الخلافيات
تصنيف
الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي
(384 - 458 هـ)
تحقيق
مشهور بن حسن آل سلمان
دار الصميعي
الطبعة الأولى
المجلد الأول 1414 هـ - 1994 م
المجلد الثاني 1415 هـ - 1995 م
المجلد الثالث 1417 هـ - 1997 م(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
[وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم]
الحمد لله أولاً وآخراً، والصلاة على رسوله محمد وآله وسلم كثيراً
ذكر ما اختلف فيه الشافعي وأبو حنيفة -رضي الله عنهما- من كتاب الطهارة مما ورد فيه خبر أو أثر(1/125)
مسألة (1): لا يجوز إزالة النجاسات بما سوى الماء من المائعات.
وقال أبو حنيفة: يجوز ويطهر به.
وأما أسفل الخف إذا أصابته نجاسةٌ فدلكه بالأرض ثم صلى فيه؛ فللشافعي فيه قولان:(1/127)
يجزئه في أحدهما. ولا يجزئه في الآخر.
واحتج أصحابنا بحديث:
1- أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- أنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثوب يصيبه الدم من الحيضة؟
فقال: ((تحته ثم تقرصه بالماء ثم [تنضحه ثم] تصلي فيه)).
اتفق البخاري ومسلم على صحته من حديث هشام بن عروة عن(1/128)
فاطمة بنت المنذر عنها.
2- ورواه ابن عيينة عن هشام، وقال فيه: ((حتيه، ثم اقرصيه، ثم رشيه، وصلي فيه)).(1/129)
وربما استدل أصحابهم بقوله تعالى: {وثيابك فطهر}، وقد حصل ذلك بالمائعات.
ولنا عنه أجوبه:
فمنها: امتناع تناوله ما تنازعنا فيه.
وحمله عبد الله بن عباس رضي الله عنه -وهو ترجمان القرآن- على غير ذلك.
3- فروي عن عطاء عنه: {وثيابك فطهر}، قال: ((طهرها من الإثم)).
وأنشد ابن عباس:
إني بحمد الله لا ثوب فاجرٍ ... لبست ولا من غدرةٍ أتقنع(1/130)
4- وروي عن إسحاق بن راهويه: دخلت يوماً على عبد الله بن طاهر وإذا عنده إبراهيم بن أبي صالح، فقال عبد الله بن طاهر لإبراهيم: ما تقول في غسل الثياب؟ فريضة هو أم سنة؟ فأطرق ساعة ثم رفع رأسه، فقال: أعز الله الأمير غسل الثياب فريضة. فقال له: من أين تقول؟ قال: من قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : {وثيابك فطهر} فأمره بتطهير ثيابه فكأن عبد الله استحسن ذلك من قوله.
قال إسحاق: فرفعت رأسي فقلت: أعز الله الأمير، كذب هذا على الله وعلى رسوله:
5- أخبرنا وكيع حدثنا سفيان عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: {وثيابك فطهر} قال: ((قلبك فنقه)).(1/131)
وذكر باقي الحكاية.
وربما يستدلون بما:
6- روي عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنها سألت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر. فقالت أم سلمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((يطهره ما بعده)).(1/132)
أم ولد إبراهيم لم يخرج حديثها في ((الصحيح)).
وما رويناه أصح، ثم هو محمول على النجاسة اليابسة التي تسقط عن الثوب بالسحب على الأرض.
7- وروي عن امرأة من بني عبد الأشهل قالت: قلت: يا رسول الله! إن لنا طريقاً إلى المسجد منتنة، وكيف نفعل إذا مطرنا؟
قال: ((أليس بعدها طريق هو أطيب منها؟)).
قال: قلت: بلى.
قال: ((فهذه بهذه)).(1/135)
ليس لهذه المرأة ذكر في الصحيح ولا لها اسم معلوم ولا نسب معروف، ومثل هذا لا يقابل ما رويناه.
وربما يستدلون بما:
8- روي عن إبراهيم بن الهيثم البلدي عن محمد بن كثير عن الأوزاعي عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة [رضي الله عنه] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا وطئ أحدكم بنعليه في الأذى فإن التراب له طهور)).(1/137)
9- وخالفه أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي عن ابن كثير عن الأوزاعي عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إذا وطئ أحدكم بخفيه -أو قال: بنعليه- الأذى فطهورهما التراب)).(1/138)
وخالفه أصحاب الأوزاعي في إقامة إسناده:
10- فروى العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه عن الأوزاعي قال: أنبئت أن سعيد بن أبي سعيد حدث عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(1/139)
((إذا وطئ أحدكم بنعليه في الأذى فإن التراب له طهور)).(1/140)
وكذلك رواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج وعمر بن عبد الواحد وهم أعرف بالأوزاعي من الصنعاني؛ فصار الحديث بذلك معلولاً وخرج من أن يكون [معارضاً لما روينا].
وروي هذا الحديث من وجه آخر:
11- فروي عن ابن وهب عن ابن سمعان عن سعيد المقبري عن القعقاع(1/141)
ابن حكيم عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إذا وطئ أحدكم بنعليه الأذى فإن التراب لهما طهور)).
هكذا روي عن الأوزاعي عن محمد بن الوليد عن سعيد.(1/142)
وهذا أيضاً لا يعارض ما روينا فإن الطريق فيه ليس بواضح إلى سعيد وهو مرسل، القعقاع لم يسمع من عائشة وما روينا إسناده متفق عليه.(1/143)
وروي هذا الحديث من وجه آخر غير معتمد:
12- عن ابن وهب عن الحارث بن نبهان عن رجل عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إذا جاء أحدكم المسجد فإن كان ليلاً فليدلك نعليه وإن كان نهاراً فلينظر إلى أسفلها)).
وقد ضعف الشافعي حديث أبي هريرة منه في ((الإملاء)).
وروى أبو داود:
13- عن مجاهد قال: قالت عائشة رضي الله عنها: ((ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد؛ فيه تحيض، فإن أصابه شيء من دم، بلته بريقها، ثم قصعته بريقها)).(1/144)
14- وعن عطاء عنها: ((قد كان يكون لإحدانا الدرع تحيض فيه وفيه تصيبها الجنابة ثم ترى فيه قطرة من دم فتقصعه بريقها)).
وهذا ورد في النجاسة اليسيرة التي يعفى عنها، وإن لم يغسل، يبينه قولها: ((ثم ترى فيه قطرة من دم))، والعجز عن إزالة كثير من النجاسة بالبزاق، والله أعلم.
15- وروى عن شعبة عن حماد عن عمرو بن عطية عن سلمان قال: ((إذا حك أحدكم جلده فلا يمسحه بريقه فإنه ليس بطاهر)).(1/145)
قال: فذكرت ذلك لإبراهيم. فقال: ((امسحه بماء)).(1/146)
وإنما أراد سلمان -والله أعلم- أن الريق لا يطهر الدم الخارج منه بالحك.
وأما:
16- حديث عمار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
((يا عمار! ما نخامتك ولا دموع عينيك إلا بمنزلة الماء الذي في ركوتك، إنما تغسل ثوبك من البول والغائط والمني والدم والقيء)).(1/147)
فباطل لا أصل له، إنما رواه ثابت بن حماد عن علي بن زيد [عن سعيد بن المسيب] عن عمار.(1/149)
وعلي بن زيد غير محتج به.
وثابت متهم بالوضع [والله أعلم].(1/150)
مسألة (2): ولا يجوز الوضوء بنبيذ التمر مطبوخاً كان أو نياً.
وقال أبو حنيفة: يجوز بالمطبوخ منه.(1/151)
وبناء المسألة لنا على الكتاب والنظر.
ولهم على الخبر كما زعموا.
قال الله تعالى: {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً} فنقل من الماء إلى التراب ولم يجعل بينهما واسطة.
وقال في حديث:
17- أبي ذر رضي الله عنه: ((الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو عشر حجج فإذا وجد الماء فليمس بشرته الماء؛ فإن ذلك هو خير)).(1/152)
فجعل الطهارة بالماء ثم بالصعيد عند عدم الماء دون غيرهما.
ويمكن أن يستدل من طريق الخبر في منع جواز استعمال النبيذ في الوضوء بحديث:
18- ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام)).
أخرجه مسلم في ((الصحيح)).(1/156)
فثبت بهذا وقع اسم الخمر على النبيذ لكونه مسكراً؛ وقد قال الله عز اسمه: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} فأمر باجتنابه؛ وذلك يقتضي منع استعماله من كل وجه.
واحتج أصحابهم بالحديث الذي يروى:
19- عن سفيان عن أبي فزارة العبسي حدثنا أبو زيد مولى عمرو بن حريث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((لما كانت ليلة الجن تخلف منهم رجلان قالا: نشهد معك الفجر يا رسول الله! قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
((معك ماء؟)).
قلت: ليس معي ماء، ولكن معي إداوة فيها نبيذ.(1/157)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((تمرة طيبة وماء طهور؛ فتوضأ)).
هكذا رواه:
20- إسرائيل بن يونس.(1/158)
21- وليث بن أبي سليم.
22- وقيس بن الربيع.
23- وعمرو بن أبي قيس.
24- والجراح بن مليح.(1/159)
25- وشريك بن عبد الله النخعي عن أبي فزارة.(1/160)
26- ورواه سليمان بن أبي سليمان المؤذن عن أبي فزارة عن عبد الله بن يزيد الأزرق عن عبد الله بن مسعود.
27- ورواه أبو العميس عتبة بن عبد الله عن أبي فزارة عن زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود.
28- ورواه شريك بن عبد الله -قد قيل: النخعي. وقد قيل: ابن أبي(1/165)
نمر- عن أبي زائدة أو زيادة عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وذكر ذلك بأسانيده فيه بلفظه أو بمعناه أو قريب منه غير رواية عمرو بن أبي قيس، وقال: في رواية قيس بن الربيع قصة أطول. وقال: فيها: ((تمرة(1/166)
حلوة وماء طيب ثم توضأ)).
قال أبو أحمد بن عدي [هو صاحب ((الكامل))]: ((وهذا حديث مداره على أبي فزارة عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث [عن ابن مسعود]، وأبو فزارة مشهورٌ واسمه راشد بن كيسان، وأبو زيد، مجهول ولا يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو خلاف القرآن)).
قال الحاكم أبو عبد الله: ((قد قيل: أنه كان نباذاً بالكوفة يعني: أبا زيد)).
قال البخاري: ((أبو زيد الذي يروي الحديث عن ابن مسعود رجل مجهول لا يعرف بصحبة عبد الله)).(1/167)
وفي كتاب ((المجروحين)) لأبي حاتم البستي: ((أبو زيد شيخ يروي عن ابن مسعود ما لم يتابع عليه ليس يدرى من هو، ولا يعرف أبوه ولا بلده، والإنسان إذا كان بهذا النعت ثم لم يرو إلا خبراً واحداً خالف فيه الكتاب والسنة والإجماع والقياس والنظر والرأي يستحق مجانبته فيما روى ولا يحتج بخبره)).
فإن قيل: [قد] رواه غيره واحتج بما روي:
29- عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد [بن جدعان] عن أبي رافع عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة الجن:
((أمعك ماء؟)).
قال: لا.
قال: ((أمعك نبيذ؟)).
قال: نعم؛ فتوضأ به.(1/168)
قال الحاكم أبو عبد الله: ((هذا حديث تفرد به أبو سعيد مولى بني هاشم عن حماد بن سلمة.
وعلي بن زيد بن جدعان علة الطريق.
وهو ممن أجمع الحفاظ على تركه)).
وقال الدارقطني: علي بن زيد ضعيف، وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود، وليس هذا الحديث من ((مصنفات)) حماد بن سلمة، وقد رواه عبد العزيز ابن أبي رزمة يعني عن حماد. وليس هو بقوي)).
فإن قيل: قد رواه غيره واحتج بما روي:
30- عن محمد بن عيسى المدائني عن الحسن بن قتيبة عن يونس بن أبي(1/170)
إسحاق عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة وأبي الأحوص عن ابن مسعود [رضي الله عنه] قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال:
((خذ معك أداوة فيها ماء .. .. ) فذكر حديثاً طويلاً في ليلة الجنة إلى أن قال: ((فلما فرغت عليه من الأداوة إذا هو نبيذ، فقلت: يا رسول الله! أخطأت بالنبيذ)).
فقال: ((تمرة حلوة وماء عذب)).(1/171)
قال الحاكم أبو عبد الله: ((هذا حديث لم نكتبه من حديث أبي إسحاق السبيعي إلا بهذا الإسناد، والحمل فيه على محمد بن عيسى المدائني؛ فإنه تفرد به عن الحسن، ومحمد بن عيسى واهي الحديث بمرة، وهذا لو كان عند أبي إسحاق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة، لما احتج فقهاء الإسلام منذ ثلاث مئة [وستة] وثمانين سنة بأبي فزارة، عن أبي زيد، وهذا باطل بمرة)).
وقال الدارقطني: ((تفرد به الحسن بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق، والحسن بن قتيبة ومحمد بن عيسى ضعيفان)).
وروي من وجه آخر:
31- عن الحسين بن عبيد الله العجلي عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود فذكر حديثاً، وقال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(1/172)
((تمرة طيبة وماء طهور)).
فتوضأ به.
قال الدارقطني: ((الحسين بن عبيد الله هذا يضع الحديث على الثقات)).
وقد:
32- روي في هذا عن علي بن رباح اللخمي عن ابن مسعود.(1/173)
قال الحاكم أبو عبد الله: ((علي بن رباح هذا شيخ من أهل مصر ولم يدرك ابن مسعود ولم يره ولا يبلغ سنه ذاك، على أنه من أهل مصر ولم يلتق بابن مسعود قط)).
33- وروي عن ابن لهيعة عن قيس عن حنش عن ابن عباس عن ابن مسعود أنه وضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن بنبيذ فتوضأ به، وقال:
((شراب طهور)).(1/174)
قال الدارقطني: ((تفرد به ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث)). وقال ابن معين: ((لا يحتج بحديثه)). وحكى البخاري عن الحميدي عن يحيى بن(1/175)
سعيد أنه قال: لا يراه شيئاً)).
وروي من وجه آخر:
34- عن فلان بن غيلان الثقفي عن ابن مسعود وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم بنبيذ.(1/176)
قال الدارقطني: ((الثقفي الذي رواه عن ابن مسعود مجهول، قيل: اسمه عمرو. وقيل: عبد الله بن عمرو بن غيلان)).
ومما يدل على بطلان جميع ما روي من ذلك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إقراره بأنه لم يكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رواه مسلم في ((صحيحه)) من حديث:
35- علقمة عن عبد الله قال: ((لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وودت أني كنت معه)).
36- وروي عن شعبة عن عمرو بن مرة قال: سألت أبا عبيدة بن(1/177)
عبد الله: أكان أبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا.
فهذان الخبران اللذان اتفق العلماء بصحيح الأخبار وسقيمها على صحتهما(1/178)
وعدالة رواتهما يدلان على أن عبد الله [بن مسعود] لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، فمن قال: إنه صحبه فيها؛ فإنه يريد حين ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليريهم آثارهم.
يدل على ذلك ما:
37- روى الشعبي عن علقمة قال: قلت لابن مسعود: إن الناس يتحدثون بأنك كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن. فقال: ما صحبه منا أحد، ولكنا فقدناه بمكة، فطلبناه في الشعاب والأودية. فقلت: اغتيل، استطير، [قال]: فبتنا بشر ليلة بات قوم، فلما أصبحنا رأيناه مقبلاً، فقلنا: يا رسول الله! بتنا الليلة بشر ليلة بات بها قوم؛ فقدناك.
فقال: ((إنه أتاني داعي الجن فانطلق بنا فأرانا بيوتهم ونيرانهم)).
رواه مسلم في ((الصحيح)).
قال الحاكم أبو عبد الله: ((فأما حديث أبي عثمان النهدي وأبي تميمة الهجيمي وعمرو البكالي عن عبد الله فليس في حديث واحد منهم(1/179)
ذكر نبيذ التمر، إنما ذكروا خروج عبد الله مع النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة على اضطراب في الإسناد، فإن في حديث:(1/180)
38- سليمان التيمي عن أبي تميمة عن عبد الله، وقيل: عن أبي تميمة عن أبي عثمان النهدي عن عبد الله.
وعلى هذا لاضطراب لا تقوم بهم الحجة)).
قال البيهقي رضي الله عنه: ((قد تتبعت هذه الروايات فوجدتها على ما ذكر إمامنا أبو عبد الله ولم أخرجها [بأسانيدها] طلباً للاختصار)).(1/182)
وقد روي في جواز الوضوء بالنبيذ حديث واه عن ابن عباس [رضي الله عنهما] رواه:
39- علي بن عمر الحافظ عن عثمان بن أحمد حدثنا أبو القاسم بن عبد الباقي حدثنا المسيب بن واضح حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((النبيذ وضوء لمن لم يجد الماء)).(1/183)
قال علي بن عمر: كذا قال: ووهم فيه المسيب بن واضح في موضعين: في ذكر ابن عباس، وفي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد اختلف فيه على المسيب.
40- فحدثنا به محمد بن المظفر حدثنا محمد بن محمد بن سليمان حدثنا المسيب بهذا الإسناد موقوفاً غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .(1/184)
والمحفوظ من قول عكرمة، غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا إلى ابن عباس.
41- حدثناه أحمد بن محمد حدثنا إبراهيم الحربي حدثنا الحكم بن موسى حدثنا هقل عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: قال عكرمة: ((النبيذ وضوء لمن لم يجد غيره)).
هكذا رواه:
42- الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى عن عكرمة من قوله. وكذلك رواه:
43- شيبان النحوي.
44- وعلي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير.(1/185)
وروي من وجه آخر أوهى من هذا:
45- عن أبي عبيدة مجاعة عن أبان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً: ((إذا لم يجد أحدكم ماء ووجد النبيذ فليتوضأ به)).
قال علي بن عمر: ((أبان هو ابن أبي عياش متروك، ومجاعة ضعيف، والمحفوظ أنه رأي عكرمة غير مرفوع)).(1/186)
[وقد روي هذا الحديث عن ابن عباس موقوفاً:
46- أخبرناه أبو بكر الأصبهاني وأبو عبد الرحمن السلمي أنبأ علي بن عمر ثنا أبو سهل-يعني: القطان- ثنا إبراهيم الحربي ثنا محمد بن سنان ثنا أبو بكر الحنفي ثنا] عبد الله بن محرر عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: ((النبيذ وضوء من لم يجد الماء)).
قال علي بن عمر [الحافظ]: ((ابن محرر متروك الحديث)).
47- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الفقيه يقول: سمعت محمد(1/187)
ابن عبد الله بن قهزاد يقول: [سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول]: سمعت المبارك يقول: ((تمنيت لو خيرت بين أن أدخل الجنة وبين أن ألقى عبد الله ابن محرر لاخترت أن ألقاه، ثم أدخل الجنة، فلما لقيته كانت بعرة أحب إلي منه)).
وقد روي عن علي:(1/188)
48- أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر الشافعي ثنا محمد بن شاذان ثنا معلى ثنا أبو معاوية (ح).
قال علي:
49- وحدثنا جعفر بن محمد ثنا موسى بن إسحاق ثنا أبو بكر ثنا أبو معاوية عن حجاج] عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه كان لا يرى بأساً بالوضوء من النبيذ.(1/189)
50- [وأخبرنا أبو بكر أنبأ علي ثنا أبو بكر الشافعي ثنا محمد بن شاذان ثنا معلى ثنا هشيم] عن أبي إسحاق الكوفي عن مزيدة بن جابر عن علي رضي الله عنه [(ح).
قال علي:
51- وحدثنا أبو سهل ثنا إبراهيم الحربي ثنا عبد الله بن عمر ثنا وكيع عن] أبي ليلى الخراساني عن مزيدة [بن جابر] عن علي [رضي الله عنه] قال: ((لا بأس بالوضوء بالنبيذ)).(1/190)
[قال الشيخ أحمد رحمه الله]: الحجاج [بن أرطأة] والحارث [الأعور] وأبو إسحاق عبد الله بن ميسرة وأبو ليلى ضعفاء.
ويقال: أبو ليلى هو عبد الله بن ميسرة، ويقال له: أبو إسحاق.(1/191)
مسألة (3): وجلد ما لا يؤكل لحمه لا يطهر إلا بالدباغ.
وقال أبو حنيفة: يطهر جلد الحيوان بذبحه.
[ودليلنا عليه من طريق الخبر ما:
52- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ رحمه الله -قراءة عليه- أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم أن عبد الرحمن بن وعلة(1/193)
أخبره] عن ابن عباس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
((إذا دبغ الإهاب فقد طهر)).
[أخرجه مسلم في ((الصحيح)) عن يحيى بن يحيى بهذا اللفظ.
53- أخبرنا به أحمد بن الحسن ثنا أبو العباس أنا الربيع أنا الشافعي أنا مالك عن زيد بن أسلم.. وذكره. وقال: ((إذا دبغ .. .. ))].(1/194)
خرج هذا مخرج الشرط والجزاء، فقوله: ((إذا دبغ)) شرط. وقوله: ((فقد طهر)) جزاء، والجزاء لا يسبق الشرط؛ كما يقال: إذا دخلت الدار فأنت حر، فما لم يدخل لا يعتق.
54- [وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ثنا يزيد بن هارون أنبأ سعيد بن أبي عروبة عن قتادة] عن أبي المليح الهذلي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نهى عن(1/198)
جلود السباع)).(1/199)
55- [وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ يزيد بن هارون أنبأ شعبة عن يزيد الرشك عن أبي المليح عن أبيه] قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جلود السابع أن تفرش)).
56- [أخبرنا أبو عبد الله في كتاب ((المستدرك)) عقيب هذا الحديث]: ((هذا حديث صحيح الإسناد، فإن أبا المليح [اسمه]: عامر ابن أسامة وأبوه أسامة بن عمير صحابي من بني لحيان مخرج أحاديثه في ((المسانيد)).
وله شاهد من حديث المقدام بن معدي كرب:
57- [أخبرناه الفقيه أبو علي الروذباري بطوس أنبأ أبو بكر بن داسة(1/202)
حدثنا أبو داود ثنا عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا بقية عن بحير عن خالد قال: وفد المقدام بن معدي كرب وعمرو بن الأسود ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان -رحمه الله- .. .. وذكر الحديث.
فقال المقدام: أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك وأسمعك ما تكره.
[ثم] قال: يا معاوية!! إن أنا صدقت فصدقني، وإن كذبت فكذبني. قال: أفعل. قال: فأنشدك بالله، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الذهب؟ قال: نعم. قال]: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الحرير؟ قال: نعم. قال: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها؟ قال: نعم.(1/203)
[وذكر باقي الحديث].
وقد ورد النهي في جلد النمر خاصة:
58- [أخبرنا الحسين بن محمد الفقيه أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا] هناد [بن السري] عن وكيع عن أبي المعتمر عن ابن سيرين عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا تركبوا الخز ولا النمار)).(1/204)
قال: وكان معاوية لا يتهم في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعنده أيضاً:
59- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر)).(1/206)
وربما يستدل أصحابهم بما روي:
60- عن هشام عن قتادة عن الحسن عن جون عن سلمة بن المحبق الهذلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((دباغ الأديم ذكاته)).(1/208)
وهذا ورد في جلد الميتة إذا دبغ.
61- وقد روى الدارقطني عن محمد بن مخلد عن [عبد الله] بن الهيثم العبدي عن معاذ بن هشام عن أبيه بهذا الإسناد:
((أن نبي الله صلى الله عليه وسلم دعا في غزوة تبوك بماء من عند امرأة فقالت: ما عندي إلا في قربة ميتة)).
فقال: ((أليس قد دبغتها؟)).
قالت: بلى.
قال: [فإن] ذكاتها دباغها)).(1/209)
وأما قوله: ((دباغ الأديم ذكاته)) فمعناه-والله أعلم-: طهارته وطيبه، يقال: ريح ذكية، أي: طيبة. يدل على ذلك رواية أبي داود:
62- عن حفص عن همام عن قتادة بهذا الإسناد عن سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء في غزوة تبوك أي على بيت فإذا فيه قربة معلقة فسأل الماء فقالوا: يا رسول الله! إنها ميتة.
قال: ((دباغها طهورها)).(1/210)
ثم وروده بما روي في حديث ابن عباس وعائشة مفسراً:
63- فروي عنه قال: ماتت شاة لميمونة فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
((هلا استمتعتم بإهابها؟)).
قالوا: إنها ميتة.
قال: ((إن دباغ الأديم طهوره)).(1/215)
64- وروي عن عائشة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
((دباغ الأديم طهوره)).(1/217)
65- وروي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سلمة بن المحبق الحديث، وقال: ((ذكاة الأديم دباغه)).(1/220)
66- وروي عن محمد بن أبي ليلى عن أبي بحر عن أبي وائل عن عمر أنه قال في الفراء: ((ذكاته دباغه)).(1/221)
ابن أبي ليلى هذا لا يحتج بحديثه، والله [تعالى] أعلم.(1/222)
مسألة (4): وجلد الكلب لا يطهر بالدباغ.
وقال أبو حنيفة: يطهر.
دليلنا من الخبر حديث:
67- رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((شر الكسب: مهر البغي، وثمن الكلب، وثمن الحجام)).
أخرجه مسلم في ((الصحيح)).
دبغ جلد الكلب وبيعه وأخذ الثمن عليه اكتسابٌ منه لتحصيل ثمنه،(1/223)
وقد سماه المصطفى صلى الله عليه وسلم شر كسب، وسماه خبيثاً في أخبار أخر، سنرويها إن شاء الله تعالى في كتاب البيوع.
68- وروي عن ابن عباس [رضي الله عنهما] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((ثمن الكلب خبيث، وهو أخبث منه)).(1/224)
قال الحاكم أبو عبد الله: ((هذا حديث رواته كلهم ثقات فإن سلم من يوسف بن خالد السمتي فإنه صحيح على شرط البخاري)).
وروى أبو داود:
69- عن حفص بن عمر عن شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن عبد الله بن عكيم قال: قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرض جهينة وأنا غلام شاب:
((أن لا تستمتعوا من الميتة بإهابٍ ولا عصبٍ)).(1/225)
وقد روي فيه ((قبل موته بشهر)).
وروي:
70- عن أبي المليح عن أبيه قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جلود(1/239)
السباع)).
والكلب من السباع فقد روينا في كتاب ((دلائل النبوة)):
71- أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على ابن أبي لهب:
((اللهم سلط عليه كلباً من كلابك، فجاء أسد؛ فافترسه)).(1/240)
وربما استدل أصحابهم بعموم قوله:
72- ((أيما إهاب دبغ فقد طهر)).
رواه مسلم في ((الصحيح)) من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا محمول على غير جلد الكلب، بدليل حديث رافع وغيره فإنه خاص وهذا عام، والخاص يحكم على العام.(1/243)
وقد قيل: إن جلد الكلب لا يطهر، والله أعلم.(1/245)
مسألة (5): وشعر الميتة وصوفها وقرنها وعظمها نجسة.
وقال أبو حنيفة: شعر الحيوان وصوفه وقرنه وعظمه لا ينجس بموته، ولا يموت بموته.(1/247)
ودليلنا من طريق الخبر ما مضى من حديث:
73- معاوية: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ركوب النمار.
وفي ((صحيح مسلم)):
74- عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة لمولاة ميمونة فقال:
((ألا أخذوا إهابها فدبغوه فانتفعوا به)).
قالوا: يا رسول الله! إنها ميتة.
قال: ((إنما حرم أكلها)).
لما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمضيعة ذكر منها ما ينتفع به وهو الإهاب، فلو كان الشعر والصوف والقرن بمثابة الإهاب لذكره إن شاء الله تعالى، والمراد بالإهاب الجلد وحده يبينه ما اتفق البخاري ومسلم على صحته:
75- عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد شاة ميتة أعطيتها مولاة لميمونة من الصدقة.(1/248)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((هلا انتفعتم بجلدها؟)).
فقالوا: إنها ميتة.
فقال: ((إنما حرم أكلها)).
وقوله: ((إنما حرم أكلها)) أي: ما يكون مأكولاً، فأما ما تنازعنا فيه فغير مأكول.(1/249)
وروي بإسنادٍ ضعيفٍ مرفوعاً:
76- عن ابن عمر: ((ادفنوا الأظفار والدم والشعر فإنه ميتة)).
وروي في دفن الشعر والظفر أحاديث ضعيفة.(1/250)
77- وروي عن أبي واقد الليثي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة)).
وهذا الحديث ورد على سبب وهو مذكور في كتاب الصيد بتمامه.
وربما استدل أصحابهم بما:
78- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله أنبأ أبو محمد الحسين بن محمد ببيروت ثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن ثنا] يوسف بن السفر ثنا الأوزاعي عن يحيى بن [أبي] كثير عن أبي سلمة [بن عبد الرحمن] [قال: سمعت] أم سلمة [زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:].(1/253)
((لا بأس بسك الميتة إذا دبغ، ولا بأس بصوفها وشعرها وقرنها إذا غسل بالماء)).
قال [أبو الحسن] الدارقطني]: ((يوسف بن السفر: متروك ولم يأت به غيره)).(1/254)
79- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي ثنا أبو علي الحسين بن محمد القتباني ثنا محمد بن إسماعيل قال: يوسف بن السفر أبو الفيض، كاتب الأوزاعي، منكر الحديث.
قال الحاكم أبو عبد الله في كتاب (أسماء المجروحين) من كتاب ((المدخل)): يوسف بن السفر أبو الفيض، روى عن الأوزاعي أحاديث موضوعة، لو لم يرو من المناكير إلا روايته:
80- عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن سفيان عن ابن مسعود؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((الرزق مقسوم، وهو آت ابن آدم على أي سيرةٍ سارها، ليس تقوى تقي بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه، وبينه وبينه ستر وهو طالبه)).(1/255)
لكان فيه غنية لمن تدبره، كيف وقد كثرت المناكير في روايته، وبذلك سقط عن الاحتجاج بروايته)).
81- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسين الحجاجي الحافظ ثنا أبو الجهم ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: يوسف بن السفر كان يكذب.
وروي من حديث عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد واهي:
82- أخبرنا أبو بكر الحارثي أنبأ علي بن عمر ثنا محمد بن علي الأبلي(1/256)
ثنا أحمد بن إبراهيم البسري ثنا محمد بن آدم ثنا الوليد بن مسلم عن أخيه] عبد الجبار بن مسلم عن الزهري عن عبيد الله [بن عبد الله] عن ابن عباس قال: ((إنما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الميتة لحمها، فأما الجلد والشعر والصوف فلا بأس به)).
83- [أخبرنا أبو بكر أنبأ علي بن عمر الحافظ قال:] ((عبد الجبار بن مسلم ضعيف)).(1/257)
ورواه أبو بكر سلمى الهذلي عن الزهري [دون ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في متنه.
84- أخبرناه محمد بن الحسين بن محمد بن موسى أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن مخلد ثنا العباس بن محمد بن حاتم ثنا شبابة ثنا أبو بكر الهذلي عن الزهري] عن عبيد الله [بن عبد الله] عن ابن عباس قال: إنما حرم من الميتة ما يؤكل منها؛ وهو اللحم، فأما الجلد والسن والعظم والشعر والصوف فهو حلال.
85- [أخبرنا محمد أنبأ علي بن عمر قال: أبو بكر الهذلي ضعيف.
وقال في موضع آخر: أبو بكر الهذلي متروك.(1/258)
86- أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الحارثي الفقيه أنا علي بن عمر الحافظ أنا أبو بكر الأزرق يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول ثنا جدي ثنا عمار بن سلام بن محمد ثنا زافر عن أبي بكر الهذلي عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس في قوله عز وجل:] {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعمٍ يطعمه .. .. } [الآية] قال: ((الطاعم الآكل، فأما السن والقرن والعظم والصوف والشعر والوبر والعصب فلا بأس به لأنه يغسل)).
قال علي: ((أبو بكر الهذلي ضعيف)).
87- [وأخبرنا أبو بكر أنبأ علي ثنا محمد بن نوح الجنديسابوري ثنا علي بن حرب ثنا سليمان بن أبي هوذة ثنا زافر بن سليمان عن أبي بكر الهذلي أن الزهري حدثهم عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال]: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم(1/259)
يطعمه}]:
((ألا كل شيء من الميتة حلال إلا ما أكل منها، فأما الجلد والقد والشعر والصوف والسن والعظم فكل هذا حلالٌ لأنه لا يذكى)).
[قال علي: ((أبو بكر الهذلي متروك)).
88- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أ بو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري قال:] قال يحيى -[يعني] ابن معين-: ((هذا الحديث ليس يرويه إلا أبو بكر الهذلي عن الزهري عن عبيد الله [بن عبد الله] عن ابن عباس أنه كره من الميتة لحمها فأما السن والشعر والقد فلا بأس به)).
وقال يحيى [في موضع آخر من ((التاريخ))]: ((أبو بكر الهذلي ليس بشيء)).(1/260)
89- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو إسحاق الرازي ثنا أبو الحسين الغازي ثنا عمرو بن علي قال: سمعت يزيد بن زريع يقول: ((عدلت عن أبي بكر الهذلي وأبي هلال عمداً)).
قال عمر بن علي: ((ولم أسمع يحيى -يعني: ابن سعيد القطان- ولا عبد الرحمن -يعني: ابن مهدي- يحدثان عن أبي بكر الهذلي شيء قط)).
90- أخبرنا محمد بن الحسين أنا أحمد بن محمد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول ليحيى بن معين: فسلمى أبو بكر تعرفه؟ يروي عنه أبو أويس؟ فقال: ((هو أبو بكر الهذلي، ليس بشيء)).
91- أخبرنا أبو سهل المهراني أنبأ أبو الحسين العطار أخبرني أبو عبد الله الراوياني قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ((أسامي الضعفاء: سلمى(1/261)
أبو بكر الهذلي البصري، عن الحسن وعكرمة، ليس بالحافظ عندهم)).
92- أخبرنا محمد بن الحسين أخبرنا أبو الحسن الحجاجي أنا أبو الجهم ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: ((أبو بكر الهذلي، سلمى، يضعف حديثه، وكان من علماء الناس بأيامهم)).
93- أخبرنا محمد بن عبد الله ثنا أبو العباس ثنا عباس الدوري] قال: [سمعت] يحيى [بن معين يقول: ((أبو بكر الهذلي لم يكن بثقة، وكان يكون في مسجد غندر -وكان مسجد غندر مسجد هذيل-)).
قال يحيى:] قال غندر: ((كان أبو الهذلي كذاباً)).(1/262)
[قال الشيخ أحمد رحمه الله:] وقد روي:
94- عن عبد الله بن قيس البصري سمع [عبد الله] بن مسعود يقول: ((إنما حرم من الميتة لحمها ودمها)).
95- [أخبرناه أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: قاله إسرائيل عن حمران بن أعين عن أبي حرب -يعني: عن عبد الله بن قيس- بمثله.].(1/263)
وهذا إن صح فالمراد به -والله أعلم- اللحم والدم وما في معناهما مما لا يؤثر فيه الدباغ؛ دون الجلد الذي يؤثر فيه الدباغ؛ فيطهر به.
96- [أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو الحسن الطرائفي العنزي ثنا عثمان بن سعيد ثنا يزيد بن عبدربه الجرجسي ثنا بقية عن عمرو بن خالد عن قتادة عن أنس بن مالك قال:
((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع طهوره وسواكه ومشطه، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتشط] بمشطٍ من عاج)).(1/264)
[إسناده ضعيف، عمرو بن خالد الواسطي ضعيف.].
وأما شعور الآدميين فإنها طاهرةٌ في ظاهر مذهب الشافعي رحمه الله لكرامته، ولوقوع البلوى به.(1/266)
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بتفريق شعره بين الناس، ولو كان نجساً لما أمر بتفريقه [إن شاء الله تعالى] لأن النجس لا يقسم.(1/267)
97- [أخبرناه أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني قراءة عليه أنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن هشام عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك قال:
((لما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة، ونحر هديه، تناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه، فناوله أبا طلحة، ثم ناوله شقه الأيسر فحلقه، وأمره أن يقسمه بين الناس)).
أخرجه مسلم بن الحجاج في ((الصحيح)):
98- عن ابن أبي عمر عن سفيان أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا صالح بن محمد أبو علي الحافظ ثنا سعيد بن سليمان ثنا عباد بن العوام عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك:(1/268)
((أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حلق شعره يوم النحر، تفرق الناس فأخذوا شعره، وأخذ أبو طلحة منه طائفة)).
قال ابن سيرين: لأن يكون عندي منه شعرة أحب إلي من الدنيا وما فيها.
أخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن [صاعقة] عن سعيد بن سليمان دون ذكر قول ابن سيرين.
99- أخبرنا أبو عمرو الرزجاهي الأديب أنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو علي الحسن بن سليمان الشطوي ثنا علي ابن المديني ثنا قريش بن أنس عن ابن عون أن محمداً كان يقول: ذكر عند عبيدة شعر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: لأن يكون عندي شعرة منه أحب ألي من كل صفراء وبيضاء.(1/269)
رواه البخاري من حديث عاصم الأحول عن ابن سيرين].(1/270)
مسألة (6): ولا يجوز أن تستعمل الآنية المضببة بالفضة تضبيب تزيين لها.
وقال أبو حنيفة يجوز.
ودليلنا من [طريق] الخبر ما:(1/271)
100- [أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبا الشافعي رحمه الله (ح).
101- وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد ومحمد بن عبد السلام قالا: ثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن نافع عن زيد بن عبد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((من يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم)).(1/272)
[اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في ((الصحيح)).
فرواه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك.
ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى.
ووجه الاستدلال من] هذا [أنه] تحريم ورد في الفضة والتحريم إذا [جرى في الذهب والفضة شرعاً] عم القليل والكثير كما قلنا في الربا.(1/273)
102- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن الحسين بن الحسن الطوسي بنيسابور وأبو محمد عبد الله بن محمد الخزاعي بمكة قالا ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا يحيى بن محمد الجاري ثنا زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن جده عن] ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((من شرب في إناء ذهب أو فضة أو إناء فيه شيء من ذلك فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم)).
103- [قال الحاكم أبو عبد الله: ذاكرني الفقيه أبو الوليد –رحمه الله- بهذا الحديث، فأجبته: فيه عن هذا الشيخ -يعني أبا محمد- فقال: حدثنا الحسين بن الحسن عن ابن أبي مسرة، ثم قال: ما أحسن هذا الحديث! لو كنا نعرف لزكريا بن عبد الله هذا حديثاً آخر. فقلت له: قد أسند غير هذا الحديث. فقال: قد حسن الحديث بهذا.
قال الشيخ أحمد رحمه الله: هكذا أخبرناه شيخنا أبو عبد الله رحمه الله، وذكره جده في هذا الإسناد زيادة.
فقد] أخرجه الأستاذ أبو الوليد والشيخ أبو الحسن الدارقطني في كتابيهما [وليس فيه: ((عن جده))].(1/274)
104- [وأخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي .. .. فذكره مثله، إلا أنه قال عن أبيه عن جده، ليس فيه: ((عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال))، والباقي سواء.
105- أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق البزاز ببغداد أنبأ عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا يحيى بن محمد الجاري ثنا زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من شرب في آنية ذهب أو فضة أو إناء فيه شيء من ذلك: فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم)).(1/275)
كتبته من أصل كتابه بخط الدارقطني فلم يكن فيه عن جده.
106- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد عن] ابن سيرين عن عمرة أنها قالت: كنا مع عائشة فما زلنا بها حتى رخصت لنا في الحلي ولم ترخص لنا في الإناء المفضض.(1/278)
[قال عبد الوهاب قال سعيد: حملناه على الحلقة ونحوها].
وقد روي في الرخصة حديث في إسناده نظر:
107- [حدثناه أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو عمرو سعيد بن القاسم ابن العلاء البرذعي ثنا أبو محمد مسلم بن خالد الأيلي ثنا عمر بن يحيى ثنا معاوية بن عبد الكريم [الضال] ثنا محمد بن سيرين عن أخته عن أم عطية قالت: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الذهب، وتفضيض الأقداح.
فكلمه النساء في لبس الذهب، فأبى علينا ورخص لنا في تفضيض الأقداح.(1/279)
هكذا قال:! وحديث سعيد بن أبي عروبة عن ابن سيرين أولى أن يكون صحيحاً من هذا، والله أعلم].
108- [أخبرنا علي بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل الصفار ثنا الحسن بن علي ثنا ابن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه قال: لا تشرب في قدح فيه حلقة فضة ولا ضبة فضة.
109- وأخبرنا ابن بشران أنبأ علي بن محمد المصري ثنا سليمان بن شعيب الكيساني ثنا علي بن معبد ثنا موسى بن أعين] عن خصيف عن نافع عن ابن عمر أنه أتي بقدح مفضض ليشرب منه فأبى أن يشرب فسألته فقال: ((إن ابن عمر منذ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب في القدح المفضض. [والله أعلم].(1/280)
مسألة (7): ولا يجوز الوضوء بغير النية.(1/283)
وقال أبو حنيفة: يجوز.
ودليلنا من طريق الخبر:
110- [ما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو زكريا يحيى ابن إبراهيم بن محمد بن يحيى قالا: ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ثنا يزيد بن هارون أنبأ يحيى بن سعيد (ح).
111- وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه وأبو الحسن علي بن خمشاذ العدل -قال الفقيه: أخبرنا. وقال علي: حدثنا- بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا يحيى بن سعيد أخبرني محمد ابن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن(1/284)
الخطاب رضي الله عنه على المنبر يخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ] قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إنما الأعمال بالنيات وإن لكل امرئ ما نوى [فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها وإلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) لفظ حديث الحميدي.
اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في ((الصحيح)).
فرواه البخاري عن عبد الله بن الزبير الحميدي.
ورواه مسلم عن ابن أبي عمر عن ابن عيينة، وعن محمد بن عبد الله بن نمير عن يزيد بن هارون.
112- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد(1/285)
ابن عبد الله الصفار الأصبهاني ثنا الحسن بن علي بن بحر البري ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبان بن يزيد (ح).
113- وأخبرنا محمد قال: وأخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر -واللفظ له- ثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن منصور ثنا حبان بن هلال ثنا أبان -يعني: ابن يزيد- ثنا يحيى بن أبي كثير أن زيداً حدثه أن أبا سلام حدثه] عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)).(1/286)
[أخرجه مسلم في ((الصحيح)) عن إسحاق بن منصور.
وإنما أخرجت هذا الحديث لوقوع الحاجة إليه عند استدلالنا بقوله تعالى]: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}.
وإنكارهم ذلك وقولهم: أن الوضوء ليس من الدين.
114- [أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن محمد بن علي أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا قتيبة ثنا محمد بن موسى عن يعقوب بن سلمة(1/292)
عن أبيه] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر [اسم] الله عليه)).(1/293)
[وبإسناده:
115- ثنا أبو داود ثنا أحمد بن عمرو] بن السرح ثنا ابن وهب، عن الداروردي قال: وذكر ربيعة: أن تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم ((لا وضوء لمن لم يذكر [اسم] الله عليه)): أنه الذي يتوضأ ويغتسل ولا ينوي وضوءاً للصلاة ولا غسلاً للجنابة.(1/298)
116- [أخبرنا [أبو] الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر الرزاز ثنا أحمد ابن إسحاق بن صالح ثنا خالد بن خداش ثنا] عبد الله بن المثنى الأنصاري حدثني بعض أهل بيتي عن أنس بن مالك: أن رجلاً من الأنصار من بني عمرو ابن عوف قال: يا رسول الله إنك رغبتنا في السواك فهل دون ذلك من شيء؟
قال: ((أصبعاك سواك عند وضوءك، تمرهما على أسنانك، إنه لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حسبة له)).(1/299)
مسألة (8): والسنة أن يمسح رأسه ثلاثاً.
وقال أبو حنيفة: السنة أن يمسحه مرة [واحدة].(1/305)
[ودليلنا:
117- ما أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا هارون بن عبد الله ثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل] عن عامر [بن شقيق بن جمزة] عن شقيق بن سلمة قال: رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه غسل ذراعيه ثلاثاً ومسح رأسه ثلاثاً. ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هكذا.(1/306)
[أخرجه أبو داود في ((السنن)) وهو إسناد حسن] قد احتجا بجميع رواته غير عامر بن شقيق فقد سمعت الحاكم أبا عبد الله يقول: لا أعلم في عامر طعناً بوجه من الوجوه.
[وشاهده:
118- ما أخبرناه جناح بن نذير أنبأ أبو جعفر بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ أبو غسان مالك بن إسماعيل ثنا إسرائيل عن عامر بن شقيق عن شقيق(1/309)
ابن سلمة قال: رأيت عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يتوضأ فغسل كفيه ثلاثاً، ومضمض واستنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل ذراعيه ثلاثاً، ومسح برأسه ثلاثاً، وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وخلل لحيته، وغسل قدميه ثلاثاً، وخلل أصابع قدميه، وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلته.
119- أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن رحمه الله من أصل كتابه أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن حبيب أنبأ محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا أيوب بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن إسحاق بن يحيى عن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه عبد الله بن جعفر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه توضأ فغسل يديه ثلاثاً ثلاثاً؛ كل واحدة منهما، واستنشق ثلاثاً، ومضمض ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل يديه إلى المرفقين ثلاثاً ثلاثاً، ومس برأسه ثلاثاً [وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً]؛ كل واحدة منهما، ثم قال: ((رأيت رسول الله(1/310)
صلى الله عليه وسلم توضأ هكذا)) وقال:
((من توضأ أقل من ذلك أجزأه)).
120- أخبرنا الحسين بن محمد بن محمد بن علي الطوسي بنيسابور قراءة عليه من أصله ثنا عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب بواسط ثنا شعيب ابن أيوب ثنا] عبد الحميد [أبو يحيى] الحماني عن أبي حنيفة عن خالد بن(1/311)
علقمة عن عبد خير [الهمداني] أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه دعا بماء فتوضأ [فغسل كفيه ثلاثاً ثلاثاً، وتمضمض ثلاثاً، واستنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل يديه ثلاثاً ثلاثاً] ومسح برأسه ثلاثاً [وغسل قدميه ثلاثاً ثلاثاً] ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل.(1/316)
هكذا رواه الحسن بن زياد اللؤلؤي عن أبي حنيفة ((ومسح برأسه ثلاثاً)).
121- [وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عباس بن الفضل وأبو مطيع إبراهيم بن المنذر ثنا ابن وهب] عن ابن جريج عن محمد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه أنه توضأ [فغسل وجهه ثلاثاً، وغسل يديه ثلاثاً] ومسح برأسه ثلاثاً، [وغسل رجليه ثلاثاً] وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.(1/319)
وقد رواه أبو عوانة وزائدة بن قدامة عن خالد [بن علقمة الهمداني] ولم يذكرا العدد كما ذكره أبو حنيفة ثم خالفه.
122- [أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أبو القاسم اللخمي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فيكثر، فأتانا فوضعنا له الميضأة، فتوضأ فغسل كفيه ثلاثاً، وتمضمض واستنثر مرة، وغسل وجهه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً، ومسح برأسه ما بقي من وضوئه مرتين بدأ بمؤخره ثم رد يديه على ناصيته، وغسل رجليه ثلاثاً، وأن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح مقدم أذنيه ومؤخرهما.(1/320)
123- وأخبرنا أبو الحسن أنبأ القاسم ثنا نصر بن عبد الملك البخاري ثنا إبراهيم بن أبي ثابت ثنا الأشجعي عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني، فأصغي له وضوءاً في مخضب حزرناه مداً، قالت: فبدأ فغسل كفيه ثلاثاً، ثم تمضمض واستنشق ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يده اليمنى ثلاثاً، ثم يده اليسرى ثلاثاً، ثم(1/321)
مسح رأسه بماء يديه من بقية الماء من قبل قفاه فعلا به إلى ناصيته مرتين، ثم مسح بطون أذنيه وظهورهما، وجعل يدخل أصبعه في أذنية، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثاً، ثم رجله اليسرى ثلاثاً.
124- أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا بشر بن المفضل ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا، فحدثتنا أنه قال:
((اسكبوا لي وضوءاً، فذكرت وضوء النبي صلى الله عليه وسلم .
قال [فيه] فغسل كفيه ثلاثاً، ووضأ وجهه ثلاثاً، ومضمض واستنشق مرة، ووضأ يديه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه مرتين يبدأ بمؤخرة رأسه ثم بمقدمه،(1/322)
ويأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما، ووضأ رجليه ثلاثاً ثلاثاً.(1/323)
هذا معنى [حديث] مسدد].
وأما حديث عثمان [بن عفان رضي الله عنه] وغيره بذكر مسح الرأس مرة واحدة [فسنرويه بعد هذا -إن شاء الله تعالى-] وليس فيه(1/328)
نفي العدد، وفيما روينا إثبات العدد فيه سنة [كسائر أعضاء الطهارة].
والأولى بنا الجمع بين الخبرين إذا أمكن، والله المعين على ذلك، و[هو] الموفق للصواب، [وهو أعلم به].
125- وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ أنبأ الحسين بن إسماعيل ثنا شعيب بن محمد الحضرمي بمكة ثنا الربيع بن سليمان المصري ثنا صالح بن عبد الجبار [ثنا] ابن البيلماني عن أبيه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه توضأ بالمقاعد -والمقاعد بالمدينة حيث يصلى على الجنائز عند المسجد- فغسل كفيه ثلاثاً ثلاثاً، واستنثر ثلاثاً، ومضمض ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، ويديه إلى المرفقين ثلاثاً، ومسح برأسه ثلاثاً، وغسل قدميه ثلاثاً، وسلم عليه رجل، وهو يتوضأ، .. .. وذكر الحديث.(1/329)
126- وأخبرنا أبو بكر ثنا علي ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا شعيب بن محمد الحضرمي أبو محمد ثنا الربيع بن سليمان الحضرمي ثنا صالح بن عبد الجبار الحضرمي وعبد الحميد بن صبيح قالا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((من توضأ فغسل كفيه ثلاثاً [ثلاثاً]، واستنثر ثلاثاً، ومضمض ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، ويديه ثلاثاً، ومسح رأسه ثلاثاً، وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله قبل أن يتكلم، غفر له ما بينه وبين الوضوئين)).(1/330)
127- وأخبرنا أبو بكر أنبأ علي ثنا محمد بن القاسم بن زكريا ثنا أبو كريب ثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع عن أبيه عن عبد خير عن علي رضي الله عنه أنه توضأ ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه وأذنيه ثلاثاً ثلاثاً، وقال: هكذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببت أن أريكموه.
128- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ أنبأ [أبو] الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا صفوان بن(1/331)
عيسى ثنا محمد بن عبد الله بن أبي مريم قال: دخلت على ابن داره مولى عثمان رضي الله عنه منزله فسمعني أتمضمض، فقال: يا محمد! قلت: لبيك. قال: ألا أخبرك عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت: بلى. قال: رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو بالمقاعد، فدعا بإناء .. .. فذكر الحديث. قال: ((ومسح برأسه ثلاثاً)) .. .. ثم ذكره، ثم قال: من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى وضوئي هذا.(1/332)
وروي:
129- عن قتادة عن أنس أنه كان يمسح على رأسه ثلاثاً، يأخذ كلل واحدة ماءاً جديداً.(1/333)
130- أخبرنا أبو حازم العبدوي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد العدل ثنا علي بن سعيد العسكري ثنا العباس بن يزيد البحراني ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد عن عمرو بن قيس عن موسى بن أبي عائشة عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أخبرني عن الوضوء؟ فدعا بماء، فغسل كفيه حتى أنقاهما، وغسل وجهه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً، ومسح برأسه لا يدري مرتين أو ثلاثاً، وغسل رجليه، ثم قال:
((هكذا الوضوء، فمن زاد أو نقص فقد أساء)).(1/334)
131- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد(1/335)
الصفار ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن خالد عن سعيد ابن أبي هلال عن عطاء بن أبي رباح أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أتي بوضوء .. .. فذكر الحديث. قال: ((ثم مسح برأسه ثلاثاً حتى قفاه، وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وغسل رجليه: اليمنى ثلاثاً، ثم غسل اليسرى ثلاثاً))، ثم قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ هكذا))].(1/336)
مسألة (9): الأذنان ليستا من الرأس فيمسحان بماء جديد.
وقال أبو حنيفة: هما من الرأس فيمسحان بالماء الذي يمسح به الرأس.
ودليلنا من طريق الخبر:
132- ما [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قراءة(1/339)
عليه -عوداً على بدء- وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قالا: حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ إملاءً أنبأ محمد بن أحمد بن أبي عبيد الله بمصر ثنا عبد العزيز بن عمران بن مقلاص وحرملة بن يحيى قالا: حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن حبان بن واسع عن أبيه] عن عبد الله ابن زيد الأنصاري قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فأخذ ماء لأذنيه خلاف الماء الذي مسح به رأسه.(1/340)
133- [أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد ابن عبدوس العنزي ثنا عثمان بن سعيد ثنا الهيثم بن خارجة ثنا عبد الله ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن حبان بن واسع الأنصاري أن أباه حدثه أنه سمع عبد الله بن زيد يذكر أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، فأخذ لأذنيه ماءً(1/342)
خلاف الذي أخذه لرأسه.
134- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ حدثناه أبو الوليد الفقيه غير مرة ثنا الحسن بن سفيان ثنا حرملة بن يحيى أنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن حبان بن واسع أن أباه حدثه أنه سمع عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح أذنيه بماء غير الماء الذي مسح به رأسه.
ذكر الحاكم أبو عبد الله -رحمه الله- هذا الحديث في كتابه ((المستدرك)) وأشار إلى تفرد ابن أبي عبيد الله بذلك.
ثم استشهد بحديث الحسن بن سفيان هذا، ورواه في السادس عشر من ((الأمالي القديمة)) من حديث الهيثم بن خارجة كما ذكرنا.
فثبت بذلك صحة طريقه إلى عبد الله بن وهب المصري].
135- أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا] مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا توضأ يأخذ الماء بأصبعيه لأذنيه.(1/343)
136- [أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب أنبأ محمد -يعني: ابن عبد الله بن الحكم- أنبأ ابن وهب (ح).
قال:
137- وحدثني بحر بن نصر كل قرئ على ابن وهب أخبرك عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر الخطاب ومالك بن أنس عن نافع أن عبد الله ابن عمر] كان يعيد أصبعيه في الماء فيمسح بهما أذنيه.
[هذا] إسناد صحيح لا يشتبه على أحد.(1/344)
وروي عن عبد الله بن مسعود وأنس بن مالك معنى ما قلنا:
138- [أخبرناه محمد بن موسى بن الفضل ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أسيد بن عاصم ثنا الحسين بن حفص عن سفيان الثوري عن حميد قال: رأيت أنس بن مالك يتوضأ ومسح أذنيه ظاهرهما وباطنهما، فنظرنا إليه، قال: كان [ابن] أم عبد يأمر بذلك.
ابن أم عبد: عبد الله بن مسعود.(1/345)
وهذا أيضاً يقتضي ما ذكرنا، إذ ليس فيه: أنه مسحهما مع الرأس، والظاهر أنه مسحهما بماء جديد.
وقد أسنده زائدة بن قدامة:
139- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق وأبو بكر بن بالويه قالا أنبأ محمد بن النصر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن سفيان ابن سعيد عن] حميد [الطويل] عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح باطن أذنيه وظاهرهما.
وقال: وكان ابن مسعود يأمر بذلك.(1/346)
وربما استدل أصحاب أبي حنفية بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((الأذنان من الرأس)) بأسانيد كثيرة ما منها إسنادٌ إلا وله علةٌ، روي ذلك عن [عبد الله] بن عمر [بن الخطاب] و[عبد الله] بن عباس وجابر بن عبد الله وأبي موسى [الأشعري] وأبي هريرة وأنس [بن مالك] وأبي أمامة [الباهلي] وعبد الله بن زيد وسمرة بن جندب.
و[روي ذلك عن] عائشة بنت أبي بكر [الصديق] رضي الله عنهم [أجمعين].
أما حديث [عبد الله] بن عمر:
140- فأخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر أحمد بن محمد الفقيه قالا: ثنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن(1/347)
صاعد نا الجراح بن مخلد (ح).
141- وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد ابن إبراهيم الهروي -المعروف بـ ((ابن السقاء))- ثنا محمد بن عفان الهروي ثنا الجراح بن مخلد البصري ثنا] يحيى بن العريان الهروي ثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((الأذنان من الرأس))].(1/348)
قال علي بن عمر: [كذا قال]، وهو وهم والصواب عن أسامة [بن زيد] عن هلال بن أسامة الفهري عن ابن عمر موقوفاً.
142- حدثناه إبراهيم بن حماد حدثنا العباس بن يزيد حدثنا وكيع حدثنا أسامة بن زيد (ح).
143- وحدثنا جعفر بن محمد الواسطي حدثنا موسى بن إسحاق حدثنا(1/349)
أبو بكر بن أبي شيبة حدثناه [أبو أمامة عن] أسامة بن زيد عن هلال بن أسامة [الفهري، قال]: سمعت ابن عمر يقول: الأذنان من الرأس)).
قال الشيخ أحمد رحمه الله: وقد روي عن أبي زيد الهروي بإسناد واهٍ عن حاتم بن إسماعيل مثله مسنداً.
ومن رواه مسنداً ليس ممن يقبل منه ما تفرد به إذا لم تثبت عدالته، فكيف إذا خالف الثقات مثل: وكيع بن الجراح الحافظ المتقن وأبي أسامة حماد بن أسامة المتفق على عدالتهما وقد أتيا به موقوفاً.(1/350)
وكذلك رواه:
144- سفيان الثوري في ((الجامع)) عن سالم بن أبي النضر عن سعيد ابن مرجانة عن ابن عمر [أنه قال: الأذنان من الرأس))] موقوفاً.
وروى ذلك من وجه آخر [عن ابن عمر رضي الله عنه مسنداً:
145- أخبرناه الأستاذ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ثنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمود بن خرزاد الأهوازي بها ثنا أحمد بن محمد القرشي ثنا عيسى بن يونس الرملي ثنا] ضمرة بن ربيعة [عن إسماعيل بن عياش عن يحيى ابن سعيد عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((الأذنان من الرأس)).(1/351)
[وهكذا رواه]:
146- القاسم بن يحيى بن يونس [البزاز] عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((الأذنان من الرأس))].(1/352)
والقاسم بن يحيى ضعيف.
147- [أخبرني بذلك أبو عبد الرحمن السلمي ثنا علي بن عمر الحافظ: القاسم بن يحيى ضعيف]، وضمرة بن ربيعة أيضاً ليس بالقوي، فإن سلم منهما فالحمل [فيه] على إسماعيل بن عياش رفعه والصواب موقوف.
سمعت الحاكم أبا عبد الله [محمد بن عبد الله الحافظ يقول]: ((إسماعيل بن عياش على جلالة محله إذا انفرد بحديث لم يقبل منه لسوء حفظه.
ولإسماعيل [بن عياش] أخوات في روايته المناكير عن يحيى [بن(1/353)
سعيد] الأنصاري فمنها:
148- [ما أخبرناه أحمد بن علي المقري ثنا محمد بن عوف الطائي ثنا أبو اليمان حدثني إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد الأنصاري] وذكر حديثه عن يحيى عن أنس [بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]:
((خير نسائكم العفيفة الغلمة)) )).(1/354)
قال الحاكم: ففي الحديث الواحد غنية لمن تدبره من أهل الصنعة.
149- [أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنا أبو إسحاق الفزاري ثنا عمرو بن علي قال: كان] عبد الرحمن -[يعني] ابن مهدي- لا يحدث [عن إسماعيل بن عياش، فقال له رجلٌ مرةً: حدثنا أبو داود عن أبي عتبة. فقال عبد الرحمن: هذا إسماعيل بن عياش. فقال له الرجل: لو كان إسماعيل بن عياش لم أكتبه. فسألت عنه أبا داود؟ فقال: ثنا إسماعيل بن عياش أبو عتبة.(1/355)
150- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال: سمعت محمد بن عثمان بن أبي شيبة يقول: سمعت] يحيى بن معين [وذكر عنده إسماعيل بن عياش، قال]: كان ثقة فيما روى عن أصحابه أهل الشام وما روى عن غيرهم فخلط فيها.
151- أخبرنا محمد بن الحسين أنبأ أبو الحسن الحجاجي ثنا أبو الجهم المشعراني ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: ((أما إسماعيل بن عياش،(1/356)
فقلت لأبي اليمان: ما أشبه حديثه بثياب سابور يرقم على الثوب المئة، ولعل شراءه دون عشرة كان من أروى الناس عن الكذابين، وهو في حديث الثقات من الشاميين أحمد منه في حديث غيرهم)).
وروي هذا الحديث من وجه آخر عن ابن عمر مرفوعاً:
152- [أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن حمدون البغدادي ثنا أحمد بن عبد الرحمن السدي ثنا إسحاق بن إبراهيم الغزي ثنا محمد بن [أبي] السري قال: ثنا عبد الرزاق عن الثوري عن عبيد الله بن عمر (ح).
153- وأخبرناه أبو بكر الحارثي الفقيه وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن عمر بن أيوب المعدل بالرملة ثنا] عبد الله بن محمد بن وهيب العزي ثنا [محمد] بن [أبي] السري ثنا عبد الرزاق عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((الأذنان من الرأس))].(1/357)
قال علي [بن عمر]: ((كذا قال عن عبد الرزاق عن عبيد الله، ورفعه وهم.
ورواه إسحاق بن إبراهيم قاضي غزة عن ابن أبي السري عن عبد الرزاق عن الثوري عن عبيد الله ورفعه أيضاً وهم، ووهم في ذكر الثوري وإنما رواه عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر أخي عبيد الله عن نافع عن ابن عمر [عنه] موقوفاً)).
154- [أخبرناه محمد بن الحسين وأبو بكر الحارثي الفقيه قالا: ثنا علي ابن عمر ثنا] محمد بن إسماعيل [الفارسي] ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق أنا عبد الله [بن عمر] عن نافع عن ابن عمر [قال: ((الأذنان من الرأس))] موقوفاً.(1/358)
[قال: ((وكذلك رواه محمد بن إسحاق عن نافع وعبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر موقوفاً))].
[وروي من أوجهٍ عن ابن عمر موقوفاً، وروي من وجه آخر عن ابن عمر مرفوعاً:
155- أخبرناه محمد بن الحسين السلمي وأبو بكر أحمد بن محمد الفقيه قالا: أنبأ علي بن عمر حدثنا به أبو عبد الله القاسم بن إسماعيل ثنا إدريس بن الحكم العنزي ثنا] محمد بن الفضل عن زيد -[يعني:] العمي- عن مجاهد عن ابن عمر [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((الأذنان من الرأس))].
156- [أخبرنا أبو سعد الماليني ثنا أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن حلبس البخاري حدثني نصر بن صالح أبو الليث الهمداني ثنا حفص بن داود أبو(1/359)
عمر الربعي البخاري ثنا عيسى الغنجار ثنا محمد بن الفضل] عن زيد [العمي] عن نافع عن ابن عمر [[أن النبي صلى الله عليه وسلم ] قال:
((الأذنان من الرأس))].
قال علي [بن عمر]: ((محمد بن الفضل هو ابن عطية متروك الحديث)).
157- [أخبرنا محمد بن الحسين السلمي أنبأ أبو الحسن الحجاجي الحافظ ثنا أبو الجهم ثنا] إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: ((محمد بن الفضل بن عطية [كان] كذاباً سألت ابن حنبل عنه قال: ذاك عجب يجيئك بالطامات، هو صاحب حديث ناقة ثمود وبلال المؤذن)).(1/360)
158- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ((محمد بن الفضل الخراساني ضعيف، وأبوه ثقة، حدث عن أبيه سفيان بن عيينة)).
159- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله -قراءة عليه- قال: محمد بن الفضل ابن عطية البخاري، روى عن زيد بن أسلم، ومنصور بن المعتمر وأبي إسحاق وداود بن أبي هند أحاديث موضوعة كتبت عنه بالعراق وخراسان)).(1/361)
160- أخبرنا أبو سهل المهراني في كتاب ((أسامي الضعفاء)) للبخاري أنبأ أبو الحسين العطار أخبرني أبو عبد الله الراوياني قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: ((محمد بن الفضل بن عطية أبو عبد الله المروزي، سكن بخارى، سكتوا عنه)) رماه ابن أبي شيبة، [يقال]: مولى بني عبس.
قرأت في كتاب ((المجروحين)) لأبي حاتم: ((زيد العمي هو: زيد بن الحواري، كنيته أبو الحواري، يروي عن أنس ومعاوية بن قرة، روى عنه الثوري وشعبة، وكان قاضياً بهراة، يروي عن أنس أشياء موضوعة، لا أصول لها، حتى(1/362)
يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها، كان يحيى يمرض القول فيه، وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره، ولا كتابة حديثه إلا للاعتبار)).
161- أخبرنا أبو بكر ثنا علي ثنا إبراهيم بن حماد ثنا أبو موسى ثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح).
162- وأخبرنا إبراهيم بن حماد ثنا عباس بن يزيد ثنا وكيع قالا: حدثنا سفيان عن سالم بن أبي النضر عن سعيد بن مرجانة عن ابن عمر قال: ((الأذنان من الرأس)).
163- وأخبرنا أبو بكر ثنا علي ثنا علي بن مبشر ثنا محمد بن حرب ثنا عبد الحكيم بن منصور نا غيلان بن عبد الله عن ابن عمر.
قال:
164- وحدثنا أحمد بن عبد الله النحاس ثنا الحسن بن عرفة ثنا هشيم عن غيلان بن عبد الله مولى بني مخزوم قال: سمعت ابن عمر يقول: ((الأذنان(1/363)
من الرأس)).(1/364)
165- أخبرنا أبو بكر الحارثي أنبأ علي بن عمر ثنا جعفر بن محمد الواسطي ثنا موسى بن إسحاق ثنا أبو بكر ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن ابن إسحاق عن نافع قال: كان ابن عمر يمسح أذنيه ويقول: ((هما من الرأس)).
166- وأخبرناه أبو بكر أنبأ علي ثنا إبراهيم بن حماد أنبأ العباس بن يزيد نا وكيع نا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: ((الأذنان من الرأس))].(1/365)
وأما حديث [عبد الله] بن عباس رضي الله عنهما.
167- [فأخبرناه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا بكير ابن محمد بن الحداد الصوفي بمكة ثنا] الحسن بن علي بن شبيب المعمري عن أبي كامل الجحدري عن غندر عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((الأذنان من الرأس)).
قال الحاكم أبو عبد الله: هذا حديث يعرف بالمعمري وهو آخر ما ذكره موسى بن هارون في الإنكار عليه وقد سرقه منه الباغندي وغيره.(1/366)
168- [حدثناه محمد بن الحسين السلمي إملاءً أنبأ أبو العباس محمد ابن أحمد بن حمشاذ ثنا محمد بن محمد بن سليمان-يعني: الباغندي- (ح).
169- وأخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ] ابن عدي [الحافظ] ثنا محمد بن محمد الباغندي ثنا عن أبي كامل فذكر بنحوه.
[وفي حديث أحمد بن عدي] ((قال أبو كامل: لم أكتب عن غندر إلا هذا الحديث الواحد أفادنيه عنه عبد الله بن سلمة الأفطس)).
[قال الشيخ أحمد رحمه الله] وعبد الله بن سلمة الأفطس [ضعيف] ضعفه [يحيى] بن معين ثم أبو عبد الرحمن النسائي.(1/367)
170- [وأخبرنا محمد بن الحسين وأحمد بن محمد بن الحارث قالا: ثنا علي بن عمر الحافظ ثنا أبو] الحسين النيسابوري [بمصر] ثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار ثنا أبو كامل مثله.
قال علي بن عمر: ((تفرد به أبو كامل عن غندر، وهو وهم والصواب عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
171- حدثنا به إبراهيم بن حماد حدثنا العباس بن يزيد حدثنا وكيع حدثنا ابن جريج حدثني سليمان بن موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
[((الأذنان من الرأس))].
وهكذا رواه سفيان بن سعيد الثوري في ((الجامع)) وعبد الرزاق بن(1/368)
همام وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف وصلة بن سليمان عن ابن جريج مرسلاً.(1/369)
وقد قيل عن ابن جريج عن سليمان [بن موسى] عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
172- [أخبرناه محمد بن الحسين وأحمد بن محمد الفقيه قالا: أخبرنا علي بن عمر ثنا ابن مبشر ثنا محمد بن حرب ثنا علي بن عاصم] عن ابن(1/372)
جريج [ .. .. فذكره].
قال علي بن عمر: ((وهم علي بن عاصم في قوله عن أبي هريرة والذي قبله أصح [عن ابن جريج))].
وقد رواه الربيع بن بدر عن ابن جريج مثل حديث غندر:
173- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا أبو نصر بشر بن خداش بن هلال الزبيدي بمكة ثنا داود بن معاذ بن أخت مخلد بن الحسين ثنا الربيع بن بدر عن ابن جريج.(1/373)
174- وأخبرناه أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي قراءة عليه أنا حامد ابن محمد الرفاء ثنا محمد بن صالح الأشج ثنا عبد الله بن الجراح القهستاني ثنا الربيع بن بدر أنبأ ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]:
((مضمضوا واستنشقوا والأذنان من الرأس)).
175- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد ابن بالويه قال: سمعت محمد بن عثمان بن أبي شيبة يقول: سمعت يحيى بن معين وسئل] عن الربيع بن بدر؟ فقال: كان ضعيفاً.
176- [أخبرنا أبو سهل المهراني أنبأ أبو الحسين العطار أخبرني أبو(1/374)
عبد الله النحوي ثنا محمد بن إسماعيل] البخاري: ((ربيع بن بدر، ويقال له: عليلة السعدي التميمي البصري ضعفه قتيبة)).
177- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الحجاجي ثنا أبو الجهم المشعراني ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: ((الربيع بن بدر، يقال له: عليلة، واهي الحديث)).
وقد روي عن ابن عباس من وجه آخر:
178- أخبرناه محمد بن الحسين الصوفي وأحمد بن محمد بن الحارث قالا: أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ثنا أحمد ابن بكر أبو سعيد ببالس نا محمد بن مصعب القرقساني ثنا] إسرائيل عن جابر عن جابر عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(1/375)
((إذا توضأ أحدكم فيتمضمض وليستنشق والأذنان من الرأس))].
قال علي بن عمر [الدارقطني]: ((جابر ضعيف وقد اختلف عنه فأرسله الحكم بن عبد الله أبو مطيع عن إبراهيم بن طهمان عن جابر عن عطاء وهو أشبه بالصواب.(1/376)
179- [حدثنا به محمد بن القاسم بن زكريا ثنا عباد بن يعقوب ثنا أبو مطيع عن إبراهيم بن طهمان عن جابر عن عطاء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إن المضمضة والاستنشاق من وظيفة الوضوء، ولا يتم الوضوء إلا بهما، والأذنان من الرأس)) )).].
وروي عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء [عن ابن عباس] واختلف عنه.
180- [أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر الحارثي قالا: أنبأ علي ابن عمر الحافظ ثنا أبو سهل بن زياد ثنا الحسن بن العباس ثنا سويد بن سعيد ثنا] القاسم بن غصن عن إسماعيل [بن مسلم] عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((المضمضة والاستنشاق سنة، والأذنان من الرأس)).(1/377)
قال علي [بن عمر]: ((إسماعيل بن مسلم [المكي] [ضعيف] والقاسم بن غصن مثله)).
قال علي: ((خالفه علي بن هاشم فرواه عن إسماعيل بن مسلم المكي عن عطاء عن أبي هريرة، ولا يصح)).
181- [أخبرناه أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد ابن القاسم بن مساور ثنا الحسن بن شبيب المكتب ثنا علي بن هاشم (ح).
182- وأخبرنا أبو جعفر كامل بن أحمد العزائمي أخبرني محمد بن عبد الله بن يونس أنبأ الحسن بن سفيان ثنا زكريا بن يحيى الواسطي ثنا علي بن هاشم عن إسماعيل عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((من توضأ فليتمضمض وليستنشق، والأذنان من الرأس)).(1/378)
وفي حديث ابن عبدان:
((إذا توضأ أحدكم .. .. )) والباقي [مثله].
إسماعيل بن مسلم المكي هذا لا يحتج بحديثه.
183- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف -قرئ عليه من كتابه- ثنا أبو موسى هارون بن عبد الصمد الرحبي ثنا علي بن المديني قال: وسمعته يقول -يعني: يحيى بن سعيد القطان- وقيل له في إسماعيل بن مسلم، قال: بشر بن منصور(1/379)
أسقط شهادته.
فقال:
184- حدثنا محمد بن المثنى قال: ما سمعت عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن إسماعيل بن مسلم المكي.
185- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ((إسماعيل بن مسلم المكي ليس بشيء)).(1/380)
186- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الطرائفي] قال: [سمعت عثمان] الدارمي [يقول]: ((وسألته يعني [يحيى] ابن معين عن إسماعيل بن مسلم المكي؟ فقال: ليس بشيء. قلت: فإسماعيل بن مسلم العبدي؟ فقال: ثقة)).
187- [أخبرنا أبو سهل المهراني أنبأ أبو الحسين العطار أخبرني أبو عبد الله النحوي قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ((إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن والزهري، تركه ابن المبارك، وربما روى عنه)).(1/381)
188- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الحجاجي ثنا أبو الجهم ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: ((إسماعيل بن مسلم واهي الحديث جداً. قال علي: أجمع أصحابنا على ترك حديثه)).
وقد روى هذا الحديث من وجه آخر عن ابن عباس:
189- أخبرناه محمد بن الحسين بن موسى أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن الحسين بن سعيد الهمداني ثنا أبو يحيى بن [أبي] مسرة ثنا خلاد ابن يحيى ثنا] محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس أن النبي(1/382)
صلى الله عليه وسلم قال:
((الأذنان من الرأس)).
محمد بن زياد هذا هو الطحان: كذاب خبيث.
190- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عباس بن محمد ثنا يحيى بن معين قال: الميموني اسمه محمد بن زياد الطحان، قال سمعت الميموني قال: سمعت ابن عباس قال: ((كبرت الملائكة على آدم عليه السلام أربعاً)).(1/383)
قال يحيى: قيل له -وهو في السوق- هذه الأحاديث: [فقال: ((قد] سمعتها وكان كذاباً خبيثاً)).
191- أخبرنا أبو سهل المهراني أنبأ أبو الحسن العطار أنا أبو عبد الله النحوي قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ((محمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران، هو متروك الحديث. قال عمرو بن زرارة: كان محمد بن زياد يتهم بوضع الحديث)).
192- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الحجاجي ثنا أبو الجهم ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: ((محمد بن زياد الطحان كان(1/384)
كذاباً، يحمل عن ميمون بن مهران)).
193- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، قال: محمد بن زياد الجزري اليشكري الحنفي يروي عن ميمون بن مهران وغيره الموضوعات))].(1/385)
ورواه يوسف بن مهران عن ابن عباس موقوفاً:
194- [أخبرنا أبو بكر الحارثي الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا إبراهيم ابن حماد ثنا العباس بن يزيد ثنا وكيع ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: ((الأذنان من الرأس)).
195- وأخبرنا أبو بكر أنبأ علي نا أبو بكر بن أبي حامد الخطيب نا محمد بن إسحاق الواسطي ثنا أبو منصور نا] عمر بن قيس [المكي] عن عطاء عن ابن عباس [قال: ((الأذنان من الرأس في الوضوء، ومن الوجه في(1/386)
الإحرام))].
وعمر [بن قيس] ضعيف.
196- [أخبرني بذلك السلمي والحارثي عن علي بن عمر الحافظ،(1/387)
وربما نحتاج إلى ضعفه فيما بعد، فسنذكره إن شاء الله تعالى.
وروي عن ابن عباس وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
197- حدثناه أبو عبد الرحمن السلمي إملاءً أنا محمد بن عبد الواحد الرازي ثنا محمد بن أحمد بن علي البرذعي ثنا الحسن بن مأمون البرذعي ثنا بشر ابن عمرو بن سام ثنا أبي عمرو بن سام ثنا] عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عمر وابن عباس [قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((الأذنان من الرأس)).
هذا إسناد واهٍ، لا تقوم به الحجة، وأكثر رواته مجهولون، فإن سلم منهم فعبد الوهاب بن مجاهد علة الطريق وهو ليس بالقوي ولم يسمع من أبيه.
198- أخبرنا محمد بن الحسين السلمي أنا أبو الحسين الحمودي نا محمد بن علي الحافظ حدثنا محمد بن المثنى قال: (([ما] سمعت يحيى-يعني: ابن سعيد- ولا عبد الرحمن حدثا عن عبد الوهاب بن مجاهد شيئاً قط)).
199- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن محمد بن(1/388)
يعقوب ثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى] بن معين [يقول]: عبد الوهاب ابن مجاهد ضعيف.
200- [أخبرنا أبو سهل المهراني أخبرنا أبو الحسن العطار أخبرني أبو عبد الله النحوي قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول]: ((عبد الوهاب بن مجاهد ابن جبر مولى السائب القري عن أبيه. قال وكيع: كانوا يقولون: إنه لم يسمع من أبيه شيئاً)).
201- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله قال: عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر يروي عن أبيه أحاديث موضوعة.(1/389)
وأما حديث جابر [بن عبد الله] [رضي الله عنه]:
202- [فأخبرني أبو جعفر كامل بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المستملي بقراءتي عليه أخبرني أبو عمرو الخفاف -عوداً وبدءاً- نا الحبان بن محمد الحباب التستري ثنا عثمان بن حفص ثنا] سلام نا إسماعيل بن أمية وإسماعيل المكي عن عطاء عن جابر [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(1/393)
((إذا توضأ أحدكم فليمضمض وليستنشق، والأذنان من الرأس)).
203- أخبرناه أبو عبد الله الحافظ في كتاب ((التاريخ)) أنبأ أبو عمرو بن مطر .. .. فذكره مثله، إلا أنه لم يذكر سلاماً في إسناده، وهم فيه الراوي عن إسماعيل أو من دونه] وذكر جابر فيه خطأ.
وقد اختلف [فيه] على إسماعيل المكي كما سبق ذكري له [والله أعلم].
والأشبه بالصواب حديث عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم ذكري له؛ والله أعلم.
وأما حديث أبي موسى [الأشعري رضي الله عنه]:
204- [فأخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر الحارثي الفقيه قالا: أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن مخلد ثنا أبو حاتم الرازي ثنا] علي بن جعفر بن زياد الأحمر ثنا عبد الرحيم بن سليمان ثنا أشعث عن الحسن عن أبي موسى [عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(1/394)
((الأذنان من الرأس))].
قال علي [بن عمر]: ((رفعه علي بن جعفر عن عبد الرحيم، والصواب موقوف؛ فالحسن لم يسمع من أبي موسى.
205- حدثناه جعفر بن محمد [الواسطي] ثنا موسى بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي شيبة ثنا عبد الرحيم عن أشعث [عن الحسن] عن أبي(1/395)
موسى قال: ((الأذنان من الرأس)) موقوف)).
قال علي: ((تابعه إبراهيم بن موسى الفراء وغيره عن عبد الرحيم)).
206- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد الأسفرائيني أنبأ أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء] قال: [سمعت] علي ابن المديني [يقول]: الحسن لم يسمع من أبي موسى [الأشعري.
وقال علي: وكان بالبصرة زمن عمر رضي الله عنه].
ورواه يونس بن عبيد عن الحسن أنه قال: ((الأذنان من الرأس)) وهو(1/396)
الصواب.
وأما حديث أبي هريرة [رضي الله عنه:
207- فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا أبو] عثمان عمرو بن الحصين البصري عن محمد بن علاثة عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[((تمضمضوا واستنشقوا والأذنان من الرأس))].
208- [أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو محمد دعلج بن أحمد(1/397)
السجزي ثنا محمد بن أيوب الرازي أنبأ عمرو بن الحصين فذكره بنحوه].
209- أخبرنا [الحاكم] أبو عبد الله [قال]: ((تفرد به محمد بن علاثة عن عبد الكريم [بن مالك الجزري] وابن علاثة: هو أبو اليسير القاضي محمد بن عبد الله بن علاثة الشامي ذاهب الحديث بمرة، وله مناكير عن الأوزاعي وغيره من أئمة المسلمين)).
فمنها ما:
210- [حدثناه عبد الباقي بن قانع الحافظ أنبأ الحسن بن إسحاق التستري ثنا عمرو بن الحصين ثنا ابن علاثة ثنا] الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]:
((لا حسد ولا ملق إلا في طلب العلم)).(1/398)
[قال أبو عبد الله: ((فمن تدبر هذا الحديث اكتفى به عما رواه من المناكير))].
[وقال علي بن عمر: ((عمرو بن الحصين وابن علاثة ضعيفان))].
وروي عن [يحيى بن سعيد الأنصاري عن ابن المسيب:(1/399)
211- أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ عبد الصمد بن علي بن مكرم البزار ببغداد ثنا إسماعيل بن الفضل البلخي ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا] إسماعيل بن عياش عن يحيى [بن سعيد] [الأنصاري] عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((الأذنان من الرأس))].
قال الحاكم [أبو عبد الله]: تفرد به إسماعيل [بن عياش] عن يحيى [ابن سعيد، وإسماعيل بن عياش على جلالة محله إذا انفرد بحديث لم يقبل منه لسوء حفظه] وقد [تقدم ذكري لما قال أئمتنا - رضي الله عنهم في] إسماعيل [بن عياش].
[وروي [من أوجه أخر] عن [أبي هريرة:
212- أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر الحارثي الفقيه أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا جعفر القلانسي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا البختري (ح).(1/400)
قال علي: وحدثنا عبد الله [بن أحمد] بن ثابت ثنا القاسم بن عاصم ثنا سعيد بن شرحبيل ثنا] البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((الأذنان من الرأس))].
قال علي [بن عمر]: ((البختري بن عبيد ضعيف وأبوه مجهول)).
213- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله [الحافظ رحمه الله في أسامي المجروحين من كتاب ((المدخل))]: ((بختري بن عبيد الطائي [روى] عن(1/401)
أبيه عن أبي هريرة أحاديث موضوعة، [يروي عنه هشام بن عمار وغيره])).
وروى عبد الله بن محرر عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة موقوفاً. وعبد الله بن محرر ساقط قد تقدم ذكري له.
214- [أخبرنا أبو بكر الحارثي الفقيه أنبأ علي بن عمر ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق ثنا عبد الله بن محرر عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال: ((الأذنان من الرأس)).
قال علي: ((ابن محرر متروك))].(1/402)
وأما حديث أنس [بن مالك] رضي الله عنه [فروي عن عبد الحكم عن أنس] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال:
((الأذنان من الرأس))].
قال [أبو الحسن] [الدارقطني]: ((عبد الحكم لا يحتج به)).
215- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسين السلمي أنبأ أبو الحسين الحجاجي ثنا أبو الجهم ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: زياد بن ميمون وأبو هرمز وعبد الحكم الذين يروون عن أنس، لا ينبغي أن يشتغل بحديثهم)).
216- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ في أسماء المجروحين من كتاب ((المدخل)): ((عبد الحكم بن عبد الله القسملي، روى عن أنس أحاديث(1/403)
موضوعة)).
217- أخبرنا أبو سهل المهراني أنبأ أبو الحسين العطار أخبرني أبو عبد الله النحوي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول]: ((عبد الحكم القسملي البصري عن أنس وأبي [بكر] الصديق منكر الحديث)).
وروي بإسناد آخر ضعيف عن أنس:
218- [أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن حلبس البخاري ثنا علي بن الحسين بن عبدة البخاري ثنا حفص بن داود الربعي ثنا عيسى الغنجار عن خارجة عن الهيثم بن جماز] عن يزيد(1/404)
الرقاشي عن أنس [عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((الأذنان من الرأس))].
وأما حديث أبي أمامة [الباهلي صدي بن عجلان رضي الله عنه:
219- فأخبرناه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ(1/405)
ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة] عن حماد بن زيد ثنا سنان بن ربيعة أبو ربيعة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً ثلاثاً ومسح برأسه وقال:
((الأذنان من الرأس)).
وكان [رسول الله] صلى الله عليه وسلم يمسح المأقين].(1/406)
220- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عباس الدوري] قال: [سمعت يحيى] بن معين [يقول]: ((سنان بن ربيعة يحدث عنه حماد [بن زيد] ليس بالقوي وقد روى عنه السهمي)).(1/414)
221- [أخبرنا محمد بن الحسين السلمي ثنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الجرجاني ثنا أبو القاسم البغوي ثنا محمود بن غيلان ثنا النضر بن شميل ثنا ابن عون، وذكر عنده شهر بن حوشب، فقال: ((إن شهراً نزكوه، إن شهراً نزكوه)).(1/415)
قوله: ((نزكوه)) أي: طعنوا فيه، وأخذته ألسنة الناس.
222- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو إسحاق الفزاري ثنا أبو الحسين الغازي ثنا عمرو بن علي قال: ((لم أسمع يحيى بن سعيد يحدث عن شهر شيئاً قط)).(1/416)
223- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ثنا إسماعيل بن أحمد الجرجاني ثنا أبو القاسم البغوي ثنا محمود بن غيلان ثنا شبابة قال: سمعت شعبة يقول: ((كان شهر بن حوشب رافق رجلاً من أهل الشام فسرق عيبته)).
224- أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن سليمان ثنا بندار ثنا يحيى القطان عن عباد بن منصور قال: ((حججت مع شهر ابن حوشب فسرق عيبتي في الطريق)).(1/417)
225- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا أبي قال: ((كان شهر بن حوشب على بيت المال، فأخذ خريطةً فيها دراهم، فقال القائل:
لقد باع شهرٌ دينه بخريطةٍ ... فمن يأمن القراء بعدك يا شهر(1/418)
226- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسين الحجاجي ثنا أبو الجهم حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال: ((شهر بن حوشب أحاديثه لا تشبه حديث الناس:
عمرو بن خارجة كنت آخذ بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/419)
أسماء بنت يزيد: كنت آخذ بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كأنه مولع بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحديثه دال عليه، فلا ينبغي أن يغتر به وبروايته)).
227- أخبرنا محمد بن الحسين أنا علي بن عمر الحافظ] ثنا دعلج [ابن أحمد] قال: سألت موسى بن هارون عن هذا الحديث؟ فقال: ((ليس بشيء، شهر بن حوشب فيه وشهر [بن حوشب] ضعيف، والحديث في(1/420)
رفعه شك)).(1/421)
وبصحة ما قاله موسى [بن هارون:
228- أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن محمد الفقيه أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا] أبو داود ثنا سليمان بن حرب ومسدد وقتيبة عن حماد [بن زيد] عن سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة ذكر وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح المأقين قال: وقال:
((الأذنان من الرأس)).(1/423)
قال سليمان بن حرب: ((يقولها أبو أمامة)).
قال قتيبة: ((قال حماد: لا أدري هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو أبي أمامة يعني: قصة الأذنين)).
قال: ((قتيبة: عن سنان بن ربيعة)).
229- [وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ علي بن عمر ثنا عبد الله بن جعفر] ابن خشيش ثنا يوسف بن موسى [القطان] ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد [بن زيد] عن سنان [بن ربيعة] عن شهر [بن حوشب] عن أبي أمامة أنه وصف وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: [كان] [رسول الله صلى الله عليه وسلم ] إذا توضأ مسح مأقيه بالماء. وقال أبو أمامة: ((الأذنان من الرأس)).
قال سليمان بن حرب: (( ((الأذنان من الرأس)) إنما هو من قول أبي أمامة فمن قال غير هذا فقد بدل، أو كلمة قالها سليمان، أي: أخطأ)).
قال علي بن عمر: ((وقفه سليمان عن حماد، وهو ثقة ثبت)).
وروي [من وجه آخر عن أبي أمامة:
230- أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي ثنا أبو الحسن المحمودي ثنا محمد(1/424)
ابن علي الحافظ [(ح).
231- أخبرنا محمد بن الحسين] وأبو بكر الحارثي أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني ثنا ابن مبشر ثنا محمد بن حرب وثنا أحمد بن سلمان نا يحيى بن جعفر قالا نا علي بن عاصم ثنا جعفر بن الزبير، وحدثنا أبو عيسى محمد بن أحمد بن قطن نا العباس بن عبد الله الترقفي أخبرنا أبو جابر أخبرني] جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة [عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((الأذنان من الرأس)).].(1/425)
[قال الدارقطني]: ((جعفر بن الزبير متروك)).
232- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول: ((جعفر بن الزبير ضعيف)).
233- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن المحمودي ثنا محمد ابن علي الحافظ ثنا محمد بن المثنى قال: ((ما سمعت يحيى بن سعيد القطان حدث عن محمد بن إسحاق شيئاً قط ولا عن جعفر بن الزبير)).
234- أخبرنا أبو سهل المهراني أنبأ أبو الحسين العطار أخبرني أبو عبد الله النحوي قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ((جعفر بن الزبير الشامي عن القاسم، وهو متروك الحديث)).(1/426)
وروي من وجه آخر عن أبي أمامة:
235- أخبرنا محمد بن الحسين وأحمد بن محمد الحارثي أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا أحمد بن عيسى الخشاب ثنا عبد الله بن يوسف ثنا عيسى بن يونس] عن أبي بكر بن أبي مريم قال: سمعت راشد ابن سعد عن أبي أمامة [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((الأذنان من الرأس))].(1/427)
قال علي بن عمر: ((أبو بكر بن أبي مريم ضعيف)).
236- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى] ابن معين [يقول]: ((الإفريقي ليس به بأس وفيه ضعف، وهو أحب إلي من أبي بكر ابن أبي مريم الغساني)).
237- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الحجاجي ثنا أبو(1/428)
الجهم ثنا إبراهيم بن يعقوب قال: ((أبو بكر بن أبي مريم ليس بالقوي في الحديث، وهو متماسك))].
وأما حديث عبد الله بن زيد [رضي الله عنه]:
238- [فأخبرناه كامل بن أحمد المستملي أخبرني أبو عمر الحيري ثنا عمران بن موسى بن مجاشع ثنا] سويد بن سعيد ثنا يحيى بن زكريا [بن أبي زائدة] عن شعبة عن حبيب [بن زيد] عن عباد [بن تميم] عن عبد الله بن زيد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ بثلثي مد وجعل يدلك والأذانان من الرأس.(1/429)
سويد بن سعيد الحدثاني الأنباري: اختلط بعد أن كتب عنه مسلم [ابن الحجاج] ولعله لو عرف تغيره لما روى عنه في ((الصحيح)).
[قال أبو عيسى الترمذي: قلت للبخاري: فإنهم يذكرون عن سويد بن سعيد عن ابن أبي زائدة عن شعبة عن حبيب بن زيد، فقال: ((هو حبيب بن(1/431)
زيد، ودع سويد، وضعفه جداً، وقال: كلما لقن شيئاً تلقنه، وضعف أمره)).
239- أخبرنا أبو علي الروذباري -قراءة عليه- قال: سمعت أبا بكر أحمد بن كامل يقول: سمعت محمد بن موسى يقول: قال يحيى بن معين: ((لو أن لي خيلاً ورجالاً خرجنا إلى سويد حتى أحاربه بلغني أنه إنما قال ذلك] حين ذكر له روايته عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس [عن النبي صلى الله عليه وسلم قال]:
((من عشق فعف، وكتم فمات؛ مات شهيداً)).
فقال: ((لو كان لي فرس ورمح لكنت أغزو سويد بن سعيد)).
ونحن نذكر حاله أبين من هذا في مسألة القراءة خلف الإمام [إن شاء(1/432)
الله].
وأما حديث سمرة [بن جندب] [رضي الله عنه]:
240- [فحدثناه أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ إملاء ثنا أبو عمرو بن مطر، ثنا محمد بن عثمان بن أبي سويد الذارع ثنا هدبة بن خالد ثنا همام بن يحيى عن سعيد بن أبي عروبة قال: كنت إلى جنب منبر] الحجاج ابن يوسف فقال في خطبته: سمعت سمرة [بن جندب] يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[((الأذنان من الرأس))].
والحجاج [بن يوسف] لا يحتج بحديثه إن كان محفوظاً عنه(1/433)
والطريق إليه سليم ولا يخفى حاله على أحد.
وأما حديث عائشة رضي الله عنها:
241- [فأخبرناه أبو جعفر العزائمي أخبرني أحمد بن إبراهيم الحوري ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق المروزي حدثنا إسماعيل بن بشر البلخي ثنا] عصام بن يوسف ثنا ابن المبارك ثنا ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة [قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((المضمضة والاستنشاق من الوضوء الذي لا تتم الصلاة إلا به، والأذنان من الرأس)).(1/434)
242- أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الفقيه المعدل فذكره بمثله حرفاً بحرف].
وهم فيه عصام [بن يوسف] أو من دونه والصواب مرسل.
243- [وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر الحارثي قالا: أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا علي بن الفضل بن طاهر البلخي ثنا حماد بن محمد بن حفص ببلخ ثنا] محمد بن الأزهر [الجوزجاني] ثنا الفضل بن موسى [السيناني] عن ابن جريج [فذكره] بمعناه مسنداً.(1/435)
قال علي: ((كذا قال والمرسل أصح)).
قال البيهقي رحمه الله تعالى: ((هؤلاء الذين وصلوا هذا الإسناد، تارة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس [كما قدمانا ذكره]، وتارة عن ابن جريج عن سليمان [بن موسى] عن الزهري عن عروة عن عائشة، وغير ذلك مما سبق ذكرنا له، ليسوا من أهل الصدق والعدالة، بحيث إذا انفردوا بشيء يقبل ذلك منهم أو جاز الاحتجاج بخبرهم، فكيف إذا خالفوا الثقات، وباينوا الأثبات، وعمدوا إلى المعضلات؛ فجودوها، وقصدوا إلى المراسيل والموقوفات؛ فأسندوها، والزيادة إنما هي مقبولة عن المعروف بالعدالة، والمشهور بالصدق والأمانة، دون من كان مشهوراً بالكذب والخيانة، أو منسوباً إلى نوع من الجهالة [فقد:
244- أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني أنبأ أبو نصر الداني أنبأ أبو سفيان بن محمد الجوهري أنبأ علي بن الحسين ثنا عبد الله بن الوليد العدل] عن [سفيان] الثوري عن ابن جريج عن سليمان بن موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(1/436)
[((من توضأ فليمضمض وليستنشق، والأذنان من الرأس))].
وهذا هو الصواب وبذلك لا تثبت الحجة عندنا.
[وقد روي من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها من قولها:
245- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر الحارثي أنا علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا طالوت بن عباد نا] اليمان أبو حذيفة عن عمرة قالت: سألت عائشة رضي الله عنها عن الأذنين؟ قالت: من الرأس. وقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح أذنيه ظاهرهما وباطنهما إذا توضأ.
[قال علي بن عمر: ((اليمان ضعيف)).
246- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري] قال: [سمعت يحيى] بن معين [يقول]: يمان ابن المغيرة [ليس بشيء.
247- [أخبرنا أبو سهل المهران أنبأ أبو الحسن أخبرني أبو عبد الله(1/437)
الروياني قال: سمعت محمد بن إسماعيل] البخاري: ((يمان بن المغيرة] أبو حذيفة: العنزي.
قال وكيع: التيمي منكر الحديث)).
248- [أخبرنا محمد بن الحسين السلمي أنبأ أبو الحسين الطرائفي قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى: واليمان بن المغيرة، كيف حديثه؟ قال: ((ليس بشيء)).
249- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسين الحجاجي ثنا أبو الجهم ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: ((يمان بن المغيرة لا يحمد الناس حديثه)).(1/438)
وربما استدلوا بما:
250- [أخبرنا أبو علي الروذباري رحمه الله أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ثنا يزيد بن هارون ثنا عباد بن منصور عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير] عن ابن عباس [رضي الله عنهما]: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ .. .. فذكر الحديث [كله] ثلاثاً ثلاثاً.
قال: ((ومسح برأسه وأذنيه مسحةً واحدة)).(1/440)
وهذا لو صح فلا حجة لهم فيه إذ يجوز أنه عزل سبابتيه فمسح بها أذنيه، كما روى في بعض الأخبار والحكاية حكاية حال.
وقد روي عن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده:
251- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا طلق بن غنام وعمر بن حفص بن غياث أنبأ ليث ثنا طلحة عن أبيه عن جده] قال: كان رسول الله(1/442)
صلى الله عليه وسلم إذا مسح رأسه استقبل رأسه بيديه حتى يأتي على أذنيه وسالفته.(1/443)
252- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسين أحمد بن محمد الطرائفي -قراءة عليه- قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت علي بن عبد الله المديني يقول]: قلت لسفيان: [إن] ليثاً روى عن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فأنكر ذلك سفيان وعجب أن يكون جد طلحة لقي النبي صلى الله عليه وسلم .
قال علي: وسألت عبد الرحمن بن مهدي عن نسب جد طلحة فقال: عمرو بن كعب أو كعب بن عمرو، وكانت له صحبة.
253- [أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة أنبأ] أبو داود قال: مسدد فحدثت به [يعني بحديث طلحة هذا] يحيى -[يعني] ابن سعيد القطان- فأنكره..
قال أبو داود: وسمعت [أحمد] يقول: ((ابن عيينة زعموا [كان] ينكره ويقول: إيش هذا طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده؟)).(1/445)
254- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ومحمد بن الحسين السلمي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عباس بن محمد الدوري قال: قلت ليحيى بن معين: طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده، رأى جده رسول الله صلى الله عليه وسلم ]؟
قال يحيى: ((المحدثون يقولون: رآه. وأهل بيت طلحة يقولون: ليست له صحبة)).
255- وروي عن عروة بن قبيصة عن رجل من الأنصار عن أبيه عن عثمان أنه قال: ((الأذنان من الرأس)).
وليس من شرطنا قبول خبر رجل لا يعرف باسمه فكيف بعدالته وصدقه؟
256- [أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو عبد الله -يعني أحمد بن حنبل- ثنا وكيع ثنا حسين عن ابن بحر العبسي عن زيد العمي] عن إبراهيم(1/446)
قال: أما أنا فأغسل مقدمها مع وجهي، وأمسح مؤخرهما مع رأسي فإن كانتا من الوجه كنت قد غسلتهما وإن كانتا من الرأس كنت قد مسحتهما.
وبلغني عن أبي العباس ابن سريج أنه كان يغسلهما ثلاثاً مع الوجه ويمسحهما ثلاثاً مع الرأس وثلاثاً على الانفراد خروجاً من الخلاف [والله(1/447)
أعلم] وبه التوفيق.(1/448)
مسألة (10): وتفريق الوضوء غير جائز في قوله القديم.
وقال: يجوز في الجديد.(1/451)
وهو مذهب أبي حنيفة.
ووجه قولنا لا يجوز من طريق الخبر ما:
257- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ -قراءة عليه- قال: حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ثنا سلمة بن شبيب ثنا الحسن بن محمد بن أعين أنبأ معقل عن أبي الزبير عن جابر قال: أخبرني] عمر [بن الخطاب] أن رجلاً توضأ فترك موضع ظفرٍ على قدميه فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
((ارجع فأحسن وضوءك)).
فرجع ثم صلى.
أخرجه مسلم في ((الصحيح)) [عن سلمة بن شبيب].(1/452)
وروي هذا المتن بعينه من حديث أنس بن مالك بإسناد صحيح.
258- [أخبرنا أبو الحسين ابن بشران أنا أبو عمرو بن الشمائل أنا أحمد ابن يوسف الثعلبي ثنا هارون بن معروف ثنا ابن وهب (ح).
259- وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو حكيم الأنصاري ثنا حرملة ثنا ابن وهب.
260- وأخبرنا أبو بكر الحارثي الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ أنبأ أبو بكر النيسابوري ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي ثنا جرير بن حازم أنه سمع قتادة بن دعامة حدثنا أنس بن مالك] أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد توضأ وترك على قدميه مثل موضع الظفر فقال [له] رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((ارجع فأحسن وضوءك)).(1/454)
رواة هذا الحديث كلهم ثقات، مجمع على عدالتهم.
وشاهده ما:(1/456)
261- [أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا حيوة بن شريح ثنا بقية عن بحير -يعني: ابن سعد]- عن خالد عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :
إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يصلي في ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء [والصلاة])).(1/457)
262- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ القاضي أبو الحسن علي بن الحسين ابن مطرف ثنا ابن صاعد ثنا محمد بن عبد الله المخرمي ثنا قراد أبو نوح ثنا شعبة عن إسماعيل بن مسلم] عن أبي المتوكل قال: توضأ ابن عمر وبقي على رجله قطعة لم يصبها الماء، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء [والصلاة])).(1/459)
وهذا منقطع.
[و] روي ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفاً:
263- [أخبرناه محمد بن إبراهيم أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد] عن سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان [عن جابر قال: رأى عمر رجلاً يتوضأ فبقي في رجله لمعة فقال: ((أعد الوضوء)).(1/460)
264- وعن سفيان عن خالد الحذاء] عن أبي قلابة عن عمر مثله.
وأما وجه قولنا أنه يجوز: ما:
265- [أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ] الشافعي -[رحمه الله]- أنبأ مالك عن نافع عن ابن عمر أنه بال في السوق، فتوضأ وغسل وجهه ويديه، ومسح برأسه، ثم دخل المسجد؛ فدعى لجنازة فمسح على خفيه ثم صلى.(1/461)
وروي [ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
266- أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي أنا علي بن عمر الحافظ نا أحمد ابن عبد الله نا الحسن بن عرفة ثنا هشيم عن الحجاج وعبد الملك عن عطاء] عن عبيد بن عمير الليثي أن عمر [بن الخطاب رضي الله عنه] رأى رجلاً وبظهر قدميه لمعة لم يصبها الماء [قال:] فقال له عمر [رضي الله عنه]: أبهذا الوضوء تحضر الصلاة؟ فقال: يا أمير المؤمنين! البرد شديد وما معي ما يدفيني، فرق له بعد ما هم به، قال: فقال له: اغسل ما تركت من قدمك وأعد الصلاة، وأمر له بخميصة.(1/462)
هذا يدل على أن الذي أمر به عمر [رضي الله عنه] من إعادة الوضوء على طريق الاستحباب.
وقوله صلى الله عليه وسلم : ((ارجع فأحسن وضوءك)) يريد به [إن شاء الله تعالى] غسل ما لم يصبه الماء.
والحديث الآخر منقطع.
وحديث ابن عمر ثابت لا شك فيه.
وحديث عمر [الآخر] إسناده جيد.
والصحيح أنه يجوز كما قال في الجديد.
267- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو محمد أحمد بن عبد الله بن محمد المزني ثنا أبو بكر محمد بن عمير الرازي قدم علينا هراة ثنا علي بن إسحاق ثنا إسماعيل بن يحيى ثنا مسعر عن حميد بن سعد] عن أبي سلمة(1/463)
ابن عبد الرحمن عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت: يا رسول الله! إن أهلي تغار [علي] إذا وطئت جواري.
قال: ((ولم تعلمهن بذلك؟)).
فقلت: من قبل الغسل.
قال: ((فإذا كان ذلك منك؛ فاغسل رأسك عند أهلك، فإذا حضرت الصلاة فاغسل سائر بدنك)).
وفي هذا -إن صح- [دليل على] جواز تفريق الغسل، إلا أنه غير معروف، وفي إسناده ضعف.(1/464)
268- [أخبرنا أبو بكر الحارثي أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو عامر ثنا] عمر بن عبد الواحد حدثني الأوزاعي حدثني [محمد] بن عجلان أن رجلاً أتى سعيد بن المسيب فقال: إني اغتسلت ونسيت أن أصب على رأسي، قال: فأمر رجلاً عنده أن يأتي به الجب فيصب على رأسه دلواً من الماء.
[قال]: ولا يأخذ به الأوزاعي.(1/465)
269- [أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا ابن ناجية ثنا أبو الوليد بن مسلم أخبرني رجل عن عمرو بن دينار عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لذلك الرجل -يعني: رجلاً توضأ فترك في رجليه موضع درهمٍ لم يصبه الماء-:
((انطلق فأحسن وضوءك)).
فرجع الرجل فغسل ذلك المكان.](1/466)
مسألة (11): ولا يجوز الوضوء إلا مرتباً.
وقال أبو حنيفة: يجوز منكوساً.
وقد قال الله عز وجل: {[يا أيها الذين آمنوا] إذا قمتم إلى(1/467)
الصلاة فاغسلوا وجوهم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}.
فوجب الابتداء بما بدأ الله به بدليل [ما:
270- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان الشيرازي -قراءة عليه من أحاديثه- أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني ثنا ابن أبي مريم [نا] الفريابي (ح).
271- وأخبرنا علي أنا سليمان قال: وحدثنا حفص بن عمر ثنا قبصة قالا: ثنا سفيان عن جعفر عن أبيه عن] جابر [بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]:
((ابدؤوا بما بدأ الله عز وجل به: {إن الصفا والمروة من شعائر الله})).(1/468)
272- [أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو دود ثنا النفيلي وعثمان بن أبي شيبة وهشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقيان قالوا: أنا حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم .. .. وذكر] حديث الحج بطوله.
قال: ثم خرج من الباب إلى الصفا [يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم ] فلما دنا من الصفا قرأ:
(({إن الصفا والمروة من شعائر الله} نبدأ بما بدأ الله به)).
فبدأ بالصفا.(1/470)
[أخرجه مسلم في ((الصحيح)) عن أبي بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه عن حاتم بن إسماعيل.
قالوا: ويقتضي الترتيب بدليل هذا الخبر، وبدليل ما:
273- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا وكيع بن الجراح ثنا سفيان بن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة] عن عدي بن حاتم قال: خطب رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله(1/472)
فقد غوى)).
[أخرجه مسلم في ((الصحيح)) عن أبي بكر بن أبي شيبة وابن نمير عن وكيع].
فإن عارضوه بما:
274- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن عبد الله العطار ببغداد ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن حماد أنبأ شعبة (ح).
275- وأخبرنا الأستاذ أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس ابن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن منصور] عن عبد الله بن يسار(1/473)
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده)).
وفي رواية [يحيى بن حماد]:
((قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان)).
276- حدثناه أبو سعد الزاهد -رحمه الله- إملاءً أنبأ أبو بكر محمد ابن إبراهيم بن حسنويه الوراق ثنا أبو عمرو أحمد بن نصر ثنا عمرو بن علي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة .. .. فذكره بإسنادٍ مثله، إلا أنه قال:
((ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان)).(1/474)
وقال مسعر عن معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار عن قتيلة -امرأةٍ من جهينة- أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة .. .. ((ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شئت)).].
وهذا لا يعارض ما روينا، فإنه غير مخرج في واحد من ((الصحيحين))، ولا لعبد الله بن يسار هذا ذكر في ((الصحيح))، وبذلك(1/475)
يقع الترجيح.
فإن كان ثابتاً فإنما نهاه عن القول الأول وأمره بحرف ((ثم)) الذي هو للتراخي؛ لأن مشيئة الله [تعالى] قديمة لم تزل ولا تزال، ومشيئة العبد تكون متراخية، فلا يشاء إلا ما قد شاء الله، فنهاه عن حرف ((الواو)) الذي يوهم الاشتراك، وأمره بحرف ((ثم)) الذي هو للتراخي.
وأما الطاعة: فإن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة الله بفرض الله طاعته، فلو اقتصر على [ذكر] رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جائزاً، فلما ذكر الله معه بلفظ الجمع كرهه وأحب أن يبدأ بذكر الله ثم بذكره، ليكون أحسن في الأدب،(1/476)
ولولا احتمال الواو للترتيب لما أمره بذلك مع كراهية الجمع.
277- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد ابن عبد الله بن الحكم أنبأ ابن وهب (ح).
278- وحدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني قال: قرئ على ابن وهب أخبرك يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي أخبره أن] حمران مولى عثمان [أخبره أن عثمان] بن عفان رضي الله عنه دعا [يوماً] بوضوء، فتوضأ؛ فغسل كفيه ثلاث مرات، ثم مضمض واستنثر ثلاث مرات، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات، ثم غسل [يده] اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال:
[قال] رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه)).(1/477)
[اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في ((الصحيح)): فرواه البخاري من حديث الزهري، ورواه مسلم عن أبي الطاهر وحرملة عن ابن وهب.
وهكذا حدث عبد الله بن زيد.
ولم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ منكوساً قط.(1/478)
279- وقد أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنا محمد بن أيوب ثنا أبو الوليد ثنا عكرمة بن عمار (ح).
قال:
280- وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب وأبو عمرو محمد بن أحمد قالا: ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا العباس بن عبد العظيم العنبري ثنا النضر ابن محمد عن عكرمة بن عمار ثنا شداد بن عبد الله أبو عمار ويحيى بن [أبي] كثير عن أبي أمامة -قال عكرمة: ولقي شداد أبا أمامة وواثلة وصحب أنس إلى الشام وأثنى عليه فضلاً وخيراً عن أبي أمامة- قال: قال عمرو بن عبسة السلمي: كنت أنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالةٍ وأنهم ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأوثان، قال:
فسمعت رجلاً بمكة يخبر أخباراً، فقعدت على راحلتي، فقدمت عليه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفياً، جرءاء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنت؟
فقال: ((أنا نبيٌ)).
فقلت: وما نبيٌ؟
قال: ((أرسلني الله تبارك وتعالى)).
قلت: بأي شيء أرسلك؟
فقال: ((أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد لا يشرك به شيئاً)).
قلت له: فمن معك؟(1/479)
قال: ((حرٌ وعبدٌ)).
- قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال رضي الله عنهما ممن آمن به-.
فقلت: إني متبعك.
قال: ((إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني)).
قال: فذهبت إلى أهلي، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فقدم علي نفرٌ من أهل يثرب من أهل المدينة. فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراعٌ. وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك. فقدمت المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله! أتعرفني؟
قال: ((نعم، ألست الذي لقيتني بمكة؟)).
قال: قلت: بلى، [فقلت]: يا نبي الله! أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة؟
قال: ((صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس وحتى ترتفع، فإنها تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل، فإن(1/480)
الصلاة محضورة مشهودة، حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإن حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودةٌ محضورة، حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة، حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار)).
قال:] قلت: يا رسول الله! فالوضوء حدثني عنه.
قال: ((ما منكم من رجلٍ يقرب وضوءه فيمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته وفيه وخياشيمه مع الماء، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى(1/481)
[فحمد الله وأثنى عليه، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله، إلا انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه)).
فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة! انظر ما تقول في مقامٍ واحدٍ يعطى هذا الرجل؟ فقال عمرو: يا أبا أمامة! لقد كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وما بي حاجةٌ أن أكذب على الله ولا على رسوله، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرتين أو ثلاثاً -حتى عد سبع مرات- ما حدثت به أبداً، ولكني سمعته أكثر من ذلك)).(1/482)
لفظ حديث العنبري.
أخرجه مسلم بن الحجاج في ((الصحيح)) عن أحمد بن جعفر المعقري عن النضر بن محمد.
281- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي (ح).
282- وأخبرنا أبو علي الروذباري -واللفظ له- أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا] أبو داود [قالا:] ثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن موسى ابن أبي عائشة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء، فغسل كفيه ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذراعيه ثلاثاً، ثم مسح برأسه؛ فأدخل أصبعيه السباحتين في أذنيه [ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه وبالسباحتين] باطن أذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثاً [ثلاثاً] ثم قال:
((هكذا الوضوء فمن زاد على هذا أو نقص؛ فقد أساء وظلم، أو ظلم(1/483)
وأساء)).
ورواه الفضل بن موسى السيناني وغيره عن [سفيان] الثوري عن موسى ابن أبي عائشة عن عمرو بن شعيب عن جده عبد الله بن عمرو دون ذكر شعيب في الإسناد، وقد وصله عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي الثقة الثبت، وتابعه يعلى بن عبيد كلاهما عن [سفيان] الثوري عن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فلا يضرهما من خالفهما.
وربما استدل أصحابنا بما:
283- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي حدثني خالي محمد بن(1/484)
سعيد بن زاده الأسدي حدثني عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه] عن معاوية بن [قرة حدثني] ابن عمر وأنس [بن مالك] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة، ثم قال:
((هذا وضوء الصلاة الذي لا يقبل الله الصلاة إلا به)).
ثم توضأ مرتين مرتين، ثم قال:
((هذا [وضوئي] وضوء الأنبياء قبلي ووضوء إبراهيم خليل الرحمن [من توضأ ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، فتح له ثمانية أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء)).].(1/485)
وهذا غير ثابت فإن زيد العمي ليس بالقوي.
[وتابعه سلام بن سليم، ومحمد بن الفضل بن عطية عن زيد(1/487)
العمي، وكلهم ضعفاء.]
ورواه المسيب بن واضح عن حفص بن ميسرة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، والله أعلم:
284- [أخبرنا أبو سعد يحيى بن أحمد بن علي الصائغ بالري وأبو أحمد الحسين بن علوسا بأسد آباد همدان قالا: ثنا أبو الحسن علي بن الحسن القاضي الجراحي ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا المسيب بن واضح عن(1/488)
حفص بن ميسرة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة مرة، وقال:
((وهذا وضوء من لا يقبل الله له الصلاة إلا به)).
ثم توضأ مرتين مرتين، فقال:
((هذا وضوء من يضاعف الله له الأجر مرتين مرتين)).
ثم توضأ ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال:
((هذا وضوئي ووضوء المرسلين من قبلي)).].
وهذا أيضاً ضعيف، والله أعلم.(1/489)
وربما استدلوا بما:
285- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا جعفر ابن محمد ثنا موسى بن أبي إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث عن ابن جريج عن سليمان بن موسى] عن مجاهد قال: قال عبد الله: ((لا بأس أن تبدأ برجليك قبل يديك)).
قال علي [بن عمر]: ((هذا مرسل ولا يثبت)).
وجهة إرساله أن مجاهد لم يسمع من عبد الله بن مسعود فالرواية المشهورة عن عبد الله في اليمين والشمال.
286- [أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ أبو إسحاق إبراهيم ابن عبد الله ثنا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن(1/490)
إسماعيل البخاري ثنا موسى ثنا عبد الواحد سمع الفرات بن أحنف سمع أباه سمع] عبد الله الهلالي سمع [عبد الله] بن مسعود: ((إن شاء بدأ في الوضوء بيساره)).
287- [وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أحمد بن عبد الله الوكيل ثنا الحسن بن عرفة ثنا هشيم عن عبد الرحمن المسعودي حدثني سلمة بن كهيل] عن أبي العبيدين عن(1/491)
عبد الله [بن مسعود] أنه سئل عن رجل توضأ فبدأ بمياسره؟ فقال: ((لا بأس)).
واحتجوا بما:
288- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر ثنا جعفر بن محمد الواسطي ثنا موسى بن إسحاق ثنا أبو بكر -يعني: ابن أبي شيبة- ثنا معتمر بن سليمان عن عوف] عن عبد الله بن عمرو بن هند قال: قال علي رضي الله عنه: ((ما أبالي إذا أتممت وضوئي بأي أعضائي بدأت)).
[قال:(1/492)
289- وأخبرنا علي ثنا محمد بن القاسم ثنا إسماعيل بن موسى نا معتمر وخلف بن أيوب عن عوف بهذا.]
وهذا منقطع.
روى أبو علي الصواف في كتاب ((العلل)) لأحمد عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل عن أبيه عن الأنصاري عن عوف عن عبد الله بن عمرو بن هند أن علياً رضي الله عنه قال: ما أبالي بأي أعضائي بدأت إذا أتممت الوضوء.
قال عوف: ولم يسمعه من علي.
ثم هو مطلق، وأظنه أراد ما:(1/493)
290- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ علي بن عمر ثنا جعفر بن محمد نا موسى بن إسحاق نا أبو بكر ثنا حفص بن غياث عن إسماعيل بن أبي خالد] عن زياد قال: قال علي: ((ما أبالي لو بدأت بالشمال قبل اليمين إذا توضأت)).
291- [وأخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر ثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل ثنا الحسن بن عرفة ثنا هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد] عن زياد مولى بني مخزوم قال: [قيل لعلي: إن أبا هريرة يبدأ بميامنه(1/494)
في الوضوء، فدعا بماءٍ فتوضأ فبدأ بمياسره.]
292- [وأخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر ثنا محمد بن القاسم بن زكريا نا إسماعيل بن بنت السدي نا علي بن مسهر عن إسماعيل بن أبي خالد عن زياد مولى بني مخزوم، قال:] [سأل رجلٌ علياً رضي الله عنه: أبدأ بالشمال قبل يميني في الوضوء؟ فأضرط به علي رضي الله عنه، ثم دعا بماء فبدأ بشماله قبل يمينه.
وهكذا رواه وكيع ومروان بن معاوية عن إسماعيل.(1/495)
وروي عن شعبة، لما:
293- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن يونس نا روح نا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن فراس أن رجلاً سأل علياً رضي الله قال: أغسل اليمين قبل الشمال؟ فضرط به، ثم دعا بماء، فغسل يده اليسرى قبل اليمنى.](1/496)
مسألة (12): وليس للمحدث مس المصحف.
وقال -يعني العراقيين-: له ذلك.
[ودليلنا من طريق الخبر، ما:
294- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إمام أهل الحديث في عصره -رحمه الله- ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار(1/497)
العطاردي ثنا يونس بن بكير عن أبي إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أبيه] أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن يفقه أهلها ويعلمهم السنة فذكر الحديث.
وقال: ((لا يمس أحد القرآن إلا وهو طاهر)).
295- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث أنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن سهل ثنا أبو مسعود أنبأ عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب في عهده: ((ولا يمس القرآن إلا طاهر)).(1/498)
كذا في كتابي ((عن جده))، ولم يذكر غيره، عن عبد الرزاق.
296- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ -فيما وجدت فيه سماعي بخط الشعبي في المحرم سنة ست وأربعين بتاريخ ذي القعدة سنة ثلاث وأربع مئة- أنبأ أبو جعفر محمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الحافظ بهمذان في شهر ربيع الأول سنة ست وأربعين وثلاث مئة ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر يخبرانه عن أبيهما عن جدهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كتب هذا الكتاب لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن: ((هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين أمره على اليمن؛ كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها:
((أن لا يمس القرآن إلا طاهر)).(1/500)
297- أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا الحكم بن موسى ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود حدثني الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن كتاباً فيه الفرائض والسنن والديات، وبعث به مع عمرو بن حزم .. .. فذكر الحديث، وفيه:(1/501)
((ولا يمس القرآن إلا طاهر)).(1/502)
298- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن علي بن عمر ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا سعيد بن محمد بن ثواب نا أبو عاصم أنبأ ابن جريج عن سليمان بن موسى قال: سمعت سالماً يحدث] عن أبيه قال: قال رسول(1/508)
الله صلى الله عليه وسلم :
((لا يمس القرآن إلا طاهراً)).(1/509)
299- [أخبرنا أبو الحسن العلاء بن محمد بن أبي سعيد المهرجاني أنبأ بشر بن أحمد الإسفرايني ثنا أبو محمد بن ناجية ثنا سعيد بن محمد بن ثواب المصري، .. .. فذكره بنحوه، إلا أنه قال: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم )).
300- أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن أحمد بن إسحاق الطسي ثنا محمد بن عبد الله الخصوصي ثنا عبد الله بن عبد المؤمن ثنا عمر بن يونس ثنا محمد بن جابر عن طارق عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا يمس القرآن إلا طاهر)).
301- أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسن السراج نا محمد بن عبد الله الخصوصي .. .. فذكره بإسناده، إلا أنه قال: ((عن أبي طارق)).
302- وأنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أنا أحمد بن سليمان الفقيه ببغداد ثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: سمعت(1/510)
أبي يحدث عن سويد أبي حاتم صاحب الطعام أنبأ مطر الوراق عن حسان بن بلال] عن حكيم بن حزام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه والياً إلى اليمن فقال:
((لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر)).(1/511)
303- [وأخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر أنا محمد بن مخلد ثنا جعفر بن أبي عثمان حدثني إسماعيل بن إبراهيم المنقري قال: سمعت أبي ثنا سويد أبو حاتم أنا مطر الوراق عن حسان بن بلال عن حكيم بن حزام] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لا تمس القرآن إلا وأنت على طهر)).
304- [وأخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا مهران الرازي حدثني جعفر الطيالسي .. .. فذكره بنحوه.(1/513)
305- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا الحسن بن الربيع ثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن إبراهيم] عن علقمة قال: كنا مع سلمان الفارسي [رضي الله عنه] في سفر فقضى حاجته، فقلنا له: توضأ حتى نسألك عن آية من القرآن. فقال: سلوني إني لست أمسه فقرأ علينا ما أردنا ولم يكن بيننا وبينه ماء.
قال الحاكم [أبو عبد الله]: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين [يعني البخاري ومسلم])).
وقد رواه [أيضاً] جماعة من الثقات عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد [عن سلمان:
306- أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال: حدثناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن يونس الضبي ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد عن الأعمش (ح).(1/514)
307- وأخبرنا أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي وأبو معاوية عن الأعمش (ح).
308- وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي -وسياق الحديث له- أنبأ علي ابن عمر الحافظ ثنا محمد بن مخلد ثنا الحساني ثنا وكيع ثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد] قال: كنا مع سلمان فخرج يقضي حاجته ثم جاء فقلت: يا أبا عبد الله! لو توضأت لعلنا نسألك عن آيات. قال: إني لست أمسه إنما {لا يمسه إلا المطهرون} فقرأ علينا ما شئنا)).(1/515)
309- [أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنا محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد ابن إبراهيم البوشنجي ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك] عن إسماعيل بن محمد ابن سعد [بن أبي وقاص] عن مصعب بن سعد أنه قال: كنت أمسك المصحف على سعد بن أبي وقاص فاحتككت فقال [سعد]: لعلك مسست ذكرك؟ فقلت: نعم. قال: قم فتوضأ فقمت فتوضأ ثم رجعت.
[هذا ثابت، رواه مالك في ((الموطأ)).
310- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا أحمد بن(1/516)
عبد الجبار ثنا يونس عن ابن إسحاق، فذكر قصة في إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ودخلوه على أخته .. .. ، فقال عمر رضي الله عنه لأخته: أرأيت ما كنت تقرأين؟ أعطيك موثقاً من الله لا أمحوها حتى أردها إليك، فلما رأت ذلك أخته، ورأت حرصه على الكتاب رجت أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم له، فقالت: إنك نجس، و{لا يمسه إلا المطهرون} .. .. وذكر باقي الحديث.](1/517)
مسألة (13): وليس للجنب قراءة القرآن وإن كان أقل من آية.
وحكى عن أبي حنيفة أنه قال: لو قرأ أقل من آية طويلة أو ثلاث آيات قصيرة جاز.(2/11)
ودليلنا عليه ما:
311- [أخبرنا الأستاذ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله ابن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة (ح).
312- وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ -واللفظ له- ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير وأبو داود (ح).
قال:
313- وحدثنا أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب وحفص بن عمر وحجاج بن منهال ومسلم بن إبراهيم قالوا: أنبأ شعبة عن عمرو بن مرة] عن عبد الله بن سلمة قال: دخلنا على علي رضي الله عنه أنا ورجلان: رجل منا ورجل من بني أسد، قال: فبعثهما لحاجته، وقال: إنكما علجان فعالجا عن دينكما، قال: ثم دخل المخرج ثم خرج فدعا بماء فغسل يديه ثم جعل يقرأ القرآن وكأنا أنكرنا، فقال: كأنما أنكرتما؟ كان(2/12)
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي الحاجة، ويقرأ القرآن، ويأكل اللحم، ولم يكن يحجبه -أو قال: يحجزه- عن قراءته شيء ليس الجنابة.(2/13)
قال الحاكم أبو عبد الله [رحمه الله]: ((هذا حديث صحيح الإسناد، والشيخان لم يحتجا بعبد الله بن سلمة، ومدار الحديث عليه، وعبد الله بن سلمة غير مطعون فيه))!!
314- [أخبرنا علي بن بشران أنا أبو جعفر الرزاز ثنا عبد الله بن محمد ابن شاكر ثنا حسين بن علي الجعفي ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر، وشعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحجبه عن قراءة القرآن شيء، إلا أن يكون جنباً.(2/16)
315- أخبرنا الروذباري في كتاب ((السنن)) أنبأ أبو بكر [أنبأ] أبو داود ثنا حفص بن عمر ثنا شعبة بمعناه.
316- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري ببغداد أنبأ محمد ابن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن الخليل بن ثابت ثنا الواقدي ثنا عبد الله بن سليمان ابن أبي سلمة عن ثعلبة بن أبي الكنود عن عبد الله بن مالك الغافقي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إذا توضأت وأنا جنب أكلت وشربت، ولا أصلي ولا أقرأ حتى أغتسل)).
قال: سمعته يقول ذلك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
تابعه ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان.(2/20)
[وله شاهد من حديث ابن عمر إن سلم من إسماعيل بن عياش ومن تابعه:
317- أخبرناه أبو علي الحسين بن محمد بن محمد بن علي الروذباري قراءة عليه بنيسابور، وعبد الله بن عبد الجبار ببغداد قالا: أنا أبو علي إسماعيل ابن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة العبدي نا] إسماعيل بن عياش [الحمصي] عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئاً من القرآن)).(2/21)
318- [وأخبرنا عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي ثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عمر وموسى ابن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئاً من القرآن)).
وهذا حديث] تفرد به إسماعيل [بن عياش] من هذا الإسناد وإسماعيل(2/23)
فيما روى عن أهل الحجاز وأهل العراق غيره أوثق منه.
[قال يحيى بن معين: إسماعيل كان ثقة فيما روى عن أصحابه، أهل الشام وما روى عن غيرهم فخلط فيها.
وبلغني عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه قال: إنما روى هذا إسماعيل ابن عياش عن موسى بن عقبة ولا أعرفه من حديث غيره، وإسماعيل بن عياش منكر الحديث عن أهل الحجاز وأهل العراق.(2/24)
قال الشيخ:] ((وقد روي عن غيره عن موسى بن عقبة وهو ضعيف)).
319- [وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنا علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن حمدويه المروزي ثنا عبد الله بن حماد الآملي ثنا عبد الملك بن مسلمة حدثني المغيرة بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا يقرأ الجنب شيئاً من القرآن)).(2/26)
320- وأخبرنا أبو بكر أنبأ علي بن عمر ثنا محمد بن مخلد نا محمد بن إسماعيل الحساني [عن رجل عن أبي] معشر عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((الحائض والجنب لا يقرآن من القرآن شيئاً)).(2/28)
321- أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو نعيم ثنا زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام] عن عكرمة قال: قال عبد الله بن رواحة: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ أحد منا القرآن وهو جنب)).
322- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث أنا علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن مخلد ثنا العباس بن محمد الدوري.(2/30)
قال: وحدثنا إبراهيم بن دبيس بن أحمد الحداد ثنا محمد بن سليمان الواسطي قالا: ثنا أبو نعيم.. فذكره بإسناده، قال: كان ابن رواحة مضطجعاً إلى جنب امرأته، فقام إلى جاريةٍ له في ناحية الحجرة، فوقع عليها، وفزعت امرأته فلم تجده في مضجعه، فقامت، فخرجت، فرأته على جاريته فرجعت إلى البيت، فأخذت الشفرة، ثم خرجت، وفرغ فقام، فلقيها تحمل الشفرة، فقال: مهيم؟ قالت: مهيم. قالت: لو أدركتك حيث رأيتك لوجأت بين كتفيك بهذه الشفرة، قال: وأين رأيتيني؟ قالت: رأيتك على الجارية، فقال: ما رأيتيني، وقال: قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب، فقالت: فاقرأ، فقال:
أتانا رسول الله يتلو كتابه ... كما لاح مشهورٌ من الفجر ساطع
أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقناتٌ أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
فقالت: آمنت بالله، وكذبت البصر.(2/31)
ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فضحك حتى رأيت نواجذه صلى الله عليه وسلم .
323- وأخبرنا أبو بكر أنا علي نا محمد بن مخلد نا الهيثم بن خلف ثنا ابن عمار الموصلي نا] عمر بن زريق عن زمعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: دخل عبد الله بن رواحة .. .. فذكر نحوه وقال: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقرأ أحدنا وهو جنب)).(2/32)
324- وروي عن إسماعيل بن عياش عن زمعة كذلك موصولاً، وليس بالقوي.
325- [أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني نا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن شقيق] عن عبيدة [قال:] كان عمر رضي الله عنه يكره أن يقرأ القرآن وهو جنب.(2/38)
[وهذا إسنادٌ صحيح.]
326- [وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الخسروجردي -رحمه الله- ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف أنبأ أبو خليفة ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم أن عمر كان يكره أن يقرأ الجنب.
قال شعبة: وجدت في صحيفتي ((والحائض)).
327- أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو الحسن بن هانئ الكوفي ثنا أحمد بن خازم بن أبي عروة أنبأ عاصم بن عامر البجلي عن أبي داود الطهوي عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي] عن أبي عبد الرحمن قال: سئل(2/39)
علي رضي الله عنه عن الجنب يقرأ؟ قال: لا؛ ولا حرف، لا؛ ولا حرف.
328- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا: أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري وإسماعيل بن محمد الصفار قالا: ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ثنا يزيد بن هارون أنبأ عامر بن السمط ثنا أبو الغريف الهمداني قال: كنا مع علي رضي الله عنه في الرحبة، فخرج إلى أقصى الرحبة، فوالله ما أدري أبولاً أحدث أم غائطاً، ثم جاء فدعا بكوزٍ من ماءٍ، فغسل كفيه، ثم قبضهما إليه، ثم قرأ صدراً من القرآن، ثم قال:] ((اقرؤوا(2/40)
القرآن ما لم تصب أحدكم جنابة، فإن أصابته جنابة؛ فلا، ولا حرفاً واحداً)).(2/41)
329- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر ثنا أحمد بن محمد بن زياد ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو الشعثاء علي بن الحسن الواسطي ثنا سليمان أبو خالد عن يحيى] عن [أبي] الزبير عن جابر قال:
((لا تقرأ الحائض ولا الجنب ولا النفساء القرآن)).
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه رخص في الآية والآيتين:(2/42)
330- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا بقية ثنا شعيب بن أبي حمزة حدثني الزهري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن مكمل أنه سمع ابن عباس رضي الله عنه يقول: ((لا بأس أن يقرأ الجنب الآية ونحوها)).
331- وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثني المسيب حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن مكمل أنه سأل ابن عباس قال: أيقرأ الرجل من القرآن شيئاً وهو غير طاهر؟ فقال عبد الله بن عباس: ((الآية والآيتين)).].(2/43)
مسألة (14): ومن كان في صحراء فأراد أن يقضي حاجته، فلا يجوز له أن يستقبل القبلة، ولا أن يستدبرها، وذلك في البناء جائز.
وقال أبو حنيفة في إحدى الروايتين [عنه]: يجوز له الاستدبار، ولا يجوز له الاستقبال.(2/45)
وقال بمنعهما في الرواية الثانية.
ونحن نذكر بعون الله [تعالى] أخباراً وردت في النهي عن الاستقبال والاستدبار جميعاً، [عند قضاء الحاجة]، ثم نذكر أخباراً في تخصيص البناء [بالجواز]، وفي ذلك بيان عوار قول من خالفنا.
332- [حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاءً، ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي] عن أبي أيوب الأنصاري [رضي الله عنه] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها)).(2/46)
[وحدثنا به مرة أخرى، فقال: يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم :
333- أخبرناه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس(2/47)
الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان .. .. فذكر نحو معناه، فقال: عن النبي صلى الله عليه وسلم.]
وزاد: ((ولكن شرقوا أو غربوا)) قال: فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت قبل القبلة فنحرف ونستغفر الله.
اتفق البخاري ومسلم على [إخراجه في ((الصحيح))، فرواه البخاري عن علي بن المديني عن سفيان، ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وغيره عن سفيان بن عيينة.]
334- [وأخبرنا أبو أحمد العدل ثنا أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن(2/48)
إبراهيم أبو عبد الله البوشنجي ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك بن أنس عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة عن رافع بن إسحاق مولى آل الشفاء -وكان يقال له: مولى أبي طلحة- أنه سمع أيوب الأنصاري -صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول -وهو بمصر-: والله ما أدري كيف أصنع بهذه الكرابيس؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إذا ذهب أحدكم [إلى] الغائط والبول فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بفرجه)).(2/49)
قال أبو عبد الله: الكرابيسي: الكنف، والمراحيض: المغتسل.
335- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم] عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان رضي الله عنه قال: قيل له: قد علمكم رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] كل شيء حتى الخراءة.
قال: فقال: أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، [وأن نستنجي بالنجس، أو أن نستجني بأقل من ثلاثة أحجار، وأن نستنجي برجيع أو بعظم.(2/50)
أخرجه مسلم في ((الصحيح)) عن يحيى بن يحيى.
336- أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إنما أنا لكم مثل الوالد، فإذا ذهب أحدكم إلى الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بغائط ولا بول، وليستنجي بثلاثة أحجار، ونهى عن الروث والرمة،(2/51)
وأن يستنجي الرجل بيمينه)).(2/52)
أخرج مسلم عن أحمد بن الحسن بن خراش عن عمر بن عبد الوهاب عن يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن سهيل بن أبي صالح عن القعقاع عن أبي صالح] عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا جلس أحدكم على حاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها)).
[فقط.
337- أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عمر بن عبد الوهاب الرياحي ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم عن سهيل بن(2/53)
أبي صالح نحوه.
338- أخبرنا الفقيه أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب ثنا عمرو بن يحيى عن أبي زيد عن معقل ابن أبي معقل الأسدي قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلتين ببولٍ أو بغائط)).(2/54)
قال أبو داود: هو أبو زيد وهو مولى لبني ثعلبة.
339- وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنا ابن جريج أخبرني يحيى بن عمرو بن أبي عمارة الأنصاري أن زيداً مولى ثعلبة أخبره أن معقل الأسدي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تستقبل القبلتان بالغائط والبول.(2/55)
هكذا وجدته.
340- أخبرنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد الإسفرايني ثنا داود بن الحسن ثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك (ح).
341- وأخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن العدل أنبأ أبو بكر ابن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن نافع مولى عبد الله بن عامر أن رجلاً من الأنصار أخبره عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تستقبل القبلة بغائطٍ أو بولٍ.
رواه الشافعي عن مالك.(2/57)
342- أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثني ابن أبي فديك حدثني عبد الله بن نافع مولى ابن عمر عن أبيه أن عبد الله بن عمرو العجلاني حدث ابن عمر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تستقبل شيء من القبلتين في الغائط والبول.
343- أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر الرزاز حدثنا يحيى بن جعفر نا الضحاك بن مخلد ثنا عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: أنا أول من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أن يبول الرجل مستقبل القبلة، فخرجت إلى الناس فأخبرتهم.(2/58)
344- أخبرنا أبو بكر بن الحارث ثنا علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد ثنا عبد الرزاق عن زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام قال: سمعت طاوساً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إذا أتى أحدكم البراز فليكرم قبلة الله، فلا يستقبلها ولا يستدبرها)).(2/60)
وهذا مرسل، ورواه ابن عيينة عن سلمة عن طاوس من قوله.
الحديث الآخر حديث أبي علي الروذباري موضعه:(2/61)
ذكر أخبار وردت في تخصيص البناء بالجواز
345- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد ابن يعقوب الشيباني الحافظ ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي أنبأ يزيد بن هارون أنا يحيى بن سعيد أن محمد بن يحيى بن حبان أخبره أن عمه] واسع بن حبان قال: قال عبد الله بن عمر: ((لقد رقيت ذات ليلة على ظهر بيتنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً على لبنتين لحاجته، مستقبل الشام مستدبر القبلة)).
[أخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن يعقوب بن إبراهيم الدوري عن يزيد بن هارون.
346- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي ثنا أبو علي محمد بن عمرو بن النضر الحرشي ثنا القعنبي ثنا سليمان(2/62)
-يعني: ابن بلال- عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى عن عمه واسع ابن حبان قال: كنت أصلي في المسجد، وعبد الله بن عمر مسنداً ظهره إلى القبلة، فلما قضيت صلاتي انصرفت إليه.
قال عبد الله: فما منعك أن تنصرف عن يمينك؟
قلت: لآتيك، فانصرفت إليك.
قال: فإنك قد أصبت، أن ناساً يقولون: انصرف عن يمينك، وإذا كنت تصلي فانصرف حيث أحببت، إن شئت على يمنيك، وإن شئت على يسارك، ويقول ناس: إذا قعدت للحاجة تكون لك فلا تقعد مستقبل القبلة، ولا بيت المقدس.]
فقال عبد الله: ولقد رقيت على ظهر بيت، فرأيت، رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً على لبنتين مستقبل بيت المقدس لحاجته.
[وقال: لعلك من الذين يصلون على أوراكهم.
قلت: لا أدري، والله.
فقال: يعني به الذي لا يستقل بمقعدته إذا سجد.
أخرجه مسلم في ((الصحيح)) عن القعنبي.(2/63)
347- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في كتاب ((المستدرك)) ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بكار بن قتيبة القاضي بمصر نا صفوان بن عيسى نا الحسن ابن ذكوان] عن مروان بن الأصفر قال: ((رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة ثم جلس يبول إليها، فقلت: يا أبا عبد الرحمن! أليس قد نهي عن(2/64)
هذا؟ فقال: بلى، إنما نهى عن ذلك في الفضاء، فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس)).
قال الحاكم [أبو عبد الله]: ((هذا حديث صحيح على شرط البخاري [وقد احتج بالحسن بن ذكوان)).(2/65)
348- أخبرنا أبو عبد الله أنا أحمد بن سليمان بن الحسن الفقيه ثنا أبو داود ثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا صفوان بن عيسى فذكر مثله.
349- أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة نا] أبو داود نا محمد بن بشار ثنا وهب بن جرير نا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر بن عبد الله قال: ((نهى نبي الله(2/66)
صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة ببول فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها)).(2/67)
قال [أبو عيسى] الترمذي: سألت محمداً -يعني: البخاري- عن هذا الحديث [يعني: حديث جابر]؟ فقال: ((هذا حديث صحيح، [و] رواه غير واحد عن محمد بن إسحاق)).(2/68)
350- [أخبرنا الأستاذ أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر نا يونس ابن حبيب نا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن خالد بن الصلت عن عراك عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أمر بمقعده فاستقبل به القبلة.
كذا قال، وقال غيره: خالد بن أبي الصلت.
351- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا علي بن عاصم ثنا خالد الحذاء] عن خالد بن أبي الصلت قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز في خلافته وعنده عراك بن مالك فقال عمر: ((ما استقبلت القبلة ولا استدبرتها ببول ولا غائط منذ كذا وكذا. فقال عراك: حدثتني عائشة أم المؤمنين [رضي الله عنها] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه قول الناس في ذلك أمر بمقعدته فاستقبل بها القبلة)).(2/69)
352- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنا علي بن عمر الحافظ ثنا(2/70)
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا هارون بن عبد الله ثنا علي بن عاصم عن خالد الحذاء عن خالد بن أبي الصلت قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز في خلافته وعنده عراك بن مالك، فقال عمر: ما استقبلت القبلة ولا استدبرتها ببول ولا غائط منذ كذا وكذا.
فقال عراك: حدثتني عائشة رضي الله عنها قالت: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الناس في ذلك، أمر بمقعدته، فاستقبل بها القبلة.
هكذا رواه حماد بن سلمة وعلي بن عاصم.
353- ورواه عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء عن رجل عن عراك عن عائشة.
354- وأخبرنا أبو الحسين بن أبي المعروف أنا أبو علي مخلد بن جعفر الدقاق أنا محمد بن حذيفة بن ماهان ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا خالد ابن يحيى السدوسي نا خالد الحذاء عن رجل يقال له: خالد عن عراك بن مالك قال: ذكر عند عمر بن عبد العزيز استقبال القبلة لغائط أو بول، فقال عراك: قالت عائشة رضي الله عنها: بلغ هذا النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بخلائه فاستقبل(2/71)
القبلة.
وبإسناده قال:
355- حدثنا خالد بن يحيى السدوسي ثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عراك بن مالك عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
تفرد به خالد بن يحيى عن ابن إسحاق، والمحفوظ عن محمد بن إسحاق ما مضى من حديث جابر.
356- أخبرنا أبو علي الروذباري أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب أنا أبو حاتم الرازي ثنا عبيد الله ثنا عيسى الحناط عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها)).
قال: فذكرت ذلك للشعبي، فقال: صدق أبو هريرة، وصدق ابن عمر، أما قول أبي هريرة: في صحراء؛ لا ينبغي لك أن تستقبل القبلة ولا تستدبرها.(2/72)
وأما قول ابن عمر: قال: كنيفٌ صنع للنبي صلى الله عليه وسلم لا قبلة فيه، تستقبل حيث شئت.
عيسى بن أبي عيسى الحناط هو عيسى بن ميسرة ضعيف.](2/73)
مسألة (15): والاستنجاء واجب لا يجوز تركه ولا يقع العفو عنه، وإن كانت النجاسة يسيرة.
وقلنا: إنه يعفى عن يسير النجاسة على أحد القولين.
وقال أبو حنيفة: الاستنجاء سنة يجوز تركها إذا لم تزد على قدر(2/75)
الدرهم.
ودليلنا [عليه] من طريق الخبر [الحديث] الذي:
357- [أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو بكر محمد بن محمد بن رجاء والحسن بن سفيان قالا: ثنا عبد الله بن أبي شيبة نا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش] عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قالوا لسلمان [رضي الله عنه]: قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة؟ فقال: أجل، قد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، ونهانا أن يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار، ونهانا أن نستنجي برجيع أو بعظم.
أخرجه مسلم [بن الحجاج] في ((الصحيح)) [عن عبد الله بن أبي شيبة].(2/76)
358- [أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر بن عبد الرزاق نا أبو داود ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا ابن المبارك عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم؛ فإذا أتى أحدكم الغائط، فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطيب بيمينه)).
وكان يأمر بثلاثة أحجار، ونهى عن الروث والرمة.
359- [أخبرنا الحسين بن محمد بن محمد بن علي أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد قالا: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن مسلم بن قرط عن عروة] عن عائشة [رضي الله عنها] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا ذهب أحدكم الغائط، فليذهب معه بثلاثة أحجار، يستطيب بهن فإنها تجزئ عنه)).(2/77)
360- [أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن ثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنبأ سفيان أخبرني هشام بن عروة أخبرني أبو وجزة عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الاستنجاء بثلاثة أحجار، ليس فيها رجيع.
كذا يقول سفيان بن عيينة: وأبو وجزة، وقد:
361- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن الطرائفي قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت علياً -يعني: ابن المديني- يقول في حديث خزيمة بن ثابت في الاستنجاء بثلاثة أحجار:(2/79)
الصواب عندي عمرو بن خزيمة.
362- أخبرناه أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود نا عبد الله بن محمد النفيلي نا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن عمرو بن خزيمة عن عمارة بن خزيمة عن خزيمة بن ثابت قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاستطابة؟
فقال: ((بثلاثة أحجار ليس فيها رجيع)).(2/80)
قال أبو داود: ((كذا رواه أبو أسامة وابن نمير عن هشام)).
363- وأخبرنا أبو نضر بن قتادة أنا علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي أنا أبو شعيب الخزاعي نا علي ابن المديني نا محمد بن بشر العبدي ثنا هشام بن عروة عن عمرو بن خزيمة المزني عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستطابة، فقال:
((ثلاثة أحجار ليس في شيء منها رجيع)).
قال علي: ولا أرى سفيان حفظ هذا؛ لأنه قد خالفه غير واحد، وإنما أراد عندي: هشام بن عروة عن أبي وجزة عن رجل من مزينة عن عمر بن أبي سلمة قال: كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن سفيان حدثنا هذا الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة قال: كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا من حديث عروة، إنما رواه أصحاب هشام عن أبي وجزة.
قال الشيخ رحمه الله: ورواه مالك كما:
364- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو نضر بن قتادة قالا: ثنا أبو عمرو ابن نجيد ثنا أبو عبد الله البوشنجي نا ابن بكير ثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستطابة؟
فقال: ((أولا يجد أحدكم ثلاثة أحجار)).(2/82)
وقد رواه ابن عيينة هكذا أيضاً:
365- أخبرنا أبو سعيد يحيى بن محمد بن يحيى أنا أبو بحر البربهاري ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الاستنجاء:
((أولا يجد أحدكم ثلاثة أحجار)).
قال هشام: وأخبرني أبو وجزة عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وقال:
((ليس فيها رجيع)).
وبإسناده قال:
366- ثنا الحميدي ثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبي خزيمة عن عمارة بن خزيمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وربما استدل أصحابهم بالحديث الذي:
367- [أخبرناه أبو علي الروذباري ثنا أبو بكر بن داسة ثنا] أبو داود(2/84)
ثنا إبراهيم بن موسى الرازي أنبأ عيسى عن ثور عن الحصين الحبراني عن [أبي] سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من اكتحل فليوتر من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن استجمر فليوتر، ومن فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أكل فما تخلل فليلفظ، وما لاك بلسانه فليبتلع، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فليستتر فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيباً من رمل فليستدبره، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج)).(2/85)
قال أبو داود: ((رواه أبو عاصم عن ثور قال: ((حصين الحميري))، ورواه عبد الملك بن الصباح عن ثور قال: ((أبو سعيد الخير)))).
ليس هذا بمشهور، ولا يعارض حديث سلمان المخرج في ((الصحيح))، ولم يحتج بهذا الإسناد أحد منهما.
ثم قوله: ((ولا حرج)) يرجع إلى قوله: ((فليوتر)) دون الاستجمار، والصحيح عن أبي هريرة: ((ومن استجمر فليوتر)) دون قوله: ((ومن لا فلا حرج)).
368- [أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد ببغداد ثنا الحسن بن مكرم ثنا عمر بن عمر ثنا يونس (ح).
قال:
369- وأخبرنا الحسين بن حليم بمرو -واللفظ له- أنا أبو الموجة أنبأ(2/87)
عبدان أنبأ عبد الله أنبأ يونس عن الزهري أخبرني أبو] إدريس أنه سمع أبا هريرة [يخبر] عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
من توضأ فيستنثر، ومن استجمر فليوتر)).
[أخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن عبدان. وأخرجه مسلم عن سعيد بن منصور عن حسان عن يونس.]
وكذلك رواه:
370- عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة.(2/88)
ورواه:
371- أبو إدريس الخولاني عن أبي سعيد وأبي هريرة.
ورواه:
372- أبو الزبير عن جابر.
وكله مخرج في ((الصحيح)).
وربما استدلوا بما:
373- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ثنا محمد بن الهيثم القاضي ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين وأحمد بن يونس قالا: ثنا] زهير بن معاوية عن أبي إسحاق [(ح).
374- وأخبرنا أبو عمرو الأديب ثنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن شريك ثنا أحمد -هو أبو عبد الله بن يونس- ثنا زهير ثنا أبو إسحاق] قال: ليس أبو عبيدة ذكره ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه أنه سمع عبد الله يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم الغائط؛ فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، قال:(2/89)
فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجده، فأخذت روثة فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذ الحجرين، وألقى الروثة، وقال:
((هذا ركس)).
[لفظهما سواء، أخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن أبي نعيم]، قال(2/90)
البخاري: ((وقال إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق حدثني عبد الرحمن بهذا)).
وخالفه مسلم، ولم يخرجه في ((الصحيح)).
فقد قيل: إن أبا إسحاق لم يسمعه من عبد الرحمن، إنما دلس عنه.(2/91)
375- أخبرنا بذلك أبو عبد الله الحافظ أخبرني قاضي القضاة محمد ابن صالح الهاشمي ثنا أبو جعفر المستعيني ثنا عبد الله بن علي المديني ثنا أبي قال]: كان زهير وإسرائيل يقولان على أبي إسحاق: أنه كان يقول ليس أبو عبيدة حدثنا لكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستنجاء بالأحجار الثلاثة.
قال ابن الشاذكوني: ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ولا أخفى ((قال أبو عبيدة: لم يحدثني، ولكن عبد الرحمن عن فلان عن فلان)) ولم يقل: حدثني، فجاز الحديث وسار))، [عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب لحاجته، فأمر ابن مسعود أن يأتيه بثلاثة أحجار، فجاءه بحجرين وروثة، فألقى الروثة، وقال:
((إنها ركس، ائتيني بحجر)).]
قال الشيخ: وذكر إبراهيم بن يوسف [سماعه] لا يجعله متصلاً، فقد:(2/92)
376- أخبرنا أبو عبد الله [الحافظ] ثنا أبو العباس سمعت الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: ((إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق ليس بشيء)).
ورواه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه:
377- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أحمد بن خالد الوهبي أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فتبرز، فقال:
((التمس لي ثلاثة أحجار)).
فوجدت حجرين وروثة، فأتيته بها، فأخذ الحجرين، وألقى الروثة، وقال:
((هذا رجس)).](2/93)
فإن صح ذلك فليس فيه أنه اقتصر عليهما وأمره بالثلاث يدل على وجوبها، إذ لو جاز النقصان عنهما لما حدها بالثلاث في أمره [بإتيانه بها، والله أعلم.
وقد روي أنه أمره أن يأتيه بحجر آخر:]
378- [أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد الحافظ أخبرني أحمد بن محمد بن الحسن ثنا أبو الأدهم ثنا عبد الرزاق أنبأ] معمر عن أبي إسحاق عن علقمة [عن ابن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب لحاجته فأمر ابن مسعود أن يأتيه بثلاثة أحجار، فجاءه بحجرين وبروثة، فألقى الروثة، وقال:
((إنها ركس، ائتني بحجر)).(2/99)
والله أعلم.(2/100)
مسألة (16): ولا عفو عن قدر الدرهم من النجاسة.
وقال أبو حنيفة: قدر الدرهم معفوٌ عنه.
ودليلنا من طريق الخبر ما:
379- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قراءة عليه والأستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي لفظاً قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي أنا وكيع عن الأعمش قال: سمعت مجاهداً يحدث عن طاوس] عن ابن عباس: ((مر رسول الله(2/103)
صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال:
((إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من بوله)).
- [قال وكيع: لا يتوقاه]- قال: فدعا بعسيب رطب، فشقه باثنين، ثم غرس على هذا واحداً، وعلى هذا واحداً ثم قال:
((لعله أن يخفف عنهما؛ ما لم ييبسا)).(2/104)
[اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في ((الصحيح))؛ فرواه البخاري عن يحيى وغيره عن وكيع، ورواه مسلم عن [أبي] سعيد بن عمرو الأشج وغيره عن وكيع.
380- أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس ثنا محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي رحمه الله أنبأ سفيان عن هشام عن فاطمة عن أسماء، قالت:] سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دم(2/105)
الحيضة يصيب الثوب؟
فقال: ((حتيه ثم اقرصيه بالماء، ثم رشيه وصلي فيه)).
[اتفقا على إخراجه في ((الصحيح))، كما أخرجته في أول هذا الكتاب، وقالوا: عن أسماء أن امرأةً سألت النبي صلى الله عليه وسلم .. ..
381- أخبرنا عبد الخالق بن علي أنبأ علي بن المؤمل ثنا محمد بن يونس القرشي ثنا شهاب بن عباد ثنا القاسم بن مالك] عن روح بن غطيف عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :]
((تعاد الصلاة فيما قدر الدرهم من الدم)).(2/106)
ليس هذا بثابت.
382- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف بمكة ثنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي إملاءً ثنا روح بن الفرج ثنا أبو سفيان ابن عدي ثنا القاسم بن مالك فذكره بمثله. وقال: عن أبي هريرة يرفعه:
((تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم)).(2/108)
383- أخبرنا أبو سهل المهراني أنبأ أبو الحسين العطار أخبرني أبو عبد الله النحوي قال: سمعت محمد بن إسماعيل] البخاري [يقول:] ((روح بن غطيف الثقفي عن أبي مصعب روى عنه محمد بن ربيعة منكر الحديث.
384- [روى القاسم بن مالك عن روح بن غطيف عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة يرفعه:
((تعاد الصلاة من قدر الدرهم)))).]
ثم إن صح فنطق الحديث يدل على وجوب الإعادة إذا كان الدم قدر الدرهم، خلاف مذهبهم، وتركنا دليل الخبر بما هو أقوى منه، وهم لا يقولون(2/109)
بدليل الخطاب، [والله أعلم].(2/110)
مسألة (17): وخروج الريح من القبل ينقض الوضوء.
وقال أبو حنيفة: لا ينقض [الوضوء.]
ودليلنا عليه من طريق الخبر ما:
385- [أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنبأ] الشافعي [رحمه الله] أنبأ(2/113)
سفيان [(ح).
386- وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن أيوب أنبأ [أبو] الوليد نا سفيان بن عيينة] عن الزهري عن عباد [بن تميم] عن عمه [يعني: عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)).
هذا لفظ أبي الوليد. وفي حديث الشافعي قال:] شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه [الشيء] في الصلاة فقال:
((لا ينفتل حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)).(2/114)
[اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في ((الصحيح))، فرواه البخاري عن أبي الوليد وغيره عن سفيان. وزاد مسلم عن عمرو الناقد وآخرين عن سفيان.
387- أخبرنا الأستاذ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب، نا أبو داود ثنا شعبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه] عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(2/115)
((لا وضوء إلا من صوت أو ريح)).(2/116)
أخرج مسلم [في ((الصحيح)) عن زهير بن حرب عن جرير عن سهيل معنى هذا الحديث] فقال: ((حتى تسمع صوتاً أو تجد ريحاً)).
[والله أعلم].(2/117)
مسألة (18): ومن استجمع نوم القلب والعين فعليه الوضوء، سواء كان قائماً، أو راكعاً، أو ساجداً.(2/119)
وقال أبو حنيفة: إن نام قائماً أو راكعاً أو ساجداً؛ فلا وضوء عليه.
ودليلنا عليه من طريق الخبر [ما:
388- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك بن أنس وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا نعس أحدكم في صلاته؛ فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس؛ لعله يذهب يستغفر؛ فيسب نفسه)).(2/120)
[أخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن عبد الله بن يوسف عن مالك، محتجاً به في إيجاب الوضوء من النوم، وأخرجه مسلم عن قتيبة عن مالك.]
وأخرج البخاري عقيبه حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم :
((إذا نعس وهو يصلي فلينصرف، فلينم حتى يعلم ما يقول)).
فأمر [المصطفى] صلى الله عليه وسلم الناعس في الصلاة بالانصراف، ولو بقي فيها ببقاء الطهارة كما زعموا، لما أمر بالانصراف [إن شاء الله تعالى].
389- [أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر المخزومي ثنا سفيان (ح).(2/121)
390- وأخبرنا القاضي أبو بكر بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ] الشافعي [رحمه الله] أنبأ سفيان عن عاصم بن بهدلة عن زر قال: أتيت صفوان بن عسال فقال: ما جاء بك؟ قلت: ابتغاء العلم. قال: ((إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم؛ رضاً بما يطلب)). قلت: إنه حاك [في] نفسي [وقال سعدان: في صدري] المسح على الخفين بعد الغائط والبول، وكنت أمرءاً من، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأتيتك أسألك هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئاً؟
قال: نعم؛ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفراً أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، لكن من غائط وبول ونوم)).(2/122)
وعاصم بن بهدلة قارئ أهل الكوفة، وإن لم يخرج [الشيخان] البخاري ومسلم حديثه [في ((الصحيح))]، لسوء حفظه، فليس بساقط إذا وافق فيما يرويه الثقات [ولم يخالف الأثبات، وقد روى أول هذا الحديث –وهو قوله: في طلب العلم- عبد الوهاب بن بخت -وهو من ثقات المصريين- عن زر [بن حبيش] نحو حديث عاصم بن بهدلة.]
[ورواه عارم عن الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش نحو حديث عاصم بن بهدلة.]
وشاهده من حديث [علي] [بن أبي طالب] رضي الله عنه [ما:
391- أخبرنا أبو علي الروذباري -رحمه الله- في كتاب ((السنن)): أنا أبو بكر بن سادة ثنا أبو داود ثنا حيوة بن شريح في آخرين قالوا: ثنا بقية عن الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن] عبد الرحمن بن عائذ عن علي(2/128)
عن علي [بن أبي طالب] رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((وكاء السه العينان؛ فمن نام؛ فليتوضأ)).(2/129)
وروي ذلك من حديث معاوية بن أبي سفيان:
392- [أخبرناه أبو سعد الصوفي أنا أبو أحمد بن عدي ثنا أحمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عميرة ثنا سليمان بن عمرة الرقي ثنا بقية (ح).
393- وأخبرناه أبو بكر الحارثي [ثنا] أبو محمد بن حيان ثنا محمد(2/130)
ابن أحمد بن سعيد الواسطي ثنا ابن مصفى ثنا بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس عن معاوية] قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :
((العين وكاء السه، فإذا نامت العين استطلق الوكاء)).(2/131)
394- [وأخبرنا أبو سعد أنبأ أبو أحمد أنبأ عبد الله بن محمد عن مسلم ثنا صالح بن شعيب ثنا محمد بن أسد ثنا الوليد ثنا مروان عن عطية بن قيس عن معاوية قال:
((العين وكاء السه)) موقوف.
قال الوليد: ومروان أثبت من أبي بكر بن أبي مريم.] و قال أحمد -فيما بلغنا عنه-: ((حديث علي [رضي الله عنه] الذي يرويه الوضين بن عطاء أثبت من حديث معاوية في هذا الباب)).
وروي فيه عن ابن عباس وأبي هريرة:
[أما حديث ابن عباس:
395- فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ بشر ابن موسى ثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني ثنا عبد العزيز بن مسلم عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس قال: ((وجب الوضوء على كل من(2/132)
نام إلا من خفق برأسه خفقة أو خفقتين)).
وقد روي هذا مرفوعاً:
396- أخبرناه أبو عبد الله أخبرني إسماعيل بن نجيد السلمي ثنا أحمد بن داود السمان نا العلاء بن سعيد الكندي ثنا ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((وجب الوضوء على كل نائم إلا من خفق برأسه خفقة أو خفقتين)).
قال أبو عبد الله: ((هكذا رواه العلاء بن سعيد، ووهم في سنده)).
قال الشيخ أحمد رحمه الله: وروي من وجه آخر عن ابن عباس مرفوعاً:
397- أخبرنا أبو بكر الحارثي أنبأ أبو محمد بن حيان نا محمد بن عمرو ابن شهاب ثنا يعقوب بن أبي ثنا الحجاج ثنا حماد عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(2/133)
((إذا خالط النوم قلب أحدكم فليتوضأ)).
وأما حديث أبي هريرة:
398- فأخبرناه أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد الحافظ ثنا أبو الحسن علي ابن عبد الله بن مبشر الواسطي ثنا عبد الحميد -يعني: ابن بيان- أنبأ هشيم عن الجريري عن خالد بن غلاق عن أبي هريرة قال:
((من استحق النوم فقد وجب عليه الوضوء)).(2/134)
399- أخبرنا أبو حازم أنبأ أبو أحمد أنبأ أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد أنبأ شعبة عن سعيد الجريري .. .. فذكر مثله موقوفاً.
وقد روي مرفوعاً:
400- أخبرناه أبو بكر الحارثي أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا الحسن بن علي الطوسي ثنا مالك بن الخليل البصري ثنا محمد بن عباد الهنائي ثنا شعبة عن الجريري عن خالد بن غلاق ولا أحسبه إلا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من استحق النوم وجب عليه الوضوء)).
وهذا لا يصح.
وروي من وجه آخر:
401- أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي أنبأ الحسن بن(2/135)
إسماعيل القاضي ثنا عيسى بن أبي حرب الصفار ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا الربيع ابن بدر عن عوف عن محمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إذا استحق أحدكم فاستحق نوماً وجب عليه الوضوء)).
قال أبو أحمد: ((وهذا لا يرويه عن عوف غير الربيع بن بدر)).
وربما استدل أصحابهم [بالحديث الذي:
402- أخبرناه الأستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن رزين السلمي ثنا بشر بن أبي الأزهر ثنا عبد السلام الملائي] عن يزيد بن أبي خالد عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم نام وهو ساجد حتى غط أو نفخ، قلت: يا رسول الله قد نمت.
قال: ((إن الوضوء لا يوجب حتى ينام مضطجعاً، فإنه إذا اضطجع(2/136)
استرخت مفاصله)).
تفرد بآخر هذا الحديث أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني عن قتادة وأنكره عليه جميع أئمة أهل الحديث.(2/137)
403- [أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا] أبو داود [قال: ((قوله:] ((الوضوء على من نام مضطجعاً)) حديث منكر، لم يروه إلا يزيد الدالاني عن قتادة، وروى أوله جماعة عن ابن عباس، لم يذكروا شيئاً من هذا.
وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم محفوظاً.
وقالت عائشة: قال النبي صلى الله عليه وسلم :
((تنام عيني ولا ينام قلبي)).
قال شعبة: إنما سمع قتادة من أبي العالية أربعة أحاديث:
404- حديث يونس بن متى.
405- وحديث ابن عمر في الصلاة.(2/138)
406- وحديث: ((القضاة ثلاثة .. .. )).
407- وحديث ابن عباس ((حدثني رجال مرضيون [منهم عمر] وأرضاهم عندي عمر.
قال أبو داود: وذكرت حديث [يزيد] الدالاني لأحمد بن حنبل فقال: ما ليزيد الدالاني يدخل على أصحاب قتادة؟؟).
408- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ -رحمه الله- أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن بنت العباس بن حمزة -قرئ عليه من كتابه- قال: ثنا هارون بن عبد الصمد الرقي ثنا علي بن المديني قال: وقال يحيى -هو ابن سعيد القطان-: قال شعبة: لم يسمع قتادة من أبي العالية إلا ثلاثة أشياء. قلت ليحيى: عدها. قال: قول علي في ((القضاة ثلاثة .. .. ))، وحديث: ((لا صلاة بعد العصر))، و((حديث يونس بن متى)).(2/139)
409- أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا علي ابن المديني قال: سمعت يحيى قال: قال شعبة .. .. فذكر نحوه.
410- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ قال: ((انفرد به أبو خالد عن قتادة، ولا يصح)).]
وقال أبو عيسى الترمذي: ((سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث، فقال: هذا لا شيء، رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة [عن ابن عباس قوله، ولم يذكر فيه أبا العالية، ولا أعرف لأبي خالد الدالاني سماعاً عن قتادة)).]
قال أبو حاتم [في كتاب ((المجروحين))]: (([يزيد بن عبد الرحمن] أبو(2/140)
خالد الدالاني [من أهل واسط، كان] كثير الخطأ فاحش الوهم، [يخالف الثقات في الروايات، حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصنعة علم أنها معمولة أو مقلوبة]، لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات)).(2/141)
411- [أخبرنا أبو سعيد الصيرفي من أصله نا أبو الفضل الحسن بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب أنبأ سعيد عن أيوب عن نافع] عن ابن عمر أنه قال:
((لا يجب عليه حتى يضع جنبه وينام)).
و[قول ابن عمر] هذا ورد في النوم قاعداً.(2/142)
412- [حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أحمد بن محمد بن وضح الحافظ أنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا يزيد بن موهب ثنا إسحاق بن عبد الواحد ثنا داود بن الزبرقان عن سليمان التيمي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :]
((إذا نام العبد في سجوده باهى الله [تعالى] به ملائكته يقول: انظروا [إلى] عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي)).(2/143)
ليس هذا بالقوي، ثم ليس فيه أنه لا يخرج به من صلاته، والقصد منه -إن صح- الثناء على العبد المواظب على الصلاة حتى يغلبه النوم، وقد أمر في(2/144)
الرواية الصحيحة عن أنس بالانصراف إذا نعس، وكذلك حديث ابن عمر الذي [ذكرنا في أول المسألة]، فأما إذا نام قاعداً مستوي الجلوس متمكناً بمقعدته من الأرض، فقد قال الشافعي رحمه الله تعالى: ((وأحب للنائم قاعداً أن يتوضأ، ولا [يبين لي] أن أوجبه عليه، لما روى أنس بن مالك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا ينتظرون العشاء فينامون أحسبه قال قعوداً، وعن ابن عمر أنه كان ينام قاعداً ويصلي ولا يتوضأ)).
[أما حديث أنس بن مالك:
413- فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عامر ثنا شعبة.
قال:
414- وأخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عمران بن موسى ثنا أبو بكر ابن خلاد نا خالد بن الحارث ثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ((كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضؤون)).(2/145)
415- ورواه الشافعي عن الثقة عن حميد عن أنس قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون الصلاة فينامون، أحسبه قال: قعوداً، حتى تخفق رؤوسهم، ثم يصلون ولا يتوضؤون.]
416- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله [الحافظ، قال]: ((إذا قال الشافعي: أخبرنا الثقة حدثنا حميد الطويل فإنه يكنى بالثقة عن إسماعيل ابن علية)).
وأما حديث ابن عمر:
417- فأخبرناه أبو بكر الحيري وأبو زكريا بن إسحاق قالا: ثنا أبو(2/146)
العباس أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي ثنا مالك أنا الثقة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: ((من نام مضطجعاً وجب عليه الوضوء، ومن نام جالساً فلا وضوء عليه)).
418- أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو البختري الرزاز ثنا أحمد بن الخليل ثنا الواقدي ثنا ابن أبي سبرة عن عاصم بن عبد الله عن حرملة مولى زيد قال: استفتيت زيد بن ثابت في النوم قاعداً، فلم ير بأساً. قلت: أرأيت إن وضعت جنبي؟ قال: توضأ.
419- وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر الرزاز ثنا أحمد بن الخليل ثنا الواقدي ثنا ابن أبي ذئب عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن الأعرج قال: رأيت أبا هريرة ينام قاعداً حتى يسمع غطيطه، ثم يقوم فيصلي، ولا يتوضأ.(2/147)
420- أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنا أبو محمد بن حيان الأصبهاني ثنا محمد بن عبد الله بن رستة ثنا محمد بن عبيد بن حساب ثنا قزعة ابن سويد عن بحر بن كنيز عن ميمون الخياط عن أبي عياض] عن حذيفة [رضي الله عنه] قال: ((رقدت فاحتضنني رجلٌ من خلفي، فالتفت، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت: هل وجب علي الوضوء؟
قال: لا؛ حتى تضع جنبك)).(2/148)
وهذا الإسناد ليس بقوي [والله أعلم]، وشيخنا لم يقم إسناده.
قال يحيى بن كثير: وإنما هو بحر بن كنيز السقاء، وهو ضعيف، وهو في نوم الجالس.
وقد رواه غيره مبيناً، والآخر حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
421- [أخبرنا أبو بكر الحارثي أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن(2/149)
عبد الله بن رستة ثنا أبو أيوب سليمان بن داود ثنا أبو خالد المكي -قالوا: هو عاصم بن عمارة- عن يعقوب بن عطاء عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :]
((ليس على من نام جالساً وضوء حتى يضع جنبه)).(2/150)
وهذا الحديث قد روي من أوجه عن يعقوب بن عطاء عنه، وإسناده ضعيف.
422- [وأخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ نا زكريا ابن حيوة ثنا يوسف القطان نا إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت معاوية ابن يحيى يروي] عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
((إذا وضع أحدكم جنبه فليتوضأ)).
[قال أبو أحمد: ((وهذا يرويه عن الزهري معاوية بن يحيى)).(2/151)
ومعاوية بن يحيى الصدفي ضعيف.](2/152)
مسألة (19): وملامسة الرجل مع المرأة توجب الوضوء.
وقال أبو حنيفة: لا توجب.(2/153)
ودليلنا قول الله عز وجل: {أو لامستم النساء} واللمس باليد وغيرها داخل فيه لوقوع اسمه عليه، بدليل ما:
423- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ثنا محمد بن عيسى بن السكن ثنا سليمان بن حرب ثنا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة] عن ابن عباس أن ماعزاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فأقر فقال:
((فلعلك قبلت أو لمست؟)).
قال: لا، فعلت كذا وكذا -لا يكنى- فأمر برجمه.(2/154)
424- [وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن يحي بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لماعز:
((لعلك قبلت أو لمست)).
425- وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد أنبأ أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن الأعرج قال:قال أبو] هريرة بأثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((كل بني آدم أصاب [من] الزنا لا محالة، فالعين زناها النظر، واليد زناها اللمس، والنفس تهوى وتحدث، ويصدق ذلك ويكذبه الفرج)).(2/155)
426- [وأخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق أنا عبيد بن عبد الواحد أنبأ ابن أبي مريم ثنا ابن أبي الزناد حدثني هشام بن عروة عن أبيه] عن عائشة [رضي الله عنها] قالت: قل يوم -أو ما كان يوم- إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف علينا جميعاً فيقبل ويلمس ما دون الوقاع، فإذا جاء الذي هو يومها يبيت عندها)).
وقد صح الخبر عن عمر [بن الخطاب]، وابنه عبد الله [بن عمر].
وروي عن [عبد الله] بن مسعود [رضي الله عنه] أنهم جعلوا القبلة وجسها بيده من الملامسة المذكورة في الكتاب في إيجاب الوضوء منها.
أما حديث عمر [بن الخطاب رضي الله عنه:
427- فأخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني إسماعيل بن محمد ابن الفضل بن محمد ثنا جدي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن محمد بن(2/156)
عبد الله عن الزهري] عن سالم عن ابن عمر أن عمر [بن الخطاب رضي الله عنه] قال:
((إن القبلة من اللمس؛ فتوضؤوا منها)).
[هكذا رواه جماعة عن الدراوردي، ومحمد بن عبد الله هذا هو عمر بن عثمان].
وأما حديث [عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
428- فأخبرناه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع أنبأ] الشافعي أنبأ مالك عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه قال:
((قبلة الرجل امرأته وجسها بيده من الملامسة؛ فمن قبل امرأته، أو جسها(2/157)
بيده فعليه الوضوء)).
هكذا رواه مالك في ((الموطأ)) [ولا يشك في صحته أحدٌ].
وأما حديث ابن مسعود [رضي الله عنه:
429- فأخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن بالويه ثنا محمد ابن شاذان عن إبراهيم ثنا معلى بن منصور ثنا هشيم عن الأعمش عن إبراهيم](2/158)
عن أبي عبيدة عن عبد الله قال:
((القبلة من اللمس، وفيها الوضوء، واللمس دون الجماع)).
[هكذا رواه جماعة: الثوري، وشعبة، وغيرهم عن الأعمش،(2/159)
ورواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة. وفيه إرسال، أبو] عبيدة لم يسمع من أبيه.
[وقد رويناه بإسناد آخر] صحيحٍ موصولٍ:
430- [أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا عثمان بن عمر عن شعبة عن مخارق عن طارق بن شهاب أن عبد الله قال في قوله: {أو لامستم النساء} قال قولاً معناه:
((ما دون الجماع)).](2/160)
وروي عن علي وابن عباس بخلاف ذلك.
[أما حديث علي رضي الله عنه:
431- فأخبرنا عمر بن عبد العزيز أنا محمد بن الحسن بن إسماعيل السراج أنبأ عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث ثنا علي بن حكيم الأودي أنبأ شريك عن أشعث] عن عامر عن علي [رضي الله عنه] قال:
((ليس في القبلة وضوء)).
[وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه:
432- فأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنبأ محمد بن عمرو البحيري ثنا علي بن إبراهيم الواسطي ثنا يزيد بن هارون أنا داود عن سعيد بن جبير قال: قعد قوم على باب ابن عباس، قالت الموالي: الملامسة هي اللمس باليد، وقالت العرب: هي الجماع، فخرج عليهم ابن عباس رضي الله عنه، فذكروا ذلك له، فقال:(2/161)
((غلب فريق الموالي)).
433- وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد] بن جبير قال: تذاكرنا اللمس فقال أناس من الموالي: ليس من الجماع. وقال ناس من العرب: الجماع. فذكرت ذلك لابن عباس فقال: مع أيهم كنت؟ قلت: مع الموالي. قال: غلبت الموالي، إن اللمس والمباشرة من الجماع، ولكن الله عز وجل يكني ما شاء بما شاء.(2/162)
[قال الشيخ]: وقول من يوافق قوله ظاهر الكتاب أولى [من ظاهر الخبر سوى ما ذكرنا ما:]
434- [أخبرنا أبو عبد الله [محمد بن عبد الله] الحافظ في كتاب ((المستدرك)) أخبرني عبد الله [بن محمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب أنبأ إبراهيم بن موسى ويحيى بن المغيرة قالا: ثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى] عن معاذ بن جبل أنه كان قاعداً عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال: يا رسول الله! ما تقول في رجل أصاب من امرأة لا تحل له، فلم يدع شيئاً يصيبه الرجل من امرأته إلا وقد أصابه منها، إلا أنه لم يجامعها.
فقال: ((توضأ وضوءاً حسناً ثم قم فصل)).
قال: وأنزل الله هذه الآية: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل .. .. } الآية.
[قال:] فقال: أهي له خاصة أم للمسلمين عامة؟
قال: ((بل هي للمسلمين عامة)).(2/163)
وربما استدلوا [بالحديث الذي:
435- حدثناه الأستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ] وكيع عن الأعمش عن حبيب عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ.(2/165)
هذا حديث يشتبه فساده على كثير ممن ليس الحديث من شأنه، ويراه إسناداً صحيحاً وهو فاسدٌ من وجهين:
أحدهما: أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير، فهو مرسل من هذا الوجه.
436- [أخبرنا بصحة ذلك محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق الفقيه يقول: سمعت أحمد بن محمد الشرقي يقول: سمعت عبد الرحمن بن بشر بن الحكم يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول:(2/166)
لم يكن أحد أعلم بحديث ابن أبي ثابت من سفيان الثوري.]
قال: [وسمعت] سفيان يقول [يعني الثوري]: حبيب بن أ[بي ثابت لم يسمع من عروة شيئاً.
437- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو يحيى السمرقندي ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ثنا محمد بن يحيى قال: سمعت علي بن عبد الله المديني: حديث الأعمش هذا عن حبيب بن أبي ثابت، لم يسمع من عروة والزبير شيئاً، قال يحيى بن سعيد: حديث حبيب عن عروة بن الزبير لا شيء.
438- أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا] [أبو داود قال: قال ليحيى بن سعيد لرجل: أحك عني أن هذين الحديثين: حديث(2/167)
الأعمش هذا عن حبيب وحديثه بهذا الإسناد في المستحاضة ((تتوضأ لكل صلاة)) قال يحيى: احك عني أنهما شبه لا شيء.
قال أبو داود: ((وروي عن الثوري قال: ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني، يعني: لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء)).
والوجه الآخر: يقال: إن عروة هذا ليس ابن الزبير، إنما هو شيخ مجهول يعرف بعروة المزني.
وقال] أبو داود: حدثنا إبراهيم بن مخلد [الطالقاني] حدثنا عبد الرحمن بن [مغراء] حدثنا الأعمش حدثنا أصحاب لنا عن عروة المزني عن عائشة [بهذا الحديث.(2/168)
وروي [هذا الحديث] من وجه آخر [عن عائشة رضي الله عنها:
439- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان حدثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا عاصم عن سفيان] عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني ويخرج فيصلي ولا يتوضأ.(2/170)
440- وأخبرنا أبو الحسن أنبأ أحمد ثنا محمد بن غالب ثنا قبيصة ثنا سفيان بإسناده إلا أنه قال:] ((يقبلني وهو على وضوء ثم يصلي)).
وهذا أيضاً فاسدٌ من وجهين:
أحدهما: أنه مرسل، إبراهيم التيمي لم يلق عائشة.
441- [أخبرنا بصحة ذلك: أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا] أبو داود [قال:] ((إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة، [وهو مرسل، وكذا رواه الفريابي وغيره)). يعني: عن سفيان أخبرنا أبو عبد الله الحافظ(2/171)
عقب حديث أبي روق: ((هذا إسناد لا تقوم عليه الحجة، فإنه مرسل، لم يسمع إبراهيم التيمي من عائشة ولم يرها، وأبو روق فيه نظر)).(2/172)
والآخر: أن أبا روق عطية بن الحارث هذا لا تقوم به الحجة.
442- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى] بن معين [يقول]: ((أبو روق ليس بثقة)).(2/173)
443- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا: أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ يقول عقيبه]: ((هذا الحديث لم يروه عن إبراهيم التيمي غير أبي روق [عطية بن الحارث] ولا نعلم [حدث] به عنه غير الثوري وأبي حنيفة، واختلف فيه؛ فأسنده الثوري عن عائشة، وأسنده أبو حنيفة عن حفصة، وكلاهما أرسله، وإبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة، ولا من حفصة، ولا أدرك زمانهما وقد روى معاوية بن هشام عن الثوري عن أبي روق عن إبراهيم [التيمي] عن أبيه فوصل إسناده، واختلف عنه في لفظه، فقال(2/174)
عثمان بن أبي شيبة عنه [بهذا الإسناد]: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ولا يتوضأ، والله أعلم)).
444- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر ثنا محمد بن مخلد ثنا محمد بن الجارود القطان نا يحيى بن نصر بن حاجب ثنا أبو حنيفة عن أبي روق الهمداني] عن إبراهيم بن يزيد عن حفصة [زوج النبي صلى الله عليه وسلم ] ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ للصلاة ثم يقبل ولا يحدث وضوءاً)).
445- [وأخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا معاوية بن هشام أنبأ سفيان الثوري عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم)). كذا قال عثمان بن أبي شيبة.(2/175)
وروي من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها:
446- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الحجاج] عن عمرو بن شعيب عن زينب عن عائشة ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل ثم يصلي ولا يتوضأ)).
قال الحاكم [أبو عبد الله]: ((هذا إسناد لا تقوم به الحجة؛ فإن حجاج بن أرطأة -على جلالة قدره- غير مذكور في الصحيح، وزينب السهمية ليس لها ذكر في حديث آخر)).(2/176)
قال الشيخ: قد رواه الأوزاعي عن عمرو.
447- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ] علي بن عمر [الحافظ قال]: ((زينب هذه مجهولة ولا تقوم بها حجة)).
448- [وقد قيل عن عمرو عن أبيه عن جده أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي ثنا شداد بن حكيم ثنا زفر بن الهذيل عن العرزمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال]: ((كان [رسول الله صلى الله عليه وسلم ] يقبل ثم يصلي ولا يحدث وضوءاً)).(2/177)
[هكذا] رواه العرزمي عنه وهو متروك.
وروي من وجه آخر [عن عائشة:
449- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا] عبد الباقي بن قانع ثنا إسماعيل بن الفضل ثنا محمد بن عيسى بن يزيد الطرطوسي ثنا سليمان بن عمر بن سيار حدثني أبي عن ابن أخي الزهري عن عروة عن عائشة [-رضي الله عنها- قالت: ((لا تعاد الصلاة من القبلة] كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه ويصلي ولا يتوضأ)).
رواة هذا الحديث إلى ابن أخي الزهري أكثرهم مجهولون، ولا يجوز(2/178)
الاحتجاج بأخبار المجهولين، وقد رواه غيره فخالفه فيه، [فروي:
450- عن سعيد بن بشير [عن منصور بن زاذان عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى الصلاة ثم يقبل ولا يتوضأ)).
تفرد به سعيد بن بشير وليس بالقوي.](2/179)
[وقد كان عبد الرحمن بن مهدي حدث عنه، ثم تركه بأخرة، فيما بلغني.
451- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ [نا] أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سألت يحيى بن معين عن سعيد ابن بشير، فقال:] ليس بشيء.
452- [أخبرنا أبو سهل المهراني أنبأ أبو الحسن العطار أخبرني أبو عبد الله النحوي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: ((سعيد بن بشير مولى بني نصر، عن قتادة، روى عنه الوليد بن مسلم ومعن بن عيسى يتكلمون في حفظه، [ترك] أبا عبد الرحمن، دمشقي، وهو يحتمل))(2/180)
قال الشيخ: روى:
453- سعيد [بن بشير] عن أبي الزبير عن جابر [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال]:
((لا تدخل الملائكة بيتاً فيه جلد نمر)).
وروي عن:
454- قتادة عن الحسين عن أنس [بن مالك] عن عمر [بن الخطاب رضي الله عنه قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ] عن حلق القفا إلا للحجامة)).(2/181)
و[في] هذا غنية لمن تدبره على ضعف حاله.
455- [أخبرنا محمد بن الحسين أنبأ علي بن عمر الحافظ قال:] ((تفرد به سعيد بن بشير عن منصور عن الزهري، ولم يتابع عليه، وليس بالقوي في الحديث. والمحفوظ عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم)). كذلك رواه الحفاظ الثقات عن الزهري منهم معمر وعقيل وابن أبي ذئب. وقال مالك عن الزهري ((في القبلة الوضوء)).(2/182)
ولو كان ما رواه سعيد بن بشير صحيحاً لما كان يفتي بخلافه، والله أعلم)).
456- [أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنا أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن ابن شهاب الزهري أنه كان يقول: ((في قبلة الرجل امرأته الوضوء)).(2/183)
وروي بإسناد واهٍ عن الزهري عن أبي سلمة عن عروة عن عائشة.]
457- أخبرناه أبو بكر بن الحارث أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا علي بن إسحاق ثنا إسماعيل بن موسى ثنا عيسى بن يونس عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عروة عن عائشة قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم، ثم يصلي ولا يتوضأ)).
قال علي بن عمر: ((هذا خطأ من وجوه)). لم يزد على هذا، وإنما أراد [به] أنه أخطأ في إسناده ومتنه جميعاً، حيث روي عن الزهري عن أبي سلمة عن عروة عن عائشة وزاد [في] متنه: ((ثم يصلي ولا يتوضأ)) والمحفوظ ما سبق ذكره، والحمل فيه على من دون عيسى بن يونس.
وروي من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:(2/184)
458- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا: ثنا أبو الحسن علي بن عمر ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا] حاجب بن سلمان ثنا وكيع عن هشام [بن عروة] عن أبيه عن عائشة [قالت:] ((قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ)).
قال أبو الحسن: ((تفرد به حاجب عن وكيع، ووهم فيه، والصواب عن وكيع بهذا الإسناد ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم))، وحاجب لم يكن له كتاب، إنما كان يحدث من حفظه)).(2/185)
وروي من وجه آخر [عن هشام:
459- أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ ومحمد بن الحسن السلمي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد أنبأ ابن شعيب ثنا شيبان بن عبد الرحمن التميمي ثنا] الحسن بن دينار عن هشام [بن عروة]عن أبيه [عروة بن الزبير] أن رجلاً قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن الرجل يقبل امرأته: أيعيد الوضوء؟ فقالت: ((قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه ثم لا يعيد الوضوء))، قال: فقلت [لها]: إن كان ذلك ما كان إلا منك، قال: فسكتت.
الحسن بن دينار كان دينار زوج أمه، وهو الحسن بن واصل منكر الحديث.
460- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال:(2/186)
سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى] بن معين [يقول: الحسن بن دينار] ليس بشيء.
461- [أخبرن أبو عبد الرحمن أنبأ أبو إسحاق الفزاري ثنا أبو الحسين الغازي ثنا عمرو بن علي قال: وكان يحيى وعبد الرحمن لا يرويان عن الحسن ابن دينار، وكان سفيان الثوري يقول: ثنا أبو سعيد السليطي.
462- أخبرنا أبو سهل المهراني أنبأ أبو الحسين العطار أخبرني أبو عبد الله النحوي] قال: [سمعت] محمد بن إسماعيل [البخاري يقول]: الحسن بن دينار: وهو ابن واصل أبو سعيد التميمي البصري [عن الحسن] تركه [وكيع وابن المبارك.
463- أخبرنا محمد بن عبد الله أنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا الحسن بن(2/187)
محمد بن زياد القباني قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول:
((الحسن بن دينار وهو ابن واصل، أبو سعيد السليطي] تركه يحيى، وابن مهدي، وابن المبارك، ووكيع)).
ثم في هذا الحديث بيان أن] عروة لم يسمعه من عائشة؛ فإنه قال: إن رجلاً قال: سألت عائشة.
464- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسين الحجاجي ثنا أبو الجهم ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: ((الحسن بن واصل، دينار زوج أمه، من الذاهبين. سمعت أحمد يقول: روى عن مرة منكرات. وصدق(2/188)
أحمد، مرة كوفي، وكيف صار عنده عن مرة أحاديث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه لم يشركه في شيء منها أحدٌ من أهل الكوفة؟!)).
وروي عن عبد الملك بن محمد عن هشام بن عروة:
465- أخبرناه أبو سهل محمد بن نصرويه بن أحمد بن محمد بن موسى المروزي –قدم علينا- ثنا أبو حاتم محمد بن عمر بن شاذويه الكندي إملاءً ثنا أحمد بن نصر الخفاف النيسابوري ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا] بقية ابن الوليد حدثني عبد الملك بن محمد عن هشام عن أبيه عن عائشة [رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها وهو صائم، فقال:
((إن القبلة لا تنقض الوضوء)) أو ((لا تفطر الصائم)).
ثم قال: ((يا حميراء! إن في ديننا سعة)).(2/189)
466- رواه ابن المصفى عن بقية بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ليس في القبلة وضوء)).(2/190)
عبد الملك بن محمد [هذا] ... ضعيف، ذكره أبو حاتم [في كتاب ((المجروحين)): ((عبد الملك بن محمد الصنعاني] من صنعاء الشام [يروي عن زيد بن جبيرة ويحيى بن سعيد الأنصاري، روى عنه هشام بن عمار وأهل الشام]، كان ممن يجيب في كل ما يسأل، حتى تفرد عن الثقات بالموضوعات، لا يجوز الاحتجاج بروايته)).
[وبقية بن الوليد يأخذ عن كل ضرب، ولا يقبل عنه ما يأخذ عن الضعفاء والمجهولين.
467- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسين الحجاجي الحافظ ثنا أبو الجهم ثنا] إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: سألت أبا مسهر عن إسماعيل [بن عياش] وبقية، فقال: [كلٌ] كان يأخذ عن غير ثقة، [فإذا أخذت حديثهم عن الثقات فهو ثقة.]
قال إبراهيم: ((أما أبو يحمد -يعني بقية- رحمه الله، وغفر له،(2/191)
ما كان [يأتي، لا] يبالي إذا وجد حكايةً عمن يأخذها، فأما حديثه عن الثقات فلا بأس به)).
وروي [من وجه آخر] عن [محمد بن جابر عن] هشام [بن عروة:
468- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ علي بن عمر الحافظ قال: وذكره ابن أبي داود ثنا جعفر بن محمد بن المرزبان نا هشام بن عبيد الله ثنا محمد بن جابر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا. وقبله: ((ليس في القبلة وضوء)).
ومحمد بن جابر اليمامي لا يحتج بحديثه.
469- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ -رحمه الله- ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب] قال: [سمعت العباس بن محمد] الدوري [يقول:] سمعت يحيى بن معين يقول: ((كان محمد بن جابر أعمى، قلت [ليحيى]: فإنما حديثه كذا؛ لأنه [كان] أعمى، قال: لا؛ ولكن عمي،(2/192)
واختلط عليه، وكان محمد [بن جابر] كوفياً، وانتقل إلى اليمامة.
قلت: أيوب أخوه كيف كان حديثه؟ قال: ليس [هو بشيء، [ولا يحمد]. قلت: أيهما كان [أمثل]؟ قال: لا، ولا واحد منهما)).
470- [أخبرنا أبو سهل المهراني أنبأ أبو الحسين العطار أخبرني أبو عبد الله النحوي قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ((محمد بن جابر اليمامي عن حماد بن [أبي] سليمان وقيس بن طلق، فليس بالقوي عندهم)).
471- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أبو الحسين الطرائفي قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: محمد بن جابر اليمامي ما حاله؟ قال: ليس بشيء.
وروي بإسنادٍ غير محفوظ عن هشام بن عروة:
472- أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو المروزي ثنا يحيى بن منصور ثنا علي بن عبد العزيز (ح).(2/193)
473- وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا] علي بن عبد العزيز الوراق ثنا عاصم بن علي ثنا أبو أويس حدثني هشام [بن عروة] عن أبيه عن عائشة [أنها بلغها قول ابن عمر رضي الله عنه: ((في القبلة الوضوء))، فقالت]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ثم لا يتوضأ)).
قال علي [بن عمر الدارقطني]: ((لا أعلم أحداً حدث به عن عاصم ابن علي هكذا غير علي بن عبد العزيز)).(2/194)
هذا وهم من علي بن عبد العزيز [هذا] أو عاصم أو أبي أويس، والمحفوظ عن هشام [بن عروة] عن أبيه عن عائشة [أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم،] [بغير هذه الزيادة في الوضوء]، هكذا رواه مالك [بن أنس الإمام، وسفيان] بن عيينة، ويحيى [بن سعيد] القطان، وغيرهم عن(2/195)
هشام بن عروة.
474- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى] بن معين [يقول]: ((أبو أويس مثل فليح، وفي حديثه ضعف)).
475- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الطرائفي قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: ((أبو أويس ضعيف الحديث)).
476- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن بالويه قال: سمعت محمد بن عثمان بن أبي شيبة يقول: سمعت يحيى بن معين -وذكر أبا أويس المدني- فقال: ((كان ضعيفاً)).].(2/196)
أبو أويس عبد الله [بن عبد الله] بن أويس ذكره مسلم في الشواهد وخرجه عنه كما روى عنه وهو كثير الوهم.
وعاصم بن علي وإن قبله البخاري وحدث عنه؛ فقد غمزه يحيى [بن معين] ورضيه أحمد، والله أعلم.(2/197)
وروي [عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها:
477- أخبرناه علي بن محمد بن بشران ببغداد أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز (ح).
478- وأخبرنا الفقيه أبو علي الحسن بن محمد الروذباري -قراءة عليه من أصل كتابه- أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار قالا: ثنا سعدان بن نصر المخزومي نا أبو بدر] عن أبي سلمة الجهني عن عبد الله بن غالب عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه ثم لا يحدث وضوءاً.
479- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا] علي بن عمر [الحافظ(2/198)
عقيب هذا الحديث]: ((قوله عبد الله بن غالب وهم، وإنما أراد غالب بن عبد الله وهو متروك، وأبو سلمة الجهني، وهو خالد بن سلمة، ضعيف وليس بالذي يروي عنه زكريا بن أبي زائدة)).
480- [أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ نا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه وعبد الله بن محمد الكعبي قالا: ثنا محمد بن أيوب أنبأ جندل بن والق نا] عبيد الله بن عمرو [عن غالب عن عطاء] عن عائشة رضي الله عنها ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ثم يخرج إلى الصلاة ولا يتوضأ)).
قال الحاكم أبو عبد الله: ((غالب هذا هو ابن عبيد الله العقيلي، [هو] شيخ من أهل الجزيرة قد خلط في هذا الحديث من وجهين:
481- أخبرنا [الحاكم ثنا] بالوجه الثاني [الزبير بن عبد الواحد الحافظ ثنا عمران بن فضالة الموصلي ثنا مسعود بن جويرية ثنا] عمر بن أيوب الموصلي ثنا غالب بن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: ((كان رسول الله(2/199)
صلى الله عليه وسلم يقبل ولا يعيد الوضوء)).
قال الحاكم: ((غالب بن عبيد الله: ساقط الحديث بإجماع من أهل النقل فيه)).
482- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد ابن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني ابن عبد الله المخرمي] قال: [سمعت] وكيع [يقول]: رأيت غالب بن عبيد الله يطوف بالبيت، فسألته عن حديث فقال: ثنا سعيد بن المسيب وسليمان الأعمش فتركته)).
وهذا لأنهما لا يلتقيان في إسناد.
483- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: (((غالب(2/200)
ابن عبيد الله العقيلي] ضعيف)).
484- [أخبرنا أبو سهل المهراني أخبرنا أبو الحسين العطار أخبرني أبو عبد الله النحوي قال: سمعت ابن إسماعيل يقول: ((غالب بن عبيد الله الجزري] منكر الحديث.
[وفي حديثه من المناكير ما لا يحصى، من ذلك]: روايته عن عطاء عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سهماً فقال له:
((هاك هذا يا معاوية، حتى توافيني به [في] الجنة)).(2/201)
وفي هذا غنيةٌ لمن تدبره.
وروي من وجه آخر [عن عطاء:
485- أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود الحسيب -قراءة عليه- أنبأنا عبد الله بن يعقوب الكرماني نا محمد بن يعقوب الكرماني نا حسان بن إبراهيم الكرماني] ثنا سلمة بن صالح الكوفي عن محمد بن عبد الرحمن [بن أبي ليلى] عن عطاء [بن أبي رباح] عن عائشة [رضي الله عنها] قالت: ((توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم -تعني: ثم مس بعض نسائه- ثم(2/202)
خرج فصلى لا يحدث وضوءاً)).
قال [الحاكم] أبو عبد الله [رحمه الله]: ((هذا تفرد به سلمة بن صالح بإسناده ولم يتابع عليه)).
486- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد] قال: [سمعت يحيى] بن معين [يقول]: ((سلمة الأحمر ليس بشيء)).
487- [أخبرنا أبو سعد الماليني أخبرنا أبو أحمد] بن عدي ثنا ابن قتيبة ثنا عبد العزيز بن هبار ثنا آدم أبو الحسن بن ناهية أبو إياس بن ناهية ثنا(2/203)
ركن بن عبد الله الشامي عن مكحول عن أبي أمامة [الباهلي] قال: قلت: يا رسول الله! الرجل يتوضأ للصلاة ثم يقبل أهله ويلاعبها، أينقض ذلك وضوءه؟
قال: ((لا)).
[وهذا] إسناد مجهول؛ ركن الشامي تكلموا فيه.
وقد روي من أوجهٍ أخر مجهولةٍ عن عطاء:(2/204)
488- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حسان] ثنا أحمد بن عمرو ثنا إسماعيل بن يعقوب بن صبيح ثنا محمد بن موسى بن أعين عن أبيه [عن] عبد الكريم عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كان يقبل ولا يتوضأ)).
هذا وهم، والصحيح عن عبد الكريم عن عطاء من قوله:
489- [أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام يعني محمد بن غالب (ح).
490- وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا: أنبأ علي بن عمر ثنا عثمان بن أحمد الدقاق ثنا محمد بن غالب ثنا] الوليد ابن صالح حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن عائشة(2/205)
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ثم يصلي ولا يتوضأ)).
وفي رواية [ابن عبدان: أو] قالت: لا يمس ماءً.
قال علي بن عمر: ((يقال: إن الوليد بن صالح وهم في قوله: عن عبد الكريم، وإنما هو حديث غالب، ورواه الثوري عن عبد الكريم بن عطاء من قوله، وهو الصواب، والله أعلم.
491- حدثنا ابن مبشر ثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن عبد الكريم الجزري عن عطاء قال: ((ليس في القبلة وضوء)) وهذا [هو] الصواب)).(2/206)
492- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب] قال: [سمعت] عبد الله بن أحمد [بن حنبل يقول] لأبي: لم لا تكتب عن وليد بن صالح؟ قال: رأيته يصلي في المسجد الجامع يسيء الصلاة.
493- [أخبرنا محمد بن الحسين وأبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر نا أحمد بن عبد الله الوكيل ثنا الحسن بن عرفة ثنا هشيم عن الحجاج بن أرطأة عن عطاء عن ابن عباس، والأعمش عن حبيب بن [أبي] ثابت عن سعيد بن جبير] عن ابن عباس أنه كان لا يرى في القبلة وضوءاً.
494- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو يحيى الحماني(2/207)
عن أبي حنيفة عن عطاء عن ابن عباس قال: ((ليس في القبلة وضوء)) وهذا قول ابن عباس رضي الله عنه.]
وقد روينا عن عمر وابن مسعود وابن عمر بخلافه، وقولهم يوافق ظاهر الكتاب؛ فهو أولى.
495- [حدثنا أبو الحسن العلوي إملاءً أنبأ محمد بن عمر بن جميل الأزدي بطوس ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا أبو شيخ عبد الله بن مروان الحراني ثنا موسى بن أعين عن هشام عن ابن أبي كريمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ((استيقظت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عندي، فضربت يدي إلى المسجد فوقعت على أخمص قدميه وهو ساجد، وهو يقول:
((أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ بك منك، لا أبلغ مدحك، أنت كما أثنيت على نفسك)).(2/208)
496- أخبرنا أبو صالح عن أبي طاهر العنبري أنا جدي يحيى بن منصور (ح).
497- وأخبرنا أبو سعد الزاهد ثنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عبدة بن سليمان ثنا عبيد الله بن عمر(2/209)
عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فانتهيت إليه وهو ساجد وقدماه منصوبتان، وهو يقول (ح).
498- وأخبرنا أبو عثمان بن عبدان ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر فذكره بإسناده إلى] عائشة [رضي الله عنها] قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فالتمست بيدي، فوقعت يدي على قدميه وهما منصوبتان وهو ساجد، وهو يقول:
((اللهم أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، [لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك)).(2/210)
وليس في حديث عبيد الله ((وأعوذ بك منك)).
رواه مسلم [في ((الصحيح)) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة] دون قوله: ((وهو ساجد)).
499- [أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء أنبأ جعفر بن عون أنبأ يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي قال: قالت عائشة - رضي الله عنها-: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مضجعه، فذهبت ألتمسه في البيت، فوجدته ساجداً، فوضعت يدي على قدميه -يعني: صدر قدميه- فوجدته متوجهاً إلى القبلة وهو يقول في سجوده:
((أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك(2/211)
منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك)).
هكذا رواه يزيد بن هارون ووهب وغيرهما عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عائشة مرسلاً.
محمد بن إبراهيم لم يدرك عائشة.
وخالفهما الفرج بن فضالة، فرواه كما:
500- أخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل وأحمد بن محمد بن زياد القطان قالا: نا عبد الكريم بن الهيثم نا حجاج بن إبراهيم المصري ثنا الفرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من فراشي، فقلت: قام إلى جاريته مارية، فقمت أتحسس الجدر، وليس لنا(2/212)
كمصابيحكم هذه، فإذا هو ساجد، فوضعت يدي على صدر قدميه، وهو يقول في سجوده:
((اللهم إني أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك)).(2/213)
هكذا رواه الفرج! ورواية الجماعة أولى بالصحة.
501- أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي ثنا الحنائي ثنا شريك ووكيع] عن حريث عن عامر عن مسروق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستدفئ بها بعد الغسل.(2/214)
تفرد به [حريث] بن أبي مطر، وهو ضعيف؛ ضعفه [يحيى] بن معين، والبخاري وغيرهما.(2/215)
[وكان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عنه، وهذا الحديث أحد ما أنكر عليه.]
والذي صح من الحديث الأول يحتمل أن يكون بينهما حائل من ثوب، ثم إنه ورد في الملموس، وكلامنا وقع في اللامس، والله أعلم.(2/216)
مسألة (20): ومس الفرج ببطن الكف ينقض الوضوء.
وقال أبو حنيفة: لا ينقضه.
ودليلنا من طريق الخبر ما:
502- [أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري -قراءة عليه-(2/223)
ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ] الشافعي [رحمه الله] أنبأنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر [بن محمد بن عمرو] بن حزم أنه سمع عروة بن الزبير يقول: دخلت على مروان بن الحكم، فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان: ومن مس الذكر الوضوء، قال عروة: ما علمت ذلك. فقال مروان: أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ)).(2/224)
ورواه يحيى بن بكير عن مالك وزاد [فيه]: ((فليتوضأ وضوءه للصلاة)).
503- [أخبرناه أبو أحمد المهرجاني، أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي، ثنا محمد بن إبراهيم العبدي، ثنا ابن بكير، ثنا مالك فذكره.
وكذلك رواه] الزهري عن عبد الله بن أبي بكر.
504- [أخبرنا أبو بكر القاضي، أنبأ أبو سهل القطان ثنا عبد الكريم بن الهيثم [ثنا أبو اليمان] أنبأ شعيب عن الزهري (ح).(2/227)
505- وأخبرناه أبو الحسن بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار، ثنا عبيد بن شريك، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أنه قال: أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أنه سمع عروة بن الزبير، يقول: ذكر مروان بن الحكم في إمارته على المدينة إنه يتوضئ من مس الذكر إذا أفضى إليه الرجل بيده، فأنكرت ذلك. وقلت: لا وضوء على من مسه.
فقال مروان: بل أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما يتوضأ منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويتوضأ من مس الذكر.
فقال عروة: فلم أزل أماري مروان حتى دعا رجلاً من حرسه، فأرسله إلى بسرة يسألها عما حدثته من ذلك، فأرسلت إليه بسرة بمثل ما حدثني عنها مروان.(2/228)
ورواه معمر عن الزهري عن بسرة.
506- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأ عبد الوهاب، أنبأ شعبة عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن بسرة بنت صفوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ))، قال: فحدثت به مروان بن الحكم، فأرسل إليها، فأخبرته بذلك.(2/229)
هكذا قال: والصواب رواية عقيل بن خالد إسناداً ومتناً].
ورواه الأوزاعي عن عبد الله بن أبي بكر:
507- [أخبرنا أبو الحسن بن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد، ثنا محمد ابن الفرج الأزرق، ثنا القرقساني، ثنا الأوزاعي عن عبد الله بن أبي بكر]، عن(2/230)
عروة، عن بسرة [بنت صفوان، قالت: سمعت] النبي صلى الله عليه وسلم [يقول:] ((من مس ذكره فليتوضأ)).
[ .. .. خالفه الوليد بن مزيد:
508- أخبرنا أبو عبد الله السوسي وأبو عبد الرحمن السلمي [قالا ثنا] أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ العباس بن الوليد، أخبرني أبي، ثنا [الأوزاعي]، حدثني الزهري، أخبرني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أخبرني عروة عن بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول]: ((من مس فرجه فليتوضأ)).(2/231)
ورواه الضحاك بن عثمان عن عبد الله ابن أبي بكر:
509- [أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، ثنا أبو علي بن محمد الصفار، ثنا موسى بن الحسن المستملي، ثنا إبراهيم بن حمزة بالمدينة، حدثني عبد العزيز بن أبي حازم عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر ابن محمد] عن عروة [بن الزبير أنه دخل على ابنه محمد -وهو أمير المدينة- فسأله ما يجب منه الوضوء، فقال عروة، أخبرتني بسرة بنت صفوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مس ذكره فليتوضأ)).
ورواه هشام بن عروة عن أبيه عروة]، [وكذلك] رواه جماعة عن هشام [ابن عروة] عن أبيه عن مروان، عن بسرة:
510- [أخبرناه أبو الحسين علي بن بشران ببغداد، ثنا أحمد بن سليمان النجار، قال: قرئ على أحمد بن محمد بن عيسى، وأنا أسمع، ثنا حذيفة، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان، عن بسرة بنت صفوان قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من مس ذكره؛ فليتوضأ وضوءه للصلاة))].(2/232)
فصح بذلك الطريق إلى عروة بن الزبير، وعروة ممن لا يشك أحد في ثقته، ومروان قد احتج به البخاري في ((الصحيح)).
روي عن خالد بن مخلد، عن علي بن مسهر، وعن عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان، عن عثمان [بن عفان] حين أصابه الرعاف وحبسه عن الحج.
أخرجه في فضل الزبير [ابن العوام]، وروي لمروان [أيضاً] غير هذا الحديث.(2/233)
قال [الحاكم] أبو عبد الله [رحمه الله]: ((ثم نظرنا فوجدنا جماعة من الثقات الحفاظ رووا هذا الحديث عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان، عن بسرة، ثم ذكر في روايتهم أن عروة قال: ((ثم لقيت بعد ذلك بسرة فحدثتني بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثني [مروان] عنها)).
فدلنا ذلك على صحة الحديث وثبوته على شرط الشيخين، وزال عنه الخلاف والشبهة، وثبت سماع عروة من بسرة)).
هذا كله كلام الحاكم أبي عبد الله، أخبرنا بذلك، قال الحاكم: فممن بين ما ذكرناه من سماع عروة من بسرة: شعيب بن إسحاق الدمشقي.
511- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله، ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي، ثنا الحكم بن موسى، ثنا شعيب بن إسحاق، أخبرني هشام بن عروة عن أبيه أن مروان، حدثه عن بسرة بنت صفوان -وكانت قد صحبت النبي صلى الله عليه وسلم -، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا مس أحدكم ذكره فلا يصلين حتى يتوضأ)).(2/234)
قال: فأنكر ذلك عروة، فسأل بسرة، فصدقته بما قال].
ومنهم: ربيعة بن عثمان التيمي.
512- [أخبرنا محمد بن عبد الله، ثنا أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه في آخرين قالوا: ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا محمد بن رافع، ثنا ابن أبي فديك، ثنا ربيعة بن عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن مروان بن الحكم، عن بسرة بنت صفوان، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من مس ذكره فليتوضأ))، قال عروة، فسألت بسرة فصدقته].(2/235)
ومنهم: المنذر بن عبد الله الحزامي المديني.
513- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عبد الله محمد بن بطة الأصبهاني، ثنا محمد بن أصبغ بن الفرج، ثنا أبي، ثنا المنذر بن عبد الله الحزامي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان، عن بسرة بنت صفوان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مس ذكره فليتوضأ)).
فأنكره عروة، فسأل بسرة فصدقته].
ومنهم: عنبسة بن عبد الواحد القرشي.
514- [أخبرنا أبو عبد الله، ثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخواص، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ثنا عبد الله بن عمرو بن أبان، ثنا عنبسة بن عبد الواحد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان عن بسرة أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من مس فرجه فلا يصلي حتى يتوضأ)).
قال: فأتيت بسرة فحدثتني كما حدثني عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
ومنهم: أبو الأسود حميد بن الأسود البصري الثقة المأمون.(2/236)
515- [أخبرنا أبو عبد الله، أنبأ أبو جعفر، محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: سمعت علي بن المديني، وذكر حديث شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة الذي يذكر فيه سماع عروة من بسرة.
فقال علي: هذا مما يدلك أن يحيى بن سعيد قد حفظ عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: أخبرتني بسرة، قال علي: فحدثني أبو الأسود حميد ابن الأسود عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان، عن بسرة بنت صفوان، وقد كانت صحبت النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مس أحدكم ذكره فلا يصلين حتى يتوضأ)).
فأنكر ذلك عروة، وسأل بسرة فصدقته.
516- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا منصور العتكي يقول: سمعت الفضل بن محمد الشعراني يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حدثني يحيى بن سعيد عن شعبة قال: لم يسمع هشام بن عروة حديث أبيه في مس الذكر. قال يحيى: فسألت هشاماً، فقال: [أخبرني أبي].(2/237)
517- أخبرني أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أنبأ محمد بن الحسين بن علي بن بحر، أخبرني أبي، قال: ثنا عمرو بن علي، قال: ثنا يحيى بن سعيد، ثنا هشام، حدثني أبي عن بسرة بنت صفوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مس أحدكم ذكره فلا يصلي حتى يتوضأ))].
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: ((جئنا الآن إلى من يعلل هذا الحديث الثابت الصحيح بروايات واهية عن هشام [بن عروة] عن أبيه، عن عائشة [رضي الله عنها]، فليعلم أن هذا وهم ظاهر من عبد الرحمن بن عبد الله العمري، ويحيى بن أيوب ومن تابعهما. وكذلك عن هشام [بن عروة] عن أبيه عن أروى، رواية هشام بن زياد أبو المقدام وهو متروك الحديث،(2/238)
وهشام بن عروة عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة رواية داود العطار، وهو واهم فيه، وهشام بن عروة عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عروة فيما روي من وجه غير معتمد عن هشام بن عروة، فجميع هذه الروايات واهية، والحديث عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن بسرة ثابت صحيح)).(2/239)
قال الحاكم [أبو عبد الله]: ((أريت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في المنام في مسجد أبي بكر المطرز وأنا أسأله عن هذا الخلاف على هشام، فقال لي: إن عروة بن الزبير ذهب إلى بسرة بنت صفوان حتى شافهته بالحديث.
وقد تابع هشام بن عروة على رواية هذا الحديث عن عروة: عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري وغيره كما تقدم ذكره)).
وأما بسرة بنت صفوان فإنها من سيدات قريش)).
518- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أخبرني محمد بن يوسف المؤذن، ثنا محمد بن عمران، ثنا أحمد ابن زهير، ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: ((وبسرة بنت صفوان بن(2/242)
نوفل بن أسد: من المبايعات، وورقة بن نوفل عمها، وليس لصفوان بن نوفل عقب إلا من قبل بسرة، وهي زوجة معاوية بن المغيرة بن أبي العاص)).
قال [الحاكم] أبو عبد الله]: وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة والتابعين عن بسرة، منهم عبد الله بن عمر [بن الخطاب]، وعبد الله ابن عمرو [بن العاص]، وسعيد بن المسيب، وعمرة بنت عبد الرحمن [الأنصارية]، وعبد الله بن أبي مليكة، ومروان بن الحكم، وسليمان بن موسى، وقد روينا عن بسرة بنت صفوان عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث غير هذا الحديث، فقد ثبت بما ذكرناه اشتهار بسرة [بنت صفوان] وارتفع عنها اسم الجهالة بهذه الروايات.
وقد روينا إيجاب الوضوء عن جماعة من الصحابة [رضي الله عنهم] والصحابيات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم: عبد الله بن عمر [بن الخطاب]، وأبو هريرة، وزيد بن خالد [الجهني]، وسعد بن أبي وقاص، وجابر بن عبد الله وغيرهم، من النساء: عن عائشة وأم حبيبة، وأم سلمة، وأروى رضي الله عنهم أجمعين)).(2/243)
519- [أخبرنا أبو عبد الله قال: حدثني أبو الحسن محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ، ثنا علي بن أحمد بن سليمان، ثنا محمد بن أصبغ بن الفرج، حدثني أبي، ثنا نافع بن [أبي نعيم] عن سعيد بن أبي سعيد المقبري] عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مس فرجه فليتوضأ)).(2/244)
قال الحاكم: ((وهذا حديث صحيح، وشاهده الحديث المشهور، عن يزيد ابن عبد الملك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة)).
520- [أخبرنا أبو عبد الله السوسي، ثنا [أبو] جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، أنا علي ابن عبد العزيز، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، ثنا يزيد بن عبد الملك النوفلي عن المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مس ذكره فعليه الوضوء)).
521- وأخبرنا أبو حازم الحافظ، ثنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الجرجاني، ثنا عمران بن موسى بن فضالة الموصلي، ثنا أحمد بن سعيد الهمذاني، ثنا أصبغ بن الفرج، ثنا عبد الرحمن بن القاسم عن نافع بن أبي نعيم عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أفضى بيده(2/245)
إلى فرجه ليس فوقه حجاب، فقد وجب عليه الوضوء)).
522- أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، ثنا أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا يحيى بن بكير، ثنا عبد الرحمن بن القاسم عن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أفضى بيده إلى فرجه ليس دونهما حجاب فقد وجب عليه وضوء الصلاة)).
وقد قيل عنه عن يزيد ونافع جميعاً:
523- أخبرنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين، ثنا أبو إسماعيل خلف بن أحمد بن العباس، ثنا عمران بن موسى بن فضالة الموصلي، ثنا أحمد ابن سعيد -يعني الفهري- ثنا عبد الرحمن بن القاسم عن يزيد بن عبد الملك النوفلي ونافع ابن أبي نعيم عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أفضى بيده إلى فرجه ليس دونها حجاب فقد وجب عليه الوضوء)).
وقد قيل عن يزيد عن أبي موسى الحناط عن سعيد:
524- أخبرناه علي بن الحسن بن فهر المصري بمكة، ثنا الحسين بن(2/246)
رشيق، ثنا أبو عبد الله محمد بن موسى بن كامل، ثنا] عبد العزيز بن مقلاص، ثنا [محمد بن إدريس] الشافعي [رحمه الله]، ثنا: عبد الله بن نافع عن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبي موسى الحناط، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره فليتوضأ)). كذا رواه [ابن مقلاص عن الشافعي].
ورواه الربيع وغيره عن الشافعي، عن محمد بن عبد الله ورجل آخر عن يزيد بن عبد الملك عن سعيد، عن أبي هريرة:
525- [أخبرناه أبو زكريا، وأبو بكر، قالا ثنا أبو العباس، ثنا الربيع، ثنا الشافعي فذكره.(2/247)
ورواه يحيى بن يزيد عن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل، عن أبيه عن سعيد ابن أبي سعيد، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((من مس ذكره حتى(2/248)
يفضي إليه ليس دونه ستر فقد وجب عليه الوضوء)).
526- أخبرناه أبو بكر بن الحارث، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا الجمال -يعني أحمد بن جعفر بن نصر- ثنا، قطن بن حفص، ثنا ابن أبي أويس، ثنا يحيى بن يزيد.](2/249)
[فأما حديث ابن عمر]:
527- [فأخبرناه أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن، أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدون المروزي، ثنا أبو صفوان عبد الرحمن بن عوف، ثنا الحسين بن عمر بن شقيق، ثنا] عبد الله بن أبي جعفر [الرازي] عن أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [صلى صلاةً، ثم بال فتوضأ، وأعادها، فقلنا: يا رسول الله!(2/250)
هل كان من حدثٍ يوجب الوضوء؟ قال: لا، إلا أني مسست ذكري].
عبد الله بن أبي جعفر الرازي هذا ضعيف، وأيوب بن عتبة.
وروي [من وجهٍ آخر عن نافع:
528- أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد] بن عدي، ثنا ابن صاعد، ثنا عثمان بن معبد بن نوح، ثنا إسحاق الفروي، ثنا عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مس ذكره فليتوضأ)).(2/251)
قال أبو أحمد: ((وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر)).
وروي [من وجهٍ آخر عن نافع:
529- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أنبأ محمد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي، ثنا محمد بن المصفى الحمصي [عن] ابن عمرو الفرخ، ثنا] مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يتوضأ من مس الذكر.
ويذكر أن بسرة بنت صفوان، أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ من مس الذكر)).(2/252)
قال أبو عبد الله: ((تفرد به حفص بن عمر العدني، الملقب بفرخ، عن مالك بن أنس)).
530- [وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج إملاءً، أنبأ أبو الفضل محمد بن إبراهيم النرشخي، ثنا إسحاق بن زياد الأيلي، ثنا حفص بن عمر العدني، فذكره بإسناده مثله: وقال: سمعت بسرة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الوضوء من مس الذكر)).(2/253)
قال الشيخ]: وقد روى الزعفراني، عن الشافعي في القديم أنه قال:
أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب قال: سمع ابن عمر بسرة تحدث بحديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم في مس الذكر، فلم يدع الوضوء منه حتى مات.
قال [الشافعي]: وأخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عبد الواحد بن قيس، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مس أحدكم ذكره، فليتوضأ)).(2/254)
وهذان مرسلان عن ابن عمر.
531- [أخبرناه أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا الحسن ابن سفيان، ثنا عبد الرحمن بن سلام، ثنا سليم بن مسلم أبو مسلم عن ابن جريج عن عبد الواحد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مس ذكره فليتوضأ)).
وروي من وجهٍ آخر [عن ابن عمر ضعيف:
532- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الحسين أحمد بن(2/255)
عثمان بن يحيى البزار ببغداد من أصل كتابه، ثنا أبو] بكر بن أبي العوام الرياحي، ثنا عبد العزيز بن أبان عن الثوري، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مس فرجه فليتوضأ)).
قال أبو عبد الله: ((تفرد به أبو بكر بن أبي العوام عن عبد العزيز[بن أبان])).
533- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا عمرو بن خالد، ثنا] العلاء ابن سليمان الرقي، ثنا الزهري عن سالم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(2/256)
من مس فرجه فليعد الوضوء)).
وهذا أيضاً ضعيف، والحمل فيه على العلاء بن سليمان [الرقي] كما أظن.
وروي من وجه آخر عن [الزهري:
534- أخبرنا أبو عبد الله، أنبأ أبو جعفر محمد، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا أبي، ثنا] ابن لهيعة عن عقيل عن [ابن شهاب أخبره عن سالم عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث].
وابن لهيعة لا يحتج به.(2/257)
وأما حديث زيد بن خالد الجهني [قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من مس ذكره فليتوضأ)).
535- أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا زهير بن حرب، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي عن ابن إسحاق، قال حدثني محمد بن مسلم] الزهري، عن عروة [بن الزبير]، عن [زيد بن] خالد [الجهني] قال: [سمعت] رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من مس ذكره فليتوضأ)).(2/258)
[قال زهير: ((هكذا عندي، وإنما رواه عروة عن بسرة)).
536- أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان،] قال [علي-يعني]: ابن المديني-: ((لم أعلم لابن إسحاق(2/260)
إلا حديثين منكرين: نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا نعس أحدكم يوم الجمعة)). والزهري عن عروة عن زيد بن خالد ((إذا مس أحدكم فرجه)).
[قال الشيخ]: قد روى ابن جريج عن [ابن شهاب] الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن بسرة، وزيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم ، رواه إسحاق الحنظلي، عن محمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج، قال حدثني الزهري فذكره.
وهذا إسناد صحيح.
537- [وأخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ، ثنا عبد الله بن محمد بن مسلم، ثنا] أحمد بن هارون المصيصي، ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وزيد بن خالد(2/261)
[الجهني] قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من مسه فرجه فليتوضأ)).
أخطأ فيه هذا المصيصي حيث قال: ((عن عائشة))، وإنما هو ((عن بسرة)).
538- [وأنبأني أبو عبد الله الحافظ، إجازةً، أنبأ أبو علي الحسين ابن علي الحافظ، أنبأ عبد الله بن سليمان أن الأشعث، ومحمد بن سفيان المصيصي، قالا: ثنا إبراهيم بن الحسن المقسمي، ثنا حجاج، قال: قال ابن جريج، أخبرني ابن شهاب]، عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة، ولم يسمع ذلك منه [يعني الزهري] أنه كان يحدث عن بسرة [بنت صفوان] وزيد بن خالد [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مس أحدكم ذكره؛ فليتوضأ)).
539- وأنبأني أبو عبد الله إجازةً، أنا أبو علي الحافظ، أنبأ محمد بن(2/262)
محمد بن سليمان، ثنا أحمد بن المقدام، ثنا محمد بن بكير، ثنا] ابن جريج أخبرني الزهري عن عبد الله [بن أبي بكر] عن عروة، ولم أسمع ذلك منه أنه كان يحدث عن بسرة، أو زيد بن خالد [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مس أحدكم فرجه فليتوضأ)).
540- وأنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازةً، ثنا أبو علي الحافظ، أنا محمد ابن إسحاق بن خزيمة، ثنا محمد بن رافع، ثنا عبد الرزاق، أخبرني ابن جريج،(2/263)
حدثني ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة قال -ولم أسمع ذلك منه- أنه كان يحدث عن بسرة أو عن زيد بن خالد الجهني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مس أحدكم ذكره؛ فليتوضأ)).
هكذا رواه بالشك]، وروايته في ((مسند إسحاق الحنظلي)) بلا شك، [ورواية محمد بن إسحاق بن يسار تدل على صحة رواية إسحاق]، والله أعلم.
وأما حديث ابن عباس [رضي الله عنه:
541- فأخبرناه أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي، ثنا عمر بن سنان، ثنا] الضحاك بن حجوة أبو عبد الله، ثنا الهيثم، ثنا أبو هلال الراسبي، عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس [رضي الله عنهما] [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]: ((من مس ذكره فليتوضأ)).(2/264)
[والضحاك بن حجوة منكر الحديث].
وأما حديث جابر [بن عبد الله رضي الله عنه:
542- فأخبرناه أبو جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القرمسيني، أنبأ أبو القاسم علي بن أحمد بن راشد الدينوري، ثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، ثنا دحيم (ح).
543- وأخبرناه أبو القاسم بن حبيب المفسر من أصله، أنبأ أبو عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهدي بن رستم، ثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم الحافظ قالا: ثنا عبد الله بن نافع عن ابن أبي ذئب عن عقبة بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مس ذكره فليتوضأ)).
وفي حديث ابن حبيب ((من مس فرجه فليتوضأ)).
544- وأخبرناه أبو بكر بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس محمد(2/265)
ابن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، نا] الشافعي، أنا عبد الله بن نافع وابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن عقبة بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره، فليتوضأ)).(2/266)
وزاد ابن نافع، [فقال]: عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الشافعي رحمه الله: ((وسمعت غير واحد من الحفاظ يرويه لا يذكر فيه جابراً)).
وأما حديث أبي أيوب [رضي الله عنه:
545- فأخبرناه أبو بكر بن الحارث: أنبأ أبو محمد بن حيان: ثنا محمد ابن سهل ثنا أبو مسعود: أنبأ أبو غسان: ثنا عبد السلام بن حرب]، عن [ابن] أبي فروة، عن الزهري عن عبد الله القاري، عن خالد بن زيد أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مس فرجه فليتوضأ)).(2/267)
وهذا غير محفوظ بهذا الإسناد.
وأما حديث عائشة [رضي الله عنها:
546- فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ: أنا أبو علي الحافظ أنبأ أبو سعيد بن الفضل بن محمد الجندي بمكة ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا عبد الصمد (ح).
547- وحدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الآردستاني الحافظ: ثنا أبو حفص بن ناصر: ثنا عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل النيسابوري: ثنا علي ابن سعيد بن جرير النسائي: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثني أبي عن حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير]، عن المهاجر بن عكرمة، عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعاد الوضوء في مجلسٍ، فسألوه عن ذلك، فقال: ((إني حككت ذكري)).(2/268)
وقد قيل [عن الزهري عن عمرو بن شعيب عن عروة:
548- حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي: أنبأ أحمد بن علي بن الحسن المقرئ: ثنا إبراهيم بن فهد: ثنا أحمد بن شبيب: ثنا أبي] عن يونس، عن ابن شهاب، عن عمرو بن شعيب، عن عروة، عن عائشة [رضي الله عنها] قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا قام أحدكم إلى الصلاة فمس ذكره؛(2/269)
فليتوضأ)).
وروي عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة [رضي الله عنها:
549- أخبرنا أبو بكر بن الحارث: أنبأ أبو محمد بن حيان أبو الشيخ: ثنا عبدان: ثنا هشام بن عمار: ثنا شعيب بن إسحاق: ثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة] قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا قام أحدكم إلى الصلاة فمس ذكره فليتوضأ)).
ورواه معاذ بن هشام، عن أبيه، عن يحيى بن أبي كثير: حدثني رجلٌ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم [قال]: ((إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ)).
550- [أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازةً: أنبأنا أبو علي الحسن بن علي(2/270)
الحافظ، أنبأ محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ معاذ بن هشام، حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير، حدثني رجل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا قام أحدكم إلى الصلاة فمس ذكره فليتوضأ)).
551- وأنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازةً، أنبأ أبو علي الحافظ، ثنا محمد ابن إسحاق بن خزيمة، ثنا محمد بن علي الصنعاني، ثنا خالد -يعني ابن الحارث-، ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني رجل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عروة بن الزبير حدثهم عن عائشة رضي الله عنها، حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قام أحدكم إلى الصلاة، فمس ذكره فليتوضأ)).
[وأما حديث أم حبيبة]:
552- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان النيسابوري، وأبو عبد الرحمن [السلمي] من أصله قالوا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد ابن إسحاق الصنعاني، ثنا أبو] مسهر، ثنا الهيثم بن حميد، ثنا العلاء بن(2/271)
الحارث، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من مس فرجه فليتوضأ)).(2/272)
553- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: ((هذا حديث حدث به أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وأئمة الحديث عن أبي مسهر، وكان [يحيى] بن معين يثبت سماع مكحول من عنبسة، فإذا ثبت سماعه منه؛ فهو أصح حديثٍ في الباب)).
قال الشيخ رحمه الله: [وقد] قال أبو عيسى الترمذي: ((سألت أبا زرعة عن حديث أم حبيبة، فاستحسنه، ورأيته كان يعده محفوظاً)).
[قال الشيخ]: قد روي في سماع مكحول من عنبسة، عن يحيى بن حمزة، عن النعمان، عن مكحول قال: أخبرني عنبسة في حديث التطوع في الصلاة، إلا أن سليمان بن موسى زاد فيه: عن مكحول عن مولى عنبسة، وعلل البخاري مس الذكر به. حديث مس الذكر في آخر وهو أن النعمان بن(2/275)
المنذر، قال عن مكحول أن ابن عمر -مرسل- كان يتوضأ من مس الذكر في آخر.
وأما حديث أروى [رضي الله عنها:
554- فأخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي من أصل كتابه، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني، ثنا عثمان بن النعمان، ثنا هشام أبو] المقدام عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أروى بنت أنيس قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من مس فرجه فليتوضأ)).
هذا خطأ، والصحيح رواية الجماعة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن بسرة.
وقد صحت الرواية عن سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وعائشة [بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهم] أنهم كانوا يوجبون الوضوء إذا مس الذكر.(2/276)
[أما حديث سعد رضي الله عنه:
555- فأخبرناه أبو نصر بن قتادة من كتابه، أنبأ إسماعيل بن محمد،ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، ثنا ابن بكير، ثنا مالك عن إسماعيل بن محمد ابن سعد بن أبي وقاص، عن مصعب بن سعد أنه قال:
كنت أمسك المصحف على سعد، فاحتككت، فقال سعد: لعلك مسست ذكرك؟ قلت: نعم. قال: قم: فتوضأ.
قال: فقمت فتوضأت، ثم رجعت.
وأما حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
556- فأخبرناه أبو أحمد عبدالله بن محمد بن الحسن المعدل المهرجاني قراءة عليه، أنبأ أبوبكر محمد بن جعفر المزكي، ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، ثنا ابن بكير، ثنا مالك، عن نافع، عن عبدالله بن عمر أنه كان يقول: إذا مس الرجل ذكره فقد وجب الوضوء.
557- أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا سعدان بن نصر المخرمي، ثنا سفيان عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر أن أباه أعاد الصلاة من مس فرجه.
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
558- فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد الصيرفي، قالا: ثنا أبو(2/277)
العباس محمد بن يعقوب، ثنا هارون بن سليمان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن عمرو بن أبي وهب، عن جميل العجلي، عن أبي وهب الخزاعي، عن أبي هريرة قال: ((من مس فرجه فليتوضأ، ومن مسه -يعني من وراء الثوب- فليس عليه وضوء)).
وأما حديث عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما:
559- فأخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ، حدثني محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الفضل بن محمد بن المسيب، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، ثنا عبيد الله بن عمر (ح).
560- وأخبرنا محمد قال: وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي رحمه الله، أنبأ القاسم بن عبيد الله، عن أبيه، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((إذا مست المرأة فرجها بيدها فعليها الوضوء)).(2/278)
وروي عن عمر وابن عباس رضي الله عنهم.
561- أخبرنا أبو علي الروذباري في آخرين قالوا: أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا علي بن ثابت الجزري، عن مسلمة بن جعفر، عن حسان بن حميد]، عن أنس [بن مالك] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((سبعة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يجمعهم مع العالمين، يدخلهم النار أول الداخلين إلا أن يتوبوا، فمن تاب تاب الله عليه: الناكح يده، والفاعل، والمفعول به، ومدمن الخمر، والضارب أبويه حتى يستغيثا، والمؤذي جيرانه حتى يلعنوه، والناكح حليلة جاره)).(2/279)
وربما استدل أصحابهم بالحديث الذي:
562- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن يعقوب إملاءً، ثنا محمد بن عبد الوهاب (ح).
563- وأخبرنا أبو علي [الروذباري أنا أبو طاهر المحمداباذي، ثنا محمد ابن عبد الوهاب، أنا] الحسين بن الوليد، ثنا عكرمة بن عمار، عن] قيس ابن طلق؛ أن طلقاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يمس ذكره وهو في الصلاة، فقال: ((لا بأس إنما هو كبعض جسدك)).(2/280)
[وهكذا رواه عبد الله بن بدر ومحمد بن جابر وغيرهما عن قيس بن طلق، عن أبيه.
وقال بعضهم عن محمد بن جابر، عن علي بن طلق بن قيس عن أبيه:
564- أخبرنا بذلك الأستاذ أبو طاهر محمد بن محمد الزيادي، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان، ثنا علي بن الحسن، ثنا عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان، قال: حدثني محمد بن جابر، عن علي بن طلق بن قيس عن أبيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مس الذكر، فقال: ((إنما هو منك)).
وهكذا رواه الحسن بن الوليد عن الثوري وهو وهم، والصواب عن قيس ابن طلق، عن أبيه، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، أو سأله رجل فقال: بينما أنا في الصلاة ذهبت أحك فخذي، فأصابت يداي ذكري، فقال:
((هل هو إلا بضعة منك)).].(2/281)
وقيس بن طلق ليس بالقوي عندهم، غمزه يحيى بن معين بين يدي أحمد ابن حنبل، وقال لا يحتج بحديثه.
565- [أخبرنا محمد بن الحسين، أنبأ علي بن عمر الحافظ قال]: قال ابن أبي حاتم: ((سألت أبي وأبا زرعة عن حديث محمد بن جابر هذا، فقالا: قيس بن طلق ليس ممن تقوم به حجة، ووهناه ولم يثبتاه)) ثم راوي(2/282)
هذا الخبر عن قيس بن طلق: عكرمة بن عمار، ومحمد بن جابر، وأيوب بن عتبة، وعبد الله بن بدر، من رواية ملازم بن عمرو الحنفي، عنه.
وعكرمة بن عمار، ممن اختلفوا في عدالته، فاستشهد به مسلم [بن الحجاج] في ((الصحيح)) ولم يحتج به، وأما [البخاري]، فقد رده أصلاً وطعن فيه وقال: ((لم يكن عنده كتاب فاضطرب [في] حديثه)).(2/283)
وقال ابن المديني: سألت يحيى بن سعيد عن أحاديث عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير فضعفها، وقال: ليست بصحاح.
وقال عبد الله بن أحمد قلت لأبي: هذا من يحيى أو من عكرمة؟ فقال: لا بل من عكرمة.
566- [أخبرنا أبو سهل المهراني، أنبأ أبو الحسين العطار، أخبرني] أبو عبد الله النحوي: [قال] سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ((عكرمة بن عمار منكر الحديث)).
[قال الشيخ أحمد رحمه الله]: ثم حديث عكرمة [بن عمار] منقطع، لأنه قال عن قيس بن طلق أن طلقاً، سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقيس لم يشهد سؤال طلق، وأما محمد بن جابر فقد ذكرنا شأنه في مسألة اللمس.
567- [وأخبرنا بحديثه أبو بكر القاضي، أنبأ أبو سهل بن زياد القطان، أخبرنا محمد بن خليفة عبثر، ثنا محمد بن عنيز، أنبأ همام عن رجل يقال له محمد]، عن قيس بن طلق عن أبيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، أو سأله(2/284)
رجل فقال: ((بينا أنا في الصلاة إذ ذهبت أحك فخذي، فأصابت يدي ذكري، فقال: إنما هو منك)).(2/285)
فهذا إن صح؛ فالظاهر أن إصابة يده ذكره، إنما [كانت] بظهر الكف، فإن حك الفخذ إنما يكون ببطن الأنامل والأظافير، وإنما يلي ذكره حينئذٍ ظهر كفه، وقال: ((في الصلاة))، والغالب أن في الصلاة لا يحك الإنسان فخذه إلا وراء ثوبه والله أعلم.
ومحمد [هذا: هو] ابن جابر [وهو] ضعيف.
وأما حديث عبد الله بن بدر:
568- [فأخبرناه أبو علي الروذباري، أنا أبو بكر بن داسة، ثنا أبو(2/286)
داود، ثنا مسدد، ثنا] ملازم بن عمرو الحنفي، عن عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قدمنا على نبي الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل كأنه بدوي، فقال: يا نبي الله! ما ترى في مس الرجل ذكره بعد ما يتوضأ؟ فقال:
((وهل هو إلا مضغة منه أو بضعة منه)).(2/287)
عبد الله بن بدر ثقة، وأما ملازم [بن عمرو] فإنه شيخ يماني لم أسمع ذكره أحدٌ بجرحٍ، إلا أن أبا بكر بن إسحق بن أيوب الصبغي الإمام رحمه الله تعالى، قال: ((ملازم فيه نظر)) وليس له ذكر في ((الصحيح)) والله أعلم.
ثم إن طلقاً قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في أول مقدمه المدينة حين كان يبني مسجده، كذلك رواه حماد بن زيد عن محمد بن جابر، فذكر قدومه عليه(2/288)
وهو يبني المسجد، وسؤاله عن ذلك.
وقد روينا عن أبي هريرة -وهو من آخرهم إسلاماً- عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء من مس الفرج.
569- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا أبو الحسين المحمودي، ثنا محمد بن علي الحافظ، ثنا محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا إسماعيل، ثنا قيس عن أبي هريرة] قال: ((صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين)).
فصار حديث طلق منسوخاً.
وربما استدلوا بما:
570- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو نصر بن عبد العزيز ابن قتادة، وأبو سعيد الصوفي قالوا: ثنا يحيى بن منصور القاضي، ثنا الحسين ابن] الأنطاكي بمكة، ثنا أبو يحيى خالد بن عبد السلام بن خالد بن يزيد،(2/289)
ثنا] فضل [بن مختار] عن عبيد الله بن موهوب عن عصمة بن مالك الخطمي [قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! كنت وأنا أصلي، فاحتك بعض جسدي، فأدخلت يدي فاحتككت، فأصابت يدي ذكري، قال: ((وأنا أيضاً يصيبني ذلك)).
571- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا علي بن عمر، ثنا محمد بن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، ثنا أحمد بن محمد بن رشدين، نا سعيد بن عفير، ثنا الفضل بن المختار -وكان من الصالحين- عن الصلت بن دينار عن أبي عثمان النهدي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ح).
572- وعن عبيد بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي] -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - أن رجلاً قال: يا رسول الله! إني احتككت [في الصلاة]، فأصابت يدي فرجي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((وأنا أفعل ذلك)).(2/290)
الصلت بن دينار أبو شعيب المجنون ضعيف، وكان ممن يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كثرة المناكير في حديثه، تركه أحمد بن حنبل، ويحيى ابن معين:
573- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب سمعت محمد بن العباس يقول سمعت يحيى بن معين يقول: ((الصلت بن دينار، يكنى أبا شعيب، وليس بشيء)).
574- أخبرنا محمد بن الحسين، أنبأ إسماعيل بن أحمد الجرجاني، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا، محمود بن غيلان، ثنا، شبابة قال: وسمعت] شعبة [يقول]: إذا حدثكم الثوري عن رجل لا تعرفونه فلا تقبلوا منه، فإنما يحدثكم عن مثل أبي شعيب المجنون، الصلت بن دينار)).(2/291)
والفضل بن مختار ليس بمحتج به، وكذلك عبيد الله بن موهب عن عصمة بن مالك.
575- [أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي المقرئ ببغداد، أنبأ أحمد بن سليمان الفقيه، ثنا يحيى بن جعفر، أنبأ علي بن عاصم، أنبأ] جعفر بن الزبير عن القاسم مولى يزيد بن معاوية عن أبي أمامة: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، عن مس الذكر في الصلاة فقال: ((هو منك)).
إسناده ضعيف، جعفر بن الزبير لا يحتج بحديثه.(2/292)
576- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يعلى، ثنا الجراح بن مخلد، حدثني عمر بن يونس، ثنا المفضل بن ثواب -رجل من أهل اليمن- قال: حدثني حسين بن فادع عن أبيه عن سيف بن عبد الله الحميدي قال: دخلت أنا ورجل على عائشة رضي الله عنها، فسألناها عن مس الفرج؟ فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول]:
((ما أبالي إياه مسست أو أنفي)).
وهذا منكر، وقد روينا عن عائشة رضي الله عنها بخلاف ذلك:
577- [أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأ أبو عمرو بن مطر، ثنا إبراهيم بن يعلى ثنا يحيى بن يحيى، أنا خارجة بن مصعب عن إسماعيل بن رافع]، عن حاتم بن سليط عن رجل من بني حنيفة أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني ربما وقعت يدي على فرجي وأنا أصلي، فقال [ صلى الله عليه وسلم ]:(2/293)
((وأنا ربما كان ذلك مني)). وهذا منقطع.
ويروى عن علي، وسعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وحذيفة، وعمار - رضي الله عنهم- أنهم كانوا لا يرون من مس الذكر الوضوء.
أما حديث علي [وابن مسعود وابن عباس وحذيفة رضي الله عنهم:
578- فأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني عبد الرحمن بن الحسين القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسن، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة، ثنا أبو إسحاق الهمذاني، عن الحارث قال: قال علي رضي الله عنه:
((ما أبالي مسسته أو أذني))، يعني: ذكره.(2/294)
579- وبإسناده قال: حدثنا شعبة، حدثني أبو قيس، قال سمعت هزيلاً يقول: كان بأخي الأرقم حكة، فذهب يحتك، فمس ذكره، فسأل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقال له ابن مسعود: اقطعه، أي: يمازحه، ثم يمازحه، ثم قال: إنما هو بضعة منك، ما أبالي مسسته أو أذني.
580- وعن سفيان عن أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل قال: سأل أخي أرقم عبد الله بن مسعود فقال: إني أحك جسدي، فتقع يدي على ذكري، فقال عبد الله: اقطعه، وهل هو إلا بضعة من جسدك.(2/295)
581- وعن سفيان عن قابوس عن أبي ظبيان عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: ((ما أبالي إياه مسست أو أذني [أو] أنفي)).
وقد روي عن عبد الله بن مسعود من وجهٍ آخر:(2/296)
582- أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أخبرني محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن يونس، ثنا روح، ثنا شعبة عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم قال: سأل رجل ابن مسعود رضي الله عنه، وأنا أسمع عن الرجل يمس ذكره: أيتوضأ؟ فقال: إن كان شيء نجس، فاقطعه.
وهو بهذا الإسناد رواه محمد بن يونس الكديمي، وإنما المحفوظ بهذا الإسناد حديث سعد رضي الله عنه:
583- أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أخبرني عبد الرحمن بن الحسين القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسن، ثنا آدم، ثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيسٍ قال: سل سعد بن مالك رضي الله عنه، عن مس الذكر، فقال:
((إن كان منك نجساً، فاقطعه)).
لا بأس به، هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد.
حديث علي رضي الله عنه] يرويه عنه الحارث الأعور، وكان ضعيفاً لا يحتج بحديثه.(2/297)
584- [أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، أنا إسماعيل بن أحمد الجرجاني، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا محمد بن غيلان، ثنا يحيى بن آدم، ثنا مفضل بن مهران عن مغيرة] قال [سمعت] الشعبي [يقول]: ((الحارث الأعور من أحد الكذابين)).
وجرحه أشهر من أن نشتغل به، وسيأتي في بابه أبلغ من ذلك إن شاء الله تعالى.
وحديث ابن مسعود [رضي الله عنه] يرويه أبو قيس عبد الرحمن بن ثروان الأودي وهو وإن قبله [محمد بن إسماعيل] البخاري، فقد رده أحمد(2/298)
ابن حنبل وقال: لا يحتج بحديثه، وتابعه على ذلك جماعة، والجرح والتعديل إذا اجتمعا، فالجرح مقدم.
وأما حديث ابن عباس [رضي الله عنه] فإنما يرويه قابوس بن أبي ظبيان، عن أبي ظبيان، وقابوس لا يحتج بحديثه.
585- [أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأ أبو سعيد بن محارب النيسابوري بهراة، ثنا أبو عبد الله البوشنجي، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا قران بن تمام عن ابن أبي ذئب]، عن شعبة مولى ابن عباس، عن ابن عباس [رضي الله عنهما].(2/299)
[قال: ((ما أبالي أذكري مسست أو أنفي))].
شعبة [مولى ابن عباس] ليس بالقوي.
وأما حديث حذيفة [رضي الله عنه:
فقد روي من هذا الوجه:
586- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو عمر بن مطر، ثنا يحيى بن محمد، ثنا عبد الله بن معاذ، ثنا شعبة عن منصور] عن سدوس، رجل من بني سدوس عن البراء بن قيس عن حذيفة [رضي الله عنه قال:
((ما أبالي إياه مسست أو قلت هكذا)) ومس طرف أذنه، يعني: ذكره.(2/300)
587- وعن سفيان، ثنا إياد بن لقيط السدوسي، ثنا البراء بن قيس سمعت حذيفة، ويسأله رجل عن مسل الذكر في الصلاة؟ قال:
((ما أبالي مسسته أم أنفي)).
وقد روي من وجهٍ آخر مختلفٍ فيه:
588- أخبرناه أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ علي بن عمر الحافظ، نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا أبو الربيع، ثنا إسماعيل بن زكريا، ثنا حصين عن شقيق، قال: قال حذيفة:
((ما أبالي مسست ذكري أو مسست أنفي أو أذني، وأنا في الصلاة)).
589- وأخبرنا أبو بكر، أنبأ علي بن عمر، ثنا أبو محمد بن صاعد، ثنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس، ثنا عبثر عن حصين عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن قال: قال حذيفة رضي الله عنه:(2/301)
((ما أبالي مسست ذكري أو مسست أذني))].
[وقد] روي [عن ابن مسعود رضي الله] من وجه آخر:
590- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا زائدة] عن إبراهيم بن المهاجر، عن عبد الرحمن بن علقمة، قال: سئل عبد الله بن مسعود [رضي الله عنه]، [وأنا أسمع عن مس الذكر، فقال:
((هل هو إلا كطرف أنفه))].(2/302)
[إبراهيم] بن المهاجر، ليس بذاك، وهو وإن قبله مسلم، فقد رده غيره.
591- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن بنت العباس بن حمزة، ثنا هارون بن عبد الصمد الرحبي، ثنا علي بن المديني بالبصرة، قال: قيل ليحيى بن سعيد: إسماعيل روى عن إبراهيم بن مهاجر ثلاث مئة. فقال يحيى: إبراهيم بن مهاجر لم يكن بالقوي. قيل ليحيى: روى عن أبي يحيى القتات ثلاث مئة. قال: لم يوف مئة، أو يرميهما جميعاً.
592- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس] [محمد بن يعقوب، ثنا عباس بن محمد، ثنا] يحيى بن معين قال: إبراهيم بن] مهاجر ضعيف، وإسماعيل ابنه ضعيف.
593- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال]: قلت لأبي الحسن الدارقطني: فإبراهيم بن المهاجر؟ فقال: ضعفوه، تكلم فيه يحيى القطان وغيره،(2/303)
قلت: بحجة؟ قال: بلى، حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وقد غمزه شعبة أيضاً)).
وأما حديث ابن عمر [رضي الله عنه:
594- فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن خالد الحمصي، ثنا أحمد بن خالد، ثنا إسرائيل] عن أبي يحيى [القتات] عن مجاهد [عن ابن عمر أنه قال: ((ما أبالي ذكري مسست أم أنفي))].(2/304)
وهذا خطأ، [فقد روينا بإسنادين صحيحين، لا يشتبهان على أحد عن ابن عمر أنه كان يرى منه الوضوء، وأبو يحيى القتات ليس بذاك.
595- وقد أخبرنا أبو أحمد المهرجاني العدل في ((الموطأ))، أنبأ أبو بكر ابن جعفر المزكي، ثنا محمد بن إبراهيم العبدي، ثنا ابن بكير، ثنا مالك] عن نافع عن سالم [بن عبد الله: أنه] قال: ((كنت مع عبد الله بن عمر في سفر، فرأيته بعد أن طلعت الشمس توضأ، ثم صلى، فقلت له: إن هذه صلاة ما كنت تصليها. فقال: إني [كنت] بعد أن توضأت لصلاة الصبح، مسست ذكري، ثم نسيت أن أتوضأ فتوضأت، ثم أعدت صلاتي)).
596- [وبإسناده حدثنا مالك] عن ابن شهاب عن سالم [بن عبد الله] [أنه] قال: رأيت عبد الله بن عمر يغتسل ثم يتوضأ. قال: فقلت له: يا أبت! ما يجزئك الغسل من الوضوء؟
قال: ((بلى. ولكني أحياناً أمس ذكري. فأتوضأ)).
وأما حديث عمار رضي الله عنه:
597- [فلما أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أبو نعيم، ثنا مسعر عن عمير بن سعيد أبي(2/305)
يحيى النخعي قال: كنت جالساً في مجلسٍ فيه عمار - رضي الله عنه- فذكروا مس الذكر، فقال: ((ما هو إلا بضعة منك)).
598- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد [الحافظ] [قراءة عليه] حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله الجراحي المعدل الحافظ [بمرو]، ثنا عبالله ابن يحيى القاضي [السرخسي]، ثنا رجاء بن مرجى الحافظ قال: اجتمعنا في مسجد الخيف أنا وأحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني، ويحيى بن معين، فتناظروا في مس الذكر، فقال يحيى [بن معين]: يتوضأ منه، ويقلد علي بن المديني قول الكوفييين، وقال به واحتج يحيى بن معين بحديث(2/306)
بسرة [بنت صفوان]، واحتج علي ابن المديني بحديث قيس بن طلق. وقال ليحيى: كيف تقلد إسناد بسرة، ومروان أرسل شرطياً حتى رد جوابها إليه؟ فقال يحيى: ثم لم يقنع ذلك عروة حتى أتى بسرة، فسألها وشافهته بالحديث. ثم قال يحيى: ولقد أكثر الناس في قيس بن طلق، وأنه لا يحتج بحديثه. فقال أحمد بن حنبل: [كلا الأمرين على ما قلتما، فقال يحيى: مالك عن نافع عن ابن عمر يتوضأ من مس الذكر، فقال علي: كان ابن مسعود يقول]: ((لا يتوضأ منه، وإنما هو بضعة من جسدك)) فقال يحيى: هذا عن من؟ فقال: عن سفيان عن أبي قيس عن هزيل عن عبد الله، وإذا اجتمع ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما واختلفا، فابن مسعود أولى أن يتبع. فقال له أحمد: نعم، ولكن أبو قيس الأودي لا يحتج بحديثه، فقال علي: حدثنا أبو نعيم، حدثنا مسعر عن عمير بن سعيد عن عمار فقال: ((ما أبالي مسسته أو أنفي))، فقال يحيى: بين عمير بن سعيد وعمار بن ياسر مفازة)).(2/307)
599- [وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، ثنا علي بن عمر الحافظ، ثنا] محمد بن الحسن النقاش، ثنا عبد الله بن يحيى [القاضي السرخسي، فذكره بإسناده، وبعض معناه]، وقال في آخره في حديث عمير بن سعيد عن عمار: ((فقال أحمد: عمار وابن عمر استويا، فمن شاء أخذ بهذا، ومن شاء أخذ بهذا)).
[قال الشيخ رحمه الله]: لم يستويا في جواز الأخذ بقول أحدهما، بل الأخذ بقول من أوجب منه الوضوء أولى، لأن الذين قالوا من الصحابة لا وضوء فيه، إنما قالوه بالرأي، والذين أوجبوا منه الوضوء، لم يقولوه بالرأي، إنما قالوه بالاتباع؛ لأن الرأي لا يوجبه، وهذا معنى قول الشافعي رحمه الله في الترجيح.
600- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: وقد قال أبو علي أحمد بن طاهر، ثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن آدم المصري، عن محمد بن عبد الله] بن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: ((ليس(2/308)
يثبت عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ترك الوضوء من مس الذكر)).
كذا في هذه الرواية، وأما في [كتاب] القديم في رواية الزعفراني فإنه أجاب عنه، فقال:
((من قال منهم لا وضوء فيه؛ فإنما قاله بالرأي، إذ لم يسمع عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه، وأما من أوجب الوضوء [فيه]؛ فلا يكون يوجبه بالرأي، وإنما يوجبه بالاتباع، لأن الذي يعرف في الرأي لا وضوء فيه، ولكن إنما اتبعنا فيه السنة)).
601- [أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، قال: قال محمد بن عبد الرحيم، قال: قال علي ابن المديني، اجتمع سفيان الثوري وابن جريج، فتذاكرا مس الذكر، فقال ابن جريج: يتوضأ منه، وقال سفيان: لا يتوضأ منه. فقال سفيان له: أرأيت لو أن رجلاً أمسك بيده منياً ما كان عليه؟ فقال ابن جريج: يغسل يده. فقال له: فأيهما أكبر المني أو مس الذكر؟ فقال: ما ألقاها على لسانك إلا الشيطان](2/309)
والله أعلم.(2/310)
مسألة (21): والقيء والرعاف والدم الخارج من غير مخرج الحدث لا ينقض الوضوء.
قال أبو حنيفة: ينقضه.
احتج بعض أصحابنا من طريق الخبر بما:
602- أخبرنا علي بن بشران، أنبأ أبو جعفر الرزاز، ثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا عمرو بن مرزوق (ح).(2/313)
603- وأخبرني الفقيه أبو الفتح ناصر بن الحسين العمري بقراءتي عليه من أصله: أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح بهراة: أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: ثنا علي بن الجعد قالا: أنبأ شعبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن] أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لا وضوء إلا من صوتٍ، أو ريحٍ)).
هذا حديثٌ ثابتٌ، [قد] اتفق البخاري، ومسلم على إخراج معناه من حديث عبد الله بن زيد، وأخرجه مسلم أيضاً من حديث سهيل كما سبق [ذكري له] في مسألة خروج الريح من القبل [وإيجاب الوضوء منه]،
604- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب: نا أحمد بن عبد الجبار: ثنا يونس بن بكير: ثنا] محمد ابن إسحاق: حدثني صدقة بن يسار بن جابر -وهو عقيل بن جابر، سماه سلمة الأبرش- عن جابر بن عبد الله قال:
((خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع من نخل، فأصاب رجلٌ من المسلمين امرأة رجلٍ من المشركين، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلاً، أتى زوجها وكان غائباً، فلما أخبر الخبر، حلف لا ينتهي حتى يهريق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دماً، فخرج يتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزل رسول الله(2/314)
صلى الله عليه وسلم منزلاً فقال: من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه؟ فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقالا: نحن يا رسول الله! قال: فكونا بفم الشعب. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه قد نزلوا إلى الشعب من الوادي، فلما أن خرج الرجلان إلى فم الشعب، قال الأنصاري للمهاجري: أي الليل أحب إليك أن أكفيك، أوله أو آخره؟. فقال: بل اكفني أوله، قال: فاضطجع المهاجري فنام.
وقام الأنصاري يصلي، وأتى زوج المرأة، فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة القوم [قال] فرماه بسهمٍ فوضعه فيه، فنزعه، فوضعه، وثبت قائماً يصلي، ثم رماه بسهمٍ آخر، فوضعه فيه [قال]، فنزعه، فوضعه، وثبت قائماً يصلي، ثم عاد له الثالثة، فوضعه فيه فنزعه، فوضعه، ثم ركع، فسجد ثم أهب صاحبه فقال: اجلس؛ فقد أصبت فوثب، فلما رآهما الرجل عرف أنه [قد] نذر به فهرب، فلما رأى المهاجري بما بالأنصاري من الدماء، قال:
سبحان الله! أفلا أنبهتني أول ما رماك؟ قال: كنت في سورةٍ(2/315)
أقرؤها، فلم أحب أن أقطعها، حتى أنفذها، فلما تابع علي الرمي ركعت فآذنتك، وأيم الله! لولا أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها، أو أنفذها)).
قال الحاكم أبو عبد الله: هذا الحديث صحيح الإسناد؛ فقد احتج مسلم بأحاديث محمد بن إسحاق، وأما عقيل بن جابر الأنصاري فإنه أحسن حالاً من(2/316)
أخويه محمد، وعبد الرحمن.
605- [أخبرنا أبو عبد الله: أنبأ أبو بكر بن إسحاق: أنبأ عبد الله بن(2/317)
محمد: ثنا إسحاق: أنبأ] وهب بن جرير: ثنا أبي [قال سمعت محمد] بن إسحاق [يقول أخبرني] صدقة [بن يسار]، عن عقيل بن جابر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
وروي عن أنس [بن مالك] صريحاً، إن صح الطريق فيه إلى حميد،
606- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي: أنا علي بن عمر الحافظ: ثنا أبو سهل بن زياد: ثنا صالح بن مقاتل: ثنا أبي: ثنا سليمان بن داود أبو أيوب، عن حميدٍ، عن أنسٍ]:
((أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم فصلى، ولم يتوضأ، ولم يزد على غسل محاجمه)).(2/318)
607- [وأخبرنا] أبو عبد الله [الحافظ قال:] سألت الدارقطني، عن صالح بن مقاتل بن صالح فقال: ((يحدث عن أبيه، ليس بالقوي)).
واحتج الشافعي رحمه الله بأن ابن عمر عصر بثرةً بوجهه، فخرج منها دمٌ، فدلكه بين إصبعيه، ثم قام إلى الصلاة، ولم يغسل يده.
وعن ابن عباس [رضي الله عنه]: ((اغسل أثر المحاجم عنك وحسبك)).
وعن ابن المسيب: ((رعف فمسح أنفه بصوفة ثم صلى)).
وعن القاسم: ((ليس على المحتجم وضوءٌ)).
[أما حديث ابن عمر رضي الله عنه:
608- فأخبرنا أبو عبد الله الحافظ: أنبأ أبو الوليد الفقيه: ثنا الحسن ابن سفيان: ثنا أبو بكر: ثنا عبد الوهاب، عن التيمي عن بكر قال:(2/319)
((رأيت ابن عمر عصر بثرة في وجهه، فخرج شيءٌ من دمٍ، فحكه بين أصبعيه، ثم صلى، ولم يتوضأ)).
وأما حديث ابن عباسٍ رضي الله عنه:
فرواه الشافعي في القديم بلاغاً بلغه، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباسٍ قال:
((اغسل أثر المحاجم عنك؛ وحسبك)).
609- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: ثنا أبو العباس -هو الأصم- أنبأ ابن عبد الحكم: أنبأ ابن وهب (ح).
610- قال: وحدثنا بحر بن نصر قال قرئ على ابن وهب، حدثك جرير بن حاتم، عن الحسن بن عمارة قال: قدم شيخ من النخع، يقال له أبو(2/320)
عمرو قال: قلت لعبد الله بن عباس: أغتسل إذا احتجمت؟ قال: ((لا، ولكن اغسل أثر المحاجم)).
611- وبهذا الإسناد عن ابن وهب، عن الليث بن سعد أن حميداً الطويل حدثه أنه دخل على الحسن بن أبي الحسن وقد احتجم، فقلت له: ماذا صنعت يا أبا سعيد حين احتجمت؟ قال: ((غسلت موضع المحاجم)).
ورواه أيضاً عن ابن شهاب] الزهري، وربيعة [بن عبد الرحمن]، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
[وروي أيضاً في القديم، عن بعض أصحابهم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان إذا احتجم غسل أثر المحاجم.
612- أخبرنا أبو الحسين بن بشران: ثنا إسماعيل الصفار: ثنا الحسن ابن علي بن عفان: ثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله، فذكره بإسناده، إلا أنه قال: ((غسل محاجمه)).(2/321)
قال الشيخ: وليس فيه أنه توضأ، ولو توضأ رجلٌ كان أحب إلينا.
613- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ ببغداد، أنبأ أحمد بن سليمان، ثنا يحيى بن جعفر، ثنا علي بن عاصم: أنبأ يحيى البكاء قال: قلت لابن عمران: عندنا رجلٌ بالبصرة يقول: إذا احتجم الرجل غسل محاجمه، وتوضأ. قال: ما أبعده.
وروي عن ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- في ترك الوضوء من الدم:
614- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ: أنبأ أبو بكر بن إسحاق: أنبأ عبد الله بن محمد، وثنا إسحاق بن إبراهيم: أنبأ ابن إدريس، عن جويبر، عن(2/322)
خوات بن عبد الله بن الحارث بن سويد أن ابن مسعود رضي الله عنه أدخل أصابعه في أنفه، فخضبهن بالدماء، ثم قال بهن في التراب، ثم قام إلى الصلاة.
وأما الرواية عن ابن المسيب:
615- فأخبرناه أبو حازم العبدوي: أنبأ أبو أحمد الحافظ: ثنا أبو العباس الثقفي: ثنا قتيبة بن حاتم -يعني: ابن إسماعيل- عن أبي حرملة قال: رأيت ابن المسيب يرعف، فيأخذ الخرقة، فيدخلها في أنفه، فتخرج متخضبةً دماً، فربما أصاب الدم ظفره، فيبزق على ظفره، ثم يمسحه بالحصى، ولا يخرج حتى يصلي.
616- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نصر بن قتادة قالا: أنبأ أبو عمرو بن نجيد: ثنا محمد بن إبراهيم: ثنا ابن بكير: ثنا مالك، عن عبد الرحمن ابن حرملة الأسلمي أنه قال: ((رأيت سعيد بن المسيب يرعف، فيخرج منه الدم حتى يخضب أصابعه من الدم الذي يخرج من أنفه، ثم يصلي ولا يتوضأ)).(2/323)
617- وبإسناده قال: ثنا مالكٌ، عن عبد الرحمن بن المجبر أنه رأى سالم بن عبد الله يخرج من أنفه الدم؛ فيمسحه بأصابعه، ثم يفتله، ثم يصلي ولا يتوضأ.
618- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث: أنبأ أبو محمد بن حسان: ثنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن: ثنا موسى بن عامر: ثنا الوليد بن مسلم أخبرني حنظلة أنه سمع طاوساً يقول: ((من رعف في صلاته، فليغسل عند الدم)).
قال حنظلة: ((ورأيت سالماً دمي أنفه وهو في الصلاة -أو قال: في المسجد- فخرج وخرجت معه، فغسل عن أنفه الدم، ثم رجع))].
واستدل أصحابهم بأحاديث سقيمةٍ، رويت بأسانيد واهيةٍ، فمنها:
619- [ما حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي: أنبأ الإمام أبو الوليد حسان بن محمد: أنبأ الحسن بن سفيان: ثنا أبو الربيع: ثنا] إسماعيل [بن عياش]،(2/324)
عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم [قال]:
((من رعف أو قاء فإنه يتوضأ ويبني؛ ما لم يتكلم)).(2/325)
هكذا رواه إسماعيل بن عياش -وهو ممن لا تقوم به الحجة- عن ابن جريج [عن عبد الله بن أبي مليكة]، رواه أيضاً مرة عن ابن جريج، عن أبيه(2/326)
عن النبي صلى الله عليه وسلم [نحو رواية الجماعة، ومرة عن ابن جريج، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ]، وهو وهمٌ.
ورواه أيضاً [إسماعيل] عن عباد بن كثير عن عطاء بن عجلان، عن ابن أبي مليكة.(2/327)
[عبادٌ، وعطاء بن عجلان ضعفاء، وتابعه سليمان بن أرقم، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة].
وسليمان [بن أرقم] متروك الحديث.
[أما حديثه عن عباد، وعطاء:
620- فأخبرناه أبو بكر بن الحارث أنا علي بن عمر: ثنا محمد بن سهل: ثنا علي بن زيد الفرائضي: ثنا الربيع بن نافع، عن إسماعيل بن عياش، عن عباد بن كثير، وعطاء بن عجلان، عن [ابن] أبي مليكة، عن عائشة مثله.
قال علي: ((عباد بن كثير، وعطاء بن عجلان ضعيفان)).
وأما متابعة سليمان بن أرقم:
621- فأخبرناه أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر الحافظ: ثنا محمد ابن سليمان النعماني، والحسين بن إسماعيل القاضي قالا: ثنا أبو عتبة: ثنا محمد بن حميد: ثنا سليمان بن أرقم، عن ابن جريج، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا رعف أحدكم في صلاته، أو قلس، فلينصرف فليتوضأ، وليرجع(2/328)
فليتم صلاته على ما مضى منها ما لم يتكلم)).
قال: وحدثني ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
622- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ: أنبأ أحمد بن علي، ثنا أبو عيسى الترمذي قال: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: سمعت زكريا بن عدي يقول: قال أبو إسحاق الفزاري:
((خذوا عن بقية ما حدثكم عن الثقات، ولا تأخذوا عن إسماعيل بن عياش، ما حدث عن الثقات، وغير الثقات)).
623- أخبرنا محمد: أنبأ أحمد: ثنا أبو عيسى: ثنا محمد -يعني ابن إسماعيل- ثنا إبراهيم بن موسى، عن رباح الكوفي، عن ابن المبارك قال:
((إذا اجتمع بقية، وإسماعيل بن عياش، فبقية أحب إلي))].
وقد ذكرت في إسماعيل [بن عياش] ما قال أئمتنا في مسألة (مسح الأذنين بماء جديد).(2/329)
وأما سليمان بن أرقم؛ فهو شر منه بكثيرٍ.
624- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي: أنبأ أبو إسحاق الفزاري: ثنا أبو الحسين الغازي: ثنا عمرو بن علي قال: [ليس بثقة، روى أحاديث منكرة، قال: و] [قال محمد بن عبد الله الأنصاري: ((كنا ونحن شباب ننهى عن مجالسته، وذكر منه أمراً عظيماً].
625- [وقال أبو بكر بن أبي خيثمة سمعت أحمد بن حنبل يقول]:
((وكان سفيان الثوري يحدث عن أبي معاذ، عن الحسن، وهو سليمان ابن أرقم أبو معاذ، وليس بشيءٍ)).
626- أخبرنا محمد بن الحسين: أنبأ أبو الحسن الطرائفي: ثنا عثمان ابن سعيد الدارمي قال: قلت ليحيى] بن معين: فسليمان بن أرقم؟ قال: ((ليس بشيءٍ)).(2/330)
627- أخبرنا أبو سهل المهراني: أنبأ أبو الحسين العطار أخبرني أبو عبد الله النحوي قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ((سليمان بن أرقم مولى قريظة أو النضير، عن الحسن والزهري] أبو معاذٍ، تركوه)).
628- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي: أنبأ أبو الحسين الحجاجي: ثنا أبوالجهم: ثنا إبراهيم بن يعقوب] الجوزجاني [قال: ((سليمان بن أرقم]: ساقطٌ)).
وأما عباد بن كثير وعطاء بن عجلان، [فإنهما أيضاً ضعيفان].
629- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ رحمه الله: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب] قال: [سمعت عباس] الدوري [يقول: سمعت يحيى يقول: عطاء بن عجلان ضعيفٌ، قال: و] سئل يحيى، عن عطاء بن عجلان الذي يروي عنه إسماعيل بن عياش فقال: ((لم يكن بشيءٍ، وكان يوضع له الحديث؛ حديث الأعمش، عن أبي معاوية [الضرير] وغيره فيحدث بها))،(2/331)
[قال] وسمعت يحيى يقول: ((عباد بن كثير، ضعيفٌ)).
630- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الطرائفي قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول: و] سألت يحيى بن معين، عن عباد بن كثير الرملي فقال: ((ثقة، وعباد بن كثير الذي كان يكون بمكة، ليس بشيء في الحديث، وكان رجلاً صالحاً)).
[وقال البخاري: ((عباد بن كثير الثقفي البصري يسكن مكة تركوه))] وقال: [وسمعت محمداً يقول]: ((عطاء بن عجلان البصري العطار نسبه عبد الوارث منكر الحديث)).(2/332)
631- [أخبرني محمد بن الحسين السلمي: ثنا أبو الحسين الحجاجي ثنا أبو الجهم: ثنا إبراهيم بن يعقوب] الجوزجاني [قال]: ((عباد بن كثير لا ينبغي لحكيم أن يذكره في العلم، حسبك عنه بحديث النهي)).
632- قال [وحدثنا] إبراهيم [قال] عطاء بن عجلان]: ((كذابٌ)).
فهذا جملة ما انتهى إلينا من حال رواة هذا الخبر، وبمثله لا تقوم الحجة].
والصواب عن ابن جريج، عن أبيه [عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
كذلك رواه أصحاب ابن جريج الحفاظ عنه.
633- روى أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبيه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إذا قاء أحدكم أو قلس أو وجد مذياً، وهو في الصلاة فلينصرف، وليتوضأ، وليرجع فليبن على صلاته، ما لم يتكلم)).(2/333)
قال علي [بن عمر]: قال لنا أبو بكر: سمعت محمد بن يحيى يقول: هذا هو الصحيح عن ابن جريج، وهو مرسلٌ.
وأما حديث ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها، يرويه إسماعيل ابن عياش فليس بشيء))، ومنها ما:
634- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا: أنبأ علي بن عمر الحافظ: ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل: ثنا أحمد بن منصور (ح).
635- قال: وثنا الفتح بن محمد القلانسي: ثنا محمد بن الخليل: ثنا إسحاق بن منصور: ثنا هريم]، عن عمرو القرشي، عن أبي هاشم، عن زاذان، عن سلمان [رضي الله عنه] قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم وقد سال من أنفي دمٌ، فقال: ((أحدث وضوءاً)).
[وقال المحاملي]: ((أحدث [لما حدث] وضوءاً)).(2/334)
قال علي [بن عمر]: [عمرو] القرشي هذا، هو: عمرو بن خالد أبو خالد الواسطي، متروك الحديث، وقال أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين: أبو خالد الواسطي كذابٌ)).
636- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت عباساً الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:
((عمرو بن خالد، كوفي كذاب، حدث عنه أبو حفص الأبار وغيره)).
637- أخبرنا محمد بن الحسين: أنبأ أبو الحسن الطرائفي قال: سمعت الدارمي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: ((عمرو بن خالد الذي يروي عنه أبو حفص الأبار شيخٌ كوفي كذابٌ، يروي عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي رضي الله عنه)).
638- أخبرنا أبو سهل المهراني: أنبأ أبو الحسين العطار: أخبرني أبو عبد الله النحوي قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ((عمرو بن خالد يروي عنه إسرائيل، منكر الحديث)).(2/335)
639- وأخبرناه أبو بكر بن الحارث: أنبأ علي بن عمر الحافظ: ثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل: ثنا محمد بن شعبة بن جوان: ثنا إسماعيل بن أبان: ثنا] جعفر بن زياد الأحمر، عن أبي خالد، عن أبي هاشم [عن زاذان، عن سلمان رضي الله عنه أنه رعف، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
((أحدث له وضوءاً)).
كذا قال: عن جعفر بن زياد، عن أبي خالد -وهو عمرو بن خالد الواسطي-، عن أبي هاشم.
640- وقد أخبرنا أبو سعد الماليني: أنبأ أبو أحمد بن عدي: ثنا القاسم ابن محمد بن عباد: ثنا أحمد بن عبدة: ثنا حسين بن حسن، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن أبي هاشم الزماني، عن زاذان، عن سلمان قال:
((رعفت عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمرني أن أحدث وضوءاً))].(2/336)
لم يذكر [في إسناده] أبا خالد، [وجعفر، وأبو خالد كلاهما] ضعيفٌ، لا يصح الاحتجاج بخبرهما، والله أعلم.
641- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي: أنبأ أبو الحسين الحجاجي: ثنا أبو الجهم: ثنا إبراهيم بن يعقوب] الجوزجاني [قال]: ((جعفر الأحمر مائل عن الطريق، وكذلك سلمة الأحمر)).
642- [أخبرنا محمد بن الحسين: أنبأ أبو الحسين الطرائفي] قال: [سمعت] الدارمي [يقول]: وسئل يحيى، عن جعفر الأحمر فقال بيده: لم يلينه ولم يضعفه. ومنها ما:
643- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي: أنبأ علي بن عمر الحافظ: ثنا أحمد بن سليمان قال: قرئ على أحمد بن ملاعب، وأنا أسمع: ثنا عمرو(2/337)
ابن عون: ثنا أبو] بكر الداهري، عن حجاج، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد [الخدري] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((من رعف في صلاته، فليرجع فليتوضأ وليبن على صلاته)).
قال علي [بن عمر]: ((أبو بكر الداهري عبد الله بن حكيم، متروكٌ)).
644- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت العباس بن محمد يقول [سألت] يحيى] بن معين: [عن أبي بكر الداهري يحدث عنه عمرو بن عون الواسطي، فقال]: ((ليس حديثه بشيء)).
645- [أخبرنا محمد بن الحسين: أنبأ أبو الحسين الحجاجي: ثنا أبو(2/338)
الجهم: ثنا إبراهيم بن يعقوب] الجوزجاني [قال: ((أبو بكر الداهري] كذابٌ مصرحٌ)).
646- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ في (أسامي المجروحين) من كتاب ((المدخل)): ((عبد الله بن حكيم الداهري أبو بكر، روى عن إسماعيل ابن أبي خالد والأعمش والثوري أحاديث [موضوعة]، روى عنه عمرو بن عونٍ الواسطي]].
ومنها ما:
647- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا] بقية: ثنا يزيد بن خالد، عن يزيد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز قال: قال تميم الداري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((الوضوء من كل دمٍ سائلٍ)).(2/339)
648- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي: أنبأ] علي بن عمر [الحافظ قال]: ((عمر بن عبد العزيز لم يسمع من تميم الداري ولا رآه، ويزيد(2/340)
ابن خالد، ويزيد بن محمد مجهولان))، ومنها ما:
649- [أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني: أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا أبو بدر أحمد بن خالد، عن عبد الملك بن مسرح ثنا عمي الوليد بن عبد الملك ثنا محمد بن سلمة (ح).
650- وأخبرنا أبو سعد أنبأ أبو أحمد ثنا الخضر بن أحمد بن أمية الحراني ثنا محمد بن الحارث البزار ثنا محمد بن سلمة (ح).
651- وأخبرنا محمد بن الحسين أنبأ علي بن عمر ثنا محمد بن أحمد ابن عمرو بن عبد الخالق ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي محمد بن سلمة، عن] بن أرقم، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا رعف أحدكم في صلاته، فلينصرف، فليغسل الدم، ثم ليعد وضوءه، ويستقبل صلاته)).
[لفظهما سواءٌ، إلا أن في رواية محمد بن الحارث، عن محمد بن سلمة: ((عن سليمان بن أرقم)).
قال الشيخ]: وسليمان بن أرقم [لا تقوم به الحجة، وقد ذكرناه].
وروي [عن ابن عباس رضي الله عنه] من وجهٍ آخر:(2/341)
652- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي: أنبأ علي بن عمر: ثنا الحسن ابن الخضر ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ثنا عمران بن موسى ثنا عمر بن رياح (ح).
653- وأخبرنا أبو بكر بن الحارث: أنبأ محمد بن حبان: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين: ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد الحراني: ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود ثنا] عمر بن رياح البصري ثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رعف في صلاته توضأ، ثم بنى على ما بقي من صلاته)).
قال علي بن عمر: (([عمر] بن رياح متروك)).
654- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا أبو علي القباني: ثنا محمد بن إسماعيل: ثني عمرو بن علي قال: ((عمر بن رياح أبو حفص الضرير البصري دجالٌ))].
ومنها ما:
655- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ علي بن عمر الحافظ، نا(2/342)
محمد بن نوح الجند يسابوري ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي نا الحسن بن علي الرزاز ثنا] محمد بن الفضل عن أبيه، عن ميمون [بن مهران]، عن [سعيد] بن المسيب، عن أبي هريرة [عن النبي صلى الله عليه وسلم قال]:
((ليس في القطرة ولا القطرتين من الدم وضوءٌ، إلا أن يكون دماً سائلاً)).
[قال علي: محمد بن الفضل ضعيفٌ.
656- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن بالويه قال: سمعت ابن أبي شيبة يقول: قلت ليحيى: إن عون بن سلامٌ يحدث بأحاديث، عن محمد بن الفضل الخراساني، فقال]: ((كان محمد بن الفضل كذاباً)).(2/343)
وقد ذكرنا [ما قال أئمتنا] في مسألة مسح الأذنين [بماءٍ جديد].
[ورواه سفيان بن زياد، عن الحجاج بن نصير، عن محمد بن الفضل، عن أبيه بن ميمون، عن أبي هريرة.
657- أخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر ثنا أحمد بن عيسى ابن علي الخفاف: ثنا سفيان بن زياد أبو سهل، فذكره بإسناده موقوفاً.
قال علي بن [عمر]: ((محمد بن الفضل بن عطية ضعيف، وسفيان(2/344)
ابن زياد وحجاج بن نصير ضعيفان)).
وروي في هذا، عن أبي هريرة من وجه آخر لا يصح:
658- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن سليمان بن منصور المذكر ثنا] سهل بن عفان السجزي ثنا الجارود بن يزيد عن [ابن] أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :].
((يعاد الوضوء من سبعٍ: من إقطار البول، والدم السائل، والقيء، ومن دسعة يملأ بها الفم، والنوم المضطجع، وقهقهة الرجل في الصلاة، ومن خروج الدم)).(2/345)
سهل بن عفان مجهولٌ، والجارود بن يزيد ضعيفٌ في الحديث، ولا يصح هذا، ومنها:
659- [ما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق: ثنا] عبد الوهاب بن عطاء، ثنا هشام الدستوائي، عن يعيش بن الوليد، عن ابن معدان، عن أبي الدرداء: أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر. قال: فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فسألته عن ذلك، فقال: ((نعم، أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه)).
660- [أخبرنا أبو علي الروذباري: ثنا أبو بكر محمد بن مبرور بن عباس ابن شيبان الرازي: ثنا الحسين بن أحمد بن الليث: ثنا أبو عبيدة بن أبي السفر: ثنا] عبد الصمد بن عبد الوارث: ثنا أبي، عن حسين بن ذكوان المعلم، عن يحيى بن [أبي] كثير ثني عبد الرحمن [بن عمرو] الأوزاعي، عن يعيش ابن الوليد بن هشام، عن أبيه: ثني معدان بن أبي طلحة، عن أبي(2/346)
الدرداء [أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر، فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فذكرت ذلك له، فقال: ((صدق، إني صببت له وضوءه))].(2/347)
وهذا إسنادٌ مضطربٌ.
رواه عبد الوهاب عن هشام كما ذكرنا.
ورواه عبد الصمد، عن هشام عن يحيى، عن رجل، عن يعيش، عن الوليد بن هشام، عن ابن معدان [عن أبي الدرداء رضي الله عنه].
وقال عبد الصمد، عن أبيه كما ذكرنا.
وقال مرة: عن معدان بن طلحة.
وكذا قال أبو معمر، عن عبد الوارث.
وقال جرير، عن يحيى عن الأوزاعي، عن يعيش، عن معدان.(2/349)
وقال مرة، عن يعيش، عن أبيه، عن معدان.
وقال شيبان، عن يحيى حدث الوليد بن هشام، عن معدان.
وقال معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء.
وكذلك قال: يزيد بن زريع، عن هشام، عن يحيى، عن يعيش، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء.
ويعيش قد تكلم فيه بعض العلماء، وليس له ذكر في ((الصحيح))، وبمثل هذا لا تقوم الحجة، وربما يقابلهم بعض أصحابنا بما:
661- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو عبيد الله القاسم بن إسماعيل ثنا القاسم بن هاشم(2/350)
السمسار ثنا عتبة بن السكن الحمصي ثنا الأوزاعي ثنا عبادة بن نسي وهبيرة بن عبد الرحمن قالا: ثنا أبو أسماء الرحبي ثنا ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في غير رمضان، فأصابه غم آذاه، فتقيأ، فقاء، فدعا بوضوء، فتوضأ، ثم أفطر].
فقلت: يا رسول الله! أفريضةٌ الوضوء من القيء؟ فقال: ((لو كان فريضة لوجدته في القرآن)).
[قال: ثم صام رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد، فسمعته يقول: ((هذا مكان إفطاري أمس)).
هذا حديثٌ منكرٌ] ولا ينبغي لأحد من أصحابنا أن يعارضهم بذلك. لكيلا نكون وهم في الاحتجاج بالمناكير سواءً، أعاذنا الله من ذلك بمنه.
662- [أخبرنا السلمي: أنبأ علي بن عمر الحافظ] عقب هذا الحديث: ((لم يروه، عن الأوزاعي غير عتبة بن السكن، وهو منكر الحديث)).
663- [أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ أبو بكر أحمد بن محمود بن(2/351)
خرزاذ الأهوازي بها قال: قرئ على إسماعيل بن محمد المزني وأنا حاضرٌ حدثكم حفص بن عمرو الفراء ثنا] سوار بن مصعب، عن زيد بن علي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((القلس حدثٌ)).
قال علي [بن عمر الدارقطني]: ((سوار متروك، ولم يروه عن زيد غيره)).
664- [أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب: أنبأ الربيع بن سليمان: أنبأ] الشافعي: أنبأ مالك عن نافع عن ابن عمر ((أنه كان إذا رعف انصرف فتوضأ، ثم رجع ولم يتكلم)).(2/352)
وهذا ثابت عن ابن عمر، وقد روينا [عنه] بخلاف هذا؛ فيحمل فعله على الاستحباب، وتركه على الجواز.
وروي عن حجاج بن أرطأة، عن خالد بن سلمة، عن محمد بن الحارث أن عمر رضي الله عنه كان يصلي بأصحابه؛ فرعف، فقدم رجلاً فصلى بالقوم، ثم ذهب فتوضأ، ثم رجع فصلى [ما بقي من صلاته]، ولم يتكلم.
وهذا مرسلٌ، فإن محمد بن الحارث بن أبي ضرار لم يدرك عمر رضي الله عنه، وحجاج بن أرطأة ضعيف، سيجيء ذكره إن شاء الله تعالى [فيما بعد].
وروي [عن علي رضي الله عنه:
665- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا يزيد ابن الحسين بن يزيد البزاز ثنا محمد بن إسماعيل الحساني ثنا وكيع ثنا علي بن صالح، وإسرائيل، عن أبي إسحاق]، عن عاصم، عن علي [رضي الله عنه] قال: ((إذا وجد أحدكم في بطنه رزّاً أو قيئاً، أو رعافاً، فلينصرف(2/353)
فليتوضأ، ثم ليبن على صلاته ما لم يتكلم)).
[ورواه الثوري عن أبي إسحاق] عن الحارث عن علي [رضي الله عنه].
وعاصم [بن ضمرة: ليس بالقوي] والحارث [الأعور: ضعيف]، سيجيء ذكرهما [إن شاء الله تعالى] [فيما بعد].
666- [وأخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ببغداد أنبأ حمزة ابن محمد بن العباس ثنا عباس بن محمد ثنا عبيد الله أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه: ((أيما رجل دخل في الصلاة، فأصابه رز في بطنه، أو قيء، أو رعاف، فخشي أن يحدث قبل أن يسلم الإمام؛ فليجعل يده على أنفه، إن كان يريد أن يعتد بما قد مضى، فلا يتكلم حتى يتوضأ، ثم يتم ما بقي، فإن تكلم، فليستقبل، وإن كان قد تشهد وخاف أن يحدث قبل أن يسلم الإمام، فليسلم، فقد تمت صلاته)).(2/354)
667- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن رجاء ثنا إسرائيل ثنا] ثوير بن سعيد، عن أبيه، عن علي [رضي الله عنه] قال:
((من وجد في بطنه رزءاً، أو كان به بول، فليجعل ثوبه على أنفه ثم لينفتل، وليتوضأ، ولا يكلم أحداً؛ فإن تكلم استأنف)).
ثوير غير قوي في الحديث.(2/355)
وروى أبو معشر، عن إبراهيم، عن ابن مسعود [رضي الله عنه] قال: ((إذا رعف ذهب فتوضأ، وأتم بقية صلاته)).
وهذا مرسل، إبراهيم لم يسمع من عبد الله [بن مسعود]، ومرسلات إبراهيم ليست بشيء.
وروى عسل بن سفيان، عن عطاء، عن أبي هريرة قال:
((يعاد الوضوء من القيء، والرعاف، والنائم تبسطاً)).
وعسل [بن سفيان] ليس بالقوي. ذكره أبو حاتم في كتاب ((المجروحين)).
وروى عمران بن ظبيان عن أبي يحيى حكيم بن سعد -وليسا بالقويين-(2/356)
عن سلمان [رضي الله عنه]: ((إذا وجد أحدكم في صلاته رزءاً، أو قيئاً، أو رعافاً؛ فلينصرف، فليتوضأ وليبن على صلاته)).
668- [أخبرنا محمد بن إبراهيم أنبأ أبو نصر العزامي ثنا سفيان بن محمد ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله عن سفيان عن عمران، عن حكيم قال: قال سلمان رضي الله عنه:
((إذا وجد أحدكم رزّاً من غائط، أو بول، فلينصرف غير متكلم، ولا داعٍ لصنيعته فليتوضأ، ثم ليعد إلى الآية التي كان يقرأها)).
كذا ذكره الثوري، وليس فيه ذكر القيء.
669- أخبرنا أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز بن محمد المهلبي قراءة عليه أنبأ أبو علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي: ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي أنبأ وكيع بن الجراح، عن الأعمش، عن أبي ظبيان]، عن ابن عباس أنه ذكر [عنده] الوضوء من الطعام -[قال الأعمش مرة]: والحجامة للصائم-(2/357)
فقال:
((إنما الوضوء مما خرج [وليس مما دخل، وإنما الفطر مما دخل وليس مما خرج.
وهذا عن ابن عباس ثابت، ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ.
وقد روينا عنه أنه قال: ((اغسل أثر المحاجم عنك وحسبك))، يدل ذلك على أن المراد من قوله ((الوضوء مما خرج))]، أي: من مخرج الحدث؛ فيكون حجةً عليهم، وروي أيضاً عن علي رضي الله عنه:(2/358)
670- [أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد ثنا محمد بن كثير العبدي أنبأ إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه أنه أطعم خبزاً، ولحماً، فقيل له: ألا تتوضأ؟ فقال]: ((إن الوضوء مما خرج، وليس مما دخل.
671- [أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن عبد الحميد الفرعاني ثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي ثنا] معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم [حدثني أبي] عن أبيه [عبيد الله]، عن أبي رافع قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم، فغسل موضع محاجمه وصب على رأسه)).
قال أبو أحمد: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: ((معمر ابن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع [عن أبيه]، منكر الحديث)).
[والله أعلم].(2/359)
مسألة (22): والقهقهة لا تنقض الوضوء، سواءٌ كان في الصلاة أو خارج الصلاة.
وقال أبو حنيفة: إذا كانت في الصلاة نقضت الوضوء.
والمسألة لنا على أقيسةٍ قويةٍ، ولهم على أخبارٍ ضعيفةٍ، رويت بأسانيد واهيةٍ:
672- [وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا يحيى بن منصور القاضي، ثنا أبو عبد الله محمد بن أيوب، أنبأ أبو الوليد، ثنا ابن عيينة عن الزهري]،(2/361)
عن عباد بن تميم، عن عمه عن النبي صلى الله عليه وسلم : يعني شكى إليه الرجل يجد في صلاته شيئاً، قال: ((لا ينصرف حتى يسمع صوتاً، أو [يجد] ريحاً)).
[رواه البخاري عن أبي الوليد.
ورواه مسلم عن جماعة عن سفيان.
673- أخبرنا الأستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي رضي الله عنه، ثنا علي بن حمشاذ المعدل، أنبأ محمد بن غالب، ثنا عبد الصمد، ثنا شعبة عن سهيل، عن أبيه]، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا وضوء إلا من صوت أو ريح)).
[وقد كتبناه قبل هذا من حديث أبي داود الطيالسي، عن شعبة، وهو صحيح ثابت.
674- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني أحمد ابن إسحاق، أنبأ عبيد بن عبد الواحد، أنبأ ابن أبي مريم، أنبأ الليث بن(2/362)
سعد، عن زبان بن فائد أن] سهل بن معاذ [حدثه] عن [أبيه] معاذ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((الضاحك في الصلاة، والملتفت، والمتفقع أصابعه بمنزلةٍ واحدةٍ)).
قال الحاكم أبو عبد الله [رحمه الله]: ((هذا حديثٌ مصري حسن المخرج، رواته ثقات)).
كذا قال الحاكم [في إسناده]! وزبان بن فائد قد ضعفه يحيى بن معين.(2/363)
675- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن ماتي السبيعي بالكوفة، ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، ثنا وكيع عن الأعمش]، عن أبي سفيان [قال]: سئل جابرٌ عن الرجل يضحك في الصلاة؟ قال: ((يعيد الصلاة ولا يعيد الوضوء)).(2/364)
وهذا ثابتٌ عن جابر [بن عبد الله الأنصاري]، فإن مسلم بن الحجاج قد احتج بأبي سفيان طلحة بن نافع هذا. وسائر رواته متفقٌ عليهم.
وقد روي مسنداً؛ إن صح الطريق فيه [إلى الأعمش:
676- أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ أحمد بن علي بن الحسن المقرئ من كتابه، ثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، ثنا أبي عن أبيه] عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من ضحك في صلاته؛ يعيد الصلاة، ولا يعيد الوضوء)).(2/365)
قال الحاكم: ((تفرد به أبو فروة يزيد بن سنان الكبير، عن الأعمش، وغيره أوثق عندنا منه، وكلهم ثقات إلا هذا الواحد من بينهم)).
[قال الإمام أحمد]: هكذا رواه أبو حامد أحمد بن علي [بن الحسن المقرئ] هذا، عن أبي فروة [يزيد بن محمد بن يزيد الرهاوي، عن أبيه]، وقد خولف في متنه، وذلك يرد إن شاء الله [تعالى].
وله شاهد عن يزيد أبي خالد، عن أبي سفيان مسنداً، إن سلم الطريق إليه:
677- [أخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر(2/366)
محمد بن عبد الله بن غياث العبدي ببغداد، أنبأ يحيى بن أبي طالب، أنبأ بكر ابن بكار، أنبأ إبراهيم بن عثمان قاضي واسط، أنبأ يزيد أبو خالد عن أبي سفيان] عن جابر [قال]: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[((الكلام ينقض الصلاة، ولا ينقض الوضوء)).
ورواه أبو الخطاب، عن إبراهيم بن عثمان، وقال:
((الضحك ينقض الصلاة، ولا ينقض الوضوء)).
678- [أخبرناه محمد بن عبد الله الضبي، ثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ، ثنا محمد بن بشر بن مروان، ثنا المنذر بن عمار أبو الخطاب فذكره مسنداً.
[لكن رواية عن أبي خالد] إبراهيم بن عثمان [قاضي واسط] [هو] أبو شيبة العبسي جد أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة،(2/367)
غمزه شعبة، ويحيى بن معين.
ورواه شعبة [بن الحجاج] عن يزيد أبي خالد، من قول جابر موقوفاً:
679- [أخبرناه أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا ابن مبشر، ثنا أحمد بن سنان، ثنا عبد الرحمن عن شعبة عن يزيد أبي خالد، قال: سمعت أبا سفيان عن جابر، قال]: ((ليس في الضحك وضوءٌ)).
وعن شعبة، عن يزيد أبي خالد، وعاصم الأحول سمعا الشعبي مثله سواء.
وكذلك رواه ابن جريج عن يزيد أبي خالد.(2/368)
وروي من وجهٍ آخر صحيح [عن جابر رضي الله عنه]:
680- [أخبرناه [محمد بن] محمد بن الحارث، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا عثمان بن محمد بن بشر، ثنا إبراهيم الحربي، ثنا موسى وابن عائشة، قالا: ثنا حماد بن سلمة عن حبيب المعلم]، عن عطاء، عن جابر، قال: ((كان لا يرى على الذي يضحك في الصلاة وضوءاً)).
681- [وبإسناده قال: ثنا إبراهيم الحربي، ثنا بشر بن الوليد، ثنا إسحاق بن يحيى]، عن المسيب بن رافع، عن ابن مسعود [رضي الله عنه قال:] ((إذا ضحك أحدكم في الصلاة، فعليه إعادة الصلاة)).
682- [أخبرنا أبو بكر، أنبأ علي، ثنا أحمد بن عبد الله الوكيل، أنبأ الحسن بن عرفة، ثنا هشيم عن سليمان بن المغيرة] عن حميد بن هلال، عن أبي موسى الأشعري [أنه كان يصلي بالناس، فضحك بعض من كان معه، فقال أبو موسى رضي الله عنه حيث انصرف]:
((من كان ضحك [منكم]، فليعد الصلاة)).(2/369)
وروينا هذا المذهب عن الفقهاء السبعة من التابعين، ثم عن عطاء والشعبي والزهري.
وربما استدلوا بما:
683- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا ابن أبي شيبة، ثنا محمد بن الحارث الحراني، ثنا محمد بن سلمة]، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن قتادة، عن أبي المليح بن أسامة الهذلي، عن أبيه قال:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، فدخل رجل ضرير [البصر] فوقع في حفرةٍ، فضحكنا، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بإعادة الوضوء والصلاة)).(2/370)
و[روي من وجهٍ آخر]، عن ابن إسحاق عن الحسن بن دينار، عن الحسن البصري، عن أبي المليح.
وعن ابن إسحاق، عن الحسن بن عمارة، عن خالد الحذاء، عن أبي المليح.
684- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا محمد بن علي بن محرز الكوفي بمصر، ثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد، ثنا أبي عن ابن إسحاق، حدثني الحسن بن دينار، عن الحسن بن أبي الحسن، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه قال:
((بينا نحن نصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أقبل رجلٌ ضرير البصر، فوقع في حفرةٍ، فضحكنا منه، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعادة الوضوء كاملاً، وإعادة الصلاة من أولها)).
قال ابن إسحاق وحدثني الحسن بن عمارة عن خالد الحذاء، عن أبي المليح، عن أبيه، مثل ذلك.(2/371)
قال علي: ((الحسن بن دينار، والحسن بن عمارة ضعيفان)).
قال الإمام أحمد رحمه الله: هذا خطأ على الحسن البصري وعلى قتادة وعلى خالد الحذاء].
[والحمل فيه على] الحسن بن دينار، والحسن بن عمارة [-والله أعلم- وكلاهما] ضعيفان.
أما [حال الحسن] بن دينار؛ فقد ذكرناه [في مسألة اللمس].
وأما [الحسن] بن عمارة؛ فقد طعن فيه شعبة [بن الحجاج] وغيره، وكان الحسن يدلس فيسمع من موسى بن مطير، وأبي العطوف، وأبان بن أبي عياش، وأضرابهم، ثم يسقط أسماءهم، ويرويها عن أقوام ثقات.(2/372)
685- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو الحسن الطرائفي، ثنا عثمان ابن سعيد الدارمي، قال: سمعت عليّاً -وذكر الحسن بن عمارة في قصة-:
((إنا لا نحدث عن الحسن بن عمارة على وجه الحديث)).
686- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ أبو الحسين الحجاجي الحافظ، ثنا أبو الجهم، ثنا إبراهيم بن يعقوب] الجوزجاني [قال]: ((الحسن بن عمارة ساقط)).
687- حدثني محمد [بن عبد العزيز]، ثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة قال: ((روى الحسن بن عمارة عن الحكم، عن يحيى بن الجزار سبعة أحاديث، فلقيت الحكم فسألته عنها، فقال: ما حدثت بحديث منها)).
688- [قال: وحدثنا محمد بن عبد العزيز، ثنا عبدان، قال: سمعت عبد الله يقول: روى الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن إبراهيم حديثاً، ثم قال عبد الله: ((لهذا أعز من الكبريت الأحمر))، ثم قال عبد الله: ((لكأن هذا الحديث لم يدخل مسامعي)).
689- ثنا محمد بن عبد العزيز، أخبرني أبي عن عبد الله، عن سفيان(2/373)
ابن عيينة قال: ((كنت إذا سمعت الحسن بن عمارة يروي عن الزهري، جعلت أصبعي في أذني)).
690- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم، ثنا الحسين بن محمد بن زياد قال: ((أبو محمد الحسن بن عمارة مولى بجيلة الكوفي، متروك الحديث، يروي عن الحكم بن عتيبة))، ثنا محمد بن إسماعيل قال: ((الحسن بن عمارة أبو محمد مولى بجيلة، حدثني عبد الله بن محمد قال: قيل لابن عيينة: أكان الحسن يحفظ؟ قال: كان له فضل، وغيره أحفظ منه)).
691- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر الحافظ] عقب هذا الحديث: ((كلاهما [قد] أخطأ في هذين الإسنادين، وإنما روى هذا الحديث الحسن البصري، عن حفص بن سليمان المنقري [عن حفصة]،(2/374)
عن أبي العالية مرسلاً، وكان الحسن كثيراً ما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما قول الحسن بن عمارة، عن خالد الحذاء، عن أبي المليح، عن أبيه فوهم قبيحٌ، وإنما رواه خالد الحذاء، عن حفصة بنت سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم ، رواه عنه كذلك: سفيان الثوري، وهشيم، ووهيب، وحماد بن سلمة، وغيرهم، وقد اضطرب ابن إسحاق في روايته عن الحسن بن دينار لهذا الحديث، فمرة رواه عنه عن الحسن البصري، ومرة رواه عنه عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه، وقتادة إنما رواه عن أبي العالية مرسلاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كذلك رواه عنه سعيد بن أبي عروبة، ومعمر، [وأبو عوانة]، وسعيد بن بشير، وغيرهم، والحسن بن دينار متروكٌ)).
692- [أخبرنا بصحة ما قال: أبو عبد الرحمن السلمي، ثنا علي بن عمر، ثنا أبو [بكر] النيسابوري، ثنا محمد بن علي الوراق، ثنا خالد بن خداش، ثنا حماد بن زيد عن هشام، عن الحسن قال: ((بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إذ جاء رجل في بصره ضر -أو قال: أعمى-، فوقع في بئرٍ، فضحك بعض القوم، فأمر من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة)).(2/375)
فذكرته لحفص بن سليمان فقال: أنا حدثت به الحسن عن حفصة.
فهذا هو الصواب مرسلاً.
وأما حديث خالد الحذاء:
693- فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أسد بن عاصم، ثنا الحسين، ثنا حفص عن سفيان عن خالد الحذاء، عن أم الهذيل -يعني حفصة- عن أبي العالية قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فجاء رجل في بصره سوء، فوقع في بئر عند المسجد، فضحك القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((من ضحك، فليعد الصلاة والوضوء)).
وأما حديث قتادة:
694- فأخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي، ثنا ابن صاعد، ثنا عمرو بن علي، ثنا معاذ بن معاذ، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن(2/376)
أبي العالية:
((إن رجلاً ضرير البصر دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأصحابه، فتردى في بئر، فضحك بعض أصحابه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة)).
695- وأخبرنا أبو سعد، أنبأ أبو أحمد، أنبأ أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي العالية قال:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه، فجاء رجل ضرير، فوقع في بئر فضحك القوم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضحك أن يعيد الصلاة والوضوء)).
696- وأخبرنا محمد بن الحسين، أنبأ علي بن عمر، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن قتادة، عن أبي العالية الرياحي:
((إن أعمى تردى في بئر، والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه، فضحك بعض من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من ضحك منهم أن يعيد الوضوء ويعيد الصلاة.(2/377)
697- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ عبد الله ابن محمد، ثنا إسحاق، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر عن قتادة عن أبي العالية، فذكره.]
وروي من وجه آخر [عن الحسن:
698- أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد بن موسى الصوفي، وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالوا: أنبأ يحيى بن منصور القاضي، ثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، ثنا] عمر بن قيس المكي عن عمرو بن عبيد، عن الحسن، عن عمران بن الحصين، قال:
بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة يوم ماطر، إذ أقبل أعرابي يسعى، يريد الصلاة، فزلق فسقط في حفرة فيها ماء، فضحك من كان خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل علينا بوجهه، فقال:
((من قهقه منكم آنفاً، فليتوضأ وليعد الصلاة)).
[عمر بن قيس المكي، المعروف بـ ((سندل)) ضعيف، ذاهب الحديث.(2/378)
699- كذلك أخبرني أبو عبد الرحمن السلمي، عن علي بن عمر الحافظ.
700- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت العباس بن محمد يقول سمعت يحيى] بن معين [يقول]: ((عمر بن قيس الكندي، لقبه سندل، وهو ضعيف)).
701- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله، ثنا هارون بن عبد الصمد الرحبي، ثنا علي ابن المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: كنت قاعداً في المسجد وعمر بن قيس يحدث. قال يحيى: ((فسمعته يحدث عن عطاء عن عبيد في دية اليهودي والنصراني وعجائب)).
702- أخبرنا أبو سهل، أنبأ أبو الحسين العطار، أخبرني أبو عبد الله النحوي، قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول]:
((عمر بن قيس، أخو حميد بن قيس المكي منكر الحديث)).
703- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ أبو الحسين الحجاجي، ثنا(2/379)
أبو الجهم، ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال:
((عمر بن قيس الذي يقال له ((سندل)) ساقط، وهو أخو حميد بن قيس الأعرج))].
ثم إن سلم [منه]؛ فعمرو بن عبيد على الطريق، وهو ضال، غير ثقة في الحديث.
704- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ أبو إسحق الفزاري، ثنا أبو الحسين الغازي، ثنا عمرو بن علي قال:
((سمعت معاذ بن معاذ يقول: قلت لعمرو بن عبيد: كيف حديث الحسن -رضي الله عنه- عن عثمان أنه ورث امرأة عبد الرحمن هذا بعد انقضاء العدة؟ قال: إن عثمان لم يكن [صاحب] سنة!!)).
705- قال عمرو: ((وسمعت يحيى بن سعيد يقول: قلت لعمرو بن عبيد: كيف حديث الحسن عن سمرة في السكتتين؟ قال: ما نصنع بسمرة، قبح الله سمرة)).(2/380)
قال الإمام أحمد: قبح الله عمرو بن عبيد، ورضي عن سمرة، وعن جميع الصحابة.
706- وبهذا الإسناد: قال عمرو: ((كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن ابن مهدي، لا يحدثان عن عمرو بن عبيد، وكان يحيى حدث عنه ثم تركه))].
707- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو سعيد الصيرفي، قالا حدثنا [أبو العباس] محمد بن يعقوب [قال] سمعت هارون بن سليمان [الأصبهاني قال:] سمعت أبا حفص [قال] سمعت الأفطس [يقول]: سمعت عمرو بن عبيد يقول: ((لو أن علياً، وعثمان، وطلحة، والزبير [رضي الله عنهم] شهدوا عندي على شراك نعل؛ ما أجزته)).
708- [أخبرنا محمد بن الحسين، أنبأ يحيى بن منصور، ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، قال: سمعت كامل بن طلحة يقول: قلت لحماد بن سلمة: كيف رويت عن الناس وتركت عمرو بن عبيد؟ قال: إني رأيت الناس(2/381)
يوم الجمعة وهم يصلون للقبلة، ورأيت عمرو بن عبيد يصلي لغير القبلة وحده، فعلمت أنه على بدعة، فتركت حديثه، وزيد العمي، وحبان.
709- قال هلال الرأي: فقال أبو عوانة: أتيت عمرو بن عبيد، فإذا أصحابه كأن على رؤوسهم الطير، قال: فتكلم بكلامٍ، فلما فرغ منه، قال: ((لو نزل عليكم ملك من السماء ما قال لكم أحسن من ذا، أو ما زادكم على ذا)).
قال الأصمعي: فأتيت سعيد، فحدثته بهذا الحديث، فقال: من هذا، أنبي؟!
قال أبو عوانة: وغيري من عاد إليك.
710- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ أبو الحسين الحجاجي، ثنا أبو الجهم، ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال:
((عمرو بن عبيد غير ثقة ضال)).
وجرحه أشهر من ذلك.
711- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن(2/382)
يعقوب، قال سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى] بن معين [يقول]: ((عمرو بن عبيد ليس بشيء)).
712- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن المؤمل، ثنا الفضل بن محمد، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا عفان، ثنا همام، ثنا مطر، قال: لقيني عمرو ابن عبيد، فقال: والله إني وإياك على أمرٍ واحدٍ. قال:
((وكذب والله، ما أصدقه في شيء)).
713- وبإسناده ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، قال: كان حميد من أكفهم عنه، قال: فجاء ذات يوم إلى حميد. قال: فحدثنا حميد بحديثٍ، فقال: قال عمرو كان الحسن يقول.قال: فقال]: وقال حماد بن سلمة: حميد لا تأخذ عن هذا بشيء، فإنه يكذب على الحسن، [كان يأتي الحسن بعدما أسن، فيقول: يا أبا سعيد! أليس تقول كذا وكذا، الشيء الذي هو ليس من قوله. قال: فيقول الشيخ برأسه هكذا].
وقد روي ذلك عن عمرو بن عبيد عن الحسن مرسلاً:
714- [أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا ابن(2/383)
سلم، ثنا أبو عبيد الله المخزومي، ثنا سفيان عن عمرو بن عبيد، عن الحسن قال]: ((أوجب رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء؛ من الضحك في الصلاة)).
وهذا هو المحفوظ عن الحسن مرسلاً.
[وقد روي من وجه آخر عن الحسن:
715- أخبرنا أبو سعد الصوفي، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا ابن صاعد، ثنا عطية بن بقية، حدثني أبي، ثنا عمرو بن قيس فذكره.
لم يروه غير بقية، وبقية لا يحتج به.
وروي من وجه آخر عن الحسن:
716- وبه، ثنا عمرو بن سنان المنبجي، ثنا] عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن قيس عن الحسن عن عمران [ابن حصين الخزاعي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول]:
((من ضحك في الصلاة قرقرةً فليعد الوضوء والصلاة)).(2/384)
كذا رواه عبد الوهاب [بن الضحاك] عن ابن عياش، وليس بالقوي.
ورواه غيره، عن إسماعيل عن عمرو بن عبيد، عن الحسن عن عمران [ابن حصين:
717- أخبرناه أبو بكر بن الحارث، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الرحمن بن داود بن منصور، ثنا علي بن الحسن بن معروف، ثنا حيوة، ثنا إسماعيل بن عياش، فذكره].
وكذلك رواه إبراهيم بن العلاء، عن إسماعيل ورواه بقية عن عمرو بن قيس السكوني، عن عطاء، عن ابن عمر [رضي الله عنهما] [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]: ((من ضحك في الصلاة قهقهة، فليعد الوضوء والصلاة)).
718- [أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا ابن(2/385)
صاعد، ثنا عطية بن بقية، حدثني أبي، ثنا عمرو بن قيس فذكره].
لم يروه غير بقية، وبقية لا يحتج به.
وروي [من وجه آخر] عن [الحسن]:
719- [أخبرناه أبو سعد الصوفي، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا زيد بن عبد الله بن زيد الفارضي، ثنا كثير بن عبيد، ثنا] بقية عن محمد الخزاعي، عن الحسن، عن عمران [بن حصين] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ ضحك: ((أعد وضوءك)).(2/386)
قال ابن [عدي]: ((ومحمد الخزاعي هذا؛ هو من مجهولي مشايخ بقية، ويقال عن بقية في هذا الحديث، عن محمد بن راشد عن الحسن، ومحمد بن راشد عن الحسن أيضاً مجهول)).
ورواه عبد الكريم أبو أمية عن الحسن، عن أبي هريرة [رضي الله عنه:
720- أخبرناه أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا ابن صاعد، ثنا إسحاق بن الجراح، ثنا الهيثم بن جميل، ثنا عبد العزيز بن الحصين الترجمان عن عبد الكريم، عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال]:
((إذا قهقه أعاد الوضوء وأعاد الصلاة)).(2/387)
721- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت عباس بن محمد يقول حدثنا يحيى] بن معين عن هشام بن يوسف، عن معمر قال: قال أيوب: ((لا نأخذ عن عبد الكريم أبي أمية، فإنه ليس بثقة)).
722- قال [وسمعت] يحيى [يقول: ((عبد الكريم] أبو أمية، بصري، ضعيفٌ)).
723- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي: أنبأ أبو إسحاق الفزاري، ثنا أبو الحسين الغازي، ثنا عمرو بن علي قال: ((وكان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن عبد الكريم المعلم بن أبي عبد الله، فذكروا أمره عند يحيى في مسجد الجامع يوم الجمعة وأنا شاهدٌ الترويح في الصلاة، فقال: يذكرون عن مسلم بن يسار وأبي العالية، فقال له عفان: من حديث من؟ فقال: ما نهيتكم عن المخارق(2/388)
عبد الكريم، عن عمير بن أبي يزيد، فيما بينه وبينه وأنا أسمع.
وأما عبد الرحمن، فإني سألته في المجلس عن حديثٍ من حديث محمد بن راشد، عن عبد الكريم المعلم، فقال: دعه، فلما قام ظننت أنه يحدثني [به] فسألته، فقال: فأين التقوى))؟!
724- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا أبو الحسين الحجاجي، ثنا أبو الجهم، ثنا] إبراهيم [بن] يعقوب [الجوزجاني] [قال]:
((عبد الكريم ابن أبي المخارق أبو أمية غير ثقة، فرحم الله مالكاً غاص هناك في الماء، فوقع على خزفةٍ منكسرة، أظنه اغتر بكسائه)).
وهذا لأن مالكاً [رحمه الله] كان لا يحدث إلا عن الثقات، ثم غلط في [أمر] عبد الكريم فحدث عنه.
[وروي عن الحسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
725- أخبرناه أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، ثنا أحمد بن الحسين الصوفي، ثنا سفيان بن محمد الفزاري، ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن الزهري عن أبي معاذ عن الحسن، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم(2/389)
كان يصلي، فدخل أعمى المسجد، فتردى في بئرٍ أو حفرةٍ، فضحك القوم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة.
قال أبو أحمد بن عدي: ((أبو معاذ المذكور في هذا الإسناد، [هو] سليمان بن أرقم [الذي] روى الزهري عنه عن الحسن، وقال في هذه الرواية: ((عن أنس بن مالك))، والبلاء في هذه الرواية من سفيان بن محمد الفزاري، فإنه ضعيفٌ)).
726- وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث، قالا: أنا علي بن عمر الحافظ، قال]: ((وحدث بهذا [الحديث]، يعني: حديث القهقهة، شيخٌ لأهل المصيصة، يقال له سفيان بن محمد الفزاري، وكان ضعيفاً سيء الحال في الحديث، حدث به [عن] عبد الله بن وهب، عن(2/390)
يونس، عن الزهري، عن سليمان بن أرقم، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم [بذلك.
حدثنا به محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا [أحمد بن الحسين الصوفي]، ثنا سفيان بن محمد]، وأحسن حالات سفيان بن محمد أن يكون وهم في الحديث على ابن وهب، إن لم يكن تعمد ذلك في قوله عن الحسن عن أنس.
فقد رواه غير واحد عن ابن وهب عن يونس عن الزهري عن الحسن مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم: خالد بن خداش المهلبي، وموهب بن يزيد، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وغيرهم، لم يذكر واحدٌ منهم في حديثه عن ابن وهب في الإسناد: أنس بن مالك [رضي الله عنه]، ولا ذكر فيه بين الزهري وأنس سليمان بن أرقم، وإن كان ابن أخي الزهري وابن [أبي] عتيق، قد روياه عن الزهري عن سليمان بن أرقم، عن الحسن مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم )).(2/391)
[وروي عن الحسن عن معبدٍ الجهني:
727- أخبرناه أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ، ثنا] ابن حماد، وابن صاعد و[أبو محمد بن الحسين] الأهوازي، قالوا: ثنا شعيب بن أيوب، ثنا أبو يحيى الحماني، عن أبي حنيفة عن منصور ابن زاذان عن الحسن [عن معبد، عن النبي صلى الله عليه وسلم [بينما هو في الصلاة إذ أقبل أعمى يريد الصلاة، فوقع في زبية، فضحك بعض القوم قهقهةً، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم ] قال: ((من كان منكم قهقه، فليعد الوضوء والصلاة)).
قال ابن عدي: ((ورواه أبو يوسف، ومكي بن إبراهيم المقرئ عن أبي(2/392)
حنيفة وقالوا: معبد الجهني، وأرسله محمد بن الحسن] وزفر عن أبي حنيفة، ولم يذكرا معبداً في الإسناد.
قال لنا ابن حماد: وهو معبد بن هوذة، الذي ذكره البخاري في كتابه ((تسمية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ))، والله أعلم.
قال أبو أحمد: ((وهذا الذي ذكره ابن حماد غلط، وذلك أنه قيل معبد الجهني فكيف يكون جهنياً أنصارياً، ومعبد بن هوذة أنصاري، وله حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكحل، إلا أن [ابن] حماد اعتذر لأبي حنيفة فقال: هو معبد بن هوذة، لميله إلى أبي حنيفة، ولم يقله أحد عن معبد في هذا الإسناد إلا أبو حنيفة.(2/393)
ورواه هشام بن حسان، عن الحسن مرسلاً، وأصحاب منصور بن زاذان: صاحبه المختص به هشيم بن بشير، لأنه من أهل بلده، وبعده أبو عوانة، وغيرهما ممن روى عن منصور بن زاذان، وليس عند هشيم وأبي عوانة هذا الحديث لا موصولاً ولا مرسلاً، يعني من جهة الحسن)).
قال أبو أحمد: ((وأخطأ أبو حنيفة في إسناد هذا الحديث ومتنه، لزيادته في الإسناد معبداً، والأصل عن الحسن مرسلاً، وزيادته في متنه القهقهة، وليس في حديث أبي العالية -مع ضعفه وإرساله- القهقهة)).
728- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، قال]: ((وروى هذا الحديث أبو حنيفة عن منصور بن زاذان عن الحسن عن معبد الجهني مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ووهم فيه أبو حنيفة على منصور، وإنما رواه منصور بن زاذان عن محمد بن سيرين عن معبد، ومعبد هذا لا صحبة له، ويقال: إنه أول من تكلم في القدر من التابعين، حدث به عن منصور عن ابن سيرين: غيلان بن جامع، وهشيم بن بشير، وهما أحفظ من أبي حنيفة للإسناد)).(2/394)
أما حديث غيلان [بن جامع:
729- فأخبرناه أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر، ثنا الحسين بن إسماعيل ومحمد بن مخلد قالا: ثنا محمد بن عبد الله الزهيري أبو بكر، ثنا يحيى بن يعلى، ثنا أبي، ثنا غيلان عن منصور الواسطي -هو ابن زاذان]- عن ابن سيرين عن معبد الجهني [قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الغداة، فجاء رجل أعمى وقريب من مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بئر على رأسها جلة، فجاء الأعمى يمشي حين وقع فيها، فضحك بعض القوم وهم في الصلاة]،(2/395)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما قضى الصلاة:
((من ضحك منكم؛ فليعد الوضوء والصلاة)).
وأما حديث هشيم:
730- [فأخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر، ثنا أحمد بن عبد الله الوكيل، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا هشيم عن منصور] عن ابن سيرين، [وعن خالد الحذاء عن حفصة] عن أبي العالية، فذكر الحديث مرسلاً ببعض معناه.
[وروي من وجهٍ آخر عن أنس بن مالك:
731- أخبرناه أحمد بن علي بن محمد بن منصور أبو منصور الدامغاني من أصل كتابه أنا الشيخ] أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدثني أبو بكر محمد بن عمرو بن شهاب بن طارق الأصبهاني بجرجان، حدثنا أبو جعفر أحمد بن فورك، ثنا عبيد الله بن أحمد الأشعري، ثنا عمار بن يزيد(2/396)
البصري، ثنا موسى بن هلال، ثنا أنس بن مالك [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]: ((من قهقه في الصلاة قهقهةً شديدةً؛ فعليه الوضوء والصلاة)).
ورواة هذا الحديث أكثرهم مجهولون، وليس يمكنني أن أشهد على إسلامهم، فكيف على عدالتهم؟! وموسى بن هلال إن كان هو الطويل الذي يروي عن محمد بن مسلمة الواسطي فهو ضعيف، لا يحتج بحديثه.
وروي [من وجه آخر عن أنس بن مالك:
732- أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار، ثنا عباس الأسفاطي [(ح)].
733- وأخبرنا [أبو] عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن مخلد، ثنا أحمد بن عبد الله بن زياد الداناج قالا: ثنا] عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، ثنا سلام بن أبي مطيع، عن قتادة، عن أنس [ابن مالك] وأبي العالية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [كان يصلي بالناس، وبئرٌ وسط(2/397)
المسجد، فجاء أعمى فوقع فيها، فضحك ناس]، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة)) [لفظ حديث السلمي.
وفي حديث ابن عبدان عن أبي العالية، وأنس أن رجلاً أعمى دخل المسجد فوقع في بئر، فضحك الناس، والباقي سواء].
قال علي: ((لم يروه عن سلام غير عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وهو متروك يضع الحديث))، وروي [من وجهٍ آخر عن أنس:
734- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، ثنا علي بن عمر، ثنا محمد بن مخلد، ثنا إبراهيم بن محمد العتيق، ثنا] داود بن المحبر، ثنا أيوب بن خوط عن قتادة عن أنس [قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، فجاء رجل ضرير البصر، فوطئ في خبالٍ من الأرض، فصرع، فضحك بعض القوم، فأمر](2/398)
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة)).
قال علي [بن عمر]: ((داود بن المحبر: متروك الحديث، وأيوب بن خوط، ضعيف)).
735- [أخبرنا أبو سهل المهراني، أنبأ أبو الحسين العطار، أخبرني أبو عبد الله النحوي] قال: [سمعت] محمد بن إسماعيل [يقول]: ((أيوب بن خوط البصري: أبو أمية. تركه ابن المبارك)).
736- و[بإسناده] قال: ((داود بن محبر: [قال أحمد]: شبه لا شيء، لا يدري ما الحديث)).
737- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ علي بن عيسى، ثنا الحسين بن محمد القباني قال: ((أبو أمية أيوب بن خوط، يكنى بأبي أمية، كان خرازاً في دار عمرو بن مسلم، وكان أمياً لا يكتب، فوضع كتاباً على ما يريد، وكان يعامل به الناس)).(2/399)
738- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم، ثنا الحسين ابن محمد بن زياد، قال: أبو سليمان داود بن المحبر سمعت محمد بن المحبر، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ((داود بن محبر أبو سليمان، قال أحمد: شبه لا شيء، لا يدري ما الحديث)).
739- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ أبو الحسين الحجاجي الحافظ، ثنا أبو الجهم، ثنا إبراهيم بن يعقوب، قال: ((أيوب بن خوط متروك، وداود بن محبر كان يروي عن كل، وكان مضطرب الأمر))].
740- أخبرنا الحاكم [أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ في (أسامي المجروحين) من كتاب ((المدخل))]: ((داود بن المحبر بن قحذم [كنيته أبو سليمان]، حدث ببغداد عن جماعةٍ من الثقات بأحاديث موضوعة. حدثونا عن الحارث بن أبي أسامة عنه بكتاب ((العقل))، وأكثر ما أودع ذلك الكتاب من الحديث موضوعٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم . كذبه أحمد بن حنبل، [جزاه الله عن نبيه خيراً))].
وروي عن [أبي العالية عن أبي موسى رضي الله عنه:(2/400)
741- أخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ أبو محمد بن حيان قال: قال ابن زهير -هو التستري- ثنا أحمد بن سنان، ثنا محمد بن أبي نعيم ثنا] مهدي بن ميمون عن هشام بن حسان، عن حفصة عن أبي العالية، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو الحديث قبله في الضحك في الصلاة.
وهذا خطأ؛ إن لم يكن تعمده بعض هؤلاء، فقد رواه الثوري ويحيى القطان وجماعة من الثقات عن هشام عن حفصة عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
742- [أخبرناه أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر، ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا وكيع، ثنا سفيان [عن(2/401)
هشام] عن حفصة عن أبي العالية أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة].
وكذلك رواه زائدة، ويزيد بن زريع، وعبد الوهاب بن عطاء، وغيرهم، عن هشام.
وروي [عن عائشة رضي الله عنها بإسنادٍ واهٍ:
743- أخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي من أصل كتابه، ثنا أبو حاتم محمد بن عمر بن شادويه الكندي الكرابيسي، ثنا إبراهيم بن محمود ابن حمزة، ثنا إبراهيم بن هانئ، ثنا] محمد بن يزيد بن سنان، عن أبيه، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة [رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]: ((من ضحك في صلاته قهقهة، فليعد الوضوء والصلاة)).
[يزيد بن سنان هذا، لا يحتج بحديثه.(2/402)
744- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت العباس بن محمد يقول سمعت يحيى] بن معين، [يقول]: ((أبو فروة الجزري، اسمه: يزيد بن سنان، وقد روى الكوفيون عنه، وليس بثقة)).
745- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله [الحافظ -رحمه الله- في (أسامي المجروحين) من كتاب ((المدخل))]: ((يزيد بن سنان الجزري أبو فروة الرهاوي، روى عن الزهري، ويحيى بن [أبي] كثير، وهشام بن عروة، المناكير الكثيرة، [وابنه] [واسمه] محمد بن يزيد، وابن ابنه يزيد بن محمد وابنه محمد [بن يزيد] أبو بكر ثقات)).
ورواه [يزيد بن سنان] من وجه آخر:(2/403)
746- [أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ، أنا عبد الله بن إسحاق المدائني، والحسين بن أبي معشر، قالا: ثنا أبو] فروة يزيد ابن محمد بن يزيد بن سنان، ثنا أبي عن أبيه عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((من ضحك منكم في الصلاة، فليعد الوضوء والصلاة)).
قال أبو أحمد: ((وهذا الحديث بهذا الإسناد، ليس يرويه عن الأعمش غير أبي فروة)).
747- [أخبرنا أبو سعد، أنا أبو أحمد]، ثنا ابن أبي عصمة، ثنا أحمد بن أبي يحيى، قال سمعت: أحمد بن حنبل [رحمه الله] يقول: ((أبو فروة يزيد بن سنان ضعيف)).
748- [أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل وأبو بكر النيسابوري، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، قالوا: أنبأ] إبراهيم بن هانئ، ثنا محمد بن يزيد(2/404)
ابن سنان [ثنا يزيد بن سنان عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((من ضحك منكم في صلاته؛ فليتوضأ، ثم ليعيد الصلاة))].
قال لنا أبو بكر النيسابوري: ((هذا حديث منكر، والصحيح عن جابرٍ خلافه))، قال الشيخ أبو الحسن: ((يزيد بن سنان ضعيف، ويكنى بأبي فروة الرهاوي، وابنه ضعيفٌ أيضاً.
وقد وهم في [هذا] الحديث في موضعين:
أحدهما: في رفعه إياه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
والآخر: في لفظه، والصحيح عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر من قوله ((من ضحك في الصلاة، أعاد الصلاة ولم يعد الوضوء)).
قال علي: كذلك رواه عن الأعمش جماعة من الرفعاء الثقات، منهم: سفيان الثوري، وأبو معاوية [الضرير]، ووكيع، وعبد الله بن داود الخريبي،(2/405)
وعمر بن علي المقدمي وغيرهم، وكذلك رواه شعبة وابن جريج عن يزيد بن أبي خالد عن أبي سفيان عن جابر)).
[وذكرنا حديث جابر في أول المسألة.
وروي هذا الحديث عن ابن شهاب مرسلاً.
وسليمان بن أرقم متروك، وقد مضى ذكره.
749- أخبرنا بذلك أحمد بن الحسن الحيري أبو بكر ثنا [أبو العباس محمد بن يعقوب] أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ] الشافعي [رحمه الله] أخبرنا الثقة عن ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً ضحك في الصلاة، أن يعيد الوضوء والصلاة.
قال الشافعي: ((فلم نقبل هذا لأنه مرسل))، [الزهري إنما سمعه من سليمان بن أرقم عن الحسن، وسليمان بن أرقم متروك، قد مضى ذكره.
750- أخبرنا بذلك أحمد بن الحسن الحيري، ثنا أبو العباس الأصم، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي، أنبأ الثقة عن معمر عن ابن شهاب عن(2/406)
سليمان بن أرقم عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا.
751- أخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا أبو الأزهر، ثنا يعقوب، ثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، حدثني سليمان بن أرقم عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من ضحك في الصلاة أن يعيد الوضوء والصلاة.
752- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن، أنبأ عبد الرحمن بن محمد، أخبرني أبي، ثنا أحمد بن أبي سريج] قال [سمعت] الشافعي [يقول]: ((يقولون نحابي، ولو حابينا لحابينا الزهري، إرسال الزهري ليس بشيء، وذلك أنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم)).
753- [[قال الشافعي: أخبرنا الثقة عن معمر عن ابن شهاب عن(2/407)
سليمان بن أرقم] عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث.
قال البيهقي]: فرجع الحديث إلى الحسن البصري، والحسن إنما سمعه من حفص بن سليمان عن حفصة عن أبي العالية، كما سبق ذكره.
[قال الإمام أحمد رحمه الله]: ولو كان هذا الحديث صحيحاً عند الزهري؛ لما استجاز أن يقول بخلافه.
754- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ عبد الله بن محمد بن محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق عن معمر وقد سألت الزهري عن ذلك، فقال: ((ليس في الضحك وضوء)).
755- قال: وأخبرنا عبد الله عن أبي عبد الله عن الوليد القرشي عن الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة وعبد الرحمن بن نمر أنهما سمعا ابن شهاب يقول: ((من الضحك يعيد الصلاة، ولا يعيد الوضوء)).
فلو كان عند الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم خبرٌ لما كان يخالفه، ويقول ليس فيه(2/408)
وضوء.
وروي عن إبراهيم النخعي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً:
756- أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد] بن عدي، ثنا ابن صاعد، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم أن قوماً ضحكوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فأمرهم أن يعيدوا الوضوء والصلاة.
قال أبو أحمد: ((وهذا الحديث إنما أرسله إبراهيم عن نفسه، فأما الحديث فهو عن أبي العالية، وذكر عن أبي هاشم الواسطي، قال: أنا حدثت إبراهيم عن أبي العالية)).
757- قال أبو أحمد: حدثنا [ابن] أبي بكير حدثنا عباس، قال سمعت يحيى بن معين يقول: ((مرسلات إبراهيم صحيحة إلا حديث تاجر(2/409)
البحرين، وحديث الضحك في الصلاة)).
قال الإمام أحمد رحمه الله:
بلغني عن الثوري أنه كان ينكر أن يكون الأعمش سمع من إبراهيم حديث الضحك في الصلاة.
758- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر [محمد] بن المؤمل، ثنا الفضل بن محمد، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: قال سفيان: لم يسمع الأعمش، يعني: حديث إبراهيم في الضحك.
759- [وقد أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الحسين علي ابن بندار الصوفي، ثنا أبو العلاء كامل بن مكرم، ثنا محمد بن عبد الله] بن عبد الحكم [قال سمعت] الشافعي [يقول]: ((حدث شعبة عن حماد، عن إبراهيم بحديث، قال شعبة: فقلت لحماد: سمعت من إبراهيم؟ قال: لا، ولكن أخبرني مغيرة، قال: فذهبنا إلى مغيرة. فقلت: إن حماد أخبرني عنك بكذا؟ فقال: صدق، فقلت: سمعته من إبراهيم؟ فقال: لا، ولكن حدثني(2/410)
منصور، قال: فلقيت منصوراً، فقلت: حدثني عنك مغيرة بكذا. فقال: صدق، فقلت: سمعته من إبراهيم. قال لا، ولكن حدثني الحكم. قال: فجهدت أن أعرف طرقه فلم أعرفه، ولم يمكنني)).
760- [اخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنيه أبو أحمد بن أبي الحسن، أنبأ عبد الرحمن بن محمد، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن الشافعي فذكره بنحوه.
قال عبد الرحمن [بن أبي حاتم الرازي]: ((فذكرت هذا الحديث لأبي [يعني: أبا حاتم الرازي]، فقال: هذا حديث إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أعرابياً ضحك في الصلاة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء والصلاة)).
هذا؛ وإبراهيم إنما رواه عن أبي هاشم، عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، ومدار الحديث على أبي العالية.
761- أخبرنا بصحة ذلك [أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا إسماعيل بن إسحاق(2/411)
القاضي أنا] علي ابن المديني، قال: قال [لي] عبد الرحمن بن مهدي: ((هذا الحديث يدور على أبي العالية، فقلت: قد رواه الحسن مرسلاً، فقال: حدثني حماد بن زيد عن حفص بن سليمان المنقري، فقال: أنا حدثت به الحسن عن حفصة، عن أبي العالية، [فقلت: قد رواه] إبراهيم مرسلاً، فقال عبد الرحمن: حدثني شريك عن أبي هاشم. قال: أنا حدثت به إبراهيم عن أبي العالية، فقلت: قد رواه الزهري مرسلاً، فقال قرأته في ((كتاب ابن أخي الزهري)) عن سليمان بن أرقم، عن الحسن)).
فبطلت الأسانيد التي سبق ذكرها، ورجع الحديث إلى أبي العالية، كذلك رواه الثوري، ووهيب بن خالد، وحماد بن سلمة، عن خالد الحذاء عن حفصة عن أبي العالية.
[[ورواه وهيب عن خالد، وأيوب عن حفصة عن أبي العالية]، ورواه معمر عن حفصة عن أبي العالية،))].(2/412)
ورواه هشيم عن خالد الحذاء، عن حفصة [عن أبي العالية]، ورواه مطر الوراق وحفص بن سليمان، عن حفصة [عن أبي العالية]، وكذلك رواه هشام بن حسان عن حفصة عن أبي العالية مرسلاً، حدث به عنه جماعةٌ، منهم: سفيان الثوري، وزائدة بن قدامة، ويحيى بن سعيد القطان، وحفص بن غياث، وروح بن عبادة، وعبد الوهاب بن عطاء، وغيرهم، فاتفقوا عن هشام عن حفصة عن أبي العالية، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ورواه خالد بن عبد الله الواسطي، عن هشام عن حفصة، عن أبي العالية، عن رجل من الأنصار، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يسم الرجل، ولا ذكر أله صحبة أم لا؟! ولم يصنع خالدٌ شيئاً، وقد خالفه خمسة أثبات حفاظ، وقولهم أولى بالصواب)).
762- أخبرني بجميع هذا الكلام أبو عبد الرحمن السلمي، عن علي بن عمر الحافظ.
ومراسيل أبي العالية الرياحي ليست بشيء، فإنه كان يأخذ عن كل ضرب.
763- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني أبو سعيد أحمد بن(2/413)
محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة، ثنا الحسين بن حميد بن الربيع، ثنا عثمان ابن محمد بن محمد، ثنا ابن إدريس]، عن شعبة، عن عبد الله بن صبيح، عن محمد بن سيرين قال:
((ثلاثة يصدقون من حدثهم: أنس، وأبو العالية، والحسن)).
[وكذلك رواه سهل بن محمد العسكري، عن عبد الله بن إدريس.
764- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر الحافظ، نا محمد بن مخلد، أنبأ صالح بن أحمد بن حنبل، ثنا علي ابن المديني، قال: سمعت جريراً وذكر عن رجل]، عن عاصم الأحول قال: قال ابن سيرين: ((ما حدثتني فلا تحدثني عن رجلين من أهل البصرة: عن أبي العالية والحسن، فإنهما كانا لا يباليان عمن أخذا حديثهما)).
765- [وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق، أنا عبد الله ابن محمد، عن أبي عبد الله، عن إسحاق، عن جرير، عن عاصم قال: قال ابن سيرين: ((من حدثني من الناس -يعني: بالمرسل من الحديث- فلا يحدثني عن الحسن وأبي العالية، فإنهما لا يباليان عمن أخذا حديثهما)).(2/414)
766- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا نصر فتح بن عبد الله الفقيه، يقول: سمعت الحسن بن سفيان يقول: سمعت حرملة بن يحيى، يقول: سمعت الشافعي -رحمه الله- يقول: ((حديث أبي العالية الرياحي رياحٌ، وحديث مجالدٍ يجلد، وحديث حرامٍ حرامٌ)).
قال الحاكم أبو عبد الله -رحمه الله-: إنما أراد الشافعي -رحمه الله- بقوله: ((حديث أبي العالية الرياحي رياح)) حديثه في القهقهة وحده، وأبو العالية ثقةٌ مأمونٌ، مجمعٌ على ثقته في التابعين.
767- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق، أنبأ أبو بكر محمد بن يحيى المطرز]، قال: [سمعت] محمد بن يحيى [يقول]: ((لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضحك في الصلاة خبرٌ)).
[حديث إبراهيم معلول مع الإرسال، قيل لشريك: إن الأعمش يرويه عن إبراهيم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا حدثته عن أبي هاشم عن أبي العالية.(2/415)
قال الإمام أحمد -رحمه الله-: كذا وجدته، وصوابه: فقال شريك عن أبي هاشم، أنا حدثت به إبراهيم عن أبي العالية].
[قال أبو بكر بن إسحق: وأما] حديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والحسن عن أبي هريرة، والحسن عن عمران [بن حصين] عن النبي صلى الله عليه وسلم ساقط.
وقد روينا عن سعيد عن قتادة، عن الحسن أنه كان لا يرى من الضحك في الصلاة وضوءاً، [والله أعلم].(2/416)
[مسألة] (23): وخروج المني يوجب الاغتسال، سواءٌ خرج دفقاً أو خرج سيلاً، لضعف البدن.
وقال أبو حنيفة: إذا خرج سيلاً لضعفٍ [في] البدن؛ لم يوجب الاغتسال.
ودليلنا من طريق الخبر ما:(2/419)
768- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا جعفر بن محمد بن الحسن، ثنا يحيى بن يحيى ثنا إسماعيل بن جعفر، عن شريك بن أبي نمر عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين إلى قباءٍ، حتى إذا كنا في بني سالم، وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب عتبان، فصرخ به، فخرج يجر إزاره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعجلنا الرجل]، فقال عتبان: يا رسول الله! أرأيت الرجل يعجل عن امرأته، ولم يمن ماذا عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إنما الماء من الماء)).
[أخرجه مسلم بن الحجاج في ((الصحيح)) عن يحيى بن يحيى وغيره].
فإن ادعوا النسخ بما:
769- [أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن محمد بن علي الفقيه، أخبرني إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا عبد الله بن المبارك،(2/420)
عن يونس بن يزيد الأيلي] عن الزهري، عن سهل بن سعد [الساعدي] عن أبي بن كعب [رضي الله عنه]:
((إنما كانت الفتيا في الماء من الماء رخصةً في أول الإسلام، ثم نهي عنها)).(2/421)
770- [ورواه عمرو بن الحارث قال: قال الزهري: وحدثني من أرضى عن سهل بن سعدٍ أن أبي بن كعبٍ حدثه. ولعله سمعه من أبي حازم عن سهل ابن سعد، فقد رواه أبو غسان محمد بن مطرف، عن أبي حازم، عن سهل عن أبي رضي الله عنهم].(2/422)
قلنا: إنما نسخ منه ترك الغسل بالتقاء الختانين دون خروج الماء، فأما نطقه فغير منسوخ؛ وذلك لا يفرق بين خروجه سيلاً وخروجه دفقاً، [والله أعلم].(2/424)
مسألة (24): وإذا توضأ الجنب قبل اغتساله، فمن سنته أن يكمل وضوءه قبل اغتساله.
وقال أبو حنيفة: من سنته أن يغسل أعضاء طهارته إلا الرجلين، فإذا تنحى عن موضع غسله، غسلهما.
وقد قاله الشافعي -رحمه الله- في القديم.
فوجه قوله في المختصر ما:
771- [أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ] مالك عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة [رضي الله عنها] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه، ثم توضأ كما يتوضأ(2/425)
للصلاة، ثم يدخل أصابعه في الماء؛ فيخلل بها أصول شعره، ثم يصب على رأسه ثلاث غرفٍ بيده، ثم يفيض الماء على جلده كله)).
أخرجه البخاري في ((الصحيح)) [عن عبد الله بن يوسف عن] مالك.
772- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا علي بن عبد الرحمن بن ماتى بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي عروة ثنا محمد بن كناسة وجعفر بن عون عن هشام (ح).
773- قال: وحدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا جعفر بن(2/426)
محمد وإسماعيل بن قتيبة قالا: ثنا يحيى بن يحيى أنا أبو] معاوية عن هشام [ابن عروة] عن أبيه عن عائشة [رضي الله عنها قالت]:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة، يبدأ فيغسل يديه، [ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه]، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر، حتى إذا رأى أنه قد استبرأ، يحفن على رأسه ثلاث حفناتٍ، ثم أفاض على سائر جسده، ثم غسل رجليه)).(2/427)
[لفظ حديث أبي عبد الله.
أخرجه مسلم في ((الصحيح)) عن يحيى بن يحيى وغيره].
وأما وجه قوله في القديم، ما:
774- [أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد ابن غالب ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان (ح).
775- وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس(2/428)
القاسم بن القاسم السياري أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله أنبأ سفيان عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن] ابن عباس عن ميمونة قالت:
((سترت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل من الجنابة، فبدأ فغسل يديه، ثم صب بيمينه على شماله، فغسل فرجه وما أصابه، ثم مسح بيديه على الحائط والأرض، ثم توضأ وضوءه للصلاة؛ غير رجليه، ثم أفاض على جسده الماء، ثم تنحى فغسل قدميه)).
[أخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن عبدان.(2/429)
وأخرجه مسلم من أوجه عن الأعمش]، [والله أعلم].(2/430)
مسألة (25): والمضمضة والاستنشاق سنتان في الاغتسال.
وقال أبو حنيفة: [هما] واجبتان في الجنابة.(2/431)
ودليلنا من [طريق] الخبر ما:
776- [أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي -رحمه الله- أنبأ ابن عيينة، عن أيوب بن موسى عن سعيد بن أبي سعيد عن عبد الله بن رافع] عن أم سلمة قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:
يا رسول الله! إني امرأةٌ أشد ظفر رأسي، أفأنقضه لغسل الجنابة؟. فقال: ((لا، إنما يكفيك أن تحثي عليه ثلاث حثياتٍ، ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين، أو قال: فإذا أنت قد طهرت)).(2/432)
[أخرجه مسلم في ((الصحيح)) عن أبي بكر بن أبي شيبة وآخرين عن سفيان بن عيينة.
777- أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا زهير ثنا أبو إسحاق حدثني سليمان بن صرد عن] جبير بن مطعم، أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الغسل من الجنابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((أما أنا فأفيض على رأسي ثلاثاً، وأشار بيديه كلتاهما)).(2/433)
[رواه البخاري في ((الصحيح)) عن أبي نعيم عن زهير.
وأخرجه مسلم من أوجهٍ عن أبي إسحاق.
778- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة (ح).
779- قال: وحدثنا محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد قالا: ثنا يحيى بن يحيى أنا هشيم (ح).
780- قال: وأخبرني أبو النضر -واللفظ له- ثنا أبو بكر محمد ابن محمد بن رجاء حدثني محمد بن إسماعيل بن سالم وزكريا بن يحيى قالا: ثنا هشيم أنبأ أبو بشر عن أبي سفيان]، عن جابر [بن عبد الله] أن وفد ثقيف قالوا: يا رسول الله! إن أرضنا أرضٌ باردة، فكيف بالغسل؟ قال:(2/434)
((أما أنا فأفرغ على رأسي ثلاثاً)).
[أخرجه مسلم في ((الصحيح)) عن يحيى بن يحيى وإسماعيل بن سالم.
781- أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب، أنا أبو بكر الإسماعيلي، أنبأ أبو خليفة، ثنا مسدد عن يحيى بن سعيد، أنبأ عوف حدثني أبو رجاء حدثني] عمران [بن حصين] قال:
((كنا في سفرٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر الحديث .. .. ))، [وفيه:
((ثم نزل فدعا بالوضوء ليتوضأ، ونودي بالصلاة، فصلى بالناس، فلما انفتل من صلاته إذا هو برجلٍ معتزلٍ لم يصل مع القوم، فقال: ما يمنعك يا فلان أن تصلي مع القوم؟ قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابتني جنابة، ولا ماء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عليك بالصعيد فإنه يكفيك، ثم ذكر الحديث .. .. ))]،(2/435)
إلى أن قال: ((كان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناءً من ماءٍ، قال: اذهب فأفرغه عليك)).
[رواه البخاري في ((الصحيح)) عن مسدد.(2/436)
ورواه مسلمٌ من وجهٍ آخر عن عوف.
782- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا الحسين بن علي بن زياد، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا خالد، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن بجدان] عن أبي ذر [رضي الله عنه] قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم [قال] فذكر الحديث. وقال فيه:
((إذا وجدت الماء فأمسسه جلدك؛ فإن ذلك خيرٌ)).
وربما استدل أصحابهم بما:
783- [حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي إملاءً أنبأ عيسى بن حامد الرجحي ثنا أحمد بن عبد الله بن سابور ثنا] بركة بن محمد ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن خالد [الحذاء] عن ابن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال:
((المضمضة والاستنشاق للجنب ثلاثاً فريضة)).(2/437)
784- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن يونس السماني، نا بركة بن محمد، فذكره بإسناده، إلا أنه قال]:
((جعل الاستنشاق والمضمضة ثلاثاً فريضةً)).
[قال: بركة!! وأنا أتقيه.
785- أخبرنا محمد بن الحسين أنبأ] علي بن عمر [الحافظ قال: ((هذا باطل، ولم يحدث به غير بركة هذا، وهو يضع الحديث)).(2/438)
786- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ -رحمه الله- في (أسامي المجروحين) من كتاب ((المدخل)): ((بركة بن محمد الحلبي، يروي عن يوسف ابن أسباط أحاديث موضوعة)).
787- أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد] بن عدي [الحافظ قال] لي عبدان الأهوازي: أغرب على خالدٍ الحذاء حديثاً، فذكرت له هذا الحديث، الذي حدثناه: [عمر بن سنان، وعبد الرحمن بن موسى، وعبد الله بن زناد بن خالد، وغيرهم قالوا: ثنا] بركة [بن محمد الحلبي] ثنا يوسف [بن أسباط] عن سفيان [الثوري] عن خالد [الحذاء] عن ابن سيرين عن أبي هريرة.(2/439)
((إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل المضمضة والاستنشاق للجنب ثلاثاً فريضةً)).
قال أبو أحمد: قال لي عبدان: ((هات حديث المسلمين، أنا قد رأيت بركة هذا بحلبٍ، وتركته على عمدٍ، فلم أكتب عنه؛ لأنه كان يكذب.
وهذا الحديث لم يروه متصلاً بهذا الإسناد غير بركة هذا، وقد روي مرسلاً)).
قال الإمام أحمد -رحمه الله-: الصواب عن ابن سيرين مرسل بغير هذا اللفظ.
788- [أخبرنا بذلك أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا: أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن مخلد، ثنا محمد بن إسماعيل الحساني ثنا] وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن ابن سيرين قال:(2/440)
((سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستنشاق في الجنابة ثلاثاً)).
هكذا رواه عبيد الله بن موسى وغيره عن سفيان، وهو الصواب.
وربما استدلوا بما:
789- [أخبرنا القاضي أبو عمر -رحمه الله- ثنا أبو بشر آدم بن العباس بن سيويه بعسكر ثنا الفضل بن الحباب ثنا حفص بن عمر الحوضي عن الحارث بن وجيه (ح).
790- وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا]، أبو داود ثنا نصر بن علي حدثني الحارث بن وجيه ثنا مالك بن دينار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إن تحت كل شعرة جنابة؛ فاغسلوا الشعر، وأنقوا البشرة)).(2/441)
[قال أبو داود: الحارث حديثه منكر.
791- أخبرنا أبو سهل المهراني في ((أسامي الضعفاء)) أنبأ أبو الحسين العطار أخبرني أبو عبد الله النحوي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول:
((الحارث بن وجيه الراسبي البصري، سمع مالك بن دينار، روى عنه زيد ابن الحباب، فيه بعض المناكير)).
وهذا المتن إنما يروى من حديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وعن إبراهيم: كان يقال، وعن الحسن عن أبي هريرة موقوف من قوله، والحسن لم(2/443)
يسمع من أبي هريرة.
792- أخبرنا بصحة ذلك محمد بن إبراهيم: أنبأ أبو نصر العزامي: ثنا سفيان بن محمد: ثنا علي بن الحسن: ثنا عبد الله بن الوليد عن مالك بن دينار، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((تحت كل شعرةٍ جنابةٌ، بلوا الشعر، وأنقوا البشرة))].
وعن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال:
((كان يقال: أنقوا البشر، وبلوا الشعر، [يعني] من الجنابة)).
793- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب: ثنا يحيى بن أبي طالب: أنبأ] عبد الوهاب بن عطاء: أنبأ سعيد عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة قال:
((تحت كل شعرة جنابةٌ، فبلوا الشعر، وأنقوا البشر)).(2/444)
وقد كتبناه من حديث عائشة وأنس -رضي الله عنهما- مرفوعاً، بإسنادين ضعيفين، لا يسويان ذكرهما.
794- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا: أنبأ علي بن عمر الحافظ: ثنا الحسين بن إسماعيل: ثنا زياد بن أيوب: ثنا هشيم عن الحجاج بن أرطأة] عن عائشة بنت عجرد عن ابن عباس قال:
((إن كان من جنابةٍ، أعاد المضمضة والاستنشاق واستأنف الصلاة)).
قال علي: ((ليس لعائشة بنت عجرد إلا هذا الحديث)).
[هكذا رواه الثوري وأبو حنيفة عن عثمان بن راشد عن عائشة بنت عجرد].(2/445)
قال الشافعي [رحمه الله]: ((وعثمان بن راشد وعائشة بنت عجرد غير معروفين ببلدهما)) قال: ((وأما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ((تحت كل شعرةٍ جنابةٌ، فبلوا الشعر، وأنقوا البشرة)) فإنه ليس بثابتٍ، [ثم إنه حمله على ما ظهر))].
795- [حدثنا أبو بكر بن فورك -رحمه الله- أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا حماد بن سلمة (ح).
796- وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا]، أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حمادٌ أنا عطاء بن السائب عن زاذان عن علي [رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال]:(2/446)
((من ترك موضع شعرة من جنابةٍ لم يغسلها؛ فعل بها كذا وكذا من النار)).
قال علي [رضي الله عنه]: ((فمن ثم عاديت رأسي، وكان يجز شعره)).
[لفظ حديث الروذباري، وحديث ابن فورك بمعناه]، [والله أعلم].(2/447)
مسألة (26): ورؤية الماء في الصلاة لا يبطل التيمم، ولا يمنع من إتمام الصلاة.
وقال أبو حنيفة: يبطله.
ودليلنا من طريق الخبر:
797- [ما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وعباد بن تميم] عن [عمه] عبد الله بن زيد [رضي الله عنه] قال: شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه الشيء في الصلاة،(2/449)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا ينفتل حتى يسمع صوتاً، أو يجد ريحاً)).
[أخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن علي ابن المديني.
وأخرجه مسلم عن عمرو الناقد وغيره كلهم عن ابن عيينة.
798- أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا] أبو داود ثنا [محمد] بن العلاء أنبأ أبو أسامة، عن مجالدٍ، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا يقطع الصلاة شيءٌ، وادرؤا ما استطعتم، فإنما هو شيطان)).(2/450)
[مجالد يحتاج إلى دعامة]، وشاهده ما:
799- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قراءة وأبو عبد الرحمن السلمي حدثنا إملاءً قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن منقذ المصري، حدثني إدريس بن يحيى، عن بكر بن مضر، عن صخر بن عبد الله بن حرملة أنه سمع] عمر بن عبد العزيز [يقول] عن أنس ابن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالناس فمر بين أيدهم حمارٌ، فقال عياش ابن أبي ربيعة:
سبحان الله! سبحان الله! فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من المسبح آنفاً، سبحان الله وبحمده؟ قال: أنا يا رسول الله؛ إني سمعت أن الحمار يقطع الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا يقطع الصلاة شيءٌ)).(2/451)
وروي عن [ابن عمر موقوفاً:
800- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا أحمد بن شيبان ثنا] سفيان، عن الزهري، عن سالم قال: قيل لابن عمر: إن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة يقول: ((يقطع الصلاة الكلب والحمار)). فقال ابن عمر: ((لا يقطع صلاة المسلم [شيءٌ])).
هذا ثابتٌ، لا شك فيه.
801- [وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار، ثنا(2/453)
عبيد الله بن محمد الدقاق، ثنا محمد بن بكار ثنا حبان بن علي] عن ضرار ابن مرة عن حصين المزني عن علي [بن أبي طالب] رضي الله عنه [أنه] قال وهو على المنبر: يا أيها الناس! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((لا يقطع الصلاة إلا الحدث)).
ولم أستحييكم، [ما لم يستحي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحدث أن يفسو أحدكم أو يضرط].
802- [أخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا عمرو بن عون، ثنا خالد عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة (ح).(2/454)
803- وحدثنا مسدد، ثنا خالد، عن خالد، عن أبي قلابة، عن عمرو ابن بجدان] عن أبي ذر قال: اجتمعت غنيمةٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا أبا ذر! إبدا فيها، فبدوت إلى الربذة، فكانت تصيبني الجنابة، فأمكث الخمس والست، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبو ذر؟ فسكت، فقال: ثكلتك أمك أبا ذر!، لأمك الويل، فدعا لي بجاريةٍ سوداء، فجاءت بعسٍ فيه ماءٌ، فسترتني بثوبٍ واستترت بالراحلة، واغتسلت، فكأني ألقيت عني جبلاً، فقال:
((الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك، فإن ذلك خيرٌ)).(2/455)
[وقال مسدد: غنيمة من الصدقة، وحديث عمرو أتم].
وقال: حماد بن سلمة وحماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من بني عامر وهو عمرو بن بجدان، وليس له راوٍ غير أبي قلابة، وهو مقبولٌ عند أكثرهم، لأن أبا قلابة ثقةٌ وإن كان بخلاف شرط الشيخين في خروجه عن حد الجهالة بأن يروي عنه اثنان، [والله أعلم].(2/457)
مسألة (27): ولا تجوز صلاتا فرضٍ بتيممٍ واحدٍ.
وقال أبو حنيفة: تجوز صلواتٌ فريضةً بتيممٍ واحدٍ.
804- [أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن(2/461)
بنيسابور وأبو محمد عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن الساوي بها، قالا: أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد حمان، ثنا أبو عبد الله محمد بن أيوب عن يحيى، أنبأ مسدد ثنا هشيم، عن الحجاج، عن أبي إسحاق عن الحارث، عن علي رضي الله عنه قال:
((التيمم عند كل صلاة)).
805- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر ثنا ابن مهدي عن همام عن عامر الأحول أن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:
((يتيمم لكل صلاة)).(2/462)
أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو عمر القاضي، ثنا الحسن بن أبي الربيع، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر عن قتادة أن عمرو بن العاص رضي الله عنه كان يتيمم لكل صلاة، وبه كان يفتي قتادة. هذا مرسلٌ.
807- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا ابن شيرويه ثنا الحسن بن عيسى عن ابن المبارك (ح).
808- قال: وفيما حدثنا الحسن بن سفيان عن حبان عن ابن المبارك عن عامر الأحول عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال: ((يتيمم لكل صلاة)).(2/463)
809- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر قالا: أنبأ علي بن عمر ثنا أبو عمر القاضي، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا عبد الوارث، ثنا عامر الأحول]، عن نافع ((أن ابن عمر كان يتيمم لكل صلاة)).
[هذا إسناد صحيح.
810- أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، ثنا أبو العباس الأصم، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب (ح).
811- قال: وحدثنا أبو العباس، ثنا بحر بن نصر قال: قرئ على ابن وهب أخبرك جرير بن حازم، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن مجاهد بن بكير، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، أنه قال:
((لا يصلي بالتيمم إلا صلاة واحدة)).(2/464)
812- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر، ثنا محمد ابن إسماعيل الفارسي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباسٍ قال:
((من السنة أن لا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاةً واحدةً، يتيمم للصلاة الأخرى)).
الحسن بن عمارة ضعيف].(2/465)
وأصح حديث في الباب: حديث ابن عمر، [وبه تقع الكفاية]، إذا لا يعرف له عن الصحابة مخالفٌ. [والله أعلم].(2/466)
مسألة (28): والتيمم عندنا لا يجوز بما لا يعلق باليد منه غبارٌ.
وقال أبو حنيفة: لو ضرب يديه على الأرض، ثم نفضهما حتى لم يبق عليهما غبارٌ ومسح به؛ جاز.
ودليلنا [ما:(2/467)
813- حدثنا الأستاذ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك لفظاً أنبأ عبد الله بن جعفر، عن يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو عوانة عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن خراش، عن حذيفة، قال: قال رسول الله] صلى الله عليه وسلم :
(([فضلنا على الناس بثلاثٍ: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة،] ((وجعلت الأرض لنا مسجداً [وترابها] طهوراً، [وأعطيت آخر سورة البقرة، وهي من كنزٍ من تحت العرش))].
أخرجه مسلمٌ في ((الصحيح)) [من حديث أبي مالك، غير قوله:(2/468)
((وأعطيت آخر سورة البقرة.
814- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق: أنبأ الحسن بن علي بن زياد: ثنا إبراهيم بن موسى: ثنا عبد الله بن المبارك أنا عوف عن أبي رجاء] عن عمران بن حصين [رضي الله عنه]: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا معتزلا لم يصل في القوم فقال: يا فلان! ما منعك أن تصلي في القوم؟!، فقال: يا رسول الله! أصابتني جنابةٌ، ولا ماء. قال: ((عليك بالصعيد؛ فإنه كافيك)).(2/469)
[أخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن عبدان عن ابن المبارك.
وأخرجه مسلمٌ عن ابن راهويه عن النضر بن شميل عن عوف].
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن التراب [له طهور، وأنه] هو الكافي، فمن نفض يديه حتى لم يبق عليهما غبارٌ، فقد اكتفى بغير التراب، وخالف.
815- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي: أنبأ علي بن عمر الحافظ: أنا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف: ثنا أحمد بن منصور: ثنا عبد الرزاق: أنبأ معمر، عن الزهري] عن سالم عن ابن عمر [رضي الله عنهما] أنه كان إذا تيمم ضرب بيديه [ضربةً]، فمسح بهما وجهه، ثم ضرب بيديه ضربةً أخرى، ثم مسح بهما يديه إلى المرفقين، ولا ينفض يديه من التراب.
وربما استدلوا بما:(2/470)
816- روي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: جاء رجلٌ إلى عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] فقال: إني أجنبت فلم أصب الماء، فقال عمار بن ياسر [لعمر]: أما تذكر إنا كنا في سفرٍ، فأجنبت أنا وأنت، فأما أنت فلم تصل، وأما أنا فتمعكت في التراب؛ فصليت، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت [له]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
((إنما كان يكفيك هكذا، وضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفيه)).
أخرج معناه البخاري ومسلمٌ في ((الصحيح)).
وهذا لا يخالف ما روينا؛ إذ يجوز أنه بقي فيهما غبار التراب، الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم -فيما روينا- طهوراً، وجعله كافياً.
817- وروي من وجهٍ آخر عن عمارٍ: ((ثم نفضهما، ثم مسح بهما)).(2/471)
ومعناه ما ذكرنا، وهو: أنه نفضهما لكثرة ما عليهما، وبقي غبارهما، والله أعلم.(2/472)
مسألة (29): ولا يجوز التيمم بالزرنيخ والنورة.
وقال أبو حنيفة: يجوز.
ودليلنا من الخبر:
818- قوله صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة عند مسلمٍ:(2/473)
((وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً، وجعلت تربتها لنا طهوراً)).
والله أعلم.(2/474)
مسألة (30): ولا يجوز التيمم إلا بعد دخول وقت الصلاة.
وقال أبو حنيفة: يجوز.
ودليلنا ظاهر الكتاب.
819- وروي عن مسلم بن رياح كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فسمع منادياً ينادي، قال: الله أكبر، قال: شهادة الحق، وذكر الحديث، ثم قال: ((انظروا فإنكم ستجدونه راعي معزي حضرته الصلاة، فرأى لله عليه من الحق أن يتوضأ بالماء، فإن لم يجد يتيمم ثم أذن .. .. )) وذكر الحديث.(2/475)
820- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إن الله فضلني على الأنبياء -أو قال أمتي- على الأمم بأربعٍ: أرسلني إلى الناس كافة، وجعل لي الأرض كلها ولأمتي مسجداً وطهوراً، فأينما أدرك الرجل من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره)) الحديث.
821- وروي عن عمرو بن شعيبٍ عن أبيه عن جده، والله أعلم.(2/476)
مسألة (31): ولا تيمم لشدة البرد، وخوف المرض، من استعمال الماء في المصر.
وقال أبو حنيفة ومحمدٌ: يتيمم في المصر لشدة البرد، وخوف المرض منه.
دليلنا من الخبر: ما تقدم في حديث حذيفة.
فأباح التيمم بشرط عدم الماء، وهذا واجدٌ له.
822- وحديث جابرٍ أن وفد ثقيفٍ قالوا: يا رسول الله! إن أرضنا أرضٌ باردةٌ.(2/477)
قد تقدم في مسألة المضمضة والاستنشاق، وهو دليلٌ في هذه أيضاً؛ إذ لو جاز التيمم لشدة البرد لأخبرهم بذلك إن شاء الله وقد شكوه إليه، وربما استدلوا بما:
823- روى أبو داود، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: احتلمت في ليلةٍ باردةٍ في غزوة ذات السلاسل، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال:
((يا عمرو! صليت بأصحابك وأنت جنبٌ؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت إني سمعت الله جل ثناؤه يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً} فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً)).(2/478)
824- [أخبرنا عالياً أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، قرئ على عبد الملك بن محمد وأنا أسمع، ثنا وهب بن جرير بن حازم فذكره بإسناده ومتنه سواءٌ لا يخالف في شيء].
هذا مرسل، لم يسمعه عبد الرحمن [بن جبير] من عمرو [بن العاص].
والذي روي عن عمرو [بن العاص] في هذه القصة متصل، ليس فيه ذكر التيمم:
825- [أخبرنا بصحة ما قلت الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قراءة عليه، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث ورجل آخر عن يزيد بن أبي حبيب بن أبي أنس]، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي قيس مولى عمرو ابن العاص، [أن عمرو بن العاص] كان على سريةٍ وأنه أصابهم بردٌ شديدٌ لم ير مثله، فخرج لصلاة الصبح، فقال: والله لقد احتلمت البارحة، ولكني والله ما رأيت برداً مثل هذا، هل مر على وجوهكم مثله؟ قالوا: لا، فغسل مغابنه، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم صلى بهم، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،(2/480)
سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف وجدتم عمراً وصحابته؟ فأثنوا عليه خيراً، وقالوا: يا رسول الله! صلى بنا وهو جنبٌ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرو فسأله فأخبره بذلك، وبالذي لقي من البرد، فقال: يا رسول الله! إن الله تعالى قال: {ولا تقتلوا أنفسكم} ولو اغتسلت مت، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرو.
826- وروى أبو الوليد خالد بن يزيد المكي عن إسحاق بن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الحسن بن زيد، عن أبيه عن علي.
827- [وعن إسحاق، عن عبد الرحمن [بن أبي الموال] عن الحسن ابن زيد، عن أبيه، عن علي] رضي الله عنه حدثنا في المسح على الجبائر والتيمم لشدة البرد.
وهذا لا يثبت، خالد بن يزيد المكي ضعيف، لا يحتج به. [والله أعلم].(2/481)
مسألة (32): والمريض الذي لا يخاف التلف باستعمال الماء لا يتيمم.
وقال أبو حنيفة: يتيمم إذا كان يتأذى بالماء [وإن لم يخف التلف.
ودليلنا: إجماعنا على وجوب الطهارة بالماء]، وقد وردت الإباحة في التيمم للمريض بقوله: {وإن كنتم مرضى} ولا يمكن إجراؤه على ظاهره؛ إذ لا يجوز للذي به صداع أو غيره أن يتيمم بالاتفاق، فوجب قصره على ما ورد فيه، وهو المريض الذي يخاف التلف باستعمال الماء.
828- أخبرنا بذلك [أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر ابن إسحاق، أنبأ عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ عن عطاء بن السائب]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رفعه في قوله عز(2/483)
وجل: {وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ}، قال:
((إذا كان بالرجل الجراحة في سبيل الله أو القروح، أو الجدري فيجنب فيخاف إن اغتسل أن يموت فليتمم)).
829- [أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد ابن عدي، ثنا محمد بن أحمد بن الحسين الأهوازي، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا محمد بن عيسى الطباع، ثنا جريرٌ عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم : {وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ}، قال:
((إذا كانت بالرجل جراحةٌ يخاف إن اغتسل أن يموت؛ فليتمم)).(2/484)
830- وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبدان، أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي، ثنا ابن أبي مريم، ثنا الفريابي (ح):
831- قال: وحدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم (ح).
832- قال: وحدثنا الدبري عن عبد الرزاق كلهم عن الثوري عن عاصم الأحول عن قتادة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: ((رخصة المريض في الوضوء التيمم بالصعيد)).
قال: وقال ابن عباس: ((أرأيت إن كان مجدراً كأنه ضمغة، كيف(2/485)
يصنع به)).
833- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، ثنا سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده رافع بن خديج، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الحمى من فور جهنم فأبردوها بالماء)).
[أخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن مسدد.(2/486)
وأخرجه مسلم عن هناد كلاهما عن أبي الأحوص].
فأمر المحموم باستعمال الماء، وقد يتأذى إذا كان معها علة أخرى، [والله أعلم].(2/487)
مسألة (33): إذا كان بعض أعضائه جريحاً، غسل ما قدر عليه، ويتيمم للباقي.
وقال أبو حنيفة: إذا كان الأكثر جريحاً سقط عنه فرض الغسل؛ فتيمم.
ودليلنا: من طريق الخبر ما:
834- [أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن محمد الروذباري، أنبأ أبو(2/489)
بكر بن داسة، حدثنا] أبو داود،حدثنا موسى بن عبد الرحمن الأنطاكي، حدثنا محمد بن سلمة، عن الزبير بن خريق، عن عطاء، عن جابر قال: خرجنا في سفر فأصاب رجلاً منا حجرٌ، فشجه في رأسه، ثم احتلم، فقال لأصحابه: هل تجدوا لي رخصةً في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصةً وأنت تقدر على الماء، فاغتسل، فمات فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك فقال: ((قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذا لم يعلموا، فإنما شفاء العي السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر، أو ويعصب -شك موسى- على جرحه خرقةً، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده)).(2/490)
835- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث وأبو عبد الرحمن السلمي، أنبأنا علي ابن عمر الحافظ، ثنا أبو بكر بن أبي داود لفظاً، ثنا موسى بن عبد الرحمن الحلبي، فذكره بنحوه].(2/491)
قال أبو بكر [بن أبي داود]: ((هذه سنة تفرد بها أهل مكة، وحملها أهل الجزيرة، لم يروه عن عطاء عن جابر غير الزبير بن خريق، وليس بالقوي.
وخالفه الأوزاعي، فرواه عن عطاء عن ابن عباس، واختلف على الأوزاعي: فقيل عنه عن عطاء، وقيل عنه بلغني عن عطاء، وأرسل الأوزاعي آخره عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو الصواب)).
قال علي: وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة فقالا: رواه ابن أبي العشرين، عن الأوزاعي عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء، عن ابن(2/492)
عباس، وأسند الحديث.
[أما رواية الأوزاعي عن عطاء:
836- فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان التنوخي، حدثنا بشر بن بكر، حدثني الأوزاعي، حدثني عطاء بن أبي رباح، أنه سمع عبد الله بن عباس يخبر أن رجلاً أصابه جرح على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أصابه احتلام؛ فاغتسل، فمات، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: ((قتلوه قتلهم الله، ألم يكن شفاء العي السؤال؟!)).
كذا قال بشر بن بكر، وهذا غلط، إنما رواه الأوزاعي عن عطاء بلاغاً من غير سماع له من عطاء.
837- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ العباس بن الوليد بن يزيد، حدثني أبي قال سمعت الأوزاعي قال: بلغني عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عبد الله بن عباس يخبر أن رجلاً أصابه جرح في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أصابه احتلام، فأمر بالاغتسال، فاغتسل؛ فكز فمات،(2/493)
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: ((قتلوه، قتلهم الله، ألم يكن شفاء العي السؤال؟!)).
قال عطاء: فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك، فقال: ((لو غسل جسده، وترك رأسه، حيث أصابه الجرح [أجزأه])).
وكذلك رواه [أبو] المغيرة ومحمد بن شعيب عن الأوزاعي.(2/494)
ورواه الهقل بن زياد عن الأوزاعي قال: قال عطاء .. .. وذكره.
ورواه عبد الرزاق؛ كما:
838- أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ علي بن عمر الحافظ، أنبأ الفارسي -يعني: محمد بن إسماعيل- ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، ثنا الأوزاعي عن رجل عن عطاء، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه].(2/495)
قال الإمام أحمد رحمه الله: وفي الكتاب دلالة على وجوب التيمم على المريض، ووجوب الغسل على الصحيح، فوجب عليه الغسل لما قدر عليه، ووجب عليه التيمم لما عجز عنه، [والله أعلم].(2/496)
مسألة (34): وفي المسح على الجبائر قولان:
أحدهما: يجوز، وهو مذهب أبي حنيفة.(2/497)
839- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر بن الحارث الفقيه، قالا: أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، ثنا إسحاق ابن إبراهيم، أنبأ عبد الرزاق عن إسرائيل بن يونس]، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه قال:
((انكسر إحدى زندي، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمرني أن أمسح على الجبائر)).(2/498)
قال علي [بن عمر]: ((عمرو بن خالد أبو خالد الواسطي متروك)).
840- [وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو الوليد الفقيه، أنبأ جعفر بن أحمد بن نصر، ثنا أبو عمارة سعيد بن سالم عن إسرائيل.. فذكره بنحوه، إلا أنه قال: ((إن علياً رضي الله عنه انكسر إحدى زنديه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يمسح على الجبائر)).(2/499)
هذا الحديث يعرف بعمرو بن خالد الواسطي، وهو متهمٌ بوضع الحديث.
841- أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأه أبو أحمد بن عدي الحافظ، ثنا أبو عروبة، حدثني أبو بكر أحمد بن الحسين بن رزبة، ثنا الحسن بن علي الواسطي قال: سمعت وكيعاً يقول]: ((كان عمرو بن خالد في جوارنا يضع الحديث، فلما فطن له تحول إلى واسط)).
وكذبه أحمد بن حنبل، وابن معين، وغيرهما.
[وهذا الحديث يعرف به]، وقد سرقه عمر بن موسى الوجيهي [عن عمرو بن خالد] فرواه عن زيد بن علي:(2/500)
842- [أخبرنا أبو حازم الحافظ، أنبأ أبو أحمد الحافظ -يعني: ابن إسحاق النيسابوري- ثنا أبو محمد عبد الله بن زيد، أن ابن يزيد البجلي بالكوفة، ثنا عبد الملك بن الوليد، حدثنا يحيى بن كهمس عن عمر بن موسى عن زيد بن علي] عن أبيه عن جده، قال قال علي رضي الله عنه: أصابني جرح في يدي، فعصبت عليه الجبائر، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت: أمسح عليها، أو أنزعها؟. فقال: ((بل امسح عليها)).
وعمر بن موسى: متروك.(2/501)
[وقد] روي بإسناد آخر ضعيف:
843- أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي المذكر، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان بالبصرة، حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، -وبلى حيٌ من اليمن، نزل الفسطاط- حدثني إبراهيم بن عبيد الله -أو ابن عبد الله- ابن العلاء، عن أبيه عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه قال: أصيبت إحدى زندي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فجبر، فقلت: يا رسول الله كيف أصنع بالوضوء؟ قال: امسح على الجبائر، قلت: فالجنابة، قال: كذلك فافعل.(2/502)
عبد الله بن محمد البلوي مجهول، رأينا في أحاديثه المناكير.
844- [وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، ثنا علي بن عمر الحافظ، ثنا دعلج بن أحمد، ثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ بمكة، ثنا أبو الوليد -وهو خالد بن يزيد المكي- ثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثنا الحسن بن زيد عن أبيه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجبائر تكون على الكسير، كيف يتوضأ صاحبها؟ وكيف يغتسل إذا أجنب؟ قال: يمسحا بالماء عليها في الجنابة والوضوء. قلت: فإن كان في بردٍ يخاف على نفسه إذا اغتسل؟ قال: يمر على جسده، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً} يتيمم إذا خاف.(2/503)
845- قال: وحدثنا أبو الوليد، ثنا إسحاق بن عبد الله، ثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن الحسن بن زيد عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله: أبو الوليد خالد بن يزيد المكي ضعيف.
قال الإمام أحمد رحمه الله]: وأصح ما روي في هذا الباب ما تقدم عن عطاء بن أبي رباح، وإسناده مختلف فيه، والله أعلم.
وصحيح عن ابن عمر [رضي الله عنه] أنه كان يمسح على العصابة.(2/504)
ورواه العرزمي عن عطاء عن جابر نحو الرواية الأولى.
846- [أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ، أنا الساجي، ثنا أحمد بن محمد العطار، ثنا أبو عمر الحوضي، ثنا مرجى بن رجاء عن العرزمي عن عطاء عن جابر قال: أصبح رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابته جنابة في يوم بارد، فاغتسل، فمات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
((كان يكفيه أن يمسح جرحه ويتيمم))].(2/505)
مرجى بن رجاء ليس بالقوي، والعرزمي ضعيف.
ورواه الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح عن عطاء عن ابن عباس [كما:
847- أخبرناه أبوحازم الحافظ، حدثنا أبو أحمد الحافظ -يعني: محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق-ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا محمد بن يحيى، ثنا عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي قال: أخبرني إياه الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح أن عطاءً حدثه عن ابن عباس] أن رجلاً أجنب في شتاء فسأل، فأمر بالغسل، فاغتسل فمات، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((مالهم قتلوه قتلهم الله، ثلاثاً، قد جعل الله التيمم والصعيد طهوراً)).
شك ابن عباس ثم أثبته بعد.
وبهذا اللفظ روي عن أبي سعيدٍ من وجهٍ ضعيفٍ عنه:
848- [أخبرناه أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا محمد ابن الحسن بن موسى الكوفي بمصر قال: ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن حماد، حدثنا عبد الرحمن بن حماد عن عمرو بن شمر عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:(2/506)
أجنب رجلٌ مريضٌ في يومٍ باردٍ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال:
((مالهم قتلوه، قتلهم الله، إنما كان يجزي من ذلك التيمم)).]
فإن صحت روايات هذا الحديث، فقد أمر في بعضها بالتيمم، وفي بعضها بغسل الصحيح [منه]، وفي بعضها بالمسح على الجرح أو العصابة والتيمم معاً، فكأنه أمر بهما جميعاً، فحفظ بعض الرواة كلاهما، وحفظ بعضهم أحدها، والكتاب يدل على التيمم للمرض وهو الجرح، وعموم قوله: {وإن(2/507)
كنتم جنباً فاطهروا} يدل على وجوب غسل ما قدر على غسله، والله أعلم.(2/508)
مسألة (35): ولا يتيمم صحيح في المصر في حال وجود الماء لصلاة جنازة ولا غيره، وإن خاف فوتها.
وقال أبو حنيفة رحمه الله: يتيمم لها إذا خاف فوتها.
دليلنا من طريق الخبر: حديث حذيفة، وقد سبق ذكره في مسألة التيمم(2/509)
بالزرنيخ.
849- [وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أنبأ أبو المثنى، ثنا مسدد ثنا خالد، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال]:
((الصعيد الطيب وضوء المسلم [ولو إلى عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمسسه جلدك، فإن ذلك خيرٌ))].
وربما استدلوا بما:
850- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه، أنبأ أحمد بن إبراهيم بن ملحان، نا يحيى بن بكير، ثنا الليث عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، قال: سمعت عمير مولى بن عباس، يقول: أقبلت أنا وعبد الله بن يسار -مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم -ودخلنا على أبي جهم بن الحارث بن الصمة الأنصاري، فقال أبو جهم]: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل، فلقيه رجلٌ فسلم عليه، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أقبل على الجدار، فمسح بوجهه ويديه، ثم رد عليه السلام.(2/510)
[أخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن يحيى بن بكير.
وأخرجه مسلم فقال: وقال الليث بن سعد].
وهذا إنما ورد فيما ليس من شرطه الطهارة، وكلامنا وقع فيما الطهارة من شرطه.
851- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا] محمد بن عمرو بن أبي مذعور، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا إسماعيل بن مسلمٍ، عن عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر ((أنه أتى بجنازةٍ وهو على غير وضوءٍ، فتيمم، ثم صلى عليها)).(2/511)
ويحتمل أن يكون هذا عند عدم الماء في السفر.
[قال الإمام أحمد:]، وقد وجدت [لحديث ابن أبي مذعور عن عبد الله ابن نمير] علةً، واستدللت بها على خطأ روايته.
852- [أخبرنا الإمام أبو عثمان، أنبأنا أبو محمد محمد بن أحمد الأرزي الهروي بها، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الهند، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الله] بن نمير،حدثنا إسماعيل عن رجلٍ عن عامرٍ: ((إذا فجئتك الجنازة، وأنت على غير وضوءٍ؛ فصل عليها)).(2/512)
قال أبو عبد الرحمن: يقولون إن هذا يرويه مطيعٌ الغزال عن الشعبي.
[قال أحمد رحمه الله]: فعاد الحديث إلى قول عامر الشعبي، وليس له أصل من حديث [عبد الله] بن عمر، والله أعلم.
ويقال إسماعيل هذا هو ابن أبي خالد.
853- [أخبرنا أبو أحمد المهرجاني، أنبأ أبو بكر بن جعفر، ثنا أبو عبد الله البوشنجي، ثنا] ابن بكير، ثنا مالك عن نافع أن ابن عمر كان يقول: ((لا يصلى على الجنازة، إلا وهو طاهرٌ)).(2/513)
كذا في هذه الرواية.
854- ورواه الشافعي [رحمه الله] في القديم عن مالك عن نافع أن ابن عمر كان لا يصلي على الجنازة إلا وهو متوضئ.
وروي [عن ابن عباس:
855- أخبرناه أبو الحسين بن أبي المعروف الإسفرائيني، حدثنا بشر بن أحمد الإسفرائيني، حدثنا داود بن الحسين البيهقي، حدثنا محمد بن رافع، حدثنا هشام بن بهرام، أنبأ المعافى بن عمران عن] المغيرة بن زياد عن عطاء عن ابن عباس أنه كان إذا فجئته الجنازة وهو على غير وضوء، تيمم.(2/514)
وهذا [الحديث] أحد ما ينكر على المغيرة، فإنه إنما يروى عن عطاء نفسه غير مرفوع إلى ابن عباس.
856- [أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأنا أبو أحمد] ابن عدي، حدثني ابن حماد، حدثني عبد الله بن أحمد، قال: ((سمعت أبي وسألته عن المغيرة بن زياد فقال: ضعيف الحديث يحدث بأحاديث مناكير، قال أبي: حدث عن عطاء عن ابن عباس في الجنازة تمر وهو غير متوضأٍ، قال: يتيمم.
قال أبي: ورواه عبد الملك بن جريج عن عطاء موقوفاً.(2/515)
857- [وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، حدثني] المفضل بن غسان الغلابي عن يحيى بن معين أنه أنكر على المغيرة حديث التيمم على الجنازة، إنما هو من عطاء فبلغ به ابن عباس.
[قال الإمام أحمد رحمه الله: وقد روي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس بشيءٍ:(2/516)
858- أخبرناه أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي، حدثنا محمد ابن عبد الله بن فضيل، حدثنا يمان بن سعيد، حدثنا وكيع بن الجراح، حدثنا معافى بن عمران عن مغيرة بن زياد عن عطاء عن ابن عباس عن] النبي صلى الله عليه وسلم [قال]: ((إذا فجئتك الجنازة وأنت على غير وضوء فتيمم)).(2/517)
قال [أبو أحمد] [بن عدي]: ((وهذا مرفوعٌ غير محفوظٍ)) [والله أعلم].(2/518)
مسألة (36): وتعجيل الصلاة في أول الوقت بالتيمم أفضل -في أحد القولين- من تأخيرها إلى آخر الوقت، رجاء وجود الماء.
وقال أبو حنيفة: فيما يستحب فيه التعجيل من الصلوات، كالظهر، أن تأخيرها عند رجاء وجود الماء أفضل.
ودليلنا من طريق الخبر [ما رويناه] في كتاب الصلاة في فضل التعجيل بالصلاة.
859- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في كتاب ((المستدرك))، حدثنا أبو(2/519)
العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن سنان القزاز، حدثنا] عمرو بن محمد [بن] أبي رزين، حدثنا هشام بن حسان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:
((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيمم بموضع يقال له مربد النعم، وهو يرى بيوت المدينة)).(2/520)
قال الحاكم أبو عبد الله [رحمه الله]: ((هذا حديث تفرد به عمرو بن محمد وهو صدوق، وقد أوقفه يحيى بن سعيد الأنصاري وغيره عن نافعٍ عن ابن عمر)).
860- [أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي رحمه الله]، أنبأ ابن عيينة عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر أنه أقبل من الجرف حتى إذا كان بالمربد تيمم، فمسح وجهه ويديه وصلى العصر، ثم دخل المدينة(2/521)
والشمس مرتفعةٌ، فلم يعد الصلاة.(2/522)
قال الشافعي: والجرف قريبٌ من المدينة.
هذا عن ابن عمر ثابتٌ.
861- [وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق، أنا بشر ابن موسى، حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأ ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن الأعرج عن حنش] عن ابن عباس:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج فيهريق الماء فيمسح بالتراب، فأقول: يا رسول الله! إن الماء منك قريب، فيقول: ((ما أدري لعلي لا أبلغه)).(2/523)
وربما استدلوا بما:
862- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر، حدثنا الحسين بن إسماعيل، حدثنا محمد بن شاذان، حدثنا معلى، أنبأ شريك عن أبي إسحاق عن] الحارث [الأعور]، عن علي [رضي الله عنه] قال:
((إذا أجنب الرجل في السفر تلوم ما بينه وبين آخر الوقت، فإن لم يجد الماء تيمم وصلى)).(2/524)
والحارث الأعور ضعيفٌ لا يحتج بحديثه، [والله أعلم].(2/525)
مسألة (37): وفي الماء المستعمل قولان:
أحدهما: لا تجوز الطهارة به.
وهو مذهب أبي حنيفة.
والثاني: يجوز لكونه طاهراً.(3/5)
وهذا [القول] لا يثبت عن الشافعي [رحمه الله]، وهو اختيار أبي بكر بن المنذر، وجماعة من أهل الحديث.
والدليل على طهارته:
863- [ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق؛ قالا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أنبأنا جعفر بن عونٍ، أنبأنا أبو العميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه]؛ قال:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطح، فجاءه بلال، فآذنه بالصلاة. قال: فدعا بوضوء، فتوضأ، [فجعل الناس يأتون وضوء رسول الله(3/6)
صلى الله عليه وسلم فيتمسحون به)).(3/7)
رواه البخاري ومسلم في ((الصحيح)).
864- وروياه أيضاً في ((الصحيح)) عن جابر:
((دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ، فصب علي من وضوئه، فأفقت، فقلت: يا رسول الله! إني إنما يرثني الكلالة فكيف بالميراث؟ فنزلت آية الفرض)).(3/9)
865- وروى معاذ قال:
((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه)).
وفي حديث جابر ومعاذ دلالة على طهارة الماء المستعمل، خلافاً لقول من زعم أنه نجس، ويحكى ذلك عن أبي يوسف.(3/10)
866- وروى إبراهيم بن مكتوم، عن عبد الله بن داود، عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ:
((أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ببلل لحيته)).
وخالفه:
867- محمد بن يحيى الأزدي، عن أبي داود، فقال فيه:
((كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتينا فيتوضأ، فمسح رأسه بما فضل في يديه من الماء)).
868- وروي عن زيد بن أخزم، عن أبي داود، [فقال فيه]:
((أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح رأسه ببلل يديه)).
869- [وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان، أنبأ ابن القاسم(3/11)
المغيراني، أنبأ معاذ وأبو مسلم؛ قالا: ثنا] مسدد، [ثنا عبد الله بن داود، عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ]:
((أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه بفضل ماء كان في يده، [فبدأ بمؤخر رأسه، ثم جره إلى مقدمه، ثم جره إلى مؤخره])).
870- ورواه شريك بن عبد الله القاضي، عن ابن عقيل، قال:
((فأخذ ماء جديداً فمسح رأسه مقدمه ومؤخره)).(3/12)
وروي من حديث ابن عباس:
871- [أخبرنا أبو الفضل بن أبي سعيد الهروي قدم علينا خسروجرد، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، أخبرني أبو حفيص الحلبي عمر بن الحسن بن بسر قاضي حلب ببغداد، حدثنا عامر بن سيار، ثنا] أبو معاذ سليمان بن أرقم الأنصاري، عن الزهري، عن عبيد الله [بن عبد الله]، عن ابن عباس؛ قال:
((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة، ومسح رأسه ببلل يديه)).
وسليمان بن أرقم متروك.
والصحيح:
872- عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم :(3/13)
((أنه أخذ شيئاً من ماء فمسح به رأسه)).
وروي من حديث أبي الدرداء [رضي الله عنه.
873- أخبرناه أبو عبد الله الحافظ محمد، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا سعيد بن عثمان التنوخي، حدثنا عبيد بن هشام الحلبي القاضي، ثنا] مبشر بن إسماعيل، عن تمام بن نجيح، عن الحسن، عن أبي الدرداء:
((أن النبي صلى الله عليه وسلم [توضأ ومسح رأسه من فضل يده)).
874- ورواه إسماعيل بن عياش، عن تمام، عن الحسن، عن أبي الدرداء؛ قال:
((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ] توضأ فخلل لحيته من فضل ماء وجهه،(3/14)
ومسح رأسه من فضل ذراعيه، ولم يستأنف لهما ماء)).
واللفظ الأول أولى أن يكون محفوظاً، مع أن تمام بن نجيح الأسدي غير محتج به.
875- [أخبرنا أبو سعيد الصوفي، أنبأ أبو أحمد بن عدي؛ قال: سمعت ابن حماد يقول]: قال البخاري: ((تمام بن نجيح فيه نظر)).
قال [أبو أحمد] بن عدي: ((عامة ما يرويه تمام بن نجيح [الأسدي] لا يتابعه الثقات عليه)).
876- [وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أخبرني أبو الحسين أحمد بن عمر بن جعفر المقبري، حدثنا محمد بن علي(3/15)
الوراق، حدثنا مسدد بن مسرهد، حدثنا أبو الأحوص، حدثنا] محمد بن عبيد الله العرزمي، عن الحسن بن سعد، عن أبيه، عن علي [رضي الله عنه]؛ قال:
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله! إني اغتسلت من جنابةٍ، فصليت الفجر، فلما أصبحت رأيت في ذراعي قدر موضع الظفر لم يصبه الماء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لو مسحت عليه بيدك أجزأك)).
[محمد بن عبيد الله] العرزمي متروك.
وقد روي [عن] ابن عباس وابن مسعود وأنس [بن مالك] وعائشة رضي الله عنهم مسنداً.(3/16)
أما حديث ابن عباس:
877- [فأخبرناه أبو بكر الحارثي، أخبرنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، ثنا علي بن عاصم، عن] أبي علي الرحبي، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ [قال:
((اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم من جنابة، فلما خرج رأى لمعة على منكبه الأيسر لم يصبها الماء، فأخذ من شعره، فبلها ومضى)).
878- وأخبرنا أبو حازم، أنبأ أبو أحمد الحافظ، أنبأ أبو القاسم البغوي، حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ مسلم ابن سعيد، ثنا أبو علي الرحبي، عن عكرمة، عن ابن عباس]:
((أن النبي صلى الله عليه وسلم اغتسل ولمعة بين منكبيه لم يصبهما الماء، فقال [رسول الله صلى الله عليه وسلم ] بشعره، فعصره، فمسح به [تلك اللمعة)).(3/17)
أبو علي الرحبي هو حسين بن قيس، ويقال: حنش، ترك [أحمد] بن حنبل حديثه.
وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
879- فأخبرناه أبو حازم، أنبأ أبو أحمد الحافظ، أنبأ أبو العباس إبراهيم بن محمد الفرائضي، ثنا علي بن إسحاق بن إبراهيم العصفري، ثنا] يحيى بن عنبسة، ثنا أبو حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله:
((أن النبي صلى الله عليه وسلم اغتسل من الجنابة، فبقيت لمعة في جسده،(3/18)
فقيل له: يا رسول الله! هذه لمعة في جسدك لم يصبها الماء. قال: فأومأ إلى بلل شعره فبله به فأجزأه ذلك)).
يحيى بن عنبسة هذا كان يتهم بوضع الحديث.
وإنما يروى:
880- عن إبراهيم من قوله في الوضوء:
((إن كان في اللحية بلل مسح برأسه)).
وأما حديث عائشة رضي الله عنها:(3/19)
881- [فأخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن القاسم بن زكريا، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا ابن أبي غنية]، عن عطاء بن عجلان، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة [رضي الله عنها]؛ قالت:
((اغتسل رسول الله صلى الله عليه وسلم من جنابة، فرأى لمعة بجلده لم يصبها الماء، فعصر خصلةً من شعر رأسه، فأمسها ذلك الماء)).
قال [علي]: ((عطاء بن عجلان متروك الحديث)).
وأما حديث أنس [بن مالك رضي الله عنه:(3/20)
882- فأخبرناه أحمد بن محمد الحارث الفقيه، أنبأ علي بن عمر، ثنا سعيد بن محمد بن أحمد الخياط، ثنا إسحاق بن أبي [إسرائيل، نا] المتوكل بن فضيل أبو أيوب الحداد بصري، عن أبي ظلال، عن أنس بن مالك؛ قال:
((صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح وقد اغتسل من جنابة، فكان نكتة مثل الدرهم لم يصبها الماء، فسلت شعرةً من الماء ومسحه [به] ولم يعد الصلاة)).(3/21)
قال علي: (([الـ] متوكل بن فضيل ضعيف)).
وروي [من وجه آخر مرسلاً:
883- أخبرنا أبو بكر الحارثي، أنبأ علي بن عمر، ثنا ابن مبشر، نا أحمد بن سنان، ثنا يزيد بن هارون، ثنا] عبد السلام بن صالح، ثنا إسحاق بن سويد، عن العلاء بن زياد، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [مرضي]:
((أن رسول الله] صلى الله عليه وسلم خرج عليهم ذات يوم وقد اغتسل وقد بقيت لمعة من جسده لم يصبها الماء، فقلنا: يا رسول الله! هذه لمعة لم يصبها الماء، وكان له شعر وارد، فقال بشعره هكذا على المكان فبله)).(3/22)
قال [علي]: ((عبد السلام بن صالح هذا بصري ليس بالقوي، وغيره من الثقات يرويه عن إسحاق عن العلاء مرسلاً)).
884- أخبرناه أبو بكر، أنبأ علي بن عمر، ثنا يعقوب بن إبراهيم وأحمد بن عبد الله الوكيل، قالا: ثنا الحسن بن عرفة، ثنا] هشيم، عن إسحاق بن سويد [العدوي]، [نا العلاء بن زياد العدوي]:
((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتسل من الجنابة، فرأى على عاتقه لمعة بهذا، وقال: فقال بشعره وهو رطب)).
قال علي: ((هذا مرسل، وهو الصواب)).(3/23)
والله أعلم.(3/24)
مسألة (38): ويغسل الإناء من ولوغ الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب، ولا يطهر بدون ذلك.
قال أبو حنيفة: يغسل ثلاثاً فيطهر به.(3/25)
[دليلنا]:
885- [ما أخبرناه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي رحمه الله، أنبأ مالك. (ح).
886- وأخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني أبو النصر محمد بن يوسف، ثنا محمد بن نصر الإمام، ثنا يحيى بن يحيى؛ قال: قرأت على مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج]، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا شرب الكلب في إناء أحدكم؛ فليغسله سبع مرات)).(3/26)
[أخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن عبد الله بن يوسف، وأخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك.
887- حدثنا الشريف أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود رحمه الله إملاء، أنبأ عبد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكي، ثنا أحمد ابن يوسف السلمي، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن همام بن منبه؛ قال: هذا ما حدثني أبو هريرة]؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((طهور إناء أحدكم إذا ولغ الكلب فيه أن يغسل سبع مرات)).
[أخرجه مسلم في ((الصحيح))، عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق.(3/29)
[وقال:
888- وحدثني علي بن حجر السعدي]، حدثنا علي بن مسهر، أنبأ الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]:
((إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم؛ فليرقه ثم ليغسله سبع مرار)).(3/30)
[أخرجه مسلم في ((الصحيح)) عن علي بن حجر.
889- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه، ثنا عبد الملك بن محمد، ثنا سعيد بن عامر، ثنا هشام بن حسان. (ح).
890- وأخبرنا أحمد بن جعفر -واللفظ له-، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا إسماعيل، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة]؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((طهور إناء أحدكم إذا ولغ الكلب فيه أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب)).(3/32)
[أخرجه مسلم في ((الصحيح))، عن زهري بن حرب، عن إسماعيل بن علية.
وكذلك رواه]: أيوب، وحبيب بن الشهيد؛ عن [محمد](3/34)
[ابن سيرين، عن أبي هريرة].
قال أيوب: ((أولاهن أو آخرهن بالتراب)).
891- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا إبراهيم بن مرزوق، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة. (ح).
892- وأخبرنا أبو علي الروذباري -واللفظ له-، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، عن(3/41)
شعبة، ثنا أبو التياح، عن مطرف]، عن عبد الله بن مغفل:
((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب، ثم قال: ما لهم ولها؟ فرخص في كلب الصيد وفي كلب الغنم، وقال: إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات والثامنة [عفروه] بالتراب)).(3/42)
[وفي حديث وهب بن جرير: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب، ثم قال: ما بالي وللكلاب؟ ورخص في كلب الرعاء وكلب الصيد)).
والثاني سواء.
أخرجه مسلم في ((الصحيح))، عن محمد بن حاتم، عن يحيى ابن سعيد].
وروي [في ذلك] عن علي وابن عمر وابن عباس [رضي الله عنهم] مسنداً.
[أما حديث علي رضي الله عنه:
893- فأخبرناه أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن زيد الحنائي، ثنا محمود بن محمد المروزي، ثنا الخضر بن أصرم، ثنا الجارود، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم؛ فليغسله سبع مرات، إحداهن بالبطحاء)).(3/45)
وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه:
894- فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أنبأ عبد الله بن جعفر الفارسي، ثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم؛ فليغسله سبع مرات)).(3/48)
وروي عن عبيد الله بن عمر، عن نافع،
895- أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو عبد الله محمد بن خيران بن الحسن بن علي الزاهد بهمذان، ثنا أبو عبد الله أحمد بن(3/49)
محمد بن ساكن الزنجاني، ثنا نصر بن علي، ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم؛ فليغسله سبع مرات، أولاهن أو آخرهن بالتراب)).
قال أبو عبد الله الحافظ: ((تفرد به ابن ساكن، عن نصر بن(3/50)
علي)).
وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه:
896- فأخبرناه أبو سعيد الصوفي، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ، ثنا عبد الله بن إسحاق المدائني، ثنا سعيد بن يحيى الأموي، ثنا [أبو] القاسم بن أبي الزناد، حدثني إبراهيم بن إسماعيل، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال:
((أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغسل الإناء سبع مرات إذا ولغ الكلب فيه)).(3/51)
وإسناد حديث علي رضي الله عنه أضعف هذه الأسانيد.
وإسناد حديث ابن عباس وحديث عبد الله العمري أمثل].
وفيما مضى [من حديث أبي هريرة وعبد الله بن مغفل] كفاية.
وربما استدلوا بما:
897- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه؛ قالا: أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا جعفر بن محمد بن نصير، ثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا] عبد الوهاب [بن الضحاك]، ثنا إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، [عن النبي صلى الله عليه وسلم ]:
((في الكلب يلغ في الإناء أنه يغسله ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً)).(3/52)
قال [علي]: ((تفرد به عبد الوهاب عن إسماعيل، وهو متروك الحديث، وغيره يرويه عن إسماعيل بهذا الإسناد: ((فاغسلوه سبع مرات))، وهو الصواب)).(3/53)
898- [قال علي: ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أبي، ثنا إسماعيل بن عياش؛ [قال:
899-وحدثنا به أبي، أخبرنا أحمد بن خالد بن عمرو الحمصي، نا أبي، نا إسماعيل بن عياش] بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((فاغسلوه سبع مرات))].(3/55)
و[قال]: ((هذا هو الصحيح)).
وذكر أبو حاتم [في كتاب ((المجروحين))] عبد الوهاب بن(3/59)
الضحاك أخبرنا الحارث، وذكر أنه كان يسرق الحديث ويرويه ويجيب فيما يسأل ويحدث بما يقرأ عليه، لا يحل الاحتجاج به ولا الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار.
900- روي عن إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن كثير بن مرة [الحضرمي]، عن عبد الله بن عمرو؛ [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]:
((إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة يوم القيامة تجاهين، والعباس بيننا مؤمن بين خليلين)).(3/60)
قال [الإمام أحمد رحمه الله]: ((وفي هذا غنية لمن شم رائحة الحديث في معرفة سوء حاله)).
وقد [رواه غير المعمري عن عبد الوهاب] على الصحة.
901- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا القاضي أبو الحسين أحمد بن عبد الله، ثنا الحسن بن سفيان، أخبرنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(3/61)
((إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم؛ فليغسله سبع مرات)).
902- أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن نوح الجنديسابوري، ثنا هارون ابن إسحاق، ثنا ابن فضيل، عن عبد الملك، [عن عطاء]، عن أبي هريرة:
((أنه كان إذا ولغ الكلب في الإناء؛ أهراقه وغسله ثلاث مرات)).
903- وأخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا علي بن حرب، ثنا أسباط بن محمد. (ح).
904- وحدثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا سعدان بن نصر، ثنا(3/62)
إسحاق الأزرق؛ قالا: ثنا] عبد الملك [يعني:] ابن أبي سليمان، عن عطاء، عن أبي هريرة؛ قال: ((إذا ولغ الكلب في الإناء؛ فأهرقه ثم اغسله ثلاث مرات)).(3/63)
قال علي [بن عمر الدارقطني]: ((هذا موقوف، ولم يروه هكذا غير عبد الملك عن عطاء)).(3/65)
[قال الإمام أحمد رحمه الله]: والصحيح [عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
905- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث؛ قالا: ثنا علي بن عمر، ثنا المحاملي، نا حجاج بن الشاعر، ثنا عارم،(3/67)
ثنا] حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة؛ قال: ((الكلب يلغ في الإناء. قال: يهراق ويغسل [سبع مرات])).
906- [وأخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد (وذكره) موقوفاً].
[والله أعلم].(3/68)
مسألة (39): وأسآر السباع كلها طاهرة، سوى الكلب والخنزير وما تفرع منهما.
وقال أبو حنيفة: كلها نجسة إلا ما وقع به البلوى كالهرة والفأرة(3/77)
وسباع الطير.
وكره أبو حنيفة سؤر الهرة إلا أنه إن توضأ [به] جاز.
[ودليلنا] من [طريق] الخبر ما:
907- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي. (ح).
908- وأخبرنا محمد؛ قال: وحدثنا أبو علي الحسن بن علي الحافظ، أنبأ محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن يحيى القطعي. (ح).
909- قال أبو علي: وأنبأ علي بن العباس بن الوليد البجلي،(3/78)
ثنا أحمد بن المقدم؛ قالوا: ثنا محمد بن بكر، ثنا] شعبة، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال:
أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ، فقالت امرأة من نسائه: يا رسول الله! [إني] قد توضأت من هذا، فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((الماء لا ينجسه شيء)).(3/79)
قال الحاكم أبو عبد الله [رحمه الله]: ((قد احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأحاديث سماك بن حرب، وهذا حديث صحيح في الطهارة، ولا يحفظ له علة)).
قال [الإمام أحمد]: ((وهكذا رواه سفيان الثوري عن سماك، وروي مرسلاً، ومن أسنده أحفظ)).(3/83)
910- [أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبو زكريا ابن أبي إسحاق المزكي؛ قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع ابن سليمان، أنبأ الشافعي رحمه الله، أنبأ مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة، عن كبشة بنت كعب بن مالك -وكانت(3/84)
تحت ابن أبي قتادة أو أبي قتادة، الشك من الربيع-:
أن أبا قتادة دخل، فسكبت له وضوءاً، فجاءت هرة لتشرب منه، فقالت: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟!] إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم أو الطوافات)).(3/85)
[وقال غيره عن مالك: وكانت تحت ابن أبي قتادة، ولم يشك.
وهو في ((الموطأ)).
911- وأخبرنا أبو بكر وأبو زكريا؛ قالا: ثنا أبو العباس، ثنا(3/93)
الربيع، أنبأ الشافعي، أنبأ الثقة، عن يحيى بن [أبي] كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم .. .. مثله أو مثل معناه.(3/94)
912- وروي عن همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير كذلك].(3/96)
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم العلة في كون سؤر الهرة طاهراً أنها ليست بنجس دون ما زعموا من وقوع البلوى، فكذلك كل طاهر في حياته فسؤره طاهر.
وروي [في معناه عن] عائشة رضي الله عنها:
913- أخبرناه أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا عبد العزيز، عن داود بن صالح بن دينار التمار، عن أمه:
أن مولاتها أرسلتها بهريسة إلى عائشة رضي الله عنها، فوجدتها تصلي، فأشارت إلي [أن] ضعيها، فجاءت هرة، فأكلت(3/99)
منها، فلما انصرفت؛ أكلت من حيث أكلت الهرة، فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال]: ((إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوافين عليكم، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بفضلها)).(3/100)
وله شواهد عن عائشة رضي الله عنها:
[فمنها]: حديث صفية [بنت شيبة عن عائشة رضي الله عنها].(3/102)
وقد مضى في ((السنن)).
ومنها ما:
914- [أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو حامد بن بلال، ثنا أبو الأزهر، ثنا أبو أسامة، عن حارثة]، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت:
((أشهد أني توضأت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء قد أصابت منه الهرة قبل ذلك)).(3/103)
[وكذلك رواه الثوري عن حارثة بن أبي الرجال.
ومنها:
915- ما أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، أنبأ أبو صالح، حدثني] الليث، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن عروة [بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها]: [أنها] قالت:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر به الهرة فيصغي لها الإناء فتشرب ثم يتوضأ بفضلها)).(3/104)
916- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ أبو الحسن] علي بن عمر [الحافظ؛ قال]: قال أبو بكر النيسابوري: ((يعقوب هذا أبو يوسف القاضي، وعبد الله هو ابن سعيد المقبري وهو ضعيف)).
917- [أخبرناه أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ علي بن عمر، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا محمد [بن إسحاق، نا محمد] بن عمر، ثنا عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قال محمد بن عمر. (ح).
918- وحدثنا عبد الله بن أبي يحيى، عن سعيد بن أبي هند]، عن عروة، [عن عائشة]، عن النبي صلى الله عليه وسلم :(3/106)
((أنه كان يصغي إلى الهرة الإناء حتى تشرب منه ثم يتوضأ بفضلها)).(3/107)
919- [أخبرنا أبو سعيد الإسفرائيني، أنبأ أبو بحر البربهاري، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا الركين بن الربيع، عن عمة له يقال لها: صفية بنت عميلة:
((أن الحسين بن علي رضي الله عنه سئل عن سؤر الهرة فلم ير به بأساً)).
920- أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسين بن إسماعيل: ثنا الحسين بن محمد، ثنا مسعدة ابن اليسع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه:
((أن علياً رضي الله عنه سئل عن سؤر السنور، فقال: هي من السباع، ولا بأس به)).(3/108)
وروي في تسمية الهرة سبعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً بإسناد صحيح!! من هذا الوجه.
921- أخبرناه أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا عيسى -يعني: ابن المسيب-، حدثني أبو زرعة، عن أبي هريرة؛ قال:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي دار قوم من الأنصار، ودونهم دار -يعني: لا يأتيها- يشق ذلك عليهم، فقالوا: يا رسول الله! تأتي دار فلان ولا تأتي دارنا؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن في داركم كلباً. قال: فإن في دارهم سنوراً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((السنور سبع))].(3/109)
وأما الذي روي عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((في الكلب يلغ في الإناء يغسل سبع مرات أولاهن أو أخراهن بالتراب، والسنور مرة))؛ فهو في السنور من قول أبي هريرة، فغلط فيه(3/113)
بعض الرواة فأدرجه في الحديث.
وقد بينه قرة [بن عبد الرحمن] عن ابن سيرين بياناً شافياً فيما:
922- أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو محمد المزني، ثنا أبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي، ثنا نصر بن علي، ثنا أبي، ثنا قرة ابن خالد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال]:
((طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات أولاهن بالتراب)).
ثم ذكر أبو هريرة [الهرة]، لا أدري قاله مرة أو مرتين.(3/114)
[قال نصر بن علي: وجدته في كتاب أبي في موضع آخر، عن قرة، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة (في الكلب) مسنداً، و(في الهرة) موقوفاً. وكذلك رواه مسلم بن إبراهيم، عن قرة، موقوفاً في الهرة].
وكذلك:
923- رواه حماد بن زيد والمعتمر بن سليمان، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة؛ قال:
((إذا ولغ الهر غسل مرة)).
فعلى هذا الوجه رواية الحفاظ، فلا اعتبار برواية من رواه في الهرة مرفوعاً.
وأبو هريرة [رضي الله عنه] إن أراد بهذا الغسل النظافة [فكذا] يقول: وإن أراد [به] تنجيس الهرة فهو محجوج بحديث أبي قتادة وغيره.
924- [أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، ثنا] أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع [بن سليمان]، أنبأ(3/118)
الشافعي، أنبأ سعيد بن سالم، عن ابن أبي حبيبة أو أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم :
((أنه سئل: أتتوضأ بما أفضلت الحمر؟ قال: نعم، وبما(3/119)
أفضلت السباع كلها)).(3/120)
925- ورواه أبو بكر بن زياد النيسابوري، عن الربيع، [بإسناده]، عن ابن أبي حبيبة -وهو إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة-، عن داود بن الحصين، عن أبيه، عن جابر.
926- [وأخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا] محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم(3/121)
الصنعاني، حدثنا عبد الرزاق، عن إبراهيم بن محمد، عن داود بن الحصين، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله:
((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ بما أفضلته السباع)).
وقد رواه الشافعي [رضي الله عنه]، عن إبراهيم بن محمد(3/122)
ابن أبي يحيى الأسلمي.(3/123)
وروي [عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك.
927- أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني العدل قراءة عليه في كتاب ((الموطأ))، أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي، ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، ثنا يحيى بن بكير، ثنا مالك]، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب:
((أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج في ركب فيهم عمرو ابن العاص، حتى وردوا حوضاً، فقال عمرو بن العاص [لصاحب الحوض: يا صاحب الحوض!] هل ترد حوضك السباع؟ فقال عمر [ابن الخطاب رضي الله عنه]: يا صاحب الحوض! لا تخبرنا فإنا نرد على السباع [وترد علينا])).(3/124)
928- وروي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الحياض التي بين المدينة ومكة، وقالوا: تردها السباع والكلاب والحمير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما في(3/125)
بطونها لها، وما بقي فهو لنا طهور)).(3/126)
عبد الرحمن بن زيد ضعيف.
وربما استدلوا بما:
929- روي عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال:
((نهي عن سؤر الكلب والسنور والحمار)).
930- ورواه الثوري عبيد الله في ((الجامع))، فقال: عن نافع، عن ابن عمر:(3/127)
((أنه كره سؤر الكلب والحمار والسنور أن يتوضأ به)).
931- وهكذا رواه جويرية بن أسماء، عن نافع: أن ابن عمر كان يقول:
((لا تتوضأ بفضل الكلب والهر والحمار، وأما سائر ذلك؛ فليس فيه بأس)).
وهذا في السبع.
ودليلنا في الهرة والحمار محمول على ما إذا كان بفيهما نجاسة، أو التنزيه.
وروي عن عبد الله بن رجاء، حدثنا مصعب بن سوار، عن(3/128)
مطرف، عن أبي الجهم، عن البراء؛ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :
((ما أكل لحمه؛ فلا بأس بسؤره)).
وهذا إن سلم من مصعب؛ فنحن نقول بظاهره، وتركنا المفهوم؛ لقيام الدليل عليه.(3/129)
هذا، ومصعب بن سوار إنما هو سوار بن مصعب، فقلب ابن رجاء اسمه، وسوار بن مصعب متروك.
ورواه غيره عن سوار في البول، ولا يصح ذلك. والله(3/130)
أعلم].(3/132)
مسألة (40): وما ليس له نفس سائلة: إذا مات في الماء القليل؛ نجسه في أحد القولين؛ كالذباب والعقرب.(3/133)
وقال أبو حنيفة: لا ينجسه.(3/134)
وبناء المسألة لنا على الكتاب ونوع من النظر.
واستدلوا:
933- بحديث أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إذا سقط الذباب في إناء أحدكم؛ فليغمسه كله، ثم لينتزعه؛ فإن في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاء)).(3/135)
رواه البخاري في ((الصحيح)).
أجاب الشافعي عن هذا فقال: ((وغمس الذباب في الإناء ليس بقتله، والذباب لا يؤكل)).(3/138)
934- وروى بقية، عن سعيد بن أبي سعيد، عن بشر بن منصور، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((يا سلمان! كل طعام وشراب وقعت فيه دابة ليس لها دم، فماتت فيه؛ فهو حلال أكله وشربه ووضوؤه)).(3/139)
قال الداقطني: ((لم يروه غير بقية عن سعيد بن أبي سعيد الزبيدي، وهو ضعيف)).
وقد ذكرنا أن ما يرويه بقية عن الضعفاء والمجهولين فليس بمقبول منه، كيف وقد أجمعوا على أن بقية ليس بحجة.(3/141)
وروي في الرخصة فيما ليس له نفس سائلة عن:
الحسن.
وعطاء.
وعكرمة.(3/142)
وإبراهيم النخعي.
والله أعلم.(3/143)
مسألة (41): [وحد الماء الذي لا ينجس جميعه بما يقع فيه ولا بغيره قلتان.(3/145)
وقال أبو حنيفة: ما لا يلتقي طرفاه].
وحده أصحابه بأنه إذا حرك لا يتحرك جانباه.
ودليلنا:
935- ما أخبرنا الحاكم أبو عبد الله [محمد بن عبد الله الحافظ]، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد ابن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، [عن أبيه عبد الله(3/146)
ابن عمر]:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الماء وما ينوبه من الدواب والسباع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا كان الماء قلتين؛ لم يحمل الخبث)).(3/147)
936- أخبرناه أبو عبد الله في كتاب ((المستدرك))، حدثنا أبو العباس، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا أبو أسامة .. .. فذكره(3/149)
بمعناه.
وهكذا رواه:
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
وأبو كريب محمد بن العلاء.
ويعقوب الدورقي.
وغيرهم.
عن أبي أسامة، [عن الوليد بن محمد بن جعفر بن الزبير.(3/150)
937- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ؛ قال]: ((هذا حديث صحيح [الإسناد] على شرط الشيخين؛ فقد احتجا بجميع رواته، ولم يخرجاه، وأظنهما -والله أعلم- لم يخرجاه لخلاف فيه على أبي أسامة عن الوليد [بن كثير])).(3/151)
938- أخبرنا أبو عبد الله، أخبرنا دعلج بن أحمد [السجزي ببغداد]، حدثنا بشر بن موسى [الأسدي]، حدثنا الحميدي، حدثنا أبو أسامة. [ح]. قال: وحدثنا علي بن عيسى، حدثنا الحسين بن محمد [بن زياد] وإبراهيم بن أبي طالب؛ قالا: حدثنا محمد بن عثمان بن [كرامة]، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه؛ قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الماء وما ينوبه من الدواب والسباع، فقال: ((إذا كان الماء قلتين؛ لم يحمل الخبث)).(3/152)
939- أخبرنا أبو عبد الله؛ قال: ((وهكذا رواه الشافعي رحمه الله في ((المبسوط)) عن الثقة -وهو أبو أسامة- بلا شك فيه)).
940- وأخبرنا أبو عبد الله [الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيري؛ قالا]: حدثنا أبو العباس [محمد بن يعقوب]، أخبرنا الربيع [ابن سليمان]، أخبرنا الشافعي، أخبرنا الثقة، عن الوليد [بن كثير]، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا كان الماء قلتين؛ لم يحمل نجساً أو خبثاً)).(3/154)
941- أخبرناه [الحاكم] أبو عبد الله [رحمه الله]؛ قال: ((هذا خلاف لا يوهن هذا الحديث؛ فقد احتج الشيخان [يعني: البخاري ومسلم] بالوليد بن كثير ومحمد بن جعفر بن الزبير، فأما محمد بن عباد، فغير محتج به، وإنما قرنه أبو أسامة [إلى] محمد بن جعفر ابن الزبير، ثم حدث به مرة عن هذا ومرة عن ذلك)).
قال [الإمام أحمد رحمه الله]: ((قول شيخنا رحمه الله في محمد بن عباد بن جعفر: إنه غير محتج به، سهو منه، فقد أخرج البخاري ومسلم رحمهما الله حديثه [في ((الصحيح)) واحتجا به،(3/155)
والحديث محفوظ عن الوليد بن كثير عنهما جميعاً)).
942- قال شيخنا أبو عبد الله] فيما قرئ عليه وأنا أسمع، والدليل عليه ما حدثنيه أبو علي محمد بن علي الإسفراييني [من أصل كتابه وأنا أسمع؛ قال]: حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر [الواسطي]، حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه؛ قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الماء وما ينوبه من الدواب والسباع؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا كان الماء قلتين؛ لم يحمل الخبث)).(3/156)
قال الحاكم: ((قد صح وثبت بهذه الرواية صحة الحديث، وظهر أن أبا أسامة ساق [هذا] الحديث عن الوليد عنهما جميعاً؛ فإن شعيب بن أيوب الصريفيني ثقة مأمون، وكذلك الطريق إليه)).
قال [الشيخ أحمد رحمه الله]: ((وقد [رواه هكذا عن شعيب ابن أيوب أبو بكر أحمد بن محمد بن سعدان الصيدلاني)).
943- أخبرنا بذلك أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا ابن سعدان، ثنا شعيب بن أيوب.. بهذا الإسناد على الوجهين].
[وقد روي في إحدى الروايتين، عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي أسامة: كما رواه الحسن بن علي بن عفان، عن أبي أسامة.
وفي الرواية الأخرى كما رواه الحميدي، عن أبي أسامة.(3/157)
فصح أن عثمان بن أبي شيبة رواه عن أبي أسامة على الوجهين] جميعاً كما رواه شعيب بن أيوب.(3/158)
قال الحاكم أبو عبد الله: ((وقد تابع الوليد بن كثير على روايته عن محمد بن جعفر بن الزبير محمد بن إسحاق بن يسار القرشي)).
944- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن خالد بن خلي الحمصي، ثنا أحمد بن خالد الوهبي، ثنا محمد بن إسحاق. (ح).
945- قال: وأخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي -بمرو-، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ] محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر؛ قال:(3/162)
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وسئل عن الماء يكون بأرض الفلاة وما ينوبه من الدواب والسباع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا كان الماء قدر قلتين؛ لم يحمل الخبث)).(3/163)
قال الحاكم: ((وهكذا رواه سفيان الثوري وزائدة بن قدامة وحماد بن سلمة وإبراهيم بن سعد وعبد الله بن المبارك ويزيد بن زريع وسعيد بن زيد أخو حماد [بن زيد] وأبو معاوية وعبدة بن سليمان [عن محمد بن إسحاق، فقالوا كلهم: عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وهو مما لا يوهنه؛ فإن الحديث] قد حدث به عبيد الله وعبد الله جميعاً)).
قال [الإمام أحمد]: ((وروي عن عباد بن صهيب، عن الوليد ابن كثير كذلك)).
946- أخبرناه [أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن علي بن سهل الإمام، ثنا الحسين بن علي بن عبد الصمد، ثنا بحر بن الحكم، ثنا عباد بن صهيب، ثنا الوليد بن(3/165)
كثير، نا محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الماء وما ينوبه من الدواب والسباع؟ فقال]: ((إذا كان الماء قلتين؛ لم يحمل الخبث)).
ورواه حماد بن سلمة، عن عاصم بن المنذر، عن عبيد الله.
وفيه تقوية لرواية ابن إسحاق.
وكان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي [رحمه الله] يميل إلى تصحيح رواية من رواه عن محمد بن جعفر عن عبيد الله بن عبد الله،(3/166)
ويستدل بروايته [الحديث] عن عيسى بن يونس، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر، عن عبيد الله.
947- أخبرنا أبو بكر [محمد بن محمد بن أحمد بن رجاء الأديب من أصله، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، أنبأ أبو القاسم بن الصقر، ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة، ثنا] حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الماء يكون بالفلاة وترده السباع والكلاب؟ قال: ((إذا كان الماء قلتين؛ لا يحمل الخبث)).(3/167)
كذا قال، السباع والكلاب، وهو غريب.
[وكذا قال موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة.
948- أخبرنا الأستاذ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يوسف بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن المنذر؛ قال:
كنا مع ابن لابن عمر في البستان، وثم جلد بعير في ماء، فتوضأ منه، فقلت: أتفعل هذا؟ فقال: حدثني أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان الماء قدر قلتين؛ لم ينجسه شيء)).
949- أخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا] أبو داود [السجستاني]، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، [أنبأ] عاصم بن المنذر، عن [عبيد] الله بن عبد الله [بن عمر]، حدثني أبي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا كان الماء قلتين؛ فإنه لا ينجس)).(3/168)
وكذلك رواه جماعة عن حماد من غير شك.(3/169)
وفي رواية بعضهم: ((قلتين أو ثلاثاً)).(3/170)
والذين لم يشكوا أحفظ وأكثر؛ فهو أولى.
950- أخبرنا أبو عبد الله [محمد بن عبد الله الحافظ]، حدثنا أبو العباس [محمد بن يعقوب]؛ قال: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين [يقول]، وسئل عن حديث [حماد] بن سلمة حديث عاصم بن المنذر بن الزبير، فقال: ((هذا جيد الإسناد)). قيل له: فإن ابن علية لم يعرفه. قال يحيى: ((وإن لم يحفظه ابن علية؛ فالحديث حديث جيد الإسناد، وهو أحسن من حديث [الوليد] بن كثير)).
يعني يحيى: في قصة الماء لا ينجسه شيء.(3/179)
951- [أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الفقيه، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، ثنا عبد الله ابن الحسين بن جابر، ثنا محمد بن كثير المصيصي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قال:
((إذا كان الماء قلتين؛ فلا ينجسه شيء)).
قال علي: ((رفعه هذا الشيخ عن محمد بن كثير عن زائدة، ورواه معاوية بن عمرو عن زائدة موقوفاً، وهو الصواب)).(3/180)
952- أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ] الشافعي [رحمه الله]، أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج؛ بإسناد لا يحضرني ذكره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا كان الماء قلتين؛ لم يحمل خبثاً)).(3/181)
وفي هذا الحديث: ((بقلال هجر)).
قال ابن جريج: ((وقد رأيت قلال هجر)).
فالقلة تسع قربتين أو قربتين وشيئاً.
953- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو] بكر النيسابوري، حدثنا أبو حميد [المصيصي]، حدثنا حجاج، حدثنا ابن جريج، أخبرني محمد -يعني: ابن يحيى-، أن يحيى بن عقيل أخبره، أن يحيى بن يعمر أخبره، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا كان الماء قلتين؛ لم يحمل نجساً ولا بأساً)).
فقلت ليحيى بن عقيل: قلال هجر؟ قال: قلال هجر، وأظن أن كل قلة تأخذ فرقتين.
954- قال ابن جريج: وأخبرني لوط، عن أبي إسحاق، عن مجاهد: أن ابن عباس قال:(3/182)
((إذا كان الماء قلتين فصاعداً؛ لم ينجسه شيء)).
955- [أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب بن أحمد بن يعقوب الفقيه بالطابران، ثنا أبو أحمد بن عدي بجرجان، ثنا أبو زيد أحمد بن خالد بن عبد الملك، ثنا عمي الوليد بن عبد الملك، ثنا] مغيرة بن سقلاب، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر؛ [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]:
((إذا كان الماء قلتين بقلال هجر؛ [لا] يحمل نجساً)).(3/183)
956- [أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الماليني، ثنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الجرجاني بن مسرح. فذكره بنحوه، وقال:
((إذا كان الماء قلتينى من قلال هجر؛ لم ينجسه شيء))].
المغيرة بن سقلاب ضعيف.(3/184)
والمحفوظ عن محمد بن إسحاق ما مضى.(3/185)
957- [أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد، أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز، ثنا ابن عبيد الله -يعني: ابن المنادي-، ثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن] قتادة، عن أنس، [أن] مالك بن صعصعة [حدثهم]:
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال .. .. فذكر حديث المعراج، وفيه: قال: ((ورفعت إلى سدرة المنتهى، فإذا أوراقها مثل أذان الفيول وإذا نبقها مثل قلال هجر)).(3/187)
[مخرج في ((الصحيح)) من حديث قتادة.
958- أخبرنا أبو الحسين بن يعقوب، ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن عمرويه النوقاتي، ثنا أبو عبد الرحمن جعفر بن محمد الطوسي، ثنا سويد بن سعيد، عن] القاسم بن عبد الله، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر بن عبد الله؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إذا بلغ الماء أربعين قلة؛ فإنه لا يحمل الخبث)).(3/189)
959- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ] علي بن عمر [الحافظ؛ قال]: ((كذا رواه القاسم العمري عن ابن المنكدر عن جابر، ووهم في إسناده، وكان ضعيفاً كثير الخطأ، [وخالفه روح بن القاسم وسفيان الثوري ومعمر بن راشد، رووه عن محمد بن المنكدر، عن عبد الله بن عمرو، موقوفاً]. ورواه أيوب السختياني عن ابن المنكدر من قوله، لم يجاوز به)).
960- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب؛ قال: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت] يحيى بن معين [يقول]: ((القاسم بن عبد الله بن عمر ليس بشيء)).(3/191)
وكذلك رواه روح بن القاسم عن ابن المنكدر موقوفاً.
وروي عن جابر من قوله نحو قولنا:
961- [أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا العباس بن محمد، ثنا زكريا بن يحيى، ثنا الفضل بن فضالة، عن يحيى بن أيوب، عن إبراهيم بن محمد، عن حرام بن عثمان، عن أبي عتيق، عن جابر؛ قال:
((إذا كان الماء قلتين؛ لم ينجسه شيء)).
962- وأخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا هارون بن معروف، ثنا بشر بن السري، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن(3/192)
أبي حبيب، عن سليمان بن سنان]، عن عبد الرحمن بن أبي هريرة، عن أبيه؛ قال:
((إذا كان الماء قدر أربعين قلة؛ لم يحمل خبثاً)).
قال علي بن عمر: ((كذا قال، وخالفه غير واحد، رووه عن أبي هريرة، فقالوا: أربعين غرباً. ومنهم من قال: أربعين(3/193)
دلواً)).
[فأما رواية الثوري عن ابن المنكدر:
963- فأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، أنبأ يعقوب بن يوسف القزويني، ثنا القاسم بن الحكم العرني، ثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الله بن عمرو؛ قال:
((إذا كان الماء أربعين قلة؛ لم ينجسه شيء)).(3/194)
وأما رواية معمر:
964- فأخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد، ثنا إسماعيل الصفار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، أنبأ الثوري ومعمر]، عن [محمد] بن المنكدر، عن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ قال:
((إذا كان الماء أربعين قلة؛ لم ينجسه شيء)).
965- وروى أبو حامد أحمد بن محمد الشاذكي رحمه الله، عن أبي يعلى، عن عبد الله بن محمد بن أسماء، عن مهدي بن ميمون، عن واصل، عن خالد بن كثير، عن أبي إسحاق الهمذاني؛ قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
((إذا بلغ الماء قلتين؛ لم يقبل الخبث)).(3/195)
966- [أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا أحمد بن عبد الجبار الحارثي، ثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب. (ح).
967- وأخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا] أبو داود، حدثنا محمد بن العلاء والحسن بن علي ومحمد بن سليمان [الأنباري]؛ قالوا: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد ابن كعب، عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج، عن أبي سعيد الخدري:
أنه قيل: يا رسول الله! أتتوضأ من بئر بضاعة؟ وهي بئر يطرح فيها الحيض ولحم الكلاب والنتن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الماء(3/196)
طهور لا ينجسه شيء)).(3/197)
[لفظهما سواء، إلا أن الحارثي شك في عبد الله أو عبيد الله بن عبد الرحمن.
ورواه حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي سعيد.
968- أخبرناه أبو بكر بن فورك، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس ابن خلف، ثنا أبو داود، ثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي سعيد؛ قال:
قيل: يا رسول الله! بئر بضاعة يلقى فيها الحيض والجيف؟(3/198)
فقال: ((الماء لا ينجسه شيء)).
فحرفه حماد، وإنما رواه عن محمد بن إسحاق عن سليط بن أيوب.
ثم اختلف عليه في اسم عبيد الله بن عبد الله: فقال يحيى بن واضح: عن ابن إسحاق، عن سليط بن أيوب، عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع، عن أبي سعيد:
969- أخبرناه أبو بكر الفارسي، ثنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني، ثنا أبو أحمد بن فارس، أن محمد بن إسماعيل البخاري .. .. كل ذلك. أعني: برواية يحيى بن واضح هكذا.
وقال محمد بن سلمة: عبد الرحمن بن رافع.
970- أخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا محمد بن معاوية بن مالح، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سليط بن أيوب، عن عبد الرحمن ابن رافع الأنصاري، عن أبي سعيد الخدري؛ قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقال له: يا رسول الله! إنه يستقى(3/199)
الماء من بئر بضاعة، وهي يلقى بها لحوم الكلاب والمحايض وعذر الناس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الماء طهور لا ينجسه شيء)).
وقيل عن محمد بن سلمة: عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع.(3/200)
وقال أحمد بن خالد الوهبي: عن ابن إسحاق وعبد الله بن عبد الرحمن بن رافع.
971- أخبرناه أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر، ثنا محمد ابن إسماعيل الفارسي، ثنا أحمد بن عبد الوهاب، ثنا أحمد بن خالد الوهبي، نا ابن إسحاق، عن سليط بن أيوب، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم .. .. مثله.
ورواه إبراهيم بن سعد:
972- أخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر، ثنا محمد ابن أحمد بن صالح الأزدي، ثنا محمد بن شوكر، ثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد. (ح).
973- قال علي: وحدثنا أحمد بن كامل، ثنا محمد بن سعد(3/201)
الكوفي، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني سليط بن أيوب بن الحكم الأنصاري، عن عبد الله بن عبد الرحمن ابن رافع الأنصاري، عن أبي سعيد:
أنه قيل: يا رسول الله! إنه يستقى لك من بئر بضاعة، بئر بني ساعدة، وهي بئر يطرح فيها محايض النساء ولحوم الكلاب وعذر الناس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الماء طهور لا ينجسه شيء)).
ورواه إبراهيم بن سعد مرة عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن عبد الله بن رافع.
974- أخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر، ثنا محمد ابن أحمد بن صالح، ثنا محمد بن شوكر، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي سلمة، أن عبد الله بن(3/202)
عبد الله بن رافع حدثه، أنه سمع أبا سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم .. .. بمعناه.(3/203)
975- وأخبرنا أبو سعيد الخطيب، أخبرنا أبو بحر البربهاري، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا بشر بن السري والعلاء بن عبد الجبار، عن عبد العزيز بن مسلم، عن مطرف، عن خالد بن أبي نوف، عن سليط العامري، عن ابن أبي سعيد الخدري، عن أبيه:
عن النبي صلى الله عليه وسلم : توضأ من بئر بضاعة. فقيل له: يا رسول الله! تتوضأ منها وهي يلقى فيها من النتن ما يلقى؟ فقال: ((الماء لا ينجس)).(3/204)
976- أخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا] أبو داود [قال]: قال قتيبة بن سعيد: سألت قيم بئر بضاعة عن عمقها؟ فقلت: أكثر ما يكون فيها الماء؟ قال: إلى العانة. قلت: فإذا نقص؟ قال: دون العورة.
قال أبو داود: وقدرت [أنا] بئر بضاعة بردائي، مددته عليها، ثم ذرعته، فإذا عرضها ستة أذرع، وسألت الذي فتح لي باب البستان فأدخلني إليه: هل غير بناؤها عما كانت عليه؟ فقال: لا. ورأيت فيها ماء متغير اللون)).
977- [أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد ابن عتبة، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا محمد بن وهب، ثنا ابن عياش، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن(3/205)
عبد الله، عن أبي هريرة:
عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه سئل عن القليب يلقى فيه الحيض ويشرب منه الكلاب والدواب؟ قال: ((إذا بلغ الماء قلتين؛ فما نتن ذلك، لم ينجسه شيء)).
هكذا رواه ابن عياش عن ابن إسحاق، والمحفوظ عن ابن إسحاق ما مضى.
وما ذكره إن شاء الله مختلفاً عليه حديث ابن عبدان في رقعة ليس إليها التخريج، تخريج بين رفاع كبيرة، فكتبته هنا هكذا وجدت في الأصل الذي نسخت منه.
978- أخبرنا جناح بن نذير بالكوفة، ثنا أبو جعفر بن دحيم، ثنا أحمد بن حازم، أنبأ أبو غسان، ثنا قيس]، عن طريف [أبي سفيان]،عن أبي نضرة، عن أبي سعيد؛ قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا نحن بنهر من ماء أو غدير فيه شاة ميتة، فأمسكنا أيدينا، فقال: ((اشربوا وتوضؤوا؛ فإن الماء لا ينجسه(3/206)
شيء)).
979- [أخبرنا جناح بن نذير، أنبأ أبو جعفر بن دحيم، ثنا أحمد ابن حازم، أنبأ محمد بن سعيد، ثنا شريك، عن طريف البصري، عن أبي نضرة، عن جابر أو أبي سعيد؛ قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانتهينا إلى غدير فيه جيفة حمار. قال: فكففنا وكف الناس حتى أتانا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: ((ما لكم لا تستقون؟)). فقلنا: يا رسول الله! هذه الجيفة. قال: ((فاستقوا؛ فإن الماء لا ينجسه شيء)). قال: فاستقينا وارتوينا].(3/207)
طريف هو ابن شهاب أبو سفيان السعدي: ليس بقوي.
980- [أخبرنا أبو الحسين بن أبي المعروف الفقيه، أنبأ أبو عمرو ابن نجيد، ثنا محمد بن إبراهيم العبدي، ثنا أمية بن بسطام، ثنا يزيد ابن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار]، عن عكرمة:
أن عمر [رضي الله عنه] ورد ماء مجنة، فقيل له: إن الكلاب قد ولغت فيه. فقال: ((إنما ولغت بألسنتها)).(3/210)
981- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو الوليد الفقيه، ثنا الشاماتي، ثنا] عطية بن بقية بن الوليد، [ثنا أبي]، عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
((إن الماء طاهر لا أن يتغير ريحه أو طعمه أو لونه بنجاسة تحدث فيه)).(3/211)
ورواه رشدين بن سعد دون ذكر اللون.
982- [أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود بن علي ابن عيسى العلوي رحمه الله قراءة عليه، أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن القطان، ثنا أبو الأزهر، ثنا مروان بن محمد، ثنا رشدين بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة الباهلي؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]:
((الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب عليه طعمه أو ريحه)).(3/212)
[وحدثناه مرة أخرى إملاء:
983- أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا ابن ناجية، ثنا محمد بن يوسف الغضيضي، ثنا رشدين بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال]:
((لا ينجس الماء إلا ما غير طعمه أو ريحه)).(3/214)
قال [أبو أحمد]: ((وهذا أسنده رشدين، ويروى عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة، موصولاً أيضاً، رواه عن ثور حفص بن عمر الأيلي، ورواه الأحوص بن حكيم مع ضعف(3/215)
فيه عن راشد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً)).
وقد روي عن قتادة مختصراً، وفيه إرسال:
[في الأصل مذكور: موضع هذه الزيادة مشكل].
وربما استدلوا بما:
984- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا أحمد بن منصور، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، نا هشام]، عن [محمد] بن سيرين:
((أن زنجياً وقع في زمرم -يعني: فمات-، فأمر به ابن عباس فأخرج، وأمر بها أن تنزح. [قال: فغلبتهم عين جاءتهم من الركن،(3/217)
فأمر بها فسدت بالقباطي والمطارف حتى نزحوها، فلما نزحوها؛ انفجرت عليهم)).
985- أخبرنا أبو عبد الرحمن، أنبأ علي بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا العباس بن محمد، ثنا قبيصة، ثنا سفيان]، عن جابر [الجعفي]، عن أبي الطفيل:
((أن غلاماً وقع في زمزم، فنزحت)).(3/218)
قال الشافعي [رحمه الله]: ((إنا لا نعرفه، وزمزم عندنا)).
وروي عن ابن عباس [رضي الله عنهما]: أنه قال: ((أربع لا يخبثن))، فذكر الماء منها.
وهو لا يخالف النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد يكون الدم ظهر فيها فنزحها إن كان فعل أو تنظيفاً لا واجباً.(3/219)
هذا الحديث لا يثبت كما ذكر الإمام الشافعي [رحمه الله]، وذلك لأن محمد بن سيرين لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنه؛ فهو مرسل.
986- [أخبرنا بصحة ما قلت: الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي؛ قال: ((محمد بن سيرين سمع من أبي هريرة وابن عمر وأنس، ولم يسمع من ابن عباس رضي الله عنهم شيئاً، كلها يقول: نبئت عن ابن عباس، وسمع من عمران بن حصين)).
وأما الحديث] الآخر؛ فجابر [الجعفي على الطريق]، وهو(3/223)
ساقط بمرة، لا يحل الاحتجاج به.
987- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب؛ قال: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى] ابن معين [يقول]: ((جابر الجعفي لا يكتب حديثه ولا كرامة)).
988- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ إسماعيل بن أحمد الجرجاني، ثنا أبو الحسن علي بن الجعد، ثنا محمود بن غيلان، ثنا عبد الحميد الحماني؛ قال: سمعت أبا سعيد الصنعاني قال: قام رجل إلى أبي حنيفة، فقال: يا أبا حنيفة! ما تقول في الأخذ عن الثوري؟ فقال: فاكتب عنه؛ فإنه ثقة، ما خلا أحاديث ابن إسحاق عن الحارث وحديث جابر الجعفي.
989- وبإسناده: ثنا] الحماني، عن أبي حنيفة؛ قال: ما رأيت أحداً أكذب من جابر ولا أفضل من عطاء.
[وستجيء روايته -إن شاء الله تعالى- أكثر من هذا.(3/224)
وقد روي] عن عمرو بن دينار [من طريق فيه ضعف.
990- أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز، أنبأ أبو عمرو بن مطر، ثنا أبو خليفة، ثنا القعنبي، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار]:
((أن زنجياً وقع في زمزم، فمات، فأمر به ابن عباس، فأخرج وسد عيونها، فنزحت، فشرب ابن عباس من العين التي تلي الركن، وقال: إنها من عيون الجنة)).
وأما حديث [عبد الله] بن عباس [رضي الله عنه:
991- فأخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا يوسف بن موسى، ثنا ابن إدريس، عن زكريا]، عن عامر، [عن ابن عباس]؛ قال:(3/225)
((أربع لا يخبثن: الإنسان، والماء، والأرض، والثوب)).
992- [وأخبرنا أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي العلوي، أنبأ أبو جعفر بن دحيم، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا وكيع، عن الأعمش]، عن يحيى بن عبيد؛ قال:(3/226)
سألت ابن عباس عن ماء الحمام؟ فقال: ((الماء لا يخبث)).
[والله أعلم].(3/227)
مسألة (42): وإذا غسل إحدى رجليه وأدخلها الخف، ثم غسل الأخرى وأدخلها الخف؛ لم يجز أن يمسح عليهما.(3/235)
وقال أبو حنيفة: جاز.
ودليلنا من طريق الخبر:
993- [ما أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني، ثنا(3/236)
علي بن الحسن بن أبي عيسى، ثنا أبو نعيم، ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر، عن عروة، عن] المغيرة بن شعبة؛ قال:
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، [قال: ((معك ماء؟)). قلت: نعم. فنزل عن راحلته، فمشى حتى توارى مني في سواد الليل، ثم جاء وأفرغ عليه من الإداوة، فغسل يديه ووجهه، وعليه جبة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها، حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه، ومسح برأسه]، ثم أهويت لأنزع خفيه، فقال: ((دعهما؛ فإني أدخلتهما [طاهرتين])). فمسح عليهما.(3/237)
[أخرجه البخاري في ((الصحيح)) عن أبي نعيم، وأخرجه مسلم عن ابن نمير عن أبيه عن زكريا.
994- أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ] الشافعي، [أنبأ] سفيان [بن عيينة]، عن حصين وزكريا ويونس، عن الشعبي، عن عروة ابن المغيرة، عن المغيرة [بن شعبة]؛ قال:
قلت: يا رسول الله! أيمسح على الخفين؟ قال: ((نعم؛ إذا أدخلتهما [وهما] طاهرتان)).(3/239)
995- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو الوليد الفقيه، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا بندار وبشر بن معاذ ومحمد بن أبان؛ قالوا: ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، ثنا المهاجر -وهو ابن مخلد أبو مخلد-، عن عبد الرحمن بن] أبي بكرة، [عن أبيه]، عن النبي صلى الله عليه وسلم :
((أنه رخص للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوماً وليلة، إذا تطهر فلبس خفيه أن يمسح عليهما)).(3/244)
ورويناه في حديث صفوان بن عسال وغيره بمعناه.(3/246)
[والله أعلم].(3/250)
مسألة (43): والسنة أن يمسح على الخف وأسفله.
وقال أبو حنيفة: لا يمسح أسفل الخف أصلاً.(3/253)
ودليلنا من [طريق] الخبر:
996- [ما أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الفقيه، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا موسى بن مروان الزمني ومحمود ابن خالد الدمشقي المعنى؛ قالا: ثنا الوليد (يعني: ابن مسلم). قال محمود: أخبرني ثور بن يزيد، عن رجاء بن حيوة، عن كاتب المغيرة ابن شعبة]، عن المغيرة بن شعبة؛ قال:
((وضأت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فمسح أعلى الخفين وأسفلهما)).(3/254)
ورواه أبو داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم، وقال في إحدى الروايتين عنه: عن ثور؛ قال: حدثني رجاء بن حيوة.
ورواه ابن المبارك عن ثور، وقال: حدثت عن رجاء بن حيوة، عن كاتب المغيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ مرسلاً].
والذي روي عن المغيرة [بن شعبة] وغيره [من] مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر خفيه ورد فيهما بجواز الاقتصار عليه في المسح.
والله أعلم.
997- [أخبرنا أبو بكر الأصبهاني، أنبأ أبو نصر العراقي، ثنا سفيان بن محمد الجوهري، ثنا علي بن الحسن، ثنا عبد الله بن الوليد العدني، ثنا سفيان، عن ابن جريج، عن نافع:
((أن] ابن عمر كان يمسح ظهورهما وبطونهما)).(3/259)
[قال العدني: يعني الخفين.
998- أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن العدل، أخبرنا أبو بكر بن جعفر، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا ابن بكير، ثنا] مالك، عن ابن شهاب: أنه كان يقول:
((يضع الذي يمسح على الخفين يداً من فوق الخف ويداً من(3/260)
تحت الخف، ثم يمسح)).
قال مالك: ((وذلك أحب ما سمعت إلي في مسح الخفين)).
فهذا تابعي لا يعرف له مخالف.
999- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن القاسم بن زكريا، ثنا أبو كريب، نا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق]، عن عبد خير؛ قال: قال علي [رضي الله عنه]:
((لو كان الدين بالرأي؛ لكان أسفل الخف أولى بالمسح من(3/261)
أعلاه، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه)).
[كذا رواه حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد خير؛ قال: قال علي رضي الله عنه.
وكذلك رواه يزيد بن عبد العزيز عن الأعمش.(3/262)
وكذلك رواه إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق مقيداً بالخفين].
وفي ذلك دلالة على أن المراد برواية من رواه في القدمين قدما الخفين.
وهكذا المراد بكل حديث روي فيه عن علي رضي الله عنه(3/263)
مطلقاً في القدمين، يحتمل أن يكون المراد بهما قدما الخفين، يكون وارداً فيما يجوز الاقتصار عليه.
والله أعلم.
1000- [أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن محمد الروذباري من أصل كتابه، ثنا أبو محمد بن أحمد بن شوذب، ثنا شعيب بن أيوب، ثنا عبيد الله بن موسى، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عبد خير الحبراني؛ قال:
رأيت علياً رضي الله عنه توضأ ومسح، ثم قال: ((لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت؛ لرأيت أن المسح على ظهر القدمين أحق بالغسل)).(3/264)
1001- أخبرنا أبو الحسن بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا إبراهيم بن صالح الشيرازي، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، حدثني أبو السوداء عمرو النهدي، عن ابن عبد خير، عن أبيه؛ قال:
[رأيت علي بن أبي طالب يمسح على ظهور قدميه، ويقول: ((لولا أني] رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح ظهورهما؛ لظننت أن بطونهما أحق))].(3/265)
مسألة (44): والغسل من غسل الميت سنة مؤكدة.
وقال أبو حنيفة: ليس بسنة.(3/267)
ودليلنا من طريق الخبر ما:
1002- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو، نا أحمد بن عبيد الله النرسي، ثنا أبو نعيم، ثنا زكريا بن أبي زائدة]، عن مصعب بن شيبة، عن طلق ابن حبيب، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها [أنها حدثته]: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((يغتسل من أربع: من الجنابة، ويوم الجمعة، ومن غسل الميت، والحجامة)).(3/268)
1003- [أخبرنا أبو سعيد الصيرفي، ثنا أبو عبيد الله الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي قماش .. .. فذكره بمثله].
رواة هذا الحديث كلهم ثقات؛ فإن طلق بن حبيب ومصعب بن شيبة قد أخرج مسلم بن الحجاج [رحمه الله] حديثهما في(3/271)
((الصحيح)).
وروي عن أبي كريب، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه، [عن مصعب] .. .. بهذا الإسناد [به له] حديث: ((عشر من الفطرة)).
وسائر رواته متفق عليهم.(3/272)
وشاهده ما:
1004- [أخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن [أبي] فديك، حدثني ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عمرو بن عمير، عن] أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((من غسل الميت؛ فليغتسل، ومن حمله؛ فليتوضأ)).
1005- [وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو بكر، ثنا أبو داود، ثنا حامد(3/273)
ابن يحيى، عن سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن إسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.(3/274)
1006- وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيري؛ قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان؛ قال]: قال الشافعي: أخبرنا عمرو بن الهيثم الثقة، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي رضي الله عنه؛ قال:
قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي، إن أبي قد مات؟ قال: ((اذهب فواره)). [قلت: إنه مات مشركاً. قال: ((اذهب فواره))]. [قال] فواريته، ثم أتيته. قال: ((اذهب فاغتسل)).(3/291)
[هذا مما لم يسمعه الربيع من الشافعي رحمه الله.
1007- أخبرنا أبو بكر بن فورك، أنبأ عبد الله بن جعفر، نا يونس ابن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق؛ قال: سمعت ناجية بن كعب يقول: سمعت علياً رضي الله عنه يقول:
لما توفي أبي؛ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت: إن عمك توفي. فقال: ((اذهب فواره)). فقلت: إنه مات مشركاً. فقال: ((اذهب فواره، ولا تحدثن [شيئاً] حتى تأتيني، ففعلت، ثم أتيته، فأمرني أن أغتسل.(3/292)
قال الإمام أحمد رحمه الله]: ومن قال بوجوب الغسل من غسل الميت استدل بهذه الأحاديث وغيرها، وقد بينا علة كل واحد منها في كتاب ((السنن))، فإذا لم يثبت وجوبه؛ فلا يخرج من أن يكون مسنوناً.
وبالله التوفيق.(3/300)
مسألة (45): والتمييز مقدم على العادة في أحد القولين.
وقال أبو حنيفة: العادة أولى.(3/301)
ودليلنا من طريق الخبر ما:
1008- [أخبرنا أبو علي الروذباري رحمه الله، أنبأ أبو بكر محمد ابن بكر بن عبد الرزاق، ثنا أبو داود، ثنا أحمد بن يونس وعبد الله بن محمد النفيلي، قالا: ثنا زهير، ثنا هشام بن عروة، [عن عروة]، عن عائشة رضي الله عنها]:
أن فاطمة بنت أبي حبيش جاءت [إلى] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت: إني امرأة أستحاض فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟ قال: ((إنما ذلك عرق، وليست بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة؛ فدعي الصلاة، وإذا أدبرت؛ فاغسلي عنك الدم ثم صلي)).(3/302)
أخرجه البخاري [في ((الصحيح)) عن أحمد بن يونس]، و[أخرجه] مسلم [بن الحجاج عن هشام].
1009- [وأخبرنا الحسين بن محمد بن محمد بن علي، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن المثنى، نا ابن أبي عدي، عن محمد -يعني: ابن عمرو- وحدثني ابن شهاب، عن عروة بن الزبير:
عن] فاطمة بنت أبي حبيش: أنها كانت تستحاض، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا كان دم الحيضة؛ فإنه دم أسود يعرف، فإذا كان ذلك؛ فأمسكي عن الصلاة، وإذا كان الآخر؛ فتوضئي وصلي، فإنما هو عرق)).
[قال أبو داود: قال ابن المثنى: حدثنا به ابن أبي عدي من كتابه هكذا، ثم حدثنا به بعد حفظاً، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أن فاطمة كانت(3/311)
تستحاض .. .. فذكر معناه.
1010- وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا أبو موسى قراءة عليه، ثنا ابن أبي عدي .. .. فذكره بنحوه بالإسنادين، إلا أنه قال في آخره: ((وقال فإذا كان الآخر؛ فتوضئي، وصلي].(3/312)
وربما استدلوا بما:
1011- أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قراءة عليه، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قراءة عليه عوداً على بدء، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا إسحاق بن بكر بن مضر، عن أبيه، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : أنها قالت].
إن أم حبيبة بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف [رضي الله عنه] شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الدم، فقال لها: ((امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك، ثم اغتسلي)). فكانت تغتسل عند كل صلاة.(3/314)
[أخرجه مسلم في ((الصحيح))، عن موسى بن قريش، عن إسحاق بن بكر.
1012- وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن قراءة عليه، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي، أنبأ مالك]، عن نافع مولى ابن عمر، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم :
أن امرأة كانت تهراق الدماء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستفت(3/317)
لها أم سلمة [رضي الله عنها] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: ((لتنظر عدد الليالي والأيام التي كانت تحيضهن من الشهر قبل أن يصيبها الذي أصابها، فلتترك الصلاة قدر ذلك من الشهر، فإذا خلفت ذلك؛ فلتغتسل ولتستثفر بثوب ثم لتصل)).(3/318)
[هذا حديث مشهور، وقد أورده] مالك [في ((الموطأ))]، ولم يسمعه سليمان [بن يسار] من أم سلمة، إنما سمعه من رجل عن أم سلمة.(3/319)
كذلك رواه: الليث بن سعد وعبيد الله بن عمر وصخر بن(3/321)
جويرية؛ عن نافع، عن سليمان [بن يسار]، عن رجل، عن أم سلمة.(3/322)
ورواه موسى بن عقبة، [عن نافع]، عن سليمان، عن مرجانة، عن أم سلمة.
وهذان الخبران وردا في المعتادة التي لا تمييز لها.
[والله أعلم].(3/323)
مسألة (46): وإذا استحيضت المبتدأة ولم تكن مميزة؛ كان حيضها قدر أقل الحيض في أحد القولين، وقدر غالب حيض نسائها في القول الثاني.(3/325)
وقال أبو حنيفة: تحيض أكثر الحيض عشرة أيام.
ودليلنا من طريق الخبر ما:
1013- [أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، ثنا زهير بن محمد، نا عبد الله ابن محمد بن عقيل. (ح).(3/326)
1014- وأخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا زكريا بن عدي، ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عمه] عمران بن طلحة، عن أمه حمنة بنت جحش؛ قالت:
كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره، فوجدته في بيت أختي زينب [بنت جحش]، فقلت: يا رسول الله! إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فما ترى فيها؟ قد منعتني الصلاة والصوم. قال: ((أنعت لك الكرسف؛ فإنه يذهب الدم)). قالت: هو أكثر من ذلك. قال: ((فاتخذي ثوباً)). قالت: هو أكثر من ذلك، إنما أثج ثجاً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((سآمرك بأمرين، أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر، وإن قويت عليهما؛ فأنت أعلم)). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان، فتحيضي ستة أو سبعة أيام في علم الله جل وعز، ثم(3/327)
اغتسلي، حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت؛ فصلي ثلاثاً وعشرين ليلة أو أربعاً وعشرين ليلة وأيامها؛ فإن ذلك يجزئك، وكذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء وكما يطهرن، ميقات حيضهن وطهرهن، وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين فتجمعين بين الصلاتين الظهر والعصر، وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين؛ فافعلي، وصومي إن قدرت على ذلك)). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وهذا أعجب(3/328)
الأمرين إلي)).(3/329)
[قال الإمام أحمد رحمه الله]: وهذا يحمله بعض أصحابنا على المبتدأة، ويكون فيه حجة لمن ذهب إلى أنها ترجع إلى عادة نسائها ستاً؛ أي: [إن] كانت عادتهن ستاً، أو سبعاً [إن كانت عادتهن سبعاً].
والظاهر أن هذا الحديث ورد في المعتادة.
وحمنة هي أم حبيبة بنت جحش في قول علي بن المديني، و[هي] غيرها في قول غيره)).(3/338)
والله أعلم.(3/340)
مسألة (47): وأقل مدة الحيض يوم وليلة.(3/341)
وقال أبو حنيفة: ثلاثة أيام ولياليهن.(3/342)
وبناء المسألة لنا على الوجود.
1015- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو الوليد الفقيه، ثنا البوشنجي، ثنا النفيلي؛ قال: قرأت على معقل] عن عطاء؛ قال:(3/343)
((أدنى وقت الحيض يوم)).
1016- [وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا أبو إبراهيم الزهري، ثنا النفيلي (فذكره)]، قال أبو إبراهيم [الزهري]:(3/344)
((إليه كان يذهب أحمد بن حنبل [رحمه الله])).
1017- وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا محمد ابن مصعب؛ قال: سمعت الأوزاعي يقول]:
((عندنا ها هنا امرأة تحيض غدوة وتطهر عشية)).(3/345)
وسنذكر ما يحتجون به في المسألة بعدها، [والله أعلم].(3/346)
مسألة (48): وأكثر الحيض خمسة عشر يوماً، وقال أبو حنيفة: ((عشرة(3/349)
أيام)).(3/350)
وبناء المسألة لنا على الوجود.
1018- [أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين، أنبأ علي بن عمر، ثنا إبراهيم بن حماد، ثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ثنا يحيى ابن آدم، ثنا مفضل بن مهلهل، عن سفيان، عن ابن جريج]، عن عطاء؛ قال:
(([الحيض خمسة عشرة))].(3/351)
[وكذلك رواه الربيع بن صبيح، عن عطاء، وقال]:
((فإن زادت؛ فهي مستحاضة)).
1019- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن يحيى بن سهل، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو الوليد، أنبأ الربيع، عن عطاء؛ قال:
((وقت الحيض خمس عشرة، فإن زادت؛ فهي استحاضة)).
ورويناه عن الربيع عن الحسن كذلك.
1020- أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا زكريا الساجي، ثنا ابن المثنى، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن الربيع ابن صبيح]، عن الحسن؛ قال:(3/352)
((أكثر الحيض خمس عشرة)).
1021- أخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا إبراهيم بن حماد، نا محمد بن عبد الله المخرمي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا حفص، عن أشعث، عن عطاء؛ قال:
((أكثر الحيض خمسة عشر)).
1022- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر الحافظ، أنبأ أبو عثمان سعيد بن محمد الحناط، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا يحيى بن آدم. (ح).
1023- قال علي: وحدثنا إبراهيم بن حماد، ثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا] شريك؛ قال:(3/353)
((عندنا امرأة تحيض خمس عشرة من الشهر حيضاً مستقيماً صحيحاً)).
1024- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، ثنا علي، ثنا سعيد بن محمد الحناط، ثنا أبو هشام، ثنا يحيى بن آدم، عن شريك وحسن] ابن صالح؛ قالا:
((أكثر الحيض خمس عشرة)).
وربما استدل أصحابهم بما:
1025- [أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، ثنا] الجلد بن أيوب، عن معاوية بن قرة، عن أنس ابن مالك؛ قال:
((المستحاضة تنتظر ثلاثاً، خمساً، [سبعاً]، عشراً)).(3/354)
1026- وأخبرنا أبو سعد الماليني، ثنا أبو أحمد بن عدي، ثنا الفضل بن الحباب، ثنا سليمان بن حرب؛ (فذكره)] بنحوه، وزاد: ((تسعاً وعشراً)) ولا تجاوز.(3/355)
1027- [وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ أبو الحسن الحمودي، ثنا محمد بن علي الحافظ، ثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، حدثني جلد بن أيوب، عن معاوية بن قرة]، عن أنس [بن مالك؛ أنه] قال في الحائض:
((تنتظر خمساً، ستاً، سبعاً، فإذا جاوزت العشرة؛ فهي مستحاضة)).(3/357)
1028-[وقال عبد الأعلى: قال هشام، عن جلد، عن معاوية ابن قرة، عن أنس؛ قال]:
((إذا جاوزت العشر؛ اغتسلت كل يوم اغتسالة عند الظهر إلى مثلها، وصلت)).
هذا معتمدهم في المسألة.
والجلد بن أيوب لا يحتج به.
1029- [وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان؛ قال]:
((قال الشافعي: [فذكر] مناظرة له مع الكوفي في أقل الحيض؛ [قال]: فقال لي [هذا الكوفي]: إنما قلته لشيء رويته عن أنس بن مالك. قال الشافعي [رحمه الله]: فقلت له: أليس حديث الجلد بن أيوب؟ قال: بلى. فقلت: قد أخبرنيه ابن علية عن الجلد [ابن أيوب] عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك؛ [قال]: قرء المرأة (أو قال: قرء حيض المرأة) ثلاث، أربع؛ حتى انتهى إلى عشرة.(3/358)
وقال لي ابن علية: الجلد أعرابي لا يعرف الحديث.
وقال[لي]: قد استحيضت امرأة من آل أنس، فسئل ابن عباس عنها؛ فأفتى فيها وأنس حي؛ فكيف يكون عند أنس بن مالك ما قلت من علم الحيض ويحتاجون إلى مسألة غيره ونحن وأنت لا نثبت مثل حديث الجلد، ويستدل على غلط من هو أحفظ منه بأقل من هذا؟!)).
1030- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث؛ قالا: أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، ثنا أبو] زرعة الدمشقي؛ قال:
((رأيت أحمد بن حنبل [رحمه الله] ينكر حديث الجلد بن أيوب هذا، وسمعت أحمد بن حنبل يقول: لو كان هذا صحيحاً؛ لم يقل ابن سيرين: استحيضت أم ولد لأنس بن مالك، فأرسلوني أسأل ابن عباس.(3/359)
1031- أخبرنا أبو سهل المهراني، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد العطار: أخبرني أبو عبد الله النحوي؛ قال: سمعت محمد بن(3/361)
إسماعيل] البخاري [يقول]:
((جلد بن أيوب البصري عن معاوية بن قرة)).
قال [عبد الله] بن عثمان: ((قال ابن المبارك: أهل البصرة يضعفون حديث الجلد، قال [لي صدقة]، [وسمعت ابن عيينة يقول]: جلد، [وما جلد]، ومن جلد، ومن كان جلد؟!)).(3/362)
[وروي [عن عبد الله] بن محمد، عن وهب بن جرير، سمع أباه يقول: حدثني الجلد بن أيوب، عن أبيه، عن جده؛ قال: قال لي كعب بن مسور:
((اركب معي حتى تطوف الأسد)).(3/363)
1032- أخبرني محمد بن الحسين، أنبأ علي بن عمر، ثنا الحسن بن رشيق، ثنا علي بن سعيد، ثنا ابن حساب، ثنا] حماد ابن زيد؛ قال:
((ذهبت أنا وجرير بن حازم إلى الجلد بن أيوب؛ فحدثنا بهذا الحديث في المستحاضة: تنتظر ثلاثاً، خمساً، سبعاً، عشراً. فذهبنا نوقفه؛ فإذا هو لا يفصل بين الحيض والاستحاضة)).(3/365)
وروي [من وجه آخر عن أبي إياس معاوية بن قرة.
1033- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق، عن عبيد بن عبد الواحد، حدثنا أبو الجماهر، حدثنا سعيد، عن نصر -صاحب لنا-، عن بشار بن أبي سيف أظنه عن [أبي] إياس، عن أنس بن مالك؛ أنه قال:
((حيضة المرأة ثلاث، [سبع]، عشر، فما زاد على ذلك؛(3/366)
فهي استحاضة)).
قال أبو بكر بن إسحاق: ((نصر صاحب سعيد، وسعيد بن بشير ومن فوقهما فيهم نظر، وغيرهم أوثق منهم)).
وروي [من وجه آخر عن أنس بن مالك رضي الله عنه.(3/367)
1034- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه؛ قالا: حدثنا علي بن عمر، ثنا يزداد بن عبد الرحمن، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبد السلام]، عن الربيع بن صبيح، عمن سمع أنساً يقول:
((لا يكون الحيض أكثر من عشرة)).
الربيع [بن صبيح] ليس بالقوي، ولم يذكر اسم من سمع منه وكأنه أخذه من الجلد بن أيوب، [والله أعلم].
1035- [أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، أنبأ أبو إسحاق الفزاري، ثنا أبو الحسين الغازي، عن] عمرو بن علي، [قال]:
((كان يحيى (يعني: ابن سعيد) لا يحدث عن الربيع بن صبيح، [سمعت] عفان [يقول]: أحاديث الربيع مقلوبة(3/368)
كلها)).
[وروي من وجه آخر عن أنس بن مالك.
1036- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه؛ قالا: أنبأ علي بن عمر، ثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس ابن مجاهد، ثنا] عبد الله بن شبيب، حدثنا إبراهيم [بن المنذر]، عن إسماعيل بن داود، عن [عبد العزيز بن محمد] الدراوردي، عن [عبيد الله] بن عمر، عن ثابت، عن أنس؛ قال:
((هي حائض فيما بينها وبين عشرة، فإذا زادت؛ فهي مستحاضة)).
إسماعيل بن داود بن مخراق من أهل المدينة، وهو الذي يقال له: سليمان بن داود بن مخراق، يروي عن مالك بن أنس وأهل المدينة، يسرق الحديث ويسويه. قاله أبو حاتم [في كتاب ((المجروحين))].(3/369)
وعبد الله بن شبيب بن خالد القبيسي أبو سعيد، من أهل البصرة، يقلب الأخبار ويسرقها؛ فلا يجوز الاحتجاج به؛ لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات. قاله أبو حاتم.
وروي عن وجه آخر ضعيف عن [أنس.
1037- أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن إسحاق بالكوفة، أنبأ علي بن شقير بن يعقوب، أنا أحمد بن عيسى بن هارون العجلي، ثنا إسماعيل بن عبد الله، نا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن] أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك؛ قال:
((لا تضر الحيضة بعد عشر، لتغتسل ولتصل)).
هذا إسناد مجهول، لا يحتج بمثله.
1038- [أخبرنا أبو سعيد زيد بن محمد بن الظفر العلوي، أنبأ(3/370)
أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا أبو العباس الدغولي، ثنا عبد الله بن جعفر بن خلفان؛ قال: سمعت علي بن النضر يقول: سمعت] علي بن الحسن بن شقيق [يقول]:
((كنت مع سفيان بن عيينة في المسجد الحرام [قاعداً]، فقلت له: يا أبا محمد! حديث حميد عن أنس [بن مالك] عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحيض! [قال: وما هو؟ فقلت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقل الحيض ثلاثة أيام، وأكثره عشرة أيام، وما بين الحيضتين خمسة عشر)). قال: من يروي لكم هذا عن حميد؟ فقلت: أبو عصمة نوح بن أبي مريم عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم . فقال ابن عيينة بيده هكذا، يا معشر من حضر! هلموا. قال: فجاؤوا وأحاطوا. قال علي: فقلت في نفسي: ما أراني إلا قد جلبت على نفسي شراً كبيراً. قال لي: يا علي! حدثهم بهذا الحديث. فقلت: يا أبا محمد! إن رأيت أن تعفيني من هذا؟ فقال: لا]. قلت: أخبرنا أبو عصمة؛ قال: حدثني حميد، عن(3/371)
أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أقل الحيض ثلاثة أيام، وأكثره عشرة أيام، وما بين الحيضتين خمسة عشر)). فقال ابن عيينة: يا معشر من حضر! من يعذرني من هذا الخراساني؟ يروي عن حميد شيئاً لم يخلقه الله، حميد تعد حروف حديثه في المثل، وسفيان الثوري كان من أطلب الناس لهذه الأصول، وحماد بن سلمة حميدٌ خاله، ونحن أيضاً قد لقينا حميداً، يا علي! من ها هنا أتيتم)).
[وروي من وجه آخر عن معاوية بن قرة مرفوعاً.
1039- أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد] بن عدي، [أنبأ] أحمد بن الحسين، حدثنا الحسن بن شبيب المكتب، حدثنا أبو يوسف، عن الحسن بن دينار، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((الحيض ثلاثة أيام، وخمسة، وستة، وسبعة، وثمانية، وعشرة، فإذا زادت على العشرة؛ فمستحاضة)).(3/372)
هذا إنما يعرف من حديث الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس موقوفاً عليه، وقد بينا ضعفه.
فأما هذه الرواية؛ فإنها باطلة.
الحسن بن دينار ضعيف.(3/373)
والحسن بن شبيب يحدث عن الثقات بالبواطيل.
قاله ابن عدي وغيره، وربما استدلوا بما:
1040- [أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد ابن عبيد الصفار، أنبأ الباغندي محمد بن سليمان، (ح).
1041- وأخبرنا محمد بن الحسين وأبو بكر بن الحارث؛ قالا: ثنا علي بن عمر، نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا محمد بن سليمان [بن محمد] الواسطي، ثنا عمرو بن عون، أنا] حسان بن إبراهيم الكرماني، أخبرنا عبد الملك، عن العلاء؛ قال: سمعت مكحولاً يقول عن أبي أمامة [الباهلي]؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا يكون الحيض للجارية والثيب التي قد أيست من الحيض(3/374)
أقل من ثلاثة أيام، ولا أكثر من عشرة أيام، [فإذا رأت الدم فوق عشرة أيام؛ فهي مستحاضة، فما زاد على أيام إقرائها؛ قضت، ودم الحيض أسود خاثر تعلوه حمرة، ودم المستحاضة أصفر رقيق، فإن غلبها؛ فلتحتش كرسفاً، فإن غلبها؛ فلتعليها بأخرى، فإن غلبها؛ فلا تقطع الصلاة وإن قطر)).(3/375)
زاد الصفار: ((ويأتيها زوجها، وتصوم، وتصلي))].
قال [علي بن عمر الحافظ]: (([عبد الملك] هذا رجل مجهول، والعلاء هو ابن كثير، وهو ضعيف الحديث، ومكحول لم يسمع من أبي أمامة شيئاً)). والله أعلم.
1042- أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا أبو الحسين العطار، أخبرني أبو عبد الله النحوي؛ قال: سمعت محمد بن(3/379)
إسماعيل البخاري يقول]:
((العلاء بن كثير عن مكحول: منكر الحديث)).
[من وجه آخر عن مكحول.
1043- أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي، ثنا محمد بن الحسين بن قتيبة، حدثني محمد بن إبراهيم بن يوسف، ثنا] إبراهيم بن زكريا الواسطي، عن سليمان بن عمرو، عن يزيد بن [يزيد بن جابر]، عن مكحول، عن أبي أمامة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((الحيض عشراً، فما زاد؛ فهي مستحاضة، والنفساء أربعين، فما زاد؛ فهي مستحاضة)).(3/380)
إبراهيم بن زكريا فيه ضعف.
وسليمان بن عمرو النخعي رمي بالكذب.
1044- [وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان؛ قال:
((أبو داود النخعي سليمان بن عمرو قدريٌ، رجل سوء، كذاب، كان يكذب مجاوبه)).(3/381)
قال إسحاق: ((أتيناه فقلنا له: أي شيء تعرف في أقل الحيض وأكثره، [وما بين الحيضتين من الطهر]؟ فقال: الله أكبر! قد قال لكم، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحدثنا أبو طوالة عن أبي سعيد الخدري وجعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال:
((أقل الحيض ثلاثة، وأكثره عشرة، وأقل ما بين الحيضتين من(3/382)
الطهر خمسة عشر يوماً)))).
قال يعقوب: (([وكان] هو وأبو البختري(3/383)
[يضعان] الحديث، وقد قيل عن مكحول عن زيد بن ثابت [مرفوعاً]))، ولا يصح.
1045- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن جعفر بن نصر الجمال، ثنا نصر بن مقاتل القيسي، ثنا عبد الله بن مالك السعدي، عن أبيه مالك، عن مكحول، عن زيد بن ثابت؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]:
((لا يكون الحيض أقل من ثلاث، ولا أكثر من عشرة)).(3/384)
وربما استدلوا بما:
1046- [أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو حامد محمد بن هارون، ثنا] محمد بن أحمد ابن أنس الشامي، حدثنا حماد بن [المنهال] البصري، عن [محمد] ابن راشد، عن مكحول، عن واثلة [بن الأسقع]؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(3/385)
((أقل الحيض ثلاثة أيام، وأكثره عشرة أيام)).
قال علي [بن عمر]: ((حماد بن منهال مجهول، ومحمد بن أحمد بن أنس ضعيف)).
وربما استدلوا بما:
1047- [أخبرنا محمد بن الحسين وأبو بكر بن الحارث؛ قالا:(3/386)
أنبأ أبو الحسن الدارقطني، ثنا يزداد بن عبد الرحمن، ثنا أبو سعيد الأشج، نا خالد بن حيان الرقي]، عن هارون بن زياد [القشيري]، عن الأعمش، عن إبراهيم، [عن] علقمة، عن عبد الله؛ قال:
((الحيض ثلاث، وأربع، وخمس، وست، وسبع، وثمان، وتسع، وعشر، فإن زاد؛ هي مستحاضة)).(3/387)
قال [أبو الحسن]: ((لم يروه عن الأعمش بهذا الإسناد غير هارون بن زياد، وهو ضعيف الحديث، وليس لهذا الحديث عند الكوفيين أصل عن الأعمش، والله أعلم)).
وقال أبو حاتم: ((هارون بن زياد [القشيري] شيخ يروي عن الأعمش، كان ممن يضع الحديث على الثقات، [لا يحل كتابة حديثه، ولا الرواية عنه؛ إلا على سبيل الاعتبار)).
1048- أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله ببغداد، أنبأ أبو جعفر الرزاز، ثنا أحمد بن ملاعب، ثنا يحيى بن يعلى، ثنا أبي، نا الأشعث ابن سوار، عن الحسن]، عن عثمان بن أبي العاص؛ أنه قال في المستحاضة:
((تمكث بعد أقرائها اليوم واليومين؛ حتى تبلغ عشرة أيام)).(3/388)
1049- أخبرنا محمد بن الحسين، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسين بن إسماعيل، نا خلاد بن أسلم، نا محمد بن فضيل، عن الأشعث، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص؛ قال]:
((لا تكون المرأة مستحاضة في [يوم ولا] يومين ولا ثلاثة أيام؛ حتى تبلغ عشرة أيام، فإذا بلغت [عشرة أيام]؛ كانت مستحاضة)).
وهذا الأثر لا بأس بإسناده؛ إلا أنه قد اختلف في متنه كما ترى، والرواية الأخيرة حجة عليهم في أقل الحيض إن كانت [محفوظة]،(3/389)
[والله أعلم].(3/391)
مسألة (49): وأكثر النفاس ستون يوماً.(3/399)
وقال أبو حنيفة: ((أكثره أربعون يوماً)).(3/400)
وبناء المسألة لنا على الوجود، وقد وجد من يبلغ نفاسها ستون.
واستدلوا بما:
1050- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو جعفر بن محمد بن صالح بن هانئ، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا] علي بن عبد الأعلى، عن أبي سهل، عن مسة، عن أم سلمة [رضي الله عنها]؛ قالت:
((كانت النفساء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تقعد بعد نفاسها أربعين يوماً أو أربعين ليلة، [وكنا نطلي على وجوهنا الورس (يعني: من الكلف) )).(3/401)
هكذا رواه جماعة عن زهير.
1051- وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار، ثنا الحسين بن سهل (يعني: ابن عبد العزيز)، ثنا أبو الوليد، ثنا زهير بن معاوية، عن عبد الأعلى، عن أبي سهل، عن مسة، عن أم سلمة؛ قالت:
((كانت النفساء تقعد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين ليلة)).(3/403)
كذا يقول أبو الوليد، والصواب علي بن عبد الأعلى].
أبو سهل هو كثير بن زياد البرساني، ليس له ذكر في الكتابين ((الصحيحين))، [أورده] أبو حاتم في كتاب ((المجروحين))، واستحب مجانبة ما انفرد به.
وقد وثقه البخاري من رواية أبي عيسى عنه، وذكر أنه ليس لمسة إلا هذا الحديث، والله أعلم.
ورواه محمد بن عبيد الله العرزمي عن الحكم عن مسة، وعن زيد بن علي بن الحسين عن مسة، وعن أبي الحسن غير منسوب -وهو علي بن عبد الأعلى- عن مسة.(3/407)
والعرزمي متروك الحديث، لا يحتج بحديثه، وسيجيء في بابه إن شاء الله ما يكشف عن حاله.
1052- أخبرناه [أبو عبد الله، أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو، ثنا أبو المهند يحيى بن عبد الله بن حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر، ثنا عبد الحميد بن صبيح، ثنا يونس بن أرقم، عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن زيد بن علي بن الحسن، عنه مسة الأزدية؛ قالت:
قلت لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : سألت النبي صلى الله عليه وسلم كم تجلس النفساء؟ قالت: قد سألته؛ فقال]: ((تجلس في نفاسها أربعين ليلة؛ إلا أن ترى الطهر قبل ذلك)).
1053- [وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد، ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي، ثنا محمد بن كناسة الكوفي، ثنا محمد بن(3/408)
عبيد الله، عن أبي الحسن، عن مسة؛ قالت:
((أتينا المدينة، فلقيتنا أم سلمة رضي الله عنها، فسألتها عن النفساء، فقلنا: أما سألتم النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا؟ فقالت: بلى، تنتظر أربعين يوماً؛ إلا أن ترى الطهر قبل ذلك))].
ثم [إن] هذا إخبار عن عادتهن، ونحن لا نذكر قصور النفاس عن ستين يوماً، [يبينه] الحديث الذي:
1054- أخبرناه [محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ الحسن بن(3/409)
حليم المروزي، أنبأ أبو الموجه، أنبأ عبدان، أنبأ عبد الله بن المبارك، عن يونس بن نافع، عن كثير بن زياد] أبي سهل؛ [قال]: حدثتني مسة الأزدية؛ قالت:
((حججت، فدخلت على أم سلمة، فقلت: يا أم المؤمنين! إن سمرة بن جندب يأمر النساء يقضين صلاة الحيض! فقالت: لا تقضين، كانت المرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقعد في النفاس أربعين ليلة، لا يأمرها النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء [صلاة] النفاس)).(3/410)
وروي عن [عثمان بن أبي العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم :
1055- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، ثنا أحمد بن موسى التميمي، ثنا أبو] بلال الأشعري، حدثنا أبو شهاب، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((وقت للنساء في نفاسهن أربعين يوماً)).(3/411)
أبو بلال الأشعري لا يحتج به.
1056- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ أبو الحسن علي ابن عمر الحافظ؛ قال:
((أبو بلال الأشعري] ضعيف)).(3/412)
1057- [أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه؛ قالا: أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا يوسف بن موسى، ثنا] عمر بن هارون [البلخي]، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن:
((أن امرأة عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه لما تعلت من نفاسها تزينت، فقال عثمان: ألم أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نعتزل [النفساء] أربعين ليلة؟!)).
قال علي [بن عمر الدارقطني]: ((رفعه عمر بن هارون عنه، وخالفه وكيع)).(3/413)
1058- [أخبرنا أبو عبد الرحمن وأبو بكر؛ قالا: ثنا علي بن عمر]، حدثنا ابن مخلد، حدثنا الحساني، حدثنا وكيع، حدثنا الهذلي، عن الحسن، عن [عثمان] بن أبي العاص؛ أنه كان يقول لنسائه:
((إذا نفست إحداكن؛ فلا تقربني أربعين يوماً؛ إلا أن ترى الطهر قبل ذلك)).
قال علي: ((وكذلك رواه يونس بن عبيد وأشعث بن سوار(3/414)
ومبارك بن فضالة عن الحسن عن عثمان [بن أبي العاص](3/415)
موقوفاً)).
وروي عن [عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
1059- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله الجنيد، ثنا موسى بن زكريا التستري، ثنا] عمرو بن الحصين، حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة، عن عبدة ابن أبي لبابة، عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((تنتظر النفساء أربعين ليلة، فإن رأت الطهر قبل ذلك؛ فهي طاهر، وإن جاوزت الأربعين؛ فهي بمنزلة المستحاضة تغتسل وتصلي، فإن غلبها الدم؛ توضأت لكل صلاة)).(3/416)
عمرو بن الحصين ضعيف.
ومحمد بن علاثة متروك.
وقد ذكرنا في [بابهما] [ما تقع به الكفاية] [في مسألة مسح الأذنين].
وروي عن [أبي هريرة وأبي الدرداء رضي الله عنهما مرفوعاً.
1060- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ محمد بن عيسى بن السكن، ثنا عاصم بن علي، عن سليمان بن الحكم، عن] العلاء بن كثير، عن مكحول، عن أبي هريرة وأبي الدرداء؛ قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((النفساء تنتظر أربعين؛ إلا أن ترى الطهر قبل ذلك)).(3/417)
تفرد به العلاء بن كثير، وهو ضعيف، جرحه [يحيى] بن معين و[علي] بن المديني والبخاري وأبو عبد الرحمن النسائي.(3/418)
وروي عن [معاذ بن جبل - رضي الله عنه- مرفوعاً.
1061- أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن زنجويه، نا محمد بن إبراهيم أبو أمية، ثنا] حفص بن عمر [بن ميمون]، حدثنا محمد بن سعيد الشامي [أظنه عن عبادة بن نسي]، حدثني عبد الرحمن بن غنم؛ قال: سمعت معاذ بن جبل؛ [أنه] سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((لا حيض دون ثلاثة أيام، ولا حيض فوق عشرة، فما زاد على ذلك؛ فهي مستحاضة، فما زاد تتوضأ لكل صلاة إلى أيام أقرائها، ولا نفاس دون أسبوعين، ولا نفاس فوق أربعين، فإن رأت النفساء الطهر دون الأربعين؛ صامت وصلت، ولا يأتيها زوجها إلا بعد الأربعين)).(3/419)
محمد بن سعيد هذا هو الذي قتل وصلب في الزندقة، وهو متروك الحديث.(3/421)
وفي هذا الحديث ما قد أجمعوا على تركه.
وروي عن [عائشة رضي الله عنها مرفوعاً.
1062- أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن عمران بن الجنيد، ثنا الحسين بن بشر، ثنا] عبد العزيز بن أبان، حدثنا الحسن بن صالح، عن عطاء بن السائب، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عمرة، عن عائشة؛ قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في [النفساء] إذا تطاول بها الدم؛ قال: ((تمسك أربعين [يوماً]، ثم تغتسل وتتطهر وتتوضأ لكل صلاة)).
إسناده ضعيف. وعبد العزيز بن أبان جرحه [يحيى] بن معين(3/422)
وغيره.(3/423)
وروي [من وجه آخر ضعيف.
1063- أخبرنا أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن عمران بن أخي أبي زرعة، ثنا سليمان ابن النعمان، ثنا] يحيى بن العلاء، حدثني عبد الحميد [بن عبد الرحمن]، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة [رضي الله عنها]؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((وقت للنفساء أربعين يوماً)).
يحيى بن العلاء [الرازي] ضعيف، جرحه [يحيى] بن معين(3/424)
وغيره.(3/425)
وروي [من وجه آخر عن ابن أبي مليكة، عنها.
1064- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا عبد الله بن أبي داود إملاءً، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، ثنا سعد بن الصلت]، عن عطاء بن عجلان، عن [عبد الله] بن أبي مليكة [المكي]؛ قال:
((سئلت عائشة [رضي الله عنها] عن النفساء؛ فقالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ فأمرها أن تمسك أربعين ليلةً، ثم تغتسل، ثم تتطهر فتصلي)).(3/426)
قال علي [بن عمر]: ((عطاء بن عجلان متروك الحديث)).
1065- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا إبراهيم بن محمد بن عمرويه المزكي، ثنا محمد بن حمدويه السنجي، ثنا رواد بن إبراهيم، ثنا نوح بن أبي مريم، عن ابن عجلان، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة(3/427)
رضي الله عنها؛ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((وقت للنفساء أربعين يوماً)).
وروي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم .
1066- أخبرنا عمر بن عبد العزيز بن قتادة، ثنا محمد بن محمد ابن داود السجزي، أنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي، ثنا عباد(3/428)
ابن يعقوب الرواجني، ثنا المحاربي. (ح).
1067- وأخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمد بن أحمد بن هلال الشطوي، ثنا أبو سعيد الأشج -وما رأيت أحفظ منه-، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي. (ح).
1068- وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا يزداد بن عبد الرحمن، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي]، عن سلام بن سلم، عن حميد بن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((وقت النفساء أربعين يوماً [زاد الأشج:] إلا أن ترى الطهر قبل ذلك)).(3/429)
قال علي [بن عمر]: ((لم يروه عن حميد غير سلام هذا، وهو سلام الطويل، وهو ضعيف الحديث)).
1069- أخبرنا أبو سهل المهراني، أنبأ أبو الحسين العطار، أخبرني أبو عبد الله النحوي؛ قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول]:
((سلام بن سلم السعدي الطويل عن زيد العمي: تركوه)).
1070- [أخبرنا محمد بن الحسين، أنبأ أبو الحسين الحجاجي، ثنا أبو الجهم، ثنا إبراهيم بن يعقوب] الجوزجاني؛ [قال]:(3/432)
((سلام بن سلم المدائني غير ثقة)).
وروي [ذلك عن أنس بن مالك من وجه آخر.
1071- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أ[بو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن أيوب، ثنا محمد بن كثير، أنبأ] سفيان، عن زيد العمي، عن أبي إياس، عن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((وقت للنفساء أربعون [ليلة]؛ إلا أن ترى الطهر قبل ذلك.
زيد العمي ضعيف.
وروي عن أنس من قوله:
1072- [أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ أبو محمد بن(3/433)
حيان، ثنا محمد بن نصر، ثنا إسماعيل بن عمرو، ثنا الحسن بن صالح، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك؛ قال]:
((وقت للنفساء [أربعين] يوماً)).(3/434)
1073- أخبرنا أبو عبد الله [الحافظ]؛ قال: قال أبو بكر أحمد [ابن إسحاق] بن أيوب الفقيه رحمه الله:
((إن صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك؛ [فليس لأحد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة])).
إلا أن زيداً العمي وعبد الأعلى وعلي بن عبد الأعلى وأبا سهل ومسة فيهم نظر.
وخبر مكحول عن أبي هريرة وأبي الدرداء مرسل.
وعطاء بن عجلان فيه نظر.
وإن لم يصح واحد من هذه الأخبار؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال لعائشة وأم سلمة [رضي الله عنهما]:(3/435)
(([أنفستما؟] قالتا: نعم.
فسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة وأم سلمة [رضي الله عنهما] الحيض نفاساً، وهذا ما لم أعلم فيه خلافاً، وإذا صح أن الحيض نفاس، وقد أمر الله عز وجل، باعتزال الحيض، وأخبر أن الحيض أذى؛ وجب بدليل السنة وعموم الآية اعتزالهن؛ إلا أن تقوم حجة على خروجها من النفاس.(3/436)
1074- [وأخبرنا ابن بشران، أنبأ إسماعيل، ثنا سعدان، ثنا وكيع، عن إسرائيل]، عن جابر، عن عامر، عن سعيد بن المسيب، عن عمر رضي الله عنه؛ قال:
((تجلس النفساء أربعين يوماً)).
وعن سليمان البصري عن أنس بن مالك مثله.
وجابر الجعفي لا يحتج بحديثه، وقد قيل عن جابر عن عبد الله بن يسار.(3/437)
وروي عن ابن عباس [رضي الله عنه] في ذلك.
1075- [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد الصيرفي؛ قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا هارون بن سليمان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثني أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف ابن ماهك، عن ابن عباس؛ قال:
((النفساء تنتظر أربعين يوماً)) أو نحوه.
1076- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو الفضل الحسين بن يعقوب العدل، أنبأ يحيى بن أبي طالب، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء،(3/438)
أنبأ] هشام بن حسان، عن الجلد بن أيوب، عن معاوية بن قرة، عن عائذ بن عمرو؛ قال -وكان ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة-؛ قال:
((نفست امرأة له، فرأت الطهر بعد عشرين يوماً، فاغتسلت، ثم جاءت تدخل معه في لحافه؛ فوجد مسها؛ فقال: من هذه؟ قالت: فلانة. قال: ما لك؟ قالت: لا، إلا أني رأيت الطهر، فاغتسلت. فضربها برجله، فأقامها عن فراشه، وقال: لا تغريني عن ديني حتى تمضي الأربعون يوماً)).(3/439)
الجلد متروك، وليس على هذا [العمل]، [والله أعلم].(3/440)
مسألة (50): والمستحاضة تتوضأ لكل صلاة فريضة.
وقال أبو حنيفة: إنها تتوضأ لوقت كل صلاة، وتصلي بوضوئها ما شاءت من الفرائض والنوافل؛ ما لم يخرج وقت الصلاة، فإذا خرج وقتها؛ انتقض طهرها.(3/441)
ودليلنا من [طريق] الخبر ما:
1077- [أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاءً وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قراءةً، وقالا: ثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب: ثنا الحسين بن علي بن عفان السامري، ثنا يحيى بن عيسى الرملي، ثنا الأعمش]، عن حبيب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت:
((جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت: إني أستحاض؛ [فأمرها أن تجتنب الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل وتتوضأ(3/442)
لكل صلاة، وتصلي؛ وإن قطر على الحصير)).(3/443)
1078- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن يونس، نا عبد الله بن داود، ثنا الأعمش (فذكره بإسناده)؛ قال:
فقالت: إني أستحاض]؛ فلا أطهر؟ فقال: ((أحصي أيام حيضتك، ثم اغتسلي وتوضأي لكل صلاة؛ وإن قطر الدم على الحصير [قطراً])).(3/446)
يقال: إن عروة هذا ليس بابن الزبير، إنما هو [عروة] المزني، وقد سبق ذكري له في مسألة اللمس.
وقد وقفه حفص، وروى عن [ابن أبي مليكة عن عائشة رضي(3/447)
الله عنها.
1079- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ببغداد، ثنا أبو قلابة الرقاشي، ثنا أبو عاصم النبيل، ثنا] عثمان بن سعد القرشي، حدثنا ابن أبي مليكة؛ قال:
جاءت خالتي فاطمة بنت أبي حبيش إلى عائشة رضي الله عنها، فقالت: إني أخاف أن أقع في النار أدع الصلاة السنة والسنتين لا أصلي! فقالت: انتظري حتى يجيء النبي صلى الله عليه وسلم . فجاء؛ فقالت عائشة رضي الله عنها: هذه فاطمة تقول كذا وكذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((قولي لها: فلتدع الصلاة في كل شهر أيام قرئها، ثم لتغتسل في كل يوم غسلاً واحداً، ثم الطهور عند كل صلاة، ولتنظف ولتحتش؛ فإنما هو داء عرض، أو ركضة من الشيطان، أو عرق انقطع)).(3/448)
قال الحاكم أبو عبد الله [رحمه الله]: ((هذا حديث صحيح، وعثمان بن سعد الكاتب بصري ثقة، عزيز الحديث، يجمع حديثه)).(3/449)
قال [الإمام أحمد] رحمه الله: ((وقد تكلم فيه غيره، وفيه لين)).(3/450)
وقد تابعه الحجاج بن أرطأة عن ابن أبي مليكة.
1080- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا خالد بن يزيد السلمي -من أهل دمشق-، حدثني الحجاج ابن أرطأة عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت:
جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت: إني مستحاضة. قال: ((إنه ليس بالحيض، ولكنه عرق منك]، إذا أقبلت(3/451)
أيام أقرائك؛ فأمسكي عليك، فإذا مضت؛ فاغتسلي، ثم اطهري لكل صلاة)) (يعني: الوضوء).
1081- [أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا يحيى بن أبي بكير وأبو النصر؛ قالا: ثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة ومجالد وبيان -قال ابن أبي بكير في حديثه: إنهم سمعوا الشعبي- يحدث] عن قمير -امرأة مسروق-، عن عائشة رضي الله عنها؛ أنها قالت:
((المستحاضة تدع الصلاة أيام حيضها، ثم تغتسل، ثم تتوضأ عند كل صلاة وضوءً)).(3/452)
1082- أخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسة، نا [أبو] داود، [ثنا] محمد بن جعفر بن زياد وعثمان بن أبي شيبة، ثنا شريك، عن أبي اليقظان]، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم في المستحاضة:(3/454)
((تدع الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل، ثم تصلي، والوضوء عند كل صلاة)).(3/455)
[زاد عثمان: ((وتصوم وتصلي))].
1083- [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قراءةً، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب؛ قال: سمعت العباس بن محمد] الدوري [يقول]: سمعت يحيى بن معين يقول: عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قال:(3/456)
يحيى وجده اسمه دينار.
[قال أبو الفضل: ((فرددته أنا على يحيى، فقال: هو هكذا، اسمه دينار)).
قال الإمام أحمد رحمه الله: ((وقد قيل: عن أبيه عن علي رضي الله عنه)).
1084- أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأ أبو الحسين ابن ماتي الكوفي، ثنا أحمد بن حازم بن أبي عرزة، ثنا سعيد بن عثمان، ثنا شريك بن عبد الله، عن أبي اليقظان]، عن عدي بن(3/457)
ثابت، عن أبيه، عن [علي رضي الله عنه، عن النبي] صلى الله عليه وسلم :
((المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل وتتوضأ لكل صلاة وتصلي)).
1085- [وأخبرنا أبو الحسين بن ماتي، ثنا أحمد، ثنا سعيد، ثنا شريك، عن أبي اليقظان، به.
1086- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل البخاري -أخو غنجار، قدم علينا حاجاً-، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن يزداد بن علي الرازي إملاءً ببخارى، أنبأ(3/458)
أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي؛ قال: قرئ على بشر ابن الوليد الكندي وأنا حاضر؛ قيل له: حدثكم أبو] يوسف القاضي، عن عبد الله بن علي (يعني الإفريقي)، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم :
((أمر المستحاضة بالوضوء لكل صلاة)).(3/459)
1087- [أخبرنا الحسين بن محمد بن محمد بن علي الطوسي، أنا محمد بن بكير، ثنا أبو داود [ثنا] القعنبي، عن مالك]، عن سمي مولى أبي بكر:
[أن القعقاع وزيد بن أسلم أرسلاه إلى سعيد بن] المسيب [يسأله: كيف تغتسل المستحاضة؟]؛ قال: تغتسل من ظهر إلى ظهر، وتتوضأ لكل صلاة؛ فإن غلبها الدم؛ استثفرت بثوب)).(3/460)
[والله أعلم].(3/462)