{حَرِّقُوهُ} كاف، هذا راجع إلى قصة إبراهيم. فإن قيل ما معنى توسط هذه الآيات التي ليست من قصة إبراهيم؟ فالجواب أنها إنما توسطت على معنى التحذير والتذكير، لأنهم كذبوا كما كذب قوم إبراهيم؟ قاله النكزاوي {مِنَ النََّارِ} كاف، وفي الكلام حذف تقديره فقذفوه في النار، فأنجاه الله من النار ولم يحترق إلا الحبل الذي أوثقوه به {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} تامّ {أَوْثََاناً} كاف، لمن قرأ مودّة بينكم بالرفع وحذف التنوين، والإضافة خبر مبتدإ محذوف، أي: ذلك مودّة بينكم، أو مبتدأ خبره في الحياة الدنيا، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي، وليس بوقف لمن قرأها بالرفع خبر إن وجعل ما بمعنى الذي، والتقدير إن الذين اتخذتموهم أوثانا مودّة بينكم، وكذا من نصب مودّة مفعولا بالاتخاذ، سواء أضاف أو لم يضف، أي: إنما اتخذتموها مودّة بينكم في الدنيا، وبالنصب قرأ حمزة وحفص وحذف التنوين والإضافة في {الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف على الوجوه كلها {مَأْوََاكُمُ النََّارُ} حسن {مِنْ نََاصِرِينَ} تامّ {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} صالح. ومثله: إلى ربي {الْحَكِيمُ} كاف {وَوَهَبْنََا لَهُ إِسْحََاقَ وَيَعْقُوبَ} حسن، ومثله. والكتاب، وكذا: أجره في الدنيا. قال ابن عباس: هو الثناء الحسن، وروى عنه أيضا: أنه العافية والعمل الصالح في الدنيا {الصََّالِحِينَ} تامّ، لأنه آخر القصة {الْفََاحِشَةَ} صالح لأن الجملة بعده تصلح حالا ومستأنفة {مِنَ الْعََالَمِينَ} كاف {فِي نََادِيكُمُ الْمُنْكَرَ}
حسن {مِنَ الصََّادِقِينَ} كاف {الْمُفْسِدِينَ} تامّ {بِالْبُشْرى ََ} ليس بوقف،
{النََّارِ} أكفى منه {يُؤْمِنُونَ} حسن {أَوْثََاناً} كاف، لمن قرأ مودّة بينكم بالرفع خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ خبره في الحياة الدنيا، وليس بوقف لمن وقرأها بالرفع خبر إنّ، وجعل ما بمعنى الذي أو بالنصب لتعلقها بما قبلها {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف، عند أبي حاتم {مِنْ نََاصِرِينَ} كاف {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} صالح {إِلى ََ رَبِّي} جائز {الْحَكِيمُ}
حسن {إِسْحََاقَ وَيَعْقُوبَ} صالح {فِي الدُّنْيََا} كاف {الصََّالِحِينَ} حسن {مِنْ}(1/592)
لأن قالوا جواب لما {هََذِهِ الْقَرْيَةِ} كاف، للابتداء بإن مع احتمال التعليل {ظََالِمِينَ} كاف {إِنَّ فِيهََا لُوطاً} حسن، ومثله: أعلم بمن فيها {إِلَّا امْرَأَتَهُ} جائز، لأن المستثنى مشبه بالمفعول تقديرا {مِنَ الْغََابِرِينَ} تامّ، على استئناف ما بعده {ذَرْعاً} جائز، ومثله: ولا تحزن {مِنَ الْغََابِرِينَ} تامّ، ومثله: يفسقون {يَعْقِلُونَ} تامّ، لأنه آخر قصة، وتمامه إن نصب شعيبا بمقدر، أي: وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا، وجائز إن عطف على لوطا، ولا يوقف على شيء من أول قصته إلى هنا {مُفْسِدِينَ} كاف {الرَّجْفَةُ}
جائز {جََاثِمِينَ} تامّ: إن نصب عادا بمقدّر، أي: وأهلكنا عادا وثمودا {مِنْ مَسََاكِنِهِمْ} جائز، ومثله: أعمالهم، وكذا: عن السبيل {مُسْتَبْصِرِينَ} تامّ إن نصب قارون بمقدّر، أي: وعذبنا قارون وفرعون وهامان، وجائز إن عطف على الهاء من قوله: فأخذتهم الرجفة، وحينئذ لا يوقف على جاثمين {وَهََامََانَ} حسن {بِالْبَيِّنََاتِ} جائز، ومثله: في الأرض {سََابِقِينَ}
كاف، ونصب كلّا بأخذنا {بِذَنْبِهِ} حسن {حََاصِباً} جائز، ومثله:
الصحية، وكذا: الأرض و {أَغْرَقْنََا} حسن، تفصيلا لأنواع العذاب، فالذين أرسل عليهم الحاصب وهي الحجارة قوم لوط. قال تعالى: {إِنََّا أَرْسَلْنََا عَلَيْهِمْ حََاصِباً إِلََّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنََاهُمْ بِسَحَرٍ} والذي خسف به الأرض قارون، والذين أغرقوا قوم نوح {يَظْلِمُونَ} تامّ، وقف الأخفش على: كمثل العنكبوت وخولف، لأن الجملة بعده تصلح صفة بإضمار التي، ولو جعل التشبيه عاملا والجملة حالا لكان الوصل أولى حتى لا يحتاج إلى الإضمار، ووقف أبو حاتم على اتخذت بيتا، لأنه قصد بالتشبيه نسجها التي تعمله من غزلها فهو في
{الْعََالَمِينَ} كاف، وكذا: في ناديكم المنكر، ومن الصادقين {الْمُفْسِدِينَ} تامّ {ظََالِمِينَ}
كاف، وكذا: إن فيها لوطا {بِمَنْ فِيهََا} حسن {مِنَ الْغََابِرِينَ} تامّ {ذَرْعاً} صالح، وكذا: ولا تحزن {مِنَ الْغََابِرِينَ} حسن، وكذا: يفسقون {يَعْقِلُونَ} تامّ {مُفْسِدِينَ} كاف، وكذا: جاثمين، ومستبصرين، وسابقين وبذنبه {أَغْرَقْنََا} حسن(1/593)
غاية الوهاء والضعف، ولا فائدة فيه، وهي مع ذلك تعتمد عليه وتسكن فيه، ولا نفع لها فيه كعباد الأصنام لا نفع لهم فيها {اتَّخَذَتْ بَيْتاً} كاف {لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} جائز، على أن جواب لو محذوف تقديره لو كانوا يعلمون، وهي الأصنام لما اتخذوها، أي: لما اتخذوا من يضرب له بهذه الأمثال لحقارته {يَعْلَمُونَ} تامّ، لمن قرأ: تدعون بالفوقية، لأن المعنى قل لهم يا محمد، وكاف على قراءة من قرأ: يدعون بالتحتية، قرأ أبو عمرو وعاصم يدعون بياء الغيبة والباقون بالخطاب {مِنْ شَيْءٍ} كاف، على استئناف ما بعده {الْحَكِيمُ} تامّ {لِلنََّاسِ} كاف {الْعََالِمُونَ} تامّ {بِالْحَقِّ} كاف {لِلْمُؤْمِنِينَ} تامّ {مِنَ الْكِتََابِ} حسن {وَأَقِمِ الصَّلََاةَ} أحسن مما قبله {وَالْمُنْكَرِ} حسن {أَكْبَرُ} كاف، أي: ولذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه. قاله ابن عباس {مََا تَصْنَعُونَ} تامّ {إِلََّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ليس بوقف للاستثناء بعده {ظَلَمُوا مِنْهُمْ} كاف {وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} حسن، ومثله، وإلهكم واحد {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} كاف {إِلَيْكَ الْكِتََابَ} حسن، لأن فالذين مبتدأ، ويؤمنون به خبر و {بِهِ} جائز، فصلا بين الفريقين {وَمِنْ هََؤُلََاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} كاف، للابتداء بالنفي {الْكََافِرُونَ} تامّ {بِيَمِينِكَ}
قيل: جائز، وليس بحسن، لأن الذي بعده في تأويل الجواب كأنه قال: لو كنت تتلو كتابا أو كتبت بيمينك لارتاب المبطلون و {الْمُبْطِلُونَ} تامّ {الْعِلْمَ} كاف {الظََّالِمُونَ} كاف {آيََاتٌ مِنْ رَبِّهِ} كاف {عِنْدَ اللََّهِ}
{يَظْلِمُونَ} تامّ {اتَّخَذَتْ بَيْتاً} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {يَعْلَمُونَ} تامّ، وكذا: الحكيم {لِلنََّاسِ} كاف {الْعََالِمُونَ} تامّ {بِالْحَقِّ} كاف {لِلْمُؤْمِنِينَ}
تامّ {وَأَقِمِ الصَّلََاةَ} كاف {تَنْهى ََ عَنِ الْفَحْشََاءِ وَالْمُنْكَرِ} حسن {وَلَذِكْرُ اللََّهِ أَكْبَرُ} تامّ {مََا تَصْنَعُونَ} أتم منه {ظَلَمُوا مِنْهُمْ} صالح {مُسْلِمُونَ} حسن {إِلَيْكَ الْكِتََابَ} كاف، وكذا: من يؤمن به {الْكََافِرُونَ} حسن، وكذا: ولا تخطه بيمينك {الْمُبْطِلُونَ} كاف، وكذا: العلم {الظََّالِمُونَ} حسن {آيََاتٌ مِنْ}(1/594)
جائز {مُبِينٌ} تامّ {يُتْلى ََ عَلَيْهِمْ} كاف، وتام عند أبي حاتم {يُؤْمِنُونَ}
تامّ {شَهِيداً} صالح، لأن ما بعده يصلح وصفا واستئنافا {وَالْأَرْضِ}
كاف، لأن والذين مبتدأ خبره أولئك {وَكَفَرُوا بِاللََّهِ} ليس بوقف، لأن خبر الذين لم يأت {الْخََاسِرُونَ} تام {بِالْعَذََابِ} حسن في الموضعين {الْعَذََابُ} كاف {بَغْتَةً} جائز {لََا يَشْعُرُونَ} تامّ، على استئناف ما بعده {بِالْعَذََابِ} جائز {بِالْكََافِرِينَ} كاف، إن نصب يوم بمقدّر، وليس بوقف إن نصب بمحيطة، لأن يوم ظرف للإحاطة {أَرْجُلِهِمْ} كاف، لمن قرأ، ونقول بالنون، وجائز لمن قرأ: ويقول بالياء التحتية، وهو نافع وأهل الكوفة والباقون بالنون {تَعْمَلُونَ} تامّ، للابتداء بياء النداء {وََاسِعَةٌ} حسن {فَاعْبُدُونِ} تامّ {ذََائِقَةُ الْمَوْتِ} جائز، لمن قرأ: يرجعون بالتحتية، وكاف لمن قرأ بالفوقية {مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهََارُ} ليس بوقف، لأن خالدين حال مما قبله {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن {الْعََامِلِينَ} كاف، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين أو مبتدأ خبره، وعلى ربهم يتوكلون، وكذا إن نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا للعاملين أو بدلا منهم أو نعتا {يَتَوَكَّلُونَ} تامّ، وقيل: كاف، وكذا: رزقها، أي: كم من دابة مفتقرة إلى الغذاء لا تدّخر شيئا لغد، ولا يدّخر من الحيوانات إلا الآدمى، والفأرة، والنملة {يَرْزُقُهََا} ليس بوقف، لأن قوله: وإياكم معطوف على ما عمل فيه الرزق، إذ لم يرد أنه يرزق بعض الدواب دون بعض، بل يرزق القويّ والضعيف
{رَبِّهِ} كاف {مُبِينٌ} تامّ، وكذا: يتلى عليهم، ويؤمنون {شَهِيداً} حسن {مََا فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} تامّ، وكذا: الخاسرون {بِالْعَذََابِ} في الموضعين صالح {لَجََاءَهُمُ الْعَذََابُ} كاف {لََا يَشْعُرُونَ} تامّ {بِالْكََافِرِينَ} كاف {أَرْجُلِهِمْ}
صالح {مََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} تامّ، وكذا: فاعبدون، وترجعون {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الْعََامِلِينَ} كاف، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ(1/595)
{وَإِيََّاكُمْ} كاف، على استئناف ما بعده {الْعَلِيمُ} تامّ {لَيَقُولُنَّ اللََّهُ}
حسن {فَأَنََّى يُؤْفَكُونَ} تامّ {وَيَقْدِرُ لَهُ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ {لَيَقُولُنَّ اللََّهُ} حسن {قُلِ الْحَمْدُ لِلََّهِ} تامّ، لأنه تمام المقول، ومثله: لا يعقلون {إِلََّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} كاف {لَهِيَ الْحَيَوََانُ} حسن {لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ} تامّ، أي:
لو علموا حقيقة الدارين لما اختاروا اللهو الفاني على الحيوان الباقي، ولو وصل لصار وصف الحيوان معلقا بشرط أن لو علموا ذلك وهو محال. قاله السجاوندي: والحيوان والحياة بمعنى واحد، وقدر أبو البقاء وغيره قبل المبتدإ مضافا، أي: وإن حياة الدار الآخرة، وإنما قدّروا ذلك بتطابق المبتدأ والخبر {لَهُ الدِّينَ} كاف، ومثله: يشركون لمن جعل لام ليكفروا لام الأمر بمعنى التهديد، وليس بوقف لمن جعلها لام كي {بِمََا آتَيْنََاهُمْ} حسن، لمن سكن لام وليتمتعوا على استئناف الأمر بمعنى التهديد، وبها قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي، وليس بوقف لمن كسرها عطفا على ليكفروا، ويوقف على وليتمعتوا، وبكسرها قرأ نافع وعاصم وابن عامر وأبو عمرو، وهي محتملة، لأن تكون لام الأمر أو لام كي والمعنى لا فائدة لهم في الإشراك إلا الكفر والتمتع {وَلِيَتَمَتَّعُوا} كاف، على الوجهين، لأن سوف للتهديد، فيبتدأ بها الكلام، لأنها لتأكيد الواقع {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} تامّ، للابتداء بالاستفهام
محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا لهم {يَتَوَكَّلُونَ} تامّ، وكذا: العليم {لَيَقُولُنَّ اللََّهُ} كاف {يُؤْفَكُونَ} تامّ {يَقْدِرُ لَهُ} كاف {عَلِيمٌ} تام {لَيَقُولُنَّ اللََّهُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الْحَمْدُ لِلََّهِ} كاف {لََا يَعْقِلُونَ} تامّ، وكذا:
لهو ولعب {يَعْلَمُونَ} حسن {لَهُ الدِّينَ} كاف، وكذا: يشركون إن جعلت لام ليكفروا لام الأمر بمعنى التهديد. فإن جعلت لام كي فليس بوقف {بِمََا آتَيْنََاهُمْ} كاف وقال أبو عمرو: تامّ، وقيل كاف. هذا إن جعلت لام في وليتمتعوا لام الأمر بمعنى التهديد، سواء سكنت تخفيفا أو كسرت على الأصل. فإن جعلت لام كي لم يوقف على آتيناهم لعطف ذلك على ليكفروا ويوقف على {وَلِيَتَمَتَّعُوا} وهو كاف على(1/596)
{مِنْ حَوْلِهِمْ} كاف {يَكْفُرُونَ} تامّ {لَمََّا جََاءَهُ} كاف {لِلْكََافِرِينَ}
تامّ، لأن والذين مبتدأ خبره جملة القسم المحذوف، وجوابه {لَنَهْدِيَنَّهُمْ}
خلافا لثعلب حيث زعم أن جملة القسم لا تقع خبرا للمبتدإ {سُبُلَنََا}
حسن، آخر السورة تامّ.
سورة الروم مكية (1)
كلمها ثمانمائة وتسع عشرة كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة وأربعة وثلاثون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضعان: والمسكين، وابن السبيل. وآيها تسع وخمسون، أو ستون آية.
{الم} تقدم الكلام عليها {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} حسن {سَيَغْلِبُونَ}
ليس بوقف، لأن قوله: {فِي بِضْعِ سِنِينَ} ظرف لما قبله {فِي بِضْعِ سِنِينَ}
تامّ، عند أبي حاتم {وَمِنْ بَعْدُ} كاف، عند الأخفش ونافع وأبي حاتم إن لم يجعل ما بعده منصوبا بما قبله {بِنَصْرِ اللََّهِ} حسن {مَنْ يَشََاءُ} أحسن مما قبله، وهو رأس آية {الرَّحِيمُ} كاف. وقيل: تامّ، إن نصب ما بعده بفعل مضمر، وليس بوقف إن جعل العامل في المصدر ما قبله، وحينئذ لا يوقف على: من يشاء، ولا على: الرحيم، بل على: وعد الله، ومن قرأ وعد الله في
الوجهين {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} تامّ {مِنْ حَوْلِهِمْ} حسن {يَكْفُرُونَ} تامّ {لَمََّا جََاءَهُ} حسن {لِلْكََافِرِينَ} تامّ {سُبُلَنََا} حسن، آخر السورة، تامّ.
سورة الروم مكية {الم} تقدم الكلام عليه {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} كاف {فِي بِضْعِ سِنِينَ} تامّ
__________
(1) وهي تسع وخمسون في المكي وإسماعيل، وستون في الباقي، والخلاف في أربع آيات وهن:
{الم} [1] كوفي، {غُلِبَتِ الرُّومُ} [2] غير مكي، ومدني أخير، {الْمُجْرِمُونَ} [55] مدني، {بِضْعِ سِنِينَ} [4] غير مدني كوفي، وانظر: «التلخيص» [365](1/597)
الشاذ برفع الدال بمعنى ذلك {وَعْدَ اللََّهِ} كان الوقف على {الرَّحِيمُ} تاما {لََا يُخْلِفُ اللََّهُ وَعْدَهُ} ليس وقفا لحرف الاستدراك، وهو استدراك الإثبات بعد النفي أو النفي بعد الإثبات فما بعده متعلق بما قبله {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {مِنَ الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} حسن {غََافِلُونَ} تامّ {فِي أَنْفُسِهِمْ} جائز لأن الفكرة لا تكون إلا في النفس. وقيل: ليس بوقف، بل هو متصل بقوله: ما خلق الله السموات {وَأَجَلٍ مُسَمًّى} حسن. وقيل: تامّ {لَكََافِرُونَ} تامّ {مِنْ قَبْلِهِمْ} حسن {وَأَثََارُوا الْأَرْضَ}. قال يحيى بن نصير النحوي: هو أحسن مما قبله على استئناف ما بعده {مِمََّا عَمَرُوهََا} جائز {بِالْبَيِّنََاتِ} جائز. وقال ابن نصير: تام {يَظْلِمُونَ}
كاف، وثم لترتيب الأخبار {بِآيََاتِ اللََّهِ} حسن {يَسْتَهْزِؤُنَ} تامّ {يُعِيدُهُ}
كاف، لمن قرأ {تُرْجَعُونَ} بالفوقية لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، وهي قراءة العامة، وليس بوقف لمن قرأه بالتحتية، وهي قراءة أبي عمرو بن العلاء {تُرْجَعُونَ} تامّ على القراءتين {الْمُجْرِمُونَ} كاف شفعواء حسن.
ورسموا شفعواء بواو وألف بعد العين كما ترى {كََافِرِينَ} تامّ، ومثله:
يتفرّقون {يُحْبَرُونَ} كاف. وقال ابن نصير: لا يوقف على أحد المتعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بين الفريقين، ولا يخلط أحدهما مع الآخر. ومعنى يحبرون. قال ابن عباس: يكرمون. وقيل: يستمعون الغناء.
{وَمِنْ بَعْدُ} كاف، وكذا: بنصر الله {مَنْ يَشََاءُ} صالح {الرَّحِيمُ} كاف، وكذا:
وعد الله {وَعْدَهُ} صالح {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {مِنَ الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} صالح {غََافِلُونَ} تامّ، وكذا: في أنفسهم {وَأَجَلٍ مُسَمًّى} حسن {لَكََافِرُونَ}
تامّ {مِنْ قَبْلِهِمْ} كاف، وكذا: الأرض {عَمَرُوهََا} صالح {بِالْبَيِّنََاتِ}
أصلح منه {يَظْلِمُونَ} كاف {بِآيََاتِ اللََّهِ} صالح {يَسْتَهْزِؤُنَ} تامّ {ثُمَّ يُعِيدُهُ} كاف لمن قرأ {تُرْجَعُونَ} بالتاء، لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأ بالياء {تُرْجَعُونَ} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {الْمُجْرِمُونَ} صالح {كََافِرِينَ} كاف {يَتَفَرَّقُونَ} حسن {يُحْبَرُونَ} كاف(1/598)
وقيل: يتلذذون بكل ما يشتهون. قاله النكزاوي {مُحْضَرُونَ} تامّ، ووقف بعضهم على: فسبحان الله، ورسمه بالكافي لمن قرأ في الشاذ، حينا تمسون وحينا تصبحون، واستبعده أبو حاتم السجستاني، وأجازه غيره كأنه ينبه على الاعتبار بصنع الله في جميع هذه الأوقات {تُصْبِحُونَ} حسن، لمن جعل التسبيح دعاء كما فسر ذلك ابن عباس. وفي الحديث: «من قال حين يصبح {فَسُبْحََانَ اللََّهِ} إلى {تُخْرَجُونَ} أدرك ما فاته في يومه: ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته» وليس بوقف لمن جعله الصلاة أي: فصلوا لله حين تمسون صلاة المغرب وصلاة العشاء، وحين تصبحون صلاة الفجر. ثم قال في التقديم: وعشيا، يعني صلاة العصر، وحين تظهرون، يعني صلاة الظهر {حِينَ تُظْهِرُونَ} أحسن مما قبله {مِنَ الْحَيِّ} جائز {بَعْدَ مَوْتِهََا} حسن {تُخْرَجُونَ} تامّ، وكذلك نعت مصدر محذوف، أي: فعلنا مثل ذلك الإخراج {تَنْتَشِرُونَ} كاف {لِتَسْكُنُوا إِلَيْهََا} جائز {مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}
كاف {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ، إن جعل كل آية قائمة بنفسها مستقلة من بدء خلق الإنسان إلى حين بعثه من القبر {وَأَلْوََانِكُمْ} كاف {لِلْعََالِمِينَ} تامّ {مِنْ فَضْلِهِ} كاف {يَسْمَعُونَ} تامّ {وَطَمَعاً} حسن {بَعْدَ مَوْتِهََا} كاف {يَعْقِلُونَ} تامّ {بِأَمْرِهِ} حسن {ثُمَّ إِذََا دَعََاكُمْ دَعْوَةً} جائز. قال نافع وغيره: هذا وقف يحقّ على العالم علمه. ثم قال تعالى: من الأرض إذا أنتم تخرجون، وعند أهل العربية هذا الوقف قبيح، لأن ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها، وجواب إذا الأولى عند الخليل وسيبويه إذا أنتم، والوقف على ما دون جواب إذا قبيح. لأن إذا الأولى للشرط والثانية للجزاء، وهي تنوب مناب الفاء
{مُحْضَرُونَ} تامّ. {تُصْبِحُونَ} حسن، وكذا: تظهرون {مِنَ الْحَيِّ} جائز {بَعْدَ مَوْتِهََا} حسن {تُخْرَجُونَ} تامّ، وكذا: تنتشرون، ومودّة ورحمة، ويتفكرون(1/599)
في جواب الشرط. قال قتادة: دعاكم من السماء فأجبتم من الأرض، أي:
بنفخة إسرافيل في الصور للبعث، ألا أيتها الأجساد البالية والعظام النخرة، والعروق المتمزقة، واللحوم المنتنة، قوموا إلى محاسبة رب العزّة {تَخْرُجُونَ}
تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف، على استئناف ما بعده {قََانِتُونَ} تامّ {ثُمَّ يُعِيدُهُ} حسن {أَهْوَنُ عَلَيْهِ} تامّ، وأهون ليست للتفضيل بل هي صفة بمعنى هين كقوله: الله أكبر. بمعنى كبير. كما قال الفرزدق: [الكامل] إنّ الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعزّ وأطول
أي: عزيزة طويلة. وقيل: الضمير في عليه يعود على الخلق، أي:
والعود أهون على الخلق. وقيل: يعود على المخلوق، أي: والإعادة على المخلوق أهون، أي: إعادته ميتا بعد ما أنشأه، وإعادته على الباري أليق ليوافق الضمير في: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى ََ} ورسموا الأعلا بلام ألف كما ترى {وَالْأَرْضِ}
كاف، على استئناف ما بعده {الْحَكِيمُ} تامّ {مِنْ أَنْفُسِكُمْ} حسن {كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} أحسن مما قبله {يَعْقِلُونَ} تامّ {بِغَيْرِ عِلْمٍ}
حسن {مَنْ أَضَلَّ اللََّهُ} كاف {مِنْ نََاصِرِينَ} تام {حَنِيفاً} كاف، لأن {فِطْرَتَ} منصوب على الإغراء، أي: ألزموا فطرة الله. ورسموا فطرت الله بالتاء المجرورة كما ترى {فَطَرَ النََّاسَ عَلَيْهََا} حسن، ومثله: لخلق الله {الدِّينُ الْقَيِّمُ} ليس بوقف، لحرف الاستدراك بعده {لََا يَعْلَمُونَ} كاف، إن نصب ما بعده بمقدّر تقديره: كونوا منيبين إليه. والدليل على ذلك قوله بعد: ولا تكونوا من المشركين. وقيل: منيبين قد وقع موقع قوله: أنيبوا،
{وَأَلْوََانِكُمْ} حسن {لِلْعََالِمِينَ} تامّ {مِنْ فَضْلِهِ} حسن {يَسْمَعُونَ} تامّ {بَعْدَ مَوْتِهََا} حسن {يَعْقِلُونَ} تامّ، وكذا: تخرجون {وَالْأَرْضُ} كاف {قََانِتُونَ} تامّ، وكذا: وهو أهون عليه، والحكيم {مِنْ أَنْفُسِكُمْ} صالح {كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ}
حسن {يَعْقِلُونَ} كاف {مَنْ أَضَلَّ اللََّهُ} حسن، وكذا: من ناصرين {حَنِيفاً}(1/600)
فانتصب بهذا الفعل الذي قد قام مقامه إلا الله لا يجوز إظهاره، فعلى هذا القول يوقف على {يَعْلَمُونَ} أيضا، وليس يعلمون وقفا إن نصب منيبين حالا بتقدير: فأقم وجهك منيبين إليه، وذلك أن أقم خطاب للنبي صلى الله عليه وسلّم والمراد به أمته، فكأنه قال: وأقيموا وجوهكم منيبين إليه في هذه الحالة، فعلى هذا القول لا وقف من قوله: فأقم إلى شيعا، ومثله: إن جعل حالا من الناس وأريد بهم المؤمنين {وَاتَّقُوهُ} جائز، ومثله الصلاة، وكذا: من المشركين. وقيل: لا يجوز، لأن ما بعده بيان لهم، أو بدل من المشركين بإعادة العامل {شِيَعاً}
حسن {فَرِحُونَ} تامّ، ولا وقف إلى يشركون و {يُشْرِكُونَ} جائز، لأنه رأس آية {بِمََا آتَيْنََاهُمْ} كاف. ثم خاطب الذين فعلوا هذا بخطاب وعيد وتهديد، فقال فتمتعوا {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} جائز {يُشْرِكُونَ} تامّ {فَرِحُوا بِهََا} حسن: فصلا بين النقيضين {يَقْنَطُونَ} تامّ، {وَيَقْدِرُ} كاف {يُؤْمِنُونَ} تام {وَابْنَ السَّبِيلِ} حسن {وَجْهَ اللََّهِ} جائز {الْمُفْلِحُونَ}
تام {عِنْدَ اللََّهِ} حسن لأنه رأس آية {الْمُضْعِفُونَ} تامّ، ولا وقف من قوله:
الله الذي خلقكم إلى يحييكم، لأن ثم لترتيب الفعل، لا لترتيب الأخبار و {يُحْيِيكُمْ} حسن {مِنْ شَيْءٍ} كاف، وإذا قرئ {يُشْرِكُونَ} بالتحتية كان تاما {يُشْرِكُونَ} أتمّ {بِمََا كَسَبَتْ أَيْدِي النََّاسِ} كاف، عند أبي حاتم، قال: لأن اللام في {لِيُذِيقَهُمْ} لام قسم وكانت مفتوحة، فلما حذفت النون للتخفيف كسرت اللام فأشبهت لام كي، وخولف أبو حاتم في هذا، لأن {لِيُذِيقَهُمْ} متعلق بما قبله، فلا يقطع منه، وما قاله لا يجوز في العربية، لأن لام القسم لا تكون مكسورة قال بعضهم: ولا نعلم أن أحدا من أهل العربية وافق أبا حاتم في هذا القول كما تقدم {يَرْجِعُونَ} تامّ {مِنْ قَبْلُ} حسن {مُشْرِكِينَ} تامّ {مِنَ اللََّهِ} كاف، عند أبي حاتم إن جعل موضع يومئذ
كاف {النََّاسَ عَلَيْهََا} حسن {الْقَيِّمُ} صالح {لََا يَعْلَمُونَ} كاف {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} جائز {شِيَعاً} حسن {فَرِحُونَ} تامّ {يُشْرِكُونَ} صالح، لأنه رأس آية {لِيَكْفُرُوا بِمََا آتَيْنََاهُمْ} تامّ، واللام لام الأمر بمعنى التهديد {تَعْلَمُونَ} صالح(1/601)
نصبا، وليس بوقف إن جعل موضعه رفعا على البدل من قوله: يوم لا مردّ له من الله، وإنما فتح وهو في موضع رفع، لأنه أضيف إلى غير متمكن فصار بمنزلة قول النابغة: [الطويل] على حين عاتبت المشيب على الصّبا ... وقلت ألما أصح والشيب وازع
وكقول الآخر: [البسيط] لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت ... حمامة في غصون ذات أوقال
فنصب غير وهو في موضع رفع، لأن الظرف إذا أضيف لماض فالمختار بناؤه على الفتح كيوم ولدته أمه، وإن أضيف إلى جملة مضارعية كهذا يوم ينفع الصادقين صدقهم، أو اسمية كجئت يوم زيد منطلق فالإعراب أولى {يَصَّدَّعُونَ} تامّ {فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} جائز، لعطف جملتي الشرط {يَمْهَدُونَ} كاف، على مذهب أبي حاتم القائل: إن اللام في ليجزي بمنزلة لام القسم وتقدم ما فيه، والأجود وصله {مِنْ فَضْلِهِ} كاف {الْكََافِرِينَ}
تامّ، ولا وقف من قوله، ومن آياته إلى تشكرون، فلا يوقف على: من رحمته، ولا على: بأمره للام كي فيهما، ولا على: من فضله، لحرف الترجي {تَشْكُرُونَ} تامّ {بِالْبَيِّنََاتِ} جائز {مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} حسن {وَكََانَ حَقًّا} جائز، أي: وكان الانتقام منهم حقا، فاسم كان مضمر وحقا خبرها.
ثم تبتدئ علينا نصر المؤمنين، فنصر مبتدأ وعلينا خبره، وليس بوقف إن جعل
{يُشْرِكُونَ} حسن {فَرِحُوا بِهََا} جائز {يَقْنَطُونَ} كاف {وَيَقْدِرُ} كاف {يُؤْمِنُونَ} حسن {وَابْنَ السَّبِيلِ} كاف {وَجْهَ اللََّهِ} جائز {الْمُفْلِحُونَ} تامّ {عِنْدَ اللََّهِ} كاف {الْمُضْعِفُونَ} تامّ، وكذا: من شيء، ويشركون {أَيْدِي النََّاسِ}
كاف. قال أبو حاتم: ولام لنذيقهم لام القسم وكانت مفتوحة، فلما حذفت النون تخفيفا كسرت اللام تشبيها بلام كي {يَرْجِعُونَ} تامّ {مِنْ قَبْلُ} صالح {مُشْرِكِينَ} حسن {مِنَ اللََّهِ} كاف {يَصَّدَّعُونَ} تامّ {يَمْهَدُونَ} كاف، على(1/602)
نصر اسم كان وحقا خبرها وعلينا متعلق بحقا، والتقدير، وكان نصر المؤمنين حقا علينا، قال أبو حاتم، وهذا أوجه من الأوّل لوجهين أحدهما: أنه لا يحتاج إلى تقدير محذوف. والثاني من حيث المعنى، وذلك، أي: الوقف على حقا يوجب الانتقام ويوجب نصر المؤمنين، قاله الكواشي {نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {مِنْ خِلََالِهِ} حسن {يَسْتَبْشِرُونَ} كاف ومثله: لمبلسين، ولك أن تجعل إن بمعنى ما، واللام بمعنى إلا، أي: ما كانوا من قبل نزول المطر إلا مبلسين، أي: آيسين من نزوله {بَعْدَ مَوْتِهََا} حسن {الْمَوْتى ََ} جائز {قَدِيرٌ} تامّ {فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا} ليس بوقف، لأن اللام في ولئن مؤذنة بقسم محذوف وجوابه لظلوا {يَكْفُرُونَ} تامّ {لََا تُسْمِعُ الْمَوْتى ََ} حسن، على قراءة ابن كثير ولا يسمع الثانية بالياء المفتوحة وفتح الميم، والصم بالرفع الدعاء، وليس بوقف على قراءة تسمع بالفوقية المضمومة وكسر الميم والصم بالنصب لتعلق ما بعده بما قبله من الخطاب {مُدْبِرِينَ} كاف {عَنْ ضَلََالَتِهِمْ} حسن، ومثله: بآياتنا {مُسْلِمُونَ} تامّ {مِنْ ضَعْفٍ} جائز، ومثله: قوّة، وكذا:
وشيبة {مََا يَشََاءُ} كاف {الْقَدِيرُ} تامّ {الْمُجْرِمُونَ} ليس بوقف لأن الذي بعده جواب القسم، وهو ما لبثوا {غَيْرَ سََاعَةٍ} حسن {يُؤْفَكُونَ} كاف، ومثله: إلى يوم البعث، لاختلاف الجملتين، والفاء في قوله: فهذا يوم البعث جواب شرط مقدّر يدل عليه الكلام تقديره: إن كنتم شاكين أو منكرين في البعث، {فَهََذََا يَوْمُ الْبَعْثِ} و {يَوْمِ الْبَعْثِ} ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده {لََا تَعْلَمُونَ} كاف {مَعْذِرَتُهُمْ} جائز {يُسْتَعْتَبُونَ} تامّ {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} كاف {بِآيَةٍ} ليس بوقف، لأن ما بعده قد قام مقام جواب القسم
مذهب أبي حاتم السابق آنفا {مِنْ فَضْلِهِ} كاف {الْكََافِرِينَ} تام، وكذا: تشركون {مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} حسن {نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {مِنْ خِلََالِهِ} صالح، وكذا:
يستبشرون {لَمُبْلِسِينَ} كاف {بَعْدَ مَوْتِهََا} حسن {الْمَوْتى ََ} جائز {قَدِيرٌ}
حسن، وكذا: يكفرون، ومدبرين، وعن ضلالتهم {مُسْلِمُونَ} تامّ {مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً} صالح {وَشَيْبَةً} تامّ {مََا يَشََاءُ} كاف {الْقَدِيرُ} حسن وكذا: غير ساعة(1/603)
والجزاء {مُبْطِلُونَ} حسن {لََا يَعْلَمُونَ} كاف {حَقٌّ} جائز، آخر السورة تامّ.
سورة لقمان مكية (1)
وقيل إلا قوله: ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام الآيتين فمدنيّ وكلمها خمسمائة وثمان وأربعون كلمة وحروفها ألفان ومائة وعشرة أحرف، وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل، وآيها ثلاث أو أربع وثلاثون آية.
{يُؤْفَكُونَ} تامّ {يَوْمِ الْبَعْثِ} كاف، وكذا: لا تعلمون {يُسْتَعْتَبُونَ} تامّ {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} كاف {مُبْطِلُونَ} حسن، وكذا: لا يعلمون {حَقٌّ} جائز، آخر السورة تامّ.
سورة لقمان عليه السّلام مكية إلا قوله: ولو أنّ ما في الأرض من شجرة أقام الآيتين فمدنيّ.
__________
(1) وهي مكية إلا آيتين وهما: قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ مََا فِي الْأَرْضِ} إلى آخرهما [27، 28]، وإلى هذا القول ذهب ابن الجوزي كما في «زاد المسير» (6/ 314)، وهناك من ذهب إلى أن الآيات المدنية في هذه السورة المباركة ثلاث آيات وإلى هذا القول ذهب أبو جعفر النحاس، وأورده عنه السيوطي في «الإتقان» (9، 10) وصحح هناك أثرا أورده النحاس عن ابن عباس وكذلك أورد السيوطي ذلك في «الدر المنثور» (6/ 503)، وأورد ذلك النحاس في كتاب «معاني القرآن» (5/ 277)، وذهب الزجاج أيضا إلى أنها ثلاث آيات، كما في «معاني القرآن وإعرابه» (4/ 193).
وممن ذكر القولين ولم يرجح شيئا القرطبي في جامعه (14/ 250) والألوسي في «روح المعاني» (21/ 5664).
وذهب ابن كثير رحمه الله تعالى إلى أن المشهور أن السورة كلها مكية كما في تفسيره (3/ 420).
وذهب الطاهر بن عاشور إلى كونها كلها مكية، وأنه القول الأشهر، وجمهور المفسرين عليه، وضعف الآثار الواردة في استثناء آيتين أو ثلاث آيات، انظر «التحرير والتنوير» (21/ 137 138) والخلاف في عد آياتها في آيتين: {الم} [1] كوفي، {لَهُ الدِّينَ} [32] بصري، شامي.(1/604)
{الم} تقدّم الكلام عليها {الْحَكِيمِ} كاف، لمن قرأ وهدى ورحمة بالرفع بتقدير، هو هدى ورحمة، وليس بوقف لمن رفعه خبرا ثانيا، وجعل تلك مبتدأ، وآيات خبرا، وهدى ورحمة خبرا ثانيا، نحو: الرّمان حلو حامض، أي: اجتمع فيه الوصفان، وكذا ليس {الْحَكِيمِ} بوقف إن نصب {هُدىً وَرَحْمَةً} على الحال من آيات {لِلْمُحْسِنِينَ} تامّ: في محل {الَّذِينَ يُقِيمُونَ} الحركات الثلاث: الرفع، والنصب، والجرّ. فإن رفعت الذين بالابتداء والخبر أولئك كان الوقف على المحسنين تام، وكذا: إن نصب بتقدير أعني أو أمدح، وجائز إن جرّ صفة للمحسنين، أو بدلا منهم، أو بيانا {يُوقِنُونَ} تامّ، إن جعل أولئك مبتدأ وخبره، من ربهم، وجائز إن جعل خبر الذين {مِنْ رَبِّهِمْ} جائز {الْمُفْلِحُونَ} تامّ، باتفاق على جميع الأوجه {بِغَيْرِ عِلْمٍ} حسن، لمن رفع {وَيَتَّخِذَهََا} مستأنفا من غير عطف على الصلة. وليس بوقف لمن نصبها عطفا على: ليضلّ، وبها قرأ الأخوان وحفص، والباقون بالرفع عطف على يشتري، فهو صلة {هُزُواً} جائز. وقال أبو عمرو: كاف {مُهِينٌ} تامّ، ولا يوقف على: مستكبرا، ولا على: وقرأ، إن جعل فبشره جواب إذا، وإن جعل {وَلََّى مُسْتَكْبِراً} جواب إذا كان الوقف على: وقرأ {أَلِيمٍ} تام {جَنََّاتُ النَّعِيمِ} ليس بوقف، لأن {خََالِدِينَ} حال مما قبله {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن، إن نصب {وَعْدَ}
بمقدّر أي: وعدهم الله ذلك وعدا. وقيل: لا يوقف عليه، لأن ما قبله عامل
{الم} تقدّم الكلام عليه {الْحَكِيمِ} كاف، لمن قرأ {وَرَحْمَةً} بالرفع، لأنه بتقدير: هو هدى ورحمة، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب لنصبه على الحال مما قبله(1/605)
فيه في المعنى {وَعْدَ اللََّهِ حَقًّا} كاف {الْحَكِيمُ} تامّ {تَرَوْنَهََا} حسن.
والعمد هي قدرة الله تعالى. وقال ابن عباس: لها عمد لا ترونها {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} جائز، ومثله: من كل دابة {كَرِيمٍ} تامّ {هََذََا خَلْقُ اللََّهِ} حسن، وليس تاما كأنه قال: هذا الذي وصفناه خلق الله، وبخ بذلك الكافر وأظهر حجته عليهم بذلك {مِنْ دُونِهِ} كاف {مُبِينٍ} تامّ {الْحِكْمَةَ} ليس بوقف، لأن ما بعدها تفسير لها، ولا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف {أَنِ اشْكُرْ لِلََّهِ} حسن {لِنَفْسِهِ} أحسن مما قبله {حَمِيدٌ} تامّ إن قدّر مع إذ فعلا مضمرا {بِاللََّهِ} كاف، وقد أغرب من وقف: لا تشرك، وجعل بالله قسما، وجوابه إن الشرك وربما يتعمد الوقف عليه بعض المتعنتين، ووجه غرابته أنهم قالوا إن الأقسام في القرآن المحذوفة الفعل لا تكون إلا بالواو، فإذا ذكرت الباء أتى بالفعل. قاله في الإتقان {عَظِيمٌ} تامّ: والوقف على بوالديه، وعلى وهن، وفي عامين. قال أبو حاتم السجستاني، هذه الثلاثة كافية. قال النعماني، وتبعه شيخ الإسلام أنها ليست بكافية، لأن قوله: أن اشكر لي في موضع نصب بوصينا {لِي وَلِوََالِدَيْكَ} أرقى حسنا من الثلاثة {إِلَيَّ الْمَصِيرُ} تامّ {فَلََا تُطِعْهُمََا} كاف، ومثله: معروفا، وكذا: من أناب إليّ {تَعْمَلُونَ} تامّ {أَوْ فِي الْأَرْضِ} ليس بوقف، لأن قوله: يأت بها الله جواب الشرط {يَأْتِ بِهَا اللََّهُ} كاف {خَبِيرٌ} تامّ، للابتداء بالنداء {أَقِمِ}
{يُوقِنُونَ} تامّ {مِنْ رَبِّهِمْ} كاف {الْمُفْلِحُونَ} تامّ {هُزُواً} صالح، وقال أبو عمرو: كاف {مُهِينٌ} حسن {أَلِيمٍ} تامّ {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن، وقال أبو عمرو: كاف {وَعْدَ اللََّهِ حَقًّا} أكفى منه {الْحَكِيمُ} تامّ {مِنْ كُلِّ دََابَّةٍ} حسن، وكذا: كريم {مِنْ دُونِهِ} تام، وكذا: مبين {أَنِ اشْكُرْ لِلََّهِ} تامّ، وكذا: حميد، وعظيم {بِوََالِدَيْهِ} كاف، وكذا: على وهن، وفي عامين، كذا: قاله أبو حاتم، ولا أراها كافية، لأن أن اشكر منصوب بوصينا(1/606)
{الصَّلََاةَ} جائز، ومثله: بالمعروف، وكذا: عن المنكر كذا أجاز الوقف على هذه الثلاثة أبو حاتم، وكذا: مثلها من الأوامر والنواهي {وَاصْبِرْ عَلى ََ مََا أَصََابَكَ} كاف {مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} تامّ {خَدَّكَ لِلنََّاسِ} حسن {مَرَحاً}
كاف {فَخُورٍ} تامّ {فِي مَشْيِكَ} كاف، وكذا: من صوتك {لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} تامّ {ظََاهِرَةً وَبََاطِنَةً} كاف، وتامّ عند نافع. ظاهرة على اللسان، وهو الإقرار، وباطنة في القلب، وهو التصديق {مُنِيرٍ} تامّ {مََا أَنْزَلَ اللََّهُ}
ليس بوقف، لأن جواب إذ ما بعده، وهو قالوا {آبََاءَنََا} كاف. وقال أبو حاتم تام، للاستفهام بعده، وجواب لو محذوف تقديره يتبعونه {إِلى ََ عَذََابِ السَّعِيرِ} تامّ {الْوُثْقى ََ} كاف {عََاقِبَةُ الْأُمُورِ} تامّ {كُفْرُهُ} كاف، ومثله بما عملوا {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تامّ {قَلِيلًا} جائز {غَلِيظٍ} تامّ {لَيَقُولُنَّ اللََّهُ} حسن {قُلِ الْحَمْدُ لِلََّهِ} كاف، لتمام المقول {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف {الْحَمِيدُ} تامّ، أقلام، وقف عليه نافع والأخفش، والأجود وصله على القراءتين، أعني من نصب البحر ومن رفعه، والذي نصبه أبو عمرو عطفا على اسم أن والباقون بالرفع والرفع من وجهين، أحدهما: عطفه على أن وما في حيزها. والثاني: إن البحر مبتدأ ويمده الخبر، والجملة حال والرابط الواو، والنصب من وجهين أيضا. أحدهما: أن يكون معطوفا على ما في قوله: ولو أن ما في الأرض كأنه قال: ولو أن شجر الأرض
{لِي وَلِوََالِدَيْكَ} حسن {إِلَيَّ الْمَصِيرُ} تام {فَلََا تُطِعْهُمََا} كاف، وكذا:
معروفا، ومن أناب إليّ {تَعْمَلُونَ} تامّ {يَأْتِ بِهَا اللََّهُ} كاف {خَبِيرٌ} تامّ {عَلى ََ مََا أَصََابَكَ} كاف {الْأُمُورِ} حسن، وكذا خدّك للناس {مَرَحاً} كاف، وكذا: فخور، وفي مشيك، ومن صوتك {الْحَمِيرِ} تامّ {وَبََاطِنَةً} تامّ {مُنِيرٍ} حسن {عَلَيْهِ آبََاءَنََا} كاف {عَذََابِ السَّعِيرِ}
تامّ، وكذا: الوثقى، وعاقبة الأمور {كُفْرُهُ} حسن، وكذا: بما عملوا {بِذََاتِ}(1/607)
وأقلامها والبحر يمدّه. والثاني: نصبه بفعل مضمر على الاشتغال كأنه قال:
ويمدّ البحر يمدّه من بعده {سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} ليس بوقف، لأن قوله: ما نفدت جواب لو {كَلِمََاتُ اللََّهِ} كاف، عند الجميع {حَكِيمٌ} تام {كَنَفْسٍ وََاحِدَةٍ} كاف {بَصِيرٌ} تامّ {وَالْقَمَرَ} كاف {إِلى ََ أَجَلٍ مُسَمًّى} ليس بوقف، لأن أن منصوبة بما قبلها {خَبِيرٌ} تامّ، ولا وقف من قوله، ذلك بأن الله إلى قوله: الكبير، فلا يوقف على هو الحق. لأن أنّ ما موضعها جرّ بالعطف على ما عملت فيه الباء ولا على الباطل، لأن وأنّ الله معطوفة على ما قبلها {الْكَبِيرُ} تامّ {مِنْ آيََاتِهِ} كاف {شَكُورٍ} تامّ {لَهُ الدِّينَ}
كاف، ومثله: مقتصد {كَفُورٍ} تامّ {عَنْ وَلَدِهِ} جائز {شَيْئاً} حسن {إِنَّ وَعْدَ اللََّهِ حَقٌّ} أحسن مما قبله {الْحَيََاةُ الدُّنْيََا} حسن، للفصل بين الموعظتين {الْغَرُورُ} تام {عِلْمُ السََّاعَةِ} حسن، ومثله: وينزل الغيث وكذا: ما في الأرحام للابتداء بالنفي، ومثله: ماذا تكسب غدا، وكذا:
تموت، آخر السورة تامّ.
{الصُّدُورِ} كاف {غَلِيظٍ} حسن، وكذا: ليقولنّ الله {قُلِ الْحَمْدُ لِلََّهِ}
كاف {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف {الْحَمِيدُ} تامّ {كَلِمََاتُ اللََّهِ}
كاف، وزعم بعضهم أنه يوقف على: من شجرة أقلام، وليس بشيء {حَكِيمٌ} تامّ {وََاحِدَةٍ} كاف {بَصِيرٌ} تامّ {خَبِيرٌ} حسن {الْكَبِيرُ} تامّ {مِنْ آيََاتِهِ} كاف {شَكُورٍ} حسن {لَهُ الدِّينَ} كاف، وكذا: مقتصد {كَفُورٍ} تامّ {شَيْئاً} صالح {إِنَّ وَعْدَ اللََّهِ حَقٌّ} كاف، وكذا: الحياة الدنيا {الْغَرُورُ} تامّ {عِلْمُ السََّاعَةِ}
كاف، وكذا: وينزل الغيث، وفي الأرحام، وغدا، وتموت، آخر السورة تام.(1/608)
سورة السجدة مكية (1)
قال ابن عباس: إلا ثلاث آيات نزلت بالمدينة، في عليّ بن أبي طالب، والوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه، وكان بينهما كلام. فقال الوليد لعليّ: أنا أبسط منك كلاما، وأحدّ منك سنانا، وأشجع منك جنانا، وأردّ منك للكتيبة، فقال عليّ اسكت: فإنك فاسق، فأنزل الله فيهما {أَفَمَنْ كََانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كََانَ فََاسِقاً لََا يَسْتَوُونَ} إلى آخر الثلاث آيات. كلمها ثلاثمائة وثمانون كلمة، وحروفها ألف وخمسمائة وثمانية وعشرون حرفا، وآيها تسع وعشرون أو ثلاثون آية في المدني الأول كسورة الملك ونوح.
{الم} تامّ، إن جعل تنزيل مبتدأ خبره {لََا رَيْبَ فِيهِ} وكذا: إن جعل الم مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدإ محذوف أو قدرت قبله فعلا، وليس الم وقفا إن جعل مبتدأ خبره تنزيل، وكذا: إن جعل الم قسما {لََا رَيْبَ فِيهِ} ليس بوقف {الْعََالَمِينَ} كاف، لأن أم بمعنى همزة الاستفهام، أي:
أيقولون افتراه، والوقف على افتراه كاف، فصلا بين ما حكي عنهم وما حكي عن الله تعالى {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} ليس بوقف، لأن اللام التي بعده متعلقة بما قبلها، وإن علقت بتنزيل لا يوقف على شيء من أول السورة إلى يهتدون، لاتصال الكلام بعضه ببعض {يَهْتَدُونَ} تامّ {عَلَى الْعَرْشِ} حسن {وَلََا}
سورة السجدة مكية {الم} تقدم الكلام عليه {تَنْزِيلُ الْكِتََابِ} يعلم حكمه مما مرّ: ثم {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرََاهُ} كاف، وكذا: من ربك ومن قبلك {يَهْتَدُونَ} تامّ {عَلَى الْعَرْشِ} حسن،
__________
(1) مكية إلا ثلاث آيات، وهن قوله تعالى: {أَفَمَنْ كََانَ مُؤْمِناً} إلى آخرهن [18، 19، 20] وهي ثلاثون في غير البصري، وتسع وعشرون في البصري والخلاف في آيتين: {الم} [1] كوفي، {خَلْقٍ جَدِيدٍ} [10] علوي.(1/609)
{شَفِيعٍ} كاف {تَتَذَكَّرُونَ} أكفى، على استئناف ما بعده، ووقف الأخفش على يدبر الأمر، وأباه غيره {إِلَى الْأَرْضِ} جائز {مِمََّا تَعُدُّونَ} كاف {ذََلِكَ عََالِمُ الْغَيْبِ} العامّة على رفع عالم مبتدأ، والعزيز الرحيم خبر إن أو نعتان، أو العزيز مبتدأ والرحيم صفته، والذي أحسن خبره أو العزيز خبر مبتدإ محذوف {وَالشَّهََادَةِ} حسن، إن رفع العزيز خبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن عطف على ما قبله {الرَّحِيمُ} كاف، إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل في موضع رفع نعتا لما قبله أو جرّ الثلاثة بدلا من الضمير في إليه، وبها قرأ زيد بن عليّ رضي الله عنهما كأنه قال: ثم يعرج الأمر المدبر إليه عالم الغيب، أي: إلى عالم الغيب، قاله السمين {خَلَقَهُ} كاف، على القراءتين، أي: خلقه، وخلقه قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بسكون اللام والباقون بفتحها فعلا ماضيا، وليس بوقف لمن قرأ: خلقه بسكون اللام والرفع، فعلى هذه القراءة يوقف على كل شيء.
ثم يبتدأ خلقه، أي: ذلك خلقه {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسََانِ مِنْ طِينٍ} جائز، ومثله: مهين {مِنْ رُوحِهِ} كاف، ومثله: والأفئدة {تَشْكُرُونَ} تامّ {جَدِيدٍ} كاف {كََافِرُونَ} تامّ {وُكِّلَ بِكُمْ} جائز {تُرْجَعُونَ} تامّ:
قرأ العامة {تُرْجَعُونَ} ببنائه للمفعول، وقرأ زيد بن عليّ ببنائه للفاعل {عِنْدَ رَبِّهِمْ} حسن، ثم يبتدأ ربنا أبصرنا، أي: يقولون ربنا {مُوقِنُونَ}
تامّ {هُدََاهََا} ليس بوقف لتعلق ما بعده به استدراكا {أَجْمَعِينَ} كاف
وقال أبو عمرو: كاف {وَلََا شَفِيعٍ} كاف {أَفَلََا تَتَذَكَّرُونَ} حسن {إِلَى الْأَرْضِ}
صالح {مِمََّا تَعُدُّونَ} حسن {خَلَقَهُ} كاف، وكذا: من روحه، والأفئدة {تَشْكُرُونَ} حسن {جَدِيدٍ} كاف {كََافِرُونَ} تامّ. {تُرْجَعُونَ} حسن {عِنْدَ رَبِّهِمْ} كاف، ويبتدأ ربنا، أي: يقولون ربنا {مُوقِنُونَ} كاف {هُدََاهََا} جائز: ولا أحب تعمده {أَجْمَعِينَ} كاف، وكذا: يومكم هذا {إِنََّا}(1/610)
{يَوْمِكُمْ هََذََا} كاف {نَسِينََاكُمْ} أكفى مما قبله {تَعْمَلُونَ} تامّ {لََا يَسْتَكْبِرُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا مما قبله، وكان الوقف على المضاجع {وَطَمَعاً} حسن {يُنْفِقُونَ} كاف {مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} جائز، ونصب جزاء على المصدر، أي: يجزون جزاء، وقال الخليل وسيبويه: نصب على أنه مفعول من أجله والمعنى واحد، وإن كان كذلك فما قبله بمنزلة العامل فيه فلا يوقف على ما قبله، قرأ حمزة أخفى فعلا مضارعا مسندا لضمير المتكلم، ولذلك سكنت ياؤه، وقرأ الباقون أخفى فعلا ماضيا مبنيا للمفعول، ولذلك فتحت ياؤه، من قرّة بيان لما أيهم فيه ما {يَعْمَلُونَ}
تامّ {فََاسِقاً} جائز، لانتهاء الاستفهام، روي أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يتعمد الوقف على فاسقا، ثم يبتدئ لا يستوون، وإن كان التمام على لا يستوون. لأنه لما استفهم منكرا بقوله: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا نفى التسوية. ثم أكد النفي بقوله: {لََا يَسْتَوُونَ} و {لََا يَسْتَوُونَ} قال الهمداني: شبه التّامّ. وقال أبو عمرو: كاف {الْمَأْوى ََ} جائز {يَعْمَلُونَ} تامّ {النََّارُ} جائز، ولا وقف من قوله: كلما أرادوا إلى تكذبون، فلا يوقف على فيها {تُكَذِّبُونَ} كاف {يَرْجِعُونَ} تامّ {ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهََا} كاف {مُنْتَقِمُونَ} تامّ {مِنْ لِقََائِهِ}
حسن {لِبَنِي إِسْرََائِيلَ} أحسن مما قبله {لَمََّا صَبَرُوا} كاف، على القراءتين، أعني قراءة لما صبروا بكسر اللام وفتحها، فقرأ العامة لما صبروا بفتح اللام وتشديد الميم جوابها متقدم عليها، وهو جعلناه هدى. وقيل: ليس بوقف
{نَسِينََاكُمْ} أكفى {تَعْمَلُونَ} حسن، وكذا: لا يستكبرون {عَنِ الْمَضََاجِعِ}
كاف، إن جعل يدعون ربهم مستأنفا، وليس بوقف إن جعل حالا {وَطَمَعاً}
كاف {يُنْفِقُونَ} حسن {مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} صالح {يَعْمَلُونَ} تامّ {لََا يَسْتَوُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الْمَأْوى ََ} صالح {يَعْمَلُونَ}
كاف {النََّارُ} صالح {تُكَذِّبُونَ} حسن {يَرْجِعُونَ} تامّ {ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهََا}
كاف {مُنْتَقِمُونَ} تامّ {مِنْ لِقََائِهِ} كاف {لِبَنِي إِسْرََائِيلَ} أكفى منه(1/611)
على قراءة الأخوان لما بكسر اللام وتخفيف الميم على أنها لام العلة وما مصدرية، والجار متعلق بالجعل، أي: جعلناهم كذلك لصبرهم وإيقانهم.
ومن شدّد لما لا يمكنه العطف لأن يقينهم لا يختص بحال دون حال، والصبر قد يتبدّل بالشكر وهو فيهما موقن. قاله السجاوندي: وهو توجيه حسن {يُوقِنُونَ} تامّ، ومثله: يختلفون {فِي مَسََاكِنِهِمْ} كاف، ومثله: لآيات على استئناف ما بعده {يَسْمَعُونَ} تامّ {وَأَنْفُسُهُمْ} كاف {يُبْصِرُونَ}
تامّ {صََادِقِينَ} تامّ {إِيمََانُهُمْ} جائز {يُنْظَرُونَ} تامّ {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ}
جائز، ومثله: وانتظر، ولا يجمع بينهما، آخر السورة تامّ.
سورة الأحزاب مدنية (1)
وهي سبعون وثلاث آيات، ليس فيها اختلاف، وكلمها ألف ومائتان وثمانون كلمة، وحروفها خمسة آلاف وسبعمائة وست وتسعون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضع واحد وهو قوله: إلى أوليائكم معروفا {اتَّقِ اللََّهَ} جائز {وَالْمُنََافِقِينَ} كاف، ومثله: حكيما، وكذا: من ربك وكذا: خبيرا على القراءتين، أعني قراءة يعملون بالياء التحتية والتاء الفوقية، قرأ أبو عمرو وحده بالياء التحتية بردّه على الكافرين والمنافقين {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللََّهِ} حسن {وَكِيلًا} تامّ {فِي جَوْفِهِ} كاف، فصلا بين الحكمين المختلفين {أُمَّهََاتِكُمْ} كاف، ومثله: أبناءكم، وكذا: بأفواهكم،
{يُوقِنُونَ} حسن {يَخْتَلِفُونَ} تامّ {فِي مَسََاكِنِهِمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {يَسْمَعُونَ} تامّ {وَأَنْفُسُهُمْ} كاف، وكذا: أفلا تبصرون {صََادِقِينَ} حسن {يُنْظَرُونَ} كاف. آخر السورة تامّ.
سورة الأحزاب مدنية {اتَّقِ اللََّهَ} جائز {وَالْمُنََافِقِينَ} كاف {حَكِيماً} حسن {مِنْ رَبِّكَ} كاف
__________
(1) وهي مدنية بلا خلاف وثلاث وسبعون آية بلا خلاف.(1/612)
و {يَقُولُ الْحَقَّ}، و {السَّبِيلَ}، و {عِنْدَ اللََّهِ} كلها وقوف كافية {فِي الدِّينِ} ليس بوقف، لأن قوله: ومواليكم مرفوع عطفا على إخوانكم، أي:
قولوا: يا أخانا ويا مولى فلان {أَخْطَأْتُمْ بِهِ} كاف، إن جعلت «ما» في قوله:
ما تعمدت في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره، ولكن الذي تؤاخذون به هو ما تعمدته قلوبكم، وليس بوقف إن جعلت ما في موضع خفض عطفا على ما الأولى {قُلُوبُكُمْ} كاف {رَحِيماً} تامّ {مِنْ أَنْفُسِهِمْ} كاف، إنما كان أولى، لأنه يدعوهم إلى النجاة، وأنفسهم تدعوهم إلى الهلاك {أُمَّهََاتُهُمْ} حسن {أَوْلى ََ بِبَعْضٍ} ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق به، وكذا: لا وقف إلى معروفا و {مَعْرُوفاً} حسن {مَسْطُوراً} تامّ، إن نصبت إذ بمقدر ويكون من عطف الجمل، أي: واذكر إذ أخذنا أو هو معطوف على محل في الكتاب، فيعمل فيه مسطورا، أي: كان الحكم مسطورا في الكتاب ووقف أخذنا {وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} كاف {غَلِيظاً} جائز، عند أبي حاتم لأن أصل ليسأل ليسألنّ، فلما حذفت النون للتخفيف كسرت اللام، فاللام عنده لام قسم لا لام التعليل، وتقدّم الردّ عليه (1) ووصله أولى لئلا يبتدأ بلام كي، أي:
{خَبِيراً} حسن {عَلَى اللََّهِ} صالح {وَكِيلًا} تامّ {فِي جَوْفِهِ} كاف، وكذا:
أمّهاتكم، وأبناءكم {بِأَفْوََاهِكُمْ} حسن، وكذا: السبيل {عِنْدَ اللََّهِ} كاف {وَمَوََالِيكُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {قُلُوبُكُمْ} كاف {رَحِيماً} تامّ {مِنْ أَنْفُسِهِمْ} كاف {أُمَّهََاتُهُمْ} حسن {وَالْمُهََاجِرِينَ} صالح: والأحسن الوقف عند قوله: {مَعْرُوفاً} وهو كاف {مَسْطُوراً} تامّ {وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} كاف {غَلِيظاً}
__________
(1) الراجح أن اللام لام التعليل، وذلك لأن سياقه يقتضي ذلك ويدل عليه، إذ أن معنى الآية. أن الله عزّ وجلّ أرسل المرسلين حتى يكونوا حجة على الناس وناتج ذلك، أن يسأل الله تعالى الناس الذين أرسل إليهم هؤلاء المرسلين فيعلم الصادق والكاذب، بالإضافة إلى أن لام القسم لا بد وأن تأتي مفتوحة ولا تأتي مكسورة بالإضافة إلى أن لا دليل علما بأن أصل يسأل: يسألن، فالسياق يرد ذلك واللغة، وقد رد المؤلف على ذلك فأجاد وأفاد.(1/613)
أخذنا ميثاقهم ليسأل المؤمنين عن صدقهم، والكافرين عن تكذيبهم {عَنْ صِدْقِهِمْ} حسن، لأن الماضي لا يعطف على المستقبل {أَلِيماً} تامّ {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ} ليس بوقف، لأن قوله: إذ جاءتكم موضعه نصب بما قبله {لَمْ تَرَوْهََا} كاف، وقيل: تامّ، إن لم تجعل إذ الثانية بدلا من الأولى {بَصِيراً}
تامّ، إن قدر مع إذ فعل مضمر، وليس بوقف إن جعلت إذ بدلا من الأولى، ولا يوقف على شيء من قوله: يا أيها الذين آمنوا إلى الظنونا لارتباط الكلام بعضه ببعض {الظُّنُونَا} كاف: قرأ أبو عمرو وحمزة، الظنون والرسول، والسبيل بغير ألف في الثلاث وصلا ووقفا، وقرأ ابن كثير والكسائي وعاصم في الوصل بغير ألف، وفي الوقف بالألف، وقرأ نافع وعاصم في رواية حفص وابن عامر بالألف وقفا ووصلا موافقة للرسم لأنهنّ رسمن في المصحف كذلك {الْمُؤْمِنُونَ} ليس بوقف، لأن هناك ظرف للزلزلة والابتلاء {شَدِيداً} كاف، إن قدر مع إذ فعل مضمر تقديره: واذكر إذ وليس بوقف إن عطفت إذ على إذ الأولى، وعليه فلا يوقف على شيء من إذ الأولى إلى {غُرُوراً} لاتصال الكلام بعضه ببعض، والكلام في غرورا كالكلام في شديدا، لأن بعده إذ {فَارْجِعُوا} حسن، ومثله:
إنّ بيوتنا عورة فصلا بين كلام المنافقين وكلام الله تكذيبا لهم {وَمََا هِيَ بِعَوْرَةٍ}
كاف، ومثله: إلا فرارا {لَآتَوْهََا} حسن، وقيل: ليس بوقف، لأن قوله: وما تلبثوا مع ما قبله جواب لو، أي: لأتوا الحرب مسرعين غير لابثين، قرأ نافع وابن كثير بالقصر والباقون بالمدّ {إِلََّا يَسِيراً} تامّ {الْأَدْبََارَ} كاف {مَسْؤُلًا} تام
جائز، والأحسن تركه لئلا يبتدأ بلام كي، وليس المعنى على القسم {عَنْ صِدْقِهِمْ}
حسن {أَلِيماً} تامّ {لَمْ تَرَوْهََا} كاف، وكذا: بصيرا {الظُّنُونَا} تامّ {شَدِيداً} صالح {إِلََّا غُرُوراً} كاف، وكذا: فارجعوا، وعورة، وقيل الكافي عند قوله: وما هي بعورة {إِلََّا فِرََاراً} كاف {إِلََّا يَسِيراً} حسن، ولا يوقف على قوله: لآتوها لتعلق ما بعده به {الْأَدْبََارَ} كاف {مَسْؤُلًا} تام،(1/614)
{الْفِرََارُ} ليس بوقف، لأن قوله: إن فررتم شرط قد قام ما قبله مقام جوابهم.
أعلم الله من فرّ أن فراره لا ينجيه من الموت كما لم ينج القوم من الموت فرارهم من ديارهم، ومثل ذلك يقال في قوله: أو القتل، لأن ما بعده قد دخل فيما دخل فيه ما قبله، لأن وإذ عطف على ما قبله، ومن استحسن الوقف عليه رأى أن ما بعده مستأنف، وأن جواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، أي: إن فررتم من الموت أو القتل لا ينفعكم الفرار لأن مجيء الأجل لا بدّ منه {إِلََّا قَلِيلًا} كاف، ومثله: رحمة {وَلََا نَصِيراً} تامّ {هَلُمَّ إِلَيْنََا}
جائز {إِلََّا قَلِيلًا} كاف، إن نصبت أشحة على الذم بفعل مضمر تقديره، أعني أشحة كقول نابغة بني ذبيان: [الطويل] لعمري وما عمري عليّ بهين ... لقد نطقت بطلا على الأقارع
أقارع عوف لا أحاول غيرها ... وجوه قرود تبتغي من تخادع
أي: اذكر وجوه قرود أو أعني وجوه قرود، وكذا: من جعل أشحة حالا من الضمير في يأتون، وإن جعل حالا من المعوّقين، أي: قد يعلم الله المعوّقين في حال ما يشحون على فقراء المؤمنين بالصدقة أو حالا من القائلين، أي:
والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا في هذه الحالة، فعلى هذين الوجهين لا يجوز الوقف على قليلا، وقياس فعيل في الصفة المضعفة العين واللام أفعلاء، نحو:
خليل وأخلاء، وصديق وأصدقاء، فكان القياس أشحاء، لكنه مسموع أيضا {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ} كاف {يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ} حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال {مِنَ الْمَوْتِ} كاف {حِدََادٍ}
حسن، إن جعل {أَشِحَّةً} ذمّا لا حالا من فاعل {سَلَقُوكُمْ} {عَلَى الْخَيْرِ}
وكذا: أو القتل، وإلا قليلا {بِكُمْ رَحْمَةً} حسن {وَلََا نَصِيراً} تامّ {إِلََّا قَلِيلًا}
جائز {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ} كاف {مِنَ الْمَوْتِ} صالح {أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ} حسن(1/615)
حسن {لَمْ يُؤْمِنُوا} أحسن مما قبله على استئناف ما بعده {أَعْمََالَهُمْ}
جائز {يَسِيراً} كاف، ومثله: لم يذهبوا، للابتداء بالشرط {فِي الْأَعْرََابِ}
جائز، وليس بوقف إن جعل {يَسْئَلُونَ} حالا مما قبله، فكأنه قال: بادون في الأعراب سائلين عن أخبار من قدم من المدينة فرقا وجبنا {عَنْ أَنْبََائِكُمْ}
حسن {إِلََّا قَلِيلًا} تامّ {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} ليس بوقف، لأن لمن كان بدل من الكاف في لكم، وكذا: لا يوقف على: واليوم الآخر، لعطف ما بعده على ما قبله {كَثِيراً} تامّ، للابتداء بأوّل قصة الأحزاب {الْأَحْزََابَ} ليس بوقف، لأن قالوا جواب لما، وهكذا لا وقف إلى ورسوله الثاني، فلا يوقف على ورسوله الأوّل للعطف {وَرَسُولُهُ} الثاني كاف على استئناف ما بعده، ومثله: وتسليما {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجََالٌ} ليس بوقف، لأن ما بعده صفة لما قبله، فلا تقطع الصفة عن موصوفها {عَلَيْهِ} حسن ومثله: من ينتظر: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الواو للحال، أي: والحال أنهم غير مبدّلين تبديلا و {تَبْدِيلًا} كاف، إن جعلت اللام في {لِيَجْزِيَ} للقسم على قول أبي حاتم، وليس بوقف على قول غيره، لأنه لا يبتدأ بلام العلة {بِصِدْقِهِمْ} ليس بوقف لعطف ما بعده عليه {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} كاف {رَحِيماً} تامّ، ومثله: خيرا عند عليّ بن سليمان الأخفش {الْقِتََالَ}
كاف {عَزِيزاً} تامّ، إن لم يعطف ما بعده على ما قبله {الرُّعْبَ} حسن
{أَعْمََالَهُمْ} مفهوم {عَلَى اللََّهِ يَسِيراً} حسن {لَمْ يَذْهَبُوا} كاف {فِي الْأَعْرََابِ} صالح {عَنْ أَنْبََائِكُمْ} أصلح {إِلََّا قَلِيلًا} تامّ {كَثِيراً} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {وَرَسُولُهُ} جائز {وَتَسْلِيماً} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {تَبْدِيلًا} كاف {بِصِدْقِهِمْ} مفهوم {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} كاف {رَحِيماً}
حسن {لَمْ يَنََالُوا خَيْراً} كاف، وكذا: القتال، وعزيزا {الرُّعْبَ} صالح {وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً} كاف، وكذا: لم تطئوها {قَدِيراً} تامّ {جَمِيلًا} كاف(1/616)
ومثله: وتأسرون فريقا {وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُهََا} أحسن مما قبله {قَدِيراً} تامّ {فَتَعََالَيْنَ} جائز، على قراءة {أُمَتِّعْكُنَّ} بالرفع استئنافا، أي: أنا أمتعكنّ، وليس بوقف إن جعل جوابا {جَمِيلًا} كاف، وكان يحيى بن نصير لا يفصل بين المعادلين بالوقف، فلا يوقف على الأول حتى يأتي بالثاني، والمشهور الفصل بينهما ولا يخلطهما {أَجْراً عَظِيماً} تامّ {مُبَيِّنَةٍ} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {ضِعْفَيْنِ} كاف، ومثله: يسرا {مَرَّتَيْنِ} ليس بوقف، لأن قوله: {وَأَعْتَدْنََا} معطوف على: نؤتها {كَرِيماً} تامّ {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} كاف، وقال عليّ بن سليمان الأخفش تامّ {فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} حسن عند العباس بن الفضل {مَعْرُوفاً} كاف، ومثله: الأولى، وكذا: ورسوله {أَهْلَ الْبَيْتِ} ليس بوقف، لأن قوله: {وَيُطَهِّرَكُمْ}
منصوب بالعطف على: ليذهب {تَطْهِيراً} تامّ. قال ابن حبيب: قد غلط كثير من الناس في معنى هذه الآية، والمعنى غير ما ذهبوا إليه، وإنما أراد تعالى بقوله: ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، أي: يبرئكم من دعوى الجاهلية والافتخار بها والانتساب إليها، لا أن هناك عينا نجسة يطهركم منها. قالت أم سلمة كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندي فنزلت هذه الآية، فأخذ رسول الله كساء ودعا بفاطمة والحسن والحسين فلفه عليهم وقال هؤلاء أهل بيتي طهرهم الله تطهيرا، قالت أم سلمة وأنا منهم؟ قال: نعم، قال الأبوصيري في الهمزية متوسلا بأهل البيت: [المديد] وبأمّ السبطين زوج عليّ ... وبنيها ومن حوته العباء
{وَالْحِكْمَةِ} كاف {خَبِيراً} تامّ، ولا وقف من قوله: إن
{عَظِيماً} تامّ {ضِعْفَيْنِ} صالح {يَسِيراً} حسن {كَرِيماً} تامّ {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}
كاف، وكذا: في قلبه مرض {قَوْلًا مَعْرُوفاً} صالح، وكذا: الأولى {وَرَسُولَهُ} كاف، وكذا: تطهيرا والحكمة {خَبِيراً} تامّ، وكذا: عظيما، والخيرة من أمرهم {مُبِيناً}(1/617)
المسلمين إلى عظيما و {عَظِيماً} تامّ {مِنْ أَمْرِهِمْ} كاف {مُبِيناً} تام {وَاتَّقِ اللََّهَ} حسن: فصلا بين الكلامين، لأن قوله: {وَاتَّقِ اللََّهَ} من كلام النبيّ صلى الله عليه وسلّم لزيد بن حارثة، وقوله: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ} من كلام الله للنبي صلّى الله عليه وسلّم {مُبْدِيهِ} جائز، ومثله: وتخشى الناس {أَنْ تَخْشََاهُ}
حسن {زَوَّجْنََاكَهََا} ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله، كأنه قال: زوجناك امرأة زيد لئلا يقع في قلوب الناس أن نساء أدعيائهم إذا طلقوهم لا يجوز تزويجهنّ لمن تبنى، فنفى عنه هذا الحرج مرّتين مرّة بخصوصه تشريفا له صلى الله عليه وسلّم ومرة بالاندراج في العموم {مِنْهُنَّ وَطَراً} الثاني كاف {مَفْعُولًا} تامّ {فَرَضَ اللََّهُ لَهُ} كاف، إن نصب سنة بفعل مقدّر، أي: سنّ الله ذلك سنة، أو احفظوا سنة الله، وليس بوقف إن نصبتها بفرض {مِنْ قَبْلُ} كاف {مَقْدُوراً} تامّ {الَّذِينَ} في محله الحركات الثلاث، الرفع، والنصب، والجرّ، فتامّ إن جعل في محل رفع على المدح أو خبر مبتدإ محذوف، أو مبتدإ أو نصب بتقدير أعني، وليس هو ولا من قبل يوقف إن جرّ نعتا للذين خلوا، أو بدلا منهم، ومن أعرب {الَّذِينَ} مبتدأ والخبر {وَلََا يَخْشَوْنَ} وجعل الواو مقحمة، والتقدير: الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه، ولا يخشون أحدا كان تامّا {إِلَّا اللََّهَ} كاف {حَسِيباً} تامّ {مِنْ رِجََالِكُمْ} ليس بوقف، لأن قوله {وَلََكِنْ رَسُولَ اللََّهِ} معطوف على: أبا أحد {وَخََاتَمَ النَّبِيِّينَ} كاف {عَلِيماً} تامّ {وَأَصِيلًا} كاف {وَمَلََائِكَتُهُ} ليس
حسن، وكذا: أن تخشاه {مِنْهُنَّ وَطَراً} كاف {مَفْعُولًا} تامّ {فِيمََا فَرَضَ اللََّهُ لَهُ}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مِنْ قَبْلُ} كاف {مَقْدُوراً} تامّ، إن جعل محل ما بعده رفعا على المدح أو خبر مبتدأ محذوف أو نصبا على المدح، وليس هو ولا من قبل بوقف إن جعل محل ذلك جرا نعتا للذين خلوا {إِلَّا اللََّهَ} كاف {حَسِيباً} تامّ، وكذا: خاتم النبيين، وعليما {وَأَصِيلًا} حسن، وكذا: رحيما {سَلََامٌ} كاف(1/618)
بوقف، لتعلق اللام في {لِيُخْرِجَكُمْ} بما قبلها، وهو {يُصَلِّي} {إِلَى النُّورِ} كاف {رَحِيماً} تامّ {سَلََامٌ} كاف {كَرِيماً} تامّ {وَنَذِيراً}
ليس بوقف للعطف {بِإِذْنِهِ} جائز، إن نصب ما بعده بتقدير وآتيناه سراجا، وليس بوقف إن نصب عطفا على ما قبله، وجوّز الزمخشري عطفه على مفعول {أَرْسَلْنََاكَ} وفيه نظر لأن السراج هو القرآن، ولا يوصف بالإرسال، بل بالإنزال إلا أن يحمل على المعنى كقوله: علفتها تبنا وماء باردا اه سمين {مُنِيراً} كاف، ومثله: كبيرا {وَدَعْ أَذََاهُمْ} جائز {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللََّهِ} كاف {وَكِيلًا} تامّ {تَعْتَدُّونَهََا} جائز {جَمِيلًا} تامّ {هََاجَرْنَ مَعَكَ} حسن، لأن وامرأة منصوب بمقدّر، أي: ويحل لك امرأة، وليس بوقف إن عطف على مفعول أحللنا، أي: وأحللنا لك امرأة موصوفة بهذين الشرطين، وهما: إن وهبت، إن أراد النبيّ، ظاهر القصة يدل على عدم اشتراط تقدم الشرط الثاني على الأول وذلك أن إرادته عليه الصلاة والسلام للنكاح إنما هو مرتب على هبة المرأة نفسها له كما هو الواقع في القصة لما وهبت أراد نكاحها، ولم يرو أنه أراد نكاحها فوهبت، فالشرط الثاني مقدّم معنى مؤخر لفظا {أَنْ يَسْتَنْكِحَهََا} جائز إن نصب {خََالِصَةً} بمصدر مقدر أي: هبة خالصة، أو رفع خالصة على الاستئناف وبها قرئ، وليس بوقف إن نصبت خالصة حالا من فاعل وهبت، أو حالا من امرأة، لأنها وصفت {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} كاف. وقال العماني: تامّ، وفيه بعد، لأن قوله: {لِكَيْلََا يَكُونَ عَلَيْكَ} متعلق بأوّل الآية، أو بخالصة، والتقدير: أنا أحللنا لك أزواجك وما ملكت يمينك وواهبة نفسها، لكيلا يكون عليك، وذلك خالص لك، اللهم إلا أن تجعل لكيلا منقطعة عما قبلها {لِكَيْلََا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} كاف.
{كَرِيماً} تامّ {مُنِيراً} كاف، وكذا: كبيرا، وعلى الله {وَكِيلًا} تامّ، وكذا:
جميلا {أَنْ يَسْتَنْكِحَهََا} صالح {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {عَلَيْكَ حَرَجٌ} كاف،(1/619)
ورسموا {لِكَيْ لََا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ} الأولى مقطوعة. لكي وحدها، ولا وحدها، والثانية هذه موصولة كلمة واحدة كما ترى {رَحِيماً}
تامّ {مِنْهُنَّ} جائز، ومثله: من تشاء، لأن من شرطية في محل نصب بابتغيت غير معطوفة على: من تشاء، وقوله: {فَلََا جُنََاحَ عَلَيْكَ} جواب من {جُنََاحَ عَلَيْكَ} كاف {أَعْيُنُهُنَّ} حسن، ومثله: كلهنّ، وهو مرفوع توكيدا لفاعل يرضين، واغتفر الفصل بين المؤكّد والمؤكّد لأنه يجوز الفصل بين التوابع، وبها قرأ العامة، وقرأ أبو إلياس {كُلُّهُنَّ} بالنصب توكيدا لمفعول آتيتهنّ وهو الهاء {قُلُوبِكُمْ} كاف {حَلِيماً} تامّ {النِّسََاءُ مِنْ بَعْدُ}
ليس بوقف، لأن قوله: {وَلََا أَنْ تَبَدَّلَ} معطوف على النساء، ولا زائدة، كأنه قال: لا تحلّ لك النساء من بعد ولا تبديل أزواج بهنّ {إِلََّا مََا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} كاف {رَقِيباً} تامّ {نََاظِرِينَ إِنََاهُ} ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده {لِحَدِيثٍ} حسن {فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ} كاف، فصلا بين مجموع الوصفين: أعني صفة الخلق وصفة الحق {مِنَ الْحَقِّ} تامّ للابتداء بالشرط {حِجََابٍ} حسن {وَقُلُوبِهِنَّ} كاف، ومثله: من بعده أبدا {عَظِيماً}
تامّ، ومثله عليما، ولا وقف من قوله: لا جناح عليهنّ إلى وما ملكت أيمانهنّ، وهو حسن {وَاتَّقِينَ اللََّهَ} كاف {شَهِيداً} تامّ {عَلَى النَّبِيِّ} كاف {تَسْلِيماً} تامّ {وَالْآخِرَةِ} جائز {مُهِيناً} تامّ، ومثله: مبينا على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على ما قبله {مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} حسن،
وقال أبو عمرو: تام {رَحِيماً} تامّ {فَلََا جُنََاحَ عَلَيْكَ} كاف، كلهن حسن. قال أبو عمرو: كاف {مََا فِي قُلُوبِكُمْ} كاف {حَلِيماً} تامّ {يَمِينُكَ} كاف {رَقِيباً} تامّ {إِنََاهُ} صالح {لِحَدِيثٍ} كاف، وكذا: منكم ومن الحق، وحجاب، وقلوبهنّ، ومن بعده أبدا {عَظِيماً} حسن {عَلِيماً} تامّ {وَاتَّقِينَ اللََّهَ} كاف {شَهِيداً} تامّ {عَلَى النَّبِيِّ} حسن {تَسْلِيماً} تامّ {وَالْآخِرَةِ} جائز {مُهِيناً} تامّ، وكذا:
مبينا {مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} كاف، وكذا: يؤذين {رَحِيماً} تامّ {مَلْعُونِينَ} كاف(1/620)
ومثله: فلا يؤذين {رَحِيماً} تامّ، ولا وقف من قوله: لئن لم ينته إلى تقتيلا، فلا يوقف على قلوبهم مرض، للعطف، ولا على: لنغرينك بهم، ولا عليك قليلا، لأن {مَلْعُونِينَ} حال من الضمير في يجاورونك، فكأنه قال:
ثم لا يجاورونك إلا في حال ما قد لعنوا، ومن نصب ملعونين على الذمّ كان الوقف على {قَلِيلًا} تاما. ونظيره هذا قول الفرزدق: [الكامل] كم عمة لك يا جرير وخالة ... فدعاء قد حلبت عليّ عشاري
شقّارة نقد الفصيل برجلها ... فطارة لقوادم الأكواري
فنصب شقارة وفطارة، ولا يجوز نصب ملعونين بثقفوا، لأن ما بعد حرف الجزاء لا يعمل فيما قبله، فلا يجوز ملعونا أينما أخذ زيد يضرب {تَقْتِيلًا} تامّ، لمن نصب سنة بفعل مقدّر، وجائز لمن نصبها بأخذوا {مِنْ قَبْلُ} كاف {تَبْدِيلًا} تامّ {عَنِ السََّاعَةِ} جائز {عِنْدَ اللََّهِ} كاف {قَرِيباً} تامّ {سَعِيراً} ليس بوقف، لأن {خََالِدِينَ} حال من الضمير في لهم {أَبَداً} كاف. ومثله: نصيرا، وإن نصب يوم بمضمر، وليس بوقف إن جعل العامل فيه ما قبله، أي: ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا في ذلك اليوم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {الرَّسُولَا} كاف، ومثله:
السبيل {مِنَ الْعَذََابِ} حسن كثيرا تامّ {مِمََّا قََالُوا} حسن {وَجِيهاً} تامّ {سَدِيداً} ليس بوقف، لأن قوله: {يُصْلِحْ} جواب الأمر {ذُنُوبَكُمْ} كاف، للابتداء بالشرط {عَظِيماً} تامّ {وَأَشْفَقْنَ مِنْهََا}
{تَقْتِيلًا} تامّ {مِنْ قَبْلُ} كاف {تَبْدِيلًا} تامّ {عِنْدَ اللََّهِ} حسن {قَرِيباً} تامّ {فِيهََا أَبَداً} كاف {وَلََا نَصِيراً} صالح {الرَّسُولَا} كاف {السَّبِيلَا} حسن كثيرا تامّ {مِمََّا قََالُوا} جائز {وَجِيهاً} تامّ {ذُنُوبَكُمْ} حسن {عَظِيماً} تامّ {وَأَشْفَقْنَ مِنْهََا} كاف {جَهُولًا} تامّ. قاله أبو حاتم، وأظنه جعل لام {لِيُعَذِّبَ}(1/621)
حسن، ومثله: الإنسان {جَهُولًا} تامّ، عند أبي حاتم، لأنه جعل اللام في {لِيُعَذِّبَ} لام القسم، وخولف في ذلك، وتقدم الردّ عليه، والصحيح أنه ليس بوقف، وأن اللام لام الصيرورة والمآل، لأنه لم يحمل الأمانة لأن يعذب، لكنه حملها فآل الأمر إلى أن يعذب من نافق وأشرك ويتوب على من آمن، وكذا ليس بوقف لمن جعل اللام لام كي متعلقة بما قبلها وقرأ الأعمش {وَيَتُوبَ} بالرفع جعل العلة قاصرة على فعل الحامل للأمانة، ثم استأنف ويتوب، وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد {وَالْمُؤْمِنََاتِ} كاف. آخر السورة تامّ.
سورة سبأ مكية (1)
إلا قوله: ويرى الذين أوتوا العلم، فمدنيّ.
وكلمها ثمانمائة وثمانون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة واثنا عشر حرفا، وآيها أربع أو خمس وخمسون آية.
{الْحَمْدُ لِلََّهِ} حسن، إن جعل الذي في محل رفع على إضمار مبتدأ أو في موضع نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا لما قبله أو بدلا منه، وحكى سيبويه الحمد لله أهل الحمد برفع اللام ونصبها {وَمََا فِي الْأَرْضِ}
{اللََّهُ} لام القسم {وَالْمُؤْمِنََاتِ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف، آخر السورة تام.
سورة سبأ مكية إلا قوله: ويرى الذين أوتوا العلم الآية، فمدني.
{وَمََا فِي الْأَرْضِ} حسن {فِي الْآخِرَةِ} حسن {الْخَبِيرُ} حسن {وَمََا يَعْرُجُ فِيهََا} حسن {الْغَفُورُ} تامّ {السََّاعَةُ} جائز {قُلْ بَلى ََ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ} كاف،
__________
(1) وهي خمس وخمسون في الشامي، وأربع في الباقي والخلاف في آية: {عَنْ يَمِينٍ وَشِمََالٍ}
[15] شامي.(1/622)
حسن، ومثله: في الآخرة {الْخَبِيرُ} كاف {فِيهََا} حسن {الْغَفُورُ} تامّ {السََّاعَةُ} جائز {بَلى ََ} ليس بوقف على المعتمد لاتصالها بالقسم، ووقف نافع وحده على: بلى، وابتدأ: {وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ} و {لَتَأْتِيَنَّكُمْ} تامّ، لمن قرأ عالم بالرفع خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ والخبر لا يعزب، وبالرفع قرأ نافع وابن عامر والوقف على: لتأتينكم، ويرفعان عالم على القطع والاستئناف، وليس بوقف لمن قرأه بالجرّ نعتا لربي أو بدلا منه، وبها قرأ حمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو وعاصم، وقرأ الأخوان علام الغيب بالخفض نعتا لما قبله، وعلى هذا لا يوقف على: لتأتينكم {الْغَيْبِ} كاف، على القراءتين، لأن ما بعده يصلح استئنافا وحالا، أي: يعلم الغيب غير عازب {وَلََا أَكْبَرُ} حسن عند بعضهم، سواء رفع عطفا على مثقال أو جرّ عطفا على ذرّة، وأصغر وأكبر لا ينصرفان للوصف ووزن الفعل، والاستثناء منقطع، لأنه لو جعل متصلا بالكلام الأول فسد المعنى، لأن الاستثناء من النفي إثبات، وإذا كان كذلك وجب أن لا يعزب عن الله مثقال ذرّة وأصغر وأكبر منهما إلا في الحالة التي استثناها، وهي: إلا في كتاب مبين، وهذا فاسد، والصحيح أن الابتداء بإلا بتقدير الواو نحو {وَمََا كََانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلََّا خَطَأً}، فإلا بمعنى الواو، إذ لا يجوز للمؤمن قتل المؤمن عمدا ولا خطأ، وقرأ الكسائي يعزِب بكسر الزاي هنا وفي يونس، والباقون بضمها، وهما لغتان في مضارع عزب، ويقال للغائب عن أهله عازب، وفي الحديث «من قرأ القرآن في أربعين يوما فقد عزب» أي: بعد عهده بالختمة، أي: أبطأ في تلاوته. والمعنى وما يبعد أو
لمن قرأ عالم الغيب بالرفع خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف لمن قرأ بالجر نعتا لربي أو بدلا منه، وإنما يقف على {بَلى ََ} وهو كاف {عََالِمِ الْغَيْبِ} كاف، على القراءتين {فِي كِتََابٍ مُبِينٍ} تامّ ولام ليجزي لام القسم كما مرّ في نظيره {وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ} كاف {كَرِيمٌ} تامّ، وكذا: أليم، ولا يوقف على قوله: هو الحقّ، لأن قوله:(1/623)
ما يخفى وما يغيب عن ربك، ومن مثقال فاعل، ومن زائدة فيه ومثقال اسم لا {فِي كِتََابٍ مُبِينٍ} تامّ، واللام في {لِيَجْزِيَ} لام القسم، أي: ليجزين، وليس بوقف لمن جعلها متعلقة بقوله: لتأتينكم، أي: لتأتينكم ليجزي، وعليه فلا يوقف على {لَتَأْتِيَنَّكُمْ} سواء قرئ عالم بالرفع أو بالخفض {وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ} كاف، لأن أولئك مبتدأ {كَرِيمٌ} تامّ، ومثله: أليم:
سواء قرئ بالرفع نعتا لعذاب وهي قراءة ابن كثير وحفص، أو بالجرّ، وهي قراءة الباقين نعت لرجز {هُوَ الْحَقَّ} حسن، على استئناف ما بعده لأن جميع القراء يقرءون {وَيَهْدِي} بإسكان الياء، فلو كان معطوفا على {لِيَجْزِيَ}
لكانت الياء مفتوحة، وليس بوقف إن جعل ويهدي معمول ويرى، وكأنه قال: ويرى الذين أوتوا العلم القرآن حقا وهاديا {الْحَمِيدِ} تامّ {كُلَّ مُمَزَّقٍ} كاف، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا فيما قبله، لأن إنكم في تأويل المفتوحة، وإنما كسرت لدخول اللام في خبرها، وإلا فهي مفعول ثان لينبئكم {جَدِيدٍ} كاف، للاستفهام بعده {جِنَّةٌ}
تامّ، لانقضاء كلام الكفار للمسلمين على سبيل الاستهزاء والسخرية، والمعنى ليس الرسول عليه الصلاة والسلام كما نسبتم، بل أنتم في عذاب النار أو في عذاب الدنيا بما تكابدونه من إبطال الشرع وهو يحق، وإطفاء نور الله، وهو يتم {الْبَعِيدِ} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف، للابتداء بالشرط، ومثله: من السماء {مُنِيبٍ} تامّ، على القراءتين قرأ حمزة والكسائي يشاء ويخسف ويسقط الثلاث بالياء التحتية والباقون بالنون {مِنََّا فَضْلًا} كاف، ومثله: والطير على قراءة من قرأ: والطير بالرفع، وهي قراءة الأعمش والسلمي عطفا على لفظ
ويهدي معمول يرى كأنه قال: ويرى الذين أتوا العلم القرآن حقا وهاديا {الْحَمِيدِ}
تامّ {لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} صالح {أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} كاف {الْبَعِيدِ} تامّ {وَالْأَرْضِ}
كاف، وكذا: من السماء {مُنِيبٍ} تامّ {مِنََّا فَضْلًا} كاف {يََا جِبََالُ} بمعنى قلنا:
يا جبال {وَالطَّيْرَ} كاف، وكذا: في السرد، وبصير {وَلِسُلَيْمََانَ الرِّيحَ} صالح(1/624)
جبال، أو على الضمير في أوّبي كأنه قال: أوّبي أنت معه والطير. وأما من قرأ بالنصب وهي قراءة الأمصار، فالنصب من ثلاثة أوجه أحدها أن يكون عطفا على فضلا كأنه قال: آتينا داود منا فضلا والطير، أي: وسخرنا له الطير، فعلى هذا لا يوقف على فضلا. الثاني أن يكون معطوفا على موضع يا جبال، فحينئذ يوقف على فضلا كما قال الشاعر: [الوافر] ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما حمر الطّريق
والثالث أن ينتصب على أنه مفعول معه كأنه قال: يا جبال أوّبي مع الطير، فعلى هذين الوجهين يوقف على فضلا {الْحَدِيدَ} جائز، إن علقت أن اعمل، وليس بوقف إن علقت بألنّا {فِي السَّرْدِ} حسن، ومثله: صالحا {بَصِيرٌ} تامّ، سواء نصبت الريح بتقدير وسخرنا لسليمان الريح، أو رفعت بجعله مبتدأ ولسليمان الخبر {الرِّيحَ} حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال {وَرَوََاحُهََا شَهْرٌ} حسن {الْقِطْرِ} تامّ، لمن رفع من يعمل على الابتداء، أي: فيما أعطيناه من الجنّ من يعمل، وليس بوقف لمن نصبه عطفا على الريح، أي: وسخرنا له من الجنّ من يعمل {بِإِذْنِ رَبِّهِ} حسن {السَّعِيرِ} كاف {كَالْجَوََابِ} ليس بوقف، لأن قوله: وقدور مجرور عطفا على وجفان، وابن كثير يقف عليها بالياء ويصل بها، والجوابي جمع جابية، وهي الحياض التي يجمع فيها الماء {رََاسِيََاتٍ} تامّ {آلَ دََاوُدَ} حسن، عند أبي حاتم على أن شكرا نصب بالمصدرية لا من معمول اعملوا كأنه قيل: اشكروا شكرا يا آل داود، ولذلك نصب يا آل داود وليس بوقف في أربعة أوجه إن نصب على أنه مفعول به أو
{وَرَوََاحُهََا شَهْرٌ} جائز {عَيْنَ الْقِطْرِ} تامّ {بِإِذْنِ رَبِّهِ} حسن. وقال أبو عمرو:
كاف {السَّعِيرِ} كاف {رََاسِيََاتٍ} تامّ {آلَ دََاوُدَ} حسن، إن نصب شكرا بالمصدرية، أي: واشكروا شكرا لا بالحالية {شُكْراً} تام {الشَّكُورُ} حسن. وقال أبو(1/625)
مفعول لأجله أو مصدر واقع موقع الحال، أي: شاكرين، أو على أنه صفة لمصدر اعملوا، أي: اعملوا عملا شكرا، أي: ذا شاكر {شُكْراً} كاف، على التأويلات كلها {الشَّكُورُ} كاف {مِنْسَأَتَهُ} حسن، وهي العصا كانت من شجرة نبتت في مصلاه: فقال ما أنت؟ فقالت أنا الخروبة نبتّ لخراب ملكك فاتخذ منها عصا {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ} ليس بوقف، لأن قوله: أن لو كانوا بدل من الجنّ، لأن الإنس كانت تقول: إن الجن يعلمون الغيب، فلما مات سليمان مكث على عصاه حولا والجنّ تعمل فلما خرّ ظهر أمر الجنّ للإنس أنه لو كانت الجنّ تعلم الغيب، أي: موت سليمان ما لبثوا، أي: الجنّ في العذاب حولا {الْمُهِينِ} تامّ {آيَةٌ} حسن، لمن رفع جنتان على سؤال سائل كأنه قيل ما الآية. فقال الآية جنتان وليس بوقف إن جعل جنتان بدلا من آية {وَشِمََالٍ} حسن {وَاشْكُرُوا لَهُ} تامّ، لأن قوله: بلدة مرفوع خبر مبتدإ محذوف، أي: تلك بلدة طيبة و {طَيِّبَةٌ} جائز {غَفُورٌ} تامّ {سَيْلَ الْعَرِمِ} حسن. قال وهب بن منبه: بعث الله إليهم ثلاثة عشر نبيا فكذبوهم، فأرسل الله عليهم سيل العرم، والعرم: الوادي، وقيل: السيل العظيم، وقيل:
المطر الشديد {مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} كاف، ومثله: بما كفروا، وكذا: الكفور {قُرىً ظََاهِرَةً} جائز {فِيهَا السَّيْرَ} تامّ، لأنه انتهاء الكلام {آمِنِينَ}
كاف، {بَيْنَ أَسْفََارِنََا} جائز، ومثله: ظلموا أنفسهم، وكذا: أحاديث {كُلَّ مُمَزَّقٍ} كاف {شَكُورٍ} تامّ {ظَنَّهُ} جائز {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} كاف، ومثله:
عمرو: تامّ {مِنْسَأَتَهُ} كاف {الْمُهِينِ} تامّ {آيَةٌ} صالح، إن لم يجعل جنات بدلا منها {وَشِمََالٍ} صالح {وَاشْكُرُوا لَهُ} تامّ {غَفُورٌ} كاف، وكذا: سيل العرم، و: سدر قليل {بِمََا كَفَرُوا} حسن، وكذا: إلا الكفور {فِيهَا السَّيْرَ} كاف {آمِنِينَ}
صالح {مُمَزَّقٍ} كاف {شَكُورٍ} حسن، وكذا: من المؤمنين {فِي شَكٍّ} كاف {حَفِيظٌ} تامّ {مِنْ دُونِ اللََّهِ} صالح {مِنْ شِرْكٍ} مفهوم {مِنْ ظَهِيرٍ} كاف(1/626)
في شك {حَفِيظٌ} تامّ {مِنْ دُونِ اللََّهِ} جائز، لأن ما بعده يصلح حالا واستئنافا، ومعناه ادعوا الذين زعمتم أنهم ينصرونكم ليكشف عنكم ما حلّ بكم والتجئوا إليهم {مِنْ شِرْكٍ} حسن {مِنْ ظَهِيرٍ} تامّ {إِلََّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} تامّ، على القراءتين، قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بضم همزة أذن مجهولا أقاموا له مقام الفاعل، والباقون بفتح الهمزة، والفاعل الله، أي: إلا لمن أذن الله له أن يشفع لغيره أو إلا لمن أذن الله لغيره أن يشفع فيه {قََالُوا مََا ذََا قََالَ رَبُّكُمْ} ليس بوقف، لأن مقول قالوا الحق، وجمع الضمير في قالوا تعظيما لله تعالى، أي: أيّ شيء قال ربكم في الشفاعة فيقول الملائكة قال الحق، أي: قال القول الحق، فالحق منصوب بفعل محذوف دلّ عليه، قال و {الْحَقَّ} كاف {الْكَبِيرُ} تامّ {وَالْأَرْضِ} جائز {قُلِ اللََّهُ} حسن، إن لم يوقف على والأرض {مُبِينٍ} كاف، ومثله: عما تعملون، وكذا: بالحق على استئناف ما بعده {الْعَلِيمُ} تامّ {شُرَكََاءَ كَلََّا} تامّ، عند أبي حاتم والخليل، لأن المعنى كلا لا شريك لي ولا تروني ولا تقدرون على ذلك، فلما أفحموا عن الإتيان بجواب وتبين عجزهم زجرهم عن كفرهم فقال {لََا يَعْلَمُونَ} كاف، ومثله: صادقين ولا يستقدمون كاف {بَيْنَ يَدَيْهِ}
حسن، وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما {إِلى ََ بَعْضٍ الْقَوْلَ}
كاف، ومثله: لكنا مؤمنين، وكذا مجرمين. وأندادا، والعذاب {فِي أَعْنََاقِ}
{لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} تامّ، وكذا: الكبير {وَالْأَرْضِ} جائز {قُلِ اللََّهُ} حسن، إن لم يوقف على والأرض {مُبِينٍ} حسن، وكذا: عما تعملون، والعليم {كَلََّا} تامّ، وكذا:
الحكيم {لََا يَعْلَمُونَ} كاف {صََادِقِينَ} حسن ولا يستقدمون تامّ {بَيْنَ يَدَيْهِ} حسن {إِلى ََ بَعْضٍ الْقَوْلَ} كاف {لَكُنََّا مُؤْمِنِينَ} كاف {مُجْرِمِينَ} حسن، وكذا: أندادا {لَمََّا رَأَوُا الْعَذََابَ} كاف {يَعْمَلُونَ} تامّ {كََافِرُونَ} حسن {بِمُعَذَّبِينَ} تامّ {وَيَقْدِرُ} جائز، عند بعضهم، ولا أحبه {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ،(1/627)
{الَّذِينَ كَفَرُوا} حسن {يَعْمَلُونَ} تام {مُتْرَفُوهََا} ليس بوقف لاتصال المقول بما قبله {كََافِرُونَ} تامّ {وَأَوْلََاداً} جائز، ولا كراهة في الابتداء بما بعده، لأنه حكاية عن كلام الكفار، والقارئ غير معتقد معنى ذلك {بِمُعَذَّبِينَ} تامّ {وَيَقْدِرُ} ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله استدراكا وعطفا {لََا يَعْلَمُونَ} كاف {زُلْفى ََ} ليس بوقف، لأنه لا يبتدأ بأداة الاستثناء {وَعَمِلَ صََالِحاً} حسن، لأن أولئك مبتدأ مع الفاء {آمِنُونَ}
كاف {مُحْضَرُونَ} تامّ {وَيَقْدِرُ لَهُ} كاف وتامّ، عند أبي حاتم للابتداء بالنفي، ومثله: فهو يخلفه {الرََّازِقِينَ} كاف، إن نصب ويوم بفعل مقدّر {كََانُوا يَعْبُدُونَ} كاف، وأكفى منه الجنّ، وتامّ عند أبي حاتم {مُؤْمِنُونَ}
تامّ {وَلََا ضَرًّا} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله {تُكَذِّبُونَ} كاف {آبََاؤُكُمْ} جائز، ومثله: إلا إفك مفترى {سِحْرٌ مُبِينٌ} تامّ {يَدْرُسُونَهََا} كاف، ومثله: من نذير {مِنْ قَبْلِهِمْ}
ليس بوقف، لأن الجملة بعده حال {مََا آتَيْنََاهُمْ} جائز {فَكَذَّبُوا رُسُلِي}
كاف، لاستئناف التوبيخ {نَكِيرِ} تامّ {بِوََاحِدَةٍ} تامّ، عند نافع، أي:
بكلمة واحدة بجعل أن تقوموا في محل خبر مبتدإ محذوف، أي: هي أن تقوموا، وليس بوقف إن جعل أن تقوموا تفسيرا لقوله: بواحدة، وتكون أن في موضع جرّ بدلا من قوله: بواحدة، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه {ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} تامّ، أي: هل كان محمد صلى الله عليه وسلّم ساحرا أو كاذبا أو مجنونا. ثم
وكذا: آمنون ومحضرون، ومن عباده ويقدر له {يُخْلِفُهُ} صالح {الرََّازِقِينَ} حسن، وكذا: كانوا يعبدون {بَلْ كََانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} تامّ {مُؤْمِنُونَ} كاف {وَلََا ضَرًّا}
مفهوم {تُكَذِّبُونَ} حسن: إفك مفترى {سِحْرٌ مُبِينٌ} تامّ {يَدْرُسُونَهََا} كاف، وكذا: من نذير، ورسلي {نَكِيرِ} تام، وكذا: ثم تتفكروا، ومن جنة، وشديد {فَهُوَ لَكُمْ} حسن {عَلَى اللََّهِ} صالح {شَهِيدٌ} حسن، وكذا: الغيوب {قُلْ جََاءَ}(1/628)
قال الله ما بصاحبكم من جنة {مِنْ جِنَّةٍ} تامّ، لاستئناف النفي، ومن جنة فاعل بالجار لاعتماده {شَدِيدٍ} كاف {فَهُوَ لَكُمْ} حسن، ومثله: على الله {شَهِيدٌ} كاف، ومثله: بالحق إن رفع علام الغيوب على الاستئناف، أي: هو علام أو نصب على المدح، وليس بوقف إن رفع نعتا على موضع اسم إن، وقد ردّ الناس هذا المذهب، أعني جواز الرفع عطفا على محل اسم إن مطلقا، أعني قبل الخبر وبعده، وفي المسألة أربعة مذاهب، مذهب المحققين المنع مطلقا، ومذهب التفصيل قبل الخبر يمتنع وبعده يجوز، ومذهب الفراء إن خفي إعراب الاسم جاز لزوال الكراهة اللفظية، وسمع إنك وزيد ذاهبان، وليس {بِالْحَقِّ} وقفا إن جعل علام بدلا من الضمير في يقذف أو جعل خبرا ثانيا أو بدلا من الموضع في قوله: إن ربي {الْغُيُوبِ} كاف، ومثله: الحق، وما يعيد تام، {عَلى ََ نَفْسِي} جائز {رَبِّي} كاف، على استئناف ما بعده {سَمِيعٌ قَرِيبٌ} تامّ {فَلََا فَوْتَ} كاف {وَأُخِذُوا مِنْ مَكََانٍ قَرِيبٍ}
الأولى وصله، لأن: وقالوا آمنا به عطف على وأخذوا {آمَنََّا بِهِ} جائز، على استئناف الاستفهام {بَعِيدٍ} كاف، ومثله: بعيد، والتناوش مبتدأ وأني خبره، أي: كيف لهم التناوش، أي: الرجوع إلى الدنيا وأنشدوا: [الطويل] تمنّى أن يئوب إلى منى ... وليس إلى تناوشها سبيل
وقرئ التناؤش بهمزة بدلها {مََا يَشْتَهُونَ} ليس بوقف، لأن الكاف متصلة بما قبلها {مِنْ قَبْلُ} كاف، آخر السورة تامّ.
{الْحَقُّ} كاف {وَمََا يُعِيدُ} حسن {عَلى ََ نَفْسِي} جائز {إِلَيَّ رَبِّي} كاف {سَمِيعٌ قَرِيبٌ} تامّ {فَلََا فَوْتَ} كاف {مِنْ مَكََانٍ قَرِيبٍ} حسن، وكذا: من مكان بعيد، في الموضعين {مِنْ قَبْلُ} كاف، آخر السورة تامّ.(1/629)
سورة الملائكة مكية (1)
كلمها سبعمائة وسبع وتسعون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف ومائة وثلاثون حرفا، وآيها خمس أو ست وأربعون آية، ولا وقف من أوّلها إلى ورباع {وَرُبََاعَ} كاف، عند أبي حاتم. وقال نافع: تامّ على استئناف ما بعده {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مََا يَشََاءُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {فَلََا مُمْسِكَ لَهََا} حسن، ومثله. من بعد {الْحَكِيمُ} تامّ، للابتداء بياء النداء {نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ} كاف، للابتداء بالاستفهام، ومثله: والأرض {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ}
جائز {تُؤْفَكُونَ} تامّ {مِنْ قَبْلِكَ} حسن {الْأُمُورُ} تامّ {حَقٌّ} حسن، ومثله: الحياة الدنيا للفصل بين الموعظتين {الْغَرُورُ}
كاف {عَدُوًّا} حسن {السَّعِيرِ} تامّ، إن جعل الذين مبتدأ خبره عذاب شديد، وليس بوقف إن جعل في موضع رفع بدلا من الواو في: ليكونوا، وكذا إن جعل في موضع نصب نعتا لحزبه أو في موضع جرّ نعتا لأصحاب السعير {شَدِيدٌ} تامّ، ومثله: كثير. قال قتادة: أجر
سورة فاطر مكية {وَرُبََاعَ} كاف، ومثله: ما يشاء {قَدِيرٌ} تامّ {مُمْسِكَ لَهََا} صالح، وكذا: من بعده {الْحَكِيمُ} تامّ {نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ} كاف و {الْأَرْضِ} حسن {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} جائز {تُؤْفَكُونَ} تامّ {مِنْ قَبْلِكَ} كاف {الْأُمُورُ} تامّ، وكذا: الغرور {عَدُوًّا} حسن {أَصْحََابِ السَّعِيرِ} تامّ، إن جعل {الَّذِينَ كَفَرُوا} مبتدأ وخبره: عذاب شديد، وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا مما قبله، بل الوقف على: كفروا، وهو جائز {شَدِيدٌ} تامّ،
__________
(1) وهي سورة فاطر، وسميت بذلك لذكر خلق الملائكة في مفتتحها، وهي أربعون وست في الشامي وإسماعيل، وخمس في الباقي والخلاف في سبع آيات: {عَذََابٌ شَدِيدٌ} [7] بصري، وشامي، {جَدِيدٍ} [16] غير بصري، {وَالْبَصِيرُ} [19] غير بصري {وَلَا النُّورُ} [20] غير بصري، {أَنْ تَزُولََا} [41] بصري، {تَبْدِيلًا} [43] بصري، شامي، ومدني أخير {مَنْ فِي الْقُبُورِ} [22] غير شامي، وانظر: «التلخيص» (377).(1/630)
كبيرا الجنة {فَرَآهُ حَسَناً} حسن، إن قدّر جواب الاستفهام كمن هداه الله بقرينة ويهدي، ولمن قدر الجواب ذهبت نفسك عليه حسرة بقرينة فلا تذهب نفسك، ويكون قوله: فلا تذهب نفسك دليل الجواب، فلا يوقف على {حَسَناً} حسن يأتي بقوله: فلا تذهب نفسك. وقال الحسين بن الفضل:
في الآية تقديم وتأخير، وتقديره: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فلا تذهب، وعلى هذا فالوصل أولى للتعقيب فإنه يؤذن بالسلب، أي: لا تتحسر على من يضلّ فإنه يضله، والأوّل أولى {حَسَرََاتٍ} كاف {بِمََا يَصْنَعُونَ}
تامّ {بَعْدَ مَوْتِهََا} كاف {النُّشُورُ} تامّ، والكاف في محل رفع، أي: مثل إخراج النبات يخرجون من قبورهم {الْعِزَّةَ} تام، من شرط جوابه مقدّر، ويختلف تقديره باختلاف التفسير. قيل: من كان يريد العزة بعبادة الأوثان فيكون تقديره فليطلبها، ومن كان يريد العزة بالطريق القويم، فيكون تقديره فليطلبها، ومن كان يريد علم العزة فيكون تقديره فلينسب ذلك إلى الله، ودلّ على ذلك كله قوله: {فَلِلََّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} و {جَمِيعاً} كاف، ومثله:
الكلم الطيب {يَرْفَعُهُ} تامّ، إن كان الرافع للعمل الصالح الله تعالى، وإن كان الرافع للعمل الصالح الكلم الطيب، وأراد أن الكلم الطيب يرفعه العمل الصالح، فلا يحسن الوقف على الطيب في الوجهين، وليس الطيب يوقف إن عطف {وَالْعَمَلُ الصََّالِحُ} على الكلم الطيب، ومفهوم الصالح أن الكلم لا يقبل لعدم مقارنته للعمل الصالح إذ في الحديث «لا يقبل الله قولا إلا بعمل، ولا عملا إلا بنية، ولا قولا ولا عملا ولا نية إلا بإصابة السنة» {شَدِيدٌ}
وكذا: كبير {فَرَآهُ حَسَناً} جائز {وَيَهْدِي مَنْ يَشََاءُ} كاف، إن قدّر جواب الاستفهام كمن هداه الله بقرينة ويهدي، وإن قدّر ذهبت نفسك بقرينة، فلا تذهب نفسك فجائز {حَسَرََاتٍ} كاف {بِمََا يَصْنَعُونَ} تامّ {بَعْدَ مَوْتِهََا} كاف {النُّشُورُ} تامّ، وكذا: العزة جميعا {الطَّيِّبُ} تامّ، عند بعضهم. وقيل: الصالح هو التامّ {يَرْفَعُهُ}
تامّ اتفاقا {شَدِيدٌ} حسن {يَبُورُ} تامّ {أَزْوََاجاً} حسن، وكذا: إلا بعلمه {فِي}(1/631)
كاف {يَبُورُ} تامّ {أَزْوََاجاً} حسن، ومثله: بعلمه {إِلََّا فِي كِتََابٍ} تامّ، عند أبي حاتم، وحسن عند غيره {يَسِيرٌ} تامّ {الْبَحْرََانِ} جائز، وليس حسنا، لأن ما بعده تفسير لهما، لأن الجملتين مع ما حذف حال من البحرين أي: وما يستوي البحران مقولا لهما: {هََذََا عَذْبٌ فُرََاتٌ وَهََذََا مِلْحٌ أُجََاجٌ}
و {أُجََاجٌ} حسن {تَلْبَسُونَهََا} جائز {مَوََاخِرَ} ليس بوقف، لأن اللام من قوله {لِتَبْتَغُوا} متعلقة بمواخر، فلا يفصل بينهما {تَشْكُرُونَ} تام: على استئناف ما بعده {فِي اللَّيْلِ} جائز {وَالْقَمَرَ} حسن: لأن كل مستأنف مبتدأ {لِأَجَلٍ مُسَمًّى} كاف، وكذا: له الملك، ومثله: من قطمير، للابتداء بالشرط {دُعََاءَكُمْ} حسن، ومثله: ما استجابوا لكم، وكذا: بشرككم {مِثْلُ خَبِيرٍ} تام: للابتداء بياء النداء {إِلَى اللََّهِ} كاف، فصلا بين وصف الخلق ووصف الحق {الْحَمِيدُ} كاف، ومثله: جديد {بِعَزِيزٍ} تامّ {وِزْرَ أُخْرى ََ} كاف، لاستئناف الشرط، ولا يوقف على: منه شيء {ذََا قُرْبى ََ}
كاف، وفي كان ضمير هو اسمها، وإنما أراد ولو كان المدعوّ ذا قربى {وَأَقََامُوا الصَّلََاةَ} كاف، ومثله: لنفسه {الْمَصِيرُ} تامّ {وَالْبَصِيرُ} جائز، وهما المؤمن والكافر، ومثله: ولا النور. وقيل: لا وقف من قوله: وما يستوي الأعمى إلى الحرور وبه يتم المعطوف والمعطوف عليه {الْحَرُورُ} كاف {وَلَا الْأَمْوََاتُ} حسن، ومثله: من يشاء، وتامّ عند أبي حاتم للعدول عن الإثبات إلى النفي {الْقُبُورِ} كاف {إِلََّا نَذِيرٌ} تامّ، ومثله: ونذيرا، وكذا: نذير
{كِتََابٍ} كاف {يَسِيرٌ} حسن {الْبَحْرََانِ} صالح {أُجََاجٌ} كاف {تَلْبَسُونَهََا}
صالح {تَشْكُرُونَ} كاف، وكذا: في الليل {وَالْقَمَرَ} حسن {لِأَجَلٍ مُسَمًّى}
كاف، وكذا: له الملك {مِنْ قِطْمِيرٍ} صالح {دُعََاءَكُمْ} صالح {بِشِرْكِكُمْ}
حسن {مِثْلُ خَبِيرٍ} تامّ {إِلَى اللََّهِ} كاف {الْحَمِيدُ} حسن، وكذا: جديد، وبعزيز {وِزْرَ أُخْرى ََ} كاف {ذََا قُرْبى ََ} تامّ {وَأَقََامُوا الصَّلََاةَ} حسن {لِنَفْسِهِ}
كاف {الْمَصِيرُ} تامّ {وَالْبَصِيرُ} مفهوم، وكذا: ولا النور {وَلَا الْحَرُورُ} تامّ، وكذا:
ولا الأموات {مَنْ يَشََاءُ} صالح {مَنْ فِي الْقُبُورِ} كاف، وكذا: إلا نذير {بَشِيراً}(1/632)
{مِنْ قَبْلِهِمْ} جيء، لأن جاءتهم يصلح حالا واستئنافا {الْمُنِيرِ} كاف، على استئناف ما بعده {الَّذِينَ كَفَرُوا} جائز، لاستئناف التوبيخ {نَكِيرِ}
تامّ {أَلْوََانُهََا} الأول حسن، وألوانها الثاني ليس بوقف، لأن قوله:
{وَغَرََابِيبُ سُودٌ} معطوف على بيض {وَغَرََابِيبُ سُودٌ} كاف، إن رفع مختلف بالابتداء وما قبله خبره، وليس بوقف إن عطف على مختلفا الأوّل {كَذََلِكَ} جائز، إن كان لتشبيه تمام الكلام قبله. والمعنى أن فيما خلقنا من الناس والدوابّ والأنعام مختلفا مثل اختلاف الثمرات والجبال، وهذا توجيه حسن {الْعُلَمََاءُ} كاف.
ورسموا العلمواء بواو وألف بعد الميم كما ترى {غَفُورٌ} تامّ {وَعَلََانِيَةً} ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت وهو جملة يرجون {لَنْ تَبُورَ} كاف، إن جعلت لام {لِيُوَفِّيَهُمْ} لام القسم كما يقول أبو حاتم، وليس بوقف إن علقت بلن تبور، أي: تجارة غير هالكة تنفق في طاعة الله ليوفيهم {مِنْ فَضْلِهِ} كاف {شَكُورٌ} تامّ {لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ} كاف {بَصِيرٌ} تامّ، للفصل بين الجملتين تعريضا للاعتبار {مِنْ عِبََادِنََا} حسن، ومثله: ظالم لنفسه، إن فسر الظالم بالكافر كما رواه عمرو بن دينار عن ابن عباس. وجائز إن فسر بالعاصي وهو المشهور {مُقْتَصِدٌ} جائز، للفصل بين الأوصاف روى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ هذه الآية عند رسول الله فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له»، وفي الجامع «السابق والمقتصد يدخلان الجنة بغير حساب والظالم لنفسه يحاسب يسيرا ثم يدخل الجنة» ك ص عن أبي الدرداء {بِإِذْنِ اللََّهِ} كاف {الْكَبِيرُ} كاف، وليس بتامّ، لأن {جَنََّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهََا} تفسير
{وَنَذِيراً} تام، وكذا: فيها نذير {الْمُنِيرِ} صالح، وكذا الذين كفروا {نَكِيرِ} تامّ {أَلْوََانُهََا} صالح {سُودٌ} كاف {أَلْوََانُهُ كَذََلِكَ} تامّ، وكذا: العلماء، وغفور، ولن تبور، بجعل لام {لِيُوَفِّيَهُمْ} لام القسم كما مرّ في نظيره {مِنْ فَضْلِهِ} كاف(1/633)
للفضل الكبير كأنه قال: هو جنات عدن فلا يفصل بينهما واغتفر الفصل من حيث كونه رأس آية، وكاف أيضا لمن رفع جنات مبتدأ والجملة خبر، ومثله أيضا لمن رفع جنات خبر مبتدإ محذوف، أي: ذلك جنات عدن، وكذا لو جعل جنات خبرا ثانيا لاسم الإشارة، وليس بوقف إن أعرب بدلا من الفضل الكبير، وليس بوقف أيضا على قراءة عاصم الجحدري {جَنََّاتُ عَدْنٍ}
بكسر التاء بدلا من قوله بالخيرات وعلى قراءته، فلا يوقف على: بإذن الله، ولا على: الكبير، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف ولؤلؤ كاف، لمن قرأه بالجرّ عطفا على: من ذهب، وبها قرأ ابن كثير وأهل مكة وحمزة والكسائي وابن عامر وأبو عمرو، وقرأ نافع وعاصم ولؤلؤا بالنصب على محل من أساور كأنه قال: يحلون أساور من ذهب ولؤلؤا، فعلى قراءتهما يوقف عليه بالألف {حَرِيرٌ} تامّ {الْحَزَنَ} كاف {شَكُورٌ} تامّ، في محل {الَّذِي} الحركات الثلاث، فإن جعل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هو الذي أو جعل في محل نصب بتقدير أعني كان كافيا فيهما، وليس بوقف في أربعة أوجه: إن جعل الذي في محل خفض نعتا لاسم الله في قوله:
الحمد لله، أو جعل في محل نصب نعتا لاسم إن في قوله: إن ربنا لغفور شكور، أو في محل رفع بدلا من غفور، أو بدلا من الضمير في: شكور {مِنْ فَضْلِهِ} جائز. وقال الأخفش: لا وقف من قوله: الحمد لله إلى لغوب و {لُغُوبٌ} تامّ {جَهَنَّمَ} كاف، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده خبرا ثانيا أو حالا {مِنْ عَذََابِهََا} كاف {كُلَّ كَفُورٍ} تامّ
{شَكُورٌ} تامّ {بَيْنَ يَدَيْهِ} كاف، وكذا: بصير، ومن عبادنا {فَمِنْهُمْ ظََالِمٌ لِنَفْسِهِ}
جائز، وكذا: ومنهم مقتصد، وبإذن الله {الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} حسن {وَلُؤْلُؤاً} كاف {فِيهََا حَرِيرٌ} تامّ {الْحَزَنَ} صالح {مِنْ فَضْلِهِ} جائز {فِيهََا لُغُوبٌ} تامّ، وكذا:
من عذابها، وكل كفور {غَيْرَ الَّذِي كُنََّا نَعْمَلُ} حسن، وفي الأصل تامّ وفيه نظر {النَّذِيرُ} كاف {فَذُوقُوا} تامّ، وكذا: من نصير {وَالْأَرْضِ} كاف {الصُّدُورِ} تامّ(1/634)
{يَصْطَرِخُونَ فِيهََا} جائز عند نافع على استئناف ما بعده، أي: يقولون ربنا، وخولف في هذا، لأن المعنى يصطرخون يقولون، فيحتاج إلى ما بعده وكذا إن أضمرت القول، لأن ما قبله دلّ عليه {كُنََّا نَعْمَلُ} تامّ {النَّذِيرُ}
كاف، على استئناف ما بعده {فَذُوقُوا} تامّ، ومثله من نصير {وَالْأَرْضِ}
حسن {الصُّدُورِ} تامّ {فِي الْأَرْضِ} حسن، ومثله فعليه كفره، وكذا: إلا مقتا {خَسََاراً} كاف. وقيل: تامّ، لأنه آخر قصة {مِنْ دُونِ اللََّهِ} حسن، لتناهي الاستفهام {فِي السَّمََاوََاتِ} جائز، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام {بَيِّنَةٍ مِنْهُ} تامّ، عند نافع {إِلََّا غُرُوراً} تامّ {أَنْ تَزُولََا} كاف وكذا ما بعده {غَفُوراً} تامّ {مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ} حسن، وكذا: نفورا: إن نصب {اسْتِكْبََاراً} على المصدر بفعل مضمر كأنه قال: يستكبرون استكبارا، وليس بوقف إن نصب استكبارا على أنه مفعول من أجله أو جعل حالا، فيكون متعلقا بنفورا. أو بدلا من نفورا {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} الأول حسن، والسيئ الثاني ليس بوقف، لأن ما بعده حرف الاستثناء {إِلََّا بِأَهْلِهِ} كاف، ومثله: الأوّلين لتناهي الاستفهام {تَبْدِيلًا} حسن {تَحْوِيلًا} تامّ.
واتفق علماء الرسم على كتابة {سُنَّتَ} الثلاث بالتاء المجرورة {مِنْ قَبْلِهِمْ} حسن، ومثله: قوّة {وَلََا فِي الْأَرْضِ} كاف {قَدِيراً} تامّ {مِنْ دَابَّةٍ} ليس بوقف، لتعلق ما بعده بما قبله استدراكا {إِلى ََ أَجَلٍ مُسَمًّى}
حسن {أَجَلُهُمْ} ليس بوقف، لأن قوله فإن الله جواب إذا، آخر السورة تام.
{فِي الْأَرْضِ} صالح {فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} كاف وكذا: {إِلََّا مَقْتاً} {إِلََّا خَسََاراً} قيل:
كاف، والأجود أنه تامّ، لأنه آخر قصة {بَيِّنَةٍ مِنْهُ} كاف {إِلََّا غُرُوراً} تامّ {أَنْ تَزُولََا} كاف. وكذا: من بعده {غَفُوراً} تامّ {مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ} كاف، وكذا: إلا نفورا {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} تامّ {إِلََّا بِأَهْلِهِ} كاف، وكذا: الأولين، وتبديلا، وتحويلا، وقوّة، وفي الأرض {قَدِيراً} حسن {مِنْ دَابَّةٍ} كاف، ولا أحبّ أن يبتدأ بقوله: ولكن في شيء من القرآن {إِلى ََ أَجَلٍ مُسَمًّى} كاف، آخر السورة تامّ.(1/635)
سورة يس مكية (1)
قيل: إلا قوله: وإذا قيل لهم اتقوا الآية، فمدنيّ.
كلمها سبعمائة وسبع وعشرون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وعشرون حرفا، وآيها اثنتان، أو ثلاث وثمانون آية، وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل.
{يس} حسن: إن جعل {يس} افتتاح السورة أو اسما لها، وليس بوقف إن فسر {يس} بيا رجل، أو يا إنسان، لأن قوله: {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}
قد دخل في الخطاب كأنه قال: يا محمد والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين فيكون كالكلام الواحد فلا يوقف على: الحكيم، لأن قوله: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} قسم وجوابه إنك، فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل خبرا ثانيا لإن، وكذا إن جعل موضع الجار والمجرور نصبا مفعولا ثانيا لمعنى الفعل في المرسلين، لأن تقديره: إنك لمن الذين أرسلوا على صراط مستقيم، فيكون قوله: {عَلى ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ} داخلا في الصلة، وكذا إن قدّر إنك لمن المرسلين لتنذر قوما، فيدخل قوله: {لِتُنْذِرَ} في الصلة أيضا، فعلى هذه الأوجه لا يوقف على:
المرسلين، ولا على: مستقيم و {مُسْتَقِيمٍ} تامّ، لم قرأ {تَنْزِيلَ} بالرفع خبر
سورة يس مكية وقيل: إلا قوله: وإذا قيل لهم اتقوا الآية، فمدنية، أو مكية.
وتقدم الكلام على {يس} وواو والقرآن للقسم {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} كاف، إن جعل ما بعد استئنافا، فإن جعل خبرا ثانيا لأن فليس بوقف {مُسْتَقِيمٍ} تام: لمن قرأ {تَنْزِيلَ} بالرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف أو بالنصب على المصدرية، وليس بوقف
__________
(1) وهي مكية بلا خلاف، وقيل: إلا قوله تعالى: {وَإِذََا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا} ولكنه مرجوح، وهي ثمانون وثلاث في الكوفي، واثنان في الباقي. والخلاف في آية: {يس} [1] كوفي وانظر:
«التلخيص» (379).(1/636)
مبتدإ محذوف، أي: هو تنزيل، لأن القرآن قد جرى ذكره، وبالرفع قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر، والباقون بالنصب، وكذا من قرأ تنزيل بالنصب على المصدرية بفعل مضمر، أي: نزله تنزيل العزيز أو نصب على المدح، وهو في المعنى كالرفع، وليس بوقف إن جرّ تنزيل نعتا للقرآن أو بدلا منه، وبها قرأ أبو جعفر {الرَّحِيمِ} ليس بوقف، لتعلق لام كي بما قبلها {قَوْماً} جائز، إن جعلت ما نافية، أي: لم تنذر قوما ما أنذر آباؤهم لأن قريشا لم يبعث إليهم نبيّ قبل محمد صلّى الله عليه وسلّم، وليس بوقف إن جعلت اسم موصول، والتقدير: لتنذر قوما الذي أنذر آباؤهم، أي: بالشيء الذي أنذر به آباؤهم {غََافِلُونَ} كاف {عَلى ََ أَكْثَرِهِمْ} جائز {فَهُمْ لََا يُؤْمِنُونَ} كاف {أَغْلََالًا} جائز، أي: منعوا من التصرّف في الخير، لأن ثم أغلالا {إِلَى الْأَذْقََانِ} جائز {مُقْمَحُونَ} كاف، أي: يغضون بصرهم بعد رفعها {وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} ليس بوقف {فَأَغْشَيْنََاهُمْ} جائز {لََا يُبْصِرُونَ} تامّ، قرأ العامة أغشيناهم بالغين المعجمة، أي: غطينا أبصارهم، وقرئ بالعين المهملة، وهو ضعف البصر، يقال غشى بصره وأغشيته أنا {لََا يُؤْمِنُونَ}
كاف {بِالْغَيْبِ} جائز {كَرِيمٍ} تامّ {مََا قَدَّمُوا} ليس بوقف، لأن قوله:
وآثارهم معطوف على ما فكأنه قال نكتب الشيء الذي قدّموه وآثارهم، قيل:
نزلت في قوم كانت منازلهم بعيدة عن مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكانت تلحقهم المشقة إذا أرادوا الصلاة مع النبيّ صلى الله عليه وسلّم فأرادوا أن يتقرّبوا من مسجده، فأنزل الله: إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم، والوقف على آثارهم كاف، لأن كل منصوب بمقدّر، أي: أحصينا كل شيء أحصيناه {مُبِينٍ}
إن جر بدلا من القرآن، ولا يوقف على: الرحيم، لأن ما بعده لام كي، وهي متعلقة بما قبلها {غََافِلُونَ} حسن، وكذا: لا يؤمنون {مُقْمَحُونَ} كاف، وكذا: لا يبصرون {لََا يُؤْمِنُونَ} حسن {بِالْغَيْبِ} جائز {كَرِيمٍ} تامّ {وَآثََارَهُمْ} كاف {مُبِينٍ} تامّ(1/637)
تامّ {مَثَلًا} ليس بوقف، لأن أصحاب القرية حال محل مثل الذي هو بيان مثل الذي في الآية، فلا يفصل بينهما، أي: ومثل لهم مثلا مثل، فمثل الثاني بيان للأوّل، والأول مفعول به {الْقَرْيَةِ} جائز، إن علق إذ بمقدّر {الْمُرْسَلُونَ} الأول ليس بوقف، لأن إذ بدل من إذ الأولى، وإن علق بعامل مضمر جاز الوقف عليه {إِنََّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ} تامّ {بَشَرٌ مِثْلُنََا} ليس بوقف، ومثله: من شيء، لأن ما بعدهما من مقول الكفار {إِلََّا تَكْذِبُونَ}
كاف، ومثله: لمرسلون {الْمُبِينُ} تامّ {تَطَيَّرْنََا بِكُمْ} حسن، للابتداء بلام القسم لنرجمنكم ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف عليه {أَلِيمٌ} كاف {طََائِرُكُمْ مَعَكُمْ} حسن، لمن قرأ: أئن ذكرتم على الاستفهام التوبيخي، لأن له صدر الكلام، سواء قرئ بهمزة محققة أو مسهلة فكان شعبة ونافع وأبو عمرو يقرءون آن ذكرتم بهمزة واحدة ممدودة، وقرأ عاصم ويحيى وحمزة والكسائي إن ذكرتم فعلى هذين القراءتين يحسن الوقف على طائركم معكم، لأن الاستفهام داخل على شرط جوابه محذوف تقديره آن ذكرتم بهمزة ممدودة تطيرتم وأن الناصبة، أي: أتطيرتم لأن ذكرتم وليس بوقف على قراءة ذرّ بن حبيش أأن ذكرتم بهمزتين مفتوحتين، والتقدير ألأن ذكرتم، واختلف سيبويه ويونس إذا اجتمع شرط واستفهام أيهما يجاب؟ فمذهب سيبويه ويونس إذا اجتمع شرط واستفهام أيهما يجاب؟ فمذهب سيبويه إلى إجابة الاستفهام ويونس إلى إجابة الشرط، فالتقدير عند سيبويه آن ذكرتم تتطيرون، وعند يونس تتطيروا مجزوم، فالجواب على القولين محذوف، وهذا الوقف حقيق بأن يخص بتأليف. وهذا غاية في بيانه لمن تدبر، ولله الحمد {مُسْرِفُونَ} تامّ {يَسْعى ََ} ليس بوقف، ومثله: المرسلين، لأن اتبعوا الثانية بدل من اتبعوا الأولى، وهو كلام واحد صادر من واحد {مُهْتَدُونَ}
{إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ} حسن، وكذا: إلا تكذبون {لَمُرْسَلُونَ} كاف {الْمُبِينُ}
حسن {تَطَيَّرْنََا بِكُمْ} مفهوم {أَلِيمٌ} حسن {أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ} كاف {مُسْرِفُونَ} تامّ {الْمُرْسَلِينَ} صالح {مُهْتَدُونَ} حسن {تُرْجَعُونَ} كاف(1/638)
كاف، ورسموا أقصا هنا، وفي القصص بألف كما ترى {فَطَرَنِي} جائز {تُرْجَعُونَ} كاف {آلِهَةً} ليس بوقف، لأن جملة إن يردن الرحمن في محل نصب صفة لآلهة، ورسموا إن يردن بغير ياء بعد النون، وليست الياء من الكلمة، وعلامة الجزم سكون الدال {وَلََا يُنْقِذُونِ} جائز، ولا كراهة في الابتداء بما بعده، لأن القارئ يقرأ ما أنزل الله باعتقاد صحيح وضمير صالح «وإنما الأعمال بالنيات» ومن فسدت نيته واعتقد معنى ذلك فهو كافر إجماعا، ومن حكى ذلك عن قائله فلا جناح عليه كما تقدّم {مُبِينٍ}
حسن، ومثله: فاسمعون {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} أحسن مما قبله، ورسموا ادخل الجنة بلام واحدة من غير ياء كما ترى {يَعْلَمُونَ} ليس بوقف، لأن الباء متعلقة بما قبلها، وكذا: ربي، لأن قوله: وجعلني معطوف على وغفر لي {الْمُكْرَمِينَ} كاف {مِنَ السَّمََاءِ} جائز {مُنْزِلِينَ} كاف على استئناف ما بعده {خََامِدُونَ} تامّ، ومثله: على العباد، لأنه تمام الكلام {يَسْتَهْزِؤُنَ}
كاف {مِنَ الْقُرُونِ} ليس بوقف، لأن أنهم منصوب بما قبله {لََا يَرْجِعُونَ}
كاف {مُحْضَرُونَ} تامّ {يَأْكُلُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على ما قبله {وَأَعْنََابٍ} جائز، إن جعل ليأكلوا متعلقا بفجّرنا، وليس بوقف إن جعل ليأكلوا متعلقا بجعلنا {مِنْ ثَمَرِهِ} حسن، إن جعلت ما نافية، وليس بوقف إن جعلت اسم موصول بمعنى الذي في محل جرّ عطفا على ثمره كأنه قال ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم فعلى هذا يكون قد أثبت لأيديهم عملا {أَيْدِيهِمْ} حسن، على الوجهين {يَشْكُرُونَ} تامّ،
{مُبِينٍ} حسن، وكذا: فاسمعون {ادْخُلِ الْجَنَّةَ} صالح {الْمُكْرَمِينَ} حسن {مُنْزِلِينَ} صالح {خََامِدُونَ} تامّ، وكذا: يا حسرة على العباد، ويستهزءون، ولا يرجعون، ومحضرون {يَأْكُلُونَ} كاف، وكذا: وأعناب {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ} حسن، إن جعلت ما في: وما عملت أيديهم للنفي، وليس بوقف إن جعلت بمعنى الذي، وقرئ عملته أو قدّر الضمير {أَيْدِيهِمْ} كاف على الوجهين {يَشْكُرُونَ} تامّ، وكذا: لا(1/639)
ومثله: لا يعلمون {اللَّيْلُ} جائز، على تقدير إنا نسلخ، وليس بوقف إن جعل حالا {مُظْلِمُونَ} كاف، إن رفعت والشمس بالابتداء وما بعدها الخبر، وليس بوقف إن جعلت والشمس معطوفة على والليل {لِمُسْتَقَرٍّ لَهََا} كاف، وقرئ لا مستقر بلا النافية، وقرئ لا مستقرّ لها بلا العاملة عمل ليس، فمستقرّ اسمها ولها في محل نصب خبرها كقوله:
تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا ... ولا وزر مما قضى الله واقيا
والمعنى أنها لا مستقرّ لها في الدنيا بل هي دائمة الجريان {الْعَلِيمِ}
تامّ، لمن قرأ: والقمر بالرفع على الابتداء والخبر، وبالرفع قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والباقون بنصبه بتقدير قدّرنا القمر، وليس بوقف لمن قرأه بالرفع عطفا على ما قبله، أي: وآية لهم القمر قدرناه و {مَنََازِلَ} ليس بوقف، لأن حتى متعلقة بما قبلها وهي غاية كأنه قال: قدّرناه منازل إلى أن {عََادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} و {الْقَدِيمِ} كاف، ومثله: سابق النهار {يَسْبَحُونَ} تامّ {الْمَشْحُونِ} جائز {مََا يَرْكَبُونَ} كاف، قيل: السفن، وقيل: الإبل {وَلََا هُمْ يُنْقَذُونَ} ليس بوقف، لأن بعده حرف الاستثناء {إِلى ََ حِينٍ} كاف، ومثله: ترحمون على أن جواب إذا محذوف تقديره وإذا قيل: لهم هذا أعرضوا ويدل عليه ما بعده، وهو ما تأتيهم من آية، وليس بوقف إن جعل قوله: إلا كانوا عنها معرضين جواب وإذا قيل لهم اتقوا، وجواب وما تأتيهم من آية إذ كل واحد منهما يطلب جوابا. فإذا جعلت إلا كانوا عنها معرضين جواب إذا فقد جعلت إلا كانوا جواب شيئين وشيء واحد لا يكون جوابا
يعلمون، ومظلمون {لِمُسْتَقَرٍّ لَهََا} كاف {الْعَلِيمِ} تامّ، لمن قرأ: والقمر بالرفع على الابتداء والخبر أو بالنصب تقديره قدّرنا القمر، وليس بوقف لمن قرأه بالرفع عطفا على ما قبله بتقدير، وآية لهم القمر {الْقَدِيمِ} حسن، وكذا سابق النهار {يَسْبَحُونَ} تامّ {الْمَشْحُونِ} صالح {يَرْكَبُونَ} كاف {إِلى ََ حِينٍ} حسن {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} كاف {مُعْرِضِينَ} حسن {مُبِينٍ} كاف، وكذا: صادقين {يَخِصِّمُونَ} رأس آية، وليس(1/640)
لشيئين على المشهور {مُعْرِضِينَ} كاف {مِمََّا رَزَقَكُمُ اللََّهُ} ليس بوقف لأن قال الذين كفروا جواب إذا {أَطْعَمَهُ} ليس بوقف، لأن ما بعده من تمام الحكاية، لأن البخلاء من الكفار قالوا: أفقره الله ونطعمه نحن أحق بذلك، فحينئذ لا وقف من قوله: وإذا قيل لهم اتقوا إلى مبين إجماعا، لأن التصريح بالوصفين من الكفر والإيمان دليل على أن المقول لهم كفار، والقائل لهم المؤمنون، وأن كل وصف حامل صاحبه على ما صدر منه {مُبِينٍ} تامّ، ومثله صادقين {يَخِصِّمُونَ} رأس آية، وليس بوقف إن جعل متصلا بما قبله، وإن جعل مستأنفا كان كافيا {يَرْجِعُونَ} تام {يَنْسِلُونَ} كاف {مِنْ مَرْقَدِنََا} تامّ، عند الأكثر، وقيل: الوقف على {هََذََا} إن جعل في محل جرّ صفة لمرقدنا أو بدلا منه، وعليهما يكون الوقف على {هََذََا} وقوله: ما وعد الرحمن خبر مبتدإ محذوف، أي: بعثكم ما وعد الرحمن، فما في محل رفع خبر بعثكم، أو ما وعد الرحمن وصدق المرسلون حق عليكم، فهذا من كلام الملائكة أو من كلام المؤمنين جوابا لقول الكفار {مَنْ بَعَثَنََا مِنْ مَرْقَدِنََا}
ويؤيد هذا ما في شرح الصدور للسيوطي عن مجاهد قال: للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم قبل يوم القيامة. فإذا صيح بأهل القبور يقول الكافر:
يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا، فيقول المؤمن إلى جنبه: هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون {الْمُرْسَلُونَ} كاف، ومثله: محضرون {شَيْئاً} جائز {تَعْمَلُونَ} تامّ {فََاكِهُونَ} جائز: إن جعل هم مبتدأ ومتكئون خبرا لهم، والتقدير هم وأزواجهم في ظلال متكئون على الأرائك، فقوله: على الأرائك متعلق به، لا أنه خبر مقدّم، ومتكئون مبتدأ مؤخر، إذ لا معنى له، وإن جعل متكئون خبر مبتدإ محذوف حسن الوقف على الأرائك، وليس فاكهون بوقف
بوقف {يَرْجِعُونَ} كاف، وكذا: ينسلون {مِنْ مَرْقَدِنََا} تامّ: وقيل: الوقف على هذا يجعله بدلا من مرقدنا، وجعل ما وعد الرحمن خبر مبتدإ محذوف {الْمُرْسَلُونَ} حسن {مُحْضَرُونَ} كاف {تَعْمَلُونَ} تامّ {فََاكِهُونَ} حسن، وكذا: متكئون {مََا}(1/641)
إن جعل هم توكيدا للضمير في فاكهون وأزواجهم معطوفا على الضمير في فاكهون {مُتَّكِؤُنَ} حسن، ومثله: فاكهة {مََا يَدَّعُونَ} تامّ: إن جعل ما بعده مستأنفا خبر مبتدإ محذوف، أي: وذلك سلام، وليس بوقف إن جعل بدلا من «ما» في قوله: ما يدعون، أي: ولهم ما يدّعون، ولهم فيها سلام كذلك، وإذا كان بدلا كان خصوصا، والظاهر أنه عموم في كل ما يدّعونه، وإذا كان عموما لم يكن بدلا منه، وإن نصب قولا على المصدر بفعل مقدر جاز الوقف على سلام، أي: قالوا قولا أو يسمعون قولا من ربّ، وليس بوقف إن جعل قولا منصوبا بما قبله بتقدير: ولهم ما يدّعون قولا من ربّ عدة من الله. وحاصله أن في رفع سلام ستة أوجه. أحدها: أنه خبر «ما» في قوله:
ولهم ما يدّعون، أي: سلام خالص، أو بدل من ما أو صفة لها أو خبر مبتدإ محذوف، أي: هو سلام أو مبتدأ خبره الناصب لقولا، أي: سلام يقال لهم قولا أو مبتدأ خبره من ربّ، وقولا مصدر مؤكد لمضمون الجملة معترض بين المبتدإ والخبر، وقرئ سلاما قولا بنصبهما وبرفعهما {مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} تامّ، للخروج من قصة إلى قصة {الْمُجْرِمُونَ} كاف {الشَّيْطََانَ} جائز، للابتداء بأن {مُبِينٌ} ليس بوقف، لأن قوله: وأن اعبدوني معطوف على أن لا تعبدوا، وإن جعلت أن مفسرة فيهما، فسرت العهد بنهي وأمر أو مصدرية، أي: ألم أعهد إليكم في عدم عبادة الشيطان وفي عبادتي {مُسْتَقِيمٌ} كاف {كَثِيراً} جائز {تَعْقِلُونَ} كاف و {تُوعَدُونَ}، و {تَكْفُرُونَ}، و {يَكْسِبُونَ}، و {يُبْصِرُونَ} كلها وقوف كافية {عَلى ََ مَكََانَتِهِمْ} جائز {وَلََا يَرْجِعُونَ} تامّ {فِي الْخَلْقِ} حسن {يَعْقِلُونَ} تامّ، للابتداء بالنفي،
{يَدَّعُونَ} تامّ، وقيل: كاف، وقال أبو حاتم: الوقف التامّ عند سلام بجعله بدلا من ما، وكل من القولين حسن {مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} تامّ، وكذا: المجرمون {وَأَنِ اعْبُدُونِي}
حسن، وكذا: مستقيم {كَثِيراً} صالح {تَعْقِلُونَ} حسن {تُوعَدُونَ}
كاف، وكذا: تكفرون، ويكسبون، ويبصرون {وَلََا يَرْجِعُونَ} حسن {فِي الْخَلْقِ}(1/642)
ورسم بعضهم له بالحسن غير حسن {وَمََا يَنْبَغِي لَهُ} حسن، وقيل: تامّ {مُبِينٌ} ليس بوقف، لأن ما بعده لام كي، ولا يوقف على حيّا، لأن قوله:
ويحق معطوف على لينذر {الْكََافِرِينَ} تامّ {أَنْعََاماً} حسن {مََالِكُونَ}
كاف {وَذَلَّلْنََاهََا لَهُمْ} جائز، ومثله: ركوبهم، ويأكلون، ومشارب {يَشْكُرُونَ} تامّ {مِنْ دُونِ اللََّهِ آلِهَةً} ليس بوقف لتعلق حرف الترجي بما قبله {يُنْصَرُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {نَصْرَهُمْ} حسن {مُحْضَرُونَ} كاف {قَوْلُهُمْ} تام، عند الفراء وأبي حاتم لانتهاء كلام الكفار، لئلا يصير: إنا نعلم مقول الكفار الذي يحزن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والقراءة المتواترة كسر همزة إنا نعلم، وقول بعضهم من فتحها بطلت صلاته ويكفر فيه شيء، إذ يجوز أن يكون الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم مرادا به غيره كقوله: فلا تكوننّ ظهيرا للكافرين، ولا تدع مع الله إلها آخر ولا تكوننّ من المشركين، ولا بدّ من التفصيل في التفكير إن اعتقد أن محمدا صلّى الله عليه وسلّم يحزن لعلم الله بسرّ هؤلاء وعلانيتهم. فهذا كفر لا كلام فيه، وقد يكون فتحها على تقدير حذف لام التعليل أو يكون، إنا نعلم بدلا من قولهم، أي: ولا يحزنك أنا نعلم. وهذا يقتضي أنه قد نهي عن حزنه عن علم الله بسرّهم وعلانيتهم، وليس هذا بكفر أيضا تأمّل {وَمََا يُعْلِنُونَ} تامّ {مُبِينٌ} كاف {وَنَسِيَ خَلْقَهُ}
حسن {رَمِيمٌ} كاف، ومثله: أوّل مرّة، وكذا: عليم، على استئناف ما بعده خبر مبتدإ محذوف تقديره: هو الذي، أو في موضع نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل الذي في موضع رفع بدلا من قوله: الذي أنشأها
صالح {يَعْقِلُونَ} حسن {وَمََا يَنْبَغِي لَهُ} تامّ، وكذا: الكافرين {مََالِكُونَ} كاف {وَذَلَّلْنََاهََا لَهُمْ} جائز {يَأْكُلُونَ} حسن {وَمَشََارِبُ} كاف و {يَشْكُرُونَ} حسن {يُنْصَرُونَ} صالح {مُحْضَرُونَ} كاف {قَوْلُهُمْ} تامّ، وكذا: يعلنون {مُبِينٌ}(1/643)
أوّل مرّة، أو بيانا له، وعليه فلا يوقف على: أول مرة، ولا على: عليم {نََاراً} ليس بوقف لمكان الفاء {تُوقِدُونَ} تامّ، للابتداء بالاستفهام بعده، ومثله في التمام {مِثْلَهُمْ} عند أبي حاتم، لانتهاء الاستفهام، ووقف جمع على {بَلى ََ} ولكل منهما موجب ومقتض، فموجبه عند أبي حاتم تناهي الاستفهام، وموجب الثاني وهو أجود تقدّم النفي، وهو: أوليس، لأن ليس نفي ودخل عليها الاستفهام صيرها إيجابا، وما بعدها لا تعلق له بها فصار الوقف عليها له مقتضيات، وعدم الوقف عليها له مقتض واحد، وماله مقتضيات أجود مما له مقتض واحد، وهذا بخلاف ما في البقرة ما بعد بلى له تعلق بها، لأن ما بعدها من تتمة الجواب، فلا يوقف على بلى في الموضعين فيها كما مرّ التنبيه عليه بأشبع من هذا {الْخَلََّاقُ الْعَلِيمُ} كاف {كُنْ}
حسن، لمن قرأ {فَيَكُونُ} بالرفع خبر مبتدإ محذوف، أي: فهو يكون، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على: يقول {فَيَكُونُ} كاف، على القراءتين {كُلِّ شَيْءٍ} جائز {تُرْجَعُونَ} تامّ القراءة ترجعون بالفوقية مجهولا، وقرئ بفتحها.
سورة والصافات مكية (1)
كلمها ثمانمائة وستون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وثمانمائة وستة وعشرون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضعان:
حسن {رَمِيمٌ} كاف {تُوقِدُونَ} تامّ، وكذا: أن يخلق مثلهم بلى {الْعَلِيمُ} حسن {كُنْ فَيَكُونُ} تقدّم في سورة البقرة {كُلِّ شَيْءٍ} جائز، آخر السورة تامّ.
سورة والصافات مكيّة {إِنَّ إِلََهَكُمْ لَوََاحِدٌ} تامّ، وقال أبو عمرو: كاف
__________
(1) وهي مكية، وهي مائة وثمانون وآية في البصري، واثنان في الباقي والخلاف في آية: {وَمََا كََانُوا يَعْبُدُونَ} [22] غير بصري انظر: «التلخيص» (383).(1/644)
دحورا، وعلى: إسحاق، ولا وقف من أوّلها إلى الواحد، فلا يوقف على:
صفا، ولا على: زجرا، ولا على: ذكرا، لأن قوله {وَالصَّافََّاتِ} قسم وجوابه {إِنَّ إِلََهَكُمْ} فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف {لَوََاحِدٌ} تامّ، إن رفع رب خبر مبتدأ محذوف، أي: هو ربّ، وكذا إن رفع خبرا ثانيا، أو نصب بإضمار أعني وليس بوقف إن نصب نعتا لقوله: إلهكم، أو رفع بدلا من قوله:
{لَوََاحِدٌ} وكان الوقف على {الْمَشََارِقِ} دون ما بينهما، لأن {وَرَبُّ الْمَشََارِقِ} معطوف على ما قبله {الْمَشََارِقِ} تام {الْكَوََاكِبِ} كاف، إن نصب {وَحِفْظاً} بمضمر من لفظه، أي: وحفظناها حفظا، وليس بوقف إن عطف على: زينا، فهو معطوف على المعنى دون اللفظ، لأن معنى زينا جعلنا الكواكب زينة وحفظا {مََارِدٍ} كاف {الْأَعْلى ََ} تامّ: لعدم تعلق ما بعده بما قبله، لأنه لا يجوز أن يكون صفة لشيطان، إذ يصير التقدير: من كل شيطان مارد غير سامع، وهو فاسد.
ورسموا الأعلا بلام ألف كما ترى، لا بالياء {مِنْ كُلِّ جََانِبٍ}
حسن، وهو رأس آية و {دُحُوراً} أحسن وإن كان هو ليس رأس آية، وهو منصوب بفعل مقدّر، أي: يدحرون دحورا، ويقال دحرته، إذا طردته، ومنه قول أمية بن أبي الصلت:
وبإذنه سجدوا لآدم كلّهم ... إلا لعينا خاطئا مدحورا
وقال أبو جعفر: نصب دحورا على القطع بعيد، لأن العامل في قوله:
{دُحُوراً} ما قبله، أو معناه: فأتبعه شهاب ثاقب {وََاصِبٌ} ليس بوقف، لأن ما بعده حرف الاستثناء، والواصب الدائم، ومنه قول الشاعر:
{الْمَشََارِقِ} تامّ {الْكَوََاكِبِ} كاف، وكذا: ما رد، و: من كل جانب. وقال قوم: إنّ الوقف على {دُحُوراً} أحسن وإن كان {مِنْ كُلِّ جََانِبٍ} آخر آية، وهو حسن {شِهََابٌ ثََاقِبٌ} حسن {أَمْ مَنْ خَلَقْنََا} كاف {لََازِبٍ} تامّ {يَسْتَسْخِرُونَ}(1/645)
لله سلمى حبّها واصب ... وأنت لا بكر ولا خاطب
ومثله في عدم الوقف الوقف على الخطفة، لأن ما بعد الفاء جواب لما قبله {ثََاقِبٌ} تامّ، لأنه تمام القصة {أَمْ مَنْ خَلَقْنََا} كاف.
ورسموا {أَمْ مَنْ} مقطوعة، أم وحدها ومن وحدها كما ترى {لََازِبٍ} كاف، وتامّ عند أبي حاتم ومثله: ويسخرون، وكذا: يذكرون {يَسْتَسْخِرُونَ} جائز، ومثله: مبين {لَمَبْعُوثُونَ} ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله. والمعنى أو تبعث آباؤنا أيضا استبعادا {الْأَوَّلُونَ} كاف، ومثله: داخرون، ولا يوقف على: نعم إن جعل ما بعده جملة حالية، أي:
تبعثون وأنتم صاغرون، وإن جعل مستأنفا حسن الوقف عليها {يَنْظُرُونَ}
كاف، واختلف في: يا ويلنا هل هو من كلام الكفار خاطب بعضهم بعضا، وعليه وقف أبو حاتم وجعل ما بعده من كلام الله أو الملائكة، وبعضهم جعل {هََذََا يَوْمُ الدِّينِ} من كلام الكفار فوقف عليه، وقوله: {هََذََا يَوْمُ الْفَصْلِ} من كلام الله. وقيل: الجميع من كلام الكفار {تُكَذِّبُونَ} حسن {وَأَزْوََاجَهُمْ} ليس بوقف، لأن قوله: {وَمََا كََانُوا يَعْبُدُونَ} موضعه نصب بالعطف على: وأزواجهم أي: أصنامهم، ولا يوقف على: يعبدون، لتعلق ما بعده به، ولا على: من دون الله، لأن المراد بالأمر ما بعد الفاء، وذلك أنه تعالى أمر الملائكة أن يلقوا الكفار وأصنامهم في النار {الْجَحِيمِ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله وكان الوقف
صالح، وكذا: مبين {الْأَوَّلُونَ} كاف وكذا: داخرون، ولا يوقف على: قل نعم، وإن زعمه بعضهم، لأن المعنى تبعثون وأنتم صاغرون {يَنْظُرُونَ} كاف {وَقََالُوا يََا وَيْلَنََا}
تامّ، إن جعل {هََذََا يَوْمُ الدِّينِ} من كلام الملائكة للكفار، وإن جعل من كلام الكفار فالوقف التامّ على: يوم الدين، وهذا يوم الفصل إلى آخره من كلام الملائكة(1/646)
على مسئولون و {مَسْؤُلُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، لأن المسئول عنه قوله: ما لكم لا تناصرون، وهو كاف أيضا {مُسْتَسْلِمُونَ} حسن، ومثله: يتساءلون. وقيل: لا يوقف عليه، لأن ما بعده تفسير للسؤال {الْيَمِينِ} جائز {مُؤْمِنِينَ} حسن، ومثله: من سلطان {طََاغِينَ} كاف {قَوْلُ رَبِّنََا} حسن، للابتداء بإن لمجيئها بعد القول، ومثله: لذائقون، على استئناف ما بعده {غََاوِينَ} جائز {مُشْتَرِكُونَ} كاف، على استئناف ما بعده {بِالْمُجْرِمِينَ} كاف، ومثله: يستكبرون إن جعل ويقولون مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على: يستكبرون {مَجْنُونٍ} كاف، ومثله: المرسلين، وقرأ عبد الله وصدق بتخفيف الدال، المرسلون بالرفع فاعل به {الْعَذََابِ الْأَلِيمِ} جائز {تَعْمَلُونَ} من حيث كونه رأس آية يجوز {الْمُخْلَصِينَ}
صالح، لأن قوله: أولئك بيان لحال المخلصين {مَعْلُومٌ} كاف، إن جعل فواكه خبر مبتدإ محذوف، أي: هي فواكه، أو ذلك الرزق فواكه، وليس بوقف إن جعل فواكه بدلا من قوله: رزق، أو بيانا له، والوقف على: فواكه، ثم يبتدئ:
وهم مكرمون وهكذا إلى: متقابلين، فلا يوقف على: مكرمون، لأن الظرف بعده متعلق به، ولا على: في جنات النعيم، لتعلق ما بعده به، قرأ العامة {مُكْرَمُونَ} بإسكان الكاف وتخفيف الراء، وقرئ في الشاذ بفتح الكاف وتشديد الراء {مُتَقََابِلِينَ} كاف، على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل
{تُكَذِّبُونَ} حسن {الْجَحِيمِ} كاف، وكذا: وقفوهم، ومسئولون، ولا يجمع بينهما {لََا تَنََاصَرُونَ} كاف أيضا {مُسْتَسْلِمُونَ} حسن {يَتَسََاءَلُونَ} كاف {الْيَمِينِ}
جائز، وكذا: مؤمنين {طََاغِينَ} كاف {غََاوِينَ} صالح {مُشْتَرِكُونَ} كاف {بِالْمُجْرِمِينَ} حسن {يَسْتَكْبِرُونَ} صالح {مَجْنُونٍ} حسن {الْمُرْسَلِينَ} كاف {الْأَلِيمِ} صالح {تَعْمَلُونَ} كاف، بجعل إلا بمعنى لكن وخبرها: أولئك لهم رزق معلوم، وهو كاف، وعلى هذا لا يوقف على: المخلصين، فإن بقيت إلا على بابها لم(1/647)
حالا {مِنْ مَعِينٍ} ليس بوقف، لأن قوله {بَيْضََاءَ} من نعت الكأس، وهي مؤنثة {لِلشََّارِبِينَ} حسن، على استئناف النفي بعده {لََا فِيهََا غَوْلٌ} جائز {يُنْزَفُونَ} كاف {عِينٌ} ليس بوقف، لأن قوله: {كَأَنَّهُنَّ} من نعت العين كأنه قال: عين مثل بيض مكنون، ومكنون، أي: مصون، وهو كاف {يَتَسََاءَلُونَ} جائز، ولا يحسن، لأن ما بعده تفسير للسؤال ولا وقف من قوله: قال قائل إلى لمدينون، لاتصال الكلام بعضه ببعض {لَمَدِينُونَ} كاف {مُطَّلِعُونَ} جائز {الْجَحِيمِ} كاف، ومثله، لتردين، وكذا، من المحضرين، للابتداء بالاستئناف، لأن له صدر الكلام {بِمَيِّتِينَ} ليس بوقف، لأن قوله:
{إِلََّا مَوْتَتَنَا} منصوب على الاستثناء {بِمُعَذَّبِينَ} كاف {الْعَظِيمُ} تامّ، ومثله: العاملون {الزَّقُّومِ} حسن {لِلظََّالِمِينَ} كاف، ومثله: الجحيم، وكذا: الشياطين {الْبُطُونَ} جائز، ومثله: من حميم لاإلى الجحيم كاف.
ورسموا لا إلى بألف بعد لام ألف، لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به {ضََالِّينَ} جائز {يُهْرَعُونَ} كاف {أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ} حسن، ومثله:
منذرين الأول، والمنذرين الثاني ليس بوقف لاستثناء بعده {الْمُخْلَصِينَ} تامّ {الْمُجِيبُونَ} كاف، ومثله: العظيم، وكذا: الباقين {فِي الْآخِرِينَ} تامّ.
يوقف على: تعملون، بل على المخلصين، وهو كاف {فَوََاكِهُ} كاف {النَّعِيمِ} صالح {مُتَقََابِلِينَ} أصلح منه {لِلشََّارِبِينَ} كاف، وكذا: ينزفون، ومكنون، ويتساءلون، ولمدينون، والجحيم {لَتُرْدِينِ} جائز {مِنَ الْمُحْضَرِينَ} صالح {بِمُعَذَّبِينَ} كاف {الْعَظِيمُ} تامّ، وكذا: العاملون {الزَّقُّومِ} حسن، وكذا:
الظالمين {الْجَحِيمِ} كاف، وكذا: الشياطين {الْبُطُونَ} صالح لا إلى الجحيم تامّ {يُهْرَعُونَ} حسن {أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ} أحسن منه {الْمُخْلَصِينَ}
تامّ {الْمُجِيبُونَ} كاف، وكذا: العظيم، والباقين {فِي الْآخِرِينَ} تامّ، وكذا: في(1/648)
وقال الكسائي: ليس بتام، لأن التقدير عنده: وتركنا عليه في الآخرين هذا السلام وهذا الثناء. قاله النكزاوي، وهو توجيه حسن {فِي الْعََالَمِينَ}، و {الْمُحْسِنِينَ} رسمهما العماني بالتامّ وفيه نظر، لأن ما بعد كل واحد منهما يغلب على الظن أنه تعليل لما قبله ولعود الضمير في قوله: إنه من عبادنا المؤمنين، والأجود ما أشار إليه شيخ الإسلام من أنهما كافيان، ومثلهما المؤمنين {الْآخَرِينَ} تامّ، لأنه آخر القصة {لَإِبْرََاهِيمَ} ليس بوقف، لأن قوله: {إِذْ جََاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ} ظرف لما قبله، ومثله في عدم الوقف: بقلب سليم، لأن الذي بعده ظرف لما قبله، وإن نصبت إذ بفعل مقدّر كان كافيا {تَعْبُدُونَ} كاف، للابتداء بالاستئناف بعده {تُرِيدُونَ} جائز، وقيل: لا وقف من قوله: وأن من شيعته لإبراهيم إلى برب العالمين، لتعلق الكلام بعضه ببعض من جهة المعنى {بِرَبِّ الْعََالَمِينَ} تامّ {فِي النُّجُومِ} حسن، على استئناف ما بعده، ويكون النظر في النجوم حيلة لأن ينصرفوا عنه {سَقِيمٌ}
جائز، وقول إبراهيم إني سقيم تعريض، لأنه لم يلمّ بشيء من الكذب، لأن من كان الموت منوطا بعنقه فهو سقيم {مُدْبِرِينَ} كاف {تَأْكُلُونَ} جائز، ومثله: تنطقون، وكذا: ضربا باليمين {يَزِفُّونَ} كاف {تَنْحِتُونَ} حسن {وَمََا تَعْمَلُونَ} كاف {فِي الْجَحِيمِ} جائز، ومثله: الأسفلين {سَيَهْدِينِ} حسن، ومثله: من الصالحين، ومثله: حليم، وماذا ترى {مََا تُؤْمَرُ} جائز، على استئناف ما بعده {مِنَ الصََّابِرِينَ} تامّ {الرُّؤْيََا} تامّ عند أبي حاتم وجواب فلما قوله: {وَنََادَيْنََاهُ} بجعل الواو زائدة. وقيل:
جوابها محذوف وقدّره بعضهم بعد الرؤيا، والواو ليست زائدة، أي: كان ما
العالمين، والمحسنين {الْمُؤْمِنِينَ} كاف {الْآخَرِينَ} تامّ {بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} جائز {تَعْبُدُونَ} كاف {تُرِيدُونَ} صالح {الْعََالَمِينَ} كاف، وكذا: مدبرين {ضَرْباً بِالْيَمِينِ} صالح {يَزِفُّونَ} حسن {تَعْمَلُونَ} كاف، وكذا: الأسفلين {سَيَهْدِينِ}
حسن، وكذا: من الصالحين، وحليم {مََا ذََا تَرى ََ} كاف {مِنَ الصََّابِرِينَ} حسن {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيََا} تامّ، وجواب {فَلَمََّا أَسْلَمََا} {وَنََادَيْنََاهُ} بجعل الواو صلة: وقيل:(1/649)
كان مما ينطق به الحال والوصف مما يدرك كنهه. وقيل: تقديره: فلما أسلما أسلما. وقيل: جوابها وتله بجعل الواو زائدة، وعليه يحسن الوقف على الجبين. وقيل: نادته الملائكة من الجبل أو كان من الأمر ما كان، أو قبلنا منه، أو همّ بذبحه عند أهل السنة، لا أنه أمرّ السكين كما تقوله المعتزلة. قيل: لما قال إبراهيم لولده إسماعيل: إني أرى في المنام أني أذبحك، فقال: يا أبت هذا جزاء من نام عن حبيبه، ولو لم تنم ما أمرت بذلك. وقيل: لو كان في النوم خير لكان في الجنة {الْمُحْسِنِينَ} تامّ البلواء المبين كاف.
ورسموا البلواء بواو وألف كما ترى {بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} كاف، وصف بعظيم، لأنه متقبل، لأنه هو الذي قرّبه هابيل بن آدم حين أهبط من الجنة. وقيل: وصف بعظيم لأنه فداء عبد عظيم {فِي الْآخِرِينَ} تامّ {عَلى ََ إِبْرََاهِيمَ} جائز {الْمُحْسِنِينَ} حسن، ومثله: المؤمنين، وقيل: تامّ، لأنه آخر قصة الذبيح {مِنَ الصََّالِحِينَ} حسن {وَعَلى ََ إِسْحََاقَ} تامّ، وليس رأس آية {مُبِينٌ} تامّ. والوقف على: هارون، والعظيم، والغالبين، والمستبين، والمستقيم. وفي الآخرين، وهارون، والمحسنين كلها وقوف كافية {الْمُؤْمِنِينَ}
تامّ، لأنه آخر قصتهما عليهما الصلاة والسلام {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} كاف، إن علق إذ بمحذوف، وجائز إن علق بما قبله {أَلََا تَتَّقُونَ} كاف {الْخََالِقِينَ} تامّ، لمن قرأ: الله بالرفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هو الله، أو الله مبتدأ وربكم خبره، وعلى القراءتين لا يوقف على ربكم، لأن قوله: وربّ آبائكم معطوف على ما قبله، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بنصب الثلاثة على
محذوف، وعليه فالوقف على الرؤيا أيضا، وعلى الجبين حسن {نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} تامّ {الْمُبِينُ} كاف. وكذا: بذبح عظيم {فِي الْآخِرِينَ} تامّ، وكذا: إبراهيم {الْمُحْسِنِينَ} حسن، وكذا: المؤمنين، ومن الصالحين {وَعَلى ََ إِسْحََاقَ} تامّ وكذا: مبين {وَهََارُونَ} كاف، وكذا: العظيم، والغالبين، والمستبين، والمستقيم {فِي الْآخِرِينَ}
تامّ، وكذا: وهارون، والمحسنين، والمؤمنين {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} صالح {أَلََا تَتَّقُونَ} كاف(1/650)
المدح أو البدل من أحسن أو البيان، وليس بوقف لمن نصب الله والباقون بالرفع، وروي عن حمزة أنه كان إذا وصل نصب وإذا وقف رفع، وهو حسن جدّا، وفيه جمع بين الروايتين {الْأَوَّلِينَ} كاف على القراءتين {لَمُحْضَرُونَ}
ليس بوقف لحرف الاستثناء {الْمُخْلَصِينَ} كاف {الْآخِرِينَ} تامّ لأنه آخر قصة {إِلْ يََاسِينَ} كاف، وهو بهمزة مكسورة، واللام موصولة بياسين جمع المنسوبين إلى إلياس معه، قرأ نافع وابن عامر آل ياسين بقطع اللام وبالمدّ في آل وفتح الهمزة وكسر اللام كذا: في الإمام آل منفصلة عن ياسين، فيكون ياسين نبيّا سلم الله على آله لأجله فيكون ياسين، وإلياس اسمين لهذا النبيّ الكريم، أو أراد بآل ياسين أصحاب نبينا، أو أراد بياسين السورة التي تتلوها. وهذه الإرادة ضعيفة، لأن الكلام في قصة إلياس، وفي بعض المصاحف سلام على إدريس، وعلى إدراسين والباقون بغير مدّ وإسكان اللام وكسر الهمزة جعلوه اسما واحدا لنبي مخصوص، فيكون السلام على هذه القراءة على من اسمه إلياس، أصله إلياسي كأشعري استثقل تضعيفها فحذفت إحدى ياءي النسب، فلما جمع جمع سلامة التقى ساكنان إحدى الياءين وياء الجمع، فحذفت أولهما لالتقاء الساكنين فصار إلياسين، ومثله: الأشعريون {الْمُحْسِنِينَ} كاف {الْمُؤْمِنِينَ} تامّ، لأنه آخر قصة إلياس {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}
كاف، إن علق إذ بمحذوف، وجائز إن علق بما قبله {أَجْمَعِينَ} ليس بوقف للاستثناء بعده في الغابرين، جائز {الْآخَرِينَ} تامّ، على استئناف ما بعده {مُصْبِحِينَ} جائز، ورأس آية وله تعلق بما بعده من جهة المعنى، لأنه معطوف على المعنى، أي: تمرّون عليهم في الصبح وبالليل، والوقف على
{أَحْسَنَ الْخََالِقِينَ} تامّ، لمن قرأ: الله ربكم بالرفع أو بالنصب على المدح، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب بدلا من أحسن {الْأَوَّلِينَ} حسن {الْمُخْلَصِينَ} كاف {فِي الْآخِرِينَ} تامّ، وكذا: إلياسين، والمحسنين {الْمُؤْمِنِينَ} صالح، وكذا: المرسلين(1/651)
وبالليل تامّ، وعلى أفلا تعقلون أتمّ، لأن آخر القصة {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} كاف، إن نصب إذ بمقدّر وإلا فلا يجوز {الْمَشْحُونِ} جائز {الْمُدْحَضِينَ} كاف ومثله: مليم، وكذا: يبعثون، وسقيم، ويقطين، وأو يزيدون كلها وقوف تامة {إِلى ََ حِينٍ} تامّ، لأنه آخر قصة يونس عليه السلام، زعم بعضهم أن قوله:
فاستفتهم عطف على قوله: فاستفتهم أهم أشدّ خلقا أول السورة. قال وإن تباعد ما بينهما. أمر الله نبيه صلّى الله عليه وسلّم باستفتاء قريش عن وجه إنكارهم البعث أوّلا. ثم ساق الكلام موصولا بعضه ببعض. ثم أمره ثانيا باستفتائهم عن جعلهم الملائكة بنات الله، ولا شك أن حكم المعطوف أن يكون داخلا فيما دخل عليه المعطوف عليه، وعلى هذا فلا يكون بين: فاستفتهم الأولى والثانية وقف لئلا يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، والعطف يصير الأشياء كالشيء الواحد، والمعتمد ما صرّح به أرباب هذا الشأن أن بين فاستفتهم الأولى والثانية وقوفا تامة وكافية وحسنة على ما نراها إذا اعتبرتها {الْبَنُونَ}
حسن، إن جعلت أم منقطعة بمعنى بل، وليس بوقف إن عطفت على ما قبلها {شََاهِدُونَ} كاف {وَلَدَ اللََّهُ} جائز، لأنه آخر كلامهم وما بعده من مقول الله {لَكََاذِبُونَ} حسن، لمن قرأ: أصطفى بقطع الهمزة مستفهما على سبيل الإنكار، والدليل على ذلك مجيء أم بعدها في قوله: أم لكم سلطان مبين، والأصل أاصطفى، وليس بوقف لمن قرأ بوصل الهمزة من غير تقدير همزة الاستفهام يكون أصطفى داخلا في القول، فكأنه قال ألا أنهم من غير تقدير همزة الاستفهام يكون أصطفى داخلا في القول: فكأنه قال ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله، ويقولون أصطفى البنات على البنين، فاصطفى بدل من ولد الله، وهي مروية عن ورش وهي ضعيفة، فلا يوقف على لكاذبون، لأنه
{الْآخَرِينَ} تامّ، وكذا: وبالليل، وتعقلون {الْمُرْسَلِينَ} صالح {الْمُدْحَضِينَ} كاف، وكذا: مليم، ويبعثون، وسقيم، ويقطين، ويزيدون، وإلى حين {وَهُمْ شََاهِدُونَ}
حسن، وكذا: لكاذبون، لمن قرأ بقطع همزة أصطفى، وليس بوقف لمن قرأ بوصلها(1/652)
محكي من قولهم {عَلَى الْبَنِينَ} تامّ {تَحْكُمُونَ} كاف، على استئناف ما بعده {تَذَكَّرُونَ} جائز، ومثله: مبين {صََادِقِينَ} كاف، ومثله: نسبا {لَمُحْضَرُونَ} كاف {عَمََّا يَصِفُونَ} ليس بوقف للاستثناء بعده {الْمُخْلَصِينَ} تامّ {بِفََاتِنِينَ} ليس بوقف للاستثناء {الْجَحِيمِ} تامّ، عند الأخفش وأبي حاتم {مَعْلُومٌ} كاف، ومثله المسبحون، وكذا: عباد الله المخلصين {فَكَفَرُوا بِهِ} حسن للابتداء بالتهديد {يَعْلَمُونَ} تامّ {الْمُرْسَلِينَ} جائز، لأن ما بعده تفسير للكلمة {الْمَنْصُورُونَ} كاف، على استئناف ما بعده {الْغََالِبُونَ} كاف {حَتََّى حِينٍ} جائز {يُبْصِرُونَ}
كاف، ومثله: يستعجلون، وكذا: صباح المنذرين {حَتََّى حِينٍ} جائز {يُبْصِرُونَ} تامّ {سُبْحََانَ رَبِّكَ} ليس بوقف، لأن ما بعده بدل منه {يَصِفُونَ} كاف، ومثله: المرسلين للابتداء بالحمد الذي يبتدئ به الكلام وبه يختم، آخر السورة، تامّ.
بإضمار القول، أي: يقولون أصطفى {عَلَى الْبَنِينَ} تامّ {تَحْكُمُونَ} كاف {تَذَكَّرُونَ} صالح، لأنه رأس آية {مُبِينٌ} مفهوم {صََادِقِينَ} حسن {نَسَباً}
كاف {لَمُحْضَرُونَ} حسن {الْمُخْلَصِينَ} كاف {صََالِ الْجَحِيمِ} تامّ {مَعْلُومٌ}
كاف، وكذا: الصافون، والمسبحون، والمخلصين {يَعْلَمُونَ} تامّ {الْمُرْسَلِينَ} حسن {الْمَنْصُورُونَ} كاف {الْغََالِبُونَ} حسن {حَتََّى حِينٍ} مفهوم {يُبْصِرُونَ} حسن {يَسْتَعْجِلُونَ} كاف {الْمُنْذَرِينَ} حسن {حَتََّى حِينٍ} مفهوم {يُبْصِرُونَ} تامّ {يَصِفُونَ} كاف، وكذا: على المرسلين، آخر السورة، تامّ.(1/653)
سورة ص مكية (1)
كلمها سبعمائة وثنتان وثلاثون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وتسع وستون حرفا، وآيها خمس أو ست أو ثمان وثمانون آية، تقدّم الكلام على الحروف أوائل السور.
{ص} الواو بعدها للقسم والقسم لا بدّ له من جواب. فإذا عرف الجواب عرف أين الوقف، وللعلماء في جوابه سبعة أوجه. قيل: جوابه ص كما يقال حقّا والله كذا، فعلى هذا الوقف على قوله: {ذِي الذِّكْرِ} كاف، وليس بوقف إن جعل جوابه إن ذلك لحقّ، ومثله: في عدم الوقف إن جعل جوابه، إن كلّ إلا كذب الرسل، ومثله: أيضا في عدم الوقف إن جعل جوابه:
بل الذين كفروا في عزة وشقاق، والوقف على هذا على شقاق تامّ، وقيل:
جوابه محذوف والتقدير والقرآن ذي الذكر ما لأمر كما زعمه هؤلاء الكفار، والوقف على هذا أيضا على شقاق، وقيل: جوابه كم أهلكنا والتقدير لكم أهلكنا، فلما طال الكلام حذفت اللام، والوقف على هذا أيضا من قرن، وقيل: جوابه {إِنَّ هََذََا لَرِزْقُنََا مََا لَهُ مِنْ نَفََادٍ} سئل ابن عباس عن {ص}
سورة ص مكية وتقدّم الكلام على {ص} والواو بعدها للقسم {ذِي الذِّكْرِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف. هذا إن جعل جواب القسم ص وأخذت ص من إحدى صفات الله تعالى وتقديره، والقرآن ذي الذكر إنه لصادق، وإن جعل ص قسما أيضا، فجوابهما بل الذين كفروا، أو: كم أهلكنا وتقديرهما بص وبالقرآن ذي الذكر إن الذين كفروا، أو كم
__________
(1) وهي ثمان وثمانون في الكوفي، وخمس في البصري، وست في الباقي والخلاف في ثلاث آيات هي: {ذِي الذِّكْرِ} [1] كوفي، {وَغَوََّاصٍ} [37] غير بصري. {وَالْحَقَّ أَقُولُ} [82] كوفي وانظر: «جمال القراء» (1/ 214).(1/654)
فقال كان بحرا بمكة، وكان عليه عرش الرحمن، إذ لا ليل ولا نهار، وفي خبر:
أنّ موضع الكعبة كان غشاء على الماء قبل خلق الله السماء والأرض، وقال سعيد بن جبير بحر يحيي الله به الموتى بين النفختين، وقرأ الحسن صاد بكسر الدال من المصاداة، وهي المعارضة، يقال صاديت فلانا، وهو أمر من ذلك، أي:
عارض القرآن بقلبك وقالبك فاعمل بأوامره وانته بنواهيه، وقرأ عيسى بن عمر صاد بفتح الدال لاجتماع الساكنين حركها بأخف الحركات، وقيل: صاد محمد قلوب الخلق واستمالها حتى آمنوا به {فَنََادَوْا} جائز {مَنََاصٍ}
حسن {مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله {كَذََّابٌ} كاف، على استئناف الاستفهام، وليس بوقف إن جعل متعلقا بما قبله متصلا به {وََاحِداً} حسن {عُجََابٌ}
كاف {مِنْهُمْ} حسن، إن جعلت أن بمعنى أي: فكأنه قال: أي امشوا وهو تفسير لما قبله متصل به من جهة المعنى. وهذا قول سيبويه، وليس بوقف إن جعل موضع إن نصبا بانطلق وعليه فلا يوقف على منهم {عَلى ََ آلِهَتِكُمْ}
كاف {يُرََادُ} جائز، لأنه رأس آية وما بعده من تمام الحكاية {الْآخِرَةِ}
حسن {اخْتِلََاقٌ} جائز، وإنما جاز هنا، وعلى يراد وإن لم تتم الحكاية، لأنه آخر آية ولطول الكلام {مِنْ بَيْنِنََا} حسن، للفصل بين كلام الكفار وكلام الله، ومثله في الحسن من ذكرى {عَذََابِ} كاف، لأن أم منقطعة مما قبلها، ومعناها معنى بل كأنه قال بل أعندهم خزائن {الْوَهََّابِ} كاف إن جعلت أم منقطعة بمعنى ألف الاستفهام كالأولى وليس بوقف إن جعلت عاطفة {وَمََا}
أهلكنا، وعلى كل من الجوابين لا يوقف على ذي الذكر، بل على وشقاق في الأوّل وهو حسن، وعلى: مناص في الثاني، وهو كاف {مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} كاف، ولا يوقف على كذاب، لأن ما بعده من تمامه {عُجََابٌ} حسن {يُرََادُ} صالح، وإن كان ما بعده من تمام الحكاية، لأنه رأس آية، وكذا: اختلاق {مِنْ بَيْنِنََا} حسن {عَذََابِ} كاف {فِي}(1/655)
{بَيْنَهُمََا} جائز، لتناهي الاستفهام {فِي الْأَسْبََابِ} كاف {مِنَ الْأَحْزََابِ}
تامّ، ذو الأوتاد ليس بوقف، لأن وثمود معطوف على فرعون {الْأَيْكَةِ}
حسن، إن جعل أولئك مبتدأ، وليس بوقف إن جعل نعتا {الْأَحْزََابُ} تامّ، للابتداء بعد بالنفي، وكذا عقاب {وََاحِدَةً} حسن {مِنْ فَوََاقٍ} كاف، فواق بفتح الفاء وضمها، الزمان الذي ما بين رفع يدك عن ضرع الناقة وردها، وقيل: هو ما بين الحلبتين. والمعنى زمن يسير يستريحون فيه من العذاب، قرأ الأخوان: فواق بضم الفاء والباقون بفتحها {الْحِسََابِ} كاف {عَلى ََ مََا يَقُولُونَ} تامّ عند أبي حاتم {ذَا الْأَيْدِ} حسن {إِنَّهُ أَوََّابٌ} تامّ {وَالْإِشْرََاقِ} كاف، ولو وصل بما بعد لم يحسن، لأن معنى والطير محشورة، أي: مجموعة، ولو أوقع تحشر موقع محشورة لم يحسن أيضا، لأن تحشر يدلّ على الحشر شيئا فشيئا ومحشورة يدلّ على الحشر دفعة واحدة، وذلك أبلغ في القدرة {مَحْشُورَةً} كاف، لأن الذي بعده مبتدأ {أَوََّابٌ} كاف {الْخِطََابِ} تامّ، نبأ الخصم ليس بوقف، ومثله في عدم الوقف المحراب، لأن الذي بعده ظرف في محل نصب بمحذوف تقديره وهل أتاك نبأ تحاكم الخصم إذ تسوّروا، فالعامل في إذ تحاكم لما فيه من معنى الفعل، وإذ في قوله: {إِذْ دَخَلُوا} بدل من إذ الأولى فلا يوقف على نبأ الخصم، ولا على المحراب {فَفَزِعَ مِنْهُمْ} حسن و {لََا تَخَفْ} أحسن منه: ولا يجمع بينهما {عَلى ََ بَعْضٍ}
حسن، ومثله ولا تشطط {الصِّرََاطِ} كاف {إِنَّ هََذََا أَخِي} جائز، عند
{الْأَسْبََابِ} حسن {مِنَ الْأَحْزََابِ} تامّ {ذُو الْأَوْتََادِ} صالح {أُولََئِكَ الْأَحْزََابُ}
حسن، وكذا: عقاب {فَوََاقٍ} كاف {الْحِسََابِ} حسن {اصْبِرْ عَلى ََ مََا يَقُولُونَ}
تامّ {ذَا الْأَيْدِ} مفهوم {إِنَّهُ أَوََّابٌ} تامّ {وَالْإِشْرََاقِ} كاف {مَحْشُورَةً} حسن {أَوََّابٌ} كاف {الْخِطََابِ} تامّ {فَفَزِعَ مِنْهُمْ} كاف {لََا تَخَفْ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ، ويبتدئ خصمان بمعنى نحن خصمان {الصِّرََاطِ} حسن {إِنَّ هََذََا}(1/656)
بعضهم، فاسم الإشارة اسم إن وأخي خبرها، ثم تبتدئ له تسع وتسعون نعجة، وليس بوقف إن جعل هذا اسم إن وأخي بدلا منه والخبر قوله: تسع وتسعون نعجة مجموع الجملة والوقف على نعجة، وهذا أولى وأحسن منهما نعجة واحدة ونعجة كناية عن المرأة، وهي أم سليمان عليه السلام امرأة أوريا قبل أن ينكحها داود عليه السلام {أَكْفِلْنِيهََا} كاف {فِي الْخِطََابِ}
أكفى، لأنه آخر قول الملك {إِلى ََ نِعََاجِهِ} حسن {عَلى ََ بَعْضٍ} ليس بوقف للاستثناء {الصََّالِحََاتِ} كاف {وَقَلِيلٌ مََا هُمْ} تامّ، فقليل خبر مقدم وما زائدة وهم مبتدأ مؤخر، أي: وهم قليل، ويجوز أن تكون ما مبتدأ وما بعدها خبرا، والجملة خبر قليل. قرأ العامة فتناه بالتشديد، وقرأ قتادة بتخفيف النون، أي: حملاه على الفتنة، وهي تروى عن أبي عمرو جعل الفعل للملكين وقراءة العامة الفعل لله {وَأَنََابَ} كاف، ومثله: فغفرنا له ذلك، أي: ذلك الذنب فيجوز في ذلك الرفع والنصب فالرفع على الابتداء والخبر محذوف، أي: ذلك أمره، أنشد سيبويه:
وذاك إنّي على ضيفي لذو حدب ... أحنو عليه كما يحني على الجار
بكسر إن بعد ذاك كما في قوله: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنََا} ولذلك ابتدأت بذلك ووصلته بما بعده، وهذا أي: جعل ذلك منقطعا مما قبله وجعله مبتدأ يحوج إلى أن يضمر لذلك مرجع وما لا يحوج أولى وجعله في محل نصب من الكلام الأولى أولى، لأن فاء السببية ما بعدها مسبب عما قبلها، وقد
{أَخِي} صالح عند بعضهم، وكذا: له تسع وتسعون نعجة، وأصلح من ذلك، ولي نعجة واحدة {فِي الْخِطََابِ} كاف {إِلى ََ نِعََاجِهِ} حسن {وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ} تامّ {وَقَلِيلٌ مََا هُمْ} أتمّ منه {وَأَنََابَ} كاف، وكذا: فغفرنا له ذلك، والأخير أكفاها ومحلّ ذلك على الثاني منها نصب، أي: فعلنا ذلك أو رفع، أي: الأمر ذلك أو ذلك(1/657)
يكون سابقا عليها نحو {أَهْلَكْنََاهََا فَجََاءَهََا بَأْسُنََا} ويكون المعنى غفرنا له ذلك الذنب {وَحُسْنَ مَآبٍ} تام، على الوجهين {فِي الْأَرْضِ} ليس بوقف لمكان الفاء {بِالْحَقِّ} جائز {الْهَوى ََ} ليس بوقف، لأن قوله: {فَيُضِلَّكَ}
منصوب، لأنه جواب النهي {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ} الأول تامّ: عند نافع للابتداء بإن، والثاني ليس بوقف، لأن ما بعده خبر إن {الْحِسََابِ} تامّ {بََاطِلًا}
حسن، ومثله: الذين كفروا للابتداء بالتهديد، وكذا من النار، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام والوقف على الفجار، وأولوا الألباب، ولداود سليمان، ونعم العبد، وإنه أوّاب إن نصب إذ بمضمر محذوف يعمل فيها غير أواب، وتقديره اذكر إذ عرض عليه بالعشيّ كلها حسان، وليس أواب بوقف إن علق إذ بما قبله، ومثله في عدم الوقف الجياد للعطف، وكذا عن ذكر ربي، لأن حتى متصلة بما قبلها فهي غاية لقوله: أحببت، أي: آثرت حبّ الخيل على الصلاة إلى أن توارت الشمس بالحجاب، ويجوز أن تكون للابتداء، أي: حتى إذا تواترت بالحجاب قال ردّوها عليّ {بِالْحِجََابِ} كاف {عَلَيَّ} جائز لأن جواب فطفق محذوف كأنه قال: فردّوها فطفق يمسح مسحا، لأن خبر هذه الأفعال لا يكون إلا مضارعا في الأمر العام {وَالْأَعْنََاقِ} كاف. قال ابن عباس مسحه بالسوق والأعناق لم يكن بالسيف بل بيديه تكريما لها. قاله أبو حيان {وَلَقَدْ فَتَنََّا سُلَيْمََانَ} جائز {ثُمَّ أَنََابَ} كاف، ومثله: من بعدي للابتداء بإن وكذا: الوهاب {حَيْثُ أَصََابَ} ليس بوقف، لأن والشياطين معطوف على الريح، ومثله: في عدم الوقف غوّاص، لأن وآخرين منصوب بالعطف على كل بناء {فِي الْأَصْفََادِ} كاف {عَطََاؤُنََا} جائز {بِغَيْرِ حِسََابٍ} حسن
أمره {وَحُسْنَ مَآبٍ} تامّ، وكذا: عن سبيل الله، ويوم الحساب {بََاطِلًا} كاف، وكذا: الذين كفروا، ومن النار، وكالفجار، وأولوا الألباب، ولداود سليمان، وبالحجاب {وَالْأَعْنََاقِ} تامّ {ثُمَّ أَنََابَ} كاف، وكذا: الوهاب {فِي الْأَصْفََادِ} حسن، وكذا: بغير حساب {مَآبٍ} تامّ {عَبْدَنََا أَيُّوبَ}(1/658)
{مَآبٍ} تامّ {عَبْدَنََا أَيُّوبَ} جائز، إن نصب إذ بمقدر، وليس بوقف إن جعل بدل اشتمال {وَعَذََابٍ} كاف، ومثله: برجلك، لأن هذا مبتدأ {وَشَرََابٌ} حسن {لِأُولِي الْأَلْبََابِ} كاف {وَلََا تَحْنَثْ} تامّ {صََابِراً}
حسن، ومثله: نعم العبد {إِنَّهُ أَوََّابٌ} تامّ، ومثله: والأبصار {ذِكْرَى الدََّارِ} كاف {الْأَخْيََارِ} تامّ {وَذَا الْكِفْلِ} كاف، وتامّ عند أبي حاتم، والتنوين في كل عوض من محذوف تقديره وكلهم {الْأَخْيََارِ} كاف، ومثله: هذا ذكر: لما فرغ من ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ذكر نوعا آخر، وهو ذكر الجنة وأهلها. فقال هذا ذكر، وفصل به بين ما قبله وما بعده إيذانا بأن القصة قد تمت وأخذ في أخرى. وهذا عند علماء البديع يسمى تخلصا، وهو الخروج من غرض إلى غرض آخر مناسب للأوّل، ويقرب منه الاقتضاب وهو الخروج من غرض إلى آخر لا يناسب الأول نحو هذا، وإن للطاغين. فهذا مبتدأ والخبر محذوف والواو بعده للاستئناف، ثم يبتدئ، وإن للطاغين. ويجوز أن يكون هذا مفعولا بفعل مقدّر والواو بعده للعطف {لَحُسْنَ مَآبٍ} رأس آية، ولا يوقف عليه، لأن ما بعده بدل منه، أي: من حسن مآب كأنه قال: وإن للمتقين جنات عدن، ومثله: في عدم الوقف الأبواب، لأن متكئين حال مما قبله، وإن نصب متكئين بعامل مقدّر، أي:
يتنعمون متكئين فهو حسن، لأن الاتكاء لا يكون في حال فتح الأبواب {مُتَّكِئِينَ فِيهََا} كاف، على استئناف ما بعده {وَشَرََابٍ} حسن، ومثله:
صالح {وَعَذََابٍ} حسن {وَشَرََابٌ} كاف، وكذا: لأولي الألباب {وَلََا تَحْنَثْ} تامّ {صََابِراً} كاف {إِنَّهُ أَوََّابٌ} تامّ، وكذا: أولى الأيدي والأبصار {ذِكْرَى الدََّارِ}
حسن {الْأَخْيََارِ} تامّ {وَذَا الْكِفْلِ} كاف، وكذا: هذا ذكر {لَحُسْنَ مَآبٍ} رأس آية ولا يوقف عليه، لأن ما بعده بدل منه، ولا على الأبواب، لأن ما بعده حال مما قبله {وَشَرََابٍ} حسن، وكذا: أتراب، وليوم الحساب {لَرِزْقُنََا} كاف {مِنْ نَفََادٍ} تامّ،(1/659)
أتراب، وكذا: الحساب {مََا لَهُ مِنْ نَفََادٍ} تامّ، وقيل: الوقف على هذا بإضمار شيء، أي: هذا الذي وصفنا لمن آمن واتقى، وهكذا الحكم في قوله: فبئس المهاد. هذا أي: الذي ذكرنا لمن كفر وطغى. ثم يبتدئ فليذوقوه. وإن جعل فليذوقوه خبرا لهذا أو نصب بفعل يفسره فليذوقوه، أي: فليذوقوا هذا، فليذوقوه حسن الوقف على فليذوقوه ويكون قوله: حميم وغساق مرفوعين خبر مبتدإ محذوف، أي: هو حميم وغساق، ومن رفع هذا بالابتداء وجعل حميم وغساق خبرا لم يقف على فليذوقوه بل على غساق {أَزْوََاجٌ}
حسن، ومثله: معكم {لََا مَرْحَباً بِهِمْ} جائز {صََالُوا النََّارِ} كاف {لََا مَرْحَباً بِكُمْ} جائز {قَدَّمْتُمُوهُ لَنََا} حسن {الْقَرََارُ} كاف {مَنْ قَدَّمَ لَنََا هََذََا} ليس بوقف، لأن قوله: فزده جواب الشرط {فِي النََّارِ} كاف، ومثله:
الأشرار لمن قرأ: أتخذناهم بقطع همزة الاستفهام، وبها قرأ نافع وابن كثير وعاصم وابن عامر وأم مردودة على الاستفهام، وليس بوقف لمن وصل وحذف الاستفهام، لأن اتخذناهم حينئذ صفة لرجالا، وهي قراءة أبي عمرو وحمزة والكسائي لأنه كله كلام واحد متصل بعضه ببعض، وقوله: أم زاغت مردود على ما لنا لا نرى رجالا اتخذناهم سخريا أزاغت عنهم أبصارنا وهم فيها، فنفوا أولا ما يدل على كونهم ليسوا معهم. ثم جوّزوا أن يكونوا معهم ولكن أبصارهم لم ترهم، فأم منقطعة في الأول متصلة في الثاني {الْأَبْصََارُ} تامّ، على الوجهين {إِنَّ ذََلِكَ لَحَقٌّ} ليس بوقف، لأن قوله: تخاصم بدل من الضمير في لحق، وكذا إن جعل خبرا ثانيا، وإن جعل تخاصم خبر مبتدإ
ويجوز الوقف على هذا، ومحله في الوقف عليه والابتداء به نصب بمقدّر كخذ أو رفع مبتدإ أو خبرا لمحذوف {لَشَرَّ مَآبٍ} كاف، ومنهم من قال الوقف على جهنم، وهو صالح {فَبِئْسَ الْمِهََادُ} كاف، وكذا: فليذوقوه إن جعل خبرا لهذا أو نصب هذا بفعل يفسره فليذوقوه ويكون حميم خبر مبتدإ محذوف. فإن رفع هذا مبتدأ خبره حميم، فالوقف(1/660)
محذوف كان الوقف عليه تاما {أَهْلِ النََّارِ} تامّ {مُنْذِرٌ} جائز {وَمََا مِنْ إِلََهٍ إِلَّا اللََّهُ} ليس بوقف، لأن قوله: الواحد القهار نعتان لله، فلا يفصل بين النعت والمنعوت، وإن جعل الواحد مبتدأ والقهار نعتا له، وربّ السموات خبرا له حسن الوقف على إلا الله {وَمََا بَيْنَهُمَا} حسن، إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أي: هو العزيز، وليس بوقف إن جعلا نعتين لما قبلهما {الْغَفََّارُ} تامّ {نَبَأٌ عَظِيمٌ} جائز {مُعْرِضُونَ} جائز {بِالْمَلَإِ الْأَعْلى ََ}
ليس بوقف، لأن ما بعده ظرف لما قبله {يَخْتَصِمُونَ} كاف، لأن إن بمعنى ما فكأنه قال: ما {يُوحى ََ إِلَيَّ إِلََّا أَنَّمََا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ} و {مُبِينٌ} حسن، إن نصب إذ بمقدّر، وليس بوقف إن جعلت إذ بدلا من إذ يختصمون، وحينئذ لا يوقف على شيء من قوله: إذ يختصمون إلى هذا الموضع {مِنْ طِينٍ} جائز، ومثله:
ساجدين {أَجْمَعُونَ} ليس بوقف للاستثناء {إِلََّا إِبْلِيسَ} جائز، لأن المعرّف لا يوصف بالجملة {الْكََافِرِينَ} كاف، ومثله: بيديّ للابتداء بالاستفهام، فالهمزة في أستكبرت للتوبيخ دخلت على همزة الوصل فحذفتها، فلذلك يبتدأ بها مفتوحة {الْعََالِينَ} كاف {مِنْهُ} جائز، علل للخيرية بقوله:
لأنك {خَلَقْتَنِي مِنْ نََارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} و {مِنْ طِينٍ} كاف {رَجِيمٌ} جائز
على {غَسََّاقٌ} وهو كاف {أَزْوََاجٌ} تامّ {مَعَكُمْ} كاف {لََا مَرْحَباً بِهِمْ} صالح {صََالُوا النََّارِ} حسن {لََا مَرْحَباً بِكُمْ} صالح {قَدَّمْتُمُوهُ لَنََا} كاف، وكذا: القرار، وفي النار، ومن الأشرار لمن قرأ: اتخذناهم بقطع الهمزة على الاستفهام، لأنه استئناف تقديرا، ومن قرأ بوصلها لم يقف على الأشرار، لأن اتخذناهم حينئذ نعت لقوله: رجالا وبالجملة المعادلة لأم محذوفة، والتقدير مفقودون {أَمْ زََاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصََارُ} تامّ، على الوجهين {تَخََاصُمُ أَهْلِ النََّارِ} تامّ {أَنَا مُنْذِرٌ} جائز {الْغَفََّارُ} تامّ {نَبَأٌ عَظِيمٌ}
جائز {مُعْرِضُونَ} حسن {يَخْتَصِمُونَ} كاف {مُبِينٌ} حسن {سََاجِدِينَ} كاف {إِلََّا إِبْلِيسَ} صالح {مِنَ الْكََافِرِينَ} كاف، وكذا: بيديّ، ومن العالين، ومن طين، و: يوم الدين، و: يوم يبعثون، والمعلوم، والمخلصين {فَالْحَقُّ} كاف، لمن قرأه بالرفع(1/661)
{يَوْمِ الدِّينِ} كاف، ومثله: يبعثون وكذا الوقت المعلوم، والمخلصين {فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ} قرئ بنصبهما ورفعهما ورفع الأول ونصب الثاني. فأما من نصبهما فنصب الأوّل بأقول، والثاني بالعطف عليه، والوقف على هذا على أقول، وبذلك قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وابن عامر. وأما من رفعهما فرفع الأول خبر مبتدإ محذوف، أي: فأنا الحق ورفع الثاني بالعطف عليه، وأقول صفة، وحذفت الهاء من الصفة كما قال جرير:
أبحت حمى تهامة بعد نجد ... وما شيء حميت بمستباح
أراد حميته، وقرأ ابن عباس ومجاهد والأعمش برفعهما، وقرأ الحسن بجرّهما، فجرّ الأوّل بواو القسم المقدّرة أي: فو الحق والحقّ عطف عليه. وأقول معترض بين القسم وجوابه، وأجمعين توكيد للضمير في منك، وعليها لا يوقف على الحقّ، لأن لأملأن جواب القسم. وأما رفع الأول ونصب الثاني فرفع الأول إما خبر مبتدإ محذوف أو مبتدإ خبره محذوف، أي: مني الحقّ، أو فالحقّ أنا، أو مبتدأ خبره لأملأن. قاله ابن عطية. قال أبو حيان: وهذا ليس بشيء، لأن لأملأن جواب القسم، وهي قراءة عاصم وحمزة: وعليها يوقف على الحقّ الأول ونصب الثاني بأقوال، وليس الحق الأول بوقف لمن نصبه بأقول {أَجْمَعِينَ} كاف، ومثله: المتكلفين {لِلْعََالَمِينَ} جائز، آخر السورة، تامّ.
بتقديره فأنا الحقّ، أو فالحقّ مني، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب بأقول {أَجْمَعِينَ} تامّ {مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} كاف {لِلْعََالَمِينَ} جائز، آخر السورة، تامّ.(1/662)
سورة الزمر مكية (1)
إلا قوله: قل يا عبادي الذين أسرفوا، الآية فمدنيّ، نزلت في وحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب.
كلمها ألف ومائة واثنتان وسبعون كلمة وحروفها أربعة آلاف وسبعمائة وثمانية أحرف، وآيها اثنتان أو ثلاث أو خمس وسبعون آية {تَنْزِيلُ الْكِتََابِ} جائز، إن جعل {تَنْزِيلُ} خبر مبتدإ محذوف ولم يجعل ما بعده صفة له، وليس بوقف إن جعل {تَنْزِيلُ} مبتدأ خبره، من الله العزيز الحكيم، والوقف على {الْحَكِيمِ} تامّ، على الوجهين {بِالْحَقِّ} حسن {لَهُ الدِّينَ}
حسن. وقيل: تامّ، وهو رأس آية {الْخََالِصُ} تامّ {مِنْ دُونِهِ أَوْلِيََاءَ} حسن، إن جعل خبر والذين محذوفا، أي: يقولون ما نعبدهم، وكذا إن جعل الخبر إن الله يحكم، وليس بوقف إن جعل: ما نعبدهم قام مقام الخبر {زُلْفى ََ} كاف
سورة الزمر مكية إلا قوله: قل يا عبادي الذين أسرفوا، الآية فمدنيّ.
{تَنْزِيلُ الْكِتََابِ} خبر مبتدإ محذوف، فيجوز الوقف عليه، أو مبتدأ خبره، من الله العزيز الحكيم، فالوقف على: الحكيم، وهو تامّ على الوجهين {بِالْحَقِّ} جائز {لَهُ الدِّينَ} حسن {الْخََالِصُ} تامّ، وكذا: زلفى، وقال أبو عمرو فيه: كاف. وقيل: تامّ
__________
(1) وهي مكية، إلا ثلاث آيات وهي: قوله تعالى: {قُلْ يََا عِبََادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} إلى آخرهن [53، 54، 55] وهي سبعون وخمس في الكوفي، وثلاث في الشامي، واثنتان في الباقي، والخلاف في سبع آيات: {يَخْتَلِفُونَ} [3] غير كوفي، {لَهُ دِينِي} [14] كوفي، {هََادٍ} [36] كوفي، {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [39] كوفي، {لَهُ الدِّينَ} [11] سماوي {فَبَشِّرْ عِبََادِ}
[17] غير مدني ومكي {مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهََارُ} [20] مدني، مكي وانظر: «جمال القراء» (1/ 217).(1/663)
{يَخْتَلِفُونَ} تامّ، ومثله: كفار {مََا يَشََاءُ} حسن {سُبْحََانَهُ} جائز، سواء ابتدأ به أم وصله بما قبله {الْقَهََّارُ} تامّ {بِالْحَقِّ} حسن {عَلَى النَّهََارِ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله {عَلَى اللَّيْلِ} حسن، ومثله: والقمر، وكذا: مسمى. وقيل:
كاف {الْغَفََّارُ} تامّ {زَوْجَهََا} حسن {أَزْوََاجٍ} كاف، وتامّ عند أبي حاتم على استثناء ما بعده {ثَلََاثٍ} حسن، ومثله: الملك {إِلََّا هُوَ} جائز {تُصْرَفُونَ} تامّ، للابتداء بالشرط {عَنْكُمْ} حسن، ومثله: الكفر {يَرْضَهُ لَكُمْ} كاف {وِزْرَ أُخْرى ََ} حسن {مَرْجِعُكُمْ} ليس بوقف لمكان الفاء {تَعْمَلُونَ} كاف {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تامّ {مُنِيباً إِلَيْهِ} جائز ومنيبا حال من فاعل دعا {مِنْ قَبْلُ} حسن {عَنْ سَبِيلِهِ} تامّ {قَلِيلًا} حسن {مِنْ أَصْحََابِ النََّارِ} كاف. وقرئ {أَمَّنْ} بتشديد الميم وتخفيفها فوق من شدّدها على: رحمة ربه، وبها قرأ أبو عمرو وعاصم والكسائي وابن عامر.
ومن خفف الميم، وهو ابن كثير ونافع وحمزة فأم عندهم متصلة ومعادلها محذوف تقديره الكافر خير أم الذي هو قانت؟ وكان الوقف على {رَحْمَةَ رَبِّهِ} أيضا.
{يَخْتَلِفُونَ} تامّ، وكذا: كفار {مََا يَشََاءُ} حسن، وإن وقف على: سبحانه جاز، سواء أبدا به أو وصله بما قبله {الْقَهََّارُ} تامّ {بِالْحَقِّ} كاف {عَلَى النَّهََارِ} صالح، وكذا: على الليل {وَالْقَمَرَ} حسن وكذا: لأجل مسمى، والغفار {زَوْجَهََا} كاف {ثَمََانِيَةَ أَزْوََاجٍ} تامّ، وكذا: في ظلمات ثلاث {لَهُ الْمُلْكُ} حسن {إِلََّا هُوَ} جائز {تُصْرَفُونَ} تامّ {عَنْكُمْ} كاف {الْكُفْرَ} حسن {يَرْضَهُ لَكُمْ} أحسن منه، وقال أبو عمرو: كاف، وكذا: وزر أخرى {تَعْمَلُونَ} كاف {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تامّ {مِنْ قَبْلُ} كاف {عَنْ سَبِيلِهِ} تامّ، وكذا: أصحاب النار، إن علق {أَمَّنْ} بما قبل قل بأن تقدّر عن سبيله أهذا خير أمّن هو قانت {رَحْمَةَ رَبِّهِ} تامّ {لََا}(1/664)
ورسموا {أَمَّنْ} بميم واحدة كما ترى {رَحْمَةَ رَبِّهِ} كاف، على القراءتين {الْأَلْبََابِ} تامّ {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} حسن، ومثله: حسنة {وََاسِعَةٌ}
كاف {بِغَيْرِ حِسََابٍ} تامّ {لَهُ الدِّينَ} جائز {الْمُسْلِمِينَ} كاف، ومثله:
عظيم {قُلِ اللََّهَ أَعْبُدُ} ليس بوقف، لأن {مُخْلِصاً} منصوب على الحال من الضمير في أعبد {لَهُ دِينِي} جائز {مِنْ دُونِهِ} كاف {يَوْمَ الْقِيََامَةِ}
حسن {الْمُبِينُ} كاف {وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} حسن، ومثله: عباده {فَاتَّقُونِ} تامّ {لَهُمُ الْبُشْرى ََ} حسن {عِبََادِ} تامّ، إن جعل الذين مبتدأ والخبر أولئك الذين هداهم الله، وهو رأس آية، وليس بوقف إن جعل الذين في موضع نصب نعتا لعبادي، أو بدلا منهم، أو بيانا لهم وكان الوقف على {فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} كافيا، وقرأ السوسي عبادي بتحريك الياء وصلا وبإسكانها وقفا، والباقون بغير ياء وصلا ووقفا {هَدََاهُمُ اللََّهُ} جائز {الْأَلْبََابِ} تامّ {كَلِمَةُ الْعَذََابِ} حسن، والخبر محذوف، والمعنى أفمن حقّ عليه كلمة العذاب كمن وجبت له الجنة، فالآية على هذا جملتان، ثم يبتدئ أفأنت تنقذ من في النار، أي: أتستطيع أن تنقذ هذا الذي وجبت له النار؟ وليس بوقف إن جعل الخبر أفأنت تنقذ، وعلى هذا فالوصل أولى، وإنما أعاد الاستفهام للتوكيد كما أعاد أنّ في قوله: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون. انتهى أبو العلاء الهمداني {مَنْ فِي النََّارِ}
كاف، ومثله الأنهار، وهو رأس آية وتام عند أبي حاتم إن نصب {وَعْدَ اللََّهِ}
{يَعْلَمُونَ} كاف {أُولُوا الْأَلْبََابِ} تامّ {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {حَسَنَةٌ} كاف {وََاسِعَةٌ} تامّ، وكذا: بغير حساب، وأول المسلمين {يَوْمٍ عَظِيمٍ}
حسن {لَهُ دِينِي} صالح {مِنْ دُونِهِ} حسن، وكذا: يوم القيامة، والمبين {وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} كاف، وكذا: عباده {فَاتَّقُونِ} تامّ، وكذا: لهم البشرى {فَبَشِّرْ عِبََادِ}
تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن جعل نعتا لعبادي، وعليه يوقف على(1/665)
بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب بما قبله، وغلط أبو جعفر أبا حاتم في هذا وإن كان رأس آية {الْمِيعََادَ} تامّ {فِي الْأَرْضِ} جائز، ومثله: ألوانه، وكذا:
مصفرا {حُطََاماً} كاف {لِأُولِي الْأَلْبََابِ} تامّ {مِنْ رَبِّهِ} كاف، بإضمار أي: أفمن شرح الله صدره للإسلام كمن طبع على قبله، أو كمن لم يشرح الله صدره، أو ليس المنشرح صدره بتوحيد الله كالقاسي قلبه، فمن مبتدأ وخبرها محذوف، وليس بوقف إن جعل {فَوَيْلٌ} دليلا على جواب أفمن:
أي كمن قسا قلبه فهو في ظلمة وعمي بدليل قوله: فويل للقاسية {مِنْ ذِكْرِ اللََّهِ} حسن {مُبِينٍ} تامّ {مَثََانِيَ} حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لكتابا {يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل معطوفا على ما قبله {إِلى ََ ذِكْرِ اللََّهِ}
حسن، ومثله: هدى الله، وكذا: من يشاء {مِنْ هََادٍ} تامّ {يَوْمَ الْقِيََامَةِ}
كاف، لحذف جواب الاستفهام، وهو كمن لا يتقي، أو كمن هو آمن من العذاب، أو كمن يأتي آمنا يوم القيامة {تَكْسِبُونَ} كاف {لََا يَشْعُرُونَ}
حسن {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف، للابتداء بلام الابتداء {يَعْلَمُونَ} تامّ {يَتَذَكَّرُونَ} جائز، إن نصب قرآنا بإضمار فعل أي: أعني أو أمدح، وليس بوقف إن نصب حالا من القرآن {يَتَّقُونَ} كاف {لِرَجُلٍ} جائز {مَثَلًا}
{فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} دون الأول، لئلا يفصل بين المبتدإ وخبره {هَدََاهُمُ اللََّهُ} جائز {أُولُوا الْأَلْبََابِ} تامّ {كَلِمَةُ الْعَذََابِ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {مَنْ فِي النََّارِ} كاف، وكذا: الأنهار {الْمِيعََادَ} تامّ {حُطََاماً} كاف {لِأُولِي الْأَلْبََابِ} تامّ {مِنْ رَبِّهِ} كاف، إن لم يجعل {فَوَيْلٌ} إلخ دليلا على جواب، أفمن، وهو كمن طبع على قلبه، وإلا فلا يحسن الوقف عليه {مُبِينٍ} تامّ {مَثََانِيَ} حسن {إِلى ََ ذِكْرِ اللََّهِ} كاف {مَنْ يَشََاءُ} حسن {مِنْ هََادٍ} تامّ {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} كاف {تَكْسِبُونَ} تامّ {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف {يَعْلَمُونَ} تامّ {يَتَذَكَّرُونَ} صالح(1/666)
كاف، وتامّ عند أبي حاتم. هذا مثل ضربه الله للكافر الذي يعبد آلهة شتى وللمؤمن الذي لا يعبد إلا الله {الْحَمْدُ لِلََّهِ} حسن، للابتداء بحرف الإضراب {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {مَيِّتُونَ} جائز {تَخْتَصِمُونَ} تامّ {إِذْ جََاءَهُ} حسن، للابتداء بالاستفهام {لِلْكََافِرِينَ} تام {وَصَدَّقَ بِهِ} ليس بوقف، وذلك أن خبر والذي لم يأت، وهو أولئك {الْمُتَّقُونَ} تامّ {عِنْدَ رَبِّهِمْ} حسن، مثله: المحسنين، لكونه رأس آية وإن علقت اللام بمحذوف كان تامّا، أي: ذلك ليكفر أو يكرمهم الله ليكفر، لأن المشيئة لأهل الجنة غير مقيدة ولا متناهية، وليس بوقف إن علقت اللام بما يشاءون، لأن تكفير الأسوإ والجزاء على قدر الإحسان منتهى ما يشاءون. قاله السجاوندي {الَّذِي عَمِلُوا} ليس بوقف لأن ما بعده معطوف على ما قبله متصل به {يَعْمَلُونَ} تامّ، للابتداء بالاستفهام {بِكََافٍ عَبْدَهُ} حسن، على القراءتين، أعني بالجمع والإفراد، والمراد بالعبد النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكن لما كان المراد النبي أتباعه جمع، أولئك هم المتقون {مِنْ دُونِهِ} تامّ، عند نافع للابتداء بالشرط، ومثله: من هاد {مِنْ مُضِلٍّ} حسن {ذِي انْتِقََامٍ} تامّ {لَيَقُولُنَّ اللََّهُ} كاف {مِنْ دُونِ اللََّهِ}
ليس بوقف، لأن الذي بعده شرط قد قام ما قبله مقام جوابه، وكذا لا يوقف على: ضرّه، لعطف ما بعده على ما قبله بأو، لأن العطف بأو يصير الشيئين كالشيء الواحد {رَحْمَتِهِ} تامّ {حَسْبِيَ اللََّهُ} حسن {الْمُتَوَكِّلُونَ} تامّ {مَكََانَتِكُمْ} أحسن {إِنِّي عََامِلٌ} حسن منه، للابتداء بالتهديد مع الفاء {تَعْلَمُونَ} ليس بوقف، لأن جملة الاستفهام مفعول تعلمون، ومثله في
{يَتَّقُونَ} تامّ {لِرَجُلٍ} صالح {مَثَلًا} تامّ {لََا يَعْلَمُونَ} كاف {مَيِّتُونَ} صالح {تَخْتَصِمُونَ} حسن، وكذا: إذ جاءه {لِلْكََافِرِينَ} تامّ {الْمُتَّقُونَ} حسن {عِنْدَ رَبِّهِمْ} كاف، وكذا: جزاء المحسنين {يَعْمَلُونَ} تامّ {مِنْ دُونِهِ} حسن {مِنْ هََادٍ}
صالح {مِنْ مُضِلٍّ} حسن {ذِي انْتِقََامٍ} تامّ {لَيَقُولُنَّ اللََّهُ} كاف {رَحْمَتِهِ}
تامّ {قُلْ حَسْبِيَ اللََّهُ} جائز {الْمُتَوَكِّلُونَ} تامّ، وكذا: مقيم {بِالْحَقِّ} صالح(1/667)
عدم الوقف، يخزيه، لعطف ما بعده على ما قبله {مُقِيمٌ} تامّ {بِالْحَقِّ}
جائز، ومثله: فلنفسه، وكذا: فعليها. وقال يحيى بن نصير النحوي، لا يوقف على أحد المقابلين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفعل بين الفريقين بالوقف ولا يخلطهما {بِوَكِيلٍ} تامّ {حِينَ مَوْتِهََا} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، أي: ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها و {فِي مَنََامِهََا} كاف، على القراءتين، أعني قضي مبنيّا للفاعل ونصب الموت والفاعل مستتر في قضى، وقرأ حمزة والكسائي قضى مبنيّا للمفعول، والموت نائب الفاعل، والباقون بفتح القاف والضاد وألف بعدها ونصب الموت {مُسَمًّى} كاف {يَتَفَكَّرُونَ} أكفى {شُفَعََاءَ} جائز. وقيل: حسن لتناهي الاستفهام {يَعْقِلُونَ} تامّ {جَمِيعاً} كاف {وَالْأَرْضِ} جائز، ومثله: ترجعون {بِالْآخِرَةِ} جائز، للفصل بين تنافي الجملتين معنى مع اتفاقهما نظما، ولا يوقف على: وحده، ولا على: من دونه، لأن جواب إذ الأولى لم يأت، وهو قوله: إذ هم يستبشرون {وَيَسْتَبْشِرُونَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} ليس بوقف، لأن علم صفة فاطر {وَالشَّهََادَةِ} حسن {بَيْنَ عِبََادِكَ} ليس بوقف، لأن ما بعده ظرف للحكم {يَخْتَلِفُونَ} تامّ {وَمِثْلَهُ مَعَهُ} ليس بوقف، لأن جواب لو لم يأت بعد {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن {يَحْتَسِبُونَ} كاف {مََا كَسَبُوا} حسن {يَسْتَهْزِؤُنَ} تامّ، على استئناف ما بعده، ومن قال هذه الآية صفة للكافر المتقدّم ذكره فلا يوقف من قوله: {وَإِذََا ذُكِرَ اللََّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ} إلى هنا إلا على سبيل التسامح لطول الكلام، ولا شك أن أرباب هذا الفنّ صرّحوا أن بين
{عَلَيْهََا} جائز {بِوَكِيلٍ} تامّ {فِي مَنََامِهََا} كاف، وكذا: إلى أجل مسمى {يَتَفَكَّرُونَ} صالح {يَعْقِلُونَ} تامّ {جَمِيعاً} كاف {تُرْجَعُونَ} حسن {يَسْتَبْشِرُونَ} تامّ، وكذا: يختلفون {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} كاف، وكذا: يحتسبون، ويستهزءون {لََا يَعْلَمُونَ} حسن {يَكْسِبُونَ} كاف {مََا كَسَبُوا} أكفى منه(1/668)
قوله: وإذا ذكر الله وحده وبين قوله: فإذا مسّ الإنسان وقوفا تامة وكافية، والأول أصح. ولا وقف من قوله: فإذا مسّ الإنسان إلى علم، فلا يوقف على:
نعمة منا لأن قال جواب إذا الثانية {عَلى ََ عِلْمٍ} كاف للابتداء بحرف الإضراب، ولا يوقف على: فتنة، لأن لكن حرف يستدرك به الإثبات بعد النفي والنفي بعد الإثبات، فلا يبتدأ به {لََا يَعْلَمُونَ} كاف، ومثله:
يكسبون، وكسبوا الأولى والثانية: تام فيهما {بِمُعْجِزِينَ} تامّ {وَيَقْدِرُ}
كاف {يُؤْمِنُونَ} تامّ {مِنْ رَحْمَةِ اللََّهِ} كاف، ومثله: جميعا {الرَّحِيمُ}
تامّ {وَأَسْلِمُوا لَهُ} ليس بوقف، لأن الظرف الذي بعده متعلق به {الْعَذََابُ} حسن {لََا تُنْصَرُونَ} كاف، ولا وقف من قوله: واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم إلى المحسنين، لاتصال الكلام وتعلقه ببعضه إن كان في نفسه طول يبلغ به إلى ذلك، وإلا وقف على رءوس الآي، ثم يعود من أول الكلام ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض، فلا يوقف على: من ربكم، لتعلق الظرف بما قبله ولا عليك بغتة للعطف، ولا على: تشعرون، لأن إن منصوبة بما قبلها، ولا على: جنب الله، للعطف، ولا على: الساخرين، لأن أو تقول معطوف على ما عملت فيه أن الأولى، ولا على هداني، لأن قوله لكنت جواب لو، ولا على المتقين لأن تقول الثانية معطوفة على الأولى وجواب لو أن لي كرة محذوف تقديره لنجوت {الْمُحْسِنِينَ} كاف، ولا يوقف على بلى لأنها لم تسبق بنفي ملفوظ به ولا بشيء من مقتضيات الوقف ولا من موجباته بل هي هنا جواب لنفي مقدر كأن الكافر قال لم يتبين لي الأمر في الدنيا ولا هداني فردّ الله عليه حسرته وقوله بقوله: {بَلى ََ قَدْ جََاءَتْكَ آيََاتِي فَكَذَّبْتَ بِهََا وَاسْتَكْبَرْتَ} فصارت بلى هي وما بعدها جوابا لما قبلها فلا يوقف عليها، لأن
{بِمُعْجِزِينَ} تامّ {وَيَقْدِرُ} كاف {يُؤْمِنُونَ} تامّ {مِنْ رَحْمَةِ اللََّهِ} كاف {جَمِيعاً} صالح {الرَّحِيمُ} كاف، وكذا: لا تنصرون {الْمُحْسِنِينَ} كاف، وما(1/669)
النفي مقدر فهي معه جواب لما جرى قبل. قرأ العامة جاءتك بفتح الكاف وكذبت واستكبرت وكنت بفتح التاء في الجميع خطابا للكافر دون النفس.
وقرأ الجحدري وأبو حيوة الشامي وابن يعمر والشافعي عن ابن كثير، وروتها أم سلمة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وبها قرأ أبو بكر الصدّيق وابنته عائشة بكسر الكاف والتاء خطابا للنفس {الْكََافِرِينَ} تامّ {مُسْوَدَّةٌ} كاف {لِلْمُتَكَبِّرِينَ} تام، على استئناف ما بعده {بِمَفََازَتِهِمْ} حسن، على القراءتين بالجمع والإفراد، ومثله:
لا يمسهم السوء {يَحْزَنُونَ} تامّ {كُلِّ شَيْءٍ} كاف، للفصل بين الوصفين تعظيما مع اتفاق الجملتين {وَكِيلٌ} كاف، ومثله: والأرض وقال بعضهم:
الذين كفروا متصل بقوله: وينجي الله، وما بين الآيتين معترض، أي: وينجي الله المؤمنين، والكافرون مخصوصون بالخسار، فعلى هذا لا وقف بين الآيتين إلا على سبيل التسامح والأوّل أجود {بِآيََاتِ اللََّهِ} ليس بوقف، لأن خبر والذين لم يأت بعد {الْخََاسِرُونَ} تامّ {أَعْبُدُ} قرئ برفعه ونصبه فرفعه على حذف أن ورفع الفعل، وذلك سائغ لأنها لما حذفت بطل عملها ونصبه لأنها مختصة دون سائر الموصولات بأنها تحذف ويبقى عملها قال في الخلاصة:
وشذّ حذف أن ونصب في سوى ... ما مرّ فاقبل منه ما عدل روى
وشاهده قول الشاعر:
ألا أيهذا الزّاجري أحضر الوغي ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
وتقديره هنا أن أعبد، وقوله: أفغير منصوب بأعبد وأعبد معمول لتأمروني بإضمار أن {الْجََاهِلُونَ} كاف {مِنْ قَبْلِكَ} جائز، للابتداء بلام القسم والموحي محذوف، أي: أوحى ما أوحى مع احتمال أن الموحي جملة
بينهما من الآيات لا يوقف عليه لغير المضطرّ لتعلق ما بعده بها، ولو قيل بالجواز لكونها آيات، ولطول الكلام لم يبعد {الْكََافِرِينَ} حسن {مُسْوَدَّةٌ} كاف {لِلْمُتَكَبِّرِينَ}(1/670)
لئن وعليه فليس بوقف، لأن معمول أوحى لم يأت، ومثله في عدم الوقف عملك، لأن ما بعده مع الذي قبله جواب قسم، وقرئ لنحبطن بنون العظمة وعملك مفعول به {مِنَ الْخََاسِرِينَ} كاف {بَلِ اللََّهَ فَاعْبُدْ} حسن {مِنَ الشََّاكِرِينَ} تامّ {حَقَّ قَدْرِهِ} تامّ: على استئناف ما بعده، وقرأ الحسن وأبو حيوة قدروا بتشديد الدال حقّ قدره بفتح الدال {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن، لمن رفع مطويات خبر والسموات، والعامة على رفع مطويات خبرا وبيمينه متعلق بمطويات أو حال من الضمير في مطويات أو خبر ثان، وليس بوقف لمن عطف والسموات على والأرض ومطويات بالنصب على الحال من السموات {بِيَمِينِهِ} تامّ، للابتداء بالتنزيه ومثله يشركون {مَنْ شََاءَ اللََّهُ} حسن {يَنْظُرُونَ} كاف {بِنُورِ رَبِّهََا} حسن، ومثله: بالحق {لََا يُظْلَمُونَ}
كاف، ومثله: ما عملت {بِمََا يَفْعَلُونَ} تامّ {زُمَراً} حسن، ومثله: أبوابها {لِقََاءَ يَوْمِكُمْ هََذََا} كاف، ومثله: على الكافرين {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن، على استئناف ما بعده {الْمُتَكَبِّرِينَ} تامّ، ووقف بعضهم على جهنم وابتدأ زمر بالرفع وبها قرئ بتقدير منهم زمر و {زُمَراً} جائز، ومثله: وفتحت أبوابها، وهو جواب حتى إذا، وقيل: الجواب محذوف تقديره سروا بذلك، وسمى بعضهم هذه الواو واو الثمانية قال لأن أبواب الجنة ثمانية. قال بعض أهل العربية: الواو مقحمة والعرب تقحم مع حتى إذا كما هنا ومع لما كما تقدم في قوله: وتله للجبين وناديناه، معناه ناديناه والواو لا تقحم إلا مع هذين، وقيل: الجواب وقال لهم خزنتها والواو مقحمة أيضا {خََالِدِينَ} تامّ
تامّ، وكذا: يحزنون، ووكيل، والأرض، والخاسرون، والجاهلون {مِنَ الْخََاسِرِينَ}
حسن {مِنَ الشََّاكِرِينَ} تامّ {حَقَّ قَدْرِهِ} صالح {مَطْوِيََّاتٌ بِيَمِينِهِ}
تامّ، وكذا: يشركون {مَنْ شََاءَ اللََّهُ} صالح {يَنْظُرُونَ} حسن، وكذا: لا يظلمون {بِمََا يَفْعَلُونَ} كاف {زُمَراً} صالح {يَوْمِكُمْ}(1/671)
{حَيْثُ نَشََاءُ} كاف، على استئناف ما بعده {الْعََامِلِينَ} كاف، ومثله:
حول العرش على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله {بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} تامّ، لأن الماضي لا يعطف على المستقبل، ومثله في التمام بالحق على استئناف ما بعده، آخر السورة، تامّ.
سورة المؤمن مكية (1)
إلا قوله: {إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} الآيتين فمدني، كلمها: ألف ومائة وتسع وتسعون كلمة، وحروفها أربعة آلاف وسبعمائة وستون حرفا، وآيها ثمانون وإحدى أو ثلاث أو خمس أو ست وثمانون آية {حم} بسكون الميم كسائر الحروف المقطعة، وهي قراءة العامة. وقرأ الزهري برفع الميم خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ والخبر ما بعدها، ومنعت من الصرف للعلمية والتأنيث أو العلمية وشبه العجمة، وذلك أنه ليس في الأوزان العربية فاعيل، بخلاف الأعجمية ففيها قابيل وهابيل، وفي الحديث: «لكل شيء لباب، ولباب القرآن الحواميم» وفيه
{هََذََا} كاف {الْكََافِرِينَ} حسن {الْمُتَكَبِّرِينَ} تامّ {خََالِدِينَ} حسن وكذا:
العالمين {بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} تامّ، وكذا بالحقّ، آخر السورة، تامّ.
سورة المؤمن مكية إلا قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} الآيتين، فمدنيّ.
__________
(1) وهي سورة غافر، وسميت بالمؤمن، لذكر مؤمن آل فرعون فيها وقصته، وهي ثمانون، وخمس في الكوفي، وست في الشامي، وأربع في الحجازي، واثنان في البصري، والخلاف في تسع آيات:
{حم} [1] كوفي، {كََاظِمِينَ} [18] غير كوفي، {بَنِي إِسْرََائِيلَ الْكِتََابَ} [53] غير بصري ومدني أخير {يُسْحَبُونَ} [71] سماوي ومدني أخير {الْأَعْمى ََ وَالْبَصِيرُ} [58] شامي ومدني أخير {يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ} [72] مدني، مكي {يَوْمَ هُمْ بََارِزُونَ} [16] شامي، {التَّلََاقِ} [15] غير شامي، {تُشْرِكُونَ} [73] سماوي. وانظر: «التلخيص» (393).(1/672)
عن ابن مسعود مرفوعا: «من أراد أن يرتع في رياض مونقة من الجنة فليقرأ الحواميم» ومونقة بصيغة اسم المفعول من التأنيق، وهو شدة الحسن والنضارة، ورأى رجل من أهل الخير في النوم سبع جوار حسان، فقال لمن أنتنّ، فقلن نحن لمن قرأنا نحن الحواميم {تَنْزِيلُ الْكِتََابِ} كاف، إن جعل خبر حم، أي: هذه الأحرف تنزيل الكتاب، وكذا: إن جعل تنزيل خبر مبتدإ محذوف، ولم يجعل ما بعده فيهما صفة، وليس بوقف إن جعل مبتدأ خبره الجارّ بعده {الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} جائز، العقاب ليس بوقف، لأن ما بعده صفة {ذِي الطَّوْلِ} حسن، ومثله: إلا هو {الْمَصِيرُ} تامّ {كَفَرُوا} حسن، أي: ما يجادل في إبطال آيات الله إلا الذين كفروا {فِي الْبِلََادِ} كاف {قَوْمُ نُوحٍ}
ليس بوقف، لأن قوله: والأحزاب معطوف على: قوم {مِنْ بَعْدِهِمْ} كاف عن أبي حاتم {لِيَأْخُذُوهُ} حسن، أي: ليقتلوه {بِالْبََاطِلِ} ليس بوقف، لأن بعده لام كي {الْحَقَّ} ليس بوقف لمكان الفاء {فَأَخَذْتُهُمْ} حسن، لاستئناف التوبيخ {عِقََابِ} كاف {أَصْحََابُ النََّارِ} تامّ، لا يليق وصله بما بعده لأنه لو وصله به لصار الذين يحملون العرش صفة لأصحاب النار، وذلك خطأ ظاهر، فينبغي أن يسكت سكتة لطيفة {بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} جائز، ومثله:
ويؤمنون به {لِلَّذِينَ آمَنُوا} كاف، ومثله: وعلما، وكذا: الجحيم على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله، وحينئذ لا يوقف على: ذرّياتهم، ولا على: الحكيم، بل على السيئات {وَالسَّيِّئََاتِ}
تقدم الكلام على حم في سورة البقرة {تَنْزِيلُ الْكِتََابِ} كاف، إن جعل خبرا لحم، أي: هذه الأحرف تنزيل الكتاب أو جعل خبرا لمبتدإ محذوف ولم يجعل ما بعده فيهما صفة له وإلا فليس بوقف {الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صالح، وإن تعلق ما بعده لأنه رأس آية، وكذا: شديد العقاب {ذِي الطَّوْلِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ}
حسن {الْمَصِيرُ} تام، وكذا: في البلاد {مِنْ بَعْدِهِمْ} كاف، وكذا: ليأخذوه(1/673)
تامّ، للابتداء بالشرط {فَقَدْ رَحِمْتَهُ} كاف لتناهي الشرط بجوابه {الْعَظِيمُ} تامّ ومثله: فتكفرون {فَاعْتَرَفْنََا بِذُنُوبِنََا} حسن، {مِنْ سَبِيلٍ}
كاف، ومثله: كفرتم للابتداء بالشرط {تُؤْمِنُوا} حسن {الْكَبِيرِ} تامّ {رِزْقاً} كاف {مَنْ يُنِيبُ} تامّ، ومثله الكافرون على استئناف ما بعده {ذُو الْعَرْشِ} تامّ إن جعل ذو العرش خبرا لرفيع، وكذا: إن رفع ذو العرش خبر مبتدإ محذوف، وأن رفيع خبر مبتدإ محذوف كان الوقف على الدرجات، وليس العرش يوقف إن جعل بدلا من رفيع {التَّلََاقِ} ليس بوقف، لأن قوله {يَوْمَ هُمْ بََارِزُونَ} بدل من يوم التلاق بدل كل من كل.
وقد اتفق علماء الرسم على كتابة: {يَوْمَ هُمْ بََارِزُونَ}، وفي الذاريات:
{يَوْمَ هُمْ عَلَى النََّارِ} كلمتين يوم وحدها وهم وحدها لأن الضمير في هم مرفوع بالابتداء في الموضعين، وما بعده فيهما الخبر، والقرّاء مجمعون على أن التلاق بغير ياء إلا ابن كثير فإنه يقف عليه بالياء، ومثله: والله، ويصل بالتنوين، والاختيار ما عليه عامة القرّاء، لأن التنوين قد حذف الياء {بََارِزُونَ} كاف {مِنْهُمْ شَيْءٌ} حسن، ومثله {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} عند أبي حاتم {الْقَهََّارِ} تامّ {بِمََا كَسَبَتْ} جائز {لََا ظُلْمَ الْيَوْمَ} حسن وقيل كاف {الْحِسََابِ} تامّ {يَوْمَ الْآزِفَةِ} ليس بوقف لأن قوله: {إِذِ الْقُلُوبُ} بدل من يوم الآزفة، أو من الهاء في أنذرهم، أو مفعول به اتساعا، فموضع إذ نصب بما قبله، والآزفة، القريبة، قال كعب بن زهير:
{فَأَخَذْتُهُمْ} جائز {عِقََابِ} حسن {أَصْحََابُ النََّارِ} تام {لِلَّذِينَ آمَنُوا} كاف، وكذا: الجحيم {ذُرِّيََّاتِهِمْ} جائز {الْحَكِيمُ} كاف، وكذا: وقهم السيئات و: فقد رحمته {الْعَظِيمُ} تام، وكذا: فتكفرون {مِنْ سَبِيلٍ} كاف، وكذا: به تؤمنوا {الْكَبِيرِ} حسن، وكذا: رزقا {مَنْ يُنِيبُ} كاف {الْكََافِرُونَ} تام، وكذا: ذو العرش إن جعل خبرا لرفيع الدرجات، فإن جعل بدلا منه لم يوقف عليه، بل على بارزون، وهو حسن {مِنْهُمْ شَيْءٌ} كاف، وكذا: لمن الملك اليوم لله الواحد القهار، تام {بِمََا كَسَبَتْ} صالح {لََا ظُلْمَ الْيَوْمَ} حسن {سَرِيعُ الْحِسََابِ} تامّ، وكذا:(1/674)
بان الشباب وهذا الشيب قد أزفا ... ولا أرى الشباب بائن خلفا
ومثله في عدم الوقف: الحناجر، لأن كاظمين منصوب على الحال مما قبله، وهو رأس آية {يُطََاعُ} كاف، قرئ ولا شفيع بالرفع والجرّ، فالرفع عطف على موضع من حميم ومن زائدة للتوكيد، والجرّ عطف على لفظ حميم، وقوله: {وَلََا شَفِيعٍ يُطََاعُ} من باب على لا حب لا يهتدي بمناره أي: لا شفيع فلا طاعة أو ثم شفيع، ولكن لا يطاع {خََائِنَةَ الْأَعْيُنِ} ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله {الصُّدُورُ} تامّ {بِالْحَقِّ} كاف، ومثله:
لا يقضون بشيء على القراءتين في يدعون. قرأ نافع وهشام بالتاء الفوقية والباقون بالتحتية {الْبَصِيرُ} تامّ {مِنْ قَبْلِهِمْ} كاف {وَآثََاراً فِي الْأَرْضِ}
جائز {بِذُنُوبِهِمْ} حسن {مِنَ اللََّهِ} كاف، ومثله: فأخذهم الله {شَدِيدُ الْعِقََابِ} تامّ، ولا وقف من قوله: ولقد أرسلنا موسى إلى كذاب لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على مبين لأن الذي بعده متصل به، ولا على قارون لمكان الفاء {كَذََّابٌ} كاف {مِنْ عِنْدِنََا} ليس بوقف، لأن ما بعده جواب لما {نِسََاءَهُمْ} حسن {إِلََّا فِي ضَلََالٍ} كاف {وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} حسن {دِينَكُمْ} ليس بوقف، لأن يظهر منصوب بالعطف على ما قبله {الْفَسََادَ} كاف {وَرَبِّكُمْ} ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق بما قبله {الْحِسََابِ} كاف. وقد اختلف في قوله من آل فرعون بماذا يتعلق، فمن قال
كاظمين، ويطاع، والصدور {بِالْحَقِّ} كاف {لََا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ} تامّ، وكذا: البصير {مِنْ قَبْلِهِمْ} كاف، وكذا: بذنوبهم {مِنْ وََاقٍ} حسن {فَأَخَذَهُمُ اللََّهُ} كاف {الْعِقََابِ} تامّ {كَذََّابٌ} كاف {نِسََاءَهُمْ} تام، وكذا: في ضلال، والفساد، والحساب. وقال رجل مؤمن. قال أبو حاتم: هو وقف لمن قال إنه لم يكن من آل فرعون لكنه كتم إيمانه منهم، ومن قال كان منهم وقف على فرعون وهو على التقدير وقف بيان لا كاف ولا تامّ، أي: بين قوله من آل فرعون بماذا يتعلق، فعلى الأول يتعلق بيكتم إيمانه،(1/675)
يتعلق بيكتم. قال إن الرجل لم يكن من آل فرعون وكان وقفه على مؤمن، ومن قال يتعلق برجل مؤمن: أي رجل مؤمن من آل فرعون كان نعتا له وكان الوقف على فرعون، وعلى كلا القولين ففيه الفصل بين القول ومقوله، والوقف الحسن الذي لا غبار عليه {مِنْ رَبِّكُمْ} لانتهاء الحكاية والابتداء بالشرط، وفي الحديث «الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس، ومؤمن آل فرعون، وعليّ بن أبي طالب» رضي الله عنهم {فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ} حسن، ومثله: يعدكم {كَذََّابٌ} كاف {ظََاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ} حسن، ومثله: إن جاءنا، وكذا: إلا ما أرى {الرَّشََادِ} تامّ {الْأَحْزََابِ} ليس بوقف، لأن قوله مثل منصوب على البدل من مثل الأول، ومثله: في عدم الوقف عاد وثمود للعطف {مِنْ بَعْدِهِمْ} كاف، ومثله: للعباد {التَّنََادِ} ليس بوقف، لأن قوله: يوم تولون مدبرين منصوب على البدل مما قبله ومدبرين حال مما قبله، وقرأ ابن عباس التنادّ بتشديد الدال مصدر تنادّ القوم، أي: ندّ بعضهم من بعض، من ندّ البعير إذا هرب ونفر، وابن كثير يقف عليها بالياء. قال الضحاك: إذا كان يوم القيامة يكشف للكفار عن جهنم فيندّون كما يند البعير. قال أمية بن أبي الصلت:
وبثّ الخلق فيها إذ دحاها ... فهم سكّانها حتّى التنادي
{مِنْ عََاصِمٍ} تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: من هاد، وجميع القراء
وعلى الثاني يتعلق برجل مؤمن لأنه نعت له اه. ولا أحب الوقف عليهما لما فيه من الفصل بين القول ومقوله، لأن المقول لم يأت بعد، وهو: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله {مِنْ رَبِّكُمْ} صالح {الَّذِي يَعِدُكُمْ} حسن، وكذا: كذاب، و: إن جاءنا {الرَّشََادِ} تامّ {مِنْ بَعْدِهِمْ} كاف، وكذا: للعباد، وقال أبو عمرو كأبي حاتم في الأول: تامّ {مِنْ عََاصِمٍ} تامّ، وكذا: من هاد {جََاءَكُمْ بِهِ} صالح {مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا} كاف {مُرْتََابٌ} صالح {بِغَيْرِ سُلْطََانٍ أَتََاهُمْ} كاف، ومحلهما إذا نصب(1/676)
يقفون من هاد بغير ياء إلا ابن كثير فإنه يقف عليه بالياء {بِالْبَيِّنََاتِ}
حسن، ومثله: مما جاءكم به، وكذا رسولا في محلّ {الَّذِينَ} الرفع والنصب فمرتاب: تام، إن جعل الذين مبتدأ خبره كبر مقتا، أي: كبر جدالهم مقتا، ولا يوقف على أتاهم، بل على الذين آمنوا ومثله في الوقف على: مرتاب إن جعل الذين في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين، وكاف إن نصب، أي: الذين بتقدير أعني، وليس مرتاب بوقف إن جعل الذين في محل رفع نعتا لما قبله أو بدلا من من أو مسرف، وكان الوقف على أتاهم ثم يبتدئ كبر مقتا {وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا} حسن، في الوجهين {جَبََّارٍ} تامّ {الْأَسْبََابَ}
ليس بوقف، لأن ما بعده بدل منه {السَّمََاوََاتِ} حسن لمن قرأ فأطلع بالرفع عطفا على أبلغ، وليس بوقف لمن قرأ فاطلع بالنصب على جواب الترجي تشبيها للترجي بالتمني، وهو مذهب كوفي، والبصريون يأبون ذلك ويقولون منصوب على جواب الأمر بعد الفاء، لأن الترجي لا يكون إلا في الممكن وبلوغ أسباب السموات غير ممكن، لكن فرعون أبرز ما لا يمكن في صورة الممكن تمويها على سامعيه {إِلََهِ مُوسى ََ} جائز {كََاذِباً} حسن، ومثله: سوء عمله، لمن قرأ وصد بفتح الصاد فصلا بين الفعلين، أعني زين ببنائه للمفعول، وصدّ ببنائه للفاعل، وليس بوقف لمن قرأ {وَصُدَّ} بضم الصاد ببنائه للمفعول كزين لعطفه عليه، ووسمه شيخ الإسلام بالحسن لمن قرأه بفتح الصاد أيضا {عَنِ السَّبِيلِ} كاف {فِي تَبََابٍ} تامّ {الرَّشََادِ} كاف، وقرأ
الذين بدلا من من، أو رفع بدلا من: مسرف، فإن جعل مبتدأ خبره كبر كان الوقف على {مُرْتََابٌ} تاما، ولا يوقف على: أتاهم، المتأخر الخبر عنه {وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا}
تامّ، وكذا: متكبر جبار {كََاذِباً} حسن {سُوءُ عَمَلِهِ} صالح، لمن قرأ {وَصُدَّ}
بضم الصاد، وحسن لمن قرأه بفتحها {عَنِ السَّبِيلِ} حسن {فِي تَبََابٍ} تامّ {الرَّشََادِ} كاف، وكذا: متاع {دََارُ الْقَرََارِ} تام {إِلََّا مِثْلَهََا} كاف {يَدْخُلُونَ}(1/677)
ابن كثير اتبعوني بإثبات الياء وقفا ووصلا {مَتََاعٌ} حسن فصلا بين تنافي الدارين {دََارُ الْقَرََارِ} تامّ {إِلََّا مِثْلَهََا} كاف. وقيل: جائز {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ}
حسن، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل حالا {بِغَيْرِ حِسََابٍ} تامّ {إِلَى النََّارِ} كاف، ومثله: ما ليس لي به علم {الْغَفََّارِ} كاف، ومثله:
أصحاب النار، ولا يوقف على: إليه ولا على: في الآخرة، لأن قوله: {وَأَنَّ مَرَدَّنََا} معطوف على إنما، ولا على: إلى الله، لأن أن الثانية معطوفة على أن الأولى {مََا أَقُولُ لَكُمْ} كاف، ومثله: إلى الله، وكذا: بالعباد {مََا مَكَرُوا}
حسن {سُوءُ الْعَذََابِ} كاف وقال أبو عمرو: تامّ إن جعل {النََّارُ} مبتدأ أو خبر مبتدإ محذوف كأن قائلا قال: ما سوء العذاب؟ فقيل: هي النار وليس بوقف إن جعل بدلا من سوء {وَعَشِيًّا} تامّ، إن نصب ويوم بفعل مضمر، أي: ونقول يوم تقوم الساعة، وعلى هذا الإضمار لا يوقف على {السََّاعَةُ} إلا إن اضطر، وإذا ابتدئ أدخلوا ضمت الهمزة من باب دخل يدخل، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر عن عاصم، ويكون قوله: {آلَ فِرْعَوْنَ} منصوبا على النداء كأنه قال: ادخلوا يا آل فرعون، وقرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي أدخلوا بقطع الهمزة أمرا من أدخل يدخل، وعلى هذه القراءة يبتدأ أدخلوا بالفتح، وينتصب آل بالإدخال مفعولا أوّل وأشد المفعول الثاني {الْعَذََابِ} كاف، لأن إذ معها فعل {فِي النََّارِ} جائز، ومثله: كنا لكم تبعا {مِنَ النََّارِ} كاف، ومثله حكم بين العباد، وكذا:
العذاب {بِالْبَيِّنََاتِ} جائز {قََالُوا بَلى ََ} كاف {قََالُوا فَادْعُوا} تامّ، ومثله:
{الْجَنَّةَ} جائز {بِغَيْرِ حِسََابٍ} تامّ {إِلَى النََّارِ} كاف {الْغَفََّارِ} حسن {أَصْحََابُ النََّارِ} كاف، وكذا: ما أقول لكم، وإلى الله وبالعباد {مََا مَكَرُوا} جائز {سُوءُ الْعَذََابِ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ، إن جعل {النََّارُ} مبتدأ، وليس بوقف إن جعل بدلا منه {وَعَشِيًّا} تامّ {أَشَدَّ الْعَذََابِ} كاف {فِي النََّارِ} مفهوم {مِنَ النََّارِ}
كاف، وكذا: بين العباد، ومن العذاب {قََالُوا بَلى ََ} كاف {قََالُوا فَادْعُوا}(1/678)
في ضلال {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف، إن نصب يوم بأعني مقدّرا، وليس بوقف إن نصب بالعطف على ما قبله، ولا يوقف على: الأشهاد، لأن ما بعده منصوب بدلا من يوم قبله، أو بيانا له {مَعْذِرَتُهُمْ} حسن، ومثله: اللعنة {سُوءُ الدََّارِ} تامّ {الْهُدى ََ} جائز {بَنِي إِسْرََائِيلَ الْكِتََابَ} حسن، إن رفع {هُدىً} على الابتداء، وليس بوقف إن نصب حالا مما قبله كأنه قال هاديا وتذكرة لأولى الألباب و {الْأَلْبََابِ} تامّ {إِنَّ وَعْدَ اللََّهِ حَقٌّ} جائز، ومثله: لذنبك وذنبك مصدر مضاف لمفعوله، أي: لذنب أمتك في حقك، لأنه لا يسوغ لنا أن نضيف إليه عليه الصلاة والسلام ذنبا لعصمته {وَالْإِبْكََارِ} تامّ {بِغَيْرِ سُلْطََانٍ أَتََاهُمْ} ليس بوقف هنا اتفاقا، لأن خبر إن لم يأت، وهو إن في صدورهم {بِبََالِغِيهِ} حسن، ومثله: فاستعذ بالله.
وقيل: كاف {الْبَصِيرُ} تامّ {مِنْ خَلْقِ النََّاسِ} ليس بوقف، لتعلق ما بعده به استدراكا، لأن لكن لا بدّ أن تقع بين متنافيين، ولا يصح الكلام إلا بها {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {وَلَا الْمُسِيءُ} كاف، لأن قليلا منصوب بيتذكرون وما زائدة كأنه قال: يتذكرون قليلا يتذكرون تامّ {لََا رَيْبَ فِيهََا} الأولى وصله، لتعلق ما بعده به استدراكا {لََا يُؤْمِنُونَ} تامّ، ومثله: أستجب لكم، عند أبي حاتم {دََاخِرِينَ} تامّ، أي: صاغرين {مُبْصِراً} كاف {عَلَى النََّاسِ}
الأولى وصله {لََا يَشْكُرُونَ} تامّ {كُلِّ شَيْءٍ} حسن. وقيل: تامّ، لأنه لو
تامّ، وكذا: ضلال {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} قيل: كاف، وقيل: تامّ {مَعْذِرَتُهُمْ} حسن.
وقال أبو عمرو فيهما: كاف {سُوءُ الدََّارِ} تامّ {لِأُولِي الْأَلْبََابِ} حسن {وَالْإِبْكََارِ} تامّ {بِغَيْرِ سُلْطََانٍ أَتََاهُمْ} ليس بوقف هنا، لأن خبر إن لم يأت وهو: إن في صدورهم إلا كبر {بِبََالِغِيهِ} حسن. وقال أبو عمرو كأبي حاتم: تامّ {الْبَصِيرُ}
تامّ، وكذا: لا يعلمون {وَلَا الْمُسِيءُ} كاف، وكذا يتذكرون، وقال أبو عمرو فيه: تام {لََا يُؤْمِنُونَ} تامّ {أَسْتَجِبْ لَكُمْ} كاف {دََاخِرِينَ} تامّ {مُبْصِراً} كاف {لََا}(1/679)
وصله لصارت جملة {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} صفة لشيء، وهذا خطأ ظاهر {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} حسن {تُؤْفَكُونَ} أحسن منهما {يَجْحَدُونَ} تامّ {مِنَ الطَّيِّبََاتِ} حسن، ومثله: ربكم {رَبُّ الْعََالَمِينَ} تامّ {إِلََّا هُوَ} حسن، ومثله: له الدين {الْعََالَمِينَ} تامّ {مِنْ رَبِّي} جائز {لِرَبِّ الْعََالَمِينَ} تامّ، ولا وقف من قوله: هو الذي إلى شيوخا لأن ثم في المواضع الخمس للعطف، فلا يوقف على: من تراب، ولا على: من نطفة، ولا على: من علقة، ولا على:
طفلا، ولا على: أشدكم {شُيُوخاً} حسن. وقيل: كاف {مِنْ قَبْلُ} جائز {تَعْقِلُونَ} كاف {وَيُمِيتُ} حسن، لأن إذا أجيبت بالفاء فكانت بمعنى الشرط {كُنْ} حسن، إن رفع فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره، فهو يكون، أو فإنه يكون و {فَيَكُونُ} تامّ، على القراءتين {أَنََّى يُصْرَفُونَ} تامّ، إن جعلت الذين في محل رفع على الابتداء وإلى هذا ذهب جماعة من المفسرين، لأنهم جعلوا الذين يجادلون في آيات الله القدرية، وليس يصرفون بوقف إن جعل {الَّذِينَ كَذَّبُوا} بدلا من: الذين يجادلون، وإن جعل {الَّذِينَ كَذَّبُوا} في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، أو في موضع نصب بتقدير أعني كان كافيا {رُسُلَنََا} حسن، وقيل: كاف، على استئناف التهديد {يَعْلَمُونَ} ليس بوقف، لأن {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} تهديد للمكذبين، فينبغي أن يتصل بهم، لأن إذ منصوبة بقوله: فسوف يعلمون، فهي متصرّفة، وجوّزوا في إذا أن تكون بمعنى إذا، لأن العامل فيها محقق الاستقبال، وهو: فسوف يعلمون، وغالب المعربين يقولون إذ منصوبة باذكر مقدّرة، ولا تكون حينئذ إلا مفعول به لاستحالة عمل المستقبل في الزمن
{يَشْكُرُونَ} تامّ {تُؤْفَكُونَ} حسن {يَجْحَدُونَ} تامّ {مِنَ الطَّيِّبََاتِ} حسن {فَتَبََارَكَ اللََّهُ رَبُّ الْعََالَمِينَ} تامّ {لَهُ الدِّينَ} حسن {لِلََّهِ رَبِّ الْعََالَمِينَ} تامّ، وكذا:
لربّ العالمين {شُيُوخاً} كاف، وكذا: تعقلون {كُنْ} صالح {فَيَكُونُ} تامّ، وتقدم(1/680)
الماضي {وَالسَّلََاسِلُ} تامّ، لمن رفع السلاسل بالعطف على الأغلال، ثم يبتدئ يسحبون، أي: هم يسحبون، وهي قراءة العامة، وكذا يوقف على {السَّلََاسِلُ} على قراءة ابن عباس، والسلاسل بالجرّ. قال ابن الأنباري:
والأغلال مرفوعة لفظا مجرورة محلا، إذ التقدير: إذ أعناقهم في الأغلال وفي السلاسل، لكن ضعف تقدير حرف الجرّ وإعماله، وقد جاء في أشعار العرب وكلامهم، وقرأ ابن عباس بنصب السلاسل، ويسحبون بفتح الياء مبنيّا للفاعل، فتكون السلاسل مفعولا مقدّما، وعليها فالوقف على: في أعناقهم، لأن السلاسل تسحب على إسناد الفعل للفاعل، فكأنه قال: ويسحبون بالسلاسل، وهو أشد عليهم، إلا أنه لما حذف الباء وصل الفعل إليه فنصبه، فعلى هذا لا يوقف على السلاسل، ولا على يسحبون، لأن ما بعده ظرف للسحب، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد {يُسْجَرُونَ} جائز، لأنه آخر آية، أي: يصيرون وقودا للنار {مِنْ دُونِ اللََّهِ} حسن، ومثله: ضلوا عنا، وكذا: من قبل شيئا. وقيل: تامّ، لأنه انقضاء كلامهم {الْكََافِرِينَ}
كاف، ومثله: تمرحون {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن {الْمُتَكَبِّرِينَ} تامّ {إِنَّ وَعْدَ اللََّهِ حَقٌّ} حسن {أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} ليس بوقف لمكان الفاء {يُرْجَعُونَ} تامّ {مِنْ قَبْلِكَ} حسن، ومثله: نقصص عليك {بِإِذْنِ اللََّهِ} كاف {الْمُبْطِلُونَ} تامّ {تَأْكُلُونَ} كاف، ومثله: تحملون {آيََاتِهِ} حسن {تُنْكِرُونَ} تامّ، للابتداء بالاستفهام، فأيّ منصوبة بتنكرون {مِنْ قَبْلِهِمْ}
حسن، ومثله: وآثارا في الأرض {يَكْسِبُونَ} كاف {مِنَ الْعِلْمِ} حسن
الكلام عليه {أَنََّى يُصْرَفُونَ} صالح، وكذا: رسلنا {وَالسَّلََاسِلُ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل: تامّ، ويبتدئ: بيسحبون بمعنى: وهم يسحبون {يُسْجَرُونَ}
جائز {مِنْ دُونِ اللََّهِ} كاف، وكذا: من قبل شيئا، والكافرين، وتمرحون، والمتكبرين {يُرْجَعُونَ} تامّ {نَقْصُصْ عَلَيْكَ} حسن {بِإِذْنِ اللََّهِ} كاف {الْمُبْطِلُونَ} تامّ {تَأْكُلُونَ} كاف، وكذا: تحملون {تُنْكِرُونَ} تامّ {مِنْ قَبْلِهِمْ} كاف، وكذا:(1/681)
{يَسْتَهْزِؤُنَ} كاف {بِاللََّهِ وَحْدَهُ} جائز {مُشْرِكِينَ} كاف {بَأْسَنََا}
تامّ، عند أبي حاتم، على أن سنة منصوبة بفعل مقدّر، أي: سن الله ذلك سنة، فلما حذف الفعل أضيف المصدر إلى الفاعل {فِي عِبََادِهِ} تامّ، عند أبي حاتم أيضا، وآخر السورة: تامّ، وفيه ردّ على من يقول إن {حم} قسم وجوابه ما قبله، وإن تقديره، وخسر هنالك الكافرون والله، لأنه يلزم عليه أنه لا يجوز الوقف على آخرها، فلا يلتفت إلى قوله: لأنا لا نعلم أحدا من الأئمة الذين أخذ عنهم تأويل القرآن أخذ به، وهو جائز عربية.
سورة فصلت مكية (1)
كلمها سبعمائة وست وتسعون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون حرفا، وآيها اثنتان أو ثلاث أو أربع وخمسون آية.
{تَنْزِيلٌ} خبر {حم} على القول بأنها اسم للسورة أو خبر مبتدإ محذوف، أي: هذا تنزيل، أو مبتدأ خبره كتاب فصلت، أو كتاب خبر ثان، أو بدل من تنزيل، أو فاعل بالمصدر وهو تنزيل، أي: نزل كتاب. قاله أبو البقاء، وفصلت آياته صفة كتاب {مِنَ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} حسن، إن جعل
يكسبون، و: من العلم، ويستهزءون {بِاللََّهِ وَحْدَهُ} جائز {مُشْرِكِينَ} كاف {بَأْسَنََا} تامّ وكذا: في عباده، وآخر السورة.
سورة فصلت مكية وتقدم الكلام على حم {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} حسن، إن جعل خبرا لحم أو خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل مبتدأ خبره كتاب فصلت آياته، وقول
__________
(1) وهي سورة فصلت وسميت بالسجدة لذكر السجدة التي فيها، وهي خمسون وأربع في الكوفي، وثلاث في الحجازي، واثنان في البصري والشامي والخلاف في آيتين هما: {حم}
[1] كوفي، و {عََادٍ وَثَمُودَ} [13] حجازي، كوفي، وانظر: «التلخيص» (397).(1/682)
تنزيل مبتدأ خبره من الرحمن الرحيم، أو جعل خبر: حم، أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل تنزيل مبتدأ خبره، كتاب فصلت، وكذا إن جعل كتاب بدلا من تنزيل {فُصِّلَتْ آيََاتُهُ} جائز، إن نصب قرآنا بمحذوف، أي: بينت آياته قرآنا، أو نصب قرآنا على المدح بفعل مقدّر، أي: بينت آياته قرآنا عربيا، وليس بوقف إن جعل حالا من فصلت، أي: فصلت آياته في حال عربيته {عَرَبِيًّا} ليس بوقف لأن قوله: {لِقَوْمٍ} متصل بفصلت كأنه قال:
فصلنا آياته للعالمين، ومثله في عدم الوقف، لقوم يعلمون، لأن بشيرا ونذيرا نعتان لقرآنا، لأن القرآن يبشر المؤمنين بالجنة وينذر الكافرين بالنار، أو هما حالان من كتاب، أو من آياته أو من الضمير في قرآنا، لأنه بمعنى مقروء {وَنَذِيراً} حسن {لََا يَسْمَعُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل معطوفا على ما قبله {تَدْعُونََا إِلَيْهِ} حسن، ومثله: وقر، وكذا: حجاب {عََامِلُونَ} كاف، وقيل: تامّ {مِثْلُكُمْ} حسن، على استئناف ما بعده {يُوحى ََ إِلَيَّ} ليس بوقف، لأن إنما قد عمل فيها يوحى {إِلََهٌ وََاحِدٌ} حسن {وَاسْتَغْفِرُوهُ} تامّ، عند نافع {لِلْمُشْرِكِينَ} ليس بوقف، لأن قوله: الذين تابع له {لََا يُؤْتُونَ الزَّكََاةَ} حسن {كََافِرُونَ} تامّ، للفصل بين صفة الكافرين، والمؤمنين {وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ} ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت بعد، وهو لهم أجر، والوقف على {مَمْنُونٍ} تامّ، أي: غير مقطوع، وقيل: الذي لا حساب عليه {أَنْدََاداً} كاف، ومثله: ربّ العالمين
الأصل إن الوقف على الرحيم حسن، إن جعل تنزيل مبتدأ خبره من الرحمن الرحيم:
صحيح إن وجد مسوّغ للابتداء تنزيل {آيََاتُهُ} جائز، إن جعل ما بعده حالا من محذوف تقديره بينت آياته قرآنا، وإن جعل حالا من فصلت، فليس بوقف {وَنَذِيراً}
كاف {لََا يَسْمَعُونَ} حسن {عََامِلُونَ} تامّ، وكذا: واستغفروه، وكافرون، وغير ممنون {أَنْدََاداً} كاف، وكذا: ربّ العالمين، وللسائلين، ولمن قرأ: سواء بالرفع أن يقف على(1/683)
{سَوََاءً لِلسََّائِلِينَ} قرئ، سواء بالحركات الثالث، فمن قرأ: سواء بالرفع وهو أبو جعفر خبر مبتدإ محذوف، أي: هي سواء لا تزيد ولا تنقص، أو مبتدأ وخبره للسائلين وقف على أيام، وكذا: من قرأه بالنصب بفعل مقدّر، أي:
استوت سواء وهي قراءة العامة، وليس بوقف لمن قرأه بالجر نعتا لأيام والتقدير في أربعة أيام مستويات {لِلسََّائِلِينَ} كاف {وَهِيَ دُخََانٌ} حسن، ومثله:
أو كرها {طََائِعِينَ} كاف {فِي يَوْمَيْنِ} جائز {أَمْرَهََا} كاف، ومثله:
بمصابيح إن نصب وحفظا بفعل محذوف، أي: وحفظناها حفظا ويلزم عليه الابتداء بكلمة والوقف عليها، وقيل: الوقف على حفظا، أي: جعلنا النجوم زينة وحفظا {الْعَلِيمِ} كاف {وَثَمُودَ} حسن، لأن إذ متعلقة بمحذوف، أي: اذكر إذ، ولا يصح تعلقه بأنذرتكم، ومن خلفهم ليس بوقف، لأن أن مخففة من الثقيلة والتقدير بأنه لا تعبدوا إلا الله و {إِلَّا اللََّهَ} حسن {كََافِرُونَ} كاف {قُوَّةً} حسن {مِنْهُمْ قُوَّةً} جائز {يَجْحَدُونَ} تامّ {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف، ومثله: أخرى {لََا يُنْصَرُونَ} تام {فَهَدَيْنََاهُمْ}
جائز، ومثله: على الهدى {يَكْسِبُونَ} كاف {آمَنُوا} جائز {يَتَّقُونَ}
تامّ، ويوم منصوب بمقدّر {إِلَى النََّارِ} ليس بوقف {يُوزَعُونَ} كاف، أي:
يحبس أوّلهم لآخرهم ليتلاحقوا. وهذا يدل على كثرتهم، وأنهم لا اختيار لهم في أنفسهم، نسأل الله السلامة والنجاة من كلّ شدّة ومحنة {يَعْمَلُونَ}
كاف {عَلَيْنََا} حسن، وكذا: كل شيء، وقيل: تام على أن ما بعده من كلام الجلود، والمراد الجوارح {أَوَّلَ مَرَّةٍ} كاف، وكذا: ترجعون، ولا وقف
أربعة أيام، ويبتدئ، سواء بمعنى هو سواء {طََائِعِينَ} كاف، وكذا: أمرها، وبمصابيح، وحفظا، والعليم، وإلا الله {كََافِرُونَ} حسن، وكذا: منا قوّة {مِنْهُمْ قُوَّةً} صالح {يَجْحَدُونَ} كاف، وكذا: الدنيا {لََا يُنْصَرُونَ} تامّ {يَكْسِبُونَ} كاف {يَتَّقُونَ} تامّ {يُوزَعُونَ} كاف، وكذا: يعملون {عَلَيْنََا} صالح {تُرْجَعُونَ}(1/684)
من قوله: وما كنتم إلى تعملون لاتصال الكلام بعضه ببعض، والوقف على {أَرْدََاكُمْ} جائز، إن جعل ذلكم مبتدأ خبره أرداكم، وكذا إن جعل ظنكم وأرداكم خبرين لذلكم، وكذا إن جعل ظنكم خبرا من ذلكم وأرداكم بدلا، والمعنى ظنكم هو الذي أرداكم وأدخلكم النار {مِنَ الْخََاسِرِينَ} كاف {مَثْوىً لَهُمْ} حسن لعطف جملتي الشرط {مِنَ الْمُعْتَبِينَ} كاف {وَمََا خَلْفَهُمْ} حسن، ومثله: والإنس للابتداء بأن {خََاسِرِينَ} تام {تَغْلِبُونَ}
كاف، ومثله: يعملون {النََّارُ} حسن، إن رفعت النار نعتا أو بدلا من جزاء، وإن رفعتها خبر مبتدإ محذوف وقفت على أعداء الله. ثم تبتدئ النار لهم فيها {دََارُ الْخُلْدِ} حسن، إن نصبت جزاء بمقدّر، وليس بوقف إن نصب بما قبله {يَجْحَدُونَ} تام {وَالْإِنْسِ} ليس بوقف، لأن قوله: نجعلهما جواب الأمر، ومثله: في عدم الوقف تحت أقدامنا، لأن ما بعده منصوب بما قبله {مِنَ الْأَسْفَلِينَ} تامّ {ثُمَّ اسْتَقََامُوا} ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت بعد {وَلََا تَحْزَنُوا} حسن {تُوعَدُونَ} كاف {وَفِي الْآخِرَةِ} حسن، ومثله أنفسكم {مََا تَدَّعُونَ} حسن، إن نصب نزلا بمقدر والتقدير أصبتم نزلا أو وجدتم نزلا، وليس بوقف إن نصب حالا مما قبله كأنه قال: ولكم ما تمنون في هذه الحالة، أو ولكم فيها الذي تدّعونه حال كونه معدّا على أنه حال من الموصول أو من عائده أو حال من فاعل تدعون، وقول ابن عطية إن نزلا نصب على المصدر المحفوظ خلافه، لأن مصدر نزل نزولا لا نزلا، لأن النزل ما يعد للنزيل
كاف، وكذا: تعملون، ومن الخاسرين، ولا يوقف على: أرداكم، وإن زعمه بعضهم {مِنَ الْمُعْتَبِينَ} صالح، وكذا وما خلفهم، والإنس {خََاسِرِينَ} تامّ {تَغْلِبُونَ}
كاف، وكذا: يعملون {أَعْدََاءِ اللََّهِ النََّارُ} حسن. وزعم بعضهم أن الوقف على أعداء الله {يَجْحَدُونَ} تامّ، وكذا: من الأسفلين، وتوعدون {وَفِي الْآخِرَةِ} صالح(1/685)
وهو الضيف {رَحِيمٍ} تامّ، ومثله: من المسلمين {وَلَا السَّيِّئَةُ} حسن، وقيل: كاف {هِيَ أَحْسَنُ} جائز {حَمِيمٌ} كاف {صَبَرُوا} جائز، وليس بوقف إن أعيد الضمير في يلقاها إلى دفع السيئة بالحسنة، أو إلى البشرى {عَظِيمٍ} تامّ {فَاسْتَعِذْ بِاللََّهِ} كاف {الْعَلِيمُ} تامّ {وَالْقَمَرُ} حسن، ومثله: ولا للقمر {الَّذِي خَلَقَهُنَّ} ليس بوقف، لأن حرف الشرط الذي بعده جوابه ما قبله {تَعْبُدُونَ} كاف {وَالنَّهََارِ} حسن {لََا يَسْأَمُونَ} تامّ {خََاشِعَةً} حسن {وَرَبَتْ} كاف، ومثله: لمحيي الموتى {قَدِيرٌ} تامّ ومثله: لا يخفون علينا، ورسموا أمّ من بميمين مقطوعتين كما ترى {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن، ومثله: ما شئتم {بَصِيرٌ} تامّ، على استئناف ما بعده، وغير تامّ إن جعل ما بعده بدلا من: إن الذين يلحدون. لأنهم لكفرهم طعنوا فيه وحرّفوا تأويله، فلا وقف فيما بينهما {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمََّا جََاءَهُمْ} كاف، عند من جعل خبر إن محذوفا تقديره لهم عذاب شديد، وليس بوقف إن جعل خبر إن أولئك ينادون {عَزِيزٌ} جائز، وإن كان لا يأتيه الباطل من تمام صفة النكرة، لأنه رأس آية {وَلََا مِنْ خَلْفِهِ} كاف {حَمِيدٍ}
تامّ {مِنْ قَبْلِكَ} كاف {أَلِيمٍ} تامّ {فُصِّلَتْ آيََاتُهُ} كاف، لمن قرأ أأعجمي بهمزتين، محققتين، وهو أبو بكر وحمزة والكسائي، وقرأ هشام
{تَدَّعُونَ} ليس بوقف لكن يرخص فيه لأنه رأس آية {رَحِيمٍ} تامّ، وكذا: من المسلمين، ولا السيئة، و: حميم، وعظيم {فَاسْتَعِذْ بِاللََّهِ} كاف {الْعَلِيمُ} تامّ {وَالْقَمَرُ} كاف، وكذا: تعبدون {لََا يَسْأَمُونَ} تامّ {وَرَبَتْ} كاف {الْمَوْتى ََ}
صالح {قَدِيرٌ} تامّ وكذا: لا يخفون علينا، ويوم القيامة {مََا شِئْتُمْ} حسن {بِمََا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} تامّ {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمََّا جََاءَهُمْ} كاف، والخبر محذوف، أي:
يعذبون {عَزِيزٌ} صالح {وَلََا مِنْ خَلْفِهِ} كاف {حَمِيدٍ} تامّ، وكذا: من قبلك، وأليم {فُصِّلَتْ آيََاتُهُ} كاف، لمن قرأ: أأعجمي بالاستفهام الإنكاري، لأنه خبر مبتدإ(1/686)
بهمزة واحدة إخبارا، والباقون بهمزة ومدّة، معناه أكتاب أعجميّ ورسول عربي على وجه الإنكار لذلك، وليس بوقف لمن قرأ بهمزة واحدة بالقصر خبرا. لأنه بدل من آياته. والمعنى على قراءته بالخبر لقالوا هلا فصلت آياته، فكان منه عربيّ تعرفه العرب، وأعجميّ تعرفه العجم، وهو مرفوع خبر مبتدإ محذوف، أي: هو أعجميّ، أو مبتدأ والخبر محذوف، أي: أعجميّ وعربيّ يستويان، أو فاعل فعل محذوف، أي: أيستوي أعجميّ وعربيّ. وهذا ضعيف إذ لا يحذف الفعل إلا في مواضع {وَعَرَبِيٌّ} تامّ على القراءتين، ومثله: وشفاء {وَقْرٌ} حسن، ومثله: عمى، وقيل: كاف على استئناف ما بعده، ومن جعل خبر إن أولئك ينادون لم يوقف على شيء من قوله: بصير إلى بعيد لاتصال الكلام بعضه ببعض من جهة المعنى {بَعِيدٍ} تام، ومثله:
اختلف فيه {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} جائز، وكاف، على استئناف ما بعده {مُرِيبٍ} تامّ {فَلِنَفْسِهِ} جائز. وقال ابن نصير النحوي، لا يوقف على أحد المعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأصح الفصل بينهما، ولا يخلط أحدهما مع الآخر {فَعَلَيْهََا} كاف {لِلْعَبِيدِ} تامّ {السََّاعَةِ} حسن، وتامّ عند أبي حاتم {إِلََّا بِعِلْمِهِ} تامّ، عند نافع على القراءتين، أعني ثمرات بالجمع، وبها قرأ نافع وابن عامر وحفص، والباقون ثمرة بالإفراد {أَيْنَ شُرَكََائِي} ليس بوقف، لأن قالوا: عامل يوم، ومثله: في عدم الوقف آذناك، لأن ما بعده في موضع نصب به، وجوّز أبو حاتم الوقف على آذناك، وعلى ظنوا، والابتداء بالنفي بعدهما على سبيل الاستئناف {مََا مِنََّا مِنْ شَهِيدٍ} كاف، ومنا خبر مقدّم، ومن شهيد مبتدأ مؤخر، أو شهيد فاعل بالجار قبله لاعتماده على
محذوف، وليس بوقف لمن قرأه بالخبر لأنه بدل من آياته {وَعَرَبِيٌّ} تامّ، وكذا: وشفاء {عَمًى} حسن {بَعِيدٍ} تامّ، وكذا: فاختلف فيه {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} صالح {مُرِيبٍ} تامّ، وكذا: فعليها، وللبعيد، والساعة. وقال أبو عمرو: كأبي حاتم في {السََّاعَةِ} كاف {إِلََّا بِعِلْمِهِ} كاف {مِنْ شَهِيدٍ} حسن {مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا} تامّ. قال(1/687)
النفي {وَظَنُّوا} تامّ. قاله أبو حاتم السجستاني: والأجود الوقف على من قبل والابتداء بقوله: وظنوا {مِنْ مَحِيصٍ} تام {مِنْ دُعََاءِ الْخَيْرِ} حسن، وكاف عند أبي حاتم، وهو مصدر مضاف لمفعوله وفاعله محذوف، أي: هو {قَنُوطٌ} كاف {هََذََا لِي} ليس بوقف، لكراهية الابتداء بما لا يقوله المسلم، وهو وما أظن الساعة قائمة، وتقدّم أن هذا ومثله: لا كراهة فيه، ونقل عن جماعة كراهته وليس كما ظنوا، لأن الوقف على جميع ذلك القارئ غير معتقد لمعناه، وإنما ذلك حكاية عن قول قائله، حكاه الله عمن قاله ووعيد ألحقه الله بقائله، والوصل والوقف في المعتقد سواء كما تقدّم عن النكزاوي {لَلْحُسْنى ََ} كاف، للابتداء بالوعيد {غَلِيظٍ} تامّ {بِجََانِبِهِ} جائز.
وقال ابن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأصح التفريق بينهما {عَرِيضٍ} تامّ. ثم كفرتم به ليس بوقف، لأن قوله:
من أضلّ في موضع المفعول الثاني ل أرأيتم {بَعِيدٍ} تامّ، للابتداء بالسين {فِي الْآفََاقِ} ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله، ومثله: في عدم الوقف، وفي أنفسهم لأن الذي بعده قد عمل فيه ما قبله {أَنَّهُ الْحَقُّ}
تامّ، للابتداء بالاستفهام، ومثله في التمام شهيد، وكذا: من لقاء ربهم، آخر السورة، تامّ.
له أبو حاتم: والمعنى وظنوه حقّا، والأحسن الوقف على {مِنْ قَبْلُ} والابتداء بقوله:
وظنوا بمعنى علموا {مِنْ مَحِيصٍ} تامّ {مِنْ دُعََاءِ الْخَيْرِ} مفهوم، وقال أبو عمرو كأبي حاتم: كاف {قَنُوطٌ} كاف، وكذا: للحسنى {غَلِيظٍ} تام، وكذا: عريض، وبعيد والحق، وشهيد، ومن لقاء ربهم، وآخر السورة.(1/688)
سورة الشورى مكية (1)
كلمها ثمانمائة وست وستون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانية وثمانون حرفا، وآيها خمسون أو إحدى أو ثلاث آيات، ورسموا حم مقطوعة عن {عسق} ولم يقطعوا كهيعص لأن الحواميم سور متعددة، فجرت مجرى نظائرها، أو لأن حم مبتدأ و {عسق} خبر، فهما كلمتان وكهيعص كلمة واحدة، وتقدم الكلام على الوقوف ومعاني الحروف.
{حم عسق} تامّ، على أن التشبيه بعد مبتدأ، أي: مثل ذلك الوحي، أو مثل الكتاب يوحى إليك وإلى الذين من قبلك من الرسل، ووقف بعضهم على كذلك. ثم ابتدأ يوحي بكسر الحاء، أي: يوحي الله إيحاء مثل الإيحاء السابق الذي كفر به هؤلاء، ويوحي مبني للفاعل والجلالة فاعل، وقرأ ابن كثير يوحى بفتح الحاء بالبناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود على كذلك لأنه مبتدأ، أي: مثل ذلك الإيحاء يوحي هو إليك، فمثل مبتدأ، ويوحي هو إليك خبره أو النائب إليك بإضمار فعل، أي: يوحيه الله إليك. وهذا مثل قوله:
يسبح له فيها بالغدوّ والآصال بفتح الباء {مِنْ قَبْلِكَ} حسن، على قراءة ابن كثير، وليس بوقف على قراءة يوحى مبنيّا للفاعل، لأن فاعل يوحي لم يأت
سورة الشورى مكية إلا قوله: {قُلْ لََا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً}، الآيات الأربع فمدني.
وتقدم الكلام على {حم عسق} و {إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ} كاف، لمن قرأ:
نوحي إليك بالنون وكسر الحاء أو بالياء وفتح الحاء، وليس بوقف لمن قرأه بالياء وكسر
__________
(1) وهي خمسون وثلاث في الكوفي، وخمسون في الباقي والخلاف في ثلاث آيات: {حم}
[1] كوفي، {عسق} [2] كوفي، {كَالْأَعْلََامِ} [32] كوفي، وانظر: «التلخيص» (399).(1/689)
وهو الله، ولا يفصل بين الفعل وفاعله بالوقف ثم يبتدئ الله العزيز الحكيم، ويقف على من قبلك أيضا من قرأ: نوحي بالنون ويرتفع ما بعده على الابتداء، والعزيز الحكيم خبران أو صفتان والخبر الظرف {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
تامّ، على القراءتين {وَمََا فِي الْأَرْضِ} حسن {الْعَظِيمُ} تامّ {مِنْ فَوْقِهِنَّ}
كاف، وتامّ عند أبي حاتم على استئناف ما بعده {لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ {حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ} حسن {بِوَكِيلٍ} كاف، ولا وقف من قوله: وكذلك أوحينا إليك إلى لا ريب فيه، فلا يوقف على عربيّا، لأن بعده لام العلة، ولا على من حولها للعطف {لََا رَيْبَ فِيهِ} حسن {فِي السَّعِيرِ}
تامّ. ولا يوقف على واحدة، لأن بعده حرف الاستدراك {فِي رَحْمَتِهِ}
كاف، ومثله: ولا نصير {أَوْلِيََاءَ} حسن، ومثله: الوليّ، وكذا: الموتى {قَدِيرٌ} تامّ {مِنْ شَيْءٍ} ليس بوقف لمكان الفاء {إِلَى اللََّهِ} حسن، ومثله: ذلكم الله ربي {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} جائز، لأن توكلت ماض، وأنيب مستقبل والفصل بينهما من مقتضيات العطف في المفردات، وفي عطف الجمل لا يعتبر ذلك {أُنِيبُ} تامّ، إن رفع ما بعده بالابتداء، وإن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف كان كافيا، وكذا: إن نصب على المدح بتقدير أعني، أو على المنادى المضاف، وليس بوقف إن رفع نعتا لربي أو خبر ذلكم أو جرّ بدلا من الهاء في إليه أو جرّ صفة لله ويكون من قوله: ذلكم الله ربي إلى أنيب اعتراضا بين الصفة والموصوف {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} كاف، ومثله: شيء
الحاء للفصل بين الفعل والفاعل، وعلى الأول يبتدئ الله بمعنى هو الله، أو يوحيه الله {الْحَكِيمُ} تامّ، على القراءتين، وكذا: العظيم {مِنْ فَوْقِهِنَّ} كاف، وكذا: لمن في الأرض {الرَّحِيمُ} تامّ {بِوَكِيلٍ} حسن {لََا رَيْبَ فِيهِ} كاف {فِي السَّعِيرِ} تامّ، وكذا: في رحمته {وَلََا نَصِيرٍ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {إِلَى اللََّهِ} كاف، وكذا: ذلكم الله ربي {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} جائز {أُنِيبُ} تامّ {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} حسن {شَيْءٌ}(1/690)
{الْبَصِيرُ} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف، على استئناف ما بعده {وَيَقْدِرُ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ {نُوحاً} ليس بوقف، لأن قوله: والذي أوحينا إليك موضعه نصب بالعطف على ما، وكذا: لا يوقف على إليك، لأن قوله: وما وصينا به عطف على ما قبله، ولا على عيسى، لأن قوله: أن أقيموا الدين بدل مما قبله، وإن جعل في موضع رفع مبتدأ كان الوقف على عيسى كافيا {وَلََا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} تامّ، عند نافع {مََا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} تامّ {مَنْ يَشََاءُ} حسن {مَنْ يُنِيبُ} تامّ {بَغْياً بَيْنَهُمْ} كاف، ومثله: لقضي بينهم {مِنْهُ مُرِيبٍ} تامّ {فَادْعُ} جائز {كَمََا أُمِرْتَ} حسن، ومثله: أهواءهم، وكذا: من كتاب {بَيْنَكُمُ} تامّ {اللََّهُ رَبُّنََا وَرَبُّكُمْ} حسن، ومثله: ولكم أعمالكم، وكذا:
وبينكم {يَجْمَعُ بَيْنَنََا} جائز {الْمَصِيرُ} تامّ {مِنْ بَعْدِ مََا اسْتُجِيبَ لَهُ}
ليس بوقف، لأن قوله: والذين يحاجون مبتدأ، وحجتهم مبتدأ ثان وداحضة خبر الثاني، والثاني وخبره خبر عن الأول، وأعرب مكي حجتهم بدلا من الموصول بدل اشتمال، وعلى كل فالوقف على عند ربهم و {عِنْدَ رَبِّهِمْ}
حسن، ومثله: وعليهم غضب {شَدِيدٌ} تامّ {وَالْمِيزََانَ} حسن {قَرِيبٌ}
كاف، على استئناف ما بعده {لََا يُؤْمِنُونَ بِهََا} حسن {مُشْفِقُونَ مِنْهََا}
ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {أَنَّهَا الْحَقُّ} حسن {بَعِيدٍ} تامّ {يَرْزُقُ مَنْ يَشََاءُ} حسن، سواء جعل قوله: يرزق صفة لقوله: الله لطيف أو جعل خبرا بعد خبر. فإن جعلته صفة كانتا جملتين متفقتين، وإن جعلت
مفهوم {الْبَصِيرُ} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف، وكذا: ويقدر {عَلِيمٌ} تامّ {وَلََا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} حسن {مََا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} تامّ {مَنْ يَشََاءُ} مفهوم {مَنْ يُنِيبُ} تامّ {بَغْياً بَيْنَهُمْ} كاف، وكذا: لقضي بينهم {مِنْهُ مُرِيبٍ} تامّ {أَهْوََاءَهُمْ} كاف {لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} تامّ {وَرَبُّكُمْ} حسن {أَعْمََالُكُمْ} كاف، وكذا: بيننا وبينكم {الْمَصِيرُ}
تامّ، وكذا: شديد، وبالحق، والميزان {قَرِيبٌ} حسن، وكذا: الذين لا يؤمنون بها(1/691)
يرزق خبرا بعد خبر كانتا مختلفتين {وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} تامّ. للابتداء بالشرط {نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} حسن. وقال ابن نصير النحوي: لا يوقف عليه حتى يؤتى بمعادله، والأصح التفرقة بينهما بالوقف {نُؤْتِهِ مِنْهََا} جائز، وقيل: لا يجوز لأن الذي بعده قد دخل في الجواب {مِنْ نَصِيبٍ} كاف، وقيل: تامّ {مََا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللََّهُ} كاف، ومثله: لقضي بينهم. وقال أبو حاتم تامّ لمن قرأ: وأن الظالمين بفتح الهمزة، وهو عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج بتقدير واعلموا أن الظالمين {أَلِيمٌ} كاف {وََاقِعٌ بِهِمْ} تامّ، وهو أي:
الإشفاق أو العذاب، وهو تامّ إن جعل ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن جعل ما بعده منصوبا بالعطف على ما قبله {الْجَنََّاتِ} كاف، ومثله: عند ربهم، وكذا: الكبير {الصََّالِحََاتِ} تامّ، عند نافع {فِي الْقُرْبى ََ} كاف، وتام عند أبي حاتم {فِيهََا حُسْناً} كاف {شَكُورٌ} تامّ {كَذِباً} حسن، للابتداء بالشرط {عَلى ََ قَلْبِكَ} تامّ، لأن قوله: ويمح الله الباطل مرفوع مستأنف غير داخل في جزاء الشرط لأنه تعالى يمحو الباطل مطلقا، وسقطت الواو من يمح لفظا لالتقاء الساكنين في الدرج وخطا حملا للخط على اللفظ كما كتبوا {سَنَدْعُ الزَّبََانِيَةَ} ولا ينبغي الوقف على يمح، لأننا إن وقفنا عليه بالأصل، وهو الواو خالفنا خط المصحف الإمام، وإن وقفنا عليه بغيرها موافقة للرسم العثماني خالفنا الأصل وتأويله ويمح الله الشرك ويحق الحق بما أنزل به على
{أَنَّهَا الْحَقُّ} تامّ، وكذا: لفي ضلال بعيد، والقوي العزيز {فِي حَرْثِهِ} كاف {نُؤْتِهِ مِنْهََا} مفهوم {مِنْ نَصِيبٍ} كاف، وكذا: به الله، ولقضي بينهم، وأليم {وََاقِعٌ بِهِمْ} تامّ {رَوْضََاتِ الْجَنََّاتِ} كاف، وكذا: عند ربهم {الْكَبِيرُ} حسن {الصََّالِحََاتِ} كاف {فِي الْقُرْبى ََ} تامّ {حُسْناً} كاف، وكذا: شكور {كَذِباً}
كاف {عَلى ََ قَلْبِكَ} تامّ {بِكَلِمََاتِهِ} كاف {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تامّ {مََا تَفْعَلُونَ}(1/692)
لسان نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم وقيل: موضع يمح جزم عطفا على يختم، وليس كذلك لفساد المعنى، لأن الله قد محا الباطل بإبطاله إياه بقوله: ليحق الحق ويبطل الباطل، والأصح ارتفاعه لرفع ما بعده، وهو ويحق الحق بكلماته و {بِكَلِمََاتِهِ} كاف {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تامّ {عَنْ عِبََادِهِ} جائز، ومثله: عن السيئات {تَفْعَلُونَ} تامّ، إن جعل الذين في موضع رفع فاعل يستجيب، وإن جعل في موضع نصب مفعول يستجيب والفاعل مضمر يعود على الله كان جائزا. قال النخعي: ويستجيب الذين آمنوا يشفعهم في إخوانهم {وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ} جائز {مِنْ فَضْلِهِ} كاف {شَدِيدٌ} تامّ {فِي الْأَرْضِ} ليس بوقف للاستدراك بعده {مََا يَشََاءُ} كاف {بَصِيرٌ} تامّ {مِنْ بَعْدِ مََا قَنَطُوا} جائز {رَحْمَتَهُ} كاف {الْحَمِيدُ} تامّ {وَالْأَرْضِ} ليس بوقف، لأن قوله: وما بث فيهما موضعه رفع بالعطف على ما قبله {مِنْ دََابَّةٍ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {عَنْ كَثِيرٍ} كاف، وكذا: في الأرض {وَلََا نَصِيرٍ} تامّ، وكان أبو عمرو ونافع يقفان على الجوار بغير ياء ويصلان بياء {كَالْأَعْلََامِ}
كاف، للابتداء بالشرط {عَلى ََ ظَهْرِهِ} كاف {شَكُورٍ} ليس بوقف، لأن قوله أو يوبقهن مجزوم بالعطف على يسكن، ولكونه رأس آية يجوز {وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ} تامّ، لمن قرأ ويعلم بالرفع وبها قرأ نافع وابن عامر على الاستئناف، وليس بوقف لمن نصبه أو جزمه فنصبه بإضمار أن كأنه قال وأن يعلم الذين،
حسن {مِنْ فَضْلِهِ} تامّ، وكذا: شديد {مََا يَشََاءُ} كاف {بَصِيرٌ} تامّ، وكذا:
الحميد {مِنْ دََابَّةٍ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ، وكذا: عن كثير {فِي الْأَرْضِ} كاف {وَلََا نَصِيرٍ} تام {كَالْأَعْلََامِ} كاف {عَلى ََ ظَهْرِهِ} صالح، وكذا شكور {وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ} تامّ، لمن قرأ ويعلم بالرفع والنصب، وليس بوقف لمن جزمه. {مِنْ مَحِيصٍ} تام {الدُّنْيََا} حسن {يَتَوَكَّلُونَ} كاف، وكذا: هم يغفرون وينفقون {يَنْتَصِرُونَ} تامّ(1/693)
وجزمه عطفا على أو يوبقهنّ وهما كلام واحد {مِنْ مَحِيصٍ} تامّ {الدُّنْيََا}
حسن، ومثله: وأبقى {يَتَوَكَّلُونَ} كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، وإن عطف على الذين آمنوا كان جائزا {وَالْفَوََاحِشَ} حسن {هُمْ يَغْفِرُونَ}
كاف، على استئناف ما بعده. ورسموا غضبوا كلمة وحدها وهم كلمة وحدها كما ترى وموضع هم رفع، لأنه مؤكد للضمير المرفوع في غضبوا {يُنْفِقُونَ} كاف {يَنْتَصِرُونَ} تامّ {مِثْلُهََا} كاف. وقال الأخفش: تامّ {فَأَجْرُهُ عَلَى اللََّهِ} كاف {الظََّالِمِينَ} تامّ، بعد ظلمه ليس بوقف، لأن خبر المبتدأ وهو من لم يأت بعده {مِنْ سَبِيلٍ} حسن {بِغَيْرِ الْحَقِّ} كاف {أَلِيمٌ}
تامّ {لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} تامّ {مِنْ بَعْدِهِ} حسن {مِنْ سَبِيلٍ} حسن. واختلف في قوله من الذلّ بماذا يتعلق فإن علق بخاشعين كأنك قلت من الذلّ خاشعين كان الوقف على من الذلّ، وإن علقته بينظرون كأنك قلت من الذلّ ينظرون كان الوقف على خاشعين، ثم تبتدئ من الذلّ ينظرون {مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} تامّ {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} كاف، سواء علقت يوم القيامة بخسروا ويكون المؤمنون قد قالوا ذلك في الدنيا أو يقال ويكون معناه يقول المؤمنون هذا القول يوم القيامة إذا رأوا الكفار في تلك الحالة {مُقِيمٍ} تامّ {مِنْ دُونِ اللََّهِ} كاف {مِنْ سَبِيلٍ} تامّ {مِنَ اللََّهِ} كاف، ومثله: يومئذ، وكذا من نكير {حَفِيظاً}
{مِثْلُهََا} كاف، وكذا: فأجره على الله {الظََّالِمِينَ} تام {مِنْ سَبِيلٍ} حسن {بِغَيْرِ الْحَقِّ} كاف {أَلِيمٌ} تامّ، وكذا: لمن عزم الأمور، ومن بعده {مِنْ سَبِيلٍ} حسن {خََاشِعِينَ} قيل: وقف، وقيل: الوقف على من الذلّ بناء على الخلاف في قوله: من الذلّ بماذا يتعلق، فقيل: يتعلق بينظرون فالوقف على خاشعين، وقيل: يتعلق بخاشعين فالوقف على من الذلّ، وهو على التقديرين كاف {مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} تامّ {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} كاف {مُقِيمٍ} تامّ {مِنْ دُونِ اللََّهِ} كاف {مِنْ سَبِيلٍ} حسن {مِنَ اللََّهِ} كاف وكذا: من نكير {حَفِيظاً}(1/694)
حسن {إِلَّا الْبَلََاغُ} تامّ {فَرِحَ بِهََا} كاف، وقال ابن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المعادلين حتى يؤتى بالثاني والأولى الفصل بالوقف بينهما {بِمََا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} ليس بوقف لمكان الفاء {كَفُورٌ} تامّ {الْأَرْضِ}
حسن {يَخْلُقُ مََا يَشََاءُ} أحسن مما قبله {الذُّكُورَ} ليس بوقف للعطف بأو {وَإِنََاثاً} جائز، لأن ما بعده يصلح عطفا ومستأنفا، أي: وهو يجعل بدلالة تكرار المشيئة {عَقِيماً} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {حِجََابٍ} حسن، لمن قرأ {أَوْ يُرْسِلَ} بالرفع على الاستئناف وبها قرأ نافع، وليس بوقف لمن قرأ بنصبه، لأن ما بعد أو معطوف على ما قبلها، وقيل: أو يرسل فيوحى معطوفان على وحيا، أي: إلا موحيا أو مرسلا فيكون من عطف المصدر الصريح على المصدر المسبوك كما قال:
للبس عباءة وتقرّ عيني ... أحبّ إليّ من لبس الشفوف
لكن نصّ سيبويه أن أن والفعل لا يقعان حالا. وإنما يقع المصدر الصريح، تقول جاء زيد ضحكا، ولا تقول جاء زيد أن يضحك، ولا يجوز عطفه على يكلمه لفساد المعنى إذ يصير التقدير وما كان لبشر أن يرسل رسولا، ويلزم عليه نفي الرسل {مََا يَشََاءُ} كاف {حَكِيمٌ} تامّ {مِنْ أَمْرِنََا} كاف، عند نافع للابتداء بالنفي {وَلَا الْإِيمََانُ} ليس بوقف، لأن لكن يستدرك بها الإثبات بعد النفي، والنفي بعد الإثبات فهي لا بدّ أن تقع بين متنافيين، ولا يصح الكلام إلا بها كما تقدم، ما كنت تدري ما الكتاب، فما الأولى نافية، والثانية استفهامية معلقة للدارية فهي في محلّ نصب لسدّها مسد مفعولين، والجملة المنفية بأسرها في محل نصب على الحال من الكاف في إليك كذا في السمين {جَعَلْنََاهُ نُوراً} جائز {مِنْ عِبََادِنََا} كاف
جائز {إِلَّا الْبَلََاغُ} تامّ {فَرِحَ بِهََا} كاف {كَفُورٌ} تامّ {مََا يَشََاءُ} كاف، وكذا:
عقيما {قَدِيرٌ} تامّ {مََا يَشََاءُ} كاف {حَكِيمٌ} تامّ {مِنْ أَمْرِنََا} كاف، وكذا:(1/695)
{مُسْتَقِيمٍ} ليس بوقف، لأن الذي بعده بدل من صراط الأول قبله {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف، آخر السورة تام.
سورة الزخرف مكية (1)
إلا قوله: {وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنََا} الآية، فمدني: كلمها ثمانمائة وثلاث وثلاثون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وأربعمائة حرف، وآيها ثمان أو تسع وثمانون آية.
{وَالْكِتََابِ الْمُبِينِ} حسن، إن جعل جواب القسم محذوفا تقديره لقد أوضحت لكم الدليل وبينت لكم السبيل أو حم الأمر، أي: قضي وقدر، ومنه قول الأعشى:
فاصبري نفس إنما حمّ حقّ ... ليس للصدع في الزّجاج اتفاق
وقيل: إن {حم} إشارة إلى اسمين من أسمائه تعالى كل حرف من اسم من باب الاكتفاء، والاكتفاء ببعض الكلمة معهود في العربية، وليس بوقف إن جعل جوابه {إِنََّا جَعَلْنََاهُ} سواء جعل القسم والكتاب وحده أو مع {حم} والأول يلزم منه محذور وهو الجمع بين قسمين على مقسم واحد
من عبادنا {وَمََا فِي الْأَرْضِ} تامّ، وكذا، آخر السورة.
سورة الزخرف مكية وقيل: إلا {وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنََا} الآية فمدني.
وتقدم الكلام على حم {وَالْكِتََابِ الْمُبِينِ} حسن، إن جعل جواب القسم حم بمعنى حم الأمر، والمعنى والكتاب المبين لقد حم الأمر، أي: قضي، وليس بوقف إن جعل جواب القسم: إنا جعلناه قرآنا عربيا، أي: سواء جعل القسم والكتاب وحده أم مع حم
__________
(1) وهي ثمان وثمانون في الشامي، وتسع في الباقي والخلاف في آيتين: {حم} [1] كوفي، {مَهِينٌ} [52] حجازي، بصري، وانظر: «التلخيص» (401).(1/696)
وهم يكرهون ذلك، وإن جعل {حم} خبر مبتدإ محذوف ثم تبتدئ مقسما بقوله: والكتاب المبين حسن الوقف على: حم، وسلمت من ذلك المحذور {تَعْقِلُونَ} تامّ، إن كان ما بعده خارجا عن القسم، فإن جعل ما بعده وما قبله جواب المقسم به لم يكن تامّا، بل جائزا لكونه رأس آية {حَكِيمٌ} كاف {صَفْحاً} ليس بوقف على القراءتين، أعني فتح همزة أن وكسرها، فمن فتحها فموضعها نصب بقوله أفنضرب كأنه قال أفنضرب لهذا، ولا يوقف على الناصب دون المنصوب، ومن كسرها جعل إن شرطا وما قبلها جوابا لها {مُسْرِفِينَ} تامّ {فِي الْأَوَّلِينَ} جائز {يَسْتَهْزِؤُنَ} كاف {بَطْشاً} جائز {مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} تامّ {وَالْأَرْضَ} ليس بوقف، لأن جوابي الشرط والقسم لم يأتيا {الْعَلِيمُ} تامّ، لأنه آخر حكاية الله عن كلام المشركين، وما بعده من كلام الله خطابا لنبيه والمراد غيره {تَهْتَدُونَ} كاف {بِقَدَرٍ} ليس بوقف، لأن ما بعده تفسير ولا يوقف على المفسر دون المفسر {مَيْتاً} جائز {تُخْرَجُونَ} كاف، ولا وقف من قوله: والذي خلق الأزواج إلى لمنقلبون، لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على تركبون، لأن بعده لام العلة، وهي لا يبتدأ بها ولا على: ظهوره، لأن قوله: {ثُمَّ تَذْكُرُوا}
منصوب معطوفا على: لتستووا، ولا على إذا استويتم عليه، لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على: مقرنين، إن جعل ما بعده داخلا في القول الأول، وإن جعل مستأنفا كان حسنا، لأنه ليس من نعت المركوب {لَمُنْقَلِبُونَ} تامّ {جُزْءاً} كاف، أي: بنات {مُبِينٌ} كاف، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري {بِالْبَنِينَ} كاف، ومثله: كظيم، وكذا: مبين {إِنََاثاً} حسن
{تَعْقِلُونَ} تامّ، وكذا: حكيم، ومسرفين {فِي الْأَوَّلِينَ} حسن {يَسْتَهْزِؤُنَ}
كاف، {مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} تامّ، وكذا: العليم، ويبتدئ، الذي جعل لكم: بمعنى هو الذي جعل لكم {تَهْتَدُونَ} كاف، وكذا: تخرجون {لَمُنْقَلِبُونَ} تامّ {جُزْءاً} حسن(1/697)
{أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} أحسن مما قبله و {يُسْئَلُونَ} كاف على استئناف ما بعده، وإلا لا يوقف على: إناثا، ولا على: خلقهم، ولا على: يسألون {مََا عَبَدْنََاهُمْ} تامّ، فصلا بين كلام الكفار وكلامه تعالى: {مََا لَهُمْ بِذََلِكَ مِنْ عِلْمٍ}
و {مِنْ عِلْمٍ} حسن {إِنْ هُمْ إِلََّا يَخْرُصُونَ} كاف، ومثله: من قبله وكذا:
مستمسكون، ومهتدون، إن جعل موضع الكاف فعلا مضمرا {مُتْرَفُوهََا}
ليس بوقف، لأن ما بعده مقول قال {مُقْتَدُونَ} تامّ، على قراءة من قرأ قل على الأمر وأما من قرأ قال على الخبر وجعله متصلا بما قبله مسندا إلى نذير في قوله في: قرية من نذير، فلا يوقف على: مقتدون، والضمير في قال أو في قل للرسول عليه الصلاة والسلام، أي: قل لهم يا محمد أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بدين أهدى من الذين الذي عليه آباءكم، وقرأ أبو جعفر: جئناكم {آبََاءَكُمْ} حسن {كََافِرُونَ} جائز، مثله: منهم {الْمُكَذِّبِينَ} كاف {تَعْبُدُونَ} جائز {سَيَهْدِينِ} كاف، ومثله: يرجعون، وكذا: مبين {وَلَمََّا جََاءَهُمُ الْحَقُّ} ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت بعد {سِحْرٌ} جائز {كََافِرُونَ} كاف. ومثله: عظيم {رَحْمَتَ رَبِّكَ} تامّ {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا}
حسن {دَرَجََاتٍ} ليس بوقف للام العلة {سُخْرِيًّا} تامّ، عند أبي حاتم، ومثله: مما يجمعون {أُمَّةً وََاحِدَةً} ليس بوقف، لأن جواب لولا لم يأت، وهو لجعلنا، ومثله في عدم الوقف: من فضة، ويظهرون، وأبوابا، ويتكئون، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد، والتامّ وزخرفا، ومثله: الحياة الدنيا،
{مُبِينٌ} صالح {بِالْبَنِينَ} حسن، وكذا: كظيم، وغير مبين {إِنََاثاً} كاف، وكذا:
أشهدوا خلقهم، ويسألون {مََا عَبَدْنََاهُمْ} تامّ {مِنْ عِلْمٍ} كاف، وكذا: يخرصون، ومستمسكون {مُهْتَدُونَ} حسن {مُقْتَدُونَ} تامّ {آبََاءَكُمْ} كاف {كََافِرُونَ}
صالح {الْمُكَذِّبِينَ} تامّ {مِمََّا تَعْبُدُونَ} جائز، إن جعل إلا بمعنى لكن، والاختيار أن لا يوقف عليه، لأن ذلك بمعنى لا إله إلا الله {سَيَهْدِينِ} كاف، وكذا: يرجعون {وَرَسُولٌ مُبِينٌ} حسن، وكذا: كافرون، وعظيم {رَحْمَتَ رَبِّكَ} تامّ، وكذا: سخريّا(1/698)
وكذا: للمتقين {فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} كاف، ومثله: مهتدون {الْمَشْرِقَيْنِ}
حسن، على القراءتين، أعني جاءنا بالإفراد وجاءانا بالتثنية، فالذي قرأ بالإفراد أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم جاءانا بالتثنية يعني الكافر وشيطانه {الْقَرِينُ} تامّ {إِذْ ظَلَمْتُمْ} جائز: لمن كسر همزة {أَنَّكُمْ فِي الْعَذََابِ} وهو ابن ذكوان على الاستئناف وفاعل ينفعكم ضمير دلّ عليه قوله: {يََا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} وهو التبرّي، والتقدير: ولن ينفعكم اليوم تبرّى بعضكم من بعض، وليس بوقف لمن قرأ {أَنَّكُمْ} بفتح الهمزة، لأنه فاعل ينفعكم فلا يفصل منه، وقيل: فاعل ينفعكم الإشراك، أي: ولن ينفعكم إشراككم في العذاب بالتأسي كما ينفع الاشتراك في مصائب الدنيا فيتأسى المصاب بمثله، ومنه قول الخنساء:
ولولا كثرة الباكين حولي ... على موتاهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن ... أعزّي النفس عنهم بالتّأسّي
وفاعل ينفعكم التمني، أي: لن ينفعكم تمنيكم، أو لن ينفعكم اجتماعكم، أو ظلمكم، أو جحدكم {مُشْتَرِكُونَ} كاف، ومثله: مبين {مُنْتَقِمُونَ} جائز، لكونه رأس آية، لأن قوله: {أَوْ نُرِيَنَّكَ} عطف على قوله: {فَإِمََّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} {مُقْتَدِرُونَ} كاف، ومثله: إليك، للابتداء بأنه، ومثله: مستقيم، وكذا: ولقومك للابتداء بالتهديد مع أن المعنى، وسوف
{مِمََّا يَجْمَعُونَ} حسن {وَزُخْرُفاً} تامّ، وكذا: الحياة الدنيا وللمتقين، وله قرين {مُهْتَدُونَ} كاف {الْقَرِينُ} تامّ {مُشْتَرِكُونَ} حسن، وكذا: مبين {مُنْتَقِمُونَ}
مفهوم {مُقْتَدِرُونَ} حسن، وكذا: مستقيم {وَلِقَوْمِكَ} تامّ، وكذا: تسألون {مِنْ رُسُلِنََا} حسن {يُعْبَدُونَ} تامّ {رَبِّ الْعََالَمِينَ} كاف {يَضْحَكُونَ} حسن(1/699)
تسألون عن ذلك الذكر {وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ} تامّ {مِنْ رُسُلِنََا} حسن.
وقيل: لا يحسن، لأن ما بعده داخل في السؤال، فكأنه قال: قل لأتباع الرسل أجاءتهم الرسل بعبادة غير الله، فإنهم يخبرونك أن ذلك لم يقع ولم يمكن أن يأتوا به قبلك، ثم ابتدأ على سبيل الإنكار {أَجَعَلْنََا مِنْ دُونِ الرَّحْمََنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ؟} أي: ما جعلنا ذلك {يُعْبَدُونَ} تامّ {رَبِّ الْعََالَمِينَ} كاف {فَلَمََّا جََاءَهُمْ بِآيََاتِنََا} ليس بوقف، لأن ما بعده جواب لما {يَضْحَكُونَ}
حسن {مِنْ أُخْتِهََا} كاف، ومثله: يرجعون {عِنْدَكَ} حسن، وخطئ من جعل الباء في {بِمََا عَهِدَ} للقسم، لأنها إذا ذكرت أتي بالفعل معها، بخلاف الواو فيحذف الفعل معها {لَمُهْتَدُونَ} كاف {يَنْكُثُونَ} تامّ {فِي قَوْمِهِ} كاف {تَحْتِي} حسن. قال الفراء: في «أم» وجهان. أحدهما: أنها استفهامية. والثاني أنها عاطفة على قوله: أليس لي ملك مصر، فعلى أنها عاطفة لا يوقف على: تبصرون والوقف على «أم» والمعنى أفلا تبصرون أم تبصرون، وعلى أنها استفهامية الوقف على: تبصرون، ثم يبتدئ: أم أنا خير، فأم جواب الاستفهام، وهو أفلا والمعادل محذوف، ومنه:
دعاني إليها القلب أنّي لأمرها ... سميع فما أدري أرشد طلّابها
أي: أم غيّ، وسميت معادلة لأنها تعادل الهمزة في إفادة الاستفهام، وقيل: الوقف على: {تُبْصِرُونَ} بجعل أم زائدة، والتقدير: أفلا تبصرون أنا خير من هذا الذي هو مهين، وخص ابن عصفور زيادتها بالشعر، وعلى
{أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهََا} تامّ، وكذا: لعلهم يرجعون {لَمُهْتَدُونَ} حسن {يَنْكُثُونَ} تامّ {فِي قَوْمِهِ} كاف {مِنْ تَحْتِي} صالح {أَفَلََا تُبْصِرُونَ} تامّ عند بعضهم أي: أم أنتم بصراء، وقيل: الوقف على تبصرون بجعل أم زائدة أو منقطعة بمعنى بل {وَلََا يَكََادُ يُبِينُ} كاف، وكذا: مقترنين، وفأطاعوه، وفاسقين {لِلْآخِرِينَ} تامّ {يَصِدُّونَ} حسن {أَمْ هُوَ} تامّ، وقال أبو عمرو: كاف {إِلََّا}(1/700)
زيادتها حمل أبو زيد النحوي هذه الآية ووافقه على ذلك أبو بكر بن طاهر من المتأخرين، والصحيح أنها غير زائدة، فلا ينبغي أن تحمل الآية عليها، إذ قد يمكن حملها على ما هو أحسن من ذلك بأن تجعل منقطعة وقد ذكر الجوهري زيادتها في صحاحه، وأنشد:
يا ليت شعري ولا منجي من الهرم ... أم هل على العيش بعد الشيب من ندم
التقدير: ليت شعري هل على العيش بعد الشيب من ندم. وقيل: لا يوقف عليهما لأن أم سبيلها أن تسوّى بين الأول والثاني فبعض الكلام متعلق ببعض، ومن أراد إشباع الكلام على هذا فعليه بالسمين، وهذا الوقف جدير بأن يخصّ بتأليف وما ذكر غاية في بيانه ولله الحمد {وَلََا يَكََادُ يُبِينُ}
كاف، ومثله: مقترنين وكذا: فأطاعوه، وكذا: فاسقين {انْتَقَمْنََا مِنْهُمْ}
حسن {أَجْمَعِينَ} جائز {لِلْآخِرِينَ} تامّ {يَصِدُّونَ} كاف {أَمْ هُوَ}
تامّ، للابتداء بالنفي {إِلََّا جَدَلًا} كاف، ومثله: خصمون {عَلَيْهِ} حسن {إِسْرََائِيلَ} تامّ، ورأس آية {يَخْلُفُونَ} كاف، ومثله: فلا تمترنّ بها عند أبي حاتم. وقال غيره: الوقف على {وَاتَّبِعُونِ} بغير ياء عند أكثر القرّاء ووقف ابن كثير عليها بالياء، وأبو عمرو وابن كثير يصلان بالياء {مُسْتَقِيمٌ}
كاف، ومثله: الشيطان {مُبِينٌ} تامّ {تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} جائز {وَأَطِيعُونِ}
كاف، ومثله: فاعبدوه {مُسْتَقِيمٌ} تامّ {مِنْ بَيْنِهِمْ} حسن {أَلِيمٍ}
كاف. وقيل: تامّ على استئناف ما بعده {لََا يَشْعُرُونَ} تامّ {إِلَّا الْمُتَّقِينَ}
{جَدَلًا} كاف {خَصِمُونَ} حسن {إِسْرََائِيلَ} تامّ، وكذا: يخلفون {فَلََا تَمْتَرُنَّ بِهََا} كاف عند بعضهم، وقيل: الوقف على واتبعون {مُسْتَقِيمٌ} كاف {الشَّيْطََانُ} صالح {مُبِينٌ} تامّ، وكذا: وأطيعون {فَاعْبُدُوهُ} كاف {مُسْتَقِيمٌ}
حسن {مِنْ بَيْنِهِمْ} كاف {أَلِيمٍ} حسن {لََا يَشْعُرُونَ} تامّ {إِلَّا الْمُتَّقِينَ} حسن {تَحْزَنُونَ} تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره، ادخلوا الجنة، أي: يقال لهم ادخلوا(1/701)
كاف {يََا عِبََادِ} قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم بلا ياء وصلا ووقفا، وقرأ أبو عمرو ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم يا عبادي بالياء في الوصل إلا أبا بكر عن عاصم فإنه كان يفتحها ويقف بالياء {الْيَوْمَ} جائز {تَحْزَنُونَ} تامّ، إن جعل الذين مبتدأ وخبره ادخلوا الجنة، أي: يقال لهم ادخلوا الجنة، وإن جعل أنتم توكيدا للضمير في ادخلوا فلا يوقف على الجنة، وإن جعل الذين في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف بتقديرهم الذين أو في موضع نصب بتقدير أعني، أو جعل مستأنفا كان الوقف على {تَحْزَنُونَ} كافيا، وإن جعل الذين نعتا لعبادي أو بدلا متصلا بما قبله على تأويل: يا عبادي الذين آمنوا لا خوف عليكم اليوم كان الوقف على مسلمين {تُحْبَرُونَ} حسن، إن جعل ما بعده خبرا ثانيا، وجائز إن جعل ما بعده حالا من الضمير فيه {وَأَكْوََابٍ} حسن، ومثله: تلذ الأعين {خََالِدُونَ} كاف، والباء في بما كنتم باء العوض والمقابلة، وليست للسببية خلافا للمعتزلة. وفي حديث: «لن يدخل أحدكم الجنة بعمله» للسببية، والفرق بينهما أن المعطي بعوض قد يعطي مجانا، وأما المسبب فلا يوجد بدون السبب، فلا تعارض بين الآية والحديث {بِمََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} كاف {كَثِيرَةٌ} حسن {تَأْكُلُونَ} تامّ، لتناهي وصف أهل الجنة وانتقاله لوصف أهل النار {خََالِدُونَ} كاف {عَنْهُمْ} حسن {مُبْلِسُونَ} كاف {الظََّالِمِينَ} تامّ {رَبُّكَ} جائز {مََاكِثُونَ} تامّ، عند أبي حاتم. قال الأعمش: أنبئت أن بين دعائهم وإجابته ألف عام {بِالْحَقِّ} الأولى وصله {كََارِهُونَ} تامّ {أَمْراً} جائز {مُبْرِمُونَ} كاف، إن جعلت أم الثانية
الجنة، وليس بوقف إن جعل نعتا لعبادي، فيكون الوقف على مسلمين {تُحْبَرُونَ}
حسن، وكذا: وأكواب {وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} كاف {خََالِدُونَ} حسن، وكذا: تعملون {تَأْكُلُونَ} تامّ {خََالِدُونَ} كاف {مُبْلِسُونَ} تامّ، وكذا: الظالمين {لِيَقْضِ عَلَيْنََا رَبُّكَ} جائز {مََاكِثُونَ} تامّ {كََارِهُونَ} صالح، وكذا: مبرمون، ونجواهم {بَلى ََ}(1/702)
كالأولى، وإن جعلت معطوفة على الأولى لم يحسن الوقف على شيء قبلها {وَنَجْوََاهُمْ بَلى ََ} كاف، عند أبي حاتم، وقيل: الوقف على نجواهم {يَكْتُبُونَ} تامّ {إِنْ كََانَ لِلرَّحْمََنِ وَلَدٌ} تام، إن جعلت إن بمعنى ما وهو قول ابن عباس، أي: ما كان للرحمن ولد، وإن جعلت شرطية كان الوقف على العابدين، والمعنى إن كنتم تزعمون أن للرحمن ولدا فأنا أول من بعد الله وأعترف أنه إله العابدين تامّ: على الوجهين {سُبْحََانَ رَبِّ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} ليس بوقف، لأن ما بعده نعت لما قبله {عَمََّا يَصِفُونَ} كاف، ومثله: يوعدون، وكذا: وفي الأرض إله {الْعَلِيمُ} تامّ {وَمََا بَيْنَهُمََا} كاف {عِلْمُ السََّاعَةِ} حسن {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} كاف {الشَّفََاعَةَ} ليس بوقف، ومثله: في عدم الوقف بالحق، لأن العلم شرط في الشهادة {يَعْلَمُونَ} تامّ، {لَيَقُولُنَّ اللََّهُ} كاف {يُؤْفَكُونَ} تامّ، إن نصب {وَقِيلِهِ} على المصدر، أي: قال قيله أو نصب على محل الساعة كأنه قيل: أن يعلم الساعة ويعلم قيله أو عطف على سرهم ونجواهم، أي: لا نعلم سرهم ولا قبله، وعلى هذا
كاف، قاله أبو حاتم، والأحسن الوقف على نجواهم {يَكْتُبُونَ} تامّ {قُلْ إِنْ كََانَ لِلرَّحْمََنِ وَلَدٌ} قال بعضهم: تامّ، بجعل إن بمعنى ما. وقال بعضهم: هذا وجه، والأكثر على أن المعنى: إن كنتم تزعمون أن للرحمن ولدا، فأنا أول من عبد الله تعالى واعترف أنه إله، فالوقف التامّ إنما هو على قوله: فأنا أوّل العابدين {عَمََّا يَصِفُونَ} كاف {يُوعَدُونَ} حسن {وَفِي الْأَرْضِ إِلََهٌ} كاف {الْعَلِيمُ} حسن {وَمََا بَيْنَهُمََا}
كاف {عِلْمُ السََّاعَةِ} صالح {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} حسن {يَعْلَمُونَ} تامّ، وكذا:
يؤفكون، إن نصب، وقيله على المصدرية أو رفع مبتدأ، فإن نصب مفعولا على تقدير أنا لا نسمع سرهم ونجواهم، ونسمع قيل: أو على تقدير وعنده علم الساعة، ويعلم قيله، أو جرّ على تقدير وعنده علم الساعة وعلم قيله، فليس ذلك وقفا تامّا بل جائز لطول الكلام، وكلّ ذلك آت في نجواهم وما بعده بتقدير نصب قيله بنسمع، وفي الساعة وما بعدها بالتقديرين الأخيرين، فالوقف على هذه المذكورات عند انتفاء التقييد(1/703)
القول لا يوقف على شيء قبله من قوله: أم يحسبون إلى هذا الموضع، أو عطف على مفعول يكتبون المحذوف، أي: يكتبون ذلك ويكتبون قيله، أو عطف على مفعول يعلمون المحذوف، أي: يعلمون ذلك ويعلمون قيله، أو نصب على حذف حرف القسم وجوابه إن هؤلاء كقوله:
فذاك أمانة الله الثريد ففي هذه الست يحسن الوقف على يؤفكون والذي قرأ بنصبه ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وابن عامر، وقرأ الأعرج وقتادة، وقيله على الابتداء، وعليها يحسن الوقف على يؤفكون وليس بوقف إن جر عطفا على الساعة، أي: وعنده علم الساعة وعلم قيله، وكذا: إن عطف على محل بالحق، أي: شهد بالحق وبقيله، فافهم هذه الثمانية تنفعك {لََا يُؤْمِنُونَ}
كاف {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ} جائز {وَقُلْ سَلََامٌ} كاف، للابتداء بالتهديد، ومن قرأ، يعلمون بالتحتية لا يكون التهديد داخلا في القول، وبها قرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر، ومن قرأه بالفوقية كان أرقى في الوقف على سلام لئلا تدخل جملة التهديد في الأمر بقل، آخر السورة تام.
سورة الدخان مكية (1)
بما ذكر جائز، لطول الكلام أيضا {لََا يُؤْمِنُونَ} حسن، وكذا: وقل سلام، آخر السورة تام.
سورة الدخان مكية وقيل: إلا قوله {إِنََّا كََاشِفُوا الْعَذََابِ} الآية فمدني.
__________
(1) وهي خمسون وست في العلوي، وسبع في البصري، وتسع في الكوفي، والخلاف في أربع آيات هي: {حم} [1] كوفي، {لَيَقُولُونَ} [34] كوفي، {الزَّقُّومِ} [43] غير مكي ومدني أخير {فِي الْبُطُونِ} [45] عراقي، مكي، مدني أخير وانظر: «جمال القراء» (1/ 216)، «فنون الأفنان» (307)، «الإتحاف» (388).(1/704)
قيل إلا قوله: إنا كاشفوا العذاب قليلا الآية، فمدني. كلمها ثلاثمائة وست وأربعون كلمة، وحروفها ألف وأربعمائة وأحد وأربعون حرفا، وآيها ست أو سبع أو تسع وخمسون آية.
{حم وَالْكِتََابِ الْمُبِينِ} حسن، إن جعل جواب القسم حم مقدّما، وليس بوقف إن جعل جوابه، إنا أنزلناه، وإن جعل والكتاب المبين قسما كان الوقف على، في ليلة مباركة تامّا، وإن جعل في ليلة مباركة صفة للكتاب، والقسم حم كان الجواب والوقف إنا كنا منذرين، ومنع بعضهم أن تكون حم قسما، لأن الهاء راجعة إلى الكتاب، وكأنه أقسم على نفس المقسم عليه، وفسر الشيء بنفسه، والأكثر على أن القسم واقع عليه {كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
كاف، إن نصب أمرا بفعل مقدّر، أو نصب على المصدر بتأويل العامل فيه إلى معناه، أي: أمرنا أمرا بسبب الإنزال، أو نصب على الاختصاص، وليس المراد الاختصاص الاصطلاحي فإنه لا يكون نكرة أعني بهذا أمرا خاصا، وليس بوقف إن نصب بيفرق، أو نصب على معنى يفرق، أي: فرقا الذي هو مصدر يفرق، لأنه إذا حكم بشيء وكتبه فقد أمر به، أو نصب على الحال من كل المضافة والمسوّغ عام، لأن كل من صيغ العموم أو حالا من أمر فهو خاص لوصفه بحكيم، وفيه مجيء الحال من المضاف إليه في غير المواضع المذكورة.
او نصب حالا من الضمير في حكيم، أو نصب على أنه مفعول منذرين، والمفعول الأوّل محذوف، أي: منذرين الناس أمرا، أو نصب من ضمير الفاعل في أنزلناه، أو من ضمير المفعول وهو الهاء في أنزلناه، أي: آمرين به أمرا أو
وقد علم حكم {حم وَالْكِتََابِ الْمُبِينِ} مما مرّ في الصورة السابقة {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبََارَكَةٍ} تام، إن جعل جوابا للقسم، وإن جعل صفة للكتاب، فالوقف التامّ على منذرين {فِيهََا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} كاف، وكذا: رحمة من ربك {السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} تامّ، لمن قرأ ربّ السموات بالرفع على غير البدلية من السميع، وليس بوقف(1/705)
مأمورا به، أو نصب على أنه مفعول له والعامل فيه أنزلناه، وحينئذ لا يحسن الوقف على شيء من قوله: إنا أنزلنا إلى هذا الموضع {مِنْ عِنْدِنََا} حسن، ومثله: إنا كنا مرسلين إن نصب رحمة بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب رحمة من حيث ينتصب أمرا من الحال والمفعول له، ولم يحسن الوقف من قوله: إنا أنزلناه إلى هذا الموضع، سمى الله تعالى إرسال الرسل رحمة، أي:
رحمة لمن أطاعهم. وقال سعيد بن جبير: اللفظ عام للمؤمن والكافر، فالمؤمن قد سعد به والكافر بتأخير العذاب عنه، وعلى هذا لا يوقف على مرسلين {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} كاف {الْعَلِيمُ} تامّ، لمن قرأ: رب بالرفع مبتدأ، والخبر لا إله إلا هو، أو رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هو ربّ، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر، وليس بوقف لمن جرّه بدلا من ربك، وحينئذ لا يوقف على من ربك، ولا على العليم، وهي قراءة أهل الكوفة عاصم وحمزة والكسائي {مُوقِنِينَ} تامّ {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} حسن، إن جعل ما بعده خبرا ثانيا، وليس بوقف إن جعل حالا كأنك قلت: محييا ومميتا {يُحْيِي وَيُمِيتُ}
أحسن مما قبله على استثناء ما بعده {الْأَوَّلِينَ} كاف، ومثله: يلعبون ووقف بعضهم على فارتقب {بِدُخََانٍ مُبِينٍ} جائز، لأنه رأس آية، وإن كان ما بعده نعتا {يَغْشَى النََّاسَ} حسن {أَلِيمٌ} كاف، ومثله: العذاب، وكذا:
مؤمنون على استئناف ما بعده، ثم قال تعالى: {أَنََّى لَهُمُ الذِّكْرى ََ} حسن، ومثله: مبين على استئناف ما بعده {مَجْنُونٌ} كاف {قَلِيلًا} حسن {عََائِدُونَ} أحسن، مما قبله إن نصب يوم بفعل مقدّر، ولا يجوز أن ينصب بعائدون ولا بمنتقمون، لأن ما بعد «إن» لا يعمل في شيء مما قبله، ولو وصله لصار يوم نبطش ظرفا لعودهم إلى الكفر، إذ يوم بدر، أو يوم القيامة العود إلى
لمن قرأه بالرفع عليها أو الجر بدلا من ربك {مُوقِنِينَ} تامّ {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} حسن، وأحسن منه يحيى ويميت {الْأَوَّلِينَ} كاف وكذا: يلعبون {بِدُخََانٍ مُبِينٍ} صالح {يَغْشَى النََّاسَ} أصلح منه {عَذََابٌ أَلِيمٌ} كاف {مُؤْمِنُونَ} حسن، وكذا:(1/706)
الكفر فيهما غير ممكن {مُنْتَقِمُونَ} تامّ {قَوْمَ فِرْعَوْنَ} حسن {كَرِيمٌ}
جائز، لأنه رأس آية، وإن كان ما قبل أن قد عمل فيها كأنه قال: بأن أدّوا إليّ عباد الله. فأن مفسرة وعباد منصوب بأدّوا، فلا يجوز الوقف على إليّ، وقيل:
عباد منصوب بالنداء كأنه قال: أن أدوا إليّ يا عباد الله، فإذا الوقف على عباد الله حسن {أَمِينٌ} جائز، إن جعلت أن بمعنى، أي: لا تعلوا، وإلا فلا يجوز العطف {عَلَى اللََّهِ} جائز، ومثله: مبين، وقيل: ليس بوقف، لأن ما بعده داخل في السؤال {أَنْ تَرْجُمُونِ} جائز {فَاعْتَزِلُونِ} تامّ. قال ابن عرفة المالكي: أي فدعوني، لا عليّ ولا لي {مُجْرِمُونَ} تامّ، لأنه قد انقضى السؤال، وفي الكلام حذف والتقدير: فأجيب، فقيل له إن كان الأمر هكذا، فأسر بعبادي ليلا و {لَيْلًا} حسن {مُتَّبَعُونَ} كاف {رَهْواً} حسن {مُغْرَقُونَ} كاف، ولا وقف من قوله: كم تركوا إلى فاكهين، فلا يوقف على زروع، ولا على كريم، لأن العطف يصير الأشياء كلها كالشيء الواحد {فََاكِهِينَ} في محل الكاف من كذلك الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فالرفع على أنها خبر مبتدإ محذوف، أي: الأمر كذلك، أو في محل نصب، أي: أخرجنا آل فرعون من منازلهم كما وعدنا إيراثها قوما آخرين، أو في محل جرّ صفة لمقام، أي: مقام كريم مثل ذلك المقام الذي كان لهم. فإن كانت الكاف في محل رفع كان الوقف على فاكهين تامّا لعدم تعلق ما بعده بما قبله، والتشبيه أوّل الكلام، وإن كانت في محل نصب أو جرّ كانت متصلة بما قبلها من جهة المعنى فقط، فيوقف على كذلك، ويبتدئ بها لتعلق ما بعدها بما قبلها وكان الوقف على كذلك كافيا دون كريم وفاكهين والتشبيه من
مجنون، وعائدون {يَوْمَ نَبْطِشُ} أي: واذكر يوم نبطش {مُنْتَقِمُونَ} تامّ {أَمِينٌ}
جائز، وكذا: بسلطان مبين وترجمون {فَاعْتَزِلُونِ} تامّ {مُجْرِمُونَ} صالح {مُتَّبَعُونَ} مفهوم {مُغْرَقُونَ} تامّ {فََاكِهِينَ} كاف، وقيل: بل كذلك، ووقع في(1/707)
تمام الكلام. ثم يبتدئ بكذلك أو بقوله: {وَأَوْرَثْنََاهََا قَوْماً آخَرِينَ} و {آخَرِينَ}
جائز {مُنْظَرِينَ} حسن {الْمُهِينِ} ليس بوقف، لأن بعده حرف جرّ بدل من من الأولى {مِنْ فِرْعَوْنَ} كاف {مِنَ الْمُسْرِفِينَ} كاف {عَلَى الْعََالَمِينَ}
جائز {بَلََؤُا مُبِينٌ} كاف، ورسموا بلواء بواو وألف كما ترى {بِمُنْشَرِينَ}
أحسن مما قبله {صََادِقِينَ} كاف وكذا: أم قوم تبع عند أبي حاتم على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على قوم تبع {أَهْلَكْنََاهُمْ} كاف، لتناهي الاستفهام {مُجْرِمِينَ} تام {لََاعِبِينَ} كاف {إِلََّا بِالْحَقِّ} ليس بوقف للاستدراك بعده {لََا يَعْلَمُونَ} كاف {أَجْمَعِينَ} جائز، إن نصب يوم بفعل مقدّر، وليس بوقف إن أبدل: يوم لا يغني من يوم الفصل {شَيْئاً}
حسن {يُنْصَرُونَ} ليس بوقف لحرف الاستثناء {مَنْ رَحِمَ اللََّهُ} كاف {الرَّحِيمُ} تام، ولا وقف من قوله: إن شجرت إلى كالمهل، فلا يوقف على الزقوم، لأن خبر إن لم يأت، ولا على الأثيم لأن ما بعده كاف التشبيه، ورسموا شجرت بالتاء المجرورة كما ترى {كَالْمُهْلِ} حسن، لمن قرأ: تغلي بالتاء الفوقية، وليس بوقف لمن قرأ، يغلي بالياء التحتية، لأنه جعل الغليان للمهل كالمهل، وفيه نظر، لأن المهل إنما ذكر للتشبيه في الذنوب لا في الغليان، وإنما يغلي ما شبه به، والمعنى أن ما يأكله أهل النار يتحرّك في أجوافهم من شدّة حرارته وتوقده {فِي الْبُطُونِ} ليس بوقف، لأن بعده كاف
الأصل بدل فاكهين كريم، وهو سهو {قَوْماً آخَرِينَ} صالح {مُنْظَرِينَ} حسن {مِنْ فِرْعَوْنَ} كاف {مِنَ الْمُسْرِفِينَ} حسن {عَلَى الْعََالَمِينَ} جائز {بَلََؤُا مُبِينٌ}
حسن، وكذا: صادقين {أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، هذا إن جعل ما بعده مستأنفا، فإن جعل معطوفا على قوم تبع فليس ذلك بوقف {أَهْلَكْنََاهُمْ} كاف {مُجْرِمِينَ} تامّ، وكذا: لاعبين، ولا يعلمون {أَجْمَعِينَ} رأس آية، وليس بوقف، لأن {يَوْمَ لََا يُغْنِي} بدل من يوم الفصل {مَنْ رَحِمَ اللََّهُ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ {كَالْمُهْلِ} جائز، لمن قرأ تغلي بالتاء، أي: الشجرة، وليس بوقف لمن قرأه بالياء(1/708)
التشبيه {الْحَمِيمِ} كاف {الْجَحِيمِ} ليس بوقف، لأن ثم حرف عطف {الْحَمِيمِ} كاف، ومثله: ذق لمن كسر همزة إنك على الابتداء، وليس بوقف لمن فتحها. والمعنى ذق وبال هذا القول وجزاءه لأنك كان يقال لك العزيز الكريم، وهو قول خزنة النار لأبي جهل على الاستهزاء، فعلى هذا يوقف على الحميم. ثم يبتدئ ذق وهي قراءة الكسائي {الْكَرِيمُ} كاف {تَمْتَرُونَ} تامّ، لانتقاله من صفة أهل النار إلى صفة أهل الجنة، ولا يوقف من قوله: إن المتقين إلى متقابلين، فلا يوقف على أمين لتعلق الظرف، ولا على وعيون إن جعل ما بعده حالا وإن جعل يلبسون خبرا ثانيا حسن الوقف عليه {مُتَقََابِلِينَ} كاف، على أن الكاف في كذلك في محل رفع، أي: الأمر كذلك، وقيل: الوقف على كذلك، أي: كذلك نفعل بالمتقين، أو كذلك حكم الله لأهل الجنة فالتشبيه من تمام الكلام {بِحُورٍ عِينٍ} كاف {آمِنِينَ} جائز، وقيل: لا يجوز لأن ما بعده صفة لهم، لأن الأمن إنما يتمّ بأن لا يذوقوا الموت {إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى ََ} حسن، على أن الاستثناء متصل، أي: لا يذوقون فيها الموت بعد الموتة الأولى في الدنيا وبعد توضع موضع إلا في مواضع لنقرّب المعنى، وبعض الناس يقف على الموت. قال لأنه كلام مفيد وما بعده استثناء ليس من الأول، قاله النكزاوي {عَذََابَ الْجَحِيمِ} جائز، إن نصب فضلا لفعل مقدّر، أي: تفضلنا بذلك تفضلا، وليس بوقف إن نصب على أنه مفعول من أجله، والعامل فيه يدعون أو ووقاهم {فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ}
كاف {الْعَظِيمُ} تامّ {يَتَذَكَّرُونَ} كاف، آخر السورة، تامّ.
{الْحَمِيمِ} كاف. وكذا: ذق لمن قرأ إنك بالكسر، وليس بوقف لمن قرأه بالفتح، أي:
ذق لأنك {الْكَرِيمُ} حسن {تَمْتَرُونَ} تامّ {مُتَقََابِلِينَ} حسن، وقيل: الوقف على كذلك {بِحُورٍ عِينٍ} صالح {آمِنِينَ} كاف {الْأُولى ََ} جائز، وكذا: عذاب الجحيم {مِنْ رَبِّكَ} تامّ {الْعَظِيمُ} كاف {يَتَذَكَّرُونَ} صالح آخر السورة تام.(1/709)
سورة الجاثية مكية (1)
إلا قوله: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا} الآية فمدني، كلمها أربعمائة وثمان وثمانون كلمة، وحروفها ألفان ومائة وأحد وتسعون حرفا، وآيها ست أو سبع وثلاثون آية.
{حم تَنْزِيلُ الْكِتََابِ} حسن، إن جعل تنزيل مرفوعا بالابتداء كان الوقف على حم تامّا، وكاف إن جعل خبر مبتدإ محذوف {الْحَكِيمِ} كاف، ومثله: للمؤمنين لمن رفع آيات بالابتداء، وبها قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر وما قبلها خبر، وليس بوقف لمن قرأ آيات بكسر التاء، وقوله: وما يبثّ عطف على خلق المضاف إلى كم واستقبح عطفه على الكاف، لأن الضمير المتصل المجرور لا يعطف عليه إلا بإعادة حرف الجر لا نقول: مررت بك وزيد حتى تقول مررت بك وبزيد، والأصح أن في السموات العطف على معمولي عاملين مختلفين، العاملان إن وفي، والمعمولان السموات وآيات، فعطف وتصريف على السموات، وعطف آيات الثانية على الآيات فيمن نصب آيات، وفي ذلك دليل على جوازه، والأصح عدم جوازه {يُوقِنُونَ} كاف، لمن قرأ: وتصريف الرياح آيات بالرفع خبر مبتدإ محذوف، أي: ما ذكر آيات للعقلاء، ومن قرأ بالنصب على الآيات فيهما لم يحسن الوقف على الآيتين
سورة الجاثية مكية إلا قوله: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا} الآية، فمدني.
وقد علم حكم {حم تَنْزِيلُ الْكِتََابِ} مما مرّ في سورة المؤمن {الْحَكِيمِ} حسن.
وقال أبو عمرو: كاف {لِلْمُؤْمِنِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وكذا: لمن قرأ من دابة آيات بالرفع، وكذا: يوقنون إن قرئ آيات الأخيرة بالرفع، ومن قرأ بالكسر فيهما
__________
(1) وهي سبع وثلاثون في الكوفي، وست في الباقي الخلاف في آية {حم} [1] كوفي.(1/710)
لتعلق ما بعدهما بالعامل السابق، وهو أن وهي قراءة حمزة والكسائي، ولا يوقف على {بَعْدَ مَوْتِهََا} ولا على الرياح {يَعْقِلُونَ} تامّ {بِالْحَقِّ} حسن {يُؤْمِنُونَ} تامّ، ومثله: أثيم إن جعل يسمع مستأنفا، وليس بوقف إن جعل صفة لما قبله والتقدير سامع {كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهََا} جائز {أَلِيمٍ} كاف، على استئناف ما بعده {هُزُواً} حسن {مُهِينٌ} كاف، على استئناف ما بعده {جَهَنَّمُ} جائز {شَيْئاً} ليس بوقف، لأن {وَلََا مَا اتَّخَذُوا} مرفوع عطفا على ما الأولى {أَوْلِيََاءَ} كاف، ومثله: عظيم {هََذََا هُدىً} حسن، لأن والذين مبتدأ {بِآيََاتِ رَبِّهِمْ} ليس بوقف، لأن خبر الذين لم يأت بعد {أَلِيمٌ} تامّ، ولا وقف من قوله: الله الذي إلى تشكرون، فلا يوقف على بأمره، ولا على من فضله للعطف فيهما {تَشْكُرُونَ} كاف، ومثله: جميعا منه، وقرئ منه بكسر الميم وتشديد النون ونصب التاء مصدر منّ يمنّ منة، وهي قراءة ابن عباس وابن عمير، أي: من الله عليكم منة. وأغرب بعضهم ووقف على {وَسَخَّرَ لَكُمْ} وجعل ما في السموات مبتدأ وما في الأرض عطفا عليه وجميعا منه الخبر، وجوّز الوقف أيضا على السموات، وجعل وما في الأرض مبتدأ وجميعا منه الخبر {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ، ومثله: يكسبون {فَلِنَفْسِهِ} كاف. وقال ابن نصير: لا يوقف على أحد المعادلين حتى يأتي بالثاني، والأولى التفريق بينهما بالوقف {فَعَلَيْهََا} كاف {تُرْجَعُونَ} تامّ {وَالنُّبُوَّةَ} جائز، ومثله: من الطيبات {الْعََالَمِينَ} كاف {مِنَ الْأَمْرِ} حسن
لم يكن الوقف على الآيتين حسنا لتعلق ما بعدهما بالعامل السابق، وهو أنّ {يَعْقِلُونَ} تامّ {يُؤْمِنُونَ} كاف {لَمْ يَسْمَعْهََا} صالح {أَلِيمٍ} كاف {هُزُواً}
أكفى منه {مُهِينٌ} حسن {أَوْلِيََاءَ} كاف، وكذا: عظيم {هُدىً} حسن {أَلِيمٌ} تامّ {تَشْكُرُونَ} حسن {جَمِيعاً مِنْهُ} كاف {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ، وكذا:
يكسبون، وترجعون {عَلَى الْعََالَمِينَ} جائز {بَغْياً بَيْنَهُمْ} تامّ {يَخْتَلِفُونَ} كاف(1/711)
{الْعِلْمُ} ليس بوقف، لأن قوله: بغيا بينهم، معناه اختلافهم للبغي فهو مفعول له {بَغْياً بَيْنَهُمْ} كاف {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} ليس بوقف، لأن ما بعده ظرف للحكم {يَخْتَلِفُونَ} تامّ {فَاتَّبِعْهََا} جائز {لََا يَعْلَمُونَ} كاف {شَيْئاً} حسن، ومثله: أولياء بعض {الْمُتَّقِينَ} تامّ {بَصََائِرُ لِلنََّاسِ} ليس بوقف، لأن ما بعده عطف عليه {يُوقِنُونَ} تامّ، ومثله: وعملوا الصالحات، لمن قرأ: سواء بالرفع خبر مبتدإ أو مبتدأ وما بعده خبر وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر عن عاصم، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب وهي قراءة حمزة والكسائي وحفص عن عاصم على أنه مفعول ثان لنجعلهم، أي:
لا نجعلهم مستوين في المحيا والممات، وقراء الأمصار متفقون على رفع مماتهم ورويت عن غيرهم بفتح التاء، والمعنى أن محيا المؤمنين ومماتهم سواء عند الله في الكرامة ومحيا المجترحين ومماتهم سواء في الإهانة، فلفّ الكلام اتكالا على ذهن السامع وفهمه، ويجوز أن يعود على المجترحين فقط، أخبر أن حالهم في الزمانين سواء اه سمين {وَمَمََاتُهُمْ} حسن في القراءتين {مََا يَحْكُمُونَ} تامّ، ومثله:
بالحق عند أبي حاتم لأنه يجعل لام ولتجزي لام قسم، وتقدم الردّ عليه {لََا يُظْلَمُونَ} تامّ، ولا وقف من قوله: أفرأيت إلى من بعد الله، فلا يوقف على هواه، ولا على قلبه، ولا على غشاوة للعطف في كل {مِنْ بَعْدِ اللََّهِ} كاف، لأن الفائدة في قوله: فمن يهديه من بعد الله {تَذَكَّرُونَ} أكفى منه {نَمُوتُ وَنَحْيََا} جائز {إِلَّا الدَّهْرُ} تامّ {مِنْ عِلْمٍ} جائز {إِلََّا يَظُنُّونَ} كاف، ومثله: صادقين {لََا رَيْبَ فِيهِ} الأولى تجاوزه {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ
{لََا يَعْلَمُونَ} حسن، وكذا: شيئا، وأولياء بعض {الْمُتَّقِينَ} تام {يُوقِنُونَ} حسن، وكذا: وعملوا الصالحات، لمن قرأ سواء بالرفع، ومحياهم ومماتهم {سََاءَ مََا يَحْكُمُونَ}
تامّ، وكذا: بالحقّ عند أبي حاتم بجعل لام لتجزى لام قسم كما مرّ نظيره {لََا يُظْلَمُونَ}
تامّ {مِنْ بَعْدِ اللََّهِ} كاف {تَذَكَّرُونَ} حسن {إِلَّا الدَّهْرُ} تامّ {إِلََّا يَظُنُّونَ}
حسن، وكذا صادقين {لََا رَيْبَ فِيهِ} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف(1/712)
{وَالْأَرْضِ} حسن {الْمُبْطِلُونَ} كاف {جََاثِيَةً} حسن لمن رفع كل الثانية على الابتداء وتدعى خبرها وهي قراءة العامة، وليس بوقف لمن نصبها بدلا من كل الأولى بدل نكرة موصوفة من مثلها، وهي قراءة يعقوب {إِلى ََ كِتََابِهَا}
حسن، على القراءتين {تَعْمَلُونَ} كاف {بِالْحَقِّ} حسن {تَعْمَلُونَ} تامّ {فِي رَحْمَتِهِ} كاف {الْمُبِينُ} تامّ، ومثله: مجرمين {إِنَّ وَعْدَ اللََّهِ حَقٌّ}
ليس بوقف سواء نصبت الساعة أو رفعتها، فحمزة قرأ بنصبها عطفا على وعد الله، والباقون فعلها على الابتداء وما بعدها من الجملة المنفية خبرها، ومثله: في عدم الوقف لا ريب فيها، لأن جواب إذا لم يأت بعد {مَا السََّاعَةُ} جائز {إِنْ نَظُنُّ إِلََّا ظَنًّا} حسن، ولا كراهة في الابتداء بقول الكفار، لأن القارئ غير معتقد معنى ذلك، وإنما هو حكاية حكاها الله عمن قاله من منكري البعث كما تقدم غير مرة {بِمُسْتَيْقِنِينَ} كاف {مََا عَمِلُوا} جائز على استئناف ما بعده {يَسْتَهْزِؤُنَ} كاف {هََذََا} حسن {وَمَأْوََاكُمُ النََّارُ}
أحسن مما قبله {مِنْ نََاصِرِينَ} كاف {هُزُواً} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {الْحَيََاةُ الدُّنْيََا} حسن، وتام عند أبي حاتم {لََا يُخْرَجُونَ مِنْهََا}
حسن {يُسْتَعْتَبُونَ} تامّ، أي: وإن طلبوا الرضا فلا يجابون {رَبِّ الْعََالَمِينَ}
كاف، قرأ العامة رب الثلاثة بالجرّ تبعا للجلالة بيانا أو بدلا أو نعتا، وقرأ ابن محيصن برفع الثلاثة على المدح بإضمار هو {وَلَهُ الْكِبْرِيََاءُ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} كاف، آخر السورة تام.
وكذا: المبطلون {جََاثِيَةً} حسن، لمن رفع كلّ الثانية على الابتداء، وليس بوقف لمن نصبه {إِلى ََ كِتََابِهَا} حسن وكذا: كنتم تعملون، وبالحقّ، وتعملون {فِي رَحْمَتِهِ}
كاف {الْمُبِينُ} حسن، وكذا: مجرمين {بِمُسْتَيْقِنِينَ} تامّ {مََا عَمِلُوا} جائز {يَسْتَهْزِؤُنَ} كاف، وكذا: ومأواكم النار {مِنْ نََاصِرِينَ} حسن {الْحَيََاةُ الدُّنْيََا}
تامّ {يُسْتَعْتَبُونَ} حسن {رَبِّ الْعََالَمِينَ} كاف، آخر السورة تام.(1/713)
سورة الأحقاف مكية (1)
إلا قوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كََانَ مِنْ عِنْدِ اللََّهِ}، وإلا قوله: {فَاصْبِرْ كَمََا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ} الآية، وإلا قوله: ووصينا الإنسان، الثلاث آيات فمدنيات، وكلمها ستمائة وأربع وأربعون كلمة، وحروفها ألفان وستمائة حرف.
{الْحَكِيمِ} تامّ: إن لم يجعل ما بعده جوابا لما قبله {مُسَمًّى} تامّ، عند أبي حاتم {مُعْرِضُونَ} كاف {مِنَ الْأَرْضِ} حسن، إن كان الاستفهام الذي بعده منقطعا، أي: ألهم شرك في السموات، وليس بوقف إن كان متصلا {فِي السَّمََاوََاتِ} حسن، ولا وقف من قوله: ائتوني بكتاب إلى صادقين، فلا يوقف على من قبل هذا للعطف بأو، ولا على من علم، لأن ما بعده شرط فيما قبله {صََادِقِينَ} تامّ {الْقِيََامَةِ} جائز، وتام عند نافع على استئناف ما بعده وإن جعل متصلا بما قبله وداخلا في صلة من كان جائزا {غََافِلُونَ} كاف {كََانُوا لَهُمْ أَعْدََاءً} جائز {كََافِرِينَ} كاف، ولا وقف من قوله: وإذا تتلى عليهم إلى مبين، فلا يوقف على بينات، ولا على لما جاءهم، لأن الذي بعده حكاية ومقول قال {مُبِينٌ} كاف، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري
سورة الأحقاف مكية إلا قوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كََانَ مِنْ عِنْدِ اللََّهِ} الآية. وإلا قوله: {فَاصْبِرْ كَمََا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} الآية، وإلا قوله {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسََانَ} الثلاث آيات، فمدنيات وقد علم حكم {حم تَنْزِيلُ الْكِتََابِ مِنَ اللََّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} مما مرّ في السورة السابقة {مُسَمًّى} تام، وكذا: معرضون {فِي السَّمََاوََاتِ} كاف {صََادِقِينَ} تامّ {إِلى ََ يَوْمِ الْقِيََامَةِ} صالح {غََافِلُونَ} كاف، وكذلك، كافرين، وسحر مبين، وأم
__________
(1) وهي خمس وثلاثون في الكوفي، وأربع في الباقي، والخلاف في آية: {حم} [1] كوفي، وانظر: «التلخيص» (408).(1/714)
{افْتَرََاهُ} جائز {شَيْئاً} كاف {فِيهِ} أكفى مما قبله {وَبَيْنَكُمْ} كاف، ومثله: الرحيم على استئناف ما بعده {مِنَ الرُّسُلِ} حسن {وَلََا بِكُمْ}
أحسن مما قبله على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلا بما قبله وداخلا في القول المأمور به {إِلََّا مََا يُوحى ََ إِلَيَّ} جائز {مُبِينٌ} تامّ {وَكَفَرْتُمْ بِهِ} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله، لأن المطلوب من الكلام لم يأت بعد {عَلى ََ مِثْلِهِ} جائز، إن جعل جواب الشرط محذوفا بعده وهو ألستم ظالمين، وإن جعل بعد قوله: واستكبرتم لا يوقف على مثله {وَاسْتَكْبَرْتُمْ} كاف {الظََّالِمِينَ} تامّ {إِلَيْهِ} كاف، لأن ما بعده من قول الله {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ} ليس بوقف، لأن ما بعده الفاء يفسر ما عمل في إذ والعامل فيها محذوف تقديره، وإذ لم يهتدوا به ظهر عنادهم أو أجرى الظرف غير الشرطي مجرى الظرف الشرطي، ودخول الفاء بعد الظرف لا يدل على الشرط، لأن سيبويه يجري الظروف المبهمة مجرى الشروط بجامع عدم التحقق فتدخل الفاء في جوابها ويمتنع أن يعمل في إذ فسيقولون لحيلولة الفاء {قَدِيمٌ} كاف {وَرَحْمَةً} حسن، ولا وقف من قوله: ومن قبله كتاب موسى إلى ظلموا، لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على مصدّق وإن تعمده بعض الناس، لأن قوله: لسانا حال من ضمير مصدّق، والعامل في الحال مصدّق، أي: مصدّق في حال عربيته أو مفعول مصدّق، أي: مصدّق ذا لسان عربي، وزعم أن الوقف عليه حق، وفيما قاله نظر، ولا يوقف على عربيّا، لأن
يقولون افتراه، ولا يحسن الجمع بين الأخيرين، لكنه جائز {مِنَ اللََّهِ شَيْئاً} كاف {بِمََا تُفِيضُونَ فِيهِ} تامّ، وكذا: الرحيم {وَلََا بِكُمْ} صالح، وكذا: إلى {مُبِينٌ} تامّ {وَاسْتَكْبَرْتُمْ} كاف {الظََّالِمِينَ} تامّ {مََا سَبَقُونََا إِلَيْهِ} كاف {قَدِيمٌ} كاف، وكذا: رحمة {لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} كاف لمن جعل ما بعده مرفوعا بالابتداء وخبره للمحسنين، وليس بوقف لمن جعله معطوفا على الكتاب أو نصبه بتقدير ويبشر المحسنين(1/715)
اللام في لينذر التي بعده قد عمل في موضعها ما قبلها {لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} كاف، إن رفعت وبشرى على الابتداء والخبر للمحسنين، وليس بوقف إن عطف على كتاب أو نصب عطفا على إماما، أو جعل وبشرى في موضع نصب عطفا على لينذر، أي: وبشرهم بشرى {لِلْمُحْسِنِينَ} تام {ثُمَّ اسْتَقََامُوا} ليس وقف، لأن خبر إن لم يأت بعد، وهو: فلا خوف عليهم {يَحْزَنُونَ} تام، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل أولئك خبر إن أو خبرا بعد خبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {خََالِدِينَ فِيهََا} جائز، لأن جزاء منصوب بمقدّر، أي: يجزون جزاء {يَعْمَلُونَ} تامّ حسنا حسن، ومثله: كرها الثاني، وبعض العوام يتعمد الوقف على وحمله، ولا وجه له، والأولى وصله بما بعده، وهو مبتدأ خبره ثلاثون شهرا و {شَهْراً} كاف، ولا وقف من قوله: حتى إذا بلغ إلى ذرّيتي، فلا يوقف على أشدّه، للعطف، ولا على: ستة، لأن الذي بعدها جواب إذا، ولا على: والذي، لأن أن موضعها نصب، ولا على: ترضاه للعطف {فِي ذُرِّيَّتِي} جائز، للابتداء بإني، ومثله:
تبت إليك {الْمُسْلِمِينَ} كاف، على استئناف ما بعده {فِي أَصْحََابِ الْجَنَّةِ}
تامّ، عند أبي حاتم. وقيل: ليس بتام ولا كاف، لأن {وَعْدَ الصِّدْقِ} منصوب على المصدرية {كََانُوا يُوعَدُونَ} تامّ، ولا وقف من قوله، والذي قال لوالديه أف إلى آخر كلام العاق، وهو أساطير الأوّلين لارتباط الكلام بعضه ببعض فلا يوقف على يستغيثان الله، ولا على: آمن، ولا على: وعد الله حقّ. وزعم بعضهم أن الوقف على {يَسْتَغِيثََانِ اللََّهَ} قائلا ليفرق بين استغاثتهما الله عليه ودعائهما، وهو قوله: ويلك آمن، وزعم أيضا أن الوقف على: آمن،
{وَبُشْرى ََ لِلْمُحْسِنِينَ} تامّ وكذا: يحزنون {خََالِدِينَ فِيهََا} صالح {يَعْمَلُونَ} تامّ {وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً} كاف، وكذا: ثلاثون شهرا {فِي ذُرِّيَّتِي} صالح {مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
حسن {فِي أَصْحََابِ الْجَنَّةِ} تامّ، وكذا: يوعدون {يَسْتَغِيثََانِ اللََّهَ} صالح، وكذا:(1/716)
وعلى: إن وعد الله حقّ، وفيه نظر، لوجود الفاء بعده في قوله: فيقول {الْأَوَّلِينَ} تامّ، على استئناف ما بعده وجائز إن جعل أولئك خبر الذي {مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} كاف {خََاسِرِينَ} تامّ {عَمِلُوا} جائز على أن لام كي متعلقة بفعل بعدها {لََا يُظْلَمُونَ} تامّ، إن نصب يوم بمقدّر، أي: يقال لهم أذهبتم في يوم عرضهم {وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهََا} جائز، للابتداء بالتهديد {تَفْسُقُونَ} تامّ {أَخََا عََادٍ} ليس بوقف، لأن إذ بدل اشتمال {إِلَّا اللََّهَ}
جائز {عَظِيمٍ} تامّ {عَنْ آلِهَتِنََا} حسن {الصََّادِقِينَ} كاف {عِنْدَ اللََّهِ}
حسن {مََا أُرْسِلْتُ بِهِ} الأولى وصله {تَجْهَلُونَ} كاف {أَوْدِيَتِهِمْ} ليس بوقف، لأن قالوا جواب لما {مُمْطِرُنََا} كاف، وقد وقع السؤال عمن يتعمد الوقف على قوله: بل هو من قوله: فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو، فأجيب: اعلموا يا طلاب اليقين، سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، أن هذا الفنّ لا يقال بحسب الظن والتخمين، بل بالممارسة وعلم اليقين إن هذا وقف قبيح، إذ ليس له معنى صحيح، لأن فيه الفصل بين المبتدإ الذي هو هو والخبر الذي هو «ما» مع صلته، ولا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف، لأن الخبر محط الفائدة. والمعنى أنهم لما وعدوا بالعذاب وبينه تعالى لهم بقوله:
عارض، وهو السحاب، وذلك أنه خرجت عليهم سحابة سوداء وكان حبس عنهم المطر مدة طويلة، فلما رأوا تلك السحابة استبشروا وقالوا هذا عارض ممطرنا، فردّ الله عليهم بقوله: بل هو ما استعجلتم به، يعني من العذاب كما في الخازن وغيره. وقيل: الرادّ هو سيدنا هود عليه السلام كما في البيضاوي.
آمن لكن الأحسن وصله بما بعده {الْأَوَّلِينَ} تامّ {مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} كاف {خََاسِرِينَ} تامّ {مِمََّا عَمِلُوا} جائز {لََا يُظْلَمُونَ} تامّ، وكذا: تفسقون {إِلَّا اللََّهَ}
صالح {عَظِيمٍ} تامّ {الصََّادِقِينَ} حسن {تَجْهَلُونَ} كاف، وكذا: ممطرنا، وما استعجلتم به، ويبتدئ ريح بمعنى هي ريح، فإن أعرب ريح بدلا من ما، لم يوقف على(1/717)
والإضراب من مقتضيات الوقف. ثم بين الله تعالى ماهية العذاب بقوله: ريح فيها عذاب أليم، بمعنى هي ريح، وليس بوقف إن أعرب ريح بدلا من ما أو من هو {أَلِيمٌ} كاف، ويبتدئ تدمر بمعنى هي تدمر، وكذا إن جعلت تدمر خبرا ثانيا، وليس بوقف إن جعلت الجملة صفة لريح، وكأنك قلت: مدمّرة كل شيء {بِأَمْرِ رَبِّهََا} حسن، على استئناف ما بعده {إِلََّا مَسََاكِنُهُمْ} كاف {الْمُجْرِمِينَ} تامّ ولقد مكناهم فيما إن، هي ثلاثة أحرف: في حرف، وما حرف، وإن حرف، وفي إن ثلاثة أوجه، قيل: شرطية وجوابها محذوف، والتقدير: مكنا عادا في الذي إن مكناكم فيه طغيتم. وقيل: زائدة. وقيل:
نافية بمعنى إنا مكناهم في الذي ما مكناكم فيه من القوة. قال الصفار: وعلى القول بأن كليهما للنفي فالثاني تأكيد {مَكَّنََّاكُمْ فِيهِ} حسن، إن لم يجعل {وَجَعَلْنََا} معطوفا على مكنا {وَأَفْئِدَةً} جائز {مِنْ شَيْءٍ} ليس بوقف، لأن الذي بعده ظرف لما قبلها، لأن إذ معمولة أعني، وقد جرت مجرى التعليل كقولك ضربته إذا أساء، أي: ضربته وقت إساءته {بِآيََاتِ اللََّهِ} كاف {يَسْتَهْزِؤُنَ} تام {مِنَ الْقُرى ََ} جائز {يَرْجِعُونَ} تامّ {آلِهَةً} حسن، ومثله: بل ضلوا عنهم، لعطف الجملتين المختلفتين، ولا يوقف على {إِفْكُهُمْ} بكسر الهمزة وضم الكاف. وروي عن ابن عباس أفكهم بفتح الهمزة والفاء وضم الكاف، على أنه مصدر لأفك، وقرأ عكرمة أفكهم بثلاث فتحات فعلا ماضيا، أي: صرفهم {يَفْتَرُونَ} تامّ {الْقُرْآنَ} كاف، ومثله: أنصتوا {مُنْذِرِينَ} كاف {مِنْ بَعْدِ مُوسى ََ} ليس
به {أَلِيمٌ} كاف، ويبتدئ تدمّر بمعنى هي تدمر، وإن جعلته نعتا لريح لم يحسن الوقف على أليم {إِلََّا مَسََاكِنُهُمْ} كاف {الْمُجْرِمِينَ} تامّ {وَأَفْئِدَتُهُمْ} صالح {بِآيََاتِ اللََّهِ} كاف {يَسْتَهْزِؤُنَ} كاف، وكذا:
يرجعون {يَفْتَرُونَ} تام {أَنْصِتُوا} كاف {مُنْذِرِينَ} حسن(1/718)
بوقف، ومثله في عدم الوقف {مُصَدِّقاً لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ} إن جعل ما بعده منصوبا على الصفة كأنه قال هاديا إلى الحقّ ومثله في عدم الوقف إلى الحق إن جعل يهدي خبرا ثانيا {مُسْتَقِيمٍ} كاف {مِنْ ذُنُوبِكُمْ} ليس بوقف لعطف ما بعده على جواب الأمر {أَلِيمٍ} تامّ، للابتداء بالشرط {فِي الْأَرْضِ} حسن {أَوْلِيََاءُ} كاف {مُبِينٍ} تامّ {الْمَوْتى ََ} حسن {قَدِيرٌ} تامّ {عَلَى النََّارِ} جائز، أي: يقال لهم: أليس هذا بالحق و {بِالْحَقِّ} حسن، والأحسن الوقف على: قالوا بلى وربنا، وهو تامّ عند نافع {تَكْفُرُونَ} تامّ {مِنَ الرُّسُلِ} جائز {وَلََا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} جائز، ولا يوقف على: ما يوعدون، لأن خبر كان قوله: لم يلبثوا {مِنْ نَهََارٍ} كاف، ويبتدئ {بَلََاغٌ} خبر مبتدإ محذوف أي: هذا القرآن بلاغ للناس، وقيل: بلاغ مبتدأ خبره {لَهُمْ} الواقع بعد قوله: {وَلََا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} أي: لهم بلاغ. والوقف على قوله:
تستعجل، ثم تبتدئ: لهم بلاغ. وقال أبو جعفر وهذا لا أعرفه ولا أدري كيف تفسيره، وهو عندي غير جائز. وقال غيره: لا وجه له، لأن المعنى: ولا تستعجل للمشركين بالعذاب، والتامّ عند أحمد بن موسى ولا تستعجل لهم، وقرأ عيسى بن عمر بلاغا بالنصب بتقدير (إلا ساعة بلاغا) قال الكسائي: المعنى فعلناه بلاغا. وقال بعضهم: نصب على المصدر، أي: بلغ بلاغا، فمن نصبه بما قبله لم يوقف على: من نهار، ومن نصبه بإضمار فعل وقف عليه. وقرئ بلاغ بالجرّ بدلا من نهار، فعلى هذا الوقف على: بلاغ، وكذلك على قراءة من قرأ بلغ على الأمر، أي: بلغ ما أنزل إليك من ربك
{مُسْتَقِيمٍ} كاف {أَلِيمٍ} تامّ {مِنْ دُونِهِ أَوْلِيََاءُ} كاف {مُبِينٍ} تامّ {يُحْيِيَ الْمَوْتى ََ} حسن، وقيل: يجوز الوقف على بلى {قَدِيرٌ} تامّ {بِالْحَقِّ} كاف، قاله أبو حاتم، والأحسن أن يوقف عنه قوله: قالوا بلى وربنا {تَكْفُرُونَ} تامّ {وَلََا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} جائز {مِنْ نَهََارٍ} حسن، ويبتدئ بلاغ، أي: هذا بلاغ، آخر السورة تام.(1/719)
{الْفََاسِقُونَ} تامّ.
سورة القتال مدنية (1)
إلا قوله: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} الآية فمكيّ.
كلمها خمسمائة وتسع وثلاثون كلمة، وحروفها ألفان وثلاثمائة وتسع وأربعون حرفا، وآيها ثمان أو تسع وثلاثون آية {أَعْمََالَهُمْ} تام، للفصل بين وصف الكفار ووصف المؤمنين {وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} ليس بوقف، لأن خبر والذين آمنوا لم يأت، وهو: {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئََاتِهِمْ} و {سَيِّئََاتِهِمْ} حسن {وَأَصْلَحَ بََالَهُمْ} أحسن مما قبله {مِنْ رَبِّهِمْ} كاف، وكذا: أمثالهم {فَضَرْبَ الرِّقََابِ} حسن، ومثله: الوثاق، وقيل: لا يحسن لأن قوله: {حَتََّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزََارَهََا} متعلق بقوله: فضرب، فكأنه قال: فاضربوا الرقاب {حَتََّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزََارَهََا} و {أَوْزََارَهََا} كاف، وقيل: الوقف على ذلك، لأنه تبيين وإيضاح لما قبله من قوله: {فَإِذََا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} ووقع الإثخان وتمكنتم من أخذ من لم يقتل فشدوا وثاقه، فإما أن تمنوا عليه بالإطلاق، وإما أن تفدوه فداء، فالوقف على ذلك يبين هذا، أي: الأمر ذلك كما فعلنا وقلنا فهو خبر
سورة القتال مدنية إلا قوله: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} الآية فمكيّ أو مدنيّ.
{أَعْمََالَهُمْ} تامّ، وكذا: وأصلح بالهم {مِنْ رَبِّهِمْ} كاف {لِلنََّاسِ أَمْثََالَهُمْ}
تامّ {فَضَرْبَ الرِّقََابِ} صالح {فَشُدُّوا الْوَثََاقَ} حسن {أَوْزََارَهََا} تامّ، وكذا: ببعض
__________
(1) وهي سورة القتال الصغرى، أو سورة «محمد» صلّى الله عليه وسلّم، وهي مدنية إلا قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} فمكي، وهي ثلاثون وثمان في الكوفي، وتسع في العلوي، وأربعون في البصري.
والخلاف في آيتين: {أَوْزََارَهََا} [4] غير كوفي، {لِلشََّارِبِينَ} [15] بصري، وانظر:
«التلخيص» (411).(1/720)
مبتدإ محذوف أو مبتدأ محذوف الخبر، أي: ذلك كذلك فلا يقطع عن خبره واتصاله بما قبله أوضح. قاله السجاوندي، ثم تبتدئ ولو شاء الله {بِبَعْضٍ}
حسن، ومثله: فلن يضل أعمالهم، وكذا: ويصلح بالهم {عَرَّفَهََا لَهُمْ}
كاف {يَنْصُرْكُمْ} ليس بوقف، لأن ما بعده مجزوم معطوف على ما قبله {أَقْدََامَكُمْ} تامّ، لأن ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن عطف على معنى ما قبله {فَتَعْساً لَهُمْ} ليس بوقف وإن زعمه بعضهم، لأن ما بعده معطوف على الفعل الذي فسره فتعسا لهم {وَأَضَلَّ أَعْمََالَهُمْ} كاف، ومثله: فأحبط أعمالهم {مِنْ قَبْلِهِمْ} جائز {دَمَّرَ اللََّهُ عَلَيْهِمْ} كاف، للابتداء بالتهديد {أَمْثََالُهََا} تامّ، ومثله: لا مولى لهم، وكذا: الأنهار، وكذا: مثوى لهم {أَخْرَجَتْكَ} جائز، وأرقى منه: أهلكناهم، لأنه صفة للقرية، ولا يجمع بينهما {فَلََا نََاصِرَ لَهُمْ} تامّ، ومثله: واتبعوا أهواءهم {وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}
كاف، إن جعل التقدير ومما نقص عليك، أو يقص عليك مثل الجنة فمثل خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ والخبر محذوف تقديره مثل الجنة فيما نقص عليك، أو يقصّ عليك وليس بوقف إن جعل مثل مبتدأ خبره فيها أنهار أو ما تسمعون من صفة الجنة، لأنه يصير تفسيرا يغني عنه ما قبله، ولا وقف من قوله: فيها أنهار إلى مصفى، لعطف كل منهما على ما قبله، والعطف يصير الأشياء
{فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمََالَهُمْ} صالح، وكذا: ويصلح بالهم {عَرَّفَهََا لَهُمْ} تامّ وكذا:
أقدامكم {وَأَضَلَّ أَعْمََالَهُمْ} حسن {فَأَحْبَطَ أَعْمََالَهُمْ} تامّ {مِنْ قَبْلِهِمْ} صالح {دَمَّرَ اللََّهُ عَلَيْهِمْ} كاف {أَمْثََالُهََا} تامّ، وكذا: لا مولى لهم، و: أفلم يسيروا في الأرض، ومن تحتها الأنهار، ومثوى لهم {أَخْرَجَتْكَ} جائز، وكذا: أهلكناهم، وهو أصلح، ولا يجمع بينهما {فَلََا نََاصِرَ لَهُمْ} تامّ، وكذا: أهواءهم {وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}
كاف، لمن جعل التقدير وفيما نقصّ عليكم مثل الجنة، وليس بوقف لمن جعل خبر مثل(1/721)
كالشيء الواحد، ويجوز الوقف على كل منها نظرا لتفصيل أنواع النعم مع العطف، والتفصيل المذكور من مقتضيات الوقف {مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}
حسن. مثله: من ربهم، لحذف مبتدأ تعلقت به كاف التشبيه مستفهم به، والتقدير: أفمن هذه حالته كمن هو خالد في النار {أَمْعََاءَهُمْ} كاف، جمع معي، وهو المصران، ومثله: إليك، وكذا: آنفا {وَاتَّبَعُوا أَهْوََاءَهُمْ} تامّ {تَقْوََاهُمْ} كاف {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السََّاعَةَ} جائز، لمن قرأ {أَنْ تَأْتِيَهُمْ}
بكسر همزة إن، وليس بوقف على قراءة العامّة بفتحها، لأن موضعها نصب على البدل من الساعة {بَغْتَةً} جائز، لتناهي الاستفهام {أَشْرََاطُهََا} كاف، لتناهي الإخبار {ذِكْرََاهُمْ} تامّ، أي: أنى لهم ذكراهم إذ جاءتهم الساعة {لََا إِلََهَ إِلَّا اللََّهُ} ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله {وَالْمُؤْمِنََاتِ} كاف {وَمَثْوََاكُمْ} تامّ {لَوْلََا نُزِّلَتْ سُورَةٌ} كاف، للابتداء بالشرط، ولا يوقف على: محكمة، ولا على: القتال، لأن جواب إذا لم يأت بعد وهو رأيت الذين {مِنَ الْمَوْتِ} حسن، لانقضاء جواب إذا {فَأَوْلى ََ لَهُمْ} تامّ، إن جعل أولى مبتدأ خبره لهم، أي: الهلاك لهم، وكذا إن جعل خبر مبتدإ محذوف، أي:
الهلاك أولى لهم فأولى من الولي، وهو القرب. والمعنى وليهم الهلاك وقاربهم.
وقيل: الوقف على فأولى، ثم تبتدئ لهم تهديد ووعيد بجعل أولى بمعنى ويل متصل بما قبله. رواه الكلبي عن ابن عباس، ثم قال الذين آمنوا منهم: طاعة وقول معروف، فصار قوله فأولى وعيدا، ثم استأنف بقوله لهم طاعة وقول معروف، وليس أولى لهم بوقف إن جعل أولى مبتدأ وطاعة خبرا. وقال أبو حاتم السجستاني: الوقف على فأولى لهم طاعة وقول معروف، ومعناه طاعة
الجنة فيها أنهار {مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} حسن {أَمْعََاءَهُمْ} تامّ {قََالَ آنِفاً} كاف {أَهْوََاءَهُمْ} تامّ {تَقْوََاهُمْ} حسن {أَشْرََاطُهََا} كاف {ذِكْرََاهُمْ} تامّ، وكذا:
والمؤمنات، ومثواكم {سُورَةٌ} كاف {فَأَوْلى ََ لَهُمْ} تامّ، وكذا: وقول معروف وخيرا(1/722)
المنافقين لله وللرسول وكلام حسن له خير لهم من المخالفة {وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ}
حسن، في الوجوه كلها {فَإِذََا عَزَمَ الْأَمْرُ} جائز على أن جواب إذا محذوف، أي: فإذا عزم الأمر كذبوا وخالفوا، وليس بوقف إن جعل جواب إذا فلو صدقوا {لَكََانَ خَيْراً لَهُمْ} كاف. ومثله: أرحامكم {أَبْصََارَهُمْ} تامّ للابتداء بالاستفهام، ومثله: أقفالها {الْهُدَى} ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت بعد، وهو قوله: {الشَّيْطََانُ سَوَّلَ لَهُمْ} و {سَوَّلَ لَهُمْ} حسن، ومثله: أملى لهم في جميع الوجوه كلها في أملى: أعنى سواء قرئ أملى بضم الهمزة وإسكان الياء، أو قرئ {أَمْلى ََ} بفتحها، أي: سواء جعل الإملاء من الله أم من الشيطان، فتقديره على ضم الهمزة وأملى أنا لهم، وتقديره على فتحها والله أملي لهم، وليس بوقف إن جعل الإملاء والتسويل من الشيطان، فلا يوقف على: سوّل لهم، لعطف وأملى عليه، قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر: وأملى لهم، وقرأ أبو عمرو: وأملى لهم، بضم الهمزة وفتح الياء على أنه فعل ما لم يسم فاعله، وهو منقطع مما قبله، وذلك أنه أراد وأملى الله لهم، أي: لا يعاجلهم بالعقوبة {فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} حسن {إِسْرََارَهُمْ} كاف، ومثله: وأدبارهم. وقال نافع: توفتهم الملائكة، أي:
فكيف يفعلون إذا توفتهم الملائكة، ثم يبتدئ يضربون، أي: هم يضربون {فَأَحْبَطَ أَعْمََالَهُمْ} تامّ {أَضْغََانَهُمْ} كاف، ومثله: بسيماهم، وكذا: في لحن القول {أَعْمََالَكُمْ} تامّ {وَالصََّابِرِينَ} جائز على قراءة يعقوب من العشرة ونبلو أخباركم بالنون وإسكان الواو مستأنف مرفوع بضمة مقدّرة على الواو منع من ظهورها الثقل. وليس بوقف إن عطف على: ولنبلونكم، وكان
لهم {أَرْحََامَكُمْ} كاف {أَبْصََارَهُمْ} تام، وكذا: أقفالها، وسوّل لهم {وَأَمْلى ََ لَهُمْ} حسن، سواء جعل الإملاء من الله أم من الشيطان. لكن على الثاني لا يوقف على سوّل لهم {فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} كاف، وكذا: إسرارهم وأدبارهم {أَعْمََالَهُمْ} تامّ {أَضْغََانَهُمْ} كاف، وكذا: بسيماهم، وفي لحن القول، وأعمالكم {أَخْبََارَكُمْ} تامّ،(1/723)
الوقف التام {أَخْبََارَكُمْ} للابتداء بإن {الْهُدى ََ} ليس بوقف، لأن خبر إنّ لم يأت وهو {لَنْ يَضُرُّوا اللََّهَ شَيْئاً} و {شَيْئاً} حسن {أَعْمََالَهُمْ} تامّ، للابتداء بياء النداء {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} جائز {أَعْمََالَكُمْ} حسن، ومثله: {فَلَنْ يَغْفِرَ اللََّهُ لَهُمْ} {وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ} جائز، لأن {وَأَنْتُمُ} يصلح مبتدأ وحالا، وجعله حالا أولى {الْأَعْلَوْنَ} جائز {مَعَكُمْ} حسن وقال أبو حاتم، تامّ {أَعْمََالَكُمْ} تامّ {وَلَهْوٌ} كاف، للابتداء بالشرط {أُجُورَكُمْ} حسن، ومثله: أموالكم {تَبْخَلُوا} ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله {أَضْغََانَكُمْ} حسن {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} جائز {مَنْ يَبْخَلُ} حسن، للابتداء بالشرط {وَمَنْ يَبْخَلْ} الثاني ليس بوقف، لأنه شرط لم يأت جوابه {عَنْ نَفْسِهِ} تامّ {وَاللََّهُ الْغَنِيُّ} حسن {وَأَنْتُمُ الْفُقَرََاءُ} تامّ، للابتداء بالشرط {قَوْماً غَيْرَكُمْ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، آخر السورة تام.
سورة الفتح مدنية (1)
كلمها خمسمائة وستون كلمة، وحروفها ألفان وأربعمائة وثمان وثمانون حرفا.
{مُبِيناً} تامّ، عند أبي حاتم بجعل لام ليغفر لام القسم (2) قال أبو جعفر:
وكذا: أعمالهم، وأعمالكم {لَهُمْ} كاف {الْأَعْلَوْنَ} صالح {مَعَكُمْ} حسن.
وقال أبو حاتم: تامّ {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمََالَكُمْ} تامّ {لَعِبٌ وَلَهْوٌ} كاف، وكذا: أموالكم {أَضْغََانَكُمْ} حسن، وكذا: من يبخل، وعن نفسه {الْفُقَرََاءُ} تامّ، وكذا آخر السورة.
سورة الفتح مدنية {مُبِيناً} تامّ، عند أبي حاتم بجعل لام ليغفر لام القسم كما مرّ نظيره. وقال غيره
__________
(1) وهي تسع وعشرون ومدنية بالاتفاق.
(2) هذا القول الذي قاله أبو حاتم ظاهر البطلان، فاللام ليست للقسم قطعا، ينافي ذلك السياق، واللغة، وإنما اللام لام كي أو لام التعليل: التي تذكر لبيان السبب، فالله عز وجل قد فتح على(1/724)
ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم ويخطئه فيه ويعب عليه هذا القول ويذهب إلى أنها لام كي، فلا يوقف على: مبينا، لأن الله أراد أن يجمع لنبيه صلّى الله عليه وسلّم الفتح في الدنيا والمغفرة في الآخرة، فلما انضم إلى المغفرة شيء حازت حسن معنى كي. قاله ثعلب. قال عطاء الخراساني: ليغفر لك الله ما تقدم يعني من ذنب أبويك آدم وحواء ببركتك وما تأخر من ذنوب أمتك بدعوتك، فالإضافة في ذنبك من إضافة المصدر لمفعوله، أي: ذنب أمتك، لأنه لا يسوغ لنا أن نضيف إليه عليه الصلاة والسلام ذنبا. وروي أنه عليه الصلاة والسلام لما قرأ على أصحابه {لِيَغْفِرَ لَكَ اللََّهُ مََا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمََا تَأَخَّرَ}
قالوا: هنيئا لك يا رسول الله، فما لنا؟ فنزل {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنََاتِ جَنََّاتٍ} الآية، ولما قرأ: ويتم نعمته عليك، قالوا: هنيئا لك يا رسول الله فما لنا؟ فنزلت: {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلََامَ دِيناً} ولما قرأ:
{وَيَهْدِيَكَ صِرََاطاً مُسْتَقِيماً} أنزل الله في حق الأمة: {وَيَهْدِيَكُمْ صِرََاطاً مُسْتَقِيماً}، ولما قرأ: {وَيَنْصُرَكَ اللََّهُ نَصْراً عَزِيزاً} أنزل الله {وَكََانَ حَقًّا عَلَيْنََا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}» ذكره القشيري.
فائدة نفيسة: قال المسعودي: من قرأ سورة الفتح في أول ليلة من رمضان في صلاة التطوّع حفظه الله ذلك العام {عَزِيزاً} تامّ، عند الأخفش وهو رأس ثلاث آيات من أولها متعلقة بالفتح {فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} ليس بوقف، لأن
إنها لام كي فلا يوقف على مبينا {عَزِيزاً} تامّ، وكذا: مع إيمانهم
__________
سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم في الدنيا ويخبره صلّى الله عليه وسلّم بالفتح في الآخرة أيضا، ولما انضم إلى المغفرة إتمام النعمة حازت حسن معنى كي، وقال البعض بأن غفران الذنوب ليس مقصودا به الرسول صلّى الله عليه وسلّم في هذه الآية، إذ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يخطئ من الأصل، حتى تكتب عليه ذنوب ومع ذلك فقد غفر الله جل وعلا ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعلى هذا فالمقصود هو الأمة، ويكون ذلك من قبيل إضافة المصدر لمفعوله.(1/725)
اللام بعده لام كي {مَعَ إِيمََانِهِمْ} حسن، ومثله: والأرض {حَكِيماً} تامّ، عند أبي حاتم، ولا يوقف على خالدين فيها لعطف ما بعده على ما قبله {سَيِّئََاتِهِمْ} كاف {عَظِيماً} ليس بوقف، لأن ما بعده منصوب عطفا على ما قبله، ومثله في عدم الوقف والمشركات، لأن الذي بعده نعت لما قبله {ظَنَّ السَّوْءِ} بفتح السين والإضافة، قال في الصحاح: وشاعت الإضافة إلى الفتوح كرجل سوء ولا يقال سوء بالضمّ، وفيه إضافة الاسم الجامد، وقوله: ولا يقال يردّ بالقراءة المتواترة عليهم دائرة السوء، لكن فرق بين إضافة المصدر وغيره انظر ابن حجر على الشمائل {ظَنَّ السَّوْءِ} حسن، ومثله: دائرة السوء، وكذا ولعنهم {جَهَنَّمَ} كاف {مَصِيراً} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف {حَكِيماً}
تامّ، ومثله: ونذيرا عند أبي حاتم لانتقاله من مخاطبة الرسول إلى مخاطبة المرسل إليهم، وذلك من مقتضيات الوقف، وليس بوقف عند غيره، لأن بعده لام كي فلا يوقف من قوله: إنا أرسلناك إلى وأصيلا، لأن الضمائر كلها لله فلا يفصل بينها بالوقف ووقف أبو حاتم السجستاني على ونذيرا، وعلى ويوقروه فرقا بين ما هو صفة لله وبين ما هو صفة للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ووسمه بالتام وقال: لأن التعزير والتوقير للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم والتسبيح لا يكون إلا لله تعالى. وقرأ ابن عباس ويعززوه بزاءين من العزة، وخولف في ذلك، لأن قوله: ويسبحوه موضعه نصب عطفا على ويوقروه، وكان الأصل ويسبحونه فحذف النون علامة النصب فكيف يتم الوقف على ما قبله مع وجود العطف على هذه الصفة والهاء في يسبحوه تعود على الله تعالى، والهاء في ويوقروه تعود على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فالكلام واحد متصل بعضه ببعض والكناية مختلفة كما ترى {وَأَصِيلًا} تام، والأصيل العشيّ، ومنه قول النابغة:
{حَكِيماً} تامّ، عند أبي حاتم {ظَنَّ السَّوْءِ} صالح، وكذا: دائرة السوء {جَهَنَّمَ}
كاف {مَصِيراً} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف {حَكِيماً} تامّ {وَتُوَقِّرُوهُ} كاف {وَأَصِيلًا}(1/726)
وقفت فيها أصيلا لا كي أسائلها ... أعيت جوابا وما بالربع من أحد
{إِنَّمََا يُبََايِعُونَ اللََّهَ} جائز، على استئناف ما بعده {فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}
كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء على نفسه أكفى مما قبله، وعند ابن نصير لا يوقف عليه حتى يأتي بالثاني، والأولى الفصل بين الفريقين {عَظِيماً} تام، من الأعراب ليس بوقف للفصل بين القول والمقول {فَاسْتَغْفِرْ لَنََا} كاف {فِي قُلُوبِهِمْ} حسن {نَفْعاً} كاف، وكذا خبيرا {أَبَداً} حسن، ومثله:
في قلوبكم، وكذا ظن السوء {بُوراً} تامّ، ومثله: سعيرا {وَالْأَرْضِ} جائز {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشََاءُ} كاف {رَحِيماً} تامّ {لِتَأْخُذُوهََا} ليس بوقف، لأن المحكي لم يأت بعد {ذَرُونََا نَتَّبِعْكُمْ} حسن {كَلََامَ اللََّهِ} أحسن مما قبله {لَنْ تَتَّبِعُونََا} حسن {مِنْ قَبْلُ} كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في معنى الجواب لما قبله {بَلْ تَحْسُدُونَنََا} كاف، لأن بل الثانية لردّ مقولهم والأولى من جملة القول {إِلََّا قَلِيلًا} تامّ {مِنَ الْأَعْرََابِ} ليس بوقف للفصل بين القول والمقول {أَوْ يُسْلِمُونَ} كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء {أَجْراً حَسَناً} حسن، وعند ابن نصير لا يوقف عليه {مِنْ قَبْلُ}
ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {أَلِيماً} تامّ {وَلََا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} كاف، ومثله: الأنهار {أَلِيماً} تامّ {عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} ليس بوقف، لأن قوله: إذ يبايعونك أراد وقت يبايعونك فهو ظرف لما قبله وهذه بيعة الرضوان واستحالة عمل المستقبل في الزمن الماضي معلومة {تَحْتَ الشَّجَرَةِ} حسن
تامّ {فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} كاف {عَلى ََ نَفْسِهِ} أكفى منه {عَظِيماً} تامّ {لَنََا} كاف {فِي قُلُوبِهِمْ} حسن {نَفْعاً} كاف {خَبِيراً} حسن {بُوراً} تامّ، وكذا: سعيرا {مَنْ يَشََاءُ} كاف {رَحِيماً} تامّ {نَتَّبِعْكُمْ} حسن، وكذا: كلام الله، وتتبعونا {مِنْ قَبْلُ} كاف، وكذا: تحسدوننا {إِلََّا قَلِيلًا} تامّ {أَوْ يُسْلِمُونَ} كاف {حَسَناً} جائز {أَلِيماً} تامّ {وَلََا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} حسن {الْأَنْهََارُ} كاف(1/727)
{عَلَيْهِمْ} جائز {قَرِيباً} حسن، إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بالعطف على فتحا، أي: أثابهم فتحا وأثابهم مغانم، أي:
جعله ثوابا لهم {يَأْخُذُونَهََا} كاف {حَكِيماً} تامّ {تَأْخُذُونَهََا} جائز {عَنْكُمْ} تامّ، عند أبي حاتم، وليس بوقف عند غيره {مُسْتَقِيماً}
حسن، وقيل: ليس بوقف، لأن وأخرى معطوفة على ومغانم أي: ومغانم أخرى {قَدْ أَحََاطَ اللََّهُ بِهََا} كاف، ومثله: قديرا {الْأَدْبََارَ} جائز {وَلََا نَصِيراً}
تامّ، إن نصب سنة الله بفعل مقدر، أي: سن الله سنة فلما حذف الفعل أضيف المصدر لفاعله، وليس بوقف إن نصب بما قبلها {مِنْ قَبْلُ} كاف {تَبْدِيلًا} كاف، ومثله: من بعد أن أظفركم عليهم {بَصِيراً} تامّ، ولا يوقف على المسجد الحرام، لأن قوله: والهدي معطوف على الكاف في صدوركم {مَحِلَّهُ} تامّ، ولا وقف من قوله ولولا رجال إلى بغير علم، وجواب لولا محذوف تقديره لأذن لكم في القتال أو ما كفّ أيديكم عنهم وحذف جواب لولا لدلالة الكلام عليه وما تعلق به لولا الأولى غير ما تعلق به الثانية، فالمعنى في الأولى، ولولا وطء، أي: قتل قوم مؤمنين، والمعنى في الثانية لو تميزوا من الكفار، وهذا معنى مغاير للأول قاله أبو حيان وقيل:
تعلقهما واحد، وجواب ولولا رجال مؤمنين وجواب قوله: لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا، وجاز ذلك لمرجعهما إلى معنى واحد، وعلى هذا فلا يوقف على قوله: لم تعلموهم، لأن قوله: أن تطؤهم موضعه نصب أو رفع، لأنه بدل اشتمال من الضمير المنصوب في تعلموهم أو من رجال كقول الشاعر:
ولولا رجال من رزام أعزّة ... وآل سبيع أو أسوءك علقما
{أَلِيماً} تامّ {يَأْخُذُونَهََا} كاف {حَكِيماً} حسن {النََّاسِ عَنْكُمْ} تامّ، عند أبي حاتم {مُسْتَقِيماً} كاف، وكذا: قد أحاط الله بها {قَدِيراً} حسن، وكذا: ولا نصيرا {مِنْ قَبْلُ} كاف {تَبْدِيلًا} حسن {عَلَيْهِمْ} كاف {بَصِيراً} تامّ، وكذا: محله،(1/728)
فكأنه قال لولا إساءتي لك علقما فنصب أسوءك على إضمار أن وعطف به على الاسم الذي بعد لولا، وكذا لا يوقف على قوله: أن تطؤهم، لأن ما بعده منصوب معطوف على ما قبله، ومثله في عدم الوقف بغير علم، لأن بعده لام كي {مَنْ يَشََاءُ} جائز، إن جعل جواب الثانية لو الثانية لعذبنا، وليس بوقف إن جعل جوابا لولا الأولى والثانية {أَلِيماً} جائز، وليس بوقف إن جعل لعذبنا متصلا بقوله إذ جعل الذين كفروا {الْحَمِيَّةَ} ليس بوقف، لأن حمية بدل من الأولى {الْجََاهِلِيَّةِ} جائز، وكذا: وعلى المؤمنين، وكذا كلمة التقوى {وَأَهْلَهََا} كاف {عَلِيماً} تامّ، وبالحق وآمنين، ومقصرين، وقوف جائزة، وآمنين حال من فاعل لتدخلنّ، وكذا محلقين، ومقصرين، ويجوز أن يكون محلقين حالا من آمنين فتكون متداخلة {لََا تَخََافُونَ}
حسن {مََا لَمْ تَعْلَمُوا} ليس بوقف لمكان الفاء {فَتْحاً قَرِيباً} تامّ، وهذا الفتح فتح خيبر لا فتح مكة {كُلِّهِ} حسن {شَهِيداً} تامّ {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللََّهِ} حسن، إن جعل محمد مبتدأ ورسول الله خبره، وليس بوقف إن جعل رسول الله نعتا لمحمد أو بدلا، ومثله في عدم الوقف إن جعل: والذين معه معطوفا على محمد والخبر أشداء والوقف حينئذ على الكفار ويوقف على الكافر أيضا إن جعل: والذين معه مبتدأ خبره أشدّاء، ومثله في حسن الوقف رحماء إن جعل خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ خبره تراهم، وليس {الْكُفََّارِ}
بوقف إن جعل رحماء من نعت أشداء، وكان وقفه بينهم {سُجَّداً} حسن،
وبغير علم عند أبي حاتم {مَنْ يَشََاءُ} كاف {عَذََاباً أَلِيماً} حسن {وَأَهْلَهََا} تامّ وكذا: عليما {لََا تَخََافُونَ} صالح {قَرِيباً} تامّ {كُلِّهِ} صالح {شَهِيداً} تامّ {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللََّهِ} حسن، إن جعل محمد مبتدأ ورسول الله خبره، وليس بوقف إن جعل رسول الله نعتا لمحمد، لأن قوله: والذين معه حينئذ معطوف على محمد، فلا يحسن الوقف قبل ذكر المعطوف {رُحَمََاءُ بَيْنَهُمْ} حسن، وكذا: ورضوانا، ومن أثر(1/729)
على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل يبتغون في موضع الحال {وَرِضْوََاناً} حسن، ومثله: من أثر السجود {ذََلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرََاةِ} تامّ، أي: مثلهم في التوراة أنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم إلخ، وقيل:
الوقف على الإنجيل، وإن المثلين لشيء واحد. قال محمد بن جرير: لو كان الشيء واحد لكان وكزرع بالواو والقول الأول أوضح، وأيضا لو كانا لشيء واحد لبقي قوله: كزرع منفردا محتاجا إلى إضمار، أي: هم كزرع وما لا يحتاج إلى إضمار أولى {شَطْأَهُ} ليس بوقف لمكان الفاء {فَآزَرَهُ} حسن، ومثله: على سوقه على استثناء ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا {الزُّرََّاعَ} ليس بوقف، لأن بعده لام كي {الْكُفََّارِ} حسن، ومثله:
الصالحات، آخر السورة تام.
سورة الحجرات مدنية (1)
ثماني عشرة آية، وكلمها ثلاثمائة وثلاث وأربعون كلمة، وحروفها ألف وأربعمائة وست وسبعون حرفا {وَرَسُولِهِ} حسن {وَاتَّقُوا اللََّهَ} أحسن
السجود. لكن كلّ منهما أصلح مما قبله. مثلهم، أي: صفتهم {فِي التَّوْرََاةِ} تامّ والمعنى مثلهم في التوراة أنهم أشداء على الكفار إلخ، وكذا: بهم الكفار، والمعنى ومثلهم في الإنجيل أنهم كزرع أخرج شطأه فآزره إلخ. وقيل: الوقف على في الإنجيل لا على التوراة، ولك أن تقول يوقف على كل منهما. والمعنى على هذين القولين. ومثلهم في التوراة والإنجيل أنهم أشدّاء على الكفار إلخ، وعليهما يبتدأ بكزرع، أي: هم كزرع إلخ، آخر السورة تامّ.
سورة الحجرات مدنية {وَرَسُولِهِ} كاف، ولك الوقف على واتقوا الله {عَلِيمٌ} تامّ، وكذا: لا تشعرون
__________
(1) وهي ثماني عشرة آية ومدنية بالاتفاق.(1/730)
منه {عَلِيمٌ} تامّ {فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} (1) ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، ومثله في عدم الوقف {لِبَعْضٍ} لأن قوله: أن تحبط أعمالكم موضعه نصب مفعول له، أي: لخشية حبوطها {لََا تَشْعُرُونَ} تامّ {عِنْدَ رَسُولِ اللََّهِ} ليس بوقف، لأن خبر إنّ لم يأت بعد {لِلتَّقْوى ََ} كاف {عَظِيمٌ} تامّ {لََا يَعْقِلُونَ} كاف {حَتََّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ} ليس بوقف، لأن جواب لو لم يأت بعد وهو لكان خيرا لهم، وهو كاف {رَحِيمٌ} تامّ، دلّ بقوله غفور أنهم لم ينافقوا وإنما استعملوا سوء الأدب في ندائهم بالنبي أخرج إلينا {فَتَبَيَّنُوا} ليس بوقف، لأن قوله: أن تصيبوا موضعه نصب بما قبله، ومثله في عدم الوقف {بِجَهََالَةٍ} لأن فتصبحوا موضعه نصب بالعطف على أن تصيبوا {نََادِمِينَ} حسن، لو يطيعكم معناه لو أطاعكم، لأن لو تصرف المستقبل إلى المضيّ، وذلك أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط لما كذب على بني المصطلق حين بعثه النبي صلّى الله عليه وسلّم إليهم ليقبض الزكاة فخاف ورجع وقال:
ارتدّوا فهمّ النبي صلّى الله عليه وسلّم بغزوهم، فنزل الوحي، والمعنى واعلموا أن فيكم رسول الله ينزل عليه الوحي ويعرف بالغيوب فاحذروا الكذب {لَعَنِتُّمْ} وصله أولى لأداة الاستدراك بعده {فِي قُلُوبِكُمْ} حسن {وَالْعِصْيََانَ} كاف {الرََّاشِدُونَ} حسن، إن نصب فضلا بفعل مقدّر تقديره فعل الله بكم هذا فضلا ونعمة، وليس بوقف إن نصب فضلا مفعولا من أجله، والعامل فيه حبب، وعليه فلا يوقف على شيء من حبب إلى هذا الموضع، وربما جاز مع اختلاف الفاعل، لأن فاعل الرشد غير فاعل الفضل، أجاب الزمخشري بأن
{لِلتَّقْوى ََ} كاف {عَظِيمٌ} تامّ {لََا يَعْقِلُونَ} كاف، وكذا: خيرا لهم {رَحِيمٌ}
تامّ {نََادِمِينَ} حسن {لَعَنِتُّمْ} صالح {وَالْعِصْيََانَ} كاف وكذا: ونعمة {حَكِيمٌ}
__________
(1) لا يصح الوقف لتعلق المعنى الذي بعدها بما قبلها إذ أن المعنى لا يتم إلا بوصل الجملة التي بعد قوله تعالى: {صَوْتِ النَّبِيِّ}، وكذلك {لِبَعْضٍ} لا يصلح الوقف عليها لتعلق المعنى وعدم اكتماله ولأن العلة من هذا النهي لم تأت بعد، أو عقوبة من يرتكب هذا الفعل لم ترد بعد، فيلزم من ذلك إكمال الآية حتى يكتمل المعنى.(1/731)
الرشد لما وقع عبارة عن التحبب وهو مسند إلى أسمائه صار الرشد كأنه فعله، انظر السمين {وَنِعْمَةً} كاف {حَكِيمٌ} تامّ {بَيْنَهُمََا} كاف، ومثله:
إلى أمر الله {بِالْعَدْلِ} حسن {وَأَقْسِطُوا} أحسن مما قبله {الْمُقْسِطِينَ}
تامّ {بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} كاف {تُرْحَمُونَ} تامّ {عَسى ََ أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ} ليس بوقف، لأن قوله: ولا نساء مرفوع بالعطف على قوم كأنه قال:
ولا يسخر نساء من نساء، وهو من باب عطف المفردات {خَيْراً مِنْهُنَّ}
حسن، ومثله: أنفسكم، وكذا: بالألقاب {بَعْدَ الْإِيمََانِ} كاف، عند أبي حاتم للابتداء بالشرط {الظََّالِمُونَ} تامّ {مِنَ الظَّنِّ} حسن {إِثْمٌ} أحسن مما قبله {وَلََا تَجَسَّسُوا} كاف {بَعْضاً} تامّ، على استئناف الاستفهام، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله ومتعلقا به {فَكَرِهْتُمُوهُ}
حسن {وَاتَّقُوا اللََّهَ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {وَأُنْثى ََ} جائز {لِتَعََارَفُوا}
كاف، ومثله: أتقاكم {خَبِيرٌ} تامّ {آمَنََّا} حسن {أَسْلَمْنََا} أحسن مما قبله {فِي قُلُوبِكُمْ} كاف، عند أبي حاتم للابتداء بالشرط، ومثله: شيئا {رَحِيمٌ} تامّ {ثُمَّ لَمْ يَرْتََابُوا} حسن {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} جائز {الصََّادِقُونَ} تامّ، إن جعل الذين خبر المؤمنون. فإن جعل نعتا لما يوقف على شيء إلى الصادقون، لأن أولئك يكون خبر المؤمنون {بِدِينِكُمْ} حسن {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ، على استئناف ما بعده، وجائز إن
تام {بَيْنَهُمََا} كاف {إِلى ََ أَمْرِ اللََّهِ} صالح {بِالْعَدْلِ} كاف، ولك الوقف على وأقسطوا {الْمُقْسِطِينَ} تامّ {بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} كاف {تُرْحَمُونَ} تامّ {مِنْهُنَّ} كاف {بِالْأَلْقََابِ} حسن، وكذا: بعد الإيمان {الظََّالِمُونَ} تام {مِنَ الظَّنِّ} صالح {إِثْمٌ}
كاف، وكذا: تجسسوا {بَعْضاً} تامّ {فَكَرِهْتُمُوهُ} كاف {وَاتَّقُوا اللََّهَ} صالح {رَحِيمٌ} تامّ، وكذا: لتعارفوا {أَتْقََاكُمْ} حسن {خَبِيرٌ} تامّ {فِي قُلُوبِكُمْ}
كاف وكذا: من أعمالكم شيئا {رَحِيمٌ} تامّ {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} صالح {الصََّادِقُونَ}
تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ {أَنْ أَسْلَمُوا} كاف، وكذا: إسلامكم(1/732)
جعل متصلا بما قبله {أَنْ أَسْلَمُوا} كاف، ومثله: إسلامكم {لِلْإِيمََانِ}
ليس بوقف، لأن الشرط الذي بعده جوابه ما قبله {صََادِقِينَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف، آخر السورة تامّ.
سورة ق مكية (1)
إلا قوله: ولقد خلقنا السموات والأرض الآية فمدني، آيها خمس وأربعون آية اتفاقا، وكلمها ثلاثمائة وثلاث وسبعون كلمة، وحروفها ألف وأربعمائة وسبعون حرفا.
{وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} (2) حسن، إن جعل جواب القسم ق أو محذوفا، أي: والله لتبعثن، وليس بوقف إن جعل ق قسما والقرآن قسما آخر، وفي جوابهما خلاف، فقيل: قد علمنا، أو هو ما يبدّل، أو هو ما يلفظ، أو هو إنّ في ذلك لذكرى، أو هو بل عجبوا بمعنى لقد عجبوا، سواء جعل القسم والقرآن
{صََادِقِينَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف، آخر السورة تامّ.
سورة ق مكية إلا قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمََاوََاتِ} الآية، فمدني.
وقد علم حكم ق {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} حسن، إن جعل جواب القسم ق أو محذوفا، أي: لتبعثن، وليس بوقف إن جعل جواب القسم: بل عجبوا بمعنى لقد عجبوا سواء
__________
(1) وهي أربعون وخمس ومكية بالاتفاق، إلا قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضَ وَمََا بَيْنَهُمََا فِي سِتَّةِ أَيََّامٍ وَمََا مَسَّنََا مِنْ لُغُوبٍ} [38] فمدني.
(2) وقف حسن: إن كانت جملة {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} جواب القسم، وأما إذا كان هو قسما مستقلا بذاته فليس بوقف حينئذ لأن المعنى لا يتم إلا بعد ذكر جواب القسم، والذي يظهر أنه حتى لو جعلنا {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} قسما مستقلا بذاته فلا مانع من الوقف عليها وذلك اتباعا لسنة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، فالاتباع أولى.(1/733)
وحده أو مع ق {عَجِيبٌ} جائز، إن لم يجعل ما بعده جواب القسم.
وكذا: يقال في كل وقف، فلا يوقف بين القسم وجوابه {وَكُنََّا تُرََاباً}
حسن، إن لم يجعل جواب القسم بعده {بَعِيدٌ} تامّ {حَفِيظٌ} كاف {مَرِيجٍ} تامّ، على أن جواب القسم فيها قبله {وَزَيَّنََّاهََا} حسن {مِنْ فُرُوجٍ} تامّ، على أن جواب القسم فيما تقدم، وإن نصب والأرض بفعل مقدّر، أي: ومددنا الأرض مددناها {رَوََاسِيَ} حسن، ومثله: بهيج إن نصب تبصرة بفعل مضمر، أي: فعلنا ذلك تبصرة، وليس بوقف إن نصب على الحال، أو على أنها مفعول {مُنِيبٍ} تامّ، ولا وقف من قوله: ونزلنا من السماء ماء إلى رزقا للعباد، لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على مباركا، ولا على الحصيد للعطف فيهما {بََاسِقََاتٍ} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله، ولا يوقف على نضيد على أن رزقا مفعول له {رِزْقاً لِلْعِبََادِ} حسن، ومثله: ميتا {كَذََلِكَ الْخُرُوجُ} تامّ، عند أبي حاتم، والكاف في محل رفع مبتدأ، أي: كذلك الخروج من الأرض أحياء بعد الموت، ولا وقف من قوله: كذبت إلى وقوم تبع و {تُبَّعٍ} كاف {فَحَقَّ وَعِيدِ} تامّ {بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} كاف {مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} تامّ {نَفْسُهُ} حسن {مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} جائز، لأن إذ معها فعل مضمر قد عمل فيها، وليس بوقف إن جعل العامل في إذ أقرب، أي: ونحن أقرب إليه بعلمنا مما يوسوس به نفسه من حبل الوريد، والوريد عرق كبير في العنق يقال إنهما وريدان يلتقيان بصفحتي العنق {قَعِيدٌ} كاف. قال الكسائي: المعنى عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد. ثم حذف الأول لدلالة
جعل القسم والقرآن وحده أم مع ق {وَكُنََّا تُرََاباً} كاف {بَعِيدٌ} تام {حَفِيظٌ}
كاف، وكذا: مريج، ومن فروج، ومنيب، ورزقا للعباد، وبلدة ميتا {كَذََلِكَ الْخُرُوجُ} تامّ {وَقَوْمُ تُبَّعٍ} كاف، وكذا: فحقّ وعيد، وبالخلق الأول {مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} تامّ {مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} صالح {قَعِيدٌ} حسن، وكذا: عتيد(1/734)
الثاني عليه، وقال: قعيد يؤدّي عن الاثنين والجمع. قال أبو أمامة: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «كاتب الحسنات عن يمين الرجل، وكاتب السيئات على يسار الرجل، وكاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات، فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر» قال مجاهد: يكتبان عليه كل شيء حتى أنينه في مرضه، وقال عكرمة: لا يكتبان عليه إلا ما يؤزر أو يؤجر {عَتِيدٌ}
تامّ {بِالْحَقِّ} حسن {تَحِيدُ} كاف {فِي الصُّورِ} جائز {الْوَعِيدِ}
كاف، ومثله: وشهيد وكذا: حديد. العامة على فتح التاء في كنت، والكاف فيه وفي غطائك وبصرك حملا على لفظ كل من التذكير، والجحدري كنت بكسر التاء مخطابة للنفس، وهو وطلحة عنك غطاءك فبصرك بالكسر مراعاة للنفس أيضا. وقال صالح بن كيسان مخاطبة للكافر، وقيل: مخاطبة للبرّ والفاجر، وعليه فالوقف على حديد تامّ {مََا لَدَيَّ عَتِيدٌ} حسن {عَنِيدٍ}
جائز، لكونه رأس آية {مَنََّاعٍ لِلْخَيْرِ} ليس بوقف، لأن ما بعده صفته فلا يقطع عنهما {مُرِيبٍ} في محل الذي الحركات الثلاث، الرفع، والنصب، والجرّ، فتامّ إن جعل مبتدأ وقوله: {فَأَلْقِيََاهُ} الخبر، وكذلك إن جعل خبر مبتدإ محذوف، أي: هو الذي، وكاف إن نصب بفعل مقدر وليس بوقف إن جرّ بدلا من كفار {فِي الْعَذََابِ الشَّدِيدِ} كاف {مََا أَطْغَيْتُهُ} الأولى وصله {فِي ضَلََالٍ بَعِيدٍ} تامّ {بِالْوَعِيدِ} حسن {لَدَيَّ} حسن، للابتداء بالنفي {لِلْعَبِيدِ} تامّ، إن جعل العامل في يوم مضمرا، وليس بوقف إن جعل العامل فيه ظلام كأنه قال: وما أنا بظلام للعبيد يوم نقول لجهنم، أو نفخ
{تَحِيدُ} كاف {الْوَعِيدِ} حسن {وَشَهِيدٌ} كاف {حَدِيدٌ} حسن {لَدَيَّ عَتِيدٌ} كاف {كَفََّارٍ عَنِيدٍ} جائز {فِي الْعَذََابِ الشَّدِيدِ} تامّ وكذا: بعيد {بِالْوَعِيدِ} حسن {لِلْعَبِيدِ} تامّ، وكذا: من مزيد {غَيْرَ بَعِيدٍ} كاف {حَفِيظٍ}(1/735)
كأنه قال: ونفخ في الصور يوم نقول، واستبعد للفصل بين العامل والمعمول بجمل كثيرة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي وابن عامر نقول بالنون، وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم يوم يقول بالياء التحتية، والوقف فيهما واحد {هَلِ امْتَلَأْتِ} حسن {مِنْ مَزِيدٍ} كاف، ومثله: غير بعيد {حَفِيظٍ} تامّ، إن جعلت من مبتدإ خبرها قول مضمر ناصب لقوله، ادخلوها، أي: من خشي الرحمن يقال لهم ادخلوها، وحذف القول جائز، وكذا إن جعل من خشي منادى حذف منه حرف النداء، أي: يا من خشي الرحمن ادخلوها، أو جعلت من شرطية وجوابها محذوف، أي: فيقال لهم وحمل أوّلا على اللفظ فأفرد، وفي الثاني على المعنى فجمع، وإن جعلت من في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف أو نصب بفعل مقدر كان كافيا وليس بوقف إن جعلت من خشي نعتا أو بدلا {بِالْغَيْبِ} ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله {مُنِيبٍ} حسن {ادْخُلُوهََا بِسَلََامٍ} كاف {الْخُلُودِ} تامّ {فِيهََا} كاف {مَزِيدٌ} تامّ {مِنْ قَرْنٍ} جائز {بَطْشاً} حسن، لمن قرأ {فَنَقَّبُوا} بتخفيف القاف، أي: دخلوا البلاد من أنقابها وبحثوا، ومثله في الحسن قراءة ابن عباس وغيره {فَنَقَّبُوا} بكسر القاف المشدّدة على الأمر خطابا لأهل مكة، أي: فسيحوا في البلاد وابحثوا، وليس بوقف لمن قرأ بتشديد القاف المفتوحة وهي قراءة الأمصار {فِي الْبِلََادِ} حسن، للابتداء بالاستفهام {مِنْ مَحِيصٍ} كاف {شَهِيدٌ} تامّ {فِي سِتَّةِ أَيََّامٍ} حسن {مِنْ لُغُوبٍ} كاف، أي: إعياء {عَلى ََ مََا يَقُولُونَ} حسن {الْغُرُوبِ} كاف {وَأَدْبََارَ السُّجُودِ} تام، على
تامّ، إن جعل {مَنْ خَشِيَ} مبتدأ خبره: ادخلوها، وليس بوقف إن جعل {مَنْ خَشِيَ} بدلا مما قبله {ادْخُلُوهََا بِسَلََامٍ} تامّ {الْخُلُودِ} حسن {مََا يَشََاؤُنَ فِيهََا}
كاف {وَلَدَيْنََا مَزِيدٌ} تامّ، وكذا: من محيص، وشهيد {مِنْ لُغُوبٍ} كاف(1/736)
القراءتين، قرأ الحرميان وحمزة بكسر الهمزة مصدرا، والباقون بفتحها جمع دبر، أي: وقت إدبارها، أو المراد بإدبار السجود الركعتان بعد المغرب وإدبار النجوم ركعتا الفجر، وقف ابن كثير على المنادى بالياء التحتية والباقون بحذفها اتباعا للرسم العثماني، ونافع وأبو عمرو يصلان بالياء، والباقون يقفون، ويصلون بغير ياء، وباقي السبعة بحذفها وصلا ووقفا، والمنادى هو إسرافيل عليه السلام على صخرة بيت المقدس، وهو المكان القريب، وهي وسط الأرض وأقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلا، وقيل: باثني عشر ميلا، وفي الحديث: «إن ملكا ينادي في السماء أيتها الأجساد الهامدة، والعظام البالية، والرميم الذاهبة، هلمي إلى الحشر للوقوف بين يدي الله تعالى»، وقرأ نافع وابن كثير وحمزة وإدبار بكسر الهمزة، والباقون بفتحها جمع دبر ودبر، وأدبر تولى ومضى، ومنه صاروا كأمس الدابر وهو آخر النهار، ووقف بعضهم على: واستمع، قيل: يسمعون من تحت أقدامهم. وقيل: من تحت شعورهم {مِنْ مَكََانٍ قَرِيبٍ} حسن، إن نصب يوم بفعل مضمر، وليس بوقف إن تعلق يوم الثاني بالظرف قبله {بِالْحَقِّ} حسن {الْخُرُوجِ} كاف، ومثله:
ونميت، وكذا: المصير إن علق الظرف بمضمر، وليس بوقف إن جعل العامل فيه ما قبله بل الوقف على: سراعا {يَسِيرٌ} تامّ {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمََا يَقُولُونَ} كاف
{السُّجُودِ} تامّ وكذا: يوم الخروج {الْمَصِيرُ} كاف {سِرََاعاً} صالح {يَسِيرٌ} تامّ {بِمََا يَقُولُونَ} كاف {بِجَبََّارٍ} تامّ، وكذا: آخر السورة.(1/737)
{بِجَبََّارٍ} تامّ، ومثله آخر السورة تامّ.
سورة والذاريات مكية (1)
ستون آية، ولا وقف من أوّلها إلى: إنما توعدون لصادق (2)، والواو في {وَالذََّارِيََاتِ} للقسم، وما بعدها للعطف وجواب القسم، إنما توعدون لصادق، وهو تامّ، وحكي عن سيبويه أنه سأل الخليل بن أحمد: لم لم تكن الواو التي بعد واو القسم كواو القسم؟ فأجابه بقوله: لو كانت قسما كانت لكل واحدة من الواوات جواب، فلذلك صارت هذه الأشياء قسما في أوائل السور وإن طال النسق، فلو قلت: والله لا أكلم زيدا غدا، ولا أرافقه، ولا أشاركه، ولا أبيعه من غير إعادة لفظ الجلالة ثم فعلت جميع ذلك فكفارة واحدة بالفعل الأول، ولا شيء عليك فيما بعده، لأن المعطوف على القسم من غير إعادة لفظ الجلالة غير قسم، وشرط التمام في {لَصََادِقٌ} أن يجعل ما بعده مستقبلا، وليس بوقف إن عطف على ما قبله وداخلا في الجواب ومن تتمته، لأن شأن القسم إذا ابتدئ به لا بدّ أن يكون له جواب. وأما لو توسط نحو ضرب والله زيد، أو تأخر نحو ضرب زيد عمرا والله فلا يحتاج إلى جواب {لَوََاقِعٌ} تامّ إن جعل ما بعده مستأنفا قسما ثانيا فيكون قد أقسم بالذاريات فالحاملات فالجاريات فالمقسمات، فجعل مجموعها قسما واحدا،
سورة والذاريات مكية قوله: {وَالذََّارِيََاتِ} والمعطوفات عليها أقسام، وجوابها: إنما توعدون لصادق، والوقف عليه تام: إن جعل ما بعده مستقلا، وليسا بوقف إن جعل معطوفا عليه من تتمة الجواب، وهو الأجود {لَوََاقِعٌ} تامّ، وكذا: من أفك {يَوْمُ الدِّينِ} كاف، وكذا:
__________
(1) وهي ستون آية ومكية بالاتفاق.
(2) كما أسلفنا الأولى اتباعا للسنة أن يوقف على رءوس الآي والاتباع أولى من الابتداع.(1/738)
وفصل أبو حيان حيث قال: والذي يظهر أن المقسم به شيئان، فإن جاء العطف بالواو أشعر بالتغاير، وإن جاء بالفاء دل على أنها لموصوف واحد كقوله: والعاديات ضبحا، فالموريات قدحا، فالمغيرات صبحا، فهي راجعة إلى العاديات، وهي الخيل، انظره في المرسلات، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا في جواب القسم، والقسم الثاني في قوله: والسماء ذات الحبك، وجوابه: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ} و {مُخْتَلِفٍ} ليس بوقف إن جعل {يُؤْفَكُ} في موضع جرّ صفة لقول، وإن جعل مستأنفا حسن الوقف على:
مختلف {مَنْ أُفِكَ} تامّ، على الوجهين {سََاهُونَ} ليس بوقف، لأن {يَسْئَلُونَ} صفة الذين، وأيان يوم الدين مبتدأ وخبر. إن قيل: هما ظرفان، فكيف يقع أحد الظرفين في الآخر؟ أجيب بأنه على حذف مضاف، أي: أيان وقوع يوم الدين، قاله السمين {يَوْمُ الدِّينِ} كاف، لأن يوم مبتدأ، وهم خبره. وقيل: ليس بوقف لأن يوم في موضع رفع إلا أنه مبنيّ على الفتح، وهو بدل من قوله: يوم الدين، وقرأ ابن أبي عبلة {يَوْمَ هُمْ} (1) بالرفع، ويؤيد بالقول بالبدلية.
ورسموا {يَوْمَ هُمْ} (2) كلمتين: يوم وحدها كلمة، وهم وحدها كلمة، فهما كلمتان كما ترى {يُفْتَنُونَ} كاف {فِتْنَتَكُمْ} حسن، لأن هذا مبتدأ، والذي خبره، أي: هذا العذاب {تَسْتَعْجِلُونَ} تامّ، للابتداء بإن {وَعُيُونٍ} ليس بوقف، لأن {آخِذِينَ} حال من الضمير في {وَعُيُونٍ}،
يفتنون، و: ذوقوا فتنتكم {تَسْتَعْجِلُونَ} تامّ {رَبُّهُمْ} كاف، وكذا: محسنين
__________
(1) وهي قراءة شاذة، ولا تصح الصلاة ولا القراءة بها لمخالفتها للمتواتر السند.
(2) قال العلماء: يستحب للقارئ أن يبين عند قراءته الفرق بين يومهم و {يَوْمَ هُمْ} وذلك في النطق ذلك إلا بالتلقي عن المشايخ، لأن كيفيتها من الكيفيات التي لا تعلم إلا بالمشافهة.(1/739)
ولو قرئ (آخذون) بالرفع لساغ عربية، وذلك أن الظرف قد قام مقام الاستقرار والرفع على أنه خبر إن، ويكون الظرف ملغى. كقوله: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذََابِ جَهَنَّمَ خََالِدُونَ}. قاله العبادي {مََا آتََاهُمْ رَبُّهُمْ} كاف، ومثله:
محسنين، وكذا: ما يهجعون. قيل: ما مصدرية. وقيل: نافية، فعلى أنها مصدرية فالوقف على: يهجعون. قيل: وفي الثاني على: قليلا، والتقدير على أنها مصدرية كان هجوعهم من الليل قليلا، وعلى أنها نافية كان عددهم قليلا ما يهجعون، أي: لا ينامون من الليل. قال يعقوب الحضرمي: اختلف في تفسيرها فقيل كانوا قليلا، أي: كان عددهم يسيرا، ثم ابتدأ فقال: من الليل ما يهجعون، وهذا فاسد، لأن الآية إنما تدلّ على قلة نومهم، لا على قلة عددهم. وقال السمين: نفي هجوعهم لا يظهر من حيث المعنى ولا من حيث الصناعة. أما الأول فلا بد أن يهجعوا ولا يتصوّر نفي هجوعهم. وأما الصناعة فلأن ما في حيز النفي لا يتقدم عليه، لأن «ما» لا يعمل ما بعدها فيما قبلها عند البصريين، تقول زيدا لم أضرب ولا تقول زيدا ما ضربت، هذا إن جعلتها نافية وإن جعلتها مصدرية صار التقدير، كان هجوعهم من الليل قليلا، ولا فائدة فيه، لأن غيرهم من سائر الناس بهذه المثابة {يَسْتَغْفِرُونَ}
كاف، ومثله: والمحروم، وكذا: للموقنين {وَفِي أَنْفُسِكُمْ} أكفى منه {تُبْصِرُونَ} كاف، ومثله: توعدون، وقرأ ابن محيص {وَفِي السَّمََاءِ رِزْقُكُمْ} اسم فاعل، والله سبحانه وتعالى متعال عن الجهة، ولا يوقف على:
{كََانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مََا يَهْجَعُونَ} قيل: ما مصدرية، أي: كان هجوعهم من الليل قليلا. وقيل: نافية، أي: كان عددهم قليلا ما يهجعون، أي: لا ينامون من الليل، فالوقف في الأول على: ما يهجعون، وفي الثاني على: قليلا، ثم على: ما يهجعون، وهما صالحان، والأحسن الوقف على: يستغفرون {وَالْمَحْرُومِ} كاف، وكذا:
للموقنين، والأحسن، وفي أنفسكم {تُبْصِرُونَ} كاف {تُوعَدُونَ} حسن(1/740)
رزقكم، لأن قوله {وَمََا تُوعَدُونَ} موضعه رفع بالعطف كأنه قال: وفي السماء رزقكم وموعدكم والموعود به الجنة: لأنها فوق السماء السابعة، أو هو الموت، والرزق المطر. وقيل: {وَمََا تُوعَدُونَ} مستأنف خبره، فو ربّ السماء والأرض، وقوله: {إِنَّهُ لَحَقٌّ} جواب القسم، وعليه فالوقف على: رزقكم {تُوعَدُونَ} كاف {فَوَ رَبِّ السَّمََاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ} ليس بوقف على قراءة من قرأ مثل بالرفع، لأن مثل نعت لحقّ كأنه قال حقّ مثل نطقكم، وبهذه القراءة قرأ حمزة والكسائي، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص {مِثْلَ مََا} بنصب مثل على الحال من الضمير في لحقّ. أو حال من نفس حقّ، أو هي حركة بناء لما أضيف إلى مبنيّ بني كما بنيت غير في قوله:
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت ... حمامة في غصون ذات أو قال
{تَنْطِقُونَ} تامّ {الْمُكْرَمِينَ} جائز، إن نصب إذ بمقدّر، وليس بوقف إن نصب بحديث بتقدير. هل أتاك حديثهم الواقع في وقت دخلوهم عليه، ولا يجوز نصبه بأتاك، لاختلاف الزمانين، وقرأ العامة {الْمُكْرَمِينَ} بالتخفيف، وعكرمة بالتشديد ونصب سلاما بتقدير فعل، أي: سلمنا سلاما، أو هو نعت لمصدر محذوف، أي: فقالوا قولا سلاما. لا بالقول، لأنه لا ينصب إلا ثلاثة أشياء الجمل نحو، قال إني عبد الله، والمفرد المراد به لفظه نحو: يقال له إبراهيم، والمفرد المراد به الجملة نحو: قلت قصيدة وشعرا، ورفع سلام بتقدير: عليكم سلام {فَقََالُوا سَلََاماً} حسن، ومثله: قال سلام، ثم تبتدئ {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} أي: أنتم قوم منكرون، وهو كاف، ومثله: سمين على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله {فَقَرَّبَهُ}
{تَنْطِقُونَ} تامّ {فَقََالُوا سَلََاماً} حسن، وكذا: قال سلام. وقال أبو عمرو فيهما:
كاف {مُنْكَرُونَ} كاف، أي: أنتم قوم منكرون {أَلََا تَأْكُلُونَ} كاف، وكذا: لا(1/741)
{إِلَيْهِمْ} حسن، ومثله: تأكلون {خِيفَةً} جائز، ومثله: لا تخف {بِغُلََامٍ عَلِيمٍ} كاف {فَصَكَّتْ وَجْهَهََا} جائز {عَقِيمٌ} كاف، ومثله:
قال ربك، وتامّ عند أبي حاتم {الْعَلِيمُ} تامّ {أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} كاف، ولا وقف من قوله: قالوا إنا أرسلنا إلى للمسرفين، فلا يوقف على: مجرمين، لأن ما بعده لام كي، ولا على: من طين، لأن {مُسَوَّمَةً} من نعت {حِجََارَةً}
كأنه قال: حجارة مسوّمة، أي: معلمة عليها اسم صاحبها، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {لِلْمُسْرِفِينَ} كاف، على استئناف ما بعده {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
جائز، مع العطف بالفاء واتصال المعنى، وإنما جاز مع ذلك لكونه رأس آية {مِنَ الْمُسْلِمِينَ} كاف {الْأَلِيمَ} تامّ، لتناهي القصة {مُبِينٍ} جائز، ومثله: أو مجنون {مُلِيمٌ} تامّ، على استئناف ما بعده {الْعَقِيمَ} جائز {كَالرَّمِيمِ} كاف {حِينٍ} جائز {يَنْظُرُونَ} كاف، ومثله: منتصرين لمن قرأ {وَقَوْمَ نُوحٍ} بالنصب بفعل مضمر، أي: وأهلكنا قوم نوح، وليس بوقف إن عطف على مفعول، فأخذناه، أو عطف على مفعول، فنبذناهم، أو عطف على مفعول، فأخذتهم الصاعقة، أو جرّ عطفا على محل، وفي ثمود، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، أقر الأخوان وأبو عمرو وقوم نوح بجرّ الميم عطفا على ثمود، فعلى قراءتهم لا يوقف على: حين، ولا على: ينظرون، ولا على: منتصرين، لأن الكلام متصل فلا يقطع بعضه عن بعض، والباقون بالنصب {مِنْ قَبْلُ} جائز {فََاسِقِينَ} تامّ بأييد جائز.
ورسموا بأييد بياءين بعد الألف كما ترى
تخف، و: بغلام عليم وعقيم {قََالَ رَبُّكِ} تامّ {الْعَلِيمُ} حسن {الْمُرْسَلُونَ} كاف {مِنْ طِينٍ} جائز {لِلْمُسْرِفِينَ} كاف، وكذا: من المسلمين {الْأَلِيمَ} حسن {أَوْ مَجْنُونٌ} صالح {مُلِيمٌ} كاف، وكذا: كالرميم {يَنْظُرُونَ} صالح {مُنْتَصِرِينَ}
كاف {فََاسِقِينَ} حسن {لَمُوسِعُونَ} صالح {فَرَشْنََاهََا} جائز {الْمََاهِدُونَ} كاف،(1/742)
{تَذَكَّرُونَ} كاف، ومثله: إلى الله، وكذا: مبين، وكذا: إلها آخر، وكذا:
مبين الثاني {كَذََلِكَ} أكفى، فالكاف في محل رفع، أي: الأمر كذلك، فالتشبيه من تمام الكلام، فالكاف خبر مبتدإ محذوف، أو في محل نصب، أي: مثل تكذيب قومك إياك مثل تكذيب الأمم السابقة لأنبيائهم، ولا يجوز نصب الكاف بأتى، لأنها ليست متصلة بشيء بعدها، لأن ما إذا كانت نافية لم يعمل ما بعدها في شيء قبلها ولو أتى موضع ما بلم لجاز أن تنصب الكاف بأتى، لأن المعنى يسوغ عليه، والتقدير، كذبت قريش تكذيبا مثل تكذيب الأمم السابقة رسلهم {أَوْ مَجْنُونٌ} حسن {أَتَوََاصَوْا بِهِ} أحسن مما قبله {طََاغُونَ} تامّ {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} جائز {بِمَلُومٍ} كاف، على استئناف ما بعده، فإن جعل داخلا فيما أمر به الرسول، لأنه أمر بالتولي والتذكير كان الوقف التام على: المؤمنين {إِلََّا لِيَعْبُدُونِ} حسن، أي: من أردت منهم العبادة فلا ينافي أن بعضهم لم يعبده، ولو خلقهم لإرادة العبادة منهم لكانوا عن آخرهم كذلك، لأنه لا يقع في ملكه ما لا يريد، ولو خلقهم للعبادة لما عصوه طرفة عين، وبعضهم جعل اللام للصيرورة والمآل، وهي أن يكون ما بعدها نقيضا لما قبلها {مِنْ رِزْقٍ} جائز {أَنْ يُطْعِمُونِ} تامّ، للابتداء بإنّ {هُوَ الرَّزََّاقُ} حسن، إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل صفة {الْمَتِينُ} تامّ، نعت لذو، وللرزاق، أو نعت لاسم إن على المحل، وهو مذهب الفراء، أو خبر بعد خبر أو خبر مبتدإ محذوف، وعلى كل تقدير فهو تأكيد، لأن ذو القوة يفيد فائدته {أَصْحََابِهِمْ} جائز {فَلََا يَسْتَعْجِلُونِ} كاف، آخر السورة تامّ.
وكذا: تذكرون {مُبِينٌ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {إِلََهاً آخَرَ} كاف {مُبِينٌ} حسن، وكذا: كذلك، أي: الأمر كذلك {أَوْ مَجْنُونٌ} حسن، وقياس ما مرّ صالح {أَتَوََاصَوْا بِهِ}
كاف، وكذا: طاغون {الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {لِيَعْبُدُونِ} حسن، وكذا: يطعمون {الْمَتِينُ}
كاف، وكذا: يستعجلون، آخر السورة تامّ.(1/743)
سورة والطور مكية (1)
ثمان أو تسع وأربعون آية، كلمها ثلاثمائة واثنتا عشرة كلمة، وحروفها ألف وخمسمائة حرف {لَوََاقِعٌ} حسن {مََا لَهُ مِنْ دََافِعٍ} أحسن مما قبله، إن نصب يوم بمقدر، وليس بوقف إن نصب بقوله: لواقع {سَيْراً} حسن، على استئناف ما بعده، أراد إن عذاب ربك لواقع يوم تمور السماء مورا، وأكد الفعل بمصدره لرفع توهم المجاز في الفعل بفعله {لِلْمُكَذِّبِينَ} حسن، إن نصب {الَّذِينَ} بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب بدلا، أو نعتا {يَلْعَبُونَ}
كاف، وقيل: لا يوقف عليه، لأن يوم بدل من يومئذ، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف {دَعًّا} أكفى مما قبله، ومعناه دفعا بعنف {تُكَذِّبُونَ}
كاف {أَفَسِحْرٌ هََذََا} حسن، إن جعلت أم في تأويل، بل على الانقطاع، وإن جعلت متصلة لم يوقف على ما قبلها {لََا تُبْصِرُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلا بما قبله وكان الوقف على: اصلوها {سَوََاءٌ عَلَيْكُمْ} كاف {تَعْمَلُونَ} تام، ولا وقف من قوله: إن المتقين إلى بما آتاهم ربهم، فلا يوقف على نعيم، لأن فاكهين حال مما قبله {بِمََا آتََاهُمْ رَبُّهُمْ}
جائز {عَذََابَ الْجَحِيمِ} كاف، ومثله: تعملون إن نصب متكئين بمضمر،
سورة والطور مكية {لَوََاقِعٌ} حسن، لأنه جواب الأقسام المذكورة، وأحسن منه الوقف على:
ما له من دافع إن نصب يوم تمور بمقدر كاذكر {سَيْراً} حسن {يَلْعَبُونَ} كاف، وأكفى منه {إِلى ََ نََارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} {تُكَذِّبُونَ} حسن، وكذا: لا تبصرون {سَوََاءٌ عَلَيْكُمْ} كاف {تَعْمَلُونَ} تامّ {رَبُّهُمْ} صالح {عَذََابَ الْجَحِيمِ}
__________
(1) وهي مكية بالاتفاق، وهي أربعون وتسع في السماوي، وثمان في البصري، وسبع في الحجازي، والخلاف في آيتين: {وَالطُّورِ} [1] سماوي، بصري، {دَعًّا} [13] سماوي. وانظر:
«الإتحاف» (400).(1/744)
وليس بوقف إن جعل حالا مما قبله {مَصْفُوفَةٍ} حسن {عِينٍ} تامّ، في محل الذين الحركات الثلاث، الرفع والنصب والجر، فالرفع على أنه مبتدأ، وجملة ألحقنا بهم خبر، وكاف إن نصب بمقدّر، أي: وأكرمنا الذين آمنوا، وليس بوقف إن عطف على الضمير في وزوّجناهم، أي: وزوّجنا الذين آمنوا، ومثله: في عدم الوقف على عين إن جرّ عطفا على حور عين، أي: قرناهم بالحور العين وبالذين آمنوا وأتبعناهم عطف على آمنوا، وبإيمان متعلق بقوله:
وأتبعناهم، وأغرب من وقف على بإيمان، لأن والذين مبتدأ وخبره ألحقنا بهم، فإذا وقف على بإيمان كان الكلام ناقصا، لأنه لم يأت بخبر المبتدإ، فإن قال قائل إن جعل قوله: والذين آمنوا في موضع نصب عطفا على الضمير في زوّجناهم، قيل: له ذلك خطأ لأنه يصير المعنى: وزوّجنا الذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان والتأويل على غير ذلك ألحقنا بهم ذرياتهم حسن {مِنْ شَيْءٍ} تامّ، ومثله: رهين، وكذا: مما يشتهون على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا بمعنى متنازعين {وَلََا تَأْثِيمٌ} كاف، ومثله: مكنون، وكذا: يتساءلون {مُشْفِقِينَ} جائز، ومثله: علينا {السَّمُومِ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا وداخلا في القول {نَدْعُوهُ} تام، لمن قرأ: إنه بكسر الهمزة، وهي قراءة أهل مكة وعاصم وحمزة وأبي عمرو وابن عامر، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها وهو نافع والكسائي، لأن إنه موضعه نصب متعلق بما قبله، والمعنى لأنه {الرَّحِيمُ} تامّ على القراءتين وأتمّ مما قبله {فَذَكِّرْ} جائز، للابتداء بنفي ما كانوا يقولون فيه {وَلََا مَجْنُونٍ} كاف، للابتداء بالاستفهام. قال
كاف، وكذا: تعملون، ومصفوفة، و: بحور عين بهم ذرّياتهم صالح {مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} تامّ، وكذا: بما كسب رهين {وَلََا تَأْثِيمٌ} كاف {مَكْنُونٌ}
حسن {مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ} تامّ، لمن قرأ: إنه بكسر الهمزة. وليس بوقف لمن قرأه(1/745)
الخليل: جميع ما في هذه السورة من ذكر أم فاستفهام وليست حروف عطف، وذلك خمسة عشر حرفا {الْمَنُونِ} كاف، ومثله: من المتربصين.
وبهذا، وطاغون، وتقوّله، ولا يؤمنون، وصادقين، ومن غير شيء، أي: أم خلقوا من غير شيء حيّ كالجماد، فلا يؤمرون، ولا ينهون كالجماد، والخالقون، والأرض، ولا يوقنون، والمسيطرون كلها وقوف كافية {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} حسن، لتناهي الاستفهام {مُبِينٍ} كاف، للابتداء بالاستفهام الإنكاري، والتقدير بل ألهم إله وليست للإضراب المحض، لأنه يلزم عليه المحال، وهو نسبة البنات له تعالى، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا {الْبَنُونَ}
كاف {أَجْراً} جائز {مُثْقَلُونَ} كاف، ومثله: يكتبون {كَيْداً} جائز {الْمَكِيدُونَ} كاف {غَيْرُ اللََّهِ} حسن {يُشْرِكُونَ} كاف {سََاقِطاً}
ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد وهو يقولوا {مَرْكُومٌ} تامّ، ولا يوقف على يوم من يومهم، لأن هم في هذا الموضع ضمير متصل مجرور بالإضافة لم يقطع من يوم بخلاف ما تقدم في قوله: يوم هم بارزون في غافر، ويوم هم على النار يفتنون في الذاريات، فإنهما كتبا فيهما كلمتين: يوم كلمة، وهم كلمة كما تقدم {يُصْعَقُونَ} كاف، إن نصب الظرف بمقدر، وليس بوقف إن جعل بدلا مما قبله {شَيْئاً} جائز {يُنْصَرُونَ} تامّ {دُونَ ذََلِكَ} الأولى وصله {لََا يَعْلَمُونَ} كاف {بِأَعْيُنِنََا} حسن، على استئناف الأمر، وليس بوقف إن عطف على ما قبله {حِينَ تَقُومُ} جائز {وَإِدْبََارَ النُّجُومِ} تامّ، قرأ العامة بكسر الهمزة مصدر بخلاف التي
بفتحها {الرَّحِيمُ} تامّ {فَذَكِّرْ} حسن وقيل تامّ وقيل كاف {وَلََا مَجْنُونٍ} كاف، وكذا: ريب المنون. والمتربصين، وطاغون، وتقوّله، ولا يؤمنون {صََادِقِينَ} صالح {وَالْأَرْضَ} كاف، وكذا: لا يوقنون، والمسيطرون {فِيهِ}
صالح، وكذا: مبين، والبنون، ومثقلون، ويكتبون، والمكيدون {أَمْ لَهُمْ إِلََهٌ غَيْرُ}(1/746)
في {ق} فإنه قرئ بالكسر والفتح معا كما تقدم.
سورة والنجم مكية (1)
إلا قوله: عند سدرة المنتهى فمدنيّ، كلمها ثلاثمائة وستون كلمة، وحروفها ألف وأربعمائة وخمسة أحرف، وآيها إحدى أو اثنتان وستون آية.
{وَالنَّجْمِ إِذََا هَوى ََ} قسم وجوابه {مََا ضَلَّ صََاحِبُكُمْ وَمََا غَوى ََ}
وقال الأخفش وغيره: الوقف {وَمََا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ََ} لأن وما ينطق عن الهوى داخل في القسم وواقع عليه، وهو كاف إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل إن هو بدلا من قوله: ما ضلّ صاحبكم، وجاز البدل، لأن إن بمعنى ما فكأن القسم واقع عليه أيضا، وعلى هذا فلا وقف من أول السورة إلى هذا الموضع، والتقدير والنجم إذا هوى ما هو إلا وحي يوحى، ويصير إن هو إلا وحي يوحى داخلا في القسم، وهو المختار عند أبي حاتم {يُوحى ََ} كاف {شَدِيدُ الْقُوى ََ} ليس بوقف، لأن ما بعده من نعته {ذُو}
{اللََّهِ} حسن {يُشْرِكُونَ} كاف، وكذا: مركوم {يُصْعَقُونَ} جائز {يُنْصَرُونَ} حسن، وكذا: لا يعلمون {بِأَعْيُنِنََا} كاف {حِينَ تَقُومُ}
صالح، آخر السورة، تام.
سورة والنجم مكية إلا قوله: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى ََ} فمدني.
{وَالنَّجْمِ إِذََا هَوى ََ} قسم، وجوابه {مََا ضَلَّ صََاحِبُكُمْ وَمََا غَوى ََ وَمََا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ََ} وهو كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، ولا يوقف عليه إن جعل ذلك بدلا مما
__________
(1) وهي مكية بالاتفاق وهي ستون وآيتان في الكوفي، وآية في الباقي، والخلاف في ثلاث آيات هي: {مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً} [28] كوفي، {عَنْ مَنْ تَوَلََّى} [29] شامي، {إِلَّا الْحَيََاةَ الدُّنْيََا}
[29] شامي، وانظر: «التلخيص» (421).(1/747)
{مِرَّةٍ} كاف، لأنه نعت شديد القوى ثم نبتدئ كذا عند بعضهم، فضمير استوى لجبريل، وهو لمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وقيل بالعكس. وهذا الوجه الثانى أنما يتمشى مع قول الكوفيين، لأن فيه العطف على الضمير المرفوع المتصل من غير تأكيد بالمنفصل، والمعنى أن جبريل استوى مع محمد بالأفق الأعلى وهو ضعيف، وعليه لا يوقف على فاستوى، ويجوز إن جعل وهو مبتدأ وبالأفق خبر {الْأَعْلى ََ} كاف {فَتَدَلََّى} جائز {أَوْ أَدْنى ََ} حسن {مََا أَوْحى ََ} كاف، ومثله: ما أرى، وكذا: ما يرى {نَزْلَةً أُخْرى ََ} ليس بوقف، لأن قوله: عند سدرة المنتهى ظرف للرؤية، ومثله: في عدم الوقف المأوى، لأن إذ يغشى ظرف لما قبله {مََا يَغْشى ََ} كاف، ومثله: وما طغى: {الْكُبْرى ََ} تامّ {الْعُزََّى} ليس بوقف، لأن ومنوة منصوب بالعطف على العزى، ورسموا منوة بالواو كما ترى {الْأُخْرى ََ} حسن، وقيل تامّ: للابتداء بالاستفهام الإنكارى {الْأُنْثى ََ} كاف، ومثله: ضيزى، وقيل تامّ: قرأ ابن كثير ضئزى بهمزة ساكنة، والباقون بياء مكانها، ومعنى ضئزة جائرة، فقراءة العامة من ضاز الرجل الشيء يضوزه بغير همز ضوزا إذا فعله على غير استقامة، ويقال ضأزه يضأزه بالهمزة: نقصه ظلما وجورا، وأنشد الأخفش على لغة الهمز:
فإن تنأ عنّا ننقصك وإن تغب ... فسهمك مضئوز وأنفك راغم
{وَآبََاؤُكُمْ} حسن، ومثله: من سلطان {وَمََا تَهْوَى الْأَنْفُسُ} تامّ
ضلّ صاحبكم، بل على {يُوحى ََ} وهو كاف {ذُو مِرَّةٍ} كاف، ولا يوقف على: شديد القوى لأن ما بعده نعت له {فَاسْتَوى ََ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ََ} صالح {مََا أَوْحى ََ} حسن.
وقال أبو عمرو فيهما: كاف {مََا رَأى ََ} حسن {مََا يَرى ََ} كاف {مََا يَغْشى ََ} صالح {وَمََا طَغى ََ} كاف {الْكُبْرى ََ} حسن {وَلَهُ الْأُنْثى ََ} صالح {ضِيزى ََ} كاف، وكذا:(1/748)
{الْهُدى ََ} كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بقوله: وما تهوى الأنفس: أى أبل للإنسان ما تمنى: أى ليست الأشياء بالتمنى بل الأمر لله تعالى {مََا تَمَنََّى} كاف {وَالْأُولى ََ} تامّ، ومثله:
ويرضى {تَسْمِيَةَ الْأُنْثى ََ} كاف {مِنْ عِلْمٍ} جائز {إِلَّا الظَّنَّ} حسن، ومثله: من الحق شيئا {الْحَيََاةَ الدُّنْيََا} كاف، ومثله: من العلم {بِمَنِ اهْتَدى ََ} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} تامّ: عند أبي حاتم على أن اللام متعلقة بمحذوف تقديره فهو يضل من يشاء ويهدى من يشاء ليجزى الذين أساءوا بما عملوا وقال السمين: اللام للصيرورة: أى عاقبة أمرهم جميعا للجزاء بما عملوا {بِالْحُسْنَى} ليس بوقف، لأن ما بعده بدل مما قبله {إِلَّا اللَّمَمَ}
كاف: على أن الاستثناء منقطع، لأنه لم يدخل تحت ما قبله وهو صغار الذنوب. وقيل متصل، لأن ما بعده متصل بما قبله والمعنى عند المفسرين إن ربك واسع المغفرة لمن أتى اللمم {وََاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} تامّ: ولا يوقف على بكم، ولا على من الأرض {أُمَّهََاتِكُمْ} حسن {أَنْفُسَكُمْ} أحسن مما قبله {بِمَنِ اتَّقى ََ} تامّ {وَأَكْدى ََ} كاف، ومثله: فهو يرى، ولا يوقف هنا، لأن أم فى قوله: أم لم ينبأ هي أم المعاقبة لألف الاستفهام كأنه قال: أيعلم الغيب أم لم يخبر بما في صحف موسى: أى أسفار التوراة اه. كواشي {بِمََا فِي صُحُفِ مُوسى ََ} جائز عند نافع. وقال الأخفش {وَإِبْرََاهِيمَ الَّذِي وَفََّى} كاف: على استئناف سؤال كأن قائلا قال وما فى صحفهما. فأجيب ألا تزر وازرة وزر أخرى وجائز إن جعل ما بعده بدلا من ما في قوله: بما في صحف، وكذا:
من سلطان {وَمََا تَهْوَى الْأَنْفُسُ} تامّ {مََا تَمَنََّى} كاف {وَالْأُولى ََ} تامّ، وكذا: ويرضى {تَسْمِيَةَ الْأُنْثى ََ} كاف {مِنْ عِلْمٍ} صالح {إِلَّا الظَّنَّ} حسن، وكذا: من الحق شيئا {الْحَيََاةَ الدُّنْيََا} كاف {مِنَ الْعِلْمِ} تامّ، وكذا: بمن اهتدى {وَمََا فِي الْأَرْضِ} تامّ، عند(1/749)
لا وقف إن جعل ما بعده في محل نصب والعامل فيه ينبأ، فعلى هذين التقديرين لا يوقف على، وفى: قرأ العامة وفى بتشديد الفاء، وقرأ سعيد بن جبير وغيره وفي بتخفيفها. وخص هذين النبيين، وقيل لأن ما بين نوح وإبراهيم كانوا يأخذون الرجل بابنه وأبيه وعمه وخاله، وأوّل من خالفهم إبراهيم عليه السّلام، ومن شريعة إبراهيم إلى شريعة موسى عليه السّلام كانوا لا يأخذون الرجل بجريرة غيره، ولا يوقف على شىء من أواخر الآيات اختيارا من وفى إلى ما غشى، وذلك في ثلاثة عشر موضعا لاتصال الآيات وعطف بعضها على بعض، فلا يوقف على أخرى، ولا على ما سعى، ولا على يرى، ولا على الأوفى، ولا على المنتهى، وإن جعلت كل موضع فيه أن معه مبتدأ محذوفا حسن الوقف على أواخر الآيات إلى قوله: وقوم نوح من قبل، فهو معطوف على ألا تزر وازرة، وقيل يوقف على رأس كل آية، وإن كان البعض معطوفا على البعض، لأن الوقف على رءوس الآيات سنة، وإن كان ما بعده له تعلق بما قبله، فيوقف على: وقوم نوح من قبل، وعلى وأطغى لمن رفع والمؤتفكة أو نصبها بأهوى و {أَهْوى ََ} ليس بوقف لمكان الفاء {مََا غَشََّى}
حسن: للابتداء بالاستفهام {تَتَمََارى ََ} تامّ: عند أبى حاتم، ومثله: من النذر الأولى، وكذا: الآزفة على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا: أي أزفت الآزفة غير مكشوفة {كََاشِفَةٌ} كاف {سََامِدُونَ} تامّ: أى لا هون، وقيل الحزين، والسمود بلغة حمير الغناء، يقول الرجل للمرأة اسمدى لنا: أي غنى لنا، ونزل جبريل يوما وعند الرسول رجل يبكى. فقال له من هذا الرجل؟ فقال فلان. فقال جبريل إنا نزن أعمال بني آدم كلها إلا البكاء، فإن الله يطفئ بالدمعة بحورا من نار جهنم، آخر السورة: تامّ.
أبى حاتم {إِلَّا اللَّمَمَ} كاف {وََاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} تامّ، وكذا: بمن اتقى {وَأَكْدى ََ} كاف {فَغَشََّاهََا مََا غَشََّى} حسن: ولا يوقف على شيء مما بينهما من الآيات بلا ضرورة، لكن(1/750)
سورة القمر مكية (1)
خمس وخمسون آية، وكلمها ثلاثمائة واثنتان وأربعون كلمة، وحروفها ألف وأربعمائة وثلاثة وعشرون حرفا.
{الْقَمَرُ} كاف، للابتداء بالشرط، ومثله: مستمرّ، وكذا: أهواءهم {مُسْتَقِرٌّ} تامّ {مُزْدَجَرٌ} كاف، إن رفعت حكمة بتقدير هي، وليس بوقف إن رفعتها بدلا من قوله: ما فيه، أو نصبتها حالا ما وهي موصولة أو موصوفة وتخصصت بالصفة فنصب عنها الحال، وقرئ مدّجر بالإدغام {بََالِغَةٌ} كاف عند أبي حاتم. وقال نافع: تامّ {فَمََا تُغْنِ النُّذُرُ} أكفى مما قبله {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} تامّ، عند أبي حاتم، ولا يجوز وصله، لأنه لو وصل بما بعده صار يوم يدع ظرفا للتولي عنهم، وليس كذلك بل هو ظرف يخرجون، والمعنى عندهم على التقديم والتأخير، أي: يخرجون من الأجداث، {يَوْمَ يَدْعُ الدََّاعِ} فإذا كان كذلك فالتامّ فتولّ عنهم، لأن الظرف إذا تعلق بشيء قبله لم يوقف على ما قبله، فلا يوقف على شيء نكر، وكذا: لا يوقف على أبصارهم، لأن خاشعا أو خشعا منصوب على الحال من الضمير في يخرجون، أي: يخرجون خشعا أبصارهم يوم يدع الداع، وكذا: منتشر، لأن قوله:
مهطعين منصوب على الحال من فاعل يخرجون فهي حال متداخلة {إِلَى}
قيل إنه يوقف على وقوم نوح من قبل وإنه كاف، وعلى: وأطغى، وإنه تامّ عند من رفع والمؤتفكة {تَتَمََارى ََ} تامّ، وكذا: من النذر الأولى، وكاشفة، وسامدون، وآخر السورة.
سورة القمر مكية {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} كاف، وكذا: مستمر {أَهْوََاءَهُمْ} تامّ، وكذا: مستقر {مُزْدَجَرٌ}
حسن. وقال أبو عمرو كاف. هذا إن رفعت حكمة بأنها خبر مبتدإ محذوف. فإن رفعت
__________
(1) وهي خمس وخمسون آية، ومكية بالاتفاق.(1/751)
{الدََّاعِ} تامّ، عند نافع {يَوْمٌ عَسِرٌ} تامّ {وَازْدُجِرَ} كاف، ومثله:
فانتصر، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله {مُنْهَمِرٍ} جائز، ومثله: عيونا {قَدْ قُدِرَ} كاف، على استئناف ما بعده، وكذا: ودسر، على استئناف تجري، وليس بوقف إن جعل في موضع نصب أو جر {بِأَعْيُنِنََا} جائز، لأن جزاء يصلح مفعولا للجزاء أو مصدر المحذوف، أي: جوزوا جزاء {كُفِرَ} كاف، ومثله آية، وكذا: مدّكر {وَنُذُرِ} تامّ، ومثله: مدّكر، وكذا: ونذر {مُسْتَمِرٍّ} ليس بوقف، لأن تنزع صفة للريح، ومثله: في عدم الوقف الناس {مُنْقَعِرٍ} تامّ، ومثله: ونذر، وكذا: مدّكر {بِالنُّذُرِ} جائز، ومثله: نتبعه ولا كراهة ولا بشاعة بالابتداء بما بعده لأن القارئ غير معتقد معنى ذلك، وإنما هو حكاية قول قائلها حكاها الله عنهم، وليس بوقف إن علق إذا بنتبعه، أي: إنا إذا نتبعه فنحن في ضلال وسعر {وَسُعُرٍ} كاف، على استئناف الاستفهام، ومثله، أشر {الْأَشِرُ} تامّ {فِتْنَةً لَهُمْ} حسن. وقيل: كاف، على استئناف ما بعده {وَاصْطَبِرْ}
كاف، ومثله: قسمة بينهم لأن كل مبتدأ {مُحْتَضَرٌ} كاف {فَعَقَرَ}
حسن {وَنُذُرِ} تامّ، ومثله: المحتظر، وكذا: فهل من مدّكر {بِالنُّذُرِ}
جائز، ومثله: إلا آل لوط، لأن الجملة لا تصلح صفة للمعرفة ولا عامل يجعلها حالا. قاله السجاوندي: {نَجَّيْنََاهُمْ بِسَحَرٍ} تامّ عند نافع إن نصب نعمة بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بمعنى ما قبله على المصدر أو على
بدلا من ما لم يكن ذلك وقفا {حِكْمَةٌ بََالِغَةٌ} كاف عند أبي حاتم، والأحسن الوقف على:
فما تغني النذر {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} تامّ، ويوم يدع الداع، منصوب بيخرجون {مُنْتَشِرٌ} صالح {إِلَى الدََّاعِ} كاف {يَوْمٌ عَسِرٌ} تامّ {وَازْدُجِرَ} كاف {فَانْتَصِرْ} صالح، وكذا:
منهمر، وقد قدر، ودسر و {كُفِرَ} كاف، وكذا: مدّكر {وَنُذُرِ} حسن {مِنْ مُدَّكِرٍ} تامّ عند أبي حاتم {وَنُذُرِ} حسن {مُنْقَعِرٍ} كاف {وَنُذُرِ} حسن {مِنْ مُدَّكِرٍ} تامّ(1/752)
المفعول من أجله {مَنْ شَكَرَ} تامّ {بِالنُّذُرِ} كاف، ومثله: فطمسنا أعينهم {وَنُذُرِ} تامّ، ومثله: مستقر، وكذا: ونذر، وكذا: من مدّكر {النُّذُرُ} كاف، على استئناف ما بعده {كُلِّهََا} جائز، على استئناف ما بعده {مُقْتَدِرٍ} تامّ، لأنه انتقل من قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام.
ثم استأنف فقال: يا أهل مكة أكفاركم خير من أولئكم و {أُولََئِكُمْ} حسن {فِي الزُّبُرِ} كاف {مُنْتَصِرٌ} تامّ {الدُّبُرَ} كاف {بَلِ السََّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ}
أكفى منه {وَأَمَرُّ} تامّ، للابتداء بإن {وَسُعُرٍ} كاف، إن نصب يوم بذوقوا على التقديم والتأخير، أي: يقال لهم ذوقوا مسّ سقر يوم يسحبون، وليس يوم ظرف إضلالهم. فإن جعل الظرف متعلقا بما قبله ومتصلا به لم يوقف على سعر {بِقَدَرٍ} تامّ، ونصب كل على الاشتغال والنصب أولى لدلالته على عموم الخلق والرفع لا يدل على عمومه. قال أهل الزيغ إن ثم مخلوقات لغير الله تعالى فرفع كلّ يوهم ما لا يجوز، وذلك أنه إذا رفع كلّ كان مبتدأ وخلقناه صفة لكل أو لشيء وبقدر خبر، وحينئذ يكون له مفهوم لا يخفى على متأمّله، لأن خلقناه صفة. وهي قيد، فيفيد أنه إذا انتفى فيلزم أن يكون الشيء الذي ليس مخلوقا لله لا بقدر، راجع السمين {بِالْبَصَرِ} تامّ، ومثله:
من مدّكر، وكذا: في الزبر وفعلوه صفة، والصفة لا تعمل في الموصوف، ومن ثم لم يجز تسليط العامل على ما قبله إذ لو صح لكان تقديره فعلوا كل شيء في الزبر، وهو باطل، فرفع {كُلُّ} واجب على الابتداء، وجملة فعلوه في موضع رفع صفة لكل، وفي موضع جرّ صفة لشيء، وفي الزبر خبر كل.
{بِالنُّذُرِ} صالح {نَتَّبِعُهُ} وقف عند بعضهم، ولا أحبه لبشاعة الابتداء بما بعده {ضَلََالٍ وَسُعُرٍ} كاف {كَذََّابٌ أَشِرٌ} حسن {الْأَشِرُ} تامّ {وَاصْطَبِرْ} كاف، وكذا: قسمة بينهم، ومحتضر، وفعقر {وَنُذُرِ} حسن {الْمُحْتَظِرِ} تامّ، وكذا: من مدّكر {بِالنُّذُرِ}
كاف، وكذا: من عندنا {مَنْ شَكَرَ} حسن، وكذا: بالنذر {وَنُذُرِ} تامّ، وكذا: من مدّكر {النُّذُرُ} كاف {مُقْتَدِرٍ} حسن {مُنْتَصِرٌ} تامّ {الدُّبُرَ} كاف {أَدْهى ََ وَأَمَرُّ}(1/753)
والمعنى وكل شيء مفعول ثابت في الزبر، أي: في الكتب، وكذا: مستطر {وَنَهَرٍ} جائز، وقيل: لا يجوز، لأن ما بعده ظرف لما قبله، لأن الجار بدل من الأول، آخر السورة تامّ.
سورة الرحمن مكية (1)
قيل إلا قوله: {يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} فمدني.
وكلمها ثلاثمائة وإحدى وخمسون كلمة، وحروفها ألف وستمائة وأحد وثلاثون حرفا، وآيها ست أو سبع أو ثمان وسبعون آية.
{عَلَّمَ الْقُرْآنَ} كاف، لأن الرحمن مبتدأ وعلم القرآن خبره {الْبَيََانَ} تامّ {بِحُسْبََانٍ} كاف {يَسْجُدََانِ} تامّ {رَفَعَهََا} جائز، كذا قيل {وَوَضَعَ الْمِيزََانَ} ليس بوقف، لمن جعل معنى أن معنى أي، وجعل لا ناهية كأنه قال، أي: لا تطغوا في الميزان. وزعم بعض أن من جعل لا ناهية لا يقف على الميزان. قال: لأن الأمر يعطف به على النهى وهذا القول غير جائز، لأن فعل النهى مجزوم وفعل الأمر مبنى إذا لم يكن معه لام الأمر. قاله العبادي
تامّ {وَسُعُرٍ} كاف {مَسَّ سَقَرَ} حسن {بِقَدَرٍ} تامّ، وكذا: بالبصر، ومن مدّكر، وفي الزبر، ومستطر {وَنَهَرٍ} كاف، آخر السورة تامّ.
سورة الرحمن مكية وقيل إلا قوله: {يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} فمدني.
{عَلَّمَ الْقُرْآنَ} كاف {الْبَيََانَ} تامّ {بِحُسْبََانٍ} كاف {يَسْجُدََانِ} حسن،
__________
(1) وهي مكية بالاتفاق وقيل إلا قوله تعالى: {يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} فمدني. وهي سبعون وثمان في السماوي، وست في البصري، وسبع في الحجازي: الخلاف في خمس آيات:
{الرَّحْمََنُ} [1] سماوي، {الْإِنْسََانَ} الأول [3] عده كلهم إلا أهل المدينة، {شُوََاظٌ مِنْ نََارٍ} [35] حجازي، {بِهَا الْمُجْرِمُونَ} [43] غير بصري، {لِلْأَنََامِ} [10] غير مكي. انظر:
«التلخيص» (424).(1/754)
{أَلََّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزََانِ} كاف {وَلََا تُخْسِرُوا الْمِيزََانَ} تامّ {لِلْأَنََامِ} كاف، على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل حالا من الأرض أي: كائنة فيها، أي:
مفكهة بما فيها للأنام {الْأَكْمََامِ} كان. والأكمام جمع كم بالكسر، والكم وعاء الثمرة، وهو كان لمن قرأ والحب، والعصف والريحان بالنصب، وهي قراءة ابن عامر وأهل الشام، لأن والحبّ ينتصب بفعل مقدّر كأنه قال: وخلق فيها الحبّ ذا العصف والريحان، والعصف التبن، وليس الأكمام بوقف لمن قرأ {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحََانُ} بالرفع، وكان وقفه على: والريحان، وهو تامّ، سواء قرئ بالرفع، أو بالنصب، أو بالجرّ {تُكَذِّبََانِ} تامّ، ومثله في جميع ما يأتي، وكذا يقال فيما قبله إلا ما استثنى يأتي التنبيه عليه {كَالْفَخََّارِ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله إلا أن يجعل من عطف الجمل فيكفي الوقف على ما قبله، وكذا: من نار {تُكَذِّبََانِ} تامّ، إن رفع ربّ على الابتداء، وكاف إن رفع بإضمار مبتدأ، وليس بوقف إن رفع بدلا من الضمير في خلق، ومثله في عدم الوقف إن جرّ بدلا أو بيانا من ربكما، وبها قرأ ابن أبي عبلة، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف، لأنهما كالشيء الواحد {الْمَغْرِبَيْنِ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ {يَلْتَقِيََانِ} كاف، ومثله: لا يبغيان، وكذا: تكذبان، والمرجان {تُكَذِّبََانِ} تامّ {كَالْأَعْلََامِ} كاف، ومثله: تكذبان و {فََانٍ} الأولى وصله. حكى عن الشعبي أنه قال: إذا قرأت: كل من عليها فان، فلا تقف حتى تقول: ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. قاله عيسى بن عمر، لأن
وكذا: في الميزان، والميزان. وقال أبو عمرو في الأول: كاف، وفي الثاني تامّ {لِلْأَنََامِ} صالح {وَالرَّيْحََانُ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ. وقال أبو عمرو: وكذا ما في السورة من ذلك، وخالف الأصل في ذلك كما ستراه {كَالْفَخََّارِ} كاف، وكذا: من نار {تُكَذِّبََانِ} تامّ {الْمَغْرِبَيْنِ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ {يَلْتَقِيََانِ} كاف، وكذا: لا يبغيان، وتكذبان، والمرجان {تُكَذِّبََانِ} تامّ، وكذا: كالأعلام، وتكذبان، والإكرام، وتكذبان. وقيل: والإكرام(1/755)
تمام الكلام في الإخبار عن بقاء الحقّ سبحانه وتعالى بعد فناء خلقه. فإن قيل:
أيّ نعمة في قوله: كل يوم هو في شأن،؟ قيل الانتقال من دار الهموم إلى دار السرور {مَنْ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} تامّ عند أبي حاتم، ثم يبتدئ: كل يوم هو في شأن. وقال الأخفش: التامّ على شأن. وقال يعقوب: التامّ كل يوم، ثم يبتدئ هو في شأن. قال أبو جعفر: أما قوله يعقوب فهو مخالف لقول الذين شاهدوا التنزيل، لأن ابن عباس قال: «خلق الله لوحا محفوظا ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة»، فهذا يدل على أن التامّ، كل يوم هو في شأن، غير أن قول يعقوب قد روى نحوه عن أبي نهيك قال يسأله من في السموات والأرض كل يوم وربنا في شأن. وأما قول الأخفش: إن التامّ على شأن فصحيح على قراءة من قرأ {سَنَفْرُغُ} بالنون والراء مضمومة، وبها قرأ الأخوان، أو على ما قرئ شاذا سيفرغ بضم الياء وفتح الراء. وأما من قرأ سيفرغ بفتح الياء وضمّ الراء، وهي قراءة الباقين والراء مضمومة في القراءتين، فالوقف على:
الثقلان، ونصب كل على الظرفية، والعامل فيها العامل في شأن، أو هو مستقرّ المحذوف، وفي الحديث «من شأنه أن يغفر ذنبا ويكشف كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين».
ورسموا {أَيُّهَ} بغير ألف بعد الهاء كما ترى {تُكَذِّبََانِ} تامّ، ومثله: فانفذوا {بِسُلْطََانٍ} كاف، ومثله: تكذبان {مِنْ نََارٍ} ليس بوقف على القراءتين، قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونحاس بالجرّ عطفا على: نار، والباقون بالرفع عطفا على: شواظ {فَلََا تَنْتَصِرََانِ} تامّ، ومثله: تكذبان {كَالدِّهََانِ} كاف. وقيل: لا يوقف عليه ولا على تكذبان بعده، لأن قوله:
{فَيَوْمَئِذٍ لََا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ} جواب قوله: فإذا انشقت، فلا يفصل بين
كاف، وعليه جرى الأصل {مَنْ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} حسن {فِي شَأْنٍ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ {الثَّقَلََانِ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ، وكذا: فانفذوا {بِسُلْطََانٍ} كاف، وكذا: تكذبان {فَلََا تَنْتَصِرََانِ} تامّ، وكذا: تكذبان {كَالدِّهََانِ} كاف، وكذا:(1/756)
الشرط وجوابه بالوقف {تُكَذِّبََانِ} كاف، ومثله: ولا جانّ {تُكَذِّبََانِ} تامّ {وَالْأَقْدََامِ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ {آنٍ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ {جَنَّتََانِ} لا يوقف عليه ولا على: تكذبان، لأن قوله {ذَوََاتََا أَفْنََانٍ} من صفة جنتان، فلا يفصل بين الصفة والموصوف، وكاف إن جعلتا خبر مبتدإ محذوف، أي: هما ذواتا.
ورسموا: {ذَوََاتََا} بألف بعد التاء كما ترى، لأن المثنى المرفوع يكتب بالألف {تُكَذِّبََانِ} كاف، ومثله: تجريان وتكذبان، وزوجان، ولا يوقف على تكذبان إن جعل {مُتَّكِئِينَ} حالا من قوله: ولمن خاف مقام ربه جنتان، فكأنه قال: ولمن خاف مقام ربه جنتان، ثم وصفهما في حال اتكائهما، وإن نصب متكئين بفعل مقدّر، أي: أعني أو اذكر كان كافيا، وقول من قال: كل ما في هذه السورة من قوله {فَبِأَيِّ آلََاءِ رَبِّكُمََا تُكَذِّبََانِ} * تامّ، وكذا ما قبله فليس بشيء، والتحقيق خلافه. والحكمة في تكرارها في أحد وثلاثين موضعا أن الله عدّد في هذه السورة نعماءه وذكر خلقه آلاءه، ثم أتبع كل خلة وصفها ونعمة ذكرها بذكر آلائه، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم على النعم ويقرّرهم بها، فهي باعتبار بمعنى آخر غير الأول، وهو أوجه. وقال الحسن: التكرار للتأكيد وطردا للغفلة اه نكزاوي {مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} جائز، عند بعضهم {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دََانٍ}
مبتدأ وخبر، وقرئ وجنى بكسر الجيم {دََانٍ} كاف، ومثله: تكذبان، ولا وقف من قوله: فيهنّ قاصرات إلى والمرجان، فلا يوقف على قوله: ولا جانّ،
تكذبان، ولا جان {تُكَذِّبََانِ} تامّ {وَالْأَقْدََامِ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ {حَمِيمٍ آنٍ}
كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ {جَنَّتََانِ} كاف، وكذا: تكذبان لكن الأحسن أن تصله بما بعده، لأن قوله: {ذَوََاتََا أَفْنََانٍ} من صفة الجنتين {أَفْنََانٍ} كاف، وكذا: تكذبان، وتجريان، وتكذبان، وزوجان، وتكذبان، ومن إستبرق، ودان، وتكذبان، وجانّ، وتكذبان، والأحسن أن تصله بما بعده، لأن قوله: كأنهنّ الياقوت من صفة {قََاصِرََاتُ الطَّرْفِ} {الْمَرْجََانُ} كاف(1/757)
ولا على: تكذبان، لأن قوله: {كَأَنَّهُنَّ الْيََاقُوتُ} من صفة قاصرات الطرف {وَالْمَرْجََانُ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ للاستفهام بعده {إِلَّا الْإِحْسََانُ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ {نَضََّاخَتََانِ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ {وَرُمََّانٌ} في {فِي الْخِيََامِ} كاف. وقيل: لا يوقف عليه حتى يصله بقوله: لم يطمثهنّ {وَلََا جَانٌّ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ، إن نصب {مُتَّكِئِينَ} على الاختصاص، وليس بوقف إن نصب حالا أو نعتا لمتكئين الأول، وعليه فلا وقف على شيء من متكئين الأول إلى هذا الموضع، لاتصال الكلام بعضه ببعض {وَعَبْقَرِيٍّ حِسََانٍ}
تامّ، ومثله: تكذبان آخر السورة تامّ.
سورة الواقعة مكية (1)
إلا قوله: {أَفَبِهََذَا الْحَدِيثِ} الآية، وقوله: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ} * الآية فمدنيتان.
{تُكَذِّبََانِ} تامّ {الْإِحْسََانِ} كاف {تُكَذِّبََانِ} تامّ {جَنَّتََانِ} كاف، وكذا: تكذبان، والأحسن أن تصله بما بعده، لأن قوله {مُدْهََامَّتََانِ} من صفة الجنتين {تُكَذِّبََانِ} كاف، وكذا: نضاختان، وتكذبان، ورمان، وتكذبان، وحسان، وتكذبان، ولا جانّ، وتكذبان، وعبقريّ حسان، وتكذبان، آخر السورة تامّ.
سورة الواقعة مكية إلا قوله: {أَفَبِهََذَا الْحَدِيثِ} الآية، وقوله: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ} * الآية فمدنيتان.
__________
(1) وهي تسعون وست في الكوفي، وسبع في البصري، وتسع في العلوي، والخلاف في أربع عشرة آية: {الْمَيْمَنَةِ} [8]، و {الْمَشْئَمَةِ} [9]، و {الشِّمََالِ} [41] المواضع الأولى: غير كوفي.
{مَوْضُونَةٍ} [15] حجازي، كوفي، {وَأَبََارِيقَ} [18] مكي وإسماعيل، {وَحُورٌ عِينٌ}
[22] مدني، كوفي، {وَلََا تَأْثِيماً} [25] غير مدني، مكي. {وَأَصْحََابُ الْيَمِينِ} [27] غير كوفي وإسماعيل، {إِنْشََاءً} [35] غير بصري. {وَالْآخِرِينَ} [49] غير شامي وإسماعيل. {لَمَجْمُوعُونَ} [50] شامي وإسماعيل. {فَرَوْحٌ وَرَيْحََانٌ} [89] شامي، {حَمِيمٍ} [93] غير مكي، {كََانُوا يَقُولُونَ} [47] مكي. وانظر: «التلخيص» (427).(1/758)
كلمها ثلاثمائة وثمان وسبعون كلمة، وحروفها ألف وسبعمائة وثلاثة أحرف، وآيها ست أو سبع أو تسع وتسعون آية، ولا وقف من أوّل السورة إلى:
كاذبة، فلا يوقف على: الواقعة، لأن جواب إذا لم يأت بعد، وكاذبة مصدر كذب كقوله: لا تسمع فيها لاغية، أي: لغوا، والعامل في إذا الفعل بعدها، والتقدير: إذا وقعت لا يكذب وقعها {كََاذِبَةٌ} تامّ، لمن قرأ ما بعده بالرفع خبر مبتدإ محذوف، ولم تعلق إذا رجت ب {وَقَعَتِ} وإلا بأن علق إذا رجت بوقعت كان المعنى وقت وقوع الواقعة خافضة رافعة، هو وقت رجّ الأرض، فلا يوقف على كاذبة، وكذا إذا أعربت إذا الثانية بدلا من الأولى، وليس بوقف أيضا لمن قرأ خافضة رافعة بالنصب على الحال من الواقعة، أي: خافضة لقوم بأفعالهم السيئة إلى النار، ورافعة لقوم بأفعالهم الحسنة إلى الجنة، ومثله في عدم الوقف أيضا إذا أعربت إذا الأولى مبتدأ وإذا الثانية خبرها في قراءة من نصب خافضة رافعة، أي: إذا وقعت الواقعة خافضة رافعة في هذه الحالة ليس لوقعتها كاذبة، وكاف لمن نصب خافضة رافعة على المدح بفعل مقدّر كما تقول جاءني عبد الله العاقل وأنت تمدحه وكلمني زيد الفاسق تذمه، ولا يوقف على: رجا، ولا على: بسا، ولا على: منبثا، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد {رََافِعَةٌ} جائز، على القراءتين، أعني رفع خافضة رافعة ونصبهما، وإذا الأولى شرطية وجوابها الجملة المصدرة بليس أو جوابها محذوف تقديره، إذا وقعت الواقعة كان كيت وكيت {ثَلََاثَةً} حسن.
وقيل: كاف، ثم فسر الثلاثة فقال: فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة كأنه يعظم أمرهم في الخير. وأجاز أبو حاتم تبعا لأهل الكوفة أن تكون ما صلة فكأنه قال فأصحاب الميمنة أصحاب الميمنة كما قال والسابقون السابقون
{كََاذِبَةٌ} تامّ، إن قرئ ما بعده بالرفع خبر مبتدإ محذوف ولم يعلق {إِذََا رُجَّتِ}
بوقعت، بل بخافضة، وإلا فليس بوقف {أَزْوََاجاً ثَلََاثَةً} كاف، وكذا: ما أصحاب(1/759)
وذلك غلط بين، لأنه كلام لا فائدة فيه لأنه قد علم أن أصحاب الميمنة هم أصحاب الميمنة وهم ضد أصحاب المشأمة، كذا قاله بعض أهل الكوفة، وهو في العربية جائز صحيح إذ التقدير فأصحاب الميمنة في دار الدنيا بالأعمال الصالحة هم أصحاب اليمين في القيامة، أو المراد بأصحاب الميمنة من يعطون كتبهم بأيمانهم أصحاب الميمنة أي: هم المقدّمون المقرّبون، وكذلك وأصحاب المشأمة الذين يعطون كتبهم بشمائلهم هم المؤخرون المبعدون، هذا هو الصحيح عند أهل البصرة فأصحاب مبتدأ وما مبتدأ ثان وأصحاب الميمنة خبر عن ما وما وما بعدها خبر عن أصحاب، والرابط إعادة المبتدإ بلفظه، وأكثر ما يكون ذلك في موضع التهويل والتعظيم {مََا أَصْحََابُ الْمَيْمَنَةِ} كاف، ومثله: ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون، الثاني منهما خبر عن الأول، وهو جواب عن سؤال مقدّر، وهو كيف أجزتم السابقون السابقون ولم تجيزوا فأصحاب الميمنة أصحاب الميمنة، فالجواب أن الفرق بينهما بمعنى أنه لو قيل أصحاب اليمين أصحاب اليمين لم تكن فيه فائدة، فالحسن أن يجعل الثاني منهما خبرا عن الأول، وليس بوقف إن جعل الثاني منهما نعتا للأوّل، وأولئك المقرّبون خبرا وكان الوقف عند جنات النعيم هو الكافي {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} ليس بوقف، لأن قوله: {عَلى ََ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ} ظرف لما قبله، وإن جعل على سرر متصلا بمتكئين ونصب متكئين بفعل مضمر حسن الوقف على: من الآخرين، والأوّل هو المختار {مُتَقََابِلِينَ} حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا، ولا وقف من قوله: يطوف إلى يشتهون فلا يوقف على: مخلدون، لتعلق الباء، ولا على: أباريق، ولا على: من معين، لأن
الميمنة، وما أصحاب المشأمة والسابقون الثاني منهما خبر للأول بمعنى السابقون إلى طاعة الله سابقون إلى رحمته، أو تأكيد له، والخبر أولئك المقرّبون، فعلى الأولى الوقف على: السابقون ثم المقرّبون، وهما كافيان، وعلى الثاني الوقف على:
المقرّبون وهو كاف {فِي جَنََّاتِ النَّعِيمِ} تامّ {مُتَقََابِلِينَ} كاف {يَشْتَهُونَ} حسن، ثم(1/760)
ما بعده صفة له ولا على: ينزفون، ولا على: يتخيرون، لعطف ما بعده على ما قبله {مِمََّا يَشْتَهُونَ} حسن، لمن قرأ: وحور عين بالرفع، أي: وعندهم حور أو ولهم حور عين، وهي قراءة ابن كثير ونافع وعاصم وأبي عمرو وابن عامر، لأن الحور العين لا يطاف بهنّ، ومثله في الحسن الوقف: على يشتهون على قراءة أبيّ بن كعب وحورا عينا بالنصب بمعنى ويزوّجون حورا عينا، وليس يشتهون وقفا لمن قرأ وحور بالجرّ عطفا على: بأكواب وأباريق، وقد أنكر بعض أهل النحو هذا وقال كيف يطاف بالحور العين، قلنا ذلك جائز عربية، لأن العرب تتبع اللفظ في الإعراب وإن كان الثاني مخالفا للأول معنى كقوله تعالى: وامسحوا برءوسكم وأرجلكم عند من قرأ بالجرّ، لأن الأرجل غير داخلة في المسح، وهو مع ذلك معطوف على برءوسكم في اللفظ كقول الشاعر:
[الوافر] إذا ما الغانيات برزن يوما ... وزجّجن الحواجب والعيونا
فأتبع العيون للحواجب، وهو في التقدير: وكحلن العيون، وكذلك لا يقال يطاف بالحور، غير أنه حسن عطفه على ما عمل فيه يطاف وإن كان مخالفا في المعنى، ولا يوقف على عين، لأن قوله: كأمثال من نعت عين، والكاف زائدة كأنه قال: وحور عين أمثال اللؤلؤ المكنون {الْمَكْنُونِ} جائز لأن جزاء يصلح مفعولا له، أي: للجزاء ويصلح مصدرا أي: جوزوا جزاء، أو جزيناهم جزاء، وليس بوقف إن نصب بما قبله {يَعْمَلُونَ} كاف، في الوجوه كلها، ولا يوقف على: تأثيما لحرف الاستثناء {سَلََاماً سَلََاماً} كاف، ومثله: ما أصحاب اليمين، ولا وقف من قوله: في سدر إلى مرفوعة فلا يوقف على: مخضود، ولا على منضود، ولا على: ممدود، ولا على: مسكوب، ولا
يبتدئ {وَحُورٌ عِينٌ} بالرفع بتقدير وعندهم، ومن قرأ بالجر بتقدير في جنات النعيم وفي: حور عين لم يقف على: يشتهون {يَعْمَلُونَ} كاف {سَلََاماً سَلََاماً} تامّ {مََا}(1/761)
على: ممنوعة، لأن العطف صيرها كالكلمة الواحدة {مَرْفُوعَةٍ} تامّ، ولا وقف من قوله إنا أنشأناهنّ إلى قوله لأصحاب اليمن، فلا يوقف على إنشاء لمكان الفاء، ولا على: أبكارا، ولا على: أترابا، لأنها أوصاف الحور العين {لِأَصْحََابِ الْيَمِينِ} تامّ، ومثله: وثلة من الآخرين {مََا أَصْحََابُ الشِّمََالِ} حسن.
وقيل: لا يوقف من قوله: في سموم إلى قوله: ولا كريم، لأن قوله: في سموم ظرف لما قبله وخبر له، فلا يوقف على ما قبله، ولا يوقف على من يحموم لعطف ما بعده على ما قبله {وَلََا كَرِيمٍ} حسن {مُتْرَفِينَ} كاف، ومثله:
العظيم، ولا يوقف على مبعوثون، لأن أو آباؤنا معطوف على الضمير في مبعوثون، والذي جوّز العطف عليه الفصل بهمزة الاستفهام والمعنى أتبعث أيضا آباؤنا على زيادة الاستبعاد، يعنون أن آباءهم أقدم فبعثهم أبعد وأبطل.
قاله الزمخشري. قال أبو حيان: وما قاله الزمخشري لا يجوز، لأن عطفه على الضمير لا يراه نحوي، لأن همزة الاستفهام لا تدخل إلا على الجمل لا على المفرد، لأنه إذا عطف على المفرد كان الفعل عاملا في المفرد بواسطة حرف العطف وهمزة الاستفهام لا يعمل ما قبلها فيما بعدها، فقوله: أو آباؤنا مبتدأ خبره محذوف تقديره مبعوثون، قرأ ابن عامر وقالون: أو آباؤنا بواو ساكنة قبلها همزة مفتوحة، والباقون بواو مفتوحة قبلها همزة جعلوها واو عطف دخلت عليها همزة الاستفهام إنكارا للبعث بعد الموت {الْأَوَّلُونَ} كاف {لَمَجْمُوعُونَ} ليس بوقف، وإن كان رأس آية. وقال يعقوب: تامّ، وغلطه أبو جعفر، وهو أن حرف الجرّ لا بدّ وأن يتعلق بشيء وتعلقه هنا بما قبله. ثم قال تعالى إلى ميقات، أي: يجمعهم لميقات يوم معلوم {مَعْلُومٍ} كاف، ولا
{أَصْحََابُ الْيَمِينِ} كاف {مَرْفُوعَةٍ} تامّ، وكذا لأصحاب اليمين، ومن الآخرين {مََا أَصْحََابُ الشِّمََالِ} كاف {وَلََا كَرِيمٍ} حسن {مُتْرَفِينَ} كاف {الْعَظِيمِ}
صالح {الْأَوَّلُونَ} تامّ {لَمَجْمُوعُونَ} ليس بوقف، وإن كان رأس آية {يَوْمٍ مَعْلُومٍ}(1/762)
وقف من قوله: ثم إنكم أيها الضالون إلى شرب الهيم، فلا يوقف على المكذبون، لأن خبره لم يأت بعد، ولا على زقوم، لأن قوله: فمالئون مرفوع بالعطف على لآكلون، ولا على البطون، ولا على من الحميم لمكان الفاء فيهما {شُرْبَ الْهِيمِ} كاف {يَوْمَ الدِّينِ} تامّ {نَحْنُ خَلَقْنََاكُمْ} جائز {تُصَدِّقُونَ} تامّ، متعلق التصديق محذوف، أي: فلولا تصدّقون بخلقنا {مََا تُمْنُونَ} جائز لتناهي الاستفهام وللابتداء باستفهام آخر {الْخََالِقُونَ}
كاف {بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ} حسن {وَمََا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} ليس بوقف لتعلق الجار، ورسموا {فِي مََا} في كلمة وحدها و {مََا} كلمة وحدها {فِي مََا لََا تَعْلَمُونَ} كاف، ومثله: النشأة الأولى {تَذَكَّرُونَ} تامّ {مََا تَحْرُثُونَ}
حسن، للابتداء بالاستفهام {الزََّارِعُونَ} كاف، ولا يوقف على حطاما لمكان الفاء {تَفَكَّهُونَ} كاف، ومثله: لمغرمون {مَحْرُومُونَ} تامّ {تَشْرَبُونَ}
جائز {مِنَ الْمُزْنِ} ليس بوقف للعطف {الْمُنْزِلُونَ} كاف {أُجََاجاً} جائز {تَشْكُرُونَ} تامّ {تُورُونَ} جائز، وهو من أوريت الزند، أي: قدحته فاستخرجت ناره {شَجَرَتَهََا} ليس بوقف للعطف {الْمُنْشِؤُنَ} تامّ {لِلْمُقْوِينَ} كاف {الْعَظِيمِ} تامّ {النُّجُومِ} ليس بوقف، ومثله: لو تعلمون عظيم، لأن جواب القسم لم يأت. وهو قوله: إنه لقرآن، ومثله: في عدم الوقف كريم لتعلق حرف الجرّ، ومثله: في عدم الوقف أيضا مكنون، لأن الجملة بعده صفة لقرآن أو لكتاب {الْمُطَهَّرُونَ} كاف، إن رفع تنزيل على أنه
كاف {شُرْبَ الْهِيمِ} حسن {يَوْمَ الدِّينِ} تامّ، وكذا: تصدّقون، والخالقون {لََا تَعْلَمُونَ} حسن {الْأُولى ََ} كاف {تَذَكَّرُونَ} تامّ {الزََّارِعُونَ} حسن {مَحْرُومُونَ} تامّ {الْمُنْزِلُونَ} حسن {تَشْكُرُونَ} تامّ، وكذا: المنشئون {لِلْمُقْوِينَ} كاف {الْعَظِيمِ} حسن {لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} ليس بوقف، لأن القسم وقع على ما بعده {الْمُطَهَّرُونَ} كاف {مِنْ رَبِّ الْعََالَمِينَ} حسن {تُكَذِّبُونَ} كاف،(1/763)
خبر مبتدإ محذوف، أي: هو أو مبتدأ خبره الجار بعده، وليس بوقف إن جعل نعتا لكتاب {الْعََالَمِينَ} تامّ {مُدْهِنُونَ} ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله {تُكَذِّبُونَ} كاف، ولا وقف من قوله: فلولا إذا بلغت الحلقوم إلى صادقين، لأن قوله: ترجعونها جواب لولا الأولى والثانية توكيد للأولى، فكأنه قال إذا بلغت الروح إلى هذا الموضع وأنتم مشاهدون لهذا الميت، فردّوها إن كنتم صادقين في قيلكم، إنا غير محاسبين، ولا وقف على قوله: من المقرّبين {نَعِيمٍ} كاف، ورسموا جنت بالتاء المجرورة كما ترى، ومثله: في الكفاية من أصحاب اليمين الثاني، ولا يوقف على الضالين، ولا على حميم {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} كاف، ومثله: حق اليقين، آخر السورة تامّ.
سورة الحديد مكية أو مدنية (1)
كلمها خمسمائة وأربع وأربعون كلمة، وعلى قراءة نافع وابن عامر:
ثلاثة وأربعون كلمة، وحروفها ألفان وأربعمائة وست واربعون حرفا، وآيها ثمان أو تسع وعشرون آية.
{وَالْأَرْضِ} حسن {الْحَكِيمُ} تامّ {وَالْأَرْضِ} حسن، إن جعل يحيى ويميت مستأنفا خبر مبتدإ محذوف وليس بوقف إن جعل حالا من
وكذا: لا تبصرون {صََادِقِينَ} حسن {وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} كاف، وكذا: من أصحاب اليمين {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} تامّ {حَقُّ الْيَقِينِ} كاف، آخر السورة تام.
سورة الحديد مكية أو مدنية {الْحَكِيمُ} تامّ، وكذا: قدير، وعليم، وعلى العرش {وَمََا يَعْرُجُ فِيهََا} كاف،
__________
(1) وهي عشرون وتسع في العراقي، وثمان في الباقي، والخلاف في آيتين: {الْعَذََابُ} [13] كوفي، و {الْإِنْجِيلَ} [27] بصري، وانظر: «التلخيص» (429).(1/764)
المجرور في له والجار عاملا فيه، أي: له ملك السموات والأرض محييا ومميتا، ومعنى يحيي أي: يحيي النطف بعد أن كانت أمواتا، ثم يميتها بعد أن أحياها {يُحْيِي وَيُمِيتُ} كاف، ومثله: قدير، والباطن، وعليم، والعرش، على استئناف ما بعده {وَمََا يَعْرُجُ فِيهََا} حسن {أَيْنَ مََا كُنْتُمْ} أحسن مما قبله {بَصِيرٌ} تامّ {وَالْأَرْضِ} حسن {وَإِلَى اللََّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} كاف، على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل حالا. ومعنى يولج ينقص الليل ويزيد في النهار حتى يصير النهار خمس عشرة ساعة ويصير الليل تسع ساعات، ويولوج النهار في الليل، وكذلك يفعل بالنهار حتى يصير تسع ساعات {فِي اللَّيْلِ}
كاف {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تامّ {بِاللََّهِ وَرَسُولِهِ} كاف، ومثله: فيه. وقال نافع:
تامّ {كَبِيرٌ} تامّ {بِاللََّهِ} ليس بوقف، لأن الواو في {وَالرَّسُولُ} للحال، لا للعطف فهو مبتدأ في موضع الحال من تؤمنون {لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ} جائز {مُؤْمِنِينَ} تامّ {إِلَى النُّورِ} حسن {رَحِيمٌ} كاف {فِي سَبِيلِ اللََّهِ}
ليس بوقف، لأن الواو في {وَلِلََّهِ} واو الحال {وَالْأَرْضِ} حسن {وَقََاتَلَ}
كاف، ومثله: وقاتلوا، وكذا: الحسنى {خَبِيرٌ} تامّ {حَسَناً} حسن، لمن قرأ: فيضاعفه بالرفع، أي: فهو يضاعفه، وهو أبو عمرو ونافع وابن كثير وحمزة والكسائي، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب على جواب الاستفهام، وبه قرأ عاصم وابن عامر كقولك: أتقوم فأحدثك بالنصب، أي: أيكون منك قيام فحديث مني {كَرِيمٌ} كاف، إن جعل العامل في يوم مضمرا. وليس بوقف إن جعل متصلا بما قبله، أي: ولهم أجر كريم في ذلك اليوم، ولا يوقف على
وكذا: أينما كنتم {بَصِيرٌ} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف {الْأُمُورُ} حسن {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تامّ {بِاللََّهِ وَرَسُولِهِ} كاف، وكذا: مستخلفين فيه {كَبِيرٌ} حسن {مُؤْمِنِينَ} تامّ، وكذا: إلى النور {رَحِيمٌ} حسن، وكذا: والأرض {وَقََاتَلَ} تامّ، وكذا: وقاتلوا، والحسنى وخبير، وكل من الأخيرين أتمّ مما قبله {وَبِأَيْمََانِهِمْ} كاف(1/765)
المؤمنات، لأن المعنى في يسعى وبأيمانهم {خََالِدِينَ فِيهََا} جائز {الْعَظِيمُ}
كاف، إن نصب الظرف بعده بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بدلا من الظرف قبله، ومثله في عدم الوقف إن نصب بالفوز ونصبه به لا يجوز، لأنه مصدر قد وصف قبل أخذ متعلقاته، فلا يجوز إعماله لأن من شرطه أن لا يتبع قبل العمل لأن معمول المصدر من تمامه ويلزم عليه الفصل بأجنبي، ومثله:
اسم الفاعل، فلو أعمل وصفه وهو العظيم لجاز، أي: الفوز الذي عظم قدره يوم يقول المنافقون والمنافقات والشرط في عمله النصب للمفعول به لا في عمله في الظرف والجار والمجرور لأن الجوامد قد تعمل فيه مع عمل المتعلق {مِنْ نُورِكُمْ} جائز {فَالْتَمِسُوا نُوراً} حسن، وقيل: بسور، وفيه نظر، لأنه نكرة وما بعده صفتها. وقال نافع: باب، وفيه نظر أيضا، لأن ما بعده متعلق به، وقيل: يجوز وما بعده من صفة السور لا من صفة الباب، وقال ابن نصير النحوي {الْعَذََابُ} كاف {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} جائز، ومثله: أنفسكم {بَلى ََ} ليس بوقف، وإن وجد مقتضى الوقف وهو تقدّم الاستفهام على بلى لتكون جوابا له إلا أن الفعل المضمر بعدها قد أبرز، فصارت هي مع ما بعدها جوابا لما قبلها كما يأتي نظيره في قوله: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قََالُوا بَلى ََ قَدْ جََاءَنََا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنََا} {حَتََّى جََاءَ أَمْرُ اللََّهِ} جائز {الْغَرُورُ} كاف {وَلََا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} حسن {هِيَ مَوْلََاكُمْ} أحسن منه {الْمَصِيرُ} تام {لِذِكْرِ اللََّهِ}
ليس بوقف، لأن ما بعده عطف ما قبله {وَمََا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} جائز، إن كانت لا ناهية، وإن كانت عاطفة كان متصلا، فلا يقع عما قبله {فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ}
كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الحال
{خََالِدِينَ فِيهََا} صالح {الْعَظِيمُ} كاف، وكذا: فالتمسوا نورا {مِنْ قِبَلِهِ الْعَذََابُ}
كاف {مَعَكُمْ} صالح {الْغَرُورُ} كاف {مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} حسن {هِيَ مَوْلََاكُمْ}
كاف {الْمَصِيرُ} تامّ، وكذا: فاسقون، وتعقلون، {كَرِيمٌ} حسن {الصِّدِّيقُونَ} تامّ،(1/766)
{فََاسِقُونَ} تامّ {بَعْدَ مَوْتِهََا} حسن {تَعْقِلُونَ} تامّ {كَرِيمٌ} كاف، والذين مبتدأ، وأولئك مبتدأ ثان، وهم مبتدأ ثالث، والصدّيقون خبر عن هم، وهو مع خبره خبر الثاني، والثاني وخبره خبر الأول، ويجوز أن يكون هم فصلا، وأولئك وخبره خبر الأول، والشهداء عطف على ما قبله {وَالشُّهَدََاءُ}
تامّ، لأنه أخبر عن الذين آمنوا أنهم صديقون شهداء، وإن جعل قوله، والشهداء مبتدأ خبره عند ربهم أولهم كان الوقف على الصدّيقون تاما {وَنُورُهُمْ} تامّ. لانتقاله من وصف الشهداء إلى وصف أهل النار {الْجَحِيمِ} تامّ، ولا وقف من قوله: اعلموا إلى حطاما لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على بينكم، ولا على الأولاد، ولا على كمثل غيث، ولا على نباته، ولا على مصفرا، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد {حُطََاماً}
حسن {عَذََابٌ شَدِيدٌ} ليس بوقف، لأن ما بعده عطف على ما قبله {وَرِضْوََانٌ} تامّ، ومثله: متاع الغرور بضم الغين المعجمة: الباطل، وما تقدم بفتحها: الشيطان {كَعَرْضِ السَّمََاءِ وَالْأَرْضِ} ليس بوقف، لأن أعدّت من صفة الجنة فلا يقطع {بِاللََّهِ وَرُسُلِهِ} كاف، ومثله: من يشاء {الْعَظِيمِ}
تامّ {أَنْ نَبْرَأَهََا} كاف {يَسِيرٌ} ليس بوقف لتعلق اللام بما قبلها، أي:
جعلنا هذا الشيء يسيرا لكي لا تأسوا. فإذا علم العبد ذلك سلم الأمر لله تعالى، فلا يحزن على ما فات، وإن علقت اللام بمحذوف، أي: ذلك لكي لا جاز الوقف على: يسير والابتداء بقوله: لكي لا {بِمََا آتََاكُمْ} كاف {فَخُورٍ} تامّ، إن رفع الذين بالابتداء وما بعده الخبر، وإن رفع خبر مبتدإ محذوف أو نصب بتقدير أعني كان كافيا، وليس بوقف إن جعل بدلا من كل
وكذا: ونورهم، والجحيم {حُطََاماً} حسن {وَرِضْوََانٌ} تامّ، وكذا: الغرور {وَرُسُلِهِ} كاف، وكذا: من يشاء {الْعَظِيمِ} تامّ {أَنْ نَبْرَأَهََا} كاف، وليس بجيد حتى تأتي بقوله: لكيلا تأسوا {بِمََا آتََاكُمْ} حسن {كُلَّ مُخْتََالٍ فَخُورٍ} كاف إن(1/767)
مختال، وكذا: لو جعل صفة له {بِالْبُخْلِ} حسن {الْحَمِيدُ} تامّ {بِالْبَيِّنََاتِ} جائز {بِالْقِسْطِ} حسن {بَأْسٌ شَدِيدٌ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {وَمَنََافِعُ لِلنََّاسِ} تامّ، عند نافع إن علق ما بعده بفعل مقدّر، وليس بوقف إن عطف على ليقوم {بِالْغَيْبِ} كاف {عَزِيزٌ} تامّ {وَالْكِتََابَ} جائز، ومثله: مهتد {فََاسِقُونَ} تامّ {بِرُسُلِنََا} جائز، ومثله:
بعيسى ابن مريم، وكذا: وآتيناه الإنجيل {وَرَحْمَةً} تامّ، ويبتدئ، ورهبانية ابتدعوها، أي: وابتدعوا رهبانية ابتدعوها، فهو من باب اشتغال الفعل عن المفعول بضميره، فالرهبانية لم تكتب عليهم، وإنما ابتدعوها ليتقرّبوا بها إلى الله تعالى ومن عطفها على ما قبلها وقف على رضوان الله، والرهبانية التي ابتدعوها هي رقص النساء واتخاذ الصوامع ما كتبناها عليهم ولا أمرناهم بها، فرهبانية منصوبة بابتدعوها لا بجعلنا، وجعل ابتدعوها صفة، أي: وجعلنا في قلوبهم رأفة ورحمة ورهبانية مبتدعة {رِضْوََانِ اللََّهِ} جائز، ومثله: حق رعياتها {مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ} كاف {فََاسِقُونَ} تامّ، ولا وقف من قوله: يا أيها الذين آمنوا إلى قوله: ويغفر لكم، فلا يوقف على برسوله، ولا على من رحمته، ولا على تمشون به لعطفها على وآمنوا برسوله {وَيَغْفِرْ لَكُمْ}
كاف {غَفُورٌ رَحِيمٌ} ليس بوقف، لأن قوله: لئلا يعلم متصل بيؤتكم، أي: أعطاكم نصيبين من رحمته وغفر لكم، لأن يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله، فعلى هذا لا يوقف على يغفر لكم {بِيَدِ}
جعل ما بعده مبتدأ لخبر محذوف، ولا يوقف عليه إن جعل صفة له {بِالْبُخْلِ} حسن {الْحَمِيدُ} تامّ {بِالْقِسْطِ} كاف، وكذا: ورسله بالغيب {عَزِيزٌ} تامّ {فََاسِقُونَ}
كاف، وكذا: الإنجيل {رَأْفَةً وَرَحْمَةً} تامّ و {رِضْوََانِ اللََّهِ} صالح {مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ}(1/768)
{اللََّهِ} جائز {مَنْ يَشََاءُ} كاف، آخر السورة، تام.
سورة المجادلة مدنية (1)
وهذه السورة وثمان آيات من الحشر، ليس فيها آية إلا وفيها اسم الله تعالى مرّة أو مرتين، ولا نظير لها في القرآن، وهي نصف القرآن بالنسبة لعدد سوره، لأنها ابتداء ثمان وخمسين سورة، كلمها أربعمائة وثلاث وسبعون كلمة، وحروفها ألف وسبعمائة واثنان وسبعون حرفا، وآيها إحدى أو اثنتان وعشرون آية.
{فِي زَوْجِهََا} ليس بوقف، لأن وتشتكي عطف على تجادلك، فهي صلة أو هي في موضع نصب على الحال، أي: تجادلك شاكية حالها إلى الله تعالى، وهو أولى، وحسن على أن تشتكي مبتدأ لا عطف على تجادلك {تَحََاوُرَكُمََا} كاف {بَصِيرٌ} تامّ، ومثله: هنّ أمّهاتهم الذين مبتدأ خبره ما هنّ أمّهاتهن، وما هي الحجازية التي ترفع الاسم وتنصب الخبر، فهنّ اسمها وأمّهاتهم خبرها، ومثله: ما هذا بشرا، وكذا: فما منكم من أحد عنه حاجزين، على قراءة العامة أمّهاتهم بالنصب، وقرئ أمهاتهم بالرفع على لغة تميم، وقرأ ابن مسعود بأمهاتهم بزيادة الباء وهي لا تزاد إلا إذا كانت عاملة، فلا تزاد في لغة تميم قال ابن خالويه: ليس في كلام العرب لفظ جمع لغات ما النافية إلا حرف واحد في القرآن جمع اللغات الثلاث غيرها {وَلَدْنَهُمْ}
كاف {فََاسِقُونَ} تامّ {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} كاف، وكذا: من يشاء، آخر السورة، تام.
سورة المجادلة مدنية {تَحََاوُرَكُمََا} كاف، وكذا: بصير، وما هنّ أمّهاتهم، وهو خبر الذين يظاهرون
__________
(1) وهي عشرون وآية في المكي وإسماعيل، وآيتان في الباقي والخلاف في آية: {فِي الْأَذَلِّينَ}
[20] غير مكي وإسماعيل، وانظر: «التلخيص» (431).(1/769)
كاف، ومثله: وزورا {غَفُورٌ} تامّ، لأن والذين مبتدأ، وقوله: فتحرير مبتدأ ثان وخبره مقدّر، أي: فعليهم أو فاعل بفعل مقدر، أي: فيلزمهم تحرير أو خبر مبتدإ محذوف، أي: فالواجب عليهم تحرير، وعلى التقادير الثلاثة، فالجملة خبر المبتدإ ودخلت الفاء لما تضمنه المبتدأ من معنى الشرط {أَنْ يَتَمَاسََّا}
كاف، ومثله: توعظون به، وكذا خبير، ومثله: أن يتماسا، ومسكينا، ورسوله كلها وقوف كافية {وَتِلْكَ حُدُودُ اللََّهِ} أكفى مما قبله {أَلِيمٌ} تامّ، لانتهاء القصة التي أنزلها الله تعالى في شأن خولة بنت ثعلبة {مِنْ قَبْلِهِمْ} تامّ، عند نافع {بَيِّنََاتٍ} كاف، ومثله: مهين إن نصب يوم بفعل مقدر، وكذا: إن جعل العامل فيه يبعثهم العامل في ضمير الكافرين، أو جعل جوابا لمن سأل متى يكون عذاب هؤلاء، فقيل له يوم يبعثهم لا إن نصب بمهين أو ب {لِلْكََافِرِينَ} أي: يهينهم ويذلهم يوم يبعثهم، أو لهم عذاب يهانون به يوم يبعثهم، لأنه يصير ظرفا لما قبله وحسن لكونه رأس آية {جَمِيعاً} ليس بوقف لمكان الفاء {وَنَسُوهُ} كاف {شَهِيدٌ} تامّ {فِي الْأَرْضِ} حسن، ولا وقف من قوله: ما يكون من نجوى إلى قوله: أينما كانوا، فلا يوقف على رابعهم، ولا على سادسهم، ولا على أكثر، لأن هذه الجمل بعد إلا في موضع نصب على الحال، أي: ما يوجد شيء من هذه الأشياء إلا في حال من هذه الأحوال، فالاستثناء مفرغ من الأحوال العامة {أَيْنَ مََا كََانُوا} كاف، لأن ثم لترتيب الأخبار، ومثله: يوم القيامة {عَلِيمٌ} تامّ {لِمََا نُهُوا عَنْهُ} جائز
{وَلَدْنَهُمْ} كاف، وكذا: وزورا {غَفُورٌ} حسن {أَنْ يَتَمَاسََّا} كاف، وكذا:
توعظون به، وخبير، وأن يتماسا، ومسكينا ورسله حسن، وكذا: وتلك حدود الله، والأول أحسن، والأولى أن لا يجمع بينهما {أَلِيمٌ} تامّ {مِنْ قَبْلِهِمْ} كاف، وكذا: {آيََاتٍ بَيِّنََاتٍ} وهو أكفى {مُهِينٌ} صالح {وَنَسُوهُ} كاف {شَهِيدٌ} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} حسن {أَيْنَ مََا كََانُوا} كاف، وكذا: يوم القيامة {شَيْءٍ عَلِيمٌ}(1/770)
ومعصيت الرسول حسن، ورسموا معصيت في الموضعين بالتاء المجرورة كما ترى {بِهِ اللََّهُ} ليس بوقف، لأن: ويقولون حال أو عطف وكلاهما يقتضي عدم الوقف {بِمََا نَقُولُ} كاف، ومثله: يصلونها {الْمَصِيرُ} تامّ ومعصيت الرسول جائز {بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى ََ} كاف {تُحْشَرُونَ} تامّ {آمَنُوا} جائز {إِلََّا بِإِذْنِ اللََّهِ} كاف {الْمُؤْمِنُونَ} تامّ {يَفْسَحِ اللََّهُ لَكُمْ}
كاف، ولا يوقف على فانشزوا، لأن الذي بعده جواب له، ولا يوقف على:
منكم، لأن والذين أوتوا العلم عطف على الذين آمنوا {دَرَجََاتٍ} كاف {خَبِيرٌ} تامّ {صَدَقَةً} حسن، ومثله: وأطهر {رَحِيمٌ} تامّ {صَدَقََاتٍ}
كاف، لتناهي الاستفهام {وَتََابَ اللََّهُ عَلَيْكُمْ} ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت على أن إذ بمعنى إذا أو بمعنى إن الشرطية وهو قريب مما قبله، كذا في السمين {وَرَسُولَهُ} كاف {بِمََا تَعْمَلُونَ} تامّ {وَلََا مِنْهُمْ} ليس بوقف، لأن ما بعده حال، أي: والحال هم يحلفون والعامل معنى الفعل في الجارّ {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} كاف، على استئناف ما بعده {شَدِيداً} كاف، ومثله:
يعملون {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ} جائز {مُهِينٌ} كاف {شَيْئاً} حسن {أَصْحََابُ النََّارِ} جائز {خََالِدُونَ} كاف إن جعل العامل في يوم مضمرا.
وجائز إن جعل ظرفا لما قبله {جَمِيعاً} ليس بوقف لمكان الفاء {كَمََا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} حسن {عَلى ََ شَيْءٍ} كاف، للابتداء بأداة التنبيه
تامّ ومعصيت الرسول كاف، وكذا: بما نقول، ويصلونها {الْمَصِيرُ} تامّ {بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى ََ} كاف {تُحْشَرُونَ} حسن {بِإِذْنِ اللََّهِ} كاف {الْمُؤْمِنُونَ} تامّ {يَفْسَحِ اللََّهُ لَكُمْ} كاف، وكذا: درجات {خَبِيرٌ} تامّ {صَدَقَةً} صالح، وكذا: وأطهر {رَحِيمٌ} كاف، وكذا: صدقات، ورسوله {بِمََا تَعْمَلُونَ} تامّ {وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
حسن {شَدِيداً} كاف، وكذا: يعملون {مُهِينٌ} حسن، وكذا: شيئا {أَصْحََابُ النََّارِ} صالح {خََالِدُونَ} حسن، وكذا: على شيء {الْكََاذِبُونَ} تامّ {ذِكْرَ اللََّهِ}(1/771)
{الْكََاذِبُونَ} تامّ {ذِكْرَ اللََّهِ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله {الشَّيْطََانُ} كاف، والشرط فيه ما تقدم {الْخََاسِرُونَ} تامّ، ومثله: في الأذلين، وكتب أجرى مجرى القسم، فأجيب بما يجاب به، وليس {لَأَغْلِبَنَّ} جواب قسم مقدّر كما قيل {أَنَا وَرُسُلِي} كاف {عَزِيزٌ} تامّ، ولا وقف من قوله: لا تجد قوما إلى قوله أو عشيرتهم لأن العطف بأو صير ذلك كالشيء الواحد، فلا يوقف على واليوم الآخر، لأن {يُوََادُّونَ} مفعول ثان لتجد أو صفة لقوما، ولا على: ورسوله، لأن الواو في ولو كانوا للحال وهكذا إلى قوله: أو عشيرتهم لاتصال الكلام بعضه ببعض {أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} حسن، نزلت هذه الآية في أبي عبيدة عامر بن الجرّاح لما قتله أباه حين تعرّض له يوم بدر فأعرض عنه فلازمه، فلما أكثر عليه قتله وفي أبي بكر الصديق دعا أباه إلى البراز يوم بدر، وفي مصعب بن عمير قتل أخاه يوم أحد، وفي عمر بن الخطاب قتل خاله العاصي بن هشام يوم بدر، وفي عليّ وحمزة قتلا الوليد وشيبة يوم بدر، بدأ أوّلا بالآباء، لأن الواجب على الأولاد طاعتهم فنهاهم عن توادّهم. ثم ثنى بالأبناء، ثم ثلث بالأخوان، ثم ربع بالعشرية. والمعنى لا توادّوا الكفار ولو كانوا آباءكم كأبي عبيدة عامر بن الجراح وأبي بكر الصديق، أو إخوانكم كمصعب بن عمير أو عشيرتكم كعمر وعليّ وحمزة {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمََانَ} حسن، ومثله: وأيدهم بروح منه، للعدول عن الماضي إلى المستقبل، وهو من مقتضيات الوقف، قرأ العامة {كَتَبَ} مبنيا للفاعل، وقرأ أبو حيوة الشامي وعاصم في رواية المفضل {كَتَبَ} مبنيا للمفعول والإيمان نائب الفاعل {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن، ومثله:
ورضوا عنه {حِزْبُ اللََّهِ} كاف، آخر السورة تامّ.
كاف، وكذا: الشيطان {الْخََاسِرُونَ} تامّ، وكذا في الأذلين {وَرُسُلِي} كاف(1/772)
سورة الحشر مدنية (1)
عشرون وأربع آيات اتفاقا ليس فيها اختلاف، وكلمها أربعمائة وخمس وأربعون كلمة، وحروفها ألف وتسعمائة وثلاث وسبعون حرفا.
{وَمََا فِي الْأَرْضِ} حسن {الْحَكِيمُ} تامّ {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} حسن، ومثله: أن يخرجوا (2)، وكذا: من الله (3) {لَمْ يَحْتَسِبُوا} تامّ، عند نافع على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا {وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} جائز {أُولِي الْأَبْصََارِ} تامّ، عند الأخفش {فِي الدُّنْيََا} حسن {عَذََابُ النََّارِ} أحسن مما قبله {وَرَسُولَهُ} حسن، للابتداء بالشرط {الْعِقََابِ} تامّ {عَلى ََ أُصُولِهََا}
ليس بوقف، لأن جواب ما الشرطية قوله: فبإذن الله، وما منصوبة بقطعتم، ومن لينة بيان لما {الْفََاسِقِينَ} تامّ {وَلََا رِكََابٍ} الأولى وصله {مَنْ يَشََاءُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ. وقيل: ليس بتام (4)، لأنه إنما أتى بالواو في الأولى دون الثانية لأن {مََا أَفََاءَ اللََّهُ عَلى ََ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى ََ} هذه الجملة بيان للجملة الأولى، فهي
{عَزِيزٌ} حسن، وكذا: عشيرتهم، ورضوا عنه {حِزْبُ اللََّهِ} كاف، آخر السورة تامّ.
سورة الحشر مدنية {الْحَكِيمُ} تامّ {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} كاف، وكذا: أن يخرجوا، ومن الله {لَمْ يَحْتَسِبُوا} صالح {الرُّعْبَ} كاف {الْأَبْصََارِ} حسن {فِي الدُّنْيََا}
كاف، وكذا: عذاب النار {وَرَسُولَهُ} حسن {الْعِقََابِ} تامّ، وكذا: الفاسقين
__________
(1) وهي عشرون وأربع ومدنية باتفاق.
(2) أي كذلك يحسن الوقف على قوله تعالى {أَنْ يَخْرُجُوا}.
(3) أي يحسن الوقوف على {مِنَ اللََّهِ}.
(4) قد يكون ليس بتام إن كانت هذه الجملة الثانية بيان للجملة الأولى وأما إذا لم تكن كذلك فيجوز الوقف عليها حينئذ.(1/773)
غير أجنبية عنها، فعلى هذا لا يتم الوقف على: قدير، قاله الكواشي، ولا وقف من قوله: ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى إلى قوله بين الأغنياء منكم، على أن الآية الأولى خاصة في بني النضير وحكمها مخالف ولم يحبس من هذه رسول الله لنفسه شيئا، بل أمضاها لغيره، وهذه الآية عامة.
ورسموا {كَيْ لََا} هنا كلمتين كي كلمة، ولا كلمة {فَخُذُوهُ} جائز {فَانْتَهُوا} حسن {وَاتَّقُوا اللََّهَ} أحسن مما قبله {الْعِقََابِ} تامّ، وينبغي هنا سكتة لطيفة، ولا يوصل بما بعده خشية توهم أن شدة العقاب للفقراء، وليس كذلك، بل قوله للفقراء خبر مبتدإ محذوف، أي: والفيء المذكور للفقراء، أو بتقدير فعل، أي: ما ذكرنا من الفيء يصرف للفقراء وإن جعل قوله للفقراء، بدلا من قوله {وَلِذِي الْقُرْبى ََ} كما قال الزمخشري لا يوقف من قوله: وما آتاكم الرسول فخذوه إلى قوله وينصرون الله ورسوله، فلا يوقف على: فخذوه، ولا على: فانتهوا، ولا على: واتقوا الله، ولا على: العقاب، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف وإن جعل قوله: {لِلْفُقَرََاءِ الْمُهََاجِرِينَ} والآيات الثلاث بعده متصلا بعضها ببعض لم يوقف على ما بينها إلا على سبيل التسمح، لأنه قال في حق المهاجرين: للفقراء المهاجرين، وفي حقّ الأنصار: والذين تبوّءوا الدار والإيمان. وقال في التابعين: والذين جاءوا من بعدهم {وَرَسُولَهُ} حسن {الصََّادِقُونَ} كاف، على استئناف ما بعده مرفوع بالابتداء والخبر يحبون، وجائز إن عطف على ما قبله {مِمََّا أُوتُوا} ليس بوقف لأن ما بعده عطف على ما قبله {خَصََاصَةٌ} تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: المفلحون إن جعل ما بعده مبتدأ وخبره يقولون، وإن جعل {وَالَّذِينَ جََاؤُ} معطوفا على المهاجرين ويقولون حال أخبر الله عنهم بأنهم لإيمانهم
{مَنْ يَشََاءُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {مِنْكُمْ} حسن {فَانْتَهُوا} كاف {الْعِقََابِ} تام {الصََّادِقُونَ} صالح: لأنه رأس آية {خَصََاصَةٌ} تامّ، وكذا: المفلحون(1/774)
ومحبة أسلافهم ندبوا بالدعاء للأوّلين والثناء عليهم، فما بعد يقولون إلى قوله الذين آمنون من مقولهم، فلا يوقف على شيء قبله {لِلَّذِينَ آمَنُوا} كاف، ويجوز الوقف على: ربنا، ولا يجمع بينهما {رَحِيمٌ} تامّ {أَبَداً} جائز {لَنَنْصُرَنَّكُمْ} كاف، ومثله لكاذبون {لََا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} جائز، ومثله:
لا ينصرونهم، وكذا: الأدبار {لََا يُنْصَرُونَ} تامّ {مِنَ اللََّهِ} حسن {لََا يَفْقَهُونَ} كاف، وكذا: جدار، ومثله: شديد، وقلوبهم شتى، ولا يعقلون، وقوف كافية، والشرط في الأخير إن جعل كمثل خبر مبتدإ محذوف، أي:
مثلهم كمثل، ويعقلون جائز إن جعل ما بعد الكاف متعلقا بيعقلون {مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً} جائز، ومثله: وبال أمرهم {أَلِيمٌ} كاف، إن جعل كمثل معه مبتدإ محذوف، أي: مثلهم كمثل الشيطان {اكْفُرْ} حسن، ومثله: منك {رَبَّ الْعََالَمِينَ} كاف {خََالِدَيْنِ فِيهََا} حسن {الظََّالِمِينَ} تام.
ورسموا جزاؤا بواو وألف كما ترى {مََا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} كاف، أصل غد غدو إلا أن القرآن جاء بحذف الواو وحذفت لامه اعتباطا، وجعل الإعراب على عينه، أو يقال تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ثم حذفت لالتقاء الساكنين، وهما الألف والتنوين فصار غد {وَاتَّقُوا اللََّهَ}
أكفى مما قبله، {بِمََا تَعْمَلُونَ} تامّ {أَنْفُسَهُمْ} كاف {الْفََاسِقُونَ} تامّ،
{لِلَّذِينَ آمَنُوا} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {لَنَنْصُرَنَّكُمْ} كاف، وكذا:
لكاذبون {لََا يَنْصُرُونَهُمْ} صالح {لََا يُنْصَرُونَ} كاف، وكذا: من الله {لََا يَفْقَهُونَ} حسن {أَوْ مِنْ وَرََاءِ جُدُرٍ} كاف، وكذا: شديد، وشتى، ولا يعقلون، وأمرهم، وأليم، ورب العالمين، وخالدين فيها {الظََّالِمِينَ} تامّ {وَاتَّقُوا اللََّهَ} كاف {بِمََا تَعْمَلُونَ} حسن {أَنْفُسَهُمْ} كاف {الْفََاسِقُونَ} تامّ، وكذا: أصحاب الجنة، والفائزون {مِنْ خَشْيَةِ اللََّهِ} كاف(1/775)
ومثله: أصحاب الجنة الأول، وكذا: الفائزون {مِنْ خَشْيَةِ اللََّهِ} كاف {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ {إِلََّا هُوَ} جائز لأن عالم يصلح بدلا من الضمير المرفوع أو خبر ضمير آخر محذوف، أي: هو عالم {وَالشَّهََادَةِ} كاف وكذا:
الرحيم، ومثله: المتكبر {يُشْرِكُونَ} تامّ، والوقف على {الْمُصَوِّرُ} بكسر الواو وضم الراء، وهو خبر جائز. وقرأ عليّ بن أبي طالب {الْمُصَوِّرُ} بفتح الواو والراء، كأنه قال: الذي برأ المصور، وعلى هذه القراءة يحرم الوقف على المصوّر، بل يتعين الوصل ليظهر النصب في الراء، وإلا توهم كونه تعالى مصوّرا، وذلك محال، وترك ما يوهم واجب، وهو من القطع كأنه قيل أمدح المصوّر كقولهم: الحمد لله أهل الحمد بنصب أهل، أو هو منصوب بالبارئ، أي: برأ المصور يعني آدم وبنيه، والعامّة على كسر الواو ورفع الراء، لأنه صفة أو خبر {لَهُ الْأَسْمََاءُ الْحُسْنى ََ} حسن، ومثله: والأرض، آخر السورة تامّ.
سورة الممتحنة (1) بكسر الحاء: أي المختبرة مدنية
ثلاث عشرة آية اتفاقا، ليس فيها اختلاف، وكلمها ثلاثمائة وثمان وأربعون كلمة وحروفها ألف وخمسمائة وعشرة أحرف.
{أَوْلِيََاءَ} تامّ، عند يحيى بن نصير النحوي على استئناف ما بعده.
{يَتَفَكَّرُونَ} تامّ، وكذا: الرحيم {الْمُتَكَبِّرُ} حسن {يُشْرِكُونَ} تامّ، وكذا:
الحسن، وآخر السورة.
سورة الممتحنة مدنية {أَوْلِيََاءَ} صالح {بِالْمَوَدَّةِ} لم يذكره الأصل. وقال غيره: تامّ، وفيه نظر
__________
(1) وهي ثلاث عشرة آية ومدنية باتفاق، والممتحنة بالفتح أي المختبرة وهي اسم مفعول، وبالكسر على أنها اسم فاعل، والأفضل أن تنطق بالفتح تيمنا لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان ينطق بالفتح تيمنا، كالمجادلة أيضا ففيها الفتح والكسر.(1/776)
وليس بوقف إن جعل {تُلْقُونَ} نعت أولياء أو مفعولا ثانيا ل {تَتَّخِذُوا} أو حالا من فاعل تتخذوا: أي: لا تتخذوا ملقين المودّة، وكذا إن جعل تلقون تفسيرا لاتخاذهم أولياء، لأن تفسير الشيء لا حق به ومتمم له. قال الزمخشري: فإن قلت. إذا جعلت {تُلْقُونَ} صفة لأولياء فقد جرى على غير من هو له، فأين الضمير البارز وهو قولك تلقون إليهم أنتم؟ قلت: ذاك إنما اشترطوه في الأسماء دون الأفعال وتلقون فعل: أي واعترض أبو حيان كون تلقون صفة أو حالا بأنهما قيدان وهم قد نهوا عن اتخاذهم أولياء مطلقا. قال تعالى: لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، والقيد بالحال والوصف يوهم جواز اتخاذهم أولياء إذا انتفى القيدان. قال تلميذه السمين ولا يلزم ما قال، لأنه معلوم من القواعد الشرعية، فلا مفهوم لهما البتة، وعلى أن تلقون مستأنف لا وقف من: تلقون إلى تسرّون إليهم بالمودّة لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على {بِالْمَوَدَّةِ} الأولى، لأن وقد كفروا جملة حالية وذوا الحال الضمير في تلقون، أي: توادّونهم وهذه حالتهم، ولا على: من الحقّ، ولا على:
الرسول، ولا على: وإياكم، لأنه معطوف على الرسول، أي: يخرجون الرسول ويخرجونكم، وأيضا قوله {أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللََّهِ} مفعول يخرجون، ومنهم من جعل {إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهََاداً} شرطا جوابه ما قبله كأنه قال: يا أيها الذين آمنوا إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي فلا تتخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} حسن {وَأَنَا أَعْلَمُ بِمََا أَخْفَيْتُمْ وَمََا}
{وَإِيََّاكُمْ} تامّ، عند الجميع، وقيل: وقف بيان، وقيل: حسن، ولا أحب شيئا من ذلك، لأن ما بعده متعلق به {وَمََا أَعْلَنْتُمْ} تامّ، وقال أبو عمرو: كاف {سَوََاءَ السَّبِيلِ} كاف، وكذا: بالسوء {لَوْ تَكْفُرُونَ} تامّ، وكذا: أولادكم عند أبي حاتم، والأولى فيه أنه وقف بيان {يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ} تامّ، هذا إن علق يوم القيامة بيفصل، فإن(1/777)
{أَعْلَنْتُمْ} تامّ، للابتداء بالشرط {سَوََاءَ السَّبِيلِ} كاف، ومثله: وألسنتهم بالسوء، على استئناف ما بعده {لَوْ تَكْفُرُونَ} تامّ، ومثله: ولا أولادكم إن جعل يوم القيامة ظرفا للفصل، وليس بوقف إن علق بتنفعكم، وحينئذ لا يوقف على بينكم، بل على يوم القيامة، إذ يصير ظرفا لما قبله فكأنه قال: لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم في هذا اليوم {بَصِيرٌ} تامّ، ولا وقف من قوله: قد كانت لكم إلى قوله لاستغفرن لك، وذلك أن قوله: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم إلا قوله لأبيه في معنى تأسوا بإبراهيم إلا قوله لأبيه، على أن الاستثناء متصل وهو مستثنى من قوله: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه، والمعنى إلا قول إبراهيم لأبيه: لأستغفرنّ لك، فليس لكم في هذه أسوة، لأن استغفار المؤمنين للكافرين كفعل إبراهيم غير جائز أنزل الله في ذلك: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدوّ لله تبرّأ منه، ومن جعله منقطعا وقف على قوله وحده.
قال أبو حيان: والظاهر أنه مستثنى من مضاف لإبراهيم، فالقول ليس مندرجا تحته، لكنه مندرج تحت مقالات إبراهيم، انظره إن شئت {مِنْ شَيْءٍ} كاف، على الوجهين {أَنَبْنََا} حسن {الْمَصِيرُ} تام {كَفَرُوا} حسن، ومثله: ربنا {الْحَكِيمُ} تامّ، وبعضهم جعل قوله: ربنا عليك توكلنا إلى الحكيم متصلا، فلا يوقف على: حسنة، لأن قوله: {لِمَنْ كََانَ يَرْجُوا اللََّهَ} بدل من ضمير الخطاب، وهو لكم بدل بعض من كل {وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} كاف، للابتداء
علق بتنفعكم لم يوقف على: أولادكم، ولا بينكم، بل على: يوم القيامة، وهو صالح، ثم على: بصير، وهو تامّ {مِنَ اللََّهِ مِنْ شَيْءٍ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {الْمَصِيرُ}
تامّ، وكذا: الحكيم {وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} حسن {الْحَمِيدُ} تامّ {مَوَدَّةً} صالح {رَحِيمٌ} تامّ {إِلَيْهِمْ} كاف {الْمُقْسِطِينَ} حسن {أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} كاف(1/778)
بالشرط {الْحَمِيدُ} تامّ {مَوَدَّةً} حسن {قَدِيرٌ} أحسن مما قبله {رَحِيمٌ} تامّ {أَنْ تَبَرُّوهُمْ} ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله {وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} كاف {الْمُقْسِطِينَ} تامّ {أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} كاف، فأن تولوهم وأن تبروهم بدلان مما قبلهما، فلا يوقف على ما قبلهما {الظََّالِمُونَ}
تامّ، ومثله: {فَامْتَحِنُوهُنَّ اللََّهُ أَعْلَمُ بِإِيمََانِهِنَّ} أتم مما قبله: قال ابن نصير:
أكره أن أقف على النون المشدّدة {إِلَى الْكُفََّارِ} كاف، ومثله: لهنّ، وكذا:
ما أنفقوا، وكذا: أجورهنّ {بِعِصَمِ الْكَوََافِرِ} جائز {مََا أَنْفَقُوا} كاف، ومثله: يحكم بينكم {حَكِيمٌ} تامّ {مِثْلَ مََا أَنْفَقُوا} حسن {مُؤْمِنُونَ}
تامّ ولا وقف من قوله: يا أيها النبيّ إلى قوله فبايعهنّ فلا يوقف على: شيئا، ولا على: أولادهنّ، ولا على: وأرجلهنّ، ولا على: معروف، لأن جواب إذا قوله فبايعهنّ و {فَبََايِعْهُنَّ} جائز {وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللََّهَ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {عَلَيْهِمْ} جائز، آخر السورة تامّ.
{الظََّالِمُونَ} تامّ وكذا: فامتحنوهنّ {إِلَى الْكُفََّارِ} حسن {يَحِلُّونَ لَهُنَّ} كاف.
وكذا: ما أنفقوا، وأجورهنّ، وما أنفقوا، و: يحكم بينكم {حَكِيمٌ} تامّ {مََا أَنْفَقُوا} كاف {بِهِ مُؤْمِنُونَ} تامّ {فَبََايِعْهُنَّ} صالح {لَهُنَّ اللََّهَ} كاف {رَحِيمٌ}
تامّ {غَضِبَ اللََّهُ عَلَيْهِمْ} صالح، آخر السورة: تامّ.(1/779)
سورة الصف مكية، أو مدنية (1)
أربع عشرة آية إجماعا، ليس فيها اختلاف، وكلمها مائتان وإحدى وعشرون كلمة وحروفها تسعمائة وستة وعشرون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضع واحد، وهو قوله: وفتح قريب.
{وَمََا فِي الْأَرْضِ} حسن {الْحَكِيمُ} تامّ وفي قوله لم ثلاث لغات:
لم، ولمه بالهاء، ولم بإسكان الميم {مََا لََا تَفْعَلُونَ} الأول كاف {عِنْدَ اللََّهِ}
حسن، إن جعل موضع أن رفعا خبر مبتدإ محذوف تقديره، هو أن تقولوا، وليس بوقف إن جعل مبتدأ وما قبله خبرا له، أي: قولكم ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله، أو بتقدير مبتدإ، أي: هو أن تقولوا، ومثله في عدم الوقف جعل أن تقولوا بدلا من ضمير كبر، أي: كبر هو، أي: القول مقتا عند الله {مََا لََا تَفْعَلُونَ} الثاني تامّ {صَفًّا} ليس بوقف، لأن قوله {كَأَنَّهُمْ}
تشبيه فيما قبله {مَرْصُوصٌ} تامّ، إن نصب إذ بمقدر {أَنِّي رَسُولُ اللََّهِ إِلَيْكُمْ} كاف، ومثله: قلوبهم {الْفََاسِقِينَ} تامّ، إن علق إذ بمقدر {إِلَيْكُمْ} الثاني ليس بوقف، لأن مصدّقا حال مما قبله {مِنْ بَعْدِي} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف (2) إن جعل جملة {اسْمُهُ أَحْمَدُ} في موضع جرّ صفة رسول أو في موضع نصب حالا من فاعل يأتي {اسْمُهُ}
سورة الصف مكية، أو مدنية {الْحَكِيمُ} تامّ {مََا لََا تَفْعَلُونَ} الأول كاف {مََا لََا تَفْعَلُونَ} الثاني تامّ، وكذا:
مرصوص {رَسُولُ اللََّهِ إِلَيْكُمْ} كاف، وكذا: قلوبهم {الْفََاسِقِينَ} تامّ {اسْمُهُ}
__________
(1) المختار أن السورة مدنية، وقد رجح السيوطي ذلك وانظر الاتقان (1/ 33)، وهي أربع عشرة آية بالاتفاق.
(2) هو وقف جائز إن كان على استئناف ما بعده، وأما إن جعل جملة اسمه أحمد، في موضع جر صفة رسول، أو في موضع نصب حالا من فاعل يأتي.(1/780)
{أَحْمَدُ} كاف {بِالْبَيِّنََاتِ} ليس بوقف، لأن الذي بعده جواب فلما {مُبِينٌ} تامّ {إِلَى الْإِسْلََامِ} كاف، ومثله: الظالمين، على استئناف ما بعده {بِأَفْوََاهِهِمْ} حسن {مُتِمُّ نُورِهِ} ليس بوقف على القراءتين، قرأ الأخوان وحفص وابن كثير بإضافة متمّ لنوره، والباقون بتنوينه ونصب نوره، وجملة والله متمّ حالية من فاعل يريدون أو يطفئوا، وقوله: ولو كره حال من هذه الحال، وجواب لو ما قبله قد قام مقامه، أي: الله أتمّ دينه وأظهره على سائر الأديان كلها، وكذا: يقال في قوله: ولو كره المشركون {الْكََافِرُونَ} تامّ {وَدِينِ الْحَقِّ} ليس بوقف، لأن بعده لام كي، ومثله: في عدم الوقف كله، لأن قوله: ولو كره قد قام ما قبله مقام جوابه {الْمُشْرِكُونَ} تامّ {أَلِيمٍ}
كاف، إن جعل تؤمنون خبر مبتدإ محذوف، أي: تلك التجارة هي تؤمنون، فالخبر نفس المبتدإ، فلا يحتاج لرابط، وكذا: إن جعل تؤمنون بمعنى آمنوا بمعنى الأمر، لأن بعده يغفر مجزوم على جواب الأمر، ونظير ذلك قول العرب، اتقى الله امرؤ فعل خيرا يثب عليه، معناه ليتق الله فانجزم قوله يثب على تقدير هذا الأمر، فكذلك انجزم يغفر على تقدير آمنوا وجاهدوا، وليس أليم بوقف إن جعل تؤمنون بمعنى أن تؤمنوا، فهو منصوب المحل تفسيرا للتجارة، فلما حذف أن ارتفع الفعل كقوله: ألا أيها الزاجري أحضر الوغى الأصل أن أحضر فكأنه قال: هل أدلكم على تجارة منجية إيمان وجهاد، وهو معنى حسن لولا ما فيه من التأويل، قاله المبرد، وعليه فلا يوقف من قوله: تؤمنون إلى قوله: في جنات عدن، لأن يغفر مجزوم على جواب الأمر، فلا يفصل بين الأمر وجوابه بالوقف، وقال الفراء: هو مجزوم على جواب الاستفهام، وهو قوله: هل أدلكم، واختلف الناس في تصحيح هذا القول. فبعضهم غلطه،
{أَحْمَدُ} كاف {مُبِينٌ} تامّ {الْإِسْلََامِ} كاف {الظََّالِمِينَ} حسن {الْكََافِرُونَ}
تامّ، وكذا: المشركون {أَلِيمٍ} كاف {وَأَنْفُسِكُمْ} حسن، عند بعضهم(1/781)
قال الزجاج: ليسوا إذا دلهم على ما ينفعهم يغفر لهم، إنما يغفر لهم إذا آمنوا وجاهدوا، يعني أنه ليس مرتبا على مجرّد الاستفهام ولا مجرد الدلالة، ويجوز أن الفراء نظر إلى المعنى، لأنه قال: هل أدلكم على تجارة. ثم فسر التجارة بقوله: تؤمنون، فكان الاستفهام إنما وقع على نفس المفسر كأنه قال: هل تؤمنون وتجاهدون يغفر لكم {تَعْلَمُونَ} كاف، إن أضمر شرط أي: إن تؤمنوا يغفر لكم ذنوبكم {فِي جَنََّاتِ عَدْنٍ} كاف، ومثله: العظيم {تُحِبُّونَهََا} حسن، إن رفع نصر خبر مبتدإ محذوف، أي: هي نصر، وليس بوقف إن جعل بدلا من أخرى {وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} تامّ، وأتمّ منه وبشر المؤمنين، ولا يوقف على لله، ولا على الحواريين {إِلَى اللََّهِ} حسن {أَنْصََارَ اللََّهِ}
كاف، وقال نافع: تامّ {مِنْ بَنِي إِسْرََائِيلَ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {وَكَفَرَتْ طََائِفَةٌ} كاف، آخر السورة تامّ.
سورة الجمعة مدنية (1)
إحدى عشرة آية، كلمها مائة وخمس وسبعون كلمة، وحروفها سبعمائة وثمان وأربعون حرفا.
{وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف، إن رفع ما بعده على إضمار مبتدإ محذوف، أي: هو الملك، وبها قرأ أبو وائل والخليل وشقيق بن سلمة (2)، وليس بوقف
{الْعَظِيمُ} كاف {وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} تامّ، وأتمّ منه، وبشر المؤمنين {مَنْ أَنْصََارِي إِلَى اللََّهِ} كاف، وكذا: أنصار الله، وقوله: وكفرت طائفة، آخر السورة تامّ.
سورة الجمعة مدنية {الْحَكِيمِ} حسن {رَسُولًا مِنْهُمْ} صالح، وكذا: مبين {لَمََّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}
__________
(1) مدنية وهي إحدى عشرة آية باتفاق.
(2) قراءة أبو وائل والخليل وشقيق قراءة شاذة لا تصح ولا تصح بها الصلاة، وإن كانت نحويا جائزة، على أساس أنها خبر لمبتدإ محذوف تقديره هو، ولكن الأولى قراءة العشرة وهي المتواترة(1/782)
على قراءة العامة بالجرّ في الأربعة على النعت لما قبله {الْحَكِيمِ} حسن {رَسُولًا مِنْهُمْ} جائز، ومثله: والحكمة إن جعلت إن في قوله: وإن كانوا مخففة من الثقيلة أو نافية، واللام بمعنى إلا أي ما كانوا إلا في ضلال مبين من عبادة الأوثان وغيرها {مُبِينٍ} جائز، لأنه رأس آية، ولولا ذلك لما جاز، لأن قوله: وآخرين مجرور عطفا على الأميين، أو هو منصوب عطفا على الهاء في:
ويعلمهم، أي: ويعلم آخرين، والمراد بالآخرين العجم لما صح «أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما نزلت سورة الجمعة قرأها إلى قوله: وآخرين، قال رجل من هؤلاء يا رسول الله؟ فوضع يده على سلمان. ثم قال لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من أبناء فارس حتى يتناولوه» أو هم التابعون، أو هم جميع من دخل في الإسلام بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم، قاله الكواشي {لَمََّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} كاف، ومثله:
الحكيم، وكذا: من يشاء {الْعَظِيمِ} تامّ {أَسْفََاراً} كاف، ومثله: بآيات الله {الظََّالِمِينَ} تامّ {مِنْ دُونِ النََّاسِ} ليس بوقف، لأن قوله: فتمنوا الموت جواب الشرط، وهو قوله: إن زعمتم {صََادِقِينَ} كاف، على استئناف ما بعده {أَيْدِيهِمْ} كاف {بِالظََّالِمِينَ} تامّ، ووقف بعضهم على منه وجعل فإنه استئنافا بعد الخبر الأول، ويعضد هذا ما قرئ: إنه ملاقيكم وهو وجيه، ولكن وصله أوجه {مُلََاقِيكُمْ} جائز {وَالشَّهََادَةِ} ليس بوقف لمكان الفاء {تَعْمَلُونَ} تامّ {مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} ليس بوقف، لأن الذي بعده جواب إذا، ومثله: في عدم الوقف إلى ذكر الله للعطف {وَذَرُوا الْبَيْعَ} كاف، ومثله:
كاف {الْحَكِيمُ} حسن {مَنْ يَشََاءُ} كاف {الْعَظِيمِ} تامّ {أَسْفََاراً} كاف، وكذا: بآيات الله {الظََّالِمِينَ} تامّ {صََادِقِينَ} كاف، وكذا: أيديهم {بِالظََّالِمِينَ} تامّ
__________
وهي بالجر على الاتباع بالتبعية وهذا الأولى والأحسن، ولا يقصد الشيخ بقوله قراءة العامة الانتقاص منهم، ولكنه يقصد الغالبية.(1/783)
تعملون {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} جائز، ومثله: من فضل الله {تُفْلِحُونَ}
تامّ {قََائِماً} حسن، وقال محمد بن عيسى: تامّ. قال مقاتل والحسن «أصاب المدينة جوع وغلاء، فقدم دحية بن خليفة الكلبي بتجارة وزيت من الشام، وكان إذا قدم قدم بكل ما يحتاج إليه من البرّ وغيره فضرب الطبل ليؤذن الناس بقدومه والنبي صلّى الله عليه وسلّم يخطب يوم الجمعة فخرجوا إليه ولم يبق مع النبي صلّى الله عليه وسلّم في المسجد إلا اثنا عشر رجلا وامرأة، منهم أبو بكر الصدّيق وعمر.
فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم كم بقي في المسجد، فقالوا اثنا عشر رجلا وامرأة. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لولا هؤلاء القوم لسوّمت عليهم الحجارة من السماء» وفي لفظ:
«والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد لسال بكم الوادي نارا» {وَمِنَ التِّجََارَةِ} كاف، آخر السورة، تام.
سورة المنافقين مدنية (1)
إحدى عشرة آية اتفاقا، كلمها مائة وثمانون كلمة، وحروفها تسعمائة وستة وسبعون حرفا، وقد استخرج عمر النبي صلّى الله عليه وسلّم ثلاثا وستين سنة من قوله (2):
ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها، فإنها رأس ثلاث وستين سورة، وأعتق
{مُلََاقِيكُمْ} صالح {تَعْمَلُونَ} تامّ {وَذَرُوا الْبَيْعَ} كاف، وكذا: تعلمون، وتفلحون، وتركوك قائما، ومن التجارة، آخر السورة، تام.
سورة المنافقين مدنية {إِنَّكَ لَرَسُولُ اللََّهِ} كاف، وكذا: لرسوله {لَكََاذِبُونَ} حسن {عَنْ سَبِيلِ}
__________
(1) وهي إحدى عشرة آية ومدنية اتفاقا.
(2) لا دليل على ذلك البتة، وهذا استخدام لآيات الله عز وجل بغير دليل، وقول على الله بلا علم، وأين كان الصحابة رضوان الله عليهم من هذا المعنى فلا يخفى ما في هذا الاستنباط من بعد، نعم لا مانع من أن يكون هناك بعض المعاني اللطيفة المستنبطة، ولكن لا يكون فيها افتئات على غيب الله عز وجل ويكون لها ما يعضدها ويشهد لها.(1/784)
ثلاثا وستين رقبة، ونحر بيده الشريفة ثلاثا وستين بدنة في حجة الوداع.
{إِنَّكَ لَرَسُولُ اللََّهِ} كاف، ولا يجوز وصله، لأنه لو وصله لصار قوله:
والله يعلم إنك، من مقول المنافقين، وليس الأمر بذلك بل هو ردّ لكلامهم أن رسول الله غير رسول، فكذبهم الله بقوله: والله يعلم إنك لرسوله، والوقف على رسوله تامّ عند نافع {لَكََاذِبُونَ} تامّ عند أبي عبيدة إن جعل اتخذوا أيمانهم خبرا مستأنفا، وليس بوقف إن جعل جواب إذا وهو بعيد، وتام إن جعل جوابها، قالوا أو جعل محذوفا. وقالوا حالا، أي: إذا جاءوك قائلين كيت وكيت فلا تقبل منهم {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ} حسن {يَعْمَلُونَ} كاف {ثُمَّ كَفَرُوا} جائز {لََا يَفْقَهُونَ} كاف {أَجْسََامُهُمْ} جائز، ومثله تسع لقولهم: إن جعل موضع الكاف رفعا، أي: هم خشب، أو هي جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، ومثله في الجواز مسندة {كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ}
حسن. قال يحيى بن سلام: وصفهم الله بالجبن عن القتال بحيث لو نادى مناد في العسكر، أو انفلتت دابة، أو أنشدت ضالة، أو نثرت حثالة، لظنوا أنهم المرادون لما في قلوبهم من الرعب {فَاحْذَرْهُمْ} حسن {أَنََّى يُؤْفَكُونَ} كاف {رَسُولُ اللََّهِ} ليس بوقف، لأن الذي بعده جواب إذا {رُؤُسَهُمْ} جائز {مُسْتَكْبِرُونَ} كاف {لَهُمْ} حسن، لمن قرأ ءآستغفرت بهمزة ممدودة ثم ألف، وبها قرأ يزيد بن القعقاع، وليس بوقف لن قرأه بهمزة مفتوحة من غير مدّ، وهي قراءة العامة {لَنْ يَغْفِرَ اللََّهُ لَهُمْ} كاف {الْفََاسِقِينَ} تامّ {حَتََّى يَنْفَضُّوا} كاف، والأرض تجاوزه أولى {لََا يَفْقَهُونَ} كاف {الْأَذَلَّ} تامّ {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ، لأنه آخر قصة عبد الله
{اللََّهِ} كاف {يَعْمَلُونَ} حسن، وكذا: لا يفقهون {خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} صالح {كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} تامّ {فَاحْذَرْهُمْ} كاف، وكذا: يؤفكون {مُسْتَكْبِرُونَ} حسن، {لَنْ يَغْفِرَ اللََّهُ لَهُمْ} كاف {الْفََاسِقِينَ} تامّ، وكذا: ينفضوا {لََا يَفْقَهُونَ} حسن(1/785)
ابن أبيّ ابن سلول رأس المنافقين فهي قصة واحدة {عَنْ ذِكْرِ اللََّهِ} كاف {الْخََاسِرُونَ} تامّ على استئناف ما بعده {أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} ليس بوقف، ومثله: في عدم الوقف إلى أجل قريب، لأن قوله: فأصدّق منصوب على جواب التمني، وهو لولا أخرتني، لأن معناه السؤال والدعاء فكأنه قال:
أخرني إلى أجل قريب فأصدّق وأكون، وبها قرأ أبو عمرو عطفا على لفظ فأصدّق، وقرأ الجمهور وأكن بالجزم عطفا على موضع الفاء كأنه قيل إن أخرتني أصدّق وأكن، هذا مذهب أبي على الفارسي، وحكى سيبويه عن شيخه الخليل غير هذا، وهو أنه جزم وأكن على توهم الشرط كما هو في مصحف عثمان أكن بغير واو ولا موضع هنا، لأن الشرط ليس بظاهر، وإنما يعطف على الموضع حيث يظهر الشرط، والفرق بين العطف على الموضع والعطف على التوهم أن العامل في العطف على الموضع موجود دون مؤثره، والعامل في العطف على التوهم مفقود وأثره موجود، مثال الأول. هذا ضارب زيد وعمرا. فهذا من العطف على الموضع، فالعامل وهو ضارب موجود وأثره وهو النصب مفقود، ومثال الثاني ما هنا. فإن العامل للجزم مفقود وأثره موجود، انظر أبا حيان {الصََّالِحِينَ} تامّ {أَجَلُهََا} كاف، آخر السورة، تامّ.
سورة التغابن مكية أو مدنية (1)
إلا ثلاث آيات من آخرها، نزلت في عوف بن مالك الأشجعي، وذلك
{الْأَذَلَّ} تامّ {وَلِلْمُؤْمِنِينَ} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {عَنْ ذِكْرِ اللََّهِ} كاف {الْخََاسِرُونَ} حسن، وكذا: من الصالحين {أَجَلُهََا} كاف، آخر السورة تامّ.
سورة التغابن مكية أو مدنية {وَمََا فِي الْأَرْضِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل: تامّ
__________
(1) وهي مكية إلا ثلاثا: وهي {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوََاجِكُمْ وَأَوْلََادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} إلى آخرها [14، 15، 16] وهي ثماني عشرة آية.(1/786)
أنه أراد الغزو مع النبي صلّى الله عليه وسلّم فاجتمع أهله وولده وثبطوه وشكوا إليه فراقه فرق ولم يغز، فأنزل الله {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوََاجِكُمْ وَأَوْلََادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} إلى آخرها، وهي ثمان عشرة آية، وكلمها مائتان وإحدى وأربعون كلمة وحروفها ألف وسبعون حرفا.
{وَمََا فِي الْأَرْضِ} حسن {وَلَهُ الْحَمْدُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {مُؤْمِنٌ} كاف {بَصِيرٌ} تامّ {بِالْحَقِّ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} كاف، ومثله: المصير {وَالْأَرْضِ} جائز {وَمََا تُعْلِنُونَ} كاف {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تامّ {مِنْ قَبْلُ} جائز {وَبََالَ أَمْرِهِمْ}
كاف، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله {أَلِيمٌ} تامّ {يَهْدُونَنََا} حسن {وَتَوَلَّوْا} أحسن منه {وَاسْتَغْنَى اللََّهُ}
أحسن منهما {حَمِيدٌ} تامّ {أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله، وتقدّم أنه متى اتصلت بلى بشرط، نحو بلى من كسب، بلى من أسلم، بلى إن تصبوا، وكذا: إن اتصلت بقسم نحو ما هنا، قل بلى وربي قالوا: بلى وربنا لم يوقف عليها، لأنها إثبات للنفي السابق عليها {لَتُبْعَثُنَّ} جائز، ومثله: بما عملتم {يَسِيرٌ} تامّ {أَنْزَلْنََا} كاف {خَبِيرٌ} كاف، إن نصب يوم بمقدّر وقيل:
ليس بوقف، لأن قوله: يوم يجمعكم ظرف لما قبله، فلا يوقف من زعم الذين كفروا إلى قوله: ليوم الجمع، إذا المعنى وربي لتبعثنّ يوم يجمعكم في هذا
{وَلَهُ الْحَمْدُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} كاف {بَصِيرٌ} تامّ {فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} كاف، وقال أبو عمرو: تامّ {الْمَصِيرُ} حسن {وَمََا تُعْلِنُونَ} كاف {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تامّ {أَلِيمٌ} حسن {يَهْدُونَنََا} كاف، وكذا: قوله: وتولوا، وقوله: واستغنى الله {حَمِيدٌ} تامّ {أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} كاف {لَتُبْعَثُنَّ} صالح {بِمََا عَمِلْتُمْ} مفهوم {يَسِيرٌ} كاف، وكذا: أنزلنا، وخبير {يَوْمُ التَّغََابُنِ} تام {أَبَداً}(1/787)
اليوم فيجازيكم على حسب أعمالكم {يَوْمُ التَّغََابُنِ} تامّ، عند نافع، وسمى يوم القيامة يوم التغابن، لأنه يغبن فيه أهل الجنة أهل النار، ويغبن فيه من كثرت طاعته من كثرت معاصيه {أَبَداً} كاف {الْعَظِيمُ} تامّ {بِآيََاتِنََا} ليس بوقف، لأن خبر، والذين لم يأت بعد {خََالِدِينَ فِيهََا}
كاف {الْمَصِيرُ} تامّ {بِإِذْنِ اللََّهِ} حسن، وتام عند أبي حاتم {قَلْبَهُ}
كاف {عَلِيمٌ} تامّ {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} كاف، للابتداء بالشرط {الْمُبِينُ}
تامّ {إِلََّا هُوَ} حسن {الْمُؤْمِنُونَ} تامّ، ومثله: فاحذروهم، وكذا: غفور رحيم {فِتْنَةٌ} كاف {عَظِيمٌ} تامّ، روى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقي حذيفة بن اليمان يوما، فقال له عمر كيف أصبحت يا حذيفة. فقال أصبحت أحب الفتنة، وأكره الحق وأقول ما ليس بمخلوق، وأصلي بغير وضوء، وأشهد بما لم أر، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء فغضب عمر، فمضى حذيفة وتركه، فأقبل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فرأى أثر الغضب في وجه عمر، فقال له عليّ ما يغضبك يا أمير المؤمنين، فقصّ عليه ما جرى له مع حذيفة، فقال عليّ صدق حذيفة أليس أنه قال أحب الفتنة أصبح يحب المال والولد، قال تعالى: {إِنَّمََا أَمْوََالُكُمْ وَأَوْلََادُكُمْ فِتْنَةٌ} ويكره الموت وهو حق، ويقرأ القرآن وهو ليس بمخلوق، ويصلي على النبي صلّى الله عليه وسلّم على غير وضوء، ويشهد أن لا إله إلا الله وهو لم يره، وله في الأرض زوجة وبنون، وليس لله تعالى زوجة ولا بنون {مَا اسْتَطَعْتُمْ} حسن {لِأَنْفُسِكُمْ} تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: المفلحون {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} كاف {حَلِيمٌ} تامّ، إن جعل عالم مبتدأ، وقوله: العزيز خبره، وكاف إن جعل خبر مبتدإ محذوف،
كاف {الْعَظِيمُ} تامّ {خََالِدِينَ فِيهََا} كاف {الْمَصِيرُ} تامّ، وكذا: بإذن الله {قَلْبَهُ} كاف {عَلِيمٌ} حسن {الرَّسُولَ} كاف {الْمُبِينُ} تامّ {إِلََّا هُوَ} كاف {الْمُؤْمِنُونَ} تامّ {فَاحْذَرُوهُمْ} حسن {رَحِيمٌ} تامّ {فِتْنَةٌ} كاف {عَظِيمٌ}
حسن {لِأَنْفُسِكُمْ} تامّ، وكذا: المفلحون {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} كاف {شَكُورٌ حَلِيمٌ}(1/788)
وكذا إن نصب بأعني، وليس بوقف إن جعل نعتا لما قبله أو بدلا منه أو خبرا بعد خبر، آخر السورة تامّ.
سورة الطلاق مدنية (1)
إحدى عشرة آية، كلمها مائتان وتسع وأربعون كلمة، وحروفها ألف ومائة وستون حرفا.
{لِعِدَّتِهِنَّ} حسن {وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ} أحسن مما قبله {رَبَّكُمْ}
حسن {مِنْ بُيُوتِهِنَّ} حسن، إن كانت الفاحشة أن تعمل المرأة ما يوجب عليها الحدّ فتخرج له حتى يقام عليها الحدّ، وإن كان الخروج هو الفاحشة فلا يجوز الوقف {مُبَيِّنَةٍ} أحسن منه {حُدُودُ اللََّهِ} الأول تام، للابتداء بالشرط، ولا يوقف على حدود الله الثاني، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {ظَلَمَ نَفْسَهُ} حسن {أَمْراً} كاف، ومثله: بمعروف الثاني {مِنْكُمْ}
كاف، ومثله: لله، وكذا: واليوم الآخر {لََا يَحْتَسِبُ} حسن {فَهُوَ حَسْبُهُ} كاف، ومثله: أمره {لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} تامّ، ومثله: لم يحضن، أي: فعدة الجميع ثلاثة أشهر، فحكم الثاني كحكم الأول فالواو شرّكت في المعنى بينهما، ولولا هي لما دلّ نظم الكلام على اشتراكهما في المعنى، والمراد
حسن، آخر السورة تامّ.
سورة الطلاق مدنية {لِعِدَّتِهِنَّ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، والأحسن الوقف على: وأحصوا العدّة {رَبَّكُمْ} حسن، والأحسن الوقف على: بفاحشة مبينة {وَتِلْكَ حُدُودُ اللََّهِ}
__________
(1) وهي مدنية، وهي إحدى عشرة آية في البصري، واثنتا عشرة في الباقي، والخلاف في ثلاث آيات: {مَخْرَجاً} [2] مكي، كوفي وإسماعيل. {الْأَلْبََابِ} [10] مدني، {الْيَوْمِ الْآخِرِ}
[2] شامي، وانظر: «التلخيص» (439).(1/789)
بالارتياب جهل عدّتهنّ، أي: إن جهلتم عدّتهنّ فهي ثلاثة أشهر، وليس المراد بالارتياب الشك في كونهنّ حاملات أم لا، وقيل إن ارتبتم، أي: تيقنتم فهو من الأضداد {حَمْلَهُنَّ} تامّ، ومثله: يسرا وكذا: أنزله إليكم، للابتداء بالشرط {أَجْراً} كاف {مِنْ وُجْدِكُمْ} جائز، على استئناف النهي، وهو الطاقة والغنى {عَلَيْهِنَّ} حسن، ومثله: حملهنّ {أُجُورَهُنَّ} جائز {بِمَعْرُوفٍ} حسن {لَهُ أُخْرى ََ} تامّ، على استئناف الأمر واللام لام الأمر {مِنْ سَعَتِهِ} تامّ، للابتداء بالشرط {مِمََّا آتََاهُ اللََّهُ} حسن، ومثله: ما آتاها {يُسْراً} كاف {نُكْراً} حسن، ومثله: وبال أمرها {خُسْراً} كاف، على استئناف ما بعده، والوبال في كلام العرب الثقل وفي الحديث «أيما مال زكى رفع الله وبلته» ومنه قول الشاعر: [الوافر] محمد تفد نفسك كلّ نفس ... إذا ما خفت من أمر وبالا
{شَدِيداً} كاف، على استئناف ما بعده {الْأَلْبََابِ} حسن، قاله بعضهم، وقال نافع: الوقف على: الذين آمنوا، وهو أليق، لأنه يجعل الذين آمنوا متصلا بأولى الألباب، ثم يبتدئ. قد أنزل الله إليكم ذكرا، وهو تامّ، إن نصب رسولا بالإغراء، أي: عليكم رسولا، أي: اتبعوا رسولا، وكذا إن نصب بنحو أرسل رسولا، أو بعث رسولا، لأنّ الرسول لم يكن منزلا، وليس بوقف إن
تامّ، وكذا: فقد ظلم نفسه، وأمرا {ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} كاف، وكذا: لله {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} تامّ {يَحْتَسِبُ} حسن، وكذا: فهو حسبه {أَمْرِهِ} كاف {قَدْراً} تامّ، وكذا: واللائي لم يحضن، أي: كذلك، ولا يبعد جواز الوقف على فعدّتهنّ ثلاثة أشهر {أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} كاف، وكذا: يسرا {أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ} تامّ {أَجْراً} حسن {لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} كاف، وكذا: حملهن {أُجُورَهُنَّ} صالح {بِمَعْرُوفٍ} كاف {لَهُ أُخْرى ََ} تامّ {مِنْ سَعَتِهِ} حسن، وكذاك مما آتاه الله {إِلََّا مََا آتََاهََا} تامّ، وكذا: يسرا، ونكرا {وَبََالَ أَمْرِهََا} صالح {خُسْراً} حسن {شَدِيداً} كاف(1/790)
إن نصب رسولا بذكرا، أي: أنزل عليكم أن تذكروا رسولا، أو على أنه بدل منه أو صفة، ومعناه ذا رسول فحذف ذا وأقيم رسولا مقامه نحو: واسأل القرية، فعلى هذه التقديرات لا يوقف على ذكرا، ولا على: مبينات، لأنه لا يبتدأ بلام العلة {إِلَى النُّورِ} تامّ، ولا يوقف على الأنهار، لأن خالدين حال من جنات، ولا يوقف على: خالدين و {أَبَداً} حسن {لَهُ رِزْقاً} تامّ {مِثْلَهُنَّ} كاف، إن علق لتعلموا بقوله: يتنزل أو بمحذوف، وليس بوقف إن علق بخلق، ولا يوقف على: بينهنّ، ولا على: قدير، آخر السورة تامّ.
سورة التحريم مدنية (1)
اثنتا عشرة آية إجماعا، كلمها مائتان وسبع وأربعون كلمة، وحروفها ألف ومائة وستون حرفا كحروف سورة الطلاق.
{مََا أَحَلَّ اللََّهُ لَكَ} تامّ، عند محمد بن عيسى، وليس الأمر كما قال، لأن تبتغي في موضع الحال قد عمل فيه ما قبله {أَزْوََاجِكَ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {تَحِلَّةَ أَيْمََانِكُمْ} حسن {مَوْلََاكُمْ} أحسن مما قبله {الْحَكِيمُ} كاف {حَدِيثاً} جائز، على القراءتين في عرّف بتشديد الراء
{الَّذِينَ آمَنُوا} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف. وقيل: تامّ {ذِكْراً} تامّ، إن نصب رسولا بالإغراء، أي: عليكم رسولا، أو بنحو أرسل رسولا، وإن نصب بذكرا، أو على أنه بدل منه بجعله بمعنى الرسالة، أو على أنه مفعول معه لأنزل لم يكن ذلك وقفا {إِلَى النُّورِ}
تامّ، وكذا: رزقا {مِثْلَهُنَّ} كاف، آخر السورة تامّ.
سورة التحريم مدنية {أَزْوََاجِكَ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {تَحِلَّةَ أَيْمََانِكُمْ} حسن، عند بعضهم، والأحسن الوقف على: مولاكم، وهو قول أبي حاتم {الْحَكِيمُ} كاف، وكذا: عن
__________
(1) مدنية باتفاق وآياتها اثنتا عشرة آية إجماعا.(1/791)
وبتخفيفها، وقرأ الكسائي بالتخفيف، والباقون بالتشديد {وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} حسن، ومثله: من أنبأك هذا {الْخَبِيرُ} تامّ {قُلُوبُكُمََا} حسن {هُوَ مَوْلََاهُ} كاف، عند يعقوب، وقال نافع: تامّ، لأنه انقضاء نعتهنّ، وما بعده مستأنف، يريد أن مولى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو الله تعالى كقوله: نعم المولى ونعم النصير، ثم قال تعالى وجبريل على الابتداء والخبر ظهير: قاله أبو العلاء الهمداني، والأكثر على أن الوقف على: وصالح المؤمنين، ثم يبتدئ والملائكة {ظَهِيرٌ} كاف، ولا وقف من قوله: عسى ربه إلى قوله: وأبكارا، فلا يوقف على: منكنّ، لأن مسلمات وما بعدها صفة لقوله أزواجا وأبكارا معطوف على: ثيبات وهذا تقسيم للأزواج، وقيل: الواو في وأبكارا واو الثمانية، والصحيح أنها للعطف، ويجوز الوقف على: وأهليكم، وعلى: نارا، وفي ذلك نظر، لأن {قُوا} يتعدّى لمفعولين: الأول أنفسكم، والثاني نارا، فأهليكم عطف على: أنفسكم. ومعنى وقايتهم حملهم على الطاعة، فيكون ذلك وقاية بينهنّ وبين النار، لأن ربّ المنزل راع ومسئول عن رعيته {وَالْحِجََارَةُ} حسن، ومثله: شداد. وقيل في قوله: عليها تسعة عشر، هؤلاء الرؤساء ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة، وقوّته أن يضرب بالمقمعة فيدفع بتلك الضربة سبعين ألفا فيهوون في النار، لكل واحد تسعة عشر يدا، أصابعها بعدد من في النار {مََا أَمَرَهُمْ} جائز، وانتصب ما أمرهم على البدل، أي: لا يعصون أمره {مََا يُؤْمَرُونَ} تامّ {الْيَوْمَ} جائز. وقال نافع:
تامّ {تَعْمَلُونَ} تامّ {نَصُوحاً} كاف، على استئناف ما بعده. وقيل: لا يجوز، لأن قوله: {عَسى ََ} في موضع الجواب لتوبوا {الْأَنْهََارُ} جائز.
بعض {الْخَبِيرُ} حسن {قُلُوبُكُمََا} صالح {وَصََالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} كاف {ظَهِيرٌ} تامّ، وكذا: وأبكارا {وَالْحِجََارَةُ} كاف {مََا أَمَرَهُمْ} مفهوم {مََا يُؤْمَرُونَ} تامّ {لََا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ} صالح {تَعْمَلُونَ} تامّ {نَصُوحاً} كاف {الْأَنْهََارُ} صالح(1/792)
وقيل: لا يجوز، لأن قوله {يَوْمَ لََا يُخْزِي اللََّهُ النَّبِيَّ} ظرف لما قبله: والمعنى:
ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار في هذا اليوم {يَوْمَ لََا يُخْزِي اللََّهُ النَّبِيَّ} قيل: تامّ، على أن قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا} في موضع رفع على الابتداء والخبر قوله: نورهم يسعى، ويكون النور للمؤمنين خاصة وقيل:
الوقف على يوم لا يخزي الله النبيّ {وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} تامّ. قال يحيى بن نصير النحوي: تمّ الكلام هنا، ويكون قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} معطوفا على النبيّ، أو مبتدأ والخبر محذوف، والمعنى يوم لا يخزي الله النبيّ والذين آمنوا معه لا يخزون، فعلى هذا يكون نورهم مستأنفا، وهذا أوجه من الأول وإن جعل والذين آمنوا معه مبتدأ والخبر نورهم يسعى، فلا يوقف على معه {وَبِأَيْمََانِهِمْ} حسن {وَاغْفِرْ لَنََا} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {وَالْمُنََافِقِينَ} جائز، ومثله: واغلظ عليهم {جَهَنَّمُ} كاف، عند أبي حاتم {الْمَصِيرُ} تامّ {وَامْرَأَتَ لُوطٍ} حسن، لأن الجملة لا تكون صفة للمعرفة، وليس بوقف إن جعلت الجملة مفسرة، لضرب المثل، ومثله في الحسن {فَخََانَتََاهُمََا} على استئناف ما بعده {الدََّاخِلِينَ} تامّ {امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} ليس بوقف، لتعلق إذ بما قبلها {الظََّالِمِينَ} كاف، إن نصب {وَمَرْيَمَ} بفعل مقدّر، فهي مفعول به وهو من عطف الجمل، وعطف الجمل من مقتضيات الوقف، وجائز إن عطف ومريم على امرأة فرعون، لأنه رأس آية، ولا يوقف على: أحصنت فرجها، لمكان الفاء {مِنْ رُوحِنََا} جائز {وَكُتُبِهِ} حسن، على القراءتين، قرأ أبو عمرو وحفص بالجمع، والباقون بالإفراد، لأنه مصدر يدل على القليل والكثير بلفظه.
{وَبِأَيْمََانِهِمْ} كاف، وكذا. واغفر لنا {قَدِيرٌ} تامّ {جَهَنَّمُ} كاف {الْمَصِيرُ} تامّ {وَامْرَأَتَ لُوطٍ} كاف {مَعَ الدََّاخِلِينَ} حسن {الظََّالِمِينَ} كاف، إن نصب {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرََانَ} بإضمار اذكر، وجائز إن عطف على: امرأت فرعون، لأنه عطف جملة(1/793)
واتفق علماء الرسم على كتابه: امرأت نوح، وامرأت لوط، و: امرأت فرعون، وكذا كل امرأة ذكرت مع زوجها فهي بالتاء المجرورة، آخر السورة، تامّ.
سورة الملك مكية (1)
ثلاثون آية، وكلمها ثلاثمائة وخمس وثلاثون كلمة، وحروفها ألف وثلاثمائة وثلاثة عشر حرفا.
{بِيَدِهِ الْمُلْكُ} حسن {قَدِيرٌ} تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ، وكاف إن جعل خبر مبتدإ محذوف أو نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل نعتا أو بدلا، ولا يوقف على: ليبلوكم، لأن الفاء فيما بعده {أَحْسَنُ عَمَلًا} حسن {الْغَفُورُ} كاف، إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هو الذي، أو نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل نعتا لما قبله أو بدلا منه {طِبََاقاً} كاف، ومثله: من تفاوت على القراءتين. قرأ الأخوان من تفوّت بتشديد الواو دون الألف، والباقون بتخفيفها وبالألف، وهما بمعنى واحد، ومن تفاوت مفعول ترى، ومن زائدة، والمعنى ما ترى يا ابن آدم فيما خلق الرحمن من تناقض ولا اعوجاج ولا خلل بوجه ما {مِنْ فُطُورٍ} جائز {كَرَّتَيْنِ} ليس بوقف، لأن ما بعده جواب الأمر {وَهُوَ}
على جملة، آخر السورة، تامّ.
سورة الملك مكية {قَدِيرٌ} كاف، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل نعتا للذي بيده الملك، وكذا الحكم في: الغفور {طِبََاقاً} كاف، وكذا: من تفاوت {وَهُوَ حَسِيرٌ} تام {لِلشَّيََاطِينِ} كاف {السَّعِيرِ} تام، لمن قرأ عذاب جهنم بالرفع، وإن
__________
(1) وهي مكية باتفاق، وهي ثلاثون وآية في المكي والمدني الأخير، وثلاثون في الباقي والخلاف في آية {جََاءَنََا نَذِيرٌ} [9] مكي وإسماعيل.(1/794)
{حَسِيرٌ} تامّ {بِمَصََابِيحَ} جائز {لِلشَّيََاطِينِ} حسن {السَّعِيرِ} تامّ لمن قرأ عذاب جهنم بالرفع، وليس بوقف على قراءة الأعرج عذاب جهنم بالنصب عطفا على عذاب السعير {جَهَنَّمَ} كاف {الْمَصِيرُ} تامّ ومثله:
من الغيظ، عند أبي حاتم {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} كاف، لأن قالوا وما بعده جواب الاستفهام واعتراف بمجيء النذير لهم، وفيه دليل على جواز الجمع بين حرف الجواب ونفس الجملة المجاب بها، إذ لو قالوا بلى لفهم المعنى، ولكنهم أظهروه تحسرا وزيادة في غمهم على تفريطهم في قبول النذير، ونذير الثاني عدّه المدني الأخير رأس آية، فعلى قوله تكون السورة إحدى وثلاثين آية {مِنْ شَيْءٍ} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل {إِنْ أَنْتُمْ}
مفعول قلنا أو مفعول قول الخزنة المحذوف، أي: قالت الخزنة إن أنتم، أو هو من قول الكفار للرسل الذين جاءوا نذرا لهم أنكروا أن الله أنزل شيئا {كَبِيرٍ} كاف {أَوْ نَعْقِلُ} ليس بوقف، لأن جواب لو ما بعده {فِي أَصْحََابِ السَّعِيرِ} كاف {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ} حسن {لِأَصْحََابِ السَّعِيرِ}
تامّ {بِالْغَيْبِ} ليس بوقف، لأن خبر إنّ لم يأت بعد {كَبِيرٌ} تامّ {أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} كاف {الصُّدُورِ} تامّ {مَنْ خَلَقَ} حسن، لتناهي الاستفهام {الْخَبِيرُ} تامّ {ذَلُولًا} جائز {فِي مَنََاكِبِهََا} ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله {مِنْ رِزْقِهِ} كاف {النُّشُورُ} تامّ، قرأ قنبل {النُّشُورُ}، و {أَمِنْتُمْ} بواو مفتوحة بدل من همزةء أمنتم في الوصل خاصة {بِكُمُ}
قرئ بالنصب فجائز {جَهَنَّمَ} كاف، وكذا: المصير، ومن الغيظ، ونذير. وقيل الوقف على: بلى وهو جائز {كَبِيرٍ} كاف، وكذا: السعير، و: فاعترفوا بذنبهم {لِأَصْحََابِ السَّعِيرِ} تام {كَبِيرٌ} كاف {أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} صالح {بِذََاتِ الصُّدُورِ} حسن {الْخَبِيرُ} تام {مِنْ رِزْقِهِ} كاف {النُّشُورُ} حسن {حََاصِباً} كاف {كَيْفَ نَذِيرِ} تام، وكذا: نكير، ويقبضن، و: إلا الرحمن {بَصِيرٌ} كاف، وكذا: من دون(1/795)
{الْأَرْضَ} جائز، أي: يجعل الأرض مخسوفة بكم إن عصيتم {تَمُورُ} رأس آية، وليس بوقف، وقوله: أن يرسل، وأن يخسف بدلان من من في السماء بدل اشتمال، أي: أمنتم خسفه وإرساله. قاله أبو البقاء، أو هو على حذف من أي أمنتم من الخسف والإرسال والأول أظهر، ومعنى تمور تتحرك عند الخسف بهم {حََاصِباً} كاف، للابتداء بالتهديد {كَيْفَ نَذِيرِ} تامّ، ومثله: كيف كان نكير، وكذا: ويقبضن، عند أبي حاتم ونافع، والوقف على: الرحمن، وبصير، ومن دون الرحمن، وفي غرور، كلها وقوف كافية، لأن أم في الأخير تصلح استفهاما مستأنفا وتصلح جوابا للأولى {إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ} حسن، ومثله: ونفور. وقيل: كاف {أَهْدى ََ} ليس بوقف، لأن قوله {أَمَّنْ يَمْشِي} معطوف على من الأولى كأنه قال: أأحد يمشي مكبا على وجهه أهدى أم أحد يمشي سويا معتدلا يبصر الطريق وهو المؤمن، إذ لا يوقف على المعادل دون معادله، لأن {أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا} معادل {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا} {مُسْتَقِيمٍ} تامّ {وَالْأَفْئِدَةَ} كاف، وانتصب قليلا على أنه صفة لمصدر محذوف {تَشْكُرُونَ} تامّ {فِي الْأَرْضِ} حسن {تُحْشَرُونَ} تامّ {صََادِقِينَ} كاف {عِنْدَ اللََّهِ} حسن {مُبِينٌ} كاف {الَّذِينَ كَفَرُوا}
جائز {تَدَّعُونَ} تامّ {أَوْ رَحِمَنََا} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت، وهو: فمن يجير، فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف {أَلِيمٍ} كاف {قُلْ هُوَ الرَّحْمََنُ} حسن {آمَنََّا بِهِ} أحسن منه {تَوَكَّلْنََا} كاف، للابتداء بالتهديد {مُبِينٍ} تامّ {غَوْراً} حسن، كذا رسمه شيخ الإسلام بالحسن، ولعله من حيث إن العامل قد أخذ معموليه، وذلك يقتضي الوقف، وأما من حيث أن الشرط لم يأت جوابه، فذلك يقتضي عدم الوقف، والثاني أظهر
الرحمن، وغرور، وإن أمسك رزقه {وَنُفُورٍ} حسن، وكذا: مستقيم {وَالْأَفْئِدَةَ}
كاف {مََا تَشْكُرُونَ} حسن {تُحْشَرُونَ} كاف {صََادِقِينَ} حسن، وكذا: نذير(1/796)
والله أعلم بكتابه، ومعنى {غَوْراً} غائرا، وصف الماء بالمصدر كما يقال درهم ضرب، وماء سكب، ومن اسم استفهام مبتدأ في محل رفع، ويأتيكم في محل رفع خبر، وجواب من الاستفهامية مقدّر تقديره الله ربّ العالمين، وكذا يقدّر بعد قوله: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى، وكذا بعد قوله:
أليس الله بأحكم الحاكمين، فيستحب أن يقول بلى فيها. وينبغي الفصل بالوقف بين الاستفهام وجوابه، ولا تبطل الصلاة بذلك، وانظر لو قال ذلك عند سماع ذلك من غير الإمام، آخر السورة، تامّ، كل شيء في القرآن من ذكر معين فهو الماء الجاري إلا هذا الحرف، فإن الله عنى به ماء زمزم.
سورة القلم مكية (1)
اثنان وخمسون آية إجماعا، وكلمها ثلاثمائة كلمة، وحروفها ألف ومائتان وستة وخمسون حرفا.
{وَمََا يَسْطُرُونَ} ليس بوقف، لأن جواب القسم لم يأت، وهو: {مََا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} و {بِمَجْنُونٍ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل من تمام الجواب. والكلام في {غَيْرَ مَمْنُونٍ} كالكلام فيما قبله، أي: إن جعل ما بعده مستأنفا كان كافيا، وإن جعل القسم واقعا على ما بعده لم يحسن {خُلُقٍ عَظِيمٍ} تامّ {وَيُبْصِرُونَ} تامّ، عند أبي عثمان
مبين، تدعون، و: أليم {تَوَكَّلْنََا} كاف {فِي ضَلََالٍ مُبِينٍ} حسن، آخر السورة تام.
سورة ن والقلم مكية وتقدم الكلام على نون. وقيل: هو الحوت الذي دحيت عليه الأرضون، وقيل الدواة {مََا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} جواب الأقسام، وهو وقف كاف إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل من تمام الجواب، وكذا الحكم في غير ممنون {لَعَلى ََ خُلُقٍ عَظِيمٍ} كاف، وقال أبو عمرو كأبي حاتم، تام {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} تام {بِالْمُهْتَدِينَ}
__________
(1) وهي مكية واثنان وخمسون إجماعا.(1/797)
المازني، على أن الباء في {بِأَيِّكُمُ} زائدة كأنه قال: أيكم المفتون، أي:
المجنون، وإلى هذا ذهب قتادة وأبو عبيدة معمر بن المثنى من أنها تزاد في المبتدأ، وهو ضعيف وإنما زيادتها في بحسبك درهم فقط، وقيل: الباء بمعنى في، أي: فستبصر ويبصرون في أيّ الفريقين الجنون أبالفرقة التي أنت فيها أم بفرقة الكفار، والمفتون المجنون الذي فتنه الشيطان {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} تامّ.
ورسموا بأييكم بياءين تحتيتين كما ترى {عَنْ سَبِيلِهِ} جائز {بِالْمُهْتَدِينَ} كاف {الْمُكَذِّبِينَ} حسن، على استئناف ما بعده {فَيُدْهِنُونَ} كاف، على استئناف النهي، فإن عطف على النهي الذي قبله لم يوقف على: المكذبين، ولا على: فيدهنون. قيل لو مصدرية بمعنى أن، أي: ودوا إدهانك، وإنما لم ينصب الفعل لأنه جعل خبر مبتدإ محذوف، أي:
فهم يدهنون، وفي بعض المصاحف، فيدهنوا، وقيل: نصب على التوهم كأنه توهم أنه نطق بأن، فنصب الفعل على هذا التوهم، وهذا على القول بمصدرية لو. وقيل: نصب على جواب التمني المفهوم من {وَدُّوا} وجواب لو محذوف تقديره ودّوا إدهانك، فحذف لدلالة لو وما بعدها عليه، وتقدير الجواب لسروا بذلك. قال زهير بن أبي سلمى: [الطويل] وفي الصّلح إدهان وفي العفو دربة ... وفي الصّدق منجاة من الشرّ فاصدق
ولا وقف من قوله: ولا تطع إلى زنيم، لما فيه من قطع الصفات عن الموصوف، وفيه الاقتداء بالمجرور و {زَنِيمٍ} كاف لمن قرأ {أَنْ كََانَ ذََا مََالٍ}
بهمزتين محققتين على الاستفهام التوبيخي، لأن الاستفهام له صدر الكلام، والتقدير: ألأن كان ذا مال وبنين يفعل هذا، وبها قرأ حمزة وعاصم وقرأ ابن عامر آن كان ذا مال بهمزة واحدة بعدها مدّة، وليس بوقف لمن قرأ: أن
كاف {فَيُدْهِنُونَ} حسن {مَهِينٍ} جائز {زَنِيمٍ} كاف، لمن قرأ {أَنْ كََانَ ذََا مََالٍ} على الاستفهام التوبيخي، أو على الخبر وعلقه بقال بعده، أو بجحد محذوفا،(1/798)
كان بالقصر خبرا، أي: لأن كان، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وعاصم في رواية حفص، وكذا: الكسائي عن أبي بكر عن عاصم، وحاصله أنك إن علقت أن كان بما قبله لم تقف على زنيم، وإن علقته بما بعده وقفت على زنيم {أَسََاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} كاف، على القراءتين {عَلَى الْخُرْطُومِ} تامّ {أَصْحََابَ الْجَنَّةِ} جائز، إن علق الظرف بمحذوف، وليس بوقف إن علق ببلونا قبله، ولا يوقف على مصبحين لاتساق ما بعده على ما قبله {وَلََا يَسْتَثْنُونَ} تامّ {نََائِمُونَ} جائز، ومثله: كالصريم، ولا يوقف على مصبحين، لأن أن موضعها نصب بقوله، فتنادوا على أنها مصدرية، أي:
تنادوا بهذا الكلام، وكذا: إن جعلت مفسرة، لأنه تقدّمها ما هو بمعنى القول، أي: اغدوا صارمين {صََارِمِينَ} كاف، وجواب إن كنتم محذوف، أي: فاغدوا صارمين، أي: قاطعين {يَتَخََافَتُونَ} ليس بوقف لتعلق أن بما قبلها {مِسْكِينٌ} كاف {قََادِرِينَ} حسن {لَضَالُّونَ} كاف، على قول قتادة أن الكلام عنده منقطع عما بعده، لأنهم لما رأوا الزرع قد احترق. قالوا إنا لضالون الطريق ليست بجنتنا {مَحْرُومُونَ} كاف، ومثله: تسبحون، أي: تقولون إن شاء الله {سُبْحََانَ رَبِّنََا} حسن {ظََالِمِينَ} كاف {يَتَلََاوَمُونَ} جائز {طََاغِينَ} حسن {خَيْراً مِنْهََا} أحسن مما قبله {رََاغِبُونَ} تامّ، لأنه آخر القصة، وأتمّ منه كذلك العذاب، وهو قول نافع وأبي حاتم، والظاهر أن أصحاب الجنة كانوا مؤمنين أصابوا معصية وتابوا،
وليس بوقف لمن قرأه على الخبر بقوله: ولا تطع، أو بما يدل عليه، وتقديره يعتدي ويطغى لأن كان ذا مال وبنين {أَسََاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} كاف {عَلَى الْخُرْطُومِ} تام {وَلََا يَسْتَثْنُونَ} كاف {كَالصَّرِيمِ} صالح {صََارِمِينَ} كاف، وكذا: مسكين، ومحرومون، وتسبحون، وظالمين {يَتَلََاوَمُونَ} صالح، وكذا: طاغين {رََاغِبُونَ}
حسن، وأحسن منه، كذلك العذاب {يَعْلَمُونَ} تام، وكذا: جنات النعيم {مََا لَكُمْ} جائز {كَيْفَ تَحْكُمُونَ} كاف، وكذا: تخيرون، ولما تحكمون، وأجاز(1/799)
والإشارة بكذلك إلى العذاب الذي نزل بالجنة، أي: كذلك العذاب الذي نزل بقريش بغتة، فالتشبيه تمام الكلام ثم تبتدئ {وَلَعَذََابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ} و {أَكْبَرُ}
حسن، وجواب لو محذوف: أي: لو كانوا يعلمون لما اختاروا الأدنى، ولو وصله لصار قوله: ولعذاب الآخرة أكبر معلقا بشرط أن لو كانوا يعلمون وهو محال، إذ عذاب الآخرة أشقّ مطلقا علموا أم لا {يَعْلَمُونَ} تامّ {النَّعِيمِ}
كاف {كَالْمُجْرِمِينَ} جائز، وأحسن منه مالكم، أي: أيّ شيء لكم فيما تزعمون وهو استفهام توبيخ وإنكار عليهم. ثم تبتدئ {كَيْفَ تَحْكُمُونَ}
كاف، ثم بكتهم. فقال أم لكم كتاب وهو استفهام ثالث على سبيل الإنكار عليهم أيضا {تَدْرُسُونَ} ليس بوقف، لأن إن في معنى أن المفتوحة وهي من صلة ما قبلها، وإنما كسرت لدخول اللام في خبرها والعامة على كسر إن معمولة لتدرسون، أي: تدرسون في الكتاب أن لكم ما تختارونه، فلما دخلت اللام كسرت الهمزة {لَمََا تَخَيَّرُونَ} جواب الاستفهام، وقرأ الأعرج أن لكم بالاستفهام {يَوْمِ الْقِيََامَةِ} ليس بوقف، لأن إن جواب الأيمان، والمعنى أم لكم أيمان بأن لكم، وإنما كسرت أن لدخول اللام في خبرها {لَمََا تَحْكُمُونَ}
كاف، ومثله: زعيم على استئناف ما بعده، ويبتدئ: أم لهم شركاء بمعنى ألهم شركاء {صََادِقِينَ} جائز، إن نصب يوم بمحذوف، أي: يوم يكشف يكون كيت وكيت من الأمور الشاقة، وقيل: لا يجوز لأن ما بعده ظرف لما قبله كأنه قال: فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين في هذا اليوم {فَلََا}
بعضهم الوقف على تدرسون {زَعِيمٌ} صالح ويبتدئ بأم لهم شركاء، بمعنى ألهم شركاء، وكذا: صادقين {فَلََا يَسْتَطِيعُونَ} كاف، إن نصب خاشعة بفعل مقدّر تقديره تراهم خاشعة، وليس بوقف إن نصب حالا من مرفوع يدعون {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} كاف، وكذا: وهم سالمون، والحديث {لََا يَعْلَمُونَ} جائز، وكذا: وأملي لهم {مَتِينٌ}
صالح، وكذا: مثقلون {يَكْتُبُونَ} حسن {مَكْظُومٌ} كاف {مِنَ الصََّالِحِينَ}(1/800)
{يَسْتَطِيعُونَ} كاف إن نصب خاشعة بفعل مقدّر تقديره تراهم خاشعة، وليس بوقف إن نصب حالا من الضمير في يدعون كأنه قال: فلا يستطيعون السجود في حال ما أبصارهم خاشعة {ذِلَّةٌ} جائز {وَهُمْ سََالِمُونَ} تامّ.
قال ابن جبير: كانوا يسمعون الأذان فلا يجيبون وكان كعب الأحبار يحلف أن هذه الآية نزلت في الذين يتخلفون عن الجماعات {بِهََذَا الْحَدِيثِ} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} جائز {وَأُمْلِي لَهُمْ} أكفى مما قبله {مَتِينٌ} كاف، ومثله:
مثقلون {يَكْتُبُونَ} تامّ {الْحُوتِ} جائز، لأن العامل في إذ المحذوف المضاف، أي: كحال أو قصة صاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم {مَكْظُومٌ} كاف {مِنْ رَبِّهِ} ليس بوقف، لأن جواب لولا هو ما بعدها وهو لنبذ {مَذْمُومٌ} حسن، على استئناف ما بعده {الصََّالِحِينَ} تامّ، للابتداء بالشرط {لَمََّا سَمِعُوا الذِّكْرَ} جائز {لَمَجْنُونٌ} كاف، ولا يجوز وصله، لأنه لو وصل لصار ما بعده من مقول الذين كفروا، وليس الأمر كذلك، بل هو إخبار من الله تعالى أن القرآن ذكر وموعظة للإنس والجنّ، فكيف ينسبون إلى الجنة من جاء به، آخر السورة، تام.
حسن، وكذا: لمجنون. وقال أبو عمرو: في الأول تام، وفي الثاني كاف، آخر السورة، تام.(1/801)
سورة الحاقة مكية (1)
اثنان وخمسون آية، كلمها مائتان وست وخمسون كلمة، وحروفها ألف وأربعمائة وثمانون حرفا.
{الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ} كاف، ومثله: ما الحاقة، وكذا: وعاد بالقارعة {بِالطََّاغِيَةِ} جائز {عََاتِيَةٍ} حسن {حُسُوماً} كاف {صَرْعى ََ} ليس بوقف، لأن بعده كاف التشبيه وهو صفة الصرعى كأنه قال: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهََا صَرْعى ََ} مثل أعجاز {نَخْلٍ خََاوِيَةٍ} و {خََاوِيَةٍ} حسن، وقيل: تامّ على استئناف ما بعده {مِنْ بََاقِيَةٍ} تامّ {بِالْخََاطِئَةِ} جائز {رَسُولَ رَبِّهِمْ} ليس بوقف لمكان الفاء {رََابِيَةً} تامّ {فِي الْجََارِيَةِ} ليس بوقف لتعلق اللام {وََاعِيَةٌ}
تامّ {نَفْخَةٌ وََاحِدَةٌ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، ومثله في عدم الوقف الوقف على دكة واحدة، لأن قوله: فيومئذ جواب إذا {الْوََاقِعَةُ}
كاف، ومثله: واهية {عَلى ََ أَرْجََائِهََا} جائز {ثَمََانِيَةٌ} كاف، على استئناف ما بعده، لأن يومئذ ليس بدلا من الأوّل لاختلاف عاملهما وليس بوقف إن أبدل مما قبله، لأن تعرضون جواب. فإذا نفخ، وقيل: جوابها وقعت الواقعة، وتعرضون مستأنف {خََافِيَةٌ} تامّ {فَيَقُولُ هََاؤُمُ} حسن، ثم تبتدئ: اقرءوا كتابيه، ومعنى هاؤم تناولوا {كِتََابِيَهْ} كاف، ومثله:
سورة الحاقة مكية {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ} كاف {وَمََا أَدْرََاكَ مَا الْحَاقَّةُ} تام {بِالْقََارِعَةِ} كاف {بِالطََّاغِيَةِ} جائز {عََاتِيَةٍ} حسن {حُسُوماً} كاف {بََاقِيَةٍ} تام {رََابِيَةً} حسن
__________
(1) وهي خمسون وآيتان في الحجازي والكوفي، وآية في البصري والشامس. والخلاف في آيتين:
{الْحَاقَّةُ} [1] كوفي، {بِشِمََالِهِ} [25] حجازي، وانظر: «التلخيص» (444).(1/802)
حسابيه، وكذا: عالية ودانية {فِي الْأَيََّامِ الْخََالِيَةِ} تامّ {بِشِمََالِهِ} ليس بوقف، لأن جواب أما ما بعده {كِتََابِيَهْ} جائز {مََا حِسََابِيَهْ} كاف {الْقََاضِيَةَ} حسن، ومثله: ماليه {سُلْطََانِيَهْ} كاف، ولا وقف من قوله:
خذوه إلى فاسلكوه لاتساق الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على فعلوه، ولا على صلوه، ولا على ذراعا، قيل جميع أهل النار في تلك السلسلة، وقال كعب الأحبار، لو جمع حديد الدنيا ما عدل حلقة منها سبعون ذراعا بذراع الملك {فَاسْلُكُوهُ} كاف ولا يوقف على العظيم لعطف ما بعده على ما قبله {الْمِسْكِينِ} كاف، ولا يوقف على قوله: فليس له اليوم إلى الخاطئون، فلا يوقف على حميم لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على غسلين، لأن ما بعده صفة له، فلا يفصل بين الصفة والموصوف بالوقف {الْخََاطِؤُنَ} كاف، ووصله أولى، ووقف بعضهم على فلا ردّا لكلام المشركين، ثم يبتدئ أقسم ووصله أولى وإن كان له معنى، ولا يوقف على وما لا تبصرون، لأن جواب القسم لم يأت بعد، وهو قوله: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} و {كَرِيمٍ} كاف، ومثله:
بقول شاعر، وكذا: ما تؤمنون، ومثله بقول كاهن، وكذا: ما تذكرون، وانتصب قليلا فيهما بفعل مضمر، أي: أيمانكم وتذكركم معدومان أو انتصب قليلا على أنه صفة لمصدر محذوف أو لزمان لمحذوف، أي: تؤمنون إيمانا قليلا أو زمانا قليلا، وكذا: يقال في قليلا ما تذكرون، وما يحتمل أن تكون نافية فينتفي إيمانهم بالكلية، ويحتمل أن تكون مصدرية فيتصف بالقلة، قرأ ابن كثير وابن عامر يؤمنون ويذكرون بالتحتية، والباقون بالفوقية {الْعََالَمِينَ} تامّ {الْأَقََاوِيلِ} ليس بوقف، لأن جواب لو لم يأت، وهو لأخذنا، ومثله: في عدم الوقف باليمين لاتساقه على ما قبله {الْوَتِينَ}
{وََاعِيَةٌ} تام {الْوََاقِعَةُ} مفهوم، وكذا: على أرجائها {خََافِيَةٌ} تامّ {كِتََابِيَهْ}
صالح {حِسََابِيَهْ} مفهوم {دََانِيَةٌ} حسن {الْخََالِيَةِ} تام {سُلْطََانِيَهْ} كاف،(1/803)
حسن، والوتين، نياط القلب إذا انقطع لم يعش صاحبه {حََاجِزِينَ} كاف، ومثله: للمتقين {مُكَذِّبِينَ} جائز، وقيل: لا يجوز، لأن المعنى وإن التكذيب يوم القيامة لحسرة وندامة {عَلَى الْكََافِرِينَ} وهو كاف، على الوجهين، ومثله: الحقّ اليقين، آخر السورة: تامّ.
سورة المعارج مكية (1)
أربع وأربعون آية، وكلمها مائتان وسبع عشرة كلمة، وحروفها ثمانمائة وأحد وستون حرفا.
{وََاقِعٍ لِلْكََافِرينَ} حسن، وقيل الوقف بعذاب واقع، وهو رأس آية، ثم قال: للكافرين ليس له دافع، أي: ليس له دافع من الكافرين في الآخرة، ويجوز أن يجعل للكافرين جوابا بعد سؤال كأنه قال: قل يا محمد لهذا السائل يقع العذاب للكافرين، أي: بعذاب كائن للكافرين، أو هو للكافرين فقوله: للكافرين صفة لعذاب. وقال الأخفش: الوقف الجيد ذي المعارج، وقوله: تعرج الملائكة مستأنف، وقيل: لا يوقف من أوّل السورة إلى ألف سنة وهو، تامّ، ومثله: جميلا، وكذا: قريبا إن نصب يوم بمقدّر، أي: احذروا يوم تكون السماء كالمهل، وليس بوقف إن أبدل من ضمير نراه إذا كان عائدا على يوم القيامة {كَالْعِهْنِ} حسن، ومثله: جميعا وما بعده استئناف كلام. قرأ
وكذا: فاسلكوه، والمسكين {الْخََاطِؤُنَ} حسن، وكذا: كريم {شََاعِرٍ} كاف، وكذا:
تؤمنون، وكاهن، وتذكرون {مِنْ رَبِّ الْعََالَمِينَ} حسن، وكذا: حاجزين {لِلْمُتَّقِينَ}
كاف، وكذا: مكذبين، والكافرين {لَحَقُّ الْيَقِينِ} حسن، آخر السورة تامّ.
سورة المعارج مكية {لِلْكََافِرينَ} صالح {الْمَعََارِجِ} حسن {خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} تامّ، وكذا: جميلا،
__________
(1) وهي مكية، وهي أربعون وأربع غير شامي، وثلاث في الشامي والخلاف في آية {أَلْفَ سَنَةٍ}
[4] غير شامي.(1/804)
العامة يسأل مبنيا للفاعل، وقرأ أبو جعفر وغيره: مبنيا للمفعول {يُبَصَّرُونَهُمْ} حسن {ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلََّا} حسن، عند الأخفش والفراء وأبي حاتم السجستاني، وكلا بمعنى لا فكأنه قال: لا ينجيه أحد من عذاب الله.
ثم ابتدأ {إِنَّهََا لَظى ََ} و {لَظى ََ} كاف، لمن رفع نزاعة خبر مبتدإ محذوف، أي:
هي نزاعة، وكذا: من نصبها بتقدير أعني أو نصبها على الاختصاص وليس بوقف لمن رفعها على أنها خبر لظى. وجعل الهاء في إنها للقصة كأنه قال:
كلا إن القصة لظى نزاعة للشوى، ومثل ذلك من جعل نزاعة بدلا من لظى أو جعلها خبرا ثانيا لإنّ، وقرأ حفص نزاعة بالنصب حالا من الضمير المستكن في لظى، لأنها وإن كانت علما فلا تتحمل الضمير فهي جارية مجرى المشتقات كالحاث والعباس {لِلشَّوى ََ} حسن، على استئناف ما بعده، والشوى الأطراف، اليدان والرجلان وجلدة الرأس، وكل شيء لا يكون مقتلا {فَأَوْعى ََ} تامّ، ولا وقف من قوله: إن الإنسان إلى دائمون، فلا يوقف على هلوعا، لأن ما بعده تفسير له، لأن الإنسان لما كان الجزع والمنع متمكنين فيه جعل كأنه خلق مجبولا عليهما، ولا يوقف على منوعا للاستثناء، ولا على المصلين لأن ما بعده من صفتهم {دََائِمُونَ} كاف، ومثله: والمحروم، وكذا:
بيوم الدين {مُشْفِقُونَ} حسن، ومثله: غير مأمون، ولا يوقف على {حََافِظُونَ} للاستثناء {غَيْرُ مَلُومِينَ} حسن، والوقف على العادون، وراعون، وقائمون، ويحافظون كلها وقوف حسان {فِي جَنََّاتٍ مُكْرَمُونَ}
تامّ. وتقدم أن رسم، فمال هؤلاء القوم في النساء ومال هذا الكتاب في الكهف ومال هذا الرسول في الفرقان، وفمال الذين كفروا هنا كلمتان، ما كلمة، ول كلمة وقف أبو عمرو على ما والكسائي بخلاف عنه، والباقون
وقريبا، و: يبصرونهم، وينجيه، وكلا، لكن لا يجمع بين الأخيرين، والوقف على الأخير أولى من ينجيه {لَظى ََ} كاف، لمن رفع نزاعة أو نصبها بأعني، وليس بوقف على نصبها حالا {فَأَوْعى ََ} تامّ {دََائِمُونَ} كاف، وكذا: والمحروم و {بِيَوْمِ الدِّينِ} {مُشْفِقُونَ} حسن،(1/805)
على اللام. وقال ابن الجزري: اختار الوقف على مال كل القراء، فمن وقف على ما ابتدأ بما بعدها، ومن وقف على اللام ابتدأ بما بعدها، واتفقوا على كتابة اللام منفصلة وتقدم ما يغني عن إعادته، وإنما أعدته للإيضاح {عِزِينَ} كاف {جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلََّا} تامّ، عند نافع ردّا لما قبلها، ويجوز الوقف على نعيم والابتداء بما بعدها على معنى إلا {مِمََّا يَعْلَمُونَ} كاف {لَقََادِرُونَ} ليس بوقف لتعلق الجار {خَيْراً مِنْهُمْ} ليس بوقف، لأن الواو للحال {بِمَسْبُوقِينَ} كاف {يُوعَدُونَ} جائز، لأن يوم بدل من يومهم {يُوفِضُونَ} كاف، إن نصب خاشعة بترهقهم، وليس بوقف إن نصب على الحال {ذِلَّةٌ} تامّ، على قراءة الجمهور ذلة منونا {ذََلِكَ الْيَوْمُ} برفع الميم مبتدأ وخبر، وليس بوقف على قراءة يعقوب بإضافة ذلة إلى ذلك وجرّ الميم، لأنه صفة لذلك والذي نعت لليوم، آخر السورة، تامّ.
سورة نوح عليه السلام مكية (1)
ثلاثون آية، كلمها مائتان وأربع وعشرون كلمة، وحروفها تسعمائة وعشرون حرفا.
{أَلِيمٌ} كاف {مُبِينٌ} حسن، إن جعلت أن تفسيرية بمعنى أي:
وكذا: غير مأمون، وغير ملومين {العََادُونَ} كاف، وكذا: رادعون، وقائمون، ويحافظون {مُكْرَمُونَ} تامّ {عِزِينَ} حسن {جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلََّا} تامّ، وقيل كلا بمعنى حقا، وقيل:
بمعنى إلا فالوقف فيهما على جنة نعيم {مِمََّا يَعْلَمُونَ} حسن، وكذا: بمسبوقين {يُوعَدُونَ} صالح، وكذا: يوفضون {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} تامّ، وكذا: آخر السورة.
سورة نوح عليه السلام مكية {أَلِيمٌ} كاف {إِلى ََ أَجَلٍ مُسَمًّى} حسن، وكذا: تعلمون
__________
(1) وهي ثمان وعشرون في الكوفي وتسع في البصري والشامي، وثلاثون في الباقي، والخلاف في أربع: {سُوََاعاً} [23] {فَأُدْخِلُوا نََاراً} [25] غير كوفي {وَنَسْراً} [23] كوفي وإسماعيل، {كَثِيراً} [24] مدني، مكي، وانظر: «التلخيص» (446).(1/806)
اعبدوا الله، وليس بوقف إن جعلت مصدرية، أي: أرسلناه بأن قلنا له أنذر، أي: أرسلناه بالأمر بالإنذار {وَاتَّقُوهُ} جائز، ولا يوقف على وأطيعون، لأن يغفر بعده مجزوم، لأنه جواب الأمر {مُسَمًّى} كاف {لََا يُؤَخَّرُ} جائز، لأن لو جوابها محذوف تقديره لو كنتم تعلمون لبادرتم إلى طاعته وتقواه {تَعْلَمُونَ} حسن، ومثله: ونهارا {إِلََّا فِرََاراً} كاف، ومثله: استكبارا {جِهََاراً} جائز {إِسْرََاراً} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، ومثله:
في عدم الوقف غفارا، وكذا مدرارا، وبنين لعطفهما على الجواب {أَنْهََاراً}
كاف، للابتداء بالاستفهام {وَقََاراً} جائز، على استئناف ما بعده {أَطْوََاراً} تام {طِبََاقاً} حسن، ومثله: نورا، وكذا: سراجا، ومثله: نباتا {إِخْرََاجاً} تام {بِسََاطاً} ليس بوقف لتعلق اللام {فِجََاجاً} تامّ {عَصَوْنِي} جائز {إِلََّا خَسََاراً} حسن {كُبََّاراً} كاف: على استئناف ما بعده وليس بوقف إن عطف على ما قبله {آلِهَتَكُمْ} جائز {وَنَسْراً} تامّ، عند الأخفش ونافع، لأن ما بعده ليس معطوفا على المقول {كَثِيراً} حسن، ومثله: إلا ضلالا {نََاراً} جائز على القراءتين، قرئ خطئاتهم جمع تصحيح مجرور بالكسرة الظاهرة. وقرأ أبو عمرو خطاياهم جمع تكسير مجرور بالكسرة المقدرة على الألف وهو بدل من ما {أَنْصََاراً} حسن، ومثله ديارا {كَفََّاراً} أحسن مما قبله، لأن الله أخبر نوحا أنهم لا يلدون مؤمنا، كان الرجل منهم ينطلق إلى نوح بابنه فيقول له احذر هذا. فإن أبي حذرنيه فيموت الكبير وينشأ الصغير على ذلك. قاله النكزاوي {وَالْمُؤْمِنََاتِ} تامّ، ومثله: آخر السورة.
{فِرََاراً} كاف، وكذا: استكبارا {جِهََاراً} صالح، وكذا: أنهارا {أَطْوََاراً} تامّ {سِرََاجاً} حسن {إِخْرََاجاً} تامّ، وكذا: فجاجا {كُبََّاراً} كاف {وَنَسْراً} تامّ، وكذا: كثيرا، وضلالا، وأنصارا {دَيََّاراً} حسن {كَفََّاراً} أحسن منه {وَالْمُؤْمِنََاتِ}
تامّ، وكذا: آخر السورة.(1/807)
سورة الجن مكية (1)
عشرون وثمان آيات إجماعا، وكلمها مائتان وخمس وثمانون كلمة، وحروفها سبعمائة وتسعة وخمسون حرفا.
يبنى الوقف والوصل في هذه السورة على قراءة إن بالفتح والكسر، فمن فتح عطفها على الهاء من قوله: آمنا به وهو ضعيف عند أهل البصرة، لأن الظاهر لا يعطف على المضمر المجرور، ولا يتم الوقف لمن فتح أن ومن أضمر معها فعلا ساغ للابتداء بها سواء كانت مفتوحة أو مكسورة. قال الهمداني:
وقد يجوز أن يكون معطوفا على موضع الباء والهاء، وذلك أن {فَآمَنََّا بِهِ}
في تقدير: فصدّقناه. أو صدّقنا أنه، وإن شئت عطفته على: أوحي إليّ أنه، ومن كسرها عطفها على قوله: فقالوا إنا سمعنا، فالمضمر مع المفتوحة آمنا به وأوحي إليّ ومع المكسورة فعلى القول، وعدّتها اثنتا عشرة، وقد قرأ ابن كثير وأبو عمرو جميع ما في هذه السورة بالكسر إلا أربعة مواضع، وهي: أنه استمع، وأن لو استقاموا على الطريقة، وأن المساجد لله، وأنه لما قام عبد الله يدعوه، ردّا إلى أوحي، وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم مثل قراءة ابن كثير وأبي عمرو إلا موضعا واحدا، وهو: وأنه لما قام عبد الله يدعوه، فإنهما كسرا هذا الحرف وفتحا الثلاثة {فَآمَنََّا بِهِ} كاف، ومثله: بربنا أحدا، لمن قرأ وإنه بالكسر، وليس بوقف فيهما لمن قرأه بالفتح بمعنى: قل أوحي إليّ أنه استمع، وأنه تعالى جدّ ربنا إلى آخرها. وملخصه ما كان بمعنى القول كسر، وما كان
سورة الجن مكية {فَآمَنََّا بِهِ} كاف، وكذا: أحدا. هذا لمن قرأ إنه بالكسر، فإن قرأه بالفتح
__________
(1) وهي ثمان وعشرون إلا أن ابن الجوزي وابن البنا ذكرا أن عدد آياتها عند البزي سبع وعشرون آية، وانظر فنون الأفنان (317)، والإتحاف (425)، واختلفوا في آيتين: «من الله أحد» مكي {مُلْتَحَداً} [22] غير مكي.(1/808)
بمعنى الوحي فتح، والمراد بقوله {جَدُّ رَبِّنََا} عظمته وجلاله، ومنه: جدّ الرجل عظم، وفي الحديث «كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا» أي: عظم قدره في أعيننا، والمراد قدرة ربنا أو فعله أو نعماؤه أو ملكه {وَلََا وَلَداً} كاف، وشططا، وكذبا، ورهقا، وأحدا، وشهبا، ورصدا، ورشدا، وقددا، وهربا، ورهقا، ورشدا كلها وقوف كافية و {حَطَباً} جائز {غَدَقاً}
ليس بوقف لتعلق اللام {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله:
صعدا، على قراءة من قرأ وإنه بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن فتحها عطفا على ما قبلها، أي: فلا تدعوا مع الله أحدا، لأن المساجد لله {أَحَداً}
كاف، لمن قرأ إنه بالكسر، وليس بوقف لمن عطفه على: وأن المساجد {لِبَداً} حسن {أَدْعُوا رَبِّي} ليس بوقف، لاتساق ما بعده {أَحَداً}
كاف، ومثله: رشدا {مِنَ اللََّهِ أَحَدٌ} ليس بوقف، لاتساق ما بعده {مُلْتَحَداً} ليس بوقف للاستثناء {وَرِسََالََاتِهِ} تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: أبدا، إن علقت حتى بمحذوف أو جعلت حرف ابتداء يصلح أن يجيء بعدها المبتدأ والخبر، ومع ذلك فيها معنى الغاية، فهي متعلقة بقوله:
لبدا، أي: يكونون متظاهرين، حتى إذا رأوا العذاب فسيعلمون عند حلوله {مَنْ أَضْعَفُ نََاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً} و {عَدَداً} كاف، ومثله: أمدا، إن رفع {عََالِمُ الْغَيْبِ} خبر مبتدإ محذوف، أي: هو عالم، وليس بوقف إن جعل نعتا لربي، أو بدلا منه، ولا يوقف على: من رسول للاستثناء، ومنهم من جعل إلا بمعنى الواو، وأن التقدير فلا يظهر على غيبه أحدا ومن ارتضى من رسول فإنه
بمعنى: قل أوحي إليّ أنه استمع، وأنه تعالى، لم يقف عليهما، وكذا: الحكم في بقية الآيات التي بعدها، وإما، أو وإنه، أو وإنهم مما يكسر ويفتح، وعدّتها اثنتا عشرة {وَلََا وَلَداً} كاف، وكذا: شططا، وكذبا، ورهقا، وأحدا، وشهبا، ورصدا، ورشدا، وقددا، وهربا، ورهقا، ورشدا {حَطَباً} صالح {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} تامّ، وكذا: صعدا {مَعَ اللََّهِ أَحَداً} كاف {لِبَداً} حسن، وكذا: أحدا {وَرِسََالََاتِهِ} تامّ، وكذا: فيها أبدا، وأقل(1/809)
يسلك. قاله الهمداني، وهو يفيد نفي اطلاع الرسل على غيبه، لأن غيبه مفرد مضاف، فيعم كل فرد فرد من المخلوقات، إذ الغيوب كلها لم يطلع عليها أحد من خلقه، وهو مخالف للآية، ومفاد الآية على أنه متصل فلا يظهر على غيبه المخصوص أحدا إلا من ارتضى من رسول، وقد ارتضى نبينا صلّى الله عليه وسلّم وأطلعه على بعض من غيبه، لأن من الدليل على صدق الرسالة إخبار الرسل بالغيب.
وأما البقية من الرسل والأنبياء والأولياء، فلا يظهرهم على ذلك المخصوص، بل على غيره {وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} ليس بوقف، لتعلق اللام {رِسََالََاتِ رَبِّهِمْ}
جائز، ومثله: بما لديهم، آخر السورة: تامّ.
سورة المزمل مكية (1)
قيل إلا قوله: إن ربك يعلم أنك تقوم إلى آخرها فمدنيّ.
كلمها مائة وتسع وتسعون كلمة، وحروفها ثمانمائة وثمان وثلاثون حرفا، وآيها عشرون آية.
{أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} تامّ، ومثله: ترتيلا، وكذا: ثقيلا، على استئناف ما بعده {قِيلًا} كاف، وقيل: تامّ {طَوِيلًا} كاف على استئناف ما بعده،
عددا وأمدا، ولا يوقف على: من رسول، آخر السورة: تامّ.
سورة المزمل عليه الصلاة والسلام مكية وقيل إلا قوله: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ} إلى آخرها فمدني.
{أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} تامّ، نقله أبو عمرو عن نافع. ثم قال: وهو صالح {تَرْتِيلًا}
__________
(1) مكية إلا قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ} إلى آخرها [20]، وهي ثماني عشرة عند إسماعيل، وتسع عشرة في البصري، وعشرون في الباقي، والخلاف في ثلاث آيات: {الْمُزَّمِّلُ}
[1] مدني، سماوي، {شِيباً} [17] غير مكي، وإسماعيل، {إِلَيْكُمْ رَسُولًا} [15] مكي، وانظر: «فنون الأفنان» (318)، «جمال القراء» (1/ 223)، «الإتحاف» (426).(1/810)
وحسن إن عطف ما بعده على ما قبله {تَبْتِيلًا} تامّ، لمن قرأ {رَبُّ} بالرفع خبر مبتدإ محذوف، أو رفعه بالابتداء، والخبر جملة: لا إله إلا هو، وبها قرأ أبو عمرو وعبد الله بن كثير ونافع وحفص عن عاصم وليس بوقف لمن جرّه على البدل، من ربك، ومثله في عدم الوقف من جرّه بقسم مضمر كقولك: الله لأفعلنّ، وجوابه لا إله إلا هو، ونسب هذا لابن عباس. قال أبو حيان: ولا يصح هذا عن ابن عباس، لأن فيه إضمار الجارّ ولا يجيزه البصريون إلا مع لفظ الجلالة: ومن قرأه بالجر وهو حمزة والكسائي وابن عامر وأبو بكر عن عاصم فلا يقف على: تبتيلا {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} حسن {وَكِيلًا} كاف، وكذا: جميلا، ومثله: قليلا {أَلِيماً} جائز، إن نصب يوم بمقدّر مفعولا به، وكان من عطف الجمل، وليس بوقف إن جعل ظرفا لقوله: إن لدينا أنكالا، والمعنى إن لدينا أنكالا في هذا اليوم {وَالْجِبََالُ} الأول حسن {مَهِيلًا} تامّ {رَسُولًا}
الثاني حسن. على استئناف ما بعده {وَبِيلًا} كاف {إِنْ كَفَرْتُمْ} قال نافع: تامّ، وغلطه في ذلك جماعة منهم أبو حاتم وجعلوا يوما منصوبا بتتقون نصب المفعول به على المجاز على حذف مضاف، أي: واتقوا عذاب الله يوما، واختاره أبو علي النحوي، أو التقدير فكيف تتقون يوما الذي من شدّته كذا وكذا، وليس ظرفا، لأن الكفر لا يكون يوم القيامة، أي: كيف تتقون أنفسكم عذاب يوم يجعل الولدان شيبا. وقال الأخفش: الوقف كفرتم وجعل يوما منصوبا على الظرف وجعل الفعل لله تعالى، والتقدير يجعل الله الولدان شيئا في يوم، وهذا ليس بمختار، والأصح أن الضمير في يجعل اليوم، ولا يجوز نصبه على الظرف، لأنهم لا يكفرون ذلك اليوم، بل يؤمنون لا محالة
كاف {ثَقِيلًا} حسن. وقال أبو عمرو تامّ {قِيلًا} كاف، وكذا: طويلا {تَبْتِيلًا}
تامّ، لمن قرأ {رَبُّ} بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالجرّ بدلا من {رَبِّكَ} {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} كاف {وَكِيلًا} أكفى منه {جَمِيلًا} كاف، وكذا: قليلا {أَلِيماً} مفهوم(1/811)
إذا عاينوا تلك الأهوال، لأن اليوم هو الذي من شدّة هوله يصير الولدان شيبا ويصير الكهل كالسكران، قال أمية بن أبي الصلت: [الخفيف] كلّ عيش وإن تطاول دهرا ... صائر مرة إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في قلال الجبال أرعى الوعولا
إنّ يوم الحساب يوم عظيم ... شاب فيه الصغير يوما ثقيلا
وقيل: الوقف تتقون، والابتداء بقوله يوما بتقدير، احذروا يوما يجعل الولدان شيبا. وقيل: الوقف {شِيباً} على أن في الآية تقديما وتأخيرا.
والمعنى فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم في الدنيا، والأجود أن لا يوقف عليه، لأن ما بعده صفة يوما. وقال أبو حاتم: الوقف {السَّمََاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} أي بذلك اليوم، وقرأ العامة بتنوين يوما، والجملة بعده نعت له، والعائد محذوف، أي: يجعل الولدان فيه، وقرأ زيد بن عليّ يوم يجعل بإضافة الظرف للجملة، والفاعل ضمير البارئ، وشيبا مفعول ثان ليجعل، والأصل فيه أن الهموم إذا تفاقمت أسرعت الشيب. قال الشاعر:
لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا قال إسماعيل بن خالد: سمعت خيثمة يقول في قوله: يوما يجعل الولدان شيبا. قال يؤمر آدم عليه السلام فيقال له قم فابعث بعث النار من ذرّيتك من كل ألف تسعمائة وتسعون فمن ثم يشيب المولود، فنسأل الله النجاة من عذابه وغضبه، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد {مُنْفَطِرٌ بِهِ} تامّ، أي: بذلك اليوم، أو فيه ومثله مفعولا {تَذْكِرَةٌ} كاف، على استئناف ما بعده {سَبِيلًا} تامّ {مَعَكَ} كاف {وَالنَّهََارَ} حسن،
{مَهِيلًا} تامّ {وَبِيلًا} حسن {مُنْفَطِرٌ بِهِ} تامّ، وكذا: مفعولا {تَذْكِرَةٌ} جائز {سَبِيلًا} تامّ {مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} كاف {فَتََابَ عَلَيْكُمْ} جائز {مِنَ الْقُرْآنِ}(1/812)
ومثله: فتاب عليكم {فَاقْرَؤُا مََا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} أحسن مما قبله {مَرْضى ََ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {مِنْ فَضْلِ اللََّهِ}
حسن، للفصل بين الجملتين، لأن الضاربين في الأرض للتجارة غير المجاهدين في سبيل الله {مََا تَيَسَّرَ مِنْهُ} كاف {وَآتُوا الزَّكََاةَ} جائز {حَسَناً}
كاف، ومثله: أجرا {وَاسْتَغْفِرُوا اللََّهَ} حسن، آخر السورة: تامّ.
سورة المدثر مكية (1)
ست وخمسون آية، كلمها مائتان وخمسون كلمة، وحروفها ألف وعشرة أحرف.
{فَأَنْذِرْ} كاف، ثم كل آية بعدها كذلك إلى: فاصبر، وهو التامّ {فِي النََّاقُورِ} ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت بعد {غَيْرُ يَسِيرٍ} تامّ، ولا وقف من قوله: ذرني إلى شهودا، فلا يوقف على: وحيدا لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على: ممدودا، لأن {وَبَنِينَ} منصوب عطفا على: مالا {شُهُوداً} حسن {تَمْهِيداً} كاف، وقوله: ثم يطمع ليس بعطف، بل هو تعجب وإنكار كقوله في سورة الأنعام {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}
كاف، وكذا: في سبيل الله {مََا تَيَسَّرَ مِنْهُ} تامّ {حَسَناً} كاف، قاله أبو حاتم، وهو عندي أتمّ مما قبله {أَجْراً} كاف {وَاسْتَغْفِرُوا اللََّهَ} جائز، آخر السورة، تامّ.
سورة المدثر عليه الصلاة والسلام مكية {قُمْ فَأَنْذِرْ} كاف، وكذا: فكبر، وفطهر، وفاهجر، وتستكثر، وفاصبر {غَيْرُ يَسِيرٍ} تامّ {أَنْ أَزِيدَ كَلََّا} تامّ، وأجازوا الوقف على: أن أزيد، ويبتدئ بكلا
__________
(1) آياتها خمسون وست في العراقي والمدني والمكي في رواية البزي، وفي رواية أخرى كمن بقي، وهم شامي وإسماعيل الخلاف في آيتين: {يَتَسََاءَلُونَ} [40] غير إسماعيل، {عَنِ الْمُجْرِمِينَ}
[41] غير مكي، شامي.(1/813)
{أَنْ أَزِيدَ كَلََّا} تامّ، عند الأكثر {عَنِيداً} كاف {صَعُوداً} أكفى مما قبله {وَقَدَّرَ} حسن، ومثله: كيف قدّر، وكذا: كيف قدّر الثاني، ومثله: ثم نظر وبسر. واستكبر، ويؤثر كلها وقوف حسان {إِلََّا قَوْلُ الْبَشَرِ} تامّ، لأنه آخر ما ذكره الله عن الوليد {سَقَرَ} تامّ، عند أبي حاتم {وَمََا أَدْرََاكَ مََا سَقَرُ} كاف {وَلََا تَذَرُ} كاف، ويبتدئ لوّاحة بمعنى هي لواحة، وليس بوقف لمن قرأ لوّاحة بالنصب حالا من سقر، أو من ضمير لا تبقي، أو من ضمير لا تذر {لِلْبَشَرِ} كاف، ومثله: تسعة عشر {إِلََّا مَلََائِكَةً} حسن {لِلَّذِينَ كَفَرُوا} ليس بوقف، لأن بعده لام كي، وهكذا لا يوقف على:
شيء إلى مثلا، فلا يوقف على: إيمانا، ولا على: والمؤمنون {مَثَلًا} كاف، والتشبيه أوّل الكلام، لأن الكاف في محل نصب نعت لمصدر محذوف، أي:
مثل ذلك المذكور من الإضلال والهدى {وَيَهْدِي مَنْ يَشََاءُ} كاف {إِلََّا هُوَ} تامّ، ومثله: للبشر، ووقف الخليل وتلميذه سيبويه على {كَلََّا} على معنى ليس الأمر كما ظنوا، والأجود الابتداء بها على معنى ألا بالتخفيف حرف تنبيه، فلا يوقف عليها، لأن {وَالْقَمَرِ} متعلق بما قبله من التنبيه {إِذََا أَسْفَرَ} ليس بوقف، لأن جواب القسم لم يأت، وقوله: {لَإِحْدَى الْكُبَرِ}
جواب القسم الأول، والقسم لا يكون له جوابان إلا على جهة الاشتراك، وليس في الكلام واو عطف، والضمير في {إِنَّهََا} الظاهر أنه للنار. وقيل:
لقيام الساعة. وقيل هو ضمير القصة، قرأ نافع وحفص وحمزة {أَدْبَرَ}
بجعلها بمعنى إلا {عَنِيداً} كاف، وكذا: صعودا. وقول البشر وسقر، ولا تذر، ويبتدئ {لَوََّاحَةٌ} بمعنى هي {لَوََّاحَةٌ لِلْبَشَرِ} جائز {تِسْعَةَ عَشَرَ} كاف، وكذا:
إلا ملائكة ومثلا، ويهدي من يشاء {إِلََّا هُوَ} تامّ، وكذا: للبشر {كَلََّا} بمعنى إلا، فالوقف عليها هنا ليس بحسن وإن جوّزه بعضهم {أَوْ يَتَأَخَّرَ} حسن {إِلََّا أَصْحََابَ الْيَمِينِ} تامّ، ويبتدئ، في جنات، أي: هم في جنات {فِي سَقَرَ} كاف، وكذا: أتانا(1/814)
بإسكان الدال وبهمزة مفتوحة قبل الدال بمعنى المضيّ ودبر وأدبر: تولى ومضى، ومنه صاروا كأمس الدابر، والباقون بغير ألف قبل الدال {الْكُبَرِ}
كاف، إن نصب {نَذِيراً} بفعل مقدّر، أو نصب على القطع، أو نصب على المصدر على معنى الإنذار كالنكير بمعنى الإنكار، وليس بوقف إن نصب حالا من سقر أو تبقى، أو من الضمير في: وما يعلم جنود ربك إلا هو، أو هو مفعول من أجله، أو من بعض الضمائر التي تقدمت، وإن جعل من ضمير قم فلا يوقف على شيء منه {نَذِيراً لِلْبَشَرِ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن أبدل من قوله: {لِلْبَشَرِ} بإعادة الجار {أَوْ يَتَأَخَّرَ} حسن {رَهِينَةٌ} الأولى وصله بما بعده {أَصْحََابَ الْيَمِينِ} تامّ ورأس آية أيضا، ثم تبتدئ في جنات، أي: هم في جنات، فالاستثناء متصل إذ المراد بهم المسلمون المخلصون. أو منقطع، والمراد بهم الأطفال أو الملائكة {عَنِ الْمُجْرِمِينَ} حسن {فِي سَقَرَ} أحسن مما قبله، ولا وقف من قوله: قالوا لم نك من المصلين إلى اليقين، فلا يوقف: على المصلين، ولا على: المسكين، ولا على: الخائضين، ولا على: بيوم الدين، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد {الْيَقِينُ} كاف، ومثله: الشافعين {مُعْرِضِينَ} ليس بوقف، لتعلق التشبيه بما قبله، ومثله في عدم الوقف مستنفرة، لأن الجملة بعده صفة لما قبلها {مِنْ قَسْوَرَةٍ} كاف ومثله: منشرة. وقيل: {كَلََّا} على أنها للردع على معنى أن الكفار لا يعطون الصحف التي أرادوها ثم استأنف، بل لا يخافون الآخرة، وإن جعلت كلا بمعنى ألا التي للتنبيه حسن الابتداء بها {الْآخِرَةَ} كاف، ومثله: تذكرة، وكذا ذكره، وكذلك: إلا أن يشاء الله، آخر السورة: تامّ.
اليقين، والشافعين، ومن قسورة {مُنَشَّرَةً} تامّ، والأحسن الوقف على: كلا {الْآخِرَةَ} كاف {تَذْكِرَةٌ} صالح {فَمَنْ شََاءَ ذَكَرَهُ} حسن {إِلََّا أَنْ يَشََاءَ اللََّهُ}
كاف، آخر السورة: تامّ.(1/815)
سورة القيامة مكية (1)
أربعون آية، وكلمها مائة وخمس وستون كلمة، وحروفها ستمائة واثنان وخمسون حرفا.
اختلف في {لََا} فقيل زائدة تمهيدا للنفي وتنبيها من أول الأمر على أن المقسم به نفي، وإنما جاز أن تلغى في أوائل السور، لأن القرآن كله كالسورة الواحدة، ويؤيد زيادتها قراءة قنبل والبزي {لََا أُقْسِمُ} بحذف الألف جوابا لقسم مقدّر، أي: والله لا أقسم والفعل للحال، ولذلك لم تأت نون التوكيد وهذا مذهب الكوفيين، وأما البصريون فلا يجيزون أن يقع فعل الحال جوابا للقسم، وجوّز بعضهم حذف النون من القسم وإن كان بمعنى الاستقبال، ووقع القسم بين نفيين تأكيدا للانتفاء، ولذلك حكموا بزيادة لا في مثل ذلك في قوله: فلا وربك لا يؤمنون، أراد بناء الكلام على النفي من أول وهلة فصدّر الجملة بأداة النفي غير قاصد لنفي القسم، بل مؤكدا لنفي المقسم عليه، ومن ذلك {فَلََا أُقْسِمُ بِمََا تُبْصِرُونَ وَمََا لََا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمََا هُوَ بِقَوْلِ شََاعِرٍ}، وتأمل لا أقسم بيوم القيامة، كيف اقترن القسم بأداة النفي لما تضمن نفي صحة حسبان الإنسان أن الله لا يجمع عظامه، ومنه {فَلََا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} هو أيضا متضمن لنفي ما قاله الكفار إنه كذاب وساحر ومجنون، ولم تجئ في القرآن إلا مع صريح فعل القسم بغير الله نحو: لا أقسم بهذا البلد، لا أقسم بيوم القيامة، لا أقسم بمواقع النجوم، قصدا
سورة القيامة مكية {لََا} صلة، وقيل: ردّ لكلام في السورة المتقدمة كأنهم أنكروا البعث فقيل لا، وقوله: {أُقْسِمُ} قسم وجوابه محذوف تقديره: لتبعثنّ ولتحاسبنّ بقرينة قوله:
__________
(1) أربعون في الكوفي، وتسع وثلاثون في الباقي والخلاف في آية {لِتَعْجَلَ بِهِ} [16] كوفي.(1/816)
لتأكيد القسم وتعظيم المقسم به ولم يسمع زيادة لا مع القسم بالله إذا كان الجواب مثبتا، فدلّ ذلك على أن زيادتها لتوطئة القسم: وقيل نافية لكلام تقدّم عن الكفار من إنكار البعث فقيل لهم لا، ليس الأمر كما زعمتم، فعلى هذا يحسن الوقف على لا، وليس بوقف لمن جعلها زائدة، وقيل: إنها لام الابتداء وليست لام القسم، ولم يقع خلاف في قوله هنا ولا أقسم الثانية أنه بألف بعد لا لأنها لم ترسم إلا كذا بخلاف الأولى، وكذلك: لا أقسم بهذا البلد لم يختلف فيه أنه بألف بعد لا وجواب القسم محذوف تقديره، لتبعثنّ، دلّ عليه: أيحسب الإنسان. وقيل: الجواب أيحسب. وقيل: هو بلى قادرين، وهذه الأقوال شاذة منكرة لا تصح عن قائلها، لخروجها عن لسان العرب، والكلام على ضعفها يستدعي طولا، وذكرتها للتنبيه على ضعفها، والمعتمد الأول. انظر السمين ففيه العجب العجاب، وأشبعت القول لهذا الوقف، وهو جدير بأن يخص بتأليف وهذا غاية في بيانه ولله الحمد {اللَّوََّامَةِ} كاف ومثله: عظامه بجعل بلى متعلقة بما بعدها. وقال أبو عمرو: الوقف على بلى كاف. والمعنى بل نجمعها قادرين، وقادرين حال من ضمير نجمعها، وقدّره غيره بلى نقدر قادرين فحذف الفعل كما قال الفرزدق:
[الطويل] ألم ترني عاهدت ربّي أنّني ... لبين رتاج قائم ومقام
عليّ حلفة لا أشتم الدهر مسلما ... ولا خارجا من في زور كلام
أراد ولا يخرج خارجا، وقيل: خارجا منصوب على موضع لا أشتم كأنه قال: لا شاتما ولا خارجا، ومن ذلك قول الشاعر:
بات يعشيها بعضب باتر ... يقصد في أسوقها وجائز
أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه، فالوقف على: {اللَّوََّامَةِ} كاف {عِظََامَهُ بَلى ََ}(1/817)
أراد بيقصد قاصد وجائز {بَنََانَهُ} كاف، ومثله: أمامه {يَوْمُ الْقِيََامَةِ} تامّ، ولا وقف من قوله: فإذا برق البصر إلى أين المفرّ، فلا يوقف على البصر، ولا على القمر، لأن جواب إذا لم يأت بعد {أَيْنَ الْمَفَرُّ} كاف، وقيل: كلا زجر عن طلب الفرار. وقال نافع وجماعة الوقف، لا وزر، أي: لا ملجأ ولا مهرب {الْمُسْتَقَرُّ} كاف، ومثله: وأخر، وكذا: معاذيره، ولتعجل به، وقرآنه، وفاتبع قرآنه. وثم لترتيب الأخبار كلها وقوف كافية لاتحاد الكلام {بَيََانَهُ} تامّ، ولا يوقف على كلا هذه، لأنها ليست بمعنى الردع والزجر بل هي بمعنى ألا التي للتنبيه فيبتدأ بها {الْآخِرَةَ} تامّ {إِلى ََ رَبِّهََا نََاظِرَةٌ} حسن {بََاسِرَةٌ} جائز {فََاقِرَةٌ} تامّ، ولا وقف من قوله: كلا إذا بلغت إلى المساق لعطف كل واحد على ما قبله، فلا يوقف على التراقي، ولا على من راق، ولا على الفراق {الْمَسََاقُ} كاف، ولا يوقف على صلى للاستدراك بعده {وَتَوَلََّى}
جائز، ومثله يتمطى {فَأَوْلى ََ} الثانية كاف، ومثله: سدى والسدى المهمل، أي:
أيحسب الإنسان أنا لا نأمره ولا ننهاه ومنه قول الشاعر: [الكامل] لو أرسلوا سعدا إلى الماء سدى ... من غير دلو أو رشا لا يستقى
ولا وقف من قوله: ألم يك إلى والأنثى لاتساق الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على تمنى، لأن ثم هنا لترتيب الفعل فليس بوقف، سواء قرئ تمنى بالفوقية أو بالتحتية، لكن من قرأ بالتحتية أخرجه على المنى، ومن قرأ بالفوقية
تامّ. وقال أبو عمرو: كاف وقيل تامّ، والمعنى بلى نجمعها، ويجوز الوقف على عظامه بجعل بلى متعلقا بما بعده {بَنََانَهُ} كاف {يَوْمُ الْقِيََامَةِ} تامّ {أَيْنَ الْمَفَرُّ}
كاف، ويجوز الوقف على كلا {لََا وَزَرَ} حسن {الْمُسْتَقَرُّ} تامّ {وَأَخَّرَ} كاف {مَعََاذِيرَهُ} حسن {لِتَعْجَلَ بِهِ} تامّ {جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} كاف {بَيََانَهُ} تامّ، ولا وقف على كلا هنا، لأنها ليست بمعنى الردع بل بمعنى إلا {الْآخِرَةَ} تامّ {نََاظِرَةٌ}
حسن {فََاقِرَةٌ} تامّ، كلا لا يجوز الوقف عليها هنا بحال {الْمَسََاقُ} كاف {فَأَوْلى ََ}(1/818)
أخرجه على النطفة، قرأ حفص يمنى بالتحتية والباقون بالفوقية، ولا يوقف على فسوّى لكان الفاء {وَالْأُنْثى ََ} كاف، للابتداء بالاستفهام، آخر السورة تام.
سورة الإنسان مكية أو مدنية (1)
إحدى وثلاثون آية إجماعا، وكلمها مائتان واثنتان وأربعون كلمة، وحروفها ألف وأربعة وخمسون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا إجماعا خمسة مواضع، السبيل، ومسكينا، ويتيما، ومخلدون، ورأيت نعيما.
{مَذْكُوراً} كاف {أَمْشََاجٍ} حسن، عند بعضهم، ونبتليه جواب بعد سؤال سائل قال كيف كان خلق الإنسان؟ فقال نبتليه، أي: نختبره فجعلناه سميعا بصيرا. وقال جمع أمشاج نبتليه. وقال آخرون الوقف على آخر الآية على التقديم والتأخير، أي: فجعلناه سميعا بصيرا لنبتليه وهو الكافي والأمشاج الأخلاط، واحدها مشج بفتحتين أو مشج كعدل وأعدال أو مشيج كشريف وأشراف، قاله ابن الأعرابي: قال الزمخشري: ومشجه ومزجه بمعنى، والمعنى من نطفة امتزج فيها الماءان. قاله السمين: وقيل عروق النطفة، وقيل: ألوانها، وقيل: ماء الرجل وماء المرأة، وهما لونان، فماء الرجل أبيض ثخين، وماء المرأة أصفر رقيق، وأيهما علا ماؤه كان الشبه له. قال أبو حاتم:
الوقف التام نبتليه. وبه يتم المعنى، ولأنه في موضع الحال من فاعل خلقنا،
تامّ، وكذا: سدى {وَالْأُنْثى ََ} وآخر السورة.
سورة الإنسان مكية أو مدنية {مَذْكُوراً} كاف {نَبْتَلِيهِ} تامّ، عند بعضهم {بَصِيراً} حسن {كَفُوراً}
__________
(1) مكية وقيل إنها مدنية، وقيل: مكية إلا آية واحدة {وَلََا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً} انظر:
الإتقان (1/ 34)، وهي إحدى وثلاثون آية باتفاق.(1/819)
أي: خلقناه حال كوننا مبتلين له أو من الإنسان. وقال الفراء: ليس بتامّ، لأن المعنى على التقديم والتأخير، أي: فجعلناه سميعا بصيرا لنبتليه في الدنيا بالتكليف، وغلط في هذا، لأن الآية ليس فيها لام ولا المعنى على ما قاله، وقد يبتلى ويختبر وهو صحيح وإن لم يكن سميعا بصيرا، وردّ عليه بعين ما علل به، لأن من شرط التام أن لا يتعلق بما بعده وتتم الفائدة بما دونه. فإذا جعل على التقديم والتأخير فكيف يتم الوقف على نبتليه، وأبى بعضهم هذا الوقف، وجعل موضع نبتليه نصبا حالا، أي: خلقناه مبتلين له، أي: مريدين ابتلاءه كقولك: مررت برجل معه صقر صائدا به غدا، أي: قاصدا به الصيد غدا. قال أبو عثمان: أمشاج نبتليه ابتلى الله الخلق بتسعة أمشاج، ثلاث مفتنات، وثلاث كافرات، وثلاث مؤمنات، فالمفتنات سمعه وبصره ولسانه، والكافرات نفسه وهواه وشيطانه، والمؤمنات عقله وروحه وملكته. فإذا أيد الله العبد بالمعونة سلط العقل على القلب فملكه، وأسرت النفس الهوى فلا يجد إلى الجراءة سبيلا، فجانست النفس الروح وجانس الهوى العقل وصارت كلمة الله هي العليا، وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة {سَمِيعاً بَصِيراً} حسن {كَفُوراً} تامّ، ومثله: وسعيرا، ولا يوقف على كافورا، لأن عينا منصوب بدلا من كافورا، أي: وماء عين أو بدلا من محل من كأس أو مفعول يشربون أو حالا من الضمير في مزاجها، وإن نصب على الاختصاص جاز الوقف على كافورا {عِبََادُ اللََّهِ} جائز {تَفْجِيراً} حسن {بِالنَّذْرِ} جائز {وَيَخََافُونَ يَوْماً} ليس بوقف ونصب على أنه مفعول به فليس هو بمعنى في {مُسْتَطِيراً} حسن {عَلى ََ حُبِّهِ} ليس بوقف، لأن ما بعده مفعول ثان ليطعمون فلا يقطع منه وهو مصدر مضاف للمفعول، أي: على حب الطعام
تامّ، وكذا: سعيرا {تَفْجِيراً} حسن {مُسْتَطِيراً} صالح، وكذا: ولا شكورا {قَمْطَرِيراً} تامّ {وَسُرُوراً} صالح، وكذا: على الأرائك، وتذليلا وهو أصلحها كانت قواريرا، كاف، وكذا: تقديرا، وسلسبيلا، والعامة تقف على: وإذا رأيت ثم، وليس(1/820)
فهو حال من الطعام أو من الفاعل {وَأَسِيراً} حسن، ومثله: لوجه الله، وكذا: ولا شكورا، لأن الكلام متحد في صفة الأبرار {قَمْطَرِيراً} تامّ {شَرَّ ذََلِكَ الْيَوْمِ} حسن، ومثله: وسرورا، ولا يوقف على حريرا، لأن متكئين حال من مفعول جزاهم، ولا يجوز أن يكون صفة لجنة عند البصريين، لأنه كان يلزم بروز الضمير. فيقال متكئين هم فيها لجريان الصفة على غير من هي له خلافا للزمخشري حيث جوّز أن يكون متكئين، ولا يرون، ودانية كلها صفات لجنة، ولا يجوز أن يكون حالا من فاعل صبروا، لأن الصبر كان في الدنيا واتكاؤهم إنما هو في الآخرة. قاله مكي: انظر السمين {عَلَى الْأَرََائِكِ}
حسن، على استئناف ما بعده، ولا يوقف على زمهريرا، لأن ودانية منصوب بالعطف على جنة كأنه قال: جزاؤهم جنة ودانية عليهم ظلالها، أي: وشجرة دانية عليهم ظلالها، وانظر قول السمين: ودانية عطف على محل لا يرون مع أنه لا يعطف إلا على محل الحرف الزائد، وما هنا ليس كذلك {تَذْلِيلًا}
جائز، ومثله: كانت قواريرا، كاف، أي: إن أهل الجنة قدّروا الأواني في أنفسهم على أشكال مخصوصة فجاءت كما قدروها تكرمة لهم جعلها السقاة على قدر ريّ شاربيها {زَنْجَبِيلًا} ليس بوقف، لأن عينا بدل من زنجبيلا، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف، وإن نصبت عينا على الاختصاص جاز {سَلْسَبِيلًا} كاف، وأغرب بعضهم ووقف على وإذا رأيت ثم فكأنه حذف الجواب تعظيما لوصف ما رأى. المعنى: وإذا رأيت الجنة رأيت ما لا تدركه العيون ولا يبلغه علم أحد كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» وما أراده ليس بشيء، لأن ثم ظرف لا ينصرف فلا يقع فاعلا ولا مفعولا وغلط من أعربه مفعولا
بشيء، لأن الجواب بعده {كَبِيراً} صالح {وَإِسْتَبْرَقٌ} كاف {مِنْ فِضَّةٍ} صالح {طَهُوراً} كاف {مَشْكُوراً} تام {تَنْزِيلًا} حسن، وكذا: كفورا {وَأَصِيلًا} تامّ(1/821)
لرأيت. لأنه لا مفعول لها لا ظاهرا ولا مقدّرا خلافا للأخفش والفراء ليكون أشيع لكل مرئي، وزعم الفراء أن تقديره إذا رأيت ما ثم، وهذا غير جائز عند البصريين، لأن ثم صلة لما، ولا يجوز حذف الموصول وترك الصلة بل تقديره إذا وجدت الرؤية في الجنة رأيت نعيما و {كَبِيراً} جائز، لمن قرأ {عََالِيَهُمْ}
بإسكان الياء مبتدأ خبره ثياب وهو حمزة ونافع والباقون بنصبها ظرفا أو حالا من الضمير في يطوف عليهم أو في حسبتهم، أي: يطوف عليهم ولدان مخلدون عاليا للمطوف عليهم ثياب أو حسبتهم لؤلؤا عاليهم ثياب ومحلها نصب حال، أو جرّ، فمن رفعه عطفه على ثياب، ومن جرّه عطفه على سندس وهمزة إستبرق همزة قطع {مِنْ فِضَّةٍ} حسن، على استئناف ما بعده {طَهُوراً} كاف {جَزََاءً} جائز {مَشْكُوراً} تامّ {تَنْزِيلًا} كاف {لِحُكْمِ رَبِّكَ} جائز {أَوْ كَفُوراً} حسن {وَأَصِيلًا} كاف {فَاسْجُدْ لَهُ} جائز وليس بوقف لمن قرأ: عاليهم بالنصب على الحال مما قبله {وَإِسْتَبْرَقٌ} كاف: على القراءتين أعني برفعه {طَوِيلًا} كاف {الْعََاجِلَةَ} حسن {ثَقِيلًا} كاف {أَسْرَهُمْ} حسن، ومعناه خلقهم {تَبْدِيلًا} تامّ {تَذْكِرَةٌ} حسن، للابتداء بالشرط مع الفاء {سَبِيلًا}
كاف {إِلََّا أَنْ يَشََاءَ اللََّهُ} حسن، على استئناف ما بعده {حَكِيماً} كاف، وقيل: تامّ، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلا بما قبله {فِي رَحْمَتِهِ} كاف {وَالظََّالِمِينَ} منصوب بمقدّر، أي: وعذب الظالمين، ولا يجوز أن يكون معطوفا على من، أي: يدخل من يشاء في رحمته، ويدخل الظالمين، أو وعذب الظالمين أعدّ لهم، وتامّ على قراءة الحسن، والظالمون بالرفع، آخر السورة، تامّ.
{طَوِيلًا} تامّ، وكذا: ثقيلا {أَسْرَهُمْ} كاف {تَبْدِيلًا} تامّ {تَذْكِرَةٌ} صالح {سَبِيلًا} حسن {حَكِيماً} كاف {فِي رَحْمَتِهِ} تامّ، وكذا، آخر السورة.(1/822)
سورة والمرسلات مكية (1)
خمسون آية باتفاق، كلمها مائة وإحدى وثمانون كلمة، وحروفها ثمانمائة وستة وعشرون حرفا، ولا وقف من أولها إلى قوله: لواقع لاتصال الجواب بالقسم، فلا يوقف على عرفا، ولا على عصفا ولا على نشرا، ولا على فرقا، ولا نذرا.
{لَوََاقِعٌ} تامّ، ولا وقف من قوله: فإذا النجوم طمست إلى أجلت إن جعل مع قوله: ليوم الفصل فعل محذوف تقديره أجلت ليوم الفصل فتكون اللام الأولى التي في قوله: لأي يوم صلة للفعل الظاهر والثانية صلة للفعل المضمر، وإن جعلت اللام الثانية في يوم الفصل تأكيدا للام الأولى، لأيّ يوم لم يحسن الوقف على أجلت. وهذا على كون جواب إذا محذوفا تقديره:
فإذا طمست النجوم وقع ما توعدون، وإن جعل جوابها ويل يومئذ لم يحسن الوقف إلى قوله: للمكذبين. قاله مكي، وغلط لأنه لو كان الجواب لزمته الفاء لكونه جملة اسمية {لِيَوْمِ الْفَصْلِ} تامّ، ومثله: ما يوم الفصل، وكذا:
للمكذبين، ومثله: فيما يأتي في هذه السورة بعد كل جملة وعيد للمكذبين بالويل في الآخرة كرّر في عشرة مواضع، وليس تكرارها تأكيدا بل اتبع كل قصة ويل يوم للمكذبين كأنه ذكر في كل موضع شيئا. ثم قال: ويل لهذا
سورة والمرسلات مكية {لَوََاقِعٌ} تامّ، وهو آخر جواب الأقسام {لِيَوْمِ الْفَصْلِ} تامّ، وكذا: ما يوم الفصل، وللمكذبين هنا وفيما يأتي منه في هذه السورة {الْأَوَّلِينَ} كاف {الْآخِرِينَ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف، وهو أحسن {بِالْمُجْرِمِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {فَقَدَرْنََا} كاف {الْقََادِرُونَ} حسن، وكذا: فراتا، وبه تكذبون {مِنَ}
__________
(1) وهي خمسون آية ومكية باتفاق.(1/823)
المذكور قبله وكرّر ليكون نصا فيما يليه وظاهرا في غيره، وليس التكرار إطنابا لما قبله {نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ} كاف، على قراءة من قرأ: ثم نتبعهم بالرفع على الاستئناف، وليس بوقف لمن قرأه بسكون العين عطفا على نهلك، ومن قدر حذف الضمة تخفيفا كما في يأمركم جاز له الوقف على الأولين {الْآخِرِينَ} كاف {بِالْمُجْرِمِينَ} تامّ، ولا وقف من قوله: ألم نخلقكم إلى قوله: فقدرنا، فلا يوقف على مهين، ولا على مكين، ولا على معلوم {فَقَدَرْنََا} كاف {الْقََادِرُونَ} تامّ، ولا يوقف على كفاتا، لأن أحياء وأمواتا منصوبان بكفاتا {وَأَمْوََاتاً} حسن {فُرََاتاً} تامّ {تُكَذِّبُونَ}
حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله {مِنَ اللَّهَبِ} كاف {كَالْقَصْرِ} ليس بوقف لتعلق التشبيه بما قبله {صُفْرٌ} كاف {فَيَعْتَذِرُونَ} كاف، وهو عطف على ولا يؤذن لهم، أي:
لا يؤذن ولا يعتذرون، وليس بوقف إن جعل جوابا للنفي، إذ لو كان جوابا له لقال: فيعتذرون {فَكِيدُونِ} كاف {وَعُيُونٍ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {مِمََّا يَشْتَهُونَ} كاف، لأن بعده إضمار القول، أي: يقال لهم كلوا واشربوا. ومثله: تعملون {الْمُحْسِنِينَ} تامّ {قَلِيلًا} قيل: جائز {مُجْرِمُونَ} كاف، ومثله: لا يركعون، آخر السورة: تامّ.
{اللَّهَبِ} كاف {صُفْرٌ} تامّ {فَيَعْتَذِرُونَ} حسن، وكذا: فكيدون {يَشْتَهُونَ}
كاف، وكذا: تعملون {الْمُحْسِنِينَ} حسن، وكذا: مجرمون، ولا يركعون، آخر السورة: تامّ.(1/824)
سورة النبإ مكية (1)
إحدى وأربعون آية في البصري، وأربعون آية في عدّ الباقين، واختلافهم في عذابا قريبا، عدّها البصري، كلماتها مائة وثلاث وسبعون كلمة، وحروفها سبعمائة وسبعون حرفا.
{عَمَّ يَتَسََاءَلُونَ} حسن عند بعضهم، ثم قال تعالى: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} قوله: عن النبأ العظيم مفعول يتساءلون، وعمّ متعلق بيتساءلون، فالاستفهام للتعجب. وهذا كقوله: لمن الملك اليوم. ثم ردّ على نفسه فقال:
لله الواحد القهار فهو كشيء يبهم. ثم يفسر، ففي هذا الوجه جعل عن الأولى صفة للفعل الظاهر، والثانية صفة لفعل مضمر، والتقدير، عن أيّ شيء يتساءلون أعن النبأ العظيم؟ فمن هذا الوجه حسن الوقف على يتساءلون. ثم يبتدئ عن النبأ العظيم، وقيل الاستفهام لا يكاد يضمر إذا لم يأت بعده أم، وليس في الآية ذكر أم كما ترى، وليس بوقف إن جعلت عن الثانية توكيدا للأولى وترجمة وبيانا لعمّ، وكان وقفه مختلفون، وهو الكافي في الوجهين، ووقف أبو حاتم على كلا وجعلها ردّا للنفي في اختلافهم في النبأ، وهل هو إنكارهم البعث بعد الموت أو إنكارهم القرآن؟ قال يحيى بن نصير النحوي، كلا ردّ، أي: لا اختلاف قال بعض أهل التفسير صار الناس فيه رجلين مصدّقا ومكذبا، وأما الموت فأقرّوا به كلهم لمعاينتهم إياه وأما القرآن. فقال الفراء: عن
سورة النبأ مكية {عَمَّ يَتَسََاءَلُونَ} كاف، ثم قال تعالى: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} وهو شبيه بقوله:
__________
(1) مكية باتفاق، وهي أربعون آية في البصري، وأربعون في الباقي، وذكر ابن الجوزي أنها إحدى وأربعون آية في عد المكي والبصري، وكذلك قال ابن البنا، وانظر «فنون الأفنان» (319)، الإتحاف (431)، «جمال القراء» (1/ 224)، «الفرائد الحسان» (70).(1/825)
النبأ العظيم، يعني القرآن الذي هم فيه مختلفون بين مصدّق ومكذب فذلك اختلافهم، فعلى هذا صح الوقف على كلا، أي: لا اختلاف فيه، والمشهور أن الكلام تمّ على مختلفون، ولا يوقف على كلا في الموضعين، لأنهما بمعنى ألا التي بمعنى التنبيه، فيبتدئ بهما، والثاني توكيد في الوعيد والمعنى ألا سيعلمون. ثم ألا سيعلمون ما يحلّ بهم، يعني بهم أهل مكة، وهو وعيد وتهديد منه تعالى لهم {سَيَعْلَمُونَ} الثاني تامّ، والوقف على أوتادا، وأزواجا، وسباتا، ومعاشا، وشدادا، ووهاجا، كلها وقوف حسان {ثَجََّاجاً}
ليس بوقف، لأن بعده لام العلة. ومعنى ثجاجا، أي: مثجوجا أي: مصبوبا، ومنه الحديث «أفضل الحج العج والثج» فالعج رفع الصوت بالتلبية، والثج نحر الهدى، ولا يوقف على: نباتا، لعطف ما بعده على ما قبله {أَلْفََافاً} تامّ {مِيقََاتاً} ليس بوقف، لأن يوم بدل من يوم الفصل أو عطف بيان وإن نصب بأعني مقدّرا جاز، وقرئ في الصور بفتح الواو {أَفْوََاجاً} حسن، ومثله: أبوابا، وكذا: سراجا {مَآباً} ليس بوقف، لأن {لََابِثِينَ} حال من الضمير المستتر في الطاغين، وهي حال مقدّرة {أَحْقََاباً} كاف، وأحقابا جمع حق كقفل وأقفال. وقيل مثلث الحاء، أي: دهورا لا انقطاع لها. وقيل:
الحقب ثمانون عاما. قال أبو جعفر: سمعت عليّ بن سليمان يقول: سألنا أبو العباس محمد بن يزيد عن قوله: لابثين فيها أحقابا، ما هذا التحديد وهم لا يخرجون من النار أبدا؟ وله منذ سألنا ثلاثون سنة، وأنا أنظر في الكتب فما صحّ جواب فيها إلا أن يكون هذا للموحدين الذين يدخلون النار بذنوبهم ثم يخرجون منها. نقله النكزاوي {وَلََا شَرََاباً} تجاوزه أولى {غَسََّاقاً} حسن،
لمن الملك اليوم. ثم ردّ على نفسه فقال: لله الواحد القهار {مُخْتَلِفُونَ} حسن {كَلََّا} لا يوقف هنا عليه {ثُمَّ كَلََّا سَيَعْلَمُونَ} تامّ، وقال أبو عمرو: كاف {أَوْتََاداً} جائز، وكذا: سباتا، ومعاشا {وَجَنََّاتٍ أَلْفََافاً} تامّ، وكذا: سرابا(1/826)
إن نصب جزاء بفعل مقدّر، وليس بوقف إن جعل صفة لما قبله {وِفََاقاً}
كاف، ومثله: حسابا {كِذََّاباً} تامّ.
اتفق جميع القرّاء على قراءة كذابا بكسر الكاف وتشديد الذال، ولم يقرأ أحد من السبعة ولا من العشرة بتخفيف الذال في هذا الموضع {أَحْصَيْنََاهُ كِتََاباً} جائز {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلََّا عَذََاباً} في الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم «هذه الآية أشدّ ما في القرآن على أهل النار» {إِلََّا عَذََاباً} تامّ.
اتفق علماء الرسم العثماني على حذف الألف التي بين الذال والباء من {كِذََّاباً} الثانية دون الأولى، كذا في مصحف الإمام، ولا وقف من قوله: إلى للمتقين إلى قوله دهاقا، فلا يوقف على: مفازا، لأن حدائق بدل من مفازا بدل اشتمال أو بدل كلّ من كل، ولا يوقف على: وأعنابا، لأن ما بعده معطوف عليه، ولا يوقف على: أترابا {دِهََاقاً} كاف، والدهاق المملوءة.
قال عليّ كرّم الله وجهه: [الرجز] دونكها مترعة دهاقا ... كأس ذعاف ملئت ذعاقا
والذعاق السم القاتل {وَلََا كِذََّاباً} جائز على القراءتين، قرأ العامة {كِذََّاباً} بتشديد الذال، وقرأ الكسائي بالتخفيف، وقرأ عمر بن عبد العزيز كذابا بضم الكاف وتشديد الذال جمع كاذب، لأن من أمثلة جمع الكثرة فعالا في وصف صحيح اللام على فاعل نحو صائم وصوّام وقائم وقوّام، يقال رجل كذاب مبالغا في الكذب {عَطََاءً حِسََاباً} حسن، يبنى الوقف على {حِسََاباً} على اختلاف القراء في ربّ، فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو
{أَحْقََاباً} كاف، وأجاز قوم الوقف على ولا شرابا، ويبتدئ إلا حميما بمعنى لكن حميما ولا أستحسنه {وِفََاقاً} كاف، وكذا: حسابا {كِذََّاباً} تامّ، وكذا: عذابا {دِهََاقاً} كاف {حِسََاباً} حسن، وكذا: وما بينهما. وقال أبو عمرو فيهما: كاف،(1/827)
برفع ربّ والرحمن، وقرأ ابن عامر وعاصم بخفضهما، وقرأ الأخوان بخفض الأول ورفع الثاني، فرفعهما خبر مبتدإ محذوف، أو ربّ مبتدأ والرحمن خبره و {لََا يَمْلِكُونَ} خبر ثان، أو مستأنف أو ربّ مبتدأ والرحمن نعت، ولا يملكون خبر رب، أو ربّ مبتدأ والرحمن مبتدأ ثان، ولا يملكون خبره والجملة خبر الأول، وحصل الربط بتكرير المبتدإ بمعناه وأما جرّهما فعلى البدل أو البيان، فمن قرأ برفعهما فإن رفع الأول بالابتداء والرحمن خبره كان الوقف على الرحمن كافيا، وإن رفع الرحمن نعتا لرب أو بيانا كان الوقف على الرحمن كذلك، ولا يوقف على: وما بينهما، ومن قرأ بخفض الأول ورفع الثاني لا يوقف على: حسابا، بل على: وما بينهما، وإن رفع الرحمن بالابتداء وما بعده الخبر كان الوقف على وما بينهما تاما، وإن رفع الرحمن خبر مبتدإ محذوف كان كافيا، ومن قرأ بخفضهما وقف على: الرحمن، ولا يوقف على: حسابا، لأنهما بدلان من ربك أو بيان له، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد {خِطََاباً} كاف، إن علقت يوم بقوله: لا يتكلمون، ومن أذن بدل من واو لا يتكلمون {صَوََاباً} كاف، ويجوز الوقف على {صَفًّا} من وصل {يَوْمَ يَقُومُ} بما قبله، والمعنى لا يقدر أحد أن يخاطب أحدا في شأن الشفاعة خوفا وإجلالا إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا {ذََلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ} جائز {مَآباً} كاف {قَرِيباً} جائز، ورأس آية عند البصري، ولم يعدها الكوفى آية، فمن عدّها آية جعل يوم منصوبا بمقدر ومن لم يعدّها جعل يوم ظرف العذاب {يَدََاهُ} حسن عند أبي حاتم على استئناف ما بعده وخولف، لأن قوله: ويقول معطوف على ينظر، ولا تدغم تاء كنت في تاء
وهذا لمن رفع رب خبرا لمبتدإ محذوف، ورفع الرحمن مبتدأ. أما من جرّهما فلا يقف قبلهما لأنهما بدلان من ربك، ومن رفع الرحمن بدلا من ربّ السموات لم يقف على وما بينهما {خِطََاباً} كاف {صَوََاباً} تامّ، وكذا: مآبا، ولا أنكر على من وقف على(1/828)
ترابا، لأن الفاعل لا يحذف، والإدغام يشبه الحذف {تُرََاباً} تامّ.
سورة والنازعات مكية (1)
ست وأربعون آية في الكوفي، وكلمها مائة وتسع وتسعون كلمة، وحروفها سبعمائة وثلاثة وخمسون حرفا.
ولا وقف من أولها إلى: أمرا، وهو تامّ إن جعل جواب القسم محذوفا تقديره: لتبعثن، أو لتحشرن فحذف هذا الجواب، لأن قوله: {يَقُولُونَ أَإِنََّا لَمَرْدُودُونَ} فيه دلالة على أنهم أنكروا البعث والحشر فحذف، لأن ما يدل على الشيء يقوم مقامه. قال الرضي: وإذا تكررت الواو بعد القسم نحو:
والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى، فذهب سيبويه والخليل أن المتكرّرة واو العطف. وقال بعضهم: هي واو القسم، والأولى أصح، وتقدم أن سيبويه سأل شيخه الخليل بن أحمد. لم لم تكن الواو المتكررة بعد واو القسم كواو القسم؟ وتقدم الجواب عنه في: والذاريات فالقسم واحد والمقسم به متعدّد، والقسم هو الطالب للجواب، لا المقسم به، فيكون جوابا واحدا، والقاعدة أن ما عطف بالفاء هو من وصف المقسم به قبل الفاء، وما عطف بالواو هو مغاير لما قبلها ومشعر بالتغاير، وهو موضوعه في لسان العرب والمقسم بها هنا محذوفات أقيمت صفاتها مقامها، فقيل النازعات ملائكة تنزع نفوس بني آدم. وقيل: الناشطات ملائكة، وكذا قيل والسائحات ملائكة تتصرّف في الآفاق بأمر الله تعالى تجيء وتذهب، ونشطا، وسبحا، وسبقا كلها مصادر،
اليوم الحقّ {قَرِيباً} صالح. آخر السورة: تامّ.
سورة والنازعات مكية وجواب الأقسام المذكورة محذوف تقديره: وهذه الأشياء لتبعثن يوم ترجف
__________
(1) وتسمى أيضا سورة الساهرة، وهي أربعون وست في الكوفي، وخمس في الباقي، والخلاف في آيتين: {وَلِأَنْعََامِكُمْ} [33] حجازي، كوفي، {فَأَمََّا مَنْ طَغى ََ} [37] غير حجازي.(1/829)
وقيل: الجواب ليس محذوفا، بل هو تتبعها، أو هو هل أتاك، أو هو إن في ذلك لعبرة، وهذا قبيح، لأن الكلام قد طال بين القسم والجواب. وقال السجستاني: يجوز أن يكون هذا من التقديم والتأخير كأنه قال: فإذا هم بالساهرة والنازعات غرقا، وهذا خطأ لأن الفاء لا يفتتح بها الكلام كقول الشاعر: [الطويل] وإنّي متى أشرف على الجانب الذي ... به أنت من بين الجوانب ناظر
أراد وإني ناظر متى أشرف، وكقول الآخر:
يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إنّك إن يصرع أخوك تصرع
أراد إنك تصرع إن يصرع أخوك، وهذا الذي قاله أبو حاتم في الآية خطأ من وجهين. أحدهما ما تقدم. والثاني: أن أوّل السورة واو القسم، وسبيل القسم أنه إذا ابتدئ به لا بدّ وأن يكون له جواب {خََاشِعَةٌ} حسن: على استئناف ما بعده، ولا يوقف على: الحافرة، لأن {لَمَرْدُودُونَ} دليل العامل في إذا وأرادوا الحياة التي ماتوا بعدها {نَخِرَةً} حسن على القراءتين، قرأ الأخوان وأبو بكر ناخرة بألف بعد النون، والباقون {نَخِرَةً} بدونها، وهي المصوّنة، ولا يوقف على: خاسرة لأن ما بعده جوابه ما قبله، أي: إن ردّنا إلى الحافرة كانت ردّتنا خاسرة {بِالسََّاهِرَةِ} حسن، وهي التي لم توطأ. وقيل:
وجه الأرض {حَدِيثُ مُوسى ََ} تامّ، لأنه لو وصله بما بعده لصار إذ ظرفا لإتيان الحديث وهو محال، بل هو مفعول بفعل محذوف، أي: اذكر {إِذْ نََادََاهُ رَبُّهُ بِالْوََادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً} و {طُوىً} كاف، على استئناف ما بعده، وليس
الراجفة {تَتْبَعُهَا الرََّادِفَةُ} كاف {خََاشِعَةٌ} صالح. وقال أبو عمرو: تامّ {خََاسِرَةٌ}
تامّ، وكذا: بالساهرة {طُوىً} كاف، {فَتَخْشى ََ} صالح {وَالْأُولى ََ} تامّ، وما ذكرنا أنه تامّ من هذه الوقوف إنما يأتي على أن جواب الأقسام محذوف. أما إذا جعل جوابها(1/830)
بوقف إن جعل ما بعده في حكم البدل مما قبله، أو جعل قوله: {اذْهَبْ}
مفعول ناداه {طَغى ََ} جائز {أَنْ تَزَكََّى} ليس بوقف للعطف {فَتَخْشى ََ}
كاف، على استئناف ما بعده {فَحَشَرَ} جائز: عند بعضهم. قال السخاوي: وهو من وقوف النبي صلّى الله عليه وسلّم. ومعنى حشر، أي: جمع السحرة وأرباب دولته {الْأَعْلى ََ} ليس بوقف لمكان الفاء {وَالْأُولى ََ} تامّ، على أن جواب القسم محذوف وإن جعل جوابه: إن في ذلك لعبرة لا يوقف على شيء من أول السورة إلى هذا الموضع، لأنه لا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف، وتقدّم ما فيه {لِمَنْ يَخْشى ََ} تامّ، ومثله: أم السماء، كأنه قال:
أأنتم أشد خلقا أم التي بناها؟ فالمسئول يجيب: السماء أشد خلقا، وقيل:
بناها صلة للسماء، أي: التي بناها، فعلى هذا لا يوقف على: بناها، لأن المسئول عنه إنما هو عن أنتم والسماء، لا عن أشدّ، وجملة بناها ليست صفة للسماء، لأن الجملة لا تكون صفة للمعرفة، ثم فسر كيفية البناء فقال: رفع سمكها فسوّاها. وقيل: الوقف على بناها {فَسَوََّاهََا} جائز {ضُحََاهََا}
كاف. ثم استأنف قصة الأرض {دَحََاهََا} جائز، لأن قوله: {أَخْرَجَ} حال بإضمار قد، ومثله: ومرعاها، إن نصب الجبال بفعل مقدّر، أي: وأرسى الجبال أرساها و {أَرْسََاهََا} كاف، إن نصب متاعا بعامل مقدّر، أي: متعكم متاعا، وليس بوقف إن نصب على الحال مما قبله أو مفعولا له {وَلِأَنْعََامِكُمْ} تامّ {الْكُبْرى ََ} ليس بوقف إن جعل جواب فإذا قوله: فأما من طغى، وجائز إن جعل جوابها محذوفا، أي: فإذا جاءت الطامّة الكبرى يرون ما يرون ويوم مفعول بفعل محذوف والوصل أولى: على أن يوم ظرف جاءت. قال أبو البقاء: العامل فيها جوابها، وهو معنى قوله: يوم يتذكر الإنسان: ولا يوقف على: سعى، للعطف {لِمَنْ يَرى ََ} تامّ {وَآثَرَ الْحَيََاةَ الدُّنْيََا} ليس بوقف، لأن
إن في ذلك إلخ، فكاف {لِمَنْ يَخْشى ََ} تامّ، وكذا: أم السماء، وقيل: يوقف على بناها أيضا، وعليه لا أحب الجمع بينهما {ضُحََاهََا} كاف {دَحََاهََا} جائز(1/831)
ما بعده جواب: فأما {الْمَأْوى ََ} الأولى: كاف {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى ََ} تامّ {مُرْسََاهََا} جائز، على استئناف ما بعده، وهو: «فيم» خبر مقدّم «وأنت» مبتدأ مؤخر. وقيل: الوقف على قوله: فيم، وهو خبر مبتدإ محذوف، أي:
فيما هذا السؤال الذي يسألونه ثم تبتدئ بقوله: أنت من ذكراها أي:
إرسالك وأنت خاتم الأنبياء وآخر الرسل المبعوث في نسم الساعة ذكر من ذكراها وعلامة من علاماتها فكفاهم بذلك دليلا على دنوّها ومشارفتها ووجوب الاستعداد لها، ولا معنى لسؤالهم عنها. قاله الزمخشري. انظر السمين، أي: لست في شيء من علمها، أي: لا تعلمها، فهو سؤال تعجب من كثرة ذكرهم لها وسؤالهم عنها {مُنْتَهََاهََا} كاف {مَنْ يَخْشََاهََا}
جائز، قرأ العامة {مُنْذِرُ مَنْ يَخْشََاهََا} بإضافة الصفة لمعمولها تخفيفا، فمن في محل جرّ بالإضافة، وعلى القراءة بالتنوين، فمن في محل نصب مفعولا، وقرأ عمر بن عبد العزيز بالتنوين، خصّ الإنذار للخاشعين وإن كان منذرا للخلق أجمعين، لأنهم هم المنتفعون به، آخر السورة: تامّ.
سورة عبس مكية (1)
أربعون آية في الشامي، كلمها مائة وثلاث وثلاثون كلمة، وحروفها خمسمائة وثلاثون حرفا.
{وَلِأَنْعََامِكُمْ} حسن {لِمَنْ يَرى ََ} تامّ {الْمَأْوى ََ} الأولى: كاف، والثانية: تامّ {مِنْ ذِكْرََاهََا} صالح {مُنْتَهََاهََا} أصلح منه {مَنْ يَخْشََاهََا} مفهوم. آخر السورة: تامّ.
سورة عبس مكية {الْأَعْمى ََ} حسن {الذِّكْرى ََ} أحسن منه {تَصَدََّى} حسن، وكذا: يزّكى
__________
(1) وهي أربعون في الشامي، وآية في البصري، وآيتان في الباقي والخلاف في ثلاث آيات:
{وَلِأَنْعََامِكُمْ} [32] حجازي، كوفي، {الصَّاخَّةُ} [33] غير شامي، {إِلى ََ طَعََامِهِ} تركها المدني الأخير، وانظر: «جمال القراء» (1/ 189).(1/832)
{وَتَوَلََّى} ليس بوقف، لتعلق أن يتولى على مختار البصريين في الأعمال، وبعبس على مختار أهل الكوفة، والمختار مذهب البصريين لعدم الإضمار في الثاني. والتقدير: لأن جاءه الأعمى، وقرئ شاذا آأن جاءه الأعمى بهمزتين بينهما ألف، فعلى هذا يوقف على: تولى، ثم يبتدئ بما بعده مستفهما منكرا تقديره: الآن جاءه {الْأَعْمى ََ} كاف، ومثله: تصدّى، وكذا: يزكى، وهو أحسن مما قبله، ولا يوقف على: يسعى، ولا على:
يخشى، لأن الفاء في فأنت في جواب أما {تَلَهََّى} تامّ، عند أبي حاتم وعند أبي عمرو {كَلََّا إِنَّهََا تَذْكِرَةٌ} كاف، والضمير في إنها للموعظة {ذَكَرَهُ}
كاف {مُكَرَّمَةٍ} ليس بوقف، لأن ما بعده صفة تذكرة، وقوله: {فَمَنْ شََاءَ ذَكَرَهُ} جملة معترضة بين الصفة وموصوفها {بَرَرَةٍ} تامّ {مََا أَكْفَرَهُ}
كاف، ما اسم تعجب مبتدأ، أو اسم ناقص، أي: ما الذي أكفره، والوقف فصل بين الاستفهام والخبر، أي: من أيّ شيء خلقه إن جعل استفهاما على معنى التقرير على حقارة ما خلق منه كان الوقف على خلقه كافيا، وإن جعل ما بعده بيانا وتنبيها على حقارة ما خلق منه، فليس بوقف إلى قوله: أنشره و {أَنْشَرَهُ} تامّ، لتناهي البيان والتفسير {مََا أَمَرَهُ} كاف. وقيل: تامّ، ومثله: إلى طعامه، لمن قرأ {أَنََّا صَبَبْنَا} بكسر الهمزة استئنافا وليس بوقف لمن قرأها بالفتح تفسيرا لحدوث الطعام كيف يكون، وبها قرأ الكوفيون، أو بجعل أنا مع ما اتصل بها في موضع جرّ بدلا من طعامه، كأنه قال: فلينظر
{تَلَهََّى} تامّ {تَذْكِرَةٌ} كاف، وأجاز بعضهم الوقف على كلا. وقال أبو عمرو:
الوقف عليها تامّ، أي: لا تعرض عنه {فَمَنْ شََاءَ ذَكَرَهُ} كاف {بَرَرَةٍ} تامّ {مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} كاف {أَنْشَرَهُ} تامّ {مََا أَمَرَهُ} كاف {إِلى ََ طَعََامِهِ} حسن، لمن قرأ إنا بالكسر استئنافا، أو بالفتح لجعله خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف لمن قرأه بالكسر بجعله تفسيرا بالنظر إلى الطعام أو بالفتح بتقدير إلى طعامه وإلى أنا صببنا، أو بجعله(1/833)
الإنسان إلى أنا صببنا الماء صبا، فإن جعل في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هو أنا صببنا كان الوقف على رءوس الآيات بعده وهو: حبا وقضبا، وغلبا، وأبا، كلها وقوف كافية، وقدّر لكل آية من قوله: {وَعِنَباً} فعل مضمر ينصب ما بعده {وَلِأَنْعََامِكُمْ} كاف {الصَّاخَّةُ} جائز، إن قدّر عامل إذا بعدها، أي: فإذا جاءت الصاخة يكون ما يكون واشتغل كل إنسان بنفسه أو نصبت بمحذوف، والأوجه أن يكون ظرفا لجاءت {وَبَنِيهِ} تامّ بشرط أن لا يجعل لكل جواب إذا {شَأْنٌ يُغْنِيهِ} تامّ، من الإغناء بمعنى يكفيه، وقرأ ابن محيصن يعنيه بفتح الياء والعين المهملة من قولهم:
عناني الأمر، أي: قصدني {مُسْفِرَةٌ} ليس بوقف، لأن ما بعده صفة لوجوه {مُسْتَبْشِرَةٌ} تامّ، وليس وقفا إن جعل قوله: {وُجُوهٌ} وجوه الثانية معطوفة على {وُجُوهٌ} الأولى {قَتَرَةٌ} كاف، والفرق بين القترة والغبرة أن القترة بالقاف، ما ارتفع من الغبار فلحق بالسماء، والغبرة بالغين المعجمة، ما كان أسفل في الأرض اه النكزاوي، آخر السورة: تام.
سورة التكوير مكية (1)
تسع وعشرون آية، وكلمها مائة وأربع كلمات، وحروفها خمسمائة وثلاث وثلاثون حرفا.
الوقف التامّ {عَلِمَتْ نَفْسٌ مََا أَحْضَرَتْ} وقال بعضهم الوقف على
بدلا من طعامه {وَلِأَنْعََامِكُمْ} تامّ، وكذا: وبنيه، وشأن يغنيه {مُسْتَبْشِرَةٌ} حسن، وكذا: قترة، وقال أبو عمرو فيهما: تامّ، آخر السورة: تامّ.
سورة التكوير مكية {عَلِمَتْ نَفْسٌ مََا أَحْضَرَتْ} تامّ، والوقف على ما قبله من رءوس الآي جائز.
__________
(1) عشرون وتسع ومكية بالاتفاق.(1/834)
رأس كل آية حسن لا بأس به لضرورة انقطاع النفس، إلى بلوغ الوقف. فإذا علم أن نفسه لا يبلغ ذلك جاز له الوقف دونه. ثم يبتدئ به، وجواب إذا الشمس {عَلِمَتْ نَفْسٌ}، وما بعده معطوف عليه يحتاج من الجواب إلى مثل ما يحتاج إليه الأول فيقدر لكل آية جواب، فكأنه قال: إذا وقعت هذه الأشياء علمت نفس ما أحضرت.
سجرت، وقتلت بالتشديد والتخفيف فيهما، فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وسجرت بتخفيف الجيم، والباقون بالتشديد، وقرأ أبو جعفر قتلت بتشديد التاء على التكثير، وقرأ ابن عباس سألت مبنيا للفاعل قتلت بضم التاء الأخيرة التي للمتكلم حكاية كلامها، ولو حكى ما خوطبت به حين سئلت لقيل:
قتلت بكسر التاء الأخيرة، وقرأ العامة قتلت بتاء التأنيث الساكنة، وقرأ الأخوان وابن كثير وأبو عمرو سعرت بالتشديد والباقون بالتخفيف قال ابن عباس: من أوّل السورة إلى: وإذا الجنة أزلفت اثنتا عشرة خصلة، ست في الدنيا وست في الآخرة ولا وقف من قوله: فلا أقسم بالخنس إلى قوله: أمين على أن جواب القسم: إنه لقول رسول، ومن قال إنه: وما صاحبكم بمجنون لم يقف على شيء قبله إلى قوله: بمجنون، فلا يوقف على الخنس، ولا على تنفس، ولا على كريم، لأن ما بعده نعته، ولا على أمين، لأن جواب القسم على القول الثاني لم يأت {بِمَجْنُونٍ} تامّ، والمعنى أقسم بهذه الأشياء أن القرآن نزل به جبريل وما صاحبكم بمجنون على ما زعمتم {الْمُبِينِ} كاف، ومثله: بظنين على القراءتين، قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بالظاء المشالة، والباقون بالضاد {رَجِيمٍ} جائز {تَذْهَبُونَ} تامّ، ورأس آية {لِلْعََالَمِينَ}
ليس بوقف، لأن قوله: لمن شاء بدل بعض من قوله: للعالمين بإعادة حرف الجرّ.
فإن من شاء أن يستقيم بعض العالمين أن يستقيم مفعول شاء، أي: لمن شاء
وقال أبو عمرو: كاف {ثَمَّ أَمِينٍ} تامّ {بِمَجْنُونٍ} كاف {الْمُبِينِ} صالح، وكذا:(1/835)
الاستقامة، ويجوز أن يكون لمن شاء خبرا مقدّما، ومفعول شاء محذوف، وأن يستقيم مبتدأ، آخر السورة، تامّ.
سورة الانفطار مكية (1)
عشر آيات، وكلمها ثمانون كلمة، وحروفها ثلاثمائة وسبعة وعشرون حرفا، ولا وقف من أوّلها إلى قوله: وأخرت، فلا يوقف على انفطرت، ولا على انتثرت، ولا على فجرت، والوقف التام علمت نفس ما قدّمت وأخرت، لأنه جواب إذا {مََا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ليس بوقف، لأن الذي بعده نعت له أو بدل منه، ويجوز القطع إلى الرفع أو إلى النصب، وقرأ ابن جبير والأعمش ما أغرّك فيحتمل أن تكون ما استفهامية أو تعجبية، ولا وقف من قوله: الذي خلقك إلى قوله: ركبك، وجوّز بعضهم الوقف على فسوّاك لمن خفف فعدلك، أي: قوّمك، وقيل: عدلك عن الكفر إلى الإيمان، قرأ الكوفيون فعدلك مخففا والباقون مثقلا {رَكَّبَكَ} تامّ، وقف يحيى بن نصير النحوي على كلا يريد ليس كما غررت به، وخولف إذ لا مقتضى للوقوف عليها {بِالدِّينِ} كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة حالية والواو واو الحال. أي: تكذبون بيوم الجزاء. والكاتبون الحفظة يضبطون أعمالكم لأن تجازوا عليها، ولا يوقف على: لحافظين، لأن كراما صفة حافظين، ولا يوقف على كاتبين، لأن يعلمون حال من ضمير كاتبين {مََا}
بضنين {شَيْطََانٍ رَجِيمٍ} جائز {تَذْهَبُونَ} تامّ، وكذا: أن يستقيم وآخر السورة.
سورة الانفطار مكية {مََا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} تامّ، وكذا: ركبك، واختار بعضهم الوقف على فسوّاك، وبعضهم على فعدلك {مََا تَفْعَلُونَ} تامّ {بِغََائِبِينَ} كاف {ثُمَّ مََا أَدْرََاكَ مََا يَوْمُ}
__________
(1) وهي تسع عشرة آية ومكية بالاتفاق.(1/836)
{تَفْعَلُونَ} تامّ، للابتداء بإنّ {لَفِي نَعِيمٍ} جائز، ومثله: لفي جحيم إن جعل يصلونها مستأنفا، وليس بوقف إن جعل حالا {يَوْمَ الدِّينِ} حسن {بِغََائِبِينَ} كاف {مََا يَوْمُ الدِّينِ} الأول ليس بوقف لعطف ما بعده عليه {مََا يَوْمُ الدِّينِ} الثاني تامّ، لمن قرأ يوم لا تملك بالرفع على أن خبر مبتدإ محذوف، أو هو بدل من يوم الدين الأول، وعليه فلا وقف، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو: وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر بالنصب بفعل مضمر، أي: أعني، أو بني يوم مع ما بعده على الفتح كخمسة عشر، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب ظرفا لما دلّ عليه الدين، ولعل المانع للعلامة السمين من جعل يوم بدلا من يوم الدّين اختلافهما، لأن يوم الصلى غير يوم الجزاء. وقال الكواشي: فتح يوم لإضافته إلى غير متمكن وهو في محل رفع {شَيْئاً}
حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال، آخر السورة: تام.
سورة الرحيق مكية أو مدنية (1)
ست وثلاثون آية إجماعا، كلمها مائة وتسع وتسعون كلمة، وحروفها سبعمائة وثلاثون حرفا.
{يَسْتَوْفُونَ} حسن، للفصل بين تناقض الحالين للاعتبار، والوصل
{الدِّينِ} تامّ، لمن قرأ يوم لا تملك بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب ظرفا {لِنَفْسٍ شَيْئاً} حسن. آخر السورة: تام.
سورة المطففين مكية أو مدنية {يُخْسِرُونَ} تامّ، وكذا: لربّ العالمين {كَلََّا} قال أبو حاتم: بمعنى إلا، وكذا:
__________
(1) وهي سورة المطففين وسميت بذلك لذكرها جزاء من يطفف في الكيل في مفتتحها وسميت بالرحيق لذكرها سقيا المؤمنين وهو الرحيق، وهي ست وثلاثون آية بالاتفاق، وفي كونها مكية أو مدنية خلاف.(1/837)
أولى {يُخْسِرُونَ} تامّ، وهو جواب إذا ومفعولا يخسرون محذوفان، أي:
يخسرون الناس متاعهم، قال السدي: قدم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم المدينة، وبها رجل يكنى أبا جهينة له مكيالان يأخذ بالأوفى ويعطي بالأنقص، فنزلت والضمير في كالوهم أو وزنوهم منصوب يرجع إلى الناس يقال: كلته وكلت له ووزنته ووزنت له كالوهم كلمة واحدة، وكذلك أو وزنوهم، والمعنى كالوا لهم أو وزنوا لهم، فحذفت اللام ووقع الفعل على هم فصارا حرفا واحدا وليس بعد الواو ألف، فلا يوقف على كالوا دون هم، وكذلك يقال في وزنوهم إنه كلمة واحدة. لأن المكنى به المنصوب مع ناصبه حرف واحد، لأنهم أسقطوا الألف من كالوا ووزنوا، فدلّ ذلك على أنهما حرف واحد، ولو كانا حرفين لكتبوا فيهما الألف بل رسما بغير ألف فاصلة، ولا وقف من قوله: ألا يظنّ إلى العالمين، فلا يوقف على مبعوثون لتعلق اللام، ولا على عظيم إن جعل يوم في موضع جرّ بدلا من يوم عظيم، وإن نصب بفعل مقدّر حسن الوقف على عظيم، وكذا: إن رفع على المحل خبر مبتدإ محذوف ونصب يوم لإضافته للفعل، وإن كان مضارعا كما هو رأي الكوفيين {لِرَبِّ الْعََالَمِينَ} تامّ، عند أبي حاتم: وكلا عنده بمعنى ألا التي للتنبيه يبتدأ بها الكلام. وقال أبو عمرو:
يوقف عليها ردّا وزجرا لما كانوا عليه من التطفيف {لَفِي سِجِّينٍ} الأوّل كاف {مََا سِجِّينٌ} جائز: لكونه رأس آية على أن كتاب بدل من سجين، وكاف إن جعل خبر مبتدإ محذوف وهو مشكل، لأن كتاب ليس هو المكان، وقيل التقدير هو محل كتاب. ثم حذف المضاف {مَرْقُومٌ} الأول تامّ {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} كاف: إن رفع الذين أو نصب على الذمّ، وليس بوقف إن جرّ نعتا أو بدلا أو بيانا {بِيَوْمِ الدِّينِ} كاف {أَثِيمٍ} حسن {الْأَوَّلِينَ}
تامّ، عند أبي حاتم، ومثله: يكسبون ولا مقتضى يوجب الوقف على كلا
جميع ما يأتي منها في هذه السورة فلا يوقف عليها. وقال أبو عمرو: يجوز أن تكون بمعنى ردّ ما قبلها فيوقف عليها {لَفِي سِجِّينٍ} صالح {مَرْقُومٌ} تامّ {بِيَوْمِ الدِّينِ}(1/838)
{لَمَحْجُوبُونَ} جائز. ومثله: الجحيم {تُكَذِّبُونَ} تامّ {لَفِي عِلِّيِّينَ} كاف {مََا عِلِّيُّونَ} جائز {مَرْقُومٌ} الثاني ليس بوقف، لأن الجملة بعده صفته.
ومعنى مرقوم مكتوب قال أبو العباس: [الطويل] سأرقم في الماء القراح إليكم ... على بعدكم إن كان للماء راقم
{الْمُقَرَّبُونَ} تامّ، للابتداء بإنّ {لَفِي نَعِيمٍ} ليس بوقف {يَنْظُرُونَ} كاف، إن جعل ينظرون حالا، وكذا إن جعل {عَلَى الْأَرََائِكِ}
متعلقا بينظرون. وأما إن جعل على الأرائك متعلقا بقوله {لَفِي نَعِيمٍ} كان الوقف على الأرائك حسنا ولم يحسن على نعيم {نَضْرَةَ النَّعِيمِ} كاف، ومثله: مختوم على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلا بما قبله {خِتََامُهُ مِسْكٌ} كاف، قرأ الكسائي خاتمه بفتح التاء بعد الألف، والباقون بتقديم التاء على الألف {الْمُتَنََافِسُونَ} كاف {مِنْ تَسْنِيمٍ} ليس بوقف، لأن {عَيْناً} حال {مِنْ تَسْنِيمٍ} أو مفعول ثان ليسقون {الْمُقَرَّبُونَ} تامّ {يَضْحَكُونَ} تامّ {يَتَغََامَزُونَ} حسن، ومثله: فاكهين على القراءتين قرأ حفص فكهين بغير ألف بعد الفاء. والباقون بها {لَضََالُّونَ} تامّ، لأنه آخر كلام الكفار، والذي بعده من كلام الله تعالى {حََافِظِينَ} تامّ {يَضْحَكُونَ} جائز، إن جعل {يَنْظُرُونَ} حالا من الضمير في يضحكون، أي: يضحكون ناظرين إليهم وإلى ما هم فيه من العذاب، لأن لأهل الجنة كوى ينظرون منها إلى أهل النار، وليس بوقف إن جعل على الأرائك ظرفا ليضحكون، ولك أن تقف على الأرائك وتجعل
حسن {الْأَوَّلِينَ} تامّ، وكذا: يكسبون {لَمَحْجُوبُونَ} مفهوم {بِهِ تُكَذِّبُونَ} تامّ {لَفِي عِلِّيِّينَ} كاف {مََا عِلِّيُّونَ} صالح {الْمُقَرَّبُونَ} تامّ {يَنْظُرُونَ} كاف، وكذا: نضرة النعيم {مَخْتُومٍ} صالح {خِتََامُهُ مِسْكٌ} حسن {الْمُتَنََافِسُونَ} كاف {الْمُقَرَّبُونَ} تامّ {عَلَيْهِمْ حََافِظِينَ} كاف {يَضْحَكُونَ} صالح، ولك أن تقف على(1/839)
يضحكون عاملا فيها، والتقدير يضحكون على الأرائك، ثم يبتدئ: ينظرون و {يَنْظُرُونَ} حسن، للابتداء بالاستفهام، آخر السورة: تام.
سورة الانشقاق مكية (1)
عشرون وثلاث آيات في البصري والشامي، وخمس في عدّ الباقين، وكلمها مائة وسبع كلمات، وحروفها أربعمائة وثلاثون حرفا.
وفي إذا احتمالا. أحدهما: أنها شرطية. والثاني: أنها ظرفية، فقيل:
شرطية. وجوابها: وأذنت، والواو صلة. وقيل الجواب: فملاقيه، أو أنه يا أيها الإنسان، أو أنه مقدّر تقديره بعثتم. وقيل: تقديره لا في كل إنسان كدحه.
وقيل: فأما من أوتي كتابه بيمينه، وعليه فالوقف: سعيرا. وقيل:
مقدر بعدها، أي: إذا كانت هذه الكوائن يظهر أمر عظيم. وقيل: هو ما صرح به في سورتي التكوير والانفطار من قوله: علمت نفس. قاله الزمخشري، وهو حسن، وعلى الاحتمال الثاني، فهي منصوبة مفعولا بها بإضمار اذكر. وقيل: مبتدأ وخبرها إذا الثانية والواو زائدة. والتقدير وقت انشقاق السماء وقت مدّ الأرض، أي: يقع الأمران معا في وقت واحد، قاله الأخفش، والعامل في إذا إذا كانت ظرفا عند الجمهور جوابا إما ملفوظا به أو مقدّرا ورفعت السماء بفعل مقدّر على الاشتغال وإضمار الفعل واجب عند البصريين، لأنهم لا يجيزون أن يلي
الأرائك، كذا قيل، وفيه تعسف، والأولى أن تقف على ينظرون، آخر السورة: تامّ.
سورة الانشقاق مكية قيل جواب إذا، وأذنت والواو صلة، وقيل: جوابها محذوف وعليهما
__________
(1) وهي عشرون وخمس في الحجازي والكوفي، وثلاث في الشامي والبصري، والخلاف في آيتين:
{بِيَمِينِهِ} [7] حجازي، كوفي، {وَرََاءَ ظَهْرِهِ} [10] حجازي، كوفي.(1/840)
إذا غير الفعل ويتأوّلون ما أوهم خلاف ذلك اه سمين مع زيادة للإيضاح، وقوله: وجوابها وأذنت، والواو زائدة زيادتها مردودة، لأن العرب لا تقحم الواو إلا مع حتى إذا، كقوله: حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها، ومع لما كقوله: فلما أسلما وتله للجبين وناديناه، معناه ناديناه، فلا تقحم الواو إلا مع هذين فقط كما نبهنا عليه في سورة الزمر. ومعنى وأذنت، أي: استمعت وانقادت، وفي الحديث «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبيّ يتغنى بالقرآن» قوله: ما أذن بكسر الذال المعجمة، وقوله: كإذنه بفتح الذال. قاله الهروي: معناه ما استمع والله لا يشغله سمع عن سمع. قال الشاعر: [البسيط] صمّ إذا سمعوا خيرا ذكرت به ... وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
وإن يروا سبة طاروا بها فرحا ... منّي وما سمعوا من صالح دفنوا
{وَحُقَّتْ} الأولى تام، على أن جواب إذا: وحقت، والواو زائدة {وَتَخَلَّتْ} حسن، إن كانت الواو في {وَأَلْقَتْ} زائدة، والتقدير: وإذا الأرض مدّت ألقت ما فيها وتخلت، وليس بوقف إن لم تجعل زائدة، ولا يوقف عليك مدّت، لأن الجواب بعد {وَحُقَّتْ} الثانية تامّ، إن لم يجعل الجواب {فَمُلََاقِيهِ} و (ملاقيه) تامّ، إن لم يجعل الجواب، فأما من أوتي كتابه بيمينه، ولا يوقف على: يسيرا، لعطف ما بعده على ما قبله {مَسْرُوراً}
كاف، ولا يوقف على: ثبورا، لعطف ما بعده عليه {سَعِيراً} كاف، على استئناف ما بعده {مَسْرُوراً} كاف {بَلى ََ} حسن، وتامّ عند نافع، لأن
{وَحُقَّتْ} تامّ، وقيل: في الآية تقديم وتأخير تقديره: يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه، إذا السماء انشقت، كأنه قال: تلقون جزاء أعمالكم إذا السماء انشقت، يعني: يوم القيامة، وعليه اقتصر الأصل {فَمُلََاقِيهِ} تامّ {مَسْرُوراً} كاف.
وكذا: سعيرا، ومسرورا {بَلى ََ} حسن، ويجوز الابتداء به {بَصِيراً} تامّ، وكذا: عن(1/841)
النفي في قوله: {لَنْ يَحُورَ} من مقتضيات الوقف عليها ومعنى {لَنْ يَحُورَ} لن يرجع إلى الله تعالى. وقيل: الوقف لن يحور، ويستأنف: بلى إن ربه كان به بصيرا وبصيرا تامّ، ولا يوقف على شيء من قوله: فلا أقسم إلى قوله عن طبق، والوقف على {طَبَقٍ} كاف {لََا يُؤْمِنُونَ} ليس بوقف، لأن الاستفهام الإنكاري واقع على الجملتين فلا يفصل بينهما بالوقف {لََا يَسْجُدُونَ} كاف، ومثله: يكذبون، وكذا: يوعون. قال في التقريب: وعى العلم يعيه وعيا: حفظه {بِمََا يُوعُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، ومعنى يوعون، أي: بما يضمرون في قولهم من التكذيب {أَلِيمٍ} تجاوزه، ووصله بما بعده أولى سواء كان الاستثناء متصلا أو منقطعا {الصََّالِحََاتِ} حسن، وما بعده مستأنف، آخر السورة: تامّ.
سورة البروج مكية (1)
اثنان وعشرون آية إجماعا، وكلمها مائة وتسع كلمات، وحروفها أربعمائة وثلاثون حرفا كحروف الانشقاق.
{وَمَشْهُودٍ} تامّ، على أن جواب القسم محذوف {شُهُودٌ} تامّ، على أن جواب القسم {قُتِلَ أَصْحََابُ الْأُخْدُودِ} وحذفت اللام من الجواب، أي: لقد قتل بناء على أنه خبر لا دعاء. وقيل هو: إن الذين فتنوا، فالوقف على: الحريق. قال أبو جعفر. وأصح الأجوبة في جواب القسم: إن بطش ربك
طبق {لََا يَسْجُدُونَ} كاف، وكذا: يكذبون {بِمََا يُوعُونَ} صالح {أَلِيمٍ} كاف، يجعل إلا بمعنى لكن، آخر السورة: تام.
سورة البروج مكية {شُهُودٌ} تامّ، إن جعل جواب القسم: قتل أصحاب الأخدود، وجائز لطول
__________
(1) وهي عشرون وآيتان ومكية إجماعا.(1/842)
لشديد. واختلف في الشاهد والمشهود. فقيل: الشاهد أعضاء بني آدم.
والمشهود ابن آدم. دليله: يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. وقال الحسن: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم القيامة. وقال ابن المسيب: الشاهد يوم التروية والمشهود يوم عرفة. وقيل: الشاهد يوم الاثنين، والمشهود يوم الجمعة، وفيهما نحو من خمسة وعشرين قولا ليس هذا محل ذكرها {قُعُودٌ} كاف، ومثله: شهود {الْحَمِيدِ} ليس بوقف {وَالْأَرْضِ} كاف {شَهِيدٌ} تامّ {عَذََابُ جَهَنَّمَ} حسن {الْحَرِيقِ} تام {الْأَنْهََارُ} حسن {الْكَبِيرُ} تامّ، على استئناف ما بعده، فإن جعل ما بعده جواب القسم لم يوقف على شيء من أوّل السورة إلا هذا الموضع لاتساق الكلام، فإن ضاق نفس القارئ عاد من أوّل الكلام ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض {لَشَدِيدٌ} تامّ {وَيُعِيدُ} كاف {الْوَدُودُ} حسن، إن جعل {ذُو} خبر مبتدإ محذوف وليس بوقف إن جعل {ذُو} صفة لما قبله {ذُو الْعَرْشِ} حسن، لمن قرأ {الْمَجِيدُ} بالرفع على الابتداء، وليس بوقف إن جعل نعتا لما قبله {الْمَجِيدُ} كاف، بالجرّ نعت للعرش، أو لربك في قوله: إن بطش ربك، وهي قراءة الأخوين، والباقون بالرفع خبر بعد خبر، أو نعت لذو {لِمََا يُرِيدُ} تامّ، للابتداء بالاستفهام {الْجُنُودِ} حسن، إن نصب {فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ} بفعل مضمر، وليس بوقف إن جرّ بدلا من الجنود {فِي تَكْذِيبٍ}
كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال {مُحِيطٌ} كاف {مَجِيدٌ} ليس بوقف، لأن ما بعده صفته {مَحْفُوظٍ}
الكلام إن جعل جواب القسم {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} كما قيل به {وَالْأَرْضِ} كاف {شَهِيدٌ} تامّ، وكذا: الحريق {الْأَنْهََارُ} كاف {الْكَبِيرُ} تامّ، وما ذكرنا من هذه الوقوف إنما يأتي على القول الأول. أما على الثاني فكاف {لَشَدِيدٌ} تامّ {وَيُعِيدُ} صالح {الْمَجِيدُ} كاف {لِمََا}(1/843)
تامّ، على القراءتين، أعني الرفع والجرّ، قرأ نافع {مَحْفُوظٍ} بالرفع نعت لقرآن والباقون بالجرّ نعت للوح.
سورة الطارق مكية (1)
ست عشرة آية في المدني، وسبع عشرة في عدّ الباقين اختلافهم في {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً} لم يعدّها المدني، كلمها إحدى وستون كلمة، وحروفها مائتان وتسع وثلاثون حرفا.
ولا وقف من أوّلها إلى: حافظ، فلا يوقف على {الطََّارِقِ} * في الموضعين، ومثله: في عدم الوقف: النجم الثاقب لأن جواب القسم لم يأت، وهو: إن كل نفس. وقيل: ممّ خلق، سمي النجم، وهو الجدي طارقا، لأنه يطرق، أي: يطمع ليلا، ومنه قول هند بنت عتبة: [الرجز] نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
يعني إن أبانا نجم في شرفه وعلوّه، وقيل: جواب القسم {إِنَّهُ عَلى ََ رَجْعِهِ لَقََادِرٌ} وما بينهما اعتراض، والوقف على {خُلِقَ} الأوّل، تامّ إن جعل {خُلِقَ} الثاني مستأنفا، وليس وقفا إن جعل تفسيرا للأول، إذ لا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف {لَمََّا عَلَيْهََا حََافِظٌ} تامّ، ومثله: ممّ خلق، وكذا:
والترائب، إن لم يجعل {إِنَّهُ عَلى ََ رَجْعِهِ} جواب القسم {لَقََادِرٌ} كاف، إن
{يُرِيدُ} تامّ {فِي تَكْذِيبٍ} صالح {مُحِيطٌ} كاف، آخر السورة: تامّ.
سورة الطارق مكية {لَمََّا عَلَيْهََا حََافِظٌ} تامّ، وهو جواب القسم {مِمَّ خُلِقَ} تامّ، وكذا: الترائب {لَقََادِرٌ} كاف، إن أريد برجعه رجعه إلى الإحليل، أو إلى الصلب، وليس بوقف إن
__________
(1) وهي ست عشرة في المدني، وسبع عشرة في الباقي والخلاف في آية {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً}
[15] غير مدني وانظر: «التلخيص» (466).(1/844)
نصب يوم بقوله: ولا ناصر، وليس بوقف إن نصب بقادر، والضمير في {رَجْعِهِ} راجع للإنسان، أي: على بعثه بعد موته. أو راجع للمنيّ، أي:
رجعه إلى الإحليل، أو إلى الصلب، لكن رجوعه للإنسان أولى، وجعل {يَوْمَ} معمولا لقوله: لقادر. يظهر في ذلك تخصيص القدرة بذلك اليوم وحده. قاله أبو البقاء. قال ابن عطية بعد أن حكى أوجها عن النحاة: وكل هذه الفرق فرّت من أن يكون العامل في يوم لقادر، ثم قال: وإذا تؤمل المعنى وما يقتضيه فصيح كلام العرب جاز أن يكون العامل في يوم: لقادر، لأنه إذا قدر على ذلك في هذا اليوم كان في غيره أقدر بطريق الأولى، ولا يصح أن يكون العامل في يوم رجعه، لأنه قد فصل بين المصدر ومعموله بأجنبي، وهو:
لقادر، وبعضهم يغتفره في الظرف {السَّرََائِرُ} كاف {وَلََا نََاصِرٍ} تامّ، ولا يوقف على: الرجع، ولا على: الصدع {فَصْلٌ} حسن {بِالْهَزْلِ} أحسن مما قبله {كَيْداً} الثاني جائز، للابتداء بالأمر مع الفاء، آخر السورة تامّ.
سورة الأعلى عز وجل مكية (1)
تسع عشرة آية إجماعا، كلمها اثنتان وسبعون كلمة، وحروفها مائتان وأحد وسبعون حرفا.
الأعلا كاف، ورسموا الأعلا (2) هنا بلام ألف كما ترى،
أريد به بعثه ونشره يوم القيامة، لأن {تُبْلَى السَّرََائِرُ} حينئذ ظرف، لرجعه {السَّرََائِرُ} كاف {وَلََا نََاصِرٍ} تامّ، وكذا: بالهزل، وآخر السورة.
سورة الأعلى مكية {أَحْوى ََ} تامّ {إِلََّا مََا شََاءَ اللََّهُ} حسن {وَمََا يَخْفى ََ} كاف، وكذا: لليسرى
__________
(1) وهي مكية إجماعا وتسع عشرة آية إجماعا.
(2) هذا خلاف ما في أيدينا، إذ أن رسم مصاحفنا على الياء، ولا أدري ما مقصوده هنا فليحرر.(1/845)
ويجوز في {الْأَعْلَى} الجرّ صفة لربك، والنصب صفة لاسم، ولا وقف من قوله: الذي خلق فسوى، إلى: أحوى، لاتصال الكلام بعضه ببعض {أَحْوى ََ} تامّ، ومعنى أحوى أسود، وأحوى حال من المرعى، ولا يوقف على: فلا تنسى، للاستثناء {إِلََّا مََا شََاءَ اللََّهُ} كاف، وإن جعل {إِلََّا مََا شََاءَ} مستثنى من غثاء أحوى، فلا يوقف على: أحوى {وَمََا يَخْفى ََ} تامّ {لِلْيُسْرى ََ} كاف، ويجوز {فَذَكِّرْ}، ولا يجمع بينهما، وإن بمعنى قد، ثم يبتدئ: إن نفعت الذكرى، أي: قد نفعت الذكرى، ذكره ابن خالويه، وهو غريب، وليس بوقف إن جعل شرطا {الذِّكْرى ََ} كاف، ومثله: من يخشى {الْكُبْرى ََ} جائز، لأن ثم لترتيب الأخبار {وَلََا يَحْيى ََ} تامّ {مَنْ تَزَكََّى}
جائز {فَصَلََّى} تامّ {الدُّنْيََا} كاف {وَأَبْقى ََ} تامّ {الْأُولى ََ} ليس بوقف، لأن قوله: {صُحُفِ إِبْرََاهِيمَ وَمُوسى ََ} بدل من {الصُّحُفِ الْأُولى ََ}
آخر السورة تام.
سورة الغاشية مكية (1)
ست وعشرون آية إجماعا، كلمها اثنتان وتسعون كلمة، وحروفها ثلاثمائة وأحد وتسعون حرفا.
{الْغََاشِيَةِ} تامّ {نََاصِبَةٌ} جائز، ومثله: حامية {آنِيَةٍ} كاف {مِنْ ضَرِيعٍ} جائز {مِنْ جُوعٍ} تامّ، ومن بعده على حذف العاطف، أي: ووجوه،
{الذِّكْرى ََ} حسن {وَلََا يَحْيى ََ} تامّ {فَصَلََّى} كاف {الدُّنْيََا} صالح {خَيْرٌ وَأَبْقى ََ} أصلح منه، آخر السورة تام.
سورة الغاشية مكية {حَدِيثُ الْغََاشِيَةِ} تامّ {عَيْنٍ آنِيَةٍ} جائز، وكذا: من ضريع {مِنْ جُوعٍ} تامّ
__________
(1) مكية بالإجماع وآياتها ست وعشرون.(1/846)
لأن الذي تقدم: وجوه يومئذ خاشعة، وهذا الثاني معطوف عليه، وحذف لدلالة الكلام عليه ولا يوقف على: ناعمة، لتعلق اللام، ومثله: في عدم الوقف، راضية لأنه لا يبتدأ بحرف الجرّ {عََالِيَةٍ} جائز {لََاغِيَةً} كاف، على القراءتين، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو لا يسمع بالياء التحتية المضمومة مبنيا للمفعول لاغية بالرفع نائب الفاعل، قرأ نافع كذلك إلا أنه بالتاء الفوقية، والباقون بفتح التاء الفوقية ونصب {لََاغِيَةً}. {جََارِيَةٌ}
كاف، ولا يوقف على: مرفوعة، لأن ما بعده معطوف على ما قبله، وهكذا إلى: مبثوثة {مَبْثُوثَةٌ} تامّ، لتناهي صفة الأواني والفرش، والوقوف على:
خلقت، ورفعت، ونصبت، وسطحت، كلها وقوف كافية للتفصيل بين أسباب الاعتبار، وقرأ العامة الأربعة مبنيات للمفعول والتاء ساكنة للتأنيث، وقرئ خلقت وما بعده بتاء المتكلم مبنيات للفاعل، ويجوز {فَذَكِّرْ}
لمكان الفاء، والوصل أولى {مُذَكِّرٌ} حسن {بِمُصَيْطِرٍ} تجاوزه أولى، وعلى قراءة ابن عباس {إِلََّا مَنْ تَوَلََّى} بفتح الهمزة وتخفيف اللام يوقف على:
بمسيطر {إِلََّا مَنْ تَوَلََّى وَكَفَرَ} ليس بوقف لمكان الفاء {الْعَذََابَ الْأَكْبَرَ} تامّ {إِيََابَهُمْ} ليس بوقف، لأن ثم لترتيب الفعل، آخر السورة تامّ.
{عََالِيَةٍ} جائز، وكذا: لاغية {مَبْثُوثَةٌ} تامّ، وكذا: سطحت. وقال أبو عمرو فيه:
كاف، وقيل: تامّ {بِمُصَيْطِرٍ} كاف، وإلا بمعنى لكن {الْعَذََابَ الْأَكْبَرَ} تامّ، وكذا آخر السورة.(1/847)
سورة والفجر مكية أو مدنية (1)
{إِذََا يَسْرِ} كاف، عند نافع، على أن جواب القسم محذوف، تقديره: لتعثنّ أو لتعذبن، يدل على ذلك قوله: فصب عليهم ربك سوط عذاب. وقال أبو حاتم: لذي حجر. وقال الأخفش: جواب القسم: إن ربك لبالمرصاد، وهو التامّ {بِعََادٍ إِرَمَ} وقف عند نافع. قال الكسائي: جيد، يقال عاد الذين هم بإرم. وقال السدّي: إرم قبيلة من عاد كانت تدعى إرم ذات العماد، يعني أصحاب خيام لا يقيمون {بِعََادٍ إِرَمَ} ليس بوقف، لأن ما بعده نعت له، قرأ العامة بعاد مصروفا. إرم بكسر الهمزة وفتح الراء الميم: اسم قبيلة، وقرأ الحسن بعاد غير مصروف مضافا إلى إرم جعله اسم بلدة على حذف مضاف، أي: أهل إرم. وقال الصاغاني في العذاب، في اللغة من لم يضف جعل إرم اسمه ولم يصرف، لأنه جعل عاد اسم أبيهم وإرم اسم القبيلة وجعله بدلا منه، ومن أضاف ولم يصرف جعله اسم أمهم أو اسم بلدة اه {الْبِلََادِ} ليس بوقف، لأن وثمود عطف على عاد، وهكذا إلى قوله: سوط عذاب، والوقف الذي لا خلاف فيه: لبالمرصاد. ولا يوقف على: عاد، ولا على: فرعون ذي الأوتاد، ولا على: طغوا في البلاد، ولا على: فأكثروا فيها الفساد، لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصََادِ} تامّ
سورة والفجر مكية، أو مدنية {لِذِي حِجْرٍ} تامّ، قاله أبو حاتم وغيره {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصََادِ} تامّ، وهو جواب القسم، فمن وقف على لذي حجر، فقد فصل بين القسم وجوابه، ولعلهم أجازوه لطول
__________
(1) وهي تسع وعشرون في البصري، وثلاثون في السماوي، وثلاثون وآيتان في الباقي، والخلاف في أربع آيات: {وَنَعَّمَهُ} [15] حجازي، و {رِزْقَهُ} [16] حجازي. {بِجَهَنَّمَ} [23] علوي، {فِي عِبََادِي} [29] كوفي.(1/848)
{أَكْرَمَنِ} كاف، وهو بغير ياء وكان ابن كثير يقف عليه بالياء، ومثله:
أهانن. وقال أبو عمرو: كلا في الموضعين: تامّ، لأنها بمعنى لا. وقال غيره: لا يوقف عليها في الموضعين، لأنه لا مقتضى للوقف عليها {الْيَتِيمَ} جائز، ومثله: المسكين، وكذا: أكلا لما، وقرئ {تُكْرِمُونَ} بالتاء الفوقية والياء التحتية، وكذا المعاطيف عليه، قرأ أبو عمرو يكرمون والثلاثة بعده بالياء التحتية، والباقون بالتاء الفوقية في الجميع خطابا للإنسان المراد به الجنس، وهو تكرمون، ولا تحاضون، وتأكلون وتحبون {جَمًّا} تامّ {دَكًّا} الثاني حسن، ومثله: صفا الثاني، ولا وقف من قوله: وجيء يومئذ، إلى: الذكرى، فلا يوقف على بجهنم، لأن يومئذ بعده بدل من إذ قبله {الذِّكْرى ََ} حسن {لِحَيََاتِي} كاف {أَحَدٌ} الثاني، تامّ، على القراءتين، قرأ الكسائي: لا يعذب ولا يوثق مبنيين للمفعول، والباقون ببنائهما للفاعل، أي: لا يعذب أحد تعذيبا مثل تعذيب الله الكافر، ولا يوثق أحد إيثاقا مثل إيثاق الله إياه بالسلاسل والأغلال {مَرْضِيَّةً} حسن، ومثله: في عبادي، آخر السورة تامّ.
الكلام، لكن كان يكفي أن يقال وقف صالح أو نحوه لا تامّ، وقد تقف العوام على لعاد إرم، وليس بحسن، لأن ما بعده نعت له {أَكْرَمَنِ} مفهوم {أَهََانَنِ} حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف، وقيل: تامّ {كَلََّا} حسن، وهو أحسن من الوقف على أهانن، وقال أبو عمرو: كلا في الموضعين، تامّ، لأنها بمعنى لا، وخالف في الثانية. فقال لا يوقف عليها هنا {جَمًّا} تامّ {قَدَّمْتُ لِحَيََاتِي} كاف {وَثََاقَهُ أَحَدٌ} تامّ، وكذا:
آخر السورة.(1/849)
سورة البلد مكية (1)
لا وقف من أولها إلى: لقد خلقنا الإنسان، وهو جواب القسم {فِي كَبَدٍ} تامّ، للابتداء بالاستفهام، ومثله: في التمام {عَلَيْهِ أَحَدٌ} لأنه لو وصل لصار يقول وصفا للإنسان، والمراد به آدم وجميع ولده {لُبَداً} كاف، للابتداء بالاستفهام، قرأ العامة لبدا بضم اللام وفتح الباء، وشدّد أبو جعفر الباء ومجاهد وغيره بضمتين {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} تامّ {النَّجْدَيْنِ} جائز، للابتداء بالنفي مع الفاء، والمعنى لم يقتحم و {الْعَقَبَةَ} كاف، ومثله ما العقبة، ثم فسر اقتحام العقبة. فقال فك رقبة أو إطعام، ولا وقف من قوله:
{فَكُّ رَقَبَةٍ} إلى {مَتْرَبَةٍ} وهو جائز، ولا يرتقي إلى الحسن، وقد رسمه أبو حاتم وأبو بكر وغيرها بالتمام. وفيه نظر لأنه كله كلام واحد، لأن فك الرقبة وإطعام اليتامى والمساكين لا تنفع إلا مع الإيمان بالله ولوجود حرف العطف بعده، وقيل: إن ثم بمعنى الواو، وجيء بثم لبعد ما بين العتق والصدقة في الفضيلة وبين الإيمان بالله، لأنهما لا ينفعان إلا بوجود الإيمان، ولا يوقف على مسغبة، لأن يتيما نصب بإطعام، وفيه دليل على إعمال المصدر منوّنا. قال الشاعر:
[الوافر]
سورة البلد مكية وما مرّ في {لََا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيََامَةِ} يأتي هنا، وجواب القسم {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسََانَ فِي كَبَدٍ} وهو تامّ. قال في الأصل لا خلاف فيه. وقال أبو عمرو: كاف وقيل تامّ {لُبَداً} حسن، وقال أبو عمرو: كاف {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} تامّ {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} كاف، وكذا ما العقبة {ذََا مَتْرَبَةٍ} ليس بحسن لأن الكفارة إنما تنفع مع الإيمان بالله تعالى لكن قال أبو عمرو: إنه تامّ {أَصْحََابُ الْمَيْمَنَةِ} تامّ {أَصْحََابُ}
__________
(1) مكية وعشرون آية إجماعا.(1/850)
بضرب بالسيوف رءوس قوم ... أزلنا هامهنّ عن المقيل
ولا على مقربة للعطف بأو {بِالْمَرْحَمَةِ} كاف، لأن أولئك مبتدأ وأصحاب خبره {الْمَيْمَنَةِ} تامّ، لأن والذين بعده مبتدأ خبره هم أصحاب المشأمة وهو جائز لأن الجار بعده متعلق بما بعده، ونار مبتدأ مؤخر، وعليهم خبر مقدّم ومؤصدة صفة.
سورة والشمس مكية (1)
لا وقف من أوّلها إلى: قد أفلح جواب القسم لاتساق الكلام واتصال الجواب بالقسم، والتمام دساها، وحذفت اللام من قد لطول المعاطيف على المقسم به الأول، وقيل الجواب محذوف تقديره، قد سعد من عمل بالطاعة، وشقي من عمل بالمعاصي، وقيل: ليدمدمنّ الله عليهم، أي: على أهل مكة لتكذيبهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما دمدم على ثمود لتكذيبهم نبيّ الله صالحا عليه السلام، وقيل: لتبعثنّ، وعلى أنه محذوف يحسن الوقف على رأس كل آية.
{أَشْقََاهََا}، و {سُقْيََاهََا}، و {فَسَوََّاهََا} وقف لمن قرأ: ولا يخاف بالواو، وليس بوقف لمن قرأ: فلا يخاف بالفاء وهو نافع وابن عامر، والباقون بالواو، ورسمت في مصاحف أهل المدينة والشام بالفاء، وفي غيرها بالواو.
فقد قرأ كل بما يوافق رسم مصحفه، آخر السورة: تامّ.
{الْمَشْأَمَةِ} جائز، آخر السورة تامّ.
سورة والشمس مكية {قَدْ أَفْلَحَ} إلى قوله: {مَنْ دَسََّاهََا} جواب القسم وهو تام {أَشْقََاهََا} كاف، وكذا: فسواها. وقال أبو عمرو: إنهما تامان، آخر السورة: تامّ.
__________
(1) ست عشرة في المدني وخمس في الباقي والخلاف في آية {فَعَقَرُوهََا} [14] مدني، وانظر:
«المقنع» (108).(1/851)
سورة والليل مكية (1)
لا وقف من أوّلها إلى: إن سعيكم لشتى، وهو جواب القسم، وهو تام:
قال الرضى: وإذا تكرّرت الواو بعد واو القسم كما هنا، فمذهب سيبويه والخليل أن المتكرّرة واو العطف. وقال بعضهم: هي واو القسم والأوّل أجود وذلك أنها لو كانت للقسم لكانت بدلا من الباء، ولم تفد العطف وربط المقسم به. الثاني وما بعده بالأول بل يكون التقدير أقسم بالليل أقسم بالنهار أقسم بما خلق الذكر والأنثى، فهذه الثلاثة كل واحد منها لا بدّ له من جواب فيطلب ثلاثة أجوبة. فإن قلنا حذف جوابان استغناء بما بقي فالحذف خلاف الأصل، وإن جعلنا الواحد جوابا للمجموع فهو خلاف الأصل أيضا، فلم يبق إلا أن نقول القسم شيء واحد والمقسم به ثلاثة، والقسم هو الطالب للجواب لا المقسم به، فيكون جوابا واحدا فكأنه قال: أقسم بالليل والنهار وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى. قاله الشنواني: وإنما حذف مفعول أعطى ومفعول اتقى، لأن الغرض ذكر هذه الأحداث دون متعلقاتها، والمعنى أعطى حق الله واتقى الله {لِلْيُسْرى ََ} كاف، ومثله: للعسرى، وكذا: تردّى للابتداء بإن {لَلْهُدى ََ} جائز {وَالْأُولى ََ} كاف {تَلَظََّى} جائز، لأن ما بعده يصلح استئنافا وصفة {وَتَوَلََّى} تامّ، ولا يوقف على الأتقى، لأن ما بعده صفة والصفة والموصوف كالشيء الواحد {يَتَزَكََّى} حسن، ومثله:
سورة والليل مكية وجواب القسم: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتََّى} وهو تامّ {لِلْيُسْرى ََ} كاف، وكذا: للعسرى، وقال أبو عمرو في الثاني: تامّ، وقيل: كاف {إِذََا تَرَدََّى} تامّ {وَالْأُولى ََ} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {تَلَظََّى} جائز {وَتَوَلََّى}
__________
(1) مكية بالإجماع وهي عشرون وآية(1/852)
تجزي وتجاوزه أولى الأعلا تامّ، ورسموا الأعلا (1) بلام ألف كما ترى، آخر السورة تام.
سورة والضحى مكية
ولا وقف من أوّلها إلى: قلى، فلا يوقف على سجى، لأن ما بعده جواب القسم، ولا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف.
{قَلى ََ} حسن {مِنَ الْأُولى ََ} كاف، للابتداء بولسوف {فَتَرْضى ََ}
تامّ. قال الأخفش: لأن القسم وقع على أربعة أشياء اثنين منفيين، وهما توديعه وقلاه، واثنين مثبتين مؤكدين وهما كون الآخرة خيرا له من الدنيا، وأنه سوف يعطيه ما يرضيه {فَآوى ََ} جائز، ومثله فهدى لتعداد النعم {فَأَغْنى ََ} كاف {تَقْهَرْ} جائز، ومثله: فلا تنهر، آخر السورة: تامّ.
سورة الانشراح مكية
ثمان آيات، ولا وقف من أوّلها إلى ذكرك، فلا يوقف على صدرك، لأن ما بعده معطوف على ما قبله وداخل معه في اتساق الكلام الواقع عليه
تامّ، وكذا: الأعلى، وآخر السورة.
سورة والضحى مكية وجواب القسم ما ودّعك ربك وما قلى، وهو حسن {مِنَ الْأُولى ََ} صالح {فَتَرْضى ََ} تامّ {فَأَغْنى ََ} كاف. وقال أبو عمرو: في الجميع تامّ {تَقْهَرْ} جائز، وكذا: تنهر، آخر السورة: تامّ.
سورة الانشراح مكية {لَكَ ذِكْرَكَ} تامّ، وكذا: إنّ مع العسر يسرا، وآخر السورة.
__________
(1) الذي بين أيدينا هو الرسم بالياء، ولا أدري ما مقصوده، والذي يزيد الأمر حيرة قوله: «رسموا» أي: يقصد الجميع مع أننا لم نقف على ذلك، والعلم عند الله تعالى، فليحرر.(1/853)
بالاستفهام، ومن وقف على صدرك لم يعرف إن لم تجعل المستقبل ماضيا، وهل يوقف على يسرا الأول أو الثاني، فمن قال على الأول. قال لا يوقف على شيء من أول السورة إلى يسرا الأول لوجود الفاء يعني في الدنيا ثم قال: إن مع العسر يسرا، يعني في الآخرة لقوله في الحديث: «لن يغلب عسر يسرين» والمراد باليسرين الفتوحات التي حصلت في حياته صلّى الله عليه وسلّم والثاني ما تيسر بعده زمن الخلفاء، ويؤيده ما في مصحف ابن مسعود من عدم التكرار والثاني مستأنف، وعليه فهما يسران، والعسر منكر، فالثاني هو الأول واليسر الثاني غير الأول، ومن قال الوقف على يسرا الثاني. قال لأن إذا في جوابها الفاء فتضمنت معنى الشرط، ومن قال الوقف على ذكرك. ثم آخر السورة، فمعناه التقديم والتأخير كأنه قال: فإذا فرغت فانصب. فإن مع العسر يسرا، انظر أبا العلاء الهمداني.
سورة والتين مكية أو مدنية
ولا وقف من أولها إلى: تقويم، فلا يوقف على الأمين، لأن لقد خلقنا جواب القسم، فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف {تَقْوِيمٍ} قال أبو حاتم:
كاف، إن أراد بالإنسان جميع الناس، وإن أراد به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم و: ثم رددناه، يعني أبا جهل كان الوقف على تقويم أكفى لا محالة {سََافِلِينَ} جائز إن عني بالإنسان الكافر، وأسفل سافلين الدرك من النار، وليس بوقف إن جعل أسفل سافلين في معنى أرذل العمر، والسافلون الهرمى والزمنى، لأن المؤمن إذا ردّ إلى أرذل العمر كتب له مثل ما كان يعمل في صحته وقوّته {مَمْنُونٍ} تامّ،
سورة والتين مكية أو مدنية وجواب القسم: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وهو: كاف، قاله أبو حاتم، وليس بجيد للفصل بين المستثنى والمستثنى منه، وإنما أجازه أبو حاتم لطول الكلام {غَيْرُ مَمْنُونٍ} تامّ. قاله أبو حاتم. وقال أبو عمرو فيه: كاف {بِالدِّينِ} تامّ،(1/854)
لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، ومثله: في التمام بالدين للابتداء بالاستفهام، وكذا: آخر السورة.
سورة العلق مكية (1)
{الَّذِي خَلَقَ} كاف، إن جعل خلق الثاني مستأنفا، وليس بوقف إن جعل تفسيرا لخلق الأوّل لكونه مبهما {مِنْ عَلَقٍ} تامّ. والمراد بالإنسان الأول الجنس، وبالثاني آدم عليه السلام، والثالث أبو جهل قبحه الله {الْأَكْرَمُ}
وصله أولى، لأن ما بعده صفته كأنه قال: وهو {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} و {بِالْقَلَمِ}
كاف {مََا لَمْ يَعْلَمْ} تامّ، ولا يوقف على كلا إذ لم يتقدّم عليها هنا ما يزجر عنه لأنها بمعنى حقا فيبتدأ بها، ومن جعلها قسما لا يوقف عليها، لأن ما بعدها جواب لها. قاله ابن الأنباري. ورد عليه بأن أن لا تكسر بعد حقا. ولا بعد ما هو بمعناها. قاله العبادي: قال الخليل وسيبويه يوقف عليها {لَيَطْغى ََ} ليس بوقف، لأن إن موضعها نصب بما قبلها {اسْتَغْنى ََ} تامّ، للابتداء بإن، ومثله: الرجعى للابتداء بالاستفهام {إِذََا صَلََّى} كاف {الْهُدى ََ} ليس بوقف للعطف بعده بأو {بِالتَّقْوى ََ} كاف {وَتَوَلََّى}
ليس بوقف، لأن ما بعده في معنى الجواب لما قبله. قاله العبدي: {يَرى ََ}
وكذا: آخر السورة.
سورة العلق مكية {الَّذِي خَلَقَ} تامّ، وكذا: من علق {عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} كاف {مََا لَمْ يَعْلَمْ} تامّ {اسْتَغْنى ََ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {الرُّجْعى ََ} تامّ {إِذََا صَلََّى} كاف، وكذا:
بالتقوى {بِأَنَّ اللََّهَ يَرى ََ} تامّ {بِالنََّاصِيَةِ} كاف. قاله أبو حاتم: ولا استحسنه وإن
__________
(1) وهي ثمان عشرة في الشامي، وتسع عشرة في العراقي وعشرون في الحجازي، الخلاف في آيتين:
{لَمْ يَنْتَهِ} [15] حجازي، {الَّذِي يَنْهى ََ} [9] غير شامي.(1/855)
تامّ، بالناصية ليس بوقف، لأن ناصية الثاني بدل من الناصية الأولى بدل نكرة من معرفة وساغ ذلك لأنها وصفت، والبصريون لا يشترطون ذلك {خََاطِئَةٍ}
كاف، ومثله: ناديه، وكذا: الزبانية {لََا تُطِعْهُ} حسن، آخر السورة تامّ.
سورة القدر مكية أو مدنية (1)
{فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} كاف {مََا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} تامّ {شَهْرٍ} كاف، ومثله: من كل أمر، والمعنى تنزل الملائكة بكل أمر يكون في تلك السنة، وما قيل عن ابن عباس من أن الوقف سلام، ويبتدئ هي على أنها خبر مبتدإ محذوف، والإشارة بذلك إلى أنها ليلة السابع والعشرين، لأن لفظة هي سابعة وعشرون من كلم هذه السورة، وكأنه قال: ليلة القدر الموافقة في العدد لفظة هي من كلم هذه السورة ولا ينبغي أن يعتقد صحته لأنه ألغاز وتغيير لنظم أفصح الكلام. وارتفع سلام خبرا مقدّما، وهي مبتدأ مؤخر أو سلام مبتدأ، وهي فاعل به عند الأخفش، لأنه لا يشترط الاعتماد في عمل الوصف وبعضهم يجعل الكلام تمّ على بإذن ربهم ويعلق من كل أمر بما بعده، ومنهم من قال الوقف عند من أجاز تعداد الأخبار سلام هي، أي: من كل أمر هي سلام حتى مطلع الفجر، أي: تمتدّ إلى طلوع الفجر.
كان جائزا لما فيه من الفصل بين البدل والمبدل منه {خََاطِئَةٍ} كاف {الزَّبََانِيَةَ} تام، وكذا: آخر السورة.
سورة القدر مكية أو مدنية {فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} كاف {مََا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} تامّ. وقال أبو عمرو كأبي حاتم: كاف {مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} كاف، آخر السورة تامّ.
__________
(1) وهي ست في المكي والشامي وخمس في الباقي، وهي مكية على الراجح، قال السيوطي «فيها قولان»، والأكثر أنها مكية، «الإتقان» (1/ 36)، والخلاف فيها في آية {لَيْلَةُ الْقَدْرِ} الثالث:
مكي، شامي.(1/856)
سورة البينة مدنية أو مكية (1)
ولا وقف من أوّلها إلى: البينة لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على الكتاب، ولا على المشركين لأن منفكين منصوب خبر يكن، ولا على منفكين، لأن ما بعده متصل به {الْبَيِّنَةُ} كاف، إن رفع رسول خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع بدلا من البينة. إما بدل اشتمال أو بدل كل من كل على سبيل المبالغة، جعل الرسول نفس البينة، أو على حذف مضاف، أي: بينة رسول {مُطَهَّرَةً} جائز {قَيِّمَةٌ} تامّ، ومثله: البينة، ولا وقف من قوله: وما أمروا إلى الزكاة، فلا يوقف على له الدين، ولا على حنفاء، لأن قوله: ويقيموا الصلاة موضعه نصب بالعطف على ليعبدوا وحذف النون علامة للنصب فكأنه قال: إلا ليعبدوا وليقيموا {الزَّكََاةَ} حسن {الْقَيِّمَةِ}
تامّ. ولا يوقف على جهنم، لأن خالدين حال من الضمير المستكنّ في الخبر، وخبر إن قوله: في نار جهنم {فِيهََا} حسن. وليس بوقف إن جعل أولئك خبرا ثانيا: عند من أجاز تعداد الخبر أو نعتا، لأن النعت والمنعوت كالشيء الواحد، وحينئذ يكون حكم على الكفار بأمرين: بالخلود في النار وأنهم شرّ
سورة لم يكن مكية أو مدنية {تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} كاف، إن رفع ما بعده خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع بدلا من البينة {كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} تامّ، وكذا: جاءتهم البينة {وَيُؤْتُوا الزَّكََاةَ} جائز {دِينُ الْقَيِّمَةِ} تامّ، وكذا: شرّ البرية، وخير البرية وقال أبو عمرو فيهما: كاف
__________
(1) وتسمى أيضا سورة القيمة، وهي تسع في البصري وثمان في الباقي، وهي مدنية على ما رجحه الحافظ ابن كثير كما في تفسيره (4/ 474)، ونقل السيوطي عن ابن الفرس أن الأشهر أنها مكية وانظر الإتقان (1/ 36)، والخلاف في آية: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [5] بصري وشامي، وانظر «جمال القرء» (1/ 228)، «فنون الأفنان» (324)، «الإتحاف» (442).(1/857)
البرية و {شَرُّ الْبَرِيَّةِ} تامّ، ولا يوقف على: وعملوا الصالحات، لأن الجملة بعده خبر إنّ {خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} تامّ {جَنََّاتُ عَدْنٍ} حسن، إن لم تجعل تجري خبرا ثانيا وإلا فلا وقف، ومثله: في عدم الوقف إن جعل نعتا، ولا يوقف على الأنهار، لأن خالدين حال مما قبله {أَبَداً} حسن، ومثله: ورضوا عنه. وقال أبو عمرو: تامّ، آخر السورة: تامّ.
سورة الزلزلة مدنية أو مكية (1)
ولا وقف من أولها إلى: أوحى لها لاتصال الكلام بعضه ببعض فلا يوقف على زلزالها للعطف، ولا على أثقالها، ولا على ما لها، لأن قوله يومئذ تحدّث أخبارها جواب إذا، فلا يفصل بينهما بالوقف، أي: إذا كانت هذه الأشياء حدّثت الأرض بأخبارها، أي: شهدت بالأعمال التي عملت عليها، وإن جعل العامل في إذا مقدّرا خرجت عن الظرفية والشرط وصارت مفعولا به، ولا يوقف على أخبارها، لأن ما بعده متعلق بما قبلها، أي: تحدّث بأخبارها بوحي الله إليها {أَوْحى ََ لَهََا} كاف، إن نصب ما بعده بمقدّر، وليس بوقف إن جعل بدلا مما قبلها {أَعْمََالَهُمْ} كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء، ومثله: خيرا يره، وكذا شرا يره.
{خََالِدِينَ فِيهََا أَبَداً} صالح {وَرَضُوا عَنْهُ} كاف، وقال أبو عمرو كأبي حاتم:
تام، آخر السورة: تام.
سورة الزلزلة مدنية أو مكية {أَوْحى ََ لَهََا} تامّ {أَعْمََالَهُمْ} كاف، وكذا: خيرا يره، آخر السورة تام.
__________
(1) وهي مدنية على الراجح، كما رجحه السيوطي في الإتقان (1/ 36)، وهي ثمان في المدني والكوفي، وتسع في الباقي والخلاف في آية {أَشْتََاتاً} [6] غير مدني، كوفي وانظر:
«التلخيص» (477).(1/858)
سورة والعاديات مكية أو مدنية
ولا وقف من أوّلها إلى: لكنود لاتصال الجواب بالقسم فلا يوقف على ضبحا، ولا على قدحا ولا على صبحا ولا على نقعا، ولا على جمعا، لأن القسم قد وقع على جميع ذلك، فلا يقطع بعضه من بعض {لَكَنُودٌ}
حسن، على استئناف ما بعده، والمراد بالإنسان: الكافر والمنافق، والكنود الكفور، يقال كند أباه إذا كفره، قال الشاعر: [الكامل] أحدث لها تحدث وصالك إنّها ... كند لوصل الزائر المعتاد
وأنشد أيضا: [الطويل] كنود لنعماء الرجال ومن يكن ... كنودا لنعماء الرجال يبعّد
{لَشَهِيدٌ} حسن، سواء عاد الضمير على الله أو على الإنسان {لَشَدِيدٌ} حسن. قال الفراء: أصل نظم الآية أن يقال وإنه لشديد الحب للخير فلما قدّم الحبّ قال لشديد وحذف من آخره ذكر الحبّ، لأنه قد جرى ذكره ولرءوس الآي كقوله: وفي يوم عاصف، والعصوف للريح لا لليوم كأنه قال في يوم عاصف الريح {مََا فِي الصُّدُورِ} تامّ. وقال الكواشي: ولم أر أحدا من الأثبات ذكر هنا وقفا وأرى الوقف هنا حسنا وهو كما قال للابتداء بأن ومفعول يعلم محذوف وهو العامل في الظرف، أي: أفلا يعلم ما له إذا بعثر. أو أنه ما دلّ عليه خبر إنّ، أي: إذا بعثر جوزوا، آخر السورة: تامّ.
سورة والعاديات مكية أو مدنية وجواب القسم {إِنَّ الْإِنْسََانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} وهو حسن إن لم يجعل ما بعده من تتمته بل مستأنفا، وعلى هذا {لَشَهِيدٌ} حسن، وكذا: لشديد، وإن جعل من تتمته، فالأولان كافيان، والثالث حسن {مََا فِي الصُّدُورِ} تامّ، وكذا: آخر السورة.(1/859)
حكى أن الحجاج بن يوسف الثقفي قرأ على المنبر بحضرة الناس فجرى على لسانه أن ربهم بفتح الهمزة فقال خبير وأسقط اللام ثم استدرك عليه من جهة العربية أن أنّ في تأويل أن المفتوحة، وإنما كسرت لدخول اللام في خبرها فزعم أن من العرب من يفتح أن مع وجود اللام في خبرها بجعل اللام ملغاة وأنشد: [الطويل] وأعلم علما ليس بالظنّ أنّه ... إذ ذلّ مولى المرء فهو ذليل
وأنّ لسان المرء ما لم تكن به ... حصاة على عوراته لدليل
ففتح أن، وفي خبرها اللام لإيقاع العلم عليها، ويجوز أن يكون قد ابتدأ في البيت الثاني وأضمر لام تعليل قبل إن فقال خبير وأسقط اللام عمدا وهذا إن صح كفر، ولا يقال إنها قراءة ثابتة كما نقل عن أبي السمال العدوي، فإن كان ناقلا لها فلا يكفر، لأن الأمة أجمعت على أن من زاد حرفا في القرآن أو نقصه عمدا فهو كافر اه الثعالبي.
سورة القارعة مكية (1)
{مَا الْقََارِعَةُ} حسن {وَمََا أَدْرََاكَ مَا الْقََارِعَةُ} كاف، إن نصب يوم بفعل مقدّر، أي: تقع القارعة في هذا اليوم أو تكون القارعة أو تقرعهم يوم يكون، فخرج بذلك عن الظرفية وصار مفعولا به: وقال أبو عمرو كأبي حاتم تامّ لتمام المبتدإ والخبر ولتمام المبالغة في التعظيم بالمعظم، ويجوز المبثوث
سورة القارعة مكية {وَمََا أَدْرََاكَ مَا الْقََارِعَةُ} كاف. وقال أبو عمرو كأبي حاتم: تام {كَالْعِهْنِ}
__________
(1) وهي مكية باتفاق وهي إحدى عشرة آية في الكوفي، وعشر في الحجازي، وثمان في البصري والشامي، والخلاف في ثلاث آيات: {الْقََارِعَةُ} [1] كوفي، {مَوََازِينُهُ} [6] حجازي، كوفي، {مَوََازِينُهُ} [8] حجازي، كوفي. وانظر: «التلخيص» (478).(1/860)
لتفصيل أسباب الخوف وإلا فهو معطوف {الْمَنْفُوشِ} كاف {رََاضِيَةٍ} تامّ {هََاوِيَةٌ} كاف، ومثله: ماهية، آخر السورة: تامّ.
سورة التكاثر مكية (1)
ولا وقف من أولها إلى: المقابر، فلا يوقف على التكاثر، لأن ما بعده غاية لما قبله {الْمَقََابِرَ} كاف، ولا يوقف على كلا لأنها صلة لما بعدها بمعنى حقا سوف تعلمون ما أنتم عليه من التكاثر بالأموال والأولاد، فالخطاب الأول للكفار، والثاني للمؤمنين وفصل بين الأول والثاني بالوقف وإلا فالثاني داخل مع الأول لاتساقه عليه وكررت للتغليظ والتخويف ووعيد بعد وعيد، وجاء بثم إيذانا بأن تكريره أبلغ من الأول في التهويل {تَعْلَمُونَ} الثاني كاف، ثم كرر الثالثة لتحقيق العلم فقال {كَلََّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} وهو أكفى مما قبله وجواب لو محذوف تقديره: ما ألهاكم التكاثر، وجعل الحسن البصري كلا الثالثة قسما وابتدأ بها، وقيل الوقف لو تعلمون ثم يبتدئ علم اليقين على القسم وانتصب لما حذفت الواو وجوابه لترونّ، أي: والله لترون الجحيم كقول امرئ القيس: [الطويل] فقالت يمين الله ما لك حيلة ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
وقيل: لا يجوز أن يكون لترونّ جوابا لأنه محقق الوقوع بل الجواب محذوف تقديره: لو تعلمون علما يقينا ما ألهاكم التكاثر فحذف الجواب
{الْمَنْفُوشِ} كاف {رََاضِيَةٍ} صالح، وكذا: هاوية {مََا هِيَهْ} كاف. آخر السورة: تام.
سورة التكاثر مكية {الْمَقََابِرَ} تامّ، ويبتدئ بكلا بمعنى إلا على التهديد والوعيد {ثُمَّ كَلََّا سَوْفَ}
__________
(1) قال السيوطي: الأشهر أنها مكية، ويدل لكونها مدنية وهو المختار، وسرد أدلة قوية على ذلك فراجعها في «الإتقان» (1/ 37).(1/861)
للعلم بتقدّمه، قرأ العامة لترون مبنيا للفاعل، وقرأ ابن عامر والكسائي لترون بضم التاء الفوقية رباعيا متعديا لاثنين، الأول الواو والثاني الجحيم، ولا يوقف على الجحيم للعطف {عَيْنَ الْيَقِينِ} جائز لاختلاف المسئول عنه، وقيل: لا يجوز للعطف، آخر السورة: تامّ.
سورة والعصر مكية أو مدنية (1)
{لَفِي خُسْرٍ} جائز، عند بعضهم على أن المراد بالإنسان الجنس، ومثله في الجواز الصالحات، وقيل لا يجوز لأن التواصي بالحق والصبر قد دخل تحت الأعمال الصالحة، فلا وقف فيها دون آخرها.
سورة الهمزة مكية أو مدنية
{لُمَزَةٍ} حسن، إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أي: هو الذي جمع، أو نصب على الذمّ، وليس بوقف إن جعل بدل معرفة من نكرة، قرأ الأخوان وابن عامر جمع بتشديد الميم، والباقون بتخفيفها {وَعَدَّدَهُ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا من فاعل جمع {أَخْلَدَهُ كَلََّا} تامّ، لأن كلا هنا حرف ردع وزجر عن حسبانه الفاسد فهي بمعنى
{تَعْلَمُونَ} كاف، وكذا: علم اليقين {عِلْمَ الْيَقِينِ} صالح، آخر السورة: تامّ.
سورة والعصر مكية أو مدنية ولا وقف فيها دون آخرها للاستثناء.
سورة الهمزة مكية أو مدنية {أَخْلَدَهُ} تامّ، ويكون كلا بمعنى إلا، ويجوز الوقف على كلا بمعنى النفي {فِي}
__________
(1) وهي ثلاث واختلفوا في آيتين، {وَالْعَصْرِ} [1] غير المدني الأخير، {بِالْحَقِّ} [3] مدني أخير.(1/862)
النفي، أي: لا يخلده ماله {فِي الْحُطَمَةِ} كاف {مَا الْحُطَمَةُ} أكفى مما قبله، ويبتدئ نار الله بتقدير هي نار الله والوقف على الموقدة قبيح، لأن ما بعده صفة والصفة والموصوف كالشيء الواحد {الْأَفْئِدَةِ} صالح {مُؤْصَدَةٌ} ليس بوقف، لأن ما بعده صفة لنار الله، قرأ الأخوان وأبو بكر عمد بضمتين، آخر السورة تام.
سورة الفيل مكية (1)
{بِأَصْحََابِ الْفِيلِ} جائز فصلا بين الاستفهامين {فِي تَضْلِيلٍ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، ومثله: في عدم الوقف أبابيل، لأن الجملة بعده صفة، وهكذا إلى آخر السورة و: الإجماع على أنها سورتان وأن اللام في لإيلاف في معنى التعجب، والتقدير: اعجب يا محمد لنعم الله على قريش لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف، ولذلك فصل بين السورتين بالبسملة، وقيل: لا وقف في سورة الفيل ولا في آخرها بل هي متصلة بقوله: لإيلاف قريش، وأن اللام متعلقة ب {تَرَ كَيْفَ} أو بقوله: فجعلهم، والمعنى أهلكنا أصحاب الفيل لتبقى قريش وتألف رحلتيها، وذلك أنه كانت لهم رحلتان، رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام، فجعل الله هذا منة
{الْحُطَمَةِ} كاف {وَمََا أَدْرََاكَ مَا الْحُطَمَةُ} أكفى منه، ويبتدئ: نار الله بتقدير هي نار الله {عَلَى الْأَفْئِدَةِ} صالح، آخر السورة: تام.
سورة الفيل مكية {بِأَصْحََابِ الْفِيلِ} صالح، وكذا: أبابيل، والأول أصلح، آخر السورة: تام، إن
__________
(1) لم يفصل المؤلف سورة قريش أو {الصَّيْفِ} عن سورة الفيل، مع أنه صرح أن الإجماع على أنهما سورتان منفصلتان وسورة قريش خمس آيات في الحجازي وأربع في الباقي، والخلاف في آية: [من جوع] [4] حجازي، وانظر: «التلخيص» (482).(1/863)
على قريش لأن يشكروه عليها، فعلى هذا لا يجوز الوقف على مأكول، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ السورتين متصلتين في ركعة من المغرب، وعن جماعة من التابعين أيضا {وَالصَّيْفِ} كاف، إن لم تتعلق لام لإيلاف بقوله: فليعبدوا على معنى التأخير: أي فيعبدوا ربّ هذا البيت لإيلاف قريش، فعلى هذا لا يكون في هذه السورة وقف لاتصال الكلام بعضه ببعض، ولا يوقف على البيت، ولا على: من جوع لقطع الصفة عن موصوفها في الأول وللعطف في الثاني، وآخر السورة: تامّ.
سورة الماعون مكية أو مدنية (1)
وقيل نصفها كذا ونصفها كذا {بِالدِّينِ} حسن، لتناهي الاستفهام،
علقت لام: لإيلاف قريش بقوله فيها: فليعبدوا، أي: ليجعلوا عبادتهم شكرا لهذه النعمة، أو بمحذوف، أي: اعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف وتركهم عبادة ربّ هذا البيت، وليس بوقف إن علقت بسورة الفيل. إما بقوله: فعل ربك، أو بقوله:
ألم يجعل كيدهم في تضليل، أو بقوله: فجعلهم كعصف، وعليه يحمل قول أبي حاتم: ليس في آخر سورة الفيل وقف. والإجماع على أنهما سورتان قد يبعد هذا القول، بل قال أبو عمرو: إن القول به خطأ بين، إذ يلزم عليه أن يكون لإيلاف قريش بعض آيات سورة الفيل.
سورة قريش مكية أو مدنية وقد عرفت أن لام لإيلاف قريش بماذا تتعلق. {وَالصَّيْفِ} كاف إن لم تتعلق اللام بقوله: فليعبدوا، آخر السورة: تامّ.
سورة الدين مكية أو مدنية أو نصفها كذا ونصفها كذا {طَعََامِ الْمِسْكِينِ} تامّ {سََاهُونَ} كاف، إن لم
__________
(1) وهي مكية أو مدنية على قولين، وهي سبع في العراقي، وست في الباقي، والخلاف في آية {يُرََاؤُنَ} [6] عراقي وانظر: «الإتقان» (1/ 37)، و «التلخيص» (483).(1/864)
وعلى أن جواب الاستفهام مقدّر تقديره إن لم تبصره وتعرفه فهو ذلك، ومن وصل فللفاء والأول أقعد، ولا يوقف على اليتيم، والدع الدفع ومنه {فَذََلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} أي: يدفعه عن حقه، ومنه قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إنكم مدعوون يوم القيامة مقدمة أفواهكم بالفدام» وفي القاموس: والفدامة والفدام بكسر الفاء، شيء تشدّه العجم والمجوس على أفواهها عند السقي، وقرئ يدعّ اليتيم بفتح الدال وتخفيف العين، أي: يتركه ويهمله، وقرئ ولا يحاض من المحاضة، أي:
لا يحض نفسه {الْمِسْكِينِ} تامّ، والوقف على المصلين قبيح. فإنه يوهم غير ما أراده الله تعالى، وهو أن الوعيد الشديد بالويل للفريقين الطائع والعاصي والحال أنه لطائفة موصوفة مذكورين بعده، ومثله في القبح لا تقربوا الصلاة فإنه يوهم إباحة ترك الصلاة بالكلية، وتقدّم ما يغني عن إعادة ذلك صدر الكتاب {سََاهُونَ} في محل الذين الحركات الثلاث، الرفع والنصب والجرّ، فكاف إن جعل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف، وكذا: إن نصب بتقدير أعني أو أذم، وليس بوقف إن جعل نعتا أو بدلا أو بيانا، آخر السورة تام.
سورة الكوثر مكية أو مدنية
{الْكَوْثَرَ} لم ينصّ عليه أحد وله حيثيتان، فمن حيث الابتداء بالفاء ليس بوقف، لأن الفاء السببية في مقام لام العلة، ولو كان بدل الفاء واو لحسن الابتداء بما بعده، وذكر بعضهم الوقف على نظيره، لأنهم يشترطون لصحة الوقف صحته على نظيره كما في قوله: {وَيَقُولُونَ لَوْلََا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} هنا الوقف، لأن الأمر يبتدأ بالفاء، ومثله: الوقف على الغيب لله، لأن
يجعل ما بعده صفة لما قبله، آخر السورة: تامّ.
سورة الكوثر مكية أو مدنية {وَانْحَرْ} جائز. وقال أبو عمرو: تامّ، آخرها تامّ.(1/865)
جواب الأمر منقطع لفظا متصل معنى ولا بعد لأن يرسم هنا بالجواز لكونه رأس آية، وفيه أيضا التفات من التكلم إلى الغيبة وذلك من مقتضيات الابتداء، ومن هذه الحيثية يجوز الوقف على الكوثر والابتداء بما بعده ولو مع الفاء، يقال: أعطيت وأنطيت، وقرأ الحسن وغيره «إنا أنطيناك الكوثر» {وَانْحَرْ} جائز. وقال أبو عمرو: تامّ للابتداء بأنّ، آخرها تامّ.
سورة الكافرون مكية أو مدنية (1)
{مََا تَعْبُدُونَ} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل توكيدا {مََا أَعْبُدُ} * في الموضعين، كاف آخر السورة تام.
سورة النصر مكية
ليس فيها وقف تامّ، لأن قوله: فسبح جواب إذا والعامل في {إِذََا} إذا كانت ظرفا جوابها، ولا تكون إلا في الأمر المحقق وقوعه، ولذلك لم تجزم إلا في الشعر لمخالفتها أدوات الشرط. وإذا تجرّدت عن الشرطية فلا جواب لها، وهل الناصب لها فعل الشرط أو فعل الجواب قولان: أشهرهما الثاني، وقيل الأول، قاله الزمخشري والحوفي، وردّ عليهما أبو حيان، وقال ما بعد فاء الجواب لا يعمل فيما قبلها {وَاسْتَغْفِرْهُ} كاف، آخر السورة: تام.
سورة الكافرون مكية أو مدنية {مََا أَعْبُدُ} في الموضعين كاف، آخرها: تامّ.
سورة النصر مكية {وَاسْتَغْفِرْهُ} كاف، آخرها: تامّ.
__________
(1) جاء في الإتحاف أنها «مكية وقيل إنها مدنية» وذكر الألوسي أنها مكية عند الجمهور، انظر «الإتحاف» لابن البنا (444)، و «روح المعاني» (3/ 319).(1/866)
سورة تبت مكية
ولا وقف من أوّلها إلى وتبّ و {لَهَبٍ} قرئ بفتح الهاء وسكونها، ولم يقرأ {نََاراً ذََاتَ لَهَبٍ} إلا بالفتح فقط لمراعاة الفاصلة {وَتَبَّ} كاف، ومثله: وما كسب للابتداء بالتهديد، وكذا: وامرأته لمن رفعها عطفا على الضمير في سيصلى، أي: سيصلى هو وامرأته، وعلى هذا لا يوقف على ذات لهب، لأن الكلام قد انتهى إلى: وامرأته فيكون الوقف عليها حسنا، وحسن ذلك الفصل بينهما وقام مقام التوكيد فجاز عطف الصريح على الضمير المرفوع بلا توكيد، وعلى هذا تكون حمالة خبر مبتدإ محذوف تقديره هي حمالة، أو نصبها على الذم، وبها قرأ عاصم، وليس بوقف إن جعل وامرأته مبتدأ وحمالة خبرا أو رفع حمالة بدلا من امرأته، وكان الوقف على قوله:
ذات لهب كافيا، وكذا: الحطب إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وقرئ شاذا ومريئته مصغرا، آخر السورة تامّ.
سورة تبت مكية {وَتَبَّ} تامّ، وكذا: وما كسب {وَامْرَأَتُهُ} كاف، لمن رفعها بالعطف على الضمير في: سيصلى، ورفع حمالة الحطب خبرا لمبتدإ محذوف أو نصبها بأعني مقدرا، وليست بوقف لمن رفعها مبتدأ خبره حمالة الحطب أو رفع حمالة بدلا من امرأته بل الوقف على {ذََاتَ لَهَبٍ} وهو كاف، آخر السورة تامّ.(1/867)
سورة الإخلاص مكية (1)
أربع آيات. قال الأخفش وغيره: لا وقف فيها دون آخرها، لأن الله أمر نبيه أن يقرأها كلها فهي جواب ومقصود الجواب والوقف على رأس كل آية حسن {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ} حسن، عند أبي عمرو. قال: العرب لا تصل: قل هو الله أحد بقوله: الله الصمد وكان لا يستحب الوصل، وذلك أن ضمير هو مبتدأ أوّل، والله مبتدأ ثان، وأحد خبر الثاني، والجملة خبر الضمير، أو هو مبتدأ، وهو اسم مبهم، فجعل الله بيانا وتفسيرا وترجمة عنه، وأحد خبر المبتدإ، أو هو مبتدأ والله خبره، وأحد بدل من الخبر، والتقدير هو أحد، أو هو مبتدأ والله بدل منه، وأحد رفع على الخبر، والتقدير الله أحد، أو هو مبتدأ، والاسمان بعده خبران له، أو هو مبتدأ والله خبره، وأحد خبر مبتدإ محذوف، أي: هو أحد. وقيل: هو عبارة عن الأمر والشأن والقصة، والله مبتدأ وأحد خبر، وهذا يقتضي الفصل. وقيل: الوصل أولى، واستحبه جمع، ومن وصل نوّن أحد، ووجه الوصل أن جملة قوله: {اللََّهُ الصَّمَدُ} بدل من الجملة الأولى في تتمة البيان، ومقصود الجواب فهما كالشيء الواحد {الصَّمَدُ} كاف، على استئناف ما بعده، ومثله: لم يلد ولم يولد، كذا وسمه بعضهم بالكافي، ولعله لكونه من عطف الجمل، وإلا فقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} معطوف على ما قبله، آخرها: تامّ.
سورة الإخلاص هي واثنتان بعدها مكيات أو مدنيات {اللََّهُ أَحَدٌ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الصَّمَدُ} كاف، وكذا: لم يولد، آخرها: تامّ
__________
(1) مدنية على الراجح كما قال السيوطي في «الإتقان» (1/ 37)، وهي خمس في المكي والشامي، وأربع في الباقي، والخلاف في آية: {لَمْ يَلِدْ} [3] مكي، شامي.(1/868)
سورتا الفلق والناس (1)
ليس فيهما وقف دون آخرهما، وإن وقفت على رأس كل آية فحسن لما روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه كان يقف على رأس كل آية منهما، وسبب نزول السورتين أنه كان غلام من اليهود يخدم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلم يزل به اليهود حتى أخذ مشاطة رأس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأسنان مشطه فأعطاه لليهود فسحروا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والذي تولى ذلك لبيد بن الأعصم اليهودي ثم دسها في بئر بني زريق يقال لها ذروان فمرض رسول الله وانتثر شعر رأس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكان يرى أنه يأتي النساء وما يأتيهنّ، ويخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، فبينما هو نائم ذات ليلة أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال أحدهما لصاحبه ما بال الرجل؟ قال طبّ، قال وما طب؟ قال سحر، وروي ما وجع الرجل؟ فقال مطبوب، فقال ومن سحره قال لبيد بن الأعصم، قال فيما ذا؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر. جف الطلعة: وعاؤها، قال وأين هو؟ قال في ذروان تحت راعوفة البئر: والراعوفة صخرة تترك في أسفل
سورة الفلق ليس فيها وقف كاف ولا تامّ، إلا آخرها فتامّ.
سورة الناس {الْخَنََّاسِ} كاف، لمن رفع ما بعده خبرا لمبتدإ محذوف، أو نصبه على الذمّ بتقدير أعني، وليس بوقف لمن جرّه نعتا لما قبله، آخر السورة: تامّ، قاله أبو عمر، ولم يزد الأصل في سورتي الفلق والناس على قوله، وليس في الفلق والناس وقف حسن يعتمد، الله تعالى أعلم. تمّ بحمد الله وعونه وحسن توفيقه.
__________
(1) سورة الناس وهي مدنية باتفاق وهي سبع في المكي والشامي وست في الباقي، والخلاف في آية {مِنْ شَرِّ الْوَسْوََاسِ} [4] مكي، شامي.(1/869)
البئر إذا احتفرت، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس عليها المنتقي ويقال له أرعوفة، فانتبه النبي صلّى الله عليه وسلّم وقال يا عائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي، ثم بعث عليا والزبير وعمارا وثوبان، فأخرجوا الجفّ وإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان مشطه وإذا وتر معقد فيه إحدى عشرة عقدة، وروي أنها كانت مغروزة بالإبر» اه كواشي، وقد كان صلّى الله عليه وسلّم إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما، وقرأ: قل هو الله أحد والمعوذتين، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاثا. ومن قرأ المعوذتين قبل طلوع الشمس وقبل غروبها تولى عنه الشيطان وله نباح كنباح الكلب، وفي الحديث «أنه كان صلّى الله عليه وسلّم قال لعثمان بن عفان: عليك بالمعوذتين فما تعوّذ بأفضل منهما» وقال: «التمائم والرقى والتولة شرك، يكفيك أن تقرأ المعوّذتين» والتولة بكسر التاء وفتحها ما يشبه السحر.
اللهم كما وفقتنا لجمعه تفضل علينا بستر هفواتنا، واجعل لنا به في الدنيا ذكرا جميلا، وفي الآخرة أجرا جزيلا. اللهم لا تؤاخذنا بما كان منا من تأويل على غير ما أنزلته، أو فهم على غير وجه ترضاه. اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وشفاء صدورنا، وذهاب همومنا وغمومنا، واجعله أنيسا لنا في قبورنا، ودليلنا إليك وإلى جناتك جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والمرسلين، اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، واستعملنا في تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أنهاه جامعه العبد الفقير، القائم على قدمي العجز والتقصير، أحمد ابن الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الكريم، ولكل واحد من هؤلاء الثلاثة حكاية فقد شاهدت من الوالد رحمة الله عليه أنه مرة قصد زيارة الإمام الشافعي، ثم ذهب لزيارة الليث فوضع حرامه فوق الحنفية وتوضأ وتركه فوق الحنفية نسيانا ودخل وزار الأستاذ قبل العشاء فلم يتذكر الحرام
حتى عاد لزيارة الشافعي بمدّة تزيد على ثلاثين درجة بعد العشاء، فجلس تجاه سيدي يحيى الشبيه، وقال لي يا ولدي لا أذهب من هذا المكان إلا بحرامي، فذهبت إلى الحنفية فوجدت الحرام فوق الحنفية ورجل واقف على قبقاب يحرسه، فأخذته والوالد واقف تجاه الأستاذ سيدي يحيى الشبيه نفعنا الله ببركاته.(1/870)
أنهاه جامعه العبد الفقير، القائم على قدمي العجز والتقصير، أحمد ابن الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الكريم، ولكل واحد من هؤلاء الثلاثة حكاية فقد شاهدت من الوالد رحمة الله عليه أنه مرة قصد زيارة الإمام الشافعي، ثم ذهب لزيارة الليث فوضع حرامه فوق الحنفية وتوضأ وتركه فوق الحنفية نسيانا ودخل وزار الأستاذ قبل العشاء فلم يتذكر الحرام
حتى عاد لزيارة الشافعي بمدّة تزيد على ثلاثين درجة بعد العشاء، فجلس تجاه سيدي يحيى الشبيه، وقال لي يا ولدي لا أذهب من هذا المكان إلا بحرامي، فذهبت إلى الحنفية فوجدت الحرام فوق الحنفية ورجل واقف على قبقاب يحرسه، فأخذته والوالد واقف تجاه الأستاذ سيدي يحيى الشبيه نفعنا الله ببركاته.
وحكي عن الجدّ الشيخ محمد أنه كان مؤذنا بالشافعي وكان متزوجا بثلاث زوجات: واحدة في الشافعي وواحدة في طولون، وواحدة في زاوية البقلي في المنوفية، وكان يقرأ في كل يوم ختمة كاملة وهو يشتغل في الحياكة، ويقرئ أولاد صنجق في القاعة، ولم يذهب إلى بيت الصنجق ولا مرّة.
وحكي عن الجدّ الأعلى، أي: الشيخ عبد الكريم أنه حج سنة مع شيخه وأستاذه سيدي أحمد بن عثمان الشرنوبي صاحب الكرامات الظاهرة من جملة الفقراء فتاه الجدّ عن طريق الحج ثلاث ليال لم يدر أين يتوجه، فسار في الجبال ثم وجد جملا صغيرا عريانا باركا. فركبه فقام بسرعة كالطير إلى أن جاء لمقدم الحج وبرك، فضربه ضربا شديدا ليقوم فلم يتحرّك فتركه، فلما قدم على الأستاذ قال لتلامذته: سلموا على أخيكم الشيخ عبد الكريم الذي علقته ألف، وأرى جماعته أثر الضرب على أضلاعه، سامح الله الجميع، وغفر لهم من فيض جوده العميم، وأسكن الله الجميع بحبوحة جنات النعيم، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.
وإنما ذكرت هؤلاء الثلاثة تحدّثا بنعمة الله مولى الموالي، واقتداء بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم».
والحمد لله وحده وصلّى الله على سيدنا محمد النبيّ الأميّ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين.(1/871)
والحمد لله وحده وصلّى الله على سيدنا محمد النبيّ الأميّ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين.
فائدة تتعلق بمعاني ألفاظ القرآن على حروف المعجم مختصرة من تأليف الشيخ إسماعيل النيسابوري
تغمده الله برحمته آمين {الم} * ألف الله، ولام جبريل، وميم محمد صلّى الله عليه وسلّم {إِذْ} * تكون بمعنى قد كقوله: {وَإِذْ قََالَ رَبُّكَ} *، وتكون بمعنى إذا كقوله: {وَلَوْ تَرى ََ إِذْ فَزِعُوا}، وتكون بمعنى حين كقوله: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا}، {أُمَّةً} * تكون بمعنى العصبة كقوله، {وَمِنْ ذُرِّيَّتِنََا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}، وتكون بمعنى الملة كقوله:
{كََانَ النََّاسُ أُمَّةً وََاحِدَةً}، {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنََّاسِ}، وتكون بمعنى السنين كقوله في هود: {إِلى ََ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ}، وتكون بمعنى الجماعة كقوله: {أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى ََ مِنْ أُمَّةٍ}، وتكون بمعنى الإمام كقوله: {إِنَّ إِبْرََاهِيمَ كََانَ أُمَّةً قََانِتاً لِلََّهِ}، وبمعنى السّنة كقوله: {إِنََّا وَجَدْنََا آبََاءَنََا عَلى ََ أُمَّةٍ} *. {امْرَأَتُ عِمْرََانَ} اسمها حنة، وامرأة سعد بن ربيعة اسمها خولة. قال تعالى: وإن امرأة خافت من بعلها.
وقيل هي امرأة رافع بن خديج، وامرأة إبراهيم عليه السلام واسمها سارة، وامرأة العزيز واسمها زليخا، وبلقيس، وبنتا شعيب واسمهما صفوراء وصفيراء، وامرأة فرعون واسمها آسية بنت مزاحم، والمرأة التي أرادت تزويج النبي صلّى الله عليه وسلّم: وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبيّ، واسمها، ميمونة وامرأة نوح عليه السلام واسمها باعلة، وامرأة لوط عليه السلام واسمها واهلة، والحادية عشرة امرأة أبي لهب واسمها جميلة، ولم تذكر امرأة في القرآن باسمها إلا مريم
في أربعة وثلاثين موضعا، يهب لمن يشاء إناثا، وهو لوط: {وَيَهَبُ لِمَنْ يَشََاءُ الذُّكُورَ}، وهو إبراهيم: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرََاناً وَإِنََاثاً}، وهو محمد صلّى الله عليه وسلّم: {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشََاءُ عَقِيماً}، وهو يحيى بن زكريا عليه السلام {الْبِرُّ} * يكون بمعنى الاتباع كقوله: {أَتَأْمُرُونَ النََّاسَ بِالْبِرِّ}، ويكون بمعنى الطاعة كقوله: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ}، ويكون بمعنى الجنة كقوله: {لَنْ تَنََالُوا الْبِرَّ حَتََّى تُنْفِقُوا مِمََّا تُحِبُّونَ}
{الْبَيْتَ} * يطلق على الكعبة، ويطلق على بيت إبراهيم كقوله: {رَحْمَتُ اللََّهِ وَبَرَكََاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}، ويطلق على بيت محمد صلّى الله عليه وسلّم كقوله: {إِنَّمََا يُرِيدُ اللََّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}، ويطلق على سفينة نوح كقوله: {وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً}، ويطلق على البيت المعمور (البعل) الزوج كقوله: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ}، ويطلق على الصنم كقوله: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا}، وهو صنم طوله ثلاثون ذراعا، له أربعة أوجه: وجه أمام، ووجه خلف، ووجه يمين، ووجه شمال. قال عكرمة: ظهر الفساد في البرّ والبحر، في البرّ القرى البرّية: يعني المبنية في البرّ، والبحر التي على سواحل البحر (التوفي) يطلق على النوم كقوله: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفََّاكُمْ بِاللَّيْلِ}، ويطلق على الإماتة كقوله: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} *
{الثَّوََابِ} * يطلق ويراد به الفتح والغنيمة كقوله: {فَآتََاهُمُ اللََّهُ ثَوََابَ الدُّنْيََا وَحُسْنَ ثَوََابِ الْآخِرَةِ}، وقوله: {وَأَثََابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً}، ويطلق على الزيادة كقوله:(1/872)
وقيل هي امرأة رافع بن خديج، وامرأة إبراهيم عليه السلام واسمها سارة، وامرأة العزيز واسمها زليخا، وبلقيس، وبنتا شعيب واسمهما صفوراء وصفيراء، وامرأة فرعون واسمها آسية بنت مزاحم، والمرأة التي أرادت تزويج النبي صلّى الله عليه وسلّم: وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبيّ، واسمها، ميمونة وامرأة نوح عليه السلام واسمها باعلة، وامرأة لوط عليه السلام واسمها واهلة، والحادية عشرة امرأة أبي لهب واسمها جميلة، ولم تذكر امرأة في القرآن باسمها إلا مريم
في أربعة وثلاثين موضعا، يهب لمن يشاء إناثا، وهو لوط: {وَيَهَبُ لِمَنْ يَشََاءُ الذُّكُورَ}، وهو إبراهيم: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرََاناً وَإِنََاثاً}، وهو محمد صلّى الله عليه وسلّم: {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشََاءُ عَقِيماً}، وهو يحيى بن زكريا عليه السلام {الْبِرُّ} * يكون بمعنى الاتباع كقوله: {أَتَأْمُرُونَ النََّاسَ بِالْبِرِّ}، ويكون بمعنى الطاعة كقوله: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ}، ويكون بمعنى الجنة كقوله: {لَنْ تَنََالُوا الْبِرَّ حَتََّى تُنْفِقُوا مِمََّا تُحِبُّونَ}
{الْبَيْتَ} * يطلق على الكعبة، ويطلق على بيت إبراهيم كقوله: {رَحْمَتُ اللََّهِ وَبَرَكََاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}، ويطلق على بيت محمد صلّى الله عليه وسلّم كقوله: {إِنَّمََا يُرِيدُ اللََّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}، ويطلق على سفينة نوح كقوله: {وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً}، ويطلق على البيت المعمور (البعل) الزوج كقوله: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ}، ويطلق على الصنم كقوله: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا}، وهو صنم طوله ثلاثون ذراعا، له أربعة أوجه: وجه أمام، ووجه خلف، ووجه يمين، ووجه شمال. قال عكرمة: ظهر الفساد في البرّ والبحر، في البرّ القرى البرّية: يعني المبنية في البرّ، والبحر التي على سواحل البحر (التوفي) يطلق على النوم كقوله: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفََّاكُمْ بِاللَّيْلِ}، ويطلق على الإماتة كقوله: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} *
{الثَّوََابِ} * يطلق ويراد به الفتح والغنيمة كقوله: {فَآتََاهُمُ اللََّهُ ثَوََابَ الدُّنْيََا وَحُسْنَ ثَوََابِ الْآخِرَةِ}، وقوله: {وَأَثََابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً}، ويطلق على الزيادة كقوله:
{فَأَثََابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ}: يعني فزادكم غما على غمكم، ويطلق على العقوبة كقوله: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذََلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللََّهِ}، يعني عقوبة (الجدال) يطلق ويراد به الشك كقوله: {وَلََا جِدََالَ فِي الْحَجِّ}، أي: لا شك في فريضة الحج، ويطلق على المراء كقوله: {قََالُوا يََا نُوحُ قَدْ جََادَلْتَنََا فَأَكْثَرْتَ جِدََالَنََا}، ويطلق على المخاصمة كقوله: {وَلََا تُجََادِلُوا أَهْلَ الْكِتََابِ إِلََّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
ويقال لما ألقى موسى عصاه صار جانا في الابتداء ثم صار ثعبانا في الانتهاء.
ويقال: كان حية لموسى، وثعبانا لفرعون، وجانا للسحرة {الْحَمْدُ} * يطلق
على الشكر، وعلى الثناء، وعلى المدح، وعلى الأمر، كقوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ}، وعلى القول كقوله: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمََا لَمْ يَفْعَلُوا}
{الْحَقُّ} * يطلق على الصدق، ويطلق على محمد صلّى الله عليه وسلّم كقوله: {وَلََا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبََاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ}، وعلى الكعبة، وعلى المال، وعلى العمل كقوله:(1/873)
ويقال: كان حية لموسى، وثعبانا لفرعون، وجانا للسحرة {الْحَمْدُ} * يطلق
على الشكر، وعلى الثناء، وعلى المدح، وعلى الأمر، كقوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ}، وعلى القول كقوله: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمََا لَمْ يَفْعَلُوا}
{الْحَقُّ} * يطلق على الصدق، ويطلق على محمد صلّى الله عليه وسلّم كقوله: {وَلََا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبََاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ}، وعلى الكعبة، وعلى المال، وعلى العمل كقوله:
{وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ}، وعلى الإسلام. قال تعالى: {وَقُلْ جََاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبََاطِلُ}، وعلى جبريل كقوله: {لَقَدْ جََاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}، ويطلق على شهادة أن لا إله إلا الله كقوله: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ}، وقوله: {إِلََّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، وعلى التوحيد كقوله: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ}، وعلى العدل كقوله: {وَلَدَيْنََا كِتََابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ}، وعلى القرآن كقوله: {قََالُوا مََا ذََا قََالَ رَبُّكُمْ قََالُوا الْحَقَّ}، وقوله: {وَلَمََّا جََاءَهُمُ الْحَقُّ قََالُوا هََذََا سِحْرٌ}، ويطلق على القسم كقوله: {فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ}. {الْحِكْمَةَ} * تطلق على النبوّة، وعلى القرآن كقوله: {ادْعُ إِلى ََ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}. واختلف في تفسير: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشََاءُ}، فقال ابن عباس: النبوّة. وقال مقاتل: تفسير القرآن. وقال مجاهد:
إصابة القول والفعل. ويقال الخط الحسن. ويقال الفقه. وقال الحسن الورع.
ويقال الخشية لله. ويقال السنة والجماعة. ويقال إلهام الصواب (الحسن) يطلق على الصدق، كقوله: {أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً}، وعلى الحلال كقوله: {وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً}، ويطلق على الجنة كقوله: {أَفَمَنْ وَعَدْنََاهُ وَعْداً حَسَناً}، ويطلق على الحق كقوله: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً}
{الْحَسَنَةُ} * قيل الفتح والغنيمة. وقيل التوحيد كقوله: {مَنْ جََاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهََا} *. وقيل: المطر. وقيل: الصواب. وقيل: العافية. وقيل: القول اللين.
وقيل: الثناء، لقوله: {وَآتَيْنََاهُ فِي الدُّنْيََا حَسَنَةً}. وقيل: الطاعة. وقيل المرأة الصالحة. وقيل: الحور العين. وفسر ابن عباس: {رَبَّنََا آتِنََا فِي الدُّنْيََا حَسَنَةً}:
شهادة، وفي الآخرة حسنة الجنة وقال سهل بن عبد الله: في الدنيا السنة
والجماعة وفي الآخرة النعيم والجنة (الحبر) أي: العالم، ويطلق على الإكرام كقوله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوََاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}، قال ابن عباس: تكرمون بالتحف، وقال يحيى بن بكير: تلذذون بالسماع {الْخَيْرُ} * يطلق على الأفضل، كقوله: {وَالْبََاقِيََاتُ الصََّالِحََاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوََاباً وَخَيْرٌ أَمَلًا}، ويطلق على الأشرف، كقوله: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى ََ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}، ويطلق على الإسلام، ويطلق على المال كقوله: {إِنْ تَرَكَ خَيْراً} وكقوله: {فَكََاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً}، ويطلق على الإيمان كقوله: {وَلَوْ عَلِمَ اللََّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ}.(1/874)
شهادة، وفي الآخرة حسنة الجنة وقال سهل بن عبد الله: في الدنيا السنة
والجماعة وفي الآخرة النعيم والجنة (الحبر) أي: العالم، ويطلق على الإكرام كقوله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوََاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}، قال ابن عباس: تكرمون بالتحف، وقال يحيى بن بكير: تلذذون بالسماع {الْخَيْرُ} * يطلق على الأفضل، كقوله: {وَالْبََاقِيََاتُ الصََّالِحََاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوََاباً وَخَيْرٌ أَمَلًا}، ويطلق على الأشرف، كقوله: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى ََ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}، ويطلق على الإسلام، ويطلق على المال كقوله: {إِنْ تَرَكَ خَيْراً} وكقوله: {فَكََاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً}، ويطلق على الإيمان كقوله: {وَلَوْ عَلِمَ اللََّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ}.
وقال تعالى: {لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللََّهُ خَيْراً} ويطلق على النعمة. قال تعالى: {وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلََا رَادَّ لِفَضْلِهِ} ويطلق على الأجر. قال تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنََاهََا لَكُمْ مِنْ شَعََائِرِ اللََّهِ لَكُمْ فِيهََا خَيْرٌ} ويطلق على الطعام. قال {رَبِّ إِنِّي لِمََا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} ويطلق على الظفر كقوله: {وَرَدَّ اللََّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنََالُوا خَيْراً} ويطلق على الخيل. قال تعالى: {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي}
ويطلق على المال الكثير كقوله: {إِنِّي أَرََاكُمْ بِخَيْرٍ} (السؤال) يكون للاستفهام نحو: {يَسْئَلُونَكَ مََا ذََا يُنْفِقُونَ} *، {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ}، ويكون للحاجة، ويكون للنعت نحو: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ}، ويكون للامتحان نحو:
{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبََالِ}. {السَّكِينَةَ} * الطمأنينة نحو، {فَأَنْزَلَ اللََّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ}، وتكون للثبات كقوله: {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التََّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ}. قال عليّ كرّم الله وجهه: السكينة ريح هفافة لها رأسان ووجه، ويقال ريح خجوج لها رأسان، ويقال هي شيء له رأس وجناحان وذنب، ويقال شيء ميت له رأس كرأس الهرّة. فإذا أراد بنو إسرائيل الحرب فزعوا إليه. فإن صرخ علموا بالظفر. وقال السدي: طست من ذهب أتي به من الجنة تغسل فيه قلوب الأنبياء، ويقال روح إذا اختلف بنو إسرائيل في شيء عمدوا إليه فأخبرهم بشأن ما اختلفوا فيه. وقال عطاء: آيات الله تسكن إليها قلوب بني
إسرائيل، وقيل: التابوت والسكينة شيء واحد (السيد) الحليم، ويطلق على الزوج والرئيس {السَّيِّئَةُ} * لها إطلاقات: تطلق على القتل والهزيمة وعلى الشرك كقوله: {وَمَنْ جََاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلََا يُجْزى ََ إِلََّا مِثْلَهََا} وعلى القحط والشدّة كقوله: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى ََ وَمَنْ مَعَهُ}، وعلى الضر كقوله: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ}، وعلى القول القبيح كقوله:(1/875)
{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبََالِ}. {السَّكِينَةَ} * الطمأنينة نحو، {فَأَنْزَلَ اللََّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ}، وتكون للثبات كقوله: {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التََّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ}. قال عليّ كرّم الله وجهه: السكينة ريح هفافة لها رأسان ووجه، ويقال ريح خجوج لها رأسان، ويقال هي شيء له رأس وجناحان وذنب، ويقال شيء ميت له رأس كرأس الهرّة. فإذا أراد بنو إسرائيل الحرب فزعوا إليه. فإن صرخ علموا بالظفر. وقال السدي: طست من ذهب أتي به من الجنة تغسل فيه قلوب الأنبياء، ويقال روح إذا اختلف بنو إسرائيل في شيء عمدوا إليه فأخبرهم بشأن ما اختلفوا فيه. وقال عطاء: آيات الله تسكن إليها قلوب بني
إسرائيل، وقيل: التابوت والسكينة شيء واحد (السيد) الحليم، ويطلق على الزوج والرئيس {السَّيِّئَةُ} * لها إطلاقات: تطلق على القتل والهزيمة وعلى الشرك كقوله: {وَمَنْ جََاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلََا يُجْزى ََ إِلََّا مِثْلَهََا} وعلى القحط والشدّة كقوله: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى ََ وَمَنْ مَعَهُ}، وعلى الضر كقوله: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ}، وعلى القول القبيح كقوله:
{وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} *، وقوله: {وَلََا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (الشاهد) يطلق على مشركي العرب كقوله: {شََاهِدِينَ عَلى ََ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ}. وعلى جبريل كقوله: {وَيَتْلُوهُ شََاهِدٌ مِنْهُ} يعني جبريل، وقيل القرآن، وقيل صورة محمد، وقيل: لسانه، وقيل: ابن عم زليخا، وقيل أخوها. قال تعالى: {وَشَهِدَ شََاهِدٌ مِنْ أَهْلِهََا} وقيل محمد صلّى الله عليه وسلّم وقيل هو عبد الله ابن سلام كقوله: {وَشَهِدَ شََاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرََائِيلَ عَلى ََ مِثْلِهِ} {الشَّجَرَةَ} * التي نهى آدم عنها السنبلة، وقيل البر، وقيل: الكرم، وقيل: التين، وقيل: إنه نهى عن أكل شجرة بعينها ونهاه عن جنسها فهو لم يأكل من الشجرة المعينة، وقيل: إنما أكل من جنسها، قال تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنََا إِلى ََ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ}
أي: نسي تلك الشجرة {الشِّرْكَ} يطلق على الشرك بالله كقوله: {لََا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً}، وعلى الرياء كقوله: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صََالِحاً وَلََا يُشْرِكْ بِعِبََادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}
(الشفاء) هو الشفاء بعينه، وقيل البيان، وقيل الدواء كقوله: {فِيهِ شِفََاءٌ لِلنََّاسِ}، وقيل العافية نحو، {وَإِذََا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}. {الصِّرََاطَ} * يطلق على الدين، {اهْدِنَا الصِّرََاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، وعلى الطريق كقوله، {وَلََا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرََاطٍ تُوعِدُونَ}. {الصَّلََاةُ} *. الصلوات الخمس، وتطلق على العبادة وعلى الخضوع، وقيل الدعاء كقوله: {وَصَلَوََاتِ الرَّسُولِ أَلََا إِنَّهََا قُرْبَةٌ لَهُمْ} و {صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلََاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} وعلى القراءة قال تعالى: {وَلََا تَجْهَرْ بِصَلََاتِكَ وَلََا تُخََافِتْ بِهََا}
قال الحسن: لا تصلها رياء ولا تدعها حياء. وتطلق على الإسلام. قال تعالى:
فلا صدّق ولا صلى {الضَّلََالَةُ} * تطلق على الخذلان، وعلى الخطأ: {فَقَدْ ضَلَّ سَوََاءَ السَّبِيلِ} *، وعلى الكفر كقوله: {إِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضََّالِّينَ} وعلى النسيان كقوله: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدََاهُمََا}، وتطلق على المحبة كقوله: {قََالُوا تَاللََّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلََالِكَ الْقَدِيمِ}، و {وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ََ}، أي: وجدك خامل الذكر فرفع لك ذكرك، أو وجدك جاهلا بتبليغ الرسالة فهداك الله، أو وجدك بين قول ضلال فهداهم بك، أو وجدك ضالا عن الطريق فهداك إليها، وذلك في وقت الصبا (الطهارة) من الأدناس كقوله: {وَلََا تَقْرَبُوهُنَّ حَتََّى يَطْهُرْنَ}، وتطلق على النجاة كقوله: {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وتطلق على الإخلاص كقوله:(1/876)
{وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} *، وقوله: {وَلََا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (الشاهد) يطلق على مشركي العرب كقوله: {شََاهِدِينَ عَلى ََ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ}. وعلى جبريل كقوله: {وَيَتْلُوهُ شََاهِدٌ مِنْهُ} يعني جبريل، وقيل القرآن، وقيل صورة محمد، وقيل: لسانه، وقيل: ابن عم زليخا، وقيل أخوها. قال تعالى: {وَشَهِدَ شََاهِدٌ مِنْ أَهْلِهََا} وقيل محمد صلّى الله عليه وسلّم وقيل هو عبد الله ابن سلام كقوله: {وَشَهِدَ شََاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرََائِيلَ عَلى ََ مِثْلِهِ} {الشَّجَرَةَ} * التي نهى آدم عنها السنبلة، وقيل البر، وقيل: الكرم، وقيل: التين، وقيل: إنه نهى عن أكل شجرة بعينها ونهاه عن جنسها فهو لم يأكل من الشجرة المعينة، وقيل: إنما أكل من جنسها، قال تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنََا إِلى ََ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ}
أي: نسي تلك الشجرة {الشِّرْكَ} يطلق على الشرك بالله كقوله: {لََا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً}، وعلى الرياء كقوله: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صََالِحاً وَلََا يُشْرِكْ بِعِبََادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}
(الشفاء) هو الشفاء بعينه، وقيل البيان، وقيل الدواء كقوله: {فِيهِ شِفََاءٌ لِلنََّاسِ}، وقيل العافية نحو، {وَإِذََا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}. {الصِّرََاطَ} * يطلق على الدين، {اهْدِنَا الصِّرََاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، وعلى الطريق كقوله، {وَلََا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرََاطٍ تُوعِدُونَ}. {الصَّلََاةُ} *. الصلوات الخمس، وتطلق على العبادة وعلى الخضوع، وقيل الدعاء كقوله: {وَصَلَوََاتِ الرَّسُولِ أَلََا إِنَّهََا قُرْبَةٌ لَهُمْ} و {صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلََاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} وعلى القراءة قال تعالى: {وَلََا تَجْهَرْ بِصَلََاتِكَ وَلََا تُخََافِتْ بِهََا}
قال الحسن: لا تصلها رياء ولا تدعها حياء. وتطلق على الإسلام. قال تعالى:
فلا صدّق ولا صلى {الضَّلََالَةُ} * تطلق على الخذلان، وعلى الخطأ: {فَقَدْ ضَلَّ سَوََاءَ السَّبِيلِ} *، وعلى الكفر كقوله: {إِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضََّالِّينَ} وعلى النسيان كقوله: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدََاهُمََا}، وتطلق على المحبة كقوله: {قََالُوا تَاللََّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلََالِكَ الْقَدِيمِ}، و {وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ََ}، أي: وجدك خامل الذكر فرفع لك ذكرك، أو وجدك جاهلا بتبليغ الرسالة فهداك الله، أو وجدك بين قول ضلال فهداهم بك، أو وجدك ضالا عن الطريق فهداك إليها، وذلك في وقت الصبا (الطهارة) من الأدناس كقوله: {وَلََا تَقْرَبُوهُنَّ حَتََّى يَطْهُرْنَ}، وتطلق على النجاة كقوله: {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وتطلق على الإخلاص كقوله:
{وَثِيََابَكَ فَطَهِّرْ}، وقيل: ثيابك فاغسل أو فقصر، وقيل: وقلبك فأصلح، وقيل:
خلقك فحسن، وقيل: الطهارة من الشرك (الظلم) الكفر، ويطلق على المعصية من غير شرك، وعلى العسر والضيق والشدّة، ويطلق على الفقر، ويطلق على ضيق مكة كقوله: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}، وقيل:
بعد ضيق مكة يسر المدينة، أو بعد ضيق الدنيا يسر الآخرة، أو بعد ضيق القبر يسر الآخرة {الْغَيْبُ} * هو الله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}، وعلى السرّ، وعلى الفرج، وعلى المطر، وعلى القحط والجدب كقوله: {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ}. قال الكلبي: الغيب هنا الموت، وقيل: الجوع، وقيل: دفع المضرّة وجلب المنفعة، وقيل الولد من بطن الأم {فِتْنَةٌ} * تكون بمعنى البلية كقوله: {إِنَّمََا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلََا تَكْفُرْ}، وتكون بمعنى الشرك كقوله:
{وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}، وتكون بمعنى الكبر كقوله: {ابْتِغََاءَ الْفِتْنَةِ}، وتكون بمعنى الاختبار كقوله: {إِنْ هِيَ إِلََّا فِتْنَتُكَ}، وتكون بمعنى الجنون كقوله: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ}. {فَضْلُ} * المنة كقوله: {وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} *، ويطلق على التجاوز وعلى الحلف وعلى الإسلام كقوله: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللََّهِ}، وعلى القرآن كقوله: {قُلْ بِفَضْلِ اللََّهِ وَبِرَحْمَتِهِ}، وعلى الطاعة كقوله: {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي
فَضْلٍ فَضْلَهُ}، الفضل الأخير الدرجات، ويكون الجنة كقوله: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللََّهِ فَضْلًا كَبِيراً}. {فَزَعٍ} الخوف. وقيل: هو ذبح الموت بين الجنة والنار ونداء جبريل بين الجنة والنار: حياة بلا موت {الْقَرْيَةَ} * أريحا كقوله:(1/877)
{وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}، وتكون بمعنى الكبر كقوله: {ابْتِغََاءَ الْفِتْنَةِ}، وتكون بمعنى الاختبار كقوله: {إِنْ هِيَ إِلََّا فِتْنَتُكَ}، وتكون بمعنى الجنون كقوله: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ}. {فَضْلُ} * المنة كقوله: {وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} *، ويطلق على التجاوز وعلى الحلف وعلى الإسلام كقوله: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللََّهِ}، وعلى القرآن كقوله: {قُلْ بِفَضْلِ اللََّهِ وَبِرَحْمَتِهِ}، وعلى الطاعة كقوله: {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي
فَضْلٍ فَضْلَهُ}، الفضل الأخير الدرجات، ويكون الجنة كقوله: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللََّهِ فَضْلًا كَبِيراً}. {فَزَعٍ} الخوف. وقيل: هو ذبح الموت بين الجنة والنار ونداء جبريل بين الجنة والنار: حياة بلا موت {الْقَرْيَةَ} * أريحا كقوله:
{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هََذِهِ الْقَرْيَةَ}، ونينوى كقوله: {وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كََانَتْ حََاضِرَةَ الْبَحْرِ}، ومكة كقوله: {ضَرَبَ اللََّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كََانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً}
وأنطاكية، {فَانْطَلَقََا حَتََّى إِذََا أَتَيََا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمََا أَهْلَهََا}، {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحََابَ الْقَرْيَةِ}، والخامسة مدينة قوم لوط: {إِنََّا مُنْزِلُونَ عَلى ََ أَهْلِ هََذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً}، والسادسة بلد من البلدان كقوله: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنََاهََا} (القنوت) الإقرار كقوله: {كُلٌّ لَهُ قََانِتُونَ} *، ويطلق على الخشوع كقوله: {وَقُومُوا لِلََّهِ قََانِتِينَ}، أي: خاشعين {الْقُرْآنُ} * يطلق على ستة أوجه. أحدها: القرآن بعينه. الثاني يطلق على كتاب من الكتب كقوله: {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هََذََا}. الثالث آية الكرسي كقوله: {وَلَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}، ويقال إن القرآن هنا فاتحة الكتاب، ومعناه على هذا القرآن، {وَلَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي}، ومع ذلك فإنه قرآن عظيم. الرابع صلاة الفجر كقوله: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كََانَ مَشْهُوداً}، الخامس على التوحيد كقوله: {الرَّحْمََنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ}. السادس: القراءة كقوله: {إِنَّ عَلَيْنََا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذََا قَرَأْنََاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}. {مََا} * على عشرة أوجه تكون مصدرية نحو: {مََا عَنِتُّمْ} *، ونحو: {بِمََا غَفَرَ لِي رَبِّي}، وتكون للاستفهام، نحو: {يُبَيِّنْ لَنََا مََا هِيَ} *، {يُبَيِّنْ لَنََا مََا لَوْنُهََا}، وتكون للتعجب كقوله: {فَمََا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النََّارِ}، ونحو: {قُتِلَ الْإِنْسََانُ مََا أَكْفَرَهُ}، وأصحاب {الْمَيْمَنَةِ مََا أَصْحََابُ الْمَيْمَنَةِ، وَأَصْحََابُ الْمَشْئَمَةِ مََا أَصْحََابُ الْمَشْئَمَةِ}، وتكون شرطية نحو: {مََا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهََا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهََا}، وتكون كافة نحو: {قُلْ إِنَّمََا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} *
وتكون للنفي نحو: {وَمََا كََانَ اللََّهُ لِيُضِيعَ إِيمََانَكُمْ}، و {مََا مُحَمَّدٌ إِلََّا رَسُولٌ}، وتكون مهيئة {إِذْ} * و {حَيْثُ} * للجزم نحو: [الطويل]
وإنّك إذ ما تأت ما أنت آمر ... به تلف من إياه تأمر آتيا
وحيث نحو: [السريع] حيثما تستقم يقدر لك اللّ ... هـ نجاحا في غابر الأزمان
وتكون بمعنى الوقت نحو: {مََا دُمْتُ فِيهِمْ}، وتكون صلة نحو: {فَبِمََا رَحْمَةٍ مِنَ اللََّهِ لِنْتَ لَهُمْ}، {فَبِمََا نَقْضِهِمْ مِيثََاقَهُمْ} * وتكون موصولة بمعنى الذي {الْمَعْرُوفِ} * أربعة عشر وجها. حسن العشرة من النفقة والكسوة. الثاني بمهر جديد كقوله: {إِذََا تَرََاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ}. الثالث من غير إسراف ولا تقتير كقوله: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}. الرابع الكلام الحسن: {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فََارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ}. الخامس هدية الرجل لامرأته عند الطلاق كقوله: {مَتََاعاً بِالْمَعْرُوفِ}. السادس: اتباع محمد صلّى الله عليه وسلّم.(1/878)
{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هََذِهِ الْقَرْيَةَ}، ونينوى كقوله: {وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كََانَتْ حََاضِرَةَ الْبَحْرِ}، ومكة كقوله: {ضَرَبَ اللََّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كََانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً}
وأنطاكية، {فَانْطَلَقََا حَتََّى إِذََا أَتَيََا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمََا أَهْلَهََا}، {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحََابَ الْقَرْيَةِ}، والخامسة مدينة قوم لوط: {إِنََّا مُنْزِلُونَ عَلى ََ أَهْلِ هََذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً}، والسادسة بلد من البلدان كقوله: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنََاهََا} (القنوت) الإقرار كقوله: {كُلٌّ لَهُ قََانِتُونَ} *، ويطلق على الخشوع كقوله: {وَقُومُوا لِلََّهِ قََانِتِينَ}، أي: خاشعين {الْقُرْآنُ} * يطلق على ستة أوجه. أحدها: القرآن بعينه. الثاني يطلق على كتاب من الكتب كقوله: {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هََذََا}. الثالث آية الكرسي كقوله: {وَلَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}، ويقال إن القرآن هنا فاتحة الكتاب، ومعناه على هذا القرآن، {وَلَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي}، ومع ذلك فإنه قرآن عظيم. الرابع صلاة الفجر كقوله: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كََانَ مَشْهُوداً}، الخامس على التوحيد كقوله: {الرَّحْمََنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ}. السادس: القراءة كقوله: {إِنَّ عَلَيْنََا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذََا قَرَأْنََاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}. {مََا} * على عشرة أوجه تكون مصدرية نحو: {مََا عَنِتُّمْ} *، ونحو: {بِمََا غَفَرَ لِي رَبِّي}، وتكون للاستفهام، نحو: {يُبَيِّنْ لَنََا مََا هِيَ} *، {يُبَيِّنْ لَنََا مََا لَوْنُهََا}، وتكون للتعجب كقوله: {فَمََا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النََّارِ}، ونحو: {قُتِلَ الْإِنْسََانُ مََا أَكْفَرَهُ}، وأصحاب {الْمَيْمَنَةِ مََا أَصْحََابُ الْمَيْمَنَةِ، وَأَصْحََابُ الْمَشْئَمَةِ مََا أَصْحََابُ الْمَشْئَمَةِ}، وتكون شرطية نحو: {مََا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهََا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهََا}، وتكون كافة نحو: {قُلْ إِنَّمََا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} *
وتكون للنفي نحو: {وَمََا كََانَ اللََّهُ لِيُضِيعَ إِيمََانَكُمْ}، و {مََا مُحَمَّدٌ إِلََّا رَسُولٌ}، وتكون مهيئة {إِذْ} * و {حَيْثُ} * للجزم نحو: [الطويل]
وإنّك إذ ما تأت ما أنت آمر ... به تلف من إياه تأمر آتيا
وحيث نحو: [السريع] حيثما تستقم يقدر لك اللّ ... هـ نجاحا في غابر الأزمان
وتكون بمعنى الوقت نحو: {مََا دُمْتُ فِيهِمْ}، وتكون صلة نحو: {فَبِمََا رَحْمَةٍ مِنَ اللََّهِ لِنْتَ لَهُمْ}، {فَبِمََا نَقْضِهِمْ مِيثََاقَهُمْ} * وتكون موصولة بمعنى الذي {الْمَعْرُوفِ} * أربعة عشر وجها. حسن العشرة من النفقة والكسوة. الثاني بمهر جديد كقوله: {إِذََا تَرََاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ}. الثالث من غير إسراف ولا تقتير كقوله: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}. الرابع الكلام الحسن: {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فََارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ}. الخامس هدية الرجل لامرأته عند الطلاق كقوله: {مَتََاعاً بِالْمَعْرُوفِ}. السادس: اتباع محمد صلّى الله عليه وسلّم.
السابع: قدر ما يحتاج إليه كقوله: {وَمَنْ كََانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}. الثامن:
القرض، كقوله: {بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلََاحٍ بَيْنَ النََّاسِ}. التاسع: الصلوات والوصية بلا ريبة. العاشر العدل كقوله: {فَأَوْلى ََ لَهُمْ} {طََاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ}
{النََّارُ} * ستة: نار جهنم، ونار الدنيا، ونار الزند، ونار الشجر: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نََاراً}، ونار الحرام نحو: {مََا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النََّارَ}.
والسادسة: النور كقوله: في قصة موسى عليه السلام: {إِذْ رَأى ََ نََاراً} و {النُّورُ} *
أقسام: يطلق على الإيمان كقوله: {يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمََاتِ إِلَى النُّورِ} *. والثاني القرآن كقوله: {فَآمِنُوا بِاللََّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنََا}. والثالث محمد صلّى الله عليه وسلّم: {قَدْ جََاءَكُمْ مِنَ اللََّهِ نُورٌ وَكِتََابٌ مُبِينٌ}. والرابع: النهار كقوله: {وَجَعَلَ الظُّلُمََاتِ وَالنُّورَ}. والخامس: الهدى كقوله: {وَجَعَلْنََا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النََّاسِ}.
والسادس: التوراة كقوله: {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتََابَ الَّذِي جََاءَ بِهِ مُوسى ََ نُوراً وَهُدىً لِلنََّاسِ}. والسابع: الإسلام كقوله: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللََّهِ بِأَفْوََاهِهِمْ}.
الثامن: النور، وهو الله سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: {اللََّهُ نُورُ السَّمََاوََاتِ
وَالْأَرْضِ}. التاسع: المغفرة، العاشر: العدل، {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهََا}. الحادي عشر: الضياء كقوله: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيََاءً وَالْقَمَرَ نُوراً}. {النَّجْمُ} * له إطلاقات، يطلق على النجوم بعينها، وعلى الفرقدين، وعلى النباتات التي لا ساق لها. قال تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدََانِ}. {الْهُدى ََ} * له إطلاقات:(1/879)
الثامن: النور، وهو الله سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: {اللََّهُ نُورُ السَّمََاوََاتِ
وَالْأَرْضِ}. التاسع: المغفرة، العاشر: العدل، {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهََا}. الحادي عشر: الضياء كقوله: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيََاءً وَالْقَمَرَ نُوراً}. {النَّجْمُ} * له إطلاقات، يطلق على النجوم بعينها، وعلى الفرقدين، وعلى النباتات التي لا ساق لها. قال تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدََانِ}. {الْهُدى ََ} * له إطلاقات:
يطلق على التوفيق، وعلى الصواب، وعلى الإيمان، وعلى التثبيت، وعلى الإسلام، {قُلْ إِنَّ الْهُدى ََ هُدَى اللََّهِ} والدعوة: {إِنَّمََا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هََادٍ}، والتوحيد والسنة: {إِنََّا وَجَدْنََا آبََاءَنََا عَلى ََ أُمَّةٍ وَإِنََّا عَلى ََ آثََارِهِمْ مُهْتَدُونَ}، وعلى التوبة كقوله: {إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ}، وعلى القرآن: {وَمََا مَنَعَ النََّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جََاءَهُمُ الْهُدى ََ} *. (الوحي) وحي من السماء، وهو الأصل، ووحي إلهام نحو: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوََارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي}، و {أَوْحى ََ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}، وعلى الكتابة كقوله: {فَأَوْحى ََ إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}، ووحي أمر كقوله: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى ََ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً}، {وَإِنَّ الشَّيََاطِينَ لَيُوحُونَ إِلى ََ أَوْلِيََائِهِمْ} (الواو) تكون للاستئناف وللابتداء، وللعطف، وللقسم، وللصرف نحو: {وَيَعْلَمَ الصََّابِرِينَ}، {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ}، وللحال، ومقحمة نحو:
{وَنََادَيْنََاهُ أَنْ يََا إِبْرََاهِيمُ}، ويقال لها واو السرّ، فقالوا لها سرّ بين الله وخليله فأراد أن لا يطلع عليه أحدا فأشار إليه بالواو فقال: {وَنََادَيْنََاهُ أَنْ يََا إِبْرََاهِيمُ}، وتكون للنعت، أي: تدخل في الصفات نحو: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى ََ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ}، وواو الضمير نحو: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قََاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ}، أي: قاتل ومعه جموع كثيرة، ومنقلبة عن همزة نحو: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ}، بهمزة وبغير همزة، وتكون للعموم نحو: {التََّائِبُونَ الْعََابِدُونَ}، إلى: {وَالنََّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ،} وللتحقيق نحو: {وَثََامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}، أي: حقق الله هذا العدد من غيره بالواو، وللتمييز نحو: {ثَيِّبََاتٍ وَأَبْكََاراً}، وواو الثمانية نحو: {وَفُتِحَتْ أَبْوََابُهََا}، وواو الجمع نحو: {يُؤْمِنُونَ} * و {يُقِيمُونَ} *، وواو توجب التفريق نحو: {وَسَبْعَةٍ إِذََا
رَجَعْتُمْ}، وواو توجب الترتيب نحو: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} الآية، وواو توجب الجمع نحو: {إِنَّمَا الصَّدَقََاتُ لِلْفُقَرََاءِ وَالْمَسََاكِينِ}، وواو المفعول نحو: {وَالظََّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذََاباً أَلِيماً}. تدخل هذه الواو علامة لرجوعها إلى ما بعدها دون ما قبلها.(1/880)
{وَنََادَيْنََاهُ أَنْ يََا إِبْرََاهِيمُ}، ويقال لها واو السرّ، فقالوا لها سرّ بين الله وخليله فأراد أن لا يطلع عليه أحدا فأشار إليه بالواو فقال: {وَنََادَيْنََاهُ أَنْ يََا إِبْرََاهِيمُ}، وتكون للنعت، أي: تدخل في الصفات نحو: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى ََ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ}، وواو الضمير نحو: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قََاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ}، أي: قاتل ومعه جموع كثيرة، ومنقلبة عن همزة نحو: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ}، بهمزة وبغير همزة، وتكون للعموم نحو: {التََّائِبُونَ الْعََابِدُونَ}، إلى: {وَالنََّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ،} وللتحقيق نحو: {وَثََامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}، أي: حقق الله هذا العدد من غيره بالواو، وللتمييز نحو: {ثَيِّبََاتٍ وَأَبْكََاراً}، وواو الثمانية نحو: {وَفُتِحَتْ أَبْوََابُهََا}، وواو الجمع نحو: {يُؤْمِنُونَ} * و {يُقِيمُونَ} *، وواو توجب التفريق نحو: {وَسَبْعَةٍ إِذََا
رَجَعْتُمْ}، وواو توجب الترتيب نحو: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} الآية، وواو توجب الجمع نحو: {إِنَّمَا الصَّدَقََاتُ لِلْفُقَرََاءِ وَالْمَسََاكِينِ}، وواو المفعول نحو: {وَالظََّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذََاباً أَلِيماً}. تدخل هذه الواو علامة لرجوعها إلى ما بعدها دون ما قبلها.
وتكون الواو بمعنى أو نحو: {مَثْنى ََ وَثُلََاثَ وَرُبََاعَ} *، معناه أو ثلاث أو رباع، وتكون بمعنى حتى كقوله في الفتح: {تُقََاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} معناه: حتى يسلموا، وواو بمعنى الفاء نحو: {سَمِعْنََا وَأَطَعْنََا} *، وواو بمعنى مع كقوله: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرََّاحِمِينَ}، معناه مع أنك أرحم الراحمين، وتكون بمعنى اللام كقوله: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهََامََانَ وَجُنُودَهُمََا}، وواو البناء ألحق بناء الثلاث ببناء الرباعي بهذه الواو، وبالياء من الواو نحو: {وَمََا كََانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} أصله بغويا (واليد) تكون صفة من صفات الذات، نحو: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، وتكون للنصرة نحو: {يَدُ اللََّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}، وتكون للجارحة كقوله: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهََا} إلخ، وتكون بمعنى القهر والذلّ نحو: {حَتََّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صََاغِرُونَ}، وتكون بمعنى القوّة نحو: {وَالسَّمََاءَ بَنَيْنََاهََا بِأَيْدٍ}.
تمت الفائدة بحمد الله تعالى وعونه، وحسن توفيقه، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين وأصحابه الأكرمين وسلّم آمين.(1/881)
تمت الفائدة بحمد الله تعالى وعونه، وحسن توفيقه، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين وأصحابه الأكرمين وسلّم آمين.
الفهرس الموضوع رقم الصفحة
خطبة الكتاب 5 فوائد مهمة 12 الفائدة الأولى في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفن 12 الفائدة الثانية في الوقف والابتداء 24 تنبيهات مهمة 41 سورة الفاتحة 70 سورة البقرة 74 سورة آل عمران 151 سورة النساء 202 سورة المائدة 239 سورة الأنعام 263 سورة الأعراف 292 سورة الأنفال 318 سورة التوبة 330 سورة يونس عليه السلام 351 سورة هود عليه السلام 369 سورة يوسف عليه السلام 388 سورة الرعد 402 سورة إبراهيم عليه السلام 413 سورة الحجر 422
سورة النحل 428 سورة الإسراء 447 سورة الكهف 460 سورة مريم عليها السلام 475 سورة طه عليه الصلاة والسلام 485 سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 497 سورة الحج 510 سورة المؤمنون 523 سورة النور 532 سورة الفرقان 544 سورة الشعراء 554 سورة النمل 566 سورة القصص 577 سورة العنكبوت 590 سورة الروم 597 سورة لقمان 604 سورة السجدة 609 سورة الأحزاب 612 سورة سبأ 622 سورة الملائكة 630 سورة يس 636 سورة والصافات 644
سورة ص 654 سورة الزمر 663 سورة المؤمن 672 سورة فصلت 682 سورة الشورى 689 سورة الزخرف 696 سورة الدخان 704 سورة الجاثية 710 سورة الأحقاف 714 سورة القتال 720 سورة الفتح 724 سورة الحجرات 730 سورة ق 733 سورة والذاريات 738 سورة والطور 744 سورة والنجم 747 سورة القمر 751 سورة الرحمن 754 سورة الواقعة 758 سورة الحديد 764 سورة المجادلة 769 سورة الحشر 773
سورة الممتحنة 776 سورة الصف 780 سورة الجمعة 782 سورة المنافقين 784 سورة التغابن 786 سورة الطلاق 789 سورة التحريم 791 سورة الملك 794 سورة القلم 797 سورة الحاقة 802 سورة المعارج 804 سورة نوح عليه السلام 806 سورة الجن 808 سورة المزمل 810 سورة المدثر 813 سورة القيامة 816 سورة الإنسان 819 سورة والمرسلات 823 سورة النبأ 825 سورة والنازعات 829 سورة عبس 832 سورة التكوير 834
سورة الانفطار 836 سورة الرحيق 837 سورة الانشقاق 340 سورة البروج 842 سورة الطارق 844 سورة الأعلى 845 سورة الغاشية 846 صورة والفجر 848 سورة البلد 850 سورة والشمس 851 سورة والليل 852 سورة والضحى 853 سورة الانشراح 853 سورة والتين 854 سورة العلق 855 سورة القدر 856 سورة البينة 857 سورة الزلزلة 858 سورة والعاديات 859 سورة القارعة 860 سورة التكاثر 861 سورة والعصر 862
سورة الهمزة 862 سورة الفيل 863 سورة قريش 864 سورة الماعون 864 سورة الكوثر 865 سورة الكافرون 866 سورة النصر 866 سورة تبت 867 سورة الإخلاص 868 سورتا الفلق والناس 869 فائدة تتعلق بمعاني ألفاظ القرآن 872(1/883)
خطبة الكتاب 5 فوائد مهمة 12 الفائدة الأولى في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفن 12 الفائدة الثانية في الوقف والابتداء 24 تنبيهات مهمة 41 سورة الفاتحة 70 سورة البقرة 74 سورة آل عمران 151 سورة النساء 202 سورة المائدة 239 سورة الأنعام 263 سورة الأعراف 292 سورة الأنفال 318 سورة التوبة 330 سورة يونس عليه السلام 351 سورة هود عليه السلام 369 سورة يوسف عليه السلام 388 سورة الرعد 402 سورة إبراهيم عليه السلام 413 سورة الحجر 422
سورة النحل 428 سورة الإسراء 447 سورة الكهف 460 سورة مريم عليها السلام 475 سورة طه عليه الصلاة والسلام 485 سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 497 سورة الحج 510 سورة المؤمنون 523 سورة النور 532 سورة الفرقان 544 سورة الشعراء 554 سورة النمل 566 سورة القصص 577 سورة العنكبوت 590 سورة الروم 597 سورة لقمان 604 سورة السجدة 609 سورة الأحزاب 612 سورة سبأ 622 سورة الملائكة 630 سورة يس 636 سورة والصافات 644
سورة ص 654 سورة الزمر 663 سورة المؤمن 672 سورة فصلت 682 سورة الشورى 689 سورة الزخرف 696 سورة الدخان 704 سورة الجاثية 710 سورة الأحقاف 714 سورة القتال 720 سورة الفتح 724 سورة الحجرات 730 سورة ق 733 سورة والذاريات 738 سورة والطور 744 سورة والنجم 747 سورة القمر 751 سورة الرحمن 754 سورة الواقعة 758 سورة الحديد 764 سورة المجادلة 769 سورة الحشر 773
سورة الممتحنة 776 سورة الصف 780 سورة الجمعة 782 سورة المنافقين 784 سورة التغابن 786 سورة الطلاق 789 سورة التحريم 791 سورة الملك 794 سورة القلم 797 سورة الحاقة 802 سورة المعارج 804 سورة نوح عليه السلام 806 سورة الجن 808 سورة المزمل 810 سورة المدثر 813 سورة القيامة 816 سورة الإنسان 819 سورة والمرسلات 823 سورة النبأ 825 سورة والنازعات 829 سورة عبس 832 سورة التكوير 834
سورة الانفطار 836 سورة الرحيق 837 سورة الانشقاق 340 سورة البروج 842 سورة الطارق 844 سورة الأعلى 845 سورة الغاشية 846 صورة والفجر 848 سورة البلد 850 سورة والشمس 851 سورة والليل 852 سورة والضحى 853 سورة الانشراح 853 سورة والتين 854 سورة العلق 855 سورة القدر 856 سورة البينة 857 سورة الزلزلة 858 سورة والعاديات 859 سورة القارعة 860 سورة التكاثر 861 سورة والعصر 862
سورة الهمزة 862 سورة الفيل 863 سورة قريش 864 سورة الماعون 864 سورة الكوثر 865 سورة الكافرون 866 سورة النصر 866 سورة تبت 867 سورة الإخلاص 868 سورتا الفلق والناس 869 فائدة تتعلق بمعاني ألفاظ القرآن 872(1/884)
خطبة الكتاب 5 فوائد مهمة 12 الفائدة الأولى في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفن 12 الفائدة الثانية في الوقف والابتداء 24 تنبيهات مهمة 41 سورة الفاتحة 70 سورة البقرة 74 سورة آل عمران 151 سورة النساء 202 سورة المائدة 239 سورة الأنعام 263 سورة الأعراف 292 سورة الأنفال 318 سورة التوبة 330 سورة يونس عليه السلام 351 سورة هود عليه السلام 369 سورة يوسف عليه السلام 388 سورة الرعد 402 سورة إبراهيم عليه السلام 413 سورة الحجر 422
سورة النحل 428 سورة الإسراء 447 سورة الكهف 460 سورة مريم عليها السلام 475 سورة طه عليه الصلاة والسلام 485 سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 497 سورة الحج 510 سورة المؤمنون 523 سورة النور 532 سورة الفرقان 544 سورة الشعراء 554 سورة النمل 566 سورة القصص 577 سورة العنكبوت 590 سورة الروم 597 سورة لقمان 604 سورة السجدة 609 سورة الأحزاب 612 سورة سبأ 622 سورة الملائكة 630 سورة يس 636 سورة والصافات 644
سورة ص 654 سورة الزمر 663 سورة المؤمن 672 سورة فصلت 682 سورة الشورى 689 سورة الزخرف 696 سورة الدخان 704 سورة الجاثية 710 سورة الأحقاف 714 سورة القتال 720 سورة الفتح 724 سورة الحجرات 730 سورة ق 733 سورة والذاريات 738 سورة والطور 744 سورة والنجم 747 سورة القمر 751 سورة الرحمن 754 سورة الواقعة 758 سورة الحديد 764 سورة المجادلة 769 سورة الحشر 773
سورة الممتحنة 776 سورة الصف 780 سورة الجمعة 782 سورة المنافقين 784 سورة التغابن 786 سورة الطلاق 789 سورة التحريم 791 سورة الملك 794 سورة القلم 797 سورة الحاقة 802 سورة المعارج 804 سورة نوح عليه السلام 806 سورة الجن 808 سورة المزمل 810 سورة المدثر 813 سورة القيامة 816 سورة الإنسان 819 سورة والمرسلات 823 سورة النبأ 825 سورة والنازعات 829 سورة عبس 832 سورة التكوير 834
سورة الانفطار 836 سورة الرحيق 837 سورة الانشقاق 340 سورة البروج 842 سورة الطارق 844 سورة الأعلى 845 سورة الغاشية 846 صورة والفجر 848 سورة البلد 850 سورة والشمس 851 سورة والليل 852 سورة والضحى 853 سورة الانشراح 853 سورة والتين 854 سورة العلق 855 سورة القدر 856 سورة البينة 857 سورة الزلزلة 858 سورة والعاديات 859 سورة القارعة 860 سورة التكاثر 861 سورة والعصر 862
سورة الهمزة 862 سورة الفيل 863 سورة قريش 864 سورة الماعون 864 سورة الكوثر 865 سورة الكافرون 866 سورة النصر 866 سورة تبت 867 سورة الإخلاص 868 سورتا الفلق والناس 869 فائدة تتعلق بمعاني ألفاظ القرآن 872(1/885)
خطبة الكتاب 5 فوائد مهمة 12 الفائدة الأولى في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفن 12 الفائدة الثانية في الوقف والابتداء 24 تنبيهات مهمة 41 سورة الفاتحة 70 سورة البقرة 74 سورة آل عمران 151 سورة النساء 202 سورة المائدة 239 سورة الأنعام 263 سورة الأعراف 292 سورة الأنفال 318 سورة التوبة 330 سورة يونس عليه السلام 351 سورة هود عليه السلام 369 سورة يوسف عليه السلام 388 سورة الرعد 402 سورة إبراهيم عليه السلام 413 سورة الحجر 422
سورة النحل 428 سورة الإسراء 447 سورة الكهف 460 سورة مريم عليها السلام 475 سورة طه عليه الصلاة والسلام 485 سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 497 سورة الحج 510 سورة المؤمنون 523 سورة النور 532 سورة الفرقان 544 سورة الشعراء 554 سورة النمل 566 سورة القصص 577 سورة العنكبوت 590 سورة الروم 597 سورة لقمان 604 سورة السجدة 609 سورة الأحزاب 612 سورة سبأ 622 سورة الملائكة 630 سورة يس 636 سورة والصافات 644
سورة ص 654 سورة الزمر 663 سورة المؤمن 672 سورة فصلت 682 سورة الشورى 689 سورة الزخرف 696 سورة الدخان 704 سورة الجاثية 710 سورة الأحقاف 714 سورة القتال 720 سورة الفتح 724 سورة الحجرات 730 سورة ق 733 سورة والذاريات 738 سورة والطور 744 سورة والنجم 747 سورة القمر 751 سورة الرحمن 754 سورة الواقعة 758 سورة الحديد 764 سورة المجادلة 769 سورة الحشر 773
سورة الممتحنة 776 سورة الصف 780 سورة الجمعة 782 سورة المنافقين 784 سورة التغابن 786 سورة الطلاق 789 سورة التحريم 791 سورة الملك 794 سورة القلم 797 سورة الحاقة 802 سورة المعارج 804 سورة نوح عليه السلام 806 سورة الجن 808 سورة المزمل 810 سورة المدثر 813 سورة القيامة 816 سورة الإنسان 819 سورة والمرسلات 823 سورة النبأ 825 سورة والنازعات 829 سورة عبس 832 سورة التكوير 834
سورة الانفطار 836 سورة الرحيق 837 سورة الانشقاق 340 سورة البروج 842 سورة الطارق 844 سورة الأعلى 845 سورة الغاشية 846 صورة والفجر 848 سورة البلد 850 سورة والشمس 851 سورة والليل 852 سورة والضحى 853 سورة الانشراح 853 سورة والتين 854 سورة العلق 855 سورة القدر 856 سورة البينة 857 سورة الزلزلة 858 سورة والعاديات 859 سورة القارعة 860 سورة التكاثر 861 سورة والعصر 862
سورة الهمزة 862 سورة الفيل 863 سورة قريش 864 سورة الماعون 864 سورة الكوثر 865 سورة الكافرون 866 سورة النصر 866 سورة تبت 867 سورة الإخلاص 868 سورتا الفلق والناس 869 فائدة تتعلق بمعاني ألفاظ القرآن 872(1/886)
خطبة الكتاب 5 فوائد مهمة 12 الفائدة الأولى في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفن 12 الفائدة الثانية في الوقف والابتداء 24 تنبيهات مهمة 41 سورة الفاتحة 70 سورة البقرة 74 سورة آل عمران 151 سورة النساء 202 سورة المائدة 239 سورة الأنعام 263 سورة الأعراف 292 سورة الأنفال 318 سورة التوبة 330 سورة يونس عليه السلام 351 سورة هود عليه السلام 369 سورة يوسف عليه السلام 388 سورة الرعد 402 سورة إبراهيم عليه السلام 413 سورة الحجر 422
سورة النحل 428 سورة الإسراء 447 سورة الكهف 460 سورة مريم عليها السلام 475 سورة طه عليه الصلاة والسلام 485 سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 497 سورة الحج 510 سورة المؤمنون 523 سورة النور 532 سورة الفرقان 544 سورة الشعراء 554 سورة النمل 566 سورة القصص 577 سورة العنكبوت 590 سورة الروم 597 سورة لقمان 604 سورة السجدة 609 سورة الأحزاب 612 سورة سبأ 622 سورة الملائكة 630 سورة يس 636 سورة والصافات 644
سورة ص 654 سورة الزمر 663 سورة المؤمن 672 سورة فصلت 682 سورة الشورى 689 سورة الزخرف 696 سورة الدخان 704 سورة الجاثية 710 سورة الأحقاف 714 سورة القتال 720 سورة الفتح 724 سورة الحجرات 730 سورة ق 733 سورة والذاريات 738 سورة والطور 744 سورة والنجم 747 سورة القمر 751 سورة الرحمن 754 سورة الواقعة 758 سورة الحديد 764 سورة المجادلة 769 سورة الحشر 773
سورة الممتحنة 776 سورة الصف 780 سورة الجمعة 782 سورة المنافقين 784 سورة التغابن 786 سورة الطلاق 789 سورة التحريم 791 سورة الملك 794 سورة القلم 797 سورة الحاقة 802 سورة المعارج 804 سورة نوح عليه السلام 806 سورة الجن 808 سورة المزمل 810 سورة المدثر 813 سورة القيامة 816 سورة الإنسان 819 سورة والمرسلات 823 سورة النبأ 825 سورة والنازعات 829 سورة عبس 832 سورة التكوير 834
سورة الانفطار 836 سورة الرحيق 837 سورة الانشقاق 340 سورة البروج 842 سورة الطارق 844 سورة الأعلى 845 سورة الغاشية 846 صورة والفجر 848 سورة البلد 850 سورة والشمس 851 سورة والليل 852 سورة والضحى 853 سورة الانشراح 853 سورة والتين 854 سورة العلق 855 سورة القدر 856 سورة البينة 857 سورة الزلزلة 858 سورة والعاديات 859 سورة القارعة 860 سورة التكاثر 861 سورة والعصر 862
سورة الهمزة 862 سورة الفيل 863 سورة قريش 864 سورة الماعون 864 سورة الكوثر 865 سورة الكافرون 866 سورة النصر 866 سورة تبت 867 سورة الإخلاص 868 سورتا الفلق والناس 869 فائدة تتعلق بمعاني ألفاظ القرآن 872(1/887)
خطبة الكتاب 5 فوائد مهمة 12 الفائدة الأولى في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفن 12 الفائدة الثانية في الوقف والابتداء 24 تنبيهات مهمة 41 سورة الفاتحة 70 سورة البقرة 74 سورة آل عمران 151 سورة النساء 202 سورة المائدة 239 سورة الأنعام 263 سورة الأعراف 292 سورة الأنفال 318 سورة التوبة 330 سورة يونس عليه السلام 351 سورة هود عليه السلام 369 سورة يوسف عليه السلام 388 سورة الرعد 402 سورة إبراهيم عليه السلام 413 سورة الحجر 422
سورة النحل 428 سورة الإسراء 447 سورة الكهف 460 سورة مريم عليها السلام 475 سورة طه عليه الصلاة والسلام 485 سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 497 سورة الحج 510 سورة المؤمنون 523 سورة النور 532 سورة الفرقان 544 سورة الشعراء 554 سورة النمل 566 سورة القصص 577 سورة العنكبوت 590 سورة الروم 597 سورة لقمان 604 سورة السجدة 609 سورة الأحزاب 612 سورة سبأ 622 سورة الملائكة 630 سورة يس 636 سورة والصافات 644
سورة ص 654 سورة الزمر 663 سورة المؤمن 672 سورة فصلت 682 سورة الشورى 689 سورة الزخرف 696 سورة الدخان 704 سورة الجاثية 710 سورة الأحقاف 714 سورة القتال 720 سورة الفتح 724 سورة الحجرات 730 سورة ق 733 سورة والذاريات 738 سورة والطور 744 سورة والنجم 747 سورة القمر 751 سورة الرحمن 754 سورة الواقعة 758 سورة الحديد 764 سورة المجادلة 769 سورة الحشر 773
سورة الممتحنة 776 سورة الصف 780 سورة الجمعة 782 سورة المنافقين 784 سورة التغابن 786 سورة الطلاق 789 سورة التحريم 791 سورة الملك 794 سورة القلم 797 سورة الحاقة 802 سورة المعارج 804 سورة نوح عليه السلام 806 سورة الجن 808 سورة المزمل 810 سورة المدثر 813 سورة القيامة 816 سورة الإنسان 819 سورة والمرسلات 823 سورة النبأ 825 سورة والنازعات 829 سورة عبس 832 سورة التكوير 834
سورة الانفطار 836 سورة الرحيق 837 سورة الانشقاق 340 سورة البروج 842 سورة الطارق 844 سورة الأعلى 845 سورة الغاشية 846 صورة والفجر 848 سورة البلد 850 سورة والشمس 851 سورة والليل 852 سورة والضحى 853 سورة الانشراح 853 سورة والتين 854 سورة العلق 855 سورة القدر 856 سورة البينة 857 سورة الزلزلة 858 سورة والعاديات 859 سورة القارعة 860 سورة التكاثر 861 سورة والعصر 862
سورة الهمزة 862 سورة الفيل 863 سورة قريش 864 سورة الماعون 864 سورة الكوثر 865 سورة الكافرون 866 سورة النصر 866 سورة تبت 867 سورة الإخلاص 868 سورتا الفلق والناس 869 فائدة تتعلق بمعاني ألفاظ القرآن 872(1/888)