المجلد الأول
المقدمات
مقدمة الطبعة الثانية
...
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,
وبعد:
فهذه هي الطبعة الثانية لكتاب "المنتخب من مسند عبد بن حميد, رحمه الله تعالى" بتحقيقي وتعليقي, أقدمها لإخواني أهل الإسلام وفّقهم الله لكل خير، بعد أن نفدت الطبعة الأولى، إذ قد طبعت الطبعة الأولى منذ ما يقارب من سبعة عشر عامًا، وبلا شك فقد ظهرت في هذه السنوات كتبٌ في علل الأحاديث ودواوين من دواوين السنن كانت من قبل في عالم المخطوط المحفوظ في الخزائن والأدراج، فخرجت إلى الناس وتداولوها بالنشر والتوزيع والبحث والاطلاع، ومما لا شك فيه أن هذا له تأثير على تخريج الأحاديث التي خُرجت من قبل، وعلى الحكم عليها كذلك بعد ظهور هذا الكم الهائل من كتب العلل والسنن، فأضفت ما تيسر لي إضافته من التخريج وأقوال علماء العلل على الطبعة السابقة، وإن لم أحرص على ذكر كل من أخرج الحديث خشية إثقال الكتاب بالحواشي، ثم لوجود الموسوعات التي عني أهلها بإيراد أطراف الحديث فيها.
هذا، ومما تمتاز به هذه الطبعة عن سابقتها ما يلي:
أولًا: مراجعة متون الأحاديث على عدة مخطوطات "للمنتخب"، فقد كان(1/5)
بالطبعة السابقة بعض السقط، وعدم الوضوح في مواطن، إذ قد اعتمدنا فيها على مخطوطة المكتبة الصديقية بمنى لصاحبها الشيخ عبد الرحيم صديق -رحمه الله- وقد آلت بعد موته إلى مكتبة الحرم المكي, زاده الله تشريفًا.
أما هذه الطبعة التي بين أيدينا, فقد رُوجعت على عدة مخطوطات منها:
1- نسخة مكتبة الفتياني بالقدس، وعدد أوراقها: "249" ورقة، وسيأتي وصفها ضمن وصف النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق، وبهذه النسخة سقط من الحديث رقم [1255] إلى رقم [1442] استكملنا هذا النقص بالاعتماد على نسخة خزانة جامعة القرويين.
2- نسخة خزانة جامعة القرويين بفاس بالمغرب، وعدد أوراقها: "204" وروقات وسيأتي وصفها.
3- نسخة الزيدانية بالخزانة الملكية بالرباط, وعدد أوراقها: "12" ورقة.
4- نسخة المكتبة الصديقية, واعتمدنا عليها من خلال الطبعة الأولى للكتاب.
ثانيًا: إيراد مزيد من أقوال علماء العلل على بعض الأحاديث، مع مزيد من التخريج حيث يحتاج الأمر إلى مزيد من التخريج.
ثالثًا: بعض التعديلات في الأحكام على بعض الأحاديث، وهذا شيءٌ قليل، وذلك بناء على تغير الاجتهادات وظهور العلل، وكذلك ظهور مزيد من الطرق.
هذا, ولم تكن همتي -كما أسلفت- التوسع في التخريج لما قد أشرت إليه.(1/6)
ثم إنه لا يفوتني بعد شكر الله -عز وجل- أن أشكر أخي الشيخ أبا مصعب طعلت الحُلواني -جزاه الله خيرًا- وهو أحد إخواننا من طلبة العلم النجباء الذين لهم اهتمامات بالمخطوطات؛ على ما قام به من إمدادي بالمخطوطات لهذا الكتاب.
هذا، وما كان من توفيق في هذا الكتاب فمن الله وحده, فله الحمد وله الشكر، وما كان من خطإٍ فمن نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان من ذلك.
نفع الله المسلمين بهذا السِّفْر الجليل، وجعله في موازين حسناتنا يوم نلقاه.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
أبو عبد الله
مصطفى بن العدوي(1/7)
ترجمة المصنف "عبد بن حميد":
هو أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ بنُ حُمَيدِ بن نصر الكِسِّي1، ويقال له: الكَشِّي، بالفتح والإعجام، يقال: اسمه عبد الحميد.
ولد بعد السبعين ومائة.
قال الذهبي في السير "12/ 235": وحدَّث عن: علي بن عاصم الواسطي، ومحمد بن بشر العبدي، وابن أبي فديك، ويزيد بن هارون، ويحيى بن آدم، وأبي علي الحنفي، وأبي داود الحَفَرِي، وعبد الرزاق، وجعفر بن عون، وأبي أسامة، وأبي داود الطيالسي، وأبي بدر السَّكُوني، وعبد الرحمن بن عبد الله الدَّشْتكيِّ، ومسلم بن قتيبة، وزيد بن الحباب، وعبد الله بن بكر، وعمر بن يونس اليمامي، والواقدي، ومحاضر بن المورع، ومصعب بن المقدام، وأبي عاصم، وخلق كثير مذكورين في "تفسيره الكبير" وفي "مسنده" الذي وقع لنا "المنتخب" منه.
حدث عنه: مسلم، والترمذي، والبخاري تعليقًا في دلائل النبوة من "صحيحه" فقال: وقال عبدُ الحميد: حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا معاذ به
__________
1 قال ابن ماكولا في "الإكمال" "7/ 185": أما الكِسي بالسين المهملة، فجماعة كثيرة ينسبون إلى "كِس" بلد يقارب "سمرقند" منه جماعة من المحدثين، والعراقيون, وغيرهم يقولونه بفتح الكاف، وربما صحفه بعضهم فقال بالشين المعجمة, وهو خطأ.
وقال ابن السمعاني في الأنساب "4/ 625": الكِسِّي, بكسر الكاف وتشديد السين المهملة، هذه النسبة إلى بلدة بما وراء النهر، يقال لها: كِس، أقمت بها اثني عشر يومًا، وقد ذكر الحفاظ في تواريخهم أن اسم هذه البلدة "كس" بكسر الكاف والسين غير المنطوقة، والنسبة إليها كسي، غير أن المشهور "كش" بفتح الكاف والشين المنقوطة، بقرب "نخشب" والمعروف من هذه البلدة: أبو محمد عبد الحميد بن حميد بن نصر الكشي، وهو المعروف بعبد بن حميد.(1/10)
العلاء، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ "في حنين الجذع" فقيل: هذا هو عَبْد.
وروى أيضًا ولده محمد عنه، وبكر بن المرزبان، وشُريح بن أبي عبد الله النسفي الزاهد، والمكي بن نوح المقرئ، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، ومحمد بن عبد بن عامر السمرقندي، وإبراهيم بن خُزَيْم بن قمير الشاشي, وأبو معاذ العباس بن إدريس بن الفرج الكِسِّي، وأبو سعيد حاتم بن حسن الشاشي، والحسن بن الفضل بن أبي البزاز، وأبو عمرو حفص بن بوخاش، وسلمان بن إسرائيل بن جابر الخُجَنْدي، وسهل بن شاذويه البخاري، وأبو سعيد الشاه بن جعفر بن حبيب النَّسَفي، وأبو بكر محمد بن عمر بن منصور الكشي, ومحمد بن موسى بن الهذيل النسفي, ومحمود بن عنبر بن نُعَيم الأزدي النَّسَفي، وغيرهم من أهل ما وراء النهر ممن لا نعرِفُ أحوالهم.
ثناء العلماء عليه:
قال ابن حبان: وكان ممن جمع وصنّف1.
وقال أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي: عبد الحميد بن حميد بن نصر الكشي أبو محمد، يعرف بـ "عبد بن حميد"، صاحب "المسند" و"التفسير"، وكان من الأئمة المتقنين والثقات من المحدثين2.
وقال ابن السمعاني: إمام جليل القدر, ممن جمع وصنف ... وكانت إليه الرحلة في أقطار الأرض3.
__________
1 "الثقات" "8/ 401".
2 التقييد في رواية السنن والمسانيد "ص374".
3 "الأنساب" "4/ 625".(1/11)
وقال ياقوت الحموي: صاحب "المسند" وأحد أئمة الحديث1.
وقال الذهبي: الإمام الحافظ, الحجة الجَوَّال2.
وقال: وكان من الأئمة الثقات3.
مؤلفاته:
1- "التفسير": ذكره ابن نقطة في "التقييد"، والذهبي في "سير أعلام النبلاء"، وفي "تذكرة الحفاظ"، وابن كثير في "البداية والنهاية" وغيرهم.
2- "المسند الكبير": ذكره العلماء باسم "المسند".
3- "المنتخب": وهو الذي ذكره العلماء باسم "المنتخب"، وقالوا: إنه القدر المسموع لإبراهيم بن خزيم الشاشي من "المسند".
__________
1 "معجم البلدان" "5/ 460".
2 السير "12/ 235".
3 تذكرة الحفاظ "2/ 534".(1/12)
توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه:
1- ذكره الذهبي في "السير" "12/ 235" في ترجمة عبد بن حميد ... قال: وفي "مسنده" الذي وقع لنا "المنتخب" منه.
وقال: وقد وقع لنا "المنتخب" عاليًا، ثم لصغار أولادنا1.
2- قال ابن حجر في "المعجم المفهرس" "ص134" برقم "482":
"مسند عَبْدُ بنُ حُمَيدِ بنِ نَصْرٍ الكِسي" ويسمى "المنتخب", وهو القدر المسموع لإبراهيم بن خزيم من عبد, وهو أعلى المسانيد التي وقعت لي، ثم ساق أسانيده إليه.
3- وقال ابن نقطة في "التقييد" في ترجمة إبراهيم بن خزيم الشاشي "ص189": حدَّث عن عبد بن حميد الكشي بكتاب مختصر "المسند" وغيره.
4- وقال ابن نقطة في "التقييد" في ترجمة عبد الأول السجزي "ص386": إنه حدَّث بالمنتخب من مسند عبد بن حميد.
5- تخريج العلماء لزوائد هذا المسند في كتبهم بنفس أسانيده ومتونه, ومنهم:
أ- الحافظ ابن حجر في كتابه "المطالب العالية في زوائد المسانيد الثمانية".
ب- الحافظ البوصيري في كتابه "إتحاف الخيرة المهرة في زوائد المسانيد العشرة".
__________
1 "سير أعلام النبلاء" "12/ 236".(1/13)
6- ذكره فؤاد سزكين في كتاب "تاريخ التراث العربي" "ص113" برقم "64" وفي النسخة المطبوعة بالعربية "1/ 216" فقال:
آثاره: "المسند الكبير"، ومن المرجح أنه وصلت إلينا منه مختارات في المخطوطات التالية, ثم ذكر المخطوطات.
وذكره بروكلمان ملحق "1/ 257".(1/14)
سبب تسمية الكتاب بـ"المنتخب":
قال ابن حجر في "المعجم المفهرس": "مسند عبد بن حميد الكسي"، ويسمى "المنتخب"، وهو القدر المسموع لإبراهيم بن خزيم بن عبد1.
وقال الكتاني في "الرسالة المستطرفة": إن عبد بن حميد له مسندان؛ أحدهما كبير والآخر صغير، وهو المسمى بـ"المنتخب"، وهو القدر المسموع لإبراهيم بن خزيم الشاشي منه، وهو الموجود بين أيدي الناس مجلد لطيف، وهو خالٍ من مسانيد كثير من مشاهير الصحابة2.
__________
1 المعجم المفهرس "ص134" برقم "482".
2 الرسالة المستطرفة "ص59".(1/15)
تراجم سند نسخة "المنتخب من مسند عبد حميد"
...
تراجم سند نسخة "المنتخب من مسند عبد بن حميد":
1- أَبُو الوََقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عيسى السجزي 1:
قال الذهبي: الشيخ الإمام الزاهد الخير الصوفي، شيخ الإسلام، مسند الآفاق, أبو الوقت، عبد الأول ابن الشيخ المحدث المعمر أبي عبد الله عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق، السجزي، ثم الهروي الماليني.
مولده في سنة 458هـ2.
وقال ابن نقطة: حدث بـ"صحيح البخاري" عن عبد الرحمن بن محمد الداودي، و"مسند الدارمي" عن أبي الحسن الداودي، وبـ"المنتخب من مسند عبد بن حميد"3.
وقال ابن نقطة: سمعت والده عيسى حمله على رقبته من هراة إلى بوشنج, وسمّعه "مسند الدارمي"، و"صحيح البخاري"، و"المنتخب من حديث عبد بن حميد"4.
قال السمعاني: شيخ صالح، حسن السمت والأخلاق، متودد, متواضع، سليم الجانب، استسعد بصحبة الإمام عبد الله الأنصاري، وخدمه مدة، وسافر إلى العراق وخوزستان والبصرة، نزل بغداد برباط البسطامي فيما حكاه
__________
1 من عند أبي الوقت اختلفت أسماء الرواة في النسخ، فلم نترجم لهم خشية الإطالة.
2 "السير" "20/ 303, 304".
3 "التقييد" لابن نقطة "ص386"، وذكر ذلك الذهبي في "السير" "20/ 304".
4 "التقييد" "ص387" والمستفاد من "ذيل تاريخ بغداد" لابن الدمياطي "ص150".(1/16)
لي، وسمعت منه بهراة ومالين، وكان صبورا على القراءة محبا للرواية، حدث بـ"الصحيح"، و"مسند عبد"، و"الدارمي" عدة نُوب1.
قال زكي الدين البرزالي: طاف أبو الوقت العراق وخوزستان، وحدث بهراة ومالين وبوشنج وكرمان ويزد وأصبهان والكرج وفارس وهمذان، وقعد بين يديه الحفاظ والوزراء، وكان عنده كتب وأجزاء، سمع عليه من لا يحصى ولا يحصر2.
وقال ابن الجوزي: كان صبورا على القراءة، وكان صالحا، كثير الذكر والتهجد والبكاء، على سمت السلف، وعزم عام موته على الحج وهيأ ما يحتاج إليه، فمات3.
قال أبو الفرج ابن الجوزي: حدثني محمد بن الحسين التكريتي الصوفي قال: أسندته إليّ4، وكان آخر كلمة قالها: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} ومات5.
قال الذهبي: أنبأنا طائفة عن ابن النجار، قال: أنشدنا داود بن معمر بأصبهان، أنشدنا محمد بن الفضل العقيلي لنفسه في سنة إحدى وخمسين:
أتاكم الشيخ أبو الوقت ... بأحسن الأخبار عن ثبت
طوى إليكم ناشرا علمه ... مراحل الأبرق والخبت6
__________
1 "السير" "20/ 306".
2، 3 "السير" "20/ 307".
4 أي: وهو يحتضر.
5 "المنتظم" "10/ 183".
6 الأبرق: الأرض المتسعة الغليظة, مختلطة بحجارة ورمل.
والخبت: ما اطمأن من الأرض واتسع، وقيل: هو الوادي العميق الوطيء.(1/17)
ألحق بالأشياخ أطفالكم ... وقد رمى الحاسد بالكبت
فمنة الشيخ بما قد روى ... كمنة الغيث على النبت
بارك فيه الله من حامل ... خلاصة الفقه إلى المفتي
انتهزوا الفرصة يا سادتي ... وحصِّلوا الإسناد في الوقت
فإن من فوّت ما عنده ... يصير ذا الحسرة المقت1
توفي أبو الوقت في ليلة الأحد سادس ذي القعدة سنة 553هـ ودفن بالشونيزية2، وكان مستقيم الرأي حاضر الذهن3.
2- أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ محمد بن المظفر الداودي 4:
قال ابن السمعاني: وجه مشايخ خراسان فضلا عن ناحيته، والمشهور في أصله وفضله وسيرته وورعه، له قدم راسخ في التقوى، ينسب إلى جده الأعلى داود بن أحمد، قرأ الأدب على أبي علي الفنجكردي، وقرأ الفقه بمرو على أبي بكر القفال، وبنيسابور على أبي سهل الصعلوكي، وببغداد على أبي
__________
1 "السير" "20/ 310, 311".
2 "تكملة الإكمال" لابن نقطة "3/ 316"، والمستفاد من "ذيل تاريخ بغداد" لابن الدمياطي "ص152, 153".
3 "التكملة" لابن نقطة "3/ 316".
* انظر لمزيد من ترجمة أبي الوََقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيسَى "السير" "20/ 303-311" و"الأنساب" "3/ 249"، و"المنتظم" "10/ 182, 183"، و"تكملة الإكمال" "3/ 315, 316"، و"التقييد" لابن نقطة "2/ 163"، و"وفيات الأعيان" "3/ 366"، و"تذكرة الحفاظ" "4/ 1315"، و"العبر" "3/ 20" و"المستفاد" "ص150-153"، و"النجوم الزاهرة" "5/ 328", وغيرهم.
4 قال ابن السمعاني في "الأنساب" "2/ 511": الداودي بفتح الدال المهملة والألف والواو المضمومة بين الدالين المهملتين، هذه النسبة إلى مذهب داود.(1/18)
حامد الإسفراييني، وببوشنج على أبي سعيد يحيى بن منصور الفقيه.
وكان حال التفقه يحمل ما يأكله من بلاده احتياطا وتورعا، صحب الأستاذ أبا علي الدقاق وأبا عبد الرحمن السلمي، سمع ببغداد أبا الحسن بن الصلت المجبر، وبنيسابور أبا عبد الله الحافظ، وبهراة أبا محمد بن أبي شريح، وببوشنج أبا محمد الحمويي، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة.
روى لنا عنه: أبو الحسن مسافر, وأبو محمد أحمد ابنا محمد بن علي البسطامي بنيسابور، وأبو الوََقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيسَى السجزي بهراة، وأبو المحاسن أسعد بن علي الحنفي بمالين، وأم الفضل عائشة بنت أبي بكر بن بحر البلخي ببوشنج, وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسن الفارسي كتابة، أنشدنا أبو القاسم أسعد بن علي البارع لنفسه في الحسن الداودي:
أئمة العالم جربتهم ... من بين مذموم ومحمود
سيرة داوديهم خيرهم ... وخير درع درع داود1
سمع "صحيح البخاري" من أبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ بن حمويه السرخسي في صفر سنة 381هـ2.
ولد أبو الحسن الداودي في شهر ربيع الآخر سنة 374هـ، وتوفي ببوشنج في شوال سنة 467هـ3.
__________
1 "الأنساب" "2/ 511, 512".
2 "التقييد" لابن نقطة "ص335".
3 "الأنساب" لابن السمعاني "2/ 512".(1/19)
3- أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أحمد بن حمويه السرخسي:
قال الذهبي: الإمام المحدث الصدوق المسند، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أحمد بن حمويه بن يوسف بن أعين، خطيب سرخس1.
قال ابن السمعاني: نزيل بوشنج وهراة، كان رحل إلى بلاد ما وراء النهر، وسمع بفربر أبا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف بن مطر الفربري راوية "الصحيح"2، في سنة ست عشرة وثلاثمائة3، وبسمرقند أبا عمر العباس بن عمر السمرقندي4, راوي "الدارمي"، وبخرشكت أبا إسحاق إبراهيم بن خزيم الشاشي5، راوي "عبد بن حميد"6.
حدث عنه: الحافظ أبو ذر الهروي، والحافظ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القرّاب، ومحمد بن عبد الصمد الترابي المروزي، وعلي بن عبد الله الهروي، ومحمد بن أحمد بن محمد بن محمود، وأبو الحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ الداودي، وآخرون7.
قال أبو ذر عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد الحافظ الهروي: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حمويه أبو محمد السرخسي قرأت عليه، ثقة صاحب أصول سنة8.
__________
1 "سر أعلام النبلاء" "16/ 492".
2 "الأنساب" للسمعاني "2/ 313".
3 "السير" "16/ 492".
4 "الأنساب" "2/ 313" وأضاف الذهبي أنه سمع منه مسند الدارمي.
5 "الأنساب" "2/ 313" وأضاف الذهبي أنه سمع منه "المسند الكبير" و"التفسير" عبد بن حميد.
6 "الأنساب" "2/ 313".
7 "السير" "16/ 493".
8 "التقييد" لابن نقطة "ق125, 126"، ونقل هذا النص الذهبي في "السير" إلا أنه قال: "صاحب أصول حسان".(1/20)
قال الذهبي: له جزء مفرد، عد فيه أبواب "الصحيح" وما في كل باب من الأحاديث، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين النواوي في أول شرحه لـ"صحيح البخاري". وقد بقي حديثه يروى عاليا في سنة ثلاثين وسبعمائة عند أبي العباس الحجار.
مولده في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وقال أبو يعقوب القراب: توفي لليلتين بقيتا من ذي الحجة, سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة1.
4- أبو إسحاق إِبْرَاهُيمُ بنُ خُزَيمٍ الشَّاشِيُّ:
قَالَ الذهبي عنه: المحدث الصدوق، أبو إسحاق الشاشي، المروزي الأصل.
سمع من عبد بن حميد "تفسيره" و"مسنده" في سنة تسع وأربعين ومائتين، وحدث بهما، وطال عمره.
حدث عنه: أبو حاتم بن حبان, وعبد اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّوَيْهِ السرخسي، وغيرهما. وسماع ابن حمويه منه بالشاش -مدينة من مدائن الترك- وكان ذلك في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة في شعبان2.
وقال ابن ماكولا: يروي عنه محمد بن عبد الله البروجردي وغيره3.
__________
1 "السير" "16/ 493"، وانظر غير ما ذكرنا من مراجع، "العبر" "3/ 17"، و"تاريخ الإسلام" "ج4/ ق42ب" ومشتبه النسبة "1/ 250" وتبصير المنتبه "2/ 515"، والنجوم الزاهرة" "4/ 161"، و"شذرات الذهب" "3/ 100".
2 "سير أعلام النبلاء" "14/ 486, 487".
3 "الإكمال" لابن ماكولا "3/ 134".(1/21)
وقال ابن نقطة: حدث عن عبد بن حميد الكشي بكتاب مختصر "المسند" وغيره1.
وقال الذهبي: ولم تبلغنا وفاة ابن خزيم ولا شيء من سيرته. وهو في عداد الثقات، ومن أبناء التسعين, رحمه الله2.
__________
1 "التقييد في رواة السنن والمسانيد" "ص189".
2 "سر أعلام النبلاء" "14/ 487", وانظر لمصادر ترجمته غير ما ذكرنا "المشتبه" للذهبي "1/ 263"، و"تبصير المنتبه" لابن حجر "2/ 528"، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين "3/ 410".(1/22)
وصف النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق:
اعتمدنا في تحقيق الكتاب على النسخ الآتية:
1- نسخة مكتبة الفتياني بالقدس، ونرمز لها بالرمز "س"، وهي نسخة قديمة، كتبت سنة "680" هجرية بخط علي بن محمد بن شاملي، وعليها قراءات عديدة، غير أن بها آثار أرضة كثيرة وتقطيع، إلا أنها مقروءة وقد سقط منها الأحاديث من رقم "1255" إلى رقم "1442".
وعدد أوراقها "249" ورقة.
2- نسخة خزانة جامعة القرويين بفاس بالمغرب, ونرمز لها بالرمز "م"، وهي نسخة بقلم نسخي نفيس، من خطوط القرن السابع -ظنا- وبآخرها تحبيس للوزير أبي الحسن علي بن يوسف الوطاسي سنة 855هـ، وعلى حواشيها مقابلات، وبها أكل أرضة أيضا، وأولها مبتور, ويبدأ الموجود منها بقوله: حُصَيْنِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي, وَلَمْ تَنَلْهُ مودتي".
وآخرها: عَنْ أُمَّ أَيْمَنَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ، فَقَالَ: "لا تشرك بالله شيئا ... " كَانَ الْمُوصَى بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ثَوْبَانَ رضي الله عنه. تم الكتاب. وعدد أوراقها: "204" ورقة.
3- نسخة الزيدانية بالخزانة الملكية بالرباط، ونرمز لها بالرمز "ز"،(1/23)
وهي بخط مغربي رقيق، كتبت سنة "720" هجرية، وتبدأ من مسند أبي بكر الصديق -وهو أول الكتاب- وآخرها مبتور، وتنتهي أثناء حديث عمرو بن عبسة من مسند زيد بن أرقم.
وآخر ما فيها: قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ ذلك عدل عتق رقبة".
وعدد أوراقها: "12" ورقة.
4- نسخة المكتبة الصديقية بالحرم المكي الشريف، وهي التي اعتمدنا عليها في التحقيق الأول للكتاب، وقد اكتفينا بالرجوع إلى المطبوع بتحقيقنا.
5- النسخة المطبوعة بتحقيق صبحي السامرائي، ومحمد خليل الصعيدي، وقد اعتمدا في تحقيقها على ثلاث نسخ خطية:
أ- نسخة الظاهرية.
ب- نسخة آيا صوفيا.
ج- نسخة جامعة القرويين، وهي إحدى النسخ التي اعتمدنا عليها -كما بينا- فيما سقط من نسخة الخالدية بالقدس، وفي بعض المواضع الأخرى.(1/24)
منهج التحقيق:
1- قمنا بمقابلة النسخ الخطية على المطبوعتين بتحقيق السامرائي والصعيدي، وبتحقيقنا الأول.
2- قمنا بإضافة الزيادات على المطبوع من النسخ الخطية، ونضع الزيادات بين أقواس صغيرة هكذا " "، ونكتب في الحاشية مثلا: من "س" أو: من "م" أو: من "ز".
3- قمنا بتصويب النص، والكلمة التي نصوبها في النص نضعها بين معقوفتين هكذا [] ونشير إلى ذلك في الحاشية.
4- قمنا بوضع علامات الترقيم المناسبة للكتاب، حيث إن المطبوعين ليس بهما علامات ترقيم مناسبة.
5- قمنا بشرح بعض الكلمات الغريبة التي قد تشكل في القراءة من المخطوط.
6- أشرنا إلى بعض الأخطاء في المطبوع في الحاشية.
7- قمنا بعمل تراجم موجزة لرجال سند الكتاب، وقد اعتمدنا رجال سند نسخة الفتياني بالقدس.
8- أثبتنا نسبة الكتاب إلى "عبد بن حميد".
9- قمنا بعمل ترجمة موجزة للمصنف "عبد بن حميد" من كتب التراجم.
10- قمنا بوصف النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق.(1/25)
11- قمنا بتخريج أحاديث الكتاب والحكم على الأسانيد.
12- قمنا بعمل فهارس علمية للمسانيد والآيات والأحاديث والآثار الموجودة في الكتاب؛ ليتسنى للقارئ سهولة الوصول إليها.
ونسأل الله -عز وجل- أن يتقبل هذا العمل منا بقبول حسن، وأن يجعله في ميزان حسناتنا يوم نلقاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.(1/26)
نماذج من النسخ الخطية التي اعتمدنا عليها في تحقيق الكتاب:
في هذه الصفحة مخطوطة(1/28)
في هذه الصفحة مخطوطة(1/29)
السماعات:
شاهدت على الأصل المنقول منه ما مثاله: عارضته بأصل سماع الشيخ أبي بكر -المذكور أعلاه- على أبي الوقت، وهذه صورة سماعه.
وسمع جميع هذا الكتاب وهو "مسند عبد بن حميد" على الشيخ أبي الوقت الهروي بقراءة الشيخ عبد المغيث بن زهير الحربي، ابناه عبد الرحمن وعبد المعز، وعبد المحسن ويعقوب أبناء يوسف بن عمرو، وعمرو بن علي اللتي، وابنه عبد الله، وابن أخيه عبد الرحمن، وابن أخته محمد بن سليمان بن الأصفر، وأبو بكر محمد بن مسعود بن بهروز الطبيب، في آخرين لا يمكن إحصاؤهم في هذه الورقة.
ذكرت من سطر اسمه هنا مختصرا، وبتاريخ هذا السماع في شهور سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
كتبه أحمد بن عبد المحسن بن أبي العباس بن محمد بن علي بن الحسن العرافي, حامدا لله عز وجل ومصليا على سيد البشر محمد النبي وآله وسلم تسليما، وذلك لثلاث خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
نقله كما شاهده؛ العبد الفقير إلى الله تعالى المستجير بعفوه والمتشفع بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
علي بن محمد بن أبي بكر، عرف بـ"القمي", عفا الله عنه.
شاهدت على الأصل: أنه ... سمعت جميع كتاب ... عبد بن حميد الكشي -رحمه الله- على الشيخ الصالح الأمين الثقة أبي بكر محمد بن مسعود بن بهروز الطبيب، بسماعه من أبي الوََقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيسَى(1/37)
السجزي، بقراءة الإمام العالم جمال الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البكري الشريشي صاحب الكتاب وبالله الثقة الإمام العالم أبو العباس أحمد بن عبد المحسن بن أبي العباس بن محمد بن علي بن الحسن العرافي -رضي الله عنه وعن سلفه الكريم- وابنه أبو الحسن علي -هداه الله- وحضر ابنه أبو عبد الله محمد في أول الثالثة من قوله: "مسند ابن عباس" كان أصحاب النبي الَّذِينَ جَاوَزُوا الْبَحْرَ اثْنَيْ عَشَرَ سبطا، كل سبط اثنا عشر ألفا, إلى حديث أبي الدحداح مسند أنس رضي الله عنه، وهو حديث الحائط، وأجاز الشيخ المسمع ... جميع مسموعاته ومروياته وما يجوز له أن يرويه على وجه العرف في ذلك، وصح ذلك وثبت يوم الجمعة غرة ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
وكتب أحمد بن محمد بن أمية العبدري:
نقلته ملخصا أول عبيد الله علي بن محمد بن أبي بكر, عفا الله عنه.
سمع عليَّ جميع هذا "المنتخب من مسند عبد بن حميد" من لفظي إلا ... كراسين من أول الكتاب ... بقراءة أبي الوفاء كامل بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي محمد الشقيري، بسماعي فيه نقلا، صاحب هذا ... ، وكاتبه السيد الأجل الصدر الرئيس العدل الأمين نور الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أبي بكر القمي -وفقه الله-وولداه جمال الدين أبو عبد الله محمد، وشهاب الدين أبو العباس أحمد، نفع [الله] 1 بهما و ... العدل شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن إبراهيم المخزومي القوصي، وأبو الحجاج يوسف بن أحمد بن عبد الجبار المؤذن الأنصاري، وسمع آخرون ... وصح وثبت في مجالس آخرها يوم السبت لثمانٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثمانين وستمائة.
__________
1 لعلها سقطت من الناسخ.(1/38)
مقدمة النص المحقق
...
بسم الله الرحمن الرحيم
[وبه نستعين] 1
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل محمد:
2 أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْأَمِينُ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الخَطَّابِ مَحْفُوظُ بنُ عُمَرَ بنِ أَبيِ بَكْرِ بنِ الحَامِضِ الحَنْبَلِيُّ البَغْدَادِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الأَجَلُّ أَبُو المُنَجَّا عَبْدُ الَّلهِ بنُ عُمَرَ بنِ اللتيُّ -قِرَاءةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ- فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَسُتُّمِائةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الوََقْتِ -عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيسَى بنِ شُعَيبٍ السِّجْزِيُّ3- قَالَ: أَنْبَأ أَبُو الحَسَنِ -عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُظَفَّرٍ الدَّاوُدِيُّ- قِرَاءةً عَلَيْهِ فَأَقَرَّ بِهِ4، قَالَ: أَنْبَأ أَبُو مُحَمَّدٍ -عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّوَيْهِ السَّرْخَسِيُّ- قِرَاءةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ فِي المَسْجِدِ الجَامِعِ بِبُوشَنْجَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلاثِمائةٍ، قَالَ: أَنَا إِبْرَاهُيمُ بنُ خُزَيمٍ الشَّاشِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ "عَبْدُ بنُ حُمَيدِ بنِ نَصْرٍ"5:
__________
1 من "س".
2 في "س": أخبرني الشيخ الثقة الأمين أبو بكر محمد بن مسعود بن بهروز الطبيب بقراءة الفقيه المحدث الفاضل أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البكري الشريشي ببغداد -جبرها الله تعالى- في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة قال: قرئ على الشيخ الإمام بقية المشايخ أبي الوََقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيسَى ...
3 في "س": الهروي الماليني الصوفي، قدم علينا قراءة عليه جميع هذا الكتاب, فأخبر به يوم الأحد حادي عشر محرم سنة ثلاث وخمسمائة، بقراءة ابن لبيد وأنا حاضر أسمع.
4 في "س": في رجب سنة خمس وستين وأربعمائة ببوشنج، فأقر به, وقال: نعم.
5 في "س": عبد الحميد بن نصر الكشي.(1/41)
1- مُسْنَدُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ, رَضِيَ الله عنه:
1- قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: إِنَّكُمْ تقرءون هذه الآية: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ؛ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ".
__________
1 إسناده صحيح، وقد أُعل بالوقوف:
وقد أخرجه الإمام أحمد "1/ 2 و5، 7، 9", وأبو داود "حديث 4338"، والترمذي "مع التحفة 6/ 388، 8/ 442"، وابن ماجه "4005"، وأبو يعلى في "مسنده" "128 و130 و131 و132"، وابن أبي حاتم في "التفسير" "9/ 69"، والطبري موقوفا ومرفوعا "12871، 12872، 12873"، وغيرهم جم غفير.
أما وجه إعلاله:
فإن جماعة من الرواة الأثبات رووه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عن أبي بكر ... فذكر الحديث، وفيه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ النَّاسَ إذا رأوا المنكر فلم يغيروه, أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ".
وثم رواه آخرون رووه عن إسماعيل بن قيس عن أبي بكر من قوله، لم يذكر النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهذه بعض أقوال العلماء في ذلك، فهذه بعضها:
قال الترمذي, رحمه الله: هكذا روى غير واحد عن إسماعيل نحو حديث يزيد, ورفعه بعضهم عن إسماعيل، ووقفه بعضهم.
وقال أبو زرعة "كما نقل عنه ابن أبي حاتم في "العلل"" بعد أن ذكر بعض وجوه الاختلاف فيه: وأحسب إسماعيل بن أبي خالد كان يرفعه مرة, ويوقفه مرة.
وقال الدارقطني -رحمه الله تعالى- "العلل 1/ 250": هو حديث رواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قيس، فرواه عنه جماعة من الثقات فاختلفوا عليه فيه، فمنهم من أسنده إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- ومنهم من أوقفه على أبي بكر.
ثم ذكر عددا كبيرا جدا من الرواة الذين رووه عن إسماعيل عن قيس عن أبي بكر مرفوعا, =(1/42)
..............................................................................
__________
= وجماعة من الذين رووه موقوفا.
ثم قال أيضا: ورواه بيان وطارق بن عبد الرحمن وذر بن عبد الله الهمداني والحكم بن عتيبة وعبد الملك بن عمير، وعبد الملك بن ميسرة، فرووه عن قيس عن أبي بكر موقوفا.
قال: وجميع رواة هذا الحديث ثقات, ويشبه أن يكون قيس بن أبي حازم كان ينشط في الرواية مرة فيسند، ومرة يجبن عنه فيقفه على أبي بكر.
وأشار الحافظ ابن كثير -رحمه الله- أيضا إلى الخلاف في وقفه ورفعه، وقال: وقد رجح رفعه الدارقطني وغيره.
قلت: فيمكنني أن ألخص صورة الخلاف على النحو التالي:
هنا جزء يسحب إسكانر****
فحصل على إسماعيل اختلاف، فبالنسبة لرواية إسماعيل يمكن أن يقال: إنه روى على الوجهين, ويصحح المرفوع والموقوف.
ولكن بالنظر إلى الرواة الآخرين فكلهم "على ما ذكره الدارقطني" تابعوا إسماعيل على الوقوف.
فمن ثم, فقد رجح بعض أهل العلم الوقف =(1/43)
...............................................................................................
__________
= إلا أن الذين رجحوا الرفع ذهبوا إلى أن إسماعيل من أثبت الناس في قيس، وقد رواه إسماعيل على الوجهين على الرفع والوقف، والذين رووه عن إسماعيل على الرفع عدد هائل، فلا معنى لرد روايته.
فهذه وجهة من رجحوا الرفع.
وعلى كل؛ ففي هذا الحديث وجهان للاجتهاد, فمن رجح وقفه فله وجه, ومن رجح رفعه فله وجه، والله تعالى أعلم.
هذا، ومما يشهد للحديث من ناحية المعنى قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .
بل, وقد حلت اللعنة على بني إسرائيل لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78, 79] .
ومعنى الآية -والعلم عند الله تعالى- أنكم إذا فعلتم ما كلفتم به -ومما كلفوا به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- فلا عليكم من ضلال غيركم. وقد قال تعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [النجم: 38] ، وقد قال سبحانه لنبيه, صلى الله عليه وسلم: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} .
وليراجع البحث القيم الذي ذكره الشيخ محمد الأمين في "أضواء البيان" "ج2 ص151" وبما بعدها عند تفسير هذه الآية من سورة المائدة, ويراجع أيضا "ج28" من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية, رحمه الله.
قوله: "إذا رأوا الظالم" في بعض الروايات: "المنكر", وهما متلازمان.
قوله: "فلم يغيروه" أي: وهم قادرون، لقول الله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} . وقد جاء في معنى الحديث قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .
ومن حديث النعمان بن بشير عند البخاري والترمذي, ففي البخاري في كتاب الشركة, باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه؟ "فتح" "ج5 ص132": حدثنا أبو نعيم، حدثنا زكريا، قال: سمعت عامرا يقول: قال النعمان بن بشير عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- أنه قال: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة, فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها, فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم, فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا, فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا, وإن أخذوا على أيديهم نجوا, ونجوا جميعا".(1/44)
2- أَخْبَرَنِي حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ, أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ حَدَّثَهُ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ وَنَحْنُ فِي الْغَارِ وهم على رءوسنا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ! فَقَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ الله ثالثهما؟! ".
__________
2 صحيح:
أخرجه البخاري "حديث 3653"، "4633 و3922"، ومسلم "ص91854"، والترمذي في "التفسير"، "تفسير سورة براءة", وقال: حديث حسن صحيح غريب، إنما يروى من حديث همام, وقد ورى هذا الحديث حبان بن هلال وغير واحد عن همام نحو هذا.
قلت: انظر التنبيه المتقدم.
وأخرجه أحمد "1/ 4"، وابن جرير في "تفسيره" آية "40" من سورة براءة "ج9 ص136".
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "ج3 ص242" بالإضافة إلى من ذكرنا, إلى ابن سعد وابن أبي شيبة وأبي عوانة وابن حبان وابن المنذر وابن مردويه.
وعزاه أيضا السيوطي "ج3 ص241" إلى ابن شاهين وابن مردويه وابن عساكر من حديث حبشي بن جنادة نحوه.
حبان بن هلال الباهلي, ثقة ثبت من رجال الجماعة, قال فيه أحمد "كما في التهذيب": كان إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.
همام بن يحيى بن دينار, ثقة ربما وهم, من السابعة من رجال الجماعة.
تنبيه: قال الحافظ في "فتح الباري" "ج7 ص11" من كتاب فضائل الصحابة وبعد شرحه للحديث: تنبيه: اشتهر أن حديث الباب تفرد به همام عن ثابت, وممن صرح بذلك الترمذي والبزار. وقد أخرجه ابن شاهين في "الأفراد" من طريق جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ بمتابعة همام، وقد قدمت له شاهدًا من حديث حبشي بن جنادة، ووجدت له آخر عن ابن عباس أخرجه الحاكم في "الإكليل" ا. هـ.
ثابت البناني: وهو ابن أسلم البناني, ثقة عابد، من الرابعة، من رجال الجماعة، وقال أبو حاتم "كما نقله عنه في "التهذيب"": أثبت أصحاب أنس: الزهري، ثم ثابت، ثم قتادة.
أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي، خادم رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- خدمه عشر سنين، صحابي مشهور، مات سنة اثنتين، وقيل: ثلاث وتسعين، وقد جاوز المائة, رضي الله عنه. =(1/45)
.................................................................................................................................
__________
= والحديث أخرجه البخاري في فضائل الصحابة، باب: مناقب المهاجرين وفضلهم, حديث "3653", وفي التفسير تفسير سورة براءة، باب "9": {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} "663"، وفي مناقب الأنصار، باب: هجرة النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه إلى المدينة "3922"، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة -رضي الله عنهم- "ج4 ص1854"، والترمذي في التفسير، تفسير سورة براءة وقال: حديث حسن صحيح غريب، إنما يروى من حديث همام، وقد روى هذا الحديث حبان بن هلال، وغير واحد عن همام نحو هذا.
قلت: انظر التنبيه المتقدم.
وأخرجه أحمد "1/ 4"، وابن جرير في "تفسيره" آية "40" من سورة براءة "ج9 ص136".
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "ج3 ص242" بالإضافة إلى من ذكرنا, إلى ابن سعد، وابن أبي شيبة، وأبي عوانة، وابن حبان، وابن المنذر، وابن مردويه.
وعزه أيضا السيوطي "ج3 ص241" إلى ابن شاهين، وابن مردويه، وابن عساكر، من حديث حبشي بن جنادة نحوه.
قوله: "الله ثالثهما": قال الحافظ في "الفتح" "ج7 ص259": معنى قوله: "الله ثالثهما" أي: معاونهما وناصرهما، وإلا فهو مع كل اثنين بعلمه، كما قال: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} الآية.
وقال النووي في "شرح مسلم" "15/ 149" معناه: ثالثهما بالنصر والمعونة والحفظ والتسديد، وهو داخل في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} .
قلت: وأهل السنة والجماعة على أن "الرحمن استوى على عرشه في السماء".
قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] .
وقوله سبحانه: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] .
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ... } [الحديد: 4] .
وغير ذلك من الآيات.
أما كون الله -سبحانه وتعالى- في السماء:
قال تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [تبارك: 16, 17] .
وقال سبحانه: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] .
وقال عز وجل: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 50] . =(1/46)
3- حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ -سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ- عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَسْلَمَ الْكُوفِيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- حَرَّمَ عَلَى الْجَنَّةِ جَسَدًا غُذِّي بحرام".
__________
= وهذا المعنى ثابت في عدة آيات.
وفي كثير من الأحاديث كذلك, منها: حديث النزول، وحديث الجارية الذي فيه سؤال رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- للجارية: "أين الله؟ " قالت: في السماء. قال: "من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله. قال: "أعتقها, فإنها مؤمنة". وهذا الحديث أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله- من حديث معاوية بن الحكم السلمي, حديث "537".
قلت: وفي حديث الباب قوة توكّل النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الله.
وفي الباب الحث على التوكل على الله، قال الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23] .
وقال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2] .
وقال عز وجل: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173] .
وقال عز وجل: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3] .
وقال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [براءة: 51] .
وفي الحديث أيضا منقبة لأبي بكر -رضي الله عنه- وهي: بذل نفسه ومفارقته أهله وماله ورياسته في طاعة الله ورسوله، وملازمة النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومعاداة الناس فيه ... قاله النووي.
قلت: والمنقبة الكبرى: قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ, اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟! ".
3 ضعيف الإسناد جدا:
ففي سنده عبد الواحد بن زيد القاصر، أبو عبيدة البصري, ضعيف جدا، وترجمته في "تعجيل المنفعة"، و"الجرح والتعديل" "3/ 20"، و"الميزان".
لفتة: نلفت النظر هنا إلى طرف من استدلالات المرجئة من جهة, واستدلالات المعتزلة والخوارج من جهة أخرى. =(1/47)
.................................................................................................
__________
= استدلت المرجئة ومن ذهب مذهبهم بأدلة, نذكر طرفا منها:
1- حديث عبادة بن الصامت في "صحيح مسلم" "ج1 ص228" وفيه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يقول: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله, حرمه الله على النار".
2- حديث عثمان أيضا في "صحيح مسلم" "ج1 ص221" وفيه: "مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, دَخَلَ الجنة".
3- حديث محمود بن الربيع في قصة كعب بن مالك في "البخاري", باب: المساجد التي في البيوت "حديث 425" وفيه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "فإن الله حرم على النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إلا الله, يبتغي بذلك وجه الله".
4- حديث: "من صلى البردين, دخل الجنة"، متفق عليه من حديث أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عن أبيه، البخاري في كتاب الصلاة، باب: فضل صلاة الفجر، ومسلم في كتاب المساجد "حديث 635".
5- حديث أبي عبس في "صحيح البخاري" في كتاب الصلاة، باب "18" المشي إلى الجمعة "فتح" "2/ 390"، وفيه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يقول: "من اغبرّت قدماه في سبيل الله, حرمه الله على النار".
6- "لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا" أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة "ص1505".
وغير ذلك من الأحاديث التي على هذا النمط, فأخذها أقوام على ظاهرها وتجاهلوا نصوص الشريعة الأخرى فضلوا وأضلوا؛ وذلك لأننا أمرنا بالعمل بالشريعة كلها لقول الله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} .
فلا بد لنا من وقفة مع باقي نصوص الشريعة.
قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} ، إلى أن قال سبحانه: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا} [النساء: 142-145] .
وكلنا يعلم أن المنافقين كانوا يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله, بل وكانوا يصلون -وإن كانوا يقومون إلى الصلاة وهم كسالى- كما قال تعالى: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى} .
وفي حديث أبي هريرة في "صحيح مسلم" "ص1997" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "أتدرون من المفلس؟ " قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: "إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم =(1/48)
............................................................................................
__________
= هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه, أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه, ثم طُرح في النار".
وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال] .
وقال سبحانه: {وَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون] .
فهذه نصوص تحتاج إلى وقفة للجمع بينها وبين ما تقدم، وكذلك غيرها من الآيات والأحاديث.
أما الخوارج والمعتزلة: فذكروا أحاديث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- واحتجوا بها، وادعوا أن مرتكب الكبيرة إذا مات قبل التوبة منها يخلد في النار، ونذكر -إن شاء الله- طرفا من أدلتهم:
1- حديث أبي بكرة في "صحيح مسلم" مرفوعا: "من ادعى إلى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ, فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ" "ص80"، وأخرجه البخاري من حديث سعد مرفوعا في الفرائض "فتح" "ج12 ص54".
2- "من قتل نفسا معاهدة بغير حقها, حرم الله عليه الجنة" أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا في كتاب الديات من "صحيحه" "فتح" "ج12 ص259".
3- ما أخرجه مسلم في "صحيحه" "ص93" من حديث ابن مسعود, كتاب الإيمان، باب: تحريم الكبر، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كبرياء".
4- حديث حذيفة المتفق عليه في [البخاري "فتح" "ج10 ص472" كتاب الأدب، ومسلم "ص101"] مرفوعا وفيه: "لا يدخل الجنة قَتَّات"، وأحمد "5/ 382، 389، 392".
5- حديث: "لا يدخل الجنة قاطع" متفق عليه، من حديث جبير بن مطعم البخاري "5984"، ومسلم وقال في آخره: "قال ابن أبي عمر: قال سفيان: يعني: قاطع رحم". "حديث 2556".
6- حديث: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه" أخرجه مسلم "ص68" من حديث أبي هريرة، وغير ذلك من الأحاديث التي على شاكلتها.
فهذه تحتاج إلى وقفة للجمع بينها وبين ما تقدم وبين قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} .
وحديث أنس في "صحيح البخاري" "حديث 7410"، وفيه: فَقَالَ النَّبِيُّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "يخرج مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إله إلا الله, وكان فِي قِلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يزن شعيرة، ثم يخرج مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إله =(1/49)
.................................................................................................
__________
= إلا الله, وكان فِي قِلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يزن برة، ثم يخرج مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إله إلا الله, وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة" "فتح" "ج13/ 392".
وقبل أن نشرع في الجمع بين هذه الأدلة, نقرر قواعد بأدلتها:
القاعدة الأولى: وهي أن الجنة درجات والنار كذلك دركات، وتقريرا لهذه القاعدة نسوق لها ما ييسره الله -تبارك وتعالى- من أدلة، وإن أخطأنا فمن أنفسنا ومن الشيطان, وإن أصبنا فمن الله عز وجل:
1- قال الله تعالى: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى، جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} [طه: 75، 76] .
2- في حديث أبي هريرة في "صحيح البخاري" حديث "2790" قَالَ النَّبِيُّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان, كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها". فقالوا: يا رسول الله، أفلا نبشر الناس؟ قال: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة -أراه قال- وفوقه عرش الرحمن, ومنه تفجر أنهار الجنة".
3- قال الله سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ، أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة] .
وقال عز وجل في آخر السورة: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ، وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} [الواقعة] .
وأما الأدلة على أن النار دركات:
1- قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء] .
2- وقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر] .
3- وقوله تعالى, حكاية عن أصحاب المائدة: {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة] .
4- أخرج مسلم في "صحيحه" "ص195" من حديث العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هل نفعت أبا طالب بشيء؛ فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: "نعم، هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار".
وغير ذلك من الأحاديث والآيات.
القاعدة الثانية: وهي أن هناك من يدخل الجنة قبل غيره, الأدلة على ذلك: =(1/50)
.................................................................................................
__________
= 1- قال تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ... } إلى أن قال سبحانه: {أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الأعراف] .
2- {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطور] .
3- قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "أول زمرة تدخل الجنة عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، والذي على إثرهم كأشد كوكب إضاءة ... " أخرجه البخاري, وغيره من حديث أبي هريرة.
4- حديث أبي هريرة في "صحيح البخاري" في كتاب التوحيد, حديث "7437" باب: قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، وهو حديث طويل جاء فيه: " ... ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار, وهو آخر أهل النار دخولا لها ... " "فتح" "13/ 420".
5- حديث أبي هريرة في "مسند أحمد" وغيره "2/ 343، 296، 451". وانظر أيضا الترمذي في "الزهد" "27"، "2/ 513، 519، 5/ 366"، وابن ماجه في الزهد "6"، وفيه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أغنيائهم بنصف يوم, وهو خمسمائة عام" وإسناده حسن.
مما تقدم, يتبين لنا أن قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ من فعل كذا وكذا ... "، وقوله, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يدخل النار من فعل كذا ... "، إذا كان المقول فيه من أهل التوحيد، قد يحمل على أحد الوجهين:
أولهما: أنه لا يدخل مع الداخلين الأولين، بل يتخلف حتى يأخذ حظه من العذاب -إلا إذا عفا الله عنه- ثم يدخل الجنة.
ثانيهما: أنه قد لا يدخل نوعا من الجنان التي أعدت لمن ترك هذا الفعل، وقد جاء ما يشهد لذلك في حديث: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا حرمها في الآخرة".
وكذلك الحال بالنسبة لجهنم -أعاذنا الله منها بفضله ورحمته- فقوله صلى الله عليه وسلم: "حرم على النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إلا الله" قد يحمل على نار مخصوصة, وهي نار المشركين.
هذا؛ والعلم عند الله -سبحانه وتعالى- ونسأل الله العفو والمغفرة، وقد ذهب بعض أهل العلم عند إمضاء مثل هذه الأحاديث على ظاهرها، حتى تكون أبلغ في الذكر, والله أعلم.(1/51)
4- حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: ثَنَا رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانُ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ".
__________
4 رجاله موثقون:
إلا أن الإسناد يعتريه ما يلي:
أولا: سعيد بن أبي عروبة، وإن كان ثقة حافظا, إلا أنه كان قد اختلط، ثم هو مدلس، وقد عنعن.
ثانيا: المغيرة بن سبيع، وإن كان قد وثقه العجلي وابن حبان, إلا أن العجلي وابن حبان من المعروفين بالتساهل في توثيق المجاهيل.
ويمكن أن يجاب على ما سبق بالآتي ذكره:
أولا: اختلاط سعيد بن أبي عروبة لا يضر ههنا؛ لأن الراوي عنه روح بن عباة، وروح قد روى عنه قبل الاختلاط، ففي "تهذيب التهذيب": "قال الآجري: سماع روح منه قبل الهزيمة".
أما بالنسبة لتدليس سعيد وعنعنته هنا، فقد ذكر بعض أهل العلم متابعة لسعيد، فقالوا: تابعه عبد الله بن شوذب، وممن ذكر هذا المتابع: الترمذي -رحمه الله- والحاكم في "المستدرك".
فقال الحاكم -رحمه الله- بعد إخراجه الحديث: وقد رواه عبد الله بن شوذب، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حريث قال: مرض أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ثم كشف عنه, فصلى بالناس فَحَمِدَ اللَّهَ وَأثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قال: أنا لكم ناصح، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يقول: "يخرج الدجال من قبل المشرق, من أرض يقال لها: خراسان, معه قوم وجوههم كالمجان".
قلت: إلا أن هذا الجواب عليه بعض التعقب، وسيأتي قريبا.
ثانيا: بالنسبة للمغيرة بن سبيع، فإنه من طبقة التابعين، وكثيرا من العلماء يتجوزون بعض الشيء في توثيق التابعين، ويقبل توثيق العجلي وابن حبان للتابعين؛ وذلك لأن الكذب لم يكن قد تفشى في رواة التابعين تفشيه فيمن بعدهم، ثم هم خير قرن بعد الصحابة رضوان الله عليهم، وهذا إذا لم يكن هذا التابعي قد أتى بشيء مستنكر، وأيضا ما لم يتكلم فيه بجرح, ومن ثم فقد قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في المغيرة: "ثقة", إلا أن من سار على القواعد التقليدية في الحكم على الرواة سيحكم على المغيرة بالجهالة؛ لكونه لم يوثق من معتبر؛ فالعجلي وابن حبان من المتساهلين. =(1/52)
.................................................................................................
__________
= أما أبو التياح فهو يزيد بن حميد الضبعي، وهو ثقة ثبت، والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" "4/ 4، 7"، والترمذي "مع التحفة 6/ 495"، وقال: وقد رواه عبد الله بن شوذب عن أبي التياح، ولا يعرف إلا من حديث أبي التياح.
وأخرجه أيضا ابن ماجه "حديث 4072"، والخطيب "10/ 84"، والحاكم في "المستدرك" "4/ 527"،وقال: هذا حديث صحيح الإسناد, ولم يخرجاه.
وقال الذهبي: صحيح رواه ابن أبي عروبة, وابن شوذب عن أبي التياح.
قلت "مصطفى": ولكن ما زالت هناك علة أيضا، فقد قال الدارقطني -رحمه الله- "العلل 1/ 276": ويقال: إن سعيد بن أبي عروبة إنما سمعه من عبد الله بن شوذب عن أبي التياح، ودلسه عنه، وأسقط ذكره من الإسناد.
وقال البزار عقب إخراجه "حديث 46": وسعيد بن أبي عروبة فلم يسمعه من أبي التياح, ويرون إنما سمعه من ابن شوذب أو بلغه عنه فحدث به عن أبي التياح، وكان ابن أبي عروبة قد حدث عن جماعة يرسل عنهم لم يسمع منهم، ولم يقل: حدثنا، ولا سمعت من واحد منهم، مثل: منصور بن المعتمر، وعاصم بن بهدلة، وغيرهما ممن روى عنهم ولم يسمع منهم، فإذا قال: "أنا، وسمعت" كان مأمونا على ما قال.
أما بالنسبة لمتن الحديث وبعض ما يتعلق به, فقد وردت جملة أحاديث رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- في ذكر صفة الدجال، ومن أين يخرج ومن يتبعه، وماذا معه، وفي أي زمان يخرج، ومن يقتله ... أشار إليها الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" "13 ص91".
أما بالنسبة لخروج الدجال, فقد أخرج مسلم "ص1005" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يأتي المسيح من قبل المشرق همته المدينة ... ".
وأخرج مسلم أيضا "ص226" من حديث أَنَسِ بْنِ مَالْكٍ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا, عليهم الطيالسة".
قال الحافظ في "الفتح" "13/ 91": وأما من أين خرج, فمن قبل المشرق جزما ... قوله: "خراسان" , في "معجم البلدان" "2/ 350": خراسان: بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق أزادوار قصبة جوين وبيهق، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة وسجستان وكرمان، وليس ذلك منها إنما هو أطراف حدودها، وتشتمل على أمهات من البلاد, منها: نيسابور وهراة ومرو ... إلخ ما ذكره.
قوله: "المجان المطرقة": قال المباركفوري في "شرح التحفة": "المجان -بفتح الميم وتشديد النون- جمع مجن -بكسر الميم- وهو الترس".
المطرقة -بضم الميم وسكون الطاء- وقال السيوطي: روي بتشديد الراء وتخفيفها, فهي مفعولة من =(1/53)
5- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي. فَقَالَ: "قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ, وَارْحَمْنِي, إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرحيم".
__________
= إطراقة أو طرقه، أي: جعل الطرق على وجه الترس, والطراق -بكسر الطاء- الجلد الذي يقطع على مقدار الترس فيلصق على ظهره، والمعنى أن وجوههم عريضة ووجناتهم مرتفعة كالمجنة، وهذا الوصف إنما يوجد في طائفة الترك والأزبك بما وراء النهر.
قلت: ولمزيد، انظر كتابي "الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة".
وذكر بلدة خروج الدجال, وأنها خراسان ما زال يحتاج إلى مزيد من التحرير، أما خروج الدجال من قبل المشرق فذلك ثابت من عدة طرق عن النبي.
5 صحيح:
الحسن بن موسى الأشيب, أبو علي البغدادي, قاضي الموصل، ثقة، من التاسعة، من رجال الجماعة.
الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث المصري، ثقة، ثبت، فقيه، إمام, مشهور، من السابعة، من رجال الجماعة.
يزيد بن أبي حبيب, ثقة، فقيه, مصري، وكان يرسل، من الخامسة، من رجال الجماعة.
أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني، ثقة، فقيه، من الثالثة، من رجال الجماعة.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص السهمي بن وائل بن هاشم بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سهم السهمي، أبو محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن، أحد السابقين المكثرين من الصحابة، وأحد العبادلة الفقهاء، مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح، بالطائف على الراجح.
وأخرجه البخاري "حديث 834، 6326، 8387، 8388"، ومسلم "4/ 2078"، وأحمد "1/ 3, 4"، والترمذي "مع التحفة 9/ 509"، والنسائي "3/ 45"، وابن ماجه "3835".
وقوله: "اللهم إني ظلمت نفسي":
قال الحافظ في "الفتح": فيه أن الإنسان لا يعرى عن تقصير, ولو كان صديقا.
قلت "مصطفى": بل, وقد قال الله -تبارك وتعالى- في شأن آدم وزوجته: {قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف] . =(1/54)
6- حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثَنَا الْكَلْبِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: احْتَجْنَا فَأَخَذْتُ خَلْخَالَيِ الْمَرْأَةِ، فَخَرَجْتُ بِهِمَا فِي السَّنَةِ الَّتِي استُخلف فِيهَا أَبُو بَكْرٍ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: ما هذا؟ فقلت: خلخالا المرأة؛ احتاج [أهلي] 1 إِلَى نَفَقَةٍ، قَالَ: فَإِنَّ مَعِيَ وَرِقا أُرِيدُ بِهَا فِضَّةً. قَالَ: فَدَعَا بِالْمِيزَانِ، فَوَضَعَ الْخَلْخَالَيْنِ فِي كِفَّةٍ وَوَضَعَ الْوَرِقَ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى، فَشَفَّ الْخَلْخَالَانِ نَحْوًا مِنْ دانق [فقرضه] 2 فَقُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، هو لك
__________
= وقال سبحانه حاكيا عن نوح, عليه السلام: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [هود] .
وقال سبحانه حاكيا عن موسى, عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص] .
وقال سبحانه لنبينا, صلى الله عليه وسلم: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [غافر] .
تنبيه: ساق البخاري هذا الحديث تحت باب: الدعاء قبل السلام، وصنيعه هذا يوحي أن هذا قبل التسليم وبعد الانتهاء من التشهد. وتعقب ابن دقيق العبد هذا الصنيع فقال كما نقل ذلك عنه الحافظ في "الفتح" والمباركفوري في "شرح الترمذي": هذا يقتضي الأمر بهذا الدعاء في الصلاة من غير تعيين محله، ولعل الأولى أن يكون في أحد موطنين: السجود أو التشهد؛ لأنهما أمر فيهما بالدعاء، ونقل الحافظ في "الفتح" كلام النووي: وهو كاستدلال البخاري صحيح؛ لأن قوله: "في صلاتي" يعم جميعها, ومن مظانه هذا الموطن.
ثم تعقب الحافظ كلام ابن دقيق العيد, والنووي بتعقبات لا وجه لها.
قوله: "كثيرا": قال الحافظ في "الفتح" "ج13 ص375":
تنبيه: المشهور في الروايات: "ظلما كثيرا" بالمثلثة, ووقع هنا للقابسي بالموحدة.
وقوله: "وَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أنت" في بعض الروايات: "ولا يغفر الذنوب إلا أنت".
6 إسناده ضعيف جدا: =
__________
1 من "س" وفي المطبوع: الحي, وقد ضرب عليهما في النسخة "س"، وفي "مسند أبي يعلى" "1/ 55" برقم "55", و"مجمع الزوائد" "4/ 115": أهلنا.
2 من "س": ففرطه, وفي نسخة السامرائي: فقرطه. وفي "الإتحاف" للبوصيري "3/ 313, 314" برقم "2808/ 1" و"المطالب العالية" "2/ 86, 87" برقم "1384" كما أثبتناه.(1/55)
حَلَالٌ. فَقَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّكَ إِنْ أَحْلَلْتَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لَا يُحِلُّهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنٌ بِوَزْنٍ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنٌ بِوَزْنٍ، الزَّائِدُ وَالْمَزِيدُ فِي النَّارِ".
7- حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَا أُقْرِئُكَ آيَةً أُنْزِلَتْ عَلَيَّ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: فَأَقْرَأَنِيهَا، قَالَ: فَلَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنِّي وَجَدْتُ انْفِصَامًا فِي ظَهْرِي حَتَّى تَمَطَّأْتُ لَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا شَأْنُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَأَيُّنَا لَمْ يَعْمَلْ سُوءًا، وَإِنَّا لَمَجْزِيُّونَ بِمَا عَمِلْنَا؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ, وَأَصْحَابُكَ الْمُؤْمِنُونَ فَتُجْزَونَ بِذَلِكَ فِي الدُّنْيَا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَلَيْسَتْ لَكُمْ ذُنُوبٌ، وَأَمَّا الْآخَرُونَ فَيُجْمَعُ ذَلِكَ لَهُمْ حَتَّى يُجزَوا به يوم القيامة".
__________
= ففيه الكلبي، وهو محمد بن السائب بن بشر الكلبي، أبو النضر الكوفي, النسابة المفسر، متهم بالكذب، ورمي بالرفض أيضا.
وفي الإسناد كذلك: سلمة بن السائب، وهو مجهول.
أما قوله, عليه الصلاة والسلام: "الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنٌ بِوَزْنٍ، وَالْفِضَّةُ بالفضة وزن بوزن" فهذا صحيح من طرق أخر:
فقد أخرج البخاري "حديث 2176" من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "الذَّهَبُ بالذهب مثلا بمثل، والورق بالورق مثلا بمثل".
وأخرج البخاري معناه أيضا من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- مرفوعا "حديث 2175"، وانظر "علل" الدارقطني "1/ 241".
7 إسناده ضعيف:
فيه موسى بن عبيدة الربذي, وهو ضعيف.(1/56)
2- مُسْنَدُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
8- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ, أن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- بَيْنَا هُوَ قَائِمٌ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ؛ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَادَاهُ عُمَرُ: أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ قَالَ: إِنِّي شُغلت الْيَوْمَ فَلَمْ أَنْقَلِبْ إِلَى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ النِّدَاءَ، فَلَمْ أَزِدْ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ. فَقَالَ عُمَرُ: وَالْوُضُوءُ أَيْضًا, وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يأمر بالغسل؟!
__________
= وفيه مولى ابن سباع: قال فيه الترمذي: مجهول.
والحديث أخرجه الترمذي في التفسير "تفسير سورة النساء" "تحفة" "8/ 402"، وقال: هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال, و"موسى بن عبيدة" يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وأحمد بن حنبل، ومولى بن سباع مجهول، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر، وليس له إسناد صحيح أيضا, وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "2/ 226" إلى ابن المنذر أيضا.
قال المباركفوري في "شرح التحفة":
قوله: "إلا أني وجدت في ظهري اقتصاما" -بالقاف- من باب الافتعال، أي: انكسارا, وفي بعض النسخ: "انقساما" -من باب الانفعال- قال في "القاموس": قصمه يقصمه: كسره وأبانه، أو كسره وإن لم يبن، فانقصم وتقصم. قال في "الناهية": ويروى انفصاما -بالفاء- أي: انصداعا.
"وأما الآخرون" أي: الكافرون, "فيجمع ذلك" أي: أعمالهم السيئة.
قلت: ومعنى هذا الحديث صحيح، فقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة "ص1993" قال: "لما نزلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "قاربوا وسددوا؛ ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها".
ومن أراد الوقوف على مزيد من الأسانيد للأحاديث التي جاءت في هذا المعنى, فليراجع تفسير الآية من "تفسير ابن كثير" "1/ 558".
وانظر أيضا: "علل الدارقطني" "1/ 224".
8 صحيح: =(1/57)
.................................................................................................
__________
والحديث أخرجه البخاري من طريق مالك عن الزهري به، كتاب الجمعة، باب: "فضل الغسل يوم الجمعة" "حديث 878".
ومسلم "ص580", وأحمد "1/ 29"، ومالك في "الموطأ" "1/ 310".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "الصلاة الكبرى 722: 3".
وأخرج البخاري نحو هذا الحديث من حديث أبي هريرة: أن عمر بينما هو يخطب, فذكره نحوه "فتح" "حديث 882"، ومسلم أيضا "ص580"، وأحمد "1/ 15، 46".
قوله: "رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ, صَلَّى الله عليه وسلم" قال الحافظ في "الفتح": وقد سمى ابن وهب وابن القاسم في روايتهما عن مالك في "الموطأ" الرجل المذكور عثمان بن عفان، وكذا سماه معمر في روايته عن الزهري عند الشافعي وغيره، وكذا وقع في رواية ابن وهب عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ ابن عبد البر: لا أعلم خلافا في ذلك، وقد سماه أيضا أبو هريرة في روايته لهذه القصة عند مسلم, كما سيأتي بعد بابين.
قوله: "أية ساعة هذه؟ " هذا استفهام توبيخ وإنكار.
قوله: "وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يأمر بالغسل" اختلف العلماء: هل غسل الجمعة واجب أم ليس بواجب؟ فقال فريق من العلماء, وهو الرأي الأقوى: إنه واجب, واستدلوا بأحاديث منها:
1- حديث عبد الله بن عمر -المتفق عليه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا جَاءَ أحدكم الجمعة, فليغتسل" "فتح" "ج2 ص356".
2- حديث الباب " ... كان يأمر بالغسل".
3- حديث أبي سعيد الخدري -المتفق عليه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم" لفظ البخاري.
وهذه كما ترى أسانيد في غاية الصحة.
واستدل القائلون بعدم الوجوب بأحاديث, منها:
1- حديث: "مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل" فإنه يقتضي اشتراك الوضوء والغسل في أصل الفضل، فيستلزم إجزاء الوضوء. وقال: ولا يعارض سنده سند هذه الأحاديث. وقال أيضا "فتح" "2/ 362": ولهذا الحديث طرق، أشهرها وأقواها رواية الحسن عن سمرة، أخرجها أصحاب السنن الثلاثة وابن خزيمة وابن حبان، وبه علتان:
- إحداهما: أنه من عنعنة الحسن.
- الأخرى: أنه اختلف عليه فيه.
2- حديث أبي هريرة في "صحيح مسلم" مرفوعا: "ص588": "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ =(1/58)
.................................................................................................
__________
= أتى الجمعة فاستمع وأنصت؛ غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصا فقد لغا".
قال الحافظ في "الفتح": وأجيب بأنه ليس فيه نفي الغسل، وقد ورد من وجه آخر في "الصحيحين" بلفظ: "من اغتسل"، فيحتمل أن يكون ذكر الوضوء لمن تقدم غسله عن الذهاب, فاحتاج إلى إعادة الوضوء.
3- حديث ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّهُ سُئل عَنِ غسل يوم الجمعة؛ أواجب هو؟ فقال: لا، ولكنه أطهر لمن اغتسل، ومن لم يغتسل فليس بواجب عليه، وسأخبركم عن بدء الغسل: كان الناس مجهودين يلبسون الصوف ويعملون، وكان مسجدهم ضيقا، فلما آذى بعضهم بعضا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِذَا كَانَ هَذَا اليوم فاغتسلوا" قال ابن عباس: ثم جاء الله بالخير ولبسوا غير الصوف، وكفوا العمل، ووسع المسجد".
أخرجه أبو داود والطحاوي، وإسناده حسن كما قال الحافظ، قال: لكن الثابت عن ابن عباس خلافه كما سيأتي، وعلى تقدير الصحة فالمرفوع منه ورد بصيغة الأمر الدالة على الوجوب، وأما نفي الوجوب فهو موقوف؛ لأنه من استنباط ابن عباس، وفيه نظر؛ إذ لا يلزم من زوال السبب زوال المسبب كما في الرمل والحمار على تقدير تسليمه، فلمن قصر الوجوب على من به رائحة كريهة أن يتمسك به.
تنبيه: ليس معنى القول "بأن غسل يوم الجمعة واجب" أن من تركه بطلت صلاته، فهناك من الواجبات ما هو مستقل وليس له ارتباط بغيره.
قال الحافظ في "الفتح" "2/ 361": "وقد قال الشافعي في "الرسالة" بعد أن أورد حديثي ابن عمر وأبي سعيد: احتمل قوله: "واجب" معنيين, الظاهر منهما: أنه واجب، فلا تجزئ الطهارة لصلاة الجمعة إلا بالغسل، واحتمل أنه واجب في الاختيار وكرم الأخلاق والنظافة، ثم استدل للاحتمال الثاني بقصة عثمان مع عمر التي تقدمت, قال: فلما لم يترك عثمان الصلاة للغسل ولم يأمره عمر بالخروج للغسل, دل ذلك على أنهما قد علما أن الأمر بالغسل للاختيار. ا. هـ.
وعلى هذا الجواب عوّل أكثر المصنفين في هذه المسألة، كابن خزيمة والطبري والطحاوي وابن حبان وابن عبد البر، وهلم جرا، وزاد بعضهم فيه: أن من حضر من الصحابة وافقوهما على ذلك، فكان إجماعا منهم على أن الغسل ليس شرطا في صحة الصلاة وهو استدلال قوي، وقد نقل الخطابي وغيره الإجماع على أن صلاة الجمعة بدون الغسل مجزئة.(1/59)
9- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: سَمِعَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحْلِفُ بِأَبِي، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ" قَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ، مَا حَلَفْتُ بِهَا ذاكرا ولا آثرا.
__________
9 صحيح:
والحديث أخرجه: البخاري في الأيمان والنذور, باب "4" لا تحلفوا بآبائكم, حديث "6647"، ومسلم "ص1266"، وأحمد "1/ 18"، والترمذي في الأيمان والنذور، باب "7" كراهية الحلف بغير الله "تحفة" "5/ 132", والنسائي في الأيمان والنذور, باب الحلف بالآباء "7/ 5"، وأبو داود في الأيمان والنذور، باب كراهية الحلف بالآباء "حديث رقم 3251"، وابن ماجه كتاب الكفارات، باب النهي أن يحلف بغير الله "حديث رقم 2094".
قوله: "ذاكرا" أي: عامدا.
قوله: "ولا آثرا" أي: حاكيا عن الغير، أي: ما حلفت بها ولا حكيت ذلك عن غيري، ويدل عليه ما وقع في رواية عقيل عن ابن شهاب عند مسلم: "ما حلفت بها منذ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- ينهى عنها ولا تكلمت بها"، قاله الحافظ في "الفتح" "11/ 532"، ونقل الترمذي معناه عن أبي عبيد بعد أن قال: "حديث حسن صحيح" قال: قال أبو عبيد: معنى قوله: "ولا آثرا" يقول: لا آثره عن غيري، يقول: لم أذكره عن غيري.
تنبيه: ورد في بعض الأحاديث في "الصحيح" وغيره قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "أفلح وأبيه إن صدق"، زعم البعض أن لفظ "وأبيه" تصحيف من لفظ: "والله"، ولكن باعتبار أنها صحيحة -وهو الراجح- فيجاب على ذلك بأجوبة ذكرها الحافظ في "الفتح" "11/ 534":
الأول: أن هذا اللفظ كان يجري على ألسنتهم من غير أن يقصدوا به القسم والنهي، إنما ورد في حق من قصد حقيقة الحلف، وإلى هذا جنح البيهقي، وقال النووي: إنه الجواب المرضي.
الثاني: أنه كان يقع في كلامهم على وجهين: أحدهما: للتعظيم، والآخر: للتأكيد. والنهي إنما وقع عن الأول، فمن أمثلة ما وقع في كلامهم للتأكيد, لا للتعظيم قول الشاعر:
"لعمر أبي الواشين إني أحبها"وقول الآخر:
فإن تك ليلى استودعتني أمانة ... فلا وأبي أعدائها لا أذيعها
فلا يظن أن قائل ذلك قصد تعظيم والد أعدائها، كما لم يقصد الآخر تعظيم والد من وشى به، فدل ذلك على أن القصد بذلك تأكيد الكلام, لا التعظيم.
الثالث: أن هذا كان جائزا ثم نسخ، قاله الماوردي وحكاه البيهقي، وقال السبكي: أكثر =(1/60)
10- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثَنَا حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هُبَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيَشَانِيَّ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلون عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ, تَغْدُو خِمَاصًا وتروح بطانا".
__________
= الشراح عليه.
الرابع: أن في الجواب حذفا, تقديره: أفلح ورب أبيه. قال البيهقي.
ذكرنا هذه الأقوال من "فتح الباري" بعضها مختصرا وبعضها مطولا، وهناك أقوال أخرى في المسألة لم تذكر.
10 صحيح:
والحديث أخرجه: أحمد "1/ 30"، والترمذي "تحفة" "7/ 8" كتاب الزهد، باب: في التوكل على الله، وقال: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأبو تميم الجيشاني اسمه: عبد الله بن مالك.
والحاكم "4/ 318"، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. وسكت عنه الذهبي.
وأخرجه أحمد بمتابعة لبكر بن عمرو من ابن لهيعة، فقال أحمد "1/ 52": ثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، ثنا عبد الله بن هبيرة، قال: سمعت أبا تميم الجيشاني يقول: سمعت عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يقول: ... فذكر نحوه.
وابن لهيعة مختلط, إلا أنه هنا متابع.
وأخرجه ابن ماجه من طريق عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة به، وقد قبل كثير من أهل العلم رواية ابن وهب عن ابن لهيعة، إذ إنهم حملوها على ما قبل الاختلاط.
"تغدو": أي: تذهب في أول النهار.
"خماصا" جمع خميص, أي: جياعا.
"تروح": ترجع آخر النهار، وقال الحافظ في "الفتح" "1/ 95": السير بعد الزوال.
"بطانا": أي: شباعا، أي: ممتلئة البطن.(1/61)
11- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ مَيْمُونٍ الْكُرْدِيِّ, عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ، يتكلم بالحكمة، ويعمل بالجور".
__________
11 رجح الدارقطني وقفه على عمر, رضي الله عنه.
أما بالنسبة لإسناد هذا الحديث:
ففي إسناده: محمد بن الفضل، وكان قد تغير حفظه، وبمراجعة ترجمته في "التهذيب" و"الكواكب النيرات" وجد أن من هم في طبقة عبد بن حميد رووا عن محمد بن الفضل قبل الاختلاط, ولم نجد تصريحا لعبد بن حميد هل سمع من ابن الفضل قبل الاختلاط أم بعده؟
وإن كان مسلم روى في "صحيحه" "3/ 1176" حديثا من طريق عبد بن حميد عن محمد بن الفضل في كتاب البيوع, باب كراء الأرض، فبهذا يقوى كون عبد بن حميد روى عن ابن الفضل قبل التغير، ولكنه أيضا ليس قاطعا.
ولكن أحمد أخرج الحديث في "مسنده" "1/ 22" من طريق أبي سعيد عن ديلم بن غزوان به, بدون الزيادة الأخيرة, وأخرجه أحمد أيضا "1/ 44" من طريق يزيد عن ديلم به, بدون الزيادة أيضا.
والزيادة التي عنيتها هي: "يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور" فإذا وقف الأمر عند هذا الحد فيصحح الحديث.
ولكن هناك شيء آخر وهو اختلاف آراء العلماء في ميمون الكردي، فبعضهم قال: مقبول، وعلى هذا يكون حديثه صالحا في الشواهد.
وبعضهم قال ما يفيد أنه ثقة, فيصحح حديثه.
وهناك شيء آخر ذكره الدارقطني -رحمه الله- ألا وهو: الاختلاف في رفع الحديث ووقفه، ففي "علل الدارقطني" "2/ 246": وسئل -أي: الدارقطني رحمه الله- عن حديث أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ عُمَرَ قوله: "أخوف ما أَخَافُ عَلَيْكُمْ كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ اللسان" فقال: رواه المعلى بن زياد، عن أبي عثمان، عن عمر موقوفا غير مرفوع.
وكذلك رواه حماد بن زيد، عَنْ مَيْمُونٍ الْكُرْدِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان، عن عمر قوله. وخالفه ديلم بن غزوان -ويكنى أبا غالب- عَنْ مَيْمُونٍ الْكُرْدِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان، عن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم. وتابعه الحسن بن أبي جعفر الجفري، عن ميمون الكردي، فرفعه أيضا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
والموقوف أشبه بالصواب ... والله أعلم.(1/62)
12- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: ثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً.
13- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ائْتَدِمُوا بِالزَّيْتِ وَادَّهِنُوا بِهِ؛ فَإِنَّهُ يخرج من شجرة مباركة".
__________
12 إسناد ضعيف ومعلول، والحديث ثابت من غير هذه الطريق:
أما ضعفه؛ ففيه ابن لهيعة ضُعّف لاختلاطه، والضحاك بن شرحبيل صدوق يهم أيضا، وقد نقل الذهبي تضعيف الإمام أحمد له، ثم إنه قد خُولف في روايته لهذا الإسناد، فسائر الحفاظ رووا الحديث عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عباس، هكذا قال أكثر أهل العلم. فالحديث قد ذكره الترمذي "تحفة" "1/ 156" في كتاب الطهارة، باب ما جاء في الوضوء مرة مرة, فقال: وروى رشدين بن سعد وغيره هذا الحديث عن الضَّحَّاكُ بْنُ شُرَحْبِيلَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عمر بن الخطاب "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- توضأ مرة مرة".
وقال: وليس هذا بشيء، والصحيح ما روى ابن عجلان وهشام بن سعد وسفيان الثوري وعبد العزيز بن محمد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنِ ابْنِ عباس.
وقد أخرجه البخاري من هذه الطريق الأخيرة في صحيحه "1/ 240-258".
وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" "ص36"، وقال: قال أبي: هذا خطأ، إنما زيد, عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
والحديث أورده الدارقطني في "العلل" فقال: هو حديث يرويه ابن لهيعة ورشدين بن سعد, عن الضَّحَّاكُ بْنُ شُرَحْبِيلَ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عمر، وخالفه عبد الله بن سنان فرواه زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، وكلاهما وهم، والصواب: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عباس. كذا رواه الحفاظ عن زيد بن أسلم. "العلل 2/ 144, 145".
قلت: وقد ثبت أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- توضأ مرة مرة، وثبت أيضا أنه توضأ مرتين مرتين، كما في البخاري من حديث عبد الله بن زيد، وثبت أيضا أنه توضأ ثلاثا ثلاثا، كما عند البخاري من حديث عثمان, رضي الله عنه.
13 فالحديث أخرجه: الترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في أكل الزيت "تحفة" "5/ 583"، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق عن معمر، وكان عبد الرزاق =(1/63)
14- ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدِ، عنْ زيد بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ نَتَصَدَّقَ، وَوَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِي، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ, إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا, فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟ " قُلْتُ: مِثْلَهُ. وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: "يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟! " قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَقُلْتُ: لَا أُسَابِقُكَ إلى شيء أبدا.
__________
= يضطرب في رواية هذا الحديث، فربما ذكر فيه عن عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- وربما رواه على الشك فقال: أحسبه عن عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، وربما قال: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- مرسلا.
وأخرجه: ابن ماجه في كتاب الأطعمة، باب الزيت "حديث 3319"، والحاكم "1/ 122"، في كتاب الأطعمة، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وذكره الذهبي وقال عقبه: "خ م".
وقلنا: "خ م" ولم نقل: وافقه الذهبي؛ لأننا وجدنا البعض ينازع في هذا الاصطلاح.
والحديث ذكره ابن أبي حاتم في كتاب "العلل" "2/ 15, 16"، وذكر فيه ثلاثة وجوه جعلتنا نتوقف في الحديث؛ لخشيتنا أن يكون مضطربا:
الوجه الأول: قال: حدث مرة عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- هكذا، رواه دهرا.
قلت: وهذا مرسل.
الوجه الثاني: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ -أحسبه- عن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم.
قلت: وهذا فيه تردد.
الوجه الثالث: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ، عن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- بلا شك.
قلت: فهذه الأوجه الثلاثة جعلتنا نتوقف عن الاستدلال بالحديث.
قلت أيضا: في كتاب "التاريخ" ليحيى بن معين, كتاب الأطعمة "1/ 278" قال: سمعت يحيى يقول: حدث مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كلوا الزيت وادهنوا به" ليس هو بشيء، إنما هو عن زيد مرسلا.
وللحديث شواهد أخرى كلها ضعيف، وبعضها شديد الضعف جدا, ساقها الشيخ ناصر الدين الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" "حديث رقم 379".
أما كون شجرة الزيتون مباركة, فقد قال تعالى: {شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} [النور] .
14- حسن: =(1/64)
.................................................................................................
__________
= في سنده: هشام بن سعد: المدني أبو عبادة، أو أبو سعد، صدوق له أوهام، وحديثه لا ينتهض للاحتجاج به، ولكن روايته عن زيد جيدة، قال أبو داود: هو أثبت الناس في زيد بن أسلم. انظر "ميزان الاعتدال".
والحديث أخرجه: أبو داود في كتاب الزكاة، باب: الرجل يخرج من ماله "حديث رقم: 1678".
والترمذي "تحفة" "10/ 161"، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد "3/ 112"، والدارمي في الزكاة، باب: الرجل يتصدق بجميع ما عنده "1/ 391"، والحاكم في "مستدركه" "1/ 414"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي، وأخرجه أيضا أبو يعلى "5/ 289, 290".
كلهم من طريق هشام بن سعد.
والحديث أشار إليه البخاري في "صحيحه" في كتاب الزكاة، باب "18": لا صدقة إلا عن ظهر غنى "فتح" "13/ 294" فقال: " ... إلا أن يكون معروفا بالصبر فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة، كفعل أبي بكر -رضي الله عنه- حين تصدق بماله".
وقال الحافظ في "الفتح" قوله: "كفعل أبي بكر حين تصدق بماله"، هذا مشهور في السير، ثم ذكر الحديث وقال عقبه: الحديث تفرد به هِشَامُ بْنُ سَعْدِ عنْ زيد، وهشام صدوق فيه مقال من جهة حفظه. ا. هـ.
أما بالنسبة لفقه المسألة فيتوارد لنا هنا أمران:
الأمر الأول: جواز التصدق بالمال كله، وأدلة القائلين بهذا الرأي منها:
1- هذا الحديث الذي بين أيدينا.
2- وقول الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري, وغيره: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ... " "فتح "3/ 276".
3- قول الله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} .
4- حديث أبي هريرة في "صحيح البخاري" كتاب التفسير, تفسير قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} "فتح" "8/ 631"، وفيه: "أتى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أصابني الجهد. فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "ألا رجل يضيفه الليلة يرحمه الله؟ " فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: أنا يا رسول الله. فذهب إلى أهله فقال لامرأته: ضيف رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم؛ ألا تدخرين شيئا؟ فقالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية. قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم, وتعالي فأطفئي السراج, ونطوي بطوننا الليلة. ففعلت، ثم غدا الرجل عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- فقال: "لقد عجب الله -عز وجل- أو ضحك من فلان وفلانة" =(1/65)
..........................................................................................
__________
= فأنزل الله عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} .
الأمر الثاني: النهي عن التصدق بالمال كله, وأدلة القائلين بهذا الرأي منها:
1- حديث أبي هريرة مرفوعا في "صحيح البخاري" وغيره: "خير الصدقة ما كان عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تعول"، ومعناه كما قال الحافظ في "الفتح" "3/ 296": أفضل الصدقة ما وقع من غير محتاج إلى ما يتصدق به لنفسه, أو لمن تلزمه نفقته. قال الخطابي: لفظ الظهر يرد في مثل هذا إشباعا للكلام. والمعنى: أفضل الصدقة ما أخرجه الإنسان من ماله بعد أن يستبقي منه قدر الحاجة، ولذلك قال بعده: "وابدأ بمن تعول".
2- حديث كعب بن مالك في "صحيح البخاري" وغيره. "قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله. قال: "أمسك عليك بعض مالك, فهو خير لك". قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر".
3- حديث سعد بن أبي وقاص في البخاري "فتح" "5/ 363"، وفيه: "قلت: يا رسول الله؛ أوصي بمالي كله؟ قال: "لا". قلت: فالشطر؟ قال: "لا". قلت: الثلث؟ قال: "فالثلث والثلث كثير؛ إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ الناس في أيديهم، وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة، حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك، وعسى الله أن يرفعك فينتفع بك ناس ويضر بك آخرون" ولم يكن له يومئذ إلا ابنه".
4- قول الله عز وجل: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا} [الأنعام] .
5- قول الله تبارك وتعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [الإسراء] .
أما بالنسبة لفقه الأحاديث والجمع بينها:
قال الحافظ في "فتح الباري" "3/ 295": قال الطبري وغيره: قال الجمهور: من تصدق بماله كله في صحة بدنه وعقله حيث لا دين عليه, وكان صبورا على الإضافة ولا عيال له، أو له عيال يصبرون أيضا فهو جائز.
قال الطبري: والصواب عندنا: الأول من حيث الجواز. يقصد بالأول: قول الجمهور, والمختار من حديث الاستحباب أن يجعل ذلك من الثلث؛ جمعا بين قصة أبي بكر وحديث كعب بن مالك، والله أعلم.
قلت: وللبخاري فقه في المسألة يظهر من ترجمته؛ حيث قال "فتح" "1/ 294" باب: لا صدقة إلا عن ظهر غنى، ومن تصدق وهو محتاج أو أهله محتاج أو عليه دين فالدين أحق أن يقضى من الصدقة والعتق والهبة، وهو رد عليه، ليس له أن يتلف أموال الناس، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "من أخذ أموال الناس يريد إتلافها, أتلفه الله"، إلا أن يكون معروفا بالصبر فيؤثر على =(1/66)
15- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا يُونُسُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عبدٍ الْقَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا "نَزَلَ"1 عَلَيْهِ الْوَحْيُ يُسمع عِنْدَ وَجْهِهِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، فأُنزل عَلَيْهِ يَوْمًا فَسَكَتْنَا سَاعَةً، فسُرِّي عَنْهُ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ, وَقَالَ: "اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلَا تَنْقُصْنَا، وَأَكْرِمْنَا وَلَا تُهِنَّا، وَأَعْطِنَا وَلَا تَحْرِمْنَا، وَآثِرْنَا وَلَا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا، وَارْضِنَا وَارْضَ عَنَّا" ثُمَّ قَالَ: "قَدْ أُنْزِلَ عَلَيَّ عَشْرُ آيَاتٍ, مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ" ثُمَّ قَرَأَ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُون} [المؤمنون: 1-10] حَتَّى ختم عشر آيات.
__________
= نفسه ولو كان به خصاصة، كفعل أبي بكر حين تصدق بماله، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين, ونهى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن إضاعة المال، فليس له أن يضيع أموال الناس بعلة الصدقة. وقال كعب رضي الله عنه: "قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله؟ قال: "أمسك عليك بعض مالك, فهو خير لك". قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر"، والله أعلم.
15 إسناده ضعيف:
فيه: يونس بن سليمان في "مسند أحمد" "1/ 34" ثنا عبد الرزاق، أخبرني يونس بن سليم، قال: أملى عليّ يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب به، وكذا في "مستدرك الحاكم" "1/ 535"، والترمذي في تفسير سورة "المؤمنون".
و"يونس بن سليم" هذا: مجهول، من التاسعة، من رجال الترمذي والنسائي، ولا يعرف إلا بهذا الحديث.
وقيل في أبيه: سليمان. راجع: "التهذيب"، و"الميزان".
والحديث أخرجه: أحمد "1/ 34"، والترمذي في التفسير، تفسير سورة "المؤمنون" "تحفة" "1619"، من طريق عبد بن حميد وغيره، وفي إحدى روايات الترمذي: أخبرنا عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن الزهري، ورواية أخرى: أخبرنا عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد عن الزهري به. وقال: وهذا أصح من الحديث الأول، سمعت إسحاق بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق، عن =
__________
1 في "س": أنزل.(1/67)
16- ثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازُ، قال: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ -مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ- وَأَنَا بِالْعَقِيقِ، أَنْ صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ, وقُلْ: عُمْرَةٌ فِي حَجَّةٍ".
__________
= يونس بن سليم، عن يونس بن يزيد، عن الزهري هذا الحديث. ومن سمع من عبد الرزاق قديما, فإنهم يذكرون فيه عن يونس بن يزيد، وبعضهم لا يذكر فيه: عن يونس بن يزيد، ومن ذكر فيه: "عن يونس بن يزيد" فهو أصح، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث يونس بن يزيد, وربما لم يذكره.
والحديث أيضا أخرجه "1/ 535" وقال في آخره: قال عبد الرزاق: "ويونس بن سليم" هذا كان عمه واليا على أيلة، قال: أرسلني عمي إلى يونس بن يزيد حتى أملى علي أحاديث. ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح.
قلت: كيف يكون على شرط الشيخين و"يونس" ليس من رجالهما؟!!
وكيف يكون صحيحا, والذهبي نفسه ترجم في "ميزانه" ليونس بن سليم، ويونس لا نعرفه، والله أعلم.
قلت: وذُكر نحو من هذا في "التهذيب".
والحديث عزاه السيوطي في "الدر المنثور" "5/ 2" تفسير سورة "المؤمنون" بالإضافة إلى من ذكرنا, إلى عبد الرزاق وابن المنذر والعقيلي والبيهقي في "الدلائل" والضياء في "المختارة".
وقال أبو حاتم في "العلل" "2/ 81": روى عبد الرزاق هذا الحديث مرة أخرى، فقال: عن يونس بن سليم، عن يونس بن يزيد. "ويونس بن سليم": لا أعرفه، ولا يعرف هذا الحديث من حديث الزهري.
16 صحيح:
والحديث أخرجه: البخاري في كتاب الحج, باب "16" قول النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "العقيق وادٍ مبارك" "فتح" "3/ 392" من طريق الأوزاعي، حدثنا يحيى به, وفي الحرث والمزارعة "فتح" "5/ 20".
ومن طريق علي بن المبارك, عن يحيى به في كتاب: "الاعتصام بالكتاب والسنة" "13/ 305"، وفيها: "عمرة وحجة" بدلا من: "عمرة في حجة"، وقال البخاري عقبه: وقال هارون بن =(1/68)
17- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْمَكِّيُّ، عَنْ فرُّوخ مَوْلَى عُثْمَانَ أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَرَأَى طَعَامًا مَنْثُورًا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَأَعْجَبَهُ كَثْرَتُهُ فَقَالَ: مَا هَذَا الطَّعَامُ؟! فَقَالُوا: طَعَامٌ جُلِبَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ وَفِيمَنْ جَلَبَهُ إِلَيْنَا. فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ الَّذِينَ يَمْشُونَ مَعَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ قَدِ احتُكر! قَالَ: وَمَنِ احْتَكَرَهُ؟ قَالُوا: فُلَانٌ مَوْلَى عُثْمَانَ وَفُلَانٌ مَوْلَاكَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا فَقَالَ لَهُمَا: مَا حَمَلَكُمَا عَلَى أَنْ تَحْتَكِرَا طَعَامَ الْمُسْلِمِينَ؟! قَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، نَشْتَرِي بِأَمْوَالنَّا وَنَبِيعُ إِذَا شِئْنَا، فَقَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ ضَرَبَهُ اللَّهُ بِالْجُذَامِ "أَوْ"1 بِالْإِفْلَاسِ". قال فروخ: يا
__________
= إسماعيل "حدثنا علي: "عمرة في حجة" ".
وقوله: وأخرجه أبو داود في المناسك "حديث رقم 1800"، وابن ماجه في المناسك، باب: التمتع بالعمرة إلى الحج "حديث رقم 2976"، وأحمد "1/ 24".
"أتاني الليلة آتٍ": قال الحافظ في "الفتح" "3/ 392": هو جبريل, عليه السلام.
"العقيق": هو بقرب المدينة، بينه وبين المدينة أربعة أميال، روى الزبير بن بكار في "أخبار المدينة" أن تبعا لما رجع إلى المدينة انحدر في مكان فقال: "هذا عقيق الأرض" قاله الحافظ.
"عمرة في حجة" أي: قل: جعلتها عمرة. وهذا دال على أنه كان قارنا.
قال الحافظ في "فتح الباري" "3/ 427": والذي تجتمع به الروايات: أنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ قارنا، بمعنى: أنه أدخل العمرة على الحج بعد أن أهل به مفردا، لا أنه أول ما أهل أحرم بالحجة والعمرة معا، وقد تقدم حديث عمر مرفوعا: "وقل عمرة في حجة"، وحديث أنس: "ثم أهل بحج وعمرة"، ولمسلم من حديث عمران بن حصين: "جمع بين حج وعمرة".
17- ضعيف جدا:
فيه: الهيثم بن رافع: الحنفي, أو الباهلي, أو يحيى, أو: أبو الحكم، أو: أبو الحارث, وقيل: هم ثلاثة. صدوق ربما أخطأ, قاله الحافظ ابن حجر، وذكره الذهبي في "الميزان" وقال: وقد أنكر حديثه في الحكرة، وذكر الحديث وعزاه إلى "أحمد" وقال في آخره: وأبو يحيى, لا يُدرَى من هو؟ =
__________
1 في "س": و.(1/69)
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أُعَاهِدُ اللَّهَ أَنْ لَا أَعُودَ فِي طَعَامٍ بَعْدَهُ أَبَدًا. فَتَحَوَّلَ إِلَى بَزِّ مِصْرَ، وَأَمَّا مَوْلَى عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمْوَالنَّا نَشْتَرِي بِهَا إِذَا شِئْنَا, وَنَبِيعُ إِذَا شِئْنَا، فَزَعَمَ أَبُو يَحْيَى أَنَّهُ رَأَى مولى عمر مجذوما [مشدوخا] 1.
__________
= وفيه: أبو يحيى المكي. قال الذهبي في "الميزان": أَبُو يَحْيَى الْمَكِّيُّ، عَنْ فَرُّوخَ مولى عثمان في الاحتكار، لا يعرف، والخبر منكر.
وفروخ: عن عمر بن الخطاب، روى له ابن ماجه؛ لا يعرف، روى عنه أبو يحيى، رجل مكي, في ذم الاحتكار.
والحديث أخرجه: أحمد في "مسنده" "1/ 21"، وابن ماجه في التجارات، باب: الحكرة والجلب "حديث رقم 2155" من طريق الهيثم به مختصرا.
وقد حسَّن الحافظ ابن حجر هذا الحديث كما في "الفتح" "4/ 348"، ولا وجه لتحسين الحافظ ابن حجر للحديث.
أما الاحتكار, فإمساك الطعام عن البيع وانتظار الغلاء مع الاستغناء عنه, وحاجة الناس إليه، قاله الحافظ "فتح" "4/ 348".
وقد أخرج مسلم من حديث معمر بن عبد الله, عَنْ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "لا يحتكر إلا خاطئ" "ص1228".
وقال النووي في "شرح مسلم" "11/ 43": قوله, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ احتكر فهو خاطيء"، وفي رواية: "لا يحتكر إلا خاطئ"، قال أهل اللغة: الخاطئ بالهمز: هو العاصي الآثم. وهذا الحديث صريح في تحريم الاحتكار، وقال أصحابنا: الاحتكار المحرم هو: الاحتكار في الأقوات خاصة، وهو: أن يشتري الطعام في وقت الغلاء للتجارة ولا يبيعه في الحال، بل يدخره ليغلو ثمنه، فأما إذا جاء من قريته أو اشتراه في وقت الرخص وادخره, أو ابتاعه في وقت الغلاء لحاجته إلى أكله، أو ابتاعه ليبيعه أول وقته؛ فليس باحتكار، ولا تحريم فيه، وأما غير الأقوات فلا يحرم الاحتكار فيه كل حال. هذا تفصيل مذهبنا.
قال العلماء: والحكمة في تحريم الاحتكار: دفع الضرر عن عامة الناس، كما أجمع العلماء على أنه لو كان عند إنسان طعام واضطر الناس إليه, ولم يجدوا غيره أجبر على بيعه، دفعا للضرر عن الناس، وأما ما ذكر في الكتاب عن سعيد بن المسيب ومعمر راوي الحديث: "أنهما كانا يحتكران"، فقال ابن عبد البر وآخرون: إنما كانا يحتكران الزيت. وحملا الحديث على احتكار القوت عند الحاجة إليه والغلاء، وكذا حمله الشافعي وأبو حنيفة وآخرون، وهو الصحيح.
__________
1 من "س"، والشدخ: الشيء الأجوف، تقول: شدخت رأسه فانشدخ "النهاية" مادة "شدخ"، وفي "ز": مخدوجا.(1/70)
18- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: لَبِسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثَوْبًا جَدِيدًا، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُواري بِهِ عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي, وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الثَّوْبِ الَّذِي "أَخْلَقَ"1 -أَوْ قَالَ: أَلْقَى- فَتَصَدَّقَ بِهِ كَانَ فِي حِفْظِ اللَّهِ، وَفِي كَنَفِ الله، وفي سِتْرِ اللَّهِ، حَيًّا وَمَيِّتًا، حَيًّا وميتا، وحيا وميتا".
__________
18 ضعيف:
ففي إسناده أصبغ بن زيد بن علي: الجهني الوراق، أبو عبد الله، الواسطي، كاتب المصاحف، صدوق يغرب.
أبو العلاء: هو الشامي كما جاء موضحا في "مسند أحمد" "1/ 44"، قال الحافظ في "التهذيب": لا يعرف اسمه، روى عن أبي أمامة الباهلي في القول إذا استجد ثوبا، وعنه: أصبغ بن زيد الوراق. وقال في "التقريب": مجهول، من الخامسة.
والحديث أخرجه: أحمد في "مسنده" "1/ 44"، والترمذي في الدعوات "أحاديث شتى من أبواب الدعوات" "تحفة" "10/ 5"، وقال: هذا حديث غريب. وقد رواه يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ.
وقال المباركفوري في "شرحه للتحفة": وأخرجه أحمد وابن ماجه وابن أبي شيبة والحاكم وصححه.
قلت: ورواية يحيى بن أيوب رواها الحاكم "4/ 193" من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يحيى، وقال: هذا حديث لم يحتجّ الشيخان بإسناده، ولم أذكر أيضا في هذا الكتاب مثل هذا، على أنه حديث تفرد به إمام خراسان عبد الله ابن أئمة أهل الشام -رضي الله عنهم أجمعين- فآثرت إخراجه؛ ليرغب المسلمون في استعماله.
قلت: فعلى هذا, فقول المباركفوري: "إن الحاكم صححه" فيه نظر.
والحديث أخرجه: ابن ماجه في اللباس، باب: ما يقول الرجل إذا لبس ثوبا جديدا "حديث رقم 3557".
والحديث ضعّفه الدارقطني في "العلل" "2/ 138" بعد أن أورد له طرقا تالفة، وبيّن وجوه الخلاف فيها.
__________
1 في "س": خلق.(1/71)
19- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ, دُعي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِ يُرِيدُ الصَّلَاةَ تحولتُ حَتَّى قمتُ فِي صَدْرِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَلَى عَدُوِّ اللَّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ, الْقَائِلِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟! أَتَعَدَّدُ أَيَّامَهُ؟ قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَبَسَّمُ حَتَّى إِذَا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: "أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ، إِنِّي خُيِّرت فاخترتُ، قَدْ قِيلَ لِي: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] ، لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفر لَهُ لَزِدْتُ" قَالَ: ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَمَشَى مَعَهُ، فَقَامَ عَلَى قَبْرِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُ، قَالَ: "فعُجب"1 لِي وَجُرْأَتِي عَلَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ هَاتَانِ الْآيَتَانِ: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ... } [التوبة: 84] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَمَا صَلَّى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَهُ عَلَى مُنَافِقٍ، وَلَا قَامَ عَلَى قَبْرِهِ, حَتَّى مَضَى لله عز وجل.
__________
19 صحيح لغيره:
ففي سنده: محمد بن إسحاق بن يسار, أبو بكر المطلبي، مولاهم، المدني، نزيل العراق، إمام المغازي، صدوق لكنه يدلِّس. وقد توبع ابن إسحاق، فالحديث أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب "84": ما يكره من الصلاة على المنافقين والاستغفار للمشركين، من حديث الليث عن عقيل, عن ابن شهاب به "حديث 1366".
وفي التفسير، تفسير سورة براءة، باب "12": {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} "حديث 4671"، وأخرجه أحمد "1/ 16"، والترمذي في التفسير، تفسير سورة براءة "تحفة" "8/ 495"، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في التفسير في "الكبرى".
__________
1 في "س": فأعجب.(1/72)
20- ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيد} [هود: 105] سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت: يا رسول الله، علام نَعْمَلُ؟ عَلَى شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ أَوْ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يُفْرَغْ مِنْهُ؟ قَالَ: "بَلْ عَلَى شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ يَا عُمَرُ وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ، وَلَكِنْ كُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا خُلق لَهُ".
21- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: هَشَشْتُ يَوْمًا فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-
__________
20 إسناد ضعيف جدا، والمتن صحيح:
إما ضعف الإسناد؛ فلوجود سليمان بن سفيان، وهو ضعيف تالف.
والحديث أخرجه: الترمذي في تفسير سورة هود -عليه السلام- "تحفة" "8/ 532"، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبد الملك بن عمرو.
وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن عمر في أبواب القدر، باب: ما جاء في الشقاء والسعادة، "تحفة" "6/ 339"، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد "1/ 29".
والحديث أخرجه: ابن جرير في تفسير سورة هود "12/ 117"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1/ 74" وغيرهما.
والحديث بهذا الإسناد ضعيف، إلا أن له شواهد صحيحة في "الصحيحين" وغيرهما، فأخرج البخاري ومسلم من حديث عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كنا جلوسا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- ومعه عود ينكت به في الأرض، فنكس وقال: "ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار, أو من الجنة". فقال رجل من القوم: ألا نتكل يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، اعملوا فكل ميسر" " ثم قرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} الآية. أخرجه البخاري في القدر، باب "4" {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} "فتح" "11/ 494"، ومسلم "ص2040".
وأخرجه البخاري ومسلم من حديث عمران بن حصين قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، أيعرف أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قال: "نعم". قال: فلم يعمل العاملون؟ قال: "كُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أو لما ييسر له" ". "فتح" "11/ 491"، ومسلم "2041".
21 صحيح لشواهده: =(1/73)
فَقُلْتُ: لَقَدُ صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا، قَالَ: "وَمَا هُوَ؟ " قُلْتُ: قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ! قَالَ: "أَرَأَيْتَ لَوْ تَمَضْمَضْتَ مِنَ الْمَاءِ؟ " قُلْتُ: إِذًا لَا يَضُرُّ، قَالَ: "فَفِيمَ؟ ".
22- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ، فَذَكَرَ مَا أَصَابَ النَّاسَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا, قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَلْتَوِي، مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بَطْنَهُ.
__________
= والحديث ذكره الذهبي في "الميزان" في ترجمة عبد الملك بن سعيد, وقال: قال النسائي: هذا منكر. رواه بكير بن الأشج -وهو مأمون- عن عبد الملك، وقد روى عنه غير واحد، فلا أدري ممن هذا؟
قلت: يكفينا في "بكير" و"عبد الملك" قول أحمد بن صالح, فضلا عن غيره.
في ترجمة بكير من "التهذيب": إذا رأيت بكير بن عبد الله روى عن رجل فلا تسأل؛ فهو الثقة الذي لا شك فيه، وقد قال النسائي في ترجمة عبد الملك: لا بأس به "تهذيب".
والحديث أخرجه أحمد "1/ 21، 52"، والحاكم "1/ 431"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن حبان -وصححه- "موارد الظمآن" "حديث رقم 905"، وفي سنده هناك سقط، وابن خزيمة في "صحيحه" "3/ 245".
وأخرجه أبو داود "حديث رقم 2385".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" "في الصيام 85".
وقد ثبت من حديث عائشة -رضي الله عنها- في "صحيح البخاري" وغيره قالت: "إن كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- ليقبّل بعض أزواجه وهو الصائم، ثم ضحكت" "فتح" "4/ 152".
وثبت ذلك أيضا في "صحيح البخاري" من حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عنها.
22 صحيح:
وقد أخرجه مسلم "ص2285"، وأحمد "1/ 24"، وابن ماجه "4146"، كلهم من طريق شعبة، عن سماك، عن النعمان، عن عمر -رضي الله عنه- به، وشعبة قد روى عن سماك قبل الاختلاط.
بينما أخرجه مسلم أيضا "ص2284"، وأحمد "4/ 268"، والترمذي مع "التحفة" =(1/74)
23- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَامَ بِالْجَابِيَةِ خَطِيبًا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَامَ فِينَا مَقَامِي فِيكُمْ، فَقَالَ: "أَكْرِمُوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّهُمْ خِيَارُكُمْ، ثُمَّ الذين يلونهم،
__________
= "7/ 40"، من طرق عن سماك عن النعمان بن بشير قال: ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نَبِيُّكُمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وما يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ به بطنه.
فجعلوا الحديث من حديث النعمان بن بشير ليس من حديث عمر, ويمكنني أن أصور الخلاف على النحو التالي:
يوجد هنا رسمة توضحيحة برجاء سحبها إسكنر.
أي: إن شعبة ذكر عمر، وغير شعبة لم يذكره، وقال الترمذي بعد أن أخرجه: حدثنا أبو عوانة وغير واحد عن سماك بن حرب نحو حديث أبي الأحوص، وروى شعبة هذا الحديث عن سماك عن النعمان بن بشير عن عمر.
قلت: وقد سبق بيان أن رواية شعبة عن سماك قبل التغير, بعكس رواية الآخرين.
وما ذهبنا إليه هو ما ذهب إليه ابن أبي حاتم في "العلل" "2/ 106"، فإنه قال بعد أن ذكر رواية شعبة: كذا قال شعبة، وأما غيره من أصحاب سماك فليس يتابعه أحد منهم, إنما يقولون: سماك, عن النعمان, عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
قال: وإن لم يتابعه أحد, فإن شعبة أحفظهم.
"الدقل": رديء التمر. قاله النووي "18/ 109" مسلم بشرحه.
23 صحيح بمجموع طرقه:
والحديث أخرجه: أحمد "1/ 26" من حديث جرير، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن جابر بن سمرة قال: "خطب عمر الناس بالجابية" فذكره. =(1/75)
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الْإِنْسَانُ عَلَى الْيَمِينِ لَا يُسْأَلُهَا، وَيَشْهَدَ عَلَى الشَّهَادَةِ لَا يُسْأَلُهَا، فَمَنْ سَرَّهُ بُحْبُوحَةُ الْجَنَّةِ فَعَلَيْهِ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْفَذِّ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، وَلَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا، وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مؤمن".
__________
= وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "عشرة النساء" "الكبرى" "84, ألف: 5"، من طريق: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ, عَنْ عبد الله بن الزبير.
وأخرجه أحمد "1/ 18" من حديث ابن عمر: "أن عمر خطب الناس"، فقال أحمد: ثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله بن المبارك، أنبأنا محمد بن سوقة, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ عُمَرَ -رضي الله عنه- خطب الناس بالجابية" فذكر نحوه.
وهذه الطريق الأخيرة ذكرها البخاري في "التاريخ الكبير" "1/ 1/ 102" وقال: وقال لنا عبد الله بن صالح: حدثني الليث، قال: حدثني يزيد بن الهاد، عن ابن دينار، عن ابن شهاب: أن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- نحوه.
وقال بعضهم: عن ابن دينار, عن أبي صالح.
وحديث ابن الهاد أصح، وهو مرسل، بإرساله أصح.
وتعقبه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لـ"مسند أحمد" "حديث رقم 114" فقال: وهذا تعليل من البخاري للحديث بعلة غير قادحة؛ فإن محمد بن سوقة ثبت مرضي، وقد وصل الحديث، فإرسال من أرسله لا يضر. وانظر "177" "أي: في "مسند أحمد" بتحقيقه"، و"الرسالة" للشافعي "بتحقيقه رقم 1315".
قلت: وانظر "العلل" لابن أبي حاتم "2/ 371"، وبمراجعة "الرسالة" للشافعي "1315 ص472" قال الشافعي: أخبرنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي لبيد، عن ابن سليمان بن يسار، عن أبيه: "أن عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية ... فذكره".
وقال الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله تعالى- في تعليقه على "الرسالة" للشافعي بعد ذكره هذا الحديث: ولكنه حديث صحيح معروف عن عمر، رواه أحمد في "المسند" من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ, عَنِ ابن عمر, عن عمر, ومن طريق عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جابر بن سمرة عن عمر "رقم 114، 177 ج1 ص18، 26"، ورواه الطيالسي من الطريق الثاني أيضا "ص7"، وكذلك روى ابن ماجه قطعة منه "2/ 37"، ورواه الترمذي في أبواب الفتن، في باب: لزوم الجماعة، من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ, عَنِ ابن عمر "3/ 27, من شرح المباركفوري" وقال: "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه"، وكذلك رواه الحاكم في "المستدرك" بأسانيد من طريق عبد الله بن دينار، وصححه، ورواه أيضا من طريق عَامِرَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص, عن أبيه عن عمر، =(1/76)
............................................................................................
__________
= وصححه ووافقه الذهبي "1/ 113-115"، وورد المعنى أيضا في أحاديث صحاح من حديث ابن مسعود وعمران بن حصين وعائشة وجعدة بن هبيرة، أشار إليها العجلوني في "كشف الخفا" "رقم 1265".
قلت: وأما حديث سعد بن أبي وقاص, فأخرجه الحاكم في "المستدرك" "1/ 114"، فقال الحاكم: وحدثناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ الحسن بن علي بن زياد بمكة، "قالا": ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثني محمد بن مهاجر بن مسمار، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "وقف عمر بالجابية ... " فذكر نحوه، وقال الذهبي: وهذا صحيح. وقبْله صححه الحاكم.
وبالجملة؛ فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح.
قلت: والحديث أورده الدارقطني في "العلل" "2/ 65" فقال: وقد سئل عن حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابن عمر، عن عمر في خطبته بالجابية, وفيها: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب، ألا ولا يخلون رجل بامرأة، وعليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، ومن سرته حسنته وساءته سيئاته فهو مؤمن".
فقال: رواه محمد بن سوقة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ.
ورواه عبد الله بن جعفر المديني، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ.
واختلف عن ابن سوقة، فرواه النضر بن إسماعيل, وابن المبارك، والحسن بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سوقة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ.
بمتابعة رواية عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عبد الله بن دينار.
وخالفهما يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أسامة بن الهاد، فرواه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عن محمد بن مسلم الزهري: "أن عمر خطب الناس بالجابية" -وهو الصواب- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.
وعن ابن سوقة: فيه أقاويل أخر.
رواه الحارث بن عمران، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم.
ورواه عطاء بن مسلم، عن مسلم بن سوقة، عن أبي صالح ذكوان: "أن عمر خطب بالجابية".
وقيل: عن ابن سوقة, عن زاذان: أن عمر خطب.
والصحيح من ذلك رواية يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهاد, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ, عن الزهري, أن عمر بن الخطاب "قوله: "أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَامَ بالجابية"، في نسخة الشافعي -"الرسالة-: "أن عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية", وقال في سائر النسخ: "قام بالجابية خطيبا ... "، وما هنا هو =(1/77)
24- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزوال تحسب بِمِثْلِهِنَّ فِي صَلَاةِ السَّحَر". قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَلَيْسَ مِنْ شَيْءٍ, إِلَّا وَهُوَ يسبِّح اللَّهَ تِلْكَ السَّاعَةَ" ثُمَّ قَرَأَ: {يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا ... } [النحل: 48] الآية كلها.
__________
= الذي في الأصل، ثم ضرب بعضهم على كلمتي "خطب الناس"، وكتب فوقه كلمة: "قام"، ثم كتب فوق قوله: "فقال" كلمة: "خطيبا" لتقرأ الجملة كما في النسخ الأخرى، وهو عبث لا حاجة إليه!!، و"الجابية": قرية من أعمال دمشق، وفيها خطب عمر خطبته المشهورة -كما قال ياقوت- وكان خرج إليها في صفر سنة 16، وأقام بها عشرين ليلة كما في "طبقات ابن سعد" "ج3 ق1 ص203". قاله أحمد شاكر في "شرح الرسالة".
قوله: "بحبوحة" في "الرسالة" للشافعي: "بحبحة"، قال الشيخ أحمد شاكر, رحمه الله: البحبحة -بموحدتين مفتوحتين وحاءين مهملتين, الأولى ساكنة والثانية مفتوحة- وهي: التمكن في المقام والحلول وتوسط المنزل، وقد ضبطت الكلمة في نسخة ابن جماعة بضم الباءين، ولم أجد له وجها في اللغة، وفي نسخة: "ألا فمن سره أن يسكن بحبوحة الجنة"، وهو مخالف للأصل، وإن وافق بعض روايات الحديث.
و"البحبوحة" بضم الباءين: وسط الدار أو المكان، ومعنى الكلمتين من أصل واحد وكلمة واحدة.
قوله: "ثالثهما" في "الرسالة": "ثالثهم"، وقال أحمد شاكر: "ثالثهما" مخالف للأصل، وكلاهما صحيح عربية، يقال: "فلان ثالث ثلاثة"، و"رابع أربعة"، وهكذا، ويقال أيضا: "ثالث اثنين"، و"رابع ثلاثة"، وانظر "اللسان" مادة: "ث ل ث".
قلت: وذكر نحو ذلك الطبري في "تفسيره" عند تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [براءة] .
قال الشافعي في لزوم جماعة المسلمين: ومن قال بما تقول به جماعة المسلمين فقد لزم جماعتهم، ومن خالف ما تقول به جماعة المسلمين فقد خالف جماعتهم التي أُمر بلزومها.
24 ضعيف:
في إسناده: يحيى البكَّاء، وهو يحيى بن مسلم البصري، وهو ضعيف.
والحديث أخرجه: الترمذي "تحفة" "8/ 558" في التفسير، تفسير سورة النحل، وقال: هذا =(1/78)
25- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَتْ حَفْصَةُ لِأَبِيهَا: قَدْ أوسع الله -تعالى- عليك الرِّزْقَ، فَلَوْ أَنَّكَ أَكَلْتَ طَعَامًا أَلْيَنَ مِنْ طَعَامِكَ، وَلَبِسْتَ ثَوْبًا أَلْيَنَ مِنْ ثَوْبِكَ؟ فَقَالَ: سَأُخَاصِمُكِ إِلَى نَفْسِكَ. فَجَعَلَ يُذَكِّرُهَا مَا كَانَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا كَانَتْ فِيهِ مِنَ الْجَهْدِ حَتَّى أَبْكَاهَا، فَقَالَ: قَدْ قُلْتُ لكِ: إِنَّهُ كَانَ لِي صَاحِبَانِ سَلَكَا طَرِيقًا، وَإِنِّي إِنْ سَلَكْتُ غَيْرَ طَرِيقِهِمَا سُلك بِي غَيْرَ طَرِيقِهِمَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأُشَارِكَنَّهُمَا فِي مِثْلِ عَيْشِهِمَا، لَعَلِّي أَنْ أُدْرِكَ مَعَهُمَا عَيْشَهُمَا الرَّخِيَّ.
26- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ, أَنَّ عُمَرَ قَبَّلَ الْحَجَرَ ثُمَّ قَالَ: قَدَ عَلِمْتُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبَّلَكَ ما قبّلتك.
__________
= حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن عاصم.
وعزاه المباركفوري في "شرح التحفة" إلى البيهقي في "شعب الإيمان" وقال: في إسناده يحيى وهو ضعيف. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" إلى ابن المنذر, وأبي الشيخ.
25 ضعيف:
إسماعيل بن أبي خالد يروي عن أخيه، ولإسماعيل أربعة إخوة، وهم: النعمان، وأشعث, وخالد, وسعيد، أما سعيد: فترجمته في "التهذيب"، وأشعث والنعمان: فترجمتهما في "الجرح والتعديل"، وكلهم لم يرو عنهم غير إسماعيل، وعلى هذا فكلهم مجهولون، أما خالد: فلم أقف له على ترجمة. هذا، ولم يذكر لمصعب سماع من عمر ولا من حفصة.
والحديث أخرجه: عبد الله بن أحمد في "الزهد" "ص125" من حديث إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ مصعب بن سعد به، بلا واسطة بين إسماعيل ومصعب.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" "رقم 574"، من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ, عَنْ أخيه عن مصعب به، ولم يسم أخوه أيضا.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الزهد" "ص67 -"المخطوطة"- باب: الزهد في الطعام، فقال: حدثنا هناد، حدثنا أبو أسامة، عن ابن أبي خالد، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ حفصة به.
26 إسناد ضعيف ومتن صحيح: =(1/79)
27- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُقْبَةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "الشُّهَدَاءُ أَرْبَعَةٌ: فَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَيِّدُ الْإِيمَانِ لَقِيَ الْعَدُوَّ فَصَدَقَ اللَّهَ حَتَّى يُقْتَلَ، فَذَلِكَ الَّذِي يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ أَعْيُنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ, حَتَّى سَقَطَتْ قَلَنْسُوَتُهُ عَنْ رَأْسِهِ أَوْ عَنْ رَأْسِ عُمَرَ- "فَهَذَا فِي الدَّرَجَةِ الْأُولَى، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ فَكَأَّنَمَا يُضْرَبُ جِلْدُهُ بِشَوْكِ الطَّلْحِ مِنَ الْجُبْنِ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْب فَقَتَلَهُ، فهذا في [الدرجة] 1 الثَّانِيَةِ, وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ خَلَطَ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا لَقِيَ الْعَدُوَّ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ؛ فَهَذَا فِي الدَّرَجَةِ الثَّالِثَةِ، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ قَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا لَقِيَ الْعَدُوَّ فَقَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ؛ فهذا في الدرجة الرابعة".
__________
= أما ضعف الإسناد ففيه:
عبد الله بن عمر: ابن حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بن الخطاب، ضعيف.
أما الحديث: فأخرجه البخاري في "صحيحه" "فتح" "3/ 462، 471، 475"، ومسلم في "صحيحه" "ص925، 926"، وأحمد "1/ 16, 17، 21، 26، 34، 35، 39، 46، 50، 51، 53، 54"، وغيرهم من أصحاب السنن والمسانيد من طرق كثيرة عن عمر رضي الله عنه. نقل الحافظ ابن حجر عن الطبري قوله: "إنما قال ذلك عمر"؛ لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام، فخشي عمر أن يظن الجهال أن استلام الحجر من باب تعظيم بعض الأحجار كما كانت العرب تفعل في الجاهلية، فأراد عمر أن يعلم الناس أن استلامه اتباع لفعل رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- لا لأن الحجر ينفع ويضر بذاته كما كانت الجاهلية تعتقده في الأوثان. "فتح" "3/ 463".
27 سند ضعيف:
فيه: أبو يزيد الخولاني، وهو مجهول.
وفيه أيضا: عبد الله بن عقبة, وهو: عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، أبو عبد الرحمن =
__________
1 من "س".(1/80)
28- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا الْأَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ يَقُولُ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فَلَقِيتُ بِهَا أَخِي سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: "مَنْ دَخَلَ سُوقًا مِنْ أَسْوَاقِ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ, يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ, وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَحَطَّ عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ". قَالَ: فقدمت خراسان فلقيت
__________
= المصري، القاضي، صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرها.
وكذلك فيه: عطاء بن دينار الهذلي، مولاهم، صدوق، إلا أن في روايته عن سعيد بن جبير من صحيفته.
والحديث أخرجه: الترمذي في فضائل الجهاد، باب "14" ما جاء في فضل الشهداء عند الله "تحفة" "5/ 274"، وقال: هذا حديث حسن غريب، لا يعرف إلا من حديث عطاء بن دينار, سمعت محمدا يقول: قد روى سعيد بن أبي أيوب هذا الحديث عن عطاء بن دينار, عن أشياخ من خولان، ولم يذكر فيه: "عن أبي يزيد" وقال: عطاء بن دينار ليس به بأس.
وأخرجه أحمد "1/ 23" من طريق: ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن أبي يزيد الخولاني به.
وأخرجه أحمد أيضا "1/ 22" من نفس الطريق، ولكن بلفظ: "الشهداء ثلاثة".
وذكره ابن كثير في "تفسيره" "4/ 312" تفسير سورة الحديد عند تفسير قوله تعالى: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} وقال: وهكذا رواه علي بن المديني، عن أبي داود الطيالسي، عن ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، وقال: هذا إسناد مصري صالح.
والحديث ذكره البخاري في كتاب "الكنى" "رقم 783" من طريق: أَبِي يَزِيدَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بن عبيد، عن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "الشهداء أربعة"، قاله عبد الله بن يوسف، عن معاوية بن يحيى، سمع سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عطاء بن دينار، عن أشياخ من خولان.
وأخرجه السيوطي في "الجامع الصغير" ["فيض القدير" "4/ 180 رقم 4955"، ورمز لصحته] ، وقال المعلق "المناوي": ورواه أبو يعلى والديلمي, وفيه ابن لهيعة.
وانظر "العلل" لابن أبي حاتم "1/ 346".
28 ضعيف: =(1/81)
قُتَيْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ فَقُلْتُ: قَدْ جِئْتُكَ بِهَدِيَّةٍ! فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ، فَكَانَ يَرْكَبُ فِي مَوْكِبِهِ فَيَأْتِي السُّوقَ فيقولها ثم ينصرف.
__________
= في إسناده أزهر بن سنان البصري، أبو خالد القرشي، ضعيف، وقال الحافظ في "التهذيب": وقال أبو غالب الأزدي: ضعفه علي بن المديني جدا في حديث رواه عن ابن واسع، وقد بين ذلك العقيلي فقال: روى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ سالم بن عبيد الله بن عمير، عن أبيه, حديث الذكر في السوق.
هذا, وقد قال العجلي "كما نقل عنه في "التهذيب"" في ترجمة محمد بن واسع: عابد, ثقة، لكنه بلي برواة سوء.
أما الحديث؛ أخرجه: الترمذي "تحفة" "9/ 386" في كتاب الدعوات، باب: ما يقول إذا دخل السوق، وقال في آخره: هذا حديث غريب، وقد رواه عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزُّبَيْرِ, عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله، هذا الحديث نحوه.
ولم يذكر الترمذي في حديثه: "قال: فقدمت خراسان ... " إلى آخره.
وأخرجه الحاكم من حديث محمد بن واسع "1/ 538" من رواية أزهر عنه، ثم قال في آخره: هكذا رواه عبد الله بن وهب، ورواه إسماعيل بن عياش, عن عمر بن محمد بن زيد, عن سالم.
وسكت عنه الحاكم, والذهبي.
وأخرجه الدارمي في الاستئذان, باب "57": ما يقول إذا دخل السوق "2/ 293".
قلت: فالحديث بالسند المتقدم ضعيف؛ من أجل أزهر بن سنان.
وللحديث متابعات "لمحمد بن واسع" لا يخلو كل منها من مقال:
1- أخرج أحمد من حديث عمرو بن دينار مولى آل الزبير، عن سالم، عن أبيه، عن عمرو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "من قال في سوق: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وله الحمد، بيده الخير، يحيي ويميت، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ كتب الله له بها ألف ألف حسنة، ومحا عنه بها ألف ألف سيئة، وبنى له بيتا في الجنة". "مسند أحمد" "1/ 47".
وأخرجه ابن ماجه في كتاب التجارات، باب: الأسواق ودخولها "حديث 2235".
قلت: وفي هذا الإسناد عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير، ضعيف، وقالوا عنه في "التهذيب": روى عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- أحاديث منكرة.
2- قال الذهبي في التعليق على حديث أزهر بن سنان في "المستدرك" "1/ 538": "قال: وله شاهد": "ابن وهب"، أخبرني عمر بن محمد بن زيد، حدثني رجل بصري، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عن أبيه، عن جده مرفوعا: "من خرج إلى السوق فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يحيي ويميت، وهي حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتا في الجنة". =(1/82)
.............................................................................................
__________
= قلت: وفيه رجل لم يسم، وأيضا التعليق الموجود بالحديث، وقد ذكر الحاكم هذا الحديث في "مستدركه" فقال: "وقد روى" عن عمر بن محمد بن زيد عن سالم، [ولم يذكر الرجل البصري] ... به. ثم قال: وقد كتبناه من حديث هشام بن حسان, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.
قلت: وهذا معلق.
3- قال الحاكم في "المستدرك" "1/ 539": حدثناه أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن حيدرة البغدادي، ثنا مسروق بن المرزبان، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هشام بن حسان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى الله عليه وسلم: "من دخل السوق فباع فيها واشترى فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتا في الجنة". قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والله أعلم. تابعه عمران بن مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ, وتعقبه الذهبي فقال: مسروق بن المرزبان ليس بحجة.
ثم تعقب الذهبي أيضا طريق عمران بن مسلم التي ذكرها الحاكم متابعة "1/ 539" فقال: وقال البخاري: "عمران" منكر الحديث.
قلت: وكل هذه الطرق كما رأيت شديدة الضعف, فالله أعلم.
قال أبو حاتم في "العلل" "2/ 171" بشأن حديث عمرو بن دينار عن سالم, عن أبيه, عن عمر مرفوعا: هذا حديث منكر جدا، لا يحتمل سالم هذا الحديث.
أما الحافظ الدارقطني -رحمه الله- فقد قال في "العلل", وقد سئل عن حديث سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "من قال في سوق من الأسواق: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَحْدَهُ لا شريك له".
فقال: هو حديث يرويه عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير البصري -وكنيته أبو يحيى- عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عمر، واختلف عن عمرو في إسناده.
رواه حماد بن زيد، وعمران بن مسلم المنقري، وسماك بن عطية، وحماد بن سلمة, وغيرهم عن عمرو بن دينار هكذا.
واختلف عن هشام بن حسان.
فرواه عنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، فتابع حماد بن زيد ومن تابعه. ورواه فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عن سالم، عن أبيه، ولم يذكر "عمر".
ورواه سويد بن عبد العزيز، عن هشام، عن عمرو، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ موقوفا, ولم يذكر فيه سالما. =(1/83)
29- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عُمَرَ قَالَ: "صَلَاةُ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَانِ، وَصَلَاةُ الْأَضْحَى رَكْعَتَانِ، وَصَلَاةُ الْفِطْرِ رَكْعَتَانِ، وَصَلَاةُ السَّفَرِ رَكْعَتَانِ، تَمَامٌ غَيْرُ قَصْرٍ" عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ, صلى الله عليه وسلم.
__________
= ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من عمرو بن دينار؛ لأنه ضعيف قليل الضبط.
وروي عن المهاصر بن حبيب، وعن أبي عبد الله الفراء، عن سالم، عن أبيه، عن عمر مرفوعا.
وروي عن عمر بن محمد بن زيد قال: حدثني رجل من أهل البصرة مولى قريش, عن سالم.
فرجع الحديث إلى عمرو بن دينار, وهو ضعيف الحديث لا يحتج به.
وروي هذا الحديث عن راشد أبي محمد الحماني، عن أبي يحيى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ.
وأبو يحيى هذا هو عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير، ولم يسمع من ابن عمر، إنما روى هذا عَنْ سَالِمٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
29 صحيح لغيره:
في إسناده شريك بن عبد الله النخعي، صدوق، يخطئ كثيرا، وقد تغير حفظه منذ ولي القضاء.
وفي سنده أيضا انقطاع -على رأي كثير من العلماء- بين عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وعمر, فقد نفى سماع عبد الرحمن من عمر عدد من العلماء.
قال الحافظ في "التهذيب": وقال الدوري عن ابن معين: لم ير عمر. قال: فقلت له: فالحديث الذي يروى: "كنا مع عمر نتراءى الهلال"؟ فقال: ليس بشيء.
ونقل الحافظ عن ابن أبي حاتم: قلت لأبي: يصح لابن أبي ليلى سماع من عمر؟ قال: لا. قال أبو حاتم: روي عن عبد الرحمن أنه رأى عمر. وبعض أهل العلم يدخل بينه وبين عمر البراء بن عازب وبعضهم كعب بن عجرة، وقال الآجري عن أبي داود: رأى عمر، ولا أدري يصح أم لا؟ وقال أبو خيثمة في "مسنده": ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سفيان الثوري، عن زبيد -وهو الأيامي- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى: سمعت عمر يقول: "صلاة الأضحى ركعتين، والفطر ركعتين ... " الحديث.
قال أبو خيثمة: تفرد به يزيد بن هارون هكذا، ولم يقل أحد: "سمعت عمر" غيره، ورواه يحيى بن سعيد وغير واحد، عن سفيان, عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن الثقة، عن عمر.
ورواه شَرِيكٌ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن، عن عمر, ولم يقل: "سمعت"، وقال ابن أبي خيثمة في "تاريخه": وقد روي سماعة من عمر من طرق ليست بصحيحة، وقال الخليلي في =(1/84)
30- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أنا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا. فَقَالَ: وَأَيُّ آيَةٍ؟! قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3] ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ، وَالْمَكَانَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ؛ نَزَلَتْ عَلَى رسول الله بعرفات يوم الجمعة.
__________
= "الإرشاد": الحفاظ لا يثبتون سماعه من عمر. وقال ابن المديني: كان شعبة ينكر أن يكون سمع من عمر.
وفي "تاريخ بغداد" للخطيب "10/ 200": حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني أحمد بن أبي الحجاج، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا شعبة، عن الحكم بن أبي ليلى قال: "ولدت لست سنين بقيت من خلافة عمر".
فهذه الأخبار تجعلنا نرجح عدم سماع عبد الرحمن من عمر، والله تعالى أعلم.
والحديث أخرجه أحمد "1/ 37"، وابن ماجه "1/ 338"، والنسائي في صلاة العيدين، باب: عدد صلاة العيدين "3/ 149".
وانظر الطيالسي "1/ 124"، وابن حبان في "موارده" "544"، فقد صححه ورواه ابن ماجه "1/ 338" من طريق: يزيد بن أبي الجعد، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى, عَنْ كَعْبِ بن عجرة، عن عمر به. ورجاله رجال الصحيح، إلا "يزيد" وهو صدوق، كما في "التقريب"، وقد وثقه أحمد وابن معين والعجلي.
والحديث معناه صحيح متواتر عند أهل العلم وجماهير المسلمين، وسيأتي إن شاء الله.
تنبيه: قال أبو حاتم في "العلل" لابنه: وقد أخطأ قوم, فرووه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى, عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ, عن ابن عمر. قال أبو حاتم: رواه الثوري، عن زبيد، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ عمر, الحديث، ليس فيه "كعب"، و"سفيان" أحفظ.
30 صحيح:
والحديث أخرجه: البخاري في التفسير، تفسير سورة المائدة "فتح" "8/ 270" من طريق سفيان عن قيس به، وأخرجه أيضا في المغازي، "فتح" "7/ 108"، وفي الإيمان "1/ 105" من طريق جعفر بن عون، وفي الاعتصام بالكتاب والسنة "1/ 1" "فتح" "13/ 245"، ومسلم من =(1/85)
............................................................................................
__________
= طريق: عبد بن حميد, أخبرنا جعفر به "ص2313".
وفي مسلم من طرق أخرى أيضا عن قيس به "2312, 2313".
وفي رواية البخاري ومسلم التي من طريق سفيان, قال سفيان: أشك؛ كان يوم جمعة أم لا؟
وأخرجه الترمذي في التفسير، تفسير سورة المائدة "تحفة" "8/ 408"، وقال: حسن صحيح.
والنسائي في الحج، باب: ما ذكر في يوم عرفة "5/ 202"، وأحمد "1/ 31"، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" بالإضافة إلى ما ذكرنا إلى: الحميدي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن حبان، والبيهقي في "سننه".
قوله: "أن رجلا من اليهود" في "تفسير ابن جرير الطبري" "6/ 82": حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا رجاء بن أبي سلمة، قال: أخبرنا عبادة بن نسي، قال: ثنا أميرنا إسحاق، "قال أبو جعفر: إسحاق هو ابن حرشة"، عن قبيصة قال: قال كعب: "لو أن هذه الأمة نزلت عليهم هذه الآية لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه عليهم, فاتخذوه عيدا يجتمعون فيه. فقال عمر: أي آية يا كعب؟...." فذكره.
فسمي الرجل هنا "كعبا". وقد وردت بعض الروايات وفيها: "أن ناسا من اليهود قالوا ... " فهذا يحمل على أحد وجهين:
إما تكرر القول.
أو كان فيهم "كعب" وتكلم عنهم.
وهذا الإسناد المتقدم رجاله ثقات، ما عدا إسحاق، فلم أقف على ترجمته، واكتفيت فيه بقول عبادة: "حدثنا أميرنا".
"وقبيصة" هو ابن ذؤيب، فقد أوضحه الحافظ ابن حجر في "الفتح" "1/ 105" وعزاه "أي: الأثر" إلى مسند مسدد، والطبراني في "الأوسط" أيضا.
قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم} قال جمع من أهل العلم: لم ينزل بعد هذه الآية تحليل ولا تحريم. وقال غيرهم: تمام الحج ونفي المشركين عن البيت. ذكر ذلك ابن جرير الطبري بأسانيده في "تفسيره" وعزاه إلى قائليه. وقال في آخر البحث: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله -عز وجل- أخبر نبيه -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين به: أنه أكمل لهم يوم أنزل هذه الآية على نبيه دينهم، بإفرادهم بالبلد الحرام وإجلائه عنه المشركين، حتى حجه المسلمون دونهم لا يخالطهم المشركون.
فأما الفرائض والأحكام, فإنه قد اختلف فيها: هل كانت أكملت ذلك اليوم أم لا؟ فروي عن ابن عباس والسدي ما ذكرنا عنهما قبل [وهو معنى الرأي الأول] ، وروي عن البراء بن عازب: "أن آخر آية نزلت من القرآن: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} ، ولا يدفع ذو علم أن =(1/86)
31- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ, فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: "اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ أَيْنَ مَا وَعَدْتَنِي؟! اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا"، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ, مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبِهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رداءه فألقاه على منكبيه، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ؛ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ, عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9] ، فَأَمَدَّهُ اللَّهُ -عَزَّ وجل- بالملائكة. قال أَبُو زُمَيْلٍ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قال: بينما
__________
= الوحي لم ينقطع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- إلى أن قبض، بل كان الوحي قبل وفاته أكثر ما كان تتابعا، فإن كان ذلك كذلك وكان قوله: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} آخرها نزولا، وكان ذلك من الأحكام والفرائض, كان معلوما أن قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} على خلاف الوجه الذي تأوله من تأوله، أعني: كمال العبادات والأحكام والفرائض، فإن قال قائل: "فما جعل قول من قال: قد نزل بعد ذلك فرض، أولى من قول من قال: لم ينزل؟ " قيل: لأن الذي قال: "لم ينزل" مخبر أنه لا يعلم نزول فرض، والنفي لا يكون شهادة، والشهادة قول من قال: "نزل"، وغير ذلك جائز، دفع خير الصادق، فيما أمكن أن يكون فيه صادقا.
31 صحيح:
وأخرجه: مسلم "ص1383" في الجهاد والسير، باب "18" الإمداد بالملائكة في غزوة بدر، وإباحة الغنائم.
وأبو داود مختصرا جدا "4/ 138 حديث رقم 2690".
وأخرجه الترمذي في تفسير سورة الأنفال، "تحفة" "8/ 468"، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث عمر، إلا من حديث عكرمة بن عمار عن أبي زميل، وأبو زميل اسمه: سماك الحنفي، وأحمد "1/ 30، 32".
وعزاه ابن كثير في تفسير سورة الأنفال "2/ 289" بالإضافة إلى هؤلاء, إلى: ابن جرير وابن مردويه من طرق عن عكرمة بن عمار، وصححه علي بن المديني والترمذي, وقال: لا يعرف إلا من حديث عكرمة بن عمار اليمامي.(1/87)
رجل من المسلمين [يومئذ] 1 "يَشْتَدُّ"2 فِي إِثْرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ, إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ وَصَوْتُ الْفَارِسِ يَقُولُ: أَقْدِمْ حَيْزُومُ، إِذْ نَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكَ أَمَامَهُ، فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ, فَإِذَا هُوَ خُطم عَلَى أَنْفِهِ وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةٍ بِالسَّوْطِ, فاحضر ذَلِكَ أَجْمَعُ، فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "صَدَقْتَ، ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ" فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ وَأَسَرُوا سَبْعِينَ، قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا أَسَرُوا الْأُسَارَى, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: "مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى؟ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمُ الْفِدْيَةَ فَتَكُونَ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْكُفَّارِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما ترى يابن الْخَطَّابِ؟ " قَالَ: لَا، وَاللَّهِ مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَلَكِنْ أَرَى أَنْ تُمَكِّنَنَا مِنْهُمْ فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ, وَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنَنِي مِنْ فُلَانٍ -نَسِيبًا لِعُمَرَ- فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا وَقَادَتُهَا! قَالَ: فَهَوِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم, وأبو بكر [قاعد] 3, يَبْكِيَانِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ؛ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ, وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَبْكِي للذي
__________
1 من: "س".
2 في "س": يسير.
3 من "س": وكتب الناسخ في هامش "س" فوقها: صح.(1/88)
عَرَضَ عليَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمِ الْفِدَاءَ؛ فَقَدْ عُرض عليَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ" -شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ، لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 67] "فَأَحَلَّ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- الْغَنِيمَةَ لَهُمْ".
32- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ: أَلَا تَسْتَخْلِفُ؟ قَالَ: إِنْ أَتْرُكْ؛ فَقَدْ تَرَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ؛ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: أَبُو بَكْرٍ.
33- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الْجَالِبَ مَرْزُوقٌ، وَالْمُحْتَكِرَ مَلْعُونٌ".
__________
32 صحيح:
وأخرجه: البخاري في "صحيحه" في كتاب الأحكام, باب "51" الاستخلاف "فتح" "13/ 205"، ومسلم "ص1454".
وأخرجه مسلم مطولا من حديث معمر، عن الزهري، أخبرني سالم، عن ابن عمر ... "ص1455"، وأحمد "1/ 43، 47"، وأحمد من حديث ابن عباس "1/ 46"، وأبو داود من حديث مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عن ابن عمر "حديث 2939"، والترمذي "تحفة" "6/ 479" من حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عمر, به.
33 ضعيف جدا:
في إسناده: عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، هو: علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان، التيمي، البصري، وهو ضعيف.
وكذلك فقد تكلم في سماع سعيد من عمر, رضي الله عنه.
والحديث أخرجه: ابن ماجه في التجارات "2/ 728"، والدارمي في البيوع "2/ 249".(1/89)
34- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَظَلَّ غَازِيًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ, حَتَّى يَرْجِعَ أَوْ يَمُوتَ، وَمَنْ بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ".
35- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا مُخَارِقٌ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: جَاءَ أُنَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ إلى النبي
__________
34 مرسل، ولبعضه شواهد:
ففي إسناده يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ, حافظ إلا أنه متهم بسرقة الحديث، وقد كذبه كثير من العلماء, لكنه متابع كما في المصادر التي سنشير إليها قريبا.
ووجه الإرسال: أن من أهل العلم من نفى سماع عثمان بن سراقة من عمر، والحديث أخرجه أحمد "1/ 20" قال: ثنا أبو سلمة الخزاعي, أنبأنا ليث ويونس, ثنا ليث عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عثمان بن عبد الله -يعني ابن سراقة- عن عمر نحوه مرفوعا، وأخرجه أحمد أيضا "1/ 53" من حديث ابن لهيعة، ثنا الوليد بن أبي الوليد.
وأخرجه ابن ماجه "1/ 243"، ولمزيد انظر تعليق الشيخ أحمد شاكر على "المسند" حديث "126" هذا، وقوله: "وَمَنْ بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ له بيتا في الجنة" صحيح متواتر.
هذا، وقد أورد الدارقطني هذا الحديث في كتابه "العلل" فقال: "العلل 2/ 195, 196": هو حديث يرويه يزيد بن الهاد، واختلف عنه فرواه الدراوردي والليث عن ابن الهاد, عن الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ, عَنْ عثمان عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ, عَنِ عمر بن الخطاب، ورواه ابن وهب عن عمر بن مالك الشرعبي، وابن لهيعة والليث عن ابن الهاد، فقال عن الوليد بن عثمان, عن أبي أمه, عن عمر بن الخطاب, ووهم فيه, وإنما هو الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ, عَنْ عثمان, عن جده أبي أمه عمر؛ لأن عثمان هذا أمه زينب بنت عمر بن الخطاب، والصواب قول الدراوردي ومن تابعه.
هذا، وقد قال الدارقطني -رحمه الله- في "العلل" "2/ 53, 54" وقد سئل عن هذا الحديث فقال: يرويه عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير عن سالم، واختلف عنه فرواه حماد بن زيد, عن عمرو, عن سالم عن أبيه, عن عمر, وتابعه عبد الوارث بن سعيد، وإسماعيل بن علية, وخارجة بن مصعب, ورواه الحاكم بن سنان أبو عون صاحب القِرَب عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ, عَنْ نافع عن ابن عمر، ووهم فيه عليه، والصواب عن سالم.
35 إسناده ضعيف جدا:
فيه: يحيى بن عبد الحميد, تقدم ذكره قريبا.(1/90)
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَفِي الْجَنَّةِ فَاكِهَةٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ، فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ ورمان" "قالوا"1: أَفَيَأْكُلُونَ كَمَا يَأْكُلُونَ فِي الدُّنْيَا؟ قال: "نعم، وأضعاف" قالوا: أَفَيَقْضُونَ الْحَوَائِجَ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنَّهُمْ يَعْرَقُونَ وَيَرْشَحُونَ؛ فَيُذْهِبُ اللَّهُ بِمَا فِي بُطُونِهِمْ مِنْ أَذًى".
36- حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: ثَنَا الْأَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: حَلَفْتُ يَوْمًا بِأَبِي، فَإِذَا رَجُلٌ خَلْفِي يَقُولُ: "لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ" قَالَ: فالتفتُّ, فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
37- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا أَبُو عوانة، عن دواد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُسْلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: ضِفْتُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَسَمِعْتُهُ يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ، فَلَمَّا أصبح قلت: فيم يا أمير المؤمنين، فيم سَمِعْتُكَ الْبَارِحَةَ تَضْرِبُ امْرَأَتَكَ؟ فَقَالَ: يا
__________
= وفيه أيضا: حصين بن عمر الأحمسي، متروك.
والحديث عزاه السيوطي في "الدر المنثور" بالإضافة إلى عبد بن حميد, إلى: الحارث بن أبي أسامة, وابن مردويه.
أما معنى الحديث فثابت، وله شواهد من الكتاب والسنة.
36 صحيح لغيره:
فرواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب.
وأسباط بن نصر الهمداني صدوق كثير الخطأ، يغرب.
وللوقوف على شواهد الحديث, انظر الحديث رقم "9"، وانظر "مسند أحمد" بتحقيق الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله تعالى- "رقم 116-214, 240, 290".
37 إسناده ضعيف:
في إسناده عبد الرحمن "المسلي", وفي بعض النسخ: "المكي"، وفي "مسند أحمد"، و"سنن أبي داود": المسلي، وفي "ابن ماجه": المسلمي، وفي "الطيالسي": السلمي، وفي "تحفة =
__________
1 في "ز": قال.(1/91)
أَشْعَثُ، احْفَظْ عَلَيَّ ثَلَاثَ خِصَالٍ حَفِظْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَسْأَلْ رَجُلًا فِيمَ يَضْرِبُ أَهْلَهُ، وَلَا تنم إلا على وتر" وقال: وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ.
38- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ رَأَى عَبْدًا بِهِ بَلَاءٌ, فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ, وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا؛ لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ, كَائِنًا مَا كان".
__________
= الأشراف" عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى، وتعقبه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" فقال: كذا بخط المزي، والصواب: عبد الرحمن المسلي، قال الحافظ في "التقريب": المسلي -بضم الميم وسكون المهملة- الكوفي، مقبول، من الثالثة، من رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه.
قلت: في "التهذيب" ما روى عنه إلا داود, وفي "الميزان" لا يعرف إلا في حديثه عن الأشعث. فعلى هذا لا يحتج بحديثه.
والحديث أخرجه: أبو داود في النكاح، باب "43": في ضرب النساء "حديث رقم 2147"، وابن ماجه في النكاح، باب: ضرب النساء "حديث رقم 1986"، والطيالسي "1/ 10".
وعزاه صاحب "تحفة الأشراف" إلى النسائي في "عشرة النساء" "الكبرى" "61/ 6"، وأحمد "1/ 20".
وقال الحافظ في "التهذيب" في ترجمة عبد الرحمن السلمي: روى عن الأشعث بن قيس، وعنه دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ الزعافري، ليس له عندهم سوى حديث واحد في ضرب الزوجة، وفي الحض على الوتر.
قلت: وصححه الحاكم، وأما أبو الفتح الأزدي فذكر عبد الرحمن هذا في الضعفاء, وقال: فيه نظر. وأورد له هذا الحديث.
38 إسناده ضعيف:
في إسناده عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير، وهو ضعيف.
والحديث أخرجه الترمذي في الدعوات، "تحفة" "9/ 390" باب "38": ما يقول إذا رأى مبتلى، من طريق عمرو بن دينار، وقال: هذا حديث غريب. وفي الباب عن أبي هريرة، وعمرو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزُّبَيْرِ هو شيخ بصري، وليس بالقوي في الحديث، وقد تفرد بأحاديث عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر.
وابن ماجه في كتاب الدعوات، باب: ما يدعو به الرجل إذا نظر إلى أهل البلاء "رقم 3892". =(1/92)
.......................................................................................
__________
= وللحديث شواهد:
1- قال الترمذي "9/ 391": حدثنا أبو جعفر السمناني وغير واحد، قالوا: أخبرنا مطرف بن عبد الله المديني، أخبرنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى الله عليه وسلم: "من رأى منكم مبتلى فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا؛ لَمْ يصبه ذلك البلاء". هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
قلت: في هذا الإسناد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، وهو ضعيف.
2- روى أبو نعيم في "الحلية" "5/ 13": ثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسن بن جعفر، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكار "ح". وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا بكار بن عبد الله الوشي، قالوا: ثنا مروان بن محمد الطاطري، ثنا الوليد بن عتبة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- فذكره. وقال: غريب من حديث محمد، تفرد به مروان عن الوليد.
وفي هذا الإسناد الوليد بن عتبة، ترجم الحافظ في "التهذيب" للوليد بن عتبة "تمييز"، وقال فيه: قال البخاري في "تاريخه": معروف الحديث، وقال أبو حاتم: مجهول.
وروى مروان بن محمد الطاطري عن الوليد بن عتبة, عن محمد بن سوقة، فالظاهر أنه هو هذا. هكذا قال الحافظ في "التهذيب".
تعقيب بشأن حديث عمرو بن دينار: عزاه الشيخ ناصر في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" "رقم 602" أيضا إلى ابن الأعرابي في "المعجم" "ق238/ 2" والخرائطي في "فضيلة الشكر" "1/ 2"، وتمام الرازي في "الفوائد" "ق117/ 1"، والحنائي في "الفوائد" "3/ 258/ 2", والبغوي في "شرح السنة" "1/ 149/ 2" وقال الحنائي: "غريب، لا نعرفه إلا من حديث عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير مولاهم, واختلف عليه فيه, فرواه عنه ابن علية كما أخرجناه, ورواه عنه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بن دينار. قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ الله بن عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, فلم يسنده بل أرسله. قال: وقد رواه أحمد بن منصور الرمادي، عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ أيوب، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قال: كان يقال: "من رأى مبتلى" الحديث.
وهذا أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى، وإنما تفرد عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير عن سالم بذكر النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الاختلاف الذي ذكرناه عليه فيه، وعمرو بن دينار هذا فيه نظر، وهو غير عمرو بن دينار المكي مولى ابن باذان صاحب جابر، ذاك ثقة جليل حافظ. قال الشيخ ناصر: قلت: ومن وجوه الاختلاف على عمرو هذا: ما أخرجه ابن عدي في "الكامل" "66/ 2" من =(1/93)
39- حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْبَصْرِيُّ، قَالَ: ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدُ الَّلهِ بنُ عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يَرُدَّهُمَا, حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ.
40- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: نَذَرْتُ نَذْرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ, فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَمَا أَسْلَمْتُ، فَأَمَرَنِي أن أفي بنذري.
__________
= طريق الحكم بن سنان، حدثنا عمرو بن دينار، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعا. وقال: إنما يرويه عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. ومن قال: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ نافع عن ابن عمر؛ فقد أخطأ.
هذا، وقد قال الدارقطني -رحمه الله- في "العلل" "2/ 53, 54" وقد سئل عن هذا الحديث, فقال: يرويه عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير عن سالم، واختلف عنه فرواه حماد بن زيد، عن عمرو بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر.
وتابعه عبد الوارث بن سعيد، إسماعيل بن علية, وخارجة بن مصعب، ورواه الحكم بن سنان أبو عون صاحب القِرَب عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ, عَنْ نافع, عن ابن عمر، ووهم فيه عليه، والصواب: عن سالم.
39 إسناده ضعيف:
ففيه: حماد بن عيسى بن عبيدة بن الطفيل الجهني الواسطي, نزيل البصرة, ضعيف.
والحديث أخرجه: الترمذي في الدعوات، باب "11": ما جاء في رفع الأيدي عند الدعاء "التحفة" "9/ 328" وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى، وقد تفرد به، وهو قليل الحديث، وقد حدث عنه الناس، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ثقة، وثقه يحيى بن سعيد القطان.
40 صحيح:
وأخرجه: البخاري في كتاب الاعتكاف "4/ 274" "فتح الباري" باب: الاعتكاف ليلا، و"4/ 284" "فتح"، باب "15": من لم ير عليه إذا اعتكف صوما، باب: إذا نذر في الجاهلية أن يعتكف ثم أسلم، وفي كتاب فرض الخمس "6/ 250" "فتح"، وفي المغازي "8/ 34" "فتح"، وفي الأيمان والنذور، باب: إذا نذر, أو حلف أن لا يكلم إنسانا في الجاهلية ثم أسلم. =(1/94)
41- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لا [يقتل] 1 الوالد بالولد".
__________
= مع اختلاف في اللفظ، وتحدد فيها نوعية النذر.
ومسلم في الأيمان، باب: نذر الكافر وما يفعله إذا أسلم "ص1277"، وأبو داود في الأيمان والنذور، باب: نذر الجاهلية إذا أدرك الإسلام "3/ 240".
والترمذي في الأيمان والنذور "2/ 372" "تحفة"، والنسائي في الأيمان والنذور "7/ 22".
وابن ماجه في الصيام، باب: اعتكاف يوم وليلة "حديث رقم 1772"، وفي الكفارات "حديث رقم 2129" باب: الوفاء بالنذور.
41 صحيح لشواهده:
ابن أبي شيبة: تقدم "40".
أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان الأزدي، أبو خالد الأحمر، الكوفي، صدوق، يخطئ، من الثامنة، من رجال الجماعة.
ففي هذا السند حجاج بن أرطأة، وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس، ثم إنه قد أخطأ، وأيضا ففي سنده اختلاف شديد.
والحديث أخرجه: الترمذي "تحفة" "4/ 656"، وأحمد "1/ 49"، وفي كلتا الروايتين لم يصرح حجاج بالسماع، وكذلك في الطرق الآتية، وابن ماجه في الديات، باب "22": لا يقتل الوالد بولده "حديث 2662"، والبيهقي في كتاب الجنايات من "سننه الكبرى" "8/ 38, 39"، والدارقطني "3/ 141" كتاب الديات حديث "181"، وابن أبي شيبة في "المصنف" "9/ 410"، وأبو عاصم في "الديات" "ص32"، وقال بعد أن ساق حديث حَجَّاجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ: حدثنا المقدمي، حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن عمر, مثله.
لكن المثنى هذا ضعيف مختلط، فقد اتضح اختلاطه في رواية الترمذي فقال الترمذي "تحفة" "40/ 655": حدثنا علي بن حجر، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا المثنى بن الصباح، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جده، عن سراقة بن مالك قال: "حضرت رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- يقيد الأب من ابنه، ولا يقيد الابن من أبيه". وقال الترمذي عقبه: هذا حديث لا نعرفه من حديث =
__________
1 في "س": تقتلوا.(1/95)
.......................................................................................
__________
= سراقة إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بصحيح. رواه إسماعيل بن عياش عن المثنى بن الصباح، و"المثنى بن الصباح" يضعف في الحديث، وقد روى هذا الحديث أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنِ الْحَجَّاجِ, عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، وقد روى هذا الحديث عن عمرو بن شعيب مرسلا، وهذا حديث فيه اضطراب.
قلت: أما الرواية التي ذكر الترمذي أنها مرسلة, ففي "سنن البيهقي" "8/ 38".
قلت أيضا: والرواية الأخيرة -رواية أبي عاصم والترمذي التي هي من طريق المثنى- لا تصلح شاهدة، ولا تعارض الحديث في كونها تشير إلى أن هناك ترددا في اسم الصحابي؛ وذلك لضعف المثنى واختلاطه، وتبقى لنا الرواية الأولى وفيها بالدرجة الأولى عنعنة حجاج وهو مدلس. وقد وجدنا لها شاهدا، ففي "المنتقى" لابن الجارود حديث رقم "788": حدثنا محمد بن مسلم بن وارة الرازي، قال: حدثنا محمد بن سعيد بن سابق، قال: ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عن منصور -يعني: ابن المعتمر- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص قال: كان لرجل من بني مدلج جارية، فأصاب منها ابنا، فكان يستخدمها، فلما شبَّ الغلام دُعي بها يوما فقال: اصنعي كذا وكذا، فقال الغلام: لا تأتيك، حتى متى تستأمر أمي؟! قال: فغضب أبوه فخذفه بسيفه، فأصاب رجله أو غيرها فقطعها، فنزف الغلام فمات، فانطلق في رهط من قومه إلى عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ: يَا عدو نفسه، أنت الذي قتلت ابنك؟ لولا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا يقاد الأب بابنه" لقتلتك، هلم ديته. قال: فأتاه بعشرين أو ثلاثين ومائة بعير، قال: فتخير منها مائة فدفعها إلى ورثته، وترك أباه.
أخرجه البيهقي "8/ 38, 39"، والدارقطني مختصرا "3/ 140, 141" وهذا إسناد حسن.
وللحديث شاهد آخر منقطع، أخرجه أحمد "1/ 16":
حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا جعفر -يعني: الأحمر- عن مطرف، عن الحكم، عن مجاهد قال: خذف رجل ابنا له بسيف فقتله، فرفع إلى عمر فقال: لولا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا يقاد الوالد من ولده" لقتلتك قبل أن تبرح. وهذا كما قلنا: "منقطع"؛ فمجاهد لم يسمع من عمر.
وللحديث شاهد آخر ضعيف، أخرجه الحاكم "2/ 216" و"4/ 368"، فالحديث الآن -من حديث عمر- حديث حسن.
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس، وهو شاهد ضعيف، إلا أنه يزيد الحديث حسنا:
فأخرج الترمذي "تحفة" "4/ 656" من طريق: إسماعيل بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، وعن طاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا تقام الحدود في المساجد، ولا يقتل الوالد بالولد"، ثم قال الترمذي عقبه: هذا حديث لا نعرفه بهذا الإسناد مرفوعا, إلا من حديث =(1/96)
42- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: أَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَالٍ فَرَدَدْتُهُ. قَالَ: فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ: "مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَرُدَّ مَا أَرْسَلْتُ بِهِ إِلَيْكَ؟! " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتَ لِي: "إِنَّ خَيْرًا لَكَ أَنْ لَا تَأْخُذَ مِنَ النَّاسِ". قَالَ: "إِنَّمَا ذَاكَ أَنْ تَسْأَلَ النَّاسَ، وَمَا جَاءَكَ عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ, رَزَقَكَهُ اللَّهُ عز وجل".
__________
= إسماعيل بن مسلم، وإسماعيل بن مسلم المكي تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. ونقل المباركفوري عن الحافظ قوله، لكن تابعه الحسن بن عبيد الله العنبري عن عمرو بن دينار.
قلت: متابعة العنبري هذه أخرجها: الدارقطني في "سننه" "3/ 142" لكنها متابعة ضعيفة فيما دون العنبري، وتابعه سعيد بن بشير كما في "مستدرك الحاكم" "4/ 369". وحديث الترمذي -أعني: حديث إسماعيل بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار- أخرجه ابن ماجه "حديث رقم 2661"، والدارمي "2/ 10"، والدارقطني "3/ 141"، والبيهقي "8/ 39".
وراجع أيضا: "مجمع الزوائد" "6/ 288"، و"تلخيص الحبير" "1/ 336"، وأبا نعيم في "الحلية" "4/ 18".
هذا، وقد ورد هذا الحديث في كتاب "العلل" للدارقطني "2/ 107" فقال: هو حديث يرويه عمرو بن شعيب، واختلف عليه فيه، فرواه الحجاج بن أرطأة والمثنى بن الصباح ومحمد بن عجلان وعبد الله بن لهيعة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرو بن شعيب، واختلف عنه، فرواه إسماعيل بن عياش، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده.
ورواه علي بن مسهر, عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ, عَنْ أَبِيهِ، عن عمر.
ورواه مالك بن أنس, وحماد بن سلمة، وأبو خالد الأحمر, وهشيم, ويزيد بن هارون, وغيرهم، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عمرو بن شعيب مرسلا، عن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم.
وكذلك رواه عبد الكريم أبو أمية, عن عمرو بن شعيب مرسلا أيضا, عن عمر.
والمرسل أولى بالصواب.
ورواه إبراهيم بن رستم المروزي, عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ يحيى بن سعيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عمر.
ووهم، وإنما رواه حماد بن سلمة, عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عمرو بن شعيب مرسلا, عن عمر.
42 صحيح لغيره: =(1/97)
43- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، عَنْ صَالِحِ بْنِ حيي، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَلَّقَ حفصة، ثم راجعها.
__________
= فهشام بن سعد، وإن كان فيه كلام إلا أنه من أثبت الناس في زيد بن أسلم.
وللحديث شواهد:
1- أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة "2/ 292"، قال أحمد: حدثنا يزيد، أنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قتادة, عن عبد الملك، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من أتاه الله من هذا المال شيئا من غير أن يسأله فليقبله؛ فإنما هو رزق ساقه الله -عز وجل- إليه"، وأخرجه أحمد أيضا "2/ 323، 490".
2- قال أحمد "4/ 220, 221": حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حدثني أبو الأسود عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خالد بن عدي الجهني قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنِ بلغه معروف عن أخيه من غير مسألة, ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده؛ فإنما هو رزق ساقه الله -عز وجل- إليه".
3- قال أحمد "6/ 77": ثنا منصور بن سلمة، قال: ثنا ليث، عن يزيد بن الهاد، عن عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ، أن عبد الله بن عامر بعث إلى عائشة بنفقة وكسوة, فقالت للرسول: إني يا بني لا أقبل من أحد شيئا. فلما خرجت قالت: ردوه علي, فردوه، فقالت: إني ذكرت شيئا قاله لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "يا عائشة, من أعطاك عطاء بغير مسألة فاقبليه؛ فإنما هو رزق عرضه الله لكِ". وأخرجه أحمد أيضا "6/ 259".
43 صحيح:
والحديث أخرجه أبو داود "حديث رقم 2283" كتاب الطلاق، باب "38": في المراجعة، وابن ماجه في كتاب الطلاق "رقم 2016".
والنسائي في كتاب الطلاق، باب: الرجعة "6/ 178".
وقال ابن كثير في "تفسيره": قال ابن أبي حاتم: ثنا حاتم بن محمد بن ثواب بن سعيد الهباري، ثنا أسباط بن محمد، عن سعيد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "طلق رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- حفصة، فأتت أهلها، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} ، فقيل له: راجعها؛ فإنها صوّامة قوّامة، وهي من أزواجك ونسائك في الجنة".
ورواه ابن جرير, عن ابن بشار، عن عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة, فذكره مرسلا.
وقد ورد من غير وجه: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَلَّقَ حَفْصَةَ, ثُمَّ راجعها".(1/98)
44- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ, أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا تُفتح الدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ إِلَّا أَلْقَى اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" وَأَنَا أشفق من ذلك.
__________
44 ضعيف:
ففي سنده: ابن لهيعة، وقد ضُعِّف لاختلاطه.
وفيه أيضا: مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لبيبة, كثير الإرسال. في "الخلاصة": ليس حديثه بشيء، وفي "الميزان": مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي لبيبة, عن سعيد بن المسيب، قال: يحيى ليس حديثه بشيء، وقال الدارقطني: ضعيف.
وأبو سنان الدؤلي هو: يزيد بن أمية، مشهور بكنيته، ثقة، من الثانية، ومنهم من عده في الصحابة، ولم يذكر له سماع من عمر.
والحديث أخرجه: أحمد في "مسنده" "1/ 16".(1/99)
3- مُسْنَدُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
45- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ نَبِيِّهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "لَا يَنكح الْمُحْرِمُ, وَلَا يُنكح".
46- حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: ثَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي حُمْرَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَيْسَ لِابْنِ آدَمَ حَقٌّ فِي سِوَى هَذِهِ الْخِصَالِ: بَيْتٌ يَسْكُنُهُ، وَثَوْبٌ يُوَارِي بِهِ عَوْرَتَهُ، وَجِلْفُ الْخُبْزِ والماء".
__________
45 صحيح:
والحديث أخرجه: مسلم من طرق عن نبيه بن وهب, به "ص1031"، ومن طرق أيضا غير نبيه عن أبان به "ص1030, 1031"، وأبو داود في الحج، باب "39": المحرم يتزوج "حديث رقم 1841"، والترمذي "تحفة" "3/ 578" باب "23": ما جاء في كراهية تزويج المحرم، وقال: حديث عثمان حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- منهم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وابن عمر, وهو قول بعض فقهاء التابعين، وبه يقول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق، لا يرون أن يتزوج المحرم, وقالوا: إن نكح فنكاحه باطل.
وأخرجه: النسائي في المناسك "5/ 151"، وابن ماجه "حديث 1966"، وأحمد "1/ 57، 64، 65، 68، 69، 73"، وانظر "علل الدارقطني" "1/ 10-12".
46 إسناده حسن, لكنه معلّ:
قال الحافظ في "التهذيب" في ترجمة حريث بن السائب: قال الساجي: قال أحمد: روى عن الحسن، عن حمان، عن عثمان حديثا منكرا -يعني: الذي أخرجه الترمذي- وقد ذكر الأثرم عن أحمد علته، فقال: سئل أحمد عن حريث؟ فقال: هذا شيخ بصري، روى حديثا منكرا عن الحسن, عن حمران, عن عثمان: "كل شيء فضل عن ظل بيت وجلف الخبز وثوب يواري عورة ابن آدم، فلا حق لابن آدم فيه". قال: قلت: قتادة يخالفه؟ قال: نعم، سعيد عَنْ قَتَادَةَ, عَنِ الْحَسَنِ, عَنْ حمران, عن رجل من أهل الكتاب، قال أحمد: حدثناه روح، ثنا سعيد، عن قتادة, به.
والحديث أخرجه: الترمذي، من طريق عبد بن حميد "تحفة" "7/ 4"، وقال: هذا حديث =(1/100)
47- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ, ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ فَرُّوخَ, أَنَّ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ ابْتَاعَ مِنْ رَجُلٍ أَرْضًا، فَنَدِمَ الرَّجُلُ فَاسْتَقَالَهُ، فَأَقَالَهُ عُثْمَانُ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَدْخَلَ اللَّهُ الْجَنَّةَ رَجُلًا كَانَ سَهْلًا, بَائِعًا وَمُشْتَرِيًا, وَقَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا".
48- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ. فَقَالَ: لَا أَقْضِي بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَلَا أَؤُمُّهُمَا. قَالَ: فَإِنَّ أَبَاكَ قَدْ كَانَ يَقْضِي! فَقَالَ: إِنَّ أَبِي كَانَ يَقْضِي؛ فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فإذا
__________
= صحيح، وهو حديث حريث بن السائب، وسمعت أبا داود سليمان بن سلم البلخي يقول: قال النضر بن شميل: "جلف الخبز: ليس معه إدام".
وأخرجه أحمد "1/ 62" من طريق حريث أيضا.
وأخرجه الحاكم في "مستدركه" "4/ 312"، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح.
هذا، وقد قال الدارقطني -رحمه الله- في "العلل" "3/ 29, 30": والصواب: عن حمران, عن بعض أهل البيت.
47 ضعيف:
في سنده: عطاء بن فروخ، وهو مقبول، ومعنى "مقبول": مقبول إذا تُوبِع، وإلا فلين، وأيضا فقد نقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" عن علي بن المديني في "العلل" أنه لم يلق عثمان, رضي الله عنه.
والحديث أخرجه: أحمد "1/ 58، 67، 70" من طريق عطاء، وأحمد أيضا "1/ 58"، من طريق شعبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سمعت رجلا يحدث عن عثمان به.
والحديث أخرجه: ابن ماجه في التجارات، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عطاء به "رقم 2202"، والنسائي في البيوع.
48 ضعيف:
فيه: أبو سنان عيسى بن سنان الحنفي القسملي الفلسطيني, نزيل البصرة, لين الحديث.
وزيد بن عبد الله موهب: لم أقف له على ترجمة. =(1/101)
أَشْكَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْءٌ سَأَلَ جِبْرِيلَ، وَإِنِّي لَا أَجِدُ مَنْ أَسْأَلُهُ، وَإِنِّي لَسْتُ مِثْلَ أَبِي، وَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الْقُضَاةَ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ حاف فَمَالَ بِهِ الْهَوَى؛ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَكَلَّفَ الْقَضَاءَ فَقَضَى بِجَهْلٍ، فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ اجْتَهَدَ فَأَصَابَ؛ فَذَلِكَ يَنْجُو كَفَافًا, لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ. قَالَ: وَقَالَ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنِ عَاذَ بِاللَّهِ, فَقَدْ عَاذَ "بِمَعَاذٍ"1"؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ أَنْ تَجْعَلَنِي قَاضِيًا. فَأَعْفَاهُ وَقَالَ: "لَا تُخْبِرَنَّ"2 أَحَدًا.
__________
= والحديث في "مسند أحمد" مختصرا "1/ 66" أنبأنا أَبُو سِنَانٍ, عَنْ يَزِيدَ بْنِ موهب، وبمراجعة ترجمة يزيد بن موهب من "تعجيل المنفعة" قال ما نصه:
يزيد بن موهب عن عثمان، وعنه أبو سنان، قال ابن أبي حاتم: يزيد بن موهب الأملوكي عن مالك بن يخامر، وعنه ابنه موسى، فلعله هذا.
قلت "أي الحافظ": ليس هو هذا، بل هذا يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ موهب، نُسب لجده.
وقال البخاري في ترجمته في "التاريخ الكبير" "3/ 365": يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ موهب، قاضي أهل الشام، سمع منه رجاء وأبو سنان.
قلت: فعلى قول الحافظ ابن حجر والبخاري يكون أبو سنان مجهولا، وساق الترمذي الحديث مختصرا, قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عبد الملك، يحدث عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، أَنَّ عثمان قال لابن عمر, فذكر نحوه مختصرا، وأكثر ألفاظه مغايرة.
قال الترمذي: وفي الحديث قصة، وفي الباب عن أبي هريرة، وحديث ابن عمر حديث غريب، وليس إسناده عندي بمتصل، وعبد الملك روى عنه المعتمر هذا، هو: عبد الملك بن أبي جميلة، "تحفة" "4/ 552".
وتوقف الشيخ أحمد شاكر عن تصحيح الحديث، وقال: في إسناده بحث ... ثم قال: فإن كان يزيد الراوي هنا هو ابن عبد الله بن موهب -والراجح أنه هو- كان الإسناد في غالب الظن منقطعا؛ لأن رجاء بن أبي سلمة الذي سمع منه -كما ذكر البخاري- مات سنة 161، عن 70 سنة، أي: إنه ولد سنة 91، فلا يستقيم أن يسمع من يزيد، إلا إن كان يزيد عاش إلى ما بعد 100 سنة، فيبعد جدا أن يكون أدرك عثمان، وإلا كان من المعمرين المعروفين بكثرة الرواية، إذ =
__________
1 في "س، ك": مَعَاذًا.
2 في "ك": "لا تجبرون"، وفي "س" وردت على الوجهين: "لا تخبرن، لا تجبرن".(1/102)
49- حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمْرَانُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ, وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ عَلِمَ أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ حَقٌّ وَاجِبٌ -أَوْ: حَقٌّ مَكْتُوبٌ- دَخَلَ الْجَنَّةَ".
50- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ نِصْفِ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كقيام ليلة".
__________
= يكون قد عاش نحو الثمانين أو أكثر، وأبو سنان القسملي في حديثه لين، وأما الحافظ الهيثمي فقد أراح نفسه, فذكر الحديث في "مجمع الزوائد" "5/ 200" وقال: "يزيد لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلت: بالنظر إلى رواية أحمد ورأي الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" في "يزيد بن موهب" ورأي البخاري في "التاريخ الكبير" في "يزيد" يُحكم على الحديث بالضعف من هذا السند.
والحديث ذكره أبو حاتم في "العلل" "1/ 468"، وقال: وهو عن عثمان مرسل، والجزء المرفوع منه له شواهد صحيحة في "البخاري" وغيره.
49 ضعيف الإسناد:
في إسناده عبد الملك بن عبيد, أو ابن عبيدة، وهو مجهول.
والحديث أخرجه: أحمد، من طريق عمران، عن عبد الملك به "1/ 60"، وابن خزيمة في كتاب "توحيد الأسماء والصفات" من طريق عبد الملك أيضا "ص350".
50 إسناده صحيح:
والحديث أخرجه: مسلم "ص454"، وأحمد "1/ 58، 68"، وأبو داود في الصلاة، باب: في فضل صلاة الجماعة "حديث 555"، والترمذي في الصلاة، باب: ما جاء في فضل العشاء, والفجر في جماعة, "تحفة" "2/ 12"، وقال: حديث عثمان حديث حسن صحيح، وقد روي هذا الحديث عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عمرة عن عثمان موقوفا، وروي من غير وجه عن عثمان مرفوعا.
وانظر "علل الدارقطني" "3/ 48, 49".(1/103)
51- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زَهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنِّي كُنْتُ كَتَمْتُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَرَاهِيَةَ تَفَرُّقِكُمْ عَنِّي، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ؛ لِيَخْتَارَ امْرُؤٌ لِنَفْسِهِ مَا بَدَا لَهُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَنَازِلِ".
52- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ وَرْدَان، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: كُنْتُ أَنْطَلِقُ فَأَبْتَاعُ التَّمْرَ، فَأَكْتَالُهُ فِي أَوْعِيَتِي ثُمَّ أَهْبِطُ بِهِ إِلَى السُّوقِ، فَأَقُولُ: فِيهِ كَذَا وَكَذَا مَكِيلَةً، فَآخُذُ رِبْحِي وَأَتَخَلَّى
__________
51 ضعيف:
في إسناده أبو صالح مولى عثمان، وهو إلى الجهالة أقرب.
والحديث أخرجه: أحمد "1/ 62، 65، 66"، والترمذي "تحفة" "5/ 308، 409" قُبيل باب الجهاد، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، والنسائي في كتاب الجهاد من "سننه" باب: فضل الرباط "6/ 39".
والحديث ذكره البخاري أيضا في "التاريخ الكبير" في ترجمة بركان, بالموحدة التحتانية "ق2 ج1 ص148".
وللحديث شاهد منقطع من حديث مصعب بن ثابت بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ, عن عثمان, أخرجه أحمد "1/ 61".
52 حسن لغيره:
ففي هذا السند يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وقد كذَّبه بعض العلماء واتهموه بسرقة الحديث، وفيه ابن لهيعة، وكان قد اختلط، وكذلك فموسى به وردان إلى الضعف أقرب، لكن يحيى قد توبع، وابن لهيعة روى عنه ابن المبارك قبل الاختلاط.
والحديث أخرجه: أحمد من طريق ابن لهيعة "1/ 62"، وابن ماجه "حديث رقم 2230" كتاب التجارات، باب: بيع المجازفة, من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، عن ابن لهيعة بلفظ: =(1/104)
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا بَقِيَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يَا عُثْمَانُ، إِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ، وَإِذَا بِعْتَ فكِلْ".
53- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي، وَلَمْ تَنَلْهُ مَوَدَّتِي".
__________
= "إذا سمّيت الكيل, فكله".
وفي "مجمع الزوائد" "4/ 98" رواه أحمد, وإسناده حسن.
وأخرجه الدارقطني "3/ 8" فقال: ثنا إبراهيم بن حماد، ثنا أحمد بن منصور ومحمد بن إسحاق ومحمد بن إسماعيل السلمي، قالوا: نا أبو صالح، حدثني يحيى بن أيوب، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عن منقذ مولى سراقة، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لعثمان: "إِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ، وَإِذَا بِعْتَ فكل" وأخرجه البيهقي "5/ 315"، وهذا يصلح شاهدا للحديث.
وحديث الباب -حديث ابن لهيعة عن موسى بن وردان- أخرجه البيهقي "5/ 315"، وقال بعده: رواه ابن المبارك والوليد بن مسلم، وجماعة من الكبار، عن ابن لهيعة، ورواه إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي فروة عن سعيد.
أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح المحاربي بالكوفة، أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، ثنا مالك بن إسماعيل أبو غسان، ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي فروة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عثمان بن عفان ...
فذكره نحوه. البيهقي "5/ 315".
وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" نحوا من لفظ ابن ماجه "6/ 363".
والحديث ذكره البخاري في "صحيحه" -أعني: حديث الباب- معلقا بصيغة التضعيف، فقال في كتاب البيوع، باب: الكيل على البائع والمعطي: "ويذكر عن عثمان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ له: "إذا بعت فكل، وإذا ابتعت فاكتل" " "فتح" "4/ 344".
وقال الحافظ في "الفتح" بعد أن عزاه إلى البزار أيضا: وفيه ابن لهيعة، ولكنه من قديم حديثه؛ لأن ابن عبد الحكم أورده في "فتح مصر" من طريق الليث عنه.
قلت: وعزاه بعض الحفاظ إلى عبد الرزاق أيضا.
53 ضعيف: =(1/105)
54- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ فِرَاسٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ قال حين يصبح: باسم اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ, وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، حُفظ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي حُفظ حَتَّى يُصْبِحَ".
__________
= في إسناده حصين بن عمر، وهو متروك.
والحديث أخرجه: أحمد "1/ 72" قال أبو عبد الرحمن, يعني: عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حنبل: "وجدت في كتاب أبي"، قال أحمد شاكر: وهذا الحديث مما وجده عبد الله بخط أبيه، ولم يسمعه منه، فأثبته في "المسند"، ولعل أحمد ترك قراءته في "المسند" لهذا الضعف الشديد.
والترمذي في المناقب، مناقب العرب, "تحفة" "10/ 429".
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي, عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي.
54 صحيح لغيره:
هذا الإسناد فيه يزيد بن فراس، مجهول، ولكنه قد توبع، فالحديث أخرجه: أحمد "1/ 62، 66".
والترمذي في الدعوات، باب: ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.
وابن ماجه "حديث 3869" كلهم من طريق: أبي الزناد، عن أبيه، عن أبان بن عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عفان فذكر نحوه مرفوعا، وأخرجه الحاكم "1/ 514"، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح.
وأخرجه أحمد "1/ 72" من طريق محمد بن كعب، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عثمان, به مرفوعا.
وأخرجه أبو داود، وفي إسناده رجل لم يسم "حديث 5088".
وانظر "العلل" لابن أبي حاتم، إذ إنه أعل بعض طرقه هناك "2/ 196، 197، 205".
وانظر أيضا "علل الدارقطني" "3/ 7, 8".(1/106)
55- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ".
56- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّ عَامِرَ بن سعد بن وَقَّاصٍ أَخْبَرَهُ, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: قَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ بِفِنَاءِ أَحَدِكُمْ نَهْرٌ يَجْرِي يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، مَاذَا كَانَ مُبْقِيًا مِنْ دَرَنِهِ؟ " قَالُوا: لَا شَيْءَ، قَالَ: "فَإِنَّ الصَّلَوَاتِ يُذْهِبْنَ الذُّنُوبَ, كَمَا يُذهب الْمَاءُ الدَّرَنَ".
57- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانَ فَدَعَا بِطَهُورٍ؛ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ، فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لما قبلها من الذنوب،
__________
55 صحيح:
والحديث أخرجه: مسلم في "صحيحه" "ص54" كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا، وأخرجه أحمد "1/ 65، 69".
56 صحيح لغيره:
والحديث أخرجه: أحمد "1/ 71, 72"، وابن ماجه في الصلاة "حديث رقم 1397".
وللحديث شواهد متكاثرة، منها: ما أخرجه مسلم "ص209" من حديث أبي هريرة مرفوعا: "الصلوات الخمس, والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن".
57 صحيح لغيره: =(1/107)
مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرَةٌ، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ".
58- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ يُحَدِّثُ أَبَا بُرْدَةَ، عَنْ عُثْمَانَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ؛ فَالصَّلَوَاتُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ".
59- أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثَنَا عَوْفٌ عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ تَوَضَّأَ فَأَتَمَّ وُضُوءَهُ ثُمَّ اسْتَضْحَكَ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مِمَّ ضَحِكْتُ؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: فَإنِي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَوَضَّأَ فَأَتَمَّ وُضُوءَهُ ثُمَّ اسْتَضْحَكَ، فَقَالَ: "أتدرون مِمَّ ضحكت؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: "فَإِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَتَمَّ وُضُوءَهُ, ثُمَّ دَخَلَ الصَّلَاةَ فَأَتَمَّ صَلَاتَهُ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كما ولدته أمه".
__________
= ففي الإسناد عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي، الأموي، المعروف بـ"الأشدق"، ووهم من زعم أن له صحبة وإنما لأبيه رؤية، وكان مسرفا على نفسه.
أما الحديث فقد أخرجه مسلم "ص206".
وللحديث شاهد من حديث حمران، عن عثمان، عند "مسلم"، مرفوعا: "من توضأ هكذا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة"، وأيضأ: "لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه, ثم يصلى الصلاة إلا غفر لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ التي تليها" مسلم "ص206, 207"، وللحديث شواهد أخرى عند أحمد. انظر "المسند" "1/ 66, 67, 68"، وانظر الحديث السابق.
58 صحيح:
حمران بن أبان سبق "46".
والحديث أخرجه: مسلم في الطهارة "ص208"، وأحمد "1/ 57، 66، 69"، وابن ماجه في الطهارة "حديث رقم 459"، والنسائي في الطهارة "1/ 77".
59 صحيح لغيره: =(1/108)
60- حَدَّثَنِي مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، ثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثم صلى؛ غفر الله مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى".
61- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: قَالَ حُمْرَانُ بْنُ أَبَانَ: كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ, إِذْ أَتَاهُ مُؤَذِّنُهُ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَاءَهُ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ أَمْرًا، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أَسْكُتَ". فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنَا؛ فَإِنْ يَكُ خَيْرًا سَارَعْنَا فِيهِ، وَإِنْ يك غير ذلك ننته عَنْهُ، فَقَالَ: "مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ, ثُمَّ يُصَلِّي كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ, إِلَّا كَفَّرَتْ ما قبلها من ذنب".
62- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قال: ثنا إسرائيل،
__________
= ففي هذا السند معبد الجهني, هو: ابن خالد القَدَري، ويقال: إنه ابن عبد الله بن عكيم، ويقال: اسم جده: عويمر، صدوق، مبتدع، وهو أول من أظهر القَدَر بالبصرة.
والحديث أخرجه: أحمد "1/ 61"، و"معبد" -كما رأيت- مبتدع، إلا أن للحديث شواهد من غير هذه الطريق، انظر الأحاديث الثلاثة المتقدمة، وله شواهد أخرى أيضا، انظر: "مسند أحمد" "1/ 58".
60 صحيح لشواهده:
ففي "محاضر" كلام يسير، وقد قال الحافظ ابن حجر فيه: صدوق، له أوهام.
إلا أن الحديث أخرجه البخاري مع اختلاف يسير في اللفظ, في كتاب الطهارة، باب: الوضوء ثلاثا ثلاثا "فتح" "1/ 259"، ومسلم "ص205, 206"، وأحمد "1/ 57".
61 صحيح، وقد تقدم معناه.
62 في بعض رجال إسناده كلام: =(1/109)
عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَتَوَضَّأُ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَمَضْمَضَ "وَاسْتَنْشَقَ"1 ثَلَاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا، ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلَاثًا, ثُمَّ خلّل أصابعه وخلّل لحيته حِينَ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتُمُونِي فعلت.
__________
= ألا وهو عامر بن شقيق؛ فقد قال الحافظ في ترجمته في "التقريب": لين الحديث، من السادسة. وقال في "التهذيب": قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وليس من أبي وائل بسبيل. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. قال الحافظ: قلت: صحّح الترمذي حديثه في التخليل، وقال في "العلل الكبير": قال محمد: أصح شيء في التخليل عندي حديث عثمان.
قلت: إنهم يتكلمون في هذا؟ فقال: هو حسن. وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم.
والحديث أخرجه: الترمذي مختصرا جدا, بلفظ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يخلل لحيته" "تحفة" "1/ 133".
وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال الترمذي قبل أن يسوق الحديث: قال محمد بن إسماعيل: أصح شيء في هذا الباب: حديث عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي وائل، عن عثمان.
وأخرجه ابن ماجه مختصرا أيضا "ص148"، كتاب الطهارة، باب: ما جاء في تخليل اللحية "حديث رقم 430".
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" "1/ 78, 79 حديث رقم 152"، والحاكم في "المستدرك" "1/ 148, 149"، وقال: قد اتفق الشيخان على إخراج طرق لحديث عثمان في دبر وضوئه, ولم يذكرا في روايتهما تخليل اللحية ثلاثا، وهذا إسناد صحيح قد احتجا بجميع رواته غير عامر بن شقيق، ولا أعلم في عامر بن شقيق طعنا بوجه من الوجوه، وتعقبه الذهبي فقال: ضعَّفه ابن معين, قال: وله شاهد صحيح عن عمار وأنس وعائشة، رضي الله عنهم. ثم ذكر =
__________
1 في "ك": واستنثر.(1/110)
4- مِنْ مُسْنَدِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
63- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى وَضَعَ قَدَمَيْهِ بَيْنِي وَبَيْنَ فَاطِمَةَ، فَعَلَّمَنَا مَا نَقُولُ إِذَا أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا: "ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً".
قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ. فَقَالَ رَجُلٌ لَهُ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟! قَالَ: وَلَا ليلة صفين.
__________
= أحاديثهم.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" "1/ 87": "فائدة: قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ليس في تخليل اللحية شيء صحيح. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: لا يثبت عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- في تخليل اللحية شيء".
وقال الحافظ الزيلعي في "نصب الراية": أمثلها "أي: أحاديث تخليل اللحية" حديث عثمان.
والحديث أخرجه: الدارقطني في الطهارة، باب: ما روي في الحث على المضمضة "1/ 86".
63 صحيح:
وأخرجه: أحمد "رقم 1228 بتحقيق أحمد شاكر"، والنسائي في "اليوم والليلة" "226/ 3"، وأخرجه البخاري من طريق: الحكم ومجاهد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى، عن علي به, مرفوعا في النفقات "فتح" "9/ 506"، ومسلم في الدعوات "ص 2091"، وأحمد أيضا من طرق عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى "رقم 604, 740, 1141"، ولمزيد بحث انظر: "علل الدارقطني" "3/ 280، فما بعدها".(1/111)
64- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بُدْنه أَنْ أُمْضِيَ لُحُومَهَا وَجُلُودَهَا وَجِلَالَهَا فِي الْمَسَاكِينِ، وَلَا أُعْطِيَ الْجَزَّارَ مِنْهَا شَيْئًا، وَقَالَ: "نَحْنُ نُعْطِيهِ الْأَجْرَ مِنْ عِنْدِنَا".
65- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّا قَدْ عَفَوْنَا لَكُمْ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ؛ فَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ: مِنْ كل أربعين درهما درهم".
__________
64 صحيح:
وأخرجه البخاري في الحج، باب: الجلال للبدن "فتح" "3/ 549"، وأشار هناك إلى "الأطراف".
ومسلم في الحج "ص954"، وأحمد رقم "593، 894، 897، 1002، 1003 بتحقيق الشيخ أحمد شاكر"، وأبو داود في الحج "20-30" باب: كيف تنحر البدن؟ "حديث رقم 1769"، والنسائي في المناسك "الكبرى" "266/ 1، 2"، وابن ماجه في المناسك "حديث رقم 3099"، باب: من جلّل بدنه.
ولمزيد انظر: "علل الدارقطني" "3/ 271".
65 سند ضعيف:
ففيه: الحارث, هو الأعور كما في "سنن أبي داود" وهو: ابن عبد الله الكوفي أبو زهير، صاحب علي، كذبه الشعبي في رأيه، ورُمي بالرفض، وفي حديث ضعف، وفي السند أيضا أبو إسحاق السبيعي, مدلس وقد عنعن، لكن قد روى أبو إسحاق هذا الحديث من طريق عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، فمن ثم فقد صحح بعض أهل العلم هذا الحديث؛ وذلك لمتابعة عاصم للحارث لكن قد اختلف على عاصم أيضا, فمرة رواه موقوفا، ومرة رواه مرفوعا, وهذا بعض البيان لذلك.
فالحديث؛ أخرجه أبو داود في كتاب الزكاة، من طريق الحارث عن علي, عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم "حديث 1574"، وأخرجه أبو داود من طريق أبي عوانة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بن ضمرة، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم "حديث 1574"، وقال في آخره: وروى حديث النفيلي: شعبة وسفيان وغيرهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ عن علي. لم يرفعوه, =(1/112)
66- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا عَوَّذَ الْمَرِيضَ قَالَ: "أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، وَلَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ, شفاء لا يغادر سقما" ".
__________
= [أوقفوه على علي] .
وأخرجه: أحمد من طريق أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضمرة، عن علي مرفوعا "1/ 92، 113, 114، 145، 148".
ومن طريق أَبِي إِسْحَاقَ, عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ علي, مرفوعا: "1/ 121، 132، 146"، والدارمي من طريق عاصم بن ضمرة "1/ 383" كتاب الزكاة، باب: زكاة الوَرِق، وأخرجه الترمذي في الزكاة، باب: ما جاء في زكاة الذهب والورق "تحفة" "3/ 249" من طريق أبي عوانة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بن ضمرة، عن علي مرفوعا به بزيادة، وقال: روى هذا الحديث الأعمش وأبو عوانة وغيرهما، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بن ضمرة، عن علي. وروى سفيان الثوري وابن عيينة وغير واحد عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عن علي.
قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقال: كلاهما عندي صحيح عن أبي إسحاق، يحتمل أن يكون عنهما جميعا.
والنسائي من طريق أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضمرة، عن علي به مرفوعا "5/ 27"، وأخرج أحمد في "مسنده" "1/ 18" من حديث عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- لم يأخذ من الخيل والرقيق صدقة".
وحديث علي حسنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" كتاب الزكاة، باب: ليس على المسلم في عبده صدقة، وقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعا: "ليس على المسلم صدقة في عبده, ولا في فرسه". "فتح" "3/ 327".
وانظر "علل الدارقطني" "3/ 156-158".
66 متن صحيح, وإسناد ضعيف:
فهذا إسناد ضعيف، ففيه الحارث الأعور، وقد كذب كما سبق بيانه، وفيه أيضا عنعنة أبي إسحاق، لكن الحديث أخرجه البخاري من طرق أخرى من حديث عائشة -رضي الله عنها- في كتاب المرضى من "صحيحه"، "فتح" "10/ 131" بلفظه، ومسلم "ص1722".
وحديث الباب أخرجه: الترمذي في الدعوات، باب: في دعاء المريض, "تحفة" "10/ 10".(1/113)
67- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَلِيُّ، إِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، وَأَكْرَهُ لَكَ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي؛ لَا تَقْرَأْ وَأَنْتَ رَاكِعٌ وَلَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ، وَلَا تُصَلِّ وَأَنْتَ عَاقِصٌ شَعْرَكَ؛ فَإِنَّهُ كِفْلُ الشَّيْطَانِ، وَلَا تُقْع بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَلَا تعبث بالحصا، وَلَا تَفْتَحْ عَلَى الْإِمَامِ، وَلَا تَخَتَّمْ بِالذَّهَبِ، وَلَا تَلْبَسِ الْقَسِّيَّ، وَلَا تَرْكَبِ الْمَيَاثِرَ، وَلَا تَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْكَ".
68- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوتِرُ بِتِسْعِ سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} ، وَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} ، و {إِذَا زُلْزِلَتِ " الْأَرْضُ "} ،
__________
67 إسناد ضعيف:
انظر الإسناد السابق.
والحديث أخرجه: الترمذي في الصلاة، باب: ما جاء في كراهية الإقعاء بين السجدتين "تحفة" "2/ 157"، وقال: هذا حديث لا نعرفه من حديث علي، إلا من حديث أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ علي، وقد ضعف بعض أهل العلم الحارث الأعور.
وأخرجه ابن ماجه مختصرا "حديث رقم 895"، وأحمد مختصرا "رقم 619 بتحقيق أحمد بن شاكر"، وأبو داود مختصرا مقتصرا على جزء من الحديث, وهو: "يا علي، لا تفتح على الإمام في الصلاة" "1/ 559 حديث رقم 908"، وقال أبو داود: لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث، ليس هذا منها.
قلت: لبعض ألفاظ الحديث شواهد صحيحة وقوية، والبعض الآخر ضعيف.
ولمزيد بحث؛ انظر: "علل الدارقطني" "3/ 105, 106".
68 ضعيف:
رجال هذا السند تقدموا في الحديث السابق.
وبهذا السند أخرجه أحمد "رقم 678"، وأخرجه الترمذي في أبواب الوتر من كتاب الصلاة، باب: ما جاء في الوتر بثلاث, "تحفة" "2/ 548".
__________
1 من "س، ز".(1/114)
وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ: {وَالْعَصْرِ} ، وَ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} ، وَ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {تَبَّتْ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .
69- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبتغَى الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِي, كَمَا تُبتغَى الضَّالَّةُ لا توجد".
70- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَيْسَ الْوِتْرُ بِحَتْمٍ كَالصَّلَاةِ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ؛ فَلَا تَدَعُوهُ.
71- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَئِنْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي إِثْرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ رَكْعَتَيْنِ، إِلَّا العصر والفجر.
__________
69 ضعيف:
وانظر الإسناد السابق.
وبهذا السند أخرجه أحمد "رقم 675، 720".
70 حسن:
وأبو إسحاق، وإن كان مدلسا إلا أن الراوي عنه هنا شعبة، أما عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي, فهو صدوق.
وقد أخرجه أحمد "رقم 786"، بزيادة: "ولكنه سنة مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- وإن الله -عز وجل- وتر يحب الوتر".
وأخرجه أبو داود "رقم 1416"، والترمذي في الصلاة، باب: ما جاء أن الوتر ليس بحتم، وقال: حديث حسن "تحفة" "2/ 536"، والنسائي في قيام الليل، باب: الأمر بالوتر "حديث 1676"، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب: في الوتر "حديث 1169"، والحاكم "1/ 300".
71 حسن: =(1/115)
72- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَوَّلِهِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ".
73- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ أَنَّ عَلِيًّا اشْتَكَى، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ بَلَاءٌ فَصَبِّرْنِي، وَإِنْ كَانَ إِلَى أَجَلٍ فَعَافِنِي. قَالَ عَلِيٌّ: فَمَرَّ بِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا أَقُولُ ذَلِكَ، فَقَالَ: "كَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ الْكَلَامَ, فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اشْفِهِ وَعَافِهِ" قَالَ: فشُفيت، فَمَا اشتكيت ذلك الوجع بعد.
__________
= والحديث أخرجه: أبو داود "رقم 1275"، وأحمد "رقم 1012"، وسفيان هنا هو: الثوري، ففي رواية أبي داود: أن الراوي عن سفيان هو محمد بن كثير، وفي رواية أحمد: الراوي عن سفيان هو عبد الرحمن ووكيع، وهولاء يروون عن الثوري.
والثوري أثبت الناس في أبي إسحاق كما في "التهذيب", وكما قال يحيى في "تاريخ دمشق" "ج24 ص271 مخطوطة": وإنما أصحاب أبي إسحاق: سفيان الثوري، وشعبة.
والحديث عزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في الصلاة "18/ 1".
72 حسن:
وأخرجه: أحمد رقم "580 و653"، وأبو إسحاق وإن كان مدلسا, إلا أن الراوي عنه هنا هو شعبة، وشعبة قد قال: كفيتكم تدليس ثلاثة، منهم أبو إسحاق.
وأخرجه ابن ماجه "حديث رقم 1186" بلفظ: "وانتهى وتره إلى السحر".
73 إسناد ضعيف:
ففيه: عبد الله بن سلمة المرادي الكوفي، صدوق تغير حفظه, قال البخاري: لا يتابع على حديثه.
والحديث أخرجه: الترمذي في كتاب الدعوات من "جامعه"، باب: في دعاء المريض، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
والحديث أخرجه: أحمد أيضا "رقم 637، 841، 1057"، وعزاه المباركفوري في "شرح التحفة" إلى الحاكم في "مستدركه"، وابن حبان في "صحيحه".(1/116)
74- أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ النَّبِيَّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ غُفر لَكَ "مَعَ"1 أَنَّهُ مَغْفُورٌ لَكَ؟ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رب السموات السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
75- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَيُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ، ويؤمن بالبعث بعد الموت".
__________
74 إسناده ضعيف:
والحديث أخرجه: أحمد "رقم 712 ج1/ 92"، وأخرجه أحمد "رقم 1363" من طريق أبي إسحاق، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى، عن علي, والحاكم في "مستدركه" "3/ 138" وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي.
أخرجه الترمذي في الدعوات "تحفة" "9/ 478 باب رقم 84"، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من هذا الوجه، إلا من حديث أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ علي.
وفي هذه الطرق عنعن أبو إسحاق وهو مدلس، وحديث دعاء الكرب ثابت في "الصحيح" وغيره من حديث ابن عباس "البخاري" "6345" رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يدعو عند الكرب يقول: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رب السموات والأرض ورب العرش العظيم"، ولكن هنا زيادة: "غفر الله لَكَ، مَعَ أَنَّهُ مَغْفُورٌ لَكَ".
75 سند ضعيف, أما المتن فصحيح بلا شك:
إذ الحديث في سنده رجل مبهم، وكذا رواه أحمد "رقم 1112"، ورواه أحمد "رقم 758" عن شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن علي به, بدون ذكر الرجل.
وأخرجه الترمذي في القدر, وابن ماجه في السنة.
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "حديث رقم 1112": إسناده فيه رجل مبهم، وقد =
__________
1 في "س": على.(1/117)
76- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ, أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "عرا الإيمان أربع، والإسلام توابع عرا الْإِيمَانِ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَبِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ, وَتُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَتَعْلَمَ أَنَّكَ مَبْعُوثٌ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ, وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ, وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".
77- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْخَنْدَقِ: "مَا لَهُمْ؟! مَلَأَ اللَّهُ قُبَورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا, كَمَا حَبَسُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غابت الشمس".
__________
= مضى "758" من طريق: شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن علي -دون واسطة مبهم- والخلاف في هذا قديم، فقد رواه الطيالسي في "مسنده" "رقم 106" عن شعبة, وورقاء عن منصور عن ربعي قال: وقال ورقاء: عن ربعي عن رجل عن علي، ورواه الترمذي "3/ 201"، من طريق الطيالسي عن شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن علي. ثم رواه من طريق: النضر بن شميل "عن شعبة نحوه"، إلا أنه قال: ربعي عن رجل عن علي، ثم قال الترمذي: "حديث أبي داود عن شعبة عندي أصح من حديث النضر، وهكذا روى غير واحد: عن منصور، عن ربعي، عن علي".
ورواه ابن ماجه "1/ 22" من طريق: شريك، عن منصور، عن ربعي، عن علي.
وانظر -إن شئت- "علل الدارقطني" "3/ 196, 197".
76 سنده واهٍ جدا:
الحديث واهٍ جدا بهذا الإسناد، آفته "بشر بن نمير" الكذاب، وفي إسناده القاسم هو: ابن عبد الرحمن الشامي، وقد تكلموا في رواية بشر بن نمير على وجه الخصوص عن القاسم، ووصفوها بالنكارة، والاضطراب كما في "تاريخ دمشق" "ص170 ج25 مخطوطة"، كما أشير إلى ذلك في "تهذيب التهذيب".
77 صحيح:
هشام بن حسان الأزدي، من أثبت الناس في ابن سيرين، وهو ثقة، لكن في روايته عن =(1/118)
78- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ -أَخُو حَمَّادِ بن زيد- قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِفَاطِمَةَ: "قُومِي فَاشْهَدِي أُضْحِيَّتَكِ، أَمَا إِنَّ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا مَغْفِرَةً لِكُلِّ ذَنْبٍ سَلَفَ، أَمَا إِنَّهُ يُؤْتَى بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لُحُومُهَا وَدِمَاؤُهَا سَبْعِينَ ضِعْفًا حَتَّى تُوضَعَ فِي مِيزَانِكَ". قَالَ: فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، أَهَذِهِ لِآلِ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً -وَهُمْ أَهْلٌ لِمَا خُصُّوا بِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ- أَمْ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَالنَّاسِ عَامَّةً؟ فَقَالَ: "لَا، بَلْ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَالنَّاسِ عَامَّةً".
79- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ فِي يَوْمٍ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
__________
= الحسن وعطاء مقال؛ لأنه قيل: كان يرسل عنهما، من السادسة، من رجال الجماعة.
محمد بن سيرين أبو بكر بن أبي عمرة البصري، ثقة، ثبت، عابد، كبير القدر، كان لا يرى الرواية بالمعنى، من الثالثة، من رجال الجماعة.
عبيدة بن عمرو السلماني المرادي, أبو عمرو الكوفي، تابعي، كبير، مخضرم، ثقة، ثبت، كان شريح إذا أشكل عليه شيء سأله، من رجال الجماعة إلى البخاري.
وأصح الأسانيد عن ابن المديني والفلاس هو: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عن علي.
وأخرجه البخاري "حديث 2931، 4111، 4533، 6396"، ومسلم في الصلاة "حديث 627"، وأحمد "رقم 944، 1220".
ومن طرق أخرى عن عبيدة "رقم 591، 1150، 1151"، ومن طرق عن علي "رقم 617، 911، 1036، 1132، 1245, وغيرها".
وأخرجه أيضا: أبو داود "حديث 409"، والترمذي في التفسير "2984"، والنسائي في الصلاة "474".
78 ضعيف جدا:
الحديث ضعيف جدا؛ ففي إسناده عمرو بن خالد الواسطي، كذاب، وقال الأثرم عن أحمد كما في "التهذيب": كذاب, يروي عن زيد بن علي عن آبائه أحاديث موضوعة، يكذب، وكذبه أيضا ابن معين وغيره. ا. هـ.
79 في إسناده من لم أقف على تراجمهم: =(1/119)
لِفَاطِمَةَ: "سَبِّحِي حِينَ تَنَامِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدِي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرِي أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ؛ فَهَذِهِ مِائَةٌ، وَهِيَ أَلْفُ حَسَنَةٍ، مَنْ قَالَهَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَنَامُ فَهِيَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً كُلَّ لَيْلَةٍ، وَكُلُّ عِرْقٍ فِي جَسَدِهِ يُمْحَى عَنْهُ بِهِ سَيِّئَةٌ, ويكتب لَهُ حَسَنَةٌ". قَالَ عَلِيٌّ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ فَاطِمَةَ قَالَتْهَا لِي, وَلَا يَوْمَ صِفِّينَ.
80- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الصَّعْبَةِ، عَنْ أَبِي أَفْلَحَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفِي إِحْدَى يَدَيْهِ ذَهَبٌ وَفِي الْأُخْرَى حَرِيرٌ, فَقَالَ: "هَذَانِ حَرَامٌ عَلَى ذكور أمتي".
__________
= سالم بن عبيد: لم نجد له ترجمة، وقد ترجم البخاري في "التاريخ الكبير" لسالم بن عبد الله: أبو عبيد الله، وذكر هناك بحثا في "الحاشية" حول سالم هذا، لم نستطع من خلاله الجزم بشيء.
ابن عبيد الله: لم نقف له على ترجمة، وفي بعض النسخ: أبي عبد الله.
أبو جعفر, مولى علي: لم نقف له على ترجمة.
80 صحيح لغيره:
في سنده أبو الأفلح الهمداني، وحديثه لا يرتقي للحسن.
والحديث أخرجه: أحمد "1/ 96" من نفس الطريق "1/ 115"، وأبو داود في اللباس، باب "14": في الحرير للنساء "حديث رقم 4057"، والنسائي في الزينة، باب: تحريم الذهب على الرجال "8/ 138"، وابن ماجه "رقم 3595".
وأخرجه أحمد شاهدا له "1/ 407" فقال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، أخبرني نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ قال: "أحل لبس الحرير والذهب لنساء أمتي، وحرم على ذكورها".
وأخرجه أحمد أيضا "1/ 394"، والترمذي "تحفة" أبواب اللباس "5/ 383"، باب: ما جاء في الحرير والذهب للرجال، والنسائي "8/ 139".
لكن أخرجه أحمد "4/ 392، 393"، من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ رجل، عن أبي موسى به, مرفوعا. =(1/120)
81- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو الْفَزَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ, أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ".
82- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: "صَنَعَ لَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ طَعَامًا فَدَعَانَا وَسَقَانَا مِنَ الخمر، فأخذت
__________
= وقال الحافظ في "الفتح" بشأن حديث أبي موسى هذا: أعله ابن حبان وغيره بالانقطاع، وإن رواية سعيد بن أبي هند لم تسمع من أبي موسى.
وللحديث شواهد متكاثرة في البخاري وغيره.
انظر: "فتح الباري" كتاب اللباس "باب25-30 ج10/ 284".
وانظر: "علل الدارقطني" "3/ 260, 261".
81 صحيح غريب:
وهشام بن عمرو الفزاري, وإن قال فيه الحافظ في "التقريب": مقبول, ولكن في "التهذيب" نقل عن ابن معين وأحمد وابن حبان توثيقه، وقال ابن أبي حاتم فيه -كما في "التهذيب" أيضا- ثقة، شيخ قديم. والحديث أخرجه: أبو داود "1427"، وقال أبو داود: هشام أقدم شيخ لحماد، وبلغني عن يحيى بن معين أنه قال: لم يرو عنه غير حماد بن سلمة.
وأخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب: دعاء الوتر مع "التحفة" "10/ 11"، وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث حماد بن سلمة، وأخرجه أيضا ابن ماجه "حديث رقم 1179"، والنسائي في الوتر "3/ 248", وأحمد في "مسنده" "حديث رقم 751".
ولمزيد انظر "علل الدارقطني" "4/ 14, 15".
82 في سنده اضطراب:
أبو عبد الرحمن السلمي هو: عبد الله بن حبيب بن ربيعة، الكوفي، المقرئ.
والحديث أخرجه: الترمذي في التفسير، تفسير سورة النساء. "تحفة" "8/ 380" وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. =(1/121)
الْخَمْرُ مِنَّا، وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَدَّمُونِي فَقَرَأْتُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَنَحْنُ نَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43] .
__________
= وقال المباركفوري: وقد اختلف في إسناده ومتنه، فأما الاختلاف في إسناده؛ فرواه سفيان الثوري وأبو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب، فأرسلوه. وأما الاختلاف في متنه؛ ففي كتاب أبي داود والترمذي ما قدمناه، وفي كتاب أبي جعفر النحاس والنسائي أن المصلي بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وفي كتاب أبي بكر البزار: "أمروا رجلا فصلى بهم" ولم يسمه، وفي حديث غيره: "فتقدم بعض القوم". انتهى كلام المنذري.
وأخرجه أبو داود في الأشربة فقال: "4/ 80 حديث رقم 3671": حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثنا عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: "أن رجلا من الأنصار دعاه". فلا أدري كيف قال المنذري: إنه مرسل في "سنن أبي داود"؟!
وسفيان ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط، فحديثه عنه صحيح، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "الكبرى" [التفسير] ، من طريق: سفيان، عن عطاء، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ علي.
وقال الجصاص في "أحكام القرآن": روى سفيان، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ علي قال: "دعا رجل من الأنصار قوما، فشربوا الخمر، فتقدم عبد الرحمن بن عوف لصلاة المغرب". "أحكام القرآن" "2/ 201".
فمن هذا نرى أن دعوى المباركفوري قد تبددت، ولم يبق منها إلا الاختلاف في المتقدم إلى الصلاة، هل هو علي أم عبد الرحمن بن عوف؟ والظاهر أنه هذا -والله أعلم- يرجع إلى اختلاط عطاء بن السائب.
والحديث عزاه السيوطي في "الدر المنثور" بالإضافة إلى ما ذكرناه إلى: ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والحاكم وصححه "2/ 164" عند تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} .
والحديث أخرجه: الحاكم في "مستدركه" "2/ 307" من حديث علي: "فتقدم رجل فَقَرَأَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} "، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال: وفي هذا الحديث فائدة كثيرة وهي: أن الخوارج تنسب هذا السكر, وهذه القراءة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب دون غيره، وقد برّأه الله منها، فإنه راوي الحديث.
وقال الذهبي في "التلخيص": صحيح.(1/122)
83- حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَأَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ وَكُلُّنَا فَارِسٌ فَقَالَ: "انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ؛ فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ, مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ". قَالَ: فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ لَهَا حَيْثُ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: قُلْنَا: أَيْنَ الْكِتَابُ الَّذِي مَعَكِ؟! قَالَتْ: مَا مَعِيَ كِتَابٌ. فَأَنَخْنَا بِهَا فَابْتَغَيْنَا فِي رَحْلِهَا فَمَا وَجَدْنَا شَيْئًا. فَقَالَ صَاحِبَايَ: مَا نَرَى كِتَابًا. قَالَ: قُلْتُ: لَقَد عَلِمْتُ مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالَّذِي يُحلَف بِهِ لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَأُجَرِّدَنَّكِ. فَلَمَّا رَأَتِ الْجِدَّ مِنِّي أَهْوَتْ بِيَدِهَا إِلَى حُجُزَتِهَا، وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ، فَأَخْرَجَتِ الْكِتَابَ، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا حَمَلَكَ يَا حَاطِبُ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟! " قَالَ: مَا لِي أَلَّا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ مَالِي, وَلَيْسَ مِنْ أَصْحَابِكَ هُنَاكَ إِلَّا وَلَهُ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ. قَالَ: "صَدَقَ فلا تقولوا إِلَّا خَيْرًا". فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ, فَدَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ: "يَا عُمَرُ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ, فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ". قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ، فَقَالَ: والله ورسوله أعلم.
__________
83 صحيح:
يوسف بن بهلول التيمي الأنباري، نزيل الكوفة، ثقة، من العاشرة، من رجال البخاري.
عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، الكوفي، ثقة، فقيه، عابد، من الثامنة، من رجال الجماعة.
حصين بن عبد الرحمن السلمي، أبو الهذيل، الكوفي، ثقة، تغير حفظه في الآخر، من الخامسة. =(1/123)
84- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا عَلَى جِنَازَةٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ بِالْبَقِيعِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبِيَدِهِ مِخْصَرَةٌ، فَجَاءَ فَجَلَسَ ثُمَّ نَكَتَ بِهَا فِي الْأَرْضِ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: "مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا قَدْ كُتب مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ، وَإِلَّا قَدْ كُتبت شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً". فَقَالَ رَجُلٌ: أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ فَقَالَ: "لَا؛ وَلَكِنِ اعْمَلُوا، كُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فيُيسرون لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فيُيسرون لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ". ثُمَّ تَلَا: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5-10] .
85- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوَاصِلُ إلى السحر".
__________
= سعد بن عبيدة السلمي، أبو حمزة، الكوفي، ثقة، من الثالثة، من رجال الجماعة.
أبو عبد الرحمن السلمي: سبق.
والحديث أخرجه: البخاري في المغازي والاستئذان والجهاد وفي استتابة المرتدين، ومسلم في الفضائل "حديث 2494"، وأبو داود في الجهاد "2651"، وأحمد في "مسنده" "رقم 827، 1083، 1090" وأبو يعلى "1/ 318, 319".
84 صحيح:
وأخرجه البخاري في التفسير، وفي الجنائز، وفي الأدب، وفي القدر، وفي التوحيد، انظر أحاديث رقم: "4945، 4946، 4947، 4948"، وفي عدة مواطن من "الصحيح".
ومسلم في القدر "2647"، والترمذي في القدر، وفي التفسير "تفسير سورة الليل"، وأبو داود في السنة "4694"، وابن ماجه في السنة "المقدمة 10/ 3"، وأحمد رقم "621, 1067, 1068, 1110, 1181, 1348".
وانظر: "علل الدارقطني" "4/ 160".
85 صحيح لغيره:(1/124)
86- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ -رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَذَبَ فِي حُلْمِهِ, كُلِّفَ عَقْدَ شعيرة يوم القيامة".
__________
= أبو نعيم: هو الفضل بن دكين سبق "14".
إسرائيل: سبق "14".
ففي هذا السند عبد الأعلى الثعلبي, هو: عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وهو ضعيف على الراجح.
والحديث أخرجه: أحمد رقم "700/ ج1/ 91".
وأخرجه أحمد "1/ 141" من طريق: عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ علي، عن علي به.
وكون النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واصل, ثابت في "صحيح البخاري" وغيره، "فتح الباري" "4/ 202" كتاب الصوم.
أما تقييد وصاله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ إلى السحر: فقد أخرج أبو داود بسند صحيح إلى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قال: حدثني رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "إني أواصل إلى السحر، وربي يطعمني ويسقيني" "حديث 2374" في أبواب: الحجامة للصائم.
وذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" شيئا من هذا فقال: "4/ 209".
تنبيه: وقع عند ابن خزيمة في حديث أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, من طريق عبيدة بن حميد، عن الأعمش, عنه تقييد وصال النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأنه إلى السحر، ولفظه: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ، ففعل بعض أصحابه ذلك فنهاه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تفعل ذلك.." الحديث، وتكلم على شذوذ رواية عبيدة بن حميد في أحد جوانبها.
86 صحيح لغيره:
هذا الإسناد هو نفسه المتقدم في الحديث السابق، إسناد ضعيف، لكن المتن صحيح.
وأخرجه: أحمد "568، 694، 699، 789، 1070، 1088"، والترمذي في الرؤيا "2281".
لكن ثبت معنى هذا الحديث في البخاري كتاب الرؤيا، باب: من كذب في حلمه "فتح" =(1/125)
87- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ ثَابِتٍ الثُّمَالِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيثًا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَعُوهُ؟ قُلْنَا: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا، فَلَمَّا خَرَجْنَا نَسَيْنَاهُ، قَالَ: فَعُدْنَا إِلَيْهِ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] ، مَا عَاقَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ فِي الدُّنْيَا؛ فَاللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَحْلَمُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عَلَيْهِ الْعَذَابَ فِي الْآخِرَةِ، وَمَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ مِنْ ذَنْبٍ فِي الدُّنْيَا، فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يعود في عفوه.
__________
= "12/ 427" من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعا: "من تحلم بحلم لم يره, كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ ... ".
وذكر له الحافظ في "الشرح" "12/ 429" شاهدا موقوفا على أبي هريرة، ساق سنده إليه هناك: "من كذب في رؤيا, كلف أن يعقد بين طرفي شعيرة".
87 إسناده ضعيف:
في إسناده: ثابت الثمالي أبو حمزة، واسم أبيه: دينار، وقيل: سعيد، كوفي، ضعيف، رافضي.
وأبو إسحاق: مدلس وقد عنعن.
والحديث أخرجه: أحمد "رقم 365، 775" من طرق عن أبي إسحاق، والحاكم "2/ 554"، وقال: صحيح على شرطهما, ووافقه الذهبي.
هذا, وقد ورد للحديث طريق آخر ضعيف أيضا عند أحمد بزيادة "رقم 649": ثنا مروان بن معاوية الفزاري، أنبأنا الأزهر بن راشد الكاهلي، عن الخضر بن القواس، عن أبي سحيلة قال: قال علي فذكره بزيادة، وهذا سند ضعيف، إلا أن كل ما نحتاجه من هذا السند هو ما يجبر عنعنة أبي إسحاق فقط، فحينئذ يصح الحديث، وقد صححه الحاكم "2/ 445"، ووافقه الذهبي وقال: وأخرجه ابن راهويه في تفسير قوله تعالى: {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} ، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "6/ 9" تفسير سورة الشورى إلى: أحمد، وابن راهويه، وابن منيع، وعبد بن حميد، والحكيم الترمذي، وأبي يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والحاكم.
وانظر: "علل الدارقطني" "3/ 128".(1/126)
88- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا حِينَ رَكِبَ، فَلَمَّا وَضَعَ رجله في الركاب قال: "باسم اللَّهِ" فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ"، ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14] ، ثُمَّ حَمِدَ ثَلَاثًا وَكَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي؛ إنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ". ثُمَّ ضَحِكَ، فَقِيلَ: مَا يُضْحِكُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟! قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ، وَقَالَ مِثْلَ مَا قُلْتُ ثُمَّ ضَحِكَ. فَقُلْنَا: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الْعَبْدُ -أَوْ قَالَ: عَجِبْتُ لِلْعَبْدِ- إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي, فَاغْفِرْ لِي؛ إنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يغفر الذنوب إلا هو".
__________
88 إسناده معلول:
قال أبو حاتم في "العلل" "ص271": حدثني أبو زياد القطان، عن يحيى بن سعيد قال: كنت أعجب من حديث علي بن ربيعة: "كنت ردف علي" لأن علي بن ربيعة كان حدثا في عهد علي، ومثله أنكرت أن يكون ردف علي، حتى حدثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنِ علي بن ربيعة, قلت لسفيان: سمعه أبو إسحاق من علي بن ربيعة؟ فقال: سألت أبا إسحاق عنه؟ فقال: حدثني رجل عن علي بن ربيعة. ثم قال ابن أبي حاتم: أخبرنا عبد الرحمن بن بشر النيسابوري فيما كتب إلي قال: ذكر عبد الرحمن بن مهدي حديث علي بن ربيعة الذي رواه: "كنت ردف علي، فلما ركب قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} "، فسمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: قال شعبة: فقلت لأبي إسحاق: ممن سمعته؟ قال: من يونس بن خباب. فأتيت يونس بن خباب فقلت: ممن سمعته؟ فقال: من رجل رواه عن علي بن ربيعة. "العلل" "ص272".
وللحديث شاهد من حديث أبي الزبير، عن علي، أخرجه: مسلم، وأبو داود، وابن خزيمة في "صحيحه" "4/ 141" مع اختلاف في اللفظ.
وقال الدارقطني في "العلل" "4/ 59" وقد سئل عن حديث علي بن ربيعة الوالبي =(1/127)
....................................................
__________
= الأسدي، عن علي في ركوب الدابة, وما يقال عند ذلك, فقال: حدث به أبو إسحاق السبيعي عن علي بن ربيعة.
رواه عن أبي إسحاق كذلك منصور بن المعتمر وعمرو بن قيس الملائي، وسفيان الثوري، وأبو الأحوص، وشريك, وأبو نوفل علي بن سليمان, والأجلح بن عبد الله، واختلف عنه، فقال مصعب بن سلام: عن الأجلح، وأبو يوسف القاضي: عن ليث جميعا, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عن علي.
ووهما, والصواب ما رواه شيبان عن الأجلح، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بن ربيعة.
وكذلك قال أصحاب أبي إسحاق عنه.
وأبو إسحاق لم يسمع هذا الحديث من علي بن ربيعة؛ يبين ذلك ما رواه عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، قال: قلت لأبي إسحاق: سمعته من علي بن ربيعة؟ فقال: حدثني يونس بن خباب، عن رجل، عنه.
وروى هذا الحديث شعيب بن صفوان، عن يونس بن خباب، عن شقيق بن عقبة الأسدي، عن علي بن ربيعة.
ورواه المنهال بن عمرو وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصغير، عن علي بن ربيعة.
فهو من رواية أبي إسحاق مرسلا، وأحسنها إسنادا حديث المنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة, والله أعلم.
ورواه مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ علي بن ربيعة.
حدثنا القاضي حسين بن إسماعيل، قال: ثنا زكريا بن يحيى الباهلي، قال: ثنا يحيى بن القطان، ثنا سفيان، حدثني أبو إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "يتعجب الرب -أو ربنا- عز وجل إذا قال العبد: سبحانك اللهم لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي؛ إنَّهُ لَا يغفر الذنوب إلا أنت".
أما الحديث فقد أخرجه: أبو داود "2602" والترمذي في الدعوات "3446"، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في "المسند" "1/ 128".
وعبد الرزاق "10/ 396, 397"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص237"، والبيهقي في =(1/128)
89- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ عَلِيٍّ، فَلَمَّا وَضَعَ رجله في الركاب قال: "باسم اللَّهِ", فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى السَّرْجِ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ" ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} الْآيَةَ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ -ثَلَاثًا- اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَر -ثَلَاثًا- ثُمَّ قَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ" ثَلَاثًا. ثُمَّ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي؛ إنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ". ثُمَّ اسْتَضْحَكَ، فَقُلْتُ: مِمَّ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟! قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَفَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتَنِي فَعَلْتُ ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِمَّ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "عَجِبْتُ لِرَبِّنَا يَعْجَبُ لِعَبْدِهِ إِذَا قَالَ: اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي؛ إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، قَالَ: عَلِمَ عَبْدِي أَنْ لَا رَبَّ لَهُ غَيْرِي".
90- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، عن سالم بن
__________
= الأسماء والصفات "981" وغيرهم.
وأخرجه الحاكم "2/ 98, 99" من طريق ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو, عن علي بن ربيعة, أنه كان ردفا لعلي, فذكر الحديث، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي.
إلا أن المنهال بن عمرو، وإن كان صدوقا إلا أنه يهم أيضا، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم، وأخشى أن يرجع الحديث إلى يونس بن خباب، ويونس ضعيف.
89 انظر كلام على الحديث المتقدم.
90 ضعيف:
في سنده علي بن علقمة الأنماري، وهو إلى الجهالة أقرب. =(1/129)
أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ الْأَنْمَارِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12] قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا تَرَى، دِينَارًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا يُطِيقُونَهُ. قَالَ: "فَكَمْ؟ " قُلْتُ: شَعِيرَةٌ، قَالَ: "إِنَّكَ لَزَهِيدٌ" قَالَ: فَنَزَلَتْ: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} [المجادلة: 13] الْآيَةَ، فَبِي خَفَّفَ الله -عز وجل- عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
91- حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، وَإِعْمَالُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ؛ تَغْسِلُ الْخَطَايَا غَسْلًا".
92- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ يَزِيدَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: مَرِضَ عَلِيٌّ مَرَضًا خِفْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّهُ نَقِهَ وصَحَّ، فَقُلْنَا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَصَحَّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ كُنَّا خِفْنَا عليك
__________
= والحديث أخرجه: الترمذي في التفسير، [تفسير سورة المجادلة] ، وقال: حسن غريب. "تحفة" "9/ 192".
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" إلى: ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والترمذي وحسنه، وأبي يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، والنحاس. "الدر المنثور" "6/ 185".
91 صحيح لغيره:
الحارث بن عبد الرحمن, صدوق لكنه يهم، أما الحديث فمعناه في "صحيح مسلم" "حديث 251" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا, ويرفع به الدرجات؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصلاة، فذلكم الرباط".
92 في سنده ابن أبي الزناد: =(1/130)
فِي مَرَضِكَ هَذَا، فَقَالَ: لَكِنِّي لَمْ أَخَفْ عَلَى نَفْسِي، حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ: "لَا تَمُوتُ حَتَّى يُضْرَبَ هَذَا مِنْكَ -يَعْنِي: رَأْسَهُ- وَتُخْضَبَ هَذِهِ دَمًا -يَعْنِي: لِحْيَتَهُ- وَيَقْتُلَكَ أَشْقَاهَا, كَمَا عَقَرَ نَاقَةَ اللَّهِ أَشْقَى بَنِي فُلَانٍ, خَصَّهُ إِلَى فَخِذِهِ الدُّنْيَا دُونَ ثَمُودَ".
93- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوقظ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ.
94- حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَبْعَثُنِي
__________
= وأبو الزناد له ولدان: أحدهما: عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو متكلم فيه، والثاني: أبو القاسم بن أبي الزناد، ولا بأس به، ولم أستطع تحديده من بينهما.
والحديث عزاه في "كنز العمال" "32998" إلى الدارقطني في "الأفراد".
93 صحيح لغيره:
هبيرة بن مريم: لا بأس به.
والحديث أخرجه أحمد "1058، 1103، 1105، 1153، 7620, وفي غير موضع"، والترمذي "795" في الصيام.
وعند البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- كان إذا دخل العشر ... وأيقظ أهله" "البخاري مع الفتح 4/ 269".
تنبيه بشأن سند حديث الباب: قال الدارقطني في "العلل" "4/ 66, 67":
يرويه هشيم، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ علي، ووهم فيه.
وخالفه غير واحد عن شعبة فقالوا: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عن علي، وكذلك قال الثوري وإسرائيل وأبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن علي.
ووهم فيه، والصحيح حديث هبيرة.
94 صحيح لغيره:
هذا إسناد منقطع، حديث: إن أبا البختري -وهو سعيد بن فيروز- لم يسمع من علي شيئا. =(1/131)
وَأَنَا شَابٌّ أَقْضِي بَيْنَهُمْ, وَلَا أَدْرِي مَا الْقَضَاءُ؟ قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي بِيَدِهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ, وَثَبِّتْ لِسَانَهُ". قَالَ: فَوَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، مَا شَكَكْتُ بَعْدُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ.
__________
= ففي "جامع التحصيل": ولم يدرك أبو البختري عليا، ولم يره، وكذلك قال البخاري, وأبو زرعة، وغيرهما.
وقال الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- في تعليقه على حديث رقم "636" من "المسند": وقال ابن سعد في "الطبقات" "6/ 205": كان أبو البختري كثير الحديث، يرسل حديثه ويروي عن أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، ولم يسمع من كبير أحد، فما كان من حديثه سماعا فهو حسن، وما كان "عن" فهو ضعيف.
قلت: الدليل على أن أبا البختري لم يسمع هذا الحديث من علي, ما رواه أحمد "حديث رقم 1145" قال: سمعت أبا البختري الطائي قال: أخبرني من سمع عليا يقول: ... فذكره، وقال الترمذي -كما في "تحفة الأشراف"- في تعقيبه على حديث: "لما نزل {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} " في الحج وفي التفسير "تفسير سورة المائدة: 16"، سمعت محمدا يقول: أبو البختري لم يدرك عليا.
لكن للحديث طرق أخرى متصلة يرتقي بها إلى درجة الصحة، قال أحمد "رقم 666، 1341": ثنا يحيى بن آدم، ثنا إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ حارثة بن مضرب، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْيَمَنِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إنك تبعثني إلى قوم هم أسن مني لأقضي بينهم. قال: "اذهب، فإن الله تعالى سيثبت لسانك ويهدي قلبك" ".
وأخرج الحديث أيضا أحمد "رقم 882" وأبو داود، من طريق: سماك، عن حنش، عن علي.
وحديث الباب أخرجه: ابن ماجه في الأحكام، وأحمد رقم "636، 1145".
وقال الدارقطني -رحمه الله تعالى- "العلل" "4/ 167, 168" في شأن هذا الحديث:
يرويه الأعمش وشعبة وإسحاق عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أبي البختري عن علي.
وقيل: عن أبي خالد الأحمر عن شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سلمة.
وهو وهم، والصواب: عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ.
ورواه أبان بن تغلب عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ, عَنْ أبي البختري أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- بعث عليا, مرسلا.
والقول الأول أصح.
ورواه صالح بن الأسود، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علي.
ورواه شيبان، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بن حبشي، عن علي. =(1/132)
95- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى بَابِ الرَّحَبَةِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: أَرِنِي وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عِنْدَ الزَّوَالِ، فَدَعَا قَنْبَرًا فَقَالَ: ائْتِنِي بِكُوزٍ مَنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ ثَلَاثًا، فَأَدْخَلَ بَعْضَ أَصَابِعِهِ فِي فِيهِ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَاحِدَةً، ثُمَّ قَالَ -يَعْنِي: الْأُذُنَيْنِ- فَقَالَ: خَارِجُهُمَا مِنَ الرَّأْسِ وَبَاطِنُهُمَا مِنَ الْوَجْهِ، وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَلِحْيَتُهُ تَهْطِلُ عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ حَسَا حَسْوَةً بَعْدَ الْوُضُوءِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ هَكَذَا كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
= حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم البزار، ثنا جعفر بن محمد بن فضيل الراسبي، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا شيبان، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بن حبشي، عن علي بذلك.
ورواه ابن إشكاب محمد، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سفيان الثوري، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بن حبشي، عن علي.
حدثناه أحمد بن محمد بن إسماعيل الواسطي، ثنا محمد بن إشكاب.
وقال إبراهيم بن هانئ، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سفيان أو شيبان.
95 ضعيف:
في إسناده: أبو مطر عمرو بن عبد الله الجهني البصري، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وعنه: مختار بن نافع التيمي، قال أبو حاتم: مجهول، تركه حفص بن غياث. وقال أبو زرعة: لا يعرف اسمه.
وفي السند أيضا: المختار بن نافع, ضعيف.
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على حديث "1354": إن البخاري ترجم للمختار في "التاريخ الكبير" "4/ 1/ 86" فلم يجرحه، ولكن ترجمه في "الصغير" "173" وقال: "منكر الحديث"، وكذلك قال في "الضعفاء".
والحديث أخرجه أحمد "رقم 1355"، وانظر "العلل" للدارقطني "4/ 189, 190 فما بعدها".(1/133)
96- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا رَجُلٌ يُنَادِي مَنْ خَلْفِي: ارْفَعْ إِزَارَكَ؛ فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ وَأَتْقَى لَكَ، وَخُذْ مِنْ رَأْسِكَ إِنْ كُنْتَ مُسْلِمًا. فَمَشِيتُ خَلْفَهُ وَهُوَ بَيْنَ يَدَيَّ مُؤْتَزِرٌ بِإِزَارٍ، مرتدٍ بِرِدَاءٍ، وَمَعَهُ الدِّرَّةُ كَأَنَّهُ أَعْرَابِيٌّ بَدَوِيٌّ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟! فَقَالَ لِي رَجُلٌ: أَرَاكَ غَرِيبًا بِهَذَا الْبَلَدِ، فَقُلْتُ: أَجَلْ؛ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: هَذَا عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ, حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَارِ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ -وَهُوَ سُوقُ الْإِبِلِ- فَقَالَ: بِيعُوا وَلَا تَحْلِفُوا؛ فَإِنَّ الْيَمِينَ تُنْفِقُ السِّلْعَةَ وَتَمْحَقُ الْبَرَكَةَ، ثُمَّ أَتَى أَصْحَابَ التَّمْرِ فَإِذَا خَادِمٌ تَبْكِي، فَقَالَ: مَا يبكيكِ؟ فَقَالَتْ: بَاعَنِي هَذَا الرَّجُلُ تَمْرًا بِدِرْهَمٍ فَرَدَّهُ "مولاي"1 فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: خُذْ تَمْرَكَ وَأَعْطِهَا دِرْهَمَهَا؛ فَإِنَّهَا لَيْسَ لَهَا أَمْرٌ. فَدَفَعَهُ، فَقُلْتُ: أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لَا، فَقُلْتُ: هَذَا عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. فَصَبَّ تَمْرَهُ وَأَعْطَاهَا دِرْهَمَهَا، قَالَ: أُحِبُّ أَنْ تَرْضَى عَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ: مَا أَرْضَانِي عَنْكَ إِذَا أَوْفَيْتَهُمْ حُقُوقَهُمْ. ثُمَّ مَرَّ مُجْتَازًا بِأَصْحَابِ التَّمْرِ فَقَالَ: يَا أَصْحَابَ التَّمْرِ، أَطْعِمُوا الْمَسَاكِينَ يَزِدْ كَسْبُكُمْ. ثُمَّ مَرَّ مُجْتَازًا وَمَعَهُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَصْحَابِ السَّمَكِ فَقَالَ: لَا يُبَاعُ فِي سُوقِنَا طافٍ. ثُمَّ أَتَى دَارَ فُرَاتٍ -وَهِيَ سُوقُ الْكَرَابِيسِ- فَأَتَى شَيْخًا فَقَالَ: يَا شَيْخُ، أَحْسِنْ بَيْعِي فِي قَمِيصٍ بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ، فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يشتر منه شيئا، تم أَتَى آخَرَ فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يَشْتَرِ مِنْهُ شَيْئًا، فَأَتَى غُلَامًا حَدَثًا فَاشْتَرَى مِنْهُ قَمِيصًا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ، فَلَبِسَهُ مَا بَيْنَ الرُّسْغَيْنِ إلى
__________
96 ضعيف:
وانظر الإسناد المتقدم.
والحديث أخرجه أحمد مختصرا "1352، 1354".
__________
1 في "ز": "موالٍ" على الجمع، وفي "الإتحاف" "3/ 288" برقم [2754/ 2] كما أثبتنا.(1/134)
الْكَعْبَيْنِ يَقُولُ فِي لُبْسِهِ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ, وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي". فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا شَيْءٌ تَرْوِيهِ عَنْ نَفْسِكَ, أَوْ شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: لَا؛ بَلْ شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُه عِنْدَ الْكِسْوَةِ. فَجَاءَ أَبُو الْغُلَامِ صَاحِبُ الثَّوْبِ فَقِيلَ لَهُ: يَا فُلَانُ، قَدْ بَاعَ ابْنُكَ الْيَوْمَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَمِيصًا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ! قَالَ: أَفَلَا أَخَذْتَ مِنْهُ دِرْهَمَيْنِ، فَأَخَذَ أَبُوهُ دِرْهَمًا ثُمَّ جَاءَ بِهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى بَابِ الرَّحَبَةِ، فَقَالَ: أَمْسِكْ هَذَا الدِّرْهَمَ، فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذَا الدِّرْهَمِ؟! فَقَالَ: كَانَ قَمِيصُنَا ثَمَنَ الدِّرْهَمَيْنِ، فَقَالَ: بَاعَنِي رِضَائِي وَأَخَذَ رضاءه.(1/135)
5- مُسْنَدُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
97- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعِيشُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: حُدِّثت عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ". ثُمَّ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا تدخلوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا". ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ " قَالُوا: مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ".
__________
97 إسناده ضعيف:
وذلك لانقطاعه؛ يعيش لم يرو عن الزبير، وها هو هنا أيضا يقول: حدثت عن الزبير، وفي "مسند أحمد" رقم "1412" عن يعيش بن الوليد بن الزبير.
وفي "مسند أحمد" رقم "1430، 1432" عن يعيش بن الوليد أن مولى لآل الزبير حدثه أن الزبير بن العوام حدثه, وقال الحافظ في "التقريب" و"التهذيب" باب المبهمات: إن اسم المولى حبان سماه الطبراني.
والحديث أخرجه أيضا -بالإضافة إلى أحمد- الترمذي في الزهد، وعزاه أيضا الحافظ ابن حجر "كما في "النكت الظراف على تحفة الأشراف"" إلى الطيالسي في "مسنده" "ص27 ح193".
وقال أبو زرعة كما في "العلل" لابن أبي حاتم "2/ 327": رواه علي بن المبارك وشيبان وحرب بن شداد عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ, عن يَعِيشُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ أن مولى لآل الزبير حدثه أن الزبير, حدثه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم. قال أبو زرعة: الصحيح هذا, وحديث موسى بن خلف وهم.
وأورده الدارقطني في "العلل" "4/ 247" فقال: يرويه يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ يَعِيشُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عن مولى لآل الزبير.
قال ذلك عنه حرب بن شداد وعلي بن المبارك ومعمر بن راشد وشيبان.
واختلف عنه، فقيل: عن شيبان، عن يحيى، عن يعيش، عن الزبير، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
وقال موسى بن خلف: عن يحيى، عن يعيش مولى ابن الزبير، عن الزبير.
وقال هشام الدستوائي: عن يحيى، عن يحيى، عن يعيش، عن الزبير. =(1/136)
98- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَكِيمٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ, عَنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ صَبَاحٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ إِلَّا "منادٍ يُنَادِي"1: سَبِّحُوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ".
99- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا قَعَدَ يَدْعُو، وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، وَوَضَعَ إِبْهَامَهُ على أصبعه الوسطى ووصع يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى، ويلقم كفه اليسرى ركبته.
__________
= والقول قول حرب بن شداد ومن تابعه عن يحيى.
هذا، والحديث عن الترمذي "2510" من طريق يعيش بن الوليد: أن مولى الزبير حدثه, أن الزبير حدثه, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم ... فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث قد اختلفوا في روايته عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، فروى بعضهم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عن يعيش بن الوليد عن مولى الزبير عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، ولم يذكروا فيه: "عن الزبير".
98 ضعيف جدا:
في إسناده: موسى بن عبيده، ومحمد بن ثابت، وكلاهما ضعيف.
وفيه أيضا: أبو حكيم، قيل: إنه مولى الزبير، وقيل: مولى عثمان، وهو مجهول أيضا.
والحديث أخرجه: الترمذي "3569" وقال: غريب.
99 حسن:
فيه: محمد بن عجلان، وهو حسن الحديث.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" "2/ 485"، ومسلم "2/ 90" في "مسند عبد الله بن الزبير" وليس الزبير كما هنا.
__________
1 في "س": ينادي منادٍ.(1/137)
مُسْنَدُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عثمان ابن عَمْرِو بْنِ كَعْبٍ أَبُو مُحَمَّدٍ المدني رضي الله عنه
...
6- مُسْنَدُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كعب, أبي مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
100- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ وَأَبُو الْوَلِيدِ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لِيَجْعَلْ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ".
101- ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ, عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُجْزِئُ أَحَدَكُمْ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ، لا يضر مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ".
102- حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى قَوْمٍ فِي رُءُوسِ النَّخْلِ فَقَالَ: "مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ " قَالَ: يُلقحونه يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى فَتَلْقَحُ1، قَالَ: "مَا أَظُنُّ ذَلِكَ يُغْنِي شَيْئًا". فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
__________
100 صحيح:
والحديث أخرجه: مسلم "ص358" كتاب الصلاة، باب: سترة المصلي، وأخرجه أحمد "رقم 1388، 1393" من رواية سفيان عن سماك، وسفيان من أصح الناس حديثا عن سماك كما في "التهذيب", ورقم "1394، 1398" وأبو داود في الصلاة، والترمذي في الصلاة، وقال: حسن صحيح, وابن ماجه في الصلاة.
101 صحيح لغيره:
ففي هذا الإسناد "شريك"، وقد تكلم فيه، ولكن انظر الحديث المتقدم.
102 صحيح:
أخرجه: مسلم "ص2835"، وأحمد "رقم 1395، 1399"، وابن ماجه في الأحكام.
__________
1 في "س، ز": فيلقح, وقد ورد على الوجهين في رواية مسلم برقم [2361] .(1/138)
فَقَالَ: "إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ فَلْيَصْنَعُوهُ؛ فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنْ إِذَا أَنَا أَخْبَرْتُكُمْ عَنِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- بِشَيْءٍ فَخُذُوهُ؛ فَإِنِّي لَمْ أَكْذِبْ عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- شَيْئًا".
103- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ, رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ".
104- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ إِلَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَسْلَمُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ يَكْفِينِي هَؤُلَاءِ؟ " فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ: فَكَانُوا عِنْدِي. قَالَ: فَضُرِبَ عَلَى النَّاسِ بَعْثٌ فَخَرَجَ فِيهِ أَحَدُهُمْ فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثم ضرب [بعث] 1 آخَرُ فَخَرَجَ فِيهِ الثَّانِي فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ: وَبَقِيَ الثَّالِثُ حَتَّى مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ. قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنِّي أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فرأيتهم أعرفهم بأنسابهم
__________
103 ضعيف:
والحديث أخرجه: الترمذي في الدعوات، وقال: حسن غريب "4/ 245, طبعة هندية"، وأخرجه أيضا عدد غير الترمذي.
104 إسناده حسن:
وإن كانت صورة أوله صورة المرسل، فإن عبد الله بن شداد لم يدرك النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن كان قد وُلد على عهده على قول من الأقوال, إلا أن قوله: "قال طلحة فرأيت.." يفهم أن طلحة حدثه بذلك.
وأيضا فالأحاديث "1389، 1403" من "مسند الإمام أحمد"، بمعناه تفيد أن مخرج الحديث عن طلحة رضي الله عنه.
والحديث أخرجه أحمد أيضا رقم "1401"، ولمزيد انظر "علل الدارقطني" "4/ 217, 218".
__________
1 من "س، ز".(1/139)
وَسِيمَاهُمْ. قَالَ: فَإِذَا الَّذِي مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ دَخَلَ أَوَّلَهُمْ، وَإِذَا الثَّانِي مِنَ الْمُسْتَشْهَدِينَ عَلَى إِثْرِهِ، وَإِذَا أَوَّلُهُمْ آخِرُهُمْ. قَالَ: فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ, فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلَامِ؛ لتكبيره وتحميده, وتسبيحه وتهليله".(1/140)
7- مُسْنَدُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
105- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ ظَلَمَ مِنَ الْأَرْضِ شِبْرًا، طُوِّقه يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ".
106- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ قُتل دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دَونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دَونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دون أهله فهو شهيد".
__________
105 صحيح:
وأخرجه: البخاري في المظالم "فتح" "5/ 103"، وأحمد "رقم 1641، 1646"، وانظر: "علل الدارقطني" "4/ 424, 425".
106 إسناده حسن:
في سنده أبو عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ بن ياسر، وثقه ابن معين، واضطربت فيه أقوال ابن أبي حاتم.
وأخرجه: أحمد "رقم 1652"، والترمذي "2/ 316"، وقال: حسن صحيح، وذلك في الديات، وأبو داود في السنة، وابن ماجه في الحدود.(1/141)
8- مُسْنَدُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
107- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ، عَنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سألتَ اللَّهَ الْبَلَاءَ، فَسَلْهُ الْمُعَافَاةَ". وَمَرَّ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ النِّعْمَةِ، فقال: "يابن آدَمَ، وَهَلْ تَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْوَةٌ دعوتُ بِهَا رَجَاءَ الْخَيْرِ. قَالَ: "فَإِنَّ تَمَامَ النِّعْمَةِ دُخُولُ الْجَنَّةِ, وَالْفَوْزُ مِنَ النَّارِ". وَمَرَّ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ, قَالَ: "قَدِ اسْتُجِيبَ لَكَ؛ فَسَلْ".
108- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ وَشُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيَّيْنِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الْقَاضِي "لَيَنْزِلُ"1 فِي حُكْمِهِ فِي مَزْلَقَةٍ أَبْعَدَ مِنْ عدن أبين في جهنم".
__________
107 ضعيف:
ففي سنده الجريري، وهو سعيد بن إياس، وهو مختلط، ويزيد بن هارون -الراوي عنه هنا- قد روى عنه بعد الاختلاط، وفيه أيضا أبو الورد وحديثه لا يرتقي إلى الحسن.
والحديث أخرجه أحمد "5/ 231"، وقال: لو لم يرو الجريري إلا هذا الحديث كان.
وكذلك الترمذي "مع "التحفة" 5/ 541"، وقال: هذا حديث حسن.
108 سند ضعيف:
في إسناده بقية بن الوليد, مدلس تدليس تسوية، وقد عنعن.
__________
1 في "س، ز": ليزل.(1/142)
109- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْغَزْوُ غَزْوَانِ: فَأَمَّا مَنِ ابْتَغَى بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَأَطَاعَ الْإِمَامَ وَأَنْفَقَ الْكَرِيمَةَ وَيَاسَرَ الشَّرِيكَ وَاجْتَنَبَ الْفَسَادَ؛ فَإِنَّ نَوْمَهُ وَنَبْهَهُ أَجْرٌ كُلُّهُ، وَأَمَّا مَنْ غَزَا غَزْوَ فَخْرٍ وَرِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ وَعَصَى الْإِمَامَ وَأَفْسَدَ فِي الْأَرْضِ؛ فَإِنَّهُ لَنْ يَرْجِعَ بِالْكَفَافِ".
110- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ -وَهُوَ ابْنُ عَلِيٍّ- عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ, أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا لَقِيَ امْرَأَةً لَيْسَ بَيْنَهُمَا مَعْرِفَةٌ، فَلَيْسَ يأتي الرجل شيئا إلا امْرَأَتِهِ إِلَّا أَتَى هُوَ إِلَيْهَا، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُجَامِعْهَا؟ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ
__________
109 ضعيف:
وقد أخرجه: أحمد "5/ 234" من طريق: حيوة بن شريح ويزيد بن عبد ربه، قالا: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بن سعد به، وأخرجه أبو داود، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أبي بحرية، عن معاذ به [كتاب الجهاد، باب: من يغزو ويلتمس الدنيا] ، والنسائي في الجهاد.
وخالد بن معدان لم يدرك معاذا, قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" كما في "التهذيب": خالد عن معاذ مرسل، ربما كان بينهما اثنان.
110 إسناد ضعيف, ومتن صحيح:
أما كون الإسناد ضعيفا؛ فلأن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى لم يسمع من معاذ بن جبل، كما ذكر ذلك في "التهذيب" عن علي بن المديني، وكذا قال الترمذي في "العلل الكبير" وابن خزيمة.
والحديث أخرجه: أحمد بهذا السند "5/ 244"، والترمذي في التفسير "تفسير سورة هود"، والنسائي في "السنن الكبرى" في الرجم، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "3/ 352" إلى أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن جرير، وأبي الشيخ، والدارقطني، والحاكم، وابن مردويه، عن معاذ.
أما كون المتن صحيحا؛ فلأن الحديث ثابت صحيح في البخاري ومسلم وأحمد من حديث ابن مسعود، وقد استفاض السيوطي في ذكر طرقه في تفسير الآية: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ =(1/143)
ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ وَيُصَلِّيَ، قَالَ مُعَاذٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَهِيَ لَهُ خَاصَّةً أَمْ لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً؟ قَالَ: "بَلْ لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً".
111- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا غَضَبًا شَدِيدًا، حَتَّى إِنَّهُ ليخيل إليه أن أنفه "يتمزع"1، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "إني أعرف كَلِمَةً لَوْ يَقُولُهَا هَذَا الْغَضْبَانُ ذَهَبَ عَنْهُ غَضَبُهُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ". قال: "يتمزع"1 يَقُولُ: كَأَنَّهُ يَنْفَطِرُ مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ.
112- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بعمل يدخلني الجنة
__________
= وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} من سورة هود, عليه السلام.
111 سند ضعيف، ومتن صحيح:
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى لم يسمع معاذا رضي الله عنه، والحديث أخرجه: أبو داود في الأدب، والترمذي في الدعوات وقال: مرسل كما في "تحفة الأشراف"، والحديث معناه ثابت صحيح من غير طريق معاذ، فقد ثبت في "البخاري" من حديث سليمان بن صرد، "فتح" "6/ 337" كتاب بدء الخلق, صفة إبليس، وفي كتاب الأدب "فتح" "10/ 465" باب: ما ينهى عن السباب واللعن.
112 صحيح بمجموع طرقه وشواهده: =
__________
1 في "المطبوع" يتمرغ, والصواب ما أثبتناه من النسخة "س، ز".
قال ابن الأثير في مادة "يتمرغ": وفي حديث معاذ "حتى تخيل إلي أن أنفه يتمزع من شدة غضبه" أي: يتقطع, ويتشقق غضبا.(1/144)
وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: "لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ" ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّة، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ". ثُمَّ قَرَأَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ} [السجدة: 16] ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "رَأْسُ الْأَمْرِ: الْإِسْلَامُ،
__________
= والحديث أخرجه: أحمد "5/ 230"، والترمذي في الإيمان وقال: حسن صحيح، وابن ماجه في الفتن، وعزاه المنذري في "الترغيب" للنسائي، وقال فيه الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" "3/ 529" باب: الترغيب في الصمت: وأبو وائل أدرك معاذا بالسن، وفي سماعه عندي نظر، وكان أبو وائل بالكوفة ومعاذ بالشام, والله أعلم.
قال الدارقطني: هذا الحديث معروف من رواية شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ مُعَاذِ، وهو أشبه بالصواب على اختلاف علمه فيه، كذا قال.
و"شهر" مع ما قيل فيه, لم يسمع معاذا، ورواه البيهقي وغيره عن ميمون بن أبي شيبة، "قال مصطفى: صوابه: ميمون بن أبي شبيب كما في "الميزان"" عن معاذ، وميمون هذا كوفي ثقة، ما أراه سمع من معاذ، بل ولا أدركه، فإن أبا داود قال: لم يدرك ميمون بن أبي شبيب عائشة، وعائشة تأخرت بعد معاذ نحوا من ثلاثين سنة.
وقال عمرو بن علي: كان يحدث عن أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- وليس عندنا فيه شيء منه يقول: "سمعت"، ولم أخبر أن أحدا يزعم أنه -أي: ميمونا- سمع مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم.
وهذا الحديث أورده الدارقطني -رحمه الله- "6/ 73 في العلل"، فقال, وقد سئل عنه من طريق عروة بن النزال عن معاذ, قلت: يا رسول اللَّهِ, أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ قال: "بخ، لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ: تعبده لا تشرك به شيئا ... " الحديث، وفيه: "ألا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه ... " الحديث.. فقال:
يرويه الحكم بن عتيبة واختلف عنه فرواه شعبة عن الحكم عن عروة بن النزال, أو النزال بن عروة عن معاذ، وقال غندر وحجاج عن شعبة عن الحكم قال: وحدثني به أيضا ميمون بن أبي شبيب عن معاذ.
وكذلك رواه الأعمش وفطر بن خليفة، عن الحكم، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ.
وكذلك قال شيبان وأبو الأحوص، عن منصور، عن الحكم، ورواه زبيد عن الحكم مرسلا، عن معاذ. =(1/145)
وعمود: الصَّلَاةُ, وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ: الْجِهَادُ". ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ: "كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وإنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟ ".
113- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ، قَالَ: ثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غُنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا شَحَبَ وَجْهٌ وَلَا اغْبَرَّتْ قَدَمٌ فِي عَمَلٍ يُبْتَغَى بِهِ دَرَجَاتُ الْجَنَّةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ كَجِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا ثَقَّلَ مِيزَانَ عَبْدٍ كَدَابَّةٍ تَنْفُقُ لَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- أَوْ يَحْمِلُ عَلَيْهَا في سبيل الله".
__________
= وخالفه عبد الله بن إدريس وأبو إسحاق الفزاري فروياه عن الأعمش، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن ميمون بن أبي شبيب.
ورواه جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن الحكم، وحبيب عن ميمون عن معاذ، فصح القولان عن الأعمش.
وكذلك رواه فطر بن خليفة عن الحكم وحبيب أيضا.
ورواه منصور, واختلف عنه فقال شيبان: عن منصور عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ.
وقال أبو الأحوص: عن منصور عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ.
وقيل: عن شيبان عن منصور عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ أيضا، وكذلك رواه حماد بن شعيب عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عن ميمون عن معاذ، وهو صحيح من حديث الحكم وحبيب عن ميمون.
وانظر تتمة كلام الدارقطني هناك.
113 في سنده شهر بن حوشب, مُتكلَّم فيه.(1/146)
114- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ ابْنِ آدَمَ كَذِئْبِ الْغَنَمِ، وَإِنَّ ذِئْبَ الْغَنَمِ يَأْخُذُ مِنَ الْغَنَمِ الشَّاةَ الْمَهْزُولَةَ وَالْقَاصِيَةَ، وَلَا يَدْخُلُ فِي الْجَمَاعَةِ؛ فَالْزَمُوا الْعَامَّةَ وَالْجَمَاعَةَ وَالْمَسَاجِدَ".
115- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ إِلَى غَيْرِ مَطْمَعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ حَيْثُ لَا طَمَعَ".
116- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِمُعَاذٍ: "يَا مُعَاذُ" قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "يَا مُعَاذُ" قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: "يَا مُعَاذُ" قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: "بَشِّرَ النَّاسَ: مَنْ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ".
__________
114 في سنده ضعف:
فشهر بن حوشب متكلم فيه، وهو أيضا لم يدرك معاذا, رضي الله عنه.
115 ضعيف:
في سنده: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ المدني، وهو ضعيف.
والحديث أخرجه أحمد "5/ 232".
116 صحيح:
والحديث أخرجه: أحمد "5/ 240, 241" من طريق: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ العزيز.(1/147)
117- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا, دَخَلَ الْجَنَّةَ".
118- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ الْمَكِّيَّ، قَالَ: ثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي مَرَضِهِ: لَوْلَا أَنْ تتَّكلوا لَحَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "مَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُوقِنًا, دَخَلَ الْجَنَّةَ".
119- أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ، قَالَ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْقَتْلَ فِي نَفْسِهِ صَادِقًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ، وَمَنْ جُرح جُرْحًا في
__________
117 صحيح:
وأخرجه أحمد مع اختلاف في اللفظ من طريق: مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ بلفظ: "من مات وهو يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ من قلبه, دخل الجنة". قال شعبة: لم أسأل قتادة أنه سمعه من أنس.
وأخرج أبو داود "3/ 486"، والحاكم، وأحمد "5/ 233" عن معاذ مرفوعا: "من كان آخر كلامه: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, دَخَلَ الجنة".
118 صحيح:
أخرجه أحمد "5/ 236"، والطبراني "20" برقم "63", وابن حبان برقم "200" من طريق سفيان بن عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ به بنحوه.
119 حسن لشواهده:
ففي سنده سليمان بن موسى الأشدق, في حديثه لين وهو صدوق، وخولط قبل موته بقليل.
والحديث أخرجه: أحمد "5/ 230"، والترمذي في فضائل الجهاد مختصرا، باب: فيمن =(1/148)
سَبِيلِ اللَّهِ, أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَاءَتْ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ، لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ وَرِيحُهَا كَالْمِسْكِ، وَمَنْ جُرح فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ عَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ".
120- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: ثَنَا حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِي يَوْمًا فَقَالَ: "يَا مُعَاذُ, إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِلَّهِ". قَالَ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ. فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا مُعَاذُ، لَا تَدَعْ أَنْ تَقُولَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ: اللَّهُمَّ أعنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ". وَأَوْصَى بِذَلِكَ معاذٌ الصنابحيَّ، وَأَوْصَى الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَوْصَى بِهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُقْبَةَ بْنُ مُسْلِمٍ.
121- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عن طاوس، عن
__________
= سأل الشهادة بصدق، وقال: حسن صحيح، والنسائي في الجهاد.
وأخرجه أبو داود من طريق أخرى إلى مالك بن يخامر, كتاب الجهاد، باب: فيمن سأل الله تعالى الشهادة "3/ 46"، وابن ماجه مختصرا في الجهاد، باب: القتال في سبيل الله -سبحانه وتعالى- رقم "2792".
120 صحيح:
أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري، وهو ثقة.
الصنابحي: هو عبد الرحمن بن عسيلة المرادي، ثقة أيضا.
والحديث أخرجه: أحمد "5/ 245، 247"، وأبو داود في الصلاة "ص180 رقم 1522"، والنسائي "3/ 46" باب: الدعاء بعد الذكر.
121 إسناده منقطع:
طاوس لم يسمع من معاذ، وأيضا ففي السند إسماعيل بن أبي أويس, به بعض الضعف، ولبعض فقرات الحديث شواهد صحيحة.(1/149)
مُعَاذٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لَا طَلَاقَ لِمَنْ لَمْ يَنْكِحْ، وَلَا عَتَاقَةَ لِمَنْ لِمْ يَمْلِكْ، وَلَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ".
122- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَكَانَ لَا يَرُوحُ حَتَّى يُبْرِدَ وَيَجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَإِذَا أَمْسَى جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.
123- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا مِنْ مسلميْنِ يَمُوتُ لهما ثلاث من الولد إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ وَالِدَيْهِ" -قَالَ: يَعْنِي الْجَنَّةَ- "بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ" قَالُوا: أَوِ اثْنَيْنِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَوِ اثْنَيْنِ". قَالُوا: أَوْ وَاحِدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسَرَرِهِ إلى الجنة".
__________
122 صحيح لغيره:
فهشام بن سعيد فيه كلام.
وأخرجه مسلم مصرحا بتحديث أبي الطفيل "عامر" لأبي الزبير "كتاب صلاة المسافرين"، باب: الجمع بين الصلاتين في السفر "1/ 490, ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي"، مع اختلاف يسير في اللفظ، وأبو داود في الصلاة، والنسائي في الصلاة، وابن ماجه في الصلاة أيضا.
123 ضعيف بهذا السند، ولبعضه شواهد صحيحة:
فيه يحيى، وهو: ابن عبيد الله كما في رواية ابن ماجه، حيث روى الجزء الأخير منه في الجنائز, باب: ما جاء فيمن أصيب بسقط.
ومعناه في "البخاري" من حديث أنس -رضي الله عنه- كتاب الجنائز, فضل من مات له ولد فاحتسب. "فتح" "3/ 118" بلفظ: "ما من الناس من مسلم يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث, إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم".
والحديث -حديث الباب- ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" "3/ 9" باب: فيمن مات له واحد. وقال: قلت: روى ابن ماجه منه: "إن السقط ... " إلى آخره. =(1/150)
124- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, ثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أنا أَبُو عَوْنٍ، عن الحارث بن عمرو ابن أَخِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ -مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ- عَنْ مُعَاذٍ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: "كَيْفَ تقضي إذا عرض لك قَضَاءٌ؟ " قَالَ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: "فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ " قَالَ: سنة رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: "فَإِنْ لَمْ يَكُنْ في سنة رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم؟ " قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي لَا آلُو. قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَدْرَهُ وَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ الله".
__________
= رواه أحمد والطبراني في "الكبير" وفيه: يحيى بن عبيد الله التيمي، ولم أجد من وثقه ولا من جرحه.
124 ضعيف:
في إسناده: الحارث بن عمرو، مجهول، ويرويه عن مجاهيل، وقد أورده الجوزجاني في كتابه "الأباطيل".
وأخرجه: أحمد "5/ 230"، وأبو داود في كتاب الأقضية، باب: اجتهاد الرأي في القضاء "4/ 18".
وأبو عون هو: محمد بن عبيد الله الثقفي كما في "سنن الترمذي"، فقد أخرجه الترمذي في الأحكام، باب: ما جاء في القاضي كيف يقضي؟ وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل.
قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف على تحفة الأشراف" "8/ 421": "وليس إسناده عندي بمتصل"، أراد -أي: الترمذي- بنفي الاتصال: المشي على اصطلاح من يرى أن الإسناد إذا كان فيه مبهم لم يسم يكون منقطعا، وإلا فالجمهور على أنه متصل في إسناده مبهم، على أنه قد جاء من وجه متصل لكنه ضعيف, أخرجه سعيد بن يحيى الأموي في كتاب "المغازي" له: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عبادة بن نسي، عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غُنْمٍ، عَنْ معاذ بن جبل.
ومن هذا الوجه أخرجه: الخطيب في "الفقيه والمتفقه" والرجل المبهم هو: "محمد بن سعيد المصلوب" بينه المصنف في الكلام على الحديث الذي أخرجه ابن ماجه "في المقدمة 8/ 4" عن الحسن بن حماد سجادة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد بن سعيد بن حسان، عن عبادة بن نسي في حديث رقم "11339" أوله: لما بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- إلى اليمن قال: "لا تقضين, ولا تفصلن إلا بما تعلمه.. " الحديث، وهو طرف من الحديث أورده الخطيب.(1/151)
125- حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، ثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ".
126- حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ وَهُوَ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- طَاهِرٌ، فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إلا أعطاه الله إِيَّاهُ". قَالَ حَمَّادٌ: قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو ظَبْيَةَ, فحدثنا بهذا الحديث.
__________
125 صحيح:
مختلف في سماع أبي إدريس من معاذ، فذهب أبو زرعة وغيره إلى عدم سماعه، وقال ابن عبد البر: سماع أبي إدريس من معاذ عندنا صحيح من رواية أبي حازم.
وللحديث شاهد من حديث معاذ مرفوعا أخرجه: الترمذي في كتاب الزهد، باب: ما جاء في الحب في الله، وقال: حسن صحيح.
وحديث الباب أخرجه: أحمد مع قصة "5/ 233", وأبو إدريس هو الخولاني عائذ الله.
وفي "مسند أحمد" ما يشعر أن أبا إدريس سمع من معاذ، ففيه من حديث إسحاق بن عيسى، حدثني مالك، عن أبي حازم بن دينار، عن أبي إدريس الخولاني قال: دخلت مسجد دمشق، فإذا أنا بفتى براق الثنايا ... فقيل لي: هذا معاذ بن جبل.
وأخرجه الحاكم من طريق ابن وهب، أخبرني مالك بنحوه، في "المستدرك" "3/ 269" والجزء الموجود منه: "فإذا أنا برجل براق الثنايا" بدون ذكر متن الحديث.
126 حسن:
وأخرجه: أبو داود في الأدب "حديث رقم 5042"، والنسائي في "اليوم والليلة" "805, 806"، وابن ماجه في الدعاء رقم "3881"، وأحمد "5/ 234, 235".
وفي الباب ما أخرجه: البخاري مع "الفتح" "3/ 39" من حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عنه.
وقد توبع شهر بن حوشب كما عند أبي داود، تابعه ثابت, والحديث أخرجه أبو داود في الأدب "حديث 5042"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "805، 806" وابن ماجه "3881"، =(1/152)
127- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ مِنْ عَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنَ النَّارِ, مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا أَنْ تَضْرِبَ بِسَيْفِكَ حَتَّى يَنْقَطِعَ، ثُمَّ تَضْرِبَ بِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ" قَالَهَا ثَلَاثًا.
128- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".
129- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عن
__________
= وأحمد في "المسند" "5/ 234, 235"، وفي الباب ما أخرجه البخاري "مع "الفتح" 3/ 39" من حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "من تعارّ من الليل فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ, وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلا بالله, ثم قال: اللهم اغفر لي -أو دعا- استجيب؛ فإن توضأ قبلت صلاته".
127 سند منقطع:
طاوس لم يسمع مع معاذ, رضي الله عنه.
128 حسن:
وعطاء بن السائب وإن كان مختلطا إلا أن كثيرا من أهل العلم ذهبوا إلى أن رواية حماد بن سلمة عنه كانت قبل الاختلاط.
والحديث أخرجه: أحمد "5/ 244".
والحديث الثابت في البخاري وغيره: من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- وفيه: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله كنز من كنوز الجنة".
129 سنده ضعيف: =(1/153)
شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الحَارثِ بن عميرة الزُّبَيْديِّ قَالَ: وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ، فَقَامَ مُعَاذٌ بِحِمْصَ فَخَطَبَهُمْ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ.
__________
= في سنده شهر بن حوشب، متكلم فيه.
وفيه أيضا الحارث بن عميرة الزبيدي، قال في ترجمته في "الميزان": "الصحيح: يزيد بن عميرة الزبيدي -كذا قال البخاري- له حديث لا يصح".
قال الذهبي: قلت: "يزيد" صدوق، ولكن قال البخاري ذلك باعتبار السند إليه، وقد غلط أبو حاتم البستي وذكره فيما ذيل به على "الضعفاء"، وقيل: هو كندي، وقيل: زبيدي، وإنما قال البخاري: "لا يصح" يعني: قول من سماه الحارث بن عميرة، ذكره البناني.
والحارث ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكر فيه جرحا, ولا تعديلا.
وقال ابن حجر في "لسان الميزان": الحارث بن عميرة هو يزيد بن عميرة, الذي أخرج له أبو داود والترمذي والنسائي. انتهى.
وإن كان ما قاله ابن حبان في ترجمة الحارث بن عبيدة محفوظا, فيحتمل أن يكون هو.(1/154)
9- مُسْنَدُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
130- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: "لِكُلِّ مُسْلِمٍ ثَلَاثٌ: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَرْمِي بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي الْعَدُوِّ أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ، إِلَّا كَانَ أَجْرُ ذَلِكَ السَّهْمِ لَهُ كَعِدْلِ نَسَمَةٍ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ابيضَّت مِنْهُ شَعْرَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَعْتَقَ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَجْزِيَهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً".
131- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ الْمُشْرِكُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اطْرُدْ هَؤُلَاءِ عَنَّا, لَا يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا! قَالَ: وَكَانُوا أَرْبَعَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقَعَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام: 52] إِلَى آخر الآية.
132- حدثنا مسلم بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا "شُعْبَةُ"1 عَنْ سماك، عن مصعب بن
__________
130 في إسناده سالم بن عبيد، لم نقف له على ترجمة.
131 إسناده ضعيف, وأصله ثابت صحيح:
ففي هذا السند: عبد العزيز بن أبان، كذبه ابن معين.
لكن الحديث أخرجه: مسلم "1878"، ولكن بلفظ "ستة" بدلا من "أربعة" في كتاب فضائل الصحابة من "صحيحه" فضائل سعد بن أبي وقاص, وكذا في ابن ماجه في كتاب الزهد من "سننه", ولكن الذين سماهم سعد في حديث مسلم أربعة فقط.
132 صحيح: =
__________
1 التصويب من "س، ز". وفي الطبعة الأولى للكتاب "بقية" فليصحح فيها.(1/155)
سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "نَزَلَتْ فيَّ أَرْبَعُ آيَاتٍ. قَالَ: حَلَفَتْ أُمِّي أَنْ لَا تَطْعَمَ طَعَامًا وَلَا تَشْرَبَ شَرَابًا حَتَّى أَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَكُنَّا إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نطعمها أخذنا عودا فأدخلناه فِي فِيهَا وَصَبَبْنَا فِي فِيهَا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، فَنَزَلَتْ فِيَّ هَذِهِ الآية: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ ... } إِلَى قَوْلِهِ: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [العنكبوت: 8] . قَالَ: وَكُنَّا عَلَى شَرَابٍ فَتَفَاخَرْنَا، فَفَاخَرْتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَرَفَعَ بِلِحْيِ جَمَلِ، فَضَرَبَ بِهِ أَنْفِي "فَفَزَرَهُ"1. قَالَ: فَكَانَ أَنْفُ سَعْدٍ مَفْزُورًا. قَالَ: فَنَزَلَ فِيَّ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ. قَالَ: وَأَصَبْتُ سَيْفًا يَوْمَ بَدْرٍ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، نَفِّلْنِيهِ. قَالَ: "ضَعْهُ". قَالَ: قُلْتُ: لَا تَجْعَل مَنْ لَهُ غَنَاءٌ كَمَنْ لَا غَنَاءَ لَهُ! فَقَالَ الَّنبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ضَعْهُ". فنزلت في: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1] . قَالَ: وَنَزَلَتْ فِيَّ آيَةُ الْوَصِيَّةِ.
133- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَمَرِضْتُ مَرَضًا أَشْفَى عَلَيَّ مِنْهُ الْمَوْتُ، فَعَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يا رسول الله، إن
__________
= وأخرجه أحمد "5/ 181"، لكن الحديث أخرجه مسلم في فضائل الصحابة "4/ 1877" فضائل سعد بن أبي وقاص، من طريق زهير، عن سماك، وأبو داود في الجهاد، والترمذي في التفسير.
133 صحيح:
وأخرجه: البخاري في المغازي، والدعوات، والجنائز، والطب، وفي الفرائض، ومسلم في الوصايا، وأبو داود في الوصايا، والترمذي والنسائي وابن ماجه كلهم في الوصايا، وأحمد "5/ 176، 179".
__________
1 قال ابن الأثير في مادة "فزر": فيه "أن رجلا من الأنصار أخذ لحى جزور فضرب".(1/156)
لِي مَالًا كَثِيرًا وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي، أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: "لَا". قُلْتُ: فَبِشَطْرِ مَالِي؟ قَالَ: "لَا". قُلْتُ: فَبِثُلُثِ مَالِي؟ قَالَ: "الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ يَا سَعْدُ إِنْ تَدَعْ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ بِخَيْرٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، إِنَّكَ يَا سَعْدُ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجرت عَلَيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِيِّ امْرَأَتِكَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُخَلَّف بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ: "إِنَّكَ " إِنْ "1 تُخَلَّفْ فَتَعْمَلْ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ أن تخلف حتى ينتفع اللَّهُ بِكَ أَقْوَامًا وَيُضُرَّ بِكَ آخَرِونَ، اللَّهُمَّ امْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ". لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ مَاتَ بِمَكَّةَ.
134- حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، ثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِجُلَسَائِهِ: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ فِي الْيَوْمِ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ " قَالُوا: وَكَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا فِي الْيَوْمِ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟! قَالَ: "يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ بِهَا أَلْفُ حَسَنَةٍ وَيُحَطُّ عَنْهُ بِهَا أَلْفُ خَطِيئَةٍ".
135- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدٍ وَأَبِي بَكْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "من ادعى إلى أب
__________
134 صحيح:
وأخرجه مسلم "ص2073"، والترمذي في الدعوات، وأحمد في "مسنده" "5/ 180".
135 صحيح:
وأخرجه: البخاري في الفرائض والمغازي، ومسلم في الإيمان، وأبو داود في الأدب، وابن ماجه في الحدود، وأحمد "4/ 174".
وانظر: "علل الدارقطني" "4/ 395".
__________
1 في "س": لن.(1/157)
غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ".
136- أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أنا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي كَلَامًا أَقُولُهُ, قَالَ: "قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا, وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ". قَالَ: هَذَا لِرَبِّي؛ فَمَا لِي؟ قَالَ: "قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي".
137- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ الذِّكْرِ: الْخَفِيُّ, وَخَيْرُ الرِّزْقِ: مَا يَكْفِي".
138- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: ثنا سَعْدِ بْنِ وَقَّاصٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قِتَالُ الْمُسْلِمِ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فوق ثلاثة أيام".
__________
136 صحيح:
وأخرجه مسلم "4/ 2072", كتاب الذكر، وأحمد "1/ 180-185".
137 سند ضعيف:
فيه "ابن لتيبة"، وقد ضعفوه.
وانظر "علل الدارقطني" "4/ 393".
138 صحيح لغيره:
فقد روي عن غير واحد من الصحابة.
وأخرجه أحمد "1/ 137"، والحديث أخرجه: البخاري من حديث ابن مسعود "فتح" "10/ 464"، ومسلم "1/ 80"، وابن ماجه رقم "69، 3939-3941"، عن ابن مسعود وأبي هريرة وسعد، وأحمد "1/ 439" عن ابن مسعود. =(1/158)
139- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بن حريق، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَشَكَرَ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ حَمِدَ اللَّهَ وَصَبَرَ، فَالْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ أَمْرِهِ، حَتَّى يُؤْجَرَ فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِيِّ امرأته".
__________
= وله طرق أخرى عند أحمد.
أما سند حديث الباب: ففيه عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص، وكان أميرا على الجيش الذي قتل الحسين بن علي رضي الله عنه، ومن العلماء من قال: إنه هو الذي قتل الحسين.
وعزاه المزي في "تحفة الأشراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عن أبي الأحوص وغيره، عن عبد الله.
قال الحافظ في "النكت الظراف": حديث: "قتال المسلم كفر" ذكر فيه الاختلاف على أبي إسحاق، هل هو عنه عن "عمر بن سعد"، أو عن "محمد بن سعد"؟ قال: قلت: وقد ذكر البخاري في "التاريخ" "ج1/ ق1/ ص88, 89" أنه عنه -يعني: عن أبي إسحاق- عن "محمد بن سعد"، أصح، وساقه من رواية زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أبي إسحاق كذلك، وهو عند النسائي "لعله في "الكبرى"" أيضا من رواية إسرائيل عن أبي إسحاق.
وانظر: "علل الدارقطني" "4/ 357".
139 صحيح لشواهده:
ففي سنده: عمر بن سعد, وقد تقدم.
والحديث عزاه المزي في "تحفة الأشراف" إلى النسائي في "اليوم والليلة" عن أبي الأحوص, عن أبي إسحاق.
وأخرجه: أحمد "1/ 173"، وأخرجه أحمد أيضا من طريق: شعبة, عن أبي إسحاق "1/ 177، 182".
ومن طرق أخرى, أخرجه: أحمد "3/ 117، 184" و"4/ 332، 333"، "6/ 15, 16". ويأتي برقم "143" من رواية شعبة عن أبي إسحاق.
والحديث ذكره الدارقطني في "العلل" "4/ 351, 352".
فقال: هو حديث يرويه العيزار بن حريث عن عمرو بن سعد عن سعد، واختلف عنه، فرواه بدر بن عثمان وجرير بن أيوب البجلي ومحمد بن جابر عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ, عَنْ عمر بن سعد, عَنْ أَبِيهِ, عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم.(1/159)
140- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَى رِجَالًا وَلَمْ يُعْطِ رَجُلًا مِنْهُمْ شَيْئًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا، وَلَمْ تعط فلانا وفلانا وهو مؤمن؟! فقال
__________
= ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ, عَنْ العيزار, عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ أبيه موقوفا.
ورواه يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار، عن أبي بكر قال: "عجبت للمؤمن" الحديث موقوفا.
ورواه أبو إسحاق الهمداني، عن العيزار، واختلف عن أبي إسحاق, فرواه إسرائيل والثوري وأبو الأحوص ومعمر وحديج بن معاوية وشعبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سعد، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
ورواه أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أبي إسحاق، واختلف عنه فرواه مسلم بن سلام, عن أبي بكر, عن أبي إسحاق بمتابعة إسرائيل والثوري.
ورواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عن أبي بكر بن عياش، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بن سعد، عن أبيه, لم يذكر العيزار.
وكذلك قال أبو سنان عن أبي إسحاق.
واسم أبي سنان سعيد بن سنان.
ورواه عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السجستاني -وهو شيخ من الشيوخ- عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد, أو عمر بن سعد.
ولم يذكر العيزار.
ورواه الأعمش عن أبي إسحاق فقال: عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سعد، ولم يذكر العيزار.
والصحيح من ذلك: قول الثوري وشعبة وإسرائيل, عن أبي إسحاق.
ورواه زيد بن أبي أنيسة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْعَيْزَارِ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مالك عن سعد بن مالك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ, إِنْ أصابه خير حمد ربه وَشَكَرَ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ حَمِدَ ربه وَصَبَرَ، فَالْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شيء, حتى فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِيِّ امرأته".
وفي "صحيح مسلم" "2295" من حديث صهيب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "عجبا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".
140 صحيح:
وأخرجه البخاري في الإيمان "19"، وفي الزكاة، ومسلم في الإيمان والزكاة، وأبو داود في السنة، والنسائي في الإيمان، وأحمد "1/ 176".(1/160)
رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "أومسلم؟! " قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَنَرَى أَنَّ الْإِسْلَامَ الْكَلِمَةُ، وَالْإِيمَانَ الْعَمَلُ.
141- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَتْلِ الوَزَغ، وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا.
142- حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده
__________
141 إسناده صحيح:
وأخرجه مسلم "ص1758" كتاب السلام، وأبو داود في الأدب "163"، وأحمد "1/ 176".
وقال الدارقطني في "العلل" "4/ 340, 341" وقد سئل عن حديث عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- أمر بقتل الوزغ, فقال: يحدث به عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ، عن أبيه.
قاله خالد الواسطي عنه.
وخالفه إبراهيم بن طهمان، فرواه عنه، عن عمر بن سعيد، عن الزهري.
واختلف عن معمر، فرواه عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ، عن أبيه.
ورواه عبد الأعلى عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعد، لم يذكر بينهما أحدا.
وكذلك رواه يونس ومالك، عن الزهري، عن سعد.
وهو الصحيح.
وحدث به الباغندي، عن عثمان بن أبي شيبة، عن خالد بن مخلد، عن مالك، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سعد، عن سعد، ووهم فيه.
ورواه يحيى بن أبي أنيسة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة، عن سعد، ووهم فيه أيضا، والصواب المرسل.
ورواه عمر بن حبيب القاضي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ أبيه، عن عائشة، عن سعد, ولم يتابع عليه.
142 صحيح: =(1/161)
وَرَسُولُهُ, رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ". فَقُلْتُ: "مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ؟ " قَالَ: لَيْسَ هَكَذَا، قَالَ سَعْدٌ: قَالَ: "غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ".
143- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا شُعْبَةُ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْعَيْزَارَ بْنَ حُرَيْثٍ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَجِبْتُ لِلْمُسْلِمِ؛ إِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَشَكَرَ، وَإِنْ أصابته مصيبة احتسب صبر، إِنَّ الْمُسْلِمَ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِيهِ".
144- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سلَّم عَنْ يَمِينِهِ يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الْأَيْسَرِ، وَإِذَا سَلَّمَ عَنْ يَسَارِهِ يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ.
145- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: خَرَجَ نَاسٌ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز فأخبروا أن
__________
= وأخرجه مسلم بلفظ: "غفر له ذنبه" "1/ 290"، وأخرجه أيضا: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه في الصلاة، وأحمد "1/ 181".
134 صحيح لغيره:
ففي سنده عمر بن سعد، وقد تقدم الكلام عليه، وانظر حديث "139".
144 صحيح لغيره:
والحديث أخرجه: مسلم "ص409"، وأحمد "1/ 172"، والنسائي، وابن ماجه في الصلاة.
145 صحيح لغيره:
إذ إن الذين أخبروا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مجهولون، وأخرجه مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ =(1/162)
عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مَا بَيْنَ لَابَتَيِ الْمَدِينَةِ، لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ إِلَى اللَّيْلِ".
146- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: "الْأَنْبِيَاءُ, ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ؛ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلَابَةٌ زِيد صَلَابَةً، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَلَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى الْأَرْضِ مَا لَهُ خَطِيئَةٌ".
147- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النِّسَاءَ, قَامَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نِسَاءِ مُضَرَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبَائِنَا وَأَبْنَائِنَا وَأَزْوَاجِنَا؛ فَمَا يَحِلُّ لَنَا مَنْ أَمْوَالِهِمْ؟ قَالَ: "الرُّطَبُ، تَأْكُلِينَهُ وَتُهْدِينَهُ".
__________
= الرحمن مباشرة، وقد جمع الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" بين رواية مسلم ورواية عبد بن حميد، فقال: يحتمل أن يكون سمعه عن "عامر" بعد.
وأخرجه مسلم من طريق: هشام بن هاشم, عن عامر بن سعد به.
وأخرجه البخاري من حديث هاشم عن عامر في كتاب الأطعمة، وأخرجه أيضا في كتاب الطب، وفي أكثر الروايات: "لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ, ولا سحر".
وانظر: "علل الدارقطني" "4/ 339".
146 صحيح لغيره:
وأخرجه أحمد "1/ 172، 174، 180، 185"، والترمذي "2398"، ابن ماجه "4023"، والدارمي "2/ 320"، وابن حبان رقم "699" في "موارد الظمآن"، وأخرجه: ابن حبان أيضا من طريق: العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن سعد به، والحاكم "1/ 40، 41".
والطحاوي في "مشكل الآثار" "3/ 61" من طريق: سماك، عن مصعب به.
وانظر: "علل الدارقطني" "4/ 316, 317".
147 ضعيف:
أخرجه أبو داود "1686". =(1/163)
148- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "افْتَرَقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَلَنْ تَذْهَبَ اللَّيَالِي وَلَا الْأَيَّامُ حَتَّى تَفْتَرِقَ أُمَّتِي عَلَى مِثْلِهَا -أَوْ قَالَ: عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ-وَكُلُّ فِرْقَةٍ مِنْهَا فِي النَّارِ إِلَّا واحدة، وهي الجماعة".
__________
= قال أبو زرعة، وأبو حاتم: رواية زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ سَعْدٍ مرسلة.
قال الحافظ في "النكت الظراف" بعد أن ذكر الحديث: قلت: قال ابن المديني في "العلل": سعد هذا ليس هو ابن وقاص، والحديث مرسل، هكذا حكى عبد الحق في "الأحكام"، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه على يونس بن عبيد في "العلل"، ثم قال: ويقال: إن سعدا هذا رجل من الأنصار، وليس ابن أبي وقاص، قال: وهذا أصح إن شاء الله.
قال الحافظ: قلت: ولكن أورد البزار في مُسْنَدُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فأخرجه من طريق: سفيان الثوري عن يونس بن عبيد، ورجح ذلك أبو الحسن بن القطان، وقد أوضحت ذلك في كتابي في الصحابة "الإصابة في تمييز الصحابة "ج2/ 39, 40، ت3240".
وانظر: "علل الدارقطني" "4/ 382".
148 في سنده كلام، ولكثير من ألفاظه شواهد:
في سنده موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف، لكن الحديث ورد من طرق أخرى مع اختلافات يسيرة في اللفظ.
فأخرج أحمد من طريق: محمد بن عمرو، ثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة, مرفوعا: "افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة" "2/ 332".
وحديث أبي هريرة هذا أخرجه أيضا: أبو داود "حديث رقم 4596" أول حديث في كتاب السنة من "سننه"، والترمذي في كتاب الإيمان، باب: ما جاء في افتراق هذه الأمة "5/ 25", وقال: حسن صحيح.
وابن ماجه في حديث رقم "3991"، وابن حبان في "صحيحه" "1834"، والحاكم "1/ 128"، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وفي "المستدرك" "1/ 6" أخرج الحاكم الحديث أيضا, وقال: وقد احتجّ مسلم بمحمد بن =(1/164)
.......................................................................
__________
= عَمْرٍو, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة.
وتعقبه الذهبي فقال: ما احتج مسلم بمحمد بن عمرو منفردا، بل بانضمامه إلى غيره.
أرشد إلى ذلك الشيخ ناصر الدين الألباني في "السلسلة الصحيحة" "203".
وللحديث شاهد آخر من حديث عوف بن مالك، فأخرج ابن ماجه حديث رقم "3992" قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، ثنا عباد بن يوسف، ثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عوف بْنِ مَالْكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده، لتفترقنّ أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار". قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: "الجماعة".
وشاهد آخر أخرجه أبو داود فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان "ح" وحدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا بقية، قال: حدثني صفوان, نحوه.
قال: حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي، عن أبي عامر الهوزني، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ, أنه قام "فينا" فقال: ألا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قام فينا فقال: "ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين؛ ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة؛ هي الجماعة" حديث رقم "4597".
وأخرجه: أحمد "4/ 102"، والدارمي "2/ 241"، والحاكم "1/ 128".
وشاهد آخر أخرجه: ابن ماجه رقم "3993" فقال: حدثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا أبو عمرو، ثَنَا قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالْكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة، كلها فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ الجماعة".
ولمزيد من البحث حول هذا الحديث, انظر كتابي: "الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة".(1/165)
149- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا حَكَمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ أَنْ يُقْتَلَ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَوَاسِي، وَأَنْ يَقْسِمَ أَمْوَالَهُمْ وَذَرَارِيَّهُمْ، فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ حَكَمَ فِيهِمُ الْيَوْمَ بِحُكْمِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- الَّذِي حَكَمَ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ".
150- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ جَاءَ يَتَقَاضَى دَيْنًا لَهُ عَلَى رَجُلٍ، فَقَالُوا: قَدْ خَرَجَ، قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتل فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحيي, ثُمَّ قُتل ثُمَّ أُحيي, ثُمَّ قُتل، لَمْ يَدْخُلِ الجنة حتى يقضي دينه".
__________
149 إسناده معلول:
أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" "3881".
وفي بعض رجال إسناده كلام.
ولكن له شاهد أخرجه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، من حديث أبي سعيد الخدري, رضي الله عنه.
البخاري في الجهاد والمناقب والاستئذان، ومسلم في المغازي، والنسائي في المناقب.
قال الدارقطني -رحمه الله تعالى- ""العلل" 4/ 332, 333":
حدث به سعد بن إبراهيم، واختلف عنه, فرواه عنه مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، عَنْ سعد بن إبراهيم، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سعد.
وخالفه عياض بن عبد الرحمن, فرواه عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ أبيه, عن جده عبد الرحمن بن عوف، وكلاهما وهم.
وخالفهما شعبة, فرواه عن سعد، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ بن حنيف، عن أبي سعيد الخدري، وهو الصواب.
150 إسناده حسن:
وأخرجه البزار "1335, كشف" وقال: لا نعلمه عن سعد إلا من هذا الوجه.
و"أبو كثير" هو: مولى آل جحش، ويقال: مولى محمد بن عبد الله. "تهذيب" "12/ 211".(1/166)
151- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثَنَا ليث بن سعد، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يتغنَّ بالقرآن".
__________
151 إسناده معلول:
أخرجه أحمد "1/ 172، 175، 179", وأبو داود "1469، 1470".
وله شاهد أخرجه البخاري "7527" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
وقد سئل الدارقطني في "العلل" "4/ 387" عن هذا الحديث, فقال: حديث يرويه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ واختلف عنه، فرواه عمرو بن دينار، وعبد الملك بن جريح، وسعيد بن حسان المخزومي المكي، وحسام بن مصك، وعمر بن قيس، والليث بن سعد عنه، عن ابن أبي نهيك، عن سعد.
واختلف عن الليث في ذكر سعد بن أبي وقاص:
فأما الغرباء عن الليث, فرووه عنه على الصواب.
وأما أهل مصر, فرووه وقالوا: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ كان سعد.
ومنهم من قال: عن سعيد أو سعد.
وقال قتيبة: عن الليث عن رجل، ولم يسم سعدا ولا غيره.
ورواه أبو رافع إسماعيل بن رافع، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن السائب.
ورواه عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ المليكي، عن ابن مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السائب، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
ولم يقل: عن ابن أبي نهيك.
ورواه عبد الجبار بن الورد، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عبيد الله بن أبي يزيد قال: كنت أنا وعبد الله بن السائب واقفين، فمر بنا أبو لبابة.
فأسنده عن أبي لبابة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، ولم يذكر سعدا، ووهم فيه.
ورواه عسل بن سفيان، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
قال شعبة: وتابعه الحارث بن مرة الحنفي. =(1/167)
152- حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أنا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتِيَ بِقَصْعَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا, فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، قَالَ: "يَجِيءُ رَجُلٌ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَأْكُلُ هَذِهِ الْفَضْلَةَ". قَالَ سَعْدٌ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَخِي عُمَيْرًا يَتَوَضَّأُ، فَقُلْتُ: هُوَ عُمَيْرٌ، قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَأَكَلَهَا.
153- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيِ الْمَدِينَةِ أن يقطع عضاهها، أَوْ يُقْتَلَ صَيْدُهَا". وَقَالَ: "الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلَّا أَبْدَلَ اللَّهُ فِيهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَلَا يَثْبُتُ أَحَدٌ عَلَى لَأْوَائِهَا وَجَهْدِهَا إِلَّا كنتُ لَهُ شَهِيدًا -أَوْ: شفيعا- يوم القيامة".
__________
= وقال أيوب بن خوط: عن أيوب السختياني وعسل بن سفيان, عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة أيضا.
وقال عبيد الله بن الأخنس: أبو مالك، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم.
152 صحيح:
وأخرجه: أحمد "1/ 169-183"، وأبو يعلى "2/ 75, 98"، وابن حبان في "موارد الظمآن" "2254"، والحاكم في "المستدرك" "3/ 416"، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي.
153 صحيح:
وأخرجه: مسلم في كتاب الحج، باب: فضل المدينة "حديث رقم 1363", وأخرجه البخاري في بعض أجزائه في الجهاد, والمغازي من غير طريق سعد.
وأحمد مختصرا "1/ 169"، ومطولا "1/ 181".(1/168)
154- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عن بدر بن عثمان، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تُستشهدون بِالْقَتْلِ وَالطَّاعُونِ وَالْغَرَقِ وَالْبَطْنِ وَمَوْتِ الْمَرْأَةِ جُمْعًا, مَوْتُهَا فِي نِفَاسِهَا".
155- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَخُزَيْمةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالُوا: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْزٌ وَبَقِيَّةُ عَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ؛ فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا فِرَارًا مِنْهُ، وَإِذَا وَقَعُ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا فَلَا تَدْخُلُوهَا".
156- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
__________
154 في الإسناد كلام، والمتن صحيح لشواهده:
في السند يزيد بن عثمان، والظاهر أنه بدر بن عثمان, فإنه روى عن أبي بكر بن حفص، وروى عنه ابن نمير.
وفي السند عمر بن سعد، وقد تقدم الكلام عليه، ولكن قد أخرج البخاري معنى هذا الحديث من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مرفوعا "كتاب الأذان 2/ 139"، "وكتاب الجهاد 6/ 43".
والحديث أورده الدارقطني في "العلل" "4/ 354, 355" فقال: يرويه أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عمر بن سعد، عن أبيه، عن سعد، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
ورواه عمرو بن دينار، عن أبي بكر بن حفص مرسلا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- وكذلك قال حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بن أبي العالية، عن أبي بكر بن حفص، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم. وقول عمرو بن دينار أشبه بالصواب.
155 صحيح:
وأخرجه: البخاري في الطب، ومسلم في الطب، وأحمد "1/ 177-178-180-186".
156 صحيح لغيره:
إذ إن في سنده الواقدي محمد بن عمر، متكلم فيه كثيرا.
وأخرجه: البخاري من حديث ابن عباس "فتح" "1/ 295" بدون زيادة: "فَمَا لَمْ يَضَعْ فَقَدِ انْتَقَصَ".
ومسلم "1/ 355, ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي"، وابن ماجه "1/ 286".(1/169)
جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صلى الله عليه سلم: "إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ, سَجَدَ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ: وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَقَدَمَيْهِ، فَمَا لَمْ يَضَعْ فَقَدِ انتقص".(1/170)
10- مُسْنَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
157- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ: "إِنِّي لَقِيتُ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَبَشَّرَنِي وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَقُولُ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صليتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سلمتُ عَلَيْهِ, فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شكرا".
158- حدثني حبان بن بلال، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا النَّضْرُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا سَلَمَةَ فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ، سَمِعَهُ أَبُوكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَحَدٌ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ وَسَنَنْتُ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ ولدته أمه".
__________
157 سنده ضعيف:
فيه عبد الواحد بن محمد، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة": روى عن جده، وروى عنه: عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، وعاصم بن عمر بن قتادة. ذكره البخاري وتبعه ابن أبي حاتم، فلم يذكر فيه جرحا.
وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولبعض ألفاظ الحديث شواهد، انظر "صحيح مسلم" "1/ 306"، وأخرجه أحمد "1/ 191".
ولمزيد انظر: "علل الدارقطني" "4/ 297, 298".
158 سنده ضعيف:
في سنده النضر بن شيبان، قال الحافظ في "التهذيب": روى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن عوف, عن أبيه, في فضل رمضان، وعنه: القاسم بن الفضل, الحديث. =(1/171)
159- حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَاصٌّ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلَاثٌ -وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ- إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ: لَا يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا، وَلَا يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ -تَعَالَى- إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَفْتَحُ عَبْدٌ عَلَيْهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ باب فقر".
__________
= قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس حديثه بشيء.
وقال البخاري في حديثه هذا: لم يصح، وحديث الزهري وغيره عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هريرة أصح. وقال النسائي لما أخرج حديثه: هذا خطأ، والصواب: حديث أبي سلمة عن أبي هريرة, وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان ممن يخطئ.
قلت: فإذا كان أخطأ في حديثه وليس له غيره, فلا معنى لذكره في الثقات، إلا أن يقال: "هو في نفسه صادق"، وإنما غلط في اسم الصحابي فيتجه، لكن يرد على هذا أن في بعض طرقه عنه: "لقيت أبا سلمة فقلت له: حدثني بحديث سمعته من أبيك، وسمعه أبوك مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال أبو سلمة: حدثني أبي, فذكره"، وقد جزم جماعة من الأئمة بأن أبا سلمة لم يصح سماعه من أبيه، فتضعيف "النضر" على هذا متعين، وقد قال ابن خراش: لا يعرف بغير هذا الحديث. وأعله الدارقطني أيضا بحديث أبي سلمة عن أبي هريرة.
وأخرجه النسائي في الصوم "4/ 158"، وابن ماجه في الصلاة "1328"، وأحمد "1/ 191، 194".
قلت: قال الدارقطني "4/ 284": وحديث الزُّهْرِيِّ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أبي هريرة أشبه بالصواب.
159 سنده ضعيف:
فيه قاص من أهل فلسطين، وهو مجهول لا يعرف.
والحديث أخرجه أحمد "1/ 193"، وقال الدارقطني في "العلل" "4/ 266, 267":
يرويه يونس بن خباب، عن أبي سلمة، واختلف عنه، فرواه عمرو بن مجمع أبو منذر =(1/172)
160- أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ إِيَاسٍ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لَنَا جَلِيسًا وَكَانَ نِعْمَ الْجَلِيسُ، وَإِنَّهُ انْقَلَبَ بِنَا ذَاتَ يَوْمٍ حَتَّى أَدْخَلَنَا بَيْتَهُ وَدَخَلَ, فَاغْتَسَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَجَلَسَ مَعَنَا وَأُتِينَا بِصَحْفَةٍ فِيهَا خُبْزٌ وَلَحْمٌ، فَلَمَّا وُضعت بَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: هَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَشْبَعْ هُوَ وَلَا أَهْلُ بَيْتِهِ مِنْ خبز شعير، فَلَا أُرانا أُخِّرنا لِمَا هُوَ خير لنا.
__________
= السكوني، عن يونس بن خباب، عن أبي سلمة، عن أبيه.
وخالفه منصور بن المعتمر، واختلف عنه، فرواه محمد بن عمارة القرشي عن الثوري، عن منصور، عن يونس بن خباب، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سلمة.
وقيل: عن القاسم بن يزيد الجرمي، عن الثوري مثله، ولا يصح.
ورواه وكيع وغيره عن الثوري، عن يونس بن خباب، عن أبي سلمة مرسلا.
وهو الصحيح.
ورواه عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبيه قال: حدثني قاص فِلَسْطِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عوف.
ويشبه أن يكون عمر قد حفظ إسناده عن أبيه، والله أعلم.
وفي "صحيح مسلم" "حديث 2589" من حديث أبي هريرة، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله".
160 في سنده نَوْفَلِ بْنِ إِيَاسٍ الْهُذَلِيِّ، قَالَ الحافظ في "التهذيب": "نوفل" هذا معروف في نقلة العلم والآثار.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل".(1/173)
11- حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
161- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مَا أَعْلَمُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِمَّنْ يُصَلِي الْقِبْلَةَ أَبْعَدَ مَنْزِلًا مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ، فَكَانَ يَشْهَدُ الصَّلَاةَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقِيلَ لَهُ: لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الرَّمْضَاءِ وَالظَّلْمَاءِ؟! فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي يَلْصَقُ الْمَسْجِدَ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ كَيْمَا يُكَتَبُ أَثَرِي وَخُطَايَ وَرُجُوعِي إِلَى أَهْلِي وَإِقْبَالِي وَإِدْبَارِي -أَوْ كَمَا قَالَ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنْطَاكَ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ, وَأَعْطَاكَ مَا احْتَسَبْتَ أَجْمَعَ" أَوْ كَمَا قَالَ.
162- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ فَوَجَدْتُ سَوْطًا فَأَخَذْتُهُ، فَقَالَا: دَعْهُ, فَقُلْتُ: لَا أَدَعُهُ لِلسِّبَاعِ، لَآخُذَنَّهُ فَلَأَسْتَمْتِعَنَّ بِهِ، فَسَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقَالَ: أَحْسَنْتَ؛ إِنِّي وَجَدْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صُرَّةً فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ: "عَرِّفْهَا حَوْلًا". فَعَرَّفْتُهَا حَوْلًا فَلَمْ أَجِدْ مَنْ يَعْرِفُهَا، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: "عَرِّفْهَا حَوْلًا آخر". ثم أتيته، فقال:
__________
161 صحيح:
وأخرجه مسلم في الصلاة "ص460", وأبو داود، وابن ماجه في الصلاة.
162 صحيح:
وأخرجه البخاري في اللقطة "فتح" "5/ 78", ومسلم في اللقطة "ص1350"، وأبو داود في اللقطة، والترمذي في الأحكام، وابن ماجه في الأحكام، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في اللقطة من "السنن الكبرى"، وأحمد "5/ 126".(1/174)
"عَرِّفْهَا حَوْلًا آخَرَ". ثُمَّ قَالَ: "أحص عدتها ووكاءها ووعاءها؛ فَإِذَا جَاءَ طَالِبُهَا فَأَخْبَرَكَ بِعِدَّتِهَا وَوِكَائِهَا وَوِعَائِهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، وَإِلَّا فَاسْتَمْتِعْ بِهَا".
163- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، مَا تَقُولُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ؛ فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْهَا؟ فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ، وأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَلَكِنَّهُ عَمَّى عَلَى نَاسٍ كَثِيرٍ لِكَيْ لَا يَتَّكِلُوا؛ فَوَالَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، وَإِنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، قَالَ: قُلْتُ: أَبَا الْمُنْذِرِ، بِمَ عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: بِالْآيَةِ الَّتِي حَدَّثَنَا بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَفِظْنَا وَعَدَدْنَا، فَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَهِيَ هِيَ مَا يُسْتَثْنَى، قَالَ: قُلْتُ لِزِرٍّ: وَمَا الْآيَةُ التِي قَالَ؟ "تَطْلُعُ الشَّمْسُ غَدَاتَئِذٍ كَأَنَّهَا طَسْتٌ, لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ".
164- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ آيَةً وَقَرَأْتُهَا عَلَى غَيْرِ قِرَاءَتِهِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذَا؟! قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، فقلت: يا
__________
163 صحيح لغيره:
فعاصم بن أبي النجود حديثه لا يرتقي للصحة.
لكن الحديث أخرجه مسلم "762" من طريق عبدة بن أبي لبابة عن زر, قال: سمعت أبي بن كعب يقول -وقيل له: إن عبد الله بن مسعود يقول: من قام السنة أصاب ليلة القدر- فقال أبي: "والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان -يحلف ما يستثني- ووالله إني لأعلم أي ليلة هي. هي الليلة التي أمرنا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتها: أن تطلع الشمس صبيحة يومها بيضاء, لا شعاع لها".
164 إسناده صحيح: =(1/175)
رَسُولَ اللَّهِ، أَقْرَأْتَنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: "نَعَمْ". فَقَالَ الرَّجُلُ: أَقْرَأْتَنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: "نَعَمْ". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ أَتَيَانِي فَجَلَسَ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِي وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِي، فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ. فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، كَذَلِكَ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ" كُلُّ ذَلِكَ جِبْرِيلُ يَقُولُ لَهُ: اقْرَأْ، وَمِيكَائِيلُ يَقُولُ: اسْتَزِدْهُ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، فَقَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلٌّ شافٍ كافٍ.
165- أَخْبَرَنِي أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحُرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا أُعَلِّمُكَ سُورَةً مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الْقُرْآنِ مِثْلُهَا؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "لَعَلَّكَ أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِهَا". قال:
__________
= وأخرجه: أحمد "5/ 114" والنسائي "2/ 154" برقم "940" من طريق: حميد، عن أنس، عن عبادة: أن أبي بن كعب قال: ما حاك في صدري منذ أسلمت، إلا أني قرأت آية، وقرأها آخر غير قراءتي.. الحديث. وهذا لفظ النسائي.
وعزاه الحافظ ابن حجر في "النكت" إلى الطبري "1/ 12" من طريق أبي الوليد الطيالسي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حميد، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصامت.
والحديث ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" من حديث: زهير، عن حميد، عن أنس بن أبي بن كعب قال ... فذكره.
ونقل عن أبيه أنه قال: روى هذا الحديث حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدِ، عن أنس، عن عبادة، عن أبي "العلل" "2/ 84".
165 صحيح لغيره:
ففي سنده العلاء بن عبد الرحمن، وحديثه حسن، لكن للحديث شاهد وهو ما أخرجه البخاري في "صحيحه" من حديث أبي سعيد بن المعلى. =(1/176)
فَقُمْتُ مَعَهُ, فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي وَيَدِي فِي يَدِهِ، فَجَعَلْتُ أَتَبَاطَأُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَخْرُجَ قَبْلَ أَنْ يُخْبِرَنِي بِهَا، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْبَابِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّوْرَةُ الَّتِي وَعَدْتَنِي! قَالَ: "كَيْفَ تَقْرَأُ إِذَا قمتَ فِي الصَّلَاةِ؟ " فَقَرَأْتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَقَالَ: "هِيَ هِيَ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} هُوَ الَّذِي أُوتيتُهُ".
166- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ عَنِ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى؟ فَقَالَ: "هو مسجدي".
__________
= أما حديث الباب: فأخرجه الترمذي في التفسير، تفسير سورة الحجر "5/ 297"، مع اختلاف يسير في اللفظ، فقال الترمذي: حدثنا قتيبة، حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خرج على أبي هريرة" فذكر نحوه بمعناه.
قال أبو عيسى: حديث عبد العزيز بن محمد أطول وأتمّ، وهذا أصح من حديث عبد الحميد بن جعفر، هكذا روى غير واحد عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى"، وعزاه الحافظ ابن حجر أيضا إلى مالك فقال: ورواه مالك عن العلاء فقال: عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز, عن أبي بن كعب.
166 صحيح لغيره:
إذ إن في هذا السند عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، وهو ضعيف.
وأخرجه: أحمد "5/ 116"، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "3/ 277" إلى: ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأبي يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن خزيمة، وابن حبان، وأبي الشيخ، والحاكم، وابن مردويه، والبيهقي في "الدلائل".(1/177)
167- حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ, أَنَّ الرِّيحَ هَاجَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فسبَّها رَجُلٌ، فَقَالَ: "لَا تَسُبَّهَا؛ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ، وَلَكِنْ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمرت بِهِ".
168- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} قال: "بنِعَم الله".
__________
167 صحيح:
وأخرجه: أحمد "5/ 123"، وله شواهد، فقد أخرجه أحمد "2/ 250-268، 409، 437، 518".
وانظر الترمذي في الفتن, باب "65"، وابن ماجه في الأدب "29"، وأبا داود في الأدب "104"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "933، 934، 935، 936، 937".
وله شواهد منها:
ما أخرجه مسلم "6/ 196"، من حديث عائشة -رضي الله عنها- قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- إذا عصفت الريح قال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ ما فيها وخير ما أُرسلت بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرسلت به".
وعند أبي داود "5/ 328" بإسناد صحيح, عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: "الريح من روح الله, تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله من خيرها، واستعيذوا بالله من شرها".
168 ضعيف:
وأخرجه أحمد "5/ 122", والحديث في إسناده محمد بن أبان الجعفي، ضعيف. انظر: "تعجيل المنفعة".
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "4/ 70" إلى: النسائي، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان" "5/ 122".(1/178)
169- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -وَكُنَّا عِنْدَهُ- فَقَالَ الْقَوْمُ: إِنَّ نَوْفًا الشَّامِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ الَّذِي ذَهَبَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ! قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مُتَّكِئًا فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَقَالَ: كَذَلِكَ يَا سَعِيدُ بْنَ جُبَيْرٍ؟! قُلْتُ: أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَذَبَ نَوْفٌ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى موسى، ولولا أنه عجل واستحيا وَأَخَذَتْهُ دَمَامَةٌ مِنْ صَاحِبِهِ فَقَالَ لَهُ: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي} لَرَأَى مِنْ صَاحِبِهِ عَجَبًا". قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا ذَكَرَ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ بَدَأَ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: "رَحْمَةُ الله علينا وعلى أخي صَالِحٍ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى أَخِي عَادٍ". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- بَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ قَوْمَهُ ذَاتَ يَوْمٍ, إِذْ قَالَ لَهُمْ: مَا فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنِّي". فَأَوْحَى اللَّهُ -تَعَالَى- إِلَيْهِ أَنَّ فِي الْأَرْضِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنْ تَزَوَّدَ حُوتًا مَالِحًا؛ فَإِذَا فَقَدْتَهُ فَهُوَ حَيْثُ تَفْقِدُهُ فَتَزَوَّدَ حُوتًا مَالِحًا، فَانْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْمَكَانَ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى الصَّخْرَةِ انْطَلَقَ مُوسَى يَطْلُبُ وَوَضَعَ فَتَاهُ الْحُوتَ عَلَى الصَّخْرَةِ فَاضْطَرَبَ، فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا. قَالَ فَتَاهُ: إِذَا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ حَدَّثْتُهُ, فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ فَانْطَلَقَا، فَأَصَابَهُمَا مَا يُصِيبُ الْمُسَافِرَ مِنَ النَّصَبِ وَالْكَلَالِ، وَلَمْ يَكُنْ يُصِيبُهُ مَا يُصِيبُ الْمُسَافِرَ مِنَ النصب والكلال
__________
169 صحيح:
وأخرجه البخاري في: العلم والأنبياء والتفسير، وفي صفة إبليس، ومسلم في أحاديث الأنبياء "في الفضائل"، والترمذي في التفسير، وأحمد "5/ 116، 118، 119".
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" بالإضافة إلى ما ذكرنا, إلى: النسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في "الأسماء والصفات".(1/179)
حَتَّى جَاوَزَ مَا أُمر بِهِ، فَقَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: {آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} ، وقال لَهُ فَتَاهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ, أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ؛ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ أَنْ أُحَدِّثَكَ، وما أنسانيه إلا الشيطان، فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا. قَالَ: ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي. فَرَجَعَا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا يَقُصَّانِ الْأَثَرَ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ, فَأَطَافَ بِهَا فَإِذَا هُوَ مُسَجًّى بِثَوْبٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مُوسَى. قَالَ: مَنْ مُوسَى؟! قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. قَالَ: فَمَا لَكَ؟ قَالَ: أُخبرتُ أَنَّ عِنْدَكَ عِلْمًا فَأَرَدْتُ أَنْ أَصْحَبَكَ. {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} . {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} . قَالَ: كَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لم تحط به خبرا؟ قَالَ: قَدْ أُمرت أَنْ أَفْعَلَهُ، سَتَجِدُنِي -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- صَابِرًا, {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا, فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ} فَخَرَجَ مِنْ كَانَ فِيهَا وَتَخَلَّفَ لِيَخْرِقَهَا, فَقَالَ لَهُ مُوسَى: تَخْرِقُهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا! لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا؟ {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا, قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} .
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى غِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ, وَفِيهِمْ غُلَامٌ لَيْسَ فِي الْغِلْمَانِ أَحْسَنُ وَلَا أَنْظَفُ مِنْهُ، فَأَخَذَهُ فَقَتَلَهُ فَنَفَرَ مُوسَى عِنْدَ ذَلِكَ، و {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا, قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} قَالَ: فَأَخَذَتْهُ دمامة من صاحبه واستحيا، فـ {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} .
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ لِئَامًا، وَقَدْ أَصَابَ مُوسَى جَهْدٌ شَدِيدٌ وَلَمْ يُضَيِّفُوهُمَا، فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ، قَالَ لَهُ موسى مما أنزل(1/180)
بهم الْجَهْدِ: لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا! قَالَ: هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ.
فَأَخَذَ مُوسَى بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَقَالَ: حَدِّثْنِي، فَقَالَ: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ، وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا، فَإِذَا مَرَّ عَلَيْهَا فَرَآهَا مُنْخَرِقَةً تَرَكَهَا وَرَقَّعَهَا أَهْلُهَا بِقِطْعَةِ خَشَبٍ فَانْتَفَعُوا بِهَا، وَأَمَّا الْغُلَامُ فَإِنَّهُ كَانَ طُبع يَوْمَ طُبع كَافِرًا، وَكَانَ قَدْ أُلقي عَلَيْهِ مَحَبَّةٌ مِنْ أَبَوَيْهِ وَلَوْ عَصَيَاهُ شَيْئًا لَأَرْهَقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا، فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يُبْدِلَهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا، فَوَقَعَ أَبُوهُ عَلَى أُمِّهِ فَتَلَقَّتْ فَوَلَدَتْ خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا, {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا ... } إِلَى قَوْلِهِ: {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} .
170- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا ذَهَبَ رُبْعُ اللَّيْلِ, قَامَ فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، اذْكُرُوا اللَّهَ، اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ". قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ؛ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ". قَالَ: الرُّبُعَ؟ قال: "ما
__________
170 سنده ضعيف:
في سنده عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل, متكلم فيه كثيرا، وهو إلى الضعف أقرب.
وأخرجه الترمذي في "الزهد"، وقال: حسن, كما ذكره المزي. وفي المطبوع برقم "2457" قال: حسن صحيح.
قال الحافظ ابن حجر في "النكت": وفيه شيء أفرده بعضهم بالذكر، وجعله حديثا مستقلا، وهو قوله فيه: "فقال: إني قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لك من صلاتي؟ " الحديث.
وقال الدارقطني في "الأفراد": غريب من حديث الطفيل، تفرد به سفيان الثوري.
وأخرجه أحمد "5/ 136".(1/181)
شِئْتَ, وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ". قَالَ: النِّصْفَ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ, وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ" قَالَ: الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ". قَالَ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: "إِذًا يُكفى هَمُّكَ, ويُغفر ذَنْبُكَ".
171- حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ وَخَطِيبَهُمْ، وَصَاحِبَ شَفَاعِتِهِمْ غَيْرُ فَخْرٍ".
172- حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلي فِي النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، فَأَحْسَنَهَا وَأَجْمَلَهَا وَأَكْمَلَهَا وَتَرَكَ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ لَمْ يَضَعْهَا، فَجَعَلَ النَّاسَ يَطُوفُونَ بِالْبُنْيَانِ، وَيُعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَقُولُونَ: لَوْ تَمَّ مَوْضِعُ هَذِهِ اللَّبِنَةِ؟! فَأَنَا فِي النَّبِيِّينَ مَوْضِعُ تلك اللبنة".
__________
171 سند ضعيف, وللمتن شواهد صحيحة:
في سنده عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، تقدم.
وأخرجه أحمد "5/ 137, 138"، والترمذي "تحفة" "5/ 443"، وابن ماجه في "الزهد", وابن صاعد في "زوائد الزهد" لابن المبارك "ص562"، والحاكم في "المستدرك" "1/ 71" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
والأحاديث في كون النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إمام النبيين أو شافعا ثابتة صحيحة؛ فقد روى مسلم -رحمه الله- في "صحيحه" "1/ 188" من حديث أنس بن مالك -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الناس تبعا"، وفي رواية: "أول من يقرع باب الجنة".
172 صحيح لغيره:
إذ إن في هذا السند زهير بن محمد التيمي, وعبد اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ.
وأخرجه: أحمد "5/ 136, 137"، لكن الحديث أخرجه البخاري في كتاب المناقب من "صحيحه"، باب: خاتم النبيين، من حديث جابر بن عبد الله, وأبي هريرة رضي الله عنهما. =(1/182)
173- حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ, قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَاةَ الصُّبْحِ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "أَشَاهِدٌ فُلَانٌ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: "فُلَانٌ! " قَالُوا: لَا, لِنَفَرٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَشْهَدُوا الصَّلَاةَ، قَالَ: "أَمَا إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ أَثْقَلُ الصَّلَوَاتِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا". ثُمَّ قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِالصَّفِّ الْمُقَدَّمِ؛ فَإِنَّهُ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ فَضِيلَتَهُ لَابْتَدَرْتُمُوهُ". قَالَ: ثُمَّ قَالَ: "صَلَاتُكَ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِكَ وَحْدَكَ، وَصَلَاتُكَ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِكَ مَعَ رَجُلٍ، وَمَا كَانَ أَكْثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ, عَزَّ وَجَلَّ".
174- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ جَارُودِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى بِالنَّاسِ فَتَرَكَ آيَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: "أَيُّكُمْ أَخَذَ عَلَيَّ فِي قِرَاءَتِي شَيْئًا؟ " فَقَالَ أُبي: أَنَا يَا رَسُولَ
__________
= وكذا مسلم في الفضائل "ص1791"، وانظر أيضا: الترمذي في الأدب "77"، وأحمد "2/ 137، 256، 312، 398، 412، 3/ 361".
173 سند ضعيف، ولبعض ألفاظ الحديث شواهد:
في سنده عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف إلا برواية أبي إسحاق عنه. وانظر أيضا قول الحافظ في "التهذيب".
وأخرجه: أحمد "5/ 140"، وأبو داود في الصلاة "48"، والنسائي "2/ 104"، وابن ماجه في الصلاة من طرق عن أبي إسحاق به، وقال الحافظ ابن حجر في "النكت": القدر الذي ساقه ابن ماجه في الحديث نصه: "صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ على صلاة الرجل وحده أربعة أو خمسة وعشرين جزءا"، وهذا القدر ما هو فيه ساقه منه أبو داود والنسائي، فكان ينبغي إفراده بالذكر، وإن كان الحديث في الأصل واحدا، فإن الطيالسي أخرجه في "مسنده" "ص75 ح554, حيدرآباد" عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بتمامه.
174 سند ضعيف: =(1/183)
اللَّهِ، فَقَالَ: "قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ أَخَذَهَا عَلَيَّ, فَأَنْتَ".
175- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبَانُ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ, أَنَّهُ عَلَّمَ رَجُلًا سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَأَهْدَى إِلَيْهِ ثَوْبًا -أَوْ قَالَ: خَمِيصَةً- قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "لَوْ أَنَّكَ أَخَذْتَهُ" -أَوْ قَالَ: "إِنْ أَخَذْتَهُ" شَكَّ مُحَمَّدٌ- أُلبستَ ثَوْبًا مِنَ النَّارِ".
176- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ، أنا أَبُو جَعْفَرٌ الرَّازِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زُبَيْدٍ وَطَلْحَةَ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوتِرُ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .
177- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن أبي
__________
= قال الحافظ في "التهذيب": سئل يحيى بن معين عن حديث: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البناني، عَنِ الْجَارُودِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ, قال: قال أبي بن كعب؟ فقال: مرسل. وقال ابن خلفون: روى عن أُبي وطلحة، ولم يسمع عندي منهما.
وأخرجه أحمد "5/ 142".
175 سند ضعيف:
وذلك لجهالة أبان.
وقد ساق الشيخ ناصر الألباني طرفا من الأحاديث التي تتعلق بأخذ الأجرة على القرآن في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" رقم "256-260".
176 صحيح:
وأخرجه: أحمد "5/ 123" من هذه الطريق، ومن طريق سلمة بن كهيل عن ذر به. وأخرجه أيضا: أبو داود "1423"، والنسائي "3/ 235، 244"، وابن ماجه في الصلاة "1171".
177 صحيح:
وأخرجه أحمد مطولا مع قصة "5/ 140"، والنسائي في الصلاة.(1/184)
جَمْرَةَ، قَالَ: ثَنَا إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَنَا: "كُونُوا فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِينِي".
178- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَبَا الْمُنْذِرِ، أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مَعَكَ أَعْظَمُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، ثُمَّ قَالَ: "أَبَا الْمُنْذِرِ، أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مَعَكَ أَعْظَمُ؟ " قُلْتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي فَقَالَ: "لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ, إِنْ لِهَذِهِ الْآيَةِ لَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ".
179- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ؛ فَمَنْ أَنْتَ؛ لَا أُمَّ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلَانُ بْنُ فلان -حتى عد تسعة-
__________
178 صحيح:
وأخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين "ص556" من نفس الطريق, بدون زيادة: "إن لهذه الآية شفتين".
وأبو داود في الصلاة، وأحمد "5/ 142"، والحاكم، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" بالإضافة إلى ما ذكرنا, إلى ابن الضريس والهروي في "فضائله".
179 صحيح:
الحديث عزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "عمل اليوم والليلة"، وعبد الرحمن هو: ابن أبي ليلى هناك.
وأخرجه: أحمد "5/ 128" أيضا من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.(1/185)
فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ فَقَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ابْنُ الْإِسْلَامِ. فَأَوْحَى اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَى مُوسَى: إِنَّ هَذَيْنِ الْمُنَتَسِبَيْنِ، أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُنْتَمِي -أَوِ الْمُنْتَسِبُ- إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ، فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ فِي النَّارِ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا هَذَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ، فَأَنْتَ ثَالِثُهُمَا فِي الْجَنَّةِ".
180- أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ, فَيَقُولُ الَّذِينَ عِنْدَهُ: لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ ليذهبوا بِهِ، فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُقْتَلَ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ".
181- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَسَافَرَ عَامًا فَلَمْ يَعْتَكِفْ، فَاعْتَكَفَ فِي العام المقبل عشرين ليلة.
__________
180 صحيح لغيره:
إذ إن لفظ "أُخْبِرْتُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ" يفيد أن هناك راويا قد سقط.
لكن الحديث أخرجه: مسلم "ص 2220" كتاب الفتن، وأحمد "5/ 139, 140".
وأخرجه البخاري من حديث أبي هريرة كتاب الفتن "24"، وأبو داود في الملاحم، والترمذي في الجنة، وابن ماجه في الفتن. وانظر: "حم2/ 261-306"، "6/ 454".
181 صحيح:
وأبو رافع هو نفيع بن رافع الصائغ.
وأخرجه أحمد "1/ 141", وأبو داود في الصيام "2463"، وابن ماجه في الصيام "1770"، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في الاعتكاف في "سننه الكبرى".(1/186)
12- مُسْنَدُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
182- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، ثَنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ, مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، الْفِرْدَوْسُ أَعْلَى دَرَجَةٍ، مِنْ فَوْقِهَا يَكُونُ الْفِرْدَوْسُ، مِنْهَا تَنْفَجِرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ الْأَرْبَعَةُ؛ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ الْجَنَّةَ فاسألوه الفردوس الأعلى".
183- أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنْتُ أُعَلِّمُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصفة، فأهدي إلي قوس، فَقُلْتُ: لَيْسَتْ بِمَالٍ أَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَرَدْتَ أَنْ يُطَوِّقَكَ اللَّهُ بِهَا طوقا من النار فاقبلها".
__________
182 صحيح:
وأخرجه: الترمذي في صفة الجنة، وأحمد "5/ 316".
وأخرجه البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كتاب الجهاد "فتح" "6/ 11"، وفي التوحيد باب: 22، مع اختلاف يسير في اللفظ.
183 سند ضعيف:
في سنده الأسود بن ثعلبة، قال الحافظ في "التقريب": مجهول.
وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة الأسود بعد أن ذكر الحديث: لا يعرف، ومدار الحديث على المغيرة بن زياد الموصلي, عن عبادة بن نسي عنه.
والحديث أخرجه: أبو داود في البيوع "3416، 3417"، وأحمد "5/ 315"، وابن ماجه في التجارات "2157"، من طريق: عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ, عَنِ الْأَسْوَدِ.
وأخرجه أحمد من طريق أخرى, مع اختلاف في اللفظ عن عبادة بن الصامت, فقال: ثنا أبو المغيرة، ثنا بشر بن عبد الله -يعني: ابن يسار السلمي- قال: حدثني عبادة بن نسي، عن =(1/187)
184- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، أنا قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ" قَالَتْ عَائِشَةُ, أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ! قَالَ: "لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّر بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ؛ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَأَمَّا الْكَافِرُ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ؛ فَكَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ".
185- حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلَانِ: أَحَدُهُمَا: وَهْبٌ؛ تَهَبُ لَهُ الْحِكْمَةُ، وَالْآخَرُ: غَيْلَانُ؛ فِتْنَتُهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الشَّيْطَانِ" قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ المجيد.
__________
= جنادة بن أبي أمية، عن "عبادة" "5/ 324".
ومن أجل هذا الاختلاف على عبادة بن نسي, ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" "2/ 74".
184 صحيح:
وأخرجه: البخاري في الرقاق، باب: من أحب لقاء الله "فتح" "11/ 357"، ومسلم في الدعوات "ص2065، 2066، 2067".
وقال البخاري: اختصره أبو داود وعمرو عن شعبة، وقال سعيد: عن زرارة، عن سعد، عن عائشة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
والترمذي في الزهد والجنائز، والنسائي في الجنائز، وأحمد "5/ 316-321".
185 ضعيف جدا:
في سنده مروان بن سالم، وهو الجزري، وهو متروك، والحديث ذكره الذهبي في "الميزان" في ترجمته.(1/188)
186- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ, إِذْ جَاءَهُ الصُّنَابِحِيُّ فَبَكَى، فَقَالَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟! فَوَاللَّهِ لَئِنِ اسْتُشْهِدْتَ لَأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لَأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ، وَمَا كَتَمْتُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَسَأُحُدِّثْكُمُوهُ وَقَدْ أُحِيطَ بِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- حَرَّمَ النَّارَ عَلَى مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ".
187- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- رقاه وهو يوعك, فقال: باسم اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ، وَاسْمُ الله يشفيك".
__________
186 صحيح:
وأخرجه: مسلم "ص57" من طريق: مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عن ابن محيريز, به.
والترمذي في الإيمان "17/ 1"، والنسائي في "اليوم والليلة" "39 د-1" كما ذكر ذلك المزي في "الأطراف".
187 صحيح:
وأخرجه ابن ماجه في الطب "ص1165, 1166"، وأحمد "5/ 323".
وعبد الرحمن بن ثوبان هو: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثوبان.
وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة, كتاب السلام "حديث 2185، 2186".(1/189)
13- مُسْنَدُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
188- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "هَلْ تَقْرَءُونَ خَلْفِي؟ " قَالُوا: نَعَمْ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَلَا تَقْرَءُوا إِلَّا بِأُمِّ الْكِتَابِ".
189- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ, فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي قَدْ خَرَجْتُ إِلَيْكُمْ".
190- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُتي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَقَالَ: "أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، دِينَارَانِ. فَقَالَ: "أَتَرَكَ لَهُمَا وَفَاءً؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ". قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُمَا إِلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَصَلَّى عليه.
__________
188 سند ضعيف:
وأخرجه: أحمد "5/ 308".
قول سليمان التيمي: "حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي قتادة" يفيد أنه سقط رجل من السند.
وأخرجه البخاري في "جزء القراءة خلف الإمام" "ص61"، من حديث عبادة بن الصامت، وأبو داود "حديث رقم 824، 825".
189 صحيح:
وأخرجه: أحمد "5/ 296".
والبخاري في كتاب الأذان "23" "فتح" "2/ 120"، ومسلم في الصلاة "ص454"، وأبو داود، والترمذي في الصلاة.
190 صحيح، وانظر ما بعده:
وأخرجه: أحمد "5/ 297، 304"، والمقبري هو: سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، كما هو واضح في رواية أحمد. =(1/190)
191- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتِيَ بِرَجُلٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ؛ فَإِنَّ عَلَيْهِ دَيْنًا"، فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُوَ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "بِالْوَفَاءِ؟ " قَالَ: بِالْوَفَاءِ. وَإِنَّمَا كَانَ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ -أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ- دِرْهَمًا.
192- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْجِهَادَ، فَلَمْ يُفَضِّلْ عَلَيْهِ شَيْئًا إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَيْنَ أَنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, صَابِرًا مُحْتَسِبًا, مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ, فَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ" قال:
__________
= ومحمد بن عمرو هو: ابن علقمة، كما في ترجمة يزيد بن هارون.
والحديث أخرجه: البخاري من حديث سلمة بن الأكوع, كتاب الحوالة، باب: "3" "فتح" "6/ 464".
وانظر أيضا الدارمي في البيوع "53"، وأبا داود في البيوع "9"، والنسائي في الجنائز "67"، والبخاري في الكفالة وفي النفقات.
191 صحيح:
وأخرجه أحمد "5/ 301, 302، 311".
والترمذي في الجنائز "تحفة" "3/ 372"، وقال: حسن صحيح، باب: ما جاء في الصلاة على المديون بدون زيادة "وإنما كان عليه".
والنسائي في الجنائز وفي البيوع.
وابن ماجه في الأحكام.
192 صحيح:
وأخرجه: مسلم "حديث رقم 1885".
وأحمد "5/ 297، 304"، والنسائي في الجهاد، والترمذي في الجهاد, وقال: حسن صحيح.(1/191)
ورُئينا أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: "إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ؛ فَإِنَّهُ مَأْخُوذٌ بِدَيْنِهِ، كَذَلِكَ زَعَمَ جِبْرِيلُ, عَلَيْهِ السَّلَامُ".
193- أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنٌ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ بْنَ رِبْعِيٍّ يَقُولُ: مُرّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِجَنَازَةٍ فَقَالَ: "مُسْتَرِيحٌ, وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ! " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ؟! قَالَ: "الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجرُ وَالدَّوَابُّ".
194- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أن الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صِيَامِ يوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ". وَسُئِلَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: "يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ: سَنَةً مَاضِيَةً، وَسَنَةً مُستأَخِّرَةً".
__________
193 صحيح:
وأخرجه: البخاري في الرقاق، باب: سكرات الموت "فتح" "11/ 362"، وابن كعب هو معبد، كما في رواية البخاري.
194 صحيح لغيره:
رواه أحمد "5/ 296-304".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" الصوم "62/ 1".
وقال الحافظ في ترجمته في "التهذيب": روى عن أبي قتادة، وقيل: عن مولى لأبي قتادة، وقيل: عن أبي الخليل, عن أبي قتادة في صيام عاشوراء ويوم عرفة، وعنه: صالح أبو الخليل ومجاهد، أخرج له النسائي الحديث على الاختلاف فيه.
وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة حرملة: ذكر البخاري في كتاب "الضعفاء" فقال: اختلفوا في إسناده، ولم يصح إسناده.
قلت: لكن الحديث صحيح من غير هذه الطريق، فقد أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن معبد الزماني, عن أبي قتادة "ص819"، وأخرجه أحمد "5/ 295-297" وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه كلهم في الصوم.(1/192)
195- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ، فَكَانَ يَأْتِيهِ يَتَقَاضَاهُ فَيَخْتَبِئُ مِنْهُ، فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَخَرَجَ صَبِيٌّ فَسَأَلَهُ عَنْهُ، فَقَالَ: نَعَمْ، هُوَ فِي الْبَيْتِ. فَنَادَاهُ: يَا فُلَانُ، اخْرُجْ؛ فَإِنِّي قَدْ أُخبرت أَنَّكَ ههنا، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا يُغَيِّبُكَ عَنِّي؟ قَالَ: إِنِّي مُعْسِرٌ وَلَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ! فَقَالَ: آللَّهِ إِنَّكَ لَمُعْسِرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَبَكَى أَبُو قَتَادَةَ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ, أَوْ مَحَا عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
196- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دُعِي للجِنَازَةِ سَأَلَ عَنْهَا؛ فَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا خير قَامَ فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا غَيْرَ ذَلِكَ, قَالَ لِأَهْلِهَا: "شَأْنَكُمْ بِهَا" وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا.
197- ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ؛ فَإِنَّ الله هو الدهر".
__________
195 مرسل:
وأخرجه أحمد "5/ 308"، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "1/ 369" إلى أحمد، والبيهقي في "الشعب"، والدارمي.
ومحمد بن كعب القرظي لم يدرك رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
196 صحيح:
وأخرجه: أحمد "5/ 299".
197 صحيح:
والحديث في "مسند أحمد" "5/ 299-311".
وأخرجه: مسلم من حديث أبي هريرة "ص1763".(1/193)
198- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي بِنَا الظُّهْرَ فَرُبَّمَا أَسْمَعَنَا الْآيَةَ، وَكَانَ يُطَوِّلُ الرَّكْعَةَ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَالرَّكْعَةَ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يُدْرِكَ النَّاسُ الرَّكْعَةَ, يَعْنِي الْأُولَى".
__________
198 صحيح:
وأخرجه: أحمد "5/ 300، 307، 310" بدون زيادة: "فظننا ... ".
وأخرجه: البخاري مع اختلاف في اللفظ، "فتح" "2/ 243" باب: القراءة في الظهر، ومسلم في الصلاة.
وأحمد "5/ 295, 301, 305, 311", وأبو داود والنسائي وابن ماجه، كلهم في الصلاة من طرق كثيرة عن يحيى به.(1/194)
14- مُسْنَدُ أَبِي الدَّرْدَاءِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
199- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، ثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرِّيحُ مِنْ نَفَسِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَاسْأَلُوا اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ خَيْرِهَا, وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا".
200- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَحْنَسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِمِائَةِ آيَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ بِمِائَتَيْ آيَةٍ بُعِثَ مِنَ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَرَأَ خَمْسَمِائَةِ آيَةٍ إِلَى أَلْفٍ أَصْبَحَ وَلَهُ قِنْطَارُ؛ أَجْرٍ الْقِيرَاطُ مِنْهُ مِثْلُ التَّلِّ الْعَظِيمِ".
201- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عن أبي
__________
199 صحيح لغيره:
قال ابن معين: يحيى بن جعدة لم يسمع من أبي الدرداء، وقد ثبت تعوذ الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ شر الريح, وسؤاله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ خيرها في "صحيح مسلم" "ص616"، كتاب صلاة الاستسقاء، باب: التعوذ عند رؤية الغيم.
وللحديث شاهد في "أبي داود" "5/ 329" كتاب الأدب:
ثنا أحمد بن محمد المروزي وسلمة -يعني: ابن شبيب- قالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عن الزهري، قال: حدثني ثابت بن قيس، أن أبا هريرة قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: "الريح من روح الله، [قال أبو سلمة: فروح الله] تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها".
وأخرجه أيضا ابن ماجه في الأدب "حديث 3727" باب: النهي عن سب الريح.
200 سند ضعيف:
في سنده موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف.
201 صحيح: =(1/195)
الزُّبَيْرِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ الله بن صفوان -وكان تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ- قَالَ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَلَمْ أَلْقَهُ وَلَقِيتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ فَقَالَتْ: تُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَادْعُ لَنَا بِخَيْرٍ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: "دُعَاءُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مُسْتَجَابٌ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ مَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ إِلَّا قَالَ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ". قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ, فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ.
202- ثَنَا يَعْلَى، ثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ أَبِي حَبِيبَةَ قَالَ: أَوْصَى إِلَيَّ رَجُلٌ بِطَائِفَةٍ مِنْ مَالِهِ أَضَعُهَا، فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَاسْتَأْمَرْتُهُ فِي الْفُقَرَاءِ أَوْ فِي الْمُجَاهِدِينَ، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا, فَلَوْ كُنْتُ لَمْ أَعْدِلْ بِالْمُجَاهِدِينَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَثَلُ الَّذِي يَعْتِقُ عِنْدَ الْمَوْتِ, كَالَّذِي يُهْدِي بَعْدَ الشِّبَعِ".
203- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُرْسِلُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فَتَبِيتُ عِنْدَ نِسَائِهِ، وَيَسَائِلُهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال لَيْلَةً. قَالَ: فَدَعَا خَادِمَهُ فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ فَلَعَنَهَا، فَقَالَتْ: لَا تَلْعَنْ؛ فإن أبا
__________
= وأخرجه: مسلم "ص2094".
وأخرجه أحمد "6/ 452"، وفيه: "وكانت تحبه" بالباء الموحدة، من طريق أبي الزبير عن صفوان مطولا، ومن طريق طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كريز مختصرا.
وأبو داود مختصرا فقط "2/ 186 حديث رقم 1534".
202 سند ضعيف:
في سنده أبو حبيبة وهو الطائي، لم يذكر راوٍ عنه إلا السبيعي، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف من هو.
والحديث أخرجه: أبو داود "4/ 276 حديث رقم 3968" كتاب العتق, باب فضل العتق في الصحة.
203 صحيح: =(1/196)
الدَّرْدَاءِ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُفَعَاءَ, وَلَا شُهَدَاءَ".
204- حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ, وَأَبُو الْوَلِيدِ قَالَا: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ عطاء الكَيْخَاراني، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ".
205- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم [قال] 1: "إِنَّ "لِحُبِّكَ"2 الشَّيْءَ مَا يُعْمِي ويصم".
__________
= وأخرجه: مسلم من طريق: زيد بن أسلم وأبي حازم، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدرداء، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم, "ص2006".
وأبو داود في الأدب رقم "4907" باب "53": في اللعن، وأحمد "6/ 448".
204 صحيح:
وأخرجه أحمد "6/ 446".
ومن طرق أخرى عن عطاء, وطرق عن أم الدرداء "6/ 442، 451، 452".
وأخرجه أبو داود في الأدب، باب: حسن الخلق "حديث 4799"، والترمذي في البر والصلة، باب: ما جاء في حسن الخلق "حديث رقم 2004"، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
205 سند ضعيف:
أبو بكر بن أبي مريم ضعيف، وانظر: "كشف الخفا" "1/ 343".
والحديث أخرجه: أحمد "6/ 450"، و"5/ 194"، وأبو داود "5/ 346" في كتاب الأدب، باب: في الهوى "حديث 5130".
__________
1 من "س، ز".
2 في "ز": يحبك.(1/197)
206- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَالَ رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ، كَانَ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ".
207- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ العَصَري، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ, إِنَّهُمَا لَيَسْمَعَانِ مَنْ عَلَى الأَرْضِ غَيْرَ الثَّقَلَينِ: يَا أَيَّهَا النَّاسُ، هَلُمُوا إِلَى رَبِّكُم؛ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كثر وألهى، ولا آبت شَمْسٌ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وأعط ممسكا تلفا".
__________
206 صحيح لشواهده:
وله شاهد عند أحمد "6/ 449" من طريق: إسماعيل، عن ليث، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ المسلم, كان حقا على الل هـ -عز وجل- أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة".
وشاهد آخر "6/ 450" من طريق: علي بن إسحاق، أنا عبد الله -يعني: ابن المبارك- قال: أنا أبو بكر النهشلي، عن مرزوق أبي بكر التيمي، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ, رد الله عن وجهه النار يوم القيامة".
207 سند ضعيف:
وذلك لأمرين:
أولهما: قتادة مدلس, وقد عنعن.
وثانيهما: خليد العصري، لا ندري أسمع من أبي الدرداء أم لا؟ فقد ذكر الحافظ في "التهذيب" بعد أن ذكر عدم سماعه من علي, وأبي ذر.
وأما أبو الدرداء؛ فقال ابن حبان في "الثقات" لما ذكره، فقال: إن هذا مولى لأبي الدرداء, رضي الله عنه.
ولم يذكر في "الجرح والتعديل" له سماع من أبي الدرداء، ولا في "التاريخ الكبير".
ولبعض ألفاظ الحديث شواهد في "الصحيح". ففي البخاري في كتاب الزكاة "3/ 304" =(1/198)
208- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَبَّانَ الدِّمَشْقِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ الشَّدِيدِ الْحَرِّ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا فِي الْقَوْمِ صَائِمٌ إِلَّا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ.
209- حَدَّثَنِي فهر بْنُ عَوْفٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ, وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ".
210- حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا شُعْبَةُ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْ تَعْلَمُونَ ما أعلم لبكيتم
__________
= "فتح", من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان, فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا, ويقول الآخر: الله أعط ممسكا تلفا".
208 صحيح:
وأخرجه: مسلم "ص790"، وأحمد "5/ 194, 195"، وابن ماجه في الصيام، من طرق عن عثمان بن حيان, به.
209 صحيح لغيره:
إذ إن في هذا السند على بن زيد، وهو ضعيف.
لكن الحديث أخرجه: أحمد من حديث عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غُنْمٍ, عَنْ أبي الدرداء "5/ 197"، و"6/ 442".
وأخرجه: أحمد من حديث أبي حرب الديلي، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو, به "2/ 163-175", والترمذي في المناقب "5/ 669"، وابن ماجه في المقدمة "حديث 165".
210 سند ضعيف:
قال الذهبي في "الميزان" في ترجمة سليمان بن مرثد: سليمان بن مرثد, عن عائشة وأبي =(1/199)
كَثِيرًا وَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَخَرَجْتُمْ تَجْأَرُونَ, لَا تَدْرُونَ تَنْجُونَ أَوْ لَا تَنْجُونَ".
211- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، يُحَدِّثُ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟! قَالَ: "يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ".
212- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْبَكْرِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ, وَلَا غَرَبَتْ عَلَى أَحَدٍ أَفْضَلَ -أو: خير- مِنْ أَبِي بَكْرٍ، إِلَّا أَنْ يكون نبي".
__________
= الدرداء؛ لا يعرف له سماع منهما، وعنه: أبو التياح فقط.
ولفظ: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا, ولبكيتم كثيرا" أخرجه البخاري, كتاب الكسوف، من حديث عائشة "3/ 529" "فتح"، ومسلم "ص618، حديث 901".
وأحمد من حديث أبي هريرة "2/ 257"، ومن حديث عائشة "6/ 81، 164"، والنسائي في السهو، والترمذي في الزهد "9"، وابن ماجه في الزهد، والدارمي في الرقائق "26"، ومالك في كتاب الكسوف.
والحديث ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" "2/ 100"، وقال: قال أبي: كذا حدثنا مسلم، وحدثنا أبو عمر الحوصي عن شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عن سليمان، عن ابن بنت أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قال: "لو تعلمون" موقوف. قال أبو حاتم: وهذا أشبه، وموقوف أصح، وأصحاب شعبة لا يرفعون هذا الحديث.
211 صحيح:
وأخرجه: مسلم "ص556"، وأحمد "5/ 195"، و"6/ 442، 443، 447"، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "اليوم والليلة".
212 في سنده كلام:
عطاء لم نستطع تحديده، فإنه كان ابن أبي رباح -وهو المشهور برواية ابن جريج عنه- ففي سماعه من أبي الدرداء كلام، وكذلك إن كان هو الخراساني أو الكيخُراني.
وانظر هذا الحديث عند ابن أبي عاصم في "السنة" "1224".(1/200)
213- حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسِمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ".
214- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلكٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ, أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الخير".
__________
213 سند ضعيف مرسل:
في سنده "هشيم": مدلس وقد عنعن، وعبد الله بن أبي زكريا قال أبو داود: لم يدرك أبا الدرداء.
وأخرجه أحمد "5/ 194"، وأبو داود في الأدب "5/ 236، حديث رقم 4948".
214 سند ضعيف:
يعلى بن مملك: مجهول.
قال الذهبي في "الميزان": ما حدث عنه سوى ابن أبي مليكة.
وأخرجه الترمذي في البر.(1/201)
15- حَدِيثُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
215- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَأْتِي الشَّيْطَانُ الْإِنْسَانَ فَيَقُولُ: من خلق السموات؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الأرض؟ فيقول: الله، فيقول: فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ, فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ".
216- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ خُزَيْمَةَ رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهُ يَسْجُدُ عَلَى جَبِينِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الرُّوحَ لَتَلْقَى الرُّوحَ, أَوْ: إِنَّ الرُّوحَ تَلْقَى الرُّوحَ" شَكَّ يَزِيدُ، فَأَقْنَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَمَرَهُ، فَسَجَدَ مِنْ خَلْفِهِ عَلَى جَبِينِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
__________
215 صحيح لغيره:
ففي هذا السند ابن لهيعة: مختلط.
وأخرجه أحمد "5/ 214"، ومسلم "ص120".
وأخرج البخاري معناه في بدء الخلق "6/ 336" "فتح"، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بلفظ: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه ذلك فليستعذ بالله ولينته".
216 صحيح:
وأخرجه: أحمد "5/ 214, 215"، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" كتاب الرؤيا.
وأخرجه أحمد "5/ 215" من حديث: الزهري، عن ابن خزيمة، عن عمه: "أن خزيمة بن ثابت ... "، فذكر الرؤيا, وسجوده على جبهة رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
وأخرجه أحمد "5/ 216" من حديث الزهري عن عمارة: "أَنَّ خُزَيْمَةَ رَأَى فِي الْمَنَامِ"، وأيضا =(1/202)
16- حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
217- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا رِيَاحُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو يَحْيَى الرَّقَّاشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَوْرَةَ ابْنُ أَخِي أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "حَبَّذَا الْمُتَخَلِّلُونَ فِي الْوُضُوءِ, وَالطَّعَامِ".
218- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا وَاصِلٌ الرَّقَّاشِيُّ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ تَمَضْمَضَ، وَمَسَحَ لِحْيَتَهُ مِنْ تَحْتِهَا بِالْمَاءِ.
219- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا وَاصِلٌ الرَّقَّاشِيُّ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَسْتَاكُ مِنَ اللَّيْلِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، إِذَا قَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَلَا يَتَكَلَّمُ وَلَا يَأْمُرُ بِشَيْءٍ، وَيُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ.
__________
= من حديث الزهري عن عمارة عن عمه: "أن خزيمة ... " "5/ 216"، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في الرؤيا في "السنن الكبرى" عن ابن بشار, عن غندر, عن شعبة, عن أبي جعفر قال: سمعت عمارة بن عثمان بن حنيف يحدث عن خزيمة.
وفي بعض طرق أحمد بإثبات لفظ: "إن الروح لتلقى الروح"، وفي بعضها بدونها.
217 سنده ضعيف جدا:
فيه واصل الرقاشي، وهو ضعيف.
وأبو سورة: ضعيف جدا.
218 سنده ضعيف جدا:
فيه واصل وأبو سورة، وانظر الحديث السابق.
219 سنده ضعيف جدا:
فيه واصل، وأبو سورة، سبق بيان حالهما.(1/203)
220- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: قَالَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ: التَّعَطُّرُ، وَالنِّكَاحُ، وَالسِّوَاكُ, وَالْحِنَّاءُ".
221- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ, وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كُنَّ لَهُ كَعِدْلِ عَشْرِ رِقَابٍ, أو: رقبة".
__________
220 سند ضعيف منقطع:
حجاج: مدلس, وقد عنعن.
ومكحول: لم يسمع من أبي أيوب.
221 سند صحيح:
لكن المتن مخالف للصحيح المحفوظ عن أبي أيوب، فالمحفوظ عن أبي أيوب أنه: "مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا ال له ... عشر مرات، كان كمن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل"، وفي بعض الروايات: "رقبة"، وكل الروايات التي وقفنا عليها اتفقت على أن التهليل عشر مرات.
فقد أخرج البخاري ومسلم وأحمد الحديث من طريق عن أبي أيوب. انظر: "فتح الباري" "11/ 201"، ومسلما "ص2071"، وأحمد "5/ 415، 520".
ثم إن الحديث من الطريق المذكور أخرجه أحمد "5/ 418"، والبخاري معلقا، ولم يذكر لفظه، ولكنه ذكر الحديث من طريق: عمرو بن ميمون، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ أبي أيوب قال: "من قال عشرا كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل"، ثم قال: وقال موسى: حدثنا وهيب، عن داود، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ أيوب، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- مثله.
قال الحافظ في "الفتح" "11/ 203": "قوله: "وقال موسى: ثنا وهيب ... إلخ" مرفوعا, وصله أبو بكر بن أبي خيثمة في ترجمة الربيع بن خثيم من "تاريخه"؛ فقال: حدثنا موسى، حدثنا وهيب بن خالد، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عن عامر الشعبي، فذكره، ولفظه: "كان له من الأجر مثل من أعتق أربع أنفس من ولد إسماعيل".
وقد أخرجه أبو جعفر في "الذكر" من رواية خالد الطحان عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ بسنده، لكن =(1/204)
222- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأنصار قال: قال أَيُّوبَ, يَعْنِي: الْأَنْصَارِيَّ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ فَإِنَّهُ مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ: " ... اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ"، فَقَدْ قَرَأَ الثُّلُثَ, أَوْ: قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ".
223- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ يَرْوِيهِ قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يهجر أخاه
__________
= لفظه: "كان له عدل رقبة, أو عشر رقاب".
ثم أخرجه من طريق: عبد الوهاب بن عبد الحميد، عن داود قال مثله.
ومن طريق محمد بن أبي عدي ويزيد بن هارون، كلاهما عن داود نحوه. وأخرجه النسائي من رواية يزيد، وهو عند أحمد عن يزيد بلفظ: "كُنَّ لَهُ كَعِدْلِ عَشْرِ رِقَابٍ"، وأخرجه الإسماعيلي من طريق خلف بن راشد قال, وكان صاحب سنة: عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ مثله، وزاد في آخره: "قال: قلت: من حدثك؟ قال: عبد الرحمن. قلت لعبد الرحمن: من حدثك؟ قال: أبو أيوب عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم". لم يذكر فيه الربيع بن خثيم، ورواية وهيب تؤيد رواية عمر بن أبي زائدة، وإن كان اختصر القصة, فإنه وافقه في رفعه وفي كون الشعبي رواه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى, عن أبي أيوب.
قلت: والظاهر أن الوهم من دواد، فقد قال ابن حبان كما في "التهذيب": كان يهم إذا حدث من حفظه، وجاء عن أحمد بعد قوله: "ثقة ثقة": أنه كثير الاضطراب والخلاف، كما نقله الأثرم عنه.
222 صحيح لغيره:
لجهالة المرأة التي من الأنصار، والحديث جاء من طرق أخرى ومن غير طريق أبي أيوب.
انظر: "حديث 211".
وأخرجه الترمذي في فضائل القرآن، فضل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ؛ والنسائي في الصلاة، وقال: ما أعرف إسنادا أطول من هذا. انظر: "تحفة الأشراف" "3/ 108".
وأخرجه أحمد "5/ 418, 419".
وبشأن الحديث انظر "العلل" لابن أبي حاتم "2/ 81".
223 صحيح لغيره: =(1/205)
فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ؛ يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ".
224- أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: "هَذِهِ أَصْوَاتُ يَهُودَ, تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا".
225- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ".
226- حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ مُعَتِّبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ مِنْجَابٍ،
__________
= وأخرجه أحمد بلفظ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ, يَرْوِيهِ قال: "لا يحل.... " فذكره، "5/ 421".
وأخرجه أحمد مرفوعا, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي أيوب، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم "5/ 422"، "5/ 416" بلفظ عن أبي أيوب يذكر فيه النَّبِيَّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يحل ... " فذكره.
والحديث أخرجه: البخاري في "صحيحه" كتاب الأدب "فتح" "10/ 492"، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يزيد، عن أبي أيوب، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
ومسلم "ص984".
وأخرجه مسلم من حديث ابن عمر أيضا "ص1984"، والترمذي في البر والصلة "21"، وأبو داود في الأدب.
224 صحيح:
وأخرجه: البخاري في الجنائز "ص241"، ومسلم "ص2200"، وأحمد "5/ 417"، والنسائي في الجنائز.
225 صحيح:
وأخرجه: مسلم "ص1500"، وأحمد "5/ 221"، والنسائي في الجهاد.
226 سند ضعيف:
في سنده عبيدة بن معتب، وهو ضعيف، واختلط بأخرة.(1/206)
عَنِ الْقَرْثَعِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: "إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ؛ فَلَا تُرْتَجُ حَتَّى يُصَلَّى الظُّهْرُ، وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهِنَّ خَيْرٌ قَبْلَ أَنْ تُرْتَجَ أَبْوَابُ السَّمَاءِ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَقْرَأُ -أَوْ: يُقْرَأُ- فِيهِنَّ كُلِّهِنَّ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فِيهِنَّ سَلَامٌ فَاصِلٌ؟ قَالَ: "لَا، إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ".
227- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ: أَنَّهُمْ غَزَوْا غَزْوَةَ السَّلَاسِلِ فَفَاتَهُمُ الْغَزْوُ فَرَابَطُوا، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ أَبُو أَيُّوبَ وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ, فَقَالَ عَاصِمٌ: يَا أَبَا أَيُّوبَ، فَاتَنَا الْغَزْوُ الْعَامَ، وَقَدْ أُخْبِرْنَا أَنَّهُ مَنْ صَلَّى فِي الْمَسَاجِدِ الْأَرْبَعَةِ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ، فَقَالَ: يابن أَخِي، أَدُلُّكَ عَلَى أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ؛ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ تَوَضَّأَ كَمَا أُمر وَصَلَّى كَمَا أُمر؛ غُفِرَ لَهُ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ" أَكَذَلِكَ يَا عُقْبَةُ؟ قَالَ: نَعَم.
228- حَدَّثَنِي مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، ثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنِ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ؛ فَهُوَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ".
__________
227 سنده ضعيف:
فيه سفيان بن عبد الرحمن؛ مجهول الحال، والحديث أخرجه: النسائي في الطهارة، وابن ماجه في الصلاة رقم "1396".
228 صحيح:
وأخرجه: مسلم "ص822" من طرق عن عمر بن ثابت، وأحمد "5/ 417، 419", وأبو داود في الصوم، وابن ماجه في الصوم، والترمذي في الصوم. =(1/207)
229- حدثنا سعد بْنُ الرَّبِيعِ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أكل طعاما بَعَثَ إليَّ بِفَضْلِهِ. قَالَ: فَبَعَثَ إليَّ بِقَصْعَةٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا. قَالَ: وَكَانَ فِيهَا ثُومٌ، فَسَأَلْتُهُ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ كَرِهْتُهُ لِرِيحَهِ".
230- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي صِرْمَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيثًا كَتَمْتُكُمُوهُ، وَلَوْلَا مَا قَدْ حَضَرَ مَا حَدَّثْتُكُمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَوْلَا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ، لَخَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ".
231- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ الْمَدَنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ عَامِرَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ فَقَالَ: أَلَا آمُرُكَ بِمَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ "أَنْ أُكثر مِنْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهُ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ".
__________
= وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي.
229 صحيح:
وأخرجه مسلم في "الأشربة" "ص1623"، وأحمد "5/ 417" بسند آخر عن أبي أيوب.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في الوليمة.
230 صحيح:
وأخرجه مسلم "ص2105" من طريقين عن أبي أيوب, وأخرجه أيضا من حديث أبي هريرة، وأخرجه الترمذي في الدعوات، وأحمد "5/ 414".
231 سند ضعيف، ومتن صحيح:
فيه الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حنطب: كثير التدليس، وقد عنعن.
والحديث صحيح من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- مرفوعا في البخاري =(1/208)
232- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ عمرو بن عبادة بن عَوْفٍ قَالَ: قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ: تُصْلِحُ بَيْنَ الناس إذا تباغضوا, وتفاسدوا".
__________
= وغيره. "فتح" "11/ 213".
232 سند ضعيف:
فيه موسى بن عبيدة، ضعيف.(1/209)
17- مُسْنَدُ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
233- أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ, عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ".
234- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ, عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الصَّلَاةُ؛ فَأَخْبِرْنَا بِهَا كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى وودت أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي سَأَلَهُ لَمْ يَسْأَلْهُ، ثُمَّ قَالَ: "إِذَا صَلَّيْتُمْ عليَّ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وعلى آل إبراهيم، وبارك
__________
233 صحيح:
وأخرجه: البخاري في المغازي، وفي فضائل القرآن، ومسلم في الصلاة، وأبو داود في الصلاة، والترمذي والنسائي في فضائل القرآن، وابن ماجه في الصلاة، وأحمد "4/ 121".
234 حسن:
وأخرجه: أحمد "4/ 119"، وصرح فيه ابن إسحاق بالتحديث، ومسلم، لكن بلفظ: "قولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ على آل إبراهيم, في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم" "ص305"، والنسائي "3/ 39"، وأحمد "5/ 118".
وأخرجه الترمذي في التفسير، تفسير سورة الأحزاب، بدون إثبات "الآل" بلفظ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ, في العالمين، إنك حميد مجيد" "ص359".
وأخرجه أبو داود في الصلاة.(1/210)
عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ, كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".
235- أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ".
236- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ, عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ قَالَ: صَنَعَ رَجُلٌ مِنَّا -يُكَنَّى أَبَا شُعَيْبٍ- لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَعَامًا، فَقَالَ: تَعَالَ أَنْتَ وَخَمْسَةٌ مَعَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَأْذَنُ لِي فِي السَّادِسِ؟ ".
237- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ -قَالَ سُفْيَانُ: أَرَاهُ عِيَاضَ بْنَ عِيَاضٍ- عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: خَطَبَنَا
__________
235 صحيح لغيره:
وأخرجه: أحمد "5/ 274"، وابن ماجه "حديث رقم 3746".
وأخرجه ابن ماجه أيضا من طريق أخرى عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "حديث رقم 3746"، قال: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يحيى بن أبي بكير، عن شيبان، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "المستشار مؤتمن".
236 صحيح:
وأخرجه: البخاري في البيوع، باب: ما جاء في اللحام والجزار "فتح" "4/ 312"، وفي المظالم "فتح" "5/ 106"، وفي الأطعمة "9/ 559، 583"، ومسلم "ص1608".
والترمذي في النكاح، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في الوليمة.
وأخرجه أحمد "4/ 120، 121".
237 سند ضعيف: =(1/211)
رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "إِنَّ فِيكُمْ مُنَافِقِينَ؛ فَمَنْ سَمَّيْتُهُ فَلْيَقُمْ" فَقَامَ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ، فَقَالَ: "إِنَّ فِيكُمْ -أَوْ: مِنْكُمْ- فَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ". فَمَرَّ عُمَرُ بِرَجُلٍ مُقَنَّعٍ كَانَ يَعْرِفُهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: بُعْدًا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ!
238- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: وَعَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَصْلَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ الْأَضْحَى وَنَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلًا، قَالَ عُقْبَةُ: إِنِّي لَأَصْغَرُهُمْ سِنًّا، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَوْجِزُوا فِي الْخُطْبَةِ؛ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ كُفَّارَ قُرَيْشٍ". قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَلْنَا لِنَفْسِكَ وَسَلْنَا لِرَبِّكَ وسلنا لأصحابك، وأخبرنا: ما الثوب عَلَى اللَّهِ وَعَلَيْكَ؟ قَالَ: "أَسْأَلُكُمْ لِرَبِّي أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَسْأَلُكُمْ أَنْ تُطِيعُونِي أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ، وَأَسْأَلُكُمْ لِي وَلِأَصْحَابِي أَنْ تُواسُونَا فِي ذَاتِ أَيْدِيكُمْ، وَأَنْ تَمْنَعُونَا مِمَّا مَنَعْتُمْ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ؛ فِإَِذَّا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فَلَكُمْ عَلَى اللَّهِ الْجَنَّةُ وَعَلَيَّ" قَالَ: فَمَدَدْنَا أَيْدِيَنَا وَبَايَعْنَاهُ.
239- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، ثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ:
__________
= وأخرجه أحمد من طريق: وكيع، عن سفيان، عن سلمة، عن عياض بن عياض، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ به ... بدون تردد "5/ 273"، وأخرجه أيضا من طريق أبي نعيم عن سفيان مترددا، ولم يذكر عن أبيه.
وفي "تعجيل المنفعة" ذكر أنه لم يذكر لعياض سماع من أبيه, ولا لأبيه من أبي مسعود.
238 سند ضعيف:
فيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف.
239 صحيح:(1/212)
بَيْنَمَا أَنَا أَضْرِبُ غُلَامًا لِي بسوط لي، سمعت مِنْ وَرَائِي: "اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ". قَالَ: فَجَعَلْتُ لَا أَلْتَفِتُ وَلَا أَعْقِلُ مِنَ الْغَضَبِ، حَتَّى دَنَا مِنِّي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَالْتَفَتُّ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطَ السَّوْطُ مِنْ يَدِي مِنْ هَيْبَتِهِ -أَوْ: طَرَحْتُهُ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اعلم أبا مسعود أن الل هـ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَيْكَ أَقْدَرُ مِنْكَ عَلَى هَذَا". قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ, لَا أَضْرِبُ غُلَامًا لي بعد هذا.
__________
= وأخرجه مسلم من طرق كثيرة عن الأعمش به مع اختلاف يسير في اللفظ "ص1280, 1281"، وأحمد "4/ 120"، و"5/ 274"، وأبو داود في الأدب، والترمذي في البر والصلة.(1/213)
18- مُسْنَدُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
240- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابُ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي؛ فَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عليَّ الْحَوْضَ".
241- أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 95] دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِكَتِفٍ فَكَتَبَهَا، فَجَاءَ عبد الله ابن أم مكتوم فشكا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} .
__________
240 صحيح لغيره:
القاسم بن حسان: تُكلم في سماعه من "زيد"، ثم إنه مجهول الحال، وشريك صدوق يخطئ.
والحديث أخرجه: أحمد "5/ 182، 189، 190".
وأخرجه الترمذي من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- فقال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، ثنا زيد بن الحسن -هو: الأنماطي- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عن جابر قال, فذكره مع قصة.
وأخرجه أحمد "3/ 14، 17، 26، 59"، والترمذي من حديث زيد بن أرقم بسند فيه ضعف "5/ 663"، وقال الترمذي: حسن غريب.
241 صحيح:
وأخرجه: البخاري من طرق أخرى عن زيد "فتح الباري" "8/ 259"، ومن حديث البراء "8/ 259".
وذكر له السيوطي طرقا أخرى كثيرة عن زيد بن ثابت، انظر: "الدر المنثور" "2/ 203" تفسير سورة النساء.(1/214)
242- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى أُحُد رَجَعَ نَاسٌ مِنَ الطَّرِيقِ. قَالَ: فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ: فِرْقَةً يَقُولُونَ: نَقْتُلُهُمْ، وَفِرْقَةً يَقُولُونَ: لَا نَقْتُلُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} [النساء: 88] ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهَا طَيْبَةُ تَنْفِي الْخَبَثَ؛ كَمَا تَنْفِي النَّارُ الْفِضَّةَ".
243- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ, قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي أَكْتُبُ إِلَى قَوْمٍ فَأَخَافُ أَنْ يَزِيدُوا عَلَيَّ أَوْ يَنْقُصُوا؛ فَتَعَلَّمِ السُّرْيَانِيَّةَ"، فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا.
__________
242 صحيح:
وأخرجه البخاري في التفسير "فتح" "8/ 256"، وفي المغازي, وفي الحج.
ومسلم "ص2142, حديث 2776"، والترمذي في التفسير، تفسير سورة النساء، وأحمد "5/ 187، 188".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى".
243 صحيح لغيره:
ففي سنده "الأعمش" مدلس وقد عنعن، وفيه أيضا: قيس بن الربيع, مختلط.
وأخرجه أحمد من طريق: جرير عن الأعمش "5/ 182".
وأخرجه الترمذي من طريق خارجة بن زيد عن أبيه، فذكر معناه لكن بلفظ: "فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته" "حديث 2715"، وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود "رقم 2645"، والبخاري معلقا في كتاب الأحكام، باب: ترجمة الحكام "فتح" "13/ 185"، وقال الحافظ ابن حجر هناك: هذا التعليق من الأحاديث التي لم يخرجها البخاري إلى معلقة، وقد وصله في كتاب "التاريخ" ... وانظر البقية هناك في "الفتح".(1/215)
244- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ".
245- حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَهُمْ أَنْ يُسَبِّحُوا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُحَمِّدُوا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُكَبِّرُوا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ. قَالَ: فَرَأَى رَجُلٌ فِي مَنَامِهِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: لَوْ جَعَلْتُمُوهَا خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَزِدْتُمْ فِيهَا التَّهْلِيلَ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا".
246- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ, أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا كَتَبنَا الْمَصَاحِفَ فَقَدْتُ آيَةً كُنْتُ أَسْمَعُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُهَا عِنْدَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا
__________
244 سند ضعيف, ومتن صحيح:
إذ إن في هذا السند عقبة بن عبد الرحمن، قال فيه ابن المديني: شيخ مجهول.
وانظر: "تهذيب التهذيب"، "تعجيل المنفعة"، "ميزان الاعتدال".
لكن الحديث أخرجه البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها- في كتاب الجنائز "فتح" "3/ 200"، ومسلم "ص376".
245 صحيح:
وأخرجه: أحمد "5/ 184"، والنسائي "3/ 76".
246 صحيح:
وأخرجه البخاري "فتح" "8/ 519" في كتاب التفسير من "صحيحه"، تفسير سورة الأحزاب، وفي الجهاد "6/ 21"، وفي فضائل القرآن.
وفي "المسند" "5/ 188"، "مسند أحمد": فقال عبد الله: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده: ثنا الحكم بن نافع، أنا شعيب، عن الزهري، أخبرني خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ زَيْدَ بن ثابت ... فذكره, وأخرجه الترمذي.(1/216)
مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ... } حَتَّى {تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] ، قَالَ: وَكَانَ خُزَيْمَةُ يُدْعَى ذَا الشَّهَادَتَيْنِ؛ أَجَازَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ، وقُتل يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ, رَحِمَهُ اللَّهُ.
247- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سِنَانٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَالِدٍ الْحِمْصِيِّ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنَ الْقَدَرِ, فَأَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لَوْ عذب أهل سمواته وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَمْ يَظْلِمْهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ أُحُدًا -أَوْ قَالَ: مِثْلَ أُحُدٍ- ذَهَبًا مَا قَبِلَهُ اللَّهُ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَمُتَّ عَلَى غَيْرِ الْفِطْرَةِ الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمِثْلِ ذَلِكَ.
248- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ: قُلْتُ: كَمْ بَيْنَ ذَلِكَ؟ قَالَ: قَدْرَ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً.
__________
247 حسن:
وأخرجه: أبو داود في السنة "حديث رقم 4699"، وابن ماجه في السنة "10"، وأحمد "5/ 182، 185، 189".
وفي هذا السند "سعيد بن سنان" قال فيه الإمام أحمد: ليس بالقوي، وقال مرة: كان رجلا صالحا ولم يكن يقيم الحديث, لكن وثقه الدارقطني وابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس. انظر: "الميزان"، و"التهذيب".
248 صحيح: =(1/217)
249- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الزناد، عن سعد بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ تُكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".
250- حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اتَّخَذَ حُجْرَةً فِي الْمَسْجِدِ مِنْ حَصِيرٍ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهَا لَيَالِيَ حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ لَيْلَةً فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ, قَالَ: فقال: "فما زَالَ بِكُمُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صُنْعِكُمْ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلَاةِ المرء في بيته إلا الصلاة 1 الْمَكْتُوبَةَ".
251- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَرَأْتُ عِنْدَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النجم
__________
= وأخرجه: البخاري "فتح" "4/ 138"، ومسلم "ص770"، وأحمد "5/ 185، 286"، وابن ماجه "حديث رقم 1694".
249 سند ضعيف, ومتن صحيح:
فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأسلمي، وهو ضعيف، لكن الحديث صحيح من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- وقد تقدم.
250 صحيح:
وأخرجه البخاري "فتح" "2/ 214"، ومسلم "ص549"، وأحمد "5/ 182، 184، 186، 187"، وأبو داود، والترمذي في الصلاة.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي أيضا.
251 صحيح: =
__________
1 من "س، ز".(1/218)
فَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا.
252- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا سَلِيطُ بْنُ يَسَارِ بْنِ سَلِيطِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ مَرْيَمَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ -وَهِيَ أُمُّ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ- عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ حَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ, كَانَ سِتْرَهُ مِنَ النَّارِ".
253- حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، ثَنَا ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْمُخَابَرَةِ، قُلْتُ: وَمَا الْمُخَابَرَةُ؟ قَالَ: أَنْ تَأْخُذَ الْأَرْضَ بِنِصْفٍ أَوْ بِثُلُثٍ أَوْ بربع.
__________
= وأخرجه البخاري "فتح" "2/ 554", ومسلم في الصلاة "ص406", وأحمد "5/ 183، 186", والترمذي في الصلاة وقال: حسن صحيح, وأبو داود من طريق: خارجة عن زيد به، والنسائي في الصلاة.
252 سند ضعيف:
فيه محمد بن عمر الواقدي، متروك.
253 صحيح لغيره:
إذ إن في سنده ثابت بن الحجاج، لم يذكر راوٍ عنه غير جعفر بن برقان، ولكن وثقه ابن سعد وأبو داود وابن حبان.
والحديث أخرجه: أحمد "5/ 185، 188"، وأبو داود في البيوع "حديث رقم 3407" بلفظ: "أن تأخذ الأرض ... ".
وللحديث شواهد قوية كثيرة، فقد أخرج البخاري من حديث جابر رضي الله عنه: "نَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- عن المخابرة والمحاقلة ... " بدون تفسير المخابرة. "فتح" "5/ 50" كتاب المساقاة، باب: الرجل يكون له ثمر.
وأخرجه: أبو داود "حديث 3404"، ومسلم "1536" باب: النهي عن المحاقلة, كتاب البيوع، وأخرج أبو داود أيضا من حديث أبي الزبير عن جابر عبد الله -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "من لم يذر المخابرة, فليأذن بحرب من الله ورسوله" "3406".(1/219)
254- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا إسماعيل بن عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَحَادَتْ بِهِ وَكَادَتْ تُلْقِيهِ، وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ -أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ- فَقَالَ: "مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا. قَالَ: "فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ؟ " قَالَ: مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ. فَقَالَ: "إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا؛ فَلْوَلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ" ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ" فَقُلْنَا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابَِ النَّارِ، فَقَالَ: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عذاب القَبْرِ"، قُلْنَا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ, مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ". قُلْنَا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ, مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، قَالَ: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ". قُلْنَا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.
255- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُطِيلُ الْقِيَامَ وَيُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ.
__________
254 صحيح:
وأخرجه مسلم "ص2199" كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، وأحمد "5/ 190".
255 سند ضعيف:
وأخرجه: أحمد "5/ 182، 186".
"الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حنطب": كثير التدليس والإرسال، وقد عنعن، ولفظ أحمد "5/ 182" عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قال: "تماروا في القراءة في الظهر والعصر، فأرسلوا إلى خارجة بن زيد، فقال: قال أبي: قام -أو كَانَ- رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُطِيلُ الْقِيَامَ وَيُحَرِّكُ شفتيه، فقد أعلم ذلك لم يكن إلا لقراءة، فأنا أفعل"؛ فظهر تدليس المطلب من هنا من حدث أنه اتضح عدم سماعه لهذا الحديث من "زيد".
ونقل أبو حاتم, كما في "التهذيب": لم يسمع "المطلب" من "زيد بن ثابت".(1/220)
256- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يمشي وأنا معه, فقارب الْخُطَا ثُمَّ قَالَ لِي: "أَتَدْرِي لِمَ فَعَلْتُ هَذَا؟ لِتَكْثُرَ عَدَدُ خطانا في طلب الصلاة".
__________
256 سند ضعيف:
فيه الضحاك بن نبراس، لين الحديث.(1/221)
19- مُسْنَدُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
257- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَلَى جِنَازَةٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ، فَقُلْتُ: أوهمت؟ -أو: أوعمدا؟ - فَقَالَ: لَا؛ بَلْ عَمْدًا، إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّيهَا.
258- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هارون، ثنا حسام بن مصك، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ, فَرَآهُمْ يُصَلُّونَ الضُّحَى، فَقَالَ: "هَذِهِ صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ". قَالَ: وَكَانُوا يُصَلُّونَهَا إِذَا رَمِضَتِ الْفِصَالُ.
259- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ -أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
__________
257 صحيح لغيره:
فقد أخرجه: مسلم من طريق: شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى قال: "كان زيد يكبر على جنائزنا أربعا، وإنه كبر على جنازة خمسا، فسألته، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يكبرها" "ص659".
وأخرجه: أبو داود في الجنائز "حديث رقم 3197", والترمذي في الجنائز "حديث 1023"، وابن ماجه "حديث 1505"، والنسائي في الجنائز، وأحمد "4/ 370، 372" كلهم من طريق: ابن أبي ليلى، عن زيد, به.
258 حسن لغيره:
إذ إن في هذا السند حسام بن مصك، قال الحافظ فيه: ضعيف، يكاد أن يترك.
لكن الحديث أخرجه: مسلم "ص516"، وأحمد "4/ 366، 367، 374" من طريق عن القاسم به، والقاسم تُكلم فيه، وقال الحافظ فيه في "التقريب": صدوق يغرب.
259 سند ضعيف جدا:
فيه "عائذ الله المجاشعي" قال فيه البخاري: لا يصح حديثه. انظر "التهذيب". وفيه أيضا أبو داود وهو: نفيع بن الحارث أبو داود الأعمى، ضعيف جدا.
وأخرجه أحمد "4/ 368"، وابن ماجه في الأضاحي.(1/222)
الْبَصْرِيُّ- عَنْ عَائِذِ اللَّهِ الْمُجَاشِعِيِّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قُلْنَا -أَوْ: قَالُوا, شَكَّ يَزِيدُ-: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْأَضَاحِيُّ؟ قَالَ: "سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ". قَالُوا: مَا لَنَا فِيهَا؟ قَالَ: "بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالصُّوفُ؟ قَالَ: "لِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ".
260- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا يُكَلِّمُ أَحَدُنَا صَاحِبَهُ فِي الصَّلَاةِ فِي الْحَاجَةِ، حَتَّى نَزَلَتْ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] ، فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ.
261- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سألته: كم غزوة غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، قُلْتُ: كَمْ غَزَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً.
262- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كنا مَعَ عَمِّي، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بن أبي بن سلول يقول
__________
260 صحيح:
وأخرجه: البخاري في التفسير "8/ 198" "فتح"، ومسلم في الصلاة "ص383"، وأبو داود، والنسائي في الصلاة، والترمذي في الصلاة وفي التفسير، وأحمد "4/ 368".
261 صحيح:
وأخرجه: البخاري في المغازي "فتح" "7/ 279" من طريق: شعبة، عن أبي إسحاق، ومسلم "ص1447" مصرحا بسماع أبي إسحاق, من زيد بن أرقم.
والترمذي في الجهاد "32"، وأحمد "4/ 371، 372، 374".
262 صحيح:
وأخرجه: البخاري في التفسير "فتح" "8/ 644"، ومسلم في التوبة، والترمذي في التفسير "تفسير سورة "المنافقون""، وأحمد "4/ 369، 373".(1/223)
لِأَصْحَابِهِ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا، وَلَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّي فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَانِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَدَّثْتُهُ، فَأَرْسَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بن سَلُولَ وَأصْحَابِهِ, فَحَلَفُوا مَا قَالُوا, فَكَذَّبَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصَدَّقَهُ، فَأَصَابَنِي هَمّ لَمْ يُصِبْنِي قَطُّ مِثْلُهُ وَجَلَسْتُ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ لِي عَمِّي: مَا أَرَدْتَ إِلَّا أَنْ كَذَّبَكَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَقَتَكَ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: 1] فَبَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَرَأَهَا ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ صَدَّقَكَ".
263- حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟ فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيُؤْتَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ وَالشَّهْوَةِ". قَالَ: فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ يَكُونُ لَهُ الحاجة؟ فقال: "عرق يفيض مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ؛ فَإِذَا كَانَ ذلك ضمر له بطنه".
__________
263 فيه فقط عنعنة الأعمش، وهو مدلس.
وقد أخرجه أحمد "4/ 371" من طريق وكيع، عن الأعمش به.
وأخرجه أحمد أيضا "4/ 367".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في التفسير عن علي بن حجر, عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عنه به، وعزاه الحافظ في "التهذيب" إلى البخاري في "الأدب المفرد".(1/224)
264- حَدَّثَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ، قَالَا: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَمْ يَأْخُذْ شَارِبَهُ, فَلَيْسَ مِنَّا".
265- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَمِدَ اللَّهَ وَأثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَهُ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَتَمَسَّكُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَخُذُوا بِهِ". فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ: "وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي, ثَلَاثَ مَرَّاتٍ". فَقَالَ حُصَيْنٌ: يَا زَيْدُ، وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ؟ أَلَيْسَتْ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟! قَالَ: بَلَى، إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قَالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: آلُ عَلِيٍّ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ الْعَبَّاسِ. قَالَ: كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
266- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ, قَالَ: سَمِعْتُ أبا
__________
264 صحيح:
وأخرجه: أحمد "4/ 366، 368".
وأخرجه أيضا الترمذي في كتاب الأدب، باب: ما جاء في قص الشارب "4/ 93"، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" "الطهارة".
265 وأخرجه: مسلم مطولا في فضائل الصحابة، فضائل علي رضي الله عنه "ص1874"، وأحمد "4/ 367".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في المناقب "الكبرى".
266 سنده حسن:
فيه أبو حمزة، وهو مولى الأنصار، وثقه النسائي وابن حبان، لكن قال ابن معين: لم يرو عنه غير عمرو. =(1/225)
حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ: إِنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا أَنْتُمْ جُزْءٌ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضِ". فَقُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ حِينَئِذٍ؟ قَالَ: سَبْعُمِائَةِ رَجُلٍ, أَوْ ثَمَانِمِائَةِ رَجُلٍ.
267- حَدَّثَنِي مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قُلْنَا: عَلِّمْنَا -أَوْ: حَدَّثَنَا- فَقَالَ: لَا أُعَلِّمُكُمْ إِلَّا مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُعَلِّمُنَا: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ أَنْفُسَنَا تَقْوَاهَا، وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَدَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا".
268- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ، حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ -قَال شُعْبَةُ: يَعْنِي: زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ, حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ" وَإِنِّي أَرَاكُمُوهُمْ يَا أَهْلَ الشام.
__________
= والحديث أخرجه أحمد "4/ 367، 368، 369، 372"، وأبو داود "حديث رقم 4746" كتاب السنة, باب "26".
267 صحيح:
وأخرجه: مسلم "ص2088" كتاب الدعوات، من طريق: أبي عثمان وعبد اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ به.
وأخرجه النسائي في الاستعاذة، وأحمد "4/ 371".
268 صحيح لغيره:
أبو عبد الله لم نستطع تمييزه؛ ففي هذه الطبعة أكثر من واحد.
والحديث أخرجه: البخاري من حديث معاوية, كتاب التوحيد، باب: قوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ} بلفظ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي أمة قائمة بأمر الله، لا =(1/226)
269- حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَبُو الْوَلِيدِ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ, أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُهْدِيَ لَهُ عُضْوُ صِيدٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ, فَلَمْ يَقْبَلْهُ؟ قَالَ: بَلَى.
270- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَاهُ يَعُودُهُ وَهُوَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ فَقَالَ: "أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَيْنَاكَ لِمَا بِهِمَا -أَوْ نَحْوًا مِنْ هَذَا- كَيْفَ تَصْنَعُ؟ ". قَالَ: إِذًا أَصْبِرُ وَأحْتَسِبُ. قَالَ: "لَوْ كَانَ عَيْنَاكَ لِمَا بِهِمَا لَقِيَ الله من غير ذنب".
__________
= يضرهم من كذبهم ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك"، فقال مالك بن يخامر: سمعت معاذا يقول: "وهم بالشام"، فقال معاوية: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول: "وهم بالشام".
وأخرجه مسلم "ص1524".
وأخرجه البخاري أيضا من حديث المغيرة بن شعبة في التوحيد، وفي الاعتصام بالكتاب والسنة "13/ 293" "فتح".
ومسلم في الجهاد "1523"، ومسلم أيضا من حديث جابر بن عبد الله "ص1525" بلفظ: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على الحق, ظاهرين إلى يوم القيامة".
ومسلم من حديث عقبة بن عامر بلفظ: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعودهم، لا يضرهم من خالفهم، حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك".
269 صحيح:
وأخرجه: أبو داود في الحج "حديث رقم 1850" باب: لحم الصيد المحرم، والنسائي في الحج، وأحمد "4/ 369، 371".
270 صحيح لغيره:
في هذا السند جابر الجعفي، لكن الحديث أخرجه: أحمد من طريق أبي إسحاق عن زيد به، مع اختلاف يسير في اللفظ "4/ 375".
وأبو داود في الجنائز "9".
فقال أحمد: حدثنا حجاج، عن يونس بن أبي إسحاق وإسماعيل بن عمر، قال: ثنا يونس بن إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قال: "أصابني رمد، فعادني النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: فلما برأت خرجت. قال: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: "أرأيت لو كانت عيناك لما بهما, ما كنت صانعا؟ " قال: =(1/227)
271- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ. قَالَ: فَاشْتَكَى، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ وَقَالَ: "إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ سَحَرَكَ، وَالسِّحْرُ فِي بِئْرِ فُلَانٍ". قَالَ: فَأَرْسَلَ عَلِيًّا فَجَاءَ بِهِ، قَالَ: فَأَمَرَهُ أَنْ يَحُلَّ الْعُقَدَ "وَتَقْرَأَ"1 آيَةً، فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَيَحُلُّ, حَتَّى قَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ. قَالَ: فَمَا ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ شَيْئًا مِمَّا صَنَعَ بِهِ. قَالَ: وَلَا أَرَاهُ فِي وَجْهِهِ.
__________
= قلت: لو كانت عيناي لما بهما صبرت واحتسبت. قال: "لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت؛ للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك". قال إسماعيل: ثم صبرت واحتسبت لأوجب الله تعالى لك الجنة".
271 سند صحيح:
والحديث أخرجه: أحمد "4/ 367".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في المحاربة.
وقصة سَحَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- ثابتة مع اختلاف في اللفظ عن هذا في البخاري, وغيره.
انظر: "فتح الباري" كتاب الطب "10/ 221".
__________
1 في "س، ز": ويقرأ، وهذا الأصوب والأليق.(1/228)
حديث زيد بن حالد الجهني رضي الله عنه
...
20- حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
272- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا عَمْرَةَ -مَوْلَى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ- أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ تُوُفِّيَ بِخَيْبَرَ, وَأنَّهُمْ ذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ, فَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ" فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ النَّاسِ، فَلَمَّا رَأَى الَّذِي بِهِمْ قَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ! "، قَالَ: فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ فَوَجَدْنَا خَرَزًا مِنْ خَرَزِ الْيَهُودِ، وَاللَّهِ إِنْ يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ.
273- أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ قَالَ: قُلْتُ: لَأَرْمُقَنَّ اللَّيْلَةَ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ -أَوْ: فُسْطَاطَهُ- فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ, ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ركعتين دونها، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ دَونَ الَّتِي قَبْلَهُمَا, ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ دُونَ الَّتِي قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ دُونَ الَّتِي قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ؛
__________
272 سند ضعيف:
فيه: أبو عَمْرَةَ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ, مجهول، لم يرو عنه غير مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ. قاله الذهبي في "الميزان".
والحديث أخرجه: أبو داود في كتاب الجهاد من "سننه"، باب: في تعظيم الغلول رقم "2710", وابن ماجه رقم "2748" كتاب الجهاد، باب: الغلول، والنسائي في الجنائز، باب: الصلاة على من غلّ "6/ 64"، وأحمد "4/ 114".
273 صحيح:
وأخرجه: مسلم "1/ 531"، وأبو داود "حديث رقم 1366"، وابن ماجه "حديث رقم 1362" باب: كم يصلى بالليل؟ وأحمد "5/ 193".(1/229)
فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
274- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ لِي: مُرْ أَصْحَابَكَ فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شعار الحج".
__________
274 سند ضعيف:
فيه المطلب بن عبد المطلب بن حنطب، كثير الإرسال والتدليس، كما في "التقريب"، وقد عنعن، وأخرجه أحمد "5/ 192"، وابن ماجه رقم "2923" باب: رفع الصوت بالتلبية في الحج.
وهذا الحديث اختلف على خلاد في صحابيه، فقد أخرجه: مالك رقم "392"، قال: أخبرنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم، أن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام أخبره، أن خلاد بن السائب -الأنصاري, ثم من بني الحارث بن الخزرج- أخبره أن أباه أَخْبَرَهُ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَتَانِي جبريل -عليه السلام- فأمرني أن آمر أصحابي -أو: من معي- أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال, أو بالتلبية".
قلت: وهذا سند صحيح.
وأخرجه: أبو داود عن مالك به "حديث 1814"، وأحمد "4/ 56"، وأخرجه أحمد من طريق: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بن الحارث "4/ 55" عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أبيه مرفوعا, بدون ذكر عبد الملك.
وأخرجه ابن ماجه من حديث عبد الملك بن أبي بكر بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبيه به "حديث 2922".
والنسائي من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بكر، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبيه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- به "5/ 162" باب: رفع الصوت بالإهلال.
والترمذي "3/ 182" "تحفة الأحوذي" "3/ 567".
وقال: حديث خلاد عن أبيه حديث حسن صحيح، وروى بعضهم هذا الحديث عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ, عَنْ زيد بن خالد, عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، ولا يصح، والصحيح هو: خلاد بن السائب عن أبيه، وهو خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري.
قال: وفي الباب: عن زيد بن خالد، وأبي هريرة، وابن عباس.
قال المباركفوري: حديث أبي هريرة أخرجه الحاكم، وحديث ابن عباس أخرجه أحمد. =(1/230)
275- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، صَلُّوا فِيهَا".
276- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ, إِلَّا أَنَّهُ لَا ينقص من أجر الصائم شيئا، وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ خَلَفَ فِي أَهْلِهِ؛ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الغازي شيء".
__________
= وقال الحافظ في "الفتح" "3/ 408" تعقيبا على حديث خلاد عن أبيه: إن الحديث رواه مالك في "الموطإ" وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم، من طريق خلاد عن أبيه مرفوعا، ورجاله ثقات، إلا أنه اختلف على التابعي في صحابيه، قال: وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن بكر بن عبد الله المزني قَالَ: "كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ, فلبى حتى أسمع ما بين الجبلين".
وأخرج أيضا بإسناد صحيح من طريق المطلب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "كَانَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يرفعون أصواتهم بالتلبية, حتى تبحّ أصواتهم".
وأما رفع الصوت بالتلبية فمشروع؛ فقد وردت فيه عدة أحاديث عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- وأصحابه.
275 سند منقطع, ومتن صحيح:
إذ إن عطاء -وهو: ابن أبي رباح- لم يسمع من زيد بن خالد, قاله علي بن المديني وغيره. "تهذيب" "5/ 207".
والحديث أخرجه: أحمد "5/ 192" من طريق: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الملك "4/ 114، 116" مطولا مع الحديث التالي له.
لكن متن الحديث أخرجه: البخاري "فتح" "3/ 62"، ومسلم "ص538" من حديث عبد الله بن عمر, رضي الله عنهما.
276 سند منقطع:
عطاء لم يسمع من زيد بن خالد, ولبعض ألفاظه شواهد صحيحة، وانظر ما بعده.
والحديث أخرجه أحمد "4/ 114، 115، 116".
والترمذي "3/ 162"، وأخرج ابن ماجه "1746" طرفا من الحديث فقط، وهو: "من فطر صائما كان له مثل أجرهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا"، والبيهقي "4/ 240"، =(1/231)
277- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، وَمَنَ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا".
278- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْمَاجِشُونُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ؛ فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاةِ".
279- حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ -مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ- عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ عَنِ اللُّقَطَةِ، فَقَالَ: "اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا ثُمَّ
__________
= وابن خزيمة "3/ 377" كلهم من طريق عطاء عن زيد.
وعطاء كما سبق هو ابن أبي رباح، كما جاء موضحا في رواية ابن خزيمة "3/ 277"، ومراسيل عطاء ضعيفة، حتى قال أحمد: ليس في المرسل أضعف من مرسل الحسن وعطاء، كانا يأخذان من كل أحد.
انظر: "ميزان الاعتدال"، وراجع: "التحفة" أيضا "3/ 533".
277 صحيح:
وأخرجه: البخاري من طريق بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بن خالد الجهني: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، وَمَنَ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بخير فقد غزا" "فتح" "6/ 49"، ومسلم في الجهاد "11"، وأبو داود، والترمذي، النسائي، في الجهاد أيضا، وأحمد "4/ 116، 117"، و"5/ 193".
278 صحيح:
عبيد الله هو ابن عبد الله بن عتبة.
والحديث أخرجه: أحمد "5/ 192, 193"، وأبو داود في الأدب رقم "5101" باب "115".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "اليوم والليلة" مسندا ومرسلا.
279 صحيح: =(1/232)
عَرِّفْهَا سَنَةً؛ فَإِنْ جَاءَ طَالِبُهَا، وَإِلَّا فَشَأْنُكَ بِهَا". قَالَ: فَضَالَّةُ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: "لَكَ, أَوْ لِأَخِيكَ, أَوْ لِلذِّئْبِ". قَالَ: فَضَالَّةُ الْإِبِلِ؟ قَالَ: "مَا لَكَ وَلَهَا؟! مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا".
280- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يَسْهُو فِيهِمَا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
281- حَدَّثَنِي شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صالح -مولى التوءمة- عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَغْرِبَ ثُمَّ نَنْصَرِفُ إِلَى السُّوقِ، وَلَوْ رُمِيَ بِنَبْلٍ "بَصَرْتُ"1 مَوَاقِعَهَا.
__________
= أخرجه البخاري في اللقطة "فتح" "5/ 83، 84"، ومسلم في اللقطة "ص1349"، وأبو داود "حديث 1704"، وابن ماجه "2504" في اللقطة، والترمذي "3/ 646" وقال: حسن صحيح، وقد روي من غير وجه.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "الكبرى" الضوالّ واللقطة، وأحمد "4/ 115، 116، 117".
280 صحيح:
والحديث أخرجه أبو داود "حديث رقم 905" باب: كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة، وأحمد "4/ 117، 5/ 194" من طريق عبد العزيز الدراوردي عن زيد بن أسلم, به.
وللحديث شاهد من حديث عقبة بن عامر في "مسلم" "ص209"، وأبي داود, وغيرهما، بلفظ: "ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه, ثم يقوم فيصلي ركعتين, مقبل عليهما بقلبه ووجهه, إلا وجبت له الجنة".
281 حسن:
وأخرجه أحمد "4/ 114، 115، 117"، وفي سنده صالح مولى التوءمة, مختلط، لكن =
__________
1 في "ك": عرفت.(1/233)
282- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبُو جُهَيْمِ ابْنُ أُخْتِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنْ سَلْ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ: مَا سَمِعْتَ فِي الَّذِي يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي؟ فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "لَأَنْ يَقُومَ أَرْبَعِينَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ". لَا أَدْرِي قَالَ: أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ شَهْرًا أَوْ يَوْمًا أَوْ ساعة؟!
__________
= الراوي عنه هو ابن أبي ذئب، وهو ممن روى عنه قديما، فروايته عنه لا بأس بها كما ذكره جمع من العلماء. راجع: "التهذيب"، و"الميزان"، و"التقريب".
282 صحيح:
وأخرجه: ابن ماجه "رقم 944".
وأخرجه البخاري من طريق: مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن بسر بن سعيد: أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم يسأله: ماذا سمع مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- في المارّ بين يدي المصلي؟ فذكره، لا أدري أقال: "أربعين يوما" أو "شهرا"، أو "سنة"؟
القائل في رواية البخاري وأبي داود هو: أبو النضر، وفي رواية ابن ماجه القائل هو: سفيان. "فتح" "1/ 584" كتاب الصلاة، باب: إثم المار بين يدي المصلي.
وأخرجه مسلم "ص363"، وأبو داود في الصلاة "حديث رقم 701"، وابن ماجه "945"، والترمذي، والنسائي في الصلاة. فعلى هذا يكون الحديث من مسند أبي جهيم وليس من مسند زيد بن خالد.
قال الحافظ "ص584": هكذا روى مالك هذا الحديث في "الموطإ"، لم يختلف عليه فيه أن المرسل هو زيد، وأن المرسل إليه هو أبو جهيم، وتابعه سفيان الثوري عن أبي النضر عند مسلم وابن ماجه وغيرهما، وخالفهما ابن عيينة عن أبي النضر فقال: "عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ, قَالَ: أرسلني أبو جهيم إلى زيد بن خالد أسأله, فذكر هذا الحديث".
قال ابن عبد البر: هكذا رواه ابن عيينة مقلوبا، أخرجه: ابن أبي خيثمة، عن أبيه، عن ابن عيينة. ثم قال ابن أبي خيثمة: سئل عنه يحيى بن معين؟ فقال: هو خطأ؛ إنما هو: "أرسلني زيد إلى أبي جهيم" كما قال مالك.
وتعقب ذلك ابن القطان فقال: ليس خطأ ابن عيينة فيه بمتعين؛ لاحتمال أن يكون أبو جهيم بعث بسرا إلى زيد، وبعثه زيد إلى أبي جهيم؛ يستثبت كل واحد منهما ما عند الآخر.
قلت: تعليل الأئمة للحديث مبنيّ على غلبة الظن، فإذا قالوا: "أخطأ فلان في كذا" لم يتعين خطؤه في نفس الأمر، بل هو راجح الاحتمال فيعتمد، ولولا ذلك لما اشترطوا انقضاء الشاذ، وهو ما يخالف الثقة فيه من هو أرجح منه في حد الصحيح.(1/234)
21- حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
283- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا عَقِيلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ -زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ- عَنِ النَّبِيِّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَتَاهُ فِي أَوَّلِ مَا أُوحي إِلَيْهِ, فَأَرَاهُ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْوُضُوءِ، أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَنَضَحَ بها فرجه".
__________
283 سند ضعيف:
فيه ابن لهيعة، وهو مختلط، والزهري مدلس وقد عنعن.
وأخرجه: أحمد "4/ 161"، وابن ماجه "رقم 462"، ولفظه عند ابن ماجه: "وأمرني أن أنضح تحت ثوبي؛ لما يخرج من البول بعد الوضوء".
أما بالنسبة لمشروعية نضح الفرج, فقد وردت أحاديث يقوي بعضها بعضا, توضح مشروعية نضح الفرج.
قال ابن ماجه في "حديث رقم 461": ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا زكريا بن أبي زائدة، قال: قال منصور: حدثنا مجاهد، عن الحكم بن سفيان الثقفي: "أنه رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- توضأ ثم أخذ كفا من ماء، فنضح به فرجه".
وحديث رقم "463" وفيه: ثنا الحسن بن سلمة الحميري، ثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا الحسن بن علي الهاشمي، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى الله عليه وسلم: "إذا توضأت فانتضح".
وحديث "464": حدثنا محمد بن يحيى, ثنا عاصم بن علي، ثنا قيس، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: "توضأ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فنضح فرجه".(1/225)
22- حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
284- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا خَفَّفْتَ عَنْ خَادِمِكَ مِنْ عَمَلِهِ, كَانَ لَكَ أَجْرًا فِي مَوَازِينِكَ".
285- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مخصوفين.
__________
284 حسن.
285 ضعيف:
وذلك لجهالة الراوي عن عمرو بن حريث.
والحديث أخرجه: أحمد "4/ 307"، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى الترمذي في "الشمائل" "11/ 6"، وللنسائي في الزينة "الكبرى" "94/ 4".(1/236)
23- حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
286- أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ -وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَيُّمَا والٍ -أَوْ: قاضٍ, شَكَّ عَلِيٌّ- أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْخَلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، أَغْلَقَ اللَّهُ بَابَهُ عَنْ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ ومسكنته".
__________
286 ضعيف:
في سنده أبو الحسن الحمصي، وهو الجزري، قال الحافظ في "التهذيب": قال ابن المديني: أبو الحسن الذي روى عن عمرو بن مرة وعنه علي بن الحكم, مجهول، ولا أدري سمع من عمرو بن مرة أم لا؟
وقال الحاكم في "المستدرك": هذا اسمه عبد الحميد بن عبد الرحمن، ثقة، مأمون, كذا قال. ثم تعقب الحافظ ابن حجر في "التقريب" قول الحاكم فقال: أبو الحسن الجزري مجهول، من السادسة، وأخطأ من سماه عبد الحميد.
وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه علي بن الحكم البناني.
والحديث أخرجه: أحمد "4/ 231"، والترمذي في الأحكام، باب: ما جاء في إمام الرعية "3/ 610"، وقال: حديث غريب.(1/237)
24- مُسْنَدُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
287- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ -أَبُو عُمَارَةَ- قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُعَزِّي أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِمُصِيبَتِهِ, إِلَّا كَسَاهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ حُلَل الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
288- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ -أَبُو عُمَارَةَ- قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَا يَزَالُ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى إِذَا قَعَدَ اسْتَنْقَعَ فِيهَا، ثُمَّ إِذَا رَجَعَ لَا يَزَالُ يَخُوضُ فِيهَا حَتَّى يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ".
__________
287 ضعيف:
في سنده قيس أبو عمارة، قال الحافظ: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: فيه نظر، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. وذكره العقيلي في "الضعفاء" وأورد له حديثين, وقال: لا يتابع عليهما، أحدهما الذي أخرجه ابن ماجه في التعزية. ا. هـ. "تهذيب".
والحديث أخرجه: ابن ماجه "حديث رقم 1601" في الجنائز, باب: ما جاء في ثواب من عزى مصابا.
وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف": هذا الحديث من رواية مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، فإن في السند عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم عن أبيه عن جده، فجده: محمد، وله رؤية، والحديث مرسل، نقلت ذلك من خط ابن عبد الهادي، وتكلم الحافظ المزي على الحديث رقم "10729"، فقال: هذا مرسل، أبو بكر هو: ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، لم يدرك جده.
288 ضعيف، وانظر ما قبله.(1/238)
مسند عمرو بن عوف المازني رضي الله عنه
...
25- مُسْنَدُ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
289- حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ لَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنَ النَّاسِ لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا, كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنَ النَّاسِ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا".
290- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ, فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات.
__________
289 سند ضعيف جدا:
في سنده كثير بن عبد الله: متهم بالكذب، قال فيه الشافعي وأبو داود: إنه ركن من أركان الكذب، وقال ابن معين: ليس بشيء, وضرب أحمد على حديثه.
والحديث أخرجه ابن ماجه رقم "209، 210".
لكن معنى الحديث صحيح، قال تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} .
وأخرج مسلم من حديث جرير قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء". "ص705، ص2059"، وأخرجه الترمذي.
وأخرجه مسلم أيضا من حديث أبي هريرة "ص2060"، وأبو داود، والترمذي.
وأخرج البخاري من حديث ابن مسعود مرفوعا: "ليس من نفس تقتل ظلما, إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها". وربما قال سفيان: "من دمها؛ لأنه سن القتل أولا" "فتح" "13/ 302".
290 سند ضعيف, ومتن صحيح:
في سنده كثير بن عبد الله, متهم بالكذب. =(1/239)
291- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ مِنَ النَّهَارِ, لَا يَسْأَلُ الْعَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا أُعْطِيَ سُؤْلَهُ". قِيلَ: أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: "حِينَ تُقَامُ الصَّلَاةُ إِلَى الانصراف منها".
__________
= والحديث أخرجه: ابن ماجه "رقم 1279" قال: ثنا أبو مسعود ومحمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عقيل، ثنا محمد بن خالد بن عثمة، عن كثير به.
والترمذي "2/ 416/ حديث رقم 365"، من طرق عن كثير، وقال: حديث حسن، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب عَنِ النَّبِيِّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
أما بالنسبة لمشروعية التكبير سبعا في الأولى وخمسا في الثانية، فقد دلت عليه أحاديث غير هذا، فأخرج أبو داود "حديث 1149" من طريق: قتيبة، ثنا ابن لهيعة، عن عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عروة, عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يكبر في الفطر والأضحى, في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمسا".
وحديث "1150": ثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن ابن شهاب بإسناده, ومعناه: قال: سوى تكبيرتي الركوع. والراوي عن ابن لهيعة هنا هو: ابن وهب، ورواية ابن وهب عنه مقبولة كما قال به جمع من العلماء، ونحن هنا سقناه في الشواهد.
وأخرجه: ابن ماجه "1280"، وقال أبو داود أيضا: ثنا مسدد، ثنا المعتمر، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عبد الرحمن الطائفي، يحدث عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن العاص قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "التكبيرة في الفطر: سبع في الأولى، وخمس في الآخرة، والقراءة بعد كلتيهما".
وأخرج أبو داود حديثا "رقم 1152"، وابن ماجه "رقم 1278" من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُكَبِّرُ في الفطر الأولى سبعا، ثم يقرأ ثم يكبر، ثم يقول فيكبر أربعا، ثم يقرأ، ثم يركع". وقال أبو داود: رواه وكيع وابن المبارك قالا: "سبعا وخمسا".
وقال ابن ماجه "حديث رقم 1277": ثنا هشام بن عمار، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ بن عمار بن سعد -مؤذن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- حدثني أبي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ في الأولى سبعا في القراءة، وفي الآخرة خمسا قبل القراءة".
291 سند ضعيف: =(1/240)
..........................................................................
__________
= فيه كثير بن عبد الله، تقدم حاله في الحديثين قبله.
وأخرجه: ابن ماجه رقم "1138"، والترمذي "2/ 361"، وقال: حسن غريب، لكن أصل الحديث ثابت صحيح: "إن في الجمعة ساعة لَا يَسْأَلُ الْعَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إلا أعطي سؤاله"، ولكن الخلاف في تحديدها. فأخرج البخاري "فتح" "2/ 415"، ومسلم "ص584"، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذكر يوم الجمعة فقال: "فيه سَاعَةٌ, لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى فيها شيئا, إلا أعطاه إياه"، وأشار بيده يقللها، وأخرج مسلم في تحديث الساعة حديثا من حديث ابن وهب قال: أخبرنا مخرمة، عن أبيه، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي موسى الأشعري قال: قال لي عبد الله بن عمر: أسمعت أباك يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- في شأن ساعة الجمعة؟ قال: قلت: نعم، سمعته يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة" "ص584".
وقد تكلم الحافظ ابن حجر على هذا الحديث فقال: إنه أعل بالانقطاع والاضطراب، أما الانقطاع: فإن مخرمة بن بكير لم يسمع من أبيه، قاله أحمد عن حماد بن خالد عن مخرمة نفسه، وكذا قال سعيد بن أبي مريم عن موسى بن سلمة عن مخرمة، وزاد: إنما هي كتب كانت عندنا. وقال علي بن المديني: لم أسمع أحد من أهل المدينة يقول عن مخرمة: إنه قال في شيء من حديثه: "سمعت أبي". ولا يقال: مسلم يكتفي في العنعنة بإمكان اللقاء مع المعاصرة، وهو كذلك هنا؛ لأنا نقول: وجود التصريح عن مخرمة بأنه لم يسمع من أبيه كافٍ في دعوى الانقطاع.
أما الاضطراب: فقد رواه أبو إسحاق وواصل الأحدب ومعاوية بن قرة وغيرهم عن أبي بردة من قوله، وهؤلاء من أهل الكوفة، وأبو بردة كوفي، فهم أعلم بحديثه من بكير المدني، وهم عدد وهو واحد، وأيضا فلو كان عند أبي بردة مرفوعا لم يفت فيه برأيه، بخلاف المرفوع؛ ولهذا جزم الدارقطني بأن الموقوف هو الصواب. ا. هـ. "فتح" "2/ 421".
وقال الحافظ في "الفتح" "11/ 199" بعد أن ذكر الحديث: وقد ذكرت شرحه هناك -أي: في باب الجمعة- واستوعبت الخلاف الوارد في الساعة المذكورة, فزاد على الأربعين قولا، واتفق لي نظير ذلك في ليلة القدر، وقد ظفرت بحديث يظهر منه وجه المناسبة بينهما في العدد المذكور وهو ما أخرجه أحمد وصححه ابن خزيمة من طريق سعيد بن الحارث، عن أبي سلمة قال: قلت: يا أبا سعيد، إن أبا هريرة حدثنا عن الساعة التي في الجمعة فقال: سألت عنها النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "إني كنت قد أعلمتها, ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر".
وفي هذا الحديث إشارة إلى أن كل رواية جاء فيها تعيين الساعة المذكورة وهم، والله أعلم.(1/241)
26- حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
292- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، حَدَّثَنِي فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ خَصْمَيْنِ جَاءَا إِلَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعَمْرٍو: "اقْضِ بَيْنَهُمَا". فَقُلْتُ: أَنْتَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنِّي، قَالَ: "وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ". فَقَالَ: مَا أَقْضِي؟ قَالَ: "فَإِنْ أَصَبْتَ كُتِبَ لَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَإِنِ اجْتَهَدْتَ فَأَخْطَأْتَ كُتِبَ لَكَ حَسَنَةٌ".
293- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا قَيْسٍ -مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ- يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ: أَكْلَةُ السَّحَرِ".
294- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي حَجٍّ أَوْ
__________
292 سند ضعيف:
فيه فرج بن فضالة، وهو ضعيف.
293 حسن:
وأخرجه: مسلم "حديث رقم 1096"، وأحمد "4/ 202"، وأبو داود رقم "2343" كتاب الصوم، باب: توكيد السحور، والنسائي "4/ 146"، والترمذي "حديث رقم 709".
294 سند منقطع:
لم نقف لسليمان بن حرب على رواية عن أبي جعفر الخطمي "عمير بن يزيد".
وعزاه المزي في "تحفة الأشراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في عشرة النساء، من طريق: أبي داود الحراني، عن سليمان بن حرب، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أبي جعفر الخطمي به.(1/242)
عُمْرَةٍ، فَلَمَّا كُنَّا بمَرِّ الظَّهْرَانِ إِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ فِي هَوْدَجِهَا وَاضِعَةٍ يَدَهَا عَلَى هَوْدَجِهَا، فَلَمَّا نَزَلَ دَخَلَ الشِّعْبَ وَدَخَلْنَا مَعَهُ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذَا الْمَكَانِ، فَإِذَا نَحْنُ بِغِرْبَانٍ كَثِيرَةٍ، وَإِذَا غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مِثْلُ هَذَا الْغُرَابِ فِي هَذِهِ الْغِرْبَانِ".
295- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، ثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "عَائِشَةُ". قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: "أَبُوهَا إِذًا". قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ عُمَرُ". قَالَ: فَعَدَّدَ رِجَالًا.
296- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى بْنِ بَحِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِذَا هُوَ بِعَمْرِو بن
__________
295 صحيح:
وأخرجه: البخاري "فتح" "7/ 18" فضائل أبي بكر، ومسلم "ص1856"، وأحمد "4/ 203"، والترمذي في المناقب "حديث رقم 3656"، وقال: حسن صحيح.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "الكبرى" المناقب "2/ 7".
296 سند ضعيف:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى بْنِ بحير الجندي, ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "5/ 126"، وقال في ترجمته: روى عن طاوس ومحمد بن أبي محمد عن أبي هريرة، وروى عنه عبد الرزاق.
وانظر: "تاريخ البخاري الكبير" "1/ 1/ رقم 705"، و"الإكمال" "1/ 203".
وانظر: "التاريخ الكبير" أيضا "5/ 163" فقال البخاري في "التاريخ" في ترجمة عبد الله بن عيسى الجندي، فقال: إن لم يكن هو الأول, فلا أدري.
وذكر له الذهبي في "الميزان" "2/ 471" حديث: "حجوا قبل ... ".(1/243)
الْعَاصِ جَالِسًا، فَقَالَ لِي: مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ لِي: ادْنُ مِنِّي أُحَدِّثْكَ بِحَدِيثٍ تَقَرُّ بِهِ عَيْنَاكَ، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ عَمْرٌو: بَيْنَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسًا إِذْ أَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَعَدَ إِلَيْنَا ثُمَّ قَالَ: "أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، أَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ معي؟ " ثم قال فَذَهَبَ فَمَا لَبِثَ أَنْ رَجَعَ فَقَعَدَ, ثُمَّ قَالَ: "أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، أَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ مَعِيَ؟ " ثُمَّ قَامَ فَذَهَبَ فَقَالَ بَعْضُنَا لِبِعَضٍ: لو أنا سألناه: أوغيرنا هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَمَا كَانَ إِلَّا قَلِيلًا أَنْ رَجَعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَعَدَ فَقَالَ: "أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، أَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ مَعِيَ؟ " فَقُلْنَا: يا رسول الله، أوغيرنا هُمْ؟ قَالَ: "نَعَمْ، هُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ الْمُطْرَحُونَ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ، الْمَدْفُعُونَ عَنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَمْ يقضها".(1/244)
27- حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
297- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ بِعُكَاظٍ، فَقُلْتُ: مَنْ تَبِعَكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ: "حُرٌّ وَعَبْدٌ" وَلَيْسَ مَعَهُ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ، فَقَالَ: "انْطَلِقْ حَتَّى يُمَكِّنَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ ثُمَّ تَجِيئُهُ بَعْدُ" قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، شَيْءٌ تَعْلَمُهُ وَأَجْهَلُهُ يَنْفَعُنِي وَلَا يَضُرُّكَ، مَا سَاعَةٌ أَقْرَبُ إِلَى اللَّهِ مِنْ سَاعَةٍ؟ وَمَا سَاعَةٌ يُتَّقَى فِيهَا؟ فَقَالَ: "يَا عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ، لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ، إِنَّ الرَّبَّ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَتَدَلَّى مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَيَغْفِرُ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الشِّرْكِ وَالْبَغْيِ، فَالصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ؛ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ عَلَى قَرْنِ شَيْطَانٍ، وَهِيَ صَلَاةُ الْكُفَّارِ، فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا اسْتَقَلَّتْ فَالصَّلَاةُ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَعْتَدِلَ النَّهَارُ، فَإِذَا اعْتَدَلَ النَّهَارُ فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تُسْجَرَ جَهَنَّمُ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ فَالصَّلَاةُ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تُدْلَى لِلْغُرُوبِ؛ فَإِنَّهَا تَغِيبُ عَلَى قَرْنِ شَيْطَانٍ، وَهِيَ صَلَاةُ الْكُفَّارِ، فَأَقْصِرْ عَنِ الصلاة حتى تجب الشمس".
__________
297 صحيح لغيره:
إذ إنه بهذا السند مرسل، قال الحافظ في "التهذيب": قال ابن أبي حاتم في "المراسيل": سليم بن عامر لم يدرك عمرو بن عبسة، وذكر هذا الكلام أيضا في "جامع التحصيل".
ومن هذه الطريق أخرجه: أحمد "4/ 385".
لكن الحديث أخرجه: مسلم من حديث أبي أمامة، قال: قال عمرو بن عبسة, فذكره مع زيادات كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: إسلام عمرو بن عبسة "1/ 569"، وأحمد "4/ 112".
ومن طريق عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن عبسة بمعناه؛ أخرجه: أحمد "4/ 111, 112"، وابن ماجه في الصلاة "حديث رقم 1364"، لكن عبد الرحمن بن البيلماني لم يدرك عمرو بن عبسة.
وأخرجه النسائي في الصلاة.(1/245)
298- أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ: أَنَّهُ سَأَلَهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ فَقَالَ: يَا عَمْرُو، هَلْ مِنْ حَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ الله لَيْسَ فِيهِ نِسْيَانٌ وَلَا تَزَيَّدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَنَامِلِهِ، فَإِذَا هُوَ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ مَسَامِعِهِ. فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ, فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ يَدَيْهِ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ، فَإِذَا غَسَلَ قَدَمَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَنَامِلِهِ؛ فَإِنْ قَعَدَ عَلَى وُضُوئِهِ فَلَهُ أَجْرُهُ، وَإِنْ قَامَ مُتَفَرِّغًا لصلَاتِهِ انْصَرَفَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا". فَقَالَ لَهُ شُرَحْبِيلُ: يَا عَمْرُو، انْظُرْ مَا تَقُولُ! قَالَ: لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا لَمْ أَكُنْ لِأُحَدِّثَكُمُوهُ، وَقَالَ: "مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ فَبَلَغَ أَصَابَ, أَوْ أَخْطَأَ فَعِدْلُ رَقَبَةٍ".
299- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ كَانَ عِنْدَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو، هَلْ مِنْ حَدِيثٍ تُحَدِّثَنَا عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْسَ فِيهِ نُقْصَانٌ وَلَا نِسْيَانٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسُ عَمْرٍو بِيَدِهِ: "مَا مِنْ رَجُلٍ يَشِيبُ شَيْبَةً من سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا جَعَلَهَا اللَّهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَرْمِي بِسَهْمٍ إِلَى الْعَدُوِّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مخطئا
__________
298 سند ضعيف جدا، والمتن صحيح:
فيه بشر بن نمير: كذاب.
لكن الحديث أخرجه: مسلم مطولا مع الحديث الذي قبله "1/ 566".
299 صحيح: =(1/246)
أَوْ مُصِيبًا, إِلَّا كَانَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَا يُعْتِقُ رَقَبَةً مُسْلِمَةً إِلَّا فَدَى كُلُّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنَ النَّارِ". فَقَالَ: يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ، إِنَّكَ لَتُحَدِّثُ حَدِيثًا عَظِيمًا! فَقَالَ عَمْرٌو: بِئْسَ مَا لِي، كَبِرَتْ سِنِّي وَرَقَّ عَظْمِي، وَمَا بِي خَلَّةٌ أَنْ أَكْذِبَ على رسوله اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ غَيْرَ مَرَّةٍ.
300- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ تَبِعَكَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: "حُرٌّ وَعَبْدٌ". قُلْتُ: مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: "طِيبُ الْكَلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ". قُلْتُ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ". قُلْتُ: أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ". قُلْتُ: أَيَّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "خلق حسن". قلت: أي
__________
= وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في العتق "الكبرى" "1, ألف 3" عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن تميم، عن الحجاج بن محمد، عن حريز بن عثمان، عنه به.
وروي عن سليم بن عامر، عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عبسة "تحفة" "8/ 160".
وأخرجه النسائي أيضا "6/ 26"، وأخرجه أحمد "4/ 113"، وأبو داود مختصرا: "من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار" "4/ 275".
ولألفاظه شواهد، فأخرج البخاري من حديث أبي هريرة: "أيما رجل عتق امرأ مسلما, استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار" "فتح" كتاب العتق "5/ 146".
وللحديث شواهد متكاثرة: قال أحمد "4/ 113": ثنا روح، قال: ثنا هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن أبي نجيح السلمي قال: حاصرنا مع نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- حصن الطائف، فسمعت رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "من بلغ بسهم, فله درجة في الجنة"، قال: فبلغت يومئذ ستة عشر سهما.
وأخرجه: أبو داود "4/ 274"، ومن حديث أبي ظبية عن عمرو بن عبسة "4/ 113"، ومن طريق الصنابحي عن عمرو بن عبسة "4/ 113".
300 سند ضعيف جدا، ولكثير من فقراته شواهد صحيحة:
فيه محمد بن ذكوان: ضعيف جدا، وشهر بن حوشب: متكلم فيه.
وانظر الأحاديث الثلاثة المتقدمة.(1/247)
الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "طُولُ الْقُنُوتِ". قُلْتُ: أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ". قُلْتُ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ". قُلْتُ: أَيُّ السَّاعَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ؛ فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى تُصَلِّيَ الْفَجْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْفَجْرَ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ فِي قَرْنِ شَيْطَانٍ، وَإِنَّ الْكُفَّارَ يُصَلُّونَ لَهَا فَأَمْسِكْ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَالصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَقُومَ الظِّلُ قِيَامَ الرُّمْحِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَلَا صَلَاةَ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، فَإِذَا مَالَتْ فَالصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ غُرُوبِهَا فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّهَا تَغْرُبُ أَوْ تَغِيبُ فِي قَرْنِ شَيْطَانٍ؛ وَإِنَّ الْكُفَّارَ يُصَلُّونَ لَهَا".
301- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: "أَنْ تسلم قلبك الله -عَزَّ وَجَلَّ- وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ". قَالَ: فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الْإِيمَانُ". قَالَ: وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ, وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ". قَالَ: فَأَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الْهِجْرَةُ". قَالَ: وَمَا الْهِجْرَةُ؟ قَالَ: "أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ". قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الْجِهَادُ". قَالَ: وَمَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: "أن تقاتل الكفار إذا
__________
301 لم نقف لأبي قلابة على رواية عن عمرو بن عبسة، وأبو قلابة كثير الإرسال، وبقية رجاله ثقات.
والحديث أخرجه: أحمد "4/ 114"، ولكثير من ألفاظه ومعانيه شواهد صحيحة.(1/248)
لَقِيتَهُمْ". قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ". قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثُمَّ عَمَلَانِ هُمَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُمَا: حِجَّةٌ مَبْرُورَةٌ، أَوْ عُمْرَةٌ".
302- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ: أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ رَجُلٌ: مَنْ يُحَدِّثُنَا حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم؟ فقال عَمْرٌو: أَنَا. فَقَالَ: هِي لِلَّهِ أَبُوكَ وَاحْذَرْ. قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ, كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ". قَالَ: هِي لِلَّهِ أَبُوكَ وَاحْذَرْ. قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, كَانَ ذَلِكَ عِدْلِ عِتْقِ رَقَبَةٍ". قَالَ: هِي لِلَّهِ أَبُوكَ وَاحْذَرْ. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ أَعْتَقَ نَسَمَةً, أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ". قَالَ: هِي لِلَّهِ أَبُوكَ وَاحْذَرْ. قَالَ: وَحَدِيثٌ لَوْ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، لَمْ أُحَدِّثْكُمُوهُ. قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيَغْسِلُ وَجْهَهُ إِلَّا تَسَاقَطَتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ تَسَاقَطَتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ بَيْنِ أَنَامِلِهِ وَأَظْفَارِهِ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ تَسَاقَطَتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ تَسَاقَطَتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ بَاطِنِهِمَا؛ فَإِنْ أَتَى مسجد جماعة فصلى فيه, وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, فَإِنْ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتَا كَفَّارَةً لَهُ".
303- حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ راشد، عن مكحول، عن
__________
302 صحيح لغيره:
وانظر ما قبله، وانظر أيضا: "297، 298، 299، 300".
303 منقطع: =(1/249)
عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَامَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَوْمًا بُوعِد مِنَ النَّارِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ".
304- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ، ثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو ظَبْيَةَ: أَنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ دَعَا عَمْرَو بن عبسة السلمي فقال: يابن عَبَسَةَ، هَلْ أَنْتَ مُحَدِّثِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ أَنْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْسَ فِيهِ تَزَيُّدٌ وَلَا كَذِبٌ، وَلَا تُحَدِّثْنِيهِ عَنْ آخَرَ سَمِعَهُ مِنْهُ غَيْرُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "قال الله عز وجل: قَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِي، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَبَاذَلُونَ مِنْ أَجْلِي، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَنَاصَرُونَ مِنْ أَجْلِي، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَنَاصَفُّونَ مِنْ أَجْلِي، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَزَاوَرُونَ مِنْ أَجْلِي".
قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فبلغ -مخطئا أو مصيبا- ف له مِنَ الْأَجْرِ كَرَقَبَةٍ أَعْتَقَهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ فَهِيَ لَهُ نور، وأيما رجل مسلم
__________
= مكحول: لم يثبت له سماع من عمرو بن عبسة.
انظر: "التهذيب"، و"ميزان الاعتدال"، و"جامع التحصيل"، وقال صاحب "جامع التحصيل" في هامشه: قال بهامش الظاهرية: في "مسند الشاميين" للطبراني التصريح بسماعه من تسعة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، لكن الشأن في صحة الإسناد إليه وهم: أنس، وواثلة، وأبو أمامة، وأبو هند الداري، ومعاوية، وأبو هريرة، وجابر، وثوبان.
وقال البخاري: إنه سمع من أبي مرة، وواثلة، وأم الدرداء.
وقد جاء للحديث أصل مع اختلاف يسير؛ ففي "صحيح مسلم" من حديث أبي سعيد الخدري -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا في سبيل الله, إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا" "2/ 808, فؤاد عبد الباقي".
304 صحيح:
وانظر الأحاديث المتقدمة، وأخرجه: أحمد "4/ 386".(1/250)
أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا فَكُلُّ عُضْوٍ مِنَ الْمُعْتَقِ بِعُضْوٍ مِنَ الْمُعْتِقِ فِدَاءٌ لَهُ مِنَ النَّارِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتِ امْرَأَةً مُسْلِمَةً فَكُلُّ عُضْوٍ مِنَ الْمُعْتَقَةِ بِعُضْوٍ مِنَ الْمُعْتِقَةِ فِدَاءٌ لَهَا مِنَ النَّارِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ قَدَّمَ الله لَهُ مِنْ صُلْبِهِ ثَلَاثًا لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ أَوِ امْرَأَةٍ فَهُمْ لَهُ سُتْرَةٌ مِنَ النَّارِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ قَامَ إِلَى وُضُوءٍ يُرِيدُ الصَّلَاةَ فَأَحْصَى الوُضوءَ إِلَى أَمَاكِنِهِ سَلِمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَوْ خَطِيئَةٍ هِي لَهُ؛ فَإِنْ قَامَ إِلى الصَّلاةِ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ سَالِمًا". فقال شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- يابن عَبَسَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَيْرَ مَرَّةٍ أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثلاث أو أربع أو خمس أو ست أو سبع -فَانْتَهَى عِنْدَ سَبْعٍ- مَا حَلَفْتُ أَنْ أُحَدِّثَهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا عَدَدُ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(1/251)
28- حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ الْأَطْوَلِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
305- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ -أَبُو جَعْفَرٍ- عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْأَطْوَلِ: أَنَّ أَخَاهُ مَاتَ وَتَرَكَ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَتَرَكَ عِيَالًا. قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَهَا عَلَى عِيَالِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ؛ فَاقْضِ عَنْهُ". قَالَ: فَقَضَى عَنْهُ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ قَضَيْتُ إِلَّا امْرَأَةً ادَّعَتْ دِينَارَيْنِ وَلَيْسَتْ لَهَا بَيِّنَةٌ. قال: "أعطها؛ فإنها صادقة".
__________
305 سند ضعيف:
في سنده عبد الملك أبو جعفر، قال الذهبي: ما روى عنه سوى حماد بن سلمة، وقال الحافظ في "التهذيب": روى عن: أبي نضرة، وعنه: حماد بن سلمة، ذكره ابن حبان في "الثقات"، له عنده حديث في ترجمة سعد بن الأطول.
لكن معنى الحديث صحيح، فقد أخرج البخاري معناه بدون زيادة: "إلا امرأة ادعت دينارين".
فأخرج البخاري من حديث سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتِيَ بجنازة ليصلي عليها فقال: "هل عليه من دين؟ " قالوا: لا, فصلى عليه. ثم أتي بجنازة أخرى فقال: "هل عليه من دين؟ " قالوا: نعم. قال: "فصلوا عَلَى صَاحِبِكُمْ". قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: علي دينه يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَصَلَّى عَلَيْهِ.(1/252)
29- حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
306- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ أَمِيرِ عَشْرَةٍ يَلْقَى اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَّا مَغْلُولَا لَا يُطْلِقُهُ إِلَّا الْعَدْلُ، وَمَا مِنْ إِنْسَانٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنْسَاهُ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ أَجْذَمَ".
307- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ, أَتَى اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ مَجْذُومٌ، وَمَنْ عَمِلَ عَلَى عَشْرَةٍ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولَا، لَا يَفُكُّهُ مِنْ غُلِّهِ إِلَّا الْعَدْلُ".
308- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سعيد بن
__________
306 ضعيف:
وأخرجه: أحمد "5/ 284، 285".
فيه رجل لم يسم، "وعيسى بن فائد": قال الذهبي في ترجمته في "الميزان": لا يدرى من هو.
وكذا يزيد بن أبي زياد: متكلم فيه، وقال الحافظ في "التقريب" في ترجمة عيسى بن فائد: مجهول، وروايته عن الصحابة مرسلة.
307 ضعيف:
في سنده "عيسى بن فائد": تقدم حاله، والحديث ذكره الذهبي في "الميزان" في ترجمة عيسى, وقال: رواه ابن إدريس عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عنه، وهذا منقطع، وعيسى يتأمل حاله.
ثم قد رواه شعبة وجرير وخالد بن عبد الله, وابن فضيل عن يزيد، فأدخلوا رجلا بين "ابن فائد" وبين "سعد"، وقيل غير ذلك، وأخرجه: أبو داود "2/ 158"، والحديث مختصرا عزاه الحافظ ابن كثير "3/ 169" من "تفسيره" إلى الإمام أحمد من حديث عبادة بن الصامت, من طريق عيسى بن فائد أيضا "مسند أحمد" "5/ 327".
308 صحيح لغيره: =(1/253)
عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ فِي الْحُقُوقِ.
309- حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، أنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَخْبِرْنَا عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مَاذَا فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ؟ فَقَالَ: "فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ: فِيهِ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ
__________
= إذ إن في سنده عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدِ الذي لم يوثقه من أحد غير ابن حبان، وانظر: "تحفة الأشراف"، و"النكت" "3/ 276".
وأخرجه: أحمد "5/ 285" من طريق: أبي مسلمة الخزاعي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن إسماعيل بن عمرو بن قيس بن سعد بن عبادة، عن أبيه: أنهم وجدوا في كتب -أو: في كتاب- سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قضى باليمين مع الشاهد"، والحديث أخرجه مسلم "حديث رقم 1712" من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَضَى بيمين وشاهد"، وأبو داود رقم "3608، 3609"، وقال المعلق على "سنن أبي داود": ونسبه المنذري للنسائي أيضا.
ومن حديث أبي هريرة أخرجه: أبو داود رقم "3610": "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ"، وأخرجه الترمذي رقم "1343"، وابن ماجه "2368".
ومن حديث جابر: أخرجه الترمذي "رقم 1344"، وابن ماجه "2369".
ومن حديث علي رضي الله عنه، أخرجه: الترمذي رقم "1345".
ومن حديث سرق, أخرجه: ابن ماجه "2371".
ثم قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، وغيرهم رأوا أن اليمين مع الشاهد الواحد جائز في الحقوق والأموال، وهو قول مالك بن أنس والشافعي وأحمد وإسحاق، وقالوا: لا يقضى باليمين مع الشاهد الواحد إلا في الحقوق والأموال.
ولم ير بعض أهل العلم من الكوفة, وغيرهم أن يقضى باليمين مع الشاهد الواحد.
قلت: ولمزيد البحث في هذه المسألة وتقصي أغلب ما ورد فيها من ناحية الكلام على الأحاديث والمعالجة الفقهية له يراجع: "فتح الباري" "5/ 280-283" كتاب الشهادات, باب: اليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود.
309 صحيح لغيره:(1/254)
أُهْبِطَ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللهَ العبدُ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ مَأْثَمًا أَوْ قَطِيعَةَ رَحِمٍ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا جِبَالٍ وَلَا رِيحٍ إِلَّا هُنَّ يشفقن يوم الجمعة".
__________
= وأخرجه: أحمد من طريق: زهير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ به "5/ 284".
وأخرج مسلم في كتاب الجمعة حديث أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "خَيْرُ يوم طلعت فيه الشمس: يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".
وقال أبو داود "حديث 1046": حدثنا القعنبي، عن مالك، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت فيه الشمس: يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تِيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مسيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس؛ شفقا من الساعة، إلا الجن والإنس، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله حاجة إلا أعطاه إياها".
وقال المعلق على "السنن" هناك: وأخرجه النسائي والترمذي "حديث 488"، وقال: حديث صحيح. وقد أخرج البخاري طرفا منه في ذكر الساعة من رواية الأعرج, عن أبي هريرة.
وأخرج مسلم الفصل الأول في فصل الجمعة، من رواية الأعرج أيضا.
وأخرج ابن ماجه من حديث أبي لبابة بن عبد المنذر مع زيادة ونقص قليل رقم "1084"، وقال المعلق: قال في "الزوائد": إسناده حسن.(1/255)
30- حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
310- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْحَجُّ عَرَفَاتٌ -أَوْ: عَرَفَةُ- وَمَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ، أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ، وَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عليه".
__________
310 صحيح:
وأخرجه أحمد "4/ 309، 310، 335"، وأبو داود "حديث رقم 1949" كتاب المناسك, من حديث: سفيان، عن بكير به، والترمذي رقم "889" وقال: قال ابن عمر: سفيان بن عيينة. وهذا أجود حديث رواه سفيان الثوري، ونقل الترمذي عن وكيع أنه ذكر هذا الحديث، فقال: هذا الحديث أم المناسك، والبيهقي "5/ 116، 173"، والدارمي "2/ 59"، وابن ماجه رقم "3015"، وقال: قال محمد بن يحيى, شيخ ابن ماجه: ما أرى للثوري حديثا أشرف منه.
وأخرجه: الحاكم "1/ 464"، "2/ 278"، والنسائي "5/ 256, 257"، والحميدي رقم "899"، وانظر: "تخريج الإرواء" رقم "1064".(1/256)
31- حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
311- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سَكَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ -أَبِي مُحَمَّدٍ, مَوْلًى لِآلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ- قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ فَرْقَدٍ -أَبِي طَلْحَةَ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ, فَحَضَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ حَضَّ الثَّانِيَةَ، فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ: يا رسول الله، مائتا بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ حَضَّ الثَّالِثَةَ، فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثَلَاثُمِائَةِ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ نَزَلَ مِنَ الْمِنْبَرِ, وَهُوَ يَقُولُ: "مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذِهِ، مَا عَلَى عُثْمَانَ ما عمل بعد هذه".
__________
311 سند ضعيف:
أخرجه أحمد "4/ 75"، وفي سنده "فرقد, أبي طلحة"، قال علي بن المديني: لا أعرفه. "تهذيب"، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه غير الوليد بن أبي هشام.
وأخرجه الترمذي في المناقب، مناقب عثمان -رضي الله عنه- رقم "3700"، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث سكن بن المغيرة.
قلت: وتطوع عثمان -رضي الله عنه- لجيش العسرة ثابت من طرق أخرى غير هذا الحديث, بغير هذا اللفظ، وانظر كتابنا: "الصحيح المسند من فضائل الصحابة".(1/257)
32- حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
312- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ -أَبُو عَبْدِ اللَّهِ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُوتِرُ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ؛ فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ ثَلَاثَ مرات: "سبحان الملك القدوس".
__________
312 صحيح:
وأخرجه: أحمد من طريق شعبة، عن سلمة بن كهيل وزبيد الأيامي، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن, به "3/ 406"، والنسائي في الصلاة، باب: القراءة في الوتر "3/ 244, 245, 246, 247".
وانظر: "تحفة الأشراف".
ومن حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى, عن أبي بن كعب أخرجه: أبو داود رقم "1423، 1430"، والنسائي "3/ 244"، وابن ماجه "370, 371"، وأحمد "5/ 123".(1/258)
33- حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
313- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عن قتل الضفدع.
__________
313 حسن:
وأخرجه: أحمد "3/ 453"، والنسائي "7/ 210"، وأبو داود "رقم 3871، 5269".
وفي "مسند أحمد" بلفظ: "ذكر طبيب عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- دواء، وذكر الضفدع يُجعل فيه، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- عن قتل الضفدع".(1/259)
34- حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
314- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: ثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ أَنْ علِّم النَّاسَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِذَا تَعَلَّمْتُمُوهُ فَلَا تغلُوا فِيهِ، وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ التُّجَّارُ هُمُ الْفُجَّارُ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا؟ قَالَ: "بَلَى، وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنِ الْفُسَّاقُ؟ قَالَ: "النِّسَاءُ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا [وبناتنا] 1
__________
314 سند ضعيف:
فيه "يحيى": مدلس وقد عنعن، وتُكلِّم في سماع "يحيى" من "زيد"، قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" في ترجمة زيد بن سلام, بعد أن ذكر توثيقه عن معاوية بن سلام: أخذ مني يحيى بن أبي كثير كتب أخي زيد بن سلام. وقال ابن معين: لم يلقه يحيى. وقال الأثرم: قلت لأحمد: يحيى سمع من زيد شيئا؟ قال: ما أشبهه!
وأخرجه أحمد "3/ 444" وصحّح الحافظ ابن حجر جزءا من حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ هذا, بعد أن عزاه إلى: أحمد وعبد الرزاق، وهو: "يسلم الرَّاكِبُ عَلَى الرَّاجِلِ، وَالرَّاجِلُ عَلَى الْجَالِسِ، وَالْأَقَلُّ عَلَى الْأَكْثَرِ، فَمَنْ أجاب كان له، ومن لم يجب فلا شيء عليه"، وقال: سند صحيح. "فتح" "11/ 16".
والحديث ذكره صاحب "مجمع الزوائد" "4/ 73"، وعزاه إلى الطبراني، وقال: ورجال الجميع ثقات، وله طريق في "الأدب" أطول من هذا.
قلت: قوله: "ورجال الجميع ثقات" لا يلزم منه ثبوت صحة السند، فقد يكونون ثقات إلا أن فيهم مدلسا لم يصرح بما يفيد السماع، أو يكون هناك انقطاع كما هو الحال ههنا.
والحديث مختصرا أخرجه: أحمد "3/ 428" من طريق: هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل بلفظ: "اقرءوا القرآن، ولا =
__________
1 من "س".(1/260)
وَأَخَوَاتِنَا؟ قَالَ: "بَلَى، وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ". قَالَ: ثُمَّ قَالَ: "لِيُسَلِّمَ الرَّاكِبُ عَلَى الرَّاجِلِ، وَالرَّاجِلُ عَلَى الْجَالِسِ، وَالْأَقَلُّ عَلَى الْأَكْثَرِ؛ فَمَنْ أَجَابَ السَّلَامَ كَانَ لَهُ، ومن لم يجب فلا شيء عليه".
__________
= تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ، ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه".
ومن طريق: همام، عن يحيى، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جده، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل, به "3/ 444".
وعزاه الألباني للطبراني في "الأوسط" "1/ 142"، "2/ 170/ 2"، من "زوائد المعجميين". ومن طريق: أبان، ثنا يحيى، عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي راشد الحبراني، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ, أَنْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قَالَ: "إِنَّ التُّجَّارُ هُمُ الْفُجَّارُ". قال رجل: يا نبي الله, ألم يحل الله البيع؟ قال: "إنهم يقولون فيكذبون، ويحلفون ويأثمون"، وأخرجه أحمد "3/ 444".
وأخرجه أحمد مطولا من طريق: هشام الدستوائي، قال: ثني يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي راشد الحبراني, لكن لم يذكر يحيى في الرواة: "عن أبي راشد".
وانظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة" "رقم 260"، و"العلل" لابن أبي حاتم "2/ 63".(1/261)
35- حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
315- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا رَأَيْتَ الْجِنَازَةَ فَقُمْ -أَوْ قَالَ: قِفْ- حَتَّى تُجَاوِزَكَ". قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا رَأَى جِنَازَةً قَامَ حَتَّى تُجَاوِزَهُ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا خَرَجَ فِي جِنَازَةٍ وَلَّى ظَهْرَهُ إِلَى الْمَقَابِرِ.
316- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا [أشعث] 1 بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزَاةٍ فِي لَيْلَةٍ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةٍ فَلَمْ نَعْرِفِ الْقِبْلَةَ، فَجَعَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا مَسْجِدًا أَحْجَارًا بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ صَلَّيْنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا نَحْنُ إِلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] .
__________
315 صحيح:
وأخرجه أحمد "3/ 444"، وأخرجه البخاري من حديث: الليث، عن نافع به, الجنائز، باب "47" "فتح" "3/ 178" بدون ذكر أثر ابن عمر: "فكان ابْنُ عُمَرَ إِذَا خَرَجَ فِي جِنَازَةٍ وَلَّى ظَهْرَهُ إِلَى الْمَقَابِرِ"، ومسلم "2/ 660"، وأخرجه البخاري أيضا من حديث: الزهري عن سالم، عن عامر به, بدون الزيادة "46" الجنائز، "فتح" "3/ 777"، وأبو داود "حديث 3172"، والنسائي "4/ 44" باب: الأمر بالقيام بالجنائز، والترمذي رقم "1042"، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه "1542".
316 ضعيف: =
__________
1 في المطبوع "سعد" وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، وهو أشعث بن سعيد أبو الربيع السمان. قال الترمذي برقم [345] : هذا حديث ليس إسناده بذلك، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان، وأشعث بن سعيد أبو الربيع السمان يضعف في الحديث.
والحديث رواه الدارقطني "1/ 272" برقم [6] من طريق يزيد بن هارون شيخ المؤلف به. وفيه أشعث بن سعيد على الصواب، وقد راجعناه على عدة نسخ خطية لسنن الدارقطني.(1/262)
317- أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْعُكْلِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي عَلَيَّ صَلَاةً, إِلَّا صَلَّتْ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَيَّ؛ فليقل ذلك أو ليكثر".
__________
= وأخرجه: الترمذي رقم "345" من حديث: وكيع، حدثنا أشعث بن سعيد السمان، عن عاصم به، وقال: هذا حديث ليس إسناده بذلك، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان، و"أشعث بن سعيد أبو الربيع" يضعف في الحديث، وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى هذا, قالوا: إذا صلى في الغيم لغير القبلة ثم استبان له بعدما صلى أنه صلى لغير القبلة؛ فإن صلاته جائزة، وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق. انظر ترجمة حديث "2957".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى ابن ماجه, في الصلاة أيضا "99" عن يحيى بن حكيم، عن أبي داود، كلاهما عن أشعث بن سعيد السمان، عن عاصم بن عبد الله به.
وأخرجه: الدارقطني من حديث: وكيع، عن أشعث به "1/ 272"، ومن طريق: يزيد أيضا "1/ 273"، وكذا من طريق أبي داود لطيالسي، عن أشعث به.
وأخرجه: الطيالسي "رقم 368" من طريق: الأشعث بن سعيد وعمرو بن قيس، قالا: ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ به.
والبيهقي في "السنن الكبرى" "2/ 11" من طريق: الأشعث بن سعيد, وعمرو بن قيس به.
وللحديث شاهد ضعيف من حديث جابر أخرجه: الدارقطني "1/ 271"، والبيهقي "2/ 10، 11، 12" والحاكم "1/ 206".
وحديث جابر أيضا: عزاه السيوطي في "الدر المنثور" "1/ 109" إلى ابن مردويه.
وقال البيهقي "2/ 12" بعد أن ساق هذه الطرق: ولم نعلم لهذا الحديث إسنادا صحيحا قويا؛ وذلك لأن "عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر العمري"، و"محمد بن عبيد الله العزرمي"، و"محمد بن سالم الكوفي" من رجال جابر: كلهم ضعفاء.
وللحديث شاهد ضعيف من حديث ابن عباس، عزاه السيوطي في "الدر المنثور" "1/ 109" إلى ابن مردويه. وشاهد آخر عزاه السيوطي في "الدر المنثور" إلى سعيد بن منصور, وابن المنذر عن عطاء: "أن قوما عُمِّيت عليهم القبلة" فذكر معناه.
317 سند ضعيف:
وأخرجه أحمد "3/ 445، 446"، وابن ماجه رقم "907"، وفي سنده عاصم بن عبيد الله. =(1/263)
318- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَاكُ, وَهُوَ صَائِمٌ مَا لَا أُحْصِيهِ.
319- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ التَّطَوعَ فِي كُلِّ جِهَةٍ.
__________
318 ضعيف:
وأخرجه: أحمد "3/ 445, 446"، والترمذي, كتاب الصوم، باب: ما جاء في السواك للصائم "حديث رقم 721" وقال: حسن.
والبخاري معلقا بصيغة التمريض "فتح" "3/ 158"، وابن خزيمة في "صحيحه" معلقا "حديث رقم 2007"، وقال: وأنا بريء من عهدة عاصم، سمعت محمد بن يحيى يقول: "عاصم بن عبد الله" ليس عليه قياس. ثم قال "3/ 248": كنت لا أخرج حديث عاصم بن عبيد الله في هذا الكتاب، ثم نظرت فإذا شعبة والثوري قد رويا عنه, ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي -وهما إماما أهل زمانهما- قد رويا عن الثوري عنه، وقد روى عنه مالك خبرا في غير "الموطإ"، وتعقب هذا القول الحافظ في "الفتح" "3/ 158" بقوله: ضعفه ابن معين والذهلي والبخاري وغير واحد.
قلت: أما بالنسبة لمشروعية السواك للصائم، فقد استدل جمع كبير من أهل العلم بعمومات الأحاديث في فضائل السواك: "لولا أن أشق على أمتي, لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" بدون استثناء صلاة صائم أو غير صائم.
وبقوله, صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم, مرضاة للرب". والأحاديث الأخرى العامة في فضل السواك.
استدلوا بذلك في مشروعية السواك للصائم, واستحبابه له.
319 صحيح:
وأخرجه: البخاري "فتح" "2/ 573" باب: صلاة التطوع على الدابة، ومسلم "حديث رقم 701" كتاب الصلاة, وأحمد "3/ 446"، ومسلم أيضا من حديث عبد الله بن عمر "رقم 700" وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "1/ 109" إلى: ابن أبي شيبة، والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر، والنحاس في "ناسخه"، والطبراني، والبيهقي في "سننه".(1/264)
مسند عبد الرحمن بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
...
36- مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
320- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا حَبَّانُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ, وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: "ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللَّهُ لَكُمْ، وَوَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَوَيْلٌ للمصرِّين الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا, وَهُمْ يَعْلَمُونَ".
321- أَخْبَرَنَا يزيد بن هارون، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عمرو, ح1, عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَلَغَنِي أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ! " قُلْتُ: إِنِّي لَأَفْعَلُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "لَا تَفْعَلْ؛ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنَانِ، وَنَفِهَتْ 2 لَهُ النَّفْسُ، إِنَّ لِأَهْلِكَ عليك حقا، وإن لنفسك
__________
320 صحيح لشواهده:
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "2/ 78" تفسير سورة آل عمران، عند تفسير قوله تعالى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} إلى: أحمد، وعبد بن حميد، والبخاري في "الأدب المفرد"، وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان".
وأخرجه: أحمد "2/ 165، 219" من طريق يزيد بن هارون، عن حريز, به.
وفي هذه الأسانيد "حبان بن زيد الشرعبي"، لم يذكر راوٍ عنه سوى حريز بن عثمان، وقد وثقه الحافظ في "التقريب"، وقال في "التهذيب": روى عنه حريز بن عثمان. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد تقدم أن أبا داود قال: شيوخ حريز كلهم ثقات.
ولبعض ألفاظه شواهد, وهي: "ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم".
321 صحيح:
وأخرجه: البخاري من طرق عن أبي العباس السائب بن فروخ في الصوم، "فتح" "4/ 221" باب: حق الأهل في الصوم، من طريق ابن جريج، سمعت عطاء، أن أبا =
__________
1 من "س".
2 قال ابن الأثير في مادة "نفه"، فيه: "هجمت له العين ونفهت له النفس". أي: أعيت وكلّت.(1/265)
عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلَكِنْ صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ؛ فَإِنَّهُنَّ صَوْمُ الدَّهْرِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "إِنَّهُ لَا صَامَ مَنْ صَامَ الدَّهْرَ، وَلَكِنْ لَا بُدَّ إِنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى".
322- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةُ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ".
323- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بن سعيد
__________
= العباس ... فذكره، "4/ 224" من طريق: شعبة، حدثنا حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت أبا العباس به، وفي أحاديث الأنبياء، ومسلم في الصوم "ص814, 815".
والترمذي في الصوم، باب: ما جاء في سرد الصوم "3/ 131, 132، حديث 770".
والنسائي مختصرا "4/ 206"، وابن ماجه مختصرا "حديث 1076"، وأحمد "2/ 199/ 1640".
ومن طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو به "2/ 158-161-165-198".
322 صحيح:
وأخرجه: البخاري, كتاب الإيمان، باب "24" علامة المنافق "فتح" "1/ 89"، وفي الجزية، باب "17": إثم من عاهد ثم غدر "6/ 279"، وفي المظالم, باب "17": إذا خاصم فجر, ومسلم في كتاب الإيمان، باب "25": حال المنافق "1/ 78"، وأبو داود في السنة "حديث 4688"، والترمذي في الإيمان، حديث رقم "2632، 5/ 19"، والنسائي في الإيمان "8/ 116", وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في التفسير "الكبرى", وفي "السير" "99/ 1": عن بشر بن خالد.
وأخرجه: أحمد "2/ 189، 198".
323 سند ضعيف: =(1/266)
التُّجِيبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَبِيلٍ الْمِصْرِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ, أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ".
324- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا ولد زنية".
__________
= وأخرجه: أحمد "2/ 176-220"، وفي سنده معاوية بن سعد، قال الحافظ فيه في "التقريب": مقبول، وللحديث شاهد ضعيف أخرجه: الترمذي "تحفة" "4/ 187" قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر العقدي، قالا: أخبرنا هشام بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ مسلم يموت يَوْمَ الْجُمُعَةِ, أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إلا وقاه الله فتنة القبر"، وقال: هذا حديث غريب، وليس إسناده بمتصل.
"ربيعة بن سيف" إنما يروي عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، ولا نعرف لربيعة سماعا من عبد الله بن عمرو.
وأخرجه: أحمد "2/ 169". قال المباركفوري: فالحديث ضعيف لانقطاعه، لكن له شواهد. قال الحافظ في "الفتح" "4/ 188" بعد ذكر هذا الحديث: "حديث الترمذي" في إسناده ضعف، وأخرجه أبو يعلى من حديث أنس نحوه، وإسناده أضعف. انتهى.
ثم قال: وقال الشعاري في "المرقاة": ذكر السيوطي في "باب: من لا يُسأل في القبر"، وقال: أخرجه أحمد والترمذي وحسنه، وابن أبي الدنيا، عن ابن عمرو، ثم قال: وأخرجه ابن وهب في "جامعه"، والبيهقي أيضا من طريق آخر بلفظ: "إلا برئ من فتنة القبر"، وأخرجه البيهقي أيضا ثالثة عنه موقوفا بلفظ: "وقي الفتان".
وله شاهد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "3/ 155": حدثنا عبد الرحمن بن العباس الوراق، ثنا أحمد بن داود السجستاني، ثنا الحسن بن سوار أبو العلاء، ثنا عمر بن موسى بن الوجيه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ, أَوْ لَيْلَةَ الجمعة أُجير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء".
وقال: غريب من حديث جابر، و"محمد" تفرد به عمر بن موسى، وهو مدني، فيه لين.
قلت: هذا سند ضعيف جدا، بل ساقط، ففي سنده عمر بن موسى، قال فيه أبو حاتم وابن حبان وابن عدي: "وضاع"، وكذبه الآخرون وتركوه. انظر "تعجيل المنفعة".
324 سند ضعيف: =(1/267)
......................................................................
__________
= وأخرجه: النسائي من طريق: نبيط، عن جابان به، كتاب الأشربة, الرواية في المدمنين في الخمر، وفي سنده "جابان". قال الحافظ في "التهذيب": قال البخاري: لا يعرف لجابان سماع من عبد الله، ولا لسالم من جابان، ولا لنبيط.
قلت: بقية كلام البخاري: "ولم يصح" يعني: الحديث، وقرأت بخط الذهبي: "جابان" لا يدرى من هو؟ وقال أبو حاتم: ليس بحجة. انتهى.
والذي في كتاب ابن أبي حاتم عن أبيه عن شيخ: وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج حديثه في "صحيحه".
والحديث، أخرجه: أحمد "2/ 164"، والدارمي، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" العتق "7/ 1، 7/ 2، 7, 3، 7/ 5" من طرق عن جابان.
أما بالنسبة لمتن الحديث؛ ففي شأن المنان: أخرج أحمد "1/ 7": ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا صدقة بن موسى، عن فرقد السبخي، عن مرة الطيب، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يدخل الجنة خِبّ، ولا بخيل, ولا منان، ولا سيئ الملكة، وأول من يدخل الجنة: المملوك إذا أطاع الله, وأطاع سيده"، وأخرجه الترمذي "1963"، وقال: حسن غريب.
ولمدمن الخمر والمنان: أخرج أحمد "3/ 14، 83": ثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن الأعمش، عن سعد الطائي، عن عطية بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم، ولا كاهن، ولا منان".
وأخرج أحمد "3/ 28": ثنا عبد الصمد، ثنا عبد العزيز -يعني: ابن مسلم- ثنا يزيد، عن مجاهد، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ, ولا عاق، ولا مدمن خمر".
وأخرجه أحمد "3/ 44" من طريق: شعبة، حدثنا يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مجاهد، عن أبي سعيد به.
وأخرجه أحمد "3/ 226": ثنا هاشم، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ العمي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالْكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا يلج حائط القدس: مدمن الخمر، ولا العاق لوالديه، ولا المنان عطاءه".
وبشأن إدمان الخمر: أخرج مسلم وأحمد وغيرهما: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فلم يَتُبْ مِنْهَا؛ حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ فلم يسقها" "1588".(1/268)
325- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، أنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الذَّنْبِ أَنْ يَسُبَّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَسُبُّ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: "يُسَابُّ الرَّجُلُ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، فَيَسُبُّ الْآخَرُ أَبَاهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ الْآخَرُ أُمَّهُ".
326- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: جَلَسَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ إِلَى مَرْوَانَ بِالْمَدِينَةِ، فَسَمِعُوهُ يُحَدِّثُ أَنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا الدَّجَّالُ، فَقَامَ النَّفَرُ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ فَجَلَسُوا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, فَحَدَّثُوهُ بِمَا قَالَ مَرْوَانُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ مَرْوَانَ لَمْ يَقُلْ شَيْئًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا, وَالدَّابَّةُ". فَأَيَّتُهُمَا كَانَتْ قَبْلَ الْأُخْرَى، فَالْأُخْرَى عَلَى أَثَرِهَا قَرِيبًا، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ: "وَذَلِكَ أَنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ أَتَتْ تَحْتَ العرش فسجدت واستأذنت
__________
325 صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب الأدب من "صحيحه" "10/ 403 فتح"، بلفظ: "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه". قيل: يا رسول الله, وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: "يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه".
وأخرجه: مسلم "1/ 92"، "2/ 214، 216" من طريق: حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عبد الله بن عمرو, وأحمد "2/ 164"، وأبو داود في الأدب، باب: بر الوالدين "حديث 1541"، والترمذي في كتاب البر والصلة "حديث 1902".
326 صحيح لشواهده:
وأخرجه مسلم مختصرا فقال "ص2260": حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ أبي حيان، عن أبي زرعة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قال: حفظت مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- حديثا لم أنسه، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحا، وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها =(1/269)
فِي الرُّجُوعِ فَيُؤْذَنُ لَهَا؛ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَنْ تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا, أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ فَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ، فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ". قَالَ: "ثُمَّ تَعُودُ تَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ, فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ". قَالَ: "وَعَلِمَتْ لَوْ أُذِنَ لَهَا لَمْ تُدْرِكِ الْمَشْرِقَ قَالَتْ: رَبِّي مَا أَبْعَدَ الْمَشْرِقَ, وَمَنْ لِي بِالنَّاسِ! " قَالَ: "حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ كَالطَّوْقِ, أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَاسْتَأْذَنَتْ، فَقَالَ لَهَا: اطْلُعِي مِنْ مَكِانِكِ".
قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ الكتب، قال: فقرأ: وذلك "يوم لَا1 يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كسبت في إيمانها خيرا".
__________
= قريبا".
وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير، حدثنا أبي، حدثنا أبو حيان، عن أبي زرعة قال: جلس إلى مروان بن الحكم بالمدينة ثلاثة نفر من المسلمين، فسمعوه وهو يحدث عن الآيات؛ أن أولها خروجا الدجال. فقال عبد الله بن عمرو: لم يقل مروان شيئا، قد حفظت مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- حديثا لم أنسه بعد، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يقول, فذكر بمثله.
قال: وحدثنا نضر بن علي الجهضمي، حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن أبي حيان، عن أبي زرعة قال: تذاكروا الساعة عند مروان، فقال عبد الله بن عمرو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم؛ بمثل حديثهما, ولم يذكر: "ضحا".
وأخرجه: أبو داود في كتاب الملاحم، باب "12": أمارات الساعة "حديث رقم 4310" مختصرا إلى قوله: "فالأخرى على إثرها"، وأخرجه ابن ماجه في الفتن رقم "4069"، وليس فيه قصة مروان.
والجزء الأخير: "أن الشمس إذا غربت": عزاه السيوطي في "الدر المنثور" إلى الحاكم وصححه.
وأخرجه البخاري في التفسير، باب: {لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} سورة الأنعام، من حديث أبي هريرة "فتح" "8/ 297" قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَقُومُ الساعة حتى تطلع الشمس من =
__________
1 في "المطبوع": {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} والمثبت من "س".(1/270)
327- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الدُّنْيَا مَتَاعٌ, وَخَيْرُ مَتَاعِهَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَمَا مِنْ دَعْوَةٍ أَسْرَعَ إِجَابَةً مِنْ دَعْوَةِ غائب لغائب".
__________
مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها".
وقال أحمد "5/ 145، 165": حدثنا يزيد، ثنا سفيان -يعني: ابن حسين- عن الحكم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- على حمار وعليه برذعة -أو: قطيفة- قال: فذاك عند غروب الشمس, فقال لي: "يا أبا ذر, هل تدري أين تغيب هذه؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنها تغرب في عين حامئة، تنطلق حتى تخر لربها -عز وجل- ساجدة تحت العرش، فإذا حان خروجها أذن الله لها فتخرج فتطلع، فإذا أراد أن يطلعها من حيث تغرب حبسها, فتقول: يا رب، إن مسيري بعيد، فيقول لها: اطلعي من حيث غربت, فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها".
وأخرجه أحمد بمتابعة للحكم "5/ 145" قال: ثنا مؤمل، ثنا حماد -يعني: ابن سلمة- ثنا يونس، عن إبراهيم التيمي به, مع اختلاف يسير في اللفظ.
وحديث أبي ذر هذا؛ أخرجه: البخاري مختصرا "فتح" "8/ 541"، والترمذي "5/ 364" وقال: حسن صحيح.
327 سند ضعيف، ولبعض أجزاء المتن شواهد:
فيه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أنعم الأفريقي: ضعيف.
لكن الجزء الأول من الحديث: أخرجه مسلم من حديث شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" "ص1090".
وأخرجه أحمد "2/ 168"، والنسائي في كتاب النكاح، باب: المرأة الصالحة "ص56"، وابن ماجه رقم "1855" من طريق عبد الله بن يزيد به.
وأخرج الترمذي في البر والصلاة, باب: ما جاء في دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب "حديث رقم 1980/ ج4/ ص353" جزءا من الحديث، وهو: "ما دَعْوَةٍ أَسْرَعَ إِجَابَةً مِنْ دَعْوَةِ غائب لغائب"، ثم قال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، و"الأفريقي" يضعف في الحديث، وهو: عبد الله بن زياد بن أنعم، وعبد الله بن يزيد هو: أبو عبد الرحمن الحبلي. =(1/271)
328- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الْأَفْرِيقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَنْكِحُوا النِّسَاءَ لِحُسْنِهِنَّ؛ فَعَسَى حُسْنُهُنَّ أَنْ يُرْدِيَهُنَّ، وَلَا تَنْكِحُوهُنَّ عَلَى أَمْوَالِهِنَّ؛ فَعَسَى أَمْوَالُهُنَّ أَنْ يُطْغِيَهُنَّ، وَانْكِحُوهُنَّ عَلَى الدِّينِ، وَلَأَمَةٌ سَوْدَاءُ خَرْمَاءُ ذَاتُ دِينٍ أَفْضَلُ".
329- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا الأَفْرِيقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صُدع صُدَاعًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ احْتَسَبَ؛ غَفَرَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَهُ مَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ ذَنْبٍ".
330- حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثَنَا الْأَفْرِيقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَمَنُّوا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ؛ فَإِذَا
__________
= وأخرج هذا الجزء أيضا: أبو داود في الصلاة "365/ 2"، وقد جاء في دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب حديث أم الدرداء في "صحيح مسلم" بلفظ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يقول: "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة" "ص2094"، وأخرجه أحمد "5/ 195".
فملخص القول: أن "الدنيا ... صالحة" صحيح.
ومعنى الجزء الثاني صحيح، ألا وهو: "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة" والعلم عند الله.
328 سند ضعيف:
في إسناده "عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أنعم الأفريقي": ضعيف، وأخرجه ابن ماجه "حديث رقم 1859".
وقال المعلق على "سنن ابن ماجه" في "الزوائد": في إسناده "الأفريقي"، وهو: عبد الله بن زياد بن أنعم، ضعيف، والحديث رواه ابن حبان في "صحيحه" بإسناد آخر. انتهى.
329 سند ضعيف:
في سنده "الأفريقي"، وقد سبق بيان حاله.
330 سند ضعيف:
فيه "الأفريقي" تقدم بيان حاله.(1/272)
لَقِيتُمُوهُمْ فَاثْبُتُوا، وَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَإِنْ صيَّحوا وَأَجْلَبُوا فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ".
331- حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثَنَا الْأَفْرِيقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَسْرَعَ الدُّعَاءِ إِجَابَةً دَعْوَةُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ".
332- حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثَنَا الْأَفْرِيقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحَبَّ رَجُلًا فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَدَخَلَا الْجَنَّةَ، فَكَانَ أَرْفَعَ دَرَجَةً مِنْهُ أُلْحِقَ بِهِ".
__________
= لكن الجزء الأول من الحديث أخرجه: البخاري وغيره مرفوعا، فأخرج البخاري من حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى, وأبي هريرة مرفوعا: "لَا تَمَنُّوا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا" "فتح" "6/ 156" كتاب الجهاد، باب: لا تمنوا لقاء العدو.
أما بالنسبة للجزء الثاني من الحديث وهو: "فإن صيحوا"، فقد أخرج له أبو داود شاهدين, كلاهما ضعيف. فقال أبو داود "حديث رقم 2656": حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام/ ح/ وحدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا هشام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قيس بن عباد قال: "كان أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- يكرهون الصوت عند القتال".
وفي هذا السند عنعنة قتادة والحسن، وكلاهما مدلس.
و"قيس بن عباد": قال الحافظ في ترجمته في "التقريب": ووهم من ذكره في الصحابة، فحديثه مرسل. ثم قال أبو داود "حديث رقم 2657": حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا عبد الرحمن, عن همام، حدثني مطر، عن قتادة، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- بمثل ذلك، وفي هذا السند مطر الوراق: وهو ضعيف، وقتادة: مدلس، وقد عنعن.
وانظر: "تحفة الأشراف" "6/ 465/ حديث رقم 9128".
وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .
331 سند ضعيف:
فيه "الأفريقي"، وانظر حديث "327".
332 سند ضعيف: =(1/273)
333- حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثَنَا الْأَفْرِيقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الفجر إلا ركعتين".
__________
= فيه الأفريقي.
وتعليق اللحوق بالإخبار وجهه ضعيف.
وهناك مطلق حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أحب"؛ أخرجه: البخاري في الأدب، ومسلم في البر "حديث 2639" باب: المرء مع من أحب.
وبالنسبة لمشروعية الإعلام بحب الأخ لأخيه, فقد جاءت بها السنة بالفعل والأمر.
فقد أخرج أبو داود "حديث 1522"، والنسائي "3/ 53"، وصححه الأرناءوط "رياض الصالحين"، وابن حبان في "موارد الظمآن" "رقم 2511": أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِمُعَاذٍ: "يَا معاذ، والله إني لأحبك".
وذكر ابن حبان رد معاذ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، والله إني لأحبك".
وقال أبو داود كما في "حديث 5124": حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ثور، قال: حدثني حبيب بن عبيد، عن المقدام بن معدي كرب، وكان قد أدركه, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إذا أحب الرجل أخاه, فليخبره أنه يحبه"، وأخرجه ابن حبان في "موارده" "2514". وقال أبو داود كما في "حديث 5125": ثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا مبارك بن فضالة, حدثنا ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أن رجلا كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- فمر به رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني لأحب هذا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "أعلمتَهُ؟ " قال: لا. قال: "أعلمه". قال: فلحقه, فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ. فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ.
وأخرجه ابن حبان في "الموارد" "حديث رقم 2513" بمتابعة لمبارك, فقال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن محمد الدغولي، حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، حدثنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، حدثنا ثابت, فذكره.
وقال ابن حبان أيضا "2512": أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا الأزرق بن علي أبو الجهم، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا زهير بن محمد, عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر قال: "بينا أنا جالس عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- إذ أتاه رجل، فسلم عليه ثم ولى عنه، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لأحب هذا، قال: "فهل أعلمته ذاك؟ " قلت: لا. قال: "فأعلم ذاك أخاك". قال: فاتبعته فأدركته, فأخذت بمنكبه فسلمت عليه, وقلت: والله إني لأحبك لله, قال هو: والله إني لأحبك. قلت: لولا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- أمرني أن أعلمك, لم أفعل".
333 سند ضعيف:
فيه الأفريقي. =(1/274)
334- حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثَنَا الْأَفْرِيقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ؟ " قَالُوا: مَنْ قُتل فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: "إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ غَرِقَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَتَلَهُ طَاعُونٌ فَهُوَ شهيد".
335- حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثَنَا الْأَفْرِيقِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ".
336- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ المقرئ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ بْنِ أَنْعُمٍ الْإِفْرِيقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلًا قال: يا
__________
= والثابت في "الصحيح" وغيره من حديث جَمْع من الصحابة -رضي الله عنهم- مرفوعا: النهي عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس. انظر "فتح الباري" "2/ 58".
334 صحيح لغيره:
إذ إن في هذا السند "الأفريقي".
لكن الحديث صحيح من غير هذه الطرق؛ فقد أخرج البخاري "فتح" "6/ 42" كتاب الجهاد، باب "30" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله".
ومن حديث أَنَسِ بْنِ مَالْكٍ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الطاعون شهادة لكل مسلم".
وانظر أيضا: "مسلم" في الإمارة "164"، والترمذي في الجنائز "65"، وأحمد "2/ 325، 533".
335 سند ضعيف:
في سنده "الأفريقي" وقد تقدم.
وقد جاء في إصلاح ذات البين أحاديث. انظر: "سنن أبي داود" "رقم 4919" كتاب الأدب، باب: إصلاح ذات البين "58".
336 صحيح لغيره:
إذ إن في سنده "الأفريقي", وهو ضعيف.(1/275)
رَسُولَ اللَّهِ، مَنِ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ, وَيَدِهِ". قَالَ: فَمَنِ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: "مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأنْفُسِهِمْ" قَالَ: فَمَنِ الْمُهَاجِرُ؟ قَالَ: "مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ" قَالَ: فَمَنِ الْمُجَاهِدُ؟ قَالَ: "مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ لِلَّهِ, عَزَّ وَجَلَّ".
337- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ, ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "سِتَّةُ مجَالِسَ
__________
= وقد أخرج البخاري من حديث عبد الله بن عمرو "فتح" "1/ 53"، كتاب الإيمان، من حديث ابن عَمْرٍو, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "المسلم: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويده، والمهاجر: من هجر ما نهى الله عنه".
وقال الحافظ في "الفتح" "1/ 54": هذا الحديث من أفراد البخاري عن مسلم، بخلاف جميع ما تقدم من الأحاديث المرفوعة.
على أن مسلما أخرج معناه من وجه آخر، وزاد ابن حبان والحاكم في "المستدرك" من حديث أنس, صحيحا: "والمؤمن: من أمنه الناس"، ثم قال: أخرجه ابن حبان في "صحيحه" ولفظه: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو يقول: ورب هذه البنية، لسمعت رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "المهاجر: من هجر السيئات، والمسلم: من سلم الناس من لسانه ويده".
وأخرج ابن حبان في "الموارد" بإسناد حسن "ص37" باب: في الإسلام والإيمان: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الجنيد، حدثنا عبد الوارث بن عبيد الله، أنبأنا الليث بن سعد، حدثني أبو هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك الجني، قال: حدثني فضالة بن عبيدة, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَجَّةِ الوداع: "ألا أخبركم بالمؤمن؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وأنفسهم، والمسلم: من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد: من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر: من هجر الخطايا والذنوب".
وقال ابن حبان أيضا "ص37": أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا أبو نصر التمار، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يونس بن عبيد وحميد -وذكر الصوفي آخر معهما- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالْكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "المؤمن: من أمنه الناس، والمسلم: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويده، والمهاجر: من هجر السوء، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ الجنة من لا يأمن جاره بوائقه".
337 حسن لغيره دون بعض العبارات, وهي "في مسجد جماعة"؛ فلم نقف لها على شاهد: =(1/276)
مَا كَانَ الْمُسْلِمُ فِي مَجْلِسٍ مِنْهَا إِلَّا كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ, عَزَّ وَجَلَّ: فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ، أَوْ عِنْدَ مَرِيضٍ، أَوْ تَبِعَ جِنَازَةً، أَوْ فِي بَيْتِهِ، أَوْ عِنْدَ إِمَامٍ مُقْسِطٍ يُعَزِّرُهُ وَيُوَقِّرُهُ لِلَّهِ, عَزَّ وَجَلَّ".
338- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَهُ فَقَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ كَانَ يُعَلِّمُهُنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُهُنَّ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَنَامَ؟ قُلْتُ: بَلَى، فَأَخْرَجَ لَنَا قِرْطَاسًا فَإِذَا فِيهِ: "اللَّهُمَّ فَاطِرَ السموات وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ، اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا, أَوْ أَجُرَّهُ على مسلم".
__________
= إذ إن في سنده عبد الرحمن بن أنعم الأفريقي: ضعيف، وقد تقدم بيان حاله.
وأخرجه له أحمد شاهدا "5/ 241": ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص، عن معاذ قال: "عهد إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- في خمس، من فعل منهن كان ضامنا على الله: من عاد مريضا، أو خرج من جنازة، أو خرج غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ دخل على إمام يريد بذلك توقيره وتعزيره، أو قعد في بيته فيسلم الناس منه, وليسلم" فهذا شاهد لما تقدم.
338 صحيح لغيره:
إذ إن في سنده "الأفريقي"، وهو ضعيف.
وأخرج أحمد الحديث بأسانيد جياد مع مغايرة في اللفظ "1/ 9، 10" قال: حدثنا بهز، حدثنا شعبة، ثنا يعلى بن عطاء، قال: سمعت عمرو بن عاصم يقول: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يا رسول الله، علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي. قال: "قل: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة -أو قال: الله عالم الغيب والشهادة, فاطر السموات والأرض- رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه". =(1/277)
339- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْمِيزَانِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِتِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدُّ الْبَصَرِ, فيها خطاياه وذنوبه، فتوضع فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ، ثُمَّ يُخْرَجُ لَهُ قِرْطَاسٌ مِثْلُ هَذَا -وَأَمْسَكَ بِإِبْهَامِهِ عَلَى نِصْفِ إِصْبُعِهِ- الدُّعَاءُ, فِيهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيُوضَعُ فِي كِفَّةٍ أُخْرَى فَيَرْجَحُ بِخَطَايَاهُ وَذُنُوبِهِ".
340- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا سَعِيدُ بن أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ [الْحُبُلِيِّ، عَنْ] 1 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَمُرُّ بنا
__________
= وأخرجه: أحمد "2/ 297"، والترمذي "5/ 468"، والدارمي في الاستئذان "2/ 292".
وأخرجه: أحمد أيضا "1/ 14"، وأخرجه أحمد من حديث عبد الله بن مسعود مع مغايرة شديدة في اللفظ "1/ 412"، وقال أحمد "2/ 171": حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، ثنا حيي بن عبد الله، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ حدثه قال: أخرج لنا عبد الله بن عمرو قرطاسا وقال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يعلمنا يقول: "اللهم فاطر السموات وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ رب كل شيء وإله كل شيء، وأشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نفسي إثما, أو أجرّه على مسلم" قال أبو عبد الرحمن: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يعلمه عبد الله بن عمرو، وأن يقول ذلك حين يريد أن ينام.
وأخرجه أحمد "2/ 196" من حديث أبي راشد الحبراني، فذكر معناه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وأخرج أبو داود معناه من حديث أبي مالك الأشعري "رقم 5083".
339 سند ضعيف:
فيه "الأفريقي".
340 حسن:
وأخرجه: أحمد "2/ 168".
__________
1 من "س".(1/278)
جِنَازَةُ الْكَافِرِ، أَفَنَقُومُ لَهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، قُومُوا لَهَا؛ فَإِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَقُومُونَ لَهَا, إِنَّمَا تَقُومُونَ إِعْظَامًا لِلَّذِي يَقْبِضُ النُّفُوسَ".
341- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، ثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وقنَّعه اللَّهُ بِمَا آتَاهُ".
__________
341 صحيح:
"وشرحبيل": صدوق، إلا أنه قد تُوبِع كما في رواية ابن ماجه.
وأخرجه مسلم "ص730" كتاب الزكاة، باب: في الكفاف والقناعة، وأحمد "2/ 168، 172، 173".
والترمذي في الزهد، باب: ما جاء في الكفاف والصبر عليه "حديث 2348"، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه في الزهد، باب "9": القناعة. فقال ابن ماجه: حدثنا محمد بن رمح، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جعفر وحميد بن هانئ الخولاني، أنهما سمعا أبا عبد الرحمن الحبلي يخبر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- أنه قال: "قد أفلح من هدي إلى الإسلام ورزق الكفاف وقنع به" "حديث رقم 4138".
وأخرجه أحمد من حديث فضالة بن عبيد "6/ 19" فقال: ثنا أبو عبد الرحمن، ثنا حيوة، قال: أخبرني أبو هانئ، أن أبا علي أخبره، أنه سمع فضالة بن عبيد، إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: "طوبى لمن هدي إلى الإسلام, وكان عيشه كفافا وقنع".
والقيام للجنازة على مرحلتين:
1- القيام لها عند رؤيتها حينما تمر.
2- قيام من تبعها إلى القبر حتى توضع عن الأعناق.
والأمر بالقيام للجنازة وارد من طرق كثيرة صحيحة في "الصحيحين" وغيرهما، سواء أكان الميت مسلما، أو يهوديا، أو غير ذلك.
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عامر بن ربيعة, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "إذا رأيتم الجنازة, فقوموا حتى تخلفكم, أو توضع" "فتح" "3/ 177" ومسلم "ص659" واللفظ للبخاري.
وأخرج مسلم والبخاري أيضا من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيَّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا رأى أحدكم الجنازة, فليقم حين يراها حتى تخلفه إذا كان غير متبعها" "فتح" "3/ 178"، ومسلم "ص660" واللفظ لمسلم. =(1/279)
342- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ الله خيرهم لجاره".
__________
= فهذا هو القيام لمسلم, فهذا هو القيام الأول.
أما القيام الثاني:
في لفظ البخاري "فتح" "3/ 178" من حديث أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا رأيتم الجنازة فقوموا، فمن تبعها فلا يقعد حتى توضع".
وأخرجه مسلم أيضا "2/ 660".
أما بالنسبة لجنازة اليهودي: فأخرج البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "مرت جنازة، فقام لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- وقمنا معه، فقلنا: يا رسول الله، إنها يَهُودِيَّةً! فَقَالَ: "إِنَّ الْمَوْتَ فَزَعٌ، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا" " لفظ "مسلم" "ص660".
ولفظ البخاري: "مر بنا جنازة، فقام لَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فقمنا به، فقلنا: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي! قال: "إذا رأيتم الجنازة فقوموا" ".
وأخرج البخاري ومسلم من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قال: كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية, فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنهما من أهل الأرض -أي: من أهل الذمة- فقالا: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال: "أليست نفسا؟ " "فتح" "3/ 178-180"، ومسلم "ص661"، واللفظ للبخاري.
ثم جاءت أحاديث استدل بها جمع من العلماء على نسخ القيام بمرحلتين، وذهب فريق آخر من العلماء إلى أن الأمر صرف عن الوجوب إلى الاستحباب؛ لأن النسخ -كما قالوا- لا يكون إلا بنهي أو ترك معه نهي، ولا يصار إلى النسخ إلا إذا تعذر الجمع، وهو هنا ممكن كما قالوا.
وذهب آخرون إلى أن الحجة في الآخر من فعله صلى الله عليه وسلم، فالقعود أحب, والله أعلم. انظر: "فتح الباري" "3/ 181".
أما الأحاديث التي استدلوا بها: فمنها: ما أخرجه مسلم من حديث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ الله عنه- أنه قال في شأن الجنائز: "قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- ثم قعد". أخرجه مسلم "ص661, 662" من طرق عن علي، وابن ماجه حديث رقم "1544"، وغيرهما.
342 حسن: =(1/280)
343- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "قَدَّرَ اللَّهُ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يخلق السموات, وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ".
344- حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ مَرِيضًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ؛ يَنْكَأُ لَكَ عَدُوَّكَ، أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى الصَّلَاةِ".
345- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "من صمت نجا".
__________
= وأخرجه: الترمذي في البر "ص333" من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ حيوة, به، وقال: حسن غريب.
والدارمي في كتاب السير، باب: في حسن الصحبة "ص215" بمتابعة لحيوة من ابن لهيعة.
وعزاه المنذري في "الترغيب والترهيب" باب: الترهيب من أذى الجار "3/ 360" إلى: ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.
343 صحيح:
وأخرجه: مسلم بلفظ: "كتب الله مقادير الخلائق" "ص2044"، والترمذي في كتاب القدر "18/ ج4/ 458"، وقال: حديث حسن صحيح غريب.
344 سند ضعيف:
فيه "رشدين بن سعد": ضعيف، و"حيي بن عبد الله": متكلم فيه، وقد أخرجه أبو داود رقم "3107/ ج3/ 480" من رواية: ابن وهب, عن حيي بن عبد الله. وعزاه المعلق إلى ابن حبان والحاكم بلفظ: " ... أو يمشي لك إلى جنازة".
قال: وفي رواية ابن السرح: "إلى صلاة".
345 صحيح لغيره: =(1/281)
346- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُنَادَةَ الْمَعَافِرِيُّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ؛ فَإِذَا فَارَقَ الدُّنْيَا فارق السجن".
__________
= في سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف؛ لسوء حفظه واختلاطه، وأخرجه: الترمذي في صفة القيامة "تحفة" "7/ 204"، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة.
وقال المباركفوري: وأخرجه أحمد والدارمي والبيهقي في "شعب الإيمان"، والحديث ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة. ا. هـ.
وأخرجه أحمد "2/ 158, 177" من طريق: حسن ويحيى بن إسحاق وإسحاق بن عيسى، كلهم عن ابن لهيعة.
وأخرجه الدارمي "2/ 299" باب: الصمت، من كتاب الرقائق، من طريق ابن لهيعة أيضا.
والحديث رواه ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ في كتاب "الزهد" "حديث رقم 385, طبع الهند".
وقد صحح كثير من أهل العلم رواية العبادلة -ومنهم ابْنُ الْمُبَارَكِ- عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
والحديث ذكره الشيخ ناصر الدين الألباني "رقم 536" "سلسلة الأحاديث الصحيحة"، وذكر: أن عبد الله بن وهب, وهو ممن يصحح الكثير من أهل العلم روايته عن ابن لهيعة. رواه في "الجامع" "49"، وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" "ق/ 107/ 1" من طريق ابن وهب عنه به، لكنه قرن معه عمرو بن الحارث وهو ثقة، ولعل الطبراني أخرجه من هذه الطريق، فقد قال المنذري "4/ 9": رواه الترمذي, وقال: حديث غريب، وللطبراني ورواته ثقات.
ونقل المناوي عن الزين العراقي أنه قال: "سند الترمذي ضعيف، وهو عند الطبراني بسند جيد".
346 حسن لغيره:
وأخرجه أحمد "2/ 197" من طريق: علي بن إسحاق، أنا عبد الله به, بلفظ: "الدنيا سجن المؤمن وسنته، فَإِذَا فَارَقَ الدُّنْيَا فَارَقَ السِّجْنَ والسنة".
وعزاه المباركفوري في "التحفة" "6/ 615" إلى: الطبراني، وأبي نعيم في "الحلية"، الحاكم بإسناد صحيح مرفوعا.
وأخرج مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" "ص2272"، وأخرجه أحمد "2/ 323، 389، 485"، وابن ماجه "حديث =(1/282)
347- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الموت".
348- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا ابن المبارك، عن حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- كَقَلْبٍ وَاحِدٍ, يُصَرِّفُهُ كَيْفَ يَشَاءُ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ مُصَرِّفَّ الْقُلُوبِ, صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ".
349- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا الْإِفْرِيقِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الله، عن
__________
= 4113"، والترمذي في "الزهد", وقال: حسن صحيح "تحفة" "6/ 614".
و"يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ" قال الحافظ فيه في "التقريب": حافظ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. ووثقه يحيى بن معين، وقال أحمد: كان يكذب جهارا، انظر "الميزان".
"عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُنَادَةَ الْمَعَافِرِيُّ": ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "5/ 25"، وقال: روى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، وروى عنه: سعيد بن أبي أيوب، ويحيى بن أيوب.
قلت: فعلى هذا, فهو مجهول الحال.
347 سند ضعيف:
فيه "يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ": تقدم حاله في الحديث الذي قبله. وفيه "عبد الرحمن بن زياد": ضعيف.
348 صحيح لغيره:
من أجل "يحيى".
وأخرجه مسلم "ص2045".
349 سند ضعيف:
فيه "الأفريقي".(1/283)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلَاثَةٌ مَنْ تَدَيَّنَ فِيهَا ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يَقْضِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يقضِ عَنْهُ: رَجُلٌ يَكُونُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَضْعُفُ قُوَّتُهُ فَيَتَقَوَّى بِدَيْنٍ عَلَى عَدُوٍّ فَيَمُوتُ وَلَمْ يَقْضِ، وَرَجُلٌ مَاتَ عِنْدَهُ مُسْلِمٌ فَلَمْ يَجِدْ مَا يُكَفِّنُهُ وَلَا مَا يُوَارِيهِ إِلَّا بِدَيْنٍ فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِ، وَرَجُلٌ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ الْفِتْنَةَ فَتَعَفَّفَ بِنِكَاحِ امْرَأَةٍ بِدَيْنٍ فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَقْضِي عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
350- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا الْإِفْرِيقِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُ سَيُفْتَحُ عَلَيْكُمْ أَرْضُ الْأَعَاجِمِ, وَسَتَجِدُونَ فِيهَا بُيُوتًا يُقَالُ لَهَا: الْحَمَّامَاتُ، فَلَا يَدْخُلْهَا الرِّجَالُ إِلَّا بِإِزَارٍ، وَامْنَعُوا النِّسَاءَ أَنْ يَدْخُلْنَهَا إِلَّا مَرِيضَةٌ أَوْ نُفَسَاءُ".
351- ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي حُدَيْجُ بْنُ صُوفِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْغَفْلَةُ فِي ثَلَاثٍ: الْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَالْغَفْلَةُ مِنْ لَدُنْ أَنْ يُصَلِّيَ الصُّبْحَ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَأَنْ يَغْفُلَ الرَّجُلُ عَنْ نَفْسِهِ في الدَّيْن حتى يركبه".
__________
350 سند ضعيف:
فيه "الأفريقي"، ومن طريقه أيضا أخرجه: أبو داود "رقم 4011" كتاب الحمام، وابن ماجه "رقم 3748" في الأدب، وفيه أيضا "عبد الرحمن بن رافع" وهو ضعيف.
351 ضعيف:
في سنده "عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الْأَفْرِيقِيُّ" وهو ضعيف، وأيضا: "حديج بن صوفي" حديج -بالمهملة- بن صوفي، ضبطه المعلق على "التاريخ الكبير"، ضبطه في الأصل مثل: "رومي"، وذكر أن في بعض النسخ "صرفي" بالراء بدلا من الواو، والله أعلم، ترجمته في "التاريخ الكبير" للبخاري "3/ 114"، لم يذكر من الرواة عنه إلا الأفريقي وسهيل بن حسان، وكذا أيضا في "الجرح والتعديل" "3/ 310"، ولم يذكر أن أحدا وثقه.(1/284)
352- ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي مَعْرُوفُ بْنُ سُوَيْدٍ الْجُذَامِيُّ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ, عَزَّ وَجَلَّ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ, الَّذِينَ يُسَدُّ بِهِمِ الثُّغُورُ وَيُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً، فَيَقُولُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لِمَنْ شَاءَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ: إيتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، فَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ! قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا لِي يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا، وَيُسَدُّ بِهِمِ الثُّغُورُ وَيُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً. قَالَ: فَتَأْتِيهِمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} ".
353- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا, فَقَالَ: "مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ تَكُنْ لَهُ نُورًا وَلَا بُرْهَانًا وَلَا نَجَاةً، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ".
__________
352 سند ضعيف:
وأخرجه: أحمد "2/ 178"، وفي سنده "معروف بن سويد" قال الحافظ عنه في "التقريب": مقبول، وفي "التهذيب" لم يذكر أن أحدا وثقه سوى ابن حبان.
353 حسن: =(1/285)
354- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا كَمَا يَقُولُ، وَصَلُّوا عليَّ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يُصَلِّي عليَّ إِلَّا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، وَسَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّ الْوَسِيلَةَ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ, وَلَا يَنْبَغِي إِلَّا أَنْ تكون لعبد من عباد الل هـ -عَزَّ وَجَلَّ- أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، وَمَنْ سَأَلَهَا لِي حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي".
355- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ, وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ؛ تَدْخُلُونَ الْجِنَانَ".
__________
= وأخرجه: أحمد "2/ 169".
"عيسى بن هلال الصدفي": قال الحافظ في "التهذيب": عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وعنه: دراج أبو السمح وكعب بن علقمة، وثقه ابن حبان، لكن ذكر ابن أبي حاتم راويا آخر عنه في ترجمته في "الجرح والتعديل" وهو: عياش بن عباس، وقال فيه الحافظ ابن حجر في "التقريب": صدوق. وقال الذهبي في ترجمته في "الكاشف" "2/ 372": وعند دراج وكعب بن علقمة وجماعة، وثق. ا. هـ. ما قاله الذهبي.
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" في ترجمته "6/ 386": أن عيسى بن علي بن هلال الصدفي, سمع عبد الله "يعني: ابن عمر".
354 صحيح:
وأخرجه: مسلم "ص288"، وأبو داود "1/ 359 رقم 522"، والترمذي في المناقب "تحفة" "10/ 83"، وقال: حسن صحيح، والنسائي "2/ 25"، وأحمد "2/ 168".
355 صحيح لشواهده:
من أجل "عطاء بن السائب"؛ فهو مختلط.
وأخرجه: الترمذي في الأطعمة "5/ 588"، وقال: حسن صحيح، والدارمي "2/ 109"، وابن ماجه "رقم 3694"، وابن حبان في "الموارد" "رقم 1360"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 287"، وأحمد "2/ 170، 196"، والبخاري في "الأدب المفرد" "رقم 981"، ونقل =(1/286)
356- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "خَصْلَتَانِ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَكَبَّرَ اللَّهَ عَشْرًا، وَحَمِدَ اللَّهَ عَشْرًا؛ فَتِلْكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ" قَالَ: "فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ أَكْثَرَ مِنَ أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةِ سَيِّئَةٍ؟ " قَالَ: وَرَأَيَتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعُدُّهُنَّ هَكَذَا بِأَصَابِعِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ لَا نُحْصِيهَا؟ قَالَ: "يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ فَيَذْكُرُ الْحَوَائِجَ, فَيَقُولُ لَهُ: اذْكُرْ حَاجَةَ كَذَا، اذْكُرْ حَاجَةَ كَذَا, حَتَّى يَنْصَرِفَ وَلَمْ يَذْكُرْ، وَيَأْتِيهِ عِنْدَ مَنَامِهِ فينوِّمه ولم يذكر".
__________
= المعلق قول ابن حجر: "صححه الترمذي والحاكم".
لكن للحديث شاهدا آخر أخرجه: أحمد "5/ 451" قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف، ثنا زرارة, قال: قال عبد الله بن سلام/ ح/ وثنا محمد بن جعفر، ثنا عوف، عن زرارة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم- انجفل الناس عنه، فكنت فيمن انجفل، فلما تبينتُ وجهه عرفت أن وجهه لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ شيء سمعته يقول: "أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا الأرحام، وصلوا والناس نيام"، أما الفقرة الأولى: "اعبدوا الرحمن": فشواهدها لا تحصى من الكتاب والسنة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} .
وأخرجه الدارمي "1/ 340"، وابن ماجه "رقم 1334"، والحاكم "3/ 13" وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي قبل صفة أبواب الجنة, قاله المباركفوري.
356 حسن:
و"عطاء" وإن كان مختلطا إلا أن شعبة, والثوري, وحماد بن زيد رووه عنه.
وأخرجه: أبو داود, كتاب الأدب "رقم 5065" من طريق: شعبة عن عطاء.
والترمذي "تحفة" "9/ 355" كتاب الدعوات، وقال: حسن صحيح، والنسائي "3/ 62" باب: عدد التسبيح بعد التسليم, كتاب الافتتاح، وابن ماجه "رقم 926"، وأحمد "2/ 160، 205". =(1/287)
37- حَدِيثُ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ العامري, رضي الله عنه:
357- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرْمِي الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ, لَا ضَرَبَ, وَلَا طَرَدَ, وَلَا إِلَيْكَ إليك.
__________
= ونقل المباركفوري في "شرح التحفة" عن ابن حبان تصحيحه "9/ 357"، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "رقم 1216"، وابن حبان في "الموارد" رقم "2343".
357 حسن:
وأخرجه: الترمذي "تحفة" "3/ 647" في كتاب الحج، باب "64": ما جاء في كراهية طرد الناس عند رمي الجمار. وقال: حديث حسن صحيح، وإنما يعرف من هذا الوجه، وهو حديث حسن صحيح، "وأيمن بن نابل" هو ثقة عند أهل الحديث.
وأخرجه ابن ماجه "رقم 3035"، والنسائي "5/ 219" كتاب المناسك، باب: الركوب إلى الجمار واستظلال المحرم، وأحمد "3/ 313-412" والدارمي في المناسك "2/ 62"، باب: رمي الجمار يرميها راكب. وعزاه المباركفوري في "التحفة" إلى الشافعي أيضا.(1/288)
38- حَدِيثُ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ, رضي الله عنه:
358- حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لِيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يَدْرِي بَلَغَتْ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يَدْرِي بَلَغَتْ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهَا رضوانه إلى يوم يلقاه".
__________
358 وأخرجه: الترمذي في الزهد، باب: ما جاء في قلة الكلام "تحفة" "6/ 609"، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه "رقم 3969"، مصحوبا بقصة، ومحمد بن عمرو هو: محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص، وابن حبان في "الموارد" "حديث رقم 1576"، وأحمد "3/ 469"، والحاكم "1/ 45, 46"، وقال: هذا حديث صحيح، وقد احتج بمسلم بمحمد بن عمرو، وقال الذهبي: هذا صحيح رواه جماعة عن محمد، والحميدي في "مسنده" "رقم 911"، وعزاه المباركفوري "تحفة" "6/ 610" إلى: مالك والبغوي في "شرح السنة".
قلت: في هذا السند: محمد بن عمرو، عن عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن علقمة، عن بلال، وفي "مسند الحميدي": ثنا سفيان، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أبيه، عن جده، عن بلال به مرفوعا، وفي "سنن الترمذي": ثنا عبدة، عن محمد بن عمرو، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: سمعت بلال, فرفعه، وقال: هكذا روى غير واحد عن محمد بن عمرو نحو هذا، وقالوا: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث.
قال: وروى مالك بن أنس هذا الحديث عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أبيه، عن بلال بن الحارث, ولم يذكر فيه: "عن جده".
قلت: وهذا ثاني العلل، وأولها: ما ذكر في سند عبد بن حميد: عن عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن علقمة؛ بإدخال "محمد بن إبراهيم".
وفي "سنن ابن ماجه" من طريق: محمد بن بشر, قال: ثنا محمد بن عمرو، ثنا أبي، عن أبيه علقمة بن وقاص به مع قصة, كما سبق بيانه. =(1/289)
حديث بلال "ابن رباح" المؤذن رضي الله عنه
...
39- حديث بلال [بن رباح] 1 الْمُؤَذِّنِ:
359- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ بِلَالٍ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَدْعُو: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دينك".
__________
= وابن حبان من طريق: الفضل بن موسى، من طريق محمد بن عمرو، عن عمرو، عن علقمة.
وأحمد من طريق: أبي معاوية، ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده علقمة، عن بلال به، والحاكم من طرق كثيرة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أبيه، عن جده.
وذكر الحاكم رواية مالك، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ علقمة، عن أبيه، عن بلال -بدون ذكر الجد- مثل مالك، إلا أن القول فيه ما قالوه بالزيادة في إقامة إسناده.
وهذا الحديث ذكر الشيخ ناصر في "السلسلة الصحيحة" "رقم 888"، ثم عزا إلى ابن عساكر القول: وهذه الأسانيد كلها فيها خلل، والصواب: رواية محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده. كذلك رواه الثوري وابن عيينة....،....،....
قال: ثم أخرج رواياتهم كلها، مما يؤكد أن هذه هي المحفوظة، ثم ساقه من طرق أخرى عن علقمة بن وقاص الليثي عن بلال به، و"علقمة" هذا: ثقة، ثبت؛ فصح الحديث والحمد لله. ا. هـ.
وللحديث شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه مختصرا، وقد مضى برقم "537".
359 صحيح:
وقد أخرج أحمد من حديث عائشة -رضي الله عنها- لفظ الحديث مع زيادة، فقال "6/ 91": ثنا يونس، قال: ثنا حماد -يعني: ابن زَيْدٍ- عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ وهشام ويونس، عن الحسن أن عائشة قالت: "دعوات كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يكثر يدعو بها: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي على دينك" ".
وأخرجه أحمد أيضا "6/ 250, 251" من طريق فيها ضعف، وأخرج أحمد لفظ الحديث في وسط حديث من حديث النواس بن سمعان "6/ 182".
وأخرجه أحمد من حديث: عبد الحميد بن بهرام، عن شهر، عن أم سلمة مرفوعا "6/ 294، 302".
وأخرجه أيضا: من طريق شهر، عن أم سلمة, مرفوعا "6/ 315".
وأخرجه الترمذي من حديث أنس "4/ 448".(1/290)
360- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْكَعْبَةَ وَدَخَلَ مَعَهُ بِلَالٌ، فَقُلْتُ لِبِلَالٍ: أَيْنَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى؟ قَالَ: فِي مُقَدَّمِ الْبَيْتَ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ.
361- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَفْصُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده قال: أذّن بلال في حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَذَّنَ لِأَبِي بَكْرٍ حَيَاتَهُ، وَلَمْ يُؤَذِّنْ فِي زَمَنِ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُؤَذِّنَ؟ قَالَ: إِنِّي أَذَّنْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى قُبِضَ، وَأَذَّنْتُ لِأَبِي بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ؛ لَأَنَّهُ كَانَ وَلِيَّ نِعْمَتِي، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يَا بِلَالُ، لَيْسَ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِكَ هَذَا إِلَّا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ". فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَجَاهَدَ.
__________
360 صحيح لغيره:
"هشام بن سعد": صدوق, له أوهام.
وأخرجه: البخاري في كتاب الحج "فتح" باب "52" الصلاة في الكعبة "3/ 467"، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أنه كان إذا دخل الكعبة مشى قبل الوجه حين يدخل، ويجعل الباب قبل الظهر، يمشي حتى يكون بينه وبين الجدار الذي قبل وجهه قريب من ثلاثة أذرع، فيصلي يقوض المكان، الذي أخبره بلال: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- صلى فيه، وليس على أحد شيء أن يصلي في أي نواحي البيت شاء".
ومن طريق: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ الْكَعْبَةَ وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي فأغلقها عليه ومكث فيها، فسألت بلالا حين خرج: ما صنع النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلى"، وقال لنا إسماعيل: حدثني مالك, وقال: "عمودين عن يمينه" "2/ 578".
وأخرجه: مسلم من طرق "ص966, 967"، وأبو داود "رقم 2023"، والنسائي "5/ 172, 173"، وابن ماجه "رقم 3063"، وأحمد "2/ 113-138"، "6/ 13".
361 ضعيف:
وأخرج البخاري في "صحيحه" مختصرا "فتح" "7/ 99" عن قيس: أن بلالا قال لأبي بكر: "إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني, وعمل الله". =(1/291)
40- حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الْأُمَوِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
362- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَحَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، ثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدَهُ أَفْضَلَ من أدب حسن".
__________
= قال الحافظ في "الفتح" تعليقا على الحديث: وذكر ابن سعد في "الطبقات" في هذه القصة من الزيادة أنه قال: "رأيت أفضل عمل المؤمن الجهاد، فأردت أن أرابط في سبيل الله، وإن أبا بكر قال لبلال: أنشدك الله وحقي، فأقام معه بلال حتى توفي، فلما مات أذن له عمر، فتوجه إلى الشام مجاهدا, فمات بها في طاعون عمواس، سنة ثماني عشرة".
قلت: انظر: "طبقات ابن سعد" "3/ 168, 169".
قلت أيضا: هذا سند ضعيف.
أما الشيخ الذي يقال له: "حفص" فهو -إن شاء الله- كما جاء موضحا في "طبقات" ابن سعد" "3/ 168": حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، ولم يوثقه معتبر، وما روى عنه إلا القليل، وأما أبوه "عمر بن سعد بن عائذ" فهو مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان، وابن حبان معروف بتوثيق المجاهيل، أما الذهبي فغفل عن رواية عبد هذه، فقال في "الميزان": تفرد عنه الزهري، ولكن كما ترى فقد روى عنه هنا حسين بن علي، وروى عنه أبناؤه كما في "الطبقات" لابن سعد. وراجع أيضا: "طبقات ابن سعد" "3/ 168".
362 مرسل ضعيف:
في سنده موسى بن عمرو بن سعيد الأشدق، قال الذهبي في "الميزان": ما حدث عنه سوى ولده أيوب بن موسى. ا. هـ.
قلت: على هذا, فهو مجهول.
وأخرجه الترمذي في البر والصلة، باب "33": أدب الولد "4/ 338, ترمذي"، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز، وهو: عامر بن صالح بن رستم الخزاز. وأيوب بن موسى هو: ابن عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وهذا عندي مرسل. ا. هـ.
وذكر الحافظ في "التهذيب" طرفا من قول الترمذي، ثم قال "في ترجمة موسى بن عمرو بن سعيد": قلت: الضمير في جده يعود على موسى، فالحديث على رواية سعيد وقد وُلد في حياة النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والظاهر: أن له رواية، وأما عمرو -وهو: الأشدق- فلا صحبة له، بل ولم يولد إلا في زمان عثمان، والحديث على كل حال مرسل. =(1/292)
41- الْأَغَرُّ:
363- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ الْأَغَرِّ قَالَ: قَالَ, يَعْنِي: النَّبِيَّ صلى لله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ؛ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَتُوبُ إِلَى رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ- فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ".
364- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ الْأَغَرِّ -أَغَرِّ مُزَيْنَةَ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ, حَتَّى أَسْتَغْفِرَ اللَّهَ مائة مرة".
__________
= وقال الحافظ في "النكت الظراف" تعقيبا على الحديث "رقم 4473": أورده ابن حبان في كتاب "الضعفاء" في ترجمة رواية عامر بن أبي عامر الخزاز، وقال: إنه موضوع.
وجزم ابن طاهر بأن الجد هو: "عمرو بن سعيد" على ظاهر الإسناد، ثم قال: وقول الترمذي: "لا نعرفه إلا من هذا الوجه" فيه نظر، فقد رويناه في "جزء إسحاق بن الفيض" من طريق: شريك، عن أبي إسحاق، عن أيوب بن موسى. فبرئ عامر من عهدته، لكن رواية عبيد الله بن جرير التي نبَّه عليها المزي رويناها في "فوائد الحافظ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق المروزي" عنه، وعلى هذا يسقط ذكر عمرو بن شعيب من رواية عامر بن أبي عامر، إن كان يحيى بن يونس حفظه.
وراجع أيضا: باب "33" من "التحفة", كتاب البر والصلة.
363 صحيح:
وأخرجه: مسلم "ص2075" من طريق: شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ به، وأحمد "4/ 211، 260".
364 صحيح:
وأخرجه: مسلم من طريق: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أبي بردة "ص2075"، وأحمد "4/ 211".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "اليوم والليلة"، وأبو داود "حديث رقم 1515".(1/293)
42- سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ:
365- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: ذَكَرَ سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأُغمي عَلَيْهِ، فأفاق فقال: "أحضرت الصلاة؟ " قلنا: نَعَمْ. قَالَ: "مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ". ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ، فَقَالَ: "أحضرت الصلاة؟ " قلنا: نَعَمْ. قَالَ: "مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ" ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسِيفٌ -أَوْ: أَسِفٌ- فَلَوْ أُمِرَ غَيْرُهُ. قَالَ: ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: "هَلْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ؟ " فَقَالُوا: لَا. فَقَالَ: "مُرُوا بِلَالَا فَلْيُقِمْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسِيفٌ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ، فَقَالَ: "إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ, وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ". فَأَقَامَ بِلَالٌ وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَفَاقَ فَقَالَ: "ابْغُوا لِي مَنْ أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ". قَالَ: فَخَرَجَ يعتمد على بريدة, وَإِنْسَانٍ آخَرَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرَادَ أَنْ يَتَأَخَّرَ فَحَبَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ عُمَرُ: لَا أَسْمَعُ أَحَدًا يقول: إن رسول الله مات إلا
__________
365 رجاله ثقات:
وفيه "نعيم بن أبي هند": وقد وثقه النسائي، وقال أبو حاتم: صدوق, كما في "الميزان".
قال أبو حاتم: قيل لسفيان: لِمَ لم تسمع من نعيم بن أبي هند؟ قال: كان يتناول عليا, رضي الله عنه.
ولكثير من ألفاظ الحديث شواهد قوية في الصحاح وغيرها، إلا أننا لم نقف عليه مطولا هكذا.
وقد عزاه المزي في "الأطراف" إلى الترمذي في "الشمائل" "55/ 12" من طريق نعيم أيضا، وإلى النسائي في الوفاة -"الكبرى"- من طريق سلمة بن نبيط أيضا.(1/294)
ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي!. قَالَ سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ: ثُمَّ أَرْسَلُونِي فَقَالُوا: انْطَلِقْ إِلَى صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَادْعُهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ, وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَقَدْ أُدْهِشْتُ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: لَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَاتَ؟! فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ يَقُولُ: لَا أَسْمَعُ أَحَدًا يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَاتَ إِلَّا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي. قَالَ: فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَأَخَذَ بِسَاعِدِي فَجِئْتُ أَنَا وَهُوَ، فَقَالَ: أَوْسِعُوا لِي، فَأَوْسَعُوا لَهُ، فَانْكَبَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَسَّهُ وَوَضَعَ يَدَيْهِ أَوْ يَدَهُ وَقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] فَقَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، أَمَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ.
فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ، وَكَانُوا أُمِّيِّينَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ نَبِيٌّ قَبْلَهُ، فَقَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، أَنُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: يَدْخُلُ قَوْمٌ فَيُكَبِّرُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَدْعُونَ ثُمَّ يَخْرُجُونَ, ثُمَّ يَدْخُلُ غَيْرُهُمْ حَتَّى يَفْرُغُوا. قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، أَيُدْفَنُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: أَيْنَ يُدْفَنُ؟ قَالَ: فِي الْمَكَانِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رُوحُهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ رُوحُهُ إِلَّا فِي مَكَانٍ طَيِّبٍ. فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ فأمَرَهُمْ أَنْ يُغَسِّلَهُ بَنُو أَبِيهِ قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ يَتَشَاوَرُونَ، فَقَالُوا: إِنَّ لِلْأَنْصَارِ فِي هَذَا الْأَمْرِ نَصِيبًا، قَالَ: فَأَتَوْهُمْ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ لِلْمُهَاجِرِينَ. فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ لَهُ ثَلَاثٌ مِثْلُ مَا لِأَبِي بَكْرٍ؟ {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} مَنْ هُمَا {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} مَنْ هُمَا؟ مَنْ كَانَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مَعَهُمَا؟ قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ بيدي أَبِي بَكْرٍ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَ النَّاسُ، وكانت بيعة حسنة جميلة.(1/295)
43- أَبُو بُرْدَةَ:
366- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ, قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَضْرِبْ أَحَدُكُمْ فَوْقَ عَشْرَةِ أَسْوَاطٍ, إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ, عَزَّ وَجَلَّ".
__________
366 صحيح:
أخرجه: أحمد "4/ 45" من طريق: عبد الرحمن بن جابر، أن أباه حدثه، أنه سمع أبا بردة, فذكره "3/ 466" من طريق: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أبي بردة مرفوعا به، ومسلم "ص1332" من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أبي بردة مرفوعا به.
وأخرجه البخاري في كتاب الحدود، باب "42" "فتح" "12/ 175" باب: كم التعزير والأدب؟ من ثلاث طرق:
الأولى: من طريق: عبد الرحمن بن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أبي بردة مرفوعا به.
والثانية: من طريق: عبد الرحمن بن جابر، عمن سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
والثالثة: من طريق: عبد الرحمن بن جابر، أن أباه حدثه، أنه سمع أبا بردة الأنصاري قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم.
وقد استفاض الحافظ ابن حجر في "الفتح" "12/ 177" في الكلام عن هذه الطرق، ثم قال: "ولم يقدح هذا الاختلاف في صحة الحديث؛ فإنه كيفما دار يدور على ثقة".
والحديث أخرجه: أبو داود رقم "4491، 4492"، وابن ماجه "رقم 2601"، والترمذي في كتاب الحدود، حديث رقم "1463" باب: ما جاء في التعزير، وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث بكير بن الأشج، وقد اختلف أهل العلم في التعزير، وأحسن شيء روي في التعزير هذا الحديث. قال: وقد روى هذا الحديث ابن لهيعة عن بكير، فأخطأ فيه وقال: "عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم"، وهو خطأ، والصحيح: حديث الليث بن سعد، إنما هو: عبد الرحمن بن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أبي بردة بن نيار، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في الرجم "36/ 1"، "36/ 2".(1/296)
44- مُحَمَّدُ بْنُ جَحْشٍ:
367- أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ -مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْشِي فِي الْمَدِينَةِ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ يُقَالُ لَهُ: مَعْمَرٌ، فَقَالَ لَهُ: "غَطِّ فَخِذَيْكَ؛ فَإِنَّهُمَا مِنَ الْعَوْرَةِ". قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ وَجَلَسْنَا. قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، فَقَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا نَزَلَ مِنَ التَّشْدِيدِ؟! " فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتَ أَمْسِ: "مَاذَا نَزَلَ مِنَ التَّشْدِيدِ؟ " فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَكَ, فَمَا هُوَ؟ قَالَ: "لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ عَاشَ ثُمَّ قُتِلَ ثُمَّ عَاشَ ثُمَّ قُتِلَ ثُمَّ عَاشَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ؛ مَا دَخَلَ الجنة حتى يقضي دينه".
__________
367 حسن لغيره:
إذ إن في هذا السند رجلا لم يسم -وهو الراوي عن أبي كثير- وقد جاء في رواية أحمد "5/ 290"، والنسائي في البيوع "7/ 277": أنه "العلاء"، وبالبحث في ترجمة أبي كثير -مولى آل جحش- أن الراوي عنه العلاء بن عبد الرحمن، وبذلك جزم المزي في "الأطراف" "حديث رقم 11226".(1/297)
45- كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ:
368- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56] قُمْتُ إِلَيْهِ, فَقُلْتُ: التَّسْلِيمُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عليكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "قُلِ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ, وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ, وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ, وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إنك حميد مجيد".
__________
368 في سنده "أجلح": لا يرتقي حديثه إلى الحسن، أما المتن فصحيح:
وأخرجه: أحمد "3/ 478"، و"4/ 244" من طريق: محمد بن فضيل، ثنا يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى, فذكره بزيادة: "ونحن نقول: وعلينا معهم". قال يزيد: فلا أدري، أشيء زاده ابن أبي ليلى من قبل نفسه, أو شيء رواه كعب؟
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "5/ 214" إلى: سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
والثابت في "البخاري" وجمع كبير من كتب السنة بدون لفظ: "لما نزلت"، ففي البخاري "فتح" "11/ 152" من حديث شعبة، حدثنا الحكم، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أبي ليلى قال: "لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهم بارك عَلَى مُحَمَّدٍ, وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما باركت على آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" "، وكذا في حديث مسعر عن الحكم "فتح" "8/ 532".
وثبت أيضا بلفظ في الجمع بين "إبراهيم" و"آل إبراهيم" كما في "البخاري" أيضا بدون ذكر: "لما نزلت" أيضا.
تنبيه: قال الحافظ في "الفتح" "11/ 158": وادعى ابن القيم أن أكثر الحديث, بل كلها مصرحة بذكر محمد وآل محمد، وبذكر آل إبراهيم فقط، أو بذكر إبراهيم فقط، فقال: ولم يجئ في حديث صحيح بلفظ: "إبراهيم وآل إبراهيم" معا، وإنما أخرجه البيهقي من طريق: =(1/298)
369- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي ثُمَامَةَ الْحَنَّاطِ, أَنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ أَدْرَكَهُ وَهُوَ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ، أَدْرَكَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ. قَالَ: فَوَجَدَنِي وَأَنَا مُشَبِّكٌ يَدِي إِحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى، فَفَتَقَ يَدِي وَنَهَانِي عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ, ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ، فلا يشبكن يديه؛ فإنه في صلاة".
__________
= يحيى بن السباق عن رجل من بني الحارث عن ابن مسعود، ويحيى: مجهول، وشيخه مبهم، فهو سند ضعيف، وأخرجه ابن ماجه من وجه آخر قوي، لكنه موقوف على ابن مسعود.
وأخرجه النسائي والدارقطني من حديث طلحة.
قال الحافظ: قلت: وغفل عما وقع في "صحيح البخاري" كما تقدم في أحاديث الأنبياء في ترجمة إبراهيم -عليه السلام- من طريق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى بلفظ: "كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".
وكذا قوله: "كما باركت"، وكذا وقع في حديث أبي مسعود البدري من رواية: مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إبراهيم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن زيد، عنه. أخرجه الطبري ا. هـ.
ثم استطرد الحافظ في ذكر عدد من الروايات، فيها تعزيز ما ذهب إليه من إثبات الجمع بين "إبراهيم"، و"آل إبراهيم".
369- ضعيف:
في سنده "أبو شامة الحناط" قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وخبره منكر عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ. قَالَ الدارقطني: لا يعرف، يترك. وذكره ابن حبان في الثقات.
وأخرجه: أحمد "4/ 241"، والدارمي "1/ 326"، وأبو داود "رقم 562"، باب: ما جاء في الهدي في المشي إلى الصلاة, من طريق أبي ثمامة الحناط أيضا، والترمذي من طريق: الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن رجل، عن كعب بن عجرة, فذكره مرفوعا "تحفة" "2/ 395"، وقال: حديث كعب بن عجرة رواه غير واحد عن ابن عجلان مثل حديث الليث، وروى شريك عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نحو هذا الحديث، وحديث شريك غير محفوظ. =(1/299)
370- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن عاصم العقدي، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ جُلُوسٌ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: "إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ؛ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَيْسَ يَرِدُ عليَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَارِدٌ عليَّ الحوض".
__________
= وأخرجه ابن ماجه "رقم 967" بدون ذكر الرجل أصلا، فقال: ثنا علقمة بن عمرو الدارمي، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أبي سعيد المقبري، عن كعب بن عجرة: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- رأى رجلا قد شبك أصابعه في الصلاة، ففرج رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- بين أصابعه"، وأخرجه الدارمي "1/ 327".
ومن طريق: شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ محمد بن عجلان، عن المقبري، عن كعب بن عجرة مرفوعا, بدون ذكر الواسطة بين المقبري وكعب. أخرجه أحمد "4/ 242، 243"، ومن طريق: ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ المقبري، عن رجل من بني سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عن كعب, فذكره. أخرجه أحمد "4/ 242".
وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه: أحمد "3/ 42, 43، 54"، ومن حديث أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ, عَنْ أَبِي هريرة, أخرجه الدارمي "1/ 327".
والحديث عزاه المباركفوري في "التحفة" "2/ 395" إلى النسائي، وإلى ابن حبان في "صحيحه"، راجع: "تحفة الأحوذي" "2/ 396".
370 صحيح:
عاصم هو "العدوي" وليس "العقدي" كما في "مسند أحمد"، و"سنن الترمذي"، و"سنن النسائي".
وأخرجه: أحمد "4/ 243"، والترمذي "تحفة" "6/ 537"، وقال: حديث صحيح غريب، والنسائي "7/ 160".
وللحديث شواهد في "مسند أحمد" وغيره. قال أحمد "5/ 384": ثنا إسماعيل، عن يونس، عن حميد بن هلال -أو عن غيره- من ربعي بن حراش، عن حذيفة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إنها ستكون أمراء يكذبون ويظلمون، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأعَانَهُمْ عَلَى ظلمهم فليس منا ولست منهم، ولا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى =(1/300)
371- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ سَبْعَةٌ، مِنَّا ثَلَاثَةٌ مِنْ عَرَبِنَا وَأَرْبَعَةٌ مِنْ مَوَالِينَا، أَوْ أَرْبَعَةٌ مِنْ عَرَبِنَا وَثَلَاثَةٌ مِنْ مَوَالِينَا، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ بَعْضِ حُجَرِهِ حَتَّى جَلَسَ إلينا فقال: "ما يجلسكم ههنا؟ " قُلْنَا: انْتِظَارُ الصَّلَاةِ. قَالَ: فَنَكَتَ بِإِصْبَعِهِ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ نَكَسَ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ إِلَيْنَا رَأْسَهُ فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "إِنَّهُ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا, وَأَقَامَ حَدَّهَا كَانَ لَهُ بِهِ عَلَيَّ عَهْدٌ أُدْخِلُهُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا, وَلَمْ يُقِمْ حَدَّهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدِي عَهْدٌ، إِنْ شِئْتُ أَدْخَلْتُهُ النَّارَ، وَإِنْ شِئْتُ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ".
__________
= ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وسيرد علي الحوض".
وشاهد آخر من حديث ابن عمر أخرجه: أحمد "2/ 95": ثنا أسود بن عامر، أنا أبو بكر -يعني: ابن عياش- عن العلاء بن المسيب، عن إبراهيم، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى الله عليه وسلم: "سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ، ولن يرد علي الحوض".
وشاهد ثالث من حديث خباب؛ أخرجه: أحمد "5/ 111"، "6/ 395": ثنا روح، ثنا أبو يونس القشيري, عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ, عَنْ عبد الله بن خباب بن الأرت, حدثني أبي -خباب بن الأرت- قال: "إنا لقعود على بَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- ننتظر أن يخرج لصلاة الظهر، إذ خرج علينا فقال: "اسمعوا". فقلنا: سمعنا. ثم قال: "اسمعوا". فقلنا: سمعنا. ثم قال: "اسمعوا". فقلنا: سمعنا. فقال: "إنه سيكون عليكم أمراء، فلا تعينوهم على ظلمهم، فمن صدقهم بكذبهم فلن يرد علي الحوض" ".
وراجع أيضا: "تحفة الأشراف" "حديث رقم 11109" من حديث طارق بن شهاب, عن كعب بن عجرة.
371 حسن لغيره:
في سنده عبد الرحمن بن النعمان: ضعيف.
قال الذهبي في "الميزان" في ترجمة إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ كَعْبِ بن عجرة الأنصاري، عن أبيه، =(1/301)
..............................................................................................................
__________
=عن جده مرفوعا قال: "من أقام الصلاة ... " الحديث، روى عنه عبد الرحمن بن النعمان، هكذا ذكره البخاري في "الضعفاء" فقال: أنبأنا أبو نعيم، ثم قال البخاري: قد روى هذا الحديث سعد بن إسحاق بن كعب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبان، عن ابن محيريز كذا قال، فإن كان أراد سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، فإنه ثقة, حدث عنه مالك ويحيى القطان، فإن إسحاق بن سعد لا يدرى من هو أو لا وجود له، بل أرى أنه انقلب اسمه على عبد الرحمن بن النعمان؛ ولهذا لم يذكره عامة من جمع في الضعفاء، والله أعلم.
قلت: وأخرجه أحمد "4/ 244" فقال: حدثنا هاشم، ثنا عيسى بن المسيب البجلي، عن الشعبي، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: بينما أنا جالس في مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- مسندي ظهورنا إلى قبلة مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- سبعة رهط, أربعة من موالينا وثلاثة من عربنا, إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَاةَ الظهر حتى انتهى إلينا فقال: "ما يحبسكم ههنا؟ " قلنا: يا رسول الله، ننتظر الصلاة. قال: فأومأ قليلا ثم رفع رأسه فقال: "أتدرون ما يقول ربكم عز وجل؟ " قال: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فإن ربكم الله -عز وجل- يَقُولُ: مَنْ صَلَّى الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافا بحقها؛ فله علي عهد أن أدخله الجنة، ومن لم يصل لوقتها ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافا بحقها؛ فلا عهد له إن شئت عذبته, وإن شئت غفرت له".
ولكن هذا شاهد ضعيف؛ ففي سنده عيسى بن المسيب ضعيف "راجع "تعجيل المنفعة"".
وللحديث شاهد من حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- أخرجه أبو داود "1/ 294"، ثنا محمد بن حرب الواسطي، حدثنا يزيد -يعني ابن هارون- حدثنا محمد بن مطرف، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الصنابحي قال: زعم أبو محمد أن الوتر واجب، فقال عبادة بن الصامت: كذب أبو محمد، أشهد إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اله عليه وسلم- يقول: "خمس صلوات افترضهن الله تعالى, من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن؛ كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه".
وأخرجه أحمد "5/ 315، 317، 319، 322"، والنسائي "رقم 462"، وابن ماجه في إقامة الصلاة رقم "1401"، ومالك في الصلاة. وله طريق أخرى عن عبادة, أخرجها أبو داود "2/ 130, 131".(1/302)
46- مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ، أَوْ كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ:
372- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ يُحَدِّثُ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، قَالَ: قَالَ مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ، أَوْ كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مُضَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أعطاك وَاسْتَجَابَ لَكَ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا؛ فَادْعُ اللَّهَ لَهُم. فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ وَاسْتَجَابَ لَكَ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا؛ فَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ يَسْقِيَهُمْ. فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مَرِيعًا غَدَقًا طَبَقًا عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ". فَمَا كَانَتْ إِلَّا جُمُعَةً أَوْ نَحْوَهَا حَتَّى مُطِرْنَا. قَالَ: وَقَالَ لِمُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ، أَوْ كَعْبٍ: حَدَّثَنَا حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلَّهِ أَبُوكَ وَاحْذَرْ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً إِلَّا كَانَ فِكَاكَهَ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى مَكَانَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ إِلَّا كَانَتَا فِكَاكَهَ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى مَكَانَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِمَا عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتِ امْرَأَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ فِكَاكَهَا مِنَ النَّارِ، تُجْزَى بِكُلِّ عَظْمٍ مِنْ عظامها عظما من عظامها".
__________
372 ضعيف:
وأخرجه أحمد "4/ 235".
هذا السند فيه ضعف, فقد قال أبو داود, كما في "جامع التحصيل": سالم بن أبي الجعد لم يسمع من شرحبيل. وبهذا الإسناد أخرج أبو داود في كتاب العتق "4/ 275" حديث رقم "3966، 3967" الجزء الثاني من الحديث: "أيما رجل" "من أعتق" ... إلى آخر الحديث.
وقال سالم: لم يسمع من شرحبيل, مات شرحبيل بصفين.
وأخرجه ابن ماجه "حديث رقم 2522".
ولبعض ألفاظ الحديث شواهد قوية في "الصحيح" وغيره, وخاصة: "أيما رجل مسلم أعتق =(1/303)
47- حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:
373- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَل الْمُؤْمِنِ مَثَل الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ, تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا مَرَّةً حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا, لَا يَقْلَعُهَا شَيْءٌ حَتَّى يكون انجعافها مرة واحدة".
__________
= رقبة".
فقد أخرج البخاري بسنده إلى أبي هريرة, في كتاب العتق من "صحيحه" "فتح" "5/ 146" قَالَ النَّبِيُّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "أيما رجل أعتق مسلما؛ استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار".
373 صحيح:
وأخرجه أحمد "6/ 386"، وفي هذا السند المسعودي -وهو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- ثقة، إلا أنه اختلط بآخره، لكن الراوي عنه هنا هو جعفر بن عون، وقد نقل صاحب "الكواكب النيرات" "ص293" عن الإمام أحمد أن رواية جعفر عن المسعودي مقبولة؛ إذ إنه سمع منه قبل الاختلاط.
وأخرجه البخاري في كتاب المرضى "فتح" "10/ 103" من طريق سفيان، عن سعد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ المؤمن كالخامة من الزرع, تُغبئها الريح مرة وتعدلها مرة، ومثال المنافق كالأرزة لا تزال حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً".
وأخرجه مسلم من طريق زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سعد، حدثني ابن كعب بن مالك ... "4/ 2163"، والبخاري معلقا "10/ 103".
ومسلم أيضا من طريق سفيان، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مالك، عن أبيه به مرفوعا "ص2164"، وأحمد "3/ 454" من حديث سفيان، عن سعد، عن عبد الله -أو عبد الرحمن- والبخاري "فتح" "10/ 103"، ومسلم "ص2163" من حديث أبي هريرة, مع اختلاف يسير في اللفظ.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في الطب "السنن الكبرى" من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أبيه، به مرفوعا.(1/304)
374- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَهَ وَأَوْسَ بْنَ حَدَثَانَ, فَنَادَيَا أَيَّامَ التَّشْرِيقِ: "أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُ، وَأَنَّ هَذِهِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ".
375- أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ كَعْبًا قَالَ: قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْرُجُ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا إِلَّا يَوْمَ الخميس.
__________
374 صحيح:
وأخرجه مسلم "ص800" من طريق عبد بن حميد، حدثنا أبو عامر، حدثنا إبراهيم بن طهمان به، وأحمد "3/ 460" من حديث محمد بن سابق، عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مالك، به.
ومسلم من حديث نبشة الهذلي "ص800"، وأحمد "5/ 75"، وأحمد من حديث أبي هريرة "2/ 229"، ومن حديث عبد الله بن حذافة "3/ 450, 451"، ومن حديث بشر بن سحيم "4/ 335".
ومن حديث بشر بن سحيم, أخرجه النسائي في الإيمان "8/ 104".
375 صحيح:
وأخرجه البخاري "فتح" "6/ 113"، من حديث يونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أن كعب بن مالك -رضي الله عنه- كان يقول: لقلما كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يخرج إذا خرج في سفر, إلا يوم الخميس.
ومن طريق معمر, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ يوم الخميس في غزوة تبوك، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس.
وأخرجه أبو داود "3/ 79"، وأحمد "3/ 456"، "6/ 387، 390" بلفظ: "كان إذا أراد أن يسافر, لم يسافر إلا يوم الخميس" لكن في سنده ابن لهيعة، وهذا اللفظ: "لم يسافر إلا يوم الخميس" مما يدل على اختلاط ابن لهيعة، وأخرجه الدارمي في السير "2/ 214"، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "الكبرى" كتاب السير "124/ 3".(1/305)
376- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ مُبَشِّرٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ, وَهِيَ شاك: اقْرَأْ عَلَى ابْنِي السَّلَامَ -يَعْنِي: مُبَشِّرًا- فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِكِ يا أم مبشر، أولم تَسْمَعِي إِلَى مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ نَسَمَةَ الْمُؤْمِنِ طَيْرٌ تَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ, حَتَّى يُرْجِعَهَا اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"؟ قَالَتْ: ضعفتُ؛ فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
377- أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا فَقَالَ: "يَا كَعْبُ، ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذَا". وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِشَطْرٍ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَ: "قم فاقضه".
__________
376 صحيح:
وأخرجه أحمد "3/ 455" من حديث سعد بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَبِي، عَنْ صالح، عن ابن شهاب قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كعب بن مالك أنه بلغه أن كعب بْنِ مَالْكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نسمة المؤمن إذا مات طائر تعلق بشجر الجنة, حتى يرجعه الله -تبارك وتعالى- إلى جسده يوم يبعثه الله".
وكذا أخرجه أحمد من طريق مالك عن ابن شهاب "3/ 455، 456" مصرحا بإخبار عبد الرحمن للزهري، وأيضا "3/ 456"، وأخرجه أحمد أيضا "6/ 386"، وابن ماجه في الزهد, حديث رقم "4271"، باب: ذكر القبر والبلى، وأخرج أحمد شاهدا له من حديث أم هانئ "6/ 424" أنها سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: أنتزاور إذا متنا, ويرى بعضنا بعضا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "تكون النسم طيرا تعلق بالشجر، حتى إذا كانوا يوم القيامة دخلت كل نفس في جسدها".
وأخرجه: مالك "2/ 295"، والنسائي "4/ 108" في كتاب الجنائز.
377 صحيح:
وأخرجه البخاري في الصلاة، "فتح" "1/ 551" باب: التقاضي والملازمة في المسجد، و"1/ 561" باب: رفع الصوت في المسجد، "فتح" "5/ 73" كتاب الخصومات، باب: كلام الخصوم بعضهم في بعض، "فتح" "5/ 76" باب: الملازمة.(1/306)
48- أَبُو الْيَسَرِ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ:
378- حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، ثَنَا زَائِدَةُ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي الْيَسَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا, أَوْ وَضَعَ لَهُ؛ أَظَلَّهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي ظِلِّهِ, يَوْمَ لَا ظل إلا ظله".
__________
= وفي كتاب الصلح، باب: الصلح بالدين والعين "5/ 311"، وباب: هل يشير الإمام بالصلح؟ "5/ 309".
ومسلم في المساقاة، باب: استحباب الوضع من الدين "ص1192"، وأبو داود في الأقضية حديث "3595"، وابن ماجه في الصدقات، باب: الحبس في الدين, والملازمة "حديث 2429"، والنسائي في القضاء، باب: حكم الحاكم في داره "8/ 239"، وأحمد "6/ 390".
378 صحيح:
وأخرجه: مسلم بسند آخر إلى أبي اليسر في حديث جابر الطويل, آخر كتاب الزهد والرقائق "ص2302"، وابن ماجه في الصدقات، باب: إنظار المعسر "حديث رقم 2419"، وأحمد "3/ 427".
وللوقوف على شواهد كثيرة جدا, راجع: "تفسير الدر المنثور" "1/ 369" عند تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} آية البقرة.(1/307)
49- عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ:
379- أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ, أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ادعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي. فَقَالَ: "إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتَ ذَاكَ فَهُوَ أَعْظَمُ لِأَجْرِكَ، وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ اللَّهَ". فَقَالَ: ادْعُهُ. فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ فتقضى، اللهم فشفعه في".
__________
379 حسن:
وأخرجه أحمد "4/ 138"، وجاء في حديث حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: ثَنَا أَبُو جعفر الخطمي، وأخرجه الترمذي "تحفة" "10/ 32، رقم 3649"، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث أبي جعفر، وهو غير الخطمي، وابن ماجه "حديث رقم 1385" كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: ما جاء في صلاة الحاجة، وفي آخره: قال أبو إسحاق: هذا حديث صحيح. وعزاه المباركفوري في "شرح التحفة" إلى ابن خزيمة في "صحيحه" والحاكم, وقال: صحيح على شرط الشيخين، والطبراني، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "اليوم والليلة" "200 ألف: 3".
ونقل أيضا عن ابن تيمية ما لفظه: وهذا الحديث حديث الأعمى، قد رواه المصنفون في "دلائل النبوة" كالبيهقي وغيره, ثم أطال الكلام في بيان طرقه وألفاظها.
وانظر "صحيح الجامع" للشيخ ناصر أيضا "حديث رقم 1290".
وللوقوف على معلومات أكثر بشأن الحديث, راجع: "التوسل والوسيلة" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
تنبيه: اختلف في هذا السند اختلاف لا يضر، فبعد أن ذكر هذا السند ابن أبي حاتم في "العلل" "2/ 189, 190" قال: ورواه معاذ, عن أبيه, عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ, عَنْ أَبِي أمامة بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عمه عثمان بن حنيف، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
قال ابن أبي حاتم: فسمعت أبا زرعة يقول: الصحيح حديث شعبة. قال أبو محمد: حكم أبو زرعة لشعبة، وذلك لم يكن عنده أحد تابع هشاما الدستوائي، ووجدت عندي عن يونس =(1/308)
50- عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ:
380- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَالَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي. فَقَالَ: "ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ: خَنْزَبٌ؛ فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذَ مِنْهُ، وَاتْفُلْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلَاثًا".
381- حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي العاص, أنه شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْوَسْوَسَةَ فِي الصَّلَاةِ, فَقَالَ: "ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ له: خنزب؛ فإذا وجدت شَيْئًا فَاتْفُلْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلَاثًا، وَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنْهُ".
382- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن بُكَيْرٍ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ عمر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عن نافع بن
__________
= ابن عبد الأعلى, عن يزيد بن وهب, عن أبي سعيد التميمي -يعني: شبيب بن سعيد- عن روح بن القاسم, عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ, عَنْ أَبِي أمامة سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- مثل حديث هشام الدستوائي, وأشبع متنا.
وروح بن القاسم: ثقة يجمع حديثه، فاتفاق الدستوائي وروح بن القاسم يدل على أن روايتهما أصح.
380 صحيح:
وأخرجه مسلم من حديث عبد الأعلى وسالم بن نوح وأبي أسامة وسفيان, كلهم عن الجريري "4/ 1728, 1729" ولم يذكر في حديث سالم بن نوح: "ثلاثا".
وأخرجه أحمد من طرق عن الجريري به "4/ 216".
381 صحيح:
وانظر ما قبله، "أبو العلاء" هو: يزيد بن عبد الملك.
382 صحيح:(1/309)
جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُبْطِلُنِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اجْعَلَ يَدَكَ الْيُمْنَى عليه، ثم قل: باسم اللَّهِ، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ, سَبْعَ مَرَّاتٍ". فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَشَفَانِي اللَّهُ عز وجل.
__________
= وأخرجه أحمد من حديث مالك عن يزيد بن خصيفة "المسند" "4/ 21"، ولفظ حديث مالك: "امسح بيمينك -سبع مرات- وقل: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ, وَقُدْرَتِهِ مِنْ شر ما أجد وأحاذر".
وأخرجه أحمد من حديث إسماعيل بن جعفر, أخبرني يزيد بن خصيفة به "4/ 217".
وأخرجه مسلم "ص1728" كتاب السلام, باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء، من طريق ابن شهاب قال: أخبرني نافع بن جبير به, إلا أنه قال: "وقل: باسم الله ثلاثا, وقل سبع مرات: أعوذ بالله, وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وأحاذر".
ولفظ حديث إسماعيل عند أحمد: "ضع يمينك على مكانك الذي تشتكي, فامسح بها سبع مرات, وقل: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ, وَقُدْرَتِهِ مِنْ شر ما أجد وأحاذر".
ولفظ حديث إسماعيل عند أحمد: "ضع يمينك على مكانك الذي تشتكي, فامسح بها سبع مرات, وقل: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ, وَقُدْرَتِهِ مِنْ شر ما أجد, في كل مسحة".
ولفظ حديث مالك عند أحمد: "امسح بيمينك -سبع مرات- وقل: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ, وَقُدْرَتِهِ مِنْ شر ما أجد وأحاذر".
والحديث أخرجه أيضا أبو داود في الطب, باب كيف الرقي؟ "4/ 217" حديث رقم "3891"، والترمذي "تحفة" "6/ 253"، وقال: حسن صحيح, كتاب الطب, باب "28"، وابن ماجه في الطب حديث رقم "3522" باب: ما عُوذ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- وما عوّذ به.
وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" بعدما ذكر الحديث: رواه إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي فروة, عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ, عَنْ محمد بن عمرو بن كعب. قلت: أخرجه ابن منده في المعرفة من طريق أخرى عن يحيى بن أبي بكير, وقال في آخره: قال زهير بن محمد في حديثه, عن عون بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ.
وعزاه المنذري إلى النسائي, وكذلك عزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في النعوت "السنن الكبرى"، وفي "اليوم والليلة" "279/ 3".(1/310)
51- جَعْدَةُ:
383- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الْآخِرُ أردى".
__________
383 مرسل:
فإن جعدة بن هبيرة قال فيه ابن معين, وغيره: لم يسمع مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم. وعده جماعة من التابعين.
وبالنسبة لعبد الرحمن بن إدريس, فالظاهر -والله تعالى أعلم- أنه صحّف، وصوابه: عبد الله بن إدريس, والمرجحات التي دفعتنا إلى هذا ما يلي:
1- لم نقف لعبد الرحمن بن إدريس على ترجمة في الكتب الموجودة بين أيدينا.
2- في ترجمة عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم "ابن أبي شيبة" لم نقف على رواية له عن عبد الرحمن، بل ووجدناه روى عن عبد الله بن إدريس.
3- وأيضا, فإن عبد الله بن إدريس روى عن أبيه, وأبوه روى عن جده, وإدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي وجده أيضا، عن جعدة بن هبيرة الأشجعي، روى عنه ابنه إدريس. فلهذا ترجح لنا أنه "عبد الله" وليس "عبد الرحمن" والله أعلم.
وعلى كل حال, فالحديث ثابت صحيح من طرق متكاثرة, أخرجها البخاري ومسلم وغيرهما، فمن حديث عمران بن حصين أخرجه البخاري في الشهادات "فتح" "5/ 258" ومسلم في فضائل الصحابة "ص1964"، وأبو داود في السنة, مع اختلاف يسير في اللفظ.
ومن حديث عبد الله بن مسعود أخرجه البخاري "فتح" "5/ 259"، ومسلم "1962"، وأحمد "1/ 378، 417".
ومن حديث عائشة أخرجه مسلم "ص1965"، وأحمد "6/ 156"، ومن حديث أبي هريرة أخرجه مسلم "ص1963"، وغيرهم من أصحاب السنن أشير إليها في "المعجم المفهرس" "5/ 372".(1/311)
52- عَمْرُو بْنُ كَعْبٍ:
384- حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَوَضَّأَ، فَوَضَعَ يَدَهُ فَوْقَ رَأْسِهِ ثُمَّ رَدَّهَا عَلَى قَفَاهُ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا مِنْ تَحْتِ الْحَنَكِ.
__________
384 ضعيف:
ليث الراجح أنه ابن أبي سليم -والله أعلم- إذ إننا في ترجمة حفص بن غياث، من "تهذيب الكمال" لم نقف لحفص على رواية عن ليث بن سعد، ولكننا وجدنا ليث بن أبي سليم فيمن روى عنهم حفص بن غياث, وأيضا فهذه طبقة ليث بن أبي سليم، وليث بن أبي سليم هو ضعيف؛ لاختلاطه كما هو معروف.
وذكر الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة كعب بن عمرو -ويقال: عمرو بن كعب بن حجير بن معاوية بن سعد بن الحارث- اليامي جد طلحة بن مصرف، يقال: له صحبة، روى عن ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ, عَنِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الوضوء. قاله عبد الوارث بن سعيد، عن ليث بن أبي سليم، عَنْ طَلْحَةَ, عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، ولم ينسبوا طلحة. روى له أبو داود وقال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ابن عيينة, زعموا كان ينكره ويقول: أيش هذا طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ؟!
وذكر في "حاشية تهذيب الكمال" في ترجمة كعب بن عمرو: وقال معتمر بن سليمان وإسماعيل بن زكريا: عن ليث بن أبي سليم.
وأيضا, فقد ذكر الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" هذا الحديث في ترجمة كعب بن عمرو, وقال: فإن كان هو جد طلحة بن مصرف, فقد رجح جماعة أنه كعب بن عمرو وجزم ابن القطان بأنه عمرو بن كعب، وإن كان طلحة المذكور ليس هو ابن مصرف فهو مجهول وأبوه مجهول, ولا يثبت له صحبة؛ لأنه لا يعرف إلا في هذا الحديث، وقد سبق بعض الكلام عليه في ترجمة طلحة.
والحديث أخرجه أبو داود في الطهارة مع اختلاف يسير في اللفظ, حديث رقم "132"، وسمي طلحة هناك وهو ابن مصرف, وقال أبو داود: فحدثت به يحيى فأنكره.(1/312)
53- نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ:
385- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ خميل، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ: الْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، والمركب الهنيء".
__________
385 صحيح لغيره:
إذ إن في سنده خميلا, وهو مجهول.
والحديث أخرجه أحمد من طريق خميل "3/ 407، 408"، وقد قال الحافظ في "التقريب": مقبول. وقوله هذا محمول على أن الجهالة في التابعي أقل تأثيرا في صحة الحديث من الجهالة فيمن دونه؛ وذلك لحديث رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم".
وبالنسبة لحبيب بن أبي ثابت, فقد جاء في "مسند أحمد" عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حدثني خميل أنا ومجاهدا عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ فذكره، فبهذا أمنا تدليس حبيب، وبقيت جهالة خميل، وكما سبق أن تأثيرها ليس كبيرا حيث إنه تابعي, وقد ذكره ابن حبان في الثقات.
وللحديث شاهد أخرجه ابن حبان رقم "1232" فقال: أخبرنا محمد بن إسحاق مولى ثقيف، حدثنا محمد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رزمة، حدثنا الفضل بن موسى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ بن أبي هند، عن إسماعيل بن مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء, وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق".
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "12/ 99" فقال: أخبرنا ابن الفتيتي، أخبرنا أبو بكر عمر بن روح بن علي النهرواني، حدثنا أبو نصر محمد بن حمدويه المروزي، حدثنا محمود بن آدم المروزي، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أبي هند بسنده إلى آخره، وهذا إسناد صحيح وشاهد قوي لما تقدم، وهذا الشاهد أخرجه أحمد "1/ 168" من طريق محمد بن أبي حميد, ثنا إسماعيل بن محمد بسنده، ولكنه قال: "من سعادة بني آدم ثلاثة".
ومحمد بن أبي حميد هذا, قال فيه الحافظ في "التقريب": ضعيف، وقال الذهبي في "الميزان": ضعفوه، وأخرجه الطبراني في "الكبير" "1/ 108" فقال: ثنا سعيد بن المغيرة المصري، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا إبراهيم بن عثمان، عن العباس بن ذريح، عن محمد بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "إن من السعادة: الزوجة الصالحة =(1/313)
54- ابْنُ الْأَكْوَعِ:
386- أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ سَاعَةَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ, إِذَا غَابَ حَاجِبُهَا.
387- أنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يستفتح دعاءه بـ: "سبحان ربي الأعلى الوهاب".
388- خبرنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، أنا إِيَاسُ بْنُ سلمة
__________
= والمسكن الصالح، والمركب الصالح، وإن من الشقاء: الزوجة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء".
لكن في هذا السند إبراهيم بن عثمان, متروك الحديث كما في "التقريب".
وعزاه الهيثمي في "الزوائد" إلى أحمد، والبزار، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح.
وتعقب بأنه ليس كذلك؛ إذ إن في سند أحمد محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف كما سبق.
386 صحيح:
وأخرجه البخاري "فتح" "2/ 40" من حديث المكي بن إبراهيم, عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ, عن سلمة قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَغْرِبَ, إذا توارت بالحجاب.
وأخرجه مسلم "ص441"، وأبو داود في الصلاة "باب 6": في وقت المغرب, حديث "417"، وابن ماجه حديث "رقم 688"، والترمذي "تحفة" "1/ 502" باب: ما جاء في وقت المغرب, وقال: حسن صحيح، وأحمد "4/ 51".
387 سند ضعيف:
فيه عمرو بن رشد -وصوابه: عمر بن راشد- وهو ضعيف كما في "التهذيب"، و"ميزان الاعتدال".
وذكره الذهبي في "الميزان" وقال: ضعفوه، وذكر له ذلك الحديث.
وأخرجه أحمد "4/ 54".
388 صحيح:(1/314)
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ لِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: بُسْرُ ابن رَاعِي الْعِيرِ -مِنْ أَشْجَعَ- قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ: "كُلْ بِيَمِينِكَ". قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: "لَا اسْتَطَعْتَ! " قَالَ: فَمَا وصلت إلى فيه بعد.
__________
= وأخرجه أحمد "4/ 45، 46، 50" من طرق عن عكرمة به.
ومسلم في الأشربة، باب: آداب الطعام والشراب "ص1599"، والدارمي في الأطعمة "2/ 97" باب: الأكل باليمين.
ونقل الذهبي عن أحمد في ترجمة عكرمة بن عمار: أنه ضعيف الحديث، وكان حديثه عن إياس بن سلمة صالحا.
قلت: وقد وثقه جماعة من العلماء, وأكثر من تكلم فيه تكلم في روايته عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.(1/315)
55- سَلَمَةُ بْنُ نُعَيْمٍ:
389- حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَقِيَ اللَّهَ -تَعَالَى- لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ زنى وإن سرق".
__________
389 صحيح:
وأخرجه أحمد "4/ 260"، "5/ 285"، وقال أحمد: عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ, وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- ولم يذكر له إلا هذا الحديث.(1/316)
56- المغيرة بْنُ شُعْبَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
390- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ ورَّاد قَالَ: كَتَبَ الْمُغِيرَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ إِذَا قَضَى الصَّلَاةَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ".
391- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ورَّاد -كَاتِبُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ- قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ أَنِ اكْتُبْ إليَّ بِشَيْءٍ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَعَوَّذُ مِنْ ثَلَاثَةٍ: مِنْ عُقُوقِ الْأُمَّهَاتِ، وَمِنِ وَأْدِ الْبَنَاتِ، وَمِنْ مَنْعٍ وَهَاتِ, وَسَمِعْتُهُ يَنْهَى عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا رَادَّ لِمَا قَضَيْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ".
__________
390 صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب: الذكر بعد الصلاة "فتح" "2/ 325"، وساق المعلق هناك أطراف الحديث.
ومسلم في الصلاة "ص414، 415" باب: استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، وأبو داود في الصلاة، باب: ما يقوله إذا سلَّم، "حديث رقم 1505"، والنسائي "3/ 59" باب: نوع آخر من القول عند انقضاء الصلاة، وأحمد "4/ 245، 250، 254".
391 صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب الزكاة "فتح" "3/ 340" باب: قول الله تعالى: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} بدون زيادة: "اللهم لا مانع"، وقد تقدم بيان صحتها من الحديث السابق.
ومسلم في كتاب الأقضية "ص1341" باب: النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، وعزاه المزي في الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في الرقائق.
والحديث متداخل في بعض طرق الحديث الأول.(1/317)
392- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ ورَّاد -كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ- عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ! فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ؟ فَوَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ منه، والله -عَزَّ وَجَلَّ- أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حرَّم الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الرُّسُلَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِدْحَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ".
293- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عقَّار بْنِ الْمُغِيرَةِ -يَعْنِي: ابْنَ شُعْبَةَ- عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنِ اكْتَوَى, أَوِ اسْتَرْقَى فَقَدْ بَرِئَ مِنَ التوكل".
394- حدثنا أبو نعيم، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ عبد الرحمن بن
__________
392 صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب: قول النَّبِيَّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا شخص أغير من الله"، "فتح" "13/ 399"، وأحمد "4/ 248"، ومسلم في كتاب اللعان "ص1136".
393 صحيح:
وأخرجه أحمد "4/ 249، 251، 253" بلفظ: "لم يتوكل من استرقى واكتوى"، وابن ماجه حديث "3489" كتاب الطب، باب: في الكي، والترمذي في الطب، باب: ما جاء في كراهية الرقية "تحفة" "6/ 214"، وقال: حسن صحيح، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في الطب "الكبرى" "67/ 5".
وعزاه المباركفوري في "شرح التحفة" إلى: ابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه" "6/ 215".
394 سند ضعيف: =(1/318)
إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ: رَبِّ سلِّم، رَبِّ سلِّم".
395- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ وَهْبٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا تَبَرَّزَ تباعد.
__________
= في سنده عبد الرحمن بن إسحاق, وهو ضعيف.
وأخرجه الترمذي "تحفة" "7/ 119" في صفة القيامة, باب: ما جاء في شأن الصراط، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق, وعزاه المباركفوري في "شرح التحفة" إلى الحاكم.
قلت: الثابت في الروايات الصحيحة في البخاري وغيره: "ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم". وقد تكلم الحافظ ابن حجر على هذا في "الفتح" في كتاب الرقاق "11/ 452": قوله: "ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم" وفي رواية شعيب: "ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل"، وفي رواية إبرهيم بن سعد: "ولا يكلمه إلا الأنبياء، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم"، ووقع في رواية العلاء: "وقولهم: اللهم سلم سلم"، وللترمذي من حديث المغيرة بن شعبة: "شعار المؤمن على الصراط: رب سلم سلم".
والضمير في الأول للرسل، ولا يلزم من كون هذا الكلام شعار المؤمنين أن ينطقوا به، بل تنطق به الرسل يدعون للمؤمنين بالسلام, فسمي ذلك شعارا لهم، فبهذا تجتمع الأخبار.
قلت: أي أخبار يراد الجمع بينها وحديث المغيرة ضعيف كما ترى، وفي سنده في الترمذي عبد الرحمن بن إسحاق أجمعوا على تضعيفه، وقال فيه الحافظ ابن حجر نفسه في "التقريب": ضعيف؟
وقال الترمذي في الحديث: حديث غريب, لا نعرفه إلا من طريق عبد الرحمن بن إسحاق.
وقال الحافظ أيضا في ترجمة النعمان بن سعد: "لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق فيما قال أبو حاتم, والراوي عنه ضعيف فلا يحتج بخبره".
395 صحيح:
عمرو بن وهب الثقفي روى عنه محمد بن سيرين، وثقه النسائي وابن حبان والعجلي, وقال ابن سعد: كان ثقة, قليل الحديث.
وأخرجه الدارمي "1/ 169"، وأخرج أحمد معناه في حديث طويل "4/ 244" في قصة المسح على الخفين. =(1/319)
396- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا حماد بن سلمة بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَى سُبَاطَةَ بَنِي فُلَانٍ، فَفَحَّجَ رِجْلَيْهِ وَبَالَ قائما.
__________
= وللحديث شواهد:
1- أخرج أبو داود من حديث مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة، عن المغيرة بن شعبة: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- كان إذا ذهب المذهب أبعد". وهو أول حديث في سنن أبي داود، وأخرجه الترمذي "تحفة" "1/ 93" وقال: حسن صحيح، والنسائي "1/ 21" باب: الإبعاد عند إرادة الحاجة، والدارمي "1/ 169" باب: في الذهاب إلى الحاجة، والبيهقي "1/ 93"، وابن ماجه رقم "331"، والحاكم "1/ 140".
2- شاهد آخر من حديث أبي الزبير، عن جابر "1/ 14" حديث رقم "2" أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد، وأخرجه ابن ماجه رقم "335"، والحاكم "1/ 140" ولفظ ابن ماجه: "كان لَا يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَتَغَيَّبَ, فلا يرى".
3- شاهد آخر من حديث عبد الرحمن بن أبي قراد, أخرجه أحمد "3/ 443"، و"4/ 224"، والنسائي "1/ 21"، ولفظ النسائي: خرجت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- وكان إذا أراد الحاجة أبعد، وابن ماجه بمعناه "حديث رقم 334".
4- وشاهد رابع, أخرجه ابن ماجه رقم "333" من حديث يعلى بن مرة: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- كان إذا ذهب إلى الغائط أبعد".
396 متن صحيح:
"ما عدا زيادة: "ففحج رجليه"؛ فلم نقف عليها في غير هذا السند، وفي رواية حماد عند أحمد".
وأخرجه البخاري "فتح" "1/ 328"، ومسلم في الطهارة "1/ 26" باب: الرخصة في البول, في الصحراء قائما.
وابن ماجه باب: ما جاء في البول قائما من كتاب الطهارة وسنتها، رقم "305" كلهم من حديث الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حذيفة بلفظ: "أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- سباطة قوم, فبال قائما".
مع زيادات لبعضهم، والبخاري "فتح" "1/ 329"، "6/ 117"، ومسلم "ص228"، والنسائي "1/ 26، 27" من طريق مَنْصُورٍ, عَنْ أَبِي وَائِلٍ, عَنْ حذيفة أيضا.
وخالف في ذلك ابن ماجه وعبد بن حميد كما في هذا الحديث، فرواه عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن المغيرة بن شعبة "حديث رقم 306"، ووافق عاصما أيضا حماد بن أبي سليمان كما هنا في "مسند عبد بن حميد". =(1/320)
397- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ تَخَلَّفَ وَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ بِالْإِدَاوَةِ فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ أَتَانِي فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ وَذَلِكَ عِنْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا غَسَلَ وَجْهَهُ وَأَرَادَ غَسْلَ ذِرَاعَيْهِ ضَاقَ كُمَّا جُبَّتِهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ. قَالَ: ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ وَقَدْ صَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَكْعَةً، قَالَ: فَذَهَبْتُ أُؤْذِنُهُ فَقَالَ: "دَعْهُ". فَصَلَّى النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَلَّى رَكْعَةً فَفَزِعَ النَّاسُ لِذَلِكَ فَقَالَ: "أَصَبْتُمْ, أَوْ قَالَ: أَحْسَنْتُمْ" يَغْبِطُهُمْ أَنْ صلوا الصلاة لوقتها.
__________
= والراوي له عن عاصم في "سنن ابن ماجه" هو شعبة, وقال شعبة هناك: قال عاصم يومئذ. وهذا عاصم يرويه عن أبي وائل عن حذيفة وما حفظه، فسألت عنه منصورا فحدثنيه عن أبي وائل, عن حذيفة, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- أتى سباطة قوم, فبال قائما.
وقال الترمذي بعد أن روى حديث حذيفة: وهكذا روى منصور وعبيدة الضبي عن أبي وائل, عن حذيفة مثل رواية الأعمش, وروى حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عن المغيرة بن شعبة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، وحديث أبي وائل عن حذيفة أصح.
قال الحافظ في "فتح الباري" "1/ 329": وهو كما قال، وإن جنح ابن خزيمة إلى تصحيح الروايتين لكون حماد بن أبي سليمان وافق عاصما على قوله عن المغيرة, فجاز أن يكون أبو وائل سمعه منهما، فيصح القولان معا.
لكن من حيث الترجيح رواية الأعمش ومنصور لاتفاقهما أصح من رواية عاصم وحماد؛ لكونهما في حفظهما مقال.
397 صحيح لغيره:
فقد عنعن الزهري هنا، ولكنه صرح بالتحديث في رواية أبي داود، وفيه عباد بن زياد قال فيه ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير الزهري، لكن تعقبه الذهبي في الميزان بقوله: روى عنه مكحول له عن عروة بن المغيرة حديث المسح، ولي لمعاوية سجستان فغزا بلاد الهند.(1/321)
398- أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ الهزيل بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَسَحَ عَلَى جَوْرَبَيْهِ, وَنَعْلَيْهِ.
__________
= وانظر "تهذيب التهذيب" و"النكت الظراف على تحفة الأشراف" "8/ 483"، وللحديث شاهد -يأتي إن شاء الله- أخرجه أحمد.
والحديث أخرجه البخاري مختصرا "فتح" "1/ 285" باب: الرجل يوضئ صاحبه, من طرق أخرى عن عروة به، وأشار هناك إلى أطراف الحديث, وبتعقب الأطراف وجدنا الحديث روي من طرق، عن مسروق، عن المغيرة، ومن طرق أخرى عن عروة، عن المغيرة.
والحديث لم يرو بتمامه في موضع واحد من "صحيح البخاري" ولكن -كما قلنا- روي في أماكن متفرقة, ولفظه: "وَقَدْ صَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف" لم نقف عليها في "صحيح البخاري" في الأطراف التي أشار إليها المعلق, لكنها ثابتة في "مسند أحمد" و"سنن أبي داود"، وأخرجه مسلم في الطهارة, باب: المسح على الخفين "ص229, 230" بدون ذكر قصة عبد الرحمن بن عوف، وأخرجه أبو داود مطولا وفيه قصة عبد الرحمن بن عوف من رواية يونس، عن الزهري، حدثني عباد بن زياد بمعناه "1/ 30 حديث 149" رقم "151" ثم قال في الحديث التالي له رقم "152": حدثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، وعنه زرارة بن أوفى، أن المغيرة بن شعبة قال: تخلف رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر هذه القصة, وقال: فأتينا الناس وعبد الرحمن بن عوف يصلي بهم الصبح، فلما رأى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أراد أن يتأخر، فأومأ إليه أن يمضي، قال: فصليت أنا وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خلفه ركعة، فلما سلّم قَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فصلى الركعة التي سبق بها, ولم يزد عليها.
فهذا شاهد للزيادة في قصة عبد الرحمن بن عوف، والحديث أخرجه الترمذي مختصرا جدا في كتاب الطهارة "ص342-348" "تحفة"، وابن ماجه "مختصرا" رقم "545"، والنسائي "1/ 70" كتاب الطهارة, باب: المسح على الخفين، وأحمد "4/ 247، 249" ومن طريق أيوب عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وهب الثقفي, أخرجه أحمد "4/ 244، 247، 248، 249" مطولا مع ذكر قصة عبد الرحمن بن عوف.
398 =(1/322)
.............................................................................................................
__________
= أخرجه الترمذي "تحفة" "1/ 327" وقال: حسن صحيح, وأبو داود في كتاب الطهارة, باب "61": المسح على الجوربين "حديث رقم 159"، وقال: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث؛ لأن المعروف عن المغيرة أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- مسح على الخفين.
وأخرجه ابن ماجه "حديث رقم 559".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في الطهارة "86".
قال المباركفوري في "شرح الترمذي" "تحفة الأحوذي" "1/ 330" باب: ما جاء في المسح على الجوربين والنعلين: اعلم أن الترمذي حسّن حديث الباب وصححه، ولكن كثيرا من أئمة الحديث ضعفوه، قال النسائي في "سننه الكبرى": لا نعلم أحدا تابع أبا قيس على هذه الرواية، والصحيح عن المغيرة أنه -عليه الصلاة والسلام- مسح على الخفين. انتهى.
وقال أبو داود في "سننه": كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث ... ثم ذكر كلام أبي داود المتقدم وقال: قال: روى أبو موسى الأشعري أيضا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- أنه مسح على الجوربين، وليس بالمتصل ولا بالقوي، وذكر البيهقي حديث المغيرة هذا, وقال: إنه حديث منكر.
ضعفه سفيان الثوري، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، ومسلم بن حجاج، والمعروف عن المغيرة حديث المسح على الخفين، ويروى عن جماعة أنهم فعلوه. قال النووي: كل واحد من هؤلاء لو انفرد, قدم على الترمذي مع أن الجرح مقدم على التعديل، قال: واتفق الحفاظ على تضعيفه، ولا يقبل قول الترمذي: إنه حسن صحيح. انتهى.
وقال الشيخ تقي الدين في "الإمام": أبو قيس الأودي اسمه: عبد الرحمن بن ثروان, احتج به البخاري في "صحيحه" وذكر البيهقي أن أبا محمد يحيى بن منصور قال: رأيت مسلم بن الحجاج ضعّف هذا الخبر، وقال: أبو قيس الأودي وهزيل بن شرحبيل لا يحتملان, وخصوصا مع مخالفتهما الأجلة الذين رووا هذا الخبر عن المغيرة، فقالوا: مسح على الخفين، وقالوا: لا يترك ظاهر القرآن بمثل أبي قيس وهزيل. قال: فذكرت هذه الحكاية عن مسلم لأبي العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي, فسمعته يقول: سمعت علي بن محمد بن شيبان يقول: سمعت أبا قدامة السرخسي يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لسفيان الثوري: لو حدثتني بحديث أبي قيس عن هزيل ما قبلته منك. فقال سفيان: الحديث ضعيف. ثم أسند البيهقي عن أحمد بن حنبل قال: ليس يروى هذا الحديث إلا من رواية أبي قيس الأودي، وأبي عبد الرحمن بن مهدي أن يحدث بهذا الحديث, وقال: هو منكر.
وأسند البيهقي أيضا عن علي بن المديني قال: حديث المغيرة بن شعبة في المسح رواه عن المغيرة أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة, ورواه هزيل بن شرحبيل عن المغيرة إلا أنه قال: =(1/323)
399- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَالَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ صَبَبْتُ عَلَيْهِ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.
__________
= ومسح على الجوربين فخالف الناس. وأسند أيضا عن يحيى بن معين قال: الناس كلهم يروونه على الخفين غير أبي قيس. قال الشيخ: ومن يصححه يعتمد بعد تعديل أبي قيس على كونه ليس مخالفا لرواية الجمهور مخالفة معارضة، بل هو أمر زائد على ما رووه، ولا يعارضه ولا سيما -وهو طريق مستقل برواية هزيل عن المغيرة- لم يشارك المشهورات في سندها. انتهى. كذا في "نصب الراية" "1/ 57".
قال: قلت: قوله: بل هو أمر زائد ... إلخ فيه نظر، فإن الناس كلهم رووا عن المغيرة بلفظ مسح على الخفين، وأبو قيس يخالفهم جميعا، فيروي عن هزيل عن المغيرة بلفظ مسح على الجوربين والنعلين فلم يزد على ما رووا, بل خالف ما رووا، نعم لو روى بلفظ مسح على الخفين والجوربين والنعلين, لصح أن يقال: إنه روى أمرا زائدا على ما رووه، وإذ ليس فليس؛ فتفكر.
فإذا عرفت هذا كله, ظهر لك أن أكثر الأئمة من أهل الحديث حكموا على هذا الحديث بأنه ضعيف، مع أنهم لم يكونوا غافلين عن مسألة زيادة الثقة, فحكمهم عندي -والله تعالى أعلم- مقدم على حكم الترمذي بأنه حسن صحيح.
وفي الباب حديثان آخران: حديث ابن مسعود وحديث بلال، وهما أيضا ضعيفان, لا يصلحان للاحتجاج.
ثم استطرد المباركفوري في الكلام على تضعيف الأحاديث, وآراء أهل العلم في المسألة, فلتراجع "تحفة الأحوذي" "1/ 331"، وانظر "حاشية السندي على سنن النسائي" "1/ 71"، و"النكت الظراف على تحفة الأشراف" "8/ 493" فقد قال الحافظ في نهاية الكلام على الحديث: وكلام أبي داود يشعر أنه معلول، فكأن البخاري لم يخرجه لذلك.
399 متن صحيح:
وانظر حديث رقم "396".(1/324)
57- رَجُلٌ مِنْ بَاهِلَةَ:
400- حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ أَنَا الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ. قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ حُسْنِ جِسْمِهِ. فَقَالَ: مَا أَفْطَرْتُ بَعْدَكَ نَهَارًا إِلَّا لَيْلًا. قَالَ: "وَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ؟ صُمْ شَهْرَ الصبر, ويوما من كل شهر". قَالَ: فَإِنِّي أَقْوَى. قَالَ: "صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ, وَيَوْمَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ". قَالَ: إِنِّي أَقْوَى. قَالَ: "صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ, وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ". قَالَ: إِنِّي أَقْوَى. قَالَ: "صم الحرم, وأفطر".
__________
400 ضعيف:
في سنده مجيبة الباهلي، قال الحافظ في "الميزان": ويقال: مجيبة الباهلية، عن عمه في الصوم، وعنه أبو السليل غريب لا يعرف. قال الحافظ في "التقريب": واختلفوا عليه، فقيل هكذا، وقيل: عن أبي مجيبة، عن أبيه، عن عمه. وقيل: عن مجيبة الباهلية، عن أبيها أو عمها، وقال بعضهم: عن مجيبة امرأة من أهله، وقال بعضهم: عن مجيبة عجوز من عجائز المسلمين، وذكر البغوي أن اسم والد مجيبة: عبد الله بن الحارث.(1/325)
58- مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
401- حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: دَخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ يَعُودُهُ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ وَابْنُ زياد عامل فسأله، فَقَالَ مَعْقِلٌ: وَاللَّهِ لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَيُّمَا رَجُلٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً, فَمَاتَ يَوْمَ يموت هو غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنة". قال: فهلا قبل ذلك الْيَوْمِ حَدَّثْتَنِي؟ قَالَ: لَوْلَا أَنِّي أَرَى مَا بِي, مَا حَدَّثْتُكَ.
402- حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زيادة، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ".
403- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عِيَاضٍ، قَالَ: سمعت
__________
401 صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب الأحكام, باب: من استرعى رعية فلم ينصح لهم "فتح" "13/ 126"، ومسلم في الإيمان، باب: استحقاق الوالي الغاشّ لرعيته النار "ص125، 1460"، وأحمد "5/ 25"، من طرق عن الحسن به.
402 وأخرجه مسلم "2268" في الفتن وأشراط الساعة، باب: فضل العبادة في الهرج، وأحمد "5/ 25".
وأخرجه أحمد أيضا "5/ 27" من طريق منصور بن زاذان، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ معقل بلفظ: "العبادة في الفتنة كهجرة إلي".
وأخرجه الترمذي "تحفة" "6/ 444" وقال: هذا حديث صحيح غريب، إنما نعرفه من حديث المعلى بن زياد, وابن ماجه "رقم 3985".
403 صحيح لغيره: =(1/326)
مَعْقِلًا قَالَ: وَكَانَ بَيْنَ جَارَيْنِ لَهُ خُصُومَةٌ فِي حَدٍّ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ يَقْطَعُ بِهَا مَالَ أَخِيهِ؛ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ".
__________
= وأخرجه أحمد "5/ 25"، وعزاه المزي في "الأطراف" للنسائي في "السنن الكبرى" في القضاء "50".
وفي هذا السند عياض البجلي، قال الذهبي عنه في "الميزان": عن معقل بن يسار, وعنه شعبة فقط.
وقال عنه الحافظ في "التقريب": مجهول. ونقل في "التهذيب" توثيق ابن حبان له، وتجهيل ابن المديني له.
وقد أخرج البخاري وغيره من حديث ابن مسعود ... فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يمين صبر, وهو فيها فاجر يقتطع بها مال امرئ مسلم؛ لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان" "فتح الباري" كتاب الأيمان والنذور "11/ 588" باب: قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} وأشار الحافظ هناك إلى طرق متكاثرة, عن جمع من الصحابة.(1/327)
59- يَعْلَى بْنُ السِّيَابَةِ:
404- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي "جَبِيرَةَ"1 عَنْ يَعْلَى بْنِ السِّيَابَةِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِقَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ, فَقَالَ: "إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ يُعَذَّبُ فِي غَيْرِ كَبِيرٍ". ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ، فَوَضَعَهَا عَلَى قَبْرِهِ وَقَالَ: "لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْهُ, مَا كانت رطبة".
__________
404 صحيح لغيره:
وأخرجه أحمد "4/ 172".
في سنده حبيب بن أبي كبيرة -في "مسند أحمد": حبيب بن أبي جبيرة- ترجمته في "تعجيل المنفعة" حاصلها أنه مجهول. أما الشاهد الصحيح القوي فهو ما أخرجه البخاري عن ابن عباس "فتح" "1/ 317" باب: من الكبائر أن لا يستتر من بوله، كتاب الوضوء، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- بحائط من حيطان المدينة أو مكة, فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "يعذبان, وما يعذبان في كبير"، ثم قال: "بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة"، ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين, فوضع على كل قبر منهما كسرة. فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ فعلت هذا؟ قال: "لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا -أو- إلى أن ييبسا".
__________
1 في "س": "كثير", والتصويب من مسند أحمد "4/ 172" برقم: [17560] بتحقيق الأرناءوط, ومصادر التخريج الأخرى.(1/328)
60- يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ:
405- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ قَالَ: ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ رَأَيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ إِذْ مَرَرْنَا بِبَعِيرٍ يُسْنَى1 عَلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا رَآهُ الْبَعِيرُ جَرْجَرَ وَوَضَعَ جِرَابَهُ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ؟ " فَجَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بِعْنِيهِ" قَالَ: لَا، بَلْ أَهَبُهُ لَكَ. قَالَ: "لَا، بَلْ بِعْنِيهِ". قَالَ: لَا؛ بَلْ أَهَبُهُ لَكَ، وَإِنَّهُ لِأَهْلِ بَيْتٍ مَا لَهُمْ مَعِيشَةٌ غَيْرُهُ، قَالَ: "أَمَّا إِذْ ذَكَرْتَ هَذَا مِنْ أَمْرِهِ؛ فَإِنَّهُ شَكَا كَثْرَةَ الْعَمَلِ وَقِلَّةَ الْعَلَفِ؛ فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ". ثم قال: سِرْنَا فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَنَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَاءَتْ شَجَرَةٌ تَشُقُّ الْأَرْضَ حَتَّى غَشِيَتْهُ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: "هِيَ شَجَرَةٌ اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا فِي أَنْ تسلّم على رسول الله, فأذن لها" ثُمَّ سِرْنَا فَمَرَرْنَا بِمَاءٍ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا بِهِ جِنَّة، فَأَخَذَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- بمنخره [ثم] 2 قال:
__________
405 ضعيف:
في سنده عبد الله بن حفص، مجهول، جهّله ابن معين وابن عدي كما في "التهذيب"، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
وفيه أيضا: عطاء بن السائب, وهو مختلط.
وأخرجه أحمد في "مسنده" "4/ 173"، ومن طريق أخرى عن يعلى "4/ 170" فقال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن يعلى بن مرة، فذكره.
لكن في هذا السند عبد الرحمن بن عبد العزيز, وهو مجهول.
__________
1 قال ابن الأثير في مادة "سنا": ومنه حديث البعير الذي شكا إليه، فقال لأهله: "إنا كنا نسنُو عليه" أي: نستقي.
2 من "س".(1/329)
"اخْرُجْ، إِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ". قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ سَفَرِنَا مَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَاءِ، فَأَتَتْهُ الْمَرْأَةُ بِجَزُورٍ وَلَبَنٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرُدَّ الْجَزُورَ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَشَرِبُوا اللَّبَنَ، فَسَأَلَهَا عَنِ الصَّبِيِّ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا رأينا به رَيْبًا بَعْدَكَ.
406- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنْ أَيْمَنَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى الثَّقَفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ أَخَذَ أَرْضًا بِغَيْرِ حَقِّهَا؛ كُلِّف أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ".
407- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَيُّمَا رَجُلٍ ظَلَمَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ؛ كَلَّفَهُ اللَّهُ أَنْ يَحْفِرَهُ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَ سَبْعِ أَرَضِينَ، ثُمَّ يُطَوَّقَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حتى يقضى بين الناس".
__________
406 حسن:
وأخرجه أحمد "4/ 172" من طريق مروان الفزاري، ثنا أبو يعقوب، عن أبي ثابت، قال: سمعت يعلى بن مرة، فذكره مرفوعا "425/ 173" من طريق عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا أبو يعقوب به.
وأيمن: هو ابن ثابت أبو ثابت، صدوق، كما في "التقريب".
وذكره الذهبي في "الميزان" وعزا حديثه إلى ابن حبان في "تاريخه", ولم يذكر فيه شيئا.
وأبو يعفور: هو عبد الرحمن بن عبيد بن النسطاس، ثقة.
ملاحظة: في "مسند أحمد" وابن حبان في "تاريخه" كما ذكره الذهبي: أبو يعقوب.
407 سند ضعيف:
وأخرجه أحمد "4/ 173"، وعزاه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" "5/ 104" إلى الطبري وابن حبان.
في هذا المسند الربيع بن عبد الله, قال الحافظ في ترجمته: "الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، عَنْ يَعْلَى بن مرة, في غضب الله" روى عنه زائدة بن قدامة، ذكره ابن حبان في =(1/330)
61- شُرَحْبِيلُ بْنُ أَوْسٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
408- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْهَوْزَنِيُّ نِمْرَانُ بْنُ مِخْمَرٍ الرَّحَبِيُّ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ أَوْسٍ الْكِنْدِيِّ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ شَرِبَهَا فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ شَرِبَهَا فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ شَرِبَهَا الرَّابِعَةَ فاقتلوه".
__________
= "الثقات" لكنه قال: يروي عن أيمن بن ثابت فأصاب, ثم جوز أنه الربيع بن خطاف وهو بعيد. قلت: على هذا فهو مجهول, لكن للحديث شواهد في "الصحيح" وغيره دون لفظة "حتى يقضى بين الناس" ففي البخاري في كتاب المظالم, باب: إثم من ظلم شيئا من الأرض, من حديث سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنِ ظلم من الأرض شيئا؛ طوقه من سبع أرضين" "فتح" "5/ 103" وكذلك أيضا في البخاري, من حديث عائشة رضي الله عنها.
وفي حديث ابن عمر في البخاري أيضا: "من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه؛ خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين".
408 صحيح:
وأخرجه أحمد "4/ 234" ونمران بن محمد ترجمته موجودة في "تعجيل المنفعة".
والحديث قد أخرجه جمع من أصحاب السنن, وغيرهم عن عدد من الصحابة, رضوان الله عليهم.
فمن حديث ابن عمر: أخرجه أبو داود في كتاب الحدود، باب: إذا تتابع شرب الخمر "4/ 624, 625"، والنسائي في الأشربة, باب: ذكر الروايات المغلظات في شرب الخمر "8/ 281" عن ابن عمر ونفر مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- وأحمد "2/ 136" ومن حديث أبي هريرة: أخرجه أبو داود بلفظ: "إذا سكر فاجلدوه ... "، حديث رقم "4484" وقال أبو داود: وكذا حديث عمرو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عن أبي هريرة: "إذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه" ا. هـ. وابن ماجه رقم "2572"، والنسائي "8/ 281"، والدارمي "2/ 115"، وأحمد "2/ 280, 504, 519"، و"2/ 291" بزيادة مخالفة: "فأتي برجل سكران في الرابعة, فخلى سبيله".
ومن حديث معاوية بن أبي سفيان: أخرجه أبو داود رقم "4482"، وأحمد "4/ 93، 95، 96، 101"، وابن ماجه "2573"، والترمذي "تحفة" "4/ 722". =(1/331)
62- مُعَاوِيَةُ بْنُ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيُّ، جَدُّ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ:
409- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّكُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ آخِرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ, عَزَّ وَجَلَّ".
410- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ
__________
= ومن حديث عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد "2/ 166، 191، 211، 214"، ومن حديث قبيصة بن ذؤيب: أخرجه أبو داود رقم "4485": "وقال في الرابعة: ثم أُتي به, فجلده ورفع القتل, وكانت رخصة".
ومن حديث الشريدة بن سويد: أخرجه الدارمي "2/ 175"، وأحمد "4/ 388, 389".
وعن رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- أخرجه أحمد "5/ 369"، وأيضا قد روي من طرق أخرى عن صحابة آخرين، راجع "مستدرك الحاكم".
409 صحيح:
وأخرجه أحمد "5/ 3، 5"، وابن ماجه حديث "4287، 4288"، وأحمد "4/ 447" بمتابعة لبهز بن حكيم, فقد رواه أحمد قال: ثنا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة، عن الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فذكره.
والحديث أخرجه الترمذي أيضا في التفسير, عند تفسير قوله تعالى من سورة آل عمران: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} بزيادة تفسيرية لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} "5/ 226"، وقال: حديث حسن، وقال المباركفوري في "شرح التحفة" "8/ 353":
أخرجه أحمد وابن ماجه والدارمي والطبراني والحاكم، وقال الحافظ: هو حديث مشهور، وقد حسنه الترمذي, ويروى من حديث معاذ بن جبل وأبي سعيد نحوه.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "2/ 65" بالإضافة إلى هؤلاء, إلى: عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
قلت: وأخرجه ابن جرير عند تفسير قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} "7/ 104" وذكر له شاهدا هناك أيضا, فقال: حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد، عن قتادة, قال: ذكر لنا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال ذات يوم وهو مسند ظهره إلى الكعبة: "نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة, نحن آخرها وخيرها".
410 صحيح لغيره: =(1/332)
الْقُشَيْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "فِي الْجَنَّةِ بَحْرُ الْمَاءِ، وَبَحْرُ اللَّبَنِ، وَبَحْرُ الْعَسَلِ، وَبَحْرُ الْخَمْرِ، ثُمَّ تُشَقَّقُ الْأَنْهَارُ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْهَا".
411- حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْجُرَيْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنْتُمْ مُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَمَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عليه يوم وإنه لكظيظ".
__________
= وأخرجه أحمد "5/5" من طريق يزيد بن هارون عن الجريري به، والترمذي في صفة الجنة, باب ما جاء في صفة أنهار الجنة "تحفة" "7/ 288" من طريق يزيد بن الجريري وقال: حديث حسن صحيح، وعزاه المباركفوري إلى البيهقي أيضا.
وأخرجه الدارمي "2/ 337" باب: في أنهار الجنة, من طريق يزيد بن هارون عن الجريري، وابن حبان في "موارد الظمآن" حديث "2623" من طريق وهب بن بقية, أنبأنا خالد عن الجريري فذكره، وذكر صاحب "الكواكب النيرات" في ترجمة ابن إياس الجريري: أن الشيخان قد رويا له من طريق خالد بن عبد الله.
وقال الله عز وجل: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} .
وقال سبحانه: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [فاطر] .
411 صحيح:
وأخرجه أحمد "5/ 3".
وحماد بن سلمة ممن سمع من الجريري قبل الاختلاط, كما في "الكواكب النيرات".
وانظر الحديث رقم "409".
وللجزء الأخير شاهد من حديث أبي سعيد الخدري, أخرجه أحمد "3/ 29" قال: ثنا حسن, ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ, ثَنَا دَرَّاجٌ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ فِي الْجَنَّةِ كمسيرة أربعين سنة".
وذكر مسلم في حديث من خطبة عتبة بن غزوان رضي الله عنه "ص2278" في كتاب الزهد: "ولقد ذكر لنا: أن ما بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام".
وأخرجه أحمد "4/ 174".(1/333)
63- مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ:
412- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرَادٌ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ. أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ".
__________
412 صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب العلم "فتح" "1/ 164" باب: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يفقهه في الدين، من حديث حميد بن عبد الرحمن, سمعت معاوية خطيبا فذكره.
وأخرجه أيضا في فرض الخمس "فتح" "6/ 217" وفي "الاعتصام" "13/ 293"، والمناقب "6/ 632"، والتوحيد "13/ 442"، وأخرجه مسلم "ص718, 719، ص1524"، وأخرجه أحمد من طرق عن معاوية "4/ 92، 93، 95، 96، 97، 98، 99".
والدارمي "1/ 73, 74"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "2/ 278، 279، 280".
وأخرجه الترمذي من حديث ابن عباس "تحفة" "7/ 404"، وقال: حسن صحيح، وأحمد "1/ 306"، والدارمي "1/ 74"، و"2/ 297"، وابن ماجه رقم "221"، وهذه طريق الترمذي: ثنا علي بن حجر, أخبرنا إسماعيل بن جعفر, أخبرني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يفقهه في الدين".
قلت: وهذا إسناد صحيح.
والحديث أخرجه أيضا الطحاوي من حديث عمر -رضي الله عنه- في "مشكل الآثار" "2/ 281" قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى, ثنا عبد الله بن وهب, أخبرني عمرو بن الحارث أن عباد بن سالم حدثه عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر بن الخطاب، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- أنه قال: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يفقهه في الدين".
وأخرجه الطحاوي "2/ 280" أيضا من حديث أبي هريرة فقال: ثنا أبو أمية, ثنا سريج بن النعمان الجوهري، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة قال: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله -عز وجل- يعطي"، وأخرجه ابن ماجه رقم "220"، وقال المعلق هناك: قال السندي: وإسناد أبي هريرة ظاهره الصحة, ولكن اختلف فيه على الزهري فرواه النسائي من حديث شعيب، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، وقال: والصواب: رواية الزُّهْرِيِّ, عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن, عن معاوية، كما في "الصحيحين".(1/334)
413- أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزِ لَاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ بَيْتًا فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ وَلَمْ يَقُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ: اجْلِسْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمْثُلَ الرِّجَالُ لَهُ قِيَامًا, فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
414- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، أنا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "الْأَعْمَالُ كَالْوِعَاءِ، إِذَا طَابَ أَعْلَاهُ طَابَ أَسْفَلُهُ، وَإِذَا فَسَدَ أَعْلَاهُ فَسَدَ أَسْفَلُهُ".
415- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عن أبي بردة، عن
__________
413 صحيح:
وأخرجه أبو داود في الأدب، باب: في قيام الرجل للرجل، حديث "5229"، والترمذي في الأدب، باب: ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل "تحفة" "8/ 29-31"، وقال: حديث حسن، وأحمد "4/ 91، 93، 100".
والبخاري في "الأدب المفرد" حديث رقم "977", والدولابي في "الكنى" "1/ 95", والطحاوي في "مشكل الآثار" "2/ 40".
وللحديث مشاهد في "مشكل الآثار" للطحاوي, فقال "2/ 38": حدثنا علي بن معبد, ثنا شبابة بن سوار، حدثني المغيرة بن مسلم، ثنا عبد الله بن بريدة، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحَبَّ أن يستجم له الرجال قياما, وجبت له النار"، وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "13/ 193". راجع فقه الحديث من الأصل.
414 صحيح:
وأخرجه أحمد "4/ 94" بزيادة في أوله: "إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء ... " من طريق عبد الله بن المبارك قال: أنا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جابر قال: حدثنا أَبُو عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ معاوية، وابن ماجه "حديث رقم 4199".
415 صحيح لغيره: =(1/335)
مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ فِي جَسَدِهِ يُؤْذِيهِ, إِلَّا كفَّر بِهِ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ".
416- ثَنَا يَعْلَى، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ: "اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ".
قَالَ عُثْمَانُ: وَحَدَّثَنِي زِيَادٌ -مَوْلَى الْحَارِثِ- مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ، وَزَادَ فِيهِ: "وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ".
417- حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، قال:
__________
= إذ إن في سنده طلحة بن يحيى, صدوق يخطئ، وأخرجه "4/ 98".
وللحديث شواهد صحيحة قوية, فقد أخرج البخاري في كتاب المرضى "10/ 103"، ومسلم "1994" وغيرهما من حديث عائشة -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ مصيبة تصيب المسلم, إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها" اللفظ للبخاري.
ومن حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ أخرج البخاري "10/ 103" ومسلم "1992, 1993" وغيرهما: "ما يصيب الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ, وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ, وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ, حَتَّى الشَّوْكَةِ يشاكها, إلا كفر الله بها من خطاياه".
ومن حديث ابن مسعود مرفوعا: ".... ما من مسلم يصيبه أذى, إلا حاتَّ الله عنه خطاياه كما تحاتَّ ورق الشجر" أخرجه البخاري فتح "10/ 110"، ومسلم 1993.
416 صحيح:
وأخرجه أحمد "4/ 97" من طريق عثمان بن حكيم قال: سمعت محمد بن كعب القرظي, به "4/ 98" من طريق مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن كعب القرظي.
وأخرجه أحمد أيضا "4/ 93" قال: ثنا شجاع بن الوليد قال: ذكر عثمان بن حكيم, عن زياد بن أبي زياد، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول:.... فذكره.
وقد سبق تخريج كل فقرة من فقرات الحديث.
417 صحيح:
وأخرجه مسلم "ص290"، وأحمد "4/ 98"، وابن ماجه رقم "725".(1/336)
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ الْمُؤذِّنِينَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
418- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَبَا شَيْخٍ الْهُنَائِيَّ قَالَ: كُنْتُ فِي مَلَأٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، وَأَنَا أَشْهَدُ. قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، وَأَنَا أَشْهَدُ. قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ رُكُوبِ صَفَفِ النُّمُورِ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، وَأَنَا أَشْهَدُ. قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ جَمْعٍ بَيْنَ حَجٍّ وَعُمْرَةٍ؟ قَالُوا: أَمَّا هَذَا فَلَا، قال: أما إنها معهم.
__________
418 سند ضعيف:
في هذا الإسناد عنعنة قتادة، وهو مدلس كما هو معلوم، ولم نقف على رواية مطولة كهذه تُوبع فيها قتادة, أو صرح فيها بالتحديث.
وأخرجه أحمد "4/ 92، 95، 99"، وعنعن فيه قتادة أيضا، وأخرجه أحمد "4/ 96" من حديث يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حدثني أبو شيخ الهنائي, فذكره مختصرا دون لفظة: "نهى عن جمع بين حجة وعمرة"، ومختصرا جدا "4/ 98".
وأخرجه أبو داود مختصرا في كتاب المناسك "حديث 1794"، وعنعن قتادة هناك أيضا.
أبو شيخ الهنائي: ثقة، كذا في "التقريب" ومضمون ما في "التهذيب"، وذكره الذهبي في "الكاشف"، ووثقه.
وأخرجه النسائي في الزينة, باب: تحريم الذهب على الرجال "8/ 139" مختصرا مقتصرا على النهي عن لبس الحرير, من طريق النضر بن شميل, حدثنا بيهس بن فهدان قال: ثنا أبو شيخ الهنائي ... ثم قال: خالفه علي بن غراب، رواه عن بيهس، عن أبي شيخ، عن ابن عمر.
والحديث ذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" أثناء ذكره باب: حجة من ذهب إلى أنه -عليه السلام- كان قارنا "5/ 140"، وعزاه إلى أبي داود الطيالسي وغيره.
ثم قال: وهو حديث جيد الإسناد, ويستغرب منه رواية معاوية -رضي الله عنه- في النهي عن الجمع =(1/337)
419- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيهِ, أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تُلْحِفُوا عَلَيَّ فِي الْمَسْأَلَةِ؛ فَوَاللَّهِ لَا يُلْحِفُ علي أحد فأعطيته, فَيُبَارَكَ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتُهُ".
420- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا الْبَجَلِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَمَاتَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَأَنَا ابن ثلاث وستين سنة.
__________
= بين الحج والعمرة.
وليراجع من أراد المزيد "البداية والنهاية" "5/ 141, 142".
والحديث ذكره -أيضا- الحافظ ابن القيم في "زاد المعاد" "2/ 138، تحقيق شعيب الأرناءوط" قبل باب: الرد على من ذهب إلى أنه -صلى الله عليه وسلم- حج متمتعا، ثم قال: ونحن نشهد بالله, أن هذا الحديث وهم من معاوية أو كذب عليه؛ فلم ينه رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- عن ذلك قط، وأبو شيخ: شيخ لا يحتج به, فضلا على أن يقدم على الثقات الحفاظ الأعلام، وإن روى عنه قتادة ويحيى بن أبي كثير، واسمه: خيوان بن خلدة -بالخاء المعجمة- وهو مجهول ا. هـ.
قلت تعقيبا على قول ابن القيم: إنه مجهول, فقد ذكر الذهبي في "الكاشف" توثيقه. وراجع أيضا "التهذيب" و"طبقات ابن سعد". وذكره الدولابي في "الكنى" ولم يذكر فيه تجهيلا. ونقل صاحب "المعبود" كلام ابن القيم فقال "5/ 220": "قال الحافظ شمس الدين ابن القيم، رحمه الله".
وقال عبد الحق: لم يسمع أبو شيخ من معاوية هذا الحديث ... ثم ذكر ما يفيد تضعيفه وخصوصا الجملة الأخيرة عنه.
419 صحيح:
وأخرجه مسلم من حديث عمرو، عن وهب بن منبه، عن أخيه همام، عن معاوية، به "ص718", وأحمد "4/ 98" من طريق عمرو، عن ابن منبه، عن أخيه، والنسائي في كتاب الزكاة, باب: الإلحاف في المسألة "5/ 73".
420 صحيح: =(1/338)
64- رَافِعٌ:
421- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَسْفِرُوا بِالصُّبْحِ؛ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ للأجر".
__________
= وأخرجه مسلم "ص1827" كتاب فضائل النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- باب: كم أَقَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- بمكة والمدينة؟
والترمذي "تحفة" "10/ 136" وقال: حسن صحيح، وأحمد "4/ 96".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في الوفاة "الكبرى" "14: 2"، وجاء أيضا من حديث ابن عباس في "صحيح مسلم" وغيره، ومن حديث عائشة في "صحيح مسلم" وغيره، ومن حديث أنس في "صحيح مسلم" وغيره "ص1825, 1826, 1827".
421 صحيح لغيره:
حيث إنه في هذا السند محمد بن إسحاق، مدلس وقد عنعن، وأيضا لم تذكر لعاصم بن عمر رواية عن رافع، بل بينهما واسطة كما في "السنن"، و"المسند"، والواسطة هو: محمود بن لبيد.
وعاصم هو ابن عمر بن قتادة, كما جاء موضحا في رواية أحمد "4/ 140"، و"فتح الباري" "2/ 55"، وأخرجه أحمد من طريق ابن عجلان، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ, عن رافع بن خديج مرفوعا بلفظ: "أصبحوا بالصبح, فإنه أعظم لأجوركم -أو- أعظم للأجر".
وأخرجه أحمد "3/ 465"، و"4/ 140-142"، وأبو داود في الصلاة "حديث رقم 424"، والترمذي وقال: حسن صحيح "تحفة" "1/ 478"، والنسائي "1/ 218".
وأخرجه أحمد "4/ 143" من طريق أسباط بن محمد, ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زيد بن أسلم، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ بعض أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فذكره.
والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" أثناء شرحه لباب: وقت الفجر، من كتاب مواقيت الصلاة "2/ 55"، وقال: صحَّحه غير واحد من حديث رافع بن خديج. ثم شرع في الكلام على فقهه.
والحديث أيضا جاء من طرق كثيرة، عن عاصم، عن محمود، عن رافع، به، فقد أخرجه الدارمي "1/ 277" من طريق ابن إسحاق عن عاصم، وأخرجه أيضا من طريق ابن عجلان عن عاصم "1/ 277"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "ص178, 179"، من طرق عن عاصم، به. =(1/339)
422- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَافِعٍ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "الْعَامِلُ فِي الصَّدَقَةِ لِوَجْهِ اللَّهِ بِالْحَقِّ كَالْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ, حَتَّى يَرْجِعَ إلى أهله".
__________
= وللحديث طريق أخرى عن محمود بن لبيد, أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 179" قال: ثنا بكر بن إدريس بن الحجاج قال: ثنا آدم قال: ثنا شعبة، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ رافع بن خديج قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى الله عليه وسلم: "نوروا بالفجر؛ فإنه أعظم للأجر"، وقال: ثنا علي بن معبد قال: ثنا شبابة بن سوار قال: ثنا أيوب بن سيار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جابر، عن أبي بكر الصديق، عن بلال، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- مثله.
ملاحظة: أبو داود المذكور في الحديث المتقدم هو الجزري, كما في "نصب الراية" للزيلعي "1/ 236".
وللحديث طرق أخرى، انظر "نصب الراية" للزيلعي "1/ 235-237"، و"إرواء الغليل" "1/ 281-287 رقم 258".
422 صحيح:
في سنده عاصم بن عمر: لم يسمع من رافع, كما تقدم في الحديث السابق.
وأخرجه الترمذي "تحفة" "3/ 307" كتاب الزكاة، باب: ما جاء في العامل على الصدقة بالحق, من طريق يزيد بن عياض، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ محمود بن لبيد، عن رافع به مرفوعا.
وأيضا من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ، عن محمود بن رافع، به مرفوعا، وقال الترمذي: حديث رافع بن خديج حديث حسن، ويزيد بن عياض ضعيف عند أهل الحديث، وحديث محمد بن إسحاق أصح.
والحديث أخرجه أبو داود رقم "2936"، وابن ماجه رقم "1809" باب: ما جاء في عمال الصدقة.
وأحمد "4/ 143" مصرحا بتحديث عاصم لابن إسحاق, فقال: ثنا يعقوب عن أبيه، عن ابن إسحاق قال: حدثني عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ, عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ رافع، به.
فأمنا تدليس ابن إسحاق.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" "1/ 406"، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي.(1/340)
423- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "الْحُمَّى فَوْرٌ مِنَ النَّارِ؛ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ".
424- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ -أَوْ مَلَك- إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا تَعُدُّونَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا فيكم؟ قالوا: خيارنا، قال: ذلك هم عندنا خيار الملائكة".
__________
423 صحيح:
أخرجه البخاري من حديث سفيان الثوري, عن أبيه به, مرفوعا "فتح" "6/ 330"، كتاب بدء الخلق، باب: صفة النار. وأخرجه البخاري أيضا في كتاب الطب، باب: الحمى من فيح جهنم, من حديث أبي الأحوص: حدثنا سعيد بن مسروق ... "فتح" "10/ 174"، وأخرجه هناك من حديث ابن عمر أيضا, وأخرجه مسلم "حديث 1733"، وهناك أيضا أخرجه من حديث ابن عمر, ومن حديث عائشة, ومن حديث أسماء, رضي الله عنهم.
والترمذي في الطب، باب: ما جاء في تبريد الحمى بالماء "6/ 241"، وأخرجه الترمذي هناك أيضا من حديث عائشة, وأسماء.
وأخرجه ابن ماجه رقم "3473"، وأخرجه هناك أيضا من حديث عائشة وابن عمر وأسماء وأبي هريرة، وإسناد حديث أبي هريرة هناك رجاله ثقات، إلا أن قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي، الطب في "السنن الكبرى".
وأخرجه أحمد "3/ 463, 464"، و"4/ 141".
وأخرجه أحمد من حديث ابن عباس "1/ 291"، ومن حديث عائشة "6/ 50، 91"، ومن حديث ابن عمر "2/ 21، 134"، ومن حديث أبي بشير الأنصاري "5/ 216"، ومن حديث أسماء "6/ 346".
وأخرجه الدارمي أيضا في الرقاق "2/ 316"، وأخرجه مالك في "الموطإ" "5/ 359-363" من حديث أسماء وعائشة وابن عمر, رضي الله عنهم.
424 صحيح:
وأخرجه أحمد "3/ 465" وابن ماجه في المقدمة, فضائل أهل بدر "حديث رقم 160" =(1/341)
425- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي النَّجَاشِيِّ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ تُنْحَرُ الْجَزُورُ، فَتُقْسَمُ عَشْرَةَ أَجْزَاءٍ ثُمَّ تُطْبَخُ، ثُمَّ نَأْكُلُ لَحْمًا نَضِيجًا قَبْلَ أَنْ نُصَلِّيَ الْمَغْرِبَ.
426- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، أنا الْأَوْزَاعِيُّ، أنا أَبُو النَّجَاشِيِّ، حَدَّثَنِي رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا, وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى مواقع نبله.
__________
= وأوضحه المزي يحيى بن سعيد فقال: عن يحيى بن سعيد التيمي، ولعله في نسخة أخرى من نسخ ابن ماجه.
ويحيى بن سعيد التيمي: هو الذي يروي عن عباية كما في "التهذيب", و"الجرح والتعديل" "7/ 29".
425 صحيح:
وأخرجه البخاري في الشركة "فتح" "5/ 128"، ومسلم في الصلاة، باب: استحباب التبكير بصلاة العصر، وأحمد "4/ 140-143".
426 صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة، باب: وقت المغرب "فتح" "2/ 40"، ومسلم "ص441"، وأحمد "4/ 141, 142"، وابن ماجه رقم "687" كتاب الصلاة، باب: وقت صلاة المغرب.(1/342)
65- بَشِيرٌ:
427- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي, وَهُوَ يُحَدِّثَنَا قَالَ: سَمِعْتُ لَيْلَى امْرَأَةَ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَةِ -وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُ: بَشِيرًا وَكَانَ اسْمُهُ قَبْلَ ذَلِكَ: زَحْمَ- تَقُولُ: أَخْبَرَنِي بَشِيرٌ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَلَا أُكَلِّمُ ذَلِكَ الْيَوْمَ أَحَدًا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَصُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي أَيَّامٍ هُوَ أَحَدُهَا، أَوْ شَهْرٍ، وَأَمَّا لَا تُكَلِّمُ: فَلَعَمْرِي, لَأَنْ تَتَكَلَّمَ فَتَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ, وَتَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَسْكُتَ".
428- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَادٌ، عَنْ لَيْلَى امْرَأَةِ بَشِيرٍ قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَصُومَ يَوْمَيْنِ مُواصِلَةً، فَمَنَعَنِي بَشِيرٌ وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى عنه [و] 1 قَالَ: "يَفْعَلُ ذَلِكَ النَّصَارَى، وَلَكِنْ صُومُوا كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ، وَأَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ؛ فَإِذَا كَانَ الليل فأفطروا".
__________
427 صحيح:
وأخرجه أحمد من طريق عبيد الله بن إياد بن لقيط، سمعت إياد بن لقيط يقول: سمعت ليلى امرأة بشير تقول: إن بشيرا سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكره "5/ 224, 225"، "5/ 225".
وبالنسبة لاختصاص يوم الجمعة بصوم, فقد جاء في "صحيح مسلم" مرفوعا "ص801": "لا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام, إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم"، وجاء في "مسند أحمد" "2/ 495": ثنا ابن نمير قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صالح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا تصوموا يوم الجمعة, إلا وقبله يوم أو بعده يوم".
وأخرجه الترمذي تحفة "3/ 447"، وابن ماجه "رقم 1733".
428 صحيح:
وأخرجه أحمد "5/ 225".
__________
1 من "س".(1/343)
66- بشر بن عاصم:
429- ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حماد بن سلمة، أنا [عبيد اللَّهِ] 1 بْنُ الْعَيْزَارِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، أَنَّ عُمَرَ أَرَادَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ، فَقَالَ: لَا أَعْمَلُ لَكَ. قَالَ: لِمَهْ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يُؤْتَى بِالْوَالِي فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ، فَيَهْتَزُّ بِهِ حَتَّى يَزُولَ كل عضو منه من مَكَانِهِ؛ فَإِنْ كَانَ عَدْلَا مَضَى، وَإِنْ كَانَ جَائِرًا أَهْوَى فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا". فَدَخَلَ عُمَرُ الْمَسْجِدَ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ: مَا شَأْنُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟! فَقَالَ: حَدِيثٌ حَدَّثَنِيهِ بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ فَحَدَّثَهُ بِهِ، فَقَالَ أبو ذر: نعم، لقد سمعته مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عُمَرُ: وَمَنْ يَرْغَبُ فِي الْعَمَلِ بَعْدَ هَذَا؟! فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَنْ أَسْلَتَ اللَّهُ أنفه, وأضرع خده.
__________
429 سند ضعيف:
فيه رجل لم يسم.
__________
1 تصحف من المطبوع إلى "عبد الله", والتصويب من "المطالب العالية" "2/ 373" برقم [2116/ 4] و"الإتحاف" "5/ 399" برقم [3906/ 3] .(1/344)
67- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ, رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ:
430- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ- قَالَ: أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَهَبَتْ بِإِبِلِ جَارٍ لَنَا، فَذَهَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَافَقْتُهُ وَهُوَ يَأْكُلُ، فَقَالَ: "هَلُمَّ وَكُلْ"، فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ: "هَلُمَّ أُحَدِّثْكَ عَنْ ذَلِكَ، إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ شَطْرَ الصَّلَاةِ، وَالصِّيَامَ -أَوْ قَالَ: الصَّوْمَ- وَعَنِ الْحُبْلَى أَوِ الْمُرْضِعِ". ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَالَهَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ أَحَدَهُمَا. قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ: يَا لَهْفَ نَفْسِي أَنْ لَا أَكُونَ أَكَلْتُ مِنْ طَعَامِ رَسُولِ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
430 حسن:
وأبو هلال الراسبي: محمد بن سليم, صدوق فيه لين, إلا أنه قد تُوبع من وهيب بن خالد كما في رواية النسائي, وستأتي إن شاء الله.
والحديث أخرجه أحمد "4/ 347، 5/ 29" من طرق عن أبي هلال، وأبو داود, باب "43": اختيار الفطر "2/ 796/ حديث 2408"، والبيهقي "4/ 231".
وأخرجه الترمذي في الصوم, باب: ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع تحفة "3/ 401"، وقال: حديث أنس بن مالك الكعبي حديث حسن, ولا نعرف لأنس بْنِ مَالْكٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- غير هذا الحديث الواحد، وابن ماجه حديث "1667" كتاب الصيام، باب: ما جاء في الإفطار للحامل والمرضع.
وأخرجه النسائي "4/ 160" قال: أخبرنا عمرو بن منصور قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن وهيب بن خالد قال: حدثنا عبد الله بن سوادة القشيري، عن أبيه، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَجُلٍ منهم- أنه أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- بالمدينة وهو يتغدى فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: $"هلم إلى الغداء". فقال: إني صائم. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وجل- وضع للمسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحبلى والمرضع".
وأخرجه البيهقي من طريق وهيب, ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أبيه "4/ 231".
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" من طريق أخرى مختصرا رقم "2043" حدثنا محمد بن عثمان العجلي، حدثنا عبيد الله، عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أبي قلابة، عن أنس قال.... =(1/345)
.................................................................................................
__________
= فذكره مختصرا، وقال أبو بكر: أنس بن مالك هو مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب بن مالك.
قلت لكم: تبين أن أبا قلابة لم يسمعه من أنس فقال: قال في الحديث رقم "2042": حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي, وأبو هاشم زياد بن أيوب قالا: حدثنا إسماعيل وهو ابن علية، حدثنا أيوب قال: كان أبو قلابة حدثني هذا الحديث، ثم قال لي: هل لك في الذي حدثنيه، فدلني عليه، فلقيته قال: حدثني قريب لي -يقال له: أنس بن مالك- قال, فذكره.
وقال البيهقي "4/ 231" "السنن الكبرى": ورواه الثوري، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عن أنس بن مالك الكعبي.
ورواه مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قلابة، عن رجل من بني عامر، أن رجلا يقال له: أنس, حدثه.
ورواه خالد الحذاء عن أبي قلابة ويزيد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عن رجل من بني عامر أن رجلا منهم أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم.
ورواه يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أبي قلابة، عن أبي أمية أو أبي المهاجر، عن أبي أمية قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَهُوَ أبو أمية أنس بن مالك الكعبي.
وأخرجه البيهقي في "سننه الكبرى" أيضا "3/ 154" بلفظ: "إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحبلى والمرضع". وقال ابن التركماني في "الذيل": هذا الحديث مضطرب سندا ومتنا. وأخرجه الترمذي وحسنه من حديث أبي سوادة عن أنس, ولفظه: "إن الله وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ: شَطْرَ الصَّلَاةِ، وعن الحامل والمرضع: الصوم"، ثم إن لفظ الحديث يقتضي ظاهره وضع شطر الصلاة عن الحامل والمرضع, وليس الأمر كذلك بخلاف اللفظ الذي أورده الترمذي.
وأخرجه البيهقي في "الخلافيات" من حديث قبيصة، ثنا سفيان، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عن أنس بن مالك, وفي آخره: "إن الله وضع عن المسافر والحامل والمرضع الصوم, وشطر الصلاة"، ثم قال البيهقي: تفرد به قبيصة. وإنما رواه الناس عن الثوري، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عن رجل من بني عقيل، عن رجل يقال له: أنس بن مالك. انتهى كلامه.
وهذا المتن أشد إشكالا من المتن الذي ذكره في هذا الكتاب -أعني "السنن"- ثم إن قبيصة لم ينفرد به عن سفيان، بل تابعه عليه غيره. قال النسائي في سننه: أنا عمر بن محمد بن محمد، عن الحسن، ثنا أبي، ثنا سفيان الثوري، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ, عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الله وضع عن المسافر الصلاة -يعني نصفها- والصوم، وعن الحبلى والمرضع".
قلت: أما بالنسبة لاضطراب المتن, فكل ما هناك تقديم وتأخير, وقد قال ابن خزيمة "3/ 267": هذا الخبر من الجنس الذي أعلمت في كتاب الإيمان أن اسم النصف قد يقع على جزء من =(1/346)
68- صَخْرٌ الْغَامِدِيُّ:
431- ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ الْبَجَلِيِّ يُحَدِّثُ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهِمْ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ تَاجِرًا, وَكَانَ إِذَا بَعَثَ غِلْمَانَهُ بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ. قَالَ: فَكَثُرَ مَالُهُ حَتَّى كَانَ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَضَعُهُ؟
__________
= أجزاء الشيء وإن لم يكن نصفا على الكمال والتمام، وإن النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أعلم في هذا الخبر إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَضَعَ عن المسافر شطر الصلاة, والشطر في هذا الموضع النصف لا القبل ولا التلقاء والجهة, أعني قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] ، ولم يضع على المسافر نصف فريضة الصلاة على الكمال والتمام؛ لأنه لم يضع من صلاة الفجر, ولا من صلاة المغرب عن المسافر شيئا ا. هـ كلامه.
أما بالنسبة لسياق أبي قلابة, فإنه لا يصح حديث أن بينهما رجلا لم يسم كما تقدم, فلا يثار في معرض الإشكال.
والحديث أخرجه أيضا الطبراني في "المعجم الكبير" بأسانيد عديدة, وفي بعضها اختصارات وفي بعضها زيادات "1/ 235-237"، والبخاري في "التاريخ الكبير" "2/ 29".
وابن جرير في تفسير سورة البقرة, عند تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ} "2/ 140".
وعزاه الحافظ في "النكت الظراف" إلى: الطحاوي, والماوردي, والبغوي في المصابيح، والمقدسي في "المختارة"، وابن قانع.
وعزا للترمذي والبغوي القول بأنهما لا يعرفان لأنس بن مالك الكعبي غير هذا الحديث.
تنبيه: قال أبو حاتم في "العلل": الناس يختلفون في هذا الحديث؛ فمنهم من يقول: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أبي قلابة, عن أنس بن مالك الكعبي, ومنهم من يقول: عن أبي أمية. والصحيح: ما يقوله أيوب السختياني، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك القشيري. "العلل" "ص1/ 266".
431 سند ضعيف:
في سنده عمارة بن حديد, وهو مجهول كما في "ميزان الاعتدال".
وأخرجه أبو داود في الجهاد, باب "85": الابتكار في السفر "حديث رقم 2606"، والترمذي =(1/347)
69- حَرْمَلَةُ الْعَنْبَرِيُّ:
432- ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ضِرْغَامَةَ بْنِ عُلَيْبَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الغداة. قال:
__________
= في كتاب البيوع، باب: ما جاء في التبكير بالتجارة "حديث رقم 230" "تحفة" "4/ 402"، وقال: حديث حسن، وابن ماجه رقم "2236" كتاب التجارات, باب "41".
وعزاه المباركفوري إلى النسائي وابن حبان في "صحيحه"، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي.
وأخرجه أحمد "3/ 416، 417، 431، 432"، "4/ 384، 390، 391"، والدارمي في "السير" "2/ 214"، والطبراني في "المعجم الكبير" "8/ 28، 29" من طريق عمارة بن حديد، عن صخر الغامدي.
وقال الذهبي في "الميزان" "3/ 175" بعد أن ذكر هذا الحديث, وضعفه: في الباب عن أنس بإسناد تالف، وعن بريدة من طريق أوس بن عبد الله وهو لين، وعن ابن عباس من وجهين لم يصحا.
قلت: والحديث أخرجه ابن ماجه بإسناد ضعيف من حديث عبد الله بن عمر رقم "2238"، وأخرجه عبد الله بن أحمد من زياداته من طرق كثيرة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ علي -رضي الله عنه- مرفوعا. مسند أحمد "1/ 154-156"، وعبد الرحمن بن إسحاق: ضعيف، والنعمان بن سعد: مجهول.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" من حديث ابن مسعود "10/ 257 رقم 10490" لكن في سنده علي بن عابس قال في "المجمع": إنه ضعيف.
وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس "10/ 347".
وذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" "4/ 61" روايات لهذا الحديث عن جمع كبير من الصحابة، وفي جميعها مقال.
وقال المباركفوري "تحفة" "4/ 403": قال المنذري: وقد رواه جمع من الصحابة -وذكرهم- وفي كثير من أسانيدها مقال, وبعضها حسن, وقد جمعتها في جزء وبسطت الكلام عليها.
قلت: فليراجع هذا الكلام من كلام الشيخ ناصر الدين الألباني, حيث إنه صحح هذا الحديث كما في "صحيح الجامع" رقم "1311" وعزاه إلى بعض مؤلفاته "عزا تخريجه" وليست موجودة بين يدي.
432 ضعيف: =(1/348)
فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ نَظَرْتُ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ، مَا كَادَ تَسْتَبِينُ وُجُوهُهُمْ بَعْدَمَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا قَرُبْتُ أَرْتَحِلُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: "عَلَيْكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَإِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِ الْقَوْمِ فَسَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ لِكَ مَا يُعْجِبُكَ فَأْتِهِ، وَمَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ لَكَ مِمَّا تَكْرهُ فاتركه". قال: وكان عُلَيْبَةُ بَرًّا بِأَبِيهِ حَرْمَلَةَ. قُلْتُ: وَمَا كَانَ بِرُّهُ بِهِ؟ قَالَ: كَانَ إِذَا قَرَّبَ الطَّعَامَ نَظَرَ أَوْفَرَ عَظْمٍ وَأَطْيَبَهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَإِذَا كَانَ فِي الْمَسِيرِ نَظَرَ أَوْطَى بَعِيرٍ, وَأَجَلَّهُ فَحَمَلَهُ عَلَيْهِ، فكان ذلك بره به.
__________
= في سنده ضرغامة بن عليبة مجهول, لم يرو عنه إلا قرة بن خالد، والحديث أخرجه أحمد "4/ 305".(1/349)
70- يَزِيدُ بْنُ أَسَدٍ:
433- حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ: "يَا يَزِيدُ بْنَ أَسَدٍ, أَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ".
__________
433 سند ضعيف:
في سنده خالد القسري.
أما معناه فصحيح, يشهد له ما لا يحصى من الكتاب والسنة.
والحديث ذكره الحافظ في "الإصابة" وعزاه إلى "مسند عبد بن حميد" أيضا, وقال: صححه الحاكم. وقال يحيى بن معين: أهل خالد ينكرون أن يكون لجد خالد صحبة.
والحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" "7/ 428".(1/350)
71- يَزِيدُ بْنُ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ:
434- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا حَاتِمُ بن إسماعيل [الضبي] 1، عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ قَالَ: أَخْبَرَنِي سعيد بن سلمان، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا آخَى الرجلُ الرجلَ, فَلْيَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ، وَمِمَّنْ هُوَ؛ فَإِنَّهُ أوصل للمودة".
__________
434 مرسل ضعيف:
وأخرجه الترمذي "تحفة" "7/ 72"، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف ليزيد بن نعامة سماعا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم ا. هـ.
وجزم المزي في "الأطراف" أن لا صحبة له.
ثم إن في سنده سعيد بن سليمان: مجهول.
وفي "الجرح والتعديل" ما نصه "9/ 292": يزيد بن نعامة الضبي: بصري، تابعي، لا صحبة له، حكى البخاري أن له صحبة وغلطا.
قلت: قال البخاري في "التاريخ الكبير" "363": يزيد بن نعامة الضبي البصري سمع أنسا، روى عنه سلام بن مسكين, قال معلى: قلت له: يا أبا مسكين. ا. هـ. وللمعلق على "تاريخ البخاري" و"الجرح والتعديل" كلام, مضمونه: أن البخاري لم يثبت له صحبة.
وقال ابن سعد في "الطبقات" "6/ 65": أخبرت عن حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ عِمْرَانَ بن مسلم، عن سعيد بن سلمان، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيِّ قال -وقد أدرك رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا آخَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ, فَلْيَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ، وَمِمَّنْ هُوَ؛ فإنه أوصل للمودة".
__________
1 من "س".(1/351)
72- يَزِيدُ بْنُ سَلَمَةَ:
435- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَشْوَعَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَخَافُ أَنْ يُنْسِيَنِي أَوَّلُهُ آخِرَهُ؛ فَحَدِّثْنِي بِكَلِمَةٍ تَكُونُ جَمَّاعَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اتَّقِ اللَّهَ فيما تعلم".
__________
435 وأخرجه الترمذي "تحفة" "7/ 454"، وقال: هذا حديث ليس إسناده بمتصل هو عندي مرسل، ولم يدرك عندي ابن أشوع, يزيد بن سلمة، وابن أشوع اسمه: سعيد بن أشوع.
وقال الحافظ في التهذيب أيضا في ترجمة سعيد بن أشوع, هو سعيد بن عمرو بن أشوع: إنه لم يدرك يزيد بن سلمة. وعزاه المباركفوري في "شرح التحفة" إلى البخاري في "التاريخ الكبير".(1/352)
73- يَزِيدُ بْنُ السَّائِبِ:
436- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ صاحبه جادا أو لَاعِبًا، وَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ عَصَا صاحبه فليردّها عليه".
__________
436 حسن:
وأخرجه أحمد "4/ 221" من طريق ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن السائب به.
وأبو داود في الأدب "93" باب: من يأخذ الشيء على المزاح "5/ 273" من طريق ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الله، به.
والترمذي "6/ 378" من طريق ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الله، به، وقال: حديث حسن غريب، ولا نعرفه إلا من حديث ابن أبي ذئب، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" "3/ 637".
وبعضهم قال في الصحابي "جد عبد الله": يزيد بن السائب، وبعضهم قال: يزيد بن سعيد.(1/353)
74- أَبُو يَزِيدَ أَوْ "أَبُو السَّائِبِ" جَدُّ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ:
437- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَعُوا النَّاسَ فَلْيُصِبْ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ؛ فَإِذَا اسْتَنْصَحَ الرجلُ الرجلَ فلينصح له".
__________
437 سند ضعيف:
فيه حكيم بن أبي يزيد, قال الحافظ في ترجمته في "تعجيل المنفعة": عن أبيه, وعنه عطاء بن السائب, وثقه ابن حبان.
قلت: فعلى هذا فهو مجهول، وقاعدة ابن حبان في توثيق المجاهيل معروفة.(1/354)
75- يَزِيدُ بْنُ عَامِرٍ السُّوَائِيُّ:
438- حَدَّثَنِي مُوسَى بنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي: السَّائِبُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ عَامِرٍ السُّوَائِيَّ -وَكَانَ شَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ أَسْلَمَ- فَنَحْنُ نَسْأَلُهُ عَنِ الرُّعْبِ الَّذِي أَلْقَى اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي قُلُوبِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، كَيْفَ كَانَ؟ قَالَ: كَانَ يَأْخُذُ لَنَا الْحَصَاةَ فَيَرْمِي بِهَا "الطَّشْتَ"1 فَيَطِنُّ. قَالَ: كُنَّا نَجِدُ فِي أَجْوافِنَا مِثْلَ هَذَا.
439- حَدَّثَنَا مُوسَى بنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ عِنْدَ انْكِشَافَةٍ انْكَشَفَهَا الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: فَتَبِعَهُمُ الْكُفَّارُ, فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ قَبْضَةً مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِهِمْ، فَقَالَ: "ارْجِعُوا، شاهت الوجوه"، قال: فما [منا] 2 مِنْ أَحَدٍ يَلْقَى أَخَاهُ إِلَّا وهو يَشْكُو الْقَذَى, أَوْ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ.
__________
438 ضعيف:
في إسناده السائب الطائفي، ترجمته في "الجرح والتعديل" "4/ 245" "ج2 قسم1": السائب الطائفي روى عن يزيد بن عامر السوائي, روى عنه ابن سعيد السائب، سمعت أبي يقول ذلك.
قلت: فعلى هذا, فهو مجهول.
439 سند ضعيف:
في سنده السائب بن يسار الطائفي: تقدم في الحديث السابق.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "3/ 226" إلى البخاري في "التاريخ الكبير" وابن مردويه والبيهقي. وبمراجعة "التاريخ الكبير" "4/ 155" قال: قال لي إبراهيم بن المنذر، عن معن، حدثني سعيد بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يزيد بن عامر، عَنِ النَّبِيِّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
__________
1 في "س": الطست، وهما لغتان.
2 من "س".(1/355)
76- يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ:
440- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَامَ يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: إِنَّهَا أَصْبَحَتْ عَلَيْكُمْ وَأَمْسَتْ مِنْ بَيْنِ أَخْضَرَ وَأَحْمَرَ وَأَصْفَرَ وَفِي الْبُيُوتِ مَا فِيهَا، فَإِذَا لَقِيتُمُ الْعَدُوَّ غَدًا فَقُدُمًا قُدُمًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا تَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ خُطْوَةٍ إِلَّا تقدم إلى الحور العين؛ فإذا تأخّر استترن مِنْهُ، وَإِنِ اسْتُشْهِدَ كَانَتْ أَوَّلُ نَضْحَةٍ كَفَّارَةَ خَطَايَاهُ، وَتَنْزِلُ إِلَيْهِ ثِنْتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَيَنْفُضَانِ عَنْهُ التُّرَابَ, وَيَقُولَانِ: مَرْحَبًا قَدْ آنَ لَكَ. وَيَقُولُ: مَرْحَبًا قَدْ آن لكما".
__________
440 في سنده كلام:
يزيد بن شجرة مختلف في صحبته, انظر "الإصابة" "3/ 621"، قال الحافظ في "الإصابة" بعد أن ذكر الاختلاف في صحبته ما نصه: قال أبو عمر: روى عن مجاهد حديثا واحدا في الجهاد, مضطرب الإسناد.
قال الحافظ: قلت: وحديث ابن فضيل رويناه في "مكارم الأخلاق" للخرائطي عن علي بن حرب، عنه ولفظه: "قام يزيد بن شجرة ... " فذكره، قال الحافظ: وكذا أخرجه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عن محمد بن فضيل. قال البغوي: رواه حصين، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة موقوفا, وهو الصواب.
قال الحافظ: قلت: ورويناه في "الغيلانيات" قال: حدثنا محمد بن يونس، حدثنا يحيى بن كثير، حدثنا شعبة، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ يزيد بن شجرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- ... فذكر بعض الحديث، ومحمد بن يونس هو: الكديمي، ضعيف، والمحفوظ عن الأعمش موقوفا. وأخرجه البغوي أيضا من طريق خالد الواسطي، عن يزيد مرفوعا، وأبو نعيم من طريق مسعود بن سعد, عن يزيد كذلك.
وقال في رواية: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- وقد رواه عبد الله بن المبارك في "الزهد" عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مجاهد موقوفا.
وكذا أخرجه ابن منده من طريق الأعمش، عن مجاهد، وأخرجه البيهقي من طريق شعبة، قال: كتب إلي منصور وقرأته عليه، عن مجاهد، فذكره مطولا موقوفا, ثم ذكر لفظه....
قال الحافظ: وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الشام مع بعض الصحابة.....(1/356)
77- أَبُو زُهَيْرٍ الثَّقَفِيُّ:
441- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْبَنَاةِ -أَوْ بِالْبَنَاوَةِ- وَالْبَنَاوَةُ مِنَ الطَّائِفِ، فَقَالَ: "يوشك أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ -أَوْ قَالَ- خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ"، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنَ النَّارِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِمَ؟ قَالَ: "بِالَثَّنَاءِ الْحَسَنِ، وَالثَّنَاءِ السَّيِّئِ، وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ بَعْضُكُمْ على بعض".
__________
441 سند ضعيف:
أبو بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ, قال في ترجمته في "الجرح والتعديل": روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وأمية بن صفوان.
وقال الحافظ في "التقريب": إنه مقبول.
وفي سنده أيضا أمية بن صفوان, وهو "أمية بن صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صفوان" قال الحافظ فيه: مقبول.(1/357)
78- الْحَارِثُ بْنُ وَقْشٍ, أَوْ: وُقَيْشٍ:
442- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا يزيد بن زريع، ثنا دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَارِثُ بْنُ وَقْشٍ -أَوْ: وُقَيْشٍ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا أَرْبَعَةٌ مِنْ أَوْلَادِهِمَا, إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَثَلَاثَةٌ؟ قَالَ: "وَثَلَاثَةٌ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاثْنَانِ؟ قَالَ: "وَاثْنَانِ". قَالَ: "وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرُ من مضر".
__________
442 سند ضعيف:
فيه عبد الله بن قيس -وهو النخعي الكوفي- مجهول. انظر "التهذيب".
وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه داود بن أبي هند.
والحديث ذكره الحافظ في "الإصابة" "1/ 287"، وأخرجه أحمد "4/ 212"، "5/ 312، 313".(1/358)
79- الْحَارِثُ:
443- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي سُبَيْعَةَ الضَّبْعِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ, أَنَّ رَجُلًا كَانَ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُحِبُّهُ فِي اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "أَوَمَا أعلمتَهُ ذَلِكَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَاذْهَبْ فَأَعْلِمْهُ". قَالَ: فَذَهَبَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ، فَقَالَ: أحبك الذي أحببتني له.
__________
443 رجاله ثقات:
و"الحارث: قال أبو حاتم: له صحبة" كما نقل ذلك في "الإصابة" "1/ 295", و"تحفة الأشراف" "3/ 10".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في اليوم والليلة من طرق كثيرة، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبي سبيعة، عن الحارث مرفوعا.
والحديث ذكره الحافظ في "الإصابة" "5/ 295" من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن الحارث، به.
وقال: وقال مبارك بن فضالة، وحسين بن واقد, وغيرهما: عن ثابت، عن أنس, فالله أعلم.
قلت: وقد أشار المزي أيضا إلى طريق حسين بن واقد في "تحفة الأشراف" "1/ 108 حديث رقم 285"، وعزاه إلى النسائي في "اليوم والليلة" عن محمد بن عقيل بن خويلد النيسابوري، عن علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه به.
وأما حديث المبارك بن فضالة, فقد أخرجه أبو داود "5/ 344 حديث 5125" قال: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا المبارك بن فضالة، حدثنا ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك, أن رجلا كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- فمر به رَجُلٌ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إني لأحب هذا ... فذكر الحديث.
وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة "حديث رقم 198 ص83".
قلت: وللحديث شواهد, فقد قال ابن السني في "عمل اليوم والليلة": أخبرنا أبو عبد الرحمن, أنا شعيب بن يوسف, عن يحيى بن سعيد القطان، عن ثور بن يزيد, حدثني حبيب بن عبيد، عن المقدام بن معديكرب أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إذا أحب أحدكم أخاه, فليعلمه ذلك".
وأخرجه أبو داود "حديث 5124"، والترمذي في الزهد, باب: ما جاء في الحب في الله.
وشاهد آخر رقم "198" فقال: ثنا أبو يعلى، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، عن أبي عبد الرحمن الصنابحي، عن حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن =(1/359)
80- الْحَارِثُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ:
444- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ السَّكْسَكِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ: "يَا حَارِثُ، كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ " قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا. فَقَالَ: "انْظُرْ مَا تَقُولُ, إِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً". قَالَ: أَلَسْتُ قَدْ عزفتُ الدُّنْيَا عَنْ نَفْسِي وأظمأتُ نَهَارِي وأسهرتُ لَيْلِي، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا، يَعْنِي: يَصِيحُونَ؟ قَالَ: "يَا حَارِثُ، عَرَفْتَ فالزم" ثلاث مرات.
__________
= الحبلي، عن معاذ قال: لقيني رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فأخذ بيدي, فقال: "يا معاذ، إني أحبك في الله". قال: قلت: وأنا والله يا رسول الله, أحبك في الله. قال: "أفلا أعلمك كلمات تقولها دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ, وَشُكْرِكَ, وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ".
444 سند ضعيف:
فيه ابن لهيعة, وهو مختلط.
وأخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان "ص37، 38" من طرق أخرى, فقال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ, أنا أبو معشر, عن محمد بن صالح الأنصاري, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- لقي عوف بن مالك فقال: "كيف أصبحت يا عوف" ... فذكره.
قال الشيخ ناصر الألباني في تعليقه على هذا الحديث: ضعيف مرسل، فإن محمد بن صالح الأنصاري هو التمار المدني من أتباع التابعين، وهو صدوق يخطئ كما في "التقريب"، وأبو معشر اسمه: نجيح بن عبد الرحمن وهو ضعيف. ا. هـ.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضا في الإيمان "ص38 حديث رقم 115" ثنا ابن نمير، نا مالك بن مغول، عن زبيد قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: "كيف أصبحت يا حارث" ... قال الشيخ ناصر في تعليقه على الحديث: معضل؛ فإن زبيدا من الطبقة السادسة التي لم تلق أحدا من الصحابة عند الحافظ في "التقريب"، وقد روي موصولا عن الحارث بن مالك نفسه، رواه عبد بن حميد, والطبراني، وأبو نعيم بسند ضعيف. ا. هـ. =(1/360)
81- حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ:
445- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- ومعه جبريل جالسا فِي الْمَقَاعِدِ, فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ "اجْتَزْتُ"1، فَلَمَّا رَجَعْتُ وَانْصَرَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "هَلْ رَأَيْتَ الَّذِي كَانَ مَعِي؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَقَدْ رَدَّ عَلَيْكَ السلام".
__________
= قلت: والحديث ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره, عن تفسير قوله تعالى من سورة الأنفال: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} "2/ 286"، وعزاه الطبراني ولم يتكلم فيه.
وراجع أيضا "الإصابة" "1/ 289".
445 سند صحيح:
وأخرجه أحمد "5/ 433".
والحديث ذكره الحافظ في "الإصابة" "1/ 298" في ترجمة حارثة بن النعمان، وقال: إسناده صحيح, وعزاه إلى أحمد والطبراني.
__________
1 في "س، ك": أخرت.(1/361)
82- سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ:
446- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ, أنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ صَفْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ -أَوْ: عَنْ مُحَمَّدٍ- عَنِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ فليدنُ مِنْهُ، لَا يَقْطَعَ الشيطان عليه صلاته".
__________
446 صحيح لغيره:
وأخرجه أحمد "4/ 2"، وأبو داود "حديث رقم 695"، والنسائي "1/ 62" من حديث صفوان بن سليم، عن نافع بن جبير، عن سهل بن أبي حثمة يبلغ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم. وقال أبو داود: رواه واقد بن محمد، عن صفوان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال بعضهم: عن نافع بن جبير، عن سهل بن سعد، واختلف في إسناده.
وأخرج أبو داود شاهدا لهذا الحديث رقم "698" قال: حدثنا محمد بن العلاء, ثنا أبو خالد, عن ابن عجلان، عن زبيد بن أسلم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سعيد الخدري، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا صلى أحدكم, فليصل إلى سترة, وليدنُ منها".
وأخرجه ابن ماجه رقم "954".
وانظر "سلسلة الأحاديث الصحيحة" "3/ 374".(1/362)
83- سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ:
447- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ, أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحُكُّ رَأْسَهُ بمدرى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ علمتُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي لطعنتُه فِي عَيْنِكَ"، وَقَالَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِذْنُ مِنْ أَجْلِ الْإِبْصَارِ".
448- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ, أَنَّ أُحُدا ارْتَجَّ وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اثْبُتْ أُحُدُ، مَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ".
__________
447 صحيح:
وأخرجه البخاري "فتح" "10/ 366"، وأشار هناك إلى الأطراف في "صحيح البخاري"، ومسلم "ص1698" كتاب الآداب، باب: تحريم النظر في بيت غيره، والترمذي "5/ 64" وقال: حسن صحيح، والنسائي "8/ 54"، وأحمد "5/ 334, 335".
448 صحيح:
وأخرجه البخاري من حديث أنس بن مالك, في كتاب فضائل الصحابة "فتح" "7/ 22" فضل أبي بكر "7/ 32 فتح"، في فضائل عمر، وأخرجه أبو داود "5/ 40 رقم 4651".
وأخرجه الترمذي "تحفة" "10/ 186" في مناقب عمر، وقال: حسن صحيح، وأحمد من حديث بريدة رضي الله عنه "5/ 346" بلفظ: "اثبت حراء"، والترمذي من حديث أبي هريرة وسنده حسن.
قال: وفي الباب عن عثمان وسعيد بن زيد وابن عباس وسهل بن سعد وأنس بن مالك وبريدة الأسلمي وقال: هذا حديث صحيح.
ومسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ على حراء "ص1880".
قال الحافظ في "الفتح" "7/ 38":
قوله: "صعد أحدا" هو الجبل المعروف بالمدينة، ووقع في رواية مسلم من وجه آخر عن سعيد: "حراء" والأول أصح, ولولا اتحاد المخرج لجوزت تعدد القصة، ثم ظهر لي أن الاختلاف فيه من سعيد, فإني وجدته في مسند الحارث بن أسامة، عن روح بن عبادة، عن سعيد فقال فيه: =(1/363)
449- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ إِذْ قِيلَ لَهُ: كَانَ بَيْنَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأَهْلِ قُبَاءَ شَيْءٌ؟ فَقَالَ: قَدِيمٌ كَانَ ذَلِكَ، كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ جِيءَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَهْلِ قُبَاءَ شَيْءٌ. فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليهم لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ فَأَبْطَأَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ بِلَالٌ لِأَبِي بَكْرٍ: أَلَا أُقِيمُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ. فَأَقَامَ بِلَالٌ فَقَدَّمَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ، فَبَيْنَا هُوَ يُصَلِّي أَقْبَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ يَشُقُّ الصُّفُوفَ حَتَّى قَامَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، وَجَعَلُوا يُصَفِّقُونَ وَأَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا الْتَفَتَ، فَإِذَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَائِمٌ خَلْفَهُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ يُصَلِّيَ كَمَا هُوَ، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ وَرَاءَهُ وَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَلَّى، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: "مَا مَنَعَكَ إِذْ أَمَرْتُكَ أَنْ لَا تَكُونَ صَلَّيْتَ؟ " قَالَ: لَا يَنْبَغِي لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَتَقَدَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا شَأْنُ التَّصْفِيقِ فِي الصَّلَاةِ؟! إِنَّمَا التَّصْفِيقُ للنساء, والتسبيح للرجال".
__________
= "أحد، أو حراء" بالشك، وقد أخرجه أحمد من حديث بريدة بلفظ "حراء"، وإسناده صحيح. وأخرجه أبو يعلى من حديث سهل بن سعد بلفظ "أحد" وإسناده صحيح, فقوي احتمال تعدد القصة, وتقدم في أواخر الوقف من حديث عثمان أيضا نحوه وفيه: "حراء".
وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة ما يؤيد تعدد القصة, فذكر أنه كان على حراء ومعه المذكورون هنا وزاد معهم غيرهم, والله أعلم.
449 صحيح:
وأخرجه البخاري من حديث أبي غسان, عَنْ أَبِي حَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ مرفوعا "افتح" "4/ 297، 2/ 167، 3/ 75، 87، 107، 13/ 182" من طريق عن أبي حازم به.
وأخرجه مسلم "ص316" وأبو داود رقم "940"، والنسائي "2/ 60، 61 ص64"، وأحمد "5/ 331، 332، 336".(1/364)
450- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعِنْدَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ, فَطَافَتْ بِهِمْ فَلَمْ تَجِدْ مَكَانًا، فَأَوْسَعَ لَهَا رَجُلٌ، فَقَامَ فَجَلَسَتْ فَقَضَتْ حَاجَتَهَا ثُمَّ قَامَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَعْرِفُهَا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "أَفَرَحِمْتَهَا؟! رَحِمَكَ اللَّهُ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
451- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْمَدَنِيُّ، ثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ". قِيلَ: وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "إِذَا ظَهَرَتِ القِيان وَالْمَعَازِفُ، واستُحلت الْخُمُورُ".
452- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ, أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ جُرْحِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يوم أحد
__________
450 سند ضعيف:
في سنده عبد الحميد بن سليمان، وهو ضعيف أطبقوا على تضعيفه.
451 سند ضعيف:
فيه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلم, وهو ضعيف.
والحديث أخرجه ابن ماجه مختصرا رقم "4060" في كتاب الفتن, باب الخسوف, من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلم به, مرفوعا بلفظ: "يكون في آخر أمتي خسف ومسخ وقذف".
452 صحيح:
وأخرجه البخاري في الجهاد, باب: لبس البيضة "فتح" "6/ 96"، ومسلم في الجهاد والسير "ص1416" باب غزوة أحد، والبخاري "فتح" "6/ 93 جهاد". =(1/365)
فَقَالَ: جُرِحَ وَجْهُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، فَكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَغْسِلُ الدَّمَ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَسْكُبُ عَلَيْهَا الْمَاءَ بِالْمِجَنِّ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ فَأَحَرَقَتْهُ حَتَّى إِذَا صَارَ رَمَادًا, أَلْصَقَتْهُ بِالْجُرْحِ فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ.
453- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ:
قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: كُنَّا لَا نَتَغَدَّى, وَلَا نَقِيلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ.
454- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يقال: أين
__________
= وغيره من طرق أخرى, عَنْ أَبِي حَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ به.
453 صحيح:
وأخرجه البخاري "فتح" "2/ 427، 2/ 428"، ومسلم "ص588"، وأبو داود "حديث رقم 1086 ج1/ 654" باب: وقت الجمعة، وابن ماجه باب: ما جاء في وقت الجمعة "حديث رقم 1099"، وأحمد "3/ 433"، "5/ 336"، والترمذي "تحفة" "3/ 63"، وقال: حسن صحيح.
454 صحيح:
سبق تخريجه.(1/366)
الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ؛ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ, فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ".
455- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَغَدْوَةٌ يَغْدُوهَا أَحَدُكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".
456- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الرَّجُلَ ليعمل
__________
455 صحيح:
وأخرجه البخاري في الجهاد, باب: الغدوة والروحة في سبيل الله "فتح" "6/ 14" من حديث سفيان، عن أبي حازم، وباب: فضل الرباط يوما في سبيل الله "فتح" "6/ 85" من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن دينار, عن أبي حازم، وفي بدء الخلق، باب: ما جاء في صفة الجنة "6/ 319"، وفي الرقاق، باب: مثل الدنيا في الآخرة "فتح" "11/ 232".
وأخرجه مسلم "ص1500" كتاب الإمارة، والنسائي في الجهاد "6/ 14" باب: فضل غدوة في سبيل الله, والترمذي في فضائل الجهاد "4/ 180" باب: ما جاء في فضل الغدو, والرواح في سبيل الله.
وقال: وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس وأبي أيوب وأنس، وهذا حديث صحيح.
وأخرجه أحمد أيضا "3/ 433"، "5/ 335، 337، 339"، والدارمي في الجهاد, باب: الغدوة في سبيل الله, والروحة "2/ 202"، وأحمد من حديث أبي أمامة "5/ 266".
456 صحيح:
وأخرجه البخاري مطولا, مصحوبا بقصة "5/ 89" من حديث يعقوب بن إبراهيم، عن أبي =(1/367)
عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الْآخَرَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لمن أهل الجنة".
457- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْإِفْطَارَ".
458- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْتَقَى هُوَ وَْالْمُشْرِكُونَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَاقْتَتَلُوا، فَمَالَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لِلْمُشْرِكِينَ شاذَّة وَلَا فاذَّة إِلَّا اتَّبَعَهَا يضربها بسيفه.
__________
= حازم، عن سهل به, مرفوعا، ومسلم "ص2402" في كتاب القدر، وأحمد "5/ 335"، وأحمد أيضا "5/ 332" مصحوبا بقصة.
457 صحيح:
وأخرجه مسلم "ص771" في كتاب الصوم، وأحمد "5/ 331، 334، 336، 337، 339"، والترمذي "3/ 73" كتاب الصوم باب "13" ما جاء في تعجيل الإفطار, وقال: حديث حسن صحيح، والدارمي في الصوم, باب "11" تعجيل الفطر "2/ 7".
وقال الترمذي: وهو الذي اختاره أهل العلم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- وغيرهم؛ استحبوا تعجيل الفطر, وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق.
وقال أيضا: وفي الباب عن أبي هريرة, وابن عباس, وعائشة, وأنس بن مالك.
قلت: وفي الباب أيضا عن أبي ذر, أخرجه أحمد "5/ 147، 172".
وأخرجه مالك في الموطإ "رواية محمد بن الحسن الشيباني، المكتبة العلمية" "ص128" باب: تعجيل الفطر، وأخرجه البخاري في الصوم من حديث مَالِكٌ, عَنْ أَبِي حَازِمٍ, عَنْ سهل مرفوعا "4/ 198"، وابن ماجه في الصوم "رقم 1697".
458 صحيح: =(1/368)
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَجْزَأَ الْيَوْمَ أَحَدٌ مَا أَجْزَأَ فُلَانٌ.
فَقَالَ: "أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ". فَأَعْظَمَ الْقَوْمُ ذَلِكَ, وَقَالُوا: أَيُّنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: لَا وَاللَّهِ، لَا مَاتَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ أَبَدًا. فَاتَّبَعَهُ، كُلَّمَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ، وَإِذَا أَبْطَأَ أَبْطَأَ مَعَهُ، حَتَّى جُرِحَ الرَّجُلُ، فَاشْتَدَّتْ جِرَاحَتُهُ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نِصَابَ سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ, ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ.
فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ.
فَقَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟ " فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".
459- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا, أَوْ: سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ -قَالَ أَبُو حَازِمٍ: لَا أَدْرِي أَيُّ ذَلِكَ قَالَ؟ - مُتَمَاسِكُونَ، بَعْضُهُمْ آخِذٌ بِيَدِ بَعْضٍ، لَا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وجوههم على صورة
__________
= وأخرجه البخاري في المغازي "فتح" "7/ 475".
وانظر الحديث رقم "456".
459 صحيح:
وأخرجه البخاري "فتح" "11/ 416" كتاب الرقاق، باب: صفة الجنة والنار، ومسلم في الإيمان "1/ 198".(1/369)
الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ".
460- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ سُئِلَ: هَلْ رَأَيْتَ النَّقِيَّ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ النَّقِيَّ حَتَّى قَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ، فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ لَكُمْ مَنَاخِلُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ مُنْخُلًا حَتَّى قَبَضَ الله رسوله. قال: هَلْ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، نَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ.
461- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ, أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ فِيهَا حَاشِيَتُهَا. ثُمَّ قَالَ سَهْلٌ: أَتَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، الشَّمْلَةُ. قَالَ: نَعَمْ هِيَ الشَّمْلَةُ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي, فجئت لأكسوكها. قال:
__________
460 صحيح:
وأخرجه ابن ماجه من طريق عبد العزيز أيضا في الأطعمة, باب "44": الحواري "حديث رقم 3335".
وأخرجه البخاري في الأطعمة, باب "22" النفخ في الشعير "فتح" "9/ 548" من طريق أبي غسان عن أبي حازم, باب "23" ما كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- وأصحابه يأكلون, من طريق يعقوب، عن أبي حازم.
وعزاه المزي في "الأطراف" "4/ 127" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في الرقائق.
461 صحيح:
وأخرجه البخاري في الجنائز, باب "28" من استعد الكفن "فتح" "3/ 143"، وابن ماجه في اللباس، باب: لباس رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم "حديث 3552".
وأخرجه البخاري أيضا في البيوع, باب "31" النساج "4/ 318" وفي الأدب "10/ 456".
وأخرجه النسائي في الزينة، باب: لبس البرود "8/ 180"، وأحمد "5/ 333، 334".(1/370)
فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ، قَالَ: فَجَسَّهَا فلان بن فُلَانٍ -لِرَجُلٍ سَمَّاهُ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الْبُرْدَةَ، اكْسُنِيهَا. فَقَالَ: "نَعَمْ". فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَوَاهَا فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: وَاللَّهِ مَا أَحْسَنْتَ، كُسِيها رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا, وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا، فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِأَلْبَسَهَا، وَلَكِنْ سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِأَنْ تَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ. قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ يَوْمَ مَاتَ.
462- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَذَكَرَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ: "فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قلب بشر".
__________
462 صحيح لغيره:
إذ إن في سنده سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، وقد ترجم الحافظ ابن حجر لـ"سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ" في "التهذيب" "من صغار العاشرة, وليس هناك فيمن روى عنهم أبو حازم" وعلى هذا فليس هو.
وفي "التعجيل" ترجم لسعيد بن عبد الرحمن المخزومي "ويظهر أن هذه طبقته" فقال سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يربوع المخزومي: روى عن جبير بن الحويرث قال: رأيت أبا بكر واقفا على قزح, وهو يقول: أيها الناس أسفروا، ثم دفع. رواه عنه محمد بن المنكدر. قال: قلت: ووقع عند غيره عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع.
قلت: هذا الثاني الظاهر أنها طبقته، ولكن كما رأيت فلم يذكر روى عن أبي حازم.
والذي يترجح -والله أعلم- أن سعيدا هو ابن عبد الرحمن الجمحي فهذه طبقته, وهو ممن روى عن أبي حازم وههنا تصحيف.
لكن على أي حال فهذا لا يضر، فقد تُوبع كما في مسلم وأحمد من أبي صخر حميد بن زياد, والحديث قد روي من أوجه أخرى متكاثرة جدا.
فقد أخرجه مسلم "ص2175" من حديث أبي صخر, أن أبا حازم حدثه ... فذكره.
وأحمد "5/ 334"، وأحمد من طرق أخرى "2/ 313، 370، 416، 438، 462، =(1/371)
463- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ, غُفِرَ لَهُ سَنَتَيْنِ مُتَتَابِعَتَيْنِ".
464- ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ, ثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيَّ يَقُولُ: وَقَفَ عَلَيْنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ سَهْلٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنِ جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ يَنَتَظِرُ الصَّلَاةَ, فَهُوَ فِي الصَّلَاةِ".
465- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ
__________
= 446، 495، 506" والدارمي "2/ 335".
وللوقوف على طرق متكاثرة جدا, انظر "المعجم المفهرس" "2/ 48".
463 صحيح لغيره:
في سنده معاوية بن هشام: مُتَكلَّم فيه كلام يسير، وأبو حفص الطائفي لم نقف له على ترجمة، وأخرج مسلم من حديث أبي قتادة, مرفوعا: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- سئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية" "ص819"، وأحمد "5/ 296، 297، 304، 308".
وأخرجه الترمذي أيضا "3/ 453" "تحفة" وقال: حديث حسن، وقد استحب أهل العلم صوم يوم عرفة إلا بعرفة، وابن ماجه "1730"، وأخرج ابن ماجه بسند ضعيف عن قتادة بن النعمان مرفوعا: "مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ, غُفِرَ له سنة أمامه وسنة بعده".
464 صحيح:
وأخرجه النسائي "2/ 43"، والترمذي "2/ 363" من حديث أبي هريرة، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
قلت: وأخرجه أبو داود مطولا مع قصة "ص634"، وأحمد "ص451"، ومالك في "الموطإ" في: ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة "1/ 329، مطبعة مصطفى البابي الحلبي".
465 سند ضعيف:
فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف, وقد ذكر الحافظ في التهذيب في ترجمة موسى هذا نقلا عن =(1/372)
سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ نُقْرِئُ الْقُرْآنَ، يُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ؛ كِتَابُ اللَّهِ وَاحِدٌ، وَفِيكُمُ الْأَخْيَارُ، وَفِيكُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ"، ثُمَّ قَالَ: "اقْرَءُوا، اقْرَءُوا، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَقْوَامٌ يُقِيمُونَ حُرُوفَهُ كَمَا يُقَامُ السَّهْمُ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَتَعَجَّلُونَ أَجْرَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ".
466- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعُ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، ثَنَا عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: اخْتَلَفَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: هُوَ مَسْجِدُ الْمَدِينَةِ، وَقَالَ الْآخَرُ: هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءَ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "هو مسجدي هذا".
__________
= أحمد: "لا تحل الرواية عنه". "تهذيب" "10/ 357"، ونقل عن جمع من علماء الجرح والتعديل تضعيفه. وانظر أيضا ترجمة عبد الله بن عبيدة, فقد ذكر الحافظ في التهذيب "5/ 310" عن ابن خلفون: أنه -أي: عبد الله- لم يسمع من سهل بن سعد.
466 صحيح:
وأخرجه أحمد "5/ 116" قال: ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مسجدي هذا"، وعمران بن أنس صوابه: ابن أبي أنس كما في "مسند أحمد"، وأيضا فهذه طبقته، وأيضا في "تهذيب الكمال" عمران بن أنس الملي, ليست له رواية عن سهل بن سعد.
ولا لربيعة بن عثمان وعبد الله بن عامر رواية عن عمران بن أنس، فالراجح كما في "مسند أحمد" أنه عمران بن أبي أنس, فقد روى عن سهل بن سعد، وروى عنه ربيعة بن عثمان وعبد الله بن عامر كما في "تهذيب الكمال" وهو ثقة.
وقد أخرج أحمد في "مسنده" من طرق عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ "3/ 8، 23، 24" قَالَ: تمارى رجلان فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التقوى من أول يوم, فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال رجل: هو مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هو مسجدي" لفظ "المسند" "3/ 8"، والنسائي "2/ 30" وهناك تعليق للنووي.
قلت: والحديث -حديث سهل- أخرجه الطبري في "التفسير" "1/ 28"، عند تفسير قوله =(1/373)
84- سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ:
467- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاق، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ الْمَذْيِ؟ فَقَالَ: "يَكْفِيكَ مِنْهُ الْوُضُوءُ"، فَقَالَ: وَكَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا أَصَابَ ثَوْبِي؟ قَالَ: "تَأْخُذُ كَفًّا مِنْ مَاءٍ, فَتَنْضَحُ مِنْ ثَوْبِكَ حَيْثُ ترى أنه أصابه".
__________
= تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} من طريق وَكِيعٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ -رجل من الأنصار- عن سهل ... فذكره، وذكر حديث سهل، عن أبي أيضا.
ثم وجدت في ابن جرير الحديث من رواية ابن أبي أنس، عن ابن أبي سعيد، عن أبيه مرفوعا نحوا منه، فعلى هذا قد سمعه عمران من ابن أبي سعيد، وسمعه أيضا من سهل، والله تعالى أعلم.
وفي إحدى طرق أحمد "3/ 8": عمران بن أبي قيس, والظاهر أنه تصحيف؛ ففي "تفسير ابن كثير" "2/ 389" بعد أن عزاه لأحمد قال عمران بن أبي أنس: والحديث ذكره الحافظ ابن كثير -حديث أبي سعيد- وقال في آخره: وكذا رواه الترمذي والنسائي عن قتيبة، عن الليث، وصححه الترمذي. "تفسير ابن كثير" "2/ 390".
قلت: وحديث أبي سعيد أخرجه مسلم "ص1015".
467 حسن:
وأخرجه أبو داود "حديث رقم 210" كتاب الطهارة, باب "83" في المذي، وصرح ابن إسحاق هناك بتحديث سعيد له.
وأخرجه الترمذي في الطهارة, باب "84" ما جاء في المذي يصيب الثوب "تحفة" "1/ 372" وقال: حسن صحيح، ولا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق في المذي مثل هذا.
وابن ماجه "حديث رقم 506" كتاب الطهارة, باب: الوضوء من المذي، وصرح ابن إسحاق هناك أيضا بالتحديث.
وأخرجه أحمد "3/ 485" مصرحا بتحديث سعيد لابن إسحاق.(1/374)
468- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ سول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ, ثُمَّ جَاءَ مَسْجِدَ قُبَاءَ فَرَكَعَ فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ؛ كَانَ ذَلِكَ كَعِدْلِ عمرة".
__________
468 حسن لغيره:
إذ إن هذا السند ضعيف؛ ففيه موسى بن عبيدة ضعيف، ويوسف بن طهمان ترجمته في "لسان الميزان" قال عنه الحافظ هناك: واهٍ. وذكر له الحديث, ثم قال: ويروي نحوه بإسناد صالح.
قلت: إلا أن يوسف بن طهمان تُوبع من محمد بن سليمان الكرماني.
فحديث الباب أخرجه النسائي مع بعض الاختلاف اللفظي "2/ 30" فقال: أخبرنا قتيبة، حدثنا مجمع بن يعقوب، عن محمد بن سليمان الكرماني قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف قال: قال أبي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "من خرج حتى يأتي هذا المسجد -مسجد قباء- فصلى فيه؛ كان له عدل عمرة".
وأخرجه ابن ماجه أيضا من طريق أبي سليمان الكرماني بسنده مرفوعا: "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة؛ كان له كأجر عمرة"، "حديث رقم 1412"، وأخرجه أحمد من طريق ابن الكرماني أيضا "3/ 487".
وقد أخرج الترمذي وابن ماجه شاهدا ضعيفا, فقال الترمذي: حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب وسفيان بن وكيع قالا: أخبرنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن جعفر، أخبرنا أبو الأبرد مولى بني حطمة، أنه سمع أسيد بن ظهير الأنصاري، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "الصلاة في مسجد قباء كعمرة".
قال: وفي الباب عن سهل بن حنيف, وقال أيضا: حديث أسيد حديث حسن غريب, ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئا يصح غير هذا الحديث, ولا نعرفه إلا من حديث أبي أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جعفر، وأبو الأبرد اسمه: زياد, مديني ضعيف.
قلت: وهذا شاهد ضعيف؛ ففيه أبو الأبرد مقبول.
وللحديث شاهد آخر عزاه المباركفوري في "شرح التحفة" إلى الطبراني، لكن فيه أربع ركعات بدلا من ركعتين, وهو شاهد ضعيف.
قلت: حاصل القول: أن الحديث بمجموع طرقه حسن.(1/375)
469- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، كُتِبَتْ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً، وَمَنْ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، كُتِبَتْ لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً".
470- حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الله بن
__________
469 صحيح لغيره:
إذ إن في هذا السند موسى بن عبيدة, وهو ضعيف.
والحديث عزاه الحافظ في "الفتح" "11/ 6" إلى الطبراني بسند ضعيف، وعزاه المنذري في الترغيب أيضا إلى الطبراني.
لكن الحديث أخرجه أبو داود رقم "5195", كتاب الأدب، باب: كيف السلام؟ والترمذي "تحفة" "7/ 380"، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "اليوم والليلة" "124" وقال الحافظ في "الفتح": سنده قوي. "فتح" "6/ 11"، واللفظ لأبي داود، حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا جعفر بن سليمان، عن عوف، عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين، قام رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- فقال: السلام عليكم فرد عليه السلام، ثم جلس، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "عشرا"، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فقال: "عشرون"، ثم جاء آخر فقال: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فرد عليه, فجلس فقال: "ثلاثون".
وعزاه المنذري في "الترغيب والترهيب" "3/ 429" أيضا إلى البيهقي وقال: حسنه البيهقي، وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" رقم "986"، وابن حبان في "موارد الظمآن" رقم "1931" من حديث أبي هريرة شاهدا. فقال البخاري هناك: حدثنا عبد العزيز بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن يعقوب بن زيد التيمي، عن سعيد المقبري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ فِي مجلس فقال: السلام عليكم, فقال: "عشر حسنات"، فمر رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: "عشرون حسنة"، فمر رجل آخر فقال: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فقال: "ثلاثون حسنة".
470 سند ضعيف: =(1/376)
مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَعَانَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ, أَوْ غَارِمًا فِي عُسْرَتِهِ, أَوْ مُكَاتَبًا فِي رَقَبَتِهِ؛ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظله".
__________
= فيه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل: إلى الضعف أقرب.
وأخرجه أحمد "3/ 487"، وقال ابن أبي حاتم في "العلل" "ص326": ورواه يوسف بن عدي، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عن سهل بن حنيف، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قلت لأبي زرعة: أيهما أصح؟ قال: الصحيح عن ابن عَقِيلٍ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سهل, عن أبيه، وقد حدثني عمرو بن قسيط، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ ابن عقيل، عن ابن سهل، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- وكذا رواه زهير بن محمد, عن ابن عقيل, عن ابن سهل، عن أبيه.(1/377)
85- سهيل ابن الْبَيْضَاءِ:
471- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحارث، عن سهيل ابن الْبَيْضَاءِ قَالَ: نَادَى رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا رَدِيفُهُ، فَقَالَ: "يا سهيل ابن الْبَيْضَاءِ" رَافِعًا صَوْتَهُ, فَقُلْتُ: يَا لَبَّيْكَ -رَافِعًا بِهَا صَوْتِي- حَتَّى سَمِعَ ذَلِكَ مَنْ خَلْفَنَا وَمَنْ أَمَامَنَا، فَاجْتَمَعُوا وَعَلِمُوا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِشَيْءٍ, فَقَالَ: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ, وأعتقه من النار".
__________
471 ضعيف معضل:
فإن بين مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ وسهيل بونا شاسعا، فقد توفي سهيل في حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم.
والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" فقال في ترجمة سهيل ابن بيضاء "2/ 90": وروى ابن حبان في "صحيحه" من طريق يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إبراهيم التيمي، عن سعد بن الصلت -ويقال: سعيد بن الصلت- عن سهيل ابن بيضاء -من بني عبد الدار- قال: بينا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، وسهيل ابن بيضاء رديف رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- على بعيره, إذ قال: "يا سهيل ابن بيضاء" ورفع صوته ... الحديث.
وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه مرسل؛ لأن سعد بن الصلت لم يدرك سهيلا.
وهذا هو المعتمد؛ لأن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ما صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- على سهيل ابن بيضاء إلا في المسجد. أخرجه مسلم.
فدل على أنه مات في حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، وأرخ ابن سعد وفاته سنة تسع كما تقدم. وقال ابن منده: قد روي عن سعد بن الصلت، عن عبد الله بن أنيس، عن سهيل ابن بيضاء.
قلت: هو كذلك عند البغوي، وأكثر من رواه لم يذكروا ابن أنيس، وهو عند أحمد من ثلاث طرق, عن يزيد بن الهاد ليس فيه عبد الله بن أنيس، ومنهم من لم يذكر سعد بن الصلت. ورواه بعضهم فأسقط محمد بن إبراهيم، وفي "الصحيح" من حديث أنس في الذي كان يسقيهم الفضيح، فلما نزل تحريم الخمر قالوا: "أرقها"، وعد فيهم في بعض الطرق سهيل ابن بيضاء. انتهى ما قاله الحافظ.
قلت: والحديث قد أخرجه أحمد "3/ 466"، ثم قال بعد أن ذكره: ثنا هارون، ثنا ابن وهب, قال حيوة: حدثني يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إبراهيم، عن سعيد بن الصلت، عن سهيل ابن البيضاء -من بني عبد الدار- قال: بينما نحن في سفر مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- فذكر معناه.
تنبيه: محمد بن الحارث هو: مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ, كما جاء موضحا عند أحمد.(1/378)
86- أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ:
472- حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ, ولا تصلوا إليها".
__________
472 صحيح:
وأخرجه مسلم "ص668" كتاب الجنائز, باب: النهي عن الجلوس على القبر.
وأبو داود "3/ 554" كتاب الجنائز, باب "77": كراهية القعود على القبور.
والترمذي "3/ 358" كتاب الجنائز, باب "57": ما جاء في كراهية المشي على القبور, والجلوس عليها.
والنسائي "2/ 53" كتاب الأذان, باب: النهي عن الصلاة إلى القبر.
وأحمد "4/ 135".
وقال ابن أبي حاتم في كتاب "العلل" بشأن هذا الحديث بعد أن ذكره "1/ 80": قال أبي: يرون أن ابن المبارك وهم في هذا الحديث؛ أدخل أبا إدريس الخولاني بين بسر بن عبد الله وبين واثلة, ورواه عيسى بن يونس وصدقة بن خالد والوليد بن مسلم عن ابن جابر, عن بسر بن عبيد الله قال: سمعت واثلة يحدث عن أبي مرثد الغنوي, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال أبي: بسر قد سمع من واثلة, وكثيرا ما يحدث بسر عن أبي إدريس, فغلط ابن المبارك فظن أن هذا مما روي عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ وَاثِلَةَ، وقد سمع هذا الحديث بسر من واثلة نفسه؛ لأن أهل الشام أعرف بحديثهم.
قلت: هذا الاختلاف لا يؤثر على صحة الحديث بشيء.(1/379)
87- أَبُو الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيُّ, عَنْ أَبِيهِ:
473- حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا أَبُو الْعُشَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلَّا مِنَ اللبَّة وَالْحَلْقِ؟ قَالَ: "لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا, لأجزأ عنك".
__________
473 ضعيف:
في سنده أبو العشراء الدارمي, قال الحافظ في ترجمته في "تهذيب التهذيب": عَنْ أَبِيهِ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم: "لو طعنت في فخذها, لأجزأك"، روى عنه حماد بن سلمة قيل: اسمه: يسار بن بكر بن سعود بن خولي بن حرملة بن قتادة من بني دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة من بني تميم، قال الميمون: سألت أحمد عن حديث أبي العشراء في الذكاة قال: هو عندي غلط, ولا يعجبني ولا أذهب إليه إلا في موضع ضرورة، قال: ما أعرف أنه يروي عن أبي العشراء حديثا غير هذا, يعني: حديث الذكاة.
قال البخاري: في اسمه وسماعه من أبيه نظر، وذكره ابن حبان في الثقات.
وأخرجه أبو داود رقم "2825" باب "16": ما جاء في ذبيحة المتردية, كتاب الأضاحي. قال أبو داود: وهذا لا يصلح إلا في المتردية والمتوحش. وأخرجه الترمذي "تحفة" "5/ 56" في كتاب الصيد، باب: في الذكاة في الحلق واللبة، والنسائي في كتاب الضحايا، باب: ذكر المتردية في البئر "7/ 200", وابن ماجه "حديث رقم 3184"، والبيهقي "9/ 246"، وأبو نعيم في "الحلية" "6/ 257، 341"، وقال "خ341": مشهور من حديث حماد، غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من هذا الوجه، وذكره الحافظ في "تلخيص الحبير" "4/ 134".
وذكر ما يفيد تضعيفه هناك أيضا، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" من حديث أنس, بإسناد ضعيف "4/ 34".(1/380)
أَبُو الْحَمْرَاءِ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم
...
No pages(1/)
المجلد الثاني
أحاديث ابن عمر رضي الله عنهما
...
114- أحاديث ابن عمر رضي الله عنهما:
720/ 2- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنِ اشْتَرَى عَبْدًا لَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي، وَمَنِ اشْتَرَى نَخْلًا مُؤَبَّرًا فَثَمَرُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أن يشترط المشتري".
__________
720/ 2- سند ضعيف:
رواية سفيان بن حسين الزهري فيها ضعف، والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" "فتح 5/ 49" فقال: أخبرنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، حدثني ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عبد الله عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنِ ابتاع نخلا بعد أن تؤبر فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع ومن ابتاع عبدا وله مال فماله للذي باعه إلا أن يشترط المبتاع".
كتاب المساقاة باب "17": الرجل يكون له ممر.
وأخرجه مسلم "ص1173"، وأخرجه البخاري ومسلم من حديث نافع عن ابن عمر مرفوعا: "من باع نخلا قد أبرت فَثَمَرُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ المبتاع" "فتح 4/ 401"، ومسلم "ص1173".
فالجزء الخاص بالنخل صحيح، وبقي الجزء الخاص بالعبد: فصححه بعض أهل العلم مقدمين في ذلك رواية سالم، وضعفه آخرون مقدمين رواية نافع مضافا إليها بعض العلل الأخرى. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" "4/ 402": وجزم مسلم والنسائي والدارقطني بترجيح رواية نافع المفصلة على رواية سالم، ومال علي بن المديني والبخاري وابن عبد البر إلى ترجيح رواية سالم.
انظر: "فتح الباري" "4/ 401" كتاب البيوع باب "90"، وكتاب المساقاة باب "17" "فتح 5/ 50، 51".
وانظر: "الإلزامات والتتبع" تحقيق شيخنا مقبل بن هادي رحمه الله "ص435"، وانظر "فتح المغيث" باب: المعلل "1/ 212"، وانظر: "صحيح مسلم بشرح النووي" "10/ 191"، وقال النووي هناك: وقد أشار النسائي والدارقطني إلى ترجيح رواية نافع وهي إشارة مردودة.(2/5)
721- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا أَبْيَضَ، فَقَالَ: "أَجَدِيدٌ قَمِيصُكَ هَذَا أَمْ غَسِيلٌ؟ " قَالَ: بَلْ غَسِيلٌ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا".
722- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ، لَا يجد الرجل فيها راحلة".
__________
721- وأخرجه: ابن ماجه رقم "3558" وأحمد "2/ 89" وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم "269".
قال المزي في "الأطراف" "5/ 397" قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: لا أعلم أحدا رواه عن الزهري غير معمر وما أحسبه بالصحيح. وقال الحافظ في "النكت الظراف": قلت: قال النسائي: هذا حديث منكر أنكره يحيى القطان على عبد الرزاق ولم يروه عن معمر غيره.
وقد روي عن معقل واختلف عليه فيه فقيل: عنه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الزهري مرسلا.
وليس هذا من حديث الزهري. هكذا وقع في رواية ابن الأحمر.
ونقل الشيخ ناصر الألباني تحت حديث "352" عن الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" "1/ 27/ 2": هذا حديث حسن غريب ورجال الإسناد رجال الصحيح لكن أعله النسائي فقال: هذا حديث منكر أنكره يحيى القطان على عبد الرزاق قال النسائي: وقد روي أيضا عنه متصلا يعني الزهري وروي عنه مرسلا، قال: وليس هذا من حديث الزهري. قلت "الحافظ": وجدت له شاهدا مرسلا أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أبي الأشهب عن رجل، فذكر المتن بنحو رواية أحمد. وأبو الأشهب اسمه: جعفر بن حبان العطاردي وهو من رجال الصحيح وسمع من كبار التابعين وهذا يدل على أن للحديث أصلا وأقل درجاته أن يوصف الحسن. ا. هـ.
قلت: ما أتى به الحافظ من شواهد لا يرتقي بها الحديث إلى الحسن، والله أعلم.
وقال أبو حاتم في "العلل" "1/ 490": ورواه عبد الرزاق أيضا عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عبيد الله بن عن سالم عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- مثله فأنكر الناس ذلك وهو حديث باطل فالتمس الحديث هل رواه أحد؛ فوجده قد رواه ابن إدريس عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عن الأشهب النخعي عن رجل من مزينة عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر مثله.
722- صحيح: وأخرجه مسلم "ص1973" كتاب الفضائل باب "106"، والترمذي "8/ 173 تحفة" وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري من طريق شعيب عن الزهري به "فتح 11/ 333" كتاب الرقاق باب "35": رفع الأمانة، وأحمد "2/ 7، 44، 70، 88، 109، 121، 122، 139" من طرق عن ابن عمر.(2/6)
723- أخبرنا عبد الرزاق، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَعْهُ، فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ".
724- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ" قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَزِدْتُ أَنَا: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ.
725- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَمُرُّ عَلَيْهِ ثَلَاثُ لَيَالٍ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ". قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا مَرَّتْ عَلَيَّ ثَلَاثٌ قَطُّ إِلَّا وَوَصِيَّتِي عندي.
__________
723- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص63" ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي، والبخاري "حديث 6119".
724- صحيح:
وأخرجه البخاري من طريق يونس عن الزهري به بدون ذكر الزيادة "قال ابن عمر ... " "فتح 10/ 360" وأخرجه مسلم مع الزيادة "ص843"، وأخرجه البخاري في كتاب الحج باب "26" "فتح" "3/ 408" بدون الزيادة، ومسلم "ص842" مع الزيادة من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنه.
725- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص1250" كتاب الوصية، وأخرجه البخاري من حديث نافع عن ابن عمر في كتاب الوصايا "فتح" "5/ 355" مرفوعا ومسلم "ص1249"، وأبو داود رقم "2862"، والترمذي في الوصايا "4/ 432"، وقال الترمذي: حسن صحيح، وابن ماجه "رقم 2699"، والنسائي في الوصايا، والدارمي في الوصايا، وأحمد "2/ 4، 10، 34، 50، 57، 80، 113" من طرق عن ابن عمر رضي الله عنهما.(2/7)
726- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ دَخَلَ بَيْتَهُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
727- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ أَتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ أتَاهُ اللَّهُ مَالًا؛ فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آناه اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ".
728- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سالم، عن ابن
__________
726- أخرجه البخاري "رقم 937"، ومسلم "ص601"، وأبو داود "رقم 1132" وقال بعده: وكذلك رواه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر، والنسائي في الصلاة كتاب الجمعة باب صلاة الإمام بعد الجمعة "3/ 113".
وهو حديث صحيح.
727- صحيح:
وأخرجه البخاري في التوحيد "فتح" "13/ 502"، باب "45" من طريق علي حدثنا سفيان عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ أبيه مرفوعا، وقال علي: سمعت من سفيان مرارا لم أسمعه يذكر هذا الخبر، وهو من صحيح حديثه.
وأخرجه البخاري أيضا من حديث ابن مسعود في كتاب العلم من "صحيحه" باب "15" "فتح" "1/ 165"، وفي الزكاة "5"، وفي الأحكام "3" وفي التوحيد من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "13/ 502".
وأخرجه أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما "2/ 8-9، 36".
728- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص2198"، وأخرجه البخاري من حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنه "فتح" "3/ 343" كتاب الجنائز.
ومسلم "ص2199"، وأحمد "2/ 51، 113، 123".(2/8)
عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ عُرض عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَالْجَنَّةُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَالنَّارُ" قَالَ: "ثُمَّ يُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ الَّذِي تُبْعَثُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
729- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ -أَحْسَبُهُ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ- فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا، صَبَأْنَا.
وَجَعَلَ خَالِدٌ بِهِمْ قَتْلًا وَأَسْرًا، قَالَ: ثُمَّ دَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرًا حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ يَوْمًا أَمَرَنَا فَقَالَ: لِيَقْتُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ أَسِيرَهُ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ. قَالَ: فَقَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ لَهُ مَا صَنَعَ خَالِدٌ، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: "إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ -مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا".
730- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ كَانَ يُصَلِّيهُنَّ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ. قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم-
__________
729- صحيح:
وأخرجه البخاري في الأحكام باب "35" "فتح" "13/ 181"، وفي المغازي "فتح" "8/ 56" باب "58"، والنسائي في القضاة، باب: الرد على الحاكم إذا قضى بغير الحق "8/ 236".
730- صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب التهجد من "صحيحه" "فتح" "3/ 48" باب "25": ما جاء في التطوع مثنى مثنى، بدون زيادة: "وحدثتني حفصة".
وأخرجه مسلم "ص504" مع تغاير قليل في اللفظ، وحديث مسلم من حديث نافع عن ابن عمر.(2/9)
كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الْفَجْرِ رَكْعَتَيْنِ.
731- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مفاتيح" 1 الْغَيبِ خَمْسٌ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] .
732- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا تَأْذِينَ ابْنِ أُمِّ مَكْتومٍ".
__________
731- صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب التفسير من "صحيحه"، تفسير سورة الأنعام "فتح" "8/ 291".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في النعوت "الكبرى" "48"، وأخرجه البخاري من طرق أخرى عن ابن عمر في تفسير سورة لقمان "فتح" "8/ 513"، وفي الاستسقاء "2/ 524" "فتح" باب "29": لا يدري متى يجيء المطر إلا الله.
وأخرجه مسلم من حديث ابن عمر عن أبيه في حديث الإسلام والإيمان "ص39" كتاب الإيمان.
وأحمد من طرق عن ابن عمر "2/ 24/ 52/ 58/ 85" وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "تفسير سورة لقمان" "5/ 169" إلى الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم.
732- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص768"، والترمذي "1/ 393"، وأخرجه البخاري من طريق نافع عن ابن عمر "فتح" "4/ 136" كتاب الصوم باب "17".
وأخرجه النسائي من طريق ليث عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ عن أبيه مرفوعا "2/ 10".
وأحمد من طرق عن ابن عمر "2/ 9، 57، 123".
1 في المطبوع: مفاتح.(2/10)
733- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ".
734- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يَزِيدُ فِي السَّفَرِ عَلَى الرَّكْعَتَيْنِ، إِلَّا أَنْ يَتَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَزِيدُ عَلَى الرَّكْعَتَيْنِ قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ لِسَالِمٍ: أَكَانَا يوتران؟ قال: نعم.
__________
733- صحيح لغيره.
في هذا الإسناد زمعة بن صالح وهو ضعيف ومن طريقه أخرجه ابن ماجه رقم "3983"، وأحمد "2/ 115"، وأبو داود الطيالسي رقم "1813"، لكن الحديث أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة في كتاب الأدب من "صحيحه" "10/ 529" ومسلم "ص 2295"، وأحمد "2/ 379"، وغيرهما.
وذلك من طريق الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة وكذا قال أصحاب الزهري فيه، وخالفهم صالح بن أبي الأخضر وزمعة بن صالح، وهما ضعيفان فقالا: "عن الزهري عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر عن أبيه"، أخرجه ابن عدي من طريق المعافى بن عمران عن زمعة وابن أبي الأخضر واستغربه من حديث المعافى، وأما زمعة فقد رواه عنه أيضا أبو نعيم ...
734- سند ضعيف:
ففي هذا السند جابر بن يزيد الجعفي وهو كذاب، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه رقم "1193".
لكن معنى هذا الحديث صحيح فقد ثبت بطرق متواترة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- كان يصلي ركعتين في السفر إلا المغرب. وثبت أيضا: "أنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يوتر في السفر". راجع "صحيح البخاري" و"فتح الباري" كتاب تقصير الصلاة وكتاب الوتر "2/ 477، 561".(2/11)
735- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ يُبَاعَ الثَّمَرُ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ.
736- ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ يُبْنَى لَهُ بَيْتٌ فِي النَّارِ".
737- ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَلَا إن الفتنة تطلع من ههنا -مِنَ الْمَشْرِقِ- مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قرنا الشيطان".
__________
735- صحيح.
أخرجه البخاري من طريق الزهري أخبرني سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابن عمر رضي الله عنه، فذكره نحوه. "فتح" "4/ 398"، ومسلم "5/ 11-12".
وأخرجه البخاري عن أنس بن مالك وجابر بن عبد الله وزيد بن ثابت، ومن طريق نافع عن ابن عمر، كل هذا في كتاب البيوع من "صحيحه".
736- هذا سند ضعيف:
ففيه أبو بكر سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر ولم يرو عنه سوى عبيد الله بن عمر العمري ولم يوثقه سوى العجلي، والعجلي معروف بالتساهل في التوثيق كما هو معلوم.
والحديث أخرجه أحمد "2/ 22، 103، 144" وغيره من طريق عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ به.
لكن جاء من طرق متواترة قول الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
737- صحيح:
وقد أخرجه البخاري من طريق الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعا "فتح" "13/ 45" كتاب الفتن، مع اختلاف يسير في اللفظ ومن طرق أخرى كذلك، وأخرجه مسلم من عدة طرق "ص2229".(2/12)
738- ثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا شُعْبَةُ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: "يَا أَخِي، لَا تَنْسَنَا مِنْ دُعَائِكَ". فَقَالَ عُمَرُ: هِيَ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنَ الدُّنْيَا.
739- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ يَمِينُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّتِي يَحْلِفُ بِهَا: "لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ".
740- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَطْوِي الله السموات يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ اليُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِشِمَالِهِ،
__________
738- سند ضعيف:
فيه عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ وهو ضعيف. وأخرجه أحمد "2/ 59".
739- صحيح:
وأخرجه البخاري في الأيمان "11/ 523". والترمذي في الأيمان والنذور "4/ 113"، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
والنسائي في الأيمان والنذور "7/ 2"، وأحمد "2/ 25-26، 67، 68، 127".
740- سند ضعيف:
ففيه عمر بن حمزة وهو ضعيف. وأخرجه مسلم "ص2148".
والبخاري تعليقا في التوحيد باب "19" "فتح" "13/ 393"، وأبو داود رقم "4732"، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" "13/ 396". قال البيهقي: تفرد بذكر الشمال فيه عمر بن حمزة، وقد رواه عن ابن عمر أيضا: نافع وعبيد الله بن مقسم بدونها. ورواه أبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- كذلك، وثبت عند مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رفعه "المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين" وكذا في حديث أبي هريرة: "قال آدم: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين".
قلت: حديث مسلم أخرجه في الإمارة "ص1458".(2/13)
ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ "
741- ثَنَا يَعْلَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ فَرَضَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ يَقُولُ: "صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ". قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يُخْرِجُ إِلَّا التَّمْرَ، فَفَنِيَ تَمْرُهُ عَامًا فَأخْرَجَ صَاعَ شَعِيرٍ مَكَانَ التَّمْرِ.
742- ثَنَا يَعْلَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ مَطِيرَةٌ فِي سَفَرٍ صَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى رِحَالِنَا؛ فَإِذَا أَذَّنَ مُؤَذِّنُهُ بِالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ صَرَخَ فِي دُبُرِ تأذنيه حِينَ يَفْرُغُ: "أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّهَا لَا جَمَاعَةَ، فَصَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ".
743- ثَنَا يَعْلَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ عَلَى بَيْتِهَا، وَالْعَبْدُ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَالْإِمَامُ رَاعٍ عَلَى النَّاسِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ؛ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رعيته".
__________
741- صحيح لغيره:
فقد أخرجه البخاري من طريق الليث عن نافع عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أُمِرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- بزكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير" "فتح" "3/ 372"، ومسلم من طريق عن ابن عمر رضي الله عنهما "ص678".
أما السند ففيه محمد بن إسحاق صدوق لكنه مدلس، ولكنه قد توبع، وفي رواية ابن إسحاق عن نافع كلام.
742- في هذا السند محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، والحديث أخرجه أبو داود بعد حديث مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر بدون ذكر الزيادة، حديث رقم "1064".
743- صحيح لغيره:
فالحديث أخرجه البخاري من طرق عن ابن عمر رضي الله عنهما في كتاب الجمعة من "صحيحه" "2/ 380" "فتح الباري" وأشار هناك إلى "الأطراف" "أي أشار المعلق" ومسلم "ص1459"، وأحمد "2/ 5"، وجمع من أهل السنن.
أما السند ففيه عنعنة ابن إسحاق.(2/14)
744- حَدَّثَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ، وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَبْتَاعُونَ ذَلِكَ الْبَيْعَ، كَانَ الرَّجُلُ يَبْتَاعُ بِالشَّارِفِ حَبَلَ الْحَبَلَةِ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ ذَلِكَ.
745- وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي مَجْلِسِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلْيَتَحَوَّلْ إِلَى غيره".
__________
744- صحيح لغيره:
ففيه ابن إسحاق مدلس وقد عنعن، ولكن قد أخرجه البخاري في البيوع باب "61": بيع الغرر وحبل الحبلة "فتح الباري" "4/ 356" من طريق مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما.
ومسلم من طرق عن نافع في كتاب البيوع من "صحيحه" "ص1153، 1154".
745- سند ضعيف:
فيه محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وأخرجه أبو داود حديث رقم "1119"، والترمذي "تحفة الأحوذي" "3/ 64" وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد "2/ 22/ 32"، والحاكم "1/ 291"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وابن حبان رقم "751" "موارد الظمآن"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "2/ 186"، والبيهقي في "السنن الكبرى" "3/ 237".
كل هؤلاء من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ نَافِعٍ، ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن في كل هذه الطرق.
قال البيهقي بعد أن أخرج هذا الحديث: هذا الحديث يعد في أفراد محمد بن إسحاق بن يسار، وقد روي من وجه آخر، عن نافع: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو قتيبة سلمة بن الفضل الآدمي بمكة، ثنا محمد بن نصر الصائغ "ح وأخبرنا" أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسين عبد الباقي بن قانع، ثنا محمد بن نصر بن منصور الصائغ، ثنا أحمد بن عمر الوكيعي، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن يحيى بن سعيد الْأَنْصَارِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ=(2/15)
746- حَدَّثَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ، حَتَّى إِذَا ذَهَبَ الشَّفَقُ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ عِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَيَقُولُ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَفْعَلُ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ.
747- أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ تَرَكَ الْعَصْرَ مُتَعَمِّدًا حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَكَأَنَّمَا وَتَرَ أهله وماله".
__________
= عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا نعس أحدكم في الصلاة في المسجد يوم الجمعة فليتحول من مجلسه إلى غيره" لفظ حديث أبي زكريا وحديث أبي عبد الله بمعناه، وكلاهما ذكر الصلاة، والمراد بالصلاة موضع الصلاة.
ولا يثبت رفع هذا الحديث والمشهور عن ابن عمر من قوله: "أخبرنا" أبو زكريا بن أبي إسحاق وغيره قالوا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قال ابن عمر: يقول للرجل إذا نعس يوم الجمعة والإمام يخطب أن يتحول منه.
وقد روي من وجه آخر عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: ثنا أبو العباس هو الأصم، ثنا يحيى بن أبي طالب "ح وأخبرنا" أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله العباس بمكة وبالمدينة، أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، قال: قرئ على يحيى وأنا أسمع ثنا عبد الوهاب -وهو ابن عطاء- أنبأ إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة بن جندب أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول إلى مقعد صاحبه، ويتحول صاحبه إلى مقعده". إسماعيل بن مسلم هذا غير قوي.
746- حديث صحيح:
في هذا المسند محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، إلا أن الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" كتاب تقصير الصلاة باب "14": هل يؤذن أو يقيم إذا جمع بين المغرب والعشاء؟ "فتح" "2/ 581" من طريق سالم عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا أعجله السير في السفر يؤخر صلاة المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء". قال سالم: وكان عبد الله يفعله إذا أعجله السير.
747- في سنده الحجاج بن أرطأة كثير الخطأ والتدليس وقد عنعن، لكن الحديث أخرجه البخاري.(2/16)
748- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَيَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ مَا عَدَا قَدَمَيْهِ". قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ أَوْ يَطْعَمَ وَهُوَ جُنُبٌ غَسَلَ فَرْجَهُ وَكَفّيْهِ وَوَجْهَهُ وَيَدَيْهِ.
749- أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجْبِرِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ".
750- أنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَمَنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ لَهُ ولا طاعة".
__________
748- صحيح بدون زيادة: "ما عدا قدميه".
وأخرجه مسلم "ص248" من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابن عمر بدون ذكر زيادة: "ما عدا قدميه" وكذلك الترمذي بدون زيادة: "ما عدا قدميه" "1/ 209" وقال الترمذي: وفي الباب عن عمار وعائشة وجابر وأبي سعيد وأم سلمة، قال أبو عيسى: وحديث عمر أحسن شيء في هذا الباب وأصح.
وأخرجه أحمد في "مسنده" "1/ 35"، والدارمي في كتاب الطهارة "1/ 293"، والحديث أخرجه البخاري من طريق الليث عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بدون الزيادة، وللحديث طرق كثيرة عن ابن عمر وعن غيره من الصحابة، والذي يترجح لي والله أعلم: أن هذه الزيادة شاذة، فقد خالف عبد الرزاق جمع فرووا الحديث عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عن ابن عمر بدونها، خالفه في ذلك يحيى بن سعيد وعبد الله بن نمير وأبو أسامة.
749- ضعيف جدًّا:
في إسناده مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ المجبر لا يحتج به. راجع "تعجيل المنفعة".
750- صحيح:
وأخرجه البخاري في "صحيحه" "فتح" "13/ 121" كتاب الأحكام باب "4": السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، ومسلم كتاب الإمارة "ص1469"، وأحمد "2/ 17"، وأبو داود في الجهاد باب "96" حديث رقم "2626"، والترمذي في الجهاد باب "29"، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
والنسائي في البيعة، باب: جزاء من أمر بمعصية فأطاع "7/ 159-160"، وابن ماجه رقم "2864".(2/17)
751- أنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ -أَوْ: حَرْبَاءَ- وَأذْرُحَ".
752- ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فلان بن فُلَانٍ".
753- ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاصَلَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَوَاصَلَ أصحابه، فنهاهم، فقيل له:
__________
751- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص1797" كتاب الفضائل من طرق كثيرة إلى نافع عن ابن عمر مرفوعا.
وأخرجه البخاري في الرقاق باب "53": في الحوض وقول الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} "فتح" "11/ 463".
تنبيه: "قدمنا مسلما هنا على البخاري لأن الحديث في "صحيح مسلم" من نفس الطريق: محمد بن بشر عن عبيد الله ... "، ونحن نسلك هذا المسلك كثيرا: وأحمد "2/ 21",
752- صحيح:
وأخرجه البخاري في الأدب "99" "فتح" "10/ 563" وفي أماكن متفرقة من "صحيحه"، راجع: الجزية باب "22"، والحيل باب "9"، والفتن باب "21".
وأخرجه مسلم "ص1359، 1360"، وأبو داود حديث "2756"، والترمذي في السير رقم "1581" باب "28"، وأحمد "1/ 16، 29، 48، 56، 70، ... ".
753- صحيح:
وأخرجه البخاري من طريق: مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر -رضي الله عنهما- "فتح" "4/ 202"، كتاب الصوم، باب "48": باب الوصال. وأخرجه البخاري أيضا هناك من حديث أنس وعائشة رضي الله عنهما.
وأخرجه مسلم "ص774"، وأبو داود في الصوم حديث "2360"، وأحمد "2/ 21، 102، 128، 143، 153".(2/18)
إِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قَالَ: "إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ؛ إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى".
754- ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَخْطُبْ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، وَلَا يَبِعْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، إِلَّا بَإِذْنِهِ".
755- ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْجُدْعَانِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا".
756- ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ".
__________
754- صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب النكاح "9/ 198" باب: لا يخطب على خطبة أخيه، ومسلم "ص1032"، وأحمد "2/ 122، 124"، وأبو داود رقم "2081"، وابن ماجه في النكاح باب "10": $"لا يخطب الرجل على خطبة أخيه" حديث رقم " 1868"، والنسائي في النكاح باب: خطبة الرجل إذا ترك الخطاب "6/ 73-74".
755- سند ضعيف، وللحديث طرق يصح بها:
وانظر حديث رقم "431".
في هذا السند إسماعيل بن أبي أويس وشيخه مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي بكر الجدعاني ضعيفان، والحديث أخرجه ابن ماجه من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الجدعاني عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعا رقم "2238".(2/19)
757- ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بَأَحَبَّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ؛ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَوْ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ"، قَالَ: فَكَانَ أحبهما إليه عمر.
__________
756- صحيح لغيره:
فيه إسماعيل بن أبي أويس متكلم فيه، وفيه أيضا نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي نعيم.
اختلف فيه أحمد وابن معين؛ قال أحمد: ثبت في القراءة وليس بشيء في الحديث. ووثقه ابن معين.
والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" "2/ 53"، وأخرجه أيضا "2/ 95" من طريق خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعا.
وأخرجه أحمد أيضا من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "2/ 401"، ومن حديث أبي ذر أخرجه أحمد "5، 145، 165، 177"، وأخرجه ابن ماجه في المقدمة حديث رقم "108".
وانظر مناقب عمر في "سنن الترمذي" المناقب "18/ 5/ 616".
757- سند ضعيف، وللحديث شواهد يصح بها:
وأخرجه الترمذي في المناقب مناقب أبي حفص عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه "تحفة" "10/ 167"، وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عمر.
وأخرجه أحمد من نفس الطريق "2/ 95"، وابن حبان رقم "2179"، في هذا السند خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ وهو ضعيف وللحديث شواهد.
قال الترمذي "تحفة" "10/ 170": حدثنا أبو كريب أخبرنا يونس بن بكير عن النضر أبي عمر عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب ... " وقال الترمذي عقبه: هذا الحديث غريب من هذا الوجه وقد تكلم بعضهم في النضر أبي عمر، وهو يروي مناكير.
قلت: إلا أن في هذا السند النضر بن عبد الرحمن أبا عمر وهو متروك ولا يصلح حديثه شاهدا.
وأشار الحافظ إلى أن له شاهدا آخر عند الدارقطني من طريق القاسم بن عثمان عن أنس وبمراجعة ترجمة القاسم بن عثمان من "الجرح والتعديل" "7/ 114" وجد أنه ما روى عنه إسحاق بن يوسف الأزرق ولم يوثقه هناك أحد. وراجع "فتح الباري" "7/ 48" فقد قال الحافظ هناك: وله مرسل أخرجه ابن سعد من طريق سعيد بن المسيب والإسناد صحيح إليه.
قلت: بل هو مرسل ضعيف، فإنه من طريق عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو، وهو ضعيف. انظر "طبقات ابن سعد" "3/ 267"، وانظر: "فضائل الصحابة" لأحمد "311، 312" والحاكم "3/ 83"، وابن سعد "3/ 1/ 191".(2/20)
758- ثَنَا يَعْلَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْحَجَرَ، فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ وَضَعَ شَفَتَيْهِ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلًا، فَالْتَفَتَ، فَإِذَا بِعُمَرَ يبكي، فقال: "يا عمر، ههنا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ".
759- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، ثَنَا نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُدْخِلُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَيُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ، فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ: لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ: لَا مَوْتَ، كُلٌّ خَالِدٌ فِيمَا هُوَ فِيهِ".
760- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: ثَنَا نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخْبَرَهُ قَالَ: اطَّلَعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَهْلِ الْقَلِيبِ بِبَدْرٍ، ثُمَّ نَادَاهُمْ فَقَالَ: "يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ ". قَالَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُنَادِي ناسا أمواتا؟!
__________
758- ضعيف جدا:
وأخرجه ابن ماجه رقم "2945" من طريق محمد بن عون أيضا ومحمد بن عون الخراساني هذا ضعيف جدا.
759- صحيح:
وأخرجه البخاري في الرقاق باب "50" يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب "فتح" "11/ 406"، ومسلم "ص 2189".
760- صحيح:
وأخرجه البخاري في الجنائز باب "87" "فتح" "3/ 232".(2/21)
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا قُلْتُ مِنْهُمْ".
761- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: ثَنَا نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ فِي رَشْحِهِ".
762- ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا "يُقِيمَنَّ" 1 أَحَدُكُمُ الرَّجُلَ ثُمَّ يَجْلِسُ مَكَانَهُ، وَلَكِنْ تَوَسَّعُوا، وَافْسَحُوا"، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ مَكَانِهِ لَمْ يَقْعُدْ فِيهِ.
763- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يزيد المقري، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ زيد بن جبيرة، بن دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى
__________
761- أخرجه مسلم "ص2195، 2196" كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، والبخاري "4938".
762- سند ضعيف، والحديث صحيح:
ففي هذا السند عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ وهو ضعيف.
لكن الحديث أخرجه البخاري في الاستئذان "فتح" "11/ 62" من طريق مالك عن نافع ومن طريق عبيد الله عن نافع.
وأخرجه البخاري أيضا في كتاب الجمعة "فتح" "2/ 393" من طريق ابن جريج سمعت نافعا.
ومسلم في كتاب السلام "ص1714".
763- سند ضعيف جدا:
وأخرجه الترمذي في الصلاة "2/ 177" باب "258": ما جاء في كراهة ما يصلى إليه وفيه وابن ماجه حديث رقم "746".
وفي هذا الإسناد.
1- يحيى بن أيوب ضعيف إلا أنه قد توبع كما في الترمذي.
2- زيد بن جبيرة متروك.
3- داود بن الحصين الراجح أنه ضعيف.
1 في "س": يقيم.(2/22)
أَنْ يُصَلَّى فِي سَبْعَةِ مَوَاطِنَ: الْمَزْبَلَةِ، وَالْمَجْزَرَةِ، وَالْمَقْبَرَةِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَفِي الْحَمَّامِ، وَمَعَاطِنِ الْإِبِلِ، وَفَوْقَ الظهر بَيْتِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ.
764- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تُسافروا بِالْقُرْآنِ؛ فَإِنِّي لَا آمَنُ عَلَيْهِ الْعَدُوَّ".
765- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ مُنَادِيَهُ فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ، ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ -فِي سَفَرٍ- أَنْ: "صَلُّوا فِي الرِّحَالِ".
766- ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عاصم بن عمر بن
__________
764- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص1490-1491".
والبخاري من طريق مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر في الجهاد باب "129" كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو "فتح" "6/ 133" بدون زيادة: $"لا آمن عليه العدو".
وأحمد "2/ 6، 7، 10، 55، 63".
وأبو داود في الجهاد حديث رقم "2610"، وابن ماجه في الجهاد حديث رقم "2879، 2880".
765- صحيح:
ومن هذا الطريق "طريق أيوب" أخرجه أبو داود رقم "1061"، وابن ماجه رقم "937"، وأخرجه البخاري ومسلم من طريق عن نافع به.
766- صحيح لغيره: انظر الحديث المتقدم.
ففي هذا السند عبد الله بن عمر، وهو ضعيف لكن تقدم الحديث "764".(2/23)
الْخَطَّابِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالُوا مِنْهُ شَيْئًا".
767- ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: نَظَرْتُمْ بِأَعْيُنِكُمْ هَذِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَكَلَّمْتُمُوهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ هَذِهِ وَبَايَعْتُمُوهُ بِأَيْدِيكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ الرَّجُلُ: طُوبَى لَكُمْ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَفَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ؟ قَالَ: بِلَى. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "طُوبَى لِمَنْ رَآنِي، وَآمَنَ بِي مَرَّتَيْنِ، وَطُوبَى لِمَنْ لَمْ يَرَنِي وَآمَنَ بِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ".
768- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا؛ حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ، فَلَمْ يُسْقَهَا".
769- أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الله -عز وجل- يقول: يابن آدَمَ، ثِنْتَانِ لَمْ يَكُنْ لَكَ واحدة مِنْهُمَا: جَعَلْتُ لَكَ نَصِيبًا فِي مالك، حين أخذت بكظمك؛
__________
767- سند ضعيف جدا:
فيه طلحة بن عمرو المكي وهو ضعيف جدا، بل متروك.
768- صحيح:
وأخرجه البخاري من طريق عبد الله بن يوسف عن مالك به "فتح" "10/ 30" كتاب الأشربة باب "1"، ومسلم "1588"، وأحمد "2/ 19، 28".
769- سند ضعيف:
فيه مبارك بن حسان الراجح أنه ضعيف، وأخرجه ابن ماجه في كتاب الوصايا حديث رقم "2710".(2/24)
لِأُطَهِّرَكَ بِهِ وَأُزَكِّيَكَ، وَصَلَاةُ عِبَادِي عَلَيْكَ بَعْدَ انْقِضَاءِ أَجَلِكَ".
770- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا زُهَيْرُ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَلَقَ رَأْسَهَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ.
771- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ قَبْلَكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أُجَرَاءَ فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ مِنْ غَدْوَةٍ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ اليَهُودُ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَل لِي مِنْ نِصْفِ الَّنهَارِ إِلَى صَلَاة العَصْرِ عَلَى قِيراَطٍ؟ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عَلَى قِيرَاطَيْنِ؟ فَعَمِلْتُمْ أَنْتُمْ، فَغَضِبَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، قَالُوا: مَا لَنَا أَكَثْرُ عَمَلًا وَأقَلُّ عَطَاءً؟ قَالَ: هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّمَا هُوَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ".
772- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْمُزَابَنَةِ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ:
__________
770- صحيح:
وأخرجه البخاري في المغازي باب "77": حجة الوداع "فتح" "8/ 109"، ومسلم "ص947" كتاب الحج باب "55"، وأبو داود رقم "1980".
771 صحيح:
وأخرجه البخاري في "صحيحه" باب "8" من كتاب الإجارة "فتح" "4/ 445"، وأحمد "2/ 6".
772- صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب البيوع باب "75": بيع الزبيب بالزبيب والطعام بالطعام "فتح" "4/ 377" وأشار المعلق هناك إلى "الأطراف".
ومسلم "ص 1170"، وأحمد "2/ 7، 16، ... " راجع باب "زبن" من "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي" "2/ 377".(2/25)
وَالْمُزَابَنَةُ: أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ ثَمَرَةَ أَرْضِهِ بِكَيْلٍ، إِنْ زَادَتْ فَلَهُ، وَإِنْ نَقَصَتْ فَعَلَيْهِ.
773- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا يَدُ الْمُعْطِي، وَالْيَدُ السُّفْلَى يَدُ السَّائِلِ".
774- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْفَتْحِ، فَنَزَلَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، وَبَعَثَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ، فَجَاءَ بِالْمِفْتَاحِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- البَيتَ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ وَأُسَامَةُ وَبِلَالٌ، فَلَمَّا خَرَجُوا ابْتَدَرَهُمُ النَّاسُ، فَقُلْتُ لِبِلَالٍ: أَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ.
__________
773- صحيح:
وأخرجه البخاري من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه "فتح" "3/ 334" كتاب الزكاة، ومسلم "ص 717" من حديث حكيم أيضا.
774- صحيح:
وأخرجه البخاري من حديث سالم عن ابن عمر كتاب الحج باب "51" "فتح" "3/ 463"، وأخرجه مسلم "ص 966" من طرق عن ابن عمر رضي الله عنهما.(2/26)
775- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ائْتُوا الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ".
776- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أيوب، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَجَلُكُمْ فِي آجَالِ الْأُمَمِ مِنْ قَبْلِكُمْ إِلَّا كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ".
777- أنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ حَلَفَ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ الله، فقد استثنى".
__________
775- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص1053" كتاب الحج.
والبخاري من طريق مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر في كتاب النكاح "9/ 240" "فتح الباري"، وأبو داود من طرق عن ابن عمر رضي الله عنهما في كتاب الأطعمة باب رقم "1" "ج4/ 123"، وابن ماجه في النكاح حديث "1914" بمعناه، والترمذي في النكاح باب "11": ما جاء في إجابة الداعي حديث رقم "1098" "3/ 395"، وقال: حديث حسن صحيح.
776- صحيح:
وأخرجه البخاري في حديث مطول من طريق ليث عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما مرفوعا كتاب الأنبياء "6/ 495" "فتح".
والترمذي في الأدب "5/ 153" من حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا.
وأحمد "2/ 112، 124".
777- وأخرجه أبو داود من طريق أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم ... فذكره، "سنن أبي داود" حديث رقم "3262".
وكذلك الترمذي من طريق أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر مرفوعا "4/ 108" وقال الترمذي=(2/27)
................................................................................
__________
= عقبه: حديث ابن عمر حديث حسن وقد رواه عبيد الله بن عمر وغيره عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفا.
وهكذا روي عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما موقوفا ولا نعلم أحدا رفعه غير أيوب السختياني، وقال إسماعيل بن إبراهيم: وكان أيوب أحيانا يرفعه وأحيانا لا يرفعه. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- وغيرهم أن الاستثناء إذا كان موصولا باليمين فلا حنث عليه وهو قول سفيان الثوري والأوزاعي ومالك بن أنس وعبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق.
قلت: والحديث أخرجه النسائي أيضا من طريق أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر مرفوعا "7/ 12".
وكذلك ابن ماجه حديث رقم "2105".
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" "11/ 605" بشأن حديث ابن عمر بعد أن ذكر كلام الترمذي قال: وذكر في "العلل" أنه سأل محمدا عنه فقال: أصحاب نافع رووه موقوفا إلا أيوب، ويقولون: إن أيوب في آخر الأمر وقفه.
وأسند البيهقي عن حماد بن زيد، قال: كان أيوب يرفعه ثم تركه، وذكر البيهقي أنه جاء من رواية أيوب بن موسى وكثير بن فرقد وموسى بن عقبة وعبد الله بن عمر العمري المكبد وأبي عمرو بن العلاء وحسان بن عطية، كلهم عن نافع مرفوعا. ا. هـ.
ورواية كثير أخرجها النسائي والحاكم في "مستدركه" ورواية موسى بن عقبة أخرجها ابن عدي في ترجمة داود بن عطاء أحد الضعفاء عنه وكذا أخرجه رواية أبي عمرو بن العلاء.
وأخرج البيهقي رواية حسان بن عطية ورواية العمري، وأخرجه ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والبيهقي من طريق مالك وغيره عن نافع موقوفا، وكذا أخرج سعيد والبيهقي من طريقه رواية سالم، والله أعلم.
وتعقب بعض الشراح كلام الترمذي في قوله: "لم يرفعه غير أيوب" وكذا رواه سالم عن أبيه موقوفا.
قال شيخنا: قلت: قد رواه هو من طريق موسى بن عقبة مرفوعا ولفظه: "من حلف على يمين فاستثنى على أثره لم يفعل ما قال لم يحنث". ا. هـ.
ولم أر هذا في الترمذي ولا ذكره المزي في ترجمة مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ في "الأطراف". ا. هـ.
قلت: يتبين مما سبق أن الراجح أن هذا الحديث موقوف على ابن عمر، والله تعالى أعلم، أما الاستثناء في اليمن ومشروعيته فمن أراد الوقوف على مزيد منه فيراجع "صحيح البخاري" كتاب كفارات الأيمان باب "9": الاستثناء في اليمين "فتح الباري" "11/ 601" و"صحيح مسلم" "ص1274، 1275".(2/28)
778- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ.
779- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ لَا يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَلَا بَعْدَ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي أَهْلِهِ.
780- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ بِلَالًا أَذَّنَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَرْجِعَ فَيُنَادِيَ: أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ، فَرَجَعَ فَنَادَى: أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ، أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ.
__________
778- صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب الزكاة باب "76": الصدقة قبل العيد.
ومسلم "ص679" كتاب الزكاة، باب "5".
والترمذي في الزكاة باب "36": ما جاء في تقديمها قبل الصلاة "3/ 53".
وأبو داود في الزكاة باب "18": متى تؤدى؟ حديث "1610".
والنسائي في الزكاة، باب: الوقت الذي يستحب أن تؤدى صدقة الفطر فيه "5/ 54",
779- صحيح:
وأخرج البخاري نحوه في كتاب الجمعة من "صحيحه" "فتح" "2/ 425"، وأخرج مسلم جزءا منه "ص600".
780- رجاله ثقات إلا أن بعض أهل العلم ضعفوه:
وأخرجه أبو داود تحت رقم "532" وقال: وهذا الحديث لم يروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة. ثم قال أبو داود: حدثنا أيوب بن منصور حدثنا شعيب بن حرب عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد أخبرنا نافع عن مؤذن لعمر يقال له: مسروح: "أذن قبل الصبح فأمره عمر" فذكر نحوه.=(2/29)
781- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ أَصْحَابِي مَثَلُ النُّجُومِ، يُهْتَدَى بِهِ، فَأَيُّهُمْ أَخَذْتُمْ بِقَوْلِهِ اهْتَدَيْتُمْ".
782- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَى فَاطِمَةَ فَوَجَدَ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا، فَلَمْ يدخل عليها -قال: وقلما كان دَخَلَ إِلَّا بِإِذْنِهَا- فَجَاءَ عَلِيٌّ فرآها مهتمة فقال: مالك؟ فَقَالَتْ: جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يَدْخُلْ علي، فأتاه علي
__________
= قال أبو داود: وقد رواه حماد بن زيد عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن نافع أو غيره: أن مؤذنا لعمر يقال له مسروح أو غيره.
قال أبو داود: ورواه الدراوردي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "كَانَ لعمر مؤذن يقال له: مسعود" وذكر نحوه، وهذا أصح من ذلك.
وأخرجه الترمذي معلقا "1/ 394" وقال: هذا حديث غير محفوظ والصحيح ما روى عبيد الله بن عمر وغيره عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" وروى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عن نافع أن مؤذنا لعمر أذن بليل فأمره عمر أن يعيد الأذان، وهذا لا يصح أيضا لأنه عن نافع عن عمر منقطع ولعل حمادا أراد هذا الحديث والصحيح رواية عبيد الله وغير واحد عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ والزهري عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بليل" قال أبو عيسى: ولوكان حديث حماد صحيحا لم يكن لهذا الحديث معنى؛ إذ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "إن بلالا يؤذن بليل" ولو أنه أمره بإعادة الأذان حين أذن قبل طلوع الفجر لم يقل: "إن بلالا يؤذن بليل".
قال علي بن المديني: حديث حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- غير محفوظ، وأخطأ فيه حماد بن سلمة.
781- ضعيف جدا:
فيه حمزة الجزري وهو حمزة بن أبي حمزة وهو متروك الحديث. وقد استفاض في طرق الحديث الشيخ ناصر الألباني رحمه الله في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم "58، 59، 60، 61"، وابن حزم في "المحلى" "6/ 83".
782- صحيح:
وأخرجه البخاري في الهبة باب "27": هدية ما يكره لبسها "فتح" "5/ 228" وفيه: "سترا موشيا". مع تغيرات طفيفة، وأخرجه أبو داود حديث رقم "4149".(2/30)
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَاطِمَةَ اشْتَدَّ عَلَيْهَا أَنَّكَ جِئْتَهَا فَلَمْ تَدْخُلْ عَلَيْهَا؟!
قَالَ: "وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا وَمَا أَنَا والرُّقم". قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى فَاطِمَةَ فَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه مسلم- فَقَالَتْ: فَقُلْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَأْمُرُنِي؟ قَالَ: "قُلْ لَهَا: فَلْتُرْسِلْ بِهِ إِلَى بَنِي فُلَانٍ".
783- حَدَّثَنِي ابْنُ أبي شبية، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نأكُلُ وَنَحْنُ نَمْشِي، وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ.
784- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالْكِ بْنِ مِغْولٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَجْلِسِ: "رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الغفور" مائة مرة.
__________
783- رجاله ثقات، وقد أعله بعض أهل العلم:
وأخرجه الترمذي في كتاب الأشربة "تحفة الأحوذي" "6/ 3"، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابن عمر، وروى عمران بن حدير هذا الحديث عن أبي البزري عن ابن عمر، وأبو البزري اسمه: يزيد بن عطارد.
وأخرجه ابن ماجه "حديث 3301" كتاب الأطعمة، باب "25": الأكل قائما.
وأخرجه أحمد أيضا "2/ 108" والدارمي في كتاب الأشربة "2/ 120" باب: في الشرب قائما.
وأخرجه أحمد أيضا "2/ 12، 24، 29"، والدارمي من طريق عمران بن حدير عن أبي البرزي يزيد بن عطارد عن ابن عمر به.
784- سند صحيح:
وأخرجه أبو داود حديث رقم "1516" كتاب الصلاة، باب "361": في الاستغفار.=(2/31)
785- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي بُكيَرٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ آدَمَ لَمَّا أَهْبَطَهُ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: أَيْ رَبِّ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا، وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ قَالُوا: رَبَّنَا نَحْنُ أَطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ؟ قَالَ اللَّهُ لِلْمَلَائِكَةِ: هَلُمُّوا مَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ حَتَّى نُهْبِطَهُمَا إِلَى الأرض فننظر كيف يعملان، فقالوا: ربنا؛ هاروت وماروت.
قال: فاهبطا إِلَى الْأَرْضِ1 قَالَ: فَتُمِثِّلَتْ لَهُمَا الزُّهْرَةُ امْرَأَةً مِنْ أَحْسَنِ الْبَشَرِ فَجَاءَتْهُمَا، فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَكَلَّمَا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنَ الْإِشْرَاكِ. قَالَا: لَا وَاللهِ لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ أَبَدًا. فَذَهَبَتْ عَنْهُمَا، ثُمَّ رَجَعَتْ بِصَبِيٍّ تَحْمِلُهُ فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَقْتُلَا هَذَا الصَّبِيَّ. قَالَا: لَا، وَاللَّهِ لَا نَقْتُلُهُ أَبَدًا، فَذَهَبَتْ، ثُمَّ رَجَعَتْ بِقَدَحٍ مِنْ خمر تحمله فسألاها نفسها،
__________
= والترمذي في الدعوات باب "39" ما يقول إذا قام من المجلس "5/ 494"، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وابن ماجه "حديث 4/ 381" وعزاه المزي في "الأطراف"إلى النسائي في "اليوم والليلة" "49/ 1".
وأخرجه أحمد "2/ 21"، وابن حبان "موارد الظمآن" حديث رقم "2459".
تنبيه: في بعض ألفاظ الحديث: "إنك أنت التواب الرحيم". وفي بعضها: "في اليوم الواحد"، لكن الراجح: "في المجلس الواحد".
785- سند ضعيف:
فيه موسى بن جبير ضعيف.
وأخرجه أحمد "2/ 134"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم "662".
وراجع "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم "170"، وتفسير ابن كثير عند تفسير قول الله تعالى: {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْر} ؛ إذا أردت الوقوف على مزيد.
1 من "س".(2/32)
فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَشْرَبَا هَذَا الْخَمْرَ. فَشَرِبَا، فَسَكِرَا، فَوَقَعَا عَلَيْهَا، وَقَتَلَا الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَفَاقَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُمَا شيئا أبيتماه عَلَيَّ إِلَّا قَدْ فَعَلْتُمَاهُ حِينَ سَكِرْتُمَا، فَخُيِّرَا عِنْدَ ذَلِكَ بَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا".
786- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الْأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ".
787- أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ فَقِيلَ: لَا أَنْتَ أَطْعَمْتِهَا، وَلَا سَقَيْتِهَا، وَلَا أَنْتَ أَرْسَلْتِهَا فَتَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ".
788- أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ عبد الله بن
__________
786- صحيح لغيره:
فرواية معمر عن أيوب فيها كلام، لكن الحديث أخرجه مسلم "3/ 1630" من حديث أبي هريرة ومن حديث جابر رضي الله عنهما.
وأخرجه البخاري من حديث أبي هريرة "فتح" "9/ 535" بدون ذكر "طعام الأربعة يكفي الثمانية".
787- صحيح لغير هذا السند:
ففيه الحكم بن المبارك متكلم فيه.
وأخرجه البخاري في كتاب المساقاة "فتح" "5/ 40" وفي بدء الخلق "6/ 356" وفي أحاديث الأنبياء "6/ 515"، ومسلم "ص760، 2022" كتاب السلام وكتاب الأدب من طرق عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ به مرفوعا.
788- صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة من "صحيحه" "فتح" "3/ 69" من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر مرفوعا مقيدا بيوم السبت: "كان يأتي قباء كل سبت ماشيا وراكبا".
ومن حديث نافع عن ابن عمر مطلقا، ومسلم "ص1016، 1017" من طريق عن ابن عمر. وأحمد "2/ 58".(2/33)
دِينَارٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَأْتِي قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا.
789- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الزُّبَيْرِيُّ أَبُو أَحْمَدَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَمْسٌ لَا يَعْلَمْهُنَّ إِلَّا اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَا يَعْلَمُ السَّاعَةَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا مَتَى يَنْزِلُ الْغَيْثَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ إِلَّا اللَّهُ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا إِلَّا اللَّهُ، وَلَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِلَّا اللَّهُ".
790- ثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ عبد الله ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ" قَالَ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شجر البوادي وكنت من أصغر الناس فوقع في قَلْبِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي فَقَالَ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا كَانَ أَحَبَّ إِلِيَّ مِنْ كذا وكذا.
__________
789- صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء من "صحيحه" "فتح" "2/ 524"، وفي التفسير تفسير سورة الأنعام "فتح" "8/ 291" وتفسير سورة الرعد "8/ 375"، وتفسير سورة لقمان "8/ 513"، ومسلم مطولا "ص39، 40". وأحمد "2/ 24، 52، 58، 85-86".
790- صحيح:
وأخرج البخاري باب "147"، طرح الإمام المسألة على أصحابه، كتاب العلم "فتح" "1/ 145، 147، 165، 229" وفي مواضع شتى من "صحيحه" أشار إليها المعلق في "الفتح "2/ 145" ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي. ومسلم "ص2165"، وأحمد "2/ 12، 41، 61".(2/34)
791- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَحَرَّوْهَا" أَوْ قَالَ: "من كان متحريا فليتحرها لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ".
792- ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي، ثَنَا حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ".
793- أنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَافَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ بِمِحْجَنِهِ، وَلَمَّا خَرَجَ لَمْ يَجِدْ مُنَاخًا، فَنَزَلَ عَلَى أَيْدِي الرِّجَالِ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَهُمْ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي أذهب عنكم
__________
791- صحيح:
وأخرجه أحمد "2/ 27"، وانظر البخاري "حديث 2015".
792- صحيح لغيره:
إذ إن في سنده الوليد بن أبي الوليد: لين الحديث.
وأخرجه مسلم "ص1979" كتاب البر والصلة والآداب، باب "4": فضل صلة أصدقاء الأب والأم ونحوهما، من طريقين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أحدهما: طريق يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أسامة بن الهاد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عن ابن عمر مرفوعا.
وأبو داود في "الأدب "5/ 353" حديث رقم "5143"، والترمذي "4/ 313" كتاب البر والصلة باب "5" ما جاء في إكرام صديق الوالد.
وأحمد "2/ 88، 91، 97، 111".
793- سند ضعيف:
فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.(2/35)
عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَكَبُّرَهَا بِآبَائِهَا، النَّاسُ رَجُلَانِ: بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-" ثُمَّ تَلَا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [النساء: 1] ، ثُمَّ قَالَ: "أَقُولُ هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ".
794- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَتْلِ الْكِلَابِ "فَقَتَلُوا"1 حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى امْرَأَةٍ بِالْعَقَبَةِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقْتُلُوا كلبا "لها"2، فَقَالَتْ: إِنِّي بِهَذَا الْمَكَانِ وَهُوَ يُؤْنِسُنِي، فَرَقُّوا لَهَا، فَرَجَعُوا إِلَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَأَمَرَهُمْ بِقَتْلِهِ، فَقَتَلُوهُ.
795- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: شَكَا فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ مَا فُضِّلَ بِهِ أَغْنِيَاؤُهُمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلَاءِ إِخْوَانُنَا آمَنُوا إِيمَانَنَا، وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا، وَصَامُوا صِيَامَنَا، لَهُمْ عَلَيْنَا فَضْلٌ فِي الْأَمْوَالِ يَتَصَدَّقُونَ، وَيَصِلُونَ الرَّحِمَ وَنَحْنُ فُقَرَاءُ لَا نَجِدُ ذَلِكَ. قَالَ: "أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ إِنْ صَنَعْتُمُوهُ أَدْرَكْتُمْ مِثْلَ فَضْلِهُمْ، قُولُوا -دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ: اللَّهُ أَكْبَرُ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَالْحَمْدُ لله إحدي عشرة مرة،
__________
794- سند ضعيف:
فيه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ وهو ضعيف وخالد بن مخلد الراجح أنه ضعيف.
795- سند ضعيف:
فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف ومن طريقه أخرجه ابن ماجه رقم "4124".
1 في هامش "س" كتب: صوابه: فقتلت.
2 من "س" و"نسخة الحرم المكي".(2/36)
وَسُبْحَانَ اللَّهِ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، تُدْرِكُوا مِثْلَ فَضْلِهُمْ" فَبَلَغَ ذَلِكَ الْأَغْنِيَاءَ، فَقَالُوا مِثْلَ مَا أَمَرَهَمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَاءُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِخْوَانُنَا يَقُولُونَ مِثْلَ مَا نَقُولُ؟ قَالَ: "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهُمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِمِائَةِ عَامٍ".
796- ثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ النَّاسُ الْحِجْرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ -يَعْنِي قَوْمَ صَالِحٍ- إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَا تَكُونُوا بَاكِينَ، فَلَا تَدْخُلُوا؛ لَا يُصِيبُكُمْ مَا أَصَابَهُمْ".
797- حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ مُحَبَّرٍ، ثَنَا سُكَيْنُ بْنُ أَبِي سِرَاجٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "سُوءُ الْخُلُقٍ يُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ".
798- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ قال: إن مشيت فقد
__________
796- صحيح:
وأخرجه البخاري من طريق سالم عن ابن عمر بن مرفوعا في كتاب أحاديث الأنبياء من "صحيحه" "فتح" "6/ 378، 379"، ومسلم "ص2285" من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر مرفوعا و"ص2286" من طريق سالم عن ابن عمر مرفوعا.
797- ضعيف جدا:
في سنده داود بن المحبر ضعيف جدا وسكين بن أبي سراج واه قاله الذهبي في ديوان "الضعفاء والمتروكين". وقال في "الميزان" "2/ 174": اتهمه ابن حبان والراوي عنه ليس بثقة.
798- سند صحيح:
وأخرجه النسائي في الحج، باب: الطواف بين الصفا والمروة والمشي بينهما "5/ 193، 194".
وأخرجه النسائي أيضا من طريق عطاء بن السائب عن كثير بن جهمان قال: رأيت ابن عمر فذكر نحوه. و"كثير" هذا مقبول، ذكره الحافظ في "التقريب".(2/37)
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْشِي، وَإِنْ سَعَيْتُ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْعَى.
799- ثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ لِلْمَرْأَةِ فِي حَمْلِهَا إِلَى وَضْعِهَا إِلَى فِصَالِهَا مِنَ الْأَجْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ في سبيل الله، فإن هَلَكَتْ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ فَلَهَا أَجْرُ الشَّهِيدِ".
800- أنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا مَرْزُوقٌ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قِيلَ لَهُ: أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ قِرَاءَةً؟
قَالَ: "الَّذِي إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَتَهُ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ -عز وجل-".
__________
799- سند ضعيف:
فيه:
1- يعمر بن بشر وهو الخراساني، ترجمته في "تعجيل المنفعة"، لم يوثقه معتبر.
2- قيس بن الربيع إلى الضعف أقرب. راجع "التهذيب".
800- سند حسن، لكنه أعل بالإرسال:
ولكن أخرجه الدارمي من طريق جعفر بن عون أنا مسعر عن عبد الكريم عن طاوس سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكره مرسلا "2/ 471".
وكذا رواه ابن طاوس عن أبيه الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- مرسلا، عزاه ابن كثير لأبي عبيد "انظر فضائل القرآن" الملحق بابن كثير ص 36.
وللحديث شاهد ضعيف أخرجه ابن ماجه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، فقال ابن ماجه حديث رقم "1339": حدثنا بشر بن معاذ الضرير ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ المدني ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنَ أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله" لكن هذا سند ضعيف.
فيه عبد الله بن جعفر وإبراهيم بن إسماعيل: ضعيفان.(2/38)
801- ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَالْوَزْنُ وَزْنُ أَهْلِ مَكَّةَ".
802- ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوسًا يَقُولُ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُصَلِّيهُمَا عَلَى عَهْدِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
__________
801- وأخرجه أبو داود حديث رقم "3340".
والنسائي باب: الرجحان في الوزن كتاب البيوع "7/ 250"، قال أبو داود بعد أن روى هذا الحديث:
كذا رواه الفريابي وأبو أحمد عن سفيان وافقهما في المتن وقال أبو أحمد: "عن ابن عباس" مكان ابن عمر، ورواه الوليد بن مسلم عن حنظلة قال: وزن المدينة ومكيال مكة.
وقال أبو داود: واختلف في المتن في حديث مالك بن دينار عن عطاء عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- في هذا.
وأخرجه البيهقي "6/ 31" من طريق طاوس عن ابن عمر ومن طريق طاوس عن ابن عباس ورجح طريق ابن عمر، ورجح أبو حاتم في "العلل" "1/ 375" طريق طاوس عن ابن عباس ورجح طريق ابن عمر، ورجح أبو حاتم في "العلل" "1/ 375" طريق طاوس عن ابن عباس وتعقبه الشيخ ناصر الدين الألباني في "الإرواء" فرجح طريق ابن عمر وأيد قوله بمتابعة الفرياني لأبي نعيم. "الإرواء" "5/ 193" حديث رقم "1342".
وبمتابعة ما قاله الشيخ ناصر الألباني راجعنا متابعة الفرياني المذكورة في "مشكل الآثار" للطحاوي "2/ 99" فوجدناها من طريق عبد الملك بن مروان وهو مقبول كما قاله الحافظ في "التقريب".
وترجمته في "التهذيب" تشعر أنه مجهول.
هناك وجه آخر من أوجه الترجيح وهو: أن طريق ابن عمر غير الجادة فتقدم على طريق ابن عباس والعلم عند الله تعالى وعلى كل فمثل هذا الاختلاف لا يضر لأن مداره على صحابي وثمة اختلاف آخر في لفظ الحديث من طريق أبي أحمد الزبيري إذ قال: "المكيال مكيال أهل مكة، والميزان ميزان أهل المدينة". أخرجه البيهقي "6/ 31" والراجح الأول، والعلم عند الله.
802- سند حسن:
وأخرجه أبو داود حديث "1284"، وقال: سمعت يحيى بن معين، يقول: هو شعيب، يعني: وهم شعبة في اسمه لكن هذا مخالف لما ثبت في الصحاح أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يبتدرون السواري لصلاة الركعتين قبل المغرب.(2/39)
803- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ائْذَنُوا بِاللَّيْلِ لِنِسَائِكُمْ إِلَى الْمَسَاجِدِ".
804- أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنِ اسْتَعَاذَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيُبُوهُ، وَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى تَعْلَمُوا أنكم قد كافأتموه".
__________
803- صحيح لغيره:
إذ إن في إبراهيم بن مهاجر كلاما ينزل بحديثه عن الصحة، والحديث أخرجه البخاري "فتح" "2/ 382"، ومسلم "ص327" من طرق عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ به مرفوعا.
804- في إسناده الأعمش وقد عنعن في كل الطرق التي وقفنا عليها.
وأخرجه أبو داود حديث رقم "5109"، والنسائي في الزكاة باب "72": من سأل بالله عز وجل "5/ 61" وأحمد "2/ 68، 99"، والبيهقي "4/ 199"، والحاكم في "المستدرك" "1/ 103" وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
وقال الذهبي: على شرطهما رواه جرير وأبو عوانة وغيرهما عن الأعمش بنحوه، وقال محمد بن أبي عبيدة بن معن: عن أبيه عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عن مجاهد، وعند الأعمش فيه إسناد آخر للأسود بن عامر ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عن الأعمش عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه مرفوعا نحوه، وهذا صحيح.
قلت: وحديث الباب أخرجه أيضا أبو نعيم في "الحلية" "9/ 56" وابن حبان في "الموارد" رقم "2071" والبخاري في "الأدب المفرد" رقم "216"، وقد عنعن الأعمش في كل هذه الطرق.(2/40)
805- أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ، مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ -أَوْ: قَالَ: الْعَشْرِ- فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّسْبِيحِ، وَالتَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ".
806- ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ يزيد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يَعْظُمُ أَهْلُ النَّارِ حَتَّى يَصِيرَ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ، وَغِلَظُ جلده أربعين ذراعا، وَضِرْسُهُ أَعْظَمَ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ".
807- حَدَّثَنِي مَالْكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم؟ قال: مَرَّتَيْنِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ عَلِمَ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدِ اعْتَمَرَ ثَلَاثًا سِوَى عُمْرَتِهِ الَّتِي قرنها بحجة الوداع.
__________
805- سند ضعيف:
فيه يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف، وأخرجه أحمد "2/ 75، 131-132".
806- سند ضعيف:
فيه أبو يحيى القتات وهو ضعيف.
807- رجاله ثقات، إلا أن السبيعي مدلس وقد عنعن:
وأخرجه أبو داود حديث رقم "1992"، وأحمد "2/ 139"، وفي تدليس أبي إسحاق السبيعي ولم يصرح بالتحديث، والحديث أخرجه البخاري ومسلم من طريق منصور عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنه رضي الله عنه لما سُئِلَ كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم؟ فقال: أربع عمر. "فتح" "3/ 599-600"، و"صحيح مسلم" "ص917"، وأشار إلى ذلك الحافظ في "الفتح" "3/ 601".(2/41)
808- ثَنَا مَالْكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ" مِائَةَ مَرَّةٍ "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَتُبْ عَلَيَّ؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ"، أَوْ "إِنَّكَ تَوَّابٌ غَفُورٌ" -الشَّكُّ مِنْ زُهَيْرٍ.
809- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا سَعِيدُ السَّمَّاكُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَبْطَأَ بِلَالٌ يَوْمًا بِالْأَذَانِ، فَأَذَّنَ رَجُلٌ، فَجَاءَ بِلَالٌ، فَأَرَادَ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُقِيمُ مَنْ أَذَّنَ".
810- أنا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ: أَنَّ رَجُلًا مَدَحَ رَجُلًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يَحْثِي التُّرَابَ نَحْوَ فِيهِ، وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا رَأَيْتمُ الْمَدَّاحِينَ، فَاحُثُوا فِي أَفْوَاهِهِمُ التُّرَابَ"، أو قال: "من التراب".
__________
808- رجاله ثقات:
وقد تقدم رقم "784".
809- سند ضعيف جدا:
قيد سعيد السماك وهو سعيد بن راشد السماك قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال عباس عن يحيى: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك.
ومن مفاريده عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعا: "من أذن فهو يقيم". قال كل هذا الذهبي في "الميزان".
وترجمته أيضا في "المجروحين" لابن حبان.
810- صحيح لغيره:
إذ إن في هذا المسند علي بن الحكم يحسن حديثه، لكن الحديث ثابت في "صحيح مسلم" من حديث المقداد رضي الله عنه "ص2297".(2/42)
811- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ قُطْبَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ؟ فَقَالَ: "لَا تَمْنَعُهُ نَفْسَهَا، وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ" قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ؟ قَالَ: "لَا تَصَدَّقُ مِنْ بَيْتِهِ بِشَيْءٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَعَلَيْهَا الْوِزْرُ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ؟ قَالَ: "لَا تَصُومُ يَوْمًا إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ أَثِمَتْ، وَلَمْ تُؤْجَرْ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ؟ قَالَ: "لَا تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ لَعَنَتْهَا مَلَائِكَةُ اللَّهِ وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْغَضَبِ، حَتَّى تَفِيءَ أَوْ تَرْجِعَ".
812- ثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّهُ ظُلُمَاتٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
813- أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا وُضع موتاكم في القبر فقولوا: باسم اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ". قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: قَالَ يَزِيدُ: لَمْ يَرْفَعْ هَذَا الْحَدِيثَ أحد غير همام.
__________
811- سند ضعيف:
فيه ليث بن أبي سليم مختلط وضعيف.
812- صحيح لغيره:
ففيه عطاء بن السائب مختلط، وأخرجه مسلم "ص1996" من حديث جابر بن عبد الله.
813- وهو حديث صحيح:
وأخرجه أبو داود "3/ 546" وابن ماجه رقم "1550"، والترمذي "4/ 146" وقال: حسن=(2/43)
814- أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبُو الْعَطُوفِ الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَالٍ الْجَزَرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى دَخَلَ بَعْضَ حِيطَانِ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلَ يَلْتَقِطُ مِنَ التَّمْرِ، ويأكل، فقال لي: "يابن عُمَرَ، مَا لَكَ لَا تَأْكُلُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أَشْتَهِيهِ. قَالَ: "لَكِنِّي أَشْتَهِيهُ، وَهَذِهِ صُبْحُ رَابِعَةٍ لَمْ أَذُقْ طَعَامًا وَلَمْ أَجِدْهُ، وَلَوْ شِئْتُ لَدَعَوْتُ رَبِّي فَأَعْطَانِي مِثْلَ مُلْكِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، فَكَيْفَ بِكَ يَا ابْنَ عُمَرَ إِذَا بَقِيتَ فِي قوم يخبئون رزق سنتهم، ويضعف الْيَقِينِ؟ " فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْنَا وَلَا أَرَمْنَا حَتَّى نَزَلَتْ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت: 60] ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لَمْ يَأْمُرْنِي بِكَنْزِ الدُّنْيَا، وَلَا اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ، فَمَنْ كَنَزَ دُنْيَا يُرِيدُ بِهَا حَيَاةً بَاقِيَةً، فَإِنَّ الْحَيَاةَ بِيَدِ اللَّهِ، أَلَا وَإِنِّي لَا أَكْنِزُ دِينَارًا ولا درهما، ولا أخبأ رِزْقًا لِغَدٍ".
815- أنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
__________
= غريب، والبيهقي "4/ 55"، والحاكم "1/ 366"، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، أوقفه شعبة، وأحمد "2/ 27، 40، 41، 59، 127، 128"، وابن الجارود رقم "548" وابن السني في "عمل اليوم والليلة" ورواه ابن ماجه "1/ 494" ثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش ثنا ليث بن أبي سليم عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- / ح/ وثنا عبد الله بن سعيد ثنا أبو خالد الأحمر ثنا الحجاج عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- إذا أدخل الميت القبر قال: "بِسْمِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله"، وقال أبو خالد مرة: "إذا وضع الميت في لحده قال: بسم الله وعلى سنة رسول الله"، وقال هشام في حديثه: "بسم الله وفي سبيل اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ".
814- سند ضعيف جدا:
فيه أبو العطوف ترجمته في "تعجيل المنفعة" متروك. وفيه رجل لم يسم.
815- رجاله ثقات:=(2/44)
عَنِ الْمَاءِ، وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ السِّبَاعِ وَالدَّوَابِّ؟ فَقَالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَا يَحْمِلُ الْخَبَثَ". قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: "الْقُلَّةُ" يَكُونُ فِيهَا قَدْرُ الرَّاوِيَةِ.
816- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: دخلت مع عُبَيْدِ [اللَّهِ] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بُسْتَانًا لَنَا -أَوْ: له- وفيه مقرى، "وفي"1 المقرى جِلْدُ بَعِيرٍ، فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ: تَتَوَضَّأُ وَفِيهِ جِلْدُ بَعِيرٍ؟! فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا لَمْ يَنْجُسُ".
817- أَخْبَرَنِي شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ، وَأزْوَاجِهِ، وَنَعِيمِهِ، وَخَدَمِهِ، وَسُرُرِهِ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَأكْرَمَهُمْ عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً". ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23] .
__________
= وأخرجه أبو داود "عون المعبود" "1/ 103" كتاب الطهارة باب "33" وقال: هذا لفظ ابن العلاء، وقال عثمان والحسن بن علي: "عن محمد بن عباد بن جعفر" وهو الصواب.
وأخرجه النسائي أيضا، وعزاه الحافظ في "تلخيص الحبير" "1/ 16" إلى الأربعة والشافعي وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والدارقطني والبيهقي ثم ذكر بعض الاختلافات في سند الحديث ومتنه راجع "تلخيص الحبير" "1/ 16، 17، 18"، وراجع أيضا "عون المعبود شرح سنن أبي داود" "1/ 103 فما بعدها" وراجع أيضا "المحلى" لابن حزم.
816- رجاله ثقات:
وانظر المراجع المشار إليها في الحديث المتقدم، وللعلماء كلام طويل جدا في هذا الحديث.
817- ضعيف جدا:
في إسناده ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ؛ قَالَ فيه الثوري: ركن من أركان الكذب.
وأخرجه الترمذي في صفة الجنة باب "17" "ج 4/ 688".
1 من "س"، والنسخة المكية".(2/45)
818- ثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ أَبُو حَفْصٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ، وَدَمَانِ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ: فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ: فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ".
819- ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ، عَنْ عَبَّاسٍ الْحَجْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ خَادِمِي يُسِيءُ وَيَظْلِمُ، أَفَأَضْرِبُهُ؟ فَقَالَ: "لَا، تَعْفُو عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةٍ".
820- ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عن مسلم بن
__________
818- سند ضعيف:
فيه عبد الرحمن بن زيد وهو ضعيف وأخرجه ابن ماجه في الصيد "حديث رقم 3218"، وأحمد "2/ 97".
وأخرجه البيهقي من طريق عبد الله وأسامة وعبد الرحمن -بنو زيد بن أسلم- به "1/ 254".
وأخرجه البيهقي عن ابن وهب ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عمر موقوفا "1/ 254"، وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح وهو في معنى المسند، وقد رفعه أولاد زيد عن أبيهم.
819- ينظر في السند في سماع العباس من عبد الله بن عمر.
فقد قال أبو حاتم: لا أعلم له سماعا من ابن عمر.
وأخرجه الترمذي في البر والصلة "4/ 336"، وقال: هذا حديث حسن غريب.
ورواه عبد الله بن وهب عن أبي هانئ الخولاني نحوا من هذا. والعباس هو ابن خليد الحجري المصري حدثنا قتيبة حدثنا عبد الله بن وهب عن أبي هانئ الخولاني بهذا الإسناد نحوه وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بن وهب بهذا الإسناد، وقال: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وأخرجه أبو داود "حديث رقم 5164" من طريق الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو، كذا عزاه المزي في "الأطراف".
820- صحيح لغيره:
في سنده عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، صدوق له أوهام، لكن أخرجه مسلم "1652" من طريق شعبة عن مسلم بن يناق عن ابن عمر به مرفوعا.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" "الزينة".(2/46)
يَنَاقٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي مَسْجِدٍ بِمَكَّةَ، فَمَرَّ فَتًى مُسْبِلٌ إِزَارَهُ، فَقَالَ: يَا فَتَى، مِمَّنْ أَنْتَ قَالَ: مِنْ بَنِي بَكْرٍ، قَالَ: أَمَا تُحِبُّ أَنْ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، بَلَى. قَالَ: فَارْفَعْ إِزَارَكَ إِذًا؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأُذُنِي هَاتَين -وَأَوْمَأَ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ-يَقُولُ: "مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لَا يُرِيدُ إِلَّا الْخُيَلَاءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
821- ثَنَا يَعْلَى، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ".
822- ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ، مَا سَارَ أَحَدٌ وَحْدَهُ بِلَيْلٍ أبدا".
__________
821- صحيح لغيره:
ففي هذا السند عبد الملك وهو صدوق له أوهام، لكن الحديث أخرجه البخاري من طريق عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ عمر كتاب الإيمان باب: دعاؤكم إيمانكم "فتح" "1/ 49".
ومسلم من طرق عن ابن عمر "ص 45".
822- صحيح:
وأخرجه البخاري في الجهاد "فتح" "6/ 137".
والترمذي "4/ 193" وابن ماجه رقم "3768"، وأحمد "2/ 23"، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "الكبرى".(2/47)
823- ثَنَا يَعْلَى، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي دُهْقَانَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عِنْدَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُنَاسٌ، فَدَعَا بِلَالًا بِتَمْرٍ عِنْدَهُ، فَجَاءَ بِتَمْرٍ أَنْكَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "مَا هَذَا التَّمْرُ؟ " قَالَ: التَّمْرُ الَّذِي كَانَ عِنْدَنَا أَبْدَلْنَاهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ، قَالَ: "رُدَّ عَلَيْنَا تَمْرَنَا".
824- ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ زَيْدِ الْعَمِّيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوتُهُ، وَأنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ، فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ".
825- أنا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ، قَالَ: أنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: أنا عِيسَى بْنُ حَفْصِ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَجَاءَ إِلَى خشبة رَحْلِهِ فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا، فَرَأَى "أَنَاسًا قِيَامًا وَرَاءَهُ، فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ فَقُلْتُ: يُسَبِّحُونَ. فَقَالَ: لَوْ كنت مسبحا لأتممت صلاتي، يابن أَخِي، صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- حتى
__________
823- ضعيف:
في سنده أبو دهقانة: وهو مجهول ترجمته في "الكنى" للدولابي "ص170"، وفي الجرح والتعديل" "9/ 368": ما روى عنه إلا فضيل بن غزوان. وأخرجه أحمد "2/ 21، 144"، وأبو يعلى "5710" والطبراني في "الكبير" "1028" كلهم من طريق فصيل بن غزوان به.
824- سند ضعيف:
ففي هذا السند زيد العمي وهو زيد بن الحواري، وهو ضعيف.
ومن طريقه أخرجه أحمد "2/ 23".
825- صحيح لغيره:
ففيه شيخ لم يسم.
وأخرجه البخاري في تقصير الصلاة "فتح" "2/ 577"، ومسلم "ص482"، وأبو داود في الصلاة باب "276" "حديث رقم 1223"، والنسائي "3/ 123"، وابن ماجه رقم "1071".(2/48)
قَبَضَهُ اللَّهُ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَحِبْتُ عُمَرَ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَحِبْتُ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَرَأَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] .
826- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ".
827- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ: رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ، مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ فَقَدْ كَفَرَ.
828- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: دَعَا أَعْرَابِيًّا إِلَى طَعَامٍ لَهُ -وَذَلِكَ بَعْدَ النَّحْرِ بِيَوْمٍ- فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْهَى عَنْ صِيَامِ هَذِهِ الْأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ -يَعْنِي: أَيَّامَ التشريق.
__________
826- صحيح:
وأخرجه البخاري من طريق عبيد الله بن أبي جعفر قال: سمعت حمزة، سمعت ابن عمر ... فذكره مرفوعا. "فتح" "3/ 338"، ومسلم "ص720"، والنسائي "5/ 70".
827- رجاله ثقات:
إلا أن قتادة مدلس وقد عنعن.
828- صحيح لغيره.
إذ إن هذا في هذا السند معمر بن راشد: يروي عن عاصم بن سليمان البصري وفي رواية عاصم عن البصريين ضعف، وفيه أيضا المطلب بن عبد الله وتكلم في سماعه من ابن عمر فقال أبو حاتم: روايته عن ابن عمر مرسلة.
لكن أخرج "فتح" "2/ 242" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: "لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي" ونحوه في البخاري أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها.
وساق الحافظ في "الفتح" هناك بعض الشواهد أيضا.(2/49)
829- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مَسْحَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ زِحَامًا يَحُطُّ الْخَطَايَا حَطًّا".
830- ثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يزاحم على الحجر وَالرُّكْنِ الْيَمَانِي زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَفْعَلُهُ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا"، وسمعته يقول: "من طاف أسبوعيا بِالْبَيْتِ فَأَحْصَاهُ كَانَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ". قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَا يَرْفَعُ الْحَاجُّ قَدَمًا وَلَا يَضَعُ أُخْرَى إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ خَطِيئَةٌ، وَرُفِعَ لَهُ دَرَجَةٌ".
831- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَارِقِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا سَافَرَ، فَرَكِبَ
__________
829- عطاء بن السائب مختلط وتكلم في سماع عبد الله بن عبيد من أبيه.
وأخرجه الترمذي في الحج باب "1": استلام الركنين "3/ 283"، وقال: روى حماد بن زيد عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ ابن عمر نحوه، ولم يذكر فيه "عن أبيه"، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
830- فيه ما في الحديث المتقدم.
831- حديث حسن:
وأخرجه مسلم "ص978" وفيه تصريح أبي الزبير بالإخبار.
وأخرجه أبو داود في الجهاد رقم "2599"، والترمذي في "الدعوات" باب "47" "ج5/ 501" وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في التفسير في "السنن الكبرى" و"اليوم والليلة" "169".(2/50)
رَاحِلَتَهُ كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14] ، ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي سَفَرِي هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا [تَرْضَى] 1، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ، وَاطْوِ لَنَا بُعْدَ الْأَرْضِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا فِي سَفَرِنَا هَذَا، وَاخْلُفْنَا فِي أَهْلِنَا"، وَكَانَ إِذَا رَجَعَ قَالَ: "آيِبِونُ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- عابدون، تائبون، لربنا حامدون".
832- ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعَةَ قَالَ: أَرْسَلَنِي ابْنُ عُمَرَ إِلَى حَاجَةٍ، فَأَخَذَ بِيدِي، فَقَالَ: تَعَالَ أُوَدِّعْكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَرْسَلَنِي إِلَى حَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ: "اسْتَوْدِعِ اللَّهَ دينك وأمانتك وخواتيم عملك".
__________
832- صحيح لغيره:
وأخرجه أبو داود "حديث رقم 2600"، وأحمد "2/ 25" من طريق عبد العزيز عن ابن عمر عن قزعة ... "2/ 38" من طريق عبد العزيز عن إسماعيل عن قزعة ... و"2/ 136".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "اليوم والليلة".
في هذا الإسناد يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ وهو لين الحديث.
وللحديث شاهد عند أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
أخرجه أحمد "2/ 7" فقال: حدثنا أبو معمر بن خيثم ثنا حنظلة عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عن أبيه بنحوه.
وشاهد آخر من حديث أبي هريرة من طريق ابن لهيعة "2/ 358".
1 في "س": يرضي.(2/51)
833- ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ تحْتِي امْرَأَةٌ أُحِبُّهَا، وَكَانَ أَبِي يَكْرَهُهَا، فَأَمَرَنِي أَنْ أُطَلِّقَهَا، فَأَبَيْتُ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ، طَلِّقِ امْرَأَتَكَ"، فَطَلَّقْتُهَا.
834- ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَذْهَبَ الْعَاهَةُ.
قَالَ ابْنُ سُرَاقَةَ: فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، مَا ذَاكَ؟ قَالَ: "طُلُوعُ"1 الثُّرَيَّا.
835- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي دُعَائِهِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ، لَمْ يدعه حتى فارق
__________
833- حديث حسن:
وأخرجه أبو داود "حديث رقم 5138" كتاب الأدب باب "129": في بر الوالدين.
والترمذي في الطلاق باب "13" "ج3/ 485"، وقال: هذا حديث حسن صحيح، إنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب.
وابن ماجه في الطلاق "حديث رقم 2088".
834- صحيح:
وقد جاء الحديث من طرق كثيرة عن ابن عمر.
فأخرجه البخاري في كتاب الزكاة باب "58"، "فتح" "3/ 351".
ومسلم في البيوع، وأحمد "2/ 32، 41، 50".
وعثمان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ ترجمته في "الجرح والتعديل"، ووثقة أبو زرعة.
835- صحيح:
وأخرجه أبو داود كتاب الأدب "5/ 315" حديث "5074"، والنسائي "7-8/ 249"، وابن ماجه "2/ 1273 حديث 3871".
1 في "س": طلع.(2/52)
الدُّنْيَا، وَحَتَّى مَاتَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ، وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي" قَالَ جُبَيْرٌ: وَهُوَ الْخَسْفُ. قَالَ عُبَادَةُ: فَلَا أَدْرِي قَوْلَ النَّبِيِّ أَوْ قَوْلُ جُبَيْرٍ؟.
836- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ يَوْمَ أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ، فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى أَتَى الْمُصَلَّى، فَجَلَسَ حَتَّى أَتَى الْإِمَامُ، ثُمَّ صَلَّى وَانْصَرَفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ ابْنُ عُمَرَ، فَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بعدها صلاة، فقلت: يابن عُمَرَ، مَا قُدَّامَهَا صَلَاةٌ قَبْلَهَا، ولا بعدها [صلاة] 1؟ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصْنَعُ.
837- ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا مَالْكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْتَرَ على بعيره.
__________
836- صحيح:
وأخرجه الترمذي في كتاب العيدين "2/ 418-419"، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأحمد "2/ 57"، والحاكم في "المستدرك" "1/ 295"، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح.
وأخرج البخاري ومسلم حديث ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله عليه وسلم- خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها". "فتح" "2/ 476".
837- صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب الوتر من "صحيحه" "فتح" "2/ 488"، ومسلم في الصلاة "ص487"والترمذي "2/ 335-336" وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي "3/ 190"، وابن ماجه رقم "1200".
1 من "س".(2/53)
838- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ الصُّفْرَةَ حَتَّى فِي الْعِمَامَةِ، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَسْتَحِبُ الصُّفْرَةَ.
839- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو طُعْمَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنِّي أَقْوَى عَلَى الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنِ لَمْ يَقْبَلْ رُخْصَةَ اللَّهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ جِبَالِ عَرَفَةَ".
840- حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي دَاوُدَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا يَبْقَى أَحَدٌ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا غُفِرَ لَهُ"، فَقَالَ رَجُلٌ: أَلِأَهْلِ مُعَرَّفٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ فَقَالَ: "بَلْ للناس عامة".
__________
838- صحيح لغيره:
ففيه يحيى بن عبد الحميد وهو كذاب لكنه توبع، وتكلم أيضا في سماع زيد من ابن عمر وأخرجه أبو داود "حديث رقم 4064" من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ زيد به.
والنسائي في الزينة "8/ 121" باب الخضاب بالصفرة.
وأخرجه البخاري في اللباس مطولا من طريق عبيد بن جريج عن ابن عمر.
839- سند ضعيف:
فيه ابن لهيعة وأبو طعمة -وهو هلال: وكلاهما ضعيف. وأخرجه أحمد "2/ 71" بنفس إسناد المصنف.
840- سند ضعيف جدا:
فيه الصباح بن موسى ترجمته في "الميزان"، قال فيه: ليس بالقوي.
وأبو داود السبيعي هو أبو داود الأعمي -نفيع بن الحارث- الدارمي، ويقال: الهمداني السبيعي.
وهو متروك الحديث. انظر: "تهذيب الكمال" "30/ 9-14" ترجمة رقم "6466".(2/54)
841- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو شُعْبَةَ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ -أَوْ: أَبُو الرَّبِيعِ الْحَنْظَلِيُّ- قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، فَقُلْتُ لَهُ: تُصَلِّي بِنَا مَرَّةً، وَلَا أَسْتَبِينُ وَجْهَ صَاحِبِي إِذَا سَلَّمْتَ، وَتُصَلِّي مَرَّةً، فَإِذَا سَلَّمْتَ أَرَى أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ طَلَعَتْ؟ فَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي.
842- حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ: أَنَّ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ رَآهُ يُسَبِّحُ فِي سَفَرٍ، مَعَهُمْ فِي ذَلِكَ السَّفَرِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ حَفْصٌ: إِنَّ أَخًا لَكَ يَنْهَى عَنْ هَذَا -يَعْنِي: ابْنَ عُمَرَ- فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ، لَا يُسَبِّحُ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَا بَعْدَهَا. قَالَ: قُلْتُ: أُصَلِّي بِاللَّيْلِ؟ قَالَ: نَعَمْ، صَلِّ بِاللَّيْلِ مَا شِئْتَ عَلَى رَاحِلَتِكَ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِكَ.
843- حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَلَامٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ: "لَا تَأْتُونَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِشَيْءٍ هو
__________
841- سند ضعيف جدا:
فيه أبو الربيع؛ ترجمته في "الميزان" و"تعجيل المنفعة".
قال في الدارقطني: مجهول.
وأبو شعبة قال بعضهم: إنه الطحان كما في "الميزان" وهو متروك.
842- صحيح:
وأخرجه البخاري مختصرا في كتاب تقصير الصلاة "فتح" "2/ 577"، ومسلم في الصلاة "ص 479"، وغيرهم. انظر: الحديث رقم "825".
843- سند ضعيف، ولآخره شواهد في "الصحيحين":
أما السند ففيه: سعيد بن سلام العطار وهو كذاب ترجمته في "الميزان" و"اللسان".(2/55)
أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِكُمْ، أَلَا وَإِنَّ صَلَاةَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَوَاحِدَةً".
844- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ: حَدَّثَنِي هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ: كُنْتُ آخِذٌ بِيَدِ ابْنِ عُمَرَ إِذْ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي النَّجْوَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُدْنِي مِنْهُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، وَيَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ قَالَ: فَيَقُولُ: فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ الْيَوْمَ. فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكُفَّارُ، وَالْمُنَافِقُونَ، فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] ".
845- ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ ما لم يغرغر".
__________
844- صحيح:
وأخرجه البخاري في المظالم "فتح" "5/ 96"، وفي التفسير "8/ 353"، وفي الأدب باب "60": ستر المؤمن "فتح" "10/ 486"، ومسلم في التوبة "ص2120"، وابن ماجه "حديث رقم 183".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في التفسير.
845- حسن لغيره:
وأخرجه الترمذي "5/ 547" كتاب الدعوات.
وابن ماجه "حديث رقم 4253" وأحمد "2/ 132".
وأخرجه أحمد "5/ 174" من طريق عبد الرحمن ثابت حدثني أبي عن مكحول عن عمر=(2/56)
846- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَعَ السَّيْفِ، وَجُعِلَ رِزْقِي فِي ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذُّلُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ".
847- أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا بَقِيَّةُ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دراهم، وفيه درهم
__________
= بن نعيم عن أسامة بن سليمان عن أبي ذر نحوه مرفوعا.
والظاهر أن هذا من تخليط عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثوبان.
لكن للحديث شواهد.
منها: ما أخرجه أحمد "3/ 425" من طريق عبد الرحمن بن البيلماني عن رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم.
وشاهد آخر، عزاه ابن كثير لابن مردويه في "التفسير" فقال ابن كثير في "تفسير سورة النساء" عند قوله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} فقال. قال أبو بكر بن مردويه: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد حدثنا عمران بن عبد الرحيم حدثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر".
ثم ذكر له ابن كثير شواهد أخرى مرسلة.
846- سند ضعيف:
فيه عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثوبان الراجح أنه ضعيف، وفيه أبو منيب الجرشي لم يوثقه معتبر.
والحديث أخرجه البخاري معلقا بصيغة التمريض "فتح" "6/ 98" وقال الحافظ في "الفتح": وله شاهد مرسل بإسناد حسن أخرجه ابن أبي شيبة من طريق الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
وحديث الباب أخرجه أبو داود مختصرا جدا "4/ 314".
847- ضعيف:
فيه: أبو هاشم ترجمته في "تعجيل المنفعة" وهو مجهول؛ وفيه: عثمان بن زفر: مجهول أيضا.(2/57)
حَرَامٌ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ مَا كَانَ عَلَيْهِ"، ثُمَّ أَدْخَلَ أُصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: صُمَّتا إِنْ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ.
848- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَفَرِيُّ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ، ثَنَا أَبُو عَائِشَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ غَدَاةٍ، فَقَالَ: "رَأَيْتُ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ كَأَنَّمَا أُعْطِيتُ الْمَقَالِيدَ وَالْمَوَازِينَ، فَأَمَّا الْمَقَالِيدُ: فَهَذِهِ الْمَفَاتِيحُ، وَأَمَّا الْمَوَازِينُ: فَهَذِهِ الَّتِي يُوزَنُ بِهَا فَوُضِعْتُ فِي إِحْدَى الْكِفَّتَيْنِ، وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي الْأُخْرَى، فَوُزِنْتُ فَرَجَحْتُ1، ثُمَّ جِيءَ بِأَبِي بَكْرٍ، فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ، فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُثْمَانَ فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ، فَرُفِعْتُ".
849- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ النِّيلِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَسْفَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالُوا: بَلَى، فَقَالَ رَجُلٌ: يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَتَلَقَّاهُ غِلْمَانُهُ، فَيَقُولُونَ لَهُ: مَرْحَبًا بِكَ يَا سَيِّدَنَا، قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَئُوبَ. قَالَ: فَتُمَدُّ لَهُ الزَّرَابِيُّ
__________
848- ضعيف:
في إسناده عبيد الله بن مروان مجهول، ترجمته في "التاريخ الكبير" "5/ 400"، و"الجرح والتعديل" "5/ 344" وأبو عائشة ترجمته في "الكنى" للبخاري رقم "524" قال فيه البخاري: وكان رجل صدق.
والحديث أخرجه أحمد "2/ 76".
849- سند يحتاج إلى بحث.
لم نقف لحماد بن جعفر على رواية عن ابن عمر.
1 في "س": فرجحتهم.(2/58)
أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، فَيَرَى الْجِنَانَ، فيقول: لمن ما ههنا، فَيُقَالَ: لَكَ. حَتَّى إِذَا انْتَهَى رُفِعَتْ لَهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ، أَوْ زُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ، لَهَا سَبْعُونَ شِعْبًا، فِي كُلِّ شِعْبٍ سَبْعُونَ غُرْفَةً، فِي كُلِّ غُرْفَةٍ سَبْعُونَ بَابًا، فَيُقَالَ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ. فَيَرْتَقِي حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ اتَّكَأَ عَلَيْهِ، سَعَتُهُ مِيلُ فِي مِيلٍ، وَلَهُ عَنْهُ فُضُولٌ "فَيَسْعَى عَلَيْهِ بِسَبْعِينَ أَلْفَ"1 صَحْفَةٍ مِنْ ذَهَبٍ لَيْسَ فِيهَا صَحْفَةٌ فِيهَا لَوْنٌ مِنْ لَوْنِ صَاحِبَتِهَا، فَيَجِدُ لَذَّةَ آخِرِهَا كَمَا يَجِدُ لَذَّةَ أَوَّلِهَا، ثُمَّ يُسْعَى عَلَيْهِ بِأَلْوَانِ الْأَشْرِبَةِ، فَيَشْرَبُ مِنْهَا مَا اشْتَهَى، ثُمَّ يَقُولُ الْغِلْمَانُ: ذَرُوهُ وَأزْوَاجَهُ، قَالَ أَبُو شِهَابٍ -وَأَحْسُبُهُ قَالَ: فَيَتَنَحَّى عَنِ الْغِلْمَانِ- فَإِذَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ قَاعِدَةٌ عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهَا، فَيَرَى مُخَّ سَاقَيْهَا مِنْ صَفَاءِ اللَّحْمِ وَالدَّمِ، فَيَقُولُ لَهَا: مَا أَنْتَ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مِنَ اللَّاتِي خُبِّئْنَ لَكَ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَرْفَعُ بَصَرَهُ عَنْهَا، ثُمَّ يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَى الْغُرَفِ فَوْقَهُ فَيَرَى، فَإِذَا أُخْرَى أَجْمَلُ منها فتقول [له:] 2 هَا، أَمَا آنَ لَنَا أَنْ يَكُونَ لَنَا مِنْكَ نَصِيبٌ؟ فَيَرْتَقِي إِلَيْهَا، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَصْرِفُ بَصَرَهُ عَنْهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ النَّعِيمُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ، وَظَنُّوا أَنْ لَا نَعِيمَ أَفْضَلُ مِنْهُ، تَجَلَّى لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَنَظَرُوا إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَنَسُوا كُلَّ نَعِيمٍ عَايَنُوهُ حِينَ نَظَرُوا إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، هَلِّلُونِي، فَيَتَجَاوبُونَ بِالتَّهْلِيلِ، فَيَقُولُ: يَا دَاوُدُ، قُمْ فَمَجِّدْنِي كَمَا كُنْتُ تُمَجِّدُنِي فِي الدُّنْيَا. فَيُمَجِّدُ دَاوُدُ رَبَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ".
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: قُلْتُ لِأَبِي شِهَابٍ: حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ فِي ذِكْرِ الْجَنَّةِ رفعه؟ قال: نعم.
__________
1 كتب في هامش "س" صوابه: فيسعى عليه بسبعين صحفة.
2 من "س".(2/59)
850- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا قَيْسٌ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَسَحَّرُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ سُحُورِهِ جَاءَ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرَأسٍ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَأْكُلُ إِذْ جَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالصلاة فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رُوَيْدَكَ يَا بِلَالُ، حَتَّى يَفْرُغَ عَلْقَمَةُ مِنْ سُحُورِهِ".
851- حَدَّثَنِي مَالْكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، ثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيِّ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ نِعْمَةٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ شَهِدَ إِمْلَاكَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ، وَمَنْ شَهِدَ جِنَازَةِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ، ِوَمَنْ عَادَ مَرِيضًا، فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ، وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ".
__________
850- سند ضعيف:
فيه: يحيى بن عبد الحميد الحماني ضعيف.
والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" "حديث رقم 1898" من طريقه: حدثنا قَيْسٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي ثابت الأعمى ... إذًا؛ فتابع أبو داود يحيى بن عبد الحميد.
عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" إلى الطبراني في "الكبير"، وفيه: قيس بن الربيع، وثقه شعبة وسفيان الثوري، وفيه كلام.
والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة علقمة بن علاثة.
851- سند ضعيف جدا:
فيه: مندل، وعبد الله بن مروان، ونعمة بن عبد الله؛ ثلاثتهم ضعفاء، والحديث ذكره الذهبي في "الميزان".(2/60)
852- حَدَّثَنِي مَالْكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَصْحَابِهِ فِي سَفَرٍ صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَقَرَأَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون} ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} ، وَقَالَ: "قَرَأْتُ بِكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وَرُبُعَهُ".
853- ثَنَا قَبِيصَةُ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نَهْشَلٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- إِذَا اسْتُودِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ".
854- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا".
855- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ حَمَّادِ بن سلمة، عن
__________
852- سند ضعيف جدا:
فيه: مندل بن علي، وهو ضعيف، وفيه أيضا: جَعْفَرِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَشْجَعِيِّ.
قال فيه البخاري: منكر الحديث وذلك في "التاريخ الصغير" للبخاري، وفي "الضعفاء".
قال: ضعيف منكر الحديث.
853- سند ضعيف:
فيه: أبو غالب، قال ابن معين: لا أعرفه.
ثم إن هذا الحديث روي موقوفا على ابن عمر أيضا. راجع "تحفة الأشراف" وعزاه المزي هناك إلى النسائي في "اليوم والليلة".
854- صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب الديات من "صحيحه" "فتح 12/ 187"، وأخرجه أحمد "2/ 94".
855- هذا سند رجاله ثقات:
لكن في القلب منه شيء وذلك لاختلاط حماد بن سلمة؛ فلم نستطع التمييز هل روى عنه يحيى قبل الاختلاط أم بعده.
والحديث أخرجه أحمد "2/ 68".(2/61)
ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِرَجُلٍ: "فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا"؟ قَالَ: لَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: بَلَى، قَدْ فَعَلَهُ، وَلَكِنْ غُفِرَ لَهُ بِقَوْلِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
856- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ الْعُكْلِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمِنًى -وَهُوَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} حَتَّى خَتَمَهَا، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ الْوَدَاعُ، فَأَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ، فَرُحِلَتْ لَهُ فَرَكِبَ، فَوَقَفَ للنَّاسِ بِالْعَقَبَةِ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَحَمِدَ اللَّهُ، وَأثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ هَدَرٌ، وَأَوَّلُ دِمَائِكُمْ دَمُ إِيَاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي لَيْثٍ، فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَهُوَ أَوْضَعُ، لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ.
أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ، فَهُوَ الْيَوْمَ كَهَيْئَةِ يوم خلق الله السموات وَالْأَرْضَ، وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ: رَجَبُ مُضَرَ -بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ- وذو القعدة، وذو الحجة،
__________
856- سند ضعيف:
في سنده: موسى بن عبيدة وهو ضعيف.(2/62)
وَالْمُحَرَّمُ، وَإِنَّ النَّسِيءَ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ، يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا، وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا؛ لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَجْعَلُونَ صَفَرَ عَامًا حَرَامًا، وَعَامًا حَلَالًا، وَيجْعَلُونَ المُحَرَّمَ عَامًا حَلَالًا وَعَامًا حَرَامًا وَذَلِكَ النَّسِيءُ مِنَ الشَّيْطَانِ.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا آخِرَ الزَّمَانِ، وَقَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِمُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ، فَاحْذَرُوهُ فِي دِينِكُمْ.
أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ وَدِيعَةٌ [فَلْيُؤَدِّهَا] 1 إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا.
أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النِّسَاءَ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ، أَخَذْتُمُوهُنَّ [بِأَمَانَةِ] 2 اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهُنَّ حَقٌّ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقٌّ، وَمِنْ حَقِّكُمْ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فرشكم [غيركم] 3، وَلَا يَعْصِينَكُمْ فِي مَعْرُوفٍ، فَإِذَا فَعَلْنَ ذَلِكَ، فَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، فَإِذَا ضَرَبْتُمْ فَاضْرِبُوا ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ.
أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ تركت فيكم ما إن اعْتَصَمْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ.
أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: "أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: "أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: "فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ حَرَّمَ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ هَذَا الْيَوْمِ وَهَذَا الشَّهْرِ، أَلَا لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَلَا أُمَّةَ بَعْدَكُمْ أَلَا فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ" ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ أَنِّي قَدْ بَلَّغْتُ" ثَلَاثَ مِرار.
__________
1 في "س": فليردها.
2 في "س": بكتاب الله.
3 من "س".(2/63)
857- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ أبي عطيف، عَنِ ابْنِ عُمَرَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ".
858- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يَزِيدَ الثُّمَالِيِّ، ثَنَا أَبُو عَجْلَانَ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ الْكَافِرَ لَيَجُرُّ لِسَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَرَاءَهُ قَدْرَ فرسخين يتوطؤه الناس".
__________
857- سند ضعيف جدا:
فيه: الأفريقي، وهو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أنعم ضعيف، وأبو غطيف مجهول. وأخرجه أبو داود كتاب الطهارة "1/ 50"، والترمذي "1/ 87"، وابن ماجه في الطهارة "1/ 170".
858- سند ضعيف:
فيه: أبو العجلان المحاربي، قال فيه الحافظ: مقبول.
وأخرجه أحمد "2/ 92" عن أبي النضر هاشم بن القاسم به.
وأخرجه الترمذي "2580" من طريق الفضل بن يزيد، عن أبي المخارق، عن ابن عمر به.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه، والفضل بن يزيد هو كوفي قد روى عنه غير واحد من الأئمة، وأبو المخارق ليس بمعروف.(2/64)
115- مِنْ مُسْنَدِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
859- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَتَغَشَّتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ"، وَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُمْهِلُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ نَزَلَ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ فَنَادَى: هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ يَتُوبُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ داعٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ إِلَى الْفَجْرِ".
860- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبَعِيُّ، ثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، مِثْلٌ بِمِثْلٍ، يَدٌ بِيَدٍ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، مِثْلٌ بِمِثْلٍ، يَدٌ بِيَدٍ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، مِثْلٌ بِمِثْلٍ، يَدٌ بِيَدٍ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، مِثْلٌ بِمِثْلٍ، يَدٌ بِيَدٍ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، مِثْلٌ بِمِثْلٍ، يَدٌ بِيَدٍ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلٌ بِمِثْلٍ، يَدٌ بِيَدٍ، فَمَنْ زَادَ وَاسْتَزَادَ، فَقَدْ أَرْبَى، الْآخِذُ وَالْمُعْطِي سَوَاءٌ".
861- أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَهْلَ النَّارِ الَّذِينَ لا يريد
__________
859- صحيح:
وأخرجه مسلم مختصرا "ص2074" من طريق شعبة عن أبي إسحاق.
860- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص1211"، والنسائي في البيوع "7/ 243".
861- صحيح:
وأخرجه مسلم من طريق أبي مسلمة عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سعيد الخدري مرفوعا "ص172" كتاب الإيمان.(2/65)
اللَّهُ إِخْرَاجَهُمْ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا، وَلَا يَحْيَوْنَ، وَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ الَّذِينَ يُرِيدُ اللَّهُ إِخْرَاجَهُمْ يُمِيتُهُمْ فِيهَا إِمَاتَةً حَتَّى يَصِيرُوا فِيهَا فَحْمًا، ثُمَّ يُخْرَجُونَ ضَبَائِرَ، فَيُلْقَوْنَ عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، فَيُرَشُّ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَنْبُتوا كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، فَيُسَمِّيهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: الْجَهَنَّمِيِّينَ، فَيَسْألُونَ اللَّهَ أَنْ يَرْفَعَ ذَلِكَ الِاسْمَ عَنْهُمْ، فَيَرْفَعَهُ عَنْهُمْ".
862- أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ -حَفِظَهَا مِنَّا مَنْ حَفِظَهَا، وَنَسِيهَا مِنَّا مَنْ نَسِيهَا- فَقَالَ: "أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَاللهُ سَيُخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ؟ أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلَا إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى، فَمِنْهُمْ من يولد مؤمنا ويحيا مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يولد مؤمنا ويحيا مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يولد كافرا ويحيا كَافِرًا وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يولد كافرا ويحيا كَافِرًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، أَلَا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى جمرة عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَمَنْ وَجَدَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَالْأَرْضَ الْأَرْضَ، أَلَا إِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ بَطِيءَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الْفَيْءِ، فَإِذَا كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الْفَيْءِ فَإِنَّهَا بِهَا، أَلَا إِنَّ شَرَّ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الْفَيْءِ، فَإِذَا كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الْفَيْءِ، فَإِنَّهَا بِهَا، أَلَا إِنَّ خَيْرَ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ حَسَنَ الطَّلَبِ حَسَنَ الْقَضَاءِ، أَلَا إِنَّ شَرَّ التُّجَّارِ من كان
__________
862- سند ضعيف:
فيه: عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وهو ضعيف.
والحديث أخرجه الترمذي "4/ 483"، وقال: هذا حسن صحيح، وابن ماجه مختصرا حديث "4000".(2/66)
سَيِّئَ الطَّلَبِ سَيِّئَ الْقَضَاءِ، فَإِذَا كَانَ حَسَنَ الطَّلَبِ سَيِّئَ الْقَضَاءِ أَوْ سَيِّئَ الطَّلَبِ حَسَنَ الْقَضَاءِ، فَإِنَّهَا بِهَا، أَلَا إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَلَا وَلَا عُذْرَ أَكْبَرُ مِنْ عُذْرِ إِمَامِ عَامَّةٍ، أَلَا إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ، أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولُ بِالْحَقِّ إِذَا شَهِدَهُ، أَوْ عَلِمَهُ".
حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ قَالَ: "أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ هَذِهِ الشَّمْسِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ".
863- أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا، فَلَا يَحْيَوْنَ فِيهَا وَلَا يَمُوتُونَ، أَوْ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ، وَأَمَّا أَقْوَامٌ يُرِيدُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهِمُ الرَّحْمَةَ، فَتُمِيتُهُمُ النَّارُ، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِمُ الشُّفَعَاءُ، فَيَحْمِلُ مِنْهُمُ الضَّبَارَةَ، فَيَبُثُّهُمْ عَلَى نَهَرٍ فِي الْجَنَّةِ نَهَرٌ يُقَالَ لَهُ: نَهَرُ الْحَيَاةِ، أَوْ نَهَرُ الْحَيَاءِ، أَوْ نَهَرُ الْحَيَوَانِ، فَيَنْبُتونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الشَّجَرَةِ تَكُونُ خَضْرَاءَ ثُمَّ تَكُونُ صَفْرَاءَ، أَوْ تَكُونُ صَفْرَاءَ ثُمَّ تَكُونُ خَضْرَاءَ" فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ بِالْبَادِيَةِ.
864- ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً ثَلَاثِينَ رَجُلًا، فَنَزَلْنَا بِقَوْمٍ لَيْلًا، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُونَا، فَنَزَلْنَا نَاحِيَةً، فَلُدِغَ سيدهم، فأتونا،
__________
863- صحيح:
وأخرج البخاري معناه مطولا في كتاب التوحيد من "صحيحه" "فتح" "13/ 421" من حديث أبي سعيد الخدري.
864- صحيح:
وأخرجه البخاري من طرق عن أبي سعيد الخدري كتاب الإجارة باب "16": ما يعطي في الرقية على أحياء العرب "فتح" "4/ 452"، وأشار المعلق هناك إلى أطراف الحديث.
ومسلم "ص1727"، وأبو داود "حديث رقم 3900"، والترمذي في الطلب باب "20" "ج 4/ 399"، وابن ماجه رقم "2156"، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في الطب من "السنن الكبرى".(2/67)
فَقَالُوا: فِيكُمْ أَحَدٌ يَرْقِي؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالُوا: فَانْطَلِقْ. قُلْنَا: لَا، إِلَّا أَنْ تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا؛ أَبَيْتُمْ أَنْ تُضَيِّفًونَا. فَجَعَلُوا لَنَا ثَلَاثِينَ شَاةً، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقَرَأُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، وَأَمْسَحُ لِلْمَكَانِ الَّذِي لُدِغَ حَتَّى بَرَأَ، فَأَعْطَوْنَا الْغَنَمَ، فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ، مَا نَأْكُلُهَا حَتَّى نَسْأَلَ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا أَدْرِي مَا أَرْقِي، وَمَا أُحسن الرُّقَى. فَلَمَّا قَدِمْنَا أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: "وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةُ؟! وَمَا أَعْلَمَكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟! نَعَمْ، فَكُلُوهَا، وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ".
865- أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا شُعْبَةُ، أنا أَبُو مَسْلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا فِتْنَةَ الدُّنْيَا وَفِتْنَةَ النِّسَاءِ، وَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ".
866- أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ، وَلَكِنَّهَا تُصِيبُ أَقْوَامًا بِذُنُوبِهِمْ -أَوْ:
__________
865- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص2098"، وابن ماجه رقم "4000"، وأحمد "3/ 22".
866- صحيح:
وانظر الحديث رقم "860".(2/68)
بِخَطَايَاهُمْ- فَإِذَا صَارُوا فَحْمًا أُذِّنَ بِالشَّفَاعَةِ، فأُخرجوا ضَبَارًا ضَبَارَا، فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، فَيُنَادِي مُنَادِيًا: أَهْلَ الْجَنَّةِ، أَهْرِيقُوا عَلَيْهِمُ الْمَاءَ. فَيَنْبُتونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ".
867- أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَّلَمَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ، -أَوْ: عَلِمَهُ-" قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَقَدْ حَمَلَنِي ذَلِكَ عَلَى أَنْ رَكِبْتُ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَمَلَأْتُ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ.
868- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَقُّ الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةٌ، فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ".
869- أنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سعد بن معاذ".
__________
867- صحيح:
وأخرجه أحمد "3/ 44" من طريق شعبة به. أخرجه أحمد "3/ 46-47" من طريق المستمر ثَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكر نحوه.
أخرجه أحمد "3/ 53" فقال: حدثنا يحيى عن التيمي ثَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكره نحوه.
وأحمد "3/ 71" من طريق عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي نضرة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مرفوعا نحوه بأطول منه.
868- صحيح:
وأخرجه أحمد "3/ 37"، وانظر الحديث رقم "481".
869- صحيح:
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "الكبري".
وأخرجه البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في مناقب الأنصار "فتح" "7/ 122"، وأحمد "3/ 23-24",
وانظر "الصحيح المسند من فضائل الصحابة" بتحقيقي.(2/69)
870- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، ثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم-[أنه] 1 قَالَ: "إِذَا أَوْهَمَ الرَّجُلُ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ أَزَادَ أَوْ نَقَصَ؟ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ".
871- أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ كَثُرَ النَّاسُ -يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ- وَإِنَّهُمْ لَيُحِبُّونَ أَنْ يَرَوْكَ، فَلَوِ اتَّخَذْتَ مِنْبَرًا تَقُومُ عَلَيْهِ؛ فَيَرَاكَ النَّاسُ؟ قَالَ: "نَعَمْ، مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ؟ " فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: "تَجْعَلُهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، وَلَمْ يَقُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: "مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: فَلَانٌ. قَالَ: "اقْعُدْ"، ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ: "مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ؟ " فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَنَا، فقال:
__________
870- صحيح لغيره:
ففي سنده سعيد بن زيد: إلى الضعف أقرب، لكن للحديث شواهد متكاثرة، انظر: كتاب السهو من "صحيح البخاري" "فتح" "2/ 93" وما بعدها.
منها: ما أخرجه البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "فتح" "3/ 104".
871- في هذا السند سعيد بن إياس الجريري مختلط ولم نتمكن من الوقوف على رواية علي بن عاصم هل روى عنه قبل الاختلاط أم بعده، وعلي بن عاصم صدوق يخطئ ويصر كما قاله الحافظ في "التقريب".
وأصل الحديث ثابت صحيح في "صحيح البخاري" من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه كتاب المناقب باب "25": دلائل النبوة في الإسلام "فتح" "6/ 601".
وكذلك من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وأشار الحافظ هناك إلى طرق الحديث.
1 من "س".(2/70)
"تَجْعَلْهُ"؟ فَقَالَ: نَعَم -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- قَالَ: "مَا اسْمُكَ"؟ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ. قَالَ: "اجْعَلْهُ"، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ اجْتَمَعَ النَّاسُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمِنْبَرَ فَاسْتَوَى عَلَيْهِ، حَنَّتِ النَّخْلَةُ حَتَّى أَسْمَعَتْنِي -وَأَنَا فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ- قَالَ: فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ الْمِنْبَرِ، فَاعْتَنَقَهَا، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى سَكَنَتْ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ هَذِهِ النَّخْلَةَ إِنَّمَا حَنَّتْ شَوْقًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا فَارَقَهَا، فَوَاللهِ لَوْ لَمْ أَنْزِلْ إليها فاعتنقتها لَمَا سَكَنَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
872- حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ: "تَقَدَّمُوا، وَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلَا يَزَالُ أَقْوَامٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-".
873- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا: رَجُلٌ فِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى كَعْبَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ من هو في النار
__________
872- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص325" وأبو داود "حديث رقم 680"، والنسائي "2/ 65"، وابن ماجه "حديث رقم 978".
873- صحيح:
وأخرجه أحمد "3/ 13"، وأخرجه البخاري من حديث النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم" "فتح" "11/ 417" كتاب الرقاق.
وأخرجه مسلم "ص196".(2/71)
إِلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى أَرْنَبَتِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى صَدْرِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدِ اغْتَمَرَ فِي النَّارِ".
874- ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَأَلَ ابْنَ صَائِدٍ عَنْ تُرْبَةِ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ: دَرْمَكَةٌ بَيْضَاءُ مِسْكٌ خَالِصٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَدَقَ".
875- ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ فَضْلٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا راعٍ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ، إِذْ جَاءَ ذِئْبٌ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَحَالَ الرَّاعِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّاةِ، فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَاعِي، اتَّقِ اللَّهَ، تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ رِزْقٍ رَزَقَنِي اللَّهُ. فَقَالَ الرَّاعِي: الْعَجَبُ مِنْ ذِئْبٍ [يَقَعُ] 1 عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ؟! فَقَالَ الذِّئْبُ: أَفَلَا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ، رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْحَرَّةِ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ. فَسَاقَ الرَّاعِي غَنَمَهُ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ، فَزَوَاهَا نَاحِيَةً، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَدَقْتَ" ثُمَّ قَالَ: "أَلَا إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا تقوم الساعة حتى تكلم الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ، وَشِرَاكُ نَعْلِهِ، وَتُخْبِرُهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ".
__________
874- صحيح:
وقد أخرجه مسلم من طريق أبي مسلمة عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ... عَنْ أَبِي سعيد لكن بلفظ أن ابن صياد سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فجعل السائل هو ابن صياد، والجريري كما هو معروف بالاختلاط فتقدم رواية أبي مسلمة وخاصة قد وافقتها الرواية التي بين أيدينا.
875- صحيح.
وأخرجه الترمذي "4/ 476" كتاب الفتن باب "19".
1 في "س": مقع.(2/72)
876- وَأنَا أَبُو الْوَلِيدِ، أنا هَمَّامٌ، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ وَأَحَقُّهُمْ بِالْإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ".
877- حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا هَمَّامُ قَالَ: ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَمَرَنَا نَبِيُّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ نَقْرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ.
878- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَاتَهُ، قَالَ: "مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَائِكُمْ نِعَالَكُمْ؟ "، قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ فَألْقَيْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَتَانِي، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا [أَوْ] 1 أَذًى. فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَنْظُرْ، فَإِنْ رَأَى فِي نَعْلِهِ قَذَرًا فَلْيَمْسَحْهُ، ثم ليصل فيه".
__________
876- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص464" من طرق عن قتادة -منها شعبة.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي أيضا.
877- صحيح:
وأخرجه أبو داود "حديث رقم 818" باب "136": من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب كتاب الصلاة، وللحديث شواهد كثيرة.
878- صحيح:
وأخرجه أبو داود رقم "650".
لكن من طريق موسى بن إسماعيل، حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي نعامة.
قال الشيخ أحمد بن شاكر في التعليق على "المحلى": إن الطيالسي والحاكم والبيهقي رووه عن حماد بن سلمة، ورواه أبو داود عن حماد بن زيد، هذا في رأينا خطأ لاتفاق هؤلاء على أنه حماد بن سلمة ولأنه لم يذكر عن أبي نعامة حماد بن زيد، وكذلك تذكر رواية لموسى بن إسماعيل عن حماد بن زيد، بل هو يروي عن حماد بن سلمة، ولعل الخطأ من أبي داود أو من رواة كتابه، وقد صح الحاكم على شروط مسلم. ا. هـ ملخصا.
1 في "س": و.(2/73)
879- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: اشْتَكَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَقَاهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ حَاسِدٍ وَعَيْنٍ، وَاللهُ يَشْفِيكَ.
880- ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ، قَمِيصٌ، أَوْ عِمَامَةٌ، أَوْ رِدَاءٌ، يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ، وَخَيْرِ مَا صُنع لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ، وَشَرِّ مَا صنع له".
__________
879- صحيح:
وأخرجه مسلم من طريق عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: "أن جبريل أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم-" فذكر نحوه "ص1718" كتاب السلام.
وله شاهد آخر من حديث عائشة رضي الله عنها عند مسلم.
880- صحيح لغيره:
ففي هذا السند يحيى بن عبد الحميد، وقد اتهم بسرقة الحديث.
لكن الحديث أخرجه أبو داود من طريق عمرو بن عون عن ابن المبارك به "حديث رقم 4020".
وقال أبو داود رقم "4021": حدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس عن الجريري -بإسناده.
وقال أبو داود "4022": حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا محمد بن دينار عن الجريري -بإسناده ومعناه.=(2/74)
881- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: اعْتَكَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَسْجِدِ، فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُونَ فِي الْقِرَاءَةِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ، فَكَشَفَ السِّتْرَ، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فَلَا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلَا يَرْفَعَنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقُرْآنِ" أَوْ قَالَ: "فِي الصَّلَاةِ".
882- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، أنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ
__________
= قال أبو داود: عبد الوهاب الثقفي لم يذكر فيه أبا سعيد، وحماد بن سلمة قال: عن الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أبو داود: حماد بن سلمة والثقفي سماعهما واحد.
وأخرجه الترمذي "تحفة" "5/ 460" وقال: وفي الباب عن عمر وابن عمر، ثم قال: حدثنا هشام بن يونس الكوفي، حدثنا القاسم بن مالك المزني عن الجريري نحوه، وقال: هذا حديث حسن.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم "271".
وأعل بعض أهل العلم هذا الحديث بالإرسال فكما تقدم عند أبي داود أن عبد الوهاب لم يذكر فيه أبا سعيد ثم إن حمادا رواه عن الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما ذكره أبو داود.
فحاصل القول: أن ابن المبارك وعيسى بن يونس ومحمد بن دينار والقاسم بن مالك رووه عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عن أبي سعيد الخدري مرفوعا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- وخالف في ذلك عبد الوهاب الثقفي فلم يذكر فيه أبا سعيد.
وخالف أيضا حماد بن سلمة فرواه عن الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرسلا.
وإن كان حماد أثبت من عيسى في الجريري إلا أن حمادا نفسه تغير حفظه.
فالذي يترجح -والله أعلم- الرواية المتصلة، والحديث ذكره الحافظ في "الفتح" "10/ 303" كتاب اللباس باب "32": ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا. وسكت عليه الحافظ ابن حجر.
881- صحيح:
وأخرجه أبو داود في الصلاة باب "315" "حديث رقم 1332" وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في فضائل القرآن "السنن الكبرى".
882- صحيح:
وأخرجه النسائي "7/ 178" كتاب الفرع والعتيرة مقتصرا على قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا وقع الذباب في إناء أحدكم فليمقله".
وأخرجه ابن ماجه رقم "3504" وأحمد "3/ 67"، والطيالسي رقم "2188".
والحديث أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة في بدء الخلق "53" باب "16" "فتح" "6/ 359"، وفي الطب "10/ 250".(2/75)
خَالِدٍ الْقَارِظِيُّ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَزُورُهُ بَقُبَاءَ، وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ نَكَحَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَقَدَّمَ إِلَيَّ زُبْدًا، فَسَقَطَ فِي الزُّبْدِ ذُبَابٌ، فَجَعَلَ أَبُو سَلَمَةَ يَمْقُلُهُ بِخِنْصَرِهِ، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا خَالِ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا سَقَطَ الذُّبَابُ فِي الطَّعَامِ، فَامْقُلُوهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ سُمًّا، وَفِي الْآخَرِ شِفَاءٌ، وَإِنَّهُ يُقَدِّمُ السُّمَّ وَيُؤَخِّرُ الشِّفَاءَ".
883- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَرَى [امْرِؤٌ] 1 مِنْ أَخِيهِ عَوْرَةً فَيَسْتُرُهَا عَلَيْهِ إِلَّا أُدْخِلَ الْجَنَّةَ".
884- ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَيْفَ أَنْعَمُ، وَقَدِ الْتَقَمَ صَاحِبُ الْقَرْنِ الْقَرْنَ وَحَنَى جبهته، وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر"،
__________
883- سند ضعيف جدا:
فيه: خالد بن إلياس، ويقال: إياس، متروك.
884- سند ضعيف:
وأخرجه أحمد "3/ 7، 73".
والترمذي في صفة القيامة باب "8": ما جاء في شأن الصور "4/ 620" وقال: هذا حديث حسن وقد روي من غير وجه هذا الحديث عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- نحوه. وأخرجه ابن ماجه رقم "4273" وفي طرقه العوفي وهو ضعيف.
1 في "س": أحد.(2/76)
فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: "فَقُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا".
885- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَسَالِمُ الْمُرَادِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَهْلَ عِلِّيِّينَ لَيَرَاهُمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ فِي أُفِقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ، وَأَنْعَمَا".
قَالَ سَالِمٌ: يعني بقوله: و"أنعما": "أَرْفَعَا"، وَكَانَ عَطِيَّةُ رَجُلًا يَتَشَيَّعُ.
886- ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَلَكَ الْمُثْرُونَ" قَالُوا: إِلَّا مَنْ؟ قَالَ: "هَلَكَ الْمُثْرُونَ" قَالُوا: إِلَّا مَنْ؟ قَالُوا: حَتَّى خِفْنَا أَنْ تكون قد وجبت. وقال: "إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ".
887- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا قاتل أحدكم أخاه فليتق
__________
885- سند ضعيف:
في سنده: عطية العوفي، وهو ضعيف.
والحديث أخرجه الترمذي "5/ 607" من طرق عن عطية وقال الترمذي: حديث حسن.
886- سند ضعيف، ومتن صحيح:
فقد أخرج البخاري نحوه من حديث أبي ذر رضي الله عنه "11/ 260"، وحديث الباب أخرجه ابن ماجه رقم "4129".
887- سند ضعيف، ومتن صحيح:
أما قولنا: "سند ضعيف"؛ ففيه الحجاج بن أرطاة وعطية العوفي، وكلاهما ضعيف مدلس.
لكن الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "فتح" "5/ 182"، كتاب العتق باب "20"، ومسلم "ص2017"، وحديث الباب أخرجه أحمد " 3/ 93".(2/77)
وَجْهَهُ".
888- ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ".
889- ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى لَا نَرَى أَنَّهُ يَتْرُكُهَا، وَيَتْرُكُهَا، حَتَّى لَا نَرَى أَنَّهُ يُصَلِّيهَا.
890- ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ الْجَنَّةَ إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ"، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا أَنْتَ؟ قَالَ: "وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ". وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِهِ- أَرَاهُ قَالَ: "برحمته".
__________
888- سند ضعيف، ومتن صحيح:
أما ضعف السند فلأن فيه عطية العوفي، وهو ضعيف.
لكن الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" في عدة مواضع منها في كتاب الرقاق: باب المكثرون "11/ 261"، ومسلم في كتاب الإيمان، وغيرهم. من غير طريق العوفي.
889- ضعيف:
في سنده: عطية العوفي، وهو ضعيف.
وأخرجه أحمد "3/ 21، 36"، والترمذي في الصلاة "2/ 342"، وقال: هذا حديث حسن غريب.
890- سند ضعيف، ومتن صحيح:
ففيه: عطية العوفي، وهو ضعيف.
لكن الحديث أخرجه البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "فتح الباري" "11/ 294"، وأخرجه أيضا مسلم "ص2170" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وقد جاء الحديث عن صحابة آخرين في "الصحيحين" وغيرهم.(2/78)
891- ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: حَضَرْتُ جِنَازَةً فِيهَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا وُضعت سَأَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعَلَيْهِ دَين؟ ". قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَعَدَلَ عَنَّا وَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ". فَلَمَّا رَآهُ عَلِيٌّ يَقْفِي قَالَ: يَا نبي الله، برئ من دينه، أَنَا ضَامِنٌ لِمَا عَلَيْهِ فَأَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فصلى عليه، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: "يَا عَلِيُّ، جَزَاكَ اللَّهُ وَالْإِسْلَامُ خَيْرًا، فَكَّ اللَّهُ رِهَانَكَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كَمَا فَكَكْتَ رِهَانَ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ، لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقْضِي عَنْ أَخِيهِ دَيْنَهُ إِلَّا فَكَّ اللَّهُ رِهَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلِعَلِيٍّ هَذِهِ خَاصَّةً؟ قَالَ: "لَا، بَلْ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ".
892- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَا يَشْكُرُ [لِلنَّاسِ] 1 لَا يشكر [لله] 2".
__________
891- سند ضعيف:
فيه: عطية العوفي، وهو ضعيف، وفيه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ ضعيف.
892- سند ضعيف:
فيه: عطية العوفي، وهو ضعيف.
لكن الحديث أخرجه أبو داود من طريق أخرى، فقال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الربيع بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زياد عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "لا يشكر الله من لا يشكو الناس"، وأخرجه الترمذي "6/ 87" "تحفة"، وقال: حديث صحيح.
وحديث الباب أخرجه الترمذي "4/ 339"، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
1 في "سن": الناس.
2 في "ر": الله.(2/79)
893- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا فِي سَبِيلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَابْنِ السَّبِيلِ، أَوْ يَكُونُ لَهُ جَارٌ مِسْكِينٌ فَيَتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، فَيُهْدِي له".
894- أنا عبيد الله ين مُوسَى، أنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ الْيَوْمَ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَمَنْ جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ". قَالَ: "فَتَنْطَوِي عَلَيْهِمْ، فَتَطْرَحُهُمْ فِي غَمَرَاتِ جَهَنَّمَ".
895- ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا الْحَجَّاجُ، عن عطية،
__________
893- سنده ضعيف.
فيه: عطيه العوفي، وهو ضعيف.
894- حسن لغيره:
ففي هذا السند عطية العوفي، وهو ضعيف، لكن للحديث شواهد:
منها: ما أخرجه أحمد "6/ 110" من حديث ابن لهيعة.
فقال أحمد: ثنا يحيى بن إسحاق، قال: أنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عائشة رضي الله عنها، قالت: ... فذكرت حديثا مرفوعا، وفيه: "يخرج عنق من النار فينطوي عليه ويتغيظ عليهم، ويقول ذلك العنق: وكلت بثلاثة، وكلت بمن ادعى مع الله إلها آخر، ووكلت بمن لا يؤمن بيوم الحساب، ووكلت بكل جبار عنيد. قال: فينطوي عليهم، ويرمي بهم في غمرات ... ". وابن لهيعة ضعيف لكن لا بأس به في الشواهد.
وشاهد آخر: أخرجه أحمد "2/ 336".
قال أحمد: ثنا عبد الصمد ثنا عبد العزيز بن مسلم ثنا سليمان عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَرَجَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ له عينان يبصر بهما وآذان يسمع بهما ولسان ينطق به فيقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من ادعى مع الله إلها آخر، والمصورين".
895- سند ضعيف:
فيه: عطية العوفي، وهو ضعيف.
ولأغلب ألفاظه شواهد. راجع "صحيح مسلم" "ص2256" فما بعدها وما قبلها.(2/80)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، إِنَّهُ أَعْورُ، ذُو حَدَقَةٍ جَاحِظَةٍ وَلَا تَخْفَى، كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَنْبِ جِدَارٍ، وَعَيْنُهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، وَمَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَمِثْلُ النَّارِ، وَجَنَّتُهُ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ، وَنَارُهُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلَانِ يُنْذِرَانِ أَهْلَ الْقُرَى، كُلَّمَا خَرَجَا مِنْ قَرْيَةٍ دَخَلَ أَوَائِلُهُمْ، وَيُسَلَّطُ عَلَى رَجُلٍ لَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهِ فَيَذْبَحُهُ، ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِعَصًا، ثُمَّ يَقُولُ: قُمْ. فَيَقُومُ، فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: كَيْفَ تَرَوْنَ؟ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالشِّرْكِ، وَيَقُولُ الْمَذْبُوحُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذِي أَنْذَرْنَاهُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- ما زادني في هَذَا فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً.
فَيَعُودُ فَيَذْبَحُهُ، فَيَضْرِبُهُ بِعَصًا مَعَهُ، فَيَقُولُ: قُمْ. فَيَقُومُ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَوْنَ؟ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالشِّرْكِ، فَيَقُولُ [الْمَذْبُوحُ] 1: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَا، إِنَّ هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذِي أَنْذَرْنَاهُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، [والله] 2 مَا زَادَنِي هَذَا فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً. فَيَعُودُ، فَيَذْبَحُهُ، فَيَضْرِبُهُ بِعَصًا مَعَهُ، فَيَقُولُ لَهُ: قُمْ فَيَقُومُ، فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: كَيْفَ تَرَوْنَ؟ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالشِّرْكِ، فَيَقُولُ الْمَذْبُوحُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا الْمَسِيحُ الَّذِي أَنْذَرْنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم، [والله] 2 مَا زَادَنِي هَذَا فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً. فَيَعُودُ الرَّابِعَةَ لِيَذْبَحَهُ، فَيَضْرِبُ اللَّهُ عَلَى حَلْقِهِ صَفِيحَةً مِنْ نُحَاسٍ، فَيُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ، فَلَا يَسْتَطِيعَ" قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَا دَرَيْتُ مَا النُّحَاسُ إِلَّا يَوْمَئِذٍ. فَكُنَّا نَرَى ذَلِكَ الرَّجُلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَتَّى مَاتَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: "وَيَغْرِسُ النَّاسُ بعد ذلك ويزرعون! ".
__________
1 في "س": الرجل.
2 من "س".(2/81)
896- ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: افْتَخَرَ أَهْلُ الْإِبِلِ وَأَهْلُ الْغَنَمِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْإِبِلِ"، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بُعث مُوسَى وَهُوَ يَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِهِ".
قَالَ: "وبُعثت وَأَنَا أَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِي بِأَجْيَادٍ".
897- ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن الحجاج، عن عطية بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ سَألَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الذِّئْبَ قَطَعَ ذَنَبَ شَاةٍ لِي، أَفَأُضَحِّي بِهَا؟. قَالَ: "نَعَمْ".
__________
896- سند ضعيف:
فيه: عطية العوفي، والحجاج، ضعيفان لكن متن الحديث صحيح فقد أخرج البخاري الشطر الأول منه الذي هو "الفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم" من حديث أبي هريرة مرفوعا "فتح" "6/ 350"، وأخرجه كذلك مسلم "ص72"، والجزء الآخر من الحديث أخرجه البخاري "4/ 441" كتاب الإجارة ولفظه: "ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم". فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: "نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة".
وأشار الحافظ في "الفتح" "4/ 441" إلى أن النسائي أخرج من حديث نصر بن حزن قال: افتخر أهل الإبل والغنم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بُعِثَ مُوسَى وَهُوَ راعي غنم وبعث داود وهو راعي غنم وبعثت وأنا أرعى غنم أهلي بأجياد".
قلت: وحديث الباب أخرجه أحمد "3/ 42، 96".
897- سند ضعيف:
فيه: عطية العوفي، وهو ضعيف.
وأخرجه أحمد "3/ 43" بلفظ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ: سَألَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الذِّئْبَ قطع ذنب شاة لي فأضحي بها؟ قال: نعم، وقال عفان "أحد رجال السند عند أحمد": "عن ذنب شاة له فقطعها الذئب فقال: أضحي بها؟ قال: نعم".(2/82)
898- ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، ثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ".
899- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ تَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ الطُّهُورَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَلَمْ يَلْهُ، وَلَمْ يَجْهَلْ، كَانَ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، وَفِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ".
900- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} [الأنعام: 158] ، قَالَ: "طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا".
__________
898- سند ضعيف:
فيه: عطية العوفي، وهو ضعيف.
لكن الحديث أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا "ص2017".
899- هذا سند ضعيف، والمتن صحيح:
فقد أخرج البخاري في مواضع من "صحيحه" منها كتاب الجمعة ج "فتح" "2/ 370، 392، 415".
900- سند ضعيف، ومتن صحيح:
أما كون السند ضعيفا ففيه: عطية العوفي، وهو ضعيف، ومن طريقه الترمذي "8/ 448" "تحفة"
وقال: هذا حديث غريب. ورواه بعضهم ولم يرفعه.
وأخرجه أحمد "3/ 31".
ولكن للحديث شاهد أخرجه مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم: "ثلاث إذا خرجن لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض".
مسلم "ص138 طبعة محمد فؤاد عبد الباقي"، وهناك شاهد آخر من حديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا.(2/83)
901- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كُلُّ نَبِيٍّ قَدْ أُعْطِيَ عَطِيَّةً فَيُنْجِزُهَا، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ عَطِيَّتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي".
902- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ لِي حَوْضًا طُولُهُ مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، أَبْيَضُ مِثْلُ اللَّبَنِ، وَإِنِّي أَكْثَرُ الأنبياء تبعا يوم القيامة".
__________
901- صحيح لغيره:
لكن الحديث له طرق كثيرة بمعناه منها:
ما أخرجه البخاري في كتاب التوحيد "13/ 447" "فتح الباري" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لكل نبي دعوة فأريد إن شاء الله أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة".
وانظر مسلم كتاب الإيمان وغيره.
وللوقوف على طرق للحديث راجع: "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث" يرشدك إليها "3/ 152".
902- سند ضعيف:
فيه: عطية العوفي، وهو ضعيف.
والحديث أخرجه ابن ماجه رقم "4301".
وإثبات الحوض لنبينا -صلى الله عليه وسلم- ثابت صحيح متواتر في "الصحيحين" وغيرها من كتب السنن والمسانيد. "راجع: "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي" "1/ 527".
وكذلك كونه -صلى الله عليه وسلم- أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(2/84)
903- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ عِيسَى بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُخْرِجُ قَوْمًا مِنَ النار بعد ما لَا يَبْقَى مِنْهُمْ فِيهَا إِلَّا الْوُجُوهُ، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ".
904- ثنا مُحَمَّدُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَخْرَجَ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ: مَرْوَانُ، وَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: خَالَفْتَ السُّنَّةَ -يَا مَرْوَانُ- أَخْرَجْتَ الْمِنْبَرَ، وَلَمْ يَكُنْ يُخْرَجُ، وَبَدَأْتَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هذا فلان ابن فُلَانٍ، فَقَالَ: أَمَّا هَذَا، فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمان".
__________
903- سند ضعيف:
فيه العوفي، وهو ضعيف.
لكن معنى الحديث جاء في "صحيح البخاري" فقد أخرج البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في كتاب حديث طويل: " ... تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا ... ".
وكذلك أخرج البخاري هذا المعنى من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه "فتح الباري" "13/ 421".
904- صحيح:
والحديث أخرجه مسلم "ص69" من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عن أبي سعيد.
وأبو داود "حديث رقم 1140".
والذي يظهر أن هنا سقط فإسماعيل بن رجاء عن أبيه قد توبع تابعه قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بن شهاب عن أبي سعيد الخدري به "ص69" أخرجه مسلم "ص69" وأبو داود رقم "1140" وغيرهم.(2/85)
905- أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ".
906- ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: يَا رَبِّ؛ يَدْخُلُنِي الْجَبَابِرَةُ، وَالْمُتُكَبِّرُونَ، وَالْمُلُوكُ، وَالْأَشْرَافُ. وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: أَيْ رَبِّ؛ يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ وَالْفُقَرَاءُ وَالْمَسَاكِينُ. فَقَالَ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ. وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كل شيء، ولكل واحدة منكما مِلْؤُهَا. فَيُلْقَى فِي النَّارِ أَهْلُهَا، فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ" قَالَ: "وَيُلْقَى فِيهَا، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَأْتِيَهَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فيضع قدمه
__________
905- هذا سند ضعيف جدا:
فيه: الحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن.
وفيه رجل مبهم.
والحديث أخرجه أبو داود رقم "3850" كتاب الأطعمة فقال: حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي هاشم الواسطي عن إسماعيل بن رياح عن أبيه أو غيره عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا فرغ من طعام قال ... " فذكره مرفوعا.
وأخرجه الترمذي "9/ 424" "تحفة": حدثنا أبو سعيد الأشج أخبرنا حفص بن غياث وأبو خالد الأحمر عن حجاج بْنُ أَرْطَاةَ عَنْ رِيَاحِ بْنِ عبيدة. قال حفص: عن ابن أخي سعيد.
وقال أبو خالد: عن مولى لأبي سعيد، قال ... فذكره مرفوعا.
وأخرجه أحمد "3/ 32" من طريق إسماعيل بن رياح بن عبيدة عن أبيه أو عن غيره عن أبي سعيد بن مرفوعا. وأخرجه أحمد أيضا "3/ 98".
وكل هذه الأسانيد تجعل الحديث أكثر اضطرابا
وإسماعيل بن رياح هذا، وأبوه مجهولان.
906- صحيح لغيره:
ففيه عطاء بن السائب مختلط والحديث أخرجه مسلم "ص2187" من طريق أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مرفوعا، وعزاه ابن كثير في تفسير سورة "ق" إلى أحمد بن حنبل في "مسنده".
والحديث أخرجه البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "فتح" "8/ 596" "تفسير سورة "ق".
ومسلم "ص2187".(2/86)
عَلَيْهَا، فَتُزْوَى، فَتَقُولُ: قَدْنِي قَدْنِي. وَأَمَّا الْجَنَّةُ، فَيَبْقَى مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْقَى، فَيُنْشِئُ اللَّهُ لِهَا خَلْقًا مَا يَشَاءُ".
907- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنٍ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مَعَ التَّثَاؤُبِ".
908- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ الله -عز وجل-".
__________
907- وأخرجه مسلم "ص2293".
وفي بعض طرق مسلم التصريح باسم ابن أبي سعيد وهو: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ.
وأخرجه أبو داود "حديث رقم 5026".
908- صحيح لغيره:
وأخرجه ابن ماجه رقم "397". والدارقطني "1/ 71"، والبيهقي "1/ 43".
وله شاهد ضعيف عند الطبراني "6/ 147".
قال: حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي المصري ثنا عبيد الله بن محمد بن المنكدري ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ أبي عباس بن سهيل بن سعد عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ الله عليه ... ".
وشاهد آخر عند ابن ماجه رقم "399".
حدثنا أبو كريب وعبد الرحمن بن إبراهيم قالا: ثنا ابن أبي فديك ثنا محمد بن موسى بن أبي عبد الله عن يعقوب بن سلمة الليثي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا صَلَاةَ لمن لا وضوء له، ولا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ الله عليه".
وأخرجه أبو داود "1/ 76"، وأحمد "2/ 418"، والحاكم "1/ 146"، والدارقطني من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "1/ 71"، والبيهقي "1/ 43، 44".(2/87)
909- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا هُشَيْمٌ، أنا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -يَرْفَعُ الْحَدِيثَ- قَالَ: "ثَلَاثٌ يَضْحَكُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَيْهِمْ: الرَّجُلُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، وَالْقَوْمُ إِذَا صَفُّوا فِي الصَّلَاةِ، وَالْقَوْمُ إِذَا صَفُّوا فِي [لِقَاءِ] 1 الْعَدُوِّ".
910- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَقَامًا، فَحَدَّثَنَا بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
911- أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُدعى نُوحٌ، فَيُقَالَ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُدْعَى قَوْمُهُ، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، وَمَا أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ. فَيَقُولُ: مَنْ شُهُودُكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ -عَلَيْهِ السلام- وأمته. فيؤتى بكم
__________
909- ضعيف:
فيه: مجالد بن سعيد، وهو ضعيف.
والحديث أخرجه ابن ماجه رقم "200".
10- سند ضعيف:
فيه: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وهو ضعيف، وكذبه بعض أهل العلم.
وفيه أيضا: مجالد بن سعيد، وهو ضعيف.
911- صحيح:=
1 في "س": قتال.(2/88)
تَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143] ".
912- أنا يَعْلَى، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، يُجاء بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ، فَيُنَادِي منادٍ: يَا أَهْلَ النَّارِ، هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَشْرَئِبُّونَ، وَيَنْظُرُونَ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ. ثُمَّ يُنَادِي منادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَشْرَئِبُّونَ، وَيَنْظُرُونَ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رآه، فيقولون: نعم،
__________
= وأخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب "3": قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} "فتح" "6/ 371"، وفي مواضع أخرى من "صحيحه" أشار إليها المرقم هناك، وأخرجه الترمذي في "التفسير" "5/ 207"، "تفسير سورة البقرة" وقال: حديث حسن صحيح. وابن ماجه "حديث رقم 4284".
وعزاه المزي إلى النسائي في "السنن الكبرى" "التفسير".
تنبيه: قوله: "والوسط: العدل" قال الحافظ في "الفتح" "8/ 172": هو مرفوع من نفس الخبر وليس بمدرج من قول بعض الرواة كما وهم فيه بعضهم.
وسيأتي في الاعتصام بلفظ: " {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} : عدلا" وأخرج الإسماعيلي من طريق حفص بن غياث عن الأعمش بهذا السند في قوله: {وَسَطًا} قال: عدلا. كذا أورده مختصرا مرفوعا.
وأخرجه الطبري من هذا الوجه مختصرا مرفوعا، ومن طريق وكيع عن الأعمش بلفظ: "والوسط: العدل" مختصرا مرفوعا، من طريق أبي معاوية عن الأعمش مثله، وكذا أخرجه الترمذي والنسائي من هذا الوجه.
وأخرجه الطبري من طريق جعفر بن عون عن الأعمش مثله.
قلت: والحديث الذي أشار إليه الحافظ في كتاب الاعتصام أخرجه البخاري "13/ 316".
912- صحيح:
وأخرجه البخاري في التفسير "فتح" "8/ 428"، ومسلم "ص2188"، والترمذي في التفسير "تفسير سورة مريم" "5/ 315".
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في التفسير.(2/89)
هَذَا الْمَوْتُ. ثُمَّ يُؤْخَذُ، فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ -عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} [مريم: 39] "، قَالَ: "أَهْلُ الدُّنْيَا فِي غَفْلَةٍ".
913- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: اجْتَمَعَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالُوا: آثَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيْنَا غَيْرَنَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَمَعَهُمْ، فَخَطَبَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَمْ تَكُونُوا أَذِلَّةً فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ؟ " قَالُوا: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: "أَلَمْ تَكُونُوا ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ " قَالُوا: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: "أَلَمْ تَكُونُوا فُقَرَاءَ فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ " قَالُوا: صَدَقَ اللَّهُ ورسوله. قَالَ: "أَلَا تُجِيبُونَ أَلَا تَقُولُونَ: أَتَيْتَنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَأتَيْتَنَا خَائِفًا فَأَمَّنَّاكَ". ثُمَّ قَالَ: "أَلَا تَرْضَوْنُ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاءِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تُدْخِلُونَهُ دُورَكُمْ، لَوْ أَنَّكُمْ سَلَكْتُمْ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا، وَسَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَكُمْ أَوْ شِعْبَكُمْ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي".
914- ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا مِنْكَ يَوْمًا. قَالَ: "نعم، يوم
__________
913- صحيح:
وأخرجه البخاري من حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عاصم "فتح" "8/ 47" كتاب المغازي باب "56": غزوة الطائف، ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه "8/ 52-53".
914- الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" في كتاب الجنائز "3/ 118" "فتح" وفي العلم "فتح"=(2/90)
كَذَا وَكَذَا، فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا"، فَأَتَاهُنَّ، فَعَلَّمَهُنَّ السُّنَّةَ، وَقَالَ: "أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا ثَلَاثَةً إِلَّا كَانُوا لها حجاجا مِنَ النَّارِ"، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: أَوِ اثْنَيْنِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ، ثم قالت: أَوِ اثْنَيْنِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: "أَوِ اثْنَيْنِ".
915- حَدَّثَنِي مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي سعيد -فيما أرى- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقُولُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ. فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ. فَيَقُولُ: ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ فَيَقُولُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ شَابَ الْمَوْلُودُ، وَوَضَعَتْ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى، وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ"، قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟ قَالَ: "مِنْكُمْ رَجُلٌ، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ" قَالَ: فَكَبَّرُوا. ثُمَّ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي
__________
= "1/ 196" وقال البخاري هناك: من طريق غندر عن شعبة عن عبد الرحمن الأصبهاني بسند الباب قال: وعن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال: سمعت أبا حازم عن أبي هريرة قال: "ثلاثة لم يبلغ الحنث".
قال الحافظ ابن حجر: تنبيه: حديث أبي هريرة مرفوع والواو في قوله و"قال" للعطف على محذوف تقديره مثله، أي: مثل حديث أبي سعيد والواو في قوله: "وعن عبد الرحمن" للعطف على قوله أولا "عن عبد الرحمن" والحاصل أن شعبة يرويه عن عبد الرحمن بإسنادين فهو موصول، ووهم من زعم أنه معلق.
قلت: والحديث أخرجه البخاري أيضا في الاعتصام "فتح" "13/ 292"، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأخرجه مسلم "ص2028-2029".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" كتاب العلم.
915- صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب الأنبياء من "صحيحه" "فتح" "6/ 382"، باب "7": قصة يأجوج ومأجوج، وأخرجه أيضا في مواطن أخرى من "صحيحه".
وأخرجه مسلم "ص201".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في التفسير.
قال "مصطفى": "إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أهل الجنة" فكبروا ... وكذا هو في أكثر الأصول "ربع أهل الجنة" قبل الثلث.(2/91)
لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ" قَالَ: فَكَبَّرُوا. ثُمَّ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ" , ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ كَالشَّعَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي مَسْكِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي مَسْكِ الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ".
916- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، دَعُوا لِي أَصْحَابِي؛ فإن أحدكم لو أنفق [كل يوم] 1 مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ يَبْلُغْ مُدَّ أَحَدِهِمْ".
917- ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
__________
916- صحيح:
وأخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة من "صحيحه" "فتح" "7/ 21" وأخرجه مسلم "ص1967". وأبو داود "حديث رقم 4658"، والترمذي في المناقب "حديث رقم 3860".
وابن ماجه في "السنة" "20/ 2" لكنه عنده من حديث أبي هريرة وهو معل. راجع: "النكت على تحفة الأشراف" "3/ 343".
والحديث عزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في المناقب.
917- صحيح:=
1 من "س".(2/92)
صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ".
918- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَرَى رَبَّنَا؟ فَقَالَ: "أَتُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ فِي غَيْرِ سَحَابٍ؟ " قُلْنَا: لَا. قَالَ: "أَتُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فِي غَيْرِ سَحَابٍ؟ " قُلْنَا: لَا. قَالَ: "فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيتِهِ إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا".
919- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَا: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَقُولُ: إِنَّ الصَّوْمَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إِنَّ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَيْنِ، إذا
__________
= وقد أخرجه البخاري من طرق عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "فتح" "5/ 119"، "10/ 30"، "12/ 58، 114". وفي بعضها كما في الحدود "12/ 114" من طريق شعبة عن الأعمش عن ذكوان عن أبي هريرة مرفوعا، وأخرجه مسلم "ص76-77".
وأخرجه البخاري من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "فتح" "12/ 81"، وفي المحاربين "12/ 114".
تنبيه: من عنده سعة من وقته فليراجع هل هناك علة في طريق الأعمش عن ذكوان عن أبي سعيد أم أن الحديث روي على الوجهين: ذكوان عن أبي سعيد وذكوان عن أبي هريرة؟
وعلى كل فالمتن صحيح.
918- صحيح:
ولا بد من التقييد بيوم القيامة أو بالآخرة وهذا هو الصواب جزما وهكذا أخرجه البخاري ومسلم من طريق عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سعيد الخدري "هل نرى ربنا يوم القيامة؟ " "فتح" "13/ 420" و"صحيح مسلم " "ص167".
919- وأخرجه مسلم "8/ 31-32 نووي" باب: فضل الصيام، والنسائي في الصوم من حديث أبي سعيد الخدري من طريق ضرار بن مرة عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سعيد له مرفوعا "4/ 135".
والحديث أخرجه البخاري من طريق أبي نعيم عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عن أبي هريرة وذلك في كتاب التوحيد من "صحيحه" "13/ 464"، وأخرجه مسلم من طرق عن الأعمش "8/ 31 نووي" ومن طرق عن أبي هريرة "8/ 30، 31، 32 نووي".
وذكر كل هذه الطرق النسائي في "سننه" "ص134، 135، 136".(2/93)
أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- فَرِحَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ".
920- ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ التُّجِيبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ التُّجِيبِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِائَةُ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَوْ أَبْعَدُ". قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لِمَنْ؟ قَالَ: "للْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-".
921- ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا عَبْدُ الله بن لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا رَأَيْتمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 18] ".
__________
920- صحيح:
وقد أخرج البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "فتح" "6/ 11" كتاب الجهاد باب "4": درجات المجاهدين.
921- ضعيف:
وأخرجه الترمذي "5/ 12" كتاب الإيمان باب "8" وقال: هذا حديث حسن غريب.
وابن ماجه "حديث رقم 802" والحاكم في "مستدركه" "1/ 212" وقال: هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحتها وصدق رواتها غير أن شيخي "الصحيح" لم يخرجاه، وقد سقت القول في صحته فيما تقدم.
وتعقبه الذهبي، فقال: "دراج" كثير المناكير.
قال "مصطفى": في هذا السند "دراج" وقد وثقه ابن معين وضعفه آخرون.
ونص قوم على أن روايته عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سعيد فيها ضعف.
وإن كان في السند أيضا عبد الله بن لهيعة وهو مختلط إلا أنه قد توبع.(2/94)
922- ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "وَيْلٌ وَادٍ يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ، وَالصَّعُودُ جَبَلٌ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، يَتَصَعَّدُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، ثُمَّ يُهْوَى بِهِ كَذَلِكَ مِنْهُ أَبَدًا".
923- ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- حَتَّى يُقَالَ: إِنَّهُ مَجْنُونٌ".
924- ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ فِي الجنة لمسيرة أربعين سنة".
__________
922- ضعيف:
فيه: ما في الإسناد السابق.
وأخرجه الترمذي في موضعين من "سننه" في تفسير سورة الأنبياء مقتصرا على الجزء الأول، وفي تفسير سورة المدثر مقتصرا على الجزء الثاني "4/ 320، 421"، وفي كليهما قال: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث ابن لهيعة.
وقال "4/ 421": وقد روي شيء من هذا عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وقوله موقوف.
923- ضعيف:
انظر حديث "921" وهذا الحديث مما نص بعض أهل العلم على أنه من مناكير دراج راجع: "ميزان الاعتدال" و"التهذيب".
924- سند ضعيف، والمتن صحيح:=(2/95)
925- ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَصْدَقُ الرُّؤْيَا بِالْأَسْحَارِ".
926- ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ غَيْلَانَ أَنَّهُ سَمِعَ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ إِذَا رَضِيَ عَنِ الْعَبْدِ أَثْنَى عَلَيْهِ سَبْعَةَ أَصْنَافٍ مِنَ الخير لم يعلمه، وَإِذَا سَخِطَ عَلَى الْعَبْدِ أَثْنَى عَلَيْهِ سَبْعَةَ أَصْنَافٍ مِنَ الشَّرِّ لَمْ يَعْمَلْهُ".
927- ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ دَرَّاجًا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْهَيْثَمِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُسَلَّطُ عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا تَنْهَشُهُ وَتَلْدَغُهُ حتى
__________
= أما ضعف السند: فانظر حديث "921".
والحديث أخرجه أحمد "3/ 29"، وأما صحة الحديث فقد أخرج له أحمد شاهدا في "مسنده" "5/ 3" قال: ثنا حسن قال حماد فيما سمعته، قال: وسمعت الْجُرَيْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ معاوية عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أنتم تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ آخِرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا وَلَيَأْتِيَنَّ عليه يوم وأنه لكظيظ".
وشاهد آخر عند أحمد "4/ 174".
وانظر: "فتح الباري" "6/ 329".
925- ضعيف:
وانظر "حديث رقم 921".
والحديث أخرجه الترمذي "4/ 534".
926- ضعيف:
فيه: "دراج" تقدم الكلام عليه في حديث "921".
927- ضعيف:
في إسناده: دراج.(2/96)
تَقُومَ السَّاعَةُ، وَلَوْ أَنَّ تِنِّينًا مِنْهَا نَفَخَ فِي الْأَرْضِ مَا أَنْبَتَتْ خَضْرَاءَ".
928- ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ: {بِمَاءٍ كَالْمُهْل} [الكهف: 29] ، قَالَ: كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فَإِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فِيهِ".
929- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْهَيْثَمِ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالدَّيْنِ"، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَعْدِلُ الْكُفْرَ بِالدَّيْنِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَعَمْ".
930- ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الهيثم،
__________
928- ضعيف:
في إسناده: "دراج": تقدم الكلام عليه قريبا "921".
وفيه أيضا: "رشدين": وهو ضعيف.
وفي هذا السند أيضا: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ كان يكذب إلا أنه قد توبع.
والحديث أخرجه الترمذي في التفسير سورة {سَأَلَ سَائِل} ، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين "5/ 426".
وأخرجه الترمذي أيضا في صفة جهنم "4/ 704" باب: ما جاء في صفة شراب أهل النار.
929- ضعيف:
في إسناده: دراج.
والحديث أخرجه النسائي في كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من الدين "8/ 232-233" وأحمد "3/ 38".
930- سند ضعيف:
فيه: دراج.
والوعد بالمغفرة من الله للمستغفرين جاء في آيات كثيرة من كتابه وفي سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم.(2/97)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: أَيْ رَبِّ، لَا أَزَالُ أَغْوِي بَنِي آدَمَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ" قَالَ: "فَقَالَ الرَّبُّ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي؛ لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي".
931- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا وُضعت الْجِنَازَةُ، وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي. وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا، أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا؟! يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ، وَلَوْ يَسْمَعُهُ الْإِنْسَانُ لَصُعِقَ".
932- ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْأَذَانِ، لَتَضَارَبُوا عَلَيْهِ بِالسُّيُوفِ".
933- ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرحمن النحوي، عن
__________
931- صحيح:
وأخرجه البخاري في الجنائز باب "50، 52، 90" "فتح" "3/ 181، 182، 184، 244" من طرق عن الليث بهذا السند إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم.
والنسائي في الجنائز، باب: السرعة بالجنازة "4/ 33".
وأخرجه النسائي أيضا من طريق سعيد المقبري عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ أن أبا هريرة، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فذكره.
قلت: وهذا اختلاف لا يضر.
932- ضعيف:
في سنده: دراج. تقدم الكلام عليه في "حديث رقم 921".
933- صحيح:
وأخرجه البخاري في المظالم باب "1" قصاص المظالم "فتح" "5/ 96" مع نقص من للفظ "انتهى إلى قوله بمنزله كان في الدنيا".(2/98)
قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فَيُحْبَسُونَ عِنْدَ قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيَنْهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى لِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ لِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا". قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَمَا يُشْبِهُ بِهِمْ إِلَّا أَهْلُ الْجُمُعَةِ حِينَ انْصَرَفُوا مِنْ جُمُعَتِهِمْ، فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يُؤْذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، يَا بَرُّ يَا رَحِيمُ.
934- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ، وَقَدْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ يَتَّجِرُ عَلَى هَذَا؟ "، فَقَامَ رَجُلٌ، فَصَلَّى مَعَهُ.
935- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ قال:
__________
934- صحيح:
وأخرجه الترمذي في "سننه" "1/ 427" كتاب الصلاة باب ما جاء في الجماعة في مسجد قد صلى فيه مرة أحمد "3/ 5-45".
وأبو داود من طريق وهيب عن سليمان "حديث رقم 574" باب في الجمع في المسجد مرتين "1/ 386"، وأحمد "3/ 64"، والحاكم "1/ 209" وابن حزم في "المحلى" "4/ 238"، وأخرجه أحمد أيضا من طريق علي بن عاصم بن سليمان به "3/ 85".
وقد ذكر الشيخ أحمد شاكر بحثا حول كلمة يتجر هناك في تعليقه على "سنن الترمذي" فليراجعه من شاء.
935- حسن:
وأخرجه أحمد " 3/ 18".(2/99)
سَمِعْتُ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيَّ قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ بِمِثْلِهَا". قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ؟ قَالَ: "اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ".
936- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَخِي قَدِ اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ؟ فَقَالَ: "اسْقِهِ عَسَلًا"، فَسَقَاهُ. قَالَ: فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَقَيْتُهُ، فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا. قَالَ: "اسْقِهِ عَسَلًا"، فَسَقَاهُ. قَالَ: فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَقَيْتُهُ، فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا. قَالَ: "اسْقِهِ عَسَلًا"، فَسَقَاهُ. فَإِمَّا فِي الثَّالِثَةِ، وَإِمَّا فِي الرَّابِعَةِ قَالَ: فَحَسِبْتُهُ قَالَ: فَشُفِيَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَدَقَ اللَّهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ".
937- ثَنَا قَبِيصَةُ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَأَلْنَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْوَلَدَ مِنْ قُرَّةِ الْعَيْنِ "وَتَمَامِ"1 السُّرُورِ، فهل يولد لأهل الجنة؟ فقال: "إن
__________
936- صحيح:
وأخرجه البخاري في الطب "فتح" "10/ 139" باب "4": الدواء بالعسل، وفي مواضع أخرى من "صحيحه" بدون شك، ومسلم "ص1736، 1737".
والترمذي "3/ 409"، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في الطب.
937- سند ضعيف جدا:
فيه: أبان بن أبي عياش: متروك.
وأخرجه الترمذي من طريق عامر الأحول عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ عَنِ أبي سعيد به مرفوعا في كتاب صفة الجنة "4/ 695"، "حديث رقم 2563" وقال: هذا حديث حسن غريب.
والحديث أخرجه ابن ماجه أيضا رقم "4337".
وعامر الأحول هو عامر بن عبد الواحد: مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ.
1 في "س": إتمام.(2/100)
الرَّجُلَ لَيَشْتَهِي أَوْ لَيَتَمَنَّى، فَمَا يَكُونُ مِقْدَارُ الَّذِي يُرِيدُ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَشَبَابُهُ فِي سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ".
938- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا نَحْزُرُ قِيَامَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ قَدْرَ ثَلَاثِينَ آيَةً، وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ، وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الْعَصْرِ عَلَى قَدْرِ الْأُخْرَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ مِنَ الْعَصْرِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ.
939- ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ النَّاسَ لَيَحُجُّونَ، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيَغْرِسُونَ النَّخْلَ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ ومأجوج".
__________
938- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص334" كتاب الصلاة، باب: القراءة في الظهر والعصر.
وأبو داود "حديث رقم 804".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في الصلاة.
939- سند منقطع، ومتن صحيح:
أما السند فإن قتادة لم يدرك أبا سعيد الخدري.
وأما المتن فأخرجه البخاري رقم "1593" وأحمد "3/ 27، 28، 48، 64" من طريق قتادة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.(2/101)
940- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّ الْأَغَرَّ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُنَادِي مُنَادٍ: إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلَا تَبْتَئِسُوا أَبَدًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ -عَزَّ وَجَلَّ: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} " [الأعراف: 93] .
941- ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ: أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَأَنَا أَكْبَرُ، فَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ. قَالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَأَنَا وَحْدِي، فَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، لَا شَرِيكَ لِي، فَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، لِيَ الْمُلْكُ، وَلِيَ الْحَمْدُ، فَإِذَا قَالَ: لا إله إلا
__________
940- رجاله ثقات:
وأخرجه مسلم "ص2182" كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها من طريق عبد الرزاق عن الثوري.
والترمذي في "التفسير" تفسير سورة الزمر "4/ 374".
وقال الترمذي عقبه: وروى ابن المبارك وغيره هذا الحديث عن الثوري ولم يرفعه.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في التفسير "السنن الكبرى" من طريق أبي حاتم محمد بن إدريس عن عبيد بن يعيش عن يحيى بن آدم عن حمزة بن حبيب الزيات عن أبي إسحاق نحوه.
941- هذا الحديث مختلف في رفعه ووقفه:
وأخرجه الترمذي في الدعوات "5/ 492"، باب "37": ما يقول العبد إذا مرض، وقال الترمذي عقبه:=(2/102)
اللَّهُ، وَلَا حَوْلَ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِي".
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، ثُمَّ قَالَ الْأَغَرُّ شَيْئًا لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: مَاذَا قَالَ؟ قَالَ: "مَنْ رُزِقَهُنَّ عِنْدَ مَوْتِهِ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ".
942- ثنا مُصْعَبُ بْنُ مِقْدَامٍ الْخَثْعَمِيُّ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا أَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِمَا أَنَّهُمَا قَدْ حَدَّثَاهُ أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَأَنَا أَكْبَرُ، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَأَنَا وَحْدِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، لَا شَرِيكَ لِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ صَدَّقَهُ رَبُّهُ قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، لِيَ الْمُلْكُ، وَلِيَ الْحَمْدُ، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَلَا حَوْلَ وَلَا قوة إلا بي".
__________
= "وقد رواه شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هريرة وأبي سعيد بنحو هذا الحديث بمعناه ولم يرفعه شعبة، حدثنا بذلك بندار حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ بهذا.
وأخرج ابن ماجه من طريق حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ: أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنحوه.
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "اليوم والليلة" من طريق زهير بن معاوية وحمزة الزيات وإسرائيل ثلاثتهم عن أبي إسحاق نحوه، وحديث إسرائيل مختصر.
قلت: ورواية إسرائيل تأتي في الحديث التالي هذا، وحاصل الخلاف هنا أن حمزة الزيات وإسرائيل وزهير رووه مرفوعا وشعبة رواه موقوفا، وانظر الحديثين الآتيين.
942- انظر الحديث المتقدم.(2/103)
943- ثنا مُصْعَبُ بْنُ مِقْدَامٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ، عَنِ الْأَغَرِّ، مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ إِلَّا أَنَّهُ زَادَ فِيهِ قَالَ: "وَمَنْ قَالَ فِي مَرَضِهِ ثُمَّ مَاتَ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ".
944- أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَرَجْتُ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَلَقِيَنِي الشَّيْطَانُ فِي السُّدَّةِ -سُدَّةِ الْمَسْجِدِ- فَزَحَمَنِي حتى إني لأجد مس شعره، فاستمكنت مِنْهُ فَخَنَقْتُهُ، حَتَّى إِنِّي لَأَجِدُ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى يَدِي، فَلَوْلَا دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ؛ لَأَصْبَحَ مَقْتُولًا تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ".
945- ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَانَ إِذَا سَارَ فَرْسَخًا تَجَوَّزَ فِي الصَّلَاةِ.
946- ثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ -عز وجل- فليرفع يده".
__________
943- رجاله ثقات، إلا مصعب بن المقدام فصدوق له أوهام، وانظر الحديثين السابقين.
944- ضعيف جدا:
في سنده: أبو هارون العبدي وهو عمارة بن جوين متروك الحديث، وعلي بن عاصم صدوق يخطئ ويصر. وأخرجه أحمد "3/ 82".
945- ضعيف جدا:
في سنده: أبو هارون العبدي متروك الحديث وعلي بن عاصم صدوق يخطئ ويصر.
946- ضعيف جدا:
في سنده: أبو هارون العبدي: متروك.
والحديث أخرجه الترمذي في البر والصلة باب "32" باب: ما جاء في أدب الخادم "4/ 337".(2/104)
947- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى -عَلَيْهِمَا السلام- فقال موسى: أنت خليقة اللَّهِ بِيَدِهِ، أَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، فَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَشْقَيْتَهُمْ، فَقَالَ آدَمُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَرِسَالَتِهِ، تَلُومُنِي فِي شَيْءٍ وَجَدْتُهُ قَدْ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ". قَالَ: "فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى".
948- أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ".
949- ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سعيد
__________
947- سند ضعيف جدا، ومتن صحيح:
أما كون السند ضعيفا جدا فلأن فيه أنا هارون العبدي وهو متروك.
أما كون المتن صحيحا فلأن البخاري قد أخرجه من طرق أخرى منها: من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعا في أحاديث الأنبياء باب "31": وفاة موسى عليه السلام "6/ 441" "فتح الباري" وفي كتاب التفسير "8/ 434" تفسير سورة طه {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} وفي القدر "11/ 505".
وفي مواضع أخرى من "صحيحه".
ومسلم "ص2042، 2043" وغيرهما.
هكذا هنا، وفي كثير من روايات "الصحيح" "خلقك الله بيده" وهو الصواب.
948- سند ضعيف جدا، ومتن صحيح:
ففي هذا السند: أبو هارون العبدي وهو متروك.
وأما الحديث فأخرجه البخاري في "صحيحه" من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنهم في كتاب الجنائز باب "92": ما قيل في أولاد المشركين "فتح" "3/ 245" ومسلم "ص2049" من حديث ابن عباس وأبي هريرة أيضا.
949- سند ضعيف جدا، ومتن صحيح:
فيه: أبو هارون العبدي عمارة بن جوين وهو متروك أما الحديث فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "فتح" "3/ 62" في التطوع باب "10" فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ومسلم "ص1014".(2/105)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تُشَدُّ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى".
950- ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْفَجْرَ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ؛ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّيْتَ بِنَا الْيَوْمَ صَلَاةً مَا كُنْتَ تُصَلِّيهَا؟ قَالَ: "إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتَ صَبِيٍّ فِي صَفِّ النِّسَاءِ".
951- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- فَلْيَرْفَعْ يَدَهُ".
952- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ -لَا أَدْرِي قَبْلَ التَّسْلِيمِ، أَوْ بَعْدَ التَّسْلِيمِ: " {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 180، 182] ".
__________
950- سند ضعيف جدا:
فيه: أبو هارون العبدي وهو متروك.
951- سند ضعيف جدا:
وقد تقدم رقم "946".
952- سند ضعيف جدا:
فيه: أبو هارون العبدي متروك.(2/106)
953- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَكَانَ ضَعِيفًا، وَكَانَ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَرَادَ أَنْ يَلْقَاهُ عَلَى خَلَا فَيُبْدِيَ لَهُ حَاجَتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُعَسْكِرًا بِالْبَطْحَاءِ، وَكَانَ يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ السَّحَرِ رَجَعَ، فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ، قَالَ: فَحَبَسَهُ الطَّوَافُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ عَرَضَ لَهُ الرَّجُلُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ، فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِيَ إِلَيْكَ حَاجَةٌ، قَالَ: "إِنَّكَ سَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ"، فَأَبَى، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يَحْبِسَهُ خَفَقَهُ بِالسَّوْطِ خَفْقَةً، ثُمَّ مَضَى، فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ، وَكَانَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ حَوْلَهُ، فَقَالَ: "أَيْنَ الَّذِي جَلَدْتُ آنِفًا؟ "، فَأَعَادَهَا "إِنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ، فَلْيَقُمْ"، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ ثُمَّ بِرَسُولِهِ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "ادْنُهِ، ادْنُهْ"، حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ يَدَيْهِ، وَنَاوَلَهُ السَّوْطَ، فَقَالَ:
"خُذْ بِمِجْلَدِكَ، فَاقْتَصَّ"، فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ، قَالَ: "خُذْ بِمِجْلَدِكَ، لَا بَأْسَ عَلَيْكَ"، قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ، قَالَ: "إِلَّا أَنْ تَعْفُوَ" قَالَ: فَأَلْقَى السَّوْطَ، وَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، وَكُنْتُ أَسُوقُ بِكَ وَأَنْتَ نَائِمٌ، وَكُنْتُ إِذَا سُقْتُهَا أَبِطَتْ، وَإِذَا أَخَذْتُ بِخِطَامِهَا اعْتَرَضَتْ، فَخَفَقْتُكَ خَفْقَةً بالسوط،
__________
953- ضعيف جدا:
فيه: أبو هارون العبدي، وهو متروك.(2/107)
فَقُلْتُ: قَدْ أَتَاكَ الْقَوْمُ، وَقُلْتَ: لَا "بَأْسَ عَلَيْكَ" خُذْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاقْتَصَّ، قَالَ: "قَدْ عَفَوْتُ" قَالَ: اقْتَصَّ؛ فَإِنَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ، فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَضَوَّرُ مِنْ جَلْدَةِ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا إِلَّا انْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
954- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: " {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 180، 182] ".
955- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: فُرضت الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ خَمْسِينَ صَلَاةً، ثُمَّ نَقَصَتْ، حَتَّى جُعِلَتْ خَمْسًا، فَقَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَهُ: "فَإِنَّ لَكَ بِالْخَمْسِ خَمْسِينَ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا".
956- ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نتحدث فيها، قال:
__________
954- سند ضعيف جدا:
فيه: أبو هارون العبدي، وهو متروك.
955- سند ضعيف جدا، ومتن صحيح:
ففيه: أبو هارون العبدي
والحديث أخرج معناه البخاري من حديث أبي ذر رضي الله عنه في كتاب الصلاة باب "1" كيف فرضت الصلاة في الإسراء "فتح" "1/ 458"، ومسلم "ص148".
956- صحيح:
وأخرجه البخاري في المظالم باب "22" أفنية الدور والمجالس "فتح" "5/ 112" وفي الاستئذان "11/ 8"، ومسلم "ص1704".
وأبو داود في الأدب باب "13" في الجلوس في الطرقات "حديث رقم 4815".(2/108)
"فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: "غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمَرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ".
957- ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ثَلَاثٌ لَا يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ: الْقَيْءُ وَالْحِجَامَةُ، وَالْحُلُمُ".
958- أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: وَضَعَ رَجُلٌ يَدَهُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال: والله؛ وما أُطِيقُ أَنْ أَضَعَ يَدِي عَلَيْكَ مِنْ شِدَّةِ حُمَّاكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّا -مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ- يُضَاعَفُ لَنَا الْبَلَاءُ، كَمَا يُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ، إِنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَيُبْتَلَى بالقمل
__________
957- ضعيف:
في إسناده عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلم، وهو ضعيف. والحديث أخرجه الترمذي في كتاب الصوم باب "24" ما جاء في الصائم يذرعه القيء "3/ 88" وقال: حديث أبي سعيد الخدري حديث غير محفوظ وقد روى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلم وعبد العزيز بن محمد وغير واحد هذا الحديث عن زيد بن أسلم مرسلا، ولم يذكروا فيه "عن أبي سعيد" وعبد الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يضعف في الحديث، قال: سمعت أبا داود السجزي يقول: سألت أحمد بن حنبل عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلم فقال أخوه عبد الله بن زيد لا بأس به.
قال: وسمعت محمدا يذكر عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المديني قال: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلم ثقة قال محمد: ولا أروي عنه شيئا.
958- ضعيف:
في إسناده مبهم.(2/109)
حَتَّى يَقْتُلَهُ، وَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى يَأْخُذَ الْعَبَاءَةَ فَيُحَوِّيَهَا، وَإِنْ كَانُوا لَيَفْرَحُونَ بِالْبَلَاءِ كَمَا تَفْرَحُونَ بِالرَّخَاءِ".
959- حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا يُصِيبُ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ، وَلَا حُزْنٍ، وَلَا أَذًى، وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَتْ" 1 بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ".
960- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "تَكُونُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً، يكفأها الْجَبَّارُ كَمَا يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ". قَالَ: فَجَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ فقال:
__________
959- صحيح:
وأخرجه البخاري في المرضى باب "1" ما جاء في كفارة المرض "فتح" "10/ 103"، ومسلم "ص1992، 1993".
والترمذي في الجنائز باب "1" ما جاء في ثواب المريض "3/ 289" وقال: هذا حديث حسن في الباب. قال: وسمعت الجارود يقول: سمعت وكيعا يقول: لم يسمع في الهم أنه يكون كفارة إلا في هذا الحديث.
قال: وقد روى بعضهم هذا الحديث عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
960- حسن: لأن سعيد بن أبي هلال صدوق.
وأخرجه البخاري في الرقاق، باب "44": يقبض الله الأرض يوم القيامة "فتح" "11/ 371، 372"، ومسلم "ص2151".
1 في "س": كفر الله.(2/110)
بَارَكَ الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ -يَا أَبَا الْقَاسِمِ- أَلَا أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: "بَلَى" قَالَ: تَكُونُ الْأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَظَرَ إِلَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ ضَحِكَ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِإِدَامِهِمْ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "إِدَامُهُمْ بِلَامٍ وَنُونٍ" قَالُوا: وَمَا هَذَا؟ قَالَ: "ثَوْرٌ وَحُوتٌ يَأْكُلُ مِنْ زِيَادَةِ كَبِدِهِمَا سَبْعُونَ أَلْفًا".
961- ثنا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعُ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، وَيْلٌ للرجال من النساء، وويل النساء مِنَ الرِّجَالِ".
962- أنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَرَضِهِ الَّذِي مات فيه [وهو] 1 معصوب الرأس. قال فتبعته حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: "إِنِّي السَّاعَةَ لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ"، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ عَبْدًا عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا، فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ" قَالَ: فَلَمْ يَفْطَنْ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: بِأَبِي أنت وأمي، بل نفديك
__________
961- ضعيف جدا:
في سنده: خارجة بن مصعب: متروك وكان يدلس عن الكذابين.
والحديث أخرجه ابن ماجه رقم "3999".
962- حسن:
وقد جاء بعض ألفاظ الحديث في متون أخرى صحيحة.
1 من "س".(2/111)
بِأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالِنَا وَأَوْلَادِنَا. قَالَ: ثُمَّ هَبَطَ مِنَ الْمِنْبَرِ، فَمَا رُؤِيَ عَلَيْهِ حَتَّى السَّاعَةِ.
963- ثنا حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاتَيْنِ: بَعْدَ الصُّبْحِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ".
964- ثَنَا يَعْلَى، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ".
965- ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ غُفِرَ اللَّهُ لَهُ سَنَتَيْنِ؛ سَنَةً قَبْلَهُ، وسنة بعده"
__________
963- صحيح:
وأخرجه البخاري "فتح" باب مسجد بيت المقدس، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة المدينة "3/ 70"، ومسلم "ص567" من طريق أخرى عن أبي سعيد.
964- ضعيف:
أخرجه الترمذي في كتاب البيوع "3/ 506". باب "4": ما جاء في التجار وتسمية النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إياهم، وقال: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الثوري عن أبي حمزة، وأبو حمزة اسمه عبد الله بن جابر وهو شيخ بصري.
وأخرجه الدارمي "2/ 247" والحاكم "2/ 6".
وفي إسناده: عبد الله بن جابر أبو حمزة، قال فيه الحافظ في "التقريب": مقبول.
وفيه أيضا انقطاع، فالحسن لم يسمع من أبي سعيد الخدري.
965- سند ضعيف جدا، ومتن صحيح:
ففي إسناده: إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي فروة، وهو متروك.
لكن الحديث أخرجه مسلم "8/ 50 مع النووي".(2/112)
966- ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ الْأَفْرِيقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ -مَوْلًى لعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ بَيْنَ يَدْيِ الرَّحْمَنِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لَلَوْحًا فِيهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ شَرِيعَةً، يَقُولُ الرحمن: وعزتي وجلالى لا "يحيا"1 عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي لَا يُشْرِكُ بي شيئا فيه واحدة مِنْكُنَّ إِلَّا أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ".
967- ثنا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلَاتِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ من "صلاته"2 خيرا".
__________
966- ضعيف:
في سنده: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أنعم الأفريقي وهو ضعيف.
وعبد الله بن راشد ضعفه الدارقطني كما في "ميزان الاعتدال".
967- سند ضعيف:
فيه: أبو سفيان عن جابر وروايته عنه فيها ضعف.
وأخرجه ابن ماجه "حديث رقم 1376".
والحديث أخرجه مسلم من طريق أبي مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكره نحوه "ص539".
وقد جاء الحث على صلاة النوافل في البيوت في البخاري ومسلم وغيرهما "فتح الباري" "3/ 62"، ومسلم "ص539، وما قبلها وما بعدها".. ففي البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: "اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا" وأيضا: "خير صَلَاةِ الْمَرْءِ: فِي بَيْتِهِ، إِلَّا المكتوبة".
1 في "س": يحيني. وفي النسخة المكية: "لا يجيء".
2 في "س": الصلاة.(2/113)
968- ثنا قبيصة عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلَاتِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- جَاعِلٌ بِصَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ خَيْرًا".
969- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَري، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ لَا يَقُومُ بِهِ، فَيَلْقَى اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- فَيَقُولُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: يَا رَبِّ خَشْيَةُ النَّاسِ. قَالَ: إِيَّايَ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَى".
970- ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ يَرَى أَمْرًا لله فِيهِ مَقَالٌ، فَلَا يَقُومُ فِيهِ، فَيُقَالَ لَهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: مَخَافَةُ النَّاسِ قَالَ: فَإِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخَافَ".
971- ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّة، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لقنوا موتاكم قول: لا
__________
968- انظر الحديث السابق.
969- ضعيف:
لأن هناك انقطاعا، فأبو البختري لم يسمع من أبي سعيد.
وأخرجه ابن ماجه رقم "4008".
970- ضعيف، وانظر الحديث المتقدم.
971- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص631" أول كتاب الجنائز من طريق عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ به مرفوعا وأبو داود "حديث رقم 3117".
والترمذي "حديث رقم 976" كتاب الجنائز باب "7" "ج 3/ 297"، وقال: حديث حسن صحيح غريب، والنسائي "4/ 5"، وابن ماجه "حديث رقم 1445".
وقد أخرجه مسلم أيضا من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "6/ 219 نووي".(2/114)
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
972- أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَهَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ فِيمَا يَسْأَلُهُ عَنْهُ: مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ؟ فَإِذَا لُقِّنَ حُجَّتَهُ قَالَ: أَيْ رَبِّ؛ فَزِعْتُ مِنَ النَّاسِ، وَوَثِقْتُ بِكَ".
973- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ رَجُلٌ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ".
__________
972- في إسناده هشام بن سعد، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم، وأخرجه ابن ماجه رقم "4017".
973- صحيح:
وأخرجه البخاري في "صحيحه" كتاب الجهاد "فتح" "6/ 6" وفي الرقاق.
ومسلم "ص1503"، وأبو داود في الجهاد حديث "2485"، والترمذي في فضائل الجهاد "4/ 186 حديث 1660"، والنسائي في الجهاد "6/ 10"، وابن ماجه في الفتن باب "13" "حديث رقم 3978".(2/115)
974- ثنا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، فَإِذَا صَلَّاهَا بِأَرْضِ فَلَاةٍ، فَأَتَمَّ وُضُوءَهَا وَرُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا؛ بَلَغَتْ صَلَاتُهُ خَمْسِينَ دَرَجَةً".
975- ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بَيْنَ وَجْهِهِ وَبَيْنَ النَّارِ تِسْعِينَ خَرِيفًا، أَوْ سَبْعِينَ خَرِيفًا".
976- ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ الشَّيْءَ عَرَفْنَاهُ فِي وجهه.
__________
974- سند حسن:
وأخرجه أبو داود في الصلاة باب "49": ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة "حديث رقم 560"، وقال عقبه: قال عبد الواحد بن زياد في هذا الحديث: "صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة" وساق الحديث.
وابن ماجه مختصرا "حديث رقم 788".
975- صحيح:
وأخرجه البخاري في الجهاد باب "36" فضل الصوم في سبيل الله وذلك من طريق يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح أنهما سمعا النعمان ... به.
ومسلم "ص808"، والترمذي في فضائل الجهاد "4/ 166"، وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائي في الصوم "4/ 144"، وابن ماجه "حديث رقم "1717".
976- صحيح:
وأخرجه البخاري في المناقب باب صفة النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "فتح الباري" "6/ 566" وفي الأدب باب "72" من لم يواجه الناس بالعتاب "فتح" "11/ 513".
وأيضا في باب الحياء من كتاب الأدب "فتح" "11/ 521"، ومسلم "ص1809، 1810".
وابن ماجه في "الزهد"، باب "17" الحياء "حديث رقم 4180".(2/116)
977- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -يَرْفَعُهُ- قَالَ: "إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ تَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا، إِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا".
978- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مالك، عن أيوب بن جبيب، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأُرْوَى مِنْ نَفَسٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: "فَأَبِنِ الْقَدَحَ عَنْ فِيكَ، فَتَنَفَّسْ" قَالَ: فَالْقَذَاةُ تَكُونُ فِيهِ؟ قَالَ: "فَأَهْرِقْهَا".
__________
977- ضعيف:
في سنده: أبو الصهباء وهو مجهول، ثم إن الحديث اختلف في رفعه ووقفه.
وأخرجه الترمذي في "الزهد" باب "6": ما جاء في حفظ اللسان، وقال عقبه: حدثنا هناد حدثنا أبو أسامة عن حماد بن زيد نحوه، ولم يرفعه وهذا أصح من حديث محمد بن موسى، قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حماد بن زيد، وقد رواه غير واحد عن حماد بن زيد، ولم يرفعوه.
حدثنا صالح بن عبد الله حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أحسبه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر نحوه.
978- صحيح:
وأخرجه الترمذي في الأشربة "4/ 303، 304"، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وقد ثبت النهي عن التنفس في الإناء في "صحيح البخاري" من حديث أبي قتادة رضي الله عنه "فتح" "10/ 9" وثبت النهي عن النفخ في الشراب من طرق صحيحة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.(2/117)
979- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَّالِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أُذِنَ أَبُو سَعِيدٍ بِجِنَازَةٍ فِي قَوْمِهِ، فَكَأنَّهُ تَخَلَّفَ، حَتَّى أَخَذَ النَّاسُ مَجَالِسَهُمْ، ثُمَّ جَاءَ، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ تَشَذَّبُوا1 عَنْهُ، وَقَامَ بَعْضُهُمْ لِيَجْلِسَ فِي مَجْلِسِهِ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا". ثُمَّ تَنَحَّى فَجَلَسَ فِي مَكَانٍ وَاسِعٍ.
980- ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ -مَوْلَى الْمَهْرِيِّ- قَالَ: مَاتَ أَخٌ لِي، وَتَرَكَ عِيَالًا، وَلَمْ يَتْرُكْ مَالًا، فَأَتَيْتُ أَبَّا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَخًا لِي مَاتَ، وَتَرَكَ عِيَالًا، وَلَمْ يَتْرُكْ مَالًا، وَقَدْ أَرَدْتُ الْخُرُوجَ بِهِمْ إِلَى بَعْضِ الْأَمْصَارِ. فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ لَا تَخْرُجْ بِهِمْ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ -يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَبَرَ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا، أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
981- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي
__________
979- حسن:
وأخرجه أبو داود في الأدب باب "14" في سعة المجلس "حديث رقم 4820"، وقال أبو داود: عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرة الأنصاري.
980- صحيح لغيره:
إذ إن في هذا السند أبا سعيد مولى المهري، وهو مقبول.
وأخرجه مسلم "9/ 149 نووي".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في المناسك.
لكن الحديث أخرجه مسلم وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
981- ضعيف جدا:
في سنده: إسماعيل بن رافع، وهو متروك.
1 أي: تباعدوا.(2/118)
إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ -مَوْلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَقْبَلُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لِشَارِبِ الْخَمْرِ صَلَاةً مَا دَامَ فِي جَسَدِهِ مِنْهَا شَيْءٌ".
982- حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَزِيدُ بِهِ فِي الْحَسَنَاتِ؟ " قَالُوا: بِلَى، قَالَ: "إِسْبَاغُ الوضوء على المكروهات، وكثرة الخطا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا، فَيُصَلِّي مَعَ الْمُسْلِمِينَ صَلَاةً فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ يَمْكُثُ فِي مَجْلِسِهِ يَنْتَظِرُ صَلَاةً أُخْرَى، إِلَّا قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. فَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ، وَسُدُّوا الْفُرَجَ؛ فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي، وَإِذَا قَالَ إِمَامُكُمْ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقُولُوا: اللَّهُ أكبر. وإذا ركع فاركعوا، وإذ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ. يَا مَعَشْرَ النِّسَاءِ؛ إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ فَاخْفِضْنَ أَبْصَارَكُنَّ؛ لَا تَرَيْنَ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ ضِيقِ الْأُزُرِ".
983- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عن أسامة
__________
982- سند ضعيف:
فيه: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، وهو ضعيف. راجع "التهذيب".
والحديث أخرجه ابن ماجه رقم "427"، ولأغلب ألفاظه شواهد صحيحة.
983- سند ضعيف:
فيه: يحيى بن عبد الحميد، وهو الحماني: كذاب.
وأسامة بن زيد لا يحسن حديثه، لكن لألفاظ الحديث شواهد كثيرة صحيحة.(2/119)
بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، أَنَّ وَاسِعَ بْنَ حَبَّانَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَخْبَرَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ، فَكُلُوا، وَادَّخِرُوا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّ فِيهَا عِبْرَةً، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ "فَانْبُذُوا"1، وَلَا أُحِلُّ لَكُمْ مُسْكِرًا".
984- حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: "أَلَا مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ: إِنَّ رَحِمَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا تَنْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. بَلَى وَاللَّهِ، إِنَّ رَحِمِي لَمَوْصُولَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَإِنِّي أَيُّهَا النَّاسُ فَرَطٌ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْحَوْضِ، فَإِذَا جِئْتُمْ قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا فلان بن فُلَانٍ، يَقُولُ آخَرُ: يَا رَسُولَ الله، أنا فلان بن فُلَانٍ. فَأَقُولُ: أَمَّا النَّسَبُ، فَقَدْ عَرَفْتُهُ، وَلَكِنَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ بَعْدِي، وَارْتَدَدْتُمُ الْقَهْقَرَى".
985- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله وعليه وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَكْرِمُوا الْمِعْزَى، وَامْسَحُوا الرَّغْمَ عَنْهَا، وَصَلُّوا فِي مُرَاحِهَا؛ فإنها من دواب الجنة".
__________
984- ضعيف:
فيه: حمزة بن أبي سعيد، وهو مجهول.
وعبد اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ: يضعف في الحديث.
985- ضعيف ومنقطع:
ففيه: يزيد بن عبد الملك، وهو ضعيف.
وأبو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو ولم يدرك أبا سعيد الخدري.
1 في "س": انتبذوا.(2/120)
986- حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى إِحْدَى خِصَالٍ ثَلَاثٍ: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى مَالِهَا، تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى جَمَالِهَا، تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى دِينِهَا، فَخُذْ ذَاتَ الدِّينِ وَالْخُلُقِ تَرِبَتْ يَمِينُكَ".
987- ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ تَبُوكَ خَطَبَ النَّاسَ، وَهُوَ مُضِيفٌ ظَهْرَهُ إِلَى نَخْلَةٍ، فَقَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّ النَّاسِ؟ إِنَّ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ رَجُلًا عَمِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ، أَوْ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ، وَإِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ رَجُلًا فَاجِرًا يَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ لَا يَرْعَوِي إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ".
988- ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ أَسْوَأَ النَّاسِ سَرِقَةً: الذي يسرق من صلاته".
__________
986- سند ضعيف:
فيه: زينب بنت كعب بن عجرة زوجة أبي سعيد الخدري وهي مقبولة.
والمحفوظ في "الصحيحين" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" "فتح" "9/ 132".
987- سند ضعيف:
وأخرجه النسائي في الجهاد "6/ 11" باب فضل من عَمِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى قدمه.
وفي سنده: أبو الخطاب المصري، وهو مجهول.
988- سند ضعيف:
فيه: علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف.(2/121)
989- ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "آخِرُ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ رَجُلَانِ يَقُولُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لأحدهما: يابن آدَمَ، مَا أَعَدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا؟ أَوْ رَجَوْتَنِي؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ. فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، وَهُوَ أَشَدُّ أَهْلِ النَّارِ حَسْرَةً، وَيَقُولُ لِلْآخَرِ: يابن آدَمَ، مَا أَعَدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ. هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا؟ أَوْ رَجَوْتَنِي؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، قَدْ كُنْتُ أَرْجُو إِذَا أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ لَا تُعِيدَنِي فِيهَا. فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَقِرَّنِي تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرَتِهِا، وَأشْرَبَ مِنْ مَائِهَا. وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا. فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى، وَأَغْدَقُ مَاءً، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذِهِ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا. أَقِرَّنِي تَحْتَهَا، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرَتِهِا، وَأشْرَبَ مِنْ مائها. فيقول: يابن آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ؛ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا. فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَيَيْنِ وَأَغْدَقُ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ؛ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَأَقِرَّنِي تحتها، فأستظل بِظِلِّهَا، وَأشْرَبَ مِنْ مَائِهَا. فَيَقُولُ: يابن آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا. فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَا يتمالك، فيقول:
__________
989- سند ضعيف:
فيه: علي بن زيد، وهو ضعيف.
لكن لألفاظ الحديث شواهد صحيحة في "صحيح البخاري" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنهما "فتح" "13/ 419-420" كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَة} ".(2/122)
أي رب؛ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى: سَلْ، وَتَمَنَّ. فَيَسْأَلُ، وَيَتَمَنَّى، وَيُلَقِّنُهُ اللَّهُ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ، فَيَسْأَلُ وَيَتَمَنَّى مِقْدَارَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: ابْنَ آدَمَ لَكَ مَا سَأَلْتَ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: "وَمِثْلُهُ مَعَهُ".
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ"، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حَدِّثْ بِمَا سَمِعْتَ، وَأُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْتُ.
990- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عِيَاضِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَجُلًا ابْتَاعَ ثِمَارًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُصِيبَ فِيهَا، وَلَزِمَهُ دَيْنٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَصَدَّقُوا عَلَى أَخِيكُمْ"؛ فَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَبْلُغْ قَضَاءَ دَيْنِهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ".
991- ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي أَرَاكَ تُحِب
__________
990- صحيح:
وأخرجه مسلم في "صحيحه" في كتاب البيوع "ص1191"، وأبو داود "حديث رقم 3469"، والترمذي في الزكاة باب "24" "ج3/ 35"، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في البيوع باب "28" "ج7/ 233"، وابن ماجه "حديث رقم 1288".
991- صحيح:
وأخرجه البخاري أيضا من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مرفوعا في كتاب الإيمان من "صحيحه" "فتح" "1/ 69" وفي بدء الخلق "حديث رقم 3296" "فتح" "6/ 343" وفي مواطن أخرى من "صحيحه" وعبد الرحمن بن أبي صعصعة هو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صعصعة الأنصاري والحديث أيضا أخرجه أبو داود في الفتن "4/ 461" حديث "4297"، والنسائي في الإيمان "8/ 123"، وابن ماجه في الفتن حديث "3980".(2/123)
الْغَنَمَ، وَتَتَّخِذُهَا، فَأَصْلِحْهَا وَأصْلِحْ رَغَامَهَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ الْغَنَمُ فِيهِ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ يَتَتَبَّعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ".
992- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغَطَفَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ مَنْ لَقِيَنِي يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ مَالِي؟ فَقَالَ: "نَاشِدْهُ اللَّهَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنْ أَبَى فَقَاتِلْهُ، فَإِنْ قَتَلَكَ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ قَتَلْتَهُ دَخَلَ النَّارَ".
993- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْهِ، وَكَانَ قَرِيبًا، فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ"، فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
__________
992- سند ضعيف جدا:
فيه: محمد بن عمر وهو الواقدي وهو كذاب.
وكثير بن عبد الرحمن الغطفاني: ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولا ذكر راويا عنه غير ابن أبي ذئب "الجرح والتعديل" "7/ 155".
وكذلك البخاري في "التاريخ الكبير".
ولكن أخرج مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا بنحوه ولكن بدون "ناشده الله" "ص124" كتاب الإيمان باب "62".
993- صحيح:
وأخرجه البخاري في مواضع من "صحيحه" منها في الجهاد باب "168" "فتح" "6/ 165".
ومسلم "ص1389"، وأبو داود "حديث رقم 5215".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" المناقب.(2/124)
اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ"، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقتل الْمُقَاتِلَةُ وتُسبى الذُّرِّيَّةُ. فَقَالَ: "لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ".
994- ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ مُوسَى السُّلَمِيِّ، عَنْ مَالْكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ: الْبُخْلُ، وَسُوءُ الْخُلُقِ".
995- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ: يَا بُنَيَّ، إِذَا كُنْتَ فِي هَذِهِ الْبَوَادِي، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالْأَذَانِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا يَسْمَعُهُ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ، وَلَا حَجَرٌ وَلَا شَجَرٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ".
996- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا تؤديه إلى يوم القيامة،
__________
994- سند ضعيف:
فيه: صدقة بن موسى وهو إلى الضعف أقرب. راجع "تهذيب التهذيب".
والحديث أخرجه الترمذي في البر والصلة "4/ 343".
وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى.
995- سند ضعيف، ومتن صحيح:
أما ضعف السند: لأن فيه يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وهو كذاب، وأما صحة المتن فقد أخرجه البخاري في مواضع من "صحيحه" منها في بدء الخلق "6/ 343" وفي الصلاة باب "156" وفي المناقب "25-29".
والنسائي في الصلاة "1/ 93" وابن ماجه في الصلاة "1/ 5".
996- صحيح لغيره:
في هذا السند: محمد بن إسحاق بن يسار مدلس وقد عنعن، والحديث أخرجه مسلم من حديث عائشة وأبي هريرة وجابر وأنس بن مالك رضي الله عنهما "ص2007-2009".(2/125)
إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ آذَيْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ" -أَوْ قَالَ: "ضَرَبْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ" - "فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً، وَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً، وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
997- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا؛ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ".
998- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وكيع، ثنا إِبْرَاهِيمُ -أَبُو إِسْحَاقَ- عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "طُوبَى لِمَنْ رَآنِي، وَلِمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَلِمَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي".
999- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عِيسَى الْأُسْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عُودُوا الْمَرِيضَ، وَاتَّبِعُوا الْجِنَازَةَ تُذَكِّرْكُمُ الآخرة".
__________
997- حسن:
وأخرجه أبو داود في الصلاة "2/ 183".
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "اليوم والليلة".
998- سند ضعيف جدا:
في سنده: إبراهيم أبو إسحاق وهو إبراهيم بن الفضل، وهو متروك الحديث. راجع "التهذيب" و"التقريب".
999- سند ضعيف:
فيه: أبو عيسى الأسواري، قال فيه الحافظ في "التقريب": مقبول.(2/126)
100- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: "اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِيًنَا، وَأَمِتْنِي مِسْكِيًنَا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ".
1001- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ من استحل محارمه".
__________
1000- ضعيف جدا:
والحديث أخرجه ابن ماجه رقم "4126" من طريق يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي سعيد به مرفوعا، وفي هذا السند يزيد بن سنان ضعيف، وأبو المبارك: مجهول.
تنبيه: ذكر الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى- هذا الحديث في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" مصححا له ووهم عفا الله عنه فقد ركب متن هذا الحديث على إسناد الحديث المتقدم الذي هو هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي عِيسَى الْأُسْوَارِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ به مرفوعا ثم إن الشيخ استدراك هذا فذكره في "الإرواء" بالسند الحقيقي الذي هو سند الحديث الذي بين أيدينا وضعفه هناك.
وانظر إلى "السلسلة الصحيحة" رقم "308"، و"إرواء الغليل" رقم "861".
1001- ضعيف:
انظر الحديث المتقدم.(2/127)
مِنْ مُسْنَدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنهما
...
116- مِنْ مُسْنَدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
1002- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ قَعَدَ للنَّاسُ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ؟ قَالَ: "لَا حَرَجَ"، ثُمَّ جَاءَهُ آخَرُ، فَقَالَ: إِنِّي حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: "لَا حَرَجَ"، قَالَ: فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا قَالَ: "لَا حَرَجَ". ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ، وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، وَكُلٌّ فِجَاجِ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ".
1003- أَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عبد الكريم، عن
__________
1002- صحيح لغيره:
إذ إن في إسناده أسامة بن زيد -وهو الليثى المدني- وهو حسن الحديث إلا أن للحديث شواهد تأتي وعطاء في هذا الإسناد هو ابن أبي رباح. والحديث أخرجه ابن ماجه رقم "3052، 3048"، وأخرج أبو داود الجزء الأخير منه رقم "1936".
وقد جاء الحديث مفرقا في صحيحي البخاري ومسلم فالجزء الأول من الحديث الذي فيه "لا حرج" أخرجه البخاري "فتح" "3/ 559، 568"، ومسلم "ص950" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرجاه أيضا من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنها "فتح" "3/ 569" ومسلم "ص 948-949".
وأخرج مسلم من حديث جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم: "نحرت هنا، ومنى كلها منحر، فانحروا في رحالكم، ووقفت هاهنا، وعرفه كلها موقف، ووقفت هاهنا وجمع كلها موقف" مسلم ترتيب محمد فؤاد "ص893".
وأخرج أبو داود في كتاب الصوم باب إذا أخطأ القوم الهلال "حديث رقم2324" شاهدا للشق الأخير من الحديث قال: حدثنا محمد بن عبيد حدثنا حماد في حديث أيوب عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أبي هريرة ذكر النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيه قال: "وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون، وكل عرفة موقف وكل منى منحر، وكل فجاج مكة منحر، وكل جمع موقف".
1003- صحيح:=(2/128)
عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ غُلَامًا عَنْ دُبُرٍ فَاحْتَاجَ مَوْلَاهُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَبِيعَهُ، فَبَاعَهُ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: "أَنْفِقْهَا عَلَى عِيَالِكَ؛ فَإِنَّمَا الصَّدَقَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ".
1004- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَأَتَى بِهِ النَّخْلَ، فَإِذَا ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ فِي حِجْرِ أُمِّهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَأخَذَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: "يَا إِبْرَاهِيمُ، إِنَّا لَا نُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا"، ثُمَّ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَبْكِي؟! أَوَ لَمْ تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ نُهِيتُ عَنِ النَّوْحِ، وَعَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٍ عِنْدَ نَغَمَةِ: لَهْوٍ وَلَعِبٍ وَمَزَامِيَرِ شَيْطَانٍ، وَصَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ: خَمْشِ وُجُوهٍ، وَشَقِّ جُيُوبٍ، وَرَنَّةِ شَيْطَانٍ، وَهَذِهِ رَحْمَةٌ، وَمَنْ لَا يَرحم لَا يُرحم، يَا إِبْرَاهِيمُ، لَوْلَا
__________
= وعبيد الله بن عمرو هو الرقى، قال فيه ابن سعد: كان كان أحفظ من روى عن عبد الكريم الجزري، والحديث من هذه الطريق عزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في العتق.
وأخرجه البخاري في مواضع من "صحيحه" من طرق عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه منها كتاب الأحكام باب: بيع الإمام على الناس أموالهم وضياعهم "فتح" "13/ 179"، ولفظه: بلغ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن رجلا من الصحابة أعتق غلاما له عن دبر لم يكن له مال غيره، فباعه بثمانمائة درهم، ثم أرسل بثمنه إليه.
وأخرجه مختصرا في كتاب البيوع باب "110" بيع المدبر "فتح" "4/ 420" وفي العتق كذلك باب: بيع المدبر "5/ 165"، ومسلم "ص1289"، وغيرهما.
1004- إسناد ضعيف:
إذ إن في إسناده ابن أبي ليلى، وهو مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى، كما يتضح ذلك من "تحفة الأشراف" وهو ضعيف.
ومن طريقه أخرجه الترمذي في الجنائز "3/ 319" باب "25": ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت، وقال: هذا حديث حسن.(2/129)
أَنَّهُ أَمْرٌ حَقٌّ، وَوعْدُ صِدْقٍ، وَسَبِيلٌ مَأْتِيٌّ، وَأَنَّ أُخْرَانَا سَتَلْحَقُ أُولَانَا، لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا، وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ، تَبْكِي الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ -عَزَّ وَجَلَّ-".
1005- حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَبَعَثَنِي فِي حَاجَةٍ، فَجِئْتُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ رَدَّ عَلَيَّ، فَقَالَ: "إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أُصَلِّي". قَالَ: وَكَانَ وَجْهُهُ عَلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ.
1006- ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ نُعَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِبِلَالٍ: "يَا بِلَالُ، إِذَا أَذَّنْتَ، فَتَرَسَّلْ فِي أَذَانِكَ، فَإِذَا أَقَمْتَ فَاحْدُرْ، وَاجْعَلْ بَيْنَ أَذَانِكَ وَإِقَامَتِكَ مَا يَفْرُغُ الْآكِلُ مِنْ أَكْلِهِ، وَالشَّارِبُ مِنْ شُرْبِهِ، وَالْمُعْتَصِرُ إذا دخل قَضَاءِ حَاجَتِهِ، وَلَا تَقُومُوا حَتَّى تروني".
__________
1005- صحيح لغيره:
في إسناده كثير بن شنظير، وهو -وإن كان أخرج له البخاري ومسلم- يخطئ لكنه قد توبع. تابعه الليث بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر، كما في "صحيح مسلم" "ص383"، وتابعه كذلك زهير فقال: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ، وهذه متابعات قاصرة.
والحديث أخرجه البخاري مطولا "فتح" "3/ 86"، ومسلم "ص384".
1006- ضعيف:
وأخرجه الترمذي "1/ 373" في كتاب الصلاة باب "29" ما جاء في الترسل في الأذان وقال الترمذي: حديث جابر هذا حديث لا نعرفه من هذا الوجه من حديث عبد المنعم، وهو إسناد مجهول، وعبد المنعم شيخ بصري.
قلت: السند ضعيف جدا لأن فيه عبد المنعم بن نعيم متروك الحديث وفيه أيضا يحيى بن=(2/130)
1007- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَذَرْتُ إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ مَكَّةَ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَقَالَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صل هاهنا"، فَأَعَادَهَا الرَّجُلُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شَأْنَكَ إذًا".
__________
= مسلم وهو مجهول، لكن قد توبع عبد المنعم بن نعيم متابعة واهية جدا عند الحاكم في "المستدرك" "1/ 204" تابعه عمرو بن فائد الأسواري ثنا يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ وعطاء، عن جابر فذكره، وقال: هذا حديث ليس في إسناده مطعون فيه غير عمرو بن فائد والباقون شيوخ البصرة، وهذه سنة غريبة لا أعرف لها إسنادا غير هذا ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي فقال: قال الدارقطني: عمرو بن فائد متروك.
قال الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- في "شرح الترمذي": من الطريف أن له إسنادين عرف الترمذي أحدهما ولم يعرف الآخر، وعرف الحاكم الثاني ولم يعرف الأول.
تنبيه: قوله "فاحدر" بالحاء والدال المهملتين ثم الراء أي: أسرع. "لسان العرب" "2/ 802". قوله: "إِذَا دَخَلَ مِنْ قَضَاءِ حَاجَتِهِ" عند الترمذي: "لقضاء حاجته".
1007- صحيح لغيره:
إذ إن في إسناده حبيبا المعلم وهو حسن الحديث.
وأخرجه أبو داود في الأيمان والنذور حديث "3305 ج3/ ص602".
وقال أبو داود: روي نحوه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: حدثنا مخلد بن خلد، حدثنا أبو عاصم/ ح/ وحدثنا عباس العنبري [المعنى] حدثني روح، عن ابن جريج، أخبرني يوسف بن الحكم بن أبي سفيان أنه سمع حفص بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف، وعمرو، "قال عباس: ابن حنة" أخبراه عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن رجال مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- بهذا الخبر، زاد: فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: $"والذي بعث محمدا بالحق لو صليت هاهنا لأجزأ عنك صلاة في بيت المقدس".
قال أبو داود: رواه الأنصاري عن ابن جريج فقال: جعفر بن عمر، وقال عمرو بن حية، وقال: أخبراه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وعن رجال مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم.(2/131)
1008- ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ السُّنْبُلَةِ تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ، فَتَقَعُ مَرَّةً، وَمَرَّةً تَقُومُ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ؛ لَا تَزَالُ قَائِمَةً حَتَّى تَنْقَعِرَ".
1009- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلَّا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أُكِلَ مِنْهُ، وَمَا سُرِقَ مِنْهُ، وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ مِنْهُ، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ".
1010- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّمَا انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ. فَقَامَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَلَّى بِالنَّاسِ سِتَّ رَكَعَاتٍ بِأَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، بدأ
__________
1008- صحيح:
وقد تقدم نحوه، انظر "حديث رقم 373".
1009- صحيح لغيره:
إذ إن في إسناده عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ العرزمي، وعبد الملك هذا يحسن حديثه ولا يرتقي إلى الصحة إلا أنه قد توبع فقد روي الحديث من طرق كثيرة عن جابر عند مسلم، وكذلك روي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه "ص1188-1189".
والحديث أخرجه أحمد "3/ 391"، وانظر "حديث 1570" من "المنتخب".
1010- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص623" وأبو داود في الصلاة "حديث رقم 1178" باب "262": من قال أربع ركعات، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في الصلاة، وقد أخرجه مسلم من طرق أخرى عن جابر به مرفوعا مع اختلافات يسيرة في اللفظ، وأخرجه مسلم أيضا عن صحابة آخرين غير جابر رضي الله عنهم، منهم عائشة رضي الله عنها "ص618" مع اختلاف في اللفظ.
قوله: "أضاءت الشمس" في "صحيح مسلم": "آضت"، قال المعلق: معناه: رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف، وهو من آض يئيض إذا رجع، ومنه قولهم: أيضا. وهو مصدر منه.(2/132)
فَكَبَّرَ ثُمَّ قَرَأَ، فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَقَرَأَ قِرَاءةً دُونَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَقَرَأَ قِرَاءةً دُونَ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوع، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ أَيْضًا ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ لَيْسَ مِنْهَا رَكْعَةٌ إِلَّا الَّتِي قَبْلَهَا أَطْوَلُ مِنَ الَّتِي بَعْدَهَا، وَرُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ سُجُودِهِ، ثُمَّ تَأَخَّرَ، وَتَأَخَّرَتِ الصُّفُوفُ خَلْفَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى النِّسَاءِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ، وَتَقَدَّمَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى قَامَ فِي مَقَامِهِ، وَانْصَرَفَ حِينَ انْصَرَفَ، وقد أضاءت الشَّمْسُ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ بَشَرٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ، مَا مِنْ شَيْءٍ تُوَعَدُونَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي صَلَاتِي هَذِهِ، لَقَدْ جِيءَ بِالنَّارِ، وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحِهَا، وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ كَانَ يَسْرِقُ مَتَاعَ الْحَاجِّ بِمِحْجَنِهِ، فَإِنْ فُطِنَ لَهُ قَالَ: إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي. وَإِنْ غُفِلَ عَنْهُ ذُهِبَ بِهِ، وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ الَّتِي رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، ثُمَّ جِيءَ بِالْجَنَّةِ، وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَقَدَّمْتُ حَتَّى قُمْتُ فِي مَقَامِي، وَلَقَدْ مَدَدْتُ يَدِي وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَنَاوَلَ مِنْ ثَمَرِهَا لِتَنْظُرُوا إِلَيْهِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ لَا أَفْعَلَ فَمَا مِنْ شَيْءٍ تُوَعَدُونَهُ إِلَّا قَدْ رأيته في صلاتي هذه".(2/133)
1011- أنا مُصْعَبُ بْنُ مِقْدَامٍ الْخَثْعَمِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ".
1012- ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ عَذْبٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ".
1013- ثنا يَعْلَى، ثَنَا الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ يَقُولُ: "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا وَهُوَ حَسَنُ
__________
1011- صحيح لغيره:
إذ إن في إسناده أبا سفيان طلحة بن نافع ورواياته عن جابر فيها مقال، لكن للحديث شواهد تأتي، وأخرجه مسلم "ص2206" كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، وابن ماجه بلفظ: "يحشر الناس على نياتهم" "حديث رقم 4230"، وللحديث شاهد عند ابن ماجه من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاوس، عن أبي هريرة مرفوعا "حديث رقم 4229".
وشاهد آخر من حديث عائشة وهو حديث: "يغزو جيش الكعبة ... " الحديث وفيه "ثم يبعثون على نياتهم"، أخرجه البخاري في كتاب البيوع من "صحيحه" "فتح" "4/ 338" باب: ما ذكر في الأسواق.
فالحديث بهذه الشواهد يرتقي إلى الصحة.
1012- صحيح لغيره:
إذ إن رواية أبي سفيان عن جابر فيها مقال.
والحديث أخرجه مسلم "ص463"، وأحمد "2/ 426".
وله شاهد في صحيح البخاري ومسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ولفظه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا ما تقول ذلك يبقى من درنه؟ " قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: "فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا" "فتح" "2/ 11" ومسلم "ص462".
1013- صحيح لغيره:
إذ إن في رواية أبي سفيان عن جابر مقالا.
وأخرجه مسلم "ص2205".
وله متابع من طريق أبي الزبير عن جابر عند مسلم "ص2206".
وأبو داود "حديث رقم 3113"، وأحمد "3/ 293، 330، 484"، وابن ماجه "رقم 4167"، وانظر "حديث رقم 1039".(2/134)
الظَّنِّ بِاللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-".
1014- ثنا يَعْلَى، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "طُولُ الْقُنُوتِ".
1015- ثنا يَعْلَى، ثَنَا الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَسْتَيْقِظَ آخِرَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَ اللَّيْلِ، ثُمَّ لِيَرْقُدْ، وَمَنَ طَمِعَ فِي أَنْ يَسْتَيْقِظَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ".
1016- ثنا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالَا: ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَرِضَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ مَرَضًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طبيبا، فكواه على أكحله.
__________
1014- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص520" من هذه الطريق، ومن طريق أبي الزبير عن جابر مرفوعا به.
1015- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص520" من طريقين عن جابر.
والترمذي في التوتر باب: كراهية النوم قبل الوتر، وابن ماجه رقم "1187".
1016- أخرجه مسلم "ص1730"، وقد صرح أبو سفيان هناك بسماعه للحديث من جابر بن عبد الله رضي الله عنه، لكن شيخ مسلم في هذه الطريق هو بشر بن خالد، وهو ثقة يغرب، وانظر ترجمة أبي سفيان "طلحة بن نافع" من "تهذيب التهذيب". وأخرجه أبو داود رقم "3864" كتاب الطب باب "6" في قطع العرق، وابن ماجه رقم "3493".(2/135)
1017- ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ عِشْتُ" 1 إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ آمُرَ أَوْ أَنْهَى أُمَّتِي أَنْ لَا يُسَمُّوا: نَافِعًا، وَأفْلَحَ، وَبَرَكَةَ". قَالَ الْأَعْمَشُ: لَا أَدْرِي أَذَكَرَ نَافِعًا، أَمْ لَا؛ لِأَنَّ الرَّجُلَ إِذَا جَاءَ قَالَ: "أَثَمَّ بَرَكَةٌ؟ " فَيَقُولُونَ: لَا.
1018- أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُطْلَبُ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِي، فَيُقَالَ: هَلْ فِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَسْتَفْتِحُونَ بِهِ فَيُفْتَحُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانُ، فَيَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ؟ فَيَطْلُبُونَهُ فَلَا يَجِدُونَهُ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ؟ فَيَطْلُبُونَهُ فَلَا يَجِدُونَهُ، فَلَوْ كَانَ رَجُلٌ مِنْ أصحابي وراء البحر لأتوه".
__________
1017- صحيح لغيره:
وأخرجه أبو داود في الأدب "حديث رقم 4960" بلفظ: "إِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أنهى أمتي ... " ثم ذكره، وأخرجه مسلم من طريق أبي الزبير أنه سمع جابرا يقول: أراد النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن ينهى عن أي يسمى بيعلى وببركة، وبأفلح، وبيسار، وبنافع، وبنحو ذلك، ثم رأيته سكت بعد عنها، فلم يقل شيئا، ثم قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- ولم ينه عن شيء من ذلك، ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك ثم تركه. مسلم "ص1686".
وأخرجه مسلم من حديث سمرة بن جندب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا تسم غلامك رباحا، ولا يسارا، ولا أفلح، ولا نافعا" "ص1685".
1018- صحيح لغيره:
انظر اختلاف اللفظ.=
1 في "س": إني عسيت.(2/136)
1019- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٌ يَحْمِلُهُ مَكْشُوفًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا كُنْتَ خَمَّرْتَهُ، وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُهُ عَلَيْهِ".
1020- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا كُنْتَ خَمَّرْتَهُ، وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُهُ عَلَيْهِ".
1020- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ".
__________
= وأخرجه البخاري "فتح 6/ 88"، ومسلم "ص1962" من طريق عمرو بن دينار سمع جابرا يخبر عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "يأتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس فيقال لهم: منكم من رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: منكم من رأى من صحب رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم".
وللحديث طريق أخرى من طريق أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ أبي سعيد الخدري عند مسلم "ص1962"، وأخرجه أحمد "3/ 7".
1019- صحيح لغيره:
فرواية معمر عن الأعمش فيها كلام.
أخرجه البخاري من طريق أبي سفيان مقرونا بأبي صالح، كلاهما عن جابر رضي الله عنه به مرفوعا "فتح 10/ 70". ومسلم "ص1593".
1020- صحيح لغيره:
إذ إن في سند أبا سفيان طلحة بن نافع في روايته عن جابر مقال وقد تقدم ذلك مرارا.
والحديث أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان باب "9" ما جاء في ترك الصلاة "5/ 13".
وأخرج مسلم من حديث أبي سفيان قال: سمعت جابرا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يقول: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" "ص88".
وأخرج مسلم من طريق أبي الزبير أنه سمع جابرا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" "ص88".
وانظر مسند أحمد "3/ 370، 389".(2/137)
1021- ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ جَاءَتِ الْحُمَّى تَسْتَأذِنُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَنْ أَنْتِ؟ " فَقَالَتْ: أَنَا أُمُّ مِلْدَمٍ، قَالَ: "تَعْرِفِينَ أَهْلَ قُبَاءَ"، قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: "فَاذْهَبِي إِلَيْهِمْ". قَالَ: فشكو إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "إِنْ شِئْتُمْ دَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى يَكْشِفُ عَنْكُمْ، وَإِنْ شئتم كانت لكم طهور". قَالُوا: بَلْ تَكُونُ لَنَا طَهُورًا.
1022- ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ -وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ-
__________
1021- صحيح لغيره:
في هذا السند أبو سفيان، وفي روايته عن جابر مقال.
وللحديث شاهد عند أحمد "6/ 378" قال أحمد: ثنا يعلى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ، عن جعفر بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أم طارق مولاة سعد قالت: جَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى سعد فاستأذن فسكت سعد، ثم أعاد، فسكت سعد، ثم عاد فسكت سعد، فانصرف النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قالت: فأرسلني إليه سعد: إنه لم يمنعنا أن نأذن لك إلا أنا أردنا أن تزيدنا. قالت: فسمعت صوتا على الباب يستأذن ولا أرى شيئا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "من أنت؟ " قالت: أم ملدم. قال: "لا مرحبا بك، ولا أهلا، أتهدين إلى أَهْلَ قُبَاءَ". قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: "فاذهبي إليهم".
وأخرج البخاري في كتاب المرضى "فتح 10/ 103" ومسلم "ص1992" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "ما يصيب الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه".
وأخرج مسلم من حديث جابر رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال: "ما لك يا أم السائب -أو: يا أم المسيب- تزفزفين" قالت: الحمى لا بارك الله فيها، فقال: "لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد".
"ص1993"، وثمة شواهد أخري في "الصحيحين" وغيرهما.
1022- صحيح لغيره:
وأخرجه مسلم من نفس الطريق "ص597"، وأحمد "3/ 297"=(2/138)
فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ فِيهِمَا جَوَازٌ، فَقُلْتُ لِسُلَيْمَانَ: يَوْمَ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: نَعَم.
1023- حَدَّثَنِي مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ غُلَامٌ، فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، فَقَالُوا: لَا نُسَمِّيكَ بِاسْمِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى نَسْتَأْمِرَهُ، فَأَتَوْهُ، فَوَجَدُوهُ قَدْ سَقَطَ مِنْ فَرَسٍ عَلَى خَشَبَةٍ، وَقَدِ انْفَرَكَتْ قَدَمُهُ، فَوَجَدُوهُ فِي مَشْرُبَةٍ لِعَائِشَةَ فَقَالَ: "جِئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَنْ كَذَا وَكَذَا؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي" قَالَ: "وَذَكَرْتُمُ السَّاعَةَ" قَالُوا: قَدْ كَانَ ذَلِكَ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: "مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ يَأْتِي عَلَيْهَا مائة سنة".
__________
= وأخرجه البخاري "فتح 2/ 407"، ومسلم "ص596" كلاهما من طريق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ -به مرفوعا، وليس فيه ذكر: "وتجوز فيهما".
وكذلك أخرجه مسلم من طريق أبي الزبير، عن جابر وليس فيه: "وتجوز فيهما".
ولفظة: "وليتجوز فيهما" أخرجها ابن ماجه وأبو داود من طريق الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. انظر "سنن ابن ماجه" "رقم 1114"، وأبو داود "حديث رقم 1116"، وانظر "حديث رقم 1046" من "المنتخب".
1023- صحيح لغيره:
وأخرجه ابن ماجه رقم "3737" مقتصرا على الشطر الأول.
وأخرج البخاري ومسلم الحديث مفرقا في مواطن متعددة من "صحيحهما"، من طرق عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وغيره مرفوعا بلفظ "تَسَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنُّوا بِكُنْيَتِي" "فتح 10/ 571"، ومسلم "ص1682".
والجزء الثاني من الحديث "ما من نفس منفوسة اليوم تأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ" أخرجه مسلم "ص1966" من طرق عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
وأخرجه أحمد "3/ 322، 345، 385".
وانظر حديث رقم "1110" من هذا الجزء.(2/139)
1024- حَدَّثَنِي مُحَاضِرٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرْقِي مِنَ الْحُمَّةِ، وَإِنَّكَ نَهَيْتَ عَنْهَا، فَقَالَ: "مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ".
1025- حَدَّثَنِي مُحَاضِرٌ، ثَنَا الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ فِي سَفَرٍ: "إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالًا مَا تَقْطَعُونَ وَادِيًا، وَلَا تَسْلُكُونَ طَرِيقًا إِلَّا وَهُمْ مَعَكُمْ، حَبَسَهُمْ عَنْكُمُ الْمَرَضُ".
1026- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، ثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَهَاجَتْ رِيحٌ مُنْتِنَةٌ، فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ اغْتَابُوا نَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلِذَلِكَ بُعِثَتْ هَذِهِ الرِّيحُ"، وَرُبَّمَا قَالَ: "فلذلك هاجت هذه الريح".
__________
1024- صحيح لغيره:
وأخرجه مسلم من طرق، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- وابن ماجه في الطب "حديث رقم 3515".
وأحمد في "مسنده" "3/ 302، 315".
1025- صحيح لغيره:
وأخرجه مسلم "ص1518" وابن ماجه "حديث رقم 2765".
وأخرجه البخاري في المغازي باب "81" "فتح 8/ 126" من حديث أنس بن ملك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مرفوعا.
وانظر حديث "1055".
1026- إسناد فيه ضعف:
والحديث أخرجه أحمد "3/ 351" ورواية أبي سفيان عن جابر فيها مقال، وإبراهيم بن الأشعث ترجمته في "ميزان الاعتدال" نقل الذهبي عن أبي حاتم القول فيه: كنا نظن به الخير حتى روى هذا الخبر -وذكر حديثا ساقطا. إلا أن إبراهيم توبع عند أحمد.(2/140)
1027- ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، ثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَهَاجَتْ رِيحٌ تَكَادُ تَدْفِنُ الرَّاكِبَ، فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بُعِثَتْ هَذِهِ الرِّيحُ لِمَوْتِ مُنَافِقٍ"، فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ وَجَدْنَا مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مُنَافِقٌ عَظِيمُ النِّفَاقِ، فَسَمِعْتُ أَصْحَابَنَا بَعْدُ يَقُولُونَ: هُوَ: رَافِعُ بْنُ التَّابُوتِ.
1028- ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَهْلُ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، وَلَا يَبْزُقُونَ، طَعَامُهُمْ جُشَاءٌ، وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ يُلْهَمُونَ فِيهَا التَّسْبِيحَ، وَالتَّكْبِيرَ كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ".
1029- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي قُطِعَ؟ قَالَ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: "إِذَا لُعِبَ بِأَحَدِكُمْ فِي مَنَامِهِ، فلا يحدث به الناس".
__________
1027- أخرجه مسلم "ص2145-2146".
1028- صحيح لغيره:
وأخرجه مسلم من طرق عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما "ص2180-2181".
وأخرجه البخاري ومسلم من طرق عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- انظر "فتح الباري" "6/ 318"، ومسلم "ص2178" فما بعدها.
1029- صحيح لغيره:
وأخرجه مسلم من طرق عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما مرفوعا "ص 1776-1777"، وابن ماجه رقم "3912، 3913".(2/141)
1030- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ بِالْأَذَانِ هَرَبَ الشَّيْطَانُ حَتَّى يَكُونَ بِالرَّوْحَاءِ، وَهِيَ ثَلَاثُونَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ".
1031- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَقْرَبُهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً" قَالَ: "فَيَأْتِيهِ أَحَدُهُمْ، فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا فَعَلْتَ شَيْئًا". قَالَ: "ثُمَّ يَأْتِيهِ أَحَدُهُمْ، فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ، فَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ. فَيُدْنِيهِ مِنْهُ".
1032- ثنا حسين بن علي عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَبِي بَكْرٍ: "مَتَى تُوتِرُ؟ " قَالَ: بَعْدَ الْعَتَمَةِ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ. وَقَالَ لِعُمَرَ: "مَتَى تُوتِرُ؟ " قَالَ: مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، قَالَ: "حَزَمَ هَذَا وَقَوِيَ هَذَا". قَالَ الْحُسَيْنُ: أَخَذَ بالحزم.
__________
1030- صحيح لغيره:
وأخرجه مسلم "ص290-291".
وأخرج البخاري ومسلم نحوه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- "فتح 2/ 84"، ومسلم "ص290".
1031- أخرجه مسلم "ص2167"، وأحمد "3/ 314-315"، وفي إسناده أبو سفيان طلحة بن نافع، وفي روايته عن جابر مقال، وقد توبع على الجزء الأول من الحديث، تابعه أبو الزبير عن جابر كما عند مسلم "ص2167"، وأحمد "3/ 334، 336، 384"، ولفظه: "يبعث الشيطان سراياه يفتنون الناس، فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة"، وتابعة أيضا ماعز التميمي، عن جابر عند أحمد "3/ 354" على هذا القدر المذكور أخيرا.
1032- صحيح لشواهده:=(2/142)
1033- ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَغْرِبَ، ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَى مَنَازِلِنَا، وَهِيَ مِيلٌ، وَنَحْنُ نُبْصِرُ مَوَاقِعَ النَّبْلِ.
1034- حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ، أَوِ الْعَصْرِ فِي صُفُوفِنَا، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَتَنَاوَلَ شَيْئًا وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، ثُمَّ تَأَخَّرَ، فَتَأخَّرَ النَّاسُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَنَعْتَ فِي الصَّلَاةِ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ؟ قَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ بِمَا فِيهَا مِنَ الزَّهْرَةِ، فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا قِطْفًا مِنْ عِنَبٍ لِآتِيَكُمْ بِهِ، فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَلَوْ أَتَيْتُكُمْ بِهِ لَأَكَلَ مِنْهُ مَنْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا يُنْقِصُونَهُ، ثُمَّ عرضت علي النار فلما
__________
= إذ إن في سنده هنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، وهو إلى الضعف أقرب.
والحديث أخرجه ابن ماجه رقم "1202" مع اختلاف يسير في اللفظ، وقال ابن ماجه عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لأبي بكر -فذكر نحوه.
وحديث الباب أخرجه أحمد "3/ 309"، وله شاهد آخر عند أبي داود رقم "1434"، وقال أبو داود: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا أبو زكريا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السِّيلَحِينِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عن أبي قتادة أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لِأَبِي بَكْرٍ: "مَتَى تُوتِرُ؟ " قَالَ: أوتر من أول الليل، وَقَالَ لِعُمَرَ: "مَتَى تُوتِرُ؟ " قَالَ آخر الليل.
فقال لأبي بكر: "أخذ هذا بالحزم"، وقال لعمر: "أخذ هذا بالقوة".
1033- صحيح لشواهده:
حيث إن في إسناده عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل إلى الضعف أقرب أن الحديث أخرجه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة من "صحيحه" باب: وقت المغرب "فتح 2/ 40"، ومسلم "ص441" من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه، وليس في حديث رافع ذكر الميل.
1034- صحيح لشواهده:
في سنده عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل إلى الضعف أقرب، ومن طريقه أخرجه أحمد "3/ 352" وشيخ زكريا هناك هو عبيد الله وحسين بن محمد، والقائل "وكان أَوَّلَ مَنْ حَمَلَ الْعَرَبَ عَلَى عبادة الأصنام" هو: حسين، فكأن زكريا في هذا الحديث حمله عن حسين ثم ذكره هنا لعبد بن حميد بدون ذكر زكريا، ولألفاظ الحديث وعباراته شواهد انظر "صحيح البخاري" "فتح 2/ 540"، "6/ 318" و"صحيح مسلم" "ص622"، و"مسند أحمد" "3/ 374".(2/143)
وَجَدْتُ سَفْعَهَا تَأَخَّرْتُ عَنْهَا، وَأكْثَرُ مَنْ رَأَيْتُ فِيهَا النِّسَاءُ اللَّاتِي إِنِ ائْتُمِنَّ أَفْشَيْنَ، وَإِنْ سَأَلْنَ ألحقن، وَإِنْ سُئلن بَخِلْنَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا عمرو بن لحي يَجُرُّ قُصْبَه فِي النَّارِ، وَأشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ مَعْبَدُ بْنُ أَكْثَمَ الْكَعْبِيُّ" فَقَالَ مَعْبَدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، "أَيُخْشَى" 1 عَلَيَّ مِنْ شَبَهِهِ وَهُوَ وَالِدِي؟ قَالَ: "لَا، أَنْتَ مُؤْمِنٌ وَهُوَ كَافِرٌ". وَكَانَ لُحَيٌّ2 أَوَّلَ مَنْ حَمَلَ الْعَرَبَ عَلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ.
1035- حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلًا أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ لِفُلَانٍ فِي حَائِطِي عَذْقًا، وَقَدْ آذَانِي، وَشَقَّ عَلَيَّ مَكَانَ عَذْقِهِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "بِعْنِي عَذْقَكَ الَّذِي فِي حَائِطِ فُلَانٍ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَهَبْهُ لِي" قَالَ: لَا. قَالَ: "فَبِعْنِيهِ بِعَذْقٍ فِي الْجَنَّةِ" قَالَ: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا رَأَيْتُ آدَمِيًّا أَبْخَلَ مِنْكَ، إلا الذي يبخل بالسلام".
__________
1035- سند ضعيف:
فيه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل: تقدم.
والحديث أخرجه أحمد "3/ 328".
1 في "س": أتخشى.
2 كذا في "المطبوع، س".(2/144)
1036- حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ -هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ- قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نادِ يَا عُمَرُ فِي النَّاسِ: أَنَّهُ مَنْ مَاتَ يَعْبُدُ اللَّهَ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَدْخَلَهُ [الله] 1 الْجَنَّةَ -أَوْ: حَرَّمَ عَلَيْهِ النَّارَ". فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذًا يَتَّكِلُوا.
1037- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا جَابِرُ، أَعَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- أَحْيَا أَبَاكَ فَقَالَ لَهُ: تَمَنَّ عَلَيَّ مَا شِئْتَ. فَقَالَ: أُرَدُّ إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلُ مَرَّةً أُخْرَى. فقال: إني [قد] 1 قضيت أنهم لا يرجعون".
__________
1036- صحيح لشواهده:
ففي سنده عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل: إلى الضعف أقرب.
وأخرج البخاري معناه في كتاب العلم من "صحيحه" باب "33": الحرص على الحديث "فتح 1/ 193"، وفي باب "49": من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا "فتح 1/ 225، 226، 227"، ومسلم أيضا "ص55، 60، 61، 94"، وأحمد "3/ 157"، "4/ 402، 411" من طرق عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
1037- صحيح لشواهده:
في إسناده مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عقيل، وهو إلى الضعف أقرب.
ويحيى بن عبد الحميد الحماني: متهم بسرقة الحديث ومتهم بالكذب إلا أنه توبع، تابعه علي بن المديني عند أحمد "3/ 361".
وللحديث شاهد مطول عند الترمذي وابن ماجه من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري الحزمي قال: سمعت طلحة بن خراش قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله يقول ... فذكر حديثا مطولا، هذا جزء منه.
انظر: "سنن الترمذي" تفسير سورة آل عمران، و"سنن ابن ماجه" "حديث رقم 190".
1 من "س".(2/145)
1038- ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ: {الم، تَنْزِيلُ} السَّجْدَةَ، وَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك} .
1039- أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابن جريح، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ، إِلَّا وَهُوَ بِاللَّهِ حسنُ الظن".
__________
1038- إسناده ضعيف:
وذلك لأمرين:
الأول: ضعف ليث، وهو ابن أبي سليم كما اتضح من "تحفة الأشراف"، وكما قال الترمذي -أعنى كما نسبه الترمذي- وليث بن أبي سليم مختلط أيضا.
الثاني: عنعنة أبي الزبير -الذي هو محمد بن مسلم- فهو مدلس وقد عنعن.
والحديث أخرجه أحمد "3/ 340" والترمذي في فضائل القرآن من "سننه" باب ما جاء في فضل سورة الملك وفي الدعوات باب "22"، وقال الترمذي بعد أن أخرجه في فضائل القرآن: هذا حديث رواه غير واحد عن ليث بن أبي سليم مثل هذا، ورواه مغيرة بن مسلم عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- نحو هذا.
وروى زهير قال: قلت لأبي الزبير: سمعت من جابر فذكر هذا الحديث فقال أبو الزبير: إنما أخبرنيه صفوان أو ابن صفوان. وكأن زهيرا أنكر أن يكون هذا الحديث عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ.
هذا وننبه هنا على: أن الشيخ ناصر الدين الألباني -جزاه الله خيرا- قد ذكر الحديث في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" رقم "585" مصححا له، ووجهة نظره في دفع أسباب الضعف التي ذكرناها تتلخص في الآتي:
1- ضعف ليث بن أبي سليم ينجبر بمتابعة مغيرة بن مسلم له، وعزى الشيخ رواية مغيرة إلي الثعلبي في "تفسيره"، وكذلك إلى "الوسيط" للواحدي ولم يذكر السند إلى المغيرة، و"تفسير الثعلبي" وكذلك "الوسيط" ليس بأيدينا.
2- عنعنة أبي الزبير: قال فيها الشيخ ما حاصله: "قد ظهرت الواسطة وهو صفوان بن عبد الملك بن صفوان" معتمدا في ذلك على الحافظ ابن حجر.
قلت: يلزمنا أولا التثبت من كون صفوان أو ابن صفوان هو صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صفوان الذي هو ثقة، وذلك قبل البت في الحكم بصحة الحديث.
1039- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص2205-2206"، وأحمد "3/ 325، 334، 390".
وانظر حديث رقم "1013".(2/146)
1040- أنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى عَائِشَةَ، وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ: "مَا لَكِ تَبْكِينَ؟! "، فَقَالَتْ: أَبْكِي أَنَّ النَّاسَ حَلُّوا وَلَمْ أَحْلِلْ وَطَافُوا بِالْبَيْتِ، وَلَمْ أَطُفْ، وَهَذَا الْحَجُّ قَدْ حَضَرَ كَمَا تَرَى، فَقَالَ: "إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ؛ فَاغْتَسِلِي وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ، وَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ وَلَا تُصَلِّي"، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ، فَلَمَّا طَهُرَتْ قَالَ: "طُوفِي بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ" ثُمَّ قَالَ: "أَحْلَلْتِ مِنْ حَجِّكَ وَعُمْرَتِكَ؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي مِنْ عُمْرَتِي أَنِّي لَمْ أَكُنْ طُفْتُ حِينَ حَجَجْتُ؟ قَالَ: "فَاذْهَبْ بِهَا يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ".
1041- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا عُمَرُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ -أَوْ قَالَ: الشِّرْكِ- إِلَّا أَنْ يَدَعَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً".
__________
1040- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص881" وفيه تصريح أبي الزبير بالسماع لهذا الحديث من جابر أيضا كما هنا، ورواه مسلم أيضا من طريق الليث بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عن جابر به "ص881"، ومن المعلوم أن رواية الليث بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عن جابر تجبر عنعنة أبي الزبير.
والحديث أخرجه أيضا أبو داود رقم "1785".
1041- سن ضعيف:
في إسناده عمر بن زيد، وهو الصنعاني وهو ضعيف.
وللحديث شواهد صحيحة انظر حديث رقم "1020".(2/147)
1042- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ زَيْدٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: نَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَكْلِ الْهِرَّةِ، وَعَنْ أَكْلِ ثَمَنِهَا.
1043- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "عُرِضَ عليَّ الْأَنْبِيَاءُ فَإِذَا مُوسَى رَجُلٌ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عيسى بن مَرْيَمَ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ" يَعْنِي نَفْسَهُ، "وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيَةُ".
1044- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي"، وقال: "إذا حلم أحدكم لا يُخْبِرَنَّ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ في المنام".
__________
1042- ضعيف:
إذ إن في سنده عمر بن زيد الصنعاني وهو ضعيف.
ومن طريقه أخرجه أبو داود رقم "3807" والترمذي في البيوع باب رقم "49"، وابن ماجه "3250"، وأحمد "3/ 297".
الحاكم "2/ 34"، والبيهقي "9/ 317".
1043- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص153"، وأحمد "3/ 334".
وسبق التنبيه على أن عنعنة أبي الزبير تنجبر برواية الليث بن سعد عنه، إذا كان أبو الزبير يروي عن جابر.
1044- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص1776"، وأحمد "3/ 350".
وأخرجه البخاري من طرق عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- "فتح 12/ 383".(2/148)
1045- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ".
1046- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَعَدَ سُلَيْكٌ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "قُمْ فَارْكَعْهُمَا".
1047- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "خَيْرُ مَا رَكِبَتْ إِلَيْهِ الرَّوَاحِلُ: مَسْجِدِي هَذَا، وَالْبَيْتِ الْعَتِيقِ".
1048- ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الزبير،
__________
1045- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص1772-1773"، وأبو داود "حديث رقم 5022"، وابن ماجه في الرؤيا حديث رقم "3908"، وأحمد "3/ 350"، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في الرؤيا.
1046- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص596-597"، وانظر حديث رقم "1022".
1047- صحيح:
ومن المعلوم أن رواية الليث عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ تجبر عنعنة أبي الزبير كما في "فتح المغيث". والحديث عزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبرى" في التفسير، وأخرجه أحمد من طريق ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر به مرفوعا.
1048- إسناد ضعيف جدا.
فيه جابر بن يزيد الجعفي وهو كذاب، وفيه أيضا أبو الزبير وهو محمد بن مسلم، وهو مدلس وقد عنعن.
والحديث أخرجه ابن ماجه رقم "850".
وللحديث طرق واهية ذكرها الشيخ ناصر الألباني في بحث مستفيض حول هذا الحديث في "إرواء الغليل" "2/ 268" فما بعدها، فجزاه الله خيرا، وليراجعه من شاء.(2/149)
عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَإِنَّ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ".
1049- ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، صَلَّى بِنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ.
1050- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْمَرْءُ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَهَا".
1051- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَتَغَيَّبَ، فَلَا يُرَى، فَنَزَلْنَا بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ لَيْسَ فيها شجر ولا
__________
1049- صحيح:
والعمري هنا لم يميز هل هو عبد الله مبكر الاسم مصغر الرواية أم عبيد الله مصغر الاسم مكبر الرواية؟ وعلى أية حال فالحديث صحيح فقد أخرجه مسلم من طرق عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه "ص349".
1050- إسناد ضعيف جدا ومعنى الحديث صحيح:
ففي هذا السند حماد بن شعب الحماني، وهو ضعيف جدا.
ومعنى الحديث أخرجه البخاري "فتح 1/ 564"، ومسلم "ص459"وغيرهما من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- بألفاظ تدور حول هذا المعنى، ففيهما: "وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه"، وفيهما أيضا: "وأحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه".
1051- إسناد ضعيف.
فيه إسماعيل بن عبد الملك وهو إلى الضعف أقرب. راجع "التهذيب".
وأبو الزبير مدلس وقد عنعن، وأخرج أبو داود الجزء الأول من الحديث وهو: "كان إذا ذهب المذهب أبعد". "حديث رقم 1" في كتاب الطهارة.
وابن ماجه "ص120-121".(2/150)
عَلَمٌ، فَقَالَ: "يَا جَابِرُ، اجْعَلْ فِي إِدَاوَتِكَ مَاءً، ثُمَّ انْطَلِقْ بِنَا"، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى لَا نُرَى، فَإِذَا هُوَ بِشَجَرَتَيْنِ بَيْنَهُمَا أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ، فَقَالَ: "يَا جَابِرُ، انْطَلِقْ إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَقُلْ: يَقُولُ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَقِي بِصَاحِبَتِكَ حَتَّى أَجْلِسَ خَلْفَكُمَا"، فَرَجَعَتْ إِلَيْهَا، فَجَلَسَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَلْفَهُمَا، ثُمَّ رَجَعَتَا إِلَى مَكَانِهِمَا، فَرَكِبْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَنَا كَأَنَّمَا عَلَيْنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَعَرَضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيٌّ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا يَأْخُذُهُ الشَّيْطَانُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَوَقَفَ لَهَا، ثُمَّ تَنَاوَلَ الصَّبِيَّ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُقَدَّمِ الرَّحْلِ، ثُمَّ قَالَ: "اخْسَأْ عَدُوَّ اللَّهِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ" ثَلَاثًا، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَيْهَا، فَلَمَّا قَضَيْنَا سَفَرَنَا مَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَكَانِ فَعَرَضَتْ لَنَا الْمَرْأَةُ مَعَهَا صَبِيُّهَا وَمَعَهَا كَبْشَانِ تَسُوقُهُمَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْبَلْ مِنِّي هَدِيَّتِي، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَادَ إِلَيْهِ بَعْدُ، فَقَالَ: "خُذُوا مِنْهَا أَحَدَهُمَا، وَرُدُّوا عَلَيْهَا الْآخَرَ".
قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَنَا كَأَنَّمَا عَلَيْنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَإِذَا جَمَلٌ نَادٌّ حَتَى إِذَا كَانَ بَينَ السمَاطَينِ خَرَّ سَاجِدًا، فَجَلَسَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: "مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ؟ " فَإِذَا فِتْيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالُوا: هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَمَا شَأْنُهُ؟ " قَالُوا: اسْتَنَيْنَا عَلَيْهِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَتْ بِهِ شُحَيْمَةٌ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ فَنَقْسِمَهُ بَيْنَ غُلْمَانِنَا، فَانْفَلَتْ مِنَّا، فَقَالَ: "تَبِيعُونِيهِ؟ " قَالُوا: لَا، بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "أَمَّا لِي فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ"، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا رَسُولَ الله، فنحن أحق(2/151)
بِالسُّجُودِ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَقَالَ: "لَيْسَ يَنْبَغِي يُسْجَدُ لِشَيْءٍ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ".
1052- ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ".
1053- ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "طَيْرُ كُلِّ عَبْدٍ فِي عُنُقِهِ".
1054- ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكْثِرُوا مِنْ هَذِهِ النِّعَالِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ أحدكم راكبا إذا انتعل".
__________
1052- صحيح لغيره:
إذ إن في إسناده ابن لهيعة، وهو مختلط وليس هذا الحديث من رواية العبادلة عنه.
لكن الحديث أخرجه البخاري ومسلم "فتح 10/ 557"، ومسلم "ص2034" من حديث عبد الله بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وأخرجا معناه أيضا من حديث أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم.
وانظر "حديث 1263" من "المنتخب".
1053- معناه صحيح:
قال الله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} الإسراء.
وحديث الباب أخرجه أحمد "3/ 360، 342، 349".
وفي سنده ابن لهيعة وهو مختلط.
1054- أخرجه مسلم من طريق معقل، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- "ص1660"، وأخرجه أبو داود من طريق موسى بن عقبة، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ مرفوعا "حديث رقم 4132"، وأحمد "3/ 347" من نفس طريق عبد بن حميد "3/ 337، 360" وفي هذه الطرق أبو الزبير: مدلس وقد عنعن.
لكن أشار الشيخ ناصر الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" رقم "345" إلى أن للحديث شواهد: منها عن عمران بن حصين عند العقيلي "230"، وعند الخطيب "9/ 404-405" من طريق مجاعة بن الزبير الأسدي، حدثنا الحسن، عن عمران به مرفوعا.(2/152)
1055- ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله بعد ما رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لِأَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ؛ حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ".
1056- أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ أُنَاسٌ مَنَازِلُهُمْ بَعِيدَةٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَشَكَّوْا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَكَانَكُمْ؛ فَإِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ خَطْوَةٍ حَسَنَةً".
1057- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُبَاعَ الطَّعَامُ حَتَّى يَجْرِيَ فِيهِ الصَّاعَانِ: صَاعُ الْبَائِعِ، وَصَاعُ المشتري.
__________
1055- صحيح لغيره:
إذ إن في هذا السند ابن لهيعة وهو مختلط، ثم إن الحديث ليس من رواية العبادلة عنه. لكن قد صح الحديث من طرق أخرى. انظر "حديث 1025".
1056- صحيح لغيره:
إذ إن في هذا السند ابن أبي ليلى، وهو صدوق سيئ الحفظ جدا.
ثم إن فيه أبا الزبير، وهو محمد بن مسلم مدلس وقد عنعن، لكن أخرج مسلم معناه من طرق عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه مرفوعا "ص461".
1057- إسناده ضعيف:
فيه ابن أبي ليلى وهو محمد بن عبد الرحمن: سيئ الحفظ جدا.
وعنعن أبو الزبير وهو مدلس.
والحديث أخرجه ابن ماجه في التجارات باب "37" "حديث رقم 2228".(2/153)
1058- أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْمُوجِبَتَانِ؟ قَالَ: "مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"، قَالَ: فَأَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "طُولُ الْقُنُوتِ" قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ". قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "أَنْ تَهْجُرَ مَا يَكْرَهُ رَبُّكَ".
1059- حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، ثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى امْرَأَةً، فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُمْ: "إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صورة
__________
1058- صحيح لغيره:
إذ إن في سنده مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى وهو سيئ الحفظ جدا، والحديث أخرجه أحمد "3/ 391".
وجاء مفرقا في "صحيح مسلم"، وفي "مسند أحمد" من طرق أخرى عن جابر؛ ففي "صحيح مسلم" "ص94" من طريق الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جابر قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ما الموجبتان؟ فقال: "مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الْجَنَّةُ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل النار".
وفي "صحيح مسلم" من طريق أبي الزبير وأبي سفيان، كلاهما عن جابر "ص520" أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "أفضل الصلاة طول القنوت".
وفي "صحيح مسلم" كذلك من حديث أبي موسى الأشعري "ص66" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده"، ومعناه أيضا عند مسلم من حديث جابر وابن عمرو -رضي الله عنهما.
وفي "مسند أحمد " "3/ 300، 302، 346" من طريق الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- سئل: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ عقر جواده وأهريق دمه".
1059- أخرجه مسلم من عدة طرق، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- "ص1021"، وأبو=(2/154)
شَيْطَانٍ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ؛ فَإِنَّهُ يُضْمِرُ مَا فِي نَفْسِهِ".
1060- حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، ثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ لَقِيَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ أَدْخَلَهُ النَّارَ".
1061- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ الْعَدَنِيُّ، أنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "تعلموا، سيد
__________
= داود في النكاح باب "44": ما يؤمر به من غض البصر "حديث رقم 2151"، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب، كتاب الرضاع باب "9": ما جاء في الرجل يرى المرأة فتعجبه.
وأحمد "3/ 330، 341، 348، 395"، وفي كل الطرق المشار إليها عنعن أبو الزبير، وهو محمد بن مسلم المكي، وهو مدلس، باستثناء رواية ابن لهيعة عنه عند أحمد "3/ 348"، فقد صرح فيها أبو الزبير لكن لا يغتر بتصريحه في هذه الطريق فابن لهيعة مختلط ثم إن ابن لهيعة روى الحديث عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، وعنعن فيه أبو الزبير أيضا، وذلك عند أحمد "3/ 341" فهذا مما يدل على عدم تثبته.
لكن لبعض معاني الحديث شاهد عند أحمد "4/ 431" من طريق: أزهر بن سعيد الحرازي قال: سمعت أبا كبشة الأنماري قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- جالسا في أصحابه فدخل ثم خرج وقد اغتسل، فقلنا: يا رسول الله، قد كان شيء؟ قال: "أجل، مرت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها، كذلك فافعلوا، فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال".
تنبيه: بقي شيء يحتاج إلى شاهد وهو كون المرأة تقبل وتدبر في صورة شيطان، فهو من رواية أبي الزبير عن جابر، وأبو الزبير مدلس وقد عنعن، فهو بهذا السند يحتاج إلى أن يأتي له شاهد أو يأتي تصريح لأبي الزبير بالسماع، والله أعلم.
1060- صحيح:
وأخرجه مسلم "94" وصرح أبو الزبير عنده بالتحديث، وأحمد "3/ 325".
1061- صحيح لغيره:
وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "اليوم والليلة".
وأخرجه البخاري في عدة مواضع من "صحيحة" "فتح11/ 97" من حديث شداد بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.(2/155)
الِاسْتِغْفَارِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عبدك، وأنا عَلَى عَهْدِكَ وَوعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، وَأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ".
1062- حدثني أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: اشْتَكَيْتُ وَعِنْدِي سَبْعُ أَخَوَاتٍ لِي، فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَفَخَ فِي وَجْهِي، فَأَفَقْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ألا أوصي لأخواتي بِالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: "احْبِسْ"، قُلْتُ" الشَّطْرُ؟ قَالَ: "احْبِسْ"، ثُمَّ خَرَجَ وَتَرَكَنِي، فَقَالَ: "يَا جَابِرُ، إِنِّي لَا أَرَاكَ مَيِّتًا مِنْ وَجَعِكَ هَذَا، وإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ أَنْزَلَ فَبَيَّنَ لِأَخَوَاتِكَ، فَجَعَلَ لَهُنَّ الثُّلُثَيْنِ". قَالَ: فَكَانَ جَابِرٌ يَقُولُ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} [النساء: 176] .
__________
1062- في إسناده أبو الزبير محمد بن مسلم مدلس، ولم يصرح بالتحديث.
وأخرجه أبو داود رقم "2887" ولفظه "أحسن" بحاء مهملة ثم سين مهملة ثم نون بدلا من "احبس". وأخرجه أحمد "3/ 372". وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "السنن الكبري" في الفرائض وفي الطب، وذكره الحافظ في "الفتح" "8/ 268" وسكت عليه.
أما سبب نزول الآية وبيان أنها في جابر فقد رواه مسلم "ص1234" من طريق عمرو بن محمد بن بكير حدثنا سفيان بن عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قال: مرضت فأتاني رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- وأبو بكر يعوداني ماشيان فأغمي علي فتوضأ ثم صب علي من وضوئه فأفقت قلت: يا رسول الله، كيف أقضي في مالي؟ فلم يرد علي شيئا حتى نزلت آية الميراث {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَة} .
لكن رجح الحافظ ابن حجر في "الفتح" "8/ 243-244" أن هذه الزيادة مدرجة من قول سفيان بن عيينة، برهانه في ذلك أن ابن جريج روى الحديث عند مسلم وفي آخره {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} ورواه آخرون وفي آخره "فنزلت آية الميراث".=(2/156)
1063- حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَلَامٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: غَزَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِحْدَى وَعِشْرِينَ غَزْوَةً.
1064- ثنا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَلْيُجِبْ، فَإِنْ شَاءَ طعم، وإن شاء ترك".
__________
= وأشار الحافظ إلى أن البخاري -رحمه الله- رجح هذا وذلك بسياقه للحديث في أول كتاب الفرائض تحت باب: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} إلى قوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} ، "فتح" "12/ 3"، أما ابن كثير -رحمه الله- فرجح العكس فقال عند تفسير قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} "1/ 457": والظاهر أن حديث جابر الأول الذي هو من طريق ابن المنكدر عن جابر إنما نزل بسببه الآية الأخيرة من هذه السورة كما سيأتي فإنه إنما كان له إذ ذاك أخوات ولم يكن له بنات، وإنما كان يرث كلالة ولكن ذكرنا الحديث هاهنا تبعا للبخاري فإنه ذكره هاهنا.
وطريق أبي الزبير عزاها ابن كثير -رحمه الله- "1/ 592" إلى ابن أبي حاتم من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي يزيد حدثنا سفيان وقال أبو الزبير قال -يعني جابر: نزلت في -يعني {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} .
والذي يبدو أن كلا الوجهين صحيح وأن الآيتين نزلتا في جابر رضي الله عنه؛ إذ الأصل في رواية ابن عيينة عدم الإدراج، ثم إنها تعززت بحديث الباب.
وراوية ابن جريج عن ابن المنكدر ليس مندفعة كذلك. والله أعلم.
1063- صحيح:
وأخرجه مسلم مصرحا فيه بسماع أبي الزبير من جابر بلفظ: غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- تسع عشرة غزوة لم أشهد بدرا ولا أحدا. "ص1448".
1064- صحيح:
وأخرجه مسلم "ص1054"، وأبو داود في الأطعمة، باب: ما جاء في إجابة الدعوة "حديث3740"، وأحمد "3/ 392"، وابن ماجه رقم "1751"، وعزاه المزي إلى النسائي في "السنن الكبرى" في الوليمة، وفي هذه الطرق أبو الزبير: مدلس وقد عنعن.
لكن قد نبه الشيخ ناصر الدين الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" رقم "347" على أن الطحاوي أخرج الحديث في "مشكل الآثار" "4/ 148"، قال: حدثنا يزيد قال: ثنا أبوعاصم قال: ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو الزبير سمع جابرا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- يقول ... فذكره.
فاندفع بذلك تدليس أبي الزبير.
وقد جاء الجزء الأول من الحديث في "صحيح مسلم" أيضا من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وباقي الحديث ليس فيه التخيير ولكن فيه: "فإن كان صائما فليصل وإن كان مفطرا فليطعم" "ص1054" بلفظ الأمر بالإطعام.(2/157)