تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - التعريف بالمؤلّف (1)
هو محمّد بن عمران بن موسى بن سعيد بن عبيد الله. يكنى أبا عبيد الله، وينسب إلى المرزبان، «وهذه النسبة إلى بعض أجداده، وكان اسمه المرزبان. وهذا الاسم لا يطلق عند العجم إلّا على الرجل المقدّم، العظيم القدر» (2)، وهو من الفارسيّ المعرّب. ومعناه: حامي الحدود، وقائد الجيوش المتاخمة لحدود الأعداء. وهي رتبة عالية في الجيش عند الفرس (3). ويدلّ ذلك على أنّ المؤلّف ينتمي إلى أسرة عريقة، وكريمة.
وتشير الأخبار إلى حرص أسرة المرزبانيّ على الاشتغال بما يعلي شأنها، ونجد في مديح محمّد بن محمّد الشنوفيّ لعمران بن موسى، والد المؤلّف ما يؤكّد ذلك. يقول محمّد (4):
إلى المرزبانيّ، الهمام، أخي النّدى ... أليف السّدى، عمران، والعرف صاحبه
تقيّل من موسى، وآبائه النّدى ... وبالسّلف الأمجاد، جلّت ضرائبه
فتى للحياء الجمّ خدن، وللنّدى ... عقيد، وفي الآداب تعلو مراتبه
وهذه الأبيات من قصيدة، رأى الأستاذ عبد الستّار أحمد فرّاج في تقديمه لمعجم الشعراء أنّها تدلّ على ما لأسرة المؤلّف من جاه وكرم.
والمتّفق عليه أنّ المؤلّف خراسانيّ الأصل، بغداديّ المولد والوفاة، وأنّه ولد سنة 297هـ (5).
وتدلّ أخباره على أنّه من أصحاب الثروة، والسّعة فقد ذكر الخطيب البغداديّ في تاريخه أنّ أبا عبيد الله المرزبانيّ كان في داره خمسون، ما بين لحاف، ودوّاج، معدّة لأهل العلم الذين
__________
(1) له ترجمات كثيرة، ومنها: تاريخ بغداد 3/ 136135، والفهرست ص 149146، ومعجم الأدباء 18/ 272268، وهدية العارفين 2/ 54، والموشّح مقدّمة المحقّق، ووفيات الأعيان 4/ 356354، والأعلام 6/ 319.
(2) وفيات الأعيان 4/ 356.
(3) انظر معجم المعرّبات الفارسية ص 144. وفيه أيضا: مرزبانيّ: الأسد، على المجاز.
(4) سيرد الشعر في ترجمة الشنوفيّ (934).
(5) انظر هدية العارفين 2/ 54.(1/5)
يبيتون عنده، ومنهم كثير من أهل الأدب الذين روى عنهم، وسمع منهم (1).
وكان عضد الدولة البويهيّ (ت 372هـ) وهو أوّل من خطب له على المنابر بعد الخليفة، وأوّل من لقّب في الإسلام شاهنشاه كان يجتاز على باب المرزبانيّ، فيقف، حتى يخرج إليه، ويسأله عن حاله، وقد أعطاه مرّة ألف دينار (2).
وأمّا مذهبه فكان «التشيّع، والاعتزال. وكان ثقة في الحديث» (3)، يميل إلى آل البيت، ولا يتعصّب للشيعة، يؤيّد ذلك أنّه ترجم في معجمه لعدد من شعراء المذاهب، وأنّه أظهر ميلا إلى المذهب الحنفيّ، فألّف (كتاب أبي حنيفة النعمان بن ثابت، وأصحابه) (4)، وقد صلّى عليه حين توفي أحد فقهاء الأحناف (5)، وربما كان لاعتقاده بمذهب الاعتزال أثر في عدم تعصّبه لمذهب على آخر (6).
وأخذ المرزبانيّ عن عدد من العلماء المشهورين، ومنهم أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد الأزديّ (ت 321هـ)، وأبو بكر، محمّد بن القاسم بن محمّد الأنباريّ (ت 328هـ). ومن المعروف أنّهما كانا من أعلم أهل زمانهما بالأدب واللغة، ولكلّ منهما تصانيف كثيرة ومشهورة (7).
ومن التلاميذ الذين أخذوا عن المرزبانيّ، ورووا عنه، أبو عبد الله، الحسين بن عليّ الصيرميّ (ت 436هـ) وأبو القاسم محسّن بن عبد الله التنوخيّ (ت 417هـ). وهما من القضاة. وكان الصيرميّ شيخ الحنفيّة ببغداد، ومن مؤلفاته (مناقب الإمام أبي حنيفة) وكان التنوخيّ أديبا شاعرا، ولغويّا مؤلّفا (8).
توفي المرزبانيّ سنة 384هـ. وصلّى عليه الفقيه الحنفيّ أبو بكر محمّد بن موسى الخوارزميّ، ودفن في داره، بشارع عمرو الروميّ، ببغداد، في الجانب الشرقيّ منها (9).
__________
(1) انظر تاريخ بغداد 3/ 136. والدوّاج: ضرب من الثياب (اللسان: دوج). وهو في (معجم المعرّبات الفارسية ص 80) اللحاف الذي يلبس، والثوب الواسع الذي يغطي الجسد كله.
(2) انظر تاريخ بغداد 3/ 136، والأعلام 6/ 319.
(3) تاريخ بغداد 3/ 136. وفيه روايات عن الاختلاف في توثيق ما يرويه المرزبانيّ. وانظر أيضا وفيات الأعيان 4/ 355.
(4) الفهرست ص 148.
(5) انظر وفيات الأعيان 4/ 355.
(6) للمرزبانيّ في مذهب الاعتزال (المرشد). وفيه أخبار المتكلّمين وأهل العدل والتوحيد، وشيء من مجالساتهم ونظرهم. انظر الفهرست ص 147. وجاء في معجم الأدباء 18/ 268: «وكان ثقة، صدوقا، من خيار المعتزلة».
(7) انظر وفيات الأعيان 4/ 355، وتاريخ بغداد 3/ 135، والأعلام 6/ 80، 334.
(8) انظر وفيات الأعيان 4/ 355، وتاريخ بغداد 3/ 135، والأعلام 2/ 245و 5/ 287.
(9) انظر وفيات الأعيان 4/ 355.(1/6)
2 - مؤلّفاته
عرف المرزبانيّ بالراوية والتصنيف. وكان مقدّما بهما على رجال عصره. يقول عنه النديم:
«آخر من رأينا من الأخباريين والمصنّفين راوية صادق اللهجة، واسع المعرفة بالروايات، كثير السماع ويحيا إلى وقتنا هذا، وهو سنة سبع وسبعين وثلاث مائة» (1). وكذلك وصفه ابن خلكان إذ قال عنه: «كان راوية للأدب، صاحب أخبار، وتواليف كثيرة» (2).
وقد استعرض المحقّق عبد الستار أحمد فرّاج في تقديمه لمعجم الشعراء مؤلفات المرزبانيّ، فبلغت عنده اثنين وأربعين مؤلّفا، غير أن كتاب (الفهرست) تضمن عشرة كتب أخرى، هي:
كتاب أشعار الخلفاء، وكتاب التهاني، وكتاب التسليم والزيارة، وكتاب التعازي، وكتاب المعلّى في فضائل القرآن، وأخبار من تمثّل بالأشعار، وكتاب المواعظ وذكر الموت، وكتاب أبي حنيفة النعمان بن ثابت وأصحابه، وكتاب أخبار شعبة بن الحجّاج، وكتاب أخبار ملوك كندة (3).
وذكر المحقّق فرّاج أيضا أنّ له كتابا آخر هو (كتاب المستنير) نصّ عليه الثعالبيّ، في كتابه ثمار القلوب. ولكنّ العودة إلى (الفهرست) تبيّن أنّ الكتاب الأوّل في قائمة الكتب التي استعرضها (فرّاج) هو نفسه كتاب المستنير (4).
وقد أحصى د. رمضان عبد التوّاب للمرزبانيّ خمسة وخمسين كتابا، يبلغ مجموع أوراقها (47000) سبعة وأربعين ألف ورقة، وصل إلينا منها سوى الكتب التالية (5):
1 - الموشّح. وقد طبع في مصر، بتحقيق عليّ محمّد البجاويّ، سنة 1965م.
2 - أخبار السيّد الحميريّ. وقد طبع في النجف، بالعراق، بتحقيق محمّد هادي الأمينيّ، سنة 1965م.
3 - أخبار شعراء الشيعة. وقد نشر في النجف، بالعراق، بتحقيق محمّد هادي الأمينيّ، سنة 1968م.
4 - معجم الشعراء. وقد نشر مرّتين في القاهرة. وهو ما نحن بصدده.
ونضيف إلى ذلك كتاب (المقتبس في أخبار النحويّين البصريّين وأوّل من تكلّم في النحو،
__________
(1) الفهرست ص 146.
(2) وفيات الأعيان 4/ 354.
(3) انظر الفهرست ص 149146. وله غير ذلك كتب كثيرة، بدأ بعملها، ولم ينجزها.
(4) جاء في (الفهرست ص 146): الكتاب المستنير، فيه أخبار الشعراء المشهورين والمكثرين من الشعراء المحدثين، ومختار أشعارهم، على أسنانهم، وأزمانهم أوّلهم بشار بن برد، وآخرهم أبو العبّاس عبد الله بن المعتزّ.
(5) انظر دراسات في المكتبة العربية التراثية ص 139.(1/7)
وأخبار القرّاء والرواة من أهل البصرة والكوفة)، وقد وصل إلينا مختصرا، اختصره الحافظ اليغموريّ، أبو المحاسن، يوسف بن أحمد (ت 673هـ)، اختصره من (شهاب القبس) المختصر من (المقتبس) للمرزبانيّ (1)، وسمّاه (نور القبس، المختصر من المقتبس)، وطبع في فيسبادن، بتحقيق رودلف زلهايم، سنة 1964م.
والمجالات التي صنّف فيها المرزباني كثيرة، وأبرزها الشعر والأخبار. ويبدو من استعراض عناوين كتبه الخاصة بالشعر والشعراء التي وصلت إلينا أنّه كان علّامة العصر في هذا المجال، وهي:
1 - المستنير. وفيه أخبار الشعراء المشهورين والمكثرين من الشعراء المحدثين، ومختار أشعارهم، على أسنانهم وأزمانهم.
2 - المفيد. وفيه أخبار الشعراء الجاهليّين والإسلاميّين والمحدثين، وبيان لمذاهبهم ونعوتهم ومعاني أشعارهم.
3 - كتاب الشعر. وهو جامع لفضائله ومضارّه، ونعت لأجناسه، وفيه حديث عن تأديب قائليه ومنشديه، وبيان عن منحوله ومسروقه.
4 - كتاب أشعار النساء (2).
5 - كتاب أشعار الخلفاء.
6 - كتاب أشعار تنسب إلى الجنّ.
7 - كتاب الرياض في أخبار المتيّمين من الشعراء الجاهليّين والمخضرمين والإسلاميين والمحدثين.
8 - كتاب الأنوار والثمار. وفيه بعض ما قيل في الورد والنرجس، وجميع الأنوار من الأشعار.
9 - كتاب المراثي.
10 - أخبار من تمثّل بالأشعار.
11 - كتاب شعر حاتم الطائيّ.
12 - كتاب أخبار عبد الصّمد بن المعذّل الشاعر.
13 - أخبار أبي تمّام.
وذكر صاحب (الفهرست) في خاتمة ترجمته للمرزبانيّ أنّه ترك في السواد كتبا كثيرة، بدأ بعملها، ومنها (أعيان الشعر في المديح والهجاء والفخر). وقد بلغت أصول هذا الكاب
__________
(1) انظر الأعلام 8/ 214.
(2) وصلت قطعة منه، تضمّنت شعر الخرنق، أخت طرفة. انظر (ديوان بني بكر ص 87).(1/8)
بخطّ مؤلّفه نيّفا وعشرين ألف ورقة (1).
وإذا أضفنا كتبه المنشورة، إلى ما سبق فسنجد أنّ له في الشعر والشعراء نحو عشرين مصنّفا، تبلغ نحو خمسة وأربعين ألف ورقة. وأمّا كتبه الأخرى فهي حافلة بالأشعار أيضا فالشعر مادّة رئيسة في كتابة الأخبار والتواريخ، وفي الحديث عن موضوعات الشيب والشباب والمغازي والهدايا، وغير ذلك ممّا كتب فيه المرزبانيّ.
إنّ ما سبق يبيّن علوّ منزلة المرزبانيّ في ميدان الشعر والشعراء، وصبره على التصنيف، وميله إلى كتابة المصنّفات الموسوعية الضخمة ليغدو بذلك رائدا في هذا المجال، غير أنّ ضياع تلك الموسوعات صرف الأنظار عنه. وربّما يصل إلى أيدي الباحثين بعض منها، ويكون مناسبا لبيان منزلة المرزبانيّ في التصنيف الموسوعيّ عند العرب.
3 - معجم الشعراء
أشار صاحب (الفهرست) إلى أنّ المرزبانيّ في كتابه (المعجم) يذكر الشعراء على حروف المعجم، وأنّه بدأ بمن أوّل اسمه ألف، ثمّ بمن أوّل اسمه باء، إلى آخر الحروف. وهو يضمّ نحو خمسة آلاف شاعر، وفيه من شعر كلّ منهم أبيات يسيرة، من مشهور شعره، وأنّه يزيد على ألف ورقة (2).
والمؤسف أنّ (المعجم) لم يصل إلينا كاملا فما بين أيدينا منه يضمّ ألفا ومائة وتسع عشرة ترجمة، وذلك أقلّ من خمسه، ويبدأ ب (ذكر من اسمه عمرو)، من حرف العين.
ويبدو من قراءة (المعجم) أنّ مؤلّفه كان يسعى إلى تقديم مصنّف موسوعيّ، تستوفى فيه تراجم الشعراء العرب من الجاهلية إلى عصره، ولذلك «كان يهتمّ بكلّ شاعر يصادفه، حتى وإن لم يبق من شعره سوى بيت أو بيتين، وذلك عملا بالميل إلى الاستيعاب» (3)، وهذا ما جعل الإيجاز سمة غالبة على تراجم الكتاب، غير أنّ المؤلف كان يبالغ أحيانا في الإيجاز، كقوله في ترجمة (مسروق بن حجر بن سعيد الكنديّ): «مخضرم، يقول في رواية دعبل:
ألا من مبلغ عنّي شعيبا ... أكلّ الدّهر عزّكم جديد»
وقد تكون الترجمة أكثر إيجازا من ذلك، كقوله في ترجمة (منجور بن غيلان بن خرشة الضّبّيّ): «هاجى جريرا. روي ذلك عن يونس».
وأمّا إطالة الترجمة فأمر نادر، ومنه ترجمة (الفرزدق) فقد بلغ طولها نحو سبع تراجم
__________
(1) انظر الفهرست ص 149.
(2) انظر الفهرست ص 147.
(3) دراسات في المكتبة العربية التراثية ص 142. وانظر أيضا مصادر التراث العربيّ ص 244.(1/9)
من الصنف الشائع في (المعجم)، ومن هذا الشائع ترجمة (هوذة البصريّ)، وجاء فيها: «هو هوذة بن الحارث بن عجرة بن عبد الله بن يقظة، من بني سليم. ويعرف هوذة بابن الحمامة، وهي أمّه. حضر العطاء في أيّام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فدعي أناس من قومه، فقال:
لقد دار هذا الأمر في غير أهله ... فأبصر أمين الله كيف تذود
أيدعى خثيم والشّريد أمامنا ... ويدعى رباح قبلنا وطرود
فإن كان هذا في الكتاب فهم إذا ... ملوك، بنو حرّ، ونحن عبيد
فدعا به عمر، فأعطاه».
وهكذا، كان المرزبانيّ يذكر غالبا، في كلّ ترجمة، اسم الشاعر، ولقبه وكنيته، ونسبه، وشيئا يسيرا من شعره وأخباره التي تدل على عصره وكثيرا ما نصت الترجمة على عصر الشاعر بكلمة جاهليّ أو مخضرم، أو إسلاميّ، أو محدث، وقد ينسب الشاعر إلى أحد الخلفاء ولا سيما العبّاسيون فيقال: رشيديّ، أو مأمونيّ، أو متوكّلي، أو نحو ذلك.
ورتّب المرزبانيّ معجمه ترتيبا ألفبائيّا، فبدأ بمن أوّل اسمه ألف، وانتهى بمن أول اسمه ياء، غير أنّه لم يراع ترتيب الحروف الثواني، ولا غيرها إلّا قليلا، ونمثّل لذلك بحرف (الكاف)، فقد بدأ بذكر من اسمه كعب، وجاء بعده على التوالي: الكميت، فكثير، فكثيّر، فكلثوم، فكنانة، فكناز، فكلاب، فكليب، ثم أسماء مجموعة في الكاف، وهي مرتّبة عنده على النحو التالي: كلدة، كرب، كريب، كرز، كامل، الكروّس، كندة، كهمس.
ويبدو أنّ الكثرة كانت مقياسا لتقديم اسم على آخر في الحرف الواحد فقد بدأ حرف الكاف بذكر من اسمه كعب، وفيه عشرون ترجمة، ثم الكميت وفيه ثلاث تراجم، فكثير، وفيه أربع تراجم، فكثيّر، وفيه ترجمة واحدة، ثمّ كلثوم، وفيه أربع تراجم وهذا يعني أن المرزبانيّ كان يراعي أيضا منزلة الشاعر وشهرته، ويلاحظ أنّه في بعض الأحايين كان يراعي ترتيب الحرفين: الثاني والثالث.
وفي حرف الميم بدأ بمن اسمه مالك، ثمّ المنذر، ثمّ المغيرة، وأمّا (ذكر من اسمه محمّد) فقد تأخّر كثيرا، على الرغم من أنّه يضمّ أكثر من نصف تراجم حرف الميم، وبذلك يكون المنهج الثابت في ترتيب المعجم هو ترتيب أبوابه ترتيبا ألفبائيّا (1)، وأمّا الترتيب داخل كلّ باب (حرف) فهو أقرب إلى العشوائية.
وثمّة ترتيب أخر يلحظ لدى ترجمة المرزبانيّ لمن يشتركون في الاسم، وهو ترتيب زمنيّ،
__________
(1) غير أنّه أخلّ بذلك بإقحامه (اللام والألف) بين حرفي الهاء والياء.(1/10)
يقدّم فيه الجاهليّ إن وجد ويتبع بالمخضرم، فالإسلاميّ، وهكذا، إلى أن يصل إلى معاصريه من الشعراء إن وجدوا. والملاحظ أيضا أنّ المرزبانيّ راعى كثيرا التسلسل في ترتيب شعراء كلّ عصر ففي (ذكر من اسمه عمرو) نجد أنّ وفيات الشعراء لها أثر بارز في ترتيبهم، فصاحب الترجمة الأولى توفي نحو سنة 500م، والثانية نحو سنة 540م، والثالثة نحو سنة 550م، والرابعة نحو سنة 570م، وهكذا دواليك، غالبا، فساعد ذلك على تحديد زمن عدد كبير من الشعراء الذين لم يذكر زمنهم، ولم ترد في أخبارهم أو أشعارهم قرينة تدلّ عليه، وذلك بالنظر في سياق الترجمة، بالاعتماد على ما قبلها. وما بعدها.
ولكن ذلك الترتيب الزمنيّ لم يكن مضطردا دائما، فقد يقدّم من حقّه التأخير من شعراء العصر الواحد (1)، وقد يقدّم المخضرم على الجاهليّ (2)، وفي بعض الأحايين نراه يرجع بنا من العصر العبّاسيّ إلى الجاهليّ (3).
وربّما يرجع الاضطراب في الترتيب الزمنيّ إلى أنّ المرزباني كان يراعي النّسب أحيانا، فيذكر شعراء القبيلة الواحدة، المتفقين اسما، ثم يعود إلى ذكر غيرهم من الشعراء. ويضاف إلى ذلك أن المرزبانيّ كان يحتفل أحيانا بالمكان أو المذهب، فيؤدّي مثل ذلك إلى خلل في ترتيب الشعراء زمنيّا. ويمكن أن يضاف إلى ما سبق أنّ المرزبانيّ كان أحيانا لا يدقّق في نسبة الشاعر إلى عصره (4)، ورأى د. عمر الدقّاق أن المرزبانيّ في معجمه لا يعنى بذكر المولد والوفاة والسنين، وهذا ما جعل الفائدة من المعجم محدودة (5).
إن العشوائية الظاهرة في ترتيب تراجم كل حرف من (المعجم) وكذلك الخلل الظاهر في الترتيب الزمنيّ يدفعان إلى التساؤل عن سبب كلّ منهما، وأميل إلى أن (المعجم) لم يصل إلينا على النحو الذي أراده مؤلفه، وإلى أنّ النسخة التي أخرج عليها الكتاب لا تعدو أن تكون قسما من مسوّدة له، وصلت إلينا قبل أن تنقّح، وتحرّر وتبيّض، إذ من المستبعد على عالم، من منزلة المرزبانيّ، ومن رجال القرن الرابع الهجريّ أن يقع في مثل تلك العشوائية المعجميّة، والتداخل التاريخيّ.
وثمّة ما يعضد القول بأنّ النسخة المعتمدة من المؤلف لم تصل إلينا، ومن ذلك أن بعض التراجم المنقولة عن معجم المرزباني فيها زيادات يرجّح أنّها مأخوذة عن نسخة معتمدة تامّة، لا
__________
(1) انظر الترجمتين 23و 24.
(2) انظر الترجمتين 33و 34، ثم 961و 962.
(3) انظر الترجمتين 57و 58.
(4) انظر الترجمتين 155و 159، ويبدو فيهما أن المرزبانيّ ينقل عن كتاب (من اسمه عمرو من الشعراء).
(5) انظر مصادر التراث العربيّ ص 245.(1/11)
عن مسوّدة ففي ترجمة (مجّاعة بن مرارة الحنفيّ اليماميّ) يقول صاحب (الإصابة): «وذكر المرزبانيّ أنّه عاش إلى خلافة معاوية، وأنشد له في ذلك شعرا»، وهو بيتان، وردا في معجم المرزبانيّ، غير أنّهما لم يسبقا بالإشارة إلى أنّه عاش إلى خلافة معاوية، ولا إلى أنّه أنشد له في ذلك شعرا، هو البيتان المذكوران (1).
ومثل ذلك ما نجده في ترجمة (مالك بن عامر الأشعريّ) عند ابن سيّد الناس، في كتابه (منح المدح)، ومنه: «وذكره المرزبانيّ وأنشد له شعرا أوّله:
أتيت النبيّ على بابه ... فبايعته غير مستكبر»
وبالعودة إلى معجم المرزبانيّ نجد ترجمة الشاعر، والشعر، ولكنّ أوّله (البيت) غير مثبت فيه (2).
ويضاف إلى ذلك النقص الظاهر في استقصاء الشعراء، وهو أمر لا يمكن إرجاعه إلى عجز المؤلّف، وقلّة صبره، وعدم إحاطته بما يجب عليه بل إلى أنّ النسخة التي وصلت إلينا هي مسوّدة، وغير مستكملة، فهي تضمّ من «بين من اسمه عمرو 192شاعرا، في حين ترجم محمّد بن داود بن الجرّاح في كتابه (من اسمه عمرو من الشعراء) ل 206شعراء، ويفصل بين ابن الجرّاح والمرزبانيّ نحو تسعين عاما» (3)، فمن المستبعد جدّا أن تكون نسخة المرزبانيّ المعتمدة، والمستكملة وهو يأخذ عن ابن الجرّاح أقلّ إحاطة واستقصاء ممّن سبقه.
وقد يردّ ذلك إلى وجود سقط كثير فيما وصل إلينا من الكتّاب، غير أنّ بعض الحروف وصلت إلينا، تامّة، لا سقط فيها، في الأصل، ومنها حرف الهاء. وبالرجوع إلى بعض من أخذ عن المرزبانيّ نجد ذكرا لتراجم مأخوذة عنه، ولكنّها لم ترد في معجمه فقد جاء في (وفيات الأعيان): «وذكر المرزبانيّ في معجم الشعراء هذه الأبيات للهيثم بن فراس السّاميّ، من بني سامة بن لؤيّ» (4)، ولكنّ المعجم الذي بين أيدينا لا يضمّ ذلك على الرغم من أنّ حرف الهاء لا سقط فيه. هذا، وفي (الإصابة) عشرة شعراء، من حرف الهاء، ذكر أنّ لهم ترجمة في معجم المرزبانيّ (5)، ولكنّ النسخة التي بين أيدينا لا تضمّ أحدا منهم، ومنهم الشاعر المشهور أبو حيّة النميريّ، واسمه الهيثم بن الربيع. وثمّة شعراء مشهورون آخرون، لا ذكر لهم، في
__________
(1) انظر ترجمته في هذا الكتاب (969)، والإصابة 5/ 572.
(2) انظر ترجمته في هذا الكتاب (578)، ومنح المدح ص 301300.
(3) دراسات في المكتبة العربيّة التراثيّة ص 140.
(4) وفيات الأعيان 4/ 46.
(5) لأولئك الشعراء انظر (من الضائع من معجم الشعراء ص 134131)، ومثل ذلك أيضا معاوية بن جعفر بن قرط في (ص 123) منه.(1/12)
مواضع من المعجم لا سقط فيها، ومنهم قطن بن نهشل الدارميّ، وهو من الشعراء الجاهليّين الأوائل (1)، وأبو الغول، علباء ابن جوشن النّهشليّ، والعكوّك، عليّ بن جبلة، وأبو زبيد، المنذر بن حرملة الطائيّ، وكلاب بن مرّة بن كعب القرشيّ، وهبيرة بن أبي وهب المخزوميّ، والكلحبة، هبيرة بن عبد مناف التميميّ، وغير ذلك كثير (2). ومن المستبعد أن يغفل عنهم المؤلّف، وفي ذلك ترجيح آخر لقولنا إنّ ما وصل إلينا من معجم المرزبانيّ هو مسوّدة، لا نسخة معتمدة.
ولكن ذلك لا ينفي أهميّة ما وصل إلينا منه، فهو قسم من نسخة «اعتمد عليها الحافظ بن حجر، صاحب كتاب الإصابة، وتهذيب التهذيب، وغيرهما» (3)، وهو يضمّ مادة ضخمة، نجد كثيرا منها في مصنّفات العصور التالية للمرزبانيّ (4)، وله فضل السّبق في مجال التصنيف المعجميّ، الموسوعيّ للشعراء.
وقد تنبّه بعض القدماء لأهميّة منهج المرزبانيّ في الترتيب والاستقصاء فذيّله أبو البركات، مبارك بن أبي بكر الشعار الموصليّ (ت 654هـ) وسمّاه (تحفة الوزراء، المذيّل على كتاب معجم الشعراء)، وفرغ منه في شعبان سنة 631هـ. وأمّا ياقوت الحمويّ وقد نقل عنه كثيرا في معجم الأدباء المتوفى سنة 626هـ فقد ذيّله بكتاب جمع فيه المتقدّمين والمتأخرين، ورتّبه على اثنين وأربعين جزءا على حروف التّهجّي (5). وهذان الكتابان لم يصلا إلينا، غير أنّهما يحفزان إلى الإفادة من جهود كثيرة، قديمة ومعاصرة للإحاطة بتراجم الشعراء العرب، تيسيرا للباحثين والمهتمّين بالشعر العربيّ.
4 - نشر معجم الشعراء
في عام 1354هـ نشر المستشرق الألماني (ف. كرنكو) في القاهرة، كتابين، في مجلّد واحد، وبرقم مسلسل واحد. وهما على التوالي (المؤتلف والمختلف) للآمديّ، و (معجم الشعراء) للمرزبانيّ، ثم نشرت هذه الطبعة للمعجم ثانية، عام 1411هـ، بالتصوير، في بيروت، مستقلّة عن كتاب الآمديّ. وكان المحقّق الأستاذ عبد الستار أحمد فرّاج قد أعاد نشر المعجم سنة
__________
(1) انظر الشعراء الجاهليّين الأوائل ص 275273.
(2) من ذلك الشاعران: هارون بن المعتصم، ومحمّد بن المتوكّل. انظر لهما (الأوراق 3/ 104101). وفي مقابل ذلك نجد لبعض الشعراء أكثر من ترجمة. انظر (11131112).
(3) معجم الشعراء (فرّاج): المقدّمة.
(4) ذلك واضح في الهوامش الملحقة بأكثر تراجم المعجم.
(5) انظر كشف الظنون ص 17351734.(1/13)
1960 - م، بالقاهرة، ثم صدرت نشرته ثانية، مصورة، بدمشق، عن دار النوري، غير مؤرّخة.
والنسخة التي راجع عليها (فرّاج) الكتاب هي التي اعتمد عليها من قبل (كرنكو)، وهي «الجزء الثاني منه فقط، أمّا الأوّل فلا يعرف أين مكانه، والجزء الثاني أيضا ضاعت منه صفحات، شملت بعض الحروف، فحرف الغين ساقط منه، وكذلك حرف النون، وحرف الواو، عدا السّقط في بعض الأسماء» (1). وذكر (فرّاج) أنّ النسخة مصوّرة بدار الكتب، تحت رقم 5149، تاريخ، وأصلها ببرلين، وكاتبها العالم الجليل مغلطاي بن قليج (ت 762هـ). وقد لاحظ (فرّاج) على نشرة (كرنكو) أشياء دفعته إلى تحقيق الكتاب، وهي إغفالها من هوامش الأصل ما يزيد على مائة وعشرة، والادعاء على الأصل بما ليس فيه، وسوء القراءة والطباعة، وإهمال ضبط ما ضبطه الأصل، وترك بعض النصوص من صلب الأصل، في تراجم سقط أوّلها، وربط المعجم بكتاب آخر، هو (المؤتلف والمختلف) للآمديّ.
وقد عمل المحقّق (فرّاج) على استدراك تلك الأشياء، وصنع فهرسا للشعراء الذين ترجم لهم المؤلف، والذين جاءوا عرضا، وقرن بأكثر من نصفهم مصادر لكلّ منهم، أو للشعر المنسوب إليه. ويضاف إلى ذلك أنّه ذكر تعليقات (كرنكو)، ونسبها إليه، وهي قليلة، وأنّه علّق تعليقات يسيرة في مواضع قليلة من الكتاب.
وكذلك ألحق (فرّاج) بالمعجم تكملة، ضمّت (279) شاعرا، لم ترد أسماؤهم في النسخة التي وصلت إلينا، ولكنّه لم يفهرس للقوافي، لأنّ شعر المعجم «كثير جدّا، ويضاعف حجم الكتاب، إذ تحتاج القوافي وحدها لأكثر من مائة صفحة، ولا تعادل الفائدة التي تحقّقها فالكتاب يعنى بالشاعر أكثر من شعره» (2).
واهتمّ بالمعجم أيضا الدكتور إبراهيم السامرّائي، فأصدر عام 1984م (من الضائع من معجم الشعراء للمرزبانيّ) (3). وقد استفاد فيه كثيرا من تكملة (فرّاج)، إلّا أنّ عدد التراجم عنده (258) ترجمة، وهو أقلّ ممّا استقصاه (فرّاج)، وهذا مستغرب لأنّ (السامرّائي) أصدر كتابه بعد أربعة وعشرين عاما من نشرة (فرّاج).
وفي عام 1985م قام الباحث الدكتور إحسان عبّاس باستدراكات أخرى، فعثر على أكثر من ثمانين شاعرا أخلّت بهم مطبوعة المعجم، ونشر عمله في مجلّة (الأبحاث) الصادرة عن الجامعة الأمريكيّة في بيروت (4). ويرى الدكتور عادل الفريجات أنّه «يمكن للمرء أن يضيف إلى كلّ هذه
__________
(1) معجم الشعراء فرّاج: المقدّمة د.
(2) السابق: المقدمة ك.
(3) صدر عن مؤسسة الرسالة، بيروت.
(4) انظر دراسات في المكتبة العربية التراثيّة ص 141.(1/14)
الاستدراكات أيضا أسماء شعراء أخر، ترجم لهم المرزبانيّ، وسقطت تراجمهم من كتابه المطبوع» (1).
وأحسب أنّ تلك الاستدراكات لا تغني كثيرا، فالضائع من الكتاب يبلغ نحو (3875) ترجمة، والجهد الذي سيبذل لتتبع تلك التراجم يمكن أن يبذل في تأليف موسوعة للشعراء، تضمّ ما ذكره المرزبانيّ، وما فاته ذكره، ويضاف إلى ذلك أن أغلب الاستدراكات لا تعدو أن تكون في الغالب مختصرات لما كتبه (المرزبانيّ) وهو موجز في الأصل تتصرف فيه، وهي لذلك لا تصلح أن تكون استكمالا للمعجم. وأمّا نشرها ملحقة به فهو تزيّد يثقل الكتاب فقد احتاجت التكملة في نشرة (فرّاج) إلى ثماني عشرة صفحة تكفي مع مثلها تقريبا لصنع فهارس للقوافي التي أهملها (فرّاج) لاعتقاده أنها تحتاج إلى مائة صفحة وهذا رقم مبالغ فيه وأنها لا تعادل الفائدة التي تحقّقها. وهذا رأي مشكوك فيه، فالمعجم يتضمن شعرا كثيرا لشعراء أغلبهم مقلّون ومجهولون، ومن عصور مختلفة، ويعدّ المعجم مصدرا وحيدا لها، وللأشعار التي تضمّنتها، ويضاف إلى ذلك أن كثيرا من الأشعار الأخرى لغير المقلّين والمجهولين قد تفرّد المعجم، فيما نعلم، بروايتها.
إن وجهة النظر السابقة الخاصة بالاستدراكات، ثم بفهرسة القوافي كانت من دواعي العزم على إخراج (معجم الشعراء) في حلّة جديدة تيسّر العودة إليه، والاستفادة منه، وتلك الدواعي إضافة لما ذكر هي:
1 - أنّ عدّة عقود مضت على نشرتي (كرنكو) و (فرّاج)، صدرت في أثنائها كتب تراثيّة كثيرة، وكذلك أجزاء، استكملت بها بعض الكتب المنشورة سابقا، ومنها (أنساب الأشراف) للبلاذريّ (ت 279هـ). وتلك الإصدارات مهمّة جدّا في إعادة تحقيق (معجم الشعراء)، ولا سيما أن بعضها كان مصدرا رئيسا للمرزبانيّ ومن ذلك كتاب (من اسمه عمرو من الشعراء) لابن الجرّاح (ت 296هـ)، وأنّ بعضها الآخر اعتمد كثيرا على معجم المرزبانيّ، ومن ذلك (المحمّدون من الشعراء للقفطيّ (ت 646هـ)، و (منح المدح) لابن سيّد الناس (ت 671هـ).
ويضاف إلى ذلك ظهور دراسات أدبيّة، وتراجم كثيرة، ومعاجم للشعراء ومجاميع شعرية لبعض القبائل، ولعدد وافر من الشعراء، ولتلك الجهود أهميّة لا تخفى في إغناء التحقيق للتيسير على القراء والدارسين والباحثين.
2 - أنّ نشرتي (كرنكو) و (فرّاج) قد عزّ وجودهما، فاتجهت الأيدي نحو التصوير وانشغلت
__________
(1) السابق ص 141. وقد ذكر مؤلفه بعض الأمثلة من كتب رجع إليها.(1/15)
بما يجنيه عن ضرورة المراجعة والتصويب، ولا سيما أن نشرة (كرنكو) صدرت مصورة، عام 1991م، وهي طبعة أولى بالتصوير، وربّما طبعت ثانية، والمؤسف أن يتمّ تداولها على ما فيها من الثغرات المشوّهة للأصل، ومن العيوب المتصلة بالطباعة والضبط.
3 - أنّ نشرة (فرّاج)، على أهميتها، لم تحفل كثيرا بضبط الأعلام، ولا بضبط الشعر، وربّما كان للمحقّق الأستاذ (فرّاج) عذره، في بعض ذلك، آنذاك، من جهة الطباعة، والمستوى اللغويّ للقرّاء والدارسين. وقد أعرض فرّاج أيضا عن شرح المشكل والغريب من الألفاظ الواردة في الشعر، وأمّا توثيقه فكان أمره هيّنا في الحواشي، ومتعبا، وغير ميسّر في فهرس الشعراء، ولبيان ذلك نقف عند الترجمة الأولى فقد تضمّنت بيتا لمطرود بن كعب الخزاعيّ، وشطرا من الرجز لهاشم بن عبد مناف، فأمّا البيت فخصّصت له الحاشية الأولى في نشرة (فرّاج)، وفيها إحالة على أربعة مصادر للنظر في الخلاف حول نسبة البيت (1)، وأمّا شطر الرجز فقد أعرض المحقّق عن التعليق عليه في الحواشي، لكنّه أشار في فهرس الشعراء إشارة خفيّة إلى أنّه ينسب لزيد بن عمرو بن نفيل، وذكر لذلك مصدرا واحدا.
وهكذا، نجد لدى (فرّاج) طريقتين لتوثيق الشعر، وهذا مشكل، ولا ضرورة له، ولم يقف الأمر عند هذا فقد تنوّعت مضامين التوثيق، فما أشير إليه يدلّ على أنّه يذكر في التوثيق أسماء الشعراء مرّة، ويعرض عنها أخرى وعلى أنّه يتزيّد في المصادر مرّة، ويقتصر على مصدر واحد أخرى، ولم أجد مبرّرا لهذا التنوّع. والملاحظ أنّ ما وثّقه (فرّاج)، على أهميته، اقتصر على بعض الشعر، وأمّا بعضه الآخر وهو كثير فلم يلتفت إليه. وبناء على ما سبق نجد أنّ الشعر في المعجم يحتاج إلى خدمة بالشرح والفهرسة من جهة، وإلى عناية إضافيّة بالضبط والتوثيق من جهة أخرى.
4 - أنّ أغلب الشعراء المترجم لهم. بحاجة إلى عناية جديدة للتحقّق من وجودهم، ولتعيين أزمانهم ومصادرهم وأنسابهم، ويضاف إلى ذلك وجود عدد وافر من الشعراء المغمورين الذين لم يحظوا بأيّة إشارة تعين على معرفتهم في نشرتي كرنكو وفرّاج.
وأجد من الأمانة الإشارة إلى أن (كرنكو) في نشرته للمعجم قد أبدى بعض الملحوظات على عدد من الشعراء المترجم لهم، وإلى أنّ (فرّاج) في نشرته بذل جهدا قيّما في هذا المجال، ولا سيما في الإضافات التي ضمّنها فهرس الشعراء، وقد أفدت منها كثيرا، غير أنّ تراجم
__________
(1) ضم الكتاب اثنتين وثلاثين إحالة مشابهة فقط لفرّاج، إضافة إلى ما نقل عن (كرنكو) وهذا قليل، ولا يستوعب ما في الكتاب. وقد اهتم (فرّاج) في مواضع قليلة جدّا باختلاف الروايات.(1/16)
الشعراء ما زالت بحاجة إلى المزيد من العناية، ومن ذلك مثلا أنّ المرزبانيّ نقل عن كتاب (من اسمه عمرو من الشعراء) لابن الجرّاح، كثيرا، وضمّنه القسم الخاص بذكر من اسمه عمرو، ولم يشر إلى ذلك في أغلب الأحايين، ويؤكد ذلك أنّ المرزبانيّ أدخل في معجمه بعض الأوهام التي وقع فيها ابن الجرّاح، ممّا يتصل بنسب الشعراء، أو زمنهم (1). وقد نبّه د.
عادل الفريجات إلى اضطراب مذهب (المرزبانيّ في تعيين أزمان الشعراء الذين ترجم لهم في معجمه، لأنّ غرضه كان ضمّ عدد كبير من الشعراء دون النصّ على أنّ هذا تقدّم ذاك أو سبقه زمنيّا (2). وقد سبقت الإشارة إلى بعض مواطن الخلل في ترتيب (المرزبانيّ) للشعراء ترتيبا زمنيّا.
5 - أنّ القسم الأخير من المعجم فيه (ذكر من غلبت كنيته على اسمه) من الشعراء المجهولين والأعراب المغمورين، ممّن لم يقع إلينا اسمه. وقد اقتصر (المرزبانيّ) على ذكر كناهم، وقبائلهم لأن أخبارهم وأشعارهم ثبتت والرأي له في كتابه (المفيد). وهو كتاب فيه أخبار الشعراء الجاهليين والإسلاميين والمحدثين، وبيان لمذاهبهم ونعوتهم ومعاني أشعارهم.
وقد بلغ عدد الشعراء الذين غلبت كناهم على أسمائهم، في معجم الشعراء نحو ثلاث مئة وستين شاعرا. وثمّة حاجة ماسة إلى التعريف بهم فكتاب (المفيد) لم يصل إلينا، والمحقّقان (كرنكو) و (فرّاج) لم يلتفتا إليهم، وأعرضا عن بذل أيّ جهد للتعريف بهم.
تلك هي أهم الأسباب التي دعتني إلى إعادة نشر الكتاب في حلّة جديدة وقد اتّبعت لذلك ما يلي:
1 - وازنت بين النشرتين: نشرة (كرنكو) ورمزت إليها بالحرف (ك) ونشرة (فرّاج) ورمزت إليها بالحرف ف وأثبتّ الاختلافات بين متنيهما، ولا سيما مواطن الخلل في نشرة (كرنكو).
2 - أثبتّ أغلب الهوامش المثبتة في النشرتين، ونسبت كلّ هامش لصاحبه.
3 - خرّجت الأشعار، ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وضبّطتها ضبطا تامّا وشرحت ما فيها من الألفاظ الغريبة والمشكلة.
4 - ضبطت الأعلام من الأسماء والكنى والأنساب والألقاب والبلدان ونحوها وأثبتّ في الهامش ما رأيته مناسبا للتعريف ببعضها ولشرحه.
__________
(1) انظر الترجمة رقم 40و 148و 155و 984.
(2) انظر الشعراء الجاهليّون الأوائل ص 7574، ودراسات في المكتبة العربية التراثية ص 143.(1/17)
5 - جعلت لكلّ ترجمة رقما متسلسلا في المتن، وفي الهامش الخاص بها، وضمّنت هامش الترجمة بعض ما يتمّها، وبعض المصادر والمراجع، ولا سيما التي تتضمن أشعارا لصاحبها، وأشرت إلى التراجم التي لم أعثر على ذكر لها في مصادري، وأمّا القسم الأخير من المعجم (ذكر من غلبت كنيته على اسمه) فقد وفّقت إلى التعريف بأكثر من نصف المذكورين فيه، ولم أجعل لهم أرقاما.
6 - حرصت على عدم التزيّد في ذكر المصادر والمراجع، ولا سيما مصادر الأشعار المذكورة في الدواوين والمجاميع الشعرية، ومراجع تراجم الشعراء المشهورين، والمترجم لهم في بعض المعاجم الخاصة بالشعراء، وبعض كتب الأدب المحدثة.
7 - أتبعت الكتاب فهارس فنيّة، تيسّر الرجوع إليه، والإفادة منه، وضمّت فهارس للشعر والشعراء المترجم لهم، وللمصادر والمراجع.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين جامعة الإمارات العربية المتحدة العين د. فاروق أحمد اسليم 28/ 9/ 2004(1/18)
[حرف العين]
ذكر من اسمه عمرو
[1] هاشم: واسمه عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصيّ واسمه زيد بن كلاب بن مرّة بن لؤيّ (1). وهاشم هو جدّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويكنى أبا نضلة، وفيه يقول مطرود بن كعب الخزاعيّ (2): [من الكامل]
عمرو الذي هشم الثّريد لقومه ... ورجال مكّة مسنتون عجاف (3)
ولمّا قصد البيت بعض من قصده قال هاشم في رجز له (4): [من الرجز]
عذت بما عاذ به ابراهيم (5)
[2] عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وهو الحصن بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل. وقيل: هو عمرو بن قميئة بن ذريح بن سعد بن مالك، ويكنى أبا كعب، وكان في عصر مهلهل بن ربيعة، ويقول الشعر، وعمّر حتّى جاوز التسعين، وقال (6): [من الطويل]
[1] ولد بمكّة، وساد صغيرا، فتولّى بعد موت أبيه سقاية الحاج ورفادته. وفد على الشام في تجارة له، فمرض في طريقه إليها، فتحوّل إلى غزّة، فمات فيها شابا نحو سنة 500م / 102ق. هـ. انظر (الأعلام 8/ 66، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 256255).
[2] شاعر جاهليّ مقدّم، نشأ يتيما، وأقام في الحيرة مدّة. وكان واسع الخيال في شعره. ومات نحو سنة 540م / 85ق. هـ. وله ترجمة وافية بقلم حسن كامل الصيرفي، محقّق ديوانه ص 425. وكذلك عني بتحقيق ديوانه وشرحه، وبالترجمة له خليل العطية. انظر (الأعلام 5/ 83، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 263262).
__________
(1) في ك: «لؤي بن هاشم هو».
(2) البيت متنازع بين مطرود، وحسان بن ثابت، وعبد الله بن الزبعرى السهمي. انظر (شعر عبد الله بن الزبعرى ص 5452).
(3) المسنتون: الذي أصابتهم السّنة. وهي الجوع والقحط.
(4) يغلب أن من قصده في وقته هو أبو كرب تبع الأخير. انظر الأغاني ج 15ص 33تحقيقنا (فرّاج). وجاء هذا الشطر في رجز منسوب إلى زيد بن عمرو بن نفيل القرشي. انظر (سيرة ابن هشام 1/ 213، والأغاني 13/ 118، ونسب قريش ص 364).
(5) في المطبوع: «إبراهيم». بالقطع. وبه يختلّ الوزن العروضي. ويروى: «أبرهم». انظر (من اسمه عمرو من الشعراء ص 9). وأراد إبراهيم أبا الأنبياء عليهم السلام.
(6) الأبيات في (ديوان عمرو بن قميئة (الصيرفي) ص 6444، و (العطيّة) ص 3938).(1/19)
كأنّي، وقد جاوزت تسعين حجّة ... خلعت بها عنّي عذار لجام (1)
رمتني بنات الدّهر من حيث لا أرى ... فكيف بمن يرمى، وليس برام؟
فلو أنّها نبل إذا لاتّقيتها ... ولكنّني أرمى بغير سهام
وتزعم بكر بن وائل أنّه أوّل من قال الشعر، وقصّد القصيد. وكان امرؤ القيس بن حجر استصحبه لما شخص إلى قيصر، يستمدّه على بني أسد، فمات في سفره ذلك، فسمّته بكر عمرا الضائع، وهو صاحب امرئ القيس الذي عنى بقوله (2): [من الطويل]
بكى صاحبي لما رأى الدّرب دونه ... وأيقن أنّا لاحقون بقيصرا (3)
فقلت له: لا تبك عينك إنّما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وعمرو هو القائل يبكي شبابه وهو أوّل من بكى عليه (4): [من المنسرح]
لا تغبط المرء أن يقال له ... أمسى فلان لعمره حكما (5)
إن يمس في خفض عيشه فلقد ... أخنى على الوجه طول ما سلما
قد كنت في ميعة أسرّ بها ... أمنع ضيمي، وأهبط العصما (6)
يا لهف نفسي على الشّباب، ولم ... أفقد به إذ فقدته أمما (7)
[3] المرقّش الأكبر: اسمه: عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. وقيل:
اسمه: عوف بن سعد بن مالك. وقالوا: اسمه: ربيعة بن سعد بن مالك. وكان المرقّشان على عهد مهلهل بن ربيعة، وشهدا حرب بكر وتغلب. والأكبر القائل (8): [من السريع]
ليس على طول الحياة ندم ... ومن وراء المرء ما يعلم
[3] شاعر جاهليّ، من المتيّمين الشجعان، عشق ابنة عمّ له اسمها أسماء، وقال فيها شعرا كثيرا. وكان يحسن الكتابة. وتزوّجت عشيقته برجل من بني مراد، فمرض المرقّش زمنا، ثم قصدها، فمات في حيّها نحو سنة 550م / 75ق. هـ. انظر (الأغاني 6/ 144136، والشعر والشعراء ص 141138، والأعلام 5/ 95، وديوان بكر ص 596570، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 332331).
__________
(1) العذار من اللجام: ما تدلّى منه على وجه الفرس.
(2) انظر البيتين في (ديوان امرئ القيس ص 6665).
(3) في ديوانه: «لاحقان». والدّرب: ما بين العرب والعجم.
(4) انظر الأبيات في (ديوان عمرو بن قميئة (الصيرفي) ص 5248و (العطية) ص 4140)، وفيه تقديم وتأخير.
(5) يقول: لا يكون حكما إلّا بعد أن يشيخ.
(6) الميعة: الشباب. والعصم: الوعول.
(7) الأمم: الصغير أو العظيم، من الأضداد. وأراد الصغير.
(8) الأبيات من المفضّليّة (53). انظر (شرح اختيارات المفضل ص 10691052).(1/20)
النّشر مسك والوجوه دنا ... نير، وأطراف الأكفّ عنم (1)
فالدّار وحش، والرّسوم كما ... رقش في ظهر الأديم قلم (2)
[4] المرقّش الأصغر، اسمه: عمرو بن حرملة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة.
وقيل: اسمه: حرملة بن سعد. وقيل: اسمه: ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك.
والمرقّش الأكبر: عمّ المرقّش الأصغر، والأصغر: عمّ طرفة بن العبد، والمرقّش الأصغر أشعرهما، وأطولهما عمرا، وهو القائل (3): [من الطويل]
وما قهوة صهباء كالمسك ريحها ... تعلّ على النّاجود طورا، وتقدح (4)
بأطيب من فيها إذا جئت طارقا ... من اللّيل، بل فوها ألذّ وأنصح (5)
وهو القائل في رواية محمّد بن داود (6): [من الطويل]
أمن حلم أصبحت تنكث واجما ... وقد تعتري الأحلام من كان نائما؟ (7)
فمن يلق خيرا يحمد النّاس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغيّ لائما
[5] طرفة، اسمه: عمرو بن عبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة.
قال أبو سعيد السّكّريّ: اسمه عبيد، ويقال معبد. ولقّب طرفة ببيت قاله. وكنيته أبو إسحاق.
ويقال: أبو سعد. قال ابن دريد: كنية طرفة أبو عمرو، وأمّه: وردة بنت قتادة بن مشنوء بن عمرو بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، قتله المكعبر بالبحرين بكتاب عمرو بن هند، وله بضع وعشرون سنة، وقد روي أنّه لم يبلغ العشرين.
[4] شاعر جاهلي، من أهل نجد، وكان من أجمل الناس وجها، ومن أحسنهم شعرا. وتوفّي نحو سنة 570م / 50ق. هـ.
وقد جمع الدكتور نوري القيسيّ ما وجد من شعره في ديوان. انظر (الأغاني 6/ 159145، والشعر والشعراء ص 144142والأعلام 3/ 16، وديوان بكر ص 569554، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 331329).
[5] شاعر، جاهلي، أشهر شعره معلّقته. وقتل نحو سنة 564م / 60ق. هـ. انظر الأعلام 3/ 225، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 199195).
__________
(1) النشر: الريح. والعنم: نبت يلتوي على الشجر، وهو أخضر تغشاه حمرة، كأنه أطراف الأصابع.
(2) سمّي مرقّشا بهذا البيت. وفيه شبّه آثار الديار الخالية بأثر القلم في الأديم.
(3) البيتان من المفضّلية (56). انظر (شرح اختيارات المفضّل ص 10891077).
(4) في الهامش: «صهباء: عصرت من عنب أبيض. والناجود: الكأس». والقهوة: الخمرة. وتقدح: تغرف.
(5) أنصح: أخلص وأصفى.
(6) البيتان من المفضّلية (57). انظر (شرح اختيارات المفضّل ص 11061094). ورواهما محمد بن داود بن الجراح في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 36).
(7) تنكث: تنقض العهد. والواجم: الحزين. وانتصب (واجما) على الحال.(1/21)
وكان آدم، أزرق، أوقص، أفرع، أكشف، أزور الصّدر، متأثّل (1) الخلق. ويقال: إنه أخرج لسانه، فإذا هو أسود كأنّه لسان ظبي، فأخذه بيده، ثم أومأ بيده إلى رقبته، فقال: ويل لهذا مما يجني عليه هذا، فكان هو الذي جنى عليه، فقتل، وذلك أنه هجا عمرو بن هند، وكان ينادمه هو والمتلمّس والمتلمّس خال طرفة فكتب لهما كتابين إلى المكعبر، يأمره فيهما بقتلهما، فأمّا المتلمّس فإنه خرّق كتابه (2) ونجا بنفسه، ومضى طرفة بالكتاب فقتل. وهو القائل في قصيدة له (3): [من الطويل]
ستبدي لك الأيّام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا استراث الخبر (4) يتمثّل بعجز هذا البيت، من هذه القصيدة. وقد روي لغيره (5):
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى ... تزوّد لأخرى مثلها فكأن قد (6)
وله (7): [من المديد]
للفتى عقل يعيش به ... حيث تهدي ساقه قدمه
أي: له عقل في كلّ وجه توجّه فيه فيما يهوى، وينتفع به. وقال ثعلب: إن اتّجه لجهة صالحة علم أنّ له عقلا، وإن اتّجه لجهة شرّ علم أنّه لا عقل له.
وله (8): [من الطويل]
فوجدي بسلمى فوق وجد مرقّش ... بأسماء إذ لا يستفيق عواذله
لعمري لموت لا عقوبة بعده ... لذي البثّ أشفى من هوى لا يزايله (9)
__________
(1) في الأصل (وفي ك): متأوّل. (فرّاج). وآدم: شديد السّمرة. والأدمة لون العرب. والأوقص: قصير العنق.
والأفرع: غزير الشعر. والأكشف: من الكشف. وهو رجوع شعر القصّة قبل اليافوخ. والعرب تتشاءم بالأكشف.
والأزور: الذي اعوجّ وسط صدره. ومتأثّل الخلق: عظيم الخلق.
(2) خرّق كتابه: مزّقه.
(3) البيت من المعلّقة. انظر (ديوان طرفة بن العبد ص 48).
(4) استراث الخبر: استبطأ وصوله.
(5) لم أقف على البيت في (ديوان طرفة بن العبد). وأخلّ المحقّقان به، فلم يشيرا إليه.
(6) يبقى خلافه: يمكث بعده. وقد: حرف يدلّ على التقريب، وبعده فعل محذوف، أي: فكأن قد مضيت. انظر (الجنى الداني ص 260).
(7) البيت ختام قصيدة له. انظر (ديوان طرفة بن العبد ص 80).
(8) البيتان من قصيدة له. انظر (ديوان طرفة بن العبد ص 124123).
(9) البثّ: الحزن. وقوله: «لا عقوبة بعده» هو أن يتعقّب الرجل، فيؤخذ بما كان قبله من ذنب.(1/22)
[6] عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب بن ربيعة بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
يكنى أبا الأسود. وقيل: أبا عمير. وهو فارس، شاعر، مقدّم، سيّد، أحد فتّاك الجاهلية، ولابنه الأسود شعر، وهو في بيت تغلب. وأمّ عمرو ليلى (1) بنت مهلهل بن ربيعة التّغلبيّ، وبلغ خمسين ومائة سنة، ورأى من ولده، وولد ولده خلقا كثيرا، وكان خطيبا حكيما، وأوصى بنيه عند موته بوصيّة (2) بليغة حسنة. وقصيدته التي أوّلها: [من الوافر]
ألا هبّي بصحنك فاصبحينا (3)
إحدى مفاخر العرب، قام بها خطيبا في فتكه بعمرو بن هند، وقتله. وفيها يقول (4):
بأيّ مشيئة عمرو بن هند ... تطيع بنا الوشاة وتزدرينا (5)
فإنّ قناتنا يا عمرو أعيت ... على الأعداء قبلك أن تلينا
وله في رواية ثعلب من أبيات (6): [من الرمل]
لا تلوميني فإنّي متلف ... كلّ ما تحوي يميني وشمالي
لست إن أطرفت مالا فرحا ... وإذا أتلفته لست أبالي (7)
يخلف المال، فلا تستيئسي، ... كرّي المهر على الحيّ الحلال (8)
وابتذالي النّفس في يوم الوغى ... وطرادي فوق مهري ونزالي
[6] شاعر جاهلي، من أصحاب المعلقات. وكان من أعزّ الناس نفسا. ساد قومه (تغلب)، وهو فتى، وعمّر طويلا، وتوفي نحو سنة 584م / 40ق. هـ. انظر (الأعلام 5/ 84). وله ترجمة وافية بقلم إميل بديع يعقوب. انظر (ديوان عمرو بن كلثوم ص 179). وفي (معجم الشعراء الجاهليين ص 266264) تفصيل لمصادره ومراجعه. وفيه توفي نحو 600م / 20ق. هـ.
__________
(1) في الأصل، والمطبوع ك: «لبنى». والمعروف أنها (ليلى). «والتصويب من الشعر والشعراء». (فرّاج).
(2) انظر وصيّته في (الأغاني 11/ 69).
(3) الصحن: القدح الواسع الضخم. واصبحينا: اسقينا الصبوح. وهو شرب الغداة. والشطر من مطلع معلقته، وعجزه: ولا تبقي خمور الأندرينا.
(4) البيتان من المعلّقة. انظر (ديوان عمرو بن كلثوم ص 79).
(5) عمرو: منصوب على أنّه إتباع لقوله: «ابن هند». والقياس أن يقال: (عمرو بن هند) إلّا أنّ الأوّل أكثر. انظر (شرح القصائد العشر ص 344).
(6) الأبيات في (ديوانه ص 57).
(7) أطرفت مالا: أعطيت مالا، ولم يكن لي.
(8) الحلال: جمع الحلّة، وهم القوم النازلون، والبيوت المجتمعة.(1/23)
وسموّي بخميس جحفل ... نحو أعدائي بحلّي وارتحالي (1)
[7] جهنّام البكريّ، ويقال: جهنّام. واسمه: عمرو بن قطن بن المنذر بن عبدان بن حذافة بن حبيب بن ثعلبة بن سعد بن قيس بن ثعلبة. وهو الذي هاجى أعشى بني قيس بن ثعلبة، وفيه يقول الأعشى (2): [من الطويل]
دعوت خليلي مسحلا، ودعوا له ... جهنّام، جدعا للهجين المذمّم
ومسحل: شيطان الأعشى فيما يقال. ومن قول جهنّام (3): [من المتقارب]
أمجّاع تزعم لو أنّني ... لقيت ابن حوّاء ما ضرّني
بلى، إن يد قبضت خمسها ... عليك مكانا من الأمكن (4)
[8] عمرو بن حلّزة اليشكريّ، أخو الحارث بن حلّزة، قديم. وهو يقول يرثي أخاه (5):
[من الرمل]
يأمن الأيّام مغترّ بها ... ما رأينا قطّ دهرا لا يخون
والملمّات فما أعجبها ... للملمّات ظهور وبطون
هوّن الأمر تعش في راحة ... قلّما هوّنت إلّا سيهون
ربّما قرّت عيون بشجى ... مرمض قد سخنت منه عيون (6)
لا تكن محتقرا شأن امرئ ... ربّما كان من الشّأن شؤون
[7] شاعر جاهليّ، لقبه جهنام. وقيل: جهنّام اسم تابعته من الجنّ. وقيل أيضا: هو أخو هريرة التي كان الأعشى يشبّب بها. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 38، وألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 346)، وديوان بكر ص 486، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 84).
[8] شاعر جاهلي من بني يشكر بن بكر بن وائل. وأخوه الحارث من شعراء المعلقات. وقد توفي الحارث نحو سنة 570م / 50ق هـ. وتوفي عمرو بن حلّزة بعد ذلك، وله ترجمة في (المؤتلف والمختلف ص 125124، وديوان بكر ص 688، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 243242).
__________
(1) الخميس: الجيش الجرّار، له خمس فرق. والجحفل: الجيش الكثير، فيه خيل.
(2) انظر البيت في (شرح ديوان الأعشى ص 350).
(3) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 38).
(4) خمسها: أراد أصابعها. وهي خمس.
(5) الأبيات له من قصيدة في (الحماسة البصرية 2/ 430429). وفيها: «وقيل: بل مصنوعة». وهي عدا الثالث من سبعة في (المؤتلف والمختلف). وفيه: «وأظنّ هذه الأبيات مصنوعة. وهكذا كان يقول الأخفش». ومنها ثلاثة من خمسة لأخي الحارث بن حلّزة في (التذكرة السعديّة ص 235). وأشار محقّقه إلى أن بعضها نسب إلى الحارث بن حلّزة. وليست في ديوانه.
(6) المرمض: الموجع. وسخنت عينه: لم تقرّ.(1/24)
[9] عمرو بن الإطنابة، وهي أمّه، وأبوه عامر بن زيد مناة (1) بن عامر بن مالك، الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. وأمّه: الإطنابة بنت شهاب بن زبّان، من بني القين بن جسر.
وكان أشرف الخزرج، وهو شاعر، فارس، معروف، قديم، خرجت الخزرج معه، وخرجت الأوس وأحلافها مع معاذ بن النّعمان في حرب، كانت بين الأوس والخزرج.
وقيل لحسان بن ثابت: من أشعر النّاس؟ قال: الذي يقول، يعني ابن الإطنابة (2): [من الكامل]
إنّي من القوم الذين إذا انتدوا ... بدأوا بحقّ الله، ثمّ النّائل
انتدوا: جلسوا في النادي. وهي قصيدة. وبعد هذا البيت:
المانعين من الخنا جيرانهم ... والحاشدين على طعام النّازل
والخالطين فقيرهم بغنيّهم ... والباذلين عطاءهم للسّائل
لا يطبعون، وهم على أحسابهم ... يشفون بالأحلام داء الجاهل (3)
القائلين، ولا يعاب خطيبهم ... يوم المقامة بالكلام الفاصل (4)
وقال معاوية: لقد وضعت رجلي في الرّكاب يوم صفّين، وهممت بالفرار، فما منعني من ذلك إلا قول ابن الإطنابة (5): [من الوافر]
أبت لي عفّتي، وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثّمن الرّبيح
وإكراهي على المكروه نفسي ... وضربي هامة البطل المشيح (6)
وقولي كلّما جشأت، وجاشت ... مكانك، تحمدي، أو تستريحي (7)
لأدفع عن مآثر صالحات ... وأحمي بعد عن عرض صحيح
[9] شاعر جاهلي فارس. وفي الرواة من يعدّه من ملوك الحجاز في الجاهلية. ومات نحو سنة 598م / 25ق. هـ. انظر له (الأغاني 11/ 129127، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 7067، ومن نسب إلى أمّه من الشعراء: نوادر المخطوطات 1/ 104103، والأعلام 5/ 80، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 236234).
__________
(1) جاء في الهامش: «ليس عند ابن الكلبيّ بين زيد مناة ومالك عامر».
(2) الأبيات عدا الرابع من قطعة في (شرح المرزوقي ص 16341632).
(3) لا يطبعون: لا تدنس أخلاقهم.
(4) في (شرح المرزوقي): «والقائلين».
(5) الأبيات من قطعة في (الاختيارين ص 160159). وانظر (الوحشيات ص 77، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 68، ومجالس ثعلب ص 67).
(6) المشيح: المجدّ في الأمر.
(7) جشأت النفس: اضطربت من حزن أو فزع. وجاشت: ارتاعت، فهمّ صاحبها بالفرار.(1/25)
[10] معقّر البارقيّ. قيل: اسمه عمرو بن سفيان بن حمار بن الحارث بن أوس. وبارق من الأزد. وقيل: اسمه سفيان بن أوس بن حمار.
وهو جاهليّ، سمّي معقّرا بقوله في قصيدته المشهورة (1): [من الطويل]
لها ناهض في الوكر قد مهدت له ... كما مهدت للبعل حسناء عاقر (2)
وفيها يقول:
فجئنا إلى جمع كأنّ زهاءه ... جراد هفا من هبوة متطاير (3)
تهيّبك الأشفار من خشية الرّدى ... وكم قد رأينا من رد لا يسافر
وخبّرها الورّاد أن ليس بينها ... وبين قرى نجران، والدّرب، كافر (4)
فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر (5)
أنشدت هذا البيت عائشة رضي الله عنها لمّا بلغها موت عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه.
[11] عمرو بن الحارث بن مضامن (6) بن عمرو بن غالب، الجرهميّ.
[10] شاعر يمانيّ، من فرسان قومه في الجاهلية. شهد يوم جبلة، وعمي في أواخر عمره، وتوفي نحو سنة 580م / 45ق. هـ. انظر له: (من اسمه عمرو من الشعراء ص 7170، والمؤتلف والمختلف ص 128127، والأنس والعرس ص 368ومجالس ثعلب ص 287و 598597، وقصائد جاهلية نادرة ص 116105، والأعلام 7/ 270، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 344343).
[11] من ملوك قحطان في الحجاز، في العصر الجاهلي القديم، تولّى مكّة بعد خروج أبيه منها. وكان ملكه ضعيفا، ولم تطل مدّته، ومات بمكّة. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 8584، والأعلام 5/ 75). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
__________
(1) انظر القصيدة في (الأغاني 11/ 166164). وقد أنشدها يوم جبلة، وذلك قبل الإسلام بتسع وخمسين سنة. وانظر أيضا (من اسمه عمرو من الشعراء ص 7170، وقصائد جاهلية نادرة ص 111109، والحماسة البصرية 1/ 76).
(2) الناهض: فرخ الطائر الذي قدر على الطيران. وخصّ العاقر لأنها أقلّ دلّا على الزوج من الولود.
(3) هفا: أسرع وسقط. والهبوة: الغبرة. وفي البيت مبالغة فقد كان مع الفريقين نحوا من أربعين فارسا. انظر (من اسمه عمرو من الشعراء ص 71).
(4) نسب هذا البيت والذي يليه إلى راشد بن عبد ربّه من أبيات، أنشدها حين وجهه الرسول صلّى الله عليه وسلّم أميرا على القضاء والمظالم في نجران. انظر (العقد الفريد 2/ 5251) ومضمون البيتين يرجّح أنهما لراشد. ورواية العقد: «وبين قرى بصرى ونجران كافر». والدرب ما بين بلاد العرب والعجم.
(5) نسب البيت في (الإصابة 2/ 361) لراشد بن عبد ربّه السلمي. وفيه: «وقال المدائني: هو صاحب البيت المشهور، وهو هذا: فألقت».
(6) كذا في الأصل والمطبوع. والمشهور مضاض.(1/26)
أحد المعمّرين القدماء، وهو القائل لما أجلتهم خزاعة عن الحرم وكانوا ولاة البيت بعد نبت بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام (1): [من الطويل]
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا ... أنيس، ولم يسمر بمكّة سامر
بلى، نحن كنّا أهلها، فأبادنا ... صروف اللّيالي، والجدود العواثر (2)
ويقال: إنّه مدّ له في العمر إلى أن أدرك الإسلام، وقال (3): [من البسيط]
يا أيّها النّاس، سيروا إنّ قصركم ... أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا (4)
كنّا أناسا كما كنتم، فغيّركم ... دهر، فأنتم كما كنّا تصيرونا
[12] عمرو بن عديّ بن نصر اللّخميّ. وهو عمرو بن عديّ بن نصر بن ربيعة بن مالك بن الحارث بن عمرو بن نمارة بن لخم. قال أبو عبيدة: هذا نسبة أهل اليمن، وأمّا ما يقول علماؤنا فيقولون: نصر بن السّاطرون بن أسيطرون: ملك الحضر، وهو الجرمقانيّ، من أهل الموصل، من رستاق باجرمى.
وعمرو هو أوّل ملوك الحيرة، ملك بعد خاله جذيمة الأبرش، وعمرو هو قاتل الزّباء واسمها نائلة بنت عمرو بن ظرب، من العماليق وعمرو هو أبو ملوك الحيرة بأسرهم، وآخرهم النّعمان بن المنذر الذي قتله كسرى، وتملّك على الحيرة إياس بن قبيصة.
وعمرو هو القائل، وهو صبيّ، لخاله جذيمة وقد تبدّى، فأقبل عمر، والصّبيان معه، من خول جذيمة، يجنون الكمأة، فيأكل الصبيان خيار ما يجنون، ويدفعون إلى جذيمة رذالته، وجعل عمرو يدفع إليه ما يجنيه على حاله، ولا يأكل منه شيئا، ويقول (5): [من مشطور السريع]
هذا جناي وخياره فيه ... إذ كلّ جان يده إلى فيه
[12] شاعر وملك جاهلي قديم. أقام في الحيرة، واستمرّ في حكمه لها مدّة طويلة. وقد تعدّدت الأقوال في ذلك، ونوقشت في (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 158154) وذهب صاحبه إلى أن صاحب الترجمة توفي نحو سنة 300م. وانظر أيضا (معجم الشعراء الجاهليين ص 257).
__________
(1) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء). وهما من قصيدة مشهورة له في (معجم البلدان: مكّة، واسط)، وتنسب أيضا إلى مضاض بن عمرو الجرهمي. انظر (الأغاني 15/ 10، 2116، وسيرة ابن هشام 1/ 106).
(2) الجدود: الحظوظ.
(3) البيتان من قطعة نسبت في (الأغاني 15/ 18) إلى مضاض بن عمرو الجرهميّ. وهما مع ثالث في (سيرة ابن هشام 1/ 107) لعمرو بن الحارث. وفيه: «قال ابن هشام: هذا ما صحّ له منها. وحدّثني بعض أهل العلم بالشعر: أن هذه الأبيات أوّل شعر قيل في العرب، وأنها وجدت مكتوبة في حجر باليمن، ولم يسمّ لي قائلها».
(4) قصركم: نهايتكم ومآلكم.
(5) الشطران في (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 160). وانظر أيضا (مجمع الأمثال 2/ 138).(1/27)
وتمثّل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بهذا البيت، عند قسمته ما كان في بيت المال. وعمرو هو القائل في رواية المفضّل (1): [من الوافر]
صددت الكأس عنّا أمّ عمرو ... وكان الكأس مجراها اليمينا
وما شرّ الثّلاثة أمّ عمرو ... بصاحبك الذي لا تصبحينا
[13] عمرو بن هند، مضرّط الحجارة، الملك. وهند أمّه، وأبوه: المنذر بن امرئ القيس بن النّعمان بن امرئ القيس، البدن (2) بن عمرو بن امرئ القيس، البدن بن عمرو بن عديّ بن نصر اللّخميّ، هكذا نسبه ابن الكلبيّ، وأبو سعيد السّكّريّ. وقال أبو عبيدة والمدائني: هو عمرو بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عديّ بن نصر، وأمّه: هند بنت الحارث بن عمرو ابن حجر، آكل المرار الكنديّ، ملك اليمن، غلبت على اسم أبيه، فنسب إليها، وهي عمّة امرئ القيس بن حجر الشّاعر.
وأبوه: المنذر بن ماء السّماء. وهي بنت عوف بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن الضّحيان وهو عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم مناة بن النّمر بن قاسط. وإنّما سمّيت بماء السّماء لحسنها.
ولقّب عمرو بن هند مضرّط الحجارة لشدّة ملكه وخشونته. وقتله عمرو بن كلثوم التغلبيّ.
وعمرو بن هند هو الأكبر، وهو محرّق، وهو القائل عند إيقاعه ببني تميم: [من الطويل]
أبأنا بحسّان فوارس دارم ... فأبررت منهم ألوة لم تقطّب (3)
تحشّ لهم ناري، كأنّ رؤوسهم ... قنافذ، في أضرامها، تتقلّب
وفت مائة من أهل دارم عنوة ... ووفّاهموها البرجميّ المخيّب (4)
[13] ملك بعد أبيه، واشتهر في وقائع كثيرة مع الروم والغسانيين وأهل اليمامة. وهو صاحب صحيفة المتلمّس، وقاتل طرفة بن العبد، هابته العرب، وأطاعته القبائل، وقتله عمرو بن كلثوم نحو سنة 45ق. هـ. انظر (الأعلام 5/ 86 ومعجم الشعراء الجاهليين ص 272271).
__________
(1) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 72). وجاء في الهامش: «البيتان يرويان في قصيدة عمرو بن كلثوم».
وهما في معلّقته. انظر (شرح القصائد العشر ص 323322). وقيل: إن البيتين لعمرو بن معديكرب الزبيدي.
انظر (الأغاني 15/ 304). ولذلك تفصيل في (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 162159).
(2) البدن: المسنّ من الوعول، والدرع من الزرد. وبدن الرجل: نسبه وحسبه.
(3) في البيت إقواء. أو لعلّه: لا تقطب. (فرّاج). ودارم: بطن من تميم. والألوة: اليمين. ولم تقطّب: لم تخلط.
وكان عمرو بن هند آل على نفسه أن يحرق من بني حنظلة التميميين مائة رجل لقتلهم ابنه مالكا. وقيل: قتلوا أخاه. ولعلّه حسان المذكور في البيت. انظر الخبر في (الأغاني 22/ 195192).
(4) البراجم: من بني حنظلة من تميم. والبرجميّ المذكور رأى الدخان الذي سطع من حرق عمرو للدارميّين، فظنّه دخان طعام، فجاء إلى عمرو، فرمى به في النار، وقال: إنّ الشّقيّ وافد البراجم، فذهب قوله مثلا لمن يوقع نفسه في المهالك. انظر (الأغاني 22/ 194).(1/28)
[14] عمرو بن أمامة اللّخميّ. وهو عمرو الأصغر، وهو أخو عمرو بن هند، وأبوهما:
المنذر بن امرئ القيس، وأمه: أمامة بنت سلمة بن الحارث الكنديّ، عمّ امرئ القيس. مات أخوه المنذر بن المنذر بن امرئ القيس، وكان ملك الحيرة، وملك بعده أخوه عمرو، الأكبر بن هند، وهي عمّة أمامة، أمّ عمرو الأصغر، فردّ عمرو بن هند إلى أخيه لأبيه وأمّه قابوس بن المنذر أمر البادية، ولم يردّ إلى عمرو بن أمامة شيئا، فقال ابن أمامة (1): [من مجزوء الكامل]
ألإبن أمّك ما بدا ... ولك الخورنق والسّدير (2)
فلأمنعنّ منابت الض ... ضمران إذ منع القصور (3)
بكتائب تردي كما ... تردي إلى الجيف النّسور
إنّا بني العلّات تق ... ضى دون شاهدنا الأمور (4)
ثمّ خرج مغاضبا لأخيه، وقصد اليمن، فأطاعته مراد، وأقبل بها، يقودها نحو العراق حتى إذا سار بها ليالي تلاومت مراد بينها، وكرهت المسير معه، وثار به المكشوح وهو هبيرة بن يغوث فقتله (5)، فلما أحيط به ضاربهم بسيفه حتى قتل، وقال (6): [من مشطور الرجز]
لقد عرفت الموت قبل ذوقه ... إنّ الجبان حتفه من فوقه
كلّ امرئ مقاتل عن طوقه ... كالثّور يحمي جلده بروقه (7)
تمثّل بهذا عامر بن فهيرة، الشّهيد رحمه الله يوم بئر معونة، حين هاجروا إلى المدينة، فاجتووها (8).
[14] ملك، وشاعر جاهلي، نسب إلى أمّه تمييزا له عن أخيه عمرو بن هند. قتل نحو سنة 40ق. هـ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 6665، والمناقب المزيدية ص 444442، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 236).
__________
(1) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 65، والمناقب المزيديّة ص 442). ونسب الثاني والثالث منها لطرفة بن العبد. انظر (ديوان طرفة بن العبد ص 40).
(2) الخورنق والسدير: قصران قريبان من الحيرة.
(3) في ك «الضمر». تصحيف. والضمران: واد بنجد. والضمران أيضا: صنف من الشجر.
(4) في ك «نقضي». تصحيف. وبنو العلّات: بنو رجل واحد من أمهات شتّى.
(5) في الاشتقاق: عمرو بن مامة، وقاتله جعيد (فرّاج). واسم قاتله في (المناقب المزيديّة ص 443) هو: جعيل بن الحارث.
(6) الرجز في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 66، والمناقب المزيديّة ص 442، واللسان: طوق، ومجمع الأمثال 1/ 10).
(7) طوقه: عنقه، وطاقته. وهي أقصى غايته. روقه: قرنه.
(8) نسب الرجز لعامر بن فهيرة في (سيرة ابن كثير 2/ 316، والإصابة 3/ 482واللسان: روق). واجتووها: كرهوا المقام بها، وإن كانوا في نعمة.(1/29)
[15] عمرو بن الحارث بن عمرو، أبو شرحبيل الكنديّ. قال محمّد بن داود: قال يرثي شراحيل (1) بن الحارث، المقتول بالكلاب، وقتلته تغلب (2): [من الخفيف]
إنّ جنبي عن الفراش لنابي ... كتجافي الأسرّ فوق الظّراب (3)
وهي أبيات تروى لأخيه معدي كرب بن الحارث. وهو الصّحيح.
[16] عمرو بن حنيّ التغلبيّ. فارس جاهليّ مذكور. يقول في قتلهم عمرو بن هند، في رواية محمّد بن داود (4): [من الطويل]
نعاطي الملوك الحقّ ما قصدوا بنا ... وليس علينا قتلهم بمحرّم (5)
أنفت لهم من عقل عمرو بن مرثد ... إذا وردوا ماء، ورمح ابن هرثم
وكنّا إذا الجبّار صعّر خدّه ... أقمنا له من ميله، فتقوّم (6)
قال: يريد: فتقوّم أنت. وهذا البيت يروى من قصيدة المتلمّس التي أوّلها (7):
يعيّرني أمّي رجال ولن ترى ... أخا كرم إلّا بأن يتكرّما
وبعده البيت، وآخره:
أقمنا له من ميله، فتقوما
وأبو عبيدة وغيره يروون هذه الأبيات لجابر بن حنيّ التغلبيّ.
[15] من ملوك كندة وشعرائها في الجاهلية. توفي نحو سنة 569م / 55ق. هـ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 6766، واللسان: سرر، ظرب، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 241).
[16] شاعر جاهلي، مات بعد مقتل عمرو بن هند سنة 579م / 45ق. هـ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 5352ومعجم الشعراء الجاهليين ص 244243). وذكر محقق (من اسمه عمرو) أن له بحثا بعنوان «عمرو بن حنيّ بين إثباته وإنكاره». وجاء في هامش الأصل: «رأيت في كتاب المجاز لأبي عبيدة: عمرو بن حبيّ التغلبي.
وقد نقل من خطّ أبي إسحاق الحربيّ. وقال قرأته على المبرّد كذا. وصوابه عمرو بن حنيّ».
__________
(1) في ف «شرحبيل». وفي المصدر الذي نقل عنه المؤلف (شراحيل). وثمة مصادر تقول إن المقتول شرحبيل بن الحارث. انظر (معجم البلدان: الكلاب، والأغاني 12/ 247).
(2) البيت من قطعة في (من اسمه عمرو من الشعراء). وتنصّ أكثر المصادر على أن البيت من شعر لمعديكرب بن الحارث. المعروف بغلفاء. انظر (الأغاني 12/ 249، والوحشيات ص 134133، واللسان: ظرب).
(3) الأسرّ: الذي به الضّبّ. وهو ورم يكون في جوف البعير. والظّراب: جمع الظّرب. وهو ما نتأ من الحجارة، وحدّ طرفه.
(4) الأبيات عدا الثاني في (من اسمه عمرو من الشعراء). وهي من المفضّليّة (41) منسوبة إلى جابر بن حنيّ التغلبي.
انظر (شرح اختيارات المفضل ص 956940).
(5) ما قصدوا: مدّة قصدهم. والقصد: استقامة الطريق. أراد: مدّة عدلهم.
(6) الجبّار: أراد الملك. وصعّر خدّه: أماله إعراضا وتكبّرا.
(7) انظر القصيدة في (ديوان شعر المتلمس ص 4014) وجاء البيت المذكور سابعا.(1/30)
[17] عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. هو المشهور بكرم الأولاد السادة الفرسان. وفيه يقول طرفة بن العبد (1): [من الطويل]
فلو شاء ربّي كنت قيس بن خالد ... ولو شاء ربّي كنت عمرو بن مرثد
يريد قيس بن خالد بن ذي الجدّين:
فأصبحت ذا مال كثير، وزارني ... بنون، كرام، سادة لمسوّد
ومن قول عمرو (2): [من الوافر]
لعمر أبيك ما مالي بنحل ... ولا طهف، يطير به الغبار (3)
الطّهف: طعام يشبه الذّرة. وقال كيسان: هو التّبن.
ويروى له وقيل: هي لجدّه سعد بن مالك (4): [من مجزوء الكامل]
يا بؤس للحرب التي ... وضعت أراهط، فاستراحوا
وله يمدح الأحوص بن جعفر بن كلاب العامريّ واسم الأحوص ربيعة: [من الطويل]
أتاها من الأنباء أنّ ابن جعفر ... ربيعة لم يخضر خضارة ملبد (5)
أجادت به إحدى غنيّ لجعفر ... إذا طرقت إحدى اللّيالي بمربد (6)
[18] ذو الكفّ الأشلّ، واسمه عمرو بن عبد الله بن حنيف بن ثعلبة بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. يكنى أبا جلّان. فارس جاهليّ. يقول في فرسه (7): [من الطويل]
[17] شاعر جاهليّ، من سادة ربيعة وفرسانها. وبه يضرب المثل في كرم الأولاد السادة ونجابتهم. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 4039، والأعلام 5/ 85، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 268وديوان بني بكر ص 551).
هذا، وفي الإسلام عمرو بن مرثد، من بني سعد بن مالك. قتل في فتنة عبد الله بن الزبير. انظر (أنساب الأشراف 10/ 291290وديوان بني بكر ص 538).
[18] شاعر جاهلي. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 4140، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 138، وديوان بني بكر ص 538).
__________
(1) البيتان من معلقة طرفة. انظر (شرح القصائد العشر ص 138137).
(2) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء). وهو في (اللسان والتاج: طهف) غير منسوب.
(3) النّحل: العطاء بلا عوض. ورواية اللسان والتاج: «بنخل».
(4) البيت من شعر لعمرو في (من اسمه عمرو من الشعراء) وفيه: «ويروى لجدّه سعد بن مالك. والبيت مطلع قصيدة في (الأغاني 5/ 51) لسعد بن مالك يحضّض فيها الحارث بن عباد على محاربة تغلب.
(5) ربيعة: اسم الأحوص. ويخضر: ينعم بالخضرة. والملبّد من الإبل: الذي على عجزه لبدة من ثلطة وبوله. ومن المجاز: فلان أخضر القفا: يعنون أنّه ولدته سوداء. ولعلّه أراد رجلا بالذمّ.
(6) إحدى غنيّ: أراد أمّ الأحوص. وهي بنت رياح بن الأشلّ الغنويّة. وطرقت الناقة: ضربها الفحل. واستعير الطرق للنساء. والمربد: كالحجرة في البيوت، وفضاء وراءها يرتفق به.
(7) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).(1/31)
أمن دعة، شهرين عضّ رباطه ... ونازع أطراف الجلال المزرّر؟
فأبشر بربّ لا تعرّى جياده ... وحرب تلظّى كالحريق المسعّر
وله وتوعّدته بنو حنيفة (1): [من الطويل]
حنيفة، مهلا، تنذرون دماءنا ... على أن تقيلانا قتيلا بني أسد (2)
ونحن مصادير الطّعان إذا دعا ... ضبيعة داعيها، أسنّتها قصد (3)
إذا الخيل خامت، واقشعرّت جلودها ... بسير، فيغشاها الأسنّة بالقدد (4)
سيمنع أخرى الحقّ منكم فوارس ... إذا فزعوا لم يشددوا حزم البرد (5)
[19] ابن زيّابة، واسمه عمرو بن الحارث بن همّام. وهو من بني تيم الله بن ثعلبة. وقيل:
اسمه سلمة بن ذهل. وهو جاهليّ. وقيل: ابن زبابة. والزّبابة: فأرة من فئران الحرّة. وله يقول الحارث بن همّام (6): [من السريع]
أيا ابن زيّابة، إن تلقني ... لا تلقني في النّعم العازب (7)
أي: لا تلقني فيها راعيا.
وتلقني يشتدّ بي أجرد ... مستقدم البركة كالرّاكب (8)
فأجابه ابن زيّابة (9): [من السريع]
[19] شاعر جاهلي، وعرف بنسبته إلى أمّه. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 4341) وفيه: «عمرو بن الحارث بن همّام. يلقب ابن زبابة». وقد استقصى المحقق الأقوال في لقبه. وجاء في هامش الأصل: «زيّابة بوزن فعّالة. مشدّدة. قال الوزير المغربيّ: كذا قرأنا على جماعة من الأشياخ. وروى محمد بن داود بن الجراح عن رجاله أن زبابة بوزن فعالة خفيفا. والزبابة: الفأرة. وفي المثل: أيسر من زبابة. يعنون به الفأرة. ولا أحسب أبا عبد الله، محمد بن داود إلّا وقد أوهم في هذه اللفظة لأنّ الرجل يقول في شعره:
أنا ابن زيّابة إن تدعني ... آتك، والظّنّ على الكاذب».
وانظر له أيضا (الأعلام 5/ 84، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 158).
__________
(1) في ك (وله في توعداته بني حنيفة). تصحيف.
(2) لعلّ الصواب: «تقيلونا قتيلي».
(3) مصادير الطعان: المسرعون إليه. والأسنّة القصد: المستوية نحو الأعداء، تصيب مقاتلهم.
(4) خامت الخيل: نكصت وجبنت. والقدد: الفرق. جمع قدّة. وأراها بمعنى المقدّة، وهي حديدة يقدّ بها الجلد.
(5) البرد: جمع بردة. وهي ثوب مخطط، يلتحف به.
(6) البيتان في (شرح) المرزوقي ص 146، وشرح الأعلم ص 136).
(7) النعم: الإبل. العازب: بعيد المطلب.
(8) أجرد: قصير الشعر. والبركة من الفرس: صدره.
(9) الأبيات في (شرح المرزوقي ص 148147، وشرح الأعلم ص 137136).(1/32)
يا لهف زيّابة للحارث الص ... ابح، فالغانم، فالغائب (1)
والله لو لاقيته خاليا ... لآب سيفانا مع الغالب
أنا ابن زيّابة إن تدعني ... آتك، والظّنّ على الكاذب (2)
وله في رواية ابن الأعرابيّ (3): [من السريع]
نبّئت لأيا عارضا رمحه ... في سنة، يوعد أخواله (4)
وتلك منه غير مأمونة ... أن يفعل الشّيء إذا قاله
إنّي وأخوالي بني عائش ... كاللّيث، إذ يمنع أشباله
إنّك يا عمرو وترك النّدى ... كعبد إذ قيّد أجماله
[20] عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد الله بن عصم بن عمرو بن زبيد، وهو منبّه بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبّه بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك وهو مذحج بن أدد بن زيد بن كهلان (5) بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وعمرو يكنى أبا ثور، وأصيبت عينه يوم اليرموك، وهو من فحول الفرسان والشعراء.
وروى أبو عمرو بن العلاء قال (6): لا نفضّل على عمرو فارسا في العرب.
وهو مخضرم، أسلم في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ ارتدّ مع مرتدّي اليمن، وحارب عمّال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم باليمن، ثم عاد إلى الإسلام، وشهد الفتوح، وحسن بلاؤه فيها. وكان معروفا بالكذب فيما يخبر به من وقائعه مع العرب. وهو القائل (7): [من الوافر]
إذا لم تستطع شيئا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع
ويروى أنّ أبا بكر رضي الله عنه استنشد عمرو بن معدي كرب، وقال: أنت أوّل من [20] من فرسان العرب وشعرائهم في الجاهلية والإسلام. توفي سنة 21هـ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 143140، والأعلام 5/ 86). وقد جمع شعره مطاع الطرابيشي، وقدّم له بترجمة وافية. انظر (شعر عمرو بن معديكرب ص 3012، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 340338).
__________
(1) في (شرح المرزوقي): «فالآيب».
(2) في ك «زبابة». تصحيف.
(3) الأول والثاني من قطعة له في (شرح المرزوقي ص 145142). وانظر (شرح الأعلم ص 285284).
(4) عرض رمحه وعرّضه: نصبه، وأعدّه للطعان. والسنة: النعاس. وهو فتور يسبق النوم.
(5) في الهامش: «صوابه: زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان». وكذلك جاء في (جمهرة أنساب العرب ص 407).
(6) في الأصل والمطبوع: «أنه قال». وبحذف (أنّه) يستقيم الكلام.
(7) انظر البيت في (شعر عمرو بن معديكرب ص 135).
سألته في الإسلام. ومات عمرو بالفالج، في زمن عثمان بن عفّان، وخرج يريد الرّيّ، فمات بروذة، وجاوز المائة سنة. يقال: بعشرين. ويقال: بخمسين. وهو القائل لقيس بن المكشوح المراديّ (1): [من الوافر](1/33)
سألته في الإسلام. ومات عمرو بالفالج، في زمن عثمان بن عفّان، وخرج يريد الرّيّ، فمات بروذة، وجاوز المائة سنة. يقال: بعشرين. ويقال: بخمسين. وهو القائل لقيس بن المكشوح المراديّ (1): [من الوافر]
أريد حباءه، ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد (2)
وتمثّل به عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه لمّا رأى عبد الرحمن بن ملجم المراديّ.
وله (3): [من الوافر]
أعاذل، شكّتي بدني ورمحي ... وكلّ مقلّص سلس القياد
الشّكّة: السّلاح، والبدن: الدّرع، والمقلّص (4): المشمّر. يعني الفرس.
أعاذل، إنّما أفنى شبابي ... ركوبي في الصّريخ إلى المنادي
ويبقى بعد حلم القوم حلمي ... ويفنى قبل زاد القوم زادي
وله (5): [من الطويل]
ظللت كأنّي للرّماح دريئة ... أقاتل على أحساب جرم، وفرّت
وجاشت إليّ النّفس أوّل مرّة ... فردّت إلى مكروهها، فاستقرّت (6)
[21] عمرو بن حممة بن رافع بن الحارث الدّوسيّ. من الأزد، أحد حكّام العرب في الجاهلية، وأحد المعمّرين. يقال: إنّه عاش ثلاثمائة وتسعين سنة، ويقال: إنّه هو ذو الحلم الذي ضرب به العرب المثل، فقال الحارث بن وعلة الذّهليّ (7): [من الكامل]
وزعمت أنّا لا حلوم لنا ... إنّ العصا قرعت لذي الحلم
[21] قيل: أدرك ابن حممة عصر النبوّة، ووفد على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. والصحيح أنه مات قبل الإسلام، ويدل على ذلك رثاء عتيك بن قيس الجاهلي له في شعر نجده في ترجمة عتيك (405). وانظر له (الأعلام 5/ 77ومعجم الشعراء الجاهليين ص 243والإصابة 4/ 516515).
__________
(1) انظر البيت في (شعر عمرو بن معديكرب ص 92و 96).
(2) الحباء: العطاء. وعذيرك: مصدر منصوب، نائب عن الفعل. يقول: من يعذرني منه؟
(3) الأبيات من قصيدة له. انظر (شعر عمرو بن معديكرب ص 9791).
(4) في ك «والمقلّس». وفرس مقلّص: طويل القوائم، منضم البطن.
(5) البيتان من قصيدة له. انظر (شعر عمرو بن معديكرب ص 5554). وهما من شعره المختار. والبيت الأوّل من أمضّ ما هجي به أحد والبيت الثاني من أصدق ما قاله فارس. انظر (من اسمه عمرو من الشعراء ص 143).
(6) جاشت النفس: حميت من الفزع، وارتفعت.
(7) الحارث بن وعلة الذهلي: جاهلي، له ذكر في يوم ذي قار. انظر (الأغاني 24/ 5756). والشطر الثاني في (الإصابة 4/ 516)، وفيه: «إنّ العصا قرعت لذي الحكم». وانظر «حماسة البحتري ص 23» وكتاب العصا: نوادر المخطوطات 1/ 207والمعمرون والوصايا ص 58، وشرح المرزوقي ص 206205).(1/34)
وقال الفرزدق (1): [من الطويل]
وإن أعف أستبقي حلوم مجاشع ... فإنّ العصا كانت لذي الحلم تقرع
وقال آخر (2): [من الطويل]
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علّم الإنسان إلّا ليعلما
وعمرو هو القائل (3): [من الطويل]
كبرت، وطال العمر منّي كأنّني ... سليم أفاع، ليله غير مودع
فما السّقم أبلاني، ولكن تتابعت ... عليّ سنون من مصيف ومربع
ثلاث مئين من سنين كوامل ... وها أنا هذا أرتجي مرّ أربع
فأصبحت بين الفخّ في العشّ ثاويا ... إذا رام تطيارا يقال له: قع (4)
أخبّر أخبار السّنين التي مضت ... ولابدّ يوما أن يطار بمصرعي
[22] عمرو بن عبد الجنّ التنوخيّ. جاهليّ قديم، خلف على ملك جذيمة الأبرش بعد قتله، فنازعه عمرو بن عديّ اللّخميّ وهو ابن أخت جذيمة وغلبه على الأمر (5)، وفي ذلك يقول عمرو بن عديّ (6): [من الطويل]
دعوت ابن عبد الجنّ للسّلم بعدما ... تتابع في غرب السّفاه، وكلسما (7)
فلمّا ارعوى عن ضرّنا في اعتزامه ... مريت هواه مري أخّ أو ابنما (8)
فقال ابن عبد الجنّ (9): [من الطويل]
[22] فارس، من شعراء الجاهلية وأمرائها خلف جذيمة الأبرش على ملكه بعد قتله نحو سنة 366ق. هـ، ونازعه عمرو بن عدي، فانتزع منه الملك. انظر له (الأعلام 5/ 80ومعجم الشعراء الجاهليين ص 255254)، وترجم له في (الشعراء الجاهليين الأوائل ص 163162) وذكر أنه كان في الثلث الأخير من القرن الثالث الميلادي.
__________
(1) البيت في (شرح ديوان الفرزدق ص 503).
(2) البيت للمتلمّس الضّبعي. انظر (ديوان شعر المتلمّس ص 26). وأراد بذي الحلم عامر بن الظّرب العدوانيّ.
(3) الأبيات لعامر بن الظّرب العدوانيّ في (مجمع الأمثال 1/ 39).
(4) لعلّها (مثل الفرخ). وفي الإصابة: بين الفخّ والعشّ (فرّاخ).
(5) في ك «وعليه ولي الأمر». تصحيف.
(6) البيتان له في تاريخ الطبري 1/ 622. وينظر الشعراء الجاهليون الأوائل ص 160159.
(7) غرب السفاه: حدّة الجهل والطيش. وكلسم: تمادى كسلا عن قضاء الحقوق، وذهب في سرعة.
(8) في ك «عن صدّنا باغترابه». وارعوى: كفّ ورجع. ومريت هواه: استخرجته. وروي (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 159) مري أمّ، ومري آم.
(9) انظر الشعر والخبر في (تاريخ الطبري 1/ 622621). والبيتان مع ثالث في (الحماسة البصرية 1/ 80والمناقب المزيديّة ص 105واللسان: أبل) لابن عبد الجنّ، وفي (معجم البلدان: نسر) للأخطل التغلبي، ولم أجده في (شعر الأخطل). وانظر الشعر وتخريجه في (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 165164).(1/35)
أما ودماء مائرات، تخالها ... على قلّة العزّى أو النّسر عندما (1)
وما قدّس الرّهبان في كلّ هيكل ... أبيل الأبيليّين عيسى بن مريما (2)
[23] أربد أخو لبيد بن ربيعة الشاعر لأمّه. واسم أربد عمرو بن قيس بن جذيمة بن جزء بن خالد بن جعفر. وفد أربد مع عامر بن الطّفيل إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكانا أسرّا في نفوسهما (3)
بكفرهما ما منعهما الله عزّ وجلّ منه، فانصرفا يتوعّدان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (4) فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليهما، فأرسل الله على أربد في طريقه صاعقة، فأحرقته. ورثاه لبيد بقصيدته التي يقول فيها (5): [من المنسرح]
أخشى على أربد الحتوف ولا ... أخاف نوء السّماك والأسد
ومات عامر بن الطّفيل في طريقه منصرفا بالغدّة.
وسمّي أربد بقوله (6): [من الطويل]
قل لقريش: تبلغوا رأس حيّة ... تدلّى عليهم من تهامة، أربد (7)
[24] عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم التّميميّ. يكنى أبا شريح. جاهليّ قديم، يقول لدختنوس بنت لقيط بن زرارة، وقتل أبوها يوم الشّعب (8): [من مشطور الرجز]
يا ليت شعري عنك دختنوس ... إذا أتاها الخبر المرموس (9)
[23] أخو لبيد بن ربيعة لأمّه. وكان فارسا من فرسان بني عامر، ومقاتليهم الأشداء، وزعمائهم البارزين. وهو شاعر مقلّ. توفي سنة 9هـ. انظر له (أشعار العامريين الجاهليين ص 1716، وسيرة ابن هشام 4/ 159158).
[24] فارس تميم في الجاهلية. كان حيّا قبل الإسلام بنحو 57سنة. انظر له (جمهرة أشعار العرب ص 232، والأغاني 11/ 140، 150، والبرصان والعرجان ص 164، وأسماء خيل العرب ص 86، وأنساب الأشراف 11/ 63ومعجم الشعراء الجاهليين ص 259).
__________
(1) مار الدم على وجه الأرض: انصبّ، فتردّد عرضا. والعزى ونسر: من أصنام الجاهلية. والعندم: شجر أحمر.
(2) الأبيل: رئيس النصارى. وقيل: هو الراهب.
(3) العرب قد تجعل النفس التي يكون بها التمييز نفسين، وذلك عند الإقدام على أمر مكروه فجعلوا التي تأمره نفسا، والتي تنهاه كأنها نفس أخرى. ولعلّ المؤلّف استبدل بنفسيهما نفوسهما لذلك.
(4) سقط من ك من قوله (وكانا) حتى قوله (فدعا).
(5) انظر البيت في (شرح ديوان لبيد 158) والسماك: نجم نيّر. والأسد: أحد بروج السماء.
(6) البيت في (أشعار العامريين الجاهليين ص 80) نقلا عن معجم المرزباني.
(7) الأربد: ضرب خبيث من الحيّات. وأربد: نعت لحيّة. وضبطت بالرفع في (أشعار العامريين الجاهليين)، والجرّ أولى.
(8) يوم شعب جبلة: كان قبل الإسلام بنحو 57سنة. ونسب الشعر في (الأغاني 11/ 150) إلى لقيط، والدها وكانت تحت عمرو بن عمرو بن عدس.
(9) الخبر المرموس: المكتوم.(1/36)
أتحلق القرون أم تميس؟ ... لا، بل تميس، إنّها عروس (1)
وكان عمرو أبرص، وفيه يقول جرير (2): [من الكامل]
هل تعرفون على ثنيّة أقرن ... أنس الفوارس يوم شلّ الأسلع (3)
الأسلع: هو عمرو بن عمرو، وأنس الفوارس هو أنس بن زياد العبسيّ، وهو قاتل عمرو بن عمرو.
[25] أشعر، الرّقبان الأسديّ. اسمه: عمرو بن حارثة بن ناشب بن سلامة بن الحارث بن سعد بن مالك بن ثعلبة (4) بن داودن بن أسد. وقيل: هو من بني سواءة (5) بن الحارث بن سعد بن مالك بن ثعلبة. قتل عمرو بن هند أخاه، فسرق ابنين له، فذبحهما، وقال (6): [من الكامل]
إنّا كذلك كان عادتنا ... لم نغض من ملك على وتر
ونزل برضوان الأسديّ، فلم يقره، فقال أشعر الرّقبان (7): [من المتقارب]
تجانف رضوان عن ضيفه ... ألم تأت رضوان منّي النّذر؟
وقد علم المعشر الطارقون ... بأنّك للضّيف جوع وقر (8)
وأنت مليخ كلحم الحوار ... فلا أنت حلو، ولا أنت مر (9)
إذا ما انتدى القوم لم تأتهم ... كأنّك قد ولدتك الحمر
يقول: إذا جلس القوم في ناديهم لم تأتهم لئلا تسأل حاجة.
ولكنّ رضوان من لؤمه ... بخيل، على كلّ خير وشر
[25] شاعر جاهلي، خبيث، فاتك، عاصر الملك عمرو بن هند المتوفى سنة 45ق. هـ. انظر له (من اسمه عمرو بن الشعراء ص 12، وديوان بني أسد 2/ 132128، ومعجم الشعراء الجاهليين 2/ 2019) ويقال: الأشعر الرقبان (المؤتلف والمختلف ص 58، 196) والأشعر: شيء يخرج بين ظلفي الشاة كأنّه ثؤلول، تكوى منه.
__________
(1) القرون: الذوائب. وتميس: تتمايل.
(2) البيت من قصيدة في (ديوان جرير ص 918).
(3) الأسلع: الأبرص. وهو عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد. وأنس الفوارس: هو أنس بن زياد العبسيّ. وفي (معجم البلدان: أقرن) بضمّ الراء.
(4) في ف «سلامة بن سعد بن مالك بن مالك بن سعد بن ثعلبة».
(5) في ك «سوادة». تصحيف.
(6) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء، وديوان بني أسد ص 129).
(7) الأبيات من ثمانية في (ديوان بني أسد 2/ 132129). وسترد الأبيات في ترجمة عمرو بن ثعلبة (59) منسوبة إليه في رواية ثعلب.
(8) الطارقون: الآتون ليلا. والقرّ: البرد.
(9) المليخ: ما لا طعم له. والفاسد من الطعام وغيره. والحوار: ولد الناقة إلى أن يفصل عن أمّه.(1/37)
أي: يبخل بالخير أن يعطيه، ويعجز عن التّرة أن يطلبها، أي: ليس عنده خير، ولا شرّ.
[26] أبو المشمرج اليشكريّ. عمرو بن المشمرج، جاهليّ. لمّا منعت بنو تميم النّعمان بن المنذر الإتاوة، فوجّه إليهم أخاه الرّيّان ابن المنذر وجلّ من معه من بكر بن وائل فاستاق النّعم، وسبى الذّراري، قال أبو المشمرج (1): [من البسيط]
لمّا رأوا راية النّعمان مقبلة ... قالوا: ألا ليت أدنى دارنا عدن
يا ليت أمّ تميم لم تكن عرفت ... مرّا، وكانت كمن أودى به الزّمن (2)
إن تقتلوهم فأعيار مجدّعة ... أو تنعموا فقديما منكم المنن (3)
فأجابه النّعمان بقوله: [من البسيط]
لله بكر غداة الرّوع لو بهم ... أرمي ذرى حضن زالت لهم حضن (4)
إذ لا أرى أحدا في النّاس يشبههم ... إلّا فوارس، خامت عنهم اليمن (5)
[27] الأعلم: اسمه: عمرو بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. جاهليّ قديم. يقول في رواية ابن الأعرابيّ: [من الطويل]
أتيت بني عمرو ورهطي، فلم أجد ... عليهم إذا اشتدّ الزّمان معوّلا
ومن يفتقر في قومه يحمد الغنى ... وإن كان فيهم ماجد العمّ مخولا
يمنّون إن أعطوا، ويبخل بعضهم ... ويحسب عجزا سكته إن تجمّلا
ويزري بعقل المرء قلّة ماله ... وإن كان أقوى من رجال وأحيلا (6)
فإنّ الفتى ذا الحزم رام بنفسه ... جواشن هذا اللّيل كي يتموّلا (7)
[26] شاعر جاهلي، من بني يشكر بن بكر بن وائل، وكان معاصرا للنعمان بن المنذر. المتوفّى نحو سنة 28ق. هـ.
انظر له (الأغاني 14/ 72). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
[27] جاهلي قديم، ومن أسرة عرفت بالشعر. ولعلّه أدرك بعض سني الربع الأوّل من القرن السادس الميلادي. انظر له (الأعلام 5/ 85، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 267).
__________
(1) الشعر والخبر في (مجمع الأمثال 2/ 425).
(2) مرّ: هو مرّ بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر، وهو والد بني تميم.
(3) الأعيار: الحمير. والمجدّع: الذي قطع أنفه، أو طرف من أطرافه. وجدع الأنف كناية عن الذلّ.
(4) الروع: الفزع والحرب. وحضن: جبل بأعلى نجد.
(5) خامت: جنبت. وفي ك «المين». تصحيف.
(6) يزري به: يعيبه، ويحقّره. والأحيل: الأحسن حيلة.
(7) الجوشن: الصدر. ومن المجاز: مضى جوشن من الليل، أي: صدر منه.(1/38)
[28] عمرو بن عديّ الخصفيّ. لقبه: الكيذبان، شاعر جاهليّ، وسمّي الكيذبان لأنّه لقيه جيش فقالوا: من أنت؟ فقال: أنا وأصحابي خرجنا نريد الغارة: قالوا: وكم أنتم (1)؟ قال: إذا كنا ومثلنا ومثل نصفنا كنّا كذا وكذا، فشغلهم بالحساب، ومرّ على وجهه، فامّلس منهم (2)، فسمّي الكيذبان.
[29] عمرو بن بياضة النّجاريّ. جاهليّ، يقول لعبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف:
[من المتقارب]
ولدناك، يا شيبة المكرما ... ت، ساقي زوّار أرض الحرم (3)
فأكرم وسيبك بيت الإله ... وأنت بنفسك بيت الكرم (4)
[30] عمر بن الأهتم المنقريّ. واسم الأهتم: سنان بن سميّ (5). ويقال: سميّ بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. ومقاعس هو الحارث. وعمرو يكنى أبا نعيم. وكان سيّدا من سادات قومه، ووفد على رسول الله [28] شاعر جاهلي، من بني محارب بن خصفة بن قيس عيلان، قديم. وهو من شعراء القرن الخامس الميلادي. ولعلّه أدرك بعض سني القرن السادس. واختلف في اسمه فهو في (جمهرة أنساب العرب ص 260) عبد الله بن فزارة بن ذهل بن طريف بن خلف بن محارب، وهو في (التاج: كذب) عدي بن نصر بن بذاوة. وهو في (المؤتلف والمختلف ص 259) وفيه: «الكيذبان المحاربيّ، وهو عديّ بن نصر بن نداوة بن قيس، ليس له في كتاب محارب ذكر، ولا أدري من أين نقلته، وليس له عندي شعر». وانظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 309).
[29] لم أعثر له على ترجمة. ولا ذكر لبني بياضة في نسب بني النجار أخوال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وذكر ابن حزم (جمهرة أنساب العرب ص 357) عمرو بن ودقة بن عبيد بن عامر بن بياضة، وهو من بني جشم من الخزرج، وابنه فروة من الصحابة البدريين. ولعلّ المرزبانيّ نسب الشاعر إلى جدّه، ثم وهم فنسبه إلى بني النجار لأنه افتخر بولادة قومه لعبد المطلب جدّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم. وانظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 239). هذا، وفي معجم البلدان:
بقيع الفرقد، شعر لعمرو بن النعمان البياضي. وأراه صاحب الترجمة.
[30] أحد السادات الشعراء الخطباء في الجاهلية والإسلام، من أهل نجد، ولقّب أبوه بالأهتم لأنّ ثنيّته هتمت يوم الكلاب الثاني. وتوفي عمرو سنة 57هـ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 119116، والشعر والشعراء ص 529528، والخزانة 6/ 95و 7/ 250و 9/ 457وأنساب الأشراف 11/ 340339، والأعلام 5/ 78ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 314313وشعر بني تميم ص 184165).
__________
(1) في الهامش: «وكم، هم».
(2) أملس منهم: أفلت منهم.
(3) شيبة: اسم عبد المطلب. وأمّه: سلمى بنت عمرو من بني النجار، من الخزرج والشاعر من بني جشم، من الخزرج، وله أن يفخر بولادة قومه لعبد المطلب.
(4) في ك «بسبيك». تصحيف. والسيب: العطاء. وأراد الرفادة. وهي من مناقب قريش في الجاهلية، وعلى صاحبها أن يصنع الطعام للحجاج الفقراء.
(5) في الهامش: «عند الكلبي: اسم الأهتم سنان بن سميّ بن سنان».(1/39)
صلّى الله عليه وسلّم في وفد بني تميم، فأسلم، ومدح قيس بن عاصم (1)، ثم ذمّه، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّ من الشّعر حكما، ومن البيان سحرا. وهو القائل (2): [من الطويل]
ذريني، فإنّ البخل يا أمّ هيثم ... لصالح أخلاق الرّجال سروق
ذريني، فإنّي ذو فعال، تهمّني ... نوائب، يغشى رزؤها، وحقوق (3)
ومستنبح بعد الهدوّ دعوته ... وقد حان من نجم الشّتاء خفوق (4)
فقلت له: أهلا وسهلا ومرحبا ... فهذا مبيت صالح، وصديق
وكلّ كريم يتّقي الذمّ بالقرى ... وللخير بين الصّالحين طريق
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكنّ أخلاق الرّجال تضيق
وله (5): [من الطويل]
ألم تر ما بيني وبين ابن عامر ... من الودّ قد بالت عليه الثعالب؟
فأصبح باقي الودّ بيني وبينه ... كأن لم يكن، والدّهر فيه العجائب
إذا المرء لم يحببك إلّا تكرّما ... بدا لك من أخلاقه ما يغالب
[31] عمرو بن شأس بن أبي بليّ، واسمه عبيد بن ثعلبة بن وبرة بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة. ويقال: أبو بليّ بن ذؤيبة بن مالك بن الحارث. وعمرو يكنى أبا عرار. شاعر كثير الشّعر، مقدّم، أسلم في صدر الإسلام، وشهد القادسيّة. وهو القائل (6):
[من الطويل]
إذا نحن أدلجنا، وأنت أمامنا ... يكن لمطايانا بريّاك هاديا
أليس يزيد العيس خفّة أذرع ... وإن كنّ حسرى أن تكوني أماميا (7)
[31] أدرك الإسلام، وهو شيخ كبير، وقد عدّه ابن سلّام الجمحي في الطبقة العاشرة من فحول الجاهلية، وهو أكثر أهل طبقته شعرا. وتوفي نحو سنة 25هـ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 116115، والأعلام 5/ 79 ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 329328)، وله ترجمة وافية بقلم الدكتور يحيى الجبوري الذي جمع شعره وحقّقه. انظر (شعر عمرو بن شاس الأسدي ص 185). وللدكتور محمّد علي دقّة مستدرك على ما جمعه الدكتور يحيى الجبوري. انظر (ديوان بني أسد 2/ 604600).
__________
(1) في الهامش: «الصواب: مدح الزبرقان بن بدر، ثمّ ذمّه من قصيدته المشهورة».
(2) الأبيات من المفضّليّة (22). انظر (شرح اختيارات المفضّل ص 610596).
(3) هذا البيت ملفّق من البيتين (5و 6) من المفضّليّة. والرزء: المصيبة.
(4) بعد الهدوّ: بعد منتصف الليل.
(5) الأبيات من ستة في (شعر بني تميم ص 178).
(6) البيتان من قصيدة له. انظر (شعر عمرو بن شأس ص 109107).
(7) العيس: كرام الإبل. وحسرى: جمع حسير. وهي الدابّة المتعبّة المعيية. وفي ك «العيش». تصحيف.(1/40)
وهو القائل في ابنه عرار وكانت أمّه سوداء، وكانت امرأة عمرو تؤذيه، فقال عمرو (1):
[من الطويل]
أرادت عرارا بالهوان، ومن يرد ... عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم
وإنّ عرارا إن يكن غير واضح ... فإنّي أحبّ الجون، ذا المنكب العمم (2)
الواضح: الأبيض، والجون: الأسود.
وكتب الحجّاج كتابا إلى عبد الملك، وأنفذه على يد عرار بن عمرو، ووجّه معه برأس ابن الأشعث، فجعل عبد الملك يقرأ الكتاب، ويسأل عرارا، وهو لا يعرفه، عن الخبر، فيكون جوابه أبلغ من الكتاب، فإذا رفع رأسه، فرآه أسود صرف بصره عنه، فلمّا أعجبه كلامه وظرفه، أنشد:
وإنّ عرارا إن يكن غير واضح
البيت. فقال له عرار: فهل تدري من عرار، يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، والله. قال: أنا والله عرار. ومنها:
فأطرق إطراق الشّجاع ولو يرى ... مساغا لنابيه الشّجاع لقد أزم (3)
سرقه عمرو من المتلمّس (4).
ومن أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عمرو بن شاس، وهو أسلميّ خزاعيّ، وليس بهذا الأسديّ الشاعر. والأسلميّ هو الذي روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: يا عمرو بن شأس قد آذيتني.
قال: قلت: أعوذ بالله أن أؤذيك. قال: إنّه من آذى عليّا فقد آذاني.
[32] المستوغر: واسمه عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. ويكنى أبا [32] شاعر من المعمرين الفرسان، أدرك الإسلام. انظر له (طبقات فحول الشعراء ص 3433، وأنساب الأشراف 11/ 480، والأعلام 5/ 77ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 323322، وشعر بني تميم ص 5044). وهو في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 123121) عمرو بن المستوغر بن زمعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. ويبدو أن (ابنا) مقحمة بين عمرو، والمستوغر، ويدل على ذلك أن الترجمة تتحدث عن المستوغر لا عن عمرو بن المستوغر، وجاء في (الإصابة 6/ 229228) المستوعز بعين مهملة ثم زاي نصّا. هذا وله ترجمة في (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 299292) وفيه مناقشة لما قيل عن عمره المديد.
__________
(1) البيتان من قصيدة له. انظر (شعر عمرو بن شأس ص 7266و 102101) ونسب البيت الرابع لمضرب بن ربعيّ الأسديّ.
(2) في ك «فإنّ أحبّ». تصحيف. والجون (أيضا): الأسود المشرب حمرة. والعمم: الطويل التام الخلق الممتلئ.
(3) الشجاع: الحيّة الذكر. وأزم: عضّ عضّا شديدا.
(4) انظر (ديوان شعر المتلمّس ص 34) وفيه: [من الطويل]
فأطرق إطراق الشّجاع ولو يرى ... مساغا لنابيه الشّجاع لصمّما(1/41)
بيهس (1). مات في صدر الإسلام، ويقال: إنّه عاش إلى أوّل أيام معاوية. وهو أحد المعمّرين.
يقال: إنّه عاش ثلاثين وثلاثمائة سنة، وسمّي المستوغر ببيت قاله (2). وهو القائل (3): [من الكامل]
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وعمرت من عدد السّنين مئينا
مائة أتت من بعدها مائتان لي ... وازددت من عدد الشّهور سنينا
هل ما بقى إلّا كما قد فاتني ... يوم يمرّ، وليلة تحدونا (4)
وله (5): [من الوافر]
إذا ما المرء صمّ، فلم يناجي ... وأودى سمعه إلّا ندايا (6)
ولاعب بالعشيّ بني بنيه ... كفعل الهرّ يحترش العظايا (7)
فذاك: الهمّ، ليس له دواء ... سوى الموت المنطّق بالمنايا (8)
وبين المستوغر وبين مضر بن نزار تسعة آباء، وبين عمرو بن قميئة المعمّر وبين نزار عشرون أبا. ويروى أنّ المستوغر مرّ بعكاظ، وعلى ظهره ابن ابنه، يحمله شيخا هرما، فأعيا من حمله، فوضعه بالأرض، وقال: عنّيتني صغيرا وكبيرا. فقال له رجل: يا عبد الله، أتقول هذا لأبيك؟ فقال: أنا جدّه. فقال: ما رأيت شيخا أكذب منك، لو كنت المستوغر بن ربيعة ما زدت. فقال: فأنا المستوغر بن ربيعة.
[33] عمرو بن أحمر بن العمرّد بن تميم بن ربيعة بن حرام بن فرّاص (9) بن معن الباهليّ.
[33] شاعر مخضرم، عاش نحو 90عاما. قيل: توفى على عهد عثمان، وقيل: أدرك خلافة عبد الملك بن مروان. وكان يتقدّم شعراء زمانه، وعدّه ابن سلام في الطبقة الثالثة من الإسلاميين، وتوفى نحو سنة 65هـ. انظر له (طبقات
__________
(1) سقط من ك «ويكنى أبا بيهس».
(2) وجاء في (الاشتقاق ص 252): «ولقّب المستوغر لقوله: [من الوافر]
ينشّ الماء في الرّبلات منها ... نشيش الرّضف في اللّبن الوغير»
(3) الأبيات في (طبقات فحول الشعراء ص 33، وأمالي المرتضى 1/ 234، والإصابة 6/ 229). وينظر لها أيضا (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 301وشعر بني تميم ص 4948).
(4) بقى بالألف، يريد بقي، بالياء: لغة طائية (أمالي المرتضى) وفي (الإصابة) بقي. وفي ك «هل ما بقي إلّا الذي».
تصحيف. وتحدونا: تسوقنا.
(5) الأبيات عدا الثالث من قطعة من أربعة أبيات في (طبقات فحول الشعراء ص 3534، وأمالي المرتضى 1/ 235)، وفي حاشية الأخير إشارة إلى أن الأبيات لعثكلان بن ذي كواهن الحميريّ. ولذلك تفصيل في (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 306305وشعر بني تميم ص 4746).
(6) في الهامش: «المحفوظ: ولم يك سمعه إلا ندايا». وأثبت ياء (يناجي) ضرورة. وأصل الياء في (ندايا) همزة.
(7) يحترش العظايا: يصيدها. وجمع العظايا: العظاءة. دويبة من الزواحف، تشبه سامّ أبرص.
(8) الهمّ: الشيخ الكبير الفاني.
(9) في الهامش: «في الجمهرة: بن عمرو بن عبد فرّاص».(1/42)
ويقال: هو عمرو بن أحمر بن العمرّد بن عامر بن عبد شمس بن عبد بن فرّاص بن معن بن مالك. وعمرو يكنى أبا الخطّاب، أدرك الإسلام، فأسلم، وغزا مغازي الروم، وأصيبت إحدى عينيه هناك، ونزل الشام، وتوفّي على عهد عثمان رضي الله عنه بعد أن بلغ سنّا عالية. وهو صحيح الكلام، كثير الغريب. يقول (1): [من السريع]
إنّ الفتى يقتر بعد الغنى ... ويغتني بعد ما يفتقر
والحيّ كالميت، ويبقى التّقى ... والعيش فنّان: فحلو ومر
ولن ترى مثلي ذا شيبة ... أعلم ما ينفع ممّا يضر
أي: أعلم منّي بما ينفع ممّا يضرّ (2). وله: [من الطويل]
إذا أنت راودت البخيل رددته ... إلى البخل، واستمطرت غير مطير (3)
متى تطلب المعروف في غير أهله ... تجد مطلب المعروف غير يسير
إذا أنت لم تجعل لعرضك جنّة ... منّ الذّمّ، سار الذّمّ كلّ مسير (4)
[34] عمرو بن لأي بن موألة بن عائذ بن ثعلبة بن تيم اللّات بن ثعلبة. من أشراف بكر بن وائل في الجاهليّة، وهو فارس مجلز (5)، وهو القائل (6): [من السريع]
يا ربّ من يبغض أزوادنا ... رحن على بغضائه، واغتدين (7)
لو نبت المرعى على أنفه ... لرحن منه أصلا قد ونين
فحول الشعراء ص 581580والأغاني 8/ 242241، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 131129، والأعلام 5/ 72 ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 312311). وجمع شعره وحقّقه الدكتور حسين عطوان، وقدّم له بترجمة وافية عن الشاعر. انظر (شعر عمرو بن أحمر الباهلي ص 349).
[34] شاعر جاهلي فارس، عاصر عمرو بن هند المتوفى سنة 45ق. هـ. انظر له (الممتع في صنعة الشعر ص 78، والوحشيات ص 9، 162161، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 44، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 266).
__________
(1) الأبيات من قصيدة له. انظر (شعر عمرو بن أحمر الباهلي ص 6564).
(2) الأبيات من أربعة في (شعر عمرو بن أحمر الباهلي ص 116115).
(3) استمطرت غير مطير: طلبت المعروف من شحيح بخيل.
(4) الجنّة: التّرس. وسار الذمّ كلّ مسير. شاع وانتشر.
(5) في (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 223): «مجلز: فرس عمرو بن لؤي التيميّ، من تيم اللات بن ثعلبة، كان يقال له فارس مجلز. قال: [من السريع]
تلومني النفس على مجلز ... والنفس كانت بعده ألوما»
(6) البيتان في (الوحشيات ص 9). وفي حاشيته إشارة إلى نسبة البيتين خطأ إلى عمرو بن قميئة، وهما لعمرو بن لأي في (الحماسة البصرية 1/ 86).
(7) أزواد: جمع زاد. وزاد الرّكب: فرس من خيل سليمان بن داود، عليهما الصلاة والسلام، وأحد ثلاثة من قريش اشتهروا بالكرم في الجاهلية.(1/43)
ونين وأنين من السّمن، أي: أبطأن.
وهو القائل في قتل حجر بن الحارث، الملك الكنديّ، أبي امرئ القيس بن حجر الشاعر قتلته بنو أسد يخاطب عمرو بن هند اللّخميّ. وأمّه: هند بنت الحارث، الملك الكنديّ:
[من الكامل]
عمرو بن هند إنّ مهلكة ... قول السّفاه، وشدّة الغشم (1)
وبنا تدورك في بني أسد ... وغم لخالك أكبر الوغم (2)
قتلوا ابن أمّ قطام، سيّدهم ... حجرا، وما برئوا من الإثم
أمّ قطام: أمّ حجر (3).
فسما امرؤ القيس، الهمام، له ... في جحفل، من وائل، صمّ (4)
لهم، فهدّم من مساكنهم ... ما كان أرعن، آمن الهدم (5)
لم يلق، حيّ مثل صبحتهم ... في النّاس من قتل، ومن هزم
[35] عمرو بن ذكوان الخضريّ (6). جاهليّ، يقول (7): [من مشطور الرجز]
أحيا أباه هاشم بن حرمله ... يوم الهباتين، ويوم اليعمله (8)
والخيل تعدو بالحديد مثقله ... ورمحه للوالدات مثكله
[35] شاعر جاهلي، من الخضر، وهم بنو مالك بن طريف بن خلف بن محارب بن خصفة بن قيس عيلان، مات قبيل الإسلام. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 91، والوحشيات ص 252، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 246).
__________
(1) الغشم: الظلم الشديد.
(2) الوغم: القهر، والذحل، والترة.
(3) سقطت (أم) الأولى من ف، وسقطت العبارة كلّها من ك.
(4) الهمام: الملك. وصمّ: جمع أصمّ. وهو نعت للرجل لا يطمع فيه، ولا يردّ عن هواه، كأنّه ينادى، فلا يسمع.
(5) الأرعن من المساكن: المرتفع الحصين.
(6) في الأصل والمطبوع ومن اسمه عمرو من الشعراء (الحضرمي)، والتصويب من الوحشيات. وانظر (جمهرة أنساب العرب ص 260).
(7) الرجز في (الوحشيات) وبعده: «يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له» ومنه ثلاثة أشطر في (من اسمه عمرو من الشعراء). ونسب الرجز إلى عامر الخصفي في (سيرة ابن هشام 1/ 9493)، وفيه خمسة أشطر، وهي في (الأغاني 15/ 101100) غير منسوبة. وقال فرّاج: «في معجم ما استعجم 635نسب لعامر الحصفي».
(8) هاشم بن حرملة: سيد جاهلي، وفارس من بني مرّة سادة غطفان. وهو قاتل معاوية بن عمرو، أخي الخنساء السلميّة. لعلّ الصواب: يوم الهباتين: أراد يوم الهباءة. وفيه قتل حذيفة بن بدر الفزاريّ الغطفاني. واليعملة من الإبل: السريعة.(1/44)
لا يمنع القتيل أن يخدّ له ... لحد، ولا يسلب عنه مبذله (1)
والقيل لا يقبل إلّا أجمله ... سائل بذاك رمحه، ومعبله
ترى الملوك حوله مغربله (2)
المعبل: سهم عريض النّصل.
[36] عمرو بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة. وهو الأحمر، جاهليّ. يقول في رواية محمد بن داود عن رجاله (3): [من الكامل]
وإذا تكون كريهة أدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب (4)
قال: وذكر المفضّل الضّبي أن هذا القول لبعض ولد طيّئ، وكان يفضّل جندبا أحد ولد ولده عليهم، ويقدمه في الزّاد وغيره على فرسان ولده، فقال أحدهم لآخر منهم يسمّى عمرا:
يا عمرو، خبّرني، ولست بكاذب ... وأخوك يصدقك الذي لا يكذب
أمن القضيّة أن إذا استغنيتم ... وأمنتم فأنا البعيد الأجنب
وإذا تكون كريهة البيت وما بعده.
قال المرزبانيّ: وقد رويت هذه الأبيات لهنيّ بن أحمر الكنانيّ (5).
[37] عمرو بن عامر بن جذل (6) الطّعان، واسمه: علقمة بن فراس الكنانيّ (7). جاهليّ، وهو القائل يصف بني ضبّة (8): [من الكامل]
[36] شاعر جاهلي. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 119، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 241).
[37] شاعر جاهلي، من شعراء النصف الأوّل من القرن السادس الميلادي. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 11، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 253).
__________
(1) في المطبوع «يخذّ له». تصحيف. ويخدّ: يشقّ. وفي (الوحشيات): «يجدّله». وكتب (فرّاج) في استدراكه:
«لعلها: أن يخدّ له». المبذل والمبذلة من الثياب: ما يلبس، ويمتهن، ولا يصان.
(2) المغربلة: المقتولة، المنتفخة.
(3) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء). وهي من قطعة غير منسوبة في (عيون الأخبار 3/ 1918).
(4) الحيس: طعام يتّخذ من التمر والسمن واللّبن.
(5) ونسب الشعر في (اللسان: حيس) إلى هنيّ بن أحمر الكناني، ولزرافة الباهليّ، وفي (معجم البلدان: أجأ) لعمرو بن الغوث بن طيّئ، وهو أوّل من قال الشعر في طيّئ بعد طيّئ، ونسب الشعر لغير هؤلاء أيضا. انظر (من اسمه عمرو من الشعراء ص 10، الحاشية رقم 1).
(6) ضبطت (جذل) في الأصل بكسر الجيم وبفتحها معا.
(7) سقطت هذه الترجمة من ك.
(8) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).(1/45)
نعم الفوارس يوم جيش محرّق ... لحقوا، وهم يدعون: يال ضرار (1)
[38] عمرو بن كلثوم الكنانيّ. من بني عميس بن جذيمة. فارس معروف جاهليّ، يقول (2):
[من الوافر]
تركنا هامة الجدليّ تزقو ... أمام الجيش، تحلم بالنّعيق (3)
وله (4): [من الطويل]
وقد علمت عليا كنانة أنّنا ... مطاعين في الهيجا، مطاعيم في المحل
وله (5): [من الطويل]
جزى الله عني مدلجا أين أصبحت ... خزاية بؤسى، حيث سارت وحلّت
[39] عمرو بن أهبان بن دثار الفقعسيّ. جاهليّ، يقول (6): [من الوافر]
ألا ينهى عرينة عن ملامي ... قدامة، قد عجلتم بالملام (7)
ويروى له (8): [من الطويل]
على مثل همّام تشقّ جيوبها ... وتعلن بالنّوح النّساء الفواقد
[38] نقل المرزباني هذه الترجمة عن (من اسمه عمرو من الشعراء ص 1211). وفيه: «فارس شاعر مشهور» ولم ينصّ على أنّه جاهليّ. ولعمرو بن كلثوم الكنانيّ شعر في (المؤتلف والمختلف ص 232) يدلّ على إسلامه، فهو من المخضرمين. وانظر له (الحماسة البصرية 1/ 1110، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 264).
[39] جاهلي، وفي جدّه دثار يقول امرؤ القيس (جمهرة أنساب العرب ص 196195): [من الطويل]
كأن دثارا حلّقت بلبونه ... عقاب تنوفى، لا عقاب القواعل
وانظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 13، وديوان بني أسد 2/ 188187، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 237).
__________
(1) محرّق: لقب لثلاثة من الملوك: المحرّق الأكبر، امرئ القيس بن عمرو، وعمرو بن هند اللخميين، والحارث بن عمرو الغسانيّ. وأراد ملك الحيرة. وضرار: هو ضرار بن عمرو، سيّد بني ضبّة في الجاهلية. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 203).
(2) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(3) في ك «تحكي بالنعيق».
(4) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(5) البيت من شعر له في (المؤتلف والمختلف ص 232) ومنه بيت يدلّ على إسلامه، وهو قوله:
فاقسم لولا دين آل محمّد ... لقد ظعنت منّا حلول وسلّت
(6) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء). وهو في (ديوان بني أسد، 2/ 188) نقلا عن معجم المرزباني.
(7) ضبط (فرّاج) (قدامة) بالنصب. وهو منادى مبني على الضم، وكذلك ضبطه ابن الجرّاح. وعرينة وقدامة:
رجلان.
(8) الأبيات من تسعة متنازعة بين بضعة شعراء من بني أسد، ونسب الشعر لامرأة منهم أيضا. انظر (ديوان بني أسد 2/ 136134، 188187، 626).(1/46)
إذا نازع القوم الأحاديث لم يكن ... عييّا، ولا عبئا على من يقاعد
طويل نجاد السّيف، يصبح بطنه ... خميصا، وجاديه على الزّاد حامد (1)
[40] عمرو بن مرثد بن عرفطة بن الطّمّاح الأسديّ الفقعسيّ. جاهليّ، يقول (2): [من الطويل]
يا راكبا، بلّغ حبيب بن خالد ... فأسد إلينا، ما استطعت، وألحم (3)
[41] عمرو بن حكيم الأسديّ الزّهريّ. جاهليّ، له أرجوزة طويلة أوّلها (4): [من مشطور الرجز]
نام طفيل نومة رزاحا ... حتى إذا ما انبطح انبطاحا (5)
[42] عمرو بن مسعود بن عمرو بن مرارة الأسديّ الفقعسيّ. جاهليّ، يقول (6): [من الوافر]
أيبغي آل شدّاد علينا ... وما يرعى لشدّاد فصيل؟ (7)
[40] هو من بني قعين لا من بني فقعس فجدّه الطمّاح هو ابن قيس بن طريف بن عمرو بن قعين. وقد نبّه إلى ذلك محقّق (ديوان بني أسد 2/ 211) وقال: «ونسبه المرزباني واهما إلى بني فقعس بن طريف». وانظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 269268).
[41] نسبه في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 13): «الأسدي الدّبيريّ» ودبير هو: كعب بن عمرو بن قعين الأسديّ.
انظر (جمهرة أنساب العرب ص 195). وهو الصواب. وجمع في (معجم الشعراء الجاهليين ص 242) بين وهم المرزباني وصواب ابن الجراح، فكتبت مؤلفته: «عمرو بن حكيم الأسديّ الزهريّ الدبيريّ». هذا، ومن المشهور أن الأراجيز طوّلت في العصر الأموي، وكانت قصيرة في الجاهلية.
[42] من سادات بني أسد في الجاهلية، وكان نديما للنعمان بن المنذر، وشهد قتل بني أسد للملك حجر بن الحارث الكندي. فضمّ عيال الملك إليه، وأجارهم. ويقال: إن النعمان بنى عليه الغريّ، وقيل: بناه عليه المنذر بن امرئ القيس بن ماء السماء. انظر له (أنساب الأشراف 10/ 116وجمهرة أنساب العرب ص 194193، والأغاني 9/ 102100، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 14، ومعجم البلدان: الغريّان، وأمالي القالي 3/ 195، وأسماء المغتالين: نوادر المحظوظات 2/ 151150) ومعجم الشعراء الجاهليين 269). وله ترجمة في (ديوان بني أسد 2/ 197195).
__________
(1) البطن الخميص: الضامر. والجاديّ (هنا): طالب العطاء.
(2) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء 14).
(3) أضاف محقّق (من اسمه عمرو من الشعراء) همزة إلى أوّل البيت، وكتب (أيا) ظنّا منه أن الوزن لا يستقيم بدونها.
ولكن الخرم جائز، حيث ظنّ. وحبيب بن خالد: لعلّه حبيب بن خالد بن المضلّل الشاعر القعيني. قاله محقّق (ديوان بني أسد). وأراد بالشطر الثاني: اصطنع المعروف، وتمّمه.
(4) الشطران في (من اسمه عمرو بن الشعراء).
(5) رزح: سقط إعياء، وضعف.
(6) البيتان في (من اسمه عمرو بن الشعراء). وقيل في نسبة الشعر غير ذلك، ورجح محقّق (ديوان بني أسد 2/ 196، 633) نسبة الشعر لعمرو بن مسعود الفقعسيّ.
(7) في ك «وما يرغى». والفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن أمّه.(1/47)
كصارفة البكاء لشجو أخرى ... وما يبدو لعينيها نطيل (1)
[43] عمرو ذو الكلب الهذليّ، أحد بني لحيان. شاعر قديم، مغوار، يقول (2): [من البسيط]
كلّ امرئ بطوال العيش مكذوب ... وكلّ من غالب الأيّام مغلوب
وكلّ من حجّ [بيت الله من رجل ... مود، فمدركه الولدان والشّيب] (3)
[44] عمرو بن عبد الرحمن بن الخلق، أبو هشام الباهليّ الظالميّ. شاعر مكثر. كان على عهد المنصور والمهديّ والرّشيد. هاجى بشارا الأعمى، فانتصف منه، وفيه يقول: [من الوافر]
بذلّة والديك كسبت عزّا ... وباللّؤم اجترأت على الجواب
وهجا روح بن حاتم المهلّبيّ، فأسرف عليه، ورماه باللّواط، والإجارة في صباه، واللؤم والجبن.
حدّثني أبو بكر، أحمد بن أبي خيثمة، عن دعبل بن عليّ قال: كان أبو هشام يعبر الجسر على دجلة بمدينة السلام، فلقيه عليه أبو نيقة، الحسين بن الورّاس، مولى خزاعة وكان شاعرا فتكلّما، وعاتبه أبو نيقة على هجائه آل المهلّب، ثم اتّخذا، وتلاطما، فدفع أبو نيقة أبا هشام، فرمى به إلى دجلة، فبادر إليه قوم من الملّاحين وأصحاب الزواريق، فأخرجوه، وتشبث به، وكان على أحد الجانبين المسيّب بن زهير الضّبّيّ، وعلى الآخر نصر بن مالك الخزاعيّ، فقال أبو نيقة: ارفعونا إلى نصر. وقال أبو هشام: ارفعونا إلى المسيّب، ففرّق النّاس بينهما، فقال أبو نيقة: [من الطويل]
فمن مبلغ عليا خزاعة أنّني ... قذفت بعبد الباهليّين في الجسر
قذفت به كي يغرق العبد عنوة ... فجاش به من لؤمه زبد البحر
[43] من رجال العرب وشعرائهم في الجاهلية: وعشق امرأة من فهم، فرصده قومها حتى ظفروا به، وقتلوه، ورثته أخته جنوب. وكانت شاعرة، وكان لا يجارى في السرعة، وقيل له: (ذو الكلب) لأنّه كان معه كلب لا يفارقه.
انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 1714والمناقب المزيدية ص 171، وأسماء المغتالين: نوادر المخطوطات 2/ 261258). وجاء في (ديوان الهذليين 3/ 113): «عمرو ذو الكلب من كاهل، وكان جارا لهذيل». وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 247).
[44] شاعر عبّاسيّ، من شعراء القرن الثاني الهجري. توفي نحو سنة 190هـ. ونقلت هذه الترجمة عن (من اسمه عمرو من الشعراء ص 210208) عدا البيتين الأخيرين، وبهما يتّصل الكلام. والمؤلّف ينقل عنه. وقد أشير إلى ذلك في المطبوع.
__________
(1) نطيل: ضئيل، يسر. والناطل: الجرعة من الماء واللبن والنبيذ.
(2) البيتان من قطعة له في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 16)، وهما من قصيدة منسوبة لأخته جنوب في (ديوان الهذليين 3/ 126124، وأسماء المغتالين 2/ 261260).
(3) في الأصل سقط بمقدار ورقة أو أكثر، وما بين المعقفتين إضافة من كتاب (من اسمه عمرو من الشعراء ص 16).(1/48)
ومن قول أبي هشام في سعيد بن سلم بن قتيبة الباهليّ، يمدحه: [من الطويل]
ألا قل لساري اللّيل لا تخش ضلّة ... سعيد بن سلم ضوء كلّ بلاد
لنا سيّد أربى على كلّ سيّد ... جواد، حثا في وجه كلّ جواد (1)
يطول على الرّمح الرّدينيّ قامة ... ويقصر عنه باع كلّ نجاد
[45] عمرو بن دراك العبديّ. قال محمّد بن داود عن المرثديّ: اسمه: عمرو. ويقال: عمر.
والأوّل أصحّ، وبابه يجيء (2).
[46] عمرو بن معاذ البصريّ. قال محمّد بن سلّام: كان عمرو بن معاذ شاعرا بصيرا. قلت له: من أشعر النّاس؟ قال: أوس بن حجر. قلت؟ ثم من؟ قال: أبو ذؤيب.
[47] عمرو بن واقد: مولى عتبة بن يزيد بن معاوية، شاميّ دمشقيّ. يقول في فتنة أبي الهيذام المرّي بالشّام أيّام الرّشيد، يصف هيذاما وخريما ابني أبي الهيذام، ومولاه سابقا، ورجلا من قريش، كانوا حماته في تلك الحال (3): [من الطويل]
فلم أر كالهيذام في النّاس فارسا ... ولا كخريم حلية في الخلائق
ولا كأخينا من قريش رأيته ... بعيني، ولا مولى رأيت كسابق
كأنّهم كانوا صقور دجنّة ... أتيحت على الخربان من رأس حالق (4)
[45] ويقال: عمرو بن درّاك العبديّ. وهو من شعراء الدولة العبّاسيّة في القرن الثالث الهجريّ وكان يهجو اليمن، ويتعصب لنزار. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 221220، والحيوان 6/ 157، واللسان: سدم، وأنساب الأشراف 4/ 464). هذا، وأدخل (كرنكو) بعض شعره في المتن نقلا عن (من اسمه عمرو من الشعراء)، وجعل (فرّاج) ذلك في الهامش.
[46] من شعراء الدولة العبّاسيّة، وكان معاصرا لمحمّد بن سلّام الجمحيّ المتوفى سنة 231هـ. انظر له (طبقات فحول الشعراء ص 98، 132، 222، والشعر والشعراء ص 131، والخزانة 4/ 379).
[47] من شعراء الدولة العبّاسيّة في القرن الثاني الهجريّ، وكان حيّا في أثناء فتنة أبي الهيذام المرّيّ بالشام سنة 176هـ انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 202201، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 7/ 189).
__________
(1) في ك «حنا».
(2) أراد باب (من اسمه عمر)، وقد سقط من الأصل. والغريب أن يرجئ المرزباني ترجمته بعد قوله: والأوّل (عمرو) أصحّ.
(3) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء) وكان أبو الهيذام رأس المضريّة في الشام، وقد أصاب اليمانية منه ما لم يصبهم من غيره، ولم يذكر عنه أنّه هزم قطّ. وتوفي سنة 182هـ. انظر (الأعلام 3/ 253).
(4) الدّجن: ظلّ الغيم في اليوم المطير. ويوم ذو دجنّة: إذا كان ذا مطر. والخربان: جمع الخرب. وهو ذكر الحبارى.
والحالق: الجبل المرتفع.(1/49)
فولّت بنو قحطان عنّا كأنّهم ... هنالك ضأن جلن من صوت ناعق (1)
[48] عمرو، المخلخل: مولى ثقيف. بصريّ. هو القائل يهجو عمرا الخاركيّ الأعور (2):
[من المنسرح]
نظرت في نسبة الكرام فما ... فيها لكم ناقة ولا جمل
قوم لئام، أعراضهم هدف ... فيها سهام الهجاء تنتضل
لا يستجيبون إن دعوتهم ... إن لم تقل في الدّعاء يا سفل
أبوهم خالهم، وأمّهم ... من بعض أولادها بها حبل
ولمّا ولي معاذ بن معاذ القضاء بالبصرة، وعزل عنها عمرو بن حبيب العدويّ، هجا المخلخل معاذا.
[49] أبو الغرّاف السّلميّ، عمرو بن مرثد. شاعر معروف سنديّ، وهو القائل يردّ على ربيعة الرقيّ قوله يمدح يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب، ويهجو يزيد بن أسيد (3): [من الطويل]
لشتان ما بين اليزيدين في النّدى ... يزيد سليم والأغرّ، ابن حاتم
وهي أبيات، فهجا أبو الغرّاف ربيعة واليمن (4).
[50] عمرو بن عبد الملك، الورّاق. مولى عنزة. قال ابن أبي طاهر: هو عمرو بن المبارك بن عبد الملك العنزيّ، شاعر ماجن رشيديّ، له شعر كثير في حرب محمّد والمأمون، وأصله [48] من شعراء الدولة العبّاسية، وكان معاصرا للمأمون (218198هـ). انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 210).
[49] من شعراء الدولة العبّاسيّة في القرن الثاني، ولعلّه أدرك بعض سني القرن الثالث. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 211210).
[50] كان حيّا سنة 198هـ. وله شعر كثير في وصف الخمر والمجون، وكان مغرما بالديارات. انظر له (المستطرف 2/ 114ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 220219، والديارات ص 111109) وروى له الطبري أشعارا كثيرة في حرب الأمين والمأمون في سنتي 197و 198هـ. انظر (تاريخ الطبري 8/ 500446) ونسبه فيه: (العتري).
تصحيف.
__________
(1) في ك «من صوت باعق».
(2) عمرو الخاركي: شاعر، تأتي ترجمته (53). والأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(3) في ك «السلميّ» نقلا عن ابن الجرّاح. وقد ولي أرمينية في خلافة المنصور والمهدي، وعدّه ابن حبيب من أبناء النصرانيات، وتوفّي بعد سنة 162هـ. انظر (الأعلام 8/ 179). والبيت من قصيدة لربيعة الرّقّي في (شعر ربيعة الرّقّي ص 60).
(4) في ك «والمين». تصحيف. وفي ف «الأبيات التي هجاهم بها أبو الغراف في كتاب ابن الجراح، من سمّي من الشعراء عمرا». ولكن ابن الجراح لم يذكر هذا الهجاء بل ذكر هجاء في هذا المعنى لأبي الشمقمق. انظر (من اسمه عمرو من الشعراء ص 212).(1/50)
بصريّ، وهو أحد الخلعاء المجّان، وله مع أبي نواس أخبار، ومن قوله (1): [من المجتثّ]
عوجوا إلى بيت عمرو ... إلى سماع وخمر
وما شجاه علينا ... يطاع في كلّ أمر
وبيسريّ رخيم ... يزهو بجيد ونحر (2)
فذاك برّ، ونأتي ... إن لم تريدوا ببحر (3)
هذا، وليس عليكم ... أولى، ولا وقت عصر
قوموا، وليس علينا ... حقّا جنايات غدر
وله يقول أبو نواس (4): [من السريع]
بعثت أستهديك قرّانة ... فجدت يا عمرو بقنّينه (5)
وله في رواية الصّولي (6): [من مجزوء الكامل]
الحمد لله العلي ... ي، ومن له كلّ المحامد
أيسبّني رجل علي ... هـ من الدّعارة ألف شاهد
ماذا أقول لمن له ... في كلّ عضو ألف والد
[51] عمرو بن حويّ السّكسكي، أبو حويّ (7). من أهل دمشق، كان على عهد الرّشيد والمأمون، وهو من ولد ابن حويّ قاتل عمّار بن ياسر رضي الله عنه بصفين، وتقلد عمرو الرّيّ ثلاث سنين، وهو القائل (8): [من الطويل]
[51] شاعر مقلّ. كان جوادا شريفا. وهو من القادة والولاة في الدولتين: الأموية والعبّاسية. ولي الريّ سنين. وكان على ميمنة يزيد بن عبد الملك في حوادث سنة 126هـ (تاريخ الطبري 7/ 244). وانظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 227226، وأنساب الأشراف 7/ 527، والفهرست ص 187، والورقة ص 9493). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الأبيات عدا الأخير في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(2) البياسرة: قوم بالسند. وقيل: جيل من السند يؤاجرون أنفسهم من أهل السفن لحرب عدوّهم.
(3) في ك «بر من يأتي يريدوا». تصحيف.
(4) لم أقف على البيت في «ديوان أبي نواس».
(5) القرّانة: أهل الحجاز يسمّون القارورة القرّان. والقارورة: واحدة القوارير، من الزجاج. والعرب تسمّي المرأة القارورة، وتكني عنها بها. والقنينة من الزجاج الذي يجعل الشراب فيه. وأرى أنّه أراد بالقرّانة: امرأة. وكتب البيت في ك مصحفا، على هذا النحو:
بعثت أستهديك قرابة ... فجدت يا عمرو بقبلته
(6) الأبيات لأبي نواس من قطعة في (الأغاني ملحق 25/ 234) يهجو فيها أبا الهندي، وهي في (ديوانه ص 567).
(7) في ك: «خوي» بالخاء. تصحيف.
(8) الأبيات عدا الثالث في (من اسمه عمرو من الشعراء)، وهي من ستة في (الورقة ص 94).(1/51)
هلمّ اسقنيها، لا عدمتك صاحبا ... ودونك صفو الرّاح إن كنت شاربا
إذا أسرت نفس المدام نفوسنا ... جنينا من اللذّات منها الأطايبا
أيا كوكبا، لا يمسك اللّيل غيره ... بربّك لا تخبر علينا الكواكبا
ويا ليل، لولا أن تشوبك غدرة ... إذا ما تبدّلنا بك الدّهر صاحبا
[52] أبو قابوس الحيريّ العباديّ. اسمه: عمرو بن سليمان. وقيل: عمرو بن سليم، نصرانيّ من بني الحارث بن كعب. قال المبرّد: يقال: إنّه لبني العبّاس مثل الأخطل لبني أميّة، إذ كان لا يمدح سواهم وسوى كتّابهم، وأكثر قوله في البرامكة، وله مع العتّابيّ مقالات ومناقضات، وهجا أبا العتاهية. وهو القائل في يحيى بن خالد (1): [من البسيط]
رأيت يحيى، أتمّ الله نعمته ... عليه يأتي الذي لم يأته أحد
ينسى الذي كان من معروفه أبدا ... إلى الرّجال، ولا ينسى الذي يعد
وله في جعفر بن يحيى: [من السريع]
إنّ أبا الفضل له فضله ... وأين في النّاس فتى مثله؟
أصدق أقوالهم قوله ... وخير أفعالهم فعله
لا تجتني الذمّ يداه، ولا ... تخطو إلى فاحشة رجله
[53] عمرو الأعور الخاركيّ الأزديّ. بصريّ، أصله من خارك: قرية بفارس على البحر، ماجن خبيث الشعر، كان على عهد المخلخل الورّاق (2)، والخاركيّ هو القائل (3): [من الهزج]
إذا لام على المرد ... نصيح زادني حرصا
ولا والله، لا والل ... هـ لا أقلع أو أخصى
وله (4): [من السريع]
[52] شاعر عبّاسيّ، من شعراء القرن الثاني الهجري، وهو محسن في شعره، وأكثر قوله في البرامكة، ووفى لهم بعد نكبتهم سنة 187هـ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 228227، وتاريخ بغداد 7/ 158157).
[53] من شعراء الدولة العبّاسية شعره خمسون ورقة، وكان معاصرا للمأمون (218198هـ). انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 230229والبرصان والعرجان ص 163، والحيوان 1/ 176، والورقة ص 6159، والفهرست 188، ومعجم البلدان: خارك، وطبقات الشعراء ص 307306).
__________
(1) البيتان في (وفيات الأعيان 6/ 225).
(2) مرّت ترجمة المخلخل الورّاق (48).
(3) البيتان في (الورقة ص 59، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 229، والحيوان 1/ 176).
(4) البيتان في (الورقة ص 59، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 230229).(1/52)
إن كنت أرجو لك من سلوة ... فطال في حبس الضّنى لبثي (1)
وعشت كالمغرور من دينه ... يوقن بعد الموت بالبعث (2)
[54] أبو طليق الثّقفي. اسمه: عمرو بن محمّد. يقول في رواية حمّاد بن إسحاق: [من الطويل]
رأيتك تدعوني إذا ما دعوتنا ... دعاء يهود مسبتين على نهر (3)
على عندميّ اللّون، من شمّ ريحه ... من النّاس يوما قال: رائحة الخمر (4)
ولا خير في الحدّاث إلّا ثلاثة ... سواء كأمثال الأثافيّ للقدر (5)
فإن كان فيهم رابع كان مسمعا ... يسلّي بأصوات له شجن الصّدر
[55] عمرو بن مسعدة، الكاتب الرسائليّ، أبو الفضل. مولى خالد القسريّ، هكذا قال محمّد بن داود. وقال الصّولي: هو عمرو بن مسعدة بن سعد بن صول بن صول، كاتب المأمون. وسعد: أخو محمّد بن صول بن صول. وأهدى عمرو إلى المأمون فرسا، وكتب إليه (6): [من الرمل]
يا إماما لا يداني ... هـ إذا عدّ إمام
فضل النّاس كما يف ... ضل نقصانا تمام
قد بعثنا بجواد ... مثله ليس يرام
فرس يزهى به لل ... حسن سرج ولجام
دونه الخيل كما دو ... نك في الفضل الأنام
وجهه صبح، ولكن ... سائر الجسم ظلام
والذي يصلح للمو ... لى على العبد حرام
وله (7): [من الطويل]
[54] لم أعثر له على ترجمة، ويبدو من ترتيب ترجمته أنّه كان معاصرا للمأمون (218198هـ).
[55] وزير المأمون، وأحد الكتّاب الفضلاء البلغاء، وفي كتب الأدب كثير من رسائله وتوقيعاته. انظر له (الأعلام 5/ 86، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 230، ومعجم الأدباء 16/ 131127، والعصر العبّاسيّ الأوّل ص 558552).
__________
(1) في ك «حبس الغنى». تصحيف.
(2) في ك «يوقف بعد». تصحيف.
(3) في ك «دعوتني».
(4) في ك «ريحته».
(5) في ك «سوداء مثل الأثافي في القدر» تصحيف أخلّ بالوزن والمعنى.
(6) الأبيات في (معجم الأدباء 16/ 130).
(7) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء، ومعجم الأدباء 16/ 131).(1/53)
ومستعذب للهجر، والوصل أعذب ... أكاتمه حبّي، فينأى، وأقرب
إذا جدت منّي بالرّضا جاد بالجفا ... ويزعم أنّي مذنب، وهو أذنب
تعلّمت أبواب الرّضا خوف هجره ... وعلّمه حبّي له كيف يغضب
ولي غير وجه، قد علمت مكانه ... ولكن بلا قلب إلى أين أذهب
وهذان البيتان الأخيران يتنازعان (1).
[56] عمرو بن نصر القصافيّ التّميميّ، أبو الفيض. بصريّ، مدح جماعة من الخلفاء، أوّلهم الرّشيد، وبقي إلى أيام المتوكّل، وقال دعبل: قال القصافيّ الشّعر ستين سنة، فلم يعرف له بيت إلا قوله (2): [من البسيط]
خوص، نواج، إذا صاح الحداة بها ... رأيت أرجلها قدّام أيديها
وله (3): [من السريع]
في دمعه الجاري وإعواله ... ما يخبر السّائل عن حاله
يقول فيها:
رحّلت عنسا كلّها عامل ... في حال إرقالي، وإرقاله (4)
حتى تناهيت إلى ماجد ... صبّ إلى طلعة سؤّاله
وله إلى بعض إخوانه، وقد افتصد (5): [من الطويل]
ولمّا علاك الشّكو كادت نفوسنا ... تلاقي الرّدى إذ قيل: أصبح شاكيا
أرقت دما، لو يسكب المزن مثله ... لأصبح وجه الأرض أخضر زاهيا
دما طاهرا لو يطلق الدّنّ شربه ... لكان من الأسقام للنّاس شافيا
[56] من شعراء الدولة العبّاسيّة، شعره خمسون ورقة. وتوفّي نحو سنة 235هـ. انظر له (طبقات الشعراء ص 305304، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 203202، والورقة ص 97) ونسبته في (الفهرست ص 186) العصامي، وفي (مجموعة المعاني ص 451) القضاعي.
__________
(1) يقول ابن الجرّاح: «وقد ادّعي هذان البيتان الأخيران لجماعة، ولكنّ رجلا من ولد عمرو أنشدني هذا الشعر، وصحّحه له». انظر (من اسمه عمرو من الشعراء ص 230).
(2) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء، والورقة). وكتب (كرنكو): «وله قطعة في ديوان المعاني لأبي هلال العسكري».
(3) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء، والورقة).
(4) في ك «دلها عامل». تصحيف. والعنس: الناقة القوية. والإرقال: الإسراع في السير.
(5) في ك «وقد اقتصد». تصحيف.(1/54)
[57] عمرو بن أبي بكر (1) العدويّ القرشيّ، قاضي دمشق، أخو عمر (2) بن أبي بكر المؤمّليّ الذي يروي عنه الزّبير بن بكّار. وعمرو هو القائل (3): [من الطويل]
برئت من الإسلام إن كان ذا الذي ... أتاك به الواشون عنّي كما قالوا (4)
ولكنّهم لمّا رأوك سريعة ... إليّ تواصوا بالنّميمة، واحتالوا
فقد صرت أذنا للوشاة سميعة ... ينالون من عرضي، ولو شئت ما نالوا
وله مع المأمون في هذه الأبيات خبر مشهور. وكان عمرو بن مسعدة يقوم بأمره في أيّام المأمون، وكان محمّد بن يزداد يحمل عليه، فقال يمدح عمرا، ويغمز على ابن يزداد، ولم يكن عمرو وزيرا (5): [من الطويل]
لشتّان بين المدّعين وزارة ... وبين الوزير الحقّ عمرو بن مسعده (6)
[فهمّهم في النّاس أن يجبهوهم ... وهمّ أبي الفضل اصطناع ومحمده
فأسكن ربّ النّاس عمرا جنانه ... وأسكنهم نارا من النّار موصده] (7)
[58] عمرو بن زهرة الشّيبانيّ. جاهليّ، يقول في تميم (8): [من الوافر]
[57] هو عمرو بن أبي بكر بن محمّد بن عبد الله بن عمرو بن المؤمّل بن حبيب بن تميم بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، العدوي، القرشيّ ولي قضاء دمشق لأمير المؤمنين هارون الرشيد، وأدرك أيام المأمون (218198هـ) الذي صرفه عن الحكم بدمشق. انظر له (نسب قريش ص 368، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 205204، وجمهرة أنساب العرب ص 150).
[58] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 4544) وفيه: «عمرو بن مرّة الشيبانيّ». وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 248وديوان بني بكر ص 433.
__________
(1) في الهامش: «أبو بكر، محمّد بن عبد الله بن عمرو بن المؤمّل بن حبيب بن تميم بن عبد الله بن قرط، كان يرى رأي الإباضيّة، وكان مع أبي حمزة يوم قديد بالمدينة. وأمّ عمرو: روميّة». انظر (نسب قريش ص 368). وجاء في الهامش أيضا: «يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. قاله ابن حزم» ولا صلة لهذا الهامش بالمتن. وليس ليعقوب ذكر في (جمهرة أنساب العرب ص 50) حيث ذكر أبوه سعيد.
(2) في الهامش: «عمر هذا ولي قضاء الأردنّ. قاله ابن حزم». انظر (جمهرة أنساب العرب ص 150).
(3) الأبيات عدا الثالث في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(4) انظر الخبر في (من اسمه عمرو من الشعراء) وفيه قال المأمون لعمرو: «قاض لا يكون له يمين إلّا بالبراءة من الإسلام! وأمر بصرفه عن الحكم بدمشق».
(5) الشعر في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(6) عمرو بن مسعدة: مرّت بنا ترجمته (55).
(7) هاهنا نقص في الأصل، وما بين المعقفتين إضافة من (من اسمه عمرو من الشعراء) وبها يتصل الشعر.
(8) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).(1/55)
أصبنا عبد شمس يوم قوّ ... ولم ينفع غداة إذ مناها (1)
[59] عمرو بن ثعلبة بن أسعد بن همّام بن زهرة الشيبانيّ. يقول في رواية ثعلب (2): [من المتقارب]
تجانف رضوان عن ضيفه ... ألم تأت رضوان عنّي النّذر؟
وحسبك في القوم أن يعلموا ... بأنّك فيهم عييّ مضر
فأنت محلّك دون العراق ... تباعد رفدك من أن تضر
وأنت مليخ كلحم الحوا ... ر، لا أنت حلو، ولا أنت مر
وقد تقدّمت هذه الأبيات لغيره (3).
[60] عمرو بن عبد العزّى، القاريّ. من القارة، وهو القائل يحضّض بني معيص بن عامر بن لؤي على بني ليث، في قتل نوفل (4) بن عمرو، في الجاهليّة (5): [من الخفيف]
أمعيص بن عامر بن لؤيّ ... اسمعوا، تسمعون أمرا عجابا (6)
تلكم يعمر وكلب بن عوف ... غلّقا دون حقّنا أبوابا (7)
غرّهم أنّ حارثا أفردونا ... وبني الهون أصبحوا غيّابا
فدعوناكم، فقالوا ضلالا: ... أيجاب الذي ينادي السّرابا؟
إنّ عمرا، وإنّ عبد مناف ... جعلا الحلف بيننا أسبابا (8)
[59] شاعر جاهليّ، توفي قبل الإسلام بنحو خمسين سنة. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 4645) وفيه «همّام بن مرّة الشيبانيّ»، و (معجم الشعراء الجاهليين ص 239). واسم جدّه في (جمهرة أنساب العرب ص 225):
الأسعد بن همّام بن مرّة بن ذهل.
[60] لم أعثر على ترجمة له، ووجدت في بني الهون بن خزيمة وهم القارة عمرو بن سعد بن عبد العزى جدّ الصحابيّ مسعود بن ربيعة بن عمرو. ولعلّ هذا الجدّ هو صاحب الترجمة، وهو لذلك جاهلي. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 190، والإصابة 6/ 77)، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 255).
__________
(1) في ك «غداة إذا». تصحيف. وفي ف «غداه مناها».
(2) الأبيات عدا الأخير له في (من اسمه عمرو من الشعراء) وفيه: «أنشدنيها ثعلب، وغيره». ولمحقّق الأبيات تعليق واف على نسبتها.
(3) مرّ الشعر منسوبا إلى الأشعر الرقبان (25)، باختلاف في عدد الأبيات.
(4) في ك «في مال عمرو».
(5) تشير الأبيات إلى بعض تحالفات قريش وصراعاتها في الجاهلية مع القبائل المجاورة لها.
(6) بنو معيص بن عامر بن لؤي: بطن كبير من بني عامر بن لؤي القرشيين. وجملة (تسمعون): استئنافية.
(7) كلب بن عوف: من بني ليث بن بكر بن كنانة. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 182) وبين بني بكر وقريش حروب في الجاهلية. وكان القارة حلفاء بني زهرة القرشيين.
(8) تحالف عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف في الجاهلية مع بني عمرو من خزاعة، ولعلّ الشاعر أراد ذلك التحالف.(1/56)
[61] عمرو بن جبلة. حليف آل حرب بن أميّة، يقول في أبيات وقد رويت لغيره (1):
[من الطويل]
وإنّي من القوم الذين قليلهم ... كثير إذا ارفضّت غمى المتجلّف (2)
إلى نضد من عبد شمس كأنّهم ... هضاب أجا، أركانها لم تقصّف (3)
[62] عمرو بن شقيق بن سلامان بن عبد العزّى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر القرشيّ. كان من فرسان قريش في الجاهليّة وشعرائهم، وهو القائل في رواية الزّبير (4):
[من الكامل]
لا يبعدنّ ربيعة بن مكدّم ... وسقى الغوادي قبره بذنوب (5)
وهي أبيات تتنازع، ورويت لحسان بن ثابت، ولغيره (6).
[63] عمرو بن ترنا الهذليّ. وترنا: أمّه، وهو القائل يجيب عمرا ذا الكلب في رواية السّكّريّ (7): [من الوافر]
قريبة قد نأت غير السّؤال ... وأمست منك بائنة الوصال (8)
فيها يقول (9):
[61] في (أنساب الأشراف 4/ 112، 152) ما يدل على أنّه كان معاصرا لمعاوية بن أبي سفيان، وأنّه ضربه الحدّ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[62] انظر له (نسب قريش ص 444، وجمهرة أنساب العرب ص 176، والأغاني 16/ 63، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 251).
[63] شاعر جاهلي قديم، عاصر عمرا ذا الكلب الهذليّ. وقد مرّت ترجمة ذي الكلب (43). وانظر لابن ترنا (شرح أشعار الهذليين ص 574573، واللسان: ترن). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
__________
(1) البيتان من خمسة لعبد الرحمن بن أرطاة بن سيحان المحاربي في (أنساب الأشراف 4/ 154). وكان ابن سيحان حليفا لبني حرب بن أميّة.
(2) في ك «رفضت عما المتحلف». تصحيف. والغما: سقف البيت. ورجل غمى: مشرف على الموت. وارفضّ:
تفرّق. والمتجلّف: الذي أصابته الجالفة. وهي السنة التي تذهب بأموال الناس.
(3) نضد: أنصار. وعبد شمس بن عبد مناف: جدّ آل حرب بن أميّة، حلفاء الشاعر. وأجأ: جبل. وسهّل الهمزة للضرورة.
(4) البيت في (نسب قريش).
(5) ربيعة بن مكدّم الكناني، وهو حامي الظعينة، قتل نحو سنة 62ق. هـ. والغوادي السحب التي تمطر غدوة.
والذنوب من الدلاء: العظيمة، أو الملأى ماء.
(6) ورويت أيضا لضرار بن الخطّاب، ولمكرّز بن حفص. وعمرو بن شقيق أولى بها. انظر (ديوان ضرار بن الخطاب الفهري ص 9897).
(7) الأبيات من تسعة في (شرح أشعار الهذليين ص 574573).
(8) في (شرح أشعار الهذليين): «نائية الوصال». وجاء في ك «الرحال». تصحيف.
(9) سقط من ك «فيها يقول».(1/57)
فلا تتمنّني، وتمنّ جلفا ... قراقرة هجفا كالخيال (1)
فأطعنه بمسنون طرير ... عليه مثل بارقة الهلال (2)
[64] عمرو بن الحارث بن أقيش العكليّ. كان أسر حسينة بنت جابر بن بجير بن شريط العجليّ، أخت أبجر بن جابر في يوم العذاب في الجاهليّة، وهو يوم أغارت فيه بنو عبد مناة بن أدّ بن طابخة على عجل وحنيفة بأرض جوّ باليمامة وحسينة شاعرة ففاداها أخوها أبجر بمائة من الإبل وخمسة أفراس، فسار معها عمرو بن الحارث حتى جوّزها أرض بني تميم، وقال في ذلك، من أبيات: [من الوافر]
وكانت صفوتي من سبي عجل ... حسينة من كواعب كالظّباء (3)
وهبناها لأبجر إذ أتاها ... وفينا، غيرها، منهم نساء
فكان ثوابه منّا جيادا ... وسوق هنيدة فيها رعاء (4)
[65] عمرو بن حذار. من بني وائلة بن صعصعة، يكنى أبا أبيّ، ويدعى ذا العنق، وكان شجاعا، وهو الذي قتل بشر بن أبي خازم الأسديّ، وكان عمرو مع عامر بن الطّفيل في يوم الرّقم، وأغارت بنو عامر على بلاد غطفان، فقال عمرو لفرسه وأبلى يومئذ بلاء حسنا (5): [من مشطور الرجز]
أقدم قديد، لا تكن خلوسا ... لأطعنن طعنة قلوسا (6)
[64] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته، هنا، ومن نسبه أنّه جاهلي فهو ابن عمّ والد الشاعر المخضرم النمر بن تولب بن زهير بن أقيش العكلي، المتوفى نحو سنة 14هـ. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 199، والأعلام 8/ 48). هذا، وأخل بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
[65] شاعر وفارس من الأبناء، من بني صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. واختلف في اسمه، فقيل: عبس بن حذار، وقيل: عبس بن جدّان. وهو قاتل بشر بن أبي خازم الأسدي نحو سنة 22ق. هـ، وكان شابا، ولعلّه أدرك الإسلام. انظر له (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 202، وديوان بشر بن أبي خازم المقدّمة ص 3332، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 318317).
__________
(1) الجلف: الغليظ الجافي. وقرقر البعير: هدر. ورجل قراقريّ: جهير الصوت والهجفّ: الجافي الثقيل، والضامر الطويل.
(2) مسنون طرير: أرادا سنانا محدّدا مسنونا.
(3) في البيت إقواء.
(4) الهنيدة: اسم للمائة من الإبل، أو لما فوقها.
(5) الرجز في (أسماء خيل العرب وأنسابها) نقلا عن ابن الأعرابيّ (أسماء خيل العرب وفرسانها).
(6) قديد: اسم فرسه. والخلوس: الشجاع الحذر، والذي ينتهز الفرص. وروي (في أسماء خيل العرب): «خنوسا».
وطعنة قلوس: تجيش بالدم.(1/58)
ذات رشاش، تزع الخميسا ... من لا يقاتل لا يكن رئيسا (1)
فقال عامر بن الطّفيل (2): [من الكامل]
وأبو أبيّ ما منيت بمثله ... يا حبّذا هو ممسيا ونهارا
لقي الخميس أبو أبيّ بارزا ... الوائليّ، وحرّم الإدبارا (3)
عمرو الذي جعلت سلول وعامر ... يوم الصّباح يجبّبون فرارا (4)
[66] عمرو بن شراحيل. أخو بني عوف بن مالك بن سعد بن قيس بن ثعلبة، أخو أشيم بن شراحيل، وقتلت أشيم بنو تميم بعلقمة بن زرارة، وقال لقيط بن زرارة (5): [من الطويل]
إن يقتلوا منّا كريما فإنّنا ... أبأنا به مأوى الصّعاليك أشيما
فأجابه عمرو بن شراحيل بقوله: [من الطويل]
ألا أبلغا عنّي لقيطا رسالة ... فما أنت أم ما ذكرك اليوم أشيما
وأقسم لو لاقيته غير محرم ... لألحقك الماضي أخيّك علقما (6)
رماه بسهم صائب، ثمّ حشّه ... بنجلاء حتى بلّ لحيته دما (7)
فإن تأتنا نقربك غير معرّد ... سنانا كنبراس النّهاميّ، لهذما (8)
[66] لم أعثر على ترجمة له. وهو شاعر جاهلي، من بني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل.
وترجم له في (ديوان بني بكر ص 550ومعجم الشعراء الجاهليين ص 250) نقلا عن المرزباني، وفي المعجم إحالة على (الأنوار ومحاسن الأشعار) ولم أقف عليها.
__________
(1) في ك: «ذات شاش». تصحيف. والرّشاش من الدم: ما تناثر بالرشّ. وتزع الخميا: تروعه، وتكفّه.
(2) الأبيات في (ديوان عامر بن الطفيل ص 79).
(3) في ك «الأدبارا». تصحيف.
(4) في ك «فزارا»، وفي ف «يجنبون». تصحيف يخلّ بالمعنى، وذلك لأن بني عامر والذين الرواية معهم فرّوا يوم الرّقم، وقتل منهم خلق كثير. انظر (العقد الفريد 5/ 160). ويجبّبون: يفرّون، ويهربون. ولعلّ الرواية يوم الصّياح، وروي في ديوان عامر: يوم الهياج.
(5) لقيط بن زرارة: فارس شاعر جاهلي، من أشراف قومه بني تميم. قتل يوم شعب جبلة، نحو سنة 571م / 53ق. هـ.
انظر (الأعلام 5/ 244). والبيت من شعر لحاجب بن زرارة في (البرصان والعرجان ص 497).
(6) في ك «لولا فتية غير محزم». تصحيف. الماضي: أراد السيف القاطع. وفي البيت إشارة إلى أن الشاعر لقي لقيطا في الأشهر الحرم. وكانت العرب تحرّم القتال فيها.
(7) في ك «صاف ثم يجشه». تصحيف. وحشّه: هيّجه. وبنجلاء: أراد بطعنة نجلاء، أي: واسعة.
(8) نقربك: أراد نجعلك قرابا. ولعلّ الرواية: «نقريك» وأثبت الياء ضرورة. والمعرّد: المنحرف. والنبراس: المصباح.
والنّهاميّ (هنا): الراهب. واللهذم: الحاد والقاطع من السيوف والأسنّة.(1/59)
[67] عمرو الأصم، أبو مفروق الشّيبانيّ. وهو عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، جاهليّ يقول في يوم المقاد، وكان على بني تغلب (1): [من البسيط]
إنّ المقاد به قتلى مصرّعة ... أودت بها منكم، ذهل بن شيبان (2)
[68] أبو الطّفيل، عمرو بن خالد بن محمود بن عمرو بن مرثد الضّبعيّ. جاهليّ، يقول يوم الوقيط، وهو يوم لبكر بن وائل على بني تميم (3): [من الكامل]
حلّت تميم بركها لمّا التقت ... راياتنا ككواسر العقبان
دهموا الوقيط بجحفل جمّ الوغى ... ورماحنا كنوازع الأشطان (4)
وله (5): [من الكامل]
إنّ الفوارس يوم ناعجة النّقا ... نعم الفوارس من بني سيّار
لحقوا على لحق الأياطل كالقنا ... قود تعدّ لكلّ يوم غوار (6)
[69] عمرو بن مالك بن زيد بن عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل. [يقول: [من الكامل]
بعواضة الذّفرى مكايلة ... كوماء، موقع رحلها جسر (7)
[70] عمرو بن ناشرة بن المستعر بن ماوية بن عمرو بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن [67] شاعر جاهلي، اجتمعت له رئاسة بكر في الجاهلية، وابنه مفروق: شاعر فارس أدرك الإسلام، وهو أشعر من أبيه، وتوفي نحو سنة 8هـ. انظر لعمرو الأصم: (المحبّر ص 254، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 4746، والمؤتلف والمختلف ص 5251، والعقد الفريد 5/ 205، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 234، وديوان بني بكر ص 367).
[68] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 47) و (النقائض ص 311) وفيه: «ويروى عمير بن خالد بن محمّد».
وأبو الطفيل من قبيلة اشتهرت بالشعر في الجاهلية. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 320319). وانظر له أيضا (معجم الشعراء الجاهليين ص 245244).
[69] شاعر جاهلي. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 4847، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 267266، وديوان بني بكر ص 330).
[70] سقطت هذه الترجمة من الأصل والمطبوع، والإضافة من (من اسمه عمرو من الشعراء ص 4847و 51)، وقد نبّه إليها محققه الفاضل، وبها يتصل الكلام. وانظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 270) نقلا عن المرزباني.
__________
(1) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء). وانظر (المؤتلف والمختلف ص 51).
(2) في ف «شيبانا».
(3) البيتان في (النقائض). والوقيط من ديار بني تميم.
(4) في الأصل: ورماحها كنوازع الأشطان. (فرّاج). والأشطان: الحبال.
(5) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(6) الأياطل: الخواصر. وقود: طويلة الأعناق.
(7) الذفرى: عظم في أعلى العنق. وكوماء: عظيمة السنام، طويلته. والجسر: الضخم من أعضاء الجسم.(1/60)
صعب بن عليّ بن بكر بن وائل] (1).
شاعر قديم، وهو الذي أزال رياسة يشكر بن بكر عن ربيعة، وقتل فرخ النّسر الذي كان ليشكر اللّخميّ (2)، فانتقلت الرياسة إلى ولد ثعلبة بن عكابة، وهو الحضن، وقال عمرو في ذلك (3): [من الطويل]
ونحن هدمنا عزّ يشكر بعدما ... مضت حقبة تحمي الرّياض، وتغشم
ونحن وطئنا هامة الفرخ إذ عسا ... على حين لا يغشى، ولا يتظلم
ونحن سلبنا البكر جمعا مكوّسا ... فأصبح فينا لحمه يتقسّم (4)
[71] عمرو بن عكبّ العجليّ. جاهليّ، يقول (5): [من البسيط]
هل بالدّيار أبا الهلوان من صمم ... أم هل عليك بآتي الدّار من لمم؟
[72] عمرو بن عبد الله بن معاوية بن عبد سعد بن جشم العجليّ. جاهليّ، يقول (6): [من الطويل]
إذا أخمد النّيران من حذر القرى ... رأيت سنا ناري يشبّ اضطرامها
[73] عمرو بن الحارث بن عبد الله بن قيس بن حارثة العجليّ، أبو هوبر. جاهليّ، يقول:
[من الطويل]
وأبدلته من العجينة إذ شتا ... رغائث هزلى ما ينام جزوعها (7)
[71] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 53، وديوان بني بكر ص 466، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 258).
[72] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 54، 181، وديوان بني بكر ص 465). وقد ترجم له ابن الجرّاح مرّتين، عدّه في الأولى مع (الجاهليين من ربيعة) في الثانية مع (الإسلاميين من ربيعة).
[73] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 54) وفيه: «أبو هوبر، وهو أبو هانئ». وانظر له أيضا (معجم الشعراء الجاهليين ص 241، وديوان بني بكر ص 463).
__________
(1) ما بين المعقفتين إضافة من (من اسمه عمرو من الشعراء).
(2) جاء في (جمهرة أنساب العرب ص 208): «ومنهم (من بني يشكر): صاحب الفرخ العقاب، وهو الحارث بن غبر بن غنم بن حبيّب بن كعب بن يشكر وكان الحارث سيّد ربيعة إلى أن قتل الفرخ المذكور عمرو الأعمى بن شيبان بن ذهل بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل». وما ذكره ابن حزم هو الصحيح فعمرو بن شيبان شاعر قديم، وأمّا حفيد ابنه فليس بقديم. وأمّا يشكر فلم يكن لخميّا، ولا صاحبا للفرخ المذكور.
(3) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 5251).
(4) البكر: الفتيّ من الإبل. وكوّسه: قلبه على رأسه.
(5) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(6) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(7) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء)، وفيه: «من العجيبة رعائب». الرغائث: جمع رغوث، وهي المرضعة.(1/61)
[74] كبد الحصاة العجليّ. اسمه: عمرو بن قيس بن ضبيعة بن عجل بن لجيم. جاهليّ، يقول (1): [من الطويل]
صبرت، وبعض الجهل ما يتذكّر ... وصبرك عن ليلى أعفّ وأستر
ونبّئت أنّ الحيّ: كلبا وطيّئا ... وغسان أنصاف عليها السّنوّر (2)
ونحن أناس ليس فينا خليفة ... من النّاس إلا أنت تعطي، وتغفر
وله (3): [من الوافر]
ألا هلك المكسّر، يال بكر ... وأودى الباع والحسب التّليد (4)
ألا هلك المكسّر، فاستراحت ... حوافي الخيل، والحيّ الحريد (5)
[75] عمرو بن شجيرة العجليّ. وشجيرة: أمّه، وكانت سبيّة. وهو عمرو بن عبد الله بن حذافة بن عمرو بن مالك بن ربيعة بن عجل، جاهليّ، يقول (6): [من الطويل]
ألا هل أتى هندا على نأي دارها ... وغربتها أنّي ثأرت المكفّفا (7)
قتلنا به من آل مرّة فاجعا ... جعلنا مكان السّمط أبيض مرهفا (8)
[76] عمرو بن عبد العزّى بن سحيم بن مرّ بن الدّئل الحنفيّ. جاهليّ، يقول (9): [من الوافر]
يمينا، لا يزال بذات كهف ... وبطن المسحلان صدى ينادي (10)
[74] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 5554، وشرح المرزوقي 10641063)، وألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 344، وديوان بني بكر ص 469467، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 303).
[75] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 55، وديوان بني بكر ص 464، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 250).
[76] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 56، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 255254).
__________
(1) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(2) الأنصاف: جمع النصف. ورجل نصف: بلغ خمسا وأربعين أو خمسين سنة. والسنّور: جملة السلاح.
(3) البيتان في (شرح المرزوقي ص 1063).
(4) المكسّر: هو يزيد بن حنظلة بن ثعلبة بن سيّار العجليّ، من فرسان ذي قار، ومات بعده. وأودى الباع: هلك الكرم. والتليد: ما ولد عندك من مالك.
(5) الحيّ الحريد: المنفرد، والمتباعد.
(6) البيت الأوّل في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(7) في ك «يأتي». تصحيف.
(8) السمط: القلادة. والمرهف من السيوف: الذي رقّق وحدّد.
(9) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(10) مسحلان: اسم موضع ويوم مسحلان: من أيّامهم. انظر (معجم البلدان: مسحلان).(1/62)
[77] عمرو بن شمر بن عمرو بن عبد الله الحنفيّ. جاهليّ، يقول (1): [من الطويل]
ويوم حقيق قد غدوت بفتية ... كمثل الأسود جازرا بسنانيه (2)
[78] عمرو بن عصيم الضّبعي. يقول (3): [من الطويل]
ليهنك أن أضحت ركابك بدّنا ... وأضحت ركابي بالحنيّ المخيّم
عوامل فيما يكرم المرء نفسه ... رجاء ثواب لست فيها بمحرم
[79] عمرو بن أسوى بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم العبديّ. من بني وديعة بن لكيز، جاهليّ، يقول (4): [من الطويل]
ألا أبلغا عمرو بن قيس رسالة ... فلا تجزعن من ثائب الحرب، واصبر (5)
وله: [من البسيط]
كأنّ عاليها درج وأسفلها ... برج، وسائرها بالشّيد منصوب (6)
[80] عمرو بن جبير بن سلمة العبديّ النّكريّ. جاهليّ، يقول (7): [من الطويل]
لعمرك لو لاقيت عمرو بن فرتنا ... لآب به من شاهد السّيف غادر
[81] عمرو بن حنثر العبديّ. وقالوا: خنثر بالخاء. أنشد له مؤرّج (8): [من البسيط]
[77] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 56، وديوان بني بكر ص 346، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 251).
وضبط (شمر) «في المخطوط على وزنين: شمر كحذر، وبكسر فسكون». (فرّاج).
[78] شاعر جاهلي. وهو الذي حمل الدماء التي كانت بين بني سدوس وبني عنزة في الجاهلية. وهو عمرو بن عصيم الضّبيعي في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 57)، وعمرو بن عصم في (الاشتقاق ص 318، وأسماء خيل العرب وأنسابها ص 114، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 258257).
[79] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 5857، والمعاني الكبير ص 382، واللسان: أهل)، وهو في (حماسة البحتري 67) عمرو بن أسواء العبدي، وفي (معجم ما استعجم ص 81) عمرو بن أسوى الليثي. وضبط (فرّاج) (عسّاس). وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 233).
[80] شاعر جاهلي. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 58) وفيه: «عمرو بن جبير بن سليمة العبديّ البكريّ».
هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
[81] شاعر جاهلي. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 59، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 243).
__________
(1) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(2) في ك «بسنائنه». تصحيف.
(3) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(4) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء) ومعه بيت آخر في (معجم ما استعجم ص 81، ومعجم البلدان: المشقر).
(5) في ف «من ثابت» وقال في الهامش: «لعلّها: نائب الحرب».
(6) الدّرج: وعاء صغير، تضع فيه المرأة خفيف متاعها وطيبها. والشّيد: كلّ ما طلي به الحائط من جصّ ونحوه.
(7) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(8) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).(1/63)
سائل قميّة، هل أعشيته فرسي ... أم هل كررت عليه، ثمّ ثنّيت؟ (1)
[82] عمرو بن الذارع الحنفيّ: وكان يوم النّشاش على بني نمير. يقول (2): [من الطويل]
أجدّا لسعدى السّير إذ بنتما بها ... وقولا لسعدى لا نمير بن عامر
فقد بدّلت ركبا جنابا بأهلها ... وتركبها في السّير سير الهواجر
إذا نحن شئنا زوّجتنا رماحنا ... كما أمكنتنا من بنات المهاجر
[83] عمرو بن فرصة بن عازب بن صليع بن قيس بن ذهل بن عامر بن ذبيان بن كنانة بن يشكر. جاهليّ، يقول (3): [من الطويل]
ونحن جلبنا الخيل من كلّ شازب ... وشازبة تعطى قليلا مؤيّدا (4)
ينبّهن أسراب القطا من مبيته ... إذا ما القطامن آخر اللّيل هجّدا
[84] القعقاع اليشكريّ. اسمه: عمرو بن ثمامة بن النّار. جاهليّ (5) وقيل: اسمه عمرو بن قيس بن عبادة، أحد بني عديّ بن جشم، من بني يشكر، جاهليّ. سمّي القعقاع (6) بقوله (7):
[من الطويل]
فخرّ أديم حين غاب صناعه ... وخرّ خباء تحته يتقعقع
[82] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 5655) وفيه: عمرو بن الوازع الحنفيّ، و (البرصان والعرجان ص 371)، وفيه: عمر بن وازع الحنفيّ وعدّه ممّن شلّت أيديهم، وكذلك في (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 258257). وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 246).
[83] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 59) وفيه: عمرو بن قرصة، وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 260).
[84] كان القعقاع وأخواه: ثوب والضّبّان شعراء. ذكر ذلك الآمدي في (المؤتلف والمختلف ص 9897). وانظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 60، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 296).
__________
(1) في ك: «هل غشيته» وفي ف «قميئة».
(2) جاء في (من اسمه عمرو من الشعراء): «صاحب يوم النشناش على بني تميم». وروي في (معجم البلدان: النشناش) ما يخالف ذلك. و «النشناش: ماء لبني نمير بن عامر. وهو الذي قتلت عليه بنو حنيفة». والأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(3) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(4) الشازب: المتنحّي عن وطنه. والمشذّب من الخيل: الطويل.
(5) في الأصل: «جاهلي. يقول، وقيل». (فرّاج).
(6) في الأصل: «قعقعة». (كرنكو).
(7) عزى السيوطي البيت إلى عمرو بن عبد الدار اليشكري. انظر (المزهر 2/ 440). وأشار (كرنكو) إلى ذلك.(1/64)
وله (1): [من الطويل]
ألا أيّها ذاك الكئيب المفجّع ... تجمّل بصبر، آل ميّة ودّعوا (2)
فلا تهلكن إن فارقوك، فإنّني ... بذي المرفق الزّاكي عليّ مفجّع
[85] عمرو بن جبلة بن باعث بن صريم الغبريّ اليشكريّ. جاهليّ، يقول (3): [من الطويل]
فأبلغ بني ماويّة الصّيد بيهسا ... وقيسا، ولا تترك شريحا، ولا عمرا
وله في يوم ذي قار، يحضّض قومه على القتال (4): [من مشطور الرجز]
يا قوم، لا تغرركم، هذي الخرق ... ولا وبيص البيض في الشّمس برق (5)
من لم يقاتل منكم هذا العنق ... فجنّبوه الرّاح واسقوه المرق (6)
[86] عمرو بن مالك بن القرار العنزيّ. يقول لحاتم الطائيّ وكان أسيرا فيهم (7): [من الطويل]
أحاتم، إنّا لا نجيع أسيرنا ... فأنت طليق الجوع، إن كان نالكا
أحاتم، قد جرّبتنا، فوجدتنا ... ليوثا لدى الهيجاء، إنّا كذالكا
[87] عمرو بن الأحزّ بن الأخضر بن هلال بن ربيعة بن خطمة بن الحارث بن جلّان. من عنزة، جاهليّ، يقول (8): [من الطويل]
أبلغ بني عوف، وأبلغ محاربا ... وأبلغ بني جلّان، ما الحقّ تسأل
وهزّان بلّغ حيث حلّت ديارها ... فما من أخ إلا عليه معوّل
[85] من الشعراء الفرسان في يوم ذي قار. وكان جدّه باعث شاعرا. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 60، والأغاني 24/ 68، وأسماء خيل العرب وأنسابها ص 180179، وديوان بني بكر ص 286، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 240).
[86] شاعر جاهلي. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 61) وفيه: عمرو بن مالك بن القدار العنزيّ. وكان معاصرا لحاتم الطائيّ المتوفى نحو سنة 578م / 46ق. هـ. وانظر أيضا (معجم الشعراء الجاهليين ص 267).
[87] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 6160). وفيه: عمرو ابن الأحرّ. وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 232).
__________
(1) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(2) في ف «ذاك الكئيب».
(3) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(4) الرجز في (الأغاني).
(5) الوبيص: البريق.
(6) العنق: الجماعة المتقدّمة.
(7) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(8) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
3* معجم الشعراء المرزباني(1/65)
[88] عمرو بن ضبيعة الرّقاشيّ. يقول (1): [من الطويل]
تضيق جفون العين عن عبراتها ... فتسفحها بعد التجلّد والصّبر
وغصّة صدر أظهرتها فرفّهت ... حرارة حزّ في الجوانح والصّدر (2)
ألا ليقل من شاء، ما شاء إنّما ... يلام الفتى فيما استطاع من الأمر
قضى الله حبّ المالكيّة، فاصطبر ... عليه، فقد تجري الأمور على قدر
[89] عمرو بن عمارة التّيميّ. من بني تيم اللّات بن ثعلبة بن عكابة. جاهليّ، يقول في عثجل بن المأموم بن سيّار بن علقمة بن زرارة، يوم الوقيط (3): [من الوافر]
وصادف عثجل من ذاك مرّا ... مع المأموم إذ جدّا نفارا
[90] الصّامت. وقيل: الصّموت. وهو عمرو بن غنم الطائيّ. سمّي بقوله (4): [من الوافر]
صمتّ، ولم أكن فدما عييّا ... ألا إنّ الغريب هو الصّموت (5)
[91] ريش لغب. وقيل: ريش بلغب. وهو أخو تأبّط شرّا، واسمه: عمرو بن جابر بن سفيان الفهميّ. من بني فهم بن عمرو بن قيس، ولقّب ريش لغب بقوله (6): [من الطويل]
وما كنت فقعا نابتا بقرارة ... ولا كنت ريشا من ذنابى، ولا لغب (7)
ويروى:
فما ولدت أمّي من القوم عاجزا ... ولا كنت ريشا
[92] غامد الأزديّ. اسمه: عمرو بن عبد الله بن كعب بن الحارث، سمّي غامدا، لأنّه [88] شاعر إسلاميّ شجاع، خرج مع ابن الأشعث على الحجّاج وعبد الملك ابن مروان بالعراق. وقتل سنة 83هـ. انظر له (شرح المرزوقي ص 1405، وشرح الأعلم ص 784، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 330).
[89] شاعر من بني بكر بن وائل. انظر له ولأسرته (النقائض ص 309308، وجمهرة أنساب العرب ص 316315، وديوان بني بكر ص 329، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 259).
[90] شاعر جاهلي. انظر له (المزهر 2/ 440، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 260).
[91] شاعر جاهلي. انظر له (الأغاني 21/ 138، والمزهر 2/ 441، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 149).
[92] شاعر جاهلي. وهو أبو قبيلة كبيرة من الأزد. انظر له (جمهرة أنساب العرب ص 377، 473). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
__________
(1) الأبيات في (شرح المرزوقي، والتذكرة السعدية ص 317).
(2) رفّهت: وسّعت. والحزازة: وجع في القلب من أذى الحبّ ونحوه.
(3) يوم الوقيط: من أيام بني بكر على تميم في الجاهلية، وفيه أسر عثجل بن المأموم. انظر (العقد الفريد 5/ 184).
(4) البيت في (المزهر).
(5) الفدم من الناس: العييّ من الحجّة والكلام، مع ثقل ورخاوة وقلّة فهم.
(6) البيت في (المزهر). ونسب في (اللسان: لغب) إلى أخيه تأبّط شرّا. وروايته: ولا لغب.
(7) الذنابى: الذنب. وأكثر ما يستعمل في الطير. واللّغب: التعب، وشدّة الإعياء. واللّغب من صفات السهم إذا فسد ولم يعتدل ريشه.(1/66)
أصلح ما كان بين قومه، وتغمّده، وقال: [من الطويل]
تأمّلت للصّلح الثّأى من عشيرتي ... فآساني القيل الحضوريّ غامدا (1)
[93] مزلّج الزّياديّ. واسمه: عمرو بن مخرّم (2) بن زياد. من بني الحارث بن كعب، زلجّه قوله: [من الطويل]
أجدّ لبانات الهوى لم تخلّج ... وساعة ما استودعت وصلا، فزلّج (3)
صددتم، ولو شئتم للاقى سوامكم ... سواما غدا من عندكم غير مدلج (4)
ولكن علمتم أنّ دون اكتفاله ... دروءا متى ما تلقه الرّيح تعنج (5)
[94] عمرو بن معمر الهذليّ. هو القائل يرثي عبد الله ومصعبا ابني الزّبير، من أبيات (6):
[من الطويل]
وكنت امرأ، ناصحته غير مؤثر ... عليه ابن مروان، ولا متقرّبا (7)
إليه بما تقذى به عين مصعب ... ولكنّني ناصحت في الله مصعبا
إلى أن رمته الحادثات بسهمها ... فلّله سهما ما أسدّ وأصوبا (8)
فإن يك هذا الدّهر أودى بمصعب ... وأصبح عبد الله شلوا ملحّبا
فكلّ امرئ حاس من الموت جرعة ... وإن حاد عنها جهده، وتهيّبا (9)
[93] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه جاهليّ متأخّر، أو من المخضرمين. هذا، أخلّت بترجمته عزيزة فوّال بابتي في معجميها.
[94] شاعر إسلامي، كان حيّا سنة 73هـ،. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الثأى: الجراحات والقتل ونحوه من الإفساد. والقيل: الملك من ملوك اليمن في الجاهلية، دون الملك الأعظم.
(2) في الهامش: «هو مخرّم بن حزن».
(3) اللبانة: الحاجة، وما يطلبه المرء عن رغبة وشهوة. وتخلّجه: جذبه وانتزعه. وزلّج: أسرع في المشي وغيره.
(4) السّوام: الماشية: والمدلج: الذي يسير من أوّل الليل.
(5) اكتفل البعير: جعل عليه كفلا، ثم ركب عليه. والكفل: خرقة توضع حول سنام البعير، وتحت الرّحل. والدروء:
الاندفاع والظهور المفاجئ. والدّرء: الميل. وتعنج: تجذب. وعنج رأس البعير: جذبه بخطامه حتى رفعه، وهو راكب عليه.
(6) الأبيات من قصيدة لمعمر بن أبي معمر الذهلي في (البداية والنهاية 8/ 342، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 7/ 426425) يرثي فيها عبد الله ومصعبا.
(7) ابن مروان: هو عبد الملك بن مروان.
(8) في ك «الحارثات». تصحيف.
(9) حسا الماء: شربه شيئا بعد شيء.(1/67)
[95] عمرو بن سلمة الأرحبيّ. قدم مع محمّد بن الأشعث على معاوية في الصّلح بينه وبين الحسن بن عليّ عليهما السلام، فرآه معاوية جميلا جهيرا، فقال له: من مضر أنت؟ فقال:
[من الطويل]
إنّي لمن قوم بنى الله مجدهم ... على كلّ باد في الأنام وحاضر
أبوّتنا آباء صدق نمى بهم ... إلى المجد آباء كرام العناصر (1)
وأمّاتنا أكرم بهنّ عجائزا ... ورثن العلا عن كابر بعد كابر
جناهنّ كافور ومسك وعنبر ... وليس ابن هند من جناة المغافر (2)
[96] عمرو بن هند النّهديّ. وهو القائل يمدح ابن الزّبير (3): [من الطويل]
ألم تر أولاد الزّبير تحالفوا ... على المجد ما صامت قريش، وصلّت؟
هم منعوا البيت الحرام، فأصبحت ... أميّة تاهت في البلاد، وضلّت
قريش غياث في السّنين، وأنتم ... غياث قريش حيث سارت، وحلّت
[97] عمرو بن حجر الكلبيّ. يقول في المرج (4): [من الوافر]
ألا من مبلغ قيسا رسولا ... بأنّا قد شفينا، واشتفينا
غداة المرج نضربكم ببيض ... صوارم في المهزّة يلتوينا (5)
فلم تحموا هنالكم ذمارا ... ولا عطفت كتائبكم علينا (6)
[95] شاعر إسلاميّ، كان حيّا سنة 41هـ. واسمه في (جمهرة أنساب العرب ص 396) عمر بن مسلمة «وكان رسولا من الحسن بن عليّ إلى معاوية مع محمد بن الأشعث في عقد الصلح». وله ترجمة في (معجم الشعراء المخضرمين والإسلاميين ص 328327).
[96] شاعر إسلاميّ، كان حيّا نحو سنة 70هـ. انظر له (الحيوان 3/ 48، 479و 4/ 255). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[97] لم أعثر له على ترجمة، وكذلك (شعر قبيلة كلب ص 282)، وهو شاعر إسلامي، كان حيّا سنة 64هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) كرام العناصر: كرام الأصول.
(2) المغافر (هنا): شيء ينضحه شجر العرفط، حلو كالناطف، يأكله الإنسان، وله ريح كريهة منكرة. وابن هند:
معاوية بن أبي سفيان، وأمّه: هند بنت عتبة. ولعلّ الرواية: ولسن.
(3) ابن الزبير: أراد عبد الله بن الزبير الأسدي القرشي، فارس قريش في زمنه. وقد بويع له بالخلافة سنة 64هـ، وقتل سنة 73هـ. انظر (الأعلام 4/ 87).
(4) المرج: أراد معركة مرج راهط. وكانت سنة 64هـ، وفيها أوقع مروان بن محمد ومعه قبائل اليمن، ولا سيما بني كلب بالقبائل القيسيّة.
(5) في المهزّة: أراد في أثناء تحرّك المقاتلين، وإسراع بعضهم إلى بعضهم الآخر.
(6) في ك «هنالك». تصحيف.(1/68)
فأشبعنا ضباع الأرض منكم ... وأقررنا بقتلكم العيونا
[98] عمرو بن سالم الخزاعيّ. حجازيّ، ذكره دعبل.
[99] عمرو بن هميل الهذلي. حجازيّ، ذكره دعبل أيضا.
[100] عمرو بن سعيد بن كعب بن زهير بن أبي سلمى. ذكره أبو هفّان.
[101] عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاريّ. قال مصعب الزّبيريّ عن ابن القداح:
عمرو بن عبد الله شاعر، وابنه معن بن عمرو شاعر أيضا، وابنه الضّحّاك بن معن كان شاعرا أيضا شريفا مرضيّا.
[102] عمرو بن حرثان الفهميّ. قال محمّد بن داود: هو من ولد ذي الإصبع العدوانيّ. وفهم وعدوان أخوان، وعمرو فارس شاعر، ضربه أميّة بن عبد الله بن خالد بن أسيد (1) حدّا في الشّراب فهجاه بأشعار، منها (2): [من الطويل]
أضاع أمير المؤمنين ثغورنا ... وأطمع فينا المشركين ابن خالد
إذا هتف العصفور طار فؤاده ... وليث حديد النّاب عند الثّرائد
ومنها (3): [من الطويل]
لعمري لقد ضيّعت ثغرا وليته ... أبا جعل، أفّ لفعلك من فعل
[98] من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبسببه كان فتح مكّة. وقيل: إنّه كان أحد من يحمل ألوية خزاعة يوم فتح مكّة.
انظر له (الإصابة 4/ 522521، وسيرة ابن هشام 4/ 2726، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 147144، ومعجم البلدان: الوتير، وجمهرة أشعار العرب ص 3534، ومنح المدح ص 198196، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 325).
[99] شاعر جاهلي. انظر له (شرح أشعار الهذليّين ص 823815، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 17، واللسان:
كتت، رضض، رعل، والتاج: قلل، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 271).
[100] لم أعثر له على ترجمة. وهو حفيد كعب بن زهير بن أبي سلمى، المتوفى سنة 26هـ. وقد عرفت أسرة زهير بالشعر. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 202201). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[101] لم أعثر له على ترجمة وهو حفيد شاعر الرسول كعب مالك المتوفى بالشام، في خلافة معاوية. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[102] شاعر إسلاميّ، وهو عدوانيّ لا فهميّ، توفي نحو سنة 90هـ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 166165، والحماسة البصرية 2/ 291، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 318).
__________
(1) كان والي خراسان لعبد الملك. وتوفي سنة 87هـ. انظر (الأعلام 2/ 23).
(2) البيتان من قطعة في (من اسمه عمرو من الشعراء) وهما في (الحماسة البصرية).
(3) الأبيات من قطعة في (من اسمه عمرو من الشعراء).(1/69)
فلو كنت حرّا يا أميّة ماجدا ... رجعت إلى الأعداء في الخيل والرّجل
ولكن أبى قلب جبان ونيّة ... تقصّر عن فعل الكرام، ذوي الفضل
فقال عبد الملك بن مروان لأميّة بن عبد الله: ما لك ولابن حرثان؟ قال: وجب عليه حدّ، فأقمته عليه، قال: هلّا درأته عنه بالشّبهة، في حديث طويل.
[103] عمرو: القباع (1) بن عوف بن القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس. إسلاميّ، يقول (2):
[من مشطور الرجز]
أنا القباع، وابن أمّ الغمر ... إن كنت لا تدري، فإنّي أدري
[104] القطاميّ. اسمه في رواية محمّد بن سلّام عمرو بن شييم (3). وغيره يقول: هو عمير بن شييم، وهو أثبت، وخبره يجيء إن شاء الله تعالى.
[105] عمرو بن حنظلة التميميّ. بصريّ، حضر يوم الرّبذة (4)، وهو يوم، استؤصل فيه أهل الشّام مع حبيش بن دلجة القينيّ. وكان مروان بن الحكم لمّا بويع له بالشّام، أنفذه إلى المدينة لمثل ما أنفذ له يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة، فلم يصدّه عن المدينة أحد، واستسلموا له، وهرب عامل ابن الزّبير إلى مكة، فأنفذ عامل ابن الزّبير على البصرة الحنتف بن السّجف في ألف من الأساورة وبني تميم إلى حبيش، فلقوه بالرّبذة، فقتلوه، وقتلوا جيشه. وكان الحجّاج بن يوسف وأبوه منهم، فهربا على بعير، يتعقبانه، وصلب حبيش، وهو أول مصلوب في الإسلام، فقال عمرو بن حنظلة (5): [من الطويل]
[103] شاعر إسلاميّ، قتله هبيرة بن ضمضم المجاشعيّ، في أثناء ولاية زياد بن أبيه على العراق (5344هـ). انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 163، وألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 331، وأنساب الأشراف 11/ 5150، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 333332).
[104] شاعر إسلامي، اختلف في اسمه. وله ترجمة تجيء، ورقمها (189). وانظر له (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 374373).
[105] شاعر إسلامي، كان حيّا سنة 65هـ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 173171، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 321320).
__________
(1) في الأصل والمطبوع: «عمرو بن القباع». والصواب ما أثبت. وجاء في (أنساب الأشراف 1/ 51): «وليس للقباع عقب». والقباع لقب له، ومعناه: المكيال الضخم، والأحمق من الرجال.
(2) الرجز في (من اسمه عمرو من الشعراء، وألقاب الشعراء)، ومع شطر ثالث في (النقائض ص 80، وأنساب الأشراف 11/ 50). وقد أنشد القباع ذلك قبيل مقتله.
(3) انظر (طبقات فحول الشعراء ص 534). وكتب فرّاج: «في طبقات ابن سلّام 121مكتوب عمير، فلعلّ الذي حقّقه غيّر النصّ إلى عمير».
(4) كان يوم الرّبذة سنة 65هـ. انظر له (تاريخ الطبري 5/ 612611).
(5) الأبيات مع ثلاثة أخرى في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 173172).(1/70)
فدى لامرىء سوّى حبيشا على العصا ... قدامة قبل النّاس من آل أجدرا
أناخ له شرّ المطايا مطيّة ... وكان حبيش قد طغى، وتجبّرا
وقال حبيش للجنود: تقدّموا ... وظنّ قتال القوم قندا وسكّرا (1)
ولمّا التقوا ولّى الشآمون هرّبا ... عزين، وأجلوا عن حبيش مقطّرا (2)
وأفلتنا الحجّاج ركضا، ولو به ... لحقنا لغادرنا الجريّ معفّرا (3)
[106] عمرو بن سنّة الخزاعيّ. يقول في عبيد الله بن زياد (4): [من الوافر]
عبيد الله، لا أخشاك، إنّي ... أبى لي منصبي، وأبى بياني
فمالك قد حليت بذكر عمرو ... كما حلي اللّسان بهذريان (5)
[107] عمرو بن يزيد بن هلال بن سعد بن عمرو بن سلامان النّخعيّ. كوفيّ، يقول في إبراهيم بن الأشتر، يعاتبه، من أبيات (6): [من البسيط]
أبلغ لديك أبا النعمان معتبة ... فهل لديك لمن يرجوك معتتب؟
[108] عمرو القنا بن عميرة العنبريّ (7). من بني تميم، أحد رؤوس الخوارج وشعرائهم وفرسانهم، وهو من بني عتبة بن ملادس بن عبد الشمس وسمّي عب الشّمس لحسنه، وعبوها (8): حسنها [106] شاعر إسلامي، وكان معاصرا لعبيد الله بن زياد الذي ولي خراسان والبصرة، وقتل سنة 67هـ. ولعمرو بن سنّة ترجمة في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 189، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 328). وجاء في ترجمة قيس بن ذريح في (الأغاني 9/ 210): «وكان له خال يقال له عمرو بن سنّة شاعر».
[107] شاعر إسلامي، من شعراء القرن الأوّل الهجري. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 191190، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 342).
[108] شاعر فحل. يعرف بعمر القنا، ويكنى بأبي المصدّى. اشتهر بوقائعه في حروب الخوارج مع المهلّب. وكان حيا أيّام اختلاف الأزارقة فيما بينهم سنة 77هـ، ومات حتف أنفه في عهد الحجاج، بخراسان بعد عام 65هـ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 164163، وأنساب الأشراف 6/ 544، وشعر الخوارج ص 140139، والأعلام 5/ 82، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 334).
__________
(1) القند: عسل قصب السكّر.
(2) عزين: متفرّقين. والمقطّر: الملقى على أحد شقيه.
(3) المعفّر: الممرّغ بالتراب.
(4) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(5) في ك «بهندبان». تصحيف. ورجل هذريان: خفيف الكلام والخدمة.
(6) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء)، وهو من قطعة في (حماسة البحتري) منسوبة لعمرو بن هلل.
(7) في الهامش: «وكنيته: أبو المصدى المصداء».
(8) العب: ضوء الشمس وحسنها. يقال: ما أحسن عبها، وأصله العبو، فنقص. وعبّ الشمس: ضوء الصباح.(1/71)
وضوؤها بن ربيعة بن زيد مناة بن تميم. وعمرو هو القائل (1): [من الطويل]
لا خير في الدّنيا لمن لم يكن له ... من الله في دار القرار نصيب (2)
فحسبي من الدّنيا دلاص حصينة ... وأجرد خوّار العنان نجيب (3)
أجاهد أعدائي إذا ما تتابعوا ... وأدعى بإسمي للهدى، فأجيب
معي كلّ أوّاه برى الصّوم جسمه ... ففي الوجه منه نهكة وشحوب
وله من أبيات يصف فيها الخوارج (4): [من البسيط]
القائلين إذا هم بالقنا خرجوا ... من غمرة الموت في حوماتها: عودوا
عادوا، فعادوا كراما، لا تنابلة ... عند اللّقاء، ولا رعش رعاديد
لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم ... محرّض الموت: عن أحسابكم ذودوا
[109] عمرو بن الحسن الإباضيّ الكوفيّ. من الموالي، أحد شعراء الخوارج، وهو القائل يرثي الإباضيّة، من قصيدة طويلة (5): [من الكامل]
في فتية شرطوا نفوسهم ... للمشرفيّة والقنا السّمر
متراحمين، ذوو يسارهم ... يتعطّفون على ذوي الفقر
وذوو خصاصتهم كأنّهم ... من صدق عفّتهم ذوو وفر
متجمّلين لطيب خيمهم ... لا يهلعون لنبوة الدّهر (6)
فكذاك مثريهم ومقترهم ... أكرم بمقترهم وبالمثري
[109] وقيل: عمرو بن الحصين، مولى بني العنبر، من تميم. كان حيّا سنة 130هـ. انظر له (الأغاني 23/ 232، 246، 264، 266، وخلق الإنسان ص 252251، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 319318).
__________
(1) الأبيات في (شعر الخوارج ص 3938) والأول والثاني في (من اسمه عمرو من الشعراء). وهي من قصيدة متنازعة بينه وبين قطري بن الفجاءة في (معجم البلدان: دولاب). وفيه: عمرو القنّاء.
(2) دار القرار: دار الآخرة.
(3) الدلاص: درع ملساء لها بريق. والأجرد من الخيل: الذي قلّ شعره وقصر، والسبّاق. وخوّار العنان: ليّن العطف.
(4) الأبيات في (شعر الخوارج ص 39) وهي من خمسة في (الحماسة البصرية 1/ 151150).
(5) القصيدة في (الأغاني 23/ 267264) قالها في رثاء أبي حمزة، وعبد الله بن يحيى، طالب الحق، ومن قتل معهما من الخوارج سنة 130هـ. وهي في سنة وخمسين بيتا، وسقطت منها الأبيات التي رواها المرزبانيّ.
(6) خيمهم: أصلهم.(1/72)
[110] الصّلتان العبديّ. يقال: اسمه، عمرو. وأنا أشكّ فيه (1)، ويقال: هو الصّلتان بن عمرو، اعترض بين جرير والفرزدق، فادّعى أنّهما حكماه، فقضى بينهما، فشرّف الفرزدق على جرير، وبني دارم على بني كليب، فقال (2): [من الطويل]
أنا الصّلتانيّ الذي قد علمتم ... متى ما يحكّم فهو بالحكم صادع
جرير أشدّ الشّاعرين شكيمة ... ولكن علته الباذخات الفوارع (3)
ويرفع من شعر الفرزدق أنّه ... ينوء ببيت للخسيسة رافع
ألا إنّما تحظى كليب بشعرها ... وبالمجد تحظى نهشل والأقارع
وله القصيدة التي يوصي فيها ابنه، وهي طويلة حسنة كثيرة الأمثال، منها (4): [من المتقارب]
ألم تر لقمان وصّى ابنه ... ووصّيت عمرا، فنعم الوصي
أشاب الصّغير وأفنى الكبي ... ر كرّ الغداة، ومرّ العشي
إذا ليلة هرّمت يومها ... أتى بعد ذلك يوم فتي (5)
نروح، ونغدو لحاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة ما بقي
[111] عمرو بن قرثع التغلبيّ. يكنى أبا السّفّاح، من شعراء خراسان، كان خالف إلى امرأة لأميّة بن عبد الله بن خالد بن أسيد أيام تقلّده خراسان، فضربه أميّة، فهجاه بقوله: [من الطويل]
قريش كرام يا أميّة سادة ... وأنت بخيل يا أميّ مسود
تجود لمن تخشى شذاة لسانه ... وغيرك يعطي راغبا، ويجود (6)
[110] هو قثم بن خبيّة، من بني محارب بن عمرو، من عبد القيس: شاعر حكيم مشهور، توفي نحو سنة 80هـ. انظر له (الأغاني 8/ 428427، والأعلام 5/ 190، وطبقات فحول الشعراء ص 404403، وحماسة البحتري ص 47، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويّين ص 215).
[111] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر إسلاميّ، قتل نحو سنة 80هـ. ولابنه عمرو بن عمرو بن قرثع ترجمة لاحقة (112). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والإسلاميين).
__________
(1) في الهامش: «وفي الجمهرة لابن الكلبي: الصلتان: اسمه قثم بن خبيّة بن قثم بن كعب بن سلمان بن عبد الله بن عمرو بن هجرس بن ثعلبة بن عامر بن ظفر بن الديل». وانظر (المؤتلف والمختلف ص 214).
(2) الأبيات عدا الثاني من قطعة في (طبقات فحول الشعراء)، والأبيات من قصيدة في (أمالي القالي 2/ 142141).
(3) الباذخات الفوارع: أراد مجد بني مجاشع، قوم الفرزدق.
(4) الأبيات من قطعة في (شرح المرزوقي ص 12111209).
(5) هرّمت يومها: ضعّفته مسلما للزوال.
(6) في ك «راعبا». تصحيف. وشذاة لسانه: حدّته وجرأته.(1/73)
إذا راغب يوما أتاك حرمته ... وإن خفته فالجود منك عتيد
وأنت إذا حرب تسامت فحولها ... حيود هيوب للّقاء ندودا (1)
فطلبه أميّة، فاستخفى، فلمّا قدم المهلّب خراسان بعد أميّة (2) آمن عمرا، فظهر، فقتله مولى لأميّة، فلم يطلب المهلّب بدمه، فهجاه عمرو بن عمرو بن قرثع بأبيات منها: [من الطويل]
فهلّا منعت اليوم من قد أجرته ... ولم يمس لحما بينهم، يتمزّع (3)
أأعطيته الميثاق ثمّ خذلته ... وكنت لئيما، من خيالك تفزع
فلا تذكرن فخرا، فلست بأهله ... وجارك ثاو، عرشه متضعضع
فلو كنت حرّا يا مهلّب لم تكن ... ذليلا، وفي كفّيك عضب موقّع (4)
ولكن أبى قلب، أطيرت بناته ... عليك، فما تخزى، ولا تتقنّع
تجلّلت عارا يا مهلّب فالتمس ... لنفسك عذرا، والعذور مجدّع
غدرت أبا السّفاح: عمرو بن قرثع ... وأسلمته لمّا بدا الموت يلمع
ولو متّ دون التّغلبيّ حفيظة ... لقلنا: كريم، جاره ما يروّع
[112] عمرو بن عمرو بن قرثع التّغلبيّ. من شعراء خراسان، خبيث اللّسان، هجّاء للأمراء:
المهلب، وابنه يزيد، وخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فمن قوله ليزيد بن المهلّب (5):
[من الخفيف]
أنت كزّ اليدين، منتخب القل ... ب، لئيم الفعال، غير نضار (6)
وأبوك الذي تضاف إليه ... عاجز الرأي، زنده غير واري
لستما، فاعلما إذا القوم نادوا ... لنزال، وبارزوا في الغرار (7)
بصبورين حين تحتدم الحر ... ب، ولا سابقين في المضمار
وقوله: [من السريع]
[112] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر إسلاميّ، من شعراء القرن الهجري الأول، وربّما أدرك الثاني. وقد مرّت ترجمة أبيه (111). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويّين.
__________
(1) حيود: كثير الفزع والهرب. وندود: شرود.
(2) قدم المهلّب بن أبي صفرة خراسان سنة 79هـ، ومات فيها سنة 83هـ. انظر (الأعلام 7/ 315).
(3) يتمزّع: يقطّع، ويقسّم.
(4) العضب من السيوف: القاطع. وموقّع: حديد، قاطع. وفي المطبوع (فرّاج): «موقّع».
(5) يزيد بن المهلّب: أمير من القادة الشجعان الأجواد، ولي خراسان بعد وفاة أبيه سنة 83هـ، ونابذ في عاقبة أمره بني أميّة الخلافة، فقتل سنة 102هـ، بعد حروب كثيرة مشهورة. انظر (الأعلام 8/ 190189).
(6) كزّ اليدين: شحيح. ومنتخب القلب: جبان، كأنّه منتزع الفؤاد. وغير نضار: نسبه ليس خالصا.
(7) الغرار: حدّ الرمح والسهم والسيف. والغرر: الخطر.(1/74)
جدّك يرعى نعما حزتها ... فانعم، ولا تشق، أبا خالد (1)
ونم على فرشك مستضعفا ... لأشهدن يوما مع الناهد (2)
[113] عمرو، الأشدق بن سعيد بن العاص بن أحيحة بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس.
روى المدائنيّ عن عوانة أنّه سمّي الأشدق لأنّه صعد المنبر، فبالغ في شتم عليّ رضي الله عنه فأصابته لقوة. وقتله عبد الملك بيده، لأنّه دعا إلى نفسه لمّا استخلفه عبد الملك على دمشق، عند توجّهه لقتال مصعب بن الزّبير، فعاد إلى دمشق، وصالح عمرا، ثم غدر به، وقتله. وعمرو هو القائل لعبد الملك: [من الطويل]
يريد ابن مروان أمورا أظنّها ... ستحمله منّي على مركب صعب
وإن ينفذ الأمر الذي كان بيننا ... نحلّ جميعا في السّهولة والرّحب
وإن تعطها عبد العزيز ظلامة ... فأولى بها منّا، ومنكم بنو حرب (3)
وهو القائل لمعاوية بن أبي سفيان وكان عرض قضاء دين أبيه (4): [من الوافر]
جزتك الرّحم عنا يا ابن حرب ... جزاء يستحقّ به الثّواب
عرضت قضاء ما أوصى سعيد ... به من دينه، والحرب داب
وله (5): [من الطويل]
لعمرك إنّي في العلاء لذو سرى ... وباللّيل عن بعض السّرى لنؤوم
[114] عمرو بن أميّة بن عمرو بن سعيد بن العاص الأمويّ. يقول لعمّته: أمّ موسى بنت عمرو بن سعيد وكانت أخذت درع ابنتها، عبدة، المذبوحة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية، وكانت [113] الأشدق، أبو أميّة، أمير من الخطباء البلغاء. كان والي مكّة والمدينة لمعاوية وابنه يزيد. وقتل سنة 70هـ بدمشق.
انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 163162، وفوات الوفيات 3/ 161، ومعجم الأمثال 1/ 189، والبداية والنهاية 8/ 312310، ونسب قريش ص 179، والأعلام 5/ 78، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 326).
[114] شاعر هجّاء، من شعراء القرن الثاني الهجري، وهو حفيد عمرو الأشدق بن سعيد المقتول سنة 70هـ. وانظر لعمرو بن أميّة (من اسمه عمرو من الشعراء ص 169167، وأنساب الأشراف 7/ 339). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) أبو خالد: هو يزيد بن المهلّب.
(2) في ك «لا شهدن». تصحيف. وكتب (فرّاج) «لعلّها (مع الناهد) أيضا: مع الشاهد».
(3) تعطها: تعطي الخلافة. وعبد العزيز: أراد عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي. توفي سنة 85هـ. وهو والد الخليفة عمر بن عبد العزيز. انظر (الأعلام 4/ 28). وبنو حرب: هم رهط معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة.
(4) البيتان من قطعة من أربعة أبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(5) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).(1/75)
ذبحت أيّام عبد الله بن عليّ (1) بالشّام، فقال عمرو يهجو عمّته، ويرميها بمتطبّب نصراني، يقال له وهب (2): [من السريع]
يا عبد لا تأسي على بعدها ... فالعبد خير لك من قربها
لا بارك الرّحمن في عمّتي ... ما أبعد الإيمان من قلبها
تلك أمّ موسى بنت عمرو التي ... لم تخش في القسّيس من ربّها
وله فيها (3): [من السريع]
لا بارك الرّحمن في عمّتي ... وزادها في غيّها ضعفه
ما زوّجت من رجل سيّد ... يا زيد إلّا عجّلت حتفه (4)
ولا رأينا قطّ زوجا لها ... أبلى جديدا عندها حفّه (5)
وله فيها (6): [من البسيط]
يا ليتني كنت وهبا كي تطاوعني ... وأنجحت عندها يا زيد حاجتنا
قسّ وضيء لطيف الخصر محتلق ... هانت على عمّتي في القسّ سخطتنا
[115] عمرو بن عتّاب التّيميّ، تيم الرّباب. أحد بني ربيع، إسلاميّ. قال يرثي أخاه، عبّاد بن عتّاب (7): [من البسيط]
كأنّه لم يكن ميت ولا حزن ... ولا رزيّة دهر قبل عبّاد (8)
[115] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 166، والمؤتلف والمختلف ص 240). وفيه: «ومنهم عمرو بن عتّاب التيميّ، تيم الرّباب، أحد بني ربيع».
__________
(1) عبد الله بن عليّ العبّاسي: أمير، وهو عمّ الخليفة أبي جعفر المنصور، وهو الذي فتح دمشق، وهدم أسوارها سنة 132هـ. ومات سنة 147هـ. انظر (الأعلام 4/ 104).
(2) الأبيات مع رابع في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(3) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(4) في ف «عجّلت». تصحيف.
(5) في كتاب من اسمه عمرا: عندها خفّه (فرّاج).
(6) البيت الأوّل مركّب من بيتين في (من اسمه عمرو من الشعراء)، وهما:
يا ليتني كنت وهبا كي تطاوعني ... فيما هويت من الأشياء عمّتيا
إذا لكنت قريبا من مودّتها ... وأنجحت عندها يا زيد حاجتيا
وبعد ذلك بيت يسبق الثاني في رواية المرزبانيّ التي جاءت بقافية مغايرة لرواية ابن الجرّاح.
(7) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(8) في ك «ولا رزيئة».(1/76)
[116] عمرو بن رياح المزنيّ. من بني جآوة بن عثمان، كان يهجو أبا وجزة السّعديّ. وعمرو هو القائل (1): [من البسيط]
أنا ابن أوس وعثمان الأولى بلغوا ... مع الرّسول تمام الألف، وانتسبوا (2)
وما وفى معهم من غيرهم أحد ... ألفا، وما خذلوا عنهم، ولا نكبوا (3)
[117] عمرو بن الفرزدق بن العجير (4) السّلوليّ. من قيس عيلان، سائر الشعر. وجدّه العجير (5)
شاعر من المحسنين، ويكنى أبا الفرزدق.
[118] عمرو بن رئاب الأسديّ الجذميّ. وهو عمّ العتير الشّاعر الذي وفد على المهديّ. ومن قول عمرو بن رئاب (6): [من الكامل]
منّا بنو لجأ وآل مضرّس ... وبنو الشّريد، وفارس النّحّام (7)
[119] عمرو بن الصّديّ الغنويّ. من بني حويرثة. يقول في قتل وكيع بن رفد بن الحارث [116] شاعر أمويّ، عاصر أبا وجزة السّعدي، المتوفى سنة 130هـ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 167، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 324323).
[117] من شعراء القرن الثاني الهجري. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 169، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 332).
[118] شاعر أمويّ، وربّما أدرك الدولة العبّاسيّة، وهو من بني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 170). وفيه: «الجذميّ». والصواب بفتح الجيم. وله ترجمة في (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 322وشعر قبيلة أسد ص 426).
[119] شاعر إسلاميّ، من شعراء القرن الأوّل الهجري. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 171). هذا، وأخل بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(2) عثمان وأوس: هما ابنا عمرو بن أدّ. وأمّهما مزينة بنت كلب، وإليها نسب ولدها. وفي البيت فخر بمشاركة مزينة في غزوة فتح مكّة مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وكانت مزينة قد شاركت بألف فارس في تلك الغزوة.
(3) في (سيرة ابن هشام 4/ 30): «سبّعت سليم، وبعضهم يقول ألّفت سليم، وألّفت مزينة» وذلك في أثناء الحديث عن الاستعداد لفتح مكّة.
(4) في الأصل: (العجيّر) بتشديد الياء. تصحيف.
(5) العجير بن عبد الله السّلولي. وقيل: هو مولى لبني هلال، واسمه عمير، ولقبه عجير، عدّه ابن سلّام في الطبقة الخامسة من الإسلاميين، وتوفي نحو سنة 90هـ. انظر (الأعلام 4/ 217، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 281).
(6) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(7) لجأ بن حدير بن مصاد من بني تيم الرّباب، ومضرس بن ربعي بن لقيط من بني أسد، والشريد بن يقظة بن عصيّة من سليم، وفارس النحّام: هو السليك بن السلكة السعدي التميمي. والظاهر أن الشاعر يفخر بانتمائه إلى مضر.(1/77)
الكلابي، وزياد بن عمرو العقيليّ (1): [من الطويل]
ونحن قتلنا العامريّ عنوة ... زيادا، وصلنا بعده بوكيع (2)
[120] عمرو بن حسّان بن هانئ بن مسعود بن قيس بن خالد. من بني الحارث بن همّام بن مرّة بن ذهل بن شيبان. كان صاحب شراب، استفرغ شعره في وصف المجالس والندامى. يقول (3):
[من الوافر]
ألا يا أمّ عمرو، لا تلومي ... إذا اجتمع النّدامى والمدام
أفي نابين بالهما إساف ... تأوّه طلّتي ما إن تنام
بالهما، أي: باعهما، فشرب بأثمانهما. وطلّته: زوجته.
وله في رواية حمّاد بن إسحاق وغيره يرويها لعمرو بن الأيهم التّغلبيّ (4): [من السريع]
ما بال قوم أعزبوا حلمهم ... إن قيل يوما: إنّ عمرا سكور (5)
إن أك سكّيرا فلا أشرب ال ... وغل، ولا يسلم منّي البعير (6)
ألزّقّ ملك لمن كان له ... والملك منه طويل وقصير (7)
منه الصّبوح الذي، يجعلني ... ليث عفرّين ومالي كثير (8)
[120] شاعر إسلاميّ من شعراء القرن الأوّل الهجري. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 181179، وجمهرة اللغة 2/ 230، واللسان: كثر، مخض، طوق، منن، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويّين ص 318).
__________
(1) لزياد بن عمرو العقيليّ ذكر في معركة مرج راهط سنة 64هـ. انظر (تاريخ الطبري 5/ 537)، ولعلّ وكيعا وزيادا قتلا فيها. والبيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(2) لعلها: بعنوة أو عنوّة كفتوّة. (فرّاج). ورواية (من اسمه عمرو): «العامريّين» وبهذا أو ذاك يستقيم الوزن العروضي.
(3) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء) وهما من قطعة في (اللسان: محض). ورويت أبيات منها، في مواضع أخرى من (اللسان)، ومنها (كثر)، وفيه: «وهذا يقوله لامرأته، وكان لامته في نابين عقرهما لضيف نزل به، يقال له: إساف». وانظر أيضا (جمهرة اللغة 2/ 230). والأوّل منهما من أربعة في (معجم البلدان: أبو قبيس) برواية مختلفة.
(4) الأبيات من قطعة في (من اسمه عمرو من الشعراء) وفيه: «ويروى لعمرو بن الأيهم التغلبي». ولهذا الشاعر ترجمة تجيء، رقمها (179).
(5) أعزب حلمه: أبعده.
(6) الوغل من الشراب: أن يدخل المرء على القوم في شرابهم، فيشرب معهم من غير أن يدعى إليه.
(7) وزن البيت غير مستقيم.
(8) عفرّين: الأسد. ويقال: هو أشجع من ليث عفرّين. وهو منسوب إلى عفرّين اسم بلد. انظر (معجم البلدان:
عفرّين). والبيت وزنه غير مستقيم.(1/78)
[121] عمرو بن أوس بن عصيّة العبديّ. أخو أبي الجويريّة، عيسى بن أوس (1)، وعمرو هو القائل في عليّ بن عبد الله بن عبّاس (2). [من مشطور الرجز]
يا ابن صريح الحسب المهذّب ... أنت النّجيب للنّجيب المنجب
ورويت له في العريان بن الهيثم بن الأسود النّخعيّ [أرجوزة] (3)، ومنها: [من مشطور الرجز]
عريان يا طيّب، يا ابن الطّيّب
[122] عمرو بن ذكينة الرّبعيّ الخارجيّ. من الشّراة، كتب إلى عمر بن عبد العزيز لما استخلف (4): [من البسيط]
قل للمولّى على الإسلام مؤتنفا ... وقد يرى أنّه رثّ القوى واهي (5)
أزرى به معشر غذّوه مأكلة ... بنخوة العزّ والإتراف والباه
إنّا شرينا بدين الله أنفسنا ... نبغي بذاك إليه أعظم الجاه
ينهى الولاة بحدّ السّيف عن سرف ... كفى بذاك لهم من زاجر ناهي
فإن قصدت سبيل الحقّ يا عمرا ... آخاك في الله أمثالي وأشباهي
وإن لحقت بقوم كنت واحدهم ... في جور سيرتهم، فالحكم لله
[123] عمرو بن عامر الحارثيّ. يعرف بابن هند من أهل نجران (6)، يقول (7): [من المتقارب]
أرقت للوعة همّ سرى ... فبتّ أراعي النّجوم المثولا
إذا قلت ولّت تداعت لها ... غياطل تؤيسني أن تزولا (8)
[121] شاعر إسلامي، كان معاصرا لعلي بن عبد الله بن عبّاس، المتوفى سنة 118هـ. انظر له (من اسمه عمرو بن الشعراء ص 183) وفيه: «عمرو بن أوس بن عصبة العبدي». وله ترجمة في (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 315314).
[122] شاعر إسلامي، كان معاصرا للخليفة عمر بن عبد العزيز (10199هـ) وقد وفد عليه، وبايعه. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 186184، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 322).
[123] شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية، انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء 190189، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 331).
__________
(1) له ترجمة تجيء، رقمها (238).
(2) عليّ بن عبد الله بن عبّاس: جدّ الخلفاء العبّاسيين. والرجز في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(3) ما بين المعقّفتين إضافة يقتضيها السياق.
(4) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء، وشعر الخوارج ص 69).
(5) المؤتنف: المبتدئ.
(6) الأصل: نحراء، وفوقه لفظ كذا. والصواب من كتاب ابن الجراح (كرنكو).
(7) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(8) غياطل الليل: ظلماته.(1/79)
[124] عمرو بن أبي عمارة الخنيسيّ الأزديّ. جاهليّ، يقول (1): [من الطويل]
دعوت فثابت من خنيس عصابة ... إلى الصّوت مشي المخفقات الرّواقل (2)
[125] عمرو بن أشيم الأزديّ. جاهليّ، يقول (3): [من الكامل]
شاقتك أظعان بكرن بكورا ... وتجاسرت عن ذي الأصابع زورا (4)
[126] عمرو بن طلّة. وهي أمّه، وأبوه: معاوية بن عمرو بن مبذول، من بني مالك بن النجّار الخزرجيّ. كان عمرو بن طلّة قائد الخزرج في حربهم مع الأوس، ومن قوله ويقال إنّه للحارث ابن عبد العزى الخزرجيّ (5): [من المديد]
أصحا أم قد نهى ذكره ... أم قضى من لذّة وطره
أم تذكّرت الشّباب، وما ... ذكرك الشّباب، أو عصره
[127] عمرو بن امرئ القيس، من بني الحارث بن الخزرج. جاهليّ، يقول في بني مالك بن العجلان النجاريّ (6): [من المنسرح]
[124] شاعر جاهلي، من بني خنيس بن زهران من الأزد. انظر له (الأغاني 22/ 150، وأسماء المغتالين: نوادر المخطوطات 2/ 248، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 73، وخزانة الأدب 5/ 278، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 259258).
[125] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 73)، وفيه: «عمرو بن أشيم الأزديّ الحدّاني». وهو من بني الحدّان بن شمس بن عمرو، من الأزد. وانظر أيضا (معجم الشعراء الجاهليين ص 234).
[126] ويقال: عمر بن الطلّة. وهو شاعر جاهلي. وكان رئيسا لقومه في حربهم لتبّع الأخير، أبي كرب بن حسّان حين حاصر يثرب. انظر له (سيرة ابن هشام 1/ 17، والأغاني 15/ 4140، وتاريخ الطبري 2/ 106105، والمناقب المزيدية ص 501499ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 74، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 353352).
[127] شاعر جاهلي، كانت في أيّامه الحرب بين الأوس والخزرج، واستمرت عشرين سنة وهو من أصحاب المذهبات.
وتوفي نحو سنة 50ق. هـ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 7675، والأعلام 5/ 73، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 300299، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 237236).
__________
(1) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء) وهو من قطعة في (أسماء المغتالين).
(2) الرواقل: المسرعات.
(3) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(4) تجاسرت: مضت وعبرت. والزور (هنا): القوّة والشدّة.
(5) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء). وهما من قصيدة متنازعة، نسبت إلى خالد بن عبد العزى النجاري يفخر بعمرو بن طلّة (سيرة ابن هشام 1/ 2018)، وإلى عمرو بن مالك النجاري، يمدح عمرو بن طلّة (الأغاني 15/ 4241)، وإلى شاعر من الأنصار (تاريخ الطبري 2/ 106105).
(6) الأبيات من قصيدة له مشهورة، خاطب فيها مالك بن العجلان. انظر لها (جمهرة أشعار العرب ص 666166، وخزانة الأدب 4/ 283275، واللسان: وكف). والأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء)، ونسبت عدا الثالث إلى قيس بن الخطيم. انظر (ديوان قيس بن الخطيم ص 239).(1/80)
يا مال، والسّيّد المعمّم قد ... يبطره بعض رأيه السّرف
نحن بما عندنا، وأنت بما ... عندك راض، والأمر يختلف
فأبد سيماك يعرفوك كما ... يبدون سيماهم، فتعترف
[128] عمرو بن ثعلبة. وقيل: عمرو بن رفاعة الواقفيّ الأوسيّ. جاهليّ، يقول (1): [من البسيط]
إمّا ترينا وقد خفّت مجالسنا ... والموت أمر لهذا النّاس مكتوب
فقد غنينا، وفينا سامر غنج ... وساكن كأتيّ اللّيل مرهوب
منّا الذي هو ما إن طرّ شاربه ... والعانسون ومنّا المرد والشّيب (2)
[129] عمرو بن سيّار بن مرثد السّكونيّ، أبو النّيل. جاهليّ، يقول في رواية محمد بن داود (3):
[من الطويل]
لججنا، ولجّت هذه في التّجنّب ... ولطّ القناع بيننا في التنقّب
وهذه القصيدة لحجيّة بن المضرّب الكنديّ في أخيه معدان بن المضرّب، أنشدتها عائشة لمّا مات أخوها عبد الرّحمن بن أبي بكر، رضي الله عنهم.
[130] عمرو بن عبد مناة الخزاعيّ. ويقال: هو ابن عبد مناف. جاهليّ. يقال: إنّه أوّل عاشق في العرب، وهو القائل في ليلى بنت عيينة الخزاعيّة (4): [من الطويل]
أرى العهد من ليلى حديثا ونائيا ... هو النأي، لا ينأى الحبيب لياليا
هو النأي لا أن تشحط الدّار مرّة ... ولكنّ نأي الدّهر أن لا تلاقيا
[128] شاعر جاهلي. واسمه في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 76): «عمرو بن رفاعة الواقفي الأوسيّ» ولم يذكر عمرو بن ثعلبة. وانظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 239).
[129] شاعر جاهلي. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 7877، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 250).
[130] شاعر جاهلي، وكان مذكورا بحسن الحديث، وجودة الشعر. وقيل: هو أوّل عاشق في العرب صدق في عشقه! وكان يعشق ليلى بنت عيينة الخزاعية، فقتله زوجها. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 7978، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 255).
__________
(1) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 7776).
(2) البيت في (سمط اللآلي ص 56) وفيه: «أبو قيس بن رفاعة. وهو الصحيح. واسمه دثار. وأنشد له هناك». وذكر البيت. ودثار بن رفاعة من شعراء اليهود في الجاهلية. انظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 129).
(3) البيت له في (من اسمه عمرو من الشعراء)، وهو مطلع قصيدة منسوبة لحجيّة بن المضرب الكنديّ في (الأغاني 20/ 332331)، ومطلع قطعة غير منسوبة في (شرح المرزوقي ص 11781176).
(4) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).(1/81)
[131] عمرو، المتنكّب الخزاعيّ. وهو عمرو بن جابر بن كعب، من بني عديّ بن عمرو.
شاعر قديم، لقّب بقوله (1): [من الطويل]
تنكّبت للحرب العضوض التي أرى ... ألا من يحارب قومه يتنكّب
هذا في رواية ابن دريد، وأبي العبّاس الأحول. وقال الهيثم بن عديّ، ولقيط: سمّي بذلك لقوله (2): [من الطويل]
فإن يخرجوا في الحرب أفرح بخرجهم ... وإن ينكبوا يوما من الدّهر أنكب
[132] عمرو بن جعدة بن فهد بن عبد الله الخزاعيّ. يقول (3): [من الكامل]
صدفت أميمة لات حين صدوف ... عنّي، وآذن صحبتي بخفوف (4)
لمّا رأيتهم كأنّ نبالهم ... بالجزع من نقرى نجاء خريف (5)
وعرفت أن من يثقفوه يتركوا ... للسّبع، أو يصطاف شرّ مصيف
أيقنت أن لا شيء ينجي منهم ... إلّا تفاوت جمّ كلّ وظيف (6)
[133] عمرو بن الحارث بن عمرو الخزاعيّ. جاهليّ، يقول (7): [من الطويل]
نحن ولينا البيت [من] بعد جرهم ... لنمنعه من كلّ باغ وآثم (8)
ونقبل ما يهدى له، لا نمسّه ... نخاف عقاب الله عند المحارم
[131] ويقال المنتكث. وهو شاعر جاهلي قديم. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 8079، والمؤتلف والمختلف ص 274، والمزهر 2/ 439، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 321320).
[132] شاعر جاهلي. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 8180، وحماسة البحتري ص 51، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 240).
[133] شاعر جاهلي قديم. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 81، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 240).
__________
(1) البيت في (المؤتلف والمختلف، والمزهر).
(2) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء)، وفيه: «ذكر محمّد بن الهيثم بن عدي عن أبيه أنّه سمّي (المنتكث) لقوله:
[من الطويل]
فإن يخرجوا في القوم أفرح بخرجهم ... وإن ينكثوا يوما من الدّهر أنكث»
هذا ولقبه عند ابن الجرّاح (المنتكث)، ولم يذكر (المتنكّب).
(3) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء، وحماسة البحتري). والأبيات من قطعة منسوبة لعمير بن الجعد القهديّ ثم الخزاعيّ في (معجم البلدان: نقرى). ونسب الشعر إلى عمير بن الجعد في (معجم البلدان: حشاش) أيضا.
(4) الصدوف: الإعراض.
(5) في ك «نقري». تصحيف. ونقرى: اسم حرّة بالحجاز.
(6) الوظيف من الخيل والإبل: ما فوق الرسغ إلى مفصل الركبة أو العرقوب.
(7) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(8) في الأصل والمطبوع ك «البيت بعد». والإضافة من (فرّاج وابن الجرّاح).(1/82)
[134] عمرو بن مالك النّخعيّ ثم الكعبيّ. من بني رألان، جاهليّ، يقول (1): [من الهزج]
ومرّت تسحب الرّيط ... ة تدعو: يا بني كعب (2)
ألا من يبصر العار ... ض، قد أوفى على الشّعب (3)
[135] عمرو بن نعامة بن غياث بن ملقط بن عمرو بن ثعلبة بن رومان بن جندب بن خارجة الطائي. ويقال: عمرو بن ثعلبة بن غياث بن ثعلبة بن رومان بن ملقط بن رومان. يقول (4):
[من السريع]
مهما لي اللّيلة مهما ليه ... أودى بنعليّ وسرباليه (5)
ألخيل قد تجشم أربابها الش ... شقّ، وقد تعتسف الدّاويه (6)
إنّك قد يكفيك درء الفتى ... وبغيه أن تركض العاليه (7)
وله يحضّ عمرو بن هند على زرارة بن عدس بن عبد الله بن دارم (8): [من مجزوء الكامل]
من مبلغ عمرا بأن ... ن المرء لم يخلق صباره (9)
وحوادث الأيّام لا ... يبقى لها إلّا الحجاره
فاقتل زرارة لا أرى ... في القوم أوفى من زرارة
[134] شاعر جاهلي، من شعراء اليمن. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 83، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 267).
[135] شاعر جاهلي، عاصر عمرو بن هند، ملك الحيرة، وكان على مقدّمة جيشه يوم أوارة. واختلف في اسمه، والراجح أنّه (عمرو بن ثعلبة بن غياث بن ملقط). انظر له (جمهرة أنساب العرب ص 400، والأغاني 22/ 194193، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 270269).
__________
(1) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(2) الريطة: الملاءة كلّها نسج واحد، وقطعة واحدة.
(3) العارض: ما اعترض الأفق، فسدّه من سحاب ونحوه.
(4) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 8483) وفيه: «أنشدني ثعلب هذه القصيدة لابن عبدل الأسدي».
هذا والقصيدة مروية في مصادر كثيرة لصاحب الترجمة.
(5) أودى: هلك. والباء في (بنعليّ) زائدة للضرورة، والتقدير: أودى نعلاي. والسربال: القميص، وكلّ ما لبس على البدن.
(6) أجشمه: حمّله المشقّة. والشّقّ: المشقّة والجهد والعناء. واعتسف الطريق: قطعه دون علامة. والداوية: المفازة.
(7) الدّرء: العوج. والعالية: اسم فرس الشاعر. انظر (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 164). يخاطب بهذا البيت نفسه. ويريد بالفتى أوس بن حارثة الطائي.
(8) الأبيات من قطعة في (الأغاني، والنقائض 652).
(9) الصبارة: الحجارة.(1/83)
[136] عمرو بن غزيّة المعنيّ الطائيّ. يقول (1): [من الكامل]
أبلغ بني ثعل بأنّ دياركم ... قفر إلى الكومين فالصيّاح (2)
لولا بنو عمرو بن سنبس أصبحت ... أنعامكم نفلا، بغير سلاح (3)
[137] عمرو بن يسار، أو سنان بن قرواش بن مالك بن عمرو الطائيّ. جاهليّ، يقول (4):
[من الطويل]
إذا اسطعت يوما أن تكوني لمحجن ... قبيل رحيل القوم، عرس الكروّس (5)
إذا تعلقي في رحل أبيض ماجد ... طويل نجاد السّيف، ليس بأكوس (6)
[138] عمرو بن الأبجر الطائي البحتريّ. جاهلي، يقول (7): [من الوافر]
وقالوا: قد جننت، فقلت: كلا ... وربّي ما جننت، ولا انتشيت
[139] عمرو بن النّبيت الطائيّ البحتريّ. جاهليّ، يقول في رواية محمّد بن داود (8): [من الكامل]
إنّي، وإن كان ابن عمّي عاتبا ... لمقاذف من دونه وورائه
ومعدّه نصري، وإن كان امرأ ... متزحزحا في أرضه وسمائه
[140] عمرو بن أبي صخر بن أبي جرثوم اليهوديّ، أبو حمضة. جاهليّ، يقول: [من المتقارب]
أشطّ بجيرانك المنزل ... أم أنت لبينهم مثقل (9)
[136] شاعر جاهلي، من بني معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل، من طيّئ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 85)، وفيه: «عمرو بن عزيّة المعنيّ». وانظر له أيضا (معجم الشعراء الجاهليين ص 259).
[137] شاعر جاهليّ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 8685، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 273272).
[138] شاعر جاهليّ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 86، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 231).
[139] شاعر جاهليّ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 8786، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 271270).
[140] لم أعثر له على ترجمة له. وهو شاعر جاهلي. هذا وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
__________
(1) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(2) في ك «ثغل». تصحيف. ويريد بالكومين أجأ وسلمى من جبال طيّئ (كرنكو).
(3) بنو عمرو بن سنبس من طيئ. والنّفل: الغنيمة، يستولي عليها الجيش من العدو في الحرب.
(4) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(5) الكرّوس بن زيد الطائي (كرنكو). وفي ف «أسطعت». تصحيف. ورواية ابن الجرّاح (إن اسطعت).
(6) في ك «في رجل». تصحيف. والأكوس: الذي يمشي على رجل واحدة. وكاس يكوس: انقلب.
(7) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء) وهو في (اللسان: نشا) منسوب لسنان بن الفحل، وهو من شعراء العصر الأموي.
(8) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء)، وذكر محققه كثرة الاضطراب في نسبة هذين البيتين، فهما من شعر نسب لسماك بن خالد الطائي (حماسة البحتري ص 247) وللهذيل بن مشجعة البولاني (شرح المرزوقي 16821680)، ولطريف بن تميم العنبري (الأغاني 15/ 29).
(9) أشطّ المنزل: بعد. والبين: البعد. وفي ك «أنت». تصحيف.(1/84)
وقد عمّروا بيننا حقبة ... فصرّفهم دهرنا المعضل (1)
مراقيد حين يحبّ الرّقا ... د إن أخصب النّاس، أو أمحلوا
رأيت لها فضلها بارزا ... على كل مال إذا يعزل (2)
[141] عمرو بن قعاس بن عبد يغوث بن محرّش بن مالك بن عوف المراديّ. جاهليّ، يقول (3):
[من السريع]
بنو غطيف أسرتي في الوغى ... هم خير من يعلو متون الرّحال (4)
سائل بنا حمير يوم الوغى ... إذا استخفّوا هدّجا كالرّئال (5)
[142] عمرو بن عمّار، الخطيب الطائيّ: كان شاعرا خطيبا صحب النّعمان بن المنذر، ونادمه، وكان النّعمان أبرش أحمر الشّعر، فعربد عليه يوما، فقتله. فقال في ذلك أبو قردودة الطّائيّ (6): [من البسيط]
لقد نهيت ابن عمّار، وقلت له ... لا تقربن أحمر العينين والشّعره
إنّ الملوك متى تنزل بساحتهم ... يوما تطر بك من نيرانهم شرره
يا جفنة كإزاء الحوض قد هدموا ... ومنطقا مثل وشي اليمنة الحبره (7)
[141] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 87). واختلف في اسم أبيه، فقيل: قنعاس (المعاني الكبير ص 431)، وقيل: وقعاس (الاشتقاق ص 413) وقيل: قعاس (اللسان: تمر، جنز). وجاء في الهامش: «من ولد عمرو بن قعاس: هانئ بن عروة بن نمران بن عمرو بن قعاس، قتله عبيد الله بن زياد مع مسلم بن عقيل بن أبي طالب، وصلبهما. قاله ابن الكلبيّ». وفي (جمهرة أنساب العرب ص 406): «عمرو بن قعاس بن عبد يغوث بن مخدش بن عصم بن مالك بن عوف» وانظر له أيضا (خلق الإنسان ص 260ومعجم الشعراء الجاهليين ص 261).
[142] شاعر جاهلي. انظر له (البيان والتبيين 1/ 223222، 349، والحيوان 4/ 243و 5/ 332، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 88، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 258).
__________
(1) الحقبة: المدّة، لا وقت لها. والمعضل: الذي لا يهتدى لوجهه.
(2) يعزل: يبعد، وينحّى جانبا.
(3) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(4) بنو غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد، من بني مراد.
(5) الهدّج: الذين يمشون في ارتعاش، والرئال: أولاد النعام.
(6) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء)، وأشار محققه إلى أن الأبيات تنسب مرّة لأبي قردودة، وأخرى لعامر بن جوين الطائي، وثالثة لخوليّ بن سهلة الطائيّ. وذكر مصادره في ذلك. ومنها (أسماء المغتالين: نوادر المخطوطات 2/ 241240) وفيه سبعة أبيات لخوليّ.
(7) الإزاء: المقابلة، ومصبّ الماء في الحوض، وحجر أو جلد يوضع على فمه، ويقال للقيّم بالأمر: هو إزاؤه. واليمنة:
من برود اليمن، وكذلك الحبرة. وكانت العرب تسمّي السيد المطعام جفنة. لأنه يضعها، ويطعم الناس فيها.(1/85)
[143] عمرو بن الخثارم البجليّ. من بني عشيرة (1)، جاهليّ. يقول في بني أفصى بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار البجليّين يمدحهم (2): [من الوافر]
ألا من كان مغتربا فإنّي ... لغربته على أفصى دليل
يغنّون الغنيّ على غناه ... ويثرو في جوارهم القليل
وله (3): [من الوافر]
فإنّ بلاد قومك قد أتيحت ... وحلّ مكانهم حيّ شطير (4)
[144] عمرو بن شراحيل الهمدانيّ، أبو بكر. جاهليّ، قال يؤنّب أبا كرز بفراره عنه (5):
[من الكامل]
تركوا أبا بكر ينادي قائما ... قطعت دعائمهم تقطّع مفصل
يا ليتهم كانوا نساء حيّضا ... كلّ امرىء منهم يثور بمغزل
[145] عمرو بن قيس بن مسعود المراديّ. جاهليّ، قال يرثي امرأته (6): [من البسيط]
سعيد، قومي على سعدى فبكّيها ... فلست محصية كلّ الذي فيها
في مأتم كظباء الرّوض قد قرحت ... من البكاء على سعدى مآقيها
[146] عمرو بن زياد بن نصب بن بدّاء بن نهد الهمدانيّ المرهبيّ. شاعر جاهليّ.
[143] انظر له (المحبر من 243242، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 89، والنقائض ص 141، ومعجم ما استعجم ص 59، ومعجم البلدان: دارة جلجل، مروان، والخزانة 8/ 2920ومعجم الشعراء الجاهليين ص 245). وجاء في الهامش: «قال البلاذريّ: عامر بن الخثارم». انظر (أنساب الأشراف 1/ 28). وفيه ما يشير إلى أنّه أدرك الإسلام.
[144] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 90، وأسماء خيل العرب وأنسابها ص 54، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 251).
[145] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 90، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 264263).
[146] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 91) وفيه: «عمرو بن رباه بن نصب بن بدّا بن نهد الهمدانيّ المرهبيّ».
وجاء في الهامش: «عن الهمدانيّ صاحب الإكليل: عمرو بن رياب عوض زياد». وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 249248).
__________
(1) في (من اسمه عمرو من الشعراء): «بنو عسيرة».
(2) البيتان في (المحبر، ومن اسمه عمرو من الشعراء).
(3) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(4) أتيحت: قدّر لها. ورجل متيح: لا يزال يقع في بليّة. ورواية (من اسمه عمرو من الشعراء): «أبيحت». وحيّ شطير: منفرد.
(5) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(6) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).(1/86)
[147] عمرو بن الفوارس بن عامر بن سعد بن سميّ بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس. وهو ابن ذي الجوشن (1) الخثعميّ. يقول (2): [من الطويل]
تناسيت يا ذا الجوشن الأمر، قد خلا ... وأنت تجدّ اليوم ما أنت ذاكر
[148] عمرو بن الصّعق الخثعميّ. جاهليّ، يقول (3): [من الوافر]
أأبكيت الجبال بغير شجو؟ ... وهل يبكي من الحزن السّلام (4)؟
[149] عمرو بن خالد الهمدانيّ السّبيعيّ. جاهليّ، يقول (5): [من الطويل]
وما كان في نسر هجفّ قتلته ... بوادي حراض ما تعدّ مراد (6)
[150] عمرو بن الفضفاض الجهنيّ. جاهليّ، يقول (7): [من البسيط]
إنّا ثلاثة رهط عنك في شغل ... بياننا مبرز عن حالنا خالي
حقّ له أن يلاقى وسط معركة ... في فتية كسيوف الهند أبطال
يبغون ما أبتغي ملقى نفوسهم ... منهم عراة من الأموال أمثالي
[147] شاعر جاهلي انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 92) وكتب (كرنكو): «عمرو بن أبي الفوارس بن نصر». ونصّ على أن الأصل: عمرو بن الفوارس. وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 253).
[148] له ترجمة في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 92). وهو سميّ عمرو بن الصعق الكلابي، وربما كان ابن الجراح واهما حين نسب عمرو بن الصعق إلى خثعم. وهي من قبائل اليمن، وتابعه على ذلك المرزبانيّ. ولم أجد ذلك عند غيرهما، فالكلابيّ هو المعروف، وهو عمرو بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب، أصابت أباه صاعقة، فأحرقته. وكان عمرو بن الصعق من فرسان قومه بني عامر في الجاهلية. وابنه يزيد شاعر. وأدرك عمرو الإسلام، ولم يسلم، وأسره خالد بن الوليد في معركة عين التمر سنة 12هـ، وضرب عنقه. انظر له (الأغاني 11/ 105، 133، وتاريخ الطبري 3/ 377376، والاشتقاق ص 297، وجمهرة أنساب العرب ص 286). وأخلّ به جامع (أشعار العامريين الجاهليين)، ولكنه جمع شعر ابنه يزيد، وترجم له. وقد أشكل أمره على مؤلفة (معجم الشعراء الجاهليين ص 252) فذكرت خبر عمرو بن الصعق الكلابي، واسمه، ثم قالت: «وهو من شعراء اليمن الجاهليين».
[149] كان شاعر قومه في الجاهلية. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 93، وشعر همدان وأخبارها ص 283 ومعجم الشعراء الجاهليين ص 244).
[150] شاعر جاهلي من شعراء اليمن. انظر له (المعاني الكبير ص 718، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 9493، واللسان: جهم، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 261260.
__________
(1) لعلها: وله في ذي الجوشن (فرّاج).
(2) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(3) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(4) السّلام: الحجارة.
(5) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(6) هجفّ: عظيم، عتيق.
(7) الأبيات وقبلها آخر في (من اسمه عمرو من الشعراء).(1/87)
[151] عمرو بن صيفيّ الجهنيّ، من بني خزامة. جاهليّ، يقول (1): [من الطويل]
تركت أبا لأم يرشّح نسلها ... وأنقذت من طول العناوة معقلا (2)
[152] عمرو بن الحارث بن أبي شمر (3) الجهنيّ. جاهلي، يقول (4): [من مشطور الرجز]
تقاربي هميم، لا أبالك ... لا بدّ أنّي ثالغ قذالك (5)
كلّ قتال القوم قد بدالك (6)
[153] عمرو بن المرادة البلويّ. أحد بني عوف بن وذم بن هميم بن هنيّ البلويّ. يقول للنّخّار بن أوس، العذريّ، الراوية، واستلحق بطنا من بليّ بن عوف بن الحاف (7) بن قضاعة، وذكر أنّهم من قومه (8): [من الطويل]
وقد كنت، يا نخّار ما تدّعيهم ... وتعرض عنهم في السّنين العوارق (9)
يمنّيهم النّخّار إلحاق نسبة ... بلأي، وما النّخّار فينا بصادق (10)
[154] عمرو بن ذي الرّحا القينيّ. جاهليّ، يقول (11): [من الكامل]
[151] جاهلي، من شعراء اليمن. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 94، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 252).
[152] جاهلي، من شعراء اليمن. انظر له (النقائض ص 199) ونسب فيه إلى آل جفنة الغسانيين. و (من اسمه عمرو من الشعراء ص 95) وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
[153] من شعراء القرن الهجريّ الأوّل، وكان معاصرا للنّخّار بن أوس المتوفى نحو سنة 60هـ. وذكره (ابن الجراح) في القسم الخاص بالشعراء الجاهليين من اليمن. انظر (من اسمه عمرو من الشعراء ص 9695). وفيه: «عمرو بن المراد البلويّ، أحد بني عوف بن ودم بن هنيء البلويّ». وفي (جمهرة أنساب العرب ص 443): «وذم بن ذبيان بن هميم» وفي ك «ودم» تصحيف. هذا، واخل بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[154] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 96، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 247).
__________
(1) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(2) رشح الشيء: أحسن القيام عليه. والعناوة: حرف لم أقف عليه. والعنوّ والعناء: الأسر. ومن ذلك العناوة.
(3) الرجز في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(4) في أصل المخطوط ضبطه كحذر، وبكسر، وسكون (فرّاج).
(5) ثلغ الشيء: شدخه وهشمه. والثلغ: ضربك الرطب باليابس.
(6) في ف: «القول قد». تصحيف.
(7) في الهامش: «الصواب: بلي بن عمرو بن الحاف». وفي ك «إلحاف». تصحيف.
(8) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(9) عرقته السنون: نالت منه.
(10) لأي: هو لأي بن عبد مناف بن الحارث بن سعد هذيم، وإليه ينتسب النخّار. وبنو الحارث بن سعد هذيم حلفاء لبني عذرة بن سعد هذيم، وكثيرا ما ينسبهم من لا يحقق إليهم. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 448).
(11) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).(1/88)
بكرت عليّ تلومني، وتغضّبت ... ومتى تردني بالملامة أصعب
بكرت عليّ فلم تزل مضحاتها ... بغريض غادية، وراح أصهب (1)
[155] عمرو بن أوس بن أسماء بن رئاب بن معاوية بن بلال (2) بن سليّ بن رفاعة بن عذرة بن عديّ الجرميّ. جاهليّ (3)، يقول (4): [من الطويل]
فأجلت سماء البيت عنها وعنهم ... فريقين مخبور، يسرّ وهارب
كأنّهم، والنّقع ينجاب عنهم ... رعيل نعام لفّه القطر آيب (5)
[156] عمرو بن قدامة العذريّ. من بني عامر. جاهليّ، يقول (6): [من الكامل]
يا عمرو، من للزاز خصم جائر ... بالغرم إذ خصم الصّديق، فأضلعا (7)
[157] عمرو بن قعيط العذريّ. من بني هند (8)، جاهليّ، يقول (9): [من البسيط]
إن كنت باكية من حرّ مؤذية ... فابكي الكرام بني عمرو بن شمّاس
من كلّ أبيض، نصل السّيف معلقه ... كأنّما يهتدى منه بمقياس (10)
[155] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 9796).
[156] شاعر جاهليّ انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 97، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 261).
[157] شاعر جاهليّ انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 98، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 262).
__________
(1) غريض الغادية: ماؤها الطّريّ. والغادية: السحابة تنشأ، فتمطر غدوة. والراح: الخمر. وفي المطبوع (كرنكو):
«مضجاتها». تصحيف.
(2) في الهامش: «صوابه: مالك».
(3) في الهامش: «عمرو بن أوس ليس بجاهليّ لأن جدّه أسماء بن رئاب له صحبة. وأسماء هو الذي خاصم بني عقيل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في العقيق الذي في أرض بني عامر بن صعصعة، وليس الذي بالمدينة، فقضى به لجرم، فقال أسماء: [من الطويل]
وإنّي أخو جرم كما قد علمتم ... إذا اجتمعت عند النبيّ المجامع
من جملة أبيات». وانظر خبر أسماء بن رئاب (رياب، ربّان) في (جمهرة أنساب العرب ص 451، والإصابة 1/ 218217). ومن الظاهر أن المؤلف ينقل عن ابن الجرّاح الذي صنف عمرو بن أوس ضمن شعراء اليمن من الجاهليين، وكذلك صنعت مؤلفة (معجم الشعراء الجاهليين ص 238237).
(4) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(5) رعيل النعام: الجماعة من النعام، والقطعة المتقدّمة منها. والقطر: المطر. وفي ك «آئب».
(6) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(7) لزاز خصم: ملازم له، قادر على خصومته. وأضلعته الخطوب: أثقلته واشتدت عليه.
(8) لعلها: نهد (فرّاج). ومن بني عذرة: هند بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 449) ولعلّ الشاعر منسوب إليه.
(9) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(10) في ك «معلقة». تصحيف.(1/89)
[158] عمرو بن شراحيل بن عبد العزّى بن امرئ القيس الكلبيّ. جاهليّ، يقول (1): [من البسيط]
تركت كعبا، وكعب قائم ردن ... كأنّه من جمال الرّيف مهشوم (2)
يا كعب، إنّا قديما أهل سابقة ... فينا السّنام، وفينا المجد والخيم (3)
[159] عمرو بن عروة بن الغدّاء الكلبيّ الأجداريّ. يقول (4): [من الطويل]
تباغت عديّ بينها، وتناضلت ... إليّ، وأهل العلم قاض وحاكم
وله: [من الخفيف]
وبدا النّجم في السّماء سحيرا ... مستقلّا كأنّه عنقود
وتدلّت بنات نعش، فعادت ... مثل نعش عليه ثوب جديد
وكأنّ الجوزاء لمّا استقلّت ... وتدلّت سرادق ممدود (5)
[160] عمرو بن زيد بن المتمنّي بن عبد الله بن الشّجب بن عبد ود الكلبيّ. جاهليّ، يقول (6):
[من الطويل]
فلو كنت بعض المقرفين، وعاجزا ... لكنت أسيرا في جبال محارب (7)
وقفت على عمرو الذّناب غديّة ... وروّحته بالأمس عن ذي تناضب (8)
[158] شاعر جاهلي. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 98، وشعر قبيلة كلب ص 193، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 251).
[159] ذكره ابن الجرّاح (من اسمه عمرو من الشعراء ص 99) في القسم الخاص بشعراء اليمن الجاهليين. ويبدو أن المرزباني شكّ في جاهليته، فلم ينصّ عليها. وترجم له في (معجم الشعراء الجاهليين ص 257). وهو شاعر إسلاميّ كان في زمن معاوية بن أبي سفيان. انظر له (اللسان: عقل، سعى، والخزانة 7/ 585، وشعر قبيلة كلب ص 286283). وجاء في الهامش: «هو الغدّاء بن كعب بن بهوس بن عامر بن عنمة بن ثعلب بن تيم الله بن عامر الأجداري». وقيل: العدّاء.
[160] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 99، والمحبّر ص 324، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 249، وشعر قبيلة كلب ص 192191).
__________
(1) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(2) الرّدن: الحرير، والغزل. وردن جلده: تشنّج وتقبّض.
(3) الخيم: الأصل.
(4) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(5) استقلّت: ارتفعت، وتعالت.
(6) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(7) المقرف: من أمّه عربية، وأبوه غير عربي.
(8) تناضب ويقال: تناضب: مكان قرب مكّة. وتناضب: واد قرب المدينة.(1/90)
[161] عمرو بن الأسود الكلبيّ الأجداريّ. جاهليّ، يقول (1): [من الوافر]
وإن يك صادقا بالتّيم ظنّي ... يشبّ الحرب ألوية كرام
فما أدري وعلّي سوف أدري ... أحلّ مال أهيب أم حرام (2)
وأهيب معشر من جذم كلب ... لهم نسب، وآلهم قدام (3)
[162] عمرو بن عبد ودّ بن الحارث بن كعب بن الوكاء الكلبيّ. وهو ابن شعاث الأصغر وهي أمّه وهو أحد بني تيم اللّات بن رفيدة، من كلب، مخضرم، وبقي إلى زمن معاوية بن أبي سفيان، وكان هجّاء لقومه. وهو القائل يمدح سعيد بن العاص وأمّه من بني عامر بن لؤيّ ويهجو عبد الله بن خالد بن أسيد وأمّه ثقفية (4): [من الطويل]
قصّرت يا عبد الإله عن العلا ... سيكفيك ما قصّرت عنه سعيد
فتى أمّه من آل حسل، كريمة ... وأمّك ينميها بوجّ عبيد (5)
[163] عمرو بن عديّ بن وائل بن عوف بن ثعلبة الطائيّ. يعرف بابن درماء. وهي أمّه. ذكره أبو سعيد السّكّريّ.
[164] عمرو بن مالك النّميريّ. يعرف بابن منشا وهي أمّه وهو من بني نمير بن عامر.
يقول: [من الوافر]
تركت الضّأن يحلبها سمير ... بجنب الضّمر عامرة العيال (6)
[161] شاعر فارس، وسيّد مطاع في قومه. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 100، والمؤتلف والمختلف ص 5150، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 234، وشعر قبيلة كلب ص 190188). هذا، وفي (الأصمعيات ص 7977) قصيدة لعمرو بن الأسود قالها في يوم ذي قار. ويبدو أنها لتغلبي كان في جيش كسرى.
[162] ذكره ابن الجرّاح في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 101100) في القسم الخاص بشعراء اليمن الجاهليين. وله ترجمة في (الإصابة 5/ 115114، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 256وشعر قبيلة كلب ص 282).
[163] لم أعثر له على ترجمة. وله ذكر في نسب المغنّي مالك بن أبي السّمح، من بني ثعلبة بن سلامان بن ثعل من طيّئ.
وفي (تاريخ الطبري 3/ 364) ذكر لنقباء أهل الحيرة، ومنهم إياس بن قبيصة الطائي وعديّ وعمرو ابنا عديّ، ولعلهما من طيّئ، ولعل أحدهما صاحب الترجمة، وهذا يعني أنه كان حيّا سنة 12هـ. هذا، وأخلّت بترجمته عزيزة فوّال بابتي في معجميها.
[164] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من ترتيب ترجمته أنّه جاهليّ، أو مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. هذا، وأخلّت بترجمته عزيزة فوّال بابتي في معجميها.
__________
(1) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(2) في ف «أهب»، وكذلك في البيت التالي. تصحيف.
(3) القدام: القديم المتقدّم مثل طويل وطوال.
(4) البيتان في (الإصابة).
(5) آل حسل: بطن كبير من بني عامر بن لؤيّ القرشيّين. ووجّ: الطائف. وهي مسكن ثقيف.
(6) الضّمر: طريق في جبل، من ديار بني سعد بن زيد مناة.(1/91)
حسبت بني المقشّب يا ابن طلق ... بألعس من أحاديث الضّلال (1)
[165] عمرو بن جنادة الخزاعيّ. جاهليّ، يقول (2): [من الوافر]
فلا والله ما أكسو غلاما ... دعا لحيان، ثوبا، ما حييت
[166] [عمرو بن عبد الله المراديّ. يقول في يوم الجمل لمّا عقر جمل عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها وكان مع عليّ بن أبي طالب، عليه السّلام] (3): [من الطويل]
عقرت، ولم أعقر بها من هوانها ... عليّ، ولكنّي، رهبت المهالكا
وله، يردّ على الضّبّي الذي ارتجز يوم الجمل، وقد أخذ بخطامه (4): [من مشطور الرجز]
لم تغضبوا لله إلّا للجمل ... كم قائل منهم لآخر: لا شكل (5)
[167] عمرو بن أبي الجبر بن عمرو بن شرحبيل الكنديّ. مخضرم، يقول في رواية دعبل (6):
[من الوافر]
تهدّدني، كأنّك ذو رعين ... بأنعم عيشة، أو ذو نواس (7)
فكم، قد كان قبلك، من نعيم ... وملك كان في الأقوام راسي
تبدّل بعد ثروته، وأضحى ... تنقّل من أناس في أناس
ورواه غيره لعمرو بن معدي كرب، قاله في سعد بن أبي وقّاص، رضي الله عنه.
[168] عمرو بن مالك الجهنيّ. مخضرم، له شعر.
[165] شاعر هجّاء، ذرب اللسان، من بني لحيان، من هذيل. انظر له (شرح أشعار الهذليين ص 818، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 101). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
[166] سقط قسم من هذه الترجمة من الأصل، وما بين المعقّفتين زيادة من كتاب (من اسمه عمرو من الشعراء ص 149).
وقيل: إنه جاهليّ. انظر (معجم الشعراء الجاهليين ص 254).
[167] انظر له: (من اسمه عمرو من الشعراء ص 151150)، والإصابة (5/ 116). وجاء في الإصابة: «عمرو بن أبي الخير» نقلا عن المرزبانيّ. وله ترجمة في (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 315).
[168] شاعر مخضرم، من شعراء اليمن. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 151، والإصابة 5/ 118، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 533).
__________
(1) ألعس: جبل في ديار بني عامر بن صعصعة.
(2) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(3) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(4) الرجز في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(5) لا شكل: أراد لا عيب. ومثل ذلك رواية ابن الجرّاح: «لا شلل».
(6) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء). وتكاد المصادر تجمع على نسبة هذه الأبيات إلى عمرو بن معديكرب.
انظر (شعر عمرو بن معدي كرب ص 131130، 237).
(7) ذو رعين: أحد ملوك اليمن الأول. واسمه: يريم. وله ترجمة لاحقة. ورعين: اسم حصن كان له. وذو نواس:
هو صاحب الأخدود.(1/92)
[169] عمرو بن مرّة بن عبد يغوث بن مالك بن الحارث بن يشجب النّهديّ. يقول في خبر له مع عليّ عليه السلام (1): [من الطويل]
رهنت يميني عن قضاعة كلّها ... فأبت حميدا فيهم غير مغلق (2)
[170] عمرو بن معاوية بن المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
فارس مشهور، كان يتقلّد (3) الصّوائف أيّام معاوية، وهو الذي فضّل الخيل العراب على الهجن والبراذين في المغازي، فقال (4): [من الطويل]
وإنّي امرؤ، للخيل عندي مزيّة ... على فارس البرذون، أو فارس البغل
وإنّي على هول الجنان لنازل ... منازل لم ينزل بها عرب قبلي
وقلّده معاوية أرمينية. وأذربيجان، ثم ولّاه الأهواز، ثم غضب عليه، وأغربه، فقال:
[من الطويل]
تهادي قريش في دمشق لطيمتي ... ويترك أصحابي، وما ذاك بالعدل (5)
فإن يمسك الشّيخ الدّمشقيّ ماله ... فلست على الدّنيا بمستحكم العقل (6)
[171] عمرو بن مبردة العبديّ. وقالوا: عمرو بن مبرد وهي أمّه وهو أحد بني محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وهو إسلاميّ، أنشد له عبد الملك بن مروان لمّا استبق بنوه، فسبق مسلمة، وكان ابن أمة (7): [من الطويل]
[169] شاعر مخضرم، من شعراء اليمن. انظر له (من اسمه عمر من الشعراء ص 193، والإصابة 5/ 118، ومعجم ما استعجم ص 33، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 336).
[170] شاعر إسلاميّ من أصحاب الولايات، توفي نحو سنة 60هـ. انظر له (الإصابة 5/ 119118، وتاريخ الطبري 5/ 12، والبيان والتبيين 3/ 268، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 170، وعيون الأخبار 1/ 116، والأعلام 5/ 86، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 338337).
[171] شاعر إسلاميّ، كان معاصرا لعبد الملك بن مروان (ت 86هـ). انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 183182، والعقد الفريد 6/ 130، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 335).
__________
(1) البيت في (الإصابة).
(2) في معجم ما استعجم 33: «غير خامل». وهي ستّة أبيات. (فرّاج).
(3) في ك «ينقله». تصحيف.
(4) البيت الأوّل في (الإصابة، ومن اسمه عمرو من الشعراء).
(5) اللطيمة: وعاء المسك، أو عير تحمله.
(6) الشيخ الدمشقيّ: أراد معاوية بن أبي سفيان.
(7) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء) وفيه أيضا: «ويقال إنّ بني عبد الملك ابن مروان استبقوا بين يديه.
فسبقوا جميعا مسلمة بن عبد الملك، فأنشد عبد الملك هذا الشعر، فأجابه مسلمة بشعر مثله». وذكر في (العقد الفريد) أن عبد الملك تمثّل بالأبيات، وأنّها للشّنّيّ.(1/93)
نهيتكم أن تحملوا هجناءكم ... على خيلكم يوم الرّهان، فتدركوا
فيفترّ كفّاه، ويسقط سوطه ... وتخدر ساقاه، فما يتحرّك
وهل يستوي المرآن، هذا ابن حرّة ... وهذا ابن أخرى، طهرها متشرّك؟
وأدركه خالاته، فاختزلنه ... ألا إنّ عرق السّوء لابدّ مدرك
فأجابه مسلمة بشعر، يمدح فيه أولاد الإماء.
[172] أبو الأسود الدؤليّ. اسمه في رواية دعبل، وعمر بن شبّة: عمرو بن ظالم بن سفيان الكنانيّ. وفي رواية أبي عبيدة، ومحمّد بن سلّام، وابن معين، وأحمد بن حنبل، وغيرهم:
ظالم بن عمرو بن سفيان. أدرك حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهاجر إلى البصرة على عهد عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما وقد تقدم خبره (1).
[173] عمرو بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدويّ. أبوه أحد (2) العشرة رضي الله عنهم وعمرو هو القائل، في رواية إسحاق الموصليّ (3): [من الطويل]
أمن آل ليلى بالملا متربّع ... كما لاح وشم في الذّراع مرجّع (4)
ظللت بروحاء الطّريق، كأنّني ... أخو جنّة، أوصاله تتقطّع (5)
وأتبع ليلى حيث سارت، وخيّمت ... وما النّاس إلّا آلف ومودّع
[174] أبو قطيفة، عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأمويّ، يكنى أبا الوليد. وأبو قطيفة لقب غلب عليه. يكثر القول في الحنين إلى وطنه، بالمدينة لمّا أخرجه ابن الزّبير عنها، [172] كان معدودا من الفقهاء والأعيان والأمراء والشعراء والفرسان والحاضري الجواب. وهو واضع علم النحو، ومات بالبصرة سنة (69هـ). انظر له (الأعلام 3/ 237236، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 24).
وله ديوان حقّقه عبد الكريم الدجيليّ، وآخر حقّقه محمّد حسن آل ياسين.
[173] شاعر إسلامي، من شعراء القرن الأوّل الهجريّ. وانظر له (الأغاني 9/ 152150و 13/ 236، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 157، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 326).
[174] شاعر، رقيق الشعر، جليّ المعاني. نفاه عبد الله بن الزبير إلى الشام، ثمّ رقّ له، فأذن له بالرجوع إلى المدينة، فأدركه الموت، وهو عائد إليها، نحو سنة 70هـ. وله في (الأغاني) عدّة أصوات من شعره. انظر له (أنساب الأشراف 4/ 384و 7/ 677676، ونقائض جرير والأخطل ص 12، والأعلام 5/ 87، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 341).
__________
(1) تقدّم خبره في القسم المفقود من الكتاب.
(2) في ك «أبو أحد». تصحيف.
(3) الأبيات في (من اسمه عمرو من الشعراء). وهي من شعر ينسب لعمرو بن سعيد، وقيل: لمجنون ليلى. انظر (الأغاني 9/ 150) وعدا الأوّل من قطعة في (ديوان مجنون ليلى ص 128127).
(4) الملا: موضع. قيل: هو مدافع الشّبعان. والشّبعان: واد لطيّء، يجيء بين الجبلين.
(5) في ك «حية». تصحيف. وقيل للبقعة روحاء، أي: طيّبة، ذات رائحة.(1/94)
مع من أخرج من بني أميّة، ونفاهم إلى الشام، فمن ذلك (1): [من البسيط]
القصر فالنّخل فالجمّاء بينهما ... أشهى إلى القلب من أبواب جيرون (2)
إلى البلاط فما حازت قرائنه ... دور نزحن عن الفحشاء والهون (3)
وقوله (4): [من الطويل]
ألا ليت شعري هل تغيّر بعدنا ... جبوب المصلّى، أم كعهدي القرائن (5)؟
أحنّ إلى تلك البلاد صبابة ... كأنّي أسير في السّلاسل راهن
بلاد بها أهلي ولهوي ومولدي ... جرت لي طيور السّعد منها الأيامن (6)
وما إن خرجنا رغبة عن بلادنا ... ولكنّه ما قدّر الله كائن
وهذان الشعران ممّا غنّى به معبد (7).
وهو القائل لعبد الملك بن مروان وكان تقدّم عليه في الإذن عبد الله بن جعفر وخالد بن يزيد بن معاوية (8): [من الطويل]
أفي الحقّ أن ندعى إذا ما فزعتم ... ونقصى إذا ما تأمنون، ونحجب؟
وتجعل دوني من يودّ لو انّكم ... ضرام بكفّي قابس، يتلهّب
فإن أنتم داويتم الكلم ظاهرا ... فمن لقروح في الصّدور، تجوّب (9)؟
[175] عمرو بن مخلاة الكلبيّ. ويقال: هو ابن مخلاة الحمار، وبعضهم يقول: هو عمرو بن [175] شاعر إسلامي، من تيم اللات بن رفيدة من كلب. توفي بعد سنة 64هـ. انظر له (الأغاني 19/ 211، 217 و 24/ 33، وأنساب الأشراف 5/ 318، وتاريخ الطبري 5/ 543، وشرح المرزوقي ص 649647، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 336335، وشعر قبيلة كلب ص 294286).
__________
(1) البيتان في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 158)، مع ثالث في (الأغاني 1/ 13).
(2) القصر: قصر سعيد بن العاص بالمدينة. والنخل: نخل لسعيد بين قصره، والجماء. وهي أرض كانت له. وقيل:
هي بئر عذبة طيّبة بالعقيق. وجيرون: باب من أبواب دمشق.
(3) في ك «إلى البلاد». تصحيف. والبلاط والقرائن: من دور آل سعيد بن العاص بالمدينة.
(4) الأبيات عدا الثالث في (الحماسة الشجرية ص 569568). وانظر لها أيضا (من اسمه عمرو من الشعراء ص 159) وهي من ستّة في (الحماسة البصرية 2/ 134133).
(5) في الأصل «بعيد المصلى» والجبوب من الأرض: وجهها وترابها. ولعل (بعيد) تصحيف (بقيع)، وبذلك جاءت رواية (الحماسة الشجرية). والبقيع من الأرض: المكان المتّسع، وفيه شجر. وجاء في (من اسمه عمرو من الشعراء):
«جنوب».
(6) في ك «السعد بها». تصحيف.
(7) انظر (الأغاني 1/ 13، 36).
(8) الأبيات من خمسة في (الأنس والعرس ص 280).
(9) في ك «فهل أنتم ويروى: فإن أنتم». وفي هامش الأصل: «تجوّب: تشقّق. يقال: جاب الشيء، إذا شقّه».(1/95)
المحلاة (1)، ويقال: ابن مخلى: والأوّل أثبت. وهو إسلاميّ جزريّ، يقول لبني مروان وكان مداحا لهم (2): [من الطويل]
ضربنا لكم عن منبر الملك أهله ... بجيرون إذ لا تستطيعون منبرا (3)
وأيّام صدق كلّها قد علمتم ... نصرنا، ويوم المرج، نصرا مؤزّرا (4)
فإن تكفروا نعمى، مضت، من بلائنا ... وإن تمنحونا بعد لين تجبّرا
فكم من أمير قبل مروان، وابنه ... كشفنا غطاء الغمّ عنه، فأبصرا (5)
وله (6): [من الطويل]
طعنّا زيادا في استه، وهو هارب ... وثورا، أصابته السّيوف القواطع (7)
فلن ينصب القيسيّ للنّاس راية ... من الدّهر إلّا وهو خزيان خاشع
[176] عمرو بن حكيم بن معيّة التّميميّ، من بني ربيعه الجوع. إسلامي، يقول (8): [من الطويل]
خليليّ، أمسى حبّ خرقاء عامدي ... ففي القلب منه وقرة وصدوع (9)
ولو جاورتنا العام خرقاء لم نبل ... على جدبنا أن لا يصوب ربيع
وله (10): [من مشطور الرجز]
هل تعرف الدّارة من أمّ وهب ... إذ هي خود، عجب من العجب (11)
تقتل كلّ ذات زوج وعزب
[176] شاعر، يرجّح أنّه أدرك القرن الثاني الهجريّ. انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 165164، وشرح المرزوقي ص 1421، وسمط اللآلي ص 133132، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 320319).
__________
(1) وضع في الأصل علامة «صح». (فرّاج). وقيل: المخلاة.
(2) الأبيات من ستة له في (معجم البلدان: الزّرّاعة) وهي أيضا من قصيدة في (نقائض جرير والأخطل ص 2019) منسوبة لجوّاس الكلبيّ، وهو من بني عديّ بن جناب، أنشدها في معركة مرج راهط.
(3) في الهامش: «جيرون: اسم مدينة دمشق». وهو باب من أبوابها.
(4) يوم المرج: يوم مرج راهط. وفيه نصرت القبائل الكلبيّة مروان بن الحكم الأموي على القبائل القيسيّة سنة 64هـ.
(5) مروان: هو مروان بن محمد الأمويّ، وابنه: عبد الملك بن مروان.
(6) البيتان له من قصيدة في (نقائض جرير والأخطل ص 1917). يذكر فيها يوم مرج راهط، والبيت الأوّل من قطعة له في (الأغاني 19/ 211).
(7) أراد زياد بن عمرو العقيليّ، وثور بن معن السّلميّ.
(8) البيتان في (شرح المرزوقي) وهما من ثلاثة في (سمط اللآلي) وانظر (الأمالي 1/ 29).
(9) في السمط: «حبّ سمراء منه وقدة». وخرقاء اسم امرأة. وعامديّ: ممرضي. والوقرة: الهزمة والأثر.
(10) الرجز مع شطر آخر بين الثاني والثالث في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(11) الخود: الفتاة الشابّة الحسنة الخلق.(1/96)
[177] عمرو بن الهذيل العبديّ الرّبعيّ. يقول لأبي غسّان مالك بن مسمع حين فرّ أيّام العصبيّة (1)، فنزل بأجأ (2) حتى تجلّت العصبيّة (3): [من الطويل]
ونحن أقمنا أمر بكر بن وائل ... وأنت بثأج ما تمرّ، وما تحلي (4)
وما تستوي أحساب قوم تورّثت ... قديما، وأحساب نبتن مع البقل
وله (5): [من الطويل]
فدى لسيوف من ربيعة بحبحت ... أخاها سجستانا بجير بن سلهب (6)
[178] عمرو بن شيبان بن ظالم. من بني حلس بن نفاثة بن الدّيل بن بكر بن كنانة، له أشعار.
[179] عمرو بن الأيهم بن أفلت التّغلبيّ. نصرانيّ، جزريّ، كثير الشّعر. وقيل: اسمه عمير، ويقال: هو أعشى بني تغلب. ويروى عن الأخطل أنّه قيل له، وهو يموت: على من تخلف قومك؟ قال: على العميرين. يريد القطاميّ واسمه عمير بن شييم وعمير بن الأيهم. ولعلّه صغره.
ويروى له (7): [من مجزوء البسيط] [177] شاعر، عاصر مالك بن مسمع، سيد بني ربيعة، المتوفى سنة 73هـ. وانظر لعمرو بن الهذيل (الإصابة 5/ 121، ومن اسمه عمرو من الشعراء ص 183، وشرح المرزوقي ص 1541، واللسان: حلا، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 340).
[178] انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 162) وعنه أخذ المرزباني. وقد وضعه ابن الجرّاح في القسم الخاص بالإسلاميين إلى آخر آيام بني أمية: مضر. وله ترجمة في (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 330).
[179] شاعر، من نصارى تغلب، توفي سنة 100هـ انظر له (من اسمه عمرو من الشعراء ص 179177، والأعلام 5/ 74، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 315). وله شعر طبع ضمن شعر الأعشيين الملحق بديوان الأعشى الكبير. انظر (الصبح المنير ص 271270).
__________
(1) أراد الصراع بين القيسية واليمانية الذي انتهى بانتصار اليمانية في معركة مرج راهط سنة 64هـ.
(2) أجأ: جبل لطيّئ. ويقال: نزل ماء لبني سعد، يقال له (ثاج أو ثأج) والشعر التالي يدل على ذلك.
(3) البيتان في (الإصابة وشرح المرزوقي). وفي هامش (شرح المرزوقي) إشارة إلى أنهما ينسبان لرجل من عجل.
والثاني منهما في (المناقب المزيدية ص 282) لعمرو بن الهذيل.
(4) في الهامش: «ثأج: ماء لبني سعد». وأراد: وأنت لا تأتي بحلو ولا مرّ. يصف عجزه.
(5) البيت في (من اسمه عمرو من الشعراء).
(6) بحبحته سجستان: مكّنته من الإقامة والحلول فيها.
(7) البيت مطلع قطعة له في (الصبح المنير ص 345344). وهو من قطعة تنسب لعمرو بن حسان. مرّت بنا في أثناء ترجمته (120). وهو من الشعر المتنازع بين عدد من الشعراء، ومنهم عمرو بن قميئة، والمرقش الأصغر انظر (ديوان عمرو بن قميئة العطية ص 58) وأرجح أن القطعة لابن قميئة، فهي أبيات غير قائمة الوزن، وكان ابن قميئة شاعرا قديما. وكتب (فرّاج): «هذا الشعر موجود في ديوان عمرو بن قميئة، وقد تقدّم أنّه نسبه لعمرو بن حسّان بن هانئ».
4* معجم الشعراء المرزباني(1/97)
ما بال من سفّه أحلامه ... إن قيل يوما: إنّ عمرا سكور
فهذا يدل على أنّ اسمه عمرو، إن كان هذا الشّعر له. ولابن الأيهم قصيدة طويلة هجا فيها قيسا، ومنها (1): [من الخفيف]
قاتل الله قيس عيلان طرّا ... ما لهم دون غارة من حجاب
ليس بيني وبين قيس عتاب ... غير طعن الكلى وضرب الرّقاب
إذ جزينا قشيرهم وهلالا ... وأبرنا قبيلة ابن الحباب
فاقتضينا ذنوبنا من عقيل ... وشفينا غليلنا من كلاب
وله فيهم (2): [من الخفيف]
لا يجوزنّ أرضنا مضريّ ... بخفير، ولا بغير خفير
اشربا ما اشتهيتما إنّ قيسا ... من قتيل وهارب وأسير
شربة تترك الفقير غنيّا ... حسن الظّنّ، واثقا بالحبور
[180] عمرو بن الزّبير بن العوّام. قتله أخوه عبد الله بن الزّبير. وعمرو هو القائل في أبي الورد، مولى عمرو بن العاص. [من الطويل]
ليت رجالا يعجب النّاس طولهم ... يكونون عند البأس مثل أبي الورد
وله في وقعة (3): [من الطويل]
ونحن ملأنا السّوق من كلّ صيقل ... معرّض بين المنكبين شجاع
[181] [عمرو] (4) [من مجزوء الرمل]
ليس يستعمل هذا الص ... صدّ بين الأصفياء
فتفضل يا فتى النّا ... س بتفخيم الدّعاء
[180] كان مع بني أميّة على أخيه عبد الله، وقاد جيشا من المدينة إلى مكة لمحاربة أخيه، فأسر، وضرب بالسياط، فمات تحتها. وقيل: صلب بمكّة بعد الضرب، ثم أنزل. وذلك سنة 70هـ. وله شعر جيد. انظر له (الأعلام 5/ 7877، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 324، وأنساب الأشراف 11/ 2725).
[181] سقطت هذه الترجمة وربما سقط غيرها من الأصل.
__________
(1) في (الصبح المنير ص 270) بيتان منها، أحدهما الثاني من الأبيات المذكورة.
(2) الأبيات مع رابع في (من اسمه عمرو من الشعراء ص 178، والصبح المنير ص 343).
(3) في ك «وله في رفيقيه». تصحيف.
(4) ما بين المعقفتين إضافة يقتضيها السياق. هذا، وأغفل (كرنكو) رواية البيتين التاليين.(1/98)
ذكر من اسمه عمير
[182] عمير بن عمارة التّيميّ. من بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة. يقول في يوم الوقيط وهو يوم كان لبني قيس بن ثعلبة على بني تميم (1): [من الوافر]
مددنا غارة ما بين فلج ... وبين لصاف نوطئها الدّيارا (2)
فما شعروا بنا حتّى رأونا ... على الرّايات ندّرع الغبارا
وكم غادرن منهم من قتيل ... وآخر قد شددناه إسارا (3)
كذاك الله يجزي من تميم ... ويرزقها المساءة والعثارا
[183] عمير بن الصّمّاء الخزاعيّ. الصّماء: أمّه، وهو عمير بن عياض، أحد بني مشنوء بن عبد بن حبتر بن عديّ بن سلول. وهو القائل في حرب كانت بينهم وبين كنانة في الجاهليّة:
[من الطويل]
إلّا تعاجلني المنيّة أستقد ... مقاد جيادي من عمير ومعبد (4)
ولو أدركت خيلي عميرا ومعبدا ... ونعمان ما آبوا بنافلة بعدي (5)
لكانوا بأطراف القنا، أو تنازعوا ... إلى الحيّ أعناق المطيّ المعضّد (6)
وله: [من الوافر]
فلمّا أن تفرّق آل ليلى ... جرت بيني وبينهم الظّباء
جرت سنحا، فقلت لها: أجيزي ... نوى مشمولة، فمتى اللّقاء (7)؟
مشمولة: مكروهة كما تكره الشّمال في الشتاء لبردها (8). وقد روي هذا البيتان لزهير بن [182] شاعر جاهلي، انظر له (النقائض ص 310309، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 273).
[183] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه جاهلي. هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
__________
(1) انظر خبر يوم الوقيط في (العقد الفريد 5/ 185182). والأبيات من تسعة في (النقائض).
(2) فلج: واد لبني العنبر بن عمرو بن تميم. ولصاف (بوزن قطام): ماء بالدّو لبني تميم. انظر (معجم البلدان: فلج، لصاف).
(3) في ك «أسارا». تصحيف.
(4) استقاء فلان: ذلّ وخضع.
(5) النافلة: الغنيمة.
(6) المعضّد: المخطّط على العضد.
(7) السانح: الذي يأتيك عن يمينك يريد شمالك. وهو ميمون. وخلافه البارح. وأجيزي: انفذي.
(8) في (شرح شعر زهير ص 55): «مشمولة: يريد سريعة الانكشاف. أخذه من أنّ الريح الشّمال إذا كانت مع السحاب لم يلبث أن يذهب».(1/99)
أبي سلمى (1).
[184] عمير الحنفيّ، هو القائل في رواية المدائني رحمه الله: [من الخفيف]
ربّما تجزع النّفوس من الأم ... ر له فرجة كحلّ العقال
وهذا البيت يتنازع. ذكر أبو عمرو بن العلاء أنّه خرج هاربا مع أبيه من الحجّاج، وأنّه لما صار باليمن سمع قائلا، ينشد (2):
صبّر النّفس عند كلّ ملمّ ... إنّ في الصّبر حيلة المحتال
لا تضيقنّ في الأمور فقد تف ... رج غمّاؤها بغير احتيال
ربّما تجزع النّفوس من الأم ... ر، له فرجة كحلّ العقال
ونعي الحجّاج. قال: فما أدري بأيّهما كنت أشدّ فرحا، أبموته أم بقوله: فرجة؟
[185] عمير بن قيس بن جذل الطّعان الكنانيّ. كان يفخر بأنّ النّسء للشّهور الحرم كان إليهم في الجاهليّة (3): [من الوافر]
لقد علمت معدّ أنّ قومي ... كرام النّاس، إنّ لهم كراما
فأيّ النّاس لم نسبق بوتر ... وأيّ النّاس لم نعلك لجاما؟ (4)
ألسنا النّاسئين على معدّ ... شهور الحلّ نجعلها حراما؟
[186] عمير بن جيدع العجليّ. وهي أمّه. أحد بني خزاعيّ، من بني عجل، يقول: [من الوافر]
[184] شاعر جاهليّ. وهو من أوفياء العرب. واسمه في (المناقب المزيديّة ص 171) عمير بن سليم. وجاء في الهامش:
«أظنّه عمير بن سلميّ القائل:
قتلنا أخانا للوفاء بجارنا ... وكان أبونا قد تجير مقابره
في قصة ذكرها المبرّد». انظر خبره في (الكامل 1/ 360358). وجاء في (الاشتقاق ص 348): «كان عمير أوفى العرب، قتل أخاه قرينا بقتيل قتله من جيرانه». هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
[185] شاعر جاهلي. يكنى أبا وافر. وهو أحد بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة. وجاء في الهامش: «جذل الطعان: اسمه علقمة بن فراس، وسمّي بذلك لأنه كان جسيما، طويل الرمح، غليظه». وقيل عن الشاعر:
ويعرف عمير بن قيس هذا. بجذل الطعان. انظر له (سيرة ابن كثير 1/ 96، والسمط ص 11، والأمالي 1/ 4) هذا، وقد أخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
[186] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه مخضرم أو إسلاميّ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والإسلاميين).
__________
(1) البيتان من مطوّلة زهير الهمزية في بني عليم. انظر (شرح شعر زهير ص 54).
(2) نسب الثاني والثالث في (اللسان: فرج) إلى أميّة بن أبي الصلت، واختلف كثيرا في نسبة البيت الثالث. انظر (ديوان أمية بن أبي الصلت ص 444و 585).
(3) الأبيات في (سيرة ابن كثير، والسمط) وعدا الأوّل في (المناقب المزيديّة ص 324).
(4) في الهامش: «المحفوظ: فاتونا بوتر». والوتر: العداوة بسبب القتل.(1/100)
تركت أخا البطاح على ثلاث ... يكوس كأنّه بكر عقير (1)
وتتبعه بصائر واردات ... كما قدّت من الجزر السّيور (2)
فلا تفخر عليّ فإنّ عجلا ... لهم عدد، إذا حسبوا كثير
[187] ابن عفراء التّميميّ، هو عمير بن سنان بن عرفطة بن وهب بن أنمار بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. كان فارسا شاعرا، غزا بلاد رتبيل مع سمرة بن جندب (3)، فضرب رتبيل بالسيف، فانهزم، فقال ابن عفراء (4): [من الوافر]
ولولا ضربتي رتبيل فاظت ... أسارى منهم، قملو السّبال (5)
[188] عمير بن ضابئ بن الحارث البرجمي (6). هو وأبوه ممّن سكن الكوفة، وهما شاعران.
ذكرهما دعبل. حبس عثمان بن عفّان رضي الله عنه ضابئ بن الحارث لهجائه قوما من الأنصار، فمات في الحبس (7)، فيروى أنّ عميرا كان أحد من دخل على عثمان في الدار، ووطئه برجله، فلما قدم الحجاج الكوفة كان عمير قد أخرج اسمه في بعث المهلّب (8)، وكان عالي السّنّ، ضعيف الجسم، فأحضر ابنا له، وسأل الحجّاج أن يبعثه مكانه، فعرف الحجّاج خبر عمير مع عثمان، فضرب عنقه. وفيه يقول عبد الله بن الزّبير (9): [من الطويل]
تجهّز فإمّا أن تزور ابن ضابىء ... عميرا، وإمّا أن تزور المهلّبا
[187] في (أنساب الأشراف 11/ 574): أبو عفراء، وهو عمير بن سنان بن عمرو بن الحارث بن سيّار بن عرفطة، بن وهب بن أنمار. وكان شاعرا. وهو شاعر إسلاميّ. كان حيّا سنة 60هـ تقريبا. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[188] شاعر إسلاميّ، أمر الحجّاج بضرب عنقه، وأخذ ماله سنة 75هـ. انظر له (أنساب الأشراف 5/ 220219، والمتسطرف 1/ 181، والأعلام 5/ 89، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 342).
__________
(1) البطاح: ماء في ديار بني أسد بن خزيمة. وبه أوقع خالد بن الوليد بأهل الرّدة. وأمّا البطاح فهو تراب ليّن ممّا جرّته السيول من الأودية. ويكوس: يمشي على رجل واحدة. وكاس البعير: إذا مشى على ثلاث قوائم، وهو معرقب.
والبكر: الفتيّ من الإبل. وعقير: قطعت إحدى قوائمه ليسقط.
(2) الجزر: جمع الجزور. وهو ما ينزع من الشاء ونحوه. والسيور: القطع المستطيلة من الجلد.
(3) سمرة بن جندب الفزاري: صحابي، من الشجعان القادة (ت 60هـ). انظر (الأعلام 3/ 139).
(4) البيت من ثلاثة في (أنساب الأشراف 11/ 574)، وفيه: «تولّى أبو عفراء قتل رتبيل بيده».
(5) فاظ الرجل: مات. والسّبال: جمع السّبلة. وهي الدائرة التي في وسط شفة الرجل العليا.
(6) ضبط في المخطوط بفتح الباء وضمّها، وكتب كلمة معا. (فرّاج).
(7) في الهامش: «كانت العرب إذا مات رجل في حبس رجل فهو قتله، أو حبس رجلا، فمات فهو قتله».
(8) المهلّب بن أبي صفرة الأزدي، انتدب لقتال الأزارقة من الخوارج، فحاربهم تسعة عشر عاما، وتمّ له الظفر بهم.
ولي خراسان سنة 79هـ، وتوفي سنة 83هـ. انظر (الأعلام 7/ 315).
(9) البيتان من قطعة له في (الحماسة البصرية 1/ 100) ومن شعر لعبد الله بن الزبير في (الأخبار الموفقيات ص 100).(1/101)
هما خطّتا خسف، نجاؤك منهما ... ركوبك حوليّا من الثّلج أشهبا (1)
[189] القطاميّ. واسمه عمير بن شييم بن عمرو بن عبّاد بن بكر بن عامر بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب.
ولقّب القطاميّ ببيت قاله، ويكنى أبا سعيد، ويقال: أبا غنم، وقيل: اسمه عمرو، والأوّل أثبت. وكان شاعرا فحلا، رقيق حواشي الكلام، كثير الأمثال في شعره، وكان في صدر الإسلام، وهو القائل (2): [من الوافر]
أمور لو تدبّرها حكيم ... إذا لنهى، وهيّب ما استطاعا (3)
ولكنّ الأديم إذا تفرّى ... بلى وتعيّنا غلب الصّناعا (4)
ومعصية الشّفيق عليك ممّا ... يزيدك مرّة منه استماعا (5)
وخير الأمر ما استقبلت منه ... وليس بأن تتبّعه اتباعا
تراهم يغمزون من استركّوا ... ويجتنبون من صدق المصاعا (6)
وله (7): [من البسيط]
والعيش، لا عيش إلّا ما تقرّ به ... عين، ولا حال إلّا سوف تنتقل (8)
والنّاس من يلق خيرا قائلون له ... ما يشتهى، ولأمّ المخطئ الهبل (9)
قد يدرك المتأنّي بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزّلل
وله (10): [من البسيط]
[189] كان من نصارى تغلب في العراق، وجعله ابن سلام الجمحي في الطبقة الثانية من الإسلاميين. توفي نحو سنة 130هـ. انظر له (الأعلام 5/ 8988، وطبقات فحول الشعراء ص 540534). وله ديوان طبع أكثر من مرّة.
وللمحقّقين: إبراهيم السامرّائي وأحمد مطلوب مقدّمة لديوانه، ترجما فيها للشاعر. انظر (ديوان القطامي ص 155).
__________
(1) الحوليّ: المهر الذي مرّ عليه حول.
(2) الأبيات من قصيدة مدح بها زفر بن الحارث الكلابي. انظر (ديوان القطامي 3534).
(3) هيّبت إليه الشيء: إذا جعلته مهيبا عنده.
(4) تفرّى: تشقّق. والأديم: الجلد. والتّعيّن: أن يكون في الجلد دوائر رقيقة. والصناع: الحاذق.
(5) في الأصل والمطبوع: «يزيد مرّة». والتصويب من (ديوان القطامي).
(6) استركّه: استضعفه. والمصاع: المجالدة بالسيوف.
(7) الأبيات من قصيدة يمدح فيها عبد الواحد بن الحارث بن الحكم بن أبي العاصي. انظر (ديوان القطامي ص 2524).
(8) في المطبوع (كرنكو): «ينتقل» وفي (الديوان): «ولا حالة إلّا ستنتقل».
(9) ولأم المخطئ الهبل: مثل مشهور. والهبل: الثكل.
(10) البيت من قصيدة يمدح فيها زفر بن الحارث الكلابي. انظر (ديوان القطامي ص 81).(1/102)
وهنّ ينبذن من قول يصبن به ... مواقع الماء من ذي الغلّة الصّادي (1)
[190] عمير بن الأيهم بن أفلت التّغلبيّ النّصرانيّ. وقيل: اسمه عمرو. وقيل للأخطل وهو يموت: على من تخلف قومك؟ قال: على العميرين. يريد القطامي، عمير بن شييم، وعمير بن الأيهم. وقد تقدّم خبره.
[191] عمير بن الحباب بن جعدة بن إياس بن حزابة بن محارب بن مرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم. جزريّ، إسلاميّ، قتلته بنو تغلب يوم سنجار بالجزيرة (2)، وهو القائل (3): [من مشطور الرجز]
ما همّنا يوم شعيث بالغزل (4) ... يوم انتضيناهنّ أمثال الشّعل
إذ خرّ شعرور بأطراف الأسل (5)
[192] عمير بن جعيل التّغلبيّ. يقول في رواية المبرّد (6): [من الوافر]
إذا ضيّقت أمرا ضاق جدّا ... وإن هوّنت ما قد ضاق هانا
سأصبر من صديقي إن جفاني ... على كلّ الأذى إلّا الهوانا
فإنّ الحرّ يأنف في خلاء ... وإن حضر الجماعة أن يهانا
[190] توفي سنة 100هـ. وقد سبقت ترجمته (179).
[191] رأس القيسيّة في العراق، وأحد الأبطال الدهاة. خرج على عبد الملك بن مروان، ونشبت بينه وبين اليمانية وكلب وتغلب وقائع، كان بطلها. وقتله بنو تغلب سنة 70هـ يوم الحشاك. وقيل: غير ذلك. انظر المستطرف 2/ 78، والأعلام 5/ 88، والأغاني 24/ 4329). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[192] شاعر إسلاميّ، يدل سياق ترجمته على أنّه توفي نحو سنة 75هـ. وجاء في (الشعر والشعراء ص 544543) كعب وعميرة ابنا جعيل. وذكر أن عميرة هو أحد من هجا قومه. واسمه في (المعاني الكبير ص 559503) عميرة. وقد ذهب محقّقا (الشعر والشعراء) إلى أن (ابن قتيبة) قد زاد تاء، وخلط بين عمير بن جعيل الإسلاميّ، وعميرة بن جعل الجاهليّ. هذا، ولم يذكر في (جمهرة أنساب العرب ص 307306) سوى كعب بن جعيل، من بني عوف بن بكر، وعميرة بن جعل الشاعر، من بني ثعلبة بن بكر. وانظر له أيضا (المؤتلف والمختلف ص 114، والخزانة 3/ 50) هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) ينبذن: يرمين به، ويتكلّمن. والغلّة: الحرارة.
(2) في الهامش: «في نسخة أخرى: قتلته بنو تغلب يوم البليخ».
(3) الرجز عدا الشطر الأخير من أربعة أشطر في (أنساب الأشراف 6/ 164) منسوب لنفيع بن صفّار المحاربيّ.
(4) شعيث: هو شعيث بن مليل التغلبيّ. كان على تغلب في يوم ماكسين، وهو أول يوم غزا فيه عمير بن الحباب بني تغلب، وفيه قتل شعيث.
(5) الأسل: الرماح.
(6) الأبيات عدا الثالث من ثلاثة غير منسوبة في (عيون الأخبار 3/ 15). والأوّل مع آخر في (بهجة المجالس 2/ 364) غير منسوبين.(1/103)
وله: [من الوافر]
توثّق من إخاء الحرّ إنّي ... رأيت العبد في الحالات عبدا
يزيد الحرّ خيرا كلّ يوم ... وخير العبد قد يزداد بعدا
إذا جريا لغاية مكرمات ... كبا هذا، وبرّز ذاك شدّا
[193] أبو البلهاء، عمير بن عامر. مولى يزيد بن مزيد الشّيبانيّ. يقول وقد رويت لغيره (1): [من الكامل]
نعم الفتى فجعت به إخوانه ... يوم البقيع حوادث الأيّام
طلق اليدين لمن يحلّ ببابه ... عطّاف أكناف على الأيتام
هشّ إذا نزل الوفود ببابه ... سهل الحجاب مؤدّب الخدّام (2)
وإذا رأيت شقيقه وصديقه ... لم تدر أيّهما ذوو الأرحام (3)
ذكر من اسمه عويمر
[194] أبو قلابة الهذليّ. اسمه في رواية دعبل: عويمر بن عمرو. وقال الزّبير بن بكّار: اسمه الحارث بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان.
جاهليّ، قديم، حجازيّ. وقد ولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من قبل ابنته أميمة (4). ويقال لها: قلابة [193] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ كان حيّا سنة 185هـ.
[194] كان سيد بني لحيان من هذيل. اتسم شعره بوصف الأطلال، والتغنّي بالأحبّة، وذكر الوقائع والأيّام. انظر له (نسب قريش ص 21، والخزانة 3/ 177و 4/ 111، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 297).
__________
(1) يظنّ أنّ أبا البلهاء أنشد هذه الأبيات في رثاء يزيد بن مزيد الشيبانيّ (ت 185هـ). انظر (وفيات الأعيان 6/ 340).
وروي هذا الشعر لمحمد بن بشير الخارجي فيما يأتي (كرنكو). ونسب الشعر إلى محمّد بن بشير الخارجيّ في (شرح المرزوقي ص 810808). وهو الصواب، وذلك لأن في البيت الأوّل إشارة إلى أن المتوفى مات في (البقيع)، والمعروف أن يزيد بن مزيد، صاحب أبي البلهاء مات في بردعة، وهي مدينة في أقصى بلاد أذربيجان. انظر (وفيات الأعيان 6/ 340339). وللخلاف في نسبة الأبيات انظر (الخزانة 9/ 404402). هذا، وروي البيتان:
الثالث والرابع لأبي تمّام في (بهجة المجالس 1/ 272).
(2) في البيت كنايتان عن إكرامه للزوار والعفاة.
(3) أشار بقوله: «شقيقه وصديقه» إلى الجنسين، وفائدتهما الكثرة لا الوحدة. ألا ترى أنّه قال: «لم تدر أيّهما ذوو الأرحام»، أي: أيّ الجنسين. (شرح المرزوقي).
(4) هي حفيدة الشاعر لا ابنته. وأمّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم آمنة بنت وهب أمّها برّة بنت عبد العزى، وأمّها: أمّ حبيب بنت أسد، وأمّها برّة بنت عديّ، وأمّها أميمة بنت مالك، وأمّها قلابة. انظر (نسب قريش ص 2120) وفي ك «أيمة».
تصحيف.(1/104)
بنت أبي قلابة. وأبو قلابة عمّ المتنخّل الشّاعر. وقد تقدّم خبره (1).
[195] عويمر بن أبي عديّ بن ربيّعة بن عامر بن عقيل. فارس شاعر، هرب منه عنترة بن شداد العبسيّ، فأخذ ماله، وقال: [من الوافر]
تركت بني زبيبة، غير فخر ... بجوّ الماء، ليس لهم بعير (2)
أجير النّاس، قد علمت معدّ ... ومالي، غير سيفي، من مجير
وإيّاه عنى المتنكّب السّلميّ بقوله (3): [من الوافر]
أعنتر، ما صبرت لنا، ولكن ... جزعت، وما المحافظ كالجزوع
(4)
ويوم الحارث بن يزيد منها ... وصخرا، ليس من ذاك اعتذار (5)
[ذكر من اسمه عمارة] (6)
[196] عمارة بن صفوان الضّبّيّ. من بني الحارث بن دلف. شاعر سيّد من ساداتهم، يقول (7):
[من الطويل]
أجارتنا، من يجتمع يتفرّق ... ومن يك رهنا للحوادث يغلق (8)
[195] شاعر جاهلي، من بني عقيل بن ربيعة بن عامر، وكان فارسهم. دعا عنترة إلى المبارزة، وقال له: ابرز إليّ أيّها العبد! فإن قتلتك فلأخيفنّ أصحابك بعدك، وإن قتلتني رجعت بإبل قومي! فلم يقدم عنترة على مبارزته. انظر (جمهرة أنساب العرب 291290)، وأخلّ به (أشعار العامريين الجاهليين، ومعجم الشعراء الجاهليين).
[196] سياق الترجمة يدل على أن المرزبانيّ يعدّه من شعراء الجاهلية، وإن لم ينصّ على ذلك. ولكن البكري في (التنبيه ص 94) نصّ على أنّه إسلاميّ. وقد جعله محقق (شعر ضبّة ص 235233) من الشعراء الإسلاميّين. هذا وأخلّت بترجمته عزيزة فوّال بابتي في معجميها.
__________
(1) تقدّم خبر أبي قلابة ضمن (من اسمه الحارث)، وهو من القسم الضائع من الكتاب. ولابن أخيه، المتنخّل ترجمة تأتي لاحقا (568).
(2) زبيبة: أمّ عنترة بن شدّاد. وجوّ الشيء: وسطه. وربما أراد مكانا بعينه. هذا، وفي بلاد بني عبس (الجوّان): جوّ أثال، وجوّ مرامر. وهما غائطان. انظر (معجم البلدان: الجوّ). وجاء في ك «يجبّوا الماء».
(3) المتنكب السلمي: شاعر جاهلي، وله ترجمة تأتي لاحقا (964).
(4) خرم في الأصل. ولعلّه ضمن من اسمه عمارة (فرّاج). أو عويمر.
(5) ما قبل البيت خرم، وما بعده يدلّ على أنّه لشاعر اسمه عمارة.
(6) ما بين المعقفتين عبارة يقتضيها السياق.
(7) الأبيات من قصيدة له في (شعر ضبّة 234233). ونسب بعضها لزميل بن أبير الفزاري، والصواب: أنها لعمارة.
(8) غلق الرّهن: لم يقدر على افتكاكه.(1/105)
ومن لا يزل يوفي على الحتف نفسه ... صباح مساء، يا ابنة الخير يعلق (1)
[197] عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة القرشيّ. جاهليّ، وله مع عمرو بن العاص أخبار ومناقضات عند خروجهما إلى اليمن (2)، وعمارة هو القائل (3): [من الطويل]
ولست بشرب أمّ عمرو إذا انتشوا ... ثياب النّدامى بينهم كالغنائم
ولكنّنا يا أمّ عمرو نديمنا ... بمنزلة الرّيّان، ليس بعائم (4)
أسرّك لمّا صرّع القوم، وانتشوا ... أن اخرج منها غانما، غير غارم
خليّا، كأنّي لم أكن كنت فيهم ... وليس الخداع من تصافي التّنادم
وقال لعمرو بن العاص، يجيبه عن شعر خاطبه به: [من السريع]
كم مثل أمّك قد وهبت، فلم ... منها أثب سهما، ولا زندا (5)
حبلى، فإن تؤنث تكن أمة ... لكعاء، أو تذكر، يكن عبدا (6)
وله: [من الطويل]
وأبيض لاوان، ولا واهن السّرى ... صبحت، إذا أولى العصافير صرّت (7)
فقام، يجرّ البرد، لو أنّ نفسه ... بكفّيه من طول الحميّا لخرّت
[198] عمارة بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس. نزل الكوفة، وقال يرثي عثمان بن عفّان رضي الله عنه (8): [من الخفيف]
[197] كان من فتيان قريش جمالا وشعرا. وهو أحد أزواد الرّكب، ويقال له الوحيد. وهو الذي بعثته قريش مع عمرو بن العاص إلى النجاشيّ، يكلمانه فيمن قدم عليه من المهاجرين. ومات في الحبشة كافرا. انظر (نسب قريش ص 322، والأغاني 9/ 7569و 18/ 131127، والإصابة 5/ 216، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 306305).
[198] من مسلمة الفتح، وعداده في أهل الكوفة، وهو أخو عثمان بن عفّان لأمّه، أمّهما: أروى بنت عامر بن كريز.
وكان حيّا سنة 64هـ. انظر له (أنساب الأشراف 7/ 671، وتاريخ الطبريّ 5/ 570و 6/ 30، والأغاني 1/ 25، والإصابة 4/ 482481) هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) في الأصل: «توفي» مع علامة معا (كرنكو).
(2) المعروف أنّهما خرجا إلى الحبشة. ولعلّهما انطلقا إليها من اليمن.
(3) الأبيات في (الأغاني 18/ 128).
(4) في الأصل: «بعارم». وجاء في الهامش: «الصواب: بعائم»، وكذلك جاءت رواية الأغاني. والعائم: المضطرب، من العوم، والعطشان، من العيم، وهو العطش. وهو المراد.
(5) الزند: العود الأعلى الذي تقدح به النار.
(6) اللكعاء: العبدة الذليلة النفس.
(7) الواني: التّعب، والفاتر. والواهن: الضعيف. والسرى: السير ليلا. وصبحته: سقيته الصّبوح. والصبوح: ما يشرب أو يؤكل في الصباح. وصرّت العصافير: صوّتت. والحميّا من كلّ شيء: شدّته. وأراد حميّا الخمر.
(8) الأبيات في (الإصابة). وفيه: «يمدح بها» (بالأبيات) عثمان.(1/106)
ذكّرتني أخي، ابن عفّان فاللّي ... ل لدى ذكره تمام، طوال
عصمة النّاس في الهنات إذا خي ... ف دواهي الأمور والزّلزال
وثمال الأيتام في الجدب والأز ... ل، إذا هبّت الرّياح الشّمال (1)
الوصول القربى إذا قحط القط ... ر قديما، وعزّت الأشوال (2)
[199] عمارة بن الوليد بن عديّ بن الخيار بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف بن قصيّ. إسلاميّ، مدنيّ، يقول (3): [من الخفيف]
تلك هند تصدّ للبين صدّا ... أدلالا أم صرم هند أجدّا؟ (4)
أم لتنكا به قروح فؤادي ... أم أرادت قتلي ضرارا وعمدا؟ (5)
أيّها النّاصح الأمين رسولا ... قل لهند: منّي إذا جئت هندا
قد براه، وشفّه الوجد حتّى ... صار ممّا به عظاما، وجلدا
ما تقرّبت بالصّفاء لأدنو ... منك إلّا نأيت، وازددت بعدا
[200] عمارة بن عطيّة: لقيه الأصمعيّ، وأخذ عنه.
[201] عمارة بن فراس الحنفيّ. كان مع نصر بن سيّار بخراسان (6)، وله في ذكر الفتنة بها قصيدة، يقول فيها: [من البسيط]
أمست ربيعة في مرو، وإخوتها ... على عظيم، من الأحداث، والخطر
يا ليت شعري بمرو الشّاهجان غدا ... أيّ الأميرين من بكر، ومن مضر
[199] شاعر إسلاميّ، من شعراء القرن الهجري الأوّل. وأمّه أمّ ولد. انظر بعض أخباره في (نسب قريش ص 203202، والأغاني 14/ 169168). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[200] لم أعثر له على ترجمة. لقيه الأصمعيّ (ت 216)، وهذا يعني أنّه من شعراء القرن الثاني الهجريّ.
[201] لم أعثر له على ترجمة. وكان حيّا نحو سنة 130هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الأزل: الضيق والشدّة.
(2) قحط القطر: احتبس المطر. والشّول من الإبل: التي نقصت ألبانها، والتي تشول بذنبها (ترفعه) للقاح.
(3) الأبيات في (الأغاني). وتنسب إلى ابنه الأسود بن عمارة، وكان شاعرا، وفي صحابة المهديّ العبّاسيّ. وبعض الأبيات في (أنساب الأشراف 8/ 20) لعمارة بن الوليد.
(4) الصرم: الهجران. وأجدّ: صار جدّ واجتهاد.
(5) لتنكا: مسهل لتنكأ. ونكأ الجرح: قشره قبل أن يبرأ. وفي ك «أم تشكى». تصحيف.
(6) نصر بن سيّار، كان شيخ مضر بخراسان، ولي إمرتها سنة 120هـ، ومات بمرو سنة 131هـ، وهو يدافع عن الدولة الأمويّة. انظر (الأعلام 8/ 23).(1/107)
يصلى بقتل ذريع في مغمّضة ... حتى يصير ذليلا، غير ذي نفر (1)
[202] عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطيّة بن الخطفيّ اليربوعيّ. يكنى أبا عقيل. شاعر فصيح، قدم من اليمامة، فمدح المأمون، ووجوه قواده، واتصل بإسحاق بن إبراهيم المصعبيّ، وله فيه مديح كثير، واجتمع النّاس، وكتبوا شعره، وبقي إلى أيّام الواثق، ومدحه، وعمي قبل موته. وهو القائل يعاتب قوما وأنشدها له ابن الأعرابيّ، وكان المبرّد يستحسنها:
[من الطويل]
تبحّثتم سخطي، فغيّر بحثكم ... نخيلة نفس، كان نصحا ضميرها (2)
ولن يلبث التّخشين نفسا كريمة ... عريكتها أن يستمرّ مريرها (3)
وما النّفس إلّا نطفة بقرارة ... إذا لم تكدّر كان صفوا غديرها
وله: [من الطويل]
عجبت لتغريسي نوى النّخل بعدما ... طلعت على السّبعين، أو كدت أفعل (4)
وأدركت ملء الأرض ناسا، فأصبحوا ... كأهل الدّيار، قوّضوا، فتحمّلوا
وما نحن إلّا رفقة، قد ترحّلت ... وأخرى، تقضّي حاجها، ثمّ ترحل
وله في خالد بن يزيد (5): [من الكامل]
تأبى خلائق خالد، وفعاله ... إلّا تجنّب كلّ أمر عائب
وإذا حضرنا الباب عند غدائه ... أذن الغداء لنا برغم الحاجب
وله فيه: [من الطويل]
أرى النّاس طرا حامدين لخالد ... وما كلّهم أفضت إليه صنائعه
ولن يترك الأقوام أن يحمدوا الفتى ... إذا كرمت أخلاقه وطبائعه
[202] شاعر مجوّد، مكثر، كان أشعر أهل زمانه. توفي سنة 239هـ. انظر له (الأغاني 24/ 214203، والأنس والعرس ص 461، والتذكرة السعديّة ص 302301، والمستطرف 1/ 505و 2/ 254، وطبقات الشعراء ص 319316، والموشّى ص 4، والفهرست ص 180، والأعلام 5/ 37والمكتبة الشعرية ص 129). هذا، وله ترجمة في (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 305)، وليس منهم. وله ديوان شعر حققه، ونشره شاكر عاشور. في البصرة، سنة 1973م.
__________
(1) قتل ذريع: سريع، فاش، لا يكاد ينجو منه أحد. والمغمّضة: الأمر العظيم، يقدم المرء عليه متعاميا عنه.
(2) نخيلة النفس: خالصها.
(3) ألبث فلانا في المكان: جعله يقيم فيه. والعريكة: الطبيعة والنفس. ومريرها: قوتها، وعزمها.
(4) طلعت على السبعين: أقبلت عليها.
(5) خالد بن يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني المتوفى سنة 230هـ. (كرنكو) والبيتان في (الأغاني 24/ 213، والممتع في صنعة الشعر ص 297).(1/108)
فتى أمعنت ضرّاؤه في عدوّه ... وخصّت، وعمّت في الصّديق منافعه (1)
ذكر من اسمه عديّ
[203] مهلهل بن ربيعة التّغلبيّ. قيل: اسمه امرؤ القيس. وقال محمد بن سلّام الجمحيّ: اسمه (عديّ). وقد تقدّم ذكر نسبه (2). واحتجّ من قال إنّ اسمه عديّ بقول الحارث بن عبّاد، ولقي مهلهلا في بعض الحروب التي كانت بين بكر وتغلب، ولم يعرفه، ولو عرفه لقتله، فلمّا عرفه قال (3): [من الخفيف]
لهف نفسي على عديّ، ولم أع ... رف عديّا إذ أمكنتني اليدان
وقيل: إنّ عديّا هذا هو أخو مهلهل، وأحسب أنّه هو الصّحيح، إن شاء الله، تعالى (4).
[204] عديّ بن ربيعة التغلبيّ، أخو مهلهل بن ربيعة. قال سلمة بن عاصم النّحويّ: عديّ بن ربيعة هو القائل لمّا مات أخوه مهلهل قصيدة، ذكر فيها من قتل في حروبهم، من تغلب (5)، يقول فيها (6): [من الخفيف]
ما أرجّي في العيش بعد ندامى ... قد أراهم سقوا بكأس حلاق (7)
بعد عمرو وعامر وحييّ ... وقتيلي صدوف وابن عناق
كلّ هؤلاء من تغلب.
[203] من شعراء الجاهلية المذكورين، وفرسانها المعدودين. ولقّب مهلهلا لأنّه أوّل من هلهل نسج الشعر، أي: رقّقه.
وهو بطل حرب البسوس. مات نحو سنة 530م / 92ق. هـ. انظر له (الأعلام 4/ 220، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 354352).
[204] المرجح أن عديّ بن ربيعة هو المهلهل الذي مرّت ترجمته آنفا (203).
__________
(1) في الهامش: «أنشد الهجريّ لعمارة بن راشد الخثميّ الهذليّ ووصفه بالفصاحة قصائد منها: [من الطويل]
تذكّرت نعمى يوم عقدان ذكرة ... مشى في فؤادي والعظام فتورها
وهاج عليك الشوق آسان خيمة ... بفيض الحشا لم يبق إلّا سطورها»
(2) تقدّم ذكره في القسم الضائع من الكتاب.
(3) انظر البيت في (الأغاني 5/ 54).
(4) في الهامش «عديّ بن وقاع العقوي أنشد له البكري أوّل كتاب المعجم». انظر (معجم ما استعجم 1/ 4746).
وهو من الأزد، وله أبيات في نزول جرم عمان. والصواب: «عديّ بن ودّاع». انظر (قصائد جاهلية نادرة ص 6349، والانتماء في الشعر الجاهلي ص 269).
(5) في الأصل والمطبوع: «من بكر» وما أثبت هو المراد.
(6) الأبيات من شعر لمهلهل في (الأغاني 5/ 6059).
(7) الحلاق: المنيّة.(1/109)
وامرئ القيس، ميّت، ما كرّم، أو ... دى، وخلّى عليّ ذات العراقي (1)
«ما» هاهنا صلة. أراد: ميّت كرّم. وامرؤ القيس هو مهلهل بن ربيعة، وذات العراقي:
الدّاهية.
وكليب، عبر الفوارس إذ عي ... ي رماة الأكفّ بالإيفاق (2)
عبر الفوارس، أي: يريهم العبر.
حيّة بالطّريق، أربد لا ين ... فع منه، السّليم، نفث الرّاقي (3)
فارس، يضرب الكتيبة بالسّي ... ف دراكا، كلاعب المخراق (4)
إنّ تحت الأحجار حزما وجودا ... وخصيما ألدّ ذا مغلاق
ألدّ: شديد الخصومة. مغلاق: يغلق على خصمه حجّته، فلا يهتدي لها.
[205] عديّ بن زيد بن حمار بن زيد بن أيّوب بن مجروف بن عامر بن عصبة بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم. يكنى أبا عمير، نصرانيّ عباديّ، سكن الحيرة، فلان لسانه، وسهل منطقه.
قال أبو عمرو بن العلاء: عديّ بن زيد في الشّعراء مثل سهيل في الكواكب، يعارضها، ولا يجري معها. وكان عديّ كاتبا لكسرى، هو وأخ له يقال له عمير بن زيد، وكان كسرى مكرّما له محبّا، وكان عديّ أنبل أهل الحيرة وأجودهم منزلة، ولو أراد أن يملّكه كسرى على الحيرة ملّكه، ولكن كان يحب الصّيد واللهو، ولم يكن راغبا في ملك العرب. فلمّا مات المنذر بن المنذر بن النّعمان اللّخميّ خلّف اثني عشر ذكرا، وكان النّعمان بن المنذر منقطعا إلى عديّ، فاحتال عديّ حتّى قلّده كسرى، من بين إخوته، ثمّ إنّ النّعمان بعد تمليكه غضب على عديّ، يوما، فحبسه، ولجّ في أمره، فجعل عديّ يرسل إليه الشعر، ويرقّقه، فيأبى إخراجه من حبسه، فلمّا رأى عمير، أخو عديّ ذلك كلّم كسرى في عديّ، فكتب كسرى إلى النّعمان بعزيمة [205] شاعر جاهلي، قتل في سجن النعمان بن المنذر نحو سنة 35ق. هـ. وله ديوان شعر، جمعه وحقّقه محمّد جبار المعيبد، وفيه مقدمة وافية عن الشاعر بقلم المحقّق. انظر (ديوان عدي بن زيد ص 199). وللمعاصرين بضعة دراسات ومقالات حوله. ومنها: عدي بن زيد العبادي الشاعر المبتكر لمحمد علي الهاشمي، حلب، 1964، وزعامة الشعر الجاهلي بين امرئ القيس وعدي بن زيد لعبد المتعال الصعيدي، القاهرة، 1934. ولذلك تفصيل في (معجم الشعراء الجاهليين ص 222220).
__________
(1) يبدو أن ذكر امرئ القيس بين قتلى تغلب يرجّح أن اسم مهلهل عديّ، وأنّ امرأ القيس كان أخاه.
(2) في ك «بالإنفاق» وفي ف «بالأنفاق». والتصويب من (الأغاني). وعبر الفوارس: الذي يقوى عليهم ويغلبهم.
والإيفاق: جعل الفوق في الوتر ليرمى به. والفوق من السهم: حيث يثبّت الوتر منه.
(3) الأربد: الذي يضرب لونه إلى السواد.
(4) المخراق: المنديل، يلفّ ليضرب به.(1/110)
ليرسلنّ به إليه، فبعث النعمان إلى عدي سرّا، فغمّه، وقتله، وبعث إلى كسرى أنه قد مات. فلم يزل ابن عديّ يبغي للنّعمان الغوائل حتّى قتله كسرى أبرويز، وانقرض ملك اللّخميين.
فمما راسل به عديّ النّعمان قوله (1): [من الرمل]
لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصّان بالماء اعتصاري (2)
ينشد هذا البيت فيمن تستغيث به، وتلجأ إليه.
وله القصيدة المشهورة، يعاتب فيها النّعمان بن المنذر، ومنها (3): [من الخفيف]
أيّها الشّامت المعيّر بالدّه ... ر، أأنت المبرّأ الموفور (4)
أم لديك العهد الوثيق من الأي ... ام؟ بل أنت جاهل مغرور
من رأيت المنون عزّلن أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير (5)
أين كسرى كسرى الملوك أبوسا ... سان أم أين قبله سابور (6)
وعدّد جماعة من الملوك، ثمّ قال:
ثمّ بعد الفلاح والملك والإم ... مة وارتهم هناك القبور (7)
ثمّ أضحوا كأنّهم ورق، جف ... ف فألوت به الصّبا والدّبور (8)
وله في محبسه (9): [من الوافر]
فهل من خالد إمّا هلكنا؟ ... وهل بالموت يا للنّاس عار؟
وله (10): [من السريع]
قد يدرك المبطئ من حظّه ... والخير قد يسبق حرص الحريص
وله (11): [من الطويل]
__________
(1) البيت من قصيدة له في (ديوان عدي بن زيد ص 93).
(2) الاعتصار: أن يغصّ الإنسان بالطعام، فيعتصر بالماء، وهو أن يشربه قليلا قليلا.
(3) القصيدة في (ديوان عدي بن زيد ص 9284) ومنها الأبيات. ويبدو من القصيدة أنّه قالها وهو في السجن.
(4) الموفور: الذي لم تصبه نوائب الدهر.
(5) عزّله: نحّاه جانبا.
(6) سابور: المقصود سابور الثاني: ذو الأكتاف، ملك الفرس (379310م).
(7) في المطبوع (والأمّة). تصحيف. والإمّة: النعمة. والفلاح: البقاء في الخير والنعيم.
(8) ألوت به: ذهبت به. والصّبا: ريح مهبّها من مشرق الشمس، ويقابلها الدّبور.
(9) البيت من قطعة له في (ديوان عدي بن زيد ص 132). وهو من الشعر المتنازع بينه وبين معاوية بن أبي سفيان. انظر (ديوان معاوية بن أبي سفيان ص 128).
(10) البيت من قصيدة في (ديوان عدي بن زيد ص 70).
(11) البيت من قصيدة في (ديوان عدي بن زيد ص 106). وهو أحد بيتين نسبا لطرفة بن العبد، جاءا في آخر معلقته، وقال عنهما التبريزي: وأنشدوا بيتين. وقيل إنهما لعدي بن زيد. انظر (شرح القصائد العشر ص 149).(1/111)
عن المرء لا تسأل، وأبصر قرينه ... فإنّ القرين بالمقارن مقتدي
روي عن الحسن البصريّ أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كلمة نبيّ ألقيت على لسان شاعر: إنّ القرين بالمقارن مقتدي.
[206] القلمّس الأكبر. واسمه: عديّ بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. جاهليّ قديم، وهو أوّل من نسأ الشّهور في الجاهليّة.
والقلمّس: الشّريف. والنّسأة: الذين يحلّون الأشهر الحرم، ويحرّمون الحلّ، تتبعهم العرب على ذلك. وفيهم أنزل الله عزّ وجلّ: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيََادَةٌ فِي الْكُفْرِ} (1). وقال القلمّس يذكر ذلك: [من الطويل]
لقد علمت عليا كنانة أنّنا ... إذا الغصن أمسى مورق العود أخضرا
أعزّهم سربا، وأمنعهم حرا ... وأكرمهم في أوّل الأصل عنصرا (2)
وأنّا أريناهم مناسك دينهم ... وحزنا لهم حظّا من الحظّ أوفرا (3)
وأنّ بنا يستقبل الأمر مقبلا ... وإن نحن أدبرنا عن الأمر أدبرا
وقد قيل: إنّ القلمّس الأوّل هو حذيفة بن عبد بن فقيم (4)، وأنّه هو قائل هذه الأبيات. والله أعلم.
[207] أبو طلق العائذيّ. واسمه عديّ بن حنظلة بن نعيم بن زرارة بن عبد العزّى (5) بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن سميّ بن تيم بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤيّ بن غالب.
وهو من عائذة قريش. نسبوا إلى أمّهم عائذة بنت الخمس بن قحافة، من خثعم. عدادهم في بني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان.
[206] كان حيّا قبل الإسلام بنحو مائتي سنة فقد جاء الإسلام والقلمّس جنادة بن عوف بن أميّة بن قلع بن عبّاد بن قلع بن حذيفة بن عبد بن فهم بن عدي بن عامر. انظر (المحبّر ص 157، وجمهرة أنساب العرب ص 494، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 297).
[207] يبدو من سلسلة نسبه أنّه من شعراء القرن الثاني الهجريّ. وجاء في (الاشتقاق ص 108): ومنهم (من بني عائذة) عديّ، أبو طلق) وسياق ترجمته: يدلّ على أن المرزبانيّ كان يرى أن أبا طلق من شعراء الجاهلية. هذا، وأخلّت بترجمته عزيزة فوّال بابتي في معجميها.
__________
(1) سورة التوبة الآية 37.
(2) لعلها: حما (فرّاج). والسّرب: الجماعة من النساء والشاء، والصّدر.
(3) في ك «وإنا لأرساهم». تصحيف.
(4) أوّل من نسأ الشهور في (المحبر ص 157، وجمهرة أشعار العرب ص 494) هو حذيفة بن عبد.
(5) في الهامش: «عند الكلبيّ كما هنا. وعند الزبير: عبد العزيز».(1/112)
[قال ابن الكلبي: دخل أبو طلق على امرأته، وهي تحفّ وجهها بخيط كتّان، فقال:
[من الخفيف]
أشبعيني بقطرة من شراب ... هو خير من كلّ ما تصنعينا
هو أدنى للحسن من أن تحفّي ... بخيوط الكتّان منك الجبينا] (1)
[208] عديّ بن أميّة الضّبّيّ. من بني عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبّة، جاهليّ، يقول في فرسه، العرن (2): [من البسيط]
يا ليت شعري، وليت أهلكت إرما ... هل يجزينّي بما أبليته العرن؟
أقفيته دون أهلي ما يسرّ به ... له حليب، وتارات له لبن (3)
حتّى شتا ناتئ المتنين مضطمرا ... يشأى الجياد بتقريب، له عنن (4)
كأنّه، وجياد الخيل تطلبه ... مطرّق الرّيش، في أظفاره حجن (5)
طاو، رأى أرنبا، فانقضّ يطلبها ... ودونها من أعالي غائط شزن (6)
[209] عديّ بن نوفل بن عبد مناف بن قصيّ. وهو جدّ جبير بن مطعم بن عديّ الصّحابيّ.
وعديّ هو القائل لعبد المطّلب بن هاشم في سقايته المعروفة بسقاية عديّ (7): [من الطويل]
متى يدع مولى من مواليك تلقني ... متى أدع مولى نوفل، غير أوجد (8)
متى أدع عوّاما، ويأت ابن أمّه ... حزام فمولى نوفل غير مفرد (9)
[208] جاهلي، له ذكر في (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 167166، والقاموس المحيط، والتاج: عرن)، وانظر له أيضا (معجم الشعراء الجاهليين، ص 219، وشعر ضبّة وأخبارها ص 132).
[209] من سادات قريش في الجاهلية، كانت له سقاية الحجيج بمكّة، وكان يسقي عليها اللبن والعسل. توفي نحو سنة 594م / 30ق. هـ. انظر (الأعلام 4/ 221، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 222).
__________
(1) ما بين المعقّفتين إضافة من الهامش.
(2) الأبيات في «أسماء خيل العرب. وأنسابها»، والأوّل في (أنساب الخيل ص 102) لعمير بن جبل البجليّ، وأضاف المحقق بقية الأبيات نقلا عن الغندجاني. وانظر (شعر ضبّة وأخبارها ص 133132). وهي وفي وصف فرسه:
العرن.
(3) في الأصل «ألفيته» والتصويب من أنساب الخيل. ويقال أقفيته: اختصصته. (فرّاج).
(4) في ك «نابي». المضطمر: الضامر البطن. ويشأى الجياد: يسبقها. والعنن: الظهور والاعتراض.
(5) الريش المطرّق: الذي بعضه فوق بعضه الآخر. والحجن: الاعوجاج يشبّه فرسه بالصقر.
(6) الغائط: المنخفض الواسع من الأرض. والشزن: الغليظ من الأرض.
(7) الثاني والثالث في (نسب قريش ص 198).
(8) لعلها: أوحد.
(9) العوّام بن خويلد بن أسد، والد الزبير بن العوام. وحزام شقيق العوام. وهم من بني أسد بن عبد العزى بن قصي.(1/113)
ترى أسدا حولي بحدّ رماحها ... ويأتوك أفواجا على غير موعد (1)
بنو أمّنا في كلّ يوم كريهة ... ومن نسل شيخ، مجده غير مقعد (2)
[210] عديّ بن الرّبيع بن عبد العزّى بن عبد شمس بن عبد مناف. وهو الذي أخرج زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعرض له هبّار بن الأسود، فرماه بسهم، وأفلت، وقال (3): [من الطويل]
عجبت لهبّار، وأوباش قومه ... يريدون إخفاري ببنت محمّد
ولست أبالي ما بقيت ضجيعهم ... إذا اجتمعت يوما يدي بالمهنّد
[211] عديّ بن حاتم الطائيّ. يكنى أبا طريف، وكان نصرانيّا. وفد على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأسلم، وثبت على إسلامه في الرّدّة، وأتى بعد ذلك عمر بن الخطّاب رضي الله عنه في خلافته، فقال: أتعرفني، يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم. أنت الذي آمن إذ كفروا، ووفى إذ غدروا. وكان مع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في حروبه، وكان أعور، فقئت عينه يوم الجمل، وهو القائل لمعاوية (4): [من الوافر]
يحاولني معاوية بن صخر ... وليس إلى التي يبغي سبيل
يذكّرني أبا حسن، عليّا ... وحظّي في أبي حسن جليل
وبلغ عشرين ومائة سنة، ووقع بينه وبين المختار بن أبي عبيد لمّا غلب على الكوفة أمر تشاجرا فيه، فهمّ عديّ بالخروج إليه، ثم عجز عن ذلك لكبر سنّه، وضعف جسمه، فقال (5):
[من المنسرح]
[210] أخو أبي العاص بن الربيع، زوج زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وكان حيّا بعيد غزوة بدر الكبرى، وذكره ابن سيّد الناس في الصحابة الذين مدحوا النبي صلّى الله عليه وسلّم. انظر له (الإصابة 4/ 391، ومنح المدح ص 213212، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 283282).
[211] أمير صحابيّ، من الأجواد العقلاء، وكان رئيس طيّئ في الجاهلية والإسلام، وهو من المعمّرين، قيل: إنه عاش مائة وثمانين سنة، ومات بالكوفة سنة 68هـ، وروى عنه المحدّثون ستة وستين حديثا. انظر له (الأعلام 4/ 220، والمعمرون والوصايا ص 4746، ومنح المدح ص 211210، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 282281).
__________
(1) ترى: القياس (تر) بالجزم.
(2) المقعد: الذي يقعدك عن بلوغ الشرف.
(3) البيتان في (منح المدح). ويبدو أنّ مؤلّفه قد نقلهما وترجمة عدي عن (معجم المرزباني)، ولم يشر إلى ذلك. ونسب البيتان في (سيرة ابن هشام 2/ 217) لكنانة بن الربيع. وقيل: إنّ كنانة هو الذي خرج بزينب. وأشار (كرنكو) إلى رواية السيرة.
(4) البيتان من تسعة أبيات لعدي في (الفتوح 2/ 80)، وهما في (الأغاني 17/ 261) لعروة بن زيد الخيل الطائي.
(5) البيتان مع ثالث في (حماسة البحتري 208).(1/114)
أصبحت لا أنفع الصّديق، ولا ... أملك ضرّا للشّانئ الشّرس (1)
وإن جرى بي الجواد منطلقا ... لم تملك الكفّ رجعة الفرس
[212] عديّ بن عمرو بن سويد بن ريّان، الأعرج، الطائيّ، المعنيّ. وقيل: اسمه سويد بن عديّ، وهو مخضرم، يقول (2): [من الوافر]
تركت الشّعر، واستبدلت منه ... إذا داعي صلاة الصّبح قاما
كتاب الله، ليس له شريك ... وودّعت المدامة والمداما (3)
وحرّمت الخمور، وقد أراني ... بها سدكا، وإن كانت حراما (4)
[213] اللّجلاج. واسمه: عديّ بن علقمة الجسريّ. سمّي اللّجلاج بقوله (5): [من الطويل]
فما أنا باللّجلاج إن لم يرقّعوا ... ذلاذل أثواب، يجرّونها رفلا (6)
[214] عديّ بن وداع الأزديّ، الشّاعر الأعمى.
[215] عديّ بن غطيف الكلبيّ. [يقول]: [من الكامل]
[212] شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، واشتهر بلقبه (الأعرج المعنيّ الطائي)، واختلف في اسمه. وكان كثير الشعر. انظر لترجمته وأخباره (الاشتقاق ص 388، والإصابة 3/ 221220و 5/ 95، والأمالي 1/ 205، وشرح المرزوقي ص 351349، وأسماء خيل العرب وأنسابها ص 252، والبرصان والعرجان ص 45، 348، والمستطرف 3/ 217، والمناقب المزيدية ص 414، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 32).
[213] يبدو من سياق ترجمته أنه شاعر إسلاميّ. انظر له (المزهر 2/ 441) واسمه في (المؤتلف والمختلف ص 265):
عليّ بن علقمة بن عبد بن وهب بن عبد الله بن الحارث الجسريّ. وهو شاعر فارس. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[214] شاعر جاهلي قديم. وقيل: إنّه عاش ثلاثمائة سنة، فأدرك الإسلام، وأسلم، وغزا. انظر لترجمته وأخباره (كتاب المعمرين ص 48، وقصائد جاهلية نادرة ص 6349، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين 285284. وجاء اسمه مصحّفا (عديّ بن وقّاع) في (معجم ما استعجم 1/ 4746).
[215] جاء في (نسب معدّ ص 574): «وولد تويل بن عدي بن جناب قيسا، وغطيفا الشاعر»، وجاء في (ص 575) منه: «عديّ بن غطيف بن تويل الشاعر، وابنه جشم، وهو الرقّاص». وهذا يعني أنه شاعر، وابن شاعر. وفي شعره مديح للغساسنة، يشعر أنّه جاهليّ. انظر (شعر قبيلة كلب ص 183182). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الشانئ: المبغض.
(2) الأبيات في (الأمالي) وعدا الثالث في (الإصابة والمستطرف) والثالث في (اللسان: سدك) غير منسوب.
(3) المدامة والمدام: الخمر.
(4) السّدك: المولع بالشيء. طائيّة.
(5) البيت في (المزهر)، ومعه آخر في (المؤتلف والمختلف).
(6) في الهامش: «أسافل الأذيال، وما استرخى منها». والذلاذل: جمع الذلذل، وهو أسافل القميص الطويل. ورفل رفلا: جرّ ذيله، وتبختر.(1/115)
يا من يرى ظعنا تيمّم صرخدا ... يحدو بها حوران، فهي ظماء (1)
أخبرت بالجولان روضا ممرعا ... فكأنّ حارثة، لهنّ لواء (2)
لمّا احتللن حليمة من جاسم ... طرح العصيّ، وأدرك الأهواء (3)
فحللن خير محلّ حيّ سوقة ... وأتى لهنّ من الملوك حباء
[216] عديّ بن خرشة الخطميّ. من الأوس، يقول: [من الوافر]
ولست برافع صوتي بسوء ... على السكنّات آخر ما حييت
وتوقد باليفاع اللّيل ناري ... تحشّ، ولا يحسّ لها خبوت (4)
[217] عديّ بن الرّعلاء الغسّانيّ. والرّعلاء: أمّه، وهو القائل (5): [من الخفيف]
كم تركنا بالعين، عين أباغ ... من ملوك وسوقة ألقاء (6)
فرّقت بينهم وبين نعيم ... ضربة من صفيحة نجلاء
ليس من مات، فاستراح، بميت ... إنّما الميت ميّت الأحياء
إنّما الميت من يعيش ذليلا ... كاسفا باله، قليل الرّجاء (7)
فأناس يمصّصون ثمادا ... وأناس حلوقهم في الماء
[216] شاعر جاهلي. وابنه الحارث بن عديّ صحابيّ، استشهد بأحد. انظر له (جمهرة أنساب العرب ص 343، واللسان: شأت، حقق). وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 219)، وفيه (الحطمي) تصحيف.
[217] شاعر جاهلي، اشتهر بنسبته إلى أمّه، وضاع اسم أبيه. ترجم له صاحب الأعلام (4/ 220)، ولم يعين سنة وفاته، وذكر محقق الاشتقاق (ص 51) أنّه كان قبل الإسلام بثلاثمائة سنة. والثابت أنّه كان بعد ذلك بكثير، فقد كان حيّا سنة 68ق. هـ، وهي السنة التي وقعت فيها معركة عين أباغ (يوم حليمة)، وقتل فيها المنذر الثالث بن ماء السماء (554م). وانظر أيضا (معجم الشعراء الجاهليين ص 220219).
__________
(1) صرخد: بلد ملاصق لبلاد حوران من أعمال دمشق، ينسب إليها الخمر. انظر (معجم البلدان: صرخد).
(2) حارثة: لعلّه أراد حارثة بن عمرو مزيقياء، جدّ الغساسنة.
(3) حليمة: اسم موضع، كانت فيه وقعة، انتصر فيها الغساسنة. وجاسم: قرية جنوبيّ دمشق، من حوران. انظر (معجم البلدان: حليمة، جاسم).
(4) اليفاع: المرتفع من كلّ شيء.
(5) أنشد هذه القصيدة في يوم عين أباغ. وهي من الشعر المشهور، وسار بعضها (الثالث والرابع) مسير الحكمة، والمثل السائر. وبعض هذه القصيدة في (الأصمعيات ص 171170، والاشتقاق ص 51، 486، والخزانة 9/ 586583، والحماسة الشجرية ص 195194).
(6) عين أباغ: واد وراء الأنبار، على طريق الفرات إلى الشام. والسوقة: غير الملوك من العرب. والألقاء: جمع اللّقى.
وهو الشيء الملقى، المطروح لهوانه.
(7) في ك «الرفاء». تصحيف.(1/116)
ربّما ضربة بسيف صقيل ... بين بصرى، وطعنة نجلاء (1)
وغموس تضلّ فيها يد الآ ... سي، ويعيا طبيبها بالدّواء (2)
رفعوا راية الضّراب، وآلوا ... ليذودنّ سائر البطحاء (3)
فرفعنا العقاب للطّعن حتى ... جرت الخيل، بينهم، بالدّماء (4)
وله: [من الكامل]
إنّي ليحمدني الخليل إذا اجتدى ... مالي، ويكرهني، ذوو الأضغان
وأعيش بالنّيل القليل، وقد أرى ... أنّ الرّموس مصارع الفتيان (5)
وتظلّ تخلجني الهموم كما ترى ... دلو السّقاة، يمدّ بالأشطان (6)
[218] عديّ بن الرّقاع العامليّ. وهو عديّ بن زيد بن مالك بن عديّ بن الرّقاع بن عصر بن عذرة بن سعد بن معاوية بن قاسط بن عميرة بن زيد بن الحاف بن قضاعة، يكنى أبا داود، ويقال أبا دؤاد. كان أبرص، وهاجى جرير بن الخطفي، واجتمعا عند عبد الملك، فأنشده عديّ قصيدته التي أوّلها (7): [من الكامل]
عرف الدّيار توهّما فاعتادها
قال جرير: فحسدته على أبيات منها، حتّى أنشد في صفة الظّبية والغزال:
تزجي أغنّ كأنّ إبرة روقه (8)
قال جرير: فرحمته. فلمّا قال:
قلم أصاب من الدّواة مدادها
[218] شاعر كبير، من أهل دمشق. كان معاصرا لجرير، مهاجيا له، ومقدّما عند بني أميّة. وهو شاعر أهل الشام، وتوفي نحو سنة 95هـ. انظر له الأعلام 4/ 221، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 284283). وله ديوان جمعه حسن محمّد نور الدين، وفيه حديث عن سيرة الشاعر، وبعض أخباره، انظر (ديوان عدي بن الرقاع العاملي ص 217).
__________
(1) بصرى: من أعمال دمشق. وكانت قصبة حوران. والطعنة النجلاء: الواسعة.
(2) الغموس: الطعنة الواسعة أيضا. الآسي: الذي يأسو الجراح ويداويها.
(3) الضراب: المجالدة. وآلوا: أقسموا.
(4) العقاب: الراية. وهي العلم الضخم.
(5) الرموس: القبور.
(6) تخلجني: تخبرني، وتحرّكني. والأشطان: الحبال. واحدها: شطن.
(7) القصيدة في (ديوان عدي بن الرقاع العاملي ص 4133). وأوّلها:
عرف الدّيار توهّما، فاعتادها ... من بعدما درس البلى أبلادها
(8) جلب هذا البيت شهرة واسعة لعديّ بن الرقاع. وتزجي: تسوق، وتدفع. والأغن: الظبي الذي يخرج صوته من خياشيمه. وروقه: قرنه.(1/117)
رحمت نفسي، وحالت الرّحمة حسدا.
وفيها يقول:
وقصيدة قد بتّ أجمع بينها ... حتّى أقوّم ميلها، وسنادها (1)
نظر المثقّف في كعوب قناته ... حتّى يقيم ثقافه منآدها (2)
وعلمت حتّى ما أسائل عالما ... عن علم واحدة لكي أزدادها
وله (3): [من البسيط]
لا يبرح المرء يستقري مضاجعه ... حتى يقيم بأعلاهنّ مضطجعا (4)
ومما يستحسن من قوله يصف فعل سنابك الحمارين إذا عدوا (5): [من الكامل]
يتعاوران من الغبار ملاءة ... غبراء محكمة هما نسجاها (6)
تطوى إذا علوا مكانا ناشزا ... وإذا السّنابك أسهلت نشراها (7)
[219] عديّ بن خزاعي بن عوف بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطائط بن جشم بن ثقيف، إسلاميّ.
[220] الأعور النّبهانيّ الطائيّ. اسمه عديّ بن أوس. وقيل: اسمه سحمة بن نعيم. وهو القائل يهجو جريرا، ويفضّل غسّان السّليطيّ عليه (8): [من الطويل]
أقول لها: أمّي سليطا بأرضها ... فبئس مناخ النّازلين جرير
ألست كليبيّا، وأمّك كلبة ... لها عند أطناب البيوت هرير؟
[219] إسلامي، له ذكر وشعر في (اللسان: نرب). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[220] شاعر له ذكر في نقائض العصر الأمويّ. وقد اختلف في اسمه. انظر بعض أخباره في (الأغاني 8/ 31، والنقائض 3532، واللسان: كوس، قرن، أبى، ضدا، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 4140).
__________
(1) بينها: أراد أقسامها أو تباعدها. وأقوّم: أصوّب. ميلها: ما أصابها من الخلل. والسناد في الشعر: من عيوب الروي.
(2) المثقّف: الذي يقوّم اعوجاج قناة الرمح. ومنآدها: معوجّها.
(3) البيت من قصيدة له يمدح فيها الوليد بن عبد الملك في (ديوان عدي بن الرقاع ص 83).
(4) يستقري: يطلب القرى.
(5) البيتان من الشعر المشهور في مجال الوصف، وهما من قصيدة له في (ديوان عدي بن الرقاع ص 50).
(6) يتعاوران من الغبار: يتداولان الغبار فيما بينهما. والملاءة: الريطة. وهي الملحفة.
(7) السنابك: جمع السنبك. وهو طرف الحافر، وجانبه. وأسهلت: نزلت السهل.
(8) غسان السليطي: شاعر، اشتهر بأبيات قالها في هجاء جرير، وتوفي نحو سنة 100هـ. انظر (الأعلام 5/ 119).
والبيتان من خمسة في الأغاني (8/ 31)، وفيه ذكر لمناسبة الشعر وهما مع ثالث في (النقائض ص 3332). والأوّل مع آخر في (اللسان: قرن).(1/118)
فأجابه جرير (1): [من الطويل]
وأعور من نبهان، يعوي ودونه ... من اللّيل بابا ظلمة، وستور (2)
وأعور من نبهان أمّا نهاره ... فأعمى، وأمّا ليله فبصير
ذكر من اسمه عثمان
[221] عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ القرشيّ. جاهليّ، كان هجّاء لقريش، وهو القائل يهجو الوليد بن المغيرة المخزوميّ: [من الطويل]
وإنّي امرؤ من جذم كعب، مقابل ... وأنت ضعيف الجدّ، ألصف، ملصق (3)
من القوم، نذل، ليس يعلم علمه ... من النّاس إلّا العالم المتعمّق
وله: [من الوافر]
ألم تعلم بأنّ اللّيث يعدو ... على أقرانه ثبت الجنان
تخاف الأسد من سطوات صولي ... وتطرق حين أبدو من مكاني
وإنّك يا ابن شهلة أمّ رئم ... خفيف القلب، مجرور اللّسان (4)
فكيف ترومني، وتريغ شتمي ... بعسب تيوسك الحمر القواني (5)؟
[222] عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف. أبو عبد الله، رضي الله عنه. يقول: [من الطويل]
غنى النّفس يغني النّفس حتّى يكفّها ... وإن مسّها، حتّى يضرّ بها، الفقر
[221] شاعر قرشيّ، جاهلي طموح، تنصّر، ثم أغرى الروم بتنصيبه ملكا على مكّة، وبضمها إلى دولتهم. وقد انتهت محاولته بقتله بالسم في بلاط الغساسنة، بالاتفاق مع بعض قريش، وذلك قبيل بعثة النبي صلّى الله عليه وسلّم. انظر له (سيرة ابن هشام 1/ 205204، وأنساب الأشراف 8/ 9392، ونسب قريش ص 210، وجمهرة نسب قريش 1/ 428425، وشعر قريش ص 44، والانتماء في الشعر الجاهلي ص 475474، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 218).
[222] ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشّرين. روى عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم 146حديثا، ولقّب بذي النورين لأنّه تزوّج بنتي النبي صلّى الله عليه وسلّم رقيّة ثم أمّ كلثوم. وروي له شعر في (جمهرة أشعار العرب ص 23، 41). وقتل عثمان يوم الدار سنة 35هـ. انظر له (الأعلام 4/ 210). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) البيتان من قصيدة في (ديوان جرير ص 877). وفيها تقدّم الثاني على الأوّل.
(2) يعوي الضّالّ: يستنبح الكلاب لتجيبه، فيستدل بها على الناس.
(3) الجذم: الأصل. وجذم الرجل: أهله وعشيرته. وكعب: هو كعب بن لؤي، جدّ قرشيّ عظيم.
(4) الرّئم: ولد الظبي.
(5) تريغ شتمي: تطلبه وتريده. والعسب: ضراب الفحل، وقيل: ماؤه.(1/119)
وما عسرة، فاصبر لها إن لقيتها ... بكائنة إلّا سيتبعها يسر
وكان يقول إذا جاءه الأذان في الصلاة. [من مشطور الرجز]
[يا] مرحبا بالقائلين عدلا ... وبالصّلاة مرحبا وأهلا
[223] أبو قحافة، عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم. أسلم، يوم الفتح، وهو شيخ كبير، ومات في خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما وهو القائل في رواية دعبل: [من المديد]
اذهبي يا لهو فاستمعي ... خبّريه بالذي فعلا (1)
فاسأليه في ملاطفة ... كم وصلناه، فما وصلا (2)
[224] عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن لؤيّ بن غالب. ويكنى أبا السائب. وهو من المهاجرين الأوّلين، وهو أوّل من دفن بالبقيع من المهاجرين، رضي الله عنه. وكان هاجر إلى أرض الحبشة، فبلغه أنّ أميّة بن خلف [سبّه] (3)، فقال عثمان رضي الله عنه (4): [من الطويل]
أتيم بن عمرو، والذي فار ضغنه ... ومن دونه الشّرمان، والبرك أجمع (5)
أأخرجتني من بطن مكّة آمنا ... وألحقتني في صرح بيضاء، تقدع؟ (6)
تريش نبالا، لا يؤاتيك ريشها ... وتبري نبالا ريشها لك أجمع (7)
فكيف إذا نابتك يوما ملمّة ... وأسلمك الأوباش من كنت تجمع؟ (8)
[223] والد أبي بكر الصدّيق. مات سنة 14هـ، وله سبع وتسعون سنة. انظر له (الإصابة 4/ 375374). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويّين).
[224] صحابيّ، كان من حكماء العرب في الجاهلية، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، وهاجر إلى أرض الحبشة مرّتين، وشهد بدرا، ومات بعدها في السنة الثانية من الهجرة. انظر له (الخزانة) 2/ 257255، وجمهرة أشعار العرب ص 24، والأعلام 4/ 14) هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) لهو: مرخّم لهوة. اسم امرأة.
(2) في ف «ملاطفه».
(3) في الأصل بياض، فيه لفظ كذا. وفي ك «شتمه».
(4) الأبيات في (سيرة ابن هشام 1/ 288287).
(5) تيم بن عمرو: هو جمح بن عمرو. وإليه ينتسب عثمان وأميّة. والشرمان: تثنية الشرم، وهو لجّة البحر. والبرك:
لعلّه أراد (برك الغماد). وهو موضع وراء مكّة بخمس ليال ممّا يلي اليمن. وقيل: هو أقصى حجر باليمن. انظر (معجم البلدان: برك الغماد).
(6) في صرح بيضاء تقدع: أراد سفينة بيضاء، تدفع.
(7) راش النبال: تلزق عليها الريش. والرّيش: النفع.
(8) الأوباش: الضعفاء، الداخلون في القوم، وليسوا منهم.(1/120)
[225] عثمان بن بشر بن عبد دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن يسار بن مالك ابن حطائط بن جشم بن ثقيف. وكان يقال لعثمان فارس السّرح، وكان قد شدّ على عمرو بن معدي كرب في الجاهليّة، فهرب عمرو، فقال عثمان: [من الطويل]
لعمرك، لولا اللّيل قامت مآتم ... حواسر، يخمشن الوجوه على عمرو
وأفلتنا فوت الأسنّة بعدما ... رأى الموت والخطّيّ أقرب من شبر
يحثّ برجليه سبوحا كأنّها ... عقاب، دعاها جنح ليل إلى وكر (1)
[226] عثمان بن حنيف الأنصاريّ. كان على البصرة في أوّل أيّام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلمّا أقبل أصحاب الجمل إلى البصرة، قاتلهم عثمان. وهو القائل في رواية الأصمعيّ:
[من المتقارب]
شهدت الحروب، فشيّبنني ... فلم أر يوما كيوم الجمل
وهي أبيات تروى لغيره.
[227] عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان، صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس. أمّه بنت الزّبير بن العوّام، وهو القائل: [من الطويل]
وإن تك هند مجدكم وسناءكم ... فإنّ حواريّ النّبيّ كريم (2)
وإن تك هند أمّكم دون أمّنا ... فإنّا لنا في الأكرمين أروم
[225] شاعر جاهليّ، وربّما أدرك الإسلام. هذا، وأخلت بترجمته عزيزة فوّال بابتي في معجميها.
[226] صحابيّ، شهد أحدا، وما بعدها، سكن الكوفة، بعد وقعة الجمل، وتوفّي في خلافة معاوية. انظر (الأعلام 4/ 205، والإصابة 4/ 372371). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[227] من شعراء القرن الهجري الأوّل. أمه: زينب بنت الزبير بن العوام، وقد أراد أهل الأردنّ القيام به باسم الخلافة إذ قام بها مروان بن الحكم الأموي سنة 65هـ. وهذا يعني أنّه كان شيخ البيت السفياني الأمويّ آنذاك. انظر (نسب قريش ص 134) وجمهرة أنساب العرب ص 111، والعقد الفريد 4/ 149)، وله شعر يجيء في ترجمة ابنه محمد بن عثمان (769). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) سبوح: فرس، يمدّ يديه في الجري. وجنح الليل: ظلامه.
(2) هند: هي هند بنت عتبة، والدة معاوية بن أبي سفيان. وبها كان يفاخر معاوية وأبناؤه. وأما عنبسة فأمّه عاتكة بنت أبي أزيهر (نسب قريش 126). وهذا الشعر يدل على المنافسة داخل البيت السفياني وقد روي (نسب قريش ص 125) أن معاوية عزل أخاه عنبسة عن الطائف، وولّى عليها أخاه عتبة وأمّه هند بن أبي سفيان، فقال عنبسة: [من الطويل]
كنّا لصخر صالحا ذات بيننا ... جميعا، فأمست فرّقت بيننا هند
وحواريّ النبيّ: هو الزبير بن العوام، جدّ الشاعر من جهة أمّه. والحواريّ: الخالص النقيّ من كلّ عيب، وكلّ مبالغ في نصرة آخر.(1/121)
وله: [من الطويل]
أبونا: أبو سفيان، أكرم به أبا ... وجدّي: الزّبير، ما أعفّ، وأكرما
حواري رسول الله، يضرب دونه ... رؤوس الأعادي حاسرا وملأّما
وخالي ابن أسماء الذي قد علمتم ... يشبّه يوم الرّوع في الحرب ضيغما (1)
[228] عثمان بن مسعود العبسيّ (2). قاوله حضين بن المنذر الرّقاشيّ بحضرة قتيبة بن مسلم بخراسان، فغلبه حضين، فقال عثمان، يخاطب قتيبة: [من مشطور الرجز]
تغري حضينا، وحضين عائله ... يشتم عرضي، هبلتك الهابله (3)
تبغي سقاطي، يال قومي باهله ... قبيلة في الأوّلين واغله (4)
فأجابه حضين بأبيات منها: [من الطويل]
فإن تك قد لاقيت منّي شكيمة ... فما يوم عبس من رقاش بواحد (5)
[229] عثمان بن رجاء بن جابر بن شدّاد. أحد بني عوف بن سعد، من الأبناء. لمّا قتل بحير بن وفاء الصّريميّ (6) بكير بن وسّاج (7)، أحد بني عوف بن سعد، وذلك بخراسان في ولاية المهلّب، قال عثمان: [من الوافر]
لقد هاجوا عليّ بمرو يوما ... توارت شمسه من غير غيم
أحاذر أن تعاجلني المنايا ... ولمّا أجز بالمثلات قومي (8)
[228] لم أعثر له على ترجمة. كان حيّا نحو سنة 96هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[229] شاعر، وراوية أخبار، كان حيّا سنة 77هـ. وانظر له (تاريخ الطبري 3/ 580، 6/ 331). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) ابن أسماء: عبد الله بن الزبير، وأمّه أسماء بنت أبي بكر الصديق. والضيغم: الأسد الواسع الشدق.
(2) في ك: «الضبّيّ».
(3) العائل: الفقير، والمائل عن الحقّ. والهبل: الثكل.
(4) معنى البيت لا يناسب المراد في سياق الخبر والشعر. وهذا يعني أن الشطرين منحولين أو محرّفين. و «لعلها (الرواية يا لقومك) في الأرذلين» (فرّاج).
(5) الشكيمة: الأنفة، وقوّة القلب.
(6) ويقال: بحير بن ورقاء. من تميم، وهو أحد الأشراف الشجعان في العصر الأمويّ، وقتل غيلة بخراسان سنة 81هـ.
انظر (الأعلام 2/ 44). وفي المطبوع (كرنكو): «بجير».
(7) قتل بكير بن وسّاج سنة 77هـ. انظر (الأعلام 2/ 72).
(8) المثلات: جمع المثلة. وهي العقوبة، يتمثّل بها. وقومي: أراد بني صريم. وهم من تميم. وقوم الشاعر، بنو عوف بن سعد، من تميم أيضا.(1/122)
ولم أنهلهم ما أنهلوني ... ولم أجعل لهم يوما كيومي
عماسا ضرّسوه بكلّ ليث ... إلى الأعداء ذي درء، وضيم (1)
وله يحضّ رجلا من الأبناء، من آل بكير: [من الطويل]
لعمري، لقد أغضيت عينا على القذى ... وبتّ بطينا من رحيق معتّق
وخيّلت ثأرا طلّ، واخترت نومة ... ومن يشرب الصّهباء، بالوتر يسبق (2)
فلو كنت من عوف بن سعد ذؤابة ... تركت بحيرا في دم مترقرق (3)
فقل لبحير: نم، ولا تخش ثائرا ... بعوف، فعوف أهل شاء حبلّق (4)
فهبّوا، فلو أمسى بكير كعهدكم ... صحيحا لغاداهم بجأواء فيلق (5)
[230] عثمان بن صدقة بن وثّاب. من شعراء خراسان، يقول لمسلم بن عبد الرحمن بن مسلم.
وكان على طخارستان من قبل نصر بن سيّار (6): [من المنسرح]
خيّرني سلم مراكبه ... فقلت: حسبي من مركب حكما
هذا فتى عامر، وسيّدها ... كفى بمن ساد عامرا كرما
يعني الحكم بن نميلة بن مالك النّميريّ.
[231] عثمان بن حيّان المرّيّ. كان أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم الأبهاريّ أيّام ولايته المدينة ضربه حدّين، فلمّا قام يزيد بن عبد الملك أقاد عثمان من ابن حزم، فقال عثمان:
[من الطويل]
نام بنو حزم، وما نمت عنهم ... وما ليل موتور كريم بنائم
رأيت أبا بكر إذا ما لقيته ... تشكّى رجامي واصطكاك الأداهم (7)
[230] شاعر، ومن الولاة في خراسان. كان حيّا سنة 123هـ. انظر (تاريخ الطبري 7/ 195). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[231] وال، من الغزاة، من أهل دمشق، استعمله الوليد بن عبد الملك على المدينة سنة 93هـ. وكان في سيرته عنف، وولي الصائفة سنة 103هـ. وهو ثقة عند أهل الحديث. أدرك الدولة العبّاسية، وتوفي سنة 150هـ. انظر له (الخزانة 4/ 482، والأعلام 4/ 205). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) عماس: لا يهتدى لوجهه. والدرء: الدفع، والهجوم.
(2) خيّلت: توهّمت. وطلّ الثأر: ذهب هدرا. والوتر: الحقد والعداوة بسبب القتل.
(3) بحير بن وفاء (ورقاء): قاتل بكير.
(4) الحبلّق: غنم صغار لا تكبر.
(5) الجأواء: كدراء اللون في حمرة. وهو لون صدأ الحديد. وأراد: كتيبة كدراء. والفيلق: الكتيبة العظيمة من الجيش.
(6) البيتان في (تاريخ الطبري 7/ 196195).
(7) في ك «تشد زحامي». تصحيف. والرجام: الحجارة. والأداهم: جمع أدهم، وهو القيد.(1/123)
وقال: [من مشطور الرجز]
نحن ضربنا الفاسق ابن حزم ... حدّين لم نخلطهما بظلم
[232] عثمان بن عمارة بن خريم. أخو أبي الهيذام (1). وكان على سجستان في أيّام الرّشيد، فطولب بخمسة آلاف ألف درهم، وحبس، فقال: [من الطويل]
أغثني أمير المؤمنين بنظرة ... تزول بها عنّي المخافة والأزل (2)
ففضلك أرجو لا البراءة، إنّه ... أبى الله إلّا أن يكون لك الفضل
وإلّا أكن أهلا لما أنت أهله ... فأنت أمير المؤمنين له أهل
[233] عثمان بن سالم. مولى ابن لوذان، حجازيّ محدث. لمّا تزوّج الفضل بن الرّبيع (3) امرأة من بني عمرو بن كلاب، يقال لها: شعثاء، منصرفه من الحجّ، فراح بها في قبّة، قال عثمان ابن سالم: [من الوافر]
نأت شعثاء عنك، فما تزور ... ولطّت دونها عنك السّتور
فراحت في القباب الحمر خود ... مبتّلة لها وجه نضير (4)
وأمست دونها حرس شداد ... وأبواب مظاهرة ودور
أتانا البين من شعثاء بغتا ... وذلك عندنا حدث كبير
فقدت المنكحي شعثاء مولى ... وفي أحيائها حسب وخير (5)
أمن عوز تزوّجها الموالي؟ ... لحاك إلهك العالي القدير
[232] من شعراء القرن الثاني الهجريّ. وكان عظيم القدر، وأحد القواد. عاصر الرشيد (193170هـ). انظر له (الشعر والشعراء ص 732731. هذا، وفي (تاريخ الطبري 7/ 621): عثمان بن عمارة بن حريم. وذكر فيه أنّه من صحابة أبي جعفر المنصور.
[233] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الثاني الهجري، وربّما أدرك الثالث.
__________
(1) أبو الهيذام: عامر بن عمارة بن خريم المرّي، رأس المضرية في الشام، وأحد فرسان العرب المشهورين. توفي سنة 182هـ. انظر (الأعلام 3/ 253).
(2) الأزل: الضيق والشدّة.
(3) الفضل بن الربيع: وزير أديب حازم. ولي الوزارة للرشيد بعد نكبة البرامكة، ثم أقرّه عليها الأمين، وحين ظفر المأمون استتر الفضل (سنة 196هـ)، وتوفّي سنة 208هـ. انظر (الأعلام 5/ 148).
(4) الخود: الفتاة الشابة الحسنة الخلق. والمبتّلة: التامة الخلق من النساء، كلّ عضو فيها حسن وحده.
(5) الخير: الكرم والأصل والشرف. وفي البيت دعاء على أهالي شعثاء لأنهم زوّجوها من أحد الموالي، وهو الفضل بن الربيع، حفيد كيسان مولى عثمان بن عفّان. ومن العجب أن يقول الشاعر ذلك، وهو من الموالي أيضا.(1/124)
[234] عثمان بن واقد بن محمّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب. وهو القائل، يفخر من أبيات: [من البسيط]
إنّي إذا افتخر الأقوام، وانتسبوا ... يوما وجدت أبي قد بزّهم قدما
ما إن لهم مثل جدّي حين أذكره ... من شاء قال ممرّ الحقّ، أو كتما (1)
جدّي وصاحبه فازا بفضلهما ... على البريّة، لا جارا، ولا ظلما (2)
هما ضجيعا رسول الله نافلة ... دون البريّة مجد عانق الكرما
[235] أبو عمرو، عثمان بن عمرو القينيّ البصريّ. من بني القين بن جسر، شاعر، كان يجالس أبا عبد الرحمن العتبيّ، ويلازمه، فاعتلّ، فلم يعده العتبيّ، فكتب إليه: [من الخفيف]
بأبي أنت إنّ ذا الفضل محفو ... ظ أقلّ القليل من هفواته
أترى أنّ عتبة بن أبي سف ... يان وصّى بنيه عند وفاته
أن يبرّوا الصّحيح ممّن أحبّوا ... ويعقّوا العليل عند شكاته
يابن من بالعتاب سمّي، أعتب ... واسألن بالعليل إن لم تأته (3)
فحلف العتبيّ ليأتينّه شهرا كلّ يوم. وله معه معاتبات ومقاولات.
[236] عثمان بن الهيثم الغنويّ. أحد القواد، كان المعتصم ولّاه ديار مضر، وكان أبو الأصبغ الحصنيّ المسلميّ (4)، ينادمه ويعاشره، فمرض أبو الأصبغ، فلم يعده عثمان، فقال أبو الأصبغ يعاتبه من أبيات: [من مجزوء الرمل]
يا أبا القاسم قارف ... ت من الذّنب عظيما
جفوة من غير جرم ... ليس هذا مستقيما
لا، ولا شاورت في تر ... ك العيادات حكيما
[234] من شعراء القرن الثاني الهجريّ. ولد أبوه واقد باليمن، وغلب ابن عمّه عمر بن إبراهيم بن واقد على اليمن في أيام الأمين (195193هـ). انظر (نسب قريش ص 360). وفي ذلك ما يرجح نسبة الشاعر إلى اليمن، وما يفسر اعتداده بنفسه.
[235] لم أعثر له على ترجمة. وهو من مخضرمي القرنين: الثاني والثالث، الهجريين، وكان معاصرا لأبي عبد الرحمن محمد بن عبيد الله، العتبي، الأموي، المتوفى سنة 228هـ. انظر ترجمة العتبي في (الأعلام 6/ 259258).
[236] عبّاسيّ، كان في أيام الخليفة المعتصم (227218هـ). وذكر صاحب (الأعلام 4/ 215) أنّه توفي سنة 30هـ.
__________
(1) في ف «لعلّها أيضا: مقرّ الحقّ». والممرّ: من قولنا أمرّ فلان فلانا إذا عالجه، وفتل عنقه ليصرعه. وهو المراد.
(2) في ك «لا جارا»، ولا ظلما». تصحيف.
(3) تاته: سهّل الهمزة.
(4) هو محمد بن يزيد بن مسلمة، وله ترجمة قادمة. وكتب (كرنكو): «وهو محمّد بن زيد بن مسلمة بن عبد الملك».(1/125)
شغلتك الكأس تسقا ... ها، وتسقيها النديما (1)
فأجابه عثمان بن الهيثم بقصيدة أوّلها: [من مجزوء الرمل]
يا أبا الأصبغ يا أك ... رم خلق الله خيما (2)
أنت أولى من عفا الذّن ... ب، ولم يفر الأديما (3)
وجزى بالعفو والصّف ... ح عشيرا، وحميما
حقّك الواجب من أن ... كره كان لئيما
فلك الإقرار بالذّن ... ب، وإن كان عظيما
ليصحّ العفو لي من ... ك، وتلقاني سليما
فاقبل العذر، وكن لل ... ودّ منّي مستديما
فلقد أوقرني عت ... بك بثّا وهموما
حاطك الله، ولقّا ... ك سرورا ونعيما
[237] عثمان بن عمرو الوائليّ: محدث، يقول: [من منهوك الرجز]
الوائليّ شاعر ... لله عبد شاكر
وله إلى بعض الأمراء: [من الكامل]
نفسي فدت نفس الأمير من الرّدى ... ما للأمير نداه عنّي غافل
إن عنّ شغل للأمير فإنّني ... ما يشغل الإفلاس عنّي شاغل
أعطيك جملة وصف بيتي، إنّه ... سيّان خارج بابه، والدّاخل
ذكر من اسمه عيسى
[238] أبو الجويرية. واسمه عيسى بن أوس عصيّة بن عبد القيس. يقول في الجنيد بن عبد الرحمن المرّيّ (4) والي خراسان: [من البسيط]
[237] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
[238] من شعراء الدولة الأمويّة، كان حيّا سنة 115هـ. وفي أحداث سنة 122هـ من (تاريخ الطبري 7/ 187) شعر لأبي الجويريّة، مولى جهينة. وانظر له أيضا (المؤتلف والمختلف ص 108107).
__________
(1) في ف «وتسقتها». تصحيف.
(2) الخيم: الأصل.
(3) في ك «تفر». وفرى الأديم: شقّه وقطعه. والأديم: الجلد.
(4) الجنيد بن عبد الرحمن المرّي الدمشقي، أمير خراسان، وليها سنة 111هـ، وثبت فيها إلى أن توفّي سنة 115هـ.
انظر (الأعلام 2/ 140).(1/126)
بيت بناه سنان، ثمّ شيّده ... بحيث طنّب في أثنائه الكرم (1)
الصّافحون بأحلام إذا قدروا ... والضّاربون إذا ما اعصوصب القتم (2)
القتل ميتتهم، والجود عادتهم ... والحلم والعزم من أخلاقهم شيم
وله يرثيه (3): [من الخفيف]
ذهب الجود والجنيد جميعا ... فعلى الجود والجنيد السّلام
أصبحا ثاويين في بطن مرو ... ما تغنّت على الغصون الحمام
وله: [من الكامل]
إنّ التي سلبتك يوم عوارض ... بالدّلّ، وهي سليمة، لا تسلب (4)
منّتك، ثمّ لوتك دينا فادحا ... وعداتهنّ إذا وعدن الخلّب (5)
[239] عيسى بن عاتك الخطّيّ (6). عاتك: أمّه، وهو عيسى بن حدير، أحد بني وديعة بن مالك بن تيم اللّات بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل، أحد شعراء الخوارج. كان إذا أراد الخروج تعلّق به بناته، فيقيم، ثمّ خرج بعد ذلك. وله أخبار، وهو القائل (7): [من الوافر]
لقد زاد الحياة إليّ حبّا ... بناتي إنّهنّ من الضّعاف
أخاف بأن ينلن الفقر بعدي ... وأن يشربن رنقا بعد صافي (8)
[239] كان من أصحاب نافع بن الأزرق (ت 65هـ)، ومن شعراء الخوارج المشهورين، رثى أبا بلال، مرداس بن أديّة المقتول سنة 61هـ، وقتل عيسى بعد خروج الأزارقة على الدولة الأمويّة. وانظر له (شعر الخوارج ص 137، وأنساب الأشراف 4/ 307، 437436، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 350).
__________
(1) سنان: هو سنان بن أبي حارثة المرّي، ممدوح زهير.
(2) اعصوصب القتم: اشتد الغبار، واجتمع.
(3) البيتين من ثلاثة في (المؤتلف والمختلف ص 108).
(4) عوارض: جبل ببلاد طيّىء. انظر (معجم البلدان: عوارض).
(5) الخلّب: السحاب يبرق، ويرعد، ولا مطر فيه.
(6) سمّاه المبرّد في الكامل عيسى بن فاتك، وفي بعض النسخ الحبطي، وسماه ياقوت في مادة آسك عيسى بن فاتك الخطي. (كرنكو). وهو عيسى بن فاتك في (معجم ما استعجم ص 91).
(7) الأبيات في (شعر الخوارج ص 1413، ولها تخريج ص 150). وجاءت في (الأغاني 18/ 113112) منسوبة إلى عمران بن حطّان. وهي من خمسة في (الحماسة البصرية 1/ 274273) وفيه «وقال عمران بن حطّان الشيباني وأبو رياش نسبها إلى محمّد بن عبد الله الأزديّ. وتروى لابن العربيّة اليشكريّ».
(8) الرنق: الكدر.(1/127)
وأن يعرين إن كسي الجواري ... فتنبو العين من عرّ، عجاف (1)
فلولاهنّ قد سوّمت مهري ... وفي الرّحمن للضّعفاء كافي
وله (2): [من الوافر]
أبي الإسلام، لا أب لي سواه ... إذا فخروا ببكر، أو تميم
كلا الحيّين ينصر مدّعيه ... ليلحقه بذي الحسب الصّميم
وما حسب، ولو كرمت عروق ... ولكنّ التّقيّ هو الكريم
[240] أبو موسى، عيسى بن موسى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب.
من مشايخ بني هاشم ورؤسائهم وشجعانهم. ولد في ذي الحجّة سنة اثنتين ومائة، وتوفّي في سنة سبع وستين ومائة، وجعل له المنصور العهد بعده، ثم طالبه بتقدمة المهديّ عليه، فقال عيسى يخاطب المنصور: [من الطويل]
بدت لي أمارات من الغدر شمتها ... أظنّ رواياها ستمطركم دما (3)
وما يعلم العالي متى هبطاته ... وإن سار في ريح الغرور مسلّما (4)
أتهضمني حقّا، تراه مؤخّرا ... بحكم إلهي حين صرت مقدّما
سننت انتقاض العهد، فاصبر لمثله ... بنقضك من عهدي الذي كان أبرما
وله من قصيدة طويلة (5): [من الطويل]
أينسى بنو العبّاس ذبّي عنهم ... بسيفي، ونار الحرب ذاك سعيرها (6)
فتحت لهم شرق البلاد وغربها ... فذلّ معاديها، وعزّ نصيرها (7)
[240] أمير، من الولاة القادة، له شعر جيّد. وهو ابن أخي السفّاح. كان يقال له: شيخ الدولة. ولّاه عمّه الكوفة وسوادها سنة 132هـ، وجعله وليّ عهد أبي جعفر المنصور الذي استنزله عن ولاية العهد سنة 147هـ، وعزله عن الكوفة، وجعل له ولاية عهد ابنه المهدي الذي خلعه سنة 160هـ. فأقام بالكوفة إلى أن توفّي سنة 167هـ. انظر (الأعلام 5/ 110109، والأوراق: أشعار أولاد الخلفاء ص 323309، وبهجة المجالس 2/ 39، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 351350).
__________
(1) في ف «من عزّ». تصحيف.
(2) الأبيات في (شعر الخوارج ص 13).
(3) شمتها: نظرت إليها، أتحقّق أين يكون مطرها. والروايا: جمع الرواية. وهي المزادة أو القربة من الجلد فيها الماء.
(4) في ك «هبطانه» وفي ف «هبطاته». تصحيف.
(5) روي بعضها في (المستطرف 2/ 4039).
(6) ذبّي عنهم: دفعي عنهم. وذاك: مشتدّ لهيبها.
(7) في ك «فبحت». تصحيف.(1/128)
ولاحت منار الملك في طرق الهدى ... وقد طال من طول الضّلال دثورها (1)
تسهّلت الدّنيا لكم، وتيسّرت ... بسيف امرىء، لولاه دام عسيرها
وقد ساورتكم من بني العمّ عصبة ... كأسد الشّرى، ما يستفيق زئيرها (2)
صليت بنار الحرب آلام لفحها ... ولم يصلها منصورها، ونصيرها (3)
أقاتل عنهم عصبة ما أردتها ... بسوء، كبير في العيون صغيرها
أقطّع أرحاما عليّ أعزّة ... وأسدي مكيدات لها وأنيرها
فلمّا وضعت الأمر في مستقرّه ... ولاحت به شمس، تلألأ نورها
دفعت عن الحقّ الذي أستحقّه ... وسارت بأوساق من الغدر عيرها (4)
[241] مبارك العلويّ. واسمه عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب.
شاعر، مكثر، راوية للشعر والحديث. قال يرثي أهل فخّ (5): [من مجزوء الكامل]
فلأبكينّ على الحسي ... ن بعبرة، وعلى الحسن (6)
وعلى ابن عاتكة الذي ... أثوى هناك فلا كفن (7)
كانوا كراما، قتّلوا ... لا طائشين، ولا جبن
وله: [من المنسرح]
آبى، فلا أمدح اللّئام معا ... ذ الله، مدح اللّئام لي دنس
لكن سأهجوهم، وإن رغمت ... ممّا أقول المناخر الفطس
[241] كان سيّدا شريفا، وله شعر حسن. وأمّه: أمّ الحسن بنت عبد الله بن الباقر. ويبدو من سياق ترجمته ونسبه أنه توفّي نحو سنة 175هـ. انظر له (نسب قريش ص 80، ومقاتل الطالبيين ص 459458، ومعجم البلدان: فخّ).
وجاء في الهامش: «كنّاه ابن حزم: أبا بكر».
__________
(1) دثر الرسم دثورا: قدم، وهبّت عليه الرياح، فغطّته ودرسته.
(2) في ك «وساورتهم». تصحيف. من بني العم: أراد من أبناء الإمام عليّ بن أبي طالب.
(3) في ك «آلم». تصحيف.
(4) أوساق: جمع وسق. وهو حمل البعير، ومكيال مقداره ستون صاعا.
(5) الأبيات من ستة في (مقاتل الطالبيين ص 459458، ومعجم البلدان: فخّ). وكان يوم فخّ سنة 169هـ. وفيه خرج الحسين بن عليّ بن الحسن بن علي يدعو لنفسه بالخلافة في المدينة، وخرج إلى مكّة، فلقيته جنود بني العبّاس بفخّ، فقتل.
(6) في الهامش: «يعني بالحسن: الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسن بن حسن».
(7) في الهامش: «وابن عاتكة: سليمان بن عبد الله بن حسن بن حسن». ولعلّ الرواية: بلا كفن.
5* معجم الشعراء المرزباني(1/129)
[242] عيسى بن محمّد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب، نزل دمشق، ومات بكرمان، وهو القائل: [من الطويل]
لعمري، لئن أمسى بكرمان مضجعي ... غريبا لما ناحت عليّ النوائح
بيثرب تبكيني عيون كثيرة ... حسان مجاري الدّمع، عنّي نوازح
[243] أبو سعد المخزوميّ، عيسى بن خالد بن الوليد. من ولد الحارث بن هشام بن المغيرة المخزوميّ، كان يهاجي دعبل بن عليّ الخزاعيّ. ولأبي سعد مديح للمأمون، وهو القائل:
[من البسيط]
سلوا الجرادة عنّي يوم تحملني ... هل فاتني بطل، أو خمت عن بطل؟ (1)
وما يريد بنو الأعيار من رجل ... باللّيل مشتمل، بالجمر مكتحل؟ (2)
لا يشرب الماء إلّا عن قليب دم ... ولا يبيت له جار على وجل (3)
وله وكان أبو تمّام يتمنّى أن يكون هو قائله: [من المديد]
حدق الآجال آجال ... والهوى للمرء قتّال
والهوى صعب مراكبه ... وركوب الصّعب أهوال
ليس من شكلي فأشتمه ... دعبل، والنّاس أشكال (4)
أملي في التّاج ألبسه ... وله في الشّعر آمال (5)
ليس من يسمو به حسب ... مثل من يسمو به مال
وله، ويروى لغيره: [من الطويل]
وإنّي لصبّار على ما ينوبني ... وحسبك أنّ الله أثنى على الصّبر
[242] كان من رجال قريش لسانا وجلدا، وكان نزل دمشق انظر له (نسب قريش ص 359). ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثاني الهجريّ، وربما أدرك الثالث.
[243] شاعر من أهل بغداد، كثير الشعر جيّده، وقيل: إنّه ادّعى في بني مخزوم، ولم يكن منهم. ولا عرف بهم قط، وكان جبانا يدّعي الشجاعة. وهجاه دعبل هجاء مقذعا. أولع به الصبيان، فهرب أبو سعد من بغداد إلى الريّ، وأقام بها حتى مات نحو سنة 230هـ. انظر لترجمته وأخباره (الأغاني 20/ 188، والأنس والعرس ص 121، وطبقات الشعراء ص 297294، والأعلام 5/ 102).
__________
(1) في الهامش: «الجرادة: اسم فرسه». خمت: جبنت.
(2) الأعيار: جمع العير. وهو الحمار.
(3) القليب: البئر قبل أن تبنى بالحجارة ونحوها.
(4) الشكل: الشّبه والمثل والنظير. ودعبل بن علي الخزاعي كان يهاجي أبا سعد.
(5) يفاخر دعبلا بنسبه القرشي، وهو نسب يؤهله للسلطان والخلافة.(1/130)
ولست بنظّار إلى جانب الغنى ... إذا كانت العلياء في جانب الفقر
[244] عيسى بن زينب المراكبيّ. زينب: أمّه. وهي بنت بشر بن ميمون الذي تنسب إليه الطّاقات بباب الشام، فيقال: طاقات بشر. وهو عيسى بن عبد الله بن إسماعيل، صاحب مراكب المنصور، وهو مولى لبني أميّة، بغداديّ مأمونيّ، يقول في عمرو بن بانة المغنّي. وهو عمرو بن محمّد بن سليمان بن راشد، مولى ثقيف، وعمرو يكنى أبا الفضل، وكان عيسى قد أغري به، يهجوه، وكان أبرص: [من المتقارب]
أقول، وقد مرّ عمرو بنا ... فسلّم تسليمة جافيه (1)
لئن تاه عمرو بفضل الغناء ... لقد فضّل الله بالعافيه
وله فيه، ويرميه بالأبنة: [من المجتث]
يتيه عمرو، بماذا ... يتيه عمرو بن بانه؟
يتيه عمرو بدبر ... غطاؤه الدّهر عانه
وله في الضّحريّ المضحك، ويرميه بالشّؤم: [من المجتث]
قالوا: ضحار عليل ... فقلت: ذا لا يكون
ما قال ذلك إلّا ... مخبّل مجنون
أيهتدي يا لقومي ... إلى المنون المنون؟
[245] عيسى بن كرامة المعيطيّ. رقّيّ، يقول: [من الكامل]
لا تقعدنّ ويوسف في مجلس ... إلّا وعندك من دم الأخوين
ريحانه بدم الشّجاج مطيّب ... وتحيّة النّدمان لطم العين (2)
وله: [من المنسرح]
لا، والذي لا إله إلّا هو ... ما جار أحبابنا، ولا تاهوا
[244] من شعراء الحماسة الصغرى (الوحشيات ص 298297)، وأمّه زينب بنت بشر، كان أبوها حاجبا للرشيد، من مواليه. توفي عيسى نحو سنة 200هـ. انظر (الأعلام 5/ 105، وطبقات الشعراء ص 327326، والأغاني 20/ 319، و 21/ 7271).
[245] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسي، وأراه من عقب الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي فقد أتى الوليد ج الرقة، فنزلها، فأعجبته، وقال: منك المحشر، فمات بها. انظر (نسب قريش ص 140).
__________
(1) في المطبوع (كرنكو): «خافيه».
(2) الشجاج: جمع الشجّة، وهي الجرح في الرأس أو الوجه.(1/131)
[246] عيسى بن جعفر. هو القائل لمّا حصر المعتصم هرقلة (1): [من البسيط]
ريعت هرقلة لمّا أن رأت عجبا ... حوائما، ترتمي بالنّفط والنّار
كأنّ نيراننا في جنب قلعتهم ... مصقّلات على أرسان قصّار (2)
[247] أبو موسى، عيسى بن فرخانشاه، الكاتب. من أهل ديرقنّى. وزر للمعتزّ بعد جعفر بن محمود (3). قال يصف جارية، له، كاتبة: [من الطويل]
سريعة جري اللّفظ، تنظم لؤلؤا ... وينثر درّا لفظها المترشّف
وزادت لدينا حظوة يوم أقبلت ... وفي أصبعيها أسمر اللّون مرهف
أصمّ سميع ساكن متحرّك ... ينال جسيمات العلى، وهو أعجف
وكتب إلى إبراهيم بن العبّاس الصوليّ، وأهدى له غلاما كاتبا: [من مجزوء الكامل]
اقبل هديّة شاكر ... تجزيه بالنّزر الجليلا
بدرا يضيء، إذا نظر ... ت إليه لم يألف أفولا
ثقة بعثت به وكن ... ت بحسن موقعه كفيلا
لمّا رأيت لخطّه ... حسنا يصيد به العقولا
كمنمنم الموشيّ سح ... حبت القيان له ذيولا
أو كالرّياض، بكى الحيا ... فيها، فأوسعها همولا (4)
فتضاحكت ضحك الخلي ... لة حين أبصرت الخليلا
وتراه للمعنى اللّطي ... ف متى أشرت به قبولا
لا مستعيدا منك إذ ... تملي عليه، ولا ملولا
[246] شاعر عبّاسيّ، كان حيّا سنة 190هـ. ولأبي العتاهية رثاء له. انظر (الموشح ص 401، والمستطرف 3/ 234، ومقاتل الطالبيين ص 502).
[247] شاعر، وكاتب، كان حيّا سنة 256هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 463).
__________
(1) المعروف أن هارون الرشيد هو الذي حصر هرقلة، وافتتحها عنوة بعد حرب شديدة سنة 190هـ. وأما المعتصم فشارك في حملة المأمون، وفتح هرقلة صلحا سنة 215هـ، وفيها كلّف المعتصم بفتح بعض الحصون في تلك الجهات. انظر (تاريخ الطبري 8/ 191190، 625). هذا والبيتان يذكران حصار هرقلة ورميها بالنار والنفط، وقد نسبا في (معجم البلدان: هرقلة) إلى الشاعر المكي، يذكر ما فعله هارون الرشيد بهرقلة. ويبدو أن المؤلف وهم، وأن الصواب: «لما حصر الرشيد هرقلة» والله أعلم.
(2) القصّار: المبيّض للثياب.
(3) تولّى جعفر بن محمود الوزارة سنة 251هـ، وخلعه المعتز سنة 255هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 287، 388).
(4) الحيا: المطر. وهملت العين همولا: فاضت، وسال دمعها.(1/132)
فاستكفه، واضمن له ... ألّا تريد به بديلا (1)
تحمل بفضل مضائه ... وبيانه منك الثّقيلا
وله يمدح الكتّاب من قصيدة (2): [من الكامل]
تخضرّ أقلام الدّواة بكفّه ... كرما، وتورق من ندى وصواب
سحبان يقصر عن بحور بيانه ... عجزا، ويغرق منه تحت عباب (3)
وكذاك قسّ ناطقا بعكاظه ... يعيا لديه بحجّة وجواب (4)
[248] عيسى بن موسى الطّيفوريّ. خرج إلى نيسابور، فمدح أبا عبد الله طاهر بن عبد الله بن طاهر (5) أيّام تقلّده خراسان، وأقام على بابه مدّة، وله يقول: [من الطويل]
شكا الضّرّ أهل الشّرق في الزّمن الذي ... سبتهم سيوف الجدب فيه مع العدا
فساق إليهم ربّنا غيث أرضه ... عماد المعالي ذا اليمينين بالنّدى (6)
فورّث عبد الله نصرا وسطوة ... أنارت به الدّنيا، وقام به الهدى (7)
ومن بعده سيف الخلائق طاهر ... تعمّم بالمعروف والعدل وارتدى (8)
إلى أنّ دعاه ربّنا، فأجابه ... عفا الله ذو الإحسان عن ذلك الصّدى
وأوصى أبا عبد الإله محمّدا ... فقام بما وصّى، جعلنا له الفدى (9)
فتى طاهريّ يستضاء بوجهه ... سبوق إلى الغايات، مشترك الجدا (10)
[248] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ، كان حيّا سنة 248هـ.
__________
(1) استكفه: اطلب منه أن يكفيك أمر الكتابة.
(2) الأبيات عدا الأوّل في (المستطرف 1/ 154) بلا نسبة. وأشار محقّقه إلى أن الشعر منسوب لصاحب الترجمة في (ربيع الأبرار 5/ 265).
(3) في ك «نقص عن». تصحيف. وسحبان: هو سحبان وائل، خطيب يضرب به المثل في البيان، مخضرم، توفي سنة 54هـ، انظر (الأعلام 3/ 79).
(4) قسّ: هو قسّ بن ساعدة الإيادي، جاهلي، يضرب به المثل في الخطابة. توفي نحو سنة 23ق. هـ. انظر (الأعلام 5/ 196).
(5) في الأصل: طاهر (فرّاج). وهذا التصويب مرجعه البيت السادس من الشعر التالي.
(6) ذو اليمينين: طاهر بن الحسين الخزاعي، ولي خراسان سنة 205هـ، وتوفي سنة 207هـ. انظر (الأعلام 3/ 221).
(7) عبد الله بن طاهر: ولي أمر خراسان بعد أبيه، وتوفي سنة 230هـ. انظر (الأعلام 4/ 93).
(8) ولّى الواثق أعمال عبد الله بن طاهر كلّها ابنه طاهرا سنة 230هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 131)، وتوفّي طاهر بن عبد الله سنة 248هـ.
(9) محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر ولي أمر خراسان بعد وفاة أبيه سنة 248هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 258).
(10) الجدا: العطاء.(1/133)
ذكر من اسمه العبّاس
[249] أبو الفضل، العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، رضي الله عنه. من معدودي خطباء قريش وبلغائهم وذوي الفضل منهم. ولد قبل مولد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسنتين، ومات آخر أيّام عثمان بن عفّان رضي الله عنهما وهو القائل لأخيه أبي طالب (1): [من الطويل]
أبى قومنا أن ينصفونا، فأنصفت ... قواطع في أيماننا تقطر الدّما
أبا طالب لا تقبل النّصف منهم ... وإن أنصفوا حتى تعقّ وتظلما
وله في يوم حنين وحسن بلاؤه مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (2): [من الطويل]
ألا هل أتى عرسي مكرّي ومقدمي ... بوادي حنين، والأسنّة شرّع
نصرنا رسول الله، كالبدر تسعة ... وقد فرّ من قد فرّ عنه، فأقشعوا (3)
حنوت إليه حين لا يجنأ امرؤ ... على بكره، والموت في القوم منقع (4)
وله الأبيات التي مدح فيها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأوّلها (5): [من المنسرح]
من قبلها طبت في الظّلال، وفي ... مستودع حيث يخصف الورق
[250] العبّاس بن مرداس بن أبي عامر بن رفاعة بن حارثة بن عبد عنبس بن رفاعة بن الحارث بن [249] هو عمّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم. وكان من أكابر قريش في الجاهلية والإسلام، وإليه ينتسب الخلفاء العبّاسيّون. وتوفي سنة 32هـ. انظر له (منح المدح ص 193189، والأعلام 3/ 262) هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[250] من سادات قومه بني سليم، وأمّه: الخنساء الشاعرة، وكان بدويّا قحّا، لم يسكن مكّة ولا المدينة. وكان ممّن ذمّ الخمر، وحرّمها في الجاهلية، ومات في خلافة عمر، نحو سنة 18هـ. وقد جمع د. يحيى الجبوري ما بقي من شعره في ديوان، وفيه مقدمة وافية بقلم الجبوري. انظر له (الأعلام 3/ 267، وديوان العبّاس بن مرداس ص 181، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 238236).
__________
(1) البيتان من شعر له في (التذكرة السعدية ص 136135، وحماسة البحتري ص 47، والحماسة البصرية 1/ 52، والأنس والعرس ص 363362) والأول منهما من شعر متنازع بين العباس وابن أخيه عامر بن علقمة في (الوحشيات ص 67).
(2) الأول والثاني في (العمدة ص 101)، وهما من أربعة في (منح المدح ص 191).
(3) في (العمدة ومنح المدح): «سبعة». وجاء بعده في (منح المدح):
وثامننا لاقى الحمام بسيفه ... بما مسّه في الله، لا يتوجّع
وانظر أسماء من ثبت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آنذاك في (سيرة ابن هشام 4/ 64).
(4) يجنأ: يكبّ. والبكر: أوّل ولد أبويه.
(5) البيت من قطعة له في (منح المدح ص 193192). وهي في (سيرة ابن كثير 1/ 195) وفيه: «وقد روي هذا الشعر لحسان بن ثابت». وقال ابن كثير (1/ 197) أيضا: «ومن الناس من يزعم أنها للعباس بن مرداس السلمي. فالله أعلم».(1/134)
بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. ويكنى أبا الهيثم، ويقال: أبو الفضل، أحد فرسان الجاهليّة وشعرائهم المذكورين، ووفد على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومدحه، فأسلم، فأعطاه مع المؤلّفة قلوبهم، وهو القائل (1): [من الوافر]
أشدّ على الكتيبة، لا أبالي ... أحتفي كان فيها، أم سواها
وله (2): [من الطويل]
إذا كانت النّجوى بغير أولي النّهى ... صغت، وأضاعت حقّ من هو جاهد
ويروى: لغير ذوي التقى. النجوى: يعني النّظر في الأمور. وصغت: مالت، وفسدت.
وذوي النّهى: أراد ذوي العقل.
فحارب، فإن مولاك حارد نصره ... ففي السّيف مولى نصره لا يحارد
حارد: بعد، وامتنع، ولم يكن عنده نصر. ولا يحارد: لا يخذلك.
وله (3): [من الوافر]
ترى الرّجل النّحيف، فتزدريه ... وفي أثوابه رجل مزير
ويروى: أسد. والمزير بالميم والزاي. قال أبو رياش: هو الحصيف الجلد. وقال غيره: من له فضل. وفي رواية أبي تمّام: أسد يزير.
ويعجبك الطّرير، فتبتليه ... فيخلف ظنّك الرّجل الطّرير (4)
فما عظم الرّجال لهم بفخر ... ولكن فخرهم كرم وخير (5)
[251] العبّاس بن ريطة الرّعليّ. وريطة: أمّه، وهو العبّاس [بن أنس] بن عامر بن حيّ بن رعل بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم جاهليّ. [وله] (6) وقد روى لابنه [251] هو العباس بن أنس بن عامر السلميّ، وكان شريكا لعبد الله بن عبد المطلب والد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. ورئس بني سليم، وشهد الخندق مع المشركين، ثم أسلم في بني سليم، ومات في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم. انظر (الإصابة 3/ 510). وكانت بنو سليم قد أرادوا عقد التاج على رأسه في الجاهلية انظر (الأغاني 17/ 269و 18/ 83، 89). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) البيت من قطعة في (ديوان العباس بن مرداس السلمي ص 110) خاطب فيها خفاف بن ندبة السلمي.
(2) البيتان من قطعة في (ديوان العباس بن مرداس السلمي ص 4544).
(3) الأبيات من قصيدة في (ديوان العباس بن مرداس السلمي ص 5958). والقصيدة أو بعضها متنازعة بين عدد من الشعراء هم: معاوية بن مالك العامريّ، والعباس بن مرداس السلمي، ومعاوية بن أبي سفيان الأمويّ، وكثير بن عبد الرحمن. انظر (أشعار العامريين القرشيين ص 5756، 100، وديوان معاوية بن أبي سفيان ص 130).
(4) الطرير: الناعم.
(5) الخير: الشرف والأصل.
(6) ما بين المعقفتين [له] إضافة يقتضيها السياق.(1/135)
أنس بن العبّاس الرعليّ (1): [من الطويل]
وأهلكني أن لا يزال يكيدني ... أخو حنق في القوم حرّان ثائر (2)
وذلك ما أدّت إلينا رماحنا ... وكلّ امرئ يوما به الجدّ عاثر
وإنّي أقود الخيل، يحمل شكّتي ... إلى الحرب جرداء النّسالة، ضامر (3)
أكرّ إذا ما الخيل كانت كأنّها ... قنافذ، يتلوها قنا متواتر (4)
وله: [من الكامل]
سائل بني أسد وجمعهم ... بالقاع ذي الأثلاث والغدر (5)
والحرب بادية نواجذها ... والخيل تعثر في القنا السّمر
يدعون رعلا كلّما استعرت ... بمزونها بنوافذ شزر (6)
[252] عبّاس بن أنس بن عبّاس بن مرداس السّلميّ. هو القائل يرثي عبد الله بن خازم (7):
[من البسيط]
نفسي الفداء لعبد الله إذ جشأت ... نفس الجبان، وضاق الورد والصّدر (8)
كان المحافظ والحامي حقيقتنا ... إذا الكماة ارجحنّوا، والقنا كسر (9)
وجالت الخيل تردي في أعنّتها ... خزر العيون، ولمّا ترشح العذر (10)
[252] شاعر إسلامي، كان حيّا سنة 72هـ. وقد مرّت ترجمة جدّه العباس بن مرداس آنفا. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) أنس بن العباس الرّعليّ من أمراء الفتوح. وكان قدم على الرسول صلّى الله عليه وسلّم عام الفتح، وأسلم. انظر (الإصابة 1/ 274).
والبيتان: الأوّل والرابع في (الإصابة 3/ 510) نقلا عن المرزباني، وفي (النقائض ص 392) ستة أبيات أخرى. وقال في (الإصابة): «ويروى لولده أنس».
(2) الثائر: الغضب.
(3) شكّتي: سلاحي. وجرداء: فرس قلّ شعرها، وقصر. ونسالة الفرس: شعرها.
(4) متواتر: متتابع.
(5) في ك «ذي الأثلاث». تصحيف. والأثلاث: جمع أثلة. والأثل: جنس من الشجر. والغدر: الغدران، جمع الغدير.
(6) المزون: البعد، والذهاب. ويقال: هذا يوم مزن إذا كان يوم فرار من العدوّ. وطعنة نافذة: إذا برزت من الجانب الآخر. وشزره بالسنان: طعنه.
(7) عبد الله بن خازم السلميّ، له صحبة، وكان أمير خراسان، وهو من أغربة العرب في الإسلام. قتل سنة 72هـ. انظر (الأعلام 4/ 84).
(8) جشأن: اضطربت من الفزع.
(9) الحقيقة: كلّ ما يلزمك حفظه، والدفاع عنه. وارجحنّوا: ثقلوا. وكسر: قطع.
(10) الأخزر: ضيّق العين، صغيرها. وترشح: تندى بالعرق. والعذر: جمع العذار. وهو جانب اللحية.(1/136)
حامى، وخاض حياض الموت معتزما ... بالسّيف يخطر حتى عزّه النّفر (1)
وفرّ أصحابه عنه وأسلمه ... للشّانئين صروف الدّهر والقدر
فصادف الموت محمودا أخا ثقة ... كأنّ غرّته في القسطل القمر (2)
[253] العبّاس بن يزيد الكنديّ. وهو من فرسان بنات قين (3) مع بني فزارة، وكان مجاورهم.
هاجى جرير بن الخطفيّ، ولمّا قال جرير (4): [من الوافر]
إذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت النّاس كلّهم غضابا
قال العبّاس (5): [من الوافر]
ألا رغمت أنوف بني تميم ... فساة التّمر، إن كانوا غضابا
لئن غضبت عليك بنو تميم ... لما نكأت بغضبتها ذبابا
لو اطّلع الغراب على تميم ... وما فيها من السّوآت شابا
ولجرير عنها جواب بليغ.
[254] العبّاس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان. يتّهم في دينه، وهو الذي كان على مقدّمة عمّه مسلمة بن عبد الملك يوم العقر (6)، وهو القائل لمسلمة (7): [من الوافر]
ألا تقني الحياء أبا سعيد ... وتقصر عن ملاحاتي وعذلي؟
فلولا أنّ أصلك حين تنمى ... وفرعك كان من فرعي وأصلي
[253] العبّاس بن يزيد بن الأسود الكندي، من شعراء القرن الهجريّ الأوّل. انظر لترجمته وأخباره (الأغاني 8/ 25، 269266، والخزانة 2/ 187186) هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[254] أمير، من كبار القادة، كان يقال له: فارس بني مروان، استعمله أبوه على حمص، وولّاه المغازي غير مرّة، وكان له ثلاثون ابنا ذكورا. مات في سجن مروان بن محمّد سنة 131هـ. انظر (الأعلام 3/ 268) هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) يخطر: يتبختر.
(2) القسطل: الغبار الثائر، أو غبار المعركة.
(3) بنات قين: اسم موضع بالشام، في بادية كلب. وهي عيون عدّة، وكانت بنو فزارة أوقعت ببني كلب على هذا الماء أيام عبد الملك بن مروان. انظر (معجم البلدان: بنات قين).
(4) البيت في (الأغاني 8/ 25، وفي ديوان جرير ص 823).
(5) الأبيات في (الأغاني 8/ 25، والخزانة 2/ 186).
(6) العقر: عدّة مواضع، منها عقر بابل، وهو المقصود. وكان يوم العقر سنة 102هـ، وفيه انتصر مسلمة بن عبد الملك على يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة. انظر (معجم البلدان: العقر).
(7) الأبيات عدا الخامس والسادس في (الأنس والعرس ص 369).(1/137)
وأنّي إن رميتك هضت عظمي ... ونالتني إذا نالتك نبلي
لقد أنكرتني إنكار خوف ... يضمّ حشاك من شرب وأكل
كقول المرء عمرو في القوافي ... لقيس حين خالف كلّ عدل (1)
عذيري من خليل من مراد ... أريد حباءه، ويريد قتلي (2)
وقال لزوجته أمّ سعيد، بنت عثمان بن عفّان وطلّقها، فندم (3): [من الوافر]
أسعدة، هل إليك لنا سبيل ... وهل حتّى القيامة من تلاقي؟
بلى، ولعلّ دارك أن تؤاتي ... بموت من حليلك، أو فراق (4)
فأرجع شامتا، وتقرّ عيني ... ويشعب صدعنا بعد اشتياق (5)
وله من أبيات قالها لمّا عزم أخوه يزيد بن الوليد على قتل الوليد بن يزيد (6): [من البسيط]
لا يلقينّ عليكم من سفاهتكم ... مع الشّقاء يديه الأزلم الجذع (7)
لا ترتعنّ ذئاب السّوء ملككم ... إنّ الذّئاب إذا ما أرتعت رتع
[255] العبّاس بن تيحان الخشرميّ البولانيّ الطّائيّ. راجز يتبع القوافي الغريبة في رجزه، وهو القائل وغرس نخلا من أرجوزة (8): [من مشطور الرجز]
لم تسبخ، أي: ليست بمالحة. والصّفيّ: الكريمة. وشروخ: ضخمة (9):
[255] له رجز في (جمهرة اللغة 3/ 385). ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء مطلع القرن الثاني الهجري، وربّما أدرك الدولة العبّاسية. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) أراد عمرو بن معديكرب الزبيدي.
(2) في الهامش: «الذي وقع في شعر عمرو بن معديكرب، وبلغ عمرا أنّ أبيّا المرادي يتوعّده، فقال عمرو من جملة أبيات، يعني أبيّا: [من الوافر]
أريد حباءه، ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد»
وانظر (شعر عمرو بن معدي كرب ص 92، 96).
(3) أم سعيد: حفيدة عثمان لا ابنته، فهي سعدة بنت سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفّان. والشعر للوليد بن يزيد الأمويّ، وكان متزوّجا سلمى أخت سعدة، فأحبّ سعدة، وطلّق سلمى، ثم تزوّج سعدة بعد عناء، وطلّقها والأبيات منسوبة إلى الوليد في (الأغاني 7/ 3534، و 19/ 183182).
(4) يأمل أن يموت زوجها أو يطلقها كي يحلّ له الزواج منها.
(5) شعب الصدع: أصلحه.
(6) قتل الوليد سنة 126هـ، وذلك بعد سنة وثلاثة أشهر من ولايته الخلافة. انظر (الأعلام 8/ 123). والبيت الثاني مع ثلاثة في (الأغاني 7/ 87).
(7) الأزلم الجذع: الدهر الشديد المرّ.
(8) سقط من الأصل بعض الرجز، ووضع عنده كلمة (كذا)، وما بعد ذلك تفسير له.
(9) الشروخ: جمع الشرخ. وهو النتاج والأصل.(1/138)
تطلب الماء متى ما ترسخ ... تلاق في أبطحهنّ الجلوخ (1)
منهنّ زبد رطب مشدّخ ... يقرّ عين الثعلب، المشنّخ (2)
[ذكر من اسمه عتبة]
[256] [عتبة] (3) أبو الفضل، العبّاس: [من مجزوء الكامل]
إنّي أتيتك والتّكن ... ذب غير مأمون فضوحه
بقصيدة، قد كان بشّر ... ني بنائلها سنيحه (4)
أيّام كانت من أبي ... ك تهبّ بالنّفحات ريحه
فاعتاقه دهر أدي ... ل على محاسنه قبيحه
[257] عتبة بن أبي عاصم، الحمصيّ، الأعور. هجا بني عبد الكريم الطائيّ، من أهل الشّام، فعارضه أبو تمّام الطائيّ، وهجاه، ومدحهم. وعتبة هو القائل للبطين الحمصيّ (5): [من الطويل]
وقلت: معدّ، إذ عرفت لنا الرّبى ... وكهلان صنوا نبعة شكران (6)
الشّكير: الورق الصّغار، تنبت تحت الورق الأوّل.
وأمّلت من هذا، وذاك، سفاهة ... تداني أمر ليس بالمتداني
فبكّ عبيدا إذ تخوّنه الرّدى ... ولا تبكه من نكبة الحدثان
[256] سقطت هذه الترجمة من الأصل، وربما سقط غيرها أيضا.
[257] شاعر أهل حمص في زمانه. كان معاصرا لأبي تمّام، المتوفّى سنة 231هـ. انظر له (ديوان أبي تمام 4/ 393، 735).
__________
(1) رسخ الغدير: نضب ماؤه. ورسخ: ثبت. والأبطح: مسيل واسع، فيه دقاق الحصى والتراب. والجلوخ: اسم.
ولعلّه (الجلواخ)، وهو تلعة تعظم حتى تصير نصف الوادي أو ثلثيه.
(2) الزبد: العطاء. والرّطب: ثمر النخل إذا حلا، ولان قبل أن يصير تمرا. المشدّخ: بسر يغمز حتى ينشدخ، ثم ييبس في الشتاء. والشدخ: الكسر في كلّ شيء رطب. والثعلب (هنا): أصل الفسيل إذا قطع من أمّه. والمشنّخ:
ما نقّح عنه شوكه.
(3) نقص في الأصل (فرّاج). وما بين المعقفتين إضافة يقتضيها السياق.
(4) السنيح: الذي يأتيك مياسرا. وهو دليل يمن وبركة.
(5) البطين الحمصي: شاعر، مدح عبد الله بن طاهر، وخرج معه إلى الاسكندرية ومات فيها سنة 211هـ. انظر (تاريخ الطبري 8/ 613612).
(6) في ف «وقلت». النبعة: شجرة تتخذ منها السهام والقسيّ. ويقال: هو من نبعة كريمة، أي: من أصل كريم.
وشكرت الناقة، وهي شكرة إذا حفلت من الربيع.(1/139)
ألمّ بنا صبحا، فصادف معشرا ... أقاموا له، إذ حلّ، سوق طعان
ولأبي تمّام، حبيب بن أوس فيه (1): [من البسيط]
بحسب عتبة داء قد تضمّنه ... لو كان في أسد لم يفرس الأسد (2)
لا تدعونّ على الأعداء مجتهدا ... إلّا بأن يجدوا بعض الذي تجد (3)
ذكر من اسمه عتّاب
[258] عتاب اللّقوة العدوانيّ. يقول لأميّة بن عبد الله بن خالد بن أسيد أيّام تقلّده خراسان (4):
[من البسيط]
إنّ الحواضن تلقاها مجفّفة ... غلب الرّقاب على المنسوبة، النّجب (5)
تركت أمرك من جبن، ومن خور ... وجئتنا جعما، يا ألأم العرب (6)
لمّا رأيت جبال السّغد معرضة ... ولّيت موسى ونوحا عكوة الذّنب (7)
وجئت ذيخا، مغذّا، ما تكلّمنا ... وطرت من سعف البحرين كالجرب (8)
أراد هدبة بن أبي فديك الخارجيّ (9).
[258] شاعر إسلاميّ، ومن القادة وأصحاب المشورة في خراسان. وله ذكر في أحداث سنة 77هـ. انظر له (تاريخ الطبري 6/ 315312). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويّين).
__________
(1) البيتان من قصيدة في (ديوان أبي تمّام 4/ 343342).
(2) لم يفرس الأسد: لم يصد فريسة.
(3) في ك «تدعون». وفي (الديوان): «لا يدعون».
(4) كان أمية بن عبد الله الأموي القرشي من أشراف عصره. ولي خراسان لعبد الملك ابن مروان. وقتل سنة 77هـ.
والأبيات في (تاريخ الطبري 6/ 313).
(5) في الأصل والمطبوع: «الحواض تلقّاها». تصحيف. والتصويب من (تاريخ الطبري) والحواضن من الشيء:
جوانبه. وفرس مجفّف: عليه تجفاف. وهو ما يوضع على الخيل من حديد أو غيره في الحرب. وينعت الإنسان بذلك أيضا. والأغلب: الغليظ الرقبة.
(6) في ك «جمعا» وفي ف «جعما». تصحيف. والجعم: الذي اشتدّ جوعه، وقرمه اللحم. وفي (تاريخ الطبري):
«حمقا».
(7) في ك «علوة». تصحيف. وعكوة الذنب: أصله.
(8) الذيخ: الكبر، والذّكر من الضباع، الكثير الشعر.
(9) أبو فديك الخارجي: هو عبد الله بن ثور، ثار في البحرين سنة 72هـ، وقتل سنة 73هـ. انظر (الأعلام 4/ 76). وجاء في (جمهرة أنساب العرب ص 326): وهدبة الخارجي، واسمه حريث بن إياس بن حنظلة.(1/140)
أوعد وعيدك إنّي سوف تعرفني ... تحت الخوافق دون العارض اللّجب (1)
أقود مستشرفا، عار نواهقه ... يغشى الكتيبة بين العدو والخبب (2)
[259] عتّاب بن قيس الطائيّ الكوفيّ. يقول لبني أسد: [من الطويل]
تعالوا، أفاتيكم، أأعيار فقعس ... إلى المجد أدنى أم عشيرة حاتم (3)
إلى ذي قضاء من ربيعة، فيصل ... وآخر من قيس بن عيلان عالم
بني أسد إنّي أخاف عليكم ... تفافقدكم ذا الجانب المتشائم (4)
[260] عتّاب بن نهار بن توسعة. يقول: [من الكامل]
قدّمت صدر السّيف، ثمّ تبعته ... كالفجر مدّ عموده المنجابا (5)
في مظلم الأرجاء يؤنسني به ... سيف، وقلب لم يكن وجّابا (6)
[261] عتّاب بن ورقاء. محدث (7). أنشد له الصوليّ في وصف قلم: [من الوافر]
لك القلم الذي لم يجر إلّا ... أبان لك العدوّ من الوليّ
[259] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر إسلامي من بني بكر بن وائل. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الأوّل للهجرة، وربّما أدرك الثاني، وكان والده شاعر بكر في خراسان، وقد اشتهر في الهجاء، وتوفي والده سنة 83هـ. انظر (الأعلام 8/ 49). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[260] لم أعثر له على ترجمة. وأبوه نهار بن توسعة كان شاعر خراسان في عصره، توفي سنة 83هـ، وكان جدّه من شعراء بكر بن وائل. انظر (الأعلام 8/ 49). وهذا يعني أن عتابا من شعراء القرن الهجري الأول، وربما أدرك الثاني. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين، والأمويين).
[261] عتاب بن ورقاء الرياحي اليربوعي التميمي، قائد من الأبطال، قتل في معركة له مع شبيب بن يزيد الخارجي وتعرف بيوم عتاب، سنة 77هـ. انظر (الأعلام 4/ 200). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) العارض: ما اعترض في الأفق فسدّه من سحاب أو جراد أو نحل. أراد جيشا. وجيش لجب: ذو جلبة وكثرة.
والجلبة: ارتفاع أصوات الأبطال واختلاطها.
(2) المستشرف: المنصب العالي. والنواهق من الخيل: العظام الناتئة في خدودها. والخبب: ضرب من العدو.
(3) في ف «أقاتيكم». تصحيف. وأفاتيكم: أغالبكم في الفتوة. والأعيار: الحمير. وفقعس: بطن من بني أسد.
وحاتم: هو حاتم بن عبد الله الطائي. وكتب فرّاج: «في الأصل: أذايبكم».
(4) في ف «تفاقذتم». تصحيف.
(5) المنجاب: المنقشع، والمنكشف.
(6) الوجّاب: الكثير الخفقان.
(7) قوله: «محدث» يعني أنّه غير المترجم له، وأنّه من شعراء العصر العبّاسي. ولعلّ الصواب: «محدّث».(1/141)
إذا استرعفته ألقى سوادا ... على القرطاس أبهى من حليّ
فيا طوبى لمن أدلى إليه ... بإحسان وويل للمسيّ
شباة سنانه في الخطب أمضى ... وأنفذ من شباة السّمهريّ (1)
فذاك سلاح مثلك، وهو يفري ... سلاح الفارس البطل الكميّ
[262] عتّاب بن عبد الله (2) بن عنبسة بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس. كوفيّ، كان في أيّام المهدي، وهو القائل لبعض آل الزّبير بن العوّام. وأحسبه لعبد الله بن مصعب (3): [من المنسرح]
إن كنت حرّان من عداوتنا ... ملآن غيظا لأنفك الرّغم
فمت كما مات أوّلوك، فقد ... هان على العاصيين أن رغموا (4)
عبد مناف أبو أبوّتنا ... وعبد شمس وهاشم توم (5)
بحران خرّ العوّام بينهما ... فالتهماه، والموج ملتطم (6)
فأجابه الزّبيريّ: [من المنسرح]
اترك بني هاشم، وذكرهم ... فإنّهم جدّعوك، فاصطلموا
نحن نفيناك، فاغتربت إلى الش ... شام، مهانا، لأنفك الرّغم (7)
[262] من شعراء القرن الثاني الهجري. سكن الكوفة، وعاصر الخليفة المهديّ (169158هـ). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) شباة الرمح: حدّه. والسمهريّ: الرمح الصّلب العود.
(2) في الهامش: «أنشد ابن حزم لعتّاب بن عبد الله بن عنبسة:
عبد شمس كان يتلو هاشما ... وهما بعد لأمّ ولأبّ
وقال في أبيه عبد الله: قتله داود بن علي». انظر (جمهرة أنساب العرب ص 82). وفيه نعت عتاب بالشاعر.
(3) عبد الله بن مصعب الأسدي القرشي من أهل العدل والورع والشعر والفصاحة، ولي اليمن أيام المهدي ثم الهادي، ومات في صحبة الرشيد بالرقة سنة 184هـ. انظر (الأعلام 4/ 138).
(4) في الأصل والمطبوع: «زعموا». وزعموا: سادوا. وهذا غير المراد. ورغموا: ذلّوا، وعجزوا عن الانتصاف.
(5) توم: توأم، وقد حذف الهمزة، وألقى حركتها على الساكن قبلها. وهاشم وعبد شمس ابنا عبد مناف توأم. انظر (نسب قريش ص 14).
(6) في ك «جر». تصحيف. والعوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشيّ، جدّ عبد الله بن مصعب الزبيريّ. ولعلّ الرواية (العوام) يريد (العوّام) وبها يستقيم الوزن.
(7) في ك «بغيناك». تصحيف. وفي البيت إشارة إلى نفي بني أميّة إلى الشام، في أيّام عبد الله بن الزبير، وذلك سنة 64هـ.(1/142)
ذكر من اسمه عتبان
[263] عتبان بن أصيلة ويقال: وصيلة الشّيبانيّ. وأصيلة: أمّه، وهي من محلّم. وأبوه شراحيل بن شريك بن عبد الله بن الحصين بن أبي عمرو بن عوف بن همّام بن مرّة بن ذهل بن شيبان. وهو من شراة الجزيرة. يقول من قصيدة (1): [من الطويل]
فبلّغ أمير المؤمنين رسالة ... وذو النّصح لو يرعى إليه قريب (2)
بأنّك إلّا ترض بكر بن وائل ... يكن لك يوم بالعراق عصيب
فإن يك منكم كان مروان وابنه ... وعمرو، ومنكم هاشم وحبيب
فمنّا سويد والبطين وقعنب ... ومنّا أمير المؤمنين شبيب
فوارسنا من يلقهم يلق حتفه ... ومن ينج منهم ينج، وهو سليب
أراد شبيب بن يزيد الشّيبانيّ، وسويد بن سليم بن خالد الشّيبانيّ، والبطين من بني عمرو بن محلّم، وقعنب منهم أيضا.
ذكر من اسمه عيينة
[264] عيينة بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاريّ الكوفيّ. شريف شاعر، وهو القائل وأتى صديقا له، فعضّه كلب على بابه، في رواية دعبل وعمر بن شبّة (3):
[من البسيط]
لو كنت أحمل خمرا حين جئتكم ... لم ينكر الكلب أنّي صاحب الدّار
لكن أتيت، وريح المسك يقدمني ... والعنبر الورد مشبوبا على النّار
[263] شاعر أمويّ، وفد على عبد الملك بن مروان بعد مقتل شبيب بن يزيد الشيباني الخارجي سنة 77هـ. وكنيته أبو المنهال. انظر (الاشتقاق ص 359، ووفيات الأعيان 2/ 457456، وشعر الخوارج ص 142، ومن نسب إلى أمّه من الشعراء: نوادر المخطوطات 1/ 105، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 278).
[264] كان هو وأبوه، وأخوه مالك من أشراف الكوفة، وتزوّج أخته هندا الحجّاج، خلف عليها بعد بشر بن مروان الأمويّ. وتوفي عيينة نحو سنة 100هـ. انظر بعض أخباره في (الأغاني 17/ 236و 19/ 222221، و 20/ 380، وتاريخ الطبري 6/ 90). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الأبيات من قصيدة له في (شعر الخوارج ص 6463). وهي في أحد مصادره (ص 142) منسوبة إلى مصقلة بن عتبان.
(2) يرعى إليه: يستمع إليه.
(3) الأبيات في (شرح المرزوقي ص 1523) منسوبة إلى أخيه مالك بن أسماء. والأوّل والثاني في (المستطرف 2/ 221) بغير نسبة.(1/143)
فأنكر الكلب ريحي حين خالطني ... وكان يعرف ريح الزّقّ والقار (1)
فأمّا عمه عيينة بن حصن فيقال اسمه حذيفة، وله شعر، وقد تقدم خبره (2).
[265] عيينة بن الحكم الخلجيّ. كان جميلا، أخرجه الحجّاج عن البصرة إلى خراسان لقوله:
[من الرمل]
خلت البصرة من أقذائها ... وخلونا بالرّعابيب الخزر (3)
[266] أبو عيينة بن محمّد بن أبي عيينة بن المهلّب بن أبي صفرة. قال المغيرة بن محمّد بن المهلّب بن المغيرة بن حرب بن محمّد بن المهلّب بن أبي صفرة، وأبو العبّاس المبرّد: كلّ من كان من آل المهلّب أبو عيينة فكنيته: أبو المنهال، واسمه: أبو عيينة.
وأبو عيينة هذا من أطبع النّاس، وأقربهم مأخذا في الشعر، وأقلّهم تكلّفا، وهو القائل (4):
[من البسيط]
زر وادي القصر، نعم القصر والوادي ... في منزل حاضر، إن شئت أو بادي (5)
ترفى به السّفن والغلمان واقفة ... والضّبّ والنّون والملّاح والحادي (6)
[265] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الهجري الأوّل، كان معاصرا للحجّاج المتوفى سنة 69هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[266] شاعر مطبوع غزل هجّاء. وقيل: أبو عيينة أحد المطبوعين الأربعة الذين لم ير في الجاهلية والإسلام أطبع منهم، وهم: بشار وأبو العتاهية والسيّد وأبو عيينة. وقد أنفذ أكثر شعره في هجاء ابن عمّه خالد. وقيل: هو أبو عيينة ابن المنجاب بن أبي عيينة. وهو من شعراء الدولة العبّاسية، ومن ساكني البصرة، هرب من المأمون إلى عمان، وظلّ بها حتى توفي المأمون (218هـ). وله أخبار مطوّلة وأشعار في (الأغاني 20/ 12089، وطبقات الشعراء ص 289288). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين). وله ترجمة في (العصر العبّاسي الأوّل ص 365361)، وأشير في (المكتبة الشعرية ص 108107) إلى أن شعره جمع ودرس ونشر أكثر من مرّة.
__________
(1) في الأصل والمطبوع «ريح الزفت». والزفت هو القار، وأراه لذلك مصحفا. والتصويب من (شرح المرزوقي).
والزّقّ: وعاء من جلد يتّخذ للشراب.
(2) تقدم خبره في القسم الضائع من الكتاب.
(3) الرعابيب: جمع رعبوب، ورعبوبة، وهي المرأة البيضاء الحلوة الناعمة الممتلئة الجسم. والخزر: جمع خزراء. وهي ضيّقة العين خلقة.
(4) قال الفضل بن الربيع: أشعر أهل زماننا الذي يقول في قصر عيسى بن جعفر بالخريبة. ثم ذكر البيتين: انظر (الأغاني 20/ 102، ومعجم البلدان: قصر عيسى).
(5) القصر: هو قصر عيسى بن جعفر بالخريبة بالبصرة.
(6) ترفى السفن: تقرب إلى الشطّ. والنون: الحوت. والحادي: الذي يسوق الإبل بالحداء. ورواية (معجم البلدان):
«ترى قراقيره، والعيس واقفة». وهي الأفضل لمناسبتها المراد. والقراقير: جمع القرقور. وهو السفينة العظيمة أو الطويلة.(1/144)
وهجا ابن عمّه خالد (1) بن يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب بأهاج مشهورة سائرة، منها (2): [من مجزوء الكامل]
وإذا تطاولت الرؤو ... س فغطّ رأسك، ثمّ طاطه
وله فيه (3): [من مجزوء الرمل]
خالد لولا أبوه ... كان والكلب سواء
لو كما ينقص يزدا ... د إذا نال السّماء
إنّ من كان مسيئا ... لحقيق أن يساء
وله يفضّل داود (4) بن يزيد بن حاتم بن قبيصة على قبيصة بن روح بن حاتم المهلبيّ (5):
[من الكامل]
أقبيص، لست وإن جهدت بمدرك ... سعي ابن عمّك في النّدى والجود
داود محمود، وأنت مذمّم ... عجبا لذاك، وأنتما من عود
ولربّ عود قد يشقّ لمسجد ... نصف، وباقيه لحشّ يهود
والحشّ أنت له، وذاك لمسجد ... شتّان موضع مسلح وسجود
وله في الغزل (6): [من الكامل]
ضيّعت عهد فتى لعهدك حافظ ... في حفظه عجب، وفي تضييعك
إن تفتنيه، وتذهبي بفؤاده ... فبحسن وجهك، لا بحسن صنيعك
وله: [من البسيط]
كانت لنا همم، تسمو بنا صعدا ... إلى المعالي وجمع المال والصّفد (7)
فقد رضينا على كيد الزّمان لنا ... ألّا يكون بنا فقر إلى أحد
__________
(1) في الهامش: «قال ابن حزم: كان خالد على جرجان». انظر (جمهرة أنساب العرب ص 370).
(2) ختم الشاعر بهذا البيت المؤلم قصيدة له في هجاء ابن عمّه خالد. انظر (الأغاني 20/ 124123).
(3) قيل إنّ الرشيد قال للفضل بن الربيع: من أهجى المحدثين عندك يا فضل في عصرنا هذا؟ قال الذي يقول في ابن عمّه. ثم أورد الأبيات مع رابع. انظر (الأغاني 20/ 128). والأبيات مع أربعة في (طبقات الشعراء).
(4) في الهامش: «تولى داود إفريقية تسعة أشهر ونصف، ثم كان من أكبر قوّاد الرشيد، وولّاه ولايات كثيرة، منها مصر سنة أربع وسبعين ومائة، ثم ولّاه السند، فمات بها».
(5) الأبيات مع خمسة في (الأغاني 20/ 117).
(6) البيتان من أربعة مغنّاة في (الأغاني 20/ 9392).
(7) الصفد: العطاء.(1/145)
ذكر من اسمه عياض
[267] عياض بن حنين الضّبّيّ. جاهليّ، يقول: [من الطويل]
ومنّا الذي أدّى ابن جفنة رمحه ... إلى الحيّ مجنوبا، يخبّ، ويعنق (1)
[268] عياض بن ديهث. أحد بني عمرو بن سعد بن زيد مناة. لمّا أغارت بنو مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض على ماله في الجاهليّة استنصر الحارث بن ظالم، وقال:
[من مشطور الرجز]
أصبح جارات بني يربوع ... جواثما كالرّخم الوقوع (2)
يعولن بين حرب وجوع (3)
[269] عياض بن كلثوم القشيريّ. كانت بينهم وبين بني شيبان حرب، قتلت بنو قشير فيها عمران بن مرّة بن دبّ بن مرّة بن ذهل بن شيبان، فقال عياض (4): [من الوافر]
وعمران بن مرّة قد تركنا ... نجيع دم للحيته خضابا
سقيناه بأهوى كأس حتف ... تحسّاها مع العلق اللّعابا (5)
[270] عياض بن خويلد الهذليّ، يلقّب البريق. حجازيّ مخضرم، وله مع عمر بن الخطّاب رضي الله عنه حديث. وهو القائل (6): [من مشطور الرجز]
[267] شاعر جاهلي له ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 282). وذكره محقق (شعر ضبّة ص 60) في القسم الأوّل من الجدول رقم 1، لكنه أخلّ بترجمته بعد ذلك سهوا.
[268] جاهلي تميمي. وجاء في (الاشتقاق ص 553): «ديهث، وهو أبو عياض بن ديهث الذي استجار به الحارث بن ظالم، فردّ عليه إبله». وانظر له أيضا (معجم الشعراء الجاهليين ص 282، والممتع في صنعة الشعر ص 343وشعر قبيلة تميم ص 91).
[269] شاعر جاهلي. انظر له (النقائض ص 406، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 283، وشعراء قشير 2/ 39).
[270] شاعر صحابي، توفي نحو سنة 20هـ. ولقبه في (الإصابة 4/ 625) بريق. وانظر خبر البريق وشعره في (ديوان الهذليين 3/ 6454، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 6059).
__________
(1) يخبّ: يسرع، ويجري الخبب، وهو ضرب من العدو. ويعنق: يسرع.
(2) بنو يربوع من تميم، والرّخم: جمع الرّخمة. طائر من فصيلة النسور.
(3) الحرب: الويل والهلاك وذهاب المال.
(4) البيتان في (النقائض).
(5) أهوى: أراد يوم قارة أهوى. وهو يوم القويرة. وفيه قتل قرّة بن هبيرة القشيري عمران بن مرّة الشيباني. انظر (النقائض 405).
(6) انظر الخبر والرجز في (الإصابة 4/ 626). وفيه ما ينصّ على أنّ الشاعر يمان لا هذليّ. هذا، ولم أجد الخبر، ولا الرجز في (ديوان الهذليّين)، وفي ذلك ما يرجح أن (المرزبانيّ) قد وهم.(1/146)
يا ربّ أدعوك دعاء جاهدا ... اقتل بني الضّبعاء إلّا واحدا (1)
أو فاضرب الرّجل، فدعه قاعدا ... أعمى إذا قيد يعنّي القائدا
وله (2): [من الطويل]
جزتنا بنو دهمان حقن دمائهم ... جزاء سنمّار بما كان يفعل (3)
فإن تصبروا فالحرب ما قد علمتم ... وإن ترحلوا فإنّه شرّ مرحل (4)
فأتت بنو لحيان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حجّة الوداع، فقالوا: يا رسول الله، هجينا في الإسلام، وزعم أنّ شرّ مرحل أن نأتيك، فأعطاهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لسانه، فتكلّم فيه رجال من قريش، فوهبه لهم.
[271] عياض بن الراسبيّة المحاربيّ. وهو عياض بن زغيب. وهو زغبة بن حبيش بن محارب بن خصفة. شهد القادسية، وقال (5): [من الطويل]
زوّجتها من جند سعد، فأصبحت ... تطيف بها ولدان بكر بن وائل (6)
إذا شدّ بالأنساع فوق ضلوعها ... تلقّح من طول الأذى، وهي حائل (7)
[272] عياض الثّماليّ. شاميّ، يقول لشرحبيل بن السّمط (8) لمّا بويع معاوية، من قصيدة (9):
[271] شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام وشهد القادسية. انظر له (الإصابة 4/ 626و 6/ 89). وفيه: «عياض بن زعب بن حبيب المحاربي». هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[272] صحابيّ ناسك. كان حيّا سنة 40هـ. انظر له (وقعة صفين ص 4645، والإصابة 5/ 130). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) في الأصل والمطبوع: «الصبعاء». تصحيف. وضبعاء: هو أبهلة بن بريق، وكان أبناؤه اثني عشر رجلا، ظلموا جدّهم، الشاعر، فدعا عليهم بهذا الرجز، ولم يحل عليهم الحول حتى هلكوا غير واحد.
(2) البيتان في (الإصابة 4/ 625). وهما من قطعة في (ديوان الهذليين 3/ 6564) قالها حين أرادت بنو لحيان قتل معقل بن خويلد الخناعيّ الهذليّ.
(3) في الهامش: «صوابه: بنو لحيان». هذا، ورواية (الإصابة) وهي منقولة عن المرزباني: (بنو دهمان). ورواية (ديوان الهذليين): «جزتني بنو لحيان».
(4) في البيت إقواء. ورواية (الإصابة): «شرّ من رحلوا».
(5) البيتان في (الإصابة 6/ 89).
(6) سعد: هو سعد بن أبي وقّاص.
(7) الأنساع: جمع النسع. وهو سير مضفور تشدّ به الحقائب أو الرحال. وقد ينسج النسع عريضا ليجعل على صدر البعير. الحائل: التي لم تحمل. وفي الشطر إقواء.
(8) شرحبيل بن السمط بن الأسود الكندي، له صحبة، قاتل في الردّة، وأفتتح حمص، ووليها نحو عشرين سنة، وشهد صفين مع معاوية وتوفي سنة 40هـ. انظر (الأعلام 3/ 159والإصابة 5/ 130).
(9) الأبيات من قصيدة لعياض في (وقعة صفين ص 4645).(1/147)
[من الطويل]
فإنّ ابن حرب ناصب لك خدعة ... تكون علينا مثل راغية البكر (1)
فإن نال ما نرجو له كان ملكنا ... هنيئا له، والحرب قاصمة الظّهر
وإنّ عليّا خير من وطئ الحصى ... من الهاشميّين، المداريك للوتر
له في رقاب النّاس عهد وذمّة ... كعهد أبي حفص وعهد أبي بكر
فبايع، ولا ترجع إلى العقب كافرا ... أعيذك بالله العزيز، من الكفر (2)
[273] عياض بن درّة الطائيّ. ودرّة: أمّه، وهو أحد بني ثعلبة بن سلامان بن ثعل، إسلاميّ، يقول: [من الطويل]
تعالوا، نخبّركم بما قدّمت لنا ... أوائلنا في المجد عند الحقائق
ونحن منعنا من معدّ نساءكم ... وأنتم حلول بين فيد وناعق (3)
وله: [من الطويل]
أنت الذّنابى، يا نهيك بن قعنب ... ونحن إذا طار الجناح قوادمه (4)
إذا ما غمرنا من عنانك غمزة ... وهت عضداه، واطمأنّت شكائمه (5)
[274] عياض بن أمّ سهمة الخزاعيّ. إسلاميّ، يقول: [من الطويل]
هاجتك أطلال ومنزلة قفر ... خلا منذ أخلى أهلها حجج عشر (6)
[273] شاعر إسلامي، من شعراء القرن الأول الهجري. انظر له (المعاني الكبير ص 976، واللسان: عضض، وثق، أطم، قلهزم، وجمهرة اللغة 1/ 48) هذا، وأخلّ بترجمة (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[274] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر إسلاميّ، من شعراء القرن الأوّل الهجريّ، وربّما أدرك الثاني. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) ابن حرب: هو معاوية بن أبي سفيان، صخر بن حرب الأموي. والراغية: الرغاء. والبكر: ولد الناقة. وراغية البكر: مثل يضرب في التشاؤم. ويشار به إلى ما كان من رغاء بكر ثمود، حين عقر قدار ناقة صالح، فأصاب ثمود ما أصاب.
(2) في قوله (إلى العقب) إشارة إلى قوله تعالى: {يَرُدُّوكُمْ عَلى ََ أَعْقََابِكُمْ}. وفي البيت دعوة إلى مبايعة علي بن أبي طالب بالخلافة.
(3) لعلها: بين فيد وبارق. (فرّاج). وفيد: أكرم نجد، قريب من أجأ وسلمى، جبلي طيّئ. وناعق: موضع في بلاد بني عقيل.
(4) في الهامش: «نهيك بن قعنب بن حارثة بن أوس بن حارثة بن لأم هذا شاعر». وانظر (الاشتقاق ص 385).
والذنابى: الذنب. وأكثر ما يستخدم في الطير. وأنت الذنابى: أنت التابع. وقوادم الطير: مقاديم ريشه.
(5) الشكائم: جمع الشكيمة. وهي الأنفة، وقوّة القلب.
(6) الحجج: جمع الحجّة. وهي السنة.(1/148)
[275] عياض بن معبد المدنيّ. مولى البهزيّين. هو القائل يرثي عيسى بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله (1): [من الطويل]
ألا أيّها الرّكب الذين مزارهم ... بعيد، وممساهم من الأرض نازح
ألمّوا على عيسى إذا ما قفلتم ... فقولوا: أبا موسى، لعلّك رائح (2)
ألمّوا عليه، واعقروا من مطيّكم ... وجودوا عليه بالدّموع السّوافح (3)
وقولوا له: لم يقر بعدك نازل ... فهلّا فداك الباخلون الشّحائح
وقولوا له: إنّ البلاد لفقده ... بكت جزعا أعلامها والأباطح (4)
ذكر من اسمه عصام
[276] عصام بن مقشعرّ البصريّ. هو الذي قتل محمّد بن طلحة بن عبيد الله يوم الجمل، وكان هوى محمّد بن طلحة مع عليّ رضي الله عنه ونهى عن قتله، وكان كلّما حمل عليه رجل قال: نشدتك بحاميم، فينصرف عنه. فيقال: إنّ عصاما قتله، ويقال: قاتله: كعب بن مدلج الأسديّ، ويقال: الأشتر النّخعيّ، ويقال: شدّاد بن معاوية العبسيّ. والأوّل أثبت. وقاتل محمّد بن طلحة هو القائل (5): [من الطويل]
وأشعث قوّام بآيات ربّه ... قليل الأذى فيما ترى العين، مسلم
دلفت له بالرّمح من تحت بزّه ... فخرّ صريعا لليدين وللفم (6)
[275] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر إسلاميّ، من شعراء القرن الأوّل الهجري، وربما أدرك الثاني. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[276] شاعر إسلاميّ، كان حيّا سنة 36هـ. وقد ذكر اسمه في (الإصابة 6/ 17). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) عيسى بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيميّ القرشيّ، ولا ذكر له في أبناء يحيى بن طلحة عند المصعب الزبيري، بل ذكر عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله. انظر (نسب قريش ص 287286).
(2) قفلتم: رجعتم.
(3) عقر مطيته: قطع إحدى قوائمها لتسقط، ويتمكن من ذبحها. و «في البيت إقواء». (فرّاج).
(4) الأعلام: الجبال. والأباطح: مسايل واسعة، فيها دقاق الحصى والتراب.
(5) الأبيات لرجل من بني أسد بن خزيمة اسمه حدير في (نسب قريش 281)، ونسبت لقاتل محمد بن طلحة في (البداية والنهاية 7/ 244). وقد اختلف في اسم قاتله. انظر (الإصابة 6/ 17، وأنساب الأشراف 1/ 525، والحماسة البصرية 1/ 69).
(6) في ك «دلفته». تصحيف. ودلفت: تقدّمت. والبزّ: السلاح.(1/149)
شككت إليه بالسّنان قميصه ... فأزريته عن ظهر طرف مسوّم (1)
فذكّرني حاميم لمّا طعنته ... فهلّا تلا حاميم قبل التّقدّم
على غير شيء غير أن كنت تابعا ... عليّا، ومن لا يتبع الحقّ يظلم
[277] عصام بن عبيد الزّمّانيّ اليماميّ. من بني زمّان بن مالك بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل، وكان يناقض يحيى بن أبي حفصة (2)، مولى مروان بن الحكم. وعصام هو القائل (3):
[من البسيط]
أبلغ أبا مسمع عنّي مغلغلة ... وفي العتاب حياة بين أقوام (4)
أدخلت قبلي قوما لم يكن لهم ... في الحقّ أن يدخلوا الأبواب قدّامي
لو عدّ قبر وقبر كنت أكرمهم ... ميتا وأبعدهم من منزل الذّام (5)
وقال عصام ليحيى بن أبي حفصة لمّا تزوج يحيى بنت طلبة بن قيس بن عاصم المنقريّ.
[من الوافر]
أرى حجرا تغيّر، واقشعرّا ... وبدّل بعد حلو العيش مرّا (6)
وبدّل بعد ساكنه الموالي ... كفى حجرا بذاك اليوم شرّا
فأجابه يحيى بأبيات منها: [من الوافر]
ألا من مبلغ عنّي عصاما ... بأنّي سوف أنقض ما أمرّا (7)
[277] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الأوّل الهجري. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) أزرى به: احتقره. والطّرف من الخيل: الكريم العتيق. والمسوّم: المعلّم بعلامة.
(2) يحيى بن أبي حفصة: جدّ الشاعر مروان بن أبي حفصة (182105هـ).
(3) الأبيات مع رابع منسوبة إلى عصام بن عبيد الله في (شرح المرزوقي ص 11221121). وإلى أبي القمقام الأسدي في (عيون الأخبار 1/ 9291) وإلى هشام الرقاشيّ في العقد الفريد 1/ 6968، ولبعض المتقدمين في المراثي ص 314312). والأوّل لعصام بن عبيد في (الحماسة البصرية 2/ 22).
(4) مغلغلة: رسالة محمولة من بلد إلى بلد.
(5) الذام: العيب.
(6) الحجر: مدينة اليمامة وأمّ قراها. وكان يحيى بن أبي حفصة من سكّان اليمامة.
(7) في الهامش: «عصام القربة، أنشد له [أبو] عمرو في الحيوان، قال وهو جاهليّ: [من الطويل]
وداويته ممّا به من مجنّة ... دم ابن كهال، والنطاسيّ واقف
وقلّدته دهرا تميمة جدّه ... وليس لشيء كاده الله صارف»
والخبر والشعر في (الحيوان 2/ 7).(1/150)
ذكر من اسمه عاصم
[278] عاصم بن جويريّة. وهي أمّه، وهو عاصم بن قيس بن أبير بن ناشرة بن زبينة بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، جاهليّ، كان أشرف رجل في زمانه وأنبهه، وقد قاد بني مازن غير مرّة، وهو القائل: [من الطويل]
قل لبني سعد إذا ما لقيتهم ... دعوا عنوة الوادي لخيل بني عمرو (1)
وإلّا انتضيتم مغمد الموت مصلتا ... بأيدي رجال يستجنّون بالصّبر (2)
مصاليت لبّاسون للحرب بزّها ... سراع إلى الدّاعي إذا ضنّ بالنّصر (3)
هم من خبرتم، والتّجارب كاسمها ... ولا شيء أشفى للحليم من الخبر
أبيّيون، لا يستنبح الضّيف كلبهم ... طروقا، ولا يعطون شيئا على قسر (4)
فمهلا بني سعد عن الشّحّ، إنّه ... سلاح أخي العجز المقيم على الوتر (5)
[279] عاصم بن عمرو النجّاريّ. من بني النّجّار، جاهليّ، شاعر، معروف، ذكره عمر بن شبّة.
[280] عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاريّ، رضي الله عنه. بعثه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى بني لحيان [278] هو عاصم بن قيس بن عاصم يكنى أبا يسار، وكان سيّدا في الجاهليّة. وقد ذكره ابن حزم في أبناء سعد بن زيد مناة بن تميم، وفي بني منقر منهم. ثم قال عن عاصم: «ويعرف عاصم بابن الجويريّة». انظر (جمهرة أنساب العرب ص 217216). ولكن الشعر يدلّ على أنّه من بني عمرو لا من بني سعد، وهو الصواب، ويؤكد ذلك بيت الفرزدق الذي استشهد به ابن حزم، ومنه: «لو كان وسط بني زبينة عاصم». وانظر (أنساب الأشراف 11/ 582، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 204).
[279] من رجال بني النجار وفرسانهم في الجاهلية. وله ذكر في حروب الأوس والخزرج. انظر له (الأغاني 15/ 4745، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 204).
[280] من الأوس، ومن الصحابة السابقين الأوّلين، من الأنصار، شهد بدرا وأحدا، واستشهد يوم الرجيع سنة 4هـ.
انظر (الأعلام 3/ 248). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم المخضرمين والأمويين).
__________
(1) عنوة الوادي: جانبه.
(2) في ك «وإلا مضيتم». وانتضيتم: أخذتم. وأغمد السيف: أدخله في غمده، فهو مغمد. والمصلت: المجرّد من غمده. ويستجنون بالصبر: يجعلون الصبر مجنّا (ترسا) يستترون به.
(3) مصاليت: ماضون في أمورهم. والبزّ: السلاح.
(4) طروقا: حال من الضيف، وهو الذي يأتي في الليل، أو حال من كلبهم، وهو الذي فيه استرخاء وضعف. أراد أنّه لا ينبح الضيوف.
(5) في ك «فميلوا بني سعد».(1/151)
من هذيل، يوم الرّجيع، فقاتلوهم، فجعل عاصم يقاتل، ويقول (1): [من مشطور الرجز]
ما علّتي، وأنا جلد بازل ... والقوس فيها وتر عنابل (2)
تزلّ عن صفحتها المعابل ... فترأس القوم، ولا تقاتل (3)
والموت حقّ، والحياة باطل
[281] عاصم بن خليفة بن معقل بن صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن سعد بن ضبّة. مخضرم، بصريّ، يقول: [من الوافر]
ألا قالت رويحة، أخت عمرو: ... أشيب ما برأسك أم رداع (4)؟
ومثل حوادث عتّبت عنها ... ملمات كنافرة الوقاع (5)
وأهل قد رزئتهم، وأهل ... تولّوا، ثمّ لم يزنوا ذراعي (6)
[282] عاصم بن الوارث. أحد فرسان الجاهلية، لقي عامر بن الطّفيل منحدرا من تهامة، فقال له عاصم: استمسك، فو الله لأقتلنّك، أو لتقتلنّي؟ فقال له عامر: هل لك في خير من ذلك؟
قال: وما هو. قال: فرسي هذه أعطيك إيّاها، قال: اربطها إلى السّمرة، فأخذها عاصم، وقال: [من الوافر]
أسلمها ابن كبشة إذ رآني ... بكفّي الرّمح، وهو بها ضنين (7)
ولولا ذاك دقّ الصّلب منه ... سنان، تستجيب له المنون (8)
فراح ابن الطّفيل بلا جواد ... له في إثرها أبدا حنين
[281] من الشعراء الفرسان، له ذكر في يوم الأميل، وهو يوم الحسن، وفيه قتل عامر بن خليفة الضبّي قيس بن بسطام الشيباني، وقيل: المقتول: بسطام بن قيس لا ابنه: وهو الصواب. انظر (الاشتقاق ص 183، 199198ومعجم البلدان: أميل). وترجم له في (شعر ضبّة وأخبارها ص 166) نقلا عن معجم المرزباني فقط. وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
[282] شاعر جاهلي، عاصر عامر بن الطفيل المتوفى سنة 11هـ. ولعلّ عاصم بن الوارث أدرك الإسلام، ولكنّه لم يسلم.
وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 204) نقلا عن المرزبانيّ.
__________
(1) الشعر منسوب إلى عاصم بن ثابت في (سيرة ابن هشام 3/ 9493) وسيرة ابن كثير 3/ 127126)، ونسب إلى رجل من بني ليث في (عيون الأخبار 1/ 171170).
(2) في الشطر الأوّل خلل عروضي. العنابل: الغليظ.
(3) المعابل: جمع المعبلة. وهو نصل عريض طويل.
(4) الرداع: الدم على سبيل التشبيه بالزعفران، أو الوجع في الجسد أجمع. و «في البيت إقواء». (فرّاج).
(5) عتّب عن الشيء: تراجع عنه. وعتّب الرجل: أبطأ. والوقاع: كيّة دائريّة تكون في أمّ الرأس.
(6) لم يزنوا: لم يقدّروا. وفي المطبوع (كرنكو): «لم تزبر». تصحيف.
(7) ابن كبشة: هو عامر بن الطفيل. وكبشة بنت عروة الرحّال هي أمّ عامر.
(8) له: غير موجودة في الأصل (كرنكو).(1/152)
[283] عاصم بن عمر بن الخطّاب (1). يقول لأخيه، زيد بن عمر لمّا شجّ في حرب بني عديّ بن كعب: [من الطويل]
مضى عجب من أمرنا كان بيننا ... وما نحن فيه بعد من ذاك أعجب
بجرّ جناة الشّرّ من بعد ألفة ... رجعنا، وفينا فرقة، وتحزّب
فيا زيد، صبرا حسبة، وتعوّضا ... لأجر، ففي الأجر المعوّض مرغب
ولا تأخذن عقلا من القوم إنّني ... أرى الجرح يبقى، والمعاقل تذهب
كأنّك لم تنصب، ولم تلق إربة ... إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب (2)
وكان عاصم ينسب بزوجته، أمّ عمار بنت سفيان (3) الثّقفيّة، وله فيها أشعار، منها:
[من البسيط]
يا صاحبيّ، ألا لا أمّ عمّار ... بانت، وأنت عليها عاتب زاري (4)
كأنّها يوم حلّ الحيّ ذا سلم ... تفّاحة بيدي نشوان عطّار (5)
مثل العنان اليماني، لا مبدّنة ... ولا قليل عليها لحمها عاري (6)
[284] عاصم العنبريّ. دليل الفرزدق، ولمّا قدم اليمامة، عند هربه من البصرة، فضلّ به عاصم الطريق، قال الفرزدق (7): [من الطويل]
وما نحن إن حارت صدور ركابنا ... بأوّل من غرّت دلالة عاصم
وكيف يضلّ العنبريّ ببلدة ... بها قطعت عنه سيور التّمائم (8)
فأجابه عاصم: [من الطويل]
[283] شاعر محسن، وكان من أحسن الناس خلقا. وهو جدّ عمر بن عبد العزيز لأمّه. مات سنة 70هـ. انظر (أنساب الأشراف 9/ 231229، والأعلام 3/ 248، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 232).
[284] شاعر إسلامي، كان حيّا سنة 50هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) في الهامش: «في كتاب الزبير بن بكّار: أمّ عاصم وحفص ابنا عاصم بن عمر بن الخطّاب أمهما: أمّ عمار، ابنة سفيان الثقفي». هذا، وانظر (نسب قريش ص 361).
(2) تنصب: تتعب. والإربة: البغية.
(3) في الهامش: «هو سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي، كان عاملا لعمر بن الخطّاب على الطائف. له صحبة، يعدّ في البصريين. من الاستيعاب (ص 630).
(4) بانت: بعدت. والزاري: العاتب والعائب.
(5) ذو سلم: واد بالحجاز.
(6) العنان: الحبل. ويقال امرأة معنّة إذا كانت مجدولة جدل العنان، غير مسترخية البطن.
(7) البيتان في (شرح ديوان الفرزدق ص 841).
(8) السّيور: جمع سير. وهو قطعة مستطيلة من جلد.(1/153)
وكيف يضلّ العنبريّ ببلدة ... بها ولدته أمّه غير نائم (1)
وزوراء ناء ماؤها من فلاتها ... كفينا سراها القين، والقين نائم (2)
سرينا به ليل التّمام، فصبّحت ... به العنس مروا من جمام الخضارم (3)
[285] عاصم بن عبد الله بن بريد الهلاليّ. تقدّم نسب أبيه. ومن ولده العبّاس بن زفر بن عاصم بن عبد الله. ولي عاصم خراسان لهشام بن عبد الملك، فقدم عليه أسد بن عبد الله القسريّ، فحبسه، فقال عاصم: [من الوافر]
تخاصمني بجيلة، ثمّ تقضي ... لأنفسها، لبئس الحكم ذاكا (4)
إذا ما كان خصمك يا ابن عمرو ... هو القاضي الذي يقضي علاكا
وحسبك من بلاء أن تولّى ... قضاء في أمورك من دهاكا
وله أيضا: [من البسيط]
أضحت بجيلة من فوقي مسلّطة ... خطب جليل، لعمري، شأنه عجب
يا ليتني متّ، لم تظفر بجيلة بي ... كذلك الدّهر بالإنسان ينقلب
[286] عاصم بن محمّد المدينيّ، المبرسم. مولى العمريّين، وكنيته أبو صالح. وذكر دعبل أنّه ابن أبي عاصم الأسلميّ، وكلاهما قد مدح الحسن بن زيد الحسينيّ وعمّال المدينة للمنصور.
وعاصم من ولد رافع، مولى عمر بن الخطّاب، وفي رافع يقول عمر (5): [من مشطور الرجز]
ألا اخدم الأقوام حتّى تخدما ... وكن شريك رافع وأسلما (6)
[285] شاعر، وقائد شجاع فاتك. ولي خراسان سنة 116هـ، وعزل سنة 117هـ. وهو من بني هلال بن عامر بن صعصعة، وجدّه في المصادر يزيد لا بريد. انظر بعض أخباره وترجمته في (تاريخ الطبري 7/ 10693، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 7/ 127، وجمهرة أنساب العرب ص 274وشعر بني عامر 2/ 453). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والإسلاميين).
[286] شاعر عبّاسيّ، من شعراء القرن الثاني الهجري، خبيث اللسان، كثير الهجاء، حسن الغزل. عاصر الخليفة المنصور (158136هـ)، ومدح عامله على المدينة الحسن بن زيد الحسيني (ت 168هـ). وله ترجمة في (الورقة ص 7471).
__________
(1) في الهامش: «الحنظلي». وهو الفرزدق.
(2) فلاة زوراء: بعيدة. والسّرى: السير ليلا. القين: أراد الفرزدق. وفي البيت إقواء.
(3) ليل التّمام: أطول ليالي الشتاء. والعنس: الناقة القويّة. والمرو: حجارة بيض برّاقة صلبة، تقدح منها النار، ونبات طيّب الريح. والجمام: جمع الجمّة. وهي من الماء معظمه. والخضارم: جمع الخضارم. وهو الكثير الواسع من كلّ شيء.
(4) بجيلة: قبيلة أسد بن عبد الله القسري الذي ولي خراسان بعد عاصم. وبنو قسر بطن مشهور من بجيلة.
(5) الشطران في (الورقة ص 74). وكتب (فرّاج): انظر كتاب الورقة تحقيقنا ص 68).
(6) في ك «ركن».(1/154)
ولعاصم المبرسم وقد رويت لعاصم اللّخميّ (1): [من الكامل]
لله درّ أبيك، أيّ زمان ... أصبحت فيه، وأيّ أهل زمان؟
كلّ يوازنك المودّة دائبا ... يعطي، ويأخذ منك بالميزان
فإذا رأى رجحان حبّة خردل ... مالت مودّته إلى الرّجحان
وله يهجو رجلا (2): [من الطويل]
أظنّ، وبعض الظّنّ كالأخذ باليد ... وذلك ظنّ نابني عن محمّد
أظنّ له ربّين: ربّا لدينه ... وآخر للأيمان في كلّ مشهد
وما من إلهيه: الذي ليمينه ... ولا دينه إلّا لخبث بمرصد
[287] عاصم بن عمر اللّخميّ المدينيّ. محدث، رشيديّ. وقوم يذكرون أنّ عاصم بن عمر اللّخميّ هو المبرسم. وقد اختلط علينا نسبهما، فذكرناهما جميعا. وكان اللّخميّ يميل إلى سوداء، كانت تكون بنواحي المدينة (3)، فقال فيها وقد عوتب على حبّه لها: [من الطويل]
وقال أناس: لو تبدّلت غيرها ... لعلّك تسلو، إنّما الحبّ كالحبّ
فقلت لهم: إذ هان ما بي عليهم: ... دعوني، فلا والله ما طبّكم طبّي
هبوني، أدرت الطّرف، أسلو بغيرها ... فمن لي فيها أن يطاوعني قلبي؟
دعوني، فإنّي لست عنها بصابر ... ولا تائب ما عشت منها إلى ربّي
وله في أبي البختريّ القاضي (4)، في رواية الصوليّ (5): [من المتقارب]
فهلّا فعلت، هداك المليك ... كفعل أخيك أبي البختري
بدا حين أثرى بإخوانه ... فأغنى المقلّ عن المكثر
[288] عاصم بن الوليد بن يحيى بن أبي حفصة. يقول لمّا سار يزيد بن مزيد إلى الوليد بن طريف [287] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الثاني الهجري، عاصر هارون الرشيد (193170هـ).
[288] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الثاني الهجري، كان حيّا سنة 179هـ.
__________
(1) الأبيات في (الورقة ص 72) منسوبة لعاصم المبرسم.
(2) الأبيات في (الورقة ص 72).
(3) ذكر في ترجمة المبرسم، عاصم بن محمد، في (الورقة ص 73) أنه كان يميل إلى سوداء كانت تسكن المدينة، وأن له شعرا فيها.
(4) أبو البختريّ وهب بن وهب القرشيّ الأسدي، توفي سنة 200هـ. انظر (الأعلام 8/ 126).
(5) البيتان في (عيون الأخبار 3/ 182) منسوبان إلى بعض الحجازيين.(1/155)
الشّاري (1): [من الطويل]
كأنّك إذ سار الأغرّ، ابن مزيد ... على الجسر في ريح برأس وليد
[289] عاصم بن محمّد الكاتب. محدث، متأخّر، كان في ناحية ابن أبي البغل (2)، وله:
[من الطويل]
سخطت على نفسي لسخطك، واحتوت ... عليّ هموم ضاق عن حملها الصّدر
وقد ينقم المأمول أمرا يظنّه ... ومن دونه للمرتجي عفوه عذر
وأنت عمادي مذ ثلاثين حجّة ... وقبلة آمالي إذا كلح الدّهر
وفيها يقول:
وصن رقعتي عن مبتغي العيب إنّ من ... تقسّمه همّ أخلّ به الشّعر (3)
أخذ هذا البيت من قول ابن الرّوميّ (4): [من الطويل]
وإن سقطات من كتابي تتابعت ... فلا تلحني فيما جنيت على ذهني
ظلمت، فإنّ ألحن بظلمك خلّتي ... جنى زلّتي، والظلم شرّ من اللّحن (5)
[290] أبو المعتصم، عاصم بن محمّد الأنطاكيّ. من شعراء الشّام، شاعر مكثر مطيل. يقول:
[من الكامل]
ما كان يبرق في العداة بخلّب ... وكذاك زندك لم يكن بصلود (6)
ركعت سيوفك في العداة، فآذنت ... هاماتها لركوعها بسجود
وله: [من الطويل]
وليل من النّقع، ارتداد نجومه ... أسنّة أطراف الرّماح الذّوابل (7)
[289] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ، كان حيّا في مطلع القرن الرابع الهجري.
[290] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الرابع الهجريّ.
__________
(1) خرج الوليد بن طريف بالجزيرة سنة 178هـ، وقتله يزيد بن مزيد سنة 179هـ. انظر (تاريخ الطبري 8/ 256، 261).
(2) ابن أبي البغل: أبو الحسن، محمد بن محمد بن أبي البغل، ولي أصبهان سنة 299هـ، وله ذكر في أحداث سنة 312هـ.
انظر (ذيول تاريخ الطبري ص 251و 246).
(3) في ك «رفعتي».
(4) البيتان في (ديوان ابن الرومي 6/ 488).
(5) في الأصل والمطبوع: «فإن ألحق». والتصويب من (ديوان ابن الرومي).
(6) في ك «ما كان يوقد». الخلّب: السحاب يرعد ويبرق. ولا مطر فيه. والزند: العود الأعلى الذي تقدح به النار.
الصلود: الصلب الشديد.
(7) النقع: الغبار. والذوابل: الدقيقة.(1/156)
وبيض بروق المرهفات بروقه ... إذا الخيل جالت تحت ليل القساطل (1)
أثار به الأحقاد، وهي كوامن ... صهيل الخيول المضمرات الصّواهل
فغادر بالبيض الصّوارم والقنا ... مقاتل تدمى من كميّ مقاتل (2)
ذكر من اسمه عصمة
[291] عصمة بن حدرة بن قيس بن عبد الله بن عمرو بن همّام بن رياح اليربوعيّ. جاهليّ، يقول في يوم الصّرائم. وقتل من بني عبس سبعين رجلا لأنهم كانوا قتلوا ابن عم له، فنذر:
أن لا يطعم خمرا، ولا يأكل لحما، ولا يقرب امرأة، ولا يغتسل حتى يقتل به سبعين رجلا من عبس، فلمّا قتلهم قال (3): [من مشطور الرجز]
الله قد أمكنني من عبس ... ساغ شرابي، وشفيت نفسي
وكنت لا أقرب طهر عرسي ... وكنت لا أشرب فضل الكأس
ولا أشدّ بالوخاف رأسي
الوخاف: الخطميّ، يغسل به الرأس.
[292] عصمة بن حيي بن السيّد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة. جاهليّ، قال حين قتل أرقم بن الجون: [من الطويل]
على أرقم بن الجون تبكي نساؤهم ... فلا رقأت تلك العيون الدّوامع
[293] عصمة بن عبد الله الأسديّ. من شعراء خراسان، أوفده نصر بن سيّار إلى يوسف بن عمر الثّقفيّ، ونصر على خراسان من قبله، فأنفذه يوسف إلى هشام بالرّصافة، فأثنى على نصر، ثمّ عتب على نصر (4)، فقال: [من الوافر]
[291] شاعر جاهلي، من بني يربوع، من تميم. انظر له (النقائض ص 337، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 226225وشعر بني تميم ص 236).
[292] لم أعثر له على ترجمة. وأمّا ترجمته في (معجم الشعراء الجاهليين ص 226) فمنقولة عن المرزباني، وكذلك في (شعر ضبّة ص 133).
[293] من قادة العرب في خراسان. وكان مع نصر بن سيار سنة 129هـ. انظر (تاريخ الطبري 7/ 368). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) القساطل: جمع القسطل. وهو غبار الحرب.
(2) في الهامش: «عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. قال ابن سعد في كتاب الطبقات: كان شاعرا، وله أحاديث وشعر».
(3) الرّجز في (النقائض).
(4) في ك «على عصمة نصر».(1/157)
أتنسى بالرّصافة من بلائي ... بلاء كان من خير البلاء
وقولي للخليفة فيك حتّى ... تركتك عنده دون السّماء
ذكر من اسمه عصم
[294] أبو حنش، عصم بن النّعمان بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير من جشم بن بكر.
وقيل: هو أحد بني ثعلبة بن بكر، وهو فارس العصا، وهو قاتل شرحبيل الملك بن الحارث بن عمرو، المقصور بن حجر، آكل المرار، الكنديّ، يوم الكلاب، وكان بين شرحبيل وبين أخيه سلمة شيء، فجعل سلمة في رأس أخيه مائة من الإبل، فقتله أبو حنش، وبعث برأسه، فطرحه بين يدي أخيه، فلمّا نظر إليه سلمة غضب، وثار الدم في وجهه، وقال (1): [من الوافر]
ألا أبلغ أبا حنش رسولا ... فما لك لا تجيء إلى الثّواب
تعلّم أنّ خير النّاس طرّا ... قتيل بين أحجار الكلاب
فأجابه أبو حنش (2): [من الوافر]
أحاذر أن أجيئك، ثمّ تحبو ... حباء أبيك يوم صنيبعات (3)
وكانت غدرة شنعاء سارت ... تقلّدها أبوك إلى الممات
يعني أنّ أباه الحارث كان له ابن مسترضع بين حيّين من العرب: تميم وبكر، فمات، وقالوا:
لدغته حيّة، فأخذ خمسين رجلا من بني وائل، فقتلهم (4).
وأبو حنش هو القائل لمّا هرب مهلهل بن ربيعة، فنزل في جنب، حيّ، من مذحج، [294] من رجال تغلب، وشجعانها في الجاهلية، وهو ابن عمّ عمرو بن كلثوم لحّأ. توفّي نحو 40ق. هـ. انظر بعض أخباره وترجمته في (الاشتقاق ص 338، وجمهرة أنساب العرب ص 304، والأغاني 12/ 248246، والأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 218215، والمناقب المزيدية ص 538536، والنقائض ص 455454، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 114).
__________
(1) البيتان من قصيدة طويلة يهدّد بها أبا حنش انظر (الأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 217216). ونسب الشعر إلى أخيه معديكرب بن الحارث. انظر (الأغاني 12/ 248).
(2) البيتان في (الأغاني 12/ 248والمناقب المزيدية ص 537، ومع ثالث في (النقائض ص 456). وروي شعر آخر لأبي حنش أجاب فيه سلمة انظر (الأنوار ومحاسن الأشعار 1817).
(3) صنيبعات: موضع. وقيل: ماء.
(4) ذكر ياقوت الخبر، غير أنه جعل المسترضع ابنا للحارث بن عمرو الغساني، وأورد ما يشير إلى أن اسم الملك حجر «هيهات حجر من صنيبعات». انظر (معجم البلدان: صنيبعات).(1/158)
فخطبوا إليه أخته (1)، فزوّجها منهم على جلود من أدم، فقال أبو حنش (2): [من المنسرح]
أنكحها فقدها الأراقم في ... جنب، وكان الحباء من أدم (3)
لو بأبانين جاء يخطبها ... خضّب ما أنف خاطب بدم (4)
ليسوا بأكفائنا الكرام، ولا ... يغنون من خلّة، ولا عدم
[295] أبو شبل، عصم بن وهب بن أبي إبراهيم واسم أبي إبراهيم عصمة التميميّ، ثمّ البرجميّ. بصريّ، كان في أيّام المأمون، وبقي بعده، عمّر عمرا طويلا، حتى هتم، وامتنع عليه الشعر. وهو القائل (5): [من مجزوء الوافر]
عذيري من جواري الحي ... ي إذ يرغبن عن وصلي
رأين الشّيب قد ألب ... سني أبّهة الكهل
فأعرضن، وقد كنّ ... إذا قيل أبو شبل
تساعين، فرقّعن ال ... كوى بالأعين النّجل (6)
وله في السّودان. وكان مستهترا بهن: [من الخفيف]
مشبّهات الشّباب والمسك تفدي ... كنّ نفسي من نائبات الخطوب
كيف يهوى الفتى الأديب وصال ال ... بيض، والبيض مشبهات المشيب
وله في أيّام العجوز (7): [من الكامل]
كسع الشّتاء بسبعة غبر ... أيّام شهلتنا من الشّهر (8)
[295] قيل: اسمه عاصم. مولده الكوفة، ونشأ وتأدّب بالبصرة، وقدم إلى سرّ من رأى، في أيّام المتوكّل (247232هـ) ومدحه. وكان مليح الشعر، كثير الغزل، ماجنا، انظر أخباره ونسبه وترجمته في (الأغاني 14/ 206190 والديارات ص 3432، والأعلام 4/ 224).
__________
(1) في الهامش: «المحفوظ: ابنته».
(2) نسب الشعر إلى مهلهل في (عيون الأخبار 3/ 91، والأغاني 5/ 5655).
(3) الأراقم: حيّ من تغلب. وهم جشم ومالك وعمرو وثعلبة والحارث ومعاوية. وبنو جنب: بطن من العرب، ليسوا منسوبين إلى أب ولا إلى أمّ. انظر (الاشتقاق ص 212، 336). وجنب مخلاف باليمن.
(4) أبانان: جبلان بناحية البحرين.
(5) الأبيات في (الأغاني 14/ 199).
(6) الكوى: جمع كوّة. وهي خرق في الجدار، يدخل منه الهواء والضوء. والأعين النجل: الواسعة الحسنة.
(7) الأبيات في (اللسان: عجز) لابن أحمر. وقيل: هي لأبي شبل الأعرابيّ. وفي (اللسان: أمر) جمع بين صدر الأول، وعجز الثاني، ومعهما البيت الثالث، ونسب البيتان لأبي شبل الأعرابيّ وروي الثاني في (اللسان: صنن) غير منسوب، ومثله البيت الأخير في (اللسان: نجر) أيضا.
(8) كسع الشيء: طرده، أو ضرب مؤخّرته بيده، أو بصدر قدمه. والأغبر: ما لونه الغبرة. وعزّ أغبر: دارس، وذاهب. والشهلة من النساء: النّصف العاقلة. وأراه أراد منتصف الشهر. والشهلة: العجوز أيضا.(1/159)
فإذا مضت أيّام شهلتنا ... صنّ، وصنّبر مع الوبر (1)
وبآمر وأخيه مؤتمر ... ومعلّل، وبمطفئ الجمر (2)
ذهب الشّتاء مولّيا هربا ... وأتتك موقدة من النّجر (3)
ذكر من اسمه عوف
[296] عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. يقول (4):
[من الطويل]
ومستنبح يبغي المبيت، ودونه ... من اللّيل بابا ظلمة وستورها (5)
رفعت له ناري فلمّا اهتدى بها ... زجرت كلابي أن يهرّ عقورها (6)
فبات، وقد أسرى من اللّيل عقبة ... بليلة صدق، غاب عنها شرورها (7)
إذا قيلت العوراء ولّيت سمعها ... سواي، ولم أسأل بها ما دبيرها (8)
[يطلق] (9) العقور على السّباع لا على النّاس. وقوله: وقد أسرى، أي: وإن كان أسرى عقبة [296] من سادات بني عامر بن صعصعة، وزعمائهم، ويبدو من أخباره أنّه كان واحدا من حكمائهم وعقلائهم.
وكانت له مكانة، وهيبة في نفوس قومه وأعدائه، يوم شعب جبلة الذي كان قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة، وشهد أيام حرب الفجار. انظر ترجمته في معجم البلدان: الكهف، وأشعار العامريين الجاهليين ص 109، وشعر بني عامر 2/ 7967، والأعلام 5/ 94، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 280279).
__________
(1) صنّ: يوم من أيّام العجوز. وقيل هو أوّل أيّامها. والصنّبر: اليوم الثاني من أيّام العجوز. والريح الباردة في غيم.
والوبر: يوم من أيّام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء والعرب تقول: «صنّ، وصنّبر وأخيّهما وبر».
(اللسان: وبر).
(2) في الأصل: وبمصطفى الجمر. وانظر اللسان أمر. (فرّاج). وآمر: السادس من أيّام العجوز، ومؤتمر السابع منها.
وجاء في (اللسان: عجز): «وأيّام العجوز عند العرب خمسة أيّام. صنّ، وصنّبر، وأخيّهما، وبر، ومطفئ الجمر، ومكفئ الظّعن».
(3) النجر: الحرّ.
(4) الأبيات من قصيدة له. انظر (أشعار العامريين الجاهليين ص 5049و 98وشعر بني عامر 2/ 7571).
(5) المستنبح: الذي يخرج صوتا على مثل نباح الكلب، إذا كان في مضلّة، ليسمعه الكلب، فيتوهمه كلبا، فينبح، فيستدل الضال به. ويفعل ذلك طالب الضيافة في الليل. وبابا ظلمة: ظلمه أوّل الليل وآخره. والظلمة بينهما هي الستور.
(6) يهرّ: ينبح: والكلب العقور: الكثير العضّ.
(7) العقبة: النّوبة، وقدر ما تسيره.
(8) دبيرها: متعقّبها، وما يراد منها.
(9) في الأصل بياض. والإضافة من (فرّاج).(1/160)
مكروهة. وله في حرب الفجار وكان قيس بن زهير (1) جاره، فرآه عوف يدبّ في فساد أمر بني عامر، فقال (2): [من الطويل]
إنّي وقيسا كالمسمّن كلبه ... فتخدشه أنيابه وأظافره
وله (3): [من الوافر]
أبى حسبي وفاضلتي ومجدي ... وإيثاري المكارم والمساعي
وقوم هم أحلّوني، وحلّوا ... من العليا بمرتقب يفاع (4)
وكنت إذا منيت بخصم سوء ... دلفت له بداهية وقاع (5)
[297] عوف بن دهر بن تيم بن غالب القرشيّ الشّاعر. وهو الذي ردّ على أبي زمعة (6) بن المطّلب قوله (7): [من الوافر]
سيكفيني الوليد أبا لبيد ... ويكفي بكره عوف بن دهر (8)
فقال عوف (9): [من الوافر]
ألا يا أيّها المهدي إلينا ... رسالته، سيرجعها بصغر
فلا، وأبيك، لا تكفي سهيلا ... بجمع، إن جمعت، ولا بحشر (10)
[298] المرقّش الأكبر. قيل: اسمه: عمرو بن سعد، وقيل: عوف بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن سعد بن قيس بن ثعلبة، وقيل غير ذلك. وقد تقدم خبره.
[297] من بني تيم الأدرم بن غالب بن فهر القرشيّ، جاهليّ، مات قبيل الإسلام. انظر أخباره في (الاشتقاق ص 106، ونسب قريش ص 443، وجمهرة نسب قريش 1/ 434433). هذا وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
[298] تقدّمت ترجمته. انظر الترجمة رقم (3).
__________
(1) قيس بن زهير العبسي: سيد عبس وغطفان في الجاهلية.
(2) البيت في (أشعار العامريين القرشيين ص 48وشعر بني عامر 2/ 76).
(3) الأبيات مع أربعة في (أشعار العامريين القرشيين ص 51وشعر بني عامر 2/ 7776).
(4) اليفاع: المشرف من الأرض والجبل.
(5) وقاع: كيّة تكون في أمّ الرأس.
(6) في الهامش: «اسمه الأسود بن المطلب». انظر (الاشتقاق ص 94).
(7) البيت في (نسب قريش ص 443)، ومع ثلاثة في (جمهرة نسب قريش 1/ 434433).
(8) أبو لبيد: من فرسان قريش في الجاهلية. والوليد بن المغيرة المخزومي. والبكر: الفتيّ من الإبل. وفي ك «بكفي بكره». تصحيف.
(9) البيتان في (نسب قريش ص 443).
(10) سهيل بن عمرو، سيد بني عامر القرشيين في الجاهلية. والشعر في صراع حدث بين بطون قريش في الجاهلية. انظر (شعر قريش في الجاهلية وصدر الإسلام ص 84).
6* معجم الشعراء المرزباني(1/161)
[299] عوف بن عطيّة بن الخرع (1) التّيميّ، تيم الرّباب. والخرع: اسمه عمرو بن عبس بن وديعة بن عبد الله بن لؤيّ بن عمرو بن الحارث بن تيم بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر. جاهليّ، شاعر، مفلق، يقول: [من الكامل]
جانيك من يجني عليك، وقد ... تعدي الصّحاح مبارك الجرب
وله (2): [من المتقارب]
نؤمّ البّلاد لحبّ اللّقاء ... ولا نتّقي طائرا حيث طارا
سنيحا، ولا بارحا إن جرى ... ونرجو هناك بهنّ اليسارا (3)
وله: [من المتقارب]
ولست لقومي بعيّابة ... وشرّ العشيرة من عابها (4)
أعفّ، وأبذل مالي لها ... ولا أتعلّم ألقابها
[300] البرك. وهو عوف بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. سمّي البرك بقوله يوم قضّة، وبرك على الثّنيّة (5): [من مجزوء الرجز]
إنّي أنا البرك ... أبرك حيث أدرك
[299] شاعر جاهلي فحل، أدرك الإسلام، وعدّه ابن سلّام الجمحي في الطبقة الثامنة من الإسلاميين. له ديوان شعر صغير مفقود. انظر (طبقات فحول الشعراء ص 159، 168164، والبيان والتبيين 3/ 8887، والأصمعيات ص 196191، والتذكرة السعدية ص 9998، ومعجم البلدان، رحرحان الرّشاء، والبرصان والعرجان ص 10099، ومعجم ما استعجم ص 443، والأعلام 5/ 96، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 280، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 345).
[300] من فرسان العرب في الجاهلية، له ذكر في يوم قضّة، وهو من أيام حرب البسوس، وهو لبكر على تغلب. والبرك عمّ المرقّش الأكبر، ووالد صاحبته أسماء بنت عوف. انظر بعض أخباره في (الأغاني 6/ 138136، و 24/ 87 والشعر والشعراء ص 217، وشرح اختيارات المفضل ص 991، والأعلام 5/ 96، وديوان بني بكر ص 476، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 5453).
__________
(1) في الهامش: «ابن الخرع كان أبرص. قاله عمرو بن بحر».
(2) البيتان من المفضلية (124). انظر (شرح اختيارات المفضل ص 16751654).
(3) السنيح والبارح: أحدهما ما يأتي من اليمين إلى اليسار، يتشاءم به، والآخر ما يأتي من اليسار إلى اليمين يتفاءل به.
وفيهما خلاف بين أهل الحجاز وأهل نجد.
(4) في ك «قومي».
(5) البيت في (الأغاني 24/ 87). وكان برك على الثنيّة، ثم نادى: ومحلوفة لا يمرّ بي رجل من بني بكر بن وائل إلا ضربته بسيفي هذا، أفي كلّ يوم تفرّون؟(1/162)
[301] عوف، الكاهن بن عامر بن حسّان بن مالك بن حطائط بن جشم بن ثقيف. جاهليّ، كان كاهنا شاعرا.
[302] عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة. وعوف بن عبد مناة هو عكل، وعكل هو امرأة من حمير، حضنته، فسمّي عكلا بها. وهو ابن عبد مناة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر. وعوف بن وائل هو قاتل الحارث بن تميم، رماه بسهم، فقتله، وكان شاعرا.
[303] عوف بن الغامديّة. وهي أمّه، من غامد، من الأزد. وهو من عدوان بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر، جاهليّ، يقول: [من الرمل]
إنّ دوسا شرّ عاد وإرم ... رسح أدبار كأعجاز القزم (1)
بقع أحساب كأجناح الرّخم ... عين، فابكي حكما غير حكم (2)
يعني الحكم بن جلا العدوانيّ. كانت دوس قتلته غدرا.
[304] عوف بن المنتفق العقيليّ (3). جاهليّ. تذكر بنو عقيل أنّ عوفا قتل لقيط بن زرارة الدّارميّ، يوم شعب جبلة، وقال (4): [من الكامل]
[ظلّت تلوم لما] لها عرسي ... لومي، وأنت حليمة أمس (5)
من لائم بكري وصاحبه ... فلقد شفيت بسيفه نفسي (6)
فقتلته بالشّعب، أوّل فارس ... في الشّرق، قبل ترجّل الشّمس
[301] تكهّن أيام حجر بن عديّ. وقيل: هو من بني أسد بن خزيمة. انظر (الأعلام 5/ 95، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 281).
[302] جاهلي قديم، وفد حفيده خزيمة بن عاصم بن قطن بن عبد الله بن عبادة بن سعد بن عوف بن وائل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بإسلام عكل. وذكر ابن حزم أن أولاد عوف بن وائل غلب اسم عكل عليهم. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 199198، والإصابة 2/ 243). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
[303] لم أعثر له على ترجمة. وأما ترجمته في (معجم الشعراء الجاهليين ص 281280) فمنقولة عن المرزباني. هذا ولم يترجم له في (من نسب إلى أمّه من الشعراء).
[304] شاعر فارس، ومن أبطال يوم شعب جبلة، وذلك قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة. انظر (الأغاني 11/ 150، والنقائض 665664، وأشعار العامريين الجاهليين ص 19، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 281).
__________
(1) الرّسح: جمع أرسح ورسحاء. والرّسح: قلّة لحم الأليتين والفخذين. والقزم: الضئيل الجسم القصير القامة.
(2) بقع أحسابها: أحسابهم مختلطة، غير خالصة من العيوب.
(3) ضبط النقائض والأغاني بالتصغير، وكذلك ضبط ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب ص 290).
(4) الأبيات في (الأغاني، والنقائض، وأشعار العامريين الجاهليين ص 84).
(5) العرس: الزوجة. وما بين المعقفتين بياض في الأصل، والإضافة من (الأغاني).
(6) قتل لعوف في يوم شعب جبلة ابن، وابن أخ له. وزعم قومه أنه قتل يومئذ ستة نفر. وفي ك «بشبعة». تصحيف.(1/163)
[305] عوف بن عبد الله بن الأحمر الأزديّ (1). شهد مع عليّ عليه السّلام صفّين، وله قصيدة طويلة رثى فيها الحسين عليه السّلام وحضّ الشّيعة على الطّلب بدمه. وكانت هذه المرثية تخبّأ أيّام بني أميّة. إنّما خرجت بعد ذلك، قاله ابن الكلبي، منها: [من الطويل]
ونحن سمونا لابن هند بجحفل ... كرجل دبا، يزجي إليه الدّواهيا (2)
فلمّا التقينا بيّن الضّرب أيّنا ... بصفّين كان الأضرع المتوانيا (3)
ليبك حسينا كلّما ذرّ شارق ... وعند غسوق اللّيل من كان باكيا
لحا الله قوما أشخصوهم، وعرّدوا ... فلم ير يوم البأس منهم محاميا (4)
ولا موفيا بالعهد إذ حمس الوغى ... ولا زاجرا عنه المضلّين ناهيا
فيا ليتني إذ كان كنت شهدته ... فضاربت عنه الشّانئين الأعاديا
ودافعت عنه ما استطعت مجاهدا ... وأعملت سيفي فيهم وسنانيا
[306] عويف القوافي الفزاريّ. وهو عوف بن معاوية بن عتيبة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جؤيّة بن لوذان بن ثعلبة بن عديّ بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان.
سمّي عويف القوافي ببيت قاله (5). وهو شاعر شريف مدح الوليد، وسليمان ابني عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز. وهو القائل ويقال إنّه أهجى ما قيل (6): [من البسيط]
[305] شاعر، من شعراء القرن الهجري الأول، كان حيّا سنة 61هـ. وانظر له (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 345344) وفيه: عوف بن عبد الله الأحمر الأزديّ.
[306] شاعر، من أشراف قومه في الكوفة. اشتهر في الدولة الأموية بالشام، وتوفي نحو سنة 100هـ. انظر (الأغاني 11/ 118، 201و 19/ 224194، والأعلام 5/ 97، وألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 335، والمزهر 2/ 439، والأنس والعرس ص 267266، والخزانة 6/ 387382و 10، 451، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 347346).
__________
(1) في الإصابة: عوف بن عبد الله الأسدي، مع الإشارة للمرزباني، وفيها أيضا عوف بن عبد الله الأزدي بدون إشارة للمرزبانيّ مع أنّه المقصود. (فرّاج). هذا وانظر (الإصابة 5/ 128). والذي أشار إليه المرزباني في الإصابة قد تكون له ترجمة سقطت من المخطوط. وفي ك «الأزري». تصحيف.
(2) في ك «بمحفل». والرّجل: اسم لجمع الراجل. وهو الماشي على رجليه. والدّبى: الجراد قبل أن يطير، أو أصغر ما يكون من الجراد.
(3) الأضرع: الأضعف. والمتواني: المقصّر.
(4) لحاه الله: لعنه. وعرّد عن قرنه: أحجم ونكل. والتعريد الفرار. يشير في البيت إلى الذين دعوا الحسين إلى الخروج، من أهل الكوفة.
(5) انظر البيت في (الأغاني 19/ 201200)، وهو قوله:
سأكذب من قد كان يزعم أنّني ... إذا قلت شعرا، لا أجيد القوافيا
(6) نسب البيتان مع ثالث للحكم بن زهرة الفزاريّ. انظر (شعر قبيلة ذبيان في الجاهلية ص 444).(1/164)
اللّؤم أكرم من وبر ووالده ... واللّؤم أكرم من وبر وما ولدا
قوم إذا جرّ جاني قومهم أمنوا ... من لؤم أحسابهم، أن يقتلوا قودا
وله: [من الطويل]
ولكلّ عزّة معشر من قومه ... لكع، يقصّر سعيه، فيعيب (1)
لولا سواه لجرّرت أوصاله ... عرج الضّباع، وصدّ عنه الذّيب (2)
[وقال]: [من الخفيف]
كلّ قرم في عصرنا ذي سماح ... أنت علّمته النّدى فحكاكا
لك ذكر في النّاس، عذب شهيّ ... لو تسمّعته وجدت مناكا
ذكر من اسمه عابس
[307] عابس بن الحصين الجرميّ. فرّ يوم الكلاب، وقال من أبيات (3): [من الطويل]
نجوت نجاء، ليس فيه وتيرة ... كأنّي عقاب عند تيماء، كاسر (4)
خداريّة، صقعاء، لبّد ريشها ... من الدّجن يوم، ذو أهاضيب، ماطر (5)
ولمّا رأيت الخيل تنزو وراءنا ... علمت بأنّ اليوم أحمس فاجر (6)
يقول لي النّهديّ: هل أنت مردفي؟ ... وكيف رداف الفلّ، أمّك عابر (7)؟
[307] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر جاهلي، من بني جرم، من قضاعة. كان حيّا سنة 10ق. هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
__________
(1) لكع: لئيم، أحمق.
(2) هنا نقص في الأصل (فرّاج).
(3) نسبت هذه الأبيات إلى وعلة بن عبد الله الجرميّ، من قصيدة قالها حين فرّ يوم الكلاب الثاني. انظر (العقد الفريد 5/ 232231، والأغاني 22/ 223). ونسب الشعر إلى الحارث بن وعلة الجرميّ. ويقال: هو لابن عابس الجرمي.
انظر (اللسان: عبر).
(4) الوتيرة: الذحل، أو الظلم.
(5) خداريّة: سوداء. وصقعاء: على رأسها بياض. والدجن: المطر الكثير. والأهاضيب: جلبات القطر بعد القطر.
(6) أحمس: شديد. والفاجر: المائل. ويضرب الفجر والبحر مثلا لغمرات الدنيا.
(7) أردفه: جعله ردفه، وأركبه خلفه. والفلّ: المنهزم، يستوي فيه الواحد والجمع. والعابر: الماضي. وامرأة عابر:
حزينة. والنهدي: رجل من نهد، يقال له سليط، سأل الشاعر أن يردفه خلفه لينجو به، فأبى أن يردفه، وأدركت بنو سعد النهديّ، فقتلوه.(1/165)
ذكر من اسمه عيّاش
[308] عيّاش بن الزّبرقان بن بدر التميميّ السّعديّ. أمّه: هنيدة بنت صعصعة، عمّة الفرزدق.
وكان عيّاش ماردا شديدا، حسن العارضة وجيها. وهاجى جرير بن الخطفي، وله يقول جرير (1): [من الطويل]
أعيّاش، قد ذاق القيون مريرتي ... وأوقدت ناري، فادن دونك، فاصطل
فقال عيّاش: إنّي إذا لمقرور. فغلّب جرير عليه.
[309] عيّاش الضّبّيّ. قطعت يده ورجله، وحبس، فقال (2): [من الطويل]
ألم ترني بالدّير، دير ابن عامر ... زللت، وزلّات الرّجال كثير (3)
لقد طال ما وطّنت نفسي لما ترى ... وقلبك يا ابن الطّيلسان يطير
كفى حزنا في الصّدر أنّ عوائدي ... حجبن، وإنّي في الحديد أسير
إذا ما تشكّينا أذاة الذي بنا ... أطاف بنا مثل الغراب مصير
قليل غرار النّوم حتى تنوّموا ... ويطلع من ضوء الصّباح بشير (4)
فدخل عليه ابن الطّيلسان، فقال (5): [من الطويل]
أعيّاش لو وطّنت نفسك فاصطبر ... فحظّك من بعد الممات سعير
[308] جاء في (أنساب الأشراف 11/ 458: «فأمّا عياش بن الزبرقان فكان شريفا بالبادية». وهو شاعر إسلامي، من شعراء القرن الأوّل الهجري. وله خبر في (البيان والتبيين 1/ 305) مع عبد الملك بن مروان. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[309] شاعر من اللصوص. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الأوّل الهجريّ، وربّما أدرك الثاني. وله ترجمة في (أشعار اللصوص ص 128127، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 348347)، وأخلّ به (شعر ضبّة).
__________
(1) انظر (ديوان جرير ص 945، وأنساب الأشراف 11/ 458).
(2) نسب الشعر في (معجم البلدان: دير ابن عامر) إلى عيّاش الضبّيّ اللصّ. وقيل التّيّحان العكلي. وقد جمع صاحب (أشعار اللصوص) الأبيات الواردة في معجم البلدان، ومعجم الشعراء معا، فكانت ستة أبيات.
(3) دير ابن عامر: قال عنه ياقوت: لا أعرف موضعه. وفي ك: ذللت. تصحيف.
(4) الغرار: القليل من النوم وغيره.
(5) في (معجم البلدان: دير ابن عامر): «فأجابه ابن الطّيلسان بأبيات منها:
وأحموقة، وطّنت نفسك خاليا ... لها، وحماقات الرجال كثير»(1/166)
رأيت قطيع الكفّ يخطو على عصا ... وكتفك من عظم اليمين حدير (1)
وأحمق قد وطّنت نفسك خاليا ... لها، وحماقات الرجال كثير (2)
فإن وطّن الضّبّيّ نفسا أليمة ... على الذّلّ ما نفسي له بوقور (3)
[310] عيّاش بن حنيفة الخثعميّ. من أهل اليمامة، محدث، رشيديّ. كان هو والسّمط بن مروان بن أبي حفصة يتحدثان إلى جارية باليمامة، فمرض عيّاش، فلم يعده السّمط، وكان للجارية ابن يقال له عمر، فقال عيّاش ينسب عمر إلى السّمط، ويعاتبه في ترك عيادته:
[من الطويل]
فلو غير ميم، بعدها الرّاء، مسّه ... أذى ساعة لم تخله من سؤالكا
وحقّ له منك السّؤال، وأمّه ... أبا عمر قد أصبحت في حبالكا
وقال أناس: فيه منه مشابه ... فقلت لهم: كلّا لحفظ إخائكا
فقالوا: بلى، إنّا وجدناه، فاعلمن ... على أمّه في ظلمة اللّيل باركا
فقال السّمط: [من الطويل]
تعيّشت يا عيّاش من فضل كسبها ... وعدت سمينا بعد طول هزالكا
يعاتبني عيّاش أن لا أعوده ... فأهون به حيّا عليّ، وهالكا
وإنّي لأستحيي من النّاس كلّهم ... ومن خالقي من أن أرى بفنائكا (4)
فقال عيّاش: [من الطويل]
أتزعم أنّي قد سمنت بكسبها ... وما كسبها يا سمط غير عطائكا
فإن بذلت لي، رغبة عنك، مالها ... فمت كمدا، أو ضنّ عنها بمالكا
فقال السّمط: [من الطويل]
ولمّا مضى للحمل تسعة أشهر ... وراب الذي في بطنها من حلابكا
دعوت إليها القابلات يلينها ... فجاءت بمسطوح القفا في مثالكا
فقال عيّاش: هذا شعر مروان (5)، ولم يجبه.
[310] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسي، عاصر الرشيد (193170هـ).
__________
(1) لعلها: وأنت قطيع الكفّ. (فرّاج). وحدير: غليظ مستدير.
(2) في معجم البلدان: فإنّي قد وطّنت نفسي لما ترى.
(3) في البيت إقواء (فرّاج). والوقور: الحليم الرزين.
(4) الفناء: الساحة أمام الدار أو بجانبها.
(5) أراد مروان بن أبي حفصة (ت 182هـ) وهو شاعر كبير معروف. وهذا يعني أن المهاجاة بين عياش والسّمط كانت قبل وفاة مروان، والد السمط.(1/167)
ذكر من اسمه عليّ
[311] أمير المؤمنين، أبو الحسن، عليّ بن أبي طالب (1)، رضي الله عنه. يروى له شعر كثير، منه قوله في يوم خيبر، لمّا خرج مرحب يقول (2): [من مشطور الرجز]
قد علمت خيبر أنّي مرحب ... شاكي السّلاح بطل مجرّب (3)
فقال عليّ: [من مشطور الرجز]
أنا الذي سمّتني أمّي حيدره ... كليث غابات كريه المنظره (4)
وله في رواية سعيد بن المسيّب (5): [من الطويل]
أفاطم، هاك السّيف، غير ذميم ... فلست برعديد، ولا بلئيم (6)
لعمري، لقد جاهدت في نصر أحمد ... ومرضاة ربّ بالعباد عليم
أريد ثواب الله، لا شيء غيره ... ورضوانه في جنّة ونعيم
وله (7): [من مشطور الرجز]
يا شاهد الله عليّ فاشهد ... آمنت بالخالق ربّ أحمد
يا ربّ من ضلّ فإنّي مهتدي ... يا ربّ، فاجعل في الجنان مقعدي
وروى له يونس النّحوي (8): [من البسيط]
تلكم قريش تمنّاني لتقتلني ... فلا، وربّك ما برّوا، ولا ظفروا
[311] أمير المؤمنين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين، وأحد الشجعان والأبطال، ومن أكابر الخطباء والعلماء بالقضاء، وأوّل الناس إسلاما بعد خديجة. وهو شاعر، ولكن شعرا كثيرا صنع أو نسب إليه، وأغلب المصنوع بين دفّتي الديوان المنسوب إليه، وقد طبع مرارا. قتله عبد الرحمن بن ملجم غيلة في الكوفة سنة 40هـ.
انظر (الأعلام 4/ 296295، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 303302، وشعر قريش في الجاهلية وصدر الإسلام ص 6665).
__________
(1) في الهامش: قال الجاحظ في كتاب البرصان (ص 46): «أبو طالب أول هاشميّ في الأرض ولده هاشميان».
(2) انظر الرجز في (تاريخ الطبري 3/ 13، وديوان الإمام علي ص 7877).
(3) الشاكي السلاح: التام السلاح، المدجّج به.
(4) الحيدرة: الأسد. وهو لقب الإمام عليّ.
(5) انظر (ديوان الإمام عليّ ص 175174).
(6) فاطم: منادى مرخم. وفاطمة الزهراء، ابنة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وزوج الإمام رضي الله عنهما. والرعديد: الجبان.
(7) انظر (ديوان الإمام عليّ ص 60).
(8) نقل عن يونس بن حبيب انه لم يصحّ من شعر الإمام على سوى هذين البيتين. ونقل مثل ذلك عن أبي عثمان المازني. انظر (ديوان الإمام علي ص 80، وشعر قريش في الجاهلية وصدر الإسلام ص 66). هذا، وللإمام أشعار كثيرة يمكن الاطمئنان إلى نسبتها له.(1/168)
فإن هلكت فرهن ذمّتي لهم ... بذات وقبين، لا يعفو لها أثر (1)
[312] عليّ بن زيد الفوارس بن حصين بن ضرار الضّبّيّ. جاهلي، يقول في قتل حصين بن أصرم السّيديّ: [من الوافر]
تركت السّيد مهملة، تناغى ... تناغي الضّأن، ليس لهنّ راعي (2)
[313] عليّ بن الغدير الغنويّ. جزريّ، له شعر كثير، وهو القائل في فتنة ابن الزّبير (3):
[من الطويل]
فمن مبلغ قيس بن عيلان مألكا ... من اختار منهم أرض نجد وشامها (4)
فلا تهلكنكم فتنة، كلّ أهلها ... كحيران في طخياء داج ظلامها (5)
وخلّوا قريشا والخصومة بينها ... إذا اختصمت حتّى يقوم إمامها
فإنّ قريشا والإمارة إنّها ... لها، وعليها برّها وأثامها
وله: [من الكامل]
وإذا سئلت الخير فاعلم أنّه ... نعم تخصّ بها من الرّحمن
شيم تعلّق في الرّجال، وإنّما ... شيم الرّجال كهيئة الألوان
[314] البردخت الضّبّيّ. واسمه عليّ بن خالد. أحد بني السّيد بن مالك بن بكر بن سعد بن [312] لم أعثر له على ترجمة. وترجم له في (شعر ضبّة ص 133، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 331330، نقلا عن المرزباني.
[313] هو علي بن منصور بن مضرّس الغنويّ، المعروف بابن الغدير، فارس شاعر، زمن عبد الملك وكان حيّا نحو سنة 70هـ. انظر بعض أشعاره وأخباره في (أنساب الأشراف 4/ 292291و 5/ 249، والأغاني 19/ 220219 والأضداد للأنباري ص 53، ونقائض جرير والأخطل ص 31، 23، وسمط اللآلي ص 800799). وذهب الزركلي في (الأعلام 5/ 25) إلى أنّه توفّي نحو سنة 80هـ. وله ترجمة في (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 304).
[314] من شعراء الدولة الأموية. توفي نحو سنة 125هـ. ويبدو أنّه كان مولعا بالهجاء والفخر. انظر له (ذيل الأمالي ص 79، والشعر والشعراء ص 601، وشعر ضبّة ص 212208). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الوقب: النقرة في الصخرة يجتمع فيها الماء.
(2) بنو السيد من ضبّة. وفي المطبوع (كرنكو): «تناغي». وجاء في الهامش: «علي بن عمرو الطائي. أنشد له الأخفش في أماليه شعرا، وكذلك أنشد آنفا لعلي بن عميرة الجرمي».
(3) كانت فتنة ابن الزبير بين عاميّ 64و 73هـ. والأبيات من تسعة في (نقائض جرير والأخطل ص 23).
(4) المألك: الرسالة.
(5) الطخياء: الليلة المظلمة.(1/169)
ضبّة، هجا جريرا لمّا نزل على القيّار الثّوريّ بقوله (1): [من البسيط]
ما زلت تلحس أوضارا، وتتبعها ... حتّى نزلت على الثّوريّ، قيّار (2)
ما ثور أطحل إذ عدّت مآثرها ... ولا كليب بن يربوع بأخيار (3)
أبلغ جريرا وقيّارا وقل لهما: ... ألستما تحت خلق الله في النار؟
فبلغت جريرا، وأخبر أنّ اسمه البردخت، فقال: ما البردخت؟ قيل: الفارغ، الذي لا عمل له. فقال: ما كنت لأجعل له عملا، ولا شغلا. ولم يجبه.
وللبردخت يفخر (4): [من الطويل]
وكم في بني سعد بن ضبّة من فتى ... عميم ندى الكفّين، جزل المواهب
أولئك آبائي الذين تبرّعوا ... بآلائهم، واستكرموا في المناصب (5)
وله يهجو الكميت بن زيد (6): [من الوافر]
ألا أبلغ بني أسد رسولا ... فما أربي إلى شتم الكميت
أأن غنّى الملوك، فنال منهم ... وكان إذا جرى خلف السّكيت (7)
فسأل الكميت عن اسمه، فقيل له: هو الفارغ بالفارسية. فقال: نتركه بفراغه، ولا نشغله. ولم يجبه.
[315] عليّ بن عميرة الجرميّ. يقول: [من الطويل]
على عرصات باللّوى بان أهلها ... سلام، وأنّى بعد ريّا سلامها (8)
[315] روت بعض المصادر أنّه شاعر جاهليّ مقلّ. واختلف الرواة في نسبة شعره. وجاء في الهامش: «وقال أبو حاتم:
هو من جرم طيّئ». انظر له (الحماسة الشجرية ص 559، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 231).
__________
(1) الأبيات في (شعر ضبّة ص 209) نقلا عن المرزبانيّ.
(2) الأوضار: الأوساخ من الدسم أو غيره. جمع وضر.
(3) في ك «مأثور». تصحيف. والأطحل: ما لونه الطّحلة. وهي لون بين الغبرة والبياض. وكليب بن يربوع: عشيرة جرير.
(4) البيتان في (شعر ضبّة ص 208).
(5) الآلاء: النّعم. والمناصب: الأصول.
(6) الكميت بن زيد الأسدي، خطيب بني أسد، وفقيه الشيعة الزيدية، وصاحب الهاشميات. وكان فارسا شجاعا، وهجّاء. توفي سنة 126هـ. والبيتان في (شعر ضبّة ص 209) نقلا عن المرزباني.
(7) غنّى الملوك: مدحهم. السّكيت: آخر الخيول في السباق.
(8) العرصات: البقاع الواسعة بين الدور، ليس فيها بناء. واللوى: موضع أكثر الشعراء من ذكره. وهو واد من أودية بني سليم. وبان أهلها: ابتعدوا.(1/170)
وكيف يحيّا رسم دار محيلة ... تحمّل أهلوها، وبادت خيامها؟ (1)
دعوني وريّا، واعلموا أنّ هامة ... تهيم بريّا سوف يبقى هيامها (2)
[316] عليّ بن وهب المزنيّ. ذكره ابن أبي طاهر.
[317] عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم، رضي الله عنه. لمّا قدم المدينة مسرف بن عقبة المرّيّ، ففعل بالحرّة ما فعل، من أخذ النّاس بالبيعة ليزيد بن معاوية، فبايعوا إلّا عليّ بن الحسين، وعليّ بن عبد الله بن العبّاس رضوان الله عليهم فأمّا عليّ بن الحسين رضي الله عنهما فأعفوه، وأمّا عليّ بن عبد الله فمنعه الحصين بن نمر السّكونيّ، وكانت أمّ عليّ كنديّة. فلمّا قرّبه مسرف ليبايع على أنّه عبد ليزيد، قال الحصين: لا يبايع ابن أختنا على هذا. فقال مسرف: أخلعت يدا من طاعة؟ فقال له الحصين: أمّا في عليّ بن عبد الله فنعم.
فقال عليّ بن عبد الله (3): [من الوافر]
أبي العبّاس قرم بني قصيّ ... وأخوالي الكرام بنو وليعه (4)
هم ملكوا بني أسد وأودا ... وقيسا والعمائر من ربيعه
هم منعوا ذماري يوم جاءت ... كتائب مسرف وبنو اللّكيعه (5)
أراد بي التي لا عزّ فيها ... فحالت دونه أيد رفيعه
وكندة معدن للملك قدما ... يزين فعالهم عظم الدّسيعه (6)
[318] عليّ بن جعدب الحارثيّ. إسلاميّ. لمّا أغارت بنو عقيل على بني الحارث بن كعب، [316] جاء في (أنساب الأشراف 10/ 283): «وولد عبد بن ثور بن هذمة: كعب بن عبد، وعديّة بن عبد، وهم رهط عليّ بن وهب الشاعر» المزنيّ.
[317] من أعيان التابعين، وهو جدّ الخلفاء العبّاسيّين. وكان كثير العبادة والصلاة. مات سنة 118هـ معتقلا بالبلقاء.
وقيل: 117هـ. انظر له (جمهرة أنساب العرب ص 19، والأعلام 4/ 303302). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[318] مذحجيّ، من بني الحارث بن كعب، وكان مع جعفر بن علبة الحارثي حين قتل جماعة من بني عقيل، وسجن معه في مكة، وأفلت علي بن جعدب من السجن، فهرب سنة 145هـ قبيل القود من جعفر. انظر
__________
(1) رسم الدار: ما كان من آثارها لاصقا بالأرض. ومحيلة: تحوّلت من حال إلى حال وتغيّرت.
(2) الهامة: الرأس. وهامة القوم: سيّدهم. وأصبح فلان هامة إذا مات.
(3) الأبيات في (أنساب الأشراف 4/ 368)، وعدا الثاني والثالث في (التاج: ولع).
(4) القرم: السيد العظيم. وقصيّ بن كلاب: في عمود نسب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهو الذي جمع قريشا في مكّة. وبنو وليعة: حيّ من كندة.
(5) قدم مسرف بن عقبة المريّ إلى المدينة، وأوقع بأهلها سنة 63هـ. وبنو اللكيعة: قوم. ذكر ذلك ابن منظور، وأورد البيت. انظر (اللسان: لكع). واللكيعة: الأمة اللئيمة.
(6) الدسيعة: المائدة الكريمة، والجفنة الواسعة، والعطيّة الجزيلة.(1/171)
وأخذوا إبل جعدب، قال: [من الطويل]
أمخترمي ريب المنون، ولم أسق ... مخاض ابن عيسى في فوارس أو ركب؟
ابن عيسى: رجل من عقيل. والرّكب: جمع الإبل.
ولمّا أقد خيلا بخيل، ولم أجل ... بأغباش ليل عرج نهب إلى نهب (1)
عرج: إبل كثيرة، وأغباش: قطع.
أظنّ عقيلا بالوعيد تروضني ... فما يثبت الكفل الضّعيف على الصّعب (2)
الكفل: الكساء، يوضع تحت الرّحل، على مؤخّر البعير.
ألم أك قد لاقيتكم يوم سحبل ... فلم ينجكم سهل، ولا جبل صعب (3)
فأجابه حجيرة بن صبرة العقيليّ: [من الطويل]
عليّ الهدايا، يا عليّ بن جعدب ... بأصدق ممّا قلت إن كفّ لي شرب (4)
فإن كنت توفي بالنّذور التي بها ... حلفت فأسهل من ذرى الجبل الصّعب
[319] عليّ بن حسّان البكريّ. يقول (5): [من الطويل]
هل الله عاف عن ذنوب، تسلّفت ... أم الله إن لم يعف عنها يعيدها
أم الدّهر منسيّ الذي كان بالحمى ... ليالي يعتاد المحبين عيدها؟
وهل آثمن بالله إن قلت: ليتني ... لعصماء بالي حلّة أو جديدها؟
وكنّا إذا وانت بعصماء نيّة ... رضينا عن الأيّام، لا نستزيدها (6)
(الأغاني 13/ 52، 59) هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين). وجاء في الهامش: «قال الهجري: علي بن جعدب القناني كان صاحب يوم سحبل، على عقيل، وهو من بني الحارث بن كعب، مذحجيّ».
[319] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الأوّل الهجريّ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الغبش: أوّل طلوع الفجر، أو أوّل الليل.
(2) الصعب من الإبل: نقيض الذلول. وهو الذي لم يركب، ولم يمسسه حبل.
(3) في البيت إقواء، وكذلك في الشعر التالي.
(4) الهدايا: أراد قوافي الشعر.
(5) الأبيات عدا الثاني من قصيدة لابن الدمينة في (ديوان ابن الدمينة ص 5250). وقال صاحب (سمط اللآلي ص 179178) عن بعض هذه الأبيات: «في هذا الشعر تخليط، فمنه أبيات من شعر ابن الدمينة وأبيات من شعر الحسين بن مطير وفي الشعر أبيات مجهولة، لا يدرى قائلها».
(6) وانت: أراد توانت، أي: فترت وضعفت.(1/172)
من البيض، لا تجزي إذا الرّيح ألصقت ... بها درعها، أو زايل الحلي جيدها (1)
[320] عليّ بن معدان الطائيّ. إسلاميّ، يقول: [من الطويل]
يقولون: لا تذكر أخاك، ولا ترد ... جزاء له، ما عشت غير التّرحّم
سأبذل مالي كلّه في جزائه ... ليغنى به أولاده بعد معدم (2)
[321] عليّ بن أبي كثير. مولى بني أسد، وقيل: بل مولى بني تيم اللّات بن ثعلبة. شاعر مكثر، صاحب شراب وفتوّة، مدح ابن المقفّع (3) وغيره، واستكتبه أبو بجير الأسديّ عند تقلّده الأهواز للمنصور، وله معه أخبار. وهو القائل: [من الطويل]
سقاني هذيل من شراب، كأنّه ... دم الجوف، يستاق الحليم إلى الجهل
متى يرو منه ذو التّرات فإنّه ... يهيج له ذكر القديم من الذّحل (4)
وما زلت أسقى شربة بعد شربة ... لعمرك حتى رحت متّهم العقل
سقاني ثلاثا بعد سبع وأربع ... فخثّرن ما بين الذّؤابة والنّعل
فرحت أجوب الأرض، أركل متنها ... إذا هي مالت بي ليعدلها ركلي
ترى عيني الحيطان حولي كأنّها ... بدور، ولو كلّمتني قلت: ذو خبل (5)
فلا العين تهديني، وبالرّجل ما بها ... فلأيا بلأي ما دفعت إلى وحل (6)
[322] عليّ بن أديم الكوفيّ البزّاز. كان في صدر الدّولة العبّاسيّة، وعشق جارية، يقال لها منهلة، وله معها حديث، وهو القائل (7): [من الكامل]
جدّ الرّحيل، وحثّني صحبي ... قالوا: الصّباح، فطيّروا لبّي
[320] لم تذكر المصادر من ترجمته أكثر ممّا قاله المرزبانيّ في معجمه. انظر له (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 304).
[321] لم أعثر له على ترجمة. وكان معاصرا للخليفة المنصور العبّاسيّ (158136هـ).
[322] من شعراء القرن الثاني الهجري، ومن تجار أهل الكوفة، وكان يهوى جارية يقال لها منهلة، ثم بيعت، فمات أسفا عليها، وبلغها خبره، فماتت. وله حديث طويل معها، في كتاب مفرد مشهور، صنعه أهل الكوفة، تضمن ما قاله فيها من الأشعار. انظر (الأغاني 15/ 259256).
__________
(1) درعها: قميصها.
(2) المعدم: الافتقار.
(3) هكذا ضبط الأصل، ووضع عليه علامة صحّ. والمشهور بين العلماء (ابن المقفّع) بفتح القاف.
(4) ذو الترات: الذي قتل أقرباؤه وأصحابه. والذحل: الثأر، والحقد والعداوة.
(5) لعلها: تدور (فرّاج).
(6) لعلها أيضا رحلي: (فرّاج).
(7) الأبيات في (الأغاني 15/ 258257).(1/173)
واستقت سوقا كاد يقتلني ... والنّفس مشرفة على نحبي (1)
لم يلق عند البين ذو كلف ... يوما كما لاقيت من كربي
لا صبر لي عند الفراق على ... فقد الحبيب، ولوعة الحبّ
[323] عليّ بن الخليل الكوفيّ. مولى يزيد بن مزيد الشّيبانيّ، ويكنى أبا الحسن، أحد شعراء الكوفة وظرفائهم، وهو ومطيع بن إياس ويحيى بن زياد طبقة، يتصاحبون على المجون والخلاعة والشّراب، وطلب الرّشيد عليّ بن الخليل مع الزّنادقة، فاستتر استتارا طويلا، ثم قصده بالرقّة، وهو شيخ كبير، فأنشده قصيدة منها (2): [من الكامل]
إنّي رحلت إليك من فزع ... قد كان شرّدني، ومن لبس (3)
إن رابني من حادث فزع ... كان التّوكّل عنده ترسي
فآمنه، ووهب له خمسة آلاف درهم.
وله: [من الطويل]
يقولون: طال اللّيل، واللّيل لم يطل ... ولكنّ من يهوى، من الهمّ يسهر
فكم ليلة طالت عليّ بهجركم ... وأخرى يلاقيها بوصل، فتقصر
وله: [من الكامل]
نزّه صبوحك عن مقال العذّل ... ما العيش إلّا في الرّحيق السّلسل
تهدي بقلب المستلين تخيّلا ... وتلين قلب الباذخ المتخيّل
[324] عليّ بن رزين الخزاعيّ. وهو أبو دعبل بن عليّ الشاعر. وعليّ هو القائل في رواية ابنه [323] من شعراء القرن الثاني الهجري، توفي نحو سنة 190هـ. انظر ترجمته، وبعض أخباره وأشعاره في (الأغاني 14/ 184172، و 25/ 9493، وزهر الآداب 2/ 842840، وتاريخ الطبري 8/ 119).
[324] شاعر عبّاسي، توفي نحو سنة 220هـ. له خبر وشعر في (الأغاني 20/ 134). وبنو رزين بيت شعر. انظر (العمدة ص 1080).
__________
(1) في (الأغاني): «واشتقت شوقا». والنحب: الموت.
(2) البيتان من قصيدة له في (الأغاني 14/ 175174)، وفيه إشارة إلى أن الرشيد أخذ صالح بن عبد القدوس، وعلي بن خليل في الزندقة، فأنشده علي تلك القصيدة، فأطلقه، وقتل صالحا. هذا، والمعروف أن المهدي العبّاسي هو الذي قتل صالحا نحو سنة 160هـ. انظر (الأعلام 3/ 192)، وبذلك تكون رواية المرزباني هي الصحيحة.
(3) اللبس: الإشكال والالتباس. وفي الهامش إشارة إلى رواية في نسخة أخرى، وهي:
«إنّي لجأت إليك من فزع ... قد كان أسد مني، ومن لبس»
وأسدمني: أصابني بالهم والحزن.(1/174)
دعبل (1): [من البسيط]
قد قلت لمّا رأيت الموت يطلبني: ... يا ليتني درهم في كيس ميّاح (2)
فياله درهما طالت سلامته ... لا هالكا ضيعة يوما، ولا ضاحي
[325] عليّ بن محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب. هرب بعد قتل أبيه وأهله، إلى الهند، وكتب في خان ببعض بلدانها (3): انتهيت إلى هذا الموضع بعد أن مشيت حتّى انتعلت الدّم، وقد قلت (4): [من الطويل]
عسى مشرب يصفو، فيروي ظمأة ... أطال صداها المنهل المتكدّر (5)
عسى جابر العظم الكسير بلطفه ... سينظر للعظم الكسير، فيجبر
عسى صور أمسى لها الجور وافيا ... سيتبعها عدل، يجيء، فيظهر (6)
عسى الله، لا تيأس من الله، إنّه ... يسير عليه ما يعزّ ويكثر (7)
[326] عليّ بن عبيد الله بن محمّد بن عمر [بن عليّ] بن أبي طالب. يقال له: الطّيب. لمّا حبس الرّشيد موسى بن جعفر، واشتدّ في طلب الطّالبيين، قال علي بن عبيد الله: [من الرمل]
كلّما قلنا: أتتنا دولة ... أذهبت عسرا، وجاءت بيسر (8)
عطف الخوف علينا والرّدى ... وصفاء الدّهر رهن بكدر
صار، والله، علينا مالنا ... إنّ هذا لبلاء مستمر
نزغ الشّيطان فيما بيننا ... فأتانا من جهات الخير شر
وله يرثي بعض أهله: [من الكامل]
[325] والده محمد بن عبد الله، الملقب بالنفس الزكيّة المقتول سنة 145هـ.
[326] محدّث، وشاعر، كان حيّا سنة 179هـ، وهي السنة التي سجن فيها الإمام موسى بن جعفر الصادق. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 67، ونسب قريش ص 80).
__________
(1) البيتان في (الأغاني)، وذكر فيه أن دعبلا روى عن أبيه أنه لم يقل شيئا من الشعر قط إلّا هذا الشعر، وبيتين آخرين.
هذا ونسب البيتان الآخران خطأ إلى ابنه دعبل. انظر (شعر دعبل بن علي الخزاعي ص 461).
(2) الميّاح: من يستقي الماء مغترفا.
(3) جاء في (أنساب الأشراف 2/ 449): «فصار علي بن محمّد بن عبد الله بن حسن إلى مصر، فحمل منها إلى أبي جعفر المنصور، فمات ببغداد».
(4) في الأصل: «ابتلعت». والتصويب من الهامش. (فرّاج). ونسبت الأبيات للقاسم بن إبراهيم العلويّ في ترجمته (491).
(5) المنهل: مورد الماء.
(6) في ك «موفيا».
(7) ما يعزّ: ما يقلّ، فلا يكاد يوجد.
(8) اليسر، واليسر: ضد العسر.(1/175)
لي يا أخي أبدا عليك أنين ... وإلى خيالك رنّة وحنين
ومدامعي مشغولة بك كلّها ... وخيال وجهك للضّمير يبين
كنت المنى عندي وفارج كربتي ... فاستأثرت بمناي فيك منون
[327] عليّ بن حمزة الكسائيّ. أبو الحسن، كوفي. نزل بغداد، وأدّب محمّد بن الرّشيد، وهو إمام أهل الكوفة في النّحو والقراءة، وأستاذ الفرّاء والأحمر.
والكسائيّ قليل الشّعر، وله أبيات يصف فيها النّحو، ويحثّ على تعلّمه، مشهورة، أولها (1): [من الرمل]
إنّما النّحو قياس يتّبع ... وبه في كلّ أمر ينتفع
فإذا ما أبصر النّحو الفتى ... مرّ في المنطق مرّا، فاتّسع
وإذا لم يعرف النّحو الفتى ... هاب أن ينطق حسنا، فانقمع
يقرأ القرآن، ما يعلم ما ... صرّف الإعراب فيه، وصنع
فتراه يخفض الرّفع، وما ... كان من نصب ومن خفض رفع
ومات هو ومحمّد بن الحسن الفقيه مع الرّشيد بناحية الرّيّ، في خرجته الأولى إلى خراسان.
وكتب الكسائيّ إلى الرّشيد وهو يؤدّب محمدا بأبيات، أوّلها (2): [من الكامل]
ماذا تقول أمير المؤمنين لمن ... أمسى إليك بحرمة يدلي (3)
واستماحه فيها، فأمر له بعشرة آلاف درهم، وجارية حسناء، وخادم، وبرذون بسرجه ولجامه.
[328] عليّ بن المبارك، الأحمر النحويّ. غلام الكسائيّ. قليل الشّعر، ضعيفه. قال إسحاق الموصليّ: أنشدني الأحمر لنفسه: [من الخفيف]
ربّما سرّني صدودك عنّي ... وطلابيك وامتناعك منّي
[327] إمام في اللغة والنحو والقراءة، وهو مؤدّب الرشيد، وابنه محمد، الأمين. له تصانيف منها (معاني القرآن) و (القراءات). توفي في سنة 189هـ. انظر (الأعلام 4/ 283، وشعر قبيلة أسد ص 456455).
[328] علي بن المبارك أو الحسن، المعروف بالأحمر: مؤدّب المأمون العبّاسي، وشيخ النحاة في عصره. أخذ العربية عن الكسائي، وكان قوي الذاكرة، يحفظ أربعين ألف بيت من شواهد النحو، وله كتب مصنّفة. توفي سنة 194هـ.
انظر له معجم الأدباء 14/ 108106، والأعلام 4/ 271).
__________
(1) الأبيات في (الورقة ص 2726).
(2) كذا في الأصل. وفي ابن خلكان بترجمته. قل للخليفة ما تقول لمن. (فرّاج). والأبيات في (الورقة ص 28، ووفيات الأعيان 3/ 295).
(3) في الشطر الأوّل خلل عروضي. ولعلّ الرواية ما جاء في (وفيات الأعيان).(1/176)
ذاك ألّا أكون مفتاح غيري ... فإذا ما خلوت كنت التّمنّي
حسب نفسي أن تعلمي أنّ قلبي ... لكم وامق، ولو بالتّظنّي
[329] عليّ بن حسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن حسين بن عليّ بن أبي طالب. هو القائل لعليّ بن عبد الله الجعفريّ وكان عمر بن فرج الرّخجيّ (1) حمله من المدينة: [من البسيط]
صبرا أبا حسن، فالصّبر عادتكم ... إنّ الكرام على ما نابهم صبر
أنتم كرام، وأرضى النّاس كلّهم ... عن الإله بما يجري به القدر
واعلم بأنّك محفوظ إلى أجل ... فلن يضرّك ما سدّى به عمر (2)
وله: [من الكامل]
إنّ الكرام بني النّبيّ، محمّد ... خير البريّة: رائح أو غادي
قوم هدى الله العباد بجدّهم ... والمؤثرون الضّيف بالأزواد
كانوا إذا نهل القنا بأكفّهم ... سكبوا السّيوف أعالي الأغماد (3)
ولهم بجنب الطّفّ أكرم موقف ... صبروا على الرّيب الفظيع العادي (4)
حول الحسين مصرّعين كأنّما ... كانت مناياهم على ميعاد
[330] عليّ بن طاهر بن زيد بن عبد الرّحمن بن القاسم بن حسن بن زيد بن حسن بن عليّ بن أبي طالب. يقول: [من الكامل]
هل كان يرتحل البراق أبوكم ... أو كان جبريل عليه ينزل
أم من يقول الله إذ يختاره ... للوحي: نم يا أيّها المزّمّل؟
يبدا المؤذّن في الأذان بذكره ... من بعد ذكر الله، ثمّ يهلّل
[331] عليّ بن عاصم العنبريّ. من أهل أصبهان، له مع أبي دلف العجلي خبر، وهو القائل [329] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الثالث الهجري، كان حيّا نحو سنة 250هـ.
[330] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الثالث الهجري.
[331] من شعراء القرن الثالث المجيدين، كان يسكن الجبل، ودخل العراق، ومدح ملوكها، ولو أقام بها لخضعت له رقاب العباد. له أرجوزة رائية مشهورة، يهجو فيها أهل الماهيات، وأنشدها أبا دلف العجلي (ت 226هـ)، وهو يقول ابن المعتز صاحب القصيدة اللامية التي ليس لأحد مثلها. انظر (طبقات الشعراء ص 358345).
__________
(1) ذكر في أحداث سنة 250هـ أن عمر بن فرج كان يتولّى أمر الطالبيين. انظر (تاريخ الطبري 9/ 266).
(2) إذا نسج إنسان كلاما أو أمرا بين قوم قيل: سدّى بينهم.
(3) نهل القنا: أشربت الرماح من دماء الأعداء. الأغماد. أراد الدروع وذلك لأن الأجسام تغمد بها.
(4) الطفّ: أرض من ناحية الكوفة، فيها كان مقتل الحسين بن عليّ، رضي الله عنهما.(1/177)
يمدح عبد الله ابن هلال المعروفيّ (1): [من الكامل]
ونشرت من حبر القصائد يمنة ... لاحت أهلّتها على ابن هلال (2)
ملك يرى الأملاك خولا عنده ... من شدّة الإعظام والإجلال (3)
بحر تدفّق حوله لعفاته ... لجج من الإنعام والإفضال (4)
وإذا الكماة تخالسوا أرواحهم ... بغرار كلّ مهنّد قصّال (5)
وحسبت غمغمة الفوارس في الوغى ... زأر الأسود تراع بالأغيال
صنعت بأرواح الكماة سيوفه ... ما كان يصنع جوده بالمال
[332] عليّ بن الجهم بن بدر بن مسعود بن أسيد بن أذينة بن كرّار بن كعب بن مالك بن عتبة بن جابر بن الحارث بن عبد البيت بن الحارث بت سامة بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. يكنى أبا الحسن، وأصله من خراسان. وخبر ولد سامة بن لؤيّ مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في بيعه إيّاهم من مصقلة بن هبيرة الشّيبانيّ وضمانه المال وهربه إلى معاوية بعد إعتاقهم مشهور معروف. ولعليّ بن محمّد بن العلويّ الكوفيّ في عليّ بن الجهم من أبيات: [من المتقارب]
أسامة منّا، فأمّا بنوه ... فأمرهم عندنا مظلم
وقد أكثر الشّعراء في هجاء عليّ بن الجهم لانحرافه عن أهل البيت، عليهم السّلام. وهو شاعر مطبوع، عذب الألفاظ، سهل الكلام، مقتدر على الشّعر. كان إبراهيم الحربيّ يصفه، ويقرّظه. ويقال: إنّ إبراهيم هو ابن داية، عليّ بن الجهم. ومدح عليّ المعتصم والواثق، وجالس المتوكّل، ومات سنة تسع وأربعين ومائتين، بناحية حلب خرج متوجّها للغزو، فقتله أعراب من كلب. وهو القائل (6): [من الطويل]
[332] شاعر رقيق الشعر، أديب من أهل بغداد، كان معاصرا لأبي تمّام، وغضب عليه المتوكل العبّاسي، فنفاه إلى خراسان، وقتل بناحية حلب سنة 249هـ. وله ديوان شعر مطبوع. انظر (الأعلام 4/ 270269، والعصر العبّاسي الثاني ص 270255) ولخليل مردم بك مقدّمة، ترجم فيها لعلي بن الجهم ترجمة وافية في (ديوان علي بن الجهم ص 485)، ولعبد الرحمن رأفت باشا دراسة لشعره. انظر (المكتبة الشعرية ص 139138).
__________
(1) الأبيات من قصيدته اللامية المشهورة، المروية في (طبقات الشعراء).
(2) الحبر: جمع حبرة. وهي نوع من البرود اليمانية. واليمنة: البرد اليماني.
(3) الخول: الأتباع والعبيد. وأسكن الواو (المفتوح) اضطرارا.
(4) لعفاته: لطالبي عطائه.
(5) تخالسوا أرواحهم: رام كلّ منهم اختلاس روح صاحبه. والاختلاس: استلاب الشيء في مخاتله وسرعة. والغرار:
حدّ السيف. وقصال: سريع القطع.
(6) الأبيات من مقدّمة قصيدة مدح بها المتوكّل. انظر (ديوان علي بن الجهم ص 173172).(1/178)
هي النّفس ما حمّلتها تتحمّل ... وللدّهر أيّام، تجور وتعدل
وعاقبة الصّبر الجميل جميلة ... وأفضل أخلاق الرّجال التّفضّل
ولا عار إن زالت عن المرء نعمة ... ولكنّ عارا أن يزول التّجمّل
وله (1): [من الكامل]
غير اللّيالي باديات عوّد ... والمال عارية، يفاد، وينفد
ولكلّ حال معقب، ولربّما ... أجلى لك المكروه عمّا تحمد
لا يؤيسنّك من تفرّج كربة ... خطب رماك به الزّمان الأنكد
كم من عليل قد تخطّاه الرّدى ... فنجا، ومات طبيبه، والعوّد
وله (2): [من الطويل]
دعيني، أمت، والشّمل لم يتشعّب ... ولا تبعدي، أفديك بالأمّ والأب
سقى الله ليلا ضمّنا بعد هجعة ... وأدنى فؤادا من فؤاد معذّب
فبتنا جميعا، لو تراق زجاجة ... من الرّاح فيما بيننا لم تسرّب
[333] أبو الحسن، عليّ بن يحيى بن أبي منصور، المنجّم (3). ونسبه يتّصل في الفرس إلى أبرسام البزرج فرمذار، وكان وزير أردشير، وصاحب أمره. وأسلم يحيى بن أبي منصور على يد المأمون، وخصّ به، وهم من فارس. وأبو الحسن أديب شاعر فاضل مفتنّ في علوم العرب والعجم، وكان جوادا ممدّحا، ونادم المتوكّل، وعلت منزلته عنده، ثمّ لم يزل مع الخلفاء يكرمونه واحدا بعد واحد إلى أيّام المعتمد، ومات في سنة خمس وسبعين (4) ومائتين، وله أربع وسبعون سنة، ورثاه عبد الله بن المعتزّ، وعبيد الله بن عبد الله بن طاهر، وجماعة من الشّعراء. وهو وأهله وولده وأولادهم في البيت الخطير من الدّين والأدب والشّعر والفضل، لا أعلم بيتا اتّصل فيه من [333] نديم المتوكّل العبّاسيّ، خصّ به، وبمن بعده من الخلفاء، إلى أيّام المعتمد، يفضون إليه بأسرارهم، ويأمنونه على أخبارهم. وكان راوية للأشعار والأخبار، وشاعرا محسنا وله تصانيف، منها (كتاب الشعراء القدماء والإسلاميين). توفّي بسامراء سنة 275هـ. انظر (الأعلام 5/ 31، وسمط اللآلي ص 525، ومعجم الأدباء 15/ 175144، ومعجم البلدان: كركين، والعصر العبّاسي الثاني ص 380377). وأشير في (المكتبة الشعرية ص 160) إلى جمع يونس أحمد السامرّائي لشعره، ودراسته لحياته وأدبه.
__________
(1) الأبيات من قصيدة، وهو في السجن يمدح بها المتوكّل. انظر (ديوان علي ابن الجهم ص 9188).
(2) الأبيات من أربعة في (ديوان علي بن الجهم ص 71).
(3) في الهامش: «الحسن بن يحيى بن أبي منصور، أخو علي بن يحيى هذا، وابنه أبو أحمد يحيى بن عليّ بن يحيى، وابنه أيضا هارون بن عليّ بن يحيى، وابن ابنه أبو الحسن، أحمد بن يحيى بن علي بن يحيى» [كلّهم أدباء]. (فرّاج).
(4) في الأصل: «وتسعين». والصواب ما أثبت.(1/179)
هذه الأنواع الشّريفة ما اتّصل لهم وفيهم. وأبو الحسن هو القائل في نفسه (1): [من الطويل]
عليّ بن يحيى جامع لمحاسن ... من العلم، مشغوف بكسب المحامد
فلو قيل: هاتوا فيكم اليوم مثله ... لعزّ عليهم أن يجيئوا بواحد
وله (2): [من الطويل]
سيعلم دهري إذ تنكّر أنّني ... صبور على نكرائه، غير جازع
وأنّي أسوس النّفس في حال عسرها ... سياسة راض بالمعيشة قانع
كما كنت في حال اليسار أسوسها ... سياسة عفّ في الغنى متواضع
وأمنعها الورد الذي لا يليق بي ... وإن كنت ظمآنا، بعيد الشّرائع (3)
وله في الطّيف، وله فيه لحن من خفيف الثّقيل (4): [من المديد]
بأبي والله من طرقا ... كابتسام البرق إذ خفقا
زادني شوقا برؤيته ... وحشا قلبي بها حرقا
من لقلب هائم كلف ... كلّما سكّنته قلقا (5)
زارني طيف الحبيب فما ... زاد أن أغرى بي الأرقا
[334] عليّ بن صالح. ذكره ثعلب، ولم ينسبه، وقال: أتاه رجل، فشكا إليه حاله، فقال عليّ: [من المنسرح]
اعذر، فإنّ الأمور ضيّقة ... والضّيق يحمي الفتى عن الأدب (6)
أردّ وجه الفتى بجدّته ... لم تبتذله ضراعة الطّلب
إنّي إذا اختارني لحاجته ... مثلك أوصلته إلى الأرب
من أمكنته صنيعة فأبى ... فلا تهنّا بوافر الشّرب
[334] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثالث الهجريّ. وفي (البيان والتبيين 1/ 84) رواية لعلي بن صالح الحاجب.
__________
(1) البيتان في (معجم الأدباء 15/ 155).
(2) الأبيات في (معجم الأدباء 15/ 156155).
(3) الشرائع: جمع الشريعة. وهي مورد الماء.
(4) الأبيات في (الأغاني 8/ 383، ومعجم الأدباء 15/ 156، ووفيات الأعيان 3/ 374)، والأوّل والرابع في (الأمالي 1/ 229).
(5) في ابن خلكان: «خفقا» (فرّاج). أقول: وفي (معجم الأدباء): «قلقا».
(6) لعلها: يعمي (فرّاج).(1/180)
[335] عليّ بن عبد الغفّار الكاتب الجرجرائي الضّرير. يكنى أبا الحسن. له قصيدة طويلة يعزّي فيها إبراهيم بن العبّاس الصوليّ (1) عن ابنيه، أوّلها: [من الخفيف]
أمل المرء خلده تضليل ... كيف، والموت للحياة سبيل؟
كلّ حيّ، وإن تراخى له العم ... ر به للمنون يوما كفيل
وفيها يقول (2):
كم رأينا من ثاكل قد تسلّى ... بعد أن ودّ أنّه المثكول
قد أبى الموت أن يعمّر حيّا ... وبقاء الذي يعيش قليل
كم عسى الحيّ أن يعمّر والمو ... ت، له طالب، عليه وكيل
[336] عليّ بن خالد العقيليّ، الكاتب، الأعور. استهداه عليّ بن الجهم نبيذا، فبعث إليه نبيذ عسل وزبيب، وكتب إليه: [من الطويل]
سللت بحكم النّار روح زبيبة ... تخيّرتها صفراء ممحوضة العجم
فلمّا بدت زوّجتها ريق نحلة ... أرقّ وأقوى في الصّفاء من الوهم
وأنكحتها بالماء في الدّنّ حقبة ... فكانا سرورا طيّب الرّيح والطّعم
وزفّتهما منّي إليك زجاجة ... فقد أنزلاها منهما منزل الأمّ
فأنتجهما سيفا من السّكر قاطعا ... وجرّده، ثمّ اضرب به عنق الوهم
[337] عليّ بن أحمد العقاليّ. أحد شعراء العسكر، مدح ابن أبي دواد بعدّة مدائح، منها قوله: [من الكامل]
لولاك يابن أبي دواد لامّحى ... عزّ العشائر أجمعين وزالا
وتحلّت الأنباط في عرصاتهم ... ولأصبحوا للواطئين نعالا (3)
لا زلت مرموق المكارم عاليا ... تبني العلا، وتحقّق الآمالا
[335] من شعراء القرن الثالث الهجريّ، ومن المهتمين بالنحو، وكان حيّا نحو سنة 240هـ. انظر له (مجالس العلماء ص 120119).
[336] من شعراء القرن الثالث الهجريّ، وكان معاصرا للشاعر عليّ بن الجهم، المتوفى سنة 249هـ.
[337] من شعراء القرن الثالث الهجريّ. عاصر أحمد بن أبي دواد المعتزليّ، المتوفى سنة 240هـ. ويبدو من شعره أنّه كان يتعصّب لمضر على قحطان.
__________
(1) توفي الصولي سنة 243هـ. وانظر لوفاة ابنه (الأغاني 10/ 60).
(2) في ك «ومنها يقول».
(3) في ك «الواطئين». تصحيف. وتحلّت: تزيّنت. والعرصات: البقاع الواسعة بين الدور، ليس فيها بناء.(1/181)
ولمّا قال أبو تمّام (1): [من البسيط]
تزحزحي عن طريق الحقّ يا مضر
قال عليّ بن أحمد يردّ عليه: [من البسيط]
الحمد لله، حمدا لا يحيط به ... حمد العباد، ويعيا دونه الفكر
وله يمدح رجلا: [من الكامل]
كم عائذ بأبي معاذ لم يجد ... وزرا سواه، ولا سبيل مآل
ذمّ الزّمان إليه مرتجيا له ... فنجا من الإدبار والإقبال
إنّ الشّجاعة والسّماحة والتّقى ... والينه من دون كلّ موالي (2)
[338] عليّ بن يقطين. مولى بني أسد. يقول: [من الكامل]
يا ليت شعري ما يكون جوابي ... أمّا الرّسول فقد مضى بكتابي
جاء الرّسول، ووجهه متهلّل ... يقرا السّلام عليّ من أحبابي
[339] عليّ بن الوليد. أبو الوليد، هو القائل يهجو أبا تمّام الطائيّ: [من البسيط]
دع الهجاء، فإنّ الله حرّمه ... واقصد إلى الحقّ، إنّ الحقّ متّبع
واذكر حبيب بن أوسونا، ودعوته ... فإنّ طيّا إذا سبّوا به جزعوا (3)
أطمعت نفسك في طيّ لتحويها ... يا بن الخبيثة فاستولى بك الطّمع
وهي طويلة وكان عليّ مغرى بهجاء أحمد بن يوسف الكاتب (4)، وفيه يقول: [من الطويل]
عصت ربّها عجل، فصكّت بيوسف ... فأنهلها عارا فزيدت بأحمد (5)
[338] علي بن يقطين بن موسى البغدادي، ولد بالكوفة سنة 124هـ، وكان أبوه من وجوه الدعاة، ومن رجال الدولة العبّاسية. توفي عليّ سنة 182هـ. وكان صديقا لأبي العتاهية. ويقول بإمامة آل أبي طالب، وله كتاب (ما سئل عنه الصادق من أمور الملاحم). انظر له (الأغاني 4/ 54و 6/ 299و 14/ 115، والفهرست ص 279).
[339] كان معاصرا لأبي تمّام الطائي المتوفى سنة 231هـ.
__________
(1) هذا شطر بيت، ولم أقف عليه في (ديوان أبي تمام).
(2) والينه: ناصرنه.
(3) حبيب بن أوس الطائي: أبو تمّام. وقوله (أوسونا) تهكم بنسب أبي تمّام. ويقال: إن والد أبي تمّام كان نصرانيا يسمى (ثادوس) أو (ثيودوس)، واستبدل الابن هذا الاسم، فجعله أوسا بعد إسلامه. انظر (الأعلام 2/ 165).
ويبدو أن أبا تمام استهان بعلي بن الوليد، فلم يجبه.
(4) أحمد بن يوسف الكاتب: مولى بني عجل. استوزره المأمون، وكان فصيحا، يقول الشعر الجيد. توفي سنة 213هـ. انظر (الأعلام 1/ 272).
(5) بنو عجل: موالي أحمد بن يوسف الكاتب. وصكّت: لكمت، وضربت ضربا شديدا. والصكيك: الضعيف.
وأنهله: سقاه حتى روي.(1/182)
فتى لا يبيت الدّهر إلّا وكفّه ... على است خصيّ، أو على أير أمرد
وله: [من الكامل]
خود تغار حقاقها وسخابها ... فهما على الأحشاء يقتفلان (1)
هذا يغار على محلّ إزارها ... ويغار ذاك بمشبه الرّمّان
[340] عليّ بن رزين بن عليّ بن هارون. وهو ابن أخي دعبل بن عليّ. وكان عليّ شاعرا.
[341] عليّ بن العبّاس بن جورجس الروميّ. مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر بن المنصور، يكنى أبا الحسن، وأمّه: حسنة بنت عبد الله السجزيّ. أشعر أهل زمانه بعد البحتريّ، وأكثرهم شعرا، وأحسنهم أوصافا، وأبلغهم هجاء، وأوسعهم افتنانا في سائر أجناس الشعر وضروبه وقوافيه، ويركب من ذلك ما هو صعب متناوله على غيره، ويلزم نفسه ما لا يلزمه، ويخلط كلامه بألفاظ منطقية يجمل لها المعاني، ثمّ يفصّلها بأحسن وصف، وأعذب لفظ. وهو في الهجاء مقدّم، لا يلحقه فيه أحد من أهل عصره غزارة قول، وخبث منطق، ولا أعلم أنّه مدح أحدا من رئيس ومرؤوس إلا وعاد عليه، فهجاه ممن أحسن إليه، أم قصّر في ثوابه، فلذلك قلّت فائدته من قول الشعر، وتحاماه الرؤساء، وكان سببا لوفاته. وكانت به علّة سوداويّة، ربّما تحرّكت عليه، فغيّرت منه. وولد في رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين، بالعتيقة، من الجانب الغربي من مدينة السّلام، وتوفّي في الجانب الشرقي في مشارع (2) سوق العطش، في جمادى الأولى، سنة ثلاث وثمانين ومائتين، ودفن في مقابر باب البستان. وكان ملازما للحسن والقاسم ابني عبيد الله بن سليمان في وزارة أبيهما، فيقال: إنّ ابن فراس الكاتب احتال عليه بشيء أطعمه إيّاه بأمر القاسم بن عبيد الله، وكان سبب موته لهجائه ابن فراس.
وهو القائل (3): [من الكامل]
نظرت، فأقصدت الفؤاد بسهمها ... ثمّ انثنت عنه، فكاد يهيم (4)
[340] علي بن رزين والد دعبل، وأمّا حفيده الشاعر فهو علي بن رزين بن علي بن رزين بن سليمان. انظر (الأغاني 20/ 131، وجمهرة أنساب العرب ص 241). هذا وتوفي دعبل سنة 246هـ. وابن أخيه من شعراء القرن الثالث الهجري. وانظر لأسرة آل رزين (الفهرست ص 183، والعمدة ص 1080).
[341] شاعر كبير، من طبقة بشّار والمتنبّي، ولد ونشأ ببغداد. وتوفي سنة 283هـ. انظر (الأعلام 4/ 297). طبع ديوانه أكثر من مرّة، وشرح. وآخر طبعة له صدرت عن دار الجيل، بيروت، 1998. وهي في سبعة أجزاء، والثاني منها بشرحنا، وهو في (670) صفحة.
__________
(1) الخود: الفتاة الشابة الحسنة الخلق. والحقاق: جمع الحقّ. وهو رأس الورك الذي فيه عظم الفخذ. والسخاب:
القلادة، سواء أكانت من جوهر أم من قرنفل ونحوه. ويقتفلان: ينفلقان.
(2) في ك «شارع». تصحيف. والمشارع: موارد الماء.
(3) البيتان من قصيدة في (ديوان ابن الرومي 6/ 366).
(4) أقصدت الفؤاد: أصابته. أهيم: أمشي لا ألوي على شيء.(1/183)
الموت إن نظرت وإن هي أعرضت ... وقع السّهام، ونزعهنّ أليم
وله في وصف السيف، وهو نهاية في معناه (1): [من الطويل]
يشيّعه قلب رواء، وصارم ... صقيل، بعيد عهده بالصّياقل (2)
تشيم بروق الموت في صفحاته ... وفي حدّه مصداق تلك المخايل (3)
وقد أكثر الشعراء في ذكر الأوطان ومحبّتها والشّوق إليها، فجاء ابن الروميّ مع قرب عهده، فذكر الوطن، وبيّن عن العلّة التي لها يحبّ، وزاد عليهم أجمعين، وجمع ما فرّقوه في أبيات من قصيدة يخاطب بها سليمان بن عبد الله بن طاهر، وقد أريد على بيع منزله، فقال (4):
[من الطويل]
ولي وطن، آليت ألّا أبيعه ... وألّا أرى غيري له الدّهر مالكا
عهدت به شرخ الشّباب، ونعمة ... كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا (5)
وقد ألفته النّفس حتّى كأنّه ... لها جسد، إن غاب غودرت هالكا
وحبّب أوطان الرّجال إليهم ... مآرب قضّاها الشّباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكّرتهم ... عهود الصّبا فيها، فحنّوا لذالكا
وله في معناه (6): [من الكامل]
بلد صحبت به الشّبيبة والصّبا ... ولبست ثوب العيش، وهو جديد
فإذا تمثّل في الضّمير رأيته ... وعليه أغصان الشّباب تميد
وله، وسمعه البحتريّ، فاستجاده (7): [من المتقارب]
يقتّر عيسى على نفسه ... وليس بباق، ولا خالد
ولو كان يستطيع من بخله ... تنفّس من منخر واحد
وله من قصيدته الطويلة (8): [من الطويل]
لما تؤذن الدّنيا به من صروفها ... يكون بكاء الطّفل ساعة يولد
__________
(1) البيتان من قصيدة في (ديوان ابن الرومي 5/ 550).
(2) يشيعه: يصحبه. رواع: مريع لغيره، وصامد. والصياقل: جمع الصيقل. وهو من يشحذ السيوف، ويرهف حدّها.
(3) يشيم: يرى. وصفحة السيف: وجهه. والمخايل: الملامح.
(4) الأبيات من قصيدة في (ديوان ابن الرومي 5/ 37).
(5) النعمة: الرفاهة وطيب العيش.
(6) البيتان في (ديوان ابن الرومي 2/ 585) قالهما في بعض أسفاره، يذكر بغداد.
(7) البيتان من أربعة في (ديوان ابن الرومي 2/ 354).
(8) البيتان من مطوّلته التي يمدح بها صاعد بن مخلد (ديوان ابن الرومي 2/ 235) وأبياتها (282) بيتا.(1/184)
وإلّا فما يبكيه منها، وإنّها ... لأفسح ممّا كان فيه، وأرغد
وله في إبراهيم بن المدبّر وردّ عليه قصيدة مدحه بها (1): [من الوافر]
رددت عليّ مدحي بعد مطل ... وقد دنّست ملبسه الجديدا
وقلت: امدح به من شئت غيري ... ومن ذا يقبل المدح الرّديدا؟
ولا سيما، وقد أعبقت فيه ... مخازيك اللّواتي لن تبيدا (2)
وهل للحيّ في أثواب ميت ... لبوس بعدما امتلأت صديدا؟
[342] ابن الطريف السّلميّ اليماميّ. اسمه عليّ بن سليمان، أحد شعراء العسكر، قال يرثي عليّ بن يحيى المنجّم (3): [من الكامل]
قد زرت قبرك يا عليّ مسلّما ... ولك الزّيارة من أقلّ الواجب
ولو استطعت حملت عنك ترابه ... قد طال ما عنّي حملت نوائبي
ودمي، فلو أنّي علمت بأنّه ... يروي ثراك سقاه صوب الصّائب (4)
لسفكته أسفا عليك وحسرة ... وجعلت ذاك مكان دمع ساكب
فلئن ذهبت بملء قبرك سوددا ... لجميل ما أبقيت ليس بذاهب
وله: [من الكامل]
يا باذل المعروف قبل سؤاله ... ومن الثّناء، له خصوصا مكسب
إنّ التّفضّل عادة لك عندنا ... وبها إليك جميعنا نتقرّب
جدلي بوعدك، والذي عوّدتني ... كملا فمالي عن نوالك مذهب
[343] عليّ بن محمّد الورزنينيّ، البصريّ، صاحب الزّنج. تروى له أشعار كثيرة في البسالة والفتك. وسمعت ابن دريد يذكر أنّها، أو أكثرها له، لأنّه كان يقولها، وينحلها غيره (5)، [342] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الثالث الهجري، كان حيّا سنة 275هـ.
[343] من كبار أصحاب الفتن في العهد العبّاسيّ، ولد ونشأ في (ورزنين) في الريّ، وظهر سنة 255هـ، وبلغ عدد جيشه ثلاثمائة ألف مقاتل. وقتل سنة 270هـ. وجمع أشعاره أحمد جاسم النجدي. انظر (الأعلام 4/ 324، وزهر الآداب ص 90، 893892، وذيل زهر الآداب ص 193190). وأشير في (المكتبة الشعرية ص 159158) إلى جمع أحمد جاسم النجدي لشعره، ودراسته، وإلى تعقيبات لهلال ناجي حولها.
__________
(1) الأبيات في (ديوان ابن الرومي 2/ 273272).
(2) في (ديوانه): «وقد أعمقت».
(3) توفّي علي بن يحيى المنجم سنة 275هـ.
(4) الصّوب: المطر بقدر ما ينفع، ولا يؤذي.
(5) في ك «وينحلها لغيره».(1/185)
وقرئت عليه بحضرتي، فاعترف بها. وممّا يروى لعليّ لمّا هرب من الدّار التي كان فيها، في اليوم الذي قتل فيه: [من الطويل]
عليك سلام الله، يا خير منزل ... خرجنا، وخلّفناه غير ذميم
فإن تكن الأيّام أحدثن فرقة ... فمن ذا الذي من ريبهنّ سليم (1)
وله (2): [من الخفيف]
لهف نفسي على قصور ببغدا ... د، وما قد حوته كلّ عناصي (3)
وخمور هناك تشرب جهرا ... ورجال على المعاصي حراص
لست بابن الفواطم الغرّ إن لم ... أجل الخيل حول تلك العراص
[344] عليّ بن إبراهيم الخزاعيّ. يكنى أبا الحسن. نشأ في بادية خزاعة بالحجاز، وقدم العراق، فصحب إسماعيل بن بلبل، فقدّمه على سائر شعراء زمانه، ومدح عبيد الله بن سليمان، وابنه القاسم، ومحمّد بن داود بن الجرّاح مديحا كثيرا، وتوفي في سنة ثلاث وثمانين، وقيل: في سنة خمس وثمانين ومائتين. وهو القائل: [من الكامل]
لجّ الفؤاد، فليس ينفعه ... عذل، ولا النّكبات تردعه
أوهى معاقد صبره كلف ... لم يوهه يوما تمنّعه
بممنّع تمّت محاسنه ... يخفي بها بدرا، ويطلعه
[345] عليّ بن حبل العبشميّ. من شعراء العسكر، هو القائل يرثي سليمان بن وهب (4):
[من الوافر]
كأنّ الأرض لمّا قيل: أودى ... سليمان بن وهب بي تميد
أبا أيّوب، كنت لنا غياثا ... وركنا إن عدا دهر شديد (5)
فلو قبلت منيّته بديلا ... لأعطينا المنيّة من تريد
[344] لم أعثر له على ترجمة.
[345] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ، كان حيّا سنة 272هـ.
__________
(1) في البيت إقواء (فرّاج).
(2) الأبيات في (ذيل زهر الآداب ص 192)، ونسبت إلى رجل من العجم في (زهر الآداب ص 288).
(3) في الأصل: «عاص». ولا يستقيم الوزن. والعناصي: جمع عنصوة. وهي القطعة من الكلأ، أو لعلها: عراص.
(فرّاج).
(4) سليمان بن وهب: وزير، من كبار الكتّاب. نقم عليه الموفق بالله، فحبسه، فمات في حبسه سنة 272هـ (الأعلام 3/ 137).
(5) في ك «إن عدادهم». تصحيف.(1/186)
لئن عطّلت ديوان المعالي ... وأضحت لا يعدّ لها عديد
لقد بقّى محاسن خالدات ... تبيد الرّاسيات، ولا تبيد
[346] عليّ بن عاصم الأصبهانيّ. أبو الحسن، خال عليّ بن مهديّ الكسرويّ، جبليّ، متكلّف، يقول: [من مجزوء الرجز]
ضربت إلفي بيدي ... خان يميني جلدي
فاقتصّ لمّا اغرورقت ... مقلته من كبدي
فلا استقلّت بعدها ... سوطي من الأرض يدي
[347] عليّ بن مهديّ الأصبهانيّ الكسرويّ. أديب، راوية من رواة الأخبار، وله مع عبد الله بن المعتزّ، ويحيى بن عليّ المنجّم (1) مكاتبات بالأشعار ومجاوبات. وهو القائل يمدح عليّ بن يحيى: [من مجزوء الوافر]
حباك الدّهر بالنّعما ... ء، وفي تقليب صرفيه
ومتّعت من العيش ... بخفضيه، ولينيه
أيا من مرتع الأحرا ... ر في معروف كفّيه
ومن حلّ من السّود ... د في أعلى سناميه
وجاز المجد مذ كان ... بعمّيه، وخاليه
يبيح الحمد، ما يحوي ... هـ في تصريف حاليه
جواد، رونق المعرو ... ف يختال بخدّيه
وفعل الدّين والدّنيا ... جميعا حشو برديه
كريم، مسرح الأحرا ... ر في ساحات ربعيه
وكتب إليه ابن المعتزّ يمازحه (2): [من الطويل]
أبا حسن، أنت ابن مهديّ فارس ... فرفقا بنا، لست ابن مهديّ هاشم
[346] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثالث الهجري.
[347] من شعراء القرن الثالث الهجري، وربّما أدرك الرابع. عاصر عبد الله بن المعتزّ (ت 296هـ)، ويحيى بن علي المنجّم (ت 300هـ). وكان يحيى يروي عن علي بن مهدي الكسروي. انظر (الأغاني 3/ 144) والفهرست ص 48، ومعجم الأدباء 15/ 9688).
__________
(1) في ك «ويحيى بن علم المنجّم». تصحيف.
(2) البيتان في (معجم الأدباء 15/ 9392).(1/187)
وأنت أخ في يوم لهو ولذّة ... ولست أخا عند الأمور العظائم
فأجابه عليّ (1): [من الطويل]
أيا سيّدي، إنّ ابن مهديّ فارس ... فداء ومن يهوى لمهديّ هاشم
بلوت أخا في كلّ أمر تحبّه ... ولم تبله عند الأمور العظائم
وإنّك لو نبّهته لملمّة ... لأنساك صولات الأسود الضّراغم
[348] عليّ بن أحمد بن ربيعة العباديّ ثمّ العقيليّ. قدم سرّ من رأى، وكان فصيحا. وذكر عبد الله أنّه لم ير أفصح منه، وكان ضريرا. وهو القائل: [من الطويل]
ألا ليت شعري عن كرام عشيرتي ... إذا ثوّب النّاعون من كلّ جانب (2)
أيفرح، أم يبتاس، أم لا يروعهم ... تخرّم فتيان، كرام الضّرائب (3)
وله (4): [من الطويل]
كبرت، ورقّ العظم منّي، وعقّني ... بنيّ، وزالت عن فراشي القصائد (5)
وأصبحت أعشى، أخبط الأرض بالعصا ... يقوّدني بين البيوت الولائد
[349] عليّ بن عبد المؤمن الألوسيّ. يقول: [من الطويل]
أطلت لأطلال الرّسوم الدّوارس ... سؤالا، وهل يرجى جواب الأخارس؟
على أنّها قد أعربت بدثورها ... تشكّي النّوى، والمعصفات الرّوامس (6)
وله: [من البسيط]
امنن بتفريق ما أنحى عليّ به ... ريب الزّمان، شبا الأحزان والكمد (7)
فلو تحمّل خلق عن أخي ثقة ... بفضل ودّ لكان السّقم في جسدي
والله، أسأله إجزال حظّك من ... قسم السّلامة والإسعاد والرّشد
[348] من شعراء القرن الثالث الهجريّ. واسمه في (المستطرف 2/ 229) علي بن ربيعة العباديّ. نسب إلى جدّه.
[349] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسي. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
__________
(1) الأبيات في (معجم الأدباء 15/ 93).
(2) في ك «تقرب». تصحيف. وثوّب الداعي: جاء مستصرخا ملوّحا بثوبه، ليرى.
(3) في ك «أتفرح أم تيأس». تصحيف. وتخرّم الفتيان: استئصالهم. والضرائب: السجايا والطبائع.
(4) البيتان في (المستطرف) ولمحققه تخريج لهما. وهما من الشعر المتنازع بين عدّة شعراء.
(5) في (المستطرف): «عن فراشي القعائد»، جمع القعيدة. وقعيدة الرجل امرأته. وهو الوجه.
(6) دثر الرسم دثورا: إذا قدم، وهبّت عليه الرياح، فغطّته ودرسته.
(7) الشبا: جمع الشباة. وشباة الشيء: حدّه. وشباة العقرب: إبرتها.(1/188)
[350] عليّ بن جور الفارسيّ، الكاتب. من أهل فارس، كاتب مترسّل، وكان ذا علم بالنّجوم يدخلها في أشعاره، وهو القائل: [من البسيط]
وأنجم طلعت نحسا، فلم تغب ... لم تجر في فلك منها، ولا قطب
قد أحدث الدّهر في تركيبها بدعا ... ما الدّهر في فعلها إلّا أبو العجب
قسمين نصفين في برجين قد نسبا ... مستطرفين لأهل الفهم والأدب
فبرج هذا على تقدير منقلب ... وبرج هذا عليه غير منقلب
يغيب هذا فيبدو ذا بصورته ... ويستتمّ، فلا يكتنّ في الحجب
وله: [من الكامل]
نفسي فداؤك يا ربيعة إن دجا ... خطب، وساعده الزّمان الوارد
أدعوك بالأدب المقرّب بيننا ... وأخو الأديب هو الأريب الماجد
هذا أخوك، قد اصطفاك لحاجة ... ينبيك قصّته، وأنت الرّائد
[351] عليّ بن منصور بن خليل الطّبريّ. يقول: [من البسيط]
من للمحبّ الغريب النازح الوطن ... أمسى قتيل الجوى والهمّ والحزن
يعدّ حيّا، إذا ما عدّ تسمية ... وفي الحقيقة ميت، غير مدّفن
إنّ الذي لا أسمّيه، وأكنفه ... خوف الوشاة، فدته النّفس من سكن
لو شاء فرّج عنّي، ما بليت به ... فعاد روحي كما قد كان في بدني
وله: [من الطويل]
أعرضت عنك تجلّدا ولطالما ... قد كان يعسر في هواك تجلّدي (1)
لله أنت، أما رعيت مودّتي ... في غيبتي، كلّا، ولا في مشهدي
[352] عليّ بن محمّد الثّعلبيّ. المعروف بملاوي، لقيه أبو عبد الله الحكيميّ، وأنشدنا عنه من شعره في الياسمين: [من المنسرح]
خيريّ ورد أتى على طبق ... يا حسن إشراقه على طبقه
قد نفض العاشقون ما صنع الشّ ... وق بألوانهم على ورقه
[350] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثالث الهجري.
[351] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
[352] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
__________
(1) في ك «عرضت». تصحيف.(1/189)
فصفرة اللّون ما تفارقه ... وريح عرف الحبيب من عرقه
[353] عليّ بن محمّد الهاشميّ. يعرف بتبغدد، يقول: [من الوافر]
إذا أودعت سرّك غير كاف ... أتاك به فلان عن فلان
وحفظ السرّ إن ميّزت يوما ... أشدّ من التّقدّم والسّنان
فما سرّ الثّلاثة بالموقّى ... عن النّشر القبيح، ولا المصان
وله: [من الخفيف]
أحمد الله، ما امتحنت صديقا ... لي إلّا ندمت عند امتحاني
ليت شعري، خصصت بالغدر من كل ... ل صديق، أم ذاك علم الزّمان
[354] المكتفي بالله، أبو محمّد، عليّ بن أحمد، المعتضد بالله. وهو القائل لمّا شخص إلى الرقّة لحرب صاحب الخال (1): [من البسيط]
يا من رحلت بجيش الله، أطلبه ... أنت القتيل على قرب وإدناء
وإن بعدت، وأنت العير في رسن ... تهدى إليّ كما أهدي لآبائي
تذوق ما ذاقه العاصون مذ زمن ... وهذه عادتي في كلّ أعدائي
وله: [من الخفيف]
كيف لي بالوداد ممّن هويت ... ليس يشقى وقد لعمري شقيت؟
لست أرضى لعزّه مع ملكي ... ولاقتداري، بلى، برغمي رضيت
[355] عليّ بن عبد الله. الخارج بالشّام مع أخيه أحمد بن عبد الله، المعروف بصاحب الخال، [353] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ. وروي له بيتان في (الأنس والعرس ص 201).
[354] من خلفاء الدولة العبّاسية في العراق. كان مقيما بالرقة، وجاءه نعي أبيه المعتضد سنة 289هـ، فبويع بالخلافة، وانتقل إلى بغداد، وقام بشؤون الملك قياما حسنا، وظفر في أكثر ما كان من الوقائع بينه وبين الثائرين عليه. توفى سنة 295هـ. انظر (الأعلام 4/ 253).
[355] ذكر الطبري أن الخارج بالشام هو يحيى بن زكرويه، وأنّه خرج وقتل سنة 289هـ، وزعم أنه أبو عبد الله بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد. وقيل: زعم أنه محمّد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الطالبي الهاشمي، وقيل غير ذلك. وليس في تاريخ الطبري ذكر لعلي بن عبد الله شقيق أحمد. انظر (تاريخ الطبري 10/ 9695، والترجمة السابقة).
__________
(1) صاحب الخال: هو في (تاريخ الطبري) صاحب الشامة، واسمه الحسين بن زكرويه. وكان رأس فرقة القرامطة في الشام، أسر، وصلب ببغداد سنة 291هـ. انظر (تاريخ الطبري 10/ 114108). وكان زعم أنّه أحمد بن عبد الله بن إسماعيل بن جعفر الطالبي الهاشمي (تاريخ الطبري 10/ 96). والله أعلم.(1/190)
وكانا ينتميان إلى الطالبيّين، ويشكّ في نسبهما، وكانت الرياسة في أوّل خروجهما لعليّ، فقتل بالشّام، فقام أخوه أحمد مقامه إلى أن أخذ، وقتل بمدينة السّلام على الدّكة، في سنة إحدى وتسعين ومائتين. وتروى لهما أشعار، أنا أشكّ في صحّتها، فمما يروى لعليّ بن عبد الله: [من المتقارب]
أنا ابن الفواطم من هاشم ... وخير سلالة ذا العالم
وطئت الشّآم برغم الأنام ... كوطء الحمام بني آدم
ويروى له: [من الوافر]
تقاريت النّجوم، وحان أمر ... قران، قد دنا منه النّذير (1)
فمرّيخ الذّبائح مستهلّ ... قويّ، ما لوقدته فتور (2)
وعيّوق الحروب له احمرار ... وسعد الذّابحين له بدور (3)
فبشّر رحبتي طوق بيوم ... من الأيّام، ليس له نظير (4)
ورافقة الضّلالة ليس يغني ... إذا ما جئتها باب وسور (5)
وبغداد، فليس بها اعتياص ... على أمري، وليس لها نكير (6)
أصبّحها، فأتركها هشيما ... وأحوي ما حوته بها القصور
[356] عليّ بن عبد الكريم المدائنيّ. يتشيّع، ويكثر مدح أهل البيت، عليهم السّلام.
[357] عليّ بن محمّد بن نصر بن منصور بن بسّام العبرتانيّ. الكاتب، أبو الحسن (7)، وأمّه: ابنة [356] يبدو من سياق ترجمته هما أنّه من شعراء القرن الثالث الهجري. وجاء في (الفهرست ص 192): «عليّ بن عبد الكريم، ثلاثون ورقة». وذلك مقدار شعره.
[357] أبو الحسن، ابن بسّام، كاتب وشاعر هجّاء، وعالم بالأدب والأخبار، ومن بيت عريق بالكتابة. وله من الكتب (عمر بن أبي ربيعة) و (مناقضات الشعراء) و (أخبار الأحوص). وهو غير ابن بسّام صاحب الذخيرة. وشعره مائة ورقة. انظر له (الفهرست ص 193، وخاص الخاصّ ص 110108وفوات الوفيات 3/ 9392، والعصر العبّاسي الثاني ص 442439، والأعلام 4/ 324، وتاريخ بغداد 12/ 63، ومعجم الأدباء 14/ 152139). وأشير في (المكتبة الشعرية ص 190) إلى ثلاثة بحوث ودراسات حول حياته وشعره وجمعه وتحقيقه.
__________
(1) في ك «تقارنت». تصحيف. وتقاريت: أراد تقرّيت، أي: تتبّعت.
(2) المرّيخ: أحد كواكب المجموعة الشمسية.
(3) العيّوق: نجم أحمر مضيء في طرف المجرّة الأيمن.
(4) رحبة مالك بن طوق بن عتّاب التغلبي، تقع على شاطئ الفرات، بين الرقة وبغداد.
(5) الرافقة: بلد متّصل البناء بالرقّة.
(6) الاعتياص: الصعوبة والالتواء.
(7) معجم الأدباء. ونصّ على المرزبانيّ. وذكر أيضا أنّه مات في صفر سنة 302، عن نيّف وسبعين سنة. (فرّاج).(1/191)
حمدون بن إسماعيل، النّديم. وله مع خاله أبي عبد الله أحمد بن حمدون أخبار، وأكثر شعره مقطّعات، واستفرغ شعره في هجاء أبيه محمّد بن نصر، وهجاء الخلفاء والوزراء وجلّة النّاس، وله قصائد رثى فيها أهل البيت، وأبان عن مذهبه في التّشيّع. ومات بعد سنة ثلاثمائة بسنتين.
وهو القائل يمدح النّحو، ويحضّ على تعلّمه (1): [من الطويل]
رأيت لسان المرء وافد عقله ... وعنوانه، فانظر بماذا تعنون
ولا تعد إصلاح اللّسان، فإنّه ... يخبّر عمّا عنده، ويبيّن
ويعجبني زيّ الفتى وجماله ... فيسقط من عينيّ ساعة يلحن (2)
على أنّ للإعراب حدّا، وربّما ... سمعت من الإعراب ما ليس يحسن
ولا خير في اللّفظ الكريه استماعه ... ولا في قبيح اللّحن والقصد أبين
وله: [من الكامل]
واصل خليلك، إنّما الد ... دنيا مواصلة الخليل
ودع العدوّ، فإنّه ... سيملّ من قال، وقيل
وانعم، ولا تتعجّل ال ... مكروه من قبل النّزول
بادر بما تهوى، فما ... تدري متى وقت الرّحيل (3)
وارفض مقالة لائم ... إنّ الملام من الفضول
وله في عبيد الله بن سليمان (4) لمّا مات ابنه الحسن، يهجو القاسم، ويمدح الحسن:
[من مخلع البسيط]
قل لأبي القاسم المرجّى: ... قابلك الدّهر بالعجائب
مات لك ابن، وكان زينا ... وعاش ذو النّقص والمعايب
حياة هذا كموت هذا ... فلست تخلو من المصائب (5)
[358] أبو الحسن بن الماشطة. واسمه: عليّ بن الحسن، أحد مشايخ الكتّاب المتصرّفين في [358] شاعر كاتب. وله صناعة وتقدّم في الحساب، وصناعة الخراج. وله مؤلفات منها: كتاب الخراج. انظر له (الفهرست ص 150، ومعجم الأدباء 13/ 1815).
__________
(1) الأبيات في (معجم الأدباء 14/ 151).
(2) يلحن: يخطئ في الإعراب، ويخالف وجه الصواب في اللغة.
(3) في ك «بادر بما تدري».
(4) عبيد الله بن سليمان بن وهب الحارثي، أبو القاسم: وزير، من أكابر الكتّاب. توفي سنة 288هـ. انظر (الأعلام 4/ 194).
(5) في ف «فلسب». تصحيف.(1/192)
أعمال السّلطان، العالمين بأمور الكتابة والخراج. ورأيته شيخا كبيرا بعد العشر والثّلاثمائة، وجاوز التّسعين. وقال (1): [من الطويل]
إذا عمّر الإنسان تسعين حجّة ... فأبلغ بها عمرا، وأجدر بها شكرا (2)
لأنّ رسول الله قد قال معلنا: ... ألا إنّ ربّي واعد مثله غفرا
وله وعزل عن عمل كان إليه، وحبس (3): [من البسيط]
قالوا: حبست فقلت: الحبس لا عجب ... حبس الكرامة، لا حبس الجنايات
حبس العمالة بعد العزل عادتنا ... ريث التّتبّع أو رفع الجماعات
وله (4): [من الطويل]
إذا ضاق صدري بالحديث، أفضته ... إلى الأخ، والإخوان كي أجد الرّشدا
فإن كتموه كان حزما مؤيّدا ... وإن أظهروه لم أخن لهم عهدا
وقلت: اشتركنا في الخطايا بذكره ... فألزمتها نفسي لأنّ لها المبدا
[359] أبو الحسن، عليّ بن العبّاس النوبختيّ. أحد مشايخ الكتّاب، وأهل الأدب والمروءة.
وروى من أخبار البحتريّ، وابن الرّوميّ بالمشاهدة قطعة حسنة. وتوفي في سنة سبع (5) وعشرين وثلاثمائة، بعد سنّ عالية. وهو القائل لابن عمّه أبي سهل، إسماعيل بن عليّ النوبختيّ، وشرب دواء (6): [من المنسرح]
يا محيي العارفات والكرم ... وقاتل الحادثات والعدم
كيف رأيت الدّواء؟ أعقبك الل ... هـ شفاء به من السّقم (7)
لئن تخطّت إليك نائبة ... حطّت بقلبي ثقلا من الألم
شربت فيها الدّواء مرتجيا ... دفع أذى عن عظامك العظم
[359] انظر له (معجم الأدباء 13/ 268267).
__________
(1) البيتان في (معجم الأدباء 13/ 16).
(2) في ف «إذا عمّر».
(3) البيتان في (معجم الأدباء 13/ 16).
(4) الأبيات في (معجم الأدباء 13/ 17).
(5) في معجم الأدباء سنة 329. (فرّاج).
(6) الأبيات في (معجم الأدباء 13/ 268).
(7) في ك «زلت». تصحيف.
7* معجم الشعراء المرزباني(1/193)
والدّهر لابدّ محدث طبعا ... في صفحتي كلّ صارم خذم (1)
[360] أبو الحسن، عليّ بن هارون بن عليّ بن يحيى بن أبي منصور، المنجّم (2). من بيت الأدب ومعدنه، ومغاني في الشّعر وموطنه، وهو القائل (3): [من الطويل]
وإنّي لأثني النّفس عمّا يريبها ... وأنزل عن دار الهوان بمعزل
بهمّة نبل، لا يرام مكانها ... تحلّ من العلياء أشرف منزل
ولي منطق، إن لجلج، القول، صائب ... بتكشيف إلباس، وتطبيق مفصل (4)
وله يمدح أمير المؤمنين، عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه من قصيدة (5): [من الطويل]
وهل خصلة من سودد لم يكن لها ... أبو حسن من بينهم ناهضا قدما
فما فاتهم منها به سلّموا له ... وما شاركوه كان أوفرهم قسما
ذكر من اسمه العلاء
[361] العلاء بن الحضرميّ. وهو العلاء بن عبد الله بن ضماد (6) بن سلمى بن أكبر، وفد على [360] من آل المنجّم، شاعر، وراوية للشعر، وله كتب مصنّفة، منها (الرّدّ على الخليل). في العروض. توفي سنة 352هـ. انظر (الأعلام 5/ 30، ومعجم الأدباء 15/ 120112، ويتيمة الدهر 3/ 117114، 392389، وخاص الخاصّ 140). وأشير في (المكتبة الشعرية ص 209) إلى أن يونس السامرّائي جمع شعره، ودرس حياته وأدبه.
[361] صحابي، من رجال الفتوح في صدر الإسلام، أصله من حضرموت، سكن أبوه مكّة، فولد بها العلاء، ونشأ.
ولّاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم البحرين سنة 8هـ. وهو أوّل مسلم ركب البحر للغزو. وتوفي في سنة 21هـ. انظر (منح المدح ص 219217، الأعلام 4/ 245، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 301300).
__________
(1) الطّبع في السيف: صدأ كثير يعلوه. والصارم: السيف القاطع. والخذم: السريع القطع.
(2) في الهامش: «في تاريخ الخطيب: أحمد بن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور، المنجم. يكنى أبا الفتح، حدّث عن أبيه، وكان معه. في كتاب الروضات لمحمّد بن أحمد بن أبي الفوارس: أبو الحسن علي بن هارون بن علي بن يحيى المنجّم، أخباريّ، توفّي يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة، سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وقال ابن السمعاني: كان أبو منصور منجّم أبي جعفر المنصور، وكان مجوسيّا، وأما ابنه يحيى فكان منجّم المأمون، ونديمه، وأسلم على يده، فصار بذلك مولاه، وكان علي بن هارون مشهورا بالعلم والأدب، وخدمة الأدباء. وهم جماعة».
(3) الأبيات في (معجم الأدباء 15/ 118117).
(4) لجلج القول: ثقل اللسان به. والإلباس: الاختلاط والاشتباه. وطبّق السيف المفصل: أصابه، فأبان العضو.
(5) البيتان في (معجم الأدباء 15/ 118).
(6) كتب في الأصل فوق (ضماد) لفظة: «كذا» وفي الهامش: «صوابه عماد». هذا وفي (جمهرة أنساب العرب ص 461): «ضماد»، وفي (الإصابة 4/ 445): «عماد».(1/194)
النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأنشده (1): [من الطويل]
حيّ ذوي الأضغان تسب قلوبهم ... تحيّة ذي الحسنى، فقد يدفع النّغل (2)
وإن دحسوا بالكره، فاعف كريهة ... وإن خنسوا عند الحديث فلا تسل (3)
فإنّ الّذي يؤذيك منه سماعه ... وإنّ الذي قالوا وراءك لم يقل
فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم [إن من البيان لسحرا] (4).
[ذكر من اسمه عطيّة]
[362] [عطيّة بن جعال بن مجمّع بن قطن بن مالك بن غدانة بن يربوع. وكان] (5) من سادة بني غدانة. سأل الفرزدق أن يكفّ عن بني غدانة، ولا يهجوهم، فأجابه، ثمّ قال (6): [من الكامل]
أبني غدانة، إنّني حرّرتكم ... ووهبتكم لعطيّة بن جعال
لولا عطيّة لاجتدعت أنوفكم ... من بين ألأم آنف وسبال (7)
فقال له عطيّة: يا أبا فراس، سبحان الله، ما أسرع ما رجعت في عطيّتك. وقال الأخطل:
رجع أخي في عطيّته. وعطيّة هو القائل: [من الطويل]
[362] من شعراء القرن الأوّل الهجريّ، وهو سيد من سادات بني تميم. وكان شاعرا هجّاء، وجوادا، وصديقا ونديما للفرزدق وكان يهاجي حارثة بن بدر، فغلب عطيّة حارثة. انظر بعض أخباره وأشعاره في (الأغاني 8/ 306، 395، 398و 21/ 403402، والنقائض ص 1052) هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الأبيات له في (منح المدح ص 219)، وهي في (الإصابة 5/ 355) متنازعة بين قيس بن الربيع، وعامر بن الأزور، وحضرميّ بن عامر، والعلاء بن الحضرميّ. وجاء في (التذكرة السعدية ص 210): قال العلاء الحضرميّ: إنّ النبيّ عليه السلام، استنشده، فلمّا أنشده من شعره، قال عليه السلام: «إن من البيان لسحرا، وإنّ من الشعر لحكما».
ثم رويت الأبيات.
(2) النّغل: الفساد، والضغن. وفي ك «فقد يرقع». تصحيف.
(3) دحسوا بالكره: دسّوه، وأخفوه. وخنسوا: تواروا، واختفوا.
(4) ما بين المعقّفتين زيادة من (الإصابة 5/ 355). وفيه: وأنشدها (الأبيات) المرزباني للعلاء بن الحضرمي، وزاد أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لما سمعه: «إنّ من البيان لسحرا».
(5) ما بين قوسين زيادة من النقائض ص 275، وبه يتّصل الكلام صوابا. (فرّاج). ولم يشر (كرنكو) إلى السقط.
ولكنه كتب: «عطية بن جعال بن مجمع الغداني» هذا، وجاء في (أنساب الأشراف 11/ 242) عطيّة بن جعال، بضمّ الجيم. تصحيف. والصواب بكسر الجيم.
(6) البيتان في (شرح ديوان الفرزدق ص 726، وأنساب الأشراف 11/ 243242).
(7) في الهامش: «في نسخة أخرى: لاصطلمت».(1/195)
أرى الحقّ يعروني، فأعرف حقّه ... وللدّهر من مال الكريم نصيب (1)
وقد يبتلى الأقوام بالفقر والغنى ... وقد تنقص الأموال، ثمّ تنوب
ورثاه جرير بقوله (2): [من الكامل]
من ذا تعدّ بنو غدانة للعلا ... والخير بعد عطيّة بن جعال
[363] عطيّة بن سمرة اللّيثيّ. أحد شعراء الخوارج، وهو من أصحاب نجدة الخارجيّ، يقول (3): [من الطويل]
وحسبي من الدّنيا دلاص حصينة ... ومغفرها يوما، وصدر قناة (4)
وأجرد محبوك السّراة، مقلّص ... شديد أعاليه، وعشر شراة (5)
فأبلغ منه حاجتي، وبصيرتي ... وأشفي نفسي من ولاة طغاة
[364] عطيّة بن الخطفي. وهو حذيفة (6) بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع التّميميّ. وعطيّة هو أبو جرير الشاعر، وعطيّة هو القائل يتوعّد رجلا من سليط بن يربوع (7):
[من الطويل]
تلبّث، فقد دانيت من أنت واثق ... بليّانه، أو قابل ما تيسّرا
اللّيّان: المطل.
إذا ما جدعنا منكم أنف مسمع ... أقرّ، ومنّاه الصعاصع أبكرا
جدعنا: قطعنا، ومسمع: أذن. وأنف كلّ شيء: أوّله. وقوله: أقرّ، يعني بالذّلّ، والصّعاصع:
يريد هلال بن صعصعة، ومن يليه. وأبكر: جمع بكر (8).
[363] من شعراء القرن الهجريّ الأوّل. وكان من أصحاب نجدة بن عامر الحروري الحنفي، رأس فرقة (النجدية)، المتوفّى سنة 69هـ. انظر له (شعر الخوارج ص 32، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 294).
[364] من بني يربوع التميميين، ومن أسرة شاعرة، أشهرها جرير بن عطيّة، المتوفى سنة 110هـ. هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) يعروني: يقصدني طالبا المعروف.
(2) البيت من ثلاثة في (ديوان جرير ص 710).
(3) الأبيات في (شعر الخوارج).
(4) دلاص: درع ليّنة ملساء. والمغفر: زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس.
(5) السّراة من الفرس: أعلى ظهره. وفرس مقلّص: مرتفع، نهد. والشراة: الخوارج.
(6) في الأصل والمطبوع: «وهو جدّ حذيفة». والمعروف أن (الخطفي) لقب، وأن اسمه (حذيفة). انظر (جمهرة أنساب العرب ص 225، والأغاني 8/ 5).
(7) البيتان مع ثالث في (النقائض ص 2).
(8) البكر: الفتيّ من الإبل.(1/196)
[365] عطيّة بن الأسود الكلبيّ. مولى لهم، وهو شاميّ. يقول لثابت بن نعيم الجذاميّ (1) من أبيات، هجا فيها مروان بن محمّد: [من البسيط]
لو تأذنون إلى الدّاعي لكان بنا ... يوم الهياج إلى داعيكم أذن (2)
يا ثابت بن نعيم، دعوة جزعا ... هل بعد عامك هذا تطلب الإحن؟ (3)
أنائم أنت أم مغض على مضض؟ ... كلّا، وأنت على الأحساب مؤتمن
فبلغت مروان، فأحضره، وقال له: أنت القائل:
يا ثابت بن نعيم دعوة جزعا ... عقّت أباها، وعقّت أمّها اليمن
فقال: نعم. قال: أتحريضا على كلّ حال؟ ثمّ قتله (4).
ذكر من اسمه عطاء
[366] الزّفيان الرّاجز التميميّ. اسمه عطاء بن أسيد، ويقال: أسيد. أحد بني عوافة بن سعد بن زيد مناة. سمّي الزّفيان بقوله (5): [من مجزوء الرجز]
والخيل تزفي النّعم المقعورا (6)
ويروى: المعقورا.
وهو إسلاميّ، مدح عمر بن عبيد الله بن معمر (7). وهو القائل من أرجوزة (8): [من مشطور الرجز]
[365] شاعر أمويّ. قتل نحو سنة 130هـ. انظر له (شعر قبيلة كلب ص 278277، معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 294293).
[366] الزفيان السعديّ التميميّ، أبو المرقال، شاعر إسلامي مجيد، عاصر العجّاج (ت 90هـ)، ونظم في الأراجيز، ولكنّ لغته أخف كثيرا من لغة العجّاج. انظر (معجم الشعراء في لسان العرب ص 190، والمؤتلف والمختلف ص 196195، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 168167).
__________
(1) كان ثابت بن نعيم الجذامي رأس اليمن في بلاد الشام، ثار على مروان بن محمد الأموي، فقتله وصلبه سنة 127هـ.
انظر (تاريخ الطبري 7/ 297296، 315314).
(2) تأذنون إلى الداعي: تستمعون إليه بإعجاب.
(3) الإحن: جمع: الإحنة. وهي الحقد والغضب.
(4) في الهامش: «عطيّة بن العليج الأرطوي. أنشد له الهجري في نوادره شعرا».
(5) الرجز في (ألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 329، والمؤتلف والمختلف).
(6) تزفي: تطرد. والزّفيان: الخفّة، وبه سمّي الرجل. وقعره: صرعه.
(7) هو سيد بني تيم القرشيين في عصره، ومن كبار القادة الشجعان والأجواد. توفي سنة 82هـ. (الأعلام 5/ 54).
هذا، وسقط من ك «عمر بن».
(8) انظر بعض هذه الأرجوزة في (اللسان: سبد، صمعد، معد). وكتب (فرّاج): «انظر اللسان مادتي سبد وصمغد».
ولا شيء منها في (صمغد).(1/197)
إنّي إذا ما صاحبي استبدّا ... بالأمر من دوني، واسمغدّا
استبدّ بالأمر: انفرد به. ومسمغدّ: منتفخ من الغضب. وأصله من غدّة البعير.
أتركه وسط الرّجال عبدا ... موطّنا على الهوان فردا
يرتكب الغيّ ويخطي الرّشدا ... إذا تميم حشدت لي حشدا
كزاخر البحر، إذا ما مدّا ... لم يرزأ الأعداء منّي زندا
على عناجيج الخيول جردا (1)
[367] أبو عيسى الحبشيّ. اسمه عطاء بن عبس. محدث، بصريّ، فصيح. قال له العبّاس بن الفرج الرّياشيّ (2): إنّ أبا عبس الأسديّ قد عمل على قصيدة، يفضّل فيها الإبل على النّخل، فقال الحبشيّ قصيدة يردّ عليه، أوّلها: [من الطويل]
قضيت أبا عبس على النّخل للّتي ... تطرّدها البلوى قضيّة جانف (3)
أحين عدلت النّاب، ينحتّ جلدها ... لها خدعات، من سهام وطائف (4)
إلى كلّ حدباء المرابيع تتّقي ... أكفّ الرّقاة بالعذوق الرّوادف (5)
ولا يفقد الرّاعي إذا نام نومة ... وإن نام حولا، وقّفا كالوصائف
[368] عطاء بن أحمر المدينيّ. أحد ظرفاء المدينة المعدودين، يسير الشّعر، ضعيفه. له قصيدة، يذمّ فيها جواري القيان، أوّلها: [من الكامل]
لا تعتبنّ على القيان، ولا ترد ... ودّ القيان، فإنّهنّ تجار
[367] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ، من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
[368] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
__________
(1) العناجيج: جمع العنجوج، وهو الرائع من الخيل.
(2) الرّياشيّ، أبو الفضل، من الموالي. وهو لغويّ راوية، عارف بأيّام العرب. قتل في البصرة أيّام فتنة صاحب الزنج سنة 257هـ. انظر (الأعلام 3/ 264).
(3) في الأصل: «أبا عيسى». (كرنكو). والجانف: الظالم، والمائل عن الحقّ. وجاء في الأصل: «جانف» وتحته حاء صغيرة، وكتب فوق الكلمة «معا» أي: جانف وحائف.
(4) الناب: الناقة المسنّة. وإنّه لذو خدعات: ذو تجريب للأمور. وخدع ثوبه خدعا وخدعا: ثناه. والوطائف: جمع أوطف ووطفاء. وبعير أوطف: كثير الوبر، سابغه.
(5) العذوق: جمع العذق. وهو من النخل كالعنقود من العنب. والمرابيع: الأرباع، وما ينتج في الربيع.(1/198)
ذكر من اسمه عطّاف
[369] العطّاف بن أبي شفقرة الكلبيّ. جاهليّ. قال يحضّض بني عذرة على محاربة بني فزارة (1): [من الطويل]
أعذر بن سعد، لا يزال عليكم ... برحرح يوم من فزارة ناحر (2)
كلوا عجوة الوادي، فإنّ بلاءكم ... ضعيف، إذا ما كان يوم قماطر (3)
رمى الله في أكبادكم إن نجت لها ... فزارة لم يثأر سويد وعامر
ولا تغضبوا ممّا أقول، فإنّما ... أنفت لكم ممّا يقول المعاشر
[370] عطّاف بن نشّة الشّيبانيّ. يقال: إنّ نشّة أمّه، وهو القائل لخاله عديّ بن ضبّ (4):
[من الطويل]
عديّ بن ضبّ، من يكن خاله له ... أخا أمّه تدلج بلؤم ركائبه
وله (5): [من الطويل]
أنا ابن الذي لم يخزني في حياته ... ولم يخزه عند الوفاة بلائيا
[371] عطّاف بن القاسم الخيّاط. يكنى أبا القاسم. محدث، متأخّر. لقيه الصّوليّ في مجلس المبرّد (6)، وأنشده لنفسه: [من المنسرح]
لم يجن قلبي، عيني عليّ جنت ... أهدت بلاء إليّ إذ نظرت
[369] جاء في (اللسان: نين، وفي معجم ما استعجم ص 1342): «عطّاف ابن أبي شعفرة الكلبيّ»، وهو الصواب.
وشعفرة اسم امرأة، وكذلك شغفرة. انظر (تاج العروس: شعفر). وللشاعر ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 226)، وله خبر في (المناقب المزيدية ص 341) ينص على أنّه إسلاميّ، شهد انصراف بني كلب من غزوة القسطنطينية، حين رأوا تحامل مسلمة بن عبد الملك عليهم. ولعطاف في ذلك رجز يفخر فيه بالانتساب إلى اليمن، وجاء قبله «وقال شاعرهم (شاعر كلب) عطّاف بن شعفرة، من بطن منهم، يقال لهم بنو بكر بن أبي سود بن زيد الله بن رفيدة بن ثور بن كلب».
[370] انظر له (المؤتلف والمختلف ص 220). واسمه في (من نسب إلى أمه من الشعراء: نوادر المخطوطات 1/ 94):
عطّاف بن بشّة الشيبانيّ.
[371] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ، من شعراء القرن الثالث الهجري.
__________
(1) الأبيات من عشرة في (شعر قبيلة كلب ص 186185).
(2) يريد «رحرحان». فرخّم للضرورة. (كرنكو).
(3) العجوة: ضرب من التمر. ويوم قماطر: شديد، يقبّض ما بين العينين لشدّته.
(4) البيت في (من نسب إلى أمّه من الشعراء).
(5) البيت في (من نسب إلى أمّه من الشعراء).
(6) المبرّد: هو محمد بن يزيد. توفي سنة 286هـ.(1/199)
لم يبلغ النّاس في عداوتنا ... ما بلغت مقلتي، وما صنعت
رمت بطرف، فأهلكت بدنا ... لكنّها عند هلكه هلكت
مثل غريق يجرّ منجيه ... أتلف نفسا، ونفسه ذهبت
وله: [من المتقارب]
صن السّرّ، واكتمه واصبر عليه ... مطيقا، ولا العذر ألّا تطيقا
وعوّد لسانك خزن الكلام ... فمن ضيّع السّرّ ضلّ الطّريقا
فإن قلت، تودعه في الثّقات ... فإنّ لكلّ صديق صديقا (1)
فأنت لهذا، وذاك لذاك ... كماء يسقّي العروق العروقا
ذكر من اسمه عطارد
[372] عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم التّميميّ. وفد على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، في وفد بني تميم، وأنشده (2): [من الطويل]
أتيناك كيما يعلم النّاس فضلنا ... إذا اجتمعوا وقت احتضار المواسم
وأنّا فروع النّاس في كلّ موطن ... وأن ليس في أرض الحجاز كدارم (3)
ولحسان عنها جواب (4)، وتروى للأقرع بن حابس.
وكان ممّن اتّبع سجاح، ثمّ قال (5): [من البسيط]
[372] خطيب من سراة بني تميم. وفد على كسرى في الجاهلية، وطلب منه قوس أبيه، فردّها عليه، وكساه حلّة ديباج.
ارتدّ بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم ثم عاد إلى الإسلام، وتوفي نحو سنة 20هـ. وفي (الأغاني 20/ 224) ما يشير إلى أنّه أدرك خلافة معاوية. انظر له (منح المدح ص 215213والأعلام 4/ 236، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 293292).
__________
(1) في ك «في النقاب». تصحيف.
(2) البيتان له في (الأغاني 4/ 156)، وهما متنازعان بينه وبين الأقر بن حابس في (منح المدح ص 215)، ونسبا للزبرقان بن بدر في (سيرة ابن كثير 4/ 8382).
(3) دارم: أبو حيّ كبير من تميم.
(4) انظر جواب حسّان في (ديوان حسّان ص 238236). وهو قصيدة أوّلها:
منعنا رسول الله إذ حلّ وسطنا ... على أنف راض من معدّ وراغم
وقيل: أوّلها:
هل المجد إلّا السّؤدد العود والنّدى ... وجاه الملوك واحتمال العظائم
(5) البيتان في (الإصابة 4/ 420، ومنح المدح ص 215)، والأوّل في (تاريخ الطبري 3/ 274)، ونسبا إلى قيس بن عاصم في (ثمار القلوب ص 315).(1/200)
أضحت نبيّتنا أنثى نطيف بها ... وأصبحت أنبياء الله ذكرانا
فلعنة الله، ربّ النّاس كلّهم ... على سجاح ومن بالإفك أغرانا
[373] عطارد بن قرّان. أحد بني صديّ بن مالك. هجا جريرا عند هجاء جرير للمرّار البرجميّ، فطلبت بنو صديّ بن مالك إلى جرير أن يهبه لهم، فقال جرير (1): [من الوافر]
وهبت عطاردا لبني صديّ ... ولولا غيره علك اللّجاما
وحبس بنجران، فقال (2): [من الطويل]
لقد هزئت، منّي، بنجران أن رأت ... قيامي في الكبلين، أمّ أبان
كأن لم تري قبلي أسيرا مكبّلا ... ولا رجلا، يرمى به الرّجوان (3)
كأنّي جواد، ضمّه القيد بعدما ... جرى سابقا في حلبة ورهان
خليليّ، ليس الرّأي في صدر واحد ... أشيرا عليّ اليوم ما تريان
أأركب صعب الأمر، إنّ ذلوله ... بنجران، لا يرجى لحين أوان؟
وحبس أيضا بحجر، فقال (4): [من البسيط]
يقودني الأخشن الحدّاد مؤتزرا ... يمشي العرضنة مختالا بتقييدي (5)
إنّي وأخشن في حجر لمختلفا ... حال، وما ناعم حالا كمجهود
ذكر من اسمه العوّام
[374] العوّام بن شوذب. ويقال: هو العوّام بن عبد عمرو، الشّيبانيّ، من بني الحارث بن [373] شاعر مطبوع مقلّ، من الصعاليك. حبس بنجران وحجر. وتوفي نحو سنة 100هـ. انظر له (معجم البلدان:
نجران، واللسان: كوس، وسمط اللآلي ص 184، وأشعار اللصوص ص 106102، والأعلام 4/ 236، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 293).
[374] شاعر جاهليّ، من الفرسان، كان حيّا يوم (غبيط المرّوت) قبل الإسلام بنحو عشرين عاما أو أقلّ. انظر (معجم ما استعجم ص 1260، والأعلام 5/ 93، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 278)، وديوان بني بكر ص 437434).
__________
(1) البيت من ثلاثة في (ديوان جرير ص 769).
(2) الأبيات من سبعة في (أشعار اللصوص ص 106، والحماسة البصرية 1/ 107106)، وبعضها غير منسوب في (بهجة المجالس 1/ 453). وله في المناسبة نفسها شعر آخر في (معجم البلدان: نجران).
(3) رجوا البئر: طرفاه، وشفيراه. كناية عمّن عرّض لكلّ مهنة وابتذال، أو عمّن عرّض للهلكة.
(4) البيتان من خمسة في (أشعار اللصوص ص 104). واسم السجن الذي حبس به في حجر (دوّار). انظر (معجم البلدان: دوّار). وأمّا الحجر فهي مدينة اليمامة، وأمّ قراها.
(5) الأخشن: اسم السجّان. والحدّاد: السجّان والعرضنة: مشية فيها بغيّ، وتكبّر.(1/201)
همّام. جاهليّ. يقول لبسطام بن قيس الشّيبانيّ وأسرته، بنو يربوع يوم غبيط المرّوت، وفرّ عن قومه يوم العظالى (1): [من الطويل]
وفرّ أبو الصّهباء إذ حمس الوغى ... وألقى بأبدان السّلاح وسلّما
أبو الصّهباء: كنية بسطام. وحمس: اشتدّ. والوغى: شدّة الصّوت في الحرب.
وأيقن أنّ الخيل إن تلتبس به ... تئم عرسه، أو يملأ البيت مأتما
ولو أنّها عصفورة لحسبتها ... مسوّمة تدعو عبيدا وأزنما
فررتم، ولم تلووا على مرهفيكم ... لو الحارث المقدام يدعى لأقدما (2)
فإن يك في يوم الغبيط ملامة ... فيوم العظالى كان أخزى وألوما
وأسر يومئذ ابناه: يزيد وشنيف، فقال (3): [من البسيط]
لو كنت في الجيش إذ مال الغبيط بهم ... ما أبت قبل أبي زيق، ولم يؤب (4)
عزّ عليّ، ولم أشهد لأنفعه ... مدعى يزيد شنيفا، ثمّ لم يجب
[375] العوّام بن عقبة بن كعب بن زهير بن أبي سلمى. شاعر معروف، يقول: [من الطويل]
ألا ليت شعري، هل تغيّر بعدنا ... ملاحة عيني أمّ يحيى، وجيدها؟
وهل بليت أترابها بعد جدّة؟ ... ألا حبّذا أخلاقها وجديدها
نظرت إليها نظرة، ما يسرّني ... بها حمر أنعام البلاد وسودها
[376] العوّام بن كعب المزنيّ. بدويّ، جار بني كليب، كانت له امرأة يقال لها أمّ كامل، فنشزت عليه، فقال: [من الطويل]
[375] شاعر مجيد، من أهل الحجاز، نبغ في العصر الأمويّ، وزار مصر، واشتهر من شعره ما قاله في غطفانية اسمها ليلى، أحبّها، وأحبّته. وهو من بيت شعر عريق. وكان صديقا لصخر بن الجعد المحاربيّ المتوفى نحو سنة 140هـ.
انظر له (الأغاني 22/ 41، والخزانة 9/ 153، والحماسة البصرية 2/ 231، والمستطرف 2/ 17، والأعلام 5/ 93، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 344).
[376] لم أعثر له على ترجمة له. ولعلّه العوام بن كعب بن زهير أبي سلمى. وهو على ذلك من شعراء القرن الأوّل الهجريّ.
__________
(1) يوم العظالى لبني يربوع على بني شيبان. والأبيات من قصيدة في (العقد الفريد 5/ 196195، والنقائض ص 585584). وانظر (الحيوان 5/ 241240). وينسب بعضها لمغيرة بن طارق بن ديسق اليربوعي. انظر (المراثي ص 168).
(2) الحارث: أراد الحوفزان، وهو الحارث بن شريك الشيبانيّ.
(3) البيتان مع ثالث في (النقائض ص 585).
(4) أبو زيق: بسطام بن قيس الشيباني. وزيق: ابنه.(1/202)
أيا ربّ أستجريك من أمّ كامل ... بما غدرت، والله أنجح طالب (1)
يقول خليل: أو تباشر ضرّة ... تريها نهارا طامسات الكواكب (2)
رأينك لمّا أن بدت منك صفحة ... من الأمر لا يرعين وصلا لغائب
وماتت له امرأة، فرثاها بقوله: [من الطويل]
فقلت لقلبي لا تبكّ، فإنّه ... كذاك اللّيالي: طولها وقصيرها
فإنّي لباك ما بقيت، وإنّه ... لأسوأ عبرات الرّجال كثيرها
[377] العوّام بن المضرّب. وأخوه السوّار بن المضرّب، بصريّان، إسلاميّان. والعوّام هو القائل: [من الطويل]
وصدّت بعيني شادن، وتبسّمت ... بحمّاء عن غرّ، لهنّ غروب (3)
ذكر من اسمه عقيل
[378] عقيل بن علّفة بن الحارث بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرّة بن غطفان. وأمّه: عمرة بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة المرّيّ، وأختها: البرصاء بنت الحارث، أمّ شبيب بن البرصاء، الشاعر. وعقيل يكنى أبا الوليد، وكان شاعرا شريفا، تزوّج إليه يزيد بن عبد الملك بن مروان، ويحيى بن الحكم، أخو مروان، وخطب إليه إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزوميّ، وهو خال هشام بن عبد الملك، فأبى أن يزوّجه، وكان غيورا جافيا، وأراد أن يضرب ابنته بالسّيف غيرة عليها، فمنعه أخوها، ورماه بالسهم، فانتظم فخذيه، فقال عقيل (4): [من مشطور الرجز]
[377] شاعر إسلاميّ، من شعراء القرن الأوّل الهجريّ. انظر له (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 344).
[378] شاعر مجيد مقلّ، من شعراء الدولة الأمويّة، توفي نحو سنة 100هـ. انظر (الحماسة البصرية 2/ 360، 378والعققة والبررة: نوادر المخطوطات 2/ 386384، والأعلام 4/ 242، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 299).
__________
(1) استجريك: اتخذك وكيلا.
(2) نجم طامس: ذاهب الضوء.
(3) الشادن: ولد الظبية. حمّاء: سوداء. والحمّة أيضا: لون بين الدهمة والكمتة. والغرّ: جمع الغرّة. وهي من الأسنان بياضها، وأوّلها. والغروب: جمع الغرب. وهو الحدّة.
(4) انظر الخبر والشعر في (الأغاني 12/ 302299). والرجز عدا الشطر الرابع في (جمهرة أنساب العرب ص 253) لعقيل، وفي (اللسان: شنن) لأبي أخزم الطائي. وكان أخزم عاقّا لأبيه، فمات، وترك بنين عقّوا جدّهم، وضربوه، وأدموه. وقيل غير ذلك.(1/203)
إنّ بنيّ ضرّجوني بالدّم ... شنشنة أعرفها من أخزم (1)
من يلق أبطال الرّجال يكلم ... ومن يكن ذا أود يقوّم (2)
قوله: شنشنة أعرفها من أخزم. قاله جدّ أبي حاتم الطائيّ. وهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن أخزم بن أبي أخزم. وإنّما اجتلبه عقيل لمّا جاء موضعه.
وهو القائل (3): [من الطويل]
وللدّهر أثواب، فكن في ثيابه ... كلبسته يوما أجدّ وأخلقا (4)
وكن أكيس الكيسى إذا كنت فيهم ... وإن كنت في الحمقى فكن أنت أحمقا (5)
وله يرثي ابنه (6): [من الطويل]
فتى، كان أحيا من فتاة حييّة ... وأقطع من ذي شفرتين صقيل
فتى، كان مولاه يحلّ بنجوة ... فحلّ الموالي بعده بمسيل
النّجوة: الموضع المرتفع.
[379] أبو الجوديّ: عقيل بن عطيّة العبشميّ. يقول في الفتنة بخراسان (7): [من البسيط]
حاز ابن أحوز لؤم النّاس كلّهم ... وغادر المجد بين الباب والدّار (8)
مشوّه الوجه ما ترجى نوافله ... كأنّما ناظراه الجمر بالنّار
[380] عقيل بن حسّان بن قيس بن جبلة بن حصن بن كعب بن عليم الكلبيّ. يعرف بابن الدكوك، وهي أمّه.
[379] لم أعثر له على ترجمة. وكان حيّا نحو سنة 130هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[380] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثاني الهجريّ. هذا، وأخلّ به (شعر قبيلة كلب، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الشّنشنة: الطبيعة والسجيّة.
(2) الأود: الاعوجاج.
(3) البيتان في (شرح المرزوقي ص 1154، والحماسة البصرية 2/ 52، والتذكرة السعدية ص 181).
(4) اللبسة: اسم حالة اللابس.
(5) في الهامش: «في نسخة أخرى: إذا ما لقيتهم».
(6) البيتان من قطعة في (الأغاني 12/ 313312، وشرح المرزوقي ص 987). والشعر في رثاء ابنه الأكبر علّفة.
(7) وقعت الفتنة بين اليمانية والنزارية بخراسان سنة 126هـ.
(8) سلم بن أحوز: له ذكر في الفتنة بخراسان، وكان صاحب شرطة نصر بن سيار فيها، وقد قبض عليه أبو مسلم الخراساني سنة 130هـ. انظر (تاريخ الطبري 7/ 384).(1/204)
ذكر من اسمه عقيل
[381] عقيل بن عرندس. ذكره عمر بن شبّة، ولم ينسبه، وهو القائل (1): [من الطويل]
مدحت بني عمرو، وقومي سواهم ... وحسن ثنائي كالجمان على النّحر (2)
ذكر من اسمه عجلان
[382] عجلان بن نكرة. من بني الرّباب، جاهليّ، سابق رجلا من قيس عيلان، فسبق فرس عجلان، فقال (3): [من الكامل]
أخطرت مهري في الرّهان لجاجة ... ومن اللّجاجة ما يضرّ، وينفع
فعرفت غرّته، ولمع جبينه ... قبل الجياد، وكفّ عمرو يلمع (4)
[383] عجلان بن لأي الغنويّ. يقول: [من الطويل]
عجبت لداعي الحرب، والحرب شامذ ... لقوح بأيدينا تحلّ، وترحل
الشّامذ: التي تشول بذنبها لتريك أنّها لاقح، وليست بلاقح.
وأعجبني، ولست بعد بعاجب ... سمامة محض، والعجاجة تركل (5)
وإرداؤه كرز بن عمرو بن عامر ... كما خرّ جذع النّخلة المتقطّل (6)
على أنّ كرزا من أداة وجرأة ... مليء، ولكن سطوة اللّيث أوّل
[381] روى له الجاحظ بيتين في (الحيوان 6/ 344). وجاء في الهامش: «عقيل بن العرندس أحد بني عمرو بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب. وهو القتال». والعبارة في (معجم ما استعجم ص 882) وفيه «عمرو بن عبد». والقتّال الكلابيّ شاعر جاهليّ. وقيل: مخضرم، امتدّ عمره إلى عهد بني أميّة. وقد اختلف في اسمه فقيل: عبيد الله أو عبيد، أو عبادة أو عبّاد. انظر (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 368367) ولم يشر فيه إلى (عقيل).
[382] شاعر جاهلي فارس. واسم فرسه: الهذلول. وهو من بني تيم الرباب. انظر (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 265). وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 218) نقلا عن المرزبانيّ.
[383] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه جاهليّ. هذا وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
__________
(1) له من قصيدة مشهورة مدح فيها بني عمرو في (معجم ما استعجم ص 863862).
(2) هاهنا خرم في الإصل.
(3) في (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 265نقلا عن أسماء خيل العرب وفرسانها لابن الأعرابيّ ص 59). وفيه أن فرس عجلان سبق رجلا من بني فزارة. وهم من قيس عيلان.
(4) عمرو: اسم غلامه الذي ركب فرسه في الرهان. (كرنكو).
(5) السّمامة: الشخص، ودويبة. ومحض: خالص.
(6) المتقطّل: المتقطّع.(1/205)
[384] عجلان بن خليدة الهذليّ. وهي أمّه، وهو من بني عامر بن برد، أحد بني صاهلة، وهو القائل في غارة كانت بينهم وبين بني سليم (1): [من الطويل]
جمعت لرهط العائذين سريّة ... كما جمع المغمور أشفية الصّدر (2)
المغمور: الذي يشتكي صدره، به الغمر، وهو المفؤود.
فأوفت قريم صاعها إذ أمرتهم ... بأمرهم، وضلّ في عائذ أمري
فإن تشكروا لي تشكروا لي نعمة ... وإن تكفروا فلا أكلّفكم شكري
فمن لامني فيها فإنّي فعلتها ... ولم آتها من ذي جنان، ولا ستر (3)
فذلّ بها قوم، وبيّضت أوجها ... تحوّلن من بعد الكلالة، والوتر (4)
ذكر من اسمه عائذ
[385] المثقّب العبديّ ثمّ النّكريّ. اسمه عائذ بن محصن. وقيل: اسمه شأس بن عائذ بن محصن بن ثعلبة بن واقلة بن عديّ بن زهر بن منبه بن نكرة وهي القبيلة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى.
وسمّي المثقّب ببيت قاله. وقيل: اسمه نهار بن شأس، ويكنى أبا واثلة، وهو جاهليّ، من شعراء البحرين، وهو القائل (5): [من الوافر]
[384] له خبر وأبيات في (ديوان الهذليين 3/ 113112) واسمه فيه (العجلان بن خليد). ولم يقل إن (خليدة) أمّه.
هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
[385] شاعر جاهلي، من عبد القيس، من ربيعة. اتصل بالملك عمرو بن هند (578563م)، وله فيه مدائح، ومدح النعمان بن المنذر. وشعره جيد، فيه حكمة ورقّة. جمع بعضه في ديوان، طبع أكثر من مرّة. وتوفي نحو سنة 585م / 38ق. هـ. انظر له (الأعلام 3/ 239، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 316315).
__________
(1) الأبيات (1، 3، 4) في (ديوان الهذليين)، وفيه: «وكان بين بني ظفر، وبين العجلان بن خليد قسامة، فلامه ناس من قومه، فقال العجلان». والقسامة: أصله اليمين، ثم جعل للقوم الذين يحلفون على حقّهم خمسين يمينا، ليأخذوه.
(2) الأشفية: جمع الشّفاء. وهو دواء معروف.
(3) في (ديوان الهذليين): «من ذي جبان».
(4) في الهامش: «في نسخة أخرى: من طول الكلالة». (فرّاج).
(5) الأبيات في (شرح ديوان المثقب العبدي ص 6867)، وبها ختم قصيدته المشهورة التي مطلعها:
أفاطم قبل بينك متّعيني ... ومنعك ما سألتك أن تبيني
ومنها البيت الذي سمّي به مثقّبا، وهو:
ظهرن بكلّة، وسدلن أخرى ... وثقّبن الوصاوص للعيون(1/206)
فإمّا أن تكون أخي بحقّ ... فأعرف منك غثّي من سميني
وإلّا فاطّرحني، واتّخذني ... عدوّا، أتّقيك، وتتّقيني
فما أدري إذا يمّمت أرضا ... أريد الخير، أيّهما يليني
أألخير الذي أنا مبتغيه ... أم الشّرّ الذي هو يبتغيني
[386] عائذ بن سلمة الأزديّ. وقيل: هو سلمة بن عباد (1) الأزديّ، ملك عمان. وفد على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال (2): [من الطويل]
رأيتك يا خير البريّة كلّها ... نشرت كتابا جاء بالحقّ معلما
وقد تقدّم خبره (3).
[387] عائذ بن سعيد. شهد صفّين مع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأبلى يومئذ، وارتجز، فقال: [من مشطور الرجز]
قد علمت أمّ بني خلده ... أنّي للحّرب عتيد العدّه
فضفاضة، سابغة، ونهده ... وصارم، مهنّد، وصعده
أصدق في أهل القسوط الشّدّه ... كما حمى أشباله ذو اللّبده (4)
فقتل في آخر أيّام صفّين، رحمه الله (5).
[386] صحابيّ، وفد على الرسول صلّى الله عليه وسلّم سنة 10هـ. وفي اسمه اختلاف. انظر (الإصابة 3/ 493، ومنح المدح ص 216215، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 194).
[387] صحابيّ، له وفادة على الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وشهد القادسية وجلولاء في العراق، ثم شهد مع عليّ الجمل، وصفّين، ومعه راية بني محارب، وقتل في آخر أيّام صفّين سنة 37هـ. انظر (الإصابة 3/ 493). وجاء في الهامش: «هو عائذ بن سعيد بن جندب بن جابر بن زيد بن عبد بن الحارث بن بغيض بن شكم بن عبد المحاربي، من ولده لقيط الراوية وكان صدوقا ابن بكير وكان أيضا عالما صدوقا بن النضر بن عباد بن عائذ بن سعيد، لقي هشام بن الكلبي لقيطا. ومع عائذ كانت راية محارب يوم الجمل، وصفّين، فقتل يوم صفّين، وهي معه.
وقد شهد القادسيّة وجلولاء ونهاوند. ولعائذ وفادة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم»، وضبط سعيد في الأصل بالتصغير، وغير التصغير معا. (فرّاج). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) في ك «عائذ» وفي ف «عياذ». والتصويب من الإصابة.
(2) البيت في (الإصابة 3/ 493) نقلا عن المرزباني، وهو مع آخر لسلمة بن عياض الأسدي في (الإصابة 3/ 128). وقال ابن حجر (الإصابة 3/ 493): «نسب الرّشاطيّ هذه الأبيات لسلمة بن عياض، ونسبه أسديّا، ولم يعرفه بكونه ملك عمان، وينبغي أن يكون الأسديّ، بسكون المهملة لأنّ ملوك عمان من الأزد بسكون الزاي، وكثيرا ما يقلبون هذه الزاي سينا».
(3) تقدّم خبره في (سلمة)، وذلك من القسم الضائع من الكتاب.
(4) القسوط: الجور، والميل عن الحقّ.
(5) في الهامش: «عائذ بن نمي القشيريّ، أنشد له الهجريّ في نوادره شعرا».(1/207)
ذكر من اسمه عباءة
[388] عباءة بن جعشم. وهو عباءة بن يزيد بن جعشم العبسيّ. يقول: [من الطويل]
كأن لم يقل يوما يزيد بن جعشم ... لنار النّدى: ارفع سناها، وأوقد
وأذك سنا نار النّدى، علّ ضوءها ... يجيء بمقو، أو طريد مشرّد (1)
فباتت على علياء نار ابن جعشم ... تشبّ لغوريّ، وآخر منجد (2)
وبات النّدى والجود يصطليانها ... حليفي كريم واجد، غير مجحد (3)
مجحد: فقير. ونبات مجحد: إذا كان ضعيفا قليلا.
[389] عباءة البصريّ. يقول في رواية دعبل: [من مجزوء الكامل]
يا ابن المهلّب، ما ترى ... وأشر برأيك، يا عقيل
[390] عباءة بن عمر الرّاتجيّ المدنيّ. لحق الدّولة العبّاسيّة، ومدح معنا (4) بقوله: [من الكامل]
مسح القبائل وجهه فبدا ... كالبدر أو أبهى من البدر
فنشا بحمد الله حين نشا ... حسن المروءة، نابه الذّكر
حتّى إذا ما طرّ شاربه ... خضع الملوك لسيّد قهر (5)
وله يرثي عبد الله بن معاوية الجعفريّ (6)، والحكم بن المطّلب المخزوميّ: [من المنسرح]
أمسى رجال السّماح قد هلكوا ... فنحن نبكي بقيّة الرّمم
للهاشميّ الذي [ثوى] بلوى ... مرو، عقيد السّماح، والحكم (7)
[388] لم أعثر له على ترجمة. ويرجح سياق ترجمته أنّه جاهليّ.
[389] لم أعثر له على ترجمة. ويرجح أنّه إسلاميّ لذكره ابن المهلّب في شعره.
[390] من مخضرمي الدولتين: الأمويّة والعبّاسيّة. وتوفي نحو سنة 150هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) المقوي: المحتاج، المعوز.
(2) الغوريّ: منسوب إلى الغور. وهو المنخفض من الأرض. ويقابله النّجد. وأنجد الرجل: دخل بلاد نجد.
(3) الواجد: الغنيّ.
(4) معن بن زائدة الشيبانيّ: من أشهر أجواد العرب، وأحد الشجعان الفصحاء، ومن ولاة الدولتين. وقتل غيلة سنة 151هـ. انظر (الأعلام 7/ 273).
(5) طرّ شاربه: نبت.
(6) عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: من شجعان الطالبيين وأجوادهم وشعرائهم، طلب الخلافة في أواخر دولة بني أميّة (سنة 127) بالكوفة. ومات أو قتل سنة 129هـ، وقيل سنة 131هـ. انظر (الأعلام 4/ 139).
(7) سقط (ثوى) من الأصل. والإضافة من (كرنكو وفرّاج).(1/208)
هذا بأرض العراق في رجم ... وذاك [ثاو] بالشّام في رجم (1)
فاشتبه النّاس بعد فقدهما ... فذو الغنى منهم كذي العدم
ذكر من اسمه علباء
[391] علباء بن أرقم اليشكريّ. كان النّعمان بن المنذر، قد أحمى كبشا، أي: جعله حمى، فوثب عليه علباء، فذبحه، فحمل إلى النّعمان، فلمّا وقف بين يديه، أنشده قصيدة يقول في آخرها (2): [من الطويل]
أخوّف بالجبّار حتى كأنّما ... قتلت له خالا كريما، أو ابن عم (3)
فإن يد الجبّار ليست بصعقة ... ولكن سماء تمطر الوبل والدّيم (4)
[392] علباء بن هدّاج الهجيميّ. يقول للطّرّماح الطائيّ: [من البسيط]
ناك الطّرمّاح جدّات الرّواة له ... نيكا بأير، كجذع النّخلة الضّاحي (5)
ثمّ الرّواة فناكوا مثل عقبته ... عمدا بذنب ابنها، أمّ الطّرمّاح (6)
كلّ الفريقين أخزى أمّ صاحبه ... خزيا مقيما عليهم، ماله ماحي
قوله: كجذع النّخلة الضّاحي، أي: وحده، لا يحلّ إلى جنبيه شيء، فهو أعظم له، إذا كان وحده، وسرق معنى هذه الأبيات ممّا قال جرير في السّرندى، وقد تقدّم (7).
[391] شاعر جاهلي، كان معاصرا للملك النعمان بن المنذر. انظر لشعره وترجمته (الأصمعيات ص 184177، والخزانة 10/ 418، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 228، وديوان بني بكر ص 682677).
[392] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء العصر الأمويّ، وكان معاصرا للشاعر الطّرمّاح بن حكيم الطائيّ، المتوفى نحو سنة 125هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) سقط (ثاو) من الأصل، وأضافها (فرّاج) ولم يضفها (كرنكو). والرّجم: القبر.
(2) انظر الخبر في (مجمع الأمثال 2/ 144143)، والقصيدة في (الأصمعيات ص 181177)، ومنها البيتان، وبعدهما ستة من خمسة وعشرين بيتا.
(3) بالجبار: أراد النعمان بن المنذر. ورواية (الأصمعيات): (بالنعمان).
(4) الصعقة: الصيحة، يغشى منها على من يسمعها، وربما مات منها، والصوت الذي يكون من الصاعقة.
(5) في ك «نال نيلا».
(6) في ك «فنالوا».
(7) تقدّم في القسم المفقود من الكتاب. وانظر شعر جرير في (الاشتقاق ص 186، والأغاني 8/ 30، وديوان جرير ص 216). هذا، وأشار (فرّاج) إلى (الاشتقاق).(1/209)
ذكر من اسمه علبة
[393] علبة بن ماعز الحارثيّ. وهو أبو جعفر بن علبة، المقتول في أيّام هشام بن عبد الملك، قتلته بنو عقيل، وكان محمّد بن هشام المخزومي، خال هشام بن عبد الملك، زوج بنت علبة، أخت جعفر، فقال علبة بن ماعز في خبر طويل (1): [من الطويل]
لعمرك إنّي يوم أسلمت جعفرا ... وأصحابه للقوم لمّا أقاتل
لمجتنب هيج المنايا، وإنّما ... يهيج المنايا كلّ حقّ وباطل
فلم يدركوا حصنا عن الموت حيصة ... كما العيش باق في المدى المتطاول (2)
وقال معاذ العقيليّ يجيبه: [من الطويل]
أبا جعفر، أسلمت للقوم جعفرا ... وضيفيه في بهو، من الأرض، واسع
أجرت، فلم تمنع، وكنت كقابض ... على الماء خانته فروج الأصابع
ذكر من اسمه العدل
[394] العدل بن عمرو. أحد بني ميثاء، من بني طهيّة. فاخر مالك بن نويرة اليربوعيّ (3) في [393] شاعر، من القرن الثاني الهجريّ، كان في أيّام أبي جعفر المنصور (158136هـ) وهو من بني الحارث، من كهلان، وجدّه عبد يغوث بن الحارث أحد رؤساء اليمن المشهورين في الجاهلية. والراجح أنّ اسمه علبة بن ربيعة. وكان له من الولد: جعفر وجعدة وماعز. انظر له (جمهرة أنساب العرب ص 417، والأغاني 13/ 6160، والمؤتلف والمختلف ص 19، ومعاهد التنصيص 1/ 125). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[394] شاعر جاهلي، من بني طهيّة من تميم. وبنو طهيّة هم بنو أبي سود، وعون، ابني مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وطهيّة بنت عبشمس بن سعد بن زيد مناة أمهما، وإليها ينسبون. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 228). وربّما أدرك الإسلام. وجاء في الهامش: «ميثاء هي بنت شيبان بن ربيعة بن أبي سود. بها يعرفون».
وانظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 218).
__________
(1) انظر الخبر والشعر في (الأغاني). وقال علبة الأبيات في رثاء ابنه جعفر. والبيتان: الأوّل والثاني من أربعة في (الأغاني 13/ 60).
(2) في الأصل: والمدى متطاول. (فرّاج). وفيه «كم». تصحيف.
(3) مالك بن نويرة اليربوعي التميمي، قتل بأمر خالد بن الوليد صبرا في حروب الردّة. وله ترجمة، ترد لاحقا (575).(1/210)
الجاهليّة إلى الكاهن الباهليّ، ففضّل العدل على مالك. وللعدل يهجو باهلة (1): [من الطويل]
إذا الباهليّ عنده حنظليّة ... له ولد منها فذاك المذرّع (2)
وله فيهم: [من مشطور الرجز]
يا ربّنا، فقبّحنّ باهله ... أكثر حيّ جاهلا وجاهله
سوداء كالسّيد سروقا باخله ... تشدّ أعيارا بجنب السّاحلة (3)
[395] العدل بن الحكم بن عمرو بن سليم بن شيبان بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة التميميّ. جاهليّ.
ذكر من اسمه عشّ
[396] فارس الزّحاف. وهو عشّ بن لبيد بن عدّاء بن أميّة بن عبد الله بن رزاح بن ربيعة.
جاهليّ، قديم. يقول من أبيات: [من الكامل]
أمسوا بقرح راكدين، وأصبحوا ... وببطن مكّة فارس الزحّاف (4)
وأبو كبيشة عند توضح ثاويا ... فلنعم حشو الدّرع والتّجفاف (5)
[395] شاعر جاهليّ، واسمه في (أنساب الأشراف 11/ 169) العدل بن حكيم بن عمرو. وجاء في الهامش: «قال ابن الكلبيّ في ابن الحكم هذا: هو الذي يقول: [من الطويل]
جزى الله عنّا آل نتلة صالحا ... فتى ناشئا من آل نتلة أو كهلا»
والبيت له في (أنساب الأشراف 1/ 169). وله ترجمة في (شعر بني تميم ص 424423). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
[396] لم أعثر له على ترجمة. وهو من بني رزاح بن ربيعة العذريّ. ورزاح هو أخو قصيّ بن كلاب لأمّه، وقصيّ هو الذي جمّع قريشا في مكّة حوالي سنة 440م، وهذا يعني أن الشاعر لم يكن من الجاهليين القدماء، وأنّه من الجاهليين الذين أدركوا الإسلام، أو ماتوا قبله بقليل فبين الرسول صلّى الله عليه وسلّم وجدّه قصيّ معاصر رزاح أربعة آباء، وبين الشاعر وجدّه رزاح أربعة آباء أيضا. هذا، وليس له ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين).
__________
(1) البيت في اللسان: ذرع، غير منسوب.
(2) المذرّع: الذي أمّه أشرف من أبيه.
(3) في ك «ماجله». تصحيف. والسّيد: الذئب.
(4) قرح: سوق وادي القرى وقصبتها. وقيل: بها كان هلاك عاد، قوم هود. والزّحّاف: اسم فرس. ولا ذكر له في كتب الخيل.
(5) توضح: من قرى قرقرى باليمامة. وقيل: كثيب أبيض قربها. والتجفاف: الذي يوضع على الخيل من حديد أو غيره في الحرب.(1/211)
[397] العشّ بن كعب العنبريّ. يقول لخالد بن صفوان (1): [من الطويل]
عليك أبا صفوان إن كنت ناكحا ... فتاة أناس ذات إتب وميزر (2)
لها كفل راب، وبطن معكّن ... وأخثم مثل القعب، غير مقوّر (3)
فتلك التي إن نلتها نلت منية ... ودع عنك أخرى كاللّطيم المنفّر (4)
مجرّبة، قد علّمتها نساؤها ... أفاعيل، تودي بالغلام الحزوّر (5)
وتهزل إن أخطأت، أو قلت غير ما ... تريد، وإن أحسنت لم تتشكّر
هي القرن إن صالت، وليث خفيّة ... وإن سكنت خوفا فذات تذمّر (6)
ذكر من اسمه العرندس
[398] العرندس العوذيّ. من الأزد، بصريّ، إسلاميّ. يقول لبني تميم حين أحرقوا عامر بن الحضرمي (7): [من المتقارب]
لحا الله قوما شووا جارهم ... بأخدود فيه الغثا والخشب
رددنا زيادا إلى داره ... وجار تميم دخان، ذهب
[397] لم أعثر له على ترجمة، وهو من بني العنبر بن عمرو من تميم، من شعراء القرن الثاني الهجري. كان حيّا نحو سنة 133هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويّين).
[398] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الأوّل الهجريّ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) خالد بن صفوان من بني منقر من تميم. فصيح مشهور. كان مقرّبا من عمر بن عبد العزيز، ومن هشام بن عبد الملك. أدرك الخلافة العبّاسية وتوفي نحو سنة 133هـ. انظر له (الأعلام 2/ 297). والمعروف عن خالد أنّه لم يتزوّج، ولعلّ ذلك من أسباب مخاطبة الشاعر له بهذه الأبيات. وربّما أراد الشاعر خالد بن صفوان القناصّ المعروف بقصيدته (العروس) وصف بها عروسه في ثمانية وسبعين بيتا، وهو شاعر مغمور، قيل عنه: يظهر أنّه من عوامّ الصدر الأوّل. انظر (الأعلام 2/ 297296).
(2) الأتب: التوب القصير إلى نصف الساق. وميزر: مئزر. وهو كساء يغطي النصف الأسفل من البدن. وهذا يرجح أنه يخاطب (القناص) الذي وصف (مباذل) عروسه.
(3) الأخثم: الفرج المرتفع الغليظ. والقعب: القدح الضخم. والمقوّر: الذي جعل في وسطه خرق مستدير. وفي (كرنكو): «غير منور». تصحيف.
(4) لعلها: كالظليم المنفّر (فرّاج).
(5) الحزوّر: القويّ، وهو من الأضداد.
(6) في ك «ذات تدمر». تصحيف. وخفيّة: اسم مأسدة في سواد الكوفة.
(7) انظر لعامر بن الحضرميّ (تاريخ الطبري 2/ 444443).(1/212)
[399] العرندس الكلابيّ. وقيل: هو أبو العرندس، من بني أبي بكر بن كلاب. قال: يمدح بني عمرو الغنويّين، في الحماسة. وأنشدها أبو عبيدة فقال: هذا والله محال، كلابيّ يمدح غنويّا (1): [من البسيط]
هينون، لينون، أيسار، ذوو كرم ... سوّاس مكرمة، أبناء أيسار
إن يسألوا الخير يعطوه، وإن شهموا ... كشفت أذمار شرّ، غير أشرار (2)
فيهم ومنهم يعدّ الخير متّلدا ... ولا يعدّ نثا خزي، ولا عار (3)
لا ينطقون على الفحشاء، إن نطقوا ... ولا يمارون إذ ماروا بإكثار (4)
من تلق منهم تقل لاقيت سيّدهم ... مثل النّجوم التي يسري بها السّاري
ذكر من اسمه عزيز
[400] عزيز بن عمير العذريّ. شاعر، إسلاميّ، شاميّ. يقول: [من الطويل]
تركت لحسّان الرّباب وذودها ... ولو شئت لم يرجع شعيث إلى وفر (5)
وفي عبد ودّ نعمة، لي إنّها ... بنو عبد ودّ، إن هم أحسنوا شكري (6)
[401] أبو الأشعث الشّيبانيّ. اسمه عزيز بن الفضل بن فضالة بن مهديّ بن مخراق. محدث، [399] شاعر جاهليّ، من بني أبي بكر بن كلاب العامريين. انظر له (المبهج ص 217، وسمط اللآلي ص 545544، وشرح المرزوقي ص 1593، واللسان: سور) هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
[400] لم أعثر له على ترجمة. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[401] شاعر عبّاسيّ، كان معاصرا للخليفة المعتمد (279256هـ). وجاء في (الفهرست ص 127): «أبو الأشعث:
عزيز بن الفضل بن فضالة بن مخراق بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن مخراق. وله من الكتب: كتاب صفات الجبال والأودية وأسمائها بمكّة وما وراها».
__________
(1) الأبيات للعرندس الكلابي في (الأمالي 1/ 239، وشرح المرزوقي ص 1593، وزهر الآداب ص 958). وروي الشعر لعبيد بن العرندس لا لأبيه، يمدح قوما نزل بهم. انظر (سمط اللآلي ص 546545)، والأبيات من ستة لعبيد بن العرندس في (الحماسة البصرية 1/ 51). وكان الأصمعي يقول: هذا من المحال: كلابيّ يمدح غنويّا».
(سمط اللآلي).
(2) شهموا: أفزعوا. والمشهوم: الحديد الفؤاد، والمذعور. والأذمار: جمع الذّمر. وهو الشجاع الشديد.
(3) المتلد: القديم. ومنه (المتّلد). والنثا: ما أخبرت به عن الشخص من حسن أو سيّء.
(4) مار الشيء: تحرّك واضطرب، والمماراة: المعارضة.
(5) الرّباب: هو ما بين أن تضع الناقة ونحوها إلى أن يأتي عليها شهران. والذّود: جماعة الإبل بين الثلاث والعشر.
(6) في الأصل: بني. (فرّاج).(1/213)
معتمديّ، ضعيف الشّعر. كان يراسل أبا الأشعث اللّخميّ بالأشعار، فوجّه اللّخميّ إلى عزيز بقلنسوة، وكتب إليه: [من الوافر]
بنفسي من كفيّ وابن عمّ ... عزيز، إنّه حرّ بن حرّه (1)
أقلّ النّاس غائلة لخلّ ... وأكثرهم لأعداء مضرّه
وهي أبيات، فأجابه عزيز بشعر، لا فائدة فيه فأوّله:
جعلت لك الفدا من كلّ سوء ... متى اعترت السّواية والمضرّه (2)
بررت، ولم تزل مذ قطّ قدما ... تجرّ بنا إلى لطف المبرّه
أسماء من العين مجموعة
[402] العنبر بن عمرو بن تميم. [أبو] القبيلة. قال محمّد بن سلّام: من قديم الشّعر الصّحيح قول العنبر بن عمرو بن تميم وكان مجاورا في بهراء، فرابه ريب، فقال (3): [من مشطور الرجز]
قد رابني من دلوي اضطرابها ... والنّأي في بهراء واغترابها
إلّا تجيء ملأى تجيء قرابها (4)
[403] علاثة بن جلاس بن مخرّبة النّهشليّ. جاهليّ. قتل أباه ابن ميّة الجرميّ، فقتله علاثة، وقال: [من المتقارب]
ذكرت جلاسا، ونعم الفتى ... جلاس، إذا أبكأ الحالب (5)
تركت ابن ميّة في مزحف ... ينوء كما ثمل الشّارب
[402] جدّ جاهلي قديم وهو على الأرجح من رجال أواخر القرن الرابع، فالقرن الخامس الميلادي، تنسب إليه قبيلة بني العنبر التميميّة. انظر له (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 207205وطبقات فحول الشعراء ص 2726، وجمهرة أنساب العرب ص 208، واللسان: قرب، والأعلام 5/ 91، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 274وشعر بني تميم ص 472).
[403] ويقال: جلاس. انظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 228وشعر بني تميم ص 304).
__________
(1) في ك «من كنى بي».
(2) اعتراه: أصابه. وسقطت الواو من ك.
(3) الرجز في (طبقات فحول الشعراء ص 27واللسان). ولم يصل إلينا من شعره غير ذلك.
(4) قرابها: أراد ما قارب قدر تمام دلوه. وأشار محقّق (طبقات فحول الشعراء) إلى أن في الشعر سقطا قديما، وكأن الشاعر يريد أن يقول: «لو كنت في بني عمرو بن تميم لجاءت دلوي بمائها».
(5) أبكأ الحالب الدّرّ: وجده قليلا أو منقطعا.(1/214)
[404] عرعرة بن عاصية السّلميّ. جاهليّ، شاعر معروف (1).
[405] عتيك بن قيس بن هيشة بن أميّة بن معاوية. جاهليّ، من أهل المدينة، قال يرثي عمرو بن حممة الدّوسيّ (2): [من الطويل]
برغم العلا والمجد والجود والنّدى ... طواك الرّدى، يا خير حاف وناعل
لقد غال صرف الدّهر منك مرزّأ ... نهوضا بأعباء الأمور الأثاقل
يضمّ العفاة الطارقين فناؤه ... كما ضمّ أمّ الرّأس شعب القبائل (3)
ويسرو دجى الهيجا مضاء عزيمة ... كما كشف الصّبح اطّراف الغياطل (4)
ونستهزم الجيش العرمرم باسمه ... وإن كان جرّارا كثير الصّواهل
ويمضي إذا ما النّقع مدّ رواقه ... على الرّوع، وارفضّت صدور العوامل (5)
[406] عويّة. ويقال: غويّة، بغين معجمة. وهو عويّة بن سلميّ بن ربيعة بن زبّان بن عامر بن [404] شاعر وفارس جاهلي. أوقع ببني هذيل، وثأر بذلك لأخيه منهم. وله شعر في ذلك. انظر له (الأغاني 12/ 130128، ومعجم ما استعجم ص 377، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 222).
[405] انظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 218217والأمالي 2/ 144143).
[406] شاعر جاهلي، من بني ثعلبة بن ذؤيب. وهو من بيت توارث الشعر فأبوه وجدّه وأخوه أبيّ، ثم ابنه قراد بن عويّة كلّهم شعراء. انظر لترجمته (شعر ضبّة وأخبارها ص 138137، 283، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 281). وجاء في هامش الأصل: في الأصل وهو غير صحيح زبّان بن عابس بن ثعلبة. والصحيح: «من بني ثعلبة».
__________
(1) في الهامش: عريف بن عنجد الجعفريّ. أنشد له الهجريّ شعرا.
(2) عمرو بن حممة الدّوسي. أحد المعمرين في الجاهلية، وقد مرّت ترجمته (21). وكان عتيك قادما من الشام، ومعه أخوه حاطب الذي كانت بسبب حرب حاطب في الجاهلية بين الأوس والخزرج، والهدم بن امرئ القيس، فعقروا رواحلهم على قبره، وأنشد كلّ منهم شعرا في ذلك. انظر ترجمة الهدم الآتية (1042). والأبيات من تسعة في (الأمالي 2/ 144) وعدا الأخير في (زهر الآداب ص 1058) وهي فيه سبعة أبيات، والأوّل والثاني من أربعة في (الحماسة البصرية 1/ 262).
(3) أمّ الرأس: الدماغ. وقبائل الرأس: شعبه. وهي أربع قطع. وفي المطبوع (فرّاج): «أمّ شعب». ولا يستقيم المعنى بذلك.
(4) يسرو: يكشف. والاطّراق: الالتفاف. واطّرقت الأرض: إذا ركب التراب بعضه بعضا. والغياطل: الظّلمات المتراكمة.
(5) النقع: الغبار المنتشر والمرتفع. والرّواق: ستر يمدّ دون السّقف. والروع: الحرب. والعوامل: جمع العامل. وهو من الرمح أعلاه ممّا يلي السّنان بقليل. وجاء في الهامش: «في ربيع الأبرار: قال بعض المازنيين: [من الكامل]
ختم الإله على لسان عذافر ... ختما، فليس على الكلام بقادر
وإذا أراد النّطق، خلت لسانه ... لحما، يحرّكه لصقر نافر»
هذا، ولعلّه يريد اسم عذافر، ولا يوجد في الأصل. (فرّاج).(1/215)
ثعلبة. الضّبّيّ، من بني ثعلبة بن ذؤيب، جاهليّ. قال يرثي أخاه أبيّا (1): [من الكامل]
أأبيّ، لا تبعد، وليس بخالد ... حيّ، ومن تصب المنون بعيد
أأبيّ، إن تصبح رهين مودّإ ... زلج الجوانب، قعره ملحود (2)
فلربّ عان [قد فككت، وسائل ... أعطيته، فغدا، وأنت حميد (3)
يثني عليك، وأنت أهل ثنائه ... ولديك إمّا يستزدك مزيد] (4)
حرف الفاء
[ذكر من اسمه فراس]
[407] [فراس]: [من مشطور الرجز]
يشرب رسل أربع كرام ... ثمّ يبيت اللّيل لا ينام (5)
لو كنت قد ساعفت في اللّمام ... بمثل خرق كأبي القمقام (6)
إذا لخلّاك بلا سلام
فقالت تجيبه: [من مشطور الرجز]
قد علم القوم، بنو طريف ... بجفجف لضرسه حفيف (7)
[407] سقط أوّل الترجمة من الأصل.
__________
(1) الأبيات من ستة في (شرح المرزوقي ص 1041، وشرح الأعلم ص 503502) للضبي. ونسب الشعر في بعض المصادر لعبد الله بن عنمة الضبّي. وفي بعضها الآخر لزهير بن مسعود الضبّي. انظر ذلك مفصّلا في (شعر ضبّة وأخبارها ص 137).
(2) في (شرح الحماسة): «رهين قرارة». والمودّأ: القبر. والمودّأة: المهلكة والمفازة. وزلج: زلق. وقعره ملحود:
تصوير للقبر بلحده. واللحد: شقّ يكون في جدار القبر. ونسب البيت في (اللسان: ودأ). لزهير بن مسعود الضبّي يرثي أخاه أبيّا. وفيه: «وجواب الشرط في البيت الذي بعده، وهو:
فلربّ مكروب كررت وراءه ... فطعنته، وبنو أبيه شهود»
(3) بعد ذلك سقط في الأصل. والإضافة من (شرح المرزوقي). وأشار إلى الإضافة (فرّاج).
(4) ما بين المعقفتين «زيادة من شرح المرزوقي 1041». (فرّاج).
(5) الرّسل: اللبن. هذا، وليس في عروض الرجز أو ضربه (فعول). ولعلّ الرواية بتحريك الروي بالكسر، على أن يحرّك روي الشطر الثاني بالضمّ ويكون فيه إقواء.
(6) الخرق من الفتيان: الظريف في سماحة ونجدة.
(7) الجفجف: المتطامن من الأرض. وجفجف الماشية: إذا حبسها. والحفيف: صوت الشيء تسمعه. وانظر ما قيل في ضبط الروي في الرجز السابق.(1/216)
يغضب أن يصغّر الرّغيف ... ليس له ضيف ولا مضيف
[408] فراس الشّاميّ. محدث، بغداديّ، ضعيف الشعر. يقول (1): [من مجزوء الرجز]
قلت لموسى أكسني ... رداك هذا القصبي
فقال: لا يلبسه ... من أحد بعد أبي
أما رأى البرد، ومن ... يلبسه بعد النّبي
ذكر من اسمه فضالة
[409] فضالة بن هند بن عوف بن ثعلبة بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد. جاهليّ. قتل شريح بن حصين النميري، يوم الرّشاء، وقال (2): [من البسيط]
يا ويح أمّ نمير بعد فارسها ... إذا الفوارس تحمي غورة الظّعن (3)
[410] فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر الموقد بن نمير بن أسامة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد. وهو كوفيّ، وشعره حجّة. وهو القائل لمّا مات يزيد بن معاوية (4): [من الوافر]
وإنّك لو شهدت بكاء هند ... ورملة إذ تصكّان الخدودا (5)
رأمت بكلّ معولة ثكول ... أبان الدّهر واحدها الفقيدا (6)
[408] لم أعثر له على ترجمة.
[409] شاعر فارس، له ولد يدعى (حملا) وأخ شاعر فارس يدعى (سلمة). انظر له (ديوان بني أسد 2/ 123119، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 286).
[410] شاعر من أهل الكوفة، أدرك الجاهلية، واشتهر في الإسلام، وشعره حجّة عند اللغويين. وكان يهجو عبد الله بن الزّبير، وتوفي بعد سنة 64هـ. انظر له (الأغاني 12/ 9788، والأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 289، وأشعار اللصوص ص 585571، والحماسة البصرية 2/ 301299، وأنساب الأشراف 6/ 17، والأعلام 5/ 146ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 363). وله ترجمة في (ديوان بني أسد 2/ 357336، وشعر قبيلة أسد ص 439430) ومجموع شعره فيه ستون بيتا.
__________
(1) نسب الشعر في (ثمار القلوب ص 6968) إلى جعيفر الموسوس. وفيه الثاني والثالث وقبلهما.
سألته درّاعة ... لباسها يحسن بي
(2) البيت في (ديوان بني أسد) 2/ 123) نقلا عن معجم المرزباني. وأشار (فرّاج) إلى أن البيت في كتاب (الجيم) مروي عن أبي عمرو الشيبانيّ.
(3) كتب محقّق (ديوان بني أسد): «عورة» وقال: «في معجم الشعراء: غورة، بالغين المعجمة، تصحيف».
(4) الأبيات متنازعة بين فضالة وعبد الله بن الزّبير وأيمن بن خريم والكميت بن معروف. انظر (ديوان بني أسد 2/ 347).
(5) هند ورملة: هما ابنتا معاوية بن أبي سفيان. وتصكّان الخدود: تلطمانها.
(6) رأمت: عطفت.(1/217)
رمى الحدثان نسوة آل حرب ... بفقدان، سمدن له سمودا (1)
فردّ شعورهنّ السّود بيضا ... وردّ وجوههنّ البيض سودا
وقد رويت لغيره (2). وله في ابن الزّبير وكان يهجوه (3): [من الوافر]
ومالي حين أقطع ذات عرق ... إلى ابن الكاهليّة من معاد (4)
[411] فضالة بن عبد الله الغنويّ. رثى قتيبة بن مسلم، بقوله: [من الطويل]
كأنّ أبا حفص، قتيبة لم يسر ... بزحف إلى زحف، ولم يلف معلما
ولم يغش أطراف الأسنّة، والقنا ... إذا النكس عن ورد المنيّة أحجما (5)
ولم يصبر النّفس الكريمة في الوغى ... إذا كان أصوات الكماة تغمغما
ليحمد، إنّ الصّبر منه سجيّة ... إذا الرّيق لم يبلل من الفزع الفما
وما زال مذ شدّ الإزار بحقوه ... يقود إلى الأعداء جيشا عرمرما
ورودا لحومات المنايا بنفسه ... إذا الجبس هاب المشرفيّات أقدما (6)
وله يرثيه وحمل رأسه ورؤوس إخوته وأهله إلى سليمان بن عبد الملك: [من الطويل]
إنّا لتهدى للملوك رؤوسنا ... وقد علموا أنّ الملوك بها تغلي (7)
فلو كان سعديّا لألقى برأسه ... بمدرجة بين الخنافس والزّبل (8)
[411] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء العصر الأمويّ، كان حيّا حين قتل قتيبة بن مسلم الباهليّ سنة 96هـ.
هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الحدثان من الدهر: نوبه، وأحداثه. وآل حرب: هم آل حرب بن أميّة بن عبد شمس، رهط معاوية. وسمدن:
رفعن رؤوسهن ينحن. والسّمود: تغيّر الوجه من الحزن.
(2) انظر تفصيل ذلك في (ديوان بني أسد 2/ 664663) وأشار إلى بعض ذلك (فرّاج) في الهامش.
(3) ابن الزبير: هو عبد الله بن الزبير الأسديّ، القرشيّ. والبيت من قصيدة في (الأغاني 12/ 9190) ولها خبر مشهور عن وفادة الشاعر على ابن الزبير. وانظر (ديوان بني أسد 2/ 345340، ونقائض جرير والأخطل ص 14).
(4) ذات عرق: هو الحدّ بين نجد وتهامة. وابن الكاهليّة: أراد عبد الله بن الزّبير. والكاهلية: هي زهراء بنت خثراء الكاهلية. وهي أمّ خويلد بن أسد بن عبد العزّى.
(5) النكس: الضعيف، والمقصّر عن النجدة والكرم.
(6) الجبس: الجبان واللئيم.
(7) ولد أعصر بن سعد بن قيس عيلان: مالك، وهم باهلة، وعمرو، وهم غنيّ، وأمهما همدانيّة (جمهرة أنساب العرب ص 244)، فجدّ قبيلة الشاعر، وجد قبيلة قتيبة أخوان شقيقان، ولذلك قال: «إنّا» مفتخرا.
(8) لو كان سعديّا: أراد: لو كان من بني سعد بن زيد مناة بن تميم. وفي ذلك هجاء لبني تميم. والمعروف أن قاتل قتيبة هو وكيع بن حسّان التميمي، ولم يكن من بني سعد بل من بني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
ويبدو أن في رواية البيت تصحيفا، وأن الصواب: لألقي رأسه.(1/218)
ولكنّهم من معشر قد علمتم ... عظام اللهى، ليسوا لسعد، ولا عكل (1)
ذكر من اسمه الفضل
[412] الفضل بن العبّاس بن عتبة بن أبي لهب واسمه عبد العزّى بن عبد المطّلب. وأمّه: آمنة بنت العبّاس بن عبد المطّلب، وهي لأمّ ولد سوداء. ولذلك يقول الفضل (2): [من الرمل]
وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة في بيت العرب (3)
من يساجلني يساجل ماجدا ... يملأ الدّلو إلى عقد الكرب (4)
والفضل يكنى أبا المطّلب، ويقال: أبو عتبة. وهو القائل: [من الوافر]
وسمّينا الأطايب من قريش ... على كرم، فلاط بنا وطابا (5)
وأيّ الخير لم نسبق إليه ... ولم نفتح به للنّاس بابا
وله (6): [من البسيط]
[412] شاعر من فصحاء بني هاشم. مدح عبد الملك بن مروان، وهو أوّل هاشميّ مدح أمويّا بعد الأحداث التي وقعت بينهما في صراعهما على الخلافة. وكان مناصرا بشعره لبني هاشم على بني أميّة. في شعره رقّة، وهو دون الطبقة الأولى من معاصريه. وتوفّي في خلافة عبد الملك نحو سنة 95هـ. انظر له (الأعلام 5/ 150والأغاني 16/ 203185 وشعر قريش في الجاهلية وصدر الإسلام ص 200، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 264263، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 323322، والمؤتلف والمختلف ص 41). وجاء في الهامش: «الفضل بن عباس بن عبد المطّلب الهاشميّ، ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. أنشد له القاضي أبو بكر بن الباقلّاني في كتاب فضائل الأئمّة، تأليفه، يتبجّح بزمزم والولاية عليها، وخصوصيتهم بها، رضي الله عنه: [من الكامل]
ولنا أسام، لا تليق لغيرنا ... ومواقف تهتزّ حين ترانا
حوض النبيّ، وحوضنا من زمزم ... ظمئ امرؤ لم يروه حوضانا»
__________
(1) اللهى: العطايا. وعكل: هم بنو عوف بن عبد مناة بن أدّ. وكانوا مع بني تميم بن مرّ بن أدّ حين أوقع وكيع بقتيبة.
(2) البيتان من قصيدة له. انظر بعضها في (الأغاني 16/ 184182، 195، والحماسة البصرية 1/ 186185).
(3) البيت في (اللسان: خضر). وفيه: «في هذا البيت قولان: أحدهما أنّه أراد أسود الجلدة وقيل: أراد أنّه من خالص العرب وصميمهم لأنّ الغالب على ألوان العرب الأدمة وأراد بالخضرة سمرة لونه». وكان الفضل شديد السمرة، وأتاه ذلك من جدّته، وكانت حبشية سوداء.
(4) البيت في (اللسان: سجل). ويساجلني: يفاخرني. والكرب من الدلو: هو الحبيل الموصول بالرّشاء، الملوي على العراقي.
(5) الأطايب: أراد حلف المطيبين، عقده بنو عبد مناف مع بعض بطون قريش، حين نازعوا بني عبد الدار المناقب التي عهد بها قصي بن كلاب لولده عبد الدار في الجاهلية. انظر (سيرة ابن هشام 1/ 122120).
(6) الأبيات مع رابع في (شرح المرزوقي ص 225224). وفيها يخاطب بني أميّة، وهي في (المؤتلف والمختلف ص 41)، وهي من خمسة في (بهجة المجالس 1/ 776).(1/219)
مهلا، بني عمّنا، مهلا، موالينا ... لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
لا تطمعوا أن تهينونا، ونكرمكم ... وأن نكفّ الأذى عنكم، وتؤذونا
الله يعلم أنّا لا نحبّكم ... ولا نلومكم ألّا تحبّونا
[413] الفضل بن عبد الرحمن بن العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف. كان شيخ بني هاشم في وقته، وسيّدا من ساداتهم، وشاعرهم وعالمهم. وهو أوّل من لبس السّواد على زيد بن الحسين رضي الله عنهم ورثاه بقصيدة طويلة حسنة (1). وشعره حجّة احتجّ به سيبويه في كتابه. قال محمّد بن سلّام: قلت ليونس: إيّاك زيدا، أتجيزها؟ قال:
وهو من الإغراء فقال: أجاز ابن أبي إسحاق، للفضل بن عبد الرّحمن (2): [من الطويل]
إيّاك إيّاك المراء، فإنّه ... إلى الشّرّ دعّاء وللغيّ جالب
ومنها:
ولا تقرب الفحشاء، واجتنب الخنا ... ولا تك ممّن يشتكيه المصاحب
ولا ترهبنّ الفقر ما عشت في غد ... لكلّ غد رزق من الله واجب
وله (3): [من الوافر]
إذا ما كنت متّخذا خليلا ... فلا تجعل خليلك من تميم
بلوت العبد، والصّرحاء منهم ... فما أدري العبيد من الصّميم
[413] شاعر، من رجال القرن الثاني الهجري. كان يرشح للخلافة، ويرى أنها فيمن صلح من بني هاشم. وتوفي نحو سنة 173هـ. انظر له (نسب قريش ص 89، وطبقات فحول الشعراء ص 7776، وجمهرة أنساب العرب ص 71، والأعلام 5/ 150، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 264).
__________
(1) القصيدة كلّها أو أكثرها في (مقاتل الطالبيين ص 150148). وفيه: «وقال الفضل بن العباس بن عبد الرحمن بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب يرثي زيد بن عليّ عليه السلام» ومنها الأبيات التالية.
(2) البيت في (الخزانة 3/ 63). وهو شاهد على أن حذف الواو شاذ. والقياس أن يقول: إياك والمراء.
(3) البيتان في (نسب قريش). وجاء في الهامش: «قال الصولي: حدّثنا محمد بن الحسن البلعي، قال: حدّثنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، قال: جاور الفضل بن عبد الرحمن قوما من بني تميم بالبصرة، وكانوا يعظمونه، ثم اشتدّ هارون على بني هاشم، فطلبهم، فاستخفى الفضل، فدلّوا عليه، ونهبوه، فقال: إذا ما كنت متّخذا خليلا الأبيات.
قال: فعوتب، في ذلك وقيل: عممتهم بالهجاء، وإنّما آذتك منهم شرذمة، فقال: [من الوافر]
أخصّ بذاك أقواما ألاموا ... وأنفي الذّنب عن غير المليم
فإخوتنا إذا ما كان أمن ... وسير قدّ من وسط الأديم
وأعداء إذا ما النعل زلّت ... وأوّل من يغير على الحريم»(1/220)
[414] أبو النّجم العجليّ. اسمه الفضل بن قدامة بن عبيد بن عبيد الله بن عبدة بن الحارث بن إياس بن عوف بن ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عجل. مقدّم عند جماعة من أهل العلم على العجّاج. ولم يكن أبو النّجم كغيره من الرّجّاز الذين لم يحسنوا أن يقصّدوا لأنّه يقصّد، فيجيد. قال معاوية يوما لجلسائه: أيّ أبيات العرب في الضّيافة أحسن وأكثر؟ قالوا: ليقل أمير المؤمنين، فقال: قاتل الله أبا النّجم حيث يقول: [من الطويل]
لقد علمت عرسي، قلابة أنّني ... طويل سنا ناري، بعيد خمودها
إذا حلّ ضيفي بالفلاة فلم أجد ... سوى منبت الأطناب شبّ وقودها
وبقي أبو النّجم إلى أيّام هشام بن عبد الملك، وله معه أخبار، وكان الأصمعيّ يغمز عليه.
وهو القائل: [من مشطور الرجز]
المرء كالحالم في المنام ... يقول: إنّي مدرك أمامي
في قابل ما فاتني في العام ... والمرء يدنيه من الحمام
مرّ اللّيالي السّود والأيّام ... إنّ الفتى يصبح للأسقام
كالغرض المنصوب للسّهام ... أخطأ رام، وأصاب رامي
[415] الفضل بن عبد الصّمد بن الفضل الرّقاشيّ، الخطيب. مولى ربيعة، أبو العبّاس، رشيديّ، بصريّ. وكان يذهب بنفسه مع خموله، وهاجى أبا نواس وغيره من الشّعراء، ومدح البرامكة، ورثاهم، فأكثر. وهو القائل: [من الطويل]
سأبكيك بالبيض الرّقاق وبالقنا ... فإنّ بها ما يدرك الطّالب الوترا
ولسنا كمن يبكي أخاه بعبرة ... يعصّرها من ماء مقلته عصرا
ونحن أناس ما تفيض دموعنا ... على هالك منّا، وإن قصم الظّهرا
وله في شعر يرثي به جعفر بن يحيى: [من الكامل]
والبيض لولا أنّها مأمورة ... ما فلّ حدّ مهنّد بمهنّد
وله فيه: [من الطويل]
[414] من بني بكر بن وائل، وكان من أكابر الرّجّاز، ومن أحسن الناس إنشاء للشعر. وكان يحضر مجالس عبد الملك بن مروان وولده هشام. وتوفي سنة 130هـ. انظر له (الأغاني الفهرس 51516، والأعلام 5/ 151، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 492).
[415] شاعر مجيد من أهل البصرة، فارسيّ الأصل، انتقل إلى بغداد، ومدح الخلفاء، وانقطع إلى البرامكة، وكان متهتكا خليعا، وتوفي نحو سنة 200هـ، انظر له (الأعلام 5/ 150، وطبقات الشعراء ص 227226، والأغاني 16/ 270259، وتاريخ بغداد 12/ 346345، وفوات الوفيات 3/ 185183).(1/221)
ودونك سيفا برمكيّا، مهنّدا ... أصيب بسيف هاشميّ، مهنّد
وله فيه: وقد رويت لأبي قابوس الحيريّ (1)، والصحيح أنّها للرّقاشي (2): [من الوافر]
أما والله لولا خوف واش ... وعين للخليفة لا تنام
لطفنا حول جذعك، واستلمنا ... كما للنّاس بالحجر استلام (3)
[416] الفضل بن العبّاس بن جعفر بن محمّد بن الأشعث الخزاعيّ، الكوفيّ. له أشعار كثيرة، وأبوه العبّاس بن جعفر صاحب الإيغار (4) الذي من عمل كوثى، والفلّوجة من أعمال الفرات، أجراه فيه الرّشيد كما أجرى المنصور يقطين بن موسى في إيغاره، وقاطعه عنه، فصار إلى هذا الوقت عملا مفردا. وكان قد قلّده خراسان، وصيّر محمدا، الأمين في حجره، واستخلفه بمدينة السّلام في وقت خروجه عنها. ومنزل جعفر بن محمّد بن الأشعث بباب المحوّل، من الجانب الغربي، بإزاء الميل. ولدعبل في العبّاس مدح كثير. وأمّا الفضل فولي بلخ وطخارستان، وغزا كابل، وكان له بها أثر حسن. وقال في ذلك (5): [من البسيط]
إنّا على الثّغر نحميه ونمنعه ... بنصرة الله، والمنصور من نصرا
يا أهل كابل، هلّا عاذ عائذكم ... بالبدّ يمنع منّا من به انتصرا (6)
لو كان يرفع ضيما عنكم لدرا ... عنه القسيّ التي غادرنه كسرا
لا يمنع الواردين الورد ما نهلوا ... إلى اللّقاء، ولكن يمنع الصّدرا
[417] الفضل بن إسماعيل بن صالح بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس الهاشميّ. من أهل قنّسرين، يقول: [من المنسرح]
[416] شاعر عبّاسيّ، من شعراء القرن الثالث الهجري. انظر له (الورقة ص 3938).
[417] شاعر عبّاسيّ. ويبدو من سياق ترجمته، ومن أخباره في (معجم ما استعجم ص 571) أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ، وربّما أدرك الرابع. وكان نزل بدير بولس، بنواحي الرملة. وله شعر في ذلك في (معجم البلدان: دير بولس).
__________
(1) أبو قابوس الحيري: هو عمرو بن سليمان. وقد مرّت ترجمته (52).
(2) البيتان مع آخرين في (الأغاني 16/ 265، والحماسة البصرية 1/ 253، وتاريخ بغداد 7/ 158) للرقاشيّ.
(3) الحجر: أراد حجر الكعبة. وهو ما تركت قريش في بنائها من أساس إبراهيم عليه السلام.
(4) في الهامش: «أوغر العامل الخراج، أي: استوفاه. ويقال: الإيغار: أن يوغر الملك الرجل الأرض، يجعلها له من غير خراج. وقد سمّي ضمان الأرض إيغارا. وهي لفظة مولّدة». والعبارة من (اللسان: وغر)، وفيه زيادة في الإيضاح.
(5) الأبيات من سبعة في (الورقة).
(6) البدّ: بيت فيه أصنام وتصاوير. وقال ابن دريد: البدّ: الصنم نفسه، الذي يعبد، لا أصل له في اللغة، فارسيّ معرّب. (اللسان: بدد).(1/222)
أشكو إلى الله ما أصبت به ... من ألم في مفاصل القدم
كأنّني لم أطأ بها كبدا ... من حاسد، سرّ قلبه ألمي
فالحمد لله، لا شريك له ... لحمي للأرض بعدها ودمي
ما من صحيح إلّا ستقلبه ال ... أيّام من صحّة إلى سقم (1)
وله في شاعر، مدحه، فوصله، وكتب إليه: [من البسيط]
أجنيتنا زهرا بات الضّمير له ... حتّى الصّباح سحابا ماؤه يكف
أعطيت ما ليس يبلي الدّهر جدّته ... وحزت ما حازه عن كفّك التّلف
[418] الفضل بن الرّبيع الحاجب. مولى المنصور، أبو العبّاس. والرّبيع يدّعي أنّه ابن يونس بن محمّد بن أبي فروة (2). وقيل: يونس بن عبد الله بن أبي فروة. واسم أبي فروة كيسان، مولى الحارث الحفّار، مولى عثمان بن عفّان، رضي الله عنه. وللرّبيع مع المنصور في هذا النّسب أخبار، وهو مدفوع عنه (3). وولد الفضل سنة ثمان وثلاثين ومائة، ومات سنة سبع ومائتين، وله سبعون سنة. واستحجبه المنصور لمّا قلّد أباه وزارته، ثمّ وزر للرّشيد، بعد البرامكة، وللأمين بعده، وكان فيه كبر وجبريّة، وشعره قليل جدّا، وهو القائل (4): [من الخفيف]
كنت صبّا، وقلبي اليوم سالي ... عن حبيب، يسيء في كلّ حال
لم يكن دائما على العهد فاستب ... دلت منه موافقا لوصالي
ولإسحاق الموصليّ فيه لحن في طريقة الثّقيل الأوّل.
وللفضل يفخر بولاء المنصور (5): [من مجزوء الكامل]
إنّي امرؤ من هاشم ... بفناء معمور النّواحي
[418] وزير أديب حازم. وقد عمل على مقاومة المأمون، ولما ظفر المأمون استتر الفضل سنة 196هـ، ثم عفا عنه المأمون، وأهمله بقيّة حياته، وتوفي بطوس سنة 207هـ. انظر له (الأعلام 5/ 148، وتاريخ بغداد 12/ 344343، وزهر الآداب ص 1133).
__________
(1) في الأصل: «سيقلبه»، وفي الهامش: لعله ستنقله. (فرّاج).
(2) في الهامش: «هو يونس بن محمّد بن عبد الله بن أبي فروة. وقال المرزباني في ترجمة عبد الله بن محمد بن أبي فروة:
أخو يونس الكاتب بن محمّد، ويونس الكاتب هو المغنّي الحجازي، عمّ الربيع الحاجب».
(3) في الهامش: «كان جعفر البرمكيّ يكني الربيع أبا روح، وهي كنية الفرخ، يريد: لقيطا. وفيه يقول: [من السريع] أراح ربّي من أبي روح ... يفوح نتنا أيّما فوح
أسقمني كتمان بغضي له ... حتّى شفيت السّقام بالبوح»
(4) الأوّل منهما في (الأغاني 5/ 343).
(5) الأبيات في (زهر الآداب ص 545).(1/223)
أهل الهدى وذوي التّقى ... وبني البسالة والسّماح
أهل النّبوّة والخلا ... فة والمحاسن رغم لاحي
أهل المعالم والمكا ... رم في المساء، وفي الصباح
يتألّمون من الصّدو ... د، ويصبرون على الجراح
[419] ذو الرّياستين، الفضل بن سهل بن يزدا نفروخ، وزير المأمون، ولقّب ذا الرّياستين لأنّه دبّر أمر السّيف والقلم. وكان أكبر أسباب قتله قوله: [من الخفيف]
إنّ مأمون هاشم أصله مك ... كة، منها آباؤه وجدوده
غير أنّا نحن الذين غذونا ... هـ بماء العلا، فأورق عوده
من خراسان أتبع الأمر فيهم ... وتوشّت للنّاظرين بروده
قد نصرنا المأمون حتّى حوى المل ... ك، ففينا طريفه وتليده
مثلنا لا يراه ما برق الصّب ... ح، وشقّ الظّلام منه عموده
وله قبل قتله بمدّة، وكان ذلك هجّيراه: [من مشطور الرجز]
لئن نجوت، أو نجت ركائبي ... من غالب، أو من لفيف غالب
وسنة تقطع عقد الحاسب ... إنّي لمحفوظ من النّوائب (1)
[420] الفضل بن هاشم بن حدير البصريّ. يكنى أبا أحمد. خليع، سفيه، مشتهر بالقول في الأقذار (2) وما جانسها، ويصف نفسه بشهوتها، وهو أوّل من سمع به ذكر ذلك. وقد قال أبو العبر (3) الهاشميّ أيضا في هذا المعنى، ولكنّ الفضل أسبق، وله يقول أبو العبر (4): [من مجزوء الوافر]
وهذا الفضل يخليني ... فقولوا: أيّنا أقذر (5)
[419] أبو العبّاس، اتصل في صباه بالمأمون، وأسلم على يده سنة 190هـ، وكان مجوسيّا. قتله جماعة، بينما كان في الحمّام. وقيل: إنّ المأمون دسّهم له، وقد ثقل عليه أمره. وكان حازما عاقلا فصيحا. مولده في سرخس، وقتل فيها سنة 202هـ. انظر له (الأعلام 5/ 149، وتاريخ بغداد 12/ 343339).
[420] من شعراء القرن الثالث الهجري، وكان معاصرا للخليفة الواثق (232227هـ). وله ترجمة في (الورقة ص 131128) وفيه: «الفضل بن هاشم بن جدير».
__________
(1) السّنة (هنا): الجدب والقحط. إنّي: في ك «أنّى». تصحيف.
(2) في ك «في الأقدار». تصحيف.
(3) هكذا ضبط الأصل بفتح العين والباء. (فرّاج). ويضبط أيضا بكسر العين وفتح الباء. واسمه محمد بن أحمد الهاشميّ. انظر (الأعلام 5/ 307).
(4) البيت في (الورقة ص 128).
(5) في ك «يحليني أقدر». تصحيف. ورواية (الورقة): «يحكيني». وخلى الفرس: جزّ له الخلى، وهو الرطب من النبات. وخلى اللجام عن الفرس: نزعه، وخلى الفرس: ألقى في فيه اللجام.(1/224)
وللفضل (1): [من الخفيف]
أنا فضل بن هاشم بن حدير ... لم أقل مذ خلقت كلمة خير
وقال في الواثق لمّا أراد أن يطعمه الأقذار التي ذكرها. وكان في ناحيته، وهو أمير (2):
[من المنسرح]
يا سيّدي والذي أؤمّله ... يبلغني عنك ما أموت له
إن كنت أبدعت في الكلام وفي الشّ ... عر بقول، فلست أفعله
الدّم والقيح كيف آكله؟ ... والقمل والدّود كيف أتفله؟
والله، إنّي أموت إن نظرت ... عيني إليه، فكيف آكله؟
[421] الفضل بن محمّد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب. شاعر مقلّ، متوكّليّ. وكان يشبّه بعليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه (3)، وهو القائل يفخر بجدّه العبّاس بن عليّ رضي الله عنهم: [من البسيط]
إنّي لأذكر للعبّاس موقفه ... بين السّيوف، وهام القوم تختطف
يحمي الحسين، ويسقيه على ظمإ ... ولا يولّي، ولا يثني، ولا يقف (4)
أكرم به سيّدا، بانت فضيلته ... وما أضاع له كسب العلا خلف
[422] أبو عليّ البصير، اسمه الفضل بن جعفر بن الفضل بن يونس. الكاتب، الأنباريّ.
[421] لم أعثر على ترجمة. وهو من شعراء القرن الثالث الهجريّ، وكان معاصرا للخليفة المتوكّل (247232هـ).
ولجدّه الفضل ذكر في (نسب قريش ص 79). وذكر الطبري في أحداث سنة 251هـ الفضل بن محمد بن الفضل (تاريخ الطبري 9/ 319). ولعلّ المذكور هو صاحب الترجمة.
[422] من شعراء القرن الثالث الهجريّ. وهو من الكتّاب البلغاء المترسّلين الظرفاء، توفّي بسرّ من رأى سنة 255هـ.
وجمع يونس أحمد السامرّائي ما ظفر به من شعره، ونشره في مجلة المورد العراقية مج 1العدد (3و 4). انظر له (الأعلام 5/ 147، والفهرست ص 137، والعمدة ص 247، 855، والموشح ص 434، ونكت الهميان ص 226225، وسمط اللآلي ص 391). ثم هذا وله أشعار كثيرة مروية في (الأنس والعرس) وقد استدركها هلال ناجي على يونس السامرّائي في مجلة المورد العراقية أيضا. مج 15العدد (2) ولذلك تفصيل في (المكتبة الشعرية ص 149). وله ترجمة في (العصر العبّاسي الثاني ص 419415).
__________
(1) البيت في (الورقة ص 128).
(2) الأبيات مع خامس في (الورقة ص 130).
(3) في المطبوع: «عنهم».
(4) أسند (كرنكو) الأفعال إلى جميع الذكور. وكان ولد العبّاس بن عليّ يسمّونه السّقاء، ويكنّونه أبا قربة، فقد شهد مع الحسين كربلاء، فعطش الحسين، فأخذ العباس قربة، وجاء بها إلى الحسين، فشرب منها الحسين، ثم قتل العباس. انظر (نسب قريش ص 43).
8* معجم الشعراء المرزباني(1/225)
أصلهم من الأنبار. انتقلوا إلى الكوفة، فنزلوا في النّخع، وهم من أبناء فارس. وكان أبو عليّ ضريرا، ولقّب البصير لذكائه وفطنته، وكان يتشيّع، وهو أحد الأدباء البلغاء الظّرفاء. وكان مترسّلا بليغا. وله مع أبي العيناء، محمّد بن مكرم، الكاتب أخبار ومداعبات نظما ونثرا، وقدم سرّ من رأى في أوّل خلافة المعتصم، ومدحه، والخلفاء بعده، ورؤساء أهل العسكر، وتوفّي بسرّ من رأى، في سنة الفتنة (1)، وقيل: بعد الصّلح لأنّه مدح المعتزّ. وهو القائل (2): [من الطويل]
لئن كان يهديني الغلام لوجهتي ... ويقتادني في السّير إذ أنا راكب
لقد يستضيء القوم بي في أمورهم ... ويخبو ضياء العين، والرّأي ثاقب
وله: [من الطويل]
إذا ما غدت طلّابة العلم مالها ... من العلم إلّا ما يخلّد في الكتب
غدوت بتشمير، وجدّ عليهم ... ومحبرتي أذني، ودفترها قلبي
وله: [من الخفيف]
لو تخيّرت ما هويت، ولو مل ... لكت أمري عرفت وجه الصّواب
وفي هذه القصيدة يقول في جارية سوداء:
لم يشنها استحالة اللّون عندي ... إنّها صبغة كلون الشّباب
وله: [من الطويل]
فكن عند ما أمّلت فيك، فإنّنا ... جميعا لما أوليت من حسن أهل
ولا تعتذر بالشّغل عنّا فإنّما ... تناط بك الآمال ما اتّصل الشّغل
وله في المعلّى بن أيوب (3): [من الوافر]
لعمر أبيك، ما نسب المعلّى ... إلى كرم، وفي الدّنيا كريم
ولكنّ البلاد إذا اقشعرّت ... وصوّح نبتها رعي الهشيم
[423] الفضل بن العبّاس العلويّ. لمّا دخل محمّد وعليّ ابنا الحسن بن جعفر بن موسى بن جعفر المدينة. في صفر، سنة إحدى وسبعين ومائتين (4)، فأخرباها، وعذّبا أهلها، قال الفضل بن [423] من شعراء القرن الثالث الهجريّ، وكان حيّا سنة 271هـ. انظر له (الكامل لابن الأثير حوادث سنة 271هـ).
__________
(1) يعني سنة 251. (كرنكو). وقيل توفي بعد الصلح (نكت الهميان).
(2) البيتان في (الحماسة البصرية 1/ 182).
(3) البيتان في (خاص الخاص ص 100).
(4) في الأصل والمطبوع: «إحدى وتسعين». والتصويب من (تاريخ الطبري 10/ 7).(1/226)
العبّاس من أبيات (1): [من الخفيف]
أخربت دار هجرة المصطفى البر ... ر، فأبكى خرابها المسلمينا (2)
عين، فابكي مقام جبريل والقب ... ر فبكّي، والمنبر الميمونا
وعلى المسجد الذي أسّه التق ... وى، خلاء أضحى من العابدينا
وعلى طيبة التي بارك الل ... هـ عليها بخاتم المرسلينا (3)
قبّح الله معشرا أخربوها ... وأطاعوا مشرّدا ملعونا
أخربوها برأي أسود، عبد ... آبق، لا يدين لله دينا
فأنا الدّهر لا أزال لمانا ... لوه من حرمة النبيّ حزينا (4)
[424] الفضل بن محمّد بن أبي محمّد اليزيديّ. أبو العبّاس. كتب إلى أبي صالح بن يزداد يداعيه، وجرت بينهما جفوة (5): [من السريع]
استحي من نفسك في هجري ... واعرف بنفسي أنت لي قدري
واذكر دخولي لك في كلّ ما ... يجمل، أو يقبح من أمري
قد مرّ لي شهر، ولم ألقكم ... لا صبر لي أكثر من شهر
[425] الفضل بن جعفر العكبريّ، الكاتب. كتب إلى إسماعيل بن جعفر كتابا لحن فيه. فكتب إليه إسماعيل: [من مجزوء الوافر]
أتلحن، يا أبا العبّا ... س، في هذا، وفي خبره
كأنّك ما عرفت النّح ... وفي تمييز مختبره
إذا نكّرت بعد العر ... ف كان النّصب في أثره (6)
[424] أديب عالم فاضل، وروى عن أكابر أهل اللغة، وحمل عنه علم كثير، وتوفي سنة 278هـ. وشعره جيد في لفظه ومعناه، ولعلّه كان من القلّة من المؤدبين الذين لم يفسدوا شعرهم بألفاظ مهنتهم، ومصطلحاتها. انظر لشعره وترجمته (شعر اليزيديين ص 194181، ومعجم الأدباء 16/ 218215).
[425] في (زهر الآداب ص 222) أبيات للفضل بن جعفر الكاتب. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء النصف الثاني من القرن الثالث الهجريّ.
__________
(1) الأبيات عدا السادس والسابع في (تاريخ الطبري 10/ 7) منسوبة لأبي العباس بن الفضل العلويّ. والرابع في (معجم البلدان: طيبة) للفضل بن العبّاس اللهبيّ.
(2) في ك «أخرجت». تصحيف.
(3) طيبة بالفتح: اسم لمدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم يثرب. وطيبة بالكسر: من أسماء زمزم.
(4) في ك «فأبى الدهر لا أراك». تصحيف.
(5) الأبيات في (شعر اليزيديين ص 193، ومعجم الأدباء 16/ 216).
(6) في ك «كان البصر». تصحيف.(1/227)
ولكن زلّة الإنسا ... ن قد تأتي على حذره
فأجابه أبو الفضل: [من مجزوء الوافر]
أتاني قول منقطع ... عن القرناء في بصره
له الفضل القديم علي ... ي، مدّ الله في عمره (1)
يلوم لتركي الإعرا ... ب في هذا، وفي خبره (2)
وكيف يلام من قد جا ... ل ذلّ العزّ في فكره؟
ويصبح يستبان السّه ... وفي اللّحظات من نظره
ذكر من اسمه فضيل
[426] فضيل الأعرج، الكاتب. رأى لعيسى بن الغانتي (3) غلاما وضيئا يخدمه، فقال فضيل وقد رويت لغيره: [من السريع]
لو كانت الأشياء تجري على ... مقدار ما يستوجب العبد
واعتذر الدّهر إلى أهله ... وانتعش السّودد والمجد
لكان من يخدم مستخدما ... لمالك طالعه سعد
لكنّها تجري بأقدارها ... كما يشاء الصّمد الفرد
يا عجبا من شادن أحور ... مرتّب، يملكه قرد (4)
[426] لم أعثر له على ترجمة. وجاء في الهامش: «قال الهجري في نوادره: أنشدني أبو عمرو النهديّ للفضيل بن صبح العتكيّ، من وحفة الفهر، وهم أصحاب قنص، فذكر أبياتا أوّلها: [من مشطور الرجز]
قد أغتدي حين الصّريم الأورق ... مغلّسا، وقد أضاء المشرق
معي ثماني كلبات نسّق ... آنفها كطرفها أو أصدق
وهمّ عينيّ طوال عنتق ... يسكنه كاذي البضيع سوهق
أزكى له المربع رعي مؤنق ... ومشرب في الصّيف لا يرتّق»
__________
(1) عمر الرجل عمرا: عاش وبقي زماما طويلا.
(2) في ك «الأعراب». تصحيف.
(3) كتب (كرنكو): «الغافقي». وقال: «في الأصل: الفانتي».
(4) الشادن: ولد الظبية. واستعار ذلك للغلام. والحور: شدّة ما في العين من بياض وسواد. وتنوين أمور ضرورة.(1/228)
ذكر من اسمه فائد
[427] فائد بن حبيب بن الكميت بن ثعلبة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الأسديّ. كوفيّ، إسلاميّ معروف.
[428] فائد بن الأقرم البلويّ. مدينيّ. قال يمدح محمّد بن شهاب الزّهريّ: [من الكامل]
وإذا يقال: من الجواد بماله؟ ... قيل: الجواد محمّد بن شهاب
أهل المدائن يعرفون مكانه ... وربيع بادية على الأعراب
وله فيه (1): [من الكامل]
ومهمّة أعيا القضاة قضاؤها ... تدع الفقيه يشكّ شكّ الجاهل
بدع معيّنة، هديت لرتقها ... وضربت محردها بحكم فاصل (2)
فنعشت قومك، والذين تذمّموا ... بك غير مختشع، ولا متضائل
ذكر من اسمه فرعان
[429] أبو المنازل السّعديّ. فرعان بن الأعرف، أحد بني النّزال، من بني تميم، رهط الأحنف بن قيس. وهو مخضرم، وله مع عمر بن الخطّاب رضي الله عنه حديث في عقوق [427] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الأوّل الهجري. ولبعض أولاده ذكر في خبر السّمهريّ بن بشر العكلي في حبس عثمان بن حيّان، عامل الوليد بن عبد الملك على المدينة. انظر (الأغاني 21/ 244242). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[428] لم أعثر له على ترجمة. وكان معاصرا لمحمّد بن شهاب الزّهريّ المتوفى سنة 124هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[429] ويقال: فرغان. وهو من الشعراء اللصوص. قيل: إنّه مخضرم، وقيل: كان في زمن عبد الملك بن مروان. وهو الذي قال لنفسه، وهو يجود بها: اخرجي لكاع. انظر له (الإصابة 5/ 294، وأنساب الأشراف 11/ 439438، وعيون الأخبار 3/ 8786، والعققة والبررة: نوادر المخطوطات 2/ 389387، والشعر والشعراء ص 539، والمؤتلف والمختلف ص 6564، واللسان: جعد، لوى، والتاج: فرع، وأشعار اللصوص 606600، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 361).
__________
(1) في الهامش: «أنشدها الخطابيّ في الغريب». والبيتان: الأول والثاني بغير نسبة في (اللسان: حرر).
(2) في الهامش: «وقطعت محردها. رواية في نسخة أخرى». (فرّاج). والمحرد: المقطّع. يقال: حردت من سنام البعير حردا إذا قطعت منه قطعة. أراد أنّك عجلت الفتوى فيها، ولم تستأن في الجواب.(1/229)
ابنه منازل به، وقوله فيه (1): [من الطويل]
جزت رحم بيني وبين منازل ... سواء كما يستنجز الدّين طالبه (2)
وما كنت أخشى أن يكون منازل ... عدوّي، وأدنى شانىء، أنا راهبه
حملت على ظهري، وقرّبت صاحبي ... صغيرا إلى أنّ أمكن الطّرّ شاربه
وأطعمته حتّى إذا صار شيظما ... يكاد يساوي غارب الفحل غاربه (3)
تخوّن مالي ظالما، ولوى يدي ... لوى يده الله الذي هو غالبه
[430] فرعان المنقريّ. شاعر معروف، أنشد له المازنيّ. وقد احتضر: [من مشطور الرجز]
قد وردت نفسي، وما كانت ترد (4) ... وكنت ذا شغب على القرن الألد
فقد أتاني اليوم قرن لا يرد
ذكر من اسمه الفرات
[431] فرات بن حيّان. كان دليل قريش في الجاهليّة، وهو ممّن هجا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ مدحه، فقبل مديحه. وله يقول حسّان بن ثابت (5): [من الطويل]
فإن نلق في تطوافنا وابتغائنا ... فرات بن حيّان يقظ رهن هالك (6)
[430] لم أعثر له على ترجمة له. وقد أنشد له المازنيّ المتوفى سنة 249هـ.
[431] هو فرات بن حيّان العجليّ اليشكري، وكان حليفا لبني سهم القرشيين، وعينا لأبي سفيان في حروبه، ثم أسلم، وحسن إسلامه. وروي عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «إنّ منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم، منهم فرات بن حيّان». ونزل الكوفة، وشارك في فتوح العراق، وأمّره عمر بن الخطّاب على بني تغلب في العراق سنة 17هـ.
انظر له (الإصابة 5/ 274272، وتاريخ الطبري 4/ 3635، 56، و 6/ 106، والاشتقاق ص 346، والأغاني 17/ 326322، وسيرة ابن هشام 713، ومنح المنح ص 225224، معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 357).
__________
(1) الأبيات في (الإصابة، والعققة والبررة). وذكر في هامش (شرح المرزوقي ص 1445) أن الشعر نسب أيضا إلى منازل بن فرعان بن الأعرف، يشكو فيها عقوق ابنه المسمّى خليج، فكأنّ هذه الأسرة عريقة في أن يعقّ الولد منهم أباه.
(2) في الأصل والمطبوع: «جرت». تصحيف. وجزت رحم: دعاء على ابنه.
(3) الشيظم: الطويل، الغليظ. والغارب: مقدّم السّنام.
(4) في الهامش: «وما كادت». وذلك في نسخة أخرى.
(5) البيت من قصيدة لحسان (ديوانه ص 164).
(6) في الهامش: «المحفوظ: يكن». وكذلك رواية الديوان. وقاظ بموضع كذا: أقام زمن القيظ. وهو صميم الصيف.(1/230)
فأجابه فرات، ويقال: هي لأبي سفيان بن الحارث (1): [من الطويل]
أبوك أبو سوء، وخالك مثله ... ولست بخير من أبيك وخالكا
يصيب، وما يدري، ويخطي وما درى ... وكيف يكون النّوك إلّا كذالكا؟
[432] الفرات بن أبي الخنساء الجشميّ. أحد بني جشم بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم. خطب امرأة، فأبت عليه، وتزوّجت أباه، فقال الفرات: [من البسيط]
يا أمّ علوان، هلّا كنت قلت لهم ... إذ يقرنونك: إنّي أبغض الشّمطا
ما خير زوج فتاة لا يداعبها ... وإن تنقّط ألّا يبصر النّقطا (2)
ألم تري شيخكم شابت مفارقه ... واللّحم عن عضده قد خلّ واختلطا (3)
ولأبيه جواب عن هذه الأبيات.
[433] الفرات السّنيّ. من شعراء خراسان. سأله رجل عن يزيد بن المهلب وقتيبة بن مسلم، أيّهما أفضل، فقال: [من الطويل]
سأنطق حقّا فيهما إذ سألتني ... وليس أخو حقّ كحيران جاهل
هما البحر للعافين والمبتغي القرى ... وليثا عرين، عند وقع المناصل (4)
هما يردان الموت، لا يرهبانه ... إذا ضجّ منه كلّ أشوس باسل (5)
حياء وبذلا للنّفوس وحسبة ... بكلّ سريجيّ، وأسمر عاسل (6)
وله يمدح قتيبة بن مسلم: [من الطويل]
[432] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء الدولة الأموية، في القرن الأوّل الهجريّ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[433] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الأوّل الهجري. وكان معاصرا ليزيد بن المهلّب (ت 102هـ) ولقتيبة بن مسلم الباهليّ (ت 96هـ). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم المخضرمين والأمويين).
__________
(1) روى ابن هشام (سيرة ابن هشام 3/ 127126) عشرة أبيات لأبي سفيان بن الحارث، قالها في غزوة بدر الآخرة، سنة 4هـ، وهي على وزن البيتين ورويّهما، ثم قال ابن هشام: بقيت منها أبيات تركناها لقبح اختلاف قوافيها.
ولعل ذلك استدعى الشك في نسبة البيتين لفرات. والصواب أنّهما له، فحركة الروي مختلفة، وأوّل أبيات أبي سفيان: [من الطويل]
أحسّان، إنّا يابن آكلة الفغا ... وجدّك نغتال الخروق كذلك
(2) ونقّطت المرأة خدّها بالسّواد: حسّنته به.
(3) خلّ لحمه: نقص وهذل.
(4) العافون: طالبو العطاء والمعروف.
(5) الأشوس: الذي يرفع رأسه تكبّرا. والباسل: الشجاع الشديد.
(6) السّريجيّ: ضرب من السيوف، تنسب إلى سريج. وهو قين عرف بصناعتها. ورمح عاسل: مضطرب لدن.(1/231)
يرى الموت من عادى قتيبة مجهرا ... وليس بوقّاف، ولا بمواكل
ولكنّه سمح بنفس كريمة ... بذول لها يوم التفاف القنابل (1)
حوى السّغد حتّى شاع في النّاس ذكره ... ونال التي أعيت على المتطاول
ذكر من اسمه الفتح
[434] أبو محمّد، الفتح بن خاقان القائد. أديب، ظريف، له شعر مليح، وهو الغالب على المتوكّل، والمقتول معه، وهو القائل (2): [من الرمل]
بني الحبّ على الجور، فلو ... أنصف المعشوق فيه لسمج (3)
ليس يستملح في وصف الهوى ... عاشق يحسن تأليف الحجج
وله (4): [من الخفيف]
أيّها العاشق المعذّب صبرا ... فخطايا أخي الهوى مغفوره
زفرة في الهوى أحطّ لذنب ... من غزاة، وحجّة مبروره
[435] الفتح بن الحجّاج. يقول في عليّ بن هشام القائد، يمدحه (5): [من البسيط]
في كلّ يوم له فتح يقام به ... على المنابر، أو تقرا به الكتب
أسماء في الفاء مجموعة
[436] فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. لمّا أقبل حسّان بن عبد كلال الحميريّ، ملك حمير في [434] فارسيّ الأصل، من أبناء الملوك. وكان في نهاية الفطنة والذكاء. اتخذه المتوكّل العبّاسي أخا له، واستوزره، وجعل له إمارة الشام على أن ينيب عنه، وقتل مع المتوكّل سنة 247هـ. انظر له (الأعلام 5/ 133، وتاريخ بغداد 12/ 389، وفوات الوفيات 3/ 179177، ومعجم الأدباء 16/ 186174).
[435] لم أعثر له على ترجمة. وكان معاصرا للمأمون (218198هـ).
[436] جدّ جاهلي قديم، وهو في عمود نسب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وإليه ترجع قريش. انظر له (الأعلام 5/ 157، وشعر قريش في الجاهلية وصدر الإسلام ص 1110، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 288).
__________
(1) القنابل: جمع القنبلة، والقنبل: طائفة من الناس، ومن الخيل، ما بين الثلاثين إلى الأربعين.
(2) البيتان في (معجم الأدباء 16/ 184).
(3) سمج الشيء: قبح.
(4) البيتان في (فوات الوفيات 3/ 179، ومعجم الأدباء 16/ 184).
(5) علي بن هشام: من قوّاد المأمون، ولّاه كور الجبال، وكان سيّء السيرة، فضرب المأمون عنقه سنة 217هـ. انظر (تاريخ الطبري 8/ 628627).(1/232)
جيش اليمن، لينقل حجر الكعبة من مكّة إلى اليمن، ويجعل حجّ النّاس ببلاده، قاتلته كنانة، ومن انضمّ إليها من مضر وغيرهم، وعليهم فهر بن مالك، فهزمت حمير، وأسر شرحبيل بن عبد كلال، وقتل قيس بن غالب بن فهر، فقال فهر يرثيه: [من البسيط]
هلّا بكيت عليه اليوم معولة ... وكان كاللّيث، تحت الخيسة، الحرب (1)
وكان نجدا، جواد الكفّ، ذا ثقة ... يوم الصّبيب، وبين المأزق التّرب (2)
حامى عن الجار، والمولى، بنجدته ... وقد يحامي عن المولى أخو الحسب
[437] الفظّ بن مالك الغسّانيّ. جاهليّ. هجا النّعمان بن المنذر بقوله: [من الوافر]
أرى النّعمان يدني من عصاه ... مخافته، ويبعد من أطاعا
وكيف يخاف من أشجاه قوم ... فلم يغضب، ولم ينضج كراعا؟
فليت لنا به ملكا سواه ... ينحّلنا ويعطينا المتاعا (3)
فإنّ الحيّ من لخم بن عمرو ... لئام النّاس كلّهم طباعا
إذا أمنوا حسبتهم أسودا ... وعند الرّوع تحسبهم ضباعا
فأراد النّعمان قتله، أو قطع لسانه، ثمّ وهبه لعمرو بن معدي كرب الزّبيديّ، فقال الفظّ:
[من الطويل]
تداركني من مذحج خير مذحج ... وسيف أبي قابوس يستقطر الدّما (4)
وكنت الذي تثني الحناجر باسمه ... وكنت إلى دفع المنيّة سلّما (5)
[438] فرّاص بن عتبة الأزديّ. خطب بنت عمّ له، وكان يهواها، فردّ عنها، وزوّجت غيره، فقال: [من الطويل]
تربّص بها ريب المنون، لعلّها ... تطلّق يوما، أو يموت حميمها
يعني ابن عمّها الذي تزوّجها.
[437] لم أعثر له على ترجمة. وكان معاصرا للنعمان بن المنذر، وترجم له في (معجم الشعراء الجاهليين ص 286) نقلا عن المرزبانيّ.
[438] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه جاهلي أو مخضرم. وقال ابن دريد في أثناء حديثه عن بني نصر بن الأزد: «ومنهم فرّاص بن عتيبة الشاعر، جاهلي». ويظنّ أنّه صاحب الترجمة. هذا، وأخلّت بترجمته (عزيزة فوّال بابتي) في معجميها.
__________
(1) الخيسة: الأجمة. الحرب: الذي أصابه الحرب في شدّة غضبه. والحرب: الويل والهلاك.
(2) الصّبيب: بركة، قريبة من مكّة. والتّرب: المعفّر بالتراب.
(3) في ك «يبخلنا». تصحيف. وينحّلنا الشيء: يعطينا إيّاه. ويخصنا به.
(4) مذحج: قبيلة يمانية، يرجع إليها بنو زبيد، قوم عمرو بن معدي كرب. وأبو قابوس: النعمان بن المنذر.
(5) في ك «يثني الختام» وفي (فرّاج): «تنثى». تصحيف تثني الحناجر باسمه: تفخر به.(1/233)
[439] فريص بن ثوبان المرّيّ. وهو عمّ ابن ميّادة، واسمه الرّمّاح بن أبرد بن ثوبان. وأم فريص والعوثبان وأبرد: سلمى بنت كعب بن زهير بن أبي سلمى. وكان العوثبان وفريص شاعرين (1)، ويقال: إنّ الشّعر أتى ابن ميّادة وأعمامه من قبل زهير بن أبي سلمى.
[440] فديك بن حنظلة الجرميّ. كان ينزل اليمامة، وكان يزيد بن الطّثريّة يتحدث إلى نسائه، فتهاجيا، وتناقضا، وله يقول فديك (2): [من الوافر]
أما والله إنّ بني قشير ... لجرم في يزيد لظالمونا
أليس الظّلم أنّ أباك منّا ... وأنّك في كتيبة آخرينا
أحالفة عليك بنو قشير ... يمين الصّبر أم متحرّجونا؟ (3)
[441] فيروز حصين. أشار على يزيد بن المهلّب ألّا يضع يده في يد الحجّاج، فلم يقبل منه، وصار إلى الحجّاج، فحبسه وأهله، فقال: في ذلك فيروز رواه الهيثم بن عديّ، وقد رويت لغيره (4): [من الطويل]
[439] في الأصل والمطبوع: «فريص بن ثريان المرّيّ». والصحيح أنه ابن ثوبان بن سراقة بن حرملة المرّيّ. واسمه في (جمهرة أنساب العرب ص 254): بريض، وفي (الأغاني 2/ 263) قريض. ويبدو من ترجمته أنّه من شعراء القرن الأوّل الهجريّ، وأنّه أدرك الثاني أيضا فابن أخيه الرّماح بن أبرد، ابن ميّادة توفي سنة 149هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين الأمويين).
[440] شاعر معاصر ليزيد بن الطّثرية القشيريّ، المتوفى سنة 126هـ، وأخبار فديك متصلة بأخبار يزيد في (الأغاني 8/ 182180). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[441] يكنى أبا عثمان، وينسب إلى الحصين بن الحرّ بن مالك، من بني كعب بن العنبر. كان من قادة الخارجين على الحجّاج، قبض عليه سنة 83هـ، فعذّ به، ثمّ قتله. انظر له (جمهرة أنساب العرب ص 209وأنساب الأشراف 6/ 499، 519، و 11/ 286، والكامل للمبرد 3/ 353350، وتاريخ الطبري 6/ 373، 379، 380، 381، والمستطرف 1/ 255) وفيه: فيروز بن حصين. وجاء في الهامش: «في كتاب الكامل للمبرّد (3/ 352): كان فيروز حصين رجلا جيد النثا في العجم، كريم المحتد، مشهور الآباء، فلما أسلم والى حصينا، وهو حصين بن عبد الله العنبريّ، من بني العنبر بن عمرو بن تميم، من ولد طريف بن تميم. انتهى. قال الشاطبي رحمه الله تعالى: في كلام أبي العباس هذا وهمان: أحدهما قوله: حصين بن عبد الله، إنما هو حصين بن مالك بن الحرّ بن الخشخاش، والثاني: أن حصينا من ولد كعب بن العنبر، وطريف بن تميم من ولد جندب بن العنبر». وجاء في (معجم البلدان: مرجم) شعر لفيروز الديلميّ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) جاء في (الأغاني): «وكان العوثبان وقريض شاعرين». وذكرت فيه لهما أخت شقيقة اسمها (ناعضة)، وهي في (جمهرة أنساب العرب): «ناعصة»، وأخوها العوبثان لا العوثبان.
(2) الأبيات عدا الثالث من قطعة في (الأغاني 8/ 182).
(3) يمين الصبر: هو أن يحبس السلطان رجلا على اليمين حتى يحلف بها. والصبر: الإكراه.
(4) الأبيات له في (المستطرف 1/ 255) وعدا الثاني في (وفيات الأعيان 6/ 290) لحصين بن منذر. وإذا صحّت نسبة الأبيات لفيروز حصين فهي دليل على أنه كان حيّا 85هـ، وهي السنة التي قبض فيها الحجاج على يزيد بن المهلّب.(1/234)
أمرتك أمرا حازما فعصيتني ... فأصبحت مغلول الإمارة نادما (1)
أمرتك بالحجّاج إذ أنت قادر ... فنفسك ولّ اللّوم، إن كنت لائما
فما أنا بالباكي عليك صبابة ... ولا أنا بالداعي لترجع سالما
[442] فهد بن بلال بن جرير بن الخطفي اليربوعيّ. محدث، يقول: [من الطويل]
لعمرك، إنّي يوم فيد لمعتل ... بما ساء أعدائي، على كثرة الزّجر (2)
أمارس عن نفس، عليّ كريمة ... موطّنة عند النّوائب والصّبر (3)
وما زلت أعلو القول حتّى لو أنّني ... أجوب به في الصّخر لاجتناب في الصّخر (4)
وما زلت مذ كنت ابن عشرين حجّة ... أوازي عدوّي، أو أقوم على ثغر
ويوم يودّ المرء لو عضّ قبله ... بمرّ المنايا، قد شددت به أزري (5)
[443] الفيض بن أبي صالح، واسمه شيرويه. والفيض يكنى أبا جعفر. وهو وزير المهدي بعد يعقوب بن داود. وكان شيرويه نصرانيا، من أهل البصرة، وأسلم. والفيض هو القائل لأبي عبيد الله الوزير، يمدحه: [من البسيط]
مقارب في بعاد، ليس صاحبه ... يدري على أيّ ما في نفسه يقع
فالصّمت من غير عيّ في سجيّته ... حتّى يرى موضعا للقول يستمع
لا يرسل القول إلّا في مواضعه ... ولا يخفّ إذا حلّ الحبا الجزع
وله: [من الخفيف]
لست في العير يوم عير أبي سف ... يان، تبّا لتلكم من عير (6)
[442] لم أعثر له على ترجمة، ولم يذكره ابن حزم فيمن ذكر من أبناء جرير وأحفاده. وتوفي بلال بن جرير والد فهد نحو سنة 140هـ. (جمهرة أنساب العرب ص 226225، والأعلام 2/ 72). وهذا يعني أن صاحب الترجمة من شعراء النصف الثاني من القرن الثاني الهجريّ.
[443] كان شديد الكبر، وهو من غلمان عبد الله بن المقفّع. ولي الوزارة سنة 167هـ. انظر له (تاريخ الطبري 6/ 184، ووفيات الأعيان 7/ 26). وجاء في (الأغاني 14/ 133): الفيض بن صالح، وزير المهديّ.
__________
(1) غلّ الرجل: خان في المغنم أو في مال الدولة.
(2) فيد: بليدة في نصف طريق مكّة من الكوفة. معتل: مرتفع.
(3) مارس الأمر: عالجه وزاوله.
(4) أجوب البلاء واجتابها: أقطعها. وجاب الصّخر: خرقه وشقّه.
(5) قبله وقبله: عورته الأماميّة. شددت به أزري: تقوّيت به.
(6) عير أبي سفيان: العير: القوم معهم حملهم من الميرة. يقال للرجال، وللجمال معا، أو لكلّ واحد منهما دون الآخر. وأبو سفيان، صخر بن حرب الأموي، كان صاحب عير قريش حين وقعت غزوة بدر. وفي ك «لكم به».
تصحيف.(1/235)
لا، ولا في النّفير يوم قريش ... حين جدّت، وأزمعت في النّفير (1)
إنّما أنت طالع في طريق ال ... مجد، تجري بطالع مستدير
[444] الفرج بن سعد الطائيّ. محدث، ضعيف الشّعر. قال قصيدة طويلة، ذكر فيها أنّه رأى الجنّ في منامه، وأنّهم سألوه عن أشياء من غريب الكلام، وأجابهم بتفسير ما سألوه عنه، أوّلها: [من الخفيف]
طرقتني تحت الظّلام قواف ... بعد وهن، محبوكة، محكمات
[445] فرسان العمّيّ. محدث، متأخّر. قال يردّ على ابن الروميّ قصيدته الجيميّة التي رثى فيها يحيى بن عمر العلويّ (2) بقصيدة أوّلها: [من البسيط]
حيّيت، ربع الصّبا والخرّد الدّعج ... ألآنسات ذوات الدّلّ والغنج (3)
فقال فيها:
وفائل الرأي أبدى الكفر صفحته ... وأظهر الرّفض، ملعون، أخي هوج (4)
يهجو صفيّ رسول الله مبتدئا ... بلفظ سوء، ضعيف أسره، سمج (5)
قد سوّد الله بعد القلب صورته ... فوجهه مظلم الأقطار كالسّبج (6)
[444] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثاني الهجري، وأنّه أدرك الثالث الهجريّ.
[445] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الثالث الهجري. وكان حيّا سنة 250هـ.
__________
(1) يوم قريش: أراد يوم غزوة بدر، والنفير: القوم ينفرون للقتال. وكان قائد قريش يوم بدر عتبة بن ربيعة الأموي.
ويقال: فلان لا في العير ولا في النفير أي: حقير الشأن، صغير القدر، يستهان به.
(2) انظر قصيدة ابن الرومي في رثاء يحيى بن عمر في (ديوان ابن الرومي 2/ 6142).
(3) الخريدة من النساء: البكر، والخفرة، الطويلة السكوت. والدّعج: شدّة السّواد.
(4) قصيدة ابن الرومي في رثاء يحيى بن عمر تدلّ على تشيعه، ولا تشير إلى أنه من الرافضة.
(5) صفي رسول الله: أراد أبا بكر الصديق، وليس في قصيدة ابن الرومي هجاء لأبي بكر أو غيره من الصحابة.
وسمج: قبيح.
(6) السّبج: الخرز الأسود.(1/236)
حرف القاف
ذكر من اسمه قيس
[446] النّابغة الجعديّ. اسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. هكذا نسبه أبو عبيدة، وابن الكلبي، ومحمّد بن سلّام، ولقيط، وأكثر أهل العلم. وقال القحذميّ: اسمه حيّان بن قيس بن عبد الله بن وحوح بن عدس بن ربيعة بن جعدة. ويكنى أبا ليلى، وكان شاعرا مفلقا، طويل البقاء في الجاهليّة والإسلام، وكان أكبر من النّابغة الذّبياني، وبقي بعده بقاء طويلا، وهو أحد المعمّرين، يقال: إنّه عاش من العمر مائتي سنة، وقيل: أقلّ من ذلك، وكفّ بصره بعد أن أسلم، وحسن إسلامه، وبلغ إلى فتنة ابن الزّبير، ومات بأصفهان. وهو أحد نعّات الخيل، وروى أنّه لمّا أنشد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (1):
[من الطويل]
بلغنا السّماء: مجدنا وجدودنا ... وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال له: أين المظهر، يا أبا ليلى؟ فقال: الجنّة. قال: أجل، إن شاء الله، تعالى. قال: ثمّ أنشدته:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أجدت، لا يفضض الله فاك. قال: فيقال: إنّه بلغ عشرين ومائة سنة لم تسقط له سنّ. وهو القائل (2): [من المنسرح]
ألحمد لله، لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما
وتروى لأميّة بن أبي الصّلت، والصّحيح أنّها للنابغة (3). وكان في صحابة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما وله مع معاوية أخبار. وهو القائل لعقال بن خويلد العقيليّ، يحذّره أنّ [446] شاعر، مفلق، صحابيّ، من المعمرين. اشتهر في الجاهلية، وسمّي النابغة لأنّه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثمّ نبغ فقاله. وكان ممّن هجر الأوثان ونهى عن الخمر، قبل ظهور الإسلام. انظر له (الأعلام 5/ 207، ومعجم الشعراء والمخضرمين الأمويين ص 488487). وجمع شعره وقدّم له عبد العزيز رباح، ونشره المكتب الإسلاميّ بدمشق. ومات نحو سنة 64هـ. انظر (شعر النابغة الجعديّ مقدمة المحقّق).
__________
(1) انظر الأبيات في (شعر النابغة الجعدي ص 51، 6968).
(2) البيت مطلع قصيدة له مشهورة انظر (شعر النابغة الجعدي ص 132).
(3) انظر ذلك مفصّلا في (ديوان أميّة بن أبي الصّلت ص 489، 601600).(1/237)
يصيبه في ظلمه ما أصاب كليب وائل في تعدّيه (1): [من الطويل]
كليب لعمري كان أكثر ناصرا ... وأيسر جرما منك ضرّج بالدّم
[447] قيس بن الخطيم واسمه: ثابت بن عديّ بن عمرو بن سواد بن ظفر وهو:
كعب بن الخزرج بن عمرو وهو النّبيت بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد. وقيس يكنى أبا يزيد، وكان مقرون الحاجبين، أدعج العينين، أحمّ (2) الشّفتين، برّاق الثّنايا، حسن الصّورة.
شاعر مجيد فحل، من النّاس من يفضّله على حسان شعرا. وقال حسّان: إنّا إذا نافرتنا العرب فأردنا أن نخرج الحبرات (3) من شعرنا أتينا بشعر قيس بن الخطيم. وقدم قيس على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمكّة، فعرض عليه الإسلام، فقال: إنّي لأعلم (4) أنّ الذي تأمرني به خير ممّا تأمرني به نفسي، وفيها بقيّة من ذاك، فأذهب، فاستمتع من النّساء والخمر، وتقدم بلدنا، فأتبعك.
فقتل قبل أن يتبعه صلّى الله عليه وسلّم. وهو القائل (5): [من الطويل]
متى ما تقد بالباطل الحقّ يأبه ... وإن قدت بالحقّ الرّواسي تنقد
إذا ما أتيت الأمر من غير بابه ... ضللت، وإن تأت من الباب تهتد
وله (6): [من الطويل]
وإنّي لدى الحرب العوان موكّل ... بتقديم نفس، ما أريد بقاءها (7)
وله (8): [من الوافر]
وكلّ شديدة نزلت بقوم ... سيأتي بعد شدّتها رخاء
[447] شاعر الأوس، وأحد صناديدها في الجاهلية. أوّل ما اشتهر به تتبّعه قاتلي أبيه وجدّه، وقال في ذلك شعرا. وله في وقعة (بعاث) أشعار كثيرة. أدرك الإسلام، وتريّث في قبوله، فقتل قبل أن يدخل فيه نحو سنة 2ق. هـ.
انظر له (الأعلام 5/ 205، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 300299). وله ديوان شعر، حقّقه الدكتور ناصر الدين الأسد. وطبع أكثر من مرّة، وفيه مقدّمة وافية عن الشاعر وشعره.
__________
(1) البيت من قصيدة له في (شعر النابغة الجعديّ ص 143).
(2) الأحمّ: الأسود، والأبيض. والحمّة: لون بين الكمتة والدّهمة.
(3) الحبرات: ضروب من برود اليمن، موشّاة مخطّطة.
(4) في ك «لأعدم». تصحيف.
(5) البيتان من قصيدة له. انظر (ديوان قيس بن الخطيم ص 130). وفيه: وإن تدخل. وفي المطبوع «تأته». تصحيف.
(6) البيت من قصيدة له. انظر (ديوان قيس بن الخطيم ص 49).
(7) الحرب العوان: هي التي قوتل فيها مرّة بعد مرّة.
(8) البيت من قطعة له. انظر (ديوان قيس بن الخطيم ص 156).(1/238)
[448] قيس بن رفاعة الواقفي. من بني واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس. أدرك الإسلام، فاسلم، وكان أعور. وهو القائل (1): [من البسيط]
أنّا النّذير لكم منّي مجاهرة ... كيلا يلام على نهي وإنذار
وإن عصيتم مقالي اليوم فاعترفوا ... أن سوف تلقون خزيا، ظاهر العار
لترجعنّ أحاديثا وملعبة ... لهو المقيم، ولهو المدلج السّاري
من كان في نفسه عوجاء، يطلبها ... عندي فإنّي له رهن بإصحار (2)
أقيم عوجته، إن كان ذا عوج ... كما يقوّم قدح النّبعة الباري (3)
وصاحب الوتر ليس الدّهر يدركه ... عندي، وإنّي لدرّاك بأوتار
من يصل ناري بلا ذنب، ولا ترة ... يصل بنار كريم، غير غدّار
وله: [من الطويل]
وأنبئت أخوالي أرادوا نقيصتي ... بشعواء، فيها ثامل السّمّ منقعا
سأركبها فيكم، وأدعى مفرّقا ... وإن شئتم من بعد كنت مجمّعا (4)
[449] قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن [448] شاعر مقتدر، حكيم، أقام علاقات حسنة مع ملوك المناذرة في العراق، ومع الغساسنة في الشام. وقد أدرك الإسلام، فأسلم، وله صحبة. انظر له (الإصابة 5/ 356، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 338، والمزهر 2/ 520519، والأمالي 1/ 1211، 258257). ويقال: هو أبو قيس بن رفاعة، واسمه دثار. انظر (سمط اللآلي ص 56، وقيل: دينار، وهو من شعراء اليهود، انظر (الخزانة 3/ 413). وله ترجمة في (معجم الشعراء المخضرمين الأمويين ص 380).
[449] أمير عبس وداهيتها. كان يلقّب بقيس الرأي لجودة رأيه. ويكنى أبا هند. وهو معدود في الأمراء والدهاة والشجعان والخطباء والشعراء، ورث الإمارة عن أبيه. وشعره جيّد فحل. زهد في أواخر عمره، فرحل إلى عمان، وعفّ عن المآكل، وما زال في عمان إلى أن مات. والمعروف أن قيس بن زهير مات قبل البعثة (الإصابة 5/ 417). وذهب الزركلي الأعلام 5/ 206) إلى أنه مات نحو سنة 10هـ. وقد اختلف في إسلامه ووفاته وصحبته.
والظاهر أن ابن قيس بن زهير هو الذي أسلم، ووفد إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم. وانظر لقيس (الحماسة البصرية 1/ 18، 48، والمعمرون والوصايا ص 145144، والممتع في صنعة الشعر ص 324، والأنس والعرس ص 191، ومجمع الأمثال 1/ 163و 2/ 121110، والخزانة 8/ 371365، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 339). وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين). هذا، وجمع عادل البياتي (شعر قيس بن زهير)، ونشر في النجف، 1972م.
__________
(1) الأبيات في (اللسان: حوج، والأمالي 1/ 1211) ونسب بعضها إلى أبي قيس بن رفاعة في (التنبيه ص 2221).
(2) في ك «باصحار». تصحيف. والإصحار: البروز إلى الصحراء. يقول: إنّه لا يستتر، ولا يمتنع في الأماكن الحصينة.
(3) النبعة: واحدة النّبع. وهو شجر من أشجار الجبال، تتّخذ منه القسيّ.
(4) في ك «وأدعي». تصحيف.(1/239)
بغيض. كان شريفا حازما ذا رأي، وكانت عبس تصدر في حروبها عن رأيه، وهو صاحب داحس، وهي فرسه. راهن حذيفة بن بدر الفزاريّ، فصار آخر أمرهما إلى القتال والحرب.
وكان أبوه زهير أبا عشرة، وأخا عشرة، وعمّ عشرة، [وخال عشرة] (1)، وقاد غطفان كلّها، ولم تجتمع على أحد قبله في جاهليّة ولا إسلام. وكان قيس أحمر أعسر أيسر، بكر بكرين، وهو القائل في قتل حذيفة بن بدر وبنو عبس تولّت قتله (2): [من الوافر]
أظنّ الحلم دلّ عليّ قومي ... وقد يستجهل الرّجل الحليم
ومارست الرّجال، وما رسوني ... فمعوجّ، عليّ، ومستقيم
ليس قوله: «وقد يستجهل الرجل الحليم» بمعنى ينسب إلى الجهل، وإنّما هو بمعنى يستخرج الجهل من الحليم. يريد أنّ حلمه جرّأ عليه قومه، فتوعّدهم بقوله: وقد يستدعى الجهل من الحليم. وله (3): [من الوافر]
قتلت بإخوتي سادات قومي ... وهم كانوا الأمان على الزّمان
فإن أك قد شفيت بذاك قلبي ... فلم أقطع بهم إلّا بناني
[450] قيس بن المكشوح بن عبد يغوث المراديّ (4). والمكشوح اسمه: هبيرة. وكان قيس سيّد قومه، وهو ابن أخت عمرو بن معدي كرب. ولمّا ظهر أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال عمرو بن معدي كرب: يا قيس (5)، أنت سيّد قومك، وقد ذكر أنّ رجلا من قريش يقال له محمّد، ظهر بالحجاز، يقول إنّه نبيّ، فانطلق بنا إليه حتّى نلقاه، وبادر فروة بن مسيك، لا يغلبك على الأمر. فأبى قيس ذلك، وسفّه رأيه، وعصاه، فلمّا قدم فروة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأسلم، بعثه على صدقات من أسلم من قومه.
[450] صحابي من الشجعان الأبطال الشعراء. كان حليفا لمراد، وعداده فيهم، وهو من بجيلة. له مواقف في الفتوحات، في زمن عمر، وعثمان في العراق. وحضر معارك صفين مع الإمام عليّ. وقتل في إحداها سنة 37هـ.
انظر له (الأعلام 5/ 209، والخزانة 4/ 119118، 11/ 131130، ومعجم الشعراء المخضرمين، والإسلاميين ص 386385).
__________
(1) أضاف (فرّاج)، ما بين المعقّفتين، وذلك في (الإصابة 5/ 418) نقلا عن المرزبانيّ.
(2) البيتان من قطعة له في (النقائض ص 9796، ومجمع الأمثال 2/ 116وشعر قيس بن زهير ص 3633).
(3) البيتان مع ثالث في (شعر قيس بن زهير ص 5049) وهما في (شرح ديوان الحماسة ص 203، والمؤتلف والمختلف ص 323، وفي (الأنس والعرس ص 364) غير منسوبين.
(4) في الهامش: «يكنى أبا شدّاد».
(5) في الأصل: «لقيس يا عمرو». وفوقه لفظة كذا (فرّاج).(1/240)
وقيس هو القائل لعمرو بن معدي كرب، وكانا متباغضين (1): [من الوافر]
كلا أبويّ من عمّ وخال ... كما أنبيته للمجد نامي
ولو لاقيتني لاقيت قرنا ... وودّعت الحبائب بالسّلام
لعلّك موعدي ببني زبيد ... وما جمّعت من نوكى لئام
[451] ابن عنقاء الفزاريّ. وهي أمّه، واسمه: قيس بن بجرة، وقيل: عبد قيس بن بجرة، من بني شمخ، من فزارة، ثمّ من بني ناشب. عاش في الجاهليّة دهرا، وأدرك الإسلام كبيرا، وأسلم. وله مع عامر بن الطّفيل خبر، وهو القائل (2): [من الطويل]
فإمّا تريني واحدا، باد أهله ... توارثه م الأقربين الأباعد
فإنّ تميما قبل أن تلبد الحصى ... أقام زمانا، وهو في النّاس واحد (3)
وله يمدح عميلة الفزاريّ (4): [من الطويل]
رآني، على ما بي، عميلة، فاشتكى ... إلى ماله حالي، أسرّ، كما جهر (5)
أتاني، فآساني، ولو ضنّ لم ألم ... على حين لا باد يرجّى، ولا حضر
غلام رماه الله بالحسن يافعا ... له سيمياء، لا تشقّ على البصر (6)
كأن الثّريا علّقت في جبينه ... وفي جيده الشّعرى، وفي وجهه القمر
إذا قيلت الفحشاء أغضى كأنّه ... ذليل بلا ذلّ، ولو شاء لانتصر
[451] شاعر فحل، من غطفان، له شعر كثير. واختلف في اسمه، واسم أبيه وأمّه، فاسمه في (شرح الأعلم ص 905) أسيد، واسم أبيه، وأمّه في (الإصابة 5/ 399) بجرة، ويعرف بابن غنقل، وهي أمّه. وانظر له أيضا (المؤتلف والمختلف ص 237، والبرصان والعرجان ص 119، وألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 335، وشعر قبيلة ذبيان في الجاهلية ص 408402)، وترجمت له (بابتي) في (معجم الشعراء الجاهليين ص 278) وأخلت به في (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الأبيات عدا الأوّل في (سمط اللآلي ص 64). وجاء في الهامش: في الاستيعاب (ص 1300):
لعلّك موعدي ببني زبيد ... وما قامعت من تلك اللئام
وبعده: ومثلك قد قرنت له يديه ... إلى اللّحيين يمشي في الخطام»
والقمع: الذلّ. وقامعت: أراد قهرت، وأذللت.
(2) البيتان في (الإصابة).
(3) قبل أن تلبد الحصى: أراد قبل أن يصبح عددهم كثيرا.
(4) الأبيات من قطعة له في (شرح المرزوقي ص 15881586). وانظر لها أيضا (الأمالي 1/ 237، وعيون الأخبار 3/ 160، والحماسة البصرية 1/ 156وشعر قبيلة ذبيان في الجاهلية ص 403).
(5) في الأصل: «وإني» وفي هامشه: «لعلّه رآني». وهو الصواب، وأشير إليه في المطبوع.
(6) في الهامش: «قال الجوهريّ: أي يفرح من ينظر إليه».(1/241)
[452] قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. ومقاعس هو أبو صريم وعبيد وربيع بنو الحارث، وسمّي مقاعسا لأنّ بني سعد لمّا تحالفوا تقاعس الحارث عن الحلف. ولقب قيس: البدغ. وهو الواطئ في خرئه (1). وكان سيّدا جوادا، ووفد على النّبي صلّى الله عليه وسلّم في وفد بني تميم، فأسلم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذا سيّد أهل الوبر. واستعمله النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على صدقات قومه، وهو ممن حرّم الخمر على نفسه في الجاهليّة لأنّه سكر، فعبث بذي محرم له. وهو القائل (2): [من الكامل]
إنّي امرؤ لا يطّبي حسبي ... دنس، يؤنّبه، ولا أفن (3)
من منقر في بيت مكرمة ... والأصل ينبت حوله الغصن (4)
خطباء حين يقول قائلهم ... بيض الوجوه مصاقع لسن (5)
لا يفطنون لعيب جارهم ... وهم لحسن حديثه فطن
وأوصى عند وفاته بوصيّة حسنة مشهورة، يقول في آخرها (6): [من الخفيف]
إنّما المجد ما بنى والد الصّد ... ق، وأحيا فعاله المولود
وكمال المجد الشّجاعة والحل ... م، إذا زانه عفاف وجود
[453] قيس بن ثعلبة، القبيلة. وثعلبة هو الحصن بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن [452] أحد أمراء العرب وعقلائهم، والموصوفين بالحلم والشجاعة فيهم. كان شاعرا اشتهر، وساد في الجاهلية، وهو ممّن حرّم على نفسه الخمر فيها، ووفد على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في وفد تميم سنة 9هـ، فأسلم. نزل البصرة في أواخر أيامه، وتوفي بها نحو سنة 20هـ. انظر له (الأعلام 5/ 206، ومجمع الأمثال 2/ 6665، ومعجم البلدان: جدود، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 341340، وأنساب الأشراف 11/ 338327، والأغاني 14/ 9170، والشعر والشعراء ص 528، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 385383وشعر قبيلة تميم ص 164143).
[453] جدّ جاهلي قديم، وإليه ينسب بنو قيس بن ثعلبة، ومنهم شعراء مشهورون، وفرسان معروفون في الجاهلية والإسلام. انظر له (جمهرة أنساب العرب ص 321319، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 298وديوان بني بكر ص 553).
__________
(1) انظر (اللسان: بدغ)، وفيه ذكر لهذا اللقب.
(2) الأبيات في (زهر الآداب ص 966965، وشرح المرزوقي ص 1584ومجمع الأمثال 1/ 220وشعر قبيلة تميم ص 152151).
(3) أفن الرجل: زال عقله.
(4) في الهامش: «المحفوظ: الغصن». (فرّاج). أراد: والغصن ينبت. ورواية الحماسة: «والفرع ينبت».
(5) المصاقع: جمع مصقع. وأصل الصقع: الضرب. واللّسن: جمع اللّسن. وهو الذي تناهى في البلاغة والفصاحة.
(6) البيتان من قطعة جاءت في آخر الوصية في (الأغاني 14/ 8382).(1/242)
وائل. وقيس هو القائل في رواية أبي تمّام الطائي (1): [من الطويل]
دعوت بني قيس إليّ، فشمّرت ... خناذيذ من سعد طوال السّواعد (2)
إذا ما قلوب القوم طارت مخافة ... من الموت أرسوا بالنّفوس المواجد (3)
إذا جمحت حرب بهم جمحوا لها ... ولم يقصروا دون المدى المتباعد
[454] قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن عبد الله، ذي الجدّين بن عمرو بن الحارث بن همّام بن مرّة بن ذهل بن شيبان. هو أبو بسطام بن قيس. وذو الجدّين هو عبد الله بن عمرو في رواية أبي عبيدة. وذو الجدّين يعنى به ذو الحظّين. وقيس شريف فاضل، وابنه، بسطام:
أحد فرسان الجاهلية المشهورين. وكان قيس عاملا لكسرى هرمز بن أبرويز على طفّ العراقين والأبلّة. ولجدّه يقول طرفة بن العبد (4): [من الطويل]
فلو شاء ربّي كنت قيس بن خالد ... ولو شاء ربّي كنت عمرو بن مرثد
وكان قيس بن مسعود ضمن لكسرى أحداث بكر بن وائل، فتعبّثت بكر بأصحاب كسرى، فحبسه بإيوان حلوان حتى مات في حبسه. ويقال إنّ الحارث بن وعلة الذّهليّ وجماعة معه أغاروا على نواحي السّواد، فبعث كسرى إلى قيس فقال: غررتني من قومك. ثمّ حبسه بساباط، وأقبل كسرى على تعبئة الجيوش ليوم ذي قار، فقال قيس ينذر قومه (5): [من الطويل]
ألا ليتني أرشو سلاحي وبغلتي ... لأن تعلم الأنباء والعلم وائل (6)
فأوصيكم بالله والصّلح بينكم ... لينطق معروف، ويزجر جاهل
[454] سيد جاهلي، له ذكر في وقعة ذي قار، فقد أنذر قومه بالخطر، وانسلّ إليهم قبيل المعركة، فأشار عليهم كيف يصنعون، وأمرهم بالصبر، ثم رجع، ووقف كسرى على نوازع قيس العربية، فاستدرجه إلى بلاطه، وحذّره قومه من الذهاب إليه، وقالوا: إنّما بعث إليك لما بلغه عنك، فقال: ما بلغه ذلك، فأتاه، فحبسه، في قصر له بالأنبار، حتى هلك في الموضع الذي هلك فيه النعمان بن المنذر. وكانت وفاة قيس بن مسعود نحو سنة 602م.
انظر (الانتماء في الشعر الجاهلي ص 472467، وشرح ديوان الأعشى ص 277276، والأعلام 5/ 208، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 301، وديوان بني بكر ص 440).
__________
(1) الأبيات عدا الثالث في (شرح المرزوقي ص 499498). وفيه: «وقال بعض بني فقعس». وجاء في (شرح الأعلم ص 199): «وقال بعض بني ثعلبة بن قيس. هذا، وشكّ د. نبوي في نسبة الأبيات إليه، نظرا لقدمه (ديوان بني بكر ص 119118)، وليس شكّه بشيء.
(2) الخناذيذ: الكرام من الخيل، واستعارها للكرام من الرجال.
(3) بالنفوس: الباء زائدة. والمواجد: جمع الماجدة وأصل ذلك الكثرة. أراد: أثبتوا النفوس إثباتا لا تحلحل معه، ولا تموّج. والمواجد: الكريمة الشريفة. واحدتها: ماجدة.
(4) البيت من معلقته. انظر (شرح القصائد العشر ص 137).
(5) الأبيات مع خامس في (الأغاني 24/ 59).
(6) في ك «وبعلتي». تصحيف. وكتب (فرّاج): «في الأغاني لمن يخبر الأنباء بكر بن وائل. فيكون فيه إقواء».(1/243)
وصاة امرىء لو كان فيكم أعانكم ... على الدّهر، والأيّام فيها الغوائل
وإيّاكم والطّفّ، لا تقربنّه ... ولا الماء، إنّ الماء للقود واصل (1)
الطّفّ: جوانب العراق. يقول: لا تدنوا منه، فتقاد إليكم الخيل.
[455] أبو جبيل البرجمي. قيس بن خفاف. أتى حاتم بن عبد الله الطائيّ، يسأله في حمالة، فأنشده (2): [من الطويل]
حملت دماء للبراجم جمّة ... فجئتك لمّا أسلمتني البراجم (3)
وقالوا: سفاها لو حملت دماءنا ... فقلت لهم: يكفي الحمالة حاتم (4)
متى آته فيها يقل لي مرحبا ... وأهلا وسهلا أخطأتك الأشائم
فيحملها عنّي، وإن شئت زادني ... زيادة من حلّت عليه المكارم
يعيش النّدى ما عاش في النّاس حاتم ... وإن مات قامت للسّخاء المآتم
فقال حاتم وحمله عنه (5): [من الوافر]
أتاني البرجميّ، أبو جبيل ... لهمّ في حمالته طويل
[456] قيس بن الحداديّة، الخزاعيّ. والحداديّة: أمّه، وهي من بني حداد، من كنانة، وقوم [455] المعروف أن اسمه هو: عبد قيس بن خفاف البرجميّ وقيل: عبد الرحمن. وهو من بني عمرو بن حنظلة، من البراجم، من تميم. اشتهر في الجاهلية بوفادته على حاتم الطائي، وبهجائه للنعمان بن المنذر، وبقصيدته التي أوصى بها ابنه جبيل. انظر له (الأغاني 8/ 243، 255254و 11/ 6، والأصمعيات ص 270268، والأخبار الموفقيات ص 438435والحماسة البصرية 1/ 37و 2/ 16، وشرح المفضليات ص 1555، 1562، والأعلام 4/ 49، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 259، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 7675وشعر بني تميم ص 359347).
[456] كان شجاعا فاتكا، كثير الغارات، تبرأ منه قومه، وخلعوه في سوق عكاظ. ويبدو من أخباره أنّه كان يعيش قبل تجميع قصي بن كلاب لقريش في مكّة، نحو سنة 440م. وشعره من الطبقة الثانية في عصره، وكان يهوى أمّ مالك بنت ذؤيب الخزاعي، وله فيها شعر بديع الصنعة. وقتله بعض بني مزينة في غارة لهم. انظر له (الاشتقاق ص 470، والأغاني 14/ 158140، والأعلام 5/ 209، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 299298). هذا، وجمع شعره حاتم صالح الضامن ونشره في مجلة المورد العراقية، العدد الثاني، المجلّد الثامن، 1979م، ثم في كتابه (شعراء مقلّون).
__________
(1) القود: نقيض السّوق.
(2) الأبيات من قصيدة في (الأغاني 8/ 254، والأخبار الموفقيات ص 437436وشعر تميم ص 353).
(3) بالأصل: أسلمته. والصواب بالهامش. (كرنكو).
(4) الحمالة: الدّية، أو الغرامة يحملها قوم عن قوم.
(5) في الأصل والمطبوع: «وحمله عنه». والبيت مطلع قطعة له في (الأغاني 8/ 255). وانظر أيضا (ديوان شعر حاتم ص 273272).(1/244)
يجعلونها من حداد محارب، وحداد بالضّم من كنانة، وحداد بالكسر من محارب. وهو قيس بن منقذ بن عبيد بن أصرم بن ضاطر بن حبشيّة بن سلول، وهو شاعر قديم، كثير الشّعر، له مع عامر بن الظّرب العدوانيّ حديث. وقيس هو القائل (1): [من الطويل]
قالت، وعيناها تفيضان عبرة: ... بنفسي بيّن لي متى أنت راجع
فقلت لها: والله يدري مسافر ... إذا أضمرته الأرض ما الله صانع
ويروى:
فقلت لها: والله ما من مسافر ... يحيط بعلم الله، ما الله صانع
ومنها:
ولا يسمعن سرّي وسرّك ثالث ... ألا كلّ سرّ جاوز اثنين شائع (2)
وله (3): [من الطويل]
هل الأدم كالآرام، والزّهر كالدّمى ... معاودتي أيامهنّ الصّوالح (4)
زمان سلاحي بينهنّ شبيبتي ... لها سائف في سيبهنّ ورامح (5)
فأقسمن لا يسقينني قطر مزنة ... لشيبي، ولو سالت بهنّ الأباطح
[457] قيس بن العيزارة الهذليّ. والعيزارة: أمّه، وهو قيس بن خويلد بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة. أسرته فهم، وأخذ تأبّط شرّا سلاحه، ثمّ أفلت قيس، وقال (6): [من الطويل]
لعمرك، أنسى روعتي يوم أقتد ... وهل تتركن نفس الأسير الروائع؟ (7)
[457] شاعر جاهلي، من بني صاهلة من هذيل. وعيزارة أمّه. وهو شقيق الشاعر الحارث بن خويلد. يمتاز شعره بصدق الشعور، والإحاطة بظروف بيئته وحوادثه. انظر له (ديوان الهذليين 3/ 8072، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 340، ومن نسب إلى أمّه من الشعراء: نوادر المخطوطات 1/ 96، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 301300).
__________
(1) الشعر من قصيدة له مطوّلة في (الأغاني 14/ 155152، وشعراء مقلّون ص 2922) قالها حين رحلت أم مالك، نعم بنت ذؤيب الخزاعية مع أخيها قبيصة.
(2) في الهامش: «يروى: فكلّ حديث جاوز اثنين ضائع».
(3) الأبيات في (شعر قيس بن الحدادية ص 206، وشعراء مقلّون ص 1514) نقلا عن المرزباني.
(4) الأدم: جمع الأدماء. والأدمة: السّمرة. ولون مشرب سمرة أو بياضا. والآرام: الظباء الخالصة البياض. والزهر:
جمع الأزهر، وهو من الرجال: الأبيض المشرق الموجه.
(5) السائف: الذي ضرب بالسيف. والرامح: الطاعن بالرمح.
(6) الأبيات من قصيدة له في (ديوان الهذليين 3/ 8076).
(7) أنسى: يريد لا أنسى. وأقتد: اسم ماء. وقيل: موضع. والروائع: جمع الرائعة. وهي ما يروع.(1/245)
غداة تناجوا، ثمّ قاموا، وأجمعوا ... بقتلي سلكى، ليس فيها تنازع (1)
وقالوا: عدوّ مسرف في دمائكم ... وهاج لأعراض العشيرة قاطع (2)
وقالوا: له البلقاء أوّل وهلة ... وأفراسها، والله عنّي يدافع
البلقاء: ناقة أو حجر (3).
وقد أمرت بي ربّتي، أمّ جندب ... لأقتل، لا يسمع بذلك سامع (4)
سرا ثابت بزّي ذميما، ولم أكن ... سللت عليه، شلّ مني الأصابع
ثابت هو تأبّط شرّا. وسرا: نزع عنه سيفه.
[458] أعشى بني أسد. اسمه قيس بن بجرة بن قيس بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين، جاهليّ، وهو جدّ عبد الله بن الزّبير بن الأشيم بن الأعشى الشاعر الأسديّ، وكان قيس، الأعشى شاعرا مذكورا معروفا.
[459] قيس بن هلال (5) بن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد. وهو فارس ذات الحلال (6). أغار على إبل النّعمان بن المنذر، وقال (7): [من الكامل]
إني امرؤ جرّ، لبيتي أمكن ... لم يستطع قتلي، ولا إيثاقي (8)
[458] شاعر جاهليّ. وكان راجزا. انظر لترجمته وشعره (الصبح المنير ص 269، وديوان بني أسد 2/ 118115، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 22).
[459] شاعر وفارس جاهليّ. وكان بعيد الغارة، ومعاصرا للنعمان بن المنذر. انظر له (ديوان بني أسد 2/ 213212، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 302).
__________
(1) سلكى: الإجماع على أمر لا خلاف فيه.
(2) قاطع: أراد قاطعا للرحم.
(3) الحجر (هنا): الأنثى من الجياد.
(4) ربّتي: يعني امرأة الذي أسره. قالت: اقتلوه سرّا.
(5) في الهامش: «لعلّه بلال».
(6) جاء في (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 107): «ذات الجلال لهلال بن قيس الأسديّ. وكان يقال لها: عرقل.
وكان هلال يسمّى فارس ذات الجلال». وقال محقّق (ديوان بني أسد): «ولعلّ ثمّة خلطا بينه وبين ولده هلال بن قيس».
(7) البيت في (ديوان بني أسد) نقلا عن معجم المرزباني.
(8) جرّ: أراها صفة مشبّهة، من قولنا: جرّ يجرّ إذا جنى جناية. وفيه معنى الشدّة، وبالتتابع. وأمكن: صفة مشبّهة بمعنى مكين. وكتب محقق (ديوان بني أسد): «لبيتي أمكن» وقال: أراد أمكنة، فرخّم الاسم في غير النداء لضرورة الشعر.(1/246)
[460] عارق أجا، الطائيّ. اسمه: قيس بن جروة بن سيف بن مالك بن عمرو بن أمان (1).
ذكر من اسمه قرّان
[461] [(قرّان) الأسديّ] سليك بن السلكة وإقدامه وجرأته (2): [من الطويل]
لزوّار ليلى منكم آل برثن ... على الهول أمضى من سليك المقانب (3)
يزورونها، ولا أزور نساءهم ... ألهفي لأولاد الإماء الحواطب (4)
وله (5): [من الطويل]
جزى الله عنّا مرّة اليوم ما جزى ... شرار الموالي حين يجزي المواليا
إذا ما رأى من عن يميني أكلبا ... عوين عوى مستجلبا عن شماليا (6)
ويسألني أن كيف حالي بعده ... على كلّ شيء ساءه الدّهر حاليا
فحالي أنّي قد حللت ببلدة ... أصبت بها دارا لأهلي وماليا
وحالي أنّي سوف أهدي له الخنا ... وأمشي له المشي الذي قد مشى ليا (7)
[460] شاعر جاهلي، اشتهر بلقبه (عارق) لبيت من شعره. وكان من سكان أجأ، وإليه نسبته، واشتهر بهجائه لعمرو بن هند الذي غدر بالطائيين. وتوفي عارق نحو سنة 50ق. هـ. انظر له (الأعلام 5/ 205، وشرح المرزوقي ص 1446، 1466، 1742، والاشتقاق ص 393، والأمالي 2/ 291، والنقائض ص 10831081، والوحشيات ص 250، والأغاني 22/ 192188، وألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 353، ومعجم البلدان: أجأ، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 204203).
[461] هو قرّان بن يسار بن الحارث. شاعر مخضرم، فاتك، أدرجه ابن حبيب في فتّاك الإسلام. وقد استعدي عليه وعلى قومه عثمان بن عفّان. انظر ترجمته وأشعاره في (ديوان بني أسد 2/ 521515وشعر قبيلة أسد ص 444441).
هذا، وفي الأصل نقص. وإثبات (قرّان الأسديّ). يناسب سياق الترجمة، في حرف القاف وما فيها من الأشعار. وجاء في (الأغاني 2/ 397): فرّار. تصحيف، هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) بعد ذلك نقص في الأصل.
(2) البيتان من أربعة في (ديوان بني أسد ص 517516). وكان وجد قوما يتحدّثون إلى امرأته، من بني عمّها، فعقرها بالسيف، فطلبه بنو عمّها، فهرب، ولم يقدروا عليه، فقال ذلك، وجعل اهتداءهم لفساد زوجه كاهتداء سليك ابن السلكة في سيره بالفلوات.
(3) ليلى: هي امرأة قرّان. وآل برثن. حيّ من بني أسد. وهم رهط ليلى.
(4) في ك «الهف بأولاد».
(5) الأبيات في (ديوان بني أسد ص 519) نقلا عن معجم المرزباني.
(6) في ك «مستحلبا». تصحيف.
(7) في ك «له الخسا». تصحيف.(1/247)
[462] قرّان الضّبّيّ. قال ثعلب: هو قرّان بن رؤبة. وقال غيره: هو قرانة بن غويّة الضّبّيّ.
وقيل: اسمه قراد بن غوّية. وأثبتها عندي: قرانة بن غويّة بن سلميّ بن ربيعة بن زبّان بن عامر بن ثعلبة الضّبّيّ. كان جوادا شاعرا جاهليّا. قال (1): [من الطويل]
ألا ليت شعري ما يقول مخارق ... إذا جاوب الهام المصيّح هامتي (2)
ودلّيت في زوراء، يسفى ترابها ... عليّ طويلا، في ثراها إقامتي (3)
وقالوا ألا لا يبعدنّ اختياله ... وصولته إذا القروم تسامت
اختياله من الخيلاء، والقروم: السادات، وتسامت: من السمو، وهو العلوّ.
وما البعد إلّا أن أكون مغيّبا ... عن النّاس، منّي نجدتي وقسامتي (4)
أيبكي كما لو مات قبلي بكيته ... ويشكر لي بذلي له وكرامتي
وكنت له عمّا لطيفا ووالدا ... رؤوفا وأمّا، مهّدت، فأنامت
وله (5): [من الوافر]
لعمرك ما خشيت على أبيّ ... متالف بين قوّ والسّليّ
ولكنّي خشيت على أبيّ ... جريرة رمحه في كلّ حيّ
فتى الفتيان محلول ممرّ ... وأمّار بإرشاد وغيّ (6)
[462] شاعر جاهليّ، من بيت شعر عريق. وأشير إلى ذلك في ترجمة أبيه عويّة بن سلميّ، وقد مرّت (406). وانظر لترجمته (شعر ضبّة وأخبارها ص 144143، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 292).
__________
(1) الأبيات في (شعر ضبّة وأخبارها) وفيه استقصاء لمصادرها.
(2) الهام: جمع هامة. وهو طائر يخرج، بزعم العرب الجاهليين، من رأس القتيل الذي لم يؤخذ بثأره، ويصرخ اسقوني، اسقوني حتى يؤخذ بثأره.
(3) دلّيت: أدخلت. والزوراء: حفرة معوجة. أراد قبره. ويسفى ترابها: يهال.
(4) قسامتي: وسامتي.
(5) الأبيات في (معجم البلدان: السّليّ) غير منسوبة، وهي مع رابع منسوبة في (شرح المرزوقي ص 997) لكعب بن زهير. وقيل إن كعبا أنشدها في رثاء رجل اسمه أبيّ، توفّي عطشا بين مكانين هما: قوّ، والسّليّ. وانظر (ديوان كعب بن زهير ص 187). وقيل غير ذلك. انظر (شعر ضبّة وأخبارها ص 144) وفيه: والمرجح عندي أنها لقراد بن عويّة في رثاء عمّه أبيّ بن سلميّ.
(6) المحلولي: الذي تناهت حلاوته.(1/248)
ذكر من اسمه قراد
[463] قراد بن حنش بن عمرو بن عبد الله بن عبد العزّى بن صبيح بن سلامة بن الصّارد بن مرّة.
جاهلي، من شعراء غطفان المشهورين، وهو قليل الشعر، جيّده. وقال أبو عبيدة: كانت غطفان تغير على شعره، فتأخذه، وتدّعيه، منهم زهير بن أبي سلمى، ادّعى الأبيات التي أولها (1): [من الكامل]
إنّ الرّزيئة لا رزيئة مثلها ... ما تبتغي غطفان يوم أضلّت
وهي لقراد بن حنش. وله يمدح سيّار بن عمرو بن جابر الفزاريّ (2): [من الطويل]
إذا بادروه المجد أربى عليهم ... بسجلين حتّى استفرغ المجد مترعا (3)
هم النازلون الثّغر قدّام قرمهم ... يعدّون للأعداء سمّا مسلّعا (4)
وله فيهم (5): [من الطويل]
فوارس كالنّيران يحمون نسوة ... عقائل لم يدنسن، بيض المحاجر (6)
ظعائن إن ينسبن ينسبن للذّرا ... لبدر بن عمرو، أو لعمرو بن جابر (7)
تعوّدن أن يعبأن مسكا، وعنبرا ... ذكيّا، وما عوّدن نسج الغرائر (8)
[463] شاعر جاهلي. ووضعه ابن سلّام الجمحي خطأ في الطبقة الثامنة من الإسلاميين، وفيها شاعران جاهليان: قراد بن حنش، وبشامة بن الغدير، وشاعران إسلاميّان: عقيل بن علّفة، وشبيب بن البرصاء، وهؤلاء من بني مرّة بن عوف، من ذبيان. ويبدو من أخبار قراد أنه أقدم من زهير بن أبي سلمى. انظر لقراد (طبقات فحول الشعراء ص 709، 733، وشرح المرزوقي ص 1430، والأغاني 11/ 117، وشعر قبيلة ذبيان ص 413409، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 291).
__________
(1) الأبيات والخبر في (طبقات فحول الشعراء ص 734733، وشعر قبيلة ذبيان ص 409، وشرح شعر زهير ص 249248). وقد أشار (كرنكو) إلى ديوان زهير في رواية ثعلب والسكّريّ.
(2) في الأصل والمطبوع: «شيبان بن عمرو» والتصويب من (الأغاني 11/ 117، والاشتقاق ص 283). والبيتان من أربعة عشر في جمهرة نسب قريش 1/ 1918ومع ثالث في (الأغاني) وفيه: «ويقال: بل قالها ربيع بن قعنب».
وانظر (الحماسة البصرية 1/ 80، وشعر قبيلة ذبيان ص 411).
(3) في ك «يسجل». تصحيف.
(4) المسلّع: من السّلع. شجر مرّ. وهو سمّ كلّه.
(5) انظر للأبيات (شعر قبيلة ذبيان في الجاهلية ص 411).
(6) المحاجر: جمع المحجر: وهو من العين ما أحاط بها.
(7) بدر بن عمرو، وعمرو بن جابر سيّدان من بني فزارة. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 256، 259).
(8) يعبأ المسك: يخلطه، ويصنعه، ويجعله في أوعية. والغرائر: جمع الغرارة. وهي كيس كبير توضع فيه الحبوب ونحوها.(1/249)
[464] قراد بن حنيفة التّميميّ. من بني مالك بن زيد بن عبد الله بن دارم، جاهليّ، تزوّج امرأة طلّقها حاجب بن زرارة، وقال (1): [من الوافر]
وطلّق حاجب في غير شيء ... حليلته، ليخلفه قراد
فأصبح زوجها منها بعيدا ... مكان السّيف من طرف الغماد (2)
فتهدّده حاجب وأخوه عمرو، وقال قراد (3): [من الوافر]
تمنّى حاجب، وأخوه عمرو ... لقائي بالمغيب ليقتلاني
فما أجرمت شيئا غير أنّي ... ذكرت حيال مكملة، حصان (4)
يخوّفنيكما عمرو بن قيس ... كأنّي من طهيّة، أو أبان
ولو لم يخش غيركما عدوّ ... لأصبح آمنا صعب المكان
[465] قراد بن أجدع الكلبيّ. من بني الحداقيّة (5)، جاهليّ، يقول للنّعمان بن المنذر في خبر له مع رجل من يشكر، سبّ النّعمان ويقال: قالها ابن قراد بن أجدع: [من الخفيف]
نطق اليشكريّ منّا فأبدى ... فرقا من مصمّم هندواني (6)
ثمّ ثنّى بمثله إذ رأى المو ... ت عيانا في لحظة النّعمان
فتلافته رحمة من مليك ... ذي بهاء، واري الزّناد، هجان
فله الويل، كيف ساغ له القو ... ل مجدّا، أو مازحا باللّسان؟
[464] هو قراد بن حنيفة بن عبد مناة بن مالك بن زيد. وهو خال حاجب بن زرارة، وكان يشبّب بامرأة حاجب، فقتله حاجب. انظر له (أنساب الأشراف 11/ 3635، 6058، 6564، وجمهرة أنساب العرب ص 232) وهذا يعني أن قرادا قتل قبل سنة 3هـ، وهي السنة التي توفي نحوها حاجب بن زرارة. وأمّا ترجمته في (شعر قبيلة تميم ص 331، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 292) فمنقولة عن المرزباني.
[465] هو أوّل من قال: «إنّ غدا لناظره قريب». وكان تكفّل بالطائيّ الذي قدم إلى النعمان بن المنذر في يوم بؤسه، أن يذهب إلى أهله على أن يرجع إلى الحيرة ليقتل بعد عام، ولمّا بقي من الأجل يوم قال النعمان لقراد: ما أراك إلّا هالكا غدا، فقال قراد:
فإن يك صدر هذا اليوم ولّى ... فإنّ غدا لناظره قريب
وقد عاد الطائيّ، ونجا قراد، ولزوج قراد وللطائيّ شعر في ذلك. انظر له (مجمع الأمثال 1/ 7270، وشعر قبيلة كلب ص 196195ومعجم الشعراء الجاهليين ص 291).
__________
(1) البيتان في (أنساب الأشراف 11/ 59).
(2) في البيت إقواء. (فرّاج).
(3) الأبيات في (أنساب الأشراف 11/ 59).
(4) امرأة حيال: غير حامل. وحالت الناقة: إذا ضربها الفحل، ولم تحمل. والحصان من النساء: العفيفة، والمتزوّجة.
(5) في ك «الحذاقية».
(6) المنّ: الإعياء والفترة والضعف.(1/250)
[466] قراد السّدوسيّ. من شعراء البحرين، يقول: [من الطويل]
فمن مبلغ شيبان أنّ سيوفنا ... حداد، وإن عادوا فهنّ حدائد (1)
[467] قراد بن عبّاد. ذكره أبو تمّام في حماسته، ولم ينسبه. يقول (2): [من الطويل]
فآخ لحال السّلم من شئت، واعلمن ... بأنّ سوى مولاك في الجور أجنب (3)
ومولاك مولاك الذي إن دعوته ... أجابك طوعا، والدّماء تصبّب
فلا تخذل المولى، وإن كنت ظالما ... فإنّ به تثأى الأمور، وترأب (4)
ذكر من اسمه القعقاع
[468] القعقاع بن درماء الكلبيّ. ودرماء: جدته، وهي من بني عقفان بن حارثة بن سليط بن يربوع، وهو القعقاع بن حريث بن الحكم بن ساردة بن محصن بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب بن هبل بن كلب بن وبرة. ودرماء هي أمّ محصن، فغلبت على ولده. والقعقاع جاهليّ، ولد بمرو، وهو القائل يرثي عديّ بن جبلة: [من الكامل]
هدّ النّعاة بسحرة ظهري ... فكأنّني دنف من الوقر (5)
[466] لم أعثر له على ترجمة. وأمّا ترجمته ف (معجم الشعراء الجاهليين ص 292) فمنقولة عن معجم المرزباني.
[467] اختلف في اسم أبيه، فقيل: ابن عبّاد، وابن عتّاب، وابن العيار. وكان أبوه من شياطين العرب، وكان قراد شاعرا منكرا، بذيء اللسان، معمّرا، وهلك في ولاية محمد بن سليمان بن عليّ العبّاسيّ الأولى (164160هـ).
وتوفي قراء عن مائة سنة. انظر له (شرح الأعلم ص 133132، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 371، والأعلام 5/ 193192).
[468] انظر له (تاريخ الطبري 1/ 618). وقول المرزباني: «ولد بمرو» مشكل، فالشاعر جاهلي، ولا يعقل أن تكون ولادته بمرو. وليس من عادة المرزباني أن يذكر أماكن ولادة الشعراء الجاهليين، ولعلّ العبارة مضافة من ترجمة لشاعر آخر. هذا، وذكر في (معجم البلدان: الغمار) أنّه يعرف بابن درماء، وهي أمّ محصن بن جابر من بني تميم، وأنّ امرأ القيس بن عديّ بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم لطمه، فلحق ببني بحتر من طيّئ في الجاهلية، وروي له شعر طرب فيه إلى أهله، وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 296) نقلا عن المرزبانيّ، وأخرى في (شعر قبيلة كلب ص 201200).
__________
(1) سيوف حداد: قواطع. والحدائد: جمع حديدة. وهي القطعة من الحديد.
(2) الأبيات من ستة في (شرح المرزوقي ص 670669، والتذكرة السعدية ص 8483والممتع في صنعة الشعر ص 328327).
(3) المولى: ابن العمّ. والأجنب (هنا): الغريب، المجانب لك في النسب.
(4) تثأى الأمور: تفسد، وتنقض. وترأب: تتلافى، وتصلح.
(5) دنف: مشرف على الموت. ووقر الشيء في قلبه: سكن وثبت وبقي أثره.(1/251)
أعديّ، حمّال المئين، ومت ... راع الإناء، وسابئ الخمر (1)
ولربّ قوم سوف يحبسهم ... مبقاك أمس بمحبس أصر (2)
وله (3): [من الوافر]
أتعرف منزلا بين المنقّى ... وبين مجرّ نائلة القديم (4)
نائلة هي الزّباء بنت عمرو بن الظّرب، من العماليق، وهي: الملكة، قاتلة جذيمة الأبرش، وقتلها ابن أخت جذيمة، وهو عمرو بن عديّ اللّخمي، ملك الحيرة، وأبو ملوكها. وكانت منازل الزّباء وديارها على الفرات.
[469] القعقاع بن شبث اليهوديّ. أحد بني قينقاع، جاهليّ، يقول: [من المنسرح]
إن تسألي جحجبا وإخوتها ... تخبرك أنّي من خيرهم نسبا
أنمى إلى الصّيد من رفاعة وال ... أخيار منهم، إن حصّلوا سببا (5)
[470] القعقاع بن ربعيّة القشيريّ. وهي أمّه، وهو شاعر معروف.
[471] القعقاع بن خليد بن جزء بن الحارث بن زهير العبسيّ. كان يصاول عمرو بن هبيرة تصاول الفحلين، فعمل عمرو من قبل حبابة، جارية يزيد بن المهلّب (6) في ولايته العراق، وكان منقطعا إليها، فلمّا ماتت قال القعقاع (7): [من الطويل]
هلمّ، فقد ماتت حبابة، سامني ... بنفسك تغمرك الذّرا والكواهل
[469] لم أعثر له على ترجمة. وأمّا ترجمته في (معجم الشعراء الجاهليين ص 296) فمنقولة عن المرزبانيّ.
[470] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه شاعر إسلامي.
[471] شاعر إسلاميّ وقائد فارس، وكاتب، كتب للوليد بن عبد الملك ولغيره، وإليه تنسب حيار بني القعقاع، وهي مدينة بالشام لبني عبس. له أخبار في حوادث سنة 72هـ، و 9796هـ و 102هـ. انظر له (جمهرة أنساب العرب ص 251، وأنساب الأشراف 7/ 5، 210، 267، وتاريخ الطبري 6/ 180، 519، 528527). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) حمّال المئين: يريد أنه يحمل (الحمالات) عن غيره بالمئين من الإبل. ومثراع: صيغة مبالغة. والمترع: المملوء. وسبأ الخمر: اشتراها ليشربها.
(2) أصر الشيء: عطفه، أو حبسه.
(3) البيت في (تاريخ الطبري).
(4) المنقّى: مكان بين أحد والمدينة، وهو طريق إلى الشام، سكنه في الجاهلية أهل تهامة. والمجرّ: الكثير المتكاثف.
(5) السبب: المودّة والقرابة.
(6) حبابة: المعروف أنّها جارية يزيد بن عبد الملك وكانت مغنّية مجيدة، ومن أحسن الناس وجها، وأكملهم عقلا، وأفضلهم أدبا. قرأت القرآن، وروت الشعر، وتعلّمت العربية، وهي مولّدة، اشتراها يزيد بن عبد الملك بأربعة آلاف دينار، فغلبت على عقله، وشغل بها، ثم ماتت، فحزن عليها، ومات بعدها بأربعين يوما. انظر (الأعلام 2/ 163).
(7) الأبيات عدا الرابع والخامس في (أنساب الأشراف 8/ 210).(1/252)
أغرّك أن كانت حبابة مرّة ... تميحك، فانظر كيفما أنت فاعل
فأقسم، لولا أنّ فيك مغالة ... وبخلا وغدرا سوّدتك القبائل (1)
رأيتك ترمي كلّ يوم وليلة ... مقاتلنا عمدا، كأنّك جاهل
فليتك كنت اليوم في الرّحم حيضة ... وليتك لم تعطف عليك القوابل
وكان القعقاع مع مسلمة بن عبد الملك بالقسطنطينية، فكتب إلى الوليد بن عبد الملك أبياتا، يشكو فيها ما نالهم من الجهد، يقول فيها: [من الطويل]
أكلنا لحوم الخيل رطبا ويابسا ... وأكبادنا من أكلنا الخيل تقرح (2)
[472] القعقاع بن شور الرّبعيّ الذّهليّ. كوفيّ، يقول: [من الخفيف]
إنّ من يطلب القتول وإن جر ... رت له الخيل فارغ مشغول
حرّة الوجه والمقلّد، تجلو ... عن ثنايا، يلذّها التّقبيل
وفيه يقول بعض الكوفيّين (3): [من الوافر]
وكنت جليس قعقاع بن شور ... ولا يشقى بقعقاع جليس
[473] القعقاع بن توبة العقيليّ، ثمّ الخويلديّ. إسلاميّ، يقول في مغاورة كانت بينهم وبين بني الحارث بن كعب: [من البسيط]
لا أصلح الله حالي إن أمرتكم ... بالصّلح حين تصيبوا آل شدّاد
حتّى يقال لواد كان مسكنكم: ... قد كنت تعمر قدما، أيّها الوادي
[474] القعقاع بن غالب النمريّ. من بني زيد بن واسع، أعرابيّ، محدث، يقول: [من الطويل]
[472] شاعر إسلامي، من وجوه الكوفة الموالين لبني أميّة. وفيه قيل: «جليس قعقاع». وكان إذا جالسه واحد بالقصد إليه، جعل له نصيبا من ماله، وأعانه على عدوّه، وشفع له في حوائجه، وغدا إليه بعد المجالسة شاكرا له. وكان حيّا سنة 64هـ. انظر له (الاشتقاق ص 351، وتاريخ الطبري 5/ 269، 279، 370، 381، 571، والعقد الفريد 3/ 362، والبيان والتبيين 1/ 47، و 3/ 339، والبرصان والعرجان ص 189. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[473] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر إسلاميّ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين). وبنو خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل بطن من بني عامر بن صعصعة. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 290).
[474] لم أعثر له على ترجمة.
__________
(1) المغالة: من قولنا أغال فلان ولده، إذا غشي أمّه، وهي ترضعه، واسم اللبن الذي ترضعه الغيل، وإذا شربه الولد ضوي، واعتلّ.
(2) تقرح: تخرج بها القروح.
(3) البيت مع آخر في (ثمار القلوب ص 128، وعيون الأخبار 1/ 307، والبيان والتبيين 3/ 339، والكامل للمبرد 1/ 177والمستطرف 1/ 380) وهو في (مجمع الأمثال 2/ 241) غير منسوب. وكان دخل يوما على معاوية، فأمر له بألف دينار، وكان هناك رجل قد فسح له في المجلس، فدفعها للذي فسح له، فقال الرجل البيتين.(1/253)
فما ضيغم شثن البراثن، شدقم ... يغنّيه جنّان الفلاة، وبومها (1)
إذا مرّ نصف اللّيل صيّر همّه ... تقنّص أفراد الرّجال، يضيمها
بأمنع منّي وسط زيد بن واسع ... عليها، ومنها، ذائدا من يرومها
وله: [من الطويل]
لقد قال قعقاع، وقد شفّه الهوى ... بوادي القرى، والعين لئق نقابها (2):
سقى الله أفيانا على نأي دارها ... إذا نصبت بالمرّ، ملقى قبابها (3)
ذكر من اسمه قطن
[475] قطن بن حارثة العليميّ. وفد مع قومه على النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأنشده (4): [من الطويل]
رأيتك يا خير البريّة كلّها ... نبتّ نضارا في الأرومة من كعب (5)
أغرّ كأنّ البدر سنّة وجهه ... إذا ما بدا للنّاس في حلل العصب (6)
أقمت سبيل الحقّ بعد اعوجاجه ... ورشت اليتامى في السّغابة والجدب (7)
فروي أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم ردّ عليه خيرا، وكتب له كتابا.
[476] قطن بن ربيعة بن أبي سلمى بن منير اليربوعيّ. شاعر إسلاميّ.
[475] شاعر مخضرم، من بني عليم بن جناب، من الكلبيين. انظر له (الإصابة 5/ 341، ومنح المدح ص 250249، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 376).
[476] جاء في (أنساب الأشراف 11/ 258257): «وولد صبير بن يربوع أبا سلمى بن صبير منهم قطن بن أبي سلمى بن صبير الشاعر». وجاء في الهامش: «ولد صبير بن يربوع بن حنظلة أبا سلمى، ومعشرا، والأخرم، وقطنا، وزيدا، وفروة، وقنانا، وسواءة. منهم قطن بن أبي سلمى بن صبير الشاعر. وفي نسخة أخرى من الجمهرة: فولد أبو سلمى بن صبير شريحا وعديّا وربيعة والجعد، منهم قطن بن ربيعة بن أبي سلمى الشاعر».
وقال ابن حزم عن بني صبير: «هم قليل جدّا، قيل إنّهم لا يتجاوزن ستّة». انظر (جمهرة أنساب العرب ص 225). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين الأمويين).
__________
(1) الشثن: الغليظ. والبراثن: أظفار مخالب الأسد. والشدقم: الواسع الشدق.
(2) اللّئق: البلل. وسكن العين للضرورة.
(3) أفيانا: أكثرنا فيئا، وسهّل الهمزة، أو أن الكلمة مصحفة من أفنانا. ومرّ: ماءة لبني أسد. وجاء في الهامش:
«القعقاع بن ثمامة بن قيس بن عبد الله بن عمرو بن ثعلبة بن غبر بن عثجر: شاعر، أنشد له الكلبيّ:
أمرتكم أمري بمنقطع اللوى ... ولا أمر للمعصيّ إلّا مضيّع»
(4) الأبيات في (الإصابة، ومنح المدح).
(5) من كعب: أراد من كعب بن لؤي. وهو من عظماء قريش في الجاهلية، وفي عمود نسب الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
(6) العصب: ضرب من برود اليمن، سمّي عصبا لأنّ غزله يعصب.
(7) بالأصل: في السعاية. (كرنكو). والسغابة: الجوع مع التعب.(1/254)
ذكر من اسمه القحيف
[477] القحيف العنبريّ. ذكره أبو عبيدة. وهو بصريّ، يقول في قتل مسعود بن عمرو الأزديّ، وهرب عبيد الله بن زياد عن البصرة: [من مشطور الرجز]
فدى لقوم قتلوا مسعودا ... واستلبوا يلمعه الجديدا (1)
واستلأموا، ولبسوا الحديدا (2)
وله: [من مشطور الرجز]
جاءت عمان دغرى، لا صفّا ... بكر، وجمع الأسد حين التفّا (3)
[478] القحيف العقيليّ. وهو ابن حميّر (4) بن سليم النّدى بن عبد الله بن عوف بن حزن بن خفاجة واسمه: معاوية بن عمرو بن عقيل. وهو شاعر مفلق كوفيّ، لحق الدّولة العبّاسيّة.
وله قصيدة قالها في الفتنة عند قتل الوليد بن يزيد، أوّلها (5): [من الوافر]
أمن أهل الحجاز هوى نزيع ... ألا سقيا له، لو يستطيع (6)
كأنّ البين يوم حسرت منه ... دم الحيّات، أو صبر فظيع (7)
[477] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر إسلاميّ من بني العنبر من تميم. وكان حيّا سنة 64هـ، وهي السنة التي قتل فيها بنو تميم مسعود بن عمرو الأزديّ. انظر (تاريخ الطبري 5/ 228525). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[478] شاعر، عدّه ابن سلام الجمحي في الطبقة العاشرة من الإسلاميين، أدرك الدولة العبّاسية، وتوفي بعد سنة 132هـ.
وشعره مجموع في ديوان صغير، جمعه وقدم له حاتم الضامن، ونشر في (مجلة المجمع العلمي العراقي) عام 1986.
وانظر لترجمة القحيف (الأغاني 24/ 8475، والبرصان والعرجان ص 265264، والتذكرة السعدية ص 124، وطبقات فحول الشعراء ص 770، والحماسة البصرية 1/ 9، والأعلام 5/ 191، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 370369).
__________
(1) اليلمع: ما لمع من السلاح كالبيضة والدرع.
(2) استلأم الفارس: لبس اللّأمة. وهي أداة الحرب كلّها.
(3) الدّغرى: الاسم من الدّغرى. وهو الاقتحام من غير تثبت. يقال: إذا رأت العين العين فدغرى ولا صفّى أيّ: إذا رأيتم عدوّكم فادّغروا عليهم ولا تصافوهم، أو لا تصافّوهم. والأسد: أراد الأزد. ومنهم طائفة سكنت عمان، وهم أزد عمان أو أسد عمان.
(4) جاء في الهامش: «ابن ماكولا ضبطه بخاء معجمة مضمومة، وياء مشدّدة. وذكر الأمويّ ضمّ الخاء المعجمة، وتخفيف الياء المثنّاة». وجاء في هامش آخر: «يكنى القحيف هذا أبا الصباح».
(5) البيتان في (الأغاني 24/ 80)، وهما من الشعر المغنّى.
(6) نزع الرجل إلى أهله: اشتاق. ومنه النزيع.
(7) في (الأغاني): «مطعمه فظيع». ويبدو أن رواية (المرزباني) فيها تصحيف.(1/255)
وله يرثي يزيد بن الطّثريّة (1): [من الوافر]
ألا تبكي سراة بني قشير ... على صنديدها، وعلى فتاها
أبا المكشوح، بعدك من يحامي ... ومن يزجي المطيّ على وجاها (2)
وله من قصيدة ذكر فيها يوم الفلج (3): [من الوافر]
ولولا الرّيح أسمع أهل حجر ... صياح البيض تقرعها النّصال
أغار فيه على قول مهلهل بن ربيعة: [من الوافر]
ولولا الرّيح أسمع من بحجر ... صليل البيض تقرع بالذّكور (4)
ذكر من اسمه قتيبة
[479] قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن خالد بن أسيد بن كعب بن قضاعيّ بن هلال بن عمرو بن سلامان (5) بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن باهلة بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر. تقلّد خراسان من قبل الحجّاج في أيّام الوليد بن عبد الملك، فلمّا مات الحجّاج، وتقلّد سليمان بن عبد الملك الخلافة قلّد يزيد بن المهلّب خراسان، فخلع قتيبة، وكتب إلى سليمان: [من الطويل]
رمانا سليمان بأمر أظنّه ... سيحمله منّي على شرّ مركب
[479] أمير، فاتح، من مفاخر العرب، افتتح كثيرا من المدائن كخوارزم، وسجستان، وسمرقند، وغزا أطراف الصين، وضرب عليها الجزية، وجاهر بنزع الطاعة حين خلع عن خراسان، فقتله وكيع بن حسان التميميّ سنة 96هـ.
وكان مع بطولته دمث الأخلاق، راوية للشعر، عالما به. وأخباره كثيرة. انظر له (الأعلام 5/ 190) هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) البيتان في (الأغاني 8/ 191).
(2) يزجي المطيّ: يسوق المطايا. والوجا: أن يشتكي البعير باطن خفّه، والفرس باطن حافره.
(3) يوم الفلج: قتل فيه يزيد بن الطثرية، سنة 126هـ، قتله بنو حنيفة.
(4) البيض: جمع البيضة. وهي من الحديد الخوذة. والذكور: جمع الذّكر. وهو من الحديد أجوده وأيبسه وأراد السيوف. وجاء في الهامش: «أنشد الهجريّ في نوادره للقحيف الجعلي البلويّ قوله من أبيات طويلة:
[من مشطور الرجز]
ليتك، يا ذات الأثيث الأسحم ... والشفتين، والفم الموشّم
سقت بنا أعداء وادي تريم ... قافلة في سدف ليل مظلم
وقد تأنّيت غيوب الأنجم ... وجهمات الليل لم تصرّم»
(5) في الهامش: «صوابه: سلامة». وكذلك في (جمهرة أنساب العرب ص 246).(1/256)
رمانا بجبّار العراق، ومن له ... على كلّ حيّ حدّ ناب ومخلب (1)
فأصبحت للعبد المزونيّ خالعا ... وكان أتى قدما على دين مصعب (2)
وكان قتيبة ذا شرف في قومه، وتقدّم في بلده، وكان أديبا عالما، وأهل البصرة يفخرون به وبولده. وهو القائل من أبيات: [من الطويل]
أبى لي آباء كرام وأوّل ... أقاموا على ماء النّدى، فتخوّضوا (3)
بكلّ فتى، في محضه الحيّ واضح ... يلوح كما لاح اليماني المفضّض (4)
[480] قتيبة الحمّاني. لقيه الأصمعيّ، وأخذ عنه.
ذكر من اسمه القاسم
[481] أبو العاص بن الرّبيع بن عبد العزّى بن عبد شمس بن عبد مناف. اسمه: القاسم، وهو الثّبت. ويقال: لقيط، ويقال: مهشم. وكان يقال له: جرو البطحاء. وكانت عنده زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهي أكبر بناته، عليه وعليهم الصلاة والسلام. وأبو العاص هو ابن خالة زينب أمّه هالة بنت خويلد بن أسد، أخت خديجة، رضي الله عنها. وهو القائل وخرج إلى الشام، فتشوّق زينب (5): [من البسيط]
ذكرت زينب لمّا جاوزت إرما ... فقلت: سقيا لشخص يسكن الحرما (6)
[480] لم أعثر له على ترجمة له. وهو من بني حمّان بن عبد العزى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وكان لهم بيت تميم في الجاهلية. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 220). وهو من شعراء العصر العبّاسي، وأخذ عنه الأصمعي المتوفي سنة 216هـ.
[481] كان يقال له: الأمين. وكان قبل البعثة مؤاخيا للرسول صلّى الله عليه وسلّم. انظر له: (الإصابة 7/ 209206، وسيرة ابن هشام 2/ 218213، والأعلام 5/ 176، ومنح المدح ص 284، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 367366).
__________
(1) جبّار العراق: هو يزيد بن المهلّب. وفي المطبوع (كرنكو): «كلّ حمى». تصحيف.
(2) المزوني: منسوب إلى مزون. وهو من أسماء عمان. وكان أزد عمان، ومنهم رهط المهلّب، والد يزيد، يسمّون المزون، ويكرهون هذا الاسم. انظر (معجم البلدان: المزون، واللسان: مزن). ومصعب: أراد مصعب بن الزبير.
ولعلّ في البيت إشارة إلى قدوم المهلّب بن أبي صفرة على عبد الله بن الزبير أيّام خلافته بالحجاز والعراق، وهو يومئذ بمكّة، فخلا به عبد الله يشاوره. انظر (وفيات الأعيان 6/ 351). هذا، وقتل مسلم بن عمرو والد قتيبة مع مصعب بن الزبير سنة 72هـ. انظر (وفيات الأعيان 4/ 88).
(3) تخوّض الشيء: مشى فيه.
(4) في ك «في محضة». والمحض والمحضة: الخالص. يستوي فيه الذكر والأنثى والجمع.
(5) البيتان في (أنساب الأشراف 1/ 483).
(6) جاوزت إرما: أراد ناقته، لا ناقة زوجه. وإرم: اسم علم لجبل من جبال حسمى، من ديار جذام، من بلاد الشام.
9* معجم الشعراء المرزباني(1/257)
بنت النّبيّ، جزاها الله صالحة ... وكلّ بعل سيثني بالذي علما
وتوفي أبو العاص في ذي الحجّة، سنة اثنتي عشرة.
[482] القاسم بن أميّة بن أبي الصّلت الثّقفيّ. يقول (1): [من الكامل]
يا طالب الخيرات عند سراتنا ... اقصد، هديت إلى بني دهمان
الأكثرين الأطيبين أرومة ... أهل الثّراء، وطيّب الأعطان (2)
لا ينقرون الأرض عند سؤالهم ... لتلمّس العلّات بالعيدان
بل يبسطون وجوههم، فترى لها ... عند السؤال كأحسن الألوان
وإذا الحريب أناخ وسط بيوتهم ... رجعوه ربّ صواهل وقيان (3)
فهم جناحي، إن سألت، وناصري ... وبهم أقوّم ضغن من عاداني (4)
[483] القاسم بن حنبل المرّيّ. أبو البرج، يقول في زفر بن أبي هاشم بن مسعود رواه أبو تمّام في الحماسة (5): [من الوافر]
أرى الخلان بعد أبي حبيب ... وحجر في جنابهم جفاء (6)
من البيض الوجوه، بني سنان ... لو انّك تستضيء بهم أضاؤوا
[482] شاعر، وابن شاعر حكيم. يعدّ من الصحابة، وعاش إلى ما بعد عثمان بن عفّان، ورثاه، وتوفي بعد سنة 35هـ. انظر له (الشعر والشعراء ص 372، والأعلام 5/ 173، وشعراء الطائف ص 175174، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 366).
[483] شاعر إسلامي. يكنى أبا حبيب أيضا. وكان عاملا على اليمامة. وجاء في الهامش: «قال فيه الأمير ابن ماكولا:
أبو البرج المرّيّ بن حنبل بن سهم بن مرّة بن عوف بن ذبيان بن بغيض السهميّ، شاعر إسلاميّ». انظر له (زهر الآداب ص 509، والمؤتلف والمختلف ص 81). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الأبيات من قصيدة له أو لأبيه أمية في مديح عبد الله بن جدعان السهمي القرشي. انظر (الأغاني 4/ 128127) ونسبت له في (الإصابة 5/ 308، والوحشيات ص 261) وذكر محقق (الوحشيات) تخريجا لها، وأشار إلى أنها تنسب لابنه عمرو بن أمية، ورويت بعض أبياتها في (عيون الأخبار 3/ 152، ومجالس ثعلب ص 344) غير منسوبة، وفي (الحيوان 2/ 5) منسوبة لبعض المريّين.
(2) الأعطان: جمع العطن. وهو مبرك الإبل حول الماء: وفلان واسع العطن، أي: واسع الصبر والحيلة عند الشدائد، والسّخيّ الكثير المال.
(3) الحريب: الذي سلب ماله. والصواهل: الخيول. وفي ك «رقيان». تصحيف.
(4) في ك «فيهم جناحي». تصحيف.
(5) الأبيات في (شرح المرزوقي) ص 16591658) وروي بعضها في (زهر الآداب ص 509، والمؤتلف والمختلف ص 81) وبعضها في (حماسة القرشيّ ص 322) غير منسوب.
(6) في (شرح المرزوقيّ): «أبي خبيب». وجنابهم: ناحيتهم.(1/258)
لهم شمس النّهار إذا استقلّت ... ونور ما يغيّبه العماء (1)
هم حلّوا من الشّرف المعلّى ... ومن حسب العشيرة حيث شاؤوا
بناة مكارم، وأساة كلم ... دماؤهم من الكلب الشّفاء (2)
[فأمّا بيتكم إن عدّ بيت ... فطال السّمك واتّسع الفناء (3)
وأمّا أسّه فعلى قديم ... من العاديّ إن ذكر البناء] (4)
فلو أنّ السّماء دنت لمجد ... ومكرمة دنت لهم السّماء
[484] القاسم بن صبيح القبطيّ. مولى بني عجل، وهو جدّ أحمد بن يوسف بن القاسم، الكاتب الذي وزر للمأمون. والقاسم يكنى أبا محمّد، وأصلهم من سواد الكوفة، وكان القاسم مع هشام بن عبد الملك، ومدحه جماعة من الشعراء الذين كانوا يفدون على هشام، منهم أبو النّجم، ويزيد بن ضبّة الثّقفيّ. والقاسم هو القائل (5): [من الخفيف]
حرق لا تزال تحت الصّفاق ... أقرحت بالدّموع منّي المآقي
كلّما زيّن التّصبّر لي قو ... م من اهل الوداد والإشفاق
وألحّوا به فرمت اصطبارا ... أخذت لوعة الهوى بالتراقي
فيكون الجواب: لا تعذلوني ... أيّ صبر يكون للعشاق؟
وله (6): [من مخلع البسيط]
ضمير وجد، بقلب صبّ ... ترجم دمع له، فشاعا
فصار دمعي لسان وجد ... ضيّع سرّي به، فذاعا
لولا دموعي، وفرط حبّي ... لم يك سرّي كذا مضاعا
[484] من شعراء العصر الأموي، وربما أدرك الدولة العبّاسية. وكان مع الخليفة هشام بن عبد الملك (125105هـ).
انظر له (الأوراق 1/ 146144). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) استقلت: ارتفعت.
(2) الأساة: جمع الآسي. وهو مداوي الجراح. والكلم: الجرح. يقول: هم ملوك ففي دمائهم شفاء من عضّ الكلب الكلب. ويقال: إنّه لا دواء له أنجع من شرب دم ملك. انظر (شرح المرزوقي ص 16601659).
(3) في هامش الأصل، وفي ف «فأمّا يشكر». والتصويب من (شرح المرزوق) وبه يستقيم المعنى. وذلك لأن الشاعر يمدح بني سنان لا بني يشكر، وبنو سنان من بني مرّة قوم الشاعر.
(4) ما بين المقعفتين من الهامش. وهما في (شرح المرزوقي). والأسّ: الأصل. والعاديّ: القديم، نسب إلى عاد.
(5) الأبيات في (الأوراق 1/ 145).
(6) الأبيات في (الأوراق 1/ 146): برواية مختلفة.(1/259)
[485] القاسم بن عمر بن محمّد بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتّب واسمه:
عمر بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف. ولي اليمن لمروان بن محمّد، فوثبت الإباضيّة عليه، فأخرجوه، فقال (1): [من الطويل]
ألا ليت شعري، هل أدوسنّ بالقنا ... تبالة، أو نجران قبل مماتي؟ (2)
وهل أصبحنّ الحارثين كليهما ... بسمّ، ذعاف، يقطع اللهوات؟
[486] القاسم بن عبد السّلام بن عبد الله بن المجبّر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطّاب. مدنيّ، رشيديّ. كان بكّار بن عبد الله الزّبيري (3) أيام تقلّده المدينة قد تعبّث به، فقال القاسم يهجوه، ويذكر أنّ أباه الوردان السنديّ الحمّار، ويصف ما كان منه، في أمر يحيى بن عبد الله بن حسن (4): [من الطويل]
تدعى حواريّ الرّسول تكذّبا ... وأنت لوردان الحمير سليل
ولولا سعايات بنسل محمّد ... لألفي أبوك، العبد، وهو ذليل (5)
ولكنّه باع القليل بدينه ... فظلّ له وسط الجحيم مقيل
فنلتم به مالا وجاها ومنكحا ... وذلك خزي في المعاد طويل
[487] القاسم بن سيّار الجرجانيّ، الكاتب. كانت بينه وبين الفضل بن سهل حال وكيدة، فلمّا تقلّد الفضل الوزارة لم يلتفت إليه، لأنّه عرض عليه الشّخوص معه إلى خراسان، فلم يفعل، فكتب إليه القاسم: [من الرمل]
يا أبا العبّاس إنّي ناصح ... لك، والنّصح لذي الودّ يسير (6)
[485] شاعر من الولاة، وأخوه يوسف بن عمر من جبابرة الولاة في العهد الأمويّ، وقتل سنة 127هـ. وأمّا القاسم بن عمر فقد أخرجه الإباضية من اليمن سنة 129هـ، ومات بعد ذلك. انظر (الأغاني 23/ 236234، ومعجم الشعراء المخضرمين الأمويين ص 367).
[486] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الثاني الهجريّ، وكان معاصرا للخليفة هارون الرشيد (193170هـ).
[487] لم أعثر له على ترجمة. وكان معاصرا لوزير المأمون، الفضل بن سهل المقتول في سرخس بخراسان سنة 202هـ.
__________
(1) البيتان في (الأغاني 23/ 236).
(2) تبالة: موضع ببلاد اليمن، وبلدة مشهورة من أرض تهامة، في طريق اليمن.
(3) في ك «الزهري». تصحيف.
(4) يحيى بن عبد الله بن حسن الطالبي، مات في حبس الرشيد نحو سنة 180هـ. وكان بكّار بن عبد الله الزبيريّ يكيد له عند الرشيد. انظر (تاريخ الطبري 8/ 347344).
(5) سكن ياء (لألفي) ضرورة.
(6) أبو العبّاس: كنية الفضل بن سهل.(1/260)
لا تعدّني ليوم صالح ... إنّ إخوانك في الخير كثير
وليوم الشّرّ ما أعددتني ... إنّ يوم الشّرّ يوم قمطرير (1)
هذه السّوق التي أمّلتها ... يا أبا العبّاس، والعمر قصير
فوصله، وأكرمه، وأحسن إليه.
[488] أبو دلف العجليّ، القائد، القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل. شريف، شاعر، أديب، فاضل، شجاع، جواد، قلّده الرّشيد وهو حدث السّنّ أعمال الجبل، فلم يزل عليها إلى أن توفّي سنة خمس وعشرين ومائتين، وهو القائل (2): [من البسيط]
في كلّ يوم أرى بيضاء طالعة ... كأنّما نبتت في ناظر البصر
لئن قطعتك بالمقراض عن بصري ... لما قطعتك عن همّي، وعن فكري
وله في جارية (3): [من الوافر]
أحبّك يا جنان وأنت منّي ... مكان الرّوح من صدر الجبان (4)
ولو أنّي أقول مكان روحي ... خشيت عليك بادرة الزّمان
لإقدامي إذا ما الخيل كرّت ... وهاب شجاعها حرّ الطّعان
وله: [من الطويل]
أمالكتي، ردّي عليّ فؤاديا ... ونومي، فقد شرّدته عن وساديا
ألا تتّقين الله في قتل عاشق ... أمتّ الكرى عنه، فأحيا لياليا
[489] القاسم بن يوسف بن القاسم بن صبيح. الكاتب، القبطيّ، مولى بني عجل، ويكنى أبا [488] كان أمير الكرخ، وسيّد قومه، ثم قلّده الرشيد أعمال الجبل، ثم كان من قادة جيش المأمون. وللشعراء فيه أماديح كثيرة لجوده وشجاعته، وله مؤلّفات، منها (سياسة الملوك) و (البزاة والصيد). وهو من العلماء بصناعة الغناء، يقول الشعر، ويلحّنه. وتوفي ببغداد. انظر له (الأعلام 5/ 179) وفيه إشارة إلى أن السيد عبد العزيز الميمني جمع شعره. وله ترجمة وافية في (تاريخ بغداد 12/ 423416)، وفي المكتبة الشعرية ص 115) إشارة إلى أن شعره جمع ودرس من قبل عدّة باحثين.
[489] شاعر عبّاسيّ، كان حيّا سنة 213هـ. شعره خمسون ورقة. وكان ينتمي إلى بني عجل. ولم يكن أخوه أحمد يدّعي ذلك. وجاء في الهامش: «هو مولى آل أبجر العجليّ». انظر له (الأعلام 5/ 186، والأغاني 23/ 127، 128، والفهرست ص 191، والأوراق 1/ 206163). وقد مرّت ترجمة جدّه (484).
__________
(1) اليوم القمطرير: الشديد الطويل المظلم.
(2) البيتان له في (الأغاني 8/ 257). وهما في (عيون الأخبار 2/ 325) وفيه: «وقال أعرابيّ ويقال هي لأبي دلف».
وذكر البيتين.
(3) الأبيات في (الأغاني 8/ 256، وتاريخ بغداد 12/ 421420، وزهر الآداب ص 10681067).
(4) في (زهر الآداب): «يا جنات».(1/261)
أحمد، وهو أخو أحمد بن يوسف الكاتب، وزير المأمون. والقاسم شاعر، حسن الافتنان في القول، وهو أشعر من أخيه أحمد، وأكثر شعرا، وهو أرثى النّاس للبهائم. وله من قصيدة يرثي فيها أخاه (1). [من السريع]
كم خطر الدّهر على معشر ... يجرّ ذيل الشّرّ، أو يسحبه
يريش قوما، ثمّ يبريهم ... والعاتب السّاخط لا يعتبه
نذمّ دنيانا، فقد أفصحت ... بمنطق عن نفسها تعربه
ما تهب اليوم لأبنائها ... من صفة فهي غدا تسلبه
وله (2): [من مجزوء الرمل]
إنّما الدّنيا متاع ... وإلى الله المحار (3)
وسيبلي كلّ شيء ... مرّ ليل ونهار
وطروق للمنايا ... ورواح وابتكار
خير ما استشعر ذو الرّز ... ء عزاء واصطبار
[490] القاسم بن طوق بن مالك التّغلبيّ. شاميّ (4)، قال يهجو الفضل بن مروان. وقيل: إنّه هجا بها عبد الله بن طاهر، بعد موته (5): [من الوافر]
أبا العبّاس صبرا، واعترافا ... لما يلقى من الظّلم الظّلوم
رزقت سلامة، فبطرت فيها ... وكنت تخالها أبدا تدوم
لقد ولّت بدولتك اللّيالي ... وأنت ملعّن، فيها ذميم
وزالت، لم يعش فيها كريم ... ولا استغنى بثروتها عديم (6)
فبعدا، لا انقضاء له، وسحقا ... فغير مصابك الحدث العظيم (7)
[490] لم أعثر له على ترجمة. وكان حيّا سنة 230هـ.
__________
(1) توفي أحمد بن يوسف في بغداد سنة 213هـ. والأبيات من قصيدة في (الأوراق 1/ 171169).
(2) له مطوّلة في الرثاء في (الأوراق 1/ 178176). ويبدو أن الأبيات من خاتمتها.
(3) في ك «المجار». تصحيف. والمحار: المرجع.
(4) في ك «شام».
(5) عبد الله بن طاهر: أبو العباس، ومن أشهر الولاة في العصر العبّاسي، توفي سنة 230هـ. وللشعراء فيه مرات كثيرة.
انظر (الأعلام 4/ 9493)، ويبدو أن القاسم بن طوق كان ينقم على ابن طاهر، فهجاه بعد موته.
(6) سقط هذا البيت من ك.
(7) السّحق: البعد الشديد.(1/262)
[491] القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب. يكنى أبا محمّد، حجازيّ مدنيّ، يسكن جبال قدس، من أعراض المدينة، حسن الشّعر، جيّده. ومن ولده حسين بن الحسن بن القاسم الزّينبيّ، صاحب اليمن. والقاسم هو القائل:
[من مجزوء الوافر]
ونى التّهجير والدّلج ... وأقصر في الهوى اللّجج (1)
وطاف بعارضي وضح ... عليه للبلى نهج (2)
وعاذلة تعاتبني ... وجنح اللّيل يعتلج
فقلت: رويد معتبة ... لكلّ مهمّة فرج
أسرّك أن أكون ربع ... ت حيث الإثم والحرج
ذريني خلف قاضية ... تضايق بي، وتنفرج
إذا أكدى جنى وطن ... فلي في الأرض منعرج
وله (3): [من الطويل]
عسى مشرب يصفو، فيروي ظميئة ... أطال صداها المنهل المتكدّر
عسى جابر العظم الكسير بلطفه ... سيرتاح للعظم الكسير، فيجبر
عسى صور أمسى بها الجور دافنا ... سيبعثها عدل، يقوم، فيظهر
عسى الله، لا تيأس من الله، إنّه ... يسير عليه ما يعزّ، ويكبر
وله: [من المتقارب]
دعيني هديت أنال الغنى ... بيأس الضّمير، وهجر المنى
كفاف امرىء، قانع، قوته ... ومن يرض بالقوت نال الغنى
[492] القاسم بن أحمد الكوفيّ. الكاتب، أبو الحسن. كتب إليه عبيد الله بن عبد الله بن [491] هو المعروف بالرّسّيّ. فقيه وشاعر، من أئمّة الزيدية، وهو شقيق ابن طباطبا، محمد بن إبراهيم بن طباطبا، وقد أعلن دعوته بعد موت أخيه سنة 199هـ، ومات بالرّسّ، قرب المدينة سنة 246هـ. وله 23رسالة في الإمامة، والناسخ والمنسوخ، والعدل والتوحيد، وغير ذلك. انظر له (الأعلام 5/ 171).
[492] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسي، كان معاصرا لعبد الله بن المعتز (ت 296هـ)، ولعبيد الله بن عبد الله بن طاهر (ت 300هـ).
__________
(1) ونى: ضعف وفتر وتعب. والتهجير: السير في الهاجرة. وهي نصف النهار عند اشتداد الحرّ. والدّلج: السير من أوّل الليل إلى آخره.
(2) النّهج: الرّبو، وتواتر النفس من شدّة الحركة. ونهج الثوب: بلي، ولم يتشقّق.
(3) سبق نسبة هذه الأبيات لغيره. انظر علي بن محمد بن عبد الله بن حسن. (فرّاج). وقد مرّت ترجمته (325).(1/263)
طاهر، يتشوّقه: [من المتقارب]
محبّك شاك، ولو يستطيع ... أتاك لإعظام حقّ الصّديق
فأضحى بقربك مستشفيا ... كذلك قرب الشّقيق الشّفيق
وأطفأت ثائرة الشّوق عنه ... كما يطفئ الماء نار الحريق
لكنّه، وحياة الصّدي ... ق ليس لنهضته بالمطيق
فأجابه القاسم: [من المتقارب]
وحقّ الأمير، فحقّ الأمي ... ر أعظم لي من جميع الحقوق
فما فوق شوقي شوق إليه ... ولا شوق صبّ، عميد، مشوق
ولو أنّني أستطيع الفداء ... لشكوى الأمير الشّريف العروق
وقيت بنفسي ما يشتكيه ... وكان بذلك عين الحقوق (1)
وكتب عبد الله بن المعتزّ إلى القاسم بن أحمد، بعد انقطاع المكاتبة بينهما (2): [من الوافر]
بدأتك بالكتاب، وأنت لاه ... وحزت عليك فضل الابتداء
فصرت الآن أفضل منك ودّا ... وكنّا قبل ذاك على السّواء
فأجابه القاسم: [من الطويل]
بدأت بفضل، لم تزل ربّ مثلها ... فيا مؤثر الحسنى لدى القرب والنّأي (3)
وما أنا في حبيك إلّا مبرّز ... وعقدي فيه بالدّيانة من رأيي
[493] القاسم بن محمّد بن عبد الله النّميريّ، أبو الطيّب. كان ينادم عبد الله بن المعتزّ، وكانا يكثران التّكاتب بالأشعار، فأراد النميريّ سفرا، فكتب إليه عبد الله بن المعتزّ (4):
[من مشطور الرجز]
صبرا على الهموم والأحزان ... وفرقة الأصحاب والإخوان
فإنّ هذا خلق الزّمان
[493] كان من أهل الأدب والفضل، مليح الشعر، رقيق الطبع. وكان يكثر الشرب في الديارات والحانات. وهو من شعراء المائة الثالثة للهجرة، وكان معاصرا لعبد الله بن المعتزّ (ت 296هـ) وصديقا له. انظر له (معجم البلدان:
دير مر ماجرجس، والديارات ص 5047). وفيه: محمّد بن القاسم النميري.
__________
(1) لعلها: عين الحقيق (فرّاج).
(2) لم أقف على البيتين في (ديوان عبد الله بن المعتزّ).
(3) لعلّ الصواب: بمثله.
(4) الرجز في (ديوان عبد الله بن المعتز ص 332).(1/264)
فأجابه النميريّ: [من مشطور الرجز]
يا سيّد الكهول والشّبان ... إن كنت ذا صبر عن الإخوان
فلم تشكّى ألم الأحزان ... لكنّني كالواله الحيران
أشكو افتراقيك إلى الرّحمن
وللنميريّ إلى عبد الله بن المعتزّ (1): [من الطويل]
أتيتك مسرورا، فطاب لي الشّرب ... ولاقت مناها عندك العين والقلب
فجارت عليّ الكأس حتى هجرتها ... ثلاثة أيّام كما أوجب الذّنب
فأجابه عبد الله (2): [من الطويل]
أدام لك الله السّرور، ودام لي ... بك العيش والنّعماء، واتّصل القرب
علام هجرت الكأس إذ جار حكمها ... ولا لهو فيها أن يكون لها الذّنب؟
[494] القاسم بن محمّد الكرخيّ. أحد الكتّاب الأدباء، تقلّد الأعمال الجليلة في أيّام عبيد الله بن سليمان بن وهب، وبعد ذلك. وله مع أبي الصّقر، إبراهيم بن بلبل أخبار (3). وكتب القاسم إلى بعض جواريه جوابا عن معاتبة: [من الطويل]
إنّي أتوب إليك توبة مذنب ... يخشى العقوبة من مليك منعم
إن كنت عاتبة إليه فأهل أن ... تستعتبي فيما عتبت، وتكرمي
إن كان أسرف في خلاف هواكم ... فحياؤه يكفيك أن تتكلّمي
[495] أبو الحسين، القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب. الكاتب، وزير المعتضد بعد أبيه عبيد الله بن سليمان، ثمّ وزر للمكتفي، ومات في سنة تسعين ومائتين (4)، وهو القائل في رواية الصّوليّ: [من الطويل]
كئيب، حزين، واكف الدّمع، هامله ... تخوّنه من آجل البين عاجله (5)
[494] لم أعثر له على ترجمة. وكان حيّا بعد وفاة عبيد الله بن سليمان بن وهب سنة 290هـ.
[495] وزير من الكتّاب الشعراء. قام بأعباء الخلافة حين مات المعتضد سنة 289هـ، وعقد البيعة للمكتفي في غيبته بالرّقّة، ووزر له، وزوّج المكتفي ابنه محمّدا بابنة القاسم. له أخبار متفرّقة في الجزء العاشر من (تاريخ الطبري).
وانظر له (الأعلام 5/ 177).
__________
(1) البيتان في (الديارات ص 50)، ولم أقف عليهما في (ديوان عبد الله بن المعتزّ).
(2) البيتان في (الديارات ص 50)، ولم أقف عليهما في (ديوان عبد الله بن المعتزّ).
(3) المعروف أن إسماعيل بن بلبل كنيته أبو الصقر. وهو وزير مشهور، مدحه ابن الرومي، وهجاه كثيرا. وتوفي سنة 278هـ.
(4) له ذكر في أحداث سنة 291هـ من (تاريخ الطبري 10/ 115)، وهذا يعني أنّه مات بعد سنة 290هـ.
(5) كئيب (وكذلك جريح في البيت التالي): بالأصل أكل أرضة. (كرنكو).(1/265)
جريح صدود، قد أضرّ به الهوى ... ورقّ له عوّاده، وعواذله
صدود اجتماع، شفّني بعد فرقة ... فجسمي مريض من جوى الصّدّ ناحله
ألا أيّها القلب الكثير بلابله ... أفق قد عداك النّأي ممّن تحاوله
وكيف يفيق الدّهر صبّ، متيّم ... علائقه مقطوعة ووصائله (1)
وله: [من الكامل]
يا من ينغّص هجرها لذّاتي ... ويطيل طول صدودها حرّاتي (2)
ومن اغتدت في القلب منها لوعة ... تأتي، ووقت زوالها لا ياتي (3)
أنت التي ملّكت أمري كلّه ... وغدت بكفّك ميتتي وحياتي
فإذا غضبت تلفت بعد حياتنا ... وإذا رضيت حييت بعد وفاتي
وله: [من المجتثّ]
فديت من أنا منها ... في كلّ ما أتشهّى
وأحسن النّاس عندي ... شكلا، وقدّا، وتيها
لو أنّني رمت صبرا ... عمّا بقلبي منها
لحان يومي، وما حا ... ن يوم صبري عنها
أسماء مجموعة في القاف
[496] ثقيف القبيلة. واسمه: قسيّ بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر. وقيل: هو قسيّ بن منبّه بن النّبيت بن أفصى بن دعميّ بن إياد بن نزار بن معدّ بن عدنان. وقالوا: هو من بقايا ثمود، ونسبهم غامض على شرفهم.
وثقيف هو القائل في وجّ، وادي الطّائف وحفره بيده بالصّخر، لم يحفره بالحديد (4):
[496] جدّ جاهلي قديم. انظر له، وللاختلاف في نسبه (الأغاني 4/ 303298و 16/ 9594، وجمهرة أنساب العرب ص 266، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 295).
__________
(1) العلائق: جمع العلاقة. وهي الحبّ اللازم للقلب. والعلاقة: ما يعلّق به السيف ونحوه. والوصائل: ما يوصل بها إلى الشيء.
(2) الحرّات: جمع الحرّة. وهي حرارة الحلق. والحرّة: حرارة العطش والتهابه.
(3) لا يأتي: لا يأتي.
(4) هذا الخبر لا يقبله العقل. هذا، وفي (معجم البلدان: الطائف) خبر عن قيام قسيّ بغرس قضبان الكرمة في وجّ، وليس فيه ما يشير إلى حفر الوادي ولعلّ المراد حفر ما يلزم للغرس.(1/266)
[من مجزوء الوافر]
فأرميها بجلمود ... وترميني بجلمود
فأحييها، وتحييني ... وكلّ هالك مودي
[497] قيل بن عمرو بن الهجيم بن عمرو بن تميم. لقبه: بليل. ويقال: بليل. ولقّب بذلك لقوله (1): [من الطويل]
وذي نسب ناء بعيد وصلته ... وذي رحم بلّلتها ببلالها (2)
[498] قسّ بن ساعدة الإياديّ. أحد حكّام العرب في الجاهليّة، وزعم كثير من العلماء أنّه عمّر ستّمائة سنة، وقد رآه سيّد البشر صلّى الله عليه وسلّم بعكاظ، وروى خطبته التي يقول في آخرها (3):
[من مجزوء الكامل]
في الذّاهبين الأوّلي ... ن من القرون لنا بصائر
لمّا رأيت مواردا ... للخلق ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها ... يمضي الأكابر والأصاغر
لا يرجع الماضي إليّ ... ولا من الباقين غابر
أيقنت أنّي لا محا ... لة حيث صار القوم صائر
وكان حكيما خطيبا عاقلا حليما، له نباهة وفضل. وقد ذكره جماعة من الشّعراء في أشعارهم بالحلم والخطابة، وضربوا الأمثال به قال الأعشى (4): [من الطويل]
[497] شاعر جاهلي. انظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 302) وجاء في (ألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 328، والمزهر 2/ 434): فيل بن عمرو.
[498] كان أسقف نجران. ويقال: إنّه أوّل عربيّ خطب متوكّأ على سيف أو عصا، وأوّل من قال في كلامه «أمّا بعد».
وكان يفد على قيصر الروم زائرا، فيكرمه، ويعظّمه. وسئل عنه النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «يحشر أمّة وحده». وتوفي في نحو سنة 23ق. هـ. انظر له (الأغاني 15/ 241236والإصابة 5/ 414412، والحماسة البصرية 1/ 215214 والأعلام 5/ 196، والمعمرون والوصايا ص 8887، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 294293).
__________
(1) البيت في (ألقاب الشعراء، والمزهر).
(2) بلّ رحمه: وصلها. والبلال: جمع بلل. وقيل: هو كلّ ما بلّ الحلق من ماء أبو لبن أو غيره. وجاء في الهامش:
«في الحيوان لعمرو: وقال القدار، وكان سيّد عنزة في الجاهلية: [من الكامل]
أهلكت مهرك في الرهان لجاجة ... ومن اللجاجة ما يضرّ وينفع»
والقدار أحد بني الحارث بن الدّول. انظر له (الأغاني 24/ 217).
(3) انظر عن الخطبة والشعر (الأغاني 1/ 309308، 15/ 237، والحماسة البصرية 2/ 406).
(4) البيت في (الإصابة 5/ 413). وروي في (شرح ديوان الأعشى ص 99): وأحلم من قيس.(1/267)
وأحلم من قسّ، وأجرى من الذي ... بذي الغيل من خفّان، أصبح حاردا (1)
وقال الحطيئة (2): [من الطويل]
وأقول من قسّ، وأمضى إذا مضى ... من الرّمح إذ مسّ النّفوس نكالها (3)
وقال لبيد (4): [من الطويل]
وأخلف قسّا، ليتني، ولعلّني ... وأعيا على لقمان حكم التّدبّر (5)
وإنّما قال ذلك لبيد لقول قسّ (6): [من الطويل]
هل الغيب معطي الأمن عند نزوله ... لحال مسيء في الأمور ومحسن
وما قد تولّى فهو لا شكّ فائت ... فهل ينفعنّي ليتني، ولعلّني؟
ولقسّ من أبيات (7): [من البسيط]
يا ناعي الموت، والأموات في جدث ... عليهم من بقايا بزّهم خرق
دعهم فإنّ لهم يوما يصاح بهم ... كما ينبّه من نوماته الصّعق (8)
[499] قردة بن نفاثة السّلوليّ بن عمرو بن ثوابة بن عبد الله بن منبّه بن عمرو بن مرّة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وولد مرّة بن صعصعة: أمّهم سلول (9)، فغلبت عليهم.
ووفد قردة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو القائل (10): [من البسيط]
[499] شاعر معمّر. وقيل: اسمه فروة. عاش مائة وأربعين سنة. وقيل: مائة وخمسين سنة. أدرك الإسلام، فأسلم، ووفد على النبيّ في جماعة من بني سلول، فأسلموا، فأمّره عليهم. انظر له (الإصابة 5/ 328326، وجمهرة أنساب العرب ص 272، والمعمرون والوصايا ص 83، ومنح المدح ص 249248، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 372).
__________
(1) الغيل: الأجمة، وموضع الأسد. وخفّان: موضع تكثر فيه الأسود، قريب من الكوفة. والحارد: الغاضب.
وأجرى: أراد وأجرأ، بإبدال الهمزة ألفا.
(2) البيت في (ديوان الحطيئة ص 178).
(3) النكال: العذاب.
(4) البيت في (شرح ديوان لبيد ص 56).
(5) ويروى: «وأخلفن قسّا». يعني بنات الدهر أخلفن مناه. ولقمان: صاحب النسور. وحكم التدبّر: ما يتمنّى ويطلب.
(6) الثاني منهما في (الإصابة 5/ 413).
(7) البيتان في (الإصابة 5/ 413)، وهما من أربعة في (المعمرون والوصايا ص 89).
(8) الصّعق: الذي غشي عليه.
(9) في الهامش: «هي سلول بنت ذهل بن شيبان بن ثعلبة، وأمها: الورنة بنت هنية بن ثعلبة، من بني يشكر».
(10) الأبيات في (الإصابة) من قصيدة أنشدها قردة في حضرة الرسول، فقال له حين انتهى من إنشادها: «الحمد لله الذي عرّفك فضل الإسلام، وجعلك من أهله». والأبيات في (المعمرون والوصايا، ومنح المدح) أيضا.(1/268)
بان الشّباب، فلم أحفل به بالا ... وأقبل الشّيب والإسلام إقبالا
وقد أروّي نديمي من مشعشعة ... وقد أقلّب أوراكا وأكفالا
والحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى لبست من الإسلام سربالا
وهذا البيت الأخير يروى للبيد بن ربيعة (1).
[500] القمقام بن العباهل بن ذي سحيم بن العزير. وهو تبّع الثاني أو الثالث، ملك حضرموت واليمن، وهو القائل (2): [من الكامل]
منع البقاء تقلّب الشّمس ... وطلوعها من حيث لا تمسي
تبدو لنا بيضاء واضحة ... وتغيب في صفراء كالورس
اليوم تعلم ما يجيء به ... ومضى بفصل قضائه أمس (3)
وقد رويت هذه الأبيات لأسقف نجران.
[501] قدّ بن مالك بن حبيب بن ربيع بن أربد بن مالك بن ذؤيبة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد. وله يقول النابغة (4): [من الكامل]
ولرهط حرّاب وقدّ سورة ... في المجد، ليس غرابها بمطار (5)
وقدّ هو القائل من أبيات، أنشدها الفرّاء (6): [من الوافر]
لعمر أبيك، يا سلم بن هند ... لقد لاقيت منك الأقورينا (7)
كأنّ جرادة صفراء طارت ... بأحلام الغواضر أجمعينا (8)
[500] شاعر جاهلي قديم. انظر له (الحيوان 3/ 88، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 298297).
[501] شاعر جاهلي، شهد يوم النّسار، وقتل شريح بن مالك القشيريّ، رأس بني عامر. انظر له (النقائض ص 205، 241، وديوان بني أسد 2/ 170168). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
__________
(1) قال ابن حجر في الإصابة: «يحتمل أن يكون الخاطران تواردا، ويؤيّده أنّ المنسوب للبيد: حتّى تسربلت بالإسلام». وانظر (شرح ديوان لبيد ص 358357) وأشار محققه إلى أن البيت نسب للنابغة أيضا.
(2) الأبيات مع رابع في (زهر الآداب ص 766) غير منسوبة، ونسبت لأسقف نجران، قسّ بن ساعدة الإياديّ في (ثمار القلوب ص 232). وأشار د. الفريجات (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 91) إلى أنها تنسب لتبّع الأقرن، ورأى أنّها من الشعر المفتعل.
(3) هذا البيت من شواهد النحو في بناء (أمس) على الكسر.
(4) البيت في (ديوان النابغة ص 55) من قصيدة يفخر فيها ببني أسد، حلفاء قومه بني ذبيان.
(5) حرّاب وقدّ: رجلان من بني أسد. وقوله: ليس غرابها بمطار أي: شرفهم ثابت باق، وليس بزائل.
(6) في (النقائض ص 205) بيت منها. وانظر (ديوان بني أسد 2/ 170169).
(7) الأقورين: الدواهي العظام.
(8) الغواضر: في قيس. وبنو غاضرة بن مالك بن ثعلبة، بطن من بني أسد بن خزيمة. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 193، واللسان: غضر).(1/269)
[502] القسقاس. جاهليّ، يقول لإياس بن سعد بن عبيد بن الحارث بن سيّار: [من الطويل]
وما زاحم الأقوام عند ملمّة ... بكبّة جري من صلادم قرّح (1)
كأصعر حمّال المئين الذي به ... ترى الأمر تيم الله في كل مسرح (2)
فسمّي إياس الأصعر.
[503] قرواش بن حوط بن أنس بن صرمة بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبّة. جاهليّ، قال يخاطب رجلين، توعّداه (3): [من الكامل]
غضّا الوعيد، فما أكون لموعدي ... قنصا، ولا أكلا له متخضّما (4)
ضبعا مجاهرة، وليثا هدنة ... وثعيلبا خمر إذا ما أظلما
الخمر: كل ما واراك، وسترك.
لا تسأما بي من دسيس عداوة ... أبدا، فليس بمسئمي أن تسأما
[504] قتب بن حصن. من بني شمخ بن فزارة. قال في رواية عمر بن شبّة يذكر رجلا ورويت لغيره (5): [من الطويل]
ألا أيّها الناهي فزارة، بعدما ... أجدّت لغزو، إنّما أنت حالم
وقد قلت للقوم الذين تروّحوا ... على الجرد في أفواههنّ الشّكائم (6)
[502] لم أعثر له على ترجمة سوى ما جاء في (معجم الشعراء الجاهليين ص 295294) نقلا عن معجم المرزباني.
[503] انظر له (عيون الأخبار 1/ 166، ومعجم البلدان: غذم، وشرح المرزوقي ص 14601459، وشعر ضبّة وأخبارها ص 146145، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 293292).
[504] يبدو من سياق ترجمته، ومن الشعر المروي له أنّه جاهلي. وإلى ذلك ذهبت محقّقة (شعر قبيلة ذبيان ص 452) غير أنّها عدّته من مجاهيل العصر. هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
__________
(1) الكبّة: الجماعة من الخيل. والصلادمة: جمع الصّلدم. وهي من الخيل الفرس القويّة الحافر. والقرّح: جمع القارح. وهو ما استتم الخامسة من ذي الحافر.
(2) الأصعر: الذي يميل خدّه إعراضا وتكبّرا. وفي المطبوع (كرنكو): «تمّ الله»، وفي (فرّاج): «يتم الله». تصحيف.
وتيم الله: قبيلة.
(3) الأبيات من خمسة في (شرح المرزوقي). ولها تخريج واف في (شعر ضبّة وأخبارها). والرجلان هما: عقال بن خويلد والأعلم.
(4) غضّ: حبس، وخفض. والقنص: الصيد. والتخضّم: الأكل بأقصى الأضراس. وجاء في المطبوع (كرنكو):
«متحضما». تصحيف.
(5) رويت الأبيات في (الحماسة الشجرية ص 181180) غير منسوبة، ونسبت لعويف القوافي، ولأبي حرجة الفزاري، ولبعض الفزاريين. انظر (شعر قبيلة ذبيان ص 452).
(6) تروّحوا: ساروا في الرّواح. وهو وقت من زوال الشمس إلى الليل.(1/270)
قفوا وقفة، من يحي لا يخز بعدها ... ومن يخترم لا يتّبعه التّلاوم (1)
وهل أنت إن أخّرت نفسك بعدهم ... لتسلم، ممّا بعد ذلك سالم
[505] قسّام بن رواحة السّنبسيّ. يقول (2): [من الطويل]
لبئس نصيب القوم من أخويهم ... طراد الحواشي، واستراق النّواضح (3)
الحواشي: صغار الإبل. يريد بذلك العوض، أن تساق صغار إبل القاتل بدلا من المقتول.
وما زال من قتلى رزاح بعالج ... دم ناقع، أو جاسد، غير ماصح (4)
دعا الطّير حتّى أقبلت من ضريّة ... دواعي دم، مهراقه غير نازح (5)
عسى طيّئ من طيّئ بعد هذه ... ستطفئ غلّات الكلى والجوانح (6)
[506] قيسبة بن كلثوم الكنديّ. يقول (7): [من البسيط]
تالله، لولا انكسار الرّمح قد علموا ... ما وجدوني كليلا كالذي وجدوا
قد يخطم الفحل كسرا بعد عزّته ... وقد يردّ على مكروهه الأسد (8)
[507] القلاخ العنبريّ (9). بصريّ، مخضرم، وعمّر في الإسلام عمرا طويلا. والقلاخ مأخوذ [505] هو قسّام بن جلّ بن رواحة السّنبسيّ. ويرجع نسبه إلى الغوث بن طيّئ. ويقال: قسامة. وهو شاعر جاهلي مقلّ.
انظر له (الخزانة 9/ 341، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 294). وقد وقف (فرّاج) عند الاختلاف في اسم الشاعر.
[506] شاعر، من ملوك العرب في الجاهليّة، وهو من بني السّكون من كندة. أسره بنو عامر بن عقيل، ثم أنقذه قومه.
وكان يكتب بالخطّ المسند. انظر له (الأغاني 13/ 95). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
[507] شاعر مشهور في دولة بني أميّة. وهو من بني العنبر من تميم، وقد عقّه ولداه، فقاتلاه. انظر له (الإصابة 5/ 398، وأنساب الأشراف 4/ 464، والعققة والبررة: نوادر المخطوطات 2/ 393، والممتع في صنعة الشعر ص 316 ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 378377).
__________
(1) أكلت الأرضة محلّ (التلاوم). وفي ك «الملاوم». واثبتّ ما كتبه (فرّاج).
(2) الأبيات في (شرح المرزوقي 960958) وعدا الرابع في (الخزانة 3/ 344341).
(3) النواضح: التي يستقى عليها الماء. واحدتها ناضحة.
(4) في الأصل: «أو حاسد غير ناصح». والتصويب من شرح المرزوقي. (فرّاج). ورزاح: قبيلة. وعالج: علم لرمل معروف. والناقع: الثابت والطريّ. والجاسد: اليابس. وما صحّ: راسخ في الثرى.
(5) ضريّة: اسم بلاد تشتمل على جبال. ومهراق الدم: الموضع المصبوب فيه.
(6) يقول: عسى أن ينتصر بعض طيّئ على بعضها الباغي. ولعلّه يشير إلى حرب الفساد التي وقعت بين بطون طائيّة، وقد تجنّبها بعض الطائيين، ومنهم حاتم الطائي. انظر (ديوان شعر حاتم ص 4241). وهذا يدل على أن قسامة من شعراء الجاهلية. وهذا البيت من شواهد النحاة على أن خبر (عسى) قد يأتي مضارعا مقترنا بالسين. وهو نادر.
(7) البيتان في (شرح الأعلم ص 202) لقيسبة بن كلثوم. ولم ينسبه.
(8) الفحل: الذكر القوي من كلّ حيوان. وأراد من الإبل. وخطمه: جعل الخطام على أنفه. والخطام: الزّمام يقاد به.
(9) جاء في الهامش: «في كتاب الآمدي (المؤتلف والمختلف ص 254253): من يقال له القلاخ، منهم القلاخ الراجز بن حزن بن جناب بن جندل بن منقر بن عبيد، وهو القائل (له شعر في أنساب الأشراف 11/ 326): [من مشطور الرجز(1/271)
من القلخ، وهو رغاء من البعير، فيه غلظ وجشّة. وأحسبه لقبا، والله أعلم. وله مع معاوية بن أبي سفيان خبر، يذكر فيه أنّه ولد قبل مولد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنّه رأى أميّة بن عبد شمس بعد ما ذهب بصره، يقوده عبد أفيحج (1) من أهل صفّوريّة، يقال له ذكوان، فقال له معاوية: مه، ذاك ابنه ذكوان. فتراجعا في ذلك، فقال القلاخ: [من الوافر]
يسائلني معاوية بن هند ... لقيت أبا شلالة، عبد شمس؟
فقلت له: رأيت أباك شيخا ... كبيرا، ليس مضروبا بطمس (2)
يقود به أفيحج، عبد سوء ... فقال: بل ابنه، ليزيل لبسي (3)
وبقي إلى أن تزوج يحيى بن أبي حفصة بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم، ومهرها ثيابا، [فقال] (4): [من الوافر]
لهم [فخر]، تصول بعد معدّ ... وليس له إذا عدّ افتخار (5)
ولا حسب له، يدعو نزارا ... لعمرك ما تقرّ به نزار (6)
__________
أنا القلاخ بن جناب بن جلا ... أخو خناثير، أقود الجملا
ومنهم القلاخ بن زيد، أخو بني عمرو بن مالك وذلك ممّا وجدته بخطّ أبي عمرو الشيبانيّ قال يخاطب أباه، وتزوّج بغير أمّه امرأة تحمله على جفوة ولده: [من الطويل]
[يحضّض زيد عرسه، فيطيعها ... عليّ، وللواشي أغشّ، وأكذب]
فلو جاء يوم ينشف البأس ريقه ... لقاتلت عنه القوم، وهي تخضّب
ولا يستوي، يا زيد درج ومجمر ... وصدر سنان في الحروب محرّب
ومنهم القلاخ العنبريّ. ذكره دعبل في شعراء البصرة، وذكر أنّه هرب له غلام، يقال له مقسم، فتبعه، يطلبه، ونزل بقوم، فقالوا له من أنت؟ فقال: [من مشطور الرجز]
أنا القلاخ جئت أبغي مقسما ... أقسمت لا أبرح حتّى يسأما»
والخناثير: الدواهي. وأبيات القلاخ بن زيد في (التذكرة السعدية ص 132).
(1) الأفيحج: تصغير الأفحج. وهو الذي في رجليه اعوجاج.
(2) الطّمس: ذهاب الشيء عن صورته.
(3) في ك «وكذيل». تصحيف.
(4) ما بين المعقفتين إضافة من (فرّاج). وقيل: إن القلاخ بن حزن المنقري هو الذي هجا آل قيس بن عاصم. انظر (الأغاني 10/ 94، والممتع في صنعة الشعر ص 316).
(5) فخر: إضافة من (فرّاج)، وفي ك «هم مجد». وقد أكلت الأرضة الكلمة.
(6) جاء في الهامش: «قنيع النّصريّ جدّ عبد الواحد بن عبد الله بن قنيع»، أنشد له الأخفش في أماليه شعرا، انظر له (أنساب الأشراف 5/ 50). وجاء في الهامش أيضا: «قطران العبشميّ. أنشد له عمرو في الحيوان: [من الطويل]
ألم تر جسّاس بن مرّة لم يرد ... حمى وائل حتّى احتداه جهولها
أجرّ كليبا إذ رمى النّاب طعنة ... حدت وائلا حتّى استخفّت عقولها
بأهون ممّا قلت: إذ أنت سادر ... وللدّهر والأيّام وال يديلها»
وانظر لقطران (البرصان والعرجان ص 224223و 226).(1/272)
حرف الكاف
ذكر من اسمه كعب
[508] كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. يقال: إنه أوّل من قال: أمّا بعد، وتروى له قصيدة، بشّر فيها بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، رواها أبو سلمة بن عبد الرحمن (1): [من الطويل]
نهار وليل كلّ أوب وحادث ... سواء علينا سدفة وسفورها (2)
يؤوبان بالأحداث حتّى تأوّيا ... وبالنّعم الضافي علينا ستورها (3)
صروف، وأنباء، تقلّب أهلها ... لها عقدة ما يستحلّ مريرها (4)
على غفلة يأتي النّبيّ محمّد ... فيخبر أخبارا صدوقا خبيرها
ثمّ قال: وأيم الله، لو كنت فيها ذا سمع وبصر ويد ورجل لتنصّبت فيها تنصّب الجمل، ولأرقلت فيها إرقال الفحل. ثمّ قال (5): [من البسيط]
يا ليتني شاهد فحواء دعوته ... حين العشيرة تبغي الحقّ خذلانا
وبين موت كعب بن لؤيّ وبين الفيل خمسمائة سنة، وعشرون سنة (6).
[509] كعب بن سعد بن عمرو بن عقبة، أو علقمة بن عوف بن رفاعة الغنويّ. أحد بني [508] جدّ جاهلي، خطيب، وشاعر. ومن عمود نسب الرسول صلّى الله عليه وسلّم. كان عظيم القدر عند العرب، فأرّخوا بموته إلى عام الفيل. وهو أوّل من سنّ الاجتماع يوم الجمعة، فكانت قريش تجتمع إليه فيه، فيخطبهم، ويعظهم. وتوفي نحو سنة 173ق. هـ. انظر له (الأعلام 5/ 228، وسيرة ابن كثير 1/ 167166، وسيرة ابن هشام 1/ 89، ونسب قريش ص 13، وأنساب الأشراف 1/ 4837). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
[509] من شعراء المراثي الذي صيّرهم ابن سلام الجمحي طبقة بعد عشر الطبقات الجاهلية. وذهب القالي في أماليه إلى أنّه إسلامي، وتابعه البغدادي، وزاد قائلا: «والظاهر أنّه تابعي». وذهب الزركلي إلى أنّه جاهلي ومن شعراء ذي قار، وأنّه مات نحو سنة 10ق. هـ. ويبدو أن ترتيب ترجمته بين كعب بن لؤي، وكعب بن مالك يتفق مع ما ذهب إليه الزركلي. انظر له (الأعلام 5/ 226ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 348، وأمالي القالي 2/ 312، والأصمعيات ص 7470، 10094، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 395394).
__________
(1) الأبيات عدا الثالث في (سيرة ابن كثير 1/ 167).
(2) السّدفة: الظّلمة.
(3) في ف «حتى تأوّيا». تصحيف.
(4) في ك «تغلب». تصحيف.
(5) الخبر والبيت في (سيرة ابن كثير 1/ 167) وانظر (اللسان: جمع).
(6) من المعروف أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولد عام الفيل، وبين كعب وحفيده محمد بن عبد الله ستة آباء، ولا يصح أن يكون عدد السنين بينهما (520) سنة. ولعلّ الزركلي كان مصيبا حين حدّد سنة وفاة كعب بن لؤي ب (173) ق. هـ.(1/273)
سالم بن عبيد بن سعد بن كعب بن جلّان بن غنم بن غنيّ بن أعصر. ويقال له: كعب الأمثال، لكثرة ما في شعره من الأمثال. ومرثيته التي أوّلها (1): [من الطويل]
تقول سليمى: ما لجسمك شاحبا ... كأنّك يحميك الشّراب طبيب
إحدى مراثي العرب المشهورة، يرثي بها أخاه المغوار، وفيها:
لقد كان أمّا حلمه فمروّح ... علينا، وأمّا جهله فعزيب (2)
أخي ما أخي، لا فاحش عند بيته ... ولا ورع عند اللّقاء هيوب (3)
هو العسل الماذيّ حلما ونائلا ... وليث إذا يلقى العدوّ غضوب
وختمها بقوله:
لعمركما إنّ البعيد الذي مضى ... وإنّ الذي يأتي غدا لقريب
وله: [من البسيط]
اعص العواذل، وارم اللّيل عن عرض ... بذي سبيب يقاسي ليله خببا (4)
حتّى تموّل يوما، أو يقال فتى ... لاقى التي تشعب الفتيان، فانشعبا (5)
وهذان البيتان قد غرّا خلقا كثيرا يتمثّل بهما الرجل، ثمّ يمضي على وجهه، فيقتل ألف، قبل أن يتموّل واحد.
وله في رواية أبي عيينة المهلّبي: [من السريع]
يا ربّ ما يخشى، ولا يضير ... يوما، وقد ضاقت به الصّدور
وله في روايته أيضا: [من الطويل]
ما لام نفسي مثل نفسي لائم ... ولا سدّ فقري مثل ما ملكت يدي
[510] كعب بن مالك بن أبي كعب. ويقال: كعب بن مالك بن أبيّ بن كعب بن القين بن [510] صحابيّ، من أكابر الشعراء، من أهل المدينة، اشتهر في الجاهلية. وشهد أكثر الغزوات في الإسلام، ثمّ كان من أصحاب عثمان، وأنجده يوم الثورة، وحرّض الأنصار على نصرته، ثمّ قعد عن نصرة علي بن أبي طالب، وعمي في آخر عمره، وعاش سبعا وسبعين سنة. له ثمانون حديثا. وديوان شعر، جمعه د. سامي مكي العاني، وقدّم له بدراسة مفصلة عن الشعر والشاعر. انظر له (الأعلام 5/ 229228، وديوان كعب بن مالك ص 15016).
__________
(1) انظر لها (طبقات فحول الشعراء ص 213212، والأمالي 2/ 151147، والخزانة 10/ 436426، والأصمعيات ص 10097) هذا، ونسب بعضها لغير كعب.
(2) المروّح والمراح واحد. وعزيب: بعيد.
(3) الورع: الجبان.
(4) العرص: الجانب والناحية. والسّبيب: الخصلة من الشعر. والخبب: ضرب من العدو. يصف فرسا.
(5) تموّل: أراد: تتموّل، أي: تتخذ مالا. وتشعب الفتيان: تفرّقهم، وتشتتهم.(1/274)
كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج. وكعب بن مالك يكنى أبا عبد الله، وهو شاعر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومات في خلافة عليّ بن أبي طالب بعد أن كفّ بصره (1). وهو أحد السبعين الذين بايعوا بالعقبة رحمهم الله تعالى وشهد المشاهد كلّها إلّا بدرا، وهو القائل ويقال: إنه أفخر بيت قالته العرب (2):
[من الكامل]
وببئر بدر إذ يردّ وجوههم ... جبريل، تحت لوائنا، ومحمّد
وله (3): [من الكامل]
نصل السّيوف إذا قصرن بخطونا ... قدما، ونلحقها إذا لم تلحق
روى أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال له: يا كعب، ما نسي ربّك أو ما كان ربّك نسيّا بيتا، قلته. قال كعب: وما هو يا رسول الله؟ فقال: أنشده يا أبا بكر، فأنشده (4): [من الكامل]
زعمت سخينة أن ستغلب ربّها ... وليغلبنّ مغالب الغلّاب (5)
ويروى:
همّت سخينة أن تغالب ربّها
وله (6): [من الكامل]
يا هاشما، إنّ الإله حباكم ... ما ليس يبلغه اللّسان المقصل (7)
قوم لأصلهم السّيادة كلّها ... قدما، وفرعهم النبيّ المرسل
بيض الوجوه، ترى بطون أكفّهم ... تندى إذا غبر الزّمان الممحل (8)
[511] كعب بن زهير بن أبي سلمى. قد تقدم نسب أبيه، وكعب يكنى أبا عقبة، وقيل: هو [511] شاعر، عالي الطبقة، من شعراء نجد، ومن أعرق البيوتان. واشتهرت لاميته التي مدح بها الرسول، وكثر الاهتمام بها قديما وحديثا. وتوفي كعب سنة 26هـ. انظر له (الأعلام 5/ 226، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 394393).
__________
(1) وقيل: إنّه مات في الشام في خلافة معاوية. انظر (الإصابة 5/ 457). وذهب الزركلي إلى أنّه توفي سنة 50هـ. انظر (الأعلام 5/ 228، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 397396).
(2) البيت من قصيدة، رثى فيها حمزة رضي الله عنه (ديوان كعب بن مالك ص 191189).
(3) البيت من قصيدة له في يوم الخندق (ديوان كعب بن مالك ص 247244). والبيت تعاقب على معناه عدد من الشعراء بين آخذ، ومأخوذ منه. انظر (ديوان ضرار بن الخطاب الفهري ص 46، 100).
(4) ختم الشاعر بهذا البيت قصيدة أجاب بها عبد الله بن الزبعرى يوم الخندق (ديوان كعب بن مالك ص 182178).
(5) سخينة: لقب قريش في الجاهلية. والسخينة: أكلة حساء من دقيق، تتّخذ عند غلاء الأسعار.
(6) الأبيات من قصيدة يبكي فيها شهداء مؤتة (ديوان كعب بن مالك ص 263260).
(7) حباكم: أعطاكم. المقصل: القطّاع.
(8) تندى: تبتلّ. وهي كناية عن الكرم. والممحل: الشديد القحط.(1/275)
أبو المضرّب. وكان كعب شاعرا فحلا مجيدا، وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد أهدر دمه لأبيات قالها لمّا هاجر أخوه بجير بن زهير إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فهرب، ثمّ أقبل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مسلّما، فأنشده في المسجد قصيدته التي أوّلها (1): [من البسيط]
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول (2)
فيقال: إنّه لمّا بلغ إلى قوله:
إنّ الرّسول لسيف يستضاء به ... مهنّد من سيوف الله، مسلول
أشار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بكمّه إلى من حواليه من أصحابه أن يسمعوا. وفيها يقول:
كلّ ابن أنثى وإن طالت سلامته ... يوما على آلة حدباء محمول
نبّئت أنّ رسول الله، أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول
وأسلم، فآمنه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومدحه بقوله ويروى لأبي دهبل (3): [من البسيط]
تحمله النّاقة الأدماء معتجرا ... بالبرد كالبدر جلّى ليلة الظّلم (4)
وفي عطافيه مع أثناء ريطته ... ما يعلم الله من دين، ومن كرم (5)
[512] كعب بن الأشرف الطائيّ اليهوديّ. وأمّه من بني النّضير، وكان سيّدا فيهم، ويكنى أبا ليلى. بكى أهل بدر من المشركين، وشبّب بنساء النّبيّ صلّى الله عليه، وعلى أصحابه وأزواجه، وسلّم وبنساء المسلمين، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، محمّد بن مسلمة ورهطا معه من الأنصار بقتله، فقتلوه ليلا. وهو القائل (6): [من الرمل]
ربّ خال لي لو أبصرته ... سبط المشية، أبّاء أنف (7)
[512] شاعر جاهلي، من بني نبهان الطائيين. أقام في حصن له قريب من المدينة، يبيع فيه التمر والطعام، وفيه قتل سنة 3هـ. انظر له (الأعلام 5/ 225، ومعجم البلدان: الجرف، والأغاني 22/ 138136، وسيرة ابن هشام 3/ 127، وأسماء المغتالين: نوادر المخطوطات 2/ 163161) هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين)، وترجم له في (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 391).
__________
(1) انظر القصيدة في (ديوان كعب بن زهير ص 4226).
(2) متبول: أصيب بتبل. وهو الهيام الذي يسبب السقم والضعف. وتتمة البيت: متيّم إثرها لم يجز مكبول.
(3) أخلّ شارح الديوان وناشره بالبيتين، وهما من قطعة لأبي دهبل الجمحي (ت 126هـ) في (ديوان أبي دهبل الجمحي ص 102، والأغاني 7/ 148).
(4) الأدمة في الإبل: لون مشرب سوادا أو بياضا. وقيل: هو البياض الواضح. واعتجر بالعمامة: لفّها على رأسه، وردّ طرفها على وجهه.
(5) العطف من كلّ شيء: جانبه. والريطة: كلّ ثوب ليّن رقيق.
(6) الأبيات مع خامس في (طبقات فحول الشعراء ص 284283).
(7) سبط المشية: سهلها، حسنها، يسترسل فيها استرسالا، ولا يكون ذلك إلّا مع طول الرجل واعتدال قامته. والأبّاء:
صيغة مبالغة. وهو الذي يأبى الضيم حميّة. والأنف: الذي يشمخ بأنفه إذا غضب.(1/276)
ليّن الجانب في أقربه ... وعلى الأعداء سمّ كالذّعف (1)
ولنا بئر رواء عذبة ... من يردها بإناء يغترف (2)
ونخيل في تلاع جمّة ... تخرج التّمر كأمثال الأكفّ (3)
[513] كعب بن حذيفة بن شدّاد بن معاوية ذي الرجالة (4) بن كعب بن معاوية بن فارس الهزّار (5) بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. جاهليّ، وهو جدّ ليلى الأخيليّة، بنت عبد الله بن كعب بن حذيفة. وسمّيت الأخيليّة بقولها ويقال بقول جدّها كعب بن حذيفة (6): [من الكامل]
نحن الأخايل، ما يزال غلامنا ... حتّى يدبّ على العصا مذكورا
تبكي الرّماح إذا فقدن أكفّنا ... جزعا، وتعلمنا الرّقاق نحورا
والسّيف يعلم أنّنا إخوانه ... حرّان إذ يلقى العظام بتورا
ولنحن أوثق في صدور نسائكم ... منكم، إذا بكر الصّراخ بكورا
[514] كعب بن أسد بن سعيد القرظيّ اليهوديّ. من بني قريظة، جاهليّ، له مع قيس بن الخطيم في يوم بعاث مناقضات، وله يقول كعب: [من البسيط]
لا تعدم الأوس منّا في مواطنها ... نابا لمن نابها في الحرب، ميمونا
[513] أخلّ جامع (أشعار العامريين الجاهليين) به. وفي نسبه اضطراب، وتصحيف. جاء في (جمهرة أنساب العرب ص 291): «ومن بني عبادة بن عقيل: كعب المعروف بالأخيل بن الرحّال بن معاوية بن عبادة بن عقيل، رهط ليلى الأخيليّة، وهي ليلة بنت حذيفة بن شدّاد بن كعب بن الرحّال بن عبادة بن عقيل». ويبدو أن المرزباني ذكر نسب شاعر معاصر لليلى، هو سميّ جدّه الجاهلي كعب بن الرّحال، وانظر (معجم الشعراء الجاهليين ص 305) وفيه ترجمة نقلا عن المرزبانيّ.
[514] شاعر جاهلي، وسيّد من سادات قومه بني قريظة، وكان معاصرا لقيس بن الخطيم، المتوفى نحو سنة 2هـ. انظر لكعب بن أسد (الأغاني 6/ 375، 17/ 123، 124، 130، وتاريخ الطبري 2/ 571، 583، 588، 590، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 305).
__________
(1) الذّعف: جمع الذعاف. وهو سمّ ساعة.
(2) ماء رواء: عذب، يروي الظمآن.
(3) التلاع: جمع التلعة. وهي مسيل الماء من أعلى الوادي إلى أسفله في بطون الأرض. والجمّة: الكثير من كلّ شيء.
وهذا البيت من أجود ما قيل في ثمر النخيل من الشعر القديم.
(4) في الأصل والمطبوع: «الرجالة». والتصويب من (الأغاني 11/ 120). وفيه: «الرّحال وقيل: ابن الرّحّالة».
(5) في الأصل والمطبوع: «معاوية بن فارس الهزّار» وفي العبارة تصحيف، ووهم، فقد جاء في (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 266): «الهرّار: فرس معاوية بن عبادة بن عقيل، وهو فارس الهرّار». وانظر مثل ذلك في (الأغاني 11/ 210).
(6) الأول والثاني في (الأغاني 11/ 243) منسوبان لليلى الأخيليّة.(1/277)
لا نستخفّ إذا كان الصّياح، ولا ... نعطي السّوابغ إلّا أهلها فينا
وله: [من البسيط]
إنّي زعيم لئن لم يجتنب سخطي ... أن تزهق السّاق يوما نعله زللا
في مأقط يبتلى أهل الحفاظ به ... ويحشد الجهد فيه الواني الوكلا (1)
وإن أراد اعتراضا دون ذي حرم ... فلن أحمّله إلّا الذي احتملا
[515] كعب بن الحارث الغطيفيّ. جاهليّ، أغار على بني عامر بن صعصعة بالعرقوب (2)، فقتل، وسبى، وقال (3): [من الطويل]
لقد علم الحيّان: كعب وعامر ... وحيّا كلاب: جعفر ووحيدها
بأنّا لدى العرقوب لم نسأم الوغى ... وقد قلقت تحت السّروج لبودها
تركنا على العرقوب والخيل عكّف ... أساود قتلى لم توسّد خدودها
كذاك تأسّينا، وصبر نفوسنا ... ونحن إذا كنّا بأرض أسودها (4)
[516] كعب بن الرّواع الأسديّ. وهي أمّه، وهو أحد بني حييّ بن مالك. وهو وأخوه مرّة بن الرّواع من قدماء شعراء بني أسد. وكعب القائل من قصيدة (5): [من الكامل]
ذكر ابنة العرجيّ، فهو عميد ... شغفا، شغفت به، وأنت وليد (6)
ويخالها المرح السّفيه تحيّة ... ونوالها، غير الحديث، بعيد (7)
[515] انظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 305). هذا، وفي العرب بنو غطيف بن حارثة بن سعد بن الحشرج الطائيون وبنو غطيف بن عبد الله بن ناجية المراديون. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 402، 406). ويظن أن الشاعر من بني غطيف المراديين.
[516] أبوه: سلم بن عمرو المالكيّ الأسديّ. وأمّه: الرّواع من بني كعب بن حييّ بن مالك. عاش بين أواخر القرن الخامس وأوائل السادس الميلاديّين. انظر له (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 376375). وذكر في ترجمة أخيه الآتية (655) أن أمّه من بني سليم بن عامر. هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليون). وله ترجمة في (المؤتلف والمختلف ص 286185) وفيه: كعب بن الرواغ.
__________
(1) المأقط: موضع القتال. الحفاظ: المحافظة على المحارم، والوفاء بالعهد. والوكل: العاجز، الكثير الاتكال على غيره.
(2) العرقوب من الوادي: منحى فيه، وفيه التواء شديد. ويوم العرقوب لبني عامر بن صعصعة على بني مراد. انظر (شرح ديوان لبيد ص 193، ومعجم البلدان: العرقوب).
(3) الأبيات في (معجم البلدان: العرقوب) منسوبة لمعاوية المراديّ (فرّاج).
(4) في ك «كذلك ناشينا». تصحيف.
(5) البيتان من خمسة لم يصل إلينا غيرها من شعره انظر (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 377376، وديوان بني أسد 2/ 175174).
(6) العميد: الذي هدّه العشق. والشغف: الولوع بالشيء.
(7) المرح: المتبختر المختال.(1/278)
[517] كعب بن أبي نمير بن عوف بن عامر بن عقيل. جاهليّ، يقول في يوم من أيّامهم: [من الوافر]
وعبد الله طاعن ثمّ عرّى ... لسبرة حدّ مأثور يماني (1)
هدمت به بيوت بني ذؤيب ... فأضحوا مقفرين من الجفان
ونحن، إذا عطفن، بني عقيل ... لنا دعوى مبينة المكان
عطفن: يعني الخيل إذا كررن بعد الهزيمة.
[518] كعب بن الأجدم الكنانيّ. جاهليّ، يقول: [من الكامل]
فطعنته نجلاء مزبدة ... تأتي الأساة بأبتر القصب (2)
[519] كعب بن جعيل بن عجرة بن قمير بن ثعلبة بن عوف بن مالك. وقيل: هو كعب بن جعيل بن قمير بن عجرة بن عوف بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل.
إسلاميّ، شاعر مفلق، في أوّل الإسلام، وهو أقدم من الأخطل والقطامي، وقد لحقا به، وكانا معه، وهو شاعر معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام، يمدحهم، ويردّ عنهم، ويرثي موتاهم، ويذمّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وشهد مع معاوية صفّين، وفخر بذلك في أشعاره، وهو القائل (3): [من الطويل]
ندمت على شتم العشيرة بعدما ... مضى، واستتبّت للرّواة مذاهبه
فأصبحت لا أسطيع ردّا لما مضى ... كما لا يردّ الدّرّ في الضّرع حالبه
معاوي، أنصف تغلب ابنة وائل ... من النّاس، أو دعها وحيّا تضاربه
قليل على باب الأمير لباثتي ... إذا رابني باب الأمير، وحاجبه
[520] الهجفّ. واسمه كعب بن كريم بن معاوية، وقيل: كريم بن معاوية بن عمرو بن [517] لم أعثر له على ترجمة سوى ما جاء في (معجم الشعراء الجاهليين ص 305) نقلا عن المرزباني. وقد أخلّ (أشعار العامريين الجاهليين) به.
[518] لم أعثر له على ترجمة سوى ما جاء في (معجم الشعراء الجاهليين ص 305) نقلا عن معجم المرزباني.
[519] شاعر تغلب في عصره، مخضرم، عرف في الجاهلية والإسلام، أدركه الأخطل في صباه، وهاجاه. وله شعر حسن، جمعته، وهو قيد الإصدار. وتوفي كعب نحو سنة 55هـ. انظر له (الأعلام 5/ 226225، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 392391).
[520] وقيل: اسمه: كعب بن كرام بن عمرو بن ثعلبة (ألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 345)، واسمه في (المزهر 2/ 440) كريم بن معاوية. ويبدو أنه من بني تيم الله بن ثعلبة البكريين. فمنهم وديعة بن مالك بن تيم الله (جمهرة أنساب العرب ص 316) وأنّه من الشعراء المخضرمين. هذا، وأخلّت بترجمته عزيزة فوّال بابتي في معجميها.
__________
(1) عرّى له الشيء: تركه له. وسبرة: اسم علم. والسيف المأثور: الذي في متنه أثر. وهو لمعان السيف ورونقه.
(2) طعنة نجلاء: واسعة. ومزبدة: تقذف بالزّبد. والأبتر: المقطوع. والقصب: الوتد يتّخذ من الأمعاء.
(3) الأبيات من قطعة في (طبقات فحول الشعراء ص 574572).(1/279)
ثعلبة بن وديعة بن مالك بن تيم الله، سمّي الهجفّ بقوله (1): [من الطويل]
يرجّي ابن معط ردّها، وانتحى لها ... هجفّ، جفت عنه الموالي، فأصعدا (2)
[521] كعب بن ذي الحبكة النّهديّ. سيّره الوليد بن عقبة بن أبي معيط أيّام تقلّده الكوفة إلى دنباوند، لأنّها أرض سحرة، بعد أن عزّره (3)، وكان اتهم بالسّحر، فقال كعب في ذلك (4):
[من الطويل]
لعمري لئن أطردتني ما إلى التي ... طمعت بها من سقطتيّ سبيل
رجوت رجوعي، يابن أروى، ورجعتي ... إلى الحقّ زهوا، غال جهلك غول (5)
وإنّ اغترابي في البلاد وجفوتي ... وشتمي في ذات الإله قليل
وإنّ دعائي كلّ يوم وليلة ... عليك بدنباوندكم لطويل
[522] كعب بن مدلج الأسديّ. من بني منقذ بن طريف. يقال: هو قاتل محمّد بن طلحة بن عبيد الله يوم الجمل، ويقال: قاتله شدّاد بن معاوية العبسيّ، ويقال: عصام بن مقشعرّ البصريّ، وهو الثّبت، وقد تقدّم خبره (6).
[523] كعب بن عميرة الخارجيّ. أراد أن يخرج أيّام النّهروان، فحبسه أخوه، فقال يرثي أهل النّهروان: [من الطويل]
لقد فاز إخواني، فنالوا التي بها ... نجوا من عذاب دائم، لا يفتّر
[521] شاعر مخضرم من شعراء الكوفة، ومشاغبيها، أمر عثمان بن عفّان واليه على الكوفة الوليد بن عقبة (2925هـ) بتسييره إلى دنباوند، ثم أعاده إلى الكوفة واليها، بعد الوليد، سعيد بن العاص، وأكرمه، فكان من رؤوس الفتن في قتل عثمان. انظر له (تاريخ الطبري 4/ 318، 401، 402، ومعجم البلدان: دنباوند، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 393392).
[522] شاعر إسلاميّ له ذكر في مقتل محمد بن طلحة يوم الجمل سنة 36هـ. انظر له (الإصابة 6/ 17). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[523] ترجم له في (شعر الخوارج) نقلا عن المرزباني. وهو شاعر إسلاميّ كان حيّا سنة 37هـ. وله خبر وشعر أنشده، وقد اشترى فرسا وسلاحا ليقاتل عليّا، وآخر قاله في حبسه. انظر (أنساب الأشراف 2/ 258257، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 396395).
__________
(1) البيت في (المزهر، وألقاب الشعراء).
(2) الهجفّ: الجافي الصقيل.
(3) في ك «عوره». تصحيف. وعزّره: عاقبه بما هو دون الحدّ الشرعي.
(4) الأبيات في (تاريخ الطبري 4/ 402، ومعجم البلدان).
(5) ابن أروى: عثمان بن عفّان، وأروى بنت كريز بن ربيعة حبيب بن عبد شمس أمّه. والزّهو: الظلم والاستخفاف.
(6) تقدّم خبر عصام في (276).(1/280)
أبى الله، إلّا أن أعيش خلافهم ... وفي الله لي عزّ، وحرز ومنصر
فيا ربّ، هب لي ضربة بمهنّد ... حسام، إذا لاقى الضّريبة يهبر (1)
فقد طال عيشي في الضّلال وأهله ... أخاف التي يخشى التقيّ، ويحذر
أخاف صروف الدّهر، إنّي رأيتها ... تروح على هذا الأنام، وتبكر
وله واشترى فرسا وسلاحا (2): [من الكامل]
هذا عتادي في الحروب، وإنّني ... لآمل أن ألقى المنيّة صابرا
وبالله، حولي، واحتيالي، وقوّتي ... إذا لقحت حرب، تشبّ الحوادرا (3)
[524] كعب بن جابر العبديّ. شهد مقتل الحسين بن عليّ عليهما السّلام مع عبيد الله بن زياد، وقال (4): [من الطويل]
سلي، تخبري عنّي، وأنت ذميمة ... غداة حسين، والرّماح شوارع
معي يزنيّ لم يخنه كعوبه ... وأبيض مسنون الغرارين، قاطع (5)
فجرّدته في عصبة ليس دينهم ... بديني، وإنّي لابن عفّان تابع
أشدّ، وأحمي بالسّيوف لدى الوغى ... وما كلّ من يحمي الذّمار يقارع
[525] كعب هو المخبّل القيسيّ. حجازيّ إسلاميّ، أحد المتيّمين المشهورين بالعشق، يقول:
[من الطويل]
[524] هو كعب بن جابر بن عمرو الأزديّ، وهو قاتل برير بن حضير القارئ، ومنقذ رضيّ بن منقذ العبديّ منه.
ولرضيّ العبديّ شعر في ذلك، ويبدو أن المرزباني وهم فاستبدل العبديّ بالأزديّ، وكان حيّا سنة 61هـ. انظر له (تاريخ الطبري 5/ 433432، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 391).
[525] شاعر إسلاميّ، أحبّ ابنة عمّه ميلاء، فوقف إخوتها على ذلك، فرمى بنفسه نحو الشام حياء منهم، ثم علم إخوتها بمكانه، فطلبوه، وأقبلوا به إلى الحجاز، فوجدوا الناس مجتمعين على ميلاء، وقد ماتت، فزفر كعب زفرة مات منها، فدفن حذاء قبرها. انظر ترجمته في (الأغاني 20/ 284280) وقيل: إنّه طائي من عرب الحجاز، واسمه كعب بن مالك (أو عبد الله، أو خثعم) بن أبي رباح بن ضمرة. وجاء في (المؤتلف والمختلف ص 271): «ومنهم كعب المخبّل، وجدته في مقطّعات الأعراب، ولا أعرف نسبه». وكتب (كرنكو). «القيني». تصحيف. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الضريبة: السيف، وما ضربته به. ويهبر: يقطع اللحم.
(2) البيتان من خمسة في (أنساب الأشراف) قالها حين خرج على الإمام علي.
(3) تشبّ: لعلّ الرواية تشيب. والحوادر: جمع الحادر. وهو الغلام الممتلئ الشباب.
(4) الأبيات من تسعة في (تاريخ الطبري 5/ 433) قالها يفخر بأنّه شهد مقتل الحسين. وأنّه قتل برير بن حضير العبدي.
(5) يزنيّ: رمح منسوب إلى ذي يزن اليمانيّ. والغرار: حدّ السيف، ونحوه. وأبيض مسنون الغرارين: سيف مسنون الحدّين.(1/281)
هيا أمّ عمرو، طال هجري بيوتكم ... وكلّ محبّ صدّ يحسب قاليا!
بدا لي أنّي لست أملك ما مضى ... ولا صارفا شيئا إذا كان جائيا
وله (1): [من الطويل]
يبيّن طرفانا الذي في نفوسنا ... إذا استعجمت بالمنطق الشّفتان
[526] كعب عوذين الهجريّ. إسلاميّ، يقول: [من الطويل]
ألم تر كعبا، كعب عوذين قد قلى ... معايش هذا الدّهر، غير ثمان
فمنهنّ تقوى الله بالغيب، إنّها ... رهينة ما تجني يدي ولساني
ومنهنّ جرّي جحفلا، لجب الوغى ... إلى جحفل يوما فيلتقيان (2)
ومنهنّ كرّات الفتى، واعتلاؤه ... على القرن، والخيلان يطّعنان (3)
ومنهنّ سيري في الوفود جلالة ... يشبّه تحت الرّحل قرم هجان (4)
ومنهنّ تجريدي الأوانس كالدّمى ... للذّاتها من كاعب، وعوان (5)
ومنهنّ شربي الرّاح، وهي لذيذة ... من الخمر لم تمزج بماء شنان (6)
ومنهنّ تقويدي الجياد لعانة ... من الوحش في دكداكة ومتان (7)
ومنهنّ جدّ رافع، غير واضع ... وقدموسة لم تتّضع لهوان (8)
[527] كعب بن معدان الأشقريّ. والأشاقر: حي من الأزد، وكعب يكنى أبا مالك، وأمّه من عبد القيس، وهو من شعراء خراسان، ولمّا هجا زياد الأعجم الأزد هجاه كعب، واستفرغ [526] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه توفي نحو سنة 75هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[527] فارس، شاعر، خطيب، وكان معدودا من جلّة أصحاب المهلّب بن أبي صفرة، المذكورين في حروب الأزارقة.
وتوفي نحو سنة 80هـ. انظر له (الأعلام 5/ 229، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويّين ص 398).
__________
(1) البيت برواية مختلفة، من قصيدة له في (الأغاني 20/ 283282).
(2) الجحفل: الجيش الكثير، فيه خيل. ولجب القوم: صاحوا، واختلطت أصواتهم.
(3) القرن: الكفء، والنظير في الشجاعة ونحوها.
(4) القرم: السيد المعظّم. ورجل هجان: كرين الحسب نقيّه.
(5) الكاعب: الفتاة التي نهد ثديها. والعوان من النساء: التي كان لها زوج، والمتوسطة في العمر.
(6) في الهامش: «في نسخة أخرى: شربي الكاس». وماء شنان: متفرّق.
(7) العانة: القطيع من حمر الوحش. والدكداك من الرمل: ما استوى أو ما التبد منه بالأرض. والمتان: جمع المتن.
وهو ما ارتفع من الأرض واستوى، أو غلظ.
(8) القدموسة: الصخرة العظيمة. وكذلك القدموس، وهو أيضا الملك الضخم، والقديم. واستعار ذلك لنسبه، وأمجاد قومه.(1/282)
شعره في مدح المهلّب وولده، وفيهم يقول (1):
[من الوافر]
براك الله حين براك بحرا ... وفجّر منك أنهارا غزارا
بنوك السّابقون إلى المعالي ... إذا ما أعظم النّاس الخطارا (2)
ويروى أنّ عبد الملك قال للشعراء: ألا قلتم فيّ كما قال كعب في المهلّب وولده، وأنشدهم هذين البيتين.
ويروى عن المنصور أنّه قال لابن هرمة وقال له قد مدحتك بمدحة لم يمدح أحد بمثلها.
فقال المنصور وما عسى أن تقول فيّ بعد قول كعب في المهلّب. وأنشد هذين البيتين.
ولكعب في المهلّب: [من الطويل]
شفيت صدورا بالعراقين طالما ... تجاوب فيها النّائحات الصّوادح
مددت النّدى والجود للنّاس كلّهم ... فهم شرع، فيه صديق وكاشح (3)
وله يذمّ قوما وتروى لجرير (4): [من البسيط]
لم يركبوا الخيل إلّا بعد ما كبروا ... فهم ثقال على أعجازها عنف (5)
ذكر من اسمه الكميت
[528] الكميت بن ثعلبة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة. جاهليّ. والكمت الشّعراء الأسديّون ثلاثة: الكميت بن معروف، شاعر، وجدّه الكميت بن ثعلبة. هذا، شاعر، والكميت بن زيد الأخير أكثرهم شعرا، والكميت الأوسط أشعرهم قريحة، وكلّهم بنو أب. هكذا قال محمد بن [528] هو الكميت الأكبر. قيل: إنه جاهلي، وقيل: إنّه مخضرم، وقيل: إنّه إسلامي. والثابت أنه مخضرم. له ترجمة في (ديوان بني أسد 2/ 504497). ومجموع شعره فيه تسعة عشر بيتا. وانظر له أيضا (الأعلام 5/ 233، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 308).
__________
(1) البيتان من قطعة في (الأغاني 14/ 279278). وانظر لذلك أيضا (معجم البلدان: كجّ).
(2) الخطار: المراهنة.
(3) في ك «والودّ».
(4) البيت من أربعة في (الأغاني 14/ 291) لكعب بن معدان. وانظر لذلك أيضا (معجم البلدان: خارك).
(5) في الهامش: «قال الهجري في نوادره: أنشدني جماعة من خثعم لكعب بن مشهور المخبليّ، من جليحة خثعم، صاحب ميلاء: [من الطويل]
خليليّ، والراقي عن العرض قابل ... لذي البثّ من أشياعه المتلوّم
فذكر أبياتا». هذا، ولعله أيضا هو المخبّل السابق (فرّاج). أراد المخبّل القيسيّ (525).(1/283)
سلّام وغيره (1). وقال أبو عبيدة: الكميت بن ثعلبة الفقعسيّ، وفي بني أسد ثلاثة كمت، هو أوّلهم، وهو مخضرم، وهو القائل في قصة سالم بن دارة من قصيدة (2): [من الطويل]
ألم يأتهم أنّ الفزاريّ قد أبى ... وإن ظلموه، لم يملّ، فيضرعا
شرى نفسه مجد الحياة بضربة ... ليدحض حربا، أو ليطلع مطلعا
خذوا العقل إن أعطاكم العقل قومكم ... وكونوا كمن سنّ الهوان وأرتعا (3)
ولا تكثروا فيها الضّجاج، فإنّه ... محا السّيف ما قال ابن دارة أجمعا
وغير أبي عبيدة يروي هذه الأبيات للكميت بن معروف، وهو أولى بالصّواب (4).
[529] الكميت بن معروف بن الكميت بن ثعلبة الأسديّ. يكنى أبا أيّوب، وهو مخضرم، يقول (5): [من الطويل]
ألا إنّ خير الودّ ودّ تطوّعت ... به النّفس، لا ودّ أتى، وهو معتب
وله (6): [من الطويل]
ولا أجعل المعروف حلّ أليّة ... ولا عدة في النّاظر المتغيّب (7)
وأونس من بعض الصّديق ملالة الد ... دنوّ، فأستبطيهم بالتّحبّب
وله في رواية أبي هفّان وأحسبها لغيره (8): [من البسيط]
[529] هو الكميت الأوسط. شاعر مخضرم، معرق في الشعر، عاش أكثر حياته في الإسلام. وضعه ابن سلّام الجمحي في الطبقة العاشرة من الشعراء الإسلاميين. توفي نحو سنة 60هـ. انظر له (الأعلام 5/ 234233، والأغاني 22/ 150147، والشعر والشعراء ص 316315، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 402401، وشعراء مقلّون ص 207139).
__________
(1) انظر (طبقات فحول الشعراء ص 195).
(2) سالم بن دارة: شاعر هجا بني فزارة، وذكر في هجائه زميل بن أمّ دينار الفزاري، ثم لقي زميل سالما في طريق المدينة فقتله. وقيل: ابن دارة: هو عبد الرحمن بن دارة. انظر (الأغاني 21/ 251، والمؤتلف والمختلف ص 166، واللسان: دور). والأبيات من قصيدة له متفرّقة، وقد جمعت في (ديوان بني أسد 2/ 504500).
(3) في ك «وأربعا». تصحيف.
(4) الراجح أنها للكميت بن ثعلبة. انظر (ديوان بني أسد 2/ 498). هذا وتروى لبضعة شعراء آخرين، ولذلك تفصيل في المصدر السابق 2/ 685684).
(5) البيت من ثلاثة في (عيون الأخبار 3/ 7، وشعراء مقلّون ص 189).
(6) البيتان في (الإصابة 5/ 485)، وعدا الثاني من مطوّلة في (شعراء مقلّون ص 157152).
(7) الأليّة: اليمين.
(8) الأبيات في (شعراء مقلون ص 191190). وهي متنازعة بين الكميت بن معروف ولبيد بن عطار بن حاجب، ومحمد بن عبيد الله العزرميّ. وجاءت غير منسوبة في بعض المصادر (الأمالي 2/ 198، وعيون الأخبار 2/ 1110، وشرح المرزوقي 407405) وسترد الأبيات عدا الثالث منسوبة لمحمّد بن عبيد الله العزرميّ في ترجمته الآتية (784).(1/284)
إن يحسدوني فإنّي لا ألومهم ... قبلي من النّاس أهل الفضل قد حسدوا
فدام بي وبهم ما لي وما لهم ... ودام أكثرنا غيظا بما يجد
أنا الذي يجدوني في حلوقهم ... لا أرتقي صعدا فيها ولا أرد
[530] الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد بن وهيب بن عمرو بن سبيع بن مالك بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
وقيل: هو الكميت بن زيد بن الأخنس بن مجالد بن ربيعة بن قيس بن الحارث بن عامر بن ذؤيبة بن عمرو بن مالك بن سعد (1). ويكنى أبا المستهلّ، وكان أحمر، ومنزله: الكوفة، ومذهبه في التّشيّع ومدح أهل البيت عليهم السلام في أيّام بني أميّة مشهور، ومن قوله فيهم (2): [من الوافر]
فقل لبني أميّة حيث حلّوا ... وإن خفت المهنّد والقطيعا (3)
أجاع الله من أشبعتموه ... وأشبع من بجوركم أجيعا
ويروى أنّ أبا جعفر، محمّد بن عليّ رضي الله عنه لمّا أنشده الكميت هذه القصيدة دعا له. وللكميت في هشام، وبني مروان (4): [من الطويل]
مصيب على الأعواد يوم ركوبها ... لما قال فيها، مخطئ حين ينزل
كلام النّبيين الهداة كلامنا ... وأفعال أهل الجاهليّة نفعل
وله في رواية اليزيديّ (5): [من الكامل]
يمشين مشي قطا البطاح تأوّدا ... قبّ البطون، رواجح الأكفال (6)
[530] شاعر الهاشميين، من أهل الكوفة. وكان عالما بآداب العرب ولغاتها وأخبارها وأنسابها، ومتعصبا للمضريّة على القحطانيّة. وهو من أصحاب الملحمات، أشهر شعر الهاشميّات. واجتمعت فيه خصال لم تجتمع في شاعر:
كان خطيب بني أسد، وفقيه الشيعة، وكان فارسا شجاعا سخيّا، راميا، لم يكن في قومه أرمى منه. ولعبد المتعال الصعيدي الكميت بن زيد. مات سنة 126هـ. انظر له (الأعلام 5/ 233، والأغاني 17/ 433) هذا وللدكتور داود سلّوم دراسة لحياته وشعره قدّم بها لشعره المجموع. انظر (شعر الكميت بن زيد الأسديّ 1/ 727).
__________
(1) في الهامش: «في ديوان شعره: مجالد بن زمعة بن وهيب بن الحارث بن عامر بن عمرو بن مالك بن سعد بن ثعلبة».
وانظر للاختلاف في سلسلة نسبه (الأغاني 17/ 3، وجمهرة أنساب العرب ص 193).
(2) البيتان من إحدى هاشميّاته. انظر (شرح الهاشميّات ص 82). وهما من ثلاثة في (الأغاني 17/ 16).
(3) في الهامش: «المهنّد: السيف. والقطيع: السوط». ونقل (فرّاج) ذلك إلى المتن.
(4) الشعر من إحدى هاشميّاته. انظر (شرح الهاشميّات ص 67)، ولم أقف على البيت الأوّل منه فيها.
(5) البيتان من قصيدة يمدح بها مخلد بن يزيد بن المهلّب. انظر (شعر الكميت بن زيد الأسديّ 2/ 53).
(6) القطا: جنس طير، شبيه بالحمام. واحدته: قطاة. والبطاح: جمع البطحاء. مسيل واسع فيه دقاق الحصى. ومنه بطاح مكّة. والتأوّد: الانحناء والانعطاف. وبطن أقبّ: دقيق الخصر، ضامر. وكفل راجح: كبير. والكفل:
العجز للإنسان والدابة.(1/285)
يرمين بالحدق القلوب، فما ترى ... إلّا صريع هوى، بغير نبال
وله في رواية دعبل (1): [من الطويل]
لعمري، لقوم المرء خير بقيّة ... عليه، وإن عالوا به كلّ مركب (2)
إذا كنت في قوم عدى لست منهم ... فكل ما علفت من خبيث وطيّب
وإن حدّثتك النّفس أنّك قادر ... على ما حوت أيدي الرّجال فجرّب (3)
ذكر من اسمه كثير
[531] كثير بن كثير بن المطّلب بن أبي وداعة واسمه: الحارث بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤيّ بن غالب. وأمّه: عائشة بنت عمرو بن أبي عقرب، وأمّ المطّلب:
أروى بنت عبد المطّلب بن هاشم. وقد روي الحديث عن كثير بن كثير، وكان يتشيّع، وهو القائل وسمع عبد الله بن الزّبير يتناول أهل البيت، عليهم السلام. ويقال: إنّه قالها لمّا كتب هشام بن عبد الملك إلى عامله بالمدينة أن يأخذ النّاس بسبّ أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب، رضي الله عنه (4): [من الخفيف]
لعن الله من يسبّ عليّا ... وحسينا من سوقة وإمام
أتسبّ المطيّبين جدودا ... والكريمي الأخوال والأعمام (5)
طبت بيتا، وطاب بيتك بيتا ... أهل بيت النّبيّ، والإسلام
رحمة الله والسّلام عليكم ... كلّما قام قائم بسلام
وله (6): [من الخفيف]
أهل بيت تتابعوا للمنايا ... ما على الدّهر بعدهم من عتاب
[531] شاعر إسلامي، من بني سهم القرشيّين. كان مواليا لبني هاشم، ولم يعقب. وشعره رقيق، يغنّى. وكان معاصرا للخليفة هشام بن عبد الملك (125105هـ). انظر له (الأغاني 1/ 241، 307و 2/ 338، 358و 9/ 203، 206وثمار القلوب ص 264، ونسب قريش ص 60، 407). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الأبيات في (شعر الكميت بن زيد الأسديّ 1/ 139) نقلا عن معجم المرزبانيّ.
(2) عالوا به كلّ مركب: حملوه على كلّ أمر صعب.
(3) في الهامش: «قال محمد بن سهل المقعد راوية الكميت: مات الكميت بعد زيد (بن عليّ) بسنة، وهو ابن أربع وسبعين سنة. وقال الواقديّ: قتل زيد سنة إحدى وعشرين ومائة».
(4) الأبيات في (البيان والتبيين 1/ 202). وراجع لها أيضا (نسب قريش ص 6160، والحيوان 3/ 194).
(5) المطيّبون: لعلّه أراد حلف المطيّبين الذي عقده بنو عبد مناف في الجاهلية.
(6) البيتان من قطعة له في (الأغاني 1/ 310309و 2/ 338337)، وبعضها في (معجم البلدان: صفيّ السّباب).(1/286)
فارقوني، وقد علمت يقينا ... ما لمن ذاق ميتة من إياب
[532] ابن الغريزة النّهشليّ. وهي: أمّه، ويقال: جدّته، واسمه: كثير بن عبد الله بن مالك بن هبيرة بن صخر بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة. والغريزة سبيّة من بني تغلب. وهو مخضرم، وبقي إلى أيّام الحجّاج، وهو القائل (1): [من المتقارب]
نأتك أمامة نأيا طويلا ... وحمّلك الحبّ عبئا ثقيلا (2)
ورثى فيها عثمان بن عفّان رضي الله عنه فقال:
لعمر، أبيك، فلا تجزعي ... لقد ذهب الخير إلّا قليلا
وقد فتن النّاس في دينهم ... وخلّى ابن عفّان شرّا طويلا
فإنّ الزّمان له لذّة ... ولابدّ للذّته أن تزولا
وله: [من الطويل]
أنا: النّهشليّ، ابن الغريزة، فادعني ... أجبك، وإن أنكرت صوتي، فاعرف
أنا: ابن الذي يوفي بذمّة جاره ... إذا صارت الدّعوى إلى المتلهّف
وخرج إلى خراسان، وقال (3): [من الوافر]
دعاني دعوة، والخيل تردي ... فما أدري أباسمي أم كناني (4)
فإن أهلك فلم أك مرثعنّا ... من الفتيان في الحرب العوان (5)
ولم أدلج لأطرق عرس جاري ... ولم أجعل على قومي لساني (6)
[532] ويقال: ابن الغريزة. شاعر مخضرم، قال الشعر في الجاهلية والإسلام، وبقي إلى أيّام الحجّاج، وتوفي نحو سنة 70هـ. انظر له (الأعلام 5/ 220، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 388).
__________
(1) انظر أنساب الأشراف (فرّاج). والأبيات عدا الأخير من ستة في (الأخبار الموفقيّات ص 217). وانظر لها أيضا (الإصابة 5/ 475474). والبيتان: الثاني والثالث متنازعان بين عليّ بن الغدير الغنويّ وإهاب بن همّام بن صعصعة المجاشعيّ، وابن الغريرة (الغريزة) النهشليّ في (أنساب الأشراف 5/ 250249).
(2) في ك «نقيلا». تصحيف.
(3) الأبيات من قصيدة له في (الأغاني 11/ 281279). وذكر فيه أن عمر بن الخطّاب بعث الأقرع بن حابس وأخاه على جيش إلى الطالقان وجوزجان، فأصيب من أصحابه قوم، فقال ابن الغريزة تلك القصيدة. هذا، والمعروف أن الطالقان والجوزجان فتحتا في عهد عثمان سنة 32هـ (تاريخ الطبري 4/ 313309). وقيل سنة 33هـ (معجم البلدان: جوزجان).
(4) تردي: ترجم الأرض بحوافرها. والردي: ضرب من السير السريع.
(5) المرثعنّ من الرجال: الذي لا يمضي على هول. والحرب العوان: التي قوتل فيها مرّة بعد أخرى.
(6) أدلج: أسير ليلا. وطرق الفحل الناقة: ضربها، والناقة طروقة، وكذلك المرأة. وطرق: أتى ليلا. وعرس جاري:
امرأته.(1/287)
ولكنّي إذا ما هايجوني ... منيع الجار مرتفع المكان
أكارم من يكارمني بمالي ... وأرعى ذا الأمانة إن رعاني
[533] كثير بن الصّلت التّميميّ. ويقال: كثير بن أخضر بن علقمة المازنيّ. قال يفخر بعباد بن أخضر المازنيّ (1) لمّا قتل مرداس بن أديّة (2) وأصحابه: [من البسيط]
منّا الذي قتل الشّارين قد علموا ... أبا بلال، وأهل المصر قد نفروا (3)
وكهمسا بعد ما دارت كتائبهم ... مثل الجراد حداه الرّيح والمطر
[534] كثير مولى عبد الله بن مصعب الزّبيريّ. يكنى أبا المشمعلّ، ويعرف بأبي المضاء. قال:
يرثي عبد الله بن مصعب من قصيدة (4): [من الطويل]
فأنّى لعبد الله يرجى لكربة ... وأنّى لعبد الله للضّيم مدفعا
وأقطع عند الحقّ من حدّ صارم ... حسام، وأحيا من فتاة وأودعا
فيا لحتوف الدّهر إذ ما أصبنه ... ويا لك مصروعا، ويا لك مصرعا
وله: [من الطويل]
جمعت خصال المجد حتّى حويتها ... فليس لمن جاراك في المجد مطمع
إذا جاودت يمنى يديه شماله ... أصابك منه نائل، لا يمزّع (5)
[533] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر إسلامي، كان حيّا سنة 61هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[534] شاعر عبّاسيّ، من شعراء القرن الثاني الهجريّ. كان حيّا سنة 184هـ. انظر له (جمهرة نسب قريش 1/ 154).
__________
(1) في (تاريخ الطبري 5/ 471): عباد بن الأخضر التميميّ. قتل مرداسا وأصحابه، ثم قتله الخوارج، وهو مقبل نحو قصر الإمارة في البصرة.
(2) هو مرداس بن حدير التميمي. وأديّة: أمّه. وهو من عظماء الخوارج. وقتل سنة 61هـ. انظر (الأعلام 7/ 202).
(3) الشارون: الخوارج. وأبو بلال: كنية مرداس بن أديّة. وأهل المصر: أراد أهل البصرة.
(4) كان عبد الله بن مصعب الزبيريّ خطيب قريش، وواحدها شرفا وقدرا وصوتا، وكان مقربا من الخلفاء، وواليا لهم. له ترجمة وافية في (جمهرة نسب قريش 1/ 157124) وتوفي سنة 184هـ. والأبيات من قصيدة في (جمهرة نسب قريش 1/ 156154).
(5) جاودته: سابقته في الجود. والنائل: العطاء. ولا يمزّع: لا يتفرّق، ولا يتقطّع.(1/288)
ذكر من اسمه كثيّر
[535] كثيّر بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلد بن سعيد بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو وهو خزاعة بن ربيعة بن عمرو، مزيقيا بن عامر، ماء السّماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وكثيّر يكنى أبا صخر، وهو ابن أبي جمعة، وهو كثيّر عزّة، وهو الملحيّ، منسوب إلى قبيلته، بني مليح. وكان شاعر أهل الحجاز في الإسلام، لا يقدّمون عليه أحدا، وكان أبرش، قصيرا، عليه خيلان (1) في وجهه، طويل العنق، تعلوه حمرة، وكان مزهوّا متكبرا، وكان يتشيّع، ويظهر الميل إلى آل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهجا عبد الله ابن الزّبير لما كان بينه وبين بني هاشم.
وتوفّي عكرمة، مولى ابن عبّاس، وكثيّر بالمدينة في يوم واحد، في سنة خمس ومائة، في ولاية يزيد بن عبد الملك. وقيل: توفّي في أوّل خلافة هشام، وقد زاد واحدة أو اثنتين على ثمانين سنة. وكان شاعر بني مروان، وخاصّا بعبد الملك، وكانوا يعظمونه، ويكرمونه. وقال خلف الأحمر: كثيّر أشعر النّاس في قوله لعبد الملك (2): [من الطويل]
أبوك الذي لمّا أتى مرج راهط ... وقد ألّبوا للشّرّ فيمن تألّبا
تشنّأ للأعداء حتّى إذا انتهوا ... إلى أمره طوعا وكرها تحبّبا
وله (3): [من الطويل]
إذا قلّ مالي زاد عرضي كرامة ... عليّ، ولم أتبع دقيق المطامع
وله (4): [من الطويل]
هنيئا مريئا غير داء مخامر ... لعزّة من أعراضنا ما استحلّت (5)
وله: [من الطويل]
[535] من أعلام الغزل العذري، وكان من غلاة الشيعة، من الفرقة الكيسانية التي تقول برجعة الإمام محمد بن الحنفيّة، وينسب إليه القول بالتناسخ. أخباره كثيرة، وله ديوان طبع أكثر من مرّة. انظر له (الأعلام 5/ 219، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 390388).
__________
(1) خيلان: جمع خال. وهو شامة سوداء.
(2) هما في (ديوان كثيّر ص 30).
(3) البيت من قصيدة في (ديوان كثيّر ص 123).
(4) البيت، والذي بعده من تائيته المشهورة في عزة. انظر (ديوان كثيّر ص 5854).
(5) المريء: ما ساغ من الطعام والشراب، وكان محمود العاقبة. والمخامر: المخالط.
10* معجم الشعراء المرزباني(1/289)
فقلت لها يا عزّ كلّ مصيبة ... إذا وطّنت يوما لها النّفس ذلّت
وله (1): [من الطويل]
وأدنيتني حتّى إذا ما استبيتني ... بقول يحلّ العصم سهل الأباطح (2)
تولّيت عنّي حين لالي حيلة ... وغادرت ما غادرت بين الجوانح
وله (3): [من الطويل]
ومن لا يغمّض عينه عن صديقه ... وعن بعض ما فيه يمت، وهو عاتب
ومن يتتبّع جاهدا كلّ عثرة ... يجدها، ولا يسلم له الدّهر صاحب
ذكر من اسمه كلثوم
[536] كلثوم بن أوفى التّميميّ. أحد بني (4) بن جرير بن دارم بن مالك بن حنظلة، يعرف بابن قسيمة، وهي أمّه، بها يعرف. وهو القائل يعاتب أخاه: [من الوافر]
إذا لم يرج قومك منك خيرا ... تجود به، ولا خلقا رغيبا (5)
وكنت عليهم أسدا مدلّا ... وعن أعدائهم ورعا هيوبا
وسبّهم العدوّ، فلم تنكّر ... عليه، وكنت، بعد، لهم سبوبا
وإن منّيتهم شرّا وذعرا ... وفيت به، وكنت به طبيبا
وإن منّيتهم خيرا وميرا ... لقومك كنت مخلافا كذوبا
وتشري الشّرّ بينهم فتشرى ... جهارا، أو تدبّ به دبيبا (6)
وإن فسدوا رضيت، وإن تراضوا ... ظللت لذاك محتزنا كئيبا (7)
وإن أطعمت بعضهم طعاما ... مننت به، وكنت له طلوبا
[536] لم أعثر له على ترجمة.
__________
(1) البيتان من الشعر الذي أخلّ به (ديوان كثيّر) المجموع.
(2) العصم: جمع الأعصم. وهو الوعل. وعصمته: بياض شبه زمعة في رجله.
(3) البيتان من مطولة له في (ديوان كثير ص 3431).
(4) بياض في الأصل، وفوقه: (كذا).
(5) الرغيب: الواسع.
(6) في ك «فتشري». وتشري الشرّ: تختاره، وتغري به. وشرى يشرى في غيّه: تمادى.
(7) في ك «فإن فسدوا»، وفي ف: «كئينا». تصحيف.(1/290)
فليت الحيّ قد حفروا بفأس ... قليبا، ثمّ أعمرت القليبا (1)
فلم يبكوا عليك، ولم ينوحوا ... ولم تكن الفقيد، ولا الحبيبا
[537] كلثوم بن صعب. ذكره أبو تمّام في حماسته، ولم ينسبه. يقول (2): [من الطويل]
دعا داعيا بين، فمن كان باكيا ... معي من فراق الحيّ فليأتنا غدا
فليت غدا يوم سواه، وما بقى ... من الدّهر ليل يحبس النّاس سرمدا (3)
لتبك غرانيق الشّباب، فإنّني ... إخال غدا من فرقة الحيّ موعدا (4)
[538] كلثوم بن عمرو العتّابيّ، التّغلبيّ (5). من ولد عمرو بن كلثوم الشاعر. والعتّابيّ يكنى أبا عمرو، وهو شاميّ، من أهل قنّسرين، شاعر مجيد، مقتدر على قول الشّعر، وهو كاتب مترسّل، وله ألفاظ تثبت (6)، ورسائل تدوّن. ورمي بالزّندقة، والرّفض، فطلبه الرّشيد، فهرب إلى اليمن، وقال قصيدته التي منها (7): [من البسيط]
فتّ الممادح إلّا أنّ ألسنننا ... مستنطقات بما تخفي الضمائير
ماذا عسى مادح يثني عليك، وقد ... ناجاك في الوحي تقديس، وتطهير
فعني به البرامكة، والفضل بن يحيى خاصّة، وكلّم الرّشيد حتّى أمّنه، فقال للفضل (8):
[من البسيط]
[537] انظر له (شرح المرزوقي ص 1388).
[538] عبّاسيّ، من بني عتّاب من تغلب. وأشعاره كلها عيون، ليس فيها بيت ساقط. وهي مائة ورقة (الفهرست ص 186). وأقواله حكم سديدة. اتصل بطاهر بن الحسين وصحبه، وصنّف كتبا، منها (فنون الحكم) و (الآداب) وتوفي سنة 220هـ. انظر له (تاريخ بغداد 12/ 492488، والأغاني 13/ 139122، والمستطرف 1/ 501500، ومعجم الأدباء 16/ 3126، والظرف والظرفاء ص 88، وتاريخ الشعر العربي ص 478475، والعصر العبّاسي الأول ص 425419، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 350). هذا، وللدكتور ناصر حلاوي (العتابيّ:
حياته، وما تبقّى من شعره) البصرة، 1969.
__________
(1) القليب: البئر قبل أن تبنى بالحجارة، ونحوها. وأعمرت القليب: أنزلت فيه.
(2) الأبيات في (شرح المرزوقي).
(3) في المطبوع «بقي». تصحيف. ويقول محقق شرح المرزوقي: «وضبط (بقى) بفتح القاف يشير إلى أنّه طائيّ».
ولأبي تمّام ولع بالاختيار للطائيين.
(4) الغرانيق: جمع الغرنوق. وهو من الرجال الشاب الأبيض الجميل.
(5) في الهامش: «كلثوم بن عمرو بن أيّوب. ذكر أبو الفرج بن الجوزيّ أنّه مات سنة ثمان ومائتين».
(6) في ك «ثبتت».
(7) القصيدة، ومنها البيتان، في (الأغاني 13/ 139138).
(8) البيتان في (وفيات الأعيان 4/ 123122، ومعجم الأدباء 17/ 27) وفيها يخاطب يحيى بن الفضل. وهما في (فوات الوفيات 3/ 220).(1/291)
ما زلت في غمرات الموت مطّرحا ... يضيق عنّي وسيع الرّأي من حيلي
فلم تزل دائبا تسعى بلطفك لي ... حتّى اختلست حياتي من يدي أجلي
وحظي بعد ذلك عند المأمون، ولطفت منزلته منه. وهو القائل للرّشيد (1): [من الطويل]
إمام له كفّ تضمّ بنانها ... عصا الدّين، ممنوع من البري عودها
وعين محيط بالبريّة طرفها ... سواء عليها قربها وبعيدها
[وأصمع يقظان يبيت مناجيا ... له في الحشا مستودعات يكيدها
سميع إذا ناداه من قعر كربة ... مناد كفته دعوة لا يعيدها] (2)
وله (3): [من الخفيف]
هوّني ما عليك، واقني حياء ... لست تبقين، لي ولست بباقي (4)
أيّنا قدّمت صروف اللّيالي ... فالذي أخّرت سريع اللّحاق
غرّ من ظنّ أن يفوت المنايا ... وعراها قلائد الأعناق
[539] المشهّر. وهو كلثوم بن وائل بن سجاح الكلبيّ. وكان يزيد بن أسيد دعا قضاعة إلى التّمضّر، فقال كلثوم، من قصيدة طويلة، أوّلها: [من الخفيف]
من رسول لنا إلى ابن أسيد ... بقوافي قصائد محكمات
شازرات لكلّ قوّة حقّ ... لقوى باطل الهوى ناقضات
مكذبات لمن وردن عليه ... من بني الشّانئين والشانئات
رمت أمرا من الأمور عظيما ... متبعا في المرام، غير مواتي
وقال قصيدة أخرى (5)، يقول فيها: [من المنسرح]
ما ولدتنا ولادة مضر ... ولا لنا في تمضّر أرب
وإنّنا للصّميم من يمن ... وغرّة النّاس حين تنتسب
[539] كان معاصرا ليزيد بن أسيد السّلمي المتوفّى بعد سنة 162هـ. انظر (الأعلام 8/ 179). وأما ترجمته وشعره في (شعر قبيلة كلب ص 297296) فهي عن معجم المرزباني.
__________
(1) في (الحماسة البصرية 2/ 304) أبيات مشابهة، رويت للعتابيّ، وللأحمر بن رميلة.
(2) البيتان في الهامش: وبعدهما: كذا أنشده الجاحظ في البيان والتبيين. هذا، وانظر البيان والتبيين ج 3ص 353 (فرّاج).
(3) الأبيات عدا الأخير من تسعة له في (الحماسة البصريّة 2/ 426425).
(4) في ف «واقني». تصحيف.
(5) في ك «وله قصيدة أخرى».(1/292)
بنا تنال الملوك ما طلبت ... وأدركت ثأرها بنا العرب
كم فيهم من متوّج ملك ... ومن خطيب، لسانه ذرب (1)
ومن كميّ، تخاف سورته ... ومن غلام، يزينه الأدب
ذكر من اسمه كنانة
[540] كنانة بن أبي الحقيق اليهوديّ. من بني النّضير، جاهليّ، يقول (2): [من المتقارب]
فلو أنّ قومي أطاعوا الحلي ... م، لم يتعدّوا، ولم يظلم
ولكنّ قومي أطاعوا الغوا ... ة حتّى تعكّظ أهل الدّم (3)
فأودى السّفيه برأي الحلي ... م، وانتشر الأمر، لم يبرم
[541] كنانة بن عبد ياليل بن سالم بن مالك بن حطائط بن جشم بن ثقيف. كان يمدح النعمان بن المنذر.
[542] وفي ثقيف أيضا كنانة بن عبد ياليل بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن [540] انظر له (الأخبار الموفقيات ص 376، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 309308). ولعلّه كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وهو من سادات بني النضير في الجاهلية، وكان عنده كنزهم، وأسره المسلمون يوم فتح خيبر سنة 7هـ، وقتل صبرا. انظر (تاريخ الطبري 3/ 14، وسيرة ابن هشام 3/ 217)، وقد يكون أخا للربيع بن أبي الحقيق الذي ترجم له ابن سلّام الجمحي في (طبقات فحول الشعراء ص 282281)، والأصفهاني في (الأغاني 22/ 135132) وقال عنه: «كان الربيع من شعراء اليهود، من بني قريظة».
[541] أدرك الإسلام، وقدم على الرسول صلّى الله عليه وسلّم في وفد ثقيف، بعد حصار الطائف، فأسلم الوفد إلّا كنانة، فتوجّه إلى بلاد الروم، فمات فيها نحو سنة 15هـ. وجاء في الهامش: «كنانة بن عبد ياليل بن عمرو بن عمير. أنشد له ابن إسحاق في يوم حنين شعرا يجيب به مالك بن عوف النصري» وانظر له (الأعلام 5/ 234، والحماسة البصرية 1/ 62، والإصابة 5/ 496، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 402). وترجم له في (شعراء الطائف ص 7271) وقيل اسمه ربيعة، وعرف بكنانة بن عبد ياليل بن سالم.
[542] شهد مسير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الطائف سنة 8هـ، وله في ذلك قصيدة يفخر فيها بثقيف، ويجيب شاعر المسلمين كعب بن مالك. ووفد بعد ذلك على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في وفد ثقيف، فأسلم معها. وقيل: إنّه لم يسلم، بل صار إلى بلاد الروم، فتنصّر، ومات بها. انظر له (سيرة ابن هشام 4/ 9392، وسيرة ابن كثير 4/ 654، وطبقات فحول الشعراء ص 260، ومعجم ما استعجم ص 78، ومعجم البلدان: حسا، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 402، وشعراء الطائف ص 7471).
__________
(1) لسان ذرب: شتّام، بذيء.
(2) الأبيات من خمسة منسوبة إلى كنانة بن أبي الحقيق في (الأخبار الموفقيات ص 377). وفي (الأغاني 22/ 135) إلى الربيع بن أبي الحقيق.
(3) في الأصل: «تلعظ» وفي ك «يلفظ». والتصويب من (فرّاج). وعكّظه عن حاجته: صرفه عنها.(1/293)
عوف بن ثقيف. وهو شاعر معروف، ذكره ابن سلّام، وغيره. وأمرهما مشكل لاتفاق الأسماء، واختلاف النسب. والله أعلم.
ذكر من اسمه كناز (1)
[543] كناز بن نفيع الرّبعيّ. من ربيعة الكبرى بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وهو ربيعة الجوع يقول لجرير (2): [من الطويل]
غضبت علينا أن علاك ابن غالب ... فهلّا على جدّيك في ذاك تغضب
هما حين يسعى المرء مسعاة جدّه ... أناخا، فشدّاك: العقال المؤرّب (3)
أي: هذا العقال المؤرّب شدّ شدّا، لا يحسن أحد أن يحلّه. قال أبو عبيدة: هما لكناز، أو لأخيه ربعيّ بن نفيع، وقد تقدّم ذكرهما (4)، وقال المبرّد: شدّاك: هما الفاعلان، والعقال المؤرّب بدل منهما لتضمّن المعنى. إيّاه، لأنّه إذا شدّاه فقد شدّه الحبل. وهذا كقوله عزّ، وجلّ: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرََامِ قِتََالٍ فِيهِ} (5) لأن المسألة عن العقال، كما أنّ الشّدّ للعقال.
[544] كناز بن صريم الجرميّ. يقول (6): [من المتقارب]
أردّ الكتيبة مغلولة ... وقد تركت لي أحسابها
ولست إذا كنت في جانب ... أذمّ العشيرة، مغتابها
ولكن أطاوع ساداتها ... ولا أتعلّم ألقابها
أي: أطيعهم، ولا أطلب عثراتهم.
[543] شاعر، من شعراء القرن الأوّل الهجريّ. وكان معاصرا لجرير بن عطية (ت 110هـ). واسمه في (اللسان:
أرب): كناز بن نفيع. وفي (أنساب الأشراف 11/ 275): كنّاز بن نفيع. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[544] له ذكر في (اللسان: ذين). ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الأوّل الهجري. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) في ك «كناز» وفي ف «كنّاز». وكذلك ضبط العلمين المترجم لهما. والصواب ما أثبت.
(2) البيتان لكناز في (اللسان: أرب)، هذا، وأشار إلى ذلك (فرّاج).
(3) البيت من شواهد النحو. والعقال المؤرّب: المحكم العقد والشدّ.
(4) تقدم ذكر البيتين في ترجمة ربعيّ. وهي من القسم المفقود من الكتاب.
(5) البقرة: 217. (فرّاج).
(6) الأبيات في (اللسان: ذين) برواية تختلف فيها حركة القوافي بين المرفوع والمنصوب. والبيت الأخير في (بهجة المجالس ص 293) غير منسوب. وصدره: أجلّ العشيرة إمّا حضرت.(1/294)
ذكر من اسمه كلاب
[545] كلاب بن حريّ العجليّ. إسلاميّ، يقول وحبس باليمامة: [من الطويل]
طربت، ولم تطرب بدارين مطربا ... وجوّلت في الآفاق شرقا ومغربا (1)
ولي حيّ صدق، حال بيني وبينهم ... جلاوزة، يدعون ذا العذر مذنبا (2)
إذا حرّك المفتاح طارت عقولهم ... رجاء وخوفا أن يجرّ، ويسحبا
كفى حزنا ألّا أزال أرى فتى ... يجرّ كبولا، أو كريما مكتّبا (3)
[546] كلاب بن رزام بن كلاب الخويلديّ. أحد بني عقيل، إسلاميّ، باع رجلا من الطّفاوة فرسا، وقال: [من الطويل]
صنعت، فكانت للطّفاويّ صنعة ... تنصّحت، ما نجّبت منذ زمان (4)
وآمرت إخواني، ولو كان فيهم ... أخو ثقة أو ناصح لنهاني
فراح بمحبوك السّراة كأنّه ... إذا صوّت الحلّاب شاة إران (5)
[547] أبو الهيذام، كلاب بن حمزة العقيليّ. وهو القائل يرثي أبا أحمد، يحيى بن المنجّم ومات سنة ثلاثين ومائتين من قصيدة (6): [من الطويل]
لقد عاش يحيى، وهو محمود عيشة ... وكان مفيدا، واحد العلم، والجود
فإن كان صرف الدّهر حلّى كنوزه ... به، وافتقدنا منه أنفس مفقود
فما زال حكم البيض والسّود نافذا ... بحكم الرّدى في أنفس البيض والسّود (7)
فللثّكل تزجي حملها كلّ حامل ... وللموت يغذو والد كلّ مولود
[545] لم أعثر له على ترجمة. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[546] لم أعثر له على ترجمة. وانظر لبني خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل (جمهرة أنساب العرب ص 290). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[547] وقيل: كلّاب بن حمزة العقيليّ. شاعر، ومن علماء اللغة، من أهل حرّان، وأقام بالبادية. وله كتب منها (ما يلحن فيه العامة). توفي نحو سنة 290هـ. انظر له (الأعلام 5/ 29، والتاج: كلب، والحماسة البصرية 1/ 239، والفهرست ص 91، ومعجم الأدباء 14/ 156154و 17/ 2520).
__________
(1) دارين: فرضة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند.
(2) الجلاوزة: جمع الجلواز. وهو الشّرطيّ.
(3) الكبول: القيود. وتكتّب الرجل: تحزّم، وجمع عليه ثيابه. وأراد كريما مأسورا أو مصلوبا.
(4) في ك «تنجّبت ما».
(5) السراة من الفرس: أعلى ظهره. وشاة إران: الثور الوحشي.
(6) الأبيات في (معجم الأدباء 17/ 20)، وفيه نقلا عن المرزبانيّ: «العقيليّ. محدّث ومات سنة ثلاثمائة».
(7) البيض والسود: أراد في الشطر الأوّل الأيّام والليالي، وفي الثاني الناس.(1/295)
ذكر من اسمه كليب
[548] كليب بن ربيعة التّغلبيّ. وهو كليب وائل الذي يضرب به المثل في العزّ، فيقال: أعزّ من كليب وائل، وإيّاه عنى النّابغة الجعديّ بقوله (1): [من الطويل]
كليب، لعمري، كان أكثر ناصرا ... وأيسر جرما منك، ضرّج بالدّم
وهو أخو مهلهل بن ربيعة، وهما خالا امرئ القيس بن حجر الكنديّ.
وبسبب قتل كليب كانت حرب البسوس بين بكر وتغلب، وقال فيها مهلهل الأشعار.
وأصاب كليب فرسا له مع رجل من مزينة في سوق عكاظ، فأراد أخذه منه، فالتوى عليه، وأبى أن يردّه، فقال كليب: لا آخذه منك إلّا عنوة في دار قومك، وترك الفرس في يده، ثمّ غزاهم، فأصابهم، وأصاب الفرس، وقال: [من الطويل]
شريت هلاكا من مزينة، عاجزا ... بطرف بطيء في المضامير أجرب (2)
أي: هو بطيء إذا ألقي في المضمار. وشريت، أي: اشتريت.
وعرّضتهم حينا لنا، جاهلا بنا ... فهذا أوان منجز الوعد، فاهرب (3)
أطلّت عليهم بالحجاز كتائب ... مسوّمة، تدعو زهير بن تغلب (4)
[549] كليب بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الأسديّ. جاهليّ، يقول (5):
[548] سيّد بكر وتغلب في الجاهليّة. تشبّه بالملوك، وضربت به الأمثال في العزّ والمنعة، ومنها: (هو في حمى كليب) لمن يكون آمنا. توفي نحو سنة 135ق. هـ. انظر له (الأعلام 5/ 232، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 308307، والمناقب المزيدية ص 304).
[549] لم أعثر له على ترجمة سوى ما جاء في (ديوان بني أسد 2/ 214، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 308) نقلا عن معجم المرزباني. ويظهر من نسبه أنّه كان عمّا لطليحة بن خويلد بن نوفل الأسدي الذي ادّعى النبوة، ثم أسلم، واستشهد بنهاوند سنة 21هـ. انظر (الأعلام 3/ 230، وجمهرة أنساب العرب ص 196). وفي الأخير:
(حجوان) لا جحوان. وجاء في هامش الأصل: «من كتاب الجمهرة للكلبيّ: كليب بن شهاب بن المجنون الشاعر. وفي كتاب ابن عبد البرّ (الاستيعاب ص 1329): كليب بن شهاب الجرميّ، والد عصام بن كليب. له ولأبيه صحبة. وفي الحيوان للجاحظ: وكان من العرجان الشعراء أبو تغلب الأعرج، وهو كليب بن أبي الغول.
ومنهم أبو مالك الأعرج. وفي أحدهما يقول اليزيديّ: [من الطويل]
__________
(1) البيت من قصيدة للنابغة الجعديّ في (شعر النابغة الجعدي ص 143).
(2) شرى الشيء: أخذه بثمن، أو باعه. وعاجزا: حال من فاعل (شريت)، ويجوز أن تكون صفة مشبهة على وزن اسم الفاعل. وهي نعت ل (هلاكا). والطرف: الفرس الكريم الأطراف، يعني الآباء والأمهات. وأجرب: أصابه الجرب.
(3) الحين: الهلاك، والمحنة.
(4) المسوّمة: المعلمة. ويقال: سوّم الخيل: أرسلها، وعليها فرسانها. وسوّم فرسه: أعلمه بعلامة.
(5) البيت في (ديوان بني أسد) نقلا عن معجم المرزبانيّ.(1/296)
[من الطويل]
فجاءت كميتا، ماخلا ركباتها ... وجاء سواها حالك اللّون أسودا
أسماء مجموعة في الكاف
[550] كلدة بن عبدة بن مرارة بن سواءة بن الحارث بن سعد بن مالك بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد. جاهليّ، يقول (1): [من المتقارب]
وإن يكن الحمد في باذخ ... من المجد أسلك إليه سبيلا
[551] كرب بن أخشن العميريّ. يقول: [من السريع]
ألقارح النّهد الطّويل الشّوى ... والنّثرة الحصداء والمنصل (2)
والضّرب في أقبال ملمومة ... كأنّما لأمتها الأعبل (3)
خير لمن يطلب كسب الغنى ... من جنّة، غرس، لها مجدل
قد زها سامق جبّارها ... واعتمّ فيها القضب والسّنبل (4)
يصف نخلا، واعتمّ النّبت: إذا طال، وسامق جبّارها: طويل نخلها، وزها النّخل: بدا فيه لعمري لئن كان الأعيرج آرها ... فما الناس إلّا آير ومئير
انتهى.
أنشد الجوهري هذا البيت في الصّحاح: ولا غرو أن كان الأعيرج آرها. وقال أبو محمّد بن بريّ في حواشي الصحاح: البيت لأبي محمّد اليزيديّ. واسمه يحيى بن المبارك يهجو عنان، جارية الناطفي، وأبا تغلب الأعرج الشاعر، فقال:
أبو تغلب للنّاطفيّ زؤور ... على خبثة، والنّاطفيّ غيور
وبالبغلة الشهباء رقّة حافر ... وصاحبنا ماضي الجنان جسور
ولا غرو البيت».
[550] شاعر جاهلي قديم، وفارس. ويرجح أنّه ولد في أواخر القرن الخامس الميلادي. انظر له (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 280278، وديوان بني أسد 2/ 178176، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 307306).
[551] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه جاهلي أو مخضرم. هذا، وأخلّت به عزيزة فوّال بابتي في معجميها.
__________
(1) البيت في (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 279) نقلا عن المرزبانيّ.
(2) القارح: ما استتمّ الخامسة من ذي الحافر. والنهد: المرتفع، والقوي الضخم. والشوى: أطراف الجسم. والنثرة:
الدرع السّلسة الملمس. والحصداء: المحكمة النسج. والمنصل: السيف. يصف فرسه وعدّة حربه.
(3) في ك «أثبال». تصحيف. وأقبال: جمع قبل. وهو من كل شيء مقدّمه. وملمومة: أراد كتيبة ملمومة، فحذف، وأناب. والملمومة: المجتمعة، المضموم بعضها إلى بعض. واللأمة: أداة الحرب كلّها. والأعبل: حجر غليظ يكون أحمر وأبيض وأسود.
(4) في ك «رها» وسقط منه (قد). والبيت في (اساس البلاغة: قضب) غير منسوب.(1/297)
الصّفرة والحمرة. والقضب: الرّطبة.
[552] كريب بن سلمة بن يزيد الجعفيّ. يقول وأقبل من الشّام يريد العراق (1): [من الطويل]
إذا نحن جاوزنا دمشق، ووجّهت ... صدور المطايا للعراق المشرّق
فأحبب بها دارا إلينا، وأهلها ... إذا نحن جاوزنا بلاد الخورنق (2)
[553] كرز بن الحارث بن عبد الله بن أحمر بن يعمر الكنانيّ. إسلاميّ.
[554] كامل بن عكرمة. يقول (3): [من الطويل]
أرى كلّ عام موعدا غير ناجز ... وخلفا إذا ما رأس حول تجرّما (4)
وإن أوعدت شرّا أتى قبل وقته ... وإن وعدت خيرا أراث وأعتما (5)
[555] الكروّس بن زيد بن حصن (6) بن مصاد بن معقل بن مالك الطائيّ. وأحسب أنّ الكروّس لقب. وهو إسلاميّ، كوفيّ. يقول وحبسه مروان بن الحكم (7): [من الطويل]
قضى بيننا مروان أمس قضيّة ... فما زادنا مروان إلّا تنائيا
[552] شاعر إسلاميّ. له ذكر في أسماء الذين شهدوا على حجر بن عديّ أنّه خلع الطاعة، وفارق الجماعة، ولعن الخليفة، وذلك سنة 51هـ. انظر (تاريخ الطبري 5/ 270269، وأنساب الأشراف 4/ 283و 10/ 14). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[553] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الأوّل الهجريّ. ولعلّه توفي نحو سنة 60هـ. وجاء في ك «كرم بن الحارث». تصحيف. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويّين).
[554] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الأوّل الهجريّ، وأنّه توفي نحو سنة 70هـ.
هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[555] شاعر إسلامي، من شعراء الحماسة، وهو أوّل من جاء بخبر وقعة الحرّة سنة 63هـ إلى الكوفة. وقتل يوم هراميت بالدهناء، في وقعة بين الضباب وبني جعفر بن كلاب، وذلك نحو سنة 70هـ. انظر له (نقائض جرير والأخطل ص 11، والأعلام 5/ 224، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 391390).
__________
(1) البيتان له في (حماسة القرشيّ ص 440).
(2) في ك «إليها». تصحيف.
(3) البيتان له في (البيان والتبيين 3/ 229). وهما في (عيون الأخبار 3/ 145) غير منسوبين.
(4) تجرّم: مضى، وانقضى.
(5) أرات: أبطأ. وكذلك أعتم.
(6) في الهامش: «في جمهرة الكلبيّ بدل حصن: الأجدم». وفي آخر: «كروّس: فعوّل، منقول. واصله الضخم الرأس. قال أبو النجم: أخشى عليك الأسد الكروّسا»، وفي ثالث: «أنشد الهجريّ في نوادره للكمد، أحلافيّ من ثقيف، يرثي ذئبا الفهمي، كان نازلا بهم، جاهليّ، أبياتا، أوّلها: [من الطويل]
أبى حبّكم، يا بكر، إلّا تجدّدا ... عيادا كما عيد السليم، المسهّدا
ولا القلب، لا يزداد إلّا صبابة ... فديتك، حتى أصبح الرأس أفندا»
(7) انظر (المؤتلف والمختلف ص 271).(1/298)
فلو كنت بالأرض الفضاء لعفتها ... ولكن أتت أبوابه من ورائيا
وله (1): [من الطويل]
فقد كان لي عمّا أرى متزحزح ... ومتّسع م الأرض دونك واسع (2)
وهمّ إذا ما الجبس قصّر همّه ... طلوع إذا أعيا الرّجال المطامع (3)
وله (4): [من الطويل]
لئن فرحت بي معقل عند شيبتي ... لقد فرحت بي بين أيدي القوابل (5)
أهلّ بها لمّا استهلّ بصوته ... حسان الوجوه، ليّنات المفاصل (6)
[556] كندة بن هذيم الطائيّ الكوفيّ. إسلاميّ، يقول: [من الطويل]
أيا راكبا إمّا عرضت فبلّغن ... بني قبطيّ كلّهم، وبني خضف
فلا تقطعوا حبل المودّة بيننا ... وصدّوا، وأنتم إن صددتم على النّصف (7)
[557] أعشى بني عكل. واسمه: كهمس بن قعنب. يقول لبلال بن جرير بن الخطفي، يهجوه (8): [من الطويل]
ألمّا تري إذ قيل: من ذو حفيظة ... يحامي عن الأعراض والحسب الجزل
حدوت كليبا وازعا من ورائهم ... إلى النّار حتى استوردوا النّار من أجلي (9)
وقافية، ممّا أقول، مضرّة ... جواد إلى الأعداء، صادقة الوبل (10)
[556] يبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الهجري الأوّل، وأنّه توفّي بعد سنة 70هـ، انظر له (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 402).
[557] شاعر، كان في زمن جرير. قال الآمديّ: وجدت له ديوانا مفردا، وأورد مختارات منه في ذكر الشيب والشباب.
وتوفي نحو سنة 100هـ، انظر له (الأعلام 5/ 236، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 37، وألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 327، والمؤتلف والمختلف ص 1918، والصبح المنير ص 287286، 245).
__________
(1) البيتان مع ثالث قبلهما في (شرح المرزوقي ص 1488).
(2) المتزحزح: المبعد.
(3) الجبس: الثقيل الجافي.
(4) البيتان في (شرح المرزوقي ص 639)، والأوّل من اثنين في (التذكرة السعدية ص 7877).
(5) معقل: اسم قبيلة.
(6) يقول: تباشرت نساء الحيّ عند ميلادي، فرفعن أصواتهنّ بالشكر لله، والثناء عليه.
(7) النّصف (هنا): الإنصاف، وإعطاء الحقّ.
(8) أخلّ (الصبح المنير) بالأبيات.
(9) كليب: قبيلة بلال بن جرير. وفي المطبوع (كرنكو): «وارعا». تصحيف.
(10) الوبل: المطر الشديد، الضخم القطر. وجاء في الهامش: «كانف العزيمي، أنشد له أبو عبيد البكري بيتا في فصل الأحاليل». وفي آخر «أنشد الهجري للكنيف بن صدقة الليثي القشيري في أماليه شعرا، يرثي به المريفع بن زيد القرظي، وأجابه سليمان بن يزيد الأبروني العتكي، من وحفة الفهر».(1/299)
[حرف اللّام]
[ذكر أسماء من اللام]
[558] [لجيم بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل. جاهلي، يقول في امرأته حذام ويروى لغيره (1): [من الوافر]
إذا قالت حذام فصدّقوها ... فإنّ القول ما قالت حذام] (2)
حذام ورقاش وقطام وما أشبهها لا يصيبها الرّفع، بل تكسر لأنّها مصروفة عن وجهها.
[559] ليث بن جثّامة بن قيس بن عبد الله بن يعمر اللّيثيّ. من بني كنانة، مخضرم، شاعر، وأبوه شاعر، وعمّه بلعاء بن قيس شاعر.
[560] لمس بن سعد البارقيّ. جاهليّ، ذكره عمر بن شبّة، وقال: قدم مكّة، فظلمه أبيّ بن خلف (3)، فأخذ له حلف الفضول بحقّه، فقال (4): [من الطويل]
فيظلمني مالي بمكّة ظالما ... أبيّ، ولا قومي لديّ، ولا صحبي (5)
وناديت قومي بارقا لتجيبني ... وكم دون قومي من فياف، ومن سهب
سيابى لكم حلف الفضول ظلامتي ... بني خلف، والحقّ يؤخذ بالعضب (6)
[558] جدّ جاهليّ قديم، ولد حنيفة وعجل. انظر له (الأعلام 5/ 241، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 310).
[559] شهد مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم وقعة خيبر. انظر له (الإصابة 5/ 512). وجاء في الهامش: «جثّامة هو يزيد بن قيس بن ربيعة بن عبد الله بن يعمر بن بلعاء، واسمه حميضة بن قيس بن ربيعة. وفي أنساب مضر ليحيى بن ثوبان اليشكريّ: ولد جثّامة بن قيس صعبا ومحلّما وليثا، أمّهم أخت أبي سفيان بن حرب، فاخته بنت حرب، شهدوا مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حنينا». هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[560] ويقال: لميس بن سعد البارقي. جاهلي، ولعلّه أدرك الإسلام. انظر له (الأغاني 17/ 299، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 313).
__________
(1) البيت في (اللسان: رقش، ومجمع الأمثال 1/ 181). ونسب لوسيم بن طارق في (اللسان: حذم)، ولوشيم بن طارق، وللجيم بن صعب في (اللسان: نصت).
(2) أوّل حرف اللام ساقط من النسخة، فأثبتنا الزيادة من هامش الخزانة واللسان المواد: نصت، ورقش، وجذم.
(فرّاج). هذا، وأخلّ ك بترجمة لجيم بن صعب.
(3) أبيّ بن خلف: من بني جمح القرشيين.
(4) الأبيات في (الأغاني 17/ 298) منسوبة لرجل من ثمالة وأشار إلى ذلك (فرّاج). وعدا الأخير في (الأغاني 17/ 299) للميس بن سعد البارقيّ.
(5) في ك «تظلمني».
(6) العضب من السيوف: القاطع.(1/300)
[561] لبطة بن الفرزدق الشاعر. لقيه الأصمعيّ، وأخذ عنه، وله شعر.
حرف الميم
ذكر من اسمه مالك
[562] مالك بن عميلة بن السّبّاق بن عبد الدار بن قصيّ القرشيّ. جاهليّ، هو القائل يخاطب هشام بن المغيرة المخزوميّ: [من الكامل]
لا تنسينّ أبا الوليد بلاءنا ... وصنيعنا في سالف الأيّام
ولنا من الأموال عين رغائب ... ولنا نصاب المجد، والأحلام (1)
إمّا يكن زمن أحال بأهله ... أم كان حيل بنا فغير لئام
[563] مالك بن حريم الهمدانيّ. شاعر فحل، جاهليّ، وهو جدّ مسروق بن الأجدع (2)، يقول: [من الطويل]
تدارك فضلي الأنعميّ، ولم يكن ... بذي نعمة عندي، ولا بخليل
[561] شاعر، وراو للحديث وللشعر، قتل مع إبراهيم بن عبد الله الطالبي سنة 145هـ. انظر له (وفيات الأعيان 6/ 100، وتاريخ الطبري 5/ 386، وعيون الأخبار 4/ 123، وأنساب الأشراف 2/ 438، وجمهرة أنساب العرب ص 231230). وجاء في الهامش: «من كتاب الجمهرة لابن حزم. وذكر الفرزدق، ثم قال بعقبة: وبنوه من النّوار: لبطة وسبطة وخبطة وركضة، ومن غيرها زمعة. ولا عقب للفرزدق، قتل لبطة مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن، وهو شيخ كبير. وذكر مسلم لبطة بن الفرزدق، فقال: روى عن أبيه، وروى عنه ابن عيينة، يكنى أبا غالب». انظر (جمهرة أنساب العرب ص 231230). وذكر في (مقاتل الطالبيين ص 369) أن إبراهيم بن عبد الله بن حسن قوّد لبطة، وهو شيخ كبير، وقتل معه، وهو يقول: لا ملجأ من الله إلّا إليه. وعلّقت في أذنه رقعة مكتوب فيها: رأس لبطة بن الفرزدق. هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[562] قيل: شهد بدرا، وليس بصحيح. انظر له (الإصابة 5/ 550) ولأبيه عميلة بن السبّاق، ذكر في (نسب قريش ص 256)، وفيه: «وكان بنو السبّاق بن عبد الدار أوّل من بغى بمكّة، وكانوا كثيرا، فهلكوا». وترجم له في (الأعلام 5/ 264، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 317) نقلا عن المرزبانيّ.
[563] اختلف في اسم أبيه، فقيل: حريم، وخزيم، وصريم، وخريم. وهو فارس همدان في عصره، وأحد وصّافي الخيل المشهورين. وشاعر قومه في الجاهلية. انظر له (الأصمعيات ص 6256، والأمالي 2/ 124123، وعيون الأخبار 3/ 237، وجمهرة أنساب العرب ص 395، وسمط اللآلي ص 748، ومعجم البلدان: أجيرة، والأعلام 5/ 260، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 314وشعر همدان وأخبارها ص 301289).
__________
(1) الرغائب: ما يرغب فيه ذو سعة الأمل، وطلب الكثير. مفردها: الرغيبة.
(2) هذا وهم من المؤلف، وغيره. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 395394) فليس في عمود نسب مسروق بن الأجدع (ت 63هـ) ما يدل أنّه من أحفاد مالك. ولعلّه حفيده من جهة أمّه.(1/301)
فقلت له قولا، فألقيت عنده ... وكنت حريّا أن أصدّق قيلي
بذلك أوصاني حريم بن مالك ... بأنّ قليل الذّمّ غير قليل
وله (1): [من الكامل]
أنبئت، والأيّام ذات تجارب ... وتبدي لك الأيّام ما لست تعلم
بأنّ ثراء المال ينفع ربّه ... ويثني عليه الحمد، وهو مذمّم
وأنّ قليل المال للمرء مفسد ... يحزّ كما حزّ القطيع المحرّم (2)
أراد السّوط. ويروى: يخرّ كما خرّ (3).
يرى درجات المجد، لا يستطيعها ... ويقعد وسط القوم، لا يتكلّم
[564] مالك بن أبي كعب الخزرجيّ. جاهليّ، يقول (4): [من الطويل]
لعمر أبيها لا تقول حليلتي ... ألا فرّ عنّي مالك بن أبي كعب
أقاتل حتّى لا أرى لي مقاتلا ... وأنجو إذا غمّ الجبان من الكرب
عليّ لجاري ما حييت ذمامة ... وأعلم ما حقّ الرفيق على الصّحب (5)
إذا ما منعت المال منكم لثروة ... فلا يهنني مالي ولا يثرلي كسبي
[565] مالك بن العجلان الخزرجيّ. جاهليّ، يقول (6): [من المنسرح]
بين بني جحجبى وبين بني ... بدر، فأنّى لجاري التّلف (7)
[564] شاعر من بني سلمة، من الخزرج، وهو أبو الشاعر كعب بن مالك صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. انظر له (الأغاني 1/ 50، 16/ 254249). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
[565] كان سيد الأوس والخزرج في وزمانه وهو من أصحاب القصائد المذهّبات. واشتهر بحربه مع بني عمرو بن عوف. وكان إذا حارب تنكّر لئلا يعرفه خصومه، فيقصدوه، وهو الذي أذلّ اليهود للأوس والخزرج. انظر له (معجم البلدان: يثرب، والأعلام 5/ 263، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 316).
__________
(1) الأبيات في (شرح المرزوقي ص 1171)، وفيه: مالك بن حزيم. وهي في (التذكرة السعدية ص 188) أيضا.
(2) حزّ الشيء: أثّر فيه، أو قطعه.
(3) في ف: «ويروىّ». تصحيف. وخرّ: سقط، وهوى بصوت.
(4) الأبيات من قصيدة له في (الأغاني 16/ 254252)، وأشار إلى ذلك (فرّاج). وقد جاءت الأبيات في سياق خبر يبين مناسبتها. وذكر في خبر آخر أن قائلها رجل من مراد، يقال له مالك بن أبي كعب. وقال مؤلّف الأغاني: وأحسب هذا الخبر مصنوعا، وأن الصحيح هو الأوّل.
(5) الذّمامة: الحقّ.
(6) البيت من مذهّبته في (جمهرة أشعار العرب ص 632623). وهو من شعر له في (الأغاني 3/ 22والخزانة 4/ 280279)، يحرّض فيه بني النجّار من الخزرج على نصرته.
(7) بنو جحجبى وبنو زيد: رهطان من الأوس، اتهم كلّ منهما بقتل رجل كان حليفا لمالك بن العجلان.(1/302)
وهو القائل للرّبيع بن أبي الحقيق اليهوديّ، من أبيات (1): [من المتقارب]
إنّي امرؤ من بني سالم ... كريم، وأنت امرؤ من يهود (2)
فأجابه الربيع من أبيات، أوّلها (3): [من المتقارب]
أتسفه قيلة: أحلامها ... وحان بقيلة عثر الجدود (4)
يعني: البخوت.
[566] أبو حوط، ذو الحظائر. واسمه مالك بن ربيعة النّمريّ، من النّمر بن قاسط. لمّا أغار امرؤ القيس بن المنذر، عمّ النّعمان بن المنذر بن المنذر على النّمر بن قاسط، فسبى سبيا، فأتى بهم الحيرة، فحظرهم حظائر، وهمّ بإحراقهم، فكلّمه أبو حوط فيهم وأبو حوط: أخو المنذر بن امرئ القيس (5) لأمّه فوهبهم له، سمّي يومئذ أبا حوط، ذا الحظائر، فقال أبو حوط: [من الوافر]
أبيت اللّعن إنّك خير راع ... ونحن عبادك القنّ القطين (6)
لقد حوت الحظائر من معدّ ... رجالا، كلّ شكواهم أنين
جنوا حربا عليك، وكلّ قوم ... وإن عزّوا لحربكم طحين
ولو أوعدت ذا لبد شتيما ... لضاق عليه من خوف عرين (7)
العرين: موضع الأسد، تكون فيه حلفاء وقصب.
[567] الصّمّة بن الحارث الجشميّ. ويقال: اسم الصّمّة: مالك. وهو أبو دريد بن الصّمّة [566] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء الجاهلية. وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين). هذا، وفي (أنساب الأشراف 10/ 111) مالك بن ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب.
[567] هو الصمّة الأكبر فارس مذكور، وشاعر. انظر (المؤتلف والمختلف ص 213، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 192191). وجاء في الهامش: «وفيه يقول جرير:
ندسنا أبا مندوسة القيل بالقنا ... وما ردم من جار بينة ناقع
جاربيبة: الصمّة الجشميّ». وجاء في هامش آخر: «قتله ثعلبة بن حصبة بن أزنم بن عبيد ثعلبة بن يربوع». وفي (النقائض ص 763): «جار بيبة يعني الصمّة بن الحارث، أبا دريد الجشمي، قتله ثعلبة بن حصبة بن أزنم، وهو أسير الحارث بن بيبة المجاشعي». وثمة خلط بين الصمّة الأكبر، صاحب الترجمة، والصمّة الأصغر والد دريد، يظهره الاختلاف في اسم الصمّة جار بيبة، في (النقائض ص 119، 693، 836، 854).
__________
(1) البيت في (الأغاني 22/ 119).
(2) بنو سالم: من الخزرج، وهم بنو سالم بن عوف، وإليهم ينتسب الشاعر.
(3) البيت برواية مختلفة في (الأغاني 22/ 119).
(4) بنو قيلة: الأوس والخزرج. أمّهم قيلة بنت الأرقم بن جفنة الغسانيّة. وحان (هنا) هلك.
(5) كذا بالأصل. وقد سمّاه قبل امرأ القيس بن المنذر (كرنكو).
(6) القن: عبد ملك، هو وأبواه. والقطين: الخدم والحاشية.
(7) الشتيم: الأسد العابس.(1/303)
الشاعر (1)، ويقال: هو عم دريد (2)، وكان يقال لمالك وابنه معاوية: الصّمّتان. والصّمّة، من بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، وقتلته بنو يربوع، فقال قبل قتله، وقد أثبت (3)، وهو يكيد بنفسه (4): [من الوافر]
ألا أبلغ بنيّ، ومن يليهم ... فإنّ بيان ما يبغون عندي
ألا أبلغ بني جشم رسولا ... بما فعلت بي الجعراء وحدي
أذمّ العاصيين، وإنّ جاري ... من البيبات لا يوفي بزند
قتلتم جاركم، أستاه نيب ... مرمّلة بها القطران، حرد
قوله: البيبات، يعني الحارث بن بيبة المجاشعيّ، وكان أجاره، وهو جدّ البعيث المجاشعيّ الشاعر. الحرد: جمع أحرد، وهو من عيوب الإبل. وعيّر جريرا الفرزدق بذلك في غير موضع من شعره.
[568] المتنخّل الهذليّ. واسمه مالك بن عويمر، أحد بني لحيان، جاهليّ، قال يرثي أباه (5):
[من المتقارب]
أبو مالك قاصر فقره ... على نفسه، ومشيع غناه
إذا سسته سست مطواعة ... ومهما وكلت إليه كفاه
وله يرثي ابنه أثيلة (6): [من البسيط]
[568] أبو أثيلة، شاعر من نوابغ هذيل، له في الأغاني) صوت من قصيدة، قالها في رثاء ابنه أثيلة. قال عنه الآمدي:
شاعر محسن، وقال عنه الأصمعي: هو صاحب قصيدة طائيّة قالتها العرب. ويبدو من سياق ترجمته أنّه جاهلي.
واختلف في اسم أبيه، فقيل: عويمر، وعمرو، وجاء في الهامش: «في أشعار الهذليين من نسخة غاية في الجودة:
مالك بن عمر». والأوّل أثبت. وقيل: المنتخل. تصحيف. انظر له (الأغاني 24/ 9690، وأمالي المرتضى 1/ 307306، 493، وجمهرة أشعار العرب ص 609594، وديوان الهذليين 2/ 371، والأعلام 5/ 264، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 320).
__________
(1) هذا وهم، فأبو دريد هو معاوية بكر بن علقمة. وقيل معاوية الأصغر بن الحارث بن معاوية الأكبر بن بكر. انظر (جمهرة أشعار العرب ص 270، وديوان دريد بن الصمّة ص 11). ويؤكد ذلك أن الصمة الأكبر قتله ثعلبة بن حصبة أشير إلى ذلك آنفا وأن الصمّة الأصغر أبا دريد بن الصمّة قتله جعفر بن الأحنف في حروب الفجار.
انظر (الأغاني 22/ 17). وجاء مثل ذلك الوهم في (معجم البلدان: رقد، صارات).
(2) ويصحّ أن يكون الصمّة الأكبر جدا لدريد، وهو الأرجح.
(3) في ك «وقد أثيب». تصحيف.
(4) البيتان: الثاني والثالث من أربعة له في (المؤتلف والمختلف). والأوّل من ثلاثة له في (معجم البلدان: رقد).
(5) سقط الأول من ك، والبيتان في (الأغاني 24/ 9695)، وهما من قطعة في (أمالي المرتضى 1/ 307306، وديوان الهذليين 2/ 3029).
(6) الأبيات من قصيدة في (الأغاني 24/ 9593، وديوان الهذليين 2/ 3733).(1/304)
ما بال عينك أمست دمعها خضل ... كما وهى سرب الأخرات منبزل (1)
تبكي على رجل، لم تبل جدّته ... خلّى عليك فجاجا، بينها خلل (2)
لقد عجبت، وما بالدّهر من عجب ... أنّى قتلت، وأنت الحازم البطل
[569] الذّهاب العجلي. واسمه: مالك بن جندل بن سلمة بن مجمّع بن عديّة بن أسامة بن ربيعة بن ضبيعة بن عجل. وقيل: اسمه: جندل بن سلمة بن مجمّع بن عديّة، والأوّل أثبت.
وسمّي الذّهاب ببيت قاله، وقد تقدّم خبره في الجيم (3).
[570] الأصمّ الكلبيّ. واسمه: مالك بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن قضاعة. جاهليّ قديم، سمّي الأصمّ بقوله (4): [من الوافر]
أصمّ عن الخنا إن قيل يوما ... وفي غير الخنا ألفى سميعا
فسمّي الأصمّ، ولا صمم به.
[571] مالك بن جحوان بن الحارث بن نمير بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد.
جاهليّ، قال في مقتل بدر بن ثعلبة بن حبال الغاضريّ، حين قتلته بنو عبس: [من الطويل]
غداة تركنا بالمدفّع فاللّوى ... عميد بني ذبيان يشرق بالدّم (5)
[572] مالك بن خياط بن مالك بن أقيش العكليّ. جاهليّ. هو الذي عقد حلف الرّباب، وكان يهجو بني نمير، وفيهم يقول: [من البسيط]
[569] له ذكر في (القاموس المحيط: ذهب، ومجمع الأمثال 1/ 401)، وفي (المزهر 2/ 436)، وفيه: «ومنهم مالك بن جندل. سمّي الذّهّاب لقوله: [من الطويل]
وما سيرهنّ إذ علون قراقرا ... بذي أمم، ولا الذّهّاب ذهّاب»
ويبدو من سياق ترجمته ونسبه أنه شاعر جاهليّ. انظر (التاج: ذهب)، وفيه: «كشدّاد لقب عمرو بن جندل
أو لقب مالك بن جندل الشاعر». هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
[570] شاعر جاهلي قديم، من قضاعة، ثمّ من كلب. انظر له (ألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 348، والمزهر 2/ 439). وجاء في (الأغاني 16/ 331): «الأصم بن مالك بن جناب بن كعب، الأصقع»، انظر له (شعر قبيلة كلب ص 203). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء الجاهليين).
[571] انظر له (ديوان بني أسد 2/ 215، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 314) نقلا عن معجم المرزبانيّ.
[572] له ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 316) نقلا عن معجم المرزبانيّ.
__________
(1) السّرب: السائل يكون فيه وهي، فينسرب الماء منه. والأخرات: جمع خرت. وهو الثقب.
(2) لم تبل جدّته: لم يستمتع به، وخلّى عليك طرقا لم تسدّ ثلمها.
(3) ذلك في القسم المفقود من الكتاب.
(4) البيت في (ألقاب الشعراء، والمزهر).
(5) أراد بني مواضع المدفّع ومواضع اللّوى. ويشرق بالدّم: يغصّ به.(1/305)
وكلّ قوم أطاعوا أمر مرشدهم ... إلّا نمير أطاعوا أمر غاويها (1)
قبيلة، ردّها باللؤم أوّلهم ... ردّ الرّحا بيد الطّحّان هاديها
لا يهتدي لسبيل الخير مصلحها ... ولا يضلّ سبيل الغيّ ساريها
الظّاعنون على العمياء إن ظعنوا ... والقائلون: لمن دار نخلّيها
[573] ذو الرّقيبة القشيريّ. واسمه مالك بن عامر بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. أسر حاجب بن زرارة بن عدس يوم جبلة. وأمّ ذي الرّقيبة: أسيدة، سبيّة، وفيها يقول جرير (2): [من البسيط]
ردّوا أسيدة في جلباب أمّكم ... غصبا، فأمسى لها درع وجلباب
وقال فيها أيضا (3): [من الطويل]
وما نحن أعطينا أسيدة حكمها ... لعان أعضّت في الحديد سلاسله
[574] مالك بن حمار بن حزن بن خشين بن لأي بن شمخ بن فزارة. جاهليّ، يقول يوم جبلة، وقتل معاوية بن الصّموت الكلابيّ، وحرملة الكلابيّ، ورجلين معهما من قيس كبّة، من بجيلة (4): [من الكامل]
ولقد صددت عن الغنيمة حرملا ... وبغيته لددا، وخيلي تطرد
أقبلته صدر الأغرّ، وصارما ... ذكرا، فخرّ على اليدين الأبعد (5)
وابن الصّموت تركت حين لقيته ... في صدر مارنة يقوم، ويقعد (6)
[573] ويقال: مالك بن سلمة شاعر جاهلي، أسر حاجب بن زرارة، وأخذ فداءه ألف بعير. ويقال: مالك بن سلمة.
انظر له (الأغاني 11/ 157155، والنقائض ص 369، 425، 652، 669، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 138).
وجاء في الهامش: «قال الجاحظ في كتاب البرصان تأليفه: ومن البرص الأشراف والرؤساء المتوّجين مالك ذو الرقيبة. وهو الذي غصب الزهدمين». انظر (البرصان والعرجان ص 98). وأخلّ بترجمته جامع (أشعار العامريين الجاهليّين).
[574] سيد بني شمخ بن فزارة. قتله خفاف بن ندبة السلميّ. وأخباره كثيرة. انظر له (الأغاني 15/ 8886، والشعر والشعراء ص 259258، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 315وشعر قبيلة ذبيان ص 415414).
__________
(1) في الهامش: المحفوظ: وكلّ قوم. (فرّاج). وفي الأصل والمطبوع: كلّ قوم.
(2) البيت من قصيدة لجرير يهجو فيها الفرزدق. (ديوان جرير ص 194).
(3) البيت من قصيدة يجيب فيها الفرزدق. (ديوان جرير ص 970).
(4) الأبيات من ستة في (الأغاني 11/ 162، والنقائض ص 674).
(5) أقبلته صدر الأغرّ: جعلته قبالته.
(6) المارنة: لعلّه أراد قناة مارنة، أي: صلبة ليّنة.(1/306)
يعدو ببزّي سابح، ذو ميعة ... نهد المناكب، ذو تليل، أقود (1)
[575] مالك بن نويرة بن جمرة بن شدّاد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميميّ. يكنى أبا حنظلة، ويلقّب الجفول، وهو شاعر شريف، أحد فرسان بني يربوع (2) بن حنظلة، ورجالهم المعدودين في الجاهليّة، وكان من أرداف الملوك. وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم استعمله على صدقات قومه، فلمّا بلغه وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمسك الصّدقة، وفرّقها في قومه، فجفّل إبل الصّدقة، فسمي الجفول (3)
بذلك، فقال (4): [من الطويل]
وقلت: خذوا أموالكم، غير خائف ... ولا ناظر فيما يجيء من الغد
فإن قام بالأمر المخوّف قائم ... أطعنا، وقلنا: الدّين دين محمّد (5)
فقتله ضرار بن الأزور (6) الأسديّ بأمر خالد بن الوليد بالبطاح صبرا، وخلف على زوجته وكانت جميلة. وقدم أخوه متمّم بن نويرة على أبي بكر الصّديق رضي الله عنه فأنشده مراثي أخيه مالك، وناشده في دمه وفي سبيهم، فردّ أبو بكر السّبي إليه، وأغلظ عمر بن الخطّاب لخالد بن الوليد رضي الله عنهما في أمر مالك، وعذره أبو بكر. ورثاه متمّم بشعره المشهور، فمن ذلك قصيدته المبرّزة التي أوّلها (7): [من الطويل]
لعمري، وما دهري بتأبين هالك ... ولا جزعا ممّا أصاب فأوجعا (8)
التأبين: مدح الميّت، والثّناء عليه.
ولمالك شعر جيّد، كثير، منه قوله يرثي عتيبة بن الحارث بن شهاب وقتلته بنو أسد (9):
[575] فارس شاعر. يقال له «فارس ذي الخمار» وذو الخمار فرسه. وفي أمثالهم «فتى، ولا كمالك». وكانت فيه خيلاء. قتل سنة 12هـ. انظر له (الأعلام 5/ 267. وأسماء المغتالين: نوادر المخطوطات 2/ 263262، وأنساب الأشراف 11/ 227226، والشعر والشعراء ص 257254، وفوات الوفيات 3/ 236233، والأصمعيات ص 225222، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 420419).
__________
(1) البزّ: السلاح، والثياب. والسابح من الخيل: الذي يمدّ يديه في الجري. والميعة: أول الشيء. أراد أنّه في الصدارة.
ونهد: مرتفع الجسم. والتليل: العنق. والأقود: الطويل.
(2) في ك «بن يربوع». تصحيف.
(3) في الهامش: «المعروف أنّه سمّي الجفول لكثرة شعره».
(4) البيتان في (طبقات فحول الشعراء ص 206).
(5) الأمر المخوّف: الذي خوّفتموني به. ويروى: «منعنا».
(6) في ك «الأسور». تصحيف.
(7) هي من المفضليات، ورقمها (67) في (شرح اختيارات المفضّل ص 11921166).
(8) جزعا: معطوف على موضع الباء. و (بتأبين) في موضع النصب لأنه خبر (ما).
(9) البيتان في (الإصابة 5/ 561).(1/307)
[من الكامل]
فخرت بنو أسد بمقتل واحد ... صدقت بنو أسد، عتيبة أفضل
بجحوا بمقتله، ولا توفي به ... مثنى سراتهم الذين تقتّلوا
[576] مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية.
رئيس هوازن يوم حنين. قال دعبل: له أشعار كثيرة، جياد، مدح فيها النبي صلّى الله عليه وسلّم وغيره. وهو القائل (1): [من الكامل]
ما إن رأيت ولا سمعت بواحد ... في النّاس كلّهم كمثل محمّد
أوفى، وأعطى للجزيل لمجتد ... ومتى يشأ يخبرك عمّا في غد (2)
وإذا الكتيبة جرّدت أنيابها ... بالسّمهريّ، وضرب كلّ مهنّد
فكأنّه ليث على أشباله ... وسط الأباءة خادر في مرصد (3)
وله في يوم حنين، يقول لفرسه (4): [من مشطور الرجز]
أقدم محاج إنّه يوم نكر (5) ... مثلي على مثلك يحمي، ويكر
ويطعن النّجلاء، تعوي وتهر (6)
[577] مالك بن عمر النّضيريّ. جاهليّ، يقول: [من البسيط]
أنبئت حيّا وعوفا ينذرون دمي ... وذاك من قلّة الأحلام والخرق (7)
[576] صحابي من أهل الطائف. كان رئيس المشركين يوم حنين (8هـ)، قاد هوازن كلّها لحرب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أسلم، وكان من المؤلفة قلوبهم، وشهد القادسيّة، وفتح دمشق، وتوفي نحو سنة 20هـ. انظر له (الأعلام 5/ 264 وسيرة ابن هشام 4/ 60، 100، والتذكرة السعدية ص 143، والممتع في صيغة الشعر ص 28، ومنح المدح ص 300299، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 417).
[577] لم أعثر له على ترجمة. وأمّا ترجمته في (معجم الشعراء الجاهليين ص 317) فمنقولة عن المرزبانيّ.
__________
(1) الأبيات في (سيرة ابن هشام 4/ 100، وسيرة ابن كثير 3/ 683) ورويت في (الإصابة 5/ 556)، وقيل: إنها من قصيدة له، قالها حين ردّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم عليه أهله، وماله، وأعطاه مائة من الإبل.
(2) المجتدي: طالب العطاء.
(3) الأباءة: أجمة القصب. والخادر: المقيم في عرينه.
(4) الأشطار من رجز له في (سيرة ابن هشام 4/ 67، وسيرة ابن كثير 30/ 634). وانظر (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 222).
(5) محاج: اسم فرسه. والنّكر: الأمر الشديد.
(6) النجلاء: الطعنة الواسعة. تعوي وتهرّ: يسمع لخروج الدم منها أصوات كالعواء والهرير. والشطر من رجز في (الاشتقاق ص 158) غير منسوب.
(7) الخرق: الحمق والجهل.(1/308)
مهلا وعيدي، مهلا، لا أبا لكم ... إنّ الوعيد سلاح العاجز الحمق
كيلا ينالكم كيدي ومقدرتي ... فقد تحاذر مني زلّة الغلق (1)
[578] مالك بن عامر الأشعريّ. أحد المعمّرين، يقول (2): [من المتقارب]
عمّرت حتّى مللت الحياة ... ومات لداتي من الأشعر
أتت لي مئون، فأفنيتها ... فصرت أحلّم للمعمر (3)
لبست شبابي، فأفنيته ... وصرت إلى غاية المكبر
وأصبحت في أمّة واحدا ... أحوّل كالجمل الأصور (4)
وذكر فيها مشاهد من أيّام الجاهلية وفتوح الإسلام، ومبايعته النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وحضوره صفّين مع عليّ عليه السلام وختمها بقوله:
كأنّ الفتى لم يعش ليلة ... إذا صار رمسا على صوأر (5)
وطول بقاء الفتى فتنة ... فأطول لعمرك أو أقصر
[579] مالك بن عمير السّلميّ، ثمّ النّاصريّ. له مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حديث، وهو القائل (6):
[من الطويل]
ومن يبتدع ما ليس من سوس نفسه ... يدعه، ويغلبه على النّفس خيمها (7)
[578] هو مالك بن عامر بن هانئ بن خفاف الأشعريّ. ويقال: إنّه أوّل من عبر دجلة يوم المدائن. وله في ذلك قصيدة رجز. وكان ابنه سعد من أشراف أهل العراق. انظر له (الإصابة 5/ 540539، ومجالس ثعلب ص 153151، ومنح المدح ص 301300، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 416).
[579] اشتهر في الجاهلية، ووفد على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فشهد معه فتح مكّة وحنينا والطائف سنة 8هـ، وعاش بعد ذلك زمنا.
وله حديث استفتى فيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم في الشعر، ومنه أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال له: «فإن كان، ولا بدّ لك منه، فشبّب بامرأتك، وامدح راحلتك. انظر له (الإصابة 5495، والأعلام 5/ 264، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 417416).
__________
(1) الغلق: ضيق الصدر، والقلق.
(2) القصيدة في (مجالس ثعلب ص 153151). ومنها:
شهدت عليّا وصفّينه ... بفتيان صدق ذوي مفخر
وهذا يعني أنّه كان حيّا سنة 37هـ.
(3) المعمر: المنزل الكثير الماء والكلأ والناس، يقام فيه.
(4) الجمل الأصور: المائل.
(5) صوأر: موضع لبني كلب، فيه ماء، فوق الكوفة ممّا يلي الشام.
(6) البيت في (الإصابة).
(7) سوس النفس: طبعها، وسجيّتها. والخيم: الأصل.(1/309)
[580] مالك بن الدّخشم الأنصاريّ. أسر سهيل بن عمرو العامريّ يوم بدر، وقال (1):
[من المتقارب]
أسرت سهيلا، فلن أبتغي ... أسيرا به من جميع الأمم
وخندف تعلم أنّ الفتى ... سهيلا فتاها إذا تظلّم (2)
ضربت بذي الشّفر حتّى انثنى ... وأكرهت سيفي على ذي السّقم (3)
[581] مالك بن الحارث الهذليّ. أحد بني كاهل، مخضرم.
[582] مالك بن ربيعة الغامديّ. يقول: [من الكامل]
ولنعم حشو الدّرع يوم لقيته ... سعد، ونعم فتى النّديّ المنتدي
طاعنته، والموت يلحظ دائبا ... مهج النّفوس متى يقال له رد
فأزالني عنه الشّليل، وفارس ... يحنو عليه، وفارس لم يشهد (4)
[583] مالك، الأشتر بن الحارث بن عبد يغوث بن سلمة بن ربيعة بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النّخع. ضربه رجل من إياد، يوم اليرموك على رأسه، فسالت الجراحة قيحا إلى عينه، فشترته.
وكان الأشتر مع عليّ رضي الله عنه في حروبه، وقلّده مصر، ومات في طريقه (5). وهو [580] صحابيّ من الأوس. شهد بدرا عند الجميع، وأسر سهيل بن عمرو العامريّ القرشيّ، ثم أرسله النبي صلّى الله عليه وسلّم مع معن بن عدي، فأحرقا مسجد الضرار سنة 9هـ. انظر له (الإصابة 5/ 535534، وسيرة ابن هشام 2/ 212211، وسيرة ابن كثير، 2/ 481، وتاريخ الطبري 2/ 465، 3/ 110)، هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[581] من بني كاهل، من هذيل. انظر له (اللسان: سرح هضض، حيا، والإصابة 6/ 212، والمعاني الكبير ص 498، 850، وديوان الهذليين 3/ 8581، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 413).
[582] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من الشعراء المخضرمين. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[583] أمير، من كبار الشجعان. كان رئيس قومه، أدرك الإسلام، وهو من الذين ألّبوا على عثمان رضي الله عنه، وشهد الجمل، وصفّين، وولّاه عليّ رضي الله عنه مصر، وتوفي سنة 37هـ. ويعدّ من الشجعان الأجواد العلماء والفصحاء. وله شعر جيد. ولمحمّد تقي الحكيم (مالك الأشتر). انظر له (الأعلام 5/ 259، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 27).
__________
(1) الأبيات في (سيرة ابن كثير، وسيرة ابن هشام) وعدا الأخير (في الإصابة)، وجاء في (سيرة ابن هشام): «قال ابن هشام: وبعض أهل العلم بالشعر ينكر هذا الشعر لمالك بن الدخشم».
(2) يقال: اظّلم الله الليل: جعله مظلما.
(3) الشّفر: جمع الشّفرة، وشفرات السيوف: حروف حدّها.
(4) الشليل: الدّرع.
(5) سنة 37 (كرنكو).(1/310)
القائل وهو من شريف الأيمان (1): [من الكامل]
بقّيت وقري، وانحرفت عن العلا ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس (2)
إن لم أشنّ على ابن هند غارة ... لم تخل يوما من نهاب نفوس (3)
خيلا كأمثال السّعالى شزّبا ... تعدو ببيض في الكريهة شوس (4)
حمي الحديد عليهم، فكأنّهم ... لمعان برق، أو شعاع شموس
[584] جوّاب. واسمه: مالك بن كعب بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب، سمّي جوّابا لقوله للبيد بن ربيعة الجعفريّ (5): [من الكامل]
لا تسقني بيديك إن لم تأتني ... رقص المطيّة، إنّني جوّاب (6)
[585] مالك المزموم. ويقال: مويلك. ربعيّ، ذهليّ، من شعراء البحرين، يقول (7): [من الكامل]
امرر على الجدث الذي حلّت به ... أمّ العلاء، فنادها لو تسمع
أنّى حللت، وكنت جدّ فروقة ... بلدا، يمرّ به الشّجاع، فيفزع (8)
صلّى الإله عليك من مفقودة ... إذ لا يلائمك المكان البلقع
وله (9): [من الخفيف]
[584] كان سيدا من سادات بني عامر بن صعصعة في الجاهلية، وقد ترأسهم مدّة من الزمن، وهجاه لبيد بن ربيعة العامريّ بسبب نفيه بني جعفر قوم لبيد عن ديارهم. وتوفي قبل حروب الفجار الأخير، وذلك قبل الإسلام بزمن غير قصير انظر له (أشعار العامريين ص 20وشعر بني عامر 2/ 21). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
ويبدو أن المؤلّف خالف مذهبه في مراعاة الزمن، في ترتيب التراجم، فذكر شاعرا جاهليّا بعد بضعة شعراء مخضرمين أو أن ذلك كان سهوا منه. وهذا كثير عنده.
[585] من بني عامر بن ذهل. وكان من الخوارج، وكان الحجّاج يطلبه. ونسب بعض شعره لعمران بن حطّان. انظر له (الأغاني 18/ 123122، وشرح المرزوقي 903902، واللسان: فرق، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 418).
__________
(1) في الأصل والمطبوع: «الإيمان». تصحيف. والأبيات في (شرح المرزوقي ص 150149). والأوّل والثاني في (الإصابة 6/ 212).
(2) الوفر: المال الكثير. وجاء في (شرح المرزوقي): «وهذا من الأيمان الشريفة، واللفظ لفظ الخبر، وظاهره الدعاء».
(3) ابن هند: معاوية بن أبي سفيان. وأمّه: هند بنت عتبة الأموية. ونهاب النفوس: اختلاسها.
(4) السّعالى: جمع السعلاة. وهي الغول، أو أنثى الغيلان. والشّزّب: الضّمّر. والشّوس: جمع الأشوس. وهو الذي ينظر بمؤخر عينه تكبّرا أو تغيّظا.
(5) البيت في (أشعار العامريين الجاهليين ص 86).
(6) الجوّاب: الذي يجوب الآبار، أي: يحفرها، ويتخذها لنفسه. والرّقص: ضرب من سير الإبل.
(7) الأبيات مع ثلاثة أخرى في (شرح المرزوقي). وهي في رثاء امرأته.
(8) البيت في (اللسان: فرق)، وفيه: «وقال مويلك المرموم». وفروقة: شديدة الفزع. والتاء فيه للمبالغة.
(9) البيتان من أربعة في (الأغاني 18/ 123) منسوبة لعمران بن حطّان.(1/311)
طيّروني من البلاد، وقالوا: ... مالك النّصف من بني حكّام (1)
ناق، سيري، قد جدّ حقّا بنا السّي ... ر، وكوني جوّالة في الزّمام
[586] مالك بن امرئ القيس الكلبيّ. يقول (2): [من الوافر]
ألا أبلغ أبا بكر رسولا ... وأبلغها بني ناج بن سعد
بأيّ جريرة أسلمتموني ... لأعداء لكم، يكدون وكدي؟ (3)
كأنّي إذ ولدت انجاب عنّي ... سواد الأرض، بالبيداء، وحدي
[587] مالك بن عبد الله النّخعيّ. يقول: [من الطويل]
أراد أبو العريان حسبي، وأهلنا ... بأبين، أقصى الأرض ممسى ومصبحا (4)
وإنّي لممّا أن يناخ مطيّتي ... على الحاجة اللّوثاء حتّى تسرّحا (5)
اللوثاء هاهنا: الصّعبة المطلب.
بنجح، وإمّا أمر يأس مبيّن ... سلوت به حاجات نفسي، فأسمحا
[588] مالك بن قراضة الأسديّ. أحد بني طريف. وقراضة: أمّه، وهو القائل: [من الطويل]
رأت إبلا، قد أذهب الحبس نيّها ... وأنّ مواليها بنو ذي الحناظل (6)
وقد جلب الراعي بجرّ لقاحه ... وأنعامكم محبولة بالجنادل (7)
[586] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته، وشعره أنّه إسلاميّ. ورجّح بعض المعاصرين أنه مالك بن امرئ القيس الضّبيّ. انظر له (شعر ضبّة وأخبارها ص 284وشعر قبيلة كلب ص 203202). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء والمخضرمين والأمويين).
[587] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه إسلامي. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[588] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه إسلامي. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) النصف: الإنصاف. وبنو حكّام: قوم من بني حنيفة في اليمامة.
(2) الأبيات في (شعر ضبّة وأخبارها) نقلا عن الوحشيات (الضّبيّ) وعن المرزبانيّ (الكلبي).
(3) في الهامش: «يقال: وكده وكدة إذا قصده قصدة».
(4) أبين: مخلاف باليمن، منه عدن.
(5) في ك «اللوناء». تصحيف.
(6) النيّ: الشحم. من نوت الناقة إذا سمنت. ويوم ذات الحناظل لبني تميم على بني أسد في الجاهلية. انظر (الأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 155).
(7) الجرّ: موضع في الحجاز، في ديار أشجع. ومحبولة: مشدودة بالحبال. ولعلّ في البيت إشارة إلى شعر للراعي النمري يذكر فيه الجرّ. انظر (معجم البلدان: الجرّ). هذا وقد يكون صاحب الترجمة جاهليّا، فالمؤلّف هاهنا يخالف النهج الذي سار عليه في ترتيب التراجم، فصاحب الترجمة الآتية جاهلي بالاتفاق.(1/312)
[589] مالك بن حطّان بن عوف بن عاصم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة التميميّ.
يعرف بابن الجرميّة، وهي أمّه، وهو القائل (1): [من الطويل]
فلو شهدتني من عبيد عصابة ... حماة لخاضوا الموت حين أنازل (2)
فما ذنبنا أنّا لقينا قبيلة ... إذا اتّكلت أقرانها لا تواكل
يساقوننا كأسا من الموت مرّة ... وعرّد عنّا المقرفون الحناكل (3)
فما بين من هاب المنيّة منكم ... ولا بيننا إلا ليال قلائل
[590] ابن العقديّة الجشميّ. وهو مالك بن الجلاح بن صامت بن سدوس بن إنسان بن عتوارة (4). أحد بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن.
كان مسلما خيارا، شهد صفّين مع عليّ عليه السلام وقاتل أهل الشام قتالا شديدا، فطعنه بشر بن عصمة المرّيّ، فصرعه، فقال مالك (5): [من الطويل]
ألا أبلغوا بشر بن عصمة أنّني ... شغلت، وألهاني الذين أمارس
فصادف منّي غرّة، فأصبتها ... لذلك، والأبطال ماض وجالس
[591] مالك بن الرّيب بن حوط بن قرط بن حسل بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن [589] فارس، شاعر، جاهليّ. كان ممّن قاتل بسطاما الشيباني في يوم (قشاوة) في عدد قليل، وجرحه بسطام، فعاش سنة، ومات في الجاهلية. انظر له (أنساب الأشراف 11/ 226، 236235، ومعجم البلدان: عاقل، والأعلام 5/ 260، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 315314، وشعر قبيلة تميم ص 230229).
[590] شاعر فارس ناسك، صرع في صفّين سنة 37هـ،. انظر له (وقعة صفين ص 270269، وتاريخ الطبري 5/ 2928، وأسماء خيل العرب وأنسابها ص 230). والعقديّة: أمّ، غلبت عليه. وفي المطبوع (فرّاج):
«العقديّة». والمعروف أنّ العقديّين من اليمنيّين. انظر (التاج: عقد) وجمهرة أنساب العرب ص 416). وأمّا الشاعر فليس منهم. وله ترجمة في (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 413).
[591] اشتهر في أوائل العصر الأمويّ، وكان من أجمل العرب جمالا، وأبينهم بيانا. وتوفي نحو سنة 60هـ. وللدكتور نوري حمودي القيسيّ (ديوان مالك بن الرّيب: حياته وشعره) طبع في القاهرة سنة 1969م. وانظر له (الأعلام 5/ 261، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 364، وأشعار اللصوص ص 324291، والبرصان والعرجان ص 91، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 415414).
__________
(1) الأبيات من ثمانية في (النقائض ص 2322) قالها، وهو في المعركة، يوم قشاوة، قبل أن يموت. والأوّل والثاني منها في (أنساب الأشراف 11/ 235).
(2) بنو عبيد: قومه. ولم يكونوا معه في ذلك اليوم.
(3) عرّد: فرّ. والمقرف: الذي أمّه أفضل من أبيه، أو الذي أمّه عربية وأبوه أعجميّ. والحناكل: القصار الأفعال، واحد حنكل.
(4) في الأصل بالضبطين (بكسر العين وضمّها) وكتب عليهما: معا. (فرّاج).
(5) البيتان في (وقعة صفّين ص 270، وتاريخ الطبري 5/ 29).(1/313)
مالك بن عمرو بن تميم.
كان ظريفا، أديبا، فاتكا، وهرب من الحجّاج لأنّه هجاه، وأصاب الطريق مدّة، ثم نسّك، فآمنه بشر بن مروان، وخرج إلى خراسان، فغزا مع سعيد بن العاص، ومات بها.
وهو القائل في علّته (1): [من الطويل]
لعمري لئن غالت خراسان هامتي ... لقد كنت عن بابي خراسان نائيا
يقولون: لا تبعد، وهم يدفنونني ... وأين مكان البعد إلّا مكانيا؟
وبالرّمل منّي نسوة، لو شهدنني ... بكين، وفدّين الطّبيب المداويا
ولمّا أحس بالموت قال يذكر ابنته شهلة (2): [من المتقارب]
تسائل شهلة قفّالها ... وتسأل عن مالك ما فعل (3)
ثوى مالك ببلاد العدو ... و، تسفي عليه رياح الشّمل (4)
لذلك شهلة جهّزتني ... وقد حال دون الإياب الأجل
[592] مالك بن جعدة التّغلبيّ. هجا المختار بن أبي عبيد، فردّ على الطّرمّاح. ومالك هو القائل (5): [من الوافر]
فإنّك يوم تأتيني حريبا ... تحلّ عليّ يومئذ نذور (6)
تحلّ عليّ مفرهة سناد ... على أخفافها علق يمور (7)
لأمّك ويلة، وعليك أخرى ... فلا شاة تنيل، ولا بعير
[592] من شعراء القرن الأوّل الهجريّ، هجا المختار بن أبي عبيد الثقفي، المقتول سنة 67هـ. انظر له (شرح المرزوقي ص 1637، واللسان: ويل، فره).
__________
(1) هذه الأبيات من قصيدة له مشهورة، وهي من غرر الشعر، وعدّتها 58بيتا، وحظيت باهتمام القدماء، والمحدثين، ودراستهم، وزعم قديما أن الجنّ وضعت الصحيفة التي فيها القصيدة تحت رأس الشاعر بعد موته. انظر خبره، وقصيدته في (الأمالي ذيل الأمالي 3/ 141135، والشعر الشعراء ص 271270) وأبياتها في (أشعار اللصوص) 62بيتا. وكتب (كرنكو): «قال اليزيديّ في نوادره: حدّثني محمد بن الحسن الأحول، قال: سمعت المدائنيّ يقول: رثى مالك بن الريب نفسه بقصيدته هذه، قبل موته بسنة».
(2) الأبيات في (أشعار اللصوص ص 314313) نقلا عن معجم المرزباني. ويظن جامع شعره أن (شهلة) هي زوجته.
(3) القفّال: العائدون من السفر. جمع القافل.
(4) تسفي الريح: تحمل، وتنثر. ورياح السّمل: رياح الشّمال.
(5) الأبيات مع رابع في (شرح المرزوقي).
(6) الحريب: السليب.
(7) المفرهة: الناقة التي تلد الفره من الأولاد. والسناد: القويّة. والعلق: الدم. ويمور: يسيل.(1/314)
[593] مالك بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاريّ. يكنى أبا الحسن، وأمّه أمّ ولد، تسمّى صفيّة، وشعره كثير. وكان هو وأبوه من أشراف أهل الكوفة، وكان الحجّاج، متزوجا بهند بنت أسماء، أخت مالك، وللحجّاج معه أخبار. وكان غزلا ظريفا، وتقلّد خوارزم. وهو القائل (1): [من الخفيف]
وحديث ألذّه، هو ممّا ... يشتهي السّامعون، يوزن وزنا (2)
منطق صائب، وتلحن أحيا ... نا، وخير الحديث ما كان لحنا
أراد ما تلحن به إليه، أي: ما أومأت به، وورّت (3) عن الإفصاح به، لئلا يعلمه غيرهما. وهو من قول الله تعالى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} (4).
وكان أخوه عيينة بن أسماء يهوى جارية لأخته، وكان مالك أوجد بها منه، ولم يعلم عيينة، فشكا عيينة وجده بها إلى مالك، فقال مالك (5): [من الكامل]
أعيين، هلّا إذ كلفت بها ... كنت استعنت بفارغ العقل
أأتيت ترجو الغوث من رجل ... والمستغاث إليه في شغل
وله (6): [من الخفيف]
إنّ لي عند كلّ نفحة بستا ... ن من الجلّ أو من الياسمينا (7)
نظرة والتفاتة لك، أرجو ... أن تكوني حللت فيما يلينا
[594] مالك بن الشّرعبيّ السّكونيّ. كوفيّ، ذكره دعبل، وقال: هو كثير الشعر.
[593] شاعر غزل ظريف، من الولاة، تقلّد خوارزم، وأصبهان للحجّاج، ووقع منه ما أوجب حبسه مدّة طويلة، وشعره كثير، وتوفي نحو سنة 100هـ. انظر له (الأعلام 5/ 257، ومعجم البلدان: تلّ بونّا، والأغاني 17/ 242230، وحماسة القرشيّ ص 472471، والشعر والشعراء ص 667666، والممتع في صنعة الشعر ص 236، والتذكرة السعدية ص 345، والحماسة البصرية 2/ 66، 73، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 412411).
[594] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه شاعر إسلامي. معاصر للحجّاج بن يوسف الثقفيّ (ت 95هـ). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين)، وترجم له في (شعر قبيلة أسد ص 595) نقلا عن المرزباني.
__________
(1) البيتان في (الأغاني 17/ 238) ومع ثالث في (الشعر والشعراء ص 666، والحماسة البصرية 2/ 86).
(2) في الهامش: «في نسخة أخرى: ينعت».
(3) في ك «وردت». تصحيف.
(4) سورة محمد 30 (فرّاج).
(5) البيتان في (الأغاني 17/ 236، والشعر والشعراء ص 667).
(6) البيتان في (الأغاني 17/ 237، ومعجم البلدان: بربسما)
(7) الجلّ: الورد أبيضه وأحمره وأصفره. واحدته جلّة.(1/315)
[595] مالك بن أبي حبال الأسديّ. من فرسان الكوفة وخرج على الحجّاج في بعض السّواد، فأسره الحجّاج، وقتله. وكان يقال: إنّه حصور، عنّين، لا يقرب النساء، فتزوّج امرأة، فأقامت عنده حينا، لا يكشف لها عن ثوب، فنشزت عليه، ففارقها، فتزوّجت ابن عمّ له، فرآها يوما، فسدّد الرّمح نحوها، وهو يقول: [من مشطور الرجز]
أيّ حليلك وجدت خيرا؟ ... أألعظيم خصية، وأيرا
أم الّذي يلقى الكماة سيرا؟
فقالت: الذي يلقى الكماة سيرا. فقال لها: أما والله لو قلت سوى ذلك لوضعت الرّمح بين ثدييك.
[596] مالك بن عميرة بن زرارة الجرشيّ. من شعراء خراسان، ويعرف بابن موركة، وهي أمّه، وهو القائل يهجو سويد بن هوبر: [من الطويل]
فأمّا سويد إن طلبت نواله ... فعند الثّريّا لا ينال يد الدّهر
وأبدت لي الأيّام أنّ ابن هوبر ... كذئب الغضا، يرمي المجاور بالهتر (1)
يذبّ، إذا ما اللّيل جاء، ابن هوبر ... إلى جارة الأدنى بقاصمة الظّهر
وله يهجو عمرو بن يزيد بن خالد النّهديّ: [من الطويل]
أتشتمني نهد وما خلت أنّها ... تريش، ولا تبري؟ ففيم التّكلّم؟
وما خلت نهدا يعرفون بنجدة ... ولا كان في نهد رئيس معمّم
[597] مالك بن أحمد بن سوار الطائيّ. كان في أوّل الدّولة العبّاسيّة، واجتمع هو ومروان بن سليمان بن أبي حفصة، وأنشده مالك لنفسه قصيدة، منها: [من الطويل]
وإنّي لأخشى أن أموت، وأحمد ... صغير، فيجفى أحمد، ويضيع
وإنّي لأرجو جعفرا، إنّ جعفرا ... لصالح أخلاق الكرام تبوع
[595] لم أعثر له على ترجمة. قتله الحجاج في أثناء ولايته على العراق (9565هـ). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[596] لم أعثر له على ترجمة. ونسبته إلى جرش. وهي مدينة عظيمة باليمن. وقيل: جرش: قبائل من أفناء الناس.
انظر (معجم البلدان: جرش). وقيل: جرش بن أسلم، وأخوه ذو يزن، والد سيف بن ذي يزن. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 436). ويبدو من سياق ترجمته أنّه أدرك الدولة العبّاسية (132هـ). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[597] لم أعثر له على ترجمة. ولعلّه توفي نحو سنة 140هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الهتر: الكذب، والسقط من الكلام.(1/316)
وقال لمروان: كيف ترى هذا الشعر يا مروان؟ قال: هذا من أشعار الصّبيان، فقال مالك يهجوه: [من الطويل]
ثوى اللّؤم في عجلان يوما وليلة ... وفي دار مروان ثوى آخر الدّهر
ولمّا أتى مروان ألقى رحاله ... وقال: رضينا بالمقام إلى الحشر
وليس لمروان على العرس غيرة ... ولكنّ مروانا يغار على القدر (1)
فضجّ مروان منها، وسأله أن يكفّ. وقد رويت هذه الأبيات لغير مالك.
[598] مالك بن أعين الجهنيّ. حجازيّ، قال يرثي جعفر بن محمّد الصّادق رضي الله عنهم، وتوفّي في سنة ثمان وأربعين ومائتين: [من المتقارب]
فيا ليتني، ثمّ يا ليتني ... شهدت، وإن كنت لم أشهد
فآسيت في بثّه جعفرا ... وساهمت في لطف العوّد
وإن قيل: نفسك. قلت: الفداء ... وكفّ المنيّة بالمرصد (2)
عشيّة يدفن فيه النّدى ... وغرّة زهر بني أحمد
وله في أبي جعفر، الباقر، محمّد بن عليّ (3) رضوان الله عليهما: [من المتقارب]
إذا طلب النّاس علم القرا ... ن كانت قريش عليه عيالا
وإن قيل: أين ابن بنت النّبي ... ي؟ نلت بذلك فرعا طوالا (4)
نجوم تهلّل للمدلجين ... جبال تورّث علما جبالا (5)
ذكر من اسمه المنذر
[599] المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجار الخزرجيّ.
[598] شاعر حجازي، اشتهر في أوائل القرن الثاني للهجرة، وسكن الكوفة. وهو من الرواة المشهورين للأخبار. توفي بعد سنة 148هـ. انظر له (وقعة صفّين ص 581، وتاريخ الطبري 10/ 386، والأغاني 16/ 146، والأعلام 5/ 257، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 412).
[599] شاعر من ذوي السيادة والرأي في الجاهلية، حكم بين الأوس والخزرج في حرب سمير. انظر له (الأعلام 7/ 293، ومعجم ما استعجم ص 757، والاشتقاق ص 449، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 351).
__________
(1) العرس للرجل: امرأته.
(2) في ك «ومن قبل نفسك». تصحيف.
(3) توفي أبو جعفر الباقر سن 114هـ.
(4) طوال: طويل.
(5) تهلّل: أراد تتهلّل، أي: تتلألأ.(1/317)
وهو جدّ حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام، والمنذر شاعر معروف. قال دعبل والمبرّد: أعرق النّاس كانوا في الشّعر آل حسّان. فإنّهم يعدّون ستّة في نسق، كلّهم شاعر: سعيد بن عبد الرّحمن بن حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام.
[600] المنذر، الملك بن ماء السّماء. وهي أمّه، وأبوه امرؤ القيس بن النّعمان بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عديّ بن نصر اللّخميّ، وولده: الملوك الأكابر: عمرو الأكبر، والمنذر، وقابوس، أمّهم: هند بنت الحارث الكنديّ، طلّقها المنذر، وتزوّج بنت أختها أمامة، فأولدها عمرا الأصغر بن المنذر. وقال: [من الكامل]
كبرت، وأدركها بنات أخ لها ... وأزلن أمّتها بركض معجل
الأمّة: النعمة. فلمّا مات المنذر ملك ابنه الأكبر، عمرو بن هند، وهو مضرّط الحجارة.
[601] المنذر بن رومانس الكلبيّ. وهي أمّه، وهو المنذر بن وبرة، وهو أخو النّعمان بن المنذر لأمّه، وأمّهما رومانس. والمنذر مخضرم، يقول بعد فتح الحيرة (1): [من الخفيف]
ما فلاحي بعد الأولى ملكوا الحي ... رة، ما إن أرى لهم من باقي
ولهم كان كلّ من ضرب العي ... ر بنجد إلى تخوم العراق (2)
سنّة سنّها أبوهم، فأمسوا ... ما أفادوا منها شبام عناق (3)
يقول: كلّ من اصطاد صيدا فهو ملك أيديهم. والشّبام: خيط يربط به، في طرفه عودان مثل اللّجام، ويشدّ من وراء قرنيها لئلا ترضع.
[602] المنذر بن حسّان بن الطّرامة الكلبيّ، والطّرامة: أمّه، حضنته، فغلبت عليه، وقد تقدّم [600] هو ثالث المناذرة، ملوك الحيرة في الجاهلية، ومن أرفعهم شأنا، وأشدّهم بأسا، وأكثرهم أخبارا، انتهى إليه ملك الحيرة بعد أبيه، نحو سنة 514م، وقتل في (يوم حليمة) نحو سنة 564م. انظر له (الأعلام 7/ 292، وثمار القلوب ص 562) هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
[601] توفي بعد سنة 12هـ. انظر له (الأعلام 7/ 295، وشعر قبيلة كلب ص 307ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 477).
[602] من شعراء العصر الأمويّ، توفي نحو سنة 75هـ. والطرامة امرأة حضنت جدّه حارثة فنسب إليها، وكان أبوه حسّان شاعرا. انظر له (الأغاني 24/ 3433وشعر قبيلة كلب ص 306304). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الأبيات عدا الأخير في (الإصابة 6/ 248)، والثاني في (اللسان: تخم). وفيه: «المنذر بن وبرة الثعلبيّ»، وهي مع رابع في شعر قبيلة كلب ص 307.
(2) العير: الحمار، أهليّا كان أو وحشيّا. وغلب على الوحشيّ، وهو المراد في البيت.
(3) العناق (هنا): الأنثى من المعز.(1/318)
نسب أبيه. والمنذر هو القائل (1): [من الوافر]
وبادية الجواعر من نمير ... تنادي، وهي كاشفة النّقاب (2)
مسلّبة، تنادي يال قيس ... وقيس بئس فتيان الضّراب
قتلنا منهم ألفين صبرا ... وألفا بالتّلاع وبالرّوابي (3)
[603] المنذر بن الطّفيل الرّبعيّ المرثديّ. كوفيّ، يقول: [من الطويل]
كفيت بني عجل، وسعد بن مالك ... منّ الدّهر يوما كاسف الوجه، أقتما
وقالوا: تقدّم، أنت كنت تحفّنا ... فلم أر يوم الصّلح إلّا تقدّما
[604] المنذر بن صخر الأسديّ. كوفيّ، يقول: [من الطويل]
إذا المجلس العبديّ يوما تقابلوا ... رأى كلّهم وجها لئيما يقابله
وإن سيل، أيّ النّاس ألأم والدا ... أشار إلى العبديّ من أنت سائله
إذا قتل العبديّ لم يتروا به ... بريئا، ولم يعرف من الخوف قاتله
[605] المنذر بن مصعب بن شدّاد بن المنذر بن الحارث بن وعلة الذّهليّ الرّقاشيّ. بصريّ، شخص إلى خراسان، وأقام بها إلى أيّام نصر بن سيّار. وهو القائل: [من البسيط]
أبلغ ربيعة في مرو، وإخوتهم ... فليغضبوا قبل ألّا ينفع الغضب
ما بالكم تنصبون الحرب بينكم ... حربا يحرّق في حافاتها الحطب (4)
[603] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الأوّل للهجرة، ولعلّه أدرك الثاني. هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[604] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه أدرك القرن الثاني للهجرة. هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين)، وترجم له في (شعر قبيلة أسد ص 503) نقلا عن المرزباني.
[605] شاعر أموي، من بني رقاش الشيبانيين. ورقاش بنت ضبيعة أمهم، نسبوا إليها، ومنهم صاحب راية ربيعة كلّها لعلي يوم صفين، الحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة، والشاعر من أبناء عمومته، وتوفي بعد سنة 128هـ.
انظر له (تاريخ الطبري 7/ 334، وجمهرة أنساب العرب ص 317). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الأبيات من الشعر الذي قيل في الصراع بين القيسيّة والقحطانية في عهد عبد الملك بن مروان. وهي من قطعة في (الأغاني 24/ 3433). ومن ستة عشر بيتا في (شعر قبيلة كلب ص 306304). وأمّا نسب أبيه فتقدم في القسم المفقود من الكتاب.
(2) الجواعر: جمع الجاعرة. والجاعرتان: حرفا الوركين المشرفان على الفخذين. وهما الموضعان اللذان يرقمهما البيطار.
(3) يقال للرجل يقدّم. فيضرب عنقه: قتل صبرا. وكلّ ذي روح يصبر حيّا، ثم يرمى حتى يقتل، فقد قتل صبرا.
(4) تنصبون الحرب: تظهرونها، وتقصدون بها.(1/319)
وله، يذكر صبر القاسم الشّيبانيّ في حرب، كانت بخراسان، من قصيدة طويلة (1): [من البسيط]
ما قاتل القوم منكم غير صاحبنا ... في عصبة، قاتلوا صبرا، فما قهروا
هم قاتلوا عند باب الحصن، ما وهنوا ... حتّى أتاهم عتاب الله، فانتهروا
[606] المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى. هو أبو إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، الرواية. وفد المنذر على المهديّ، وعرض عليه قضاء المدينة، فأبى عليه. وهو القائل يتقرّب إلى أهله (2): [من الطويل]
من مبلغ عبد المجيد، ودونه ... مسيرة شهر، أو تزيد على شهر (3)
وعمران، والرّهط الذين تركتهم ... بطيبة في الفرع المهذّب، من فهر (4)
ذكرتكم، فاعتادني الشّوق والأسى ... وضاق، بما أضمرت من ذكركم، صدري
وله (5): [من البسيط]
موت تخوّن إخواني، فشتّتهم ... فأصبحوا فرقا هاما وأرماسا
ألفيتني ذاهلا أنّي رزئتهم ... بيض الوجوه، ذوي عزّ، وأنّاسا (6)
فلن تقرّ بعيش بعدهم أبدا ... عيني، وقد شربوا بالموت أنفاسا
ذكر من اسمه المغيرة
[607] أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف. واسم أبي سفيان: المغيرة، وأمّه: سميّة، وأمّ أبيه: سمراء، وكانتا سبيّتين. وهاجاه حسّان بن ثابت قبل أن يسلم أبو [606] كان من سروات قريش وأهل الهدى والفضل. وكان شاعرا وفقيها ورعا، عاصر الخليفة المهدي (169158هـ).
انظر له (جمهرة نسب قريش 1/ 404395، وجمهرة أنساب العرب ص 121).
[607] أحد الأبطال الشعراء في الجاهلية والإسلام، وهو أخو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الرضاع. كان يألفه في صباهما. شهد مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم وقعة حنين، وأبلى فيها بلاء حسنا. له شعر كثير في الجاهلية والإسلام. انظر له (منح المدح ص 307303، والأعلام 7/ 276، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 192190).
__________
(1) البيتان مع ثالث في (تاريخ الطبري)، وذلك في أحداث سنة 128هـ.
(2) الأبيات من قصيدة في (جمهرة نسب قريش 1/ 397396). وفيه أنّه شخص إلى بغداد، وكان آخى إخوانا، أهل فضل ودين وأدب. فقال يتطرّب إليهم.
(3) عبد المجيد: هو عبد المجيد بن علي الليثي.
(4) عمران: هو عمران بن موسى بن عمران التيمي. وطيبة: مدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. والفرع من فهر: موضع الشرف منهم. وبنو فهر: قريش.
(5) الأبيات من قطعة له في (جمهرة نسب قريش 1/ 399).
(6) في المطبوع (فرّاج): «آناسا». والتصويب من (جمهرة نسب قريش). وأنّاس جمع آنس. وهو من الأنس.(1/320)
سفيان. وأسلم يوم الفتح، وحسن إسلامه، وأتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأنشده (1): [من الطويل]
لعمرك، إنّي يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللّات خيل محمّد
لكالمدلج الحيران، أظلم ليله ... فهذا أواني، حين أهدي، وأهتدي
هداني هاد غير نفسي، وقادني ... إلى الله من طرّدت كلّ مطرّد
فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنت طرّدتني؟ فقال: أستغفر الله، يا رسول الله. وتوفّي أبو سفيان سنة عشرين، وصلّى عليه عمر بن الخطّاب، رضي الله عنهما.
[608] المغيرة بن شعبة الثّقفيّ. فقئت عينه يوم القادسيّة، وكانت له قبل ذلك نكتة في عينه، وجرت بينه وبين معاوية مراجعة، فقال المغيرة: [من الكامل]
إنّ الذي يرجو سقاطك، والذي ... سمك السّماء مكانها، لمضلّل (2)
أجعلت ما ألقي إليك خديعة ... حاشى الإله، وترك ظنّك أجمل
وله: [من الرمل]
إنّما موضع سرّ المرء إن ... باح بالسّرّ أخوه المنتصح
فإذا بحت بسرّ فإلى ... ناصح، يكتمه، أو لا تبح
وهو صاحب معاوية في سائر حروبه ومواطنه، وهو أوّل من أشار عليه بولاية العهد ليزيد ابنه، وأوّل من أجهد نفسه في ذلك بالكوفة عند تقلّده إياها لمعاوية (3). وفضائله في هذه المعاني كثيرة.
[609] المغيرة بن الأخنس بن شريق واسم الأخنس: أبيّ بن عمرو بن وهب بن علاج بن [608] أحد دهاة العرب. وقادتهم وولاتهم. صحابيّ، يقال له: (مغيرة الرأي). ولد بالطائف، ورحل إلى الإسكندرية في الجاهلية، وأسلم سنة 5هـ، وشهد الحديبية واليمامة وفتوح الشام والعراق. ولّاه عمر، وعثمان، وكان أحد الذين شهدوا التحكيم، ثم ولّاه معاوية الكوفة، فلم يزل فيها إلى أن مات سنة 50هـ. وللمغيرة 136حديثا، وهو أوّل من سلّم عليه بالإمرة في الإسلام. انظر له (الأعلام 7/ 277، والأغاني 16/ 11086، والبداية والنهاية 8/ 4948، ومعجم ما استعجم ص 606605وشعراء الطائف ص 178176). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[609] صحابيّ، شاعر، هجا الزبير بن العوّام، وكان حليفا لبني زهرة القرشيين، وقتل يوم الدار، مدافعا عن عثمان بن عفّان سنة 35هـ. انظر له (الإصابة 6/ 155، وأنساب الأشراف 5/ 212211، والأعلام 7/ 276). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الأبيات في (طبقات فحول الشعراء ص 247)، وهي من قصيدة في (سيرة ابن هشام 4/ 31)، وبعضها في (منح المدح ص 305).
(2) السّقاط: العثرة، والزلّة.
(3) في ف «إيّاه معاوية». تصحيف.
11* معجم الشعراء المرزباني(1/321)
أبي سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن ثقيف.
قتل يوم الدار مع عثمان رضي الله عنهما وهو الذي يقول (1): [من مشطور السريع]
لا عهد لي بغارة مثل السّيل ... لا ينتهي غثاؤها حتّى اللّيل
[610] المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف. كان مع الحسين بن عليّ عليهما السلام، فأصابه مرض في الطريق، فعزم عليه الحسين عليه السلام أن يرجع، فرجع، فلمّا بلغه قتله، قال يرثيه: [من السريع]
أحزنني الدّهر، وأبكاني ... والدّهر ذو صرف وألوان
أفردني من تسعة، قتلوا ... بالطّفّ أضحوا رهن أكفان (2)
وستّة، ليس لهم مشبه ... بني عقيل، خير فرسان (3)
والمرء عون، وأخيه، مضى ... كلاهما هيج أحزاني (4)
من كان مسرورا بما نالنا ... وشامتا يوما فم الآن
[611] المغيرة بن حبناء التميميّ. وحبناء: أمّه، واسمها ليلى. وهو المغيرة بن عمرو بن ربيعة بن أسيّد بن عبد عوف بن عامر بن ربيعة وهو ربيعة الوسطى بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ويكنى أبا عيسى، وكان أبرص، وهو شاعر المهلّب، أنفذ شعره في مدحه، ومدح بنيه، وذكر حربهم للأزارقة، وفيهم يقول (5): [من البسيط]
[610] شاعر من بني هاشم. قيل إنّ عليّ بن أبي طالب أوصى زوجته أمامة بنت أبي العاصي بن ربيع إن أرادت الزواج بعده أن تجعل أمرها إلى المغيرة بن نوفل، فخطبها معاوية، فزوّجها المغيرة نفسه. وكان حيّا سنة 61هـ.
انظر له (نسب قريش ص 86، والمستطرف 2/ 71، وجمهرة أنساب العرب ص 16، 70). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[611] شاعر إسلاميّ، من رجال المهلّب بن أبي صفرة. وكان وأخواه: صخر ويزيد شعراء فرسانا. وكان أبوهم شاعرا أيضا. ومات المغيرة سنة 91هـ. انظر له (الأغاني 13/ 11292، وتمام المتون ص 347، والشعر والشعراء ص 319، والمراثي ص 200991، والمؤتلف والمختلف ص 149148، والنقائض ص 736، والأعلام 7/ 278، والحماسة البصرية 2/ 70، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 471470). وجاء في الهامش: «قال ياقوت بن عبد الله: وحبناء لقب غلب على أبيه، لحبن كان به. واسمه: جبير. قال: وذكر ابن ماكولا في الإكمال أن حبناء أمّه، وهو خطأ، ويدلّ على صحّة الأوّل قول زياد الأعجم، وكان يهاجيه:
إنّ حبناء كان يدعى جبيرا ... فدعوه، من لؤمه حبناء»
__________
(1) الشطران في (الإصابة)، وله رجز مشابه في (أنساب الأشراف 5/ 211).
(2) الطفّ: أرض من ضاحية الكوفة، فيها قتل الحسين بن عليّ رضي الله عنهما.
(3) عقيل: هو عقيل بن أبي طالب.
(4) عون: هو عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأخوه، محمّد، قتلا مع الحسين. انظر (الفتوح 3/ 127).
(5) البيتان في (المستطرف 2/ 5150). وأشار محقّقه إلى أنهما ينسبان لعمر بن لجأ، وأن الثاني نسب لحاتم الطائي.(1/322)
إنّ المهالب قوم إن مدحتهم ... كانوا الأكارم آباء وأجدادا
إنّ العرانين تلقاها محسّدة ... ولن ترى للئام النّاس حسّادا
وله (1): [من الطويل]
إذا المرء أولاك الهوان فأوله ... هوانا، وإن كانت قريبا أواصره
فإن أنت لم تقدر على أن تهينه ... فذره إلى اليوم الذي أنت قادره
إذا أنت عاديت امرأ فاظّفر له ... على عثرة، إن أمكنتك عواثره (2)
وقارب، إذا ما لم تجد حيلة له ... وصمّم إذا أيقنت أنّك عاقره
[612] الأقيشر. واسمه: المغيرة بن عبد الله بن الأسود بن وهب، من بني ناعج بن عمرو بن أسد، وقيل: هو من بني معرض بن عمرو بن أسد، ويكنى أبا معرض، وهو أحد مجّان الكوفة وشعرائهم، وهجا عبد الملك، ورثى مصعب بن الزّبير. وهو القائل (3): [من السريع]
يا أيّها السّائل عمّا مضى ... من ريب هذا الزّمن الذّاهب
[ذكر من اسمه مرداس]
[613] [مرداس] (4) تميم بخراسان، وكانت تميم قتلت ابنه محمّد بن عبد الله: [من الطويل]
ومن عجب الأيّام والدّهر، أصبحت ... تميم وقيس بالرّماح تشاجر
وكنّا يدا حتى سعى الدّهر بيننا ... فصرّفنا، والدّهر فيه الدّوائر
يفرّق ألّافا، ويترك عالة ... أناسا، لهم وفر من المال داثر
[612] شاعر هجّاء، عالي الطبقة، من أهل بادية الكوفة، ولد في الجاهلية، ونشأ في أوّل الإسلام، وعاش عمرا طويلا.
وكان عثمانيّا، وأدرك خلافة عبد الملك بن مروان، وأخباره كثيرة، وفيها غرائب. وقتل بظاهر الكوفة خنقا بالدخان نحو سنة 80هـ. انظر له (الأعلام 7/ 278277، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 4645).
هذا، وجمع شعره د. محمد علي دقة، ومهّد لذلك بترجمة وافية، وقراءة في شخصيته وشعره. انظر (ديوان الأقيشر الأسدي ص 4313).
[613] يبدو أن صاحب الترجمة من شعراء القرن الأوّل الهجري، إذ في الشعر الآتي، والمنسوب إليه ذكر للصراع بين قيس وتميم في خراسان، وكان ذلك بخاصة في أواخر القرن المذكور، فقد قتل التميميون قتيبة بن مسلم الباهلي، وهو من القيسيّة سنة 95هـ، والشاعر فيما يظنّ كان من القيسيّة.
__________
(1) الأبيات من قصيدة منثور بعضها في (الأمالي 2/ 231230، والتنبيه ص 120119ومجموعة المعاني ص 203.
(2) في ك «فاظفرن». تصحيف.
(3) البيت من ثلاثة في (الأغاني 11/ 259). ولذلك تفصيل في (ديوان الأقيشر الأسدي ص 50، 131).
(4) هاهنا نقص في الأصل، وما بين المعقّفتين إضافة يقتضيها السياق.(1/323)
هم بدؤونا بالقطيعة، وارتضوا ... له خطّة، لا يرتضيها المعاشر
فما كان ظلما قتلنا القوم إذ بغوا ... وضاقت عليهم في البلاد المصادر
[614] مرداس بن حذام الأسديّ. إسلاميّ، كوفيّ، قال لابن عمّ له من بني كاهل، وسقاه خمرا، حلب عليها لبنا (1): [من الطويل]
سقيت عقالا بالثّويّة شربة ... فمالت بلبّ الكاهليّ، عقال (2)
فقلت: اصطبحها، يا عقال، فإنّما ... هي الخمر، خيّلنا لها بخيال
وله في رواية دعبل وتروى لغيره (3): [من الرمل]
ربّ ندمان كريم خيمه ... ماجد الجدّين، من فرع مضر (4)
قد سقيت الكأس حتّى هزّها ... ومشت فيه سمادير السّكر (5)
يقرن الظّهر مع العصر كما ... تقرن الحقّة بالحقّ الذّكر (6)
ذكر من اسمه معقل
[615] معقل بن عامر بن مجمّع بن صوألة الأسديّ. ومعقل هو أخو حضرميّ، وهو فارس الدّهماء، مرّ يوم جبلة على ابن الحسحاس بن وهب الغنويّ، وهو صريع، فاحتمله إلى رحله، [614] شاعر خبيث، تزوّج امرأة من أهل الريّ، يقال لها: دختكا، كثيرة المال، وله فيها أشعار كثيرة، فاحشة. انظر له (المؤتلف والمختلف ص 155، والحيوان 1/ 105، والمستطرف 3/ 218) وهو فيها: مرداس بن خذام الأسديّ.
وله ترجمة في (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 445444، وشعر قبيلة أسد ص 480478).
[615] شاعر جاهلي، فارس كريم. وقيل في اسمه: معقل بن عامر بن موألة المالكيّ. انظر له (الأغاني 11/ 147146، 152، والتذكرة السعدية ص 113، والنقائض ص 663، 667، وأسماء خيل العرب وأنسابها ص 99، والأعلام 7/ 267، وديوان بني أسد 2/ 153148، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 344). وقتل معقل بن عامر في يوم ذات الحناظل، وهو يوم لبني تميم على بني أسد. انظر (الأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 156155).
__________
(1) البيتان من ثلاثة في (المؤتلف والمختلف، والحيوان)، والأوّل منها من اثنين في (المستطرف).
(2) الثويّة: موضع قريب من الكوفة، وقيل: بالكوفة، وقيل: خريبة إلى جانب الحيرة. ذكر ذلك في (معجم البلدان:
الثويّة). وجاء فيه: وقال عقال يذكر الثويّة. وذكر البيت.
(3) الأبيات من خمسة في (الأغاني 11/ 270269) منسوبة للأقيشر الأسديّ. وانظر (ديوان الأقيشر الأسديّ ص 8281، 139).
(4) الندمان: النديم. والخيم: الأصل.
(5) هذا البيت ملفّق من بيتين في (الأغاني). والسمادير: ما يتراءى للناظر كأنّه الذباب الطائر، من ضعف بصره عند السّكر، وغشي النعاس والدّوار.
(6) الحقّة: الناقة إذا دخلت في السنة الرابعة، وأمكن ركوبها أو الحمل عليها. والذكر حقّ.(1/324)
فآواه حتّى برأ، ثمّ كساه، وأدّاه إلى أهله، وقال (1): [من الوافر]
يديت على ابن حسحاس بن وهب ... بأسفل ذي الجداة يد الكريم (2)
يديت: اتخذت عنده يدا.
قصرت له من الدّهماء لمّا ... شهدت، وغاب عن دار الحميم (3)
أوسّيه بأنّ الجرح يشوي ... وأنّك فوق عجلزة جموم (4)
ولو أنّي أشاء لكنت منه ... مكان الفرقدين من النّجوم (5)
ذكرت تعلّة الفتيان يوما ... وإلحاق الملامة بالمليم (6)
وله في يوم شعب جبلة (7): [من مشطور الرجز]
نحن بنو مجمّع بن موألة ... نحن حماة النّاس يوم جبله
بكلّ عضب، صارم، ومعبله ... وهيكل، نهد معا وهيكله (8)
[616] معقل بن عامر بن نمير بن أسامة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد. جاهليّ.
وعامر لقبه الموقد، وكان رئيس بني أسد في بعض حروبهم، فأوقد لهم نارا فسمّي الموقد.
[617] معقل بن وهب بن نمرة بن حديج بن حبيب بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن [616] لم أعثر له على ترجمة. وهو من بني والبة بن الحارث، وأما سميّه، صاحب الترجمة السابقة فهو من بني مالك الأسديّين، وفي بني أسد مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان، ومالك بن ثعلبة بن دودان. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 193192). وأمّا ترجمته في (معجم الشعراء الجاهليين ص 344) فمنقولة عن معجم المرزباني.
[617] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سلسلة نسبه، ومن سياق ترجمته أنه توفي قبل الإسلام بقليل. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 206) لمقارنة نسبه بنسب عبد الله بن زيد الضّبيّ. وله ترجمة في (شعر ضبّة وأخبارها ص 154 ومعجم الشعراء الجاهليين ص 45) نقلا عن معجم المرزباني.
__________
(1) الأبيات في (النقائض ص 667)، والأوّل والثاني في (أسماء خيل العرب وأنسابها) وهي في (شرح المرزوقي ص 195193) غير منسوبة. وانظر (ديوان بني أسد 2/ 152150).
(2) الجداة: موضع في بلاد غطفان. وفي ك «الحداة». تصحيف.
(3) القصر: الحبس والردّ. والدهماء: فرسه. يقول: حبست عليه فرسي، فأردفته. والحميم: القريب والمشفق.
(4) الشّوى والإشواء: الإبقاء، وإخطاء القتل. ورماه فأشواه: إذا أصاب غير المقتل. والعجلزة: الصّلبة. والجموم:
الذي لا ينقطع جريه.
(5) الفرقدان: نجمان من نجوم الدبّ الأصغر. والنجوم: نبات الأرض، أو التي في السماء.
(6) المليم: الذي يأتي بما يلام عليه.
(7) الرجز عدا الشطر الأوّل في (الأغاني 11/ 148). وانظر (ديوان بني أسد 2/ 150149).
(8) المعبلة: السهم إذا كان نصله عريضا. وفرس هيكل: طويل ضخم. ونهد: قوي ضخم مرتفع.(1/325)
ثعلبة بن سعد بن ضبّة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر. جاهلي، يقول: [من البسيط]
إنّا منعنا حمانا أن يحلّ به ... والشّرّ والعود أحمت ظهره مضر (1)
تأبى الرّباب وأسياف بها غشم ... وفي البلاد وفي الآفاق معتصر (2)
[618] معقل بن خويلد الهذليّ. مخضرم، كان سيّد قومه، فخالل (3) خالد بن زهير الهذليّ وهو ابن أخت أبي ذؤيب الهذليّ امرأة وابنتها في الجاهلية، فقال معقل (4): [من الطويل]
أتاني، ولم أشعر به أنّ خالدا ... يعطّف أبكارا على أمّهاتها
يعطّف طولاها سناما وحاركا ... ومثلك أغنت طلبها عن بناتها (5)
فأجابه خالد بأبيات، يحذّره فيها من نفسه، منها (6): [من الطويل]
ولا تبعث الأفعى، تداور رأسها ... ودعها إذا ما غيّبتها سفاتها (7)
فبلغ ذلك أبا ذؤيب، فقال، يصلح بينهما (8): [من الطويل]
[618] أحد شعراء هذيل المعدودين. وكان فارسا مغوارا، وسيّدا مطاعا في قومه. وفي شعره وأخباره ما يدلّ على شعوره بالتمايز القومي، وعلى معاداته للأحباش وحبّه للعرب فقد وفد بعد هزيمة أبرهة، عام الفيل (570م) إلى اليمن، ومعه أسارى من فلول الجيش الحبشي، فافتدى بهم من عند الأحباش من أسراء بني كنانة، وأهالي نجد، وعاد إلى قومه، وافتخر بذلك. وفي شعره الكثير من الشيم الخلقية والحربية الرفيعة. انظر له (الإصابة 6/ 143142، وشرح ديوان لبيد ص 155، وديوان الهذليين 3/ 7165، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 398، والانتماء في الشعر الجاهلي ص 459، 482481). وكان أبوه سيّد هذيل في زمانه، وشاعرا. (الشعر والشعراء ص 556).
وجاء في الهامش: «قال ابن إسحاق: وكان فيما يزعم بعض أهل العلم قد ذهب مع عبد المطلب إلى أبرهة، حين بعث إليه حناطة بعمر بن نفاثة بن عديّ بن الديل بن بكر بن كنانة، وهو يومئذ سيد بكر، وخويلد بن واثلة الهذليّ، وهو يومئذ سيد هذيل». وفيه أيضا: «في كتاب الكلبيّ: ولد معاوية بن تميم سهما. منهم: ابن خويلد، معقل بن خويلد بن واثلة بن مطحل بن مرتضى بن حرب بن جداعة بن سهم، الشاعر». وفيه أيضا: «في معجم الصحابة لابن قانع: معقل بن خويلد الهذليّ. وكان وجيها فيهم. قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا معقل بن خويلد، اتّق مغاضب قريش».
__________
(1) الشّرّ والعود: قد يكونان من المواضع. والشرّ: ما يبسط في الشمس ليجفّ. والعود: الطريق القديم العاديّ، والجمل المسنّ.
(2) غشم: جمع غشوم. وهو الشديد الظلم. والمعتصر: من الاعتصار. وهو أن يخرج من إنسان مالا بغرم أو بوجه غيره. وكتب في (شعر ضبّة وأخبارها): «بها غشم». والغشم: الظلم والغضب.
(3) في الهامش: «صوابه: فخالّ».
(4) البيتان مع ثالث في (ديوان الهذليين 1/ 161).
(5) الحارك: أعلى الكاهل. وفي المطبوع (كرنكو): «أعنت». تصحيف.
(6) الأبيات ومنها البيت في (ديوان الهذليين 1/ 162).
(7) السفا: التراب.
(8) الثاني من ثمانية في (ديوان الهذليين 1/ 163162). والإضافة في الأوّل من ديوان الهذليين. (كرنكو).(1/326)
[لا تذكرنّ أختنا، إنّ أختنا ... يعزّ علينا هونها و] شكاتها
فأطفئ، ولا توقد، ولا تك محضأ ... لنار الأعادي أن يطير شذاتها
المحضأ: العود الذي تنفخ به النّار لتلتهب. وشذاتها: جمرها (1).
فإنّك إن تقبل فإنّك سالم ... وإن تفعل الأخرى تصبك أذاتها (2)
[ذكر من اسمه مسلم]
[619] [مسلم] [من الكامل]
وتروا سفاها من وزير محمّد ... تبّا لمن يهزا من الفاروق (3)
إنّي على رغم العداة لقائل ... كانا بدين الصّادق المصدوق
[620] مسلم بن الوليد الأنصاريّ. مولى آل أسعد بن زرارة الخزرجيّ، يكنى أبا الوليد، ويلقّب صريع الغواني، وهو شاعر مفلق، مستخرج للطيف المعاني بحلو الألفاظ، وهو أوّل من طلب البديع، وأكثر منه، وتبعه الشعراء فيه، ومدح الرّشيد، ورؤساء دولته، ثمّ اتصل بذي الرّياستين:
الفضل بن سهل، فولاه بريد جرجان، وبها مات. وهو القائل في داود بن يزيد (4): [من البسيط]
يجود بالنّفس إذ ضنّ الجواد بها ... والجود بالنّفس أقصى غاية الجود
وله (5): [من الطويل]
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوّه ... فطيب تراب القبر دلّ على القبر
وله في يزيد بن مزيد (6): [من البسيط]
[619] نقص بالأصل. (فرّاج). و (مسلم) إضافة يقتضيها السياق. ويبدو من البيتين الآتيين، ومن سياق الترجمة أن الشاعر كان ينابذ الرافضة، ولا يرى رأيهم، وأنّه من شعراء القرن الثاني للهجرة.
[620] شاعر مشهور، من أعلام الشعراء في العصر العبّاسيّ. وقد حظي باهتمام القدماء والمحدثين، وتوفي سنة 208هـ.
وديوانه طبع أكثر من مرّة. ولمحمّد جميل سلطان (صريع الغواني). انظر (الأعلام 7/ 223، والمكتبة الشعرية ص 8887، والعصر العبّاسي الأوّل ص 268253). وفي (شرح ديوان صريع الغواني المقدمة ص 589) حديث واف عن حياته وشعره.
__________
(1) بالأصل: حمرتها. والصواب بالهامش. (كرنكو).
(2) هنا نقص بالأصل. (كرنكو).
(3) وزير محمد: أراد أبا بكر (الصديق. والفاروق: هو عمر بن الخطّاب. وفي ك «ومروا». تصحيف.
(4) هو داود بن يزيد بن حاتم بن خالد بن المهلّب، أمير شجاع. ولاه الرشيد السند، وتوفي سنة 205هـ. والبيت من مطوّلة مشهورة للوليد، في (شرح ديوان صريع الغواني ص 164).
(5) بيت مفرد، رثى به رجلا. انظر (شرح ديوان صريع الغواني ص 320).
(6) الأبيات من قصيدة هي أشهر ما في ديوانه. انظر (شرح ديوان صريع الغواني ص 119).(1/327)
موف على مهج، في يوم ذي رهج ... كأنّه أجل، يسعى إلى أمل (1)
ينال بالرّفق، ما يعيا الرّجال به ... كالموت مستعجلا، يأتي على مهل
يكسو السّيوف نفوس النّاكثين به ... ويجعل الهام تيجان القنا الذّبل (2)
وله (3): [من البسيط]
حسبي بما أدّت الأيّام تجربة ... سعى عليّ بكأسيها الجديدان
دلّت على عيبها الدّنيا، وصدّقها ... ما استرجع الدّهر ممّا كان أعطاني
وله (4): [من الطويل]
تعزّ فقد مات الهوى وانقضى الجهل ... وردّ عليك الحلم ما قدّم العذل
وله في يزيد (5): [من البسيط]
سلّ الخليفة سيفا من بني مطر ... يمضي فيخترق الأجساد والهاما
كالدّهر لا ينثني عمّا يهمّ به ... قد أوسع النّاس إنعاما وإرغاما
وله في المأمون (6): [من الكامل]
والله لو لم يعقدوا لك عهدها ... أعيا البريّة أن تصيب سواكا
يغدو عدوّك خائفا فإذا رأى ... أن قد قدرت على العقاب رجاكا
وله يهجو دعبلا وهو من أعيان أشعار المحدثين في الهجاء (7): [من الكامل]
أمّا الهجاء فدقّ عرضك دونه ... والمدح عنك كما علمت جليل
فاذهب، فأنت طليق عرضك إنّه ... عرض عززت به، وأنت ذليل
__________
(1) موف على مهج: يوفي عليها بالقتل. في يوم ذي رهج: في يوم غبار من الحرب.
(2) الناكثين: الناقضين لعهده. والذّبل: جمع الذابل. وهو من الرماح ما كان دقيقا.
(3) البيتان من قصيدة له في (شرح ديوان صريع الغواني ص 122121).
(4) استهل بهذا البيت قصيدة مدح بها الفضل بن جعفر البرمكيّ. انظر (شرح ديوان صريع الغواني ص 260).
(5) هو يزيد بن مزيد الشيباني. والبيتان من قصيدة في (شرح ديوان صريع الغواني ص 63).
(6) البيتان من ثلاثة في (شرح ديوان صريع الغواني ص 331).
(7) البيتان من قطعة متنازعة بين مسلم بن الوليد، ودعبل بن علي، وأبي تمام. انظر (شرح ديوان صريع الغواني ص 334).(1/328)
ذكر من اسمه مسلمة
[621] مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأمويّ. ويقال: إن اسمه عروة، وقد تقدّم خبره، وهو القائل وكتب بها إلى الوليد بن عبد الملك من القسطنطينية (1): [من الطويل]
أرقت وصحراء الطّوانة بيننا ... لبرق تلالا نحو غمرة يلمح (2)
أزاول أمرا لم يكن ليطيقه ... من القوم إلّا اللوذعيّ الصّمحمح (3)
[622] مسلمة بن مهزم بن خالد بن مهزم بن الفزر العبديّ. أبو القاسم، وهو خال أبي هفّان المهزميّ. ومسلمة شاعر أديب، مدح طاهر بن الحسين، ويقول: [من مجزوء الرمل]
عج بنا، نجن بطرف ال ... عين تفّاح الخدود
ونصل من حظّنا من ... وجهه طول الصّدود
ونطف ليلة سعدي ... ن بعذراء النّهود
ليلة يعذر فيها ... كلّ واش وحسود
وله: [من البسيط]
لا شيء أحسن في الدّنيا وساكنها ... من وامق قد خلا فردا بموموق (4)
كذاك ليس بها أشجى لذي نظر ... من عاشق، خاضع، قدّام معشوق
نفسي الفداء لظبي، بات يسعدني ... ليلا على قبض أرواح الأباريق
[621] مسلمة بن سلم. كاتب خزيمة بن حازم، يقول: [من الخفيف]
[621] أمير قائد، من أبطال عصره، من بني أميّة في دمشق، وهو فحل بني أميّة، وفارسها، ووالي حروبها. له فتوحات مشهورة. وكان أولى بالخلافة من سائر إخوته، ولكن نسبه من جهة أمّه وكان هجينا حال بينه وبين الخلافة.
ومات بالشام سنة 120هـ. انظر له (المستطرف 2/ 78، 373، والأعلام 7/ 224). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[622] شاعر عبّاسي من شعراء القرن الثاني الهجري، ولعلّه أدرك الثالث. مدح طاهر بن الحسين المتوفى سنة 207هـ.
وله في (الأغاني 25/ 4654) حوار مع أبي العتاهية، ومع العتابي، سألهما فيه عن أشعر الناس.
[623] كاتب، وشاعر، وراو. عاش في القرن الثاني الهجري، ولعلّه أدرك الثالث. وكان كاتبا لخزيمة بن خازم التميميّ، القائد، المتوفى سنة 203هـ. وللشاعر ذكر في (الأغاني 7/ 72).
__________
(1) البيتان له في (معجم البلدان: طوانة).
(2) طوانة: بلد بثغور المصيصة. وطمرة: منهل، ومنزل بالحجاز، من أعمال المدينة.
(3) اللوذعيّ: الذكي الحديد الفؤاد. والصمحمح من الرجال: الشديد المجتمع الألواح.
(4) الوامق: المحبّ.(1/329)
إنّ من برّ والديك جميعا ... أن توقّى معرّة الشّعراء (1)
وله في الورد وروي لغيره: [من مجزوء الرمل]
زائر يهدي إلينا ... نفسه في كلّ عام
حسن الوجه، زكيّ الر ... ريح، لفق للمدام (2)
ذكر من اسمه منصور
[624] منصور بن المسجاح. وقيل: ابن مسحاج بن سباع الضّبّيّ. جاهليّ، يقول (3): [من الطويل]
ثأرت ركاب العير منهم بهجمة ... صفايا، ولا بقيا لمن هو ثائر (4)
من الصّهب أثناء وجذعا كأنّها ... عذارى عليها شارة ومعاصر (5)
فإن نلق من سعد هنات فإنّنا ... نكاثر أقواما بها ونفاخر
الثّائر: الذي لا يبقي على شيء حتّى يدرك ثأره. ومعاصر: التي قد حاضت (6)، واحدتها معصر. وسعد: ابن زيد مناة. يقول: إذا جاءت الأمور العظيمة ذهبت هذه الدقائق. وله:
ومختبط قد جاء (7) ...
[625] منصور بن إسماعيل التّميميّ المصريّ الفقيه الضرير. [يقول]: [من المجتثّ]
يا معرضا بهواه ... لما رآني ضريرا
كم ذا رأيت بصيرا ... أعمى، وأعمى بصيرا
[624] جاهلي، من شعراء الحماسة، وأبوه مسجاح شاعر أيضا، وستأتي ترجمته (952). وانظر لمنصور (شرح المرزوقي 14521451، واللسان: سدس، وشعر ضبّة وأخبارها ص 156155، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 351).
[625] شاعر، وفقيه شافعيّ له مصنّفات في المذهب مليحة. ويظهر في شعره التشيّع، أصله من رأس العين، سافر إلى بغداد في شبابه، ومدح بها الخليفة (المعتزّ)، ثم سكن مصر، وتوفي بها سنة 306هـ. انظر له (الأعلام 7/ 298297، ونكت الهميان ص 298297، وذيل زهر الآداب ص 122120)، ورويت في الذيل بضعة مقطّعات شعرية له، وأشير في (المكتبة الشعرية ص 187186) إلى دراسة حياته وشعره، وجمعه أكثر من مرّة.
__________
(1) روي البيت في ك محرّفا: إن من لديك جميعا ... من معرة الشعراء
(2) يقال للرجلين لا يفترقان هما لفقان.
(3) الأبيات من قطعة في (شرح المرزوقي). وانظر (شعر ضبّة وأخبارها).
(4) الهجمة من الإبل: المائة وما داناها.
(5) في ك «وجدعا». تصحيف. وأراد: من الإبل الصهب.
(6) كذا. والصواب: اللواتي قد حضن. (فرّاج).
(7) نقص بالأصل. وله في (شعر ضبّة وأخبارها ص 156) ثلاثة أبيات أوّلها:
ومختبط قد جاء، أو ذي قرابة ... فما اعتذرت إبلي عليه، ولا نفسي(1/330)
وله في ابنه: [من المجتثّ]
يا من له من تميم ... عمّ نبيل وخال
إن لم يكن لك تقوى ... ولم يكن لك مال
فاجلس، فأنت ذليل ... بحيث تلقى النّعال
وكان الناشئ (1) هجاه، فأجابه منصور: [من الخفيف]
إنّ ذكر السياق أصلحك الل ... هـ وذكر المبيت في اللّحد وحدي
حمياني عند الحديث بما لو ... ذاع لم تشتغل بذمّي، وحمدي
فاهجني باطلا فما لك عندي ... أبدا غير ما لغيرك عندي
ذكر من اسمه منظور
[626] منظور بن زبّان بن سيّار الفزاريّ. وقد تقدّم نسب أبيه. ومنظور مخضرم، تزوّج امرأة أبيه، مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة، ففرّق بينهما عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فقال (2): [من الطويل]
ألا لا أبالي اليوم ما صنع الدّهر ... إذا منعت منّي مليكة والخمر (3)
وما منهما إلّا شديد فراقه ... شراب النّدامى، والمخدّرة البكر
وله يمدح قوما: [من الوافر]
لعمر أبيك والأيّام عوج ... لنعم الطالبون بنو عميد
هم منّوا الغداة بغير منّ ... ولكن عادة السّعي الحميد
[627] منظور بن مرثد بن فروة الفقعسيّ. وقيل: هو منظور بن فروة بن مرثد بن نضلة بن [626] كان سيد قومه. وله بعد فراق امرأة أبيه، مليكة أشعار رقيقة. ويظنّ أنه عاش إلى خلافة عثمان، وأنّه توفي نحو سنة 25هـ. انظر له (الأعلام 7/ 308). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[627] من شعراء القرن الأوّل الهجري. وكان راجزا محسنا. وجاء في الهامش: «كناه أبو محمّد، الأسود: أبا مسعر.
وهو منظور بن حبّة. وحبّة أمّه. وهو ابن مرثد بن فروة بن نوفل بن نضلة». انظر له: (المؤتلف والمختلف ص 147، ومعجم البلدان: حبس، والخزانة 6/ 138، واللسان: زرجن، زبي وشعر قبيلة أسد ص 531505).
هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) هو الناشئ الأكبر، عبد الله بن محمد. ويقال له أيضا: ابن شرشير. وهو شاعر مجيد، أقام ببغداد مدّة طويلة، وخرج إلى مصر، فسكنها، وتوفي بها سنة (293هـ). انظر له (الأعلام 4/ 118).
(2) الأوّل في (المحبّر ص 326). ومع آخر في (الإصابة 6/ 175) ومع اثنين في (الأغاني 12/ 227).
(3) في ك: «لا لا أبالي».(1/331)
الأشتر بن جحوان بن فقعس بن طريف، إسلاميّ، يقول: [من الطويل]
يعزّي المعزّي ثمّ يمضي لشأنه ... ويترك في الصّدر الدّخيل المجمجما (1)
وله: [من الطويل]
وما زادنا الواشون، يا أمّ شافع ... بكم، وتراخي الدّار، غير جنون (2)
متى تذكري، عندي، وإن قيل: قد صحا ... تهج، عبرة، ذكراك، ذات شجون
وله (3): [من الطويل]
إذا أنت أكثرت المجاهل، كدّرت ... عليك، من الأخلاق، ما كان صافيا (4)
فلا تك حفّارا بظلفك، إنّما ... تصيب سهام الغيّ من كان راميا
وله: [من مشطور الرجز]
إنّي إذا ما القرن بي تحمّسا ... ولم أجد، غير القيام، محبسا (5)
ألفيتني ذا مرّة، عمرّسا ... مبيّن السّيما لمن تلبّسا (6)
صعب القياد، لم يكن مرعّسا (7)
وله: [من مشطور الرجز]
إنّي على ما كان من تخدّدي ... وحدثان الدّهر ماضي المبرد (8)
عند المحاماة صليب المشهد ... في تالد المجد، كريم المحتد (9)
أذبّ عنّي بلسان مذود ... وأصلي الثّابت عين الأتلد (10)
إلى بناء الحسب المردّد
__________
(1) جمجم في صدره شيئا: أخفاه، ولم يبده. وجمجم الرجل: إذا لم يبيّن كلامه.
(2) تراخي الدار: بعدها.
(3) البيتان من خمسة في (شعر قبيلة أسد ص 530).
(4) المجاهل: ما يحملك على الجهل. جمع المجهلة. وقيل: هو جمع، ليس له واحد.
(5) القرن: النظير في الشجاعة ونحوها. وتحمّس: تشدّد. في ف: «القام». تصحيف. والمحبس: السّتر.
(6) ذو مرّة: صاحب عقل وأصالة وإحكام. والعمرّس: الشديد الخلق، القوي الشديد. تلبّس بي الأمر: اختلط، وتعلّق.
(7) في (التاج): وترعّس: رجف، واضطرب. أقول: ومنه (مرعّس).
(8) التخدّد: الهزال، والنقص.
(9) في ك: «وطيب المشهد». تصحيف. والصليب: الشديد، ذو الصلابة والقوّة. التالد: القديم. والمحتد: الأصل.
(10) أذبّ: أدفع. والمذود: اللسان، لأنّه يزاد به عن العرض.(1/332)
[628] منظور بن سحيم الفقعسيّ، الكوفيّ. إسلاميّ. يقول في الحماسة (1): [من الطويل]
لست بهاج في القرى أهل منزل ... على زادهم أبكي، وأبكي البواكيا
فإمّا كرام موسرون أتيتهم ... فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا (2)
وإمّا كرام معسرون عذرتهم ... وإمّا لئام فادّخرت حيائيا
وعرضي أبقى ما ادّخرت ذخيرة ... وبطني أطويه كطيّ ردائيا (3)
ذكر من اسمه مطرود
[629] مطرود بن كعب الخزاعيّ. لجأ إلى عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف لجناية كانت منه فحماه، وأحسن إليه، فأكثر مدحه، ومدح أهله. وهو القائل يرثي بني عبد مناف، وابنه المغيرة (4): [من السريع]
إنّ المغيرات وأبناءهم ... هم خير أحياء وأموات
هم سادة النّاس إذا حصّلوا ... ونسل سادات لسادات (5)
وله ورويت لغيره (6): [من الكامل]
يا أيّها الرّجل المحوّل رحله ... هلّا حللت بآل عبد مناف
[628] وقيل في (الإصابة 6/ 248): منصور بن سحيم بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الأسديّ الفقعسيّ. وفيه أيضا: ذكره المرزباني في (معجم الشعراء) وقال: إنّه مخضرم. وانظر له أيضا (الأعلام 7/ 308، وشرح المرزوقي 11591158، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 478، وشعر قبيلة أسد 505504).
[629] شاعر جاهليّ فحل. له ذكر في كتب السيرة، وأشعار يمدح ويرثي بها بني عبد مناف. انظر له (الأعلام 7/ 251، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 238، ومعجم البلدان: ردمان، غزّة).
__________
(1) الأبيات في (شرح المرزوقي).
(2) ذو عندهم: الذي عندهم.
(3) في الهامش أنشد الجاحظ لمنظور بن رواحة في الحيوان (1/ 301300): [من الطويل]
أتاني، وأهلي بالدّماخ، فغمرة ... مسبّ عويف اللؤم حيّ بني بدر
فلمّا أتاني ما يقول ترقّصت ... شياطين رأسي، وانتشين من الخمر»
(4) البيتان، مع اختلاف في الرواية من قصيدة لمطرود في (سيرة ابن هشام 1/ 126125). وبعضها في (معجم البلدان: ردمان).
(5) حصّلوا: أراد ميّز نسبهم، وبيّن.
(6) الأبيات عدا الثالث من قطعة له في (أمالي المرتضى 2/ 268). والشعر مشهور، ومتنازع بين مطرود، وعبد الله بن الزبعرى السهمي. انظر (شعر عبد الله بن الزبعرى ص 5452). ويبدو أن لكلّ منهما شعرا يشبه شعر الآخر، فتداخلا، وحصل التنازع. انظر (أمالي المرتضى 2/ 269268).(1/333)
هبلتك أمّك، لو حللت لديهم ... نجّوك من جوع، ومن إقراف (1)
وإذا معدّ حصّلت أنسابها ... فهم لعمري من مها الأصداف (2)
عمرو العلا هشم الثّريد لقومه ... ورجال مكّة مسنتون عجاف (3)
[630] مطرود بن عرفطة. جاهليّ. ذكره الزّبير بن بكّار، ولم ينسبه. يقول: [من البسيط]
إنّ سلولا عراك الموت عادتها ... لولا سلول لمنّتنا أبابيلا (4)
الضّاربون إذا خفّت نعامتنا ... والقائلون إذا لم نحسن القيلا (5)
والضّامنون لمولاهم غرامته ... لا زال واديهم، بالغيث، مطلولا (6)
ذكر من اسمه مسعود
[631] مسعود بن معتّب بن مالك الثّقفيّ. جاهليّ، وابنه عروة بن مسعود الذي دعا قومه إلى الإسلام، فقتلوه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مثل عروة مثل صاحب ياسين، دعاهم إلى الله تعالى فقتلوه» (7). ومسعود هو القائل لولده في أمواله وخاف أن تبتاع قريش منهم ما ورثوا منه: [من البسيط]
لا أعرفنّ قريشا تشتري عجلي ... يا ابني أميمة من زرع وحجران (8)
[630] له ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 338).
[631] كان من سادات قومه. شهد حروب الفجار، وكان من جملة المنهزمين من القبائل القيسية يوم (عكاظ)، فلاذ بخباء زوجه (سبيعية بنت عبد شمس الأموية) فأجارته، وقومه، فأمضى لها (حرب بن أميّة بن عبد شمس) قائد قريش إجارتها. انظر له (الأغاني 22/ 68، 7372، والتذكرة السعدية ص 25، ونسب قريش ص 98، وتاريخ الطبري 2/ 132، وأنساب الأشراف 3/ 335، ومعجم ما استعجم ص 79، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 334).
__________
(1) هبلتك أمّك: ثكلتك. والإقراف: الإنجاب من أب لئيم، وأمّ كريمة. يقول: إن نزلت بهم منعوك من الجوع، ومن أن تنكح بناتك أو أخواتك من لئيم. وفي ك «أقراف». تصحيف.
(2) مها الأصداف: لؤلؤها ودرّها.
(3) عمرو: هو هاشم بن عبد مناف، وقد مرّت ترجمته (1). والمسنتون: الذين أصابتهم السنة المجدبة الشديدة.
(4) منّ الشيء يمنّه: قطعه. والأبابيل: جماعة في تفرقة، أو جماعات من ههنا، وجماعات من ههنا.
(5) في ك «نعامتهم لم تحسن» وخفّت نعامتنا: يقال للإنسان إنّه لخفيف النعامة إذا كان ضعيف العقل.
(6) المطلول: الذي أصابه الطلّ. وهو المطر الخفيف، الصغير القطر.
(7) انظر خبر عروة، وحديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم في (الإصابة 4/ 408406) وفيه: «دعا قومه إلى الله، فقتلوه». وقد اختلف أمر مقتله، وزمنه. وذكر في (جمهرة أنساب العرب ص 267) أن الذي أرسله الرسول صلّى الله عليه وسلّم داعية لقومه، ثقيف، فقتلوه، هو معتب بن مالك. وهذا وهم، ولا وجه له.
(8) في ك: «لا أعرضها أميّة». تصحيف. والعجل (هنا): الطين، والحمأة. ومنه: «والنخل ينبت بين الماء والعجل». والحجران: الحدائق.(1/334)
وابنا يسيعة لا أخشى ضياعهما ... على مواليّ من سود وحمران
هؤلاء أولاده.
[632] مسعود بن معتّب التّجيبيّ. مخضرم. يقول في أيّام الرّدّة. ويقال: قالها شريك بن الأغفل (1): [من الخفيف]
ومتى أدع في تجيب يجبني ... أسد غيل، ودارعون كثير (2)
وهم الموت، لا يغازون حيّا ... حيث كانوا هناك إلّا أبيروا
[633] مسعود بن عقبة. من عديّ الرّباب، وهو أخو ذي الرمّة. يقول: [من الطويل]
إذا المرء أغنى عنك جفويه فاجتنب ... معرّة آس، أنت عنه بمعزل (3)
وله في رواية ابن الأعرابي قالها لمّا مات أخواه: ذو الرّمّة: غيلان، وأوفى (4): [من الطويل]
تعزّيت عن أوفى بغيلان بعده ... عزاء، وجفن العين ملآن مترع
ولم تنسني أوفى المصيبات بعده ... ولكن نكاء القرح بالقرح أوجع (5)
وغيره يروي هذين البيتين لهشام، أخي ذي الرّمّة. ولمسعود: [من مشطور الرجز]
إنّي، وإن مسّتني الكروب ... يتلو حياتي أجل قريب
أهلك أو يضمّني قليب ... زلخ المقام، مشنأ، مهيب (6)
ثمّ يثيب الله ما يثيب ... عقوبة، أو تغفر الذّنوب
[632] انظر لترجمته (الإصابة 6/ 232، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 455).
[633] شاعر إسلاميّ، كان حيّا سنة 117هـ. انظر له (الأغاني 18/ 96، 5350، والحيوان 7/ 164، والمراثي ص 164163، وطبقات فحول الشعراء ص 566، وأنساب الأشراف 10/ 241، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين 454).
__________
(1) البيتان في (الإصابة 6/ 232) لمسعود بن معتّب نقلا عن معجم المرزباني.
(2) تجيب: هي بنت ثوبان بن سليم، من مذحج. وإليها ينسب بنو عدي وبنو سعد من كندة. وهي أمهما. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 429). والغيل: الأجمة، وموضع الأسد.
(3) المعرّة: الأذى والمكروه. ومعّر وجهه: غيّره. والآسي: الطبيب. وجاء في ك «جفوة». تصحيف.
(4) البيتان في (طبقات فحول الشعراء، والشعر والشعراء ص 441)، وهما من خمسة في (الأغاني 18/ 87). وفيه:
«ومسعود الذي يقول يرثي أخاه أيضا ذا الرمّة، ويرثي أوفى بن دلهم، ابن عمّه. وأوفى هذا أحد من يروي الحديث». هذا، وتوفى ذو الرمّة سنة 117هـ. ونسب الشعر إلى أخيه هشام في (عيون الأخبار 3/ 67، والأمالي 1/ 63، وشرح المرزوق ص 795793). ويبدو من الشعر أن أوفى توفّي قبل ذي الرّمة. وكذلك نسب الشعر لأخت ذي الرّمة في (الحيوان 7/ 164). وهما في (بهجة المجالس 2/ 361360) غير منسوبين.
(5) القرح: الجرح. ونكء القرح: قشره قبل أن يبرأ.
(6) القليب: البئر التي تبنى بالحجارة ونحوها. الزّلخ: المزلّة، تزلّ منها الأقدام لنداوتها، لأنها صفاة ملساء.(1/335)
[634] مسعود بن سارية الحكميّ. إسلاميّ.
[635] مسعود بن عليّة الكوفيّ. إسلاميّ. قال دعبل: كان شاعرا محسنا.
[636] مسعود بن المختلس الشّيبانيّ. إسلاميّ. استمنح علقمة بن شمر بن مسهر ناقة من إبله، فأبى أن يمنحه إياها، فقال (1): [من الطويل]
أعلقم، يا ابن المسهرين حرمتني ... علالة ناب مستعاد، ضريبها (2)
تضلّلتها، أو نلتها من عمالة ... إلى صرمة، كانت قليلا غريبها (3)
قوله: تضلّلتها، أي: أخذتها ضالّة. وقوله: غريبها، أي: لا تعطي منها أحدا شيئا، فغريبها في الناس قليل. وقوله: يا ابن المسهرين: كانت أمّه من بني مسهر الشيبانيّ (4).
ذكر من اسمه موسى
[637] موسى بن جابر بن أرقم بن سلمة (5) بن عبيد الحنفيّ اليماميّ. نصرانيّ، جاهليّ. يلقّب أزيرق اليمامة، يعرف بابن ليلى، وهي أمّه، وهو شاعر كثير الشّعر. يقول: [من الرمل]
ما أبالي، ألئيم سبّني ... أو عوى ذئب بقارات الجبل
القارات: جمع قارة. وهي جبيل، صغير، أسود.
[634] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه أدّرك القرن الثاني الهجري. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[635] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه أدرك القرن الثاني الهجري. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[636] انظر لترجمته (الأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 366). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[637] الأرجح أنّه مخضرم أو إسلاميّ. ويقال له: ابن الفريعة. وهي أمّه. انظر له (الأغاني 11/ 318317، والتذكرة السعدية ص 7069، 143، وجمهرة اللغة 2/ 323، والمعاني الكبير ص 666، وذيل الأمالي ص 71، والحيوان 4/ 280، وحماسة البحتريّ ص 71، والمؤتلف والمختلف ص 248، ومعجم ما استعجم ص 763، ومعجم البلدان: الهدّار، والخزانة 1/ 302300، واللسان: جنن، سوا، والأعلام 7/ 320، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 480).
__________
(1) البيتان والخبر في (الأنوار ومحاسن الأشعار).
(2) يابن المسهرين: جدّه مسهر، وأمّه بنت عمرو بن يزيد بن مسهر. والعلالة: ما يتلهّى به، والبقيّة من كلّ شيء.
والناب: الناقة المسنّة. والضريب من اللبن: الذي يحلب من عدّة أنيق في إناء واحد.
(3) الصرمة من الإبل: ما بين العشرين إلى الثلاثين. وقيل: ما بين الثلاثين إلى الخمسين، والأربعين.
(4) أبوها: عمرو بن يزيد بن مسهر الشيبانيّ.
(5) في الهامش: «صوابه: مسلمة بن عبيد. عرف موسى بابن الفريعة».(1/336)
وله (1): [من الطويل]
وإنّا لوقّافون بالثّغرة التي ... يخاف رداها، والنّفوس تطلّع
وإنّا لنعطي المشرفيّة حقّها ... فتقطع في أيماننا، وتقطّع
وله: [من الوافر]
لبست شبيبتي، ما ذمّ خلقي ... وما شمت العدوّ، ولا هفوت
وما أدع السّفارة بين قومي ... ولا أمشي بغشم، إن مشيت (2)
وما للملك في الدّنيا بقاء ... وكيف بقاء ملك فيه موت (3)
وله (4): [من الطويل]
ولمّا نأت عنّي العشيرة كلّها ... أنخنا، فحالفنا السّيوف على الدّهر (5)
فما أسلمتنا عند يوم كريهة ... ولا نحن أغضينا الجفون على وتر (6)
[638] موسى الشّهوات. وهو موسى بن يسار، مولى بني تيم قريش. وقيل: هو مولى بني سهم بن عمرو بن هصيص، وقيل: مولى بني عديّ بن كعب. والثّبت هو الأول. وسمّي شهوات بقوله ليزيد بن معاوية (7): [من الخفيف]
يا مضيع الصّلاة للشّهوات
وقد نسب هذا البيت إلى غيره. وقيل: سمّي شهوات لتشهّيه على عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب الطعام، فلقّب به وكان من شعراء المدينة وظرفائهم، وهو القائل (8): [من الخفيف]
[638] نشأ، وعاش بالمدينة، ونزل الشام في أيّام سليمان بن عبد الملك، فكان من شعرائه، وتوفي نحو سنة 110هـ.
انظر له (الأغاني 3/ 363345، والشعر والشعراء ص 482481، والأنس والعرس ص 222، وأنساب الأشراف 4/ 362361، والأعلام 7/ 331، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 481).
__________
(1) البيتان في (التذكرة السعدية ص 143).
(2) الغشم: الظلم الشديد.
(3) (ما) غير موجودة في الأصل (كرنكو).
(4) البيتان مع ثالث في (الأغاني) وفيه: «وقال موسى بن جابر الحنفيّ السّحيميّ بعد ذلك في الإسلام». وهذا الخبر يدلّ على أن الشاعر أدرك الجاهلية والإسلام. هذا، وأشار (فرّاج) إلى أنّ الشعر في (شرح المرزوقي ص 326) ليحيى بن منصور. وقال التبريزي: إنّه لموسى بن جابر.
(5) أنخنا: أراد الإقامة والثبات في وجوه الأعداء.
(6) الوتر: الثأر.
(7) وقيل في سبب تسميته (شهوات) غير ذلك وصدر البيت: «لست منّا، وليس خالك منّا». انظر (الأغاني 3/ 347، وأنساب الأشراف 4/ 362361).
(8) البيتان في (عيون الأخبار 2/ 17، والأغاني 3/ 357و 10/ 234).(1/337)
ليس فيما بدا لنا منك عيب ... عابه النّاس غير أنّك فاني
أنت خير المتاع، لو كنت تبقى ... غير أن لا بقاء للإنسان
وله في حمزة بن عبد الله بن الزّبير (1): [من الرمل]
حمزة المبتاع بالمال النّدى ... ويرى في بيعه أن قد غبن (2)
وهو إن أعطى عطاء فاضلا ... ذا إخاء، لم يكدّره بمن
[639] أبو الشّعر الضّبّيّ. اسمه: موسى بن سحيم. لمّا ولّى مسلمة بن عبد الملك يعلى بن عامر (3) إصبهان والجبال، وثب عليه بسطام بن الشحاج الأزدي، وحصره، قال أبو الشّعر (4):
[من الطويل]
أمسلم، لم يبلغك أنّ ابن عامر ... حمى الشّقّ من جيّ على من تسطّما (5)
أمسلم، قد آساك يعلى بنفسه ... أمسلم، واشكر، واجز بالسّعي، مسلما
وكان يهاجي الطّرمّاح. وله يهجو الأقيشر الأسديّ (6): [من البسيط]
يا أيّها المبتغي حشّا لحاجته ... وجه الأقيشر حشّ غير ممنوع (7)
[640] موسى بن عبد الله بن خازم السّلميّ. يقول لمّا قتل أخوه محمّد، في ولاية أبيه خراسان:
[من الطويل]
[639] شاعر، أمويّ، هجاء. انظر لترجمته وأشعاره (التذكرة السعدية ص 250249، وشعر ضبّة وأخبارها ص 224223). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[640] أمير، من الشجعان الأجواد، كان على جيش أبيه، وهو أمير خراسان، وقتل أهلها أباه ثائرين، فخرج موسى في جمع قليل، يتنقّل في البلاد، ويقاتل من اعترضه، واحتل حصن (ترمذ)، وجعله معقلا له، وأقام فيه مدّة خمسة عشر عاما، وقتل على مقربة منه سنة 85. انظر له (الأعلام 7/ 324).
__________
(1) كان حمزة أسنّ بني عبد الله بن الزبير الأسدي. وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان. وهو ممدوح موسى شهوات.
والبيتان من قطعة له في (جمهرة نسب قريش 1/ 39) وهي من الأصوات المختارة في (الأغاني 3/ 346345، 353).
وجاء في المطبوع (كرنكو): «حمزة بن عبيد الله». تصحيف.
(2) الندى: «كذا بالأصل وروي في غيره: النثا». (فرّاج).
(3) في الهامش: «يعلى بن عامر بن سالم بن أبيّ بن سلميّ بن ربيعة بن زبّان بن عامر. كان على خراج الريّ وهمذان والماهين. من ولده المفضّل بن يعلى بن عامر الراوية».
(4) البيتان في (شعر ضبة وأخبارها) نقلا عن معجم المرزباني.
(5) جيّ: اسم مدينة ناحية إصبهان. وتسطما: لعلها (تبسطما). أراد: على من اتبع بسطام بن الشحاج الأزديّ.
(6) توفي الأقيشر نحو سنة 80هـ. ونسب البيت في (الأغاني 11/ 255) لرجل من تميم هاجى الأقيشر، يدعى أبا الضّحّاك. وأخلّ (شعر ضبة وأخبارها) بالبيت.
(7) الحشّ: الكنيف.(1/338)
ذكرت أخي، والخلو ممّا أصابني ... يغطّ، ولا يدري بما في الجوانح (1)
دعته المنايا، فاستجاب دعاءها ... وأرغم أنفي للعدوّ المكاشح (2)
فلو ناله المقدار في يوم غارة ... صبرت، ولم أجزع لنوح النوائح
ولكنّ أسباب المنايا صرعنه ... كريما محيّاه، عريض المنازح (3)
بكفّ امرئ كزّ، قصير نجاده ... خبيث ثناه، عرضة للفضائح (4)
وله فيه من أبيات: [من الطويل]
فتى كان أحيا من فتاة حييّة ... وفي الرّوع أمضى من ضباريّة، ورد (5)
[641] موسى بن حكيم العبشميّ. يقول (6): [من الطويل]
دعاني عوف دعوة فأجبته ... ومن ذا الذي يدعى لنائبة بعدي
فلو بي بدأتم قبل من قد دعوتم ... لفرّجت عنكم كلّ نائبة تعدي (7)
إذا المرء ذو البلوى وذو الضّغن أجحفت ... به نكبة، حلّت رزيئته حقدي
[642] موسى بن داود بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم. استصحب أبا دلامة إلى الحجّ، فقال أبو دلامة (8): [من البسيط]
إنّي أعوذ بداود، وحفرته ... من أن أكلّف حجّا، يا ابن داود
والله، ما فيّ من أجر، فتطلبه ... ولا الثّناء على ديني بمحمود
فأجابه موسى: [من البسيط]
ما فيك حمد ولا أجر نريدهما ... باد لعرف، ولا عرف بموعود
[641] له شعر في (حماسة القرشيّ ص 389) يبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثاني الهجريّ.
[642] من شعراء القرن الثاني الهجريّ، ومن قادة الدولة العبّاسيّة في أوّل نشأتها. انظر له (تاريخ الطبري 7/ 423، 428، 459).
__________
(1) الخلو: المنفرد، والخالي من الهمّ. وغطّ النائم: صات، وردّد النفس في خياشيمه، وحلقه حتى يسمعه من حوله.
(2) أرغم أنفي: ألصقه بالتراب هوانا. المكاشح: المبغض.
(3) المنازح: أماكن النزوح. ونزح به: بعد عن دياره غيبة بعيدة.
(4) رجل كزّ اليدين: بخيل.
(5) الرّوع: الحرب. وضباريّة: منسوب إلى ضبارة. وفرس ضبرّ: وثاب. ورجل ذو ضبارة في خلقه: مجتمع الخلق:
أراد أسدا. والورد: الأسد.
(6) الأبيات له في (حماسة القرشيّ ص 389). ونسبت لرجل من عبد شمس في (أمالي الزجاجيّ ص 16).
(7) في الأصل: بعدي. (كرنكو).
(8) البيتان من قطعة له في (الأغاني 10/ 294293، وطبقات الشعراء ص 56). وكان موسى أعطى أبا دلامة عشرة آلاف درهم ليتجهّز للحج معه، وحين سمع الأبيات قال: ألقوه عن المحمل، لعنه الله، حتى يذهب حيث شاء.(1/339)
ولا طلبنا التي بالظّنّ تقصدها ... أبا دلامة لكن عادة الجود
وقد رويا لأخيه محمّد بن داود.
[643] موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب. يكنى أبا الحسن، وأمّه وأمّ إخوته: محمّد (1) وإبراهيم وإدريس الأكبر هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ. ولدت هند موسى، ولها ستّون سنة، وكان آدم، وأخذه المنصور بعد اختفائه بالبصرة، فضربه يقال ألف سوط. ويقال: دونها ثمّ أطلقه.
وله، وهو في حبس المنصور (2): [من الطويل]
إذا أنا لم أقبل من الدّهر كلّ ما ... تكرّهت منه طال عتبي على الدّهر
وهي أبيات تخلط بأبيات لأبي العتاهية.
ولموسى (3): [من مجزوء الوافر]
تولّت بهجة الدّنيا ... فكلّ جديدها خلق (4)
وخان النّاس كلّهم ... فما أدري بمن أثق
رأيت معالم الخيرا ... ت سدّت دونها الطّرق
فلا حسب، ولا نسب ... ولا دين، ولا خلق
وله وقد رويت لأخيه محمد (5): [من السريع]
[643] من شعراء الطالبيين، له رواية قليلة للحديث. وهو من سكّان المدينة. وأخو محمّد وإبراهيم ابني عبد الله، قتلهما أبو جعفر المنصور، وظفر به، فضربه، وعفا عنه، وعاش إلى أيّام الرشيد، وله خبر معه، ونسله كثير. وتوفي نحو سنة 180هـ. انظر له (الأعلام 7/ 324، وتاريخ بغداد 13/ 2725، وزهر الآداب ص 89، ومقاتل الطالبيين ص 298، 455454، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 482481).
__________
(1) في الهامش: «قال ابن حزم: محمّد القائم على المنصور، وإبراهيم القائم بالبصرة، وإدريس القائم بنواحي فارس».
انظر (جمهرة أنساب العرب ص 45).
(2) البيت من قطعة لأبي العتاهية في (أبو العتاهية: أخباره وأشعاره ص 175174) وفي هامشه إشارة إلى أنّه سمع، وهو في السجن شعرا، فانتحله، وزاد فيه البيت المذكور.
(3) الأبيات مع خامس في (زهر الآداب ص 89).
(4) الخلق: البالي.
(5) نسبت الأبيات في (مقاتل الطالبيين ص 311) للأشتر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، ولمحمد بن عبد الله، أخي صاحب الترجمة في (مقاتل الطالبيين ص 231) وسترد الأبيات في ترجمة محمّد بن عبد الله بن حسن (787). ويبدو أن الأبيات قيلت قبل موسى وأخيه. فقد ذكر أن زيد بن علي بن الحسين (ت 122هـ) كان يتمثل بها. انظر (مجموعة المعاني ص 253) وفيه: «كان زيد بن عليّ بن الحسين كثيرا ما يتمثل بقول الشاعر». ونسبت الأبيات في (ذيل الأمالي ص 142) لابن الأشعث، وذكرت مناسبتها.(1/340)
منخرق الخفّين يشكو الوجا ... تنكبه أطراف مرو حداد (1)
شرّده الخوف، وأزرى به ... كذاك من يكره حرّ الجلاد (2)
قد كان في الموت له راحة ... والموت حتم في رقاب العباد
[644] الهادي، أبو محمد، موسى بن محمّد، المهديّ، أبي عبد الله بن عبد الله، المنصور، أبي جعفر بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس. كان من رجالات بني هاشم، ودعا الرشيد إلى تقديم ابنه جعفر بن الهادي عليه في العهد، فأبى عليه، فقال الهادي: [من الطويل]
نصحت لهارون، فردّ نصيحتي ... وكلّ امرىء لا يقبل النّصح نادم
وأدعوه للأمر المؤلّف بيننا ... فيبعد عنه، وهو في ذاك ظالم
ولولا انتظاري منه يوما إلى غد ... لعاد إلى ما قلته، وهو راغم
وله، لما قتل صاحب فخّ (3): [من البسيط]
سلّى همومي، وأطفا نار موجدتي ... عون الإله على الأعداء بالظّفر
في كلّ يوم لنا من أهلنا حسد ... لأن ملكنا، وصرنا سادة البشر
لن يدفعوا بصغير الأمر أكبره ... وهل يقاس ضياء الشّمس بالقمر؟
[645] أبو المغيث، موسى بن إبراهيم الرافقيّ. لأبي تمام فيه مدح كثير، عند تقلّده بعض أعمال الشام. وقصده محمّد بن حسّان العمّيّ، ومدحه، فوعده بثواب، فتأخر عنه، فكتب إليه محمّد (4): [من البسيط]
وعدت بالمطل وعدا، رفّ مورقه ... حتّى لقد جفّ منه الماء في العود
سقيا للفظك، ما أحلى مخارجه ... لولا عقارب في أثنائه، سود (5)
[644] من خلفاء الدولة العبّاسية ببغداد، ولي بعد وفاة أبيه سنة 169هـ، وكان غائبا بجرجان، فأقام أخوه الرشيد بيعته، واستبدّت أمّه الخيزران بالأمر، وأراد خلع أخيه من ولاية العهد، وجعلها لابنه جعفر، فلم تر أمّه ذلك، وقتل سنة 170هـ. انظر له (الأعلام 7/ 327).
[645] شاعر عبّاسيّ. سار إليه أبو تمام، وهو بدمشق، فمدحه، فلم ينل منه خيرا، ثم هجاه، ثم سار أبو تمام بعد ذلك إلى المأمون، وهو في بلاد الشام آنذاك، وهذا يعني أن أبا المغيث كان حيّا نحو سنة 195هـ. انظر له (ديوان أبي تمام 4/ 605، 716، والموشّح ص 504). وذكر في (تاريخ الطبري 9/ 197) أبو المغيث الرافعي. واسمه موسى بن إبراهيم. وكان عاملا على حمص سنة 240هـ، فوشى عليه أهلها لقتله رجلا من رؤسائهم، فأعفاه الخليفة المتوكّل.
__________
(1) الوجا: الحفا. والمرو: الصخر.
(2) الجلاد: التضارب بالسيوف.
(3) صاحب فخّ: هو الحسين بن عليّ بن الحسن الطالبي ثار، وقتل بفخّ سنة 169هـ. وفخّ: واد بمكّة.
(4) البيتان في (معجم الأدباء 18/ 120) وفيه: محمّد بن حسّان الضبّيّ.
(5) في البيت إقواء. (فرّاج).(1/341)
فأجابه أبو المغيث (1): [من البسيط]
لا تعجلنّ على لومي، فقد سبقت ... منّي إليك بما تهوى المواعيد
فإن صبرت، أتاك النّجح عن كثب ... وكان طالعه سعد، ومسعود
وفي الكريم أناة، ربّما اتصلت ... إن لم يعامل بصبر أيبس العود
[646] موسى بن محمّد السّلميّ. أبو عمران، بصريّ، مسجديّ، متوكليّ، يقول: [من الخفيف]
قعد الشّيب بي عن اللّذّات ... ورماني بجفوة القينات
فإذا رمت ستره بخضاب ... فضحته طلائع النّاصلات (2)
ما رأيت الخضاب إلا سرابا ... غرّ في لمعه بأرض فلاة
فإذا ما دعا إلى الكأس داع ... قلت ما للكبير والشّربات (3)
لست بعد الشّباب ألتذّ بالعي ... ش، فدعني وغصّة العبرات
إنّ فقد الشّباب أنزلني، بع ... دك، دار الهموم، والحسرات
ورماني بأسهم الشّيب دهر ... قارعتني أيامه عن حياتي
وله: [من الطويل]
أتلزمني ذنبا، وأنت جنيته ... ولكنّني أخشاك أن أتكلّما (4)
ولولا اتقائي أن تميتك دعوتي ... دعوت على ما كان أخفى وأظلما
[647] موسى بن عبد الله البختكان. محدث، متأخّر. كتب إلى صديق له رسالة [في] حاجة، فمطله: [من السريع]
ما آن للحاجات أن تقضى ... وكذاك يتلو بعضه بعضا
قل لي من أين تعلّمت ذا ... قد قدّس الله لك الأرضا
قد كنت شاكرديّ فيما مضى ... فصرت أستاذي، ولا ترضى (5)
[646] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء البصرة، وكان معاصرا للخليفة المتوكل (247232هـ).
[647] لم أعثر له على ترجمة. هذا، وقد سقطت هذه الترجمة من المطبوع (كرنكو). ويبدو من سياقها أن صاحبها عاش في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، ولعلّه أدرك الرابع.
__________
(1) الأبيات في (معجم الأدباء 18/ 121120).
(2) الناصلات: يقال: نصل الشّعر ينصل، أي: زال عنه الخضاب.
(3) الشّربات: جمع الشّربة. وهي الجرعة من الشراب.
(4) في المطبوع (كرنكو): «جلبته». تصحيف.
(5) شاكرد: فارسي، ومعناه: تلميذ. ومعربه (شاجرد). ورد في شعر للأعشى الكبير. انظر (معاجم المعرّبات الفارسية ص 105).(1/342)
[648] موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الكاتب، أبو مزاحم. كان راوية مأمونا على ما رواه من الآثار والأخبار. مولده في سنة ثمان وأربعين ومائتين، وتوفّي في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكان مذهبه مذهب الحشويّة، وحبّ معاوية بن أبي سفيان، قد غلب عليه حتّى قال فيه أشعارا كثيرة، فدوّنها العامة عنه، وكتب على خاتمه: [من منهوك الرجز]
دن بالسّنن ... موسى تعن
وهو القائل: [من البسيط]
الشّعر لي أدب، أسلو بحكمته ... وما سبيلي فيه المادح، الهاجي
ولست ما صانني المولى، ووفّقني ... إلى هجاء، ولا مدح، بمحتاج
وله: [من البسيط]
لعزّة العلم يسعى الطّالبون له ... إليه، والعلم لا يسعى إلى أحد
وكلّ من لا يصون العلم يظلمه ... ومن يصنه بعدل يهد للرّشد
ذكر من اسمه معاذ
[649] الأقرع القشيريّ. اسمه الأشيم بن معاذ بن سنان بن عبد الله بن حزن بن سلمة بن قشير. وقيل: اسمه معاذ بن كليب بن حزن بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل. كان يناقض جعفر بن علبة الحارثيّ اللّصّ، وكانا في أيّام هشام بن عبد الملك، واستعدت بنو عقيل على جعفر، لدماء كانوا يطلبونه بها فأخذ جعفر، وقتل صبرا. وجعفر يكنى أبا عارم، وهو القائل لما همّوا بقتله (1): [من الطويل]
[648] هو أوّل من صنّف في التجويد. وكان عالما بالعربية شاعرا مجوّدا، من أهل بغداد. انظر له (غاية النهاية 2/ 321320، والأعلام 7/ 325324). وجاء في الهامش: «اسم خاقان النضر بن موسى بن أبي الضحى، مسلم بن صبيح، مولى سعيد بن العاص».
[649] هو أعشى بني عقيل. والراجح أن اسمه: معاذ، ولقبه: الأقرع القشيريّ، ويقال: معاذ الأعشى، أيضا. وشعره جيّد، وهو في الغزل والمديح والفخر والتهديد والرثاء. لم تعرف سنة وفاته، ويبدو أنّه أدرك الدولة العبّاسية.
وكتب هلال ناجي (الأقرع بن معاذ القشيريّ: حياته، وما تبقى من شعره). انظر له (الأغاني 13/ 53، 6261، والمؤتلف والمختلف ص 2019، وألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 338، والمزهر 2/ 437، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 44).
__________
(1) البيتان من قصيدة لجعفر في (الأغاني 13/ 5452) يرثي فيها نفسه، وتذكّر بقصيدتي مالك بن الريب وعبد يغوث بن وقّاص الحارثي، وهو جدّ الشاعر صاحب القصيدة. وقتل جعفر في صدر دولة السّفاح، وقيل في خلافة أبي جعفر المنصور سنة 145هـ. انظر (الأعلام 2/ 125، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 8382).(1/343)
إذا ما أتيت الحارثيّات فانعني ... لهنّ، وخبّرهنّ أن لا تلاقيا
وقوّد قلوصي بينهنّ، فإنّها ... ستضحك مسرورا، وتبكي بواكيا (1)
فأجابه معاذ الأعشى، وخاطب فيها أباه (2): [من الطويل]
أبا جعفر سلّم بنجران، واحتسب ... أبا عارم، والمنفسات العواليا (3)
وقدت قلوصا أتلف السّيف ربّها ... بغير دم في القوم إلا تماريا (4)
إذا ذكرته معصر حارثيّة ... ترى دمع عينيها على الخدّ جاريا (5)
وقال أيضا (6): [من الطويل]
أبا جعفر، أسلمت للقوم جعفرا ... وخلّي في بهو من الأرض واسع
[650] معاذ بن كليب العقيليّ. من بني نمير. يقال: إنّه هو مجنون بني عامر، وإنّه صاحب ليلى. وقد تقدّم ذكر الخلاف في ذلك (7). ويقال: معاذ هو الملوّح، وهو أبو قيس، المجنون، صاحب ليلى. ومعاذ هو القائل في ليلى التي تزوّجت في ثقيف (8): [من الطويل]
وقد أصبحت ليلى، وكانت حبيبة ... تقطّع إلّا في ثقيف وصالها
وكان مع الرّكب الذين غدوا بها ... سحابة صيف زعزعتها شمالها (9)
وله (10): [من الطويل]
[650] من شعراء العصر الأمويّ. وربّما أدرك الدولة العبّاسيّة. وجاء في الهامش: «قال أبو بكر الزبيديّ. معاذ بضم الميم من أعذته. وقد كان يجوز فتح أوّله من عاذ معاذا، لكنّ التسمية جرت فيه بما ذكرنا». وانظر له (الأغاني 2/ 98). وجاء في (المؤتلف والمختلف ص 19): «ومنهم أعشى بني عقيل. وهو معاذ بن كليب بن حزن بن معاوية بن عمرو بن عقيل. وهو الذي كان يغاور بني الحارث بن كعب. وكان شاعرا فارسا». هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) قوّد: أكثر القياد. والقلوص: الفتيّة من الإبل.
(2) الأقرع، معاذ يقال له الأعشى. انظر المؤتلف والمختلف ص 19. (فرّاج). ومعاذ الأعشى: هو الأقرع القشيري، صاحب الترجمة. والأبيات من ستة في (الأغاني 13/ 6261).
(3) في (الأغاني): «سلّب»، أي: ألبس ثياب الحداد السود. ونجران: موطن أبي عارم، جعفر بن علبة.
(4) القلوص: الناقة الفتيّة المجتمعة الخلق. والتماري: التكذيب.
(5) المعصر: الجارية التي بلغت عصر شبابها وأدركت، أو راهقت العشرين.
(6) الشطر الأوّل من بيت منسوب لأمّ جعفر بن علبة، تخاطب فيه زوجها في (الأغاني 13/ 61)، وفيه: [من الطويل]
أبا جعفر، أسلمت للقوم جعفرا ... فمت كمدا، أو عش، وأنت ذليل
(7) انظر بعض ما قيل عن مجنون بني عامر، صاحب ليلى في (الأغاني 2/ 113).
(8) البيتان من قطعة في (الأغاني 2/ 5251) منسوبة لمجنون ليلى. وانظر (ديوان مجنون ليلى ص 156).
(9) في ف «زعزتها». تصحيف.
(10) البيتان في (ديوان مجنون ليلى ص 155).(1/344)
شفى الله من ليلى، فأصبح حبّها ... بلا حمد ليلى، زايلتني حبائله
سوى أنّ روعات يصبن فؤاده ... إذا ذكرت ليلى، وداء يطاوله
[651] معاذ بن مسلم الهرّاء، الكوفيّ، النحويّ. كان يبيع الهرويّ وكان الكميت بن زيد الأسديّ صديقه، وكانا يتشيّعان فنهى معاذ الكميت أن يأتي خالد بن عبد الله القسريّ (1)، فخالفه، وصار إلى خالد، فحبسه، وعزم على قتله، فقال معاذ (2): [من الوافر]
نصحتك، والنّصيحة إن تعدّت ... هوى المنصوح عزّ لها القبول
فخالفت الذي لك فيه حظّ ... فغالت دون ما أمّلت غول
وعاد خلاف ما تهوى خلاف ... له عرض من البلوى وطول (3)
وله قصيدة يقول فيها: [من المتقارب]
وما زلت في طمع راجيا ... أؤمّل كبشهم أن يحينا
وأرقب من هاشم قائما ... تقرّ به أعين المؤمنينا
أبوها رسول مليك السّماء ... نذير من النّذر الأوّلينا
[652] معاذ الأزرق العبديّ العصريّ. محدث. يقول: [من الكامل]
كم من عقيلة معشر محجوبة ... من دونها متظاهر الحجّاب
قد أنكحتناها الرّماح، ولم نكن ... إلّا بهنّ لها من الخطّاب
[653] معاذ بن عبيد الله التيميّ. من ولد عبيد الله بن معمر القرشيّ. يقول: [من الرمل]
[651] أبو مسلم، أديب وشاعر معمّر، ضرب به المثل، فقيل: أعمر من معاذ. وكان صحب بني مروان في دولتهم، ثم بني العبّاس، وطعن في مائة وخمسين سنة. وهو من أهل الكوفة، وعرف بالهرّاء لبيعه الثياب الهرويّة الواردة من مدينة هراة. له كتب في النحو ضاعت، وأخباره كثيرة. وتوفي سنة 187هـ. وجاء في الهامش: «ذكره الجاحظ في البيان والتبيين، فقال: معاذ بن مسلم بن رجاء، مولى قعقاع بن شور. وقال ابن الأثير: هو عمّ أبي جعفر، محمد بن الحسن بن أبي سارة الرؤاسي». انظر له (الفهرست ص 7271، ومجمع الأمثال 2/ 51، والأعلام 7/ 258، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 463462).
[652] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثاني الهجريّ، ولعلّه أدرك الثالث الهجريّ.
[653] لم أعثر له على ترجمة وأراه غير معاذ بن عبيد الله بن معمر التيمي الذي قتل إسماعيل بن حبّار في خلافة معاوية بن أبي سفيان (نسب قريش ص 289288) وذلك لأن سياق الترجمة يدلّ على أن صاحبها جاء بعد ذلك. ولعله من أبناء عبيد الله بن محمّد بن موسى بن عبيد الله بن معمر، المذكور في (أنساب الأشراف 8/ 247).
__________
(1) أمير العراقين، وأحد خطباء العرب وأجوادهم. وقتل سنة 126هـ. انظر له (الأعلام 2/ 297).
(2) الأبيات في (وفيات الأعيان 5/ 220)، وعدا الثالث في (المستطرف 1/ 255).
(3) رواية (وفيات الأعيان): «وعاد خلاف ما تهوى خلافا».(1/345)
يا خليليّ ألمّا، واسألا ... وابغياني بابن عمّي بدلا
فلقد أمّلت فيه أملا ... ليت شعري، فيّ ماذا أمّلا
دائبا يحرضني من نفسه ... قاطعا رحما، وكرشا وصلا (1)
قال ربّ الناس: صلها. قال: لا ... وكذا، لو قال: لا. قال: بلى (2)
ذكر من اسمه مرّة
[654] مرّة بن ذهل بن شيبان. قديم. قتل ابنه جساس بن مرّة كليب بن وائل، وقال لأبيه:
[من الوافر]
تأهّب عنك أهبة ذي امتناع ... فإنّ الأمر جلّ عن التّلاحي (3)
وهي أبيات، فقال أبوه مرّة يجيبه. ويقال إنهما مصنوعان: [من الوافر]
إن يك قد جنيت عليّ حربا ... فلا وكل ولا رثّ السّلاح (4)
سألبس ثوبها، وأذبّ عنّي ... بها ثوب المذلّة والفضاح
[655] مرّة بن الرّواع الأسديّ. أحد بني حييّ بن مالك. والرّواع: أمّه، وهي من بني سليم بن عامر. وهو جاهليّ قديم، كثير الشعر. يقال: إنه كان في عصر امرئ القيس بن حجر، وإنّ أمرأ القيس كان يعلّم قيانه أشعار ابن الرّواع، وهو القائل (5): [من الوافر]
[654] جدّ جاهلي قديم، ومشهور. كان له عشرة بنين، أصغرهم جسّاس، قاتل كليب، وكانت أختهم جليلة عند كليب وائل. انظر له (الأغاني 5/ 40، 45، 67، ومجمع الأمثال 1/ 269، 374والأعلام 7/ 205، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 329وديوان بني بكر ص 115، 444441).
[655] هو مرّة بن سلم بن عمرو المالكيّ، الأسديّ. كان امرؤ القيس بن حجر الكندي يأمر قيانه أن يغنينه ببعض شعره، وكذلك غيره من الملوك. انظر له (الأعلام 7/ 206). وجاء في الهامش: «قال الأمير: ابن الرواع أخو كعب بن الرواع شاعران، أبوهما: سلم بن عامر المالكيّ. وفي الجمهرة: حييّ بن مالك بن مالك بن مالك بن ثعلبة».
وقد ترجم له في (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 373372) ورجّح مؤلفه أنّه أدرك النصف الأوّل من القرن السادس الميلاديّ، وربّما وجد في الربع الأخير من القرن الخامس أيضا. وانظر (ديوان بني أسد 2/ 147144).
وفي (المؤتلف والمختلف ص 185): مرّة بن الرّواغ. هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) يحرض: يفسد.
(2) في ك «وكذا لو قال لا (قد) قال لا». تصحيف.
(3) التلاحي: التلاوم، والتشاتم.
(4) في ف «وكل» بكسر الكاف. والصواب (وكل) بفتحها. وهو الضعيف، الذي يكل أمره إلى غيره. ورثّ الشيء:
بلي.
(5) البيت في (الشعراء الجاهليون الأوائل) نقلا عن معجم المرزباني.(1/346)
أشاقك من فكيهتك ادّلاج ... وبتّ الحبل، وانقطع الخلاج (1)
وهي طويلة. وله (2): [من البسيط]
إن الخليط أجدّوا البين، وادّلجوا ... وهم كذلك، في آثارهم لجج (3)
[656] مرّة بن خليف الفهميّ. جاهليّ، قديم. كانت الإجازة بالحجّ للنّاس من عرفة إلى ولد الغوث بن مرّة بن أدّ بن طابخة، وكان يقال لهم: صوفة. وكانت إذا حانت الإجازة قالت العرب: أجيزي صوفة، فقال مرّة يذكر ذلك: [من الطويل]
إذا ما أجازت صوفة النّقب من منى ... ولاح قتار، فوقه سفع الدّم (4)
رأيت الإياب عاجلا، وتبعّثت ... علينا دواع للرّباب وكلثم
[657] مرّة بن عائذ الرّبابيّ (5). يقول: [من الوافر]
صبحنا بالصّعاب حلول بكر ... صبوحا، ليس من عذب الشّراب (6)
صبحناهم ذكورا مقربات ... توقّص بالكهول وبالشّباب (7)
بكلّ مقلّص كالسّيد، نهد ... محبّبة إلى بزل الرّكاب (8)
[656] شاعر جاهليّ من الفرسان. وذكر له الأصفهاني رثاء في (تأبط شرّا). وفي هذا ما ينفي قدمه، وأيّد ذلك ما في (الأغاني) من أنّه أغار مع تأبّط شرّا والشنفرى على حيّ من بجيلة، وحضر معهما معركة ظفروا فيها بخثعم.
ورجّح الزركلي أنّه توفي سنة 75ق. هـ. انظر له (الأعلام 7/ 205، والأغاني 21/ 152، 171167، 177، ومعجم ما استعجم ص 646، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 329328).
[657] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه جاهلي، قريب العهد من الإسلام، أو أنّه مخضرم. هذا، وأخلت بترجمته عزيزة فوّال بابتي في معجميها.
__________
(1) الأدّلاج: السير في آخر الليل. والخلاج: مفردها خليج. وهو الحبل إذا خلج، أي: فتل شزرا.
(2) البيت من قطعة له. انظر (الشعراء الجاهليون الأوائل 375374، وديوان بني أسد 2/ 146145).
(3) في ف «لحج». تصحيف. واللّجج مفردها لجّة. ولجّة القوم: أصواتهم وصخبهم.
(4) القتار: دخان ذو رائحة خاصة، ينبعث من الشواء ونحوه. والسّفع: السواد المشرب حمرة.
(5) في ك «الريابي». تصحيف.
(6) صبحنا حلول بكر: أغرنا على جموعهم صباحا. وأراه أراد بني بكر بن وائل، ويؤيد ذلك أن (الصّعاب) اسم جبل بين اليمامة والبحرين، أو رمال بين البصرة واليمامة صعبة المسالك، وفيها قتل أكثر من سيّد بكريّ. انظر (معجم البلدان: الصعاب).
(7) الذكور: جمع الذّكر. وهو من الحديد أجوده وأيبسه. وأراد الذكور من الخيل. والمقربات منها هي التي يقرّب مربطها ومعلفها لكرامتها. والتوقّص: ضرب من جري الخيل.
(8) المقلّص: المرتفع. وكذلك النهد. والسّيد: الذئب. وجاء في الأصل، وفي ف: «محبّبة». والتصويب من ك، وبه يستقيم المعنى، فالمجنّبة هي الخيل الجنائب، وشدّد للكثرة. وكانوا يجنبون الخيل إلى الإبل في أثناء مسيرهم إلى الغزو، للإبقاء على قوتها ونشاطها. ومجنّبة: صفة ثالثة ل (ذكورا). والركاب: الإبل التي تركب. وبزل: أراد بزل. وسكّن ضرورة. وهو جمع بزول. نعت للجمل الذي طلع نابه، وذلك في السنة التاسعة أو الثامنة.(1/347)
[658] مرّة بن واقع الفزاريّ. أحد بني عبد مناف بن عقيل بن هلال بن سمير بن مازن بن فزارة. مخضرم. كان يهاجي سالم بن دارة. ومرّة هو القائل في امرأة من بني بدر، كانت عنده، فطلقها وبهذا السبب وقع بينه وبين سالم بن دارة ما وقع (1): [من مشطور الرجز]
لو أنّ بنت الأكرم البدريّ ... رأت شحوبي، ورأت نديّي
وهنّ خوص، شبه القسيّ ... يلفّها لفّ حصى الأتيّ
أروع سقّاء على الطّويّ
[659] مرّة بن عمرو الخزاعيّ. إسلاميّ. يقول في رواية دعبل (2): [من الكامل]
ذهب الرّجال الأكرمون، ذوو الحجى ... والمنكرون لكلّ أمر منكر
وبقيت في خلف، يزيّن بعضهم ... بعضا ليدفع معور عن معور (3)
[660] مرّة بن محكان السّعديّ. من بني عبيد. أحد اللصوص. هجا الفرزدق. وهو القائل (4):
يا ربّة البيت، قومي غير صاغرة ... ضمّي إليك رحال القوم والقربا (5)
القرب: أجفان السّيوف. واحدها قراب.
ماذا ترين؟ أندنيهم لأرحلنا ... في جانب البيت أم نبني لهم قببا؟
[658] انظر له (الإصابة 6/ 226225، والخزانة 2/ 147141). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[659] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الأول الهجريّ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[660] هو أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم. وهو شاعر مقلّ، إسلاميّ، كان في عصر جرير، والفرزدق، فأخملا ذكره، لنباهتهما. وكان شريفا جوادا، أنهب ماله الناس مرّة، فحبس لذلك. وقتله صاحب شرطة مصعب بن الزبير سنة 70هـ. انظر له (الأغاني 22/ 326321، وأنساب الأشراف 11/ 324323، والأعلام 7/ 207206، وأشعار اللصوص ص 116107، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 384، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 444).
__________
(1) الرجز في (الخزانة 2/ 142).
(2) البيتان من ثلاثة بلا نسبة في (المستطرف 2/ 331330). ولمحققه تخريج للشعر بين فيه أنّه متنازع بين عدّة شعراء.
ومنهم أبو الأسود الدؤلي. وانظر أيضا (ديوان أبي الأسود الدؤلي ص 108). وهما في الحماسة البصرية 2/ 398) وفيها «وقال بشر بن الحارث، وتروى لمرّة بن عمرو الخزاعي».
(3) المعور: هو من أعور الفارس، إذا بدا فيه موضع خلل للضرب.
(4) الأبيات من قصيدة من ثلاثة عشر بيتا في (شرح المرزوقي ص 15681562)، وبلغت سبعة عشر بيتا في (أشعار اللصوص ص 113111).
(5) ربّة البيت: أراد امرأته. والقرب: جمع قراب. وهو جراب واسع، يصان به السلاح والثياب.(1/348)
في ليلة من جمادى، ذات أندية ... لا يبصر الكلب من ظلمائها الطّنبا (1)
لا ينبح الكلب فيها غير واحدة ... حتّى يلفّ على خيشومه الذّنبا
أنا ابن محكان، أخوالي بنو مطر ... أنمي إليهم، وكانوا معشرا نجبا (2)
ذكر من اسمه المفضّل
[661] المفضّل بن قدامة الكوفيّ. يقول في بيعة ابن الزّبير، في رواية دعبل (3): [من الطويل]
دعا ابن مطيع للبياع، فجئته ... إلى بيعة، قلبي لها غير عارف (4)
فناولني خشناء حين لمستها ... بكفّي ليست من أكفّ الخلائف (5)
معوّدة حمل الهوادي لقومها ... وليس أخوها بالشّجاع المسايف (6)
وهذه الأبيات لفضالة بن شريك الأسديّ، وحضر بيعة ابن الزّبير بالكوفة لمّا استعمل عليها عبد الله بن مطيع.
[662] المفضّل بن دلهم بن المجشر. أحد بني قيس بن ثعلبة. يعرف بابن أمامة، وهي أمّه، [661] لم أعثر له على ترجمة. وكان حيّا سنة 65هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[662] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه توفي نحو سنة 75هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) كانوا يجعلون شهر البرد جمادى، وإن لم يكن جمادى في الحقيقة. والأندية: جمع نديّ، وهو المجلس. وكان الأماثل من الأغنياء، يجلسون في سني القحط مجالس، يدبّرون فيها أمر الناس. والطّنب: حبل البيت.
(2) جاء في الهامش: «من كتاب البلاذريّ: مرّة بن محكان، من بني ربيع بن الحارث. وهو مقاعس، ضربه القباع، فقال: [من الطويل]
عهدت معاقيب امرئ كان ظالما ... فألهب في ظهري القباع وأوتدا
وقال أبو اليقظان: كان مرّة سيد بني ربيع، قتله صاحب شرط مصعب بن الزبير، وكان من أصحاب الجفرة.
وهجاه الفرزدق، فقال: [من الطويل]
ترجّي ربيع أن تسود مجاشعا ... كبارا، وقد أعيا ربيعا صغارها»
والقباع: هو الحارث بن عبد الله المخزومي، ولي البصرة، في أيّام عبد الله بن الزبير، وتوفي نحو سنة 80هـ.
انظر (الأعلام 2/ 156). والجفرة: موضع بالبصرة، كانت فيه وقعة بين أصحاب عبد الملك بن مروان وأصحاب مصعب بن الزبير. انظر (معجم البلدان: الجفرة).
(3) الأبيات من سبعة في (الأغاني 12/ 9493) منسوبة لفضالة بن شريك الأسديّ.
(4) ابن مطيع: هو عبد الله بن مطيع العدويّ القرشيّ. ولّاه عبد الله بن الزبير على الكوفة سنة 65هـ. وقتل مع ابن الزبير في مكة سنة 73هـ. انظر (الأعلام 4/ 139). والبياع: المبايعة.
(5) خشناء: أراد يدا خشناء، فحذف، وأناب.
(6) الهوادي: أراد العصيّ، أو الصخور النابتة في الماء أو الملساء. والمسايف: المجالد بالسيف.(1/349)
وهي بنت وبرة بن عبادة بن مزيد. شاعر معروف.
[663] المفضّل بن المهلّب بن أبي صفرة الأزديّ. يقول بعد وقعة العقر (1)، في رواية دعبل:
أرى الشّمس ينفي الهمّ عنّي طلوعها ... ويأوي إليّ الهمّ حين تغيب
هل الموت إن جدنا بسفك دمائنا ... مطهّرنا من عثرة وذنوب؟ (2)
وما هي إلّا وسنة، تورث السّنا ... لعقبك، ما حنّت روائم نيب (3)
وما خير عيش بعد فقد محمّد ... وفقد يزيد، والحرون حبيب (4)
وله: [من الطويل]
ولا خير في طعن الصّناديد بالقنا ... ولا في طعان الخيل بعد يزيد
[664] المفضّل المازنيّ. من شعراء خراسان. ذكره المدائنيّ، ولم ينسبه. لمّا أوقع الكرمانيّ (5)
الفتنة بخراسان، في أيّام نصر بن سيّار، قال المفضّل: [من البسيط]
ليصبحنّ جديعا في مركّنه ... كأسا تحسّيه من ذيفانها جرعا (6)
[665] المفضّل بن خالد السّلميّ. من شعراء خراسان. ذكره المدائنيّ أيضا. يقول في الفتنة:
[من البسيط]
[663] أبو غسّان. وال، من أبطال العرب ووجوههم في عصره. كانت إقامته في البصرة. شهد مع أخيه (يزيد) قيامه على الدولة الأموية في العراق، ولمّا قتل يزيد بن المهلّب مضى المفضل بمن بقي معه إلى واسط، وقد أصيبت عينه، ثم انتقل إلى بلاد السند، فأدركته سيوف بني أمية على أبواب (قندابيل) منها، فقتل سنة 102هـ. انظر له (الأعلام 7/ 280، والأغاني 13/ 102101، واللسان: هرر). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[664] لم أعثر له على ترجمة. وكان حيّا سنة 129هـ.
[665] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء الفتنة بخراسان سن 129هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) وقعة العقر: كانت سنة 102هـ. وفيها قتل يزيد بن المهلب. والمراد عقر بابل، قرب كربلاء، وفيها قتل الإمام الحسين بن عليّ.
(2) في البيت إقواء.
(3) الوسنة: المرّة من الوسن. وهو النعاس أو النوم الخفيف. والسّنا: مقصور السناء. وهو العلوّ والارتفاع. والروائم من الإبل: جمع الرؤوم. وهي التي تعطف على ولدها، وتلزمه. والنيب: جمع الناب. وهي الناقة المسنّة.
(4) محمد ويزيد وحبيب: هم من أولاد المهلب بن أبي صفرة. وفي البيت إقواء. هذا وللمفضل في (اللسان: هرر) بيت من بحر هذا البيت وقافيته، ولعلّه لذلك ملصق بالأبيات السابقة. وبيت اللسان:
ومن هرّ أطراف القنا خشية الرّدى ... فليس لمجد صالح بكسوب
(5) الكرمانيّ: هو جديع بن عليّ الأزديّ، شيخ خراسان وفارسها في عصره. شغب على الدولة الأموية، فدعاه والي خراسان نصر بن سيار إلى الصلح، وقتله سنة 129هـ. انظر (الأعلام 2/ 114). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
(6) المركن من الضروع: العظيم كأنّه ذو الأركان. وتحسّيه: تناوله جرعة بعد جرعة. والذيفان: السمّ القاتل.(1/350)
قد قلت للأزد قولا، ما ألوت به ... نصحا لهم، وأعدت القول لو نفعا
يا معشر الأزد إنّي قد نصحت لكم ... فلا تطيعوا جديعا، أيّ ما صنعا (1)
فما تناهوا، ولا زادتهم عظتي ... إلّا لجاجا، وقالوا الهجر والقذعا (2)
يا معشر الأزد، مهلا قد أظلّكم ... ما لا يطاق له دفع إذا وقعا
[666] أبو طالب، المفضّل بن سلمة بن عاصم النّحويّ. صاحب الفرّا (3). وأبو طالب عالم بالنّحو، أديب، توفّي سنة (4) كتب إلى عليّ بن يحيى، المنجّم، يهنّئه بالنّيروز، من أبيات:
[من البسيط]
يا ابن الجحاجحة الغرّ، الميامين ... ومن يزين، به، فعل الدّهاقين (5)
ومن تجود على العلّات راحته ... بنائل، من عطاء غير ممنون
اسلم لنا، كلّ نيروز، يمتّعنا ... فيك الإله بإعزاز وتمكين
وله إلى عبد الله بن المعتزّ مكاتبات بالأشعار.
ذكر من اسمه المؤمّل
[667] المؤمّل بن أميل المحاربيّ. أحد بني جسر بن محارب. وكان يقال له البارد، وهو كوفيّ، ومدح المهديّ في أيّام أبيه، وله مع المنصور خبر مشهور. وشهر بقصيدته التي أوّلها (6):
[666] لغويّ، عالم بالأدب، كان من خاصة الفتح بن خاقان، وزير المتوكّل. من كتبه (البارع) في اللغة، و (الفاخر) في الأمثال. وتوفي سنة 290هـ. انظر له (نزهة الألباء ص 140139، والأعلام 7/ 279).
[667] أدرك أواخر العصر الأموي، واشتهر في العصر العبّاسيّ، وكان من رجال الجيش، وانقطع إلى المهدي قبل خلافته، وبعدها. عمي في أواخر عمره، وتوفي سنة 190هـ. انظر له (الأعلام 7/ 334، والأغاني 22/ 254246، ونكت الهميان ص 300299، وتاريخ بغداد 13/ 180177، وذيل زهر الآداب ص 107104، والخزانة 8/ 338332والتذكرة السعدية ص 181، والممتع في صنعة الشعر ص 205)، هذا، وذكر في (المكتبة الشعرية ص 66) أن حنا جميل حداد قد جمع شعره، وحقّقه.
__________
(1) جديع الكرمانيّ: أوقع الفتنة بخراسان وأشار (كرنكو) إلى ذلك.
(2) في ف: «عظة». والهجر: الكلام القبيح. والقذع: الخنا والفحش.
(3) انظر لسلمة بن عاصم صاحب الفرّاء، (وفيات الأعيان 4/ 206، والأعلام 3/ 113، والفهرست ص 74).
(4) بياض بالأصل كتب فوقه لفظ: كذا (كرنكو). ووفاة المفضل من 300290 (فرّاج).
(5) الجحاجحة: جمع الجحجاح. وهو السيّد الكريم. والدهاقين: جمع الدهقان. وهو الرئيس القوي على التصرف في قريته أو إقليمه.
(6) قال القصيدة في امرأة يهواها من أهل الحيرة (نكت الهميان ص 299)، وفيه مطلعها. وانظر للقصيدة (الأغاني 22/ 247، وتاريخ بغداد 13/ 180، وعيون الأخبار 3/ 45، والأنس والعرس ص 442، والخزانة 8/ 333332 و 10/ 88، والظرف والظرفاء ص 162، 166، والتمثيل والمحاضرة ص 90، والحماسة البصرية 2/ 117116).(1/351)
[من البسيط]
شفّ المؤمّل يوم الحيرة النّظر ... ليت المؤمّل لم يخلق له بصر (1)
فيقال: إنّه لمّا قال هذا عمي، فرأى في منامه إنسانا، فقال: هذا ما تمنّيت في شعرك. وفيها يقول:
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم ... وتذنبون فنأتيكم، فنعتذر
شكوت ما بي إلى هند، فما اكترثت ... ما قلبها؟ أحديد أنت أم حجر؟ (2)
لا تحسبيني غنيّا عن مودّتكم ... فلي إليك، وإن أيسرت مفتقر
وله وفيه لحن لمعاذ بن الطبيب أحسن فيه (3): [من الكامل]
أبهار، قد هيّجت لي أوجاعا ... وتركتني عبدا، لكم مطواعا
لحديثك الحسن، الذي لو كلّمت ... وحش الفلاة به، لجئن سراعا
والله، لو علم البهار بأنّها ... أضحت سميّته لطال ذراعا
وفيها يقول:
إن تبصري شيبا تغشّى مفرقي ... فلقد أعاطي الحيّة اللّسّاعا
أوما ترين السّيف يغشى لونه ... صدأ، ويوجد صارما قطّاعا؟
[668] المؤمّل بن جميل بن يحيى بن أبي حفصة، أبو الخطّاب. كان شاعرا غزلا، ويلقّب قتيل الهوى، وكان منقطعا إلى جعفر بن سليمان، ثمّ قدم العراق، فكان مع عبد الله بن مالك. وهو القائل (4): [من الخفيف]
قلن: من ذا؟ فقلت: هذا اليمامي ... ي، قتيل الهوى، أبو الخطّاب
قلن: بالله، أنت ذاك يقينا ... لا تقل قول مازح لعّاب
إن تكن أنت هو، فأنت منانا ... خاليا كنت، أو مع الأصحاب
[668] شاعر، غزل، ظريف، من أهل المدينة. وهو ابن عمّ مروان بن أبي حفصة الشاعر. وقد رحل إلى بغداد، فكان مع عبد الله بن مالك الخزاعي، فذكره للخليفة المهديّ، فحظي عنده. وتوفّي نحو سنة 170هـ. انظر له (الأعلام 7/ 334، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 422421).
__________
(1) شفّه: لذع قلبه، أو أنحله، أو أذهب عقله.
(2) في ك «ما قبلها». تصحيف.
(3) الأبيات في (ذيل زهر الآداب ص 107).
(4) في (الأغاني 18/ 150): «وكان جميل (والد المؤمّل) يلقّب قتيل الهوى، ولقب بذلك لقوله: «قلن من»
الأبيات. والأبيات لمؤمّل بن جميل في (تاريخ بغداد 13/ 180)، وبها سمّي قتيل الهوى.(1/352)
[669] المؤمّل بن طالوت (1). الشاعر الحجازيّ، المعروف بالراري. يقال: إنّه مولى سكينة بنت الحسين بن عليّ. وقد جرّ ولاءه [بنو] (2) حكيم بن حزام لأنّ سكينة أمّهم وكانت تحت عبد الله بن عمّار بن حكيم بن حزام، فولدت له عثمان وحكيما وربيحة، بني عبد الله، فورثوها، لم يرثها معهم أحد. والمؤمّل محدث، رشيديّ، مدنيّ. يقول: [من مجزوء الرجز]
بدر قريش، والذي ... برّز في المحافل
ذو تدرإ، أو مدره ... في كلّ أمر نازل (3)
وذو لقاء صادق ... وذو قضاء عادل
والنّاس في أذرائه ... مختلطو القبائل (4)
من راغب وراهب ... ونازل وراحل
ومنصف لا يتّقي ... في الله عذل العاذل
وراجح لا يمتري ... درّته بالباطل (5)
ليس بخبّ خادع ... ولا بغرّ غافل (6)
نعم الفتى لخائف ... ونعم هو لآمل
ونعم مسعار الرّدى ... في اليوم ذي البلابل (7)
[669] لم أعثر له على ترجمة. وكان معاصرا للخليفة هارون الرشيد (193170هـ).
__________
(1) في ك «طالون». تصحيف.
(2) ما بين المعقفتين إضافة يقتضيها السياق.
(3) ذو تدرإ: ذو حفاظ ومنعة وقوّة على أعدائه. وتاء (تدرإ) زائدة. والمدره: رأس القوم المدافع عنهم، والمتكلّم باسمهم.
(4) في ك «واد به مختلطي القبائل». تصحيف. وأذراء: جمع ذرء. وهو الشيء اليسير من القول. ولعل الراوية (في إذرائه) والإذراء: الإغضاب.
(5) في ف «لا يمترى». تصحيف. ولا يمتري درّته: لا يستخرجها. والدرّة: اللبن، أو الكثير منه. وأراد عطاءه وكرمه.
(6) في ك «ليس بحب». تصحيف. والخبّ (بفتح الخاء وكسرها): الخدّاع الذي يسعى بين الناس بالفساد.
(7) المسعار: ما تسعر به النار، وتحرّك من حديد أو خشب. ويقال: مسعر حرب لمن يوقدها. والبلابل: جمع البلبال.
ويقال: بلبل القوم بلبلة وبلبالا: حرّكهم وهيّجهم. والاسم البلبال.
12* معجم الشعراء المرزباني(1/353)
ذكر من اسمه المسيّب
[670] المسيّب بن علسة الشّيبانيّ. وهي أمّه، وأمّ أخويه: حرملة وعبد المسيح ابني علسة (1).
وقد تقدّم نسبه. والمسيّب جاهليّ. يقول (2): [من الوافر]
لقد أعملت راحلتي، ورحلي ... إلى الدّيّان، خير فتى، يماني
فلم أر مثله من أهل كعب ... ولا ولد الضّباب، ولا قنان
وخير النّاس قد علمت معدّ ... لضيف أو لجار أو لعاني
وله: [من الطويل]
لنا الرّأس، والخيشوم، والأنف، والذّرا ... إذا بذخت تحت الشّؤون الشّقائق
[671] المسيّب بن الرّفل الزّهيريّ. من ولد زهير بن جناب، جاهليّ. يقول (3): [من الوافر]
وأبرهة الذي كان اصطفانا ... وسوّسنا زناج الملك عالي (4)
وقاسم نصف أسرته زهيرا ... ولم يك دونه في الأمر والي
وأمّره على حيّي معدّ ... وأمّره على الحيّ المعالي (5)
على ابني وائل لهما مهينا ... يردّهما على رغم السّبال (6)
[670] المشهور أنّه المسيّب بن علس، بغير هاء، الضّبعي الشيباني. واسم المسيّب زهير، وإنّما سمّي المسيّب، حين أوعد بني عامر بن ذهل، فقالت: بنو ضبيعة قد سيّبناك والقوم. وهو خال الأعشى، وكان الأعشى راويته. وقد وضعه ابن سلام في الطبقة السابعة، وقال عنهم: أربعة محكمون مقلّون. وجمع ديوانه ونشره في ليدن 1928 المستشرق النمساوي غاير. انظر له (الشعر والشعراء ص 111107، وطبقات فحول الشعراء ص 156155، والأعلام 7/ 225، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 336335). وجاء في الهامش: «الذي رأيت في ديوانه بخط الجاحظ، فيما قيل: المسيب بن علس، بغير هاء».
[671] شاعر إسلامي، أورد له صاحب الأغاني (19/ 34) شعرا يفخر فيه بقتل القحل بن عياش الزهيري الكلبي ليزيد بن المهلّب سنة 102هـ. وهو المسيّب بن رفل بن حارثة بن جناب بن قيس بن امرئ القيس بن أبي جابر بن زهير جناب. وبين الشاعر وجدّه زهير (توفي نحو سنة 60ق. هـ) ستة آباء. وهذا ممّا يؤكّد أنّه إسلاميّ، وأنّه أدرك القرن الثاني الهجريّ. ونبّه (كرنكو) على أن صاحب الترجمة ليس بجاهلي. وله ترجمة في (معجم الشعراء الجاهليين ص 335)، وذلك من سقطاته. وانظر له أيضا (أنساب الأشراف 7/ 269268وشعر قبيلة كلب ص 302301).
__________
(1) في (البيان والتبيين 1/ 229): «قال ابن عسلة الشيبانيّ، واسمه عبد المسيح».
(2) الأبيات في (المؤتلف والمختلف ص 237236). هذا، وأخلّ (الصبح المنير مجموعة ما أنشد للمسيب بن علس) بالأبيات.
(3) الأبيات مع خامس في (المعمّرون والوصايا ص 36ومع سادس في شعر قبيلة كلب ص 301).
(4) الزناج: المكافأة بخير أو شرّ.
(5) المعالي: من قولهم: على الرجل إذا أتى عالية الحجاز ونجد.
(6) على ابني وائل: على بكر وتغلب.(1/354)
[672] المسيّب بن نهار. أخو بني بهثة، من بني ضبيعة. يلقّب المجدّع (1). يقول لقيس بن قرد، المعروف بالخنزير التّيميّ: [من الطويل]
ألم ترني جدّعت عبسا، ولم يكن ... بأوّل عبد جدّعته القصائد؟
فأجابه ابن قرد: [من الطويل]
لقد جدّعت أمّ المسيّب أنفه ... ببظر لها، مثل الخصيلة، وارد (2)
[673] المسيّب بن نجبة بن ربيعة بن رباح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة. من قدماء التابعين وكبارهم، وهو من أصحاب عليّ، عليه السّلام، يقول: [من الطويل]
لست كمن خان ابن عفّان، مثلهم ... ولا مثل من يعطي العهود، ويغدر
ولكن تبغّى جنّة أتّقي بها ... لعلّ ذنوبي عند ربّي تغفر
شهدت، رسول الله بالجوّ قائما ... يبشّر بالجنّات، والنّار ينذر (3)
[674] المسيّب بن حباشة بن حبيش بن أوس بن بلّال بن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد. شاعر إسلاميّ. فأما المسيّب بن علس فاسمه زهير، وقد تقدّم خبره (4).
ذكر من اسمه المثلّم
[675] المثلّم بن رياح المرّيّ. جاهليّ، وله يقول سنان بن أبي حارثة، وأجار عليه (5): [من الطويل]
[672] له ذكر وشعر في (المعاني الكبير ص 576). ويبدو من سياق ترجمته أنه شاعر إسلامي، توفي نحو سنة 60هـ.
هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[673] شهد القادسيّة، وفتوح العراق، وكان مع الإمام عليّ في مشاهده، وكان شجاعا بطلا، وفارس مضر، وأحد أشرافها، ونسّاكها. ثار مع (التوابين) من أهل الكوفة، في طلب دم الإمام الحسين، فقتل يوم (عين الوردة) سنة 56هـ. انظر له (الأعلام 7/ 226225، وأنساب الأشراف 6/ 2928، 33، 35، وتاريخ الطبري 5/ 600596، وجمهرة أنساب العرب ص 258). هذا، وللمسيّب بن نجبة الفزاري إدراك، وليس له صحبة. وقد روى عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم مرسلا. انظر (الإصابة 6/ 234). وقد أخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[674] لم أعثر له على ترجمة. وجاء في الهامش: «أخو المسيّب: الضريب. وقد تقدّم ذكره». وذلك في القسم المفقود من الكتاب. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[675] شاعر جاهلي من بني مرّة الذبيانيين. انظر له (شرح المرزوقي ص 385382، 16571655، والخزانة 8/ 297، وشعر قبيلة ذبيان ص 417416، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 322).
__________
(1) المجدّع: الذي قطع أنفه، أو طرف من أطرافه.
(2) الخصيلة: تصغير الخصلة. وهي العنقود، والشّعر المجتمع.
(3) الجوّ (هنا): ما اتسع من الأرض، وانخفض وبرز.
(4) تقدمت ترجمة المسيب بن علسة علس (670).
(5) في (معجم البلدان: شجنة) خمسة أبيات لسنان بن أبي حارثة، يخاطب فيها المثلّم، ومنها: [من الكامل](1/355)
من مبلغ عنّي المثلّم آية ... وسهلا، فقد نفّرتم الوحش أجمعا
هم إخوتي دنيا، فلا تقربنّهم ... أبا حشرج، وافسح لجنبك مضجعا (1)
فأجابه المثلّم (2): [من الطويل]
من مبلغ عنّي سنانا رسالة ... وشجنة، أن قوما، خذا الحقّ، أودعا (3)
سأكفيك جنبي: وضعه ووساده ... وأقبل إن لم تعطنا الحقّ أشجعا (4)
تصيح الرّدينيّات فينا وفيكم ... صياح بنات الماء أصبحن جوّعا (5)
خلطنا البيوت بالبيوت، فأصبحوا ... بني عمّنا، من يرمهم يرمنا معا
وله (6): [من الكامل]
بكر العواذل بالسّواد يلمنني ... جهلا يقلن: ألا ترى ما تصنع
أفنيت مالك في السّفاه، وإنّما ... أمر السّفاهة ما أمرنك أجمع
إنّي مقسّم ما ملكت فجاعل ... أجرا لآخرة، ودنيا تنفع
[676] المثلّم بن عامر الضّبّيّ. وهو فارس سحيم، جاهليّ. يقول في فرسه (7): [من الوافر]
إن الرّحمن حطّأ عن سحيم ... وفارسه رماح بني تميم (8)
[676] وقيل: ابن المشخّر، وابن المشخّرة، والمشجّرة. وهو من بني عائذة، من ضبّة. انظر له (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 124، وشعر ضبّة وأخبارها ص 148147، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 323).
__________
قل للمثلّم، وابن هند بعده: ... إن كنت رائم عزّنا، فاستقدم
تلق الذي لاقى العدوّ، وتصطبح ... كأسا، صبابتها كطعم العلقم
منّا بشجنة، والذباب فوارس ... وعتائد مثل السّواد المظلم
(1) أبو حشرج: كنية المثلّم بن رياح. وفي ك «خشرج». تصحيف.
(2) الأبيات في (شرح المرزوقي ص 385382، وشعر قبيلة ذبيان ص 417).
(3) في ك: «أن قوما». تصحيف. و (أن) هنا: تفسيريّة. وشجنة: موضع في شعر سنان بن أبي حارثة. وقد أشير إليه آنفا.
(4) وضع الجنب والوساد: مأخوذ من المثل السائر في المعتني بالشيء المتعهّد له، وهو قولهم: أمّ فرشت، فأنامت.
وأشجع: مولى الشاعر. وكتب (فرّاج): «في شرح المرزوقي 382: وأغضب إن لم تعط بالحقّ أشجعا».
(5) تصيح الردينيات: تختلف الرماح الردينيّة بيننا وبينهم بالطعن. وبنات الماء: طيور الماء.
(6) الأبيات مع ثلاثة أخرى في (شرح المرزوقي ص 16571655، وشعر قبيلة ذبيان ص 416).
(7) البيت مع آخر في (أسماء خيل العرب وأنسابها) نقلا عن ابن الأعرابيّ، وفي (شعر ضبّة وأخبارها ص 148).
(8) في ك «حظى عن». تصحيف. وحطّأ (بالتشديد) حرف لم أقف عليه. وهو من الحطّ: الدفع. ولعلّ الرواية ما جاء في (أسماء خيل الرب وأنسابها)، وفيه: «خطّأ». والبيت يدل على أن العرب عرفوا (الرحمن) في الجاهلية، وينفي أنهم «لم يكونوا يعرفونه من أسماء الله». انظر (اللسان: رحم).(1/356)
[677] المثلّم بن عمرو التنّوخيّ. يقول (1): [من المنسرح]
إنّي أبى الله أن أموت وفي ... صدري همّ كأنّه جبل
لا تحسبنّي محجّلا، سبط الس ... ساقين، أبكي أن يظلع الجمل (2)
إنّي امرؤ، من تنوخ، ناصره ... محتمل في الحروب ما احتملوا
[678] المثلّم بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج (3) بن عديّ بن كعب.
مخضرم. كان أجار رجلا، يقال له: أوس، من النّمر بن قاسط، فقتل أوس رجلا من بني جمح، فطلبه أبيّ بن خلف، فمنعه المثلّم، وقال (4): [من البسيط]
من ذا يبدّد بين النّاس معذرتي ... إن ردّ جاري أبيّ، وهو مقتول
تنازع الطّير بالبطحاء حشوته ... يقال: من جار هذا، غاله غول؟
وقلت: أسلم أوسا لامرئ أبدا ... حتّى أردّ، وثغر النّحر مبلول
أو أبلغ العذر في أوس، فتعذرني ... فيه الرّجال، إذا ما ينشر [القيل] (5)
ذكر من اسمه المنخّل
[679] المنخّل اليشكريّ. يقول في قصيدته المشهورة (6): [من مجزوء الكامل]
[677] شاعر جاهليّ انظر لترجمته (شرح الأعلم ص 300، والأعلام 5/ 276275، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 322).
[678] شاعر من رؤساء قومه بني عديّ القرشيين. عاش في الجاهلية، وأدرك الإسلام. انظر له (الأعلام 5/ 275، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 426).
[679] هو المنخّل بن مسعود بن عامر، من بني يشكر، شاعر جاهلي، كان ينادم النعمان بن المنذر. وقيل: إنه سعى بالنابغة الذبياني إلى النعمان، فهرب النابغة إلى الغساسنة، ثم قتل النعمان المنخّل نحو سنة 20ق. هـ، وضربت العرب به المثل في الغائب الذي لا يرجى إيابه، فقيل: «لا أفعله حتى يؤوب المنخّل». انظر له (الأعلام 7/ 291، والشعر والشعراء ص 318317، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 351350، وديوان بني بكر ص 244242).
__________
(1) الأبيات من خمسة في (شرح المرزوقي ص 480478والمؤتلف والمختلف ص 302) والأول من ثلاثة في (حماسة البحتري ص 36) لرجل من كندة. ونسب الشعر في (شرح الأعلم) لرجل من هذيل أيضا.
(2) المحجّل: من الحجل. وهو القيد. ويظلع الجمل: يعرج.
(3) في الأصل والمطبوع: «عريج». والصواب ما اثبت. انظر (نسب قريش ص 369والإصابة 5/ 568).
(4) الأبيات في (نسب قريش ص 374).
(5) ما بين المعقّفتين «ممحو في الأصل والتكملة من نسب قريش ص 374». (فرّاج). وفي ك: «ما بشر». تصحيف.
(6) قال هذه القصيدة في (المتجرّدة) زوج النعمان بن المنذر. وهي في (الأغاني 21/ 1210). ومطلعها:
إن كنت عاذلتي فسيري ... نحو العراق، ولا تحوري(1/357)
يا ربّ يوم للمنخ ... خل قد لها فيه، قصير
ولقد شربت من المدا ... مة بالصّغير وبالكبير (1)
فإذا انتشيت فإنّني ... ربّ الخورنق والسّدير
وإذا صحوت فإنّني ... ربّ الشّويهة والبعير
[680] المنخّل بن سبيع العنبريّ. يقول (2): [من الطويل]
ألا قد أرى والله أن لست منكم ... وأن لستم منّي، وإن كنتم أهلي
وأنّي ثويّ، قد أحمّ انطلاقه ... يحيّيه من حيّاه، وهو على رحل (3)
فإن أنا يوما غيّبتني غيابتي ... فسيروا كسيري في العشيرة أو فعلي (4)
ذكر من اسمه المعذّل
[681] المعذّل البكريّ. أحد بني قيس بن ثعلبة، إسلاميّ. مدح النّهّاس بن ربيعة العتكيّ لأنّه كفل به، وكان المعذّل أخذ بجرم، فأطلقه النّهّاس، فقال المعذّل (5): [من الطويل]
جزى الله فتيان العتيك، وإن نأت ... بي الدّار عنهم خير ما كان جازيا
متاعهم فوضى فضا في ديارهم ... ولا يحسنون الشّرّ إلّا تناديا (6)
[680] هو المنخّل بن سبيع بن زيد بن معاوية بن الحارث بن جهمة بن عديّ بن جندب بن العنبر. شاعر مخضرم. انظر له (المراثي ص 198195، ومعجم البلدان: سفار، والمؤتلف والمختلف ص 272271). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[681] المعذّل: من شعراء الحماسة. وقيل: المعذّل بن عبد الله الليثيّ. كان معاصرا للمهلّب بن أبي صفرة (ت 83هـ).
وذهب صاحب (الأعلام 7/ 267) إلى أن المعذّل توفي سنة 80هـ. وانظر له أيضا (زهر الآداب ص 412، واللسان:
سبد، وشرح المرزوقي ص 17651763، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 467، وحماسة القرشيّ ص 392391).
__________
وقيل: كان المنخّل يهوى هندا بنت عمرو بن هند، فأنشد هذه القصيدة فيها، فبلغ عمرا خبره، فأخذه، فقتله.
انظر (الأغاني 11/ 1918). وهذا الخبر هو الأرجح، فالمتجرّدة تبدو امرأة ماجنة مستهترة طائشة في خبرها مع المنخّل، وهذا لا يتفق مع العقل، وهو من صنع الرواة أو الخيال الشعبي، وأما قتل عمرو بن هند للمنخل فمرجّح لأن عمرا عرف بأنفته وبطشه وقتله لأكثر من شاعر جاهلي.
(1) بالصغير، وبالكبير: أراد بصغير ماله، وبكبيره.
(2) الأبيات عدا الثالث من قصيدة في (المراثي). وكان علي بن أبي طالب يتمثّل بها. وهي في رثاء الأقارب والأصحاب.
(3) في ك: «من محياه». تصحيف. والثويّ: المقيم. وأحمّ: دنا.
(4) الغيابة من كلّ شيء: قعره. وأراد: القبر.
(5) الأبيات في (زهر الآداب ص 412)، وهي من خمسة في (شرح المرزوقي).
(6) البيت في (اللسان: فضا). وفيه: «متاعهم بينهم فوضى فضا، أي: مختلط، مشترك».(1/358)
هم خلطوني بالنّفوس، وأكرموا الص ... صحابة لمّا حمّ ما كان آتيا
كأنّ دنانيرا على قسماتهم ... إذا الموت للأبطال كان تحاسيا (1)
وقدم على المهلّب بخراسان، فقال لمن حضره: يا معشر الأزد، هذا الذي يقول، وأنشد هذه الأبيات، فجمعوا له خمسين وصيفا، وأعطاه المهلّب مثلها.
[682] المعذّل بن غيلان بن الحكم بن أعين العبديّ. من عبد القيس، من أنفسهم. وهو أبو أحمد الفقيه، وعبد الصّمد الشّاعر، ابني المعذّل. وهو يكنى أبا عمرو، وكان أديبا شاعرا، وكان له من الولد أحد عشر ابنا، وكلّهم أديب شاعر. وهو من أهل الكوفة، قدم البصرة مع عيسى بن جعفر بن المنصور، وأقام بها هو وولده. وكان قصيرا، يلبس ثيابا واسعة، وفيه يقول الشاعر:
[من السريع]
معذّل، في كمّه نصفه ... ونصفه الآخر في خفّه
وصار يوما إلى باب عيسى ليركب معه، ولم يخرج بعد، فقام يصلّي وكان إذا صلّى لا يقطع صلاته فخرج عيسى، فصاح به، فلم يجبه، فغضب عليه، فكتب إليه المعذّل:
[من مجزوء الكامل]
قد قلت إذ هتف الأمير ... يا أيّها القمر المنير (2)
حرم الكلام، فلم أجب ... وأجاب دعوتك الضّمير
لو أنّ نفسي مثل عي ... ني إذ دعوت، ولا أحير (3)
لبّاك كلّ جوارحي ... بأناملي، ولها السّرور
شوقا لمن يشتاق لي ... ولكدت من فرح أطير
وكان سعيد بن مسعدة، الأخفش يؤدّب ولده، وجرت بينهما مكاتبات بالأشعار. وله في جعفر بن سليمان مدائح. وهو القائل: [من الطويل]
إلى الله أشكو لا إلى النّاس أنّني ... أرى صالح الأعمال لا أستطيعها
أرى خلّة في إخوة وقرابة ... وذي رحم ما كنت ممّن يضيعها (4)
[682] شاعر عبّاسي، توفي سنة 210هـ، انظر له (الأعلام 7/ 267، والأغاني 13/ 254253، و 23/ 169166، والخزانة 8/ 174و 9/ 312311) والأوراق 3/ 86ومعاهد التنصيص 1/ 380).
__________
(1) القسمة: الوجه. وحسا الطائر الماء: تناوله بمنقاره. ومنه التحاسي.
(2) في ف «إذا». تصحيف.
(3) أحار فلان الجواب: ردّه.
(4) الخلّة: الفقر والحاجة.(1/359)
ذكر من اسمه مطرّف
[683] مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير. أحد بني وقدان بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. قالت امرأة من بني قشير: [من الطويل]
عضّت بنو وقدان أير أبيهم ... وعمرو بن وقدان الذي بالمناقب (1)
فرد عليها مطرّف، فقال (2): [من الوافر]
ألم تجدي مفاخرة لفضل ... سوى ذكر الأيور، لك الأليل؟ (3)
فإذ أعضضتنا سفها، فعضّي ... بأير أبيك، أبيض، ذي حجول (4)
وكان أبوها أبرص.
[684] مطرّف الهجيمي. يعرف بأبي الأنواح. وكان رأس بني تميم (5) بخراسان، أيّام نصر بن سيّار، وكان نصر يراجعه الأشعار، وله يقول: [من الوافر]
صنيع مطرّف، ما دام رأسا ... سريع في بوار بني تميم
وله يقول أبو الأنواح: [من الوافر]
ألا أبلغ أبا ليث رسولا ... علانية، وليس من السّرار (6)
أأن أدنيت، أو أعطيت قصرا ... ووافقت المعيشة في قرار (7)
[683] كان فقيها، ومن أعبد الناس وأنسكهم، ومن كبار التابعين. ولد في حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولوالده صحبة. ولمطرّف رواية موثوقة، وكلمات في الحكمة مأثورة. وكانت إقامته ووفاته في البصرة سنة 87هـ. وقيل: سنة 95هـ. انظر له (وفيات الأعيان 5/ 211210، والمستطرف 1/ 401، 497و 2/ 350، والظرف والظرفاء ص 84، والأعلام 7/ 250، وجمهرة أنساب العرب ص 288، والإصابة 6/ 206205، هذا وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[684] لم أعثر له على ترجمة. وكان رأس بني تميم بخراسان، أيّام ولاية نصر بن سيّار عليها (131120هـ). وهو من بني الهجيم بن عمرو بن تميم. هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) المناقب: جمع المنقب. وهو من السّرّة قدّامها.
(2) في البيتين ما يخالف ما ذكر عن نسك الشاعر وورعه.
(3) الأليل: الأنين، والصراخ من الألم.
(4) في البيت إقواء. (فرّاج). ويقال: فرس محجّل، وذو حجول: أن تكون قوائمه الأربع بيضا.
(5) في ك «بني نمير». تصحيف.
(6) أبو الليث: كنية نصر بن سيّار. والسّرار: المناجاة، والإعلام بالسّرّ.
(7) في المطبوع (كرنكو): «ووافقت المغيث في فزار». تصحيف. والقرار: المكان المنخفض يجتمع فيه الماء، ومكان الثبات والاستقرار.(1/360)
ظللت عليّ من أشر تنزّى ... ستعلم في الكريهة من تجاري (1)
فذر أهل الحروب، فلست منهم ... وراجع صفق كفّك في التّجار (2)
فتلك تجارة إن قلت فيها ... صدقت حديثها، ليست بعار
ذكر من اسمه مصرّف
[685] مصرّف بن الأعلم بن خويلد بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
فارس، شاعر، جاهليّ، له أشعار في يوم فيف الرّيح، ويوم النّخيل، وهو القائل (3): [من الكامل]
رحلت أميمة، للفراق، فأصبحت ... بعد الصّفاء رحيلها يتقطّع
وتبدّلت بدلا سواك، وليتها ... تدنو، وقرب ذوي المودّة ينفع
لا تيأسنّ، فقد يشتّ ذوي الهوى ... حدثان صرف الدّهر، ثمّت يرجع
وفيها يقول:
وأعفّ عن قذف العشيرة بالخنا ... وأصدّ ذا الضّغن، الألدّ، فيضرع (4)
ويقلّ مالي، قد علمت، فلا أرى ... للدّهر حين يعضّني أتخشّع
وتصيبني فيه قوارع جمّة ... فتزلّ عن عودي، وما أتضعضع (5)
فأدم وصالك للصّديق، ولا تضع ... سرّ الأمين، وكن كذلك تصنع
[686] مصرّف بن الحارث. وابنه الحارث بن مصرّف، شاعران، لقيهما الأصمعيّ، وأخذ عنهما، وذكرهما، ولم ينسبهما.
[685] من فرسان بني عامر في الجاهلية. وهو شاعر مقلّ مغمور. انظر له (الأعلام 7/ 228، وأشعار العامريين الجاهليين ص 16، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 337336).
[686] لم أعثر له على ترجمة. وكان معاصرا للأصمعي (ت 216هـ).
__________
(1) الأشر: البطر والاستكبار. وتنزى: أراد (تتنزّى)، وحذف تاء المضارعة للتخفيف والضرورة. وتنزّى: توثّب، وتسرّع.
(2) صفق البيع: أمضاه. والصفق: ضرب له صوت. وكانت العرب إذا أرادوا إنفاذ البيع ضرب أحدهما يده على يد صاحبه. يقول: أنت من أهل التجارة، ولست من أصحاب الحرب.
(3) الأبيات في (أشعار العامريين الجاهليين ص 8079). وقد تصرّف المحقق في ترتيب الأبيات، وأضاف إليها بيتا من (أساس البلاغة: تبع).
(4) الضغن: الحقد الشديد. والألدّ: الشديد الخصومة. ويضرع: يذلّ، ويخضع.
(5) العود: الطريق القديم العاديّ، والجمل المسنّ.(1/361)
ذكر من اسمه مضرّس
[687] مضرّس بن ربعيّ بن لقيط بن خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين الأسديّ. له خبر مع الفرزدق (1)، وهو القائل (2): [من الطويل]
وعاذلة تخشى الرّدى أن يصيبني ... تروح، وتغدو بالملامة، والقسم
تقول: هلكنا إن هلكت. وإنّما ... على الله أرزاق العباد كما زعم
فإنّي أحبّ الخلد لو أستطيعه ... وكالخلد عندي أن أموت، ولم أذم
وله (3): [من الطويل]
إذا قيلت العوراء ولّيت سمعها ... سواي، ولم أسأل بها ما دبيرها (4)
وله (5): [من الطويل]
ولا تيأسن من صالح أن تناله ... وإن كان نهبا بين أيد تبادره
وله (6):
وليس يزين الرّحل قطع ونمرق ... ولكن يزين الرّحل من هو راكبه (7)
[687] شاعر حسن التشبيه والوصف. أورد له البغدادي أبياتا جيّدة في وصف ليلة ويوم، ومقطوعة فيها حكمة.
وقال: هو شاعر جاهلي محسن، مقلّ، وهو من شعراء الحماسة. ولكن (المرزباني) يذكر له خبرا مع الفرزدق، فإن صح هذا فليس بجاهليّ. انظر له (الأعلام 7/ 250، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 394393، والمعاني الكبير ص 707، 1241، 1259، 1260، والمراثي ص 269268، ومجموعة المعاني ص 3736، 200، والنقائض ص 161). هذا، وترجمت له عزيزة فوّال بابتي في معجمها ص 338و 460!! ولكن محقّق (ديوان بني أسد 2/ 310249) رجّح أنّه مخضرم.
__________
(1) انظر الخبر في (التنبيه ص 121) وفيه: «روى المدائني وغيره قال: مرّ الفرزدق بمضرّس بن ربعيّ الأسديّ، وهو ينشد قصيدته التي أوّلها: تحمّل من وادي غريرة حاضره».
(2) الأبيات من قصيدة في (ديوان بني أسد 2/ 308303). وهي متنازعة بين مضرّس، وعمرو بن شأس، وعبادة بن أنف الكلب.
(3) البيت من قصيدة في (ديوان بني أسد 2/ 291282). وهي متنازعة بين مضرس، وشبيب بن البرصاء، وعوف بن الأحوص الكلابيّ.
(4) العوراء: الكلمة أو الفعلة القبيحة. والدّبير: خيبة القدح في القمار.
(5) البيت من قصيدة في (ديوان بني أسد 2/ 281269). وهما من قطعة في (المؤتلف والمختلف ص 307، والمعمرون والوصايا ص 133).
(6) البيتان من القصيدة السابقة. وقد أخلّ بهما (ديوان بني أسد).
(7) القطع من الشجرة: الغصن المقطوع منها. ومن النصال: القصير العريض. وسمّي قطعا لأنّه مقطوع من الحديد.
والنمرق: الوسادة الصغيرة يجعلها الراكب تحته على الرّحل.(1/362)
كأنّ الفتى يحي يوما إذا جرى ... على قبره هابي التّراب، وحاصبه (1)
[688] مضرّس بن دوسي (2). يقول لأزد عمان: [من الطويل]
إذا الحرب شالت لاقحا، وتحدّمت ... رأيت وجوه الأزد فيها تهلّل (3)
حياء، وحفظا، واصطبارا، وأنّهم ... لها خلقوا، والصّبر للموت أجمل
هم يمنعون الجار من كلّ حادث ... ويمشون مشي الأسد حين تبسّل (4)
ترى جارهم فيها، منيعا مكرّما ... على كلّ ما حال يحبّ ويوصل
إذا سيم جار القوم ذلّا، فجارهم ... عزيز حماه في الحماية يعقل (5)
ذكر من اسمه مغلّس
[689] مغلّس بن لقيط السّعديّ. كان له ثلاثة إخوة، فمات أحدهم. وكان به بارّا، فأظهر الآخران عداوته، فقال (6): [من الطويل]
أبقت لي الأيّام بعدك مدركا ... ومرّة، والدّنيا كريه عتابها
فريقين كالذّئبين يبتدرانني ... وشرّ صحابات الرّجال ذئابها
إذا رأيا لي غرّة أغريا بها ... أعاديّ، والأعداء تعوي كلابها
وإن رأياني قد نجوت تلمّسا ... لرجلي مغوّاة هياما ترابها (7)
وأعرضت أستبقيهما، ثمّ لا أرى ... حلومهما إلّا وشيكا ذهابها
[688] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الأول الهجري، ولعلّه أدرك الثاني. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[689] هو مغلّس بن لقيط، من ولد معبد بن نضلة. وكان رجلا كريما حليما شريفا، وكان له إخوة ثلاثة: أحدهما أطيط بالتصغير، وكان أطيط به بارّا، والآخران، وهما مدرك ومرّة، وكانا مخاصمين له. فلما مات أطيط أظهرا له العداوة. انظر له (الخزانة (5/ 305301، وديوان بني أسد 2/ 4140). وهو فقعسي أسديّ لا سعديّ. هذا، وأخلّت بترجمته عزيزه فوّال بابتي في معجميها.
__________
(1) الهابي من التراب: ما ارتفع، ودقّ منه. والحاصب: ريح تحمل التراب والحصى.
(2) في ك «رومي». وعلّق كرنكو فقال: «لعلّ الذي في الأصل: دومي. هذا وفي الأصل الدال مضمومة والسين والياء غير واضحة. (فرّاج).
(3) تحدّمت: تحرّقت. استعار ذلك للحرب.
(4) تبسّل: حذف تاء المضارعة للتخفيف والضرورة. وبسّل وجهه: عبّسه عبوسا كريها.
(5) في الأصل، وك «في عماية». والتصويب من ف.
(6) الأبيات من قصيدة في (ديوان بني أسد 2/ 4742).
(7) المغوّاة: حفرة كالزّبية تحتفر للأسد. والهيام: الرمل الذي لا يتماسك أن يسيل من اليد للينه.(1/363)
فقد جعلت نفسي تطيب لضغمة ... أعضّهماها، يقرع العظم نابها (1)
[690] مغلّس بن لقيط بن حبيب بن خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان. جاهليّ. يقول في رواية أبي عيينة المهلبيّ وغيره يرويها لغيره (2): [من الطويل]
ولا تهلكنّ النّفس كربا وحسرة ... على الشّيء، سدّاه لغيرك قادره (3)
فإنّك لا تعطي امرا حظّ غيره ... ولا تمنع الشّقّ الذي الغيث ماطره (4)
وله (5): [من الطويل]
عوى نابح من أرضه، فعوت له ... كلاب، وأخرى مستخفّ حلومها (6)
إذا هنّ لم يولغن من ذي قرابة ... دما هلست أبدانها ولحومها (7)
[691] مدرك أو مغلّس بن حصن الفقعسيّ. إسلاميّ. يقول في الحماسة وتروى لغيره (8):
[من الطويل]
[690] هو صاحب الترجمة السابقة، وقد وهم المرزبانيّ إذا جعل الشاعر سعديّا تارة، وأسديّا أخرى. هذا، ولعلّ وهم المرزبانيّ يرجع إلى أن الرواة يقولون إن اللذين أظهرا له العداوة هما مدرك ومرّة تارة، وهما بغثر ونافع أخرى، وأن الأخ الذي رثاه الشاعر اسمه أطيط. وانظر (ديوان بني أسد 2/ 4140. ومعجم الشعراء الجاهليين ص 345). وقد ضمّت فيهما الترجمة السابقة إلى هذه، ولم يشر إلى وهم المرزباني.
[691] شاعر إسلاميّ، وله ترجمة آتية في من اسمه مدرك (744). وجاء في الهامش: «في ديوان المرّار: كان المرار وقع بينه وبين مرّة بن عداء بن مرثد بن نضلة ملاحاة، حتى دخل بينهما مدرك بن حصن بن لقيط بن حبيب بن خالد بن نضلة، فكفّ بعضهم عن بعض». ويبدو أنّه توفي نحو سنة 125هـ. وانظر له (الخزانة 5/ 312، وجمهرة اللغة 2/ 276و 3/ 349، 449، وشعر قبيلة أسد ص 476468). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الضغمة: العضّة الشديدة. وكنّى بذلك عن المصيبة.
(2) هذا الشعر يروى لمضرس بن ربعيّ من قصيدة طويلة (كرنكو). وهما له في (مجموعة المعاني ص 3736، والمؤتلف والمختلف ص 293292). ونسب الشعر أيضا إلى أبي عمران الضرير، وله ترجمة لاحقة (1077). ولنسبة الشعر تفصيل في (ديوان بني أسد 2/ 58، 281269).
(3) سدّى الثوب: مدّ سداه. والسدى: ما مدّ من خيوط النسيج طولا.
(4) في الأصل: الغيث ناصره. (فرّاج). وشقّ الشيء: نصفه أو جانبه.
(5) البيتان من قصيدة، جمّعت بعض أجزائها في (ديوان بني أسد 2/ 5653).
(6) مستخفّ حلومها: فيها طيش وسفه. وجاء في الهامش: «أنشد الجاحظ في الحيوان: [من الطويل]
عوى منهم ذئب، فطرّب عاويا ... له مجلبات، مستثار سخيمها
إذا هنّ لم يحسبن من ذي قرابة ... وما حلست أجسامها ولحومها»
وانظر (ديوان بني أسد 2/ 5655)، ورواية الهامش لا توافق رواية الجاحظ.
(7) هلست: من الهلاس. وهو شبه السلال من الهزال.
(8) البيتان من قطعة لمدرك في (شرح المرزوقي ص 15271525) ولمدرك أو مغلّس الفقعسيّ في (شرح الأعلم ص 10441043) والأوّل له في (الحماسة البصرية 2/ 294).(1/364)
تشبّه عبس هاشما أن تسربلت ... سرابيل خزّ، أنكرتها جلودها (1)
يريد الوليد بن عبد الملك، لأنّهم كانوا أخواله.
فسادة عبس في الحديث نساؤها ... وقادة عبس في القديم عبيدها
يريد أمّ سليمان والوليد، ابني عبد الملك. ويريد بقوله: عبيدها عنترة بن شدّاد.
[ذكر من اسمه محرّق] (2)
ذكر من اسمه معاوية
[692] معوّد (3) الحكماء العامريّ. واسمه: معاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب، وهو عمّ لبيد بن ربيعة، الشاعر. وسمّي معوّد الحكماء ببيت قاله. وهو القائل (4): [من الوافر]
تفاخرني بكثرتها قريط ... فيالك والد الحجل، الصّقور (5)
بغاث الطّير أكثرها فراخا ... وأمّ الباز مقلات نزور (6)
فإن أك في عدادكم قليلا ... فإنّي في عدوّكم كثير
[692] شاعر جاهلي، وسيّد من سادات بني عامر بن صعصعة، وعرف بمعود الحكماء بسبب فعلته الحميدة الحكيمة التي اصلحت الحال بين بني قشير وبني عقيل العامريين، ولقوله عن ذلك: [من الوافر]
أعوّد مثلها الحكماء بعدي ... إذا ما معضل الحدثان نابا
وهو أحد البنين الخمسة المشهورين في بني عامر. شارك في يوم شعب جبلة، قبل الإسلام. انظر له (الأعلام 7/ 263، وأشعار العامريين الجاهليين ص 10، وشعر بني عامر 2/ 9281، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 342341).
__________
(1) بالأصل: سرابيل لوم (كرنكو). والتصويب من شرح المرزوقي (فرّاج).
(2) سقط من المطبوع (ذكر من اسمه محرّق). وجاء في هامش ف: «في الأصل بعد عنترة بن شداد عنوان، هو: ذكر من اسمه محرّق ثم انتهت الصفحة، فدلّ ذلك على سقط من الأصل. وانظر المؤتلف والمختلف: المحرّق بن النعمان».
(3) في ك «معوذ». تصحيف.
(4) الأبيات من قصيدة له في (أشعار العامريين الجاهليين ص 5756). ونسبت القصيدة إلى العباس بن مرداس السلمي، ونسب بعض منها إلى كثير عزّة، وإلى معاوية بن أبي سفيان. انظر (أشعار العامريين الجاهليين ص 100، وشعر بني عامر 2/ 90، وديوان معاوية بن أبي سفيان ص 130). وقال (فرّاج): «انظر الاختلاف في القائل للأبيات في السمط 190»
(5) قريط: هم بنو قريط بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب العامريّين.
(6) بغاث الطير: ضعافها. والنزور: القليلة الأولاد. والمقلات: التي لا يعيش لها ولد، أو التي تضع ولدا واحدا، ثم لا تحمل.(1/365)
وله (1): [من الوافر]
وكنت إذا العظيمة أفظعتهم ... نهضت، ولا أدبّ لها دبابا
إذا نزل الغمام بدار قوم ... رعيناه، وإن كانوا غضابا
[693] ذو العينين الكنديّ. واسمه: معاوية بن مالك بن الحارث بن بدّاء بن الحارث، أحد فرسان الجاهلية أغار على صرم (2) من بني نهد، فقال بعض النّهديّين: [من الطويل]
ترامت بذي العينين، والموت فاغر ... نفانف أفجاج، وأرجاء مهيل (3)
فأجابه ذو العينين بقصيدة طويلة، منها: [من الطويل]
لعمرو أبيك، القين، يابن غزيّر ... لقد كنت عن هذا المقال بمعزل
فإن تك آجال توافى كتابها ... لحمّة وقت للنّفوس مؤجّل
فإنّا رجال قد عرفتم بلاءنا ... وسورتنا في الحرب لم تتبدّل
[694] معاوية بن الحارث بن تميم. من بني تميم بن مرّ بن أدّ، يلقّب الشّقر، ويقال: شقرة.
لقّب بذلك لقوله وكان عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة قتل الحارث بن تميم، فقتل معاوية بن الحارث عوفا بأبيه، وقال (4): [من الطويل]
وقد أحمل الرّمح الأصمّ كعوبه ... به من دماء القوم كالشّقرات
فسمّوا الشّقرات. وهم أهل بيت من بني نهشل بن دارم، يقال لهم: شقرة. والشّقرات:
[693] لم أعثر له على ترجمة. وترجم له في (معجم الشعراء الجاهليين ص 138، وشعر بني تميم 89) نقلا عن معجم المرزباني.
[694] هو معاوية بن الحارث بن تميم بن مرّ بن أدّ. شاعر جاهلي قديم، يتوازى في النسب مع العنبر بن عمرو بن تميم، وسعد بن زيد مناة بن تميم اللذين ذهب د. عادل الفريجات إلى أنهما كانا على الأرجح من رجال أواخر القرن الرابع، فالقرن الخامس الميلادي. انظر (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 203200، 206). وشقرة لقب معاوية بن الحارث بن تميم (تاج العروس: شقر. وفيه: أبو قبيلة من ضبّة) وهذا وهم، و (المزهر 2/ 452، وجاء في 2/ 434منه: معاوية بن تميم). وانظر لترجمته (معجم الشعراء الجاهليين ص 339وشعر قبيلة تميم ص 485).
__________
(1) البيتان من قصيدة له في (أشعار العامريّين الجاهليين ص 5552، وشعر بني عامر 2/ 8681) قال يفخر بحكمته، وقدرته على رأب الصدع الذي كان بين بطون من قومه.
(2) في ك «على صرح». تصحيف. والصرم من الشيء: القطعة منه.
(3) النفانف: جمع النفنف. وهو المفازة، والناحية. والفجّ: الطريق الواسع بين جبلين. وجمعه فجاج، وأفجّة.
(4) البيت متنازع بين بضعة شعراء، وكذلك اللقب (شقرة). فهو لمعاوية بن الحارث في (تاج العروس: شقر) ولمعاوية بن الحارث بن تميم في (أنساب الأشراف 11/ 11)، ولمعاوية بن تميم في (المزهر 2/ 434)، وللحارث بن مازن بن عمرو بن تميم في (الاشتقاق ص 197)، وللحارث بن تميم، والد معاوية في (جمهرة أنساب العرب ص 207)، وفي هامشه إشارة إلى أن القائل هو شقرة بن معاوية بن الحارث أيضا. وأشار إلى بعض ذلك (كرنكو) و (فرّاج).(1/366)
شقائق النعمان، واحدتها شقرة، ويقال: سمّيت الشّقائق لأعلام حمر، كانت للنعمان.
[695] معاوية بن حذيفة بن بدر الفزاريّ. يلقّب عريّب إبط الشّمال (1)، وكان مشوّها، سمّي بقول شتيم بن خويلد الفزاريّ لقيط سار في حلف كان بينهم (2): [من المتقارب]
أعنت عديّا على شأوها ... توالي فريقا، وتبقي فريقا
أطعت عريّب إبط الشّمال ... ينحّى بحدّ المواسي الحلوقا
[زحرت بها ليلة كلّها ... فجئت بها مؤيدا خنفقيقا] (3)
[696] معاوية بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو الفزاريّ. يلقّب مقتّلا. سمّي بذلك لقوله:
[من الطويل]
لقد علم الأضياف أنّي منزلي ... لهم مألف إذ باب غيري مغلق
وأنّ كلابي لا يهرّ عقورها ... إذا طارق من آخر اللّيل يطرق (4)
إذا استنبحوا دلّت، وإن جاء بصبصت ... إليهم، وإن هرّت، من القتل تفرق (5)
[697] معاوية بن مالك السّلميّ. جاهليّ. يقول يوم جبلة وقتل دثار بن وهب: [من الكامل]
لمّا رأيت نساء قومي حسّرا ... وترت إليّ النّفس غير مزاح
أقدمت حتّى لم أجد متقدّما ... وعلمت أنّ اليوم يوم فضاح
إنّي ثأرت أخي، فلم أسبق به ... وشفيت نفسي من بني الطّماح (6)
[695] شاعر جاهلي، من بني فزارة، من غطفان. انظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 340). هذا، ولم يذكره ابن حزم في حديثه عن أولاد حذيفة بن بدر في (جمهرة أنساب العرب ص 256).
[696] نسب في (معجم الشعراء الجاهليين ص 340، وشعر قبيلة ذبيان ص 455) إلى الجاهلية. ويبدو من سياق ترجمته أنّه جاهليّ أدرك الإسلام. وجاء في (جمهرة أنساب العرب ص 256): «وولد حصن عشرة ذكور، منهم قيس بن حصين، وعيينة بن حصن» ذكر سبعة منهم، وليس فيهم معاوية بن حصن. واشتهر منهم عيينة بن حصن الذي عاش إلى خلافة عثمان.
[697] لم أعثر له على ترجمة. وكان حيّا يوم شعب جبلة (557م). وهو يوم لعامر وعبس. علي ذبيان وتميم وحلفائهما.
وترجم له في (معجم الشعراء الجاهليين ص 342) نقلا عن معجم المرزباني.
__________
(1) هذه الترجمة مشوّشة لتأثير الماء في الأصل، فلم أتحقق صحتها (كرنكو). وجاء في هامش (فرّاج): «هذه الترجمة مشوّشة في الأصل. والبيت الثالث من المطبوع». وإبط الشمال: الفؤاد، لأنّه لا يكون إلّا في تلك الناحية.
(2) البيتان: الأول، والثالث من قطعة لشتيم بن خويلد في (البيان والتبيين 1/ 182181، والبرصان والعرجان ص 551، والحيوان 3/ 82، واللسان: خفق).
(3) المؤيد: القويّ الصلب. والخنفقيق: الداهية، والناقص الخلق. ويقال للمرأة إذا ولدت ولدا: زحرت به.
(4) لا يهرّ: لا ينبح. والطارق: الآتي ليلا.
(5) بصبص الكلب: حرّك ذنبه طمعا أو ملقا أو خوفا. وهرّ الكلب الضيف: نبحه. وتفرق: تخاف.
(6) بنو الطّماح: لعلّه أراد بني الطماح بن قيس، وهم قوم من بني أسد. وكان بنو أسد محالفين لبني ذبيان في الجاهلية.(1/367)
[698] معاوية بن أوس بن خلف بن بجاد بن كليب بن يربوع بن حنظلة التميميّ. وهو أخو ابن أبي حارثة المرّيّ لأمّه (1)، وهو القائل من قصيدة (2): [من المتقارب]
وجمع يعضّل منه الفضاء ... شهدت على صمصم صلدم (3)
وخيل شهدت على مغول ... تبادر مثل القطا الأوّم (4)
فلمّا تداعوا لأقرانهم ... دعيت إلى الفارس المعلم
فروّيت منه شراعيّة ... وأبت إلى القوم لم أكلم (5)
نخالج أنفسنا بيننا ... بكلّ حديد الشّبا لهذم (6)
[699] معاوية بن عمرو بن الحارث بن الشّريد. واسمه عمرو بن رياح بن يقظة بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، أخو الخنساء.
[700] معاوية بن جليميد بن عبادة بن البكّاء العامريّ. وهو فارس حجناء، جاهليّ.
[701] الصّمّة الأصغر الجشميّ. واسمه: معاوية بن الصّمّة الأكبر، واسمه مالك بن الحارث.
وهو أبو دريد بن الصّمّة في أكثر الروايات عن أبي عبيدة. وقيل: معاوية أخو دريد، وقيل: بل [698] هو شاعر بني تميم في الجاهلية. انظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 339).
[699] شاعر جاهلي، وفارس مشهور، قتل نحو سنة 15ق. هـ. ورثته أخته الخنساء. انظر له (الأغاني 15/ 9982، وجمهرة أنساب العرب ص 261، والعقد الفريد 3/ 267، والاشتقاق ص 309، والأمالي 2/ 161، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 340).
[700] شاعر جاهلي، من بني البكّاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. انظر له (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 82). هذا، وأخلّ به جامع (أشعار العامريين الجاهليين) غير أنه ذكر (ص 20، 85) معاوية بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة المذكور في فهرس المطبوع (فرّاج ص 579) وهو غير صاحب الترجمة.
[701] شاعر جاهلي، من بني جشم بن معاوية، من غطفان. وقتل ابنه وقيل: أخوه دريد بن الصمة كافرا سنة 8هـ.
انظر للصمة الأصغر (الأغاني 10/ 5، والمؤتلف والمختلف ص 213، وديوان دريد بن الصمّة ص 11، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 191).
__________
(1) أبو حارثة المريّ: جدّ جاهلي مشهور، من أولاده سنان بن أبي حارثة، والد هرم، وعوف بن حارثة، والد الحارث. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 252). هذا، وهرم والحارث هما ممدوحا زهير بن أبي سلمى.
(2) انظر بعض هذه القصيدة في (البرصان والعرجان ص 80، 115).
(3) يعضّل الفضاء: يغصّ. وفرس صمصم: غليظ شديد. والصّلدم: الشديد الحافر والقويّ. وفي ك «على صمم».
تصحيف.
(4) فرس ذان مغول: سبّاق الغايات، كأنّ له مغولا يغتال به الخيل، فتقصر عن شوطها. والمغول: سوط في جوفه سيف.
سمّي مغولا أن صاحبه يغتال به عدوّه، من حيث لا يحتسبه. والقطا الأوّم: الشديدة العطش، تضجّ منه.
(5) شراعيّة: حربة صوّبت وسدّدت. ويقال: سنان شراعيّ. نسبة إلى رجل كان يعمل الأسنّة. ولم أكلم: لم أجرح.
(6) الشبا: جمع الشباة. وهي من السيف والرمح حدّهما. واللهذم: الحاد والقاطع من السيوف والأسنّة.(1/368)
هو أبوه، ومالك عمّه. وقال المفضّل: الصّمّة الأصغر معاوية بن الحارث بن بكر بن علقة بن جداعة بن غزّيّة بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. وكان معاوية وأبوه مالك يقال لهما: الصّمّتان. هكذا روى سعدان عن أبي عبيدة، وروى ابن دريد عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة أنّ الصّمّتين (1) مالك وأخوه، وكان مالك أنبه من أخيه، وأذكر من أخيه أبي دريد بن الصّمّة في العرب، ورويت لهما جميعا أشعار، يختلط بعضها ببعض (2)، ومالك أكثر شعرا من أخيه.
[702] معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب. قال يعاتب قوما من قريش (3): [من الطويل]
إذا أنا أعطيت القليل شكوتم ... وإن أنا أعطيت الكثير فلا شكر (4)
إذا العذر لم يقبل، ولم ينفع الأسى ... وضاقت قلوب منكم حشوها الغمر (5)
فكيف أداوي داءكم، ودواؤكم ... يزيدكم داء؟ لقد عظم الأمر
سأحرمكم حتّى تذلّ صعابكم ... وأبلغ شيء في صلاحكم الفقر
وله وكتب إلى أمير المؤمنين عليّ، عليه السلام، جوابا عمّا كتب به إليه مع جرير بن عبد الله البجليّ، رضي الله عنهما (6): [من الطويل]
أتاني أمر فيه للنّفس غمّة ... وفيه اجتداع للأنوف أصيل (7)
مصاب أمير المؤمنين وهدّة ... تكاد لها صمّ الجبال تزول (8)
فأمّا التي فيها الهوادة بيننا ... فليس إليها ما حييت سبيل (9)
[702] علم بارز في تاريخ العرب والمسلمين، اشتهر بالدهاء والحنكة السياسية. ولي الخلافة سنة 40هـ، وتوفي سنة 60هـ. له شعر يعبر عن تجربة قائد سياسيّ سعى إلى المركز الأوّل في الدولة العربية الإسلامية فناله. وقد دعاني ذلك إلى جمع شعره، ونشره في ديوان مستقلّ، وفيه ترجمة لمعاوية، وبيان لملامح شعره. وانظر له أيضا (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 464463).
__________
(1) في ك «أنّ الصمّتان». تصحيف.
(2) في ك «بعضها بعضا». تصحيف.
(3) الأبيات من قطعة في (ديوان معاوية بن أبي سفيان ص 6968).
(4) في الهامش: «كفرتم». وانظر عيون الأخبار 3/ 159. (فرّاج).
(5) الغمر: الحقد.
(6) الأبيات من قصيدة في (ديوان معاوية بن أبي سفيان ص 104102).
(7) هذا البيت والذي بعده ملفّقان من ثلاثة أبيات في الديوان. والغمّة: الكربة والحزن. واجتداع الأنوف: قطعها، وذلك كناية عن الذلّ والمهانة.
(8) مصاب أمير المؤمنين: مقتل عثمان بن عفان. والهدّة: صوت وقوع الشيء الثقيل كالصخرة ونحوها.
(9) يخاطب في البيت الإمام علي بن أبي طالب.(1/369)
سأنعى أبا عمرو بكلّ مهنّد ... وبيض لها في الدّارعين صليل (1)
[703] معاوية بن حوط الفزاريّ. هاجر إلى الشام هو وولده، فهلكوا بها. وهو القائل:
[من الطويل]
طاح خلاج الأمر ثمّ صرمته ... وللأمر من بعد الخلاج صريم (2)
سأنزل ما بين السّميط وقادم ... إلى أبرق الصّلعاء، وهو ذميم (3)
[704] معاوية بن قرّة السّعديّ. يقول في رواية المبرّد: [من المتقارب]
أرغ بالأمور إذا رمتها ... فلا تعرضن كلّ أبوابها
فإنّ العداة متى يعلموا ... بها يحفروا تحت أعقابها
[705] معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطّلب (4). ولد سنة خمس وأربعين، وعبد الله بن جعفر عند معاوية بن أبي سفيان بالشّام، فسأله معاوية أن يسمّيه باسمه، ودفع إليه خمسمائة ألف درهم، وقال: اشتر لسميّي ضيعة. وكان معاوية بن عبد الله صديقا ليزيد بن معاوية، ومدحه بأبيات، منها: [من الطويل]
إذا مذق الإخوان بالغيب ودّهم ... فسيّد إخوان الصّفاء يزيد (5)
وله يرثي أباه، عبد الله (6): [من الخفيف]
[703] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته ومن هجرته إلى الشام أنه إسلاميّ، توفي بعد سنة 60هـ بقليل.
هذا، وقد جعلته د. سلامة السويديّ (شعر قبيلة ذبيان ص 456) ضمن شعراء الجاهلية اعتمادا على ترجمته هنا!! وأمّا عزيزة فوّال بابتي فأخلّت به في معجميها.
[704] لم أعثر له على ترجمة. ووقفت على (معاوية بن قرّة المزنيّ) والد القاضي إياس. وكان معاوية حكيما، ناسكا، وله رواية، وتوفي سنة 80هـ. انظر له (وفيات الأعيان 1/ 248، 250و 2/ 459458، والظرف والظرفاء ص 64، والمستطرف 1/ 273). ولعلّه المقصود بهذه الترجمة.
[705] شاعر من آل أبي طالب. وتوفي نحو سنة 110هـ. انظر له (الأعلام 7/ 262، والأغاني 12/ 162260و 15/ 138، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 465464).
__________
(1) أبو عمرو: كنية عثمان بن عفّان. والمثقّف: صفة للرمح. وتثقيف الرمح: تسويتها. والبيض: السيوف. وصليل السيوف: طنينها عند المقارعة.
(2) الخلاج: ضروب من البرود مخطّطة. وخالجه: نازعه. والصريم: الليل المظلم والقطعة منه.
(3) السميط وقادم والصلعاء: مواضع في نجد.
(4) في الهامش «معاوية بن الحكم السلمي. له صحبة. أنشد له ابن عبد البرّ لمّا مسح النبيّ صلّى الله عليه وسلّم [ساق فرسه، فبرأ] شعرا يذكر ذلك». انظر (الاستيعاب ص 1415). ولمعاوية بن الحكم ترجمة في (منح المدح ص 303302، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 463).
(5) مذق الودّ: لم يخلصه.
(6) توفي عبد الله بن جعفر بالمدينة سنة 80هـ.(1/370)
عين، بكّي على ابن جعفر القر ... م، أبي جعفر، إمام الكرام (1)
من إليه تثوب جائلة العج ... ز، فتبغي لديه دار مقام (2)
فعليك السّلام، إنّا فقدنا ... بك شمس الضّحى، وبدر الظّلام (3)
[706] معاوية بن صعصعة بن معاوية بن عبادة بن نزّال بن مرّة بن عبيد التميميّ. وأبوه صعصعة، هو عمّ الأحنف بن قيس. وكان معاوية على البحرين، فعزله الحجّاج، وأغرمه أربعين ألفا، فحبس بها، فخذله أصحابه، فقال: [من الطويل]
أما من تميم دافع لعظيمة ... ولا صابر عند الحفاظ مواسي
ولو كنت من حيّي ربيعة شرّفت ... دعائم بيتي منهم وأساسي
وله يهجو إياس بن قتادة بن أوفى التميميّ، ويردّ عليه أبياتا قالها في جملة من قتل في فتنة عبيد الله بن زياد لمّا انصرف عن البصرة: [من الطويل]
لقد ضاع أمر يا إياس وليته ... وخطّة حزم، كنت أنت تديرها
سعيت فجلّلت الأداني خزية ... تسبّ بها أحياؤها وقبورها
وللمجد حومات، تلقّاك دونها ... مهالك، مقطوع عليها جبورها (4)
وأبو عبيدة يروي هذه الأبيات لصعصعة بن معاوية. وقال أبو عبيدة: معاوية بن صعصعة هو عمّ الأحنف بن قيس، وهو القائل: [من المتقارب]
بذي وهج، يصطلي كينه ... يكاد يمزّق جلد الذّكر
الكين: لحم الفرج.
[707] معاوية بن عمرو بن معاوية العقيليّ. من ولد المنتفق بن عامر بن عقيل. كان أبوه مع [706] كان مع علي بن أبي طالب في صفين، وله شعر يدعو فيه إلى نصرة أمير المؤمنين، وكان صديقا لأبي الأسود الدؤلي (ت 69هـ). وعاصر الحجاج (ت 95هـ). ويبدو أنّه توفي نحو سنة 80هـ. انظر له (الأغاني 12/ 377376)، ووقعة صفين ص 2726). وقيل: معاوية بن صعصعة التميمي: أحد وفد بني تميم الذين نادوا من وراء الحجرات. انظر (الإصابة 6/ 124)، ويبدو أن الوافد على النبي صلّى الله عليه وسلّم هو عمّ الأحنف، وسميّ صاحب الترجمة.
وذكر أنّ للأحنف بن قيس ابن أخ، اسمه إياس بن معاوية. انظر (تاريخ الطبري 5/ 526)، وكان معه في فتنة عبيد الله بن زياد، سنة 64هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[707] له ذكر في (وقعة صفين ص 215214) وفيه «وبارز يومئذ زياد بن النضر أخا له لأمّه، من بني عامر، يقال له معاوية بن عمرو العقيليّ» وفي (تاريخ الطبري 5/ 12): «يقال له عمرو بن معاوية بن المنتفق بن عامر بن عقيل»
__________
(1) القرم: السيّد المعظم. وفي البيت خلل عروضي، فليس في (عروض) الخفيف (فعولن).
(2) في ك: «إليه يثرب». تصحيف.
(3) في ك: «أنا». تصحيف.
(4) في الأصل: جنودها. (فرّاج). وجاء في ك «نلقاك بهالك». تصحيف.(1/371)
معاوية بن أبي سفيان. ومعاوية بن عمرو هو القائل: [من الوافر]
بنيّ بني معاوية بن عمرو ... وكان أبوكم برّا وفيّا
فأوصاكم بضيف أو بجار ... يجاوركم فقيرا أو غنيّا
فإنّ القوم لا يدعون شيئا ... إذا برزوا بأمرهم نجيّا (1)
[708] أبو عبيد الله الأشعريّ. وزير المهديّ، اسمه: معاوية بن عبد الله (2) بن يسار، مولى عبد الله بن عضاه الأشعريّ، من أهل طبريّة، من بلاد الأردنّ. يقول في آخر أيّامه: [من البسيط]
لله دهر أضعنا فيه أنفسنا ... بالجهل، لو أنّه بعد النّهى عادا
أفسدت ديني بإصلاحي خلافتهم ... وكان إصلاحها للدّين إفسادا
ما قرّبوا أحدا إلّا ونيّتهم ... أن يعقبوا قربه بالغدر إبعادا
[709] أبو القاسم الأعمى. اسمه: معاوية بن سفيان. وهو شاعر، راوية، بغداديّ، أحد غلمان الكسائي. كان معلم أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب ونديمه، ثمّ اتصل بالحسن بن سهل، يؤدّب أولاده، فعتب عليه في شيء، فقال يهجوه (3): [من البسيط]
لا تحمدن حسنا في الجود إن مطرت ... كفّاه غزرا، ولا تذممه إن زرما (4)
فليس يمنع إبقاء على نشب ... ولا يجود لفضل الحمد مغتنما
لكنّها خطرات من وساوسه ... يعطي، ويمنع لا بخلا، ولا كرما
فلمّا التقيا تعارفا، فتواقفا». وأحسب أن رواية الطبري هي الصواب، ويؤيد ذلك أن المرزباني يقول عن صاحب الترجمة «كان أبوه مع معاوية بن أبي سفيان»، وأن سياق الترجمة يدلّ على أن صاحبها توفي نحو سنة 90هـ.
هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[708] أبو عبيد الله، من كبار الوزراء، اشتغل بالحديث والأدب، واتصل بالمهدي العبّاسي قبل خلافته، ثم تقلّد الوزارة له، وكان شديد التكبّر والتجبّر مع وفرة الخير والإحسان، وفسدت ثقة المهدي به، فغفر له بعد أن قتل ابنا له بتهمة الزندقة. ومات معزولا سنة 170هـ. انظر له (الأعلام 7/ 262، ووفيات الأعيان 7/ 21، 26، وتاريخ الطبري الفهرس 10/ 419). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[709] شاعر عبّاسيّ، وراوية. أخذ عن الكسائي (ت 189هـ)، وأدّب أولاد الحسن بن سهل (ت 236هـ)، فهو من شعراء القرنين: الثاني والثالث الهجريّين. انظر له (وفيات الأعيان 4/ 403، ونكت الهميان ص 294293).
__________
(1) في ك «فإنّ القرب». تصحيف.
(2) في المطبوع: «عبيد الله». وجاء في هامش (كرنكو): «بالأصل: عبد الله»، وفي هامش (فرّاج): «بالأصل:
عبد الله. والتصويب من الطبري» وأثبتّ ما جاء في الأصل، وفي (وفيات الأعيان 7/ 21).
(3) الأبيات في (وفيات الأعيان 4/ 403) نقلا عن (المرزباني) وبعضها منسوب إلى الشاعر أبي بكر، محمّد بن العبّاس الخوارزمي (ت 383هـ)، قالها في الصاحب بن عبّاد. وهي لأبي القاسم الأعمى في (نكت الهميان ص 294).
(4) الغزر: الكثرة. وزرم الشيء: انقطع. وفي ك «رزم». تصحيف.(1/372)
وله في رواية الصّوليّ (1): [من الوافر]
أتدري من تلوم على المدام ... فتى فيها أصمّ عن الملام؟
فتى لا يعرف النّشوات إلّا ... بكاسات وطاسات وجام (2)
ذكر من اسمه مروان
[710] مروان بن سراقة بن قتادة بن عمرو بن الأحوص العامريّ. جاهليّ. يقول في تحاكم علقمة بن علاثة وعامر بن الطّفيل في منافرتهما إلى أبي سفيان بن حرب، فلم يقل فيهما شيئا، فأتيا أبا جهل هشاما، فأبى أن يقضي بينهما، فقال مروان في ذلك (3): [من مشطور الرجز]
يال قريش، بيّنوا الكلاما ... إنّا رضينا منكم أحلاما
فبيّنوا إذ كنتم حكّاما
[711] مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس. يقول: [من الطويل]
وهل نحن إلّا مثل من كان قبلنا ... نموت كما ماتوا، ونحيا كما حيوا
وينقص منّا كلّ يوم وليلة ... ولا بدّ أن نلقى من الأمر ما لقوا
نؤمّل أن نبقى، وأين بقاؤنا؟ ... فهلّا الأولى كانوا مضوا قبلنا بقوا
فنوا، وهم يرجون مثل رجائنا ... ونحن سنفنى مثل ما أنّهم فنوا
وننزل دارا، أصبحوا ينزلونها ... ونبلى على ريب الزّمان كما بلوا
[710] شاعر جاهليّ، عاصر عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة، وشهد المنافرة الشهيرة بينهما، وتحمّس فيها لعلقمة على عامر. ولم يصل إلينا من شعره سوى الرجز الذي قاله في تلك المنافرة. ومات قبيل الإسلام. انظر له (الأغاني 16/ 311308، والأعلام 7/ 208، وأشعار العامريين الجاهليين ص 18).
[711] هو أبو عبد الملك بن مروان، وإليه ينسب خلفاء بني أمية المروانيين، ولد بمكة (2هـ)، ونشأ بالطائف، وسكن المدينة، وخرج إلى البصرة مطالبا بدم عثمان بن عفّان، وحارب الإمام عليّ في وقعة الجمل، ثم في وقعة صفين.
ولي المدينة لمعاوية (4942هـ). أجلاه عبد الله بن الزبير إلى الشام، فسكن تدمر، ثم ولي الخلافة سنة 64هـ، وتوفي سنة 65هـ. انظر له (الأعلام 7/ 207، والبداية والنهاية 8/ 260257، ونقائض جرير والأخطل ص 17، وأنساب الأشراف 5/ 212، 304303).
__________
(1) البيتان في (نكت الهميان ص 294).
(2) في الهامش: «معاوية بن حزن بن موألة. عرف بالمحجّل، على الكناية بين البياض والبرص. قال يفخر ببياضه فيما ذكر الجاحظ في كتاب البرصان: [من مشطور الرجز]
يا ميّ، لا تستنكري تحويلي ... ووضحا أوفى على خصيلي
فإنّ نعت الفرس الرجيل ... يكمل بالغرّة والتحجيل»
(3) الرجز من قطعة في (أشعار العامريين الجاهليين ص 82)(1/373)
وله يخاطب معاوية بن أبي سفيان، وقد أجلس عبد الله بن الزّبير معه على سريره (1):
[من الكامل]
لله درّك من رئيس قبيلة ... يضع الكبير، ولا يربّي الأصغرا (2)
وله يخاطب الفرزدق لمّا شخص إلى سعيد بن العاص بالمدينة في خبر مشهور (3): [من الكامل]
قل للفرزدق، والسّفاهة كاسمها ... إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس
ودع المدينة إنّها مرهوبة ... واقصد لمكّة، أو لبيت المقدس
[712] مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة، واسمه: يزيد. مولى مروان بن الحكم.
وأصلهم يهود من موالي السّموءل بن عادياء، وهم يدّعون أنّهم موالي عثمان بن عفان، وإنما أعتق مروان بن الحكم أبا حفصة يوم الدّار.
ويقال: إنّ عثمان اشتراه غلاما من سبي إصطخر، ووهبه لمروان بن الحكم. ومروان بن أبي حفصة يكنى أبا السّمط، وكان يلقّب ذا الكمر ببيت قاله (4). وكان شيخا متدانيا، يستبشع منظره. ومنازل أهله باليمامة. وهو شاعر مفلق مدح معن بن زائدة في أيّام المنصور، ووفد على المهديّ وولديه، ومدحهم، وكان ذا منزلة منهم، يجزلون عطاءه، ويقدمونه على سائر الشعراء. ولد سنة خمس ومائة، في شهر ربيع الأوّل، وهي السنة التي مات فيها هشام.
وفد على الوليد بن يزيد، وهو حدث مع عمومته، وهلك في أيّام الرّشيد، سنة اثنتين وثمانين ومائة، في ربيع الأوّل، ودفن ببغداد، في مقابر نصر بن مالك الخزاعيّ، وهي المعروفة بالمالكيّة. ويقال: إنّه جاز الثمانين. ومذهبه في العدول عن أهل البيت مشهور متعارف. وهو القائل في معن بن زائدة (5): [من الطويل]
هم القوم، إن قالوا أصابوا، وإن دعوا ... أجابوا، وإن أعطوا أطابوا، وأجزلوا
[712] شاعر مشهور، ينسب إلى جدّه، فيقال: مروان بن أبي حفصة. وكان يتقرّب إلى العبّاسيين بذكر أحقيتهم بالخلافة، ويقدّمهم على أبناء عليّ. وكان رسم بني العباس أن يعطوه بكلّ بيت يمدحهم به ألف درهم. جمع شعره قحطان بن رشيد التميميّ. انظر (الأعلام 7/ 208)، ثم جمعه وحقّقه وقدّم له الدكتور حسين عطوان.
انظر له (شعر مروان بن أبي حفصة ص 147، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 447446، والعصر العبّاسي الأول ص 309298، والمكتبة الشعرية ص 5957).
__________
(1) البيت والخبر في (الأخبار الموفقيات ص 189).
(2) في المخطوط: تضع بالياء والتاء معا، وكذلك تربّي. (فرّاج). ورواية (الأخبار الموفقيات) بالتاء.
(3) البيتان والخبر في (الأغاني 21/ 386384) والبيت الأوّل في (جمهرة اللغة 2/ 94).
(4) في ك «يلقّب ذلك ببيت قاله». تصحيف.
(5) معن بن زائدة الشيباني: من أشهر أجواد العرب، وأحد الشجعان الفصحاء، وله ترجمة، ستأتي (723). والأبيات من قصيدة في (شعر مروان بن أبي حفصة ص 8988).(1/374)
وما يستطيع الفاعلون فعالهم ... وإن أحسنوا في النّائبات، وأجملوا
وخصّ بالمدح معنا، فقال:
تشابه يوماه علينا فأشكلا ... فلا نحن ندري أيّ يوميه أفضل (1)
أيوم نداه الغمر أم يوم بأسه؟ ... وما منهما إلّا أغرّ محجّل (2)
وله فيه (3): [من الكامل]
معن بن زائدة الذي زيدت به ... شرفا على شرف بنو شيبان
جبل تلوذ به نزار كلّها ... صعب الذّرا، متمنّع الأركان (4)
إن عدّ أيّام الفعال، فإنّما ... يوماه: يوم ندى، ويوم طعان
كلتا يديك أبا الوليد مع النّدى ... خلقت لقائم منصل وعنان (5)
وله فيه (6): [من الكامل]
مسحت ربيعة وجه معن سابقا ... لمّا جرى، وجرى ذو الأحساب
خلّى الطّريق له الجياد قواصرا ... من دون غايته، وهنّ كوابي (7)
وله يرثيه (8): [من الوافر]
هوى الجبل الذي كانت نزار ... تهدّ من العدوّ به الجبالا (9)
كأنّ الشّمس يوم أصيب معن ... من الإظلام ملبسة جلالا (10)
وكان النّاس كلّهم لمعن ... إلى أن زار حفرته عيالا (11)
وله (12): [من البسيط]
__________
(1) في ك «فما نحن». تصحيف.
(2) الندى الغمر: الكرم الواسع السابغ. والباس: الشدّة في الحرب. والأغرّ المحجّل: الحسن المشهور.
(3) الأبيات من قصيدة في (شعر مروان بن أبي حفصة ص 108106).
(4) بنو نزار: تجمع قبلي كبير، منهم بنو ربيعة، ومن ربيعة بنو وائل، ومن بني وائل بنو شيبان، قوم معن بن زائدة.
ومتمنّع الأركان: صعب النواحي.
(5) أبو الوليد: كنية معن بن زائدة. وقائم المنصل: مقبض السيف.
(6) البيتان في (شعر مروان بن أبي حفصة ص 24).
(7) كبا الفرس: عثر، وانكبّ على وجهه.
(8) الأبيات من قصيدة مطوّلة في (شعر مروان بن أبي حفصة ص 8379). وكتب (كرنكو): «مات معن مقتولا بسجستان سنة 151».
(9) في ك «هوى». تصحيف.
(10) الجلال: جمع الجلّ. وهو الغطاء الذي تلبسه الدابة لتصان به.
(11) في ف «ولمعن». تصحيف بزيادة الواو.
(12) البيت من ثلاثة في (شعر مروان بن أبي حفصة ص 21).(1/375)
له خلائق بيض لا يغيّرها ... صرف الزّمان كما لا يصدأ الذّهب (1)
[713] أبو الشّمقمق. واسمه: مروان بن محمّد. يكنى أبا محمّد. وأبو الشّمقمق لقب، والشّمقمق: الطويل. وهو مولى بني أميّة، من بخاريّة عبيد الله بن زياد. وكان خفيف العثنون (2)، عظيم الأنف، أهرت الشّدقين (3)، منكر المنظر وكان غير [جيد] (4) الشّعر على إكثاره فيه. هجا كثيرا من متقدمي شعراء زمانه، منهم بشار وأبو العتاهية ومروان بن أبي حفصة وأبو نواس وبكر بن النّطاح، وأبو حنش خضير بن قيس، وهجا يحيى بن خالد البرمكيّ، وفرجا الرّخّجي (5) وجماعة من [كبار] (6) أسباب السلطان وقواده بألفاظ أكثرها ضعيف، وربّما ندر له البيت. ومن قوله وهو من أخبث ما قيل في الهجاء (7): [من المجتث]
أنتم خشار خشار ... وليس خزّ كخيش (8)
تزوّجوا في قريش ... إن كنتم من قريش
وله (9): [من البسيط]
إذا حججت بمال أصله دنس ... فما حججت، ولكن حجّت العير
لا يقبل الله إلّا كلّ طيّبة ... ما كلّ من حجّ بيت الله مبرور
وله (10): [من مجزوء الكامل]
يا من يؤمّل معبدا ... من بين أهل زمانه
[713] شاعر هجّاء من أهل البصرة. زار بغداد في أوّل خلافة الرشيد العبّاسيّ. وكان بشّار بن برد يعطيه في كلّ سنة مئتي درهم. وتوفي نحو سنة 180هـ. انظر له (طبقات الشعراء ص 129125، والأنس والعرس ص 208، والأعلام 7/ 209). هذا، وللمستشرق غوستاف فون غرنباوم (أبو الشمقمق، وما تبقى من شعره)، وذلك في كتابه (شعراء عبّاسيون ص 157121)، كما أشير في (المكتبة الشعرية ص 5251) إلى عدّة دراسات حول حياته وشعره.
__________
(1) صرف الزمان: تغيّره، وتقلّبه.
(2) في ك: «وكان عظيم». وفي هامشه: «هذا كلّه مشوّه بالماء في الأصل». والعثنون: ما نبت من الشعر على الذقن، وتحته.
(3) الهرت: سعة الشدق.
(4) ما بين المعقفتين إضافة من (فرّاج).
(5) في ك «ومدح الرخجي».
(6) ما بين المعقفتين إضافة من (فرّاج).
(7) البيتان في (شعراء عبّاسيّون ص 141) نقلا عن معجم المرزباني.
(8) الخشار: الرديء من كلّ شيء. ومن الناس: سفلتهم.
(9) البيتان في (شعراء عبّاسيون ص 137)، قالهما يهجو بعض من حجّ.
(10) البيتان في (شعراء عبّاسيون ص 151). نقلا عن معجم المرزباني.(1/376)
لو أنّ في استك درهما ... لاستلّه بلسانه
[714] أبو عبّاد النّميريّ. واسمه: مروان بن بشر. بصريّ. كان يصحب المتكلّمين والشعراء بالبصرة، في أيّام الرّشيد. وله مع أبي نواس أخبار. وهو القائل: [من الطويل]
رأيت صدودا وانقباض مودّة ... ونكراء من أخلاقكم، حدثت بعدي (1)
لعمر أبي الواشي لقد قدحت له ... علينا نمير غير كابية الزّند
ألا لو يطيع القلب، أو يصفح الهوى ... لنا عنك جازيناك بالهجر والصّدّ
[715] مروان بن سعيد بن عباد بن حبيب بن المهلّب بن أبي صفرة. بصريّ، من غلمان الخليل، ومن الحذاق بالنّحو، وهو الذي ألزم الكسائيّ في حلقة يونس حجّة قاطعة. وكان يهاجي ابن عمّه عبد الله بن محمّد، أبي عيينة، وله معه مناقضات، منها قول مروان (2): [من البسيط]
لمّا أتته قوافينا، مثقّفة ... تساقطت، حسرات، نفسه أسفا (3)
لا تكلفنّ جوابي في مناقضة ... فلست منّي، وإن أحسنت منتصفا (4)
وقد ملأت بشعري قلبه رعبا ... فاستشعر الذّلّ بعد الكبر، والتحفا
فقال عبد الله يردّ عليه (5): [من البسيط]
إنّا إلى الله، يا مروان، يابن أخي ... كم بين حاليك مستورا، ومنكشفا
أقمت منّي على نفس مفجّعة ... فلم تصب وسطا منها، ولا طرفا
لقد تأمّلت، هل [تأتي بعافية ... تكون] منّي بها أو من أخي خلفا (6)؟
ولمروان (7): [من البسيط]
[714] كان معاصرا للخليفة هارون الرشيد (193170هـ). انظر له (الورقة ص 107106).
[715] شاعر عبّاسيّ. توفي نحو سنة 190هـ. انظر له (الموشّح ص 564562، ومعجم الأدباء 19/ 146، وتمام المتون ص 57، 271، والأعلام 7/ 208).
__________
(1) في ك: «من أخلاقكم». تصحيف.
(2) الأبيات من قطعة في (الموشّح ص 563).
(3) ضبطت في الأصل: برفع حسرات، وإضافته إلى نفسه (فرّاج).
(4) في ك: «لا يكفلن». تصحيف.
(5) أكثر هذه الأبيات ممحوّ بالأصل لتأثير الماء والرطوبة (كرنكو). وهي من قصيدة له في (الموشّح ص 564563).
(6) ما بين المعقفتين من (الموشّح).
(7) في (الموشّح ص 562) لمروان بن سعيد شعر موافق لهذه الأبيات في الوزن والقافية، وليست منه. هذا، ومن المستغرب ألّا يذكر لمروان بن سعيد في (معجم الأدباء 19/ 146) سوى بيت واحد، وأن يقول صاحبه بعد ذلك:
«ولا أعلم من أمره غير هذا».(1/377)
فلا يغرّنك ... ابن يحيى به تنهى وتنتخل
يريد: قواعد بن يحيى بن خالد. فإن كنت دعيا إلى ذا اضطرار (1).
لو كنت تبعثه شيئا يشاكله ... لكنت أشعر من يحفى وينتعل
أو كنت تغفر ما زلّ اللّسان به ... وليس [يؤ] من [في] إحسانه زلل (2)
فأجابه عبد الله بقوله (3): [من البسيط]
مرّت بنا إبل، تهوي إلى هجر ... بالتّمر، خسران ما تهوي، به إبل
[716] مروان بن صرد. أخو بكر بن صرد الشاعر. وكانا في جملة يزيد بن مزيد الشّيبانيّ.
ومروان القائل ليزيد (4): [من البسيط]
أمّا أبوك فأندى العالمين يدا ... وكان عمّك، معن سيّد العرب (5)
عيدانكم خير عيدان، وأطيبها ... عيدان نبع، وليس النّبع كالغرب (6)
إنّ السّنان ونصل السّيف لو نطقا ... لأخبرا عنك يوم البأس بالعجب
وأنتم سادة، أوليتم حسبا ... وإنّنا قالة للشّعر والخطب
[717] مروان بن محمّد السّروجيّ. من بني أميّة، من أهل سروج، بديار مضر. كان شيعيّا، وهو القائل: [من الخفيف]
يا بني هاشم بن عبد مناف ... إنّني معكم بكلّ مكان (7)
أنتم صفوة الإله ومنكم ... جعفر ذو الجناح والطّيران (8)
[716] شاعر عبّاسيّ، عاصر يزيد بن مويد الشيباني المتوفى سنة 185هـ. ولمروان بن صرد ذكر في (ذيل زهر الآداب ص 316، والحماسة البصرية 1/ 143).
[717] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه توفي نحو سنة 225هـ.
__________
(1) في ك: «فاكنت دعيا إلى إذا اضطرار». تصحيف.
(2) ورد البيت في ك مصحفا:
لكن ما زل اللسان به ... وليس من إحسانه زلل
والتصويب من (فرّاج).
(3) البيت مع آخر في (الموشّح ص 562).
(4) الأبيات عدا الثالث في (ذيل زهر الآداب) والثاني والثالث مع آخر في (الحماسة البصرية).
(5) معن: أراد معن بن زائدة الشيبانيّ.
(6) النبع: شجر تتخذ منه السهام والقسيّ. وعيدانه أجود من عيدان الغرب.
(7) في ك «منكم». تصحيف.
(8) في ك «وفيكم». وجعفر: هو جعفر بن أبي طالب.(1/378)
وعليّ وحمزة أسد الل ... هـ، وبنت النّبيّ والحسنان (1)
فلئن كنت من أميّة إنّي ... لبريء منها إلى الرّحمن
[718] مروان بن أبي الجنوب واسمه: يحيى بن مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة.
يكنى أبا السّمط، ويلقّب غبار العسكر ببيت قاله (2)، ويعرف بمروان الأصغر. وسلك سبيل جدّه في الطّعن على آل عليّ بن أبي طالب مع قلّة حظّه من جيّد الشّعر، وحسنت حاله عند المتوكّل، وخصّ به، ونادمه، وقلّده اليمامة والبحرين وطريق مكّة، وكان يجيزه (3)، ويخلع عليه، ويكرمه. وقال أبو هفّان: كان مروان بن أبي الجنوب من المرزوقين بالشّعر مع تخلّفه فيه أعطاه المتوكّل مائتي ألف دينار من ورق (4)، وذهب وكسوة (5)، وقد مدح المأمون والمعتصم والواثق، وأخذ جوائزهم، وهو القائل (6): [من البسيط]
إنّ المشيب رداء الحلم والأدب ... كما الشّباب رداء اللهو واللّعب
شيب الرّجال لهم زين ومكرمة ... وشبت، [أخاف] الويل من كسبي (7)
تعجّبت أن رأت شيبي، فقلت لها: ... لا تعجبي، من يطل عمر له يشب
وله: [من البسيط]
والرأي كالسّيف ينبو إن ضربت به ... في غمده، وإذا جرّدته قطعا
[718] يعرف بمروان الأصغر تمييزا له عن جدّه. وهو من الشعراء الولاة. وتوفي نحو سنة 240هـ. انظر له (الأعلام 7/ 209، وطبقات الشعراء ص 393391، وتاريخ الطبري 9/ 120، 231230، والأغاني 12/ 10697، و 23/ 223213، وتاريخ بغداد 13/ 155153، والمستطرف 1/ 496، والعصر العبّاسي الثاني ص 376373).
__________
(1) الحسنان: الحسن والحسين ابنا علي، رضي اللهم عنهم.
(2) هو قوله (ثمار القلوب ص 684): [من الكامل]
قالت أرى شيبا برأسك قلت: لا ... هذا غبار من غبار العسكر
(3) في ك «يجسره». تصحيف.
(4) الورق: الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة.
(5) في الهامش: «لمّا قال مروان: [من مجزوء الكامل]
الصهر ليس بوارث ... والبنت لا ترث الإمامه
لو كان حقّكم لهم ... قامت على الناس القيامه
أصبحت بين محبّكم ... والمبغضين لكم علامه
حشا المتوكّل فاه جوهرا». وذلك في (الأغاني 23/ 215).
(6) الأبيات عدا الأوّل من ثلاثة في (بهجة المجالس 2/ 5049) منسوبة لدعبل، والشعر منسوب لأبي دلف في (العقد الفريد 3/ 52).
(7) ما بين المعقفتين طمس في الأصل، والإضافة من (فرّاج). وأضاف (كرنكو): «أقول». هذا، ورواية (العقد الفريد): «وشيبكنّ، لكنّ الويل، فاكتئبي».(1/379)
وله في المتوكّل: [من الكامل]
وكأنّما سيقت غداة وليتها ... للمسلمين بما وليت غنائم
تخشى الإله، فما تنام عناية ... بالمسلمين، وكلّهم بك نائم
لو كان ليس لهاشم، فيما مضى ... سلف، سواك، لقدّمت بك هاشم
ذكر من اسمه معن
[719] معن بن أبي أوس (1) المزنيّ بن نصر بن زياد بن أسعد بن سحيم بن عديّ (2) بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عدّاء بن عثمان بن عمرو بن أدّ بن طابخة. وأمّ عثمان بن عمرو مزينة بنت كلب بن وبرة، غلبت عليهم، فنسبوا إليها. ومعن رضيع عبد الله بن الزّبير، وكان مصاحبا له، وكفّ في آخر عمره. وهو القائل (3): [من الطويل]
فو الله ما أدري، وإنّي لأوجل ... على أيّنا تعدو المنيّة أوّل
ستقطع في الدّنيا إذا ما قطعتني ... يمينك فانظر أيّ كفّ تبدّل
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران، إن كنت تعقل
ويركب حدّ السّيف من أن تضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السّيف معدل (4)
إذا انصرفت نفسي عن الشّيء لم تكد ... إليه بوجه آخر الدّهر تقبل
وله في رواية الزّبير (5): [من الكامل]
لسنا وإن كرمت أوائلنا ... يوما على الأحساب نتّكل
[719] شاعر فحل، له مدائح في جماعة من الصحابة. رحل إلى الشام والبصرة، وله أخبار مع عمر بن الخطّاب، وكان معاوية بن أبي سفيان يفضّله، ويقول: «أشعر أهل الجاهلية زهير بن أبي سلمى، وأشعر أهل الإسلام ابنه كعب ومعن بن أوس». مات في المدينة نحو سنة 64هـ. وله ديوان شعر طبع أكثر من مرّة. انظر له (التذكرة السعدية ص 218217، والحماسة البصرية 1/ 3736، ونكت الهميان ص 295294، والأعلام 7/ 273، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 470468).
__________
(1) كتب فوقه لفظة (صحّ). والمعروف أنّه معن بن أوس. (فرّاج).
(2) كتب عليه في الأصل لفظ (كذا). وفي الهامش: «صوابه: عدّاء». (فرّاج).
(3) الأبيات من قصيدة له في (شرح المرزوقي ص 11311126، وأنساب الأشراف 10/ 289، والأنس والعرس ص 362361، والممتع في صنعة الشعر ص 285، وتمام المتون ص 84، 310).
(4) في الأصل: «وتركب حدّ السيف». (فرّاج).
(5) نسب البيتان للمتوكّل الليثي في (شرح المرزوقي ص 1790) وستأتي نسبتهما له في ترجمة (755). ونسبا أيضا لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر في (الحيوان 7/ 160) وهما بغير عزو في (ذيل الأمالي ص 117).(1/380)
نبني كما كانت أوائلنا ... تبني، ونفعل مثل ما فعلوا
[720] معن بن عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاريّ. شاعر. روى ذلك مصعب الزّبيريّ عن ابن القداح، قال: وأبوه عمرو بن عبد الله بن كعب شاعر، وابنه الضّحاك بن معن كان شاعرا شريفا مرضيّا.
[721] المزعفر المرّيّ. واسمه: معن بن حذيفة بن الأشيم بن عبد الله بن حمزة بن مرّة بن عوف (1). شاعر، إسلاميّ.
[722] معن بن مضرّس الفزاريّ. يقول لعبد الرحمن بن عبد الله القشيريّ وكان عبد الرحمن القشيريّ على خراج خراسان في أيّام عمر بن عبد العزيز: [من الطويل]
إذا سئلت قيس: من الغمر فيهم ... وسيّدهم؟ قالوا: هو السّيّد الغمر (2)
إذا ما ابن عبد الله أصبح ثاويا ... فلا ولدت أنثى، ولا أنجبت بكر
ولا انهلّ ماء من صبير سحابة ... ولا أمطرت أرضا بها نابت قطر (3)
إذا متّ مات الجود، وانقطع النّدى ... وويل لقيس يوم يضمنك القبر
[723] معن بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر بن شريك بن عمرو الشّيبانيّ. ومطر: أخو الحوفزان بن شريك، ومعن يكنى أبا الوليد. وهم كوفيّون، وأصلهم من هيت. وكان معن جوادا ممدّحا سريّا شاعرا، وكان يتّهم في دينه، وهو من قوّاد بني أميّة، ثمّ خصّ بالمنصور، وقلّده اليمن، ثمّ استحضره، وأنفذه إلى الخوارج بسجستان، فقتل هناك. وهو القائل:
[من الوافر]
[720] شاعر إسلامي، عريق في الشعر. جاء في (الأغاني 16/ 240): «ولكعب بن مالك (ت. 50هـ) أصل عريق، وفرع طويل في الشعر: ابنه عبد الرحمن شاعر ومعن بن عمرو بن عبد الله بن كعب شاعر». هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[721] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه أدرك القرن الثاني للهجرة. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[722] شاعر إسلاميّ، كان في أيّام عمر بن عبد العزيز. انظر له (ألقاب الشعراء: نوادر المخطوطات 2/ 334). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[723] أبو الوليد، من أشهر الشجعان الفصحاء. أخباره كثيرة معجبة. وللشعراء فيه أماديح ومراث، من عيون الشعر.
ابتنى دارا في سجستان، فدخل عليه أناس في زي الفعلة، فقتلوه غيلة سنة 151هـ. انظر له (الأعلام 7/ 723، والأغاني الفهرس 24/ 497، ووفيات الأعيان 5/ 254244، ومعجم البلدان: دير هند الصغرى، الريّ، الغرّيان، وتاريخ بغداد 13/ 241235). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) في ك «عود».
(2) الغمر من الرجال: الكريم، الواسع الخلق.
(3) في الأصل: أرض بها نابت قصر. (فرّاج). والصبير: السحابة البيضاء الكثيفة، تقصد إلى جملة السحاب.(1/381)
وعاذلة تجنّى في الملام ... لتحسبني من القوم الطّغام
دعيني أنهب الأموال حتّى ... أعفّ الأكرمين عن اللّئام
وله (1): [من البسيط]
إنّي حسدت، فزاد الله في حسدي ... لا عاش من عاش يوما غير محسود (2)
ما يحسد المرء إلّا من فضائله ... بالعلم والحلم، أو بالبأس والجود
وله يرثي صديقا له: [من المتقارب]
تولّى الكريم، أبو صاعد ... وكلّ المفاخر من فخره (3)
بعيد اللّقاء على قربه ... غريب، وإن كان في مصره (4)
[724] معن بن أبي عاصية السّلميّ. ويقال: اسمه: يعقوب بن أبي عاصية، الأجدع السّلميّ، مدينيّ، شاعر، له في معن بن زائدة مديح مشهور (5)، وكان ناصبيّا (6) ملعونا هجا عبد الله بن حسن بن حسن. وعمر بن شبّة سمّاه يعقوب. وقال الزّبير: اسمه: معن، وهو القائل عند قدومه العراق: [من الطويل]
تطاول ليلي بالعراق، ولم يكن ... عليّ بأكناف الحجاز يطول
فهل لي إلى أرض الحجاز، ومن به ... بعاقبة قبل الممات سبيل
إذا لم يكن بيني وبينك مرسل ... فريح الصّبا منّي إليك رسول
ذكر من اسمه ميمون
[725] الأعشى الكبير. أبو بصير، ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن [724] شاعر عبّاسيّ، من شعراء القرن الثاني الهجريّ، مدح معن بن زائدة، المتوفى سنة 151هـ. وانظر لترجمة الأجدع السّلمي (معجم البلدان: أحد، والموشح ص 9998، و 395394). وله ترجمة ثانية لاحقة (1098). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[725] من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، وأحد اصحاب المعلقات. لقّب الأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره. واشتهر بلهوه ومجونه. هذا، وقد وجدت في شعره ما يدلّ على وعي عربي فائق، عبّر عنه بالدعوة إلى
__________
(1) البيتان في (زهر الآداب ص 203).
(2) في ك (محمود). تصحيف.
(3) في ف «تولّي». تصحيف.
(4) في ك (يعيد). تصحيف.
(5) انظر (الموشح ص 9998).
(6) الناصبيّ: من النواصب. وهم الذين يبغضون عليّ بن أبي طالب.(1/382)
ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وهو حصن بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
ويلقّب الصّنّاجة. أمّه: بنت علس، أخت المسيّب بن علس، من بني خماعة (1)، ثمّ من بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار. ولد الأعشى بقرية باليمامة، يقال لها (2) منفوحة، وفيها داره، وبها قبره. ويقال: إنّه كان نصرانيّا، وهو أوّل من سأل بشعره، ووفد إلى مكّة، يريد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومدحه بقصيدته التي أوّلها (3): [من الطويل]
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا ... وبتّ، كما بات السّليم، مسهّدا (4)
يقول فيها:
أجدّك لم تسمع وصاة محمّد ... نبيّ الإله حين أوصى، وأشهدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التّقى ... ولاقيت بعد الموت من قد تزوّدا
ندمت على ألّا تكون كمثله ... وأنّك لم ترصد بما كان أرصدا
فلقيه أبو سفيان بن حرب فجمع له مائة من الإبل وردّه، فلما صار بقاع منفوحة رمى به بعيره، فقتله. وهو القائل (5): [من المنسرح]
إستأثر الله بالوفاء وبال ... عدل وولّى الملامة الرّجلا
وله (6): [من الكامل]
عوّدت كندة عادة فاصبر لها ... اغفر لجاهلها، وروّ سجالها
يريد أجزل عطيتها. السّجال [جمع سجل وهي] (7) الدلو بمائها، ولا تكون سجلا إلا وفيها ماء وكذلك الذّنوب. وله (8): [من البسيط]
وحدة القبائل. والتفافها حول زعيم يمنيّ، وبالدعوة إلى مقاومة النفوذ الأجنبيّ الفارسيّ والرومي والحبشي.
وتوفي الأعشى في العام السابع للهجرة. انظر له (الأعلام 7/ 341ومعجم الشعراء الجاهليين ص 2623) وأخباره وأشعاره كثيرة، وممّن ترجم له ودرس شعره فؤاد أفرام البستاني (الأعشى الكبير)، ومحمّد صبري الأشتر (الأعشى)، ومحمد التونجي (الأعشى شاعر المجون والخمرة).
__________
(1) في ف «جماعة». تصحيف.
(2) في ف «له». تصحيف.
(3) انظر القصيدة في (شرح ديوان الأعشى الكبير ص 103100).
(4) السليم: الذي لدغته أفعى. والمسهّد: الذي لم يستطع نوما.
(5) البيت من قصيدة مدح فيها سلامة ذي فائش (شرح ديوان الأعشى الكبير ص 268265).
(6) البيت من قصيدة مطوّلة يمدح فيها قيس بن معديكرب الكندي، صاحب مرباع حضرموت. ويبدو أن الأعشى كان يدعو إلى تملّك قيس على العرب. انظر القصيدة في (شرح ديوان الأعشى الكبير ص 262255).
(7) ما بين المعقفتين من ك. إضافة، يقتضيها السياق.
(8) البيتان من قصيدة يمدح فيها هوذة بن عليّ الحنفيّ في (شرح ديوان الأعشى الكبير ص 207198).(1/383)
قد يترك الدّهر في خلقاء راسية ... وهيا، وينزل منها الأعصم الصّدعا
وكان شيء إلى شيء، ففرّقه ... دهر، يعود على تفريق ما جمعا
خلقاء: صخرة ثابتة. والأعصم: الذي في يده بياض. والصّدع الفتيّ منها (1).
[726] أبو نفيس بن يعلى بن منبه. يقال: اسمه ميمون. ويقال يحيى. وخبره قد تقدّم (2).
[727] ميمون الخضريّ المحاربيّ. حجازيّ. لقيه الزّبير بن بكّار، وروى عنه أنّه (3)
ذكر من اسمه مصعب
[728] مصعب بن عمرو السّلوليّ. وهو قاتل ابن الدّمينة، وفيه يقول من أبيات وكان ابن الدّمينة يكنى أبا السّريّ (4): [من الوافر]
لقيت أبا السّريّ وقد تكالى ... له حنق العداوة في فؤادي (5)
[729] مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير بن العوّام أبو عبد الله، [726] لم أعثر له على ترجمة.
[727] شاعر عبّاسيّ، كان معاصرا للزبير بن بكار المتوفى سنة 256هـ. وله ترجمة وذكر في (الورقة ص 8280)، وفيه:
«ميمون الحضري: شاعر حجازيّ، ظريف مليح الشعر»، وفي (جمهرة نسب قريش ص 1/ 215214) وفيه:
«ميمون بن خالد الخضريّ» وروى له الزبير بن بكّار شعرا يمدح فيه عمّه المصعب الزبيريّ وفي (الفهرست ص 188): «ميمون الحصري، مقلّ».
[728] من شعراء القرن الثاني للهجرة، وهو قاتل ابن الدّمينة نحو سنة 130هـ. وكان ابن الدمينة قتل مزاحم بن عمرو، ومصعب صغير، ثمّ شبّ مصعب، فثأر لأخيه، وهرب إلى صنعاء. انظر لذلك (الأغاني 17/ 10499). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[729] المصعب الزبيريّ، أبو عبد الله. علّامة بالأنساب، غزير المعرفة بالتاريخ. كان أوجه قريش مروءة وعلما وشرفا.
وكان ثقة في الحديث شاعرا. ولد بالمدينة. وسكن بغداد، وتوفي بها سنة 236هـ. له (نسب قريش) وفيه مقدّمة وافية عنه بقلم المحقق (بروفنسال). انظر له (الأعلام 7/ 248، وجمهرة نسب قريش 1/ 218203، والأغاني 5/ 448446، والفهرست ص 123، وتاريخ بغداد 13/ 114112).
__________
(1) يعني الوعول (كرنكو).
(2) لعلّه: أحمد (فرّاج). يريد أن اسمه جاء في القسم المفقود من الكتاب، ولا يصح أن يكون (يحيى).
(3) بعد ذلك نقص في الأصل. وما رواه الزبير عن ميمون مثبت في كتاب (الورقة). وجاء في الهامش: «أنشد الهجري لميمون بن عامر القشيري صاحب خيرة في نوادره شعرا، وكذا لميمون بن شيخ بن العباء يذمّ خويلدا: [من الطويل]
ألا يا أخي من بين معن بن مالك ... وخالصتي، والله بالغيب يعلم
أتوعدني من دون دارك مانعا ... أجل دونها لي أفعوان وضيغم
أردت بي السوأى فأصبحت محسنا ... لهنك فيما قد أتيت لمنعم»
هذا، وقد جعل (فرّاج) الأبيات في المتن. وأمّا (لهنك) فلعلّها (لأنّك)، وبها يستقيم الوزن والمعنى.
(4) البيت من قطعة في (الأغاني 17/ 104103).
(5) تكالى: يقال: كليت فلانا فاكتلى: أصبت كليته. ومنه تكالى.(1/384)
الرّاوية. توفّي سنة ست وثلاثين ومائتين (1). وهو شاعر، راوية. قال في الرّشيد، وهو حدث السّنّ، ودخل عليه مع أبيه: [من الوافر]
كأنّك جئت محتكما عليهم ... تخيّر في الأبوّة ما تشاء
أخذت عليهم النّسب المصفّى ... وجودا ما يضعّفه الدّلاء
وله في الحسن بن سهل من قصيدة: [من البسيط]
لن ينفد الكلم المثنى عليك به ... ما فيك من حسن، أو تنفد الكلم (2)
وله ينهى عن الجدال في الدين: [من الوافر]
أأقعد بعد ما رجفت عظامي ... وصار الموت أقرب ما يليني
أجادل كلّ معترض خصيم ... وأجعل دينه غرضا لديني (3)
وكان الحقّ ليس به خفاء ... أغرّ كغرّة الفلق المبين (4)
وما عوض لنا منهاج جهم ... بمنهاج ابن آمنة الأمين (5)
[730] مصعب بن الحسين البصريّ الورّاق. يعرف بمصعب الماجن. يكنى أبا الحسن. متوكليّ، استفرغ شعره في وصفه الغلمان، وهو القائل: [من الخفيف]
لو يحلّ الهوى بجسم من الصّخ ... ر على أنّ فيه قلب حديد
فعل الحبّ والهوى فيه ما يف ... عل سود اللّحى ببيض الخدود
وله (6): [من الطويل]
أدين بدين الشّيخ يحيى بن أكثم ... وإنّي لمن يهوى الزّنا لمجانب (7)
[730] شاعر عبّاسيّ، من شعراء المائة الثالثة للهجرة. وكان من أشدّ الناس تهتّكا، وأكثرهم خلاعة ومجونا، وتطرّحا في الحانات والديارات. انظر له (الديارات 126122، والأعلام 7/ 247).
__________
(1) في هامش الأصل: «ليومين خلوا من شوّال. وهو ابن ثمانين سنة».
(2) في ك: «لن ينبذ». تصحيف.
(3) في ك: «خصم». تصحيف.
(4) في ك: «أعز». تصحيف.
(5) في ك: «وما عرض». تصحيف. وجهم بن صفوان (ت 128هـ) هو رأس فرقة (الجهميّة) القائلة بأن الإنسان بمنزلة الجمادات، وأنّ الجنة والنار تفنيان بعد دخول أهلهما، حتى لا يبقى موجود سوى الله تعالى انظر (التعريفات 108، والأعلام 2/ 141).
(6) الأبيات من قطعة في (الديارات ص 123).
(7) في ك: «أكثر». تصحيف. وفيه: «بالأصل: واين الزبا». ويحيى بن أكثم: قاض، رفيع القدر، من نبلاء الفقهاء. وله غزوات وغارات. وكان يتهم بأمور، شاعت عنه، وتداولها الشعراء، وأنكرها الإمام أحمد بن حنبل. انظر (الأعلام 8/ 138). وينظر بعض ما كان يرمى به في (وفيات الأعيان 6/ 153152).(1/385)
ومثل قضيب البان في زيّ شاطر ... إذا ما بدا للعين، والعقل عازب (1)
وقال، وقد عضّ الزّيار بحلقه ... مقال امرىء أعيت عليه المذاهب (2)
كريم، أصابته من الدّهر نوبة ... برأي كريم لم تصبه النّوائب
[731] مصعب الموسوس. بغداديّ (3)، متأخّر. يقول من أبيات (4): [من المتقارب]
لذي نخوة، قد براني هواه ... ويزداد في القلب إن هبت عزّا
فما زلت بالمكر حتّى اطمأن ... ن، وقد كان من قبل ذاك اشمأزّا
وأقبلت بالكأس أغتاله ... وكنت لأمثاله مستفزّا
ذكر من اسمه منقذ
[732] منقذ بن أهبان الأسديّ. شاعر جاهليّ، يقول (5): [من الوافر]
بنفسي من تركت، ولم أودّع ... بجنب إراب، وانطلقوا سراعا
[733] الجميح، واسمه: منقذ بن الطمّاح بن قيس بن طريف بن عمرو بن قعين الأسديّ.
أحد فرسان الجاهليّة، شهد يوم جبلة، وبه قتل. وهو القائل من قصيدة (6): [من المنسرح]
[731] شاعر عبّاسيّ، من شعراء النصف الثاني من القرن الثالث للهجرة. وكان سبب وسواسه أنه نظر إلى عين شاة من شبّاك لبعض التجار، فعشقها، وتردّد إلى مكانها شهرا، ولزمه، وكان إذا وجد خلوة من الناس كلّمها، وشكا إليها، وبكى، ثم تبيّن له أنها عين شاة، فتفاقم الأمر عليه لذلك. انظر له (طبقات الشعراء ص 387385).
[732] لم أعثر له على ترجمة، وترجم له في (معجم الشعراء الجاهليين ص 352) نقلا عن معجم المرزباني.
[733] فارس شاعر مشهور. واختلف في اسمه واسم أبيه. قتل نحو سنة 53ق. هـ. انظر له (الأعلام 7/ 308، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 8382، وديوان بني أسد 2/ 399).
__________
(1) في ك: «غارب». تصحيف.
(2) في الأصل والمطبوع: «الزنار» والتصويب من (الديارات). والزيار: خشبتان يضغط بهما البيطار على شفتي الفرس، فيذلّ، فيتمكّن من بيطرته.
(3) في ك: «البغداديّ».
(4) الأبيات في (طبقات الشعراء ص 386).
(5) روى ياقوت هذا البيت [ومعه آخر] لمنقذ بن عرفطة، يرثي أخاه أهبان. وقتله بنو عجل يوم إراب. انظر معجم البلدان في مادة إراب. (كرنكو). ويوم إراب لتغلب على بني رياح بن يربوع التميميين. وإراب: ماء لبني رياح بالحزن. والبيت يشير إلى أن قائله شارك في يوم إراب. ولكن لا ذكر لبني عجل فيه، ولا لبني أسد!. انظر (العقد الفريد 5/ 241240).
(6) البيت مطلع المفضليّة رقم (6). انظر (شرح اختيارات المفضل ص 207197).(1/386)
سائل معدّا، من الفوارس، لا ... أوفوا بجيرانهم، ولا غنموا؟ (1)
وله (2): [من البسيط]
أمست أمامة صمّا، لا تكلّمنا ... مجنونة أم أحسّت أهل خرّوب
أهل خرّوب: أهلها [توهّم أنهم] (3) أفسدوها.
مرّت براكب ملهوز، فقال لها: ... ضرّي الجميح، ومسّيه بتعذيب
اللهز: ميسم يوسم به البعير على لحييه.
[734] منقذ بن عبد الله القريعيّ. من شعراء خراسان. قال دعبل: له أشعار كثيرة جياد، وهو القائل في فتنة نصر بن سيّار، يفخر: [من البسيط]
سائل ربيعة، والأحياء من يمن ... عن حربنا، إنّهم قوم بنا خبر
ترى فوارس سعد غير ناكلة ... بيض الوجوه، إذا ما اسودّت الصّور (4)
فازوا بحظوتها عفوا، وأحرزها ... منهم بهاليل، والأخطار تبتدر (5)
وكلّ أيامنا غرّ مشهّرة ... إذا تذوكرت الأيّام والغرر
رامت ربيعة، والأحياء من يمن ... أن يقهرونا، فهم بالله ما قهروا
[735] منقذ بن عبد الرحمن بن زياد الهلاليّ. بصريّ، خليع، ماجن، متّهم في دينه، يرمى بالزّندقة. كان في صدر الدّولة العبّاسيّة. وهو القائل (6): [من الكامل]
الدّهر لاءم بين فرقتنا ... وكذاك فرّق بيننا الدّهر
[734] لم أعثر له على ترجمة. وهو من بني قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. كان حيّا نحو سنة 130هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[735] له أخبار مع بشار وغيره. وهو من شعراء الحماسة. وتوفي نحو سنة 140هـ. انظر له (الأعلام 7/ 308ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 479478، وتاريخ الطبري 7/ 457، وأمالي المرتضى 1/ 131، ومجموعة المعاني ص 139138. وجاء في (الأغاني 13/ 337) منقذ بن بدر الهلاليّ وفي (18/ 101) منه: منقذ بن عبد الرحمن الهلاليّ.
__________
(1) أراد: لم يوفوا ولم يغنموا. يشير إلى قتل بني جعفر بن كلاب لجارهم خالد بن نضلة الأسديّ. والاستفهام في البيت للتهكّم.
(2) البيتان من المفضلية رقم (3). انظر (شرح) اختيارات المفضل 162152).
(3) ما بين المعقّفتين إضافة من (شرح اختيارات المفضل) يقتضيها السياق.
(4) بالأصل: «ولا ترى». (كرنكو). وفوارس سعد: أراد قومه بني سعد بن زيد مناة التميميّين. ونكل في الحرب:
نكص، وجبن.
(5) يقال: أعطيته عفوا، أي: بغير مسألة.
(6) الأبيات مع رابع في (شرح المرزوقي ص 1052).(1/387)
كنت الضّنين بما أصيب به ... وسلوت حين تفاقم الأمر
ولخير حظّك في المصيبة أن ... يلقاك عند نزولها الصّبر
وله (1): [من الخفيف]
ما أرى الفضل والتّكرّم إلّا ... كفّك النّفس عن طلاب الفضول (2)
وبلاء حمل الأيادي، وأن تس ... مع منّا تؤتى به من منيل (3)
وله يعاتب رجلا: [من المتقارب]
علام أرى من مرور الغيو ... ث حولي، وأحرم أمطارها؟
وقد كنت عوّدتني عادة ... تتبّعت النّفس آثارها
ذكر من اسمه مسهر
[736] مسهر بن عمرو الضّبّيّ. أخو بني ذهل (4)، جاهليّ. يقول لظالم بن غضبان بن شهم، أحد بني السّيد (5): [من البسيط]
كأنّما الظالم الدّيّان متّكئا ... على أسرّته يسقي الكوانينا (6)
لأصبحن ظالما حربا رباعية ... فاقعد لها، ودعن عنك الأظانينا (7)
إن تك يا ظالم، الدّيّان في مدر ... فإنّنا معشر لا نبتني الطّينا (8)
[736] شاعر جاهلي، له ذكر في (اللسان: دين). وانظر له أيضا (شعر ضبّة وأخبارها ص 150، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 334).
__________
(1) البيتان من أربعة في (شرح المرزوقي ص 1198).
(2) الفضول: فضلات المال الزائدة عن الحاجة.
(3) قدّم الخبر (بلاء) على المبتدأ (حمل) الأيادي.
(4) أراد بني ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة.
(5) بنو السّيد: بطن من ضبّة. والسّيد: هو السيد بن مالك، أخو ذهل بن مالك جدّ الشاعر. وفي (جمهرة أنساب العرب ص 204) ظالم بن الغضبان بن شييم. والأبيات: الأول في (اللسان: دين) منسوب لمسهر بن عمرو الضّبيّ، والثاني في (ربع) غير منسوب. وانظر (شعر ضبّة وأخبارها).
(6) في (اللسان: دين): «شبه ظالما هذا بالدّيان بن قطن بن زياد الحارثي وهو عبد المدان في نخوته، وليس ظالم هو الديّان بعينه». وأشار إلى ذلك (كرنكو).
(7) حرب رباعية: شديدة فتيّة. واقعد لها: هيّئ لها أقرانها.
(8) المدر: الحضر، والمدن والقرى.(1/388)
إنّا وجدنا أبانا لا عقار له ... إلّا القداح إذا قظنا وشاتينا (1)
[737] مقّاس العائذيّ. ويقال: الغامديّ. واسمه: مسهر بن النّعمان بن عمرو بن ربيعة بن تيم بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك القرشيّ.
وعدادهم في بني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، حلفاء لهم. وهم عائذة قريش، نسبوا إلى أمّهم عائذة بنت الخمس بن قحافة بن خثعم. وقيل: اسمه: مسهر بن عمرو بن عثمان بن ربيعة بن عائذة. وقال ابن دريد: اسمه: يعمر (2) بن عمرو، أخو بني عوف بن خزيمة بن لؤيّ الذي في بني محلّم. والأوّل أثبت. وسمّي مقّاسا ببيت قاله. وهو مخضرم (3). يقول: [من الطويل]
ونحن بنو حرب، غذتنا بثديها ... وقد شمطت أصداغها، وقرونها
فيا ويلها منّا، ويا ويلنا بها ... لها الويل منّا، كيف كنّا ندينها؟
إذا الحرب شابتها شهادة معشر، ... ففينا فتوّ، بالرّماح، يزينها (4)
وله (5): [من الطويل]
لكلّ أناس سلّم ترتقي به ... وليس إلينا في السّلاليم مطلع
وينفر منّا كلّ وحش، وينتمي ... إلى وحشنا وحش البلاد، فيرتع
وهجا فيها بكر بن وائل، فقال:
ترى الشّيخ منهم يمتري الأير باسته ... كما يمتري الثّدي الصّبيّ المجوّع
[737] أبو جلدة، شاعر مقلّ محسن. له ذكر في يوم الشّيّطين بين بكر وتميم، وذلك بعد ظهور الإسلام، وقبل دخول أهل نجد والعراق فيه. انظر له (الأعلام 7/ 225، والاصمعيات ص 51، والبرصان والعرجان ص 178177، وأنساب الأشراف 9/ 287286، ونسب قريش ص 441، والنقائض ص 1020، 1022، وشرح اختيارات المفضل ص 13171311، والمؤتلف والمختلف ص 107، والخزانة 6/ 367، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 472471).
__________
(1) القداح: الخيل الضامرة. وشاتاه: عامله مدّة الشتاء.
(2) الذي في كتاب الاشتقاق لابن دريد أن اسمه مسهر. (كرنكو).
(3) ورد ذكره في القسم الثالث من الإصابة (6/ 234233)، فهو من الذين أدركوا عصر البعثة، ولم يصحبوا الرسول.
وأما ابن دريد فقال في (الاشتقاق ص 108): «مقاس الشاعر: جاهلي». ولعلّه يريد أنّه لم يسلم.
(4) في ك: «فتوء». تصحيف. والفتوّ: جمع الفتى.
(5) الأبيات من خمسة مع تخريجها في (الوحشيات ص 1514).(1/389)
ذكر من اسمه محرز
[738] محرز بن المكعبر الضّبّيّ. من ولد بكر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبّة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر. قال يردّ على عبد الله بن عنمة مرثيّة بسطام بن قيس (1): [من الوافر]
ألا أبلغ بني شيبان عنّي ... وقد يهديك ذو الحلم الأصيل
بأنّ الخير موردكم مياها ... مخالط شربها كلأ وبيل
ألم نطلقكم فكفرتمونا ... وليس لنعمة المكفور حول (2)
وله (3): [من البسيط]
فدى لقومي ما جمّعت من نشب ... إذ ساقت الحرب أقواما لأقوام
وله (4): [من الطويل]
كأنّ دنانيرا على قسماتهم ... وإن كان قد شفّ الوجوه لقاء
القسمات بكسر السين: مجاري الدمع (5).
[738] شاعر جاهلي، من شعراء الحماسة. وله شعر في يوم الكلاب الثاني، ولم يلحق به. وإذا صحّ أنّ يوم الكلاب الثاني بعد الإسلام كان محرز جاهليّا، أدرك الإسلام. وقيل: المكعبر. انظر له (الأعلام 5/ 284، والأغاني 16/ 364، وأنساب الأشراف 10/ 358357، وشرح اختيارات المفضل ص 1125، والمبهج ص 141، ومعجم ما استعجم ص 1073ومعجم الشعراء الجاهليين ص 326). وله ترجمة وشعر مجموع في (شعر ضبّة وأخبارها ص 196188، 287286). ورجّح محقّقه أن الشاعر عاش شطرا من حياته في الجاهلية، وشطرا غير قليل منها في صدر الإسلام.
__________
(1) انظر مرثية عبد الله بن عنمة في (شرح المرزوقي ص 10261021، والممتع في صنعة الشعر ص 49)، والأبيات من قصيدة له في (شعر ضبّة وأخبارها ص 194192).
(2) كفرتمونا: جحدتم فضلنا. وحول: لا وجه لهذه الرواية. وجاء في (شعر ضبّة وأخبارها): «جول». وهو العقل والعزيمة.
(3) البيت مطلع المفضلية رقم (60). قالها في يوم الكلاب الثاني، ولم يلحق به. انظر (شرح اختيارات المفضل ص 11281125، والأغاني 16/ 364، وشعر ضبّة وأخبارها ص 196).
(4) البيت من ثمانية في (شرح المرزوقي ص 14571455) وله في (جمهرة اللغة 3/ 42، وأنساب الأشراف 10/ 358).
ونسب البيت في (خلق الإنسان ص 101) لحريث بن محفّض المازنيّ، وهو في (الأضداد ص 107) غير منسوب.
ولذلك تفصيل في (شعر ضبّة ص 188).
(5) في الهامش: «قال ثابت بن عبد العزيز في (خلق الإنسان): القسمة: مجرى الدمع من العين إلى الوجنة، فما والى ذلك. قال حريث بن محفض المازنيّ: كأن دنانيرا البيت. وقال البلاذريّ: ومحرز الذي يقول: كأنّ دنانيرا البيت. قال: وكانت بكر بن وائل أغارت على إبل للمكعبر، وصرم لبني ضبّة، وهم جيران لبني العنبر، فاستغاثوا بمخارق بن شهاب المازنيّ، فجمع قومه، وقاتل عن الإبل حتى ردّها فقال محرز بن المكعبر: [من البسيط]
لولا الإله، ومسعى من يطالبها ... وابنا شهاب، عفت آثارها المور
وقال أيضا لبني العنبر: كأنّ دنانيرا البيت». والقسمات: الوجوه أيضا.(1/390)
[739] محرز بن نجدة الخفاجيّ. يقول: [من الطويل]
إذا القوم ساموني التي لا أريدها ... أبى خلق، لي يمنع الضّيم، أشوس (1)
أبيّ، وإن أعطيت في الحقّ خصلة ... منوع رضا القوم المعادين، أليس
الأليس: الذي لا يقوم له شيء من شجاعته، والجمع ليس، مثل أبيض وبيض.
قريب، بعيد، يعلم النّاس أنّني ... إذا ما رموا بي جارة القوم مردس
المردس: الحجر الذي يرمى به. يريد أنّه كالحجر في الصلابة.
[740] محرز بن شريك بن ذي الكلاع الحميريّ. ذكر الصّوليّ أنّه هو القائل للأبيات التي أوّلها: [من الطويل]
فإنّ الذي بيني وبين بني أبي ... وبين بني عمّي، لمختلف جدّا
وهي للمقنّع الكنديّ. والله أعلم (2).
ذكر من اسمه مدرك
[741] مدرك الضّبّيّ. من بني السّيد، شاعر معروف، كان يهجو جريرا، ويعين الفرزدق عليه، وفيه يقول (3): [من الطويل]
بني السّيد، لا يمحو ترمّز مدرك ... ندوب القوافي في جلودكم الخضر (4)
[742] مدرك بن حصن. حجازيّ. أنشد له إسحاق الموصليّ في محمّد بن هشام (5): [من الكامل]
[739] لم أعثر له على ترجمة. وبنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بطن من بني عامر بن صعصعة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه إسلاميّ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[740] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الأوّل للهجرة. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[741] شاعر من القرن الهجريّ الأوّل. انظر له (ديوان جرير ص 422). ولعلّه مدرك بن حصين الضبيّ. انظر (شعر ضبّة وأخبارها ص 252). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[742] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر إسلاميّ، عاصر ولاية محمد بن هشام المخزومي إمرة مكة والطائف (125114هـ). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) في ك «إلى خلق». تصحيف. والأشوس: الذي ينظر بمؤخّر عينه تكبّرا أو تغيّظا.
(2) هو محمد بن عميرة الكندي. توفي نحو سنة 70هـ. والبيت من قطعة له في (الأغاني 17/ 112111، والأنس والعرس ص 360، والحماسة البصرية 2/ 3130) وجاء في الهامش: «محرز بن قرّة القشيريّ. أنشد له الهجريّ في نوادره شعرا».
(3) البيت من قصيدة في (ديوان جرير ص 422).
(4) ترمّز مدرك: تحريكه شفتيه بالهجاء. والترمّز: التحرّك، والكلام الخفيّ.
(5) ولّاه هشام بن عبد الملك، فأقام على ذلك إلى أن ولي الوليد بن يزيد الخلافة (125هـ)، فعزله، وطلبه إلى الشام، وجلده، وبعثه إلى العراق مع أخيه إبراهيم بن هشام، فعذّبا، حتى ماتا سنة 126هـ. انظر (الأعلام 7/ 131).(1/391)
عش ما استعطت، وإن دببت على العصا ... ما دام والي أمرك ابن هشام
ملك الأعنّة، والأسنّة، وانتهت ... حكم الأمور إليه، وهو غلام
[743] مدرك بن يزيد، مولى بني مرّة. أخذه صاحب شرط الحجّاج شاربا، فقال له: يا عدوّ الله، أيّ شراب شربت؟ فقال: [من الطويل]
شربت من الصّهباء صرفا، فما الذي ... تريد إلى من ليس يعرف بالجهل
فتى، نال لذّات الكرام، ولم ينل ... نديما بسوء عند جدّ ولا هزل
فخلّى عنه.
[744] مدرك أو مغلس بن حصن الفقعسيّ. وقد تقدّم خبره.
[745] مدرك بن واصل بن حنظلة بن أوس بن حصن الطائيّ. أبو الجنيد (1)، أعرابيّ، محدثّ، رشيديّ. يقول: [من الطويل]
وإنّي لأستحيي بدنياي أن أرى ... أورّث عارا، والعظام رميم
ترى صلحاء النّاس يتّخذونني ... أخا، ولساني للّئام شتوم
وله يرثي زوجته: [من الطويل]
من مبلغ أمّ الجنيد رسالة ... وإن أصبحت بالرّمس بين الصّفائح (2)
فإنّي لراع حفظ غيبك ما بكت ... على شعب الدّوم الحمام النّوائح (3)
فكم عبرة أرسلتها بعد عبرة ... وكم غصّة أتبعتها، لا أبارح (4)
على إثر إخوان، نأوا، طرحتهم ... نوى غربة بعد الجوار المطارح (5)
[746] مدرك بن غزوان الجعفريّ. أعرابيّ، حبس بنيسابور مع من حبس أيّام المتوكّل من [743] لم أعثر له على ترجمة. كان معاصرا للحجاج. ويبدو من سياق ترجمته أنّه توفي سنة 125هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[744] شاعر إسلامي ويبدو من سياق ترجمته أنه توفي نحو سنة 125هـ. وقد تقدّمت ترجمته (691).
[745] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثاني للهجرة. وربّما أدرك الثالث. وجاء في الهامش: «مدرك بن واصل: بولانيّ، ورشيد بن كثير بن حنظلة بن أوس بن حصن ابن حبّان». وأمّا ترجمته في (الأعلام 7/ 197، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 441) فمنقولة عن معجم المرزباني.
[746] لم أعثر له على ترجمة. وكان معاصرا للخليفة المتوكّل (247232هـ).
__________
(1) في ك «أبو الجنيبة».
(2) في الأصل: أمّ الحثة. (كرنكو). وكتب: «أم الجنيب». والتصويب من (فرّاج).
(3) الدّوم: شجر شبيه بالنخل، أو شجر السّدر العظيم. واحدته دومة.
(4) في ك «لا أبارع». تصحيف.
(5) في ك «المطارع». تصحيف.(1/392)
الأعراب، فقال يخاطب طاهر بن عبد الله بن طاهر (1)، من قصيدة: [من الطويل]
حمى طاهر شرق البلاد بيمنه ... وشعث النّواصي، لا تجفّ لبودها
ينيخ بها أرض العدوّ، ويبتني ... مآثر مجد كان قدما يشيدها
ولو وزنت صمّ الجبال بحلمه ... لخفّت، وإن كانت ثقيلا ركودها
سأحبوه منّي مدحة عربيّة ... لذيذا بأفواه الرّواة نشيدها
وله فيه: [من البسيط]
بطاهر صار شرق الأرض مفتخرا ... به، يكشّف عنها غيطل القتم (2)
نور البلاد، وزين النّاس كلّهم ... كالبدر، أسفر يجلو داجي الظّلم (3)
ذكر من اسمه معدان
[747] معدان بن جوّاس الكنديّ السّكونيّ. له حلف في ربيعة، مخضرم. نزل الكوفة، وكان نصرانيّا، فأسلم في أيّام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وقام الزّبير بن العوّام رضي الله عنه بأمره، فمدحه (4)، وهو القائل: [من الطويل]
ورثت أبا حوط، حجيّة، شعره ... وأورثني شعر السّكون المضرّب
[747] شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام. وله خبر في خلافة عثمان خلاصته أنّ أخوالا لمعدان قتلوا الربيع بن زياد الكلبيّ، فتحمّل معدان ديته إصلاحا لذات البين. وتوفي نحو سنة 30هـ. انظر (الأعلام 7/ 266).
واختلف في اسمه فقد اختار له أبو تمام في (الحماسة) قطعتين، سمّاه في إحداهما (معدان بن جوّاس) وفي الثانية (معدان بن المضرّب). انظر (شرح الحماسة ص 152، 1323). ولكنّ البكري في (التنبيه ص 57) قال:
«ولا يعلم شاعر اسمه معدان بن المضرّب». وفي (الأغاني 20/ 331330) ما يدلّ على وجود رجل ولم ينعت بالشاعر اسمه معدان مات قبل أخيه حجيّة بن المضرّب الشاعر الذي قام بأمر أولاد أخيه، وذلك في خلافة عمر بن الخطّاب. وانظر أيضا (التذكرة السعدية ص 307306، والمؤتلف والمختلف ص 250، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 466465).
__________
(1) طاهر بن عبد الله بن طاهر: ولي خراسان، بعد وفاة أبيه، واستمر ثماني عشرة سنة. وتوفي فيها سنة 248هـ. انظر (الأعلام 3/ 222).
(2) الغيطل: الشجر الكثير الملتفّ. والقتم: الغبار.
(3) في الهامش: «مدرك بن علي الشيبانيّ. أنشدت له في الراضي أشعارا. ويبدو أن هذا الهامش للمرزباني. والراضي (329322هـ). كان آخر خليفة جالس الندماء، وخطب يوم الجمعة.
(4) ذكر في (الأغاني 20/ 333332) أن الذي قام الزبير بأمره هو حجيّة بن المضرب الذي غاضبته امرأته لعطفه على أولاد أخيه معدان، فقدمت المدينة، وأسلمت، فلحق بها، ونزل عند الزبير، ولم يسلم، وعاد إلى موطنه آيسا منها.(1/393)
أبو حوط: هو حجيّة بن المضرّب الكنديّ. فخر بهما (1). وله (2): [من الطويل]
إن كان ما بلّغت عنّي، فلامني ... صديقي، وشلّت من يديّ الأنامل (3)
وكفّنت، وحدي، منذرا في ردائه ... وصادف حوطا من أعاديّ قاتل (4)
ويروى:
ولا ذقت طعم الوصل ممّن أحبّه ... وأودى ببكري من أعاديّ قاتل
منذر وحوط: ابناه. وله (5): [من الطويل]
تداركت أخوالي من الموت بعدما ... تفانوا، ودقّوا بينهم عطر منشم
ويروى تشاءوا: تشاءى (6) ما بينهما، أي: تباعد. ومنشم: امرأة من خزاعة، كانت تبيع الحنوط للموتى.
[748] معدان بن عبيد بن عديّ بن عبد الله بن خيبري بن أفلت الطائيّ، المعنيّ. يقول. وقيل: هي للقوّال. ولعلّ معدان كان يقال له القوّال (7): [من الطويل]
قولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا ... هلمّ، فإنّ المشرفيّ الفرائض
ويروى: ألا أيّ هذا المرء ذو جاء.
أظنّك دون المال ذو جئت نبتغي ... ستلقاك بيض للنّفوس قوابض (8)
وله يهجو قوما (9): [من الطويل]
عجبت لعبدان هجوني سفاهة ... أن اصطبحوا من شائهم، وتقيّلوا
[748] شاعر إسلامي، من مخضرمي الدولتين: الأموية والعبّاسية. وكان فارسا شجاعا، ومن شعراء الحماسة. انظر له (شرح المرزوقي ص 1463، والمبهج ص 210، والخزانة 5/ 3330، وأنساب الأشراف 7/ 584581).
__________
(1) اسمه ونسبه في (الإصابة 6/ 239): معدان بن جواس بن فروة بن سلمة بن المنذر بن المضرب السّكوني الكندي.
ولا وجه لافتخاره بحجيّة بن المضرب. ولعلّ صاحب الترجمة هو معدان بن جوّاس بن حجيّة بن المضرّب.
(2) البيتان في (مجموعة المعاني ص 175، والتنبيه ص 57، وشرح المرزوقي ص 152) لمعدان بن جوّاس، وفي (الأمالي 1/ 187، وشرح المرزوقي ص 1323) لمعدان بن المضرب، وفي (المؤتلف والمختلف ص 85) لأبي حوط حجيّة بن المضرّب.
(3) في ك «ملامتي». وقوله: صديقي أراد به الكثرة لا الواحد.
(4) هذه الرواية ترجح أن الشعر لأبي حوط. وجاء في (مجموعة المعاني): «وصادف حوصى».
(5) البيت في (الإصابة 6/ 239). وقاله حين تحمّل دية رجل قتله أخواله.
(6) في ك «تشاء» وفي ف: «تشاآ».
(7) البيتان للقوّال الطائي في (الخزانة 5/ 2928و 6/ 41). وهما له من ثلاثة في (التذكرة السعدية ص 78).
(8) في الأصل: ستلقى. (فرّاج). والمال: الماشية.
(9) البيتان مع ثالث في (شرح المرزوقي ص 1463).(1/394)
الصّبوح، بالغداة. يريد من اللّبن. والقيل: نصف النهار.
فأمّا الذي يحصيهم، فمكثّر ... وأمّا الذي يطريهم فمقلّل
[749] معدان بن أوس الطائيّ. كان أميّة بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان عاملا على أسد وطيّئ، من قبل عبد الواحد بن سليمان، وهو على المدينة، أيّام مروان بن محمّد، فجمع أميّة جمعا ليوقع بطيّء، فلقيه معدان في جماعة من طيّئ، فهزموه، وقال معدان (1): [من الطويل]
وقالوا: أغر بالنّاس تعطك طيّء ... إذا وطئتها الخيل، واجتيح مالها
ودون الذي منّوا أميّة غبية ... من الضّرب لا يجلى لحين ظلالها (2)
دعوا بنزار، واعتزينا لطيّء ... أسود الغضا إقدامها ونزالها (3)
ويروى:
دعوا لنزار، فاعتزينا لطيّء ... هنالك زلّت في نزار نعالها
ذكر من اسمه المختار
[750] المختار بن أبي عبيد الثّقفيّ. يقول (4): [من الطويل]
تسربلت من همدان درعا حصينة ... تردّ العوالي بالأنوف الرّواغم (5)
هم نصروا آل الرّسول، محمّد ... وقد أجحفت بالنّاس إحدى العظائم (6)
وفوا حين أعطوا عهدهم لنبيّهم ... وكفّوا عن الإسلام سيف المظالم
[749] شاعر إسلامي، من مخضرمي الدولتين: الأموية والعبّاسية انظر له (أنساب الأشراف 5/ 283، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 465).
[750] أبو إسحاق. وهو من زعماء الثائرين على بني أمية، وأحد القادة الشجعان الأفذاذ. دعا إلى إمامة محمد بن الحنفية، وتتبع قتلة الإمام الحسين بن عليّ، وقتل كثيرين ممّن لهم مشاركة في جريمة كربلاء. ثم نشب صراع بينه وبين مصعب بن الزبير انتهى بمقتل المختار سنة 67هـ. انظر له (الأعلام 7/ 192، والبداية والنهاية 8/ 292289، والمستطرف 2/ 413، ومنح المدح ص 313312). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) الأبيات من سبعة في (أنساب الاشراف).
(2) الغبية: صبّ كثير من ماء، ومن سياط. وغبية التراب: ما سطع منه.
(3) اعتزينا: انتسبنا. والغضا: من نبات الرمل، وهو كثير في نجد. وهو من أجود الوقود عند العرب
(4) الأبيات في (منح المدح).
(5) تسربلت: لبست.
(6) أجحف بهم الدهر: استأصلهم. وأجحف بالأمر: قارب الإخلال به.(1/395)
هم أطفأوا إذ جاهدوا نار فتنة ... وهم تابعوا من هاشم خير قائم (1)
وله: [من مشطور الرجز]
قد علمت بيضاء حسناء الطّلل ... واضحة الخدّين، عجزاء الكفل (2)
أنّي غداة الرّوع مقدام، بطل
[751] مختار بن كعب العوفيّ. يقول للمهلّب: [من الخفيف]
دوّخ السّغد بالكتائب حتّى ... ترك السّغد بالعراء قعودا (3)
ذكر من اسمه المرّار
[752] المرّار الفقعسيّ. وهو المرّار بن سعيد بن حبيب بن خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين (4)، إسلاميّ، كثير الشّعر. يقول (5): [من الطويل]
إذا افتقر المرّار لم يرفقره ... وإن أيسر المرّار أيسر صاحبه
وله (6): [من المتقارب]
وجدت الرّحيل شفاء الهموم ... وصرم الخلاج، ووشك القضاء (7)
[751] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر إسلاميّ، كان معاصرا للمهلّب بن أبي صفرة (837هـ). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[752] أبو حسّان، شاعر إسلاميّ من مخضرمي الدولتين: الأموية والعبّاسية. وقيل: لم يدرك الدول العبّاسية. وكان مفرط القصر، ضئيلا، وصاحب غارات. وقد هاجى المساور بن هند العبسيّ (ت نحو 75هـ)، وسجنه والي المدينة بسبب لصوصيته. وللدكتور نوري القيسي رسالة سمّاها (المرّار بن سعيد الفقعسيّ: حياته، وما بقي من شعره). انظر له (الأعلام 7/ 200، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 383382) وللأستاذ عبد المعين الملوحي (المرار بن سعيد الفقعسي: أخباره وديوانه) وذلك في (أشعار اللصوص ص 380333)، وله ترجمة في (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 442441).
__________
(1) خير قائم من بني هاشم: أراد محمد بن الحنفية.
(2) حسناء الطلل: حسناء الوجه. وأعجبني طلله أي: شخصه. العجزاء: التي عظمت مؤخّرتها. والكفل: العجز.
(3) في ف «السغد». وجاء في (معجم البلدان: السغد): «السغد وربّما قيلت بالصاد». وجاء في الهامش:
«مختار بن وهب القشيريّ. أنشد له الهجري شعرا في نوادره».
(4) في الهامش: «أمّه زرّة بنت مروان بن منقذ الذي أغار على بني عامر بثهلان، فقتل منهم مائة بحبيب بن منقذ.
والله أعلم». انظر (الأغاني 10/ 366).
(5) البيت من ثلاثة في (أشعار اللصوص ص 348).
(6) البيتان في مطلع قصيدة مطوّلة له في (أشعار اللصوص ص 342).
(7) في الهامش: «الذي وقع في شعره: وجدت شفاء الهموم الرحيل». وذلك في (أشعار اللصوص). والناقة الخلوج هي التي تخلج في السير من سرعتها.(1/396)
وإنزارك الهمّ، لم تمضه ... إذا ضافك الهمّ داء عياء (1)
وله (2): [من الطويل]
لها أسهم، لا قاصرات عن الحشا ... ولا شاخصات عن فؤادي، طوالع
ولي أسهم رسل الشّباب ثلاثة ... وسهم طموح بعد ما شبت رابع (3)
لئن كان عذري في مشيبي ضيّقا ... عليّ فعذري في الشبيبة واقع
[753] المرّار الحنظليّ. من بني العدويّة (4). وهو المرّار بن منقذ بن عبد بن عمرو بن صديّ بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وهو الذي سعى بجرير إلى سليمان بن عبد الملك، ونبّهه على قوله للوليد، يشير عليه بخلع سليمان، واستخلاف ابنه عبد العزيز (5): [من الطويل]
إذا قيل أيّ النّاس خير قبيلة ... أشارت إلى عبد العزيز الأصابع
فهاج الهجاء بينه وبين جرير. وهو الذي يقول فيه جرير (6): [من الطويل]
وما أنت يا مرّار يا زبد استها ... بأوّل من يشقى بنا، ويحين (7)
والمرّار هو القائل ورويت لأخيه: [من البسيط]
مخدّمون، كرام في منازلهم ... وفي الرّجال إذا صاحبتهم خدم
وما أصاحب من قوم، فأذكرهم ... إلّا يزيدهم حبّا إليّ هم
وله (8): [من الكامل]
[753] ويقال: المرار بن منقذ العدويّ. وقيل: اسمه زياد بن منقذ. وهو شاعر إسلاميّ مشهور، زار اليمن، وله قصيدة مشهورة في ذمّ صنعاء، ومدح بلده، وقومه. وتوفي نحو سنة 100هـ. انظر له (الأغاني 8/ 27، وأنساب الأشراف 11/ 180، وشرح اختيارات المفضّل ص 353، 400، 805، والحماسة البصرية 1/ 94، والشعر والشعراء ص 587586، والمؤتلف والمختلف ص 268، والأعلام 3/ 55، ومعجم الشعراء في لسان العرب ص 382381، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 443).
__________
(1) في ك: «وإتوارك». تصحيف.
(2) الأبيات من قصيدة له في (أشعار اللصوص ص 365364).
(3) في (أشعار اللصوص):
فمنهنّ أيّام الشباب ثلاثة ... ومنهنّ سهم بعدما شبت رابع
(4) بنو العدوية: هم زيد والصّديّ ويربوع أولاد مالك بن حنظلة. والعدويّة أمهم. وهي من بني عديّ بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 228).
(5) ورد البيت مفردا في (ديوان جرير ص 715).
(6) البيت من قصيدة في (ديوان جرير ص 561، والشعر والشعراء ص 567).
(7) يحين: يهلك.
(8) له بيتان من البحر والقافية في (البيان والتبيين 4/ 465)، وجاءا للأسديّ في (الحيوان 3/ 121).(1/397)
يوم ارتمت قلبي بأسهم لحظها ... أمّ الوليدة، في نساء غلّس (1)
من بعد ما لبست مليّا حسنها ... وكأنّ ثوب جمالها لم يلبس
بيضاء، مطعمة الملاحة، مثلها ... لهو الجليس، وغرّة المتفرّس (2)
ذكر من اسمه مرار
[754] مرار بن سلامة العجليّ. يقول في يوم ذي قار وقتل يزيد، المكسّر بن حنظلة بن ثعلبة بن سيّار العجليّ الأضجم الفزاريّ، فقال مرار (3): [من الوافر]
كسونا الأضجم الضّبّيّ لمّا ... أتانا حدّ مصقول رقيق
وقرّت ضبّة الجعداء لمّا ... أجدّ بهنّ إتعاب الوسيق (4)
الوسيق: ما يطرد من النّعم.
أسرنا منهم تسعين كهلا ... نقودهم على وضح الطّريق
وجالوا كالنّعام، فأسلمونا ... إلى خيل، مسوّمة، ونوق
ذكر من اسمه المتوكّل
[755] المتوكّل اللّيثيّ. هو ابن عبد الله بن نهشل بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. والمتوكّل يكنى أبا جهمة، وكان على [754] شاعر، وراجز مقصّد. أدرك الجاهلية والإسلام. وجاء في (الإصابة 6/ 222): «مرّار بن سلامة العجليّ»، ونقل صاحب (الإصابة) عن المرزباني أنّه «ضبطه بكسر أوّله، والتخفيف». وجاء في (تاريخ الطبري 5/ 245): «ربيعة بنت المرّار بن سلامة العجليّ، أمّ أبي النجم الراجز». وانظر له أيضا (المؤتلف والمختلف ص 268، والخزانة 3/ 439و 5/ 256، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 442، وديوان بني بكر ص 470).
[755] شاعر إسلاميّ، من شعراء الحماسة، وكان على عهد معاوية بن أبي سفيان (6040هـ) وتوفي بعد سنة 72هـ.
وهو من الطبقة السابعة بين الشعراء الإسلاميين انظر (طبقات فحول الشعراء ص 686681). هذا، وقد جمع شعره د. يحيى الجبوري، وقدّم له بحديث عن حياته وشعره. انظر (شعر المتوكّل الليثي ص 479ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 425424، والأعلام 5/ 275).
__________
(1) غلّس القوم: ساروا في الغلس. وهو ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح.
(2) الغرّة: الغفلة في أثناء اليقظة. وتفرّس في الشيء: تثبّت ونظر.
(3) لم أجد في مصادري إشارة إلى مشاركة أحد من بني فزارة في يوم ذي قار، ولا ذكرا للأضجم الفزاريّ. ولعلّ المقصود غير يوم ذي قار المشهور فقد سبقته أيام، منها يوم ذي قار الأوّل، وهو لبكر على تميم، وأراه المقصود.
هذا، والبيتان: الثالث والرابع في (الإصابة 6/ 222).
(4) في الهامش: لعلّ الجعراء هو الصحيح.(1/398)
عهد معاوية، ونزل الكوفة. وهو القائل (1): [من الكامل]
لا تنه عن خلق، وتأتي مثله ... عار عليك، إذا فعلت عظيم (2)
قد يكثر النّكس المقصّر همّه ... ويقلّ مال المرء، وهو كريم (3)
وله في رواية أبي تمّام وأظنّها تروى لغيره (4):
لسنا، وإن كرمت أوائلنا ... يوما على الأحساب نتّكل
نبني كما كانت أوائلنا ... تبني، ونفعل مثل ما فعلوا
وله في رواية الصولي ويروى لغيره (5): [من الكامل]
الشّعر لبّ المرء، يعرضه ... والقول مثل مواقع النّبل
منها المقصّر عن رميّته ... ونواقر يذهبن بالخصل (6)
يقال: نقر السهم، فهو ناقر إذا أصاب.
[756] ذو الأهدام الجعفريّ. واسمه: المتوكّل بن عياض بن حكم بن طفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وقيل: اسم ذي الأهدام، نفيع، وقيل: نافع بن سوادة الضّبابي. وهو القائل للفرزدق يهجوه (7): [من الكامل]
إنّ الخيانة، والفواحش، والخنا ... تحتقّ فيها نهشل، ومجاشع (8)
واللؤم عند بني فقيم شاهد ... لا لؤمهم خاف، ولا هو نازع
خاف يعني ظاهرا، أو المعنى مستخف، وهذا من الأضداد.
[756] في المؤتلف والمختلف ص 273): «ومنهم المتوكّل الكلابيّ، وهو ذو الأهدام متوكّل بن عياض بن حكم بن طفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب شاعر هجا الفرزدق». وله ترجمة في (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 424، وشعر بني عامر 2/ 283).
__________
(1) البيتان من قصيدة له في (طبقات فحول الشعراء ص 684683)، وشعر المتوكّل الليثي ص 8281).
(2) انظر الخزانة والاختلاف فيمن قال. (فرّاج). ولذلك تفصيل في (شعر المتوكّل الليثي).
(3) النكس: المقصر، الذي لا يبلغ غاية النجدة والكرم لضعفه. وجاء في ك: «النكث». تصحيف.
(4) البيتان للمتوكّل في (شرح المرزوقي ص 1790)، وهما من الشعر المتنازع بينه وبين عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر. انظر (شعر المتوكّل الليثي ص 276275) وجاء في الهامش: «أبا عبيد الله، اترك الظنّ، وتجنّبه، فإنهما يرويان لغيره». هذا، وقد مرت بنا نسبتهما لمعن بن أوس في ترجمته (719).
(5) البيتان متنازعان بين المتوكّل الليثي، وابن شمس الخلافة. انظر (شعر المتوكّل الليثي ص 278277).
(6) الخصل: الخطر. وهو السبق الذي يتراهن عليه.
(7) الأبيات في (المؤتلف والمختلف).
(8) تحتق فيها نهشل ومجاشع: يختصمون فيها، فيقول كلّ منهم: الحقّ بيدي. وجاء في ك: «تحتف». تصحيف.(1/399)
وتقول ضبّة يوم جاء نفيرها ... منّا اللّئيم، وكان منّا الرّاضع (1)
وفيه يقول الفرزدق (2): [من الطويل]
ونبّئت ذا الأهدام يعوي، ودونه ... من الشّام زرّاعاتها وقصورها (3)
ذكر من اسمه مسعدة
[757] مسعدة بن البختريّ بن مغراء بن المغيرة بن أبي صفرة. بصري. يقول (4): [من البسيط]
قولا لنائل ما تقضين في رجل ... يهوى هواك وما جنّبته اجتنبا (5)
يمسي معي جسدي، والقلب عندكم ... ومن يعيش إذا ما قلبه ذهبا؟
ويلي، وما أبصرتها العين في رجب ... وما تضمّنت منها فاحذروا رجبا (6)
[758] أبو الجليد الفزاريّ المنظوريّ المدنيّ. اسمه: مسعدة. وابنه: ابن أبي الجليد نحويّ أهل المدينة، اسمه عبيد بن مسعدة. وكان أبو الجليد أعرابيّا بدويّا علّامة، وكان الضّحاك بن عثمان يروي عنه، وأبو الجليد هو القائل ورأى جارية سوداء، عظيمة الجسم: [من مشطور الرجز]
إن لا يصبني أجلي فأخترم ... أشتر من مالي صناعا كالصنم
عريضة المعطس خشناء القدم ... تكون أمّ ولد، وتختدم (7)
إذا ابنها جاء بشرّ لم يلم ... يقتّل الناس، ولا يوفي الذّمم
[757] هو ابن أخي المهلب بن أبي صفرة. شاعر إسلاميّ اشتهر بحبّه لنائلة بنت عمر بن يزيد الأسيديّ، وكان والدها على شرط العراق من قبل الحجّاج وتوفي نحو سنة 100هـ. انظر له (الأغاني 6/ 108و 13/ 296294)، وفيه:
مسعدة بن البختريّ بن المغيرة بن أبي صفرة. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[758] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثاني الهجريّ، وربما أدرك الثالث.
__________
(1) الراضع: اللئيم.
(2) البيت في (شرح ديوان الفرزدق ص 340).
(3) في (شرح ديوان الفرزدق): «من الشأم ذرّاعاتها وقصورها».
(4) الأبيات عدا الثالث في (الأغاني 13/ 294).
(5) لنائل: أراد لنائلة. وفي (الأغاني): «لقائل». تصحيف.
(6) في ك «وبدرتها أبصرتها». تصحيف.
(7) تختدم: تخدم نفسها.(1/400)
ذكر من اسمه ميسرة
[759] ميسرة، أبو علقمة البارقيّ. لما قال كثير بن عبد الرحمن أبياته التي أنشدها بالكوفة ونسب فيها خزاعة (1).
ذكر من اسمه محمّد
[760] [النّميريّ، محمّد بن عبد الله بن نمير. وممّا قاله النّميريّ، وغنّي فيه] (2): [من مجزوء الكامل]
تشتو بمكّة نعمة ... ومصيفها بالطّائف
أكرم بتلك مواقفا ... وبزينب من واقف
[761] ابن المولى المدنيّ. واسمه: محمّد. بن عبد الله بن مسلم. مولى بني عمرو بن عوف، من الأنصار. ويكنى أبا عبد الله. وهو شاعر عفيف، أنشد عبد الملك بن مروان لنفسه، وهو متنكّب قوسه (3). [من الطويل]
وأبكي، فلا ليلى بكت من صبابة ... لباك، ولا ليلى لذي الودّ تبذل
وأخنع بالعتبى، إذا كنت مذنبا ... وإن أذنبت كنت الذي أتنصّل (4)
فقال له عبد الملك: من ليلى هذه؟ لئن كانت حرّة لأزوجنّكها (5)، ولئن كانت مملوكة [759] لم أعثر له على ترجمة. وكان معاصرا لكثير عزّة، المتوفى سنة 105هـ. وجاء في الهامش: «هو ميسرة بن حدير بن علقمة بن أبي الجون وهو عبد العزى بن منقذ بن ربيع بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حنش بن كعب، وليس ببارقيّ». وجاء في (الأغاني 9/ 1716) أبو علقمة الخزاعيّ. ولعلّه صاحب الترجمة. وجاء في (أنساب الأشراف 1/ 45): وميسرة أبو علقمة رجل منهم (من خزاعة). هذا وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[760] سقط اسم صاحب الترجمة من الأصل. وهو من شعراء الدولة الأمويّة. من ثقيف. واشتهر بحبّه لزينب بنت يوسف الثقفيّ، أخت الحجّاج لأبيه وأمّه، وتغزّل بها، فطلبه الحجّاج، فهرب، ثم رثاها حين ماتت. وتوفّي النميريّ نحو سنة 90هـ. انظر له (جمهرة اللغة 1/ 14، 256، والحماسة البصرية 2/ 206205، والمناقب المزيدية ص 247، والأعلام 6/ 220، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 123122، وشعراء الطائف ص 11298).
[761] شاعر متقدّم مجيد، من مخضرمي الدولتين الأمويّة والعبّاسيّة. كان ظريفا عفيفا، حسن الهيئة. ورحل إلى العراق فاتّصل بالمهديّ العبّاسيّ. ومدحه. وتوفّي ابن المولى نحو سنة 170هـ. انظر (الأعلام 6/ 221، وسمط اللآلي ص 182، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 436). هذا، وأشير في (المكتبة الشعرية ص 42) إلى أنّ شعره جمع وحقّق سنة 1981م.
__________
(1) هنا نقص في الأصل.
(2) في الأصل نقص. والزيادة من (الأغاني 6/ 217). وأشار إلى ذلك (فرّاج).
(3) البيتان في (الأغاني 3/ 286، والوافي بالوفيات 3/ 296).
(4) أخنع: أخضع.
(5) في المطبوع (كرنكو): «لزوجتكها».(1/401)
لأشترينّها لك بالغة ما بلغت. فقال: كلا، يا أمير المؤمنين ما كنت لأمعّر بوجه (1) حرّ في حرمته، ولا في أمته، وو الله. ما ليلى إلّا قوسي هذه، سمّيتها ليلى، فأنا أنسب بها.
وأسنّ حتى لحق الدولة العبّاسية، ومدح جعفر بن سليمان، وقثم بن العبّاس، ويزيد بن حاتم بن قبيصة. وقال في يزيد بن حاتم (2): [من الكامل]
وإذا تباع كريمة، أو تشترى ... فسواك بائعها، وأنت المشتري
وإذا تخيّل من سحابك لامع ... سبقت مخايله يد المستمطر (3)
وإذا صنعت صنيعة أتممتها ... بيدين، ليس نداهما بمكدّر
وله فيه (4): [من مجزوء الكامل]
يا واحد العرب الذي ... أمسى، وليس له نظير (5)
لو كان مثلك آخر ... ما كان في الدّنيا فقير
وله (6): [من الطويل]
وبالنّاس عاش النّاس قدما، ولم يزل ... من النّاس مرغوب إليه، وراغب
وما يستوي الصّابي ومن ترك الصّبا ... وإنّ الصّبا للعيش لولا العواقب
[762] محمّد بن بشير الخارجيّ المدنيّ (7). وهو من بني خارجة، بطن من عدوان بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر، وليس من الخوارج. وله حلف في أشجع، ويكنى أبا سليمان، وكان ينزل الرّوحاء. وهو القائل (8): [من الكامل]
[762] شاعر أمويّ، غزل، مزواج. اتصل بزيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ومدحه، وتوفي بعد سنة 120هـ، وله ترجمة في (الأغاني 16/ 141112، والمحمّدون من الشعراء ص 233232، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 434433). هذا، وجمع شعره، وحقّقه د. محمد خير البقاعي، وصدر بدمشق عام 1985.
__________
(1) تمعّر وجهه: تغيّر.
(2) الأول والثالث مع ثلاثة أخرى في (شرح المرزوقي ص 17621761).
(3) تخيّل: تشبّه وتصوّر. من سحابك: من جودك. واستعار السحاب له.
(4) البيتان في (الأغاني 3/ 287والوافي بالوفيات 3/ 296).
(5) واحد العرب: الذي لا نظير له فيهم، فهو المنظور إليه من بينهم، فلا معدل عنه في المهمات.
(6) يبدو أن البيتين في مديح يزيد بن حاتم. انظر (الأغاني 3/ 294293).
(7) في الهامش: «محمّد بن بشير بن عبد الله بن عقيل بن أسعد بن حبيب بن سيّار بن عديّ بن عوف بن بكر بن يشكر بن عدوان الخارجيّ».
(8) الأبيات في (شرح الحماسة للمرزوقي ص 809808، وأمالي الزجّاجيّ ص 143142، والمحمّدون من الشعراء).
وقد مرّت الأبيات في ترجمة أبي البلهاء، عمير بن عامر (193) بزيادة بيت بعد الأوّل، منسوبة إلى أبي البلهاء.
وانظر (شعر محمد بن بشير ص 116). ورجّح محقّقه أن الشعر لمحمد بن بشير في رثاء السائب بن ذكوان.(1/402)
نعم الفتى، فجعت به إخوانه ... يوم البقيع حوادث الأيّام (1)
سهل الفناء إذا حللت ببابه ... طلق اليدين، مؤدّب الخدّام (2)
وإذا رأيت شقيقه وصديقه ... لم تدر: أيّهما ذوو الأرحام
وله في رواية إسحاق الموصليّ (3): [من البسيط]
يا أيّها المتمنّي أن تكون فتى ... مثل ابن زيد، لقد خلّى لك السّبلا (4)
أعدد نظائر أخلاق عددن له ... هل سبّ من أحد، أو سبّ أو بخلا؟
[763] محمّد بن القاسم بن محمّد بن الحكم بن أبي عقيل الثّقفيّ. كان عاملا للحجّاج على السّند، وفتحها، فلمّا وليها حبيب بن المهلّب قدّم على مقدّمته عاملا من السّكاسك، ورجلا من عكّ، فأخذا محمّد بن القاسم، فحبساه، فقال (5): [من الطويل]
أتنسى بنو مروان سمعي وطاعتي؟ ... وإنّي على ما فاتني لصبور
فتحت لهم ما بين سابور بالقنا ... إلى الهند منهم زاحف، ومغير
ويروى:
فتحت لهم ما بين جرجان بالقنا ... إلى الصّين ألقى مرّة، وأغير
وما وطئت خيل السّكاسك عسكري ... ولا كان من عكّ عليّ أمير
ويروى:
وما كنت للعبد المزونيّ تابعا ... فيا لك جدّ بالكرام عثور (6)
ولو كنت أزمعت الفراق لقرّبت ... إليّ إناث للوغى وذكور
[763] فاتح السند، وواليها، ومن كبار القادة، ورجال الدهر في العصر المروانيّ. مات مقتولا نحو سنة 98هـ. انظر (الأعلام 6/ 334333). هذا وأخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) البقيع: مقبرة أهل المدينة.
(2) سهل الفناء: مثل لكثرة إحسانه.
(3) البيتان في (الأغاني 16/ 123122) بزيادة ثلاثة بعد الأوّل. وفي الهامش: «في ديوان شعره الذي بخطّ ابن نباتة الشاعر: قال يرثي سليمان بن عبد الله بن الحصين بن سلمى الخزاعيّ». وهما غير منسوبين في (شرح الحماسة للمرزوقي ص 16001599)، ومن أبيات في (شعر محمد بن بشير ص 103) أنشدها في رثاء صديقه وخليله سليمان بن الحصين. وقد تمثّل بها عبد الملك بن مروان حين نعي إليه أخوه عبد العزيز.
(4) في الأغاني: «مثل ابن ليلى».
(5) الأبيات في (الوافي بالوفيات 4/ 345).
(6) المزونيّ: منسوب إلى المزون. وهو من أسماء عمان: وأراد أحد أبناء المهلّب بن أبي صفرة الأزدي. ويقال لأزد عمان: المزون. ويراد بالمزون الملاحين أيضا. وكان أردشير بن بابك جعل الأزد بشحر عمان ملّاحين قبل الإسلام بستمائة سنة. انظر (معجم البلدان: المزون).(1/403)
فبلغ سليمان بن عبد الملك شعره، فأطلقه بعد أن حبس بواسط.
وله يقول زياد الأعجم، أو غيره (1): [من الكامل]
قاد الجيوش لخمس عشرة حجّة ... ولداته عن ذاك في أشغال
قعدت بهم أهواؤهم، وسمت به ... همم الملوك، وسورة الأبطال
وقال له آخر (2): [من الكامل]
إنّ المنايا أصبحت مختالة ... بمحمّد بن القاسم بن محمّد
قاد الجيوش لسبع عشرة حجّة ... يا قرب سورة سودد من مولد
وكان محمّد بن القاسم من رجال الدّهر، فضرب عنقه معاوية بن يزيد بن المهلّب. ويقال:
إنّ صالح بن عبد الرحمن عذّبه، فمات في العذاب.
[764] حميد بن أبي شحاذ الضّبّيّ. واسمه: محمّد، وهو إسلاميّ. أنشد له المفضّل (3): [من الطويل]
إذا أنت أعطيت الغنى، ثمّ لم تجد ... بفضل الغنى ألفيت مالك حامد
وقلّ غناء عنك مال جمعته ... إذا كان ميراثا، وواراك لاحد
إذا الحلم لم يغلب لك الجهل لم تزل ... عليك بروق، جمّة، ورواعد
إذا أنت لم تعرك بجنبك بعض ما ... تربّ من الأدنى رماك الأباعد (4)
إذا العزم لم يفرج لك الشّكّ لم تزل ... جنيبا، كما استتلى الجنيبة قائد (5)
وله (6): [من الطويل]
ويل امّ لذّات الشّباب معيشة ... مع الكثر يعطاه الفتى المتلف اليد
وقد يقصر القلّ الفتى، دون همّه ... وقد كان لولا القلّ طلّاع أنجد
[764] له ترجمة في (شعر ضبّة وأخبارها ص 251250، و 288). هذا وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) البيتان في (الأغاني 6/ 441و 17/ 38) من شعر للكميت بن زيد الأسديّ، يمدح فيه مخلد بن يزيد بن المهلّب، ورهطه، وهما في (شعر زياد الأعجم ص 192191) في قسم المنسوب إلى زياد الأعجم وإلى غيره.
(2) هو حمزة بن بيض الحنفي (كرنكو). والبيتان في (المستطرف 2/ 102) لزياد الأعجم في محمد بن القاسم الثقفيّ.
وأشار محقّقه إلى أنهما لحمزة بن بيض الحنفي في (فتوح البلدان).
(3) الأبيات مع سادس في (شرح المرزوقي ص 12011199) ومن تسعة في (شعر ضبّة وأخبارها ص 251250).
(4) كتب (كرنكو): «يريب». نقلا عن (اللسان: عرك). والبيت فيه غير منسوب. وتربّ: ترأس وتسوس.
(5) استتلى الجنيبة قائد: استتبع القائد ما يقاد في جنب ناقته من دابّة يشدّ عليها المتاع.
(6) البيتان من أربعة تنسب لعلقمة الفحل، ولغيره. انظر ذلك مفصّلا في (ديوان علقمة الفحل ص 122121، 160، وشعر ضبّة وأخبارها ص 288).(1/404)
[765] محمّد بن خالد بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط. يتّهم في دينه. وهو القائل يرثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى (1): [من الطويل]
هل في الخلود إلى القيامة مطمع ... أم للمنون عن ابن آدم مدفع
هيهات، ما للنّفس من متأخّر ... عن وقتها، لو أنّ علما ينفع
أين الملوك وعيشهم فيما مضى ... وزمانهم فيه، وما قد جمّعوا
ذهبوا، ونحن على طريقة من مضى ... منهم فمفجوع به، ومفجّع
عثر الزّمان بنا، فأوهى عظمنا ... إنّ الزّمان بما كرهنا مولع
[766] ابن شهاب الزهريّ، الفقيه. اسمه: محمّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله، الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب المدنيّ. توفّي في سنة أربع، وعشرين ومائة.
وهو القائل لعبد الله بن عبد الملك ابن مروان (2): [من الطويل]
أقول لعبد الله لمّا لقيته ... يسير بأعلى الرّقّتين مشرّقا:
تبغّ خبايا الأرض، وارج مليكها ... لعلّك يوما أن تجاب، وترزقا (3)
لعلّ الذي أعطى الغزير بقدرة ... وذا خشب أعطى، وقد كان دودقا (4)
الدودق: الخراب.
سيؤتيك مالا واسعا ذا مثابة ... إذا ما مياه الأرض غارت تدفّقا
[767] بنو يسار النّساب. ثلاثة: إسماعيل وسليمان ومحمّد. مدنيّون، أصلهم من العجم، من [765] شاعر من بني أميّة. وجدّه الوليد شاعر مجيد، له ذكر في الفتنة. ومات محمّد بن خالد بعد سنة 101هـ، وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 410، والوافي بالوفيات 3/ 35، والأعلام 6/ 112، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 435).
[766] تابعيّ. وهو أوّل من دوّن الحديث، وأحد أكابر الحفّاظ والفقهاء انظر (الأعلام 7/ 97).
[767] إسماعيل بن يسار: شاعر مشهور بشعوبيّته. توفّي نحو سنة 130هـ. وله ترجمة وافية د. يوسف حسين بكّار الذي جمع شعره. انظر (شعر إسماعيل ابن يسار ص 169). وسليمان بن يسار: أحد الفقهاء السبعة في المدينة.
توفّي نحو سنة 107هـ. انظر (الأعلام 3/ 138). وجاء في (نسب قريش ص 247): «إبراهيم بن يسار. وكان إسماعيل بن يسار أشهر من إبراهيم بالشعر».
__________
(1) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات). وتوفّي عمر بن عبد العزيز سنة 101هـ.
(2) الأبيات في (الوافي بالوفيات 5/ 26).
(3) في ك: «مليكنا».
(4) في المطبوع (فرّاج): «الغزيز» تصحيف. والعزير: كان من سبي بني إسرائيل ببابل. ويقال: إنّ الله ملأ صدره بالتوراة بعد ضياعها. وقال عنه بعض اليهود بعد موته: هو ابن الله. انظر (تاريخ الطبريّ 1/ 557556).(1/405)
سبي الكوفة، وهم موالي كنانة. يقول أحدهم (1): [من الطويل]
أتيه على جنّ البلاد وإنسها ... ولو لم أجد خلقا لتهت على نفسي
[768] محمّد بن إسماعيل بن يسار. قال أبو هفّان: محمّد بن إسماعيل بن يسار شاعر. وأبوه إسماعيل شاعر، وجدّه يسار شاعر، وابنه عبيد الله بن محمّد بن إسماعيل بن يسار شاعر. قال دعبل: ابن إسماعيل بن يسار هو القائل، ولم يسمّه (2): [من البسيط]
راح الشّقيّ على ربع يسائله ... ورحت أسأل عن خمّارة البلد
تبكي على طلل الماضين من أسد ... فنكت أمّك، قل لي من بنو أسد
ومن تميم، ومن عكل، ومن يمن ... ليس الأعاريب عند الله من أحد
[769] محمّد بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان بن حرب. أمّ أبيه عثمان: بنت الزّبير بن العوّام، وكان هواه وهوى ابنه مع ابن الزّبير على بني أميّة، فجفاه ابن الزّبير، فقال وتروى لأبيه، وهو الثبت عندي (3): [من الطويل]
بأيّ بلاء، أو بأيّة نعمة ... أحبّ بني العوّام دون بني حرب (4)
وكنت إذن كالسّالك اللّيل مظلما ... وتارك معروف، مذاهبه نحب (5)
كبائع ذود موطنات صحائح ... بعارية الأصلاب، مستنّة، جرب (6)
[770] محمّد بن عروة بن الزّبير بن العوّام. حجازيّ. يقول في مجاح، مال كان لعروة بالحجاز (7): [من الخفيف]
[768] من شعراء القرن الثاني للهجرة. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 169، والوافي بالوفيات 2/ 210209).
[769] من شعراء القرن الهجري الأول. له ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 80).
[770] يدعى زين المواكب، أو جمال المواكب، يضرب به المثل في الجمال والحسن. توفّي سنة (100هـ) أو ما قبلها.
انظر (الأغاني 1/ 157، 4/ 411، 17/ 246242، ونسب قريش 247، وجمهرة نسب قريش 1/ 277، والوافي بالوفيات 4/ 94، وأنساب الأشراف 8/ 69) هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) لم أقف على البيت في (شعر إسماعيل بن يسار).
(2) جاء في (المحمّدون من الشعراء): «وأنشد دعبل لمحمّد بن إسماعيل بن يسار» وأورد الأبيات. وهي لأبي نواس، استهل بها إحدى قصائده. انظر (ديوان أبي نواس ص 46).
(3) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(4) لعلها أيضا: نقمة (فرّاج).
(5) في البيت إقواء. والنحب: المدّة والأجل. وقضى نحبه: مات.
(6) الذّود: الجماعة من الإبل، بين الثلاث والعشر. والمواطنات: المقيمات، لا يبرحن مواطنهن بخلاف الإبل المستنّة، فهي تمضي على وجهها في الحرّ، فتهزل.
(7) البيتان في (معجم البلدان: مجاح). ومجاح: موضع من نواحي المدينة.(1/406)
لعن الله بطن لقف مسيلا ... ومجاحا، فلا أحبّ مجاحا (1)
لقيت ناقتي به، وبلقف ... بلدا مجدبا، وأرضا شحاحا
[771] محمّد بن عرادة بن حنظلة النميريّ (2). من بني ربيع بن الحارث. وكان عرادة راوية الفرزدق، وهجاه جرير. وابنه محمّد هو القائل لابنه السموأل: [من البسيط]
ما للسّموأل، أبدى الله عورته ... خلّى أباه لغبر البيد وادّلجا
مجع، خبيث، يعاطي الكلب طعمته ... وإن رأى غفلة من جاره ولجا (3)
[772] محمّد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله التّيميّ القرشيّ. يقول في رواية الزّبير بن بكّار رحمة الله تعالى (4): [من الوافر]
ولا تعجل على أحد بظلم ... فإنّ الظّلم مرتعه وخيم
ولا تفحش، وإن ملّئت غيظا ... على أحد، فإنّ الفحش لوم
ولا تقطع أخا لك عند ذنب ... فإنّ الذّنب يغفره الكريم
ولكن داو عوراه برقع ... كما قد يرقع الخلق القديم (5)
ولا تجزع لريب الدّهر، واصبر ... فإنّ الصّبر في العقبى سليم
فما جزع بمغن عنك شيئا ... ولا ما فات ترجعه الهموم
وله (6): [من الكامل]
إجعل قرينك من رضيت فعاله ... واحذر مقارنة القرين الشّائن
كم من قرين شائن لقرينه ... ومهجّن منه لكلّ محاسن
[771] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الثاني الهجريّ.
[772] من شعراء القرن الثاني الهجري. وحفيدته فاطمة بنت محمد كانت عند المنصور العبّاسيّ (نسب قريش ص 288487). وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 296).
__________
(1) في ف «مجاحا» بضمّ الميم. والتصويب من معجم البلدان. وسقطت الفاء من ك. ولقف: موضع في الطريق بين مكّة والمدينة.
(2) في الهامش: «صوابه: التميميّ».
(3) المجع: الأحمق الذي إذا جلس لم يكد يبرح مكانه. ويعاطي الكلب: ينازعه.
(4) الأبيات في (الوافي بالوفيات)، ومنها ثلاثة في (الحماسة البصرية 2/ 17)، وفيها «وقال المهلهل بن مالك الكنانيّ.
وتروى لمحمد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيميّ. ومن الشعر أربعة أبيات في موضع آخر من (الحماسة البصرية 2/ 414) منسوبة إلى المهلهل بن مالك الكنانيّ. ونسب الشعر له في (أنساب الأشراف 3/ 221220، و 8/ 235).
(5) في ك «عوداه». تصحيف. ورواية (الوافي بالوفيات): «عودته». ورقع الشيء: إصلاحه. والخلق: البالي.
(6) الأول في (أنساب الأشراف 3/ 221).(1/407)
وله (1): [من السريع]
لا تلم المرء على فعله ... وأنت منسوب إلى مثله
من ذمّ شيئا وأتى مثله ... فإنّما يزري على عقله
[773] محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان. يقال لمحمّد: الدّيباج. ومات في حبس المنصور، لكونه في جملة بني حسن بن حسن. ولمّا جاءت الخوارج إلى المدينة، لحق محمّد بعبد الله بن محمّد (2). وهو خليفة، وخرج معه ابن عمّه المغيرة بن حاتم بن عنبسة بن عثمان بن عفّان، فقال محمّد: [من الكامل]
ذكر المغيرة أهله فتذكّرت ... نفسي لغربة منزل، ومقام
أهل الحجاز، فقد بقيت مرنّحا ... أذري الدّموع بعبرة وسجام
وقال محمّد للمغيرة ويكنى أبا مريم (3): [من الطويل]
أبا مريم، لولا حسين تطالعت ... عليك سهام من أخ غير فائل (4)
فرجّ أبا عبد المليك، فإنّه ... أخو العرف ما هبّت رياح الشّمائل
أبا مريم، لولا جوار أخي النّدى ... لأصبحت موتورا، كثير السّلاسل
[774] محمّد بن معاذ بن عبيد الله بن معمر التّيميّ المدنيّ. قال يرثي من أصيب من أهله بقديد (5):
[من الخفيف]
وكأنّ المنون تطلب منّي ... ذحل وتر، فما تريد براحي (6)
بعد رزء، أصبته بقديد ... هدّ ركني، وهاض منّي جناحي
[773] كان يقال له: الديباج من حسن وجهه. وأمّه: فاطمة بنت الحسين بن عليّ، وإخوته لأمّه: عبد الله والحسن، وإبراهيم بنو حسن بن عليّ بن أبي طالب. ومات محمّد أو قتل في حبس المنصور سنة 144هـ. انظر (نسب قريش ص 114، والأغاني 4/ 342341و 16/ 203، وتاريخ الطبري 7/ 551540، والوافي بالوفيات 3/ 294، وأنساب الأشراف 5/ 261259).
[774] من شعراء القرن الثاني الهجري. له ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 39).
__________
(1) البيتان في (الوافي بالوفيات، وأنساب الأشراف 3/ 221).
(2) هو أبو جعفر المنصور.
(3) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(4) في ك «غير نابل». والفائل: الضعيف.
(5) قديد: اسم موضع قرب مكّة، وفيه أوقع أبو حمزة الخارجيّ بقريش، وقتل منهم مقتلة عظيمة سنة 130هـ.
والأبيات في (الوافي بالوفيات).
(6) الذحل: الثأر. والوتر: العداوة بسبب القتل.(1/408)
لخيار الجميع قومي بني عث ... مان كانوا ذخيرتي وسلاحي
ولخصم، ألدّ، يشغب بالظّل ... م إذا أكثر الخصوم التّلاحي
فهم بعد سودد، وبيان ... وفعال عند النّدى، وارتياح
أقبر بالمحلّ، تسفي عليها ... بدقاق التّراب هوج الرّياح
وله يرثيهم (1): [من الطويل]
فإنّي وإن كانت قديد بغيضة ... بما صادفت تلك النّفوس حمامها
لداع بسقياها على نأي دارها ... وما ذاك لي إلّا ليسقاه هامها
[775] محمّد بن خالد بن الزّبير بن العوّام. مدنيّ. قال يرثي قوما من أهله قتلوا بقديد (2):
[من الخفيف]
ولقد أبقت الحوادث في قل ... بك شغلا على عقابيل شغل (3)
ببني خالد، فزالوا كراما ... من فتى ناشئ، أديب، وكهل
كافحوا الموت في اللّقاء، وكانوا ... أهل بأس، وسابقات، ووصل (4)
وله فيهم (5): [من المنسرح]
ما أبصر النّاظرون من سلف ... مثل البهاليل، من بني أسد (6)
كانوا لمن بات خائفا عضدا ... لا يبعدوا من حمى، ولا عضد
كانوا سماما لمن يحاربهم ... قدما، ومأوى لكلّ مضطهد
[776] ذو الشّامة بن أبي قطيفة (7) المعيطيّ. واسم ذي الشّامة: محمّد بن عمرو بن الوليد بن [775] من بني أسد بن عبد العزّى القرشيين. وجاء في (جمهرة نسب قريش 1/ 342): «محمّد بن خالد بن خالد بن الزبير». وتوفّي بعد سنة 130هـ. وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 413، والوافي بالوفيات 3/ 36).
[776] ويقال له أيضا: ذو القطيفة، سمّي بذلك لأنّه كان كثير شعر اللحية والوجه والصدر، ولّاه يزيد بن عبد الملك الكوفة سن 102هـ. انظر له (الأوراق 3/ 309، تاريخ الطبري 6/ 579، 593، 598، 604، 616، 618، والوافي بالوفيات 4/ 290، وأنساب الأشراف 7/ 677، 681). وله ترجمة ثانية (1075).
__________
(1) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(2) الأبيات من قصيدة له في (جمهرة نسب قريش 1/ 343342). ومعركة قديد وقعت سنة 130هـ.
(3) العقابيل: بقايا العلّة والعداوة والحبّ.
(4) كافحه: لقيه مواجهة. واللقاء: يعني الحرب.
(5) الأبيات من قطعة له في (جمهرة نسب قريش 1/ 344343).
(6) البهاليل: الجامعون لكلّ خير وكرم. وبنو أسد بن عبد العزى: رهط آل الزبير.
(7) في الهامش: «أبو قطيفة: لقب لعمرو بن الوليد، لقّب بذلك لكثرة شعره. قال ابن الكلبيّ: ومحمّد ذو الشامة ولي الكوفة».(1/409)
عقبة بن أبي معيط. ولّاه يزيد بن عبد الملك (1) الكوفة، وهو القائل يرثي مسلمة بن عبد الملك (2):
[من الخفيف]
ضاق صدري، فما يجنّ جواكا ... عيّ عن أن يجنّه ما دهاكا (3)
كلّ ميت قد اضطلعت عليه ال ... حزن، ثمّ اغتفرت منه الهلاكا (4)
قبل ميت، أو قبل قبر على الحا ... نوت، لم أستطع عليه اتّراكا
زائن للقبور فيها كما كن ... ت تزين السّلطان والأملاكا
وقد رثى عبد العزيز بن مروان، وابنه الأصبغ (5).
[777] أبو بكر، محمّد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزوميّ. قال قبّحه الله يخاطب الحسن، الأثرم بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب في خبر له مع عبد الملك بن مروان (6): [من الطويل]
وجدنا بني مروان أمكر غاية ... وآل أبي سفيان أكرم أوّلا
فسائل على صفّين من ثلّ عرشه ... وسائل حسينا يوم مات بكربلا
[778] محمّد بن بشر بن معاوية بن عبد الله بن ثور بن عبادة بن البكّاء بن عامر العامريّ. وفد جدّه معاوية على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فدعا له، ومسح رأسه، وأعطاه أعنزا، فقال محمد (7): [من الكامل]
وأبي الذي مسح النّبيّ برأسه ... ودعا له بالخير والبركات
[779] أبو البهار، محمّد بن القاسم الثّقفيّ البصريّ. إسلاميّ. كان يشرب على البهار، ويعجب به، حتى قال فيه (8): [من الخفيف]
[777] من شعراء الدولة الأموية، ومن رواة الأخبار. توفّي بعد سنة 86هـ. وله ذكر في (نسب قريش ص 304، والأغاني 20/ 384383، والولاة وكتاب القضاة ص 5655). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[778] شاعر إسلاميّ، له ترجمة في (الوافي بالوفيات 2/ 250، والمحمدون من الشعراء ص 243، وطبقات ابن سعد 1/ 304). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[779] شاعر إسلاميّ، له ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 350). والبهار: جنس زهر، طيّب الريح، ينبت أيّام الربيع.
ويقال له: العرار. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) في ك «ولّاه عبد الملك».
(2) توفي مسلمة في الشام سنة 120هـ. والأبيات في (الوافي بالوفيات).
(3) يجنّ: يستر. والجوى: الحرقة، وشدّة الوجد من الحزن. وعيّ: عجز.
(4) اضطلعت الحزن: احتملته، وقويت عليه.
(5) في الأصل: «عبد الله بن مروان». وفي الهامش: «صوابه: عبد العزيز بن مروان». وهو الصواب. وتوفي عبد العزيز سنة 85هـ، وذلك بعد وفاة ابنه الأصبغ بالإسكندرية. انظر (الأعلام 1/ 333و 4/ 28).
(6) توفي عبد الملك بن مروان سنة 86هـ.
(7) البيت مع ثلاثة في (البداية والنهاية 5/ 91، وطبقات ابن سعد) وهو في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(8) البيت في (الوافي بالوفيات).(1/410)
إسقياني على البهار، فإنّي ... لأرى كلّ ما اشتهيت البهارا
فلقّب أبا البهار.
[780] محمّد بن علقة التّيميّ، تيم عديّ. إسلاميّ. يقول: [من مشطور الرجز]
قد لقيت كلب بعيد الحرّ ... يوما على كلب طويل الشّرّ
طعنا كأفواه المزاد الثّرّ (1)
[781] محمّد بن عبد الله بن عبد الأعلى الشّيبانيّ، مولى لهم. وهو شاعر، وأبوه شاعر، وجدّه شاعر. وروى ذلك أبو هفّان، قال: وابنه عبد الله ابن محمّد شاعر.
[782] محمّد بن الحصين الهبّاريّ. يقول (2): [من الخفيف]
ثكلتني التي تؤمّل إدرا ... ك العلابي، وعاجلتني المنون
إن تولّى بظلمنا عبد عمرو ... ثمّ لم يلفظ السّيوف الجفون
[783] ابن رهيمة. واسمه: محمّد بن عبد الله، مولى عثمان بن عفّان، ورهيمة: أمّه، وهو حجازيّ، أدرك الدّولة العبّاسيّة وهو القائل (3): [من مجزوء الكامل]
الآن أبصرت الهدى ... وعلا المشيب مفارقي
أبصرت رأس غوايتي ... ومنحت قصد طرائقي
تفترّ عن متلألىء ... مصب لقلبك شائق (4)
[780] شاعر إسلاميّ، من شعراء القرن الأوّل الهجريّ، وربما أدرك الثاني. وتيم عديّ: هم تيم الرّباب بن عبد مناة بن أدّ. وانظر لترجمته (جمهرة اللغة 1/ 168، والموشّح ص 542). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[781] شاعر إسلاميّ، من شعراء القرن الأوّل الهجريّ، وربما أدرك الثاني. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 3/ 346).
هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
[782] له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 304) وفيه: «شاعر مذكور، وله شعر مشهور».
[783] له أشعار في زينب بنت عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومية. وللمغنّي يونس سبعة أصوات وقيل: هي ثمانية معروفة بالزيانب، وهي من شعر ابن رهيمة في زينب، ومنها صوت من المائة المختارة في الأغاني. انظر له (الأغاني 4/ 397393و 10/ 204و 14/ 365، والأوراق 1/ 3231، والوافي بالوفيات 3/ 294).
هذا، وأخلّ بترجمته (معجم المخضرمين والأمويين).
__________
(1) المزاد: جمع مزادة. وهي وعاء يحمل فيه الماء في السفر. والثرّ: الواسع.
(2) البيتان في (المحمدون من الشعراء).
(3) الأبيات في (الوافي بالوفيات)، والأوّل والثاني منها من قطعة من ستة أبيات في (الأغاني 2/ 210)، وفيه: «الشعر للوليد بن يزيد. ويقال: إنّه لابن رهيمة».
(4) تفترّ: تبتسم، وتبدي ثناياها. والمصبي: المستميل.(1/411)
كالأقحوان مرارة ... ومذاقة للذّائق (1)
وله: [من مجزوء الكامل]
لهفي عليك، أميرتي ... لو كان ينفعني التّهافي
وتركتني وكأنّما ... قلبي توجّى بالأثافي (2)
[784] أبو بكر العرزميّ، محمّد بن عبيد الله، من اليمن، من حضرموت، كوفيّ. أدرك أوّل الدّولة العبّاسيّة، وجلّ شعره آداب وأمثال. وهو القائل (3). [من الطويل]
أرى عاجزا يدعى جليدا لغشمه ... ولو كلّف التّقوى لكلّت مضاربه
وعفّا، يسمّى عاجزا لعفافه ... ولولا التّقى ما أعجزته مذاهبه
وليس بعجز [المرء] إخطاؤه الغنى ... ولا باحتيال أدرك المال كاسبه (4)
وله (5): [من البسيط]
إن يحسدوني فإنّي غير لائمهم ... قبلي من النّاس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي، ولهم ما بي وما بهم ... ومات أكثرنا غيظا بما يجد
[785] محمّد بن عبيد بن عوف الأزديّ. أدرك الدولة العبّاسيّة، وكان شاعرا فصيحا. يقول:
[من الطويل]
وإنّي لأستبقي إذا العسر مسّني ... بشاشة وجهي حين تبلى المنافع
مخافة أن أقلى إذا جئت سائلا ... وترجعني نحو الرّجاء المطامع
فأسمع منّا، أو أشرّف منعما ... وكلّ مصادي نعمة متواضع (6)
[784] شاعر مخضرم. مات نحو سنة 150هـ. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 2، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 437436).
[785] لم أعثر له على ترجمة. ويظنّ أنّه توفي نحو سنة 135هـ. هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) في ك وفي (الوافي بالوفيات): «مراءة».
(2) في ك «يوجأ»، وفي ف «يوجّأ». والصواب ما أثبت. وتوجّى الرجل كوجي: رقّ قدمه من كثرة المشي.
(3) الأبيات في (الوافي بالوفيات). وهي من قصيدة لصالح بن عبد القدوس. انظر (طبقات الشعراء ص 91). وأشار (فرّاج) إلى الأخير.
(4) ما بين المعقّفتين من ف، وكذلك رواية البيت في (طبقات الشعراء).
(5) البيتان مع ثالث في (الوافي بالوفيات)، وهي بغير نسبة في (الأمالي 2/ 198، وعيون الأخبار 2/ 1110، وشرح المرزوقي ص 407405). ومرّت بنا نسبتها إلى الكميت بن معروف الأسدي (529).
(6) في ك «منا يوم أشرف». والمصادي: المداري.(1/412)
وله: [من الطويل]
يقولون: ثمّر ما استطعت، وإنّما ... لوارثه ما ثمّر المال كاسبه
فكله، وأطعمه، وخالسه وارثا ... شحيحا، ودهرا تعتريك نوائبه (1)
[786] محمّد بن الفضل بن عبد الرحمن بن العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم.
حبسه المنصور مع إخوته بسبب خروج أخيهم يعقوب بن الفضل مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن. وهو القائل (2): [من الطويل]
فإن ترجع الأيّام بيني وبينها ... بذي الأثل صيفا مثل صيفي ومربعي
أشدّ بأعناق النّوى بعد هذه ... مرائر، إن جاذبتها لم تقطّع (3)
[787] محمّد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب، أبو عبد الله (4). ظهر بالمدينة بعد حبس المنصور لأبيه وأهل بيته، فقتله عيسى بن موسى سنة خمس وأربعين ومائة، وله ثلاث وخمسون سنة. وهو القائل يرثي إبراهيم بن محمّد الجعفري (5): [من الرمل]
لا أرى في الناس شخصا واحدا ... مثل ميت مات في دار الجمل
يشترى الحمد ويختار العلا ... وإذا ما حمّل الثّقل حمل
موت إبراهيم أمسى هدّني ... وأشاب الرأس منّي فاشتعل (6)
وله في رواية عمر بن شبّة (7): [من السريع]
[786] شاعر عبّاسي، من شعراء القرن الثاني الهجري. له ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 321). هذا، وذكر في (نسب قريش ص 89) أن الفضل بن عبد الرحمن قد انقرض ولده.
[787] هو الملقّب بالنفس الزكيّة. وكان يقال له: صريح قريش لأنّ أمّه وجدّاته لم يكن فيهن أمّ ولد. انظر (الأعلام 6/ 220). هذا، وأخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين).
__________
(1) خالسه: استلبه في مخاتلة، وغفلة.
(2) البيتان في (الوافي بالوفيات). وهما في (معجم البلدان: الأثل) بغير نسبة.
(3) النوى: الفرقة: والمرائر: جمع المريرة. وهي الحبل الشديد الفتل.
(4) سقطت الكنية (أبو عبد الله) من ك.
(5) في الهامش: «هو إبراهيم بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن جعفر».
(6) لعلّ الرواية: أمس.
(7) في الأصل سقط. وما بين المعقّفتين زيادة من (مقاتل الطالبيين ص 231) ويقول فرّاج: «وقد رواها عمر بن شبّة له.
وانظر هذا الشعر، فقد تقدّم منسوبا لموسى بن عبد الله بن الحسن (643)، وذكر أنها تنسب لأخيه محمد». هذا، والشعر لمحمّد في (تاريخ الطبري 7/ 535)، قاله لما سقط ابن صغير له من جبل رضوى، فتقطّع، وكان محمّد مطاردا من جند العبّاسيين.(1/413)
[منخرق الخفّين، يشكو الوجى ... تنكبه أطراف مرو حداد (1)
شرّده الخوف، وأزرى به ... كذاك من يكره حرّ الجلاد (2)
قد كان في الموت له راحة ... والموت حتم في رقاب العباد]
[788] محمّد بن يسير الرّياشيّ. [يقول] (3): [من الطويل]
أبصر لرجلك قبل الخطو موضعها ... فمن علا زلقا عن غرّة زلجا (4)
ولا يغرّنك صفو، أنت شاربه ... فربّما صار بالتّكدير ممتزجا
وله (5): [من السريع]
ويل لمن لم يرحم الله ... ومن تكون النّار مثواه
من طال في الدّنيا به عمره ... وعاش فالموت قصاراه (6)
كأنّه قد قيل في مجلس ... قد كنت آتيه، وأغشاه
صار اليسيريّ إلى ربّه ... يرحمنا الله، وإيّاه (7)
وله (8): [من الطويل]
مضى أمسك الماضي شهيدا معدّلا ... وأصبحت في يوم، عليك شهيد
فإن تك بالأمس اقترفت إساءة ... فثنّ بإحسان، وأنت حميد
ولا ترج فضل الصّالحات إلى غد ... لعلّ غدا يأتي، وأنت قصيد (9)
[788] يقال: إنّه مولى لبني رياش. وكان شاعرا ظريفا من الشعراء المحدثين. أقام في البصرة، فلم يفارقها، ولم يفد على خليفة ولا شريف. انظر أخباره في (الأغاني 20/ 5121، وطبقات الشعراء ص 282279، والورقة ص 120 وشرح المرزوقي ص 811808، و 11751172، والشعر والشعراء ص 757756، وبهجة المجالس 1/ 182، 626و 2/ 299، والوافي بالوفيات 2/ 255252). وهو في (المحمّدون من الشعراء ص 230228) محمد بن بشير الحميري البصري. وذلك تصحيف، وقع فيه كثيرون. انظر ك، والوافي بالوفيات. هذا، وفي المكتبة الشعرية ص 105104) إشارة إلى جمع شارل بلات لشعره سنة 1955م. وإلى رسالة جامعية حول شعره.
__________
(1) الوجى: الحفا. ووجي الفرس: وجد وجعا في حافره. والمرو: حجارة بيض برّاقة، تقدح منها النار.
(2) حرّ الجلاد: كثرة القتل، وشدّته في الحرب. والجلاد: التضارب بالسيوف.
(3) البيتان من قطعة له في (الأغاني 14/ 43، وشرح المرزوقي ص 11751173، والمحمدون من الشعراء).
(4) زلج: زلق، فزلّت قدمه.
(5) الأبيات في (الأغاني 14/ 40) قالها في رثاء نفسه.
(6) قصاراه: غايته.
(7) في ك، والمحمدون من الشعراء: «البشيريّ».
(8) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء).
(9) لا ترج: لا تؤجّل. وأصله ترجىء، أبدلت الهمزة ياء، ثم حذفت لمناسبة الجزم. وقصيد: مكسور.(1/414)
[789] محمّد بن أميّة بن أبي أميّة. شاعر، غزل، مأمونيّ. يقول (1): [من الطويل]
هويت، فلم يبل الهوى، وبليت ... وقاسيت كلّ الذّلّ حين هويت (2)
وقد كنت أهزو بالمحبّين مرّة ... فقد حلّ بي ما كنت منه هزيت (3)
كتمت الهوى حتى تشكّت نحولها ... عظامي بإفصاح، وهنّ سكوت
تذبّ المنى عنّي المنايا، ولو خلا ... مقيل المنى من مهجتي لطفيت (4)
وأضمر في قلبي العتاب، فإن بدت ... وساعفني قرب اللّقاء، نسيت
وله (5): [من الكامل]
لله ذو كمد، يكابد في الهوى ... طمع الحريص، وعفّة المتحرّج
يأبى الحياء، إذا لقيتك خاليا ... من أن أبثّك ما أخاف وأرتجي (6)
وله (7): [من الطويل]
وإنّي لأرجو منك يوما يسرّني ... كما ساءني يوم، وإنّي لآمن
أؤمل عطف الدّهر بعد انصرافه ... فيا أملي في الدّهر، هل أنت كائن؟
[790] محمّد بن أبي محمّد اليزيديّ، واسمه: يحيى بن المبارك العدويّ. ومحمّد يكنى أبا عبد الله، وكان لاصقا بالمأمون من أجل أنسه، بالحضرة وخراسان. وكانت مرتبته أن يدخل إليه مع الفجر، ويصلّي معه، ويدرس عليه المأمون ثلاثين آية، وكان لا يزال يعادله في أسفاره، ويفضي إليه بأسراره. وهو كثير الشعر مفنّن الآداب، من أهل بيت علم وأدب. وسنّه وسنّ الرّشيد [789] كاتب وشاعر مجيد. رقيق الشعر، ابن شاعر، وأخو شاعر. واختلط شعره بشعر عمّه محمّد بن أبي أميّة. وهو من شعراء الدولة العبّاسية، وكان في أيّام المعتصم (ت 227هـ). انظر أخباره في (الأغاني 12/ 181171، وتاريخ بغداد 1/ 86، والورقة ص 5250، والوافي بالوفيات 2/ 231229، والديارات ص 2118، والحماسة البصرية 2/ 31، ومعجم البلدان: دير الجاثليق).
[790] عالم بالعربية، والأدب. وهو من موالي بني عدي بن عبد مناة. وتوفي بمرو، سنة 202هـ. انظر (الأعلام 8/ 163).
__________
(1) الأبيات في (الوفي بالوفيات).
(2) في ك «كلّ ذل».
(3) في الهامش: «في نسخة أخرى: أهزي».
(4) تذبّ: تدفع. وطفيت: أراد طفئت. وسهّل الهمزة. وطفئت النار: خمدت. وطفئت العين: ذهب نورها.
(5) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(6) في ك «إذا لنفسك». تصحيف.
(7) يبدو أن البيتين من قطعة قالها في جارية باعها مولاها، وانقطعت صلته بها. انظر (الأغاني 12/ 181)، وهما في (الوافي بالوفيات).(1/415)
واحدة. وقد مدح الرشيد مدحا كثيرا. وهو القائل (1): [من الوافر]
أتظعن، والذي تهوى مقيم؟ ... لعمرك إنّ ذا خطر عظيم
إذا ما كنت للحدثان عونا ... عليك، وللفراق فمن تلوم؟
وله: [من المتقارب]
تقاضاك دهرك ما أسلفا ... وكدّر عيشك بعد الصّفا
فلا تنكرنّ، فإنّ الزّمان ... رهين بتشتيت ما ألّفا
يجور على المرء في حكمه ... ولكنّه ربّما أنصفا
وله: [من مجزوء الخفيف]
يا بعيدا مزاره ... حلّ بين الجوانح
نازح الدّار ذكره ... ليس عنّي بنازح
[791] أبو الأصبغ، محمّد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم. يعرف بالحصني. كان ينزل حصن مسلمة، بديار مضر، فنسب إليه. وهو شاعر محسن مكثر، مدح المأمون، وهجا عبد الله بن طاهر، وعارضه في قصيدته التي أولها (2): [من المديد]
مدمن الإغضاء موصول ... ومديم العتب مملول
وفخر فيها بأشياء، منها قتل أبيه (3) للأمين، فأجابه المسلميّ بقصيدة أوّلها (4): [من المديد]
لا يرعك القال والقيل ... كلّ ما بلّغت تجميل
فقال فيها:
أيّها النّازي ببطنته ... ما على طيّك تحصيل (5)
قاتل المخلوع مقتول ... ودم القاتل مطلول (6)
[791] شاعر عبّاسيّ، عاصر المأمون (218198هـ)، ومدحه. انظر لترجمته (الأغاني 12/ 126124، وطبقات الشعراء ص 301299، والأنس والعرس ص 232، والوافي بالوفيات 5/ 219218، وبهجة المجالس 2/ 71)، وجاء في (الوافي): «أبو الأصبغ». تصحيف.
__________
(1) البيتان مع ثالث في (طبقات الشعراء ص 328).
(2) في (طبقات الشعراء) ثلاثة أبيات منها. وتوفي عبد الله بن طاهر سنة 230هـ.
(3) في ك: «قتل ابنه». تصحيف.
(4) في (الأغاني 12/ 124) أربعة أبيات منها، وفي (طبقات الشعراء) اثنا عشر بيتا منها، وهي في (الوافي بالوفيات) عدا البيت الأخير.
(5) في الأصل: «مالا على طيل تحصيل». (فرّاج). والنازي: الواثب.
(6) المخلوع: هو الخليفة الأمين العبّاسيّ. قتل سنة 198هـ. وطلّ دم القتيل: أهدره، وأبطله.(1/416)
لا ينجّيه مذاهبه ... نهر بوشنج، ولا النّيل
بأخي المخلوع طلت يدا ... لم يكن في باعها طول
أيّ مجد لك نعرفه ... أو نسيب، لك، بهلول؟ (1)
وكان محمد بن عبد الملك بن صالح الهاشمي يناقض أبا الأصبغ، فقال المسلميّ قصيدة، يفخر فيها: [من السريع]
أمّا صفاتي فلها شان ... ونماني الشّيخ مروان (2)
وذكر فيها خلفاء بني أميّة ووجوههم، فقال محمد بن عبد الملك قصيدة أوّلها: [من السريع]
بانوا، فبان العيش إذ بانوا ... وأبدت المكنون أجفان
[792] أبو عبد الرحمن العتبيّ. محمّد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان، صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس. بصريّ، علّامة، راوية للأخبار والآداب.
وكان حسن الصورة جميل الأخلاق، وبلغ سنّا عالية، وكان حسن الخضاب، ويلبس الطيالسة الزّرق، فلقب الشّقرّاق للون خضابه، وشدّة حمرة وجهه، وتلوّن طيالسته. وكان عمرو بن عتبة يغمز في نسبه، وتتابعت على العتبيّ مصائب بالذكور من ولده، في الطاعون الكائن بالبصرة، سنة تسع وعشرين ومائتين، وقبل ذلك، فمات منهم ستّة، فرثاهم بمراث كثيرة، منها قوله (3): [من المنسرح]
كلّ لساني عن وصف ما أجد ... وذقت ثكلا ما ذاقه أحد
ما عالج الحزن والحرارة في ال ... أحشاء من لم يمت له ولد
وله فيهم (4): [من المتقارب]
وكنت أبا ستّة كالبدور ... فقد فقؤوا أعين الحاسدينا (5)
فمرّوا على حادثات الزّمان ... كمرّ الدّراهم بالنّاقدينا
وحسبك من حادث بامرىء ... يرى حاسديه له راحمينا
[792] توفّي في البصرة سنة 228هـ. وله تصانيف منها (أشعار النساء اللائي أحببن ثمّ أبغضن) و (الأخلاق) و (أشعار الأعاريب)، و (الخيل). انظر (الأعلام 6/ 259258، والظرف والظرفاء ص 4039). هذا، وفي (المكتبة الشعرية ص 117116) إشارة إلى ثلاثة بحوث حول حياته وشعره.
__________
(1) البهلول: السيد الجامع لصفات الخير.
(2) نماني الشيخ مروان: ولدني. وأراد مروان بن الحكم الأموي، الخليفة. توفي سنة 65هـ.
(3) في (عيون الأخبار 3/ 60) ثلاثة أبيات، منها الثاني، ومثل ذلك في (بهجة المجالس 2/ 351350).
(4) الأبيات في (عيون الأخبار 3/ 60) من قصيدة تقع في اثني عشر بيتا.
(5) في (عيون الأخبار): «أبا سبعة أفقّي بهم».
14* معجم الشعراء المرزباني(1/417)
وله (1): [من الطويل]
رأين الغواني الشّيب لاح بعارضي ... فأعرضن عنّي بالخدود النّواضر
وكنّ متى أبصرنني، أو سمعن بي ... سعين، فرقّعن الكوى بالمحاجر (2)
وله وهو من الأبيات السائرة، والأمثال النادرة (3): [من البسيط]
قالت: عهدتك مجنونا، فقلت لها: ... إنّ الشّباب جنون، برؤه الكبر
[793] محمّد بن وهيب الحميريّ، البصريّ، أبو جعفر. مدح المأمون والمعتصم. وهو شاعر مطبوع مكثر، وهو القائل (4): [من الطويل]
نراع لذكر الموت ساعة ذكره ... وتعترض الدّنيا، فنلهو، ونلعب
يقين كأنّ الشّكّ أغلب أمره ... عليه، وعرفان إلى الجهل ينسب
وقد ذمّت الدنيا إليّ نعيمها ... وخاطبني إعجامها، وهو معرب
ولكنّني منها خلقت لغيرها ... وما كنت منه فهو شيء محبّب
ويروى:
ونحن بنو الدّنيا، خلقنا لغيرها ... وما كنت
وله (5): [من الطويل]
ألا ربّما كان التّصبّر ذلّة ... وأدنى إلى الحال التي هي أسمج (6)
ألا ربّما ضاق الفضاء بأهله ... وأمكن من بين الأسنّة مخرج (7)
وله في المأمون (8): [من الكامل]
[793] أصله من البصرة، وعاش في بغداد، وكان يتكسب بالمديح، ويتشيّع. وله مراث في آل البيت. وكان تيّاها، شديد الزهاء بنفسه. وتوفي نحو سنة 225هـ. انظر ترجمته في (خاص الخاصّ ص 94، وطبقات الشعراء ص 313310، والمستطرف 2/ 137، 170، والوافي بالوفيات 5/ 179، والأعلام 7/ 134). وهذا، وقد جمع شعره د. يونس السامرّائي (شعراء عبّاسيون، عالم الكتب، بيروت، 1986) كما جمعه محمّد جبّار المعيبد. انظر (المكتبة الشعرية ص 114).
__________
(1) البيتان من قطعة من أربعة أبيات في (وفيات الأعيان 4/ 399) له، وتنسب لعمر بن أبي ربيعة أيضا. انظر (ديوان عمر بن أبي ربيعة ص 211).
(2) الكوى: جمع الكوّة. وهي الخرق في الحائط.
(3) البيت مع آخر في (وفيات الأعيان 4/ 399).
(4) الأبيات من قطعة قالها، وهو عليل. انظر (الأغاني 19/ 102101)، والأول والثاني في (الوافي بالوفيات).
(5) البيتان من قطعة له في (الأغاني 19/ 10099)، وهما في (الوافي بالوفيات).
(6) أسمج: أكثر قبحا.
(7) في المطبوع: «أيا». والتصويب من الأغاني. وفي (الوافي بالوفيات): «ويا ربّما».
(8) البيتان من قصيدة، منها اثنا عشر بيتا في (الأغاني 19/ 9695).(1/418)
وبدا الصّباح كأنّ غرّته ... وجه الخليفة حين يمتدح
نشرت بك الدّنيا محاسنها ... وتزيّنت بصفاتك المدح
وقال ابن وهيب: أنا ابن قولي (1): [من المديد]
ما لمن تمّت محاسنه ... أن يعادي طرف من رمقا (2)
لك أن تبدي لنا حسنا ... ولنا أن نعمل الحدقا
[794] محمّد بن عليّ الصّينيّ. راوية العتّابيّ (3)، شاعر طاهر بن الحسين، وابنه عبد الله. وهو القائل في طاهر (4): [من المتقارب]
وقوفك تحت ظلال السّيوف ... أقرّ الخلافة في دارها (5)
كأنّك مطّلع في القلوب ... إذا ما تناجت بأسرارها
وكرّات طرفك مرتدّة ... إليك بغامض أخبارها
وفي راحتيك الرّدى والنّدى ... وكلتاهما طوع ممتارها (6)
وأقضية الله محتومة ... وأنت منفّذ أقدارها
وله: [من مخلّع البسيط]
لمّا مضت دونه اللّيالي ... وأحدثت بعده أمور
واعتقبت باليأس منه صبرا ... فاعتدل الحزن والسّرور (7)
فلست أرجو، ولست أخشى ... ما أحدثت بعده الدّهور
فليجهد الدّهر في ضراري ... فما يرى بعده يضير
[795] محمّد البجليّ الكوفيّ. مأمونيّ يقول (8): [من السريع]
[794] شاعر عبّاسي. توفي نحو سنة 230هـ. له ترجمة في (طبقات الشعراء ص 304303)، وفيه ذكر للقبه، وإغفال لاسمه، وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 120) وفيه: «محمّد بن علي الضّبّيّ» نسبة إلى ضبّة.
[795] له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 231230). وفيه: «محمّد البجليّ، لم أعلم له أبا، وإنّما ذكر منسوبا إلى بجيلة لا غير. كوفيّ، شاعر مذكور، كان زمن المأمون، ومن شعراء دولته».
__________
(1) البيتان من قصيدة، منها تسعة أبيات في (الأغاني 19/ 92). وهما في (الوافي بالوفيات).
(2) سكّن الياء من (يعادي) لضرورة الشعر، وكذلك فعل في البيت التالي (تبدي). والطرف: النظر، وتحريك الجفون.
ورمقه: نظر إليه، وأتبعه بصره، يتعهّده.
(3) العتابي: كاتب وشاعر، توفي سنة 220هـ.
(4) الأبيات في (الوافي بالوفيات). وتوفي طاهر بن الحسين وهو قاتل الأمين سنة 207هـ.
(5) في البيت مديح أغضب المأمون، وتسبّب في أذى شديد لصاحبه. انظر (طبقات الشعراء ص 304).
(6) ممتارها: طالب الميرة. وأراد: ممتارهما. وعبّر عن الاثنين المتلازمين بالواحد جوازا للضرورة الشعرية.
(7) في ك «واعتنت». تصحيف. وفي الشطر الأوّل خلل عروضيّ.
(8) البيتان في (المحمّدون من الشعراء).(1/419)
إنّي متى هدّت صروف الرّدى ... أمضت حساميّا على قتله (1)
قريته بين يدي حادث ... ما تشبع الأيّام من أكله (2)
وله (3): [من الكامل]
وله مواهب كلّما نسبت ... يوما إليه زانها النّسب
ومن المواهب ما يكدّره ... ويشينه قدر الذي يهب
وكان البجليّ هجّاء للحسن بن رجاء بن أبي الضّحاك، فمن قوله له (4): [من الكامل]
ما زلت تركب كلّ شيء قائم ... حتّى اجترأت على ركوب المنبر
[796] محمّد بن جميل الكاتب التّميميّ الكوفيّ، مولى بني تميم. يقول لحميد بن عبد الحميد الطوسيّ (5): [من الطويل]
لئن أنا لم أبلغ بجاهك حاجة ... ولم يك لي فيما وليت نصيب
وأنت أمير الأرض من حيث أطلعت ... لك الشّمس قرنيها، وحيث تغيب
أبا غانم، إنّي إذا لبروضة ... لغيري يصفو رعيها، ويطيب (6)
[797] محمّد بن سعد الكاتب التميميّ. عربيّ، بغداديّ، يقول (7): [من الطويل]
سأشكر عمرا إن تراخت منيّتي ... أيادي لم تمنن، وإن هي جلّت
[796] من شعراء الدولة العبّاسيّة، كان زمن المأمون (218198هـ)، وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 266، والوافي بالوفيات 2/ 310).
[797] شاعر عبّاسيّ. ويبدو من سياق ترجمته أنّه أدرك القرن الثاني الهجريّ. انظر له (المحمّدون من الشعراء ص 475، والوافي بالوفيات 3/ 89).
__________
(1) هدّت: تتابعت. والحساميّ: منسوب إلى الحسام. وهو نعت للسيف القاطع.
(2) قراه: طعنه، فرمى به.
(3) نسب البيتان إلى محمّد بن إبراهيم بن عتّاب الفقيه في ترجمته (913) من هذا الكتاب، وفي (المحمّدون من الشعراء ص 138)، وهما لمحمّد البجلي في (ص 231230) منه.
(4) البيت في (المحمّدون من الشعراء).
(5) حميد بن عبد الحميد الطوسي من كبار قوّاد المأمون، توفي سنة 210، هـ. والأبيات في (المحمدون من الشعراء) وعدا الأخير في (الوافي بالوفيات).
(6) أبو غانم: كنية حميد الطوسيّ.
(7) الأبيات متنازعة فهي لمحمد بن سعد في (المحمّدون من الشعراء ص 475، والأنس والعرس ص 7574) ولإبراهيم بن العبّاس الصولي في (وفيات الأعيان 3/ 478)، ورجّح هذه النسبة الصلاح الصفديّ في (الوافي بالوفيات)، وهي لأبي الأسود الدؤلي في (سمط اللآلي ص 166)، ورويت لعبد الله بن الزبير ولعمرو بن كميل في (الحماسة البصرية 1/ 135)، وهي بغير نسبة في (عيون الأخبار 3/ 160). والمرجح أنها لعبد الله بن الزّبير، أنشدها في مديح عمرو بن عثمان بن عفّان. انظر (الأغاني 14/ 220219).(1/420)
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشّكوى إذا النّعل زلّت
رأى خلّة من حيث يخفى مكانها ... فكانت قذى عينيه حتّى تجلّت
[798] أبو شهاب، محمّد بن مهرويه، البصريّ. وقيل: اسمه: عبد الله بن مهرويه، رثى أبا نواس (1). وقد تقدّم خبره (2).
[799] محمّد بن الحارث التّميميّ المصريّ. من عبد شمس بن زيد مناة بن تميم، مأمونيّ، يقول (3): [من المنسرح]
كأنّ طرف المحبّ حين يرى ... حبيبه خنجر على كبده
قد يكره الشّيء، وهو ينفعه ... ويطرف المرء عينه بيده
وله: [من الكامل]
ويخال ما ضربوا بهنّ جداولا ... ويخال ما طعنوا به أشطانا (4)
وله (5): [من البسيط]
كأنّ شهري ربيع يوم ضحكته ... ويوم عبسته أيّام تشرين
[800] أبو مسلم، الخلق، البصريّ. اسمه: محمّد بن صباح. فلج في آخر عمره. وكان الجمّاز (6) صديقه وعشيره. وكان أبو مسلم مملقا، وله في ذلك: [من مجزوء الوافر]
عجبت لحملي المفتا ... ح إمسائي وإصباحي
وما ساوى الذي في من ... زلي قيمة مفتاحي
ولأبي هاشم العتبيّ في أبي مسلم، يلومه على تركه ملازمة حلقته، من أبيات: [من الكامل]
يا من هواه خلاف كنيته ... والدّين منه مشاكل اللّقب
[798] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ، كان حيّا سنة 198هـ.
[799] شاعر عبّاسي، عاصر الخليفة المأمون (218198هـ)، وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 300، والوافي بالوفيات 2/ 328).
[800] من شعراء الدول العبّاسية، في النصف الثاني من القرن الهجري الثاني. ولقبه الخلق، أي: البالي. انظر (وفيات الأعيان 2/ 352351و 7/ 70).
__________
(1) توفي أبو نواس سنة 198هـ.
(2) تقدّم خبره في القسم الضائع من الكتاب.
(3) البيتان في (المحمدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(4) الأشطان: جمع الشطن. وهو الشديد الفتل من الحبال.
(5) البيت في (المحمدون من الشعراء).
(6) الجمّاز: محمد بن عمرو التيمي ولاء. وهو شاعر، حسن النادرة، كان حيّا سنة 186هـ.(1/421)
خلق تقضّت عنه جدّته ... بل لم يكن في عدّة القشب (1)
فأجابه أبو مسلم: [من الكامل]
حيّ الصّيانة، ميّت الطّرب ... لبّاك إذ ناداك من كثب
لو شئت خفت الله في صفتي ... بل لا أقول نطقت بالكذب
تركي لها عن غير مقلية ... منّي لفائدة، ولا أرب (2)
لكنّني أخشى بها رشأ ... لحظاته تدعو إلى العطب (3)
[801] محمّد بن عبد العزيز الغزّيّ. يكنى أبا جعفر. هجا ابنا للعبّاس بن محمّد الهاشميّ وكان سمينا ضخما، ومعه أخ له مثل البندقة فشكاه العبّاس إلى المأمون، فأمر بصلبه على خشبة عند الحبس يوما إلى اللّيل، فصلب، فلمّا أنزل عنها دعا بحمّال ليحملها، فقيل له: ما هذا؟ فقال أوّل حملان حملني عليه أمير المؤمنين، لا أضيعه. وحملها فباعها بثلاثة دراهم (4)، فاشترى منها زبيبا وعنبا لصبيانه، فرفع خبره إلى المأمون، فضحك وأمر له بخمسة آلاف درهم. ثم اتخذه إسحاق بن إبراهيم بعد ذلك مؤدبا لولده. والشعر الذي هجا به ابن العبّاس بن محمد قوله (5): [من المديد]
كنت عند الجسر محتبيا ... حين ولّى اللّيل، والغلس
إذ أتاني راكب، عجل ... قد علاه البهر، والنّفس (6)
قال: هل جازتك قنبلة ... حولها الأجساد والحرس؟ (7)
قلت: مرّت بي قلنسوة ... فوق سرج، تحتها فرس (8)
حولها شونيزة، معها ... دنبح، في ظهره قعس (9)
[801] من شعراء الدول العبّاسية، كان في زمن المأمون (218198هـ). وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 3/ 261260).
__________
(1) في ك «تقضب».
(2) تركي لها: تركي للصيانة. وصيانة النفس: حفظها ممّا يعيبها. وعن غير مقلية: عن غير بغض. والأرب: الحاجة والأمنيّة.
(3) الرشأ: ولد الظبية إذا قوي، ومشى مع أمّه. واللحظات: النظرات السريعة الخاطفة.
(4) في ك «ليحمله وحمله، فباعه، وأسلى به دراهم». تصحيف.
(5) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(6) البهر: تتابع النفس من الإعياء.
(7) القنبلة: الطائفة من الناس، ومن الخيل.
(8) القلنسوة: لباس للرأس. استعارها لابن العباس بن محمد، وكان صغير الحجم.
(9) يقول فرّاج: «في الأصل: نعج. وفي المطبوع: دنفخ. والدنبح: السيّء الخلق». والشونيزة: الحبّة السوداء. فارسيّ معرّب.(1/422)
[802] أبو غسّان، محمّد بن يحيى بن علي، الكاتب، المدنيّ الراوية. مأمونيّ. روى عنه عمر بن شبّة، وهو القائل لعبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن (1): [من الطويل]
لطيت بأجبال الحجاز كأنّها ... لك اليوم أمّ ترضع الدّرّ، أو أب (2)
وأنت ترى أنّ الألى لست دونهم ... ببغداد قد نالوا الثّراء، وأتربوا
وأنت امرؤ ضخم الحمالة، ماجد ... عليك قبول، والمكشّف أطيب (3)
فأجابه عبد الله بأبيات، منها (4): [من الطويل]
لحاني أبو غسّان في ضعف همّتي ... وإنّي لا أغشى الملوك، فأترب (5)
وأنّي بأدنى العيش والرزق قانع ... وأنّي، أسباب الغنى أتجنّب
فلم أر هذا الرّزق عن حيلة الفتى ... ولكنّه كاللّحم حين يؤرّب (6)
حظوظ وأقسام تقسّم بينهم ... فكلّهم من قسمة الله منصب (7)
[803] الأمين، أبو عبد الله، محمّد بن هارون، الرّشيد بن محمّد، المهديّ بن عبد الله المنصور بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس. قال في كوثر خادمه (8): [من مجزوء الرمل]
ما يريد النّاس من صب ... ب، بمن يهوى كئيب
كوثر ديني ودنيا ... ي وسقمي، وطبيبي
أعجز النّاس الذي يل ... حى محبّا في حبيب (9)
وله في طاهر (10): [من مجزوء الخفيف]
[802] من شعراء الدولة العبّاسية، كان في زمن المأمون (218198هـ). وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 188187).
[803] بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه سنة 193هـ بعهد منه، ثم أعلن سنة 195هـ خلع أخيه المأمون من ولاية العهد، فكانت فتنة انتهت بمقتل الأمين سنة 198هـ. انظر (الأعلام 7/ 127، والوافي بالوفيات 5/ 139135). هذا، وجمع د.
واضح الصمد شعر الأمين والمأمون في ديوان، فيه ترجمة للأمين (ديوان الأمين والمأمون ص 177).
__________
(1) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(2) لطيت بأجبال الحجاز: لزقت بها.
(3) الحمالة: الغرامة يحملها قوم عن قوم.
(4) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(5) أترب الرجل: كثر ماله فصار كالتراب، أو قلّ، من الأضداد. والمراد: كثر.
(6) يؤرّب: يقطّع.
(7) منصب: متعب.
(8) الأبيات في (الوافي بالوفيات 5/ 139). وانظر (ديوان الأمين والمأمون ص 21).
(9) يلحى: يلوم، ويقرّع بشدّة.
(10) طاهر بن الحسين، وزير المأمون وقائده. وهو الذي قتل الأمين، ووطّد الملك للمأمون. وتوفي طاهر سنة 207هـ.
والأبيات في (الوافي بالوفيات 5/ 139). وهي في (ديوان الأمين والمأمون ص 23) نقلا عن معجم المرزباني.(1/423)
زعم العبد طاهر ... أنّني اليوم غادر
كذب العبد، وهو عن ... سبل الرّشد جائر
نقض العهد، والذي ... ينقض العهد كافر
مظهر سوء فعله ... معلن، لا يساتر
وعليه تدور بال ... بغي منه الدّوائر
[804] أبو أيوب، محمّد بن هارون الرّشيد. أمّه: أمّ ولد، يقال لها: خلوب (1). له خبر مع المأمون. وهو القائل (2): [من السريع]
وشادن حمّلني حبّه ... من ثقل الصّبوة ما لا أطيق (3)
لحاظ عينيه بأخذ الذي ... يريده من كلّ قلب دقيق (4)
إنّي عليه من ضنى جفنه ... ومرض اللّحظ لصبّ شفيق
يفيق أهل السّقم من سقمهم ... وعينه من سقمها ما تفيق
[805] أبو عيسى بن هارون. اسمه: أحمد. ويقال: محمّد. وقد تقدّم خبره (5).
[806] أبو عبد الله، محمّد بن يزداد بن سويد الكاتب المروزيّ. وزير المأمون، حسن البلاغة، كثير [804] كان أديبا فاضلا شاعرا. وله ترجمة في (الأوراق 3/ 9794، والوافي بالوفيات 5/ 143).
[805] كان موصوفا بحسن الصورة، وكمال الظرف، وله أدب وشعر وصنعة في الغناء. وكانت بينه وبين طاهر بن الحسين عداوة، فكان يهجوه، ويرثي الأمين. وأمّ أبي عيسى بربرية. وتوفي سنة 209هـ. انظر له (الوافي بالوفيات 5/ 142141، والأعلام 1/ 65، والأوراق 3/ 9488، والأغاني 10/ 235226).
[806] توفّي المأمون (218هـ)، ومحمد بن يزداد وزير له، وعاش إلى أيّام الواثق، وتوفّي بسرّ من رأى سنة 230هـ. له ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 214213). وانظر (الأعلام 7/ 143). ومن أقواله (التمثيل والمحاضرة ص 147):
«إذا لم تستطع أن تقطع يد عدوّك فقبّلها».
__________
(1) خلوب: مولّدة من الكوفة. وذكر أبو الفرج (الأغاني 10/ 209) أنها كانت جارية لعليّة بنت المهدي، وأنها غنّت الرشيد لحنا من صنع عليّة.
(2) الأبيات في (الأوراق 3/ 9695).
(3) الشادن: ولد الظبية خصوصا. وأشار (كرنكو) إلى وجود (قد) بعد (شادن) وقال: «هنا زيادة (قد) والوزن لا يستقيم بها».
(4) في ك «في الأصل:
لحاظ عينيه بها مأخذ الذي ... يريده من كلّ قلب حبّ رفيق
والتصويب من أشعار أولاد الخلفاء ص 95». هذا، والرواية في (أشعار أولاد الخلفاء): «من كلّ قلب دفيق».
(5) تقدّم خبره في القسم الضائع من الكتاب. ومن شعر أبي عيسى قوله: [من مجزوء الرجز]
قام بقلبي وقعد ... ظبي نفى عنّي الجلد
أسهرني ثمّ رقد ... وما رثى لي من كمد
بدر إذا ازددت هوى ... وذلّة تاه، وصد(1/424)
الأدب، مشهور بقول الشعر. له في المأمون مرثية معروفة. وكان سليمان بن وهب يكتب بين يديه، وكان خاصّا به، ثم اتصل به أن سليمان سعى عليه، فاطّرحه. ولمحمد فيه أشعار، ومن قول محمد بن يزداد (1): [من البسيط]
المرء مثل هلال عند مطلعه ... يبدو ضئيلا، ضعيفا، ثمّ يتّسق
يزداد حتّى إذا ما تمّ أعقبه ... كرّ الجديدين نقصانا، فيمّحق
وله (2): [من الطويل]
فلا تأمننّ الدّهر حرّا ظلمته ... فما ليل حرّ إن ظلمت بنائم
وسمع قول الشاعر (3): [من الطويل]
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فإنّ فساد الرّأي أن يتردّدا
فأضاف إليه:
وإن كنت ذا عزم فأنفذه عاجلا ... فإنّ فساد العزم أن يتفنّدا
وله في جارية، كان يهواها، ويقول فيها الأشعار (4): [من الطويل]
يا من بها أرضى من النّاس كلّهم ... وإن كنت أشكو تيهها، وازورارها
لو انّ الأماني خيّرت فتخيّرت ... على الحسن إنسانا لكنت اختيارها
[807] أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطلب.
شاعر مشهور أديب، كان ينزل قنّسرين من أرض الشام، وله مع المأمون خبر، وبقي إلى أيّام المتوكّل، وجرت بينه وبين أبي تمّام الطائيّ والبحتريّ مخاطبات. وهو القائل يردّ على أبي الأصبغ الحصنيّ فخره، من قصيدة (5): [من السريع]
أنا ابن آل الله من هاشم ... حيث نمى خير وإحسان (6)
من نبعة، منّا نبيّ الهدى ... مورقة، والفرع فينان (7)
[807] شاعر عبّاسي، أدرك المتوكّل (247232هـ). وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 3635، والديارات ص 10).
__________
(1) البيتان في سليمان بن وهب. وهما في (الوافي بالوفيات).
(2) البيت في (الوافي بالوفيات والمستطرف 1/ 337).
(3) البيتان في (المستطرف 1/ 245)، والثاني منهما، ما أضافه محمد بن يزداد في (الوافي بالوفيات).
(4) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(5) أبو الأصبغ الحصني: محمد بن يزيد بن مسلمة الأمويّ. وقد مرّت ترجمته (791). والأبيات في (الوافي بالوفيات).
(6) في الأصل والمطبوع: «وحيث». والصواب بحذف الواو، وبذلك جاءت رواية الوافي بالوفيات.
(7) النبعة: ضرب من الشجر تتخذ منه القسيّ. أراد: من أصل طيّب. وفينان: طويل حسن.(1/425)
بحيث خلفي الرّيح محسورة ... والثّقلان: الإنس والجان
أئمّة، زهر، نجوم الهدى ... بيض على الأيّام، غرّان
وله في وصف القلم (1): [من الطويل]
وأبيض، طاوي الكشح، أخرس، ناطق ... له ذملان في بطون المهارق (2)
إذا استمطرته الكفّ جاد سحابه ... بلا صوت إرعاد، ولا ضوء بارق
كأنّ اللآلي والزّبرجد نظمه ... ونور الأقاحي في بطون الحدائق
كأنّ عليه من دجى اللّيل حلّة ... إذا ما استهلّت مزنه بالصّواعق
إذا ما امتطى غرّ القوافي رأيتها ... مجلّلة، تمضي أمام السّوابق (3)
وله في تشبيه شيئين بشيئين في بيت واحد (4). [من الطويل]
ترى الهام فيها والسّيوف كأنّها ... فراخ القطا، صبّت عليها الأجادل (5)
[808] المعتصم بالله، أبو إسحاق، محمّد بن هارون، الرّشيد بن محمّد بن المنصور.
يقول (6): [من الرمل]
قرّب النّحّام، واعجل، يا غلام ... واطرح السّرج عليه واللّجام (7)
أعلم الأتراك أنّي خائض ... لجّة الموت، فمن شاء أقام (8)
وله (9): [من مجزوء الرمل]
لم يزل بابك حتّى ... صار للعالم عبره (10)
[808] خليفة عبّاسيّ، بويع بالخلافة سن 218هـ، وهو فاتح عمورية وباني سرّ من رأى. توفي سنة 227هـ. له ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 141139).
__________
(1) الأبيات في (الوافي بالوفيات) وعدا الرابع والخامس في (عيون الأخبار 1/ 49).
(2) في (عيون الأخبار): «وأسمر». وهذا أجود. وطاوي الكشح: ضامر البطن. والمهارق: الصحف البيضاء.
(3) في ف «مجلّية». وفيه: «في الأصل: محللة» وما أثبت يوافق ما جاء في ك. والوافي بالوفيات.
(4) البيت في (الوافي بالوفيات).
(5) الأجادل: الصقور. جمع الأجدل.
(6) البيتان في (الوافي بالوفيات). وهما للسليك بن السلكة. انظر (ديوان السليك ص 93).
(7) في ك «روى ابن الكلبي هذا البيت مع آخر لسليك بن السلكة. انظر كتابه في الخيل ص 20». هذا، والبيت في (أنساب الخيل لابن الكلبي ص 61).
(8) في (ديوان السليك): «واخبر الفتيان».
(9) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(10) بابك الخرّمي، ثار على الدولة العبّاسية عشرين سنة، وقتل سنة 223هـ. في خلافة المعتصم الذي أمر أن يشهر ببابك قبل قتله، فحمل على فيل ليراه الناس. انظر (تاريخ الطبري 9/ 5452).(1/426)
ركب الفيل فمن ير ... كب فيلا فهو شهره
[809] محمّد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة، الزّيّات. يكنى أبا جعفر. أصله من أهل قرية دسكرة جبّل، من النّهروان الأسفل. وكان أبوه من وجوه تجّار الكرخ ببغداد ومياسيرهم، وكان محمّد أديبا شاعرا. ولم يكن له حظّ في الكتابة، وكان إليه في أيّام المعتصم تفقّد الدّار، والإشراف على المطبخ، فقلّده المعتصم الوزارة بعد أحمد بن عمّار، فبقي متقلّدها إلى آخر أيامه، وأقرّه الواثق عليها مدّة أيّامه. فلمّا تقلّد المتوكّل أقرّه نحوا من أربعين يوما، ثمّ نكبه، وقتله، وذلك في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين (1). وهو القائل (2): [من الرجز]
نحن بنو الغرّ المحجّلينا ... الأعجميّين المتوّجينا (3)
لنا الفروسيّة ما بقينا ... بها خلقنا، وبها سمينا
وله (4): [من الهزج]
فقد أختلس الطّعن ... ة بين الرّأي والوهم (5)
كجيب الثّاكل الوال ... هـ، أو حاشية الهدم (6)
وأغشى القوم بالقوم ... وأغشى الدّهم بالدّهم (7)
وأحميهم، وإن غبت ... حموا أنفسهم باسمي
وله (8): [من الطويل]
تمكّنت من نفسي، فأزمعت قتلها ... على غير عمد منك، والرّوح تذهب (9)
[809] يعرف بابن الزيات. وكان من العقلاء الدهاة. وفي سيرته قوّة وحزم. وله ديوان شعر مطبوع، فيه مقدّمة من إنشاء جميل سعيد. انظر (ديوان الزيات ص أج). وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 3432، والعصر العبّاسي الأول ص 564559، والأعلام 6/ 248). ولجميل سعيد (محمد بن عبد الملك الزيات: الوزير، الكاتب، الشاعر). انظر المكتبة الشعرية ص 124123).
__________
(1) في الهامش: «ويروى أنّ المتوكّل صنع تنورا من الحديد، وأمر أن يلقى فيه، وهو محمّى، وجعل يقول: ارحموني.
ارحموني، فيردّون عليه بما كان يقوله في وزارته: إنّ الرحمة لين وخور في الطبيعة. وكان يقول: ما رحمت أحدا قطّ».
(2) لم أقف على البيتين في ديوانه.
(3) في ف «الأعجمين». تصحيف.
(4) الأبيات من قصيدة له. انظر (ديوان الزيّات ص 65).
(5) اختلس الطعنة: استلبها في مخاتلة وسرعة.
(6) العدم: الثوب الخلق، المرقّع البالي.
(7) الدّهم: السّود من الخيل.
(8) لم أقف على البيتين في ديوانه. والبيت الثاني من قصيدة لمجنون ليلى في (ديوان مجنون ليلى ص 16).
(9) في ك «قتلي». وفي هامش ف «في الأصل: قبلي. ولعلّها: قلبي قتله».(1/427)
كعصفورة في كفّ طفل يسومها ... ورود حياض الموت، والطّفل يلعب
وله (1): [من مخلع البسيط]
وعائب عابني بشيبي ... لم يعد لمّا ألمّ وقته
فقلت إذ عابني بشيبي: ... يا عائب الشّيب، لا بلغته
[810] محمّد بن حماد، كاتب راشد، أبو عيسى. قال للحسن بن وهب (2)، وكان الحسن يهوى جاريته: بنات، المغنية (3): [من البسيط]
أبا عليّ، أضعت الرّأي في رجل ... بدأته منعما بالطّول والمنن (4)
حتّى إذا ما اقتضى بالشّكر عادته ... أسلمته لعوادي الدّهر والمحن
وديعة لي عند الدّهر خاس بها ... فلست منتصفا فيها من الزّمن
[811] محمّد بن معروف البغداديّ. كان حسن الوجه، حسن الإنشاد، وهاجى ابن أبي حكيم، فأفحمه، فاستعدى عليه ابن أبي حكيم محمّد بن إسحاق بن إبراهيم المصعبيّ وهو شاعره فحبس محمدا مدّة من ولاية أبيه إسحاق، وولايته، وولاية عبد الله بن إسحاق في سجن الجرام، وذلك نحو من ثماني سنين، فناله في السّجن ضرّ شديد، فعاهد الله ألّا ينطق بشيء من الشّعر، فأخرجه محمّد بن عبد الله بن طاهر. وقال عليّ بن العبّاس الروميّ: رأيت ابن معروف، وقد شاخ، وعاد إلى قول الشعر، وجرت بين محمّد والحسن بن وهب مكاتبات بالأشعار كثيرة، وكانا يتنادمان ويتوانسان، فلمّا حبس الواثق سليمان بن وهب واحتبس معه أخوه الحسن حتّى أدّى المال (5). وكان ابن معروف ملازما لهما، فتأخّر عنهما يوما، فكتب إلى الحسن (6): [من الوافر]
[810] شاعر وأديب، من شعراء القرن الثالث الهجري. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 303، والوافي بالوفيات 3/ 23).
[811] شاعر عبّاسيّ، توفي بعد سنة 229هـ. وله خبر في (الأغاني 23/ 117).
__________
(1) البيتان في (الأغاني 23/ 60). ولم أقف عليهما في ديوانه.
(2) الحسن بن وهب: كاتب وشاعر عبّاسيّ، مات نحو سنة 250هـ. انظر (الأعلام 2/ 226).
(3) في الهامش: «أنشد المرزبانيّ هذه الأبيات للحسن بن وهب حين ذكره، قالها في بنات، جارية كاتب راشد، وعتب عليها». وفي المطبوع (فرّاج): «نبات». وهي: بنات. ولها في (الأغاني 9/ 265و 23/ 107، 118، 122، 125) أخبار متصلة بمحمّد بن حمّاد.
(4) الطّول: العطاء والفضل.
(5) كان ذلك عام 229هـ. وقد أخذ منه الواثق بالله أربعمائة ألف دينار. انظر (تاريخ الطبري 9/ 125).
(6) البيتان في (الأغاني 23/ 117).(1/428)
وقيتك كلّ مكروه بنفسي ... وبالأدنين من أهلي وجنسي
أتأذن في التّخلّف عنك يومي ... على أن ليس غيرك لي بأنس
فأجابه الحسن (1): [من الوافر]
أقم، لا زلت تصبح في سرور ... وفي نعم مواصلة، وتمسي
فمالي راحة في كلّ خلّ ... أراه اليوم محبوسا بحبسي
[812] محمّد بن الحسن بن شعيب الكاتب، المدائنيّ. معتصمي، صاحب مقطّعات. يقول:
[من الطويل]
فتى كغرار السّيف لاقى منيّة ... وأيدي المنايا جمّة الخلجان (2)
فمات، وأبقى من تراث عطائه ... كما أبقت الأنواء للحيوان (3)
وله في غلام التحى: [من المنسرح]
قد صنع الشّعر بالخدود كما ... تصنع هوج الرّياح بالدّمن
كم عطف الشّعر بالسّواد على ... خدّ مليح، ومنظر حسن
[813] محمّد بن مخلد بن قيراط، الكاتب. المدائنيّ. معتصميّ. كان من أحذق الناس بإخراج المعمّى (4)، وهو القائل (5): [من مجزوء الكامل]
تخطي النّفوس على العيا ... ن، وقد تصيب على المظنّه
كم من مضيق بالفضا ... ء، ومخرج تحت الأسنّه
ومثله لابن وهيب (6): [من الطويل]
ويا ربّما ضاق الفضاء بأهله ... وأمكن من بين الأسنّة مخرج
[812] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام الخليفة المعتصم بالله (227218هـ).
[813] شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام الخليفة المعتصم بالله (227218هـ) وله ترجمة في (الورقة ص 127126).
__________
(1) البيتان في (الأغاني 23/ 117).
(2) غرار السيف: حدّه. وجمّة الخلجان: كثيرة الاضطراب والحركة.
(3) الأنواء: الأمطار الشديدة.
(4) المعمّى: هو تضمين اسم الحبيب أو شيء آخر في بيت شعر، إمّا بتصحيف أو قلب أو حساب. انظر (التعريفات ص 285). وفي ك «المعنى». تصحيف. وانظر (الورقة ص 127).
(5) البيتان في (الورقة).
(6) البيت في (عيون الأخبار 1/ 289)، ومن قصيدة لمحمّد بن وهيب الحميري في (الأغاني 19/ 10099). ونسب لغيره. انظر (الورقة ص 127، الحاشية).(1/429)
[814] أبو نهشل، محمّد بن حميد، وأبو نصر، محمّد، وأبو عبد الله، محمّد، بنو حميد بن عبد الحميد الطّائيّ الطوسيّ القائد. وهم شعراء أدباء. ولأبي نهشل في نوح بن عمرو بن حويّ (1)، يعاتبه (2): [من الوافر]
عدلت عن الرّحاب إلى المضيق ... وزرت البيت من غير الطّريق
تجود بفضل عفوك للأقاصي ... وتمنعه من الخلّ الشّفيق
تقدّم سوء ظنّك لي، وتنسى ... محافظتي على تلك الحقوق
أما والرّاقصات بذات عرق ... وربّ الرّكن، والبيت العتيق (3)
لقد أطلعت لي تهما أراها ... ستحملني على مضض العقوق
وأحسبها هنا عتبا وسخطا ... ولست لسخط عبدك بالمطيق
وله: [من المتقارب]
مجامر آل حميد السّيوف ... وطيبهم صدأ المغفر (4)
تخالهم الأسد في غابة ... لدى كلّ حادثة، تنكر (5)
ولمحمّد بن حميد المقتول (6): [من الطويل]
فتى يتّقي أن يخدش الذّمّ عرضه ... ولا يتّقي حدّ السّيوف البواتر
يكون إلى المعروف أوّل سابق ... وليس إذا فرّ الورى بمبادر
[815] أبو حشيشة الطّنبوريّ. اسمه: محمّد بن عليّ بن أميّة بن أبي أميّة، الكاتب (7)، وكنيته أبو حشيشة لقب، وصفه مخارق للمأمون، وهو بدمشق، فخرج إليه، وهو حدث، وغنّاه، [814] أشهرهم محمد بن حميد، قائد المأمون. ولاه محاربة الثائرين عليه سنة 211هـ، وقتله أصحاب بابك الخرّميّ سنة 214هـ. وللشعراء فيه مراث كثيرة. انظر (المحمّدون من الشعراء 309308، والأعلام 6/ 110).
[815] شاعر وموسيقي. كان يقول الشعر، ويلحّنه، ويغنّي به. توفي نحو سنة 250هـ. انظر (الأعلام 6/ 272). وله أخبار في (الأغاني 23/ 9181، والوافي بالوفيات 4/ 112، والديارات ص 19، 3029).
__________
(1) نوح بن عمرو بن حويّ له رواية في (تاريخ الطبري 7/ 245، 247). وكان حيّا سنة 252أو بعدها.
(2) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء).
(3) في الأصل: «وركب الركن». تصحيف. وذات عرق: موضع معروف من منازل الحاج، يحرم أهل العراق بالحجّ منه. والراقصات الإبل التي تسرع في مشيها.
(4) المجامر: جمع المجمر. وهو أداة يحرق فيها الجمر مع البخور. المغفر: زرد ينسج على قدر الرأس.
(5) في ف «حادث منكر». تصحيف، اختل به الوزن العروضي.
(6) قتل سنة 214في محاربة بابك الخرّميّ. (كرنكو).
(7) في الهامش: «محمد بن أحمد، ومحمد بن أميّة تقدم ذكرهما».(1/430)
ولم يزل يغني واحدا بعد واحد إلى خلافة المستعين، وأحسبه تجاوز ذلك، ومدح المتوكّل فمن بعده. وله في المستعين، وله فيه صنعة (1): [من الكامل]
إنّ الإمام المستعين بربّه ... غيث يعمّ الأرض بالبركات
وله في ابن يزداد من أبيات (2): [من الكامل]
وأخصّ منك، وقد عرفت محبّتي ... بالصّدّ والإعراض والهجران
وإذا شكوتك لم أجد لي مسعدا ... ورميت فيما قلت بالبهتان
[816] محمّد بن القاسم الدّمشقيّ، أبو العبّاس. لمّا قدم أبو دلف (3) بغداد في أيّام المعتصم أنشده محمّد بن القاسم: [من الطويل]
تحدّر ماء الجود من صلب آدم ... فأنبته الرّحمن في صلب قاسم
أمير ترى صولاته في بدوره ... معادلة صولاته في الملاحم (4)
وله (5): [من الخفيف]
يا بياض المشيب، سوّدت وجهي ... عند بيض الوجوه، سود القرون (6)
فلعمري، لأفجئنّك جهدي ... عن عياني، وعن عيان العيون (7)
ولعمري، لأمنعنّك أن تض ... حك في رأس عابس محزون
بخضاب، فيه ابيضاض لوجهي ... وسواد لوجهك الملعون
[817] محمّد بن سلامة بن أبي زرعة الدّمشقيّ الكنانيّ. شاعر محسن، وهو وديك الجنّ شاعر الشام. وقال ابن أبي طاهر: اسمه المعلّى، والأوّل أثبت، وهو القائل لأبي الجهم بن سيف الكاتب (8): [من المتقارب]
[816] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ. كان في أيام المعتصم (227218هـ).
[817] شاعر عبّاسيّ، يشير سياق ترجمته إلى أنّه توفي نحو سنة 235هـ. وانظر لترجمته (المحمدون من الشعراء ص 477476، وخاص الخاص ص 92، والوافي بالوفيات 3/ 116).
__________
(1) البيت في (الوافي بالوفيات).
(2) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(3) أبو دلف العجلي، القاسم بن عيسى، قائد شجاع، وأمير جواد، وشاعر وأديب مؤلف، وعالم بصناعة الغناء.
توفي سنة 226هـ.
(4) الملاحم: المعارك التي يكثر فيها القتل.
(5) الأبيات لابن الرومي في (ديوان ابن الرومي 6/ 542541، وزهر الآداب ص 405).
(6) سود القرون: سود الذوائب.
(7) لعلّ الرواية (لأخفينّك)، وبها يستقيم المعنى، وهي رواية ديوان ابن الرومي.
(8) الأبيات في (المحمدون من الشعراء) مع رابع.(1/431)
ولكن أبو الجهم إن جئته ... لهيفا حجبت عن الحاجب
وإن جئته راغبا، مادحا ... رجعت بجائزة الخائب
وليس بذي موعد صادق ... ويبخل بالوعد والكاتب (1)
وله (2): [من الكامل]
إنّ القّوافي عنك أخّر إذنها ... وأظنّها ستعود لا تستأذن (3)
وإخالها تأبى، وتأنف أن ترى ... مستنفرا جأشي، وجأشك ساكن
لا يؤنسنّك أن تراني ضاحكا ... كم ضحكة فيها عبوس كامن
وله (4): [من الكامل]
أدنيت من قبل السّؤال وبعده ... أقصيت، هل يرضى بذا من يفهم؟
وإذا رأيت من الكريم غضاضة ... فإليه من إخلاقه أتظلّم (5)
[818] أبو محلّم الرّاوية التّميميّ السّعديّ. اسمه: محمّد بن هشام (6). أعرابيّ، كان أحفظ النّاس للعلم، وأذكاهم فيه. وكان يهاجي أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب وأباه. ومن قوله في إبراهيم (7): [من الطويل]
تصيخ لكسرى حين تسمع ذكره ... بصمّاء عن ذكر النّبيّ، صدوف (8)
وتغرق في إطراء كسرى ورهطه ... وما أنت من أعلاجهم بشريف
وله في عفيّ، أبي البهلول: [من الوافر]
وفي خزّ يجرّره عفيّ ... نذيرة خسف أرض، أو قيامه (9)
[818] ولد بالأهواز، ورحل إلى مكّة والبصرة والكوفة، وأقام في بادية العراق مدّة. كان من أحفظ زمانه للشعر ووقائع العرب. قال الشعر، وصنّف بعض الكتب، وتوفي سنة 245هـ. انظر (الوافي بالوفيات 5/ 167166، والأعلام 7/ 131).
__________
(1) في الهامش: «في نسخة أخرى: ويبخل بالموعد الكاذب».
(2) الأبيات في (المحمدون من الشعراء والوافي بالوفيات).
(3) في الأصل والمطبوع: «إنّ التواني». تصحيف. والتصويب من المصدرين السابقين.
(4) البيتان في (المحمدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(5) في ف: «أخلافه». وفي (المحمّدون من الشعراء): «أخلاقه».
(6) في ك «هاشم». وقد اختلف في اسم أبيه.
(7) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(8) الصدوف: المعرض عن الشيء.
(9) في ك «وفي خبز». تصحيف.(1/432)
وقد نبّئت أنّ به حلاقا ... وما خفت الحلاق على اليمامه (1)
وله (2): [من الكامل]
إنّي أجلّ ثرى، حللت به ... من أن أرى بسراه مكتئبا (3)
ما غاض دمعي عند نازلة ... إلّا جعلتك للبكا سببا
فإذا ذكرتك سامحتك به ... منّي الجفون، ففاض، وانسكبا
وقد رويت لمعقل بن عيسى، أخي أبي دلف، وقد تقدم (4).
[819] محمّد بن الحسن بن مصعب. نسيب إسحاق بن إبراهيم المصعبيّ (5)، أحد الأدباء، العلماء بالألحان. ونشأ بخراسان، ثم قدم العراق، وكان إسحاق بن إبراهيم يكرمه من بين أهله، ويعظّمه. ولإسحاق بن إبراهيم الموصليّ معه أخبار في أمر الغناء. ومحمد بن الحسن هو القائل (6): [من الكامل]
أعرضت عند وداعنا لفراقكم ... وصددت ساعة لا يكون صدود
يا ليت شعري، هل حفظت على النّوى ... عهدي، وعهد أخي الحفاظ شديد؟
[820] محمّد بن حمّاد بن شبابة. بغداديّ. يقول لسهل بن صاعد (7): [من الطويل]
[819] شاعر عبّاسي، من شعراء القرن الثالث الهجري. كان صاحب صنعة في الغناء، وله ترجمة في (المحمدون من الشعراء ص 310، والوافي بالوفيات 2/ 336).
[820] شاعر عبّاسيّ، يدل سياق ترجمته على أنه من شعراء القرن الثاني الهجري، وربّما أدرك الثالث، وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 312، والوافي بالوفيات 3/ 23).
__________
(1) الحلاق: صفة سوء. والحلاق من الأتان: أن لا تشبع من السفاد، ولا تعلق منه. ويمامة كلّ شيء: قطنه، أي: أسفل ظهره. أراد الذّكر.
(2) الأبيات عدا الأول في (الوافي بالوفيات).
(3) في ف «بثراه»، وفي الأصل، وك «بسراه». وهو الصواب. والسّرى: نصال صغار، يرمى بها الهدف. واستعار بعضهم السرى للدواهي، والحروب والهموم.
(4) معقل بن عيسى: له ذكر في (الأغاني 21/ 106104). وكان في زمن المعتصم (227218هـ) ومدحه. وقد تقدّم ذكر أبي دلف لا ذكر معقل. وربما تكون ترجمة معقل ممّا ضاع من الكتاب.
(5) في ك «نسبه إسحاق» وفي ف «ينتسب لإسحاق». والتصويب من (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
وإسحاق بن إبراهيم المصعبي، أبو الحسن كان صاحب شرطة المأمون، والمعتصم والواثق والمتوكّل. توفي سنة 235هـ.
(6) البيتان في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(7) سهل بن صاعد من رجال هارون الرشيد، وحضر وفاته سنة 193هـ، وله خبر في بداية الفتنة بين الأمين والمأمون.
انظر (تاريخ الطبري 7/ 344، 371). والبيتان في (المحمّدون من الشعراء).(1/433)
أجارتنا، بان الفراق، فأبشري ... فما العيش إلّا أن يبين خليط (1)
أعاتبه في عرضه ليصونه ... ولا علم لي أنّ الأمير لقيط
[821] محمّد بن عليّ بن رزين الواسطي. معتصميّ. يقول الشعر، وهو القائل لحسن بن وهب (2)، وقد افتصد: [من مجزوء الوافر]
أراق الفصد خير دم ... دم الأذهان والفهم
وما أهدى الحذار إلى ... دواة الملك والقلم
لقد أضحى الطبيب غدا ... ة فصدك طيّب النّسم
وراح وفي حديدته ... دم المعروف والكرم
[822] محمّد بن حازم الباهليّ. أبو جعفر، مولى لباهلة. يقول المقطّعات فيحسن، وهو القائل (3): [من البسيط]
يا راقد اللّيل مسرورا بأوّله ... إنّ الحوادث قد يطرقن أسحارا
وكان هجّاء لمحمّد بن حميد الطّوسيّ. وعاتبه يحيى بن أكثم على اختصاره الشعر، فقال (4):
[من الوافر]
أبى لي أن أطيل الشّعر قصدي ... إلى المعنى، وعلمي بالصّواب
وإيجازي بمختصر قريب ... حذفت به الفضول مع الجواب (5)
فأبعثهنّ أربعة، وستّا ... مثقّفة بألفاظ عذاب (6)
خوالد ما حدا ليل نهارا ... وما حسن الصّبا بأخي التّصابي
وهنّ إذا وسمت بهنّ قوما ... كأطواق الحمائم في الرّقاب
وهنّ، إذا أقمت، مسافرات ... تهاداها الرّواة مع الرّكاب
[821] شاعر عبّاسيّ، كان في زمن المعتصم (227218هـ).
[822] شاعر عبّاسيّ. له ترجمة وافية بقلم د. محمد خير البقاعي، مهد فيها لديوانه المجموع، وذهب فيها إلى أنه ولد سنة 160هـ، وتوفي سنة 215هـ تقريبا. انظر (ديوان الباهلي: محمد بن حازم الباهلي ص 157)، كما سبق لشاكر العاشور أن جمعه. انظر (المكتبة الشعرية ص 103102).
__________
(1) الخليط: الجار.
(2) الحسن بن وهب: كاتب وشاعر، توفي سنة 250هـ.
(3) البيت في (ديوان الباهلي ص 56).
(4) الأبيات في (ديوان الباهليّ ص 24).
(5) في ك «حذفته للفضول». تصحيف.
(6) أراد: أبعثهن أربعة أبيات، وستة أبيات، وحذف تاء ستة للضرورة.(1/434)
وله (1): [من الطويل]
لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنّني ... إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
ولي فرس بالحلم للحلم ملجم ... ولي فرس بالجهل للجهل مسرج
فمن رام تقويمي فإنّي مقوّم ... ومن رام تعويجي فإنّي معوّج
[823] محمّد بن مهديّ العكبريّ، أبو جعفر. كان خبيث اللسان، هجّاء للكتّاب. يقول للحسن بن وهب (2): [من الوافر]
وسائلة عن الحسن بن وهب ... وعمّا فيه من حسب وخير (3)
فقلت: هو المهذّب غير أنّي ... أراه كثير إسبال السّتور
وأكثر ما يغنّيه فتاه ... رشيق، حين يخلو بالسّرور: (4)
(فلولا الرّيح أسمع أهل حجر ... صليل البيض تقرع بالذّكور) (5)
هذا البيت لمهلهل بن ربيعة (6). وله (7): [من السريع]
هديّتي تقصر عن همّتي ... وهمّتي تقصر عن حالي
وخالص الورد، ومحض الثّنا ... أحسن ما يهديه أمثالي (8)
[824] محمّد بن إدريس الطائيّ. يقول في أبي عبد الله، الحسين بن طاهر بن الحسين (9)، وبلغه أنّه وجد علّة (10): [من البسيط]
[823] من شعراء القرن الثالث الهجريّ. كان حيّا سنة 250هـ. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 81).
[824] له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 204203، والوافي بالوفيات 2/ 181).
__________
(1) نسبت الأبيات إلى محمّد بن وهيب، وإلى صالح بن جناح اللخمي، وإلى علي بن أبي طالب أيضا. ورجّح د. محمّد خير البقاعي نسبتها إلى محمّد بن حازم الباهليّ. انظر (ديوان الباهلي ص 43).
(2) توفّي الحسن بن وهب سنة 250هـ. والأبيات في (الوافي بالوفيات)، وهي في (زهر الآداب ص 234) غير منسوبة.
(3) الخير: الكرم والشرف والأصل.
(4) رشيق: اسم علم.
(5) الصليل: صوت وقع الحديد بعضه على بعض. والذكور: السيوف.
(6) مرّ البيت في ترجمة المهلهل (203).
(7) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(8) في الهامش: «في نسخة أخرى: الودّ». وهو أشبه بالصواب. (كرنكو).
(9) هو الملقّب بأمين الأمناء، وزر للحاكم بأمر الله الفاطمي، وقتله الحاكم سنة 405هـ.
(10) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء) والأول والثاني في (الوافي بالوفيات).(1/435)
ما برء جسمك إلّا علّة العدم ... ولا اعتلالك إلّا علّة الكرم
بنا، ولا بك، خطب الدّهر، إنّ ندى ... بنان كفّك فينا عصمة الهمم
أبشر، فلله في جسم الفتى أرب ... ما أمكن الله منه جمرة الألم
يجلوك للعفو من سخط الذّنوب كما ... تجلى لحرب شباة الصّارم الخذم (1)
وله (2): [من الكامل]
ليث إذا أبكى شبا أسيافه ... أضحكن مفرق رأس كلّ عتيد
وكأنّما آراؤه تحت الوغى ... وشبا القنا اشتقّت من التّأييد (3)
وإذا دجت حرب أضاء لوجهه ... صبح من التّوفيق والتّسديد (4)
[825] محمّد بن إسماعيل المدنيّ (5)، أبو عليّ. معتصميّ. كان يصحب غلاما يقال له باذنجانة، فقال نصيب بن وهب المدنيّ، يمازحه (6): [من الخفيف]
كلف، مغرم بباذنجانه ... قد ثنى صبوة إليه عنانه
كلّ يوم له هوى مستفاد ... هو منه في ذلّة واستكانه
أو ما في المشيب، والصّلع الفا ... حش شغل عن الصّبا والمجانه (7)
فأجابه محمّد (8): [من الخفيف]
لا تلمني فإنّ باذنجانه ... بذّ في الحسن عندنا أقرانه
حسن الشّكل، مدعم القدّ، حلو ... يتثنّى تثنّي الخيزرانه
لو يراه الذي يفنّد فيه ... لم يعب مغرما به، وأعانه
إن يك أصلع، علاه مشيب ... فأراه الرّشاد حين استبانه (9)
[825] شاعر عبّاسيّ، كان في زمان المعتصم بالله (227218هـ). وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 177176، والوافي بالوفيات 2/ 205).
__________
(1) شباة الصارم: حدّ السيف القاطع. والخذم: السريع القطع.
(2) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(3) في ك «استيقت». تصحيف. والشبا: جمع الشباة. وهي من كلّ شيء حدّ طرفه.
(4) في الأصل: «صبحا من». والصواب ما أثبت.
(5) نسبته في (المحمّدون من الشعراء): المدائني.
(6) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(7) في الأصل: «عن الصبا مجانه» والوافي بالوفيات «لمجانه». والتصويب من ف.
(8) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء) غير منسوبة لسقط في الأصل، وهي في (الوافي بالوفيات).
(9) في ف (مشيب).(1/436)
إنّ تحت الكسا لظرف فتيّ ... ذي اختيال، وجنّة فينانه (1)
قد سقاه الهوى بكأس التّصابي ... فجرى جامحا، يجرّ عنانه
وله يعاتب نصيب بن وهب (2): [من الهزج]
عذيري من أخ كنت ... على النّاس به أفخر (3)
زكت أغصانه إذ طا ... ب منه الأصل والعنصر (4)
فتى كان كصفر الما ... ء للإخوان لا يكدر
قليلا ثمّ أبدى مل ... لة من حيث لا أشعر (5)
جفاني بعد أن كان ... خليلي والذي أوثر
فأضحى معرضا، يطوي ... من الحبّ الذي أنشر
إذا ما زرت مشتاقا ... فربع دارس مقفر
وفي الصّمت عن الأخبا ... ر إخبار لمن فكّر
وأجابه نصيب عنها بأبيات.
[826] الجمّاز. واسمه محمّد بن عمرو بن حمّاد بن عطاء بن يسار. وقيل: ابن ياسر. مولى أبي بكر الصّديق، رضي الله عنه، وقيل: هو محمّد بن عبد الله بن عمرو بن حمّاد، يكنى أبا عبد الله. وسلم بن عمرو الخاسر، الشّاعر عمّ الجمّاز. وقيل: هو ابن خالة سلم (6). وهو بصريّ [826] من شعراء القرن الثالث للهجرة. توفّي سنة 242هـ. له ترجمة في (وفيات الأعيان 7/ 70). وأخباره كثيرة في كتب الأدب. انظر (الأغاني فهرس الأعلام 26/ 130، وطبقات الشعراء ص 374373، والوافي بالوفيات 4/ 293291). وجاء في الهامش: «قال التاريخيّ، أبو بكر، محمّد بن يحيى في تاريخ الهجر بن محمّد بن يوسف بن سعنة بن أبي السكيت: توفّي أبو عبد الله محمّد بن عمرو بن عطاء بن ياسر الجمّاز، مولى أبي بكر الصدّيق سنة اثنتين وأربعين ومائتين وله تسع وتسعون سنة. قال أبو عبيدة، معمر بن المثنى: يزيد التيميّ مولى لرهط أبي بكر الصدّيق».
__________
(1) في ك «الكسا ظرف فتى ذو اختيال وجهه». تصحيف. والكسا: مقصور الكساء. وهو الثوب. والفينان: ذو الأفنان. يقال: شعر فينان، وشجر فينان: طويل حسن.
(2) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء).
(3) عذيري من أخ: هات عذرا فيما فعل.
(4) العنصر: الأصل والحسب.
(5) في ك «فرحت لا أشعر». تصحيف.
(6) سلم (سالم) الخاسر: شاعر عبّاسي، واسمه عمرو بن حماد بن عطاء بن ياسر. توفي سنة 186هـ. انظر (وفيات الأعيان 2/ 352350). وهو ابن عمّ الجماز محمد بن عمرو، وهو عمّه إذا كان الجماز هو محمّد بن عبد الله بن عمرو. وذلك لا يمنع أن يكون الجماز ابن خالة سلم الخاسر. وقيل: هو ابن أخت سلم الخاسر. انظر (وفيات الأعيان 7/ 70).(1/437)
صاحب مقطّعات. ولم يكن له إطالة، وكان ماجنا خبيث اللسان، وكان يقول: إنّه أكبر سنّا من أبي نواس (1). وأدخل على المتوكل، فأنشده: [من مجزوء الرمل]
ليس لي ذنب إلى الشّي ... عة إلّا خلّتين
حبّ عثمان بن عفّا ... ن وحبّ العمرين (2)
وكان يرمى بالنّصب (3)، وهاجى عبد الصّمد بن المعذل. وللجاحظ فيه (4): [من مجزوء الرمل]
نسب الجمّاز مقصو ... ر، إليه منتهاه
يتحامى من أبي الجم ... ماز عنه كاتباه
ليس يدري من أبو الجم ... ماز إلّا من رآه
فأجابه الجمّاز: [من مجزوء الخفيف]
يا فتى، نفسه إلى ... [ملّة] الكفر تائقه (5)
لك في الفضل والتزه ... هد والنّسك سابقه
فدع الكفر جانبا ... يا دعيّ الزّنادقه
[827] السّدريّ، أبو نبقة، محمّد بن هشام بن أبي خميصة (6). مولى لبني عوال (7)، فاشترى المتوكّل ولاءه بثلاثين ألف درهم. وكان يصحب الجمّاز وعبد الصّمد بن المعذّل والجاحظ وأدباء البصرة. ذكر عبد الله بن شبيب أنّه كان مع السّدريّ، فصار إلى باب رجل من وجوه [827] من شعراء القرن الثالث للهجرة. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 167).
__________
(1) في الهامش: «قال ابن ماكولا: وابن أذين نديم لأبي نواس، وفيه يقول: [من مجزوء الرمل]
اسقني، وابن أذين ... من سلاف الزّرجون
انتهى. وأذين اسم أمّ الجمّاز. وهو محمّد بن عبد الله البصريّ. قاله الشاطبيّ. وقال أبو الفتح بن جنّي في كتاب (من عرف بأمّه). وقال: محمّد بن أذين الذي يقول له أبو نواس: اسقني وابن أذين، هو الجمّاز». أقول: والبيت في ديوان أبي نواس ص 70) استهل به إحدى قصائده. والسّلاف: روح الخمر. والزّرجون: من أسمائها. وهي كلمة فارسية، معناها: الشراب الذهبي.
(2) العمران: أبو بكر الصّديق، وعمر بن الخطّاب.
(3) النواصب: قوم يتديّنون ببغضة عليّ بن أبي طالب.
(4) الأبيات في (الأغاني 13/ 263) مع آخر منسوبة لعبد الصّمد بن المعذّل، المتوفى في حدود سنة 240هـ. انظر (الأعلام 4/ 11). وفي الهامش: «هذه الأبيات نسبها المرزبانيّ قبل لأحمد بن إسحاق الخاركيّ». وذلك في الضائع من الكتاب.
(5) في الأصل: «إلى الكفر». والإضافة من المطبوع (فرّاج).
(6) في ك: «خميضة». تصحيف. وفي (الوافي بالوفيات): «حميضة».
(7) بنو عوال: من بني سعد بن ثعلبة بن ذبيان، من غطفان. انظر (الاشتقاق ص 285).(1/438)
أهل البصرة، فأبطأ إذنه قليلا. فقال السّدريّ (1): [من الطويل]
سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى حتى يخفّ قليلا
إذا لم أجد يوما إلى الإذن سلّما ... وجدت إلى ترك المجيء سبيلا
وله: [من الطويل]
لعمركما، يا صاحبيّ، لئن بدت ... لنا ظلم في دور آل زياد (2)
لقد أظلمت أحسابهم قبل ما ترى ... على النّاس، واسودّت بكلّ بلاد
[828] الأخيطل. وهو محمّد بن عبد الله بن شعيب (3)، مولى بني مخزوم. ويكنى أبا بكر.
من أهل الأهواز، قدم بغداد، ومدح محمّد بن عبد الله بن طاهر. وهو ظريف، مليح الشّعر، يسلك طريق أبي تمّام، ويحذو حذوه. وكان يهاجي الحمدونيّ، وهو القائل (4): [من البسيط]
أسمعت أذن رجائي نغمة النّعم ... فأرعني أذنا أمدحك في كلمي (5)
رياض شعر، إذا ما الفكر أمطرها ... فهما، تروّى لها لبّ الفتى الفهم (6)
فما اقتراب الهوى من عاشق، دنف ... ألذّ من ماء شعر، جال في كرم
وله في وصف مصلوب (7): [من البسيط]
كأنّه عاشق قد مدّ صفحته ... يوم الفراق إلى توديع مرتحل
أو قائم من نعاس، فيه لوثته ... مواصل لتمطّيه من الكسل
ولد في الشقائق (8): [من البسيط]
[828] شاعر عبّاسيّ، عرف ببرقوقا، وعاش في القرن الثالث للهجرة. له ترجمة في (الوافي بالوفيات 3/ 308307) وله أخبار وأشعار في (طبقات الشعراء ص 412411، والأنس والعرس ص 272271، 438، وتاريخ بغداد 5/ 422). هذا، وأشير في (المكتبة الشعرية ص 144) إلى أن هلال ناجي قد جمع شعره.
__________
(1) البيتان فيهما تنازع بين أبي العميثل، وأبي تمّام، ومحمّد بن عمران، وأبي العبّاس أحمد بن يحيى، وممويه، وأبي نبقة محمد بن هشام. انظر (طبقات الشعراء ص 498). وهما من أربعة في (بهجة المجالس 1/ 271) لمحمود الورّاق.
(2) دور آل زياد: يريد دور بني زياد بن أبيه في البصرة، وزياد تولّى امر العراق لمعاوية بن أبي سفيان، ثم تولّى ذلك بعض أبنائه. وقد عرفوا بقسوتهم على شيعة الإمام عليّ بن أبي طالب.
(3) في ك «شعب». تصحيف.
(4) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(5) في الأصل: «أمر حبك». (فرّاج)، وفي ك «أرحبك»، وفي (الوافي بالوفيات) «أمرحك». وكلّ ذلك تصحيف.
والصواب ما أثبت وهو في ف.
(6) في ك «ريحان شعر».
(7) البيتان في (طبقات الشعراء، والوافي بالوفيات) ويقول ابن المعتزّ عنهما: «وله البيت العجيب في تشبيه المصلوب الذي ليس لأحد مثله».
(8) البيتان في (الوافي بالوفيات).(1/439)
هذي الشّقائق قد أبصرت حمرتها ... مع السّواد على أعناقها الذّلل (1)
كأنّها دمعة، قد غسّلت كحلا ... جاءت بها وقفة في وجنتي خجل (2)
[829] أبو عبد الرحمن، العطويّ. محمّد بن عبد الرحمن بن أبي عطيّة. مولى كنانة، بصريّ، شاعر. وهو أحد المتكلّمين الحذّاق، يذهب إلى مذهب حسين النّجار (3). وولاؤه لبني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وهو متوكّليّ، ومن قوله (4): [من الوافر]
فمن حكّمت كأسك فيه فاحكم ... له بإقالة عند العثار
ومن قوله: [من الخفيف]
وأحاديث في خلال الأغاني ... كابتسام الرّياض غبّ القطار (5)
وله (6): [من الخفيف]
فوحقّ البيان يعضده البر ... هان، في مأقط، ألدّ الخصام (7)
ما رأينا، سوى الحبيبة، شيئا ... جمع الحسن كلّه في نظام
هي تجري مجرى الأصالة في الرّأ ... ي، ومجرى الأرواح في الأجسام
وله (8): [من الخفيف]
لم أحاكم صروف دهري في الأق ... داح حتّى فقدت أهل السّماح
أحمد الله، صارت الخمر تأسو ... دون إخواني الثّقات جراحي
[830] محمّد بن أبي العتاهية. ولقبه عتاهية، ويكنى أبا عبد الله. وأمّه: هاشمة بنت عمرو [829] شاعر عبّاسيّ معتزليّ. وكان في زمن الخليفة المتوكّل (247232هـ) وله ترجمة في (طبقات الشعراء ص 395394، والوافي بالوفيات 3/ 226225). هذا، وأشير في المكتبة الشعرية ص 143) إلى أن جمع محمد جبار المعيبد لشعره وإلى استدراكات عليه.
[830] من شعراء القرن الثالث الهجريّ. وكان فقيها، محمود السيرة. وأبوه، أبو العتاهية (211130هـ) من شعراء عصره الكبار. وكان محمّد راوية لأخبار أبيه وأشعاره. ولمحمد بن أبي العتاهية ترجمة في (طبقات الشعراء ص 364363، وتاريخ بغداد 2/ 34).
__________
(1) في ف: هذا الشقائق قد أبصرت حمرته ... مع السواد على أعناقه الذّلل
ورواية المطبوع (كرنكو) والوافي بالوفيات موافقة لما أثبت.
(2) في (الوافي بالوفيات): «جادت بها».
(3) في ك: «الخباز». تصحيف.
(4) سقط (ومن قوله) من ك، وسقط البيت التالي أيضا. والبيت في (الوافي بالوفيات).
(5) غبّ القطار: بعد الأمطار. والقطار: جمع القطر. وهو المطر.
(6) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(7) المأقط: موضع القتال.
(8) البيتان في (الوافي بالوفيات).(1/440)
اليماميّ. مولى كان لمعن بن زائدة، وكان محمّد ناسكا شاعرا. وهو القائل (1): [من مخلّع البسيط]
قد أفلح السّاكت الصّموت ... كلام راعي الكلام قوت
ما كلّ نطق له جواب ... جواب ما يكره السّكوت
يا عجبا لامرىء ظلوم ... مستيقن، أنّه يموت
وله: [من السريع]
لربّما غوفص ذو غرّة ... أصحّ ما كان، ولم يسقم (2)
يا واضع الميّت في قبره ... خاطبك القبر، فلم تفهم
[831] محمّد بن الفضل الجرجرائيّ، أبو جعفر الكاتب. كان يكتب للفضل بن مروان، ثم وزر للمتوكل، وهو شيخ ظريف حسن الأدب، عالم بالغناء، توفّي سنة خمسين ومائتين، وقد نيّف على الثمانين. وله مع إسحاق الموصليّ (3) أخبار ومكاتبات، ومنها قوله وقد اعتذر إليه من تقصير كان منه في لقائه (4): [من الكامل]
خلّ أتى ذنبا إليّ وإنّني ... لشريكه في الذّنب إن لم أغفر
فمحا بإحسان إساءة فعله ... وأزال بالمعروف قبح المنكر
وله، يقول لبعض كتّابه (5): [من الطويل]
تعجّل إذا ما كان أمن وغبطة ... وأبط إذا ما استعرض الخوف والهرج
ولا تيأسن من فرجة أن تنالها ... لعلّ الذي ترجوه من حيث لا ترجو
وله، يقول لنجاح بن سلمة (6): [من السريع]
إنّ من الإخوان من ودّه ... آل على ديمومة تلمع (7)
يخاله الظمآن ماء، ولا ... ماء به من ظمأ ينقع (8)
[831] شاعر عبّاسيّ. له ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 324).
__________
(1) الأبيات في (طبقات الشعراء)، وعدا الثالث في (الموشى ص 706) لأبي العتاهية، وأشار المحقق إلى أنها تنسب لابنه محمّد. وهي في (بهجة المجالس 1/ 89) غير منسوبة.
(2) في ك «ذو عزة». وغوفص: أخذ على غرّة، فركب بمساءة.
(3) في ف «الموصولي». تصحيف.
(4) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(5) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(6) الأبيات في (الأنس والعرس ص 128)، وفيه (ص 127): «محمد بن الفضل الجرجانيّ».
(7) الآل: ما يبدو كالسراب. ويكون في أوّل النهار وآخره.
(8) ينقع: يروي.(1/441)
وأنت منهم، غير شكّ، فما ... ترجع عن غيّ ولا تقلع
[832] محمّد بن غياث الكاتب. له رسائل حسان، وكان يألف أحمد بن الخصيب (1)، قبل وزارته، فلمّا وزر أحمد، أحسن إليه، فامتدحه بشعر منه: [من البسيط]
هذا الوزير أبو العبّاس قد نجمت ... به المكارم، واستعلت به الرّتب
سمّوه أحمد، فالإسلام يحمده ... والدّهر كاسم أبيه ممرع خصب
فلا فضائل إلّا منه أوّلها ... ولا مواهب إلّا دون ما يهب
وله في شجاع بن القاسم، كاتب أوتامش (2) لما قتل: [من الخفيف]
فقد الخير حين ولى شجاع ... وأزيلت بفقده الأطماع
قيل: أودى بقتله العيّ والجه ... ل، مقال تمجّه الأسماع
ولخير عندي من العاقل المو ... رد ما ضنّ جاهل نفّاع
وله في جعفر بن محمود لما صرف عن وزارة المعتزّ (3): [من السريع]
في غير أمن الله يا جعفر ... زلت فزال الخوف والمنكر
بلغت أمرا لست أهلا له ... باعك عمّا دونه يقصر
كنت كثوب، زانه طيّه ... حينا، فأبدى عيبه المنشر
ما ينفع المنظر من جاهل ... بأمره ليس له مخبر
ومدح في هذه الأبيات عيسى بن فرخانشاه لأنه وزر بعد جعفر للمعتزّ.
[833] محمّد بن أبان الكاتب. يكنى أبا جعفر. من أهل دير قنّى، أديب. حسن البلاغة. كان يكتب لنصر بن منصور بن بسام (4)، ثمّ اتهم بالزندقة، فحبس في سجن بغداد، ثمّ أطلق. وكان يكثر في شعره الافتخار بالعجم. وله قصيدة يصف فيها سرّ من رأى. وهو القائل. وقد روي [832] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ، يدلّ سياق ترجمته على أنّه توفي نحو سنة 255هـ.
[833] شاعر عبّاسيّ، كان في زمن الخليفة المعتصم بالله (227218هـ). له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 206205، والوافي بالوفيات 1/ 335).
__________
(1) أحمد بن الخصيب: كاتب، ومن رجال الدولة العبّاسية. غضب عليه الموالي، ونفي إلى إقريطش سنة 248هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 259).
(2) قتل أوتامش، وكاتبه شجاع بن القاسم سنة 249هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 264263).
(3) ولي جعفر بن محمود وزارة المعتز سنة 251هـ. وصرف عنها سنة 255هـ. (تاريخ الطبري 9/ 287و 388).
(4) نصر بن منصور بن بسّام ممدوح أبي تمّام (وفيات الأعيان 3/ 365). وكتب للمعتصم سنة 220هـ (تاريخ الطبري 9/ 20).(1/442)
لمحمد بن حازم والصحيح أنّه لابن أبان روى ذلك محمّد بن داود (1): [من الطويل]
إذا أنا لم أصبر على الذّنب من أخ ... وكنت أجاريه، فأين التّفاضل؟
إذا ما دهاني مفصل فقطعته ... بقيت، ومالي للنّهوض مفاصل
ولكن أداويه، فإن صحّ سرّني ... وإن هو أعيا كان منه تحامل
[834] محمّد بن الحارث الكوفيّ. ذكر دعبل أنّ له أشعارا كثيرة، حسانا ملاحا. وكان لبعض إخوانه جارية مغنية، فباعها، وأخذ بثمنها برذونا، فقال محمّد: [من مجزوء الرمل]
قينة كانت تغنّي ... مسخت برذون، أدهم
عجت بالسّاباط يوما ... فإذا القينة تلجم (2)
[835] محمّد بن صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب. يكنى أبا عبد الله. حمله المتوكّل من البادية بالحجاز في سنة أربعين ومائتين، فيمن طلب من آل أبي طالب، فحبس ثلاث سنين، ثمّ أطلق، فأقام بسرّ من رأى، ثمّ رجع إلى الحجاز. وكان راوية أديبا شاعرا. وهو القائل (3): [من الطويل]
رموني وإيّاها بشنعاء، هم بها ... أحقّ، أدال الله منهم، فعجّلا
بأمر، تركناه، وحقّ محمّد ... عيانا، فإمّا عفّة، أو تجمّلا (4)
وله: [من الطويل]
ألم تر ما أمّ الحميد تنكّرت ... لنا فأطاعت كلّ باغ وحاسد؟ (5)
وأبدت لنا بعد الصّفاء عداوة ... بأهلي ونفسي من عدوّ محاسد
وتوعدني أمّ الحميد بهجرها ... إلى الله أشكو خوف تلك المواعد
[834] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسي من شعراء القرن الثالث الهجري.
[835] أمير، من الشعراء النبلاء، ولي المدينة للواثق العبّاسيّ سنة 229هـ. واختلفت الأقوال في سنة وفاته. ورجّح الزركلي أنّه توفّي نحو سنة 248هـ. انظر (الأعلام 6/ 162، ومقاتل الطالبيين ص 614600، والحماسة البصرية 2/ 126، ومعجم البلدان: تثليث، والعصر العبّاسي الثاني ص 392389). هذا، وأشير في (المكتبة الشعرية ص 136)، إلى أنّ مهدي عبد الحسين النجم قد جمع شعره وحقّقه.
__________
(1) الأبيات في (العقد الفريد 2/ 310، والمحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(2) الساباط: سقيفة بين دارين، من تحتها طريق نافذ.
(3) البيتان في (الأغاني 16/ 395، والوافي بالوفيات 3/ 155154، ومقاتل الطالبيين ص 607). وللبيتين قصة طريفة بطلتها حمدونة بنت عيسى بن موسى الحربي، وقد انتهت بزواجه منها.
(4) في الهامش: «المحفوظ» وربّ محمّد». وكذلك رواية (الأغاني).
(5) أمّ الحميد: امرأة الشاعر محمّد بن صالح. انظر (الوافي بالوفيات 3/ 155) وفيه أبيات يتمنى فيها موت أمّ الحميد قبله حتى لا يحظى بها أحد بعده.(1/443)
وله (1): [من الطويل]
أما، وأبى الدّهر الذي جار، إنّني ... على ما بدا من مثله لصليب
معي حسبي، لم أرز منه رزيّة ... ولم تبدلي يوم الحفاظ عيوب (2)
[836] محمّد بن عبد الله بن حسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب. يقول من قصيدة (3): [من الكامل]
ولقد توسّط في الأرومة منزلي ... وسطا، فصار موازنا للكوكب
ثكلتك أمّك، هل رأيت كمعشري ... في الحرب عند وقودها المتلهّب؟ (4)
نلنا المكارم ما بقين، وما لها ... عنّا إذا ذكر النّدى من مذهب
ولقد نكبت، فلا جزوع خاشع ... منها، وأيّ مهذّب لم ينكب؟
ولقد سررت، فلا فخور حاسد ... باغ بها متباعد بالأقرب
[837] محمّد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. يكنى أبا إسماعيل. شاعر يكثر الافتخار بآبائه، رضوان الله عليهم. وكان في أيّام المتوكّل، وبقي بعده دهرا، وهو القائل (5): [من الطويل]
[836] شاعر عبّاسيّ، من شعراء القرن الثاني للهجرة. انظر له (الوافي بالوفيات 3/ 341، ومقاتل الطالبيين ص 288).
[837] من شعراء القرن الثالث للهجرة، كان في أيّام المتوكّل (247232هـ)، وبقي بعده دهرا. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 250249، والوافي بالوفيات 2/ 296295).
وفي الأصل: «محمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن عبد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب».
ومن الظاهر أن (عبد الله بن العبّاس) أقحم في سلسلة النسب: فمن الثابت أن عقب العباس بن علي كان من ولده عبيد الله فقط. انظر (نسب قريش ص 79، وجمهرة أنساب العرب ص 67). ثم أقحم بين (أبي طالب) و (يكنى أبا إسماعيل) ما يلي: «قال عمر بن شبّة: له شعر.
محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن الحسين بن عبد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب». وسبقت الإشارة إلى أن عقب العبّاس من عبيد الله لا غير. وقد تكون (عبد الله) تصحيف عبيد الله، ولكن ذلك لا ينفي اللبس ولا يدفع وقوع وهم في النسخ. ولعلّ ذلك ما دفع إلى التعليق في هامش الأصل على (محمد بن جعفر) بالعبارة التالية: «قال الشاطبي: ولعلّه أيضا السّماطي. ابن جعفر هذا هو أبو عليّ بن جعفر الحمّاني الشاعر».
وقد أثبتّ نسب صاحب الترجمة مثلما جاء في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات)، فكلّ منهما يأخذ عن المرزبانيّ. وانظر لترجمة الحمّاني (العصر العبّاسي الثاني ص 396392).
__________
(1) البيتان في (الوافي بالوفيات 3/ 155).
(2) لم أرز: لم أصب بمصيبة. والأصل: لم أرزأ. سهّل الهمزة، ثمّ حذفها للجزم. ويوم الحفاظ: يوم الحرب والدفاع عن المحارم.
(3) الأبيات عدا الرابع والخامس في (الوافي بالوفيات).
(4) في ك «كمعشر».
(5) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).(1/444)
إنّي كريم، من أكارم سادة ... أكفّهم تندى بجزل المواهب
هم خير من يحفى، وأفضل ناعل ... وذروة هضب الغرّ من آل غالب (1)
هم المنّ والسّلوى لدان بودّه ... وكالسّمّ في حلق العدوّ المجانب
وله (2): [من الطويل]
بعثت إليها ناظري بتحيّة ... فأبدت لي الإعراض بالنّظر الشّزر (3)
فلمّا رأيت النّفس أوفت على الرّدى ... فزعت إلى صبر فأسلمني صبري
وله (4): [من الطويل]
وجدّي وزير المصطفى، وابن عمّه ... عليّ، شهاب الحرب، في كلّ ملحم (5)
أليس ببدر كان أوّل قاحم ... يطير بحدّ السّيف هام المقحّم
وأوّل من صلّى، ووحّد ربّه ... وأفضل زوّار الحطيم، وزمزم
وصاحب يوم الدّوح إذ قام أحمد ... فنادى برفع الصّوت لا بتهمهم؟
جعلتك منّي، يا عليّ، بمنزل ... كهارون من موسى، النّجيّ، المكلّم؟
فصلّى عليه الله ما ذرّ شارق ... وأوفت حجون البيت أركب محرم (6)
[838] محمّد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، أبو طالب، الجعفريّ. شاعر مقلّ، سكن الكوفة، فلمّا جرى بين الطالبيّين والعبّاسيّين بالكوفة ما جرى (7)، وطلب الطالبيّون، قال أبو طالب (8): [من الطويل]
بني عمّنا، لا تذمرونا سفاهة ... فينهض في عصيانكم من تأخّرا (9)
وإن ترفعوا عنّا يد الظّلم تجتنوا ... لطاعتكم منّا نصيبا موفّرا
[838] من شعراء القرن الثالث للهجرة. كان حيّا سنة 250هـ، وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 3/ 342341).
__________
(1) في ك «هضب العرف غالب». تصحيف. وغالب بن فهر إليه ترجع أكثر بطون قريش. وهو في عمود نسب الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
(2) البيتان في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(3) النظر الشزر: نظر الغضب أو الاستهانة.
(4) الأبيات عدا الخامس في (المحمّدون من الشعراء).
(5) عليّ: هو عليّ بن أبي طالب، جدّ الشاعر.
(6) ما ذرّ شارق: ما طلعت شمس. والحجون: موضع بمكّة.
(7) كان ذلك سنة 250هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 270266) في خلافة المستعين.
(8) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(9) ذمره على الشيء: حضّه، وشجّعه ليجدّ فيه.(1/445)
وإن تركبونا بالمذلّة تبعثوا ... ليوثا ترى ورد المنيّة أعذرا (1)
وله: [من المجتث]
قد ساسنا الأهل عسفا ... وسامنا الدهر خسفا (2)
وصار عدل أناس ... جورا علينا وحيفا (3)
والله لولا انتظاري ... برءا لدائي أشفى
ورقبتي وعد وقت ... تكون بالنّجح أوفى
لسقت جيشا إليهم ... ألفا، وألفا، وألفا
حتّى تدور عليهم ... رحا البليّة عطفا
[839] محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن صالح بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب، أبو بكر، الحماحميّ. نزل حلب، ولقّب الحماحميّ لأنّه مرّ به إنسان يبيع الحماحم (4)، وصاح به: يا حماحميّ. فلقّب بذلك. وهو متوكّلي، يقول (5): [من البسيط]
كم موقف لي بباب الجسر أذكره ... بل لست أنسى، أينسى نفسه أحد؟ (6)
نزّهت عيني في حسن الوجوه به ... حتّى أصاب بعيني عيني الحسد
وله (7): [من الوافر]
أراك تقلّ في عيني، وقلبي ... كأنّك من بني الحسن بن سهل
وله يهجو رجلا: [من البسيط]
وما ذكرناك إلّا كان متّصلا ... بفعل أمّك إمصاص، وإعضاض
[839] شاعر غزل، عاش في العصر العبّاسيّ، وكان في أيّام الخليفة المتوكّل (247232هـ). له ترجمة في (الورقة ص 126125، والوافي بالوفيات 4/ 114).
__________
(1) في الهامش: «أغدرا» وبها أخذ (كرنكو).
(2) العسف: الظلم والجور.
(3) في ك: وسار». تصحيف.
(4) في الهامش: «في تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامّة لابن الجواليقي: ولون من الصبغ أسود، يقال له: حماحم بالضّمّ. والنسب إليه حماحميّ بالضمّ، ولا يقال: حماحمي بالفتح» وجاء في هامش آخر: «في النبات لأبي حنيفة: حماحم: ريحانة معروفة». أقول: وفي (اللسان: حمم): «وحماحم لون من الصّبغ أسود، والنسب إليه حماحميّ. والحماحم: ريحانة معروفة».
(5) البيتان في (الورقة، والوافي بالوفيات).
(6) في الهامش: «المحفوظ: ولست أنساه ينسى نفسه أحد». وبذلك جاءت رواية (الورقة).
(7) البيت في (الورقة، والوافي بالوفيات).(1/446)
وله (1): [من الكامل]
أشكو هواك، وأنت تعلم، أنّني ... من بعد ما كذّبت قولي صادق
يا من تجاهل، قد وعلمك بالهوى ... أنباك سقمي أنّني لك عاشق (2)
[840] محمّد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين، أبو العبّاس. أديب شاعر، عظيم الخطر في نفسه، وعند سلطانه. وكان أعرج، وقدم من خراسان بعد موت إسحاق بن إبراهيم المصعبيّ وابنه، في سنة تسع وثلاثين ومائتين، فقلّده المتوكّل أعمال إسحاق في الشّرطتين ببغداد، وسرّ من رأى، فلم يزل عليها إلى أن توفّي في ذي القعدة، سنة ثلاث وخمسين ومائتين، فقلّد أخوه، عبيد الله مكانه. ومحمّد هو القائل: [من الطويل]
وأعجب ما في الدّمع عصيان وقته ... وطاعته إن مات من تتفقّد
إذا قلت: أسعد لم يغثني، وإن أقل ... له كفّ عنّي نمّ، والقوم شهّد
وله في الأترّج (3): [من المنسرح]
جسم لجين، قميصه ذهب ... ركّب فيه بديع تركيب (4)
فيه لمن شمّه، وأبصره ... لون محبّ، وريح محبوب
وله: [من الخفيف]
وإذا همّت الجفون بتغمي ... ض، فإنّي بذكرها ذو ولوع
ولها إن خفقت طيف خيال ... يعتريني من دون كلّ ضجيع
ولقد رمت كتم ذاك، فنمّت ... فاستعان الحشا عليّ دموعي
وركب إليه (5) الحسن بن وهب ببيت، لبعض الأعراب، يسأله أن يجيزه (6)، والبيت: [من البسيط]
[840] أمير حازم، من بيت رئاسة ومجد. ولي نيابة بغداد أيّام المتوكّل. وكان مألفا لأهل العلم والأدب. وتوفي سنة 253هـ. انظر (الأعلام 6/ 222، والأنس والعرس ص 296، وفوات الوفيات 3/ 404403، والديارات ص 8279، وتاريخ بغداد 5/ 422418، والمستطرف 3/ 333185).
__________
(1) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(2) في الأصل: «وقد علمك». ونبّه على ذلك (كرنكو). والتصويب من (الوافي بالوفيات).
(3) البيتان في (فوات الوفيات 3/ 404). وهما من الشعر المنسوب لابن دريد الأزديّ. انظر (ديوان شعر الإمام أبي بكر بن دريد الأزديّ ص 40). والأترج: من الحمضيات التي تنبت في المناطق الحارّة.
(4) جاء في الهامش: «حدّث ابن سيف، قال: أنشدنا أبو بكر بن دريد لنفسه: جسم لجين. فذكره الشاطبيّ»، وجاء فيه أيضا: «المحفوظ: مركّب في بديع تركيب».
(5) في الأصل والمطبوع: «وركب إلى». تصحيف.
(6) في ك: «يخبره». تصحيف.(1/447)
ليت الدّيار التي تبقى لتحزننا ... كانت تبين إذا ما أهلها بانوا
فقال محمد: [من البسيط]
ينأون عنّا، ولا تنأى مودّتهم ... فالقلب رهن لديهم حيثما كانوا
[841] محمّد بن خالد بن يزيد بن مزيد بن زائدة الشّيبانيّ، القائد. متوكليّ. يقول (1): [من الطويل]
ألم ترني، والسّيف خدنين، ما لنا ... رضاع سوى درّ المنيّة بالثّكل (2)
فإنّي، وإيّاه شقيقان، لم تزل ... لنا وقعة، في غير عكل، وفي عكل (3)
[842] محمّد بن أحمد بن سلم بن مدحور العبديّ، القائد. متوكليّ. يقول: [من البسيط]
السّيف والرّمح دون الخلق قد شهدا ... أنّي شجاع، وما داناني الأسد
إذا شددت على قوم هزمتهم ... ببأس ذكري، فلا يبقى لهم مدد
[843] محمّد بن البعيث بن حلبس الرّبعيّ. من ولد هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. خرج على المتوكّل في أوّل أيّامه بنواحي أذربيجان، فأخذه، وحبسه، فهرب من الحبس، وعاد إلى ما كان عليه، وجمع جمعا، وقال (4): [من البسيط]
كم قد قضيت أمورا كان أهملها ... غيري، وقد أخذ الإفلاس بالكظم
لا تعذليني فيما ليس ينفعني ... إليك عنّي، جرى المقدار بالقلم (5)
سأتلف المال في عسر، وفي يسر ... إنّ الجواد الذي يعطي على العدم
فأنفذ إليه المتوكّل بغا الشّرابيّ، ففضّ جمعه، وأخذه، وجاء به إلى المتوكّل، ففرش له نطعا، وجاء السيّافون، فلوّحوا، فقال له المتوكّل: يا محمّد، ما دعاك إلى ما صنعت؟ قال:
الشقوة، يا أمير المؤمنين، وأنت الحبل الممدود بين الله تعالى والنّاس، وإنّ لي بك لظنّين:
[841] شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام الخليفة المتوكّل (247232هـ)، وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 411، والوافي بالوفيات 3/ 36).
[842] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام المتوكّل (247232هـ).
[843] شاعر عبّاسيّ، وله أشعار بالفارسيّة، وكان أديبا شجاعا، توفّي في حبس المتوكّل سنة 235هـ. له ترجمة وأخبار في (تاريخ الطبري 9/ 12، 25، 27، 164، 165، 171170، والمحمّدون من الشعراء ص 234233، والوافي بالوفيات 2/ 254، والعصر العبّاسيّ الثاني ص 409406).
__________
(1) البيتان في (المحمّدون من الشعراء والوافي بالوفيات).
(2) في ك «خدني ومالنا». تصحيف. والخدن: الصديق يكون معك ظاهرا وباطنا في كلّ أمر.
(3) عكل: قبيلة عربية.
(4) الأبيات في تاريخ الطبري 9/ 171، والمحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(5) في الأصل والمطبوع: «لا تعذلني». تصحيف. والتصويب من ثلاثة المصادر السابقة.(1/448)
أسبقهما إلى قلبي أولاهما بك، وهو العفو، ثمّ قال (1): [من الطويل]
أبى النّاس إلّا أنّك اليوم قاتلي ... إمام الهدى، والصّفح أولى، وأجمل (2)
تضاءل ذنبي عند عفوك قلّة ... فمنّ بعفو منك، فالعفو أفضل (3)
فإنّك خير السّابقين إلى العلا ... وإنّك بي خير الفعالين تفعل
فعفا عنه، وحبسه، فمات في حبسه.
[844] محمّد بن أبي حليم المخزوميّ، مولى لهم، يكنى أبا الحسن. وهو من أهل مكّة، نزل بغداد، واتصل بمحمّد بن إسحاق بن إبراهيم المصعبيّ (4)، وكتب إليه عند شربه الدواء (5):
[من الوافر]
تنوّق في الهديّة كلّ قوم ... إليك، غداة شربك للدّواء (6)
فلمّا أن هممت به مدلّا ... لموضع حرمتي بك، والإخاء
رأيت كثير ما يهدى قليلا ... لعبدك، فاقتصرت على الدّعاء
وله: [من الخفيف]
تتمنّاه كلّ عين على البع ... د ويشقى بقربه من يراه
أهيف لو يقال للحسن يا حس ... ن تخيّر مستوطنا ما عداه (7)
فإذا ما بدا لعينك قلت ال ... بدر يجلو دجى البلاد سناه
[845] محمّد بن إدريس بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة. يكنى أبا جعفر، بارد الشعر، ضعيف القول. أنشدني له عليّ بن هارون، عن عمّه يحيى بن عليّ قصيدة طويلة، مدح فيها المتوكّل، لم أجد فيها بيتا واحدا، ممّا يليق أن يدوّن.
[844] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
[845] شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام المتوكّل (247232هـ). وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 198، والوافي بالوفيات 2/ 182).
__________
(1) الأبيات في تاريخ الطبري 9/ 170، والمحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(2) في الأصل والمطبوع: «أبى اليأس». وأثبتّ ما جاء في ثلاثة المصادر السابقة.
(3) في ك «بالأصل: فالفضل. والصواب في تاريخ الطبري». أقول: والبيت في (تاريخ الطبري):
وهل أنا إلّا جبلة من خطيّة ... وعفوك من نور النبوّة يجبل
ورواية الوافي بالوفيات: «فالعفو أفضل»، والمحمّدون من الشعراء: «فالفضل أفضل».
(4) كان واليا على فارس وغيرها، وتوفّي سنة 236هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 185183).
(5) الأبيات في (عيون الأخبار 3/ 43) غير منسوبة.
(6) تنوّق: ادّعى المعرفة، وهو جاهل.
(7) في المطبوع «تخيّره». تصحيف. يضطرب به الوزن والمعنى.(1/449)
[846] محمّد بن أحمد بن أبي مرّة. أبو عمارة المكّي، يلقّب شمروخ. متوكّلي، أكثر شعره في الغزل، وهو القائل: [من البسيط]
هذا كتاب فتى طالت بليّته ... يقول: يا مشتكى بثّي، وأحزاني
هل تعلمين وراء الحبّ منزلة ... تدني إليك، فإنّ الحبّ أقصاني
وله: [من البسيط]
جسمي معي غير أنّ الرّوح عندكم ... فالجسم في غربة، والرّوح في وطن
فليعجب النّاس منّي، إنّ لي بدنا ... لا روح فيه، ولي روح بلا بدن
وله: [من الكامل]
يا من بدائع حسن صورته ... تثني إليك أعنّة الحدق
لي مثل ما للنّاس كلّهم ... نظر، وتسليم على الطّرق
لكنّهم سعدوا بأمنهم ... وشقيت حين أراك بالفرق
سلموا من البلوى، ولي كبد ... حرّى، ودمعة هائم قلق
[847] ماني الموسوس. اسمه: محمّد بن القاسم، ويكنى أبا الحسن. من أهل مصر، نزل بغداد، وله مقطّعات تستملح، وهو متوكّليّ. يقول (1): [من الكامل]
ومترّف عقد النّعيم لسانه ... فكلامه بالوحي والإيماء (2)
وكأنّما نهكت قوى أجفانه ... بالرّاح، أو شيبت بإغفاء (3)
لو صافح الماء القراح بكفّه ... لجرت أنامله كجري الماء
يرنو إلى (نعم) بنيّة مسعف ... ولسانه وقف على (لا) لاء (4)
وله (5): [من الطويل]
دعا طرفه طرفي، فأقبل مسرعا ... وأثّر في خدّيه، فاقتصّ من قلبي
[846] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ. كان في أيام المتوكّل (247232هـ).
[847] شاعر رقيق الشعر، مبتكر، غزل، فطن، ظريف. توفي سنة 245هـ. له ترجمة وافية من إنشاء عادل العامل، في مقدمة كتابه (شعر ماني الموسوس وأخباره ص 219).
__________
(1) انظر (شعر ماني الموسوس ص 43) نقلا عن المرزباني.
(2) في الأصل: «فكلامه وحيّ وإيماء». (فرّاج).
(3) في ف «كذا، ولعلّه: على إغفاء أو: من الإغفاء». ليستقيم الوزن.
(4) في ك «ولسانه رنق على لألاء». تصحيف.
(5) البيتان في (شعر ماني الموسوس ص 48).(1/450)
شكوت إليه، ما لقيت من الهوى ... فقال: على رسل، فمتّ، فما ذنبي؟
[848] محمّد بن يحيى الأسديّ. متوكليّ، يقول (1): [من البسيط]
ليت الكرى عاود العينين بائنه ... لعلّ طيفا لها في النّوم يلقاني (2)
أوليت أنّ نسيم الرّيح يبلغها ... عنّي تضاعف أسقامي، وأحزاني
وله (3): [من البسيط]
وآمن لصروف الدّهر قلت له ... وأجهل النّاس بالأيّام آمنها:
لا تغفلن، ورحى الأيّام دائرة ... فكم ترى غافلا دقّت طواحنها
[849] بارق الكريزيّ المكّيّ. واسمه: محمّد بن عبد الجبّار. ويكنى أبا بكر. وكان شاعر مكّة في أيّام المتوكّل، وكان يتعصّب على أبي تمّام الطائيّ.
[850] كبّة الكاتب. واسمه: محمّد بن هارون بن مخلد. وهو أخو ميمون بن هارون الرّاوية، متوكّلي. يقول في راوية أبي هفّان وقد يروى لغيره (4): [من الطويل]
كأنّي بإخواني على حافتي قبري ... يهيلونها فوقي، وأعينهم تجري
عفا الله عنّي يوم أصبح ثاويا ... أزار، فلا أدري وأجفى، فلا أدري
وكتب إلى بعض إخوانه، وقد حبس (5): [من الطويل]
يعزّ علينا أن نزورك في الحبس ... ولم نستطع نفديك بالمال والنّفس (6)
فقدنا بك الأنس الطّويل، وعطّلت ... مجالس كانت منك تأوي إلى أنس (7)
لئن سترتك الجدر عنّا لربّما ... رأينا جلابيب السّحاب على الشّمس
[848] شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام المتوكّل (247232هـ). وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 185).
[849] شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام المتوكّل (247232هـ) وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 3/ 214).
[850] شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام المتوكّل (247232هـ). وله ترجمة وشعر في (الوافي بالوفيات 5/ 144)، ومعجم البلدان: المزدلفة).
__________
(1) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(2) في ك «العينين بائنة» وفي هامشه: «بالأصل: العين فائتة». وفي (الوافي بالوفيات): «العينين ثانية».
(3) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(4) البيتان في (الوافي بالوفيات)، وهما مع ثالث له في (المستطرف 3/ 324).
(5) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(6) في المطبوع: «ولو نستطع». وضبط (فرّاج) نستطع بالجزم، وقال: «كذا تستقيم بالجزم». ولعلّ (لو) تصحيف (لم). وجاءت رواية (الوافي بالوفيات) كذلك، فأثبتها.
(7) في ك «الأسر الطويل». وقال: «في الأصل: الأنس». وأثبتنا ما جاء في الأصل. وبه جاءت رواية (الوافي بالوفيات).(1/451)
[851] محمّد بن أبي الوليد الكلابيّ، الأبرص (1). واسم أبي الوليد: يزيد. وكان حجّة في اللّغة احتجّ به الفرّاء وابن الأعرابيّ في شواهدهما، وكان شاعرا. وابنه (2) محمّد يقول في المتوكّل، من قصيدة، أوّلها (3): [من البسيط]
أودى الشّباب، فلا عين، ولا أثر ... وارتدّ باليأس عن أهوائه النّظر
وطالما كانت اللّذات حاجته ... والمصبيات التي حجّابها السّتر
كلّ مضى، فانقضى إلّا تذكّره ... كما تحمّل أهل الدّار، فانشمروا
إنّ الإمامة فضل الله، مكّنه ... في الأرض، يأمر بالتّقوى، ويأتمر
هم أناس أبوهم، كلّما نسبوا ... عمّ النّبيّ الذي استسقي به المطر (4)
وجعفر لقريش، كلّها غرر ... بأمّنا وأبينا تلكم الغرر (5)
هو الخليفة لم يذهب به كبر ... كلّ الذّهاب، ولم يقعد به صغر
[852] محمّد بن عروس، الكاتب الشّيرازيّ. كتب إلى عبد الله بن محمّد بن يزداد (6) يعاتبه، من أبيات، رواها أبو طالب الكاتب: [من الطويل]
أتجفو، وتستجفى، وأنت أديب ... قضاء لعمري، فاعلمنّ عجيب (7)
وليس عجيبا في زمان عجائب ... تناصف أهل الودّ فيه غريب
أمستجهل، عوفيت أم متجاهل؟ ... كلا ذين من ثوب اللّبيب سليب (8)
وصلنا على ما قد علمت، وإنّنا ... نقاسي خطوبا قبلهنّ خطوب
فأهملت، لم ترسل رسولا مسلّما ... ليعرف حالا، والمحلّ قريب (9)
[851] شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام المتوكّل (247232هـ). وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 220219).
[852] من شعراء القرن الهجري الثالث، كان معاصرا لابن المعتز (ت 296هـ) الذي قال عنه في (طبقات الشعراء ص 420418): «وهو اليوم شاعر زمانه وشعره كلّه جيد، ولو استقصينا كلّ شعره وقصائده لخرج كتابنا عن حدّه».
__________
(1) سقط اللقب (الأبرص) من ك.
(2) في ك «كان شاعر أوانه. محمّد». تصحيف.
(3) الأبيات عدا الثاني والرابع والسابع في (الوافي بالوفيات).
(4) في الأصل: «استقى». وفي الهامش: «المحفوظ: به عمر».
(5) في ك: «ومأمنا وأمينا». تصحيف.
(6) محمد بن يزداد: كاتب عبّاسيّ. له ذكر في حوادث سنة 256هـ.
(7) في ك: «وتستخفي».
(8) في الأصل: «كلا دين من ثوب ليث». والتصويب من ك.
(9) في ك: «فأمهلت».(1/452)
وحولك خلق من عبيد وغيرهم ... وكلّ ملبّ إن دعوت مجيب
فأعتب، ولا تستعتبن ذا أخوّة ... فليس بمعذور بذاك لبيب
فأجابه ابن يزداد: [من الطويل]
إذا ما ابن يزداد انطوى عنك ودّه ... أضبّت عليه بالعزاء جيوب (1)
أعيّرتني ذنبا، وأذنبت مثله ... قضاء لعمري فاعلمنّ عجيب
على أنّني أستغفر الله تائبا ... وأنت مصرّ، لا أراك تتوب
وإنّ امرأ يعطيك مجهود ودّه ... ويعتب من تقصيره لمصيب
لا يبعدنك الله، واحد عصره ... فإنّك في هذا الزّمان غريب
[853] محمّد بن محمّد بن عروس، أبو علي الكاتب. كتب إلى أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر (2) يعاتبه: [من مجزوء الرمل]
أيّها ذا المتجنّي ... فيم إطراقك عنّي؟
كلّما زدتك عتبى ... زدتني خيفة ظنّ
صرت أحتال لك العت ... بى، وإن ألزمتني سوء التّظنّي (3)
ولمحمّد (4): [من مجزوء الكامل]
ولقد تأمّلت الحيا ... ة بعيد فقدان التّصابي
فإذا المصيبة بالحيا ... ة هي المصيبة بالشّباب
[854] محمّد بن أحمد بن واصل المرّوذيّ (5)، أبو بكر.
[853] شاعر شيرازيّ. ويبدو أنّه ابن محمد بن عروس، صاحب الترجمة السابقة. ولم أقف على ما يشير إلى ذلك، وقد تكون الترجمتان لشاعر واحد، نسب لأبيه مرّة، ولجدّه أخرى. وجاء في (فوات الوفيات 3/ 261260) ترجمة له، ومنها «محمد بن محمد بن عروس الكاتب الشاعر نزيل سامرّاء. له نظم». وتوفي سنة 280هـ، ولابن عروس شعر في (الأنس والعرس ص 170، 173) وذكر المحقق أنّه محمّد بن محمّد بن عروس ولم يأت بما ينفي أنه محمد بن عروس.
[854] شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام الخليفة المأمون (218198هـ). وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 1/ 30).
__________
(1) أضبّ على ما في نفسه: أضمره محنقا. والجيوب: جمع الجيب. وهو للقميص ونحوه: طوقه، وما يدخل منه الرأس عند لبسه. وجيب الأرض: مدخلها.
(2) المعروف بابن طاهر. وهو من الأدباء والشعراء. ولي شرطة بغداد. ومولده ووفاته فيها (300223هـ). انظر له (الأعلام 4/ 195).
(3) في هذا البيت زيادة وزن فاعلاتن (فرّاج)، في شطره الثاني.
(4) البيتان في (فوات الوفيات 3/ 261).
(5) المرّوذي منسوب إلى مروّذ أو مرو الرّوذ). انظر (معجم البلدان: مروّذ، ومرو الرّوذ). وفي ك «المروذي» وفي ف «المروزيّ»، وفي (الوافي بالوفيات): «المرودي».(1/453)
يقول في المعلّى بن أيوب (1)، من قصيدة (2): [من مجزوء الرمل]
بحر شكري لك غمر ... لم تكدّره الدّلاء
فبما شمت فرعني ... أنت للهمّ جلاء
أنت للّيل إذا جل ... للني ليلي ضياء
قمر بدر ونور ... وتمام وامتلاء
وإذا لاح نهار ... أنت شمسي والبهاء
يا معلّى، يابن أيّو ... ب، فما هذا الجفاء؟
أبسوء الغيب يرعى ال ... أصدقاء الأصدقاء؟
كلّ ما بلّغته عن ... ني إفك وافتراء
وله فيه: [من مجزوء الوافر]
دموع درر تجري ... على الخدّين والنّحر
لما ضيّعت من عمري ... وما أسلفت من دهري
فلا، والله، لا أغشا ... ك، ما عشت إلى الحشر
ولا، والله، لا ألقا ... ك، أو ألحد في قبري
[855] محمّد بن الدّروقيّ، مولى خزاعة. أعتق أباه عبد الله بن مالك، ووفد محمّد إلى يحيى بن عبد الله (3)، وهو والي أصبهان، فلم يحسن إليه، وكان هناك رجل من ولد هرثمة، فوهب له مالا، فقال (4): [من المتقارب]
تنقّلت كي أطلب المرحمه ... وأرفع عن نفسي المغرمه
وقد كنت مولى بني مالك ... فأصبحت مولى بني هرثمه
ثمّ هجا يحيى، فقال (5): [من مجزوء الخفيف]
[855] شاعر عبّاسي، كان حيّا في اثناء خلافة هارون الرشيد سنة 192هـ. وله ترجمة في (طبقات الشعراء ص 237236، والمحمّدون من الشعراء ص 439).
__________
(1) المعلى بن أيوب كان خازن الخليفة الهادي، ثم اتصل بالمعتصم، والمأمون والمتوكّل (ت 247هـ). انظر (الأغاني 4/ 5956، 15/ 265، 23/ 57).
(2) الأبيات عدا الأول والثاني في (الوافي بالوفيات).
(3) هو يحيى بن عبد الله بن مالك الخزاعي. انظر (طبقات الشعراء ص 236).
(4) البيتان في (طبقات الشعراء، والمحمّدون من الشعراء).
(5) البيتان في (المحمّدون من الشعراء).(1/454)
قد رأيناك واليا ... فرأينا ابن زانيه
لك أنف مطاول ... مثل زرنوق داليه (1)
وله يرثي هاشم بن عبد الله بن مالك (2): [من الوافر]
مضى من هاشم ما لا يعود ... وولّى، والزّمان به حميد
قد اخلقت المعالي المال منه ... ولكن عنده كرم جديد
[856] محمّد بن نوفل التّيميّ العامريّ الكوفيّ. من ولد الحارث بن تيم. له قصيدة طويلة، يطعن فيها على يحيى بن عمر العلويّ، عند ظهوره بالكوفة، أوّلها (3): [من الطويل]
عجبت ليحيى الطالبيّ وحينه ... وتغريره بالنّفس عند فنا العمر (4)
يقول فيها:
تمنّى بنو بيض الرّماد سفاهة ... أمانيّ كانت منهم موضع النّشر
إزالة ملك قدّر الله أنّه ... على ولد العبّاس وقف، يد الدّهر
وو الله، لا تنفكّ بالرّغم منكم ... حكومتهم، فينا، تجوز إلى الحشر (5)
رضينا بملك المستعين، وهديه ... على رغم آناف الرّوافض والصّعر (6)
[857] محمّد بن أحمد بن رشيد. مولى المهديّ، أمير المؤمنين. يقول المقطّعات المضمّنات في الغزل، فمن ذلك (7): [من الطويل]
مريضة كرّ الطّرف، مجدولة الحشا ... بعيدة مهوى القرط، يشبهها البدر (8)
لها نظر يسبي القلوب بحسنه ... هو السّحر في الأوهام، أو دونه السّحر
أقول إذا ما اشتدّ شوقي، والتظى ... بقلبي من هجران قاتلتي جمر:
[856] شاعر عبّاسيّ، كان حيّا عام 250هـ. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 135).
[857] شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام المهديّ (169158هـ). وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 2/ 29).
__________
(1) الزّرنوق: خشبة أو بناء على شفير البئر. والزرنوق: النّهر الصغير أيضا.
(2) هاشم بن عبد الله بن مالك الخزاعي له خبر مع الرشيد والمأمون حين توفّي العباس بن الأحنف سنة 192هـ. انظر (الأغاني 5/ 264، ووفيات الأعيان 3/ 25). والبيتان في (المحمّدون من الشعراء، وطبقات الشعراء).
(3) ظهر يحيى بن عمر في الكوفة، وقتل سنة 250هـ. انظر (الأعلام 8/ 160). والأبيات في (الوافي بالوفيات).
(4) في الأصل: «فتا العمر». وفي ك «فا». والتصويب من المطبوع ف.
(5) في الهامش: «المحفوظ: تدوم إلى الحشر». وتجوز حكومتهم: يقبل حكمهم، وينفذ.
(6) الصّعر: المتكبّرون، المائلون عن الحقّ.
(7) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(8) الطرف: النظر. ومرض الطرف: فتوره. وهو مستحسن من النساء.(1/455)
عسى فرج يأتي به الله، إنّه ... له كلّ يوم في خليقته أمر
ومنها (1): [من الوافر]
قريح الجفن مستبق الدّموع ... طويل اللّيل ممتنع الهجوع
أليف صبابة، وقرين شوق ... حليف السّقم والدّاء الوجيع
أقول، وقد أبان الهمّ صبري ... وأظهر باطنا تحت الضلوع:
أنست بذكركم، عند انفرادي ... كما أنس الوحيد إلي الجميع
[858] أبو الأشعث المروزيّ، محمّد بن الأشعث. كان منقطعا إلى آل طاهر، وهو القائل يمدح محمّد بن إسحاق بن إبراهيم المصعبيّ (2)، من قصيدة أولها (3): [من المديد]
نوّم العذّال عن سهره ... وغنوا بالنفع عن ضرره (4)
ورمى الهجران مقلته ... بسهام الحبّ عن وتره
فحشاه يلتظي لهبا ... ليس يطفى لفح مستعره
تيّمته مقلتا رشإ ... حلّ عقد النّحر في نظره
لو رآه عاذلي سفها ... فرّ من عذل إلى عذره
وحياة ابن الأمير وما ... عظّم الرّحمن من خطره
شيّد المجد الأمين له ... وهو يبنيه على أثره (5)
لست أخشى الرّيب من زمن ... أبدا، ما مدّ من عمره
لأديمنّ الرّحال له ... ما دعا طير على شجره
وله يرثي أخاه (6): [من المديد]
مات من قد كنت آمله ... ومضى من كنت أدّخر
ما أبالي بعد مصرعه ... أيّ نفس خانها العمر
[858] شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام المتوكّل (247232هـ). وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 216214، والوافي بالوفيات 2/ 228).
__________
(1) ومنها: ومن مقطّعات الغزل.
(2) من أمراء الدولة العبّاسية. توفي سنة 236هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 185183).
(3) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء) والأبيات (51) في (الوافي بالوفيات).
(4) في (الوافي بالوفيات): «نوّم». ويقول (فرّاج): «يصحّ بالبناء للفاعل للمبالغة».
(5) في (المحمّدون من الشعراء): «المجد الأمير».
(6) الأبيات عدا الرابع والخامس في (المحمّدون من الشعراء).(1/456)
ما لعيني ملتجا أبدا ... دون أن تلقى العمى عذر (1)
أو ذوت من بعد نضرتها ... ومحاها التّرب والمدر (2)
أم تحاماه بهيبته ... أن يرى منه به أثر؟
[859] محمّد بن المغيرة العتكي. يقول في مرثية كلب، رواها أبو هفّان: [من الخفيف]
أقفرت منك يا كليب الدّيار ... وبكى فقدك العيون الحوار (3)
[860] أبو العنبس، محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي العنبس، أحد الأدباء الملحاء، وكان خبيث اللّسان، هاجى أكثر شعراء زمانه، وله كتب ملاح، ونادم المتوكّل، وله مع البحتري خبر مشهور (4)، وهو القائل يهجو إبراهيم بن المدبّر (5): [من مجزوء الكامل]
أسل الذي عطف الموا ... كب بالأعنّة نحو بابك
وأذلّ موقفي العزي ... ز على وقوفي في رحابك
وأراك نفسك مالكا ... ما لم يكن لك في حسابك
ألّا يطيل تجرّعي ... غصص المنيّة من حجابك
وله يمدح الحسن بن مخلد (6): [من المديد]
زارني بدر على غصن ... قابلا وصلي، يقبّلني
خلته لمّا أتى حلما ... وهو روحي ردّ في بدني
إنّ لي عن مثله شغلا ... بمقال الشّعر في الحسن
[859] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه شاعر عبّاسيّ، توفي نحو سنة 250هـ.
[860] كان أديبا ظريفا، عارفا بالنجوم، شاعرا هجّاء. له كتب، منها (أخبار النجوم) و (الثقلاء) و (طوال اللحى).
وهو من أهل الكوفة، وقبره فيها. ولي قضاء (صيمرة) فنسب إليها. توفّي سنة 275هـ، له ترجمة في (الأعلام 6/ 2928، والمحمّدون من الشعراء ص 186183، ومعجم البلدان: صيمرة، والوافي بالوفيات 2/ 181، ومعجم الأدباء 18/ 148، والعصر العبّاسي الثاني ص 434432). هذا، وجاء في الهامش: «في نسخة: محمد بن إسحاق بن أبي العنبس بن المغيرة بن ماهان، أبو العنبس الصيمريّ. توفّي سنة خمس وسبعين ومائتين، وحمل إلى الكوفة، فدفن بها».
__________
(1) في الأصل: «ملتجد» وفي ك «منجدا» و (الوافي بالوفيات): «فلتجد». والتصويب من ف.
(2) في الأصل: «يضربها» والمدر: الطين العلك الذي لا رمل فيه.
(3) في الأصل: «يا كلب». والحوار: جمع الحوراء. وهي العين التي اشتدّ ما فيها من بياض وسواد.
(4) انظر الخبر في (المحمّدون من الشعراء) والأبيات في (معجم الأدباء 18/ 9) وفيه: «يهجو أحمد بن المدبّر».
(5) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء والوافي بالوفيات، والممتع في صنعة الشعر ص 299).
(6) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء). وكان الحسن وزيرا للمعتمد، ومتولّيا ديوان الضياع، فخاف الشاعر معارضة الوزير له، فأنشد هذه الأبيات (معجم الأدباء 18/ 1211).(1/457)
وأبيه مخلد، فبه ... قد لبسنا أسبغ المنن
كاتب قلّ النّظير له ... فاضل في العلم واللّسن
[861] محمّد بن أبي ثمامة العبديّ. شاعر، وابنه أبو يزيد شاعر. ومحمّد هو القائل في رجل من العجم، هاجاه: [من مجزوء الرجز]
هات لسانا فاهجنا ... غير لسان العرب
فاخر فإنّ الفخر لا ... يصلح إلّا لي وبي (1)
يا عجبا من نابه ... في نسب مؤتشب (2)
كأنّما فاخرني ... بمثل جدّي وأبي
وأبو يزيد هو القائل وقد روي لأبيه محمّد، رحمهما الله تعالى: [من الوافر]
أتزعم أنّني أهوى خليلا ... سواك على دنوّ، أو بعاد (3)
جحدت إذا موالاتي عليّا ... وقلت: فإنني مولى زياد (4)
[862] محمّد بن إسحاق الطّرسوسيّ. متوكّليّ، ماجن خبيث. يكثر القول في مدح شوّال، وذمّ رمضان فمن ذلك (5): [من المتقارب]
نهار الصّيام حلول الشّقا ... وليل التّراويح ليل البلا
تمارض، تحلّ لك الطّيّبات ... وبعض التّمارض كلّ الشّفا
وإن كان لابدّ من صومه ... فأكثر من الصّوم بعد العشا (6)
وإن كنت لا تستحلّ المدام ... فغاد الصّيام بخبز وما (7)
ولا بأس بالشّرب نصف النّهار ... إذا كنت في ثقة بالخفا
[861] لم أعثر له على ترجمة له. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
[862] شاعر عبّاسيّ، كان في أيّام المتوكل (247232هـ). وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 187، والوافي بالوفيات 2/ 194).
__________
(1) في ك «يصلح إلى لي وبي». تصحيف.
(2) نسب مؤتشب: مخلوط، غير صريح.
(3) في ك «ابن عم إني». تصحيف.
(4) أراد عليّ بن أبي طالب، وزياد بن أبيه.
(5) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات). وجاءت قافيتها في ك بالمدّ. وذلك من الوهم.
(6) في ك «فأكثر الطعام بعيد العشاء». تصحيف.
(7) في ك: «فغادي». وفي (المحمّدون من الشعراء): «فعاد».(1/458)
يظنّ بي الصّوم أهل السّفاه ... ومن دون صومي بلوغ السّها (1)
[863] أبو نعامة، محمّد ويقال: أحمد بن الدّقيقي، الكوفيّ، وكنيته أبو جعفر. وكان خبيث اللسان، استفرغ شعره في هجاء أهل العسكر، يرميهم بالأبنة، وله القصيدة التي سمّاها السّنية، مزدوجة، ذكر فيها جميع رؤساء الدولة في أيّام المتوكّل، من أهل سرّ من رأى وبغداد، ورماهم بالقبائح وهو شاعر، وأبوه الدقيقي شاعر. وكان أبو نعامة يتشيّع، فشهد عليه قوم من أهل بغداد بالرفض، فضربه مفلح، غلام موسى، ابن بغا بالسياط حتّى مات، في سنة ستين ومائتين. وهو القائل (2): [من الطويل]
إذا وضع الرّاعي إلى الأرض صدره ... يحقّ على المعزى بأن تتبدّدا
وله في أبي عبد الله بن حمدون (3): [من المتقارب]
بسرج ابن حمدون والميثره ... تبقّع باب استه المقذره
فقدّامه رجل صائم ... ومن خلفه امرأة مفطره
فقد خلطا عملا صالحا ... رسيّا، فنرجو له المغفره (4)
وله في بشرى بن هارون النّصراني (5): [من السريع]
وكاتب من أهل الانجيل ... صاحب تبريق وتهويل
ليس له عيب سوى أنّه ... ينشر طومار السّراويل
[864] دندن الكاتب. واسمه: محمّد بن عليّ، أبو عليّ. يكثر هجاء الكتاب، قال في محمّد بن عبد الملك الزيات لمّا أوقع به المتوكّل (6): [من الطويل]
ألم تر أنّ الله أيدّ دينه ... وأوقع بالزّيّات لما تجبّرا
[863] شاعر عبّاسي هجّاء. كان يميل إلى عليّ بن أبي طالب وولده، وقتل لذلك سنة 260هـ. له ترجمة في (طبقات الشعراء ص 391390، والمحمّدون من الشعراء ص 441). وفيهما: «الدّنقعيّ». وكذلك نسبته في (المستطرف 2/ 320).
[864] شاعر عبّاسيّ، كان حيّا سنة 233هـ. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 108).
__________
(1) في ك «يظن في». والسّها: نجم خفيّ الضوء. وكتب (كرنكو): «السهاء» جمع السّهوة. وهي الصخرة. ولا وجه لذلك.
(2) البيت في (المحمّدون من الشعراء، والمستطرف).
(3) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء).
(4) في ك: «وسيّأ». تصحيف والرّسيّ: الثابت.
(5) البيتان في (المحمّدون من الشعراء).
(6) أوقع المتوكّل بمحمد بن عبد الملك الزيات سنة 233هـ. والأبيات في (الوافي بالوفيات).(1/459)
وكم قائل، والدّمع يسبق قوله ... به لا بظبي بالصّريمة، أعفرا (1)
عليك سلام، لم توفّره نيّة ... كذلك شيء قد تولّى فأدبرا
وله في عبيد الله بن يحيى (2): [من الطويل]
رأيت عبيد الله قام بدولة ... فأنشرت الموتى، وسرّت، وبدّرت
وجاءت كيوم البعث من عند ربّها ... وكانت قبورا هامدات، فنشّرت
فمنهم عليّ بن الحسين وجعفر ... ويحيى بن يعقوب فوارس كرّرت (3)
وإنّ ابن يزداد لأحول حوّل ... ولكنه يقرا: إذا الشمس كوّرت (4)
فقل لعبيد الله، أحييت دولتي ... مكاسير، زمنى، عطّلت، فتحيّرت (5)
وأنت إذا ميّزت أبلد منهم ... فصوتكم: حيّ المنازل، أقفرت
[865] محمّد بن مكرّم الكاتب. له مع أبي العيناء وأبي عليّ البصير أخبار مشهورة، وهو القائل لأحمد بن إسرائيل، عند تقلّده وزارة المعتزّ (6)، يشكو لصوصا، دخلوا عليه، وأخذوا ماله (7):
[من مجزوء الرمل]
يا أبا جعفر إسمع ... قول محروب، حريب (8)
عجب النّاس وفي جو ... ر زمان لعجيب
من لصوص تركوني ... بين أهلي كالغريب
تركوني بعد خصب ال ... حال في عيش جديب
فأغث لهفان يا ذا ال ... جود والباع الرّحيب
[865] شاعر عبّاسيّ، وكاتب بليغ مترسّل، كان حيّا سنة 255هـ. انظر له (الوافي بالوفيات 5/ 5453، والفهرست ص 138، والديارات ص 5655، 60).
__________
(1) الصريمة: القطعة المنقطعة من معظم الرمل. والأعفر: الذي خالط بياضه حمرة.
(2) عبيد الله بن يحيى بن خاقان. استوزره المتوكّل والمعتمد. وكان عاقلا حازما، واستمر بالوزارة إلى أن توفّي. انظر (الأعلام 4/ 198).
(3) الأعلام في البيت من الكتّاب المعاصرين للشاعر.
(4) ابن يزداد: هو عبد الله بن محمد بن يزداد، من كتاب العصر العبّاسي المشهورين، كان حيّا سنة 256هـ. والحوّل:
السريع التغيّر، والمحتال، البصير بتحويل الأمور.
(5) الزّمنى. أصحاب العاهات.
(6) تقلّد أحمد بن إسرائيل الوزارة للمعتز سنة 252هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 349).
(7) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(8) في المطبوع والوافي بالوفيات «جعفر اسمع». والصواب ما أثبتّ ليستقيم الوزن العروضي. والمحروب: الذي سلب ماله. وكذلك الحريب.(1/460)
بجميل النّظر المج ... دي على كلّ أديب
فلم يحظ منه بطائل، فقال يهجوه (1): [من السريع]
قل لابن إسرائيل، يا أحمد ... عمرك في العالم ما ينفد
إنّ زمانا أنت مستوزر ... فيه زمان عسر أنكد
يا لبد الدّهر، ويأجوجه ... أنت كنوح، عمره سرمد (2)
يذمّك النّاس جميعا فما ... يلقاك منهم أحد يحمد
طرف الذي استكفاك أمر الورى ... بعد اختبار عائر أرمد
فلمّا قتل أحمد (3)، قال ابن مكرم يرثيه (4): [من الخفيف]
عين، بكّي على ابن إسرائيل ... لا تملّي من البكا والعويل
واجزعي، وارفضي التّصبّر عنه ... إنّه في الزّمان غير جميل
فجع الملك بالجليل، أبي جع ... فر المرتجى لكلّ جليل
بأبي أنت بل بنفسي أفدي ... ك سليبا مجرّرا، من قتيل
لعن الله صالح بن وصيف ... في صباح مجدّدا وأصيل (5)
خالف الفعل ما تسمى به الجب ... ت، فمال، الإسلام كلّ مميل (6)
[866] محمّد بن إبراهيم الجرجانيّ. يقول لمّا افتصد الحسن بن زيد العلويّ، صاحب طبرستان فوجّه إليه بهدايا، وكتب إليه (7): [من الخفيف]
قد رأينا البهار يضحك للور ... د، فعفنا سوانح الأيّام (8)
[866] شاعر عبّاسيّ، وأديب فاضل. له بديهة حسنة، وشعر عاقل جميل. وكان فاضل جرجان. اتصل بالحسن بن زيد العلوي الذي استقل بطبرستان، مدّة عشرين سنة، قبل أن يقتل سنة 270هـ. وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 135134).
__________
(1) الأبيات عدا الأول (في الوافي بالوفيات)، وعدا الرابع والخامس في (ثمار القلوب 4241).
(2) لبد: نسر من نسور لقمان الحكيم، عمّر طويلا.
(3) قتل أحمد بن إسرائيل سنة 255هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 398396).
(4) الأول والثاني في (الوافي بالوفيات).
(5) صالح بن وصيف: هو الذي أمر بقتل أحمد بن إسرائيل.
(6) يقول: خالف فعله اسمه. واسمه صالح. والجبت: كلّ ما عبد من دون الله تعالى، وتقع على الساحر والشيطان والصنم والكاهن.
(7) الأبيات عدا الأوّل في (المحمّدون من الشعراء).
(8) البهار: جنس زهر، ينبت في أيّام الربيع، يقال له: العرار.(1/461)
ورأينا مجالسا عطرات ... هيّئت عندنا لفصد الإمام
إنّما غيّب الطّبيب شبا المب ... ضع عندي في مهجة الإسلام (1)
سرّت الأرض حين صبّ عليها ... دم خير الورى، وأعلى الأنام
[867] محمّد بن الفضل الكاتب، المعروف بالبعوة. كان يعاشر أبا هفّان ومحمّد بن مكرم واليعقوبيّ وأبا علي البصير (2) وأبا العيناء. وهؤلاء شياطين العسكر في الظّرف والمجون. وكان النعوة (3) من أمجنهم وأخبثهم، فأقام عنده البصير وأبو العيناء أيّاما، فلمّا انصرفا قال:
[من مجزوء الرمل]
أنا في أطيب عيش ... مذ فقدت الأعميين
كنت لا آكل حتّى ... خرجا إلّا بدين
فأنا اليوم كأنّي ... عامل الفلّوجتين (4)
وله في سديف، غلام ابن مكرم (5): [من الوافر]
أحبّك ما حييت، وما حييتا ... برغمك إن كرهت، وإن هويتا
وأصبر إن جفوت، ولا أبالي ... غضبت من المحبّة، أو رضيتا
وأسعى في الذي تهواه جهدي ... فكن لي متّ قبلك كيف شيتا (6)
[868] محمّد بن يزيد الخزرجيّ. الشاعر الأعور، لقيه عليّ بن مهديّ الكسرويّ، وأخذ عنه.
وهو القائل يذكر حجّاما (7): [من مجزوء الرمل]
يا ابن من يكتب في الأع ... ناق من غير دواة
لم يكن فيها كلام ... غير خطّ الألفات
[867] من شعراء القرن الثالث الهجريّ. وكان معاصرا لأبي العيناء محمد بن القاسم، المتوفى سنة 283هـ. وللشاعر ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 325)، وفيه: «البعرة الكاتب المعروف بالبعرة».
[868] من شعراء القرن الثاني الهجري. له ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 215).
__________
(1) شبا المبضع: أراد شباته، أي: حدّه، فجمع، والمعنى واحد، للضرورة.
(2) أبو علي البصير: كاتب، وشاعر مجيد. انظر له (طبقات الشعراء ص 398397، والأغاني 10/ 255، و 23/ 39).
(3) كتب مرّة البعوة، ومرّة النعوة. (فرّاج).
(4) في ك: «عالم». تصحيف. والفلّوجة: الأرض المصلحة للزرع.
(5) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(6) في ك «فلن لي». تصحيف.
(7) البيتان في (الوافي بالوفيات).(1/462)
[869] محمّد بن يزيد البشريّ الأمويّ، أبو جعفر، من ولد بشر بن مروان بن الحكم (1). جزريّ من أهل ميّافارقين، قدم سرّ من رأى، فأقام بها دهرا، واتصل بعيسى بن فرّخانشاه (2). وله في المتوكّل مراث. وهو القائل لعيسى (3): [من الهزج]
أترضى لي أن أرضى ... بتقصيرك في برّي
وقد أخلقت من ودّ ... ك ما أخلقت من عمري
لعلّ الله أن يصن ... ع لي من حيث لا تدري
فألقاك بلا شكر ... وتلقاني بلا عذر
وله يعاتبه في حاجبه: [من المديد]
يا أبا موسى، وأنت فتى ... ماجد، محض ضرائبه (4)
كن على منهاج معرفة ... إنّ وجه المرء حاجبه (5)
فبه تبدو محاسنه ... وبه تبدو معايبه (6)
وأرى بالباب معترضا ... سفلة يزورّ جانبه
ليس كشخانا فأشتمه ... إنّما الكّشخان صاحبه (7)
[870] اليعقوبيّ، محمّد بن عبد الله بن يعقوب بن داود بن طهمان. مولى بني سليم، يكنى [869] شاعر عبّاسي. كان حيّا حين توفّي المتوكّل سنة 247هـ. وله ترجمة وفي شعر الوافي بالوفيات 5/ 215، والحماسة البصرية 1/ 267و 2/ 151150).
[870] من شعراء القرن الثالث الهجري، ورأى صاحب (الأعلام 6/ 223) أنّه توفي نحو سنة 260هـ. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 3/ 346345). وجاء في الهامش: «وعبيد الله بن عبد الله أخوه شاعران. متقدّمان في الأدب والرواية وقول الشعر. وأبوهما عبد الله بن يعقوب من قبلهما. وجدّهما يعقوب بن داود، الوزير، صاحب المهديّ». من خط الشاطبي (فرّاج).
__________
(1) في الهامش: «في كتاب الجمهرة لابن حزم: محمد بن يزيد بن مسلمة بن هشام بن بشر بن عبد الملك بن مروان بن الحكم». هذا، وفي (جمهرة أنساب العرب ص 106): «هشام بن عبد الملك بن بشر بن مروان بن محمد».
وهو الصواب.
(2) من كتّاب العصر العبّاسيّ، ومقامه مقام وزير. وكان مع المهتدي سنة 256هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 463).
(3) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(4) ضرائبه: طبائعه وسجاياه.
(5) في ك: «معرفته». تصحيف.
(6) في ك: «معائبه».
(7) في ك: «ليس كشحانا، فاشتهر إنما الكشحان». تصحيف. والكشخان: الديّوث. وهو من الدخيل في كلام العرب.(1/463)
أبا عبد الله، وجدّه يعقوب بن داود وزير المهديّ. وكان اليعقوبي صديق سعيد بن حميد (1)، فوصله بالحسن بن مخلّد (2). وهو خليع ماجن. وكان يصف نفسه بالتّطفيل والجوع والفقر والأبنة. وهو القائل (3): [من الكامل]
وزع المشيب شراستي وعرامي ... ومرى الجفون بمسبل سجّام (4)
وصبغت ما صبغ الزّمان، فلم يدم ... صبغي، ودامت صبغة الأيّام
وله: [من مجزوء المتقارب]
متى بقيت نعمة ... لذي نعمة لم تزل؟
وهل بقيت حالة ... على أحد لم تحل؟
أرانا لأيدي الرّدى ... وأيدي المنايا نفل (5)
وله (6): [من الطويل]
أمن بعد ما أفنيت سبعين حجّة ... ولم تؤنسوا رشدي أنهنه بالزّجر؟
ومن لم تزعه الحادثات بصرفها ... فلا ترج منه رشده آخر الدّهر (7)
وله (8): [من الوافر]
إلى كم لا تتوب من الخطايا ... وقد ناجاك بالموت المشيب
[871] المنتصر بالله، محمّد بن جعفر، المتوكّل بن محمّد، المعتصم بن هارون الرّشيد. يكنى أبا جعفر. مات في سنة ثمان وأربعين ومائتين. يقول (9): [من الطويل]
[871] من خلفاء الدولة العبّاسيّة، ولد في سامرّاء سنة 223هـ، وبويع بالخلافة بعد أن قتل أباه سنة 247هـ. وهو أوّل من عدا على أبيه من بني العبّاس. ومدّة خلافته ستّة أشهر وأيّام. انظر (الأعلام 6/ 70، والمحمّدون من الشعراء ص 251والوافي بالوفيات 2/ 291289، ومعجم البلدان: سامرّاء).
__________
(1) سعيد بن حميد: كاتب عبّاسيّ، كتب للمستعين بشروط الأمان حين خلع نفسه من الخلافة، سنة 252هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 348).
(2) الحسن بن مخلد: كاتب، له ذكر في أحداث سنة 264هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 541).
(3) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(4) العرام: الشدّة. ومرى الجفون: استدرّ الدمع منها.
(5) لعلّها أيضا: نقل. (فرّاج). والنفل: الغنيمة يستولي عليها الجيش من العدو في الحرب، والهبة.
(6) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(7) في ك و (الوافي بالوفيات): «رشدة». ولم تزعه: لم تكفّه. وصرف الحادثات: نوائبها.
(8) البيت في (الوافي بالوفيات).
(9) البيتان في (المحمّدون من الشعراء).(1/464)
متى ترفع الأيّام من قد وضعنه ... وينقاد لي دهر عليّ جموح
أعلّل نفسي بالرّجاء، وإنّني ... لأغدو على ما ساءني وأروح
وله (1): [من السريع]
الذّلّ يأباه الفتى الحرّ ... ما لكريم معه صبر
لم يعلم النّاس الذي نالني ... فليس لي عندهم عذر
كان إليّ الأمر في ظاهر ... وليس لي في باطن أمر
[872] المعتزّ بالله، محمّد بن جعفر المتوكّل. ويقال: اسمه الزّبير، ويكنى أبا عبد الله. قتل في سنة خمس وخمسين ومائتين. يقول لما بويع بالخلافة (2): [من الطويل]
تفرّدني الرّحمن بالعزّ والتّقى ... فأصبحت فوق العالمين أميرا
وله في يونس بن بغا (3): [من المنسرح]
شوّال شهر السّرور والسّكر ... والصّوم شهر العناق والنّظر
قد كنت للشّرب عاشقا سحرا ... فاليوم يا ويلتي من السّحر (4)
من كان فيما يحبّ معتذرا ... فلست في يونس بمعتذر
[873] المهتدي بالله، أبو عبد الله، محمّد بن هارون، الواثق بن محمّد المعتصم. قتل في سنة ست وخمسين ومائتين. وهو القائل: [من مشطور الرجز]
الله في كلّ الأمور حسبي ... يعلم إعلاني وما في قلبي
وله (5): [من الطويل]
أما والذي أعلى السّماء بقدرة ... وما زال قدما فوق عرش قد استوى
لئن تمّ لي التّدبير فيما أريده ... لتفتقدنّ التّرك طرّا فلا ترى
[872] من خلفاء الدولة العبّاسية. ولد سنة 232هـ، وبويع بالخلافة سنة 251هـ، وقتله قوّاده سنة 255هـ. انظر (الأعلام 6/ 70، والمحمّدون من الشعراء ص 253252، والوافي بالوفيات 2/ 294291، والديارات ص 109104).
[873] من خلفاء الدولة العبّاسيّة، بويع بالخلافة سنة 255هـ، ولم يلبث أن انتقض عليه الأتراك، فخرج لقتالهم، فقتلوه سنة 256هـ. كان حميد السيرة، فيه شجاعة. مدّة خلافته أحد عشر شهرا وأيّام. انظر (الأعلام 7/ 128، والوافي بالوفيات 5/ 146144).
__________
(1) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء) وعدا الأوّل في (الوافي بالوفيات) وفيه: «وله، أظنّه فيما نسب إليه من قتل أبيه». ثم أورد البيتين.
(2) البيت في (الأغاني 9/ 365).
(3) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء والوافي بالوفيات).
(4) في ك: «فاليوم تأويلتي».
(5) البيتان في (الوافي بالوفيات).(1/465)
[874] أبو الفتوح، محمّد بن الفتح بن خاقان. صاحب المتوكّل. فتى أديب، يقول: [من الكامل]
وغريرة شغل الكمال بصنعها ... عيش الهوى ومنيّة العشّاق
شغلت بتغييض الدّموع شمالها ... ويمينها مشغولة بعناق (1)
[875] الرّبهميّ اليماميّ. أبو عليّ محمّد بن جعفر بن نمير بن عبد العزيز بن ربهم الحنفيّ، ثمّ العامريّ، من بني الأسلع. راوية أديب، بلغ سنّا عالية، وبقي إلى آخر أيّام المعتمد، ومدح أوتامش، لمّا قام ببيعة المستعين، ثمّ هجا المستعين عند انحداره إلى بغداد. وحجبه عليّ بن يحيى، فكتب إليه: [من الكامل]
لا يشبه الحرّ الكريم نجاره ... ذا اللّبّ غير بشاشة الحجّاب (2)
وبباب دارك من إذا ما جئته ... جعل التّبرّم والعبوس جوابي
أوصيته بالإذن لي، فكأنّما ... أوصيته متعمّدا بحجابي
ثمّ حجبه غلام عليّ بن يحيى بعد ذلك، فكتب إليه: [من الكامل]
صار العتاب يزيدني بعدا ... ويزيد من عاتبته صدّا
وإذا شكوت إليه حاجبه ... أغراه ذاك، فزادني ردّا
[876] أبو عمرو العمرواني (3) الراوية. واسمه: محمّد بن أحمد بن سلمان. وهو القائل لعبيد الله بن يحيى بن خاقان، في رواية محمّد بن داود بن الجرّاح وغيره يرويهما للزّبير بن بكّار (4): [من الكامل]
ما أنت بالسّبب الضّعيف، وإنّما ... نجح الأمور بقوّة الأسباب
فاليوم حاجتنا إليك، وإنّما ... يدعى الطّبيب لساعة الأوصاب
[877] محمّد بن عمرو بن سعيد الحربيّ، أبو جعفر. بغداديّ، ضعيف الشعر. كان يهاجي [874] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر وكاتب عبّاسيّ، كان في زمن المتوكّل (247232هـ).
[875] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر أديب راوية. وتوفي نحو سنة 279هـ.
[876] شاعر عبّاسيّ. كان معاصرا لعبيد الله بن يحيى بن خاقان، المتوفى سنة 263هـ. وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 43، والوافي بالوفيات 2/ 34). وفيهما: «العمراويّ».
[877] من شعراء القرن الثالث الهجريّ. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 290).
__________
(1) في الأصل وك: «بتنفيض». والتصويب من ف.
(2) نجاره: أصله.
(3) فوق (العمراوي) في الأصل: «كذا».
(4) البيتان في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات)، وهما بغير نسبة في (عيون الأخبار 3/ 151).(1/466)
التّمار والمسلميّ وغيرهما. وهو القائل في جرادة الكاتب (1) ويرويان لأبي الصقر، إسماعيل بن بلبل، والصحيح أنهما للحربيّ (2): [من الطويل]
أتيتك مشتاقا، وجئت مسلّما ... عليك، وإنّي باحتجابك عالم
فأخبرني البوّاب أنّك نائم ... وأنت إذا استيقظت أيضا فنائم (3)
[878] محمّد بن أبي عمران. من أهل أصبهان، يقول (4): [من الطويل]
سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى حتّى يلين قليلا (5)
إذا لم أجد يوما إلى الإذن سلّما ... وجدت إلى ترك المزار سبيلا
[879] أبو العيناء، محمّد بن القاسم بن خلّاد اليماميّ. مولى بني هاشم، يكنى أبا عبد الله، وأبو العيناء لقب له. وكان ضريرا ذا لسان وعارضة، ورواية واسعة. وله مع المتوكّل أخبار، وتوفي بالبصرة سنة اثنتين وثمانين ومائتين بعد سنّ عالية. وهو قليل الشعر جدّا، من ذلك ما رواه الصوليّ له عن المبرّد (6): [من الطويل]
لعمري لئن كانت نواكم تباعدت ... لما قرّبتنا منكم الدّار أطول (7)
فإنّ بنأي الدّار منكم لمبلغا ... إلينا، وإن كان التّبصّر أجمل (8)
[880] مثقال الواسطيّ. اسمه: محمّد بن يعقوب، ويكنى أبا جعفر. نزل بغداد، واستفرع شعره مع نزارته في الهجاء والرفث، وكان ابن الروميّ في أوّل أمره ينحله أشعاره في هجاء القحطبيّ وغيره، وأخطأ محمّد بن داود فيما رواه لمثقال من أشعار ابن الروميّ التي ليست في [878] له ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 235).
[879] شاعر عبّاسيّ، حسن الشعر، مليح الكتابة والترسل، حاضر البديهة، توفي سنة 282هـ. له ترجمة في (طبقات الشعراء ص 415414، والوافي بالوفيات 4/ 344341). هذا، وجمع شعره وأخباره (أنطوان القوّال)، وصدر في بيروت، عن دار صادر، سنة 1994م، كما سبق لسعيد الغانمي أن كتب عن حياته وشعره. انظر (المكتبة الشعرية ص 164).
[880] شاعر عبّاسيّ، من شعراء القرن الثالث، كان معاصرا لابن الرومي المتوفى سنة 283هـ. ولمثقال ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 223222).
__________
(1) جرادة الكاتب: كان كاتبا للوزير أبي الصقر إسماعيل بن بلبل، وقبض على جرادة سنة 279هـ.
(2) البيتان في (الوافي بالوفيات). وجاء في ك: «وقد يرويان».
(3) في ك «لنائم».
(4) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(5) في ف «مادم».
(6) البيتان (ديوان أبي العيناء ص 42) نقلا عن المرزباني.
(7) في ك «قر بنينا».
(8) في ك «تنأ بي لمبلغ».(1/467)
طاقة مثقال، ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها، غير ابن الروميّ. وكان مثقال يهاجي ابن الخبّازة الضرير المعبّر، فمما يروى من صحيح قول مثقال (1): [من مخلع البسيط]
يا ابن التي لم تزل تجاري ... في الغيّ شيطانها اللّعينا
حتى إذا يومها أتاها ... أوصت بنيها خذوا بنينا
بأن إذا متّ فاجعلوني ... ذريرة للمخنّثينا (2)
[881] أبو منصور الباخرزيّ. اسمه: محمّد بن إبراهيم، من أهل خراسان، نزل بغداد، وكان يتشيّع، وعمي في آخر عمره، وكان يهاجي مثقالا الواسطي. والباخرزيّ هو القائل (3):
[من الكامل]
صبّت عليّ مصائب لو أنّها ... صبّت على الأيّام صرن لياليا
وله (4): [من الخفيف]
إنّ دهر السّرور أقصر من يو ... م، ويوم الفراق دهر طويل
وله في مثقال (5): [من مجزوء الكامل]
في بيت مثقال يكو ... ن ذوو الزّنا، وذوو اللّواط
يعلونه وعجوزه ... ويرى بذاك أخا اغتباط
[882] محمّد بن منظور القرشيّ. من قزوين، يقول في آل عبد العزيز المذحجيين، وكانوا ينزلون الري وقزوين (6): [من الوافر]
بنو عبد العزيز إذا أرادوا ... سماحا لم يلق بهم السّماح
[881] له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 136135، والوافي بالوفيات 1/ 340). وذكر الباخرزي، عليّ بن الحسن في (دمية القصر ص 12081207) أنه وجد في نسخة من معجم الشعراء أن الشاعر هو أبو منصور رشيد بن منصور، وفي ثانية أنّه أبو منصور محمد بن إبراهيم. ثم قال (ص 1209): «ولست أدري أكلا المذكورين واحد أم لا»؟ ثم ذكر أنه عثر بديوان أبي منصور محمد بن إبراهيم الباخرزيّ في الخوانة النظامية بنيسابور. ويبدو أن اختلاطا حدث، وتداخلت فيه اسماء ثلاثة شعراء، هم: أبو منصور رشيد بن منصور، وأبو منصور محمد بن إبراهيم، وأبو العبّاس، محمد بن إبراهيم.
[882] شاعر عبّاسيّ. له ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 77).
__________
(1) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(2) في ك «المخيّبينا».
(3) البيت في (المحمّدون من الشعراء والوافي بالوفيات).
(4) البيت في (دمية القصر ص 1029، والمحمّدون من الشعراء والوافي بالوفيات).
(5) سقط من ك «في مثقال». والبيتان في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(6) البيتان في (الوافي بالوفيات).(1/468)
لهم عن كلّ مكرمة حجاب ... فقد تركوا المكارم، واستراحوا
فقتله موسى بن عبد العزيز.
[883] محمّد بن الحسن، الحرون، أبو عبد الله. عمّى له أبو العبّاس، المبرّد بيتا، فاستخرجه، وكتب إليه (1): [من الخفيف]
قل لمن رأيه عفاف ودين ... وسماح ونجدة وحياء
والذي ساد في العلوم فما يب ... لغه ذو الكساء والفرّاء (2)
قد أتانا البيت المترجم بالطّي ... ر، وفيه النّسور والعنقاء
فخلونا به، وقد دارت الأص ... وات في مجلس، وطاب الطّلاء
فظفرنا به، ووفّقنا اللّ ... هـ الذي باسمه تقوم السّماء
وهو بيت لشاعر من بني مخ ... زوم، أضنت فؤاده أسماء (3)
(حبّذا أنت يا بغوم، وأسما ... ء، وعيش يضمّنا، وخلاء) (4)
[884] محمّد بن أبي الوصيّ، الكاتب البغداديّ. مولى العبّاسة بنت المهديّ. يقول: [من الوافر]
تكلّم، ليس يرجعك الكلام ... ولا يمحو محاسنك السّلام
أنا بشر، وإن أصبحت عبدا ... وليس كلام مملوك حرام
[885] محمّد بن عليّ، الجواليقيّ، الكوفيّ: يتشيّع. قال يرثي الحسين بن عليّ (5): [من الخفيف]
أمن رسوم المنازل الدّرس ... وسجع ورق سجعن في الغلس (6)
هتكت سجف العزاء عن طرب ... شاقك معتاده إلى أنس
[883] شاعر مشهور، مذكور في عصر المبرّد (ت 286هـ) وثعلب (ت 291هـ). وكان ذكيّا متوقّدا، وله مصنّفات منها:
(الشعر والشعراء) و (كتاب المطابق والمجانس) و (الرّياض). له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 277276) ولقبه فيه (الحرّون). وفي (الوافي بالوفيات 2/ 7170) ونسبه فيه هو: محمّد بن أحمد بن الحسن بن الأصبغ بن الحرون.
[884] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ، كان مولى العباسة بنت المهديّ، المتوفاة سنة 210هـ.
[885] له ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 117). ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
__________
(1) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(2) أراد الكسائيّ (ت 189هـ) والفرّاء (ت 207هـ).
(3) أراد الشاعر عمر بن أبي ربيعة المخزوميّ.
(4) هذا البيت هو المقصود، وهو في (ديوان عمر بن أبي ربيعة ص 15).
(5) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(6) في ك «سجعوا». تصحيف. والورق: الحمام.(1/469)
وفيها يقول:
إبك حسينا ليوم مصرعه ... بالطّفّ، بين الكتائب الخرس (1)
تعدو عليه بسيف والده ... أيد طوال، لمعشر نكس (2)
تالله، ما إن رأيت مثلهم ... في يوم ضنك، قماطر، عبس (3)
أحسن صبرا على البلاء، وقد ... ضيّقت الحرب مجرع النّفس
أضحى بنات النّبيّ إذ قتلوا ... في مأتم، والسّباع في عرس
[886] محمّد بن أبي بدر السّلميّ. نزل الجبل (4). يقول في زهير بن هلال، من قصيدة مخمّسة، أوّلها: [من مشطور الرجز]
الحمد لله على السّرّاء ... والحمد لله على الضّرّاء
رزّاق أهل الأرض والسّماء ... ما أحسن الصّبر على البلاء
والشّكر لله على الرّخاء
ثمّ الباء خمسة أبيات إلى آخر اللحروف.
[887] محمّد بن يزيد بن عبد الأكبر، أبو العبّاس الأزديّ النّحويّ، المعروف بالمبرّد. ذكر أنّه دخل إلى المتوكّل، فقال له: يا بصريّ، رأيت أحسن وجها منّي؟ قال: فقلت: لا، ولا أسمح راحة. ثمّ تجاسرت، فقلت: [من الوافر]
جهرت بحلفة، لا أتّقيها ... لشكّ في اليمين، ولا ارتياب
بأنّك أحسن الخلفاء وجها ... وأسمح راحتين، ولا أحابي
وأنّ مطيعك الأعلى جدودا ... ومن عاصاك يهوي في تباب (5)
فقال لي: أحسنت، وأجملت في حسن طبعك وبديهتك.
[886] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثالث الهجري.
[887] إمام العربية ببغداد في عصره، مولده بالبصرة سنة 210هـ، ووفاته ببغداد سنة 286هـ. من كتبه (الكامل) و (المقتضب) و (التعازي والمراثي). وفي سلسلة أعلام العرب (94): المبرّد: حياته وآثاره لأحمد حسنين القرني، وعبد الحفيظ فرغلي علي. وانظر (الأعلام 7/ 144، والوافي بالوفيات 5/ 218216).
__________
(1) الطفّ: أرض من ناحية الكوفة، فيها كان مقتل الحسين بن علي سنة 61هـ. والخرس: جمع الخرساء. وهي الكتيبة التي لا يسمع لسلاحها قعقعة، ولا لرجالها جلبة.
(2) النكس: الضعاف اللئام.
(3) قماطر: شديد. وعبس: شديد العبوس.
(4) الجبل: اسم لبلاد جليلة، وكور عظيمة في بلاد فارس.
(5) التباب: الهلاك والخسران.(1/470)
وتوفي المبرّد في سنة خمس وثمانين ومائتين، وله في العلاء بن صاعد: [من الخفيف]
للعلاء بن صاعد فيّ وصف ... وثناء مجاوز المقدار
باذل مدحه، ضنين بما يم ... لك من درهم، ومن دينار
زرته مكرها، وما كنت من قب ... ل لمثل العلاء بالزّوّار
فحصلنا على ثناء ومدح ... وركوب باللّيل في الطّيّار (1)
وله: [من المتقارب]
ولو رفع الله عنّا البلا ... ء لم ندر ما خطر العافيه
[888] محمّد بن الجهم بن هارون السّمّريّ. صاحب الفرّاء، روى كتابه في معاني القرآن. وهو أحد الثقات من رواة المسند، وهو القائل يمدح الفرّاء، ويصف مذهبه في النحو (2): [من الخفيف]
أكثر النّحو يزعم الفرّاء ... من وجوه تأويلهنّ الجزاء
وهي أبيات يقول فيها:
نحوه أحسن النّحو فما في ... هـ معيب، ولا به إزراء
ليس من صنعة الضعائف، لكن ... فيه فقه وحكمة وضياء
وبيان تصغي القلوب إليه ... يجتبيه الملوك والحكماء
حجّة، توضح الصّواب وما قا ... ل سواه فباطل وخطاء
ليس من قال: بالصّواب، كمن قا ... ل بجهل، والجهل داء عياء (3)
وكأنّي أراه يملي علينا ... وله واجبا علينا الدعاء:
(كيف نومي على الفراش ولمّا ... تشمل الشّام غارة شعواء
تذهل الشّيخ عن بنيه وتبدي ... عن خدام العقيلة العذراء) (4)
[888] كاتب وشاعر، وراوية ثقة. ولد سنة 188هـ، وروى عن الفرّاء (ت 207هـ). وتوفّي سنة 277هـ. وقيل غير ذلك انظر (المحمّدون من الشعراء ص 254253، والوافي بالوفيات 2/ 314313).
__________
(1) الطّيّار: زورق خفيف، سريع الجريان، عرف في العصر العبّاسيّ.
(2) الأبيات عدا الأوّل في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(3) في ك «من زاد: والصواب» وفي ف «من قال: والصواب» والتصويب من (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(4) أي عن خدامها العقيلة. انظر اللسان: خدم (فرّاج). وجاء في (الوافي بالوفيات): «هذان البيتان الأخيران لعبد الله (كذا) بن قيس الرّقيات، وإعرابهما مشكل. وأمّا شعر هذا السّمّريّ فبئس الشعر مع ما فيه من مدّ المقصور، وهو عيب». والبيتان في (ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات ص 9695) وهما من همزيته المشهورة في مديح مصعب بن الزبير.(1/471)
[889] محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن بن سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم، أبو أمامة، الباهليّ، البصريّ. وأمّه: سعدى بنت عمرو بن سعيد بن سلم بن قتيبة. وأهله مشهورون بالبصرة لهم بها رياسة. وهو شاعر مقلّ، وكان أزرق العين، وكان يعاشر أبا شراعة العبسيّ، وله معه أخبار. وله يقول أبو أمامة: [من الطويل]
نبيذي لإخواني معدّ، ومنزلي ... لهم مألف ما وحّد الله مسلم (1)
أرى ذاك حتما ما حييت، وإنّه ... على مسعر حتّى الممات محرّم
مسعر: اسم كان أبو شراعة يسمّى به.
فلا تطمعن في الكأس نفسك، إنّما ... نصيبك منها النّصب لو كنت تعلم (2)
وعوّل على الإخوان، وابتغ عفوهم ... بما كان، واسترحم، لعلّك ترحم (3)
ولأبي شراعة جواب عنها. ولأبي أمامة: [من الطويل]
وقالت: وحقّ الله لو أنّ نفسه ... على الكفّ، من وجد عليّ تسيل
لأرفده، شلّت يدي إن رفدته ... بشيء، وقد خيّرت حيث يميل
[890] محمّد بن دكين المتكلّم. له مع أبي هفّان أخبار، ورثى المعتزّ لمّا قتل (4). وله أشعار يحضّ فيها على القول بالعدل والتوحيد (5). وهو القائل (6): [من الرمل]
أيّها القادم ما أعددت من ... حجّة عند الذي يسألكا
لك ما قدّمته من صالح ... والذي خلّفته ليس لكا
وله من قصيدة (7): [من مشطور الرجز]
من يغن بالله يجد روح الغنى ... والله يوفي من يشاء ما يشا (8)
وخير ما يدّخر المرء التّقى ... وخير أثواب الفتى ثوب الحجا
[889] من شعراء البصرة في القرن الثالث الهجري. له خبر في (الأغاني 23/ 3635).
[890] من شعراء القرن الثالث، من المعتزلة. كان حيّا سنة 255هـ. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 430429).
__________
(1) في ك «فكبدي لإخواني».
(2) النّصب: التعب.
(3) عفوهم: ما زاد على حاجتهم. والعفو: الإعطاء بغير مسألة.
(4) قتل المعتزّ سنة 255هـ.
(5) القائلون بالعدل والتوحيد هم المعتزلة.
(6) البيتان في (المحمّدون من الشعراء).
(7) الشعر في (المحمّدون من الشعراء).
(8) الرّوح: الراحة والسرور والفرح.(1/472)
ما أقبح الصّبوة من بعد النّهى ... إنّ المشيب قد طوى ثوب الفتى
فبادر الموت، ودع عنك الهوى ... فإنّه عمّا قليل قد أتى
قد قيل فيما قد مضى قول جرى ... (عند الصّباح يحمد القوم السّرى) (1)
وتلفظ العين علالات الكرى ... أين ذوو المال، وأرباب القرى؟
من عمّر الدّنيا، ومن شاد البنا ... أضحوا جميعا تحت أطباق الثّرى
لا أثر منهم، ولا عين ترى ... إنّ أخا اللّبّ تناهى، وانتهى
ليسا سواء من أطاع، واتّقى ... ومن على الله بجهل افترى
سبحان من لا يترك الخلق سدى
[891] محمّد بن أبي عون البلخيّ. مات في سنة ثمان وسبعين ومائتين. يقول لمّا انهزم الصّفّار، عند قصده العراق (2)، من قصيدة ذكر فيها أمر الوقعة: [من البسيط]
لله، ما يومنا يوم الشّعانين ... فضّ الإله به جيش الملاعين
وطار بالنّاكث الصفّار منشمر ... طاوي الضّمير، خفيف كالسّراحين (3)
لولا الفرار للاقته منيّته ... بكفّ أروع، ميمون لميمون
ذاك الموفّق سقّاهم منيّتهم ... وألصق الجدع منهم بالعرانين (4)
فالحمد لله، شكرا لا كفاء له ... لقد حباه بإعزاز وتمكين
[892] محمّد بن عيسى، البطائن، التميميّ. يتشيّع، له قصيدة مخمّسة طويلة، يمدح فيها أهل البيت عليهم السلام أوّلها: [من الطويل]
لمن منزل، أقوت معالم رسمه ... فصار كدرس الخطّ في متن عنوان
[891] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
[892] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثالث الهجريّ. هذا، وفي (الحماسة الشجرية ص 470) أبيات لمحمد بن عيسى بن طلحة بن عبد الله التيميّ. وكتب محقّقه «ويقال: التميميّ».
__________
(1) عند الصباح يحمد القوم السّرى: مثل. يضرب للرجل يحتمل المشقّة رجاء الراحة. وأوّل من قاله خالد بن الوليد.
انظر (مجمع الأمثال 2/ 3).
(2) انهزم الصّفار، يعقوب بن الليث سنة 262هـ، ووافق ذلك يوم الشعانين. وهو عيد للنصارى قبل الفصح بأسبوع.
انظر (تاريخ الطبري 9/ 519).
(3) المنشمر: السّخيّ الشجاع. البصير، النافذ في كلّ شيء. والسراحين: جمع السّرحان. وهو الأسد والذئب.
(4) الموفّق: هو طلحة بن جعفر بن المعتصم العبّاسيّ، لم يل الخلافة اسما، ولكنّه تولّاها فعلا حين آلت إليه ولاية عهد أخيه المعتمد على الله. له مواقف محمودة في الحروب وغيرها. وتوفي في خلافة أخيه سنة 278هـ. انظر (الأعلام 3/ 229). والموفق كان قائد الجيش الذي هزم الصّفار.(1/473)
[893] محمّد بن عليّ الشّطرنجيّ. كان في ناحية ابن المدبّر، فعتب عليه، فقال يهجوه لانتمائه إلى ضبّة (1): [من المجتثّ]
قد أحدث القوم دنيا ... وجدّد القوم نسبه
وكان أمرا ضعيفا ... فضبّبوه بضبّه
[894] محمّد بن عليّ بن عثمان، الماسح. أحد الكتّاب، لمّا قلّد عبيد الله بن سليمان عند تقلّده الوزارة إبراهيم بن المدبّر ديوان الضّياع ببغداد، وذلك في سنة ثمان وسبعين ومائتين، فنقص إبراهيم كتّاب الدّواوين من أرزاقهم، وتوفّي إبراهيم في عقب ذلك (2)، فقال محمّد الماسح (3):
[من الخفيف]
إنّ قولي مقال ذي إشفاق ... منذر من لقاء يوم التلاقي
من يرى نقص كاتب من عطاء ... ذاق ما ذاقه أبو إسحاق (4)
منعوه الحياة إذا منع الرّز ... ق، كذا كلّ مانع الأرزاق
[895] محمّد بن غالب الأصبهانيّ الكاتب. يكنى أبا عبد الله. رسائليّ بليغ، اتصل بعبيد الله بن سليمان (5)، وتقرّب إلى ابنه سليمان، بالنّصب (6)، وله في ذلك أشعار، وهو القائل (7): [من مجزوء الرمل]
ثمر المعروف شكر ... ويد الإنعام ذخر
وبقاء الذّكر في الأح ... ياء للأموات عمر
وله في عبيد الله بن يحيى (8): [من الطويل]
[893] من شعراء القرن الثالث الهجريّ، كان معاصرا لإبراهيم بن المدبّر، المتوفّى سنة 279هـ. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 118117). وكان من رواة الأخبار. انظر (الأغاني 10/ 204203، 225).
[894] من شعراء القرن الثالث الهجري. توفّي بعد سنة 279هـ. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 124123).
[895] من شعراء القرن الثالث الهجريّ، عاصر الوزير عبيد الله بن سليمان المتوفّى سنة 288هـ. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 308).
__________
(1) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(2) توفّي إبراهيم بن المدبّر سنة 279هـ.
(3) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(4) في ك «ذاب ما ذاقه».
(5) عبيد الله بن سليمان بن وهب الحارثي، أبو القاسم، وزير، من أكابر الكتّاب، استمرّت وزارته عشر سنين إلى وفاته سنة 288هـ. انظر (الأعلام 4/ 194).
(6) النصب: التديّن ببغضة عليّ عليه السلام. انظر (اللسان: نصب).
(7) البيتان في (الوافي بالوفيات).
(8) عبيد الله بن يحيى بن خاقان، أبو الحسن: وزير، عاقل حازم. استمرّ في الوزارة إلى أن توفّى سنة 263هـ. انظر (الأعلام 4/ 198) والأبيات في (الوافي بالوفيات).(1/474)
أبا حسن، شكر الإله هو الذّخر ... إذا أنفد المال الحوادث والدّهر
فسل بأمور الدّهر منّي ابن حنكة ... تعاقبه من دهره الحلو والمرّ
رعانا شريجيه ليانا وشدّة ... فلم يطغه يسر، ولم يوهه عسر (1)
تفرّدت في قسم المعالي بأسهم ... بها يبلغن عند المفاخرة الفخر (2)
[896] الخليع الأصغر الرّقّيّ. اسمه: محمّد بن أحمد، من ولد عبيد الله بن قيس الرّقيّات.
مات بعد سنة ثمانين ومائتين (3) أو فيها. وهو القائل، وقطعت الأعراب عليه الطريق بنواحي حرّان، فدخل على ابن الأغرّ السّلمي (4) بالدّهناء فأنشده ارتجالا (5): [من الكامل]
أنا شاكر، أنا ذاكر، أنا ناشر ... أنا جائع، أنا راجل، أنا عاري
هي ستّة، وأنا الضّمين لنصفها ... فكن الضّمين لنصفها بعيار
احمل، وأطعم، واكس، ثمّ لك الوفا ... عند اختيار محاسن الأخبار
فالعار في مدحي لغيرك، فاكفني ... بالجود منك تعرّضي للعار
وله (6): [من الطويل]
أبا الفضل دعنا من مناقب هاشم ... وما شاده في السّالف المتقادم (7)
أرى ألف بان لا يقوم لهادم ... فكيف ببان، خلفه ألف هادم
[897] محمّد بن أحمد، المعروف بابن الحاجب. كان صديقا لابن الرّوميّ (8)، فسأله ابن [896] شاعر عبّاسيّ، له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 31، والوافي بالوفيات 2/ 29). وفي (يتيمة الدهر 1/ 272271) ترجمة للخليع الشاميّ. وكنيته أبو عبد الله. وقال الثعالبي: «وقد ذهب عنّي اسمه، وكان شاعرا مفلقا، قد أدرك زمان البحتريّ، وبقي إلى أيام سيف الدولة، فانخرط في سلك شعرائه». وهو الخليع الأصغر (الشاميّ) وأمّا الخليع الأكبر (العراقي) فهو الحسين بن الضحاك، توفي سنة 250هـ. انظر (الأعلام 2/ 239 و 5/ 308307).
[897] من شعراء القرن الثالث الهجري. كان حيّا بعد عام 283هـ. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 4، والوافي بالوفيات 2/ 47).
__________
(1) لعلّها: رعينا (فرّاج). والشريج: العود يشقّ منه قوسان.
(2) في الأصل: «بلمن». (فرّاج). وجاء في ك «بها بليان». تصحيف.
(3) ترجمته في اليتيمة تدلّ على أنّه كان بعد ذلك بكثير (فرّاج). هذا، وليس في (اليتيمة) ما يدلّ على أنّه كان بعد ذلك.
(4) في الهامش: «ابن الأغرّ: اسمه خليفة. الشاطبيّ».
(5) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات). والبيتان: الأوّل والثاني، ومعهما ثالث في (يتيمة الدهر 1/ 271) يخاطب بها سيف الدولة الحمدانيّ.
(6) البيتان في (المحمّدون من الشعراء).
(7) في الأصل والمطبوع: «عنّا». والرواية (دعنا) من (المحمّدون من الشعراء).
(8) ابن الروميّ: عليّ بن العبّاس، الشاعر المشهور. توفّي سنة 283هـ.(1/475)
الحاجب زيارته مع إخوانه في يوم، ذكره لهم، فصاروا إليه، فلم يجدوه، فقال ابن الرّوميّ قصيدة (1) يعاتبه فيها، أوّلها (2): [من السريع]
نجّاك يابن الحاجب الحاجب ... وليس ينجو منّي الهارب
فلمّا مات ابن الرّوميّ أظهر ابن الحاجب قصيدة، ذكر أنّه أجاب بها ابن الرّوميّ، أوّلها (3):
[من السريع]
يا صاحبا، أعضل في كيده ... كفيت خيرا، أيّها الصّاحب (4)
فهمت أبياتك تلك التي ... أثقب فيها كيدك، الثّاقب (5)
بيت، وبيت عقرب تتّقى ... وأري نحل في اللها ذائب (6)
جرّحتني فيها، وداويتني ... فأنت، أنت الصّادع، الشّاعب
[898] اليوسفيّ. وهو محمّد بن عبيد الله بن أحمد بن يوسف الكاتب. شاعر، كاتب، مترسّل. قال في ابن منادة يهجوه من أبيات: [من الطويل]
تكسّبت بعد الفقر ما لم تمنّه ... ولا دونه فيما مضى كنت تامل
ونفسك تلك النّفس أيّام فقرها ... وأنت بها ما عشت في النّاس خامل
[899] أبو عبد الله، محمّد بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب. شاعر راوية عالم، يروي كثيرا من أخبار أهله وبني عمّه، ولقيه جماعة من شيوخنا (7)
وحدّثونا عنه. ومات في سنة سبع وثمانين ومائتين (8)، وهو القائل يعاتب رجلا (9): [من السريع]
لو كنت من أمري على ثقة ... لصبرت حتّى يبتدي أمري (10)
[898] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
[899] له ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 107106).
__________
(1) سقطت (قصيدة) من ك.
(2) القصيدة في (ديوان ابن الرومي 1/ 250238). وفيه: «وقال في أبي شيبة بن الحاجب. وكان قد دعاه، واستتر عنه».
(3) الأبيات في (الوافي بالوفيات) وعدا الثالث في (المحمّدون من الشعراء).
(4) أعضل في كيده: اشتدّ فيه.
(5) في ك «أثقبت». أثقب: أنفذ. والثاقب: النافذ. وأثقب النار: أوقدها.
(6) الأري: العسل. واللها (بفتح اللام): جمع لهاة. وهي اللحمة المشرفة على الحلق.
(7) في ك «ولقي من شيوخنا».
(8) في (الوافي بالوفيات): «وتوفي سنة تسعين ومائتين أو ما دونها».
(9) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(10) في (الوافي بالوفيات): «حتى ينتهي».(1/476)
لكن نوائبه تحرّكني ... فاذكر، وقيت نوائب الدّهر (1)
اجعل لحاجتنا، وإن كثرت ... أشغالكم حظّا من الذّكر
والمرء لا يخلو على عقب ال ... أيّام من ذمّ، ومن شكر
[900] محمّد بن زاهر. يقول (2): [من الكامل]
يا من هواي له هوى مستقبل ... أبدا، وآخره بديء أوّل
إن طال ليل أخي اكتئاب ساهر ... فهواك من سهري، وليلى أطول
ولقد ملأت بحسن طرفك مقلتي ... وتركتني، وبصيرتي تتمثّل (3)
وإذا قصدت إلى سواك بنظرة ... ألفيت شخصك دونه يتخيّل
وله (4): [من الكامل]
أفنيت فيك معاني الأقوال ... وعصيت فيك مقالة العذّال
حلمي بطيفك حين يغلبني الكرى ... وخيال وجهك إن سهرت حيالي (5)
[901] محمّد بن موسى القاسانيّ، أبو عبد الله. وهو أخو أبي الغمر، هارون بن موسى، من شعراء الجبل، له أشعار يصف فيها جبنه وفراره من وقائع حضرها. وله قصيدة طويلة يرثي فيها إزاره، أوّلها: [من مجزوء الرمل]
أيّها السّائل عن أم ... ري بفحص واختبار
والذي أصبح بي من ... طول وجدي وانكساري (6)
يقول فيها:
وقليل لإزاري ... ما أقاسي وأداري
فلقد كان من الدّن ... يا جمالي وادّخاري
[900] شاعر مذكور في وقته. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 458457، والوافي بالوفيات 3/ 7574). وهو من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
[901] لم أعثر له على ترجمة. ولأخيه أبي الغمر، هارون بن موسى، ترجمة قادمة (1029)، وكان حيّا سنة 270هـ.
وهذا يعني أن صاحب الترجمة من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
__________
(1) في ك «رقيت». تصحيف.
(2) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(3) في المصدرين السابقين: «وبصبوتي يتمثّل». وهذا أجود.
(4) البيتان في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(5) في المصدرين السابقين «إن سهرت خيالي».
(6) سقطت (بي) من ك.(1/477)
ولقد كان من الما ... ل اغتنامي وانجباري
كان زيني، كان مجدي ... كان عزّي وفخاري
كان حلمي وجلالي ... وبهائي ووقاري
كان حسني وجمالي ... كان بأسي واهتصاري
كان عند الخير زيني ... كان عند الشّرّ ناري
كان غيظا لحسود ... وعدوّ، ذي ازورار
وسرورا لصديقي ... في هواي وانتصاري (1)
وهي سبعون بيتا.
[902] محمّد بن مهران، الدّقاق، المصريّ. من شعراء مصر يقول مثل شعر أبي العبر شعرا صالحا، فمنه قوله: [من مجزوء الرمل]
صدع البين فؤادي ... ونفى عنّي رقادي
وأراه سالكا في ... غير أسباب الرّشاد
فإلى ذي العرش أشكو ... صبر جسمي واجتهادي
وحبيبا، غاب عنّي ... كان صبّا بودادي
[903] محمّد بن سليمان الحرميّ. كان في خدمة محمّد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر، فلمّا زال أمره على يد يعقوب، الصّفار (2) قال محمّد بن سليمان (3): [من الكامل]
من كان يدري أنّ مثل محمّد ... يغتاله خطب الزّمان الأنكد
فهو الفتى، لولاه ما افترع النّدى ... عذر المكارم والنّهى والسودد
قل للخلافة فلتمت إن لم يمت ... يعقوب ميتة حائر متلدّد (4)
[904] محمّد بن يحيى العلّاف اليعسوبيّ. يقول: [من المديد]
[902] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
[903] من شعراء القرن الثالث الهجريّ. مات بعد سنة 259هـ. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 478477).
[904] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء النصف الثاني من القرن الهجري الثالث.
__________
(1) لعلها: هوائي، أي: هواي. أو هي: هواني. (فرّاج).
(2) دخل يعقوب بن الليث الصفار نيسابور، وقبض على أميرها محمد بن طاهر سنة 259هـ. انظر (تاريخ الطبري 9/ 507).
(3) الأبيات (في المحمّدون من الشعراء).
(4) المتلدّد: المتردّد.(1/478)
قتل مثلي هكذا لا يحلّ ... طلّ ثأري، من لثأر يطلّ؟ (1)
لي قلب موجع، وجفون ... قرحات، دمعها مستهلّ
دبّ في جسمي البلى، فكأنّي ... ينفث السّمّ بأعضاي صلّ (2)
أنحلت جسمي عيون، شباها ... دائم الحدّ، وليست تكلّ (3)
وله: [من المديد]
قاتل الله الهوى، فلقد ... ذقت طعم المرّ من ثمره
قد سقاني ورده كدرا ... وحماني بعد من كدره
يا معير الرّوض زهرته ... فابتسام الرّوض عن زهره
كم دم أذهبته هدرا ... طلّ لم توقف على هدره
[905] محمّد بن سعيد العامريّ، الدمشقيّ. يقول (4): [من الكامل]
لمّا اعتنقنا للوداع، وأعربت ... عبراتنا عنّا بدمع ناطق
فرّقن بين محاجر ومحاجر ... وجمعن بين بنفسج وشقائق (5)
وأنا الفداء لظبية، أحداقنا ... موصولة من وجهها بحدائق (6)
[906] محمّد بن عاصم الطائيّ. يقول من قصيدة يمدح فيها قوما: [من الطويل]
إذا غاب غابت يوم مشهد [غيبه] ... تحمّل عنه ما يحمّل شاهد (7)
ليوث الوغى، أيّام مضطرم الوغى ... غيوث الورى، أيّام تكدي الفوائد (8)
أشدّ الورى، فيما ينوب، تأسّيا ... إذا نابت النّاس الخطوب الشدائد (9)
[905] شاعر مذكور في وقته. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 478). ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء الربع الأخير من القرن الثالث الهجريّ.
[906] شاعر مصري، توفي سنة 251هـ. انظر له (الديارات ص 185، ويتيمة الدهر 1/ 384381).
__________
(1) طلّ ثأري: أهدر، وأبطل.
(2) بأعضاي: بأعضائي. والصلّ: الحيّة الخبيثة، أو الدقيقة الصفراء.
(3) الشبا: جمع الشباة. وهي من كلّ شيء حدّ طرفه.
(4) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء). ونسبت له في (وفيات الأعيان 7/ 51) وفيه: «وقيل: إنّها لابن كيغلغ».
(5) في المصدرين السابقين: «بين معاجر ومحاجر» وهو الأجود. والمحجر: ما يبدو من النقاب. والمعجر: ما تشدّه المرأة على رأسها.
(6) في ك «لطيّه بوصوله». تصحيف.
(7) فوق كلمة (مشهد) في الأصل كلمة (كذا). هذا، ولعلّها يوم مشهد عيبه. (فرّاج).
(8) تكدي الفوائد: تقلّ.
(9) في ك «فيما يثوب».(1/479)
[907] محمّد بن الفرج، الرّفاء، أبو العبّاس. يقول: [من البسيط]
عليه من خلع التّجميش سابغة ... فكلّ قلب به حرّان، يلتهف (1)
ما زلت من هجره أسقى كؤوس أسى ... صرفا، ويغلي عليها الوجد والأسف
وإن شكوت إليه أنّني دنف ... يقول لي: دام ما تشكوه، يا دنف (2)
[908] محمّد بن نصر المصريّ، الكاتب. كان من كتّاب ابن جدار، فلمّا نكب ابن جدار صار محمّد إلى بغداد، ثم انحدر إلى البصرة أوّل ما فتحت. ومات في سنة ثمانين ومائتين. يقول:
[من الخفيف]
جعلوا لي إلى هواهم طريقا ... ثمّ سدّوا عليّ باب الرّجوع
منعوا وصلهم لكي أتسلّى ... فأبى ذاك ما تجنّ ضلوعي
وله: [من الطويل]
وعلّمتني كيف الهوى فعرفته ... ولم أك فيما قبل علّمت ما الصّبر
فلي نفس، يعلو ودمع كأنّما ... على العين فيه عند ذكركم نذر
[909] محمّد بن الرّبيع بن أحمد الرّبيعي. الكاتب، أبو بكر. يقول (3): [من الكامل]
وأبي الظّعائن لو عطفن على الصّبا ... يشفين غلّة حائم حرّان
متخشّع للبين إلّا أنّه ... يخفي الهوى، وتبينه العينان
أبرزن يوم نأين أقمار الدّجى ... وهززن أغصانا على كثبان
لك والداي، وأسرتي، حتّام لا ... يودى القتيل، ولا يفكّ العاني
وله يقول جحظة (4): [من الخفيف]
يا ربيعيّ، زارني بعدك البد ... ر، وقد كان جافيا، لا يزور
[910] محمّد بن الحجّاج القرشيّ. يقول: [من مجزوء الوافر]
[907] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
[908] لم أعثر له على ترجمة. وكان حيّا سنة 280هـ.
[909] شاعر عبّاسيّ، عاصر جحظة البرمكيّ، المتوفّى سنة 324هـ. وله ترجمة في (المحمّدون من الشعراء 446).
[910] له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 278). ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الرابع الهجريّ.
__________
(1) التجميش: الملاعبة والغزل.
(2) دنف: مشرف على الموت.
(3) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء).
(4) جحظة البرمكي: هو أحمد بن جعفر، نديم، أديب، مغنّ، من بقايا البرامكة. له ديوان شعر، وأخباره كثيرة. ولد سنة 224هـ، وتوفّي سنة 324هـ. انظر (الأعلام 1/ 107). والبيت في (المحمّدون من الشعراء).(1/480)
كما أغريت بي الطّمعا ... فعدني، لا أمت جزعا
هوى حلّت عواقبه ... وكان بداره ولعا
وله (1): [من السريع]
إن لم أكن متّ بداء الهوى ... فإنّني منه على شفر (2)
وليس للعاشق من خطّة ... موجودة خير من الصّبر
[911] محمّد بن أحمد، أبو عبد الله اليشكريّ (3). قال يمدح عبد الله بن محمّد بن نوح لمّا أوقع بالدّيلم (4): [من الكامل]
قرّت بفتحك أعين الأمصار ... فنسيمه كالمسك في الأقطار
وتأزّر الإسلام منه شقّة ... شقّت شقاق الكفر في الكفّار
لمّا نزلت على الدّيالم أيقنت ... أعمارها بتقاصر الأعمار
وتجرّعوا بك أكؤسا من وقعة ... ممزوجة من لذعها ببوار (5)
لمّا ألاح بسيفه لاح الهدى ... عنه بصوت النّافع الضّرّار
(الحق أبلج، والسّيوف عوار ... فحذار من أسد العرين حذار) (6)
ملك يجلّ عن الشّبيه، وإنّه ... لهو الفرند، الفذّ في الأحرار
[912] محمّد بن عبد السلام البغداديّ. له قصيدة مزاوجة طويلة، يصف فيها الإخوان. وهو القائل في رواية الصوليّ: [من الخفيف]
واسوءتي لامرىء بشيبته ... في عنفوان، وماؤها خضل (7)
وهو مقيم بدار مضيعة ... يقعده في عرامها الفشل (8)
[911] شاعر عبّاسيّ، تأثّر بأبي تمّام المتوفى سن 231هـ. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 5، والوافي بالوفيات 2/ 47).
[912] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ. روى بعض شعره الصوليّ، المتوفّى سنة 243هـ.
__________
(1) البيتان في (المحمّدون من الشعراء).
(2) الشّفر: الناحية من كلّ شيء.
(3) في الأصل أبو عبد الله اليشكريّ أبو عبد الله. (فرّاج).
(4) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء) وعدا الأخير والذي قبله في (الوافي بالوفيات).
(5) البوار: الهلاك.
(6) هذا البيت مطلع قصيدة لأبي تمّام، يمدح فيها المعتصم العبّاسيّ. انظر (ديوان أبي تمّام 2/ 198).
(7) خضل الشيء: ندي، حتى ترشرش نداه، فهو خضل.
(8) العرام: الشراسة والشدّة.(1/481)
راض بقوت المعاش، مقتنع ... على تراث الآباء يتّكل
لا حفظ الله ذاك من رجل ... ولا رعاه ما أطّت الإبل (1)
كلّا، وربّي حتّى يكون فتى ... قد نهكته الأسفار، والرّحل
تسمو به همّة تغادره ... وطرفه بالسّهاد مكتحل
مصمّم يطلب الرياسة أو ... يضرب فتكا بفعله المثل
[913] محمّد بن إبراهيم بن عتّاب الفقيه، مولى المهديّ. يكنى أبا بكر، أو يلقّب مكيكة. له مع إبراهيم بن المدبّر وأبي العيناء خبر مستملح. وقد هجاه أبو نعامة في جملة من ذكره في القصيدة السّينية (2)، وهو القائل لعبد الله بن المعتزّ (3) أيّام مقامه بسرّ من رأى (4): [من مشطور الرجز]
لا تله عن مصطنعي، فتغبن ... واشترني، فإنّي عبد مثمن (5)
كلّ امرىء قيمته ما يحسن
وله (6): [من مجزوء الرمل]
كنت خلّا لك مأمو ... نا على دنيا ودين
بعتني سمحا بقول ... جاء من غير أمين
ليت شعري، عنك لم حم ... ملت شكّا في يقين؟ (7)
ما ترى ما يكشف الخب ... رة من غيب الظّنون (8)
وله (9): [من الكامل]
وله مواهب كلّما نسبت ... [يوما] إليه زانها النّسب (10)
[913] شاعر عبّاسيّ، عاصر عبد الله بن المعتزّ المقتول سنة 296هـ. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 138137، ويبدو من سياق ترجمته أنّه أدرك القرن الرابع الهجريّ.
__________
(1) أطّت الإبل: صوّتت من شدّة الحنين.
(2) انظر (الأغاني 18/ 196)، وفيه بيتان من شعر أبي نعامة.
(3) عبد الله بن المعتز. شاعر وأديب ومصنّف، بويع بالخلافة، فأقام يوما وليلة ثمّ قتل، وذلك سنة 296هـ. انظر (الأعلام 4/ 119118).
(4) الأشطر في (المحمّدون من الشعراء).
(5) في ف «فأنا».
(6) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء).
(7) في ف «كم»، وفي (المحمّدون من الشعراء): «لم حكّمت».
(8) الخبرة: المعرفة ببواطن الأمور، والعلم بالشيء.
(9) البيتان في (المحمّدون من الشعراء). وقد مرّت نسبتهما إلى محمّد البجليّ في ترجمته (795).
(10) في الأصل: «نسبت إليه» وأضاف (كرنكو): «نسبا»، و (فرّاج): «يوما» موافقا بذلك رواية (المحمّدون من الشعراء).(1/482)
ومن المواهب ما يكدّره ... ويشينه قدر الذي يهب (1)
[914] محمّد بن أبي ربيع الصّوريّ. يقول: [من الطويل]
إذا ضافني، همّ، فبتّ مؤرّقا ... كأنّ الحشا تكوى بنار من الأسى
تذكّرت بيتا لامرئ القيس سائرا ... أصاب به عين الصّواب مقرطسا (2)
(فلو أنّها نفس تموت سويّة ... ولكنّها نفس تساقط أنفسا) (3)
وله: [من المتقارب]
حبيب، تحمّلت إذلاله ... ولم أحمل الضّيم إلّا له
عصيت العواذل في حبّه ... وخان، فطاوع عذّاله
لئن فاز بالصّبر قلب امرئ ... فطوبى لقلبي، طوبى له
[915] محمّد بن أبي المغيرة. أحد شعراء العسكر، سمع قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء»، فقال: [من البسيط]
جاء الحديث بأنّ الأرض أجمعها ... وما حوت لا تساوي عند باريها
بعوضة، أو جناحا، من مطائرها ... لم يسق منها ولو فاضت مساقيها
من يكفر الواحد الجبّار نعمته ... مجاجة من أجاج، ريّه فيها (4)
لكنّه هانت الدّنيا عليه، فلم ... يمنعك إن ملكت كفّاك ما فيها
وهي قصيدة ذكر فيها المتوكّل بعد وفاته.
[916] محمّد بن سعيد العامريّ الدّمشقيّ [الرافضيّ] (5). من شعراء دمشق. كان يظهر التشيع، فاغتاله قوم من أهل دمشق، فقتلوه لرفض، بلغهم عنه، ولقوله في قصيدة طويلة سبّ فيها أبا بكر، وعمر رضي الله عنهما أوّلها (6): [من مجزوء الرجز]
[914] لم أعثر له على ترجمة. ويرجح أنّه من شعراء أواخر القرن الثاني، ومطلع الثالث الهجريّين.
[915] لم أعثر له على ترجمة. وهو من شعراء القرن الثالث، وقد ذكر الخليفة المتوكّل بعد وفاته سنة 247هـ.
[916] شاعر عبّاسيّ، من أهالي دمشق. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 480479). هذا، وكتب (كرنكو):
«محمّد بن سعد». تصحيف. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
__________
(1) في الأصل: «ويشيفه». وقال فرّاج: «لعلّها: ويشينه». وقوله يوافق رواية (المحمّدون من الشعراء).
(2) المقرطس: الذي يصيب الرّمية، أو الغرض.
(3) هذا البيت لامرئ القيس الكندي. وهو في (ديوان امرئ القيس ص 107). وفوق (سوية) في الأصل: «كذا».
ورواية الديوان: «جميعة».
(4) الأجاج من الماء: الشديد الملوحة أو المرارة.
(5) أضفت (الرافضي) تمييزا له من سميه (محمّد بن سعيد العامريّ الدّمشقيّ، الذي وردت ترجمته آنفا (905).
(6) الرجز في (المحمّدون من الشعراء).(1/483)
لقد غشيت أدهرا وأدهرا ... سكران، لا آلف إلّا السّكرا (1)
ولا أرى المعروف إلا المنكرا ... فإن يكن سرّي قد تسفّرا (2)
عنّي، وعاد الصّفو منّي كدرا ... وصرت زهما حنفا مكسّرا (3)
وحاد منّي ناظري، وسكّرا ... فطال ما كنت غضيضا أحورا (4)
وطالما كنت فتى حزوّرا ... مزعفرا، معطّرا، معنبرا (5)
أسحب بردا، وأجرّ مئزرا ... إذا مشيت للصّبا التّبخترا
ثم ضممت الكفّ إلّا الخنصرا ... وقد حملت للمجون خنجرا
وظلّت الكاعب تلحى المعصرا ... وهي تراني كمثيل ما ترى (6)
سقيا لذاك، ما ألذّ منظرا ... بدّلت بالنّوم الطّويل السّهرا
ومتّ لا موتا، ولكن كبرا ... ومن وقار المرء أن يوقّرا
لزاجر من المشيب زجرا ... أن يألف العرف، ويأبى المنكرا
[917] محمّد بن حبيب الضّبّيّ، أبو الحسين. كان يظهر القول بالإمامة، وهو القائل في محمّد بن زيد العلويّ (7)، من قصيدة (8): [من الرجز]
إنّ ابن زيد كلّ يوم زائد ... علا علوّا لا يساميه أحد
لو صال بالطّود إذا أذلّه ... أو زجر البحر إذا صار زبد
وله من قصيدة طويلة (9): [من الوافر]
[917] من شعراء القرن الثالث الهجري. وقد ناصر محمّد بن زيد العلوي الحسنيّ المقتول سنة 287هـ. انظر لترجمته (المحمّدون من الشعراء ص 278وشعر ضبّة وأخبارها ص 248247).
__________
(1) في ف «إلا المسكرا».
(2) في الأصل: «سري عنّي قد» بزيادة (عنّي).
(3) في ك «جنفا». والزّهم: شحم الوحش، وريح الشّحم المنتن. والحنف: الذي اعوجّت قدمه أو مالت.
(4) في ك: «وشبكرا عضيضا». تصحيف.
(5) الحزوّر: القويّ.
(6) في ك: «وصلت كمثل». تصحيف. الكاعب: التي نهد ثديها. وتلحى: تلوم، وتعذل. والمعصر: التي بلغت الشباب.
(7) صاحب طبرستان والديلم، ولي الإمرة بعد أخيه الحسن بن زيد سنة 270هـ. وكان شجاعا، فاضلا في أخلاقه، عارفا بالأدب والشعر والتاريخ، أصابته جراحات، فمات من تأثيرها سنة 278هـ. انظر (الأعلام 6/ 132).
(8) سقطت (من قصيدة) من ك. والبيتان في (المحمّدون من الشعراء).
(9) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء).(1/484)
وصيّ محمّد حقّا عليّ ... وقتّال الجبابر والقروم (1)
وخازن علمه، وأبو بنيه ... ووارثه على رغم المليم
شفاعته لمن والاه حتم ... إذا فرّ الحميم من الحميم
ومن يعلق بحبل الله فيه ... فقد أخذ الأمان من الجحيم
[918] محمّد بن أحمد، أبو نصر، العسقلانيّ الكنانيّ. يقول (2): [من البسيط]
تركتني رحمة أبكي، ويبكى لي ... تراك أفكرت يوم البين في حالي (3)
أذاب فقدك أوصالي، فلو خرجت ... نفسي لما علمت بالنّفس أوصالي
قد جاء بعدك عذّالي، فما برحوا ... حتّى بكى لي مع الباكين عذّالي
وله (4): [من الخفيف]
كلّ شيء يبلى، وحبّك باقي ... علم الله علم ما أنا لاقي
كنت يوم الفراق جلدا، وإلّا ... فلماذا بقيت يوم الفراق (5)
ليت أنّي يوم العناق أتاني ... أجل ضمّني بضمّ العناق
ليس أمر العشّاق أمرا بديعا ... كم مضى هكذا من العشّاق
[919] محمّد بن سعيد بن ضمضم بن الصّلت بن المثنّى بن المحلّق. أبو مهديّ الكلابيّ. هو شاعر، وأبو أبيه ضمضم شاعر. ومحمّد شاعر فصيح أعرابيّ، مدح محمّد بن عبد الله بن طاهر، ورثاه بعد وفاته (6)، وبقي إلى قبيل الثمانين والمائتين. وهو القائل (7): [من البسيط]
إن القطوف إذا ما مدّ غايته ... يوم الرّهان الجياد القرّح انبهرا (8)
[918] شاعر مذكور في وقته، وقطره، ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ. انظر له (المحمّدون من الشعراء ص 6، والوافي بالوفيات 2/ 36).
[919] من شعراء القرن الثالث الهجريّ. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 481، والوافي بالوفيات 3/ 96).
__________
(1) في ك «الجبابرة القروم».
(2) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء والوافي بالوفيات).
(3) في ك «يوم الفرق».
(4) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء والأوّل والأخير في (الوافي بالوفيات).
(5) في ك «بكيت يوم».
(6) توفي محمّد بن عبد الله بن طاهر الخزاعيّ سنة 253هـ. انظر (الأعلام 6/ 222).
(7) البيتان في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(8) القطوف: من أسماء الخيل. انظر (أسماء خيل العرب وأنسابها ص 200199). القرّح: جمع القارح. وهو من ذي الحافر بمنزلة البازل من الإبل. وانبهر: انقطع نفسه من الإعياء.(1/485)
ليس الذي حلب الأيّام: أشطرها ... كمثل من كان من تجريبها غمرا (1)
وله من قصيدة (2): [من البسيط]
حيّا الإله تحيّات مضاعفة ... عصر الشّباب، وعهد البدّن، الخرد (3)
أزمان قلت لعذّالي، وقد عذلوا ... يوم الطّريقة بين الرّمل والجرد (4)
يا عاذليّ، اتركا لومي، فإنّكما ... لا تملكان هوى غيّ، ولا رشد
[920] محمّد بن سعيد البلخيّ، أبو بكر، الضّرير. يقول (5): [من مجزوء الرجز]
أفدي بأمّي، وأبي ... من لا تبالي غضبي
ووجهها كان إلى ... كلّ سقام سببي
لهفي على نائية ... لم أقض منها أربي (6)
غابت، ولكن ذكرها ... عنّي لمّا يغب
تلك إذا ما نزحت ... عن بلد لم يطب
وله (7): [من الوافر]
نأى عنّي لنأيكم الرّقاد ... وحالفني التّذكّر والسّهاد
علام صددت، يا تفديك نفسي ... ولجّ بك التّجنّب والبعاد
ولو لم أحي نفسي بالأماني ... وبالتّعليل لانصدع الفؤاد
[921] محمّد بن سعيد السّلميّ الصّيرفيّ، أبو بكر. من شعراء مصر. كان يمازح المريميّ والمعوج ويقاولهما. وله (8): [من الهزج]
[920] شاعر مشهور. وكان ثقة، وروى عنه ابن ماجه في تفسيره. وتوفّي سنة 261هـ. انظر له (المحمّدون من الشعراء ص 482، والوافي بالوفيات، 3/ 97، ونكت الهميان ص 252، والديارات ص 178).
[921] من شعراء القرن الثالث الهجري. وربما أدرك الرابع. وكان معاصرا للشاعر المريمي واسمه القاسم بن يحيى بن معاوية، المتوفى سنة 316هـ. انظر له (المحمّدون من الشعراء ص 483، والوافي بالوفيات 2/ 94).
__________
(1) الغمر: من لم يجرّب الأمور.
(2) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء).
(3) الخرد: العذارى الفاتنات.
(4) الجرد من الأرض: ما لا نبات فيه.
(5) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء).
(6) في ك «على فائتة».
(7) الأبيات في (نكت الهميان).
(8) البيتان في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).(1/486)
أما آن بأن تغدو ... إلى الرّاح، وأن تصبو
وأن تجلو صدا السّمع ... بما يستعذب القلب
[922] محمّد الواو. قال الصّوليّ: كان أحمد بن قرة البغداديّ يهاجي محمدا المعروف بالواو، فقال فيه من أبيات: [من الوافر]
أتهدر دائبا، وأحزّ عرضا ... وما يغني مع الحزّ الهدير
ألم تر أنّ شعري سار عنّي ... وشعرك حول بيتك يستدير
[923] محمّد بن سعيد المصريّ، المعروف بالنّاجم. كان في ناحية وهب بن إسماعيل بن عيّاش الكاتب، وأكثر مدحه فيه وفي أهله. وهو القائل يهنّىء بعضهم بالنوروز (1): [من البسيط]
اسلم على الدّهر: ماضيه وغابره ... فقد جرى لك فيه يمن طائره
يوم جديد يظلّ الدّهر يذخره ... لمن يرى الجود من أبقى ذخائره
أما ترى الفضل يستدعي برقّته ... حثّ الكؤوس، ويبغي عهد تاجره
فضل يسرّ بنو الدّنيا بطلعته ... وتضحك الأرض حسنا عن أزاهره
كأنّه واصل بعد القلى شبكا ... وكان بالأمس أمسى جدّ هاجره (2)
وله فيهم (3): [من الوافر]
تراوحنا، وتغدو لابن وهب ... مواهب من نداه كالغوادي (4)
ويشرق حين يدجو وجه خطب ... كأنّ الأرض منه في حداد
خلائق لو حكاها الغيث يوما ... لعمّ بقطره قطر البلاد
[924] محمّد بن سعيد الأزديّ. من شعراء مصر، يقول في الخيشيّ (5): [من منهوك المنسرح] (6)
[922] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، وربما أدرك الرابع.
[923] يشير سياق ترجمته إلى أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ، وربّما أدرك الرابع. انظر له (المحمّدون من الشعراء ص 484483، والوافي بالوفيات 3/ 9594) وفي (الديارات ص 61) شعر لأبي عثمان الناجم.
[924] شاعر مصريّ، يشير سياق ترجمته إلى أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ، انظر له (المحمّدون من الشعراء ص 284).
__________
(1) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء) وعدا الأخير في (الوافي بالوفيات).
(2) في ك «أمس جد».
(3) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(4) الغوادي: جمع الغادية. وهي السحابة تنشأ فتمطر غدوة.
(5) الشعر في (المحمّدون من الشعراء).
(6) في عروض هذا الشعر تجديد، فهو أقرب إلى (منهوك المنسرح) وليس منه: إذ جاء الجزء الأخير منه على (فاعلاتن).(1/487)
إذا الخييشيّ أنشد ... مديح قوم وجوّد (1)
أتاك قرّ شديد ... من دونه الماء يجمد
وله في المطرب، الشاعر، المصريّ (2): [من مجزوء الخفيف]
أيّها المطرب الذي ... شعره ينسف الطّرب
لك، والله لحية ... ليس تحكي لحى العرب
[925] محمّد بن ورقاء بن صلة الشّيبانيّ. أبو جعفر، القائد. يقول (3): [من البسيط]
شيبان قومي، وليس النّاس مثلهم ... لو ألقموا ما تضيء الشّمس لالتقموا
لو يقسم المجد أرباعا لكان لنا ... ثلاثة، وبربع تجتزي الأمم
ثلاثة صافيات قد جمعن لنا ... ونحن في الرّبع بين الناس نستهم
[926] محمّد بن إبراهيم المصريّ. يعرف بابن الخراسانيّ. كان مليحا كثير النادرة، وله مع الحسين، الجمل، المصريّ (4) مداعبات. وهو القائل فيه، وقد اعتلّ، وضعف (5): [من المتقارب]
بكيت، وما خلتني باكيا ... على رسم دار، ولا في طلل
ولكن بكائي لمن حادث ... تورّط فيه حسين الجمل
تحكّم في جسمه داؤه ... وخانته أعضاؤه، فانخزل
فمن للقيادة من بعده ... لقد كان نارا بها يشتغل
ومن للّواط، ومن للزّنا ... وما حرّم الله لا ما أحل
[927] محمّد بن أبي هاشم المصريّ. أبو بكر. أحد شيوخ مصر وملحائها. وهو القائل في زوجته: [من المجتث]
[925] شاعر عبّاسيّ، يشير سياق ترجمته إلى أنّه من شعراء القرن الثالث الهجريّ، انظر له (الوافي بالوفيات 5/ 173).
وفيه «محمد بن ورقاء بن نصلة».
[926] من شعراء القرن الثالث الهجريّ. عاصر الحسين بن عبد السلام الجمل، المتوفّى سنة 258هـ. ولابن الخراسانيّ ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 127126، والوافي بالوفيات 1/ 340).
[927] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه من شعراء النصف الثاني من القرن الثالث الهجريّ.
__________
(1) في ف: «الخيشي». تصحيف. وفي ف: «مدح». تصحيف.
(2) البيتان في (المحمّدون من الشعراء).
(3) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(4) الحسين بن عبد السلام، أبو عبد الله، المصري، الشاعر، الملقّب بالجمل. له أماديح في المأمون العبّاسيّ، وغيره من الخلفاء والأمراء. انظر (الأعلام 2/ 240).
(5) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء) وعدا الثالث في (الوافي بالوفيات).(1/488)
مالي بأسماء قوّه ... طلاقها لي مروّه
من بعد ستين عاما ... صارت تعاطى الفتوّه (1)
وأفسدتها عجوز ... بمصرنا مشنوّه (2)
كأنّما شفتاها ... مباعر محشوّه
[928] محمّد بن عثمان. يعرف بالجعد. يقول: [من الطويل]
لقد عذلتني فيك نفسي، فلمتها ... وأمّلتها منك الرّضا، ووعدتها
وقلت: فتى لم يجن ذنبا لأنّه ... بهاء، وليّ، نافذ الأمر، فانتهى
وما زالت الأيّام تحدث فرقة ... ووهلا، كلا هذين يجري لمنتهى
فلمّا رأيت الدّهر قد بان بالهوى ... وقادك أسباب النّوى، فتبعتها
غضضت كما غضّ الكريم على قذى ... وألزمت نفسي اليأس منك وصنتها
[929] محمّد بن عليّ القنبريّ الهمذانيّ. من ولد قنبر، مولى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، منزله بهمذان. مدح عبيد الله بن يحيى بن خاقان في أيّام المعتزّ، ثم قدم بغداد في أيّام المكتفي.
وكان يتشيّع، ومدح جماعة من أهل بغداد. ومن قوله في عبيد الله (3): [من البسيط]
آل الوزير عبيد الله مقصدها ... أعني ابن يحيى، حياة الدين والكرم
إذا رميت برحلي في ذراه، فلا ... نلت المنى منه إن لم تشرقي بدم
وليس ذاك لجرم منك أعلمه ... ولا لجهل بما أسديت من نعم
لكنّه فعل شمّاخ بناقته ... لدى عرابة إذ أدّته للأطم (4)
[930] محمّد بن مخلد الكاتب، المعروف بلؤلؤ. يقول ليحيى بن عليّ المنجّم (5)، يداعبه:
[928] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء النصف الثاني من القرن الثالث الهجريّ.
[929] من شعراء القرن الثالث الهجري. كان حيّا سنة 289هـ. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 4/ 127).
[930] من شعراء القرن الثالث الهجري. وله ترجمة في (الوافي بالوفيات 5/ 14).
__________
(1) تعاطى الفتوة: تمارسها. والفتوة: الشباب بين طوري المراهقة والرجولة.
(2) مشنوّه: بغيضة.
(3) الأبيات في (الوافي بالوفيات).
(4) في ك: «الشماخ». تصحيف. والشماخ بن ضرار الذبياني شاعر مخضرم، توفي نحو سنة 30هـ. وعرابة بن أوس الأنصاري، من سادات المدينة الأجواد. توفي نحو سنة 60هـ. وقد اشتهر بمديح الشماخ له. والأطم: الحصن، والقصر، والبيت المرتفع. وكان الشماخ كافأ الناقة التي حملته إلى عرابة بالنحر، ولها يقول: [من الوافر]
إذا بلّغتني، وحملت رحلي ... عرابة، فاشرقي بدم الوتين
(5) يحيى بن علي المنجم: توفي سنة 300هـ.(1/489)
[من الوافر]
جعلت فداك من خلّ ودود ... على عشقي له دون الأنام
أتأذن في المصير إليك فيما ... أبادلك العشيّة من قيام
وإن أحببت أن تبدو فإنّي ... به سمح عليك بلا احتشام
وإن أحببت أن أصفو فإنّي ... صفوح عنه حفظا للذّمام
بنفسي أنت من خلّ ظريف ... أخي أدب، ألوف للكرام
فأجابه يحيى من أبيات: [من الوافر]
دع التّغيّب عمّا تشتهيه ... بما لا تشتهيه من كلام
[931] محمّد بن عمران الحلبيّ. أبو العبّاس، أديب، متكلّم، ينتحل في الإجبار مذهب حسين النّجار، ويناضل عنه. ويقول شعرا ضعيفا، وللبحتري فيه هجاء، وهو ممّن شهد على أبي سهل النّوبختيّ (1) لمّا احتال عليه أحمد بن أبي عوف، وحبسه في أيّام القاسم بن عبيد الله، فقال فيه أبو سهل، يخاطب يحيى بن عليّ المنجّم (2). وكان الحلبيّ يصحبه: [من البسيط]
إن كنت أصبحت ذا علم وذا شرف ... فبئس ما اخترته من عشرة الحلبي
محارف حرفة تعدي معاشره ... والشّؤم أعدى إذا استشرى من الجرب
فخلّه عنك، واهرب من معرّته ... فما لصاحبه منجى سوى الهرب
وفيه يقول يحيى بن عليّ (3): [من الطويل]
وفي الحلبيّ كلّ أنس ومتعة ... ونعم أخو الإخوان عند الحقائق (4)
ولكنّه ممّن يجوّر ربّه ... وينحله مذموم فعل الخلائق
وما تأمن الجيران منه شهادة ... عليه بعظمى ليس فيها بصادق (5)
وينشدك الشّعر الغثيث لنفسه ... فتحلف فيه أنّه غير سارق
[931] من شعراء القرن الثالث الهجري. وربما أدرك الرابع الهجريّ. انظر له (الموشح ص 574).
__________
(1) علي بن عباس النوبختي: شاعر، وكاتب، توفي سنة 327هـ، وقد مرّت ترجمته (359).
(2) يحيى بن علي المنجّم: شاعر وكاتب. توفي سنة 300هـ. وله ترجمة لاحقة (1096).
(3) الأبيات عدا الثالث في (الموشح ص 574).
(4) في ك «كل أس». تصحيف.
(5) في ك «الحيران بعظمي». تصحيف.(1/490)
[932] محمّد بن جعفر النّحوي. أبو جعفر، يعرف ببرمة (1). أنشدنا عنه أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، فمن ذلك (2): [من البسيط]
أما ترى الرّوض قد لاحت زخارفه ... ونشّرت في رباه الرّيط والحلل
وجاده هاطل سحّت مدامعه ... في وشيه، فزهاه المسبل الهطل
واعتمّ بالأرجوان النّبت منه، فما ... يبدو لنا منه إلّا مونق خضل (3)
والنّرجس الغضّ يرنو من محاجره ... إلى الورى مقل، تحيا بها المقل
تبر حواه لجين فوق أعمدة ... من الزّبرجد فيها الزّهر مكتهل
فعج بنا، نصطبح يا صاح صافية ... صهباء في كأسها من لمعها شعل
[933] محمّد بن الحسن بن دريد، أبو بكر، الأزديّ. شيخنا، رضي الله عنه، ولد بالبصرة، ونشأ بعمان، وكان أهله من رؤساء أهلها، وذوي اليسار منهم، ثم تنقّل في جزائر البحر وفارس، ثمّ ورد مدينة السّلام بعد أن أسنّ، فأقام بها إلى أن توفي في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. وكان رأس أهل العلم، والمتقدّم في الحفظ للّغة والأنساب وأشعار العرب. وهو غزير الشعر، كثير الرواية، سمح الأخلاق. وكانت له نجدة في شبابه وشجاعة وسماحة. وهو القائل يرثي عمّه الحسين بن دريد (4): [من السريع]
نجم العلا بعدك منقضّ ... وركنه الأوثق منهض (5)
[932] هو محمد بن جعفر الصيدلانيّ. ويلقّب: برمة. وكان أديبا راوية، وشاعرا من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
وهو صهر المبرّد (ت 286هـ). روى له الأصفهاني (الأغاني 26/ 435الفهرس)، وله ترجمة في (تاريخ بغداد 2/ 133132، والمحمّدون من الشعراء ص 257255، والوافي بالوفيات 2/ 302، ومعجم الأدباء 18/ 9695، وإنباه الرواة 3/ 8281).
[933] من أئمة اللغة والأدب. وقيل: ابن دريد أشعر العلماء، وأعلم الشعراء. وهو صاحب المقصورة المشهورة. وكتبه كثيرة مشهورة، منها (الاشتقاق) و (أدب الكاتب) و (جمهرة اللغة). وجمع شعره محمد بدر الدين العلوي، ومهّد له بمقدّمة وافية عن الشاعر. انظر له (الأعلام 6/ 80، وديوان شعر الإمام أبي بكر محمد بن دريد الأزدي ص 273، والعصر العبّاسيّ الثاني ص 428424). هذا، وفي (المكتبة الشعرية ص 195193) تفصيل لما نشر من تراثه الشعري.
__________
(1) في هامش الأصل: «قال الخطيب: محمد بن جعفر الصيدلاني صهر المبرّد على ابنته. يلقّب برمة. كان أديبا شاعرا، وروى عن أبي هفّان الشاعر أخبارا».
(2) الأبيات في (المحمدون من الشعراء)، وهي عدا الثاني من قصيدة في (تاريخ بغداد، ومعجم الأدباء).
(3) المونق: المعجب. والخضل: النديّ.
(4) في الأصل: «الحسن بن دريد». (فرّاج). والأبيات في (ديوانه ص 71).
(5) منهضّ: أراد (منهدّ)، فأبدل الضاد من الدال لضرورة الشعر.(1/491)
يا واحدا، لم تبق لي واحدا ... يرجى به الإبرام والنّقض
أديل بطن الأرض من ظهرها ... يوم حوت جثمانه الأرض
ولّى الرّدى يوم تولّى به ... ووجهه أزهر مبيضّ
وله (1): [من الكامل]
لو كنت أعلم أنّ لحظك موبقي ... لحذرت من عينيك ما لم أحذر (2)
لا تحسبي دمعي تحدّر إنّما ... روحي جرت من دمعي المتحدّر
خبري خذيه عن الضّنى، وعن البكا ... ليس اللّسان، وإن تلفت بمخبر
وله يرثي عبد الله بن عمارة (3): [من الطويل]
بنفسي ثرى ضاجعت في بيته البلى ... لقد ضمّ منك الغيث واللّيث والبدرا (4)
فلو أنّ حيّا كان قبرا لميّت ... لصيّرت أحشائي لأعظمه قبرا
ولو أنّ عمري كان طوع منيّتي ... وساعدني المقدور قاسمتك العمرا
وقال أبو الحسين، عليّ بن أحمد: ولد أبو بكر بن دريد بالبصرة في سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ومات عن ثمان وتسعين سنة (5).
[934] محمّد بن محمّد الشّنوفيّ (6). يكنى أبا الحسين. وجدت له قصيدة، مدح فيها أبي، أبا عليّ، عمران بن موسى، رحمه الله، تعالى، هي عندي من أجود شعره، يقول فيها: [من الطويل]
إلى المرزبانيّ، الهمام، أخي النّدى ... أليف السّدى، عمران والعرف صاحبه (7)
[934] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنّه توفي نحو سنة 300هـ.
__________
(1) الأبيات من قطعة في (ديوانه ص 6968).
(2) الموبق: المهلك.
(3) الأبيات مع رابع في (ديوانه ص 67).
(4) في ف «في بنية».
(5) في الهامش: «أنشد ابن عساكر لابن دريد: [من المنسرح]
لا تحتقر عالما، وإن قصرت ... ألحاظه في عيون رامقه
وانظر إليه بعين ذي أدب ... مهذّب الرّأي في طرائقه
فالمسك فيما تراه ممتهنا ... بفهر عطّاره وساحقه
حتّى تراه بعارضي ملك ... أو موضع التاج من مفارقه»
والأبيات في (ديوان شعر الإمام أبي بكر بن دريد الأزدي ص 98).
(6) لم تنقط النون والفاء بالأصل. (كرنكو).
(7) في ك «إلى المرزبان ابن الهمام». والتصويب من (فرّاج). والسّدى: الندى. وهو ما يقع في الليل.(1/492)
سليل ذرا العلياء، موسى، فجوده ... كبحر أتى العافين، تجري مثاعبه (1)
غزير الحجا، يزهى به كلّ ذي حجا ... كما فخرت بالمرزبان مرازبه
تقيّل من موسى وآبائه النّدى ... وبالسّلف الأمجاد، جلّت ضرائبه (2)
فتى للحياء الجمّ خدن، وللنّدى ... عقيد، وفي الآداب تعلو مراتبه
أغرّ كأنّ الجود غيث بكفّه ... أنامله للمعتفين سحائبه (3)
فلا يعدمنّي منك موطن نعمة ... فعندك أوطار النّدى وملاعبه
وصلني بجيش من نداك مكردس ... مكارمك الغرّ الحسان مواكبه (4)
وهو القائل: [من الطويل]
وقائلة لمّا غزا الشّيب مفرقي ... وأرعد في ليل الشّباب وأبرقا
بربّك، لم يحزنك تغيير لمّة ... بساحتها حلّ القتير، فأشرقا (5)
كسا لمّتي ثوب الثّغام، فراعني ... وأعطش غضّا، كان ريّان مونقا (6)
على كبدي منّي السّلام، فإنّني ... أرى الحزن فيه قد أناخ، فأحرقا
[935] محمّد بن نصر بن منصور، الكاتب. يكنى أبا بكر، ويعرف بالزّحوفيّ، لأنّه كان يتعاطى علم العروض والزّحاف فيه، فغلب عليه. وتوفّي حوالي الثلاثمائة. يقول: [من البسيط]
شوق العيون إلى ما قد تسرّ به ... وشوق عيني لما ينشا به الحزن
وقائل: منذكم تحيا بلا كبد ... فقلت: مذ غاب عنّي وجهك الحسن
آلى الزّمان علينا أن يفرّقنا ... فما احتيالي فيما أقسم الزّمن
[936] محمّد بن أحمد، أبو الحسن، العلويّ الأصبهانيّ، المعروف بابن طباطبا. شيخ من شيوخ الأدب، وله كتب ألّفها في الأشعار والآداب. وكان ينزل أصبهان، وهو قريب الموت.
[935] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ، من شعراء القرن الثالث الهجريّ.
[936] شاعر، وأديب مصنّف. توفّي نحو سنة 322هـ. أشهر كتبه (عيار الشعر)، طبع أكثر من مرّة، منها طبعة بتحقيق د. عبد العزيز بن ناصر المانع، وفي مقدّمتها ترجمة وافية لابن طباطبا بقلم المحقّق. هذا، وأشير في (المكتبة الشعرية ص 196) إلى أن جابر الخاقاني قد جمع شعره، وأن هلال ناجي قد صنع مستدركا له.
__________
(1) العافي: كلّ طالب معروف، والضيف. والمثاعب: مسايل الماء من الأودية ونحوها.
(2) تقيّل: شرب ورضع وقت القائلة. وهي نصف النهار. والضرائب: الطبائع.
(3) في الأصل: «تكفه».
(4) مكردس: مقسّم إلى كراديس. وهي الطوائف العظيمة من الخيل أو الجيش.
(5) اللّمة: شعر الرأس المجاوز شحمة الأذن. والقتير: أوائل الشيب. وأصله رؤوس مسامير الدرع.
(6) الثغام: نبت جبليّ، أبيض الزهر، يشبّه به الشيب. والمونق: المعجب.(1/493)
وأكثر شعره في الغزل والآداب، وهو القائل (1): [من الخفيف]
لا وأنسي وفرحتي بكتاب ... قد أتاني في حسن أضحى، وفطر (2)
ما دجا ليل وحشتي قطّ إلّا ... كنت لي فيه طالعا مثل بدر
بحديث يقيم للأنس سوقا ... وابتسام يكفّ لوعة صدري
وله يصف القلم (3): [من الكامل]
وله حسام باتر في كفّه ... يمضي لنقض الأمر، أو توكيده
ومترجم عمّا يجنّ ضميره ... يجري بحكمته لدى تسويده
قلم يدور بكفّه فكأنّه ... فلك، يدور بنحسه وسعوده
[937] محمّد بن وزير الغسانيّ (4). مقتدريّ. أهدى إلى رجل خاتما، وكتب إليه:
[من مجزوء المتقارب]
وذي عنق، لم تطل ... عليه، ولم تقصر
وثنيين قد خصّرا ... على قدر الخنصر (5)
وقد زاد في ضمره ... على الفرس المضمر
فأسفله فضّة ... وأعلاه من جوهر
بعثت به معسرا ... إلى ملك موسر
ولا غرو أن يهدي ال ... مقلّ إلى المكثر
[938] محمّد بن عبيد الله بن أبي سلالة المخزوميّ الكوفيّ، أبو الحسن. ضعيف الشعر. وأخوه حمزة أشعر منه. ومحمّد هو القائل: [من المتقارب]
خذا لي بحقّي، ولا تصدفا ... عن الحقّ، يا أيّها القاضيان (6)
[937] لم أعثر له على ترجمة. وهو شاعر عبّاسيّ، كان في زمن الخليفة المقتدر، المتوفّى سنة 320هـ. وهذا وفي (معجم البلدان: نيل) شعر لأبي الحسين محمد بن الوزير.
[938] لم أعثر له على ترجمة. ويبدو من سياق ترجمته أنه أدرك القرن الرابع الهجريّ.
__________
(1) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء ص 109).
(2) في الأصل: «في حسن». وفي المطبوع: «في عيد». والأصل صحيح، ولا ضرورة لاستبدال لفظة بأخرى.
ورواية (المحمّدون من الشعراء) هي: «في حسن» أيضا.
(3) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء ص 10).
(4) في الهامش: «قال فيه أبو الفتح كشاجم: محمّد بن الوزير الحافظ الغسّاني».
(5) في ك «وثنتين».
(6) صدف عن الحقّ: أعرض عنه، وانصرف.(1/494)
ولا تعدواه إلى غيره ... فإنّي رأيتكما تنصفان
إذا الحقّ وافق يوما هوى ... فذلكم الزّبد بالبرسيان (1)
[939] محمّد بن أحمد، الورّاق، الجرجانيّ، أبو الحسن (2). كان يتشيع، وله أشعار يمدح فيها الطالبيّين. وهو القائل يرثي ليلى (3) بن النعمان الخارج بنيسابور، في سنة ثمان وثلاثمائة، فقتله أصحاب نصر بن أحمد، وأنفذ رأسه إلى الحضرة، ورايته في سنة تسع وثلاثمائة قصيدة، أولها (4): [من الطويل]
ألا خلّ عينيك اللّجوجين تدمعا ... لمؤلم خطب قد ألمّ فأوجعا
وليس عجيبا أن يدوم بكاهما ... وأن يمتري دمعيهما الوجد أجمعا (5)
يقول فيها (6):
ولمّا نعاه النّاعيان تبادرت ... عليه عيون الطالبيّين همّعا
لقد غال منه الدّهر ليث حفيظة ... وغيثا إذا ما اغبرّت الأرض ممرعا
بكته سيوف الهند لمّا فقدنه ... وآضت جياد الخيل حسرى وظلّعا (7)
وكان قديما يرتع البيض في العلا ... فأصبح للبيض المباتير مرتعا
وما زال فرّاجا لكلّ عظيمة ... يظلّ لها قلب الكميّ مروّعا
فلم ير إلّا في المعالي مشمّرا ... ولم يلف إلّا في المكارم موضعا (8)
أصيب به آل الرّسول، فأصبحوا ... خضوعا، وأمسى شعبهم متصدّعا
لقد عاش محمودا كريما فعاله ... ومات شهيدا يوم ولّى، فودّعا
وقد ثلم الدّهر العلاء بموته ... وأوهن ركن المجد حتّى تضعضعا
[939] من شعراء القرن الرابع الهجريّ، رآه المؤلّف سنة 309هـ. له ترجمة في (المحمّدون من الشعراء ص 1311، والوافي بالوفيات 2/ 3635).
__________
(1) بالأصل «بالنرسيان». (كرنكو). والبرسيان: ضرب من التمر، حلو.
(2) في ف «أبو الحسين». تصحيف.
(3) فوق (ليلى) في الأصل: «كذا». وليلى بن النعمان أحد أولاد الأطروش العلويّ، وكانت إليه ولاية جرجان، سنة 308هـ، ثم سار نحو نيسابور، فحاربه نصر بن أحمد السامانيّ، وقتل ليلى سنة 209هـ.
(4) البيتان في (المحمّدون من الشعراء، والوافي بالوفيات).
(5) يمتري الدمع: يستخرجه.
(6) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء). وثلاثة منها في (الوافي بالوفيات).
(7) آضت: عادت. حسرى: متعبة، ومنكشف ظهرها. وظلّع: جمع ظالع، من الظّلع، وهو العرج.
(8) في ك «في المعالي موضعا». والموضع: المسرع.(1/495)
فلا حملت [من] بعد ليلى عقيلة ... ولا أرضعت أمّ يد الدّهر مرضعا (1)
[940] محمّد بن أبي الأزهر، واسمه مزيد. يكنى أبا بكر، أحد الأدباء الشعراء، وكان يستملي لأبي العبّاس، المبرّد. وأنشدني لنفسه: [من الرمل]
لا تبع لذّة يوم لغد ... وبع الغيّ بتعجيل الرّشد (2)
إنّها إن أخّرت عن وقتها ... باختداع النفس منها لم تعد
فاشتغل [دوما] بها عن شغلها ... لا تفكّر في حميم وولد (3)
أو ما خبّرت عمّا قيل في ... مثل باق على مرّ الأبد
إنّما دنياي نفسي، فإذا ... تلفت نفسي فلا عاش أحد
[941] المفجّع البصريّ، أبو عبد الله، محمّد بن أحمد، الكاتب. لقّب المفجّع ببيت قاله.
وهو شاعر مكثر عالم أديب، صاحب كتاب (الترجمان) وغيره. توفي في سنة قبل الثلاثين وثلاثمائة. وهو القائل في أبي الحسن، محمّد بن عبد الوهّاب الزّينبي الهاشمي، يمدحه (4):
[من الكامل]
للزينبيّ على جلالة قدره ... خلق كطعم الماء، غير مزنّد (5)
وتهامة تقص اللّيوث إذا سطا ... وندى، يغرّق كلّ بحر مزبد (6)
يحتلّ بيتا في ذؤابة هاشم ... طالت دعائمه، محلّ الفرقد
حرّ يروح المستميح، ويغتدي ... بمواهب منه، تروح، وتغتدي
بضياء سنّته المكارم تقتدي ... وبجود راحته السّحائب تهتدي
[940] شاعر وأديب، وراو للأخبار. كان يستملي للمبرّد. ويظن أن الشاعر توفي نحو سنة 315هـ. انظر له (الموشح الفهرس ص 674).
[941] شاعر عبّاسيّ. ومن علماء اللغة والنحو. ولقبه أشهر من اسمه. وشعره نحو مائتي ورقة. ومن مؤلفاته (أشعار الجواري) و (عرائس المجالس) و (الترجمان) في الشعر ومعانيه. وكان من غلاة الشيعة. انظر له (إنباه الرواة 3/ 313312، والفهرست ص 193، ويتيمة الدهر 2/ 264362، والأعلام 5/ 320، والعصر العبّاسيّ الثاني ص 399396). هذا، وأشير في (المكتبة الشعرية ص 198) إلى أن عدنان عبيد العلي قد جمع شعره ودرسه.
__________
(1) الإضافة من ف. وهي موافقة لرواية (المحمّدون من الشعراء).
(2) في ف (لغد) بإسكان اللام.
(3) بالأصل لفظة ناقصة، وقد كتب فوق (بها) لفظ كذا. (فرّاج).
(4) الأبيات عدا الثالث في (المحمّدون من الشعراء ص 1615).
(5) المزنّد: البخيل، واللئيم.
(6) وقص الشيء: كسره، ودقّ عنقه.(1/496)
مقدار ما بيني، وما بين الغنى ... مقدار ما بيني وبين المربد (1)
[942] الراضي بالله، أبو العبّاس، محمّد بن جعفر، المقتدر بالله بن أحمد، المعتضد بالله بن طلحة، الموفّق بالله بن جعفر، المتوكّل على الله بن محمّد، المعتصم بن هارون، الرّشيد بن محمّد المهديّ بن عبد الله، المنصور. أكثر الخلفاء شعرا، وأوسعهم افتنانا. مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وهو القائل يفخر (2): [من البسيط]
لو أنّ ذا حسب نال السّماء به ... نلنا السّماء، بلا كدّ، ولا تعب
منّا الرّسول، نبيّ الله، ليس له ... شبه، يقاس به، في العجم والعرب
فإن صدقتم فأعلى الخلق نحن، وإن ... ملتم عن الصّدق أعنقتم إلى الكذب (3)
وله (4): [من الطويل]
ولمّا أسا دهري، وأعتب بعدما ... تجرّعت كأس الموت من نكباته
وكلّ على ودّيك كرّ صروفه ... أقامك عذرا لاغتفار أساته
ربحت، ولم أرجع بصفقة خائب ... وحظّي موفور بنجح عداته
وله (5): [من السريع]
قد أفصحت بالوتر الأعجم ... وأفهمت من كان لم يفهم
جارية تخلف من نطقها ... مخاطبا ينطق لا من فم (6)
جسّت من العود مجاري الهوى ... جسّ الأطبّاء مجاري الدّم
[943] محمّد بن يحيى بن عبد الله بن العبّاس بن محمّد بن صول، أبو بكر. شيخنا، رحمه الله تعالى. نادم المكتفي بالله، فكان واسع الرواية، حسن الحفظ للآداب والافتنان فيها، حاذقا [942] خليفة عبّاسيّ، كانت أيّام سلفيه أيام ضعف، وقد حاول إصلاح الأمر، فأعجزه، وهو آخر خليفة له شعر مدوّن، وتوفّي سنة 327هـ، وقيل: 329هـ. انظر (الأعلام 6/ 71).
[943] من أكابر علماء الأدب، ونادم ثلاثة خلفاء من بني العبّاس. وكان من أحسن الناس لعبا بالشطرنج. له تصانيف كثيرة، منها (الأوراق) و (أدب الكتاب). انظر (الأعلام 7/ 136)، والوافي بالوفيات 5/ 192190، والعصر العبّاسي الثاني ص 385380). وانظر للدراسات حول أدبه وحياته وشعره (المكتبة الشعرية ص 206205).
__________
(1) المربد: أشهر محالّ البصرة. وبه كانت مفاخرات الشعراء، ومجالس الخطباء في العصر الأمويّ.
(2) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء ص 258).
(3) في ف «حلتم».
(4) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء ص 259258).
(5) الأبيات في (المحمّدون من الشعراء ص 259، والوافي بالوفيات 2/ 299).
(6) في الأصل: «يخلق» (فرّاج). وكتب (كرنكو): «تحلف».(1/497)
بتصنيف الكتب، ووضع الأشياء منها مواضعها. وله أبوّة حسنة كان جدّه صول وأهله ملوك جرجان، ثمّ رأس أولاده بعده في الكناية وتقلّد الأعمال الجليلة السلطانية. وتوفي أبو بكر بالبصرة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. وشعره كثير، فمنه: [من مجزوء الرمل]
كان وعدي أوّل الشّه ... ر بأيمان موكّد (1)
فمضى غير ليال ... عاد فيها البدر أرمد
ناحل الجسم، له نو ... ر عن الأفق مقيّد
شبها نصف سوار ... من نضار، يتوقّد
قد جلاه الفجر للنّا ... ظر في ثوب مورّد
وكأنّ الزّهر من أن ... جمه درّ مبدّد
طالما مزّق ثوبا ... من ثياب اللّيل أسود
وأنشدني لنفسه: [من الكامل]
وإذا دنت سبعون من متأمّل ... أغضى، فلم ير في اللّذاذة مركضا
وجفاه نوم كان يألف جفنه ... قدما، وأضحى للحتوف معرّضا
وأنشدني لنفسه أيضا: [من السريع]
يا بانيا، والدّهر في نقضه ... واقفا، يسرع في ركضه (2)
يلهو، وأيدي الموت أخّاذة ... من طوله طورا، ومن عرضه
أما ترى الرّأس، ومسودّه ... طوع على الكرّ لمبيضّه (3)
أسماء من الميم مجموعة
[944] أعصر. واسمه: منبّه بن سعد بن قيس عيلان بن مضر. هو أبو القبائل: باهلة وغنيّ [944] جدّ جاهلي مشهور، وشاعر من المعمّرين. واستنتج د. عادل الفريجات أنه من رجال القرن الرابع الميلادي.
انظر له (الأعلام 7/ 290والشعراء الجاهليون الأوائل ص 176172، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 2726).
__________
(1) في ك «بماهان».
(2) في ك «يا بابنا». تصحيف. وجاء في الأصل والمطبوع: «واقفا». ولعلّ الرواية «وواقفا»، وبها يستقيم الوزن العروضي.
(3) في ك «ومسودة». تصحيف. وجاء في الهامش: «محمّد بن عبد الله بن سليمان بن عبد الرحمن الكعبيّ الهذليّ.
أنشد له الهجريّ شعرا في نوادره».(1/498)
والطّفاوة. يقول (1): [من الكامل]
قالت عميرة: ما لرأسك بعد ما ... فقد الشّباب أتى بلون منكر
أعمير إنّ أباك شيّب رأسه ... كرّ الليالي، واختلاف الأعصر
فبهذا البيت سمّي أعصر. وقوم يقولون: يعصر. وليس بشيء.
[945] متمّم بن نويرة بن جمرة بن شدّاد بن عتيد (2) بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. يكنى أبا نهشل. ويقال: أبو تميم، ويقال: أبو إبراهيم. وكان أعور، وأدرك الإسلام، وأسلم، فحسن إسلامه. واستفرغ شعره في مراثي أخيه مالك بن نويرة الجفول (3)، وكان خالد بن الوليد قتله في قتال أهل الردّة باليمامة. ومتمّم هو القائل من قصيدته التي هي إحدى المراثي المعدودات (4): [من الطويل]
وكنّا كندماني جذيمة حقبة ... من الدّهر حتّى قيل لن يتصدّعا (5)
فلمّا تفرّقنا، كأنّي ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
وتمثلت بهما عائشة لما وقفت على قبر أخيها عبد الرحمن، ودفن بمكّة (6). وكان عمر بن الخطّاب يقول لمتمم: لوددت أنّك رثيت أخي زيدا بمثل ما رثيت به أخاك (7).
وهو القائل (8): [من الطويل]
[945] شاعر فحل صحابيّ، من أشراف قومه. وسكن متمّم المدينة في أيّام عمر، وتزوّج بها امرأة لم ترض أخلاقه لشدّة حزنه على أخيه، وتوفي نحو سنة 30هـ. انظر له (الحماسة البصرية 1/ 211210، والأعلام 5/ 274، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 423422).
__________
(1) البيتان في (الشعراء الجاهليون الأوائل ص 176175).
(2) في ك «حمزة». وجاء في ترجمة أخيه مالك (575): «جمرة بن شداد بن عبيد».
(3) سمّي الجفول (لكثرة شعره، وقيل: لجرأته وإقدامه. وقيل غير ذلك. انظر (طبقات فحول الشعراء ص 205، والأغاني 15/ 290).
(4) البيتان من المفضليّة (67). انظر (شرح اختيارات المفضل ص 11921166) وكذلك (جمهرة أشعار العرب ص 754742).
(5) ندماني جذيمة الأبرش: هما مالك وعقيل ابنا فارج بن كعب من قضاعة، نادما الملك بعد أن ردّا عليه ابن أخته عمرو بن عديّ، ثم قتلهما. ولن يتصدّعا: لن يتفرّقا.
(6) مات عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق في مكّة سنة 53هـ.
(7) جاء في (طبقات فحول الشعراء ص 209): «فقال عمر: لو كنت شاعرا لقلت في أخي أجود ممّا قلت. قال (متمّم): يا أمير المؤمنين، لو كان أخي أصيب مصاب أخيك ما بكيته. فقال عمر: ما عزّاني أحد عنه بأحسن ممّا عزّيتني». وكان زيد بن الخطّاب قد استشهد باليمامة سنة هـ.
(8) الأوّل في (الإصابة 5/ 567) نقلا عن (المرزباني) وفيه: «وتمثّل به عمر بن عبد العزيز لمّا مات إخوته». وفي ذلك ما يدلّ على أنّ النسخة المعتمدة هنا أتمّ من التي أخذ عنها صاحب الإصابة، أو أنّه كان أحيانا يختصر بتصرف.(1/499)
وكلّ فتى في النّاس بعد ابن أمّه ... كساقطة إحدى يديه من الخبل (1)
وبعض الرّجال نخلة لا جنى لها ... ولا حمل إلّا أن تعدّ من النّخل
وتمثّل بهما عمر بن عبد العزيز لما مات إخوته، وكانوا ثمانية. ويروى أنّ عمر بن الخطّاب قال للحطيئة: هل رأيت أو سمعت بأبكى من هذا؟ فقال: لا، والله ما بكى بكاءه عربيّ قطّ، ولا يبكيه.
[946] غلفاء بن الحارث. واسمه معدي كرب بن الحارث بن عمرو، المقصور بن حجر، آكل المرار، الملك، الكنديّ. وغلفاء هو عمّ امرئ القيس بن حجر الشاعر. واقتتل شرحبيل بن الحارث وأخوه سلمة بن الحارث يوم الكلاب، فجعل سلمة في رأس أخيه مائة من الإبل، فقتل أبو حنش التغلبيّ شرحبيل، فقال غلفاء يرثيه (2): [من الخفيف]
إنّ جنبي عن الفراش لناب ... كتجافي الأسرّ فوق الظّراب
السّرر: داء يأخذ البعير في كركرته، فتسيل ماء، فإذا برك على موضع خشن تجافى عنه لشدّة الوجع. والظّراب: الجبال الصغار، الواحد منها ظرب.
من حديث نمى إليّ فما ير ... قأ دمعي وما أسيغ شرابي
مرّة كالذّعاف، أكتمها النّا ... س على حرّ ملّة كالشّهاب (3)
من شرحبيل، إذ تعاوره الأر ... ماح من بعد لذّة وشباب (4)
[946] ملك جاهلي يمانيّ، من ملوك كندة وشعرائها. ولد بمدينة (دمون). بحضرموت ورحل مع أبيه إلى العراق، فأقامه ملكا على قيس عيلان، وألحق به كنانة. وكان عاقلا محبّا للسلم. أصابه الوسواس على أخيه شرحبيل بعد مقتله، فهام على وجهه، فمات. وقيل: قتلته تغلب وقضاعة يوم أوارة. ولقّب بغلفاء لأنّه فيما زعموا أوّل من غلف بالمسك أي: طيّب به وتوفي نحو سنة 60ق. هـ. انظر (الأعلام 7/ 267، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 284).
وقيل: إنّ الغلفاء هو سلمة بن عمرو بن الحارث الكندي. انظر (الأنوار ومحاسن الأشعار ص 209، 222). وفي (شرح اختيارات المفضل ص 1063): «والغلّف: يريد غلفاء وسلمة عمّي امرئ القيس». وجاء في الهامش:
«في الصحاح: ومعدي كرب بن الحارث أخو شرحبيل بن الحارث، يلقّب بالغلفاء لأنّه أوّل من غلف بالمسك، زعموا. وقال ابن دريد: الغلفاء لقب سلمة بن امرئ القيس. انتهى. هذا وهم، والذي في الجمهرة لابن دريد:
الغلفاء لقب سلمة عمّ امرئ القيس». وقال (كرنكو): «وهو الصواب».
__________
(1) الخبل: الفساد يلحق الحيوان، فيورثه اضطرابا كالجنون.
(2) الأبيات عدا الرابع في (الأغاني 12/ 250249، والوحشيات ص 134133، والأنوار ومحاسن الأشعار ص 221219). وفي الأخيرين تخريج لها. ومرّت بنا نسبة الأبيات إلى أخيه عمرو بن الحارث بن عمرو، وتصحيح نسبتها لمعديكرب (15). وانظر لها أيضا (نقائض جرير والأخطل 7574).
(3) الذعاف: السمّ القاتل من ساعته. والملّة: الرماد الحار، والجمر.
(4) تعاور القوم الشيء: تداولوه فيما بينهم.(1/500)
يا ابن أمّي، ولو شهدتك والخي ... ل تعادى إليك عدو الذّئاب
لضربت الكماة حولك حتّى ... تبلغ الرّحب، أو تبزّ ثيابي (1)
ويروى: لتشدّدت من ورائك حتّى.
يا ابن أمّي ولو شهدتك إذ تد ... عو تميما، وأنت غير مجاب
فارس يضرب الكتيبة بالسّي ... ف على نحره كنضح الملاب (2)
[947] مقيس بن ضبابة الكناني. أمّه: ضبابة بنت مقيس بن قيس بن عديّ بن سهم بن عمرو بن هصيص. أبوه: حزن بن سيّار بن عبد الله بن عبيد بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وعداده في قريش في بني سهم، وكان مع أخواله بني سهم. ورأى منهم بعض ما يكره: فخرج عنهم، وقال: [من الكامل]
ودّعت سهما غير راجع رحلها ... أبدا، وإن أفقت بكلّ أفيق (3)
هذا قول أبي سعيد السكريّ. وقال هشام بن الكلبيّ: هو مقيس بن ضبابة بن حزن بن سيّار.
أسلم ثم ارتدّ، فأهدر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم دمه، فقتله نميلة بن عبد الله، رجل من قومه، يوم فتح مكّة.
وهو القائل (4): [من الوافر]
رأيت الخمر طيّبة وفيها ... خصال كلّها دنس ذميم
فلا، والله أشربها حياتي ... طوال الدّهر ما طلع النّجوم
سأتركها، وأترك ما سواها ... من اللّذات ما أرسى يسوم (5)
وله: [من البسيط]
[947] شاعر، اشتهر في الجاهلية، وشهد بدرا مع المشركين، ونحر على مائها تسع ذبائح، وأسلم أخ له اسمه هشام، فقتله رجل من الأنصار خطأ، وأمر الرسول صلّى الله عليه وسلّم بإخراج ديته، وقدم مقيس من مكة إلى المدينة مظهرا إسلامه، فأمر له الرسول بدية أخيه، فقبضها، ثم ترقّب قاتل أخيه حتى ظفر به، وقتله، وارتد، ولحق بقريش، وقال شعرا في ذلك، فأهدر النبي دمه، فقتله المسلمون يوم فتح مكة سنة 8هـ. انظر له (الأعلام 7/ 283، وأنساب الأشراف 10/ 17، واللسان: فرع). وقد اختلف في اسمه ففي (القاموس المحيط: قيس): مقيس بن حبابة، وقيل في (قيص) منه: مقيص بن صبابة. وجاء في الأصل صبابة وضبابة، وكتب معا. وكذلك مقيس بفتح الميم وكسرها.
وكتب معا. وجاء في (العقد الفريد 6/ 269والبداية والنهاية 4/ 157156) مقيس بن صبابة الكنديّ».
__________
(1) الرّحب: الواسع. والرّحب: جمع الرّحبة، وهي الأرض الواسعة المنبتة. وتبزّ ثيابي: تنزع عنّي بموتي.
(2) الملاب: الزعفران.
(3) في ك «أفق». تصحيف. وأفق يأفق: ركب رأسه في الآفاق. وأفقه: سبقه في الفضل. والأفيق: من الإنسان ومن كلّ بهيمة جلده.
(4) الأبيات من أربعة في (المحبّر ص 240).
(5) يسوم: جبل في بلاد هذيل. وقيل: جبل قرب مكّة.(1/501)
أبلغ قريشا بني فهر، مغلغلة ... إنّ الضّغائن ينفي رنقها اللّحم (1)
أقول، والموت يغشاهم سمادره ... لا تأمننّ بني بكر إذا ظلموا (2)
[948] موهب بن رباح الأشعريّ. حليف بني زهرة. بلغ حسّان بن ثابت أنّه سبّه. فقال حسان (3): [من الكامل]
قد كنت أغضب أن أسبّ، فسبّني ... عبد المقامة موهب بن رباح
فقال موهب يردّ عليه (4): [من الكامل]
من مبلغ حسّان قولا معربا ... إنّي فلم أنقص به ابن رباح
سمّيتني عبد المقامة كاذبا ... وأنا السّميدع، والكميّ سلاحي (5)
وأنا امرؤ في الأشعرين مقابل ... وبنو لؤيّ أسرتي وجناحي (6)
وهي طويلة. ولحسان جواب عنها (7).
[949] المطّلب بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب. لما قدم المدينة لينطلق بعبد المطّلب بن هاشم، وهو صبيّ إلى مكّة، قال: [من البسيط]
[948] أبو أنيس، شاعر. له ذكر فيه خبر أبي بصير الثقفي في (سيرة ابن هشام 3/ 208)، وفيه: موهب بن رياح، أبو أنيس. حليف بني زهرة. وكذلك اسمه في (اللسان: ذرا). وحدثت بينه وبين حسّان بن ثابت مهاجاة، فتوسط بينهما عبد الرحمن بن عوف، وجاء في (الإصابة 6/ 187): «فقال عبد الرحمن بن عوف لحسّان: خذ منّي ثمن موهب بن رباح، واكفف عنه، ففعل». وقال صاحب (الأعلام 7/ 335): «وأظنّ أخباره قبل الإسلام.
والصحيح أنّه مخضرم، ويبدو أنّه أسلم بعد فتح مكّة، وأن هجاء حسان له كان قبل الفتح، وأن الصلح بينهما كان بعده. هذا، وجاء ذكره في القسم الأوّل من حرف الميم في (الإصابة).
[949] جدّ جاهليّ. وهو أخو هاشم بن عبد مناف، جدّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وكان يسمّى الفيض لسماحته وفضله. وهو الذي أخذ الإيلاف لقريش من أقيال اليمن، وفيها مات نحو سنة 550م. انظر له (الأعلام 7/ 252، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 839388، وتاريخ الطبري 2/ 252).
__________
(1) في ك «ريقها». تصحيف. والمغلغلة: الرسالة. والرّنق: الماء الكدر. واللّحم: لغة في اللّحم. وبنو فهر بن مالك:
هم قريش.
(2) في (اللسان، والتاج): السمادير. وهو ضعف البصر أو شيء يتراءى للإنسان من ضعف بصره عند السّكر، وما يراه المغمى عليه. وبنو بكر: قوم الشاعر. وهم من كنانة.
(3) البيت من أربعة في (ديوان حسان بن ثابت ص 262)، وهو في (الإصابة 6/ 186).
(4) الثاني والثالث في (الإصابة 6/ 186).
(5) السميدع: السيد الكريم. والكميّ: اللابس السلاح.
(6) في الأشعرين مقابل: والداه من بني الأشعر. وبنو لؤي بن غالب: بطن كبير من قريش، ومنهم بنو زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ حلفاء الشاعر.
(7) في (الإصابة 6/ 187) بيت من جواب حسّان عنها.(1/502)
عرفت شيبة، والنجّار قد حفلت ... أبناؤها حوله بالنّبل تنتضل
وقال لامرأة تدعى عميرة (1): [من البسيط]
لا تحسبي شيم الفتيان واحدة ... بكل رحل [لعمري] ترحل النّاقة (2)
إنّي إذا ما يشين المرء شيمته ... ألفيتني، جلدتي بيضاء برّاقه
وخير ما يفعل الفتيان أفعله ... والخير أن يتبعنّ المرء أعراقه
[950] أوفى. واسمه: مقرّن بن مطر بن ناشرة، من بني مازن بن عمرو بن تميم. جاهليّ.
وهو أحد الرّجليّين الثلاثة المشهورين بالسّعي، كانوا لا يجارون عدوا. وهم: أوفى بن مطر، وسليك بن السّلكة التميميّ، والمنتشر بن وهب الباهليّ. كان الرجل منهم إذا جاع يعدو خلف الظبيّ، فيأخذه، وكانوا أيضا أهدى من القطا. وأوفى هو القائل وازدرته امرأته (3):
[من الوافر]
تقول المالكيّة أمّ قيس ... رأيت مقرّنا دون المغيب
يعني نفسه، أي: دون ما بلغني بالغيب عنه.
رأيتك دون ما قالوا، وأنّى ... فلاح المرء من بعد المشيب؟
وما يدريك ما حسبي إذا ما ... وجوه القوم كانت كالصّبيب؟ (4)
وله (5): [من الطويل]
وإنّي بحمد الله لا ثوب فاجر ... لبست، ولا من غدرة أتقنّع (6)
[950] شاعر جاهلي، عداء، ومن أوفياء العرب. انظر له (الأعلام 7/ 283، واللسان: خطأ، خلل، وألقاب الشعراء:
نوادر المخطوطات 2/ 328).
__________
(1) الأبيات في (أنساب الأشراف 1/ 79). وأشار مؤلف (شعراء جاهليون ص 110) إلى أنها منسوبة إلى عبد المطلب بن هاشم نقلا عن أنساب الأشراف 1/ 69!!
(2) ما بين المعقّفتين بياض في الأصل. وكتب في ك (إذا ما)، وفي ف (لعمري) نقلا عن (أنساب الأشراف).
(3) في ك «وأوفس القائل». تصحيف. والبيت الأوّل في (ألقاب الشعراء) وفيه: «أمّ عمرو».
(4) الصبيب: الدم المصبوب.
(5) البيت مع آخر في (المحبر ص 348) وفيه: «الوافون من العرب: أوفى بن مطر المازني. وكان جاوره رجل، ومعه امرأة له، فأعجبت قيسا أخاه، فجعل لا يصل إليها مع زوجها، فقتل زوجها غيلة، فبلغ ذلك أوفى، فقتل قيسا أخاه بجاره، وقال» البيتين.
(6) جاء في الهامش: «مقرن بن عائذ، رئيس مزينة يوم بعاث. وفي ذلك يقول وأسر ثابتا أبا حسّان، أنشده ابن السيّد في حواشي نوادر القالي: [من الكامل]
هلّا سألت، وأنت غير عييّة ... وشفاء من يعيا السؤال عن العمى
عن مشهدي ببعاث إذ دلفت لنا ... غسّان بالبيض القواطع والقنا
وعن اعتناقي ثابتا في مشهد ... متناغش، فيه الشجاعة للقنا(1/503)
[951] المشمرج بن عمرو الحميريّ. جاهليّ قديم. يقول وقد روي لغيره (1): [من الخفيف]
وقريش هي التي تسكن البح ... ر، سمّيت قريش قريشا
تأكل الغثّ والسمين، ولا تت ... رك فيه لذي جناحين ريشا
هكذا في البلاد حيّ قريش ... يأكلون البلاد أكلا كشيشا (2)
ولهم آخر الزمان نبيّ ... يكثر القتل فيهم والخموشا (3)
تملأ الأرض خيله ورجال ... يحسرون المطيّ سيرا كميشا (4)
[952] المسجاح. ويقال: المسحاج بن سباع بن خالد بن الحارث بن قيس بن نصر بن عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة. جاهليّ، قتل ابن الصّلت العبسيّ (5)، وقال (6): [من الكامل]
نبّئت أنّ أبا عميرة لامني ... هبلت عليك، فإنّني لم أفند (7)
وله (8): [من الوافر]
لقد طوّفت في الآفاق حتّى ... بليت، وقد أنى لي لو أبيد (9)
وأفناني، وما يفنى نهار ... وليل كلّما يمضي يعود
وشهر مستهلّ بعد شهر ... وحول بعده حول جديد
ومفقود عزيز الفقد تأتي ... منيّته، ومأمول وليد
[951] شاعر جاهلي قديم. انظر له (الخزانة 1/ 204، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 336).
[952] شاعر جاهلي، عاش حتى هرم، وملّ الحياة. انظر له (المعمرون والوصايا ص 95، وشرح المرزوقي ص 1009، وشعر ضبّة وأخبارها ص 149، 289، ومعجم الشعراء الجاهليون ص 334333).
__________
فشريته بأحمّ أسود حالك ... بعكاظ، موقوفا بمجمعهم ضحى
ما إن وجدت له فداء غيره ... وكذاك كان فداؤهم فيما مضى
إنّي امرؤ منّي الحياء، وشيمتي ... كرم الطّبيعة، والتجنّب للخنا
يعني أنّه أبى أن يأخذ في فداء ثابت غير تيس أسود». وفي المطبوع (متناغس). تصحيف. والمتناغش من التنغّش.
وهو دخول الشيء، بعضه في بعض.
(1) الأبيات عدا الأخير، في (سيرة ابن كثير 1/ 88)، وروي الأوّل له في (الخزانة 1/ 204).
(2) الكشيش: صوت الأفعى.
(3) المعروف أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يكثر القتل في قريش، وأنّه عفا عن المشركين يوم فتح مكّة.
(4) حسرت المطيّة: أتعبتها. والكميش: الشديد.
(5) في (أنساب الأشراف 10/ 350): «المسجاح بن سباع الذي قتل بن الصامت العبسيّ في الجاهلية.»
(6) البيت في (شعر ضبّة وأخبارها ص 149) نقلا عن معجم المرزبانيّ.
(7) الفند: الكذب، وضعف الرأي لهرم أو مرض.
(8) الأبيات في (المعمرون والوصايا، وشرح المرزوقيّ). وانظر (شعر ضبّة وأخبارها ص 149).
(9) أنى لي: آن لي.(1/504)
[953] مجمّع بن هلال بن مالك بن خالد بن هلال بن الحارث بن هلال بن تيم الله بن ثعلبة.
جاهلي يقول (1): [من الطويل]
إن أمس شيخا قد كبرت فطالما ... عمرت، ولكن لا أرى العمر ينفع
مضت مائة من مولدي فنسيتها ... وخمس تباع، بعد ذاك، وأربع (2)
وخيل كأسراب القطا قد وزعتها ... لها سبل، فيها المنيّة تلمع (3)
شهدت وغنم قد حويت، ولذّة ... أتيت، وماذا العيش إلّا التمتّع (4)
[954] المعرور التّيميّ، تيم الرّباب. أحد بني التّيم. جاهليّ. يقول لكلدة بن الحارث التّيميّ:
[من الوافر]
فداء خالتي وفدى صديقي ... وأهلي كلّهم لأبي قعين (5)
فأنت حبوتني بعنان طرف ... شديد الأسر ذي بذل وصون (6)
كأنّي بين خافيتي عقاب ... يريد حمامة في يوم غين (7)
[955] معروف بن أبي هند، الأعور الضّبّيّ، أخو بني عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبّة، جاهلي. يقول: [من الرجز]
لا خير في أعور لا يأتي الفزع ... إذا استقلّ حرد الشّيخ يفع (8)
[953] شاعر معمّر، من بني ثعلبة، من بكر. عاش مائة وتسع عشرة سنة. انظر له (المعمرون والوصايا ص 41، وشرح المرزوقي ص 703، واللسان: تعس، هيم). ومعجم الشعراء الجاهليين ص 325324وديوان بني بكر ص 334333). وجاء في الهامش: «قال الشاطبيّ: (مجمّع) بفتح الميم الثانية، كذا رأيته بخطّ أبي سهل الهرويّ، رحمه الله».
[954] لم أعثر له على ترجمة. وأما ترجمته في (معجم الشعراء الجاهليين ص 342) فمنقولة عن معجم المرزباني.
[955] له ترجمة في (شعر ضبّة وأخبارها ص 154، ومعجم الشعراء الجاهليين، ص 343) نقلا عن معجم المرزباني.
__________
(1) الأبيات في (المعمرون والوصايا)، وهي في من قطعة في (شرح المرزوقي ص 719713)، وفيه: «غزا مجمّع بن هلال يريد بني سعد بن زيد مناة، فلم يغنم، ورجع من غزاته تلك، فمرّ بماء لبني تميم، عليه ناس من مجاشع، فقتل فيهم، وأسر فقال في ذلك». وانظر لذلك أيضا (معجم البلدان: الهييما).
(2) في الهامش: «في الحماسة: فنضوتها. وقال التبريزيّ: ويروى: فنضيتها، من قولهم: نضا ثيابه، إذا نزعها. يقال:
نضا ثوبه ينضوه، وينضيه». وكتب (كرنكو): «فنسيته».
(3) في الهامش: «في نسخة أخرى: فيه المنيّة تلمع». وزعتها: كففتها عن التعجّل أو قسمتها للتعبئة والغارة. والسّبل:
المطر.
(4) شهدت: جواب (وربّ خيل) في البيت السابق. وغنم: معطوف على خيل.
(5) في الهامش: «المحفوظ: ناقتي».
(6) الطّرف من الخيل: الكريم العتيق.
(7) الغين: الغيم.
(8) في ك «أعور يأتي جود». تصحيف. والحرد: الغضب. ويفع الجبل: صعده.(1/505)
[956] مكرز (1) بن حفص بن الأخيف بن علقمة بن عبد الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤيّ. جاهلي. مرّ بقبر ربيعة بن مكدّم، فلم يعقر به، واعتذر، فقال (2): [من الكامل]
نفرت قلوصي من حجارة حرّة ... بنيت على طلق اليدين وهوب
وهي أبيات تتنازع، وقد تقدّم خبرها في غير موضع (3)، وكان عامر بن الملوّح قتل من بني عامر قتيلا، فقتله مكرز، وقال في شعر له (4): [من الطويل]
ولمّا رأيت إنّما هو عامر ... تذكّرت أشلاء الحبيب الملحّب (5)
وأسر المسلمون يوم بدر سهيل بن عمرو، فقدم مكرز، ففداه، وقال (6): [من الطويل]
فديت بأذواد كرام سنا فتى ... ينال الصّميم غرمها لا المواليا (7)
وقلت: سهيل خيرنا، فاذهبوا به ... لأبنائه حتى تديروا الأمانيا
[957] أبو العاص بن الرّبيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف. يقال: اسمه القاسم، ويقال: لقيط، ويقال: مهشّم. وقد تقدّم خبره (8).
[958] مطير بن الأشيم بن الأعشى. واسمه: قيس بن بجرة بن قيس بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين الأسديّ. كان شاعرا شريفا، وهو عمّ عبد الله بن الزّبير الأسديّ الشاعر.
[956] شاعر جاهلي من الفتاك، أدرك الإسلام، وله ذكر في غزوة بدر (2هـ)، وفي صلح الحديبية (6هـ). وقيل:
إن له صحبة. انظر له (أنساب الأشراف 9/ 278و 10/ 9، الإصابة 6/ 164163، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 475474، والأعلام 7/ 285284).
[957] هو من أصهار النبي صلّى الله عليه وسلّم. وتوفي سنة 12هـ. انظر له (الأعلام 5/ 176).
[958] شاعر من بني أسد. وقد مرّت بنا ترجمة جدّه أعشى بني أسد (458). ويبدو من سياق ترجمته أنّه أدرك الإسلام، ولم يسلم، وهناك من نصّ على أنّه جاهليّ. انظر له (أسماء خيل العرب وفرسانها ص 83، 177، والمعاني الكبير ص 106، 114، 138، 606، وديوان بني أسد 2/ 433421) وجاء في (الوحشيات ص 267): مطر بن أشيم.
__________
(1) ضبطت في الأصل بفتح الميم وكسرها ومع ذلك كلمة (معا).
(2) البيت من قطعة متنازعة بين أربعة شعراء، وهي لعمرو بن شقيق الفهري. انظر (ديوان ضرار بن الخطّاب الفهري ص 9897).
(3) تقدم خبرها في ترجمة عمرو بن شقيق (62). ويبدو أنه ذكرها في ترجمة غيره من الشعراء، في القسم المفقود من الكتاب.
(4) البيت من قطعة في (نسب قريش ص 439438، وحماسة البحتري ص 16).
(5) لحّب اللحم عن العظم: قشره.
(6) البيتان في (نسب قريش ص 417)، وهما مع آخر في (سيرة ابن هشام 2/ 212) وفيه: «وقال ابن هشام: وبعض أهل العلم بالشعر ينكر هذا لمكرز».
(7) الأذواد: جمع الذود. وهي جماعة الإبل بين الثلاث والعشر. ويقال: هو من صميم القوم، أيّ: من أصلهم وخالصهم.
(8) تقدّم خبره في القاسم بن الربيع (481).(1/506)
ومطير هو القائل يرثي علقمة بن وهب بن الأعشى بن بجرة (1): [من المتقارب]
أتاني النّعيّ، فكذّبته ... لصدق الحديث، وما أكذب (2)
[959] مسلية بن هزّان الحدّانيّ قدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد الفتح، وأنشده (3): [من الطويل]
حلفت بربّ الرّاقصات إلى منى ... طوالع من بين القصيمة بالرّكب (4)
بأنّ نبيّ الله فينا محمّد ... له الرأس والقدموس من سلفي كعب (5)
أتانا ببرهان من الله قابس ... أضاء به الرّحمن مظلمة الكرب
أعزّ به الأنصار لمّا تقارنت ... صدور العوالي في التّناوش والضّرب
[960] مسروق بن حجر بن سعيد الكنديّ. مخضرم. يقول في رواية دعبل (6): [من الوافر]
ألا من مبلغ عنّي شعيبا ... أكلّ الدّهر عزّكم جديد
[961] المجذّر بن ذياد البلويّ. حليف الأنصار. بارزه أبو البختريّ يوم بدر، فقال المجذّر (7):
[من مشطور الرجز]
أنا الذي أزعم أصلي من بلي ... ألا ترى مجذّرا يفري فري (8)
[959] شاعر مخضرم. توفي بعد سنة 8هـ. وفي (الإصابة 6/ 93): «مسلية بن هزّان. ويقال: ابن حدّان الحدّاني». هذا وفي العرب حدّان بن قريع من تميم، وحدّان بن شمس من الأزد. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 219و 384).
ولعلّه من وفد تميم على الرسول صلّى الله عليه وسلّم بعد الفتح. وانظر له أيضا (منح المدح ص 312311، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 458).
[960] كان في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم. انظر له (الإصابة 6/ 231، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 453).
[961] شاعر فارس من الصحابة، قتل سويد بن الصامت في الجاهلية، فهاج قتله وقعة (بعاث)، وأسلم مع حلفائه بني الخزرج، واستشهد يوم أحد (3هـ)، قتله الحارث بن سويد بن الصامت بأبيه. وقد اختلف في اسمه واسم أبيه. انظر له (الأعلام 5/ 279، وجمهرة أنساب العرب ص 442، وأنساب الأشراف 1/ 168، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 453).
__________
(1) البيت في (ديوان بني أسد 2/ 423).
(2) النّعيّ: خبر الموت.
(3) الأبيات في (الإصابة 1/ 93، ومنح المدح).
(4) في ك «من القصيمة». والراقصات: الإبل التي ترقص في سيرها. والرّقص: الخبب. وهو ضرب من العدو.
والقصيمة: رمل وغضا باليمامة.
(5) القدموس: القديم، والعظيم من الإبل. وكعب بن لؤي: جدّ عظيم من قريش، وهو في عمود نسب الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
(6) البيت في (الإصابة).
(7) الرجز مع اختلاف في الرواية، وزيادة في الأشطر في (سيرة ابن هشام 2/ 198، وسيرة ابن كثير 2/ 436).
(8) يفري فري: يصنع صنعي بالقطع والشقّ.(1/507)
أطعن بالحربة حتى تنثني ... وأعضب القرن بعضب مشرفي (1)
بشّر بيتم إن لقيت البختري ... أو بشّرن بمثلها منّي بني
فقتل الله أبا البختري يوم بدر بيده، وقتل المجذّر يوم أحد، رضي الله عنه.
[962] مفروق بن عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان.
لما قتل كسرى النّعمان بن المنذر أغارت العرب على السّواد، فقال مفروق وكان أحد من أغار (2): [من الطويل]
أنزى بأنباط السّواد، وساقه ... إليّ، وأودى رجلتي وفوارسي (3)
[963] المجذام التميميّ. أخو بني عبد شمس. جاهليّ. يقول لمّا أغارات بنو تميم على هديّة كسرى التي أهدى إليه هوذة بن عليّ الحنفيّ (4) من اليمن: [من الوافر]
وهنّ عصبن هوذة يوم حجر ... فظلّ ينازع المسد المغارا (5)
وبسبب ذلك كان يوم الصّفقة، وذلك أنّ كسرى أنفذ إلى تميم جيشا.
[964] المتنكّث ويقال له: المتنكّب السّلميّ. جاهليّ. له مع عنترة بن شدّاد حديث، وهو [962] فارس شاعر جاهليّ، يقال له: الأصمّ، من سادات بني شيبان. كان هو وأبوه شاعرين، ومفروق أشعر، وقد مرّت بنا ترجمة أبيه (67). واشتهر مفروق بغارته على العراق بعد مقتل النعمان بن المنذر، ثم أدرك الإسلام، ووفد على النبيّ مع جماعة من بني شيبان. فكان أطلقهم لسانا، وأجملهم طلعة. وقيل: لم يسلم. وقتله قعنب بن عصمة يوم الإياد، ودفن في ثنيّة بين الكوفة وفيد، سمّيت بعده (ثنيّة مفروق) نحو سنة 8هـ. انظر له (الأعلام 7/ 279278، واللسان: جبأ، والمؤتلف والمختلف ص 5251، والتذكرة السعدية ص 99، وديوان بني بكر ص 447، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 346345).
[963] لم أعثر له على ترجمة. وأما ترجمته في (معجم الشعراء الجاهليين ص 324) فعن معجم المرزباني هذا، وفي (أنساب الأشراف 10/ 338) المجذام بن عبد يغوث بن الجلاس.
[964] انظر له (معجم الشعراء الجاهليين ص 321، والمؤتلف والمختلف ص 180).
__________
(1) أعضب القرن: أقطعه. والقرن: النظير في الحرب.
(2) ذكر في (الأغاني 24/ 5857) أن مفروقا وبجير بن عائذ العجلي أغارا على سواد العراق، فغنما، وأن مفروقا وأصحابه وقع فيهم الطاعون، فموّت منهم خمسة نفر: فقال: [من الطويل]
أتاني بأنباط العراق يسوقهم ... إليّ، وأودت رجلتي وفوارسي
وفي (اللسان: جبأ) بيتان في رثائه ثلاثة من إخوته، ويبدو أنّهما والبيت من قصيدة واحدة.
(3) أنزى: ثار وتحرّك وتوثّب. يتحدّث عن بجير بن عائذ العجليّ. ويحتمل أن تكون الرواية (وساقه). والوساق:
المناهدة.
(4) في الأصل والمطبوع «عليّ بن الحنفي». وهوذة بن عليّ الحنفي كان سيد قومه بني حنيفة. وتوفي سنة 8هـ.
(5) المسد: الحبل المضفور، المحكم الفتل. والمغار: المفتول فتلا شديدا.(1/508)
القائل يذكر يوم النّخيل، وقتل دهر الجعفيّ (1): [من الطويل]
ومنّا أبو حرب، ومنّا مصرّف ... ومنّا عقال إذ وردنا إلى دهر
يسوق الصّفايا من خيار نسائنا ... ونحن غيارى كالمسدّمة الزّهر
الصفايا: ما يصطفيه قائد الجيش لنفسه. والمسدّمة: الفحول المشدودة الأفواه، الممنوعة من الضّراب (2): وله يمدح بني خفاجة بن عقيل (3): [من الكامل]
فسقى الإله بني خفاجة من ... ماء السّماء بطيّب الخمر
أبدا، ولا زالت نفوسهم ... محبوّة بحباية الدّهر
هم يطعنون الخيل مقبلة ... حتّى يصدّ مجدّة النّفر (4)
[965] المضرّب بن هوذة العقيليّ. من بني معاوية بن خفاجة، شاعر فارس، قال يوم القرن (5):
[من الطويل]
وجرثومة لا يدخل الذّلّ وسطها ... قريبة أنساب، كثير عديدها (6)
[966] مامة الإياديّ. وهو أبو كعب بن مامة، الجواد الذي ضربت به العرب مثلا في الجود.
وكان من جوده أنّه خرج في نفر، فنفد ماؤهم، فاقتسموا الماء، فنظر إلى كعب رجل من النّمر بن قاسط، فلمّا رآه ينظر إليه آثره بمائه، فرحل القوم، ولا قوّة لكعب على الرحيل، فقيل له: يا كعب، هذا الماء أمامك، ترد عن قليل. فلم يقدر على النهوض، فارتحل القوم، ومات [965] هو المضرّب بن هوذة بن خالد بن معاوية بن خفاجة العقيلي، شاعر، فارس. ويبدو من سياق ترجمته أنّه جاهليّ، ومن بني عقيل من عامر بن صعصعة. انظر له (المؤتلف والمختلف ص 279278). هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
[966] هو مامة بن عمرو بن ثعلبة بن إياد. شاعر جاهليّ قديم، من رجال القرن الرابع الميلادي. وابنه كعب من أجواد العرب في الجاهلية. انظر له (الأعلام 5/ 229). وله في (المحبر ص 144) نسب يجعله قريبا من الإسلام. هذا، وأخلّ به (معجم الشعراء الجاهليين).
__________
(1) دهر بن الحدّاء بن ذهل الجعفي: هو أحد الجرّارين من اليمن. وقتله بنو عقيل. انظر (المحبّر ص 252). ويوم النخيل:
وقعة انهزمت فيها قبائل جعفيّ بن سعد العشيرة. وقد افتخر لبيد به. انظر (شرح ديوان لبيد ص 98، ومعجم البلدان: النخيل).
(2) ضرب الجمل الناقة ضرابا إذا نزا عليها.
(3) في (جمهرة أنساب العرب ص 291، 469): بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل، وهم بطن ضخم من بني عامر بن صعصعة. ويبدو أن الشاعر كان حليفا لهم.
(4) في ك «مجده». والنّفر: القوم يتنافرون في القتال. وهو اسم للجمع لا واحد له من لفظه.
(5) في (معجم البلدان: قرن): «وقرن: جبل معروف كان به يوم بني قرن على بني عامر بن صعصعة». والبيت في (المؤتلف والمختلف) وفيه: «وقال يوم الفرق».
(6) الجرثومة: الأصل.(1/509)
كعب عطشا، فقال أبوه مامة، يرثيه في رواية محمّد بن حبيب عن ابن الأعرابيّ (1): [من البسيط]
أوفى على الماء كعب ثمّ قيل له ... رد كعب، إنّك ورّاد، فما وردا
ما كان من سوقة أسقى على ظمإ ... خمرا بماء إذا ناجودها بردا (2)
من ابن مامة، كعب، ثمّ عيّ به ... زوء الحوادث إلّا حرّة وقدا (3)
[967] مخرّم بن حزن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب.
جاهلي، يعرف بأمّه فكهة، من بكر بن وائل. وهو القائل في وقعة أوقعوها ببني سليم وعامر:
[من الوافر]
تركنا من نساء بني سليم ... أيامى، تبتغي عقب النكاح (4)
لقد علمت هوازن أنّ قومي ... غداة الرّوع صادقة الصّباح (5)
وله: [من الوافر]
وخيل قد لبستهم بخيل ... تخوض الموت في يوم عصيب
ملأنا الأرض من قتلى نمير ... برغم كان منّا في القلوب
تركنا فيهم العقبان ثجلا ... وقوفا بين أضلاع الجنوب (6)
[968] معتق بن حوراء الزّبيديّ. وحوراء: أمّه. وهو من بني بدّ بن بضعة، ثمّ من بني مازن بن ربيعة بن منبّه بن صعب بن سعد العشيرة، وهم من بني عبشمس (7) بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
[967] شاعر فارس، جاهليّ، وأحد القادة الجرّارين من اليمن. ولا يعدّ الرجل جرّارا حتى يقود ألفا. ويبدو من نسبه أنّه كان قبل الإسلام بنحو 50سنة. انظر له (الأعلام 7/ 193، ومعجم الشعراء الجاهليين ص 327، والمحبّر ص 252، والاشتقاق ص 399). وجاء في الأخير (المخرّم). ولابنه يزيد ذكر في يوم الكلاب الثاني، وله ترجمة ستأتي (1063).
[968] لم أعثر له على ترجمة. وهو من بني زبيد من مذحج. وزبيد: هو منبّه بن صعب بن سعد العشيرة. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 411410). ويبدو من سياق ترجمته أنّه شاعر جاهليّ. وفي (حماسة القرشيّ ص 133) بيتان لمعتق السّدوسيّ). ورجّح محققه أنه إسلاميّ على الأغلب، ورأى أنه المترجم له هنا!. هذا، وأخلّت به عزيزة فوّال بابتي في معجميها.
__________
(1) الأبيات في (المحبّر ص 145) وعدا الأوّل في (اللسان: زوي).
(2) الناجود: كلّ إناء يجعل فيه الخمر، وأوّل ما يخرج من الخمر إذا بزل عنها الدّنّ.
(3) في المطبوع ك: «ذو» تصحيف. وقال في الهامش: «في الأصل: رو». (فرّاج). والزّوء: الهلاك. وقوله: وقدى مثل جمزى، أي: تتوقّد.
(4) عقب فلان على فلانة إذا تزوّجها بعد زوجها الأوّل، فهو عاقب لها، أي: آخر أزواجها.
(5) الصّباح: الغارة. وكان العرب يغيرون عند الصباح غالبا. والصدق في الغارة: إظهار البسالة والجرأة.
(6) الثّجل: جمع أثجل وثجلاء. والثّجل: عظم البطن واسترخاؤه.
(7) في الأصل والمطبوع: «وهم من بني عبشمس». وهذا وهم. ولعلّ الصواب: «وهم في بني عبشمس».
وهذا يعني أنّهم من زبيد، ونازلون في بني عبشمس التميميّين.(1/510)
يقول: [من الطويل]
وإنّ القرى حقّ، وليس بنائل ... إذا لم يصادف عفوه، متكلّف (1)
[969] مجّاعة بن مرارة الحنفيّ اليمامي. يقول (2): [من الطويل]
تعذّرت لمّا لم تجد لك علّة ... معاوي إنّ الإعتذار من البخل
ولا سيما إن كان من غير عسرة ... ولا بغضة كانت عليّ ولا ذحل
[970] معيّة بن الحمام. أخو الحصين بن الحمام المرّيّ. جاهليّ. قال يرثي أخاه الحصين (3):
[من الطويل]
نعيت حيا الأضياف في كلّ شتوة ... ومدره حرب إذ تخاف الزّلازل (4)
ومن لا ينادي بالهضيمة جاره ... إذا أسلم الجار الألفّ المواكل (5)
فمن، وبمن يستدفع الضّيم بعده ... وقد صمّمت فينا الخطوب النّوازل
[971] المأمور بن تبراء الحارثيّ. هو أبو كبشة. وكان رئيس بني الحارث بن كعب في الجاهلية دهرا. قال يذكر أنّ بني عنس، من بني الحارث بن كعب وكانوا معهم في بلادهم تحوّلوا [969] شاعر صحابيّ، وكان بليغا حكيما، من رؤساء قومه في اليمامة. أقطعه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أرضا بها. وتزوّج خالد بن الوليد ابنته، وعاش إلى خلافة معاوية، وتوفي نحو سنة 45هـ. انظر له (الاستيعاب 14591458، والإصابة 5/ 572571، ومنح المدح ص 313، ومعجم ما استعجم ص 690و 1008واسماء خيل العرب وأنسابها ص 179، والأعلام 5/ 277، ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص 427426). هذا، وترجم له د. نبوي في (ديوان بني بكر ص 350) نقلا عن معجم المرزباني، وقال: لم أعرف عنه أخبارا!!
[970] أدرك معيّة الإسلام، وربّما أسلم. انظر له (الإصابة 2/ 75، 6/ 243، والأغاني 14/ 19، وحماسة القرشيّ 230229، وشعر قبيلة ذبيان في الجاهلية ص 420419). هذا، وأخلّت به عزيزة فوّال بابتي في معجميها.
[971] شاعر جاهلي، من بني الحارث بن كعب من مذحج. وتبراء: أمّه. جاء في (ذيل الأمالي ص 149): «المأمور بن زيد من بني الحارث بن كعب. واسمه: معاوية بن الحارث». وله ذكر في شعر لعمرو بن معديكرب يفخر فيه بالمسير إلى المأمور، وإلى بعض أرض قيس. وجاء في (الاشتقاق ص 400): «المأمور، وهو الحارث بن معاوية الكاهن، وكانت مذحج في أمره تتقدّم، وتتأخّر». وانظر (معجم الشعراء الجاهليين ص 318).
__________
(1) في ك «متكلف». وكتب (فرّاج): «هكذا ضبط المخطوط. ولعلّ المعنى: وليس القرى المتكلف بنائل، إذا لم يصادف عفوه ذلك».
(2) البيتان في (الإصابة 5/ 572) وفيهما يخاطب معاوية بن أبي سفيان.
(3) مات الحصين نحو سنة 10هـ. انظر (الأعلام 2/ 262). والأبيات في (الأمالي 1/ 62) وعدا الأوّل في (الإصابة 6/ 243).
(4) المدره: رأس القوم المدافع عنهم والمتكلّم بلسانهم.
(5) الألفّ: الكثير لحم الفخذين. وهو في الرجال عيب. والمواكل: العاجز، الكثير الاتّكال على غيره.(1/511)