رسالة ذم من لا يعمل بعلمه(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
1- حدثنا الشيخ الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي إملاء بجامع دمشق -حرسها الله-، قال: الشيخان أبو البركات وأبو الأعز قراتكين بن الأسعد بن المذكور ببغداد، قال: أنبا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري. قال: أنبا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، قال: ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبان السراج. قال: ثنا يحيى بن عبد الحميد -يعني الحماني- قال: ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن ماله مم اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمه ما صنع فيه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن عمره فيم أفناه؟".
قال رضي الله عنه: أخرجه أبو عيسى الترمذي في: جامعه عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن الأسود بن عامر شاذان، عن أبي بكر بن عياش المقرئ، وقال: هذا حديث حسن صحيح، رُزقناه عاليًا من حديث ابن عياش.
2- أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين الأديب، قال: أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد الثقفي، قال: أنبأ أبو بكر محمد بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الدارمي "543"، والترمذي "2419"، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" ص: 160 رقم "1"، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 232، وأبو يعلى "7434"، وهو حديث صحيح.
2 الخطيب في "اقتضاء العلم العمل" ص: 160 رقم "2"، وفي "التاريخ" 11/ 441 - 442، والطبراني في "الكبير" 20/ 11 "60 - 61"، والبيهقي في "الشعب" "1785"، والبزار "3437"، وهو حديث صحيح يشهد له الحديث السابق.
وأخرجه الدارمي "545", ووكيع في "كتاب الزهد" "10"، وهناد في "كتاب الزهد" "724", والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" "3", وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" "1208" موقوفًا.(1/197)
إبراهيم بن علي بن المقرئ، قال: ثنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي في مسجد الحرام، قال: ثنا صامت بن معاذ الجندي، قال: ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، قال: ثنا سفيان الثوري، عن صفوان بن سليم، عن عدي بن عدي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟".
قال أبو سعيد الجندي: قال لنا صامت: ليس لمسألة منها جواب.
قال: وأنبا أبو بكر بن المقرئ، قال: ثنا أبو عروبة، قال: ثنا عمرو بن هشام، قال: ثنا قبيصة، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن عدي بن عدي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل مثله موقوفًا.
قال رضي الله عنه: هذا حديث غريب من حديث عدي بن عدي الكندي عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي عن معاذ.
3- أخبرنا الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي، قال: أنبا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الجرجاني، قال: أنبأ حمزة بن يوسف بن إبراهيم القرشي، قال: أنبا عبد الله بن عدي الجرجاني، قال: ثنا موسى بن عيسى الخرزي، قال: ثنا صهيب بن محمد بن عباد بن صهيب، قال: ثنا بشر بن إبراهيم, قال: ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ عابد جاهل، ورب عالم فاجر، فاحذروا الجهال من العباد، والفجار من العلماء، فإن أولئك فتنة الفتناء".
قال رضي الله عنه: تفرد به أبو سعيد بشر بن إبراهيم الدمشقي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ابن عدي في "الكامل" 2/ 446، وفي إسناده بشر بن إبراهيم، وهو وَضَّاع، وعده الذهبي في "الميزان" 1/ 311 - 313 من مناكير بشر هذا.
وأخرجه ابن عدي 6/ 2433، وفي إسناده عمر بن موسى الوجيهي, وهو وضاع.(1/198)
4- أخبرنا الشيخ أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني، قال: أنبا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي وأبو طاهر أحمد بن محمود الأديب، قالا: أنبا محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم، قال: ثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي الحافظ بدمشق، قال: ثنا إسماعيل بن محمد بن يوسف الثقفي، قال: ثنا زكريا بن نافع، قال: ثنا سعيد بن الحسن، عن السري بن يحيى، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري...
قال: وأخبرني الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين النيسابوري الصوفي بأصبهان، قال: ثنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس الحافظ، قال: أنبا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النجاد، قال: ثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني، قال: ثنا بحر بن نصر الخولاني، قال: ثنا ابن وهب، قال: حدثني يحيى بن سلام، عن عثمان بن مقسم، عن المقبري، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشد -وفي حديث سعيد: إن أشد- الناس عذابًا يوم القيامة عالم لم ينفعه -وفي حديث إسماعيل: لا ينفعه- الله عز وجل بعلمه".
5- أخبرنا عاليًا الحسين بن عبد الملك الأصبهاني، قال: أنبا أحمد بن محمود بن أحمد الأديب، قال: أنبا محمد بن إبراهيم بن علي العاصمي، قال: ثنا بكر بن بندار بن سليمان بن شعيب، قال: ثنا أيوب بن محمد الوزان، قال: ثنا غسان بن عبيد، قال: ثنا عثمان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أشد الناس عذابًا يوم القيامة عالم لا ينفعه علمه".
قال رضي الله عنه: عثمان هو ابن مقسم البري، والحديث غريب، ورواه علي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 الطبراني في "الصغير" "507"، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1843، والبيهقي في "الشعب" "1778"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" "1079".
في إسناد الطريق الأول إسماعيل بن محمد بن يوسف الثقفي، وهو كذاب، وفي الإسناد الثاني عثمان بن مقسم البري, وهو متروك.
5 في إسناده عثمان بن مقسم البري, وهو متروك. انظر الحديث السابق.(1/199)
ابن ثابت الجزري، عن عثمان بن مقسم، فزاد في إسناده أبا سعيد كيسان المقبري.
6- أخبرنا الشيخ أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد السلمي، قال: أنبا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الشيرازي، قال: أنبا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الوراق، قال: أنبا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي؛ قال: ثنا محمد بن الصباح الجرجرائي، قال: أنبا علي بن ثابت الجزري، عن عثمان بن مقسم، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه".
7- أخبرنا الشيخ أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين الفقيه ببغداد، قال: أنبا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، قال: أنبا الحسن بن أبي بكر، قال: أنبا حامد بن محمد بن عبد الله الهروي، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن وهب، قال: ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: ثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- فيما أعلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل لمن لا يعلم، وويل لمن علم ثم لا يعمل" ثلاثًا.
قال رضي الله عنه: غريب من حديث أبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي عن حذيفة، تفرد به محمد بن عبد الله بن الزبير عن قيس.
8 أخبرنا الشيخ أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ببغداد، قال: أنبا أبو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 فيه أيضًا عثمان بن مقسم البري وهو متروك.
7 أبو نعيم في "الحلية" 4/ 111، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" "64" وفي إسناده قيس بن الربيع هو ضعيف.
وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" "1212"، وأحمد في "الزهد" ص: 176، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" "66 - 68"، وإسناده منقطع، فإن ميمون بن مهران لم يلق أبا الدرداء -رضي الله عنه-.
8 الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 2/ 162، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" "1139"، وفي إسناده عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري، أبو عمرو المدني، قال أبو حاتم: "متروك الحديث, ذاهب الحديث, كذاب" ويحيى بن المغيرة المخزومي ومن فوقه إلى ابن شهاب يدور حالهم بين الجهالة والضعف الشديد، والله أعلم.(1/200)
محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: أنبا أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد، قال: ثنا أبو خبيب العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، قال: ثنا أبو سلمة المخزومي يحيى بن المغيرة، قال: حدثني محمد بن المغيرة، عن أبيه، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، عن عائذ الله بن عبد الله عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزل الله عز وجل في بعض كتبه -أو أوحى إلى بعض أنبيائه-: قل للذين يتفقهون لغير الدين، ويتعلمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة، يلبسون للناس مسوك الكباش، قلوبهم كقلوب الذئاب، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمر من الصبر، إياي يخدعون، أو بي يستهزئون!! فبي حلفت: لأتيحن لهم فتنة تدع الحليم حيران".
قال رضي الله عنه: تفرد به المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي عن عثمان الوقاصي عن الزهري.
9- أخبرنا الشيخ أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكي، قال: ثنا أبو بكر أحمد بن علي البغدادي، قال: أنبا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، قال: ثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي، قال: ثنا هشام بن عمار، قال: ثنا علي بن سليمان الكلبي، قال: ثنا الأعمش، عن أبي تميمة، عن جندب بن عبد الله -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه، كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه".
10- أخبرنا الشيخ أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أنبا أبو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9 الطبراني في "الكبير" "1681"، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" "70"، من طريقين عن هشام بن عمار به، وهذا إسناد حسن رجاله معروفون غير علي بن سليمان الطبي، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل "3/ 1/ 188 - 189" عن أبيه: ما أرى بحديثه بأسًا، صالح الحديث، ليس بالمشهور. ثم أخرجه الطبراني "1685" من طريق ليث عن صفوان بن محرز عن جندب بن عبد الله، وهذا إسناد لا بأس في المتابعات, كما قال الألباني في تخريج الحديث.
10 الخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل" "80"، قال الألباني رحمه الله تعالى: حديث =(1/201)
حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري، قال: أنبا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، قال: أنبا أبو نعيم عبد الملك بن محمد، قال: ثنا عبد الله يعني ابن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: ثنا سيار بن حاتم، قال: ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يعافي الأميين يوم القيامة ما لا يعافي العلماء".
قال رضي الله عنه: غريب, تفرد به سيار العنزي.
11- أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني وغيره؛ قالوا: ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: أنبا علي بن أبي علي المعدل، قال : ثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد الحوشبي، قال: ثنا أبو عبد الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= منك, علته سيار أبو حاتم، أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: "قال القواريري: كان معي في الدكان، لم يكن له عقل، قيل: أتتهمه؟ قال: لا. وقال غيره: صدوق سليم الباطن". وضعفه ابن المديني وغيره.
والحديث أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "2/ 331 و9/ 222": حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن به. ورواه أبو بكر المروزي في "الورع" "3/ 2" والرامهرمزي في "الفاصل" ص: 143, وابن عساكر في "ذم من لا يعمل بعمله" "2/ 58" والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" "1/ 501" كلهم من طريق أحمد به. وقال أبو نعيم:
"هذا حديث غريب، تفرد به سيار عن جعفر، ولم نكتبه إلا من حديث أحمد بن حنبل". وقال في مكان آخر:
"قال عبد الله: قال أبي: هذا حديث منكر، وما حدثني به إلا مرة".
قلت: وكأنه لذلك لم يورده في "المسند", وقول عبد الله هذا ذكره الضياء أيضًا عقب الحديث، فيتعجب منه كيف أورده في "المختارة"، وكذلك أورده ابن قدامة في "المنتخب" "10/ 200/ 1" وزاد:
"قال المروذي: قال أبو عبد الله: الخطأ من جعفر ليس هذا من قبل سيار" كذا قال الإمام، وجعفر خير من سيار، حسبه أنه احتج به مسلم. والله أعلم.
11 أبو نعيم في "الحلية" 8/ 188، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 1/ 238، وابن الجوزي في "الواهيات" 1/ 132، من طريق سهل بن بحر، ثنا محمد بن إسحاق السلمي به. قال الخطيب البغدادي: محمد بن إسحاق السلمي أحد الغرباء المجهولين حدث عن عبد الله بن المباكر حديثًا منكرًا رواه عنه سهل بن بحر، وذكر أنه سمعه منه ببغداد. اهـ. وقال الحافظ في "اللسان" 5/ 68: فيه جهالة، وأتى بخبر باطل متنه. وذكر الذهبي الحديث في "الميزان" 3/ 477 وعده من مناكيره.(1/202)
محمد بن يعقوب بن إسماعيل السكري بعسكر مُكرَم، قال: ثنا سهل بن بحر, قال: ثنا محمد بن إسحاق السلمي ببغداد، قال: ثنا ابن المبارك عن سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن أبي حازم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيار أمتي علماؤها، وخيار علمائها رحماؤها، ألا وإن الله يغفر للجاهل أربعين ذنبًا قبل أن يغفر للعالم ذنبًا واحدًا، ألا وإن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره قد أضاء، يمشي فيه ما بين المشرق والمغرب كما يسري الكوكب الذري".
قال رضي الله عنه: غريب.
12- أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن عمر، قال: أنبا إسماعيل بن مسعدة، قال: أنبا حمزة بن يوسف السهمي، قال: أنبا أبو أحمد بن عدي الحافظ، قال: ثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن حيان، قال: ثنا أبي...
قال أبو أحمد: وحدثنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، قال: ثنا عبد العزيز بن حيان، قال: ثنا هشام بن عمار، قال: ثنا سويد بن عبد العزيز، عن حميد، عن أنس -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في جهنم رحًى تطحن علماء السوء طحنًا".
قال أبو أحمد: وهذا تفرد به عن هشام عبد العزيز الموصلي.
13- أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي الخطيب، وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي بمرو، قالا: أنبا أبو سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي ببغداد، قال: أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12 ابن عدي في "الكامل" 3/ 1262، وقال: عندي كتاب سويد بن عبد العزيز الذي يروي عنه هشام بن عمار ليس فيه هذا الحديث، وهذا ينفرد به عن هشام عبد العزيز بن حيان الموصلي. اهـ. وذكر الذهبي الحديث في ترجمة سويد بن عبد العزيز وعده من مناكيره.
13 الخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل" "72"، قال الألباني رحمه الله تعالى: إسناده ضعيف بمرة، أبو العيناء هذا اعترف بالوضع، فقال هو نفسه: "أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك"، وقال الدارقطني: ليس بالقوي في الحديث، وابن جريج وأبو الزبير مدلسان وقد عنعنا. اهـ.(1/203)
إبراهيم بن شاذان، قال: أنبا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم بن حسان المعروف بالطستي, قال: ثنا محمد بن القاسم المعروف بأبي العيناء، قال: ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: "اطلع نفر من أهل الجنة على قوم من أهل النار، فقالوا: بم دخلتم النار, وإنما دخلنا الجنة بتعليمكم؟! قالوا: إنا كنا نأمركم ولا نفعل".
قال ابن شاذان: غريب تفرد به أبو العيناء عن أبي عاصم.
قال رضي الله عنه:
14- سمعت الشيخ أبا عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي ببغداد، يقول: سمعت أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليم بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن الهيثم التميمي، يقول: سمعت أبي، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يقول في خطبته: هتف العلم بالعمل, فإن أجابه وإلا ارتحل.
15- أخبرنا الشيخ أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني ببغداد، قال: ثنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد الخطيب، قال: ثنا أبو بكر محمد بن يوسف بن محمد بن دوست العلاف، قال: ثنا محمد بن حمدويه المروزي، قال: ثنا معمر بن محمد، قال: ثنا شهاب يعني ابن معمر عمه، قال: ثنا عمران، قال: أخبرني رجل من باهلة، قال: دخل مطر الوراق على الحسن، فقال: يا أبا سعيد! إن امرأة جعلت على نفسها إن قدم زوجها أن تصوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
14 الخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل" "40".
15 أحمد في "كتاب الزهد" ص: 267 و279، في إسناده جهالة رجل من باهلة، وكذا عمران لم أعرفه.(1/204)
من يومها شهرًا، فقدم في أول يوم من رمضان، فقال الحسن: صامت شهرها ووُفِّي نذرها. قال مطر: إن بعض الفقهاء يقول غير هذا. فقال الحسن: ثكلتك أمك مطرُ، وهل رأيت فقيهًا قط؟! وهل تدري من الفقيه؟! الفقيه الورع الزاهد الذي لا يهمز من فوقه ولا يتضجر بمن هو أسفل منه، ولا يأخذ على علم علمه الله حُطامًا.
16- أخبرنا الشريف أبو القاسم بن أبي الحسين العلوي مع جماعة، قالوا: ثنا أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، قال: أنبا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن الحسين الخفاف، قال: أنبا أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي، قال: ثنا محمد بن الحسين بن حمدويه الجرني، قال: سمعت يعقوب بن سواك يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: العلم حسن لمن عمل به، ومن لم يعمل -يعني- به ما أضره! وقال: هذه حجج أو قال: هذه حجة -يعني- على من علم.
17- قال: وسمعت يعقوب بن سواك يقول: سمعت بشرًا يقول: من كلام المسيح عليه السلام: من علم وعمل وعلَّم فذاك يدعى عظيمًا في ملكوت السموات.
قال رضي الله عنه: أنشدنا أبو الحسين محمد بن محمد الفقيه، قال: أنشدنا أحمد بن علي أبو بكر الحافظ، قال: أنشدنا محمد بن أبي علي الأصبهاني لبعضهم: من البسيط
اعمل بعلمك تغنمْ أيها الرجل لا ينفع العلم إن لم يحسن العملُ
والعلم زين، وتقوى الله زينته والمتقون لهم في علمهم شغلُ1
وحجة الله يا ذا العلم بالغةٌ لا المكر ينفع فيها, لا ولا الحيلُ
تَعلَّمِ العلم واعملْ ما استطعت بِهِ لا يُلهينك عنه اللهو والجدلُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
16 الخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل" "59".
17 ابن أبي خيثمة النسائي في "كتاب العلم" "7".
1 ذكر الخطيب البغدادي هذه الأبيات في "اقتضاء العلم العمل" "48".(1/205)
وعَلَّمِ الناس واقصُدْ نفعهم أبدًا إياك إياك أن يعتادك المللُ
وعظ أخاك برفق عند زلتِهِ فالرفق يعطف من يعتاده الزللُ
وإن تكن بين قوم لا خلاق لهمْ فأْمُرْ عليهم بمعروف إذا جهلُوا
فإن عصوك فراجعهم بلا ضجرٍ واصبر وصابر ولا يحزنك ما فعلُوا
فكل شاة برجليها معلقةٌ عليك نفسك إن جاروا وإن عدلُوا
والحمد لله رب العالمين, وصلواته على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين، قوبل بأصل المصنف الذي بخطه.(1/206)