدوم للاخوان تولى نظر الربط والأوقاف من النخيل وغيرها فلم ير أحسن منه قياماً بها من العفة والنصح وعمر ربطاً كثيرة كانت قد أشرفت على الخراب؛ وقد أن يشبهه أحد من أبناء جنسه في حسن طريقته أعانه الله. انتهى وهو في عقود المقريزي.
984 - سليمان بن أحمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عوجان المغربي ثم المقدسي والد الشهاب أحمد الماضي مع شيء من ترجمة هذا، وأنه مات سنة سبع.
985 - سليمان بن أحمد بن عمر بن عبد الصمد بن أبي البدر العلم بن الشهاب البغدادي الأصل القاهري المقري الضرير الماضي أبوه ويعرف كل منهما بالجوهري. ولد سنة تسعين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة، ونشأ بها فحفظ القرآن وبعض العمدة وسمع على أبيه السنن لابن ماجه والختم منها على الابناسي، وعلى ابن أبي المجد البخاري ومن باب قول الله واذكر في الكتاب إسماعيل إلى آخره على التنوخي والختم منه على الابناسي والغماري وابن الشيخة والعراقي والهيثمي، وكذا سمع على الأخيرين والولي، وكذا أولهما الجزء الأخير من أبي داود وعلى السويداوي الأكابر عن الأصاغر للمنجنيقي، وعلى التنوخي جزء أبي الجهم في آخرين كالشرف ابن الكويك، وحج مراراً أولها في سنة ست عشرة، ودخل اليمن والصعيد واسكندرية ودمياط وطوف ثم أضر وتعانى قراءة الأسباع، وكان يرتزق منها، وحدث باليسير سمعت عليه جزء أبي الجهم وغيره، وكان خيراً. مات في سنة خمس أو أربع وخمسين رحمه الله.
986 - سليمان بن أحمد بن عمر بن غانم علم الدين البرنكيمي شقيق الشرف موسى العالم واخوته ووالد الشمس محمد أحد نواب الحنفية. حفظ القرآن واشتغل بتعليمه الابناء في طباق القلعة وغيرها وتنزل في بعض دروس الحنفية ولأجله تحنف، ومات سنة ست وأربعين عن بضع وأربعين.
987 - سليمان بن أحمد بن محمد بن قاسم بن علي بن أحمد الصفدي ابن أخي الخواجا البدر حسن الطاهر الماضي. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.(2/147)
988 - سليمان بن أرخن بك بن محمد كرشجي بن عثمان. كان جده ملك بلاد الروم، فلما مات قبض ابنه مراد بك على أخيه والد صاحب الترجمة فسلمه ثم حبسه ومنعه من إتيان النساء خوفاً من أن يعقب فدست له جارية فأولدها سليمان هذا وشاه زاده ثم مات ففر بهما مملوك لأبيهما وقدم بهما عل الأشرف برسباي فأكرمهما وضم سليمان إلى ولده العزيز يوسف وأخته إلى الحرم السلطانية ثم رام المملوك المشار إليه الفرار بهما إلى الروم لمال وعد به من بعض ملوكه واتفق مع جماعة من التركمان وغيرهم فأخذهما من القلعة وركب بهما بحر النيل ليتوصل إلى فم رشيد ويركب بهما في غراب أعد لذلك؛ ولما علم السلطان بهذا تألم وأرسل في أثرهم فأدركوا بالقرب من فم رشيد وقد عاقهم الريح عن الخروج إلى بحر المالح فاقتتل الفريقان قتالاً شديداً فكان الظفر لجماعة السلطان فوسط المملوك وقطع أيديي جماعة وحبس هذا بالبرج؛ وكان يوماً مهولاً زاد فيه غضب السلطان إلى الغاية ثم أطلقه بعد مدة وصار عند العزيز على عادته ثم تزوج السلطان بأخته وصارت خوند شاه زاده وتزوجها الظاهر بعده واستولدها أولاداً إلى أن طلقها في سنة خمس وخمسين، ومات سليمان قبل ذلك بالطاعون سنة إحدى وأربعين وهو ابن خمس عشرة تقريباً. وذكره المقريزي باختصار.
989 - سليمان بن جار الله بن زائد السنبسي المكي أجاز له في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة العفيف النشاوري وابن حاتم والعراقي والهيثمي وابن عرفة وابن خلدون وغيرهم. مات في شوال سبع وثلاثين خارج مكة وحمل فدفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد.
990 - سليمان بن خالد بن عمر علم الدين أبو الربيع السكندري الخضري الجمال أبوه. ذكر في سنة خمس عشرة وثمانمائة ما يدل على أن له من العمر مائة سنة وثمان وعشرون سنة بل أزيد وأهل اسكندرية ينقلون عن من تقدمهم الاعتراف له بقدم السن مما يستشهد به لصدقه مع اشتهار صدقه وطلوع الشعر الاسود بلحيته ونبات أسنان جديدة حسبما شاهد ذلك منه الجمال بن موسى المراكشي ورفيقه شيخنا الموفق الأبي وسمعا منه أشياء بإجازته العامة من الفخر بن البخاري. ومات بعد ذلك بقليل.
991 - سليمان بن خالد بن محمد بن خالد الفيشي ثم القاهري الموسكي، ويعرف بابن خالد. ممن تردد إلي وكتب نسخة لنفسه من القول البديع بل كتبه مرة ثانية لشيخه ابن أسد وكان يقرأ عليه؛ وربما خطب ببعض الأماكن، وأظنه جلس مع الشهود وقتاً ثم ترك إلى أن مات قبل التسعين ظناً.
992 - سليمان بن خليل بن سليمان بن عثمان بن أحمد بن عبد الكريم علم الدين الطرابلسي الحنفي الرامي. ولد بعد سنة خمس وثمانمائة ولقيه البقاعي.
993 - سليمان بن داود بن أبي بكر بن بهادر السنبلي. مات سنة ثلاثين.
994 - سليمان بن داود بن عبد الله أبو الربيع المكي نزيل القاهرة. ولد بمكة ونشأ بها ودخل القاهرة قبل التسعين وسبعمائة طلباً للرزق فانقطع بها ورافق في هذه السنة بلديه ابن سلامة إلى الاسكندرية فسمع بها معه على البهاء عبد الله ابن أبي الدماميني الموطأ رواية يحيى بن يحيى أنا به يحيى بن محمد بن الحسين السفاقسي ومشيخة السفاقسي تخريج منصور بن سليم وعدة أجزاء من الثقفيات، وحدث وممن أخذ عنه النجم بن فهد وقال كان عامياً مسرفاً على نفسه ورفع للجمال الاستادار قصة يلتمس منه فيها نواله فكتب له عليها ولسليمان الريح فكتب هو تحت خطه يوسف أعرض عن هذا فاستحسن ذلك منه وأجازه مقيماً في سعيد السعداء حتى مات بها في طاعون سنة اثنتين وأربعين.
995 - سليمان بن الخواجا داود بن علي بن بهاء الكيلاني المكي الماضي أبوه. مات باسكندرية في طاعون سنة اثنتين وأربعين.(2/148)
996 - سليمان بن داود بن محمد بن داود علم الدين المنزلي ثم الدمياطي الشافعي. نزيل المسلمية بدمياط ووالد البدر محمد الآتي ويعرف بالفقيه علم الدين وبابن الفران حرفة أبيه. ولد سنة تسع وثمانمائة بالمنزلة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده عند الفقاعي وناصر الدين بن سويدان ولازمه في الفقه والعربية وغيرهما؛ وقرأ الحديث على صاحبنا الزين عبد الرحمن بن الفقيه موسى وكان إذا روى عنه يستره فيقول أنا أبو محمد أنا ابن حجر، ثم لقي شيخنا بعد ذلك بقطنا وهو متوجه لآمد فأجاز له، وكذا قرأ على الفرياني المغربي وحفظ فيما بلغني المنهاج والملحة وكان يتسلط بذكائه على الخوض في فنون بحيث شارك في الفقه والعربية والفرائض والحساب والعروض وغيرها وأوتي مع الذكاء سرعة الحفظ فكان يحفظ من التاريخ شيئاً كثيراً وقرأ البخاري للعامة في الأشهر الثلاثة بالمدرسة المسلمية فكانت تعرض عليه في الختم الجوائز فلا يقبلها فاشتهر بذلك وهابه أرباب المناصب ولا زال يترقى في دمياط حتى صار له الصيت العظيم والشهرة الزائدة بحيث كانت شفاعاته لا ترد خصوصاً عند الجمالي ناطر الخاص فمن دونه والجمالي هو المنوه بذكره عند الظاهر جقمق حتى استدعى به إلى القاهرة وتعزر في المجيء ثم في الاجتماع معه ولما اجتمعا أنعم عليه بدنياً فامتنع من قبولها ولم يسمح بقبولها مرتباً بالجوالي فقيل له فيكون باسم ولدك فأظهر التمنع ثم أذعن، وكذا ولي تدريس الناصرية بدمياط ونظرها وأقرأ فيها الكتب الثلاثة ولم يكن مع هذه الشهرة والوجاهة يعارض أحداً من المباشرين ونحوهم إلا فيما لا ضرر عليهم فيه ونقم عليه الخيرون ذلك، وكذا نقم عليه عدم تقريبه لوالده وتحاشيه عن إظهاره إذا قصده للزيارة والناس مختلفون في شأنه والأكثرون على ما أثبته؛ وقد هجاه البقاعي وتبعه في ذلك غيره بما لا خير في إثباته، ولقيته بدمياط وما سمح بإخباري بمولده بل وشرعت في الكلام معه في بعض المسائل فما خاض فيها وبادر لاحضار الأكل فقرأنا الفاتحة وانصرفنا. مات في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين بدمياط ودفن بضريح الشيخ عثمان الشرباصي في سوق الحصريين، وقد جاز الستين رحمه الله وإيانا.
997 - سليمان بن داود بدر الدين الشوبكي ثم القاهري والد البدر محمد وأخوه الزين عبد الرحمن ويعرف بابن الكويز ولي استيفاء الدولة. ومات في المحرم سنة ثمان وعشرين وأثنى عليه شيخنا وانه كانت بينه وبين أخيه منافسات. قلت بل كاد نفيه كما سيأتي في ترجمته. ورأيت من سماه سليمان بن عبد الرحمن بن داود.
سليمان بن داود الحجازي نزيل سعيد السعداء. مضى فيمن جده عبد الله.
998 - سليمان بن داود الهندي المكتب. كتب على عبد الله بن حجاج وتصدى للتكتيب وكان يقيم بالمؤيدية وبتربة المقدم خشقدم وممن كتب عليه الشرف يحيى الدمسيسي وقال لي أنه مات سنة ست وثمانين.
999 - سليمان بن أبي السعود بن عمر المغربي ثم المكي المؤذن بالمسجد الحرام. ممن سمع على الشمس البرماوي نظم ثلاثيات البخاري وشرحه وولي نصف الأذان بمأذنة باب العمرة بل كان ينوب عن الريس في الأذان على زمزم والتكبير مع معرفة بالتوقيت. مات بمكة في المحمر سنة تسع وخمسين.
1000 - سليمان بن شعيب بن خضر البحيري ثم القاهري الأزهري المالكي. ولد تقريباً بعد سنة ست وثلاثين وثمانمائة، وقدم القاهرة وهو كبير فقرأ القرآن وتلا به برواية أبي عمرو بتمامها على حبيب العجمي وليس بالمشهور، وكذا تلا لابن كثير بتمامها ولغيرها مما لم يتم على شيخه النور السنهوري وبه انتفع في الفقه لمزيد ملازمته له فيه بل أخذ فيه أيضاً عن العلمي والنور الوراق وكذا أخذ غير الفقه عن السنهوري بل أخذ أصول الدين والمنطق عن التقي الحصني، والمنطق أيضاً مع العربية والمعاني والبيان عن الجمال عبد الله الكوراني وأصول الفقه عن العلاء الحصني وشرح نظم النخبة عن مؤلفه التقي الشمني؛ وسمع عليه وعلى الجلال بن الملقن والشهاب الحجازي وأم هانىء الهورينية وغيرهم أشياء، وبرع في الفقه وتصدر لافادته بالأزهر وغيره؛ وحج وناب عن السراج بن حريز ثم عن بنيه في تدريس المالكية بجامع طولون وكذا عن ابن شيخه السنهوري بالبرقوقية، وحفظ الرسالة في الفقه وألفية النحو؛ كل ذلك مع سكون وتواضع وديانة وتقلل وتقنع؛ وهو أحد المنزلين بتربة الأشرف قايتباي.(2/149)
1001 - سليمان بن صالح بن علي بن حسن بن علي العجيسي البجائي المالكي الفقيه نزيل رباط الموفق بمكة وأحد الفضلاء. ممن أخذ عن محمد المشدالي. مات بها في ربيع الأول سنة أربع وثمانين.
1002 - سليمان بن عبد الله بن يوسف علم الدين وقيل شرف الدين البيري ثم الحلبي الشافعي نزيل مصر. ولد كما قرأته بخطه في ليلة الخميس مستهل ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وسبعمائة بالبيرة واشتغل بها ولازم أبا عبد الله بن جابر وأبا جعفر الغرناطي. وسمع عليهما الشفا، ومن أولهما أشياء منها بديعيته ومن ثانيهما شرحها له وشرح الطائية وقدم القاهرة فقطنها بعد سنة ثمانمائة وتنقلت به الأحوال، وكان أخوه العلاء مقدماً عند يلبغا الناصري المتغلب على الديار المصرية وتقدم هو عند الجمال الاستادار فرافقه في خدمة الأمراء ثم السلطان، ثم فر لما قبض عليه إلى اليمن فأقام بها من سنة اثنتي عشرة إلى سنة سبع وعشرين؛ وقال النفيس العلوي إنه قدم عليهم تعز في شعبان سنة أربع عشرة وقبلها في صفر من التي قبلها وحج في أثناء ذلك، ثم قدم القاهرة فقطنها بالبيبرسية إلى أن مات في الطاعون الأول يوم الأحد عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين، وكان حسن البشر كثير الاقبال على العبادة محباً في أصحابه، حسن الخط لازم النسخ رحمه الله. قال شيخنا في معجمه أجاز لنا من تعز، وذكره المقريزي في عقوده.
1003 - سليمان بن عبد الناصر بن إبراهيم بن محمد الصدر الابشيطي ثم القاهري الشافعي ويعرف بالابشيطي. ولد قبل الثلاثين وسبعمائة وقيل سنة بضع وثلاثين وبه جزم شيخنا في معجمه مع قوه أنه جاز الثمانين، واشتغل قديماً وكان ممن أخذ عنه الفقه، وتلا بالسبع على الجمال أبي عبد الله محمد بن السراج البكري الدندري ثم القوصي قاضيها الشافعي كما نبه عليه ابن الملقن في ترجمة الجمال المذكور، وكذا أخذ عن المجد إسماعيل بن يوسف الكفتي وسمع على الصدر الميدومي وغيره وأجاز له القلانسي ومظفر بن النحاس والقطرواني وابن الأكرم في آخرين. وكتب الخطب الحسن وبرع في الفقه وغيره وجمع ودرس وأفاد وأفتى وخطب، وكان أحد صوفية الشيخونية وطلبة المدرسة المجاورة للشافعي، وناب في الحكم بالقاهرة وغيرها من ضواحيها كسرياقوس، وكان الصدر المناوي يعظمه لكونه فيما قيل قرأ عليه وبلغني أنه جلس بمجلس ميدان القمح وقتاً وأنه توجه قاضياً مع المحمل مراراً وشرح ألفية ابن مالك وحكى لي بعض الآخذين عنه أنه هم بالاشتغال بالمنطق لكثرة معارضة من يبحث معه فيه وقصد استشارة بعض الصالحين في ذلك فأخذ الشمسية في كمه وتوجه للشيخ شعيب الحريفيش وكان باليانسية فبمجرد أن رآه قال من الله علينا بكتابه العزيز وبالفقه والنحو والأصول وغير ذلك فما لنا وللمنطق وكررها فرجع عما كان هم به وعد ذلك في كراماتهما، وكذا مما عد في كرامة الصدر أنه كان يجيء لحضور الشيخونية فينزل عن بغلته وليس معه من يمسكها له فتوجه إلى الرميلة فتقمقم مما تراه هناك ثم ترجع عند فراغ الحضور سواءً؛ وقد أخذ عنه غير واحد من الأئمة كشيخنا، وقال قرأت عليه شيئاً من العلم في سنة ست وثمانين وبعد ذلك قرأ عليه وسمع من لفظه أشياء والجمال الزيتوني والزين رضوان والتاج عبد الواحد السرياقوسي، وقرأ عليه التاج الميموني الشاطبية، وجود عليه القرآن الجمال القمصي، ونبأ بكثير من أحواله بل أنشدنا أنه أنشده قوله لما أعيد الجلال البلقيني إلى القضاء في أيام الناصر:
للّه حمد مدى الأزمان موجود ... عاد الإمام لنا والعود محمود
جلال دين الهدى لا زال في دعةٍ ... له من اللّه إقبال وتأييد
اختاره الملك السلطان ناصرنا
يرجو سليمان الابشيطي ناظمها ... أن لا يكون محباً وهو مطرود(2/150)
وكذا أنشدني الصدر محمود الشيشيني له قصيدة في مرزوق الفيل لما سقطت به القنطرة ذكرتها في ترجمته بل أوردت لصاحب الترجمة خطبة في إجازته بعض من قرأ عليه العربية في تاريخي الكبير وأشرت لذلك في ترجمة الجمال عبد الله بن محمد بن أحمد بن الرومي من معجمي، وقد عجز بأخرة وانهرم وتغير قليلاً، سيما وقد سقط قبل موته فانكسرت رجله بحيث صار لا يمشي إلا على عكاز مع استحضاره جيداً، ومات في سنة إحدى عشرة وقد جاز الثمانين؛ وأوصى أن يحمل نعشه إلى قبة الإمام الشافعي ففعل به ذلك، ووضع عند رأس الإمام ثم توجهوا به إلى محل دفنه في تلك الجهة؛ وذكره شيخنا في معجمه، وقال إنه كان ماهراً في أصول الفقه والعربية والفقه والآداب والخط؛ وحصلت له غفلة استحكمت في أواخر عمره، وتغير قبل موته قليلاً، وذكره المقريزي في عقوده وأنه كتب الخط الجيد مع اتقان العربية والأصول والأدب توجل لخطبته القلوب ويوصف لكثرة صفاء باطنه بالغفلة.
1004 - سليمان بن علي بن أحمد القاضي نفيس الدين أبو الربيع القرشي اليمني ويعرف بالجنيد أو ابن الجنيد. قال شيخنا في أنبائه أنه سمع على ابن شداد وغيره، وولي قضاء عدن مدة رأيته بها، وبها مات سنة إحدى وعشرين، وكذا أرخه التقي بن فهد في معجمه لكن بزبيد.
1005 - سليمان بن علي بن أبي بكر علم الدين الصفدي ثم المقدسي رئيس المؤذنين بالمسجد الأقصى. ولد تقريباً سنة خمس وثمانين وسبعمائة ببيت المقدس وحفظ القرآن وتلاه بالقراءات على الشيخ محمد بن الخليلي وتعانى المدح في المواعيد من صغره وهلم جرا، وحج وكان إنساناً حسناً لقيته ببيت المقدس وذكر لنا التقي أبو بكر القلقشندي أنه سمع عن أبي الخير بن العلائي في ختم الصحيح فقرأت عليه جزءاً، ومات قريب الستين.
1006 - سليمان بن علي بن أبي زريع الحضرمي نزيل مكة. مات بها في ربيع الأول سنة أربع وأربعين.
1007 - سليمان بن علي بن سليمان بن وهبان المدني. قرأ الموطأ على التاج عبد الوهاب بن محمد بن صلح في سنة خمسين، وقبل ذلك الشفا على الشهاب أحمد ابن محمد الصبيبي في رمضان سنة سبع وأربعين.
1008 - سليمان بن علي بن عبد الله اليماني. ممن سمع مني بمكة.
سليمان بن علي نفيس الدين اليماني بن الجنيد. مضى قريباً فيمن جده أحمد.
1009 - سليمان بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي علم الدين أو فخر الدين بن الخواجا السراج المصري الماضي أبوه ويعرف بابن الخروبي وأمه بحار ابنة ناصر الدين بن مسلم. ولد تقريباً سنة ثمانمائة أو قبلها بمصر، ونشأ بها وقرأ بعض القرآن وأجاز له المجد اللغوي والشرف بن المقري وعبد الرحمن بن حيدر وغيرهم، وعاش في ترف كثير ثم نزل به الحال، وصار يرتزق ببعض المتجر، وسافر بسببه إلى الصعيد ثم انهبط وتجمدت عليه ديون ربما سجن ببعضها أجاز لنا ومات في شعبان سنة أربع وستين. وسيأتي ذكر إخوته الأربعة في المحمدين إن شاء الله.
1010 - سليمان بن عمر بن محمد علم الدين الحوفي ثم القاهري الشافعي نزيل سعيد السعداء. لازم شيخنا ابن خضر وغيره حتى برع وشارك في الفضائل، وكان من أماثل الملازمين لدرس قاسم بن البلقيني مع ظرف ونكت؛ وأظن أنه كان ينظم الشعر، وسمع على شيخنا وجماعة. مات في ربيع الثاني سنة خمس وخمسين، ودفن بحوش الصوفية سامحه الله.
1011 - سليمان بن عيسى بن يوسف بن عمر بن عبد العزيز الهواري البنداري أحد أمراء عرب هوارة. استقر في الامرة بعد عزل ابن عمه يونس بن إسماعيل ثم صرف بأخيه أحمد، ومات بالبرج في سنة إحدى وثمانين.
1012 - سليمان بن غازي بن محمد بن أبي بكر شادي؛ وقيل ابن عبد الله بن تورانشاه بن أيوب بن محمد بن أبي بكر بن أيوب بن شادي العادل فخر الدين أبو المفاخر بن المجاهد شهاب الدين بن الكامل مجير الدين بن الموحد سيف الدين ابن المعظم بن الصالح بن الكامل أبي المعالي بن العادل الأيوبي. قال شيخنا في إنبائه أقعد ملوك أهل الأرض في مملكة حصن كيفا إلا صاحب صعدة الإمام الزيدي فإنه أقعد في المملكة منه. ملك الحصن بعد أبيه فدام نحو خمسين سنة وشكرت سيرته وحسنت أيامه؛ وله فضائل ومكارم وأدب وشعر واعتناء بالكتب والآداب. مات في سنة سبع وعشرين؛ واستقر بعده في مملكة الحصن ولده الأشرف أحمد الماضي ومن شعره(2/151)
أريعان الشباب عليك مني ... سلام كلما هب النسيم
سروري مع زمانك الغوادي ... وعندي بعده وجد مقيم
فلا برحت لياليك الغوادي ... وبدر التم لي فيها نديم
يغازلني بغنج والمحيا ... يضيء وثغره در نظيم
وقد سل لدن ان تثنى ... وريقته بها يشفى السقيم
إذا مزجت رحيق مع رضاب ... ونحن بليل طرته نهيم
ونصبح في ألذ العيش حتى ... تقول وشاتنا هذا النعيم
ونرفع في رياض الحسن طوراً ... وطوراً للتعانق نستديم
وهو في عقود المقريزي أطول من هذا.
1013 - سليمان بن عزيز بن هيازع بن هبة الحسيني أمير المدينة. وليها بعد أميان بن مانع المصرف في أواخر سنة اثنتين وأربعين فدام إلى أن مات في ربيع الآخر سنة ست وأربعين؛ وكان نائبه حيدرة بن دوغان بن هبة. وسيأتي له ذكر في ميان بن مانع وأبي الفضل محمد بن أبي بكر بن الحسين المراغي.
1014 - سليمان بن فرح بن سليمان علم الدين أبو الربيع بن نجم الدين أبي المنجا الحجيني الحنبلي. ولد سنة سبع وستين وسبعمائة، واشتغل على ابن الطحان وغيره وارتحل إلى مصر فأخذ عن ابن الملقن وغيره، ثم عاد بعد فتنة اللنك فناب في القضاء وشارك في الفقه وغيره، وشغل بالجامع ودرس بمدرسة أبي عمر؛ وكان قصير العبادة متساهلاً في أحكامه. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين. قاله شيخنا في إنبائه.
1015 - سليمان بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد أمير المؤمنين المستكفي بالله أبي الربيع بن المتوكل على الله أبي عبد الله بن المعتصم بالله بن المستكفي بالله أبي الربيع بن الحاكم بأمر الله أبي العباس العباسي الهاشمي. استقر في الخلافة بعهد من شقيقه المعتضد بالله أبي الفتح داود في ربيع الآخر سنة خمس وأربعين. ومات هو في عشر الستين بعد أن تمرض أياماً في يوم الجمعة ثاني المحرم سنة خمس وخمسين، ورأيت من قال يوم الجمعة سلخ ذي الحجة سنة أربع وخمسين وصلى عليه في مشهد حافل بمصلى المؤمني شهده السلطان بل وعاد أمام الجنازة ماشياً إلى المشهد النفيسي حيث دفن وربما تولى حمله أحياناً؛ وكان حسن السيرة ديناً خيراً عفيفاً متواضعاً تام العقل كثير الصمت والتعبد والصلاة والتلاوة منعزلاً عن الناس، قال فيه أخوه المعتضد لم أر عليه منذ نشأ كبيرة، وكان الظاهر يعتقده ويعرف له حقه وآله خير آل ديناً وعبادة وخيراً وكان الكمال الأسيوطي يؤم به؛ واستقر بعده أخوه حمزة رحمه الله وإيانا.
1016 - سليمان بن محمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الناشري اليماني، ولد سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ومات بزبيد في حدود سنة ثمان عشرة. ذكره العفيف الناشري في والده.
1017 - سليمان بن ناصر الدين بك محمد بن دلغار نائب الابلستين وأمير التركمان وبها مات بعد أن عهد لولده ملك أصلان بالنيابة في رمضان سنة ثمان وخمسين، وكان أميراً جليلاً مفرط السمن بحيث عجز عن الركوب.
1018 - سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد القادر شيخ جبل نابلس، قتل في مقتلة في صفر سنة إحدى وتسعين.
1019 - سليمان بن محمد بن علي بن عقبة المكي البناء أخو حسين الماضي.
1020 - سليمان بن محمد بن عيسى بن أحمد الهندي الأحمدابادي الحنفي عم راجح الماضي. ولد سنة أربعين وثمانمائة واشتغل في فنون وتميز وأخذ عنه ابن أخيه المشار إليه كما أسلفته فيه وأنه عاونه في كتابة قطعة من شرحي للالفية حين أخذه عني في سنة أربع وتسعين واجتمع بي غير مرة.
1021 - سليمان بن ندى بن علي بن أبي الوحش بن فريج الأمير علم الدين بن زين الدين بن نور الدين القصري ثم الأنباري أخو غيث الآتي ويعرفون بابن نصير الدين وهو لقب فريج. ولد بعد سنة خمس وتسعين وسبعمائة تقريباً في بلد القصير وقرأ نصف القرآن وتعلم الخط، وحج سنة اثنتين وثلاثين وعني بالنظم ولقيه ابن فهد والبقاعي في سنة ثمان وثلاثين بأبيار ووصف بالشكالة الحسنة والذات اللطيفة والكرم والشجاعة والشهامة والعقل والتؤدة والصدق والتواضع وأنشدا من نظمه:
أنا في الوغى ليث العريكة والدي ... يوم النزال مجدل الاقران(2/152)
في أبيات، ومات في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين.
1022 - سليمان بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني أمير المدينة. وليها مرة ثم عزل وقبض عليه المؤيد شيخ وسجنه حتى مات في سجنه بالقاهرة في آخر ذي الحجة سنة سبع عشرة وهو في عشر الأربعين.
1023 - سليمان بن يحيى المكي ويعرف بالطوير. سمع من العز بن جماعة والفخر النويري في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة وخدم غير واحد من أمراء مكة؛ ومات في ذي القعدة سنة ست بحمضة قرب حلي من البحر المالح وهو متوجه من اليمن إلى مكة وقد بلغ الستين أو جازها. ذكره الفاسي في مكة.
1024 - سليمان بن يوسف بن إبراهيم الحسباوي البجائي المغربي المالكي أخذ عن عمه أبي الحسن علي بن إبراهيم ومحمد بن أبي القسم المشدالي وابنه الأكبر أبي عبد الله محمد وآخرين، وتقدم في الفقه والأصلين والفرائض والحساب والعربية والمنطق وغيرها وكتب شرحاً للمدونة وصنف في الفرائض والحساب والمنطق وأشير إليه بالجلالة، وأكره على قضاء الجماعة ببجاية فأقام فيه أزيد من سنتين وقيل نحو أربع سنين، ثم أعرض عنه ولزم التدريس في بعض المدارس وغيرها والافتاء حتى مات في صفر سنة سبع وثمانين تقريباً وقد زاد على الستين، وكان يصرح ببلوغه رتبة الاجتهاد ويخالف إمامه في كثير من الفروع وغيرا مع ديانة وتعبد وكرم مع ضيق عيشة رحمه الله. ترجمه لي بعض طلبته ممن أخذ عني.
1025 - سليمان علم الدين بن برانج؛ قال لي ابن عبد الحق أنه كان مالكي المذهب ممن تقدم في الطب بحيث ولي الرياسة شريكاً لوالدي؛ وكان متزوجاً أخته، ومات قبله قريباً من سنة عشر.
1026 - سليمان السواق القرافي المجذوب. كان للناس فيه اعتقاد زائد وله مكاشفات عديدة. مات في ربيع الأول سنة اثنتين. أرخه شيخنا في إنبائه، وسماه غيره سليم.
1027 - سليم ككبير بن عبد الرحمن بن سليم العسقلاني الأصل الجناني - بكسر الجيم ونونين مخففاً نسبة لقرية من الشرقية - القاهري الأزهري لاقامته به أقام فيه ملازماً للعبادة وقراءة القرآن إلى أن ظهر أمره وصار للناس فيه اعتقاد وقصد للزيارة وتأهل رزق الأولاد، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم بل يكلم أرباب الدولة بما فيه الخشونة وبصوته العالي، مع بله وسلامة باطن، وإذا سمع بمنكر من خمر أو غيره جمع فقراءه وتوجه إليه بالسلاح والمطارق فإن عورض قابلهم بمن معه فمرة ينتصر ومرة لا يتمكن؛ وكان الأشرف يجلسه بجانبه ويصغي لكلامه، وربما يقول له الشيخ لا تكذب علي فيضحك الأشرف ويقول له ما أكذب عليك، وقال مرة وقت اجتماع الناس لصلاة الجمعة وقد خرج من رواق الريافة إلى صحن الجامع وبيده عصاة وهو يضرب بها على الأرض الصلاة على ابن النصرانية وكرر ذلك وعني به سعد الدين إبراهيم بن كاتب جكم فلم يقم المشار إليه إلا أياماً يسيرة ثم مرض ولزم الفراش حتى مات، وجاءه شخص فاستغفله حتى كتب خطه بالشهادة له في مكتوب ثم اطلع على تزويره فبادر إلى بعض القضاة وقال له أنا شهدت بالزور فعزرني فقال لي يكفي رجوعك ولا تعزير يعني إن لم تكن متعمداً فتوجه إلى غيره فقال له أيضاً كذلك فصار يستغيث منكراً على من لم يعزره؛ ثم قال أنا أعزر نفسي وأخذ عدة نعال وعلقها في عنقه وطاف الأسواق وهو كذلك وأمر جماعة من أتباعه ينادون عليه هذا جزاء من يشهد بالزور إلى أن تعب هو وهم. وقد رأيت خطه بالشهادة على الشيخ عبد الدائم في إجازة أبي عبد القادر سنة أربع وثلاثين، وأحواله شهيرة، ويحكي أن شخصاً من الفضلاء ضربه أو هم بضربه حيث أشار إليه بعصا فلم يرتفع رأسه بعد ذلك، وقد دخل الشام وسلك طريقه فأراق من خمارة ما فيها؛ وعظم البرهان إبراهيم بن عمر بن عثمان بن قرا كما أسلفته في ترجمته، وقد ذكره شيخنا في إنبائه فقال: أحد من كان يعتقد بالقاهرة وكان شهماً، حج مرات وأرخ في الحوادث من أخباره؛ ولم يزل على طريقته إلى أن مات بعد تمرضه مدة يسيرة في سنة أربعين ودفن بالصحراء خلف جامع طشتمر الساقي المعروف بحمص أخضر وهو ابن أربع وستين وكانت جنازته مشهودة وقبره هناك معروف يقصد بالزيارة. وله ذكر في صاحبه مهنى بن علي.
1028 - سليم بن عبد الله الصالحي الضرير. اشتغل بالفقه ومهر فيه. مات بدمشق سنة خمس عشرة. أرخه شيخنا في إنبائه.(2/153)
1029 - سليم ولي الله غير ابن عبد الرحمن الماضي قريباً. له ذكر في إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم الفاقوسي.
1030 - سمام الحسني الظاهري برقوق. صار خاصكياً في أيام ابن أستاذه الناصر ثم انحط درهاً إلى أن عاد لها في أيام الظاهر ططر ثم أمره بالظاهر جقمق في أوائل أيامه عشرة، وحج بالركب الأول غير مرة ثم جعله الأشرف من رؤس النوب ثم حاجباً ثانياً عوض نوكار فمات قبل تمام الشهر في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وقد ناف على السبعين تقريباً.
1031 - سنان بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري. كان أحد القواد المعروفين بالعمرة؛ حضر الحرب الذي كان بين أميري مكة السيد بن حسن بن عجلان وابن أخيه رميثة بن محمد في شوال سنة تسع عشرة وثمانمائة وأصابه جرح في ذلك اليوم من بعض الأشراف تعلل به حتى مات في ذي القعدة منها بمكة ودفن بالمعلاة؛ ذكره الفاسي في مكة.
1032 - سنان بن علي بن جسار العمري القائد. مات بمكة في المحرم سنة ست وستين. أرخه ابن فهد.
1033 - سنان بن علي بن سنان بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري القائد. مات بالغد في المحرم سنة ثلاث وخمسين وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها. أرخه ابن فهد أيضاً.
1034 - سنان الأرزنجاني نزيل دمشق ثم القاهرة. قدمها فنزل بزاوية نصر الله من خان الخليلي وأقرأ بها في المتوسط وغيره، استقر به الدوادار شيخ تربته بالصحراء وسكنها وأقرأ الطلبة بها حتى مات في منتصف المحرم سنة ست وتسعين، وكان لا بأس به ممن أنكر على البقاعي في كائنة تكلم معه فيها وخاشنه رحمهما الله.
سنان آخر اسمه يوسف بن أحمد الرومي.
1035 - سنبل فتى السلطان محمود بن بغيث خان بن علي شير الهندي.
1036 - سنبل الأشرفي الطواشي ويقال له سنبل الصغير للتمييز عن آخر أكبر منه. كان خازندار أستاذه ومن المبجلين المقربين ممن حج في خدمة خوند ثم غضب عليه لبعض الأسباب وسلمه لشيخ عرب هوارة وسندت بالهند وسواكن وغيرهما كعدن وهرموز بعد. سنبل الأشرفي آخر أكبر منه بالذي قبله.
1037 - سند بن ملاعب الجدي. مات بمكة في جمادى الثانية سنة ثلاث وستين.
1038 - سنطباي قرا الظاهري جقمق. صار رأس نوبة الجمدارية في أيامه ثم أخرج بعده إلى البلاد الشامية وقدم منها في الأيام المؤيدية مختفياً فلما علم المؤيد به أعاده إليها فلم تطل مدته ثم كان ممن قدم وتأمر عشرة وصار من رءوس النوب إلى أن مات قتيلاً بيد عرب الطاعة سنة ست وستين.
1039 - سنقر بن وبير بن نخبار الحسيني أمير الينبوع. وليها في سنة خمس وخمسين بعد أخيه هلمان وشكرت سيرته. ورأيت من أرخه سنة اثنتين وخمسين فيحرر مع التاريخ المذكور.
1040 - سنقر الجمالي ناظر الخاص يوسف بن كاتب جكم الزين أبو السعادات. ترقى حتى عمل الشادية على عمائر السلطان بمكة والمدينة بل وأضيفت له الحسبة بمكة وغيرها ودام مدة مع عقل وأدب وتودد ومداراة بحيث أكثر من التردد إلي بمكة وغيرها. وسمع مني المسلسل وحديث زهير العشاري ووصفته في ثبت ولده محمد بالأميري الكبيري المشيري الفاضلي الكاملي الأوحدي الأمجدي حبيب العلماء والصالحين ونسيب الأجلاء المعتمدين الفائق بتدبره وتعقله والرائق بتودده وتوسله من ندب في الأيام الأشرفية لخدمة الحرمين وانتصب لما تقربه العين. انتهى؛ وسمعت من يقول من أعيان مكة أنه لم يقم عندنا تركي مثله ولكن ينسب لتقصير في الحسبة والكلام طويل والحق يقبل وأخوه أعرف بالأمور وأسمح بما تنشرح به الصدور وعلى كل حال فيعز وجود مثله في احتماله وعقله، وقد بسطت ترجمته في تاريخ المدينة بارك الله في أيامه.
1041 - سنقر الناصري فرج بن برقوق الغزي، صار خاصكياً بعد المؤيد ثم أمير خمسة في الأيام الأشرفية ثم عشرة ثم نقل لنيابة حمص في سنة ست وثلاثين إلى أن انضم مع اينال الجكمي نائب الشام حيث عصى في أول الدولة الظاهرية جقمق ثم قبض عليه وحبس مدة ثم أطلق وولي بعض القلاع الشامية، إلى أن مات هناك في حدود سنة خمس وأربعين وقيل إنه كان مهملاً جاهلاً.
1042 - سنقر أحد الحجاب بدمشق وأمير طبلخاناه وكان قبل نائباً بحمص. مات بدمشق سنة ثمان وأربعين.
1043 - سنقر عبد من عبيد إمام الزيدية بصنعاء. له ذكر في علي بن صلاح.
1044 - سنقر أمير جاندار وأمير علم. مات سنة إحدى وثلاثين.(2/154)
1045 - سهل بن إبراهيم بن أبي اليسر سهل بن أبي القسم محمد بن محمد بن سهل بن محمد بن سهل بن مالك بن أحمد بن إبراهيم أبو الحسن الأندلسي الغرناطي الأزدي الأديب. ذكره شيخنا في معجمه فقال: الأديب العلامة قدم علينا حاجاً سنة أربع عشرة فحج ودخل الشام ثم رجع إلى القاهرة وحج ثانياً سنة ثمان عشرة ورجع فجالسني في إملاء شرح البخاري وبحث في مواضع لطيفة ثم أراد السفر إلى الشام فعرضت عليه شيئاً من الزوادة فامتنع تعففاً، وبلغني سلامه وهو بدمشق ثم دخل حلب وكان قدومه لها كما قرأته بخط الشيخ برهان الدين المحدث سنة عشرين وتوجه منها قاصداً حصن كيفا ثم رجع إلى حلب بعد أن دخل عنتاب فأقام بحلب أياماً ثم نزح عنها وانقطع خبره انتهى. وكان آخر العهد به سنة إحدى وعشرين؛ ولما سافر من مصر ترك عند الجلال البلقيني رزمه ورق بخطه فيها تعاليق وفوائد فاستمرت عندهم، ووقفت على شيء منها ومن جملتها سؤال أورده على الشمس الهروي بيت المقدس فأجابه بجواب جازف فيه على عدته وأخذ الشيخ أبو الحسن يفنده وينبه على فساد مواضع فيه، وذكر البرهان أيضاً أنه أنشدهم لكل من شيخيه أبي الحسن علي بن الأزرق الغرناطي وأبي محمد عبد الله بن جزي وذكر أبياتاً ولغيرهما قوله:
منغص العيش لا يأوي إلى دعةٍ ... من كان ذا بلدٍ أو كان ذا ولد
والساكن النفس من لم ترض همته ... سكنى مكان ولم يركن إلى أحد
وهو في عقود المقريزي.
1046 - سوار بن سليمان بن ناصر الدين يك بن دلغادر التركماني ويسمى فيما قيل محمد ويقال له شاه سوار نائب الابلستين ومرعش. خرج عن الطاعة ومشى على بعض البلاد الحلبية محتجاً بأنه لآبائه وأجداده فقرر الظاهر خشقدم في سنة إحدى وسبعين عوضه أخاه شاه بضع على عادته قبل فاستعان في استرجاعها منه بتملك الروم ابن عثمان وخرج إليه نواب الشام وحلب وغيرهما فكسرهم بمباطنة نائب الشام بردبك البجمقدار معه ثم جهز له الأشرف قايتباي تجريدة هائلة فانكسرت وفني من الأمراء المصريين ونحوهم من لا يحصى كثرة سوى من أسر فأردفها بأخرى فخذلت أيضاً ثم بثالثة كان باشها الدوادار الكبير يشبك من مهدي حسبما شرح ذلك كله في الحوادث فعلم حينئذ من نفسه العجز عن المقاومة مع ما دبره الباش من الاحتيال حتى نزل إليه بعد أن ظهر لصاحب الترجمة تخلف غير واحد من أعيان العسكر الأمن فلما نزل أكرمه الباش وكف الناس عنه لا سيما الغوغاء وشبههم واستصحبه معه إلى الديار المصرية، فسر السلطان فمن دونه بإحضاره لكثرة ما تلف بسببه من العدد والعدد والأموال التي تفوق الوصف مع صغر سنه وكونه من جنس التركمان وقرب عهده برياسة وإمرة؛ وبالغ في توبيخه عن مقالاته التي كانت تحكي عنه وبما صدر منه في حق العساكر؛ ثم أمر الوالي سراً بإتلافه فتسلمه وأركبه وهو مطوق بحديد به قصبة في رأسها جرس كبير من نحاس على هجين، كل ذلك بقصد الازراء به إلى أن جيء به لباب زويلة فعلق بكلاليب شكت في كتفه فلم يلبث أن مات في يومه، وذلك في يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين قبل الغروب بدون ساعة فأنزل وغسل وكفن وصلى عليه بباب المحروق ثم دفن بجانب تربة يشبك جن بالقرب من تربة الظاهر خشقدم وهو ابن بضع وأربعين، وكان فيما قيل يكثر التلاوة من المصحف بطول الطريق ويصوم الاثنين والخميس مع فهم في الجملة ومشاركة في بعض المنطق ومعاناة النظر في النجوم قد نبذه الشيب ببعض شعرات في لحيته من الجانبين بعمامة مدورة وفوقاني مفتوح مزنر بقصب بمقلب لطيف على جاري عادة تفصيل التركماني، ووجهه حسن أبيض اللون ظاهر الحرمة مستدير اللحية بشعر أسود جميل الهيئة محترم الشكل وتألم غير واحد من المقدمين لاتلافه والله يحسن العاقبة.
ذكر من اسمه سودون وكلهم جركسيون(2/155)
1047 - سودون من زاده الظاهري برقوق، وكان من أعيان خاصكيته ثم تأمر عشرة لابنه الناصر ثم أعطاه اقطاعاً لامرة ستين فارساً واستقر به خازنداراً ثم استعفى منها خاصة وعاد رأس نوبة كما كان ثم كان مع جكم ونوروز في عصيانهما فقبض عليه معهما وسجن باسكندرية في رمضان سنة أربع وثمانمائة ثم أفرج عنه وصار مقدماً بالقاهرة ثم ولاه الناصر في سلطنته الثانية غزة ثم قبض عليه في جمادى الآخرة سنة عشر وحبسه باسكندرية؛ ولم يلبث أن قتل؛ وهو صاحب المدرسة الهائلة في سويقة العزى وبها خطبة ودرس للشافعية وآخر للحنفية.
1048 - سودون بن عبد الرحمن الظاهري برقوق. كان من خاصكيته؛ ثم ترقى في أيام ابنه الناصر حتى صار مقدماً، ثم ولي نيابة غزة ثم أعيد إلى التقدمة في أيام تدبير شيخ ثم ولاه أيام سلطنته طرابلس، ثم كان ممن خرج مع قايتباي المحمدي عن الطاعة فلما انكسر رفقاؤه فر إلى قرا يوسف صاحب بغداد ثم قدم على ططر حين كان بالبلاد الشامية مع المظفر بن المؤيد فأكرمه ثم جعله مقدماً بالديار المصرية إلى أن استقر به الأشرف برسباي في الدوادارية الكبرى ثم في نيابة الشام سنة سبع وعشرين عوضاً عن تنبك البجاسي والتقيا فقتل تنبك وانتصر المذكور، وقدم القاهرة في أيام نيابته غير مرة ثم نقل إلى أتابكيتها، وسافر وهو أتابك مصر مع الأشراف إلى آمد في محفة ذهاباً وإياباً لضعفه وبعد رجوعه رسم له بالاقامة بطالاً ثم أرسل لدمياط فكانت منيته بها في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين، وكان جليلاً شجاعاً مقداماً عارفاً سيوساً وافر الحرمة متجملاً في ملبسه ومركبه مليح الوجه منور الشيبة حلو الكلام والمحاضرة نالته السعادة في نيابته لدمشق وطالت أيامه، وعمر بها عدة أملاك بل أنشأ بخانقاه سرياقوس مدرسة بها خطبة، وكان فراغه منها سنة ست وعشرين وخلف ابنة يقال إنها ليست بذاك أنفدت غالب أوقاف مدرسة أبيها ونحوها في الانهماك ونحوه وما ماتت حتى صارت عبرة من الحاجة والهيئة المزرية وكانت وفاتها في سنة اثنتين وتسعين رحمه الله وعفا عنها.
1049 - سودون الأبو بكري المؤيدي شيخ الفقيه ويعرف بالاشقر؛ صار بعد أستاذه خاصكياً إلى أن تأمر عشرة في أيام اينال ودام حتى مات في رمضان سنة سبعين بعد مرض نحو سنتين، وكان ديناً خيراً فقيهاً صالحاً ساكناً عفيفاً مديماً للصلاة والصوم والعبادة حسن الاعتقاد نادرة في أباء جنسه رحمه الله.
1050 - سودون الأبو بكري المؤيد شيخ أيضاً كان من صغار عتقائه ثم صار بعده بالبلاد الشامية وخدم بأبواب الأمراء إلى أن صار في أيام الظاهر جقمق من أمراء حلب ثم حاجب الحجاب ثم أتابكا كل ذلك بها ثم نقل لنيابة حماة ثم عزل وتعطل سنين ثم صار من مقدمي دمشق، ثم عاد إلى أتابكية حلب حتى مات بها في أواخر رمضان سنة خمس وستين، وقد قارب الستين؛ وكان عاقلاً ساكناً حشماً وقوراً متواضعاً كثير الأدب والحياء رحمه الله. سودون اتمحكي. في سودون المحمدي.
1051 - سودون الاسندمري. ممن أنشأه الناصر فرج وجعله أمير طبلخاناه وأميراخور ثاني، وبعده قبض عليه المؤيد وحبسه باسكندرية مدة ثم أفرج عنه وأعطاه إمرة بطرابلس ثم أتابكيتها، ولم يلبث أن قتل في وقعة التركماني على صافيتا من عملها وذلك في شعبان سنة إحدى وعشرين؛ وهو مذكور في حوادثها من أنباء شيخنا.
سودون الأشقر. في سودون الظاهر برقوق، وآخر في الأبو بكري.
سودون الأفرم. في الظاهري جقمق.(2/156)
1052 - سودون الاينالي المؤيدي شيخ ويعرف بقراقاش. كان من عتقاء المؤيد؛ وعمل بعده خاصكياً إلى أن صار في أيام الظاهر جقمق من الدوادارية يوماً واحداً ثم تأمر عشرة ثم صار من رؤس النوب؛ وحج في بعض السنين أمير الأول؛ وعاد إلى أن أخرجه الظاهر إلى القدس بطالاً ثم استقدمه الأشرف في أوائل سلطنته، وأنعم عليه بإمرة عشرة وكونه من رؤس النوب كما كان ثم صار أمير طبلخاناه وثاني رؤوس النوب ثم أحد المقدمين بالبذل ثم حاجب الحجاب عوض برسباي البجاسي فلم يلبث سوى شهر وخرج إلى الجهاد في جملة المقدمين فكانت منيته بجزيرة قبرس في أول المحرم سنة خمس وستين بعد أن مرض نحو عشرة أيام بدون جراح، وقد قارب الستين، وكان مليح الشكل متجملاً في ملبسه ومركبه وبركه مع سرعة حركة وطيش وخفة وطمع وقلة غيرة ومساوىء كثيرة فيما قيل عفا الله عنه. سودون الاينالي. يأتي في الطويل.
سودون البجاسي. في حوادث سنة عشر.
1053 - سودون البردبكي الظاهري برقوق من صغار مماليكه، وتأمر عشرة بعد موت المؤيد شيخ ثم ولاه الظاهر جقمق نيابة دمياط واستمر بها حتى مات في سنة خمسين، وكان عفيفاً عن المنكرات والفروج مهملاً في الدول.
1054 - سودون البردبكي المؤيدي شيخ أحد العشرات. ممن ولي الحسبة أيام الظاهر خشقدم. سودون البرقي. في الشمسي.
سودون بقجة. في سودون الظاهري قريباً.
1055 - سودون البلاطي بلاط الأعرج شاد شربخاناه الناصر فرج ويقال له خجا سودون. خدم بعد قتل أستاذه مع الناصر عند نوروز الحافظي ثم اتصل بالمؤيد شيخ، وصار خاصكياً ثم بجمقداراً، واختص به حتى كان يحمله على رقبته لما ضعفت حركته ولا يكترث بجهامته لكونه كان أحد الأقوياء المضروب بهم المثل، ثم قربه الأشرف وأمره عشرة وجعله من رؤس النوب ثم أنعم عليه بإمرة طبلخاناه ومع ذلك كان يقيم بالطبقة سنة فأكثر لا ينزل منها ولا يركب فرساً بل ما كان يرى غالباً إلا في الخدمة السلطانية ثم يعود من القصر السلطاني إلى الطبقة فيقلع قماش الخدمة ثم يدخل إلى مدمنه يعالج بالحجارة التي كل واحد منها كفردة الطاحون العظيمة أو أكثر ويقال إن زنة حجره الذي كان يحمله برقبته اثنا عشر قنطاراً بالمصري، وكان السلطان عمله رأس نوبة لولده الناصري محمد فكان يضطر للنزول معه فيركب على هيئة الاجناد بغير تخفيفة على رأسه وتعاظم في مركبه، وبلغ السلطان مرة أنه منذ سنين ما رأى الربيع ولا عدي إلى الجيزة فألزمه بذلك؛ ولم يقبل منه استعفاءه وأنعم عليه بما يأكله ثم عاد، ولم ينفك عن طريقته حتى قدمه الأشرف وألزمه النزول لداره وكانت تجاه مدرسة تغري بردى المؤذي ويسكن فيها بمماليكه والذين في خدمته منهم ينيفون على مائة وخمسين سوى الكتابية فكان يأمرهم بالركوب في خدمته أيام المواكب خاصة وبعدم النزول عن خيولهم إذا انتهى لباب داره بل يقفون ركباناً يميناً ويساراً ويدخل هو إلى منزل وحده ومعه البابا فقط كعادة الخاصكية ولم يكن له جمدار ولا سلحدار ولا يمد سماطاً بل يأكل وحده ويعطى لكل من مماليكه ثلاثة أرطال لحم ويعتذر بأن هذا أنفع في حقهم مع أن عمل السماط أوفر له ويصرف ذلك وكذا جوامكهم وعليقهم في أول الشهر من حاصله، وكانت له ثروة زائدة ومال جزيل وسلاح عظيم وبرك هائل يشاهد حين توجهه في التجاريد ونحوها ويكون في سفره منفرداً عن الامراء؛ ولم ينفك عن إقامته ببيته مشتغلاً بأنواع الملاعب والعلاج بالحجارة، ولا يتزوج حفظاً لقوته، وكان ممن تجرد إلى البلاد الشامية صحبة قرقماس الشعباني. ومات الأشرف قبل عود الأمراء من ارزنكان إلى البلاد الحلبية وكتب بحضورهم ورسم لهذا بتوجهه إلى القدس بطالاً فكانت منيته به في ثالث جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين. أرخه العيني. وكان عاقلاً عارفاً ذا سكينة مليحاً أحمر اللون أسود اللحية مستديرها إلى الطول أقرب يقرأ يسيراً ويحفظ بعض المسائل مع قلة الكلام والعشرة للناس والحرص على جمع المال وعدم صرفه إلا في طريقه رحمه الله.
سودون التركماني. في سودون اليشبكي. سودون تلي. في سودون المحمدي.(2/157)
1056 - سودون الجكمي أخو نائب الشام اينال الجكمي لأبويه في آخرين هذا أصغرهم. تأمر في الدولة الظاهرية جقمق ووجهه الظاهر لأخيه المذكور بخلعة الاستمرار ثم عاد إلى القاهرة فأقام بها يسيراً، وعصى أخوه فاتهمه الظاهر بأنه يتألف له الجند والأمراء وقيل إن ذلك ليس ببعيد فقبض عليه وحبسه أكثر من عشر سنين ثم أطلقه وأنعم عليه بإقطاع هين بدمشق فاستمر بها إلى أن قدم في دولة الأشرف مع المنفيين فلم يقبل عليه السلطان بل أقام بطالاً فقيراً حتى مات في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وأرسل له السلطان بعشرة دنانير يجهز بها عفا الله عنه. سودون الجلب. في سودون الظاهري.
1057 - سودون الحمزاوي الظاهري برقوق. كان خصيصاً عنده ثم تنكر عليه وضربه ضرباً مبرحاً وحبسه ثم أخرجه إلى البلاد الشامية، وبعد موته بمدة قدم القاهرة وصار من جملة أمرائها، ثم ولي نيابة صفد في صفر سنة أربع وثمانمائة ثم استقدم القاهرة وصار أحد المقدمين شاد الشربخاناه ثم خازنداراً ثم رأس نوبة النوب، كل ذلك في التي تليها ثم حبس باسكندرية ثم أفرج عنه بعد يسير وأعيد إليه إقطاعه ثم لما عاد الناصر إلى الممالك، وكان ركوبه من بيته بآلة الحرب والحمزاوي بين يديه في جملة الأمراء عمله دواداراً كبيراً في سنة ثمان وثمانمائة؛ ثم توجه في التي تليها مجرداً إلى البلاد الشامية فلما صار بدمشق عصى وسار إلى صفد فملكها ثم قبض عليه شيخ بعد أن قلعت عينه في المعركة التي كانت خارج غزة وجهز إلى الناصر فحبسه في ربيع الآخر سنة عشر وثمانمائة ثم استدعى به بحضرة القضاة وثبت عليه قتله لانسان ظلماً فحكموا بقتله فقتل عفا الله عنه.
1058 - سودون الحموي النوروزي نوروز الحافظي. اتصل بعد قتله بشيخ المؤيد وحظى عنده حتى صار من العشرات ورؤس النوب؛ ثم صار في أيام الظاهر ططر من الطبلخاناه إلى أن نفاه الأشرف إلى دمياط في أوائل دولته ثم بعد مدة إلى البلاد الشامية إلى إمرة فاستمر بها حتى مات في حدود الثلاثين.
1059 - سودون الحموي. أحد المقدمين بدمشق وأتابكها وكان قبل ذلك من أمراء القاهرة فنفاه الأشرف إلى دمياط بعد أن حبسه مدة ثم أرسله إلى الشام عوضاً عن قانباي الحمزاوي في الأتابكية والتقدمة فمات بها في أوائل ذي القعدة سنة سبع وعشرين. ذكره العيني: سودون خجا. في سودون البلاطي.
1060 - سودون دقماق الخاصكي والد الناصري محمد سبط ناصر الدين ابن العطار أمه عائشة. قتله جماعة من فلاحيه.
1061 - سودون دوادار أركماس الدوادار الكبير. كان غشوماً عارفاً بأفانين الظلم صرف عن وظيفته قبل موت الأشرف وأصيب برمد أفسد عينه، ولما قبض على أستاذه خدم في المماليك السلطانية؛ وكان بصدد أن يتقدم ففجأه الموت وذلك في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين واحتاط ناظر الخاص على موجوده وهو شيء كثير. قاله شيخنا في انبائه.
1062 - سودون السودوني الظاهري برقوق. تأمر في الأيام المؤيدية، ثم صار في أيام الأشرف من جملة حجاب القاهرة ثم نفاه الظاهر إلى القدس ثم شفع فيه وأقام بالقاهرة بطالاً ثم أنعم عليه بامرة عشرة مع الحجوبية ثم نقل إلى الحجوبية الثاني على إمرته ثم نفي إلى القدس أيضاً ثم أعيد على إمرة عشرة مع الحجوبية الثالثة ثم نفي للقدس أيضاً ثم أعيد على الحجوبية فقط إلى أن مات في رمضان سنة أربع وخمسين عن نحو ثمانين سنة ولم يكن بذاك.
1063 - سودون السودوني أمير عشرة وأميراخور السلطان، مات في رمضان سنة سبع وثلاثين؛ وكان جيداً مشكور السيرة. ذكره العيني.
سودون الشمسي. في حوادث سنة عشر.(2/158)
1064 - سودون الشمسي البرقي الظاهري جركسي. اشتراه الأشرف ثم ملكه الظاهر جقمق؛ وعمله خاصكياً ثم جمقداراً ثم امتحن بعده واختفى إلى أواخر أيام الأشرف اينال فلما استقر الظاهر أمره عشرة وعمله من رؤس النوب ثم آخور ثاني ثم حبسه باسكندرية مدة ثم رضي عنه وقدمه بدمشق؛ وحج منها في موسم سنة إحدى وسبعين أمير الركب الشامي فعاد مريضاً فلما تسلطن الظاهر تمربغا بادر إلى المجيء بغير إذن فرده إليها من خانقاه سرياقوس بعد أن أرسل له بفرس مسرج وكاملية بمقلب سمور ولم يلبث أن قدمه الأشرف قايتباي لما استقر فبادر للمجيء بغير إذن فما طلع إلى القلعة إلا بجهد من انحطاطه بالمرض فلزم بعد نزوله الفراش إلى أن مات قبل انقضاء شهر وذلك في شعبان سنة اثنتين وسبعين وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمني ودفن من يومه وقد ناهز الخمسين.
1065 - سودون طاز من مماليك الظاهر برقوق وخواصه. أمره عشرة وجعله معلماً للرمح لكونه كان رأساً فيه وفي غيره من أنواع الفروسية يضرب بقوة طعنه وشدة مقاتلته المثل وأما سرعة حركته وحين تسريحه بجواده فإليه المنتهى، وبعد موت أستاذه قدمه ابنه الناصر ثم عمله أميراخور كبير فزادت عظمته وصار إليه المرجع في غالب أمور الرعية وعمل راتب سماطه في اليوم ألف رطل من الضأن خارجاً عن الدجاج والأوز والرمسان من الضأن لمزيد كرمه وكثرة إنعامه على المماليك السلطانية وغيرهم بحيث قيل إن رفده عم جميعهم ولم يزل على جلالته إلى أن صفا له الوقت بحيث لو رام التسلطن لمشى له ذلك بدون منازع ثم نزل من الأسطبل السلطاني لداره وعزل نفسه عن الآخورية لما بلغه من كلام يشبك في حقه عند السلطان ثم خرج بمماليكه وحواشيه من المماليك السلطانية وهم زيادة على ألف لجهة سرياقوس رجاء أني يأتيه غير من معه من المماليك فلم يأته أحد وترددت الرسل بينه وبين يشبك والناصر وهو يترجى أن أمره سيقوى ويظفر بيشبك فلم يلبث أن عزله الناصر من الآخورية وراسله بالعود إلى القاهرة على أقطاعه بغير وظيفة أو غير ذلك من البلاد الشامية فلم يجب إلا بعد إخراج أقباي الكركي فما أذعن الناصر لذلك وقرر الارسال إليه مرة أخرى إلى أن تحقق الناصر منه عدم الموافقة فركب حينئذ بالعساكر ونزل إليه فلم يثبت من معه من المماليك السلطانية وآل أمره إلى أن ترامى على يشبك فقبله وبالغ في إكرامه وكلم الناصر فرسم بتوجهه لدمياط بطالاً ورتب له ما يكفيه وأعطاه يشبك ألف دينار واستمر بها إلى أن ركب إلى الشرفية وخرج له جماعة من المماليك السلطانية فجهز له السلطان من قبض عليه ثم حبس باسكندرية بقلعة المرقب إلى أن قتل في ذي الحجة سنة ست. وأرخه شيخنا في سنة خمس وهو سهو، وترجمته طويلة وكثير من أخباره في حوادث تاريخ شيخنا، وذكره المقريزي في عقوده رحمه الله.
1066 - سودون العلائي الطويل الأشرفي اينال. كان في أيام أستاذه خاصكياً فلما استقر الظاهر خشقدم أرسله لمكة بطالاً فدام بها قليلاً وكان يقرأ ويشتغل قليلاً وربما أخذ عني، وزار الطائف حين زرناه؛ فلما مات الظاهر جيء به وترقى بواسطة أغاته يشبك حسن للامرة؛ ولما مات عظم اختصاصه جداً بيشبك الدوادار وصار أحد الأربعينات وسافر معه في التجريدة التي قتل فيها وأمر بعده بالتخلف على تقدمة في البلاد الشامية ثم صار أمير ميسرة بها بعد صرف بردبك أمير الركب الشامي عنها؛ ويذكر بفروسية زائدة بحيث أنه قبض على ابن هرسك وكف عن قتله، مع محبة في العلماء والصالحين وميله إليهم وتوجهه للعبادة من صوم وقيام سفراً وحضراً وبر للفضلاء، وربما اشتغل بالشام على عبد النبي المغربي في شرح العقائد؛ وما أحسن قوله نحن لا نعتقد صالحاً ولا عالماً يتردد للامراء ونحوهم. مات في يوم الاثنين ثالث رمضان سنة ثان وتسعين، وتأسف عليه كثيرون من أهل الخير وغيرهم رحمه الله.(2/159)
1067 - سودون الطيار الظاهري برقوق. من أعيان خاصكيته وممن صار في أيام ابنه الناصر فرج أميراخور ثاني ثم أعطاه الاخورية الكبرى؛ ولم يلبث أن عينه للبلاد الشامية للكشف عما طرق من الأخبار الرومية وطالت غيبته فقرر في الاخورية غيره ثم أعطى بعد مدة إمرة بحلب مع حجوبيتها فامتنع فبعد مدة استقر أمير مجلس ثم أمير صلاح إلى أن مات في شوال سنة عشر وحضر السلطان جنازته ودفن بتربة صهره أقبغا الدوادار خارج باب البرقية، وخلف موجوداً كثيراً؛ وأوصى بثلث ماله وعين جماعة منهم العيني فاستولى الناصر على التركة بواسطة جمال الدين الاستادار ولم ينفذ الوصية، وكان عفيفاً شجاعاً مقداماً ديناً محباً للعلماء والصالحين موقراً لهم مشكور السيرة، قال العيني كان متورعاً عن الحرام صاحب أدب محباً في العلم والعلماء مشهوراً بالفروسية ولعب الرمح ورمى النشاب وتمرين الخيل الصعاب، وإليه ينتسب اسنبغا الطياري رأس نوبة النوب لكونه كن خدمه بعد موت أستاذه.
1068 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون بقجة. من أعيان مماليك أستاذه وخاصكيته ومن أبيات نائب السلطنة تمراز الناصري وزوج ابنته. تأمر في أيام الناصر فرج وترقى حتى قدم ثم فر مع صهره إلى شيخ فلما تجرد الناصر إلى البلاد الشامية حضر إليه فولاه نيابة طرابلس ثم أعيد بعد أمور إلى القاهرة على تقدمة ثم قبض عليه الناصر وحبسه باسكندرية ثم أطلقه وأعطاه تقدمة وسافر مع السلطان إلى البلاد الشامية؛ ثم كان ممن انتمى لشيخ، وآل أمره إلى أن قتل في معركة في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة.
1069 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون الأشقر. ممن ترقى في أيام الناصر فرج إلى التقدمة وشاد الشربخاناه ثم عزل عنها وبقي على التقدمة خاصة ثم ولاه شيخ في أيام المستعين بالله رأس نوبة النوب ثم في أيامه هو إمرة مجلس ثم قبض عله ثم قدمه الأشرف برسباي بدمشق إلى أن مات بها في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين؛ وكان بخيلاً سيء السيرة غير مشكور.
1070 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون الجلب، ترقى في أيام ابن أستاذه الناصر مع أنه لم يكن من أعيان مماليك أبيه لكنه كان مقداماً شجاعاً وعنده جرأة فلذلك تقدم وشاع اسمه وناب في الكرك من قبل الناصر ثم استبد بها وأظهر العدل، وكان من مثيري الفتن ثم أعطى نيابة طرابلس ثم نيابة حلب قبل دخوله طرابلس وبعد قتل الناصر؛ وتوجه إلى حلب وهو مجروح من سهم أصابه إلى أن مات في ربيع الآخر سنة خمس عشرة. ذكره شيخنا باختصار.
1071 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون الظريف. ترقى في أيام أستاذه حتى ولي نيابة الكرك في سنة إحدى، فلما توجه الناصر إلى دمشق في التي تليها قدم عليه فصرفه عنها، ثم تنقلت به الأحوال إلى حجوبية دمشق ثم قبض عليه شيخ وسجنه بالصبيبة ثم أفرج عنه وأعطاه إمرة بدمشق، ثم قبضه وحبسه كذلك إلى أن أفرج عنه الناصر وأنعم عليه بامرة القاهرة إلى أن قض عليه وحبسه ثم وسط في رجب سنة أربع وعشرين تحت قلعة الجبل.
1072 - سودون الظاهري برقوق الفقيه. كان صهر الظاهر ططر وجد ابنه الصالح محمد والد أحد المقدمين البدر حسن وأحد رؤس الفتن في الدولة الناصرية ولذا أبعده المؤيد هذا مع تفقهه واستحضاره وكثرة أبحاثه ومزيد تعصبه للحنفية ولكنه كان قوي النفس شهماً ولما تسلطن ططر وقدم القاهرة تلقاه هذا فقام له وأجلسه بجانبه فوق الأمراء، ولما تسلطن سبطه الصالح رام تقبيل يد جده فمنعه كل ذلك ولم يتأمر البتة. مات بعد ولده المشار إليه في حدود الثلاثين؛ وذكره شيخنا في إنبائه فقال: سودون الفقيه كان كبير الجراكسة تلمذ للشيخ لاجين الجركسي، وكان أعجوبة في دعوى العلم والمعرفة مع عدمهما، وكان الكثير منهم يعتقد أنه لا بد أن يلي السلطنة كما كانوا يزعمونه في شيخه واتفق أن زوج ابنته وهو الظاهر ططر ولي السلطنة فارتكب من يتعصب الشطط وقال ظهر المراد في ططر فلم ينشب ططر أن مات ولم يحظ سودون في ولايته بطائل فضلاً عما بعدها؛ وكان يكثر سؤال من يجالسه عن الشيء المعضل فإذا أجابه عنه نفر فيه قائلاً ليس الأمر كذلك ثم يعيد الجواب بعينه مظهراً أنه غيره، وله من ذلك عجائب. مات في ثاني عشر صفر سنة ست وعشرين.
سودون الظاهري برقوق ويعرف بالقاضي. يأتي قريباً.(2/160)
1073 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون قراسقل يعني لحيته سوداء. تأمر في أيام ابن أستاذه ثم تركه وانتمى لشيخ ونوروز إلى أن قدم مع شيخ بعد قتل الناصر؛ وصار مقدماً ثم ولي نيابة غزة ثم رجع إلى تقدمته ثم ولي حجوبية الحجاب إلى أن تجرد إلى البلاد الشامية في سنة عشرين وأعطى حجوبية طرابلس فكانت منيته بها في صفر. سودون الظاهري برقوقي قريبه. يأتي قريباً.
سودون الظاهري برقوق ويعرف بالمارداني. يأتي أيضاً.
1074 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسدون المغربي لنشوفته. ممن تأمر بعد موت المؤيد شيخ وصار حاجباً في أيام الأشرف بعد أن ولي نظر القدس ثم ولاه نيابة دمياط ثم انفصل عنها ثم أعاده الظاهر إليها ثم نفاه إلى القدس ثم أحضر إلى القاهرة، ولم يلبث أن مات في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين، وكان خيراً ديناً عفيفاً فقيهاً في الجملة متقشفاً؛ وربما اشتغل بالنحو، وتصوره في جميع ذلك بل وغالب أموره فاسد عفا الله عنه.
1075 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون ميق. ممن تأمر بعد موت المؤيد ثم صار في أيام الأشرف أمير طبلخاناه وأميراخور ثاني ثم مقدماً وتوجه صحبته إلى آمد فأصابه سهم لزم منه الفراش أياماً؛ ومات في ذي القعدة سنة ست وثلاثين، ودفن بآمد وخلف مالاً جماً ورثه ابنه فلم يتهن به؛ وكان متوسط السيرة.
1076 - سودون الظاهري جقمق ويعرف بالافرم. تأمر في أيام ابنه المنصور عشرة ثم نكب وحبس ثم أطلق، وقدم القاهرة وأنعم عليه بعد مدة بامرة عشرة ثم صار في أيام الظاهر خشقدم خازنداراً ثم طبلخاناه ومات في.
سودون الظاهري جقمق الشمسي البرقي. مضى في الشمسي.
سودون الظريف. في سودون الظاهري.
سودون العجمي. في سودون النوروزي. سودون الفقيه. في سودون الظاهر برقوق.
1077 - سودون القاضي الظاهري برقوق، ممن أنشأه ابن أستاذه ثم خامر عليه وذهب إلى نوروز وشيخ حتى قدم القاهرة مع شيخ بعد قتل ابن أستاذه وصار من مقدميها ثم استقر حاجب الحجاب ثم رأس نوبة النوب، ثم قبض عليه المؤيد وحبسه بالبلاد الشامية إلى أن أفرج عنه وصيره من مقدمي القاهرة وتولى كشف الوجه القبلي ثم نيابة طرابلس؛ وبها مات في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين، ذكره شيخنا مقتصراً على ذكر وفاته، قال غيره ولم يكن مشكوراً في أحكامه قال وكان قد تولى الحجوبية الصغرى ثم الكبرى بالقاهرة ثم الكشف بالوجه القبلي وظلم فيه وأفسد ثم ولي النيابة المذكورة.
سودون قراسقل؛ في سودون الظاهري. سودون قراقاش. في سودون الاينالي.
1078 - سودون القرماني الناصري فرج. خدم بعد أستاذه بأبواب الأمراء ثم صار خاصكياً في دولة الظاهر ططر ثم ساقياً في أول أيام الظاهر جقمق ثم أمره عشرة ثم قدمه بحلب ثم صار أتابكها في أيام الأشرف ثم نقله إلى أتابكية طرابلس ثم أعيد إلى أتابكية حلب وتوجه أميراً على الركب الحلبي فمات في شوال سنة ثلاث وستين.
1079 - سودون قريب الظاهر برقوق ويعرف بسيدي سودون. قدم من جركس مع جدته لأمه أخت الظاهر وخالة أمه أم الأتابك بيبرس أخت الظاهر ومع جد أمه الأمير أنص والد الظاهر وأقاربه بطلب من الظاهر حين أتابكيته، وذلك في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة فرباه في الحريم السلطاني فلما كبر وترعرع رقاه حتى صار مقدماً ثم أميراخور كبير ثم بعد موته قبض عليه وسجن باسكندرية ثم أفرج عنه واستقر دواداراً كبيراً مع أقطاع كبير؛ ثم لم يلبث أن استقر نائب الشام وخرج لدفع تيمور وثبت بمن معه ثباتاً مشهوراً وأبلى بلاءً حسناً بحيث أشرف العدو على الخذلان ثم تكاثروا حتى خذل العسكر الشامي ووبخ الطاغية صاحب الترجمة وتوعده بكل سوء محتجاً بقتله لرسوله قبل واستمر تحت العقوبة في أسره إلى أن مات إما ذبحاً أو تحت العقوبة أو إلقائه للفيلة وذلك بظاهر دمشق في أواخر رجب سنة ثلاث وقد ناف على الثلاثين وهو ممن نشأ في السعادة ومات تحت الاهانة، وكان أميراً جليلاً ذا شكالة حسنة ووجه صبيح وثقة في الناس عارفاً بأنواع الفروسية متجملاً في ملبسه ومركبه ومماليكه. وقال العيني أنه كان ظالماً عاتياً بخيلاً متكبراً سيء الخلق دميم الخلقة كثير الشر وهو الذي فتح باب الشر بعد موت الظاهر قال ويقال انه دفن في قيده بدمشق، وهو في عقود المقريزي.(2/161)
1080 - سودون القصروي قصروه من تمراز نائب الشام، خدم بعد أستاذه في بيت السلطان ثم صار خاصكياً ثم من الدوادارية الصغار في دولة إينال ثم أمير عشرة في أيام خشقدم فلما ولي خجداشه خير بك القصروي نيابة غزة استقر عوضه في نيابة قلعة الجبل إلى أن قدمه يلباي بالبذل ثم عمله الأشرف قايتباي رأس نوبة النوب ثم عينه لتجريدة سوار فجرح في الوقعة وحمل إلى حلب فمات بها في سنة ثلاث وسبعين وقد قارب السبعين. وكان جماعاً للمال بخيلاً وهو صاحب السبيل بحارة الباطلية والجامع الذي هناك. سودون قندوره، في سودون اليشبكي.
1081 - سودون اللكاشي أقبغا، اتصل بعده بالأمير شيخ فلما تسلن أمره ثم رقاه إلى التقدمة وقبض عليه ططر في نظامته وحبسه إلى أن أطلقه الأشرف وأنعم عله بطبلخاناه بطرابلس فأقام بها حتى مات في حدود الثلاثين ولم يكن من الأعيان.
1082 - سودون المارداني الظاهري برقوق؛ كان خصيصاً عند سيده إلى أن قدمه وعمله شاد الشربخاناه. ثم عمله ابنه الناصر رأس نوبة النوب ثم أمير مجلس ثم دواداراً كبيراً فلما ظهر الناصر وأراد الطلوع إلى القلعة كان ممن قاتله، وانتصر الناصر فأمسكه وحبسه باسكندرية إلى أن قتل في محبسه سنة إحدى عشرة؛ وكان أميراً جليلاً عاقلاً سيوساً ساكناً قليل الشر كثير الخير والاحسان مشكور السيرة.
1083 - سودون المحمدي الظاهري برقوق ويعرف بتلي بعني مجنون، كان من أعيان خاصكية سيده، ثم ترقى في أيام ابنه إلى التقدمة ثم قبض عليه وحبسه باسكندرية ثم أفرج عنه إلى أن استقر في الآخورية الكبرى؛ وكان ممن منع ابن أستاذه الطلوع إلى القلعة بعد اختفائه وانتصر عليهم فأخرجه إلى دمشق على اقطاع فقبض عليه نائبها شيخ ففر من السجن ولحق بنوروز وتقلب في محن وملك غزة وشن بها الغارات إلى أن ظفر به شيخ ثانياً وحبسه أيضاً بقلعة دمشق مدة وراسله الناصر في طلبه فامتنع ثم أطلقه واتفق معه على العصيان على الناصر إلى أن ملك صفد من جهة شيخ ثم خرج عن طاعته وفر لنوروز ثانياً ثم اتفقوا على العصيان إلى أن قتل الناصر فقدم هذا مع شيخ القاهرة فأعطاه تقدمة ثم قبض عليه وحبسه باسكندرية إلى أن قتل بها في المحرم سنة ثمان عشرة، وقد ذكره العيني فقال سودون المحمدي المجنون كان شاباً شجاعاً مفرطاً في الجهل.
1084 - سودون المحمدي مملوك الذي قبله وعتيقه. اتصل بعد قتله بخدمة المؤيد شيخ، ثم صار خاصكياً ورأس نوبة الجمدارية في أيام الأشرف بل رام أن يعطيه إمرة فامتنع وترك وظيفته أيضاً وصار من جملة المماليك السلطانية على إقطاعه ثم كان ممن انضم للعزيز ولده فلما تسلطن الظاهر نفاه ثم أعاده وأنعم عليه بامرة عشرة بسفارة خوند البارزية لكونه زوج أختها لأبيها فاستمر مدة ثم توجه إلى مكة ناظراً بها وشاد العمائر كما كان توجه في الأيام الأشرفية فأقام نحو سنتين أو أكثر وعاد إلى القاهرة فأقام بها يسيراً واستقر في نيابة قلعة دمشق سنة ثمان وأربعين فكانت منيته بها في صفر سنة خمسين؛ وكان ديناً خيراً عفيفاً عن المنكرات والفروج عاقلاً ساكناً لكنه قليل المعرفة مع استبداده برأي نفسه بحيث أنه لما توجه لمكة ليصلح ما تشعب من حيطان الحرم رفع سقف البيت الشريف والاخشاب التي كانت بأعلى البيت وغيرها ومنعه أكابر مكة وغيرها من ذلك فأبى واعتل بقصد منع الدلف من المطر ولم يلتفت لما قيل من حروف تمنع الطير أن يعلو البيت وصار البيت مكشوفاً أياماً بدون سقف ولا كسوة وخاف جماعة من نزول بلاء بسبب ذلك فرحلوا منها إلى أن تم عمل السقف ولم يكن بمانع لما اعتل به فعمره ثانياً وتكرر منه ذلك وساءت سيرته بمكة لأجل هذا ونقم عليه كل أحد وصار يدلف أكثر من السقف القديم بل صار سقف البيت مأوى للطيور وأتعب الخدم ذلك فإنهم صاروا في كل قليل يجمعون ما يتحصل من زبل الحمام وغيره وندم هو على ما فعل وعد ذلك من سيئاته سيما وقد أهان المحب بن أبي الحسن البكري الشافعي وكان مجاوراً حينئذ بالضرب وغيره لكونه أنكر على الصناع بحيث قيل إن ذلك سبب موته والواقعة مذكورة في سنة ثلاث وأربعين من أنباء شيخنا. وقد اثنى عليه العيني فقال كان ديناً خيراً، زاد غيره متعاظماً وكانت ولايته بعد داود الماضي لما أنكر أهل مكة ولايته ومنعه الشريف وأرسل فورد الأمر بتولية هذا.(2/162)
1085 - سودون المحمدي المؤيدي شيخ ويعرف بسودون اتمكجي يعني الخباز. صار خاصكياً بعد أستاذه المؤيد ثم استقر رأس نوبة الجمدارية في أيام الأشرف ثم أمره الظاهر عشرة وجعله من رؤوس النوب ثم أميراخور ثالث ثم أميراخور ثاني ولم يلبث أن مات في رجب سنة ثلاث وخمسين، وكان شجاعاً مشكور السيرة سليم الباطن عنده حشمة وكرم. سودون المغربي. في سودون الظاهري.
1086 - سودون المنصوري عثمان من أمراء العشرات وأحد رؤس النوب. مات في ليلة الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى سنة تسع وسبعين، ويقال انه سقط وهو ثمل.
سودون ميق. في سودون الظاهري برقوق.
1087 - سودون النوروزي نوروز الحافظي نائب الشام ويعرف بسودون العجمي أحد العشرات ورؤس النوب. ممن تأمر في أيام الظاهر جقمق. مات في حدود الخمسين، وكان فيما قيل مهملاً. سودون النوروزي. في سودون المحمدي.
1088 - سودون النوروزي آخر. تنقل بعد سيد نوروز الحافظي حتى صار سلحداراً في أوائل الدولة الأشرفية برسباي ثم أمير عشرة في الظاهرية ومدرس النوب ثم ولاه الأشرف اينال نيابة القلعة إلى أن مات بها في ربيع الآخر سنة اثنتين وستين عن نحو سبعين، وكان عاقلاً ساكناً بشوشاً حشماً متواضعاً وقوراً مليحاً كريماً مع اسراف على نفسه فيما قيل.
1089 - سودون النوروزي آخر. تنقل بعد سيده إلى أن صار في أيام الأشرف برسباي دوادار السلطان بحلب وأحد المقدمين بها ثم نقله الظاهر لحجوبية دمشق الكبرى، وقدم عليه بتقادم هائلة ثم رج وعظم ونالته السعادة الدنيوية حتى مات بها في سنة سبع وأربعين ظناً، وكان لا بأس به متوسط السيرة.
1090 - سودون اليشبكي يشبك الجكمي أميراخور التركماني هو ويعرف بقندورة. صار بعد سيده من المماليك السلطانية؛ وولي بعض قلاع البلاد الشامية ثم نيابة قلعة صفد ثم نيابة قلعة دمشق بالبذل في كل ذلك؛ ثم صار أحد مقدمي دمشق؛ وسافر أمير المحمل الشامي في سنة ثمان وستين فمات بعد خروجه من المدينة النبوية إلى جهة الشام في أواخر ذي الحجة منها أو أوائل المحرم من التي تليها، وقد قارب الستين أو جازها.
1091 - سودون اليوسفي. ممن حبسه المؤيد شيخ بقلعة دمشق، ولم أر من ترجمه ولكن علمت اسمه من أثناء سودون المحمدي تلي.
1092 - سودون غير منسوب، ممن سمع من شيخنا الاملاء سنة عشر بالشيخونية.
1093 - سونجبغا اليونسي الناصري فرج أخو ارنبغا الماضي، وهذا أصغرهما. تأمر في أوائل دولة الظاهر جقمق لكونه كان متزوجاً أخت زوجته، وسافر أمير المحمل غير مرة آخرها سنة خمس وخمسين؛ ثم أنعم عليه المنصور باقطاع طبلخاناه وزاده الأشرف عليه إمرة عشرة ثم مات أخوه المشار إليه فورث منه مالاً جزيلاً، ولم يلبث أن توجه لتغري بردى القلاوي فكان قتله على يده في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وقد زاد على الستين تقريباً، وكان متوسط السيرة بخيلاً وحسن حاله بأخرة.
1094 - سونجبغا الظاهري برقوق الفقيه. كان من خاصكية سيده. اشتغل كثيراً ولم ين به بأس لكن كان بليداً. مات في شوال سنة خمس عشرة ودفن بالصحراء خارج باب البرقية. ذكره العيني.
1095 - سويدان مقدم الوالي عدى عليه في ليلة رابع عشري صفر سنة إحدى وتسعين.
1096 - سيباي الأشرفي إينال نائب غزة ثم حاجب دمشق ثم نيابة حماة وهو أخو قانصوة. مات في التجريدة.
1097 - سيباي الظاهري جقمق أميراخور ثالث وحاجب ميسرة. مات في رمضان سنة ثمانين، ونزل السلطان فصلى عليه في سبيل المؤمني وكان فيما قيل خيراً.(2/163)
1098 - سيباي العلائي الأشرفي اينال، كان في أيام استاذه خاصكياً ثم نفي في أيام الظاهر خشقدم إلى منفلوط، فاستمر بها جميع مدته ثم رجع بعده على خاصكيته ثم ولاه الأشرف قايتباي بعناية الدوادار الكبير الكشف بمنفلوط، فقام العرب في وجهه وطردوه طرداً كلياً فرجع بعد قبضه على محمود شيخ بني عدي فأعطاه إمرة عشرة، ورجع في خدمة الدوادار وحينئذ ضخم وتمول ومهد الوجه القبلي وكان مع مزيد ظلمه سيما في المساحة يظهر محبة جماعة من الفقهاء والفقراء والرغبة في سماع القرآن والانشاد ويبر من يتردد إليه منهم بل كانت عليه رواتب لبعض ديور النصارى محتجاً بقصد من يرد عليهم من المسلمين خصوصاً وهو يكثر الخروج للصيد ويقيم عندهم فيها؛ ولم يزل في نمو إلى أن قتل في ليلة الجمعة ثالث رجب سنة خمس وثمانين بمخيمه على شاطىء النيل قريباً من طما من أعمال أسيوط ولم يعلم قاتله بل وجد مشقوق البطن مقطوع اليد ببدنه جراحات أربعة وحمل إلى أسيوط فدفن بها قريباً من قبر ازدمر الحاجب ولم يكمل الخمسين وما تيسر له الحج.
1099 - سيف بن أبي الصفا إبراهيم بن علي بن يوسف أبو بكر المقدسي الشافعي أخو الكمال محمد الحنفي الآتي؛ وتقدم في الفنون مع الديانة والمحاسن بحيث أنه لم يوافق والده وجماعة بيته في دعوى الشرف ولا حمل شظفه، والثناء عليه مستفيض ورأيت له تقريظاً لمجموع التقي البدري أبدعه خطاً ونثراً ونظماً ومن نظمه فيه:
جزيت خيراً تقي الدين حيث جلا ... مجموعك الحسن بالحسنى وذاك نقي
وفي وفى تقي قد وقيت أذى ... فأنت حقاً بكلتي حالتيك تقي
1100 - سيف بن شكر البدري الحسني القائد. مات بمكة في مستهل المحرم سنة سبع وسبعين. أرخه ابن فهد.
1101 - سيف بن علي أمير العشير خرج على عساف ابن عمه المتولي الامرة وقتل ازدمر قريب السلطان ونائب حماة، والتف عليه جماهير العرب إلى أن جهز له فداوي فدخل علي وهو جالس مع جماعة فيهم إمام النائب بحيث لم يشعر به سيف إلا وهو على رأسه فطعنه بسكين معه وبادر سيف مختبلاً ليقتل فعادت ضربته على نفسه وأدركه أصحابه فقتلوا الفداوي بعد قتله الجماعة الذين كانوا عند سيف واحتملوا سيفاً وهو حي وآل أمره إلى أن قتله ابن عمه عامر بن عجل أخذاً بثأر سليمان بن عساف ابن عم سيف لكونه كان قتله أيضاً وذلك في سنة سبع وثمانين إما في آخر صفر أو أول الذي يليه. سيف بن عيسى سيف الدين السيرامي. يأتي في يوسف.
سيف بن بن جبير.
حرف الشين المعجمة
شاذ بك آخوخ يعني به جنسه، يأتي قريباً.
1102 - شاذبك الأشرفي برسباي ويعرف بفرفور أتابك حماة. مات في الوقعة السوارية سنة اثنتين وسبعين وقد زاد على الخمسين.
1103 - شاذبك الأشرفي برسباي ويعرف بشاذبك بشق كان من صغار مماليك أستاذه وأخرج بعده إلى البلاد الشامية وتنقل في عدة ولايات متخللاً ذلك ببطالات إلى أن صار بأخرة أمير مائة بدمشق ودوادار السلطان بها وسافر أمير الركب الشامي، فمات في رجوعه بالقرب من الكرك أواخر المحرم سنة ثلاث وسبعين وقد زاد على الخمسين.
1104 - شاذ بك الأشرفي قايتباي ويقال له شاذ بك آخوخ الطويل، عمله أستاذه خاصكياً ثم أمير عشرة ثم رأس نوبة مضافاً لها ثم ناب عن ملج في نيابة القلعة ثم استقل بها بعد وفاته فلما عاد من التجريدة سنة أربع وتسعين استقر به دوادارا ثانياً عوضاً عن قانصوه الألفي بحكم انتقاله مقدماً، ويذكر بفروسية وشكر لبعض أحكامه وأنه رفع الرسم من رأس نوبته وبردداره وأنه لا يأخذ على الأحكام إلا قدراً يسيراً وأكثر من التبرم من الدوادارية فصرف عنها بماميه وأعطى تقدمة مع تعزز واظهار برغبته في التخلي عن الامرة. شاذبك بشقن تقدم قريباً.(2/164)
1105 - شاذبك الجكمي جكم من عوض. تنقل بعد أستاذه إلى أن اتصل بخدمة ططر، فلما تسلطن عمله خاصكياً ثم تأمر عشرة في أوائل الدولة الأشرفية وصار من رؤس النوب ثم من الطبلخاناه ثم رأس نوبة ثاني ثم ولي نيابة الرها ثم صرف على طبلخاناه بالقاهرة ثم قدمه الظاهر وصار أمير المحمل ثم ناب بحماة ثم وجه إلى القدس بطالاً ثم حبس بقلعة المرقب ثم أعيد إلى القدس فلم يلبث أن مرض وطال مرضه حتى مات في ربيع الأول سنة أربع وخمسين وهو في عشر الستين تقريباً، وكان قصيراً جداً وعنده حدة وبعض خفة متوسط السيرة في فروسيته وأفعاله.
1106 - شاذبك الجلباني أتابك دمشق وصاحب المدرسة التي بالقنوات منها. مات في جمادى الثانية سنة سبع وثمانين؛ ودفن بمدرسته. أخبرني بذلك امامها.
1107 - شاذبك الصارمي إبراهيم بن المؤيد شيخ. صار بعد موت سيده من مماليك والده المؤيد ثم أخرج إلى البلاد الشامية وتأمر هناك وتنقل بالبذل حتى صار حاجب الحجاب بطرابلس ثم أتابك حلب ثم نائب غزة، ولم يلبث أن مات في ربيع الأول سنة سبع وستين، وقد قارب الستين.
1108 - شاذبك من صديق الاشرفي برسباي شاد العمائر السلطانية وأحد العشرات عوضاً عن بردبك المحمدي الطويل. ممن رقاه الأشرف قايتباي للامرة وغيرها، وسافر في التجاريد غير مرة.
1109 - شاذبك طاز الخاصكي أحد مماليك الأشرف اينال. مات بالطاعون في يوم الأحد منتصف ربيع الأول سنة أربع وستين وهو أول مطعون فيما قيل.
شاذبك فرفور. مضى قريباً.
1110 - شاذبك الفقيه. أمير الراكز بمكة والمستقر بعد بيبرس الطويل. مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين؛ واستقر بعده ازدمر قصبة.
1111 - شاذبك الفقيه. مات سنة أربع وستين فينظر إن لم يكن أحد من سلف.
1112 - شاذ بك دوادار قجماس نائب الشام. قتل في مصاففة بين عسكر الأشرف وعلى دولات بمكان يقال له الأندرين في صفر سنة تسع وثمانين.
1113 - شاذي الهندي عتيق السراج عبد اللطيف قاضي الحنابلة بمكة. مات بمكة في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين.
1114 - شارب بن عيسى ويسمى محمداً الصنعاني شيخها والمرجوع إليه فيها. ممن قدمه إمام صنعاء الناصر بن محمد، فلما مات الإمام وثب عامر بن طاهر عليها فملكها وأقام بها جماعة من أتباعه، وأسكن محمداً ولد الناصر فيها ثم عن له اخراجه إلى تعز ليأمن على البلد منه ومن أتباع أبيه واستشعر الولد بذلك فكتب لشارب وهو في الحصون ليأخذه عنده فبادر إلى المجيء لبابها القبلي فكسره، وأخذ الولد مظهراً أنه لا رغبة له في غير أخذه لعلمه بعجزه عنها ثم بدا له نهب بيت يحيى الكراز شيخ من أتباع عامر بل توجه فرجم قصرها فلم يكن بأسرع من خروج أتباع عامر منه عجزاً وغلبة وملكها شارب؛ واستقر بها الولد وبلغ ذلك عامراً فجاء ليستنقذها منه فخذل، وكان ذلك سبب قتله؛ ودفن هناك وأرسل أخوه علي يسأل في نقله إلى المعرانة فما أذعنوا لذلك محتجين بأنا نتبرك بقبره وكأنه للاستهزاء، ويقال إنه نقل، وشارب الآن سنة سبع وتسعين في قيد الحياة على شياخته وهو من عوام الزيدية.
1115 - شارع بن سرعان بن أحمد بن حسن بن عجلان الحسني المكي. مات بها في جمادى الآخرة سنة خمس وستين.
1116 - شار بن إبراهيم بن حسن بن عجلان الحسني. مات في ربيع الأول سنة ثمانين بصوب اليمن.(2/165)
1117 - شاكر بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب علم الدين بن فخر الدين بن علم الدين المصري الأصل القاهري أحد الأعيان، وأكبر أشقائه الخمسة أمهم ابنة مجد الدين كاتب المماليك في الأيام الناصرية، ويعرف كسلفه بابن الجيعان. ولد في سنة تسعين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها وتدرب بأبيه وجده لأمه وغيرهما في الخدمة المباشرة وغيرها إلى أن مهر وبواسطة جده لأمه اشتهر في الدولة فإنه كان يباشر عنه إذا غاب واستقر بعد والده في كتابة الجيش ثم قرره المؤيد بسفارة الزيني عبد الباسط في عمالة المؤيدية واقتدى به في ذلك الاشرف برسباي وفي أيامه كان يتكلم عن الزين المشار إليه في الخزانة وغيرها ورقاه جداً ثم صارت الخزانة بعد اليهم مضافاً لما كان معهم من استيفاء ديوان الجيش، ولا زال في ارتقاء وعلو إلى أن صار مرجعاً في الدول وعرف بجودة الرأي وحسن التدبير ووفور العقل وقوة الجنان وعدم المهابة للملوك فمن دونهم من غير إخلال بالمداراة مع السكون والتواضع والبذل الخفي، وله مآثر وقرب منها الجامع الذي بالقرب من أرض الطبالة المعروفة الآن ببركة الرطلي وجامع بالخانقاه السرياقوسية وخطبة بمكان الآثار الشريف كانت نيته فيها صالحة وإن كان الوقت غير مفتقر إليها؛ وبر كثير للفقراء وأهل الحرمين بل وغالب من يقصده وقرب من المنسوبين للصلاح والاكثار من زيارتهم والتأدب معهم والمبادرة لمآربهم والحفظ لأهل البيوت والتوجع لمن يتأخر منهم واستجلاب من يفهم عنه نوع جفاء بالاحسان ومن محاسنه انه اضطر بالزحام للوقوف عند سبيل المؤيد بالشارع وشاعراً يقرأ على المتولي للسقي فيه وظهره للمارة قصيدة له يهجو فيها بعض الاقباط من غير تعيينه فسمع منها إلى أن زال الزحام ثم انصرف وأمر من معه بطلب الشاعر له إلى بيته فقال له من هذا التعس الذي وصفته بما سمعته فأعلمه به وذكر له السبب المقتضي لذلك فعذره وبالغ في تقبيح المهجو ثم قال أيمكنك أن تعطيني هذه القصيدة وتمحو مسودتها إن كانت وأصالحك عنه بكذا فأذعن أو معنى هذا، وليتني أعلم من يغار من الفقهاء لأبناء جنسه كهذا، وحج مراراً وفجع بجميع اخوته فصبر. قال فيه ابن تغري بردى وهم أي الاخوة أصحاب الحل والعقد في الدولة في الباطن وإن كان غيرهم في الظاهر فهم الاصل قال وبالجملة فهم أصلح أبناء جنسهم انتهى. وأنجب أولاداً أجلهم علماً وحلماً وتواضعاً ومحاسن الشرفي يحيى بل هو فريد في مجموعه ولم يزل على وجاهته حتى مات في ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين بمنزله ببركة الرطلي وصلى عليه من الغد برحبة مصلى باب النصر في مشهد حافل جداً مع غيبة العسكر ثم دفن بتربتهم جوار الاشرفية برسباي من الصحراء ورأيت له بعد مديدة مناماً يشهد بخير ثم آخر، وكان قد أجاز له باستدعاء مؤرخ بشعبان سنة ست وثمانمائة من أجل اختصاص عمه التاج عبد اللطيف ببعض المحدثين جماعة كثيرون منهم ابن صديق وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي والمجد اللغوي والصلاح الارموي والجمال الحنبلي فاستجيز لذلك رحمه الله وإيانا وعفا عنا.
1118 - شامان بن زهير بن سليمان السيد الحسيني خال صاحب مكة الجمالي محمد. مات خارجها بالغد في المحرم سنة ثلاث وثمانين وحمل إليها فدفن بها بعد أن عاث في جازان وأفسد فما كان بأسرع من قصمه، وكان مذكوراً بالتجاهر بالرفض كبني حسين. أرخه ابن فهد وسيأتي ابنه فارس.
1119 - شاه رخ القان معين الدين سلطان بن تيمور ملك الشرق وسلطان ما وراء النهر وخراسان وخوارزم وعراق العجم ومازندران ومملكة دلي من الهند وكرمان وأذربيجان. ذكره المقريزي في عقوده مطولاً.
1120 - شاهين الاشرفي أحد الحجاب؛ قتل في تجريدة البحيرة على يد العرب في سنة ثمان وستين.(2/166)
1121 - شاهين الأفرم الظاهري برقوق ويعرف بشاهين كتك - بفتح الكاف وضم المثناة الفوقانية ومعناه أفرم. مات في الرملة عند توجههم إلى قتال نوروز في سنة سبع عشرة. قال شيخنا في انبائه؛ وكان مشهوراً بقلة الدين بل كان بعض الناس يتهمه في اسلامه؛ وذكر لي البرهان بن رفاعة شيئاً من ذلك ووصفه العيني بأدمان الخمر واللواط قال ولم يشتهر عنه خير ولا معروف مع كثرة أمواله انتهى؛ وذكر غيره أن الظاهر أنعم عليه بإمرة عشرة في سنة إحدى وثمانمائة بعد ركوب عليباي عليه لكونه قاتل عسكر عليباي أشد قتال بحيث أظهر من الفروسية والشجاعة ما هو غاية وإنما كان ذلك اتفاقاً وإلا فهو ممن لم يكن راكباً مع السلطان حينئذ ثم إنه لم يفخر بذلك بل ولا طلع في يومه القلعة فأعجب السلطان منه ذلك كله وأنعم عليه بما تقدم، ثم رقاه الناصر ابنه حتى صار أحد المقدمين ثم أمير سلاح ثم كان أحد من عين في الجالسين بين يدي الناصر لقتال شيخ ونوروز فلحق بهما وصار من حزبهما فلما قتل الناصر استقر به شيخ قبل سلطنته ثم بعدها على عادته في إمرة سلاح إلى أن مات برملة لد وهو راجع مع المؤيد بعد قتله لنوروز وهو في أوائل الكهولة قال هذا المترجم؛ وكان شجاعاً مقداماً عاقلاً سيوسياً هادئاً كريماً عارفاً بفنون الفروسية وركوب الخيل وأنواع الملاعب.
1122 - شاهين الايدكاري الناصري أحد أمراء حلب؛ وهو غير الذي قبله بل هو متأخر عنه جداً.
1123 - شاهين الجمالي ناظر الخاص يوسف بن كاتب جكم. ولد تقريباً في سنة ثمان وثلاثين، وقدم في سنة ثلاث وخمسين وقد بلغ ترقى إلى أن عمل شادية جدة سنين وحمدت مباشراته بالنسبة لغيره لعقله ورفقه وفهمه وعدم هرجه وسكونه مع اقباله على العلم وتطلعه للقراءة فيه بحيث قرأ على الزين قاسم بن قطلوبغا شرحه لختصر المنار في أصولهم والقدوري عليه وعلى الصلاح الطرابلسي وعلى النجم ابن قاضي عجلون الصرف والعربية وعلى البدر المارداني في الفرائض والحساب وعلى البدر بن خطيب الفخرية في العربية وعلى الفخر الديمي في البخاري والشفا غير مرة وغير ذلك في آخرين، وقد سمع علي ومني أشياء وندبه السلطان للوقوف على عمارته في البندقانيين والخشابين فشكر، وقد تزوج ابنة أستاذه بعد موت خير بك ثم فارقها مع كونها ولدت منه غير مرة وماتوا ثم تزوج حفيدته ابنة الكمالي ناظر الجيش ولكنه لم يدخل بها إلى الآن، واستقر به في مشيخة الخدام بالمدينة وفي أثناء ذلك رسم بتوجهه لنيابة جدة وأضاف لذلك في ثاني سنيها عمارة بالمسجد المكي كعلو بئر زمزم ورفرف المقام الحنفي ثم سقاية العباس، واجتهد بعد ذلك في إجراء عين حنين وتخلف عن توجهه للمدينة بمكة سنة خمس وتسعين لذلك وساعدته القدرة الالهية بالأمطار، وكان أمير الركب الأول في سنة ست وتسعين وتعب كثيراً بمن كان معه ثم عاد لمباشرة المشيخة وعمر المكتب والسبيل وغيرهما مما كان وهي من عمارة الملك، وهو كفؤ لكل ما يفوض إليه حسن النظر والتأمل، وله بالمدينة مآثر وقرب مع تجديد أماكن واحياء أخرى وانفاد أوقاته بالعبادة والتلاوة وسماع الحديث والمطالعة والتطلع إلى الترقي في الفضائل، وعنده من تصانيفي عدة مضافة لما حواه من كتب العلم، وبالجملة فهو نادرة في أبناء جنسه حسنة من حسنات الوقت ومحاضرته جيدة وأدبه كثير وعقله شهير وأهل طيبة مسرورون به.
1124 - شاهين الحسني الطواشي؛ تقدم في دولة الناصر؛ وحج بالناس وولي نظر البيبرسية وغيرها. ذكره العيني وأرخ وفات سنة خمس عشرة.
1125 - شاهين دست الاشرفي الجمدار. مات سنة سبع.
1126 - شاهين الدوادار الشيخي عمل دواداريته قبل سلطنته؛ وكان شاباً حسناً عاقلاً شجاعاً ميمون النقيبة مائلاً إلى العدل والخير يقال انه جدد جامع التوبة بدمشق. مات في رمضان سنة ثلاث عشرة حين توجهه إلى مصر بين الغرابي والصالحية وحمل فدفن بالصالحية، وحزن عليه أستاذه كثيراً. ذكره ابن خطيب الناصرية، وقال شيخنا انه كان من خيار الأمراء شجاعاً مقداماً، لكنه أرخ وفاته في شعبان بالصالحية ونسبه شجاعياً، وأظنه تحرف من الكاتب.
1127 - شاهين الرومي النوري الانبابي نائب كاتب السر. قرأ القرآن وجود الكتابة على البرهان الفرنوي ثم يس وتميز فيها، وكتب عدة مصاحف وغيرها وقدم بعضها للاشرف قايتباي.(2/167)
1128 - شاهين الرومي الظاهري جقمق الطواشي ويعرف بشاهين غزالي. أصله من خدام فارس نائب قلعة دمشق فرآه جرباش المحمدي كرد الناصري في سنة ثلاث وأربعين بها حين توجهه ببعض التقاليد فأعجبه جمال صورته، وأعلم الظاهر جقمق بذلك فراسل بطلبه فأرسله له سيده مع تقدمة، وحينئذ أعتقه الظاهر وجعله خازناً ثم ساقياً إلى أن عمله الظاهر خشقدم رأس نوبة الجمدارية بعد عزل خجداشه خشقدم الاحمدي، ولما استقر الاشرف قايتباي خالطه منه بعد خوف في الباطن فلم يلبث أن مرض في ربيع الآخر ثم مات في ليلة ثامن إحدى الجمادين سنة ثلاث وسبعين، ودفن من الغد، وحضر السلطان الصلاة عليه بالمؤمني وقد قارب الخمسين، وكان من أحسن أبناء جنسه وجهاً وأطولهم قداً وأحسنهم لفظاً وأفصحهم لساناً وأحلاهم مذاكرة وأكثرهم أدباً بل هو نادرتهم في مجموع محاسنه رحمه الله وعفا عنه.
1129 - شاهين الرومي المزي عتيق التقي أبي بكر المزي. قال شيخنا في أنبائه كان عارفاً بالتجارة على طريقة سيده في محبة أهل الخير ووصاه على أولاده فرباهم ثم مات بالقولنج في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وهم صغار فأحيط بموجوده فيسر الله القيام في أمرهم مع السلطان حتى استقر الذي لهم في ذمته بل ظهر له أخ شقيق فلما أثبت نسبه قبض ما بقي من تركة أخيه بعد مصالحة ناظر الخاص.
1130 - شاهين الزردكاش. كان أحد المقدمين بالقاهرة ثم صار حاجب حجاب دمشق ثم نائب حماة ثم طرابلس إلى أن عزله ططر عنها ودام بها بطالاً إلى أن مات في حدود الأربعين وورثه الشهاب أحمد بن علي بن اينال لكونه مولى لأبيه أو جده.
1131 - شاهين الزيني عبد الباسط.
1132 - شاهين نزيل الباسطية وأظنه مملوك واقفها. كان خيراً يتفقه ويجيد الخط ويتدين. مات في رمضان سنة خمس أو ست وتسعين.
1133 - شاهين الزيني يحيى الاستادار ويعرف بالفقيه. كان دواداراً رابعاً عند الأشرف قايتباي بعد أن كان خصيصاً عند مولاه، وكان خيراً بالنسبة لأبناء جنسه محباً في العلماء والصلحاء وربما اشتغل. مات في رجب سنة تسع وسبعين.
1134 - شاهين السعدي الطواشي اللالا. خدم الاشرف فمن بعده وتقدم في دولة الناصر، وولي نظر البيبرسية وغيرها. مات في سنة ثمان. أرخه شيخنا وأظنه شاهين الحسنى الماضي قريباً وأحد التاريخين غلط.
شاهين الشجاعي. مضى في شاهين الدوادار.
1135 - شاهين الشجاعي. ولي نيابة القدس ودواداري السلطان بدمشق. مات في تاسع عشر ذي القعدة سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن اللبودي.
1136 - شاهين الشجاعي، ولي حجوبية دمشق، وحج بالركب الشامي وولي نيابة القلعة بدمشق. مات بها في شوال سنة أربع وأربعين؛ أرخه ابن اللبودي أيضاً.
1137 - شاهين الشيخي شيخ الصفوي والد خليل الماضي أبي عبد الباسط الآتي. تنقل بعد أستاذه في عدة خدم إلى أن ولي نظر القدس ونيابته ثم صرف عنه وأقام بالقاهرة بطالاً يتردد لخدمة أزبك الدوادار كأمير شكار له ولعله كان في خدمته، وكان شيخاً طوالاً يجيد لعب الطير من الجوارح. مات.
شاهين الشيخي. في شاهين الدوادار.
1138 - شاهين الطوغاني طوغان الحسني. كان من دوادارية الناصر فرج ثم اتصل بخدمة الظاهر جقمق قبل سلطنته فلما استقر عمله أحد الدوادارية الصغار ثم ولاه نيابة قلعة حلب ثم عزله وولاه بعد مدة نيابة قلعة دمشق إلى أن مات بها في جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين واحتيط على موجوده، وكان فيما قيل أحمق بخيلاً جباناً.(2/168)
1139 - شاهين العلائي قطلوبغا الكركي والد الجمال يوسف سبط شيخنا. أقرأه سيده القرآن وصلى به؛ ثم صار من مماليك الناصر ثم من خاصكيته فلما سافر لقتال شيخ وكان صحبته أسره جماعة المؤيد ونقله حتى ولاه الدوادارية الصغرى وساق البريد وحج وصار أحد العشراوات بالقاهرة وساق المحمل فلما تسلطن الظاهر ططر أخرج الأمرية عنه وصيره طرخاناً إلى أن أنعم عليه الأشرف بخمس امرة عشرة بدون خدمة ثم ألزمه الظاهر بالخدمة ثم أخرج أقطاعه وأمر بنفيه لدمشق ورسم له بدراهم يأخذها كل يوم من أستادارها وأنعم عليه في غضون ذلك بفرس وقماش وكذا قدم على الأشرف اينال وأنعم عليه بذلك وباقطاع امرة عشرة، واستمر حتى مات بدمشق في ذي القعدة سنة ستين ودفن بمقبرة باب الفراديس بالقرب من قبة الناصر فرج وكان قد صاهر شيخنا على أكبر بناته وولدت له عدة أولاد تأخر منهم الجمال المذكور، وقد ترجمه بأبسط من هذا وقال انه كتب بخطه الشفا والموطأ وغيرها وخس بالورق فلم ينتفع بها وانه كان في خلقه شدة وزعارة انتهى. واتفق أن المحب بن الأشقر لحظ إليه وهما في مجلس صهرهما وقد توفيت تحت المحب ابنة لشيخنا ثم ثانية فقال له صاحب الترجمة مالك ترمقني أتريد أخذ الثالثة وإقبارها فضحك الجماعة. شاهين غزالي. في شاهين الرومي.
1140 - شاهين الفارسي، ممن أنشأه المؤيد إلى أن صيره أحد المقدمين ثم قبض عليه ططر في أيام نظاميته وحبسه باسكندرية في المحرم سنة أربع وعشرين، وكان من الفرسان ظناً. شاهين الفقيه. في شاهين الزيني يحيى.
1141 - شاهين قصقا ومعناه القصير. كان من الخاصكية فنقله الناصر شيئاً بعد شيء حتى صار أحد المقدمين؛ ومات عن قرب في ذي القعدة سنة عشر ودفن في حوش الظاهر. ذكره شيخنا في إنبائه وكذا العيني وقال انه ما اشتهر بخير. شاهين كنك في شاهين الافرم 1142 - شاهين الكمالي بن البارزي مملوكه وخازنداره. مات بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين.
1143 - شاهين المنصوري شيخ الخدام بالمدينة النبوية ويلقب فارس الدين، سمع على ابن الجزري الشفا وانتهى في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين بالروضة بل قرأه هو على طاهر بن جلال الخجندي؛ ورأيت فيمن سمع على الزين المراغي سنة خمس عشرة شاهين المنصوري ووصفه بشيخ الخدام والظاهر انه هذا.
1144 - شاهين نائب الكرك أحد من شهر بالشجاعة والفروسية، مات في سنة ست وعشرين. أرخه العيني.(2/169)
1145 - شاه رخ بن تيمور الطاغية معين الدين صاحب هراة وسمرقند وبخارى وشيراز وما والاها من بلاد العجم وغيرها، بل ملك الشرق على الاطلاق والماضي أبوه. ملكها بعد ابن أخيه خليل بن أميران شاه وحمدت سيرته وقدم رسله لمصر غير مرة؛ وراسله ملوكها، ثم وقع بينه وبين الأشرف برسباي استيحاش لكونه طلب كسوة البيت وفاءً لنذره فأبى الأشرف وخشن له في الرد وتردد للرسل بينهما مراراً ثم أرسل إليه جماعة زعم أنهم أشراف وعلى يدهم خلعة له فاشتد غضبه من ذلك ثم جلس بالاسطبل السلطاني واستدعى بهم ثم أمر بالخلعة فمزقت وضربهم بحيث أشرف عظيمهم على الهلاك ثم ألقوا منكسين في فسقية ماء بالاسطبل والاوجاقية ممسكة بأرجلهم يغمسونهم بالماء حتى أشرفوا على الهلاك والسلطان مع ذلك يسب مرسلهم جهاراً ويحط من قدره مع مزيد تغير لونه لشدة حنقه، ثم قال لهم وقد جيء بهم إلى بين يديه بعد ذلك قولوا لشاه رخ الكلام الكثير لا يصلح إلا من النساء وكلام الرجال لا سيما الملوك إنما هو فعل وها أنا قد أبدعت فيكم كسراً لحرمته فإن كان له مادة وقوة فليتقدم وكتب له بذلك وأزيد فتزايد رعبه وسكت عن مطلوبه مدة حياة الأشرف، ولما استقر الظاهر أرسل إليه بهدايا وتحف وأظهر السرور بسلطنته وأنه دقت لذلك البشائر بهراة زينت أياماً فأكرم الظاهر قصاده وأنعم عليهم ثم بعث إليه في الرسلية ششك بغا دوادار السلطان بدمشق فتوجه إليه وعاد بأجوبة مرضية، ثم أرسل في سنة ست وأربعين يستأذن في وفاء نذره فأذن له حسماً لمادة الشر ودفعاً لحصول الضرر بالمنع فصعب على الأمراء والأعيان فلم يلتفت السلطان لكلامهم، وقد تكرر مجيء قاصده بها في رمضان سنة ثمان وأربعين في نحو مائة نفس منهم قاضي الملك وهو مشهور بالعلم ببلادهم إلى غيرهم من الأتباع وتلقاهم الأمراء والقضاة والمباشرون وسلم عليه شيخنا وأنزلوا وأكرموا، ثم صعدوا إليه بالكسوة وهدية فأمر أن يأخذها ناظر الكسوة بالقاهرة ويبعثها لتلبس من داخل البيت وانصرفوا فلما وصلوا لباب القلعة أخذهم الرجم من العامة والسب واللعن، بل جاءوا ومعهم من المماليك السلطانية الذين بالأطباق نحو ثلثمائة نفس سوى من انضم إليهم من الغلمان والغوغاء إلى المحمل النازلين به فنهبوا ما فيه مما يفوق الوصف كما حكيناه في حوادثها؛ ويقال أنها ما كانت تساوي ألف دينار مع سماعي من أهل تلك النواحي المبالغة في شأنها بل تحدث به بعض بني شيبة فالله أعلم. وتألم السلطان لهم وأمسك بعض من نسب له ذلك، وقطعت أيدي جماعة وضرب جماعة إلى غير هذا مما فيه تلافي خاطرهم بل ضم إليهم المبالغة بالاكرام والبذل ومع ذلك تحرك صاحب الترجمة للبلاد الشامية فلما وصل لنواحي السلطانية أهلكه الله؛ وذلك في سنة إحدى وخمسين وكفى الله المؤمنين القتال. وكان ضخماً وافر الحرمة نافذ الكلمة نحواً من أبيه مع عفة وعدل في الجملة وتلفت لكتب العلم وأهله بحيث ورد كتابه في سنة ثلاث وثلاثين بترغيب ابن الجزري له على الأشرف برسباي يستدعي منه هدايا، ومن جملتها كتب في العلم منها فتح الباري لشيخنا فجهز له منه إذ ذاك ثلاث مجلدات ثم أعاد طلبه في سنة تسع وثلاثين فجهز له منه أيضاً قطعة أخرى ثم في زمن الظاهر جهزت له نسخة كاملة، وبالجملة فكان عدلاً ديناً خيراً فقيهاً متواضعاً محبباً في رعيته محباً لأهل العلم والصلاح مكرماً لهم قاضياً لحوائجهم لا يضع المال إلا في حقه ولذا يوصف بالامساك متضعفاً في بدنه يعتريه الفالج كثيراً محباً في السماع ذا حظ منه، بل كان يعرف الضرب بالعود بحيث كان ينادمه الاستاذ عبد القادر ابن الحاج غبى ويختص به، كل ذلك مع حظ من العبادة والأوراد ومحافظته على الطهارة الكاملة وجلوسه مستقبل القبلة والمصحف بين يديه.
شاه سوار بن سليمان بن ناصر الدين بك بن دلغادر. مضى في سوار.
1146 - شتوان بن بيدر المليكشي. مات سنة أربع وثلاثين.
1147 - شحاتة بن فرج الأحمر مولى بني عباس شيوخ فيشا. مات سنة اثنتين وتسعين تقريباً وقد جاز السبعين. شرباش. في جرباش بالجيم.
1148 - شربش بن عبد الله بن علي بن جسار بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري. مات في جمادى الثانية سنة ستين خارج مكة وحمل فدفن بمعلاتها، أرخه ابن فهد، وهو بمعجمتين وفتحات ثلاث.(2/170)
1149 - شرعان بن أحمد بن حسن بن عجلان الشريف الحسني الماضي ولده شارع؛ مات بمكة في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين، أرخه ابن فهد.
1150 - شرف بن أميرا السرائي ثم المارديني الكاتب ويلقب شرف الدين. كان مجيداً للكتابة في طريقتي ياقوت وابن البواب بحيث فاق وطلبه تمرلنك من صاحب ماردين لذلك وألح فيه فامتنع من الطلوع إليه وأخفى نفسه كراهة من قربه ثم بعد أن توجه تمرلنك إلى بلاده خرج من ماردين إلى حصن كيفا فسكنها وانتفع به أهلها في الكتابة، وقدم حلب في توجهه للحج سنة تسع وعشرين فأقام بها مدة وكتب بعض الناس بها؛ وكذا أقام بدمشق وكتب عليه أهلها، وكان شيخاً ساكناً ديناً وهو حي في سنة أربع وثلاثين، ذكره ابن خطيب الناصرية، وقال لي المحب بن الشحنة إنه كتب عليه وليس ببعيد؛ وكذا قال لي التاج بن عرب شاه انه كتب عنده وانه كتب على عبد الجبار؛ وعمر كعمر شيخه زيادة على المائة، ويتأيد من قال انه ولد بدمشق سنة تسع وأربعين وانه متع بحواسه كلها واستمر بكتب بدون مرآة حتى مات بدمشق في المدرسة النورية في ثاني عشر رجب سنة إحدى وخمسين، وأورده شيخنا في سنة إحدى وثلاثين من إنبائه وقال إنه قرأ ترجمته في تاريخ ابن خطيب الناصرية. قلت وليست وفاته في النسخة التي رأيتها بل الذي رأيته ان كان حياً سنة أربع وثلاثين.
1151 - شرف بن عبد العزيز بن قاسم شرف الدين المدني المالكي. أحد الفراشين بالمدينة وأخو أبي الفرج محمد الآتي ويعرف كل منهما بابن قاسم. ممن سمع مني بالمدينة.
1152 - شرف بن عبد الله بن محمود الشيرازي القاضي الشيفكي الشافعي، ممن قدم زبيد وتصدى فيها لاقراء الاصلين وأخذهما عنه الفضلاء كابراهيم بن جعمان، وكان شرف يعظمه في الصلاح والعلم وحصلوا له كتباً جليلة وأقبل عليه علي بن طاهر ثم رجع إلى بلاده، وهو الآن في الاحياء.
1153 - شرف القواس. أديب شاعر ناظم ناثر أفرد من نظمه القاضي سري الدين عبد الظاهر بن الذهبي ديواناً ومنه قوله:
فوض إلى اللّه أمراً أنت قاصده ... واعلم بأن سمين المكر مهزول
والبغي سوف يعاني قتل صاحبه ... وحاكم الغدر بالتفويض معزول
مات بدمشق في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين عفا الله عنه.
1154 - شرف الملك الحسني؛ باشر نقابة الاشراف بدمشق، وبها مات في ربيع الآخر سنة خمسين.
1155 - شريف كرغيف السكندري. شيخ قيل انه ابن مائة وثلاثين سنة؛ أخذ عنه الزين الخافي، وذكر أنه أخذ عن أبي الحسن علي الحطاب، وكان ابن مائة وست وثلاثين سنة وهو عن أبي عبد الله محمد الصقلي، وكان ابن ثلثمائة وستين، وهو عن المعمر الذي عاش ثلاثمائة وستين سنة وهو عن سيد الخلق؛ وهذا سند باطل جزماً، وسيأتي نحوه في محمد بن محمد بن علي الزين الخافي.
شريف بالتصغير الفيومي الوكيل أخو العز عبد العزيز. اسمه شرف الدين محمد ابن سيأتي. شعبان بن داود الآثاري. في ابن محمد بن داود.
1156 - شعبان بن حسن بن كبة ابن أخت علي بن صدقة من أهل اسكندرية وتجارها. رأيته بمكة في سنة ثمان وتسعين.
1157 - شعبان بن عبد الله بن محمد الدمنهوري الشافعي ويعرف بابن مسعود. حفظ القرآن والمنهاج ظناً لأنه كان يكثر النقل منه، واشتغل في الفقه وغيره وقرأ في القراءات على الزين جعفر السنهوري وصحب بلديه الشيخ محمد البلقطري وتزوج بعده بابنته، وحج وتصدى للتسليك والتربية، وعظم النفع به في تلك الناحية لمزيد اعتقادهم فيه مع خير كثير واقتفاء للسنة واعتناء بالترغيب للمنذري وإكثاره للنقل منه ومما يشبهه، وحصل نسخة من القول البديع تصنيفي ومع مداومة للتلاوة بحيث بلغني أنه ليلة موته قرأ ختمة والثناء عليه كثير. مات في ربيع الأول سنة تسع وثمانين وقد جاز الستين وحصل التأسف من أهل تلك النواحي كثيراً عليه رحمه الله وإيانا.
1158 - شعبان بن علي بن إبراهيم شرف الدين المصري الحنفي. سمع من أصحاب الفخر، وكان بصيراً بمذهبه ودرس في العربية وحصل له خلل في عقله ومع ذلك فيدرس ويتكلم في العلم، مات في شوال سنة ثلاث. أرخه شيخنا في إنبائه.(2/171)
1159 - شعبان بن علي بن أحمد المغربي الزواوي الأصل القاهري القباني، ويعرف بالزواوي؛ ولد سنة عشرين وثمانمائة تقريباً بالجودرية وكان كل من أبيه وأخيه يتعانى وضع القبان فنشأ كهما ولكنه تميز بحيث وضع بضعة عشر قباناً ألفياً وصار شيخ الجماعة والمشار إليه بينهم عند الاختلاف، وسمعت غير واحد ممن يقول إنه كان فريداً في صناعته؛ وحج غير مرة وسافر مرة لاصلاح قبابين الوجه البحري وكان أخوه محمد إذ ذاك معلماً فعز ذلك عليه ورافع فيه بحيث أحضر في الحديد، وكان ابتداء سعده فإنه استقر حينئذ وصرف أخوه وذلك قريب الخمسين واستمر حتى مات في مستهل سنة خمس وتسعين عفا الله عنه.
1160 - شعبان بن علي بن جميل البعلي القطان والده العطار هو. سمع في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة من عبد الرحمن بن الزعبوب ومحمد بن عثمان الجردي ومحمد بن علي بن اليونانية ومحمد بن علي بن يحيى بن حمود والصدر محمد بن محمد بن زيد المائة المنتقاة لابن تيمية من البخاري قالوا أنا الحجار به، وحدث به سمع منه ابن موسى والأبي قبل العشرين.
1161 - شعبان بن محمد بن جميل - بالفتح - بن محمد بن محاسن بن عبد المحسن ابن علي بن يحيى الصالحي الحنبلي ويعرف بابن جميل، وأظنه ابن عم الذي قبله. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة وسمع على النجم أحمد بن إسماعيل ابن الكشك السيرة النبوية لابن هشام قال أنابها عبد القادر بن الملوك وحدث سمع منه الفضلاء، مات سنة إحدى وأربعين. أرخه ابن اللبودي.(2/172)
1162 - شعبان بن محمد بن داود زين الدين الموصلي الأصل المصري الشاعر ويعرف بالآثاري ومحمد في نسبه مختلف فيه وأشار لذلك شيخنا في إنبائه فإنه قال ثم زعم أن اسم أبيه محمد بن داود ويقال إن داود ممن تشرف بالاسلام فأحب أن يبعد عنه ثم صار يكتب الآثاري نسبة إلى الآثار النبوية لكونه أقام بمكانها مدة، ولد في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وستين وسبعمائة بمصر واشتغل في مبدأ أمره بالكتابة عند أبي علي الزفتاوي حتى تمهر في المنسوب وصار رأس من كتب عليه وأجازه فصار يكتب الناس ثم اتفق أنه شرب البلادر وهو كبير فحصل له نشاف وأقام مدة عارياً من الثياب بل كان في الشتاء مكشوف الرأس ثم أفاق منه قليلاً ولزم الاشتغال عند الغماري والبدر الطنبذي وغيرهما وحفظ عدة مختصرات في أيام يسيرة ثم تعانى النظم نظماً سافلاً ثم لا زال يستكثر منه حتى انصقل قليلاً ونظم نظماً متوسطاً وأقبل على ثلب الاعراض وتمزيقها بالهجو المقذع وتعلق على توقيع الحكم فقرر به ثم عمل نقيب الحكم بمصر ثم استقر في حسبتها بمال وعد به في ثاني عشر شعبان سنة تسع وتسعين عوضاً عن نور الدين علي بن عبد الوارث البكري بعد أن كان يوقع بين يديه فلم ينهض بما وعد به فعزل في شعبان من التي تليها بالشمس الشاذلي؛ ثم أعيد ثم عزل به، ونودي عليه فادعى عليه جماعة بقوادح فأهين إهانة بالغة ففر إلى الحجاز في سنة سبع وثمانمائة ثم دخل اليمن ومدح ملكها فأعجبه وأثابه؛ وكذا مدح أعيانها وتقرب منهم ثم انقلب يهجوهم كعادته، وأثار بها شراً اقتضى نفيه إلى الهند بأمر الناصر بن الأشرف فأقام به سنين وأكرم ثم عاد إلى طبعه فأخرج بعد أن استفاد مالاً أصيب بعضه وعاد إلى اليمن فلم يتغير عما عهد منه فأخرج منها بعد يسير فتوجه إلى مكة فجاور بها وقطنها نحو عشر سنين أيضاً وجرت له أمور غير طائلة ونصب نفسه غرضاً للذم وتزوج جارية من جواري الأشراف يقال لها خود اتخذها ذريعة لما يريده من الذم والمجون وغير ذلك فصار ينسب نفسه إلى القيادة والرضى بذلك لعشقه فيها إلى غير ذلك، وهو في كل هذا يتغالى في الهجاء ويتطور ويتمضغ بالأعراض، ثم دخل الشام في سنة عشرين ثم القاهرة في التي تليها بعد غيبته عنها دهراً فأكرمه جماعة من الأيمان كالزيني عبد الباسط وكذا وقف كتبه وتصانيفه بمدرسته ومدح كاتب السر وغيره ثم رجع إلى دمشق فاستوطنها وتكرر دخوله منها إلى القاهرة مرة بعد أخرى فكانت منيته ثاني يوم قدومه وذلك سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين. ذكره شيخنا في معجمه وقال انه أجاز لابنه محمد وكتب بخطه أن تصانيفه الأدبية تزيد على الثلاثين غالبها منظومات ومنها مما حدث به في مكة منظومته في العربية وغيرها ورأيت له قصيدة نونية هنأ شيخنا فيها برمضان كتب بخطه في طرتها: تهنئة شعبان برمضان، أوردتها في الجواهر، وقال في إنبائه انه مدحه بقصيدة تائية وكأنها المشار إليها في معجمه بقوله ومدحني بقصيدة طويلة، قال وسمعت من نظمه أشياء علقتها في التذكرة ووصف هو شيخنا بقوله سيدنا وشيخنا وبركتنا. ومن نظمه:
ربي لك الحمد كما جدت لي ... بنعمةٍ دائمةٍ وافيه
قد كان ارى نائماً وحده ... فصار في خير وفي عافيه
وكتب بخطه أنه اشترى عبداً فسماه خير وجارية فسماها عافية وكتب تحت البيتين الأسرار عند الأحرار. قال شيخنا بعد ذكر أكثر ما تقدم في الانباء وكان فيه تناقض فإنه يتماجن إلى أن يصير أضحوكة ويتعاظم إلى أن يظن أنه في غاية التصون مع شدة الاعجاب بنظمه لا يظن أن أحداً يقدر على نظيره مع أنه ليس بالفائق بل ولا جميعه من المتوسط بل أكثره سفساف كثير الحشو عرى عن البديع ولما قدم القاهرة سنة عشرين هجا البهاء بن البرجي الذي كان يتولى الحسبة قديماً وكأنه أشار إلى قوله عند ميل منار المويدية لكونه كان ناظر العمارة:
عتبنا على ميل المنار زويلة ... وقلنا تركت الناس بالميل في هرج
فقالت قريني برج نحسٍ أمالني ... فلا بارك الرحمن في ذلك البرج(2/173)
قال ثم صادف أن ولي الهروي القضاء فهجاه ومدح الجلال البلقيني وكأنه بما شاء ذكره فأثابه ولعله أيضاً هجا البلقيني؛ ثم توجه إلى دمشق فقطنها إلى أن قدم القاهرة سنة سبع وعشرين، ومدحني بقصيدة تائية مطولة ولا أشك أنه هجاني كغيري، وقال وخلف تركة جيدة قيل بلغت ما قيمته خمسة آلاف دينار مع أنه كان مقتراً على نفسه فاستولى عليها شخص ادعى أنه أخوه وأعانه على ذلك بعض أهل الدولة وتقاسما المال. ومن نظمه وقد ركب معه بعض الرؤساء البحر:
ولما رأينا السفن تحمل عالماً ... عطاياه للعافين ليس لها حصر
عجبت لها إذ تحمل البحر والذي ... عهدناه أن السفن يحملها البحر
ومنه قوله لما أعيد الجلال البلقيني عقب عزل الهروي وزينت القاهرة لذلك وللمؤيد وعلق الترجمان في الزينة حماراً حياً:
أقام الترجمان لسان حال ... عن الدنيا يقول لنا جهارا
زمان فيه قد وضعوا جلالا ... عن العليا وقد رفعوا حمارا
ورأيت من أرخ مولده سنة تسع وخمسين وسمى ألفيته في النحو كفاية الغلام في إعراب الكلام قرظها له البلقيني وعمل أرجوزة في النحو أيضاً سماها الحلاوة السكرية وأخرى سماها عنان العربية وأخرى في العروض سماها الوجه الجميل في علم الخليل وأخرى في علم الكتابة ولسان العرب في علوم الأدب وديوان في النبويات سماه المنهل العذب وكتاباً سماه الرد على من تجاوز الحد وشرح الألفية في ثلاث مجلدات؛ ولكنه لم يكمل. قال ابن قاضي شهبة: وكان ممن يتقي لسانه ويخاف شره؛ وهو عند ابن فهد في ذيله لتاريخ مكة، وقال المقريزي في عقوده انه لم يكن مرضي الطريقة ولا رضي الاخلاق يرميه معارفه بقبائح عفا الله عنه وإيانا.
1163 - شعبان بن محمد بن عوض بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد العزيز بن محمد ناصر الدين أبو البركات بن الشمس السكندري المالكي القادري سبط الانصاري الآتي أبوه ويعرف بابن جنيبات - بجيم ونون بعدها تحتانية ثم موحدة وآخره فوقانية مصغر. ولد في شعبان سنة ست وثمانمائة باسكندرية؛ ونشأ بها فقرأ القرآن وحفظ الرسالة وقطعة من المختصر كلاهما في المذهب وألفية ابن مالك والسراجية والرحبية في الفرائض ونحو الثلثين من ناظر العين في المنطق وغير ذلك، وعرض على جماعة وجود القرآن عند أبي بكر بن محمد بن خلف المقري عرف بالفقيه زريق والشهاب السكندري القلقيلي وابن عياش وغيرهم وأخذ الفقه عن سعيد الهندي وعبد الرحمن الحصيني والزين عبادة وأبي القسم النويري وغيرهم وسمع علي الكمال بن خير ثم شيخنا في آخرين، وحج في سنة خمس وعشرين وبعدها دخل القاهرة غير مرة وناب في القضاء ببلده وتصدر في بعض مدارسها ثم استقل بقضائها وقتاً، وناله بعض المكروه بسبب ذلك وتقدم في الصناعة مع ذكاء وفضل ومشاركة في العربية وغيرها، وبراعة في الفرائض وذوق في فن الأدب وحسن عشرة وتواضع وقد لقيته ببلده وغيرها وكتبت عنه قصيدة له أولها:
رعى اللّه أوقاتاً سقى وردها السمعا ... حديثاً سمعناه فيا طيبه سمعا
وقوله:
مسائل قد خصت بحكم قضاتنا ... ولاء ومل لليتيم وغيب
وحد قصاص ثم رشد وضده ... كذا نسب ايصا وحبس معقب
مات ببلده في ذي الحجة سنة سبع وسبعين ودفن بتربته المنفذة لجامع صفوان رحمه الله وإيانا 1164 - شعبان بن محمد بن كيكلدي الأمير شهاب الدين الحلبي. ولد في سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وكان إنساناً حسناً خيراً ذا عصبية ومكارم ومحبة للفقراء والصلحاء والعلماء، سمع الحديث على البرهان الحلبي وغيره، وصار يستحضر الكثير من التاريخ وأيام الناس ويذاكر به. مات بحلب بعد أن مرض ثمانية أيام بجامعها الكبير تقدم الناس شيخه البرهان، ودفن على قارعة الطريق خارج باب الفرج بوصية منه في ذلك كله؛ وكانت جنازته مشهودة وكتب على لوح قبره قول الأديب الشمس محمد الدمشقي المزين:
بقارعة الطريق جعلت قبري ... لأحظى بالترحم من صديق
فيا مولى الموالي أنت أولى ... برحمة من يموت على الطريق
ذكره ابن خطيب الناصرية، وكان صديقه.(2/174)
1165 - شعبان بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد المكثر الزين أبو الطيب وأبو المناقب ويسمى أحمد ولكنه بشعبان أكثر بل لا يكاد يعرف بغيره ابن تقي الدين بن ولي الدين بن قطب الدين الكناني العسقلاني الأصل المصري المولد القاهري الشافعي ويعرف كسلفه بابن حجر؛ وهو حفيد عم شيخنا يجتمع معه في محمد الثالث. ولد في شعبان سنة ثمانين وسبعمائة بمصر، ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة وعرضهما على ابن الملقن وغيره، وسمعه قريبه ويقال انه كان وصيه على خلق من شيوخ القاهرة كالعراقي والهيثمي وابن الملقن والابناسي والتنوخي وابن أبي المجد وابن الشيخة والمطرز والفخر القاياتي والصدر الابشيطي وناصر الدين بن الفرات والحلاوي والسويداوي والنجم البالسي والشرف بن جماعة وولده العز والتاج الصردي وأبي عبد الله محمد ابن أحمد بن خواجا الحموي ومحمد بن يوسف بن عبد الدائم الزواوي والشمس محمد بن يوسف الحكار والفرسيسي ومريم ابنة الاذرعي وخلق؛ وارتحل به إلى اسكندرية فأسمعه أيضاً على التاجين ابن موسى وابن الخراط وناصر الدين بن الموفق والشمس بن الهزبر وطائفة ثم استصحبه إلى الشام أيضاً فسمع معه بسرياقوس وقطيا وغزة ونابلس والرملة وبيت المقدس والخليل ودمشق والصالحية وغيرها على جميع شيوخه ما سمعه عليهم حسبما أخبرني به بعض أصحابنا وأنه سمعه من شيخنا ولكنني لم أسمع ذلك منه ولا يبعدنا فإنني لم أر طبقة بشيء مما قرىء هناك إلا واسمه فيها وكذا أجاز له غالب من أجاز لشيخنا أو جميعهم أيضاً منهم أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وهو مكثر سماعاً وشيوخاً، وكان شيخنا قد رام استعماله في كتابة الأجزاء فكتب له بعضها ثم ترك، وحج وزار المدينة النبوية ووصل في خدمة قريبه أيضاً في سنة ست وثلاثين إلى حلب فما دونها ولازم خدمته ونزله في صوفية البيبرسية وفي غيرها وكان يحضر عنده في مجالسه القديمة ولم يزل في رفده وتحت ظله حتى مات فقام بأمره ولده وقرر له ما يكفيه ويقال إن ذلك كان بوصية من والده له؛ وكف بصره وحصل له توعك انقطع بسببه وقتاً وأدى إلى ثقل لسانه ثم تزايد تعلله وضعف حركته لكن مع صحة السمع وثبوت العقل وعسى أن يكفر عنه بجميع ذلك ما لعله اقترفه على نفسه قبل؛ وبالجملة فما عرفته إلا بعد أن تاب وأناب ولزم الاستقامة وقد حدث بالكثير من الكتب أخذ عنه القدماء وقرأت عليه جملة من الكتب المطولة والاجزاء والمشيخات، وكان شيخنا يقول لي لا تقرأ علي إلا ما انفردت به عنه فما انشرح خاطري لذلك مع وجوده نعم قد أكثرت عنه بعد موته، وكان صبوراً على التحديث قل أن يمل أو يتضجر وربما جر ذلك إليه بعض البر مع شرف النفس والقناعة. مات في ليلة الأحد عاشر رمضان سنة تسع وخمسين وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم ودفن بتربة القرا سنقرية رحمه الله وإيانا.
1166 - شعبان ابن شيخ الخانقاه البكتمرية. وسط في جمادى الآخرة سنة اثنتين لكونه خدع امرأة فخنقها في تربة وأخذ سلبها وكانت له قيمة وظهر أمره بعد أن أخذ أبوه وحبس بالخزانة فلما قبض على ولده ضرب فاعترف فقتل بعد أن سمر ثم وسط. قاله شيخنا في حوادث إنبائه.
1167 - شعبان أبو رجب عامي خير مديم للجماعات خصوصاً في الصبح بالمنكوتمرية ولا ينفك في مجيئه له عن قنديل يستضيء منه أهلها. مات سنة ست وخمسين رحمه الله.
1168 - شعبان صهر البدر بن الحلاوي والد زوجته أم ولده أبي بكر وغيره وبواب دار الضرب؛ مات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وهو متوجه لمكة قبل الاحرام بيوم واستقر بعده في دار الضرب صهرد.(2/175)
1169 - شعيب بن حسن الجابي الخاص أبوه والاطروش جداً. كان فقيراً مقلاً إلى الغاية ممن خدم المظفر الامشاطي وتدرب به في صناعة التجليد وصار يعمل بيوت الأمشاط فترقع حاله وتوصل إلى العز الحنبلي وصار يتكلم في الأوقاف الجارية تحت نظره للحرمين وغيرها فنتج وارتقى إلى التكلم في أوقاف الحنفية أيام الشمس الأمشاطي بسفارة أخيه المشار إليه لكونه خال زوجته واستمر وكبر عمامته بحيث طرش وسافر يحمل الجهتين للحرمين غير مرة إلى أن استكثر عليه الشمس بن المغربي الغري ما هو فيه فوثب عليه، وكان بينهما ما لا خير في شرحه وآل أمره إلى أن أزيل من الجهتين ثم عاد لأوقاف الحنفية خاصة عند ابن الاخميمي ويزعم أنه غير مستريح، وبلغني إن والده كان من خيار أهل حرفته.
1170 - شعيب بن عبد الله. أحد من كان يعتقد في القاهرة من المجاذيب. مات في رجب سنة إحدى عشرة؛ وكان يسكن حارة الروم. قاله شيخنا في إنبائه وكان يعرف بالحريفيش حكى لنا الجلال القمصي وغيره من كراماته، وأسلفت في الصدر سليمان بن عبد الناصر الابشيطي بعضها.
1171 - شفارة المعلم الجرائحي، مات سنة خمس وخمسين.
1172 - شفيع بن علي بن مبارك بن رميثة الشريف الحسني المكي. مات بها في المحرم سنة تسع وخمسين. أرخه ابن فهد.
1173 - شقرون الجبلي المغربي. كان صالحاً زاهداً. مات تقريباً سنة ستين. ومن نظمه:
شربت عتيقاً فاستنار بسره ... فؤادي وأهدى نشره لجوارحي
فصرت بلا روح تشعشع في الورى ... وما ذاك إلا من بوارق سابحي
أفادنيه بعض أصحابنا المغاربة.
1174 - شكر القائد الحسني عتيق السيد حسن بن عجلان ووالد بديد الماضي ووزير مكة لولد سيده بركات. مات بها في جمادى الأولى سنة خمس وأربعين بعد أن أوصي ببيت من بيوته يجعل رباطاً وبآخر يوقف عليه وبعد سنين بنى ابنه رباطاً ووقف البيت عليه.
1175 - شكم المكي شيخ للسفل. مات بمكة في المحرم سنة ثلاث وثمانين.
1176 - شماف بضم المعجمة ثم ميم خفيفة وآخره فاء، وهو فرد لا نظير له النوروزي والد الفاضل خضر الحنفي الماضي. خدم بعد سيده الناصر فرج، وحج في سنة ثمان وأربعين. مات في ربيع الأول سنة سبع وسبعين عن نحو الثمانين، وصلى عليه في محفل فيه الشافعي والدوادار الكبير؛ وكان خيراً بالنسبة لأبناء جنسه يحافظ على الصلوات ويتلو ما يحفظ من القرآن وهو جزء من آخره كل يوم مراراً ولا يعرف فيما قيل إلا الخير. شمس بن عطاء الله الهروي. في محمد.
1177 - شمس العقعق التاجر. هو محمد بن محمد بن يوسف.
1178 - شميلة بن محمد بن حازم بن شميلة بن محمد أبي نمي الحسني المكي. كان من أعيان الاشراف النمويين مرعياً عند أمراء مكة لشجاعته؛ دخل مصر أيام الظاهر واليمن أيام الناصر بن الاشرف؛ ونال منه بعض دنيا. مات في المحرم سنة تسع عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وهو في عشر الستين ظناً. ذكره الفاسي.
1179 - شميلة بن محمد بن سالم بن محمد بن قاسم ويسمى أحمد الحفيصي - بالتصغير نسبة لبني حفيص قبيلة كبيرة باليمن - السعدي فخذ منها المكي مباشر جدة لصاحبها رأيته بها، وكان فيه خير في الجملة وله بعض مآثر كسبيل خارج باب شبيكة انتفع به الناس مدة ثم تعطل مات بمكة في شوال سنة إحدى وستين وهو والد راجح وخرسان الماضيين.
1180 - شند الطواشي أحد خدام المدينة النبوية. أصيب في الحريق الكائن بها في رمضان سنة ست وثمانين رحمه الله.
1181 - شهاب الاسلام الكرماني الشافعي. قدم شيراز فأخذ عنه ابن السيد عفيف الدين ووصفه بالعلم.
1182 - شهاب بن محمد بن محمد بن محمد بن مخلوف ابن أخت الأمين بن النجار. ممن سمع مني بالقاهرة.
1183 - شهوان بن عجل بن رميح السيد النموي صهر صاحب مكة على إحدى بناته؛ وأمه أيضاً فاطمة ابنة بركات. مات في سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه بمكة ثم دفن.
1184 - شيخي بن محمد بن علي الخواجا التبريزي. مات بمكة في شعبان سنة خمس وستين، أرخه ابن فهد، ورأيته في تاريخ مكة سمى أباه أحمد ابن علي، وقال الدباغ سكن مكة.(2/176)