مقدّمة
بسم الله الرحمن الرحيم يتبادر في مقدمة هذا المعجم تساؤل أساسي عن وظيفته التي يؤديها ضمن ذلك العدد المتكاثر من الأعمال المعجمية في المكتبة العربية، وإننا سنحاول بسط ماهية المادة العلمية في هذا المعجم: تكوينها، ومنهجها، ومن ثمّ علاقاتها بالجوانب الفاعلة في حياتنا المعاصرة:
1 - يتصل الحديث عن وظيفة «معجم المصطلحات العلمية العربية» بالحوار الدائر حول العلوم العربية القديمة، والفائدة التي نتوخّاها من إعادة نشرها وتحقيقها في مراكز البحوث والتراث، فهنالك من يرى أن السعي العلمي المعاصر هو الوحيد صاحب الجدارة في اهتماماتنا، وأن مدارسة كتب العلوم (طبا، وصيدلة، وهندسة، وفلكا، وحسابا، وميكانيكا) إنما تدرج في حيّز التأريخ. وهذا باب ليس بالواسع في رفده لحياتنا اليومية والعملية والعلمية، وهنالك فريق آخر يعتقد بجدوى دراسة البحوث العلمية القديمة، وذلك أنها لا تزال تحفل بما يفيد الإنسان المعاصر رغم التقدم الذي أحرزته اكتشافات عصر الذرّة والفضاء، والدعوة هاهنا تتوجه للجمع بين الضروري من المعطيات المعاصرة، وما يمكن أن نستخدمه من معطيات العلماء العرب في بحوثهم القديمة سواء في الطب والعلاج، أو الهندسة والمعمار، أو الفلاحة والطبيعة. ونظرة سريعة إلى انعكاسات المعطيات العصرية في حياة الإنسان والطبيعة تكفي للتأمل فيما يمكن أن تقدمه البسائط بدلا من المركّب المعقد خاصة في ميدان حفظ البيئة وتنمية التفاعل الطبيعي لدى الإنسان.
إنّ القيمة الحقيقية للعلوم العربية القديمة ومدارستها تتجلى على نحو واسع في ائتلاف العلوم البحتة والتطبيقية مع العلوم الإنسانية في كلّ متكامل لأنّ التفكير العلمي في إطار حضاري متميّز لا ينفصل عن الإحساس والانفعال في الجوانب الفنية، وكذلك يرتبط ارتباطا وثيقا باللغة التي يتداولها في مصطلحاته، وفي حياته اليوميّة.(1/5)
1 - يتصل الحديث عن وظيفة «معجم المصطلحات العلمية العربية» بالحوار الدائر حول العلوم العربية القديمة، والفائدة التي نتوخّاها من إعادة نشرها وتحقيقها في مراكز البحوث والتراث، فهنالك من يرى أن السعي العلمي المعاصر هو الوحيد صاحب الجدارة في اهتماماتنا، وأن مدارسة كتب العلوم (طبا، وصيدلة، وهندسة، وفلكا، وحسابا، وميكانيكا) إنما تدرج في حيّز التأريخ. وهذا باب ليس بالواسع في رفده لحياتنا اليومية والعملية والعلمية، وهنالك فريق آخر يعتقد بجدوى دراسة البحوث العلمية القديمة، وذلك أنها لا تزال تحفل بما يفيد الإنسان المعاصر رغم التقدم الذي أحرزته اكتشافات عصر الذرّة والفضاء، والدعوة هاهنا تتوجه للجمع بين الضروري من المعطيات المعاصرة، وما يمكن أن نستخدمه من معطيات العلماء العرب في بحوثهم القديمة سواء في الطب والعلاج، أو الهندسة والمعمار، أو الفلاحة والطبيعة. ونظرة سريعة إلى انعكاسات المعطيات العصرية في حياة الإنسان والطبيعة تكفي للتأمل فيما يمكن أن تقدمه البسائط بدلا من المركّب المعقد خاصة في ميدان حفظ البيئة وتنمية التفاعل الطبيعي لدى الإنسان.
إنّ القيمة الحقيقية للعلوم العربية القديمة ومدارستها تتجلى على نحو واسع في ائتلاف العلوم البحتة والتطبيقية مع العلوم الإنسانية في كلّ متكامل لأنّ التفكير العلمي في إطار حضاري متميّز لا ينفصل عن الإحساس والانفعال في الجوانب الفنية، وكذلك يرتبط ارتباطا وثيقا باللغة التي يتداولها في مصطلحاته، وفي حياته اليوميّة.
نحن نرجح الآراء التي تدعو إلى النظرة المتأملة في التراث العلمي لاستخراج ما يفيد منه، وهو ليس بالقليل، بل إنه كثير ومدهش في أحوال عديدة، ونؤكد أنّه جزء من التكوين الحضاري ينبّه إلى الدقة في الاستعمالات العصرية، وهاهنا نقطة هامة في وظيفة معجمنا ذلك أنّ كلّ ما يشتمل عليه من اصطلاحات يصلح للتداول في العلوم المعاصرة المدوّنة بالعربية الفصحى، فالتعريب وعلم المصطلح يغنيان بالمادة المعرفية، وكذلك بالقياس على المنهج المتّبع عند علماء العرب قديما في اشتقاق الاصطلاحات الحديثة، وهذا أمر متجدد والخطوة الأساسيّة فيه هي إتقان العلماء واللغويين للأداة اللغوية وأبعادها الدلالية بمرونة تتيح العطاء المستمرّ.
ولو أننا نظرنا إلى الحقبة الممتدة من الستينات إلى الثمانينات المعاصرة لنا، وسألنا عن المصطلحات العلمية في الفرنسية والإنكليزية والروسية لوجدنا آلافا من الاصطلاحات التي لم تكن تعرفها تلك اللغات أي أنها كوّنتها اشتقاقا ونحتا من أصول قديمة سواء اليونانية والآتينية واللغات الأوربية الحيّة.
القضيّة هاهنا ليست في غنى تلك اللغات بالمصطلحات، بل هي قدرتها على تشكيل المصطلح، ولا نغفل أمرا له أثره وهو المشاركة الفعلية في العلم، إلّا أنّ هذا العامل ليس مستقلا، وإنما يتفاعل مع البناء النظري والقدرة اللغوية.
نستطيع القول بأنّ (معجم المصطلحات العلمية) هذا يقدم العون للباحثين في العلوم العربية القديمة ذاتها خاصة بعد أن ينمو المعجم وتتعدد أقسامه وتستقل في مجلّدات متكاملة فعند ما يبحث دارس في الفلك أو الأدوية
أو الطبّ أو الميكانيك يجد شرحا وافيا وتوضيحا لمصطلحات يقابلها وهي غير جلية، إضافة إلى أنّ طموح هذا المعجم في أن يكون مسلسلا على نحو تطوّري تاريخي، سيعطي فائدة أكبر، والمهمة الأخرى التي يقدمها المعجم هي مدارسة المصطلحات المعرّبة قديما سواء بالترجمة أي بإعطاء الدلالة العلمية لفظا عربيا مستخدما من قبل في وجوه الحياة ويتمّ ربطه بالتخصيص أو بالتعميم أو بالنقل من مجال إلى آخر بحسب قوانين التطور الدلالي (1)، أو بالنحت الصوتي وفق الأوزان الصرفية العربية لأنّ الدلالة العلمية لا تجد لفظة تطورها أو لا تسعف الباحث العربي آنئذ القدرة اللغوية السريعة وكذلك يستفاد من النقل المؤقت لبعض الاصطلاحات (اليونانية القديمة، أو اللاتينية، أو الهندية أو سواها) في ميدان التقابل الصوتي والتوافق مع المنظومة الصوتية العربية.(1/6)
نستطيع القول بأنّ (معجم المصطلحات العلمية) هذا يقدم العون للباحثين في العلوم العربية القديمة ذاتها خاصة بعد أن ينمو المعجم وتتعدد أقسامه وتستقل في مجلّدات متكاملة فعند ما يبحث دارس في الفلك أو الأدوية
أو الطبّ أو الميكانيك يجد شرحا وافيا وتوضيحا لمصطلحات يقابلها وهي غير جلية، إضافة إلى أنّ طموح هذا المعجم في أن يكون مسلسلا على نحو تطوّري تاريخي، سيعطي فائدة أكبر، والمهمة الأخرى التي يقدمها المعجم هي مدارسة المصطلحات المعرّبة قديما سواء بالترجمة أي بإعطاء الدلالة العلمية لفظا عربيا مستخدما من قبل في وجوه الحياة ويتمّ ربطه بالتخصيص أو بالتعميم أو بالنقل من مجال إلى آخر بحسب قوانين التطور الدلالي (1)، أو بالنحت الصوتي وفق الأوزان الصرفية العربية لأنّ الدلالة العلمية لا تجد لفظة تطورها أو لا تسعف الباحث العربي آنئذ القدرة اللغوية السريعة وكذلك يستفاد من النقل المؤقت لبعض الاصطلاحات (اليونانية القديمة، أو اللاتينية، أو الهندية أو سواها) في ميدان التقابل الصوتي والتوافق مع المنظومة الصوتية العربية.
2 - يشتمل هذا المعجم على مجموعة من تعريفات العلوم وفروعها أي أننا نرصد ماهية العلم وأقسامه، ثم هنالك رصيد من الاصطلاحات التي تداولها الباحثون والعلماء العرب واستقرت دلالتها من القرن الثالث الهجري (مع الكندي) حتى أوائل القرن السادس (مع الغزالي). وهذا نهج تألفه الموسوعات الحديثة وكتب اصطلاحات العلوم فإما أن نجد شرحا موجزا أو أن نقرأ مقالة مكثفة تحت أحد المصطلحات.
نظمت هذه المواد بفضل أعمال الفلاسفة والمفكرين والعلماء والكتاب لأننا أفدنا من مادة (رسالة الكندي في الحدود) و (إحصاء العلوم للفارابي) و (مفاتيح العلوم للخوارزمي الكاتب) و (قسم النفس من كتاب النجاة لابن سينا) و (فصول من معيار العلم للغزالي).
نستطيع وصف هذا المعجم الذي رتّب وفق مفهوم معاجم المعاني العربية من مثل: (التلخيص في معرفة الأشياء لأبي هلال العسكري) (395هـ) (وفقه اللغة للثعالبي) (430هـ)، و (المخصّص لابن سيده)
__________
(1) انظر بحوثا في هذا الشأن في كتاب (علم الدلالة العربي / النظرية والتطبيق) د. فايز الداية دار الفكر بدمشق 1985.(1/7)
(458هـ) و (الغريب المصنّف لعيسى الربعي) (480هـ) بأنه موسوعة مركزة للعلوم العربية المزدهرة في أوج تألقها، وإن تكن استمرت بعد ذلك في عطاء امتد إلى أرجاء الدولة العربية وأوربة مما كان له أثره الواضح في النهضة الأوروبية في العلوم والمتمثلة بوادرها بالترجمات العلمية عن العربية، وفي تعليم المناهج والمصنفات العربية في الجامعات الأوربية، ولا تزال طبعات قديمة في أوربة تنطق بهذا، ولئن حاول كثير من هؤلاء الأوربيين إخفاء هذه الفاعلية الحضارية لقد ذكر آخرون باعتزاز أثر العلوم العربية في بناء الحضارة الحديثة (1).
تتوزع المادة المعجمية الاصطلاحية على ثلاثة محاور رئيسيّة تتفرع بعد ذلك إلى أقسام جزئية، وقد أملى علينا هذا الترتيب مسألتان:
أالأولى هي التنسيق بين مواد المصادر التي أفدنا منها، وكل منها يتبع منهجا يتقارب أو يبعد إذا ما قارناه بالكتب الأخرى.
ب والأخرى هي سعينا إلى ترسيخ مفهوم التطور التاريخي للمصطلح العلمي العربي وذلك في إطار منهجنا الدلالي الذي شرعنا فيه من قبل في مجالات لغوية حضارية.
أمّا هذه المحاور فهي:
1 - علوم اللسانيات والأدب من النحو والصرف والعروض ونقد الشعر وما يدخل في اهتمامات فقه اللغة من دلالة ومعجمية تخدمها، ومن ذلك ما قدّمه الكتّاب من تصنيف عملي للحقول الدلالية، وقد أدرج في هذا الحيّز ما يتصل بالموسيقى والأخبار والتأريخ.
2 - المنطق والفلسفة بفروع لها عرفتها لدى فلاسفة الإسلام من الكندي إلى الفارابي فابن سينا، ويناظر هذا ما دار في دراسات علماء الكلام والفقهاء
__________
(1) من ذلك ما جاء عند د. غوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب)، وما كتبه جورج سارتون في (تاريخ العلم).(1/8)
وقد خصّت الدراسات النفسية بمكانة عالية هاهنا إذ أوردنا مجملا لتصوّر النفس كما تحدث عنها ابن سينا.
3 - العلوم الطبية والصيدلانية، والرياضيات من هندسة وحساب، والفلك والنجوم، والميكانيك (الحيل)، والكيمياء.
تقوم خطتنا على أن نورد أولا ما ذكره الفارابي وهو الأقدم تاريخا (مع أننا خصصنا الكندي بالتقدم في قسم الفلسفة والكلام) في المحاور، ثم ما جاء لدى الخوارزمي الكاتب التالي للفارابي زمنا، وبعد ذلك ما قدّمه ابن سينا، ومن ثمّ ما ألّفه الإمام الغزالي، على هذا نكون ثبّتنا السلسلة التأريخية للمصطلح، وإن تكن ضمن مجموعات (محاور).
يغنى منهجنا ومصنّفنا هذا بأمرين: أولهما: إفراد كل محور بمجلّد قابل للتوسع، ثم إضافة اصطلاحات العلوم العربية من أصولها التي تنشر تباعا، أو مما نشر قبل منذ القرن الماضي، فالمقارنة تقوم بين ما جمعه هؤلاء الفلاسفة والدارسون الذين رصدنا جزءا من نتاجهم في معجمنا، وما يكون عليه المصطلح في سياقه العلمي سواء النظري أو العملي التطبيقي.
إن هذا المعجم في مادته ومنهجه أساس يمكن أن تصبّ فيه أعمال علمية، كما أنه استفاد بطبيعة الحال من الكتب التي ظهرت من قبل بجهود علماء أفاضل، وهكذا الشأن في كل عمل مركّب فلا بد له من البسائط التي تسبقه، فقد تعاقب عدد من المستشرقين على (إحصاء العلوم) للفارابي، ثم أضاف إلى جهودهم عناية ممتازة الدكتور عثمان أمين، كما أن (رسالة الكندي) لقيت العناية لدى الدكتور عبد الهادي أبو ريدة، وكان (قان قلوتن) نشر (مفاتيح العلوم) أواخر القرن التاسع عشر، ثم صدر مع تصويبات لما وقع في الطبعة الأوربية بمصر، وكان (النجاة) متداولا في أصول قديمة إلى أن عني ناشر بإخراجه في ثوب جديد (محيي الدين الكردي) بجهود باحثين لم تذكر أسماؤهم، وأمّا (معيار العلم) فقد حظي بطبعة عصرية للدكتور (سليمان دنيا).
أمّا عملنا في هذا المصنّف فهو أولا الاختيار والتنظيم بين المواد العلمية،
وكذلك اختيار المنهج التأريخي لتطور الدلالة العلمية، ثم كان لنا تعليق وشرح لمواضع عديدة، وذلك بالرجوع إلى الأصول قدر الطاقة، وليس الشأن في موسوعة مركّزة كهذه في متناول باحث واحد، لذا فقد أرسيت مفهومات للعمل سأسعى إلى إغنائها وباب المحاورة مفتوح ليكون الأفضل للعربية والعلم.(1/9)
أمّا عملنا في هذا المصنّف فهو أولا الاختيار والتنظيم بين المواد العلمية،
وكذلك اختيار المنهج التأريخي لتطور الدلالة العلمية، ثم كان لنا تعليق وشرح لمواضع عديدة، وذلك بالرجوع إلى الأصول قدر الطاقة، وليس الشأن في موسوعة مركّزة كهذه في متناول باحث واحد، لذا فقد أرسيت مفهومات للعمل سأسعى إلى إغنائها وباب المحاورة مفتوح ليكون الأفضل للعربية والعلم.
أمّا أصحاب الكتب التي صنّف المعجم من مادتها فلا بد من تعريف قصير يميّزهم من سواهم، ويحدّد بعض المصادر والمراجع التي درستهم وعرضت لأعمالهم، والمجال في مقدمة لا يتسع لأكثر من هذا الصنيع.
1 - الكندي هو يعقوب بن إسحاق بن الصباح، فيلسوف العرب والإسلام، يعود نسبه إلى قبيلة كندة العربية، كانت نشأته بالبصرة، ثم انتقل إلى بغداد وقد اشتهر بالطب والفلسفة والموسيقى والهندسة والفلك.
لقي عناية وترحيبا لدى المأمون والمعتصم، ومرّت به أيّام عصيبة أيّام الخليفة المتوكل، يزيد عدد كتبه المؤلفة والمترجمة على ثلاثمائة، منها: (إلهيات أرسطو، والأدوية المركبة، والمدّ والجزر، والفلسفة الأولى، ورسالة في النغم، وعمل السيوف، والقول في النفس) ت. 260هـ[انظر في الأعلام للزركلي، والفهرست لابن النديم، وطبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل، وسرح العيون شرح رسالة ابن زيدون لابن نباته، و (الكندي) للدكتور أحمد فؤاد الأهواني، و].: 032) 902 (،.: 273
2 - الفارابي هو محمد بن طرخان أبو نصر الفارابي، ويلقّب بالمعلم الثاني بعد أرسطو ولد الفارابي سنة 260هـ 874م وتوفي 339هـ 950م وهو الفيلسوف العالم.
نشأ الفارابي ببغداد، وتنقّل بينها وبين الشام ومصر، وقد اتصل بسيف الدولة الحمداني وكان يحسن اليونانية، وأكثر اللغات الشرقية لعصره، وبرع في التأليف الموسيقي العلمي، ويقال إنه اخترع آلة القانون الموسيقية أو إنه أعطاها صورتها العربية.
له أكثر من مائة كتاب منها: (آراء أهل المدينة الفاضلة، الخطابة، والمنطق، الحروف، الألفاظ، إحصاء العلوم، الموسيقى الكبير).
[انظر في الأعلام للزركلي، ومقدمة طبعة د. عثمان أمين لإحصاء العلوم، وطبقات الأطباء، ووفيات الأعيان، ودائرة المعارف الإسلامية، وبروكلمان:]. 232) 012 (.: 573(1/10)
له أكثر من مائة كتاب منها: (آراء أهل المدينة الفاضلة، الخطابة، والمنطق، الحروف، الألفاظ، إحصاء العلوم، الموسيقى الكبير).
[انظر في الأعلام للزركلي، ومقدمة طبعة د. عثمان أمين لإحصاء العلوم، وطبقات الأطباء، ووفيات الأعيان، ودائرة المعارف الإسلامية، وبروكلمان:]. 232) 012 (.: 573
3 - الخوارزمي الكاتب هو محمد بن أحمد بن يوسف أبو عبد الله الخوارزمي (ت 387هـ 997م) الكاتب البلخي، باحث من أهل خراسان، له فضل في العلم، والكتابة التي كانت تتطلب ثقافة لغوية وعلمية واسعة، تجلّت في (مفاتيح العلوم).
ولا نكاد نعرف عن شخصية هذا المؤلف إلا كتابه هذا، وعملا آخر في المشترك اللفظي، فالخوارزمي الكاتب يعرف بكتبه فهي أوضح ما يظهر لنا.
[انظر دائرة المعارف الإسلاميّة ج 9ص 17بقلم.، وكشف الظنون، وخطط المقريزي] 4ابن سينا هو الحسين بن علي (370هـ 980م 427هـ 1037م) الفيلسوف الطبيب العالم الذي خاض في شؤون العلم والحياة فكان السياسي المحنّك، والباحث في العلم.
له حشد من المؤلفات في أبواب المعرفة الإنسانية من فلسفة برؤية عامة (الشفاء) والطب والصيدلة بين النظرية والتطبيق (القانون) إلى العديد من الكتب في (النفس) مجملة ومفصّلة، وله شعر أشهره القصيدة العينيّة في النفس، ورسالة في أسباب حدوث الحروف في اللغة.
[انظر وفيات الأعيان، وخزانة الأدب للبغدادي، ودائرة المعارف الإسلامية، ومؤلفات ابن سينا للأب جورج شحادة القنواتي].
5 - الغزالي هو محمد بن محمد بن محمد الغزالي (450هـ 1058م 505هـ 1111م) المفكّر والمتصوّف والأصولي والباحث في العلوم، له نحو مائتي كتاب منها (إحياء علوم الدين، تهافت الفلاسفة، المستصفى من أصول الفقه، المنقذ من الضلال، معيار العلم، كيمياء السعادة، ميزان العمل).
مولد الغزالي ووفاته قرب طوس، كانت له رحلة إلى نيسابور وبغداد فالحجاز، فبلاد الشام فمصر.(1/11)
5 - الغزالي هو محمد بن محمد بن محمد الغزالي (450هـ 1058م 505هـ 1111م) المفكّر والمتصوّف والأصولي والباحث في العلوم، له نحو مائتي كتاب منها (إحياء علوم الدين، تهافت الفلاسفة، المستصفى من أصول الفقه، المنقذ من الضلال، معيار العلم، كيمياء السعادة، ميزان العمل).
مولد الغزالي ووفاته قرب طوس، كانت له رحلة إلى نيسابور وبغداد فالحجاز، فبلاد الشام فمصر.
[وفيات الأعيان، طبقات الشافعية، مفتاح السعادة وبروكلمان].
: 535) 914 (.: 447
إنّ هذا المعجم الذي نقدمه يرتبط بمشكلات التعريب من الاشتقاق والصياغة إلى التحليلات الدلالية، والنظر في السياق وقضاياه، أي أنّ علم المصطلح () سيرتكز إلى معطيات يقدمها هذا المعجم للمصطلحات العلمية العربية.
د. فايز الداية(1/12)
د. فايز الداية
المحور الأول
علم اللسان، علم الموسيقى، وأسماء الآلات الموسيقية، علم النحو ومصطلحاته، مصطلحات الدواوين: الخراج، الخزن، البريد، الجيش، المساحة والمكاييل، الريّ (الماء)، الرسائل.
علم العروض (والقافية) ومصطلحاته، نقد الشعر في الأخبار (التاريخ): ملوك الفرس، الخلفاء، ملوك اليمن، ملوك معدّ من اليمانية في الجاهلية، ملوك الروم، ألفاظ في الفتوح والمغازي وأخبار العرب وأيامها في الجاهلية وأخبار الروم.
* من كلام الفارابي الفيلسوف.
* من كلام الخوارزمي الكاتب.(1/13)
* من كلام الخوارزمي الكاتب.
في علم اللسان
علم اللسان في الجملة ضربان:
أحدهما حفظ الألفاظ الدالة عند أمة ما وعلم ما يدل عليه شيء منها، والثاني علم قوانين تلك الألفاظ.
والقوانين في كل صناعة أقاويل كلية أي جامعة ينحصر في كل واحد منها أشياء كثيرة مما تشتمل عليه تلك الصناعة وحدها حتى يأتي على جميع الأشياء التي هي موضوعة للصناعة أو على أكثرها.
وتكون معدّة إما ليحاط بها ما هو من تلك الصناعة لئلا يدخل فيها ما ليس منها أو يشذ عنها ما هو منها، وإما ليمتحن بها ما لا يؤمن أن يكون قد غلط فيه غالط، وإما ليسهل بها تعلم ما تحتوي عليه الصناعة وحفظها.
والأشياء المفردة الكثيرة إنما تصير صنائع أو في صنائع بأن تحصر في قوانين تحصل في نفس الإنسان على ترتيب معلوم: وذلك مثل الكتابة والطب والفلاحة والعمارة، وغيرها من الصنائع عملية كانت أو نظرية.
وكل قول كان قانونا في صناعة ما فإنه معدّ بما هو قانون لأحد ما ذكرنا أو لجميعه: فلذلك كان القدماء يسمون كلّ آلة عملت لامتحان ما عسى أن يكون الحس قد غلط فيه من كمية جسم أو كيفيته أو غير ذلك مثل الشاقول والبركار والمسطرة والموازين قوانين ويسمون أيضا جوامع الحساب وجداول النجوم قوانين، والكتب المختصرة التي جعلت تذاكير الكتب الطويلة قوانين، إذ كانت أشياء قليلة العدد تحصر أشياء كثيرة ويكون تعلمنا لها وحفظنا إياها، وهي قليلة العدد، قد علمنا أشياء كثيرة العدد.
ونرجع الآن إلى ما كنا فيه فنقول: إن الألفاظ الدالة في لسان كل أمة ضربان، مفرد ومركّب. فالمفرد كالبياض والسواد والإنسان والحيوان والمركّب كقولنا: الإنسان حيوان، وعمرو أبيض. والمفردة منها ما هي ألقاب أعيان: مثل زيد وعمرو، ومنها ما يدل على أجناس الأشياء وأنواعها: مثل الإنسان والفرس والحيوان والبياض والسواد والمفردة والدالة على الأجناس والأنواع منها أسماء ومنها كلم ومنها أدوات. ويلحق الأسماء والكلم التذكير والتأنيث والتوحيد والتثنية والجمع ويلحق الكلم خاصة الأزمان، وهي الماضي والحاضر والمستقبل.(1/15)
وكل قول كان قانونا في صناعة ما فإنه معدّ بما هو قانون لأحد ما ذكرنا أو لجميعه: فلذلك كان القدماء يسمون كلّ آلة عملت لامتحان ما عسى أن يكون الحس قد غلط فيه من كمية جسم أو كيفيته أو غير ذلك مثل الشاقول والبركار والمسطرة والموازين قوانين ويسمون أيضا جوامع الحساب وجداول النجوم قوانين، والكتب المختصرة التي جعلت تذاكير الكتب الطويلة قوانين، إذ كانت أشياء قليلة العدد تحصر أشياء كثيرة ويكون تعلمنا لها وحفظنا إياها، وهي قليلة العدد، قد علمنا أشياء كثيرة العدد.
ونرجع الآن إلى ما كنا فيه فنقول: إن الألفاظ الدالة في لسان كل أمة ضربان، مفرد ومركّب. فالمفرد كالبياض والسواد والإنسان والحيوان والمركّب كقولنا: الإنسان حيوان، وعمرو أبيض. والمفردة منها ما هي ألقاب أعيان: مثل زيد وعمرو، ومنها ما يدل على أجناس الأشياء وأنواعها: مثل الإنسان والفرس والحيوان والبياض والسواد والمفردة والدالة على الأجناس والأنواع منها أسماء ومنها كلم ومنها أدوات. ويلحق الأسماء والكلم التذكير والتأنيث والتوحيد والتثنية والجمع ويلحق الكلم خاصة الأزمان، وهي الماضي والحاضر والمستقبل.
وعلم اللسان عند كل أمة ينقسم سبعة أجزاء عظمى: علم الألفاظ المفردة، وعلم الألفاظ المركبة، وعلم قوانين الألفاظ عند ما تكون مفردة وقوانين الألفاظ عند ما تركّب، وقوانين تصحيح الكتابة، وقوانين تصحيح القراءة، وقوانين الأشعار.
فعلم الألفاظ المفردة الدالة يحتوي على علم ما تدل عليه لفظة لفظة من الألفاظ المفردة الدالة على أجناس الأشياء وأنواعها وحفظها وروايتها كلها، الخاص بذلك اللسان والدخيل فيه والغريب عنه والمشهور عند جميعهم.
وعلم الألفاظ المركبة هو علم الأقاويل التي تصادف مركبة عند تلك الأمة، وهي التي صنعها خطباؤهم وشعراؤهم ونطق بها بلغاؤهم وفصحاؤهم المشهورون عندهم، وروايتها وحفظها، طوالا كانت أو قصارا، موزونة كانت أو غير موزونة.
وعلم قوانين الألفاظ المفردة يفحص أولا في الحروف المعجمة عن عددها ومن أين يخرج كل واحد منها (في آلات التصويت) وعن المصوت منها، وعما يتركب منها في ذلك اللسان وعما لا يتركّب وعن أقل ما يتركب منها حتى يحدث عنها لفظة دالة وكم أكثر ما يتركب وعن الحروف الثابتة التي لا تتبدل في بنية اللفظ عند لواحق الألفاظ من تثنية وجمع وتذكير وتأنيث واشتقاق وغير ذلك، وعن الحروف التي بها يكون تغاير الألفاظ عند اللواحق، وعن الحروف التي تندغم عند ما تتلاقى.
ثم من بعد هذا يعطي قوانين أمثلة الألفاظ المفردة ويميز بين المثالات الأول التي ليست هي مشتقة من شيء وبين ما هي مشتقة، ويعطي أمثلة أصناف الألفاظ المشتقة، ويميز في المثالات الأول بين ما هي منها مصادر وهي التي منها يعمل الكلم وبين ما ليس منها بمصدر وكيف تغير المصادر حتى تصير كلما، ويعطي أصناف أمثلة الكلم وكيف يعدل بالكلم حتى تصير أمرا ونهيا وما جانس ذلك في أصناف كميتها: وهي الثلاثية والرباعية وما هو أكثر منها، والمضاعف منها وغير المضاعف وفي كيفيتها: وهي الصحيح منها والمعتل، ويعرف كيف يكون ذلك عند التذكير والتأنيث والتثنية والجمع، وفي وجوه الكلم وفي أزمانها جميعا والوجوه هي أنا وأنت وذاك وهو، ثم يفحص عن الألفاظ التي عسر النطق بها أول ما وضعت فغيرت حتى سهل النطق بها.(1/16)
وعلم قوانين الألفاظ المفردة يفحص أولا في الحروف المعجمة عن عددها ومن أين يخرج كل واحد منها (في آلات التصويت) وعن المصوت منها، وعما يتركب منها في ذلك اللسان وعما لا يتركّب وعن أقل ما يتركب منها حتى يحدث عنها لفظة دالة وكم أكثر ما يتركب وعن الحروف الثابتة التي لا تتبدل في بنية اللفظ عند لواحق الألفاظ من تثنية وجمع وتذكير وتأنيث واشتقاق وغير ذلك، وعن الحروف التي بها يكون تغاير الألفاظ عند اللواحق، وعن الحروف التي تندغم عند ما تتلاقى.
ثم من بعد هذا يعطي قوانين أمثلة الألفاظ المفردة ويميز بين المثالات الأول التي ليست هي مشتقة من شيء وبين ما هي مشتقة، ويعطي أمثلة أصناف الألفاظ المشتقة، ويميز في المثالات الأول بين ما هي منها مصادر وهي التي منها يعمل الكلم وبين ما ليس منها بمصدر وكيف تغير المصادر حتى تصير كلما، ويعطي أصناف أمثلة الكلم وكيف يعدل بالكلم حتى تصير أمرا ونهيا وما جانس ذلك في أصناف كميتها: وهي الثلاثية والرباعية وما هو أكثر منها، والمضاعف منها وغير المضاعف وفي كيفيتها: وهي الصحيح منها والمعتل، ويعرف كيف يكون ذلك عند التذكير والتأنيث والتثنية والجمع، وفي وجوه الكلم وفي أزمانها جميعا والوجوه هي أنا وأنت وذاك وهو، ثم يفحص عن الألفاظ التي عسر النطق بها أول ما وضعت فغيرت حتى سهل النطق بها.
وعلم قوانين الألفاظ عند ما تركّب ضربان:
أحدهما يعطي قوانين أطراف الأسماء والكلم عند ما تركب أو ترتب والثاني يعطي قوانين في أحوال التركيب والترتيب نفسه كيف هي في ذلك اللسان، وعلم قوانين الأطراف المخصوص بعلم النحو، فهو يعرف أن الأطراف إنما تكون أولا للأسماء ثم للكلم وأن أطراف الأسماء منها ما يكون في أوائلها مثل ألف لام التعريف العربية أو ما قام مقامها في سائر الألسنة ومنها ما يكون في نهاياتها، وهي الأطراف الأخيرة، وتلك التي تسمّى حروف الإعراب، وأن الكلم ليس لها أطراف أول وإنما لها أطراف أخيرة والأطراف الأخيرة للأسماء والكلم هي في العربية مثل التنوينات الثلاثة والحركات الثلاث والجزم وشيء آخر إن كان يستعمل في اللسان العربي طرفا ويعرف أن من الألفاظ ما لا ينصرف في الأطراف كلها، بل إنما هو مبني على طرف واحد فقط في جميع الأحوال التي ينصرف فيها غيره من الألفاظ، ومنها ما ينصرف في بعضها دون بعض، ومنها ما ينصرف في جميعها ويحصي الأطراف كلها ويميز أطراف الأسماء من أطراف الكلم ويحصي جميع الأحوال التي تنصرف فيها الأسماء المنصرفة وجميع الأحوال التي ينصرف فيها الكلم ثم يعرف في أي حال يلحق كل واحد من الأسماء والكلم أي طرف، فيأتي أولا على إحصاء حال
حال من أحوال الأسماء الموحّدة المنصرفة التي يلحقها في كل حال طرف ما من أطراف الأسماء ثم يعطي مثل ذلك في الأسماء المثناة والمجموعة إلى أن يستوعب الأحوال التي يتبدل فيها على الكلم أطرافها التي جعلت لها ثم يعرف الأسماء التي تنصرف في بعض الأطراف وفي أيها تنصرف وفي أيها لا تنصرف ثم يعرف الأسماء التي كل واحد منها مبني على طرف واحد فقط وأيها مبني على أي طرف.(1/17)
أحدهما يعطي قوانين أطراف الأسماء والكلم عند ما تركب أو ترتب والثاني يعطي قوانين في أحوال التركيب والترتيب نفسه كيف هي في ذلك اللسان، وعلم قوانين الأطراف المخصوص بعلم النحو، فهو يعرف أن الأطراف إنما تكون أولا للأسماء ثم للكلم وأن أطراف الأسماء منها ما يكون في أوائلها مثل ألف لام التعريف العربية أو ما قام مقامها في سائر الألسنة ومنها ما يكون في نهاياتها، وهي الأطراف الأخيرة، وتلك التي تسمّى حروف الإعراب، وأن الكلم ليس لها أطراف أول وإنما لها أطراف أخيرة والأطراف الأخيرة للأسماء والكلم هي في العربية مثل التنوينات الثلاثة والحركات الثلاث والجزم وشيء آخر إن كان يستعمل في اللسان العربي طرفا ويعرف أن من الألفاظ ما لا ينصرف في الأطراف كلها، بل إنما هو مبني على طرف واحد فقط في جميع الأحوال التي ينصرف فيها غيره من الألفاظ، ومنها ما ينصرف في بعضها دون بعض، ومنها ما ينصرف في جميعها ويحصي الأطراف كلها ويميز أطراف الأسماء من أطراف الكلم ويحصي جميع الأحوال التي تنصرف فيها الأسماء المنصرفة وجميع الأحوال التي ينصرف فيها الكلم ثم يعرف في أي حال يلحق كل واحد من الأسماء والكلم أي طرف، فيأتي أولا على إحصاء حال
حال من أحوال الأسماء الموحّدة المنصرفة التي يلحقها في كل حال طرف ما من أطراف الأسماء ثم يعطي مثل ذلك في الأسماء المثناة والمجموعة إلى أن يستوعب الأحوال التي يتبدل فيها على الكلم أطرافها التي جعلت لها ثم يعرف الأسماء التي تنصرف في بعض الأطراف وفي أيها تنصرف وفي أيها لا تنصرف ثم يعرف الأسماء التي كل واحد منها مبني على طرف واحد فقط وأيها مبني على أي طرف.
وأما الأدوات فإن كانت عادتهم أن تكون كل واحدة منها مبنية على طرف واحد، أو كان بعضها مبنيا على واحد فقط وبعضها ينصرف في شيء من الأطراف، عرف كل ذلك. وإن كانت قد توجد لهم ألفاظ يشكّ في أمرها هل هي أدوات أو أسماء أو كلم، أو كان يخيل فيها أن بعضها يشاكل الأسماء وبعضها يشاكل الكلم احتاج أن يعرف ما من هذه يجرى مجرى الأسماء وفي ماذا ينصرف من أطرافها، وما منها يجري مجرى الكلم وفي ماذا ينصرف من أطرافها.
وأما الضرب الذي يعطي قوانين التركيب نفسه فإنه يبين أولا كيف تتركب الألفاظ وتترتب في ذلك اللسان، وعلى كم ضرب حتى تصير أقاويل. ثم يبين أيّها هو التركيب والترتيب الأفصح في ذلك اللسان.
وعلم قوانين الكتابة يميز أولا ما لا يكتب في السطور من حروفهم وما يكتب ثم يبين فيما يكتب في السطور كيف سبيله أن يكتب.
وعلم قوانين تصحيح القراءة يعرف مواضع النقط والعلامات التي تجعل عندهم لما لا يكتب في السطور من حروفهم وما يكتب والعلامات التي تميز بين الحروف المشتركة، والعلامات التي تجعل للحروف التي إذا تلاقت اندغم بعضها في بعض أو تنحى بعضها لبعض والعلامات التي تجعل عندهم لمقاطع الأقاويل، وتميز علامات المقاطع الصغرى من علامات المقاطع الوسطى والكبرى، فتبين علامات رداءة الألفاظ والأقاويل المرتبطة والتي ينقض بعضها بعضا وخاصة إذا تباعد ما بينها.
وعلم الأشعار على الجهة التي تشاكل علم اللسان ثلاثة أجزاء:(1/18)
وعلم قوانين تصحيح القراءة يعرف مواضع النقط والعلامات التي تجعل عندهم لما لا يكتب في السطور من حروفهم وما يكتب والعلامات التي تميز بين الحروف المشتركة، والعلامات التي تجعل للحروف التي إذا تلاقت اندغم بعضها في بعض أو تنحى بعضها لبعض والعلامات التي تجعل عندهم لمقاطع الأقاويل، وتميز علامات المقاطع الصغرى من علامات المقاطع الوسطى والكبرى، فتبين علامات رداءة الألفاظ والأقاويل المرتبطة والتي ينقض بعضها بعضا وخاصة إذا تباعد ما بينها.
وعلم الأشعار على الجهة التي تشاكل علم اللسان ثلاثة أجزاء:
أحدها إحصاء الأوزان المستعملة في أشعارهم، بسيطة كانت الأوزان أو مركبة، ثم إحصاء تركيبات الحروف المعجمة التي تحصل عن صنف صنف منها ووزن وزن من أوزانهم وهي التي تعرف عند العرب بالأسباب والأوتاد، وعند اليونانيين بالمقاطع والأرجل ثم الفحص عن مقادير الأبيات والمصاريع، ومن كم حرف ومقطع يتم بيت بيت في وزن وزن. ثم يميز الأوزان الوافية من الناقصة وأي الأوزان أبهى وأحسن وألذّ مسموعا.
والجزء الثاني النظر في نهايات الأبيات في وزن وزن أيما منها عندهم على وجه واحد، وأيما منها على وجوه كثيرة. ومن هذا أيها هو التام وأيها الزائد وأيها الناقص وأي النهايات يكون بحرف واحد بعينه محفوظا في الشعر كله، وأيها منها يكون بحروف أكثر من واحد محفوظة في القصيدة، وكم أكثر الحروف التي تكون نهايات الأبيات عندهم ثم نعرف التي هي بحروف كثيرة هل يجوز أن يبدل مكان بعضها حروف أخر مساوية لها في زمان النطق بها أم لا، وأيها منها يجوز أن يبدل بحرف مساو له في الزمان.
والجزء الثالث يفحص عما يصلح أن يستعمل في الأشعار من الألفاظ عندهم مما ليس يصلح أن يستعمل في القول الذي ليس بشعر.
فهذه جمل ما في كل واحد من أجزاء علم اللسان.
علم الموسيقى:
وأما علم الموسيقى فإنه يشتمل بالجملة على تعرف أصناف الألحان، وعلى ما منه تؤلف، وعلى ما له ألّفت، وكيف تؤلّف، وبأي أحوال يجب أن تكون حتى يصير فعلها أنفذ وأبلغ.
والذي يعرف بهذا الاسم علمان: أحدهما علم الموسيقى العملية، والثاني علم الموسيقى النظرية.
فالموسيقى العملية هي التي شأنها أن توجد أصناف الألحان محسوسة في الآلات التي لها أعدت إما بالطبع وإما بالصناعة.(1/19)
والذي يعرف بهذا الاسم علمان: أحدهما علم الموسيقى العملية، والثاني علم الموسيقى النظرية.
فالموسيقى العملية هي التي شأنها أن توجد أصناف الألحان محسوسة في الآلات التي لها أعدت إما بالطبع وإما بالصناعة.
والآلة الطبيعية هي الحنجرة واللهاة وما فيها ثم الأنف والصناعية مثل المزامير والعيدان وغيرها.
وصاحب الموسيقى العملية إنما يتصور النغم والألحان وجميع لواحقها على أنها في الآلات التي منها تعوّد إيجادها.
والنظرية تعطي علمها وهي معقولة وتعطي أسباب كل ما تأتلف منه الألحان، لا على أنها في مادة بل على الإطلاق، وعلى أنها منتزعة من كل آلة وكل مادة، وتأخذها على أنها مسموعة على العموم ومن أي آلة اتفقت ومن أي جسم اتفق.
وينقسم علم الموسيقى النظري إلى أجزاء عظمى خمسة:
أولها: القول في المبادئ والأوائل التي شأنها أن تستعمل في استخراج ما في هذا العلم، وكيف الوجه في استعمال تلك المبادئ، وبأي طريق تستنبط هذه الصناعة، ومن أي الأشياء، ومن كم شيء تلتئم، وكيف ينبغي أن يكون الفاحص عما فيها.
والثاني القول في أصول هذه الصناعة، وهو القول في استخراج النغم وكم عددها وكيف هي وكم أصنافها، وتبيين نسب بعضها إلى بعض والبراهين على جميع ذلك، والقول في أصناف أوضاعها وترتيباتها التي بها تصير موطأة لأن يأخذ الآخذ منها ما شاء فيركّب منها الألحان.
والثالث: القول في مطابقة ما تبين في الأصول بالأقاويل والبراهين على أصناف آلات الصناعة التي تعدّ بها وإيجادها كلها فيها ووضعها منها على التقدير والترتيب الذي تبين في الأصول.
والرابع: القول في أصناف الإيقاعات الطبيعية التي هي أوزان النغم.
والخامس: في تأليف الألحان في الجملة، ثم تأليف الألحان الكاملة، وهي
الموضوعة في الأقاويل الشعرية المؤلفة على ترتيب وانتظام، وكيفية صنعتها بحسب غرض غرض من أغراض الألحان وتعرف الأحوال التي تصير بها أبلغ وأنفذ في بلوغ الغرض الذي له عملت.(1/20)
والخامس: في تأليف الألحان في الجملة، ثم تأليف الألحان الكاملة، وهي
الموضوعة في الأقاويل الشعرية المؤلفة على ترتيب وانتظام، وكيفية صنعتها بحسب غرض غرض من أغراض الألحان وتعرف الأحوال التي تصير بها أبلغ وأنفذ في بلوغ الغرض الذي له عملت.
في وجوه الإعراب ومبادئ النحو على مذهب عامة النحويين
(هذه الصناعة تسمّى باليونانية غرماطيقى وبالعربية النحو) الكلام ثلاثة أشياء اسم كزيد وعمرو وحمار وفرس وفعل مثل ضرب ويضرب ومشى ويمشي ومرض ويمرض. وحرف يجيء لمعنى مثل هل وقد وبل.
وأهل الكوفة يسمّون حروف المعاني الأدوات وأهل المنطق يسمونها الرّباطات (1). النعت كقولك زيد الطّويل فالطويل هو النعت ويسمّى صفة.
والخبر كقولك زيد طويل فقولك طويل هو خبر.
الحركات التي تلزم أواخر الكلام للإعراب ثلاث: رفع ونصب وخفض وقد تسمى أيضا ضما وفتحا وكسرا وقد يسمّى الخفض أيضا جرا وقد فرّق البصريون بين هذه الأسماء فجعلوا الرفع لما دخل على الأسماء المتمكنة التي يلزمها الإعراب بالحركات الثلاث مثل قولك زيد وعمرو وعبد الله وجعلوا الضمّ لما بني مضموما مثل نحن وقطّ وحيث وجعلوا النصب للأسماء المتمكنة
__________
(1) لقد تطور استعمال المصطلحات في الكتب المنطقية العربية في مرحلة نضج التأليف الفلسفي فلم يعد الفلاسفة يتخذون هذا المصطلح. (الرباط) كما كان الشأن في الترجمات القديمة كما في صنيع أبي بشر متّى بن يونس ت 328هـ إذ ترجم كتاب الشعر الأرسطي ص 113تحقيق د. شكري عياد بل استخدموا اصطلاح: الأدوات كما لدى الفارابي: إحصاء العلوم ص 63تحقيق د. عثمان أمين، وابن سينا: / العبارة من الشفاء ص 28تحقيق محمود الخضيري، وابن سهلان الساوي في البصائر ص 89.
وبقيت كلمة (الرابطة) مستخدمة للدلالة على فعل الكون العام (الوجود) اللازم في اللغات الهندية الأوربية كاليونانية لتحقيق الجملة الاسمية البسيطة (الحملية) زيد منطلق. فلا بد من فعل الكون رابطا للنسبة بينهما، كان يكون / العبارة من الشفاء ص 3937.(1/21)
التي يلزمها الإعراب بالحركات الثلاث وجعلوا الفتح لما بني مفتوحا نحو أين وكيف وشتّان وجعلوا الخفض للأسماء المتمكّنة التي يلزمها الإعراب بالحركات الثلاث وجعلوا الكسر لما بني مكسورا نحو هؤلاء وأمس وجير وكذلك فعلوا في الجزم والوقف جعلوا الجزم في الأفعال لما جزم بعامل والوقف لما بني ساكنا نحو لم وقد وهل (1).
في وجوه الإعراب وما يتبعها على ما يحكى عن الخليل بن أحمد
* الرفع ما وقع في أعجاز الكلم منوّنا نحو قولك زيد * والضم ما وقع في أعجاز الكلم غير منوّن نحو يفعل * والتوجيه ما وقع في صدور الكلم نحو عين عمر وقاف قثم * والحشو ما وقع في الأوساط نحو جيم رجل * والنّجر ما وقع في أعجاز الأسماء دون الأفعال غير منوّن مما ينوّن مثل اللام من قولك هذا الجبل * الإشمام ما وقع في صدور الكلم المنقوصة نحو قاف قيل إذا أشم ضمة * النصب ما وقع في أعجاز الكلم منوّنا نحو زيدا * الفتح ما وقع في أعجاز الكلم غير منوّن نحو باء ضرب * القعر ما وقع في صدور الكلم نحو ضاد ضرب * والتفخيم ما وقع في أوساط الكلم على الألفات المهموزة نحو سأل * الإرسال ما وقع في أعجازها على الألفات المهموزة نحو ألف قرأ * والتيسير هي الألفات المستخرجة من أعجاز الكلم نحو قول الله تعالى * {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} (2) * الخفض ما وقع في أعجاز الكلم منوّنا نحو زيد * والكسر ما وقع في أعجاز الكلم غير منوّن نحو لام الجمل * والاضجاع ما وقع في أوساط الكلم نحو باء الإبل * والجرّ ما وقع في أعجاز الأفعال المجزومة عند استقبال ألف الوصل نحو لم يذهب الرجل * والجزم ما وقع في أعجاز الأفعال المجزومة نحو باء اضرب * والتسكين ما وقع في أوساط الأفعال نحو فاء يفعل * والتوقيف ما وقع في أعجاز الأدوات نحو ميم نعم * والإمالة
__________
(1) انظر الكتاب لسيبويه ج 1/ 13تحقيق عبد السلام هارون.
(2) الأحزاب 33/ 67وتمام الآية: {وَقََالُوا رَبَّنََا إِنََّا أَطَعْنََا سََادَتَنََا وَكُبَرََاءَنََا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}.(1/22)
ما وقع على الحروف التي قبل الياءات المرسلة نحو عيسى وموسى وضدها * التفخيم * والنبرة الهمزة التي تقع في أواخر الأفعال والأسماء نحو سبأ وقرأ وملأ.
في وجوه الإعراب على مذهب فلاسفة اليونانيين
* الرفع عند أصحاب المنطق من اليونانيين واو ناقصة وكذلك * الضمّ وأخواته المذكورة * والكسر وأخواته عندهم ياء ناقصة * والفتح وأخواته عندهم ألف ناقصة * وإن شئت قلت الواو الممدودة اللينة ضمة مشبعة والياء الممدودة اللينة كسرة مشبعة والألف * الممدودة فتحة مشبعة وعلى هذا القياس * الرّوم (1) والإشمام (2) نسبتهما إلى هذه الحركات كنسبة الحركات إلى حروف المدّ واللّين أعني الألف والواو والياء.
في تنزيل الأسماء
الاسم السالم المتمكّن نحو: زيد وعمرو وحمار وفرس.
الاسم المضاف نحو: عبد الله وصاحب الفرس * الاسم المعتلّ مثل غاز وقاض ومشتر ومفتر * الاسم المقصور نحو قفا وعصا * ورحى ومصطفى وعيسى وموسى * الاسم الممدود نحو سماء ولقاء.
الاسم المنقوص مثل يد ودم وأخ وأب
__________
(1) الرّوم: الحركة في الوقف على المرفوع والمجرور قال الجوهري: روم الحركة الذي ذكره سيبويه حركة مختلسة مختفاة لضرب من التخفيف، وهي أكثر من الإشمام لأنها تسمع وهي بزنة الحركة وإن كانت مختلسة / اللسان روم، والكتاب لسيبويه ج 4ص 171.
(2) الإشمام: في (التهذيب) الإشمام أن يشمّ الحرف الساكن حرفا (حركة) كقولك في الضمّة: هذا العمل وتسكت، فتجد في فيك إشماما للّام لم يبلغ أن يكون واوا ولا تحريكا يعتدّ به، ولكن شمّة من ضمّة خفيفة. / اللسان ش م م والكتاب لسيبويه ج 4 ص 171.(1/23)
ما لا ينصرف من الأسماء نحو إبراهيم وإسماعيل وعطشان وأحمد وطلحة وحمزة * الاسم المعدول نحو حذام وقطام ورقاش عدلت عن حاذمة وقاطمة وراقشة.
الأسماء المبهمة مثل هذا وذاك وهذه وتلك، الأسماء المضمرة مثل أنت وهو وهي.
في الوجوه التي ترفع بها الأسماء
الوجوه التي ترفع بها الأسماء سبعة * المبتدأ وخبره كقولك زيد منطلق فزيد المبتدأ ومنطلق خبره. والفاعل كقولك. ذهب زيد وضرب زيد عمرا والمفعول الذي لم يسمّ فاعله مثل ضرب زيد ودخل البيت * والأفعال التي ترفع الأسماء بعدها وتنصب الأخبار وهي كان وليس وصار وما زال. وأصبح وأمسى وظلّ وبات * والحروف التي ترفع بعدها الأسماء والأخبار وهي أين وكيف ومتى وهل وبل * والحروف التي تنصب الأسماء بعدها وترفع الأخبار وهي إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ وليت ولعلّ.
في الوجوه التي تنصب بها الأسماء (1)
النّصب يدخل الأسماء من ثلاثة عشر وجها المفعول مثل قولك ضربت عمرا وخبر ما لم يسم فاعله مثل قولك أعطي زيد درهما فزيد مفعول به ودرهما مفعول ثان. وخبر كان وأخواتها مثل كان الله غفورا رحيما والمصدر نحو قولك قتلت قتلا وأكلت أكلا والظرف كقولك ذهب زيد اليوم ويذهب غدا وزيد خلفك وفوقك وتحتك. والتعجّب كقولك ما أحسن زيدا وما أكرم عمرا والحال كقولك خرجت ماشيا وهذا زيد قائما. والتمييز كقولك هو أحسن منك ثوبا وأكبر منك سنّا وهذه عشرون درهما. والاستثناء من المثبت كقولك أتاني القوم إلّا زيدا: والنفي بلا كقولك لا مال لك ولا بأس عليك والنداء إذا كان
__________
(1) انظر شرح شذور الذهب لابن هشام الأنصاري ص 317287.(1/24)
المنادى مضافا أو نكرة كقولك يا عبد الله ويا راكبا بلّغ والمدح والذم بإضمار (أعني) كقولك الحمد لله أهل الحمد ومعناه أعني أهل الحمد وكقول الله عزّ وجلّ: {وَامْرَأَتُهُ حَمََّالَةَ الْحَطَبِ} [1] في قراءة من نصب حمّالة معناه أعني حمّالة الحطب.
في الوجوه التي تخفض بها الأسماء
الخفض يدخل الأسماء من وجهين: أحدهما الإضافة إلى اسم أو إلى ظرف كقولك دار زيد وكقولك بعد عمرو وقبل سعد (والوجه الثاني) حرف المعنى * وحروف المعاني الخافضة من وعن وعلى وإلى والكاف الزائدة والباء الزائدة واللام الزائدة وربّ.
في الوجوه التي يتبع بها الاسم ما قبله في وجوه الإعراب كلها
الوجوه التي تتبع بها الأسماء ما قبلها ثلاثة: العطف والبدل والصفة فالعطف هو النسق وحروفه عشرة: الواو والفاء وثم وأو وأم ولا وبل ولكن وأما وحتّى * والبدل على وجهين بدل بيان كقول الله عزّ وجلّ {لَنَسْفَعاً بِالنََّاصِيَةِ نََاصِيَةٍ كََاذِبَةٍ خََاطِئَةٍ} (2) وبدل غلط كقولك مررت بفرس حمار. والصفة هي النعت كقولك مررت برجل ذي مال ومررت بالرجل الحسن.
في تنزيل الأفعال
الأفعال أربعة أجناس فعل قد مضى كقولك: أكل أمس وذهب وهو مفتوح أبدا وفعل مستقبل كقولك: هو يأكل غدا وفعل ما أنت فيه ولفظه
__________
(1) سورة المسد (111) والآية 4وتمامها {تَبَّتْ يَدََا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مََا أَغْنى ََ عَنْهُ مََالُهُ وَمََا كَسَبَ، سَيَصْلى ََ نََاراً ذََاتَ لَهَبٍ، وَامْرَأَتُهُ حَمََّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهََا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}
(2) سورة العلق (96) / 1716وتمامها: {كَلََّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنََّاصِيَةِ، نََاصِيَةٍ كََاذِبَةٍ خََاطِئَةٍ}.(1/25)
ولفظ المستقبل واحد ويسمّيان معا الفعل المضارع لأنه يضارع الأسماء بقبول وجوه إعراب وفعل مبنيّ للأمر كقولك كل واذهب وهو عند بعضهم مجزوم بعامل وهو لام الأمر.
في الحروف التي تنصب بها الأفعال
الحروف التي تنصب الأفعال المضارعة هي أن ولن وكي وكيما وكيلا واللام المكسورة (1). ومن الحروف النواصب ما ينصب الفعل المضارع في حال ولا ينصبه في أخرى وهو: حتّى وإذا والّا والفاء والواو وأو. فأما حتى فإنها تنصب لا محالة إذا تقدّمها فعل غير واجب كالأمر والنهي والاستفهام فإذا تقدمها فعل واجب رفعت في حال ونصبت في أخرى مثل قول الله تعالى (2):
{وَزُلْزِلُوا حَتََّى يَقُولَ الرَّسُولُ} يجوز فيه النصب إذا كان معناه ليقول الرسول ويجوز فيه الرفع إذا كان معناه حتى قال الرسول. وأما إذا فإنها تنصب في أول الكلام لا غير إذا لم يكن بينها وبين الفعل حاجز غير اليمين فإنها لا تحجز تقول: والله إذا لا أفعل بالرفع وإذا والله أفعل بالنصب بطرح لا * والّا إذا كانت بمعنى أنّ المشددة ارتفع ما بعدها كقول الله عزّ وجلّ {لِئَلََّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتََابِ أَلََّا يَقْدِرُونَ عَلى ََ شَيْءٍ} (3) أي أنهم لا يقدرون على شيء والفاء تنصب
__________
(1) اللام المكسورة في الأصل تعليلية كقوله تعالى {إِنََّا فَتَحْنََا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللََّهُ مََا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمََا تَأَخَّرَ} الفتح 48/ الآيتان 21. ثم تكون لام العاقبة أو الصيرورة كقوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً} القصص / الآية 8. وتكون اللام الزائدة كما في قوله تعالى {إِنَّمََا يُرِيدُ اللََّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} الأحزاب / 33. وثمة لام الجحود وهي الآتية بعد كون ماض منفي كقوله تعالى {وَمََا كََانَ اللََّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} آل عمران / 179.
(2) سورة البقرة (2) من الآية 214.
(3) سورة المجادلة (58) 29وتمامها {لِئَلََّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتََابِ أَلََّا يَقْدِرُونَ عَلى ََ شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللََّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللََّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشََاءُ وَاللََّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.(1/26)
إذا كان الفعل جوابا لما ليس بواجب، وكذلك الواو (1) إلّا أن معناها غير معنى الفاء وكذلك أو (2) إذا كانت بمعنى حتّى.
في الحروف التي تجزم الأفعال المضارعة
الحروف التي تجزم الأفعال المضارعة. لم. ولمّا. وألم وأ لمّا. وحروف الجزاء وهي. إن. وما. ومهما. وإذ ما. وحيثما. ومن. وأنّى. وأين. وأينما.
ومتى. ومتى ما. وكيف. وكيفما. هذه تجزم الشرط والجزاء معا كقولك إن تضربني أضربك وما تفعل أفعل ونحو ذلك. والفعل يجزم إذا كان جوابا لما ليس بواجب، وما ليس بواجب هو الأمر والنهي والاستفهام والتمني والنفي والعرض. وهذه إذا أدخلت الفاء في جوابها انتصب تقول: زرني أزرك ولا تفعل يكن خيرا لك وليتك عندنا فنكرمك. وأ لا ماء أشربه.
في النوادر
الإغراء كقولك دونك زيدا وعليك عمرا * التوكيد كقولك مررت بقومك أجمعين أكتعين وكلّهم * الظروف هي التي يسمّيها أهل الكوفة المحالّ وهي عند البصريين على نوعين: ظرف زمان وظرف مكان فالزماني كاليوم وأمس وغدا وظرف المكان مثل فوقك وتحتك وخلفك وقدامك * التبرئة كقولك لا مال لي وهو النفي * النّدبة كقولك وا غلاماه وا أباه وا ابناه وا زيداه
__________
(1) يشترط النحويّون لعمل هذين الحرفين النصب أمرين (مع تقديرهم «أن» مضمرة بعدهما) 1أن تكون الفاء سببيّة والواو للمعية 2وأن يسبقا بنفي أو طلب كالاستفهام أو الأمر أو الدعاء من ذلك قوله تعالى: {فَهَلْ لَنََا مِنْ شُفَعََاءَ فَيَشْفَعُوا لَنََا} الأعراف / 53. ومنه قول الشاعر: (هو أبو الأسود الدؤلي) لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
وانظر شذور الذهب ص 300فما بعدها.
(2) من ذلك قوله تعالى في سورة الشورى (42) 51 {وَمََا كََانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللََّهُ إِلََّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرََاءِ حِجََابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ}(1/27)
* العماد عند أهل الكوفة كقولك زيد هو الظريف فهو العماد عندهم * جمع التكسير مثل دراهم جمع درهم وكلاب جمع كلب وإنما سمّي جمع التكسير لأن لفظ الواحد تغيّر عن حاله وضده جمع السلامة وهو كالصالحين والصالحات وإنما سمّي جمع السلامة لأن لفظ الواحد ثابت على حاله * الترخيم في النداء أن يقال يا حار ومعناه يا حارث.
في مواضعات أسماء الذكور والدفاتر والأعمال المستعملة في الدواوين
قانون (1) الخراج (2) أصله الذي يرجع إليه وتبنى الجباية عليه وهي كلمة يونانية معرّبة.
* الأوارج إعراب أواره ومعناه بالفارسية المنقول لأنه ينقل إليه من القانون ما على إنسان إنسان ويثبت فيه ما يؤديه دفعة بعد أخرى إلى أن يستوفي ما عليه * الرّزنامج تفسيره كتاب اليوم لأنه يكتب فيه ما يجري كلّ يوم من الخراج أو نفقة أو غير ذلك * الختمة كتاب يرفعه الجهبذ في كلّ شهر
__________
(1) يشير الخوارزمي إلى أصل كلمة «قانون» اليوناني: وهذا ما يدلّ على علوّ كعبه في الميدان اللغوي ذلك أن صاحب اللسان ذكر نقلا عن ابن سيده * أن «قانون كلّ شيء: طريقه ومقياسه» وأضاف «وأراها دخيلة» ثم ذكر في موضع آخر أن «القوانين: الأصول، الواحد: قانون وليس بعربي» اللسان / مادة ق ن ن / وانظر:
.. 1. 326.
(2) أمّا الخراج فهو لغة: شيء يخرجه القوم في السنة من مالهم بقدر معلوم، وهو الإتاوة تؤخذ من أموال الناس، وأمّا الخراج الذي وظّفه عمر بن الخطاب ر. على السواد العراق وأرض الفيء فإنّ معناه الغلّة، لأنه أمر بمساحة السواد ودفعها إلى الفلاحين الذين كانوا فيه على غلّة يؤدونها كلّ سنة ولذلك سمّي خراجا ثم قيل بعد ذلك للبلاد التي افتتحت صلحا وظّف ما صولحوا عليه على أراضيهم: خراجية لأن تلك الوظيفة أشبهت الخراج الذي ألزم به الفلاحون / اللسان خ ر ج وكتاب الخراج لأبي يوسف ص / 23فما بعدها. / وكتاب الاستخراج لأحكام الخراج لأبي الفرج بن الحنبلي / 15فما بعدها /.(1/28)
بالاستخراج والجمل والنفقات والحاصل كأنه يختم الشهر به * الختمة الجامعة تعمل كل سنة كذلك. * التّأريج (1) قيل لفظة فارسية ومعناه النّظام لأنه كسواد يعمل للعقد لعدّة أبواب يحتاج إلى علم جملها وأنا أظن أنه تفعيل من الأوراج تقول أرّجت تأريجا لأن التأريج يعمل للعقد شبيها بالأوراج فإن ما يثبت تحت كل اسم من دفعات القبض يكون مصفوفا ليسهل عقده بالحساب وهكذا يعمل التأريج * العريضة شبيهة بالتأريج إلّا أنها تعمل لأبواب يحتاج إلى أن يعلم فضل ما بينها فينقص الأقل من الأكثر من بابين منها ويوضع ما يفضل في باب ثالث وهو الباب المقصود الذي تعمل العريضة لأجله مثل أن تعمل عريضة للأصل والاستخراج ففي أكثر الأحوال ينقص الاستخراج عن الأصل فيوضع في السطر الأول من سطور العريضة ثلاثة أبواب أحدها للأصل والثاني للاستخراج والثالث لفضل ما بينهما ثم يوضع في السطر الثاني والثالث والرابع إلى حيث انتهى تفصيلات الأصل والاستخراج فضل ما بينهما ويثبت كل واحد منهما بإزاء بابه وتثبت جملة كل باب تحته.
* البراءة حجّة يبذلها الجهبذ أو الخازن للمؤدي بما يؤديه إليه.
* الموافقة والجماعة حساب جامع يرفعه العامل عند فراغه من العمل ولا يسمّى موافقة ما لم يرفع باتفاق بين الرافع والمرفوع إليه فإن انفرد به أحدهما دون أن يوافق الآخر على تفصيلاته سمّي محاسبة * ومن دفاتر ديوان الجيش الجريدة السوداء وهي تكسر (2) لقيادة قيادة في كل سنة بأسامي الرجال وأنسابهم وأجناسهم وحلاهم ومبالغ أرزاقهم وقبوضهم وسائر أحوالهم وهو الأصل الذي يرجع إليه في هذا الديوان في كل شيء.
__________
(1) التأريج والإراجة: شيء من كتب أصحاب الدواوين وفي تهذيب اللغة: الأوارجة من كتب أصحاب الدواوين في الخراج ونحوه. ويقال: «هذا كتاب التأريج اللسان / أرج.
(2) تكسر بمعنى توزّع أو تقسم.(1/29)
* الرّجعة حساب يرفعه المعطي في بعض العساكر بالنواحي لطمع (1) واحد إذا رجع إلى الديوان * والرجعة الجامعة يرفعها صاحب ديوان الجيش لكل طمع من صنوف الإنفاق * الصّكّ (2) عمل يعمل لكل طمع يجمع فيه أسامي المستحقين وعدتهم ومبلغ ما لهم ويوقع السلطان في آخره بإطلاق الرزق لهم.
والمؤامرة عمل تجمع فيه الأوامر الخارجة في مدة أيام الطمع ويوقع السلطان في آخره بإجازة ذلك وقد تعمل المؤامرة في كل ديوان تجمع جميع ما يحتاج إليه من استئمار واستدعاء توقيع والصّكّ أيضا يعمل لأجور السّاربانيين والجمالين ونحوهم * الاستقرار عمل يعمل لما يستقر عليه من الطّمع بعد الإثبات والفكّ والوضع والزيادة والحطّ والنقل والتحويل ونحو ذلك. والمواصفة عمل يعمل فتوصف فيه أحوال تقع وأسبابها ودواعيها وما يعود بثباتها أو زوالها.
* الجريدة المسجلة هي المختومة فأما السجلّ فكتاب يكتب للرسول أو المخبّر أو الرحّال أو غيرهم بإطلاق نفقته حيث بلغ فيقيمها له كلّ عامل يجتاز به والسّجلّ أيضا المحضر يعقده القاضي بفصل القضاء يقال سجّل الحاكم لفلان بكذا تسجيلا * الفهرست (3) ذكر الأعمال والدفاتر تكون في الديوان وقد يكون لسائر الأشياء * الدّستور (4) نسخة الجماعة المنقولة من السواد (5).
__________
(1) الطّمع: رزق الجند، والجمع أطماع، وقيل: الأطماع أوقات قبض أرزاقهم.
(2) الصّكّ: الكتاب فارسي معرّب أصله چك وكانت الأرزاق تسمّى صكاكا وصكوكا لأنها كانت تخرج مكتوبة. / اللسان / ص ك ك /
(3) الفهرست: جملة العدد للكتب، لفظة فارسيّة واستعمل الناس فيها: «فهرس الكتب يفهرسها فهرسة. / شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل / لشهاب الدين الخفاجي ص / 204. وانظر تثقيف اللسان لابن مكي الصقلي ص / 54/.
(4) * الدستور: يقول الشريف الجرجاني هو الوزير الكبير الذي يرجع في أحوال الناس إلى ما يرسمه وفي (القاموس المحيط) الدّستور بالضم النسخة المعمولة للجماعات التي منها تحريرها (وهي معرّبة).
(5) * السواد: الشخص، ويقال أيضا: رأيت سواد القوم أي معظمهم. وسواد العسكر:
ما يشتمل عليه من المضارب والآلات والدواب وغيرها، والسواد الأعظم من الناس هم الجمهور الأعظم والعدد الكثير من المسلمين الذين تجمّعوا على طاعة إمام وهو السلطان / اللسان س ود /.(1/30)
التّرقين (1) خطّ يخطّ في التأريج أو العريضة إذا خلا باب من السطر لكي يكون الترتيب محفوظا به وهو بمنزلة الصفر في حساب الهند وحساب الجمّل واشتقاقه من رقان وهو بالنبطية الفارغ الجائزة علامة المقابلة * ومن الدفاتر التي يستعملها كتّاب العراق.
الإنجيذج تفسيره الملفوظ. لفظة فارسية معرّبة الأؤشنج تفسيره المطوي والمجموع لفظة فارسية معرّبة أيضا والدّروزن ذكر الماسح وسواده الذي يثبت فيه مقادير ما يمسحه من الأرضين.
في مواضعات كتاب ديوان الخراج
الفيء (2) ما يؤخذ من أرض العنوة * الخراج ما يؤخذ من أرض الصلح * العشر ما يؤخذ من زكاة الأرض التي أسلم أهلها عليها والتي أحياها المسلمون من الأرضين أو القطائع * صدقات الماشية (3) وهي زكاة السوائم من الإبل والبقر والغنم دون العوامل والمعلوفة * الكراع في الدواب لا غير (4)
* الحشريّ هو ميراث من لا وارث له * الرّكاز دفين الجاهلية * سيب البحر
__________
(1) الترقين: في كتاب الحسبانات: تسويد الموضع لئلا يتوهم أنه بيّض كيلا يقع فيه حساب. كما قال بعضهم: ترقين الكتاب: تزيين / اللسان (رقان)
(2) قال أبو يوسف في كتاب الخراج «أمّا الفيء فهو الخراج عندنا، خراج الأرض» ص / 23/ وفي اللسان: «الفيء: الغنيمة، والخراج تقول منه: أفاء الله على المسلمين مال الكفّار» مادة / ف ي أ / والعنوة: القهر. تقول فتحت هذه البلدة عنوة أي فتحت بالقتال اللسان / ع ن و /
(3) انظر كتاب الخراج ص / 5554ففيه تفصيل كبير / والمعلوفة: الناقة أو الشاة تعلف للسّمن ولا ترسل للرعي.
(4) الكراع: وهو من ذوات الحافر ما دون الرّسغ، وقد يستعمل الكراع للإبل كما استعمل في ذوات الحافر.(1/31)
هو عطاء البحر كاللؤلؤ والمرجان والعنبر ونحوه * ومن أبواب المال أخماس المعادن وأخماس الغنائم وجزاء رءوس أهل الذمة جمع جزية (1) وهو معرّب كزيت وهو الخراج بالفارسية.
* مال الجوالي جمع جالية وهم الذين جلوا عن أوطانهم ويسمّى في بعض البلدان مال الجماجم وهي جمع جمجمة وهي الرأس * المكس ضريبة تؤخذ من التجار في المراصد. الطّسق الوظيفة توضع على أصناف الزروع لكل جريب (2)
وهو بالفارسية تشك وهو الأجرة.
* الاستان: المقاسمة * الإقطاع أن يقطع السلطان رجلا أرضا فتصير له رقبتها وتسمّى تلك الأرضون قطائع واحدتها قطيعة * الطّعمة هي أن تدفع الضّيعة إلى رجل ليعمرها ويؤدي عشرها وتكون له مدة حياته فإذا مات ارتجعت من ورثته، والقطيعة تكون لعقبه من بعده * الإيغار هو الحماية وذلك أن تحمي الضيعة أو القرية فلا يدخلها عامل ويوضع عليها شيء يؤدّى في السنة لبيت المال في الحضرة أو في بعض النواحي * التسويغ أن يسوّغ الرجل شيئا من خراجه في السنة وكذلك الحطيطة والتريكة * افتتاح الخراج الابتداء في جبايته * التقرير فعل متعد من الإقرار: يقال قرّر العامل القوم بالبقايا فأقرّوا بها، ثم يسقط ذكر القوم فيقال قرّر العامل بالبقايا * الحاصل ما يكون في بيت المال أو على العامل. الباقي ما هو باق على الرعية لم يستخرج بعد * العبرة ثبت الصدقات لكورة كورة * وعبرة سائر الارتفاعات هو أن يعتبر مثلا ارتفاع السنة التي هي أقلّ ريعا والسنة التي هي أكثر ريعا ويجمعان ويؤخذ نصفهما فتلك العبرة بعد أن تعتبر الأسعار وسائر العوارض الواقعة النفقات * الراتبة هي الثابتة التي لا بدّ منها. النفقات العارضة هي التي تحدث * الرائج من المال ما يسهل استخراجه * المنكسر ما لا يطمع في استخراجه لغيبة أهله أو موتهم أو نحو ذلك * المتعذّر والمتحيّر والمتعقّد ما يتعذر استخراجه لبعد أربابه أو
__________
(1) انظر كتاب الخراج ص / 122/
(2) الجريب: مكيال قدر أربعة أقفزة (جمع قفيز)، والجريب قدر ما يزرع فيه من الأرض والجمع أجربة وجربان.(1/32)
لإفلاسهم. * المحسوب ما يحسب للعامل * المردود ما يردّ عليه ولا يحسب له * الموقوف ما يوقف ليناظر عليه أو ليستأمر السلطان في حسبه أو ردّه * الحزر (1) هو تقدير غلّات الزروع * الخرص (2) للنخل والكروم خاصة * التخمين الخرص (3) للخضر مشتق من خمانا وهو بالفارسية لفظة شكّ وظنّ * المغارمة والمرافقة والمصادرة والمصالحة متقاربة المعاني * التلجئة (4) أن يلجئ الضعيف ضيعة إلى قوي ليحامي عليها وجمعها الملاجيء والتّلاجىء وقد يلجئ القويّ الضيعة وقد ألجأها صاحبها إليه.
في مواضعات كتّاب ديوان الخزن
* الحمول الأموال التي تحمل إلى بيت المال واحدها حمل مصدر صيّر اسما * التوظيف أن يوظّف على عامل حمل مال معلوم إلى أجل مفروض فالمال هو الوظيفة * التسبيب أن يسبّب رزق رجل على مال متعذّر ليعين المسبّب له العامل على استخراجه فيجعل وردا للعامل وإخراجا إلى المرتزق بالقلم * السّفتجة معروفة (5) * الطّسّوج ثلث ثمن مثقال (6) * الدانق أربعة طساسيج والدينار أربعة وعشرون طسّوجا والقيراط (7) ربع خمس مثقال والدينار عشرون قيراطا في أكثر البلدان * الحبة سدس سدس مثقال وإن شئت قلت ربع تسع مثقال والدينار ست وثلاثون حبة والشعيرة ثلث الحبة والدينار مائة وثماني شعيرات والشعيرة ثلث ربع تسع مثقال وقد تختلف هذه المقادير باختلاف البلدان لكن ذكرت ما هو أعم وأشهر.
__________
(1) الحزر: حزرك عدد الشيء بالحدس، والحزر: التقدير. اللسان / ح ز ر
(3) الخرص: خرص النخل والكرم، إذا حزرت التمر. اللسان / خ ر ص
(2) الخرص: خرص النخل والكرم، إذا حزرت التمر. اللسان / خ ر ص
(4) التلجئة: الإكراه، وهي أن يلجئك إلى أن تأتي أمرا باطنه خلاف ظاهره. والتلجئة: أن يجعل ماله لبعض ورثته دون بعض. / اللسان ل ج أ.
(5) السّفتجة: «أن يعطي مالا لآخر وللآخر مال في بلد المعطي فيوفيه إيّاه، فيستفيد أمن الطريق وفعله السّفتجة» القاموس المحيط / س ف ج.
(6) في القاموس الطسّوج: ربع دانق (معرّب) / ط س ج.
(7) القيراط: من الوزن وهو نصف دانق اللسان / ق ر ط.(1/33)
في ألفاظ تستعمل في ديوان البريد
البريد (1) كلمة فارسية وأصلها برّيده ذنب أي محذوف الذنب وذلك أن يقال البريد محذوفة الأذناب فعرّبت الكلمة وخففت وسمّي البغل بريدا والرسول الذي يركبه بريدا والمسافة التي بعدها فرسخان بريدا إذ كان يرتّب في كل سكة بغال وبعد ما بين السكّتين فرسخان بالتقريب * الفرانق (2) الحامل للخرائط (3) ويقال خادم بالفارسية پروانه * الموقّع الذي يوقّع على الأسكدار إذا مرّ به بوقت وروده وصدوره * السّكة الموضع الذي يسكنه الفيوج (4) المرتّبون من رباط أو قبّة أو بيت أو نحو ذلك * الأسكدار لفظة فارسية وتفسيره إذ كوداري أي من أين تمسك وهو مدرج يكتب فيه عدد الخرائط والكتب الواردة والنافذة وأسامي أربابها.
في مواضعات كتاب ديوان الجيش
الإثبات أن يثبت اسم الرّجل في الجريدة السوداء ويفرض له رزق * الزيادة أن يزاد له في جاريه شيء معلوم * التحويل أن يحوّل من جريدة إلى جريدة. * النقل أن ينقل بعض ماله إلى جاري رجل آخر * الوضع أن يحلّق على اسمه فيوضع عن الجريدة * الفكّ هو أن يصحح اسمه ورزقه في الجريدة بعد
__________
(1) نقل في اللسان عن الزمخشري أن البريد كلمة فارسيّة يراد بها في الأصل البرد، وأصلها «برّيده دم» أي محذوف الذنب، لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها فأعربت (عرّبت) وخفّفت / اللسان برد / وأورد هذا الشهاب الخفاجي في شفاء الغليل ص / 67/.
(2) الفرانق: روى الجواليقي أنها كلمة فارسيّة معرّبة كانت في الأصل تدل على ما يشبه ابن آوى. انظر المعرّب للجواليقي ص / 286/ واللسان ف ر ن ق. وانظر أدب الكاتب لابن قتيبة الدينوري ص / 532.
(3) والخريطة: مثل الكيس تكون من القماش والجلد، ومنها خرائط كتب السلطان وعمّاله. انظر اللسان / خ ر ط.
(4) الفيج: فارسي معرّب والجمع فيوج وهو الذي يسعى على رجليه، وقيل هو الذي يسعى بالكتب. / اللسان ف ي ج.(1/34)
ما وضع يقال فكّ عن اسم فلان في الجريدة كأنّما فكّ من الحلقة فكّا * الساقط الذي يموت أو يستغنى عنه فيوضع عن الجريدة المخلّ الذي قد أخلّ بمكانه ولما يوضع بعد * المتأخر الذي يتأخر عن مجلس الإعطاء وقت التفرقة.
أصناف الأرزاق في ديوان خراسان ثلاثة أحدها حساب العشرينية وهي أربعة أطماع في السنة والثاني حساب الجند وهو الديوان وهو طمعان في السنة والثالث حساب المرتزقة وهو في كل سنة ثلاثة أطماع والأطماع تسمى الرّزقات في ديوان العراق واحدتها رزقة بفتح الراء لأنها المرة الواحدة من الرّزق * إقامة الطمع هو وضع العطاء أي الابتداء فيه * التلميظ أن يطلق لطائفة من المرتزقين بعض أرزاقهم قبل أن يستحقوا وقد لمّظوا بكذا وكذا واشتقاقه من لمظ يلمظ إذا أخذ باللسان ما يبقى في الفم على أثر الطعام عند الأكل وهو اللّماظة * السلف أن يطلق لهم أرزاقهم كلّها قبل أن يستحقّوها * المقاصّة أن يحبس من القابض لماله ما كان تلمّظه واستلفه وربما يقاصّ من رزقه بحق بيت المال قبله من خراج أو نحوه فيجعل ما استلفه إخراجا إليه ووردا له.
في ألفاظ تستعمل في ديوان الضياع والنفقات (من ألفاظ المسّاح)
الأشل ستون ذراعا طولا فقط البار: ست أذرع طولا فقط القبضة سدس الذراع * الإصبع ثلث ثمن الذراع * هذا كله في الطول وحده وفي العرض وحده أما في البسيط فالجريب وهو أشل في أشل ومعناه ستون ذراعا طولا في مثلها عرضا يكون تكسيرها ثلاثة آلاف وستمائة ذراع مكسّرة ومعنى الذراع المكسّرة أن يكون مقدار طولها ذراعا وعرضها ذراعا * القفيز عشر الجريب وهو ثلاثمائة وستون ذراعا مكسّرة والعشير عشر القفيز وهو ست وثلاثون ذراعا مكسرة هذا على ما يستعمل بالعراق وقد يختلف ذلك في سائر البلدان إلّا أن حسابه يدور على هذا وإن اختلفت الأسماء ونقصت المقادير.
(المكاييل) ومن مكاييل العراق الكرّ المعدّل وهو ستون قفيزا والقفيز
عشرة أعشر أو خمسة وعشرون رطلا بالبغدادي * القنقل هو ضعف الكرّ المعدّل والكرّ الهاشمي ثلث المعدّل وكذلك الكرّ الهاروني والأهوازي المختوم سدس القفيز المعدّل * الفب أربعة مكاكيك وهو خمسة أعشر والمكوك سبعة أمناء ونصف * الفالج هو خمسا الكرّ المعدل. مكاييل خراسان * الجريب ويختلف عياره في البلدان وهو عشرة أقفزة ويختلف عيار القفيز كذلك فأما قفيز قصبة نيسابور فهو سبعون منا حنطة وقفيز بعض أرياعها منوان ونصف والجريب على هذا خمسة وعشرون منا وفي بعض رساتيقها (1) القفيز منا ونصف والجريب خمسة عشر منا وفي بعض البلدان خلاف ذلك على حسب ما اتفقوا عليه.(1/35)
(المكاييل) ومن مكاييل العراق الكرّ المعدّل وهو ستون قفيزا والقفيز
عشرة أعشر أو خمسة وعشرون رطلا بالبغدادي * القنقل هو ضعف الكرّ المعدّل والكرّ الهاشمي ثلث المعدّل وكذلك الكرّ الهاروني والأهوازي المختوم سدس القفيز المعدّل * الفب أربعة مكاكيك وهو خمسة أعشر والمكوك سبعة أمناء ونصف * الفالج هو خمسا الكرّ المعدل. مكاييل خراسان * الجريب ويختلف عياره في البلدان وهو عشرة أقفزة ويختلف عيار القفيز كذلك فأما قفيز قصبة نيسابور فهو سبعون منا حنطة وقفيز بعض أرياعها منوان ونصف والجريب على هذا خمسة وعشرون منا وفي بعض رساتيقها (1) القفيز منا ونصف والجريب خمسة عشر منا وفي بعض البلدان خلاف ذلك على حسب ما اتفقوا عليه.
النّغنجة مكيال لأهل بخارى وعيارها خمسة وسبعون منا حنطة والسّمخ مكيال لأهل خوارزم وطخارستان وعياره أربعة وعشرون منا وهو قفيزان * الغور لأهل خوارزم وهو اثنا عشر سمخا والغار لهم وهو عشرة أغوار.
ولأهل نسف مكيال يسمّى أيضا الغار وهو مائة قفيز والقفيز عياره تسعة أمناء ونصف.
في ألفاظ تستعمل في ديوان الماء
قال الخليل: الأثقلة (2) سكر مرو. ديوان الكستبزود معرّب من كاست وفزود أي النقصان والزيادة وهو الديوان الذي يحفظ فيه خراج كل من أرباب المياه وما يزيد فيه وينقص ويتحول من اسم إلى اسم فأما ديوان الماء بها فإنه يحتفظ فيه بما يملكه كل منهم من الماء وما يباع وما يشترى منه.
البست قياس تصالح عليه أهل مرو وهو مخرج للماء من ثقب طوله شعيرة وعرضه شعيرة. الفنّكال هو عشرة أبست * الكوالجة مجرى يقطع فوق مقسم
__________
(1) الرّزتاق والرّستاق واحد، فارسي معرّب، ألحقوه بوزن قرطاس، ويقال رزداق، والجمع الرساتيق وهي السواد. قال الجوهري: الرّزدق، السّطر من النخيل والصفّ من الناس.
(2) سكر النهر يسكره سكرا: سدّ فاه وكلّ شقّ سدّ فقد سكر، والسكر ما سدّ به.
اللسان / س ك ر.(1/36)
الماء إلى أرض ما * المفرغة مغيض في نهر منصوب ترسل فيه فضول المياه عند المدّ ويكون بسائر الأيام مسدودا * الملّاح متعهد النهر وصاحب السفينة هكذا قال الخليل * المرار بفتح الميم جنس من الحبال وجمعه أمرّة * الطراز مقسم الماء في النهر.
تسمى مقاسم المياه في بلاد ما وراء النهر الدّرقات والمزرقات * السّرفة (1) جزء من ستين جزءا من شرب يوم وليلة ويكون أقل وأكثر على ما يقع عليه الاصطلاح بين الشاربة * المسنّاة معروفة (2).
* البزند هو البستان * الشاذروان أساس يوثّق حوالي القناطر ونحوها.
المأصر سلسلة أو حبل يشد معترضا في النهر يمنع السفن عن المضيّ * الأزلة مقدار يقاطع عليه الحفارون وهي مائة ذراع مكسرة طولا وعرضا وعمقا مثال ذلك عشرة أذرع طولا في ذراعين عرضا في خمس أذرع عمقا يكون مائة ذراع مكسّرة وهي الأزلة ومعنى الذراع المكسرة هاهنا أن يكون مقدار طوله ذراعا وعرضه ذراعا وعمقه ذراعا * السّيح ما على ظهر الأرض من الماء يسقى من غير آلة من دولاب أو دالية أو غرّافة أو زرنوق أو ناعورة أو منجنون وهذه الآلات معروفة تسقى بها الأرضون العالية * السّقيّ من الزرع ما سقي بآلة وبغير آلة البخسيّ ما لا يسقيه إلّا المطر * البخس هي التي تزرع ولا تسقى من الأرض * العربة طاحونة تنصب في سفينة وجمعها عرب * الغيل مثل أجمة ونحوها تجتمع فيها المياه ثم تسقى الأرض منها (3).
* الكظائم المياه الجارية تحت الأرض مثل القنيّ فأما العذي والعثريّ والبعل فما تسقيه السماء والبخس مثله والغرب بالغين معجمة ما يسقى بالدّلو * السواني الإبل التي تمد الدلاء وكذلك النواضح واحدتها ناضحة وسانية.
__________
(1) السرفة: «سرف الماء ما ذهب منه في غير سقي ولا نفع، يقال أروت البئر النخيل وذهب بقية الماء سرفا» اللسان / س ر ف.
(2) المسنّاة: العرم.
(3) «مكيال عائل: زائد على غيره عن ابن الأعرابي» اللسان / ع ي ل.(1/37)
في مواضعات كتّاب الرسائل
أما كتّاب الرسائل فإن كلّ ما تقدم في هذا الباب مما يستعملونه وأنا أذكر في هذا الفصل ما هو خاص لهم دون طبقات الكتاب في نقد الكلام ووصف نعوته وعيوبه * التسجيع معروف لا يحتاج إلى إيراد مثال فيه (1).
* التّرصيع أن يكون الكلام مسجّعا متوازن المباني والأجزاء التي ليست بأواخر الفصول مثل قول أبي علي البصير: حتى عاد تعريضك تصريحا وتمريضك تصحيحا * التضريس هو ضد الترصيع وهو أن لا تراعي توازن الألفاظ ولا تشابه مقاطعها مثل كلام العامة * الاشتقاق هو الذي يسمى في الشعر المجانسة (2) وهو مثل قول القائل لا ترى الجاهل إلّا مفرطا أو مفرّطا وكقول بعضهم إنّ هذا الكلام صدر عن صدر صدر وطبع طبع وقريحة قريحة وجوارح جريحة.
المضارعة أن يكون شبيها بالاشتقاق ولا يكونه كما قال بعضهم: ما خصصتني ولكن خسستني * والتّبديل كقول بعضهم في دعائه اللهم أغنني بالفقر إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك * المكافأة شبيهة بالتبديل إلّا أنها في المعنى وإن لم تتفق الألفاظ كما قال المنصور في خطبته عند قتله أبا مسلم: يا أيها الناس لا تخرجوا من عزّ الطاعة إلى ذلّ المعصية. وهذا في الشعر يسمّى المطابقة
__________
(1) السّجع: تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد ويقول السكاكي، الأسجاع في النثر كالقوافي في الشعر، وهو ثلاثة أضرب: مطرّف، ومتواز، وترصيع فالمطرّف ما لم تتفق الكلمتان في الفاصلتين في الوزن مع اتفاقهما في الحرف الأخير كقول بديع الزمان في مطلع المقامة الحرزية: لمّا بلغت بي الغربة باب الأبواب، ورضيت من الغنيمة بالإياب» انظر في الإيضاح للقزويني ص 393فما بعدها ومقامات الهمذاني ص / 144.
(2) الأصل لدى البلاغيين في تسمية هذا الضرب: الجناس أو التجنيس ويعدّ الاشتقاق واحدا من أنواعه كما قال ابن المعتز في كتاب البديع «التجنيس هو أن تجيء الكلمة تجانس أخرى في بيت شعر وكلام ومجانستها لها أن تشبهها في تأليف حروفها على السبيل الذي ألّف الأصمعي كتاب الأجناس عليها، وتجانس كلمة أخرى في تأليف حروفها ومعناها ويشتق منها» البديع ص / 25، الإيضاح ص / 382.(1/38)
* الاستعارة كقولك خمدت نار الفتنة ووضعت الحرب أوزارها وألقى الحقّ جرانه * وصحة المقابلات أن تراعى الأضداد أو الأشكال فتقابل كلّا منها بنظيره * المقابلات على ثلاثة أوجه من جهة المعنى وهي الإضافة كالأب والا بن والمضادة كالأبيض والأسود والوجود والعدم والأعمى والبصير فأما من جهة اللفظ فالنفي والإثبات كقولك زيد جالس وزيد ليس بجالس * وفساد المقابلات مثل أن تقول لم يأتني من الناس أسود ولا أسمر ولا خيّر ولا سارق والصواب أن تقول لم يأتني أبيض ولا أسود ولا خيّر ولا شرّير * وجودة التفسير أن تفسّر ما قدمته على ما يقتضيه الكلام المتقدم * وفساد التفسير مثل ما كتب بعض الكتاب: «ومن كان لأمير المؤمنين مثل ما أنت له في الذبّ عن ثغوره والمسارعة إلى ما ندبك إليه من صغير خطب وكبير كان. جديرا بنصح أمير المؤمنين في أعماله والاجتهاد في تثمير أمواله» فليس ما قدّمه من الحال مما سبيله أن يفسّر بما فسّره به لأن ذلك الشرط لا يوجب ما أتبعه إياه * التتميم أن يؤتى بجميع المعاني التي تتم بها جودة الكلام كقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صفة الوالي: «يجب أن يكون معه شدة في غير عنف ولين في غير ضعف» وجودة التقسيم أن تستوفي الأقسام كلّها. وفساده يكون إما بتكرير المعاني كما كتب بعضهم. فكّرت مرة في عزلك وأخرى في صرفك وتقليد غيرك * وإما بدخول الأقسام بعضها في بعض كما كتب الآخر: فمن جريح مضرّج بدمائه وهارب لا يلتفت إلى ورائه. وقد يكون الجريح هاربا والهارب جريحا. وإما بإخلال كما كتب بعض رؤساء الكتاب إلى عامله: إنك لا تخلو في هربك من صارفك من أن تكون قدمت إساءة خفت منها أو خنت في عملك خيانة رهبت تكشيفه إياك عنها فإن كنت أسأت إليه فأوّل راض سنّة من يسيرها، وإن كنت خنت خيانة فلا بدّ من مطالبتك بها. فكتب هذا العامل تحت هذا التوقيع قد بقي من الأقسام ما لم تذكره وهو أنّي خفت ظلمه إياي بالبعد منك وتكثيره علي بالباطل عندك ووجدت الهرب إلى حيث يمكنني فيه دفع ما يتخرصه أنفى للظّنة عني والبعد عمّن لا يؤمن ظلمه إياي أولى بالاحتياط لنفسي فوقّع الكاتب تحت ذلك قد أصبت. فصر إلينا آمنا ظلمه عالما بأنّ ما يصحّ عليك فلا بدّ من مطالبتك
به. وأما الإخلال في غير التفسير فكما كتب بعضهم: إن المعروف إذا زجا كان أفضل منه إذا كثر وأبطأ. وكان يجب أن يقول: إذا قلّ وزجا. * وعكس الإخلال من عيوب الكلام أن يؤتى فيه بزيادة لفظة تفسد المعنى كما قال قائل:(1/39)
* الاستعارة كقولك خمدت نار الفتنة ووضعت الحرب أوزارها وألقى الحقّ جرانه * وصحة المقابلات أن تراعى الأضداد أو الأشكال فتقابل كلّا منها بنظيره * المقابلات على ثلاثة أوجه من جهة المعنى وهي الإضافة كالأب والا بن والمضادة كالأبيض والأسود والوجود والعدم والأعمى والبصير فأما من جهة اللفظ فالنفي والإثبات كقولك زيد جالس وزيد ليس بجالس * وفساد المقابلات مثل أن تقول لم يأتني من الناس أسود ولا أسمر ولا خيّر ولا سارق والصواب أن تقول لم يأتني أبيض ولا أسود ولا خيّر ولا شرّير * وجودة التفسير أن تفسّر ما قدمته على ما يقتضيه الكلام المتقدم * وفساد التفسير مثل ما كتب بعض الكتاب: «ومن كان لأمير المؤمنين مثل ما أنت له في الذبّ عن ثغوره والمسارعة إلى ما ندبك إليه من صغير خطب وكبير كان. جديرا بنصح أمير المؤمنين في أعماله والاجتهاد في تثمير أمواله» فليس ما قدّمه من الحال مما سبيله أن يفسّر بما فسّره به لأن ذلك الشرط لا يوجب ما أتبعه إياه * التتميم أن يؤتى بجميع المعاني التي تتم بها جودة الكلام كقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صفة الوالي: «يجب أن يكون معه شدة في غير عنف ولين في غير ضعف» وجودة التقسيم أن تستوفي الأقسام كلّها. وفساده يكون إما بتكرير المعاني كما كتب بعضهم. فكّرت مرة في عزلك وأخرى في صرفك وتقليد غيرك * وإما بدخول الأقسام بعضها في بعض كما كتب الآخر: فمن جريح مضرّج بدمائه وهارب لا يلتفت إلى ورائه. وقد يكون الجريح هاربا والهارب جريحا. وإما بإخلال كما كتب بعض رؤساء الكتاب إلى عامله: إنك لا تخلو في هربك من صارفك من أن تكون قدمت إساءة خفت منها أو خنت في عملك خيانة رهبت تكشيفه إياك عنها فإن كنت أسأت إليه فأوّل راض سنّة من يسيرها، وإن كنت خنت خيانة فلا بدّ من مطالبتك بها. فكتب هذا العامل تحت هذا التوقيع قد بقي من الأقسام ما لم تذكره وهو أنّي خفت ظلمه إياي بالبعد منك وتكثيره علي بالباطل عندك ووجدت الهرب إلى حيث يمكنني فيه دفع ما يتخرصه أنفى للظّنة عني والبعد عمّن لا يؤمن ظلمه إياي أولى بالاحتياط لنفسي فوقّع الكاتب تحت ذلك قد أصبت. فصر إلينا آمنا ظلمه عالما بأنّ ما يصحّ عليك فلا بدّ من مطالبتك
به. وأما الإخلال في غير التفسير فكما كتب بعضهم: إن المعروف إذا زجا كان أفضل منه إذا كثر وأبطأ. وكان يجب أن يقول: إذا قلّ وزجا. * وعكس الإخلال من عيوب الكلام أن يؤتى فيه بزيادة لفظة تفسد المعنى كما قال قائل:
والأمر والنهي لو ذقتهما طيبان. فقوله لو ذقتهما فصل يوهم أنه لو لم يذقهما لما كانا طيبين.
ومن نعوت الكلام المبالغة وهو أن يعبر عن معنى بما لو اقتصر عليه لكان كافيا ثم يؤكد ذلك بما يزيده حسنا وجودة كما قال بعضهم يصف قوما: لهم جود كرام اتسعت أحوالها وبأس ليوث تتبعها أشبالها وهمم ملوك انفسحت آمالها وفخر صميم شرفت أعمامها وأخوالها. فكل فصل من هذه الفصول فيه مبالغة وتأكيد * ومن نعوت المبالغة الإرداف وهو أن يدل على معنى بردف يردفه بما لا يخصّه نفسه كما يقال: فلان لا تخمد ناره أي يكثر الإطعام وأبلغ من هذا فلان كثير الرماد (1) ومن نعوتها التمثيل وهو كما يقال: قلب له ظهر المجنّ إذا خالف. ومن عيوب الكلام المعاظلة والتعقيد وهو مداخلة بعضه في بعض حتى لا يفهم إلّا بكدّ الخاطر وتكرار السماع أو النظر يقال تعاظلت الجرادتان إذا تلازمتا في السّفاد وكذلك تعاظل الكلب والكلبة وهو مما لا يحتاج فيه إلى إيراد مثال لاشتهاره ولا شهادة (2) * ومن عيوبه التكرير وهو إعادة الألفاظ وحروف الصّلات والأدوات في مواضع متقاربة وفي مقاطع الفصول * ومن عيوبه
__________
(1) وهذا ما تعارف عليه البلاغيون بالكناية وهي أن يستعمل لفظ ولا يقصد إلى الدلالة على معناه المألوف وإنما يقصد إلى ما يرتبط به من دلالات: هند نؤوم الضحى أي أنّها في غنى عن السّعي والعمل والاستيقاظ المبكر. انظر الإيضاح للقزويني ص / 318فما بعدها.
(2) من الشواهد على المعاظلة ما أورده أبو هلال العسكري في الصناعتين للفرزدق يقول للوليد ابن عبد الملك:
إلى ملك ما أمّه من محارب ... أبوه ولا كانت كليب تصاهره
وكذلك قوله يمدح هشام بن إسماعيل:
وما مثله في الناس إلّا مملّكا ... أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه
الصناعتين ص / 168.(1/40)
الانتقال وهو أن يقدم ألفاظا تقتضي جوابا فلا يأتي في جوابها بتلك الألفاظ بأعيانها بل ينقلها إلى ألفاظ أخر فيغيّر معناها كما كتب بعضهم: فإنّ من اقترف ذنبا عامدا أو اكتسب جرما قاصدا لزمه ما جناه وحاق به ما توخّاه. وكان الأحسن أن يقول: لزمه ما اقترفه وحاق به ما اكتسبه. وليس هذا من التكرير المذموم الذي تقدم ذكره * وجوه البلاغة ثلاثة المساواة وهي أن تكون الألفاظ كالقوالب للمعاني لا تفضلها ولا تقصر عنها والإشارة وهي أن تدل بلفظ قليل على معان كثيرة والإشباع وهو أن تدل على معنى واحد بألفاظ مترادفة.
ومن الألفاظ المستعملة في ديوان الرسائل * الإنشاء وهو عمل نسخة يعملها الكاتب فتعرض على صاحب الديوان ليزيد فيها أو ينقص منها أو يقرّها على حالها ويأمر بتحريرها * والتحرير كأنّه الإعتاق وهو نقل الكتاب من سواد النسخة إلى بياض نقي والثّبت أن تنسخ الكتب بأعيانها وجوامعها ونكتها * والأوارة ما يثبت في آخر الكتاب من نسخة عمل أو كتاب آخر وارد أو صادر * الأسكدار مدرج يكتب فيه جوامع الكتب المنفذة للختم وقد ذكرنا اشتقاقه قبل هذا في ذكرنا الأسكدار الذي يشتمل على عدد الكتب والخرائط وأسماء أربابها فحسب * التاريخ على ما روي كلمة فارسية أصلها ماء روز فأعربت وهذا اشتقاق بعيد إلّا أن الرواية جاءت به.
في علم جوامع العروض وذكر أسامي الأجناس
* العروض هو الجزء الأخير من النصف الأول من البيت وهي مؤنثة وبها سمّي علم العروض لأنه إن عرف نصف البيت سهل تقطيعه * الضّرب هو الجزء الأخير من البيت * السبب الخفيف حرفان أو لهما متحرك والثاني ساكن مثل قد وعلامته / والسبب الثقيل حرفان متحركان مثل أر وعلامته وذلك أن علامة الحركة عند العروضيين حلقة كالهاء وعلامة الساكن خط كالألف * الوتد المجموع ثلاثة أحرف الأول والثاني متحركان والثالث ساكن مثل لقد وعلامته / الوتد المفروق ثلاثة أحرف الأول والثالث متحركان وبينهما ساكن مثل قال وعلامته / الفاصلة الصغرى أربعة أحرف ثلاثة منها
متحركة والرابع ساكن مثل ولقد وعلامتها / * والفاصلة الكبرى خمسة أحرف أربعة منها متحركة والخامس ساكن مثل ضربكم وعلامتها / البحر هو الجنس من أجناس العروض وهي خمسة عشر جنسا الجنس الأول هو الطويل وهو ثلاثة أنواع النوع الأول مقبوض العروض مبسوط الضرب والثاني مقبوضهما والثالث مقبوض العروض محذوف الضرب وبيت النوع الأول منه وهو:(1/41)
* العروض هو الجزء الأخير من النصف الأول من البيت وهي مؤنثة وبها سمّي علم العروض لأنه إن عرف نصف البيت سهل تقطيعه * الضّرب هو الجزء الأخير من البيت * السبب الخفيف حرفان أو لهما متحرك والثاني ساكن مثل قد وعلامته / والسبب الثقيل حرفان متحركان مثل أر وعلامته وذلك أن علامة الحركة عند العروضيين حلقة كالهاء وعلامة الساكن خط كالألف * الوتد المجموع ثلاثة أحرف الأول والثاني متحركان والثالث ساكن مثل لقد وعلامته / الوتد المفروق ثلاثة أحرف الأول والثالث متحركان وبينهما ساكن مثل قال وعلامته / الفاصلة الصغرى أربعة أحرف ثلاثة منها
متحركة والرابع ساكن مثل ولقد وعلامتها / * والفاصلة الكبرى خمسة أحرف أربعة منها متحركة والخامس ساكن مثل ضربكم وعلامتها / البحر هو الجنس من أجناس العروض وهي خمسة عشر جنسا الجنس الأول هو الطويل وهو ثلاثة أنواع النوع الأول مقبوض العروض مبسوط الضرب والثاني مقبوضهما والثالث مقبوض العروض محذوف الضرب وبيت النوع الأول منه وهو:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ... فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن.
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض
والجنس الثاني المديد وهو ستة أنواع: النوع الأول منها مجزوء سالم العروض والضرب، والنوع الثاني محذوف العروض مقصور الضرب والنوع الثالث مجزوء محذوف العروض والضرب والنوع الرابع مجزوء محذوف العروض محذوف مقطوع الضرب، والنوع الخامس مجزوء محذوف مخبون العروض والضرب، والنوع السادس مجزوء العروض محذوفها مخبونها وضربه مجزوء أبتر بيت النوع الأول وهو:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن ... فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
يا لبكر أنشروا لي كليبا ... يا لبكر أين أين الفرار
الجنس الثالث البسيط وهو ستة أنواع: النوع الأول السالم المخبون العروض والضرب والنوع الثاني مخبون العروض مقطوع الضرب والنوع الثالث المخلّع وهو أربعة أنواع فأولها مجزوء العروض مذال الضرب. والنوع الثاني من المخلّع وهو الرابع من البسيط مجزوء العروض والضرب والنوع الثالث من لمخلّع وهو الخامس من البسيط مجزوء العروض مقطوع الضرب والنوع الرابع من المخلع وهو السادس من البسيط المجزوء المقطوع العروض والضرب وبيت النوع الأول من البسيط وهو:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن ... مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
يا حار لا أرمين منكم بداهية ... لم يلقها سوقة قبلي ولا ملك
الجنس الرابع الوافر وهو ثلاثة أنواع النوع الأول مقطوف العروض والضرب والنوع الثاني سالم مجزوء العروض والضرب والنوع الثالث مجزوء العروض معصوب الضرب، بيت النوع الأول وهو:(1/42)
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن ... مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
يا حار لا أرمين منكم بداهية ... لم يلقها سوقة قبلي ولا ملك
الجنس الرابع الوافر وهو ثلاثة أنواع النوع الأول مقطوف العروض والضرب والنوع الثاني سالم مجزوء العروض والضرب والنوع الثالث مجزوء العروض معصوب الضرب، بيت النوع الأول وهو:
مفاعلتن مفاعلتن فعولن ... مفاعلتن مفاعلتن فعولن
لنا غنم نسوّقها غزار ... كأنّ قرون جلّتها عصيّ
الجنس الخامس الكامل وهو تسعة أنواع النوع الأول منه السالم العروض والضرب النوع الثاني تام العروض مقطوع الضرب، النوع الثالث التام العروض الأحذّ المضمر الضرب، النوع الرابع أحذّ العروض والضرب النوع الخامس أحذّ العروض مضمر الضرب أحذّه النوع السادس المجزوء المرفّل الضرب النوع السابع المجزوء المذال الضرب النوع الثامن المجزوء السالم العروض والضرب النوع التاسع المجزوء المقطوع الضرب.
وبيت الأول منه وهو:
متفاعلن متفاعلن متفاعلن ... متفاعلن متفاعلن متفاعلن
وإذا صحوت فما أقصّر عن ندى ... وكما علمت شمائلي وتكرّمي
الجنس السادس الهزج وهو نوعان: النوع الأول مجزوء العروض والضرب النوع الثاني مجزوء العروض والضرب محذوفه وبيت النوع الأول وهو:
مفاعيلن مفاعلين ... مفاعلين مفاعيلن
عذير الحيّ من عدوا ... ن كانوا حيّة الأرض
الجنس السابع الرجز وهو خمسة أنواع: النوع الأول السالم النوع الثاني سالم العروض مقطوع الضرب النوع الثالث مجزوء العروض والضرب النوع الرابع مشطور النوع الخامس منهوك وبيت النوع الأول منه وهو (مستفعلن) ست مرات:
دار لسلمى إذ سليمى جارة ... قفر ترى آياتها مثل الزّبر
الجنس الثامن الرمل وهو ستة أنواع النوع الأول محذوف العروض سالم
الضرب والنوع الثاني محذوف العروض مقصور الضرب والنوع الثالث محذوف العروض والضرب والنوع الرابع مجزوء مسبّغ الضرب والنوع الخامس مجزوء العروض والضرب والنوع السادس مجزوء العروض، ومجزوء الضرب محذوفه بيت النوع الأول منه وهو:(1/43)
دار لسلمى إذ سليمى جارة ... قفر ترى آياتها مثل الزّبر
الجنس الثامن الرمل وهو ستة أنواع النوع الأول محذوف العروض سالم
الضرب والنوع الثاني محذوف العروض مقصور الضرب والنوع الثالث محذوف العروض والضرب والنوع الرابع مجزوء مسبّغ الضرب والنوع الخامس مجزوء العروض والضرب والنوع السادس مجزوء العروض، ومجزوء الضرب محذوفه بيت النوع الأول منه وهو:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن ... فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
مثل سحق البرد عفّى بعدك ال ... قطر مغناه وتأويب الشمال
الجنس التاسع السريع وهو سبعة أنواع: النوع الأول مطوي العروض مكسوفها مطوي الضرب موقوفه، النوع الثاني مطويهما مكسوفهما، النوع الثالث مطوي العروض مكسوفها أصلم الضرب، النوع الرابع المخبول المكسوف العروض والضرب، النوع الخامس مخبول العروض مكسوفها أصلم الضرب، النوع السادس السالم المشطور الموقوف النوع السابع المشطور المكسوف، بيت النوع الأول منه وهو:
مستفعلن مستفعلن فاعلن ... مستفعلن مستفعلن فاعلان
أزمان سلمى لا يرى مثلها ال ... رّاءون في شام ولا في عراق
الجنس العاشر المنسرح وهو ثلاثة أنواع النوع الأول السالم العروض المطوي الضرب النوع الثاني منهوك موقوف النوع الثالث منهوك مكسوف وبيت النوع الأول منه وهو:
مستفعلن مفعولات مستفعلن ... مستفعلن مفعولات مفتعلن
إن ابن زيد لا زال مستعملا ... للخير يفشي في مصره العرفا
الجنس الحادي عشر الخفيف وهو خمسة أنواع النوع الأول السالم العروض والضرب، النوع الثاني سالم العروض محذوف الضرب النوع الثالث محذوف العروض والضرب النوع الرابع مجزوء العروض والضرب سالمهما النوع الخامس مجزوء مخبون مقصور وبيت النوع الأول منه وهو:
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ... فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
حلّ أهلي ما بين درنا فبادو ... لى وحلّت علوية بالسّخال
الجنس الثاني عشر المضارع وهو نوع واحد مجزوء العروض والضرب وبيته:(1/44)
مستفعلن مفعولات مستفعلن ... مستفعلن مفعولات مفتعلن
إن ابن زيد لا زال مستعملا ... للخير يفشي في مصره العرفا
الجنس الحادي عشر الخفيف وهو خمسة أنواع النوع الأول السالم العروض والضرب، النوع الثاني سالم العروض محذوف الضرب النوع الثالث محذوف العروض والضرب النوع الرابع مجزوء العروض والضرب سالمهما النوع الخامس مجزوء مخبون مقصور وبيت النوع الأول منه وهو:
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ... فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
حلّ أهلي ما بين درنا فبادو ... لى وحلّت علوية بالسّخال
الجنس الثاني عشر المضارع وهو نوع واحد مجزوء العروض والضرب وبيته:
مفاعيلن فاعلاتن ... مفاعيلن فاعلاتن
دعاني إلى سعاد ... دواعي هوى سعاد
الجنس الثالث عشر المقتضب وهو نوع واحد مجزوء مطوي كله وبيته:
فاعلات. مفتعلن ... فاعلات مفتعلن
أعرضت فلاح لها ... عارضان كالبرد
الجنس الرابع عشر. المجتث. وهو نوع واحد مجزوء العروض والضرب وبيته:
مستفعلن فاعلاتن ... مستفعلن فاعلاتن
البطن منها خميص ... والوجه مثل الهلال
الجنس الخامس عشر المتقارب وهو خمسة أنواع الأول سالم العروض والضرب والثاني مقصور الضرب الثالث محذوف الضرب الرابع أبتر الضرب الخامس مجزوء محذوف العروض والضرب وبيت النوع الأول منه وهو (فعولن) ثماني مرات:
فأما تميم تميم ابن مرّ ... فألفاهم القوم روبى نياما
في ألقاب العلل والزحافات
السالم من الأنواع ما كان على حاله في الدائرة. المجزوء: ما يحذف منه جزءان. المشطور ما حذف نصفه. المنهوك ما حذف ثلثاه. المذال ما زيد على وتده حرف. المرفّل ما زيد على وتده حرفان. المسبّغ ما زيد على سببه حرف * النقصان في الأعاريض والضروب مما لا يجوز مثله في الحشو. ما حذفت آخره
مما يجوز قبله الزحاف وأسكنت آخر متحركاته فاسمه المقصور * والمقطوع ما يحذف آخره وهو مما لا يجوز فيه الزحاف ويسكّن ما قبله * المحذوف ما يحذف منه سبب * المقطوف أن يسقط (تن) من مفاعلتن وتسكّن اللام * الأحذ ما يحذف من آخره وتد * المشعث أن يحذف من وتد فاعلاتن حرف حتّى يبقى فالاتن أو فاعاتن فينقل إلى مفعولن * المكسوف أن تحذف تاء مفعولات فينقل إلى مفعولن وقيل التشعيث أن يحذف متحرك أو يحذف ساكن ويسكّن متحرك فكأنه إلقاء حرف وحركة، التعويض تعويض حرف اللين مما يحذف * أصول الأفاعيل * ثمانية: فعولن، مفاعيلن، مستفعلن، فاعلاتن، مفعولات، مفاعلتن، فاعلن، متفاعلن. التسكين يقع في هذه الأفعال: ما سكّن ثانيه فهو مضمر وما سكّن خامسه فهو معصوب مشتق من العصابة وما سكّن آخره فهو الموقوف (ما يحذف للزحاف وحده) ما حذف ثانيه فهو مخبون، وما حذف رابعه فهو مطوي، ما حذف خامسه فهو مقبوض، ما حذف سابعه فهو مكفوف وما حذف ثانيه ورابعه فهو مخبول، وما حذف ثانيه وسابعه فهو مشكول وإن أسكن الثاني وحذف فهو الموقوص وإن أسكن الثاني وحذف الرابع فهو المجزول بالجيم وتقال بالخاء وإن أسكن الخامس ثم حذف فهو معقول وكان قبل الحذف معصوبا فإن كان قبل الحذف معصوبا وحذف سابعه فهو المنقوص * المعاقبة في مفاعيلن مثلا إذا ألقيت (الياء) لم يجز إلقاء النون فإن ألقيت النون لم يجز إلقاء الياء فكأنهما يتعاقبان اشتق ذلك من العقبة في السفر * المراقبة في المضارع في مفاعيلن معناها أنه إذا ثبتت الياء سقطت النون فإن ثبتت النون سقطت الياء ولا يجوز اجتماعهما * ما زوحف آخره لمعاقبة نحو فاعلاتن إذا حذفت نونها لمعاقبة ما بعدها فاسمه عجز وما حذف أوله لمعاقبة ما قبله نحو ألف فاعلاتن أو فاعلن فهو صدر، وما حذف أوله وآخره لمعاقبة ما قبله وما بعده فهو طرفان.(1/45)
السالم من الأنواع ما كان على حاله في الدائرة. المجزوء: ما يحذف منه جزءان. المشطور ما حذف نصفه. المنهوك ما حذف ثلثاه. المذال ما زيد على وتده حرف. المرفّل ما زيد على وتده حرفان. المسبّغ ما زيد على سببه حرف * النقصان في الأعاريض والضروب مما لا يجوز مثله في الحشو. ما حذفت آخره
مما يجوز قبله الزحاف وأسكنت آخر متحركاته فاسمه المقصور * والمقطوع ما يحذف آخره وهو مما لا يجوز فيه الزحاف ويسكّن ما قبله * المحذوف ما يحذف منه سبب * المقطوف أن يسقط (تن) من مفاعلتن وتسكّن اللام * الأحذ ما يحذف من آخره وتد * المشعث أن يحذف من وتد فاعلاتن حرف حتّى يبقى فالاتن أو فاعاتن فينقل إلى مفعولن * المكسوف أن تحذف تاء مفعولات فينقل إلى مفعولن وقيل التشعيث أن يحذف متحرك أو يحذف ساكن ويسكّن متحرك فكأنه إلقاء حرف وحركة، التعويض تعويض حرف اللين مما يحذف * أصول الأفاعيل * ثمانية: فعولن، مفاعيلن، مستفعلن، فاعلاتن، مفعولات، مفاعلتن، فاعلن، متفاعلن. التسكين يقع في هذه الأفعال: ما سكّن ثانيه فهو مضمر وما سكّن خامسه فهو معصوب مشتق من العصابة وما سكّن آخره فهو الموقوف (ما يحذف للزحاف وحده) ما حذف ثانيه فهو مخبون، وما حذف رابعه فهو مطوي، ما حذف خامسه فهو مقبوض، ما حذف سابعه فهو مكفوف وما حذف ثانيه ورابعه فهو مخبول، وما حذف ثانيه وسابعه فهو مشكول وإن أسكن الثاني وحذف فهو الموقوص وإن أسكن الثاني وحذف الرابع فهو المجزول بالجيم وتقال بالخاء وإن أسكن الخامس ثم حذف فهو معقول وكان قبل الحذف معصوبا فإن كان قبل الحذف معصوبا وحذف سابعه فهو المنقوص * المعاقبة في مفاعيلن مثلا إذا ألقيت (الياء) لم يجز إلقاء النون فإن ألقيت النون لم يجز إلقاء الياء فكأنهما يتعاقبان اشتق ذلك من العقبة في السفر * المراقبة في المضارع في مفاعيلن معناها أنه إذا ثبتت الياء سقطت النون فإن ثبتت النون سقطت الياء ولا يجوز اجتماعهما * ما زوحف آخره لمعاقبة نحو فاعلاتن إذا حذفت نونها لمعاقبة ما بعدها فاسمه عجز وما حذف أوله لمعاقبة ما قبله نحو ألف فاعلاتن أو فاعلن فهو صدر، وما حذف أوله وآخره لمعاقبة ما قبله وما بعده فهو طرفان.
الخرم بالخاء معجمة والراء غير معجمة فهو إلقاء المتحرك في أول البيت والخزم معجمة الخاء والزاي زيادة حرف أو حرفين أو أكثر في أول البيت * مخروم الطويل يسمّى الأثلم فإن خرمت الطويل ثم قبضته فهو أثرم ومخروم الوافر فهو الأعضب ومخروم الهزج الأخرم فإن قبضت مخروم الهزج فهو أشتر فإن كففته مع
الخرم فأخرب، وفي الوافر إن كان مع الخرم معصوبا فهو أقصم وإن كان مع الخرم منقوصا فهو أعقص وإن كان مع الخرم معقولا فهو أجمّ.(1/46)
الخرم بالخاء معجمة والراء غير معجمة فهو إلقاء المتحرك في أول البيت والخزم معجمة الخاء والزاي زيادة حرف أو حرفين أو أكثر في أول البيت * مخروم الطويل يسمّى الأثلم فإن خرمت الطويل ثم قبضته فهو أثرم ومخروم الوافر فهو الأعضب ومخروم الهزج الأخرم فإن قبضت مخروم الهزج فهو أشتر فإن كففته مع
الخرم فأخرب، وفي الوافر إن كان مع الخرم معصوبا فهو أقصم وإن كان مع الخرم منقوصا فهو أعقص وإن كان مع الخرم معقولا فهو أجمّ.
في ذكر القوافي
القافية الكلمة الأخيرة من البيت * الرويّ الحرف الذي تبنى عليه القصيدة من القافية مثل الميم من قوله:
عفت الديار محلّها فمقامها الوصل حرف بعد الروي واو أو ألف أو ياء أو هاء مثل الهاء في فمقامها * الخروج واو أو ألف أو ياء بعد هاء الإضمار إذا كانت وصلا مثل الألف في فمقامها التي بعد الهاء * الردف حرف لين قبل الروي مثل ياء قيل وألف قال وواو قول وهي مثل الألف التي قبل الميم في فمقامها * التأسيس مثل ألف فاعل. الرّس فتحة المتحرك قبل التأسيس * الإشباع حركة الحرف الذي بين التأسيس والروي * الحذو حركة الحرف الذي قبل الردف مثل فتحة القاف في فمقامها * التوجيه حركة الحرف الذي إلى جنب الروي قبله * المجرى حركة حرف الروي وليس في المقيّد مجرى * النفاذ حركة هاء الوصل التي للإضمار * المتكاوس من القوافي ما كان فيه أربع حركات بين ساكنين مثل فعلتن * المتراكب ما كان فيه ثلاث حركات بين ساكنين مثل مفاعلتن * المتدارك ما كان فيه متحركان بين ساكنين مثل مستفعلن * المتواتر ما فيه حرف متحرك بين ساكنين مثل مفاعيلن المترادف ما فيه حرفان ساكنان مثل فاعلان، المقيّد مثل قوله (قد جبر الدين الإله فجبر) وهو الذي لا يتحرك رويّه والمطلق خلافه.
في اشتقاقات هذه الألقاب والمواضعات
* الأثرم المنكسر الثنية، الحوض الأثلم الذي فيه ثلمة * الأقصم المنكسر السن من نصفها الأعقص التيس المائل القرن إلى وراء * الأجمّ الذي لا قرن له * الموقوص الذي اندقت عنقه * المجزول المقطوع السنام * الأحذّ مشتق
من الحذو هو القطع السريع * الأخرم * المقطوع الأنف * الأخرب من الخرب وهو ثقب في الأذن * الأشتر المقطوع الجفن: المخبول الذي ذهبت يداه * المسبّغ من السبوغ وهو الكمال ويقال المسبّع غير معجمة العين صيّر سباعيا * المذال من الذيل * المرفّل الثوب الذي يرفل فيه وهو أن تجر أذياله * المعاقبة مشتقة من العقبة في الركوب * المراقبة مشتقة من مراقبة الكوكبين وهو أن يغرب هذا عند طلوع هذا كأنه كان يراقبه * الخزم مشتق من خزامة البعير * القطف قطف الثمرة من الشجرة. القطع قطع الثمر من الشجر * المخبون المعطوف من خبنت الثوب أي عطفته (قلصته) المكفوف من كففت القميص وقد كفّ القميص كفّا * المشكول من الشكال وهو قيد للطير أو الحيوان * المعقول من العقال وهو القيد المعصوب من العصابة. الرمل نسج الحصير * والرمل الهرولة في السير. الهزج تحسين الصوت وترديده * المخلع والخليع الذي خلعت يداه * المنهوك المضنى نهكته الحمّى أي أضنته * المتكاوس من القوافي ما تزاحمت فيه الحركات تكاوست الإبل إذا تزاحمت.(1/47)
* الأثرم المنكسر الثنية، الحوض الأثلم الذي فيه ثلمة * الأقصم المنكسر السن من نصفها الأعقص التيس المائل القرن إلى وراء * الأجمّ الذي لا قرن له * الموقوص الذي اندقت عنقه * المجزول المقطوع السنام * الأحذّ مشتق
من الحذو هو القطع السريع * الأخرم * المقطوع الأنف * الأخرب من الخرب وهو ثقب في الأذن * الأشتر المقطوع الجفن: المخبول الذي ذهبت يداه * المسبّغ من السبوغ وهو الكمال ويقال المسبّع غير معجمة العين صيّر سباعيا * المذال من الذيل * المرفّل الثوب الذي يرفل فيه وهو أن تجر أذياله * المعاقبة مشتقة من العقبة في الركوب * المراقبة مشتقة من مراقبة الكوكبين وهو أن يغرب هذا عند طلوع هذا كأنه كان يراقبه * الخزم مشتق من خزامة البعير * القطف قطف الثمرة من الشجرة. القطع قطع الثمر من الشجر * المخبون المعطوف من خبنت الثوب أي عطفته (قلصته) المكفوف من كففت القميص وقد كفّ القميص كفّا * المشكول من الشكال وهو قيد للطير أو الحيوان * المعقول من العقال وهو القيد المعصوب من العصابة. الرمل نسج الحصير * والرمل الهرولة في السير. الهزج تحسين الصوت وترديده * المخلع والخليع الذي خلعت يداه * المنهوك المضنى نهكته الحمّى أي أضنته * المتكاوس من القوافي ما تزاحمت فيه الحركات تكاوست الإبل إذا تزاحمت.
في نقد الشعر
التشبيه تمثيل الشيء بالشيء كقول امرئ القيس:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي
* الاستعارة في مثل قوله في وصف الليل:
فقلت له لمّا تمطّى بصلبه ... وأردف أعجازا وناء بكلكل
وليس لليل صلب ولا ردف ولا عجز ولا كلكل ولكنه استعار هذه الألفاظ * المجانسة أن تجيء بكلمتين أو أكثر متشابهة الألفاظ مختلفة المعاني كقول الراجز:
وهوجل قطعته بهوجل
* المطابقة المقابلة اشتقت من طابقت الناقة إذا وضعت رجلها في موطئ يدها في المشي وشبّه ذلك بمشي المقيد وهو مثل قول الشاعر:(1/48)
وهوجل قطعته بهوجل
* المطابقة المقابلة اشتقت من طابقت الناقة إذا وضعت رجلها في موطئ يدها في المشي وشبّه ذلك بمشي المقيد وهو مثل قول الشاعر:
ومن العجائب أن بيض سيوفنا ... تلد المنايا السود وهي ذكور
فالمطابقة قوله بيض وسود وكذلك الولادة والذكور إلّا أنها أخفى * والمذهب الكلامي مثل قول أبي تمام:
فالمجد لا يرضى بأن ترضى بأن ... يرضى المؤمّل منك إلّا بالرّضى
* والالتفات الانصراف عن المخاطبة إلى الإخبار أو خلاف ذلك كقول جرير:
متى كان الخيام بذي طلوح ... سقيت الغيث أيتها الخيام
وكقوله:
أتنسى يوم تصقل عارضيها ... بفرع بشامة سقي البشام
* والاعتراض كقول الجعدي:
ألا زعمت بنو سعد بأني ... وقد كذبوا كبير السّن فاني
وهو قوله وقد كذبوا والرجوع كقول بشار:
نبئت فاضح أمه يغتابني ... عند الأمير وهل عليه أمير
* الإعنات هو أن يكلف شاعر نفسه ما ليس عليه * التصريع أن يكون في البيت الأول من القصيدة مصراع وهو أن تكون في نصفه قافية (أي يتفق الضرب والعروض في البيت). وقد تكون في غير الأول * الترصيع أن يسجع مقاطيع البيت، وكذلك التسميط إلا أنّ الترصيع أكثر ما يقال في بيت أو بيتين فأما القصيدة المسمّطة فأن تكون أبياتها كلها كذلك الإتمام مثل قول طرفة:
فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمي
وهو قوله غير مفسدها (عيوب الشعر) الإقواء: اختلاف إعراب القوافي
(اختلاف حركة الرويّ في الأبيات) * الإيطاء اتفاق قافيتين في قصيدة * السناد اختلاف الرّدف وهو مثل قوله مصلتينا وكذبا ومينا * الإكفاء أن تكون قافية على الطاء وأخرى على الدال أو على اللام والنون ونحو ذلك من الحروف المتقاربة المخارج * الإخلال مثل قول القائل:(1/49)
فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمي
وهو قوله غير مفسدها (عيوب الشعر) الإقواء: اختلاف إعراب القوافي
(اختلاف حركة الرويّ في الأبيات) * الإيطاء اتفاق قافيتين في قصيدة * السناد اختلاف الرّدف وهو مثل قوله مصلتينا وكذبا ومينا * الإكفاء أن تكون قافية على الطاء وأخرى على الدال أو على اللام والنون ونحو ذلك من الحروف المتقاربة المخارج * الإخلال مثل قول القائل:
أعاذل عاجل ما أشتهي ... أحبّ من الأكثر الرائث
وكان الواجب عاجل ما أشتهي مع القلّة أحبّ إليّ من الأكثر الرائث * والحشو أن يحشى البيت بلفظ لا يحتاج إليه إلّا لصحة الوزن كقول المؤمل:
فليتني كنت أعمى غير ذي بصر ... وأنه لم يكن ما كان من نظري
وهو قوله غير ذي بصر * التذنيب هو كما يقال لعبد الله في الشعر عبد الإله * والتعطيل كقول دريد بن الصمّة:
وبلّغ نميرا إن عرضت ابن عامر ... بأني أخ في النائبات وطالب
يعني نمير بن عامر. التضمين أن تصل آخر البيت بأول البيت الذي يليه كقول الشاعر (المثقّب العبدي):
وما أدري إذا يممت أرضا ... أريد الخير أيّهما يليني
أالخير الذي أنا أبتغيه ... أو الشر الذي هو يبتغيني
في الموسيقى
في أسامي الآلات وما يتبعها
الموسيقى معناه تأليف الألحان واللفظة يونانية وسمّي المطرب ومؤلف الألحان الموسيقور والموسيقار (1).
__________
(1) «لفظ الموسيقى معناه الألحان، واسم اللحن قد يقع على جماعة نغم مختلفة رتّبت ترتيبا محدودا، وقد يقع أيضا على جماعة نغم، ألّفت تأليفا محدودا وقرنت بها الحروف التي تركّب منها الألفاظ الدالة المنظومة على مجرى العادة في الدلالة بها على المعاني، وقد يقع أيضا على معان أخر غير هذه» / الموسيقى الكبير للفارابي ص 47(1/50)
الأرغانون آلة لليونانيين والرّوم تعمل من ثلاثة زقاق كبار من جلود الجواميس يضم بعضها إلى بعض ويركّب على رأس الزقّ الأوسط زق كبير ثم يركب على هذا الزق أنابيب صفر لها ثقب على نسب معلومة يخرج منها أصوات طيبة مطربة مشجية على ما يريد المستعمل * الشلياق آلة ذات أوتار لليونانيين والروم تشبه الجنك * واللور هو الصنج باليونانية * القيثارة آلة لهم تشبه الطنبور الطنبور الميزاني هو البغدادي الطويل العنق (1). * الرباب (2) معروف لأهل فارس وخراسان المعزفة (3) آلة ذات أوتار لأهل العراق المستق آلة للصين تعمل من أنابيب مركبة واسمها بالفارسية بيشه مشته، الناي: المزمار، السرناي هو الصفارة وكذلك اليراع * شعيرة المزمار رأسه الذي يضيق به ويوسّع * الصنج (4) بالفارسية جنك وهو ذو الأوتار * قال الخليل الصنج عند العرب هو الذي يكون في الدفوف يسمع له صوت كالجلجل * فأما ذو الأوتار فهو دخيل معرّب وقيل ذو الأوتار إنما هو الونج * الشهروذ آلة محدثة أبدعها حكيم ابن أحوص السغدي ببغداد سنة ثلاثمائة للهجرة * البربط هو العود والكلمة فارسية وهي بر بت أي صدر البط لأن صورته تشبه صدر البط وعنقه * أوتار
__________
(1) [الطنبور يسميه المعاصرون لنا بكلمة «البزق» التي يمكن أن تكون محرّفة عن «بزرك» وهو صنف من الطنابير الخراسانيّة] ويصفه الفارابي في كتاب الموسيقى: بأنّ «أقرب ما يجانس العود من الآلات هي الآلة التي تعرف بالطنبور، ويستعمل فيهما من الأوتار وتران فقط وربما استعمل فيهما ثلاثة أوتار، والذي يعرف ببغداد بهذا الاسم صنفان:
الطنبور الخراساني، والطنبور العراقي» الموسيقى ص / 630629
(2) [الرباب آلة وترية، أقدم أصنافها الرباب المصري وهي ذات صندوق نصف بيضاوي الشكل مغطى بغشاء رقيق من الجلد، ويشدّ عليها وتران أكثر الأمر، وقد تطورت صناعة هذه الآلة فهناك الرباب المغربي، فالرباب التركي المعروف بالأرنبة وهذان يختلفان عن الرباب القديم، وقد دخلت الرباب أوربة عن طريق الأندلس وتطورت صناعتها إلى آلة «الكمان» أو الفيولا في القرن السابع عشر] هامش في الموسيقى الكبير ص 800.
(3) [المعازف جمع معزفة، تسمية عربية تشتمل أصناف الآلات التي تستعمل فيها الأوتار مطلقة مثل: القانون والسنطير وما شاكلهما] هـ. الموسيقى 822.
(4) الصنج من أصناف المعازف، والمصطلح تطور هاهنا من الدلالة على جزء في تكوين الدفّ إلى الدلالة على آلة موسيقيّة.(1/51)
العود الأربعة أغلظها البمّ والذي يليه المثلث بفتح الميم وتخفيف اللام على مثال مطلب والذي يلي المثلث المثنى بفتح الميم وتخفيف النون على تقدير معنى ومغزى * والرابع هو الزير وهو أدقها، الملاوي التي تلوى بها الأوتار إذا سوّيت * والدساتين هي الرباطات التي توضع الأصابع عليها واحدها دستان والدستان أيضا اسم لكل لحن من الألحان المنسوبة إلى باربد، وأسامي دساتين العود تنسب إلى الأصابع التي توضع عليها، أولها دستان السبابة وتشدّ عند تسع الوتر وقد يشد فوقه دستان أيضا يسمّى الزائد ثم يلي دستان السبابة دستان الوسطى وقد يوضع أوضاعا مختلفة فأولها يسمّى دستان الوسطى القديمة والثاني يسمى دستان وسطى الفرس والثالث يسمى دستان وسطى زلزل وزلزل هذا أول من شدّ هذا الدستان وإليه تنسب بركة زلزل ببغداد. فأما الوسطى القديمة فشد دستانها على قريب من الربع مما بين دستان السبّابة ودستان البنصر ودستان وسطى الفرس على النصف فيما بينهما على التقريب ودستان وسطى زلزل على ثلاثة أرباع ما بينهما إلى ما يلي البنصر بالتقريب وقد يقتصر من دساتين هذه الوسطيات على واحد وربما يجمع بين اثنين منها ثم يلي دستان الوسطى دستان البنصر ويشد على تسع ما بين دستان السبابة وبين المشط ثم يلي دستان البنصر دستان الخنصر ويشد على ربع الوتر * مشط العود هو الشبيه بالمسطرة التي يشد عليها الأوتار من تحت أنف العود وهو مجمع الأوتار من فوق * الإبريق اسم لعنق العود بما فيه من الآلات * عينا العود هما النقبتان اللتان على وجهه * المضراب هو الذي يضرب به الأوتار * الجسّ هو نقر الأوتار بالسبابة والإبهام دون المضراب يشبه ذلك بجس العرق * الحزق هو مدّ الوتر ونقيضه الإرخاء والحط. نغمة مطلق البمّ عند نغمة سبابة المثنى على التسوية المشهورة هي سجاحها. ونغمة سبابة المثنى: صياح نغمة مطلق البمّ وكذلك سبابة البم سجاح، وبنصر المثنى صياح وكذلك كل نغمتين على هذا البعد يسمى الثقيلة منهما: سجاحا والحادة صياحا وتنوب إحداهما عن الأخرى لاتفاقها ويسمى السجاح الإسجاح والصياح الصيحة والإضعاف والصحيح السجاح دون الإسجاح (1)
__________
(1) يسمي المعاصرون السجاح: نغمة القرار، والصياح «نغمة الجواب».(1/52)
في جوامع الموسيقى
النغمة صوت غير متغير إلى حدة ولا ثقل مثل مطلق البمّ أو غيره من الأوتار إذا نقر، أو مثل البمّ وغيره من الأوتار إذا وضعت إصبع على أحد دساتينه ثم نقر، والنغم للحن بمنزلة الحروف للكلام منه يتركب وإليه ينحلّ (1)
البعد صوت يبتدأ فيه بنغمة ويثنى فيه بنغمة أخرى * الجمع جماعة نغمات يؤلّف منها لحن (2) مراتب حدة الصوت أو ثقله تسمّى الطبقات، والعودان يستويان على طبقة واحدة إذا حركا معا وكذلك غيرهما من المعازف * البعد ذو الكلّ ويسمى أيضا الذي بالكلّ هو الذي من مطلق البمّ إلى سبّابة المثنى في العود
__________
(1) «والألحان بمنزلة القصيدة والشعر، فإن الحروف أوّل الأشياء التي منها تلتأم، ثم الأسباب ثم الأوتاد ثم المركّبة عن الأوتاد والأسباب، ثم أجزاء المصاريع ثم المصاريع ثم البيت، وكذلك الألحان، فإن التي منها تأتلف، منها ما هو أوّل ومنها ما هو ثوان إلى أن ينتهى إلى الأشياء التي هي من اللحن بمنزلة البيت من القصيدة والتي منزلتها من الألحان منزلة الحروف من الأشعار هي النغم، وأعني بالنغم الأصوات المختلفة في الحدّة والثقل التي تتخيّل كأنها ممتدة» الفارابي: الموسيقى 86وانظر كذلك ص 120.
(2) «الألحان الكاملة إنما توجد بالتصويت الإنساني وأمّا بعض أجزاء الكاملة فقد يسمع أيضا في الآلات. وهيئة الأداء صنفان: أحدهما: هيئة أداء الألحان الكاملة المسموعة بالتصويتات الإنسانية، والثاني: هيئة أداء الألحان المسموعة من الآلات الصناعية.
وهذه الهيئة تنقسم بحسب أصناف الآلات، فمنها صناعة ضرب العيدان ومنها صناعة ضرب الطنابير، ثم ما سوى هذين من الآلات.
وتلك الأخرى [بالتصويت الإنساني] تنقسم بحسب أصناف الأقاويل الشعرية التي تجعل النغم تابعة لها وبحسب المقصود بها، فمنها صناعة الغناء ومنها صناعة النياحة والمراثي ومنها صناعة قول القصائد والقراءة بالألحان ومنها الحداء.
والألحان المسموعة في الآلات منها ما صيغت ليحاكى بها ما يمكن محاكاته من الألحان الكاملة، أو لتجعل تكثيرات لها وافتتاحات ومقاطع واستراحات إليها في خلال المحاكاة، أو تكميلات لما قد يمكن أن تعجز الحلوق عن استقصائه، ومنها ما صيغت صياغة تعسر بها محاكاة الألحان الكاملة لكن سبيلها سبيل التزاويق التي لم تجعل محاكاة لشيء بل صيغت صياغة لها منظر لذيذ فقط وذلك بمنزلة الطرائق والدواشين الفارسية والخراسانية التي ليس يمكن أن يغنى عليها [وذلك لأنها أصناف من المركبات الصوتية من نغم بعض الآلات يعسر محاكاتها بالأصوات الطبيعية، كما في كثير من السماعيات الآلية التي تمثل مهارة الأداء] الفارابي: الموسيقى ص 6968(1/53)
والذي من سبابة البمّ إلى بنصر المثنى وكذلك ما بين كل نغمتين إحداهما سجاح والأخرى صياح وهو في الوتر الواحد إذا نقر مطلقا سجاح وإذا زمّ على نصفه ثم نقر فهو صياح لذلك المطلق * والبعد ذو الخمس ويسمى أيضا الذي بالخمسة هو مثل ما بين مطلق البمّ إلى سبّابة المثلث وفي الوتر الواحد إذا نقر مطلقا ومزموما على ثلاثة * والبعد ذو الأربع وسمى أيضا الذي بالأربعة هو ما بين مطلق البمّ إلى خنصره وهو ربع الوتر أعني إذا نقر مطلقا ثم زمّ عند ربعه ونقر فإن ما بين النغمتين هو البعد ذو الأربع وإنما سمّي ذا أربع لأن فيه أربع نغمات وهي نغمة المطلق ونغمة السبّابة ونغمة الوسطى ونغمة الخنصر أو نغمة المطلق ونغمة السبّابة ونغمة البنصر ونغمة الخنصر لأنه لا يجتمع في أصل لحن نغمتا الوسطى والبنصر * وسمّي البعد ذو الخمس بذلك لأن فيه خمس نغمات الأربع المذكورة وسبابة المثلث فأما نغمة مطلق المثلث فإنها ونغمة خنصر البمّ واحدة لأن العود هكذا يسوّى (1) البعد الطنيني والمدة والعودة هو ما بين المطلق والسبابة وهو يفصل تسع الوتر وكذلك ما بين السبابة والبنصر والفضلة والبقية هي بعد ما بين البنصر والخنصر أو ما بين السبابة والوسطى أو ما بين السبابة ووسطى الفرس وهو نصف المدة بالتقريب * الإرخاء هو نصف الفضلة بالتقريب * الأجناس ثلاثة أحدها الطنينيّ ويسمّى القويّ والمقويّ وهو أن يقسم البعد ذو الأربع بمدة ومدة ونصف مدة مثل نغمة المطلق ثم السبابة ثم البنصر ثم الخنصر. الجنس الثاني اللويّ والملوّن وهو أن يقسم البعد ذو الأربع بنصف مدة ونصف مدة وثلث مدة وثلاثة أنصاف مدة والجنس الثالث ويسمّى التأليفي والناظم والراسم وهو أن يقسم البعد ذو الأربع بربع مدة وربع مدة ومدتين فالأول أفحلها يحرك النفس إلى النجدة وشدة الانبساط والطرب ويسمّى الرجلي والثاني يقف النفس بين شدة الانبساط وبين الانقباض ويحركها للكرم والحرية والجراءة ويسمّى الخنثوي والثالث يولد الشجا والحزن وانقباض النفس ويسمى النسويّ (2). النغم التي في ضعف ذي الكل المطلق الذي هو من مطلق
__________
(1) «ينظر في كتاب الموسيقى الكبير» للفارابي ص 144140»
(2) «ولنسمّ الأجناس التي هي أقوى فعلا «الأجناس القوية» والأجناس الأخر «الأجناس:(1/54)
البمّ في العود إلى دستان بنصر وتر خامس يعلق فيه تحت الزير على تسوية سائر أوتاره وهي خمس عشرة نغمة أولاها وهي مطلق البمّ تسمّى ثقيلة المفروضات والثانية ثقيلة الريسات ثم واسطة الريسات ثم حادة الريسات ثم ثقيلة الأوساط ثم واسطة الأوساط ثم حادة الأوساط ثم الوسطى ثم فاصلة الوسطى ثم ثقيلة المنفصلات ثم واسطة المنفصلات ثم حادة المنفصلات ثم ثقيلة الحادات ثم واسطة الحادات ثم حادة الحادات.
في الإيقاعات المستعملة
الإيقاع هو النقلة على النغم في أزمنة محدودة المقادير والنسب، أصناف وأنواع الإيقاعات العربية أولها الهزج وهو الذي تتوالى نقراته نقرة نقرة وهذا رسمه تن تن تن تن تن تن تن تن * والثاني خفيف الرمل وهو الذي تتوالى نقراته نقرتين نقرتين خفيفتين وهذا رسمه تن تن تن تن تن تن تن تن * الثالث الرمل ويسمى ثقيل الرمل وهو الذي إيقاعه نقرة واحدة ثقيلة ثم اثنتان خفيفتان وهذا رسمه تن تن تن تن تن تن * والرابع الثقيل الثاني وهو اثنتان ثقيلتان ثم واحدة خفيفه وهذا رسمه تن تن تن تن تن تن * الخامس خفيف الثقيل الثاني ويسمى الماخوري وهو نقرتان خفيفتان ثم واحدة ثقيلة وهذا رسمه تن تن تن تن تن تن * السادس الثقيل الأول وهو ثلاث نقرات متوالية ثقال ورسمه تن تن تن تن تن تن * والسابع خفيف الثقيل الأول وهو ثلاث نقرات متوالية أخف من نقرات الثقيل الأول وهذا رسمه تن تن تن تن تن تن.
__________
الليّنة» ومن هذه ما هي مفرطة في اللين فلتسمّ «الراسمة، والناظمة» ومنها ما هي متوسطة فلتسمّ «الملوّنة» من قبل أنّ المفرطة في اللين لمّا كان تأثيرها في النفس تأثيرا ضعيفا، شابه المصوّر الذي يبتدئ أوّل شيء فيرسم الشكل وينظّمه، ثم من بعد ذلك يلوّنه من غير أن يكسوه زينة ثم من بعد ذلك يكمله» الفارابي، الموسيقى ص 161.
[ينظر في كتاب الموسيقى الكبير للفارابي 735فما بعدها، وكذا ص 986وما بعدها].(1/55)
في الأخبار
في ذكر ملوك الفرس وألقابهم
(الطبقة الأولى من ملوكهم البيشدادية) أولهم كيومرث ولقبه گلشاه أي ملك الطين لأنه عندهم هو الإنسان الأول فكأنه لم يملك إلّا الأرض (1) ثم أوشهنك ولقبه بيشداد ومعناه أول عادل (2) * ثم طهمورث ولقبه النجيب ويقال له زيناوند ومعناه شاكي السلاح لأنه أول من عمل السلاح * ثم جم ولقبه شيد أي النيّر ومن ذلك يقال لضوء الشمس بالفارسية خورشيد لأن الشمس خور (3) * ثم بيوراسف ولقبه الضحّاك وهو إعراب دهاك معناه ذو عشرة آفات وقيل بل هو معرب اژدها أي تنين لسلعتين كانتا به فوق كتفيه (4)
__________
(1) لدى الطبري «أن بعضهم زعم أن «جيومرت» الذي زعمت الفرس أنه آدم عليه السلام إنما هو جامر بن يافث بن نوح، وأنّه كان معمّرا سيّدا، نزل جبل دنباوند من جبال طبرستان من أرض المشرق، وتملك بها وبفارس وأنّه تجبّر في آخر عمره وتسمّى بآدم، وقال: من سماني بغير هذا الاسم ضربت عنقه وأنه لا تدافع بين علماء الأمم أن جيومرت هو أبو الفرس من العجم وإنما اختلفوا فيه هل هو آدم أبو البشر أم هو غير ذلك» تاريخ الطبري 1/ 147. وفي مروج الذهب للمسعودي 1/ ص 243 «كيومرث».
(2) أو شهنج أول من وضع الأحكام والحدود وكان ملقّبا بذلك يدعى فيشداذ ومعناه بالفارسية: أول من حكم بالعدل. وذلك أن فاش معناه أول وداذ: عدل وقضاء» الطبري 1/ 169وفيه أن «جيومرت جدّ أو شهنج». وفي موضع آخر يذكر الطبري الاسم هوشنك 1/ 153.
(3) «أمّا علماء الفرس فإنهم قالوا ملك بعد طهمورث جم الشيذ والشيذ معناه عندهم الشعاع، لقبوه بذلك فيما زعموا لجماله وقيل إنه ابتدع صنعة السيوف والسلاح» الطبري 1/ 175.
(4) «ثم إن جمّا بطر بعد ذلك نعمة الله عنده، وجمع الإنس والجنّ فأخبرهم أنه وليّهم ومالكهم والدافع بقوته عنهم الأسقام والهرم والموت، جحد إحسان الله عزّ وجلّ إليه، وتمادى في غيّه فأحسّ بذلك «بيوراسب» الذي يسمّى الضحّاك فابتدر إلى جمّ لينتهسه فهرب منه ثم ظفر به بيوراسب» الطبري 1/ 176.(1/56)
* ثم أفريدون ولقبه المؤيد (1) ثم إيرج ولقبه المصطفى (2) ثم منوجهر ولقبه فيروز أي المظفر (3) ثم أفراسياب التركي ومعنى اسمه جناح الطاحونة ولا لقب له لأنه لم يكن من ملوك الفرس ثم نوذر ولقبه آزاده أي الحر * ثم زاب وكرشاسب (4) ويعرفان بالشريكين لأن الملك كان مشتركا بينهما.
الطبقة الثانية من ملوك الفرس الكيانية
وكي هو الجبار وكيان هم (5) الجبابرة أولهم كيقباذ ولقبه الأول ويقال «الكيية» ثم كيكاوس ولقبه نمرد أي لم يمت وأظن أنه هو الذي تسميه العبرانيون نمرود ثم كيخسرو ولقبه همايون ومعناه المبارك (6) ثم كيلهراسب ولقبه البلخيّ لأنه كان ينزل ببلخ (7) ثم كيبشتاسب ولقبه الهربذ أي عابد النار سمّي بذلك لأن زرادشت أتاه بالمجوسية فقبلها (8) ثم كى أردشير وهو بهمن بن إسفنديار وكان
__________
«بيوراسب وهو الازدهاق والعرب تسمّيه الضحاك فتجعل الحرف الذي بين السين والزاي في الفارسيّة ضادا والهاء حاء والقاف كافا ويقال إنه خرج في منكبه سلعتان فكانتا تضربان عليه فيشتد عليه الوجع» الطبري 1/ 196194.
(1) «أفريدون بن أثفيان، وقد ملك ابنه إيرج «قسما من مملكته» الطبري 1/ 197، 212.
(2) «منو بن إيرج» الطبري 1/ 377
(3) «ثم إن منوشهر وأفراسياب اصطلحا على أن يجعلا حدّ ما بين مملكتيهما منتهى رمية سهم أرشباطير من أصحاب منوشهر» الطبري 1/ 380.
(4) «كان زوّ زاب وكرشاسب مشتركين في الملك والمعروف من أمرهما أن الملك كان لزوّ بن طهماسب وأن كرشاسب كان له مؤازرا وله معينا» الطبري 1/ 455
(5) (كيقاوس) الطبري 1.
(6) (كيخسرونه وكيسخرو بن سياوخش بن كيقاوس) الطبري 1.
(7) «ثم ملك بعد كيخسرو من الفرس لهراسب بن كيوجي بن كيمنوش بن كيفاشين، باختيار كيخسرو إيّاه فأمر فبنيت له بأرض خراسان مدينة بلخ وسماها الحسناء» الطبري 1ص 538
(8) «وفي زمان بشتاسب ظهر زرادشت، الذي تزعم المجوس أنّه نبيهم» الطبري 1 ص 540(1/57)
يسمّى بهذين الاسمين ولقبه الطويل الباع (1) ثم هماي بنت بهمن ولقبها جهرازاد (2) ثم دارا ولقبه الكبير ثم دارا بن دارا ابنه ولقبه الثاني * ثم بعد هذه الطبقة الإسكندر اليوناني واسمه باليونانية الكسندروس بن فيلفوس ويقال هو ذو القرنين استولى على ملك فارس ونصّب ملوك الطوائف وكانوا تسعين ملكا في كل بلد ملك وكانوا يعظمون من يملك العراق وينزل المدائن وهم الأشكانية وهم الطبقة الثالثة سموا بذلك لأنهم أولاد أشك بن دارا وهو أولهم ولقبه جوشنده ثم أشك بن أشك ابنه ولقبه أشكان ثم ابنه سابور ولقبه زرّين أي الذهبي ثم ابنه بهرام ولقبه جودرز (3) ثم ابنه نرسي ولقبه نيو * ثم هرمز ولقبه السالار ثم ابنه بهرام ولقبه روشن أي المضيء ثم ابنه بهرام ولقبه تراده أي النجيب ثم نرسي ولقبه شكاري معناه الصيدي لولوعه بالصيد ثم أردوان ولقبه الأحمر (4) (الطبقة الرابعة الساسانية) وهم أولاد بابك بن ساسان أولهم أردشير بن بابك ولقبه بابكان أي ابن بابك ثم ابنه سابور ولقبه نبرده (5) ثم ابنه هرمز ولقبه البطل (6) ثم ابنه بهرام ولقبه بودبار ثم ابنه بهرام بن بهرام ولقبه شاهنده أي الصالح ثم ابنه بهرام بن بهرامان لأنه بهرام بن بهرام بن بهرام ولقبه سكستان شاه أي ملك سجستان (7) ثم أخوه نرسي ولقبه نخشيركان أي قناص
__________
(1) «ثم ملك بعد بشتاسب ابن ابنه أردشير بهمن، وكان يدعى الطويل الباع لتناوله كلّ ما مدّ إليه يده من الممالك التي حوله وهو أبو دارا الأكبر، وأبو ساسان أبي ملوك الفرس الأخر وتفسير بهمن بالعربية: الحسن النيّة» الطبري 1/ 569568.
(2) (خمّاني) في الطبري 1وفي مروج الذهب للمسعودي هماي بنت بهمن، أو حماية بنت بهمان وكانت تعرف بأمها شهرزاد 1/ ص 255250.
(3) (جوذرز في الطبري) 1/ 583582.
(4) ثمة اختلاف بين ما أورده الطبري في أسماء الملوك وما جاء هاهنا لدى الخوارزمي. انظر الطبري 1/ 580فما بعدها. وهذه المرحلة التي تمتد بين سيطرة الإسكندر وحكم أردشير يسمّى: الحكّام الفرس فيها بملوك الطوائف. وكذا المسعودي 1/ ص 257.
(5) «فسماه اسما جامعا يكون صفة واسما «شاه بور» وترجمتها بالعربية: ابن الملك وهو أوّل من سمّي هذا الاسم وهو سابور الجنود بالعربية بن أردشير» الطبري 1/ 45.
(6) «وهو الجريء كما ورد عند الطبري» 2/ 51.
(7) «لأنه كان قبل أن يفضي إليه الملك مملّكا على سجستان» الطبري 2/ 54(1/58)
الوحوش ثم ابنه هرمز ولقبه كوهبذ أي صاحب الجبل ثم ابنه سابور ولقبه هويه سنبا وهويه اسم الكتف بالفارسية وسنبا أي ثقاب وهو الذي تسميه العرب ذا الأكتاف وإنما لقب بذلك لأنه كان يثقّب أكتاف العرب ويدخل فيها الحلق وقيل بل كان يخلع أكتافهم، ثم أخوه أردشير ولقبه الجميل ثم سابور بن سابور ولقبه سابور الجنود ثم بهرام بن سابور ولقبه كرمان شاه ثم ابنه يزدجرد ولقبه الأثيم والمجرم والفظ وبالفارسية (وفر وبزه كر) ثم ابنه بهرام جور لقب بذلك لأنه كان مولعا بصيد العير ثم ابنه يزد جرد ولقبه سباه دوست أي محبّ الجيش ثم ابنه هرمز ولقبه فرزانه أي الحكيم ثم أخوه فيروز ولقبه مردانه أي الشجاع ثم ابنه بلاش ولقبه گرانمايه أي النفيس ثم أخوه قباذ ولقبه نيكراي ثم أخوه جاماسب ولقبه نكارين أي المنقّش (1) ثم كسرى ولقبه أنوشروان والملك العادل ويسمّى هو ومن بعده من ملوك الفرس الأكاسرة (2) ثم ابنه هرمز ولقبه ترك زاد أي ابن التركية لأن أمه كانت ابنة خاقان ملك الترك ثم ابنه كسرى ولقبه أبرويز والملك العزيز ثم ابنه قباذ ولقبه شيرويه ثم ابنه أردشير ولقبه كوجك أي الصغير (3) ثم كسرى بن قباذ بن هرمز بن أنوشروان ولقبه كوتاه أي القصير ثم بوران بنت أبرويز ولقبها السعيدة (4) ثم أختها آزر
__________
(1) «وذكر بعض أهل العلم بأخبار الفرس أن العظماء من الفرس هم حبسوا قباذ حين اتبّع مزدك وشايعه على ما دعاه إليه من أمره، وملّكوا مكانه أخاه جاماسب بن فيروز
وهرب قباذ وأنّ قباذ رجع من سفره ذلك معه ابنه أنوشروان وأمّه فغلب أخاه جاماسب على ملكه بعد أن ملك أخوه جاماسب ستّ سنين» الطبري 2/ 9493
(2) «وأن كسرى لمّا استحكم له الملك أبطل ملّة رجل منافق من أهل (فسا) يقال له:
زرادشت بن خرّكان ابتدعها في المجوسية فتابعه الناس على بدعته تلك ثم أمر كسرى برءوس المزدكيّة فضربت أعناقهم» الطبري 2/ 10199.
(3) «ثمّ ملك أردشير بن شيرويه بن أبرويز، وكان طفلا صغيرا قيل: إنه كان ابن سبع سنين لأنه لم يكن في أهل بيت المملكة محتنك فملّكته عظماء فارس وحضنه رجل يقال له مه آذر جشنس» الطبري 2/ 230
(4) «ثمّ ملكت بوران بنت كسرى أبرويز بن هرمز بن كسرى أنوشروان وكان ملكها سنة وأربعة أشهر» الطبري 2/ 232231(1/59)
ميدخت ولقبها العادلة (1) ثم فرّخزاد بن أبرويز ولقبه بختيار (2) ثم يزدجرد بن شهريار بن أبرويز ولقبه الملك الأخير (3).
في ذكر الخلفاء وملوك الإسلام ونعوتهم وألقابهم
أولهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة يدعى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقبه عتيق ونعته الصديق (4) ثم عمر بن الخطاب وهو الفاروق وهو أول من دعي أمير المؤمنين من الخلفاء (5) ثم عثمان بن عفان وهو ذو النورين (6) ثم علي بن أبي طالب وهو الوصي رضوان الله عليهم أجمعين (7) * ثم بعدهم بنو أمية ولا نعوت
__________
(1) «ثمّ ملكت آزرميدخت بنت كسرى أبرويز، ويقال إنها كانت من أجمل نسائهم
وكان ملكها ستة أشهر الطبري 2/ 233232.
(2) «ثمّ شخص رجل من العظماء يقال له زاذي إلى حصن الحجارة، فأقبل بابن لكسرى كان نجا يقال له: فرّخزاذ خسروا إلى مدينة طيسبون فانقاد له الناس زمنا يسيرا ثم استعصوا عليه وخالفوه، فقتلوه وكان ملكه ستة أشهر» الطبري 2/ 234
(3) «وساغ الملك ليزدجرد، غير أن ملكه كان عند ملك آبائه كالخيال والحلم، وكانت العظماء والوزراء يدبّرون ملكه لحداثة سنه، وضعف أمر مملكة فارس، واجترأ عليه أعداؤه من كل وجه، وتطرّفوا بلاده وأخربوا منها، وغزت العرب بلاده بعد أن مضت سنتان من ملكه وقيل أربع، وكان عمره كلّه إلى أن قتل ثمانيا وعشرين سنة» الطبري 2/ 234 وينظر في «الآثار الباقية عن القرون الخالية للبيروني ص / 103فما بعدها
(4) «ولقّب عتيقا لجمال وجهه وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمّاه عتيقا قال له، أنت عتيق من النار وسمّي صدّيقا لتصديقه خبر المسرى الإسراء» مختصر التاريخ لابن الكازروني ص 61
(5) «ولقب الفاروق لأنه أعلن بالإسلام والناس يخفونه ففرق بين الحقّ والباطل، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لقّبه به، وكان المسلمون يوم أسلم تسعة وثلاثين رجلا وامرأة بمكة فكملهم أربعين» الكازروني ص / 65
(6) «ولقبه ذو النورين لأنه كان تزوج بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما رقيّة ثمّ أم كلثوم» الكازروني ص / 71
(7) «أبو الحسن علي بن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم. وهو أوّل خليفة كان أبواه هاشميين» الكازروني ص / 75(1/60)
لهم ولا ألقاب أولهم معاوية بن صخر أبي سفيان بن حرب * ثم ابنه يزيد * ثم ابنه معاوية بن يزيد ثم مروان بن الحكم ثم ابنه عبد الملك بن مروان ثم الوليد بن عبد الملك بن مروان ثم أخوه سليمان بن عبد الملك ثم عمر بن عبد العزيز بن مروان ويلقب بأشجّ بني أمية ثم يزيد بن عبد الملك ثم أخوه هشام بن عبد الملك وهو أحول بني أمية ثم الوليد بن يزيد بن عبد الملك ثم يزيد بن الوليد بن عبد الملك ويلقب بالناقص ثم أخوه إبراهيم بن الوليد ثم مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وهو آخرهم ويعرف بالجعدي (ثم ولد العباس بن عبد المطلب رضوان الله عليهم أجمعين) أولهم عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس وهو السفاح ثم أخوه عبد الله بن محمد وهو المنصور ثم ابنه محمد وهو المهدي ثم ابنه موسى وهو الهادي ثم أخوه هارون هو الرشيدي ثم ابنه محمد بن هارون وهو الأمين ثم أخوه عبد الله بن هارون وهو المأمون ثم أخوه محمد أبو إسحاق بن هارون وهو المعتصم ثم ابنه هارون بن محمد وهو الواثق ثم أخوه جعفر وهو المتوكل ثم ابنه محمد بن جعفر وهو المنتصر ثم أحمد ابن محمد بن المعتصم وهو المستعين ثم محمّد بن المتوكل وهو المعتز ثم محمد بن الواثق وهو المهتدي ثم أحمد بن المتوكل وهو المعتمد والموفق كان ولي عهده وهو أخوه واسمه طلحة ثم أحمد بن الموفق وهو المعتضد ثم ابنه علي وهو المكتفي ثم أخوه جعفر وهو المقتدر ثم أخوه محمد وهو القاهر ثم أبو العباس محمد بن المقتدر ولقبه الراضي ثم أخوه إبراهيم وهو المتقي ثم عبد الله بن المكتفي وهو المستكفي ثم الفضل بن المقتدر وهو المطيع ثم ابنه عبد الكريم وهو الطائع (1).
في ملوك اليمن وألقابهم
أول ملوك اليمن من ولد قحطان حمير بن سبأ ثم الحارث الرائش وهو
__________
(1) يذكر المؤرخون ألقاب خلفاء بني العباس كاملة كما لدى المسعودي والكازروني وغيرهما من أصحاب التصانيف أي بإضافة الكلمة المختصرة التي يعددها الخوارزمي مع حرف جرّ إلى لفظ الجلالة: المعتصم بالله، والمهتدي بالله والمطيع لله وهكذا ينظر في مروج الذهب للمسعودي ج 3، 4، ومختصر الكازروني.(1/61)
تبّع الأول سمي بذلك لأن أهل اليمن تبعوه وقيل له رائش لأنه راشهم أي كساهم وأغناهم ثم ابنه أبرهة وهو ذو المنار لأنه ضرب المنار على طريقه في غزاته ثم ابنه إفريقس (وبنى إفريقية بأرض البربر) ثم أخوه العبد ذو الأذعار سمّي بذلك فيما زعموا لأنه غزا بلاد النسناس وسباهم فذعر الناس من سبيهم (1) ثم الهدهاد بن شرحبيل وهو والد بلقيس ثم بلقيس المرأة التي تزوجها سليمان بن داود عليهما السلام ثم عمها ياسر ينعم سمّي بذلك لأنه أنعم على الناس بالقيام بأمر الملك بعد زواله لمفارقة بلقيس اليمن (2) ثم شمر يرعش وهو أبو كرب ابن إفريقس سمي يرعش لرعشة كانت به ويزعمون أنه ذو القرنين دون الإسكندر الرومي قال وسمّي: بذلك لذؤابتين كانتا له ثم ابنه أبو مالك ابن شمر ثم ابنه تبع الأقرن وهو تبع الثاني ثم ابنه مالك وهو ذو جيشان ثم تبع ابن الأقرن بن شمر يرعش ثم ابنه كلي كرب (3) ثم ابنه أسعد أبو كرب وهو تبع الأوسط ثم حسان بن تبع ثم أخوه عمرو بن تبع وهو موثبان سمي بذلك لملازمته الوثاب وهو الفراش بلغتهم (4) وهو ذو الأعواد لأنه كان يركب النعش ويحمل على أكتاف الرجال إذ كان مسقاما ثم عبد كلال بن يثوب ثم تبع بن حسان وهو تبع الأصغر آخر التبابعة وملّك ابن أخته الحارث بن عمرو بن حجر الكندي على معدّ ثم مرثد بن عبد كلال ثم وليعة بن مرثد ثم أبرهة بن الصباح ثم حسان بن عمرو بن تبع ثم ذو شناتر ومعناه ذو القرطة بلغة حمير ثم ذو نواس سمّي بذلك لذؤابتين كانتا على عاتقه تنوسان أي تتحركان وهو
__________
(1) أي أنه جاء ببعض تلك المخلوقات «النسانس» فبثّت الرعب في القلوب لغرابة أشكالها الوحشيّة والتباسها.
(2) في روايات: «ناشر النعم» المسعودي 2/ 50.
(3) في رواية عند المسعودي كليكرب، وفي أخرى ملكيكرب وأمّا الطبري فلديه ملكيكرب.
(4) في لسان العرب لابن منظور: «الوثب: القعود بلغة حمير. يقال: ثب أي اقعد. ودخل رجل من العرب على ملك من ملوك حمير، فقال له الملك: ثب أي اقعد، فوثب فتكسّر فقال الملك: ليس عندنا عربيّة كعربيتكم من دخل ظفار حمّر أي تكلم بالحميرية، والوثاب: بلغتهم الفراش، والسرير الذي لا يبرح الملك عليه والموثبان بلغتهم: الملك الذي يقعد، ويلزم السرير ولا يغزو، والوثوب في غير لغة حمير النهوض والقيام وكذلك الوثب: الطفر» مادة وثاب.(1/62)
آخرهم (ثم ملكهم من الحبشة ثلاثة نفر) أولهم أبرهة الأشرم ثم ابنه يكسوم ثم أخوه مسروق بن أبرهة ثم استدعى سيف بن ذي يزن أنوشروان ملك الفرس فأمدّه بجيش قائده وهرز فأجلى الحبشة عن اليمن ثم قتل سيف بن ذي يزن وتغلب على ملك اليمن مرزابة من الفرس ثم انتقل ملكها إلى المسلمين (1).
في ذكر من ملك معدّا من اليمانيين في الجاهلية
ملك معدّا في الجاهلية آل نصر وهم اللخميّون من اليمن وكانوا عمال الأكاسرة وكانوا ينزلون العراق أولهم مالك بن فهم ثم ابنه جذيمة الأبرش وسمي الأبرش لبرص كان به وكان يسمّى الوضاح أيضا ثم عمرو بن عدي وهو أول من نزل الحيرة ثم امرؤ القيس البدء، والبدء هو الأول بلغة أهل اليمن ثم ابنه عمرو وهو ابن هند ثم أوس بن قلام ثم امرؤ القيس البدن وهو محرّق الأول لأنه أول من عاقب بالنار ثم ابنه النعمان الذي بنى الخورنق والسدير * وفارس حليمة وهو الأعور وهو السائح لأنه ساح في الأرض فلم يره أحد ثم ابنه المنذر ثم ابنه الأسود ثم المنذر بن المنذر ثم النعمان بن المنذر ثم النعمان بن الأسود ثم استخلف أبو يعفر بن علقمة ثم امرؤ القيس بن النعمان وهو صاحب سنمّار الذي قتله حين بنى له الحصن الذي يسمّى الصنين ثم ابنه المنذر وهو ابن ماء السماء وماء السماء هي أمه وكانت تسمّى مارية وهو ذو القرنين ثم الحارث بن عمرو بن حجر الكندي آكل المرار ثم المنذر بن ماء السماء ثانيا ثم
__________
(1) حظي ملوك حمير بالذكر في كتب التأريخ العربية القديمة وإن يكن التفاوت قائما في تتابع الأسماء وعددهم، وهاهنا يجدر النظر إلى المكتشفات التاريخية اليمنية حديثا وإلى إماطة اللثام عن دول أخرى توغل قدما في الزمن أبعد مما كان لحمير (الدولة المعينية والحضرمية وقتبان) لذا فنحن نطالع هاهنا ما اختاره الخوارزمي مما كان متداولا في المصنفات التاريخية لعصره. وقد ضبطت هذه التسميات وفقها. وللاستزادة يراجع تاريخ الطبري ج 1/ ص: 383، 489، 566ج 2/ ص 89، 105، 111 112ومروج الذهب للمسعودي ج 2/ ص 6348.
والإكليل للهمداني وقد نشرت منه أجزاء / 1، 2، 8ويراجع المجلد الثاني من موسوعة: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام للدكتور جواد علي ففيه غناء كبير.(1/63)
ابنه عمرو وهو ابن هند وهو مضرط الحجارة ومحرّق الثاني ثم ابنه قابوس بن المنذر ثم فيسهرب الفارسي في زمن أنوشروان ثم المنذر بن المنذر وأخوه عمرو ابن هند ثم النعمان بن المنذر وهو الذي قتله أبرويز تحت أرجل الفيلة وهو آخر ملوك لخم وملك بعده إياس بن قبيصة الطائي ثم زادويه الفارسي ثم المنذر بن النعمان بن المنذر أشهرا وكان يسمّى المغرور وقتل يوم جواثا وورد خالد بن الوليد الحيرة * (ومن ملوك العرب آل جفنة) وهم غسان ملوك الشام وهم من اليمن أيضا وكانوا عمال القياصرة ولم أذكر أساميهم إذ ليست لهم نعوت ولا ألقاب (1).
في ذكر ملوك الروم
ملك الروم بعد الإسكندر بن فيلفوس (2) الذي قتل دارا بن دارا من ملوك مقدونيّة وهي مدينة الحكماء من مدن يونان عشرة نفر كلّ واحد منهم سمي بطلميوس ومعناه الحربيّ (3) ولهم ألقاب معروفة فأولهم بطلميوس الأديب بن أديب ثم بطلميوس بن لقوس محب الأب ثم بطلميوس الصانع ثم بطلميوس صاحب العلم محب الأم ثم بطلميوس الثاني ثم بطلميوس المخلص ثم بطلميوس الإسكندري ثم بطلميوس الخير ثم بطلميوس الحديدي ثم بطلميوس الخبيث ثم ملكت قلوفطرا بنت محيسة ثم غلبت الروم على اليونانيين
__________
(1) ثمة سرد لملوك المناذرة عند المسعودي وآخر لدى الطبري يمكن مقارنتهما بما جاء هاهنا، وثمة دراسة مستفيضة مقارنة في المفصل لجواد علي * الطبري 2/ 104، 213.
* المسعودي ج 2/ 65فما بعدها.
* والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 3/ ص 314304.
(2) يورد الطبري اسم والد الإسكندر المقدوني بصيغتين: فيلفوس، وبيلبوس الطبري 1/ 577، ونجده عند المسعودي «فيلبس» ج 1/ 317.
(3) انظر المسعودي ج 1/ ص 373، والآثار الباقية ص / 98/ يقول البيروني «والملوك البطالسة المسمّين بطلميوس إذ كان الإسكندر أوصى عند وفاته أن يلقّب كل قائم في اليونانيين بعده بهذا اللقب تهويلا للأعداء إذ ترجمته: الحربيّ» الآثار الباقية ص / 84.(1/64)
فملك الروم ملوك آل صوفر وأولهم يوليوس ثم أغسطس قيصر وهو أول ملك سمّي قيصر ومعناه شق عنه وذلك أن أمه ماتت وهي حبلى فشق بطنها عنه وأخرج ثم ملكهم قسطنطين بن هيلاني ونزل بازنطيا وبنى عليها سورا وسميت قسطنطينيّة فنزلها ملوكهم إلى هذه الغاية وكان ملك الروم سنة الهجرة هرقل وملكهم من سنة إحدى وثلاثمائة للهجرة قسطنطين بن اليون (1) ولم أذكر أسامي ملوك الروم الذين كانوا بعد البطالسة إذ ليست لهم ألقاب ولا نعوت معروفة (2).
في ألفاظ يكثر جريها في أخبار الفرس
المرازبة جمع المرزبان وهم ما وراء الملوك وهم ملوك الأطراف ومرز هو الحد بالفارسية مرزبان وهو صاحب الحد وكانت الفرس تسمي صاحب النهر أعني جيحون مرز توران أي حد الترك وكان أهل خراسان يسمونه مرز إيران أي حد العراق. خراسان تفسيره المشرق وخرباران هو المغرب ونيمروز هو مهبّ الجنوب لأن الشمس تسامته نصف النهار وآذربادكان هو مهب الشمال وآذر من شهور الشتاء وباد هو الريح ومعناه مهب ريح الشتاء ثم عربت الكلمة فصيرت آذربيجان * الدرفش معرب من درفش كابيان والدرفش هو العلم
__________
(1) يأتي المسعودي على ذكر ملوك اليونان من لدن الإسكندر بن فيلبس ثم ملوك الروم باختصار ج 1/ ص 349335. ويذكر الطبري عددا منهم ج 1/ ص 578، 606.
(2) ثمة جداول لأسماء ملوك مقدونية الملقبين بالبطالسة وملوك الروم، وملوك النصرانية (بالقسطنطينية). انظر الآثار الباقية عن القرون الخالية للبيروني ص / 9892.
* في اللسان: المرزبان بضم الزاي أحد مرازبة الفرس وهو الفارس الشجاع المقدّم على القوم دون الملك (معرّب) / مرن / وينظر في المعرّب للجواليقي إذ يقول «تفسيره بالعربية حافظ الحدّ» ص / 365، في شفاء الغليل للخفاجي الذي يقول «معناه:
حافظ الحدود أي الثغور» ص 240وجاء في مادة / مرز / في اللسان» المرز: الحباس الذي يحبس الماء فارسي معرّب.(1/65)
وكان اسم الرجل الذي خرج على الضحاك حتى قتله أفريدون كابي وكان يتيمّن بهذا العلم ملوك الفرس فغشوه بالذهب ورصعوه بالجواهر الثمينة * الأساورة جمع الأسوار وهو الفارس لأن العجم لا تضع اسم أسوار إلّا على الرجل الشجاع البطل المشهور (1) سورستان هو السواد وإليها ينسب السريانيون وهم النبط (2) بغستان بيت الأصنام وبغ هو الصنم وبذلك سميت بغداد أي عطية الصنم على ما جيء عن الأصمعي ولذلك يسمون بغ وهكذا الإمام والسيد وبه سمي ملك الصين بغ بور أي ابن الملك وقال ابن درستويه في كتابه تصحيح الفصيح أخطأ الأصمعي في ما ذكره من اشتقاق بغداد إذ لم تكن الفرس عبدة أصنام إنما هو باغ داد وباغ هو البستان وداد هو اسم رجل وهذا من ابن درستويه اختراع كاذب وخطأ فاحش فإن بغ عند الفرس هو الإله والسيد والملك وكانوا يعظمون الأصنام ويتبركون بها ويسمون الصنم بغ وبيت الأصنام بغستان ولعمري أن الفرس كانوا يعبدونها ويصورونها على صور الملوك والأئمة ولعل بغداد هي عطية الملك، الموبذ هو قاضي المجوس وموبذان موبذ قاضي القضاة:
الهربذ خادم النار والجمع هرابذ (3).
__________
(1) والأسوار والإسوار: قائد الفرس، وقيل هو الجيّد الرمي بالسهام، وقيل: هو الجيد الثبات على ظهر الفرس والجمع أساورة وأساور» اللسان / س ور.
(2) ورد في اللسان: مادة / ن ب ط: «والنبيط والنبط: جيل ينزلون السواد، وفي المحكم:
سواد العراق، وهم الأنباط والنسب إليهم نبطي، وفي الصحاح: ينزلون بالبطائح بين العراقين وفي حديث ابن أبي أوفى: كنا نسلف نبيط أهل الشام وفي رواية: أنباطا من أنباط الشام» * * إن هذا الاستخدام للمصطلح التاريخي له بعده عند أسلافنا من المؤرخين ذلك أنهم عدّوا كلّ أو معظم أبناء الأجيال القديمة التي عمرت بلاد الرافدين والشام من النبط وهذه تسمية مجازية لا تنطبق على دولة الأنباط التي كانت عامرة في منطقة تتوسط جنوب الشام وشمال الجزيرة، لذا فينبغي التنبّه إلى هذا الفارق ويكون مفيدا العود إلى المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام للدكتور جواد علي، المجلد 3ص / 5فما بعدها.
(3) ينظر في مروج الذهب للمسعودي ج 1/ 269268(1/66)
(ومن لغات الفرس الفهلويّة)
وبها كان يجري كلام الملوك في مجالسهم وهي لغة منسوبة إلى بهلة وبهلة اسم يقع على خمسة بلدان: أصفهان والريّ وهمدان وماه نهاوند وأذربيجان ومن لغاتها الفارسية وكان يجري بها كلام الموابذة ومن كان مناسبا لهم وهي لغة كور فارس * والدريّة لغة أهل مدن المدائن وبها كان يتكلم من بباب الملك فهي منسوبة إلى حاضرة الباب (1) والغالب عليها من بين لغات أهل المشرق لغة أهل بلخ. والخوزية لغة منسوبة إلى كور خوزستان وبها كان يتكلم الملوك والأشراف في الخلاء ومواضع الاستفراغ وعند التعري في الحمام وفي الأندية والمغتسل * والسريانية الذين يقال لهم النبط وبها كان يجري كلام حاشية الملوك إذا التمسوا الحوائج وشكوى الظلامات لأنها أملق الألسنة.
أصناف الكتابة الفارسية
داد دفيره أي كتابة الأحكام وشهر همار دفيره أي كتابة البلد للخراج وكده همار دفيره أي كتابة حساب دار الملك وكنج همار دفيره أي كتابة الخزائن وآهر همار دفيره أي كتابة الاصطبلات وآتش همار دفيره أي كتابة حسبانات النيران وروانكان دفيره أي الأوقات * الأكاسرة جمع كسرى على غير قياس وكسرى إعراب خسرو.
في ألفاظ يكثر ذكرها في الفتوح والمغازي وأخبار عرب الإسلام
الشّرطة العلامة وجمعها شرط والشّرطيّون هم أصحاب أعلام سود ورئيسهم صاحب الشّرط * الحربة. حربة كان النجاشي ملك الحبش أهداها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تقدم بين يديه إذا خرج إلى المصلّى يوم العيد وتتوارثها الخلفاء وهي الحربة التي قتل بها النبيّ صلى الله عليه وسلم أبيّ بن خلف بيده يوم أحد وتسمّى
__________
(1) يقول المسعودي «ومدينة الباب والأبواب على شعب من شعاب جبل القبخ، بناها كسرى أنوشروان وجعلها بينه وبين الخزر» المروج ج 1ص 198(1/67)
العنزة أيضا (1) البردة بردة كان كساها رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن زهير الشاعر فاشتراها منه معاوية والخلفاء تتوارثها أيضا * الرابطة هم الأعراب الذين لهم دواب * العادية الذين تعدو خيولهم * الشناقصة قوم من الجند والنسبة إليهم شناقصي * الأبناء هم أبناء الدهاقين والنسبة إليهم بنوي * الفراغنة هم أهل فرغانة * الإخشيد ملك فرغانة ودونه الصوارتكين * الأفشين ملك أشر وسنه * الهياطلة جيل من الناس كانت لهم شوكة وكانت لهم بلاد: تخارستان، وأتراك خلج وكنجينة من بقاياهم * خاقان ملك الترك الأعظم: خان هو الرئيس فخاقان هو خان خان أي رئيس الرؤساء كما تقول الفرس شاهانشاه جبوّيه ملك الغزيّة وكذلك ملك الخرلخيّة يسمى جبوّيه * ينال تكين هو ولي عهد لجبوّيه ولكل رئيس من رؤساء الترك من ملك أو دهقان ينال أي ولي عهد * سباشي هو صاحب الجيش * الطرخان هو الشريف والجمع الطراخنة * بغيور ملك الصين وبغ هو الملك ويور هو الابن بالسنديّة والصينية والفارسية المحضة * الفهلوية. راى ملك الهند وقنّوج راي هو ملك قنوج أكبر بلادهم * بلهراي وبلوهرا أعظم ملوكهم عندهم * السّرية هم النفر يبعثون ليلا للتنافر بالبيات اشتقت من السّرى والجمع السرايا، الساربة النفر الذين يبعثون نهارا وجمعها سوارب * البعث الجماعة يبعثون ليلا ونهارا * التجمير أن يترك الجند بإزاء العدوّ طويلا * الحمراء هم الأعاجم * الأرحاء هم القبائل التي تستقل كل قبيلة منها بنفسها وتستغني عن غيرها * الأخماس هم: أهل العالية خمس وبنو تميم خمس وبكر بن وائل خمس وعبد القيس خمس والأزد وكندة خمس رءوس الأخماس رؤساء هذه القبائل (2) وضائع الجند هي الشحن والمسالخ واحدتها
__________
(1) ذكر الطبري مقتل أبيّ بن خلف بعد أن أصابه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد من غير تفصيل في اسم السلاح / الطبري 2ص 520518وأورد الكازروني في ذكر أصناف سلاحه صلى الله عليه وسلم «وكان له صلى الله عليه وسلم عصا يقال لها العنزة دون الرمح وكان يمشي بها وهي في يده، تحمل بين يديه في العيدين حتى تركز أمامه وكانت بالمدينة إلى أيّام المأمون، وكانت له عنزة أخرى أخذها من الزبير بن العوام وكان الزبير أخذها من النجاشي» الكازروني ص 5958.
(2) ذكر في اللسان أن هؤلاء هم أخماس البصرة. اللسان مادة خ م س.(1/68)
وضيعة * الشعوب جمع شعب للعجم مثل القبائل للعرب من قول الله تعالى {وَجَعَلْنََاكُمْ شُعُوباً وَقَبََائِلَ لِتَعََارَفُوا} [الحجرات 49/ 13] ومنه قيل للذي يتعصب للعجم شعوبيّ وقيل بل هي للعرب والعجم فبنو قحطان شعب وبنو عدنان شعب ثم القبائل واحدتها قبيلة مشتقة من قبائل الرأس وهي عظامه قالوا والفرق بين الحي والقبيلة أن الحيّ لا يقال فيه بنو فلان نحو قريش وثقيف ومعدّ وجذام والقبائل يقال فيها بنو فلان مثل بني تميم وبني سلول ثم العمائر من بعد القبائل واحدتها عمارة والعمارة المصدر ثم البطون واحدها بطن مذكر ثم الأفخاذ واحدها فخذ ثم الفصائل واحدتها فصيلة ثم العشيرة * المساك الأسير الذي يمسكه الرجل مما يخصه من السبي * الدراهم الوافية التي وزن الدرهم منها مثقال ووزن سبعة ما كان وزن عشرة منها سبعة مثاقيل وكذلك وزن خمسة ووزن ثمانية * القراميل الإبل ذوات السنامين * البهار بيت أصنام الهند * الفرخار بيت أصنام الصين والسغد العليا (البد) وهو صنم الهند الأكبر الذي يحجونه ويسمّى كل صنم بدّا طبقات الناس بالهند الأشراف هم البراهمة وهم العبّاد واحدهم برهمي السّوديّة هم أصحاب الزراعة * والبيشيّة هم الصناع * والسنداليّة هم أصحاب اللحون * الزطّ هم حفاظ الطرق وهم جنس من السند يقال لهم جتان * ماه الكوفة هي الدينور * ماه البصرة هي نهاوند وهمذان وقمّ * زموم الأكراد محالّهم واحدها زمّ * الخشبات أساطين منصوبة في البحر يوقد فوقها بالليل سراج ليهتدي به أصحاب المراكب * المهراج ملك الزابج والزنج * الفسطاط مدينة مصر * إيليا هي مدينة بيت المقدس وهي بالعبرانية أورشليم وهي من كور فلسطين * الثغور من بلاد الشام هي التي تصاقب بلاد الروم والعواصم التي خلف الثغور كأنها تعصم الثغور، وعوادل الثغور التي عدلت عنها * الهرمان بنيّتان عظيمتان بمصر سمك كل واحدة منهما أربعمائة ذراع وهما من مرمر ورخام مخروط الشكل وحواليهما أهرام كثيرة صغار ويزعم الناس أنها بنيت قبل الطوفان وأن فيها خبايا وبعضهم يزعم أن فيها قبورا لملوك القبط الذين كانوا يسمون الفراعنة * القبط أهل كور مصر، النماردة كانوا السريانيين واحدهم نمرود.(1/69)
وضيعة * الشعوب جمع شعب للعجم مثل القبائل للعرب من قول الله تعالى {وَجَعَلْنََاكُمْ شُعُوباً وَقَبََائِلَ لِتَعََارَفُوا} [الحجرات 49/ 13] ومنه قيل للذي يتعصب للعجم شعوبيّ وقيل بل هي للعرب والعجم فبنو قحطان شعب وبنو عدنان شعب ثم القبائل واحدتها قبيلة مشتقة من قبائل الرأس وهي عظامه قالوا والفرق بين الحي والقبيلة أن الحيّ لا يقال فيه بنو فلان نحو قريش وثقيف ومعدّ وجذام والقبائل يقال فيها بنو فلان مثل بني تميم وبني سلول ثم العمائر من بعد القبائل واحدتها عمارة والعمارة المصدر ثم البطون واحدها بطن مذكر ثم الأفخاذ واحدها فخذ ثم الفصائل واحدتها فصيلة ثم العشيرة * المساك الأسير الذي يمسكه الرجل مما يخصه من السبي * الدراهم الوافية التي وزن الدرهم منها مثقال ووزن سبعة ما كان وزن عشرة منها سبعة مثاقيل وكذلك وزن خمسة ووزن ثمانية * القراميل الإبل ذوات السنامين * البهار بيت أصنام الهند * الفرخار بيت أصنام الصين والسغد العليا (البد) وهو صنم الهند الأكبر الذي يحجونه ويسمّى كل صنم بدّا طبقات الناس بالهند الأشراف هم البراهمة وهم العبّاد واحدهم برهمي السّوديّة هم أصحاب الزراعة * والبيشيّة هم الصناع * والسنداليّة هم أصحاب اللحون * الزطّ هم حفاظ الطرق وهم جنس من السند يقال لهم جتان * ماه الكوفة هي الدينور * ماه البصرة هي نهاوند وهمذان وقمّ * زموم الأكراد محالّهم واحدها زمّ * الخشبات أساطين منصوبة في البحر يوقد فوقها بالليل سراج ليهتدي به أصحاب المراكب * المهراج ملك الزابج والزنج * الفسطاط مدينة مصر * إيليا هي مدينة بيت المقدس وهي بالعبرانية أورشليم وهي من كور فلسطين * الثغور من بلاد الشام هي التي تصاقب بلاد الروم والعواصم التي خلف الثغور كأنها تعصم الثغور، وعوادل الثغور التي عدلت عنها * الهرمان بنيّتان عظيمتان بمصر سمك كل واحدة منهما أربعمائة ذراع وهما من مرمر ورخام مخروط الشكل وحواليهما أهرام كثيرة صغار ويزعم الناس أنها بنيت قبل الطوفان وأن فيها خبايا وبعضهم يزعم أن فيها قبورا لملوك القبط الذين كانوا يسمون الفراعنة * القبط أهل كور مصر، النماردة كانوا السريانيين واحدهم نمرود.
في ألفاظ يكثر ذكرها في أخبار العرب وأيامها في الجاهلية
الحجابة حجب بيت الله الحرام (1) * الرفادة شيء كان فرضه قصيّ بن كلاب على قريش لطعام الحاج وكان كل منهم يخرج صدرا من ماله على قدر طاقته فيجمعون مالا عظيما لإطعام الحج كانوا يترافدون على ذلك * السقاية سقي الحاج * دار الندوة دار بمكة كانوا يجتمعون فيها للتشاور واشتقاق الندوة من الندي والنادي وهو المجلس * المطيبون (2) أحياء من قريش وإليهم نسب حلف المطيبين والأحلاف أحياء منهم وهم عبد مناف وزهرة وأسد بن عبد العزّى وتيم والحارث بن فهر وكان تحالف بنو قصي على حرب المطيبين ثم رجعوا عن ذلك وحلف الفضول كانت قريش تتظالم في الحرم فتحالفوا على أن ينصروا المظلوم فذلك حلف الفضول * حرب الفجار كانت بين قريش وبين قبائل من العرب في الشهر الحرام أمور فتناكروا ذلك وكان سبب حرب الفجار * يوم ذي قار حرب كانت بين عسكر أبرويز وبين بني شيبان بسبب النعمان بن المنذر إذ كان هرب من أبرويز الملك وكانت عند بني شيبان ودائعه فلم يمكنوا أبرويز منها فأنفذ إليهم جيشا فقاتلوه فظفرت بنو شيبان وهو أول يوم انتصرت فيه العرب من العجم (3) * يوم الوقيط كان في الإسلام بين بني تميم وبكر بن وائل (4) يوم شواحط كان في الجاهلية بين مصر وأهل اليمن أيام بكر وتغلب ابن وائل ستة أيام يوم عنيزة ويوم واردات ويوم الحنو ويوم القصيبات ويوم الفيصل
__________
(1) «قالت بنو قصيّ: فينا الحجابة يعنون حجابة الكعبة، وهي سدانتها، وتولّي حفظها وهم الذين بأيديهم مفاتحها» اللسان / ح ج ب. ينظر في الطبري 2/ ص 258.
(2) لم يذكر الخوارزمي من اجتمع في الطرف المقابل للمطيبين الذين كانوا مع بني عبد مناف ونكمله بما جاء في سيرة ابن هشام «كان بنو مخزوم بن يقظة بن مرّة وبنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب وبنو جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب وبنو عدي بن كعب مع بني عبد الدار وهم الأحلاف فبينا الناس كذلك قد أجمعوا للحرب إذ تداعوا للصلح على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار ففعلوا» السيرة: ج 1/ ص 144142.
(3) الطبري 2/ ص 212193.
(4) أو الوقيظ / العمدة لابن رشيق 2/ ص 215.(1/70)
ويوم تحلاق اللّمم (1) * الحمس هم قريش ومن كان يدين بدينهم من كنانة والتحمس الشدة في الدين * الأحابيش الذين حالفوا قريشا وهم بنو آل المصطلق وبنو الهون بن خزيمة وغير هم سمّوا بذلك لتحبشهم على حلفهم أي اجتماعهم (2). حرب داحس وغبراء كانت بين عبس وذبيان: بني بغيض وهما اسما فرسين كانتا لقيس بن زهير * الطواعين طاعون عمواس أول طاعون كان في الإسلام بالشام وبعده طاعون شيرويه الملك بالعراق والجارف طاعون كان في زمن ابن الزبير * طاعون الفتيات ويسمّى طاعون الأشراف كان في أيام الحجاج وسمّي بذلك لموت كثير من العذارى ومن الأشراف فيه * وطاعون غراب سمّي بذلك لأن أول من مات فيه رجل اسمه غراب وكان في زمن الوليد بن يزيد (طبقات الناس عند العرب في الجاهلية) الملوك والصنائع والعباد والوضائع والجند والسوقة * فأما الصنائع فهم خواص الملوك * والعباد هم خدم الملوك وكان كل من يسكن المدر بالحيرة يسمون العباد * والوضائع من المسالح * والسوقة عوام الناس اسم يقع على الواحد والجماعة يقال رجل سوقة ورجال سوقة وهو مشتق من السياقة وليست السوقة جماعة السوقيّ كما يتوهم كثير من الناس * الرّدف هو خليفة ملك الحيرة وكان له المرباع من الغنائم وكان يجلس علي يمين الملك ويشرب بعده قبل الناس كلهم والردافة الخلافة (3) * الأقيال واحدهم قيل والمقاول واحده مقول وكانوا بمنزلة القواد باليمن وكانوا دون الذّوين والذوون كانوا دون التبابعة والذوون والأذواء جمع ذو وذلك أن ملوكهم كانوا يلقبون بذي المنار وذي الأعواد ونحو ذلك (4) المخاليف كور اليمن واحدهم مخلاف ولكل مخلاف منها اسم يعرف به (5).
__________
(1) ويقال: الفصيل، وينظر في هذه الأيام الأغاني 5/ 35. والمفصّل في تاريخ العرب ق.
الإسلام ج 5ص 357.
(2) ينظر في العمدة لابن رشيق ج 2ص 194، 197.
(3) «أرداف الملوك في الجاهلية الذين كانوا يخلفونهم في القيام بأمر المملكة بمنزلة الوزراء في الإسلام وهي الردافة، وكان بنو يربوع أكثر العرب إغارة على ملوك الحيرة، فصالحوهم على أن جعلوا لهم الردافة ويكفّوا عن أهل العراق الغارة» اللسان / ردف.
(4) اللسان مادة / ق ي ل.
(5) اللسان مادة / خ ل ف.(1/71)
في ألفاظ يكثر ذكرها في أخبار الروم
البطريق هو القائد من قواد الروم يكون تحت يده عشرة آلاف رجل وهم اثنا عشر بطريقا ستة منهم أبدا عند الطاغية في كور المملكة * والطرخان تحت يد البطريق على خمسة آلاف رجل والقومي على مائتي رجل والقنطرخ على أربعين رجلا والداقرخ على عشرة نفر وأكبر البطارقة ورئيسهم دمستقهم وهو خليفة الملك ووزيره اللّغتيط هو صاحب عرض الكتب * فأما مراتبهم في الدين فأعظمهم يسمى بطرك وإذا عرّب قيل بطريق وهم أربعة في ممالكهم أحدهم يقيم بالقسطنطينية، والثاني برومة، والثالث بالإسكندرية، والرابع بأنطاكية وتسمى هذه البلدان الكراسي واحدها كرسي، ثم القاثوليق وهو الجاثليق ويكون تحت يد البطريق ومقام الجاثليق في حضرة الإمام ببلد العراق مدينة السلام فيكون تحت يد بطريق أنطاكية. ثم المطران تحت يد الجاثليق ويكون مقام المطران خراسان بمرو ثم الأسقف يكون في كل بلد من تحت يد المطران ثم القسيس ثم الشمّاس ومن تحت يده هؤلاء القراء وأصحاب الألحان وخدم المذبح وليسوا من أصحاب المراتب (1).
__________
(1) ينظر في المسعودي ج 1ص 350فما بعدها.(1/72)
المحور الثاني أ
رسالة الكندي في الحدود الفلسفية، علم المنطق أبوابه ومصطلحاته الفلسفة وأقسامها عامة ومصطلحات فيها، العلم الطبيعي: الأقسام والمصطلحات، العلم الإلهي، الأقسام والمصطلحات، في النفس (مصطلحات علم النفس السينوي ومقالاته).
* من كلام الكندي الفيلسوف.
* من كلام الفارابي الفيلسوف.
* من كلام الخوارزمي الكاتب.
* من كلام ابن سينا.
* من كلام الإمام الغزالي.(1/73)
* من كلام الإمام الغزالي.
رسالة الكندي * في حدود الأشياء ورسومها
العلة الأولى مبدعة، فاعلة، متمّمة الكلّ، غير متحركة.
العقل جوهر بسيط مدرك للأشياء بحقائقها.
الطبيعة ابتداء حركة وسكون عن حركة، وهو أول قوى النفس.
النفس تماميّة جرم طبيعي ذي آلة قابل للحياة ويقال: هي استكمال أول لجسم طبيعي ذي حياة بالقوة ويقال: هي جوهر عقل متحرك من ذاته بعدد مؤلّف.
الجرم ما له ثلاثة أبعاد.
الإبداع إظهار الشيء عن ليس.
الهيولى قوة موضوعة لحمل الصور، منفعلة.
الصورة الشيء الذي به الشيء هو ما هو.
العنصر طينة كل طينة.
الفعل تأثير في موضوع قابل للتأثير ويقال: هو الحركة التي من نفس المتحرك.
العمل فعل بفكر.
الجوهر هو القائم بنفسه وهو حامل للأعراض لم تتغير ذاتيّته، موصوف لا واصف ويقال: هو غير قابل للتكوين والفساد وللأشياء التي تزيد لكل واحد من الأشياء التي مثل الكون والفساد، في خاص جوهره، التي إذا عرفت عرفت أيضا بمعرفتها الأشياء العارضة في كل واحد من الجوهر الجزئي، من غير أن تكون داخلة في نفس جوهره الخاصّي.
الاختيار إرادة قد تقدمها رويّة مع تمييز.(1/75)
الجوهر هو القائم بنفسه وهو حامل للأعراض لم تتغير ذاتيّته، موصوف لا واصف ويقال: هو غير قابل للتكوين والفساد وللأشياء التي تزيد لكل واحد من الأشياء التي مثل الكون والفساد، في خاص جوهره، التي إذا عرفت عرفت أيضا بمعرفتها الأشياء العارضة في كل واحد من الجوهر الجزئي، من غير أن تكون داخلة في نفس جوهره الخاصّي.
الاختيار إرادة قد تقدمها رويّة مع تمييز.
الكمية ما احتمل المساواة وغير المساواة.
الكيفية ما هو شبيه وغير شبيه.
المضاف ما ثبت بثبوته آخر.
الحركة تبدّل حال الذات.
الزمان مدة تعدّها الحركة، غير ثابتة الأجزاء.
المكان نهايات الجسم ويقال: هو التقاء أفقي المحيط والمحاط به.
الإضافة نسبة شيئين، كلّ واحد منهما ثباته بثبات صاحبه.
التّوهّم هو الفنطاسيا، قوة نفسانية ومدركة للصور الحسية مع غيبة طينتها ويقال: الفنطاسيا، هو التخيّل، وهو حضور صور الأشياء المحسوسة مع غيبة طينتها.
الحاسّ قوة نفسانية مدركة لصورة المحسوس مغ غيبة طينته.
الحسّ إنّيّة إدراك النفس صور ذوات الطين في طينتها بأحد سبل [القوة] الحسية ويقال: هو قوة للنفس مدركة للمحسوسات.
القوة الحسّاسة هي التي تشعر بالتغير الحادث في كل واحد من الأشياء، مثالها أن تشعر به من أعضاء البدن ومما كان خارجا عن البدن.
المحسوس هو المدرك صورته مع طينته.
الرويّة الإمالة بين جواهر النفس.
الرأي هو الظن الظاهر في القول والكتاب، ويقال: إنه اعتقاد النفس أحد شيئين متناقضين اعتقادا يمكن الزوال عنه، ويقال: إنه الظن مع ثبات القضية عند القاضي، والرأي إذن سكون الظن.
المؤلف مركب من أشياء متفقة طبيعية دالة على المحدود دلالة خاصيته، ويقال: هو المركب من أشياء متفقة في الجنس مختلفة في الحدّ.
الإرادة قوة يقصد بها الشيء دون الشيء.
المحبة علة اجتماع الأشياء.
الإيقاع فعل فصل زمان الصوت بفواصل متناسبة متشابهة.
الأسطقس منه يكون الشيء، ويرجع إليه منحلا، وفيه الكائن بالقوة وأيضا: هو عنصر الجسم، وهو أصغر الأشياء من جملة الجسم.(1/76)
الإيقاع فعل فصل زمان الصوت بفواصل متناسبة متشابهة.
الأسطقس منه يكون الشيء، ويرجع إليه منحلا، وفيه الكائن بالقوة وأيضا: هو عنصر الجسم، وهو أصغر الأشياء من جملة الجسم.
الواحد هو الذي بالفعل، وهو فيما وصف به تارة [بالعرض].
العلم وجدان الأشياء بحقائقها.
الصدق القول الموجب ما هو والسالب ما ليس هو وهو أيضا إمّا إثبات شيء ليس هو، وإمّا نفي شيء عن شيء هو له.
الكذب القول الموجب ما ليس هو والسالب ما هو.
الجذر هو الذي إذا ضوعف مقدار ما فيه من الآحاد عاد المال الذي هو جذره.
الغريزة طبيعة حالّة في القلب، أعدّت فيه لينال به الحياة.
الوهم وقوف شيء للنفس بين الإيجاب والسلب، لا يميل إلى واحد منهما.
القوة ما ليس بظاهر، وقد يمكن أن يظهر عما هو فيه بالقوة.
الأزلي الذي لم يكن ليس، وليس بمحتاج في قوامه إلى غيره والذي لا يحتاج في قوامه إلى غيره فلا علة له، وما لا علة له فدائم أبدا.
العلل الطبيعية أربع ما منه كان الشيء، أعني عنصره وصورة الشيء التي بها هو ما هو ومبتدأ حركة الشيء التي هي علّته وما من أجله فعل الفاعل مفعوله.
الفلك عنصر وذو صورة، فليس بأزلي.
المحال جمع المتناقضين في شيء ما في زمان واحد وجزء وإضافة واحدة.
الفهم يقتضي الإحاطة بالمقصود إليه.
الوقت نهاية الزمان المفروض للعمل.
الكتاب فعل شيء موضوع مرسّم لفصول الأصوات ونظمها وتفصيلها.
الاجتماع معلول بالطبع للمحبة.
الكل مشترك لمشتبه الأجزاء وغير المشتبه الأجزاء.
الجميع خاص للمشتبه الأجزاء.(1/77)
الكل مشترك لمشتبه الأجزاء وغير المشتبه الأجزاء.
الجميع خاص للمشتبه الأجزاء.
الجزء لما فيه الكل.
البعض لما فيه الجميع وكل هذا يقال على كل واحد من القاطيغورياس بما يستحق.
المماسّة توالي جسمين ليس بينهما [من] طبيعتهما ولا من طبيعة غير هما إلا ما لا يدركه الحس وأيضا هو تناهي نهايات الجسمين إلى خط مشترك بينهما.
الصديق إنسان هو أنت إلا أنه غيرك، حيواني موجود واسم على غير معنى.
الظن هو القضاء على الشيء من الظاهر ويقال: لا من الحقيقة والتبيين من غير دلائل ولا برهان، ممكن عند القاضي بها زوال قضيته.
العزم ثبات الرأي على الفعل.
اليقين هو سكون الفهم مع ثبات القضية ببرهان.
الضرب هو تضعيف أحد العددين بما في الآخر من الآحاد.
القسمة تفريق أحد العددين على الآخر، وتفريق بعض العدد على بعضه أو غيره.
الطب مهنة قاصدة لإشفاء أبدان الناس بالزيادة والنقص وحفظها على الصحة.
الحرارة علة جمع الأشياء من جوهر واحد وتفريق الأشياء التي من جواهر مختلفة.
البرودة علة جمع الشيء من جواهر مختلفة وتفريق التي من جوهر واحد.
اليبس علة سهولة انحصار الشيء بذاته وعسر انحصاره بذات غيره.
الرطوبة علة سهولة اتحاد الشيء بذات غيره وعسر انحصاره بذاته.
الانثناء تقارب الطرفين إلى قدّام وخلف.
الكسر انفصال الهيولي بأقسام كثيرة صغيرة القدر.
الضغط انضمام أجزاء الهيولى لعلّتين: إما أن تكون أجزاؤها غير متمكنة للتقارب، فإذا عرض لها عارض تقارب أجزاؤها، يسمى ذلك عصرا، أو لأن يكون كالوعاء مملوّا فينضم أجزاؤها، يسمى ذلك عصرا.
الانجذاب مواتاة بالانعطاف إلى أي ناحية انعطفت، كالثوب أي جزء كان منه بالانعطاف إلى أي ناحية عطفه الجاذب إليها.(1/78)
الضغط انضمام أجزاء الهيولى لعلّتين: إما أن تكون أجزاؤها غير متمكنة للتقارب، فإذا عرض لها عارض تقارب أجزاؤها، يسمى ذلك عصرا، أو لأن يكون كالوعاء مملوّا فينضم أجزاؤها، يسمى ذلك عصرا.
الانجذاب مواتاة بالانعطاف إلى أي ناحية انعطفت، كالثوب أي جزء كان منه بالانعطاف إلى أي ناحية عطفه الجاذب إليها.
الرائحة خروج هواء محتقن في جسم عارض فيه، مخالطة له قوة ذلك الجسم.
الفلسفة حدّها القدماء بعدة حروف:
(أ) إما من اشتقاق اسمها، وهو حب الحكمة، لأن «فيلسوف» هو مركب من فلا، وهي محبّ، ومن سوفا، وهي الحكمة.
(ب) وحدّوها أيضا من [جهة] فعلها، فقالوا: إن الفلسفة هي التشبّه بأفعال الله تعالى، بقدر طاقة الإنسان أرادوا أن يكون الإنسان كامل الفضيلة.
(ج) وحدّوها أيضا من جهة فعلها، فقالوا العناية بالموت والموت عندهم موتان: طبيعي، وهو ترك النفس استعمال البدن والثاني إماتة الشهوات فهذا هو الموت الذي قصدوا إليه لأن إماتة الشهوات هي السبيل إلى الفضيلة، ولذلك قال كثير من أجلّة القدماء اللذة شرّ. فباضطرار أنه إذا كان للنفس استعمالان: أحدهما حسي والآخر عقلي، كان مما سمّى الناس لذة ما يعرض في الإحساس، لأن التشاغل باللذات الحسية ترك لاستعمال العقل.
(د) وحدّوها أيضا من جهة العلة، فقالوا صناعة الصناعات وحكمة الحكم.
(هـ) وحدّوها أيضا فقالوا: الفلسفة معرفة الإنسان نفسه وهذا قول شريف النهاية بعيد الغور: مثلا أقول: إن الأشياء إذا كانت أجساما ولا أجسام، وما لا أجسام إما جواهر وإما أعراض، وكان الإنسان هو الجسم والنفس والأعراض، وكانت النفس جوهرا لا جسما، فإنه إذا عرف ذاته عرف الجسم بأعراضه والعرض الأول والجوهر الذي هو لا جسم فإذن إذا علم ذلك جميعا، فقد علم الكلّ ولهذه العلّة سمى الحكماء الإنسان العالم الأصغر.
(و) فأمّا ما يحدّ به عين الفلسفة فهو أن الفلسفة علم الأشياء الأبدية الكلية، إنيّاتها ومائيّتها وعللها، بقدر طاقة الإنسان.
السؤال عن البارئ، عزّ وجل، في هذا العالم، وعن العالم العقلي وإن
كان في هذا العالم شيء فكيف هو الجواب عنده هو كالنفس في البدن، لا يقوم شيء من تدبيره إلا بتدبير النفس، ولا يمكن أن يعلم إلا بالبدن بما يرى من آثار تدبير النفس [فيه]، ولا يمكن إلا بالبدن بما يرى من آثار تدبيرها فيه فهكذا العالم المرئي لا يمكن أن يكون تدبيره إلا بعالم لا يرى، والعالم الذي لا يرى لا يمكن أن يكون [معلوما] إلا بما يوجد في هذا العالم من التدبير والآثار الدالة عليه.(1/79)
السؤال عن البارئ، عزّ وجل، في هذا العالم، وعن العالم العقلي وإن
كان في هذا العالم شيء فكيف هو الجواب عنده هو كالنفس في البدن، لا يقوم شيء من تدبيره إلا بتدبير النفس، ولا يمكن أن يعلم إلا بالبدن بما يرى من آثار تدبير النفس [فيه]، ولا يمكن إلا بالبدن بما يرى من آثار تدبيرها فيه فهكذا العالم المرئي لا يمكن أن يكون تدبيره إلا بعالم لا يرى، والعالم الذي لا يرى لا يمكن أن يكون [معلوما] إلا بما يوجد في هذا العالم من التدبير والآثار الدالة عليه.
الخلاف معطي الأشياء غيريّة أو غيرا.
الغيريّة فيما يعرض فيما انفصل بالعقل الجوهري، مثلا: الناطق غير لا ناطق، والإنسان غير الفرس.
الغيرية هي العارضة فيما انفصل بعرض: إمّا بذات واحدة وإما في ذاتين أمّا في ذات واحدة فكالذي كان حارّا، فصار باردا فإنه عرضت له غيريّة لتغاير أحواله، وهو في جميع الحالتين لم يتبدّل وأمّا الشيء العارض في شيئين فكالماء الحار والماء البارد فإن كل واحد منهما بالطبع غير صاحبه، لأنهما جميعا ماء، ولكن عرضت لهما الغيرية. ما أن أحدهما بارد والآخر حار.
الشك هو الوقوف على حدّ الطرفين من الظن مع تهمة ذلك الظن.
الخاطر علته السانح.
الإرادة علتها الخاطر.
الاستعمال علّته الإرادة، وقد يمكن أن يكون علة لخطرات أخر،. وهو الدور، يلزم جميع هذه العلل [التي] هي فعل الباري، ولذلك نقول إن الباري عزّ وجلّ صير مخلوقاته بعضها سوانح لبعض، وبعضها مستخرجة لبعض، وبعضها متحركة ببعض.
إرادة المخلوق هي قوة نفسانية تميل نحو الاستعمال عن سانحة، أمالت إلى ذلك.
المحبة مطلوب النفس، ومتمّمة القوة التي هي اجتماع الأشياء، ويقال:
هي حال النفس فيما بينها وبين شيء يجذبها إليه.
العشق إفراط المحبة.
الشهوة هي مطلوب القوة المحبية وعلة تكاملها السببية، وهي مشتقة
من الشهوة، وهي إرادة نحو المحسوسات ويقال: إن الشهوة هي الشوق، على طريق الانفعال، إلى استزادة ما نقص من البدن وإلى تنقّص ما زاد فيه نريد بالانفعال أنه شيء يجري على خلاف ما يجري به الأمر الذي بالفكر والتمييز.(1/80)
الشهوة هي مطلوب القوة المحبية وعلة تكاملها السببية، وهي مشتقة
من الشهوة، وهي إرادة نحو المحسوسات ويقال: إن الشهوة هي الشوق، على طريق الانفعال، إلى استزادة ما نقص من البدن وإلى تنقّص ما زاد فيه نريد بالانفعال أنه شيء يجري على خلاف ما يجري به الأمر الذي بالفكر والتمييز.
المعرفة رأي غير زائل.
الاتصال هو اتحاد النهايات.
الانفصال تباين المتصل.
الملازقة إمساك نهايات الجسمين جسما بينهما.
الغضب غليان دم القلب لإرادة الغيظ.
الحقد غضب يبقى في النفس على وجه الدهر.
الذحل هو حقد يقع معه ترصّد فرصة الانتقام واسم الذحل في اللغة اليونانية مشتق من الكمون والرصد.
الضحك اعتدال دم القلب في الصفاء. وانبساط النفس، حتى يظهر سرورها وأصله بالفعل الطبيعي.
الرضا اسم مشترك يقال على مضادّه السخط، ويقال على الانفراد وعلى غير ذلك والمضادة للسخط هو قناعة النفس لما كانت غير قنعة به لعرض أحدث لها القناعة بنوع من المضادة.
الفضائل الإنسانية هي الخلق الإنساني المحمود وهي تنقسم قسمين أوّلين: أحدهما في النفس، والآخر مما يحيط بدن الإنسان من الآثار الكائنة عن النفس.
أما القسم الكائن في النفس فينقسم ثلاثة أقسام: أحدها الحكمة، والآخر النجدة، والآخر العفة وأما الذي يحيط بذي النفس فالآثار الكائنة عن النفس، والعدل فيما أحاط بذي النفس.
وأما الحكمة فهي فضيلة القوة [النطقية]، وهي علم الأشياء الكلية.
بحقائقها واستعمال ما يجب استعماله من الحقائق.
أما النجدة فهي فضيلة القوة الغلبيّة، وهي الاستهانة بالموت في أخذ ما يجب أخذه، ودفع ما يجب دفعه.
وأما العفة فهي تناول الأشياء التي يجب تناولها لتربية أبدانها وحفظها بعد التمام وائتمار امتثالها والإمساك عن تناول غير ذلك.(1/81)
أما النجدة فهي فضيلة القوة الغلبيّة، وهي الاستهانة بالموت في أخذ ما يجب أخذه، ودفع ما يجب دفعه.
وأما العفة فهي تناول الأشياء التي يجب تناولها لتربية أبدانها وحفظها بعد التمام وائتمار امتثالها والإمساك عن تناول غير ذلك.
وكل واحدة من هذه الثلاث سور للفضائل.
الفضائل لها طرفان: أحدهما من جهة الإفراط، والآخر من جهة التقصير وكل واحد منهما خروج عن الاعتدال، لأن حدّ الخروج عن الاعتدال مقابل للاعتدال بأشد أنواع المقابلة تباينا أعني الإيجاب والسّلب، فإن الخروج عن الاعتدال رذيلة، وهو ينقسم قسمين متضادين: أحدهما الإفراط والآخر التقصير.
[أما] الخلق الخامس في النطقية [المغاير] للاعتدال فهي الجربزة والحيل والمواربة والمخادعة وما كان كذلك.
فأما الاعتدال من جهة الفلسفة أعني اعتدال الطينة للنجدة خروج القوة الغلبية عن الاعتدال، وهي رذيلة الاعتدال، وهو ينقسم قسمين متضادين: أحدهما من جهة السرف وهو التهوّر والهوج وأما الآخر فهو من جهة التقصير، وهو الجبن.
وأما غير الاعتدال في العفة فهي رذيلة أيضا مضادة للعفة وهي تنقسم قسمين: أحدهما من جهة الإفراط، وهو ينقسم ثلاثة أقسام، ويعمها الحرص:
أحدها الحرص على المآكل والمشارب، وهو الشره والنهم وما سمي كذلك ومنها الحرص على النكاح من حيث سنح، وهو الشبق المنتج العهر ومنها الحرص على القنية، وهو الرغبة الذميمة الداعية إلى الحسد والمنافسة، وما كان كذلك و [أما] الآخر الذي من جهة التقصير فهو الكسل وأنواعه.
ففضيلة هذه القوى النفسانية جميعا الاعتدال المشتق من العدل.
وكذلك الفضيلة فيما يحيط بذي النفس من الآثار الكائنة عن النفس هي العدل في تلك الآثار، أعني في إرادات النفس من غيرها وبغيرها، وأفعال النفس في هذه المحيطة بذي النفس فأما الرذيلة في هذه المحيطة بذي النفس فالجور المضادّ للعدل فيها.
فإذن الفضيلة الحقّية الإنسانية [هي] في أخلاق النفس و [في] الخارجة عن أخلاق النفس إلى ما أحاط بذي النفس.(1/82)
وكذلك الفضيلة فيما يحيط بذي النفس من الآثار الكائنة عن النفس هي العدل في تلك الآثار، أعني في إرادات النفس من غيرها وبغيرها، وأفعال النفس في هذه المحيطة بذي النفس فأما الرذيلة في هذه المحيطة بذي النفس فالجور المضادّ للعدل فيها.
فإذن الفضيلة الحقّية الإنسانية [هي] في أخلاق النفس و [في] الخارجة عن أخلاق النفس إلى ما أحاط بذي النفس.
قول الفلاسفة في الطبيعة: تسمّي الفلاسفة الهيولى طبيعة، وتسمى الصورة طبيعة، وتسمى ذات كل شيء من الأشياء طبيعة، وتسمى الطريق إلى السكون طبيعة، وتسمى القوة المدبّرة للأجسام طبيعة.
قول بقراط فيها: اسم الطبيعة على أربعة معان: على بدن الإنسان، وعلى هيئة بدون الإنسان، وعلى القوة المدبّرة للبدن، وعلى حركة النفس.
حدّ علم النجوم: هو ما يدل عليه قوة حركات الكواكب من زمان معلوم وعلى زمانه وعلى الزمان الآتي المحدّد.
العمل هو الأثر الباقي بعد انقضاء حركة الفاعل.
الإنسانية هي الحياة والنطق والموت.
الملائكية الحياة والنطق.
البهيمية هي الحياة والموت.
في علم المنطق
فنخبر بجملة ما فيه، ثم بمنفعته، ثم بموضوعاته، ثم بمعنى عنوانه، ثم نحصي أجزاءه وجمل ما في كل واحد منها.
فصناعة المنطق تعطي بالجملة القوانين التي شأنها أن تقوّم العقل وتسدد الإنسان نحو طريق الصواب ونحو الحق في كل ما يمكن أن يغلط فيه من المعقولات، والقوانين التي تحفظه وتحوطه من الخطأ والزلل والغلط في المعقولات، والقوانين التي يمتحن بها في المعقولات ما ليس يؤمن أن يكون قد غلط فيه غالط. وذلك أن في المعقولات أشياء لا يمكن أن يكون قد غلط فيها أصلا، وهي التي يجد الإنسان نفسه كأنها فطرت على معرفتها واليقين بها: مثل أن الكل أعظم من جزئه، وأن كل ثلاثة فهو عدد فرد، وأشياء أخر يمكن أن
يغلط فيها ويعدل عن الحق إلى ما ليس بحق، وهي التي شأنها أن تدرك بفكر وتأمل وعن قياس واستدلال: ففي هذه دون تلك يضطر الإنسان الذي يلتمس الوقوف على الحق اليقين في مطلوباته كلها إلى قوانين المنطق.(1/83)
فصناعة المنطق تعطي بالجملة القوانين التي شأنها أن تقوّم العقل وتسدد الإنسان نحو طريق الصواب ونحو الحق في كل ما يمكن أن يغلط فيه من المعقولات، والقوانين التي تحفظه وتحوطه من الخطأ والزلل والغلط في المعقولات، والقوانين التي يمتحن بها في المعقولات ما ليس يؤمن أن يكون قد غلط فيه غالط. وذلك أن في المعقولات أشياء لا يمكن أن يكون قد غلط فيها أصلا، وهي التي يجد الإنسان نفسه كأنها فطرت على معرفتها واليقين بها: مثل أن الكل أعظم من جزئه، وأن كل ثلاثة فهو عدد فرد، وأشياء أخر يمكن أن
يغلط فيها ويعدل عن الحق إلى ما ليس بحق، وهي التي شأنها أن تدرك بفكر وتأمل وعن قياس واستدلال: ففي هذه دون تلك يضطر الإنسان الذي يلتمس الوقوف على الحق اليقين في مطلوباته كلها إلى قوانين المنطق.
وهذه الصناعة تناسب صناعة النحو: ذلك أن نسبة صناعة المنطق إلى العقل والمعقولات كنسبة صناعة النحو إلى اللسان والألفاظ. فكل ما يعطيناه علم النحو من القوانين في الألفاظ فإن علم المنطق يعطينا نظائرها في المعقولات.
وتناسب أيضا علم العروض: فإن نسبة علم المنطق إلى المعقولات كنسبة العروض إلى أوزان الشعر. وكل ما يعطيناه علم العروض من القوانين في أوزان الشعر فإن علم المنطق يعطينا نظائرها في المعقولات.
وأيضا فإن القوانين المنطقية التي هي آلات يمتحن بها في المعقولات ما لا يؤمن أن يكون العقل قد غلط فيه أو قصر في إدراك حقيقته، تشبه الموازين والمكاييل التي هي آلات يمتحن بها في كثير من الأجسام ما لا يؤمن أن يكون الحس قد غلط فيه أو قصر في إدراك تقديره، وكالمساطر التي يمتحن بها في الخطوط ما لا يؤمن أن يكون الحس قد غلط أو قصر في إدراك استقامته وكالبركار الذي يمتحن به في الدوائر ما لا يؤمن أن يكون الحس قد غلط أو قصر في إدراك استدارته.
فهذه جملة غرض المنطق. وبيّن من غرضه عظيم غنائه: وذلك في كل ما نلتمس تصحيحه عند أنفسنا، وفيما نلتمس تصحيحه عند غيرنا، وفيما يلتمس غيرنا تصحيحه عندنا:
فإنه إذا كانت عندنا تلك القوانين والتمسنا استنباط مطلوب وتصحيحه عند أنفسنا لم نطلق أذهاننا في تطلب ما نصححه مهملة تسبح في أشياء غير محدودة وتروم المصير إليه من حيث اتفق ومن جهات عسى أن تغلطنا فتوهمنا فيما ليس بحق أنه حق فلا نشعر به، بل ينبغي أن نكون قد علمنا أي طريق ينبغي أن نسلك إليه وعلى أي الأشياء نسلك ومن أين نبتدئ في السلوك وكيف نقف
من حيث تتيقن أذهاننا وكيف نسعى بأذهاننا على شيء شيء منها إلى أن نفضي لا محالة إلى ملتمسنا، ونكون مع ذلك قد عرفنا جميع الأشياء المغلّطة لنا والملبّسة علينا فنتحرز منها عند سلوكنا. فعند ذلك نتيقن فيما نستنبطه أنّا صادفنا فيه الحق ولم نغلط. وإذا رابنا أمر شيء استنبطناه فخيل إلينا أنّا قد سهونا عنه امتحناه من وقتنا: فإن كان فيه غلط شعرنا به وأصلحنا موضع الزلل بسهولة.(1/84)
فإنه إذا كانت عندنا تلك القوانين والتمسنا استنباط مطلوب وتصحيحه عند أنفسنا لم نطلق أذهاننا في تطلب ما نصححه مهملة تسبح في أشياء غير محدودة وتروم المصير إليه من حيث اتفق ومن جهات عسى أن تغلطنا فتوهمنا فيما ليس بحق أنه حق فلا نشعر به، بل ينبغي أن نكون قد علمنا أي طريق ينبغي أن نسلك إليه وعلى أي الأشياء نسلك ومن أين نبتدئ في السلوك وكيف نقف
من حيث تتيقن أذهاننا وكيف نسعى بأذهاننا على شيء شيء منها إلى أن نفضي لا محالة إلى ملتمسنا، ونكون مع ذلك قد عرفنا جميع الأشياء المغلّطة لنا والملبّسة علينا فنتحرز منها عند سلوكنا. فعند ذلك نتيقن فيما نستنبطه أنّا صادفنا فيه الحق ولم نغلط. وإذا رابنا أمر شيء استنبطناه فخيل إلينا أنّا قد سهونا عنه امتحناه من وقتنا: فإن كان فيه غلط شعرنا به وأصلحنا موضع الزلل بسهولة.
وتلك تكون حالنا فيما نلتمس تصحيحه عند غيرنا: فإنّا إنما نصحح الرأي عند غيرنا بمثل الأشياء والطرق التي تصححه عند أنفسنا فإن نازعنا في الحجج والأقاويل التي خاطبناه بها في تصحيح ذلك الرأي عنده، وطالبنا بوجه تصحيحها له، وكيف صارت تصحح ذلك الرأي دون أن تصحح ضده، ولم صارت أولى من غيرها بتصحيح ذلك الرأي، قدرنا أن نبين له جميع ذلك.
وكذلك إذا أراد غيرنا أن يصحح عندنا رأيا ما، كان عندنا ما نمتحن به أقاويله وحججه التي رام أن يصحح بها ذلك الرأي: فإن كانت في الحقيقة مصححة تبين من أي وجه تصحح، فنقبل ما نقبله من ذلك عن علم وبصيرة.
وإن كان غالط أو غلط تبين من أي وجه غالط أو غلط، فنزيّف ما نزيفه من ذلك عن علم وبصيرة.
وإذا جهلنا المنطق كانت حالنا في جميع هذه الأشياء بالعكس وعلى الضد. وأعظم من جميع ذلك وأقبحه وأشنعه وأحراه أن يحذر ويتقى هو ما يلحقنا إذا أردنا أن ننظر في الآراء المتضادة أو نحكم بين المتنازعين فيها، وفي الأقاويل والحجج التي يأتي بها كل واحد ليصحح رأيه ويزيّف رأي خصمه:
فإنّا إن جهلنا المنطق لم نقف من حيث نتيقن على صواب من أصاب منهم كيف أصاب ومن أي جهة أصاب، وكيف صارت حجته توجب صحة رأيه، ولا على غلط من غلط منهم أو غالط كيف ومن أي جهة غالط أو غلط وكيف صارت حجته لا توجب صحة رأيه، فيعرض لنا عند ذلك إما أن نتحيّر في الآراء كلها حتى لا ندري أيها صحيح وأيها فاسد، وإما أن نظن أن جميعها على تضادها حق، أو نظن أنه ليس ولا في شيء منها حق وإما أن نشرع تصحيح بعضها وتزييف بعضها، ونروم تصحيح ما نصحح وتزييف ما نزيف من حيث
لا ندري من أي وجه هو كذلك. فإن نازعنا منازع فيما نصححه أو نزيفه لم يمكنّا أن نبين له وجوه ذلك وإن اتفق أن كان فيما صححناه أو زيفناه شيء هو في الحقيقة كذلك لم نكن على يقين في شيء من هذين أنه في الحقيقة كما هو عندنا، بل نعتقد ونظن في كل ما هو صحيح عندنا عسى أن يكون فاسدا أو فيما هو عندنا فاسد عسى أن يكون صحيحا، وعسى أن نرجع إلى ضد ما نحن عليه في الأمرين جميعا، وعسى أن يرد علينا وارد من خارج أو من خاطر يسنح في أنفسنا فيزيلنا هو عندنا اليوم صحيح أو فاسد إلى ضده، فنكون في جميع ذلك كما يقال في المثل: حاطب ليل! وهذه الأشياء تعرض لنا في الناس الذين يدعون عندنا الكمال في العلوم:(1/85)
فإنّا إن جهلنا المنطق لم نقف من حيث نتيقن على صواب من أصاب منهم كيف أصاب ومن أي جهة أصاب، وكيف صارت حجته توجب صحة رأيه، ولا على غلط من غلط منهم أو غالط كيف ومن أي جهة غالط أو غلط وكيف صارت حجته لا توجب صحة رأيه، فيعرض لنا عند ذلك إما أن نتحيّر في الآراء كلها حتى لا ندري أيها صحيح وأيها فاسد، وإما أن نظن أن جميعها على تضادها حق، أو نظن أنه ليس ولا في شيء منها حق وإما أن نشرع تصحيح بعضها وتزييف بعضها، ونروم تصحيح ما نصحح وتزييف ما نزيف من حيث
لا ندري من أي وجه هو كذلك. فإن نازعنا منازع فيما نصححه أو نزيفه لم يمكنّا أن نبين له وجوه ذلك وإن اتفق أن كان فيما صححناه أو زيفناه شيء هو في الحقيقة كذلك لم نكن على يقين في شيء من هذين أنه في الحقيقة كما هو عندنا، بل نعتقد ونظن في كل ما هو صحيح عندنا عسى أن يكون فاسدا أو فيما هو عندنا فاسد عسى أن يكون صحيحا، وعسى أن نرجع إلى ضد ما نحن عليه في الأمرين جميعا، وعسى أن يرد علينا وارد من خارج أو من خاطر يسنح في أنفسنا فيزيلنا هو عندنا اليوم صحيح أو فاسد إلى ضده، فنكون في جميع ذلك كما يقال في المثل: حاطب ليل! وهذه الأشياء تعرض لنا في الناس الذين يدعون عندنا الكمال في العلوم:
فإنّا إن جهلنا المنطق ولم يكن معنا ما نمتحنهم به فإما أن نحسن الظن بجميعهم، وإما أن نتهم جميعهم، وإما أن نشرع في أن نميز بينهم، فيكون كل ذلك منا بلا تثبت ومن حيث لا نتيقن، فلا نأمن أن يكون فيمن أحسنا به الظن مموّه مشنّع، فيكون قد نفق عندنا المبطل وأيدنا من سخر منا ونحن لا نشعر، أو يكون فيمن اتهمناه محق، فنكون قد اطرحناه ونحن لا نشعر.
فهذه مضرة جهلنا بالمنطق ومنفعة علمنا به. وبيّن أنه ضروري لمن أحب أن لا يقتصر في اعتقاداته وآرائه على الظنون، وهي الاعتقادات التي لا يأمن صاحبها عند نفسه أن يرجع عنها إلى أضدادها وليس بضروري لمن آثر المقام والاقتصاد في آرائه على الظنون وقع بها.
وأما من زعم أن الدربة بالأقاويل والمخاطبات الجدلية أو الدربة بالتعاليم، مثل الهندسة والعدد، تغني عن علم قوانين المنطق أو تقوم مقامه وتفعل فعله وتعطي الإنسان القوة على امتحان كل قول وكل حجة وكل رأي، وتسدّد الإنسان إلى الحق واليقين حتى لا يغلط في شيء من سائر العلوم أصلا، فهو مثل من زعم أن الدربة والارتياض بحفظ الأشعار والخطب والاستكثار من روايتها يغني في تقويم اللسان وفي أن لا يلحن الإنسان، في قوانين النحو، ويقوم مقامها ويفعل فعلها وأنه يعطي الإنسان قوة يمتحن بها إعراب كل قول
هل أصيب فيه أو لحن. فالذي يليق أن يجاب به في أمر النحو هاهنا هو الذي يجاب به في أمر المنطق هناك.(1/86)
وأما من زعم أن الدربة بالأقاويل والمخاطبات الجدلية أو الدربة بالتعاليم، مثل الهندسة والعدد، تغني عن علم قوانين المنطق أو تقوم مقامه وتفعل فعله وتعطي الإنسان القوة على امتحان كل قول وكل حجة وكل رأي، وتسدّد الإنسان إلى الحق واليقين حتى لا يغلط في شيء من سائر العلوم أصلا، فهو مثل من زعم أن الدربة والارتياض بحفظ الأشعار والخطب والاستكثار من روايتها يغني في تقويم اللسان وفي أن لا يلحن الإنسان، في قوانين النحو، ويقوم مقامها ويفعل فعلها وأنه يعطي الإنسان قوة يمتحن بها إعراب كل قول
هل أصيب فيه أو لحن. فالذي يليق أن يجاب به في أمر النحو هاهنا هو الذي يجاب به في أمر المنطق هناك.
وكذلك قول من زعم أن المنطق فضل لا يحتاج إليه، إذ كان يمكن أن يوجد في وقت ما إنسان كامل القريحة لا يخطئ الحق أصلا من غير أن يكون قد علم شيئا من قوانين المنطق، كقول من زعم أن النحو فضل، إذ قد يوجد في الناس من لا يلحن أصلا من غير أن يكون قد علم شيئا من قوانين النحو، فإن الجواب عن القولين جميعا جواب واحد.
وأما موضوعات المنطق، وهي التي فيها تعطى القوانين، فهي المعقولات من حيث تدل عليها الألفاظ، والألفاظ من حيث هي دالّة على المعقولات.
وذلك أن الرأي إنما نصححه عند أنفسنا بأن نفكر ونروي ونقيم في أنفسنا أمورا ومعقولات شأنها أن تصحح ذلك الرأي ونصححه عند غيرنا بأن نخاطبه بأقاويل نفهمه بها الأمور والمعقولات التي شأنها أن تصحح ذلك الرأي.
وليس يمكن أن نصحّح أي رأي اتفق بأي معقولات اتفقت، ولا أن نوجد تلك المعقولات بأي عدد اتفق ولا بأي أحوال وتركيب وترتيب اتفق، بل نحتاج في كل رأي نلتمس تصحيحه إلى أمور ومعقولات محدودة وإلى أن تكون بعدد ما معلوم، وعلى أحوال وتركيب وترتيب معلوم. وتلك ينبغي أن تكون حال ألفاظها التي بها تكون العبارة عنها عند تصحيحها لدى غيرنا. فلذلك نضطر إلى قوانين تحوطنا في المعقولات وفي العبارة عنها، وتحرسنا من الغلط فيها. وكلتا هاتين أعني المعقولات والأقاويل التي بها تكون العبارة عنها يسميها القدماء «النطق والقول»: فيسمون المعقولات القول، والنطق الداخل المركوز في النفس والذي يعبّر به عنها القول، والنطق الخارج بالصوت والذي يصحح به الإنسان الرأي عند نفسه هو القول المركوز في النفس، والذي يصححه به عند غيره هو القول الخارج بالصوت. فالقول الذي شأنه أن يصحح رأيا ما يسميه القدماء «القياس»، كان قولا مركوزا في النفس أو خارجا بالصوت.
فالمنطق يعطي القوانين التي سلف ذكرها في القولين جميعا.
وهو يشارك النحو بعض المشاركة بما يعطي من قوانين الألفاظ، ويفارقه في أن علم النحو إنما يعطي قوانين تخص ألفاظ أمة ما، وعلم المنطق إنما يعطي قوانين مشتركة تعم ألفاظ الأمم كلها فإن في الألفاظ أحوالا تشترك فيها جميع الأمم: مثل أن الألفاظ منها مفردة ومنها مركبة، والمفردة اسم وكلمة وأداة، وأن منها ما هي موزونة وغير موزونة وأشباه ذلك.(1/87)
فالمنطق يعطي القوانين التي سلف ذكرها في القولين جميعا.
وهو يشارك النحو بعض المشاركة بما يعطي من قوانين الألفاظ، ويفارقه في أن علم النحو إنما يعطي قوانين تخص ألفاظ أمة ما، وعلم المنطق إنما يعطي قوانين مشتركة تعم ألفاظ الأمم كلها فإن في الألفاظ أحوالا تشترك فيها جميع الأمم: مثل أن الألفاظ منها مفردة ومنها مركبة، والمفردة اسم وكلمة وأداة، وأن منها ما هي موزونة وغير موزونة وأشباه ذلك.
وهاهنا أحوال تخص لسانا دون لسان: مثل أن الفاعل مرفوع والمفعول به منصوب، والمضاف لا يدخل فيه ألف ولام التعريف: فإن هذه وكثيرا غيرها يخص لسان العرب. وكذلك في لسان كل أمة أحوال تخصه، وما وقع في علم النحو من أشياء مشتركة لألفاظ الأمم كلها فإنما أخذه أهل النحو من حيث هو موجود في ذلك اللسان الذي عمل النحو له، كقول النحويين من العرب: إن أقسام الكلام في العربية اسم وفعل وحرف. وكقول نحويي اليونانيين: أجزاء القول في اليونانية اسم وكلمة وأداة. وهذه القسمة ليست إنما توجد في العربية فقط، أو في اليونانية فقط، بل في جميع الألسنة، وقد أخذها نحويو العرب على أنها في العربية، ونحويو اليونانيين على أنها في اليونانية.
فعلم النحو في كل لسان إنما ينظر فيما يخص لسان تلك الأمة، وفيما هو مشترك له ولغيره، لا من حيث هو مشترك، لكن من حيث هو موجود في لسانهم خاصة.
فهذا هو الفرق بين نظر أهل النحو في الألفاظ وبين نظر أهل المنطق فيها: وهو أن النحو يعطي قوانين تخص ألفاظ أمة ما، ويأخذ ما هو مشترك لها ولغيرها، لا من حيث هو مشترك، بل من حيث هو موجود في اللسان الذي عمل ذلك النحو له.
والمنطق فيما يعطي من قوانين الألفاظ إنما يعطي قوانين تشترك فيها ألفاظ الأمم، ويأخذها من حيث هي مشتركة، ولا ينظر في شيء مما يخص ألفاظ أمة ما، بل يوصي أن يؤخذ ما يحتاج إليه من ذلك عن أهل العلم بذلك اللسان.
وأما عنوانه فبيّن أنه ينبئ عن جملة غرضه: وذلك أنه مشتق من النطق.
وهذه اللفظة تقال عند القدماء على ثلاثة معان:
أحدها القول الخارج بالصوت، وهو الذي به تكون عبارة اللسان عما في الضمير.(1/88)
وهذه اللفظة تقال عند القدماء على ثلاثة معان:
أحدها القول الخارج بالصوت، وهو الذي به تكون عبارة اللسان عما في الضمير.
والثاني القول المركوز في النفس، وهو المعقولات التي تدل عليها الألفاظ.
والثالث القوة النفسانية المفطورة في الإنسان، التي بها يميز التمييز الخاص بالإنسان دون ما سواه من الحيوان، وهي التي بها يحصل للإنسان المعقولات والعلوم والصنائع، وبها تكون الروية، وبها يميّز بين الجميل والقبيح من الأفعال. وهي توجد لكل إنسان حتى في الأطفال، لكنها نزرة لم تبلغ بعد أن تفعل فعلها: كقوة رجل الطفل على المشي، وكالنار اليسيرة الضوء التي لا تبلغ أن تحرق الجذع، وفي المجانين والسكران كالعين الحولاء، وفي النائم كالعين المغمضة، وفي المغمى عليه كالعين التي عليها غشاوة من بخار أو غيره.
فهذا العلم لما كان يعطي قوانين في النطق الخارج، وقوانين في النطق الداخل، ويقوّم بما يعطيه من القوانين في الأمرين النطق الثالث الذي هو في الإنسان بالفطرة، ويسدده حتى لا يفعل فعله في الأمرين إلا على أصوب ما يكون وأتمه وأفضله، سمي باسم مشتق من النطق الذي يقال على الأنحاء الثلاثة كما أن كثيرا من الكتب التي تعطي قوانين في النطق الخارج فقط من كتب أهل العلم في النحو تسمّى باسم المنطق. وبيّن أن الذي يسدّد نحو الصواب في جميع أنحاء النطق أحرى بهذا الاسم.
وأما أجزاء المنطق فهي ثمانية: وذلك أن أنواع القياس وأنواع الأقاويل التي يلتمس بها تصحيح رأي أو مطلوب في الجملة ثلاثة، وأنواع الصنائع التي فعلها بعد استكمالها أن تستعمل القياس في المخاطبة في الجملة خمسة: برهانية وجدلية وسوفسطائية وخطبية وشعرية.
فالبرهانية هي الأقاويل التي شأنها أن تفيد العلم اليقين في المطلوب الذي نلتمس معرفته، سواء استعملها الإنسان فيما بينه وبين نفسه في استنباط ذلك المطلوب، أو خاطب بها غيره، أو خاطبه بها غيره في تصحيح ذلك المطلوب:
فإنها في أحوالها كلها شأنها أن تفيد العلم اليقين، وهو العلم الذي لا يمكن أصلا أن يكون خلافه، ولا يمكن أن يرجع الإنسان عنه، ولا أن يعتقد فيه أنه يمكن أن يرجع عنه، ولا تقع عليه فيه شبهة تغلطه ولا مغالطة تزيله عنه، ولا ارتياب ولا تهمة له بوجه ولا بسبب.(1/89)
فالبرهانية هي الأقاويل التي شأنها أن تفيد العلم اليقين في المطلوب الذي نلتمس معرفته، سواء استعملها الإنسان فيما بينه وبين نفسه في استنباط ذلك المطلوب، أو خاطب بها غيره، أو خاطبه بها غيره في تصحيح ذلك المطلوب:
فإنها في أحوالها كلها شأنها أن تفيد العلم اليقين، وهو العلم الذي لا يمكن أصلا أن يكون خلافه، ولا يمكن أن يرجع الإنسان عنه، ولا أن يعتقد فيه أنه يمكن أن يرجع عنه، ولا تقع عليه فيه شبهة تغلطه ولا مغالطة تزيله عنه، ولا ارتياب ولا تهمة له بوجه ولا بسبب.
والأقاويل الجدلية هي التي شأنها أن تستعمل في أمرين:
أحدهما أن يلتمس السائل بالأشياء المشهورة التي يعترف بها جميع الناس غلبة المجيب في موضع يضمن المجيب حفظه أو نصرته بالأقاويل المشهورة أيضا. ومتى التمس السائل غلبة المجيب من جهات وبأقاويل ليست مشهورة، والتمس المجيب حفظ ما وضعه أو نصرته بالأقاويل التي ليست مشهورة لم يكن فعلهما ذلك فعلا على طريق الجدل.
والثاني في أن يلتمس بها الإنسان إيقاع الظن القوي في رأي قصد تصحيحه إما عند نفسه وإما عند غيره حتى يخيل أنه يقين من غير أن يكون يقينا.
والأقاويل السوفسطائية: هي التي شأنها أن تغلّط وتضلّل وتلبّس وتوهم فيما ليس بحق أنه حق، وفيما هو حق أنه ليس بحق، وتوهم فيمن ليس بعالم أنه عالم ناقد، وتوهم فيمن هو حكيم عالم أنه ليس كذلك.
وهذا الاسم، أعني السفسطة، اسم المهنة التي بها يقدر الإنسان على المغالطة والتمويه والتلبيس بالقول والإيهام، إما في نفسه أنه ذو حكمة وعلم وفضل، أو في غيره أنه ذو نقص، من غير أن يكون كذلك في الحقيقة، وإما في رأي حق أنه ليس بحق، وفيما ليس بحق أنه حق.
وهو مركب في اليونانية من «سوفيا»، وهي الحكمة، ومن «أسطس»، وهو المموّه. فمعناه حكمة مموّهة. وكل من له قدرة على التمويه والمغالطة بالقول في أي شيء كان، سمي بهذا الاسم، وقيل إنه سوفسطائي. وليس كما ظن قوم أن «سوفسطا» اسم إنسان كان في الزمان القديم، وأن مذهبه إبطال الإدراك والعلوم، وشيعته الذين يتبعون رأيه وينصرون مذهبه يسمون
سوفسطائيين، وكل من رأى رأي ذلك الرجل ونصر مذهبه سمّي بهذا الاسم فإن هذا ظن غبيّ جدا، فإنه لم يكن فيما سلف إنسان كان مذهبه إبطال العلوم والإدراك، يلقب بهذا اللقب، ولا القدماء سموا بهذا الاسم أحدا، لأجل أنهم نسبوه إلى إنسان كان يلقب بسوفسطا، بل إنما كانوا يسمون الإنسان بهذا الاسم لأجل مهنته ونوع مخاطبته وقدرته على جودة المغالطة والتمويه، كائنا من كان من الناس، كما لا يسمون الإنسان جدليا لأنه ينسب إلى إنسان كان يلقب بجدل، بل يسمونه جدليا لمهنته ونوع مخاطبته ولقدرته على حسن استعماله صناعته، كائنا من كان من الناس. فمن كانت له هذه القوة والصناعة فهو سوفسطائي، ومهنته هي السوفسطائية، وفعله الكائن عن مهنته فعل سوفسطائي.(1/90)
وهو مركب في اليونانية من «سوفيا»، وهي الحكمة، ومن «أسطس»، وهو المموّه. فمعناه حكمة مموّهة. وكل من له قدرة على التمويه والمغالطة بالقول في أي شيء كان، سمي بهذا الاسم، وقيل إنه سوفسطائي. وليس كما ظن قوم أن «سوفسطا» اسم إنسان كان في الزمان القديم، وأن مذهبه إبطال الإدراك والعلوم، وشيعته الذين يتبعون رأيه وينصرون مذهبه يسمون
سوفسطائيين، وكل من رأى رأي ذلك الرجل ونصر مذهبه سمّي بهذا الاسم فإن هذا ظن غبيّ جدا، فإنه لم يكن فيما سلف إنسان كان مذهبه إبطال العلوم والإدراك، يلقب بهذا اللقب، ولا القدماء سموا بهذا الاسم أحدا، لأجل أنهم نسبوه إلى إنسان كان يلقب بسوفسطا، بل إنما كانوا يسمون الإنسان بهذا الاسم لأجل مهنته ونوع مخاطبته وقدرته على جودة المغالطة والتمويه، كائنا من كان من الناس، كما لا يسمون الإنسان جدليا لأنه ينسب إلى إنسان كان يلقب بجدل، بل يسمونه جدليا لمهنته ونوع مخاطبته ولقدرته على حسن استعماله صناعته، كائنا من كان من الناس. فمن كانت له هذه القوة والصناعة فهو سوفسطائي، ومهنته هي السوفسطائية، وفعله الكائن عن مهنته فعل سوفسطائي.
والأقاويل الخطبية هي التي شأنها أن يلتمس بها إقناع الإنسان في أي رأي كان، وأن يميل ذهنه إلى أن يسكن إلى ما يقال له ويصدق به تصديقا ما، إما أضعف وإما أقوى: فإن التصديقات الإقناعية هي دون الظن القوي، وتتفاضل فيكون بعضها أزيد من بعض على حسب تفاضل الأقاويل في القوة وما يستعمل معها: فإن بعض الأقاويل المقنعة يكون أشفى وأبلغ وأوثق من بعض كما يعرض في الشهادات فإنها كلما كانت أكثر فإنها أبلغ في الإقناع وإيقاع التصديق بالخبر وأشفى، ويكون سكون النفس إلى ما يقال أشد غير أنها على تفاضل إقناعاتها ليس منها شيء يوقع الظن المقارب لليقين: فبهذا تخالف الخطابة الجدل في هذا الباب.
والأقاويل الشعرية هي التي تركب من أشياء شأنها أن تخيّل في الأمر الذي فيه المخاطبة حالا ما أو شيئا أفضل أو أخس، وذلك إما جمالا أو قبحا أو جلالة أو هوانا، أو غير ذلك مما يشاكل هذه.
ويعرض لنا عند استماعنا الأقاويل الشعرية عن التخييل الذي يقع عنها في أنفسنا شبيه بما يعرض عند نظرنا إلى الشيء الذي يشبه ما نعاف فإننا من ساعتنا يخيّل لنا في ذلك الشيء أنه مما يعاف، فتنفر أنفسنا منه، فنتجنبه وإن تيقنا أنه ليس في الحقيقة كما خيّل لنا، فنفعل فيما تخيّله لنا الأقاويل الشعرية، وإن علمنا أن الأمر ليس كذلك، كفعلنا فيها لو تيقنا أن الأمر كما خيّله لنا ذلك
القول: فإن الإنسان كثيرا ما تتبع أفعاله تخيلاته أكثر مما تتبع ظنه أو علمه، لأنه كثيرا ما يكون ظنه أو علمه، مضادا لتخيله فيكون فعله الشيء بحسب تخيله لا بحسب ظنه أو علمه، كما يعرض عند النظر إلى التماثيل المحاكية للشيء وإلى الأشياء الشبيهة بالأمور.(1/91)
ويعرض لنا عند استماعنا الأقاويل الشعرية عن التخييل الذي يقع عنها في أنفسنا شبيه بما يعرض عند نظرنا إلى الشيء الذي يشبه ما نعاف فإننا من ساعتنا يخيّل لنا في ذلك الشيء أنه مما يعاف، فتنفر أنفسنا منه، فنتجنبه وإن تيقنا أنه ليس في الحقيقة كما خيّل لنا، فنفعل فيما تخيّله لنا الأقاويل الشعرية، وإن علمنا أن الأمر ليس كذلك، كفعلنا فيها لو تيقنا أن الأمر كما خيّله لنا ذلك
القول: فإن الإنسان كثيرا ما تتبع أفعاله تخيلاته أكثر مما تتبع ظنه أو علمه، لأنه كثيرا ما يكون ظنه أو علمه، مضادا لتخيله فيكون فعله الشيء بحسب تخيله لا بحسب ظنه أو علمه، كما يعرض عند النظر إلى التماثيل المحاكية للشيء وإلى الأشياء الشبيهة بالأمور.
وإنما تستعمل الأقاويل الشعرية في مخاطبة إنسان يستنهض لفعل شيء ما باستفزازه إليه واستدراجه نحوه: وذلك إما بأن يكون الإنسان المستدرج روية له ترشده فينهض نحو الفعل الذي يلتمس منه بالتخييل فيقوم؟؟
التخييل مقام الروية، وإما أن يكون إنسانا له روية في الذي يلتمس منه، ولا يؤمن إذا روّى فيه أن يمتنع، فيعاجل بالأقاويل الشعرية لتسبق بالتخييل رويته، حتى يبادر إلى ذلك الفعل، فيكون منه بالعجلة قبل أن يستدرك برويته ما في عقبى ذلك الفعل، فيمتنع منه أصلا، أو يتعقبه فيرى أن لا يستعجل فيه ويؤخره إلى وقت آخر. ولذلك صارت هذه الأقاويل الشعرية دون غيرها تجمل وتزين وتفخم ويجعل لها رونق وبهاء بالأشياء التي ذكرت في علم المنطق.
فهذه أصناف القياسات والصنائع القياسية، وأصناف المخاطبات التي تستعمل لتصحيح شيء ما في الأمور كلها وهي في الجملة خمسة: يقينية، وظنية، ومغلّطة، ومقنعة، ومخيّلة.
وكل واحدة من هذه الصنائع الخمس لها أشياء تخصها، ولها أشياء أخر تشترك فيها.
والأقاويل القياسية، سواء كانت مركوزة في النفس أو خارجة بالصوت، فهي مؤلفة: أما المركوزة في النفس فمن معقولات كثيرة مرتبطة مرتبة تتعاضد على تصحيح شيء واحد والخارجة بالصوت فمن ألفاظ كثيرة مرتبطة مرتبة تدل على تلك المعقولات وتساويها، فتصير باقترانها إليها مترادفة ومتعاونة على تصحيح شيء عند السامع.
وأقل الأقاويل الخارجة هي مركبة من لفظين لفظين وأقل الأقاويل
المركوزة مركبة من معقولين مفردين معقولين مفردين. وهذه هي الأقاويل البسيطة.(1/92)
وأقل الأقاويل الخارجة هي مركبة من لفظين لفظين وأقل الأقاويل
المركوزة مركبة من معقولين مفردين معقولين مفردين. وهذه هي الأقاويل البسيطة.
والأقاويل القياسية إنما تؤلف عن الأقاويل البسيطة فتصير أقاويل مركبة.
وأقل الأقاويل المركبة ما كان مركبا عن قولين بسيطين، وأكثرها غير محدود.
فكل قول قياسي فأجزاؤه العظمى هي الأقاويل البسيطة، وأجزاؤه الصغرى، وهي أجزاء أجزائه، هي المفردات من المعقولات والألفاظ الدالة عليها.
فتصير أجزاء المنطق بالضرورة ثمانية، كل جزء منها في كتاب:
الأول فيه قوانين المفردات من المعقولات والألفاظ الدالة عليها. وهو في الكتاب الملقب إما بالعربية فالمقولات وباليونانية (قاطيغورياس).
والثاني فيه قوانين الأقاويل البسيطة التي هي المعقولات المركبة من معقولين مفردين معقولين مفردين والألفاظ الدالة عليها المركبة من لفظين لفظين. وهو في الكتاب الملقب إما بالعربية فالعبارة، وباليونانية (باري إرمينياس).
والثالث فيه الأقاويل التي تسبر بها القياسات المشتركة للصنائع الخمس وهي في الكتاب الملقب، إما بالعربية فالقياس وباليونانية (أنالوطيقا الأولى).
والرابع فيه القوانين التي تمتحن بها الأقاويل البرهانية وقوانين الأمور التي تلتئم بها الفلسفة، وكل ما تصير به أفعالها أتم وأفضل وأكمل. وهو بالعربية كتاب البرهان، وباليونانية (أنالوطيقا الثانية).
والخامس فيه الأقاويل التي تمتحن بها الأقاويل الجدلية وكيفية السؤال الجدلي والجواب الجدلي، وبالجملة قوانين الأمور التي تلتئم بها صناعة الجدل وتصير بها أفعالها أكمل وأفضل وأنفذ وهو بالعربية كتاب (المواضع الجدلية) وباليونانية (طوبيقا).
والسادس فيه أولا قوانين الأشياء التي شأنها أن تغلط عن الحق وتلبّس
وتحيّر، وإحصاء جميع الأمور التي يستعملها من قصد التمويه والمخرقة في العلوم والأقاويل ثم من بعدها إحصاء جميع ما ينبغي أن تتلقى به الأقاويل المغلطة التي يستعملها المشنّع والمموّه، وكيف تفسخ، وبأي الأشياء تدفع، وكيف يتحرّز الإنسان من أن يغلط في مطلوباته أو يغالط. وهذا الكتاب يسمى باليونانية (سوفسطيقا) ومعناه الحكمة المموّهة.(1/93)
والسادس فيه أولا قوانين الأشياء التي شأنها أن تغلط عن الحق وتلبّس
وتحيّر، وإحصاء جميع الأمور التي يستعملها من قصد التمويه والمخرقة في العلوم والأقاويل ثم من بعدها إحصاء جميع ما ينبغي أن تتلقى به الأقاويل المغلطة التي يستعملها المشنّع والمموّه، وكيف تفسخ، وبأي الأشياء تدفع، وكيف يتحرّز الإنسان من أن يغلط في مطلوباته أو يغالط. وهذا الكتاب يسمى باليونانية (سوفسطيقا) ومعناه الحكمة المموّهة.
والسابع فيه القوانين التي تمتحن وتسبر بها الأقاويل الخطبية وأصناف الخطب وأقاويل البلغاء والخطباء، فيعلم هل هي على مذهب الخطابة أم لا ويحصى فيها جميع الأمور التي تلتئم بها صناعة الخطابة، ويعرف كيف صنعة الأقاويل الخطبية والخطب في فن فن من الأمور، وبأي الأشياء تصير أجود وأكمل، وتكون أفعالها أنفذ وأبلغ وهذا الكتاب يسمى باليونانية (ريطوريقا) وهو الخطابة.
والثامن فيه القوانين التي تسبر بها الأشعار وأصناف الأقاويل الشعرية المعمولة والتي تعمل في فن فن من الأمور، ويحصى أيضا جميع الأمور التي تلتئم بها صناعة الشعر، وكم أصنافها وكم أصناف الأشعار والأقاويل الشعرية، وكيف صنعة كل صنف منها ومن أي الأشياء يعمل، وبأي الأشياء يلتئم ويصير أجود وأفخم وأبهى وألذ وبأي أحوال ينبغي أن يكون حتى يصير أبلغ وأنفذ.
وهذا الكتاب يسمى باليونانية (بويوطيقا) وهو كتاب الشعر.
فهذه أجزاء المنطق، وجملة ما يشتمل عليه كل جزء منها.
والجزء الرابع هو أشدها تقدما بالشرف والرئاسة. والمنطق إنما التمس به على القصد الأول الجزء الرابع، وباقي أجزائه إنما عمل لأجل الرابع: فإن الثلاثة التي تتقدمه في ترتيب التعليم هي توطئات ومداخل وطرق إليه، والأربعة الباقية التي تتلوه فلشيئين:
أحدهما أن في كل واحد منها إرفادا ما ومعونة، على أنها كالآلات للجزء الرابع، ومنفعة بعضها أكثر وبعضها أقل.
والثاني على جهة التحريز: وذلك أنها لو لم تتميز هذه الصنائع بعضها من
بعض بالفعل حتى تعرف قوانين كل واحدة منها على انفرادها متميزة عن قوانين الآخر، لم يأمن الإنسان عند التماسه الحق واليقين أن يستعمل الأشياء الجدلية، من حيث لا يشعر أنها جدلية، فتعدل به عن اليقين إلى الظنون القوية أو يكون قد استعمل من حيث لا يشعر أمورا خطبية، فتعدل به إلى الإقناع، أو يكون قد استعمل المغلّطات من حيث لا يشعر: فإما أن توهمه فيما ليس بحق أنه حق فيعتقده وإما أن تحيره، أو يكون قد استعمل الأشياء الشعرية، من حيث لا يشعر أنها شعرية، فيكون قد عمل في اعتقاداته على التخيلات وعند نفسه أنه سلك في هذه الأحوال الطريق إلى الحق فصادف ملتمسه ولا يكون صادفه على الحقيقة، كما أن الذي يعرف الأغذية والأدوية إن لم تتميز له السموم عن هذه بالفعل حتى يتيقن معرفتها بعلاماتها، لم يأمن أن يتناولها على أنها غذاء أو دواء من حيث لا يشعر فيتلف.(1/94)
والثاني على جهة التحريز: وذلك أنها لو لم تتميز هذه الصنائع بعضها من
بعض بالفعل حتى تعرف قوانين كل واحدة منها على انفرادها متميزة عن قوانين الآخر، لم يأمن الإنسان عند التماسه الحق واليقين أن يستعمل الأشياء الجدلية، من حيث لا يشعر أنها جدلية، فتعدل به عن اليقين إلى الظنون القوية أو يكون قد استعمل من حيث لا يشعر أمورا خطبية، فتعدل به إلى الإقناع، أو يكون قد استعمل المغلّطات من حيث لا يشعر: فإما أن توهمه فيما ليس بحق أنه حق فيعتقده وإما أن تحيره، أو يكون قد استعمل الأشياء الشعرية، من حيث لا يشعر أنها شعرية، فيكون قد عمل في اعتقاداته على التخيلات وعند نفسه أنه سلك في هذه الأحوال الطريق إلى الحق فصادف ملتمسه ولا يكون صادفه على الحقيقة، كما أن الذي يعرف الأغذية والأدوية إن لم تتميز له السموم عن هذه بالفعل حتى يتيقن معرفتها بعلاماتها، لم يأمن أن يتناولها على أنها غذاء أو دواء من حيث لا يشعر فيتلف.
وأما على القصد الثاني فإنه يكون قد أعطى أيضا أهل كل صناعة من الصنائع الأربع جميع ما تلتئم به تلك الصناعة، حتى يدري الإنسان إذا أراد أن يكون جدليا بارعا كم شيء يحتاج إلى تعلمه ويدري بأي شيء يمتحن على نفسه أو على غيره أقاويله، ليعلم هل سلك فيها طريق الجدل أو لا ويدري إذا أراد أن يصير خطيبا بارعا كم شيء يحتاج إلى تعلمه، ويدري بأي الأشياء يمتحن على نفسه أو على غيره، ليعلم هل سلك في أقاويله طريق الخطابة أو طريق غيرها.
وكذلك يدري إذا أراد أن يصير شاعرا بارعا كم شيء يحتاج أن يتعلمه، ويدري بأي الأشياء يمتحن على نفسه وعلى غيره من الشعراء، ليعلم هل سلك في أقاويله طريق الشعر أو عدل عنه وخلط به طريقا غيره. وكذلك يدري إذا أراد أن يكون له القدرة على أن يغالط غيره ولا يغالطه أحدكم شيء يحتاج إلى أن يعلمه، ويدري أن الأشياء يمكن أن يمتحن كل قول وكل رأي، فيعلم هل غلط هو فيه أو غولط، ومن أي جهة كان ذلك.
في إيساغوجي
هذا العلم يسمى باليونانية لوغيا وبالسريانية مليلوثا. وبالعربية المنطق
إيساغوجي هو المدخل يسمى باليونانية إيساغوجي. الشخص عند أصحاب المنطق مثل زيد وعمرو وهذا الرجل وذاك الحمار والفرس وربما سموه العين.(1/95)
هذا العلم يسمى باليونانية لوغيا وبالسريانية مليلوثا. وبالعربية المنطق
إيساغوجي هو المدخل يسمى باليونانية إيساغوجي. الشخص عند أصحاب المنطق مثل زيد وعمرو وهذا الرجل وذاك الحمار والفرس وربما سموه العين.
النوع هو مثل الإنسان المطلق والحمار والفرس وهو يعم الأشخاص كزيد وعمرو وهذا الفرس وذاك الحمار وهي تقع تحته وهو كلي يعم الأشخاص * الجنس ما هو أعم من النوع مثل الحي فإنه أعم من الإنسان والفرس والحمار: وجنس الأجناس هو الذي لا جنس أعم منه كالجوهر: ونوع الأنواع ما لا نوع أخص منه كالإنسان والفرس والحمار التي لا تقع تحتها إلا الأشخاص وكل نوع هو بين نوع الأنواع وجنس الأجناس قد يكون نوعا بالإضافة إلى ما هو أعم منه وجنسا بالإضافة إلى ما هو أخص منه كالحي والجسم * الفصل ما يتميز به النوع عن الآخر بذاته ومن الجنس والفصل يؤخذ الحدّ مثال ذلك حدّ الإنسان أنه حيوان ناطق فقولك حيوان هو الجنس وقولك ناطق هو الفصل * العرض هو ما يتميز به الشيء عن الشيء لا في ذاته كالبياض والسواد والحرارة والبرودة ونحو ذلك:
الخاصة عرض يخص به نوع واحد دائما مثل الضحك في الإنسان والنّهاق في الحمار والنّباح في الكلب ومن الجنس والخاصة يؤخذ رسم الشيء كقولك الإنسان حيوان ضحاك * الموضوع هو الذي يسميه النحويّون المبتدأ وهو الذي يقتضي خبرا وهو الموصوف والمحمول هو الذي يسمونه خبر المبتدأ وهو الصفة كقولك زيد كاتب فزيد هو الموضوع وكاتب هو المحمول بمعنى الخبر (1).
في قاطيغورياس
الكتاب الأول من كتب أرسطاطاليس في المنطق يسمّى قاطيغورياس وأما إيساغوجي فإنه لفرفوريوس صنفه مدخلا إلى كتب المنطق ومعنى قاطيغورياس باليونانية يقع على المقولات والمقولات عشر وتسمى القاطاغوريات إحداها الجوهر وهو كل ما يقوم بذاته كالسماء والكواكب والأرض وأجزائها والماء والنار والهواء وأصناف النبات والحيوان وأعضاء كل واحد منها ويسمّي عبد الله بن
__________
(1) ينظر في إيساغوجي فرفوريوس الصوري ص 8268. والبصائر لابن سهلان الساوي 3213. والنجاة لابن سينا ص 106.(1/96)
المقفع الجوهر عينا وكذلك سمّى عامة المقولات وسائر ما يذكر في فصول هذا الباب بأسماء اطّرحها أهل الصناعة فتركت ذكرها وبينت ما هو مشهور فيما بينهم المقولة الثانية الكمّ بتشديد الميم لأن كم اسم ناقص عند النحويين والأسماء الناقصة وحروف المعاني إذا صيّرت أسماء تامة بإدخال الألف واللام عليها أو بإعرابها يشدد ما هو منها على حرفين وصرف قال أبو زيد:
ليت شعري وأين منّي ليت * أن ليتا وأن لوّا عناء فكل شيء يقع تحت جواب كم فهو من هذه المقولة وكل شيء أمكن أن يقدر جميعه بجزء منه كالخط والبسيط والمصمت والزمان والأحوال وقد فسر الخط والبسيط والمصمت في باب الهندسة.
* والمقولة الثالثة الكيف وهو كل شيء يقع تحت جواب كيف أعني هيئات الأشياء وأحوالها والألوان والطعام والروائح والملموسات كالحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة والأخلاق وعوارض النفس كالفزع والخجل ونحو ذلك * والمقولة الرابعة مقولة الإضافة وهي نسبة الشيئين يقاس أحدهما إلى الآخر كالأب والابن والعبد والمولى والأخ والأخ والشريك والشريك * والمقولة الخامسة مقولة متى وهي نسبة شيء إلى الزمان المحدود الماضي والحاضر والمستقبل مثل أمس والآن وغدا والمقولة السادسة مقولة أين وهي نسبة الشيء إلى مكانه كقولك في البيت أو في المدينة أو في الأرض أو في العالم * والمقولة السابعة الوضع ويسمى النصبة وهي مثل القيام والقعود والاضطجاع والاتكاء في الحيوان ونحو ذلك وفي غيره من الأشياء * والمقولة الثامنة مقولة له وبعضهم يسميها مقولة ذو وبعضهم يسميها الجدة وهي نسبة الجسم إلى الجسم المنطبق على بسيطه أو على جزء منه كاللبس والانتعال والتسلح للإنسان واللحاء للشجر * والمقولة التاسعة مقولة ينفعل والانفعال هو قبول أثر المؤثر * المقولة العاشرة مقولة يفعل وهو التأثير في الشيء الذي يقبل الأثر مثل التسخين والانفعال مثل التسخّن وكالقطع والانقطاع.(1/97)
* والمقولة الثالثة الكيف وهو كل شيء يقع تحت جواب كيف أعني هيئات الأشياء وأحوالها والألوان والطعام والروائح والملموسات كالحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة والأخلاق وعوارض النفس كالفزع والخجل ونحو ذلك * والمقولة الرابعة مقولة الإضافة وهي نسبة الشيئين يقاس أحدهما إلى الآخر كالأب والابن والعبد والمولى والأخ والأخ والشريك والشريك * والمقولة الخامسة مقولة متى وهي نسبة شيء إلى الزمان المحدود الماضي والحاضر والمستقبل مثل أمس والآن وغدا والمقولة السادسة مقولة أين وهي نسبة الشيء إلى مكانه كقولك في البيت أو في المدينة أو في الأرض أو في العالم * والمقولة السابعة الوضع ويسمى النصبة وهي مثل القيام والقعود والاضطجاع والاتكاء في الحيوان ونحو ذلك وفي غيره من الأشياء * والمقولة الثامنة مقولة له وبعضهم يسميها مقولة ذو وبعضهم يسميها الجدة وهي نسبة الجسم إلى الجسم المنطبق على بسيطه أو على جزء منه كاللبس والانتعال والتسلح للإنسان واللحاء للشجر * والمقولة التاسعة مقولة ينفعل والانفعال هو قبول أثر المؤثر * المقولة العاشرة مقولة يفعل وهو التأثير في الشيء الذي يقبل الأثر مثل التسخين والانفعال مثل التسخّن وكالقطع والانقطاع.
في باري ارمينياس [وهو كتاب العبارة]
اسم الكتاب الثاني في باري ارمينياس ومعناه يدل على التفسير فمما يذكر فيه الاسم والكلمة والرباطات: فالاسم كل لفظ مفرد يدل على معنى ولا يدل على زمانه المحدود كزيد وخالد والكلمة هي التي يسميها أهل اللغة العربية الفعل وحدّها عند المنطقيين كل لفظ مفرد يدل على معنى ويدل على زمانه المحدود مثل مشى ويمشي وسيمشي وهو ماش والرباطات هي التي يسميها النحويّون حروف المعاني وبعضهم يسميها الأدوات * الخوالف هي التي يسميها النحويون الأسماء المبهمة والمضمرة وأبدال الأسماء مثل أنا وأنت وهو (1)
* والقول ما تركّب من اسم * وكلمة. السور عند أصحاب المنطق هو كل وبعض وواحد ولا كل واحد ولا بعض، القول الجازم هو الخبر دون الأمر والسؤال والمسألة والنداء ونحوها * القضية هي القول الجازم مثل فلان كاتب أو فلان ليس بكاتب: القضية الموجبة التي نثبت شيئا لشيء مثل قولك الإنسان حيّ: القضية السالبة التي تنفي الشيء عن الشيء كقولك الإنسان ليس بحجر * القضية المحصورة هي التي لها سور * القضية المهملة التي لا سور لها * القضية الكلية التي سورها يعم الإيجاب أو السلب مثل قولك كل إنسان حيّ أو لا واحد من الإنسان حجر، القضية الجزئية التي لا تعم مثل قولك بعض الناس كاتب أو لا كل الناس كاتب * الجهات في القضايا مثل قولك واجب أو ممتنع أو ممكن، القضية المطلقة التي لا جهة لها.
في أنولوطيقا [وهو كتاب القياس]
هذا الكتاب يسمى باليونانية أنولوطيقا ومعناه العكس لأنه يذكر فيه قلب المقدمات وما ينعكس منها وما لا ينعكس * المقدمة هي القضية تقدم في صنعة
__________
(1) «والألفاظ التي تسمّى الخوالف والكنايات فهي مثل: أنت، وأنا، وذلك، والهاء، والكاف والتاء وأشباه ذلك في العربية، وما قام مقامها في سائر الألسنة، تجري مجرى الأسماء في القضايا كقولنا «أنت تفعل وفعلت» كتاب في المنطق العبارة لأبي نصر الفارابي» ص / 1514.(1/98)
القياس * النتيجة ما ينتج من مقدمتين كقولك كل إنسان حيّ وكل حيّ نام فنتيجة ما بين المقدمتين كل إنسان نام ويسمّى الردف أيضا * القرينة المقدمتان إذا جمعتا * الجامعة هي القرينة والنتيجة إذا جمعتا وتسمّى أيضا الصنعة واسمها باليونانية سولوجسموس أي القياس * المقدمة الشرطية المركبة من مقدمتين حمليّتين ومن حروف الشرط مثل قولك إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود وكقولك العدد إمّا زوج وإمّا فرد * القياس الحملي يؤلف من مقدمتين تشتركان في حدّ واحد وهذا الحد المشترك يسمّى الحد الأوسط والحدان الباقيان يسميان الطرفين فإذا كان الحد الأوسط موضوعا في إحدى المقدمتين ومحمولا بالأخرى سمّي هذا الترتيب الشكل الأول من أشكال القياس ومتى كان محمولا فيهما جميعا سمّي الشكل الثاني ومتى كان موضوعا فيهما جميعا سمّي الشكل الثالث * المقدمة الكبرى التي فيها الحد الأكبر وهو ما كان محمولا في النتيجة والمقدمة الصغرى هي التي فيها الحد الأصغر وهو ما كان موضوعا في النتيجة * خواص الأشكال الثلاثة ألا تنتج سالبتان ولا جزئيتان ولا مهملتان ولا مهملة وجزئية والّا يكون الحدّ المشترك مستعملا في النتيجة وأن يخرج في النتيجة أخسّ مما في المقدمتين من الكم والكيف أعني بالأخسّ في الكم الجزئي وبالأخس في الكيف السلب. وخواص الشكل الأول أن تكون كبراه كلية وصغراه موجبة ونتائجه كيف ما اتفقت إمّا موجبات وإمّا سوالب وإمّا كليات وإمّا جزئيات * وخواص الشكل الثاني أن تكون كبراه كلية وتختلف كبراه وصغراه في الكيف وأن تكون نتائجه سوالب كلها * وخواص الشكل الثالث أن تكون صغراه موجبة وكبراه كيف وقعت في الكيفية والكمية وأن تكون نتائجه جزئيات * القرائن الناتجة في الأشكال الثلاثة ثماني قرائن أولاها كلية موجبة كبرى وكلية موجبة صغرى تنتج في الشكل الأول موجبة كلية وفي الثالث موجبة جزئية والثانية كلية موجبة كبرى وكلية سالبة صغرى تنتج في الشكل الثاني سالبة كلية والثالثة كلية موجبة كبرى وجزئية موجبة صغرى تنتج في الشكل الأول والشكل الثالث جزئية موجبة والرابعة كلية موجبة كبرى وجزئية سالبة صغرى تنتج في الشكل الثاني سالبة جزئية بالرد إلى الامتناع والخامسة كلية سالبة كبرى وكلية موجبة صغرى تنتج في الأشكال الثلاثة أمّا في الأول والثاني فسالبة كلية وأما في الثالث فسالبة جزئية
والسادسة كلية سالبة كبرى وجزئية موجبة صغرى تنتج في الأشكال الثلاثة سالبة جزئية والسابعة جزئية موجبة كبرى وكلية موجبة صغرى تنتج في الشكل الثالث جزئية موجبة والثامنة جزئية سالبة كبرى وكلية موجبة صغرى تنتج في الشكل الثالث جزئية سالبة بالرد إلى الامتناع.(1/99)
القياس * النتيجة ما ينتج من مقدمتين كقولك كل إنسان حيّ وكل حيّ نام فنتيجة ما بين المقدمتين كل إنسان نام ويسمّى الردف أيضا * القرينة المقدمتان إذا جمعتا * الجامعة هي القرينة والنتيجة إذا جمعتا وتسمّى أيضا الصنعة واسمها باليونانية سولوجسموس أي القياس * المقدمة الشرطية المركبة من مقدمتين حمليّتين ومن حروف الشرط مثل قولك إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود وكقولك العدد إمّا زوج وإمّا فرد * القياس الحملي يؤلف من مقدمتين تشتركان في حدّ واحد وهذا الحد المشترك يسمّى الحد الأوسط والحدان الباقيان يسميان الطرفين فإذا كان الحد الأوسط موضوعا في إحدى المقدمتين ومحمولا بالأخرى سمّي هذا الترتيب الشكل الأول من أشكال القياس ومتى كان محمولا فيهما جميعا سمّي الشكل الثاني ومتى كان موضوعا فيهما جميعا سمّي الشكل الثالث * المقدمة الكبرى التي فيها الحد الأكبر وهو ما كان محمولا في النتيجة والمقدمة الصغرى هي التي فيها الحد الأصغر وهو ما كان موضوعا في النتيجة * خواص الأشكال الثلاثة ألا تنتج سالبتان ولا جزئيتان ولا مهملتان ولا مهملة وجزئية والّا يكون الحدّ المشترك مستعملا في النتيجة وأن يخرج في النتيجة أخسّ مما في المقدمتين من الكم والكيف أعني بالأخسّ في الكم الجزئي وبالأخس في الكيف السلب. وخواص الشكل الأول أن تكون كبراه كلية وصغراه موجبة ونتائجه كيف ما اتفقت إمّا موجبات وإمّا سوالب وإمّا كليات وإمّا جزئيات * وخواص الشكل الثاني أن تكون كبراه كلية وتختلف كبراه وصغراه في الكيف وأن تكون نتائجه سوالب كلها * وخواص الشكل الثالث أن تكون صغراه موجبة وكبراه كيف وقعت في الكيفية والكمية وأن تكون نتائجه جزئيات * القرائن الناتجة في الأشكال الثلاثة ثماني قرائن أولاها كلية موجبة كبرى وكلية موجبة صغرى تنتج في الشكل الأول موجبة كلية وفي الثالث موجبة جزئية والثانية كلية موجبة كبرى وكلية سالبة صغرى تنتج في الشكل الثاني سالبة كلية والثالثة كلية موجبة كبرى وجزئية موجبة صغرى تنتج في الشكل الأول والشكل الثالث جزئية موجبة والرابعة كلية موجبة كبرى وجزئية سالبة صغرى تنتج في الشكل الثاني سالبة جزئية بالرد إلى الامتناع والخامسة كلية سالبة كبرى وكلية موجبة صغرى تنتج في الأشكال الثلاثة أمّا في الأول والثاني فسالبة كلية وأما في الثالث فسالبة جزئية
والسادسة كلية سالبة كبرى وجزئية موجبة صغرى تنتج في الأشكال الثلاثة سالبة جزئية والسابعة جزئية موجبة كبرى وكلية موجبة صغرى تنتج في الشكل الثالث جزئية موجبة والثامنة جزئية سالبة كبرى وكلية موجبة صغرى تنتج في الشكل الثالث جزئية سالبة بالرد إلى الامتناع.
في أفودقطيقا [وهو كتاب البرهان]
هذا الكتاب يسمّى أفودقطيقا وأبودقطيقا ومعناه الإيضاح وذلك أنه يوضح فيه القياس الصحيح وغير الصحيح (1) * أصول البرهان المبادئ والمقدمات الأول وهي التي يعرفها الجمهور مثل قولك الكل أعظم من الجزء والأشياء المساوية لشيء واحد بعينه فهي متساوية العلة * الهيولانية هي معرفة هل الشيء * والعلة الصورية هي معرفة ما الشيء * والعلة الفاعلة هي معرفة كيف الشيء * والعلة اللمائية هي معرفة لم الشيء * البرهان هو الحجة * الخلف بفتح الخاء هو الرديء من القول المخالف بعضه بعضا * الاستقراء هو تعرف الشيء الكلي بجميع أشخاصه يقال استقرى فلان القرى وبيوت السكة إذا طافها ولم يدع شيئا منها * المثال: أن تشير إلى شخص من أشخاص الكليّ لتدل به عليه.
في طوبيقا
اسم هذا الكتاب طوبيقا ومعناه المواضع أي مواضع القول يذكر فيه الجدل ومعنى الجدل تقرير الخصم على ما يدعيه من حيث أقر حقا كان أو باطلا أو من حيث لا يقدر الخصم أن يعانده لاشتهار مذهبه ورأيه فيه لأنه يزري على مذهبه ورأيه فيه.
__________
(1) يقول ابن سينا «البرهان قياس مؤلّف من يقينيّات لإنتاج يقيني، واليقينيّات إمّا الأوليّات وما جمع معها، وإمّا التجريبيّات وإمّا المتواترات وإمّا المحسوسات.
وأمّا الذائعات والمقبولات والمظنونات فخارجة عن هذه الجملة» النجاة ص / 66.(1/100)
في سوفسطيقا
هذا الكتاب يسمى سوفسطيقا ومعناه التحكّم والسوفسطائي هو المتحكم يذكر فيه وجوه المغالطات وكيف التحرز منها والسوفسطائيون هم الذين لا يثبتون حقائق الأشياء.
في ريطوريقا
هذا الكتاب يسمى ريطوريقا ومعناه الخطابة يتكلم فيه على الأشياء المقنعة ومعنى الإقناع أن يعقل نفس السامع الشيء بقول يصدق به وإن لم يكن ببرهان.
في بيوطيقا
وهو الكتاب التاسع من كتب المنطق ويسمّى بيوطيقا ومعناه الشعر يتكلم فيه على التخييل ومعنى التخييل إنهاض نفس السامع إلى طلب الشيء أو الهرب منه وإن لم يصدق به والتخييل والتصوّر والتمثل وما أشبههما كثيرا ما تستعمل في هذا الكتاب وفي غيره لازمة ومتعدية يقال تصورت الشيء إذا تعمّدت تصويره في نفسك وتمثلته وتخيلته كذلك وأما تخيّل لي وتمثّل لي وتصوّر لي فهي معروفة وقياس ذلك تبينته فتبيّن لي وتحققته فتحقّق لي.
في العلم الطبيعي والعلم الإلهي
العلم الطبيعي
فالعلم الطبيعي ينظر في الأجسام الطبيعية وفي الأعراض التي قوامها في هذه الأجسام، ويعرف الأشياء التي عنها والتي بها والتي لها توجد هذه الأجسام والأعراض التي قوامها فيها.
والأجسام منها صناعية ومنها طبيعية.(1/101)
فالعلم الطبيعي ينظر في الأجسام الطبيعية وفي الأعراض التي قوامها في هذه الأجسام، ويعرف الأشياء التي عنها والتي بها والتي لها توجد هذه الأجسام والأعراض التي قوامها فيها.
والأجسام منها صناعية ومنها طبيعية.
والصناعية مثل الزجاج والسيف والسرير والثوب: وبالجملة كل ما كان وجوده بالصناعة وبإرادة الإنسان والطبيعية هي التي وجودها لا بالصناعة ولا بإرادة الإنسان مثل السماء والأرض وما بينهما والنبات والحيوان.
وحال الأجسام الطبيعية في هذه الأمور كحال الأجسام الصناعية: وذلك أن الأجسام الصناعية توجد فيها أمور قوامها بالأجسام الصناعية، وتوجد لها أشياء عنها وجود الأجسام الصناعية وأشياء بها وجودها وأشياء لها وجودها وهذه الصناعية أظهر منها في الطبيعية.
والتي قوامها في الأجسام الصناعية مثل الصقال في الثوب والبريق في السيف والإشفاف في الزجاج والنقوش في السرير.
والأشياء التي لها توجد الأجسام الصناعية هي الغايات والأغراض التي لها تعمل: مثل الثوب، فإنه عمل ليلبس، والسيف ليقاتل به العدو، والسرير ليتّقى به نداوة الأرض، أو لشيء غير ذلك مما يعمل السرير لأجله، والزجاج ليحرز فيه ما لا يؤمن أن يشفه غيره من الأواني.
وأما الغايات والأغراض التي لها توجد الأعراض التي قوامها في الأجسام الصناعية فمثل صقال الثوب ليتجمّل به، وبريق السيف ليرهب العدو، ونقش السرير ليحسن به منظره، وإشفاف الزجاج ليكون ما يجعل فيه مرئيا.
والأشياء التي توجد عنها الأجسام الصناعية هي الفاعلة والمكونة لها: مثل النجار الذي عنه وجد السرير، والصيقل الذي عنه وجد السيف.
والأشياء التي بها توجد الأجسام الصناعية في كلّ جسم صناعي شيئان مثل ما في السيف، فإن وجوده بشيئين: بالحدة والحديد والحدة هي صيغته وهيئته وبها يفعل فعله والحديد هو مادته وموضوعه، وهو كالحامل لهيئته وصيغته. والثوب وجوده بشيئين: بالغزل وباشتباك لحمته بسداه والاشتباك
هيئته وصيغته والغزل كالحامل للاشتباك، وهو موضوعه ومادته. والسرير أيضا وجوده بشيئين: بالتربيع والخشب والتربيع هيئته وصيغته، والخشب مادته، وهو كالحامل للتربيع.(1/102)
والأشياء التي بها توجد الأجسام الصناعية في كلّ جسم صناعي شيئان مثل ما في السيف، فإن وجوده بشيئين: بالحدة والحديد والحدة هي صيغته وهيئته وبها يفعل فعله والحديد هو مادته وموضوعه، وهو كالحامل لهيئته وصيغته. والثوب وجوده بشيئين: بالغزل وباشتباك لحمته بسداه والاشتباك
هيئته وصيغته والغزل كالحامل للاشتباك، وهو موضوعه ومادته. والسرير أيضا وجوده بشيئين: بالتربيع والخشب والتربيع هيئته وصيغته، والخشب مادته، وهو كالحامل للتربيع.
وكذلك باقي الأجسام الصناعية. وباجتماع هذين والتئامهما يحصل وجود كل واحد منهما بالفعل والكمال وماهيته. وكل واحد من هذه إنما يفعل أو يفعل به أو يستعمل أو ينتفع به في الأمر الذي لأجله عمل بصيغته إذا حصلت في مادته: فإن السيف إنما يعمل عمله بحدته والثوب إنما ينتفع بلحمته إذا كانت مشتبكة بسداه. وكذلك باقي الأجسام الصناعية.
وتلك حال الأجسام الطبيعية: فإن كلّ واحد منها إنما وجد لغرض ولغاية. وكذلك كل أمر وعرض قوامه في الأجسام الطبيعية: فإنه أوجد لغرض ولغاية ما. وكل جسم وكل عرض فله فاعل ومكوّن عنه وجد: وكل واحد من الأجسام الطبيعية فوجوده وقوامه بشيئين: أحدهما: منزلته منه منزلة حدّة السيف من السيف، وهو صيغة ذلك الجسم الطبيعي والثاني منزلته منزلة حديد السيف من السيف وذلك مادة الجسم الطبيعي وموضوعه، وهو كالحامل لصيغته أيضا، إلا أن السيف والسرير والثوب وغيرها من الأجسام الصناعية تشاهد بالبصر والحس صيغتها وموادها، مثل حدة السيف وحديده وتربيع السريع وخشبه.
وأما الأجسام الطبيعية فصيغ جلها، وموادها غير محسوسة وإنما يصح وجودها عندنا بالقياس والبراهين اليقينية.
على أنه قد يوجد أيضا في كثير من الأجسام الصناعية ما ليست صيغتها محسوسة، مثل الخمر: فإنه جسم أوجد بالصناعة والقوة التي بها يسكر غير محسوسة، وإنما يعرف وجودها بفعلها وتلك القوة هي صورة الخمر وصيغتها ومنزلتها من الخمر منزلة الحدة من السيف: إذ كانت تلك القوة هي التي بها تفعل الخمر فعلها. وكذلك الأدوية المركبة بصناعة الطب مثل الترياق وغيره.
فإنها إنما تفعل في الأبدان بقوى تحدث فيها بالتركيب وتلك القوى غير
محسوسة، وإنما يشاهد بالحس الأفعال الكائنة عن تلك القوى. فكل دواء إنما يصير دواء بشيئين: بالأخلاط التي منها ركب، وبالقوة التي بها يفعل فعله والأخلاط مادته، والقوة التي بها يفعل فعله صيغته ولو بطلت تلك القوة منه لما كان دواء كما تبطل حدة السيف فلا يكون سيفا، وكما يبطل من الثوب التحام سداه بلحمته فلا يكون حينئذ ثوبا.(1/103)
فإنها إنما تفعل في الأبدان بقوى تحدث فيها بالتركيب وتلك القوى غير
محسوسة، وإنما يشاهد بالحس الأفعال الكائنة عن تلك القوى. فكل دواء إنما يصير دواء بشيئين: بالأخلاط التي منها ركب، وبالقوة التي بها يفعل فعله والأخلاط مادته، والقوة التي بها يفعل فعله صيغته ولو بطلت تلك القوة منه لما كان دواء كما تبطل حدة السيف فلا يكون سيفا، وكما يبطل من الثوب التحام سداه بلحمته فلا يكون حينئذ ثوبا.
فعلى هذا المثال ينبغي أن تفهم صيغ الأجسام الطبيعية وموادها: فإنها إن كانت لا تشاهد بالحس صارت كالمواد والصيغ التي لا تشاهد بالحس من مواد الأجسام الصناعية وصيغتها: وذلك مثل جسم العين والقوة التي بها يكون الإبصار، ومثل جسم اليد والقوة التي بها يكون البطش. وكذلك كل واحد من الأعضاء: فإن قوة العين غير مرئية، ولا تشاهد أيضا بشيء من هذه الحواس الأخر، بل إنما تعقل عقلا. وتسمّى القوى الأخر التي في الأجسام الطبيعية صيغا وصورا على طريق التشبيه بصور الأجسام الصناعية: فإن الصيغة والصورة والخلقة تكاد أن تكون أسماء مترادفة تدل عند الجمهور على أشكال الحيوان والأجسام الصناعية، فنقلت فجعلت أسماء للقوى والأشياء التي منزلتها في الأجسام الطبيعية منزلة الخلق والصيغ والصور في الأجسام الصناعية على طريق التشبيه، إذ كانت العادة في الصنائع أن تنقل إلى الأشياء التي فيها الأسماء التي يوقعها الجمهور على أشباه تلك الأشياء.
ومواد الأجسام وصورها وفاعلها والغايات التي لأجلها وجدت تسمّى مبادئ الأجسام، وإن كانت لأعراض الأجسام تسمّى مبادئ الأعراض التي في الأجسام.
والعلم الطبيعي يعرف الأجسام الطبيعية بأن يضع ما كان منها ظاهر الوجود وضعا، ويعرف من كل جسم طبيعي مادته وصورته وفاعله والغاية التي لأجلها وجد ذلك الجسم. وكذلك في أعراضها فإنه يعرف ما به قوامها والأشياء الفاعلة لها والغايات التي لأجلها فعلت تلك الأعراض. فهذا العلم يعطي مبادئ الأجسام الطبيعية ومبادئ أعراضها.
والأجسام الطبيعية منها بسيطة ومنها مركبة. فالبسيطة هي الأجسام التي
وجودها لا عن أجسام أخر غيرها والمركبة هي التي وجودها عن أجسام أخر غيرها مثل الحيوان والنبات.(1/104)
والأجسام الطبيعية منها بسيطة ومنها مركبة. فالبسيطة هي الأجسام التي
وجودها لا عن أجسام أخر غيرها والمركبة هي التي وجودها عن أجسام أخر غيرها مثل الحيوان والنبات.
وينقسم العلم الطبيعي ثمانية أجزاء عظمى:
أولها: الفحص عما تشترك فيه الأجسام الطبيعية كلها البسيطة منها والمركبة من المبادئ والأعراض التابعة لتلك المبادئ وهذا كله في «السماع الطبيعي».
والثاني: الفحص عن الأجسام البسيطة هل هي موجودة: فإن كانت موجودة فأي أجسام هي؟ وكم عددها؟ وهذا هو النظر في العالم ما هو وما أجزاؤه الأول وكم هي، وأنها في الجملة ثلاثة أو خمسة وهو النظر في السماء عن سائر أجزاء العالم وأن مادة ما فيها واحدة. وهو في الجزء الأول من المقالة الأولى من كتاب «السماء والعالم» ثم الفحص بعد ذلك عن أسطقسات الأجسام المركبة هل هي في هذه البسيطة التي تبين وجودها، أم هي أجسام أخر خارجة عنها.
فإن كانت في هذه ولم يمكن أن تكون خارجة عنها فهل هي جميعها أو بعضها.
وإن كانت بعضها فأيما هي منها.
هذا هو الفحص عنها: هل هي مشاهدة أو غير مشاهدة وسائر ما يفحص عنها إلى آخر المقالة الأولى من كتاب السماء والعالم ثم النظر بعد ذلك فيما تشترك فيه البسيطة كلها ما كان منها أسطقسات وأصولا للأجسام المركبة، وما لم يكن منها أسطقسات لها هذا هو الفحص عن السماء وأجزائها، وهو في أول المقالة الثانية من كتاب (السماء والعالم) إلى قريب من ثلثيها ثم النظر فيما يخص ما ليس أسطقسات ثم فيما يخص منها ما كان أسطقسات والأعراض التابعة لها. هذا الذي ينظر فيه في آخر المقالة الثانية والثالثة والرابعة من كتاب (السماء والعالم).
والثالث: الفحص عن كون الأجسام الطبيعية وفسادها على العموم، وعن جميع ما تلتئم به، والفحص عن كيف كون الأسطقسات وفسادها، وكيف
تكون عنها الأجسام المركبة وإعطاء مبادئ جميع ذلك. وهذا في (الكون والفساد).(1/105)
والثالث: الفحص عن كون الأجسام الطبيعية وفسادها على العموم، وعن جميع ما تلتئم به، والفحص عن كيف كون الأسطقسات وفسادها، وكيف
تكون عنها الأجسام المركبة وإعطاء مبادئ جميع ذلك. وهذا في (الكون والفساد).
والرابع: الفحص عن مبادئ الأعراض والانفعالات التي تخص الأسطقسات وحدها دون المركبات عنها. وهذا في المقالات الأول الثلاث من كتاب (الآثار العلوية).
والخامس: النظر في الأجسام المركبة عن الأسطقسات، وأن منها ما هي متشابهة الأجزاء ومنها ما هي مختلفة الأجزاء، وأن المتشابهة الأجزاء منها ما هي أجزاء ركبت منها المختلفة الأجزاء مثل اللحم والعظم، ومنها ما ليس يكون جزءا أصلا لجسم طبيعي مختلف الأجزاء مثل الملح والذهب والفضة. ثم النظر فيما تشترك فيه الأجسام المركبة كلها، ثم النظر فيما تشترك فيه المركبة المتشابهة الأجزاء كلها، سواء كانت أجزاء لمختلفة الأجزاء أم غير أجزاء وهذا في المقالة الرابعة من كتاب (الآثار العلوية).
والسادس: وهو كتاب المعادن النظر فيما تشترك فيه الأجسام المركبة والمتشابهة الأجزاء التي ليست أجزاء لمختلفة الأجزاء. وهي الأجسام المعدنية كالحجارة وأصنافها وأصناف الأشياء المعدنية وما يخص كل نوع منها.
والسابع: وهو في كتاب النبات النظر فيما يشترك فيه أنواع النبات وما يخص كل واحد منها، وهو أحد جزئي النظر في المركبة المختلفة الأجزاء.
والثامن: وهو في كتاب الحيوان وكتاب النفس النظر فيما تشترك فيه أنواع الحيوان، وما يخص كل واحد منها، وهو الجزء الثاني من النظر في المركبة المختلفة الأجزاء.
فيعطي العلم الطبيعي في كل نوع من هذه الأجسام مبادئها الأربعة وأعراضها التابعة لتلك المبادئ.
فهذا هو جملة ما في العلم الطبيعي وأجزائه، وجملة ما في كلّ واحد من أجزائه.(1/106)
فهذا هو جملة ما في العلم الطبيعي وأجزائه، وجملة ما في كلّ واحد من أجزائه.
العلم الإلهي
وهو كله في كتابه فيما بعد الطبيعة والعلم الإلهي ينقسم إلى ثلاثة أجزاء:
أحدها: يفحص فيه عن الموجودات والأشياء التي تعرض لها بما هي موجودات.
والثاني: يفحص فيه عن مبادئ البراهين في العلوم النظرية الجزئية، وهي التي ينفرد كل علم منها بالنظر في موجود خاص، مثل المنطق والهندسة والعدد وباقي العلوم الجزئية الأخرى التي تشاكل هذه العلوم: فيفحص عن مبادئ علم المنطق، ومبادئ علوم التعاليم، ومبادئ العلم الطبيعي، ويلتمس تصحيحها وتعريف جواهرها وخواصها، ويحصي الظنون الفاسدة التي كانت وقعت للقدماء في مبادئ هذه العلوم، مثل ظن من ظن في النقطة والوحدة والخطوط والسطوح أنها جواهر وأنها مفارقة والظنون التي تشاكل هذه في مبادئ سائر العلوم، فيقبحها ويبين أنها فاسدة.
والجزء الثالث يفحص فيه عن الموجودات التي ليست بأجسام ولا في أجسام: فيفحص عنها أولا هل هي موجودة أم لا، ويبرهن أنها موجودة، ثم يفحص عنها هل هي كثيرة أم لا، فيبين أنها كثيرة ثم يفحص عنها هل هي متناهية أم لا، فيبرهن أنها متناهية ثم يفحص هل مراتبها في الكمال واحدة أم مراتبها متفاضلة، فيبرهن أنها متفاضلة في الكمال، ثم يبرهن أنها على كثرتها ترتقي من عند أنقصها إلى الأكمل فالأكمل، إلى أن تنتهي في آخر ذلك إلى كامل ما لا يمكن أن يكون شيء هو أكمل منه، ولا يمكن أن يكون شيء هو أصلا في مثل مرتبة وجوده ولا نظير له ولا ضد، وإلى أول لا يمكن أن يكون قبله أول، وإلى متقدم لا يمكن أن يكون شيء أقدم منه، وإلى موجود لا يمكن أن يكون استفاد وجوده عن شيء أصلا، وأن ذلك الواحد هو الأول والمتقدم على الإطلاق وحده.
ويبين أن سائر الموجودات متأخر عنه في الوجود، وأنه هو الموجود الأول الذي أفاد كل واحد سواه الوجود وأنه هو الواحد الأول الذي أفاد كل شيء سواه الوحدة، وأنه هو الحق الذي أفاد كل ذي حقيقة سواه الحقيقة وعلى أي جهة أفاد ذلك، وأنه لا يمكن أن يكون فيه كثرة أصلا ولا بوجه من الوجوه، بل هو أحق باسم الواحد ومعناه، وباسم الموجود ومعناه وباسم الحق ومعناه من كل شيء يقال فيه إنه واحد أو موجود أو حق سواه ثم يبين أن هذا الذي هو بهذه الصفات هو الذي ينبغي أن يعتقد فيه أنه هو الله عز وجل وتقدست أسماؤه ثم يمعن بعد ذلك في باقي ما يوصف به الله إلى أن يستوفيها كلها.(1/107)
والجزء الثالث يفحص فيه عن الموجودات التي ليست بأجسام ولا في أجسام: فيفحص عنها أولا هل هي موجودة أم لا، ويبرهن أنها موجودة، ثم يفحص عنها هل هي كثيرة أم لا، فيبين أنها كثيرة ثم يفحص عنها هل هي متناهية أم لا، فيبرهن أنها متناهية ثم يفحص هل مراتبها في الكمال واحدة أم مراتبها متفاضلة، فيبرهن أنها متفاضلة في الكمال، ثم يبرهن أنها على كثرتها ترتقي من عند أنقصها إلى الأكمل فالأكمل، إلى أن تنتهي في آخر ذلك إلى كامل ما لا يمكن أن يكون شيء هو أكمل منه، ولا يمكن أن يكون شيء هو أصلا في مثل مرتبة وجوده ولا نظير له ولا ضد، وإلى أول لا يمكن أن يكون قبله أول، وإلى متقدم لا يمكن أن يكون شيء أقدم منه، وإلى موجود لا يمكن أن يكون استفاد وجوده عن شيء أصلا، وأن ذلك الواحد هو الأول والمتقدم على الإطلاق وحده.
ويبين أن سائر الموجودات متأخر عنه في الوجود، وأنه هو الموجود الأول الذي أفاد كل واحد سواه الوجود وأنه هو الواحد الأول الذي أفاد كل شيء سواه الوحدة، وأنه هو الحق الذي أفاد كل ذي حقيقة سواه الحقيقة وعلى أي جهة أفاد ذلك، وأنه لا يمكن أن يكون فيه كثرة أصلا ولا بوجه من الوجوه، بل هو أحق باسم الواحد ومعناه، وباسم الموجود ومعناه وباسم الحق ومعناه من كل شيء يقال فيه إنه واحد أو موجود أو حق سواه ثم يبين أن هذا الذي هو بهذه الصفات هو الذي ينبغي أن يعتقد فيه أنه هو الله عز وجل وتقدست أسماؤه ثم يمعن بعد ذلك في باقي ما يوصف به الله إلى أن يستوفيها كلها.
ثم يعرف كيف حدثت الموجودات عنه وكيف استفادت عنه الوجود. ثم يفحص عن مراتب الموجودات، وكيف حصلت لها تلك المراتب وبأي شكل يستأهل كل واحد منها أن يكون في المرتبة التي هو فيها ويبين كيف ارتباط بعضها ببعض وانتظامه، وبأي شيء يكون ارتباطها وانتظامها، ثم يمعن في إحصاء باقي أفعاله عزّ وجل في الموجودات إلى أن يستوفيها كلها ويبين أنه لا جور في شيء منها ولا خلل ولا تنافر ولا سوء نظام ولا سوء تأليف وبالجملة لا نقص في شيء منها ولا شرّ أصلا.
ثم يشرع بعد ذلك في إبطال الظنون الفاسدة التي ظنت بالله عزّ وجلّ في أفعاله بما يدخل النقص فيه وفي أفعاله وفي الموجودات التي خلقها، فيبطلها كلها ببراهين تفيد العلم اليقين الذي لا يمكن أن يداخل الإنسان فيه ارتياب ولا يخالجه فيه شكّ، ولا يمكن أن يرجع عنه أصلا.
في أقسام الفلسفة
الفلسفة مشتقة من كلمة يونانية وهي فيلاسوفيا وتفسيرها محبة الحكمة فلما أعربت قيل فيلسوف ثم اشتقت الفلسفة منه ومعنى الفلسفة علم حقائق الأشياء والعمل بما هو أصلح وتنقسم قسمين: أحدهما الجزء النظريّ والآخر الجزء العملي ومنهم من جعل المنطق حرفا ثالثا غير هذين ومنهم من جعله جزءا من
أجزاء العلم النظري ومنهم من جعله آلة للفلسفة ومنهم من جعله جزءا منها وآلة لها (1).(1/108)
الفلسفة مشتقة من كلمة يونانية وهي فيلاسوفيا وتفسيرها محبة الحكمة فلما أعربت قيل فيلسوف ثم اشتقت الفلسفة منه ومعنى الفلسفة علم حقائق الأشياء والعمل بما هو أصلح وتنقسم قسمين: أحدهما الجزء النظريّ والآخر الجزء العملي ومنهم من جعل المنطق حرفا ثالثا غير هذين ومنهم من جعله جزءا من
أجزاء العلم النظري ومنهم من جعله آلة للفلسفة ومنهم من جعله جزءا منها وآلة لها (1).
وينقسم الجزء النظري ثلاثة أقسام وذلك أنّ منه ما الفحص فيه عن الأشياء التي لها عنصر ومادة ويسمّى علم الطبيعة: ومنه ما الفحص فيه عما هو خارج عن العنصر والمادة ويسمّى علم الأمور الإلهية ويسمى باليونانية ثاولوجيا ومنه ما ليس الفحص فيه عن أشياء لها مادّة لكن عن أشياء موجودة في المادّة مثل المقادير والأشكال والحركات وما أشبه ذلك ويسمّى العلم التعليميّ والرياضيّ وكأنه متوسط بين العلم الأعلى وهو الإلهي وبين العلم الأسفل وهو الطبيعي * وأما المنطق فهو واحد لكنه كثير الأجزاء وقد ذكرتها في بابه * وأما الفلسفة العملية فهي ثلاثة أقسام أحدها تدبير الرجل نفسه أو واحدا خاصا ويسمّى علم الأخلاق والقسم الثاني تدبير الخاصة ويسمّى تدبير المنزل والقسم الثالث تدبير العامة وهو سياسة المدينة والأمة والملك ولم أودع هذا الكتاب بابا لهذه الأقسام الثلاثة إذ كانت مواضعات أهل هذه الصناعة مشهورة بين الخاصة والعامة فأما العلم الإلهي فليست له أجزاء ولا أقسام وقد ذكرت نكتا منها وأما العلم الطبيعي فمن أقسامه علم الطب وعلم الآثار العلوية أعني الأمطار والرياح والرعود والبروق ونحوها وعلم المعادن والنبات والحيوان وطبيعة شيء شيء مما تحت فلك القمر. وصناعة الكيمياء تدخل تحت أقسامه لأنها باحثة عن المعدنيات. وأما العلم التعليمي والرياضي فهو أربعة أقسام أحدها علم الأرثماطيقى وهو علم العدد والحساب والثاني الجومطريا وهو علم الهندسة والثالث علم الأسطرنوميا وهو علم النجوم والرابع علم الموسيقى وهو علم اللحون فأما علم الحيل فعلم لا يشارك هذه الأربعة وغيرها أيضا.
__________
(1) وفي كتاب / القياس / اختصار لموقف ابن سينا «قد كان سلف لك الوقوف على موضوع المنطق، وبيان أن الغلط كيف يقع فيه، وسلف لك جملة أن المنطق كيف يكون جزءا للحكمة، وكيف يكون آلة، وأنه لا تناقض بين من يجعله جزءا، وبين من يجعله آلة» / القياس ص / 10/ من شفاء ابن سينا.(1/109)
في جمل العلم الإلهي الأعلى
الله تبارك وتعالى وعزّ وعلا هو موجد العالم وهو السبب الأول والعلة الأولى وهو الواحد والحق وما سواه لا يخلو من كثرة من جهة أو جهات وصفته الخاصة أنه واجب الوجود وسائر الموجودات ممكنة الوجود (1).
* العقل الفعّال هو القوة الإلهية التي يهتدي بها كل شيء في العالم العلوي والسفلي من الأفلاك والكواكب والجماد والحيوان غير الناطق والإنسان لاجتلاب مصلحته وما به قوامه وبقاؤه على قدر ما تتهيأ له وعلى حسب الإمكان وهذه القوة التي في الأشياء التي في العالم الطبيعي تسمّى الطبيعة * العقل الهيولانيّ هو القوة في الإنسان وهي في النفس بمنزلة القوة الناظرة في العين والعقل الفعال لها بمنزلة ضوء الشمس للبصر فإذا خرجت هذه القوة التي هي العقل الهيولانيّ إلى الفعل تسمّى العقل المستفاد * النفس هي القوة التي بها جسم الحيّ حيا فإنما يستدل على إثباتها بما يظهر من الأفاعيل عن جسم الحيّ عند تصوره بها * النفس الكلية في مثل الإنسان الكليّ الذي هو نوع كزيد وعمرو وجميع أشخاص الناس كذلك * النفس العامة هي التي تعم نفس زيد وعمرو وكلّ شخص من أشخاص الحيوان ولا وجود لها إلا بالوهم كما لا وجود للإنسان الكليّ إلا بالوهم * وكذلك العقل الكلي. وأما أن تكون النفس نفس كلية لها وجود بالذات كما يقوله كثير من المتفلسفة فلا * الطبيعة هي القوة المدبرة لكل
__________
(1) يقول ابن سينا في الشفاء عن الإلهيات: «فهذا هو العلم المطلوب في هذه الصناعة وهو الفلسفة الأولى، لأنه العلم بأول الأمور في الوجود، وهو العلة الأولى وأول الأمور في العموم، وهو الوجود والوحدة، وهو أيضا الحكمة التي هي أفضل علم بأفضل معلوم، فإنها أفضل علم أي: اليقين، بأفضل معلوم أي بالله تعالى وبالأسباب من بعده. وهو أيضا معرفة الأسباب القصوى للكل. وهو أيضا المعرفة بالله وله حدّ العلم الإلهي الذي هو أنه علم بالأمور المفارقة للمادة في الحد والوجود. إذ الموجود بما هو موجود ومبادئه وعوارضه ليس شيء منها، كما اتضح، إلّا متقدم الوجود على المادة وغير متعلّق الوجود بوجودها» الإلهيات من الشفاء. ج 1ص 15.(1/110)
شيء مما في العالم الطبيعي (1) والعالم الطبيعي مما تحت فلك القمر إلى مركز الأرض.
في ألفاظ يكثر ذكرها في الفلسفة وفي كتبها
هيولى كل جسم هو الحامل لصورته كالخشب للسرير والباب وكالفضة للخاتم والخلخال وكالذهب للدينار والسوار فأما الهيولى إذا أطلقت فإنه يعني بها طينة العالم أعني جسم الفلك الأعلى وما يحويه من الأفلاك والكواكب * ثم العناصر الأربعة وما يتركب منها الصورة هي هيئة الشيء وشكله التي يتصور الهيولى بها وبها يتم الجسم كالسّريريّة والبابيّة في السرير والباب والدينارية والسوارية في الدينار والسوار: فالجسم مؤلّف من الهيولى والصورة ولا وجود لهيولى يخلو عن الصورة إلا في الوهم وكذلك لا وجود لصورة تخلو عن الهيولى إلّا في الوهم والهيولى يسمى المادة والعنصر والطينة والصورة تسمى الشكل والهيئة والصيغة، الأسطقسّ هو الشيء البسيط الذي منه يتركب المركب كالحجارة والقراميد والجذوع التي منها يتركب القصر وكالحروف التي منها يتركب الكلام وكالواحد الذي منه يتركب العدد وقد يسمّى الأسطقسّ الركن والأسطقسّات الأربعة هي النار والهواء والماء والأرض وتسمّى العناصر * الكيفيات الأول هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وإنما سميت أولا لأن عند الطبيعيين أن سائر الكيفيات كالألوان والأراييح والمذوقات والثقل والخفة والرخاوة والصلابة والعلوكة والهشاشة متولدة عن هذه الكيفيات الأربع * مكان الشيء هو سطح تقعير الهواء الذي فيه الجسم أو سطح تقعير الجسم الذي يحويه هواء * الخلاء عند القائلين به هو المكان المطلق الذي لا ينسب إلى متمكن فيه وعند أكثر الفلاسفة أنه لا خلاء في العالم ولا خارج العالم * الزمان مدة تعدّها
__________
(1) يقول أرسطو «فتكون الطبيعة مبدأ ما وسببا لأن يتحرك ويسكن الشيء الذي هي فيه أولا بالذات لا بطريق العرض، فأمّا «ماله طبيعة» فهو ما كان له مثل هذا المبدأ. وكل ذلك جوهر فإن الطبيعة أبدا موضوع ما في موضوع ما» كتاب الطبيعة لأرسطو بترجمة إسحاق بن حنين ج 1ص 8079.(1/111)
الحركة مثل حركة الأفلاك وغيرها من المتحركات * والمدة عند بعضهم الزمان المطلق الذي لا تعده حركة وعند أكثرهم أنه لا توجد مدة خالية عن حركة إلّا بالوهم * الجسم الطبيعي هو المتمكن الممانع المقاوم والقائم بالفعل في وقته ذلك كهذا الحائط وهذا الجبل وذلك الإنسان * الجسم التعليمي هو المتوهم الذي يقام في الوهم ويتصور تصورا فقط * التجزّؤ ضربان * ضرب تعليميّ أي وهميّ ولا نهاية له لأنه يمكن أن يتوهّم أصغر من كل صغير يتوهم وضرب طبيعيّ أي ماديّ وله نهاية لأن المتجزّئ من الأجسام يتناهى بالفعل إلى صغير هو أصغر شيء في الطبع وهو ما لطف عن إدراك حسّ إيّاه هذا على ما تقوله الفلاسفة: فأما على ما تقوله المعتزلة فإنّه في باب الكلام * الحواسّ الخمس هي البصر والسمع والذوق والشم واللمس وفعلها الحس بالحاء قال الخليل هي الجواس أيضا بالجيم من التجسيس فالمعروف عند المتكلمين والفلاسفة فهو بالحاء وتسمى أيضا المشاعر * الحاسّ العام هو قوة في النفس تؤدّي إليها الحواس ما تحسه فيتقبله * فنطاسيا هي القوة المخيلة من قوة النفس وهي التي يتصور بها المحسوسات في الوهم وإن كانت غائبة عن الحس وتسمى القوة المتصورة والمصورة * الأرواح عند الفلاسفة هي ثلاث الروح الطبيعية وهي في الحيوان في الكبد وهي مشتركة بين الحيوان والنبات وتنبعث في العروق غير الضوارب إلى جميع البدن * والروح الحيوانية هي للحيوان الناطق وغير الناطق وهي في القلب وتنبعث منه في الشرايين وهي العروق الضوارب إلى أعضاء البدن * والروح النفسانية وهي في الدماغ تنبعث منه إلى أعضاء البدن في الأعصاب * النفس هي للإنسان دون غيره من الحيوان * الحيوان هو كل جسم حي * الموات هو الجسم غير الحي. وكذلك الجماد وبعضهم يسمي الجماد ما لا ينمو والنبات كالحجر ونحوه * الروح الطبيعية تسمى النفس النباتية والنامية والشهوانية والروح الحيوانية تسمى النفس الغضبية * الكمون هو استتار الشيء عن الحس كالزبد الذي في اللبن قبل ظهوره وكالدهن في السمسم، الاستحالة أن يخلع الشيء صورته ويلبس صورة أخرى مثل الطعام الذي يصير دما في الكبد * الإرادة قوة يقصد بها الشيء دون الشيء * المحال كجمع المتناقضين في شيء واحد في زمان واحد في جزء واحد وإضافة واحد * العالم جرم الكل *
الكيان وهو الطبع بالسريانية وبه سمي كتاب سمع الكيان وهو بالسريانية شمعا كيانا * النواميس هي السنن التي تضعها الحكماء للعامة لوجه من المصلحة واحدها ناموس.(1/112)
الحركة مثل حركة الأفلاك وغيرها من المتحركات * والمدة عند بعضهم الزمان المطلق الذي لا تعده حركة وعند أكثرهم أنه لا توجد مدة خالية عن حركة إلّا بالوهم * الجسم الطبيعي هو المتمكن الممانع المقاوم والقائم بالفعل في وقته ذلك كهذا الحائط وهذا الجبل وذلك الإنسان * الجسم التعليمي هو المتوهم الذي يقام في الوهم ويتصور تصورا فقط * التجزّؤ ضربان * ضرب تعليميّ أي وهميّ ولا نهاية له لأنه يمكن أن يتوهّم أصغر من كل صغير يتوهم وضرب طبيعيّ أي ماديّ وله نهاية لأن المتجزّئ من الأجسام يتناهى بالفعل إلى صغير هو أصغر شيء في الطبع وهو ما لطف عن إدراك حسّ إيّاه هذا على ما تقوله الفلاسفة: فأما على ما تقوله المعتزلة فإنّه في باب الكلام * الحواسّ الخمس هي البصر والسمع والذوق والشم واللمس وفعلها الحس بالحاء قال الخليل هي الجواس أيضا بالجيم من التجسيس فالمعروف عند المتكلمين والفلاسفة فهو بالحاء وتسمى أيضا المشاعر * الحاسّ العام هو قوة في النفس تؤدّي إليها الحواس ما تحسه فيتقبله * فنطاسيا هي القوة المخيلة من قوة النفس وهي التي يتصور بها المحسوسات في الوهم وإن كانت غائبة عن الحس وتسمى القوة المتصورة والمصورة * الأرواح عند الفلاسفة هي ثلاث الروح الطبيعية وهي في الحيوان في الكبد وهي مشتركة بين الحيوان والنبات وتنبعث في العروق غير الضوارب إلى جميع البدن * والروح الحيوانية هي للحيوان الناطق وغير الناطق وهي في القلب وتنبعث منه في الشرايين وهي العروق الضوارب إلى أعضاء البدن * والروح النفسانية وهي في الدماغ تنبعث منه إلى أعضاء البدن في الأعصاب * النفس هي للإنسان دون غيره من الحيوان * الحيوان هو كل جسم حي * الموات هو الجسم غير الحي. وكذلك الجماد وبعضهم يسمي الجماد ما لا ينمو والنبات كالحجر ونحوه * الروح الطبيعية تسمى النفس النباتية والنامية والشهوانية والروح الحيوانية تسمى النفس الغضبية * الكمون هو استتار الشيء عن الحس كالزبد الذي في اللبن قبل ظهوره وكالدهن في السمسم، الاستحالة أن يخلع الشيء صورته ويلبس صورة أخرى مثل الطعام الذي يصير دما في الكبد * الإرادة قوة يقصد بها الشيء دون الشيء * المحال كجمع المتناقضين في شيء واحد في زمان واحد في جزء واحد وإضافة واحد * العالم جرم الكل *
الكيان وهو الطبع بالسريانية وبه سمي كتاب سمع الكيان وهو بالسريانية شمعا كيانا * النواميس هي السنن التي تضعها الحكماء للعامة لوجه من المصلحة واحدها ناموس.
في النفس
وقد يتكون من هذه العناصر أكوان أيضا بسبب القوى الفلكية إذا امتزجت العناصر امتزاجا أكثر اعتدالا أي أقرب إلى الاعتدال من هذه المذكورة وأولها النبات * فمنه ما يكون مبزرا يفرز جسما حاملا للقوة المولدة * ومنه كائن من تلقاء نفسه من غير بزر ولأنّ النبات يغتذي بذاته فله قوة غاذية ولأن النبات ينمى بذاته فله قوة منمية ولأن من النبات ما يولد المثل ويتولد عن المثل بذاته فله قوة مولدة والقوة المولدة غير الغاذية * فإن الفج من الثمار له القوة الغاذية دون المولدة * وكذلك القوة المنمية دون المولدة والغاذية غير المنمية * ألا ترى الهرم من الحيوان فإن له الغاذية وليس له المنمية والغاذية تفعل الغذاء وتورده بدل ما يتحلل والمنمية تزيد في جوهر الأعضاء الأصلية طولا وعرضا وعمقا لا كيف اتفق بل على جهة تبلغ إلى غاية النشو * والمولّدة تعطي المادة صورة الشيء وتبين منه جزءا وتحله قوة من سنخه إذا وجدت المادة والموضع المتهيئ لقبول فعله فعل مثله * ومعلوم مما سلف أن جميع الأفعال النباتية والحيوانية والإنسانية تكون من قوى زائدة على الجسمية بل وعلى طبيعة المزاج ويلي النبات الحيوان * وإنما يحدث عن تركيب في العناصر مزاجه أقرب إلى الاعتدال جدا من الأولين يستعد مزاجه لقبول النفس الحيوانية بعد أن يستوفي درجة النفس النباتية وكلما أمعن في الاعتدال ازداد قبولا لقوة نفسانية أخرى ألطف من الأولى * والنفس كجنس واحد ينقسم بضرب من القسمة إلى ثلاثة أقسام (أحدها) النباتية وهي (كمال أول لجسم طبيعي آلي) من جهة ما يتولد ويربو ويغتذي * والغذاء جسم من شأنه أن يتشبه بطبيعة الجسم الذي قيل إنه غذاؤه ويزيد فيه بمقدار ما يتحلل أو أكثر أو أقل (والثاني) النفس الحيوانية وهي كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرك بالإرادة (والثالث) النفس
الإنسانية وهي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يفعل الأفعال الكائنة بالاختيار الفكري والاستنباط بالرأي ومن جهة ما يدرك الأمور الكلية * وللنفس النباتية قوى ثلاث * القوة الغاذية وهي القوة التي تحيل جسما آخر إلى مشاكلة الجسم الذي هي فيه فتلصقه به بدل ما يتحلل عنه * والقوة المنمية وهي قوة تزيد في الجسم الذي هي فيه بالجسم المتشبه في أقطاره طولا وعرضا وعمقا متناسبة للقدر الواجب لتبلغ به كماله في النشو * والقوة المولدة وهي القوة التي تأخذ من الجسم الذي هي فيه جزءا هو شبيه له بالقوة فتفعل فيه باستمداد أجسام أخرى تتشبه به من التخليق والتمزيج ما يصير شبيها به بالفعل.(1/113)
وقد يتكون من هذه العناصر أكوان أيضا بسبب القوى الفلكية إذا امتزجت العناصر امتزاجا أكثر اعتدالا أي أقرب إلى الاعتدال من هذه المذكورة وأولها النبات * فمنه ما يكون مبزرا يفرز جسما حاملا للقوة المولدة * ومنه كائن من تلقاء نفسه من غير بزر ولأنّ النبات يغتذي بذاته فله قوة غاذية ولأن النبات ينمى بذاته فله قوة منمية ولأن من النبات ما يولد المثل ويتولد عن المثل بذاته فله قوة مولدة والقوة المولدة غير الغاذية * فإن الفج من الثمار له القوة الغاذية دون المولدة * وكذلك القوة المنمية دون المولدة والغاذية غير المنمية * ألا ترى الهرم من الحيوان فإن له الغاذية وليس له المنمية والغاذية تفعل الغذاء وتورده بدل ما يتحلل والمنمية تزيد في جوهر الأعضاء الأصلية طولا وعرضا وعمقا لا كيف اتفق بل على جهة تبلغ إلى غاية النشو * والمولّدة تعطي المادة صورة الشيء وتبين منه جزءا وتحله قوة من سنخه إذا وجدت المادة والموضع المتهيئ لقبول فعله فعل مثله * ومعلوم مما سلف أن جميع الأفعال النباتية والحيوانية والإنسانية تكون من قوى زائدة على الجسمية بل وعلى طبيعة المزاج ويلي النبات الحيوان * وإنما يحدث عن تركيب في العناصر مزاجه أقرب إلى الاعتدال جدا من الأولين يستعد مزاجه لقبول النفس الحيوانية بعد أن يستوفي درجة النفس النباتية وكلما أمعن في الاعتدال ازداد قبولا لقوة نفسانية أخرى ألطف من الأولى * والنفس كجنس واحد ينقسم بضرب من القسمة إلى ثلاثة أقسام (أحدها) النباتية وهي (كمال أول لجسم طبيعي آلي) من جهة ما يتولد ويربو ويغتذي * والغذاء جسم من شأنه أن يتشبه بطبيعة الجسم الذي قيل إنه غذاؤه ويزيد فيه بمقدار ما يتحلل أو أكثر أو أقل (والثاني) النفس الحيوانية وهي كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرك بالإرادة (والثالث) النفس
الإنسانية وهي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يفعل الأفعال الكائنة بالاختيار الفكري والاستنباط بالرأي ومن جهة ما يدرك الأمور الكلية * وللنفس النباتية قوى ثلاث * القوة الغاذية وهي القوة التي تحيل جسما آخر إلى مشاكلة الجسم الذي هي فيه فتلصقه به بدل ما يتحلل عنه * والقوة المنمية وهي قوة تزيد في الجسم الذي هي فيه بالجسم المتشبه في أقطاره طولا وعرضا وعمقا متناسبة للقدر الواجب لتبلغ به كماله في النشو * والقوة المولدة وهي القوة التي تأخذ من الجسم الذي هي فيه جزءا هو شبيه له بالقوة فتفعل فيه باستمداد أجسام أخرى تتشبه به من التخليق والتمزيج ما يصير شبيها به بالفعل.
في النفس الحيوانية
وللنفس الحيوانية بالقسمة الأولى قوتان محركة ومدركة * والمحركة على قسمين إما محركة بأنها باعثة وإما محركة بأنها فاعلة * والمحركة على أنها باعثة هي القوة النزوعية والشوقية وهي القوة التي إذا ارتسم في التخيل الذي سنذكره بعد صورة مطلوبة أو مهروب عنها حملت القوة التي نذكرها على التحريك ولها شعبتان شعبة تسمى قوة شهوانية وهي قوة تبعث على تحريك يقرب به من الأشياء المتخيلة ضرورية أو نافعة طلبا للذة * وشعبة تسمى قوة غضبية وهي قوة تبعث على تحريك يدفع به الشيء المتخيل ضارا أو مفسدا طلبا للغلبة * وأما القوة المحركة على أنها فاعلة فهي قوة تنبعث في الأعصاب والعضلات من شأنها أن تشنج العضلات فتجذب الأوتار والرباطات إلى جهة المبدأ أو ترخيها أو تمددها طولا فتصير الأوتار والرباطات إلى خلاف جهة المبدأ * وأما القوة المدركة فتنقسم قسمين فإن منها قوة تدرك من خارج ومنها قوة تدرك من داخل * والمدركة من خارج هو الحواس الخمس أو الثماني (فمنها البصر) وهي قوة مرتبة في العصبة المجوفة تدرك صورة ما ينطبع في الرطوبة الجليدية من أشباح الأجسام ذوات اللون المتأدية في الأجسام الشفافة بالفعل إلى سطوح الأجسام الصقيلة (ومنها السمع) وهي قوة مرتبة في العصب المفروق في
سطح الصماخ تدرك صورة ما يتأدّى إليه بتموج الهواء المنضغط بين قارع ومقروع مقاوم له انضغاطا بعنف يحدث منه تموج فاعل للصوت يتأدى إلى الهواء المحصور الراكد في تجويف الصماخ ويموجه بشكل نفسه ويماس أمواجه بتلك الحركة تلك العصبة فيسمع (ومنها الشم) وهي قوة مرتبة في زائدتي مقدم الدماغ الشبيهتين بحلمتي الثدي يدرك ما يؤدي إليه الهواء المستنشق من الرائحة المخالطة لبخار الريح أو المنطبع فيه بالاستحالة من جرم ذي رائحة * (ومنها الذوق) وهي قوة مرتبة في العصب المفروش على جرم اللسان يدرك الطعوم المتحللة من الأجرام المماسة له المخالطة للرطوبة اللعابية التي فيه فتستحيل إليه (ومنها اللمس) وهي قوة منبثة في جلد البدن كله ولحمه فاشية فيه والأعصاب تدرك ما تماسه ويؤثر فيها بالمضادة ويغيره في المزاج أو الهيئة ويشبه أن تكون هذه القوة لا نوعا واحدا بل جنسا لأربع قوى منبثة معا في الجلد كله (الواحدة) حاكمة في التضاد الذي بين الحارّ والبارد (والثانية) حاكمة في التضاد الذي بين اليابس والرطب (والثالثة) حاكمة في التضاد الذي بين الصلب واللين (والرابعة) حاكمة في التضاد بين الخشن والأملس إلّا أن اجتماعها معا في آلة واحدة يوهم تأحدها في الذات: والمحسوسات كلها تتأدّى صورها إلى آلات الحس وتنطبع فيها فتدركها القوة الحاسة وهذا في اللمس والذوق والشم والسمع كالظاهر وأما البصر فقد ظن به خلاف هذا فإن قوما ظنوا أن البصر قد يخرج منه شيء فيلاقي المبصر ويأخذ صورته من خارج ويكون ذلك إبصارا وفي أكثر الأمر يسمون ذلك الخارج شعاعا * وأما المحققون فيقولون إن البصر إذا كان بينه وبين المبصر شفاف بالفعل وهو جسم لا لون له متوسط بينه وبين البصر تأدّى شبح ذلك الجسم ذي اللون الواقع عليه الضوء إلى الحدقة فأدركه البصر وهذا التأدّي شبيه بتأدي الألوان بتوسط الضوء إذا انعكس الضوء من شيء ذي لون فصبغ بلونه جسما آخر وإن كان بينهما فرق بل هو أشبه بما يتخيل في المرآة ومما يدل على بطلان الرأي الأول أن ذلك الخارج إما أن يكون جسما أو لا يكون جسما فإن لم يكن جسما فالحكم بالحركة والانتقال عليه باطل إلّا على المجاز بأن يكون في البصر قوة تحيل ما يلاقيه من الهواء وغيره إلى كيفية ما فيقال إن تلك الكيفية خرجت من البصر ومحال أن يكون جسما وذلك لأنه إما أن
يخرج واتصاله ثابت فيلاقي كرة الثوابت فيكون قد خرج من البصر في صغره جسم مخروط وعظمه هذا العظم ويكون مع ذلك قد ضغط الهواء ودفعه والأفلاك كلها ودفعها أو نفذ في خلاء وكلا الوجهين ظاهر البطلان أو يكون قد انفصل وتشظّى وتفرق فيجب من ذلك أن يكون الحيوان يحسّ بشيء منفصل عنه متشظى متفرق وأن يحس بالمواضع التي يقع عليها ذاك الشعاع دون ما لا يقع فيحس من الجسم بتفاريق نقطية ويفوته الغالب منه * وإما أن يكون هذا الجسم يتصل ويتحد بالهواء والفلك حتى تصير الجملة كعضو واحد للحيوان(1/114)
وللنفس الحيوانية بالقسمة الأولى قوتان محركة ومدركة * والمحركة على قسمين إما محركة بأنها باعثة وإما محركة بأنها فاعلة * والمحركة على أنها باعثة هي القوة النزوعية والشوقية وهي القوة التي إذا ارتسم في التخيل الذي سنذكره بعد صورة مطلوبة أو مهروب عنها حملت القوة التي نذكرها على التحريك ولها شعبتان شعبة تسمى قوة شهوانية وهي قوة تبعث على تحريك يقرب به من الأشياء المتخيلة ضرورية أو نافعة طلبا للذة * وشعبة تسمى قوة غضبية وهي قوة تبعث على تحريك يدفع به الشيء المتخيل ضارا أو مفسدا طلبا للغلبة * وأما القوة المحركة على أنها فاعلة فهي قوة تنبعث في الأعصاب والعضلات من شأنها أن تشنج العضلات فتجذب الأوتار والرباطات إلى جهة المبدأ أو ترخيها أو تمددها طولا فتصير الأوتار والرباطات إلى خلاف جهة المبدأ * وأما القوة المدركة فتنقسم قسمين فإن منها قوة تدرك من خارج ومنها قوة تدرك من داخل * والمدركة من خارج هو الحواس الخمس أو الثماني (فمنها البصر) وهي قوة مرتبة في العصبة المجوفة تدرك صورة ما ينطبع في الرطوبة الجليدية من أشباح الأجسام ذوات اللون المتأدية في الأجسام الشفافة بالفعل إلى سطوح الأجسام الصقيلة (ومنها السمع) وهي قوة مرتبة في العصب المفروق في
سطح الصماخ تدرك صورة ما يتأدّى إليه بتموج الهواء المنضغط بين قارع ومقروع مقاوم له انضغاطا بعنف يحدث منه تموج فاعل للصوت يتأدى إلى الهواء المحصور الراكد في تجويف الصماخ ويموجه بشكل نفسه ويماس أمواجه بتلك الحركة تلك العصبة فيسمع (ومنها الشم) وهي قوة مرتبة في زائدتي مقدم الدماغ الشبيهتين بحلمتي الثدي يدرك ما يؤدي إليه الهواء المستنشق من الرائحة المخالطة لبخار الريح أو المنطبع فيه بالاستحالة من جرم ذي رائحة * (ومنها الذوق) وهي قوة مرتبة في العصب المفروش على جرم اللسان يدرك الطعوم المتحللة من الأجرام المماسة له المخالطة للرطوبة اللعابية التي فيه فتستحيل إليه (ومنها اللمس) وهي قوة منبثة في جلد البدن كله ولحمه فاشية فيه والأعصاب تدرك ما تماسه ويؤثر فيها بالمضادة ويغيره في المزاج أو الهيئة ويشبه أن تكون هذه القوة لا نوعا واحدا بل جنسا لأربع قوى منبثة معا في الجلد كله (الواحدة) حاكمة في التضاد الذي بين الحارّ والبارد (والثانية) حاكمة في التضاد الذي بين اليابس والرطب (والثالثة) حاكمة في التضاد الذي بين الصلب واللين (والرابعة) حاكمة في التضاد بين الخشن والأملس إلّا أن اجتماعها معا في آلة واحدة يوهم تأحدها في الذات: والمحسوسات كلها تتأدّى صورها إلى آلات الحس وتنطبع فيها فتدركها القوة الحاسة وهذا في اللمس والذوق والشم والسمع كالظاهر وأما البصر فقد ظن به خلاف هذا فإن قوما ظنوا أن البصر قد يخرج منه شيء فيلاقي المبصر ويأخذ صورته من خارج ويكون ذلك إبصارا وفي أكثر الأمر يسمون ذلك الخارج شعاعا * وأما المحققون فيقولون إن البصر إذا كان بينه وبين المبصر شفاف بالفعل وهو جسم لا لون له متوسط بينه وبين البصر تأدّى شبح ذلك الجسم ذي اللون الواقع عليه الضوء إلى الحدقة فأدركه البصر وهذا التأدّي شبيه بتأدي الألوان بتوسط الضوء إذا انعكس الضوء من شيء ذي لون فصبغ بلونه جسما آخر وإن كان بينهما فرق بل هو أشبه بما يتخيل في المرآة ومما يدل على بطلان الرأي الأول أن ذلك الخارج إما أن يكون جسما أو لا يكون جسما فإن لم يكن جسما فالحكم بالحركة والانتقال عليه باطل إلّا على المجاز بأن يكون في البصر قوة تحيل ما يلاقيه من الهواء وغيره إلى كيفية ما فيقال إن تلك الكيفية خرجت من البصر ومحال أن يكون جسما وذلك لأنه إما أن
يخرج واتصاله ثابت فيلاقي كرة الثوابت فيكون قد خرج من البصر في صغره جسم مخروط وعظمه هذا العظم ويكون مع ذلك قد ضغط الهواء ودفعه والأفلاك كلها ودفعها أو نفذ في خلاء وكلا الوجهين ظاهر البطلان أو يكون قد انفصل وتشظّى وتفرق فيجب من ذلك أن يكون الحيوان يحسّ بشيء منفصل عنه متشظى متفرق وأن يحس بالمواضع التي يقع عليها ذاك الشعاع دون ما لا يقع فيحس من الجسم بتفاريق نقطية ويفوته الغالب منه * وإما أن يكون هذا الجسم يتصل ويتحد بالهواء والفلك حتى تصير الجملة كعضو واحد للحيوان(1/115)
وللنفس الحيوانية بالقسمة الأولى قوتان محركة ومدركة * والمحركة على قسمين إما محركة بأنها باعثة وإما محركة بأنها فاعلة * والمحركة على أنها باعثة هي القوة النزوعية والشوقية وهي القوة التي إذا ارتسم في التخيل الذي سنذكره بعد صورة مطلوبة أو مهروب عنها حملت القوة التي نذكرها على التحريك ولها شعبتان شعبة تسمى قوة شهوانية وهي قوة تبعث على تحريك يقرب به من الأشياء المتخيلة ضرورية أو نافعة طلبا للذة * وشعبة تسمى قوة غضبية وهي قوة تبعث على تحريك يدفع به الشيء المتخيل ضارا أو مفسدا طلبا للغلبة * وأما القوة المحركة على أنها فاعلة فهي قوة تنبعث في الأعصاب والعضلات من شأنها أن تشنج العضلات فتجذب الأوتار والرباطات إلى جهة المبدأ أو ترخيها أو تمددها طولا فتصير الأوتار والرباطات إلى خلاف جهة المبدأ * وأما القوة المدركة فتنقسم قسمين فإن منها قوة تدرك من خارج ومنها قوة تدرك من داخل * والمدركة من خارج هو الحواس الخمس أو الثماني (فمنها البصر) وهي قوة مرتبة في العصبة المجوفة تدرك صورة ما ينطبع في الرطوبة الجليدية من أشباح الأجسام ذوات اللون المتأدية في الأجسام الشفافة بالفعل إلى سطوح الأجسام الصقيلة (ومنها السمع) وهي قوة مرتبة في العصب المفروق في
سطح الصماخ تدرك صورة ما يتأدّى إليه بتموج الهواء المنضغط بين قارع ومقروع مقاوم له انضغاطا بعنف يحدث منه تموج فاعل للصوت يتأدى إلى الهواء المحصور الراكد في تجويف الصماخ ويموجه بشكل نفسه ويماس أمواجه بتلك الحركة تلك العصبة فيسمع (ومنها الشم) وهي قوة مرتبة في زائدتي مقدم الدماغ الشبيهتين بحلمتي الثدي يدرك ما يؤدي إليه الهواء المستنشق من الرائحة المخالطة لبخار الريح أو المنطبع فيه بالاستحالة من جرم ذي رائحة * (ومنها الذوق) وهي قوة مرتبة في العصب المفروش على جرم اللسان يدرك الطعوم المتحللة من الأجرام المماسة له المخالطة للرطوبة اللعابية التي فيه فتستحيل إليه (ومنها اللمس) وهي قوة منبثة في جلد البدن كله ولحمه فاشية فيه والأعصاب تدرك ما تماسه ويؤثر فيها بالمضادة ويغيره في المزاج أو الهيئة ويشبه أن تكون هذه القوة لا نوعا واحدا بل جنسا لأربع قوى منبثة معا في الجلد كله (الواحدة) حاكمة في التضاد الذي بين الحارّ والبارد (والثانية) حاكمة في التضاد الذي بين اليابس والرطب (والثالثة) حاكمة في التضاد الذي بين الصلب واللين (والرابعة) حاكمة في التضاد بين الخشن والأملس إلّا أن اجتماعها معا في آلة واحدة يوهم تأحدها في الذات: والمحسوسات كلها تتأدّى صورها إلى آلات الحس وتنطبع فيها فتدركها القوة الحاسة وهذا في اللمس والذوق والشم والسمع كالظاهر وأما البصر فقد ظن به خلاف هذا فإن قوما ظنوا أن البصر قد يخرج منه شيء فيلاقي المبصر ويأخذ صورته من خارج ويكون ذلك إبصارا وفي أكثر الأمر يسمون ذلك الخارج شعاعا * وأما المحققون فيقولون إن البصر إذا كان بينه وبين المبصر شفاف بالفعل وهو جسم لا لون له متوسط بينه وبين البصر تأدّى شبح ذلك الجسم ذي اللون الواقع عليه الضوء إلى الحدقة فأدركه البصر وهذا التأدّي شبيه بتأدي الألوان بتوسط الضوء إذا انعكس الضوء من شيء ذي لون فصبغ بلونه جسما آخر وإن كان بينهما فرق بل هو أشبه بما يتخيل في المرآة ومما يدل على بطلان الرأي الأول أن ذلك الخارج إما أن يكون جسما أو لا يكون جسما فإن لم يكن جسما فالحكم بالحركة والانتقال عليه باطل إلّا على المجاز بأن يكون في البصر قوة تحيل ما يلاقيه من الهواء وغيره إلى كيفية ما فيقال إن تلك الكيفية خرجت من البصر ومحال أن يكون جسما وذلك لأنه إما أن
يخرج واتصاله ثابت فيلاقي كرة الثوابت فيكون قد خرج من البصر في صغره جسم مخروط وعظمه هذا العظم ويكون مع ذلك قد ضغط الهواء ودفعه والأفلاك كلها ودفعها أو نفذ في خلاء وكلا الوجهين ظاهر البطلان أو يكون قد انفصل وتشظّى وتفرق فيجب من ذلك أن يكون الحيوان يحسّ بشيء منفصل عنه متشظى متفرق وأن يحس بالمواضع التي يقع عليها ذاك الشعاع دون ما لا يقع فيحس من الجسم بتفاريق نقطية ويفوته الغالب منه * وإما أن يكون هذا الجسم يتصل ويتحد بالهواء والفلك حتى تصير الجملة كعضو واحد للحيوان
فتكون جملة ذلك حسّاسا وهذه الإحالة أيضا عجيبة ويجب إذا تزاحمت الأبصار أن تكون هذه الإحالة أقوى فيكون الواحد إذا اجتمع مع الجماعة أشد إبصارا منه إذا كان وحده فإن الكثير أشد إحالة من المنفرد بذاته * ثم هذا الجسم الخارج لا محالة إمّا أن يكون بسيطا وإمّا أن يكون مركبا وعلى مزاج خاص وحركته لا تخلو إمّا أن تكون بالإرادة أو تكون بالطبيعة * ونحن نعلم أن ذلك ليس بحركة إرادية اختيارية وإن كان فتح الأجفان وغلقها إراديتين فبقي أن يكون طبيعيا والطبيعي البسيط يكون إلى جهة لا إلى جهات شتى والمركب يتحرك بحسب الغالب إلى جهة واحدة لا إلى جهات شتى وليس كذلك حال هذه الحركة عندهم * ثم إن كان المحسوس يرى من جهة القاعدة المماسة من المخروط لا من جهة الزاوية فيجب أن يكون المحسوس البعيد يحس شكله وعظمه كما يحس لونه إذا كان الحاس يلاقيه ويشتمل عليه وأمّا إذا أحسّ من جهة الزاوية أعني الفصل المشترك بين الجليدية وبين المخروط المتوهم كان كلما كان الشيء أبعد كانت أصغر وكان الفصل المشترك أصغر * وكان الشبح المنطبع فيه أصغر فيرى أصغر وربما كانت الزوايا بحيث تفوت الحس فلا يرى وأمّا القسم الثاني فهو أن يكون الخارج لا جسما بل عارضا أو كيفية فيجب أن يكون كلما كان الناس أكثر أن تكون هذه الإحالة والاستحالة أقوى ويعرض المحال الذي ذكرنا ثم يكون الهواء حينئذ إمّا مؤديا وإمّا حسّاسا بنفسه فإن كان مؤديا غير حسّاس فالإحساس كما نقوله هو عند الحدقة لا من خارج وإن كان الحساس هو الهواء عرض المحال الذي ذكرنا أيضا ووجب إذا كان ريح أو اضطراب في الهواء أن تضطرب الأبصار بتجدد الاستحالة وتجدد الحاس شيئا
بعد شيء كما إذا عدا الإنسان في هواء ساكن فإنه حينئذ تضطرب عليه الأبصار للأشياء الدقيقة فإذا ليس الإبصار بخروج شيء منا إلى المحسوس فهو إذا بورود شيء من المحسوس علينا وإذ ليس ذلك جسمه فهو إذا شبحه * ولولا أن الحق هذا الرأي لكان خلقة العين على طبقاتها ورطوباتها وشكل كل واحدة منها وهيئته معطلة.(1/116)
فتكون جملة ذلك حسّاسا وهذه الإحالة أيضا عجيبة ويجب إذا تزاحمت الأبصار أن تكون هذه الإحالة أقوى فيكون الواحد إذا اجتمع مع الجماعة أشد إبصارا منه إذا كان وحده فإن الكثير أشد إحالة من المنفرد بذاته * ثم هذا الجسم الخارج لا محالة إمّا أن يكون بسيطا وإمّا أن يكون مركبا وعلى مزاج خاص وحركته لا تخلو إمّا أن تكون بالإرادة أو تكون بالطبيعة * ونحن نعلم أن ذلك ليس بحركة إرادية اختيارية وإن كان فتح الأجفان وغلقها إراديتين فبقي أن يكون طبيعيا والطبيعي البسيط يكون إلى جهة لا إلى جهات شتى والمركب يتحرك بحسب الغالب إلى جهة واحدة لا إلى جهات شتى وليس كذلك حال هذه الحركة عندهم * ثم إن كان المحسوس يرى من جهة القاعدة المماسة من المخروط لا من جهة الزاوية فيجب أن يكون المحسوس البعيد يحس شكله وعظمه كما يحس لونه إذا كان الحاس يلاقيه ويشتمل عليه وأمّا إذا أحسّ من جهة الزاوية أعني الفصل المشترك بين الجليدية وبين المخروط المتوهم كان كلما كان الشيء أبعد كانت أصغر وكان الفصل المشترك أصغر * وكان الشبح المنطبع فيه أصغر فيرى أصغر وربما كانت الزوايا بحيث تفوت الحس فلا يرى وأمّا القسم الثاني فهو أن يكون الخارج لا جسما بل عارضا أو كيفية فيجب أن يكون كلما كان الناس أكثر أن تكون هذه الإحالة والاستحالة أقوى ويعرض المحال الذي ذكرنا ثم يكون الهواء حينئذ إمّا مؤديا وإمّا حسّاسا بنفسه فإن كان مؤديا غير حسّاس فالإحساس كما نقوله هو عند الحدقة لا من خارج وإن كان الحساس هو الهواء عرض المحال الذي ذكرنا أيضا ووجب إذا كان ريح أو اضطراب في الهواء أن تضطرب الأبصار بتجدد الاستحالة وتجدد الحاس شيئا
بعد شيء كما إذا عدا الإنسان في هواء ساكن فإنه حينئذ تضطرب عليه الأبصار للأشياء الدقيقة فإذا ليس الإبصار بخروج شيء منا إلى المحسوس فهو إذا بورود شيء من المحسوس علينا وإذ ليس ذلك جسمه فهو إذا شبحه * ولولا أن الحق هذا الرأي لكان خلقة العين على طبقاتها ورطوباتها وشكل كل واحدة منها وهيئته معطلة.
في الحواس الباطنة
وأما القوى المدركة من باطن فبعضها قوى تدرك صور المحسوسات وبعضها قوى تدرك معاني المحسوسات. ومن المدركات ما يدرك ويفعل معا ومنها ما يدرك ولا يفعل ومنها ما يدرك إدراكا أوليا ومنها ما يدرك إدراكا ثانيا * والفرق بين إدراك الصورة وإدراك المعنى أن الصورة هو الشيء الذي تدركه النفس الباطنة والحس الظاهر معا لكن الحس الظاهر يدركه أولا ويؤديه إلى النفس مثل إدراك الشاة لصورة الذئب أعني شكله وهيئته ولونه فإن نفس الشاة الباطنة تدركها ويدركها أولا حسها الظاهر * وأما المعنى فهو الشيء الذي تدركه النفس من المحسوس من غير أن يدركه الحس الظاهر أولا مثل إدراك الشاة معنى المضاد في الذئب وهو المعنى الموجب لخوفها إياه وهربها عنه من غير أن يكون الحس يدرك ذلك البتة فالذي يدرك من الذئب أولا بالحس ثم القوى الباطنة هو الصورة والذي تدركه القوى الباطنة دون الحس فهو المعنى * والفرق بين الإدراك مع الفعل والإدراك لا مع الفعل أن من شأن أفعال بعض القوى الباطنة أن تركب بعض الصور والمعاني المدركة مع بعض وتفصله عن بعض فيكون لها إدراك وفعل أيضا فيما أدركت * وأما الإدراك لا مع الفعل فأن يكون الصورة أو المعنى يرتسم في الشيء فقط من غير أن يفعل فيه تصرفا البتة * والفرق بين الإدراك الأول والإدراك الثاني أن الإدراك الأول هو أن يكون حصول الصورة على نحو ما من الحصول قد وقع للشيء من نفسه والإدراك الثاني هو أن يكون حصولها له من جهة شيء آخر أداها إليه فمن القوى المدركة الباطنة الحيوانية قوة فنطاسيا أي الحس المشترك وهي قوة مرتبة في أول التجويف
المقدم من الدماغ تقبل بذاتها جميع الصور المنطبعة في الحواس الخمس متأدية إليه منها ثم الخيال والمصورة وهي قوة مرتبة أيضا في آخر التجويف المقدم من الدماغ يحفظ ما قبله الحس المشترك من الحواس الجزئية الخمس وتبقى فيه بعد غيبة المحسوسات * واعلم أن القوة التي بها القبول غير القوة التي بها الحفظ فاعتبر ذلك في الماء فإن له قوة قبول النقش وليس له قوة حفظه ثم القوة التي تسمى متخيلة بالقياس إلى النفس الحيوانية ومفكرة بالقياس إلى النفس الإنسانية وهي قوة مرتبة في التجويف الأوسط من الدماغ عند الدودة من شأنها أن تركب بعض ما في الخيال مع بعض وتفصل بعضه عن بعض بحسب الاختيار ثم القوة الوهمية وهي قوة مرتّبة في نهاية التجويف الأوسط من الدماغ تدرك المعاني الغير المحسوسة الموجودة في المحسوسات الجزئية كالقوة الحاكمة بأن الذئب مهروب منه وأن الولد معطوف عليه ثم القوة الحافظة الذاكرة وهي قوة مرتّبة في التجويف المؤخر من الدماغ تحفظ ما تدركه القوّة الوهمية من المعاني الغير المحسوسة الموجودة في المحسوسات الجزئية ونسبة القوّة الحافظة إلى القوة الوهمية كنسبة القوة التي تسمّى خيالا إلى الحس ونسبة تلك القوة إلى المعاني كنسبة هذه القوة إلى الصور المحسوسة فهذه هي قوى النفس الحيوانية ومن الحيوان ما يكون له الحواس الخمس كلها ومنه ما له بعضها دون بعض أما الذوق واللمس فضروري أن يخلق في كل حيوان ولكن من الحيوان ما لا يشم ومنه ما لا يسمع ومنه ما لا يبصر.(1/117)
وأما القوى المدركة من باطن فبعضها قوى تدرك صور المحسوسات وبعضها قوى تدرك معاني المحسوسات. ومن المدركات ما يدرك ويفعل معا ومنها ما يدرك ولا يفعل ومنها ما يدرك إدراكا أوليا ومنها ما يدرك إدراكا ثانيا * والفرق بين إدراك الصورة وإدراك المعنى أن الصورة هو الشيء الذي تدركه النفس الباطنة والحس الظاهر معا لكن الحس الظاهر يدركه أولا ويؤديه إلى النفس مثل إدراك الشاة لصورة الذئب أعني شكله وهيئته ولونه فإن نفس الشاة الباطنة تدركها ويدركها أولا حسها الظاهر * وأما المعنى فهو الشيء الذي تدركه النفس من المحسوس من غير أن يدركه الحس الظاهر أولا مثل إدراك الشاة معنى المضاد في الذئب وهو المعنى الموجب لخوفها إياه وهربها عنه من غير أن يكون الحس يدرك ذلك البتة فالذي يدرك من الذئب أولا بالحس ثم القوى الباطنة هو الصورة والذي تدركه القوى الباطنة دون الحس فهو المعنى * والفرق بين الإدراك مع الفعل والإدراك لا مع الفعل أن من شأن أفعال بعض القوى الباطنة أن تركب بعض الصور والمعاني المدركة مع بعض وتفصله عن بعض فيكون لها إدراك وفعل أيضا فيما أدركت * وأما الإدراك لا مع الفعل فأن يكون الصورة أو المعنى يرتسم في الشيء فقط من غير أن يفعل فيه تصرفا البتة * والفرق بين الإدراك الأول والإدراك الثاني أن الإدراك الأول هو أن يكون حصول الصورة على نحو ما من الحصول قد وقع للشيء من نفسه والإدراك الثاني هو أن يكون حصولها له من جهة شيء آخر أداها إليه فمن القوى المدركة الباطنة الحيوانية قوة فنطاسيا أي الحس المشترك وهي قوة مرتبة في أول التجويف
المقدم من الدماغ تقبل بذاتها جميع الصور المنطبعة في الحواس الخمس متأدية إليه منها ثم الخيال والمصورة وهي قوة مرتبة أيضا في آخر التجويف المقدم من الدماغ يحفظ ما قبله الحس المشترك من الحواس الجزئية الخمس وتبقى فيه بعد غيبة المحسوسات * واعلم أن القوة التي بها القبول غير القوة التي بها الحفظ فاعتبر ذلك في الماء فإن له قوة قبول النقش وليس له قوة حفظه ثم القوة التي تسمى متخيلة بالقياس إلى النفس الحيوانية ومفكرة بالقياس إلى النفس الإنسانية وهي قوة مرتبة في التجويف الأوسط من الدماغ عند الدودة من شأنها أن تركب بعض ما في الخيال مع بعض وتفصل بعضه عن بعض بحسب الاختيار ثم القوة الوهمية وهي قوة مرتّبة في نهاية التجويف الأوسط من الدماغ تدرك المعاني الغير المحسوسة الموجودة في المحسوسات الجزئية كالقوة الحاكمة بأن الذئب مهروب منه وأن الولد معطوف عليه ثم القوة الحافظة الذاكرة وهي قوة مرتّبة في التجويف المؤخر من الدماغ تحفظ ما تدركه القوّة الوهمية من المعاني الغير المحسوسة الموجودة في المحسوسات الجزئية ونسبة القوّة الحافظة إلى القوة الوهمية كنسبة القوة التي تسمّى خيالا إلى الحس ونسبة تلك القوة إلى المعاني كنسبة هذه القوة إلى الصور المحسوسة فهذه هي قوى النفس الحيوانية ومن الحيوان ما يكون له الحواس الخمس كلها ومنه ما له بعضها دون بعض أما الذوق واللمس فضروري أن يخلق في كل حيوان ولكن من الحيوان ما لا يشم ومنه ما لا يسمع ومنه ما لا يبصر.
النفس الناطقة
وأما النفس الناطقة الإنسانية فتنقسم قواها أيضا إلى قوة عاملة وقوة عالمة وكل واحدة من القوتين تسمى عقلا باشتراك الاسم فالعاملة قوة هي مبدأ محرك لبدن الإنسان إلى الأفاعيل الجزئية الخاصة بالروية على مقتضى آراء تخصها إصلاحية ولها اعتبار بالقياس إلى القوة الحيوانية النزوعية واعتبار بالقياس إلى القوة الحيوانية المتخيلة والمتوهمة واعتبار بالقياس إلى نفسها * وقياسها إلى القوة الحيوانية النزوعية أن تحدث فيها هيئات تخص الإنسان تتهيأ بها لسرعة فعل
وانفعال مثل الخجل والحياء والضحك والبكاء وما أشبه ذلك * وقياسها إلى القوة الحيوانية المتخيلة والمتوهمة هو أن تستعملها في استنباط التدابير في الأمور الكائنة والفاسدة واستنباط الصناعات الإنسانية * وقياسها إلى نفسها أن فيما بينها وبين العقل النظري تتولد الآراء الذائعة المشهورة مثل أن الكذب قبيح والظلم قبيح وما أشبه ذلك من المقدمات المبينة الانفصال عن العقلية المحضة في كتب المنطق وهذه القوة هي التي يجب أن تتسلط على سائر قوى البدن على حسب ما توجبه أحكام القوة الأخرى التي نذكرها حتى لا تنفعل عنها البتة بل تنفعل هي عنها وتكون مقموعة دونها لئلا يحدس فيها عن البدن هيئات انقيادية مستفادة من الأمور الطبيعية وهي التي تسمى أخلاقا رذيلية بل أن تكون غير منفعلة البتة وغير منقادة بل متسلطة فيكون لها أخلاق فضيلية * وقد يجوز أن تنسب الأخلاق إلى القوى البدنية أيضا ولكن إن كانت هي الغالبة تكون لها هيئة فعلية ولهذه هيئة انفعالية فيكون شيء واحد يحدث منه خلق في هذا وخلق في ذلك * وإن كانت هي المغلوبة يكون لها هيئة انفعالية ولهذه هيئة فعلية غير غريبة أو يكون الخلق واحدا وله نسبتان * وإنما كانت الأخلاق عند التحقيق لهذه القوة لأن النفس الإنسانية كما يظهر من بعد جوهر واحد وله نسبة وقياس إلى جنبتين جنبة هي تحته وجنبة هي فوقه وله بحسب كل جنبة قوة بها تنتظم العلاقة بينه وبين تلك الجنبة فهذه القوة العاملة هي القوة التي لها بالقياس إلى الجنبة التي دونها وهو البدن وسياسته * وأما القوّة النظرية فهي القوة التي له بالقياس إلى الجنبة التي فوقه لينفعل ويستفيد منه ويقبل عنه * وكأن للنفس منا وجهين وجه إلى البدن ويجب أن يكون هذا الوجه غير قابل البتة أثرا من جنس مقتضى طبيعة البدن ووجه إلى المبادئ العالية ويجب أن يكون هذا الوجه دائم القبول عما هناك والتأثير منه.(1/118)
وأما النفس الناطقة الإنسانية فتنقسم قواها أيضا إلى قوة عاملة وقوة عالمة وكل واحدة من القوتين تسمى عقلا باشتراك الاسم فالعاملة قوة هي مبدأ محرك لبدن الإنسان إلى الأفاعيل الجزئية الخاصة بالروية على مقتضى آراء تخصها إصلاحية ولها اعتبار بالقياس إلى القوة الحيوانية النزوعية واعتبار بالقياس إلى القوة الحيوانية المتخيلة والمتوهمة واعتبار بالقياس إلى نفسها * وقياسها إلى القوة الحيوانية النزوعية أن تحدث فيها هيئات تخص الإنسان تتهيأ بها لسرعة فعل
وانفعال مثل الخجل والحياء والضحك والبكاء وما أشبه ذلك * وقياسها إلى القوة الحيوانية المتخيلة والمتوهمة هو أن تستعملها في استنباط التدابير في الأمور الكائنة والفاسدة واستنباط الصناعات الإنسانية * وقياسها إلى نفسها أن فيما بينها وبين العقل النظري تتولد الآراء الذائعة المشهورة مثل أن الكذب قبيح والظلم قبيح وما أشبه ذلك من المقدمات المبينة الانفصال عن العقلية المحضة في كتب المنطق وهذه القوة هي التي يجب أن تتسلط على سائر قوى البدن على حسب ما توجبه أحكام القوة الأخرى التي نذكرها حتى لا تنفعل عنها البتة بل تنفعل هي عنها وتكون مقموعة دونها لئلا يحدس فيها عن البدن هيئات انقيادية مستفادة من الأمور الطبيعية وهي التي تسمى أخلاقا رذيلية بل أن تكون غير منفعلة البتة وغير منقادة بل متسلطة فيكون لها أخلاق فضيلية * وقد يجوز أن تنسب الأخلاق إلى القوى البدنية أيضا ولكن إن كانت هي الغالبة تكون لها هيئة فعلية ولهذه هيئة انفعالية فيكون شيء واحد يحدث منه خلق في هذا وخلق في ذلك * وإن كانت هي المغلوبة يكون لها هيئة انفعالية ولهذه هيئة فعلية غير غريبة أو يكون الخلق واحدا وله نسبتان * وإنما كانت الأخلاق عند التحقيق لهذه القوة لأن النفس الإنسانية كما يظهر من بعد جوهر واحد وله نسبة وقياس إلى جنبتين جنبة هي تحته وجنبة هي فوقه وله بحسب كل جنبة قوة بها تنتظم العلاقة بينه وبين تلك الجنبة فهذه القوة العاملة هي القوة التي لها بالقياس إلى الجنبة التي دونها وهو البدن وسياسته * وأما القوّة النظرية فهي القوة التي له بالقياس إلى الجنبة التي فوقه لينفعل ويستفيد منه ويقبل عنه * وكأن للنفس منا وجهين وجه إلى البدن ويجب أن يكون هذا الوجه غير قابل البتة أثرا من جنس مقتضى طبيعة البدن ووجه إلى المبادئ العالية ويجب أن يكون هذا الوجه دائم القبول عما هناك والتأثير منه.
في القوة النظرية ومراتبها
وأما القوة النظرية فهي قوة من شأنها أن تنطبع بالصور الكلية المجردة عن المادة فإن كانت مجردة بذاتها فذاك وإن لم تكن فإنها تصيرها مجردة بتجريدها
إياها حتى لا يبقى فيها من علائق المادة شيء وسنوضح هذا بعد * وهذه القوة النظرية لها إلى هذه الصور نسب وذلك لأن الشيء الذي من شأنه أن يقبل شيئا قد يكون بالقوة قابلا له، وقد يكون بالفعل * والقوة تقال على ثلاثة معان بالتقديم والتأخير فيقال قوة للاستعداد المطلق الذي لا يكون خرج منه إلى الفعل شيء ولا أيضا حصل ما به يخرج وهذه كقوة الطفل على الكتابة ويقال قوة لهذا الاستعداد إذا كان لم يحصل للشيء إلّا ما يمكنه به أن يتوصل إلى اكتساب الفعل بلا واسطة كقوة الصبي الذي ترعرع وعرف القلم والدواة وبسائط الحروف على الكتابة ويقال قوة لهذا الاستعداد إذا تم بالآلة وحدث مع الآلة أيضا كمال الاستعداد بأن يكون له أن يفعل متى شاء بلا حاجة إلى الاكتساب بل بكيفية أن يقصد فقط كقوة الكاتب المستكمل للصناعة إذا كان لا يكتب والقوة الأولى تسمى قوة مطلقة وهيولانية، والقوة الثانية تسمى قوة ممكنة، والقوة الثالثة تسمى ملكة وربما سمّيت الثانية ملكة والثالثة كمال قوة.(1/119)
وأما القوة النظرية فهي قوة من شأنها أن تنطبع بالصور الكلية المجردة عن المادة فإن كانت مجردة بذاتها فذاك وإن لم تكن فإنها تصيرها مجردة بتجريدها
إياها حتى لا يبقى فيها من علائق المادة شيء وسنوضح هذا بعد * وهذه القوة النظرية لها إلى هذه الصور نسب وذلك لأن الشيء الذي من شأنه أن يقبل شيئا قد يكون بالقوة قابلا له، وقد يكون بالفعل * والقوة تقال على ثلاثة معان بالتقديم والتأخير فيقال قوة للاستعداد المطلق الذي لا يكون خرج منه إلى الفعل شيء ولا أيضا حصل ما به يخرج وهذه كقوة الطفل على الكتابة ويقال قوة لهذا الاستعداد إذا كان لم يحصل للشيء إلّا ما يمكنه به أن يتوصل إلى اكتساب الفعل بلا واسطة كقوة الصبي الذي ترعرع وعرف القلم والدواة وبسائط الحروف على الكتابة ويقال قوة لهذا الاستعداد إذا تم بالآلة وحدث مع الآلة أيضا كمال الاستعداد بأن يكون له أن يفعل متى شاء بلا حاجة إلى الاكتساب بل بكيفية أن يقصد فقط كقوة الكاتب المستكمل للصناعة إذا كان لا يكتب والقوة الأولى تسمى قوة مطلقة وهيولانية، والقوة الثانية تسمى قوة ممكنة، والقوة الثالثة تسمى ملكة وربما سمّيت الثانية ملكة والثالثة كمال قوة.
فالقوة النظرية إذا تارة تكون نسبتها إلى الصورة المجردة التي ذكرناها نسبة ما بالقوة المطلقة حتى تكون هذه القوة للنفس التي لم تقبل بعد شيئا من الكمال الذي يحسبها. وحينئذ تسمى عقلا هيولانيا. وهذه القوة التي تسمّى عقلا هيولانيا موجودة لكل شخص من النوع. وإنما سميت هيولانية تشبيها بالهيولى الأولى التي ليست هي بذاتها ذات صورة من الصور وهي موضوعة لكل صورة وتارة نسبة ما بالقوة الممكنة. وهي أن تكون القوة الهيولانية قد حصل فيها من الكمالات المعقولات الأولى التي يتوصل منها وبها إلى المعقولات الثانية.
وأعني بالمعقولات الأولى المقدمات التي يقع بها التصديق لا باكتساب ولا بأن يشعر المصدق بها أنه كان يجوز له أن يخلو عن التصديق بها وقتا البتة مثل اعتقادنا بأن الكل أعظم من الجزء وأن الأشياء المساوية لشيء واحد متساوية فما دام إنما يحصل فيه من العقل هذا القدر بعد فإنه يسمّى عقلا بالملكة. ويجوز أن يسمى هذا عقلا بالفعل بالقياس إلى الأولى لأن تلك ليس لها أن تعقل شيئا بالفعل وأما هذه فإنها تعقل إذا أخذت تقيس بالفعل. وتارة تكون له نسبة ما بالقوة الكمالية. وهذا أن يكون حصل فيها أيضا الصورة المعقولة الأولية إلّا أنه ليس يطالعها ويرجع إليها بالفعل بل كأنها عنده مخزونة فمتى شاء طالع تلك
الصورة بالفعل فعقلها وعقل أنه عقلها ويسمّى عقلا بالفعل لأنه عقل ويعقل متى شاء بلا تكلّف واكتساب. وإن كان يجوز أن تسمى عقلا بالقوة بالقياس إلى ما بعده. وتارة تكون لها نسبة ما بالفعل المطلق وهو أن تكون الصورة المعقولة حاضرة فيه وهو يطالعها ويعقلها بالفعل ويعقل أنه يعقلها بالفعل فيكون حينئذ عقلا مستفادا لأنه سيتضح لنا أن العقل بالقوة إنما يخرج إلى الفعل بسبب عقل هو دائما بالفعل. وأنه إذا اتصل به العقل بالقوة نوعا من الاتصال انطبع منه بالفعل فيه نوع من الصور تكون مستفادة من خارج فهذه أيضا مراتب القوى التي تسمى عقولا نظرية وعند العقل المستفاد يتم الجنس الحيواني والنوع الإنساني منه وهناك تكون القوة الإنسانية تشبّهت بالمبادئ الأولية للوجود كله.(1/120)
وأعني بالمعقولات الأولى المقدمات التي يقع بها التصديق لا باكتساب ولا بأن يشعر المصدق بها أنه كان يجوز له أن يخلو عن التصديق بها وقتا البتة مثل اعتقادنا بأن الكل أعظم من الجزء وأن الأشياء المساوية لشيء واحد متساوية فما دام إنما يحصل فيه من العقل هذا القدر بعد فإنه يسمّى عقلا بالملكة. ويجوز أن يسمى هذا عقلا بالفعل بالقياس إلى الأولى لأن تلك ليس لها أن تعقل شيئا بالفعل وأما هذه فإنها تعقل إذا أخذت تقيس بالفعل. وتارة تكون له نسبة ما بالقوة الكمالية. وهذا أن يكون حصل فيها أيضا الصورة المعقولة الأولية إلّا أنه ليس يطالعها ويرجع إليها بالفعل بل كأنها عنده مخزونة فمتى شاء طالع تلك
الصورة بالفعل فعقلها وعقل أنه عقلها ويسمّى عقلا بالفعل لأنه عقل ويعقل متى شاء بلا تكلّف واكتساب. وإن كان يجوز أن تسمى عقلا بالقوة بالقياس إلى ما بعده. وتارة تكون لها نسبة ما بالفعل المطلق وهو أن تكون الصورة المعقولة حاضرة فيه وهو يطالعها ويعقلها بالفعل ويعقل أنه يعقلها بالفعل فيكون حينئذ عقلا مستفادا لأنه سيتضح لنا أن العقل بالقوة إنما يخرج إلى الفعل بسبب عقل هو دائما بالفعل. وأنه إذا اتصل به العقل بالقوة نوعا من الاتصال انطبع منه بالفعل فيه نوع من الصور تكون مستفادة من خارج فهذه أيضا مراتب القوى التي تسمى عقولا نظرية وعند العقل المستفاد يتم الجنس الحيواني والنوع الإنساني منه وهناك تكون القوة الإنسانية تشبّهت بالمبادئ الأولية للوجود كله.
في طرق اكتساب النفس الناطقة للعلوم.
واعلم أن التعلم سواء حصل من غير المتعلم أو حصل من نفس المتعلم متفاوت فإن من المتعلمين من يكون أقرب إلى التصور لأن استعداده الذي قبل الاستعداد الذي ذكرناه أقوى فإن كان ذلك الإنسان مستعدا للاستكمال فيما بينه وبين نفسه سمّي هذا الاستعداد القوي حدسا وهذا الاستعداد قد يشتد في بعض الناس حتى لا يحتاج في أن يتصل بالعقل الفعال إلى كبير شيء وإلى تخريج وتعليم بل يكون شديد الاستعداد لذلك كأن الاستعداد الثاني حاصل له. بل كأنّه يعرف كل شيء من نفسه وهذه الدرجة أعلى درجات هذا الاستعداد. ويجب أن تسمى هذه الحال من العقل الهيولاني عقلا قدسيا وهو من جنس العقل بالملكة إلّا أنه رفيع جدا ليس مما يشترك فيه الناس كلهم ولا يبعد أن تفيض هذه الأفعال المنسوبة إلى الروح القدسي لقوتها واستعلائها فيضانا على المتخيلة أيضا فتحاكيها المتخيلة أيضا بأمثلة محسوسة ومسموعة من الكلام على النحو الذي سلفت الإشارة إليه. ومما يحقق هذا أن من المعلوم الظاهر أن الأمور المعقولة التي يتوصل إلى اكتسابها إنما تكتسب بحصول الحد الأوسط في القياس وهذا الحد الأوسط قد يحصل ضربين من الحصول فتارة
يحصل بالحدس والحدس فعل للذهن يستنبط به بذاته الحد الأوسط * والذكاء قوة الحدس وتارة يحصل بالتعليم ومبادئ التعليم الحدس فإن الأشياء تنتهي لا محالة إلى حدوس استنبطها أرباب تلك الحدوس ثم أدّوها إلى المتعلمين فجائز أن يقع للإنسان بنفسه الحدس وأن ينعقد في ذهنه القياس بلا معلم وهذا مما يتفاوت بالكم والكيف * أما في الكم فلأن بعض الناس يكون أكثر عدد حدس للحدود الوسطى * وأما في الكيف فلأن بعض الناس أسرع زمان حدس ولأن هذا التفاوت ليس منحصرا في حد بل يقبل الزيادة والنقصان دائما وينتهي في طرف النقصان إلى من لا حدس له البتة فيجب أن ينتهي أيضا في طرف الزيادة إلى من له حدس في كل المطلوبات أو أكثرها أو إلى من له حدث في أسرع وقت وأقصره فيمكن أن يكون شخص من الناس مؤيّد النفس بشدة الصفاء وشدة الاتصال بالمبادئ العقلية إلى أن يشتعل حدسا أعنى قبولا لإلهام العقل الفعال في كل شيء فترتسم فيه الصور التي في العقل الفعال من كلّ شيء إما دفعة وإما قريبا من دفعة ارتساما لا تقليديا بل بترتيب يشتمل على الحدود الوسطى فإن التقليديات في الأمور التي إنما تعرف بأسبابها ليست بيقينية عقلية وهذا ضرب من النبوة بل أعلى قوى النبوة والأولى أن تسمى هذه القوة قوة قدسية * وهي أعلى مراتب القوى الإنسانية *(1/121)
واعلم أن التعلم سواء حصل من غير المتعلم أو حصل من نفس المتعلم متفاوت فإن من المتعلمين من يكون أقرب إلى التصور لأن استعداده الذي قبل الاستعداد الذي ذكرناه أقوى فإن كان ذلك الإنسان مستعدا للاستكمال فيما بينه وبين نفسه سمّي هذا الاستعداد القوي حدسا وهذا الاستعداد قد يشتد في بعض الناس حتى لا يحتاج في أن يتصل بالعقل الفعال إلى كبير شيء وإلى تخريج وتعليم بل يكون شديد الاستعداد لذلك كأن الاستعداد الثاني حاصل له. بل كأنّه يعرف كل شيء من نفسه وهذه الدرجة أعلى درجات هذا الاستعداد. ويجب أن تسمى هذه الحال من العقل الهيولاني عقلا قدسيا وهو من جنس العقل بالملكة إلّا أنه رفيع جدا ليس مما يشترك فيه الناس كلهم ولا يبعد أن تفيض هذه الأفعال المنسوبة إلى الروح القدسي لقوتها واستعلائها فيضانا على المتخيلة أيضا فتحاكيها المتخيلة أيضا بأمثلة محسوسة ومسموعة من الكلام على النحو الذي سلفت الإشارة إليه. ومما يحقق هذا أن من المعلوم الظاهر أن الأمور المعقولة التي يتوصل إلى اكتسابها إنما تكتسب بحصول الحد الأوسط في القياس وهذا الحد الأوسط قد يحصل ضربين من الحصول فتارة
يحصل بالحدس والحدس فعل للذهن يستنبط به بذاته الحد الأوسط * والذكاء قوة الحدس وتارة يحصل بالتعليم ومبادئ التعليم الحدس فإن الأشياء تنتهي لا محالة إلى حدوس استنبطها أرباب تلك الحدوس ثم أدّوها إلى المتعلمين فجائز أن يقع للإنسان بنفسه الحدس وأن ينعقد في ذهنه القياس بلا معلم وهذا مما يتفاوت بالكم والكيف * أما في الكم فلأن بعض الناس يكون أكثر عدد حدس للحدود الوسطى * وأما في الكيف فلأن بعض الناس أسرع زمان حدس ولأن هذا التفاوت ليس منحصرا في حد بل يقبل الزيادة والنقصان دائما وينتهي في طرف النقصان إلى من لا حدس له البتة فيجب أن ينتهي أيضا في طرف الزيادة إلى من له حدس في كل المطلوبات أو أكثرها أو إلى من له حدث في أسرع وقت وأقصره فيمكن أن يكون شخص من الناس مؤيّد النفس بشدة الصفاء وشدة الاتصال بالمبادئ العقلية إلى أن يشتعل حدسا أعنى قبولا لإلهام العقل الفعال في كل شيء فترتسم فيه الصور التي في العقل الفعال من كلّ شيء إما دفعة وإما قريبا من دفعة ارتساما لا تقليديا بل بترتيب يشتمل على الحدود الوسطى فإن التقليديات في الأمور التي إنما تعرف بأسبابها ليست بيقينية عقلية وهذا ضرب من النبوة بل أعلى قوى النبوة والأولى أن تسمى هذه القوة قوة قدسية * وهي أعلى مراتب القوى الإنسانية *
في ترتيب القوى من حيث الرئاسة والخدمة
فاعتبر الآن وانظر إلى هذه القوى كيف يرأس بعضها بعضا وكيف يخدم بعضها بعضا فإنك تجد العقل المستفاد بل العقل القدسيّ رئيسا يخدمه الكل وهو الغاية القصوى ثم العقل بالفعل يخدمه العقل بالملكة * والعقل الهيولاني بما فيه من الاستعداد يخدم العقل بالملكة * ثم العقل العملي يخدم جميع هذه لأن العلاقة البدنية كما سيتضح لأجل تكميل العقل النظري وتزكيته والعقل العملي هو مدبر تلك العلاقة * ثم العقل العملي يخدمه الوهم * والوهم يخدمه قوتان قوة قبله وقوة بعده فالقوة التي بعده هي القوة التي تحفظ ما أداه والقوة التي قبله هي جميع القوى الحيوانية ثم المتخيلة تخدمها قوتان مختلفتا المأخذ * فالقوة
النزوعية تخدمها بالائتمار لأنها تبعثها على التحريك * والقوة الخيالية تخدمها بقبول التركيب والتفصيل في صورها ثم إن هذين رئيسان لطائفتين أما القوة الخيالية فيخدمها فنطاسيا، وفنطاسيا تخدمها الحواس الخمس وأما القوة النزوعية فيخدمها الشهوة والغضب * والشهوة والغضب تخدمهما القوة المحركة المنبثة في العضل وإلى هاهنا تنتهي القوى الحيوانية ثم القوى الحيوانية بالجملة تخدمها النباتية وأولها وأرأسها المولدة * ثم النامية تخدم المولدة ثم الغاذية تخدمها جميعا ثم القوى الطبيعية الأربع تخدم هذه فالهاضمة تخدمها من جهة والماسكة من جهة والجاذبة من جهة والدافعة من جهة وتخدم جميعها الكيفيات الأربع لكن الحرارة تخدمها البرودة ويخدم كليهما اليبوسة والرطوبة * وهاهنا آخر درجات القوى.(1/122)
فاعتبر الآن وانظر إلى هذه القوى كيف يرأس بعضها بعضا وكيف يخدم بعضها بعضا فإنك تجد العقل المستفاد بل العقل القدسيّ رئيسا يخدمه الكل وهو الغاية القصوى ثم العقل بالفعل يخدمه العقل بالملكة * والعقل الهيولاني بما فيه من الاستعداد يخدم العقل بالملكة * ثم العقل العملي يخدم جميع هذه لأن العلاقة البدنية كما سيتضح لأجل تكميل العقل النظري وتزكيته والعقل العملي هو مدبر تلك العلاقة * ثم العقل العملي يخدمه الوهم * والوهم يخدمه قوتان قوة قبله وقوة بعده فالقوة التي بعده هي القوة التي تحفظ ما أداه والقوة التي قبله هي جميع القوى الحيوانية ثم المتخيلة تخدمها قوتان مختلفتا المأخذ * فالقوة
النزوعية تخدمها بالائتمار لأنها تبعثها على التحريك * والقوة الخيالية تخدمها بقبول التركيب والتفصيل في صورها ثم إن هذين رئيسان لطائفتين أما القوة الخيالية فيخدمها فنطاسيا، وفنطاسيا تخدمها الحواس الخمس وأما القوة النزوعية فيخدمها الشهوة والغضب * والشهوة والغضب تخدمهما القوة المحركة المنبثة في العضل وإلى هاهنا تنتهي القوى الحيوانية ثم القوى الحيوانية بالجملة تخدمها النباتية وأولها وأرأسها المولدة * ثم النامية تخدم المولدة ثم الغاذية تخدمها جميعا ثم القوى الطبيعية الأربع تخدم هذه فالهاضمة تخدمها من جهة والماسكة من جهة والجاذبة من جهة والدافعة من جهة وتخدم جميعها الكيفيات الأربع لكن الحرارة تخدمها البرودة ويخدم كليهما اليبوسة والرطوبة * وهاهنا آخر درجات القوى.
في الفرق بين إدراك الحس وإدراك التخيل وإدراك الوهم وإدراك العقل
ويشبه أن يكون كل إدراك إنما هو أخذ صورة المدرك فإن كان المادي فهو أخذ صورة مجردة عن المادة فقط تجريدا ما لأن أصناف التجريد مختلفة ومراتبها متفاوتة فإن الصورة المادية تعرض لها بسبب المادة أحوال وأمور ليست هي لها بذاتها من جهة ما هي تلك الصورة فتارة يكون النزع نزعا للعلائق كلّها أو بعضها وتارة يكون النزع نزعا كاملا بأن تجرّد عن المادة وعن اللواحق التي لها من جهة المادة مثاله أن الصورة الإنسانية والماهية الإنسانية طبيعة لا محالة يشترك فيها أشخاص النوع كلّهم بالسوية وهي بحدّها شيء واحد وقد عرض لها أن وجدت في هذا الشخص وذلك الشخص فتكثرت وليس لها ذلك من جهة طبيعتها الإنسانية ولو كانت طبيعة الإنسانية يجب فيها التكثر لما كان يوجد إنسان محمولا على واحد بالعدد ولو كانت الإنسانية موجودة لزيد لأجل أنها إنسانيته لما كانت لعمرو فإذا إحدى العوارض التي تعرض للصورة الإنسانية من جهة المادة هو التكثر والانقسام ويعرض لها أيضا غير هذه العوارض وهي أنها إذا كانت في مادة ما حصلت بقدر من الكم والكيف والأين والوضع وجميع
هذه أمور غريبة عن طباعها وذلك لأنه لو كان لأجل الإنسانية كونها على هذا الحد أو حدّ آخر من الكم والكيف والأين والوضع لكان يجب أن يكون كل إنسان مشاركا للآخر في تلك المعاني ولو كان لأجل الإنسانية كونها على حدّ آخر وجهة أخرى من الكم والكيف والأين والوضع لكان كل واحد من الناس يجب أن يشترك فيها فإذا الصورة الإنسانية بذاتها غير مستوجبة أن يلحقها شيء من هذه اللواحق * فهذه اللواحق عارضة لها من جهة المادة ضرورة لأن المادة التي تقارنها تكون قد لحقتها هذه اللواحق فالحس يأخذ الصورة عن المادة مع هذه اللواحق ومع وقوع نسبة بينها وبين المادة وإذا زالت تلك النسبة بطل ذلك الأخذ وذلك لأنه لا ينزع الصورة عن المادة مجردة من جميع لواحقها ولا يمكنه أن يستثبت تلك الصورة وإن غابت المادة فيكون كأنه لم ينزع الصورة عن المادة نزعا محكما بل يحتاج إلى وجود المادة أيضا في أن تكون تلك الصورة موجودة له.(1/123)
ويشبه أن يكون كل إدراك إنما هو أخذ صورة المدرك فإن كان المادي فهو أخذ صورة مجردة عن المادة فقط تجريدا ما لأن أصناف التجريد مختلفة ومراتبها متفاوتة فإن الصورة المادية تعرض لها بسبب المادة أحوال وأمور ليست هي لها بذاتها من جهة ما هي تلك الصورة فتارة يكون النزع نزعا للعلائق كلّها أو بعضها وتارة يكون النزع نزعا كاملا بأن تجرّد عن المادة وعن اللواحق التي لها من جهة المادة مثاله أن الصورة الإنسانية والماهية الإنسانية طبيعة لا محالة يشترك فيها أشخاص النوع كلّهم بالسوية وهي بحدّها شيء واحد وقد عرض لها أن وجدت في هذا الشخص وذلك الشخص فتكثرت وليس لها ذلك من جهة طبيعتها الإنسانية ولو كانت طبيعة الإنسانية يجب فيها التكثر لما كان يوجد إنسان محمولا على واحد بالعدد ولو كانت الإنسانية موجودة لزيد لأجل أنها إنسانيته لما كانت لعمرو فإذا إحدى العوارض التي تعرض للصورة الإنسانية من جهة المادة هو التكثر والانقسام ويعرض لها أيضا غير هذه العوارض وهي أنها إذا كانت في مادة ما حصلت بقدر من الكم والكيف والأين والوضع وجميع
هذه أمور غريبة عن طباعها وذلك لأنه لو كان لأجل الإنسانية كونها على هذا الحد أو حدّ آخر من الكم والكيف والأين والوضع لكان يجب أن يكون كل إنسان مشاركا للآخر في تلك المعاني ولو كان لأجل الإنسانية كونها على حدّ آخر وجهة أخرى من الكم والكيف والأين والوضع لكان كل واحد من الناس يجب أن يشترك فيها فإذا الصورة الإنسانية بذاتها غير مستوجبة أن يلحقها شيء من هذه اللواحق * فهذه اللواحق عارضة لها من جهة المادة ضرورة لأن المادة التي تقارنها تكون قد لحقتها هذه اللواحق فالحس يأخذ الصورة عن المادة مع هذه اللواحق ومع وقوع نسبة بينها وبين المادة وإذا زالت تلك النسبة بطل ذلك الأخذ وذلك لأنه لا ينزع الصورة عن المادة مجردة من جميع لواحقها ولا يمكنه أن يستثبت تلك الصورة وإن غابت المادة فيكون كأنه لم ينزع الصورة عن المادة نزعا محكما بل يحتاج إلى وجود المادة أيضا في أن تكون تلك الصورة موجودة له.
وأما الخيال فإنه يبرئ الصورة المنزوعة عن المادة تبرئة أشد وذلك بأخذها عن المادة بحيث لا يحتاج في وجودها فيه إلى وجود مادة لأن المادة وإن غابت أو بطلت فإن الصورة تكون ثابتة الوجود في الخيال إلّا أنها لا تكون مجردة عن اللواحق المادية فالحس لم يجردها عن المادة تجريدا تاما ولا جردها عن لواحق المادة وأما الخيال فإنه قد جردها عن المادة تجريدا تاما ولكنه لم يجردها البتة عن لواحق المادة لأن الصورة في الخيال هي على حسب الصور المحسوسة وعلى تقدير ما وتكيف ما ووضع ما. وليس يمكن في الخيال البتة أن يتخيل صورة هي بحال يمكن أن يشترك فيه جميع أشخاص ذلك النوع فإن الإنسان المتخيل يكون كواحد من الناس ويجوز أن يكون أناس موجودين ومتخيلين ليسوا على نحو ما تخيل الخيال ذلك الإنسان. وأما الوهم فإنه قد تعدّى قليلا عن هذه المرتبة في التجريد لأنه ينال المعاني التي ليست هي في ذواتها بمادية. وإن عرض لها أن تكون في مادة وذلك لأن الشكل واللون والوضع وما أشبه ذلك أمور لا يمكن أن تكون إلا لمواد جسمانية * وأما الخير والشر والموافق والمخالف وما أشبه ذلك فهي أمور في أنفسها غير مادية وقد يعرض لها أن تكون في مادة والدليل على أن هذه الأمور غير مادية أن هذه الأمور لو كانت بالذات مادية لما كان يعقل خير أو شر أو موافق أو مخالف إلّا عارضا لجسم ولكن قد يعقل ذلك فبيّن أن هذه
الأمور هي في أنفسها غير مادية وقد عرض لها إن كانت مادية والوهم إنما ينال ويدرك أمثال هذه الأمور فإذا هي تدرك أمورا غير مادية وتأخذها عن المادة فهذا النزع أشد استقصاء وأقرب إلى البساطة من النزعين الأولين إلّا أنه مع ذلك لا يجرد هذه الصورة عن لواحق المادة لأنه يأخذها جزئية وبحسب مادة مادة وبالقياس إليها ومتعلقة بصور محسوسة مكيفة بلواحق المادة ولأنه يأخذها بمشاركة الخيال فيها وأما القوة التي تكون الصور المستثبتة فيها إما صور موجودات ليست بمادية البتة لا يعرض لها أن تكون مادية أو صور موجودات ليست بمادية ولكن قد يعرض لها أن تكون مادية أو صور موجودات مادية ولكن مبرأة عن علائق المادة من كل وجه فبيّن أنها تدرك الصور بأن تأخذها أخذا مجرّدا عن المادة من كل وجه أما ما هو متجرد بذاته عن المادة فالأمر فيه ظاهر وأما ما هو موجود للمادة إما لأن وجوده مادي وإما عارض له ذلك فتنزعها عن المادة من كل وجه وعن لواحق المادة معها في أخذها أخذا مجردا حتى يكون الإنسان الذي يقال على كثيرين فتأخذ الكثير طبيعة واحدة وتفرزه عن كل كم وكيف وأين ووضع ماديّ ثم تجرده عن ذلك بما يصلح أن يقال على الجميع فبهذا يفترق إدراك الحاكم الحسي، وإدراك الحاكم الخيالي، وإدراك الحاكم الوهميّ، وإدراك الحاكم العقليّ وإلى هذا المعنى أردنا أن نسوق الكلام في هذا الفصل.(1/124)
وأما الخيال فإنه يبرئ الصورة المنزوعة عن المادة تبرئة أشد وذلك بأخذها عن المادة بحيث لا يحتاج في وجودها فيه إلى وجود مادة لأن المادة وإن غابت أو بطلت فإن الصورة تكون ثابتة الوجود في الخيال إلّا أنها لا تكون مجردة عن اللواحق المادية فالحس لم يجردها عن المادة تجريدا تاما ولا جردها عن لواحق المادة وأما الخيال فإنه قد جردها عن المادة تجريدا تاما ولكنه لم يجردها البتة عن لواحق المادة لأن الصورة في الخيال هي على حسب الصور المحسوسة وعلى تقدير ما وتكيف ما ووضع ما. وليس يمكن في الخيال البتة أن يتخيل صورة هي بحال يمكن أن يشترك فيه جميع أشخاص ذلك النوع فإن الإنسان المتخيل يكون كواحد من الناس ويجوز أن يكون أناس موجودين ومتخيلين ليسوا على نحو ما تخيل الخيال ذلك الإنسان. وأما الوهم فإنه قد تعدّى قليلا عن هذه المرتبة في التجريد لأنه ينال المعاني التي ليست هي في ذواتها بمادية. وإن عرض لها أن تكون في مادة وذلك لأن الشكل واللون والوضع وما أشبه ذلك أمور لا يمكن أن تكون إلا لمواد جسمانية * وأما الخير والشر والموافق والمخالف وما أشبه ذلك فهي أمور في أنفسها غير مادية وقد يعرض لها أن تكون في مادة والدليل على أن هذه الأمور غير مادية أن هذه الأمور لو كانت بالذات مادية لما كان يعقل خير أو شر أو موافق أو مخالف إلّا عارضا لجسم ولكن قد يعقل ذلك فبيّن أن هذه
الأمور هي في أنفسها غير مادية وقد عرض لها إن كانت مادية والوهم إنما ينال ويدرك أمثال هذه الأمور فإذا هي تدرك أمورا غير مادية وتأخذها عن المادة فهذا النزع أشد استقصاء وأقرب إلى البساطة من النزعين الأولين إلّا أنه مع ذلك لا يجرد هذه الصورة عن لواحق المادة لأنه يأخذها جزئية وبحسب مادة مادة وبالقياس إليها ومتعلقة بصور محسوسة مكيفة بلواحق المادة ولأنه يأخذها بمشاركة الخيال فيها وأما القوة التي تكون الصور المستثبتة فيها إما صور موجودات ليست بمادية البتة لا يعرض لها أن تكون مادية أو صور موجودات ليست بمادية ولكن قد يعرض لها أن تكون مادية أو صور موجودات مادية ولكن مبرأة عن علائق المادة من كل وجه فبيّن أنها تدرك الصور بأن تأخذها أخذا مجرّدا عن المادة من كل وجه أما ما هو متجرد بذاته عن المادة فالأمر فيه ظاهر وأما ما هو موجود للمادة إما لأن وجوده مادي وإما عارض له ذلك فتنزعها عن المادة من كل وجه وعن لواحق المادة معها في أخذها أخذا مجردا حتى يكون الإنسان الذي يقال على كثيرين فتأخذ الكثير طبيعة واحدة وتفرزه عن كل كم وكيف وأين ووضع ماديّ ثم تجرده عن ذلك بما يصلح أن يقال على الجميع فبهذا يفترق إدراك الحاكم الحسي، وإدراك الحاكم الخيالي، وإدراك الحاكم الوهميّ، وإدراك الحاكم العقليّ وإلى هذا المعنى أردنا أن نسوق الكلام في هذا الفصل.
في أنه لا شيء من المدرك للجزئي بمجرد ولا من المدرك للكلي بماديّ.
وكل إدراك جزئي فهو بآلة جسمانية أما المدرك من الصور الجزئية كما تدركه الحواس الظاهرة وهو المدرك على هيئة غير تامة التجريد والتفريق عن المادة ولا مجردة أصلا عن علائق المادة فالأمر فيه واضح سهل وذلك لأن هذه الصور إنما تدرك ما دامت المواد حاضرة موجودة والجسم الحاضر الموجود إنما يكون حاضرا موجودا عند جسم وليس يكون حاضرا عند ما ليس بجسم فإنه لا نسبة له إلى قوة مجردة من جهة الحضور والغيبة فإن الشيء الذي ليس في
مكان لا يكون للشيء المكاني إليه نسبة في الحضور عنده والغيبة عنده بل الحضور لا يقع إلّا على وضع وقرب وبعد للحاضر عند المحضور وهذا لا يمكن إذا كان الحاضر جسما إلا أن يكون المحضور جسما أو في جسم * وأما المدرك للصور الجزئية على تجريد تام من المادة وعدم تجريد البتة من العلائق كالخيال فهو لا يتخيل إلّا أن ترتسم الصورة الخيالية منه في جسم ارتساما مشتركا بينه وبين الجسم ولنفرض الصورة المرتسمة في الخيال صورة زيد على شكله وتخطيطه ووضع أعضائه بعضها عن بعض، فنقول إن تلك الأجزاء والجهات من أعضائه يجب أن ترتسم في جسم وتختلف جهات تلك الصور في جهات ذلك الجسم وأجزاؤها في أجزائه ولننقل صورة زيد إلى صورة مربع (اب ج د) المحدود المقدار والجهة والكيفية واختلاف الزوايا بالعدد وليكن متصلا بزاويتي (اب) منه مربعان كل واحد منهما مثل الآخر ولكل واحد جهة معينة لكنهما متشابها الصورة ويرتسم من الجملة صورة شكل جزئية واحدة بالعدد في الخيال * فتقول إن مربع (اهـ ر و) وقع غيرا بالعدد لمربع (ب ح ط ى) ووقع في الخيال منه بجانب اليمين ومتميزا عنه بالوضع في الخيال فلا يخلو إما أن يكون لصورة المربعية أو تكون لعارض خاص له في المربعية غير صورته أو يكون للمادة التي هي تنطبع فيها ولا يجوز أن يكون مغايرته له من جهة الصورة المربعية وذلك أنا فرضناهما متشاكلين متشابهين متساويين ولا يجوز أن يكون ذلك لعارض يخصه أما أولا فلأنّا لا نحتاج في تخيله يمينا إلى اعتبار إيقاع عارض فيه ليس في ذلك * وأما ثانيا فلأنّ ذلك العارض إما أن يكون شيئا فيه نفسه لذاته أو يكون شيئا له بالقياس إلى ما هو شكله في الموجودات حتى يكون كأنه شكل منزوع عن موجود هو بهذه الحال أو يكون شيئا له بالقياس إلى القوة القابلة أو يكون شيئا له بالقياس إلى المادة الحاملة ولا يجوز أن يكون شيئا له في نفسه من العوارض التي تخصه لأنه إما
أن يكون لازما أو زائلا ولا يجوز أن يكون لازما له بالذات إلّا وهو لازم لمشاركه في النوع فإن المربعين وضعا متساويين في النوع فلا يكون لهذا عارض لازم ليس لذلك وأيضا فإنه لا يجوز إن كان هو في قوة غير متجزئة أن يعرض له شيء دون الآخر الذي هو مثله ومحلهما واحد غير متجزّئ وهو القوة القابلة ولا يجوز أن يكون زائلا لأنه يجب إذا زال ذلك الأمر أن يتغير صورته في الخيال * والخيال إنما يتخيله هكذا لا بسبب شيء يقرنه به بل يتخيله كذلك كيف كان ولهذا لا يجوز أن يقال إن فرض الفارض جعله بهذا الحال كما يجوز أن يقال في مثله المعقول منه وذلك لأنه لا تبقى المسألة بحالها فيقال كيف أمكن الفارض أن يفرضه بهذا الحال فتميز عن الثاني وما الشيء الذي يعمله به حتى يفرض هذا هكذا وذلك كذلك وأما في الكلي فهناك حصل ذلك بأمر يقرنه به العقل وهو حدّ التيامن مع حدّ القياس وذلك الحد لأمر معقول كلي يصح وأما لهذا الجزئي فليس يوجد له هذا الحد دون صاحبه إلا لأمر به يستحق زيادة هذا الحد دون صاحبه ولا الخيال يفرضه هكذا بشرط يقرنه به بل يتخيله كذلك دفعة على أنه في نفسه كذلك لا يفرضه فيتخيل هذا يمينا وذاك يسارا إلا بسبب شرط يقترن بذلك أو بهذا وحد التيامن والتياسر يلحق هناك المربع وهو مربع لم يعرض له شيء آخر لحوق الكلي بالكلي * وأما هاهنا فما لم يقع له أولا وضع محدود جزئي فلا يقع تحت الحد ليس الفرض هاهنا يجعله بذلك الوضع في الخيال بل وقوع ذلك الوضع الخيالي يجعله بحيث يصدق عليه الفرض والخيال ليس عنده حدّ البتة لأن الحد(1/125)
وكل إدراك جزئي فهو بآلة جسمانية أما المدرك من الصور الجزئية كما تدركه الحواس الظاهرة وهو المدرك على هيئة غير تامة التجريد والتفريق عن المادة ولا مجردة أصلا عن علائق المادة فالأمر فيه واضح سهل وذلك لأن هذه الصور إنما تدرك ما دامت المواد حاضرة موجودة والجسم الحاضر الموجود إنما يكون حاضرا موجودا عند جسم وليس يكون حاضرا عند ما ليس بجسم فإنه لا نسبة له إلى قوة مجردة من جهة الحضور والغيبة فإن الشيء الذي ليس في
مكان لا يكون للشيء المكاني إليه نسبة في الحضور عنده والغيبة عنده بل الحضور لا يقع إلّا على وضع وقرب وبعد للحاضر عند المحضور وهذا لا يمكن إذا كان الحاضر جسما إلا أن يكون المحضور جسما أو في جسم * وأما المدرك للصور الجزئية على تجريد تام من المادة وعدم تجريد البتة من العلائق كالخيال فهو لا يتخيل إلّا أن ترتسم الصورة الخيالية منه في جسم ارتساما مشتركا بينه وبين الجسم ولنفرض الصورة المرتسمة في الخيال صورة زيد على شكله وتخطيطه ووضع أعضائه بعضها عن بعض، فنقول إن تلك الأجزاء والجهات من أعضائه يجب أن ترتسم في جسم وتختلف جهات تلك الصور في جهات ذلك الجسم وأجزاؤها في أجزائه ولننقل صورة زيد إلى صورة مربع (اب ج د) المحدود المقدار والجهة والكيفية واختلاف الزوايا بالعدد وليكن متصلا بزاويتي (اب) منه مربعان كل واحد منهما مثل الآخر ولكل واحد جهة معينة لكنهما متشابها الصورة ويرتسم من الجملة صورة شكل جزئية واحدة بالعدد في الخيال * فتقول إن مربع (اهـ ر و) وقع غيرا بالعدد لمربع (ب ح ط ى) ووقع في الخيال منه بجانب اليمين ومتميزا عنه بالوضع في الخيال فلا يخلو إما أن يكون لصورة المربعية أو تكون لعارض خاص له في المربعية غير صورته أو يكون للمادة التي هي تنطبع فيها ولا يجوز أن يكون مغايرته له من جهة الصورة المربعية وذلك أنا فرضناهما متشاكلين متشابهين متساويين ولا يجوز أن يكون ذلك لعارض يخصه أما أولا فلأنّا لا نحتاج في تخيله يمينا إلى اعتبار إيقاع عارض فيه ليس في ذلك * وأما ثانيا فلأنّ ذلك العارض إما أن يكون شيئا فيه نفسه لذاته أو يكون شيئا له بالقياس إلى ما هو شكله في الموجودات حتى يكون كأنه شكل منزوع عن موجود هو بهذه الحال أو يكون شيئا له بالقياس إلى القوة القابلة أو يكون شيئا له بالقياس إلى المادة الحاملة ولا يجوز أن يكون شيئا له في نفسه من العوارض التي تخصه لأنه إما
أن يكون لازما أو زائلا ولا يجوز أن يكون لازما له بالذات إلّا وهو لازم لمشاركه في النوع فإن المربعين وضعا متساويين في النوع فلا يكون لهذا عارض لازم ليس لذلك وأيضا فإنه لا يجوز إن كان هو في قوة غير متجزئة أن يعرض له شيء دون الآخر الذي هو مثله ومحلهما واحد غير متجزّئ وهو القوة القابلة ولا يجوز أن يكون زائلا لأنه يجب إذا زال ذلك الأمر أن يتغير صورته في الخيال * والخيال إنما يتخيله هكذا لا بسبب شيء يقرنه به بل يتخيله كذلك كيف كان ولهذا لا يجوز أن يقال إن فرض الفارض جعله بهذا الحال كما يجوز أن يقال في مثله المعقول منه وذلك لأنه لا تبقى المسألة بحالها فيقال كيف أمكن الفارض أن يفرضه بهذا الحال فتميز عن الثاني وما الشيء الذي يعمله به حتى يفرض هذا هكذا وذلك كذلك وأما في الكلي فهناك حصل ذلك بأمر يقرنه به العقل وهو حدّ التيامن مع حدّ القياس وذلك الحد لأمر معقول كلي يصح وأما لهذا الجزئي فليس يوجد له هذا الحد دون صاحبه إلا لأمر به يستحق زيادة هذا الحد دون صاحبه ولا الخيال يفرضه هكذا بشرط يقرنه به بل يتخيله كذلك دفعة على أنه في نفسه كذلك لا يفرضه فيتخيل هذا يمينا وذاك يسارا إلا بسبب شرط يقترن بذلك أو بهذا وحد التيامن والتياسر يلحق هناك المربع وهو مربع لم يعرض له شيء آخر لحوق الكلي بالكلي * وأما هاهنا فما لم يقع له أولا وضع محدود جزئي فلا يقع تحت الحد ليس الفرض هاهنا يجعله بذلك الوضع في الخيال بل وقوع ذلك الوضع الخيالي يجعله بحيث يصدق عليه الفرض والخيال ليس عنده حدّ البتة لأن الحد(1/126)
وكل إدراك جزئي فهو بآلة جسمانية أما المدرك من الصور الجزئية كما تدركه الحواس الظاهرة وهو المدرك على هيئة غير تامة التجريد والتفريق عن المادة ولا مجردة أصلا عن علائق المادة فالأمر فيه واضح سهل وذلك لأن هذه الصور إنما تدرك ما دامت المواد حاضرة موجودة والجسم الحاضر الموجود إنما يكون حاضرا موجودا عند جسم وليس يكون حاضرا عند ما ليس بجسم فإنه لا نسبة له إلى قوة مجردة من جهة الحضور والغيبة فإن الشيء الذي ليس في
مكان لا يكون للشيء المكاني إليه نسبة في الحضور عنده والغيبة عنده بل الحضور لا يقع إلّا على وضع وقرب وبعد للحاضر عند المحضور وهذا لا يمكن إذا كان الحاضر جسما إلا أن يكون المحضور جسما أو في جسم * وأما المدرك للصور الجزئية على تجريد تام من المادة وعدم تجريد البتة من العلائق كالخيال فهو لا يتخيل إلّا أن ترتسم الصورة الخيالية منه في جسم ارتساما مشتركا بينه وبين الجسم ولنفرض الصورة المرتسمة في الخيال صورة زيد على شكله وتخطيطه ووضع أعضائه بعضها عن بعض، فنقول إن تلك الأجزاء والجهات من أعضائه يجب أن ترتسم في جسم وتختلف جهات تلك الصور في جهات ذلك الجسم وأجزاؤها في أجزائه ولننقل صورة زيد إلى صورة مربع (اب ج د) المحدود المقدار والجهة والكيفية واختلاف الزوايا بالعدد وليكن متصلا بزاويتي (اب) منه مربعان كل واحد منهما مثل الآخر ولكل واحد جهة معينة لكنهما متشابها الصورة ويرتسم من الجملة صورة شكل جزئية واحدة بالعدد في الخيال * فتقول إن مربع (اهـ ر و) وقع غيرا بالعدد لمربع (ب ح ط ى) ووقع في الخيال منه بجانب اليمين ومتميزا عنه بالوضع في الخيال فلا يخلو إما أن يكون لصورة المربعية أو تكون لعارض خاص له في المربعية غير صورته أو يكون للمادة التي هي تنطبع فيها ولا يجوز أن يكون مغايرته له من جهة الصورة المربعية وذلك أنا فرضناهما متشاكلين متشابهين متساويين ولا يجوز أن يكون ذلك لعارض يخصه أما أولا فلأنّا لا نحتاج في تخيله يمينا إلى اعتبار إيقاع عارض فيه ليس في ذلك * وأما ثانيا فلأنّ ذلك العارض إما أن يكون شيئا فيه نفسه لذاته أو يكون شيئا له بالقياس إلى ما هو شكله في الموجودات حتى يكون كأنه شكل منزوع عن موجود هو بهذه الحال أو يكون شيئا له بالقياس إلى القوة القابلة أو يكون شيئا له بالقياس إلى المادة الحاملة ولا يجوز أن يكون شيئا له في نفسه من العوارض التي تخصه لأنه إما
أن يكون لازما أو زائلا ولا يجوز أن يكون لازما له بالذات إلّا وهو لازم لمشاركه في النوع فإن المربعين وضعا متساويين في النوع فلا يكون لهذا عارض لازم ليس لذلك وأيضا فإنه لا يجوز إن كان هو في قوة غير متجزئة أن يعرض له شيء دون الآخر الذي هو مثله ومحلهما واحد غير متجزّئ وهو القوة القابلة ولا يجوز أن يكون زائلا لأنه يجب إذا زال ذلك الأمر أن يتغير صورته في الخيال * والخيال إنما يتخيله هكذا لا بسبب شيء يقرنه به بل يتخيله كذلك كيف كان ولهذا لا يجوز أن يقال إن فرض الفارض جعله بهذا الحال كما يجوز أن يقال في مثله المعقول منه وذلك لأنه لا تبقى المسألة بحالها فيقال كيف أمكن الفارض أن يفرضه بهذا الحال فتميز عن الثاني وما الشيء الذي يعمله به حتى يفرض هذا هكذا وذلك كذلك وأما في الكلي فهناك حصل ذلك بأمر يقرنه به العقل وهو حدّ التيامن مع حدّ القياس وذلك الحد لأمر معقول كلي يصح وأما لهذا الجزئي فليس يوجد له هذا الحد دون صاحبه إلا لأمر به يستحق زيادة هذا الحد دون صاحبه ولا الخيال يفرضه هكذا بشرط يقرنه به بل يتخيله كذلك دفعة على أنه في نفسه كذلك لا يفرضه فيتخيل هذا يمينا وذاك يسارا إلا بسبب شرط يقترن بذلك أو بهذا وحد التيامن والتياسر يلحق هناك المربع وهو مربع لم يعرض له شيء آخر لحوق الكلي بالكلي * وأما هاهنا فما لم يقع له أولا وضع محدود جزئي فلا يقع تحت الحد ليس الفرض هاهنا يجعله بذلك الوضع في الخيال بل وقوع ذلك الوضع الخيالي يجعله بحيث يصدق عليه الفرض والخيال ليس عنده حدّ البتة لأن الحد
كلي فكيف يلحق هو به الحد فقد بطل أن يكون هذا التمييز بسبب عارض لازم أو غير لازم في ذاته أو مفروض فتقول ولا يجوز أن يكون ذلك بالقياس إلى الشيء الموجود الذي هو خياله وذلك لأنه كثيرا ما يتخيل ما ليس ولا يكون نسبة البتة إلى ما ليس وأيضا فإن وقع لأحد المربعين نسبة إلى جسم وللمربع الآخر نسبة أخرى فليس يجوز أن يقع ومحلهما غير منقسم فليس أحد المربعين الخياليين أولى بأن ينسب إلى أحد المربعين الموجودين دون الآخر إلّا أن يكون قد وقع هذا في نسبة للحامل إلى الجسم لا يقع الآخر فيها فيكون إذا محل ذلك غير محل هذا وتكون القوة منقسمة ولا تنقسم بذاتها بل بانقسام ما هي فيه فتكون جسمانية والصورة مرتسمة في جسم
فإذا ليس يصح أن يفترق المربعان في الخيال لافتراق المربعين الموجودين وبالقياس إليهما فبقي أن يكون ذلك إما بسبب افتراق الجزء من القوة القابلة أو الجزء من الآلة التي بها تفعل القوة وكيف كان فإن الحاصل يبقى أن الإدراك بمادة جسمانية أما القوة القابلة فلأنها لا تنقسم إلا بانقسام مادتها وأما الآلة الجسمانية فهي التي إياها نعني فقد اتضح أن الإدراك الخيالي هو أيضا بجسم ومما يبين ذلك أنا إنما نتخيل الصورة الخيالية كصورة الإنسان مثلا أكبر وأصغر ولا محالة أنّها ترتسم وهي أكبر وترتسم وهي أصغر في شيء لا في مثل ذلك الشيء بعينه لأنها إن ارتسمت في مثل ذلك الشيء فالتفاوت في الصغر والكبر إما أن يكون بالقياس إلى المأخوذ عنه الصورة وإما بالقياس إلى الآخذ وإما بالقياس إلى الصورتين وليس يجوز أن يكون بالقياس إلى المأخوذ عنه فكثير من الصور الخيالية غير مأخوذ عن شيء البتة ولا يجوز أن يكون بسبب الصورتين في أنفسهما فإنهما لما اتفقا في الحد والماهية واختلفا في الصغر والكبر فليس ذلك لنفسيهما فإذا ذلك بالقياس إلى الشيء القابل لأن الصورة تارة ترتسم في جزء منه أكبر وتارة في جزء منه أصغر وأيضا فإنه ليس يمكننا أن نتخيل السواد والبياض في شبح خيالي واحد معا ويمكننا ذلك في جزءين منه ولو كان الجز آن لا يتميزان في الوضع بل كان كلا الخيالين يرتسمان في شيء غير منقسم لكان لا يفترق الأمر بين المتعذر منهما وبين الممكن فإذا الجز آن متميزان في الوضع ولما علمت هذا في الخيال فقد علمت في الوهم الذي ما يدركه إنما يدركه متعلقا بصور جزئية خيالية على ما أوضحنا قبل.(1/127)
كلي فكيف يلحق هو به الحد فقد بطل أن يكون هذا التمييز بسبب عارض لازم أو غير لازم في ذاته أو مفروض فتقول ولا يجوز أن يكون ذلك بالقياس إلى الشيء الموجود الذي هو خياله وذلك لأنه كثيرا ما يتخيل ما ليس ولا يكون نسبة البتة إلى ما ليس وأيضا فإن وقع لأحد المربعين نسبة إلى جسم وللمربع الآخر نسبة أخرى فليس يجوز أن يقع ومحلهما غير منقسم فليس أحد المربعين الخياليين أولى بأن ينسب إلى أحد المربعين الموجودين دون الآخر إلّا أن يكون قد وقع هذا في نسبة للحامل إلى الجسم لا يقع الآخر فيها فيكون إذا محل ذلك غير محل هذا وتكون القوة منقسمة ولا تنقسم بذاتها بل بانقسام ما هي فيه فتكون جسمانية والصورة مرتسمة في جسم
فإذا ليس يصح أن يفترق المربعان في الخيال لافتراق المربعين الموجودين وبالقياس إليهما فبقي أن يكون ذلك إما بسبب افتراق الجزء من القوة القابلة أو الجزء من الآلة التي بها تفعل القوة وكيف كان فإن الحاصل يبقى أن الإدراك بمادة جسمانية أما القوة القابلة فلأنها لا تنقسم إلا بانقسام مادتها وأما الآلة الجسمانية فهي التي إياها نعني فقد اتضح أن الإدراك الخيالي هو أيضا بجسم ومما يبين ذلك أنا إنما نتخيل الصورة الخيالية كصورة الإنسان مثلا أكبر وأصغر ولا محالة أنّها ترتسم وهي أكبر وترتسم وهي أصغر في شيء لا في مثل ذلك الشيء بعينه لأنها إن ارتسمت في مثل ذلك الشيء فالتفاوت في الصغر والكبر إما أن يكون بالقياس إلى المأخوذ عنه الصورة وإما بالقياس إلى الآخذ وإما بالقياس إلى الصورتين وليس يجوز أن يكون بالقياس إلى المأخوذ عنه فكثير من الصور الخيالية غير مأخوذ عن شيء البتة ولا يجوز أن يكون بسبب الصورتين في أنفسهما فإنهما لما اتفقا في الحد والماهية واختلفا في الصغر والكبر فليس ذلك لنفسيهما فإذا ذلك بالقياس إلى الشيء القابل لأن الصورة تارة ترتسم في جزء منه أكبر وتارة في جزء منه أصغر وأيضا فإنه ليس يمكننا أن نتخيل السواد والبياض في شبح خيالي واحد معا ويمكننا ذلك في جزءين منه ولو كان الجز آن لا يتميزان في الوضع بل كان كلا الخيالين يرتسمان في شيء غير منقسم لكان لا يفترق الأمر بين المتعذر منهما وبين الممكن فإذا الجز آن متميزان في الوضع ولما علمت هذا في الخيال فقد علمت في الوهم الذي ما يدركه إنما يدركه متعلقا بصور جزئية خيالية على ما أوضحنا قبل.
في تفصيل الكلام على تجرّد الجوهر الذي هو محل المعقولات
ثم نقول إن الجوهر الذي هو محل المعقولات ليس بجسم ولا قائم بجسم على أنه قوة فيه أو صورة له بوجه فإنه إن كان محل المعقولات جسما أو مقدارا من المقادير فإما أن يكون محل الصور فيه طرفا منه لا ينقسم أو يكون إنما يحلّ منه شيئا منقسما.
ولنمتحن أولا أنه هل يمكن أن يكون طرفا غير منقسم، فأقول إن هذا
محال وذلك أن النقطة هي نهاية ما لا تميز لها في الوضع عن الخط والمقدار الذي هو منته إليها حتى ينتقش فيها شيء من غير أن يكون ذلك النقش في جزء من ذلك الخط بل كما أن النقطة لا تنفرد بذاتها وإنما هي طرف ذاتي لما هو بالذات مقدار كذلك إنما يجوز أن يقال بوجه ما إنه يحل فيها شيء إذا كان ذلك الشيء حالا في المقدار الذي هي طرفه فيتقدر بها بالعرض فكما أنه يتقدر بها بالعرض كذلك يتناهى بالعرض مع النقطة ولو كانت النقطة منفردة تقبل شيئا من الأشياء لكان يتميز لها ذات فكانت النقطة حينئذ ذات جهتين جهة منها تلي الخط الذي تميزت عنه وجهة منها مخالفة لها مقابلة فتكون حينئذ منفصلة عن الخط وللخط نهاية غيرها يلاقيها فتكون تلك النقطة نهاية الخط لا هذه والكلام فيها وفي هذه النقطة واحد * ويؤدي هذا إلى أن تكون النقط متشافعة في الخط إما متناهية وإما غير متناهية وهذا أمر قد بان لنا في مواضع أخرى استحالته فقد بان أن النقط لا تتركب بتشافعها وبان أيضا أن النقطة لا يتم لها وضع خاص ونشير إلى طرف منها فنقول إن النقطتين حينئذ اللتين تطيفان بنقطة واحدة من جنبتيها إما أن تكون النقطة المتوسطة تحجز بينهما فلا يتماسان فيلزم حينئذ في البديهة العقلية الأولية أن يكون كل واحد منهما يختص بشيء من الوسطى تماسه فتنقسم حينئذ الواسطة وهذا محال * وإما أن تكون الوسطى لا تحجز المكتنفتين عن التماس فحينئذ تكون الصورة المعقولة حالة في جميع النقط وجميع النقط كنقطة واحدة وقد وضعنا هذه النقطة الواحدة منفصلة عن الخط فللخط من جهة ما ينفصل عنها طرف غيرها به ينفصل عنها فتلك النقطة تكون مباينة لهذه في الوضع وقد وضعت النقط كلها مشتركة في الوضع هذا خلف فقد بطل أن يكون محل المعقولات من الجسم شيئا غير منقسم فبقي أن يكون محلها من الجسم إن كان محلّها جسما شيئا منقسما (1) فلنفرض صورة معقولة في شيء منقسم فإذا فرضناها في الشيء المنقسم انقساما ما عرض للصورة أن تنقسم فحينئذ لا يخلو إما أن يكون الجز آن متشابهين أو غير متشابهين فإن كانا متشابهين فكيف يجتمع منهما ما ليس إياهما اللهم إلّا أن يكون ذلك الشيء شيئا يحصل(1/128)
ولنمتحن أولا أنه هل يمكن أن يكون طرفا غير منقسم، فأقول إن هذا
محال وذلك أن النقطة هي نهاية ما لا تميز لها في الوضع عن الخط والمقدار الذي هو منته إليها حتى ينتقش فيها شيء من غير أن يكون ذلك النقش في جزء من ذلك الخط بل كما أن النقطة لا تنفرد بذاتها وإنما هي طرف ذاتي لما هو بالذات مقدار كذلك إنما يجوز أن يقال بوجه ما إنه يحل فيها شيء إذا كان ذلك الشيء حالا في المقدار الذي هي طرفه فيتقدر بها بالعرض فكما أنه يتقدر بها بالعرض كذلك يتناهى بالعرض مع النقطة ولو كانت النقطة منفردة تقبل شيئا من الأشياء لكان يتميز لها ذات فكانت النقطة حينئذ ذات جهتين جهة منها تلي الخط الذي تميزت عنه وجهة منها مخالفة لها مقابلة فتكون حينئذ منفصلة عن الخط وللخط نهاية غيرها يلاقيها فتكون تلك النقطة نهاية الخط لا هذه والكلام فيها وفي هذه النقطة واحد * ويؤدي هذا إلى أن تكون النقط متشافعة في الخط إما متناهية وإما غير متناهية وهذا أمر قد بان لنا في مواضع أخرى استحالته فقد بان أن النقط لا تتركب بتشافعها وبان أيضا أن النقطة لا يتم لها وضع خاص ونشير إلى طرف منها فنقول إن النقطتين حينئذ اللتين تطيفان بنقطة واحدة من جنبتيها إما أن تكون النقطة المتوسطة تحجز بينهما فلا يتماسان فيلزم حينئذ في البديهة العقلية الأولية أن يكون كل واحد منهما يختص بشيء من الوسطى تماسه فتنقسم حينئذ الواسطة وهذا محال * وإما أن تكون الوسطى لا تحجز المكتنفتين عن التماس فحينئذ تكون الصورة المعقولة حالة في جميع النقط وجميع النقط كنقطة واحدة وقد وضعنا هذه النقطة الواحدة منفصلة عن الخط فللخط من جهة ما ينفصل عنها طرف غيرها به ينفصل عنها فتلك النقطة تكون مباينة لهذه في الوضع وقد وضعت النقط كلها مشتركة في الوضع هذا خلف فقد بطل أن يكون محل المعقولات من الجسم شيئا غير منقسم فبقي أن يكون محلها من الجسم إن كان محلّها جسما شيئا منقسما (1) فلنفرض صورة معقولة في شيء منقسم فإذا فرضناها في الشيء المنقسم انقساما ما عرض للصورة أن تنقسم فحينئذ لا يخلو إما أن يكون الجز آن متشابهين أو غير متشابهين فإن كانا متشابهين فكيف يجتمع منهما ما ليس إياهما اللهم إلّا أن يكون ذلك الشيء شيئا يحصل
__________
(1) شيئا خبر يكون من قوله فبقي أن يكون.(1/129)
فيهما من جهة الزيادة في المقدار أو الزيادة في العدد لا من جهة الصورة فيكون حينئذ للصورة المعقولة شكل ما أو عدد ما وليس صورة معقولة بمشكلة وتصير حينئذ الصورة خيالية لا عقلية وأظهر من ذلك أنه ليس يمكن أن يقال إن كل واحد من الجزءين هو بعينه الكل في المعنى لأن الثاني إن كان غير داخل في معنى الكل فيجب أن نضع في الابتداء معنى الكل لهذا الواحد لا لكليهما وإن كان داخلا في معناه فمن البين الواضح أن الواحد منهما وحده ليس يدل عليه على التمام وإن كانا غير متشابهين فلننظر كيف يمكن أن يكون للصورة المعقولة أجزاء غير متشابهة فإنه ليس يمكن أن تكون الأجزاء الغير المتشابهة إلا أجزاء الحد التي هي الأجناس والفصول ويلزم من هذا محالات منها أن كل جزء من الجسم يقبل القسمة أيضا في القوة قبولا غير متناه فيجب أن تكون الأجناس والفصول بالقوة غير متناهية وقد صح أن الأجناس والفصول الذاتية للشيء الواحد ليست في القوة غير متناهية ولأنه ليس يمكن أن يكون توهم القسمة يفيد الجنس والفصل تمييزا بينهما بل ما لا يشك فيه أنه إذا كان هناك جنس وفصل يستحقان تمييزا في المحل إن ذلك التمييز لا يتوقف على توهم القسمة فيجب أن تكون الأجناس والفصول بالفعل أيضا غير متناهية وقد صحّ أن الأجناس والفصول وأجزاء الحد للشيء الواحد متناهية من كل وجه ولو كانت غير متناهية بالفعل لما كان يجوز أن يجتمع في الجسم اجتماعا على هذه الصورة فإن ذلك يوجب أن يكون الجسم الواحد انفصل بأجزاء غير متناهية * وأيضا لتكن القسمة وقعت من جهة فأفرزت من جانب جنسا ومن جانب فصلا * فلو غيرنا القسمة لكان يقع منها في جانب نصف جنس ونصف فصل أو كان ينقلب الجنس إلى مكان الفصل والفصل إلى مكان الجنس فكان فرضنا الوهميّ يدور مقام الجنس والفصل فيه وكان يغير كل واحد منهما إلى جهة ما بحسب إرادة من بدن خارج على أن ذلك أيضا لا يفنى فإنه يمكننا أن نوقع قسما في قسم * وأيضا ليس كل معقول يمكن أن يقسم إلى معقولات أبسط منه فإن هاهنا معقولات هي أبسط المعقولات ومبادئ للتركيب في سائر المعقولات وليس لها أجناس ولا فصول ولا هي منقسمة في الكم ولا هي منقسمة في المعنى فإذا ليس يمكن أن تكون الأجزاء المتوهمة فيه غير متشابهة كل واحد منها هو في المعنى غير الكل وإنما
يحصل الكل بالاجتماع فإذا كان ليس يمكن أن تنقسم الصورة المعقولة ولا أن تحل طرفا من المقادير غير منقسم ولا بد لها من قابل فينا فبين أن محل المعقولات جوهر ليس بجسم ولا أيضا قوّة في جسم فيلحقه ما يلحق الجسم من الانقسام ثم يتبعه سائر المحالات.(1/130)
فيهما من جهة الزيادة في المقدار أو الزيادة في العدد لا من جهة الصورة فيكون حينئذ للصورة المعقولة شكل ما أو عدد ما وليس صورة معقولة بمشكلة وتصير حينئذ الصورة خيالية لا عقلية وأظهر من ذلك أنه ليس يمكن أن يقال إن كل واحد من الجزءين هو بعينه الكل في المعنى لأن الثاني إن كان غير داخل في معنى الكل فيجب أن نضع في الابتداء معنى الكل لهذا الواحد لا لكليهما وإن كان داخلا في معناه فمن البين الواضح أن الواحد منهما وحده ليس يدل عليه على التمام وإن كانا غير متشابهين فلننظر كيف يمكن أن يكون للصورة المعقولة أجزاء غير متشابهة فإنه ليس يمكن أن تكون الأجزاء الغير المتشابهة إلا أجزاء الحد التي هي الأجناس والفصول ويلزم من هذا محالات منها أن كل جزء من الجسم يقبل القسمة أيضا في القوة قبولا غير متناه فيجب أن تكون الأجناس والفصول بالقوة غير متناهية وقد صح أن الأجناس والفصول الذاتية للشيء الواحد ليست في القوة غير متناهية ولأنه ليس يمكن أن يكون توهم القسمة يفيد الجنس والفصل تمييزا بينهما بل ما لا يشك فيه أنه إذا كان هناك جنس وفصل يستحقان تمييزا في المحل إن ذلك التمييز لا يتوقف على توهم القسمة فيجب أن تكون الأجناس والفصول بالفعل أيضا غير متناهية وقد صحّ أن الأجناس والفصول وأجزاء الحد للشيء الواحد متناهية من كل وجه ولو كانت غير متناهية بالفعل لما كان يجوز أن يجتمع في الجسم اجتماعا على هذه الصورة فإن ذلك يوجب أن يكون الجسم الواحد انفصل بأجزاء غير متناهية * وأيضا لتكن القسمة وقعت من جهة فأفرزت من جانب جنسا ومن جانب فصلا * فلو غيرنا القسمة لكان يقع منها في جانب نصف جنس ونصف فصل أو كان ينقلب الجنس إلى مكان الفصل والفصل إلى مكان الجنس فكان فرضنا الوهميّ يدور مقام الجنس والفصل فيه وكان يغير كل واحد منهما إلى جهة ما بحسب إرادة من بدن خارج على أن ذلك أيضا لا يفنى فإنه يمكننا أن نوقع قسما في قسم * وأيضا ليس كل معقول يمكن أن يقسم إلى معقولات أبسط منه فإن هاهنا معقولات هي أبسط المعقولات ومبادئ للتركيب في سائر المعقولات وليس لها أجناس ولا فصول ولا هي منقسمة في الكم ولا هي منقسمة في المعنى فإذا ليس يمكن أن تكون الأجزاء المتوهمة فيه غير متشابهة كل واحد منها هو في المعنى غير الكل وإنما
يحصل الكل بالاجتماع فإذا كان ليس يمكن أن تنقسم الصورة المعقولة ولا أن تحل طرفا من المقادير غير منقسم ولا بد لها من قابل فينا فبين أن محل المعقولات جوهر ليس بجسم ولا أيضا قوّة في جسم فيلحقه ما يلحق الجسم من الانقسام ثم يتبعه سائر المحالات.
برهان آخر في المبحث المذكور
ولنا أن نبرهن على هذا ببرهان آخر فنقول إن القوة العقلية هي التي تجرد المعقولات عن الكم المحدود والأين والوضع وسائر ما قيل فيجب أن ننظر في ذات هذه الصور المجردة عن الوضع كيف هي مجردة عنه هل ذلك التجرد بالقياس إلى الشيء المأخوذ منه أو بالقياس إلى الشيء الآخذ أعني أن هذه الذات المعقولة تتجرد عن الوضع في الوجود الخارجيّ أو في الوجود المتصوّر في الجوهر العاقل ومحال أن تكون كذلك في الوجود الخارجيّ فبقي أن تكون إنما هي مفارقة للوضع والأين عند وجودها في العقل فإذن إذا وجدت في العقل لم تكن ذات وضع وبحيث تقع إليها إشارة تجزّؤ أو انقسام أو شيء ما أشبه هذا المعنى فلا يمكن أن تكون في جسم وأيضا إذا انطبعت الصورة الأحدية الغير المنقسمة التي هي لأشياء غير منقسمة في المعنى في مادة منقسمة ذات جهات فلا يخلو إمّا أن يكون ولا لشيء من أجزائها (أجزاء المادة) التي تفرض فيها بحسب جهاتها نسبة إلى الشيء المعقول الواحد الذات الغير المنقسم المتجرد عن المادة أو يكون ذلك لكل واحد من أجزائها التي تفرض أو يكون لبعضها دون بعض فإن لم يكن ولا لشيء منها نسبة فليس ولا لكلها لا محالة نسبة وإن كان لبعضها نسبة إليه دون بعض فالبعض الذي لا نسبة له إليه ليس هو من معناه في شيء وإن كان لكل جزء يفرض نسبة ما فأمّا أن يكون لكل جزء يفرض نسبة إلى الذات بأسرها أو إلى جزء من الذات فإن كان لكل جزء يفرض نسبة إلى الذات فليست الأجزاء إذا أجزاء معنى المعقول بل كل واحد منها معقول في نفسه مفرد بل المعقول كما هو فيكون معقولا مرّات لا نهاية لها بالفعل في آن واحد وإن كان كل جزء له نسبة غير الأخرى إلى الذات فيلزم أن الذات منقسمة في العقل وقد
وضعناها غير منقسمة هذا خلف وإن كان نسبة كل واحد إلى شيء من الذات غير ما إليه نسبة الآخر فانقسام الذات أظهر إلا أنه لا يعقل * ومن هذا يتبين أن الصور المنطبعة في المادة لا تكون إلّا أشباحا لأمور جزئية منقسمة ولكل جزء منها نسبة بالفعل أو بالقوة إلى جزء منها وأيضا فإن الشيء المتكثر أيضا في أجزاء الحد له من جهة التمام وحدة وهي مما لا ينقسم فتلك الوحدة بما هي وحدة كيف ترتسم في المنقسم وإلا فيعرض أيضا ما قلنا في غير المتكثر أجزاء حدّه وأيضا فإنه قد يصح لنا أن المعقولات المفروضة التي من شأن القوة الناطقة أن تعقل بالفعل واحدا واحدا منها غير متناهية بالقوة ليس واحد أولى من الآخر وقد صح لنا أن الشيء الذي يقوى على أمور غير متناهية بالقوة لا يجوز أن يكون محله جسما ولا قوة في جسم قد برهن على هذا في السماع الطبيعي فلا يجوز إذا أن تكون الذات القابلة للمعقولات قائمة في جسم البتة ولا عقلها بكائن في جسم ولا بجسم.(1/131)
ولنا أن نبرهن على هذا ببرهان آخر فنقول إن القوة العقلية هي التي تجرد المعقولات عن الكم المحدود والأين والوضع وسائر ما قيل فيجب أن ننظر في ذات هذه الصور المجردة عن الوضع كيف هي مجردة عنه هل ذلك التجرد بالقياس إلى الشيء المأخوذ منه أو بالقياس إلى الشيء الآخذ أعني أن هذه الذات المعقولة تتجرد عن الوضع في الوجود الخارجيّ أو في الوجود المتصوّر في الجوهر العاقل ومحال أن تكون كذلك في الوجود الخارجيّ فبقي أن تكون إنما هي مفارقة للوضع والأين عند وجودها في العقل فإذن إذا وجدت في العقل لم تكن ذات وضع وبحيث تقع إليها إشارة تجزّؤ أو انقسام أو شيء ما أشبه هذا المعنى فلا يمكن أن تكون في جسم وأيضا إذا انطبعت الصورة الأحدية الغير المنقسمة التي هي لأشياء غير منقسمة في المعنى في مادة منقسمة ذات جهات فلا يخلو إمّا أن يكون ولا لشيء من أجزائها (أجزاء المادة) التي تفرض فيها بحسب جهاتها نسبة إلى الشيء المعقول الواحد الذات الغير المنقسم المتجرد عن المادة أو يكون ذلك لكل واحد من أجزائها التي تفرض أو يكون لبعضها دون بعض فإن لم يكن ولا لشيء منها نسبة فليس ولا لكلها لا محالة نسبة وإن كان لبعضها نسبة إليه دون بعض فالبعض الذي لا نسبة له إليه ليس هو من معناه في شيء وإن كان لكل جزء يفرض نسبة ما فأمّا أن يكون لكل جزء يفرض نسبة إلى الذات بأسرها أو إلى جزء من الذات فإن كان لكل جزء يفرض نسبة إلى الذات فليست الأجزاء إذا أجزاء معنى المعقول بل كل واحد منها معقول في نفسه مفرد بل المعقول كما هو فيكون معقولا مرّات لا نهاية لها بالفعل في آن واحد وإن كان كل جزء له نسبة غير الأخرى إلى الذات فيلزم أن الذات منقسمة في العقل وقد
وضعناها غير منقسمة هذا خلف وإن كان نسبة كل واحد إلى شيء من الذات غير ما إليه نسبة الآخر فانقسام الذات أظهر إلا أنه لا يعقل * ومن هذا يتبين أن الصور المنطبعة في المادة لا تكون إلّا أشباحا لأمور جزئية منقسمة ولكل جزء منها نسبة بالفعل أو بالقوة إلى جزء منها وأيضا فإن الشيء المتكثر أيضا في أجزاء الحد له من جهة التمام وحدة وهي مما لا ينقسم فتلك الوحدة بما هي وحدة كيف ترتسم في المنقسم وإلا فيعرض أيضا ما قلنا في غير المتكثر أجزاء حدّه وأيضا فإنه قد يصح لنا أن المعقولات المفروضة التي من شأن القوة الناطقة أن تعقل بالفعل واحدا واحدا منها غير متناهية بالقوة ليس واحد أولى من الآخر وقد صح لنا أن الشيء الذي يقوى على أمور غير متناهية بالقوة لا يجوز أن يكون محله جسما ولا قوة في جسم قد برهن على هذا في السماع الطبيعي فلا يجوز إذا أن تكون الذات القابلة للمعقولات قائمة في جسم البتة ولا عقلها بكائن في جسم ولا بجسم.
فصل في أنّ تعقّل القوة العقلية ليس بالآلة الجسدية
ونقول إن القوة العقلية لو كانت تعقل بالآلة الجسدانية حتى يكون فعلها الخاص إنما يتم باستعمال تلك الآلة الجسدانية لكان يجب أن لا تعقل ذاتها وأن لا تعقل الآلة ولا أن تعقل أنها عقلت فإنه ليس بينها وبين ذاتها آلة وليس بينها وبين آلتها ولا بينها وبين أنها عقلت آلة لكنها تعقل ذاتها وآلتها التي تدعى آلتها وأنها عقلت فإذا إنما تعقل بذاتها لا بالآلة وأيضا لا يخلو إمّا أن يكون تعقلها آلتها بوجود ذات صورة آلتها إما تلك وإما أخرى مخالفة لها وهي صورتها أيضا فيها وفي آلتها أو لوجود صورة أخرى غير صورة آلتها تلك فيها وفي آلتها فإن كان لوجود صورة آلتها فصورة آلتها في آلتها وفيها بالشركة دائما فيجب أن تعقل آلتها دائما التي كانت تعقل لوصول الصورة إليها وإن كان لوجود صورة غير تلك الصورة فإن المغايرة بين أشياء مشتركة في حدّ واحد إمّا لاختلاف المواد وإما لاختلاف ما بين الكلي والجزئي والمجرد عن المادة والموجود في المادة وليس هاهنا اختلاف مواد فإن المادة واحدة وليس هاهنا اختلاف التجريد والوجود في
المادة فإن كليهما في المادة وليس هاهنا اختلاف بالخصوص والعموم لأن أحدهما إنما يستفيد الجزئية بسبب المادة الجزئية واللواحق التي تلحقها من جهة المادة التي فيها وهذا المعنى لا يختص بأحدهما دون الآخر ولا يجوز أن يكون لوجود صورة أخرى معقولة غير صورة آلتها فإن هذا أشدّ استحالة لأن الصورة المعقولة إذا حلّت الجوهر القابل جعلته عاقلا لما تلك الصورة صورته أو لما تلك الصورة مضافة إليه فتكون صورة المضاف داخلة في هذه الصورة وهذه الصورة المعقولة ليست صورة هذه الآلة ولا أيضا صورة شيء مضاف إليها بالذات لأن ذات هذه الآلة جوهر ونحو إنما نأخذ ونعتبر صورة ذاته والجوهر في ذاته غير مضاف إليه فهذا برهان عظيم على أنه لا يجوز أن يدرك المدرك لآلة هي آلته في الإدراك ولهذا كان الحسّ إنما يحس شيئا خارجا ولا يحسّ ذاته ولا آلته ولا إحساسه وكذلك الخيال لا يتخيل ذاته ولا فعله ولا آلته بل إنّ تخيل آلته تخيلها لا على نحو يخصها بأنه لا محالة لها دون غيرها إلّا أن يكون الحس أورد عليه صورة آلته لو أمكن فيكون حينئذ إنما يحكى خيالا مأخوذا من الحس غير مضاف عنده إلى شيء حتى لو لم يكن هو آلته كذلك لم يتخيله.(1/132)
ونقول إن القوة العقلية لو كانت تعقل بالآلة الجسدانية حتى يكون فعلها الخاص إنما يتم باستعمال تلك الآلة الجسدانية لكان يجب أن لا تعقل ذاتها وأن لا تعقل الآلة ولا أن تعقل أنها عقلت فإنه ليس بينها وبين ذاتها آلة وليس بينها وبين آلتها ولا بينها وبين أنها عقلت آلة لكنها تعقل ذاتها وآلتها التي تدعى آلتها وأنها عقلت فإذا إنما تعقل بذاتها لا بالآلة وأيضا لا يخلو إمّا أن يكون تعقلها آلتها بوجود ذات صورة آلتها إما تلك وإما أخرى مخالفة لها وهي صورتها أيضا فيها وفي آلتها أو لوجود صورة أخرى غير صورة آلتها تلك فيها وفي آلتها فإن كان لوجود صورة آلتها فصورة آلتها في آلتها وفيها بالشركة دائما فيجب أن تعقل آلتها دائما التي كانت تعقل لوصول الصورة إليها وإن كان لوجود صورة غير تلك الصورة فإن المغايرة بين أشياء مشتركة في حدّ واحد إمّا لاختلاف المواد وإما لاختلاف ما بين الكلي والجزئي والمجرد عن المادة والموجود في المادة وليس هاهنا اختلاف مواد فإن المادة واحدة وليس هاهنا اختلاف التجريد والوجود في
المادة فإن كليهما في المادة وليس هاهنا اختلاف بالخصوص والعموم لأن أحدهما إنما يستفيد الجزئية بسبب المادة الجزئية واللواحق التي تلحقها من جهة المادة التي فيها وهذا المعنى لا يختص بأحدهما دون الآخر ولا يجوز أن يكون لوجود صورة أخرى معقولة غير صورة آلتها فإن هذا أشدّ استحالة لأن الصورة المعقولة إذا حلّت الجوهر القابل جعلته عاقلا لما تلك الصورة صورته أو لما تلك الصورة مضافة إليه فتكون صورة المضاف داخلة في هذه الصورة وهذه الصورة المعقولة ليست صورة هذه الآلة ولا أيضا صورة شيء مضاف إليها بالذات لأن ذات هذه الآلة جوهر ونحو إنما نأخذ ونعتبر صورة ذاته والجوهر في ذاته غير مضاف إليه فهذا برهان عظيم على أنه لا يجوز أن يدرك المدرك لآلة هي آلته في الإدراك ولهذا كان الحسّ إنما يحس شيئا خارجا ولا يحسّ ذاته ولا آلته ولا إحساسه وكذلك الخيال لا يتخيل ذاته ولا فعله ولا آلته بل إنّ تخيل آلته تخيلها لا على نحو يخصها بأنه لا محالة لها دون غيرها إلّا أن يكون الحس أورد عليه صورة آلته لو أمكن فيكون حينئذ إنما يحكى خيالا مأخوذا من الحس غير مضاف عنده إلى شيء حتى لو لم يكن هو آلته كذلك لم يتخيله.
برهان آخر في هذا المبحث
وأيضا مما يشهد لنا بهذا ويقنع فيه أن القوى الدرّاكة بانطباع الصور في الآلات يعرض لها من إدامة العمل أن تكل لأجل أن الآلات تكلّها إدامة الحركة وتفسد مزاجها الذي هو جوهرها وطبيعتها والأمور القوية الشاقة الإدراك توهنها وربما أفسدتها وحتى لا تدرك بعدها إلا ضعف منها لانغماسها في الانفعال عن الشاق كما في الحس فإن المحسوسات الشاقة المتكررة تضعفه وربما أفسدته كالضوء للبصر والرعد الشديد للسمع وعند إدراك القوى لا يقوى على إدراك الضعيف فإن المبصر ضوءا عظيما لا يبصر معه ولا عقيبه نورا ضعيفا والسامع صوتا عظيما لا يسمع معه ولا عقيبه صوتا ضعيفا ومن ذاق الحلاوة الشديدة لا يحس بعدها بالضعيفة والأمر في القوة العقلية بالعكس فإن أدامتها للتعقل وتصورها للأمور الأقوى يكسبها قوة وسهولة قبول لما بعدها مما هو أضعف
منها فإن عرض لها في بعض الأوقات ملال وكلال فذلك لاستعانة العقل بالخيال المستعمل للآلة التي تكل هي فلا تخدم العقل ولو كان لغير هذا لكان يقع دائما وفي أكثر الأحوال الأمر بالضد.(1/133)
وأيضا مما يشهد لنا بهذا ويقنع فيه أن القوى الدرّاكة بانطباع الصور في الآلات يعرض لها من إدامة العمل أن تكل لأجل أن الآلات تكلّها إدامة الحركة وتفسد مزاجها الذي هو جوهرها وطبيعتها والأمور القوية الشاقة الإدراك توهنها وربما أفسدتها وحتى لا تدرك بعدها إلا ضعف منها لانغماسها في الانفعال عن الشاق كما في الحس فإن المحسوسات الشاقة المتكررة تضعفه وربما أفسدته كالضوء للبصر والرعد الشديد للسمع وعند إدراك القوى لا يقوى على إدراك الضعيف فإن المبصر ضوءا عظيما لا يبصر معه ولا عقيبه نورا ضعيفا والسامع صوتا عظيما لا يسمع معه ولا عقيبه صوتا ضعيفا ومن ذاق الحلاوة الشديدة لا يحس بعدها بالضعيفة والأمر في القوة العقلية بالعكس فإن أدامتها للتعقل وتصورها للأمور الأقوى يكسبها قوة وسهولة قبول لما بعدها مما هو أضعف
منها فإن عرض لها في بعض الأوقات ملال وكلال فذلك لاستعانة العقل بالخيال المستعمل للآلة التي تكل هي فلا تخدم العقل ولو كان لغير هذا لكان يقع دائما وفي أكثر الأحوال الأمر بالضد.
برهان ثالث
وأيضا فإن البدن تأخذ أجزاؤه كلها تضعف قواها بعد منتهى النشوء والوقوف وذلك دون الأربعين أو عند الأربعين وهذه القوة إنما تقوى بعد ذلك في أكثر الأمر ولو كانت من القوى البدنية لكان يجب دائما في كل حال أن تضعف حينئذ لكن ليس يجب ذلك إلّا في أحوال وموافاة عوائق دون جميع الأحوال فليست إذا من القوى البدنية.
سؤال وشرح شاف للإجابة عنه
وأما الذي يتوهم من أن النفس تنسى معقولاتها ولا تفعل فعلها مع مرض البدن عند الشيخوخة أن ذلك لها بسبب أن فعلها لا يتم إلا بالبدن فظن غير ضروري ولا حقّ وذلك أنه بعد ما صح لنا أن النفس تعقل بذاتها يجب أن نطلب العلة في هذا العارض المشكك فإن كان يمكن أن يجتمع أن للنفس فعلا بذاتها وأنها أيضا تترك فعلها مع مرض البدن ولا تفعل من غير تناقض فليس لهذا الاعتراض اعتبار فنقول إن النفس لها فعل بالقياس إلى البدن وهو السياسة وفعل بالقياس إلى ذاتها وإلى مبادئها وهو التعقل وهما متعاندان متمانعان فإنها إذا اشتغلت بأحدهما انصرفت عن الآخر ويصعب عليها الجمع بين الأمرين وشواغلها من جهة البدن الإحساس والتخييل والشهوة والغضب والخوف والغم والوجع وأنت تعلم هذا بأنك إذا أخذت تفكر في المعقول تعطل عليك كل شيء من هذه إلّا أن تغلب وتقسر النفس بالرجوع إلى جهتها وأنت تعلم أن الحس يمنع النفس عن التعقل فإن النفس إذا أكبت على المحسوس شغلت عن المعقول من غير أنه يكون أصاب آلة العقل أو ذاتها آفة بوجه وتعلم أن السبب في ذلك هو اشتغال النفس بفعل دون فعل
فلهذا السبب ما يتعطل أفعال العقل عند المرض ولو كانت الصورة المعقولة قد بطلت وفسدت لأجل الآلة لكان رجوع الآلة إلى حالها يحوج إلى اكتساب من الرأس وليس الأمر كذلك فإنه قد تعود النفس عاقلة لجميع ما عقلته بحاله فقد كان إذا ما كسبته موجودا معها بنوع ما إلّا أنها كانت مشغولة عنه وليس اختلاف جهتي فعل النفس فقط يوجب في أفعالها التمانع بل تكثر أفعال جهة واحدة قد يوجب هذا بعينه فإن الخوف يشغل عن الجوع والشهوة تصد عن الغضب والغضب يصرف عن الخوف والسبب في جميع ذلك واحد وهو انصراف النفس بالكلية إلى أمر واحد فإذا ليس يجب إذا لم يفعل شيء فعله عند اشتغاله بشيء أن لا يكون فاعلا فعله إلّا عند وجود ذلك الشيء ولنا أن نتوسع في بيان هذا الباب إلا أن بلوغ الكفاية يسبب الانسياق إلى تكلف ما لا يحتاج إليه فقد ظهر من أصولنا التي قررناها أن النفس ليست منطبعة في البدن ولا قائمة به فيجب أن يكون سبيل اختصاصها به سبيل مقتضى هيئة فيها جزئية جاذبة إلى الاشتغال بسياسة هذا البدن الجزئي على سبيل عناية ذاتية مختصة به.(1/134)
وأما الذي يتوهم من أن النفس تنسى معقولاتها ولا تفعل فعلها مع مرض البدن عند الشيخوخة أن ذلك لها بسبب أن فعلها لا يتم إلا بالبدن فظن غير ضروري ولا حقّ وذلك أنه بعد ما صح لنا أن النفس تعقل بذاتها يجب أن نطلب العلة في هذا العارض المشكك فإن كان يمكن أن يجتمع أن للنفس فعلا بذاتها وأنها أيضا تترك فعلها مع مرض البدن ولا تفعل من غير تناقض فليس لهذا الاعتراض اعتبار فنقول إن النفس لها فعل بالقياس إلى البدن وهو السياسة وفعل بالقياس إلى ذاتها وإلى مبادئها وهو التعقل وهما متعاندان متمانعان فإنها إذا اشتغلت بأحدهما انصرفت عن الآخر ويصعب عليها الجمع بين الأمرين وشواغلها من جهة البدن الإحساس والتخييل والشهوة والغضب والخوف والغم والوجع وأنت تعلم هذا بأنك إذا أخذت تفكر في المعقول تعطل عليك كل شيء من هذه إلّا أن تغلب وتقسر النفس بالرجوع إلى جهتها وأنت تعلم أن الحس يمنع النفس عن التعقل فإن النفس إذا أكبت على المحسوس شغلت عن المعقول من غير أنه يكون أصاب آلة العقل أو ذاتها آفة بوجه وتعلم أن السبب في ذلك هو اشتغال النفس بفعل دون فعل
فلهذا السبب ما يتعطل أفعال العقل عند المرض ولو كانت الصورة المعقولة قد بطلت وفسدت لأجل الآلة لكان رجوع الآلة إلى حالها يحوج إلى اكتساب من الرأس وليس الأمر كذلك فإنه قد تعود النفس عاقلة لجميع ما عقلته بحاله فقد كان إذا ما كسبته موجودا معها بنوع ما إلّا أنها كانت مشغولة عنه وليس اختلاف جهتي فعل النفس فقط يوجب في أفعالها التمانع بل تكثر أفعال جهة واحدة قد يوجب هذا بعينه فإن الخوف يشغل عن الجوع والشهوة تصد عن الغضب والغضب يصرف عن الخوف والسبب في جميع ذلك واحد وهو انصراف النفس بالكلية إلى أمر واحد فإذا ليس يجب إذا لم يفعل شيء فعله عند اشتغاله بشيء أن لا يكون فاعلا فعله إلّا عند وجود ذلك الشيء ولنا أن نتوسع في بيان هذا الباب إلا أن بلوغ الكفاية يسبب الانسياق إلى تكلف ما لا يحتاج إليه فقد ظهر من أصولنا التي قررناها أن النفس ليست منطبعة في البدن ولا قائمة به فيجب أن يكون سبيل اختصاصها به سبيل مقتضى هيئة فيها جزئية جاذبة إلى الاشتغال بسياسة هذا البدن الجزئي على سبيل عناية ذاتية مختصة به.
في إعانة القوى الحيوانية للنفس الناطقة
ثم نقول إن القوى الحيوانية تعين النفس الناطقة في أشياء منها أن الحس يورد عليها الجزئيات فيحدث لها من الجزئيات أمور أربعة (أحدها) انتزاع النفس الكليات المفردة عن الجزئيات على سبيل تجريد لمعانيها عن المادة وعن علائق المادة ولواحقها ومراعاة المشترك فيه والمتباين به والذاتي وجوده والعرضي وجوده فيحدث للنفس من ذلك مبادئ التصور وذلك بمعاونة استعمالها للخيال والوهم (والثاني) إيقاع النفس مناسبات بين هذه الكليات المفردة على مثل سلب وإيجاب فما كان التأليف فيها بسلب أو إيجاب بينا بنفسه أخذته وما كان ليس كذلك تركته إلى مصادفة الواسطة (والثالث) تحصيل المقدمات التجربية وهو أن يوجد بالحسّ محمولا لازم الحكم لموضوع لزوم الإيجاب أو السلب أو منافيا له أو تاليا موجب الاتصال أو مسلوبه أو موجب العناد أو مسلوبه غير مناف له وليس ذلك في بعض الأحايين دون بعض ولا على المساواة بل دائما حتى تسكن النفس
إلى أن يتبين أن من طبيعة هذا المحمول أن تكون فيه هذه النسبة إلى هذا الموضوع والتالي أن يلزم هذا المقدم أو ينافيه لذاته لا بالاتفاق فيكون ذلك اعتقادا حاصلا من حس وقياس أما الحس فلأجل مشاهدة ذلك وأما القياس فلأنه لو كان اتفاقيا لما وجد دائما أو في أكثر الأمر وهذا كالحكم منا أن السقمونيا مسهل للصفراء بطبيعته لإحساسنا ذلك كثيرا وبقياسنا أنه لو كان لا عن الطبع بل عن الاتفاق لوجد في بعض الأحايين (والرابع) الأخبار التي يقع التصديق بها لشدة التواتر فالنفس الإنسانية تستعين بالبدن لتحصيل هذه المبادئ للتصور والتصديق ثم إذا حصّلتها رجعت إلى ذاتها فإن عرض لها شيء من القوى التي دونها بأن يشتغل به شغلتها عن فعلها أو أضرت بفعلها إذا لم تشغلها فلا تحتاج إليها بعد ذلك في خاص فعلها إلا في أمور تحتاج النفس فيها خاصة إلى أن تعاود القوى الخيالية مرة أخرى لاقتناص مبدأ غير الذي حصل أو معاونة بإحضار خيال وهذا يقع في الابتداء كثيرا ولا يقع بعده إلّا قليلا وأما إذا استكملت النفس وقويت فإنها تنفرد بأفاعيلها على الإطلاق وتكون القوى الحسية والخيالية وسائر القوى البدنية صارفة لها عن فعلها ومثال هذا أن الإنسان قد يحتاج إلى ذاته وآلات يتوصل بها إلى مقصد ما فإذا وصل إليه ثم عرض من الأسباب ما يحمله على مفارقته صار السبب الموصل بعينه عائقا ثم إن البراهين التي أقمناها على أن محل المعقولات أعني النفس الناطقة ليس بجسم ولا هي قوة في جسم فقد كفتنا مؤونة الاستشهاد على صحة قيام النفس بذاتها مستغنية عن البدن إلا أنا نستشهد لذلك أيضا من فعلها.(1/135)
ثم نقول إن القوى الحيوانية تعين النفس الناطقة في أشياء منها أن الحس يورد عليها الجزئيات فيحدث لها من الجزئيات أمور أربعة (أحدها) انتزاع النفس الكليات المفردة عن الجزئيات على سبيل تجريد لمعانيها عن المادة وعن علائق المادة ولواحقها ومراعاة المشترك فيه والمتباين به والذاتي وجوده والعرضي وجوده فيحدث للنفس من ذلك مبادئ التصور وذلك بمعاونة استعمالها للخيال والوهم (والثاني) إيقاع النفس مناسبات بين هذه الكليات المفردة على مثل سلب وإيجاب فما كان التأليف فيها بسلب أو إيجاب بينا بنفسه أخذته وما كان ليس كذلك تركته إلى مصادفة الواسطة (والثالث) تحصيل المقدمات التجربية وهو أن يوجد بالحسّ محمولا لازم الحكم لموضوع لزوم الإيجاب أو السلب أو منافيا له أو تاليا موجب الاتصال أو مسلوبه أو موجب العناد أو مسلوبه غير مناف له وليس ذلك في بعض الأحايين دون بعض ولا على المساواة بل دائما حتى تسكن النفس
إلى أن يتبين أن من طبيعة هذا المحمول أن تكون فيه هذه النسبة إلى هذا الموضوع والتالي أن يلزم هذا المقدم أو ينافيه لذاته لا بالاتفاق فيكون ذلك اعتقادا حاصلا من حس وقياس أما الحس فلأجل مشاهدة ذلك وأما القياس فلأنه لو كان اتفاقيا لما وجد دائما أو في أكثر الأمر وهذا كالحكم منا أن السقمونيا مسهل للصفراء بطبيعته لإحساسنا ذلك كثيرا وبقياسنا أنه لو كان لا عن الطبع بل عن الاتفاق لوجد في بعض الأحايين (والرابع) الأخبار التي يقع التصديق بها لشدة التواتر فالنفس الإنسانية تستعين بالبدن لتحصيل هذه المبادئ للتصور والتصديق ثم إذا حصّلتها رجعت إلى ذاتها فإن عرض لها شيء من القوى التي دونها بأن يشتغل به شغلتها عن فعلها أو أضرت بفعلها إذا لم تشغلها فلا تحتاج إليها بعد ذلك في خاص فعلها إلا في أمور تحتاج النفس فيها خاصة إلى أن تعاود القوى الخيالية مرة أخرى لاقتناص مبدأ غير الذي حصل أو معاونة بإحضار خيال وهذا يقع في الابتداء كثيرا ولا يقع بعده إلّا قليلا وأما إذا استكملت النفس وقويت فإنها تنفرد بأفاعيلها على الإطلاق وتكون القوى الحسية والخيالية وسائر القوى البدنية صارفة لها عن فعلها ومثال هذا أن الإنسان قد يحتاج إلى ذاته وآلات يتوصل بها إلى مقصد ما فإذا وصل إليه ثم عرض من الأسباب ما يحمله على مفارقته صار السبب الموصل بعينه عائقا ثم إن البراهين التي أقمناها على أن محل المعقولات أعني النفس الناطقة ليس بجسم ولا هي قوة في جسم فقد كفتنا مؤونة الاستشهاد على صحة قيام النفس بذاتها مستغنية عن البدن إلا أنا نستشهد لذلك أيضا من فعلها.
فصل في إثبات حدوث النفس
ونقول إن الأنفس الإنسانية متفقة في النوع والمعنى فإن وجدت قبل البدن فإما أن تكون متكثرة الذوات أو تكون ذاتا واحدة ومحال أن تكون ذوات متكثرة وأن تكون ذاتا واحدة على ما يتبين فمحال أن تكون قد وجدت قبل البدن فنبدأ ببيان استحالة تكثرها بالعدد فنقول إن مغايرة الأنفس قبل الأبدان بعضها لبعض إما أن يكون من جهة الماهية والصورة وإما أن يكون من
جهة النسبة إلى العنصر والمادة متكثرة بالأمكنة التي تشتمل كل مادة على جهة منها والأزمنة التي تختص كل نفس بواحد منها في حدوثها في مادتها والعلل القاسمة لمادتها وليست متغايرة بالماهية والصورة لأن صورتها واحدة فإذا إنما تتغاير من جهة قابل الماهية أو المنسوب إليه الماهية بالاختصاص وهذا هو البدن وأما قبل البدن فالنفس مجرد ماهية فقط فليس يمكن أن تغاير نفس نفسا بالعدد والماهية لا تقبل اختلافا ذاتيا وهذا مطلق في كل شيء فإن الأشياء التي ذواتها معان فقط فتكثر نوعياتها إنما هو بالحوامل والقوابل والمنفعلات عنها أو بنسبة ما إليها وإلى أزمنتها فقط وإذا كانت مجردة أصلا لم تفترق بما قلنا فمحال أن يكون بينها مغايرة وتكاثر فقد بطل أن تكون الأنفس قبل دخولها الأبدان متكثرة الذات بالعدد فأقول ولا يجوز أن تكون واحدة الذات بالعدد لأنه إذا حصل بدنان حصل في البدنين نفسان فإما أن يكونا قسمي تلك النفس الواحدة فيكون الشيء الواحد الذي ليس له عظم وحجم منقسما بالقوة وهذا ظاهر البطلان بالأصول المتقررة في الطبيعيات وإما أن تكون النفس الواحدة بالعدد في بدنين وهذا لا يحتاج أيضا إلى كثير تكلّف في إبطاله فقد صح إذا أن النفس تحدث كلما يحدث البدن الصالح لاستعمالها إياه ويكون البدن الحادث مملكتها وآلتها ويكون في هيئة وجوهر النفس الحادثة مع بدن ما ذلك البدن الذي استحق حدوثها من المبادئ الأولية نزاع طبيعي إلى الاشتغال به واستعماله والاهتمام بأحواله والانجذاب إليه يخصها به ويصرفها عن كل الأجسام غيره بالطبع إلا بواسطته فلا بد أنها إذا وجدت متشخصة فإن مبدأ تشخصها يلحق بها من الهيئات ما تتعين به شخصا وتلك الهيئات تكون مقتضية لاختصاصها بذلك البدن ومناسبة لصلوح أحدهما للآخر وإن خفي علينا تلك الحال وتلك المناسبة وتكون مبادئ الاستكمال متوقعة لها بوساطته وتزيد فيه بالطبع لا بوساطته وأما بعد مفارقة البدن فإن الأنفس قد وجد كل واحد منها ذاتا منفردة باختلاف موادها التي كانت وباختلاف أزمنة حدوثها واختلاف هيئاتها التي بحسب أبدانها المختلفة لا محالة بأحوالها.(1/136)
ونقول إن الأنفس الإنسانية متفقة في النوع والمعنى فإن وجدت قبل البدن فإما أن تكون متكثرة الذوات أو تكون ذاتا واحدة ومحال أن تكون ذوات متكثرة وأن تكون ذاتا واحدة على ما يتبين فمحال أن تكون قد وجدت قبل البدن فنبدأ ببيان استحالة تكثرها بالعدد فنقول إن مغايرة الأنفس قبل الأبدان بعضها لبعض إما أن يكون من جهة الماهية والصورة وإما أن يكون من
جهة النسبة إلى العنصر والمادة متكثرة بالأمكنة التي تشتمل كل مادة على جهة منها والأزمنة التي تختص كل نفس بواحد منها في حدوثها في مادتها والعلل القاسمة لمادتها وليست متغايرة بالماهية والصورة لأن صورتها واحدة فإذا إنما تتغاير من جهة قابل الماهية أو المنسوب إليه الماهية بالاختصاص وهذا هو البدن وأما قبل البدن فالنفس مجرد ماهية فقط فليس يمكن أن تغاير نفس نفسا بالعدد والماهية لا تقبل اختلافا ذاتيا وهذا مطلق في كل شيء فإن الأشياء التي ذواتها معان فقط فتكثر نوعياتها إنما هو بالحوامل والقوابل والمنفعلات عنها أو بنسبة ما إليها وإلى أزمنتها فقط وإذا كانت مجردة أصلا لم تفترق بما قلنا فمحال أن يكون بينها مغايرة وتكاثر فقد بطل أن تكون الأنفس قبل دخولها الأبدان متكثرة الذات بالعدد فأقول ولا يجوز أن تكون واحدة الذات بالعدد لأنه إذا حصل بدنان حصل في البدنين نفسان فإما أن يكونا قسمي تلك النفس الواحدة فيكون الشيء الواحد الذي ليس له عظم وحجم منقسما بالقوة وهذا ظاهر البطلان بالأصول المتقررة في الطبيعيات وإما أن تكون النفس الواحدة بالعدد في بدنين وهذا لا يحتاج أيضا إلى كثير تكلّف في إبطاله فقد صح إذا أن النفس تحدث كلما يحدث البدن الصالح لاستعمالها إياه ويكون البدن الحادث مملكتها وآلتها ويكون في هيئة وجوهر النفس الحادثة مع بدن ما ذلك البدن الذي استحق حدوثها من المبادئ الأولية نزاع طبيعي إلى الاشتغال به واستعماله والاهتمام بأحواله والانجذاب إليه يخصها به ويصرفها عن كل الأجسام غيره بالطبع إلا بواسطته فلا بد أنها إذا وجدت متشخصة فإن مبدأ تشخصها يلحق بها من الهيئات ما تتعين به شخصا وتلك الهيئات تكون مقتضية لاختصاصها بذلك البدن ومناسبة لصلوح أحدهما للآخر وإن خفي علينا تلك الحال وتلك المناسبة وتكون مبادئ الاستكمال متوقعة لها بوساطته وتزيد فيه بالطبع لا بوساطته وأما بعد مفارقة البدن فإن الأنفس قد وجد كل واحد منها ذاتا منفردة باختلاف موادها التي كانت وباختلاف أزمنة حدوثها واختلاف هيئاتها التي بحسب أبدانها المختلفة لا محالة بأحوالها.(1/137)
ونقول إن الأنفس الإنسانية متفقة في النوع والمعنى فإن وجدت قبل البدن فإما أن تكون متكثرة الذوات أو تكون ذاتا واحدة ومحال أن تكون ذوات متكثرة وأن تكون ذاتا واحدة على ما يتبين فمحال أن تكون قد وجدت قبل البدن فنبدأ ببيان استحالة تكثرها بالعدد فنقول إن مغايرة الأنفس قبل الأبدان بعضها لبعض إما أن يكون من جهة الماهية والصورة وإما أن يكون من
جهة النسبة إلى العنصر والمادة متكثرة بالأمكنة التي تشتمل كل مادة على جهة منها والأزمنة التي تختص كل نفس بواحد منها في حدوثها في مادتها والعلل القاسمة لمادتها وليست متغايرة بالماهية والصورة لأن صورتها واحدة فإذا إنما تتغاير من جهة قابل الماهية أو المنسوب إليه الماهية بالاختصاص وهذا هو البدن وأما قبل البدن فالنفس مجرد ماهية فقط فليس يمكن أن تغاير نفس نفسا بالعدد والماهية لا تقبل اختلافا ذاتيا وهذا مطلق في كل شيء فإن الأشياء التي ذواتها معان فقط فتكثر نوعياتها إنما هو بالحوامل والقوابل والمنفعلات عنها أو بنسبة ما إليها وإلى أزمنتها فقط وإذا كانت مجردة أصلا لم تفترق بما قلنا فمحال أن يكون بينها مغايرة وتكاثر فقد بطل أن تكون الأنفس قبل دخولها الأبدان متكثرة الذات بالعدد فأقول ولا يجوز أن تكون واحدة الذات بالعدد لأنه إذا حصل بدنان حصل في البدنين نفسان فإما أن يكونا قسمي تلك النفس الواحدة فيكون الشيء الواحد الذي ليس له عظم وحجم منقسما بالقوة وهذا ظاهر البطلان بالأصول المتقررة في الطبيعيات وإما أن تكون النفس الواحدة بالعدد في بدنين وهذا لا يحتاج أيضا إلى كثير تكلّف في إبطاله فقد صح إذا أن النفس تحدث كلما يحدث البدن الصالح لاستعمالها إياه ويكون البدن الحادث مملكتها وآلتها ويكون في هيئة وجوهر النفس الحادثة مع بدن ما ذلك البدن الذي استحق حدوثها من المبادئ الأولية نزاع طبيعي إلى الاشتغال به واستعماله والاهتمام بأحواله والانجذاب إليه يخصها به ويصرفها عن كل الأجسام غيره بالطبع إلا بواسطته فلا بد أنها إذا وجدت متشخصة فإن مبدأ تشخصها يلحق بها من الهيئات ما تتعين به شخصا وتلك الهيئات تكون مقتضية لاختصاصها بذلك البدن ومناسبة لصلوح أحدهما للآخر وإن خفي علينا تلك الحال وتلك المناسبة وتكون مبادئ الاستكمال متوقعة لها بوساطته وتزيد فيه بالطبع لا بوساطته وأما بعد مفارقة البدن فإن الأنفس قد وجد كل واحد منها ذاتا منفردة باختلاف موادها التي كانت وباختلاف أزمنة حدوثها واختلاف هيئاتها التي بحسب أبدانها المختلفة لا محالة بأحوالها.
فصل في أن النفس لا تموت بموت البدن ولا تقبل الفساد
ونقول إنها لا تموت بموت البدن ولا تقبل الفساد أصلا أما أنها لا تموت بموت البدن فلأن كل شيء يفسد بفساد شيء آخر فهو متعلق به نوعا من التعلق وكل متعلق بشيء نوعا من التعلق فإما أن يكون تعلقه به تعلق المكافئ في الوجود وإما أن يكون تعلقه به تعلق المتأخر عنه في الوجود وإمّا أن يكون تعلقه به تعلق المتقدم عليه في الوجود الذي هو قبله بالذات لا بالزمان فإن كان تعلق النفس بالبدن تعلق المكافئ في الوجود وذلك أمر ذاتي له لا عارض فكل واحد منهما مضاف الذات إلى صاحبه * فليس لا النفس ولا البدن بجوهر لكنهما جوهران وإن كان ذلك أمرا عرضيا لا ذاتيا فإذا فسد أحدهما بطل العارض الآخر من الإضافة ولم تفسد الذات بفساده وإن كان تعلقه به تعلق المتأخر عنه في الوجود فالبدن علة للنفس في الوجود حينئذ والعلل أربع فإما أن يكون البدن علة فاعلية للنفس معطية لها الوجود وإما أن يكون علة قابلية لها بسبيل التركيب كالعناصر للأبدان أو بسبيل البساطة كالنحاس للصنم وإمّا أن يكون علة صورية وإما أن يكون علة كمالية ومحال أن يكون علة فاعلية فإن الجسم بما هو جسم لا يفعل شيئا وإنما يفعل بقواه ولو كان يفعل بذاته لا بقواه لكان كل جسم يفعل ذلك الفعل ثم القوى الجسمانية كلها إما أعراض وإما صور مادية ومحال أن تفيد الأعراض أو الصور القائمة بالمواد وجود ذات قائمة بنفسها لا في مادة ووجود جوهر مطلق ومحال أيضا أن يكون علة قابلية فقد بيّنا وبرهنا أن النفس ليست منطبعة في البدن بوجه من الوجوه فلا يكون إذا البدن متصورا بصورة النفس لا بحسب البساطة ولا على سبيل التركيب بأن يكون أجزاء من أجزاء البدن تتركب وتمتزج تركيبا ما ومزاجا ما فتنطبع فيها النفس ومحال أن يكون علة صورية للنفس أو كمالية فإن الأولى أن يكون الأمر بالعكس فإذا ليس تعلق النفس بالبدن تعلق معلول بعلة ذاتية نعم البدن والمزاج علة بالعرض للنفس فإنه إذا حدثت مادة بدن يصلح أن يكون آلة النفس ومملكة لها أحدثت العلل المفارقة النفس الجزئية وحدث عنها ذلك لأن إحداثها بلا سبب مخصص إحداث واحدة دون واحدة محال ومع ذلك يمتنع وقوع الكثرة فيها
بالعدد لما قد بيناه ولأنه لا بد لكل كائن بعد ما لم يكن من أن تتقدمه مادة يكون فيها تهيؤ قبوله أو تهيؤ لنسبته إليه كما تبين في العلوم الأخرى ولأنه لو كان يجوز أيضا أن تكون النفس الجزئية تحدث ولم يحدث لها آلة بها تستكمل وتفعل لكانت معطلة الوجود ولا شيء معطل في الطبيعة ولكن إذا حدث التهيؤ للنسبة والاستعداد للآلة يلزم حينئذ أن يحدث من العلل المفارقة شيء هو النفس وليس إذا وجب حدوث شيء مع حدوث شيء يجب أن يبطل مع بطلانه إنما يكون ذلك إذا كانت ذات الشيء قائمة بذلك الشيء وفيه وقد تحدث أمور عن أمور وتبطل هذه الأمور وتبقى تلك الأمور إذا كانت ذواتها غير قائمة فيها وخصوصا إذا كان مفيد الوجود لها شيئا آخر غير الذي إنما تهيأ إفادة وجودها مع وجوده ومفيد وجود النفس شيء غير جسم كما بينا ولا قوة في جسم بل هو لا محالة جوهر آخر غير جسم فإذا كان وجوده من ذلك الشيء ومن البدن يحصل وقت استحقاقه للوجود فقط فليس له تعلق في نفس الوجود بالبدن ولا البدن علة له إلا بالعرض فلا يجوز إذا أن يقال إن التعلق بينهما على نحو يوجب أن يكون الجسم متقدما تقدم العلية بالذات على النفس وأما القسم الثالث مما كنا ذكرنا في الابتداء وهو أن يكون تعلق النفس بالجسم تعلق المتقدم في الوجود. فإما أن يكون التقدم مع ذلك زمانيا فيستحيل أن يتعلق وجوده به وقد تقدمه في الزمان. وإما أن يكون التقدم في الذات لا في الزمان لأنه في الزمان لا يفارقه وهذا النحو من التقدم هو أن تكون الذات المتقدمة كلما توجد يلزم أن يستفاد عنها ذات المتأخر في الوجود. وحينئذ لا يوجد هذا المتقدم في الوجود إذا فرض المتأخر قد عدم لا أن فرض عدم المتأخر أوجب عدم المتقدم ولكن لأن المتأخر لا يجوز أن يكون عدم إلّا وقد عرض أولا بالطبع للمتقدم ما أعدمه فحينئذ عدم المتأخر فليس فرض عدم المتأخر يوجب عدم(1/138)
ونقول إنها لا تموت بموت البدن ولا تقبل الفساد أصلا أما أنها لا تموت بموت البدن فلأن كل شيء يفسد بفساد شيء آخر فهو متعلق به نوعا من التعلق وكل متعلق بشيء نوعا من التعلق فإما أن يكون تعلقه به تعلق المكافئ في الوجود وإما أن يكون تعلقه به تعلق المتأخر عنه في الوجود وإمّا أن يكون تعلقه به تعلق المتقدم عليه في الوجود الذي هو قبله بالذات لا بالزمان فإن كان تعلق النفس بالبدن تعلق المكافئ في الوجود وذلك أمر ذاتي له لا عارض فكل واحد منهما مضاف الذات إلى صاحبه * فليس لا النفس ولا البدن بجوهر لكنهما جوهران وإن كان ذلك أمرا عرضيا لا ذاتيا فإذا فسد أحدهما بطل العارض الآخر من الإضافة ولم تفسد الذات بفساده وإن كان تعلقه به تعلق المتأخر عنه في الوجود فالبدن علة للنفس في الوجود حينئذ والعلل أربع فإما أن يكون البدن علة فاعلية للنفس معطية لها الوجود وإما أن يكون علة قابلية لها بسبيل التركيب كالعناصر للأبدان أو بسبيل البساطة كالنحاس للصنم وإمّا أن يكون علة صورية وإما أن يكون علة كمالية ومحال أن يكون علة فاعلية فإن الجسم بما هو جسم لا يفعل شيئا وإنما يفعل بقواه ولو كان يفعل بذاته لا بقواه لكان كل جسم يفعل ذلك الفعل ثم القوى الجسمانية كلها إما أعراض وإما صور مادية ومحال أن تفيد الأعراض أو الصور القائمة بالمواد وجود ذات قائمة بنفسها لا في مادة ووجود جوهر مطلق ومحال أيضا أن يكون علة قابلية فقد بيّنا وبرهنا أن النفس ليست منطبعة في البدن بوجه من الوجوه فلا يكون إذا البدن متصورا بصورة النفس لا بحسب البساطة ولا على سبيل التركيب بأن يكون أجزاء من أجزاء البدن تتركب وتمتزج تركيبا ما ومزاجا ما فتنطبع فيها النفس ومحال أن يكون علة صورية للنفس أو كمالية فإن الأولى أن يكون الأمر بالعكس فإذا ليس تعلق النفس بالبدن تعلق معلول بعلة ذاتية نعم البدن والمزاج علة بالعرض للنفس فإنه إذا حدثت مادة بدن يصلح أن يكون آلة النفس ومملكة لها أحدثت العلل المفارقة النفس الجزئية وحدث عنها ذلك لأن إحداثها بلا سبب مخصص إحداث واحدة دون واحدة محال ومع ذلك يمتنع وقوع الكثرة فيها
بالعدد لما قد بيناه ولأنه لا بد لكل كائن بعد ما لم يكن من أن تتقدمه مادة يكون فيها تهيؤ قبوله أو تهيؤ لنسبته إليه كما تبين في العلوم الأخرى ولأنه لو كان يجوز أيضا أن تكون النفس الجزئية تحدث ولم يحدث لها آلة بها تستكمل وتفعل لكانت معطلة الوجود ولا شيء معطل في الطبيعة ولكن إذا حدث التهيؤ للنسبة والاستعداد للآلة يلزم حينئذ أن يحدث من العلل المفارقة شيء هو النفس وليس إذا وجب حدوث شيء مع حدوث شيء يجب أن يبطل مع بطلانه إنما يكون ذلك إذا كانت ذات الشيء قائمة بذلك الشيء وفيه وقد تحدث أمور عن أمور وتبطل هذه الأمور وتبقى تلك الأمور إذا كانت ذواتها غير قائمة فيها وخصوصا إذا كان مفيد الوجود لها شيئا آخر غير الذي إنما تهيأ إفادة وجودها مع وجوده ومفيد وجود النفس شيء غير جسم كما بينا ولا قوة في جسم بل هو لا محالة جوهر آخر غير جسم فإذا كان وجوده من ذلك الشيء ومن البدن يحصل وقت استحقاقه للوجود فقط فليس له تعلق في نفس الوجود بالبدن ولا البدن علة له إلا بالعرض فلا يجوز إذا أن يقال إن التعلق بينهما على نحو يوجب أن يكون الجسم متقدما تقدم العلية بالذات على النفس وأما القسم الثالث مما كنا ذكرنا في الابتداء وهو أن يكون تعلق النفس بالجسم تعلق المتقدم في الوجود. فإما أن يكون التقدم مع ذلك زمانيا فيستحيل أن يتعلق وجوده به وقد تقدمه في الزمان. وإما أن يكون التقدم في الذات لا في الزمان لأنه في الزمان لا يفارقه وهذا النحو من التقدم هو أن تكون الذات المتقدمة كلما توجد يلزم أن يستفاد عنها ذات المتأخر في الوجود. وحينئذ لا يوجد هذا المتقدم في الوجود إذا فرض المتأخر قد عدم لا أن فرض عدم المتأخر أوجب عدم المتقدم ولكن لأن المتأخر لا يجوز أن يكون عدم إلّا وقد عرض أولا بالطبع للمتقدم ما أعدمه فحينئذ عدم المتأخر فليس فرض عدم المتأخر يوجب عدم
المتقدم ولكن فرض عدم المتقدم نفسه لأنه إنما افترض المتأخر معدوما بعد أن عرض للمتقدم أن عدم في نفسه. وإذا كان كذلك فيجب أن يكون السبب المعدم يعرض في جوهر النفس فيفسد معه البدن وأن لا يكون البتة البدن يفسد بسبب يخصه لكن فساد البدن يكون بسبب يخصه من تغير المزاج أو التراكيب فباطل أن تكون النفس تتعلق بالبدن تعلق المتقدم بالذات ثم يفسد البدن البتة بسبب في نفسه فليس إذا بينهما
هذا التعلق. وإذا كان الأمر على هذا فقد بطل أنحاء التعلق كلها وبقي أن لا تعلق للنفس في الوجود بالبدن بل تعلقه في الوجود بالمبادئ الأخر التي لا تستحيل ولا تبطل وأما أنها لا تقبل الفساد أصلا فأقول أن سببا آخر لا يعدم النفس البتة وذلك أن كل شيء من شأنه أن يفسد بسبب ما ففيه قوة أن يفسد وقبل الفساد فيه فعل أن يبقى ومحال أن يكون من جهة واحدة في شيء واحد قوة أن يفسد وفعل أن يبقى بل تهيؤه للفساد ليس لعلة أن يبقى فإن معنى القوة مغاير لمعنى الفعل وإضافة هذه القوة مغايرة لإضافة هذا الفعل لأن إضافة ذلك إلى الفساد وإضافة هذا إلى البقاء فإذا لأمرين مختلفين في الشيء يوجد هذان المعنيان فنقول إن الأشياء المركبة والأشياء البسيطة التي هي قائمة في المركبة يجوز أن يجتمع فيها فعل أن يبقى وقوة أن يفسد وأما في الأشياء البسيطة المفارقة الذات فلا يجوز أن يجتمع هذان الأمران وأقول بوجه آخر مطلق إنه لا يجوز أن يجتمع في شيء أحديّ الذات هذان المعنيان وذلك لأن كل شيء يبقى وله قوة أن يفسد فله قوة أيضا أن يبقى لأن بقاءه ليس بواجب ضروري وإذا لم يكن واجبا كان ممكنا والإمكان هو طبيعة القوة فإذا يكون له في جوهره قوة أن يبقى وفعل أن يبقى لا محالة ليس هو قوة أن يبقى منه وهذا بين فيكون إذا فعل أن يبقى منه أمر يعرض للشيء الذي له قوة أن يبقى منه فتلك القوّة لا تكون لذات ما بالفعل بل للشيء الذي يعرض لذاته أن يبقى بالفعل لا أنه حقيقة ذاته فيلزم من هذا أن تكون ذاته مركبة من شيء إذا وجد له كان به ذاته موجودا بالفعل وهو الصورة في كل شيء ومن شيء حصل له هذا الفعل وفي طباعه قوته وهو مادته. فإن كانت النفس بسيطة مطلقة لم تنقسم إلى مادة وصورة فلم تقبل الفساد وإن كانت مركبة فلنترك المركب ولننظر في الجوهر الذي هو مادته ولنصرف القول إلى نفس مادته ولنتكلم فيها ونقول إن تلك المادة إما أن تنقسم هكذا دائما ويثبت الكلام دائما وهذا محال وإما أن لا يبطل الشيء الذي هو الجوهر والسنخ وكلامنا في هذا الشيء الذي هو السنخ والأصل لا في شيء مجتمع منه ومن شيء آخر فبين أن كل شيء هو بسيط غير مركب أو هو أصل مركب وسنخه فهو غير مجتمع فيه فعل أن يبقى وقوة أن يعدم بالقياس إلى ذاته فإن كانت فيه قوة أن يعدم فمحال أن يكون فيه فعل أن
يبقى وإذا كان فيه فعل أن يبقى وأن يوجد فليس فيه قوة أن يعدم فبين إذا أن جوهر النفس ليس فيه قوة أن يفسد وأما الكائنات التي تفسد فإن الفاسد منها هو المركب المجتمع وقوة أن تفسد وأن تبقى ليس في المعنى الذي به المركب واحد بل في المادة التي هي بالقوة قابلة كلا الضدين فليس إذا في الفاسد المركب لا قوة أن يبقى ولا قوة أن يفسد فلم يجتمعا فيه وأما المادة فإما أن تكون باقية لا بقوة تستعد بها للبقاء كما يظن قوم وإما أن تكون باقية بقوة بها تبقى وليس لها قوة أن تفسد بل قوة أن تفسد لشيء آخر فيها يحدث والبسائط التي في المادة فإن قوة فسادها هو للمادة لا في جوهرها والبرهان الذي يوجب أن كل كائن فاسد من جهة تناهي قوتي البقاء والبطلان إنما يوجب فيما كونه من مادة وصورة ويكون في المادة قوة أن تبقى فيه هذه الصورة وقوة أن تفسد هي فيه معا فقد بان إذا أن النفس البتة لا تفسد وإلى هذا سقنا كلامنا وهذا ما أردناه.(1/139)
المتقدم ولكن فرض عدم المتقدم نفسه لأنه إنما افترض المتأخر معدوما بعد أن عرض للمتقدم أن عدم في نفسه. وإذا كان كذلك فيجب أن يكون السبب المعدم يعرض في جوهر النفس فيفسد معه البدن وأن لا يكون البتة البدن يفسد بسبب يخصه لكن فساد البدن يكون بسبب يخصه من تغير المزاج أو التراكيب فباطل أن تكون النفس تتعلق بالبدن تعلق المتقدم بالذات ثم يفسد البدن البتة بسبب في نفسه فليس إذا بينهما
هذا التعلق. وإذا كان الأمر على هذا فقد بطل أنحاء التعلق كلها وبقي أن لا تعلق للنفس في الوجود بالبدن بل تعلقه في الوجود بالمبادئ الأخر التي لا تستحيل ولا تبطل وأما أنها لا تقبل الفساد أصلا فأقول أن سببا آخر لا يعدم النفس البتة وذلك أن كل شيء من شأنه أن يفسد بسبب ما ففيه قوة أن يفسد وقبل الفساد فيه فعل أن يبقى ومحال أن يكون من جهة واحدة في شيء واحد قوة أن يفسد وفعل أن يبقى بل تهيؤه للفساد ليس لعلة أن يبقى فإن معنى القوة مغاير لمعنى الفعل وإضافة هذه القوة مغايرة لإضافة هذا الفعل لأن إضافة ذلك إلى الفساد وإضافة هذا إلى البقاء فإذا لأمرين مختلفين في الشيء يوجد هذان المعنيان فنقول إن الأشياء المركبة والأشياء البسيطة التي هي قائمة في المركبة يجوز أن يجتمع فيها فعل أن يبقى وقوة أن يفسد وأما في الأشياء البسيطة المفارقة الذات فلا يجوز أن يجتمع هذان الأمران وأقول بوجه آخر مطلق إنه لا يجوز أن يجتمع في شيء أحديّ الذات هذان المعنيان وذلك لأن كل شيء يبقى وله قوة أن يفسد فله قوة أيضا أن يبقى لأن بقاءه ليس بواجب ضروري وإذا لم يكن واجبا كان ممكنا والإمكان هو طبيعة القوة فإذا يكون له في جوهره قوة أن يبقى وفعل أن يبقى لا محالة ليس هو قوة أن يبقى منه وهذا بين فيكون إذا فعل أن يبقى منه أمر يعرض للشيء الذي له قوة أن يبقى منه فتلك القوّة لا تكون لذات ما بالفعل بل للشيء الذي يعرض لذاته أن يبقى بالفعل لا أنه حقيقة ذاته فيلزم من هذا أن تكون ذاته مركبة من شيء إذا وجد له كان به ذاته موجودا بالفعل وهو الصورة في كل شيء ومن شيء حصل له هذا الفعل وفي طباعه قوته وهو مادته. فإن كانت النفس بسيطة مطلقة لم تنقسم إلى مادة وصورة فلم تقبل الفساد وإن كانت مركبة فلنترك المركب ولننظر في الجوهر الذي هو مادته ولنصرف القول إلى نفس مادته ولنتكلم فيها ونقول إن تلك المادة إما أن تنقسم هكذا دائما ويثبت الكلام دائما وهذا محال وإما أن لا يبطل الشيء الذي هو الجوهر والسنخ وكلامنا في هذا الشيء الذي هو السنخ والأصل لا في شيء مجتمع منه ومن شيء آخر فبين أن كل شيء هو بسيط غير مركب أو هو أصل مركب وسنخه فهو غير مجتمع فيه فعل أن يبقى وقوة أن يعدم بالقياس إلى ذاته فإن كانت فيه قوة أن يعدم فمحال أن يكون فيه فعل أن
يبقى وإذا كان فيه فعل أن يبقى وأن يوجد فليس فيه قوة أن يعدم فبين إذا أن جوهر النفس ليس فيه قوة أن يفسد وأما الكائنات التي تفسد فإن الفاسد منها هو المركب المجتمع وقوة أن تفسد وأن تبقى ليس في المعنى الذي به المركب واحد بل في المادة التي هي بالقوة قابلة كلا الضدين فليس إذا في الفاسد المركب لا قوة أن يبقى ولا قوة أن يفسد فلم يجتمعا فيه وأما المادة فإما أن تكون باقية لا بقوة تستعد بها للبقاء كما يظن قوم وإما أن تكون باقية بقوة بها تبقى وليس لها قوة أن تفسد بل قوة أن تفسد لشيء آخر فيها يحدث والبسائط التي في المادة فإن قوة فسادها هو للمادة لا في جوهرها والبرهان الذي يوجب أن كل كائن فاسد من جهة تناهي قوتي البقاء والبطلان إنما يوجب فيما كونه من مادة وصورة ويكون في المادة قوة أن تبقى فيه هذه الصورة وقوة أن تفسد هي فيه معا فقد بان إذا أن النفس البتة لا تفسد وإلى هذا سقنا كلامنا وهذا ما أردناه.(1/140)
المتقدم ولكن فرض عدم المتقدم نفسه لأنه إنما افترض المتأخر معدوما بعد أن عرض للمتقدم أن عدم في نفسه. وإذا كان كذلك فيجب أن يكون السبب المعدم يعرض في جوهر النفس فيفسد معه البدن وأن لا يكون البتة البدن يفسد بسبب يخصه لكن فساد البدن يكون بسبب يخصه من تغير المزاج أو التراكيب فباطل أن تكون النفس تتعلق بالبدن تعلق المتقدم بالذات ثم يفسد البدن البتة بسبب في نفسه فليس إذا بينهما
هذا التعلق. وإذا كان الأمر على هذا فقد بطل أنحاء التعلق كلها وبقي أن لا تعلق للنفس في الوجود بالبدن بل تعلقه في الوجود بالمبادئ الأخر التي لا تستحيل ولا تبطل وأما أنها لا تقبل الفساد أصلا فأقول أن سببا آخر لا يعدم النفس البتة وذلك أن كل شيء من شأنه أن يفسد بسبب ما ففيه قوة أن يفسد وقبل الفساد فيه فعل أن يبقى ومحال أن يكون من جهة واحدة في شيء واحد قوة أن يفسد وفعل أن يبقى بل تهيؤه للفساد ليس لعلة أن يبقى فإن معنى القوة مغاير لمعنى الفعل وإضافة هذه القوة مغايرة لإضافة هذا الفعل لأن إضافة ذلك إلى الفساد وإضافة هذا إلى البقاء فإذا لأمرين مختلفين في الشيء يوجد هذان المعنيان فنقول إن الأشياء المركبة والأشياء البسيطة التي هي قائمة في المركبة يجوز أن يجتمع فيها فعل أن يبقى وقوة أن يفسد وأما في الأشياء البسيطة المفارقة الذات فلا يجوز أن يجتمع هذان الأمران وأقول بوجه آخر مطلق إنه لا يجوز أن يجتمع في شيء أحديّ الذات هذان المعنيان وذلك لأن كل شيء يبقى وله قوة أن يفسد فله قوة أيضا أن يبقى لأن بقاءه ليس بواجب ضروري وإذا لم يكن واجبا كان ممكنا والإمكان هو طبيعة القوة فإذا يكون له في جوهره قوة أن يبقى وفعل أن يبقى لا محالة ليس هو قوة أن يبقى منه وهذا بين فيكون إذا فعل أن يبقى منه أمر يعرض للشيء الذي له قوة أن يبقى منه فتلك القوّة لا تكون لذات ما بالفعل بل للشيء الذي يعرض لذاته أن يبقى بالفعل لا أنه حقيقة ذاته فيلزم من هذا أن تكون ذاته مركبة من شيء إذا وجد له كان به ذاته موجودا بالفعل وهو الصورة في كل شيء ومن شيء حصل له هذا الفعل وفي طباعه قوته وهو مادته. فإن كانت النفس بسيطة مطلقة لم تنقسم إلى مادة وصورة فلم تقبل الفساد وإن كانت مركبة فلنترك المركب ولننظر في الجوهر الذي هو مادته ولنصرف القول إلى نفس مادته ولنتكلم فيها ونقول إن تلك المادة إما أن تنقسم هكذا دائما ويثبت الكلام دائما وهذا محال وإما أن لا يبطل الشيء الذي هو الجوهر والسنخ وكلامنا في هذا الشيء الذي هو السنخ والأصل لا في شيء مجتمع منه ومن شيء آخر فبين أن كل شيء هو بسيط غير مركب أو هو أصل مركب وسنخه فهو غير مجتمع فيه فعل أن يبقى وقوة أن يعدم بالقياس إلى ذاته فإن كانت فيه قوة أن يعدم فمحال أن يكون فيه فعل أن
يبقى وإذا كان فيه فعل أن يبقى وأن يوجد فليس فيه قوة أن يعدم فبين إذا أن جوهر النفس ليس فيه قوة أن يفسد وأما الكائنات التي تفسد فإن الفاسد منها هو المركب المجتمع وقوة أن تفسد وأن تبقى ليس في المعنى الذي به المركب واحد بل في المادة التي هي بالقوة قابلة كلا الضدين فليس إذا في الفاسد المركب لا قوة أن يبقى ولا قوة أن يفسد فلم يجتمعا فيه وأما المادة فإما أن تكون باقية لا بقوة تستعد بها للبقاء كما يظن قوم وإما أن تكون باقية بقوة بها تبقى وليس لها قوة أن تفسد بل قوة أن تفسد لشيء آخر فيها يحدث والبسائط التي في المادة فإن قوة فسادها هو للمادة لا في جوهرها والبرهان الذي يوجب أن كل كائن فاسد من جهة تناهي قوتي البقاء والبطلان إنما يوجب فيما كونه من مادة وصورة ويكون في المادة قوة أن تبقى فيه هذه الصورة وقوة أن تفسد هي فيه معا فقد بان إذا أن النفس البتة لا تفسد وإلى هذا سقنا كلامنا وهذا ما أردناه.
فصل في بطلان القول بالتناسخ
وقد أوضحنا أن الأنفس إنما حدثت وتكثرت مع تهيؤ الأبدان على أن تهيؤ الأبدان يوجب أن يقتضي وجود النفس لها من العلل المفارقة وظهر من ذلك أن هذا لا يكون على سبيل الاتفاق والبخت حتى يكون ليس وجود النفس الحادثة لاستحقاق هذا المزاج نفسا تدبره حادثة ولكن كان يوجد نفس واتفق أن وجد معه بدن فحينئذ لا يكون للتكثر علة ذاتية البتة بل عرضية وقد عرفنا أن العلل الذاتية هي أولا ثم العرضية فإذا كان كذلك فكل بدن يستحق مع حدوث مزاجه حدوث نفس له وليس بدن يستحقه وبدن لا يستحقه إذ أشخاص الأنواع لا تختلف في الأمور التي بها تتقوم فإذا فرضنا نفسا تناسختها أبدان وكل بدن فإنه بذاته يستحق نفسا تحدث له وتتعلق به فيكون البدن الواحد فيه نفسان معا ثم العلاقة بين النفس والبدن ليس هي على سبيل الانطباع فيه كما قلنا بل علاقة الاشتغال به حتى تشعر النفس بذلك البدن وينفعل البدن عن تلك النفس وكل حيوان فإنه يستشعر نفسه نفسا واحدة هي المصرّفة والمدبرة فإن كان هناك نفس أخرى لا يشعر الحيوان بها ولا هي بنفسها
ولا تشتغل بالبدن فليس لها علاقة مع البدن لأن العلاقة لم تكن إلا بهذا النحو فلا يكون تناسخ بوجه من الوجوه وبهذا المقدار لمن أراد الاختصار كفاية فإنّ فيه كلاما طويلا.(1/141)
وقد أوضحنا أن الأنفس إنما حدثت وتكثرت مع تهيؤ الأبدان على أن تهيؤ الأبدان يوجب أن يقتضي وجود النفس لها من العلل المفارقة وظهر من ذلك أن هذا لا يكون على سبيل الاتفاق والبخت حتى يكون ليس وجود النفس الحادثة لاستحقاق هذا المزاج نفسا تدبره حادثة ولكن كان يوجد نفس واتفق أن وجد معه بدن فحينئذ لا يكون للتكثر علة ذاتية البتة بل عرضية وقد عرفنا أن العلل الذاتية هي أولا ثم العرضية فإذا كان كذلك فكل بدن يستحق مع حدوث مزاجه حدوث نفس له وليس بدن يستحقه وبدن لا يستحقه إذ أشخاص الأنواع لا تختلف في الأمور التي بها تتقوم فإذا فرضنا نفسا تناسختها أبدان وكل بدن فإنه بذاته يستحق نفسا تحدث له وتتعلق به فيكون البدن الواحد فيه نفسان معا ثم العلاقة بين النفس والبدن ليس هي على سبيل الانطباع فيه كما قلنا بل علاقة الاشتغال به حتى تشعر النفس بذلك البدن وينفعل البدن عن تلك النفس وكل حيوان فإنه يستشعر نفسه نفسا واحدة هي المصرّفة والمدبرة فإن كان هناك نفس أخرى لا يشعر الحيوان بها ولا هي بنفسها
ولا تشتغل بالبدن فليس لها علاقة مع البدن لأن العلاقة لم تكن إلا بهذا النحو فلا يكون تناسخ بوجه من الوجوه وبهذا المقدار لمن أراد الاختصار كفاية فإنّ فيه كلاما طويلا.
فصل في وحدة النفس
ونقول إن النفس ذات واحدة ولها قوى كثيرة ولو كان قوى النفس لا تجتمع عند ذات واحدة بل يكون للحس مبدأ على حدة وللغضب مبدأ على حدة ولكل واحدة من الأخرى مبدأ على حدة لكان الحس إذا ورد عليه شيء فإما أن يرد ذلك المعنى على الغضب أو الشهوة فتكون القوة التي بها تغضب بها بعينها تحس وتتخيل فتكون القوة الواحدة تصدر عنها أفعال مختلفة الأجناس أو يكون قد اجتمع الإحساس والغضب في قوة واحدة فلا يكون إذا قد تفرقا في قوتين لا مجمع لهما بل لما كانت هذه تشغل بعضها بعضا ويرد تأثير بعضها على بعض فإما أن يكون كل واحد منها من شأنه أن يستحيل باستحالة الآخر أو يكون شيء واحد هو يجمع هذه القوى وكلها تؤدي إليه فتقبل عن كلها ما يورده والقسم الأول محال لأن كل قوة فعلها خاص بالشيء الذي قيل إنه قوة له وليس يصلح كل قوة لكل فعل فقوة الغضب بما هي قوة الغضب لا تحس وقوة الحس بما هي قوة الحسّ لا تغضب فبقي القسم الثاني وهو أنها كلها تؤدي إلى مبدأ واحد فإن قال قائل إن قوة الغضب ليس تنفعل عن الصورة المحسوسة لكن الحسّ إذا أحس بالمحسوس لزمه انفعال قوة الغضب بالغضب وإن لم يكن ينفعل بصورة المحسوس فالجواب عن هذا أن ذا محال وذاك أن قوة الغضب إذا انفعلت عن قوة الحس فإما أن ينفعل عنه لأن تأثيرا وصل إليه منه وذلك التأثير هو تأثير ذلك المحسوس فيكون انفعل عن ذلك المحسوس وكلما انفعل عن المحسوس بما هو محسوس فهو حاس وإما أن يكون ينفعل عنه لا من جهة ذلك المحسوس فلا يكون الغضب من ذلك المحسوس وقد فرض من ذلك المحسوس هذا خلف وأيضا فإنا نقول إنّا لمّا أحسسنا بكذا غضبنا ويكون هذا كلاما حقا فيكون شيء واحد هو الذي أحس فغضب وهذا الشيء
الواحد إما أن يكون جسم الإنسان أو نفسه. فإن كان جسم الإنسان فإما أن يكون جملة أعضائه وإما أن يكون بعض أعضائه ولا يصح أن يكون جملة أعضائه فإنه لا يدخل في هذه اليد والرجل ولا يجوز أيضا أن يكون عضوان من أعضائه هذا أحس وهذا غضب فإنه لا يكون حينئذ شيء واحد أحس فغضب ولا أيضا عضو واحد هو عند أصحاب هذا القول موضوع للأمرين جميعا فعسى أن الحق هو أن قولنا إننا أحسسنا فغضبنا معناه أن شيئا منا أحس وشيئا منا غضب لكن مراد القائل إنا أحسسنا فغضبنا ليس أن هذا منا في شيئين بل أن الشيء الذي أدّى إليه الحس هذا المعنى عرض له أن غضب فإمّا أن يكون هذا القول بهذا المعنى كاذبا. وإما أن يكون الحق هو أن الحاس والذي يغضب شيء واحد لكن هذا القول بيّن الصدق فإذا الذي يؤدي إليه الحس محسوسه هو الذي يغضب وكونه بهذه المنزلة وإن كان جسما فليس له بما هو جسم فهو إذا له بما هو ذو قوة بها يصلح لاجتماع هذين الأمرين فيه وهذه القوة ليست طبيعية فهي إذا نفس فإذا ليس موضوع اجتماع هذين الأمرين جملة جسمنا ولا عضوين منا ولا عضوا واحدا بما هو طبيعي فبقي أن يكون المجتمع نفسا بذاتها أو جسما من جهة ما هو ذو نفس بالحقيقة فالمجتمع هو النفس ويكون ذلك النفس هو المبدأ لهذه القوى كلها ويجب أن يكون تعلقه بأي عضو يتولد فيه الحياة فمحال أن يحيا عضو بلا تعلق قوة نفسانية به وأن يكون أولى ما يتعلق بالبدن لا هذا المبدأ بل قوة تحدث بعده وإذا كان كذلك فيجب أن يكون متعلّق هذا المبدأ هو القلب لا محالة وهذا الرأي مخالفة من الفيلسوف لرأي الإلهي (أفلاطون) وفيه موضع شك وهو أنا نجد القوى النباتية تكون في النبات ولا نفس حساسة ولا نفس ناطقة ويكونان معا في الحيوان ولا نفس ناطقة فإذا كل واحد منهما قوة أخرى غير متعلقة بالآخر والذي يجب أن يعرف حتى ينحل به هذا الشك أن الأجسام العنصرية يمنعها صرفية التضاد عن قبول الحياة وكلما أمعنت في هدم صرفية التضاد وردته إلى التوسط الذي لا ضد له جعلت تقرب إلى شبه بالأجسام السماوية فتستحق بذلك القدر لقبول قوة محيية من المبدأ المفارق المدبر ثم إذا ازدادت قربا من التوسط ازدادت قبولا للحياة حتى تبلغ الغاية التي لا يمكن أن يكون(1/142)
ونقول إن النفس ذات واحدة ولها قوى كثيرة ولو كان قوى النفس لا تجتمع عند ذات واحدة بل يكون للحس مبدأ على حدة وللغضب مبدأ على حدة ولكل واحدة من الأخرى مبدأ على حدة لكان الحس إذا ورد عليه شيء فإما أن يرد ذلك المعنى على الغضب أو الشهوة فتكون القوة التي بها تغضب بها بعينها تحس وتتخيل فتكون القوة الواحدة تصدر عنها أفعال مختلفة الأجناس أو يكون قد اجتمع الإحساس والغضب في قوة واحدة فلا يكون إذا قد تفرقا في قوتين لا مجمع لهما بل لما كانت هذه تشغل بعضها بعضا ويرد تأثير بعضها على بعض فإما أن يكون كل واحد منها من شأنه أن يستحيل باستحالة الآخر أو يكون شيء واحد هو يجمع هذه القوى وكلها تؤدي إليه فتقبل عن كلها ما يورده والقسم الأول محال لأن كل قوة فعلها خاص بالشيء الذي قيل إنه قوة له وليس يصلح كل قوة لكل فعل فقوة الغضب بما هي قوة الغضب لا تحس وقوة الحس بما هي قوة الحسّ لا تغضب فبقي القسم الثاني وهو أنها كلها تؤدي إلى مبدأ واحد فإن قال قائل إن قوة الغضب ليس تنفعل عن الصورة المحسوسة لكن الحسّ إذا أحس بالمحسوس لزمه انفعال قوة الغضب بالغضب وإن لم يكن ينفعل بصورة المحسوس فالجواب عن هذا أن ذا محال وذاك أن قوة الغضب إذا انفعلت عن قوة الحس فإما أن ينفعل عنه لأن تأثيرا وصل إليه منه وذلك التأثير هو تأثير ذلك المحسوس فيكون انفعل عن ذلك المحسوس وكلما انفعل عن المحسوس بما هو محسوس فهو حاس وإما أن يكون ينفعل عنه لا من جهة ذلك المحسوس فلا يكون الغضب من ذلك المحسوس وقد فرض من ذلك المحسوس هذا خلف وأيضا فإنا نقول إنّا لمّا أحسسنا بكذا غضبنا ويكون هذا كلاما حقا فيكون شيء واحد هو الذي أحس فغضب وهذا الشيء
الواحد إما أن يكون جسم الإنسان أو نفسه. فإن كان جسم الإنسان فإما أن يكون جملة أعضائه وإما أن يكون بعض أعضائه ولا يصح أن يكون جملة أعضائه فإنه لا يدخل في هذه اليد والرجل ولا يجوز أيضا أن يكون عضوان من أعضائه هذا أحس وهذا غضب فإنه لا يكون حينئذ شيء واحد أحس فغضب ولا أيضا عضو واحد هو عند أصحاب هذا القول موضوع للأمرين جميعا فعسى أن الحق هو أن قولنا إننا أحسسنا فغضبنا معناه أن شيئا منا أحس وشيئا منا غضب لكن مراد القائل إنا أحسسنا فغضبنا ليس أن هذا منا في شيئين بل أن الشيء الذي أدّى إليه الحس هذا المعنى عرض له أن غضب فإمّا أن يكون هذا القول بهذا المعنى كاذبا. وإما أن يكون الحق هو أن الحاس والذي يغضب شيء واحد لكن هذا القول بيّن الصدق فإذا الذي يؤدي إليه الحس محسوسه هو الذي يغضب وكونه بهذه المنزلة وإن كان جسما فليس له بما هو جسم فهو إذا له بما هو ذو قوة بها يصلح لاجتماع هذين الأمرين فيه وهذه القوة ليست طبيعية فهي إذا نفس فإذا ليس موضوع اجتماع هذين الأمرين جملة جسمنا ولا عضوين منا ولا عضوا واحدا بما هو طبيعي فبقي أن يكون المجتمع نفسا بذاتها أو جسما من جهة ما هو ذو نفس بالحقيقة فالمجتمع هو النفس ويكون ذلك النفس هو المبدأ لهذه القوى كلها ويجب أن يكون تعلقه بأي عضو يتولد فيه الحياة فمحال أن يحيا عضو بلا تعلق قوة نفسانية به وأن يكون أولى ما يتعلق بالبدن لا هذا المبدأ بل قوة تحدث بعده وإذا كان كذلك فيجب أن يكون متعلّق هذا المبدأ هو القلب لا محالة وهذا الرأي مخالفة من الفيلسوف لرأي الإلهي (أفلاطون) وفيه موضع شك وهو أنا نجد القوى النباتية تكون في النبات ولا نفس حساسة ولا نفس ناطقة ويكونان معا في الحيوان ولا نفس ناطقة فإذا كل واحد منهما قوة أخرى غير متعلقة بالآخر والذي يجب أن يعرف حتى ينحل به هذا الشك أن الأجسام العنصرية يمنعها صرفية التضاد عن قبول الحياة وكلما أمعنت في هدم صرفية التضاد وردته إلى التوسط الذي لا ضد له جعلت تقرب إلى شبه بالأجسام السماوية فتستحق بذلك القدر لقبول قوة محيية من المبدأ المفارق المدبر ثم إذا ازدادت قربا من التوسط ازدادت قبولا للحياة حتى تبلغ الغاية التي لا يمكن أن يكون
أقرب منها إلى التوسط وأهدم للطرفين المتضادين فتقبل جوهرا
مقارب الشبه من وجه ما للجوهر المفارق كما قبلته الجواهر السماوية واتصلت به فيكون حينئذ ما كان يحدث فيه قبل وجوده يحدث فيه منه ومن هذا الجوهر ومثال هذا في الطبيعيات أن تتوهم مكان الجوهر المفارق نارا بل شمسا ومكان البدن جرما يتأثر عن النار وليكن كوما ما وليكن مكان النفس النباتية تسخينها إياه ومكان النفس الحيوانية إنارتها له ومكان النفس الإنسانية اشتعالها فيه نارا فنقول إن ذلك الجسم المتأثر كالكوم إن كان ليس وضعه من ذلك المؤثر فيه وضعا يقبل إضاءته وإنارته ويشتعل شيء منه عنه ولكنه يكون وضعا يقبل تسخينه ولم يقبل غير ذلك فإن كان وضعه وضعا يقبل تسخينه ومع ذلك فهو مكشوف له أو مستشف أو على نسبة إليه يستنير عنه استنارة قوية فإنه يسخن عنه ويستضيء معا فيكون الضوء الواقع فيه منه هو مبدأ أيضا مع ذلك المفارق لتسخينه فإن الشمس تسخن بالشعاع ثم إن كان الاستعداد أشد وهناك ما من شأنه أن يشتعل عن المؤثر الذي من شأنه أن يحرق بقوته أو شعاعه اشتعل فحدثت الشعلة جرما شبيها بالمفارق من وجه ثم تلك الشعلة أيضا تكون مع المفارق علة للتنوير والتسخين معا ولو بقيت وحدها لاستمر التنوير والتسخين ومع هذا فقد كان يمكن أن يوجد التسخين وحده أو التسخين والتنوير وحدهما وليس المتأخر عنهما مبدأ يفيض عنه المتقدم وكان إذا اجتمعت الجملة تصير حينئذ كل ما فرض متأخرا مبدأ أيضا للمتقدم وفائضا عنه المتقدم فهكذا فليتصور في القوى النفسانية وقد وضح لنا من ذلك أيضا أن وجود النفس مع البدن وليس حدوثها عن جسم بل عن جوهر هو صورة غير جسمية.(1/143)
أقرب منها إلى التوسط وأهدم للطرفين المتضادين فتقبل جوهرا
مقارب الشبه من وجه ما للجوهر المفارق كما قبلته الجواهر السماوية واتصلت به فيكون حينئذ ما كان يحدث فيه قبل وجوده يحدث فيه منه ومن هذا الجوهر ومثال هذا في الطبيعيات أن تتوهم مكان الجوهر المفارق نارا بل شمسا ومكان البدن جرما يتأثر عن النار وليكن كوما ما وليكن مكان النفس النباتية تسخينها إياه ومكان النفس الحيوانية إنارتها له ومكان النفس الإنسانية اشتعالها فيه نارا فنقول إن ذلك الجسم المتأثر كالكوم إن كان ليس وضعه من ذلك المؤثر فيه وضعا يقبل إضاءته وإنارته ويشتعل شيء منه عنه ولكنه يكون وضعا يقبل تسخينه ولم يقبل غير ذلك فإن كان وضعه وضعا يقبل تسخينه ومع ذلك فهو مكشوف له أو مستشف أو على نسبة إليه يستنير عنه استنارة قوية فإنه يسخن عنه ويستضيء معا فيكون الضوء الواقع فيه منه هو مبدأ أيضا مع ذلك المفارق لتسخينه فإن الشمس تسخن بالشعاع ثم إن كان الاستعداد أشد وهناك ما من شأنه أن يشتعل عن المؤثر الذي من شأنه أن يحرق بقوته أو شعاعه اشتعل فحدثت الشعلة جرما شبيها بالمفارق من وجه ثم تلك الشعلة أيضا تكون مع المفارق علة للتنوير والتسخين معا ولو بقيت وحدها لاستمر التنوير والتسخين ومع هذا فقد كان يمكن أن يوجد التسخين وحده أو التسخين والتنوير وحدهما وليس المتأخر عنهما مبدأ يفيض عنه المتقدم وكان إذا اجتمعت الجملة تصير حينئذ كل ما فرض متأخرا مبدأ أيضا للمتقدم وفائضا عنه المتقدم فهكذا فليتصور في القوى النفسانية وقد وضح لنا من ذلك أيضا أن وجود النفس مع البدن وليس حدوثها عن جسم بل عن جوهر هو صورة غير جسمية.
فصل في الاستدلال بأحوال النفس الناطقة على وجود العقل الفعال وشرحه بوجه ما
فنقول إن القوة النظرية في الإنسان أيضا تخرج من القوة إلى الفعل بإنارة جوهر هذا شأنه عليه وذلك لأن الشيء لا يخرج من القوة إلى الفعل إلا بشيء يفيده الفعل لا بذاته وهذا الفعل الذي يفيده إياه هو صورة معقولاته فإذا هاهنا شيء يفيد النفس ويطبع فيها من جوهر صور المعقولات فذات هذا الشيء
لا محالة عنده صور المعقولات وهذا الشيء إذا بذاته عقل ولو كان بالقوة عقلا لامتدّ الأمر إلى غير نهاية وهذا محال أو وقف عند شيء هو بجوهره عقل وكان هو السبب لكل ما هو بالقوّة عقل في أن يصير بالفعل عقلا وكان يكفي وحده سببا لإخراج العقول من القوة إلى الفعل وهذا الشيء يسمّى بالقياس إلى العقول التي بالقوة وتخرج منها إلى الفعل عقلا فعالا كما يسمّى العقل الهيولاني بالقياس إليه عقلا منفعلا أو يسمّى الخيال بالقياس إليه عقلا منفعلا آخر ويسمّى العقل الكائن فيما بينهما عقلا مستفادا ونسبة هذا الشيء إلى أنفسنا التي هي بالقوة عقل وإلى المعقولات التي هي بالقوة معقولات نسبة الشمس إلى أبصارنا التي هي بالقوة رائية وإلى الألوان التي هي بالقوة مرئية فإنها إذا اتصل بالمرئيات بالقوة منها ذلك الأثر وهو الشعاع عادت مرئيات بالفعل وعاد البصر رائيا بالفعل فكذلك هذا العقل الفعال يفيض منه قوة تسيح إلى الأشياء المتخيلة التي هي بالقوة معقولة لتجعلها معقولة بالفعل وتجعل العقل بالقوّة عقلا بالفعل وكما أن الشمس بذاتها مبصرة وسبب لأن تجعل المبصر بالقوة مبصرا بالفعل فكذلك هذا الجوهر هو بذاته معقول وسبب لأن يجعل سائر المعقولات التي هي بالقوة معقولة بالفعل لكن الشيء الذي هو بذاته معقول هو بذاته عقل فإن الشيء الذي هو بذاته معقول هو الصورة المجردة عن المادة وخصوصا إذا كانت مجردة بذاتها لا بغيرها وهذا الشيء هو العقل بالفعل أيضا فإذا هذا الشيء معقول بذاته أبدا بالفعل وعقل بالفعل.(1/144)
فنقول إن القوة النظرية في الإنسان أيضا تخرج من القوة إلى الفعل بإنارة جوهر هذا شأنه عليه وذلك لأن الشيء لا يخرج من القوة إلى الفعل إلا بشيء يفيده الفعل لا بذاته وهذا الفعل الذي يفيده إياه هو صورة معقولاته فإذا هاهنا شيء يفيد النفس ويطبع فيها من جوهر صور المعقولات فذات هذا الشيء
لا محالة عنده صور المعقولات وهذا الشيء إذا بذاته عقل ولو كان بالقوة عقلا لامتدّ الأمر إلى غير نهاية وهذا محال أو وقف عند شيء هو بجوهره عقل وكان هو السبب لكل ما هو بالقوّة عقل في أن يصير بالفعل عقلا وكان يكفي وحده سببا لإخراج العقول من القوة إلى الفعل وهذا الشيء يسمّى بالقياس إلى العقول التي بالقوة وتخرج منها إلى الفعل عقلا فعالا كما يسمّى العقل الهيولاني بالقياس إليه عقلا منفعلا أو يسمّى الخيال بالقياس إليه عقلا منفعلا آخر ويسمّى العقل الكائن فيما بينهما عقلا مستفادا ونسبة هذا الشيء إلى أنفسنا التي هي بالقوة عقل وإلى المعقولات التي هي بالقوة معقولات نسبة الشمس إلى أبصارنا التي هي بالقوة رائية وإلى الألوان التي هي بالقوة مرئية فإنها إذا اتصل بالمرئيات بالقوة منها ذلك الأثر وهو الشعاع عادت مرئيات بالفعل وعاد البصر رائيا بالفعل فكذلك هذا العقل الفعال يفيض منه قوة تسيح إلى الأشياء المتخيلة التي هي بالقوة معقولة لتجعلها معقولة بالفعل وتجعل العقل بالقوّة عقلا بالفعل وكما أن الشمس بذاتها مبصرة وسبب لأن تجعل المبصر بالقوة مبصرا بالفعل فكذلك هذا الجوهر هو بذاته معقول وسبب لأن يجعل سائر المعقولات التي هي بالقوة معقولة بالفعل لكن الشيء الذي هو بذاته معقول هو بذاته عقل فإن الشيء الذي هو بذاته معقول هو الصورة المجردة عن المادة وخصوصا إذا كانت مجردة بذاتها لا بغيرها وهذا الشيء هو العقل بالفعل أيضا فإذا هذا الشيء معقول بذاته أبدا بالفعل وعقل بالفعل.
في الطبيعيّات
حدّ الصورة: واسم (الصورة) مشترك بين ستة معان:
الأول: هو النوع، يطلق ويراد به النوع الذي تحت الجنس.
وحدّه بهذا المعنى حد النوع، وقد سبق في مقدمات (كتاب القياس).
الثاني: الكمال الذي به يستكمل النوع استكماله الثاني، فإنه يسمى صورة.
وحده بهذا المعنى، كل موجود في الشيء، لا كجزء منه، ولا يصح قوامه
دونه، ولأجله وجد الشيء، مثل العلوم والفضائل في الإنسان.(1/145)
وحده بهذا المعنى، كل موجود في الشيء، لا كجزء منه، ولا يصح قوامه
دونه، ولأجله وجد الشيء، مثل العلوم والفضائل في الإنسان.
الثالث: ماهية الشيء كيف كان قد تسمّى صورة.
فحدّه بهذا المعنى، كل موجود في الشيء لا كجزء منه، ولا يصح قوامه دونه كيف كان.
الرابع: الحقيقة التي تقوم المحل بها.
وحده بهذا المعنى: أنه الموجود في شيء آخر لا كجزء منه، ولا يصح وجوده مفارقا له. لكن وجوده هو بالفعل حاصل له، مثل صورة الماء في هيولى الماء، إنما يقوم بالفعل بصورة الماء، أو بصورة أخرى حكمها حكم صورة الماء.
والصورة التي تقابل ب (الهيولى) هي هذه الصورة.
الخامس: الصورة التي تقوم النوع تسمى صورة.
وحده بهذا المعنى: أنه الموجود في شيء لا كجزء منه، ولا يصح قوامه مفارقا له. ولا يصح قوام ما فيه دونه، إلّا أن النوع الطبيعي يحصل به، كصورة الإنسانية والحيوانية، في الجسم الطبيعي الموضوع له.
السادس: الكمال المفارق، وقد يسمى صورة، مثل النفس للإنسان.
وحده بهذا المعنى: أنه جزء غير جسماني، مفارق، يتم به وبجزء جسماني نوع طبيعي.
حد الهيولى: أما الهيولى المطلقة، فهي جوهر، وجوده بالفعل إنما يحصل بقبوله الصورة الجسمانية (كقوة قابلة للصور) وليس له في ذاته صورة، إلّا بمعنى القوة، وهو الآن عندهم قسيم (الجسم) المنقسم بالقسمة المعنوية لست.
أقول بالقسمة الكمية المقدارية إلى الصورة والهيولى، والقول في إثبات ذلك طويل ودقيق.
وقد يقال (هيولى) لكل شيء من شأنه أن يقبل كمالا وأمرا ما، ليس فيه، فيكون بالقياس إلى ما ليس فيه (هيولى) وبالقياس إلى ما فيه (موضوع).
فمادة السرير (موضوع) لصورة السرير، (هيولي) لصورة الرمادية، التي تحصل بالاحتراق.
الموضوع: قد يقال لكل شيء من شأنه أن يكون له كمال ما، وكان ذلك الكمال حاضرا، وهو الموضوع له.
ويقال (موضوع) لكل محل متقوم بذاته، مقوم لما يحله.(1/146)
الموضوع: قد يقال لكل شيء من شأنه أن يكون له كمال ما، وكان ذلك الكمال حاضرا، وهو الموضوع له.
ويقال (موضوع) لكل محل متقوم بذاته، مقوم لما يحله.
كما يقال (هيولى) للمحل الغير المتقوم بذاته، بل بما يحله.
ويقال (موضوع) لكل معنى يحكم عليه بسلب أو إيجاب، وهو الذي يقابل (المحمول).
المادة: قد تقال اسما مرادفا للهيولى.
ويقال (مادة) لكل موضوع يقبل الكمال باجتماعه إلى غيره، ووروده عليه يسيرا، مثل (المني) و (الدم) لصورة الحيوان فربما كان ما يجامعه من نوعه، وربما لم يكن من نوعه.
العنصر: اسم للأصل الأول في الموضوعات، فيقال (عنصر) للمحل الأول الذي باستحالته يقبل صورا، تتنوع بها الكائنات الحاصلة منه.
إما مطلقا، وهو العقل الأول.
وإما بشرط الجسمية، وهو المحل الأول من الأجسام الذي تتكون عنه سائر الأجسام الكائنة لقبول صورها.
الأسطقس: هو الجسم الأول الذي باجتماعه إلى أجسام أول مخالفة له في النوع، يقال له (أسطقس) فلذلك قيل: إنه آخر ما ينتهي إليه تحلل الأجسام، فلا توجد عند الانقسام إليه قسمة إلا إلى أجزاء متشابهة.
الركن: هو جوهر بسيط، وهو جزء ذاتي للعالم مثل الأفلاك والعناصر.
ف (الشيء) بالقياس إلى العالم (ركن).
وبالقياس إلى ما يتركب منه (أسطقس).
وبالقياس إلى ما تكون عنه (عنصر) سواء كان كونه عنه بالتركيب والاستحالة معا، أو بالاستحالة المجردة عنه فإن (الهواء) عنصر السحاب بتكاثفه، وليس (أسطقسا) له.
وهو (أسطقس) و (عنصر) للنبات.
والفلك: هو ركن وليس ب (أسطقس) ولا (عنصر) لصورة.
ولصورته موضوع، وليس له (عنصر) مهما عني بالموضوع محل، لأمر هو فيه بالفعل، ولم يعن به محل متقدم.
وهذه الأسماء التي هي (الهيولي) و (الموضوع) و (العنصر) و (المادة)
و (الاسطقس) و (الركن) قد تستعمل على سبيل الترادف، فيبدل بعضها مكان بعض بطريق المسامحة، حيث يعرف المراد بالقرينة.(1/147)
وهذه الأسماء التي هي (الهيولي) و (الموضوع) و (العنصر) و (المادة)
و (الاسطقس) و (الركن) قد تستعمل على سبيل الترادف، فيبدل بعضها مكان بعض بطريق المسامحة، حيث يعرف المراد بالقرينة.
فالحجر إذا هوى إلى أسفل، فليس يهوي لكونه جسما، بل لمعنى آخر يفارقه سائر الأجسام فيه، فهو معنى به يفارق النار التي تميل إلى فوق، وذلك المعنى مبدأ لهذا النوع من الحركة، ويسمى (طبيعة).
وقد يسمى نفس الحركة طبيعة، فيقال: طبيعة الحجر، الهوي.
وقد يقال: (طبيعة) ل (العنصر) و (الصورة الذاتية).
والأطباء يطلقون لفظ (الطبيعة) على (المزاج) وعلى (الحرارة الغريزية) وعلى (هيئات الأعضاء) وعلى (الحركات) وعلى (النفس النباتية).
ولكل واحد، حدّ آخر ليس يتعلق الغرض به فلذلك اقتصرنا على الأول.
الطبع: هو كل هيئة يستكمل بها نوع من الأنواع، فعلية كانت أو انفعالية، وكأنها أعم من الطبيعة.
وقد يكون الشيء عن (الطبيعة) وليس ب (الطبع) مثل الإصبع الزائدة.
ويشبه أن يكون هو ب (الطبع) بحسب الطبيعة الشخصية، وليست ب (الطبع) بحسب الطبيعة الكلية.
ولعموم الطبع ل (الفعل) و (الانفعال) كان أعم من الطبيعة التي هي مبدأ فعلي.
الجسم: اسم مشترك قد يطلق على المسمّى به، من حيث إنه متصل محدود ممسوح في أبعاد ثلاثة بالقوة، أعني أنه ممسوح ب (القوة) وإن لم يكن ب (الفعل).
وقد يقال (جسم) ل (صورة) يمكن أن يعرض فيها أبعاد، كيف نسبت طولا وعرضا وعمقا، ذات حدود متعينة.
وهذا يفارق الأول في أنه لو لم يشترط كون الجملة محدودا، ممسوحا بالقوة أو بالفعل، أو اعتقد أن أجسام العالم لا نهاية لها، لكان كل جزء منها يسمّى (جسما) بهذا الاعتبار.(1/148)
وقد يقال (جسم) ل (صورة) يمكن أن يعرض فيها أبعاد، كيف نسبت طولا وعرضا وعمقا، ذات حدود متعينة.
وهذا يفارق الأول في أنه لو لم يشترط كون الجملة محدودا، ممسوحا بالقوة أو بالفعل، أو اعتقد أن أجسام العالم لا نهاية لها، لكان كل جزء منها يسمّى (جسما) بهذا الاعتبار.
ويقال (جسم) لجوهر مؤلف من (هيولى) و (صورة) وهو بالصفة التي ذكرناها فتسمّى (جسما) بهذا الاعتبار.
والفرق بين (الكم) وهذه (الصورة) أن قطعة من الماء والشمع كلما بدّلت أشكالها، تبدلت فيها الأبعاد المحدودة الممسوحة، ولم يبق واحد منها بعينه، واحدا بالعدد، وبقيت الصورة القابلة لهذه الأحوال، واحدة بالعدد من غير تبدل.
و (الصورة) القابلة لهذه الأحوال، هي جسمية.
وكذلك إذا تكاثف الجسم مثلا، كانقلاب الهواء ب (التكاثف) سحابا، أو ماء، أو تخلخل مثلا الجمد، لما يستحيل صورته الجسمية، واستحال إبعاده.
ومقداره.
ولهذا يظهر الفرق:
بين (الصورة الجسمية) التي هي من باب (الكم).
وبين (الصورة) التي هي من باب (الجوهر).
الجوهر: اسم مشترك:
يقال (جوهر) لذات كل، ك (الإنسان) أو ك (البياض) فيقال: جوهر البياض وذاته، ويقال (جوهر) لكل موجود، وذاته لا يحتاج في الوجود إلى ذات آخر تقارنها، حتى يكون بالفعل. وهو معنى قولهم: الجوهر قائم بنفسه.
ويقال (جوهر) لما كان بهذه الصفة، وكان من شأنه أن يقبل الأضداد بتعاقبها عليه.
ويقال (جوهر) لكل ذات وجوده ليس في موضوع، وعليه اصطلاح الفلاسفة القدماء.
وقد سبق الفرق بين الموضوع والمحل فيكون معنى قولهم:(1/149)
ويقال (جوهر) لكل ذات وجوده ليس في موضوع، وعليه اصطلاح الفلاسفة القدماء.
وقد سبق الفرق بين الموضوع والمحل فيكون معنى قولهم:
الموجود لا في موضوع: الموجود غير مقارن الوجود لمحل قائم بنفسه مقوم له.
ولا بأس بأن يكون في محل لا يتقوم المحل دونه بالفعل فإنه وإن كان في محل، فليس في موضوع.
ف (كل موجود)، وإن كان كالبياض، والحرارة، والحركة، والعلم، فهو جوهر بالمعنى الأول.
و (المبدأ الأول جوهر) بالمعاني كلها. إلّا بالوجه الثالث، وهو تعاقب الأضداد، نعم قد يتحاشى عن إطلاق لفظ الجوهر عليه تأدبا من حيث الشرع.
و (الهيولى) جوهر بالمعنى الرابع، والثالث، وليس جوهرا بالمعنى الثاني.
و (الصورة) جوهر بالمعنى الرابع، وليس جوهرا بالمعنى الثاني والثالث.
والمتكلمون يخصصون اسم (الجوهر) ب (الجوهر الفرد المتحيّز الذي لا ينقسم).
ويسمون المنقسم (جسما) لا (جوهرا) وبحكم ذلك يمتنعون عن إطلاق اسم الجوهر على المبدأ الأول. عزّ وجلّ، والمشاحة في الأسماء بعد إيضاح المعاني دأب ذوي القصور.
العرض: اسم مشترك فيقال لكل موجود في محل (عرض).
ويقال (عرض) لكل موجود في موضوع.
ويقال (عرض) للمعنى الكلي المفرد المحمول على كثيرين حملا غير مقوم، وهو العرض الذي قابلناه بالذاتي في كتاب (مقدمات القياس).
ويقال (عرض) لكل معنى موجود للشيء خارج عن طبعه.
ويقال (عرض) لكل معنى يحمل على الشيء لأجل وجوده في آخر يفارقه.
ويقال (عرض) لكل معنى وجوده في أول الأمر لا يكون.
ف (الصورة) عرض بالمعنى الأول فقط، وهو الذي يعنيه المتكلم إذا ما قابله ب (الجوهر).
و (الأبيض) أي الشيء ذو البياض، الذي يحمل على الثلج، والجص، والكافور، ليس هو عرضا بالوجه الأول والثاني، وهو عرض بالوجه الثالث وذلك لأن هذا الأبيض الذي هو نوع محمول، غير مقوم. وهو جوهر ليس في موضوع ولا محل.(1/150)
ف (الصورة) عرض بالمعنى الأول فقط، وهو الذي يعنيه المتكلم إذا ما قابله ب (الجوهر).
و (الأبيض) أي الشيء ذو البياض، الذي يحمل على الثلج، والجص، والكافور، ليس هو عرضا بالوجه الأول والثاني، وهو عرض بالوجه الثالث وذلك لأن هذا الأبيض الذي هو نوع محمول، غير مقوم. وهو جوهر ليس في موضوع ولا محل.
ف (البياض) هو الحال في محل وموضوع. و (البياض) لا يحمل على الثلج، فلا ثلج بياض، بل يقال (أبيض) ومعناه أنه (شيء ذو) و (أبيض) فلا يكون هذا حملا مقوما.
وحركة الحجر إلى أسفل، عرض بالوجه الأول، والثاني، والثالث، وليس عرضا بالوجه الرابع، والخامس، والسادس.
بل حركته إلى فوق عرض، بجميع هذه الوجوه.
وحركة القاعد في السفينة عرض بالوجه السادس، والرابع.
الفلك: عندهم جسم بسيط كريّ غير قابل للكون والفساد، متحرك بالطبع على الوسط، مشتمل عليه.
الكوكب: جسم بسيط كري مكانه الطبيعي نفس الفلك، من شأنه أن يكون غير قابل للكون والفساد، متحرك على الوسط، غير مشتمل عليه.
الشمس: كوكب هو أعظم الكواكب كلها جرما، وأشدها ضوءا، ومكانه الطبيعي في الكرة الرابعة.
القمر: هو كوكب مكانه الطبيعي في الأسفل، من شأنه أن يقبل النور من الشمس على أشكال مختلفة. ولونه الذاتي إلى السواد.
النار: جسم بسيط طباعه أن يكون حارّا يابسا، متحركا بالطبع عن الوسط، يستقر تحت كرة القمر.
الهواء: جرم بسيط، طباعه أن يكون حارّا رطبا، مشفا لطيفا، متحركا إلى المكان الذي تحت كرة النار، فوق كرة الأرض.
الماء: جرم بسيط طباعه أن يكون باردا رطبا مشفّا، متحركا إلى المكان الذي تحت كرة الهواء، وفوق كرة الأرض.(1/151)
الهواء: جرم بسيط، طباعه أن يكون حارّا رطبا، مشفا لطيفا، متحركا إلى المكان الذي تحت كرة النار، فوق كرة الأرض.
الماء: جرم بسيط طباعه أن يكون باردا رطبا مشفّا، متحركا إلى المكان الذي تحت كرة الهواء، وفوق كرة الأرض.
الأرض: جسم بسيط طباعه أن يكون باردا، يابسا، متحركا إلى الوسط، نازلا فيه.
العالم: هو مجموع الأجسام الطبيعية البسيطة كلها.
ويقال (عالم) لكل جملة موجودات متجانسة، كقولهم: (عالم الطبيعة) و (عالم النفس) و (عالم العقل).
الحركة: كمال أول بالقوة، من جهة ما هو بالقوة، وإن شئت قلت: هو خروج من القوة إلى الفعل، لا في آن واحد.
وكل تغيّر عندهم يسمّى (حركة).
وأما حركة الكل فهو حركة الجرم الأقصى على الوسط، مشتملة على جميع الحركات التي على الوسط، وأسرع منها.
الدهر: هو المعنى المعقول، من إضافة الثبات إلى النفس في الزمان كله.
الزمان: هو مقدار الحركة، موسوم من جهة التقدم والتأخر.
الآن: هو ظرف يشترك فيه الماضي، والمستقبل من الزمان.
وقد يقال: إن الزمان صغير المقدار عن الوهم، متصل بالآن الحقيقي من جنسه.
المكان: هو السطح الباطن من الجوهر الحاوي، المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوي.
وقد يقال (مكان) للسطح الأسفل الذي يستقر عليه شيء يقله.
ويقال (مكان) بمعنى ثالث، إلا أنه غير موجود. وهو أبعاد متناهية كأبعاد المتمكن يدخل فيها أبعاد المتمكن.
وإن كان يجوز أن يلفى من غير المتمكن، كان هو (الخلاء).
وإن كان لا يجوز إلا أن يشغلها جسم موجود فيه، فليس ب (خلاء).
الخلاء: بعد يمكن أن يفرض فيه أبعاد ثلاثة قوائم. لا في مادة، من شأنه
أن يملأه جسم، وأن يخلو عنه.(1/152)
الخلاء: بعد يمكن أن يفرض فيه أبعاد ثلاثة قوائم. لا في مادة، من شأنه
أن يملأه جسم، وأن يخلو عنه.
ومهما لم يكن هذا موجودا، كان هذا الحد شرحا للاسم.
الملأ: هو جسم من جهة ما تمانع أبعاده دخول جسم آخر فيه.
العدم: الذي هو أحد المبادئ للحوادث، هو الّا يكون في شيء ذات شيء من شأنه أن يقبله ويكون فيه.
السكون: هو عدم الحركة فيما من شأنه أن يتحرك، بأن يكون هو في حالة واحدة، من:
(الكم) و (الكيف) و (الأين) و (الوضع) زمانا، فيوجد عليه في آنين.
السرعة: كون الحركة قاطعة لمسافة طويلة في زمان قصير.
البطء: كون الحركة قاطعة لمسافة قصيرة في زمان طويل.
الاعتماد والميل: هو كيفية بها يكون الجسم مدافعا لما يمنعه عن الحركة إلى جهته.
الخفة: قوة طبيعية يتحرك بها الجسم عن الوسط بالطبع.
الثقل: قوة طبيعية يتحرك بها الجسم إلى الوسط بالطبع.
الحرارة: كيفية فعلية محركة لما تكون فيه إلى فوق لإحداثها الخفة، فيعترض أن تجمع المتجانسات، وتفرق المختلطات، وتحدث تخلخلا، من باب (الكيف) في (الكيف). وتكاثفا من باب الوضع فيه بتحليله وتصعيده اللطيف.
البرودة: كيفية فعلية تفعل جمعا بين المتجانسات، وغير المتجانسات، بحصرها الأجسام، بتقليصها وعقدها اللذين من باب الكيف.
الرطوبة: كيفية انفعالية بها يقبل الجسم الحصر والتشكيل الغريب بسهولة، ولا يحفظ ذلك. بل يرجع إلى شكل نفسه ووضعه الذي بحسب حركة جرمه في الطبع.
اليبوسة: كيفية انفعالية، لجسم عسير الحصر والتشكيل الغريب، عسر الترك له، والعود إلى شكله الطبيعي.
الخشن: هو جرم سطّحه ينقسم إلى أجزاء مختلفة الوضع.
الأملس: هو جرم سطحه ينقسم إلى أجزاء متساوية الوضع.
الصلب: هو الجرم الذي لا يقبل دفع سطحه إلى داخل إلا بعسر.(1/153)
الأملس: هو جرم سطحه ينقسم إلى أجزاء متساوية الوضع.
الصلب: هو الجرم الذي لا يقبل دفع سطحه إلى داخل إلا بعسر.
اللين: هو الجرم الذي يقبل ذلك.
الرخو: جرم ليس سريع الانفصال.
المشف: جرم ليس له في ذاته لون، ومن شأنه يرى بتوسط ما وراءه.
التخلخل: اسم مشترك.
يقال (تخلخل) لحركة الجسم من مقدار إلى مقدار أكبر، يلزمه أن يصير قوامه أرق.
ويقال (تخلخل) لكيفية هذا القوام.
ويقال (تخلخل) لحركة أجزاء الجسم عن تقارب بينها إلى تباعد، فيتخللها جرم أرق منها.
وهذه حركة في الوضع. والأول في الكم. ويقال (تخلخل) لنفس وضع أجزاء هذا.
ويفهم حدّ (التكاثف): من حد التخلخل، ويعلم أنه مشترك يقع على أربعة معان مقابلة لتلك المعاني.
واحدة منها حركة في الكم. والآخر كيفية.
والثالث حركة في الوضع.
والرابع: وضع.
الاجتماع: وجود أشياء كثيرة يعمها معنى واحد.
والافتراق: مقابله.
المتجانسان: هما اللذان لهما تشابه معا في الوضع، وليس يجوز أن يقع بينهما ذو وضع.
المداخل: هو الذي يلاقي الآخر بكليته، حتى يكفيهما مكان واحد.
المتصل: اسم مشترك يقال لثلاثة معان:
أحدها: هو الذي يقال له (متصل في نفسه) الذي هو فصل من فصول الكم.
وحده: أنه ما من شأنه أن يوجد بين أجزائه حدّ مشترك.(1/154)
أحدها: هو الذي يقال له (متصل في نفسه) الذي هو فصل من فصول الكم.
وحده: أنه ما من شأنه أن يوجد بين أجزائه حدّ مشترك.
ورسمه: أنه القابل للانقسام بغير نهاية.
والثاني والثالث: هما بمعنى المتصل.
وأولهما: من عوارض الكم المتصل، بالمعنى الأول، من جهة ما هو كم متصل، وهو أن المتصلين هما اللذان نهايتاهما واحدة.
والثالث: شركة في الوضع، ولكن مع وضع.
وذلك أن كل ما نهايته ونهاية شيء آخر واحد بالفعل، يقال: إنه متصل، مثل خطّي زاوية.
والمعنى الثالث: هو من عوارض الكم المتصل من جهة ما هو في مادة، وهو أن المتصلين بهذا المعنى، هما اللذان نهاية كل واحد منهما ملازم لنهاية الآخر، في الحركة، وإن كان غيره بالفعل.
مثل اتصال الأعضاء بعضها ببعض، واتصال الرباطات بالعظام.
وبالجملة: كل مماس ملازم عسير القبول للانفصال الذي هو مقابل للمماسة.
الاتحاد: اسم مشترك.
فيقال (اتحاد) لاشتراك أشياء في محمول واحد ذاتي أو عرضي.
مثل اتحاد (الكافور) و (الثلج) في البياض.
و (الإنسان) و (الثور) في الحيوانية.
ويقال (اتحاد) لاشتراك محمولات في موضوع واحد، مثل اتحاد (الطعم) و (الرائحة) في التفاح.
ويقال (اتحاد) لاجتماع الموضوع والمحمول في ذات واحدة، كجزئي الإنسان من (البدن) و (النفس).
ويقال (اتحاد) لاجتماع أجسام كثيرة:
إما بالتتالي كالمائدة.
وإما بالجنس كالكرسي والسرير.
وإما باتصال أعضاء الحيوان.
وأحق هذا الباب باسم (الاتحاد) هو حصول جسم واحد بالعدد، من اجتماع أجسام كثيرة، لبطلان خصوصياتها لأجل ارتفاع حدودها المنفردة، وبطلان استقلالاتها بالاتصال.(1/155)
وإما باتصال أعضاء الحيوان.
وأحق هذا الباب باسم (الاتحاد) هو حصول جسم واحد بالعدد، من اجتماع أجسام كثيرة، لبطلان خصوصياتها لأجل ارتفاع حدودها المنفردة، وبطلان استقلالاتها بالاتصال.
التتالي: كون الأشياء التي لها وضع، ليس بينها شيء آخر من جنسها.
التوالي: هو كون شيء بعد شيء بالقياس إلى مبدأ محدود، وليس بينهما شيء من بابهما.
الإلهيات الحدود المفصلة
اعلم أن الأشياء التي يمكن تحديدها، لا نهاية لها لأن العلوم التصديقية غير متناهية، وهي تابعة للتصورية. فأقل ما يشتمل عليه التصديق تصوران.
وعلى الجملة: فكل ما له اسم يمكن:
تحرير حدّه أو رسمه * أو شرح اسمه وإذا لم يكن في الاستقصاء مطمع، فالأولى الاقتصار على القوانين المعرفة لطريقه.
وقد حصل ذلك بالفن الأول. ولكن أوردنا حدودا مفصلة لفائدتين:
إحداهما: أن تحصل الدربة بكيفية تحرير الحد وتأليفه فإن الامتحان والممارسة للشيء تفيد قوة عليه لا محالة.
والثاني: أن يقع الاطلاع على معاني أسماء أطلقها الفلاسفة، وقد أوردناها في كتاب (تهافت الفلاسفة) إذ لم يمكن مناظرتهم إلا بلغتهم وعلى حكم اصطلاحهم.
وإذا لم يفهم ما أرادوه، لا يمكن مناظرتهم، فقد أوردنا حدود ألفاظ أطلقوها في (الإلهيات والطبيعيات)، وشيئا قليلا من الرياضيات، فلتؤخذ هذه الحدود على أنها شرح للاسم.
فإن قام البرهان على أن ما شرحوه، هو كما شرحوه، اعتقد حدّا، وإلّا اعتقد شرحا للاسم، كما حد نقول:(1/156)
وإذا لم يفهم ما أرادوه، لا يمكن مناظرتهم، فقد أوردنا حدود ألفاظ أطلقوها في (الإلهيات والطبيعيات)، وشيئا قليلا من الرياضيات، فلتؤخذ هذه الحدود على أنها شرح للاسم.
فإن قام البرهان على أن ما شرحوه، هو كما شرحوه، اعتقد حدّا، وإلّا اعتقد شرحا للاسم، كما حد نقول:
حدّ الجن: حيوان هوائي ناطق، مشفّ الجرم، من شأنه أن يتشكل بأشكال مختلفة، فيكون هذا شرحا للاسم في تفاهم الناس.
فأما وجود هذا الشيء على هذا الوجه فيعرف بالبرهان فإن دلّ على وجوده كان حدّا، بحسب الذات. وإن لم يدل عليه بل دلّ على أن الجن المراد في الشرع الموصوف بوصفه، أمر آخر، أخذ هذا شرحا للاسم في تفاهم الناس.
وكما نقول في:
حدّ الخلاء: إنه بعد يمكن أن يفرض فيه أبعاد ثلاثة، قائم لا في مادة، من شأنه أن يملأه جسم ويخلو عنه.
وربما يدل الدليل على أن ذلك محال وجوده، فيؤخذ على أنه شرح للاسم في إطلاق النظار.
وإنما قدمنا هذه المقدمة لتعلم أن ما نورده من الحدود شرح لما أراده الفلاسفة بالإطلاق، لا حكم بأن ما ذكروه هو على ما ذكروه.
فإن ذلك ربما يتوقف على النظر في موجب البرهان عليه.
والمستعمل في الإلهيات خمسة عشر لفظا:
وهو (الباري تعالى) المسمّى بلسانهم (المبدأ الأول) و (العقل) / و (النفس) / و (العقل الكلي) و (عقل الكل) / و (النفس الكلية) / و (نفس الكل) و (الملك) / و (العلة) / و (المعلول) و (الإبداع) / و (الخلق) / و (الإحداث) و (القديم)
* أما (الباري): عز وجل فزعموا: أنه لا حدّ له، ولا رسم له لأنه لا جنس له، ولا فصل له، ولا عوارض تلحقه.(1/157)
وهو (الباري تعالى) المسمّى بلسانهم (المبدأ الأول) و (العقل) / و (النفس) / و (العقل الكلي) و (عقل الكل) / و (النفس الكلية) / و (نفس الكل) و (الملك) / و (العلة) / و (المعلول) و (الإبداع) / و (الخلق) / و (الإحداث) و (القديم)
* أما (الباري): عز وجل فزعموا: أنه لا حدّ له، ولا رسم له لأنه لا جنس له، ولا فصل له، ولا عوارض تلحقه.
والحد يلتئم بالجنس والفصل.
والرسم بالجنس والعوارض الفاصلة.
وكل ذلك تركيب، ولكن له قول يشرح اسمه، وهو أنه:
الموجود، الواجب الوجود، الذي لا يمكن أن يكون وجوده من غيره، ولا يكون وجود لسواه إلا فائضا عن وجوده، وحاصلا به، إما بواسطة، أو بغير واسطة.
ويتبع هذا الشرح أنه الموجود الذي لا يتكثر لا بالعدد ولا بالمقدار ولا بأجزاء القوام، كتكثر الجسم ب (الصورة) و (الهيولى) ولا بأجزاء الحد كتكثر الإنسان ب (الحيوانية) و (النطق).
ولا بأجزاء الإضافة.
ولا يتغير لا في الذات، ولا في لواحق الذات.
وما ذكروه يشتمل على نفي الصفات، ونفي الكثرة فيها.
وذلك مما يخالفون فيه.
فهذا شرح اسم الباري، والمبدأ الأول، عندهم.
وأما (العقل) فهو اسم مشترك.
تطلقه الجماهير والفلاسفة والمتكلمون على وجوه مختلفة، لمعان مختلفة، والمشترك لا يكون له حدّ جامع.
أما الجماهير: فيطلقونه على ثلاثة أوجه:
الأول: يراد به صحة الفطرة الأولى في الناس، فيقال: لمن صحت فطرته الأولى: إنه (عاقل) فيكون حده أنه:
قوة بها يجود التمييز بين الأمور القبيحة والحسنة.
الثاني: يراد به ما يكتسبه الإنسان بالتجارب من الأحكام الكلية، فيكون حده أنه:
معان مجتمعة في الذهن، تكون مقدمات تستنبط بها المصالح والأغراض.
الثالث: معنى آخر يرجع إلى وقار الإنسان وهيئته، ويكون حدّه أنه:
هيئة محمودة للإنسان في حركاته، وسكناته وهيئاته، وكلامه، واختياره.(1/158)
الثالث: معنى آخر يرجع إلى وقار الإنسان وهيئته، ويكون حدّه أنه:
هيئة محمودة للإنسان في حركاته، وسكناته وهيئاته، وكلامه، واختياره.
ولهذا الاشتراك يتنازع الناس في تسمية الشخص الواحد عاقلا.
فيقول واحد:
هذا عاقل، ويعني به صحة الغريزة.
ويقول الآخر:
ليس بعاقل، ويعني به عدم التجارب، وهو المعنى الثاني.
وأما الفلاسفة فاسم العقل عندهم مشترك يدل على ثمانية معان مختلفة.
(العقل) الذي يريده المتكلمون. و (العقل النظري) و (العقل العملي) / و (العقل الهيولاني) و (العقل بالملكة) / و (العقل بالفعل) و (العقل المستفاد) / و (العقل الفعال) فأما الأول: فهو الذي ذكره (أرسطوطاليس) في كتاب (البرهان) وفرق بينه وبين (العلم).
ومعنى هذا (العقل) هو التصورات والتصديقات الحاصلة للنفس بالفطرة و (العلم) ما يحصل للنفس بالاكتساب، ففرقوا بين المكتسب والفطري، فيسمى أحدهما (عقلا) والآخر (علما).
وهو اصطلاح محض.
وهذا المعنى هو الذي حد (المتكلمون) (العقل) به إذ قال القاضي أبو بكر الباقلاني في حد العقل:
إنه علم ضروري بجواز الجائزات، واستحالة المستحيلات، كالعلم باستحالة كون الشيء الواحد قديما وحديثا.
واستحالة كون الشخص الواحد في مكانين.
وأما سائر العقول فذكرها الفلاسفة في (كتاب النفس).
أما العقل النظري: فهو قوة للنفس تقبل ماهيات الأمور الكلية، من جهة ما هي كلية.
وهي احتراز عن الحس لا يقبل إلا الأمور الجزئية.(1/159)
أما العقل النظري: فهو قوة للنفس تقبل ماهيات الأمور الكلية، من جهة ما هي كلية.
وهي احتراز عن الحس لا يقبل إلا الأمور الجزئية.
وكذا الخيال.
وكان هذا هو المراد بصحة الفطرة الأصلية عند الجماهير كما سبق.
وأما العقل العملي: فقوة للنفس، هي مبدأ التحريك للقوة الشوقية إلى ما تختاره من الجزئيات لأجل غاية مظنونة، أو معلومة.
وهذه قوة محركة، وليست من جنس العلوم، وإنما سميت عقلية لأنها مؤتمرة للعقل، مطيعة لإشاراته بالطبع، فكم من عاقل يعرف أنه مستضر باتباع شهواته ولكنه يعجز عن المخالفة للشهوة، لا لقصور في عقله النظري، بل لفتور هذه القوة، التي سميت (العقل العملي).
وإنما تقوى هذه القوة بالرياضة والمجاهدة، والمواظبة على مخالفة الشهوات.
ثم للقوة النظرية أربعة أحوال:
الأولى: أن لا يكون لها شيء من المعلومات حاصلة، وذلك للصبي الصغير ولكن فيه مجرد الاستعداد، فيسمّى هذا (عقلا هيولانيا).
الثانية: أن ينتهي الصبي إلى حدّ التمييز، فيصير ما كان بالقوة البعيدة، بالقوة القريبة فإنه مهما عرض عليه الضروريات، وجد نفسه مصدقا بها، لا كالصبي الذي هو ابن مهد، وهذا يسمّى (العقل بالملكة). الثالثة: أن تكون المعقولات النظرية حاصلة في ذهنه، ولكنه غافل عنها، ولكن متى شاء أحضرها بالفعل، ويسمّى (عقلا بالفعل).
الرابعة: (العقل المستفاد) وهو أن تكون تلك المعلومات حاضرة في ذهنه، وهو يطالعها ويلابس التأمل فيها. وهو العلم الموجود بالفعل، الحاضر.
فحدّ العقل الهيولاني: أنه: قوة للنفس مستعدة لقبول ماهيات الأشياء، مجردة عن المواد، وبها يفارق الصبي الفرس، وسائر الحيوانات، لا بعلم حاضر، ولا بقوة قريبة من العلم.
وحد العقل بالملكة: أنه استكمال العقل الهيولاني، حتى يصبر بالقوة القريبة من الفعل.
وحد العقل بالفعل: أنه استكمال للنفس بصور ما، أي صور معقولة، حتى متى شاء عقلها، أو أحضرها بالفعل.(1/160)
وحد العقل بالملكة: أنه استكمال العقل الهيولاني، حتى يصبر بالقوة القريبة من الفعل.
وحد العقل بالفعل: أنه استكمال للنفس بصور ما، أي صور معقولة، حتى متى شاء عقلها، أو أحضرها بالفعل.
وحد العقل المستفاد: أنه ماهية مجردة عن المادة، مرتسمة في النفس على سبيل الحصول من خارج.
وأما العقول الفعالة، فهي نمط آخر.
والمراد بالعقل الفعال: كل ماهية مجردة عن المادة أصلا.
فحد العقل الفعال: أما من جهة ما هو عقل أنه:
جوهر صوري، ذاته ماهية مجردة في ذاتها لا بتجريد غيرها لها عن المادة، وعن علائق المادة، بل هي ماهية كلية موجودة.
فأما من جهة ما هو فعل فإنه:
جوهر بالصفة المذكورة، من شأنه أن يخرج العقل الهيولاني. من القوة إلى الفعل، بإشرافه عليه.
وليس المراد ب (الجوهر) المتحيز، كما يريده المتكلمون، بل ما هو قائم بنفسه، لا في موضوع.
و (الصوري) احتراز عن (الجسم) وما في المواد.
وقولهم (لا بتجريد غيره) احتراز عن المعقولات المرتسمة في النفس، من أشخاص الماديات فإنها مجردة بتجريد العقل إياها، لا بتجريدها في ذاتها.
والعقل الفعال: المخرج لنفوس الآدميين في العلوم من القوة إلى الفعل، نسبته إلى المعقولات والقوة العاقلة، نسبة الشمس إلى المبصرات والقوة الباصرة إذ بها يخرج الإبصار من القوة إلى الفعل.
وقد يسمون هذه العقول الملائكة.
وفي وجود جوهر على هذا الوجه يخالفهم المتكلمون إذ لا وجود لقائم بنفسه ليس بمتحيز عندهم إلا الله وحده.
والملائكة: أجسام لطيفة متحيزة عند أكثرهم.
تصحيح ذلك، بطريق البرهان. وما ذكرناه شرح الاسم.
وأما النفس: فهي عندهم اسم مشترك، يقع على معنى يشترك فيه (الإنسان) و (الحيوان) و (النبات).(1/161)
تصحيح ذلك، بطريق البرهان. وما ذكرناه شرح الاسم.
وأما النفس: فهي عندهم اسم مشترك، يقع على معنى يشترك فيه (الإنسان) و (الحيوان) و (النبات).
وعلى معنى آخر يشترك فيه الإنسان و (الملائكة السماوية) عندهم.
فحد النفس: بالمعنى الأول عندهم، أنه:
كمال جسم طبيعي آلي، ذي حياة بالقوة.
وحد النفس: بالمعنى الآخر، أنه:
جوهر غير جسم، هو كمال أول للجسم، محرّك له بالاختيار، عن مبدأ نطقي، أي عقلي، بالفعل أو بالقوة.
فالذي بالقوة، هو فصل النفس الإنسانية.
والذي بالفعل هو فصل أو خاصة، للنفس الملكية.
وشرح الحد الأول: أن حبة البذر إذا طرحت في الأرض، فاستعدت للنمو والاغتذاء، فقد تغيرت عما كان عليه، قبل طرحه في الأرض، وذلك بحدوث صفة فيه، لو لم تكن لما استعد لقبولها من واهب الصور، وهو الله تعالى وملائكته.
فتلك الصفة كمال له فلذلك قيل في الحد: إنه:
كمال أول لجسم.
ووضع ذلك موضع الجنس، وهذا يشترك فيه (البذر) و (النطفة للحيوان والإنسان).
ف (النفس) صورة، بالقياس إلى المادة الممتزجة إذ هي منطبقة في المادة، وهي قوة بالقياس إلى فعلها.
وكمال بالقياس إلى النوع النباتي، والحيواني.
ودلالة الكمال أتم، من دلالة القوة والصورة فلذلك عبر به في محل الجنس.
و (الطبيعي) احتراز عن الصناعي فإن صور الصناعات أيضا، كمال فيها.
و (الآلي) احتراز عن القوى، التي في العناصر الأربعة فإنها تفعل
لا بآلات، بل بذواتها، والقوى النفسانية فعلها بالآلات فيها.(1/162)
و (الآلي) احتراز عن القوى، التي في العناصر الأربعة فإنها تفعل
لا بآلات، بل بذواتها، والقوى النفسانية فعلها بالآلات فيها.
وقولهم (ذو حياة بالقوة) فصل آخر، أي من شأنه أن يحيا بالنشوء، ويبقى بالغذاء، وربما يحيا بإحساس وحركة هما في قوته.
وقولهم (كمال أول) الاحتراز عن قوة التحريك، والإحساس فإنه أيضا كمال للجسم، لكنه ليس كمالا أولا، يقع ثانيا لوجود الكمال الذي هو نفس.
وأما نفس الإنسان والأفلاك. فليست منطبعة في الجسم، ولكنها كمال الجسم على معنى أن الجسم يتحرك به عن اختيار عقلي:
أما الأفلاك فعلى الدوام بالفعل.
وأما الإنسان فقد يكون بالقوة تحريكه.
* * * * وأما العقل الكلي، وعقل الكل، والنفس الكلي، ونفس الكل: فبيانه أن الموجودات عندهم ثلاثة أقسام:
أجسام: وهي أخسها، وعقول فعالة: وهي أشرفها لبراءتها عن المادة، وعلاقة المادة حتى إنها لا تحرك المواد أيضا إلّا بالشوق.
وأوسطها النفوس: وهي تنفعل من العقل، وتفعل في الأجسام، وهي واسطة.
ويعنون ب (الملائكة السماوية) نفوس الأفلاك فإنها حية عندهم.
وب (الملائكة المقربين) العقول الفعالة.
و (العقل الكلي) يعنون به المعنى المعقول المقول على كثيرين مختلفين بالعدد، من العقول التي لأشخاص الناس، ولا وجود لها في القوام، بل في التصور فإنك إذا قلت:
(الإنسان الكلي) أشرت به إلى المعنى المعقول من الإنسان الموجود في سائر الأشخاص، الذي هو للعقل صورة واحدة تطابق سائر أشخاص الناس، ولا وجود لإنسانية واحدة، هي إنسانية زيد، وهي بعينها إنسانية عمرو.
ولكن في العقل تحصل صورة الإنسان من شخص زيد مثلا، ويطابق
سائر أشخاص الناس كلهم، فيسمى ذلك (الإنسانية الكلية).(1/163)
ولكن في العقل تحصل صورة الإنسان من شخص زيد مثلا، ويطابق
سائر أشخاص الناس كلهم، فيسمى ذلك (الإنسانية الكلية).
فهذا ما يعنون ب (العقل الكلي).
وأما (عقل الكل) فيطلق على معنيين:
أحدهما: وهو الأوفق للفظ، أن يراد بالكل (جملة العالم) فعقل الكل على هذا المعنى، بمعنى شرح اسمه، أنه جملة الذوات المجردة عن المادة من جميع الجهات التي لا تتحرك لا بالذات ولا بالعرض، ولا تحرك إلّا بالشوق.
وآخر رتبة هذه الجملة هي (العقل الفعال) المخرج للنفس الإنسانية، في العلوم العقلية، من القوة إلى الفعل، وهذه الجملة هي مبادئ الكل، بعد المبدأ الأول.
والمبدأ الأول: هو مبدع الكل.
وأما الكل بالمعنى الثاني: فهو الجرم الأقصى، أعني الفلك التاسع الذي يدور في اليوم والليلة، فيتحرك كل ما هو حشوه من السماوات كلها، فيقال:
ل (جرمه) جرم الكل.
ول (حركته) حركة الكل.
وهو أعظم المخلوقات، وهو المراد ب (العرش) عندهم.
فعقل الكل: بهذا المعنى، هو جوهر مجرد عن المادة، من كل الجهات، وهو المحرك لحركة الكل، على سبيل التشويق لنفسه.
ووجوده أول وجود مستفاد عن الأول.
ويزعمون أنه المراد بقوله عليه الصلاة والسلام:
(أول ما خلق الله العقل، فقال له أقبل، فأقبل) الحديث إلى آخره وأما النفس الكلي: فالمراد به المعنى المعقول، المقول على كثيرين مختلفين في العدد، في جواب ما هو؟ التي كل واحدة منها نفس خاصة لشخص، كما ذكرنا في العقل الكلي.
ونفس الكل: على قياس عقل الكل، جملة الجواهر الغير الجسمانية، التي هي كمالات مدبرة للأجسام السماوية، المحركة لها على سبيل الاختيار العقلي.
ونسبة نفس الكل، إلى عقل الكل، كنسبة أنفسنا إلى العقل الفعال.
* ونفس الكل: هو مبدأ قريب لوجود الأجسام الطبيعية، ومرتبته في نيل الوجود بعد مرتبة عقل الكل، ووجوده فائض عن وجوده.(1/164)
ونسبة نفس الكل، إلى عقل الكل، كنسبة أنفسنا إلى العقل الفعال.
* ونفس الكل: هو مبدأ قريب لوجود الأجسام الطبيعية، ومرتبته في نيل الوجود بعد مرتبة عقل الكل، ووجوده فائض عن وجوده.
* وحد الملك: أنه جوهر بسيط ذو حياة ونطق، عقلي غير مائت، هو واسطة: بين الباري عزّ وجلّ.
والأجسام الأرضية.
فمنه عقلي. ومنه نفسي. هذا حده عندهم.
* وحد العلة: عندهم أنها كل ذات وجود ذات آخر، إنما هو بالفعل من وجود هذا الفعل، ووجود هذا بالفعل ليس من وجود ذلك بالفعل.
* وأما المعلول: هو كل ذات وجوده بالفعل من وجود غيره، ووجود ذلك الغير ليس من وجوده.
ومعنى قولنا (من وجوده) غير معنى قولنا (مع وجوده) فإن معنى قولنا (من وجوده) هو أن يكون الذات باعتبار نفسها ممكنة الوجود، وإنما يجب وجودها بالفعل لا من ذاتها، بل لأن ذاتا أخرى، موجودة بالفعل، يلزم عنها وجوب هذا الذات.
ويكون لها في نفسها الإمكان المحض.
ولها في نفسها بشرط العلة، الوجوب.
ولها في نفسها بشرط عدم العلة، الامتناع.
وأما قولنا (مع وجوده) فهو أن يكون كل واحد من الذاتين فرض موجودا.، لزم أن يعلم أن الآخر موجود.
وإذا فرض مرفوعا، لزم أن الآخر مرفوع.
والعلة والمعلول معا، بمعنى هذين اللزومين، وإن كان بين وجهي اللزومين اختلاف.
لأن أحدهما وهو المعلول، إذا فرض موجودا، لزم أن يكون الآخر قد كان موجودا، حتى وجد هذا.(1/165)
والعلة والمعلول معا، بمعنى هذين اللزومين، وإن كان بين وجهي اللزومين اختلاف.
لأن أحدهما وهو المعلول، إذا فرض موجودا، لزم أن يكون الآخر قد كان موجودا، حتى وجد هذا.
وأما الآخر وهو العلة، فإذا فرض موجودا، لزم أن يتبع وجوده وجود المعلول.
وإذا كان المعلول مرفوعا، لزم أن يحكم أن العلة كانت أولا مرفوعة، حتى رفع هذا.
لا أن رفع المعلول أوجب رفع العلة.
وأما العلة فإذا رفعناها، وجب رفع المعلول، بإيجاب رفع العلة.
حد الإبداع: هو اسم مشترك لمفهومين:
أحدهما: تأسيس الشيء، لا عن مادة، ولا بواسطة شيء.
والمفهوم الثاني: أن يكون للشيء وجود مطلق، عن سبب بلا متوسط، وله في ذاته أن لا يكون موجودا، وقد أفقد الذي له في ذاته، إفقادا تامّا.
وبهذا المفهوم، العقل الأول مبدع في كل حال لأنه ليس وجوده من ذاته، فله من ذاته العدم، وقد أفقد ذلك إفقادا تامّا.
وحد الخلق: هو اسم مشترك، فقد يقال: (خلق) لإفادة وجود كيف كان. وقد يقال (خلق) لإفادة وجود حاصل عن مادة وصورة كيف كان.
وقد يقال: (خلق) لهذا المعنى الثاني، لكن بطريق الاختراع، من غير سبق مادة، فيها قوة وجوده، وإمكانه.
حد الإحداث: هو اسم مشترك يطلق على وجهين:
أحدهما: زماني ومعنى الإحداث الزماني، الإيجاد للشيء، بعد أن لم يكن له وجود في زمان سابق.
ومعنى الإحداث الغير الزماني، هو إفادة الشيء وجودا، وذلك الشيء ليس له في ذاته ذلك الوجود، لا بحسب زمان دون زمان، بل بحسب كل زمان.(1/166)
أحدهما: زماني ومعنى الإحداث الزماني، الإيجاد للشيء، بعد أن لم يكن له وجود في زمان سابق.
ومعنى الإحداث الغير الزماني، هو إفادة الشيء وجودا، وذلك الشيء ليس له في ذاته ذلك الوجود، لا بحسب زمان دون زمان، بل بحسب كل زمان.
حد القدم: والقدم يقال على وجوه:
يقال (قدم) بالقياس.
و (قدم) مطلق.
والقدم بالقياس: هو شيء زمانه في الماضي، أكثر من زمان شيء آخر، فهو قديم بالقياس إليه.
وأما القدم المطلق: فهو أيضا يقال على وجهين.
يقال بحسب الزمان.
وبحسب الذات.
فأما الذي بحسب الزمان، فهو الشيء الذي وجد في زمان ماض غير متناه وأما القديم بحسب الذات، فهو الذي ليس لوجود ذاته مبدأ به وجب.
فالقديم بحسب الزمان، هو الذي ليس له وجود زماني، وهو موجود للملائكة. والسماوات، وجملة أصول العالم عندهم.
والقديم بحسب الذات، هو الذي ليس له مبدأ أعلى، أي ليس له علة، وليس ذلك إلا الباري عزّ وجلّ.(1/167)
والقديم بحسب الذات، هو الذي ليس له مبدأ أعلى، أي ليس له علة، وليس ذلك إلا الباري عزّ وجلّ.
المحور الثاني ب
العلم المدني، علم أصول الفقه، علم الفقه (الطهارة، الصلاة والأذان، الصوم، الزكاة، الحج، البيع والشركة، النكاح والطلاق، الديات، الفريضة) علم الكلام ومواضعات متكلمي الإسلام.
* من كلام الفارابي الفيلسوف.
* من كلام الخوارزمي الكاتب.(1/169)
* من كلام الخوارزمي الكاتب.
العلم المدني
أما العلم المدني فإنه يفحص عن أصناف الأفعال والسنن الإرادية وعن الملكات والأخلاق والسجايا والشيم التي عنها تكون تلك الأفعال والسنن، وعن الغايات التي لأجلها تفعل، وكيف ينبغي أن تكون موجودة في الإنسان، وكيف الوجه في ترتيبها فيه على النحو الذي ينبغي أن يكون وجودها فيه، والوجه في حفظها عليه ويميز بين الغايات التي لأجلها تفعل الأفعال وتستعمل السنن.
ويبين أن منها ما هي في الحقيقة سعادة وأن منها ما هي مظنون أنها سعادة من غير أن تكون كذلك وأن التي هي في الحقيقة سعادة لا يمكن أن تكون في هذه الحياة، بل في حياة أخرى بعد هذه الحياة وهي الحياة الآخرة والمظنون به سعادة مثل الثروة والكرامة واللذات، إذا جعلت هي الغايات فقط في هذه الحياة، ويميز الأفعال والسنن ويبين أن التي ينال بها ما هو في الحقيقة سعادة هي الخيرات والأفعال الجميلة والفضائل، وأن ما سواها هو الشرور والقبائح والنقائص، وأن وجه وجودها في الإنسان أن تكون الأفعال والسنن الفاضلة موزّعة في المدن والأمم على ترتيب وتستعمل استعمالا مشتركا. ويبين أن تلك ليست تتأتّى إلّا برياسة يمكن معها تلك الأفعال والسنن والشيم والملكات والأخلاق في المدن والأمم ويجتهد في أن يحفظها عليهم حتى لا تزول وأن تلك الرئاسة لا تتأتّى إلّا بمهنة وملكة يكون عنها أفعال التمكين فيهم وأفعال حفظ ما مكّن فيهم عليهم. وتلك المهنة هي الملكية والملك أو ما شاء الإنسان أن يسميها والسياسة هي فعل هذه المهنة وأن الرئاسة ضربان:
رئاسة تمكّن الأفعال والسنن والملكات الإرادية التي شأنها أن ينال بها ما هو في الحقيقة سعادة، وهي الرئاسة الفاضلة، والمدن والأمم المنقادة لهذه الرئاسة هي المدن والأمم الفاضلة.
ورئاسة تمكّن في المدن الأفعال والشيم التي تنال بها ما هي مظنونة أنها سعادات من غير أن تكون كذلك، وهي الرئاسة الجاهلية.(1/171)
رئاسة تمكّن الأفعال والسنن والملكات الإرادية التي شأنها أن ينال بها ما هو في الحقيقة سعادة، وهي الرئاسة الفاضلة، والمدن والأمم المنقادة لهذه الرئاسة هي المدن والأمم الفاضلة.
ورئاسة تمكّن في المدن الأفعال والشيم التي تنال بها ما هي مظنونة أنها سعادات من غير أن تكون كذلك، وهي الرئاسة الجاهلية.
وتنقسم هذه الرئاسة أقساما كثيرة. ويسمّى كل واحد منها بالغرض الذي يقصده ويؤمه، ويكون على عدد الأشياء التي هي الغايات والأغراض التي لها تلتمس هذه الرئاسة: فإن كانت تلتمس اليسار سميت رئاسة الخسة وإن كانت الكرامة سميت رئاسة الكرامة وإن كانت بغير هاتين سميت باسم غايتها تلك.
وتبين أن المهنة الملكية الفاضلة تلتئم بقوتين: إحداهما القوة على القوانين الكلية. والأخرى القوة التي يستفيدها الإنسان بطول مزاولة الأعمال المدنية وبمزاولة الأفعال في الآحاد والأشخاص في المدن الجزئية والحنكة فيها بالتجربة وطول المشاهدة، على مثال ما عليه الطب: فإن الطبيب إنما يصير معالجا كاملا بقوتين: إحداهما القوة على الكليات والقوانين التي استفادها من كتب الطب.
والأخرى القوة التي تحصل له بطول المزاولة لأعمال الطب في المرضى، والحنكة فيها بطول التجربة والمشاهدة لأبدان الأشخاص. وبهذه القوة يمكن الطبيب أن يقدر الأدوية والعلاج بحسب بدن بدن في حال حال. كذلك المهنة الملكية إنما يمكنها أن تقدر الأفعال بحسب عارض عارض وحال حال في وقت وقت بهذه القوة وهذه التجربة.
والفلسفة المدنية تعطي، فيما تفحص عنه من الأفعال والسنن والملكات الإرادية وسائر ما تفحص عنه، القوانين الكلية وتعطي الرسوم في تقديرها بحسب حال حال ووقت وقت، وكيف وبأي شيء، وبكم شيء تقدّر، ثم تتركها غير مقدرة، لأن التقدير بالفعل لقوة أخرى غير هذا العلم، وسبيلها أن تنضاف إليه. ومع ذلك فإن الأحوال والعوارض التي بحسبها يكون التقدير غير محدودة ولا يحاط بها.
وهذا العلم جزءان:
جزء يشتمل على تعريف السعادة، وتمييز ما بين الحقيقة منها والمظنون به،
وعلى إحصاء الأفعال والسير والأخلاق والشيم الإرادية الكلية التي شأنها أن توزع في المدن والأمم، وتمييز الفاضل منها من غير الفاضل.(1/172)
جزء يشتمل على تعريف السعادة، وتمييز ما بين الحقيقة منها والمظنون به،
وعلى إحصاء الأفعال والسير والأخلاق والشيم الإرادية الكلية التي شأنها أن توزع في المدن والأمم، وتمييز الفاضل منها من غير الفاضل.
وجزء يشتمل على وجه ترتيب الشيم والسير الفاضلة في المدن والأمم، وعلى تعريف الأفعال الملكية التي بها تمكّن السير والأفعال الفاضلة وترتّب في أهل المدن والأفعال التي بها يحفظ عليهم ما رتّب ومكّن فيهم ثم يحصي أصناف المهن الملكية غير الفاضلة كم هي وما كل واحدة منها، ويحصي الأفعال التي يفعلها كل واحد منها، وأي سنن وملكات يلتمس كل واحد منها أن يمكن في المدن والأمم (حتى ينال بها غرضها من أهل المدن والأمم) التي تكون تحت رئاستها، وهذه في كتاب «بوليطيقا» وهو كتاب «السياسة» لأرسطوطاليس.
وهو أيضا في كتاب السياسة لأفلاطون وفي كتب أفلاطون وغيره ويبين أن تلك الأفعال والسير والملكات هي كلها كالأمراض للمدن الفاضلة.
أما الأفعال التي تخص المهن الملكية منها وسيرها فأمراض المهنة الملكية الفاضلة. وأما السير والملكات التي تخص مدنها فهي كالأمراض للمدن الفاضلة ثم يحصي كم الأسباب والجهات التي من قبلها لا يؤمن أن تستحيل الرئاسات الفاضلة وسنن المدن الفاضلة إلى السنن والملكات الجاهلية ويحصي معها أصناف الأفعال التي بها تضبط المدن والرئاسات الفاضلة لئلا تفسد وتستحيل إلى غير الفاضلة ويحصي أيضا وجوه التدابير والحيل والأشياء التي سبيلها أن تستعمل إذا استحالت إلى الجاهلية حتى ترد إلى ما كانت عليه ثم يبين بكم شيء تلتئم المهنة الملكية الفاضلة، وأن منها العلوم النظرية والعملية وأن يضاف إليها القوة الحاصلة عن التجربة الكائنة بطول مزاولة الأفعال في المدن والأمم، وهي القدرة على جودة استنباط الشرائط التي تقدّر بها الأفعال والسير والملكات بحسب جمع جمع أو مدينة مدينة أو أمة أمة وبحسب حال حال وعارض عارض.
ويبيّن أن المدينة الفاضلة إنما تدوم فاضلة ولا تستحيل متى كان ملوكها يتوالون في الأزمان على شرائط واحدة بأعيانها حتى يكون الثاني الذي يخلف
المتقدم على الأحوال والشرائط التي كان عليها المتقدم وأن يكون تواليهم من غير انقطاع ولا انفصال ويعرف كيف ينبغي أن يعمل حتى لا يدخل توالي الملوك انقطاع.(1/173)
ويبيّن أن المدينة الفاضلة إنما تدوم فاضلة ولا تستحيل متى كان ملوكها يتوالون في الأزمان على شرائط واحدة بأعيانها حتى يكون الثاني الذي يخلف
المتقدم على الأحوال والشرائط التي كان عليها المتقدم وأن يكون تواليهم من غير انقطاع ولا انفصال ويعرف كيف ينبغي أن يعمل حتى لا يدخل توالي الملوك انقطاع.
ويبيّن أي الشرائط والأحوال الطبيعية ينبغي أن تتفقد في أولاد الملوك وفي غيرهم، حتى يؤهّل بها من توجد فيه للملك بعد الذي هو اليوم ملك، ويبيّن كيف ينبغي أن ينشأ من وجدت فيه تلك الشرائط الطبيعية وبماذا ينبغي أن يؤدّب، حتى تحصل له المهنة الملكية ويصير ملكا تاما. ويبين مع ذلك أن الذين رئاستهم جاهلية لا ينبغي أن يكونوا ملوكا أصلا، وأنهم لا يحتاجون في شيء من أحوالهم وأعمالهم وتدابيرهم إلى الفلسفة لا النظرية ولا العملية، بل يمكن كل واحد منهم أن يصير إلى غرضه في المدينة والأمة التي تحت رئاسته بالقوة التجربية التي تحصل له بمزاولة جنس الأفعال التي ينال بها مقصوده، ويصل بها إلى غرضه من الخيرات، متى اتفقت له قوة قريحة حثيثة جيدة التأتي لاستنباط ما يحتاج إليه في الأفعال التي ينال بها الخير الذي هو مقصوده، من لذة أو كرامة أو غير ذلك وانضاف إلى ذلك جودة الائتساء بمن تقدم من الملوك الذين كان مقصدهم مقصده.
علم الفقه
. وصناعة الفقه هي التي بها يقتدر الإنسان على أن يستنبط تقدير شيء شيء مما لم يصرّح واضع الشريعة بتحديده عن الأشياء التي صرّح فيها بالتحديد والتقدير وأن يتحرى تصحيح ذلك على حسب غرض واضع الشريعة بالملة التي شرعها في الأمة التي لها شرع.
وكل ملة ففيها آراء وأفعال: فالآراء مثل الآراء التي تشرع في الله سبحانه، وفيما يوصف به، وفي العالم أو غير ذلك، والأفعال مثل الأفعال التي يعظم بها الله عزّ وجلّ، والأفعال التي بها تكون المعاملات في المدن.
ولذلك يكون علم الفقه جزءين: جزء في الآراء، وجزء في الأفعال.(1/174)
ولذلك يكون علم الفقه جزءين: جزء في الآراء، وجزء في الأفعال.
علم الكلام.
وصناعة الكلام ملكة يقتدر بها الإنسان على نصرة الآراء والأفعال المحدودة التي صرّح بها واضع الملة، وتزييف كل ما خالفها بالأقاويل.
وهذه الصناعة تنقسم جزءين أيضا: جزء في الآراء، وجزء في الأفعال.
وهي غير الفقه: لأن الفقيه يأخذ الآراء والأفعال التي صرح بها واضع الملة مسلمة، ويجعلها أصولا فيستنبط منها الأشياء اللازمة عنها. والمتكلم ينصر الأشياء التي يستعملها الفقيه أصولا من غير أن يستنبط منها أشياء أخرى. فإذا اتفق أن يكون لإنسان ما قدرة على الأمرين جميعا فهو فقيه متكلّم فتكون نصرته لها بما هو متكلم، واستنباطه عنها بما هو فقيه.
* * * وأما الوجوه والآراء التي ينبغي أن تنصر بها الملل، فإن قوما من المتكلمين يرون أن ينصروا الملل بأن يقولوا إن آراء الملل وكل ما فيها من الأوضاع ليس سبيلها أن تمتحن بالآراء والروية والعقول الإنسية، لأنها أرفع رتبة منها: إذ كانت مأخوذة عن وحي إلهي، ولأن فيها أسرارا إلهية تضعف عن إدراكها العقول الإنسية ولا تبلغها.
وأيضا فإن الإنسان إنما سبيله أن تفيده الملل بالوحي ما شأنه أن لا يدركه بعقله وما يخور عقله عنه، وإلا فلا معنى للوحي ولا فائدة إذا كان إنما يفيد الإنسان ما كان يعلمه وما يمكن إذا تأمله أن يدركه بعقله. ولو كان كذلك لو كل الناس إلى عقولهم، ولما كانت بهم حاجة إلى نبوة ولا إلى وحي. ولكن لم يفعل بهم ذلك: فلذلك ينبغي أن يكون ما تفيده الملل من العلوم ما ليس فيه طاقة عقولنا إدراكه ثم ليس هذا فقط، بل وما تستنكره عقولنا أيضا، فإن كل ما كان أشد استنكارا عندنا كان أبلغ في أن يكون أكثر فوائد وذلك أن التي تأتي بها الملل مما تستنكره العقول وتستبشعه الأوهام ليست هي في الحقيقة منكرة ولا محالة، بل هي صحيحة في العقول الإلهية.
فإن الإنسان وإن بلغ نهاية الكمال في الإنسانية فإن منزلته عند ذوي العقول الإلهية منزلة الصبي والحدث والغمر عند الإنسان الكامل فكما أن كثيرا من الصبيان والأغمار يستنكرون بعقولهم أشياء كثيرة مما ليست في الحقيقة منكرة ولا غير ممكنة، ويقع لهؤلاء أنها غير ممكنة، فكذلك منزلة من هو في نهاية كمال العقل الإنسي عند العقول الإلهية.(1/175)
وأيضا فإن الإنسان إنما سبيله أن تفيده الملل بالوحي ما شأنه أن لا يدركه بعقله وما يخور عقله عنه، وإلا فلا معنى للوحي ولا فائدة إذا كان إنما يفيد الإنسان ما كان يعلمه وما يمكن إذا تأمله أن يدركه بعقله. ولو كان كذلك لو كل الناس إلى عقولهم، ولما كانت بهم حاجة إلى نبوة ولا إلى وحي. ولكن لم يفعل بهم ذلك: فلذلك ينبغي أن يكون ما تفيده الملل من العلوم ما ليس فيه طاقة عقولنا إدراكه ثم ليس هذا فقط، بل وما تستنكره عقولنا أيضا، فإن كل ما كان أشد استنكارا عندنا كان أبلغ في أن يكون أكثر فوائد وذلك أن التي تأتي بها الملل مما تستنكره العقول وتستبشعه الأوهام ليست هي في الحقيقة منكرة ولا محالة، بل هي صحيحة في العقول الإلهية.
فإن الإنسان وإن بلغ نهاية الكمال في الإنسانية فإن منزلته عند ذوي العقول الإلهية منزلة الصبي والحدث والغمر عند الإنسان الكامل فكما أن كثيرا من الصبيان والأغمار يستنكرون بعقولهم أشياء كثيرة مما ليست في الحقيقة منكرة ولا غير ممكنة، ويقع لهؤلاء أنها غير ممكنة، فكذلك منزلة من هو في نهاية كمال العقل الإنسي عند العقول الإلهية.
وكما أن الإنسان من قبل أن يتأدب ويتحنك يستنكر أشياء كثيرة ويستبشعها ويخيل إليه فيها أنها محالة، فإذا تأدب بالعلوم واحتنك بالتجارب زالت عنه تلك الظنون فيها، وانقلبت الأشياء التي كانت عنده محالة فصارت هي الواجبة وصار عنده ما كان يتعجب منه قديما في حد ما يتعجب من ضده، كذلك الإنسان الكامل الإنسانية لا يمتنع من أن يكون يستنكر أشياء ويخيل إليه أنها غير ممكنة من غير أن تكون في الحقيقة كذلك.
فلهذه الأشياء رأى هؤلاء أن يجعل تصحيح الملل: فإن الذي أتانا بالوحي من عند الله جلّ ذكره صادق لا يجوز أن يكون قد كذب.
ويصح أنه كذلك من أحد وجهين: إما بالمعجزات التي يعقلها أو تظهر على يديه، وإما بشهادات من تقدم قبله من الصادقين المقبولي الأقاويل على صدق هذا ومكانه من الله جلّ وعزّ أو بهما جميعا.
فإذا صححنا صدقه بهذه الوجوه وأنه لا يجوز أن يكون قد كذب فليس ينبغي أن يبقى بعد ذلك في الأشياء التي يقولها مجال للعقول ولا تأمل ولا روية ولا نظر.
فبهذه وما أشبهها رأى هؤلاء أن ينصروا الملل.
وقوم منهم آخرون يرون أن ينصروا الملة بأن ينصبوا لها أولا جميع ما صرّح به واضع الملة بالألفاظ التي بها عبر عنها، ثم يتتبعون المحسوسات والمشهورات والمعقولات: فما وجدوا منها أو من اللوازم عنها، وإن بعد، شاهدا لشيء مما في الملة نصروا به ذلك الشيء وما وجدوا منها مناقضا لشيء مما في
الملة وأمكنهم أن يتأولوا اللفظ الذي به عبر عنه واضع الملة على وجه موافق لذلك المناقض، ولو تأويلا بعيدا، تأولوه عليه. وإن لم يمكنهم ذلك وأمكن أن يزيف المناقض أو أن يحملوه على وجه يوافق ما في الملة فعلوه. فإن تضادت المشهورات والمحسوسات في الشهادة مثل أن تكون المحسوسات أو اللوازم عنها توجب شيئا والمشهورات أو اللوازم عنها توجب ضد ذلك، نظروا إلى أقواهما شهادة لما في الملة فأخذوا واطّرحوا الآخر وزيفوه.(1/176)
وقوم منهم آخرون يرون أن ينصروا الملة بأن ينصبوا لها أولا جميع ما صرّح به واضع الملة بالألفاظ التي بها عبر عنها، ثم يتتبعون المحسوسات والمشهورات والمعقولات: فما وجدوا منها أو من اللوازم عنها، وإن بعد، شاهدا لشيء مما في الملة نصروا به ذلك الشيء وما وجدوا منها مناقضا لشيء مما في
الملة وأمكنهم أن يتأولوا اللفظ الذي به عبر عنه واضع الملة على وجه موافق لذلك المناقض، ولو تأويلا بعيدا، تأولوه عليه. وإن لم يمكنهم ذلك وأمكن أن يزيف المناقض أو أن يحملوه على وجه يوافق ما في الملة فعلوه. فإن تضادت المشهورات والمحسوسات في الشهادة مثل أن تكون المحسوسات أو اللوازم عنها توجب شيئا والمشهورات أو اللوازم عنها توجب ضد ذلك، نظروا إلى أقواهما شهادة لما في الملة فأخذوا واطّرحوا الآخر وزيفوه.
فإن لم يمكن أن تحمل لفظة الملة على ما يوافق أحد هذه ولا أن يحمل شيء من هذه على ما يوافق الملة، ولم يمكن أن يطّرح ولا أن يزيف شيء من المحسوسات ولا من المشهورات ولا من المعقولات التي تضاد شيئا منها رأوا حينئذ أن ينصر ذلك الشيء بأن يقال إنه حق لأنه أخبر به من لا يجوز أن يكون قد كذب ولا غلط. ويقول هؤلاء في هذا الجزء من الملة ما قاله أولئك الأولون في جميعها.
فبهذا الوجه رأى هؤلاء أن ينصروا الملل.
وقوم من هؤلاء رأوا أن ينصروا أمثال هذه الأشياء يعني التي يخيّل فيها أنها شنعة، بأن يتتبعوا سائر الملل فيلتقطوا الأشياء الشنعة التي فيها: فإذا أراد الواحد من أهل تلك الملل تقبيح شيء مما في ملّة هؤلاء، تلقاه هؤلاء بما في ملّة أولئك من الأشياء الشنعة فدفعوه بذلك عن ملتهم.
وآخرون منهم لما رأوا أن الأقاويل التي يأتون بها في نصرة أمثال هذه الأشياء ليست فيها كفاية في أن تصح بها تلك الأشياء صحة تامة، حتى يكون سكوت خصمهم عنهم لصحتها عنده لا لعجز عن مقاومتهم فيها بالقول، اضطروا عند ذلك إلى أن يستعملوا معه الأشياء التي تلجئه إلى أن يسكت عن مقاومتهم، إما خجلا وحصرا أو خوفا من مكروه يناله.
وآخرون لما كانت ملتهم عند أنفسهم صحيحة لا يشكون في صحتها، رأوا أن ينصروها عند غيرهم ويحسنوها ويزيلوا الشبهة منها ويدفعوا خصومهم عنها بأي شيء اتفق. ولم يبالوا أن يستعملوا الكذب والمغالطة والبهت والمكابرة،
لأنهم رأوا أن من يخالف ملتهم أحد رجلين: إما عدوّ، والكذب والمغالطة جائز أن يستعملا في دفعه وفي غلبته، كما يكون ذلك في الجهاد والحرب وإما ليس بعدوّ، ولكن جهل حظ نفسه من هذه الملة لضعف عقله وتمييزه، وجائز أن يحمل الإنسان على حظ نفسه بالكذب والمغالطة، كما يفعل ذلك بالنساء والصبيان.(1/177)
وآخرون لما كانت ملتهم عند أنفسهم صحيحة لا يشكون في صحتها، رأوا أن ينصروها عند غيرهم ويحسنوها ويزيلوا الشبهة منها ويدفعوا خصومهم عنها بأي شيء اتفق. ولم يبالوا أن يستعملوا الكذب والمغالطة والبهت والمكابرة،
لأنهم رأوا أن من يخالف ملتهم أحد رجلين: إما عدوّ، والكذب والمغالطة جائز أن يستعملا في دفعه وفي غلبته، كما يكون ذلك في الجهاد والحرب وإما ليس بعدوّ، ولكن جهل حظ نفسه من هذه الملة لضعف عقله وتمييزه، وجائز أن يحمل الإنسان على حظ نفسه بالكذب والمغالطة، كما يفعل ذلك بالنساء والصبيان.
في أصول الفقه.
أصول الفقه المتفق عليها ثلاثة: كتاب الله عزّ وجلّ. وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإجماع الأمة والمختلف فيها ثلاثة القياس، والاستحسان والاستصلاح:
[* ابن خلدون: أصول الفقه أعظم العلوم الشرعية، وأجلّها قدرا، وأكثرها فائدة، وهو النظر في الأدلّة الشرعية من حيث تؤخذ منها الأحكام والتكاليف وأصول الأدلّة الشرعية هي الكتاب الذي هو القرآن ثم السنة المبيّنة له، ثم ينزّل الإجمال منزلتهما، والقياس هو رابع الأدلّة. / 418
* الشريف الجرجاني: والمراد من الأصول في قولهم: هكذا في رواية الأصول: الجامع الصغير، والجامع الكبير، والمبسوط، والزيادات * وهي كتب في الفقه الحنفي لتلميذ أبي حنيفة النعمان: أبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني / مفتاح السعادة 2/ 263262] التأويل: في الأصل الترجيع، وفي الشرع صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى يحتمله إذا كان المحتمل الذي يراه موافقا بالكتاب والسنة مثل قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} إن أراد به إخراج الطير من البيضة كان تفسيرا، وإن أراد إخراج المؤمن من الكافر أو العالم من الجاهل كان تأويلا.
النسخ في اللغة: الإزالة والنقل، وفي الشرع هو أن يرد دليل شرعي متراخيا عن دليل شرعي، مقتضيا خلاف حكمه فهو تبديل بالنظر إلى علمنا وبيان لمدة الحكم بالنظر إلى علم الله تعالى.
النسخ في اللغة: عبارة عن التبديل والرفع والإزالة، يقال نسخت الشمس الظل أزالته، وفي الشريعة هو بيان انتهاء الحكم الشرعي في حق صاحب الشرع، وكان انتهاؤه عند الله تعالى معلوما إلّا أنّه في علمنا كان استمراره ودوامه وبالناسخ علمنا انتهاءه، وكان في حقنا تبديلا وتغيرا.(1/178)
النسخ في اللغة: الإزالة والنقل، وفي الشرع هو أن يرد دليل شرعي متراخيا عن دليل شرعي، مقتضيا خلاف حكمه فهو تبديل بالنظر إلى علمنا وبيان لمدة الحكم بالنظر إلى علم الله تعالى.
النسخ في اللغة: عبارة عن التبديل والرفع والإزالة، يقال نسخت الشمس الظل أزالته، وفي الشريعة هو بيان انتهاء الحكم الشرعي في حق صاحب الشرع، وكان انتهاؤه عند الله تعالى معلوما إلّا أنّه في علمنا كان استمراره ودوامه وبالناسخ علمنا انتهاءه، وكان في حقنا تبديلا وتغيرا.
الإباحة هي الإذن بإتيان الفعل كيف شاء الفاعل.
الحظر: هو ما يثاب بتركه، ويعاقب على فعله.
[ينظر في كتب أصول الفقه ومنها «منهاج الوصول في معرفة علم الأصول» لقاضي القضاة ناصر الدين البيضاوي ت 685هـ ط. مكتبة صبيح بالقاهرة].
فأما كتاب الله سبحانه فإنّ سبيل الفقيه أن يعرف تأويله ووجوه الخطاب فيه من الخصوص والعموم والناسخ والمنسوخ والأمر والنهي والإباحة والحظر ونحوها مما شرح في التفاسير وكتب أصول الدين.
وأما سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي ثلاثة أضرب أحدها القول. والثاني الفعل.
والثالث الإقرار * فالقول ما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال. والفعل ما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه فعله * والإقرار ما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه أقر عليه قومه ولم ينكره عليهم ثم من الأخبار (1) (خبر التواتر) وهو ما رواه جماعة من الصحابة وقد اتفق عامة الفقهاء على قبوله. ومنها ما هو (خبر الواحد) وهو ما يرويه الرجل الواحد من الصحابة وأكثر الفقهاء يقولون بقبوله على شرائط يطول الكلام بذكرها.
ومن الحديث ما هو متصل وهو الذي يسنده إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم واحد عن آخر من غير أن ينقطع والمرسل والمنقطع (2) ما يرويه أحد التابعين الذين لم يروا النبيّ صلى الله عليه وسلم مثل
__________
(1) الخبر: يعني الحديث النبوي الشريف.
(2) هنالك من يقيم فرقا بين المرسل والمنقطع فمن العلماء من يجعل الحديث المنقطع:
حديث التابعي يسقط من إسناده رجل أو يذكر فيه رجل مبهم، إلّا أن ما صار إليه طوائف من الفقهاء وغيرهم هو التسوية بين هذين النوعين / انظر: اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير ص / 5047(1/179)
الحسن البصري (1) وابن سيرين (2) وسعيد بن المسيّب (3) ويقول قال النبيّ صلى الله عليه وسلم من غير أن يذكر من حدثه به عنه: وقد قبله كثير من العلماء وزيّفه بعضهم.
وأما الإجماع فهو اتفاق الصحابة من المهاجرين والأنصار وكذلك اتفاق العلماء في الأمصار في كل عصر دون غيرهم من العامّة.
وأما القياس فقد قال به جمهور العلماء غير داود بن علي الأصفهاني (4)
ومن تبعه. والقياس نوعان. قياس علة. وقياس شبه.
فقياس العلة أن تجمع المقيس والمقيس به علة * وقياس الشبه أن لا تجمع المقيس والمقيس به علة ولكن يقاس به على طريق التشبيه. وكثير من الفقهاء لا يفرقون بينهما * وطرد العلة هو أن تجعل مطّردة في جميع معلولاتها.
وأما الاستحسان فهو ما تفرد به (5) أبو حنيفة وأصحابه ولذلك سموا أصحاب الرأي: ومثال ذلك جواز دخول الحمّام وإن كان ما يستعمل فيه من الطين والماء مجهول المقدار وقيل الاستحسان هو قياس لكنه خفيّ غير جلي.
__________
(1) الحسن البصري: الحسن بن يسار البصري أبو سعيد، تابعي كان إمام أهل البصرة ت 110هـ، أحد الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك.
(2) ابن سيرين: محمد بن سيرين البصري أبو بكر ت 110هـ. تابعي كان إمام وقته في علوم الدين بالبصرة.
(3) سعيد بن المسيّب: سيّد التابعين ت 94هـ. وكان، أحد الفقهاء السبعة بالحجاز / اختصار علوم الحديث 194/
(4) داود بن علي الأصفهاني: كان إمام الظاهرية الذين أنكروا القياس وأبطلوا العمل به، وتبعه في مذهبه ابنه محمد وطائفة من العلماء ت 270هـ. / ابن خلدون ص 411/
(5) أبو حنيفة النعمان بن ثابت ولد سنة ثمانين للهجرة وتوفي 150هـ، ولد ونشأ بالكوفة، يعدّ من التابعين وهو أحد الأئمة الأربعة، قال عنه الشافعي: إنّ الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه، حمل عنه تلامذته مذهبه في الفقه وانتشر في الآفاق من أشهرهم أبو يوسف، ومحمد بن الحسن، وزفر، وحسن بن زياد، ووكيع / مفتاح السعادة 2 ص 216195/.(1/180)
وأما الاستصلاح فهو ما تفرّد به (1) مالك بن أنس وأصحابه: ومثاله ما أجازه من تعامل الصيارفة وتبايعهم الورق (2) بالورق والعين بالعين بزيادة ونقصان وإن كان ذلك محظورا على غيرهم لما فيه من الصلاح للعامة فهذه أصول الفقه التي مرجعه إليها ومداره عليها وبالله التوفيق.
في الطهارة
الماء المضاف هو ما أضيف إلى شيء كماء الورد وماء الخلاف (3) ونحوهما والماء المطلق الذي لا يضاف إلى شيء والماء المستعمل هو غسالة المتطهّر وسؤر الكلب بقية ما يشربه والسؤر كل بقية والجمع أسآر والسؤرة البقية أيضا التحرّي في الإناءين ونحوهما تمييز الطاهر من النجس بأغلب الظن واشتقاقه من الحريّ وهو الخليق وهو طلب ما هو أحرى بالطهارة كما اشتق التقمن من القمن (4)
الاستنثار استنشاق الماء ثم إخراجه بتنفس الأنف وهو من النّثرة وهي للدواب شبه العطسة للإنسان. والنثرة أيضا فرجة حيال وترة الأنف (5) وبها سمّيت إحدى منازل القمر لأنها نثرة الأسد والاستجمار هو الاستنجاء (بالجمرة) وهي الحصاة ومن ذلك رمي الجمار في الحج.
__________
(1) مالك بن أنس: هو مالك بن أنس بن مالك أبو عبد الله إمام دار الهجرة وعالم المدينة ولد سنة 95هـ وتوفي سنة 179هـ، أحد الأئمة الأربعة المجتهدين، أخذ عنه الشافعي ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وعدد من أئمة الحديث. يروى أن هارون الرشيد لمّا حجّ وصار إلى المدينة أرسل إلى مالك أن احمل إلينا كتابك، فقال: العلم يؤتى ولا يأتي، فقال الرشيد: والله لا نسمع إلّا في بيتك وللإمام مالك «الموطأ».
(2) سيرد بعد قليل في (الزكاة) شرح الورق، ونضيف هاهنا أن بعضهم يجعلها للفضة والأصل أن تكون لما ضرب من الدراهم والدنانير، والعين في هذا السياق تقرب أن تكون: الذهب وهو أحد معانيها، ويرد هذا المصطلح في أحكام البيوع الفقهية / انظر المبسوط للسرخسي ج 12ص 114111/
(3) الخلاف: شجر الصفصاف وهو بأرض العرب كثير.
(4) قمن: جدير، وخليق.
(5) وترة الأنف: حجاب ما بين المنخرين وكذلك يقال هي الوتيرة.(1/181)
في الصلاة والأذان
التّثويب أن يقول المؤذن في أذان الفجر الصلاة خير من النوم.
التّرجيع هو أن يعود في قوله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ويكرر ذلك وهو مذهب أصحاب الحديث: فأما الترجيع في الصوت فهو ترديده وتكرير أجزائه.
التّحريم هو التكبير في أول الصلاة: التحليل هو التسليم التشهد قولك التحيات لله إلى آخرها. القنوت دعاء الوتر
في الصوم
القلس قال الخليل هو ما خرج من الحلق ملء الفم أو دونه وليس بقيء فإن عاد فهو القيء الاعتكاف هو لزوم المسجد والقعود عن المكاسب. الفجر الأول (1) ذنب السّرحان. والسرحان هو الذئب الذكر شبه بذنب الذئب لاستطالته ودقته. الفجر الثاني هو المعترض.
في الزكاة
الرقة على بناء الصّفة الورق والورق هو الدراهم المضروبة.
فأمّا الورق بفتح الراء فهو المال من دراهم أو إبل أو غير ذلك وتجمع الرقة على رقين مثل عضين وعزين، النّصاب ما وجب فيه الزكاة من المال كمائتي درهم أو عشرين دينارا * الرّكاز (2) دفين الجاهلية كأنما ركز في الأرض ركزا.
__________
(1) الفجر: ضوء الصباح وهو حمرة الشمس في سواد الليل، وهما فجران: أحدهما المستطيل وهو الكاذب الذي يسمّى ذنب السّرحان والآخر المستطير وهو الصادق المنتشر في الأفق الذي يحرّم الأكل والشرب على الصائم، ولا يكون الصبح إلّا الصادق / اللسان مادة ف ج ر.
(2) الرّكاز: اللغة تحتمل أن يكون الركاز ما يدفن من أموال وكنوز في الجاهلية، أو ما تضمّه الأرض في باطنها من المعادن.، ولكن أهل الحجاز يخصون الركاز بدفين الجاهلية وعليه تفسير الحديث «وفي الركاز الخمس» / اللسان ركز.
(* *) وعبارة الشريف: الركاز هو المال المركوز في الأرض مخلوقا أو موضوعا / التعريفات.(1/182)
الكسعة * على وزن فعلة هي العوامل من الإبل والبقر والحمير * الجارّة هي الإبل التي تجر بأزمّتها فاعلة بمعنى مفعولة مثل عيشة راضية بمعنى مرضية ويشبه أن تكون الجارة هي التي تجرّ الأحمال * الفريضة ما فرض في مقدار من السائمة من صدقة (1).
أسنان الإبل (2)
ولد البعير في السنة الأولى حوار وفي الثانية ابن مخاض لأن أمه مخضت بغيره أي نتجت غيره. وفي الثالثة ابن لبون لأن أمة ذات لبن. وفي الرابعة حقّ لأنه يستحق أن يحمل عليه وينتفع به ثم جذع ثم ثنيّ لأنه ألقى ثنيته في ذلك الحول ثم رباع لأنه ألقى رباعيته ثم سديس وسدس إذا ألقى السنّ الذي بعد الرباعية وهو في الثامنة بازل: وفي التاسعة ناب وهو أول فطر نابه: ثم مخلف عام ثم مخلف عامين ومخلف ثلاثة أعوام.
أسنان البقر
هو عجل في السنة الأولى ثم تبيع وعضب في الثانية ثم جذع في الثالثة ثم ثنيّ في الرابعة ثم رباع في الخامسة ثم مسنّ.
أسنان الخيل (3)
هو حولي في السنة الأولى. ثم فلوّ في السنة الثانية لأنه يفتلى أي يفطم، ثم جذع في الثالثة. ثم ثنيّ في الرابعة. ثم رباع في الخامسة: ثم قارح.
__________
(1) انظر باب الزكاة في (المبسوط) للسرخسي 2/ 150فما بعدها، و (التلخيص) للعسكري 2/ 581.
(2) في كتب اللغة اختلاف في هذه التسميات، انظر (التلخيص) للعسكري 2/ 621، و «فقه اللغة» للثعالبي 115.
(3) انظر «التلخيص» للعسكري 2/ 544.(1/183)
أسنان الغنم
ولد المعز جدي في السنة الأولى وجذع في الثانية ثم ثنيّ في السنة الثالثة ثم رباع في الرابعة. ثم سديس في الخامسة ثم في السنة السادسة سالغ وصالغ والأنثى أيضا سالغ وليس بعد السالغ اسم.
وفي الضأن كذلك إلّا أنه جذع من ستة أشهر إلى عشرة أشهر وهو الحمل قبل أن يجزع. الشّنق ما بين (1) فريضتين في الإبل والغنم اشتقاقه من شنق القربة وهو امتلاؤها. الوقص في البقر كالشنق في الإبل والغنم وقيل بل هو عامّ.
مكاييل العرب وأوزانها
القلّة (2) للعرب قال أصحاب الحديث القلّتان خمس قرب كبار، الرّطل نصف منا. المنا وزن مائتين وسبعة وخمسين درهما وسبع درهم وبالمثاقيل مائة وثمانون مثقالا وبالأواقي أربع وعشرون أوقيّة المدّ رطل وثلث الصاع أربعة أمداد عند أهل المدينة وثمانية أرطال عند أهل الكوفة. القسط نصف صاع.
الفرق (3) ثلاثة أصوع الوسق ستون صاعا. قال الخليل الوسق هو حمل البعير فأما الوقر فحمل البغل أو الحمار. المثقال زنة درهم وثلاثة أسباع درهم. الأوقية على وزن أثفيّة وجمعها أواق زنة عشرة دراهم وخمسة أسباع درهم والأوقية في الدهن عشرة دراهم. الإستار ربع عشر منا. والكرّ بالعراق بالكوفة وبغداد
__________
(1) الشنق، والوقص: عدد الإبل أو الغنم الذي لا يستوجب الزكاة لأنه أكثر من خمس وأقلّ من عشر. / اللسان /
(2) القلّة: إناء للعرب كالجرّة الكبيرة، وجاء في الحديث «إذا بلغ الماء قلّتين لم يحمل نجسا» وتستخدم أحيانا للدلالة على الكوز الصغير، ويبدو أن هذا نتيجة تطور دلالي / اللسان ق ل ل /.
(3) الفرق سكون الراء وفتحها مكيال بالمدينة وفي الحديث «ما يسكر الفرق منه فالجرعة منه حرام» التلخيص للعسكري 1/ 328(1/184)
ستون قفيزا وكل قفيز ثمانية مكاكيك وكل مكوك ثلاث كيالج. والكيلجة وزن ستمائة درهم وبواسط والبصرة مائة وعشرون قفيزا وكل قفيز أربعة مكاكيك وكل مكوك خمسة عشر رطلا وكل رطل مائة وثمانية وعشرون درهما.
في الحج (1)
القران أن ينوي العمرة مع الحج جميعا والتمتّع أن يحرم للعمرة قبل الحج. الإفراد أن يفرد نية كل واحد منهما. الاستلام هو لمس الحجر الأسود اشتق من السّلمة وهي الحجر كما قيل من الكحل الاكتحال. الرمل والهرولة الإسراع والجمز العدو في المشي الهدي ما يهدى إلى بيت الله الحرام من النعم.
البدنة الناقة والبقرة تهدى إلى البيت وجمعها بدن مثل خشبة وخشب. التجمير رمي الجمار وهي الحصى واحدتها جمرة وبها سميت جمرة العقبة * الإشعار أن يعلّم الهدي بالطعن في سنامه أو غير ذلك. وشعائر الله واحدتها شعيرة وهي العلامة.
في البيع والشركة
المصرّاة الناقة التي تصرّ ضروعها ليجتمع فيها اللبن ثم تباع وأصلها المصرّرة كما يقال تظنّيت من الظن وقيل بل اشتقاقه من قولهم صري اللبن إذا اجتمع في الضّرع وقد أصرت الناقة تصري وصرّاها صاحبها وهذا أقرب إلى الصواب.
بيع العرايا هو بيع ما في رءوس النخل من الثمرة المدركة بالتمر اليابس وهي جمع عريّة. بيع الغرر هو بيع الخطر كبيع الطير أو السمك قبل أن يصاد.
بيع المزابنة هو بيع المجازفة وهو أن يباع الشيء غير مكيل ولا موزون.
المحاقلة بيع الزرع بالحنطة. المخابرة المزارعة بالثلث أو الربع أو ما
__________
(1) أنظر «المبسوط» للسرخسي 4/ 25.(1/185)
أشبهها. الكالئ النسيئة (1). النّجش (2) الزيادة على شراء غيرك من غير أن تحتاج إلى المتاع. شركة (3) عنان هي في شيء واحد يعن أي يعرض. شركة مفاوضة هي في كل شيء يشتريانه ويبيعانه. المقارضة المضاربة هي أن يكون المال لأحدهما ويعمل الآخر على قسم معلوم من الربح وتكون الوضيعة على المال. التّفليس فعل متعد من أفلس الرجل إفلاسا واشتقاقه من الفلس كأنها صارت دراهمه فلوسا وفلّسه غيره تفليسا.
في النكاح والطلاق
* الشغار معجمة الغين مثل أن يزوج الرجل ابنته من آخر على أن يزوجه هو أخته من غير مهر (4) والعقر في الأصل ما تعطاه البكر إذا وطئت وطأ شبهة لأنها إذا افترعت فكأنها تعقر. المتعة عند الفقهاء على ثلاثة أوجه (أحدها) أن يتزوج الرجل امرأة بمهر يسير إلى أجل معلوم على أن ينفسخ النكاح عند انقضائه بغير طلاق وذلك عند الشيعة جائز (والوجه الثاني) كسوة المطلّقة إذا طلّقت ولم يدخل عليها (والوجه الثالث) متعة الحج وهي أن يتمتع إذا قضى طوافه ويحلّ له ما كان حرّم عليه.
المرأة المحصنة هي ذات الزوج. الظهار هو أن يقول الرجل لامرأته أنت
__________
(1) كلأ الدين: تأخّر، النسيئة: التأخير.
(2) في الحديث: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النّجش في البيع وقال: لا تناجشوا»، قال أبو عبيد: هو أن يزيد الرجل ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها، ولكن ليسمعه غيره فيزيد بزيادته. / اللسان ن ج ش /
(3) الشركة، والشركة سواء. وقال الشريف الجرجاني: شركة العقد: أن يقول أحدهما شاركتك في كذا، ويقبل الآخر وهي أربعة: أشركة الصنائع والتقبل وهي أن يشترك صانعان كالخياطين أو خياط وصباغ ويقبلا العمل كان الأجر بينهما ب شركة المفاوضة، ج شركة العنان، د شركة الوجوه وهي أن يشتركا بلا مال على أن يشتريا بوجوههما ويبيعا وتتضمن الوكالة.
(4) انظر في الآراء حول نكاح الشّغار بين الحنفية والشافعية (المبسوط) للسرخسي 5/ 105.(1/186)
علي كظهر أمّي فتحرم عليه * الإيلاء أن يحلف الرجل أن لا يصيب امرأته إلى مدة معلومة، وكل قسم أليّة على مثال فعيلة. وقد آلى الرجل يؤلي إيلاء إذا أقسم وهو عام ولكن المعروف عند الفقهاء ما ذكرته.
الملاعنة هو أن يقذف الرجل امرأته وهي حبلى ثم يشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أنّ لعنة الله عليه إنّ كان من الكاذبين: وتشهد المرأة أربع شهادات مثل ذلك والخامسة أنّ غضب الله عليها إنّ كان من الصادقين (1). فينفي الرجل الولد فتقع بينهما الفرقة. القرء عند أصحاب الرأي (2) الحيض وعند أصحاب الحديث الطهر من الحيض وجمعه أقراء وقروء.
الاستبراء الامتناع من وطء الأمة حتى تحيض وتطهر أو حتى ينقضي شهر والمحلّل هو الذي يتزوج المرأة المطلقة ثلاثا حتى تحل للزوج الأول. العسيلة تصغير العسل وإنما دخلت الهاء في تصغيره لأنه يذكر ويؤنث. وقيل بل القطعة من العسل عسلة كما أن القطعة من الذهب ذهبة وهذا أصح والله أعلم. وأما المحلّل في السّبق فهو أن يتسابق اثنان يتراهنان في الرمي فيدخل ثالث فيما بينهما يأخذ إن سبق ولا يغرم إن سبق.
في الدّيات
العاقلة العصبة عند أصحاب الحديث وهم عند أصحاب الرأي أصحاب القاتل يعقلون القتيل عن القاتل أي يدونه والعقل هو الدّية. والغرّة دية الجنين وهي عبد أو أمة. القسامة أن يوجد قتيل بين ظهراني قوم فيحلف منهم
__________
(1) في سورة النور {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوََاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدََاءُ إِلََّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهََادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهََادََاتٍ بِاللََّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصََّادِقِينَ وَالْخََامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللََّهِ عَلَيْهِ إِنْ كََانَ مِنَ الْكََاذِبِينَ وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذََابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهََادََاتٍ بِاللََّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكََاذِبِينَ. وَالْخََامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللََّهِ عَلَيْهََا إِنْ كََانَ مِنَ الصََّادِقِينَ} سورة النور (24) الآيات 96
(2) أهل الرأي: أهل العراق أتباع الإمام أبي حنيفة النعمان، وأهل الحديث أتباع الإمام مالك بن أنس. وقد قال الإمام الشافعي: القرء اسم للوقت فلما كان الحيض يأتي لوقت والطّهر يجيء لوقت جاز أن يكون الأقراء حيضا وأطهارا / اللسان ق ر أ /(1/187)
خمسون رجلا خمسين يمينا للمدّعين أنهم لم يقتلوه ولا يعلموا قاتله وتسقط الدّية عنهم أو يحلفها المدعون فيستحقون الدّية * الأرش دية الجراحة (1) ولا يستعمل في النفوس.
القود القصاص يقال أقدت القاتل بالقتيل إقادة أي قتلته به. الجبار الهدر (2). الشجاج الدامية التي تدمى بها الرأس الباضعة التي تقطع اللحم.
السّمحاق التي بينها وبين العظم جلدة. الموضحة التي بلغت العظم. المنقّلة التي يخرج منها العظم * الهاشمة التي تهشم العظم أي تكسره * الآمّة التي تصل إلى أمّ الدماغ وكذلك الجائفة (3).
في الفريضة
العصبة قرابة الرجل لأبيه الذكور: وبنوه وبنو أبيه العول أن تزيد أجزاء الفريضة فيكون فيها مثلا ثلثان ونصف وسدس وثلث وأصل المسألة من ستة فتعول إلى عشرة فهذا أكثر العول * الكلالة أن يموت رجل ولا يترك والدا ولا ولدا الأكدريّة مسألة في الفريضة هي امرأة ماتت وتركت زوجا وأمّا وأختا وجدا * تناسخ الوراثة أن يموت ورثة بعد ورثة وأصل الميراث قائم لم يقسم.
في النوادر
اليمين الغموس قال الخليل وهي التي لا استثناء فيها وقيل هي التي
__________
(1) أي الجروح (الجراحات).
(2) الجبار: يقال ذهب دمه جبارا أي هدرا أي لا قود ولا دية فيه كما في البئر العادية يسقط فيها إنسان، أو المعدن إذا انهار على حافره فقتله، أو البهيمة العجماء تنفلت فتصيب في انفلاتها إنسانا أو شيئا. في كل هذا الدم والجرح هدر. / اللسان ج ب ر /
(3) يذكر في اللسان شجاج الرأس فيضيف: الحارصة التي تقشر الجلد ولا تدميه، الدامغة وهي التي تبلغ الدماغ / اللسان ش ج ج /.(1/188)
يقطع بها الحق وهذا أصح: وسميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الذنوب * النكول هو الامتناع عن اليمين. الجرح هو أن ترد شهادة الشاهد وقد جرح فلان فهو مجروح إذا لم تقبل شهادته * التّزكية ضد الجرح * الحجر أن يحجر القاضي على إنسان فلا يجوز بيعه ولا شراءه التّدبير هو أن يدبّر الرجل عبده أو أمته فيقول هذا حر بعد موتي * المكاتبة هي أن يكاتب الرجل عبده والعبد سيده وذلك إذا كان العبد يتصرف في عمل ويؤدي غلته إلى سيده ويشتري نفسه بها. التّعجيز هو أن يعجّز المكاتب نفسه أو يعجّزه مكاتبه فتنتقض المكاتبة. النّجوم الدفعات التي تؤدى الغلة فيها واحدها نجم * الجلّالة البقرة التي تأكل العذرة (1) العمري أن يقول هذه الدار لك عمري أو عمرك الرّقبى هو أن يسكنه دارا ثم يراقب أحدهما موت صاحبه ليرتجع الدار بعده.
في علم الكلام (2)
في مواضعات متكلمي الإسلام
الشيء هو ما يجوز أن يخبر عنه وتصحّ الدلالة عليه * المعدوم هو ما يصح أن يقال فيه هل يوجد * والموجود ما يصحّ عنه سؤال السائل هل يعدم إلى أن
__________
(1) الجلّالة: البقرة التي تتبع النجاسات، وهي التي تأكل الجلّة (البعر) والعذرة. / اللسان ج ل ل /
(2) علم الكلام هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلّة العقلية والردّ على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات / ابن خلدون المقدمة ص 423/ ويذكر من المتكلمين: أبا الحسن الأشعري وأبا بكر الباقلاني، والغزالي، والفخر الرازي، وأشار إلى إفادة المتكلمين من مسائل المنطق.
وجاء لدى الشريف الجرجاني «الكلام: علم يبحث فيه عن ذات الله تعالى وصفاته، وأحوال الممكنات من المبدأ والمعاد على قانون الإسلام، والقيد الأخير لإخراج العلم الإلهي للفلاسفة» وهو «علم باحث عن أمور يعلم منها المعاد وما يتعلّق به من الجنة والنار، والصراط والميزان، والثواب والعقاب، وقيل: الكلام هو العلم بالقواعد الشرعية الاعتقادية المكتسبة عن الأدلّة».
وينظر في مفتاح السعادة 2/ 150.(1/189)
يجاب عنه بلا ونعم. وقيل الموجود هو الكائن الثابت والمعدوم هو المنتفي الذي ليس بكائن ولا ثابت. القديم (1) هو الموجود لم يزل. المحدث هو الكائن بعد أن لم يكن. الأزليّ الكائن لم يزل ولا يزال (2). الجوهر هو المحتول للأحوال والكيفيات المتضادّات على مقدارها. وعند المعتزلة المتكلمين أن الأجسام مؤلفة من أجزاء لا تتجزأ وهي الجواهر عندهم. والخطّ عندهم المجتمع من الجواهر طولا فقط * والسطح ما اجتمع من الجواهر طولا وعرضا فقط * والجسم عندهم المجتمع من الجواهر طولا وعرضا وعمقا * (3) والعرض أحوال الجوهر كالحركة في المتحرك والبياض في الأبيض والسواد في الأسود.
فأما هذه الأشياء على رأي الفلاسفة والمهندسين فعلى خلاف ما ذكرته في هذا الباب وسأذكرها في أبوابها إن شاء الله عند ذكر أقاويلهم.
أيس هو خلاف ليس قال الخليل بن أحمد: ليس إنما كان. لا. في أيس فأسقطوا الهمزة وجمعوا بين اللام والياء (4). والدليل على ذلك قول العرب:
ايتني بكذا من حيث أيس وليس. الذات نفس الشيء وجوهره * الطّفرة الوثوب في ارتفاع تقول طفرت الشيء أطفره طفرا إذا وثبت فوقه والطّفرة المرة الواحدة الرّجعة عند بعض الشيعة رجوع الإمام بعد موته. وعند بعضهم بعد غيبته: التحكيم قول الحرورية لا حكم إلا لله وهم المحكّمة.
__________
(1) قال الشريف الجرجاني «القديم يطلق على الموجود الذي لا يكون وجوده من غيره وهو القديم بالذات ويقابله المحدث بالذات وهو الذي يكون وجوده من غيره».
(2) قال الشريف الجرجاني «الأزليّ: ما لا يكون مسبوقا بالعدم. اعلم أن الموجود أقسام ثلاثة لا رابع لها، فإنه: إما أزلي وأبدي وهو الله سبحانه وتعالى، أو لا أزلي ولا أبدي وهو الدنيا، أو أبدي غير أزلي وهو الآخرة وعكسه محال فإنّ ما ثبت قدمه امتنع عدمه».
(3) قال الشريف الجرجاني «ما يعرض في الجوهر مثل الألوان والطعوم والذوق واللمس وغيرها مما يستحيل بقاؤه بعد وجوده».
(4) تفسير قول الخليل هو أن ثمّة فعلا هو: أيس يمثل فعل الكون الذي لم يصلنا مستعملا في صيغة الإيجاب وإنما مرتبطا بلا النافية مع حذف للهمزة ولزق اللام بسائر الحروف فغدت الكلمتان لا أيس: ليس، وفي نظائر العربية من اللغات السامية يستعمل الفعل «أيس» مع تعديل صوتي فهو في العبرية «يش».(1/190)
في أصول الدين التي يتكلم فيها المتكلمون
أولها القول في حدوث (1) الأجسام والرد على الدهرية الذين يقولون بقدم الدهر والدلالة على أن للعالم محدثا وهو الله تعالى والردّ على المعطّلة وأنه عزّ وجلّ قديم عالم قادر حتى وأنه واحد والرد على الثنوية من المجوس والزنادقة وعلى المثلثة من النصارى وعلى غيرهم ممن قالوا بكثرة الصانعين وأنه لا يشبه الأشياء، والرد على اليهود وعلى غيرهم من المشبّهة وأنه ليس بجسم، وقد قال كثير من مشبّهة المسلمين بأنه جسم تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. وأنه جلّ جلاله عالم قادر حيّ بذاته، وقال الجمهور غير المعتزلة إنه عالم بعلم وحيّ بحياة وقادر بقدرة وإن هذه الصفات قديمة معه، والكلام في الرؤية ونفيها وإثباتها وأن إرادته محدثة أو قديمة: وأن كلامه مخلوق أو غير مخلوق، وأن أفعال العباد مخلوقة يحدثها الله تبارك وتعالى أو العباد، وأن الاستطاعة قبل الفعل أو معه، وأن الله تعالى يريد القبائح أو لا يريدها، وأن من مات مرتكبا (2) للكبائر ولم يتب فهو في النار خالدا فيها أو يجوز أن يرحمه الله تعالى ويتجاوز عنه ويدخله الجنة وقالت المعتزلة: أهل الكبائر فسّاق ليسوا بمؤمنين ولا كفّار وهذه منزلة بين المنزلتين، وقال غيرهم الناس إما مؤمن وإما كافر وقالوا الشفاعة لا تلحق الفاسقين وقال غيرهم تلحقهم وأنها للفسّاق دون غيرهم، والدلالة على النبوة ردا على البراهمة وغير هم من مبطلي النبوة والدلالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والقول في الإمامة ومن يصلح لها ومن لا تصلح له.
فهذه أصول الدين التي يتكلم المتكلمون فيها ويتناظرون عليها وما سوى ذلك فهو إما فروع لهذه وإما مقدمات وتوطئات لها.
__________
(1) قال الشريف الجرجاني: «الحدوث: عبارة عن وجود الشيء بعد عدمه، والحدوث الذاتي: هو كون الشيء مفتقرا في وجوده إلى الغير.».
(2) قال الشريف الجرجاني «الكبيرة: هي ما كان حراما محضا شرع عليها عقوبة محضة بنص قاطع في الدنيا والآخرة».(1/191)
المحور الثالث أ
في الطب (التشريح، الأمراض والأدواء، في ذكر الأغذية) في الصيدلة والأقرباذين (الأدوية المفرده، الأدوية المركبة، في أوزان الأطباء ومكاييلهم) * من كلام الخوارزمي الكاتب.(1/193)
في الطب (التشريح، الأمراض والأدواء، في ذكر الأغذية) في الصيدلة والأقرباذين (الأدوية المفرده، الأدوية المركبة، في أوزان الأطباء ومكاييلهم) * من كلام الخوارزمي الكاتب.
في الطب
في التشريح
الشرايين هي العروق النابضة واحدها شريان ومنبتها من القلب تنتشر فيها الحرارة الغريزية أي الطبيعية وتجري فيها المهجة وهي دم القلب، وأما العروق غير النوابض فمنبتها من الكبد ويجري فيها دم الكبد (1) * ومن الشرايين الأبهران وهما يخرجان من القلب ثم يتشعب منهما سائر الشرايين * ومن العروق المشهورة غير الضوارب * الباسليق وهو في اليد عند المرفق في الجانب الإنسيّ إلى ما يلي الإبط والقيفال عند المرفق أيضا في الجانب الوحشيّ والأكحل بين الباسليق والقيفال. واسم الأكحل عربيّ. وأما الباسليق والقيفال فمعربان * الودجان عرقان في العنق أحدهما الودج الظاهر والآخر الودج الغائر، والودج والوداج لغتان والجمع أوداج * حبل الذراع عرق في ظاهر الساعد وهو من شعب القيفال * الأسيلم عرق بين الخنصر والبنصر وهو من شعب الباسليق وهو معرّب * الصافن عرق في الساق يظهر عند الكعب الداخل في الجانب الإنسي * (2) عرق النّسا بفتح النون مقصور قبالة الصافن في الجانب الوحشي والعضل واحدتها عضلة وهي أشياء جعلها الله تبارك وتعالى آلات الحركة الإرادية للحيوان مركبة من لحم وعصب وربط وأعظمها في الإنسان عضلة
__________
(1) يقول ابن سينا في القانون «أمّا العروق الساكنة فإن منبت جميعها من الكبد وأوّل ما ينبت من الكبد عرقان أحدهما من الجانب المقعّر وأكثر منفعته في جذب الغذاء إلى الكبد، ويسمّى الباب والآخر من الجانب المحدّب ومنفعته إيصال الغذاء من الكبد إلى الأعضاء ويسمى الأجوف» القانون 1ص 62.
(2) ينظر في فقه اللغة للثعالبي ص / 134.(1/195)
الساق وأصغرها عضلة العين التي تحرّك أجفانها * النّخاع العرق الأبيض الذي في فقار الظهر وينبت منه ومن الدماغ العصب (1) * طبقات العين سميت بالأشياء التي تشبهها كالمشيمة شبهت بالمشيمة وهي التي فيها الولد في البطن والشبكية شبهت بالشبكة والعنكبوتية شبهت بنسيج العنكبوت والقرنيّة شبهت بالقرن في صلابته * الملتحم هو بياض المقلة (2) * قصبة الرئة هي الحلقوم وهو مجرى النفس المتصل بالرئة فقط وهو إلى قدام المري وهو مجرى الطعام والشراب إلى المعدة وهو إلى القفا * الحنجرة هي العظم الناتئ في العنق تحت اللحى وهي آلة الصوت * (3) المعدة للإنسان بمنزلة الكرش للشاة * البوّاب معى متصل بالمعدة من أسفل ينضم عند دخول الطعام المعدة إلى أن ينهضم فحينئذ ينفتح بإذن الله تعالى ولذلك سمّي البواب * الاثنا عشريّ معى متصل بالبواب طوله اثنتا عشرة إصبعا المعى الصائم معى يلي الاثني عشري يسمّى صائما لأنه لا يثبت فيه الطعام * المرابض مجاري الطعام والغذاء من المعدة إلى الكبد * القولون هو المعى الذي يحدث فيه القولنج ومنه اشتق * الأعور معى على هيئة الكيس وسمّي الأعور لأنه لا منفذ له ويسمى الممرغة * المعى المستقيم هو مخرج الثفل وطرفه الذي تسميه العامة السّرم * (4) الحجاب هو شبيه بالجلد يأخذ من رأس القصّ إلى الظهر فيتصل بتجويف البطن فيكون التجويف الأعلى الرئة والقلب وفي التجويف الأسفل سائر الأحشاء: المسام المنافذ التي يخرج منها العرق ولا واحد لها من لفظها إلّا السمّ ومثاله المذاكر والمحاسن والمعالي ولا
__________
(1) في اللسان «النّخاع: عرق أبيض في داخل العنق ينقاد في فقار الصّلب حتّى يبلغ عجب الذنب وهو يسقي العظام» مادة ن خ ع.
(2) القانون في الطب 2/ 109108 (فصل في تشريح العين).
(3) القانون في الطب 2/ 209208.
(4) يقول ابن سينا «عدد الأمعاء ستة أولها المعروف بالاثني عشري، ثم المعروف بالصائم، ثم معى طويل ملتف يعرف بالدقاق واللفائف، ثم معى يعرف بالأعور، ثم معى يعرف بالقولون ثم معى يعرف بالمستقيم وهو السرم وهذه الأمعاء كلها مربوطة بالصلب برباطات تشدها على واجب أوضاعها» القانون 2/ 418وينظر في 2/ ص 283 وص 452.(1/196)
واحد لشيء من هذه من بناء جمعه وكذلك مراقّ البطن ما رقّ منه ولان ولا واحد لها من بناء جمعها
في الأمراض والأدواء
السعفة في الرأس والوجه قروح فيه وربما كانت قحلة يابسة وربما كانت رطبة يسيل منها ماء صديد * الحزاز والإبرية والهبريّة في الرأس شيء كالنخالة فيه * البهق بياض على الجلد دون البرص وربما يكون أسود الشرى داء يأخذ في الجلد أحمر كهيئة الدراهم * الحصف بثور تهيج من كثرة العرق. القوباء معروفة وهي خلط غليظ يظهر إلى ظاهر الجلد ويأخذ فيه * الجذام علة تعفّن الأعضاء وتشنّجها وتقرّحها وتبحّ الصوت وتمرّط الشعر الشعيرة في الجفن ورم مستطيل.
الجساء أن يعسر فتح العينين على الإنسان إذا انتبه من النوم (1) الحفر في الأسنان ما يلتصق بها ظاهر وباطن (2) الصّنان هو رائحة الآباط والأرفاغ المنتنة (3).
العذيوط من الرجال الذي يحدث إذا جامع. الخلوف تغيّر فم الرجل إذا جاع قمرت العين تقمر قمرا إذا نظرت إلى ثلج فأصابها فساد في بصرها وذلك إذا أدامت النظر إلى الثلج. السّحج تقشّر الجلد ونحوه (4) الخنازير أشباه الغدد في الآباط والأربيّة السرطان ورم صلب له أصل في الجسد كبير تسقيه عروق خضر * السّلعة بفتح السين وتسكين اللام زيادة تحدث في الجسد تتحرك إذا حرّكت بلا ألم مثل حمّصة إلى بطيخة * النملة بثور صغار مع ورم قليل وحكة وحرقة وحرارة في اللمس تسرع إلى التقرّح. النار الفارسية نفّاخات ممتلئة ماء رقيقة تخرج بعد حكّة ولهيب. الداحس (5) ورم يأخذ في الأظفار ويظهر عليها
__________
(1) «الجساءة» في فقه اللغة للثعالبي.
(2) وأضاف في اللسان «هو أن يحفر القلح أصول الأسنان بين اللّثة وأصل السنّ من ظاهر وباطن، يلحّ على العظم إن لم يدرك سريعا» مادة ح ف ر
(3) «الأرفاغ: المغابن من الآباط وأصول الفخذين والحوالب وغيرها من مطاوي الأعضاء وما يجتمع فيه الوسخ والعرق» اللسان / ر ف غ.
(4) في اللسان «الخنازير علة معروفة وهي قروح صلبة تحدث في الرقبة» مادة خ ن ز ر.
(5) في فقه اللغة للثعالبي «الداخس: ورم يأخذ بالأظفار ويظهر عليها شديد الضربان»(1/197)
شديد الضربان ومما يتصل بهذا الباب ذوات السموم منها الجرّارات (1) وهي عقارب صغار تجرّ أذنابها وتكون ببلاد الخوز ويقال لها بالنبطية كرورا.
الرّتيلاء (2) جنس من العناكب يشبه المسمّى منها الفهيد وهي صغيرة. الشبث يشبه العنكبوت العظيم الطويل الأرجل. النّمس دابة قال الخليل هو سبع من أخبث السباع (3) الكلب الكلب الذي يجنّ ويكلب ويمتنع من الأكل ويهرب من الماء وإذا عض إنسانا هاجت به أعراض رديئة وصار يفزع من الماء ومن كل شيء رطب إلى أن يموت عطشا * الشقيقة صداع في شق واحد من الرأس.
الدّوار هو أن يكون كأنه يدور ما حواليه وتظلم عينه ويهمّ بالسقوط يقال دير به يدار دوارا. السّرسام حمّى دائمة مع صداع وثقل في الرأس والعين وحمرة فيها شديدة وكراهية الضوء السكتة أن يكون الإنسان ملقى كالنائم يغط من غير نوم ولا يحسّ إذا نخس يقال أسكت الرجل إسكاتا إذا أصابته سكتة * السبات أن يكون الرجل ملقى كالنائم يحسّ ويتحرك إلا أنه مغمض العين وربما فتحها ثم عاد * الشخوص أن يكون ملقى لا يطرف وهو شاخص * الفالج معروف وهو استرخاء أحد الجانبين من الإنسان وقد فلج فلان إذا ذهب الحسّ والحركة عن بعض أعضائه. الخدر أن يعرض في يد الرجل أو رجله خدر لا يزايله * اللّقوة أن يتعوج وجه الإنسان فلا يقدر على تغميض إحدى عينيه وقد لقي فهو ملقوّ التشنج أن يتقلّص عضو من أعضائه: التخمة معروفة مشتقة من الوخامة وتاؤها واو مثل التهمة من الوهم واللغة الفصيحة فيها فتح الخاء * والصّرع أن يكون الإنسان يخرّ ساقطا ويلتوي ويضطرب ويفقد العقل وقد صرع يصرع صرعا * الكابوس أن يحسّ في النوم كأنّ إنسانا ثقيلا قد وقع عليه وضغطه وأخذ
__________
(1) الجرّارة: عقرب صفراء صغيرة على شكل التبنة، سمّيت جرّارة لجرّها ذنبها، وهي من أخبث العقارب وأقتلها لمن تلدغه» اللسان / ج ر ر.
(2) الرتيلاء من الهوام وهي أنواع أشهرها شبه الذباب الذي يطير حول السراج، ومنها سوداء رقطاء، ومنها صفراء زغباء ولسع جميعها مورّم مؤلم» القاموس / ر ت ل.
(3) النّمس: دويبة تقتل الثعبان فهي تتعرض له وتتضاءل وتستدق حتى كأنها قطعة حبل فإذا انطوى عليها الثعبان زفرت وأخذت بنفسها فانتفخ جوفها فيتقطع الثعبان» اللسان / ن م س.(1/198)
بأنفاسه * الماليخوليا (1) ضرب من الجنون وهو أن تحدث للإنسان أفكار رديئة ويغلبه الحزن والخوف وربما صرخ ونطق الأفكار الردية وخلّط في كلامه * السبل في العين أن يكون على بياضها وسوادها شبه غشاء ينتسج بعروق حمر غلاظ. الظّفرة غشاء يأتي من الماق الذي يلي الأنف على بياض العين إلى سوادها * الطرفة أن تحدث في العين نقطة حمراء من ضربة أو من غيرها * الانتشار اتساع ثقب الناظر حتى يلحق البياض من كل جانب من ضربة أو عقب صداع شديد * الغرب هو أن يرشح ماق العين ويسيل منها إذا غمز صديد وهو الناصور أيضا وربما يكون الناصور في مواضع أخر * البواسير (2) في الأنف أن ينبت لحم داخل الأنف فيحتشى به، واحدها باسور وقد يكون في الأنف، السرطان وقد مر تفسيره * الخشم فقدان حاسة الشم ورجل أخشم لا يحسّ رائحة طيبة ولا خبيثة مشتقة من الخيشوم كأنما أصيب خيشومه * القلاع بثور في الحنكين واللسان * الضفدع غدّة تنعقد تحت اللسان * الخناق أن يحدث في المبلع ضيق يقال له خوانيق وهو مخنوق * ذات الجنب وجع تحت الأضلاع ناخس مع سعال وحمّى * ذات الرئة قرحة في الرئة يضيق منها النفس * الشّوصة قال الخليل ريح تنعقد في الأضلاع وشاصته شوصة * السّلّ أن ينتقص لحم الإنسان بعد سعال مزمن ونفث شديد. معنى
__________
(1) «العلة إذا كانت في الرأس يقال لها: سرسام» اللسان / ب ر س م.
وجاء في فقه اللغة للثعالبي «البرسام: هي الحمّى إذا دامت مع الصداع أو الثقل في الرأس، والحمرة في الوجه، وكراهة الضوء.» ص / 149 يقول ابن سينا في القانون: «إذا استعمل السرسام بالاستعمال العامي دخل فيه السرسام الدماغي، ومن الناس ممن لا يعرف اللغات يحسب أن البرسام اسم لهذا الورم وأن السرسام أخف منه وليس ذلك بشيء، فإن البرسام فارسي والبر: هو الصدر والسام هو الورم والسرسام فارسي أيضا والسر هو الرأس» تفصيلات حول هذين المرضين.
القانون 1ص 4544
(2) هذا ما عليه الاصطلاح (البواسير) في قانون ابن سينا 2ص 172.
* * وفي علل المقعدة يقول ابن سينا «اعلم أنه كثيرا ما يظن الإنسان أن به بواسير وإنما به قروح في المستقيم» ويتابع وصف أنواعها وعلاجها مع أمراض الأمعاء: القانون 2 ص / 480479وعلى هذا فالمصطلح مشترك.(1/199)
المزمن العتيق وهو مشتق من الزمان يقال مرض مزمن أي طويل والمزمن الذي يورث الزمانة أيضا * الهيضة مغس وكرب يحدث بعدهما قيء واختلاف وقد هيض الرجل أي أصابته هيضة ومعنى الهيض الكسر الشهوة الكلبية أن يدوم جوع الإنسان ثم يأكل الكثير ويثقل ذلك عليه فيقيئه أو يغثيه يقال كلبت شهوته كلبا كما يقال كلب البرد إذا اشتد ومنه الكلب الكلب الذي يجنّ * اليرقان والأرقان هما صفار وهو أن تصفر عينا الإنسان ولونه لامتلاء مرارته واختلاط المرّة الصفراء بدمه يقال أرق الرجل فهو مأروق * الاستسقاء أن ينتفخ البطن وغيره من الأعضاء وهو ثلاثة أنواع زقّي وطبليّ ولحمي فأما الزّقيّ أن تنتفخ البطن وتنتؤ السرة وتسمع خضخضته إذا حركته واللحميّ أن يكون في الأجفان والأطراف ورم رخو وترم الانثيان ويترهّل الوجه والبدن كلّه * والطبلي أن يكون البطن منتفخا متمددا يسمع منه إذا ضرب مثل صوت الطبل وسمي هذا الداء الاستسقاء * والسقي لدوام عطش صاحبه (1) * القولنج اعتقال الطبيعة لانسداد المعى المسمّى قولون * الخلفة أن لا يلبث الطعام في البطن اللبث المعتاد بل يخرج سريعا وهو بحاله لم يتغير مع لذع ووجع في البطن واختلاف صديدي * الزحير مشتق من التزحّر وهو معروف * الحصاة حجر يتولد في المثانة أو الكلية من خلط غليظ ينعقد فيها ويستحجر * سلس البول أن يكثر بول الإنسان بلا حرقة، البواسير في المقعدة أن يخرج منها دم غليظ عبيط بدور وربما كان بها نتوّ أو غؤور يسيل منها صديد وربما كان معلقا أيضا معها:
والنواصير ربما تحدث فيها * الرحا علة تحدث للمرأة تشبه حالها حال الحبلى في عظم البطن وفساد اللون واحتباس الطمث * الفتق أن يكون بالرجل فتق في مراقّ بطنه فإذا هو استلقى وغمزه إلى داخل غاب وإذا استوى عاد * القرو أن تعظم جلدة البيضتين لريح فيها أو ماء أو نزول الأمعاء أو الثرب ويقال له أيضا قروة، النقرس ورم في المفاصل لموادّ تنصب إليها: عرق النّسا مفتوح مقصور وجع يمتد من لدن الورك إلى الفخذ كله في مكان منه في الطول وربما بلغ الساق
__________
(1) القانون لابن سينا 2/ 384.(1/200)
والقدم ممتدا * الدوالي عروق تظهر في الساق غلاظ ملتوية شديدة الخضرة والغلظ: داء الفيل هو أن تتورم الساق كلّها وتعظم * حمّى يوم هي التي لا تدوم بل تكون نوبة واحدة فقط * الدق حمّى تدوم ولا تقلع ولا تكون قوية الحرارة ولا لها أعراض ظاهرة مثل القلق وعظم الشفتين ويبس اللسان وسواده وينتهي الإنسان منها إلى ذبول وضنى * الورد هي الحمى النائبة كل يوم وهي بلغمية على الأكثر * الغب الحمى التي تنوب يوما ويوما لا وهي صفراوية على الأكثر * الربع التي تنوب يوما ويومين لا، ثم تعود في الرابع وهي سوداوية * وكذلك الخمس والسدس على هذا القياس وهذه الأسماء مستعارة من أظماء الإبل * الحمّى المطبقة هي الدائمة التي لا تقلع وتكون دموية تحمر معها العينان والوجه والأذنان ويكون معها قلق وكرب * الحمى المحرقة من جنس الغب إلّا أنها لا تفارق البدن وتكون أقوى وأشد حرارة وتشتد غبا * الوباء مهموز مقصور مرض عام وجمعه الأوباء ولا يجوز مده وجمعه أوبئة (1).
في ذكر الأغذية
الأطرية على وزن الأكسية من طعام أهل الشام ولا واحد له هكذا قال الخليل وقال بعضهم بكسره على بناء زبنية * الفرانيّ جمع فرنيّ قال الخليل هي خبزة غليظة مشكّلة مصعنبة تشوى ثم تروى لبنا وسمنا وسكرا وهو منسوب إلى الفرن وهو تنوّر ضخم يخبز فيه القطائف شبّهت بالقطائف من الثياب التي واحدتها قطيفة وهي دثار مخمل معروف النّشا هو النشاستج حذف شطره تخفيفا كما قيل للمنازل المنا، الحنطة المسلوقة هي التي تطبخ بالماء وكذلك كل شيء يغلى بالماء فهو مسلوق ومنه البيض السليق فأما البيض النيمبرشت فلفظة فارسية وهو الذي سخن حتى حثر ولما يتم نضجه وهو يسمى الرعّاد أيضا. حبّ الصّنوبر الكبير حمل الشجرة المعروفة وحبّ الصنوبر الصغير وهو الجلّوز
__________
(1) تتوافق المصطلحات الطبية هنا ومعجم (فقه اللغة) للثعالبي في الفصول المتصلة بالأمراض والأدواء ص / 151142/ وبأدواء العين ص / 124.(1/201)
* النار جيل جوز الهند * الصبار تمر الهند: الملبّق (1) الفراريج فارسية معربة جمع فرّوج مثل تنوّر أفراخ الدجاج * البهطّة كلمة سندية وهو الأرزّ يطبخ باللبن والسمن * كشك الحنطة والشعير ما هرس هرسا بالمهراس أي دق حتى ينسلخ قشره * القطف نبات رخص عريض الورق * الطلخشقوق هو اليعضيد.
الحماض بقلة لها زهرة حمراء فأما حماض الأترجّ فما في جوفه * الحزاء بقلة تشبه الكرفس لريحها خمطة وهي بالفارسية دينارويه الواحد حزاءة * التوت الشامي هو الخرتوت * الامبر باريس هو الزرشك بالفارسية ويقال له الزرت والزرك [في القانون «انبرباريس»] الترمس حب أكبر من العدس وهو من أجناس الباقلاء وهو باقلاء مصري * الحرشف هو الكنكر (2): الرواصير جمع ريصار وهو الريجار معرب الهليون. قال الخليل هو نبات يشبه الحاج في أول ما يبدو ويؤكل بالزيت ويستعان به على الباه * الملوكية والملوخية بقلة تشبه الخطميّ * الحلزون والإربيان والصدف من حيوان البحر تأكلها الملاحون والغواصون الهازباء (3) البنّيّ والجرّيث والشبّوط والشلوق (4) من أصناف السمك الرّبيثاء والصخناء والصير والسّميكات تعمل من السمك الصغار والملح السمك الممقور (5): المالح الذي ينقع في الخل ونحوه.
في الأدوية المفردة
* الأدوية المفردة * إما نباتية وهي ثمر أو بزور أو زهر أو ورق أو قضبان أو أصول أو قشور أو عصارات أو ألبان أو صموغ * وإما معدنية وهي حجرية أو
__________
(1) «ومن ذلك الملبّقة إنما سميت ملبّقة للينها وحلاوتها» اللسان.
(2) «الحرشف نبت وقيل نبت عريض الورق قال الأزهري: رأيته في البادية، وقيل نبت يقال له بالفارسيّة كنكر» اللسان / ح ر ش ف.
(3) «الهازبي: جنس من السمك» اللسان هـ ز ب
(4) «الشلق: الأنكليس من السمك، وقيل: الشلق من سمك البحرين» اللسان ش ل ق.
(5) «المقر: إنقاع السمك المالح في الماء وقيل في الخلّ، وسمك ممقور» اللسان / م ق ر.(1/202)
مما ينبع مثل القار: وإما حيوانية كالذراريح وأعضاء الحيوانات وأحشائها ومراراتها * الأقاقيا عصارة القرظ * الاصطرك هو صمغ الزيتون * البسباسة هو قشور جوزبّوا (1) دار شيشعان هو أصل السنبل الهندي * الدّبق يجمع من شجر البلوط والتفاح والكمثرى وشجر آخر * الورس يجلب من اليمن أحمر قان يوجد على قشور شجر ينحت منها ويجمع وهو شبيه بالزعفران المسحوق * حبّ النيل هو قرطم هندي، الحضض الهندي أن يؤخذ خشب الزرشك ويطبخ طبخا جيدا حتى لا يبقى في خشبه شيء من القوة ثم يصفى الماء ويطبخ حتى يحمر: فيل زهرج وهو بالسريانية (مرارت فيلا) قال هو ثلاثة أصناف أحدها الحضض الذي يعمل من الزرشك والثاني عصارة الخولان والثالث دواء يتخذ من أبوال الإبل ولا أرى هذا صحيحا * طاليسفر قشرة تجلب من بلاد الهند * الكاكنج هو عنب الثعلب الأحمر الثمر * لاعية تنبت في سفح الجبال لها ورق طيب الريح تجرسه النحل (ترعاه) ولها لبن غزير إذا قطعت: اليتوعات كل ماله لبن من النبات * الميعة صمغ يسيل من شجر بالروم يتحلّب منه ثم يؤخذ فيطبخ فما صفا فهو الميعة السائلة وما بقي شبه الثجير (الثفل) فهو الميعة اليابسة المغاث هو عرق الرمان البري نارمشك فقّاح شجرة تسمّى ناماشير سنجسبويه هو بذر السبستان * الساذج نبت في أماكن من بلاد الهند فيها حمأة يظهر على وجه الماء بمنزلة عدس الماء وليس له أصل فإذا جمعوه شدّوه على المكان في خيط كتان وجففوه * السقمونيا لبن شجرة يسيل منها * سيلاسيساليوس هو الأنجذان الرومي الفاغرة أصل النيلوفر الهندي (2) * فلفلمويه هو أصل الفلفل والدار فلفل هو ثمرته أول ما يطلع ثم الفلفل الأبيض ما لم ينضج منه والأسود ما نضج: الضر وصمغ شجرة تدعى الكمكام يجلب من اليمن * القرفة جنس من الدار صيني وقيل هو جنس آخر يشبهه * القردمانا هو كرويا رومي (3).
__________
(1) وجوزبّوا: هو جوز في مقدار العفص سهل المكسر رقيق القشر، طيب الرائحة حادّ» القانون 1/ 281.
(2) «الفاغرة: حبّ يشبه الحمص له حبّ كالمحلب وفي جوفه حبّ أسود كالشهدانج يحمل من السفالة» القانون 1ص 406.
(3) «القردمانا شجرة تنبت بأرمينيّة» القانون 1/ 417.(1/203)
إقليميا المعروف قليميا يعمل من دخان النحاس ودخان حجارة الفضة ومنه:
معدني غير معمول: ثفسيا هو صمغ السذاب * الحلتيت هو صمغ الأنجذان (1): الضيمران هو شاهسفرم الكركم الزعفران وبه سمي دواء الكركم: الحماما جنس من السليخة. الجنطيانا أصل السنبل الرومي: الجند بيدستر خصي حيوان في البحر وهو الخزميان أيضا شحم الحنظل هو بالفارسية كبسته: اليبروح هو بالفارسية هزارگشاي وتفسيره يحل ألف عقدة. حبّ البلسان هو المنشم.
في ذكر أدوية مشتبهة الأسماء
الأصابع الصفر نبات ينفع من الجنون: إكليل الملك نبات معروف الأظفار بالفارسية ناخنه تستعمل في الطيب آذان الفار حشيشة تنفع وتمنع من الظفرة * بصل الفار هو اسقيل بقلة الحمقاء هي الرجلة ويقال لها البقلة اليمانية ويقال هي غيرها البقلة اليهودية أخرى جار النهر يشبه النيلوفر ينبت في شطوط الأنهار: حي العالم هو بستان أفروز وهو الأردشيرجان، والمرو: جنس منه، ومرماخور: جنس منه آخر خصى الكلب وخصى الثعلب نباتان جيدان للباه:
خانق النمر نبات يعفن. ذنب الخيل نبات قابض ذو ثلاث شعب. الأوراق من أدوية البواسير. رجل الغراب: حشيشة: ريحان سليمان حشيشة تنبت بأصفهان كالشّبث الرطب رجل الجراد بقلة معروفة، سراج القطرب نبات شقائق النعمان هي لآله شجرة مريم هي حارة يابسة. بخور مريم نبات آخر. عصا الراعي نبات قابض، عنب الثعلب هو روباه زرك ويقال هو العنم. قرة العين نبات ينبت في الماء يفتت الحصى في المثانة: قاتل الكلاب نبات معروف: قاتل الذئب يقتل الذباب وهو قابض: لسان الحمل نبات قابض يجفف: لسان العصافير حمل شجرة معروفة وهي من أدوية الباه: لسان الثور نبت مفرح وهو حار رطب * لحية التيس نبت فيه قبض وزهرته أقوى من ورقه * مزمار الراعي من
__________
(1) «الأنجدان بالدال في القانون 1/ 316.(1/204)
أدوية الحصاة: ورد الحب وهو كبيكج: ورد الحمار من الأدوية الحارة اليابسة:
قاتل نفسه جنس من الآس: بقلة الغزال هي مشكطرا مشير: عين البقر هو البهار الأصفر: لحية العنز هو كوزن كيا: شعر الجن هو بر سياوشان وقيل شعر الخنازير ويسمّى بقلة البئر لأنه ينبت في أوساط البيار بين أحجارها: حي العالم هو هميشك.
في ذكر الأدوية المركبة (1)
وهو الأقرباذين
الترياق مشتق من تيريون باليونانية وهو اسم لما ينهش من الحيوان كالأفاعي ونحوها ويقال له بالعربية أيضا الدرياق: ترياق الأفاعي هو الترياق الفاروق: ترياق الأربعة سمي بذلك لأنه من أربعة أخلاط جنطيانا وحب الفار (الغار في القانون) وزراوند طويل ومر، اطريفل هو بالهندية تري أبهل أي ثلاثة أخلاط وهي إهليلج أصفر وبليلج وأملج * أصناف الأدوية المعجونة والأيارجات والمطبوخات والحبوب واللعوقات والأقراص والجوارشنات والأضمدة والأطلية والأدهنة والأشربة والربوب والأنبجات: الميبه يركب من ربّ السفرجل ومن الخمر وكذلك اسمه مركب من اسميهما: الجلنجبين تفسيره الورد والعسل، السكنجبين هو المركب من الخل والعسل ثم يسمّى بهذا الاسم وإن كان مكان العسل سكر ومكان الخل ربّ السفرجل أو غيره، المربيات تسمّى الأنبجات * قال الخليل الأنبيج حمل شجرة بالهند يربّب بالعسل على خلقة الخوخ محرف الرأس في جوفه نواة كنواة الخوخ يجلب إلى العراق فمن هناك تسمّى الأنبجات وهي التي ربيت بالعسل من الأترج والإهليلج ونحو ذلك: المربّى هو أن يربّى الشيء كما يربّى الصبيّ وأصله من ربا الشيء إذا انتفخ ونما * فأما المربّب فيحتمل أن يكون من ربّبت الصبيّ في معنى ربيته ومن ذلك اشتق اسم الراب والرابة ويحتمل أن يكون من الرّبّ وهو ما يحلبه العصر من
__________
(1) ينظر في تفاصيل هذه الأدوية في (القانون) لابن سينا 1/ 470243.(1/205)
الفواكه فكأنه معالج بالرب والأول أقرب إلى الصواب * ومن الأدوية المركبة:
الحقن واحدتها حقنة وقد احتقن إذا تعالج بالحقنة في دبره، والفرزجات والشيافات والحمولات كل هذه يحتمل في الدبر وفي قبل المرأة. ومنها أدوية العين وهي شيافات وأكحال وذرورات وبرودات بفتح الباء وهي أدوية تبرّد العين: والمراهم التي تعالج بها الجراحات أو القروح * قال الخليل مرهمت الجرح أمرهمه لأن الميم فيه أصلية: السنونات هي الأدوية التي يستن بها الإنسان أسنانه أي يسنها بها: الغمر جمع غمرة التي تطلي بها النساء أوجههن * وأسماء الأدوية يكون أكثرها على فعول بفتح الفاء كالغسولات والنطولات والسكوبات والوجورات والسعوطات واللدودات واللعوقات (1).
في أوزان الأطباء ومكاييلهم
إيطاليقوس هو ثماني عشرة أوقية وقد ذكرت مقدار الأوقية في باب الفقه. * القسط العطري أربع وعشرون أوقيّة: * القنطار مائة وعشرون رطلا.
قوطيل اثنان وسبعون مثقالا * الكوب ثلاثة أرطال * الكوز ستة أقساط * البندقية وزن درهم * النواة وزن ثلث مثقال وفي أصل وزن ثلاثة مثاقيل * الجرجر وزن ثلثي مثقال * ططرطين وزن أربع نويات * قيراط وزن أربع شعيرات عندهم وهي حبة خرنوب شامي * اللعقة من المعجونات أربعة مثاقيل * باقلاة يونانية وزن أربع وعشرين شعيرة، باقلاة مصرية وزنها ثمان وأربعون شعيرة وهو اثنا عشر قيراطا: باقلاة اسكندرية تسعة قراريط * ترمسة قيراطان * درخمي اثنتان وسبعون شعيرة * جاما الكبير ثلاثة مثاقيل * جاما الصغير مثقالان * قليخيون مثقال ونصف * أسكرّجة صغيرة ثلاث أواق * أسكرّجة
__________
(1) تفصّل هذه الأدوية في (القانون) لابن سينا 3/ 442309.(1/206)
كبيرة تسع أواق * الكفّ ستة درخميات * اليهودية نصف قسط * السميطر أربعة أقساط * طالنطون وزن مائة وخمسة وعشرين رطلا بالرطل الذي هو اثنتا عشرة أوقية * طولون تسع أواق ويسمّى قوطول وأسكرّجة كبيرة * حزمة أربعة مثاقيل * النواة وزن خمسة دراهم * كباس وزن ستة دراهم ونصف * الجوزة وزن أربعة مثاقيل * الإبريق منوان: الناطل وزن سبعة دراهم هكذا مكايلهم.
في النوادر
الأمزجة تسعة وهي المعتدل والحار والبارد والرطب واليابس والحار الرطب والحار اليابس والبارد الرطب والبارد اليابس: الأخلاط هي الدم والبلغم، والمرّة الصفراء والمرّة السوداء وهي الأمشاج. الأعضاء الرئيسة أربعة الدماغ والقلب والكبد والأنثيان: الحارّ بالفعل هو كالنار: والحار بالقوّة هو كالفلفل ونحوه وكذلك البارد بالفعل هو مثل الثلج: والبارد بالقوّة مثل الخسّ والهندبا: الكيموس المادة يقال هذا الطعام يولّد كيموسا رديئا أو جيدا يعنى به ما يولده في البدن من الغذاء * والكيلوس يسمّى به الطعام والشراب إذا امتزجا في المعدة فصار كماء الشعير * البراز هو كناية عن ثفل الغذاء أعني الغائط * التفسرة كناية عن البول وبها سمّى أيوب الرهاوي كتاب التفسرة * الطبيعة يكنى بها عن حال البطن في اللين واليبس فيقال طبيعته يابسة أي بطنه معتقل وطبيعته لينة أي بطنه ليّن * العلاج يكنى به عن القيء * السّحنة حال الإنسان في بدنه من الضخامة والقضافة ونحوهما: الناقه الذي تماثل ولمّا تثب إليه قوته يقال نقه من مرضه ينقه فهو ناقه * الرياضة يعنى بها التعب والحركة: البحران حالة تحدث للعليل دفعة استفراغا وتغيرا عظيما ويكون هذا في الأمراض الحادة أكثر أعني بالأمراض الحادة الحميات المحرقة والمطبقة وينتقل المريض من البحران إلى صلاح وربما انتقل إلى ما هو أشد منه وهذه كلمة سريانية والأطباء يقولون هذا يوم باحوري إذا نسبوه إلى البحران ولا يكادون يقولون بحراني * الاستفراغ يعنى به إخراج الطبيعة الفضول من البدن إما بالرعاف وإما بالخلفة وإما بالقيء وإما بالعرق أو نحو ذلك * والنفض إخراج الفضول من
البدن بالعلاج أعني بالفصد أو بالإسهال أو بالقيء يوصف من البول لونه وقوامه أعني غلظه ورقته وما يرسب تحته ولهذه الأحوال الثلاثة تشبيهات وصفات كما يقال في اللون ناري وأترجي وتيني بالياء وهو منسوب إلى ماء التين من الفواكه وكما يقال في الرسوب سويقي ورملي وشعيري * أصناف النبض كثيرة وأصولها * الطويل هو ما قوي في طول الساعد * والعريض هو ما قوي في عرض الساعد * والشاهق الذي يدافع أصابع الجاسّ بقوة فإذا جمع هذه الصفات فهو العظيم وإن كان ناقصا في هذا كله فهو صغير ثم له حالات كثيرة ولكل واحد منها ألقاب يطول الكلام بذكرها ولا يكاد يتصوّرها إلّا حذّاق الأطباء مثل النمليّ والدودي والمنشاري والغزالي وذنب الفار والمطرقي والموجيّ ونحو ذلك من التشبيهات.(1/207)
الأمزجة تسعة وهي المعتدل والحار والبارد والرطب واليابس والحار الرطب والحار اليابس والبارد الرطب والبارد اليابس: الأخلاط هي الدم والبلغم، والمرّة الصفراء والمرّة السوداء وهي الأمشاج. الأعضاء الرئيسة أربعة الدماغ والقلب والكبد والأنثيان: الحارّ بالفعل هو كالنار: والحار بالقوّة هو كالفلفل ونحوه وكذلك البارد بالفعل هو مثل الثلج: والبارد بالقوّة مثل الخسّ والهندبا: الكيموس المادة يقال هذا الطعام يولّد كيموسا رديئا أو جيدا يعنى به ما يولده في البدن من الغذاء * والكيلوس يسمّى به الطعام والشراب إذا امتزجا في المعدة فصار كماء الشعير * البراز هو كناية عن ثفل الغذاء أعني الغائط * التفسرة كناية عن البول وبها سمّى أيوب الرهاوي كتاب التفسرة * الطبيعة يكنى بها عن حال البطن في اللين واليبس فيقال طبيعته يابسة أي بطنه معتقل وطبيعته لينة أي بطنه ليّن * العلاج يكنى به عن القيء * السّحنة حال الإنسان في بدنه من الضخامة والقضافة ونحوهما: الناقه الذي تماثل ولمّا تثب إليه قوته يقال نقه من مرضه ينقه فهو ناقه * الرياضة يعنى بها التعب والحركة: البحران حالة تحدث للعليل دفعة استفراغا وتغيرا عظيما ويكون هذا في الأمراض الحادة أكثر أعني بالأمراض الحادة الحميات المحرقة والمطبقة وينتقل المريض من البحران إلى صلاح وربما انتقل إلى ما هو أشد منه وهذه كلمة سريانية والأطباء يقولون هذا يوم باحوري إذا نسبوه إلى البحران ولا يكادون يقولون بحراني * الاستفراغ يعنى به إخراج الطبيعة الفضول من البدن إما بالرعاف وإما بالخلفة وإما بالقيء وإما بالعرق أو نحو ذلك * والنفض إخراج الفضول من
البدن بالعلاج أعني بالفصد أو بالإسهال أو بالقيء يوصف من البول لونه وقوامه أعني غلظه ورقته وما يرسب تحته ولهذه الأحوال الثلاثة تشبيهات وصفات كما يقال في اللون ناري وأترجي وتيني بالياء وهو منسوب إلى ماء التين من الفواكه وكما يقال في الرسوب سويقي ورملي وشعيري * أصناف النبض كثيرة وأصولها * الطويل هو ما قوي في طول الساعد * والعريض هو ما قوي في عرض الساعد * والشاهق الذي يدافع أصابع الجاسّ بقوة فإذا جمع هذه الصفات فهو العظيم وإن كان ناقصا في هذا كله فهو صغير ثم له حالات كثيرة ولكل واحد منها ألقاب يطول الكلام بذكرها ولا يكاد يتصوّرها إلّا حذّاق الأطباء مثل النمليّ والدودي والمنشاري والغزالي وذنب الفار والمطرقي والموجيّ ونحو ذلك من التشبيهات.(1/208)
الأمزجة تسعة وهي المعتدل والحار والبارد والرطب واليابس والحار الرطب والحار اليابس والبارد الرطب والبارد اليابس: الأخلاط هي الدم والبلغم، والمرّة الصفراء والمرّة السوداء وهي الأمشاج. الأعضاء الرئيسة أربعة الدماغ والقلب والكبد والأنثيان: الحارّ بالفعل هو كالنار: والحار بالقوّة هو كالفلفل ونحوه وكذلك البارد بالفعل هو مثل الثلج: والبارد بالقوّة مثل الخسّ والهندبا: الكيموس المادة يقال هذا الطعام يولّد كيموسا رديئا أو جيدا يعنى به ما يولده في البدن من الغذاء * والكيلوس يسمّى به الطعام والشراب إذا امتزجا في المعدة فصار كماء الشعير * البراز هو كناية عن ثفل الغذاء أعني الغائط * التفسرة كناية عن البول وبها سمّى أيوب الرهاوي كتاب التفسرة * الطبيعة يكنى بها عن حال البطن في اللين واليبس فيقال طبيعته يابسة أي بطنه معتقل وطبيعته لينة أي بطنه ليّن * العلاج يكنى به عن القيء * السّحنة حال الإنسان في بدنه من الضخامة والقضافة ونحوهما: الناقه الذي تماثل ولمّا تثب إليه قوته يقال نقه من مرضه ينقه فهو ناقه * الرياضة يعنى بها التعب والحركة: البحران حالة تحدث للعليل دفعة استفراغا وتغيرا عظيما ويكون هذا في الأمراض الحادة أكثر أعني بالأمراض الحادة الحميات المحرقة والمطبقة وينتقل المريض من البحران إلى صلاح وربما انتقل إلى ما هو أشد منه وهذه كلمة سريانية والأطباء يقولون هذا يوم باحوري إذا نسبوه إلى البحران ولا يكادون يقولون بحراني * الاستفراغ يعنى به إخراج الطبيعة الفضول من البدن إما بالرعاف وإما بالخلفة وإما بالقيء وإما بالعرق أو نحو ذلك * والنفض إخراج الفضول من
البدن بالعلاج أعني بالفصد أو بالإسهال أو بالقيء يوصف من البول لونه وقوامه أعني غلظه ورقته وما يرسب تحته ولهذه الأحوال الثلاثة تشبيهات وصفات كما يقال في اللون ناري وأترجي وتيني بالياء وهو منسوب إلى ماء التين من الفواكه وكما يقال في الرسوب سويقي ورملي وشعيري * أصناف النبض كثيرة وأصولها * الطويل هو ما قوي في طول الساعد * والعريض هو ما قوي في عرض الساعد * والشاهق الذي يدافع أصابع الجاسّ بقوة فإذا جمع هذه الصفات فهو العظيم وإن كان ناقصا في هذا كله فهو صغير ثم له حالات كثيرة ولكل واحد منها ألقاب يطول الكلام بذكرها ولا يكاد يتصوّرها إلّا حذّاق الأطباء مثل النمليّ والدودي والمنشاري والغزالي وذنب الفار والمطرقي والموجيّ ونحو ذلك من التشبيهات.
المحور الثالث ب
علم التعاليم (العدد، الحساب) الأرثماطيقي، علم الهندسة، علم المناظر علم الحيل (الميكانيكا).
علم النجوم، علم الهيئة.
علم الكيمياء والعقاقير.
* من كلام الفارابي الفيلسوف.
* من كلام الخوارزمي الكاتب.
* من كلام الإمام الغزالي.(1/209)
* من كلام الإمام الغزالي.
في علم التعاليم
وهذا العلم ينقسم إلى سبعة أجزاء عظمى
علم العدد
أما علم العدد فإن الذي يعرف بهذا الاسم، علمان:
أحدهما علم العدد العملي، والآخر علم العدد النظري.
فالعملي يفحص عن الأعداد من حيث هي أعداد معدودات تحتاج إلى أن يضبط عددها من الأجسام وغيرها، مثل رجال أو أفراس أو دنانير أو دراهم أو غير ذلك من الأشياء ذوات العدد وهي التي يتعاطاها الجمهور في المعاملات السوقية والمعاملات المدنية.
وأما النظري فإنه إنما يفحص عن الأعداد بإطلاق على أنها مجردة في الذهن عن الأجسام وعن كل معدود منها، وإنما ينظر فيها مخلصة عن كل ما يمكن أن يعدّ بها من المحسوسات، ومن جهة ما يعم جميع الأعداد التي هي أعداد المحسوسات وغير المحسوسات. وهذا هو الذي يدخل في جملة العلوم.
فعلم العدد النظري يفحص عن الأعداد على الإطلاق وعن كل ما يلحقها في ذواتها مفردة من غير أن يضاف بعضها إلى بعض، وهي مثل الزوج والفرد، وعن كل ما يلحقها عند ما يضاف بعضها إلى بعض، وهو التساوي والتفاضل وأن يكون عدد جزءا لعدد أو أجزاء له أو ضعفه أو مثله أو زيادة جزء أو أجزاء، أو أن تكون متناسبة أو غير متناسبة ومتشابهة أو غير متشابهة ومتشاركة أو متباينة ثم يفحص عما يلحقها عند زيادة بعضها على بعض وجمعها، وعند
نقص بعضها عن بعض وتفريقها، من تضعيف عدد بعدة آحاد أعداد أخر ومن تقسيم عدد إلى أجزاء بعدة آحاد عدد آخر، مثل أن يكون العدد مربعا أو مسطحا أو مجسما أو تاما أو غير تام فإنه يفحص عن هذه كلها وعما يلحقها عند ما يضاف بعضها إلى بعض، ويعرف كيف الوجه في استخراج أعداد من أعداد معلومة. وبالجملة في استخراج كل ما سبيله أن يستخرج من الأعداد.(1/211)
فعلم العدد النظري يفحص عن الأعداد على الإطلاق وعن كل ما يلحقها في ذواتها مفردة من غير أن يضاف بعضها إلى بعض، وهي مثل الزوج والفرد، وعن كل ما يلحقها عند ما يضاف بعضها إلى بعض، وهو التساوي والتفاضل وأن يكون عدد جزءا لعدد أو أجزاء له أو ضعفه أو مثله أو زيادة جزء أو أجزاء، أو أن تكون متناسبة أو غير متناسبة ومتشابهة أو غير متشابهة ومتشاركة أو متباينة ثم يفحص عما يلحقها عند زيادة بعضها على بعض وجمعها، وعند
نقص بعضها عن بعض وتفريقها، من تضعيف عدد بعدة آحاد أعداد أخر ومن تقسيم عدد إلى أجزاء بعدة آحاد عدد آخر، مثل أن يكون العدد مربعا أو مسطحا أو مجسما أو تاما أو غير تام فإنه يفحص عن هذه كلها وعما يلحقها عند ما يضاف بعضها إلى بعض، ويعرف كيف الوجه في استخراج أعداد من أعداد معلومة. وبالجملة في استخراج كل ما سبيله أن يستخرج من الأعداد.
علم الهندسة:
وأما علم الهندسة فالذي يعرف بهذا الاسم شيئان: هندسة عملية، وهندسة نظرية:
فالعملية منها تنظر في خطوط وسطوح في جسم خشب إن كان الذي يستعملها نجارا، أو في جسم حديد إن كان الذي يستعملها حدادا، أو في جسم حائط إن كان الذي يستعملها بنّاء، أو سطوح أرضين ومزارع إن كان ماسحا وكذلك كل صاحب هندسة عملية فإنه إنما يصور في نفسه خطوطا وسطوحا وتربيعا وتدويرا وتثليثا في جسم هو المادة التي هي الموضوعة لتلك الصناعة العملية.
والنظرية إنما تنظر في خطوط وسطوح أجسام على الإطلاق والعموم وعلى وجه يعم سطوح جميع الأجسام ويصور في نفسه الخطوط بالوجه العام الذي لا يبالي في أي جسم كان، ويتصور في نفسه السطوح والتربيع والتدوير والتثليث بالوجه الأعم الذي لا يبالي في أي جسم كان ويتصور المجسمات بالوجه الأعم الذي لا يبالي في أي جسم كانت وفي أي مادة ومحسوس كانت، بل على الإطلاق من غير أن يقيم في نفسه مجسما هو خشب أو مجسما هو حائط أو مجسما هو حديد، ولكن المجسم العام لهذه.
وهذا العلم هو الذي يدخل في جملة العلوم، وهو يفحص في الخطوط وفي السطوح وفي المجسمات على الإطلاق عن أشكالها ومقاديرها وتساويها وتفاضلها، وعن أصناف أوضاعها وترتيبها، وعن جميع ما يلحقها مثل النقط
والزوايا وغير ذلك ويفحص عن المتناسبة وغير المتناسبة، وعن التي هي منها معطيات وما ليس بمعطيات، وعن المتشاركة منها والمتباينة، والمنطقات منها والصم، وعن أصناف هذين ويعرف الوجه في صنعة كل ما سبيله منها أن يعمل، وكيف الوجه في استخراج كل ما كان سبيله منها أن يستخرج، ويعرف أسباب هذه كلها، ولم هي كذلك ببراهين تعطينا العلم اليقين الذي لا يمكن أن يقع فيه الشك. فهذه جملة ما تنظر فيه الهندسة.(1/212)
وهذا العلم هو الذي يدخل في جملة العلوم، وهو يفحص في الخطوط وفي السطوح وفي المجسمات على الإطلاق عن أشكالها ومقاديرها وتساويها وتفاضلها، وعن أصناف أوضاعها وترتيبها، وعن جميع ما يلحقها مثل النقط
والزوايا وغير ذلك ويفحص عن المتناسبة وغير المتناسبة، وعن التي هي منها معطيات وما ليس بمعطيات، وعن المتشاركة منها والمتباينة، والمنطقات منها والصم، وعن أصناف هذين ويعرف الوجه في صنعة كل ما سبيله منها أن يعمل، وكيف الوجه في استخراج كل ما كان سبيله منها أن يستخرج، ويعرف أسباب هذه كلها، ولم هي كذلك ببراهين تعطينا العلم اليقين الذي لا يمكن أن يقع فيه الشك. فهذه جملة ما تنظر فيه الهندسة.
وهذا العلم جزءان: جزء ينظر في الخطوط والسطوح، وجزء ينظر في المجسمات.
والذي ينظر في المجسمات ينقسم على حسب أنواع المجسمات منها مثل المكعب والمخروط والكرة والأسطوانة والمنشورات والصنوبري. والنظر في جميع هذه على وجهين:
أحدهما: أن ينظر في كل واحد منها على حياله، مثل النظر في الخطوط على حيالها والسطوح على حيالها والمكعب على حياله والمخروط على حياله.
والآخر: أن ينظر فيها وفي لواحقها عند ما يضاف بعضها إلى بعض:
وذلك إما بقياس بعضها إلى بعض، فينظر في تساويها وتفاضلها أو غير هذين من لواحقها، وإما أن يوضع بعضها مع بعض وترتب، مثل أن توضع وترتب خطا في سطح أو سطحا في مجسم أو سطحا في سطح أو مجسما في مجسم.
وينبغي أن يعلم أن للهندسة والأعداد أركانا وأصولا وأشياء أخرى نشأت عن تلك الأصول. أما الأصول فمحدودة، وأما التي نشأت عن الأصول فغير محدودة.
والكتاب المنسوب إلى أقليدس الفيثاغوري فيه أصول الهندسة والعدد وهو المعروف بكتاب الاسطقسات والنظر فيها بطريقين: طريق التحليل وطريق التركيب.
والأقدمون من أهل هذا العلم كانوا يجمعون في كتبهم بين الطريقين إلا أقليدس فإنه نظم ما في كتابه عن طريق التركيب وحده.(1/213)
والأقدمون من أهل هذا العلم كانوا يجمعون في كتبهم بين الطريقين إلا أقليدس فإنه نظم ما في كتابه عن طريق التركيب وحده.
علم المناظر
وعلم المناظر يفحص عما يفحص عنه علم الهندسة من الأشكال والأعظام والترتيب والأوضاع والتساوي والتفاضل وغير ذلك، ولكن على أنها في خطوط وسطوح ومجسمات على الإطلاق.
فيكون نظر الهندسة أعم. وإنما احتيج إلى أن يفرد علم المناظر، وإن كان داخلا في جملة ما فحصت عنه الهندسة: لأن كثيرا من التي يلزم في الهندسة أنها على حال ما من شكل أو وضع أو ترتيب أو غير ذلك، تصير أحوالا عند ما ينظر إليها على ضد ذلك: وذلك أن التي هي في الحقيقة مربعات إذا نظر إليها من بعد ما، ترى مستديرة، والمتوالية متفاضلة متساوية، وكثير مما هي موضوعة في سطح واحد يظهر بعضها أخفض وبعضها أرفع، وكثير مما هي متقدمة تظهر متأخرة، وأشباه هذه كثيرة.
ويميز بهذا العلم بين ما يظهر في البصر بخلاف ما هو عليه بالحقيقة وبين ما يظهر على ما هو بالحقيقة، ويعطي أسباب هذه كلها، ولم هي كذلك ببراهين يقينية، ويعرف في كل ما يمكن أن يغلط فيه البصر وجوه الحيل في أن لا يغلط، بل يصادف الحقيقة فيما ينظر إليه من الشيء ومقداره وشكله ووضعه وترتيبه وسائر ما يمكن أن يغلط فيه البصر.
وبهذه الصناعة يمكن الإنسان أن يقف على مساحة ما بعد من الأعظام بعدا يتعذر معه الوصول إليه، وعلى مقادير أبعادها منا وأبعاد بعضها من بعض: وذلك مثل ارتفاعات الأشجار الطوال والحيطان وعروض الأودية والأنهار، بل ارتفاعات الجبال وأعماق الأودية والأنهار بعد أن يقع البصر على نهاياتها ثم أبعاد الغيوم وغيرها عن المكان الذي نحن فيه، وبحذاء أي مكان من الأرض ثم أبعاد الأجسام السماوية ومقاديرها أيما يمكن أن ينظر إليها عن انحراف مناظرها. وبالجملة كل عظم التمس الوقوف على مقداره أو بعده عن شيء ما بعد أن يقع عليه البصر. فبعضه بآلات تعمل لتسديد البصر حتى لا يغلط وبعضها بلا آلات.
فكل ما ينظر إليه ويرى فإنما يرى بشعاع ينفذ في الهواء أو في جسم مشفّ يماس ما بين بصائرنا إلى أن يقع على الشيء المنظور إليه.(1/214)
وبهذه الصناعة يمكن الإنسان أن يقف على مساحة ما بعد من الأعظام بعدا يتعذر معه الوصول إليه، وعلى مقادير أبعادها منا وأبعاد بعضها من بعض: وذلك مثل ارتفاعات الأشجار الطوال والحيطان وعروض الأودية والأنهار، بل ارتفاعات الجبال وأعماق الأودية والأنهار بعد أن يقع البصر على نهاياتها ثم أبعاد الغيوم وغيرها عن المكان الذي نحن فيه، وبحذاء أي مكان من الأرض ثم أبعاد الأجسام السماوية ومقاديرها أيما يمكن أن ينظر إليها عن انحراف مناظرها. وبالجملة كل عظم التمس الوقوف على مقداره أو بعده عن شيء ما بعد أن يقع عليه البصر. فبعضه بآلات تعمل لتسديد البصر حتى لا يغلط وبعضها بلا آلات.
فكل ما ينظر إليه ويرى فإنما يرى بشعاع ينفذ في الهواء أو في جسم مشفّ يماس ما بين بصائرنا إلى أن يقع على الشيء المنظور إليه.
والشعاعات النافذة في الأجسام المشفة إلى المنظور إليه إما أن تكون مستقيمة أو منعطفة وإما منعكسة وإما منكسرة.
فالمستقيمة هي التي إذا خرجت عن البصر امتدت على استقامة سمت البصر إلى أن تجوز وتنقطع.
والمنعطفة هي التي إذا امتدت نافذة من البصر تلقاها في طريقها من قبل أن تجوز مرآة تعوقها عن النفوذ على استقامة، فتنعطف منحرفة إلى أحد جوانب المرآة، ثم تمتد في الجانب الذي انحرفت إليه مارة إلى ما بين يدي الناظر بمثل هذا الشكل:
والمنعكسة هي التي ترجع عن المرآة في طريقها التي كانت سلكتها أولا حتى تقع على جسم الناظر الذي من بصره خرجت فيرى الإنسان الناظر نفسه بذلك الشعاع نفسه.
والمنكسرة هي التي ترجع من المرآة إلى جهة الناظر الذي من بصره خرجت فتمتد منحرفة عنه إلى أحد جوانبه فتقع على شيء آخر إما خلف الناظر أو عن يمينه أو عن يساره أو من فوقه، فيرى الإنسان ما خلفه أو ما في أحد جوانبه الأخر، ويكون رجوعها على هذا الشكل:
والمتوسط بين البصر وبين المنظور إليه والمرآة هي كلها كرية، وما منها يعم جميعها: الكواكب منها وغير الكواكب، وما منها يعم الكواكب كلها ثم الحركات التي تخص كل واحد من الكواكب وكم كل واحدة من أصناف هذه الحركات والجهات التي إليها تتحرك وعلى أي جهة يتأتى لكل واحد منها هذه الحركة، وتعرف السبيل إلى تحصيل مكان كل كوكب كوكب من أجزاء البروج في وقت وقت بجميع أصناف حركاته.(1/215)
والمنكسرة هي التي ترجع من المرآة إلى جهة الناظر الذي من بصره خرجت فتمتد منحرفة عنه إلى أحد جوانبه فتقع على شيء آخر إما خلف الناظر أو عن يمينه أو عن يساره أو من فوقه، فيرى الإنسان ما خلفه أو ما في أحد جوانبه الأخر، ويكون رجوعها على هذا الشكل:
والمتوسط بين البصر وبين المنظور إليه والمرآة هي كلها كرية، وما منها يعم جميعها: الكواكب منها وغير الكواكب، وما منها يعم الكواكب كلها ثم الحركات التي تخص كل واحد من الكواكب وكم كل واحدة من أصناف هذه الحركات والجهات التي إليها تتحرك وعلى أي جهة يتأتى لكل واحد منها هذه الحركة، وتعرف السبيل إلى تحصيل مكان كل كوكب كوكب من أجزاء البروج في وقت وقت بجميع أصناف حركاته.
ويفحص أيضا عن جميع ما يلحق الأجسام السماوية وكل واحد منها عن الحركات التي لها في البروج وما يلحقها عند إضافة بعضها إلى بعض من اجتماع وافتراق واختلاف أوضاع بعضها عن بعض.
وبالجملة جميع ما يلحقها عن حركاتها خلوا من إضافتها إلى الأرض، مثل كسوف الشمس، وعن جميع ما يعرض لها لأجل وضع الأرض منها في المكان الذي هي فيه من العالم مثل خسوف القمر وعن تلك اللواحق وكم هي وفي أي حال وأي وقت يعرض لها ذلك وفي كم زمان مثل التشاريق والتغاريب وغير ذلك.
والثالثة تفحص في الأرض عن المعمورة منها وغير المعمورة، وتبيّن كم هي المعمورة، وكم أقسامها العظمى وهي الأقاليم، وتحصي المساكن التي يتفق أن يكون كلّ واحد منها في ذلك الوقت وأين موضع كل مسكن وترتيبه من العالم، وتفحص عما يلزم ضرورة أن يلحق كل واحد من الأقاليم والمساكن عن دورة العالم المشتركة للكلّ، وهي دورة اليوم والليلة، لأجل وضع الأرض بالمكان الذي هي فيه مثل المطالع والمغارب، وطول الأيّام والليالي وقصرها وما أشبه ذلك.
فهذه جملة ما اشتمل عليه هذا العلم.(1/216)
فهذه جملة ما اشتمل عليه هذا العلم.
علم الأثقال
أما علم الأثقال فإنه يشتمل من أمر الأثقال على شيئين: إما على النظر في الأثقال من حيث تقدّر أن يقدّر بها، وهو الفحص عن أصول القول في الموازين وإما على النظر في الأثقال التي تحرّك أو يحرّك بها وهو الفحص عن أصول الآلات التي ترفع بهاء الأشياء الثقيلة وتنقل من مكان إلى مكان.
علم الحيل
وأما علم الحيل فإنه علم وجه التدبير في مطابقة جميع ما يبرهن وجوده في التعاليم التي سلف ذكرها بالقول والبرهان على الأجسام الطبيعية وإيجادها ووضعها فيها بالفعل. وذلك أن تلك العلوم كلها إنما تنظر في الخطوط والسطوح والمجسمات وفي الأعداد وسائر ما تنظر على أنها معقولة وحدها ومنتزعة من الأجسام الطبيعية. ويحتاج عند إيجاد هذه وإظهارها بالإرادة والصنعة في الأجسام الطبيعية والمحسوسات إلى قوة يدبّر بها إيجادها فيها ومطابقتها عليها من قِبَل أن للمواد والأجسام المحسوسة أحوالا تعوق عن أن توضع فيها تلك التي تبينت بالبراهين عند ما يلتمس أن توضع فيها كيف اتفق وبأي وجه اتفق، بل يحتاج إلى أن توطأ الأجسام الطبيعية لقبول ما يلتمس من إيجاد هذه فيها، وأن يتلطف في إزالة العوائق.
فعلوم الحيل هي التي تعطي وجوه معرفة التدابير والطرق في التلطف لإيجاد هذه بالصنعة وإظهارها بالفعل في الأجسام الطبيعية والمحسوسة.
فمنها الحيل العددية، وهي على وجوه كثيرة: منها العلم المعروف عند أهل زماننا بالجبر والمقابلة وما شاكل ذلك. على أن هذا العلم مشترك للعدد والهندسة. وهو يشتمل على وجوه التدابير في استخراج الأعداد التي سبيلها أن تستعمل فيما أعطى أقليدس أصولها من المنطقة والصم في المقالة العاشرة من كتابه في «الاسطقسات» وفيما لم يذكر منها في تلك المقالة. وذلك أن المنطقة والصم لما كانت نسبة بعضها إلى بعض كنسبة أعداد إلى أعداد كان كل عدد
نظيرا لعظم ما منطق أو أصم. فإذا استخرجت الأعداد التي هي نظائر نسب الأعظام فقد استخرجت تلك الأعظام بوجه ما. فلذلك تجعل بعض الأعداد منطقة لتكون نظائر للأعظام المنطقة، وبعض الأعداد صما لتكون نظائر للأعظام الصم.(1/217)
فمنها الحيل العددية، وهي على وجوه كثيرة: منها العلم المعروف عند أهل زماننا بالجبر والمقابلة وما شاكل ذلك. على أن هذا العلم مشترك للعدد والهندسة. وهو يشتمل على وجوه التدابير في استخراج الأعداد التي سبيلها أن تستعمل فيما أعطى أقليدس أصولها من المنطقة والصم في المقالة العاشرة من كتابه في «الاسطقسات» وفيما لم يذكر منها في تلك المقالة. وذلك أن المنطقة والصم لما كانت نسبة بعضها إلى بعض كنسبة أعداد إلى أعداد كان كل عدد
نظيرا لعظم ما منطق أو أصم. فإذا استخرجت الأعداد التي هي نظائر نسب الأعظام فقد استخرجت تلك الأعظام بوجه ما. فلذلك تجعل بعض الأعداد منطقة لتكون نظائر للأعظام المنطقة، وبعض الأعداد صما لتكون نظائر للأعظام الصم.
ومنها الحيل الهندسية، وهي كثيرة:
ومنها: صناعة رئاسة البناء.
ومنها الحيل في مساحة أصناف الأجسام.
ومنها حيل في صنعة آلات نجومية وآلات موسيقية وإعداد آلات لصنائع كثيرة عملية مثل القسيّ وأصناف الأسلحة.
ومنها: الحيل المناظرية في صنعة آلات تسدد الإبصار نحو إدراك حقيقة الأشياء المنظور إليها البعيدة منها، وفي صنعة المرايا، وفي الوقوف من المرايا على الأمكنة التي تردّ الشعاعات بأن تعطفها أو تعكسها أو تكسرها. ومن هاهنا أيضا يوقف على الأمكنة التي ترد شعاعات الشمس إلى أجرام أخر، فتحدث من ذلك صنعة المرايا المحرقة والحيل فيها.
ومنها: حيل في صنعة أوان عجيبة وآلات لصنائع كثيرة.
فهذه وأشباهها هي علوم الحيل وهي مبادئ الصناعات المدنية العملية التي تستعمل في الأجسام والأشكال والأوضاع والترتيب والتقدير مثل الصنائع في الأبنية والنجارة وغيرها.
فهذه هي التعاليم وأصنافها.(1/218)
فهذه هي التعاليم وأصنافها.
في الأرثماطيقي
*في الكمية المفردة
الأرثماطيقي علم العدد (1) * العدد هو الكثرة المركبة من الآحاد فالواحد إذا ليس بالعدد وإنما هو ركن (2). العدد الزوج ينقسم قسمين مما يلي الوحدانيات كالأربعة والستة والعدد الفرد الذي لا ينقسم قسمين مما يلي الوحدانيات كالثلاثة والخمسة * زوج الزّوج الذي يمكن أن ينصّف دائما حتى ينتهي إلى الواحد كأربعة وستين نصفها اثنان وثلاثون ونصف اثنين وثلاثين ستة عشر ونصف ستة عشر ثمانية ونصف ثمانية أربعة ونصف أربعة اثنان ونصف اثنين واحد * وزوّج الفرد ما ينقسم قسمين مما يلي الوحدانيات مرة واحدة ويكون نصفاه فردين كالعشرة. زوج الزوج والفرد الذي نصفه زوج وينقسم أكثر من مرة واحدة قسمين مما يلي الوحدانيات إلّا أنه لا ينتهي إلى الوحدانية كالاثني عشر ينقسم إلى ستة ثم إلى ثلاثة * الفرد منه أول غير مركب وهو الذي لا يعده عدد غير الواحد كالثلاثة والخمسة والسبعة ومعنى قولنا لا يعده عدد أي لا ينقسم على عدد أي ليس له نصف ولا ثلث ولا غيره من الأجزاء إلّا الجزء الذي هو سميّة كالثلث للثلاثة والخمس للخمسة * ومنه ثان مركب وهو الفرد الذي يعده عدد أول كالتسعة يعدها ثلاثة أي تنقسم على ثلاثة * ومنه ثان مركب عند انفراده وأول عند القياس كالتسعة هي عدد ثان مركب فإذا أضيفت إلى خمسة وعشرين لم يوجد عدد يعدهما معا كما يوجد للتسعة إذا أضيفت إلى خمسة عشر عدد يعدهما وهو ثلاثة أعني أن كل واحد منهما ينقسم
__________
(1) «إن الحساب صناعة نظرية، موضوعها العدد، ونفسها مزاولته: بالتركيب والتحليل والمؤلف منهما. فالتركيب: جمع وضرب، والتحليل: طرح وقسمة وتضليع، والمؤلف منهما: جبر وحط وصرف وتناسب» مراسم الانتساب في علم الحساب ليعيش بن إبراهيم الأموي ص 23.
(2) «العدد كمية منفصلة ذات ترتيب، مشاركة بأنواعها للخطوط والأشكال» مراسم الانتساب ص 23وانظر كذا ص 25في تعريف الواحد.(1/219)
على ثلاثة وله ثلث * العدد التام من أقسام الزوج هو الذي يعدل مبلغ أجزائه جملته مثل ستة نصفها وثلثها وسدسها: ستة * العدد الزائد من أقسامه هو الذي يزيد مبلغ أجزائه على جملته مثل اثني عشر نصفها وثلثها وربعها وسدسها وجزؤها من اثني عشر ستة عشر * العدد الناقص هو الذي ينقص مبلغ أجزائه عن جملته مثل عشرة نصفها وخمسها وعشرها ثمانية * العددان المتحابّان هما اللذان إذا جمعت أجزاء كل واحد منهما تساوى مجموعا هما (1)
في الكميّة المضافة
الكمية المفردة التي تقدم ذكرها وذكر أقسامها في الفصل الأول فأما الكمية المضافة فهي قسمان: أحدهما المعادل كالخمسة والخمسة: والعشرة والعشرة وهذا القسم لا ينقسم إلى أقسام أخر: والثاني هو المضاف ومنه الكبير وهو خمسة أنواع أولها المضاعف مثل الأربعة هي ضعف الاثنين والستة ثلاثة أمثالها وثانيها الزائد جزءا كالثلاثة تقاس إلى الاثنين فإنها تزيد على الاثنين نصف الاثنين وثالثها الزائد أجزاء كالخمسة إذا قيست إلى الثلاثة زادت عليها ثلثي الثلاثة وهما جزءان: ورابعها المضاعف الزائد جزءا كالسبعة إذا قيست إلى الثلاثة فإن فيها ضعف الثلاثة وثلثها: وخامسها المضاعف الزائد أجزاء كالثمانية إذا قيست إلى ثلاثة فإن فيها ضعف الثلاثة وثلثيها: ومن المضاف الصغير وهو خمسة أنواع أيضا وأقسامه على عكس ما ذكرته من هذه الأمثلة في الأعداد المذكورة بأعيانها وهي التي تحت المضاعف والذي تحت المضاعف الزائد جزءا والذي تحت المضاعف الزائد أجزاء ولهذه الأقسام العشرة أقسام أخر مشتركة الأسماء تحت كل نوع منها كالمضاعف الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي إلى ما
__________
(1) «وكل عددين إمّا متباينان وهما اللذان لا يكون بينهما جزء مشترك غير الواحد، أو متحابان وهما اللذان مجموع أجزاء كلّ واحد منهما مساو لكل الآخر، أو متوافقان وهما اللذان اتفقا في جزء ما غير الواحد، أو متداخلان وهما اللذان يعدّ الأصغر منهما الأعظم، وكل متداخلين متوافقان وليس كل متوافقين متداخلين» مراسم الانتساب ص 25(1/220)
لا نهاية له. وكذلك المضاعف الزائد جزءا الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي إلى ما لا نهاية له وكذلك سائر الأقسام الباقية.
في الأعداد المسطّحة والمجسّمة
الواحد بمنزلة النقطة لأنه لا ينقسم: الاثنان بمنزلة الخط لأنهما لا ينقسمان إلّا مرة واحدة كما أن الخط لا ينقسم إلا طولا: الثلاثة بمنزلة السطح: الأعداد الطبيعية هي المتوالية توالي الطبيعة وهي واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة إلى ما لا نهاية له: والأعداد المسطحة منها مثلثة وهي مثل واحد ثلاثة ستة عشرة وتتولد من مجموع الأعداد الطبيعية ومنها مربعة وهي مثل واحد أربعة تسعة وتتولد من جمع المثلثات بعضها إلى بعض وكل مثلثين متواليين منهما مربع واحد وتتولد أيضا من مجموع الأفراد الطبيعية وهي المتخطية اثنين اثنين: ومنها مخمسة وهي واحد خمسة اثنا عشر وتتولد من جميع الأعداد المتخطية على نظم الطبيعيّ ثلاثة ثلاثة: المسدسات تتولد من المتخطية أربعة أربعة وكذلك ما بعدها من السطوح على هذا القياس وكل منها بنقصان اثنين من ضلعه: الأعداد المجسمة المخروطة وتسمّى المذنبة تتولد من الأعداد السطحية إذا تراكم بعضها على بعض ومنها مثلثة القواعد وهي واحد، أربعة عشرة، عشرون وتتولد من تراكم المثلثات: ومنها مربعة القواعد وهي واحد، خمسة، أربعة عشر، ثلاثون فتتولد من تراكم المربعات، وكذلك ما بعدها على هذا القياس، المحذوفة من هذه المخروطات كلها ما كان ابتداؤه من دون الواحد إذا روكم من الأعداد السطحية: الأعداد المجسمة المتوازية المتساوية الأضلاع دون السطوح: منها المثلثة وهي واحد ستة ثمانية عشر أربعون: ومنها المربّعة وهي المكعّبة وهي واحد ثمانية سبعة وعشرون أربعة وستون: ومنها المخمّسة وهي واحد عشرة ستة وثلاثون ثمانية وأربعون والمثلثة من هذه المجسمة تتولد من المثلثة السطحية لأن الستة ضعف الثلاثة وثمانية عشر ثلاثة أمثال الستة والأربعون أربعة أمثال العشرة وعلى هذا القياس غيره من المجسمات * هذه المجسمات إذا كان سمك أحدها مثل ضلع من أضلاعه فإنه يسمّى الهوهويّ وإذا زاد سمكه على ضلعه
أو نقص سمّي الغيريّ الطول * العدد الدوائريّ ما كان بدؤه ونهايته شيئا واحدا مثل خمسة وعشرين لأنها من ضرب خمسة في خمسة وانتهاؤها خمسة أعني الخمسة المنضمة إلى عشرين وكذلك ستة وثلاثون ابتداؤها وانتهاؤها ستة * العدد الكرّيّ ما كان ابتداؤه ونهايته ووسطه شيئا واحدا مثل مائة وخمسة وعشرين لأنك تضرب خمسة في خمسة تكون خمسة وعشرين ثم في خمسة تكون مائة وخمسة وعشرين ففي بدئها ووسطها ونهايتها خمسة فأما الستة فلا تحفظ هذا الترتيب فوسطها وبدؤها ونهايتها ستة ولكن ليست مع نهايتها ثلاثون كما أن وسطها ستة وثلاثون وكذلك مائتان وستة عشر بدؤها ووسطها ونهايتها ستة.(1/221)
الواحد بمنزلة النقطة لأنه لا ينقسم: الاثنان بمنزلة الخط لأنهما لا ينقسمان إلّا مرة واحدة كما أن الخط لا ينقسم إلا طولا: الثلاثة بمنزلة السطح: الأعداد الطبيعية هي المتوالية توالي الطبيعة وهي واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة إلى ما لا نهاية له: والأعداد المسطحة منها مثلثة وهي مثل واحد ثلاثة ستة عشرة وتتولد من مجموع الأعداد الطبيعية ومنها مربعة وهي مثل واحد أربعة تسعة وتتولد من جمع المثلثات بعضها إلى بعض وكل مثلثين متواليين منهما مربع واحد وتتولد أيضا من مجموع الأفراد الطبيعية وهي المتخطية اثنين اثنين: ومنها مخمسة وهي واحد خمسة اثنا عشر وتتولد من جميع الأعداد المتخطية على نظم الطبيعيّ ثلاثة ثلاثة: المسدسات تتولد من المتخطية أربعة أربعة وكذلك ما بعدها من السطوح على هذا القياس وكل منها بنقصان اثنين من ضلعه: الأعداد المجسمة المخروطة وتسمّى المذنبة تتولد من الأعداد السطحية إذا تراكم بعضها على بعض ومنها مثلثة القواعد وهي واحد، أربعة عشرة، عشرون وتتولد من تراكم المثلثات: ومنها مربعة القواعد وهي واحد، خمسة، أربعة عشر، ثلاثون فتتولد من تراكم المربعات، وكذلك ما بعدها على هذا القياس، المحذوفة من هذه المخروطات كلها ما كان ابتداؤه من دون الواحد إذا روكم من الأعداد السطحية: الأعداد المجسمة المتوازية المتساوية الأضلاع دون السطوح: منها المثلثة وهي واحد ستة ثمانية عشر أربعون: ومنها المربّعة وهي المكعّبة وهي واحد ثمانية سبعة وعشرون أربعة وستون: ومنها المخمّسة وهي واحد عشرة ستة وثلاثون ثمانية وأربعون والمثلثة من هذه المجسمة تتولد من المثلثة السطحية لأن الستة ضعف الثلاثة وثمانية عشر ثلاثة أمثال الستة والأربعون أربعة أمثال العشرة وعلى هذا القياس غيره من المجسمات * هذه المجسمات إذا كان سمك أحدها مثل ضلع من أضلاعه فإنه يسمّى الهوهويّ وإذا زاد سمكه على ضلعه
أو نقص سمّي الغيريّ الطول * العدد الدوائريّ ما كان بدؤه ونهايته شيئا واحدا مثل خمسة وعشرين لأنها من ضرب خمسة في خمسة وانتهاؤها خمسة أعني الخمسة المنضمة إلى عشرين وكذلك ستة وثلاثون ابتداؤها وانتهاؤها ستة * العدد الكرّيّ ما كان ابتداؤه ونهايته ووسطه شيئا واحدا مثل مائة وخمسة وعشرين لأنك تضرب خمسة في خمسة تكون خمسة وعشرين ثم في خمسة تكون مائة وخمسة وعشرين ففي بدئها ووسطها ونهايتها خمسة فأما الستة فلا تحفظ هذا الترتيب فوسطها وبدؤها ونهايتها ستة ولكن ليست مع نهايتها ثلاثون كما أن وسطها ستة وثلاثون وكذلك مائتان وستة عشر بدؤها ووسطها ونهايتها ستة.
في العيارات
النسبة أن تنسب العدد إلى آخر فتقول هو نصفه أو ثلثه أو ضعفه أو نحو ذلك * العيار يشبه النسب وأقلّ ما يكون العيار في نسبتين. إحداهما عيار الأخرى والنسبتان أقل ما تكونان في ثلاثة أعداد فتكون نسبة الأول مثلا إلى الثاني كعبا ونسبة الثاني إلى الثالث كعبين * الأعداد التي تعيّر بها النسب تسمّى الحدود والحدود تكون حاشيتين وواسطة وربما كان فيها واسطتان أو أكثر إذا كانت الأعداد أكثر من ثلاثة. ما كان له واسطتان من العيارات يسمّى العيار الجرميّ. العيارات عشرة * أولها الحسباني وأعداده ثلاثة اثنان وواحد على نظم الأعداد الطبيعية وهو مختلف النسب متساوي التفاضل: والثاني العيار المساحيّ وأعداده أربعة اثنان واحد متساوي النسب مختلف التفاضل: والثالث العيار التأليفي وهو المنسوب إلى تأليف الألحان وأعداده ستة أربعة ثلاثة. والرابع مقابل التأليفي وأعداده ستة خمسة ثلاثة. والخامس مقابل المساحي وأعداده خمسة أربعة اثنان. والسادس مقابل الحسباني وأعداده ستة أربعة واحد * والسابع أعداده تسعة ثمانية ستة. والثامن أعداده تسعة سبعة ستة. والتاسع أعداده سبعة ستة أربعة. والعاشر أعداده ثمانية خمسة ثلاثة. فهذه جميع العيارات.(1/222)
النسبة أن تنسب العدد إلى آخر فتقول هو نصفه أو ثلثه أو ضعفه أو نحو ذلك * العيار يشبه النسب وأقلّ ما يكون العيار في نسبتين. إحداهما عيار الأخرى والنسبتان أقل ما تكونان في ثلاثة أعداد فتكون نسبة الأول مثلا إلى الثاني كعبا ونسبة الثاني إلى الثالث كعبين * الأعداد التي تعيّر بها النسب تسمّى الحدود والحدود تكون حاشيتين وواسطة وربما كان فيها واسطتان أو أكثر إذا كانت الأعداد أكثر من ثلاثة. ما كان له واسطتان من العيارات يسمّى العيار الجرميّ. العيارات عشرة * أولها الحسباني وأعداده ثلاثة اثنان وواحد على نظم الأعداد الطبيعية وهو مختلف النسب متساوي التفاضل: والثاني العيار المساحيّ وأعداده أربعة اثنان واحد متساوي النسب مختلف التفاضل: والثالث العيار التأليفي وهو المنسوب إلى تأليف الألحان وأعداده ستة أربعة ثلاثة. والرابع مقابل التأليفي وأعداده ستة خمسة ثلاثة. والخامس مقابل المساحي وأعداده خمسة أربعة اثنان. والسادس مقابل الحسباني وأعداده ستة أربعة واحد * والسابع أعداده تسعة ثمانية ستة. والثامن أعداده تسعة سبعة ستة. والتاسع أعداده سبعة ستة أربعة. والعاشر أعداده ثمانية خمسة ثلاثة. فهذه جميع العيارات.
في وجوه الحسابات
حساب الهند قوامه تسع صور يكتفى بها في الدلالة على الأعداد إلى ما لا نهاية له وأسماء مراتبها أربعة وهي الآحاد والعشرات والمئون والألوف: فالواحد يقوم مقام العشرة ومقام مائة ومقام ألف ومقام عشرة آلاف ومائة ألف وألف ألف إلى ما لا نهاية له من العقود: ويقوم الاثنان مقام العشرين ومقام المائتين ومقام الألفين والعشرين ألفا والمائتي ألف والألفي ألف وكذلك سائر العقود على هذا القياس أعني الثلاثة مقام الثلاثين والثلاثمائة والثلاثة آلاف والثلاثين ألفا والثلاثمائة ألف والثلاثة آلاف ألف وإنما يعرف ذلك بمراتب الوضع على ما في هذا الجدول وهذه صورتها:
آحاد: 1: 2: 3: 4: 5: 6: 7: 8: 9 عشرات: 10: 20: 30: 40: 50: 60: 70: 80: 90 مئون: 100: 200: 300: 400: 500: 600: 700: 800: 900 ألوف: 1000: 2000: 3000: 4000: 5000: 6000: 7000: 8000: 9000 وهذه الدوائر الصغار تسمى الأصفار توضع لحفظ المراتب في المواضع التي ليس فيها أعداد فإذا جاوزت الأعداد الألوف صيرت مرتبة الألوف مرتبة الآحاد ثم ما يليها مرتبة العشرات ثم مرتبة المئين ثم مرتبة الألوف فإذا زادت صيرت مرتبة الألف ألف مرتبة الآحاد على هذا القياس إلى ما لا نهاية له مثال ذلك هذه الصور التسع إذا لم توجد على الانفراد بل اعتبرت مراتبها على ما وضعت عليه هذه الصورة 987654321كان ذلك تسع مائة ألف ألف وثمانين ألف ألف وسبعة آلاف ألف وست مائة ألف وأربعة وخمسين ألفا وثلاث مائة وإحدى وعشرين لأن الواحد كان في المرتبة الأولى فكان واحدا وصورة الاثنين
كانت في المرتبة الثانية فكانت عشرين * وصورة الثلاثة في المرتبة الثالثة فكانت ثلاث مائة وصورة الأربعة في المرتبة الرابعة فكانت أربعة آلاف: وكذلك سائرها على هذا القياس * حروف حساب الجمّل وهي أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ هذا على ما يستعمله المنجمون والحسّاب: فأما على ما تعرفه العرب فأبوجاد هواز حطي كلمون سعفص قرشات * ويزعمون أنها أسماء ملوك كانوا للعرب العاربة وقد وضعت الحروف على نحو ما يستعمله المنجمون في جدول ووضعت عدد كل حرف منها بإزائه وهذا هو الجدول:(1/223)
آحاد: 1: 2: 3: 4: 5: 6: 7: 8: 9 عشرات: 10: 20: 30: 40: 50: 60: 70: 80: 90 مئون: 100: 200: 300: 400: 500: 600: 700: 800: 900 ألوف: 1000: 2000: 3000: 4000: 5000: 6000: 7000: 8000: 9000 وهذه الدوائر الصغار تسمى الأصفار توضع لحفظ المراتب في المواضع التي ليس فيها أعداد فإذا جاوزت الأعداد الألوف صيرت مرتبة الألوف مرتبة الآحاد ثم ما يليها مرتبة العشرات ثم مرتبة المئين ثم مرتبة الألوف فإذا زادت صيرت مرتبة الألف ألف مرتبة الآحاد على هذا القياس إلى ما لا نهاية له مثال ذلك هذه الصور التسع إذا لم توجد على الانفراد بل اعتبرت مراتبها على ما وضعت عليه هذه الصورة 987654321كان ذلك تسع مائة ألف ألف وثمانين ألف ألف وسبعة آلاف ألف وست مائة ألف وأربعة وخمسين ألفا وثلاث مائة وإحدى وعشرين لأن الواحد كان في المرتبة الأولى فكان واحدا وصورة الاثنين
كانت في المرتبة الثانية فكانت عشرين * وصورة الثلاثة في المرتبة الثالثة فكانت ثلاث مائة وصورة الأربعة في المرتبة الرابعة فكانت أربعة آلاف: وكذلك سائرها على هذا القياس * حروف حساب الجمّل وهي أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ هذا على ما يستعمله المنجمون والحسّاب: فأما على ما تعرفه العرب فأبوجاد هواز حطي كلمون سعفص قرشات * ويزعمون أنها أسماء ملوك كانوا للعرب العاربة وقد وضعت الحروف على نحو ما يستعمله المنجمون في جدول ووضعت عدد كل حرف منها بإزائه وهذا هو الجدول:
آحاد: ا: ب: ج: د: هـ: واحد: اثنان: ثلاثة: أربعة: خمسة: و: ز: ح: ط:: ستة: سبعة: ثمانية: تسعة: عشرات: ي: ك: ل: م: ن: عشرة: عشرون: ثلاثون: أربعون: خمسون: س: ع: ف: ص:: ستون: سبعون: ثمانون: تسعون: مئون: ق: ر: ش: ت: ث: مائة مائتان: ثلاث مائة: أربع مائة: خمس مائة: خ: ذ: ض: ظ:: ست مائة: سبع مائة: ثمان مائة: تسع مائة:: غ:: ألف: فإذا ركّبت منها اثنين أو ثلاثة فإن سبيلك أن تقدم الأكثر وتؤخر الأقل
مثال ذلك يب اثنا عشر وكذلك قكج مائة وثلاثة وعشرون وقد يكتب بهذه الحروف كما يكتب حساب الهند وهو أن تكتب بتسعة أحرف منها من الألف إلى الطاء وتوضع هذه العلامة في المواضع الخالية مكان الصفر في حساب الهند كي يحفظ بها الترتيب فقط * الضرب تضعيف أحد العددين بآحاد الآخر مثل أن تضرب ثلاثة في أربعة فتبلغ اثني عشر فكأنك أضعفت الأربعة ثلاث مرات أو أضعفت الثلاثة أربع مرات * فكان معنى قولك ثلاثة في أربعة ثلاثة أربع مرات * قال الخليل مبلغ ما يجتمع من الضرب هو الجذاء تقول جذاء عشرة في عشرة مائة وجذاء ثلاثة في أربعة اثنا عشر قال ويسمون جملة هذا الحساب البرجان (1)
* القسمة أخذ حصة الواحد من المقسوم عليهم من المقسوم كأنك تقسم عشرين درهما على خمسة نفر فحصة الواحد من المقسوم عليهم وهم النفر من الدراهم أربعة وهذا المال هو المقسوم والرجال هم المقسوم عليهم وما يخرج من القسمة فهو القسم بكسر القاف * الجذر كل ما تضربه في نفسه: والمال كل ما يجتمع من ضرب عدد في نفسه مثل ثلاثة في ثلاثة تسعة فالثلاثة الجذر والتسعة المال * الجذر المطلق هو المنطوق به وهو ما يعرف حقيقة مقداره ويمكن أن ينطق به وهو مثل جذر المائة وهو عشرة وجذر تسعة وهو ثلاثة وجذر أربعة وهو اثنان * والجذر الأصمّ الذي لا سبيل إلى علم حقيقته بالعدد مثل جذر اثنين أو جذر ثلاثة أو جذر عشرة وقد يؤخذ بالتقريب ولا تدرك حقيقته وحكي أن من تسبيح براهمة الهند سبحان عالم الجذور الصّم * ذو الاسمين ما لا يمكن أن ينطق به بلفظ واحد مثل قولك جذر عشرين وجذر عشرة معا أو جذر العشرين إلا جذر عشرة * المكعّب هو المال إذا ضرب في ضلعه أي جذره فالمبلغ هو المكعب وذلك الجذر هو الكعب مثال ذلك ثلاثة في ثلاثة تسعة وتسعة في ثلاثة سبعة وعشرون فسبعة وعشرون هو المكعّب وكعبه ثلاثة مال المال هو المال إذا ضرب(1/224)
آحاد: ا: ب: ج: د: هـ: واحد: اثنان: ثلاثة: أربعة: خمسة: و: ز: ح: ط:: ستة: سبعة: ثمانية: تسعة: عشرات: ي: ك: ل: م: ن: عشرة: عشرون: ثلاثون: أربعون: خمسون: س: ع: ف: ص:: ستون: سبعون: ثمانون: تسعون: مئون: ق: ر: ش: ت: ث: مائة مائتان: ثلاث مائة: أربع مائة: خمس مائة: خ: ذ: ض: ظ:: ست مائة: سبع مائة: ثمان مائة: تسع مائة:: غ:: ألف: فإذا ركّبت منها اثنين أو ثلاثة فإن سبيلك أن تقدم الأكثر وتؤخر الأقل
مثال ذلك يب اثنا عشر وكذلك قكج مائة وثلاثة وعشرون وقد يكتب بهذه الحروف كما يكتب حساب الهند وهو أن تكتب بتسعة أحرف منها من الألف إلى الطاء وتوضع هذه العلامة في المواضع الخالية مكان الصفر في حساب الهند كي يحفظ بها الترتيب فقط * الضرب تضعيف أحد العددين بآحاد الآخر مثل أن تضرب ثلاثة في أربعة فتبلغ اثني عشر فكأنك أضعفت الأربعة ثلاث مرات أو أضعفت الثلاثة أربع مرات * فكان معنى قولك ثلاثة في أربعة ثلاثة أربع مرات * قال الخليل مبلغ ما يجتمع من الضرب هو الجذاء تقول جذاء عشرة في عشرة مائة وجذاء ثلاثة في أربعة اثنا عشر قال ويسمون جملة هذا الحساب البرجان (1)
* القسمة أخذ حصة الواحد من المقسوم عليهم من المقسوم كأنك تقسم عشرين درهما على خمسة نفر فحصة الواحد من المقسوم عليهم وهم النفر من الدراهم أربعة وهذا المال هو المقسوم والرجال هم المقسوم عليهم وما يخرج من القسمة فهو القسم بكسر القاف * الجذر كل ما تضربه في نفسه: والمال كل ما يجتمع من ضرب عدد في نفسه مثل ثلاثة في ثلاثة تسعة فالثلاثة الجذر والتسعة المال * الجذر المطلق هو المنطوق به وهو ما يعرف حقيقة مقداره ويمكن أن ينطق به وهو مثل جذر المائة وهو عشرة وجذر تسعة وهو ثلاثة وجذر أربعة وهو اثنان * والجذر الأصمّ الذي لا سبيل إلى علم حقيقته بالعدد مثل جذر اثنين أو جذر ثلاثة أو جذر عشرة وقد يؤخذ بالتقريب ولا تدرك حقيقته وحكي أن من تسبيح براهمة الهند سبحان عالم الجذور الصّم * ذو الاسمين ما لا يمكن أن ينطق به بلفظ واحد مثل قولك جذر عشرين وجذر عشرة معا أو جذر العشرين إلا جذر عشرة * المكعّب هو المال إذا ضرب في ضلعه أي جذره فالمبلغ هو المكعب وذلك الجذر هو الكعب مثال ذلك ثلاثة في ثلاثة تسعة وتسعة في ثلاثة سبعة وعشرون فسبعة وعشرون هو المكعّب وكعبه ثلاثة مال المال هو المال إذا ضرب
__________
(1) في اللسان: البرجان من الحساب: أن يقال: ما مبلغ كذا أو ما جذر كذا؟ الليث:
حساب البرجان هو كقولك ما جذاء كذا في كذا؟ وما جذر كذا وكذا؟ فجذاؤه ومبلغه وجذره أصله الذي يضرب بعضه في بعض، وجملته البرجان. يقال ما جذر مائة؟ فيقال عشرة، ويقال: ما جذاء عشرة؟ فيقال: مائة» مادة / برج.(1/225)
في نفسه فإن المجتمع هو مال المال وكذلك إذا ضرب المكعب في كعبه صار مال المال مثال ذلك التسعة هو مال لأنه مربع فإذا ضربته في نفسه صار واحدا وثمانين وكذلك سبعة وعشرون هو مكعّب وإذا ضربته في كعبه وهو ثلاثة صار واحدا وثمانين * المال إذا ضرب في المكعب سمّي مال كعب فإذا ضرب مال المال في المكعب سمّي المبلغ * كعب كعب الشيء في كلام أهل الجبر والمقابلة هو الجذر المجهول * الجبر والمقابلة صناعة من صناعات الحساب وتدبير حسن لاستخراج المسائل العويصة في الوصايا والمواريث والمعاملات والمطارحات وسمّيت بهذا الاسم لما يقع فيها من جبر النقصانات والاستثناءات ومن المقابلة بالتشبيهات وإلقائها مثال ذلك أن يقع في المسألة مال إلّا ثلاثة أجذاره يعدل جذرا فجبره أن تقول مال يعدل أربعة أجذار وذلك ستة عشر لأنك تممت المال وزدت عليه ما كان مستثنى منه فصار مالا تاما ثم احتجت أن تزيد مثل ذلك المستثنى على معادله فصار المعادل أربعة أجذار * وأما مثال المقابلة فمثل أن يقع في المسألة مال وجذران تعدل خمسة أجذار فتلقى الجذرين اللذين مع المال وتلقى مثل ذلك من معادله فيحصل مال يعدل ثلاثة أجذار وذلك تسعة (1)
* حساب الخطاءين أيضا من تدابير الحساب لاستخراج مسائل الوصايا ونحوها يسمى ذلك لأنه يؤخذ عدد ما يستعمل فيه شرائط المسألة فإن خرجت وإلا حفظ مقدار ما وقع فيها من الخطأ، وأخذ عدد آخر وعمل به مثل ذلك فإن خرجت وإلّا حفظ مقدار الخطأ الثاني ثم يستخرج من هذين الخطاءين حقيقة الصواب * ومن حسبانات الفقهاء تدبير الحشو ويسمّى التتمّة وحساب الدرهم والدينار وحساب الديباج ويقع في هذه كلها إما اعتياض وإما اختلال واختلاف وأحسنها وأجمعها الذي لا يختلف في حال هو حساب الجبر والمقابلة.
__________
(1) «وأمّا الجبر والمقابلة فمعناهما الإصلاح والمقاومة وفائدتهما معادلة ما يفرض في المسائل من الألقاب المستعملة فيها، إلى أن يتخصص كل منهما في محلّه على ما يقتضيه العمل فيه.
ومدارهما على أربعة أسماء: أعداد وأشياء وأموال وكعوب، فالأعداد مطلقة، والأشياء والأموال مقيّدة بعضها ببعض، لأن الأشياء جذور الأموال، والأموال مربعاتها وأما الكعوب فتبع لهما لأنها تنتقل عند المعادلة إلى أسمائهما» مراسم الانتساب ص 74.
* «شيء: في الجبر تشير إلى القوة الأولى للمجهول، فشيء تعني س، ومال تعني س 2، وكعب تعني س 3» تعليق محقق مراسم الانتساب(1/226)
في الهندسة
في مقدمات هذه الصناعة
هذه الصناعة تسمى باليونانية «جومطريا» وهي صناعة المساحة: وأما الهندسة فكلمة فارسية معربة وفي الفارسية «اندازه» أي المقادير * قال الخليل:
المهندس الذي يقدّر مجاري القنيّ ومواضعها حيث تحتفر وهو مشتق من الهندزة وهي فارسية فصيرت الزاي سينا في الإعراب لأنه ليس بعد الدال زاي في كلام العرب: وقال بعضهم هي إعراب الديشة أي الفكرة وليس ذلك بصحيح فإن في بعض كلام الفرس «اندازه با اخترماري بايد» أي الهندسة يحتاج إليها مع أحكام النجوم، وقد يقع هذا الاسم على تقدير المياه كما قال الخليل لأنه نوع من هذه الصناعة وجزء لها * كتاب الاسطقسّات هو كتاب أقليدس في أصول هذه الصناعة وقد فسّرت الاسطقس في باب الفلسفة وأقليدس اسم الرجل الذي صنف هذا الكتاب وجمع فيه أصول الهندسة: المصادرة ما يصدّر به الكتاب أو الباب من أبواب الهندسة من مقدمات المسألة وقد يستعمل أصحاب هذه الصناعة ألفاظا مضى تفسيرها في الأبواب المتقدمة: المقادير هي ذوات الأبعاد من الخطوط والبسائط والأجسام: الأبعاد هي الطول والعرض والعمق وسواء قلت عمق أو سمك: والفصل بينهما أن السمك فيما كان عاليا من الأجسام والعمق فيما كان منخفضا: الجسم هو المقدار ذو الثلاثة الأبعاد التي هي الطول والعرض والعمق ونهاياته بسائط: البسيط والسطح هو المقدار ذو البعدين وهما الطول والعرض فقط ولا يدرك بالحس إلّا مع الجسم لأنه نهاية جسم فأما على الانفراد فإنه يدرك بالوهم فقط: ونهايات البسائط خطوط: الخط هو المقدار ذو البعد الواحد وهو الطول فقط ولا يمكن رؤيته إلا مع البسيط لأنه نهايته فأما على الانفراد فإنه يدرك بالوهم فقط ونهايتا الخط النقطتان: والنقطة شيء لا بعد له من طول ولا عرض ولا عمق ولا تدرك بالحس إلّا مع الخط لأنها نهايته وأما على الانفراد فإنها لا تدرك إلّا بالوهم.(1/227)
المهندس الذي يقدّر مجاري القنيّ ومواضعها حيث تحتفر وهو مشتق من الهندزة وهي فارسية فصيرت الزاي سينا في الإعراب لأنه ليس بعد الدال زاي في كلام العرب: وقال بعضهم هي إعراب الديشة أي الفكرة وليس ذلك بصحيح فإن في بعض كلام الفرس «اندازه با اخترماري بايد» أي الهندسة يحتاج إليها مع أحكام النجوم، وقد يقع هذا الاسم على تقدير المياه كما قال الخليل لأنه نوع من هذه الصناعة وجزء لها * كتاب الاسطقسّات هو كتاب أقليدس في أصول هذه الصناعة وقد فسّرت الاسطقس في باب الفلسفة وأقليدس اسم الرجل الذي صنف هذا الكتاب وجمع فيه أصول الهندسة: المصادرة ما يصدّر به الكتاب أو الباب من أبواب الهندسة من مقدمات المسألة وقد يستعمل أصحاب هذه الصناعة ألفاظا مضى تفسيرها في الأبواب المتقدمة: المقادير هي ذوات الأبعاد من الخطوط والبسائط والأجسام: الأبعاد هي الطول والعرض والعمق وسواء قلت عمق أو سمك: والفصل بينهما أن السمك فيما كان عاليا من الأجسام والعمق فيما كان منخفضا: الجسم هو المقدار ذو الثلاثة الأبعاد التي هي الطول والعرض والعمق ونهاياته بسائط: البسيط والسطح هو المقدار ذو البعدين وهما الطول والعرض فقط ولا يدرك بالحس إلّا مع الجسم لأنه نهاية جسم فأما على الانفراد فإنه يدرك بالوهم فقط: ونهايات البسائط خطوط: الخط هو المقدار ذو البعد الواحد وهو الطول فقط ولا يمكن رؤيته إلا مع البسيط لأنه نهايته فأما على الانفراد فإنه يدرك بالوهم فقط ونهايتا الخط النقطتان: والنقطة شيء لا بعد له من طول ولا عرض ولا عمق ولا تدرك بالحس إلّا مع الخط لأنها نهايته وأما على الانفراد فإنها لا تدرك إلّا بالوهم.
في الخطوط
الخطوط ثلاثة مستقيم ومقوّس ومنحن: الخطوط المتوازية هي التي لا تلتقي وإن أخرجت بلا نهاية: الخطوط المتلاقية التي تلتقي وتحيط بزاوية:
الزوايا مسطّحة أو مجسّمة * فأما المسطحة فهي التي تحدث عن التقاء خطين على غير استقامة والمجسمة التي تحدث عن التقاء ثلاثة خطوط على غير استقامة وعلى غير سطح واحد * وأنواع الزوايا المسطحة ثلاثة قائمة ومنفرجة وحادّة:
فالزاوية القائمة التي إذا أخرج أحد الضلعين المحيطين بها كانت التي تحدث مثل الأولى * والزاوية الحادة هي أصغر من القائمة * والزاوية المنفرجة هي أكبر من القائمة: الدائرة هي السطح المعروف: والمحيط هو الخط الذي يحيط بهذا السطح والقطعة من هذا الخط المحيط تسمّى قوسا: الأضلاع هي الخطوط التي تحيط بالسطوح واحدها ضلع: الساقان الخطان اللذان يحيطان بزاوية كل خط ساق منهما: القاعدة الخط الذي يصل بين طرفي الساقين: القطر الذي يخرج من طرف زاوية وينتهي إلى زاوية أخرى والخط الذي يقسم الدائرة بنصفين يسمّى أيضا قطرا: العمود الخط الذي إذا قام على خط آخر أحاط معه بزاوية قائمة: الوتر الخط الذي يصل بين طرفي القوس أو الخط المنحني والخط الذي يوتر زاوية يسمّى وترا أيضا أعني القاعدة: السهم الخط الذي يخرج من النقطة التي تقسم وتر القوس بنصفين ويحيط مع الوتر بزاوية قائمة مثل خط هـ ب الجيب المستوي هو نصف وتر ضعف القوس التي هو جيبها مثل آه فإنه نصف وتر ضعف قوس آب: الجيب المعكوس هو سهم ضعف القوس الذي هو جيب لها كخط هـ ب لقوس آب.
في البسائط
أنواع البسائط ثلاثة مسطّح ومقبّب ومقعّر: وأنواع المسطح كثيرة فمنها المثلّث وهو ثلاثة أنواع: القائم الزاوية، والمنفرج الزاوية، والحادّ الزوايا ومنها المربع وهو خمسة أنواع: الأول الصحيح هو قائم الزوايا متساوي الأضلاع:
والثاني قائم الزوايا متساوي كل ضلعين متقابلين وهو المستطيل، والثالث متساوي الأضلاع غير قائم الزوايا متساوي كل زاويتين متقابلتين وهو المعيّن اشتقّ اسمه من العين: والرابع متساوي كل زاويتين متقابلتين غير قائم الزوايا متساوي كل ضلعين متقابلين وهو الشبيه بالمعيّن: والخامس المنحرف وهو ما كان خارجا من هذه الحدود أنواع السطوح الكثيرة الزوايا هي المخمّس والمسدس والمسبّع كذلك إلى ما لا نهاية له أسماؤها مشتقة من عدد أضلاعها:(1/228)
أنواع البسائط ثلاثة مسطّح ومقبّب ومقعّر: وأنواع المسطح كثيرة فمنها المثلّث وهو ثلاثة أنواع: القائم الزاوية، والمنفرج الزاوية، والحادّ الزوايا ومنها المربع وهو خمسة أنواع: الأول الصحيح هو قائم الزوايا متساوي الأضلاع:
والثاني قائم الزوايا متساوي كل ضلعين متقابلين وهو المستطيل، والثالث متساوي الأضلاع غير قائم الزوايا متساوي كل زاويتين متقابلتين وهو المعيّن اشتقّ اسمه من العين: والرابع متساوي كل زاويتين متقابلتين غير قائم الزوايا متساوي كل ضلعين متقابلين وهو الشبيه بالمعيّن: والخامس المنحرف وهو ما كان خارجا من هذه الحدود أنواع السطوح الكثيرة الزوايا هي المخمّس والمسدس والمسبّع كذلك إلى ما لا نهاية له أسماؤها مشتقة من عدد أضلاعها:
السطح الهلاليّ هو الذي يحيط به خطان مقوسان حدبة أحدهما إلى أخمص الآخر مثل شكل الهلال: والسطح البيضيّ هو الذي يحيط به قوسان متقابلا الأخمصين مثل البيضة. الشكل القطّاع بفتح القاف وتشديد الطاء قطعة من دائرة رأسها إما على مركزها وإما على محيطها مثل هذين الشكلين: البسيط المقبّب الكريّ ما كان على شكل الكرة. البسط الأسطوانيّ ما كان على شكل الأسطوانة يبتدئ من دائرة وينتهي إلى دائرة البسيط المقبب: تقبيب المخروط هو شكل يبتدئ من نقطة وينتهي إلى محيط دائرة ويسمّى أيضا الشكل الصنوبري تشبيها بحمل شجرة الصنوبر.
في المجسّمات
الشكل الناري هو جسم يحيط به أربعة سطوح مثلثات متساوية الأضلاع: الشكل الأرضيّ هو المكعّب وهو جسم يحيط به ستة سطوح مربعات متساوية الأضلاع والزوايا على هيئة كعب النرد: الشكل الهوائي هو جسم يحيط به ثمانية سطوح مثلثات متساوية الأضلاع والزوايا. الشكل المائيّ هو جسم يحيط به عشرون مثلثا متساوية الأضلاع والزوايا: الشكل الفلكي هو جسم يحيط بن اثنا عشر سطحا مخمّسات متساوية الأضلاع والزوايا: الشكل اللبنيّ جسم مربع يكون بعدان من أبعاده متساويين والثالث أصغر على شكل اللبنة المربعة: الشكل العمودي جسم مربع يكون بعدان من أبعاده متساويين والثالث أعظم وبعضهم يسميه البئري تشبيها بشكل البئر وبعضهم يقول التيريّ والتير هو الجذع والأول أصح: الشكل اللوحي الجسم المربع الذي يختلف أبعاده
الثلاثة على هيئة اللوح * الجسم المنشور يحدث عن أحد الأجسام المربعة إذا قسم بنصفين على أحد أقطاره سمي بذلك لأنه كأنما نشر بالمنشار نشرا: الكرة شكل مجسم يحيط به بسيط واحد في داخله نقطة كل الخطوط المستقيمة الخارجة من تلك النقطة إلى بسيطها متساوية وتلك النقطة مركزها: وقطر الكرة كل خط يمرّ على مركزها وينتهي إلى بسيطها: ومحور الكرة قطرها الذي تتحرك عليه الكرة وهو ثابت: قطبا الكرة طرفا المحور: البيضة شكل مجسم يحيط به بسيط واحد وتحدث عن قطعة أقل من نصف دائرة إذا صير طرفاها كالمحور وأديرت إلى أن ترجع إلى حيث ابتدأت منه: الحلقة هي جسم يحيط به بسيط واحد مستدير في داخله مكان يمكن أن تقع فيه كرة * الأسطوانة جسم يبتدئ من دائرة وينتهي إلى دائرة متساوية لها يحيط بها بسيط أسطواني: الجسم المخروط شكل يبتدئ من نقطة وينتهي إلى محيط دائرة ويحيط به بسيط صنوبري ودائرة:(1/229)
الشكل الناري هو جسم يحيط به أربعة سطوح مثلثات متساوية الأضلاع: الشكل الأرضيّ هو المكعّب وهو جسم يحيط به ستة سطوح مربعات متساوية الأضلاع والزوايا على هيئة كعب النرد: الشكل الهوائي هو جسم يحيط به ثمانية سطوح مثلثات متساوية الأضلاع والزوايا. الشكل المائيّ هو جسم يحيط به عشرون مثلثا متساوية الأضلاع والزوايا: الشكل الفلكي هو جسم يحيط بن اثنا عشر سطحا مخمّسات متساوية الأضلاع والزوايا: الشكل اللبنيّ جسم مربع يكون بعدان من أبعاده متساويين والثالث أصغر على شكل اللبنة المربعة: الشكل العمودي جسم مربع يكون بعدان من أبعاده متساويين والثالث أعظم وبعضهم يسميه البئري تشبيها بشكل البئر وبعضهم يقول التيريّ والتير هو الجذع والأول أصح: الشكل اللوحي الجسم المربع الذي يختلف أبعاده
الثلاثة على هيئة اللوح * الجسم المنشور يحدث عن أحد الأجسام المربعة إذا قسم بنصفين على أحد أقطاره سمي بذلك لأنه كأنما نشر بالمنشار نشرا: الكرة شكل مجسم يحيط به بسيط واحد في داخله نقطة كل الخطوط المستقيمة الخارجة من تلك النقطة إلى بسيطها متساوية وتلك النقطة مركزها: وقطر الكرة كل خط يمرّ على مركزها وينتهي إلى بسيطها: ومحور الكرة قطرها الذي تتحرك عليه الكرة وهو ثابت: قطبا الكرة طرفا المحور: البيضة شكل مجسم يحيط به بسيط واحد وتحدث عن قطعة أقل من نصف دائرة إذا صير طرفاها كالمحور وأديرت إلى أن ترجع إلى حيث ابتدأت منه: الحلقة هي جسم يحيط به بسيط واحد مستدير في داخله مكان يمكن أن تقع فيه كرة * الأسطوانة جسم يبتدئ من دائرة وينتهي إلى دائرة متساوية لها يحيط بها بسيط أسطواني: الجسم المخروط شكل يبتدئ من نقطة وينتهي إلى محيط دائرة ويحيط به بسيط صنوبري ودائرة:
الهليلجيّ والعدسيّ يحدثان عن قطعتي دائرة أي قوسان إذا التقى طرفاهما وديرت دور الكرة بين قطبين مرة.
ما يستعمل في الرياضيات
ولما لم نتكلم في كتاب (تهافت الفلاسفة) على الرياضيات اقتصرنا من هذه الألفاظ على قدر يسير.
وقد يدخل بعضها في (الإلهيات) و (الطبيعيات) في الأمثلة والاستشهادات وهي ستة ألفاظ.
النهاية / وما لا نهاية / والنقطة والخط / والسطح / والبعد النهاية: وهي غاية ما يصير الشيء ذو الكمية إلى حيث لا يوجد وراءه شيء منه.
ما لا نهاية: هو كم ذو أجزاء كثيرة، بحيث لا يوجد شيء خارج عنه، وهو من نوعه، وبحيث ألا ينقضي.
النقطة: ذات غير منقسمة، ولها وضع، وهي نهاية الخط.(1/230)
ما لا نهاية: هو كم ذو أجزاء كثيرة، بحيث لا يوجد شيء خارج عنه، وهو من نوعه، وبحيث ألا ينقضي.
النقطة: ذات غير منقسمة، ولها وضع، وهي نهاية الخط.
الخط: هو مقدار لا يقبل الانقسام إلا من جهة واحدة، وهي نهاية السطح.
السطح: مقدار يمكن أن يحدث فيه قسمان متقاطعان على قوائم، وهو نهاية الجسم.
البعد: هو كل ما يكون بين نهايتين، غير متلاقيتين، ويمكن الإشارة إلى جهته، ومن شأنه أن يتوهم أيضا في نهايات، من نوع تينك النهايتين.
والفرق بين البعد، والمقادير الثلاثة: أنه قد يكون بعد خطي من غير خط، وبعد سطحي من غير سطح.
مثاله: أنه إذا فرض في جسم، لا انفصال في داخله، نقطتان، كان بينهما بعد ولم يكن بينهما خط.
وكذلك إذا توهم فيه خطان متقابلان، كان بينهما بعد، ولم يكن بينهما سطح لأنه إنما يكون بينهما سطح لأنه إنما يكون بينهما سطح إذا انفصل بالفعل بأحد وجوه الانفصال.
وإنما يكون فيه خط إذا كان فيه سطح.
نفرق إذن بين: الطول. والخط.
وبين العرض. والسطح.
لأن البعد الذي بين النقطتين المذكورتين هو طول، وليس بخط.
والبعد الذي بين الخطين المذكورين، هو عرض وليس بسطح. وإن كان كلّ خط ذا طول، وكل سطح ذا عرض.
في علم النجوم
في أسماء النجوم السيّارة والثابتة وصورها
علم النجوم يسمى بالعربية التنجيم وباليونانية اصطرنوميا: وأصطر هو النجم ونوميا هو العلم * الكواكب السيّارة زحل والمشتري والمرّيخ والشمس
والزهرة وعطارد والقمر وأسماؤها بالفارسية كيوان، هرمز بهرام، خور، ناهيد، تير، ماه. الكواكب الثابتة هي النجوم كلها التي في السماء ما خلا السبعة السيّارة التي تقدم ذكرها سميت ثابتة لأنها تحفظ أبعادها على نظام واحد ولا تسير عرضا وقيل لأن سيرها إذا قيس بسير السبعة فهو يسير جدا والأول أصح: والكواكب الثابتة تقع في خمس وأربعين صورة: منها اثنتا عشرة صورة في وسط الفلك وهي صورة البروج الاثني عشر وهي الحمل والثور والجوزاء والسّرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت: والحمل يسمى الكبش أيضا: والجوزاء تسمى التوأمين، والأسد الليث، والسنبلة العذراء، والجدي التيس، والحوت السمكة، ومنها تسع عشرة صورة شمالية أولها الدب الأصغر وتسميه العرب بنات نعش الصغرى وهي سبعة أنجم الأربعة منها نعش والثلاثة هي البنات والثانية التنّين والعرب تسمّي كواكبه العوائذ: الثالثة الدبّ الأكبر وهو بنات نعش الكبرى: والرابعة قيفاوس ويسمى الأثافي، والخامسة بؤرطيس الحارس، وهو العوّاء ويسمّى راعي الشاء:(1/231)
علم النجوم يسمى بالعربية التنجيم وباليونانية اصطرنوميا: وأصطر هو النجم ونوميا هو العلم * الكواكب السيّارة زحل والمشتري والمرّيخ والشمس
والزهرة وعطارد والقمر وأسماؤها بالفارسية كيوان، هرمز بهرام، خور، ناهيد، تير، ماه. الكواكب الثابتة هي النجوم كلها التي في السماء ما خلا السبعة السيّارة التي تقدم ذكرها سميت ثابتة لأنها تحفظ أبعادها على نظام واحد ولا تسير عرضا وقيل لأن سيرها إذا قيس بسير السبعة فهو يسير جدا والأول أصح: والكواكب الثابتة تقع في خمس وأربعين صورة: منها اثنتا عشرة صورة في وسط الفلك وهي صورة البروج الاثني عشر وهي الحمل والثور والجوزاء والسّرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت: والحمل يسمى الكبش أيضا: والجوزاء تسمى التوأمين، والأسد الليث، والسنبلة العذراء، والجدي التيس، والحوت السمكة، ومنها تسع عشرة صورة شمالية أولها الدب الأصغر وتسميه العرب بنات نعش الصغرى وهي سبعة أنجم الأربعة منها نعش والثلاثة هي البنات والثانية التنّين والعرب تسمّي كواكبه العوائذ: الثالثة الدبّ الأكبر وهو بنات نعش الكبرى: والرابعة قيفاوس ويسمى الأثافي، والخامسة بؤرطيس الحارس، وهو العوّاء ويسمّى راعي الشاء:
ومن كواكبه السماك الرامح: والسادسة الإكليل الشاميّ وهو الفكة، والسابعة الجاثي على ركبتيه وكواكبه التماثيل. والثامنة الحوّاء وحيّته، والتاسعة اللورا غير معجمة الراء معناه باليونانية الصنج لضوئه وتسميه العرب النسر الواقع ويسمّى أيضا السلحفاة، والعاشرة العقاب والسهم وتسميه العرب النسر الطائر، والحادية عشرة الدلفين ويسمّى الصليب سمّي دلفين تشبيها بالسمك البحري الذي ينجي الغرقى. والثانية عشرة الدجاجة وتسمّى الفوارس ومن كواكبها الردف وهو ذنب الدجاجة، والثالثة عشرة الفرس الأول: والرابعة عشرة الفرس الثاني: والخامسة عشرة المرأة ذات الكرسي. ومن كواكبها الكف الخضيب: السادسة عشرة هي المرأة التي لم تر بعلا وتسميها العرب الناقة، والسابعة عشرة المثلث وهي الأشراط، والثامنة عشرة حامل رأس الغول، والتاسعة عشرة انيخس وهي حامل العناق ومن كواكبه العنز وهو العيّوق وأيضا أربع عشرة صورة جنوبية * الأولى قيطس وهو سبع البحر وكواكبه النعامات * والثانية النهر * والثالثة الجبار * الرابعة الأرنب * الخامسة كلب الجبار وهو الكلب الأكبر وهو الشعرى العبور لأنها عبرت المجرّة والشعرى اليمانية،
والسادسة الكلب الأصغر وهو الشعرى الشامية وهي الغميصاء معجمة الغين غير معجمة الصاد اشتقت من غمص العين وهو ما يجتمع في ماقها عند النوم * السابعة السفينة ومن كواكبها سهيل وهو في المجذاف * والثامنة الشجاع وهو الحية * التاسعة الغراب * والعاشرة الكاس * والحادية عشر قنطورس وهو حامل السبع وهو الظليم * والثانية عشرة هي المجمرة وهي النفاطة * والثالثة عشرة هي الإكليل الجنوبي * والرابعة عشرة هي الحوت الجنوبي * منازل القمر في ضمن هذه الصورة وهي ثمانية وعشرون منزلا * أولها الشرطان وهي معجمة الشين وهي تثنية الشرط. ثم البطين ثم الثريّا ثم الدّبران على وزن سرطان وضربان ثم الهقعة ثم الهنعة ثم الذراع ثم النثرة ثم الطرف ثم الجبهة ثم الزبرة ثم الصرفة ثم العواء ثم السماك وهما (سماكان) أعزل ورامح ثم الغفر ثم الزباني ثم الإكليل ثم القلب ثم الشولة ثم النعائم ثم البلدة ثم سعد ذابح ثم سعد بلع ثم سعد السعود ثم سعد الأخبية ثم الفرغان بإعجام الغين المقدم والمؤخر ثم الرشاء ويقال له أيضا بطن الحوت. الأنواء النوء سقوط النجم من منازل القمر في المغرب بعد الفجر وطلوع آخر يقابله من ساعته في المشرق وهو رقيبه وسقوط النجم منها في ثلاثة عشر يوما ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوما ويقال خوى النجم يخوى خيا وخواء إذا مضت مدة نوئه ولم يكن فيه مطر أو ريح أو برد أو حرّ.(1/232)
ومن كواكبه السماك الرامح: والسادسة الإكليل الشاميّ وهو الفكة، والسابعة الجاثي على ركبتيه وكواكبه التماثيل. والثامنة الحوّاء وحيّته، والتاسعة اللورا غير معجمة الراء معناه باليونانية الصنج لضوئه وتسميه العرب النسر الواقع ويسمّى أيضا السلحفاة، والعاشرة العقاب والسهم وتسميه العرب النسر الطائر، والحادية عشرة الدلفين ويسمّى الصليب سمّي دلفين تشبيها بالسمك البحري الذي ينجي الغرقى. والثانية عشرة الدجاجة وتسمّى الفوارس ومن كواكبها الردف وهو ذنب الدجاجة، والثالثة عشرة الفرس الأول: والرابعة عشرة الفرس الثاني: والخامسة عشرة المرأة ذات الكرسي. ومن كواكبها الكف الخضيب: السادسة عشرة هي المرأة التي لم تر بعلا وتسميها العرب الناقة، والسابعة عشرة المثلث وهي الأشراط، والثامنة عشرة حامل رأس الغول، والتاسعة عشرة انيخس وهي حامل العناق ومن كواكبه العنز وهو العيّوق وأيضا أربع عشرة صورة جنوبية * الأولى قيطس وهو سبع البحر وكواكبه النعامات * والثانية النهر * والثالثة الجبار * الرابعة الأرنب * الخامسة كلب الجبار وهو الكلب الأكبر وهو الشعرى العبور لأنها عبرت المجرّة والشعرى اليمانية،
والسادسة الكلب الأصغر وهو الشعرى الشامية وهي الغميصاء معجمة الغين غير معجمة الصاد اشتقت من غمص العين وهو ما يجتمع في ماقها عند النوم * السابعة السفينة ومن كواكبها سهيل وهو في المجذاف * والثامنة الشجاع وهو الحية * التاسعة الغراب * والعاشرة الكاس * والحادية عشر قنطورس وهو حامل السبع وهو الظليم * والثانية عشرة هي المجمرة وهي النفاطة * والثالثة عشرة هي الإكليل الجنوبي * والرابعة عشرة هي الحوت الجنوبي * منازل القمر في ضمن هذه الصورة وهي ثمانية وعشرون منزلا * أولها الشرطان وهي معجمة الشين وهي تثنية الشرط. ثم البطين ثم الثريّا ثم الدّبران على وزن سرطان وضربان ثم الهقعة ثم الهنعة ثم الذراع ثم النثرة ثم الطرف ثم الجبهة ثم الزبرة ثم الصرفة ثم العواء ثم السماك وهما (سماكان) أعزل ورامح ثم الغفر ثم الزباني ثم الإكليل ثم القلب ثم الشولة ثم النعائم ثم البلدة ثم سعد ذابح ثم سعد بلع ثم سعد السعود ثم سعد الأخبية ثم الفرغان بإعجام الغين المقدم والمؤخر ثم الرشاء ويقال له أيضا بطن الحوت. الأنواء النوء سقوط النجم من منازل القمر في المغرب بعد الفجر وطلوع آخر يقابله من ساعته في المشرق وهو رقيبه وسقوط النجم منها في ثلاثة عشر يوما ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوما ويقال خوى النجم يخوى خيا وخواء إذا مضت مدة نوئه ولم يكن فيه مطر أو ريح أو برد أو حرّ.
في ذكر الأفلاك وتركيبها وأحوال الكواكب فيها وهيئة الأرض وأقاليمها
علم الهيئة هو معرفة تركيب الأفلاك وهيئتها وهيئة الأرض * قال الخليل الفلك هو دوران السماء وهذا يشبه قول المنجّمين لأنهم يسمّون السماوات الأفلاك وهي عندهم تدور بكلّيتها. الفلك المستقيم هو معدل النهار وهو الدائرة العظمى التي تحيط على قطبي السماء اللذين عليهما يتحرك من المشرق إلى المغرب دورة في كل يوم وليلة سمّي معدل النهار لأن الشمس إذا بلغته اعتدل النهار: خطّ الاستواء من الأرض هو الخط الذي يقابل معدل النهار وهو حيث
يرى القطبان الجنوبي والشمالي ملاصقين للأرض والليل والنهار مستويان فيه أبدا: فلك البروج هو الدائرة التي ترسمها الشمس بسيرها من المغرب إلى المشرق في سنة واحدة وهو مقسوم اثني عشر قسما وهي البروج وقد ذكرت أسماءها * وطول كل برج منها ثلاثون درجة وكل درجة ستون دقيقة وكل دقيقة ستون ثانية وكل ثانية ستون ثالثة وعلى هذا المثال الروابع والخوامس والسوادس والعواشر والحوادي عشر إلى ما لا نهاية له: دائرة الأفق تفصل ما فوق الأرض مما تحتها من السماء: دائرة الارتفاع هي التي تمرّ بقطبي الأفق وقوس الارتفاع قطعة من تلك الدائرة * الميل هو بعد الشمس أو الكواكب من معدل النهار:(1/233)
علم الهيئة هو معرفة تركيب الأفلاك وهيئتها وهيئة الأرض * قال الخليل الفلك هو دوران السماء وهذا يشبه قول المنجّمين لأنهم يسمّون السماوات الأفلاك وهي عندهم تدور بكلّيتها. الفلك المستقيم هو معدل النهار وهو الدائرة العظمى التي تحيط على قطبي السماء اللذين عليهما يتحرك من المشرق إلى المغرب دورة في كل يوم وليلة سمّي معدل النهار لأن الشمس إذا بلغته اعتدل النهار: خطّ الاستواء من الأرض هو الخط الذي يقابل معدل النهار وهو حيث
يرى القطبان الجنوبي والشمالي ملاصقين للأرض والليل والنهار مستويان فيه أبدا: فلك البروج هو الدائرة التي ترسمها الشمس بسيرها من المغرب إلى المشرق في سنة واحدة وهو مقسوم اثني عشر قسما وهي البروج وقد ذكرت أسماءها * وطول كل برج منها ثلاثون درجة وكل درجة ستون دقيقة وكل دقيقة ستون ثانية وكل ثانية ستون ثالثة وعلى هذا المثال الروابع والخوامس والسوادس والعواشر والحوادي عشر إلى ما لا نهاية له: دائرة الأفق تفصل ما فوق الأرض مما تحتها من السماء: دائرة الارتفاع هي التي تمرّ بقطبي الأفق وقوس الارتفاع قطعة من تلك الدائرة * الميل هو بعد الشمس أو الكواكب من معدل النهار:
سعة المشرق للشمس هو من الأفق ما بين معدل النهار وبين مطلعها، نقطة الاعتدال الربيعي هي رأس الحمل لأن الشمس إذا بلغته اعتدل النهار في الربيع: ونقطة الاعتدال الخريفي هي رأس الميزان لأن الليل والنهار يعتدلان في الخريف إذا بلغته الشمس: نقطه المنقلب الصيفي هي رأس السرطان لأن الشمس إذا بلغته تناهى طول النهار وبدأ في النقصان: نقطة المنقلب الشتويّ رأس الجدي لأن الشمس إذا بلغته تناهى قصر النهار وبدأ في الزيادة: عرض البلد هو بعده من خط الاستواء: طول البلد هو بعده من المشرق أو المغرب وليس للمشرق والمغرب نهاية في الحقيقة عند المنجّمين لأن كل نقطة من دائرة خط الاستواء هي مشرق لموضع ومغرب لموضع آخر فإذا ذكر المشرق على الإطلاق عنى به أقصى موضع من البلاد المعمورة في نواحي الشرق. وكذلك إذا ذكر المغرب على الإطلاق عني به أقصى موضع من البلاد المعمورة في نواحي الغرب وبينهما نصف الأرض طولا: والمعمورة من الأرض ربعها الذي على مهبّ الشمال وذلك أن الأرض تنقسم قسمين فأحد القسمين بحري خلاء ولا يمكن الوصول إليه لإحاطة البحر المحيط بالأرض. وينقسم النصف الأعلى قسمين بخط الاستواء فما وراء خط الاستواء إلى مهبّ الجنوب هو خراب لشدة الحرّ فيه وما دون خط الاستواء إلى مهبّ الشمال أكثره عمران فلذلك يسمّى هذا الربع المعمورة، كنكدز هي أقصى مدينة في المشرق وهي في أقاصي بلاد الصين والواقواق: السوس الأقصى مدينة في نهاية عمران المغرب فيما وراء الأندلس في الساحل الجنوبي من بحر الروم وبين هاتين المدينتين نصف الأرض طولا على ما
يقال والله أعلم. القبّة وسط الأرض أعني ما بين نقطة المشرق المفروضة وبين نقطة المغرب المفروضة وذلك مائة وثمانون درجة وبين نقطة نهاية ناحية الجنوب وبين نقطة نهاية ناحية الشمال وذلك أيضا مائة وثمانون درجة: باره اسم مدينة في جزيرة البحر الأعظم قريبة من القبّة وبحذائها من بلادنا هذه خجندة وبإزائها الشبورقان وهي الفاصلة بين البلاد الشرقية والغربية فالمدن التي هي أعلى منها كفرغانة وكاشغار إلى الصين والواقواق هي المدن الشرقية وما هو أسفل منها كالشاش وإيلاق وأشر وسنة وسمرقند وبخارى إلى السوس الأقصى هي المدن الغربية. المعمورة من الأرض سبعة أقسام تسمى الأقاليم واحدها إقليم وكل إقليم يبتدئ من المشرق وينتهي إلى المغرب، الزيج كتاب منه يحسب سير الكواكب ومنه يستخرج التقويم أعني حساب الكواكب لسنة سنة وهو بالفارسية زه أي الوتر ثم أعرب فقيل الزيج وجمعه زيجة على مثال قرد وقردة، الزايجة هي صورة مربعة أو مدورة تعمل لمواضع الكواكب في الفلك لينظر فيها عند الحكم لمولد أو غيره واشتقاقه بالفارسية من زايش أي المولد ثم أعربت الكلمة فاستعملت في المولد وغيره، مطالع الفلك المستقيم هي ما يطلع مع قسي فلك البروج من معدل النهار في خط الاستواء وهي بالفارسية جوى راست، مطالع البلد من البلدان هي ما يطلع مع قسيّ فلك البروج من أفق ذلك البلد، الساعدة المعوجة هي نصف سدس النهار أو الليل الذي ليس بمعتدل وتسمّى الساعة الزمانية أيضا: والساعة المستوية هي مقدار ما يدور من الفلك خمس عشرة درجة: الأزمان هي أجزاء الساعات المعوجة، قوس النهار هي القوس التي فوق الأرض من الدائرة الموازية لمعدل النهار التي فيها تدور الشمس في يوم واحد من الأيام، قوس الليل ما يبقى لتمام تلك الدائرة، وأزمان الساعة للنهار أو الليل نصف سدس تلك القوس، الجوزهر هو النقطتان اللتان تتقاطع عليهما الدائرتان من الأفلاك تسميان العقدتين والجوزهر كلمة فارسية وهي كوزجهر أي صورة الجوز وقيل كوى جهر أي صورة الكرة والأول أصح ويسمى أيضا التنين وهذه صورته في الأصل وإحدى العقدتين تسمّى الرأس والأخرى الذنب وهذا في كل فلكين يتقاطعان فإذا أطلق له هذا الاسم أعنى به جوزهر القمر خاصة وهذا الذي يثبت حسابه في التقويم. الأوج هو
أرفع موضع من الفلك الخارج المركز أعني أبعده من الأرض وهي كلمة فارسية وهي أوك وقيل أوره. الحضيض هو مقابل الأوج وهو أخفض موضع في هذا الفلك وأقربه من الأرض: الأفيجيون هو الأوج باليونانية والأفريجيون هو الحضيض * منطقة البروج هي نطاق البروج ووسط البروج الذي فيه مسير الشمس * سير الطول للكوكب هو سيره في نطاق البروج * سير العرض هو تباعد الكوكب عن نطاق البروج إلى ما يلي(1/234)
سعة المشرق للشمس هو من الأفق ما بين معدل النهار وبين مطلعها، نقطة الاعتدال الربيعي هي رأس الحمل لأن الشمس إذا بلغته اعتدل النهار في الربيع: ونقطة الاعتدال الخريفي هي رأس الميزان لأن الليل والنهار يعتدلان في الخريف إذا بلغته الشمس: نقطه المنقلب الصيفي هي رأس السرطان لأن الشمس إذا بلغته تناهى طول النهار وبدأ في النقصان: نقطة المنقلب الشتويّ رأس الجدي لأن الشمس إذا بلغته تناهى قصر النهار وبدأ في الزيادة: عرض البلد هو بعده من خط الاستواء: طول البلد هو بعده من المشرق أو المغرب وليس للمشرق والمغرب نهاية في الحقيقة عند المنجّمين لأن كل نقطة من دائرة خط الاستواء هي مشرق لموضع ومغرب لموضع آخر فإذا ذكر المشرق على الإطلاق عنى به أقصى موضع من البلاد المعمورة في نواحي الشرق. وكذلك إذا ذكر المغرب على الإطلاق عني به أقصى موضع من البلاد المعمورة في نواحي الغرب وبينهما نصف الأرض طولا: والمعمورة من الأرض ربعها الذي على مهبّ الشمال وذلك أن الأرض تنقسم قسمين فأحد القسمين بحري خلاء ولا يمكن الوصول إليه لإحاطة البحر المحيط بالأرض. وينقسم النصف الأعلى قسمين بخط الاستواء فما وراء خط الاستواء إلى مهبّ الجنوب هو خراب لشدة الحرّ فيه وما دون خط الاستواء إلى مهبّ الشمال أكثره عمران فلذلك يسمّى هذا الربع المعمورة، كنكدز هي أقصى مدينة في المشرق وهي في أقاصي بلاد الصين والواقواق: السوس الأقصى مدينة في نهاية عمران المغرب فيما وراء الأندلس في الساحل الجنوبي من بحر الروم وبين هاتين المدينتين نصف الأرض طولا على ما
يقال والله أعلم. القبّة وسط الأرض أعني ما بين نقطة المشرق المفروضة وبين نقطة المغرب المفروضة وذلك مائة وثمانون درجة وبين نقطة نهاية ناحية الجنوب وبين نقطة نهاية ناحية الشمال وذلك أيضا مائة وثمانون درجة: باره اسم مدينة في جزيرة البحر الأعظم قريبة من القبّة وبحذائها من بلادنا هذه خجندة وبإزائها الشبورقان وهي الفاصلة بين البلاد الشرقية والغربية فالمدن التي هي أعلى منها كفرغانة وكاشغار إلى الصين والواقواق هي المدن الشرقية وما هو أسفل منها كالشاش وإيلاق وأشر وسنة وسمرقند وبخارى إلى السوس الأقصى هي المدن الغربية. المعمورة من الأرض سبعة أقسام تسمى الأقاليم واحدها إقليم وكل إقليم يبتدئ من المشرق وينتهي إلى المغرب، الزيج كتاب منه يحسب سير الكواكب ومنه يستخرج التقويم أعني حساب الكواكب لسنة سنة وهو بالفارسية زه أي الوتر ثم أعرب فقيل الزيج وجمعه زيجة على مثال قرد وقردة، الزايجة هي صورة مربعة أو مدورة تعمل لمواضع الكواكب في الفلك لينظر فيها عند الحكم لمولد أو غيره واشتقاقه بالفارسية من زايش أي المولد ثم أعربت الكلمة فاستعملت في المولد وغيره، مطالع الفلك المستقيم هي ما يطلع مع قسي فلك البروج من معدل النهار في خط الاستواء وهي بالفارسية جوى راست، مطالع البلد من البلدان هي ما يطلع مع قسيّ فلك البروج من أفق ذلك البلد، الساعدة المعوجة هي نصف سدس النهار أو الليل الذي ليس بمعتدل وتسمّى الساعة الزمانية أيضا: والساعة المستوية هي مقدار ما يدور من الفلك خمس عشرة درجة: الأزمان هي أجزاء الساعات المعوجة، قوس النهار هي القوس التي فوق الأرض من الدائرة الموازية لمعدل النهار التي فيها تدور الشمس في يوم واحد من الأيام، قوس الليل ما يبقى لتمام تلك الدائرة، وأزمان الساعة للنهار أو الليل نصف سدس تلك القوس، الجوزهر هو النقطتان اللتان تتقاطع عليهما الدائرتان من الأفلاك تسميان العقدتين والجوزهر كلمة فارسية وهي كوزجهر أي صورة الجوز وقيل كوى جهر أي صورة الكرة والأول أصح ويسمى أيضا التنين وهذه صورته في الأصل وإحدى العقدتين تسمّى الرأس والأخرى الذنب وهذا في كل فلكين يتقاطعان فإذا أطلق له هذا الاسم أعنى به جوزهر القمر خاصة وهذا الذي يثبت حسابه في التقويم. الأوج هو
أرفع موضع من الفلك الخارج المركز أعني أبعده من الأرض وهي كلمة فارسية وهي أوك وقيل أوره. الحضيض هو مقابل الأوج وهو أخفض موضع في هذا الفلك وأقربه من الأرض: الأفيجيون هو الأوج باليونانية والأفريجيون هو الحضيض * منطقة البروج هي نطاق البروج ووسط البروج الذي فيه مسير الشمس * سير الطول للكوكب هو سيره في نطاق البروج * سير العرض هو تباعد الكوكب عن نطاق البروج إلى ما يلي(1/235)
سعة المشرق للشمس هو من الأفق ما بين معدل النهار وبين مطلعها، نقطة الاعتدال الربيعي هي رأس الحمل لأن الشمس إذا بلغته اعتدل النهار في الربيع: ونقطة الاعتدال الخريفي هي رأس الميزان لأن الليل والنهار يعتدلان في الخريف إذا بلغته الشمس: نقطه المنقلب الصيفي هي رأس السرطان لأن الشمس إذا بلغته تناهى طول النهار وبدأ في النقصان: نقطة المنقلب الشتويّ رأس الجدي لأن الشمس إذا بلغته تناهى قصر النهار وبدأ في الزيادة: عرض البلد هو بعده من خط الاستواء: طول البلد هو بعده من المشرق أو المغرب وليس للمشرق والمغرب نهاية في الحقيقة عند المنجّمين لأن كل نقطة من دائرة خط الاستواء هي مشرق لموضع ومغرب لموضع آخر فإذا ذكر المشرق على الإطلاق عنى به أقصى موضع من البلاد المعمورة في نواحي الشرق. وكذلك إذا ذكر المغرب على الإطلاق عني به أقصى موضع من البلاد المعمورة في نواحي الغرب وبينهما نصف الأرض طولا: والمعمورة من الأرض ربعها الذي على مهبّ الشمال وذلك أن الأرض تنقسم قسمين فأحد القسمين بحري خلاء ولا يمكن الوصول إليه لإحاطة البحر المحيط بالأرض. وينقسم النصف الأعلى قسمين بخط الاستواء فما وراء خط الاستواء إلى مهبّ الجنوب هو خراب لشدة الحرّ فيه وما دون خط الاستواء إلى مهبّ الشمال أكثره عمران فلذلك يسمّى هذا الربع المعمورة، كنكدز هي أقصى مدينة في المشرق وهي في أقاصي بلاد الصين والواقواق: السوس الأقصى مدينة في نهاية عمران المغرب فيما وراء الأندلس في الساحل الجنوبي من بحر الروم وبين هاتين المدينتين نصف الأرض طولا على ما
يقال والله أعلم. القبّة وسط الأرض أعني ما بين نقطة المشرق المفروضة وبين نقطة المغرب المفروضة وذلك مائة وثمانون درجة وبين نقطة نهاية ناحية الجنوب وبين نقطة نهاية ناحية الشمال وذلك أيضا مائة وثمانون درجة: باره اسم مدينة في جزيرة البحر الأعظم قريبة من القبّة وبحذائها من بلادنا هذه خجندة وبإزائها الشبورقان وهي الفاصلة بين البلاد الشرقية والغربية فالمدن التي هي أعلى منها كفرغانة وكاشغار إلى الصين والواقواق هي المدن الشرقية وما هو أسفل منها كالشاش وإيلاق وأشر وسنة وسمرقند وبخارى إلى السوس الأقصى هي المدن الغربية. المعمورة من الأرض سبعة أقسام تسمى الأقاليم واحدها إقليم وكل إقليم يبتدئ من المشرق وينتهي إلى المغرب، الزيج كتاب منه يحسب سير الكواكب ومنه يستخرج التقويم أعني حساب الكواكب لسنة سنة وهو بالفارسية زه أي الوتر ثم أعرب فقيل الزيج وجمعه زيجة على مثال قرد وقردة، الزايجة هي صورة مربعة أو مدورة تعمل لمواضع الكواكب في الفلك لينظر فيها عند الحكم لمولد أو غيره واشتقاقه بالفارسية من زايش أي المولد ثم أعربت الكلمة فاستعملت في المولد وغيره، مطالع الفلك المستقيم هي ما يطلع مع قسي فلك البروج من معدل النهار في خط الاستواء وهي بالفارسية جوى راست، مطالع البلد من البلدان هي ما يطلع مع قسيّ فلك البروج من أفق ذلك البلد، الساعدة المعوجة هي نصف سدس النهار أو الليل الذي ليس بمعتدل وتسمّى الساعة الزمانية أيضا: والساعة المستوية هي مقدار ما يدور من الفلك خمس عشرة درجة: الأزمان هي أجزاء الساعات المعوجة، قوس النهار هي القوس التي فوق الأرض من الدائرة الموازية لمعدل النهار التي فيها تدور الشمس في يوم واحد من الأيام، قوس الليل ما يبقى لتمام تلك الدائرة، وأزمان الساعة للنهار أو الليل نصف سدس تلك القوس، الجوزهر هو النقطتان اللتان تتقاطع عليهما الدائرتان من الأفلاك تسميان العقدتين والجوزهر كلمة فارسية وهي كوزجهر أي صورة الجوز وقيل كوى جهر أي صورة الكرة والأول أصح ويسمى أيضا التنين وهذه صورته في الأصل وإحدى العقدتين تسمّى الرأس والأخرى الذنب وهذا في كل فلكين يتقاطعان فإذا أطلق له هذا الاسم أعنى به جوزهر القمر خاصة وهذا الذي يثبت حسابه في التقويم. الأوج هو
أرفع موضع من الفلك الخارج المركز أعني أبعده من الأرض وهي كلمة فارسية وهي أوك وقيل أوره. الحضيض هو مقابل الأوج وهو أخفض موضع في هذا الفلك وأقربه من الأرض: الأفيجيون هو الأوج باليونانية والأفريجيون هو الحضيض * منطقة البروج هي نطاق البروج ووسط البروج الذي فيه مسير الشمس * سير الطول للكوكب هو سيره في نطاق البروج * سير العرض هو تباعد الكوكب عن نطاق البروج إلى ما يلي
قطب الشمال أو قطب الجنوب * رجوع الكواكب ورجعتها هو سيرها طولا على خلاف نضد البروج.
واستقامتها هو سيرها على نضد البروج * الإقامة وقفة الكواكب قبل الرجوع وقبل الاستقامة في رأي العين. فأما في الحقيقة فإن الكواكب لا تقف البتة ولا تسكن عن سيرها * فلك الأوج هو الخارج المركز وسمّي خارج المركز لأن مركزه غير مركز الأرض ولكنه يحيط بالأرض * فلك التدوير هو فلك صغير لكل كوكب ولا يحيط بالأرض ويكون فيه سير جرم الكوكب * البركسيس هو اختلاف المنظر لفظة يونانية * ومعنى اختلاف المنظر اختلاف الموضع الذي يرى فيه الكوكب إذا نظر إليه من مركز الأرض والموضع الذي يرى فيه إذا نظر إليه من حدبة الأرض: كسوف الشمس والقمر معروف يقال كسفت الشمس كسوفا وكسفها الله كسفا * فأما قولهم انكسفت الشمس فلفظة عاميّة ليست بفصيحة وعلة كسوف الشمس أن القمر يحول بينها وبين أبصارنا ويحجز عنا شعاعها ولذلك لا يكون كسوف الشمس إلّا آخر الشهر عند اجتماعهما طولا وعرضا * وأما كسوف القمر فإن الأرض تحول بينه وبين ما يقبله من شعاع الشمس، ولذلك لا يكون الكسوف القمريّ إلّا وسط الشهر عند تقابلهما طولا وعرضا، وسط الكوكب هو سيره الوسط في فلكه الخاص الخارج المركز، والسير المعدّل هو تقويمه وهو حركته في فلك البروج، والتعديل ما يزاد على وسطه أو ينقص منه حتى يعلم سيره المعدل المقيس برأي العين في فلك البروج، المركز يعنى به سير مركز فلك التدوير في الفلك الخارج المركز. الخاصة هو سير الكوكب نفسه في فلك التدوير ويسمى الحصة وهو بالفارسية الكندر. البهت المعدل هو سير الكوكب المعدل ليوم وليلة: النهندر هو ما يبقى من سير الكوكب ليوم وليلة إذا ألقى من مسير الشمس ليوم وليلة أو ألقى مسيرها من مسيره
وسمّي أيضا حصة المسير، الكوكب الصميم والتصميم والمصمم أن يكون بين الشمس وبينه ست عشرة دقيقة فما دونها: الاحتراق أن يكون الكوكب مقارنا للشمس وبينهما أكثر من دقائق، التصميم تحت الشعاع هو أن يكون مع الشمس قبل الاحتراق أو بعده، الكبيسة في تاريخ اليونانيين معناها أن سنتهم ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم بالتقريب فإذا مضت أربع سنين انجبرت الأرباع فصارت يوما واحدا وصارت أيام السنة ثلاثمائة وستة وستين يوما وتسمّى تلك السنة الكبيسة واللفظة سريانية معربة والنسيء الذي نهي عنه في القرآن كان شبيها بهذا، الكردجة كلمة فارسية معناها القطعة يسمى بها بعض الجداول كردجات تشبيها بقطاع الأرضين، الجيب مقداره قد ذكرناه في باب الهندسة * ومقدار فلك الشمس الذي يذكر في باب الكسوف هو مقدار جرمها برأي العين على القياس المصطلح عليه ومقدار فلك القمر كذلك فأما مقدار فلك الجوزهر فهو الموضع الذي يقطعه القمر من صنوبرة ظل الأرض.(1/236)
واستقامتها هو سيرها على نضد البروج * الإقامة وقفة الكواكب قبل الرجوع وقبل الاستقامة في رأي العين. فأما في الحقيقة فإن الكواكب لا تقف البتة ولا تسكن عن سيرها * فلك الأوج هو الخارج المركز وسمّي خارج المركز لأن مركزه غير مركز الأرض ولكنه يحيط بالأرض * فلك التدوير هو فلك صغير لكل كوكب ولا يحيط بالأرض ويكون فيه سير جرم الكوكب * البركسيس هو اختلاف المنظر لفظة يونانية * ومعنى اختلاف المنظر اختلاف الموضع الذي يرى فيه الكوكب إذا نظر إليه من مركز الأرض والموضع الذي يرى فيه إذا نظر إليه من حدبة الأرض: كسوف الشمس والقمر معروف يقال كسفت الشمس كسوفا وكسفها الله كسفا * فأما قولهم انكسفت الشمس فلفظة عاميّة ليست بفصيحة وعلة كسوف الشمس أن القمر يحول بينها وبين أبصارنا ويحجز عنا شعاعها ولذلك لا يكون كسوف الشمس إلّا آخر الشهر عند اجتماعهما طولا وعرضا * وأما كسوف القمر فإن الأرض تحول بينه وبين ما يقبله من شعاع الشمس، ولذلك لا يكون الكسوف القمريّ إلّا وسط الشهر عند تقابلهما طولا وعرضا، وسط الكوكب هو سيره الوسط في فلكه الخاص الخارج المركز، والسير المعدّل هو تقويمه وهو حركته في فلك البروج، والتعديل ما يزاد على وسطه أو ينقص منه حتى يعلم سيره المعدل المقيس برأي العين في فلك البروج، المركز يعنى به سير مركز فلك التدوير في الفلك الخارج المركز. الخاصة هو سير الكوكب نفسه في فلك التدوير ويسمى الحصة وهو بالفارسية الكندر. البهت المعدل هو سير الكوكب المعدل ليوم وليلة: النهندر هو ما يبقى من سير الكوكب ليوم وليلة إذا ألقى من مسير الشمس ليوم وليلة أو ألقى مسيرها من مسيره
وسمّي أيضا حصة المسير، الكوكب الصميم والتصميم والمصمم أن يكون بين الشمس وبينه ست عشرة دقيقة فما دونها: الاحتراق أن يكون الكوكب مقارنا للشمس وبينهما أكثر من دقائق، التصميم تحت الشعاع هو أن يكون مع الشمس قبل الاحتراق أو بعده، الكبيسة في تاريخ اليونانيين معناها أن سنتهم ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم بالتقريب فإذا مضت أربع سنين انجبرت الأرباع فصارت يوما واحدا وصارت أيام السنة ثلاثمائة وستة وستين يوما وتسمّى تلك السنة الكبيسة واللفظة سريانية معربة والنسيء الذي نهي عنه في القرآن كان شبيها بهذا، الكردجة كلمة فارسية معناها القطعة يسمى بها بعض الجداول كردجات تشبيها بقطاع الأرضين، الجيب مقداره قد ذكرناه في باب الهندسة * ومقدار فلك الشمس الذي يذكر في باب الكسوف هو مقدار جرمها برأي العين على القياس المصطلح عليه ومقدار فلك القمر كذلك فأما مقدار فلك الجوزهر فهو الموضع الذي يقطعه القمر من صنوبرة ظل الأرض.
في مبادئ الأحكام
بيت الكوكب برج ينسب إليه ولكل واحد من النيرين بيت واحد ولكل واحد من الخمسة المتحيرة بيتان. فالأسد بيت الشمس والسرطان بيت القمر * الجدي والدلو بيتا زحل * الحوت والقوس بيتا المشتري * الحمل والعقرب بيتا المريخ * الثور والميزان بيتا الزهرة * السنبلة والجوزاء بيتا عطارد، شرف الكوكب درجة في برج ينسب إليه ولكل واحد من السبعة شرف فشرف زحل في الميزان وشرف المشتري في السرطان وشرف المريخ في الجدي * وشرف الشمس في الحمل * وشرف الزهرة في الحوت * وشرف عطارد في السنبلة * وشرف القمر في الثور * وشرف الرأس في الجوزاء * وشرف الذنب في القوس.
المثلثة كل ثلاثة أبرج تكون على طبيعة واحدة تنسب إلى ثلاثة كواكب ويكون أحدها صاحب المثلثة المقدم بالنهار والثاني المقدم بالليل والثالث شريكهما بالنهار والليل، فالحمل والأسد والقوس مثلثة وهي حارة يابسة وأربابها بالنهار الشمس ثم المشتري وبالليل المشتري ثم الشمس وشريكهما بالليل والنهار زحل، والثور
والسنبلة والجدي مثلثة باردة يابسة وأربابها بالنهار الزهرة والقمر وبالليل بالعكس وشريكهما المريخ، والجوزاء، والميزان والدلو مثلثة حارة رطبة وأربابها بالنهار زحل وعطارد وبالليل بالعكس وشريكهما المشتري والسرطان والعقرب والحوت مثلثة باردة رطبة وأربابها بالنهار الزهرة ثم المريخ وبالليل بالعكس وشريكهما القمر * الوجه والصورة والدريجان والدهج معناها كل عشر درجات من كل برج ويكون لكل وجه صاحب من الكواكب السبعة وبين الروم والهند والفرس اختلاف في أربابها * الحدّ هو أن درجات كل برج مقسومة بين الكواكب الخمسة المتحيرة على غير سوية وكل قسم يسمى حدا وهو بالفارسية مرز * النهبهر هو تسع البروج وهو بالهندية نوبهر * الوبال هو البرج المقابل للبيت وهو البطيارج معرب من بتياره بالفارسية وهو البرج السابع من كل بيت ويسمّى نظيره ومقابله وذلك أن يكون بينهما نصف الفلك وهو ستة أبراج * الهبوط مقابل الشرف * الآبار درج في البروج إذا بلغتها الكواكب نحست فيها واحدها بئر * والدرجات المظلمة درج معروفة والدرجات القتمة من القتام وهو الغبار * الطالع من البروج الذي يطلع من المشرق * والغارب نظيره الذي يغرب في أفق المغرب * ووسط السماء هو البرج الذي يتوسط السماء * ووتد الأرض نظيره وهو الذي تحت وسط الأرض * والطالع والغارب ووسط السماء ووتد الأرض تسمّى الأوتاد الأربعة * والبروج التي تلي هذه تسمّى ما يلي الأوتاد * والبروج التالية لما يلي الأوتاد تسمّى السواقط والزوائل * بيت النفس هو الطالع * والبرج الذي يليه هو بيت المال * والثالث بيت الإخوة * والرابع بيت الآباء * والخامس بيت الولد * والسادس بيت المرض والعبيد * والسابع بيت النساء * والثامن بيت الموت * والتاسع بيت السفر والدين * والعاشر بيت السلطان والعمل * والحادي عشر بيت الأصدقاء * والثاني عشر بيت الأعداء * للأيام السبعة أرباب فرب يوم الأحد الشمس وهو رب الساعة الأولى منه * ورب الساعة الثانية منه الزهرة التي تليه * ورب الساعة الثالثة عطارد * وعلى هذا إلى أن ينتهي الساعة الرابعة والعشرون إلى عطارد فيكون رب الساعة الأولى من يوم الاثنين القمر وهو رب اليوم أيضا، وعلى هذا القياس أرباب ساعاته إلى أن يكون يوم الثلاثاء للمريخ ويوم الأربعاء لعطارد
ويوم الخميس للمشتري ويوم الجمعة للزهرة ويوم السبت لزحل * الكواكب المتحيرة هي التي ترجع وتستقيم وهي خمسة زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد * النيران هما الشمس والقمر * السعدان المشتري والزهرة * النحسان زحل والمرّيخ، الكواكب العلوية هي زحل والمشتري والمرّيخ لأنها فوق الشمس، والكواكب السفلية هي الزهرة وعطارد والقمر لأنها تحت الشمس، الكيد نجم نحس في السماء لا يرى وله حساب معلوم يستخرج به موضعه:(1/237)
المثلثة كل ثلاثة أبرج تكون على طبيعة واحدة تنسب إلى ثلاثة كواكب ويكون أحدها صاحب المثلثة المقدم بالنهار والثاني المقدم بالليل والثالث شريكهما بالنهار والليل، فالحمل والأسد والقوس مثلثة وهي حارة يابسة وأربابها بالنهار الشمس ثم المشتري وبالليل المشتري ثم الشمس وشريكهما بالليل والنهار زحل، والثور
والسنبلة والجدي مثلثة باردة يابسة وأربابها بالنهار الزهرة والقمر وبالليل بالعكس وشريكهما المريخ، والجوزاء، والميزان والدلو مثلثة حارة رطبة وأربابها بالنهار زحل وعطارد وبالليل بالعكس وشريكهما المشتري والسرطان والعقرب والحوت مثلثة باردة رطبة وأربابها بالنهار الزهرة ثم المريخ وبالليل بالعكس وشريكهما القمر * الوجه والصورة والدريجان والدهج معناها كل عشر درجات من كل برج ويكون لكل وجه صاحب من الكواكب السبعة وبين الروم والهند والفرس اختلاف في أربابها * الحدّ هو أن درجات كل برج مقسومة بين الكواكب الخمسة المتحيرة على غير سوية وكل قسم يسمى حدا وهو بالفارسية مرز * النهبهر هو تسع البروج وهو بالهندية نوبهر * الوبال هو البرج المقابل للبيت وهو البطيارج معرب من بتياره بالفارسية وهو البرج السابع من كل بيت ويسمّى نظيره ومقابله وذلك أن يكون بينهما نصف الفلك وهو ستة أبراج * الهبوط مقابل الشرف * الآبار درج في البروج إذا بلغتها الكواكب نحست فيها واحدها بئر * والدرجات المظلمة درج معروفة والدرجات القتمة من القتام وهو الغبار * الطالع من البروج الذي يطلع من المشرق * والغارب نظيره الذي يغرب في أفق المغرب * ووسط السماء هو البرج الذي يتوسط السماء * ووتد الأرض نظيره وهو الذي تحت وسط الأرض * والطالع والغارب ووسط السماء ووتد الأرض تسمّى الأوتاد الأربعة * والبروج التي تلي هذه تسمّى ما يلي الأوتاد * والبروج التالية لما يلي الأوتاد تسمّى السواقط والزوائل * بيت النفس هو الطالع * والبرج الذي يليه هو بيت المال * والثالث بيت الإخوة * والرابع بيت الآباء * والخامس بيت الولد * والسادس بيت المرض والعبيد * والسابع بيت النساء * والثامن بيت الموت * والتاسع بيت السفر والدين * والعاشر بيت السلطان والعمل * والحادي عشر بيت الأصدقاء * والثاني عشر بيت الأعداء * للأيام السبعة أرباب فرب يوم الأحد الشمس وهو رب الساعة الأولى منه * ورب الساعة الثانية منه الزهرة التي تليه * ورب الساعة الثالثة عطارد * وعلى هذا إلى أن ينتهي الساعة الرابعة والعشرون إلى عطارد فيكون رب الساعة الأولى من يوم الاثنين القمر وهو رب اليوم أيضا، وعلى هذا القياس أرباب ساعاته إلى أن يكون يوم الثلاثاء للمريخ ويوم الأربعاء لعطارد
ويوم الخميس للمشتري ويوم الجمعة للزهرة ويوم السبت لزحل * الكواكب المتحيرة هي التي ترجع وتستقيم وهي خمسة زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد * النيران هما الشمس والقمر * السعدان المشتري والزهرة * النحسان زحل والمرّيخ، الكواكب العلوية هي زحل والمشتري والمرّيخ لأنها فوق الشمس، والكواكب السفلية هي الزهرة وعطارد والقمر لأنها تحت الشمس، الكيد نجم نحس في السماء لا يرى وله حساب معلوم يستخرج به موضعه:(1/238)
المثلثة كل ثلاثة أبرج تكون على طبيعة واحدة تنسب إلى ثلاثة كواكب ويكون أحدها صاحب المثلثة المقدم بالنهار والثاني المقدم بالليل والثالث شريكهما بالنهار والليل، فالحمل والأسد والقوس مثلثة وهي حارة يابسة وأربابها بالنهار الشمس ثم المشتري وبالليل المشتري ثم الشمس وشريكهما بالليل والنهار زحل، والثور
والسنبلة والجدي مثلثة باردة يابسة وأربابها بالنهار الزهرة والقمر وبالليل بالعكس وشريكهما المريخ، والجوزاء، والميزان والدلو مثلثة حارة رطبة وأربابها بالنهار زحل وعطارد وبالليل بالعكس وشريكهما المشتري والسرطان والعقرب والحوت مثلثة باردة رطبة وأربابها بالنهار الزهرة ثم المريخ وبالليل بالعكس وشريكهما القمر * الوجه والصورة والدريجان والدهج معناها كل عشر درجات من كل برج ويكون لكل وجه صاحب من الكواكب السبعة وبين الروم والهند والفرس اختلاف في أربابها * الحدّ هو أن درجات كل برج مقسومة بين الكواكب الخمسة المتحيرة على غير سوية وكل قسم يسمى حدا وهو بالفارسية مرز * النهبهر هو تسع البروج وهو بالهندية نوبهر * الوبال هو البرج المقابل للبيت وهو البطيارج معرب من بتياره بالفارسية وهو البرج السابع من كل بيت ويسمّى نظيره ومقابله وذلك أن يكون بينهما نصف الفلك وهو ستة أبراج * الهبوط مقابل الشرف * الآبار درج في البروج إذا بلغتها الكواكب نحست فيها واحدها بئر * والدرجات المظلمة درج معروفة والدرجات القتمة من القتام وهو الغبار * الطالع من البروج الذي يطلع من المشرق * والغارب نظيره الذي يغرب في أفق المغرب * ووسط السماء هو البرج الذي يتوسط السماء * ووتد الأرض نظيره وهو الذي تحت وسط الأرض * والطالع والغارب ووسط السماء ووتد الأرض تسمّى الأوتاد الأربعة * والبروج التي تلي هذه تسمّى ما يلي الأوتاد * والبروج التالية لما يلي الأوتاد تسمّى السواقط والزوائل * بيت النفس هو الطالع * والبرج الذي يليه هو بيت المال * والثالث بيت الإخوة * والرابع بيت الآباء * والخامس بيت الولد * والسادس بيت المرض والعبيد * والسابع بيت النساء * والثامن بيت الموت * والتاسع بيت السفر والدين * والعاشر بيت السلطان والعمل * والحادي عشر بيت الأصدقاء * والثاني عشر بيت الأعداء * للأيام السبعة أرباب فرب يوم الأحد الشمس وهو رب الساعة الأولى منه * ورب الساعة الثانية منه الزهرة التي تليه * ورب الساعة الثالثة عطارد * وعلى هذا إلى أن ينتهي الساعة الرابعة والعشرون إلى عطارد فيكون رب الساعة الأولى من يوم الاثنين القمر وهو رب اليوم أيضا، وعلى هذا القياس أرباب ساعاته إلى أن يكون يوم الثلاثاء للمريخ ويوم الأربعاء لعطارد
ويوم الخميس للمشتري ويوم الجمعة للزهرة ويوم السبت لزحل * الكواكب المتحيرة هي التي ترجع وتستقيم وهي خمسة زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد * النيران هما الشمس والقمر * السعدان المشتري والزهرة * النحسان زحل والمرّيخ، الكواكب العلوية هي زحل والمشتري والمرّيخ لأنها فوق الشمس، والكواكب السفلية هي الزهرة وعطارد والقمر لأنها تحت الشمس، الكيد نجم نحس في السماء لا يرى وله حساب معلوم يستخرج به موضعه:
الحيّزان يكون الكوكب الذكر في برج ذكر بالنهار فوق الأرض وبالليل تحت الأرض أو يكون الكوكب الأنثى في برج أنثى بالنهار تحت الأرض وبالليل فوق الأرض فيقال هو في حيز: المزاعمة هي الحظ يقال لهذا الكوكب في البروج مزاعمة أي حظ من بيت أو شرف أو نحو ذلك: الابتزاز أن يكون للكوكب حظوظ كثيرة في البرج فيقال هو مبتز عليه، الاستعلاء أن يكون الكوكب في البرج العاشر من الآخر فيقال هو مستعل عليه. الحصار أن يكون الكوكب مضغوطا بين نحسين أحد هما أمامه والآخر وراءه، التشريق هو أن يرى الكوكب في المشرق يطلع قبل طلوع الشمس: التغريب أن يرى في المغرب يغرب بعد غروب الشمس: الكنارروزي الذي يرى بالعشاء، الكنارشبي الذي يرى صباحا والكلمتان فارسيتان: الدستورية أن يكون الكوكب مباينا للشمس:
الهيلاج أحد الهيالج الخمسة وهي الشمس والقمر والطالع وسهم السعادة وجزء الاجتماع أو الاستقبال، وهي أدلّة العمر وذلك أنها تسير إلى السعود والنحوس ومعنى التسيير أن ينظر كم بين الهيلاج وكم بين السعد أو النحس فيؤخذ لكل درجة سنة فيقال تصيبه السعادة أو النكبة إلى كذا وكذا سنة، الكدخذاه هو الكوكب المبتز على الهيلاج وهو الذي يدل على كمية العمر بسنين موضوعة لكل كوكب كبرى ووسطى وصغرى وقيل هيلاج بالفارسية امرأة الرجل وكدخذاه هو الزوج ومعناه ربّ البيت لأن كده هو البيت وخذاه هو الربّ ويسمّى هذان الدليلان بذلك لأن بامتزاجهما وازدواجهما يستدل على كمية العمر: الفردار قسمة العمر بين الكواكب السبعة لكل كوكب منها سنون معلومة يقال لها سنو الفردار، الجان بختان معناه قاسم الروح وذلك أن درجة الطالع تسير إلى السعود والنحوس فصاحب العدّ الذي يبلغه التسيير يسمّى قاسم الحياة. والجان
بختان البرماهي هو الامتلاء وهو أن يصير بدرا وهو الاستقبال لأنه يقابل الشمس حينئذ، النيمبري هو نصف الامتلاء وذلك في الليلة السابعة وفي الليلة الحادية والعشرين وهو حين يصير في تربيع الشمس ومعنى التربيع أن يصير منه على ربع الفلك. التثليث أن يصير منه على ثلث الفلك، والتسديس أن يصير منه على سدس الفلك. والمقابلة أن يصير منه على نصف الفلك، الاجتماع يعني به المحاق لأن القمر يقارن الشمس. القران يعني به اجتماع زحل والمشتري خاصة إذا أطلقت فإذا عنى قران كوكبين آخرين قيد بذكرهما.(1/239)
الهيلاج أحد الهيالج الخمسة وهي الشمس والقمر والطالع وسهم السعادة وجزء الاجتماع أو الاستقبال، وهي أدلّة العمر وذلك أنها تسير إلى السعود والنحوس ومعنى التسيير أن ينظر كم بين الهيلاج وكم بين السعد أو النحس فيؤخذ لكل درجة سنة فيقال تصيبه السعادة أو النكبة إلى كذا وكذا سنة، الكدخذاه هو الكوكب المبتز على الهيلاج وهو الذي يدل على كمية العمر بسنين موضوعة لكل كوكب كبرى ووسطى وصغرى وقيل هيلاج بالفارسية امرأة الرجل وكدخذاه هو الزوج ومعناه ربّ البيت لأن كده هو البيت وخذاه هو الربّ ويسمّى هذان الدليلان بذلك لأن بامتزاجهما وازدواجهما يستدل على كمية العمر: الفردار قسمة العمر بين الكواكب السبعة لكل كوكب منها سنون معلومة يقال لها سنو الفردار، الجان بختان معناه قاسم الروح وذلك أن درجة الطالع تسير إلى السعود والنحوس فصاحب العدّ الذي يبلغه التسيير يسمّى قاسم الحياة. والجان
بختان البرماهي هو الامتلاء وهو أن يصير بدرا وهو الاستقبال لأنه يقابل الشمس حينئذ، النيمبري هو نصف الامتلاء وذلك في الليلة السابعة وفي الليلة الحادية والعشرين وهو حين يصير في تربيع الشمس ومعنى التربيع أن يصير منه على ربع الفلك. التثليث أن يصير منه على ثلث الفلك، والتسديس أن يصير منه على سدس الفلك. والمقابلة أن يصير منه على نصف الفلك، الاجتماع يعني به المحاق لأن القمر يقارن الشمس. القران يعني به اجتماع زحل والمشتري خاصة إذا أطلقت فإذا عنى قران كوكبين آخرين قيد بذكرهما.
في آلات المنجمين
الاصطرلاب معناه مقياس النجوم وهو باليونانية اصطرلابون، واصطر هو النجم ولابون هو المرآة ومن ذلك قيل لعلم النجوم اصطرنوميا وقد يهذي بعض المولعين بالاشتقاقات في هذا الاسم بما لا معنى له وهو أنهم يزعمون أن لاب اسم رجل وأسطر جمع سطر وهو الخط وهذا اسم يوناني اشتقاقه من لسان العرب جهل وسخف * الاصطرلاب التام هو المعمول لدرجة درجة والنصف هو المعمول لدرجتين درجتين والثلث هو المعمول لثلاث درج ثلاث درج والسدس هو المعمول لست درج ست درج، والعشر هو المعمول لعشر درج عشر درج فأمّا الربع فإنه آلة غير الاصطرلاب على شكل ربع دائرة يأخذ به الارتفاع وتستخرج الساعات * العضادة شبه مسطرة لها شظيّتان تسمّى اللبنتين وفي وسط كل لبنة ثقبة وتكون هذه العضادة على ظهر الاصطرلاب وبها يؤخذ ارتفاع الشمس والكواكب: الحجرة هي الحلقة المحيطة بالصفائح الملصقة بالصفيحة السفلى وقد تكون مقسومة بثلاث مائة وستين قسما * الأم هي الصفيحة السفلى * العنكبوت هي الشبكة التي عليها البروج والعظام من الكواكب الثابتة * منطقة البروج في العنكبوت هي المقسومة بدرج البروج * المري زيادة عند رأس الجدي يماسّ الحجرة ويسمّى مريا لأنه يري أجزاء الفلك * المقنطرات هي الخطوط المقوّسة المتضايقة المرسوم فأما بينها أعداد درج الارتفاع في الصفيحة وفوقها يجري العنكبوت * خطوط الساعات هي الخطوط
المتباعدة وهي تحت المقنطرات * خط الاستواء هو الخط المقسوم الآخذ من المشرق إلى المغرب المارّ على مركز الصفيحة * خط نصف النهار هو الخط الذي يقطع خط الاستواء على زوايا قائمة وابتداؤه من العروة * الاصطرلاب الكريّ هو كرة فوقها نصف كرة مشبكة بمنزلة العنكبوت من الاصطرلاب المسطح * الفرس هو قطعة شبيهة بصورة الفرس يشد بها العنكبوت على الصفائح، القطب هو الوتد الجامع للصفائح والعنكبوت * أنواع الاصطرلابات كثيرة وأساميها مشتقة من صورها كالهلاليّ من الهلال والكريّ من الكرة والزورقي والصدفي والمسرطن والمبطح وأشباه ذلك: آلات الساعات كثيرة * فمنها الطرجهارة * ومنها صندوق الساعات * ومنها دبة الساعات * ومنها الرخامة * ومنها المكحلة * ومنها اللوح. وذات الحلق هي متداخلة يرصد بها الكواكب، الكرة معروفة من آلات المنجّمين وبها تعرف هيئة الفلك وصورة الكواكب وتسمى أيضا البيضة.(1/240)
الاصطرلاب معناه مقياس النجوم وهو باليونانية اصطرلابون، واصطر هو النجم ولابون هو المرآة ومن ذلك قيل لعلم النجوم اصطرنوميا وقد يهذي بعض المولعين بالاشتقاقات في هذا الاسم بما لا معنى له وهو أنهم يزعمون أن لاب اسم رجل وأسطر جمع سطر وهو الخط وهذا اسم يوناني اشتقاقه من لسان العرب جهل وسخف * الاصطرلاب التام هو المعمول لدرجة درجة والنصف هو المعمول لدرجتين درجتين والثلث هو المعمول لثلاث درج ثلاث درج والسدس هو المعمول لست درج ست درج، والعشر هو المعمول لعشر درج عشر درج فأمّا الربع فإنه آلة غير الاصطرلاب على شكل ربع دائرة يأخذ به الارتفاع وتستخرج الساعات * العضادة شبه مسطرة لها شظيّتان تسمّى اللبنتين وفي وسط كل لبنة ثقبة وتكون هذه العضادة على ظهر الاصطرلاب وبها يؤخذ ارتفاع الشمس والكواكب: الحجرة هي الحلقة المحيطة بالصفائح الملصقة بالصفيحة السفلى وقد تكون مقسومة بثلاث مائة وستين قسما * الأم هي الصفيحة السفلى * العنكبوت هي الشبكة التي عليها البروج والعظام من الكواكب الثابتة * منطقة البروج في العنكبوت هي المقسومة بدرج البروج * المري زيادة عند رأس الجدي يماسّ الحجرة ويسمّى مريا لأنه يري أجزاء الفلك * المقنطرات هي الخطوط المقوّسة المتضايقة المرسوم فأما بينها أعداد درج الارتفاع في الصفيحة وفوقها يجري العنكبوت * خطوط الساعات هي الخطوط
المتباعدة وهي تحت المقنطرات * خط الاستواء هو الخط المقسوم الآخذ من المشرق إلى المغرب المارّ على مركز الصفيحة * خط نصف النهار هو الخط الذي يقطع خط الاستواء على زوايا قائمة وابتداؤه من العروة * الاصطرلاب الكريّ هو كرة فوقها نصف كرة مشبكة بمنزلة العنكبوت من الاصطرلاب المسطح * الفرس هو قطعة شبيهة بصورة الفرس يشد بها العنكبوت على الصفائح، القطب هو الوتد الجامع للصفائح والعنكبوت * أنواع الاصطرلابات كثيرة وأساميها مشتقة من صورها كالهلاليّ من الهلال والكريّ من الكرة والزورقي والصدفي والمسرطن والمبطح وأشباه ذلك: آلات الساعات كثيرة * فمنها الطرجهارة * ومنها صندوق الساعات * ومنها دبة الساعات * ومنها الرخامة * ومنها المكحلة * ومنها اللوح. وذات الحلق هي متداخلة يرصد بها الكواكب، الكرة معروفة من آلات المنجّمين وبها تعرف هيئة الفلك وصورة الكواكب وتسمى أيضا البيضة.
في الحيل
في الألفاظ التي يستعملها أهل الحيل في جر الأثقال بالقوة اليسيرة
صناعة الحيل يسمّى باليونانية منجانيقون وأحد أقسامها جر الأثقال بالقوة اليسيرة فمن الألفاظ التي يستعملها أصحاب هذه الصناعة، البرطيس وهو فلكة كبيرة يكون في داخلها محور تجر بها الأثقال وتفسيرها باليونانية المحيطة. المخل خشبة مدورة أو مثمنة تحرك بها الأجسام الثقيلة بأن يحفر تحت الشيء الذي يحتاج إلى تحريكه ويوضع فيه رأس المخل ثم يكبس الرأس الآخر فيستقل الجسم الثقيل * والبيرم أحد أصنافه ويقال البارم والمخل لفظة يونانية والبارم فارسية. أبو مخليون حجر يوضع تحت هذا المخل فيسهل به تحريك الثقل، الكثيرة الرفع آلة تسوّى من عوارض وبكرات وقلوس تجرّ بها الأحمال الثقيلة:
الإسفين شيء يعمل شبيها بالذي يسميه النجارون فانه ويوضع ركنه الحاد تحت
الأشياء الثقيلة ويدق دقا حتى يدخل تحته وأكثر ما يستعمل عند قلع الحجارة من الجبال. اللولب هو الشيء الملتوي الذي يدخل في آخر يلوى ليّا إلى أن يدخل فيه وهو معروف يكون عند النجارين والمؤسسين غالاغرا: معصرة للزياتين، اسقاطولي خشبة مربعة تستعمل في هذه الآلات. ومن هذا الجنس آلات الحروب كالمجانيق والعرّادات. ومن آلات المنجنيق الكرسيّ وصورته مثل صورة الشيء الذي يكون في المساجد يصعد عليه لتعليق القناديل، والخنزيرة من آلاته وهي شيء شبيه بالبكرة إلّا أنه طولاني الشكل، والسهم خشبة طويلة مستوية كالجذع * والاسطام حديدة تكون في طرف السهم حيث يعلق حجر الرمي.(1/241)
الإسفين شيء يعمل شبيها بالذي يسميه النجارون فانه ويوضع ركنه الحاد تحت
الأشياء الثقيلة ويدق دقا حتى يدخل تحته وأكثر ما يستعمل عند قلع الحجارة من الجبال. اللولب هو الشيء الملتوي الذي يدخل في آخر يلوى ليّا إلى أن يدخل فيه وهو معروف يكون عند النجارين والمؤسسين غالاغرا: معصرة للزياتين، اسقاطولي خشبة مربعة تستعمل في هذه الآلات. ومن هذا الجنس آلات الحروب كالمجانيق والعرّادات. ومن آلات المنجنيق الكرسيّ وصورته مثل صورة الشيء الذي يكون في المساجد يصعد عليه لتعليق القناديل، والخنزيرة من آلاته وهي شيء شبيه بالبكرة إلّا أنه طولاني الشكل، والسهم خشبة طويلة مستوية كالجذع * والاسطام حديدة تكون في طرف السهم حيث يعلق حجر الرمي.
في حيل حركات الماء وصنعة الأواني العجيبة وما يتصل بها من صنعة الآلات المتحركة بذاتها
الحركات بالماء إنما تجذب بذاتها بأن توضع (1) إجّانة أو نحوها مثقوبة الأسفل فارغة فوق الماء وتعلق بها خيوط كما تعلق بكفة الميزان وتشد بتلك الخيوط الأجسام التي يراد حركتها فكلما امتلأت الإجانة رسبت في الماء وجرّت الخيوط وما يتعلق بها فيحدث لذلك حركة وقد تستوي هذه الحركات بفنون من الأشكال مختلفة بعضها ألطف من بعض ومرجعها إلى ما ذكرته وقد يكون جنس آخر وهو أن تعمل آلة من صفر أو نحوه مجوفة لا متنفس لها البتة وتوضع في سطل أو نحوه ثم يصب في السطل ماء صبا رقيقا فكلما ازداد الماء طفت تلك الآلة ورفعت ما يتعلق بها من الأجسام فيحدث لذلك حركات أيضا وتسمّى هذه الألة المجوفة الدّبة (2) فأما الحركات التي تحدث من غير الماء فإن منها ما
__________
(1) الإجانة واحدة الأجاجين، وهو بالفارسية (إكّانة) وهي المركن. اللسان / أجن.
والمركن شبه تور من أدم يتخذ للماء أو شبه لقن، والمركن: الإجانة التي تغسل فيها الثياب ونحوها.
(2) الدبّة: الموضع الكثير الرمل أو هو الكثيب من الرمل، وهي أيضا الوعاء الذي يجعل فيه الزيت والبزر والدهن والجمع دباب.(1/242)
يعمل بالرمل ومنها ما يعمل بالخردل والجاورس وذلك أنه تعمل آلة على هيئة البربخ (1) طويلة ويثقب أسفلها ثقبا صغيرا ويكون رأسها مفتوحا ثم تملأ رملا أو خردلا أو نحوهما وتوضع فوقه قطعة رصاص ويشد الرصاص من خيط أو حبل ويعلق بالخيط ما يحتاج إلى تحريكه ثم يوضع البربخ في موضع منتصبا ليخرج الرمل أو غيره من الثقب التي في أسفله فكلما تناقص الرمل تحرك الرصاص سفلا وحرك ما هو متصل به وقد تهيأ حركات عجيبة لذلك على أشكال مختلفة ومن هذا الباب صنعة الأواني العجيبة فمن آلات أصحاب الأواني السحّارة هي التي تسميها العامة سارقة الماء أعني الأنبوبة المعطوفة المعمولة من زجاج أو غيره فيوضع أحد رأسيها في الماء أو غيره من الرطوبات المائية ويمص الرأس الآخر إلى أن يصل الماء إليه وينصبّ منه فلا يزال يسيل إلى أن ينكشف رأسه الذي في الماء ولا يمكن ذلك إلا أن يكون الرأس الذي يمصّ أسفل من سطح الماء فأما إذا كان أعلى منه فإنه لا ينصبّ منه: السحارة المخنوقة التي تعمل في جام العدل وجام العدل إناء يعمل ويركب فيه أنبوبة فوق أنبوبة وتكون العليا مثقوبة وأسفل الإناء مثقوب فإن كان ما فيه من الشراب فيما دون رأس الأنبوبة السفلى ثبت فيه وإذا علاه انصبّ الشراب من الثقب الذي في أسفل الإناء ولم يبق منه إلّا مقدار ما يبقى من الأنبوبتين والسحّارة أيضا الكوز المغربل السفل المضيق الفم الذي يملأ ماء ثم يقبض على فيه فلا ينصب الماء من ثقوب الغربال وتسميه العامة الغيم، البثيون هو البزال الذي يعمل من أنبوبة تثقب ثقبا وتركّب في الثقب أنبوبة أخرى منتصبة تدار فيه للفتح والسد والأنبوبة المركبة في الإناء تسمّى الأنثى والأنبوبة المركبة في ثقب الأنبوبة تسمّى الذكر وكذلك كل ما يكون على هذه الصفة من الأنابيب والبرابخ والقنوات وغيرها تسمي الداخل منها ذكرا والمدخول فيه أنثى وكذلك في النرمادجات ونحوها وذكر البثيون يسمّى السهم أيضا: المي دزد معناه
__________
(1) البربخ: المجرى، وهو الإردبّة: وهي القرميدة. والإردبّ: القناة التي يجري فيها الماء اللسان / ب ر خ / ر د ب، ويقصد هنا أنبوب من المعدن. وانظر كتاب الحيل لبني موسى بن شاكر ومصطلحاته. طبع معهد التراث العلمي بحلب(1/243)
بالفارسية سارق الشراب وهو إناء يعمل فيملأ شرابا ثم ينكس فلا ينصبّ منه درهم فيوهم الشارب أنه قد استوفى ما فيه ويسمّى جام الجور كما يسمّى ضده جام العدل لأن ذلك إذا زيد فيه شيء فوق المقدار انصب ما فيه كله: المهندم لفظة فارسية معربة مشتقة من هندام بالفارسية وهو أن يلتصق الشيء بآخر فلا يمكن تحريكه من غير أن يلصق أو يلحم بلحام: المطحون شبيه بالمهندم إلّا أنه أسلس بحيث يمكن تحريكه، وباب مطحون أن يكون فيه ذكر وأنثى يدخل الذكر في الأنثى وينطبق وينفتح فإذا انطبق كان مهندما لا فرجة فيه وأكثر ما يكون صنوبري الشكل ويقال انطحن الشيء في الشيء إذا كان يتحرك فيه من غير فرجة بينهما * باب المدفع وباب المستق يكونان في النفّاطات والزرّافات ونحوها، التخاتج جمع التختجة وهي الألواح معربة تخته، المليار والمنيار إناء كبير يسخن فيه الماء، سرن الرحى الدوّارة التي يضربها الماء فتدور: بركار السرن أجنحته لغة فارسية معرّبة والقطّارات آلات تعمل يقطر منها الماء أو غيره على قدر الحاجات في أشكال مختلفة، الحنّانات آلات تعمل فتحن بصوت مثل صوت المعازف والمزامير والصفّارات وغيره على قدر الحاجة: النضّاحات آلات تعمل للنضح في وجوه الناس على نحو ما يريد الصانع: الفوّارات هي التي تعمل في الحياض والحمامات ونحوها يفور منها الماء في أشكال مختلفة * المقاط حبل دقيق يفتل من خيوط الغزل أو الكتان ونحوه: القلس هو الحبل الغليظ الذي يشد به السفن وغيرها، الشاقول هو ثقل يشد في طرف حبل يمده سفلا يحتاج إليه النجارون والبناءون: الكونيا للنجارين يقدرون بها الزاوية القائمة.(1/244)
بالفارسية سارق الشراب وهو إناء يعمل فيملأ شرابا ثم ينكس فلا ينصبّ منه درهم فيوهم الشارب أنه قد استوفى ما فيه ويسمّى جام الجور كما يسمّى ضده جام العدل لأن ذلك إذا زيد فيه شيء فوق المقدار انصب ما فيه كله: المهندم لفظة فارسية معربة مشتقة من هندام بالفارسية وهو أن يلتصق الشيء بآخر فلا يمكن تحريكه من غير أن يلصق أو يلحم بلحام: المطحون شبيه بالمهندم إلّا أنه أسلس بحيث يمكن تحريكه، وباب مطحون أن يكون فيه ذكر وأنثى يدخل الذكر في الأنثى وينطبق وينفتح فإذا انطبق كان مهندما لا فرجة فيه وأكثر ما يكون صنوبري الشكل ويقال انطحن الشيء في الشيء إذا كان يتحرك فيه من غير فرجة بينهما * باب المدفع وباب المستق يكونان في النفّاطات والزرّافات ونحوها، التخاتج جمع التختجة وهي الألواح معربة تخته، المليار والمنيار إناء كبير يسخن فيه الماء، سرن الرحى الدوّارة التي يضربها الماء فتدور: بركار السرن أجنحته لغة فارسية معرّبة والقطّارات آلات تعمل يقطر منها الماء أو غيره على قدر الحاجات في أشكال مختلفة، الحنّانات آلات تعمل فتحن بصوت مثل صوت المعازف والمزامير والصفّارات وغيره على قدر الحاجة: النضّاحات آلات تعمل للنضح في وجوه الناس على نحو ما يريد الصانع: الفوّارات هي التي تعمل في الحياض والحمامات ونحوها يفور منها الماء في أشكال مختلفة * المقاط حبل دقيق يفتل من خيوط الغزل أو الكتان ونحوه: القلس هو الحبل الغليظ الذي يشد به السفن وغيرها، الشاقول هو ثقل يشد في طرف حبل يمده سفلا يحتاج إليه النجارون والبناءون: الكونيا للنجارين يقدرون بها الزاوية القائمة.
في الكيمياء
في آلات هذه الصناعة
اسم هذه الصناعة الكيمياء وهو عربي واشتقاقه من كمى يكمي إذا ستر وأخفى ويقال كمى الشهادة يكميها إذا كتمها. والمحققون لهذه الصناعة يسمونها الحكمة على الإطلاق وبعضهم يسميها الصّنعة ومن آلاتهم آلات معروفة عند الصاغة وغير هم من أصحاب المهن كالكور والبوطق والماشق والراط والزقّ الذي ينفخ * وهذه كلها آلات التذويب والسبك، والراط هو الذي يفرغ فيه الجسد المذاب من فضة أو ذهب أو غيرهما ويسمّى المسبكة وهي من حديد كأنها شق قصبة، ومن آلاتهم بوط ابربوط وهي بوطقة مثقوبة من أسفلها توضع على أخرى ويجود الوصل بينهما بطين ثم يذاب الجسد في البوطقة العليا فينزل إلى السفلى ويبقى خبثه ووسخه في العليا ويسمّى هذا الفعل الاستنزال، ومن آلات التدبير القرع والأنبيق وهما آلتا صنّاع ماء الورد والسفلى هي القرع والعليا على هيئة المحجمة هي الإنبيق، والإنبيق الأعمى الذي لا ميزاب له، والآثال شيء من آلاتهم يعمل من زجاج أو فخار على هيئة الطبق ذي المكبة والزق لتصعيد الزئبق والكبريت والزرنيخ ونحوها: القابلة شيء يحمل رطلا أو نحوه يجعل فيه ميزاب الأنبيق، الموقد شبه تنوّر لهم، الطابستان كانون شبه كانون القلائين نافخ نفسه تنور يكون له أسفل على ثلاثة قوائم مثقب الحيطان والقرار وله دكان من طين يوقد ويوضع عليه الدواء في كوز مطيّن في موضع يصفقه الريح، الدّرج شبه درج من طين يوقد عليه ويعالج به الأجساد.(1/245)
اسم هذه الصناعة الكيمياء وهو عربي واشتقاقه من كمى يكمي إذا ستر وأخفى ويقال كمى الشهادة يكميها إذا كتمها. والمحققون لهذه الصناعة يسمونها الحكمة على الإطلاق وبعضهم يسميها الصّنعة ومن آلاتهم آلات معروفة عند الصاغة وغير هم من أصحاب المهن كالكور والبوطق والماشق والراط والزقّ الذي ينفخ * وهذه كلها آلات التذويب والسبك، والراط هو الذي يفرغ فيه الجسد المذاب من فضة أو ذهب أو غيرهما ويسمّى المسبكة وهي من حديد كأنها شق قصبة، ومن آلاتهم بوط ابربوط وهي بوطقة مثقوبة من أسفلها توضع على أخرى ويجود الوصل بينهما بطين ثم يذاب الجسد في البوطقة العليا فينزل إلى السفلى ويبقى خبثه ووسخه في العليا ويسمّى هذا الفعل الاستنزال، ومن آلات التدبير القرع والأنبيق وهما آلتا صنّاع ماء الورد والسفلى هي القرع والعليا على هيئة المحجمة هي الإنبيق، والإنبيق الأعمى الذي لا ميزاب له، والآثال شيء من آلاتهم يعمل من زجاج أو فخار على هيئة الطبق ذي المكبة والزق لتصعيد الزئبق والكبريت والزرنيخ ونحوها: القابلة شيء يحمل رطلا أو نحوه يجعل فيه ميزاب الأنبيق، الموقد شبه تنوّر لهم، الطابستان كانون شبه كانون القلائين نافخ نفسه تنور يكون له أسفل على ثلاثة قوائم مثقب الحيطان والقرار وله دكان من طين يوقد ويوضع عليه الدواء في كوز مطيّن في موضع يصفقه الريح، الدّرج شبه درج من طين يوقد عليه ويعالج به الأجساد.
في أسماء الجواهر والعقاقير والأدوية المستعملة في هذه الصناعة
الأجساد هي الذهب والفضة والحديد والنحاس والأسرب والرصاص القلعيّ والخارصيني وهو جوهر غريب شبيه بالمعدوم ويكني أرباب هذه الصناعة في الرموز عن الذهب بالشمس وعن الفضة بالقمر وعن النحاس بالزهرة وعن الأسرب بزحل وعن الحديد بالمريخ وعن الرصاص القلعي بالمشتري وعن الخارصيني بعطارد. وقد يقع بينهم اختلاف في هذه الرموز أو في أكثرها لكنهم لا يكادون يختلفون في الشمس والقمر، الأرواح الكبريت والزّرنيخ والزئبق والنوشادر سميت تلك الأجسام لأنها تثبت وتقوم على النار وسميت هذه الأرواح لأنها تطير إذا مستها النار، ومن عقا قير هم الملح فمنه العذب ومنه المر ومنه الأندراني، ومنه أحمر يعمل منه أبواط وصواني ومنه النفطي له ريح النفط ومنه البيضي له ريح البيض المسلوق، ومنه الهندي هو أسود ومنه الطبرزد وملح البول يعمل من البول وملح القلي يعمل من القلي ومن عقاقير هم، النوشاذر وهو ضربان معدني وآخر معمول يصنع من الشعر ومنها البورق وهو أصناف منها بورق الخبز وصنف يسمّى النطرون وبورق الصاغة، والزراوندي وهو أجودها ومنها التنكار وهو معمول. ومنها الزاجات فمنها صنف أبيض يسمّى المنحاتي وفيه عروق خضر وصنف يسمى الشب وهو الأبيض الخالص وزاج الأساكفة.
ومنها السوري وهو أحمر وهو قليل ومنها الأخضر الذي يسمّى قلقندون وإذا بللته وحككت به الحديد حمّره ومن عقاقير هم المارقشيثا ومنها مربع ومدور وقطاع كبيرة غير محدودة الشكل وهي ظروف فمنها أصفر يسمّى الذهبي وأبيض يسمى الفضي وأحمر يسمّى النحاسي، ومن عقاقير هم المغنيسيا وهي أصناف فمنها التربة وهي سوداء فيها عيون بيض لها بصيص. ومنها قطاع كبيرة صلبة فيها تلك العيون ومنها مثل الحديد ومنها أحمر وصنوف أيضا تتقارب، ومن عقاقير هم التوتيا فمنها أخضر ومنها أصفر وشبيه بالقشور وهو أيضا ضروب فمنه أبيض وهو هندي وهو عزيز وأصفر وهو خوزي وأخضر وهو كرماني ونوع يقال له المخوّص وأنواع أخر والهندي معمول، ومن عقاقير هم الدهنج وهو حجر
أخضر يتخذ منه الفصوص والخرز وكذلك الفيروزج إلّا أنه أقل خضرة من الدهنج، ومن عقاقير هم اللازورد وهو حجر فيه عيون براقة يتخذ منه خرز، ومنها الطلق وهو أنواع منه بحري ويمان وجبلي وهو يتصفح منه إذا دقّ صفائح رقاق لها بصيص، ومنها الجمست وهو حجر أبيض جبلي ومنها الشاذنة فمنها ضرب عدسي وآخر خلوقي، ومنها الكحل وهو جوهر الأسرب، ومنها المسحقونيا وهو شيء يسيل من الزجاج وهو ملح أبيض صلب ذائب قوي ومنها الشكّ وهو ضربان أصفر وأبيض وهو معدني ومعمول من دخان الفضة ويسمّى سمّ الفار ومنها الدوص وهو ماء الحديد ومنها السكتة وهو حجر يكون عند الصفّارين ومنها الراتينج وهو صمغ الصنوبر ومنها الزرنيخ وهو ضروب أحمر وأصفر وأخضر والأخضر وأرداها وأجودها الصفائحي ومنها المغناطيس وهو الحجر الذي يجذب الحديد، ومن عقاقير هم المولدة التي ليست بأصلية، الزّنجار وهو يتخذ من النحاس تجعل صفائحه في ثفل الخلّ فيصير أخضر فينحت عنه ويعاد فيه حتى يصير كله زنجارا، الزنجفر يتخذ من الزئبق والكبريت يجمعان في قوارير ويوقد عليها فيصير زنجفرا وللنار قدر تخرجه التجربة مرة بعد أخرى والوزن أن تأخذ واحدا من زئبق وواحدا من كبريت، الاسرنج أسربّ يحرق ويشبّ عليه النار حتى يحمر: المرداسنج هو أن يلقى أسرب في حفرة ويطعم آجرّا مدقوقا ورمادا ويشدد النفخ عليه حتى يجمد فيصير مرداسنجا، القليميا خبث كل جسد يخلص، الاسفيداج يتخذ من صفائح الرصاص بالخل نحو ما يعمل بالزنجار، وكذلك زعفران الحديد من الحديد، والتوتيا دخان النحاس ودخان الكحل.(1/246)
ومنها السوري وهو أحمر وهو قليل ومنها الأخضر الذي يسمّى قلقندون وإذا بللته وحككت به الحديد حمّره ومن عقاقير هم المارقشيثا ومنها مربع ومدور وقطاع كبيرة غير محدودة الشكل وهي ظروف فمنها أصفر يسمّى الذهبي وأبيض يسمى الفضي وأحمر يسمّى النحاسي، ومن عقاقير هم المغنيسيا وهي أصناف فمنها التربة وهي سوداء فيها عيون بيض لها بصيص. ومنها قطاع كبيرة صلبة فيها تلك العيون ومنها مثل الحديد ومنها أحمر وصنوف أيضا تتقارب، ومن عقاقير هم التوتيا فمنها أخضر ومنها أصفر وشبيه بالقشور وهو أيضا ضروب فمنه أبيض وهو هندي وهو عزيز وأصفر وهو خوزي وأخضر وهو كرماني ونوع يقال له المخوّص وأنواع أخر والهندي معمول، ومن عقاقير هم الدهنج وهو حجر
أخضر يتخذ منه الفصوص والخرز وكذلك الفيروزج إلّا أنه أقل خضرة من الدهنج، ومن عقاقير هم اللازورد وهو حجر فيه عيون براقة يتخذ منه خرز، ومنها الطلق وهو أنواع منه بحري ويمان وجبلي وهو يتصفح منه إذا دقّ صفائح رقاق لها بصيص، ومنها الجمست وهو حجر أبيض جبلي ومنها الشاذنة فمنها ضرب عدسي وآخر خلوقي، ومنها الكحل وهو جوهر الأسرب، ومنها المسحقونيا وهو شيء يسيل من الزجاج وهو ملح أبيض صلب ذائب قوي ومنها الشكّ وهو ضربان أصفر وأبيض وهو معدني ومعمول من دخان الفضة ويسمّى سمّ الفار ومنها الدوص وهو ماء الحديد ومنها السكتة وهو حجر يكون عند الصفّارين ومنها الراتينج وهو صمغ الصنوبر ومنها الزرنيخ وهو ضروب أحمر وأصفر وأخضر والأخضر وأرداها وأجودها الصفائحي ومنها المغناطيس وهو الحجر الذي يجذب الحديد، ومن عقاقير هم المولدة التي ليست بأصلية، الزّنجار وهو يتخذ من النحاس تجعل صفائحه في ثفل الخلّ فيصير أخضر فينحت عنه ويعاد فيه حتى يصير كله زنجارا، الزنجفر يتخذ من الزئبق والكبريت يجمعان في قوارير ويوقد عليها فيصير زنجفرا وللنار قدر تخرجه التجربة مرة بعد أخرى والوزن أن تأخذ واحدا من زئبق وواحدا من كبريت، الاسرنج أسربّ يحرق ويشبّ عليه النار حتى يحمر: المرداسنج هو أن يلقى أسرب في حفرة ويطعم آجرّا مدقوقا ورمادا ويشدد النفخ عليه حتى يجمد فيصير مرداسنجا، القليميا خبث كل جسد يخلص، الاسفيداج يتخذ من صفائح الرصاص بالخل نحو ما يعمل بالزنجار، وكذلك زعفران الحديد من الحديد، والتوتيا دخان النحاس ودخان الكحل.
في تدبيرات هذه الأشياء ومعالجاتها
التقطير هو مثل صنعة ماء الورد وهو أن يوضع الشيء في القرع ويوقد تحته فيصعد ماؤه إلى الأنبيق وينزل إلى القابلة ويجتمع فيه، التصعيد شبيه بالتقطير إلا أنه أكثر ما يستعمل في الأشياء اليابسة، والترجيم جنس من التصعيد، التحليل أن تجعل المنعقدات مثل الماء، والمعقد أن يوضع في قرع
ويوقد تحته حتى يجمد ويعود حجرا، التشويه أن يسقى بعض العقاقير مياها ثم يوضع في قارورة أو قدح مطيّن ويعلّق بآخر ويشد رأس القارورة ويجعل في نار إلى أن يشتوى، والتشميع تليين الشيء وتصييره كالشمع، والتصدئة من الصدأ مثل ما يعمل في صنعة الزنجار، التكليس أن يجعل جسد في كيزان مطيّنة ويجعل في النار حتى يصير مثل الدقيق، التصويل أن يجعل الشيء الذي يرسب في الرطوبات طافيا وذلك أن يصير مثل الهباء حتى يصول على الماء والشيء يكلس ثم يصول، الإلغام أن يسحق جسد ثم يخلط مع زئبق يقال ألغمته بالزئبق والتغم: الإقامة أن يصير الشيء صبورا على النار لا يحترق وقد تقدم ذكر الاستنزال: طين الحكمة أن يخمر طين حر ويجعل فيه دقاق السرجين وشيء من شعر الدواب المقطع. وملح الإكسير وهو الدواء الذي إذا طبخ به الجسد المذاب جعله ذهبا أو ذهبا أو فضة أو غيّره إلى البياض أو الصفرة، الحجر عند هم هو الشيء الذي يكون منه الصنعة أعني الذي يعمل منه الإكسير وهو صنفان حيواني ومعدني وأفضلهما الحيواني، وأصنافه هي الشعر والدم والبول والبيض والمرارات والأدمغة والأقحاف والصدف والقرن * وأجود هذه كلها شعر الإنسان ثم البيض * وأصناف المعدني من الأجساد الذهب والفضة والرصاص الأسرب والقلعي ومن الأرواح الزئبق والزرنيخ والكبريت والنوشادر، قالي الزرنيخ نفس البياض والكبريت نفس الحمرة والزئبق روحهما جميعا: والإكسير مركب من جسد وروح.(1/247)
التقطير هو مثل صنعة ماء الورد وهو أن يوضع الشيء في القرع ويوقد تحته فيصعد ماؤه إلى الأنبيق وينزل إلى القابلة ويجتمع فيه، التصعيد شبيه بالتقطير إلا أنه أكثر ما يستعمل في الأشياء اليابسة، والترجيم جنس من التصعيد، التحليل أن تجعل المنعقدات مثل الماء، والمعقد أن يوضع في قرع
ويوقد تحته حتى يجمد ويعود حجرا، التشويه أن يسقى بعض العقاقير مياها ثم يوضع في قارورة أو قدح مطيّن ويعلّق بآخر ويشد رأس القارورة ويجعل في نار إلى أن يشتوى، والتشميع تليين الشيء وتصييره كالشمع، والتصدئة من الصدأ مثل ما يعمل في صنعة الزنجار، التكليس أن يجعل جسد في كيزان مطيّنة ويجعل في النار حتى يصير مثل الدقيق، التصويل أن يجعل الشيء الذي يرسب في الرطوبات طافيا وذلك أن يصير مثل الهباء حتى يصول على الماء والشيء يكلس ثم يصول، الإلغام أن يسحق جسد ثم يخلط مع زئبق يقال ألغمته بالزئبق والتغم: الإقامة أن يصير الشيء صبورا على النار لا يحترق وقد تقدم ذكر الاستنزال: طين الحكمة أن يخمر طين حر ويجعل فيه دقاق السرجين وشيء من شعر الدواب المقطع. وملح الإكسير وهو الدواء الذي إذا طبخ به الجسد المذاب جعله ذهبا أو ذهبا أو فضة أو غيّره إلى البياض أو الصفرة، الحجر عند هم هو الشيء الذي يكون منه الصنعة أعني الذي يعمل منه الإكسير وهو صنفان حيواني ومعدني وأفضلهما الحيواني، وأصنافه هي الشعر والدم والبول والبيض والمرارات والأدمغة والأقحاف والصدف والقرن * وأجود هذه كلها شعر الإنسان ثم البيض * وأصناف المعدني من الأجساد الذهب والفضة والرصاص الأسرب والقلعي ومن الأرواح الزئبق والزرنيخ والكبريت والنوشادر، قالي الزرنيخ نفس البياض والكبريت نفس الحمرة والزئبق روحهما جميعا: والإكسير مركب من جسد وروح.(1/248)
التقطير هو مثل صنعة ماء الورد وهو أن يوضع الشيء في القرع ويوقد تحته فيصعد ماؤه إلى الأنبيق وينزل إلى القابلة ويجتمع فيه، التصعيد شبيه بالتقطير إلا أنه أكثر ما يستعمل في الأشياء اليابسة، والترجيم جنس من التصعيد، التحليل أن تجعل المنعقدات مثل الماء، والمعقد أن يوضع في قرع
ويوقد تحته حتى يجمد ويعود حجرا، التشويه أن يسقى بعض العقاقير مياها ثم يوضع في قارورة أو قدح مطيّن ويعلّق بآخر ويشد رأس القارورة ويجعل في نار إلى أن يشتوى، والتشميع تليين الشيء وتصييره كالشمع، والتصدئة من الصدأ مثل ما يعمل في صنعة الزنجار، التكليس أن يجعل جسد في كيزان مطيّنة ويجعل في النار حتى يصير مثل الدقيق، التصويل أن يجعل الشيء الذي يرسب في الرطوبات طافيا وذلك أن يصير مثل الهباء حتى يصول على الماء والشيء يكلس ثم يصول، الإلغام أن يسحق جسد ثم يخلط مع زئبق يقال ألغمته بالزئبق والتغم: الإقامة أن يصير الشيء صبورا على النار لا يحترق وقد تقدم ذكر الاستنزال: طين الحكمة أن يخمر طين حر ويجعل فيه دقاق السرجين وشيء من شعر الدواب المقطع. وملح الإكسير وهو الدواء الذي إذا طبخ به الجسد المذاب جعله ذهبا أو ذهبا أو فضة أو غيّره إلى البياض أو الصفرة، الحجر عند هم هو الشيء الذي يكون منه الصنعة أعني الذي يعمل منه الإكسير وهو صنفان حيواني ومعدني وأفضلهما الحيواني، وأصنافه هي الشعر والدم والبول والبيض والمرارات والأدمغة والأقحاف والصدف والقرن * وأجود هذه كلها شعر الإنسان ثم البيض * وأصناف المعدني من الأجساد الذهب والفضة والرصاص الأسرب والقلعي ومن الأرواح الزئبق والزرنيخ والكبريت والنوشادر، قالي الزرنيخ نفس البياض والكبريت نفس الحمرة والزئبق روحهما جميعا: والإكسير مركب من جسد وروح.
فهرس الفهارس
1 - فهرس المصادر والمراجع.
2 - فهرس المصطلحات.
3 - فهرس الألفاظ اليونانية.
4 - فهرس الألفاظ الفارسية.
5 - فهرس ألفاظ أجنبية متنوعة.
6 - فهرس الأعلام.
7 - فهرس الكتب الواردة في المتن.
8 - فهرس الموضوعات.(1/249)
8 - فهرس الموضوعات.
فهرس المصادر والمراجع
1 - ابن جلجل / أبو داود سليمان بن حسان الأندلسي طبقات الأطباء والحكماء، ط. المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية، القاهرة 1955م
2 - ابن الحنبلي / أبو الفرج الاستخراج لأحكام الخراج، ط. بيروت دار الحداثة 1982.
3 - ابن خلدون المقدمة (لكتابه العبر) ط. دار الشعب، بالقاهرة
4 - ابن خلكان / أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر وفيات الأعيان، تحقيق د. إحسان عباس، دار صادر، بيروت
5 - ابن رشيق القيرواني / أبو علي الحسن بن رشيق العمدة فى محاسن الشعر وآدابه ونقده، تحقيق. م. محيي الدين عبد الحميد المكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة 1955، 1374هـ.
6 - ابن سينا (الشفاء) العبارة من كتاب المنطق، تحقيق محمود الخضيري الهيئة المصرية العامة. القاهرة 1390هـ 1970م.
7 (الشفاء) الإلهيات (ضمن سلسلة كتاب الشفاء التي طبعت بإشراف إبراهيم مدكور وتعاقبت عليها دار الكتب المصرية وهيئة المطابع الأميرية، القاهرة 1380هـ 1960م.
8 (الشفاء) القياس، تحقيق سعيد زائد، الهيئة العامة للمطابع الأميرية، القاهرة 1964م.
9 - النجاة، ط. محيي الدين الكردي، القاهرة 1938م.
10 - القانون، الطبعة البولاقية القاهرة (وثمة طبعة مستنسخة عن الطبعة البولاقية، تحقيق: إدوار القش ط. بيروت مؤسسة عز الدين 1408هـ 1987م.).
11 - ابن كثير / الحافظ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن أبي حفص الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث، تحقيق أحمد شاكر ط. مكتبة صبيح، القاهرة 1370هـ 1951م.
12 - ابن المعتز / عبد الله البديع، ط. مصوّرة عن طبعة كراتشقوفسكي، دار الحكمة، دمشق(1/251)
11 - ابن كثير / الحافظ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن أبي حفص الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث، تحقيق أحمد شاكر ط. مكتبة صبيح، القاهرة 1370هـ 1951م.
12 - ابن المعتز / عبد الله البديع، ط. مصوّرة عن طبعة كراتشقوفسكي، دار الحكمة، دمشق
13 - ابن مكّي الصقلي / أبو حفص عمر بن خلف تثقيف اللسان وتلقيح الجنان، القاهرة
14 - ابن منظور / أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم لسان العرب ط. بيروت.
15 - ابن النديم / أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب إسحاق الفهرست، تحقيق رضا تجدّد، طهران 1391هـ 1971م.
16 - ابن هشام الأنصاري / عبد الله جمال الدين بن يوسف شرح شذور الذهب، تحقيق م. محيي الدين عبد الحميد، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة.
17 - ابن هشام / صاحب السيرة أبو محمد عبد الملك السيرة النبوية، تحقيق م. محيي الدين عبد الحميد، القاهرة المكتبة التجارية 1356هـ
18 - أبو يوسف / يعقوب بن إبراهيم كتاب الخراج، نشره قصي محبّ الدين الخطيب، المكتبة السلفية القاهرة، 1396هـ.
19 - أرسطو الشعر، ترجمة أبي بشر متى بن يونس، تحقيق شكري عيّاد ط. دار الكاتب العربي، القاهرة 1967م.
20 - الطبيعة، ترجمة إسحاق بن حنين، تحقيق عبد الرحمن بدوي ط الدار القومية القاهرة 1965
21 - الأزهري / أبو منصور محمد بن أحمد الهروي تهذيب اللغة، الدار المصرية للطباعة والنشر، القاهرة.
22 - الأصفهاني / أبو الفرج الأغاني / ط. دار الثقافة، بيروت 1955م ط. دار الكتب المصرية، القاهرة.
23 - الأموي / يعيش بن ابراهيم مراسم الانتساب فى علم الحساب، تحقيق أحمد سليم سعيدان ط. معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب 1981م.
24 - البيروني الآثار الباقية عن القرون الخالية، ط سخاو، ليبسيك 1923 (نسخة مصوّرة).
25 - بنو موسى بن شاكر كتاب الحيل، تحقيق أحمد يوسف الحسن، ط. معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب.
26 - البيضاوي / ناصر الدين منهاج الوصول في معرفة علم الأصول، مكتبة صبيح، القاهرة
27 - التهانوي / مصطفى بن عبد الله الشهير بكاتب جلبي وبحاجي خليفة تحقيق، محمد شرف الدين يالتقايا، ورفعت بيلكه، استانبول مطبعة المعارف 1941م.
28 - الثعالبي / أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل فقه اللغة وسر العربية، تحقيق مصطفى السقا، والأبياري، وشلبي ط. مصطفى البابي الحلبي، القاهرة 1974م.
29 - الجرجاني / السيد الشريف التعريفات، ط. مصطفى البابي الحلبي، القاهرة 1948م.(1/252)
28 - الثعالبي / أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل فقه اللغة وسر العربية، تحقيق مصطفى السقا، والأبياري، وشلبي ط. مصطفى البابي الحلبي، القاهرة 1974م.
29 - الجرجاني / السيد الشريف التعريفات، ط. مصطفى البابي الحلبي، القاهرة 1948م.
30 - الجواليقي المعرّب / تحقيق أحمد شاكر، ط. دار الكتب المصرية 1361هـ.
31 - الجوهري / أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الصحاح، تحقيق أحمد عبد الغفور العطار، ط. بيروت دار العلم للملايين 1979.
32 - الخفاجي / شهاب الدين أحمد شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل، تحقيق م. عبد المنعم خفاجي، القاهرة 1371هـ 1952م مكتبة الحرم الحسيني.
33 - دائرة المعارف الإسلامية، الطبعة العربية (الشنتناوي، خورشيد، يونس)، مطبعة الشعب، القاهرة.
34 - الداية / فايز علم الدلالة العربي (النظرية والتطبيق)، دار الفكر، دمشق 1985.
35 - الزركلي / خير الدين الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت 1979
36 - الساوي / عمر بن سهلان.
البصائر (في المنطق)، تحقيق الشيخ محمد عبده، مكتبة صبيح القاهرة.
37 - السرخسي / شمس الدين محمد بن أبي سهل المبسوط، ط. ساسي، مطبعة السعادة بمصر، القاهرة 1324هـ.
38 - سيبويه / عمرو بن عثمان بن قنبر أبو بشر الكتاب، تحقيق عبد السلام هارون، القاهرة وعالم الكتب بيروت.
39 - الطبري / أبو جعفر محمد بن جرير تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف بمصر، القاهرة 1961م.
40 - طاش كبري زاده / أحمد بن مصطفى مفتاح السعادة، تحقيق كامل بكري، عبد الوهاب أبو النور دار الكتاب الحديث، القاهرة.
41 - العسكري / أبو هلال التلخيص فى معرفة الأشياء، تحقيق عزة حسن، ط. مجمع اللغة العربية بدمشق.
42 - الصناعتين، تحقيق علي البجاوي، محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. عيسى البابي الحلبي، القاهرة 1971م.
43 - علي / جواد المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار العلم للملايين، بيروت ط. 19782
44 - الفارابي إحصاء العلوم، تحقيق عثمان أمين، ط. مكتبة الأنجلو، القاهرة 1968م ط 3.
45 - كتاب في المنطق (العبارة) تحقيق محمد سليم سالم، الهيئة المصرية، القاهرة 1976م.
46 - الموسيقى الكبير، تحقيق غطاس عبد الملك خشبة، دار الكاتب العربي، القاهرة 1967م.
47 - القزويني / جلال الدين الإيضاح في علوم البلاغة. ط. بإشراف م. محيي عبد الحميد القاهرة (لجنة من علماء الأزهر).(1/253)
46 - الموسيقى الكبير، تحقيق غطاس عبد الملك خشبة، دار الكاتب العربي، القاهرة 1967م.
47 - القزويني / جلال الدين الإيضاح في علوم البلاغة. ط. بإشراف م. محيي عبد الحميد القاهرة (لجنة من علماء الأزهر).
48 - الكازروني / علي بن محمد البغدادي ظهير الدين مختصر التاريخ من أول الزمان إلى منتهى دولة بني العباس، تحقيق مصطفى جواد، مديرية الثقافة، بغداد 1970م.
49 - الكندي رسائل الكندي، تحقيق محمد عبد الهادي أبو ريدة، القاهرة.
50 - لوبون / غوستاف حضارة العرب، ترجمة عادل زعيتر، ط. عيسى البابي الحلبي القاهرة 1969م.
51 - المسعودي / أبو الحسن علي بن الحسين مروج الذهب، ط. بيروت، دار الأندلس 1965م.
52 - الهمداني / الحسن بن أحمد بن يعقوب الإكليل ج تحقيق محمد علي الأكوع / بغداد 1977م.). (35
. 1،
، 0691.(1/254)
، 0691.
فهرس المصطلحات
الآبار 238
آتش همار دفيره 67
الآثار العلوية 106
الآشال 245
آذان الفار 204
آذربادكان 65
الآلة الجسدية 132، 133
الآلة الطبيعية 20
آلات التذويب والسبك 245
آلات تسدد الإبصار 218
آلات الرفع 217
آلات المنجمين 240
آلات موسيقية 218
آلات نجومية 218
آلات النقل 217
الآمّة 188
آهر همار دفيره 67
الإباحة 179
الإبداع 75، 166
الإبريق 52، 207
الإبريّة 197
الإبصار 115، 116
الأبعاد 227ابن لبون 183
ابن مخاض 183
الأبهران 195
أبو مخيلون 241
الاتحاد 155
الاتصال 81
الأثافي 232
الإثبات 34
أثرم 46، 47
الأثقلة 36
الأثلم 46، 47
الاثنان 221
الاثنا عشري 196
إجّانة 242
الاجتماع 77، 154، 240
أجزاء المنطق 89
الأجساد 246
الأجسام السماوية 216
الأجسام الصناعية 102، 103
الأجسام الطبيعية 102، 103
إجماع الأمة 178، 180
الأجمّ 37
الأحابيش 71
الاحتراق 237(1/255)
الأحابيش 71
الاحتراق 237
الإحداث 166
الأحذّ 46
الاختيار 76
الأخرب 47، 48
الإخشيد 68
الأخلاط 207
أخلاق رذيلية 119
أخلاق فضيلية 119
الإخلال 50
الإخلال من غير التفسير 40
الأخماس 68
إدراك التخيّل 123، 124، 125
الإدراك الجزئي 125، 126، 127
إدراك الحس 123، 125
إدراك صور المحسوسات 117
إدراك العقل 123، 125
الإدراك الكلي 125، 126، 127
إدراك معاني المحسوسات 117
إدراك الوهم 123، 124، 125
الأدهنة 205
الأدواء 197
الأدوات 18، 21، 98
أدوية العين 206
الأدوية المركبة 205
الأدوية المعجونة 205
الأدوية المفردة 202
الأدوية المفردة الحيوانية 203
الأدوية المفردة المعدنية 202
الأدوية المفردة النباتية 202
الإرادة 76، 80، 112
الإربيان 202
الأربية 197
الأرثماطيقي 109، 219
الأرجل 19
الأرحاء 68الإرخاء 52
الإرداف 40
الأردشيرجان 204
الإرسال 22
الأرش 188
الأرض 152، 234
الأرض المعمورة 216
الأرغانون 51
الأرقان 200
الأرنب 232
الأرواح 112، 246
الأزلة 37
الأزلي 77، 190
الأساورة (الإسوار) 66
الأسباب 19
الإستار 184
الأستان 32
الاستبراء 187
الاستثناء 24
الاستحالة 112
الاستحسان 178، 180
الاستسقاء 200
الاستسقاء الزقي 200
الاستسقاء الطبلي 200
الاستسقاء اللحمي 200
الاستصلاح 178، 181
الاستطاعة 191
الاستعلاء 239
الاستعارة 38، 48
الاستفراغ 207
الاستقراء 100
الاستقرار 30
الاستلام 185
الاستنثار 181
الاستنزال 245
الأسد (برج) 232
الأسرب 247(1/256)
الأسد (برج) 232
الأسرب 247
الأسرنج 247
الأسطقس 77، 111، 147
اسطقسات 105، 227
الاسطام 242
الاسطرنوميا 109
الأسطواني 229
الأسطوانة 213، 230
الاسفيداج 247
الإسفين 241
الأسقف 42
الأسكدار 34، 41
اسكرجة 206، 207
الأسلحة 218
أسماء الجواهر 246
أسماء الأدوية 246
أسماء العقاقير 246
الاسم 21، 98
الأسماء المبهمة 98
أسنان الإبل 183
أسنان البقر 183
أسنان الغنم 184
الأسيلم 195
الإشارة 41
الإشباع 41، 47
الأشتر 46، 48
الاشتقاق 38
الأشراط 232
الأشربة 205
الإشعار 185
أشكال القياس 99، 100
الأشك 35
الإشمام 22، 23
الأصابع الصفر 204
الأصبع 35
الأصطرك 203الاصطرلاب 240
الاصطرلاب التام 240
الاصطرلاب (الزورقي، الصدفي، الكريّ،
المبطح، المسرطن، الهلالي) 241
اصطرلابون 240
اصطرنوميا 231، 240
أصناف النبض 208
أصول البرهان 100
أصول الدين 191
أصول الفقه 178
الإضافة 25، 76، 97
الاضطجاع 22
الأضلاع 228
الأضمدة 205
الأطرية 201
إطريفل 205
الأطلية 205
الأظفار 204
الاعتدال 82
الاعتراض 49
الاعتكاف 182
الاعتماد والميل 153
الأعداد 211
الأعداد المجسّمة 221
الأعداد المجسمة المخروطة 221
الأعداد المسطحة 221
الأعداد الطبيعية 221
الأعضاء الرئيسة 207
الأعضب 46
الأعظام 214، 218
الأعقص 37
الإعنات 49
الأعور 196
الأغذية 201
الإغراء 27
الأفاعيل 46
الافتراق 154(1/257)
الأفاعيل 46
الافتراق 154
الأفخاذ (فخذ) 69
الأفريجيون 236
الأفعال (أجناس) 25
الأفلاك 233
أفودقطيقا 100
الأفيجيون 236
الإقامة 236، 248
الأقاقيا 203
الأقاليم (إقليم) 216، 235
الأقاويل 87
الأقاويل الخارجية 92
الأقاويل المركوزة في النفس 92
الإقرار 179
الأقراص 205
الأقرباذين 205
أقسام العلم الطبيعي 105
أقسام الفلسفة 108
الإقطاع 32
إقليميا 204
الإقواء 49
الأقيال (قيل) 71
الأكاسرة 67
اكتساب العلوم 121
أكحال 206
الأكحل 195
الأكدرية 188
الإكسير 248
الإكفاء 50
الإكليل 233
الإكليل الجنوبي 233
الإكليل الشامي 232
إكليل الملك 204
الالتفات 49
الألحان (تأليف الألحان) 20، 53
الألفاظ في المنطق 88الألفاظ الدالة (علم الألفاظ المفردة
الدالة) 15، 16
الإلغام 248
الإلهيات 156
الإمالة 22
الإمامة 191
الأمبر باريس 202
الأمراض 197
أمراض المهنة الملكية الفاضلة 173
الأمزجة 207
الأمشاج 207
الأملس 153
الأم 240
الأنابيب 243
أنالوطيقا الأولى 93
أنالوطيقا الثانية 93
أنالوطيقا 98
الأنبيج 205
الأنبجات 205
الأنبيق 245
الانتشار 199
الانتقال 41
الانثناء 78
الانجذاب 79
الانجيذج 31
اندازه 227
الإنسان الكلي 163
الإنسانية 83
الإنشاء 41
الانفصال 81
الأنواء 233
أنيخس 232
أهل الحديث 187
أهل الرأي 187
الأوارج 28
الأوارة 41
الأوتاد 19(1/258)
الأوارة 41
الأوتاد 19
الأوتاد الأربعة 238
أوتار العود 52
الأوج 235
الأوراق 204
أوره 236
الأوزان 19
أوزان الأطباء ومكاييلهم 206
أوزان العرب 184
الأوشنج 31
الأوقية 184
أوك 236
الأيارجات 205
أيس 190
إيساغوجي 95
الإيطاء 50
إيطاليقوس 206
الإيغار 32
الإيقاع 55، 76
الإيقاعات الطبيعية 20
أين (مقولة) 97
بؤرطيس 232
البئري 229
باب المدفع 244
باب المستق 244
البارد بالفعل 207
البارد بالقوة 207
البارّ 35
باري إرمينياس 93، 98
بازل 183
الباسليق 195
الباضعة 188
باقلاه إسكندرية 206
باقلاه مصرية 206
باقلاه يونانية 206
الباقي 32البثيون 243
البحر 42
البحران 207
البخس 37
بخور مريم 204
البدّ 69
البدل 25
البدنة 185
البراءة 29
البراز 207
البراهمة 69
البربخ 243
البربط 51
البرجان 225
برسياوشان 205
البرطيس 241
بركار السرن 244
البركسيس 236
البرهان 93، 100
البرهانية (الأقاويل) 89
البروج 216
البروج الاثنا عشر 232
برودات 206
البودة 78، 153
البريد 34
البزند 37
البسباسة 203
البست 36
بستان أفروز 204
البسيط 227
البصر 114
بصل الفار 204
البطء 153
بطرك 72
البطريق 72
بطن الحوت 233
البطون (بطن) 69(1/259)
بطن الحوت 233
البطون (بطن) 69
البطين 233
البطيارج 238
البعد 53، 231
البعد 53، 231
البعد ذو الخمس (ذو الأربع) 54
البعد ذو الكل 53
البعض 78
بغستان 66
بغيور 68
بقلة البئر 205
بقلة الحمقاء 204
بقلة الغزال 205
البقلة اليمانية 204
البمّ 52
بنات نعش الصغرى 232
البندقة 206
البهار 69
البهت المعدّل 236
بهرام 232
البهطة 202
البهق 197
البلدة 233
البلسان 204
بلهراي (بلوهراي) 68
البواب 196
البواسير 199، 200
البورق 246
بوطأبربوط 245
البوطق 245
بويوطيقا 94
بيت الآباء 238
بيت الإخوة 238
بيت الأصدقاء 238
بيت الأعداء 238
بيت السلطان والعمل 238بيت السفر والدين 238
بيت الكوكب 237
بيت المرض والعبيد 238
بيت النساء 238
بيت الولد 238
بيت المال 238
بيت الموت 238
بيت النفس 238
البيرم 241
البيشية 69
البيضة 230، 241
البيع 185
بيع العرايا 185
بيوطيقا 101
التأريج 29
التاريخ 41
التأسيس 47
التأليفي (الناظم، الراسم) 54
التأويل 178
التبابعة 71
التبديل 38
تبيع 183
التتالي 156
التتميم 39
التتمة 226
التثليث 240
التثويب 182
التحرير 41
التحريم 182
التحكيم 190
التحليل 219، 747
التحويل 34
التخاتج 244
التخلخل 154
التخمة 198
التخمين 133
التخييل 91، 101(1/260)
التخمين 133
التخييل 91، 101
تجرّد الجوهر 128، 129
التجمير 68، 185
التثليت 212
التدوير 212
تدبير الحشو 226
تدبير الخاصة 109
تدبير العامة 109
تدبير المنزل 109
التذنيب 50
التربيع 212، 240
ترتيب القوى (العقلية والنفسية) 122
الترجيع 182
الترجيم 247
الترخيم 28
الترصيع 38، 49
الترقين 31
التركيب 219
الترمس 202
ترمسة 206
الترياق 205
ترياق الأربعة 205
التزكية 189
التساوي 211، 212، 214
التسبيب 33
التشجيع 38
التسديس 240
التصميت 49
التسكين 22، 46
التشاريق 216
التشبيه 48
الترشيح 195
التشميع 248
التشهد 182
التصدئة 248
التصريع 49التصعيد 247
التصميم تحت الشعاع 237
التصوّر 101
التصويل 248
التضريس 38
التضمين 50
التعجب 24
التعجيز 189
التعديل 236
التعطيل 50
تعقل القوة العقلية 132، 133
التعقيد 40
التعلّم 121
التعويض 46
التغاريب 216
التغريب 239
التفاضل 211، 212، 214
التفخيم 22، 23
التفسرة 207
التفليس 186
التقرير 32
التقطير 247
التكاثف 154
التكرير 40
التكليس 248
التلجئة 33
التلميظ 35
التماثيل 232
التمتع 185
التمثل 101
التمثيل 40
التمييز 24
تناسب المنطق والعروض 84
تناسب النحو والمنطق 84
التناسخ 141
تناسخ الورثة 188
التنجيم 231(1/261)
تناسخ الورثة 188
التنجيم 231
التنكار 246
التنّين 232، 235
التوأمين (برج) 232
التوالي 156
التوت الشامي 202
التوجيه 22، 47
التوظيف 33
التوقيف 22
التوهم 76
التوتياء 246
تير 232
تيريون 205
التيري 229
التيس (برج) 232
التيسير 22
ثاولوجيا 109
الثريا 233
الثغور 69
الثفل 203
الثقل 135
الثقيل الأول 55
الثقيل الثاني 55
ثقيل الرمل 55
الثلاثة 221
الثنوية 191
الثني 183، 184
الثور (برج) 232
الجائزة 31
الجائفة 188
الجاثليق 72
الجاثي على ركبتيه 232
الجارّة 183
جار النهر 204
جاما الصغير 206
جاما الكبير 206جام الجور 244
جام العدل 244
الجامعة 99
الجان بختان 239
الجان بختان البرماهي 240
الجبّار 188، 232
الجبر والمقابلة 226
الجبهة 233
جتان 69
الجدة 97
الجدل 100
الجدلية (الأقاويل) 90
جدي 184
الجدي (برج) 232
الجذاء 225
الجذام 197
الجذر 77، 225
الجذر الأصم 225
الجذر المجهول 226
الجذر المطلق 225
جذع 183، 184
الجرّ 22
الجرّارات 198
الجرجر 206
الجرح 189
الجرم 75
الجريب 32، 35، 36
الجرّيث 202
الجريدة السوداء 29
الجريدة المسجلة 30
الجزء 78
الجزم 22
جزية 32
جزاء الرؤوس 32
الجساء 197
الجسّ 52
الجسم 148، 190، 227(1/262)
الجسّ 52
الجسم 148، 190، 227
الجسم الطبيعي 112
الجسم الطبيعي المتوهّم 112
الجسم المتوهّم 112
الجسم المخروط 230
الجسم المنشور 230
الجلّالة 189
الجلنجبين 205
الجلّوز 201
الجماجم 32
الجمز 185
الجمست 247
الجمع 53
جمع التكسير 28السلامة 28
الجميع 78
الجند بيدستر 204
الجنس 96
جنس الأجناس 96
الجنطيانا 204
الجنك 51
الجهات 98
الجهل بالمنطق 86
الجوارشنات 205
الجوالي 32
جودة التفسير 39
جودة التقسيم 39
الجوزاء (برج) 232
الجوزة 207
الجوزهر 235
الجومطريا 109، 227
جوي راست 235
الجيب 237
الجيب المستوي 228
الجيب المعكوس 228
الحارّ بالفعل 207
الحارّ بالقوة 207الحارس 232
الحاسّ 76
الحاسّ العام 112
الحاصل 32
الحال 24
حامل رأس الغول 232
حامل العناق 232
حبّ النيل 203
الحبّة 33
الحبوب 205
حبل الذراع 195
الحجاب 196
الحجابة 70
الحج 185
الحجر 189، 248
الحجرة 240
الحدّ 96، 238
الحدس 121
حدوث الأجسام 191
حدوث النفس 136
الحدود 222
الحدود الوسطى 122
الحديث المتصل 179
الحديث المرسل 179
الحديث المنقطع 179
الحذو 47
الحرارة 78، 153
حرب داحس والغبراء 71
حرب الفجار 70
الحربة 67
الحرشف 202
الحركة 76، 152
الحركات 21
الحركات بالماء 242
حروف الجزم 27
حروف المعاني 25، 98
حروف النصب 26(1/263)
حروف المعاني 25، 98
حروف النصب 26
الحزاء 202
الحزاز 197
الحزر 33
الحزق 52
حزمة 207
الحساب 219
حساب الجمّل 224
حساب الجند 35
حساب الخطاءين 226
حساب الدرهم والدينار 226
حساب الديباج 226
حساب العشرينية 35
حساب المرتزقة 35
حساب الهند 223
حسبانات الفقهاء 226
الحسّ 76
الحشري 31
الحشو 22، 50
الحصار 239
الحصاة 200
الحصّة 236
الحصف 197
الحضض الهندي 203
الحضيض 236
الحظر 179
الحفر 197
الحقد 81
حقّ 183
الحقن (الحقنة) 206
الحكمة 81، 245
الحكمة المموهة 94
الحلتيت 204
حلف الفضول 70
الحلزون 202
الحلقة 230الحلقوم 196
الحمّى المحرقة 201
الحمى المطبقة 201
حمّى يوم 201
الحماض 202
حماض الأترج 202
الحمس 71
الحمل 184
الحمل (برج) 232
الحمول 33
الحمولات 206
الحنّانات 244
الحنجرة 196
الحنطة المسلوقة 201
حوار 183
الحواس الباطنة 117
الحواس الخمس 112 (أو الثماني 119)
الحوت (برج) 232
الحوت الجنوبي 233
حولي 183
الحوّاء 183
الحيل 241
حيل حركات الماء 242
الحيل العددية 217
الحيوان 106، 112
حيّ العالم 204
الحيّزان 239
الخاصّة 236
الخاطر 80
خاقان 68
خانق النمر 204
الخبر 24
الخبر (الأخبار، الحديث) 179
خبر التواتر 179
خير الواحد 179
الختمة 28
الخدر 198(1/264)
الختمة 28
الخدر 198
الخراج 28، 31
خرباران 65
الخرتوت 202
الخرص 33
الخروج 47
الخزم 46، 48
الخزميان 204
(ديوان) الخزن 33
الخشبات (منارة البحر) 69
الخشم 199
الخشن 153
خصى الثعلب 204
خصى الكلب 204
الخطابة 94، 101
الخطبية (الأقاويل) 91
الخطّ 190، 227، 231
خط الاستواء 233، 241
خط نصف النهار 241
الخطوط 212، 214، 228
خطوط الساعات 240
الخطوط المتلاقية 228
الخطوط المتوازية 228
الخفّ 153
الخفض 22، 25الخافضة 25
خفيف الثقيل الأوّل 55
خفيف الثقيل الثاني 55
خفيف الرمل 55
الخلاء 111، 152
الخلاف 80
الخلفة 200
الخلف 100
الخلق 166
الخلوق 197
الخمس 201
الخناق 199الخنازير 197
الخنثوي 54
الخنزيرة 242
خواء 233
خواص الأشكال (القياسية) 99
الخوالف 98
خور 232
الخوزيّة 67
داء الفيل 201
الدائرة 228
دائرة الارتفاع 234
دائرة الأفق 234
الداحس 197
دار شيشعان 203
دار الندوة 70
الداقرخ 72
الدانق 33
الدب الأصغر 232
الدب الأكبر 232
الدبّة 242
دبّة الساعات 241
الدبران 233
الدبق 203
الدجاجة 232
داده دفيره 67
الدرج 245
الدرخمي 206
الدرفش 65
الدرهم 69
الدرقات 36
الدروزن 31
الدرياق 205
الدريجان 238
الدريّة 67
الدساتين (دستان) 52
الدستور 30
الدستورية 239(1/265)
الدستور 30
الدستورية 239
الدفاتر 28
الدق 201
الدلفين 232
الدلو (برج) 232
الدمستق 72
الدهج 238
الدهر 152
الدهرية 191
الدهنج 246، 247
الدواوين 28
دورة العالم المشتركة 216
الدوص 247
الديشة 227
الدينار 33
ديناروية 202
ديوان الماء 36
الديات 187
الذات 190
ذات الحلق 241
ذات الرئة 199
الذحل 81
الذراع 233
ذرورات 206
الذكاء 122
الذكور (أسماء) 28
ذنب الخيل 204
ذنب السرحان 182
ذو (مقولة) 97
ذوات السموم 198
ذو الاسمين 225
ذو الأوتار 51
الذوق 115
الذوون (الأذواء) 71
الرأي 76
الرؤية 191الرائج 32
الراتبة 32
الرابطة 68
الراتينج 247
الراط 245
راعي الشاء 232
راي 68
الرباب 51
الرباطات 21، 98
رباع 183، 184
الربع 201
الربع 240
الربوب 205
الربيثاء 202
الرتيلاء 198
الرجعة 30، 190
الرجلي 54
رجل الجراد 204
رجل الغراب 204
الرجوع 49
رجوع الكواكب 236
الرحا 200
الرخامة 241
الرخو 154
الردف 47، 71
الرزنامج 28
الرسّ 47
رسم الشيء 96
الرضا 81
الرطل 184
الرطوبة 78، 153
الرعّاد 201
الرعاف 207
الرفادة 70
الرفع 22، 23
الرقبى 189
الرقة 182(1/266)
الرقبى 189
الرقة 182
الركاز 31، 182
الركن 147
الرمل 48، 55، 185
روانكان دفيره 67
روباه زرك 204
الروح الحيوانية 112
الروح الطبيعية 112
الروح النفسانية 112
الرّوم 23
الرويّ 47
الرويّة 76
الرئاسة 171
الرئاسة الفاضلة 171
رئاسة الكرامة 172
الريجار 202
ريحان سليمان 204
ريصار (الرواصير) 202
الرياضة 207
الرياضيات 230
ريطوريقا 94
ريطوريقا 101
الزائد 220
الزايجة 235
الزباني 233
الزبرة 233
زحل 231
الزحير 200
الزراقات 244
الزراوندي 246
الزرت 202
الزرشك 202، 203
الزرك 202
الزرنيخ 247
الزطّ 69
الزعفران 203، 204الزقّ 245
الزكاة 182
الزمان 76، 111، 152
زموم (الأكراد) 69
الزنجار 247
الزنجفر 247
الزهرة 232
الزوائل 238
الزوايا 213
الزاوية الحادة 228
الزاوية القائمة 228
الزوايا المجسمة 228، المسطحة 228
الزاوية المنفرجة 228
الزوج 211
زوج الزوج 219
زوج الفرد 219
الزيادة 34
الزيج 235
الزير 52
الساذج 203
الساربة 68
سارق الماء 243
الساعة المستوية 235
الساعة المعوجّة 235
الساقان 228
سالغ 184
الساقط 35
السالم 23، 65
السبات 198
سباشي 68
السبب / الخفيف، الثقيل 41
سبع البحر 232
السبل 199
السجاح 52
السجح 197
السحّارة 243السحارة المخنوقة 243
السحنة 207(1/267)
السحّارة 243السحارة المخنوقة 243
السحنة 207
سديس (سدس) 183، 184
سراج القطرب 204
السرسام 198
السرطان 197
السرطان (برج) 232
السرعة 153
السّرفة 37
السّرم 196
سرن الرحى الدوّارة 244
السرياني 51
السريانية 67
السرّية 68
السطح 190، 227، 231
السطوح 212، 214
السطح البيضي 229، الهلالي 229
سعد الأخبية 233، بلع 233، ذابح
233، السعود 233
السعدان 239
السعفة 197
السعوطات 206
السفتجة 33
السفسطة 90
السفينة 233
السقاية 70
السقمونيا 203
سقوط النجم 233
النسيء 237
السكة 34
السكتة 198
السكنجبين 205
السكوبات 206
السكون 153
السلحفاة 232
سلس البول 200
السلّ 199السلعة 197
السلق 35
السليق 201
السماء والعالم 105
السماع الطبيعي 105
السماك الأعزل 233
السماك الرامح 232، 233
السمحاق 188
السمخ 36
السمع 114
السّمك 227
السمكة (برج) 232
السمك الممقور 202
سمّ الفار 247
السميطر 207
السميكات 202
السنبلة (برج) 232
سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم 179
السندالية 69
سنجسبويه 203
السنونات 206
السهم 228، 232، 242، 243
سهيل 233
السواقط 238
السواني (السانية) 37
السودية 69
السور 98
السوفسطائية (الأقاويل) 90
السوقة 71
سولوجسموس 99
السياسة 171
سيب البحر 31، 32
السيح 37
سير الطول 236
سير العرض 236
سيلاسيساليوس 203
الشاذروان 37(1/268)
سيلاسيساليوس 203
الشاذروان 37
الشاذنة 247
الشاقول 244
شاهسفرم 204
الشبّ 246
الشبث 198
الشبوط 202
الشبكية 196
الشبيه بالعين 229
الشجاج الدامية 188
الشجاع 233
شجرة مريم 204
شحم الحنظل 204
الشخص 96
الشخوص 198
الشرايين 195
الشرطان 233
الشرطة 67
شرف الكوكب 237
الشركة 185
شركة عنان 186، ش، مفاوضة 186
شعائر الله 185
الشعاعات (الشعاع) 215، 218
شعاعات الشمس 218
الشعرى الشامية 233
الشعرى العبور 232
الشعرى اليمانية 232
(كتاب) الشعر 94
الشعر 101
الشعوب 68 (شعوبي) 69
الشعيرة 33
شعيرة المزمار 51
الشغار 186
الشفاعة 191
الشقيقة 198
الشكل الأرضي 229الشكل الصنوبري 229
الشكل العمودي 229
الشكل الفلكي 229
الشكل القطاع 229
الشكل اللبني 229
الشكل اللوحي 229
الشكل المائي 229
الشكل الناري 229
الشكل الهوائي 229
الشك 80، 247
الشلوق 202
الشلياق 51
الشمّاس 72
الشمس 231
الشم 115
الشناقصة 68
الشنق 184
الشعرية (الأقاويل) 91
شهر هماردفيره 67
الشهروذ 51
الشهوة 80
الشهوة الكلبية 200
الشوصة 199
الشولة 233
الشيء 189
الشيافات 206
الصائم 196
الصائح 184
الصافن 195
صالغ 184
الصبّار 202
صحة المقابلات 39
الصخناء 202
الصدر 46
الصدق 77
صدقات الماسية 31
الصديق 78(1/269)
صدقات الماسية 31
الصديق 78
الصرع 198
الصرفة 233
الصفة 25
الصك 30
الصلاة والأذان 182
الصلب 154
الصمّ 213، 217
الصنائع 15، 71
صنائع أصناف الأسلحة 218
صنائع القسي 218
صناعة الحيل 241
صناعة رئاسة البناء 218
صناعة الفقه 174
صناعة الكلام 175
صناعة المساحة 227
صناعة المنطق 83
الصنان 197
الصنج 51
صندوق الساعات 241
الصنعة 245
صنعة الأواني العجيبة 243
صنعة المرايا 218
الصنوبر 201
الصنوبري 213
الصوارتكين 68
الصور 104
الصورة 75، 145، 238
الصوم 182
الصّياح 52
الصّير 202
الصيغ 104
الضبّ 36
الضحك 81
الضرب 41، 78، 225
ضرب تعليمي 112الضرو 203
الضغط 78
الضفدع 199
الضمّ 21، 22، 23
الضميران 204
الطابستان 245
الطالع 238
طالنطون 207
طاليسفر 203
الطبّ 78، 195
الطبرزد 246
الطبع 148
الطبقات (الصوت) 53/ طبقات العين
196 - طبقات الناس في الجاهلية 71
طبقات الناس بالهند 69
الطبيعة 75، 81، 110، 195،
207 - الطبيعيات 145
الطراز 37
الطرجهاره 241
الطرخان 68، 72
الطرف 233
الطرفة 199
الطسق 32
الطسّوج 33
ططرطين 206
الطعمة 32
الطفرة 190
الطلاق 186
الطلخشقوق 202
الطمع 30، إقامة الطمع 35
الطنبور 51 (الميزاني، البغدادي)
الطنيني 54
الطهارة 181
الطواعين 71
طوبيقا 93، طوبيقا 100(1/270)
الطواعين 71
طوبيقا 93، طوبيقا 100
طول الأيّام 216
طولون 207
الظرف 24
الظروف 27
ظرف زمان / مكان 27
الظفرة 199
الظليم 233
الظن 78
الظهار 186
العادية 68
العاقلة 187
العالم 112، 152
العباد 71
العبارة 93، 98
العبرة 32
العجز 46
عجل 183
العدد 219
العدد التام 220
العدد الدوائري 222
العدد الزائد من أقسامه 220
العدد الزوج 219
العدد الفرد 219
العدد الكري 222
العددان المتحابان 220
العدد الناقص 220
العدسي 230
العدم 153
العذراء (برج) 232
العذيوط 197
العرّادات 242
العربة 37
العرض 96، 150، 190
عرض البلد 234
عرق النّسا 195، 200العروض 41
العروق الساكنة 195
العروق غير النوابض 195
العروض النابضة 195
العريضة 29
العزم 78
العسيلة 187
العشائر (العشيرة) 89
العشر 31
العشق 80
العشير 35
عصا الراعي 204
العصبة 188
العضادة 240
عضب 183
العضل 195
عطارد 232
العطف 25
العفّة 82
العقاب 232
العقر 186
العقرب 232
العقل 75، 187
العقل (عند المتكلمين) 159
العقل بالفعل 120، 160، 161
العقل بالملكة 160
العقل العملي 160
العقل الفعال 110، 144، 161
عقل قدسي 121
العقل الكلي 110 (عقل الكل) 163،
164 - العقل المستفاد 110، 160، 161
العقل النظري 159
العقل الهيولاني 110، 120، 160
العلاج 207
العلة 165
العلة الأولى 75، 110(1/271)
العلة 165
العلة الأولى 75، 110
العلة الصورية 100
العلة الطبيعية 77
العلة الفاعلية 100
العلة اللمائية 100
العلم 77
علم الآثار العلوية 109
علم الأثقال 217
علم الأخلاق 109
علم الأشعار 19
العلم الإلهي 107
علم الألفاظ المركبة 16
علم الأمور الإلهية 109
علم التعاليم 211
العلم التعليمي والرياضي 109
علم الحيل 109، 217
علم الطب 109
العلم الطبيعي 101
علم الطبيعة 109
علم العدد 211
علم العدد والحساب 109
علم العدد العملي 211
علم العدد النظري 211
علم الفقه 174
علم قوانين الألفاظ الدالة 15، 16
علم قوانين الألفاظ عند ما تركب 17
علم قوانين الألفاظ المفردة 16
علم قوانين تصحيح القراءة 18
علم قوانين الكتابة 18
علم الكلام 175
علم الكيمياء 109
علم اللسان 15
العلم المدني 171
علم المعادن والنبات والحيوان 109
علم المناظر 214
علم المنطق 83علم الموسيقى 19، 109 (الموسيقى
العملية / النظرية 19، 20)
علم النجوم 83، 109، 231
علم الهندسة 109، 212
علم الهيئة 233
العلوم التصديقية 156
العلوم التصوّرية 165
العمائر (العمارة) 69
العماد 28
العمري 189
العمق 227
العمل 75، 83
عمّال القياصرة 64
العمود 228
العناصر الأربعة 111
عنب الثعلب 204
العنز 232
العنزة 68
العنصر 75، 147
العنكبوت 240، العنكبوتية 196
العنم 204
عوادل الثغور 69
العواصم 69
العول 188
العوّاء 232، 233
العيار 222، العيار التأليفي 222
العيار الجرمي 222
العيار الحسباني 222
العيار المساحي 222
العيارات 222
العيل 37
العين 96
عين البقر 205
عينا العمود 52
العيّوق 232
الغارب 238
غالاغرا 242(1/272)
الغارب 238
غالاغرا 242
الغايات والأغراض 102
الغبّ 201
الغرب 37، 199
الغراب 233
الغرّة 187
غرض المنطق 84
الغريزة 77
الغسولات 206
الغضب 81
الغفر 233
الغمر 206
الغميصاء 233
الغور 36
الغيري الطول 222
الغيرية 80
الغيم 243
الفارسية 67
الفاصلة الصغرى 41، الكبرى 42
الفاعل 24
الفاغرة 203
الفالج 36، 198
الفتح 22، 23
الفتق 200
الفجر الأول 182، الثاني 182
الفراريج (فرّوج) 202
الفرانق 34
الفراني (فرنيّ) 201
الفرد 211
الفردار 239
الفرخار 69
الفرزجات 206
الفرس 232، 241
الفرغان 233
الفرق 184
الفرن 201الفريضة 183، 188
فساد التفسير 39
فساد المقابلات 39
الفضائل 69
الفصل 96
الفضائل 82
الفضائل الإنسانية 81
الفعل 21، 75
الفعل الحديث 179
الفكّ 34
الفكّة 232
الفلسفة 79، 108
الفلسفة المدنية 172
فلفموية 203
الفلك 77، 147، 151، 232،
233 - فلك الأوج 236
فلك البروج 234
فلك التدوير 236
الفلك المستقيم 233
فلوّ 183
فنطاسيا 112
فنطاسيا (قوة) 117
الفنكال 36
الفهرست 30
الفهلوية 67
الفهم 77
الفهيد 198
الفوّارات 144
الفوارس 232
الفيء 231
الفيج (الفيوج) 34
الفيروزج 247
فيل زهرج 203
القابلة 245
قاتل الذئب 204
قاتل الكلاب 204(1/273)
قاتل الذئب 204
قاتل الكلاب 204
قاتل نفسه 205
القاثوليق 72
قارح 183
قاطيغورياس 93، 96القاطاغوريات 96
القاعدة 228
القافية 47
القبائل (قبيلة) 69
القدم 167
القديم 190
القرء 187
القراميل 69
القران 185، 240
قرة العين 204
القردمانا 203
القرع 245
القرفة 203
القرو 200
القرنية 99، 196
القسامة 187
القسط 184
القسط العطري 206
القسمة 78، 225
القسيس 72
قصبة الرئة 196
القضية 98
القضية الجزئية 98، السالبة 98،
الكلية 98، المحصورة 98، المطلقة
98، الموجبة 98، المهملة 98
القطب 241
قطب الكرة 230
القطّارات 244
القطائف 201
قطر الكرة 230
القطيعة 32
القطف 202القفيز 35، 36، 185
القلب 233
القلس 182، 244
قلقندون 246
القلاع 199
القلّة 184
قليخيون 206
قليميا 204، 247
القمر 151، 232
القنطرخ 72
قنطورس 233
القنقل 36
قمرت العين 197
القوباء 197
القوى الحيوانية (وظائفها) 135، 136
القوى الفلكية 113
القوانين 15
قوانين التركيب (اللغوي) 18
قوانين النطق الخارج (المنطق) 89
قوانين النطق الداخل (المنطق) 89
قوانين النطق الفطري 89
القود 188
القوس 228، 232
قوس الارتفاع 234
قوس الليل 235
قوس النهار 235
قوطيل 206
القول (الشعري) 19، القول 87،
98، 179
القولنج 196، 200
القولون 196
القوّة 77، الحافظة الذاكرة 118،
الحسّ المشترك 117
الحسّاسة 76، الخيال 118، الذاكرة
118 - قوة شهوانية 114
القوة العقلية 131، العالمة، العقل(1/274)
قوة شهوانية 114
القوة العقلية 131، العالمة، العقل
العالم 118، العاملة، العقل العامل
118 - قوة غازية 113
قوة غضبية 114
القوة المتخيّلة 112، 118
القوة المحركة 114، المدركة 114
القوة المتصوّرة (المصوّرة) 112، 118
القوة المطلقة 120
القوة الممكنة 120
القوة المفكرة 118
قوة منمية 113
القوة المولّدة 113
القوة النزوعية والشوقية 114
القوة النظرية 119
القوة الهيولانية 120
القوة الوهمية 118
القياس 93، 98، 99، 178، 180
القياس الحملي 99
قياس شبه 180
قياس علة 180
القياسية (الأقاويل) 92، 93
القيثارة 51
القيراط 33، 206
قيطس 232
القيفال 195
قيفاوس 232
الكابوس 198
الكاس 233
الكاكنج 203
الكبائر 191
كباس 207
كبسته 204
الكبش 232 (برج)
الكبيسة 237
كبيكج 205الكتاب 77
كتاب الأسطقسات 213
الكحل 247
الكدخذاه 239
كده همار دفيره 67
الكذب 77
الكرّ 35، 184
الكراع 31
الكرة 213، 230، 241
الكردجة 237
الكراسي (كرسي) 72، 242
الكركم 204
كرورا 198
كرويا رومي 203
الكستبزود 36
الكسر 23، 78
الكسعة 183
كسوف الشمس 216، 236
كسوف القمر 236
كشك 202
الكظائم 37
كعب كعب 326
الكفّ 207
الكفّ الخضيب 232
الكلّ 77
الكلالة 188
الكلام 21
الكلب 198
الكلب الأصغر 232
كلب الجبار 232
الكلمة 98
الكمّ 97، 122
كمال قوة 120
الكمكام 203
الكمون 112
الكمية 76، الكمية المضافة 220،
المفردة 219(1/275)
الكمية 76، الكمية المضافة 220،
المفردة 219
الكنارروزي 239
الكنارشبي 239
كنج همار دفيره 67
الكندر 236
الكنكر 202
كوى جهر 235
الكواكب 216، الثابتة 232د السفلية
239، السيّارة 231
الكواكب العلوية 239، المتحيّرة 239
الكوالجة 36
الكوب 206
الكوز 206
كوزجهر 235
كوزن كيا 205
الكور 245
الكوكب 151
الكون والفساد 106
الكونيا 244
الكيان 113
الكيد 239
الكيف 97، 122
الكيف 97، 122
الكيفية 76
الكيفيات 111
الكيلجة 185
الكيلوس 207
الكيموس 207
الكيمياء 245
كيوان 232
اللازورد 247
لاعية 203
لحية التيس 204
لحية العنز 205
اللدودات 206
لسان الثور 204لسان الحمل 204
لسان العصافير 204
اللعقة 206
اللعوقات 205، 206
اللغتيط 72
اللّقوة 198
اللمس 115
(مقولة) له 97
اللوح 241
اللور 51
اللورا 232
لوغيا 95
اللولب 242
اللوي (الملوّن) 54
الليث (برج) 54
اللين 154
المأصر 37
المؤامرة 30
الماء 152
الماء المضاف 181، الماء المطلق 181
المادة 147
المارقشيثا 246
الماشق 245
المال 225
مال كعب 226
مال المال 225
ما لا نهاية 230
ما لا ينصرف 24
ماه 232
مبادئ الأعراض التي في الأجسام 104
مبادئ الأجسام 104
مبادئ الأحكام 237
مبادئ النحو 21
المبدأ الأول 158، 159
المبالغة 40
المبتدأ 24
مبني للأمر 26(1/276)
المبتدأ 24
مبني للأمر 26
المبهمة / الأسماء / 24
متى (مقولة) 97
المتأخر 35
المتجانسان 154
المتدارك 47
المترادف 47
المتراكب 47
المتصل 154
المتعة 186
المتعذّر 32
المتحيّر 32
المتعقّد 32
المتكاوس 47، 48
المتمكّن 23 (الاسم)
المتواتر 47
المثال 100
المثلث / القائم الزاوية / المنفرج / الحاد
الزوايا / 228
المثلث 52
المثلث 232
مثلثة القواعد 221
المثنى 52
المجانسة 48
المجرى 47
المجزوء 45
المجزول 46، 47
المجسم 212، 213
المجسمات 214
المجمرة 233
المجوسية 57
محاسبة 29
المحاقلة 185
المحال 27، 77، 112
المحبّة 76، 80
المحدث 190المحذوف 46
المحذوفة من المخروطات 221
المحسوب 33
المحسوس 76
المحصنة 186
المحلّل 187
المحمول 96
المحيط 228
المخابرة 185
المخبون 46، 48
المخبول 46، 48
المخروط 213
المخلّ 35، 241
المخلّع 48
المخلاف المخاليف 71، مخلف عام،
عامين، ثلاثة 183
المخمّس 229
المداخل 154
المدح والذمّ 25
المدّة 112
المدن والأمم الفاضلة 171، 173
المذال 48
المذنّبة 221
المذهب الكلامي 49
المرأة ذات الكرسي 232
المرأة لم تر بعلا 232
مرارات فيلا 203
مراتب القوى 121
المرازبة (مرزبان) 65
المراقبة 46، 48
مراقّ البطن 197
المراهم 206
المرايا 212
المرتّب 205
المربع 212، 228
مربّعة القواعد 221
المرداسنج 247(1/277)
مربّعة القواعد 221
المرداسنج 247
المردود 33
مرز توران 65
المركز 236
المرفّل 45، 48
مرماخور 204
المرو 204
المري 196
المري 240
المريخ 231
المزاعمة 239
المزرّقات 37
مزمار الراعي 204
مساحة أصناف الأجسام 218
المسام 196
المسّاح 35
المساواة 41
المسبّغ 45، 48
المسبّع 229
المستطيل 229
المستق 51
المسحقونيا 247
المسدّس 229
المسطح 212، 213، 228
مسنّ 183
المسنّاة 37
المشبّهة 191
المشتري 231
مشط العود 52
المشطور 45
المشعّث 46
المشفّ 154
مشكطرا مشير 205
المشكول 46، 48
المشيمة 196
المصادرة 227المصدر 24
المصرّاة 185
المضاربة 186
المضارع 26
المضارعة 38
المضراب 52
المضاعف 220
المضاف 23، 76، 220/ الصغير
220/ الكبير 220
المضمر 46
المضمرة (الأسماء) 24
المطابقة 38، 49
المطالع 216
مطالع البلد 235
مطالع الفلك المستقيم 235
المطبوخات 205
المطحون 244
المطران 72
المطويّ 46
المطيّبون 70
المعادل 220
المعادن 106
المعاظلة 40
المعاقبة 46، 48
المعتلّ 23
المعى المستقيم 196
المعدة 196
معدّل النهار 233
المعدول (الاسم) 24
المعدوم 189
المعرفة 81
المعطلة 191
المعزفة 51
المعصوب 46، 48
المعقد 247
المعقول 46، 48
المعقولات 87، الأولى 120(1/278)
المعقول 46، 48
المعقولات 87، الأولى 120
المعلول 165
المعمورة 234
المعيّن 229
المغاث 203
المغارب 216
المغارمة 33
المغنيسيا 246
المفرغة 37
المفعول 24
المقابلة 240
المقادير 227
المقارضة 186
المقاصّة 35
المقاط 244
المقاطع 19
المقبوض 46
مقدار فلك الجوزهر 237
مقدار فلك الشمس 237
المقدّمة 98
المقدّمة الشرطية 99/ الصغرى 99/
الكبرى 99
المقبّب الكريّ 229
المقصور 23، 46
المقطوع 46، 48
المقطوف 46، 48
المقنطرات 240
المقولات 93، 96
المكاتبة 189
المكافأة (المطابقة) 38
المكان 76، 152
مكان الشيء 111
المكحلة 241
المكس 32
المكسوف 46
المكعّب 213، 225، 229المكفوف 46، 48
المكوك 36، 185
مكاييل العرب 184
الماليخوليا 199
الملأ 153
الملائكية 83
الملّاح 37
الملازقة 81
الملاعنة 187
الملاوي 52
الملبّق 202
الملتحم 196
الملح 246
ملح الإكسير 248
الملل 175، 176، 177
الملكة 120
الملكية 171
الملوك في الجاهلية 71
المليار 244
مليلوثا 95
المماسّة 78
الممدود 23
منازل القمر 233
المنحرف 229
المنجنيق 242
منجانيقون 241
منزلة بين المنزلتين 191
المنشم 204
المنشورات 213
المنطق 109
المنطقة 217
المنطقات 213
منطقة البروج 236، 240
المنقّلة 188
المنقوص 23، 46
المنكسر 32
المنا 184(1/279)
المنكسر 32
المنا 184
المنهوك 45، 48
المنيار 244
المهراج 69
المهندس 227
المهندم 244
المهنة الملكية الفاضلة 172، المهن
الملكية غير الفاضلة 173
المؤلف 76
المواد 112
الموافقة والجماعة 29
الموبذ 66
الموازين 217
المواضع الجدلية 93
مواضعات متكلمي الإسلام 189
الموجود 189
الموسيقى 50
الموسيقار، الموسيقور 50
الموضحة 188
الموضوع 96، 146
موضوعات المنطق 87
الموقد 245
الموقّع 34
الموقوص 46، 47
الميزان (برج) 232
الميل 234
المي دزد 243
الميبة 205
الميعة 203
ناب 183
ناخنه 204
النار 151
النار الفارسية 197
النارجيل 202
نار مشك فقّاح 203
الناصور 199 (النواصير) 200الناطل 207
نافخ نفسه 245
الناقة 232
الناقه 207
ناماشير 203
ناهيد 232
الناي 51
النبات (كتاب) 106
النبات 113
النباتية (النفس) 113
النبض 208
النبوّة 191
النتيجة 99
النثرة 233
النجدة 81
النجر 22
النجوم 189
النجوم السيارة 231
النحسان 239
النخاع 196
النداء 24الندبة 27
النرمادجات 243
النسبة 222
النسخ 178
النسر الطائر 232
النسر الواقع 232
النسوي 54
النيئ 237
النسيان 134
النشا / النشاستج 201
النصاب 182
النصب 21، 22، 24
النصبة 97
النضاحات 244
النطرون 246
النطق 87
النطولات 206(1/280)
النطق 87
النطولات 206
النعائم 233
النعامات 232
النعت 25
النغم 20، استخراج النغم 20
النغمة 53
النغنجة 36
النفاذ 47
النفّاطات 244، النفّاطه 233
النفس 75، 110، 112، 113،
162 - النفس (كتاب) 106
النفس النباتية 113، الحيوانية 113،
114، الإنسانية 114
النفس العامة 110
النفس الكلية 110
النفس الكلي (نفس الكل) 163،
164، 165
النفس الناطقة 118
النفض 207
النفقات العارضة 32
النفي بلا 24
نقد الكلام 38
النقرس 200
النقصان 45
النقط 212
النقطة 727، 231
نقطة الاعتدال الخريفي 234
نقطة الاعتدال الربيعي 234
نقطة المنقلب الشتوي 234
نقطة المنقلب الصيفي 234
النقل 34
النكاح 186
النكول 189
النمس 198
النملة 197النهاية 230
النهبهر 238
النهر 232
النهندر 236
النواة 206، 207
النواميس (الناموس) 113
نوبهر 238
النوشاذر 246
النوع 96نوع الأنواع 96
النيمبرشت 201
النيران 239
النيلوفر 204
النيمبري 240
نيمروز 65
الهازباء البني 202
الهاشمة 188
الهبرية 197
الهبوط 238
الهدي 185
الهرمان (الأهرام) 69
هرمز 232
الهرولة 185
هزارگشاي 204
الهزج 48، 55
الهقعة 233
الهليلجي 230
الهليون 202
هميشك 205
الهندزة 227
الهندسة 227
الهندسة العملية 212
الهندسة النظرية 212
الهنعة 233
الهواء 151
الهوهوي 221
الهيضة 200
الهيلاج 239(1/281)
الهيضة 200
الهيلاج 239
الهيولانية 100
الهيولي 75، 111، 146
الواحد 77، 221
الوباء 201
الوبال 238
الوتد (المجموع المفروق) 41
وتد الأرض 238
الوتر 228
الوجه 238
الوجورات 206
وجوه الإعراب 21، 22
وجوه البلاغة 41
وجوه الحسابات 223
وحدة النفس 142
الودجان 195
الورد 201
ورد الحبّ 205
ورد الحمار 205
الورس 203
الورق (بفتح الراء) 182
الورق (بكسر الراء) 182
وسط السماء 238
وسط الكواكب 236
الوسق 184الوصل 47
الوضائع 71
وضائع الجند 68
الوضع 34، 97
الوقت 77
القر 184
الوقص 184
الوقف 22
الونج 51
الوهم 77
اليبروح 204
اليبس 78
اليبوسة 153
اليتوعات 203
اليرقان 200
يفعل (مقولة) 97
اليقين 78
اليمين الغموس 188
ينال 68
ينفعل (مقولة) 97
يوم تحلاق اللمم 71، الحنو، عنيزة،
الفيصل، القصيبات 70
يوم ذي قار 70، يوم شواحط 70، يوم
الوقيط 70(1/282)
الوقيط 70
(1) فهرس الألفاظ اليونانية
أبوديقطيقي 100
الأرغانون 51
اصطرلابون 240
اصطرنوميا 231
الأفريجيون 236
أفودقطيقا 100
الأفيجيون 236
أنالوطيقا (الأولى، والثانية) 93، 98
إيساغوجي 96
باري إرمنياس 93، 98
البركسيس 236
البرطيس 241
بطليموس 64
بوليطيقا 173
بويوطيقا 94
تيريون 205 (ترياق)
ثاولوجيا 109
جومطريا 227
ريطوريقا 94ريطوريقا 101
السفسطة 90
سوفسطيقا 94
سوفسطيقي 101
سولوجسموس 99
الشلياق 51
طوبيقا 93
طوبيقا 100
غرماطيقى 21
(الفيلسوف / الفلسفة) 79، 108
فنطاسيا 76
قاطيغورياس 93، 96
القانون 28
اللور 51
اللورا 232
لوغيا 95
المخل 241
منجانيقون 241
الموسيقى (موسيقار، موسيقور) 50
__________
(1) تتبعنا ما نصّ عليه المؤلفون من نسبة الكلمات إلى أصولها الفارسية، واليونانية، وبعض اللغات
الأخرى كالتركية والسريانية، وتركنا ما لم ينصّ عليه ليقوم الدارسون بتمحيصه.(1/283)
فهرس الألفاظ الفارسية
الأؤشنج 31
آتش همار دفيره 67
آذربادكان 65
آزاده 57
آهر همار دفيره 67
إجّانة 242
إذكوداري 34
ازدها 36
الأسكدار 34
أفراسياب 57
إكّانة 242
أندازه 227
الانجيذج 31
أوره 236
أواره (أوارج) 28
أوك 236
البارم 241
بتياره 238
البربط (البربت) 51
البرسام 199
بركار السرن 244
برّيده ذنب 34
بغ بور 66
بغستان
بغيور 68
بهمن 58
بيشداد 56التأريج 29
تراده 58
ترك زاد 59
تشك (طسق) 32
(كزيت / جزية) 32
جنك 51
جوي راست 235
خراسان 65
خرباران 65
خمانا 33
خورشيد 56
دار دفيره 67
الدرفش 65 (درفش كابيان)
الدستور 30
دهاك 56
دينارويه 202
الرستاق 36
روانكان دفيره 67
روشن 58
زايش 235
الزرشك (الزرت، الزرك) 202
زه 235
زيناوند 59
سباه دوست 59
السرسام 199
شاه بور 58
شاهنده 58
شكاري 58(1/284)
شاهنده 58
شكاري 58
شهر همار دفيره 67
شيد 56
الصنج (جنك) 51
الفرانق 34 (پروانه)
فرّوج (فراريج) 202
فرزانه 59
الفهرست 30
الفيج (الفيوج) 34
فيروز 57
كدخذاه 239
گرانمايه 59
الكردجة 237
الكستبزود (كاست فزود) 36
كلشاه 65
الكنارروزي 239
الكنارشبي 239
الكندر 236
كنج همار دفيره 67
كنكر 202
كوتاه 59
كوجك 59
كوزجهر 235كوهبذ 59
كي 57
مرز 65
مرزبان 65
مرز توران 65
مردانه 59
المستق (بيشه، مشته) 51
الموبذ 66
المي دزد 243
ناختة 204
نخشيركان 58
نكارين 59
النهندر 236
النيمبرشت 201
هندام 244
الهندزه 227
الهربذ 57، 66
همايون 57
هويه سنبا 59
هيلاج 239
وبزه كر 59
وخر 59
وكده همار دفيره 67(1/285)
وكده همار دفيره 67
فهرس ألفاظ أجنبية متنوعة (1)
الباسليق / 195/ معرّب
بحران / 207/ سريانية
خاقان / 68/ تركية /
خان / 68/ تركية
شمعا كيانا / 113/ سريانية
الطرخان / 68، 72/ تركية
الطسوج / 33/ معرّب القيفال / 195/ معرّب
كرورا / 198/ نبطية
كيان / 113/ سريانية
مرارت فيلا / 203/ السريانية
مليلوثا / 95/ سريانية
نوبهر / 238/ هندية
__________
(1) لقد ذكرنا ما ورد عند المؤلفين من اصطلاحات حول هذه الكلمات(1/286)
فهرس الأعلام
آدم 56
آذربيجان 65، 67
آزرميدخت 59
آل جفنة 64
آل صوفر 65
آل المصطلق 71
آل نصر 63
إبراهيم بن الوليد 61
أبرهة 62
أبرهة الأشرم 63
أبرهة بن الصباح 62
أبرويز 59، 64، 70
ابن الأعرابي 37
ابن جلجل 10
ابن خلدون 178، 189
ابن درستويه 66
ابن رشيق 70، 71
ابن الزبير 71
ابن زيدون 10
ابن سيرين 180
ابن سينا 7، 8، 9، 11، 100، 109،
110، 195، 196، 199، 200، 206
ابن سيده 7ابن قتيبة الدينورى 34
ابن كثير (الحافظ) 179
ابن المعتز 38
ابن مكي الصقلي 30
ابن نباته 10
ابن النديم 10
ابن هشام الأنصاري 24
أبو بكر (عبد الله بن أبي قحافه) 60
أبو تمام الطائي 49
أبو حنيفة النعمان 178، 180، 187
أبو علي البصير 38
أبو الفرج بن الحنبلي 28
أبو مالك بن شمر 62
أبو مسلم الخراساني 38
العسكري (أبو هلال) 7، 40، 183، 184
أبو يوسف 28، 31، 180
أبيّ بن خلف 67
الأحابيش 71
أحد 67
أردوان 58
ارسطاطاليس 96، 111، 143، 173
الأزد 68
إسحاق بن حنين 111
أسعد أبو كرب 62(1/287)
إسحاق بن حنين 111
أسعد أبو كرب 62
إسفنديار 57
الإسكندر 64
الإسكندر اليوناني 58
الإسكندر الرومي 62
الإسكندر 72
الأسود بن المنذر 63
أشروسنة 68، 235
الأشعري (أبو الحسن) 189
أشك 58
الأشكانية 58
أصفهان 67
الأصمعي 66
أغسطس 65
أفراسياب 57
أفريدون 57
أفريدون كابي 66
إفريقس 62
أفلاطون 143، 173
أقليدس 227
أقليدس الفيثاغوري 213، 217
الكسندروس 58
امرؤ القيس 48، 63
الأموي / يعيش بن ابراهيم 219، 220
الأمين / محمد بن هارون 61
الأندلس 51، 234
أنطاكية 72
أنوشروان 59
أهل العالية 68
الأهوازي 36
الأهواني / أحمد فؤاد 10
أوربة 51
أورشليم 69
أوس بن قلام 63
أوشهنك 56
إياس بن قبيصة 64إيران 65
إيرج 57
إيلاق 235
إيليا 69
أيوب الرهاوي 207
الباب 67
بابك 58
باره 235
بازنطيا 65
الباقلاني 189
بحر الروم 234
بخارى 235
بختيار 60
بديع الزمان الهمذاني 38
بروكلمان 10، 11، 12
بشار بن برد 49
البصرة 10
البصريون 21
بطليموس 64
البغدادي (صاحب الخزانة) 11
بغداد 10، 11، 12، 51، 66. 184
بقراط 83
بكر بن وائل 68
بلاد الروم 69
بلاد الشام 69
بلاش 59
بلخ 57
بلقيس 62
بنو أمية 60
بنو بكر بن وائل 70
بنو بغيض 71
بنو تميم 68، 69، 70
بنو جمح بن عمرو بن هصيص 70
بنو سلول 69
بنو سهم بن عمرو بن هصيص 70
بنو شيبان 70
بنو عبد الدار 70(1/288)
بنو شيبان 70
بنو عبد الدار 70
بنو عدي بن كعب 70
بنو مخزوم بن يقظة بن مرة 70
بنو موسى بن شاكر 243
بنو الهون بن خزيمة 71
بهرام 58
بهرام جور 59
بهلة 69
بهمن 57
بودبار 58
بوران 59
بيت المقدس 69
بيت الله الحرام 185
البيضاوي / ناصر الدين 179
البيروني 60
بيوراسف 56
البيشدادية 56
تبّع الأقرن 62
تبع بن حسان 62
تخارستان 68
الترك 68
تغلب بن وائل 70
تيم 70
الثعالبي 7، 195، 196، 197، 199،
189201، 190، 191
ثقيف 69
جاماسب 59
جامر 56
جتان 69
جذام 69
جذيمة الأبرش 63
الجرجاني / السيد الشريف 178، 183، 186،
جمّ 56
جهرزاد 58
جواد علي 66
الجواليقي 34، 65جودرز 58
جورج شحادة القنواتي 11
جوشنده 58
الجوهري 23، 36
جيحون 65
جيومرت 56
الحارث الرائش 61
الحارث بن عمرو بن حجر الكندي 62، 63
الحارث بن فهر 70
هماي بنت بهمن 58
الحبشة 63
الحجاج 71
الحجر الأسود 185
حرب الفجار 70
حسان بن تبّع 62
حسان بن عمرو 62
الحسن البصري 180
حلف الفضول 70
حكيم بن أحوص السغدي 51
حمير بن سبأ 61، 62، 63
الحيرة 71
خجنده 235
خراسان 11، 36، 51، 57، 65، 72
الخرلخية 68
خلج 68
الخليل بن أحمد 22، 36، 51، 190، 198،
201، 202، 205، 206،
212، 225، 227، 233
خوارزم 36
خوارزمي 7، 9، 11، 28، 58، 61، 63، 70
الخورنق والسدير 63
داحس والغبراء 71
دار الندوة 70
دارا بن دارا 58، 64
داود بن علي الأصفهاني 180
دريد بن الصمّة 50
الدينور (ماه الكوفة) 69(1/289)
دريد بن الصمّة 50
الدينور (ماه الكوفة) 69
ذبيان 71
ذو الأعواد 62
ذو حبيشان 62
ذو شناتر 62
ذو القرنين (الاسكندر) 58
ذو القرنين 62
ذو نواس 62
الرازي (فخر الدين) 189
الراضي 61
الراضي 61
الروم 51، 64، 203
رومة 72
الري 67
زاب 57
الزبير بن العوام 68
زرادشت 57
زرين 58
الزركلي 10، 11
الزط 69
الزمخشري 34
زهرة 70
زيناوند 56
سابور 58، 59
ساسان 58
الساوي عمر بن سهلان 21
سجستان 58
السرخسي 181، 183، 186
السريانية 67، 113، 203
سعيد بن المسيّب 180
السفاح / عبد الله بن محمد 61
السكاكي 38
سكستان 58
سليمان النبي 62
سليمان دنيا 9
سليمان بن عبد الملك 61
سمرقند 235السندية 68
سنمار 63
سورستان 66
السوري 246
السوس 234، 235
سياوخش 57
سيف الدولة الحمداني 10
سيف بن ذي يزن 63
سيبويه 22، 23
الشاش 235
الشافعي 180، 181، 187
الشام 12، 71
شاهنده 58
الشبورقان 235
شكري عياد 21
شمر يرعش 62
شهاب الدين الخفاجي 30، 34، 65
شهرزاد 58
شهريار 60
شيرويه 71
الصنين 63
الصين 51، 234
الصينية 68
الضحاك 66
الطائع 61
الطبري 56، 57، 58، 59، 70
طخارستان 36
طرفة 49
طهمورث 56
طوس 12
طيسبون 60
العباس بن عبد المطلب 61
العبد ذو الأذعار 62
عبد السلام هارون 22
عبد القيس 68
عبد كلال بن يثوب 62
عبد الملك بن مروان 61(1/290)
عبد كلال بن يثوب 62
عبد الملك بن مروان 61
عبد مناف 70
عبد الهادي أبو ريده 9
عبس 71
عثمان أمين 9، 11، 21
العجم 70
عدنان 69
العراق 31، 35، 51، 65، 71، 72، 184
العرب 70، 88، 224
العربية 93، 65، 98
علي بن أبي طالب 60
عمر بن الخطاب 28، 39، 60
عمر بن العزيز 61
عمرو بن تبع 62
عمرو بن عدي 83
عمرو بن هند 63، 64
عمواس 71
عسي الربعي 8
الغزالي 7، 9، 11، 189
الغزيّة 68
غسان 64
الفارابي 7، 8، 9، 10، 21، 50، 51، 53،
54، 55، 98
أهل فارس (بلاد فارس) 51، 60
الفارسية 68
فان فلوتن 9
الفراعنة 69
فرّوخ زاد 60
فرزانة 59
فرغانة 68، 235
الفرس 52، 54، 56
الفسطاط 69
فلسطين 69
الفهلوية 68
فيروز 57، 59
فيسهرب 64فيلفوس 58، 64
قابوس بن المنذر 64
القاهر 61
قباذ 59
القبط 69
قحطان 61، 69
قرشي 69، 70، 71
القزويني 38، 40
قسطنطين بن إليون 65
قسطنطين بن هيلاني 65
القسطنطينية 65، 72
قصي بن كلاب 70
قلوفطرا 64
قم 69
قنوج 68
قيس بن زهير 71
الكازروني 60، 61، 68
كاشغار 235
كرشاسب 57
كسرى أنوشروان 59
كعب بن زهير 68
كلشاه 56
كلي كرب بن تبّع 62
كنانة 71
كندة 10، 68
الكندي 7، 8، 9، 10، 75
كنجينة 68
كنكدر 234
الكوفة 184
كوهبذ 59
كيكاوس 57
كيلهراسب 57
كيمنوش 57
كيوجي 57
كيومرث 56
كى أردشير 57
الكيانية 57(1/291)
كى أردشير 57
الكيانية 57
كيبشتاسب 57
كيخسرو 57
كيفاسين 57
كيقاوس 57
كيقباذ 57
اللخميون 63
لهراسب 57
المأمون عبد الله بن هارون 10، 61، 68
المؤمّل 50
مالك بن أنس 181، 187
مالك بن تبّع 62
مالك بن فهم 63
ماه البصرة 69
ماه الكوفة الدينور 69
ماه نهاونهد 67
متى بن يونس 21
المتقي 61
المتوكل جعفر بن محمد 10، 61
المثقب العيدي 50
محمد صلى الله عليه وسلم 67، 68، 164، 178، 179،
180، 182، 191
محمد بن الحسن الشيباني 178
محمود الخضيري 21
محيي الدين الكردي 9
المدائن 58، 67
مدينة السلام 72
مرثد بن عبد كلال 62
مردانة 59
مروان بن الحكم 61
مروان بن محمد 61
المستعين 61
المستكفي 61
مسروق بن أبرهة 63
المسعودي 56، 58، 61، 63، 67، 72
مصر 12، 69، 70المطيع 61
معاوية بن أبي سفيان 61، 68
معاوية بن يزيد 61
المعتز 61
المعتزلة 191
المعتصم محمد أبو إسحاق بن هارون 10، 61
المعتضد 61
المعتمد 61
معدّ 62، 63، 69
المغرب 234
المقتدر 61
مقدونية 64، 65
المقريزي 11
المكتفي 61
مكة 70
المنتصر محمد بن جعفر 61
المنذر بن الأعور 63
المنذر بن ماء السماء 63
المنصور عبد الله بن محمد 38، 61
منوجهر 57
المهتدي 61
المهدي 61
موثبان 62
الموفّق 61
النابغة الجعدي 49
النبط 66، 67
النبطية 31، 198
النجاشي 67، 68
نرسي 58
نسف 36
النعمان بن أوس 63
النعمان بن المنذر 63
نمرود (النماردة) 57، 69
نخشيركان 58
نهاوند 69
نوح 56
نوذر 57(1/292)
نوح 56
نوذر 57
الهادي 61
هارون الرشيد 61، 181
الهدهاد بن شرحبيل 62
الهربذ 57
هرقل 65
الهرمان (الأهرام) 69
هرمز 58، 59
هشام بن اسماعيل 40
هشام بن عبد الملك 61
هماي 58
همايون 57
همدان 67
همذان 69
الواثق هارون بن محمد 61
الواق واق 235
الوليد بن عبد الملك 40، 61
الوليد بن يزيد 61، 71وليعة بن مرثد 62
ويدمان 11
يافث 56
ياسر ينعم 62
يزدجرد 59، 60
يزيد بن عبد الملك 61
يزيد بن معاوية 61
يكسوم بن أبرهة 63
اليمن 61، 62، 63، 64، 70، 71، 203
يوليوس قيصر 65
يوم / تحلاق اللمم 71، حليمة 63، الحنو
70، ذي قار 70، شواحط 70،
عنيزة 70، الفيصل 70، القصيبات 70
واردات 70، الوقيط 70
اليونانية 81، 90، 93، 94، 96، 98،
108، 109
اليونانيون 23، 51، 88، 237(1/293)
اليونانيون 23، 51، 88، 237
فهرس الكتب الواردة في متن الكتاب
الآثار العلوية 106
الأسطقسات (أقليدس) 213، 217، 227
أفودقطيقا 100
أنولوطيقا 98
إيساغوجي 96
باري إرمينياس 98
البرهان 159
بوليطيقا (السياسة) أرسطوطاليس 173
بيوطيقا 101
تهافت الفلاسفة 156
الحيوان 106
ريطوريقا 101الزيج 235
السماء والعالم 105
السماع الطبيعي 105، 132
سمع الكيان 113
سوفسطيقا 101
السياسة (لأفلاطون) 173
طوبيقا 100
قاطيغورياس 96
القياس 145
المعادن 106
مقدمات القياس 150
النبات 106(1/294)
النبات 106
فهرس الموضوعات في معجم المصطلحات العلمية العربية (1)
المقدمة 5
المحور الأول 13
في علم اللسان 15
أقسام علم اللسان 16
علم الموسيقى 19
في وجوه الإعراب ومبادئ النحو على مذهب عامة النحويين 21
في وجوه الإعراب وما يتبعها على ما يحكى عن الخليل بن أحمد 22
في وجوه الإعراب على مذهب فلاسفة اليونانيين 23
في تنزيل الأسماء 23
في الوجوه التي ترفع بها الأسماء 24
في الوجوه التي تنصب بها الأسماء 24
في الوجوه التي تخفض بها الأسماء 25
في الوجوه التي يتبع بها الاسم ما قبله في وجوه الإعراب كلها 25
في تنزيل الأفعال 25
في الحروف التي تنصب بها الأفعال 26
في الحروف التي تجزم الأفعال المضارعة 27
في النوادر (النحوية) 27
في مواضعات أسماء الذكور والدفاتر والأعمال المستعملة في الدواوين 28
في مواضعات كتاب ديوان الخراج 31
__________
(1) مواد إحصاء العلوم للفارابي * مواد في مفاتيح العلوم للخوارزمي * مواد من النجاة لابن
سينا * مواد معيار العلم للغزالي. * مواد رسالة الكندي.(1/295)
في مواضعات كتاب ديوان الخزن 33
في ألفاظ تستعمل في ديوان البريد 34
في مواضعات كتاب ديوان الجيش 34
في ألفاظ تستعمل في ديوان الضياع والنفقات / من ألفاظ المسّاح 35
في ألفاظ تستعمل في ديوان الماء 36
في مواضعات كتاب الرسائل 38
في علم جوامع العروض وذكر أسامي الأجناس 41
في ألقاب العلل والزحافات 45
في ذكر القوافي 47
في اشتقاقات هذه الألقاب والمواضعات (في العروض والقوافي) 47
في نقد الشعر 48
في الموسيقى 50
في أسامي الآلات وما يتبعها 50
في جوامع الموسيقى 53
في الإيقاعات المستعملة 55
في الأخبار 56
في ذكر ملوك الفرس وألقابهم 56
الطبقة الثانية من ملوك الفرس الكيانية 57
في ذكر الخلفاء وملوك الإسلام ونعوتهم وألقابهم 60
في ملوك اليمن وألقابهم 61
في ذكر من ملك معدّا من اليمانيين في الجاهلية 63
في ذكر ملوك الروم 64
في ألفاظ يكثر جريها في أخبار الفرس 65
ومن لغات الفرس الفهلوية 67
أصناف الكتابة الفارسية 67
في ألفاظ يكثر ذكرها في الفتوح المغازي وأخبار عرب الإسلام 67
في ألفاظ يكثر ذكرها في أخبار العرب وأيّامها في الجاهلية 70
في ألفاظ يكثر ذكرها في أخبار الروم 72(1/296)
في ألفاظ يكثر ذكرها في أخبار العرب وأيّامها في الجاهلية 70
في ألفاظ يكثر ذكرها في أخبار الروم 72
المحور الثاني أ 73
رسالة الكندي في حدود الأشياء ورسومها. 75
في علم المنطق 83
أجزاء المنطق 89
في إيساغوجي 95
في قاطيغورياس 96
في باري ارمينياس 98
في أنولوطيقا 98
في أفودقطيقا 100
في طوبيقا 100
في سوفسطيقا 101
في ريطوريقا 101
في بيوطيقا 101
في العلم الطبيعي والعلم الإلهي 101
في العلم الطبيعي 101
أقسام العلم الطبيعي 105
العلم الإلهي 107
في أقسام الفلسفة 108
في جمل العلم الإلهي الأعلى 110
في ألفاظ يكثر ذكرها في الفلسفة وفي كتبها 111
في النفس 113
في النفس الحيوانية 114
في الحواس الباطنة 117
في النفس الناطقة 118
في القوة النظرية ومراتبها 119
في طرق اكتساب النفس الناطقة للعلوم 121
في ترتيب القوى (النفسية) من حيث الرئاسة والخدمة 122(1/297)
في طرق اكتساب النفس الناطقة للعلوم 121
في ترتيب القوى (النفسية) من حيث الرئاسة والخدمة 122
في الفرق بين إدراك الحس وإدراك التخيل وإدراك التوهم
وإدراك العقل 123
فصل في أنه لا شيء من المدرك للجزئي بمجرد ولا من
المدرك للكلي بمادي 125
في تفصيل الكلام على تجرّد الجوهر الذي هو محلّ المعقولات 128
برهان آخر على تجريد الجوهر 131
في أنّ تعقل القوة العقلية ليس بالآلات الجسدية 132
برهان آخر 133
برهان ثالث 134
سؤال وشرح شاف للإجابة عنه 134
في إعانة القوى الحيوانية للنفس الناطقة 135
في إثبات حدوث النفس 136
في أنّ النفس لا تموت بموت البدن ولا تقبل الفساد 138
في بطلان القول بالتناسخ 141
في وحدة النفس 142
في الاستدلال بأحوال النفس الناطقة على وجود العقل الفعال
وشرحه بوجه ما 144
في الطبيعيات 145
الإلهيات 156
المحور الثاني ب 169
العلم المدني 171
علم الفقه 174
علم الكلام 175
في أصول الفقه 178
في الطهارة 181
في الصلاة والأذان 182(1/298)
في الطهارة 181
في الصلاة والأذان 182
في الصوم 182
في الزكاة 182
أسنان الإبل 183
أسنان البقر 183
أسنان الخيل 183
أسنان الغنم 184
مكاييل العرب وأوزانها 184
في الحجّ 185
في البيع والشركة 185
في النكاح والطلاق 186
في الديات 187
في الفريضة 188
في النوادر 188
في علم الكلام 189
في مواضعات متكلمي الإسلام 189
في أصول الدين التي يتكلم فيها المتكلمون 191
المحور الثالث أ 193
في الطب 195
في التشريح 195
في الأمراض والأدواء 197
في ذكر الأغذية 201
في الأدوية المفردة 202
في ذكر أدوية مشتبهة الأسماء 204
في ذكر الأدوية المركبة وهو (الأقرباذين) 205
في أوزان الأطباء ومكاييلهم 206
في النوادر 207(1/299)
في أوزان الأطباء ومكاييلهم 206
في النوادر 207
المحور الثالث ب 209
في علم التعاليم 211
علم العدد 211
علم الهندسة 212
علم المناظر 214
علم الأثقال 217
علم الحيل 217
في الأرثماطيقي 219
في الكمية المفردة 219
في الكمية المضافة 220
في الأعداد المسطّحة والمجسّمة 221
في العيارات 222
في وجوه الحسابات 223
في الهندسة 227
في مقدمات هذه الصناعة 227
في الخطوط 228
في البسائط 228
في المجسمات 229
ما يستعمل في الرياضيات 230
في علم النجوم 231
في اسماء النجوم السيارة والثابتة وصورها 231
في ذكر الأفلاك وتركيبها وأحوال الكواكب فيها وهيئة
الأرض وأقاليمها 233
في مبادئ الأحكام 237
في آلات المنجمين 240(1/300)
في مبادئ الأحكام 237
في آلات المنجمين 240
في الحيل 241
في الألفاظ التي يستعملها أهل الحيل في جرّ الأثقال بالقوة
اليسيرة 241
في حيل حركات الماء وصنعة الأواني العجيبة وما يتصل بها من
صنعة الآلات المتحركة بذاتها 242
في الكيمياء 245
في آلات هذه الصناعة 245
في أسماء الجواهر والعقاقير والأدوية المستعملة في هذه الصناعة 246
في تدبيرات هذه الأشياء ومعالجاتها 247
فهرس الفهارس 249
1 - فهرس المصادر والمراجع. 251
2 - فهرس المصطلحات. 255
3 - فهرس الألفاظ اليونانية. 283
4 - فهرس الألفاظ الفارسية. 284
5 - فهرس ألفاظ أجنبية متنوعة. 286
6 - فهرس الأعلام. 287
7 - فهرس الكتب الواردة في المتن. 294
8 - فهرس الموضوعات. 295(1/301)
8 - فهرس الموضوعات. 295
من أعمال المصنف
1 - الجوانب الدلالية في نقد الشعر في القرن الرابع الهجري / دار الملّاح دمشق
1978 - م
2 - علم الدلالة العربي (النظرية والتطبيق) دار الفكر دمشق 1985م
3 - تحرير التنبيه للإمام النووي (معجم لغوي) تحقيق بالمشاركة مع د. محمد
رضوان الداية دار الفكر دمشق 1989م.
4 - جماليات الأسلوب (1) الصورة الفنية في الأدب العربي / دار الفكر دمشق.
1989
5 - جماليات الأسلوب (2) دراسة تحليلية للتركيب اللغوي / جامعة حلب ط 1
1982 - م ط 19882م.
6 - البلاغة العربية / جامعة حلب 1985م.
7 - دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني تحقيق بالمشاركة مع د. محمد رضوان
الداية، ط 19831م. ط 2مكتبة سعد الدين دمشق 1987
تحت الطبع
معجم التطور الدلالي في لسان العرب لابن منظور.
معجم التطور الدلالي في أساس البلاغة للزمخشري.(1/302)